You are on page 1of 93

‫ثلثون درسا للصائمي‬

‫عائض بن عبدال القرن‬

‫‪www.saaid.net‬‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬
‫الهداء‬

‫إل كل صائم قائم ‪ .‬إل الذين ذبلت شفاههم من الصيام ‪.‬‬


‫وجفت أكبادهم من الظمأ ‪ .‬وخصت بطونم من الوع ‪.‬‬
‫إل من صام رمضان إيانا واحتسابا أُهدي هذي الكتاب‬

‫عائض‬
‫بسم الله الرحن الرحيم‬
‫ثلثون درسا للصائمي‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫المد ل اللك القدوس السلم ‪ ،‬ذي الطول والعزة والكرام ‪ ،‬هدانا للسلم ‪ ،‬وشرفنا‬
‫بالصلة والصيام‪.‬‬
‫والصلة والسلم على إمام الرسلي وخية الصلي وعلى آله وصحبه والتابعي وبعد‪.‬‬
‫فهذا كتاب "دروس للصائمي" جعت فيه من اليات أوقعها ‪ ،‬ومن الحاديث أصحها ‪،‬‬
‫ومن البيات أعذبا ‪ ،‬ومن الواعظ أرقها ‪ ،‬فهو كتاب للصالي ف مالس السمر وللمتنقلي‬
‫فس منازل السسفار ‪ ،‬وللحباب فس النهات ‪ ،‬وللوعاظ فس الحاضرات ‪ ،‬ولعسل السستاذ أن‬
‫يسسستفيد منسسه ‪ ،‬والطيسسب أن يعرج عليسسه وإمام السسسجد أن يقرأ فيسسه ‪.‬‬
‫جعلت مثثثثثثن مقاصثثثثثثد هذا الكتاب أمورا ثلثثثثثثثة ‪:‬‬
‫أولا ‪ :‬توثيق مواعظه ورقائقه بآيات الكتاب العزيز والسنة الصحيحة الثابتة فل أورد‬
‫حديثا ضعيفا أبدا ول قصة واهية ول أثرا مستغربا‪.‬‬
‫ثانيها ‪ :‬قصدت به غرس اليان ف النفوس وبناء اليقي ف القلوب ‪ ،‬وما قصدت جع‬
‫السائل الفقهية إذ كفان ف هذه الهمة الفضلء فأثروا با كتبوا الكتبة السلمية فجانب‬
‫الحكام كثية مادته ‪ ،‬ولكن اليانيات العب الوحيات والنداءات الليات هي الت تنقصنا ‪،‬‬
‫فعسى أن يكون هذا الهد ملبيا للطلب ‪.‬‬
‫ثالثها ‪ :‬حرصت ف هذه الدروس أن أكسوها بلباب الدب القشيب وأن أتوجها بتاج‬
‫الفصاحة الغر ‪ ،‬سيا على منهج القران الكري والسنة الطهرة ف جال العبارة ‪ ،‬وإشراق‬
‫اللفاظ وروعة الديباجه ‪ ،‬ليكون الطالع بي جدولٍ وخيلةٍ ‪ ،‬وبستان وواحة ‪ ،‬وماءٍ وظلّ ‪،‬‬
‫وط ّل وندى ‪.‬‬
‫سلم التحرز‬‫سل السس‬‫ل ينس قتس‬ ‫وكلمُها السحرُ الللُ لو أنّهُ‬
‫ود الحدّثسسُ أناسس ل تُوجسسز‬ ‫إن طال ل يلُل وإن هي أوجزت‬
‫س وغيسس مطرز‬ ‫بطرزٍ عذبس ٍ‬ ‫الذنس فس نغماتاس‬
‫ُ‬ ‫تعيشس‬
‫ُ‬ ‫دررٌ‬
‫مرحبا بالزائر الكريم‬
‫صحّ عنه عليه الصلة والسلم أنه إذا رأى اللل قال ‪ :‬رب وربك ال هللُ خيٍ ورشدٍ‬
‫((‬

‫‪ ،‬اللهم أهله علينا بالسلمة والسلم والمن واليان (‪.)1‬‬


‫))‬

‫ورمضان أشرفُ الشهور ‪ ،‬وأيامُه أحلى اليام ‪ ،‬يعاتب الصالون رمضان لقلة الزيارة ‪،‬‬
‫وطول الغياب ‪ ،‬فيأت بعد شوقٍ ‪ ،‬ويفد بعد فراق ‪ ،‬فيحييه لسان الال قائلً ‪.‬‬
‫يا حبيبا زارنا ف كل عام‬ ‫ل بالصيام‬ ‫مرحبا أهلً وسه ً‬
‫كل حبّ ف سوى الول حرام‬ ‫ب مفعمٍ‬‫قد لقيناك ب ّ‬
‫ث زدنا من عطاياك السام‬ ‫فاقبل اللهم رب صومنا‬
‫قلقٌ أسهرنا جُنح الظّلم‬ ‫ل تعاقبنا فقد عاقبنا‬
‫والعجيب أن هذا الضيف يصلح ال بقدمه القلوب ‪ ،‬ويغفرُ بزيارته الذنوب ‪ ،‬ويستر‬
‫بوصوله العيوب ‪ ،‬فحيّ هل وسهلً به ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() رواه الترمذي وأحد وإسحاق ف مسنديهما وهو حديث حسن ‪.‬‬
‫هديه صلى ال عليه وسلم ف الصوم‬
‫المد ل ‪ ،‬والصلة والسلم على رسول ال وعلى آله وصحبه ومن واله وبعد ‪.‬‬
‫يقول ابن القيم رحه ال تعال ‪ :‬وكان من هديه صلى ال عليه وسلم ف شهر رمضان‬ ‫((‬

‫الكثارُ من أنواع العبادات ‪ ،‬فكان جبيل عليه الصلة والسلم يدارسه القرآن الكري ف‬
‫رمضان ‪ ،‬وكان إذا لقيه جبيل أجود بالي من الريح الرسله ‪ ،‬وكان أجود الناس ‪ ،‬وأجود‬
‫ما يكون ف رمضان (‪ ، )1‬يكثر فيه من الصدقة والحسان وتلوة القرآن الكري ‪ ،‬والصلة‬
‫والذكر والعتكاف ‪.‬‬
‫ص رمضان من العبادة با ل يصّ غيه به من الشهور ‪ ،‬حت إنه كان ليواصل‬ ‫وكان ي ّ‬
‫فيه أحيانا ليوفر ساعات ليله وناره على العبادة ‪ ،‬وكان ينهى أصحابه عن الوصول ‪ ،‬فيقول‬
‫له ‪ :‬إنك تواصل ‪ ،‬فيقول ‪ :‬لستُ كهيئتكم ‪ ،‬إن أبيت عند رب يُطعمن ويسقين (‪. )2‬‬
‫))‬ ‫((‬

‫وال عز وجل رسوله عند هذا الوصال بلطائف العارف ‪ ،‬ودر الكم وفيض أنوار‬
‫الرسالة ‪ ،‬ل أنه طعام وشراب حقيقة ‪ ،‬إذ لو كان كذلك لا كان عليه الصلة والسلم‬
‫صائما ‪.‬‬
‫فلما قرّت عينه عليه الصلة والسلم بعبوده ‪ ،‬وانشرح صدره بقصوده وتنعم باله بذكر‬
‫موله ‪ ،‬وصلح حاله بالقرب مِن ربّه نسي الطعام والشراب كما قال الول ‪:‬‬
‫وليس بأن طعمت ول شربتا‬ ‫س‬‫سُ العانس‬ ‫فزادُ الرّوح أرواحس‬
‫إذا مسا أنست ربسك قسد عرفتسا‬ ‫فليسسسس يُضيك الفتارُ شيئا‬
‫والرسول صلى ال عليه وسلم أذكر الذاكرين وأعب ُد العابدين ‪ ،‬جعل شهر رمضان موسا‬
‫للعبادة ‪ ،‬وزمنا للذكر والتلوة ‪ .‬ليله صلى ال عليه وسلم قيام يناجي موله ‪ ،‬ويضرع إل ربه‬
‫يسأله العون والسداد والفتح الرشاد‪ ،‬يقرأ بالسور الطوال ‪ ،‬ويطيل الركوع والسجود ‪ ،‬شأن‬
‫النهم الذي ل يشبع من العبادة ‪ ،‬جعل من قيامه الليل زادا وعتادا ‪ ،‬وقوة وطاقة ‪ .‬قال تعال ﴿‬
‫جدْ ِبهِ‬
‫يَا أَّيهَا الْمُزّمّلُ ﴾ (الزمل‪ ﴿ )1:‬قُمِ اللّيْلَ ِإلّا قَلِيلً ﴾ (الزمل‪ )2:‬وقال تعال ﴿ وَمِنَ اللّيْ ِل فََت َه ّ‬

‫‪1‬‬
‫() متفق عليه عن ابن عباس ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() رواه البخاري ومسلم ومالك ف الوطأ ‪.‬‬
‫حمُودا ﴾ (السراء‪. )79:‬‬ ‫ك رَبّكَ مَقَاما َم ْ‬
‫نَافِلَةً لَكَ َعسَى أَنْ يَبْعَثَ َ‬
‫سا‪.‬‬
‫سظ وفتيس‬ ‫سة ووعس‬ ‫سح وتربيس‬ ‫سلم دعوة وجهاد ونصس‬ ‫سلة والسس‬ ‫سه الصس‬ ‫وناره عليس‬
‫•وكان من هديه صلى ال عليه وسلم أن ل يدخل ف صوم رمضان إل برؤية مققة‬
‫أو بشهادة شاهسسسسسسسسسسسسد واحسسسسسسسسسسسسد(‪.)1‬‬
‫•وكان عليه الصلة والسلم يث على السحور ‪ ،‬فقد صح عنه أنه قال ‪" :‬تسحروا‬
‫فان ف السحور بركة"(‪ )2‬لن وقت السحور مبارك ‪ ،‬إذ هو ف الثلث الخي من‬
‫الليل وقت النول اللي ‪ ،‬ووقت الستغفار‪ .‬قال تعال﴿وَبِالْأَ ْسحَارِ ُهمْ َيسْتَغْفِرُونَ‬
‫سحَارِ﴾ (آل عمران‪ :‬من الية ‪)17‬‬
‫﴾ (الذاريات‪ )18:‬وقال تعال ﴿ وَاْلمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَ ْ‬
‫ث إن السحور عون على الصيام والعبادة ‪ ،‬ث هو صرف للنعمة ف عبادة النعم سبحانه‬
‫وتعال ‪.‬‬
‫•وكان عليه الصلة والسلم فيما صح عنه أمرا وفعل يُعجل الفطار بعد غروب‬
‫الشمس(‪ ، )3‬فيفطر على رطب أو تر أو ماء(‪ )4‬لن خال العدة أوفق شئ له‬
‫اللوة ‪ ،‬فكان ف الرطب والتمر ما يوافق الصائم الائع ‪.‬‬
‫•وقد صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪ :‬إن للصائم عند فطره دعوة ما‬
‫((‬

‫ترد (‪ .)5‬فكان‪ .‬فكان عليه الصلة والسلم بيي الدنيا والخرة‪.‬‬ ‫))‬

‫•وكان يفطر صلى ال عليه وسلم قبل أن يصلي الغرب (‪. )6‬‬
‫وف الصحيح عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال إذا اقبل الليل من ها هنا ‪ ،‬وأدبر من ها‬
‫((‬

‫‪1‬‬
‫() رواه أبو داود والدار قطب وصححه ابن حبان والاكم ووافقه الذهب ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() متفق عليه ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه وأحد والبهيقي ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫() رواه أبو داود والترمذي وأحد وغيهم وحسنه اللبان ف إرواء الغليل ‪ 2/4‬ص ‪ 45‬وصححه ابن خزية وابن حبان‬
‫والاكم ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫() رواه ابن ماجه وحسنه الناؤوط ف تقيق زاد العاد ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫() رواه أحد والترمذي وأبو داود وابن خزية وسنده صحيح كما ذكر ذلك الناؤوط ف تقيق زاد العاد ‪.‬‬
‫هنا فقد أفطر الصائم (‪.)1‬‬
‫))‬

‫•وسافر رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فصام وأفطر ‪ ،‬وخيوا الصحابة ف‬


‫(‪)2‬‬
‫المرين‬
‫(‪)3‬‬
‫•وكان يأمرهم بالفطر إذا دنوا من عدوهم ليتقووا على قتاله‬
‫•وخرج صلى ال عليه وسلم لبعض غزواته وسراياه ف رمضان بل كانت بدر‬
‫الكبى ف رمضان ‪ ،‬فنصره ال نصرا ما سع العال بثله ‪ ،‬وأفطر صلى ال عليه‬
‫وسلم ف غزوتي من غزواته ‪ ،‬ف رمضان(‪ )4‬كما أخب بذلك عمر رضي ال عنه‬
‫عند الترمذي وأحد ‪ ،‬ول يدد صلى ال عليه وسلم تقدير السافة الت يفطر فيها‬
‫الصائم بد ول صح عنده ف ذلك شيء ‪.‬‬
‫•وكان من هديه صلى ال عليه وسلم أن يدركه الفجر وهو جنب من أهله ‪،‬‬
‫فيغتسل بعد الفجر ويصوم(‪ )5‬وكان يقبل بعد أزواجه وهو صائم ف رمضان(‪،)6‬‬
‫(‪)7‬‬
‫وشبه قبلة الصائم بالضمضة بالاء‪.‬‬
‫•وكان من هديه صلى ال عليه وسلم إسقاط القضاء عمن أكل وشرب ناسيا ‪ ،‬وأن‬
‫(‪)8‬‬
‫ال سبحانه هو الذي أطعمه وسقاه‬
‫والذي صح عنه عليه الصلة والسلم ‪ :‬أن الذي يفطر الصائم ‪ :‬الكل والشرب‬
‫والجامة(‪ )9‬والقيء(‪ .)10‬والقرآن الكري دل على أن الماع مفطر كالكل والشرب ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫() رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن الارود وغيهم ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() متفق عليه من حديث عائشة ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() رواه مسلم وأبو داود ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫() رواه الترمذي وأحد‬
‫‪5‬‬
‫() أخرجه مالك ف الوطأ ورواه البخاري ومسلم من حديث عائشة وأم سلمة رضي ال عنهما‬
‫‪6‬‬
‫() متفق عليه واللفظ لسلم ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫() أخرجه أبو داود من حديث عمر وصححه ابن خزية وابن حبان والاكم ووافقه الذهب‬
‫‪8‬‬
‫() أخرجه الماعة إل النسائي ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫() أخرجه أبو داود والدارمي وابن ماجه والطحاوي وابن الارود وصححه اللبان ف إرواء الغليل ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫() أخر جه أح د وأ بو داود والترمذي وا بن خزي ة وا بن حبان وا بن الارود والدار قط ن والا كم والبيه قي والطحاوي وقال‬
‫•واعتكف عليه الصلة والسلم ف العشر الواخر ف رمضان(‪ )11‬فجمع قلبه مع ال‬
‫تعال ‪ ،‬وفرغ باله من هوم الدنيا ‪ ،‬وسرح عي قلبه ف ملكوت السموات والرض‬
‫‪ ،‬وقلل من التقائه بالناس ‪ ،‬فأكثر من التبتل والبتهال ودعاء ذي اللل والكرام ‪.‬‬
‫وعكف قلبه على مدارسة الساء والصفات ‪ ،‬وعلى مطالعة اليات البينات ‪،‬‬
‫والتفكر ف ملوقات رب الرض والسموات ‪ ،‬فل اله إل ال كم من معرفة‬
‫وحصلت له ‪ ،‬وكم من نور ظهر له ‪ ،‬وكم من حقيقة ظفر با ؟ فهو اعلم الناس‬
‫بال ‪ ،‬وأخوف الناس من ال ‪ ،‬وأتقى الناس ل ‪ ،‬وأبلغ الناس توكل على ال ‪،‬‬
‫وأبذل الناس لنفسه ف ذات ال فعليه الصلة والسلم م تضوع مسك وفاح ‪ ،‬وما‬
‫ترن حام وناح ‪ ،‬وما شدا بلبل وصاح ‪.‬‬

