You are on page 1of 10

‫‪.

‬النوع الثالث‪ :‬أسباب النزول‬


‫أ‪ -‬تعريف السبب‬
‫ب‪-‬أسباب النزول‬
‫قسم نزل بدون سبب وهو أكثر القرآن‬
‫قسم نزل مرتبط بسبب من السباب‬
‫جـ‪ -‬الحكمة والفوائد من أسباب النزول‬
‫(الحكمة (معرفة وجه ما ينطوي عليه تشريع الحكم‬
‫الفوائد (الستعانة على فهم الية وتفسيرها‪ -‬أن لفظ الية يكون عاماً‬
‫ويقوم الدليل على تخصيصه‪-‬جـ‪ -‬دفع توهم الحصر‪ -‬معرفة اسم النازل‬
‫(فيه الية‬
‫د‪-‬كيفية معرفة أسباب النزول‬
‫هـ‪ -‬صيغة السبب‬
‫و‪ -‬اختلف روايات أسباب النزول‬
‫أ‪ -‬ضعف الرواة‬
‫ب‪ -‬تعدد السباب والمُنَزّل واحد‬
‫ج‪ -‬أن يتعدد نزول النص لتعدد السباب‬
‫ز‪ -‬تعدد النزول مع وحدة السبب‬
‫حـ‪ -‬تقدم نزول الية على الحكم (المثال الول ‪ -‬المثال الثاني ‪-‬المثال‬
‫الثالث ‪ -‬تعدد ما نزل في شخص واحد ‪-‬موافقات عمر بن الخطاب‬
‫(رضي ال عنه ‪-‬نزلت آيات في سعد بن أبي وقاص‬
‫ي_ أمثلة عن أسباب النزول قوله تعالى‪" :‬سيقول السفهاء من الناس"‬
‫‪-‬قوله تعالى‪ " :‬يوصيكم ال في أولدكم "‪ -‬قوله تعالى‪ :‬يا أيها الذين‬
‫أمنوا ل تسألوا عن أشياء "‪-‬قوله تعالى‪ " :‬وأقم الصلة طرفي النهار‬
‫وزلفا"‪-‬قوله تعالى‪ " :‬ول تجهر بصلتك ول تخافت بها"‪-‬قوله تعالى‪:‬‬
‫" ول تكرهوا فتياتكم على البِغاء"‪-‬قوله تعالى‪ " :‬ووصينا النسان‬
‫" بوالديه حسناً "‪-‬قوله تعالى‪ ":‬قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم‬
‫‪:‬أ‪ -‬تعريف السبب‬
‫‪.‬لغة‪ :‬الحبل‪ .‬ثم استعمل لكل شيء يتوصل به إلى غيره‬
‫شرعاً‪ :‬ما يكون طريقاً للوصول إلى الحكم غير مؤثر فيه‪ .‬مثاله‪ :‬زوال‬
‫الشمس علمة لوجوب الصلة‪ ،‬وطلوع الهلل علمة على وجوب‬
‫ص ْمهُ}‬
‫صوم رمضان في قوله تعالى‪َ { :‬ف َمنْ شَهِدَ ِمنْ ُكمْ الشّهْرَ َف ْليَ ُ‬
‫‪[[.‬البقرة‪185 :‬‬