‫الاكم صحيح على شرط الشيخي ووافقه الذهب ‪.‬‬


‫‪11‬‬
‫() متفق عليه ‪.‬‬
‫لاذا شرع الصيام ؟‬
‫المد ل ‪ ،‬والصلة والسلم على رسول ال وآله وصحبه وبعد ‪.‬‬
‫فلله ف شرعه أسرار ‪ ،‬وله ف أحكامه حكم‪ ،‬وله ف خلقه مقاصد ‪ ،‬فمن هذه السرار‬
‫والكم والقاصد ما تدركها العقول‪ ،‬ومنها ما تقف عندها كالة‪ ،‬وقد أخب سبحانه عن بعض‬
‫حكم الصيام فقال تعال ﴿ يَا أَّيهَا الّذِينَ آمَنُوا كُِتبَ عَلَيْ ُكمُ الصّيَامُ كَمَا كُِتبَ َعلَى الّذِينَ ِمنْ‬
‫قَبْلِ ُكمْ لَعَلّ ُكمْ تَتّقُونَ ﴾(البقرة‪ )183:‬إذن فالصوم طريق لتقوى ال عز وجل ‪ ،‬والصائم اقرب‬
‫الناس إل موله جلت قدرته ‪ ،‬جاع بطن الصائم فصفا قلبه ‪ ،‬وظمأت كبد الصائم فدمعت‬
‫عيناه ‪ ،‬وصح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪ :‬يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة‬
‫((‬

‫(‪)1‬‬
‫فليتزوج ‪ ،‬فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج‪ ،‬ومن ل يستطع فعليه بالصوم فانه لو وجاء‬
‫))‬

‫•الصوم يضيق ماري الطعام والدم ‪ ،‬وهي ماري الشيطان ‪ ،‬فتقل وسوسته ‪.‬‬
‫•الصوم يضعف الشهوة وخطرات السوء وواردات العصية فتشرق الروح ‪.‬‬
‫•الصوم يذكر الصائم بإخوانه الصائمي من الائعي الحتاجي والفقراء والساكي ‪،‬‬
‫فيحهم ويعطف عليهم ويد يده بالعون إليهم ‪.‬‬
‫أضحى رفيق الوع واللواء‬ ‫يسا صسائما ترك الطعام تعففسا‬
‫مفوفسسسسسة بالب والنداء‬ ‫أبشسر بعيدك فس القيامسة رحةس‬
‫•الصوم مدرسة لتربية النفس ‪ ،‬وتزكية القلب ‪ ،‬وغض البصر ‪ ،‬وحفظ الوارح‪.‬‬
‫•الصوم سر بي العبد وبي العبود سبحانه ‪ ،‬ففي الصحيح أن ال عز وجل " كل‬
‫عمل ابن آدم فانه ل وأنا أجزي به"(‪ .)2‬لن الصوم ل يطلع عليه إل ال تعال‬
‫بلف الصلة والزكاة والج ‪.‬‬
‫عرف السلف الصال الصيام قربة ل عز وجل ‪ ،‬ومضمارا للسباق وموسا للخيات‪،‬‬
‫فبكوا فرحا لستقباله ‪ ،‬وبكوا حزنا عند فراقه ‪.‬‬
‫عرف السلف الصيام فأحبوا رمضان واجتهدوا ف رمضان ‪ ،‬وبذلوا نفوسهم ف‬
‫‪1‬‬
‫() رواه الماعة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() رواه البخاري ومسلم وغيها ‪.‬‬
‫رمضان ‪ ،‬فجعلوا من لياليه قياما وركوعا وسجودا ودموعا وخشوعا ‪ ،‬وجعلوا من ناره ذكرا‬
‫وتلوة وتعليما ودعوة ونصحا ‪.‬‬
‫عرف السلف الصيام قرة عي وراحة نفس ‪ ،‬وانشراح صدر ‪ ،‬فربوا أرواحهم بقاصده ‪،‬‬
‫وزكوا قلوبم بتعاليمه ‪ ،‬وهذبوا نفوسهم بكمه ‪.‬‬
‫•كان السلف كما صح عنهم يلسون بصاحفهم ف الساجد ‪ ،‬يتلون ويبكون ‪،‬‬
‫ويفظون ألسنتهم وأعينهم عن الرام ‪.‬‬
‫•الصيام يا صائمون وحدة للمسلمي ‪ ،‬يصومون ف زمن ويفطرون ف زمن ‪،‬‬
‫جاعوا معا ‪ ،‬وأكلوا معا ‪ ،‬ألفة وإخاء ‪ ،‬وحب ووفاء ‪.‬‬
‫•الصيام يا صائمون كفارة للخطايا ومذهب للسيئات ‪ ،‬صح عنه عليه الصلة‬
‫والسلم أنه قال ‪ :‬المعة إل المعة ‪ ،‬والعمرة إل العمرة ‪ ،‬ورمضان إل رمضان‬ ‫((‬

‫‪ ،‬كفارات لا بينهما ما ل تؤت كبية (‪. )1‬‬


‫))‬

‫•والصيام يا صائمون صحة للنفس ‪ ،‬لنه يستفرغ الواد الفاسدة‪ ،‬ويريح العدة‬
‫ويصفي الدم ويطلق عمل القلب ‪ ،‬فتشرق به الروح ‪ ،‬وتصفو به النفس ‪ ،‬وتذب‬
‫به الخلق ‪.‬‬
‫•إذا صام الصائم ذات نفسه ‪ ،‬وانكسر قلبه وخفت مطامعه ‪ ،‬وذهبت شهواته ‪،‬‬
‫لذلك تكون دعوته مستجابة لقربه من ال عز وجل ‪.‬‬
‫•ف الصيام سر عظيم ‪ ،‬وهو امتثال عبودية ل عز وجل ‪ ،‬والذعان لمره والتسليم‬
‫لشرعه ‪ ،‬وترك شهوة الطعام والشراب والماع لرضاته‪.‬‬
‫•والصيام انتصار للمسلم على هواه ‪ ،‬وتفوق للمؤمن على نفسه ‪ ،‬فهو نصف الصب‬
‫‪ ،‬ومن ل يستطع الصيام بل عذر فلن يقهر نفسه ولن يغلب هواه‪.‬‬
‫•والصيام تربة هائلة للنفس ‪ ،‬لتكون على استعداد تام لتحمل الشاق والقيام بالهام‬
‫السام من جهاد وبذل وتضحية وإقدام ‪ .‬وذلك لا أراد طالوت أن يقاتل أعداءه‬
‫ابتلى ال قوم طالوت بنهر ‪ .‬وقال لم طالوت ﴿ فَمَنْ شَرِبَ مِْن ُه فَلَيْسَ مِنّي وَمَنْ َلمْ‬
‫‪1‬‬
‫() رواه مسلم والترمذي والنسائي ‪.‬‬
‫يَطْ َعمْ ُه فَإِنّهُ مِنّي ِإلّا َمنِ اغْتَرَفَ غُ ْرفَةً بَِيدِهِ﴾ (البقرة‪ :‬من الية ‪. )249‬‬
‫فنجح أهل الصب وفاز منهم من غلب هواه ‪ ،‬وتلف عن الهاد عبدة الشهوات‬
‫القهورون تت سلطان طبائعهم‪.‬‬
‫ولعل بعض حكم الصوم تتلخص ف أنه تقوى ل عز وجل ‪ ،‬وامتثال لمره وقهر‬
‫للهوى‪ ،‬انتصار على النفس ‪ ،‬وتيئة للمسلم ف مواقف التضحية وضبط للجوارح ‪ ،‬وكبح‬
‫للشهوات ‪ ،‬وصحة للجسم ‪ ،‬ومكفر للسيئات ‪ ،‬وألفة وإخاء ‪ ،‬وشعور بوع الائعي ‪،‬‬
‫وحاجة الحتاجي‪ ،‬وال أعلم ‪.‬‬
‫القرآن الكري وشهر رمضان‬
‫المسسد ل ‪ ،‬والصسسلة والسسسلم على رسسسول ال وآله وصسسحبه وبعسسد ‪.‬‬
‫فالقران الكري يب رمضان ‪ ،‬ورمضان يب القران الكري ‪ ،‬فهما صديقان حبيبان ‪ .‬قال‬
‫هدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ (البقرة‪ :‬من‬
‫تعال ﴿ َشهْ ُر رَ َمضَانَ اّلذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنّاسِ وَبَيّنَاتٍ مِ َن الْ ُ‬
‫الية ‪.)185‬‬
‫نزل القران الكري كله إل ساء الدنيا من اللوح الحفوظ ف رمضان ‪ ،‬وتشر هذا الشهر‬
‫بنول هذا الكتاب فيه ‪ ،‬ولذلك كان صلى ال عليه وسلم يتدارس القران الكري مع جبيل‬
‫عليه السلم ف رمضان ‪ ،‬يسمعه ويتدبره ويتلوه ويتأمل عبه ‪ ،‬ويعيش أنداءه ‪ ،‬ويسرح طرف‬
‫القلب ف خائله ‪ ،‬ويطلق كف الب ف كنوزه ‪.‬‬

‫إن الصائم للقارئ يؤلف ف صيامه بي رمضان وبي القرآن الكري ‪ ،‬فيعيش هذا الشهر‬
‫مع هذا الكتاب العظيم الذي قال ال فيه ﴿ كِتَابٌ أَنْ َزلْنَاهُ ِإلَيْكَ مُبَارَكٌ لَِيدّبّرُوا آيَاِتهِ َولِيَتَ َذكّرَ‬
‫أُولُو الَْألْبَابِ ﴾(صّ‪َ ﴿ )29:‬أفَل يََتدَبّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ َأقْفَاُلهَا ﴾ (ممد‪َ ﴿ )24:‬أفَل‬
‫جدُوا فِيهِ اخْتِلفا كَثِيا ﴾(النساء‪)82:‬‬ ‫يََتدَبّرُونَ الْقُرْآنَ َوَلوْ كَانَ مِنْ عِْندِ غَْيرِ اللّهِ َلوَ َ‬
‫القران الكري ف رمضان له طعم ومذاق ‪ ،‬وله إياءات خاصة ودللت من نوع آخر ‪.‬‬
‫القرآن الكري ف رمضان مضل النداء معطر النسمات شذي النفاس ‪.‬‬
‫القران الكري ف رمضان يعيد ذكرى نزوله ‪ ،‬وأيام تدارسه ‪ ،‬وأوقات اهتمام السلف به‪.‬‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ( اقرؤوا القرآن فانه يأت يوم القيامة شفيعا‬
‫لصحابه"(‪)1‬وقال صلى ال عليه وسلم " خيكم من تعلم القرآن وعلمه"(‪ )2‬وقال عليه‬
‫الصلة والسلم " اقرءوا الزهراوين ‪ ،‬سورة البقرة وآل عمران ‪ ،‬فانما تأتيان كغمامتي أو‬
‫غيابتي ‪ ،‬أو كفران من طي صواف تظلن صاحبهما يوم القيامة "(‪ )3‬وقال عليه الصلة‬

‫‪1‬‬
‫() رواه مسلم ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() رواه البخاري ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫()رواه مسلم ‪.‬‬
‫والسلم" الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البرة ‪ ،‬والذي قرأ القرآن‬
‫(‪)1‬‬
‫وهو يتعتع فيه له أجران "‬
‫سريت تز القلب سبحان من أسرى‬ ‫سعتك يا قران والليل غافل‬
‫وطفنا ربوع الكون نلؤها أجرا‬ ‫فتحنا بك الدنيا فاشرق صبحها‬
‫أسلفنا إذا قدم رمضان فتحوا الصاحف وحلوا وارتلوا مع القران الكري ‪.‬‬
‫ثبت عن المام مالك أنه كان ف رمضان ل يتشاغل ال بالقرآن الكري‪ ،‬وكان يعتزل‬
‫التدريس والفتيا واللوس للناس ‪ ،‬ويقول شهر القرآن الكري‪.‬‬
‫بيوت سلفنا كان لا ف رمضان خاصة دوي كدوي النحل ‪ ،‬تشع نورا وتل سعادة ‪،‬‬
‫كانوا يرتلون القرآن ترتيل ‪ ،‬يقفون عند عجائبه ويبكون عن عظاته ‪ ،‬ويفرحون ببشارته‬
‫ويأترون بأمره وينتهون بنهيه ‪.‬‬
‫صح أن ابن مسعود رضي ال عنه قرأ على رسولنا صلى ال عليه وسلم أول سورة‬
‫شهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ َعلَى َهؤُلءِ‬
‫النساء(‪ )2‬فلما بلغ قوله تعال ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلّ أُمّةٍ ِب َ‬
‫شهِيدا ﴾ (النساء‪)41:‬‬ ‫َ‬
‫شهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ َعلَى َهؤُلءِ َشهِيدا ﴾ (النساء‪ )41:‬قال له‬ ‫﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلّ أُمّةٍ ِب َ‬
‫عليه الصلة والسلم " حسبك الن " قال ‪ .‬فنظرت فإذا عيناه تذرفان ‪ ،‬إنه الحب سع كلم‬
‫حبيبه‬
‫فبكسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى ‪:‬‬
‫تبي من بكى من تباكى‬ ‫إذا اشتبكت دموع ف خدود‬
‫لن به من التقوى حراكا‬ ‫فأما من بكى فيذوب وجدا‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أنه استمع لب موسى رضي ال عنه ث قال له " لو رأيتن‬
‫وأنا استمع إل قراءتك البارحة ‪ ،‬لقد أوتيت مزمارا من مزامي آل داود" فقال أبو موسى ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫() متفق عليه‬
‫‪2‬‬
‫() رواه البخاري ومسلم والترمذي ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫لو علمت يا رسول ال أنك تستمع ل لبته لك تبيا‬
‫والعن لملت صوت أكثر وأكثر ‪ ،‬فجعلت القران الكري به أكثر تأثيا وروعة وجال‪.‬‬
‫كان عمر ر ضي ال ع نه إذا اجت مع ال صحابة قال ‪ :‬يا أبا مو سى ذكرنا رب نا فيندفع أ بو‬
‫موسسسسسسسى يقرأ بصسسسسسسوته الميسسسسسسل وهسسسسسسم يبكون ‪:‬‬
‫فكيف بعين لو رأت شخصه بدا‬ ‫وإن ليبكين ساع كلمه‬
‫وشوق قلوب العارفي تددا‬ ‫وتل ذكره فحن حنينه‬
‫لاس فسسدت أمزجسة التأخريسن عسن سساع كلم رب العاليس ‪ ،‬ظهرت التربيسة معوجسة ‪،‬‬
‫والفطرة معكوسسسسسسسسسسسسسة ‪ ،‬والفهام سسسسسسسسسسسسسقيمة‪.‬‬
‫لا استبدل القران الكري بغيه حل الفساد ‪ ،‬وكثر البلء ‪ ،‬واضطربت الفاهيم ‪ ،‬وفشلت‬
‫العزائم ‪.‬‬
‫القران الكريثثث مهمتسسسه هدايسسسة الناس إل طريسسسق ال السسسستقيم ‪.‬‬
‫القران الكريثث نور وشفاء لاسس فسس الصسسدور وعلم وثقافسسة ومعرفسسة وبرهان‪.‬‬
‫القران الكريثثثث حياة وروح وإنقاذ وسسسسسعادة وأجسسسسر ومثوبسسسسة‪.‬‬
‫القران الكريثث تعاليسسم ربانيسسة ‪ ،‬ودسسستور اليسس ‪ ،‬وحكمسسة خالدة ‪.‬‬
‫فهل لنا أن نعيش مع القران الكري ف رمضان وغي رمضان ‪ ،‬وهل لنا ان نعرف عظمة‬
‫القران الكر ي فنمل حيات نا سعادة بالقران الكر ي ‪ ،‬ونورا بالقران الكر ي ‪ ،‬وإشرا قا مع القران‬
‫الكريسسسسسسس ‪ ،‬هسسسسسسسل لنسسسسسسسا أ‪ ،‬نفعسسسسسسسل ذلك ؟‬

‫‪3‬‬
‫()متفق عليه‬
‫حداء الصائمي‬
‫المسسد ل ‪ ،‬والصسسلة والسسسلم على رسسسول ال وآله وصسسحبه وبعسسد ‪.‬‬
‫للصسسسسسائمي نغمات خاصسسسسسة ‪ ،‬وأهازيسسسسسج موقرة وحداء خالد ‪.‬‬
‫للصائمون أكثر الناس ذكرا ل عز وجل تسبيحا وتليل وتكبيا واستغفارا ‪ ،‬إذا طال‬
‫النهار على الصائمي قصروه بالذكار ‪ ،‬وإذا آلهم الوع أذهبت حرارته الذكار ‪ ،‬فهم من‬
‫ذكرهم ف متعة ‪ ،‬ومن تسبيحهم ف سعادة ‪ .‬يذكرون ال فيذكرهم ‪ ﴿ :‬فَا ْذكُرُونِي أَ ْذكُ ْركُمْ﴾‬
‫(البقرة‪ :‬من الية ‪ ﴿ )152‬ويشكرونه فيزيدهم ﴾ (إبراهيم‪ :‬من الية ‪)7‬‬

‫الصسسسائمون الصسسسادقون يذكرون ال قيامسسسا وقعودا وعلى جنوبمسسس ‪.‬‬


‫الصائمون الصادقون تطمئن قلوبم بذكر ال ‪ ،‬وتسعد أرواحهم بب ال ‪ ،‬وترتاح‬
‫نفوسهم بالشوق إل ال‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أ‪،‬ه قال ‪":‬مثل الذي يذكر ربه والذي ل يذكره كمثل‬
‫الي واليت "(‪ )1‬فل إله إل ال كم من ميت ما عرف الذكر وهو يعيش ف الياة ويأكل‬
‫ويشرب ويسرح ويرح ؟ ولكنه ما عرف الياة أبدا ‪.‬‬
‫وصح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪" :‬سبق الفردون ‪ .‬قالوا ‪ :‬وما الفردون يا رسول‬
‫(‪)2‬‬
‫ال ؟ قال ‪ :‬الذاكرون ال كثيا والذاكرات"‬
‫الصائم الذاكر أسبق الناس إل اليات ‪ ،‬سريع إل النة ‪ ،‬بعيد عن النار ‪ ،‬سجلته مليئة‬
‫بالسنات ‪ ،‬مفعمة باليات ‪ ،‬فهنيئا له ‪.‬‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أ‪،‬ه قال لرجل سأله عن عمل يتشبث به ‪ .‬قال له ‪ " :‬ل‬
‫(‪)3‬‬
‫يزال لسانك رطبا من ذكر ال "‬
‫والتعبي هذا جيل كل المال ‪ ،‬غاية ف الروعة ‪ ،‬ناية البداع ‪ ،‬كيف يوع الصائم وهو‬
‫يذكر ال دائما ‪ ،‬كيف يظمأ الصائم وهو يسبح بمد ال أبدا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() رواه البخاري ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() رواه مسلم ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() رواه الترمذي وصححه الاكم ووافقه الذهب وصححه اللبان أيضا ‪.‬‬
‫رب ذكرى قربت من نزحا‬ ‫أذكرونا مثل ذكرانا لكم‬
‫سكب الدمع ونادى الفرحا‬ ‫واذكروا صبا إذا مر بكم‬
‫الذاكرون ال كثيا هم الذين يذكرونه مع خروج النفاس وتلقي الشفتي ‪ .‬وتعاقب‬
‫اللحظات ‪.‬‬
‫الذاكرون ال كثيا سجلوا بذكرهم أعظم الجور وأعلى المنيات وأجزل العطيات‪.‬‬
‫إذا أعرض بعض القصرين عن ذكر رب العالي ‪ ،‬اجتاحتهم الموم ‪ ،‬وأحدقت بم‬
‫الغموم ‪ ،‬وتوالت عليهم الحزان ‪ ،‬عندهم الدواء ولكن تناولوه ‪ ،‬ولديهم العلج ولكن ما‬
‫ن الْقُلُوبُ ﴾ (الرعد‪ :‬من الية ‪)28‬‬
‫عرفوه ‪ ﴿ :‬أَل ِب ِذكْرِ اللّهِ َت ْطمَئِ ّ‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪ " :‬من قال سبحان ال وبمده غرست له نلة ف‬
‫النسسة "(‪)1‬فكسسم مسسن النخيسسل يفوت أهسسل النوم الثقيسسل والعبسسث الطويسسل ‪.‬‬
‫وترحه ونفسك ما رحتا‬ ‫أتشفق للمصر على الطايا‬
‫وبالتفريط دهرك قد قطعتا‬ ‫تقطعن على التفريط دوما‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال " لئن أقول سبحان ال والمد ل ول اله إل ال‬
‫(‪)2‬‬
‫وال أكب أحب إل ما طلعت عليه الشمس"‬
‫ما هي الدنيا ؟ ما هو ذهبها ؟ وما هي فضتها ؟ أي شئ قصورها ودورها ؟ هكذا يزنا‬
‫عليه الصلة والسلم ‪ ،‬ويثمنها فكل ما طلعت عليه الشمس ل يساوي " سبحان ال ول اله‬
‫إل ال وال أكب "‬
‫فهل من ذاكر يل ساعاته بذه الكلمات الغاليات ليجدها يوم العرض الكب نورا وحبورا‬
‫وسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرورا‪.‬‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال " أل أنبئكم بي أعمالكم وأزكاها عند مليككم‬
‫وخي لكم من إنفاق الذهب والورق وخي لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم‬

‫‪1‬‬
‫() رواه الترمذي وقال حديث حسن ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() رواه مسلم‬
‫(‪)3‬‬
‫ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا بلى يا رسول ال ‪ :‬قال ذكر ال تعال "‬
‫كان البرار إذا صلوا الفجر يذكرون ال عز وجل حت يرتفع النهار ‪ ،‬كان بعضهم ينشر‬
‫مصحفه بعد صلة الفجر فيسرح طرفه ف اليات البينات والكم البالغات فيمل صدره نورا‬
‫وديوانه أجرا ‪.‬‬
‫إن القصر كل التقصي من فاته رمضان ‪ ،‬ول يسعد فيه بذكر ربه ‪ ،‬ول يصرف ساعاته‬
‫ف تسبيح موله ‪.‬‬
‫فهل من مثابر يغتنم أنفاس العمر ودقائق الزمن ؟‬
‫إن الياة دقائق وثوان‬ ‫دقات قلب الرء قائلة له‬
‫فالذكر للنسان عمر ثان‬ ‫فارفع لنفسك قبل موت ذكرها‬

‫‪3‬‬
‫() رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الاكم ووافقه الذهب ‪ ،‬وصححه اللبان أيضا ‪.‬‬
‫رمضان مدرسة للجود والعطاء‬
‫سد ‪.‬‬‫سحبه أجعي س وبعس‬ ‫سول ال وآله وصس‬ ‫سلم على رسس‬ ‫سلة والسس‬ ‫سد ل والصس‬ ‫المس‬
‫جدُوهُ عِْندَ اللّهِ﴾ (البقرة‪ :‬من الية ‪ )110‬قال‬ ‫قال سبحانه وتعال ﴿وَمَا تُ َقدّمُوا لِأَنْ ُفسِ ُكمْ ِمنْ خَيْرٍ َت ِ‬
‫سبحانه ﴿ مَثَلُ اّلذِينَ يُنْفِقُونَ أَ ْموَاَل ُهمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبّةٍ أَنْبََتتْ سَْبعَ سَنَابِ َل فِي كُلّ‬
‫سعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة‪)261:‬‬ ‫سُنْبَُلةٍ مِائَةُ حَبّةٍ وَاللّهُ ُيضَاعِفُ ِلمَنْ َيشَاءُ وَاللّهُ وَا ِ‬
‫ف الصحيح أن ابن عباس رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان أجود‬
‫الناس ‪ ،‬وكان أجود ما يكون ف رمضان حي يلقاه جبيل ‪ ،‬فلرسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أجود بالي من الريح الرسلة(‪.)1‬‬
‫إن الصسسسيام يدعسسسو إل إطعام الائع واعطاء السسسسكي وإتاف الفقيسسس‪.‬‬
‫وشهسسر رمضان موسسسم للمتصسسدقي وفرصسسة سسسانة للباذليسس والعطيسس ‪:‬‬
‫فالال عارية والعمر رحال‬ ‫ال أعطاك فابذل من عطيته‬
‫يأسن وإن ير منه يعذب منه سلسال‬ ‫الال كالاء إن تبس سواقيه‬
‫مسسسا أجلسسس البذل ومسسسا أحسسسسن الصسسسدقة ومسسسا أجلسسس العطاء‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال " إن ل ملكي يناديان ف كل صباح أحدها ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اللهثثم أعثثط منفقثثا خلفثثا ‪ ،‬ويقول الخثثر اللهثثم أعثثط مسثثكا تلفثثا"‬
‫كلما أنفق العبد أخلف ال عليه ببسطة ف السم وراحة ف البال وسعة ف الرزق ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪" :‬الصدقة تطفئ الطيئة كما يطفئ الاء النار"‬
‫والطايا لا حرارة ف القلوب واشتعال ف النفوس ‪ ،‬ونار موقدة ف الياة ‪ ،‬ول يطفئ هذه‬
‫الرارة والشتعال إل الصدقة‪.‬‬
‫الصسسسدقة باردة على القلب طيبسسسة على الروح ‪ ،‬تتسسس الطايسسسا حتسسسا‪.‬‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال " كل امرئ ف ظل صدقته يوم القيامة ‪ ،‬حت‬