‫‪:‬ب‪-‬أسباب النزول‬
‫‪.‬قسم نزل بدون سبب ‪ ،‬وهو أكثر القرآن ‪-1‬‬
‫‪:‬قسم نزل مرتبط بسبب من السباب‪ .‬ومن هذه السباب ‪-2‬‬
‫‪:‬أ‪ -‬حدوث واقعة معينة فينزل القرآن الكريم بشأنها‬
‫عن ابن عباس قال‪ :‬لما نزلت‪{ :‬وَأَنذِ ْر عَشِي َر َتكَ ا َلقْ َربِينَ} [ الشعراء‪:‬‬
‫‪ .]214‬خرج النبي صلى ال عليه وسلم حتى صعد الصفا‪ ،‬فهتف‪ :‬يا‬
‫صباحاه‪ ،‬فاجتمعوا إليه فقال" أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلً تخرج بسفح‬
‫هذا الجبل أكنتم مصدقي؟‪ "..‬الحديث ‪ ،‬فقال أبو لهب تباً لك‪ ،‬إنما‬
‫ت يَدَا َأبِي لَهَبٍ} [المسد‪1 :‬‬ ‫‪[.‬جمعتنا لهذا‪ ،‬ثم قام‪ ،‬فنزل قوله تعالى‪َ { :‬تبّ ْ‬
‫ب‪-‬أن يُسال الرسول صلى ال عليه وسلم عن شيء‪ ،‬فينزل القرآن‬
‫ببيان الحكم مثال ذلك‪ :‬عن عبد ال قال‪ :‬إني مع النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم في حرث بالمدينة وهو متكىء على عسيب‪ ،‬فمر بنا ناس من‬
‫اليهود فقالوا‪ :‬سلوه عن الروح‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬ل تسألوه فيستقبلكم بما‬
‫تكرهون‪ ،‬فأتاه نفر منهم فقالوا له‪ :‬يا أبا القاسم ما تقول في الروح؟‬
‫فسكت‪ ،‬ثم قام‪ ،‬فأمسك وجهه بيده على جبهته‪ ،‬فعرفت أنه ينزل عليه‪،‬‬
‫عنْ الرّوحِ قُلْ الرّوحُ ِمنْ َأمْرِ َربّي َومَا‬ ‫ك َ‬
‫س َألُو َن َ‬
‫فأنزل ال عليه‪َ { :‬ويَ ْ‬
‫‪[.‬أُوتِي ُتمْ ِمنْ ا ْل ِعلْمِ إِل َقلِيل} [السراء‪85 :‬‬

‫‪.‬جـ‪ -‬الحكمة والفوائد من أسباب النزول‬

‫‪:‬الحكمة ‪-1‬‬
‫أ‪ -‬معرفة وجه ما ينطوي عليه تشريع الحكم على التعيين لما فيه نفع‬
‫المؤمنين وغير المؤمنين‪ ،‬فالمؤمن يزداد إيماناً على إيمانه لما شاهده‬
‫وعرف سبب نزوله‪ ،‬والكافر إن كان منصفاً يبهره صدق هذه الرسالة‬
‫اللهية فيكون سبباً لسلمه‪ ،‬لن ما نزل بسبب من السباب إنما يدل‬
‫‪.‬على عظمة المُنزل وصدق المُنزَل عليه‬

‫‪:‬الفوائد ‪-2‬‬
‫أ‪ -‬الستعانة على فهم الية وتفسيرها وإزالة الشكال عنها‪ ،‬لما هو‬
‫‪.‬معلوم من الرتباط بين السبب والمسبب‬
‫قال الواحدي‪ :‬ل يمكن تفسير الية دون الوقوف على قصتها وبيان‬
‫‪.‬نزولها‬
‫قال ابن دقيق العيد‪ :‬بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني‬
‫‪.‬القرآن‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬معرفة سبب النزول يعين على فهم الية‪ ،‬فإن العلم‬
‫‪.‬بالسبب يورث العلم بالمسبب‬
‫س َبنّ الّذِينَ‬
‫وقد أشكل على مروان بن الحكم قوله تعالى‪{ :‬ل تَحْ َ‬
‫رحُونَ ِبمَا َأتَوا‪[ }...‬آل عمران‪188 :‬‬ ‫‪[.‬يَفْ َ‬
‫وقال‪ :‬لئن كان كل امرىء فرح بما أُوتي‪ ،‬وأحب أن يحمد بما لم يفعل‬
‫معذباً‪ ،‬لنعذبنّ أجمعون‪ ،‬حتى بين له ابن عباس أن الية نزلت في أهل‬
‫الكتاب حين سألهم النبي صلى ال عليه وسلم عن شيء‪ ،‬فكتموه إياه‪،‬‬
‫وأخبروه بغيره‪ ،‬وأَرَوْه أنهم أخبروه بما سألهم عنه‪ ،‬واستحمدوا بذلك‬
‫‪.‬إليه‬
‫ب‪ -‬أن لفظ الية يكون عاماً‪ ،‬ويقوم الدليل على تخصيصه‪ ،‬فإذا عُرف‬
‫‪.‬السبب قصر التخصيص على ما عدا صورته‬
‫جـ‪ -‬دفع توهم الحصر‪ ،‬قال المام الشافعي ما معناه في قوله تعالى‪:‬‬
‫حيَ ِإ َليّ مُحَ ّرمًا‪[ }...‬النعام‪ :]145 :‬إن الكفار لما‬
‫{قُلْ ل َأجِدُ فِي مَا أُو ِ‬
‫حرموا ما أحل ال‪ ،‬وأحلوا ما حرم ال‪ ،‬وكانوا على المضادة ‪ -‬أي‬
‫تصرفهم بقصد المخالفة ‪ -‬جاءت الية مناقضة لغرضهم فكأنه قال‪ :‬ل‬
‫‪.‬حلل إل ما حرمتموه‪ ،‬ول حرام إل ما أحللتموه‬
‫‪.‬د‪ -‬معرفة اسم النازل فيه الية‪ ،‬وتعيين المبهم فيه‬

‫‪:‬د‪-‬كيفية معرفة أسباب النزول‬


‫لما كان سبب النزول أمراً واقعاً نزلت بشأنه الية‪ ،‬كان من البَدَهي أل‬
‫يدخل العلم بهذه السباب في دائرة الرأي والجتهاد‪ ،‬لهذا قال المام‬
‫الواحدي‪ :‬ول يحل القول في أسباب النزول إل بالرواية والسماع ممن‬
‫‪.‬شاهدوا التنزيل ووقفوا على السباب‪ ،‬وبحثوا عن علمها‬
‫ومن هنا نفهم تشدد السلف في البحث عن أسباب النزول‪ ،‬حتى قال‬
‫المام محمد بن سيرين‪ :‬سألت عَبيدَةَ عن آية من القرآن‪ ،‬فقال‪ :‬اتق ال‬
‫‪.‬وقل سداداً‪ ،‬ذهَب الذين يعلمون فيما أنزل القرآن‬
‫وقد اتفق علماء الحديث على اعتبار قول الصحابي في سبب النزول‬
‫لن أسباب النزول غير خاضعة للجتهاد فيكون قول الصحابي حكمه‬
‫الرفع‪ ،‬أما ما يرويه التابعون من أسباب النزول‪ ،‬فهو مرفوع أيضاً‪،‬‬
‫‪.‬لكنه مرسل‪ ،‬لعدم ذكر الصحابي‬
‫لكن ينبغي الحذر والتيقظ‪ ،‬فل نخلط بأسباب النزول ما ليس منها‪ ،‬فقد‬
‫يقع على لسانهم قولهم‪ :‬نزلت هذا الية في كذا ويكون المراد موضوع‬
‫‪.‬الية‪ ،‬أو ما دلت عليه من الحكم‬

‫‪:‬هـ‪ -‬صيغة السبب‬


‫تكون نصحاً صريحاً في السببية إذا صرح الراوي بالسبب بأن ‪-1‬‬
‫يقول‪ :‬سبب نزول هذه الية كذا‪ ،‬أو يأتي الراوي بفاء التعقيب بعد ذكر‬
‫الحادثة‪ ،‬بأن يقول‪ :‬سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن كذا‪،‬‬
‫‪.‬فنزلت الية‬
‫تكون محتملة للسببية إذا قال الراوي‪ :‬أحسب هذه الية نزلت في ‪-2‬‬
‫كذا‪ ،‬أو ما أحسب هذه الية نزلت إل في كذا‪ ،‬مثال ذلك ما حدث للزبير‬
‫والنصاري ونزاعهما في سقي الماء‪ ،‬وتشاكيا إلى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ونفذ فيهما حكم ال‪ ،‬فكأن النصاري لم يعجبه هذه الحكم‪،‬‬
‫ح ّكمُوكَ فِيمَا شَجَرَ‬
‫حتّى يُ َ‬
‫فنزل قوله تعالى‪{ :‬فَل وَ َر ّبكَ ل يُ ْؤ ِمنُونَ َ‬
‫‪َ .‬ب ْينَهُمْ} [ النساء‪ .] 65 :‬فقال الزبير ما أحسب هذه الية إل في ذلك‬

‫‪.‬و‪ -‬اختلف روايات أسباب النزول‬


‫لما كان سبيل الوصول إلى أسباب النزول هو الرواية والنقل‪ ،‬كان ل بد‬
‫أن يعرض لها ما يعرض للرواية من صحة وضعف‪ ،‬واتصال‬
‫وانقطاع‪ ،‬غير أنا هنا على ظاهره هامة يحتاج الدارس إليها وهي‬
‫اختلف روايات أسباب النزول وتعددها‪ ،‬وذلك لسباب يمكن تلخيص‬
‫‪:‬مهماتها فيما يلي‬