‫‪1‬‬
‫() متفق عليه من حديث ابن عباس ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() رواه مسلم عن أب هريرة ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫() رواه أحد والترمذي والنسائي وابن ماجه ‪.‬‬
‫يقضى بي الناس(‪ " )1‬عجيب جد عجيب للصدقة ‪ ،‬ظل وارف ولا أوفياء يتظلل ف ظلها‬
‫العباد يوم القيامة ‪ ،‬وكل بسب ظله الذي أنتجته صدقته ف الدنيا ‪.‬‬
‫كان عثمان بن عفان رضي ال عنه صاحب مال وعنده ثراء ف مرضاة ربه تبارك‬
‫وتعال ‪ ،‬جهز جيش تبوك وشرى بئر رومة للمسلمي ‪ ،‬وتصدق وأعطى ولسوف يرضى ‪.‬‬
‫وكان عبد الرحن بن عوف رضي ال عنه غنيا موسرا ‪ ،‬فتصدق مرة واحدة بمل‬
‫سبعمائة جل على فقراء الدينة ليكافئه ال على ما فعل ‪.‬‬
‫•ف الناس صائم ل يد كسرة خبز ول مذقة لب ول حفنة تر ‪.‬‬
‫•ف الناس صائم ل يد بيتا يؤويه ‪ ،‬ول مركبا يمله ول ل صاحبا يواسيه‪.‬‬
‫•ف الناس صائم ل يد ما يفطر به أو يتسحر عليه ‪.‬‬
‫وقد صح عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال " من فطر صائما كان له مثل أجره دون‬
‫(‪)2‬‬
‫أن ينقثثثثثثص مثثثثثثن أجثثثثثثر الصثثثثثثائم شيئا "‬
‫الصثثثالون يزيسسسد كرمهسسسم فسسس رمضان ‪ ،‬فيبذلون ويعطون وينفقون‪.‬‬
‫كان كث ي من الخيار يتك فل بإفطار جاعات من الفقراء وال ساكي طل با لل جر العظ يم‬
‫سسسسسسسسسسسسسن ال تعال ‪.‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسل مس‬ ‫والثواب الزيس‬
‫كانست مسساجد السسلف تتلئ بالطعام القدم للفقراء فل تدس جائعسا ول متاجسا‪.‬‬
‫والعجيب أن كل ما ينفقه العبد ف أكله وشربه ولباسه‪ ،‬فان زائل ل مالة إل ما ينفقه ف‬
‫مرضات ال عز وجل ‪.‬‬
‫يقول عز من قائل ‪ ﴿:‬إِنْ تُقْ ِرضُوا اللّ َه قَرْضا َحسَنا ُيضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ شَكُورٌ‬
‫حَلِيمٌ ﴾ (التغابن‪. )17:‬‬
‫أيها الصائم إنك ببذلك وعطائك تقرض ربك ليوم فقرك وحاجتك وضرورتك يوم الفقر‬
‫والسكنة ‪ ،‬يوم التغابن‪.‬‬
‫أيها الصائم شربة ماء ومذقة لب وحفنة تر وقليل من الطعام والال واللباس والفاكهة‬
‫‪1‬‬
‫() رواه ابن حبان والاكم وصححه اللبان‬
‫‪2‬‬
‫() رواه الترمذي وقال حديث حسن ‪.‬‬
‫تسديها إل متاج هي طريقك إل النة ‪.‬‬
‫أيهثا الصثائم تال ل يفسظ الال مثسل الصسدقة ‪ ،‬ول يزكسي الال مثسل الزكاة ‪.‬‬
‫مات كثي من الثرياء من الموال والكنوز والدور والقصور ما ال به عليم ‪ ،‬فأصبح كل‬
‫ذلك حسسسرة عليهسسم ‪ ،‬وندامسسة وأسسسفا ‪ ،‬لنمسس مسسا جعلوه فسس مصسسارفه ‪.‬‬
‫وغدا يظهر لك الربح من السران وال الستعان‪.‬‬
‫رمضان شهر القيام‬
‫المسسد ل ‪ ،‬والصسسلة والسسسلم على رسسسول ال وآله وصسسحبه وبعسسد ‪.‬‬
‫﴿ يَا أَّيهَا الْمُزّمّلُ) * قُمِ اللّيْلَ ِإلّا قَلِيلً * ِنصْفَهُ َأوِ انْقُصْ مِنْ ُه قَلِيلً * َأوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتّلِ‬
‫الْقُرْآنَ تَرْتِيلً ﴾ (الزمل‪ ) 4-1:‬هكذا قال سبحانه وتعال لرسوله صلى ال عليه وسلم ولقد امتثل‬
‫البيب عليه الصلة والسلم أمر ربه وأطال ف القيام ‪ ،‬وبكى وأطال ف البكاء ‪ ،‬وخشع‬
‫جدْ ِبهِ نَافِلَةً لَكَ‬
‫وأطال ف الشوع ‪ ،‬ويقول عز وجل لرسوله ومصطفاه ﴿ وَمِنَ اللّيْ ِل فََت َه ّ‬
‫حمُودا ﴾ (السراء‪ . )79:‬مثل قيامك ف ليال الدنيا يكون قيامك‬ ‫ك رَبّكَ مَقَاما َم ْ‬ ‫َعسَى أَنْ يَبْعََث َ‬
‫الحمود يوم القيامة ‪ .‬رمضان شهر الصيام والقيام ‪ ،‬وأحلى الليال وأغلى الساعات يوم يقوم‬
‫الصوام ف جنح الظلم‪.‬‬
‫عامر بالديث والسرار‬ ‫قلت لليل هل بوفك سر‬
‫كحديث الحباب ف السحار‬ ‫قال ل الق ف حيات حديثا‬
‫سقيم‪.‬‬ ‫سه سس‬ ‫سل لنس‬ ‫سل العابثي س طويس‬ ‫سذ ‪ ،‬وليس‬ ‫سه لذيس‬ ‫سي لنس‬ ‫سائمي قصس‬ ‫سل الصس‬ ‫ليس‬
‫وطوالن مع السرور قصار‬ ‫فقصارهن من الموم طويلة‬
‫هجَعُونَ ﴾ (الذريات‪. )17:‬‬ ‫وصف ال الصالي من عباده فقال ﴿ كَانُوا قَلِيلً مِنَ اللّيْلِ مَا َي ْ‬
‫همْ َيسْتَغْفِرُونَ ﴾ (الذريات‪:‬‬ ‫فليلهم من أحسن الليل ‪ ،‬ووصفهم ف السحر فقال‪ ﴿ :‬وَبِالْأَ ْسحَارِ ُ‬
‫‪ )18‬وقال ﴿ وَالْ ُمسْتَغْفِرِينَ بِالْأَ ْسحَارِ ﴾(آل عمران‪ :‬من الية ‪)17‬فأسحارهم من أجل السحار ‪:‬‬
‫سقى زمانك هطال من الدي‬ ‫يا ليلة الزع هل عدت ثانية‬
‫طلوع فجر بدا من عال العلم‬ ‫أمسيت ف نشوة التوفيق يقلقن‬
‫كان الهاجرون والنصار إذا أظلم عليهم الليل سع لم نشيج بالبكاء ‪ ،‬وإذا أسفر‬
‫الصباح فإذا هم السود إقداما وشجاعة ‪:‬‬
‫لعدوهم من أشجع الشجعان‬ ‫ف الليل رهبان وعند لقائهم‬
‫كانت بيوت الهاجرين والنصار ف ظلم الليل مدارس تلوة وجامعات تربية ‪ ،‬ومعاهد‬
‫إيان ‪ ،‬فما لبيوت كثي من الناس اليوم أصبحت ثكنات للغناء والجون وملجئ للسفه واللهو‬
‫‪ ،‬اللهم عفوك يا كري‪.‬‬
‫فلمثا فقدنثا قيام الليثل قسثت قلوبنثا ‪ ،‬وجفثت دموعنثا وضعثف إياننثا‪.‬‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪ " :‬من قام رمضان إيانا واحتسابا غفر له ما‬
‫تقدم من ذنبه "(‪ .)1‬ما يعي على قيام الليل تذكر ذاك القيام الهول ‪ :‬يوم يقوم الناس لرب‬
‫العالي ‪ ،‬يوم يبعثر ما ف القبور ويصل ما ف الصدور‪.‬‬
‫وما يعي على قيام الليل تذكر ظلمة القب ووحشة القب وهم القب ‪ ،‬فقيام الليل نور‬
‫الظلمة القبور ‪ ،‬وما يعي على قيام الليل تذكر الجر والثوبة والعفو عن الطيئة والذنب ‪.‬‬
‫تفنن السلف ف قيام الليل‪ ،‬فمنهم من أمضى الليل راكعا‪ ،‬ومنهم من قطعه ساجدا‪ ،‬ومنهم‬
‫من أذهبه قائما ‪ ،‬منهم التال الباكي ‪ ،‬ومنهم الذاكر التأمل ‪ ،‬ومنهم الشاكر العتب ‪ .‬لاذا‬
‫أقفرت بيوتنا من قيام الليل‪ ،‬لاذا خوت من التلوة‪ .‬لاذا شكت منازلنا من قلة التهجدين‪:‬‬
‫نزلنا به والركب ضبحت بلبله‬ ‫أيا دار سلمى كنت أول منل‬
‫فسال من الدمع الكتم عاجله‬ ‫نزلنا فلم نشهد به رفقة مضت‬
‫إذا أظلم الليل نامت قلوب الغافلي ‪ ،‬وماتت أرواح اللعبي ‪ ،‬حينها تي القلوب الؤمنة‬
‫‪ ،‬وتسهر العي الائفة‪.‬‬
‫وتذرف الدمع وترعى مضجعك‬ ‫نامت العي إل مقلة‬
‫كيف ينام من يتذكر رقدة القبور ‪ ،‬والشر يوم النشور ‪ ،‬وقاصمة الظهور‪ ،‬ما كنا نظن‬
‫أن جيل من السلمي يسهر على البلوت والشطرنج والغناء‪ ،‬وقلة الياة ‪ ،‬فرحاك يا رب‪:‬‬
‫القوم هم ما لم ف الناس أشباه‬ ‫كن كالصحابة ف زهد وف ورع‬
‫كم عابد دمعه ف الد أجراه‬ ‫عباد ليل إذا جن الظلم بم‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال لبن عمر ‪ ":‬يا عبد ال ل تكن كفلن كان يقوم‬
‫(‪)2‬‬
‫الليل ث ترك قيام الليل"‬

‫‪1‬‬
‫() رواه السبعة البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وأحد ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() متفق عليه ‪.‬‬
‫البيت السلمي ف رمضان‬
‫المسسد ل ‪ ،‬والصسسلة والسسسلم على رسسسول ال وآله وصسسحبه وبعسسد‪.‬‬
‫يقول الول جلت قدرته ‪َ ﴿ :‬أَفمَنْ أَسّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَ ْقوَى مِنَ اللّهِ َو ِرضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ‬
‫هدِي الْقَوْمَ الظّالِمِيَ ﴾ (التوبة‪:‬‬ ‫أَسّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَاْنهَارَ ِب ِه فِي نَارِ َجهَّنمَ وَاللّهُ ل َي ْ‬
‫‪)109‬‬

‫البيت السلمي بيت أسس على التقوى ‪ ،‬عماده تقوى ال ‪ ،‬وأطنابه العمال الصالة ‪،‬‬
‫وحديقته امتثال أمر ال تعال ‪.‬‬
‫ّاسس‬
‫ُمس نَارا َوقُودُهَا الن ُ‬
‫ُسس ُكمْ َوأَهْلِيك ْ‬
‫ِينس آمَنُوا قُوا أَنْف َ‬
‫يقول عسز مسن قائل ﴿ يَا أَيّهَا اّلذ َ‬
‫شدَادٌ ﴾(التحريسسسسسس‪ :‬مسسسسسسن اليسسسسسسة ‪)6‬‬ ‫سسسا مَلئِ َكةٌ غِلظسسسسٌ ِ‬ ‫حجَارَةُ َعلَيْهَس‬
‫وَاْل ِ‬
‫البيست أمانسة ومسسئولية ورعيسة ‪ ،‬فهسل مسن راع واع ومسن مسسئول أميس ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫صح عن عليه الصلة والسلم أنه قال ‪":‬كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته "‬
‫َوكَانَ يَأْمُرُ‬
‫ورعاية البيت ف رمضان وغيه ‪ ،‬تقوم بأمرهم بالصلة ‪ ،‬قال تبارك وتعال‬
‫﴿‬
‫رضِيّا ﴾ (مري‪)55:‬‬ ‫أَ ْهلَهُ بِالصّلةِ وَال ّزكَاةِ َوكَانَ عِْن َد رَبّهِ مَ ْ‬
‫إن أحوج ما يتاجه البيت السلم إل أب رشيد وأم مؤمنة يقومان على تربية البيت ‪.‬‬
‫يقول ال تعال ﴿إِنّ اللّهَ يَأْمُ ُر ُكمْ أَنْ ُتؤَدّوا الْأَمَانَاتِ ِإلَى أَهِْلهَا ﴾(النساء‪ :‬من الية ‪ )58‬وإن من‬
‫أعظم المانات أمانة البيت وإصلح البيت ‪.‬‬
‫البيت السلمي يعيش رمضان ذكرا وتلوة وخشوعا وتقوى‪.‬‬
‫البيت السلمي عامر بسنة ممد عليه الصلة والسلم ف الطعام الشراب والدخل‬
‫والخرج واليقظة والنام‪.‬‬
‫البيت السلمي يترم الجاب ويدين ل به ويعتبه شرفا وعزا للمرأة ‪ ،‬وأجرا ومثوبة‬
‫عند ال عز وجل ‪.‬‬
‫ابتليست بيوت كثية بالغناء ‪ ،‬فأفسسد قلوب أهلهسا وضيسع مسستقبلها وفتست قوتاس ‪.‬‬
‫دخل الغناء واللهو بعض البيوت ‪ ،‬فخرج الذكر والسكينة والشمة والوقار ‪ .‬قال تعال‬