‫‪:‬ضعف الرواة ‪-1‬‬


‫وضعف الراوي يسبب له الغلط في الرواية‪ ،‬فإذا خالفت روايته‬
‫‪.‬المقبولين‪ ،‬كانت روايته مردودة‬
‫ومن أمثلة ذلك‪ :‬قوله تعالى‪َ { :‬ولِّ ا ْلمَشْرِقُ وَا ْلمَغْرِبُ َفأَ ْي َنمَا تُ َولّوا َفثَمّ‬
‫جهُ الِّ} [ البقرة‪ .]115 :‬فقد ثبت أنها في صلة التطوع للراكب‬ ‫َو ْ‬
‫‪.‬المسافر على الدابة‬
‫أخرج مسلم عن ابن عمر قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يصلي وهو مقبل من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه‪،‬‬
‫جهُ الِّ}‪ .‬وأخرج الترمذي‬ ‫قال‪ :‬وفيه نزلت‪َ { :‬ف َأ ْينَمَا تُوَلّوا َف َثمّ وَ ْ‬
‫وضعّفه‪ :‬أنها في صلة من خفيت عليه القبلة فاجتهد فأخطأ القبلة‪ ،‬فإن‬
‫‪.‬صلته صحيحة‪ .‬فالمعوّل عليه هنا في سبب النزول الول لصحته‬

‫‪:‬تعدد السباب وال ُمنَزّل واحد ‪-2‬‬


‫وذلك بأن تقع عدة وقائع في أزمنة متقاربة‪ ،‬فتنزل الية لجلها كلها‪،‬‬
‫وذلك واقع في مواضيع متعددة من القرآن‪ ،‬والعمدة في ذلك على صحة‬
‫الروايات‪ ،‬فإذا صحت الروايات بعدة أسباب ولم يكن ثمة ما يدل على‬
‫‪.‬تباعدها كان ذلك دليلً على أن الكل سبب لنزول الية واليات‬
‫مثال ذلك‪ :‬آيات اللعان‪ :‬فقد أخرج البخاري‪ :‬أنها نزلت في هلل بن‬
‫أمية لما قذف امرأته عند النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فأنزل ال‪:‬‬
‫همْ ‪[ }..‬النور‪6 :‬‬
‫ن يَ ْرمُونَ أَزْوَاجَ ُ‬
‫‪{[.‬وَالّذِي َ‬
‫وفي الصحيحين ‪ :‬أنها نزلت في عويمر العجلني وسؤاله النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم عن الرجل يجد مع امرأته رجلً…فقال صلى ال عليه‬
‫‪".‬وسلم‪" :‬إنه قد أنزل فيك وفي صاحبتك القرآن‬
‫‪.‬وظاهر الحديثين الختلف‪ ،‬وكلهما صحيح‬
‫فأجاب المام النووي‪ :‬بأن أول من وقع له ذلك هلل‪ ،‬وصادف مجيىء‬
‫‪.‬عويمر أيضاً‪ ،‬فنزلت في شأنهما معاً‬

‫‪:‬أن يتعدد نزول النص لتعدد السباب ‪-3‬‬


‫قال المام الزركشي‪ :‬وقد ينزل الشيء مرتين تعظيماً لشأنه‪ ،‬وتذكيراً به‬
‫‪:‬عند حدوث سببه خوف نسيانه … ولذلك أمثلة‪ ،‬منها‬
‫ما ثبت في الصحيحين‪ :‬عن عبد ال بن مسعود في قوله تعالى‪:‬‬
‫{ويسألونك عن الروح} أنها نزلت لما سأله اليهود عن الروح وهو في‬
‫المدينة‪ ،‬ومعلوم أن هذه الية في سورة " سبحان " ‪ -‬أي السراء وهي‬
‫مكية بالتفاق ‪ ،‬فإن المشركين لما سألوه عن ذي القرنين وعن أهل‬
‫الكهف قبل ذلك بمكة‪ ،‬وأن اليهود أمروهم أن يسألوه عن ذلك‪ ،‬فأنزل‬
‫‪.‬ال الجواب‪ ،‬كما سبق بيانه‬
‫ول يقال‪ :‬كيف يتعدد النزول بالية الواحدة‪ ،‬وهو تحصيل حاصل؟‬
‫فالجواب‪ :‬أن لذلك فائدة جليلة ‪ ،‬والحكمة من هذا ‪ -‬كما قال الزركشي ‪-‬‬
‫أنه قد يحدث سبب من سؤال أو حادثة تقتضي نزول آية ‪ ،‬وقد نزل قبل‬
‫ذلك ما يتضمنها‪ ،‬فتؤدي تلك الية بعينها إلى النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ .‬تذكيراً لهم بها ‪ ،‬وبأنها تتضمن هذه‬