‫‪1‬‬
‫()متفق عليه ‪.‬‬
‫حدِيثِ لُِيضِلّ َعنْ سَبِيلِ اللّهِ ﴾(لقمان‪ :‬من الية ‪ )6‬ولو الديث عند‬
‫﴿ وَمِ َن النّاسِ َمنْ َيشْتَرِي لَ ْهوَ اْل َ‬
‫أهل العلم هو الغناء ‪ ،‬فكم عبث الغناء بالقيم وسفه البادئ وأرهق العقول ‪.‬‬
‫البيت السلمي يصحو على ذكر ال وينام على ذكره بعيدا عن اللغو والراء ‪ .‬قال تعال‬
‫(الؤمنون‪)3:‬‬ ‫مُعْ ِرضُونَ ﴾‬ ‫وَاّلذِينَ ُهمْ عَنِ اللّ ْغوِ‬ ‫﴿‬
‫البيت السلمي يستحي من ال تعال ‪ ،‬صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال " يا أيها‬
‫الناس استحيوا من الق حق الياء‪ ،‬والستحياء من ال حق الياء أن تفظ الرأس وما‬
‫(‪)1‬‬
‫وعى والبطن وما حوى ولتذكر الوت والبل ومن أراد الخرة وترك زينة الدنيا"‬
‫بذكر ال رب العالينا‬ ‫بيوت الصالي لا دوي‬
‫كأن شعاعه من طور سينا‬ ‫لا نور من التوفيق عال‬
‫ليت البيوت السلمية تدخل العلم الشرعي جنباتا لتكون رياضا للمغفرة وبساتي للعرفان ‪.‬‬
‫إن البيت يتاج إل مسائل مهمة من أعظمها الحافظة على الصلوات المس بضوعها‬
‫وركوعها وسجودها وروحانيتها ‪ .‬وعلى تلوة القرآن الكري آناء الليل وأطراف النهار ‪،‬‬
‫وعلى ذكر ال عز وجل بالغدو والصال ‪ ،‬وعلى إحياء السنن ف كل دقيقة وجليلة ‪ ،‬ويتاج‬
‫إل إخراج كل لو وعبث واجتناب كل لغو وزور ‪.‬‬
‫قال تعال ﴿ إِ ّن اّلذِينَ قَالُوا رَبّنَا اللّهُ ُثمّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزّلُ عَلَْي ِهمُ اْلمَلئِكَةُ َألّا َتخَافُوا وَل‬
‫عدُونَ ﴾ (فصلت‪)30:‬‬ ‫َتحْزَنُوا وَأَْبشِرُوا بِالْجَنّ ِة الّتِي كُنْتُمْ تُو َ‬
‫وقال تعال ﴿ يُثَّبتُ اللّ ُه الّذِينَ آمَنُوا بِالْ َقوْلِ الثّاِبتِ فِي اْلحَيَاةِ الدّنْيَا َوفِي الْآخِرَةِ وَُيضِلّ‬
‫اللّهُ الظّاِلمِيَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا َيشَاءُ ﴾ (ابراهيم‪)27:‬‬

‫إن شهر رمضان يضفي على البيت السلم روحانية واطمئنانا ‪ ،‬فيوقظ أهل البيت لقيام‬
‫الليل ‪ ،‬ويدعوهم إل صيام النهار ‪ ،‬ويثهم على ذكر ال عز وجل ‪.‬‬
‫قال تعال ﴿ إِ ّن اّلذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللّهِ وََأقَامُوا الصّلةَ وَأَنْفَقُوا ِممّا َرزَقْنَا ُهمْ سِرّا وَعَلنِيَةً‬
‫همْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضِْلهِ إِنّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ (فاطر‪- 29:‬‬ ‫يَرْجُونَ ِتجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لُِي َوفّيَ ُهمْ أُجُورَ ُ‬
‫‪)30‬‬

‫‪1‬‬
‫() رواه الترمذي وأحد وحسنه اللبان ‪.‬‬
‫نسسسألك يسسا أرحسسم الراحيسس أن تل بيوتنسسا باليان والكمسسة والسسسكينة‪.‬‬
‫كيف يصوم القلب ؟‬
‫المسسد ل ‪ ،‬والصسسلة والسسسلم على رسسسول ال وآله وصسسحبه وبعسسد‪.‬‬
‫يقول ال تبارك وتعال ﴿ وَمَنْ ُيؤْمِنْ بِاللّهِ َيهْ ِد قَلْبَهُ ﴾ (التغابن‪ :‬من الية ‪ )11‬وهداية القلب‬
‫أساس كل هداية ومبدأ كل توفيق وأصل كل عمر ورأس كل فعل‪.‬‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪ " :‬أل وإن ف السد مضغة إذا صلحت صلح‬
‫(‪)1‬‬
‫السد كله ‪ ،‬وإذا فسدت فسد السد كله ‪ ،‬أل وهي القلب "‬
‫فصلح قلبك سعادتك ف الدنيا والخرة ‪ ،‬وفساده هلك مقق ل يعلم مداه إل ال عز‬
‫وجل ‪.‬يقول ال عز وجل ‪ ﴿ :‬إِ ّن فِي َذلِكَ َلذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَ ُه قَ ْلبٌ َأوْ َألْقَى السّ ْمعَ وَ ُهوَ‬
‫َشهِيدٌ﴾ (قّ‪ )37:‬ولكل ملوق قلب ‪ .‬ولكنهما قلبان ‪ ،‬قلب حي نابض بالنور مشرق باليان‬
‫متلئ باليقي عامر بالتقوى ‪ ،‬وقلب ميت مندثر سقيم فيه كل خراب ودمار ‪.‬‬
‫ض فَزَادَ ُهمُ اللّهُ مَرَضا﴾‬
‫يقول سبحانه وتعال عن قلوب العرضي اللهي ﴿ فِي قُلُوِبهِمْ مَ َر ٌ‬
‫(البقرة‪ :‬من الية ‪ )10‬وقال تعال ﴿ َوقَالُوا قُلُوبُنَا غُ ْلفٌ بَلْ لَعَنَ ُهمُ اللّهُ بِكُفْرِ ِهمْ فَقَلِيلً مَا ُيؤْمِنُونَ ﴾‬
‫ن الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ َأقْفَاُلهَا ﴾ (ممد‪)24:‬‬ ‫(البقرة‪ )88:‬وقال سبحانه ﴿ َأفَل يََتدَبّرُو َ‬
‫وقْرٌ ﴾(فصلت‪ :‬من الية ‪)5‬‬ ‫وقال عنهم ﴿ َوقَالُوا قُلُوبُنَا فِي َأكِنّةٍ ِممّا َتدْعُونَا ِإلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا َ‬
‫فالقلوب ترض ويطبسسسسسسع عليهسسسسسسا ‪ ،‬وتقفسسسسسسل وتوت‪.‬‬
‫إن قلوب أعداء ال عز وجل معهم ف صدورهم ‪ ،‬ولكن لم قلوب ل يفقهون با ‪،‬‬
‫لذلك كان يقول عليه الصلة والسلم كما صح عنه "يا مقلب القلوب ثبت قلب على‬
‫دينك"(‪. )2‬‬
‫قلب الؤمن يصوم ف رمضان وغيه وصيام القلب يكون تفريغه من الادة الفاسدة من‬
‫شركيات مهلكة ‪ ،‬من اعتقاد باطل ‪ ،‬ومن وساوس سيئة‪ ،‬ومن نوايا خبيثة ‪ ،‬ومن خطرات‬
‫موحشة‪.‬‬
‫قلب الؤمن عامر بب ال ‪ ،‬يعرف ربه بأسائه وصفاته ‪ ،‬كما وصف ال سبحانه وتعال‬
‫‪1‬‬
‫() رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() رواه الترمذي‬
‫لنفسه ‪ ،‬فهذا القلب يطالع بعي البصية سطور الساء والصفات ‪ ،‬وصفحات صنع ال ف‬
‫الكائنات ‪ ،‬ودفاتر إبداع ال ف الخلوقات ‪.‬‬
‫صورا ما قرأتا ف كتاب‬ ‫وكتاب الفضاء اقرأ فيه‬
‫قلب الؤمن فيه نور وهاج ل تبقي معه ظلمة ‪ ،‬نور الرسالة الالدة ‪ ،‬والتعاليم السماوية ‪،‬‬
‫والتشريع الربان ‪ ،‬يضاف هذا إل نور الفطرة الت فطر ال عليها العبد ‪ ،‬فيجتمع نوران‬
‫عظيمان ﴿ نُورٌ عَلَى نُورٍ َي ْهدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ َيشَاءُ وََيضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثَالَ لِلنّاسِ وَاللّهُ بِكُلّ شَ ْيءٍ‬
‫عَلِيمٌ ﴾ (النور‪ :‬من الية ‪)35‬‬

‫قلب الؤمن يزهر كالصباح ‪ ،‬ويضئ كالشمس ‪ ،‬ويلمع كالفجر ‪ ،‬يزداد قلب الؤمن من‬
‫ساع اليات إيانا ‪ ،‬ومن التفكر يقينا ‪ ،‬ومن العتبار هداية‪.‬‬
‫قلب الؤمن يصوم عن الكب لنه يفطر القلب ‪ ،‬فل يسكن الكب قلب الؤمن لنه‬
‫الرام ‪ ،‬والكب خيمته ورواقه ‪ ،‬ومنله ف القلب ‪ ،‬فإذا سكن الكب ف القلب أصبح صاحب‬
‫هذا القلب مريضا سفيها ‪ ،‬وسقيما أحق ‪ ،‬ومعتوها لعابا‪.‬‬
‫يقول سبحانه كما ف صحيح الديث القدسي " الكبياء ردائي ‪ ،‬والعظمة إزاري ‪ ،‬من‬
‫نازعن فيهما عذبته"(‪)1‬وعنه عليه الصلة والسلم أنه قال " من تكب على ال وضعه ‪ ،‬ومن‬
‫تواضع ل رفعه"(‪.)2‬‬
‫وقلب الؤمن يصوم عن العجب ‪ ،‬والعجب تصور النسان كمال نفسه ‪ ،‬وأنه أفضل من‬
‫غيه ‪ ،‬وأن عنده من الحاسن ما ليس عند الخرين ‪ ،‬وهذا هو اللك بعينه ‪ .‬صح عنه عليه‬
‫(‪)3‬‬
‫الصلة والسلم أنه قال‪" :‬ثلث مهلكات‪ :‬إعجاب الرء بنفسه‪ ،‬وشح مطاع وهوى متبع"‬
‫ودواء هذا العجب النظر إل عيب النفس ‪ ،‬وكثرة التقصي ‪ ،‬وآلف السيئات والطايا‬
‫الت فعلها العبد ‪ ،‬واقترفها ث نسيها ‪ ،‬وعلمها عند رب ف كتاب ل يضل رب ول ينسى‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫() رواه أحد وغيه وهو عند مسلم بلفظ آخر ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫() رواه أحد وابن ماجة وابن حبان وهو ضعيف لنه من رواية دارج عن أب اليثم ‪ .‬وصح قوله ‪ (( :‬من تواضع ل رفعه )) ‪.‬‬
‫انظر السلسلة الصحيحة رقم ‪. 2328‬‬
‫‪3‬‬
‫() رواه البزار والعقيلي وأبو بكر الدينوري ف الجالسة وجواهر العلم والسياق له وأبو مسلم الكاتب ف المال وأبو نعيم ف‬
‫اللية والروي ف ذم الكلم وحسنه اللبان ف السلسلة الصحيحة ‪.‬‬
‫وقلب الؤمسن يصسوم عسن السسد ‪ ،‬لن السسد يبسط العمال الصسالة ‪ ،‬ويطفسئ نور‬
‫القلب ‪ ،‬ويعطسسسسسسسسسسسسل سسسسسسسسسسسسسيه إل ال تعال ‪.‬‬
‫ن َفضِْل هِ ﴾(النسساء‪ :‬مسن اليسة ‪)54‬‬
‫يقول سبحانه ﴿ أَ مْ َيحْ سُدُونَ النّا سَ َعلَى مَا آتَاهُ مُ اللّ هُ مِ ْ‬
‫ويقول صلى ال عليه وسلم " ل تاسدوا ول تباغضوا ول تدابروا ول تناجشوا ول‬
‫يبع بعضكم على بيع بعض"(‪ .)1‬حديث صحيح ‪.‬‬
‫أخب عليه الصلة والسلم ثلث مرات عن رجل من أصحابه أنه من أهل النة(‪ )2‬فلما‬
‫سئل ذاك الرجل ب تدخل النة ؟ قال ‪ :‬ل أنام وف قلب حسدا أو حقد أو غش على مسلم ‪.‬‬
‫فهل من قلب يصوم صيام العارفي‪.‬‬
‫إل الرحن رب العالينا‬ ‫صيام العارفي له حني‬
‫وبالسحار هم يستغفرونا‬ ‫تصوم قلوبم ف كل وقت‬
‫اللهسم أهسد قلوبنسا إل صسراطك السستقيم ‪ ،‬وثبتهسا على اليان يسا رب العاليس‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫()رواه مسلم‬
‫‪2‬‬
‫() رواه أحد بإسناد على شرط البخاري ومسلم ورواه النسائي والبهقي وغيهم ‪.‬‬
‫كيف يصوم اللسان؟‬
‫المسسد ل ‪ ،‬والصسسلة والسسسلم على رسسسول ال وآله وصسسحبه وبعسسد‪.‬‬
‫للسان صيام خاص يعرفه الذين هم عن اللغو معرضون ‪،‬وصيام اللسان دائم ف رمضان ‪،‬‬
‫وف غي رمضان ‪ ،‬ولكن اللسان ف رمضان يتهذب ويتأدب‪ ،‬صح عنه عليه الصلة والسلم‬
‫أنه قال لعاذ رضي ال عنه " كف عليك هذا ‪ ،‬وأشار إل لسانه"(‪ )1‬فقال معاذ ‪ :‬أو إنا‬
‫لؤاخذون با نتكلم به يا رسول ال ؟ فقال عليه الصلة والسلم ‪":‬ثكلتك أمك يا معاذ ‪،‬‬
‫وهل يكب الناس ف النار على وجوههم إل حصائد ألسنتهم "‪.‬‬
‫ضرر اللسان عظيم وخطره جسيم ‪ ،‬وكان أبو بكر الصديق رضي ال عنه يأخذ بلسانه‬
‫ويبكي ‪ ،‬ويقول ‪ :‬هذا أوردن الوارد ‪.‬‬
‫سسسسب ‪.‬‬
‫سسسسش ‪ ،‬ونار تلتهس‬ ‫ثثثثان سس‬
‫سسسسبع ضار ‪ ،‬وثعبان ينهس‬ ‫اللسث‬
‫فكلك عورات وللناس ألسن‬ ‫لسانك ل تذكر به عورة امرئ‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما يقول للسانه ‪ :‬يا لسان قل خيا تغنم أو اسكت عن شر‬
‫تسلم ‪ .‬رحم ال مسلما حبس لسانه عن النا ‪ ،‬وقيده عن الغيبة ‪ ،‬ومنعه من اللغو ‪،‬‬
‫وحبسه عن الرام‪.‬‬
‫رحم ال من حاسب ألفاظه ‪ ،‬ورعى ألاظه ‪ ،‬وأدب منطقه ووزن كلمه‪.‬‬
‫يقل تبارك اسه ﴿ مَا يَلْ ِفظُ مِ ْن َقوْلٍ ِإلّا َلدَيْ ِه َرقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ (قّ‪ )18:‬فكل لفظة مفوظة ‪،‬‬
‫وكل كلمة مسوبة ﴿ وَمَا رَبّكَ ِبظَلّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ (فصلت‪ :‬من الية ‪)46‬‬

‫صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال " من يضمن ل ما بي لييه وما بي فخذيه‬
‫(‪)2‬‬
‫أضمن له النة "‬
‫ل يلدغنك إنه ثعبان‬ ‫احذر لسانك أيها النسان‬
‫فيها اللك وكلها خسران‬ ‫وال إن الوت زلة لفظة‬
‫لا تأدب السلف الصال بأدب الكتاب والسنة ‪ ،‬وزنوا ألفاظهم واحترموا كلمهم فكان‬
‫‪1‬‬
‫()رواه أحد والترمذي والنسائي وابن ماجه ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()رواه البخاري عن سهل بن معاذ‬
‫نطقهم ذكرا ‪ ،‬ونظرهم عبا ‪ ،‬وصمتهم فكرا ‪.‬‬
‫ولا خاف البرار من لقاء الواحد القهار ‪ ،‬أعملوا اللسنة ف ذكره وشكره ‪ ،‬وكفوا عن‬
‫النا والبذاء والراء‪.‬‬
‫قال ابن مسعود رضي ال عنه ‪":‬وال ما ف الرض أحق بطول حبس من لسان"‪ .‬يريد‬
‫الصسسسالون الكلم فيذكرون تبعاتسسسه وعقوباتسسسه ونتائجسسسه فيصسسسمتون‪.‬‬
‫كيف يصوم من أطلق للسانه العنان ؟ كيف يصوم من لعب به لسانه وخدعه كلمه‬
‫وغره منطقه ؟ كيف يصوم من كذب واغتاب ‪ ،‬وأكثر الشتم والسباب ونسي يوم الساب؟‬
‫كيف يصوم من شهد الزور ول يكف عن الشرور؟‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال " السلم من سلم السلمون من لسانه ويده"(‪.)1‬‬
‫وهل السلم ال عمل وتطبيق‪ ،‬ومنهج وانقياد ‪ ،‬وسلوك وامتثال ‪.‬‬
‫حسَنُ إِنّ الشّيْطَانَ يَ ْنزَغُ ﴾ (السراء‪ :‬من الية ‪)53‬‬ ‫يقول جل اسه ﴿ َوقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الّتِي هِيَ أَ ْ‬
‫والت هي أحسن هي اللفظ الؤدب الميل البديع الذي ل يرح هيئة ول شخصا ‪ ،‬ول عرض‬
‫مسلم ول ينال من كرامة الؤمن‪.‬‬
‫يقول عز وجل ﴿ وَل يَغَْتبْ بَ ْعضُ ُكمْ بَعْضا أَُيحِبّ َأ َح ُدكُمْ أَنْ َي ْأكُلَ َلحْمَ َأخِيهِ مَيْتا‬
‫فَكَرِهُْتمُوهُ ﴾ (الجرات‪ :‬من الية ‪)12‬‬

‫كسم مسن صسائم أفسسد صسومه فسسد لسسانه وسساء منطقسه واختسل لفظسه ؟‬
‫ليسسس القصسسود مسسن الصسسيام الوع والظمسسأ ‪ ،‬بسسل التهذيسسب والتأديسسب‪.‬‬
‫فثثث اللسثثثان أكثثثثر مسسسن عشرة أمراض إذا ل يتحكسسسم فيسسسه‪.‬‬
‫من عيوبه الكذب‪ ،‬والغيبة ‪ ،‬والنميمة ‪ ،‬والبذاءة‪ ،‬والسب ‪ ،‬والفحش‪ ،‬والزور ‪ ،‬واللعن ‪،‬‬
‫والسخر ‪ ،‬والستهزاء‪ ،‬وغيها ‪.‬‬
‫رب كل مة هوى ب ا صاحبها ف النار على وج هه أطلق ها بل عنان و سرحها بل زمام ‪،‬‬
‫وأرسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلها بل خطام‪.‬‬
‫اللسان طريق للخي ‪ ،‬وسبيل للشر ‪ ،‬فيا لقرة عي من ذكر ال به واستغفر وحد وسبح‬
‫‪1‬‬
‫()متفق عليه‬
‫وشكر وتاب ‪ ،‬ويا ليبة من هتك به العراض وجرح به الرمات وثلم به القيم‪.‬‬
‫يا أيها الصائمون رطبوا ألسنتكم بالذكر ‪ ،‬وهذبوها بالتقوى ‪ ،‬وطهروها من العاصي ‪.‬‬
‫اللهم إنا نسألك ألسنة صادقة وقلوبا سليمة ‪ ،‬وأخلقا مستقيمة‪.‬‬
‫كيف تصوم العي‬
‫المسسد ل ‪ ،‬والصسسلة والسسسلم على رسسسول ال وآله وصسسحبه أجعيسس‬
‫وللعيسسسسسس أيضسسسسسسا صسسسسسسيام ‪ ،‬وأي صسسسسسسيام ؟‬
‫صثيام العيث غضهسا عسن الرام وإغماضهسا عسن الفحشاء وإغلقهسا عسن الناهسي‪:‬‬
‫قال تعال ﴿ قُلْ لِ ْل ُمؤْمِنِيَ يَ ُغضّوا ِمنْ أَْبصَارِ ِهمْ وََيحْفَظُوا فُرُو َج ُهمْ َذلِكَ َأ ْزكَى َل ُهمْ إِنّ اللّهَ‬
‫هنّ ﴾ (النور‪)31 - 30:‬‬ ‫ضضْنَ مِنْ أَْبصَارِهِنّ وََيحْفَظْ َن فُرُو َج ُ‬ ‫خَِبيٌ ِبمَا َيصْنَعُونَ * َوقُلْ لِ ْلمُؤْمِنَاتِ يَ ْغ ُ‬
‫العيسسسسسسسسسسسس منفسسسسسسسسسسسسذ للقلب وباب للروح ‪.‬‬
‫فمن الطالب والقتيل القاتل‬ ‫وأنا الذي جلب النية طرفه‬
‫(‪)1‬‬
‫صح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أن عليا سأله عن النظر فقال ‪" :‬غض بصرك"‬
‫من ل يبس نظره أصيب بأربع مصائب ‪:‬‬
‫أول ا ‪ :‬تش تت القلب ف كل واد ‪ ،‬وتز قه ف كل أرض ‪ ،‬فل ي قر له قرار ‪ ،‬ول يهدأ له‬
‫بال ‪ ،‬ول يتمع له ش ل ‪ ،‬فهو مطعون يئن ويش كو من ف عل الع ي ب سبب نظرات ا وتلفتاتا ‪.‬‬
‫ثانيها ‪ :‬إتعاب النفس وتعذيبها بفقد ما نظرت إليه وعدم تصيله ‪ ،‬فالنفس من فعل العي‬
‫ف حسرة وف هم واضطراب‪.‬‬
‫إل كل عي أتعبتك الناظر‬ ‫وكنت مت أرسلت طرفك رائدا‬
‫عليه ول عن بعضه أنت صابر‬ ‫أصبت الذي ل كله أنت قادر‬
‫ثالثها‪ :‬ذهاب العبادة وحلوة الطاعة بإطلق النظر ‪ ،‬فقل على نور اليان السلم ‪ ،‬إذا ما‬
‫تأدبت العي ‪ ،‬وصامت عن الرام ‪ ،‬ول يد ذوق اليان‪ ،‬ووجد اليقي إل من غض بصره ‪،‬‬
‫سسسسسسسسسسسسسسسه‪.‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسق أجفان عينيس‬ ‫وأطبس‬
‫رابعها ‪ :‬ذنب عظيم وإث كبي جزاء وفاقا لا فعلت العي بالعراض ولا هتكت من‬
‫الحارم ‪ ،‬وما وقع ساقط ف الفاحشة إل بعد إطلق النظر ‪ ،‬وضياع البصر ‪ ،‬فل حول ول‬
‫قوة غل بال العلي العظيم‪.‬‬
‫يقول أحد السلف‪ :‬أطلقت عين مرة ف حرام ‪ ،‬فنسيت القرآن الكري بعد أربعي سنة ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫() رواه مسلم والترمذي وأبو داود ‪.‬‬
‫جزاء من غض بصره عن الرام أن يبده ال إيانا يد حلوته ف صدره ‪.‬‬
‫قالوا عن العي ‪ :‬هي رائد إذا أرسل صاد وإذا انقيد انقاد ‪ ،‬وإذا أطلق وقع بالقلب ف‬
‫فساد ‪.‬‬
‫وقالوا عن العي ‪ :‬إذا أفلت حبلها أو بقتك ‪ ،‬وإذا أطلقت قيدها عذبتك‪.‬‬
‫قال شاه الكرمان‪ :‬من غض بصره عن الرام وعمر باطنه بالتقوى‪ ،‬وظاهره باتباع السنة‬
‫ل تطئ له فراسة ‪ .‬وتل قوله تعال﴿ إِ ّن فِي َذلِكَ لَآياتٍ لِ ْلمَُتوَ ّسمِيَ ﴾ (الجر‪ )75:‬ف غض‬
‫البصر وحبس العي خس كرامات ومنافع‪.‬‬
‫أولا ‪ :‬طاعة الول جلت قدرته ف أمره بغض البصر وحسبك بذه نعمة وعزة ف الدنيا‬
‫والخرة‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬سلمة القلب وعماره وجع شله وراحته واطمئنانه وسروره وفرحه‪.‬‬
‫ثالثها ‪ :‬البعد عن الفت والمان من البليا والتحرز من الطايا‪.‬‬
‫رابعها ‪ :‬الفتح على العبد منة ال بالعلم والعرفة والتوفيق والسداد جزاء تقواه‪.‬‬
‫خامسها ‪ :‬فرقان من ال ف قلوب العارفي ونور الباري ف نفوس الصادقي يعطيه تبارك‬
‫اسه لن غض بصره ‪.‬‬
‫إذا دخل رمضان طلب من العي أن تصوم طاعة للحي القيوم ‪ ،‬فكم للجوع من فضل‬
‫على العي‪:‬‬
‫وإن ترك الطايا كالزاد‬ ‫جزى ال السي إليك خيا‬
‫الوع يكسسسسر جوح العيثثث ويبسسسس خطاهسسسا ويقيسسسد مداهسسسا‪.‬‬
‫سسسسر‪.‬‬ ‫ثثثثر ويطفس‬
‫سسسسئ حرارة البصس‬ ‫سسسسف شهوة النظث‬
‫الوع يضعس‬
‫لا أطلق العابثون أبصارهم وطفحوا بأعينهم وقوعوا ف براثن العصية وف أحابيل الفاحشة‬
‫ومن الناس من يصوم بطنه عن الشراب والطعام وترتع عينه ف خائل الرام ‪ ،‬فهذا‬
‫الصائم ما عرف حقيقة الصيام‪.‬‬
‫فلتصم عيوننا يا عباد ال عن الرام كما صمنا عن الشراب والطعام ‪ ،‬عل قلوبنا أن تصح‬
‫وأرواحنا أن ترتاح‪.‬‬
‫ي فِيهَا عَلَى الَْأرَائِكِ ل َي َروْنَ فِيهَا‬
‫قال تعال ﴿ وَجَزَا ُهمْ ِبمَا صَبَرُوا جَنّةً َوحَرِيرا * مُتّكِئِ َ‬
‫شمْسا وَل زَ ْمهَرِيرا ﴾ (النسان‪)13 - 12 :‬‬
‫َ‬
‫سلم على من صامت عينه لرضات ربه ورحة ال وبركاته‪.‬‬
‫كيف تصوم الذن‬
‫المسسد ل ‪ ،‬والصسسلة والسسسلم على رسسسول ال وآل وصسسحبه وبعسسد‪.‬‬
‫سؤُولً ﴾(السراء‪:‬من الية‬
‫يقول عز من قائل﴿إِ ّن السّ ْمعَ وَالَْبصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلّ أُولَئِكَ كَانَ عَْنهُ َم ْ‬
‫‪)36‬‬