‫ز‪ -‬تعدد النزول مع وحدة السبب‬


‫قد يتعدد ما ينزل والسبب واحد ومن ذلك ما روي عن أم سلمة ‪-1‬‬
‫رضي ال عنها قالت ‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬ل أسمع ال ذكر النساء في‬
‫عمَلَ عَامِلٍ‬
‫ب لَ ُهمْ َربّهُمْ َأنّي ل ُأضِي ُع َ‬ ‫ستَجَا َ‬‫الهجرة بشيء‪ ،‬فأنزل ال {فَا ْ‬
‫‪ِ [.‬م ْنكُمْ ِمنْ َذكَرٍ أَوْ ُأ ْنثَى َبعْضُ ُكمْ ِمنْ َب ْعضٍ} [ آل عمران‪195:‬‬
‫عن أم سلمة قالت‪ :‬يا رسول ال ما لنا ل نذكر في القرآن كما يذكر ‪-2‬‬
‫س ِلمَاتِ} [الحزاب‪35 :‬‬ ‫س ِلمِينَ وَا ْلمُ ْ‬
‫‪[.‬الرجال‪ ،‬فأنزلت‪ِ{ :‬إنّ ا ْلمُ ْ‬
‫عن أم سلمة أنها قالت‪ :‬تغزوا الرجال ول تغزوا النساء‪ ،‬وإنما لنا ‪-3‬‬
‫لّ ِب ِه َبعْضَ ُكمْ عَلَى‬
‫نصف الميراث‪ ،‬فأنزل ال‪{ :‬وَل َتتَ َمنّوْا مَا َفضّلَ ا ُ‬
‫سبْنَ}‬‫سبُوا َولِلنّسَا ِء نَصِيبٌ ِممّا ا ْكتَ َ‬ ‫ض لِلرّجَالِ نَصِيبٌ ِممّا ا ْكتَ َ‬
‫َبعْ ٍ‬
‫‪ [ [ .‬النساء‪32 :‬‬

‫حـ‪ -‬تقدم نزول الية على الحكم‬


‫المثال الول‪ :‬قوله تعالى‪{ :‬قَدْ أَ ْفلَحَ َمنْ تَزَكّى} [العلى‪ ]14 :‬استدل ‪-1‬‬
‫بها على زكاة الفطر‪ ،‬والية مكية‪ ،‬وزكاة الفطر في رمضان‪ ،‬ولم يكن‬
‫‪.‬في مكة عيد ول زكاة‬
‫ل بِهَذَا ‪-2‬‬ ‫سمُ بِهَذَا ا ْل َبلَدِ * وََأنْتَ حِ ّ‬ ‫المثال الثاني‪ :‬قوله تعالى‪{ :‬ل ُأقْ ِ‬
‫ا ْل َبلَدِ} [البلد‪ ]2-1 :‬السورة مكية‪ ،‬وقد ظهر أثر الحل يوم فتح مكة‪ ،‬حتى‬
‫‪ ".‬قال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬أحلت لي ساعة من نهار‬
‫ولّونَ ال ّدبُرَ} [ القمر‪-3 :‬‬ ‫جمْعُ َويُ َ‬ ‫سيُهْ َزمُ ا ْل َ‬
‫المثال الثالث‪ :‬قوله تعالى‪َ { :‬‬
‫‪ ]45‬قال عمر ابن الخطاب‪ :‬كنت ل أدري أي الجمع يهزم؟ فلما كان‬
‫جمْعُ‬
‫سيُهْ َزمُ الْ َ‬
‫يوم بدر رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪َ { :‬‬
‫‪َ }.‬ويُ َولّونَ ال ّدبُرَ‬