‫الذن مسئولة أمام ال عز وجل عما استمعت إليه ‪ ،‬والصالون هم الذين يستمعون‬
‫القول فيتبعون أحسنه ‪ ،‬ويا لندامة من صرف سعه عن الدى ‪ ،‬وأغلق أذنه عن صوت الق‪.‬‬
‫الذن تصوم عن ساع النا والغناء وعن الفحش والبذاء‪ .‬وللبرار صيام عظيم عن ساع‬
‫ما يغضب ال عز وجل ف رمضان وغيه‪.‬‬
‫كثي من البشر عطلوا ما من ال عليهم به من أعضاء ‪ .‬يقول عنهم سبحانه‪َ ﴿ :‬ولَقَدْ َذرَأْنَا‬
‫ِلجَهَّنمَ كَثِيا مِنَ اْلجِنّ وَالْأِْنسِ َلهُ ْم قُلُوبٌ ل يَفْ َقهُونَ ِبهَا َوَلهُمْ َأعْيُنٌ ل يُْبصِرُونَ ِبهَا وََل ُهمْ‬
‫همُ الْغَافِلُونَ ﴾ (لعراف‪)179:‬‬ ‫آذَانٌ ل َيسْمَعُونَ ِبهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ َبلْ ُهمْ َأضَلّ أُولَئِكَ ُ‬
‫نعم لم آذان ولكن ل يسمعون ساع موعظة وساع وتدبر وفهم ‪ .‬ساع كثي من الناس‬
‫كسماع النعام تاما ل ذكرى ول اعتبار ‪ ،‬ل نفع ول فائدة‪.‬‬
‫سمَعُونَ َأوْ يَعْقِلُو نَ إِ نْ هُ مْ ِإلّا كَالْأَنْعَا مِ َبلْ هُ مْ َأضَلّ‬
‫سبُ أَنّ َأكْثَرَهُ مْ يَ ْ‬
‫قال تعال ﴿ أَ مْ َتحْ َ‬
‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَبِيلً ﴾ (الفرقان‪)44:‬‬ ‫سس‬
‫من الناس من مل أذنيه من النغمة الحرمة والكلمة الثة ‪ ،‬والجون الثيم ‪ ،‬حجب عن‬
‫أذنيه ساع القرآن الكري ‪ ،‬ذلك السماع الشرعي السن النبوي العظيم‪.‬‬
‫سثثثثاع القرآن الكريثثثث الذي يثمسسسسر اليان والدى والنور والفلح‪.‬‬
‫سثثاع القرآن الكريثث الذي يل القلب حكمسسة وسسسكينة وأنسسسا وطمأنينسسة‪.‬‬
‫ساع القرآن الكري حرز من الواردات النحرفة والوساوس الطية والطرات الثة‪.‬‬
‫قوت الذن الذكر والعلم النافع والوعظة السنة والدب الم ‪ ،‬ودرر العارف وماسن‬
‫القول‪.‬‬
‫إن استماعك للوزار أزار‬ ‫يا أذن ل تسمعي غي الدى أبدا‬
‫عن أب حات بسند جيد أنه صلى ال عليه وسلم مر على عجوز ف الدينة فسمعها تقرأ‬
‫من وراء بابا هل أتاك حديث الغاشية وهي ترددها وتبكي فأخذ صلى ال عليه وسلم يسمع‬
‫لقراءتا ويردد " نعم أتان نعم أتان"‬
‫مدح ال قوما بود السماع وحسن الستماع فقال ‪ ﴿ :‬وَِإذَا َسمِعُوا مَا أُنْزِلَ ِإلَى الرّسُولِ‬
‫ن الْحَقّ ﴾ (الائدة‪ :‬من الية ‪)83‬‬
‫تَرَى أَعْيَُن ُهمْ تَفِيضُ مِنَ الدّ ْمعِ مِمّا عَ َرفُوا مِ َ‬
‫فهؤلء استفادوا أعظم فائدة واستمعوا أحسن ساع‪.‬‬
‫آذان الصائمي عاكفة على ساع الميل ‪ ،‬وآذان اللهي مصغية للباطل الدخيل‪:‬‬
‫يغنيك عن خطل من القوال‬ ‫ل تستمع إل لقول صادق‬
‫أذن وعت ذكرا ذكرا تله التال‬ ‫فالذن نافذة العلوم وخيها‬
‫إذا سحت أذن السلم للكلمة الثة بالدخول أخربت بيت القلب وهدمت قصر الرادة‬
‫وأفسدت بستان العارف‪.‬‬
‫انظسسسر إل صسسسنفي وفريقيسسس وطائفتيسسس وصسسسفهما رب العزة فقال ‪:‬‬
‫﴿ وَإِذَا مَا أُنْ ِزلَ تْ سُورَ ٌة فَمِْنهُ مْ َم نْ يَقُولُ أَيّكُ ْم زَادَتْ هُ َهذِ هِ إِيَانا فَأَمّا اّلذِي نَ آمَنُوا فَزَادَتْهُ مْ‬
‫سسسسسسسسْتَ ْبشِرُونَ ﴾ (التوبسسسسسسسسسسسسسسة‪)124:‬‬ ‫سسسسسسسسْ يَسس‬ ‫إِيَانا وَهُمس‬
‫همْ كَافِرُونَ﴾(التوبة‪:‬‬ ‫سهِمْ وَمَاتُوا وَ ُ‬ ‫ض فَزَادَْتهُ ْم رِجْسا ِإلَى رِ ْج ِ‬ ‫﴿وَأَمّا الّذِي َن فِي قُلُوِبهِمْ مَ َر ٌ‬
‫‪)125‬‬

‫ساع الق يزيد القلب ثباتا على الق ‪ ،‬وساع الباطل يورث ف القلب‬
‫إن من واجب السلم أن يمد ال على نعمة السمع وأن يصرفها ف مرضات ربه تبارك‬
‫وتعال فيزداد من ساع القرآن الكري ودروس العلم والحاضرات النافعة والكم البالغة‪.‬‬
‫وينقذ أذنه من ساع الث والصغاء إل الفحش وكل ما يصد عن سبيل ال ؟ يقول تابرك‬
‫وتعال عن عباده الصالي ﴿ وَإِذَا مَرّوا بِاللّ ْغوِ مَرّوا كِرَاما ﴾ (الفرقان‪ :‬من الية ‪ )72‬وقال تعال ﴿‬
‫وَإِذَا َسمِعُوا اللّغْوَ أَعْ َرضُوا عَْنهُ َوقَالُوا لَنَا أَ ْعمَالُنَا َولَكُمْ أَ ْعمَالُ ُكمْ سَلمٌ عَلَيْ ُكمْ ل نَبْتَغِي‬
‫اْلجَاهِلِيَ ﴾ (القصص‪. )55:‬‬

‫جعلنا ال من يستمع القول فيتبع أحسنه‪.‬‬


‫كيف يصوم البطن؟‬
‫المسسد ل ‪ ،‬والصسسلة والسسسلم على رسسسول ال وآله وصسسحبه وبعسسد‪.‬‬
‫الطعام حل وحرمة له أثره على حياة النسان وسلوكه وأخلقه ‪ ،‬ولذلك أمر ال سبحانه‬
‫عمَلُوا صَالِحا ﴾ (الؤمنون‪ :‬من الية ‪)51‬‬ ‫وتعال رسله فقال ﴿ يَا أَّيهَا الرّسُلُ كُلُوا مِنَ الطّيّبَاتِ وَا ْ‬
‫وقال سبحانه للمؤمني ﴿ يَا أَّيهَا الّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيّبَاتِ مَا رَ َزقْنَا ُكمْ وَاشْكُرُوا لِلّهِ إِنْ‬
‫كُنْتُمْ إِيّاهُ تَعُْبدُونَ﴾ (البقرة‪)172:‬والطيبات هي ما أحله ال عز وجل لعباده الؤمني على لسان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬فال يقول عنه ﴿ وَُيحِلّ َلهُمُ الطّيّبَاتِ وَُيحَرّمُ عَلَْي ِهمُ‬
‫اْلخَبَاِئثَ﴾ (لعراف‪ :‬من الية ‪. )157‬‬

‫وصيام البطن اجتنابه للحرام ‪ ،‬زيادة عن اجتنابه الطعام والشراب ‪ ،‬وكل ما يفطر ف نار‬
‫رمضان ‪ ،‬لكنه يصوم أيضا عن الرام عند إفطاره فل يأكل الربا إذ أنه بأكله الربا يغضب‬
‫الول تبارك وتعال ‪ ،‬يقول سبحانه ﴿ يَا أَّيهَا الّذِينَ آمَنُوا ل تَ ْأكُلُوا الرّبا َأضْعَافا ُمضَاعَفَةً ﴾‬
‫وحَرّمَ الرّبا ﴾ (البقرة‪ :‬من الية ‪)275‬‬ ‫(آل عمران‪ :‬من الية ‪ )130‬وقال سبحانه ﴿ وََأحَلّ اللّ ُه الْبَْيعَ َ‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪ ":‬لعن ال آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ‪،‬‬
‫وقال هم سواء"(‪.)1‬‬
‫آكل الربا يضحك على نفسه ‪ ،‬فيمل بطنه من الرام ‪ ،‬ويدعو ربه وقد سد طرق الجابة‬
‫وأغلق باب القبول ‪.‬‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أنه ذكر الرجل أشعث أغب يطيل السفر يد يديه إل‬
‫السماء يقول يا رب يا رب‪ ،‬ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالرام‪ ،‬فأن يستجاب‬
‫له"(‪ )2‬فهذا رجل كثي العبادة ‪ ،‬ولكنه آث ف طعامه ‪ ،‬غي متق ل ف أكله وشرابه‪.‬‬
‫كيف يصوم البطن وقد أفطر على الرام وطعامه من الربا والسحت ‪ ،‬والغش ومال اليتيم‬
‫والغصب ‪.‬‬
‫فسدت وال كل الذواق لا فسد الطعام والشراب ‪ ،‬قست القلوب لا خبث الأكل‬
‫‪1‬‬
‫()رواه مسلم وأحد وابن الارود والبيهقي‬
‫‪2‬‬
‫()أخرجه مسلم والترمذي‬
‫والشرب ‪ ،‬انطمس النور لا فقدت اللقمة اللل‪.‬‬
‫صح عن أب بكر الصديق رضي ال عنه أنه تغدى يوما من اليام ث سأل خادمه من أين‬
‫هذا الطعام ؟ فقال ‪ :‬من كهانة كنت أتكهن با ف الاهلية ‪ ،‬فأدخل أبو بكر يده وانتغر‬
‫فأخرج ما ف بطنه من الطعام(‪ ، )1‬فرض ال عنه ما أصدقه وأطيبه وأطهره‪.‬‬
‫اللق مة تب قى ف ب طن صاحبها ويب قى أثر ها مع الل حم والدم وأي ج سد ن بت من الرام‬
‫فالنار أول بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه‪.‬‬
‫كان السلف الصال يعرفون من أين يأكلون ‪ ،‬فصفت أذواقهم وصحت أبدانم وأشرقت‬
‫قلوبم ‪ ،‬فلما فسد طعام التأخرين وشرابم انطمست معال الدى ف قلوبم‪.‬‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال " ما أكل عبد طعاما خيا من أن يأكل من كسب‬
‫(‪)2‬‬
‫يده ‪ ،‬وإن نب ال داود عليه السلم ‪ ،‬كان يأكل من طعام يده"‬
‫فزكريا عليه السلم كان نارا وداود عليه السلم كان حدادا وممد صلى ال عليه وسلم‬
‫والنسسسسبياء عليهسسسسم الصسسسسلة والسسسسسلم كانوا يرعون الغنسسسسم‪.‬‬
‫والسسسلم يدعسسو إل الكسسسب وطلب الرزق لكسسن مسسن أبوابسسه الشروعسسة‪.‬‬
‫يقول سبحانه ﴿ وَل تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ ِإلّا بِالّتِي هِيَ َأ ْحسَنُ حَتّى ﴾(النعام‪ :‬من الية ‪ )152‬وقال‬
‫تعال ﴿ إِنّ اّلذِينَ يَ ْأكُلُونَ أَ ْموَا َل الْيَتَامَى ظُلْما إِّنمَا يَ ْأكُلُونَ فِي ُبطُوِنهِمْ نَارا وَسََيصَْلوْنَ سَعِيا‬
‫﴾ (النساء‪ )10:‬وقال عز وجل ﴿ وَل تَ ْأكُلُوا أَ ْموَالَكُمْ بَيْنَ ُكمْ بِالْبَاطِلِ وَُتدْلُوا ِبهَا ِإلَى اْلحُكّامِ‬
‫لِتَ ْأكُلُوا فَرِيقا ِمنْ أَ ْموَا ِل النّاسِ بِالْأِْثمِ وَأَنُْتمْ تَعَْلمُونَ ﴾ (البقرة‪ )188:‬وقال عز اسه ﴿ اّلذِينَ يَ ْأكُلُونَ‬
‫الرّبا ل يَقُومُونَ ِإلّا َكمَا يَقُومُ اّلذِي يََتخَبّ ُطهُ الشّيْطَانُ مِنَ اْلمَسّ ﴾ (البقرة‪ :‬من الية ‪. )275‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وصح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال" لعن ال الراشي والرتشي " ويروى الرائش‬
‫يقول سبحانه ذامّا من فسد من اليهود والنصارى ﴿ وَتَرَى كَثِيا مِْنهُمْ ُيسَارِعُونَ فِي الْأِثْمِ‬
‫حتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَ ْعمَلُونَ ﴾ (الائدة‪)62:‬‬ ‫سْ‬
‫وَالْ ُعدْوَانِ وََأكِْلهِمُ ال ّ‬

‫‪1‬‬
‫()رواه مسلم ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()رواه البخاري وغيه وهذا لفظ البخاري ف صحيحه عن القدام س كتاب البيوع باب كسب الرجل بعمل يده‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫()رواه أحد والربعة وحسنه الترمذي وصححه ابن حبان‬
‫يقص علينا ابن الوزي ف صيد الاطر أنه أكل أكلة من شبهة فتغي قلبه وأظلم عليه فترة‬
‫من الزمن ‪ ،‬وذلك لصفاء قلوبم أحسوا بالتغي ‪ ،‬أما الكثي اليوم فيأكل ما أراد من الرام فل‬
‫يرى تغي قلبه لنه‪:‬‬
‫ما لرح بيت إيلم‬ ‫من يهن يسهل الوان عليه‬
‫وتناول بعضهم المر والسكر بأنواعه فحرم لذة العبادة وحلوة الطاعة ‪ ،‬وعاش منغصا‬
‫قلقا مروما من السعادة ومن ساعة الجابة فيا أيها الصائم هناك صيام البطن من ل يصمه‬
‫فكأنه ما صام فهل من صائم عن الرام ‪ ،‬ورع عن الشراب والطعام ليدخل دار السلم‪.‬‬
‫اللهم اجعلنا من يلل حلل الشريعة ويرم حرامها‪.‬‬
‫أخطاء يقع فيها الصائمي‬
‫المسسد ل ‪ ،‬والصسسلة والسسسلم على رسسسول ال وآله وصسسحبه وبعسسد ‪.‬‬
‫يطئ كثي من الصائمي ف عدم التفقه ف دين ال تعال با فيه الصيام ‪ ،‬فكثي منهم ل‬
‫يعرف ما يفطر صومه ول ما يرحه ول ما يفسده‪ ،‬وماذا يسن للصائم ‪ ،‬وماذا يوز له ‪،‬‬
‫وماذا يب عليه وما يرم عليه‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وقد صح عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال ‪ ":‬من يرد ال به خيا يفقهه ف الدين"‬
‫فكأن الذي ل يتفقه ف الدين ول يسأل عن أمور دينه ما أراد ال به خيا‪.‬‬
‫يقول سبحانه لعباده ﴿ فَاسْأَلوا أَ ْهلَ ال ّذكْرِ إِنْ كُنُْتمْ ل تَعَْلمُونَ﴾(النحل‪ :‬من الية ‪)43‬وأهل‬
‫الذكر هم العلماء ‪ ،‬فحق السلم الذي يريد أن يعبد ال على بصية أن يسال عما يهله من‬
‫أمر دينه ويبحث عن العلم ويرص على التفقه ف الدين‪.‬‬
‫ويقع بعض الصائمي ف ذنوب عظيمة تفسد عليهم صيامهم وتضيع عليهم قيامهم منها‬
‫الغيبة ‪ ،‬وقد سبق ذكرها ف درس كيف يصوم اللسان ؟ ومنها النميمة والفحش ف القول‬
‫ولستهزاء واللعن وغيها من ذنوب اللسان‪.‬‬
‫ومن الخطاء السراف ف رمضان ف موائد الفطار والسحور فيوضع من الطعام ما‬
‫يكفي الفئام من الناس ويكثر من النواع ويفنن ف عرض كل غال ورخيص من مطعم‬
‫ومشرب من حال وحامض ‪ ،‬وحلو ومال ‪ ،‬ث ل يؤكل منه إل القليل ويهدر باقيه مع‬
‫الفضلت ‪ ،‬ويرمى ف النفايات ‪ ،‬وهذا خلف هدى السلم العظيم‪ ،‬قال سبحانه وتعال ﴿‬
‫حبّ اْل ُمسْرِفِيَ ﴾ (لعراف‪ :‬من الية ‪ )31‬فكل ما زاد على حاجة‬ ‫َوكُلُوا وَاشْرَبُوا وَل ُتسْرِفُوا إِنّهُ ل ُي ِ‬
‫النسان واستهلكه فهو إسراف مذموم ‪ ،‬ول يرضى به رب الصائمي ويندرج ف قوله تعال‪:‬‬
‫وكَانَ الشّيْطَانُ لِرَبّهِ كَفُورا ﴾ (السراء‪:‬‬ ‫﴿وَل تَُب ّذرْ تَْبذِيرا * إِ ّن الْمَُب ّذرِينَ كَانُوا ِإ ْخوَانَ الشّيَاطِيِ َ‬
‫من الية ‪ .)27 -26‬وقال عز وجل‪﴿:‬وَالّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا َلمْ ُيسْ ِرفُوا وََلمْ يَقْتُرُوا َوكَانَ بَيْنَ َذلِكَ‬
‫َقوَاما﴾ (الفرقان‪)67:‬‬