‫‪.‬‬
‫ط‪ -‬تعدد ما نزل في شخص واحد‬

‫‪:‬موافقات عمر بن الخطاب رضي ال عنه ‪-1‬‬


‫أخرج البخاري عن أنس قال‪ :‬قال عمر‪ :‬وافقت ربي في ثلث‪ .‬قلت‪ :‬يا‬
‫رسول ال لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى‪ ،‬فنزلت‪{ :‬وَاتّخِذُوا ِمنْ‬
‫صلّى} [ البقرة‪125 :‬‬
‫‪[.‬مَقَامِ ِإبْرَاهِيمَ مُ َ‬
‫وقلت يا رسول ال‪ :‬إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر‪ ،‬فلو أمرتهن‬
‫أن يحتجبن‪ ،‬فنزلت آية الحجاب‪ ،‬واجتمع على رسول ال صلى ال‬
‫طلّ َق ُكنّ َأنْ‬
‫عليه وسلم نساؤه في الغيرة‪ ،‬فقلت لهن‪{ :‬عَسَى َر ّبهُ ِإنْ َ‬
‫خيْرًا ِم ْن ُكنّ} [التحريم‪ ]5 :‬فنزلت كذلك‬ ‫‪ُ .‬يبْ ِد َلهُ أَزْوَاجًا َ‬
‫نزلت آيات في سعد بن أبي وقاص‪ :‬قال‪ :‬كانت أمي حلفت أل تأكل ‪-2‬‬
‫ول تشرب حتى أفارق محمد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فأنزل ال {وَِإنْ‬
‫طعْ ُهمَا} [لقمان‪:‬‬ ‫ع ْلمٌ فَل تُ ِ‬
‫س َلكَ ِبهِ ِ‬
‫ن تُشْ ِركَ بِي مَا َليْ َ‬
‫ك عَلى َأ ْ‬
‫جَاهَدَا َ‬
‫‪15[.‬‬
‫الية الثانية‪ :‬يقول سعد‪ :‬أخذت سيفاً فأعجبني‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول ال هب‬
‫‪.‬لي هذا‪ ،‬فنزلت سورة النفال‬

‫‪.‬ي‪ -‬أمثلة عن أسباب النزول‬


‫سيَقُولُ السّفَهَاءُ ِمنْ النّاسِ} [البقرة‪ ]142 :‬نزلت في ‪-1‬‬ ‫قوله تعالى‪َ { :‬‬
‫‪.‬تحويل القبلة‬
‫لما قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم فصلى نحو بيت المقدس ستة‬
‫عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً‪ ،‬وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يحب أن يتوجه نحو الكعبة‪ ،‬فأنزل ال تعالى‪َ { :‬ق ْد نَرَى تَ َقلّبَ َوجْ ِهكَ فِي‬
‫سمَاءِ} [البقرة‪ ،]144 :‬فقال السفهاء من الناس‪-‬وهم اليهود‪{ -‬مَا‬ ‫ال ّ‬
‫َولّ ُهمْ عَنْ ِقبْ َلتِ ِهمْ اّلتِي كَانُوا عَ َليْهَا} قال ال تعالى‪{ :‬قُلْ لِّ ا ْلمَشْرِقُ‬
‫‪[.‬وَالْ َمغْرِبُ} [البقرة‪142 :‬‬
‫‪[.‬قوله تعالى‪{ :‬يوصيكم ال في أولدكم} [النساء ‪-2 11 :‬‬
‫عن جابر قال‪ :‬عادني رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر في بني‬
‫سلمة يمشيان‪ ،‬فوجدني ل أعقل‪ ،‬فدعا بماء فتوضأ‪ ،‬ثم رش عليّ منه‬
‫فأفقت فقلت‪ :‬كيف أصنع في مالي يا رسول ال؟ فنزلت‪{ :‬يوصيكم ال‬
‫‪{.‬في أولدكم‬
‫شيَاءَ ِإنْ ُتبْ َد َلكُمْ ‪-3‬‬
‫عنْ أَ ْ‬
‫ن آ َمنُوا ل تَسْ َألُوا َ‬
‫قوله تعالى‪{ :‬يَا َأيّهَا الّذِي َ‬
‫ؤ ُكمْ} [المائدة‪101 :‬‬ ‫‪[.‬تَسُ ْ‬
‫عن ابن عباس قال‪ :‬كان قوم يسألون النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫استهزاءً‪ ،‬فيقول الرجل‪ :‬من أبي؟ ويقول الرجل تضل ناقته‪ :‬أين ناقتي ؟‬
‫‪.‬فأنزل ال تعالى فيهم هذه الية‬
‫سنَاتِ ‪-4‬‬
‫قوله تعالى‪{ :‬وََأ ِقمْ الصّلةَ طَ َرفِي النّهَارِ وَ ُزلَفًا ِمنْ الّليْلِ ِإنّ الْحَ َ‬
‫س ّيئَاتِ} [هود‪114:‬‬ ‫‪[.‬يُذْ ِه ْبنَ ال ّ‬
‫عن عبد ال قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا‬
‫رسول ال إني عالجت امرأة في أقصى المدينة وإني أصبت منها ما‬
‫دون أن آتيها وأنا هذا فاقض فيّ ما شئت‪ ،‬قال‪ :‬فقال عمر‪ :‬لقد سترك‬
‫ال لو سترت نفسك‪ ،‬فلم يرد عليه النبي صلى ال عليه وسلم شيئاً‪،‬‬
‫فانطلق الرجل فأتبعه رجلً ودعاه‪ ،‬فتل عليه هذه الية‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬يا‬
‫‪ ".‬رسول ال هذا له خاصة؟ قال‪ " :‬ل‪ ،‬بل للناس كافة‬
‫ت بِهَا} [ السراء‪-5 110 :‬‬ ‫‪[.‬قوله تعالى‪{ :‬وَل َتجْهَ ْر بِصَل ِتكَ وَل تُخَافِ ْ‬
‫عن عباس قال‪ :‬نزلت ورسول ال صلى ال عليه وسلم مختف بمكة‪،‬‬
‫وكانوا إذا سمعوا القرآن سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به‪ ،‬فقال ال‬
‫عز وجل لنبيه صلى ال عليه وسلم‪{ :‬وَل َتجْهَ ْر بِصَل ِتكَ} أي بقراءتكم‬
‫ت بِهَا} عن أصحابك فل‬ ‫فيسمع المشركون فيسبوا القرآن {وَل ُتخَافِ ْ‬
‫سبِيل‬ ‫‪}.‬يسمعون }وَا ْبتَ ِغ َبيْنَ َذلِكَ َ‬
‫علَى ا ْل ِبغَاءِ} [ النور‪-6 33 :‬‬ ‫‪ [.‬قوله تعالى‪{ :‬وَل ُتكْرِهُوا َف َتيَا ِتكُ ْم َ‬
‫عن جابر قال‪ :‬كان لعبد ال بن أبي جاريه يقال لها‪ :‬مسيكة‪ ،‬فكان‬
‫علَى‬‫يكرهها على البغاء‪ ،‬فأنزل ال عز وجل‪{ :‬وَل ُتكْرِهُوا َف َتيَا ِتكُ ْم َ‬
‫‪}.‬ا ْل ِبغَاءِ‬
‫سنًا} [ العنكبوت‪ ] 8 :‬عن ‪-7‬‬ ‫ح ْ‬
‫ن بِوَالِ َد ْيهِ ُ‬‫ص ْينَا ا ِلنْسَا َ‬
‫قوله تعالى‪{ :‬وَوَ ّ‬
‫سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه قال‪ :‬نزلت هذه الية فيّ‪ ،‬قال‪ :‬حلفت‬
‫أم سعد ل تكمله أبداً حتى يكفر بدينه‪ ،‬ول تأكل ول تشرب‪ ،‬ومكثت‬
‫ص ْينَا ا ِلنْسَانَ‬
‫ثلثة أيام حتى غشي عليها الجهد‪ ،‬فأنزل ال تعالى‪{ :‬وَوَ ّ‬
‫سنًا‬‫‪{.‬بِوَالِ َد ْيهِ حُ ْ‬
‫همْ ل تَ ْقنَطُوا ِمنْ ‪-8‬‬ ‫عبَادِي الّذِينَ أَسْ َرفُوا عَلَى َأنْفُسِ ِ‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬قُ ْل يَا ِ‬
‫ح َمةِ الِّ} [الزمر‪53 :‬‬ ‫‪َ [.‬ر ْ‬
‫عن أبن عباس أن ناساً من أهل الشرك كانوا قد قتلوا فأكثروا وزنوا‬
‫فأكثروا‪ ،‬ثم أتوا محمداً صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬إن الذي تقول‬
‫وتدعو إليه لحسن‪ ،‬لو تخبرنا أن لما عملناه كفارة‪ ،‬فنزلت هذه الية‪:‬‬
‫عبَادِي الّذِينَ أَسْرَفُوا‬
‫‪{...}.‬قُ ْل يَا ِ‬

You might also like