‫تصبح السواق ف رمضان مليئة بالشترين وكلهم يمل من الشربة والطعمة ما يكفي‬
‫‪1‬‬
‫()متفق عليه‬
‫عشرات السر ‪.‬‬
‫هناك أسر توت جوعا‪ ،‬ول تد فتات البز‪ ،‬تنام ف العراء تفترش الغباء وتلتحف السماء‬
‫‪ ،‬وأسر هنا أصابتها التخمة من كثرة إسرافها وتبجحها‪.‬‬
‫من مقاصد الصيام استفراغ الواد الفاسدة ف العدة بتقليل الطعام‪ ،‬وكيف يتم ذلك لن‬
‫أسرف ف طعامه وشرابه ‪ ،‬وبذر ف مأكله؟‬
‫وكثي من الصائمي قطعوا النهار ف نوم فكأنم ما صاموا ‪ ،‬منهم من ل يستيقظ إل عند‬
‫الصسسلة ثسس يعود إل نومسسه ‪ ،‬قطسسع ناره بالغفلة وأمضسسى ليله بالسسسهر‪.‬‬
‫قصر ف العمار طول السهر‬ ‫فما أطال النوم عمرا وما‬
‫الك مة من ال صيام أن يع يش ال صائم لذة الوع لرضاة ال وط عم الظ مأ ف سبيل ال ‪،‬‬
‫سسسسسسس ذلك‪.‬‬
‫سسسسسسسا كله ل يدس‬
‫سسسسسسسل النهار نومس‬
‫والذي جعس‬
‫ومن الصائمي من يلعب ألعابا أقل أحكامها الكراهة ‪ ،‬مثل لعب البلوت ‪ ،‬والسراف ف‬
‫لعب الكرة ‪ ،‬وكذلك ألعابا يزعمون أنا مسلية تضيع الوقت وتفن الساعات ف غي منفعة ‪.‬‬
‫كمْ ِإلَيْنَا ل تُرْجَعُونَ ﴾ (الؤمنون‪)115:‬وقال تعال ﴿‬ ‫حسِبْتُمْ أَّنمَا َخلَقْنَاكُمْ عَبَثا وَأَنّ ُ‬
‫قال تعال ﴿ َأَف َ‬
‫همُ اْلحَيَاةُ الدّنْيَا﴾ (النعام‪ :‬الية ‪)70‬‬‫خذُوا دِيَن ُهمْ لَعِبا وََلهْوا وَغَرّْت ُ‬ ‫وَ َذرِ اّلذِينَ [‪]3‬اّت َ‬
‫ومن الصائمي من يسهر الليل سهرا ضائعا ل منفعة فيه ول أجر فهم ف لو ولعب‬
‫وشرود ‪ ،‬فينما ل تد ف هذا السهر ركعتي ف ظلم الليل‪.‬‬
‫ومن أشنع أخطاء بعض الصائمي تلفهم عن صلة الماعة لدن سبب وأتفه عذر ‪،‬‬
‫وهذا من علمات النفاق ومن براهي مرض القلوب وموت الرواح ‪ ،‬ومنهم من ليس بينه ف‬
‫رمضان وبي القران الكري صلة أو قرب ‪ ،‬يقرأ كثيا لكن ف غي القرآن الكري‪ ،‬ويطالع كثيا‬
‫ولكن ف كتب غي كتاب ال عز وجل ‪.‬‬
‫ومن الصائمي من ل تود نفسه بصدقة ف هذا الشهر العظيم ‪ ،‬ول تشرف مائدته بتفطي‬
‫اللّهِ بَاقٍ﴾‬‫بعض الصائمي‪ ،‬فبابه مغلق وكفه بيلة ‪ .‬قال تعال ‪ ﴿ :‬مَا عِْن َد ُكمْ يَنْ َفدُ وَمَا عِْندَ‬
‫جدُوهُ عِْندَ اللّهِ ﴾ (الزمل‪ :‬من الية ‪.)20‬‬ ‫(النحل‪ :‬من الية ‪ )96‬وقال تعال ﴿ وَمَا تُ َقدّمُوا لِأَنْ ُفسِ ُكمْ ِمنْ خَيْرٍ َت ِ‬
‫ومن الصائمي من ترك صلة التراويح وتكاسل عنها ولسان حاله يقول تكفين‬
‫الفريضة ‪ ،‬وهو ل يكتفي من الدنيا بالقليل بل يرص على الكماليات منها حرصه على‬
‫الضروريات‪.‬‬
‫وأبصرت النازل فيه شت‬ ‫ولو قد جئت يوم الشر فردا‬
‫على ما ف حياتك قد أضعتا‬ ‫لعظمت الندامة فيه غبنا‬
‫ومن الصائمي من أتعب أهله بتكلف صنع كثي من الطعمة والشربة حت أشغلهم عن‬
‫القرآن الكري والسنة ‪ ،‬وعن ذكر ال والعبادة ‪ ،‬ولو اقتصر على الضروري لوجد أهله وقتا‬
‫واسعا للتزود من طاعة ال عز وجل‪.‬‬
‫اللهم زدنا ول تنقصنا ‪ ،‬وأعطنا ول ترمنا ‪ ،‬وأكرمنا ول تنا وسامنا واعف عنا‪.‬‬
‫ذكرياتنا ف رمضان‬
‫المسسد ل والصسسلة والسسسلم على رسسسول ال وآله وصسسحبه وبعسسد ‪.‬‬
‫فأجل ذكرياتنا نن السلمي ف شهر رمضان ‪ ،‬أنزل كتابنا العظيم أو الذكر الكيم ف‬
‫ن الْ ُهدَى وَالْفُرْقَانِ﴾‬
‫شهر رمضان ﴿ َشهْ ُر رَ َمضَانَ اّلذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنّاسِ وَبَيّنَاتٍ مِ َ‬
‫(البقرة‪ :‬من الية ‪. )185‬‬

‫نزل كتابنا ف رمضان ‪ ،‬فكانت ذكراه أحلى الذكريات ‪ ،‬وأيامه ف الدهر خالدات‪.‬‬
‫نزل القران الكري على أمة أمية ‪ ،‬ليخرجها من الظلمات إل النور‪.‬‬
‫كلما جاء ذكر رمضان تذكرنا النة العظيمة بإنزال هذا الكتاب الكيم على الرسول‬
‫الكري ﴿ ل يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ َيدَيْهِ وَل مِنْ خَلْ ِفهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ َحمِيدٍ ﴾ (فصلت‪.)42:‬‬
‫وف رمضان انتصرنا وغلبنا س بإذن ال س الباطل ودحرنا الكفر ف بدر الكبى ‪.‬‬
‫وف رمضان انتصر رسولنا صلى ال عليه وسلم وأصحابه من الهاجرين والنصار ‪ .‬قال‬
‫تعال ‪َ ﴿:‬ولَ َقدْ َنصَ َركُمُ اللّهُ بَِب ْدرٍ وَأَنُْتمْ أَ ِذلّ ٌة فَاتّقُوا اللّهَ لَعَلّ ُكمْ َتشْكُرُونَ ﴾ (آل عمران‪. )123:‬‬
‫انتصر السلم على الكفر ف رمضان ‪ ،‬وارتفعت ل اله ال ال ممد رسول ال ف رمضان‬
‫جمْعَانِ ﴾ (آل عمران‪ :‬من الية ‪)166‬‬ ‫واندحر اللاد ف رمضان ﴿ َيوْمَ الْتَقَى اْل َ‬
‫بدر الكبى كانت ف السابع عشر من هذا الشهر ‪ ،‬فكلما مر بنا هذا اليوم ذكرنا بتلك‬
‫الغزوة الباركة‪.‬‬
‫ك فَتْحا مُبِينا ﴾ (الفتح‪)1:‬‬
‫ف رمضان كانت غزوة الفتح ‪ ،‬فتح مكة ‪ ،‬قال تعال ﴿ إِنّا فََتحْنَا لَ َ‬
‫فتح رسولنا صلى ال عليه وسلم القلوب بالقران الكري ف رمضان ‪ ،‬وفتح مكة بالتوحيد‬
‫ف رمضان ‪ ،‬فاجتمع الفتحان ‪ ،‬وانتصر اليان ‪ ،‬وعل القرآن ‪ ،‬وفاز حزب الرحن ‪ ،‬معارك‬
‫السلمي الكبى تقع ف رمضان‪ ،‬وانتصارات السلمي الالدة كانت ف رمضان‪.‬‬
‫ومن ذكرياتنا ف رمضان أن أمي الوحي جبيل عليه السلم كان ينل على رسولنا صلى‬
‫ال عليه وسلم ف هذا الشهر كثيا فيدارسه القرآن الكري ويراجع معه آيات ال البينات ‪،‬‬
‫ويثبت حفظه ويتدبر معه تلك الكم العظيمة واليات الكرية‪ ،‬ويعيد عرض هذا الكتاب عليه‬
‫‪ ،‬ويتأنق معه ف التلوة ‪ ،‬ويود معه الوحي‪ ،‬فكانا ف أعظم عبادة واجل قربة وأحسن ملس‪.‬‬
‫ومن ذكرياتنا ف رمضان اجتماع الصدر الول من الصحابة ف صلة التراويح فكانوا‬
‫يسمعون لمام واحد وهو يتلو عليهم كتاب ربم فيخشعون ويبكون ويتدبرون‪.‬‬
‫يطول بم الليل فيقصرونه بالقيام ‪ ،‬فلو رأيتهم وقد سالت منهم الدموع وثبت ف قلوبم‬
‫الشوع ‪ ،‬فهسسسسسسسسم فسسسسسسسس قيام وسسسسسسسسسجود وركوع‪.‬‬
‫ولو رأيتهم وقد هلت منهم العبات وارتفعت منهم الزفرات وضجوا على رب السموات‬
‫والرض‪.‬‬
‫ولو رأيتهم وقد وجلت منهم القلوب واقشعرت منهم اللود وجادت بدمعها العيون‪.‬‬
‫ومن ذكرياتنا ف رمضان أنه الشهر الذي تفتح فيه أبواب النان وتغلق فيه أبواب النيان‪،‬‬
‫وتقيد فيه الشياطي‪ ،‬وهذه من أحلى الذكريات يوم يشعر الؤمن انه مرحوم ف هذا الشهر‬
‫الكري‪،‬وأن إغواء الشياطي مصروف عنه ف هذه اليام الباركة ‪ .‬ث إن لكل صائم ف هذا‬
‫الشهر فرحتي يفرح بفطره ويفرح بلقاء ربه تبارك وتعال‪ .‬فكلما تدد هذا الشهر تدد معه‬
‫الفرح وزاد النس والسرور‪.‬‬
‫وهذا الشهر كفارة لا بينه وبي رمضان الاضي كما أخب بذلك عليه الصلة والسلم ف‬
‫الصحيح‪،‬فهو شهر يمل ذاكرة ميدة لكل مسلم يوم يعلم انه مطهر له من السيئات والطايا‬
‫رمضان شهر الفقراء والساكي فهم يدون فيه السخاء والعطاء من الغنياء ‪ ،‬ويدون‬
‫العون والدد من الثرياء ‪ ،‬فكثي منهم يسعد ف هذا الشهر با يود ال به على أيدي الباذلي‪.‬‬
‫صح ع نه عل يه ال صلة وال سلم أ نه قال ‪":‬إن ف ال نة با با يقال له الريان ‪ ،‬يد خل م نه‬
‫الصثثثثائمون ‪ ،‬فإذا دخلوا أغلق فل يدخثثثثل منثثثثه غيهثثثثم"(‪. )1‬‬
‫فباب الريان له مكانسسسة عظيمسسسة فسسس رمضان عنسسسد عباد الرحنسسس‪.‬‬
‫فحيه ف أجل الذكريات‬ ‫أتاك شهر السعد والكرمات‬
‫أنت الن يا زمن الصالات‬ ‫يا موسم الغفران أتفتنا‬
‫اللهم أعد علينا رمضان أياما عديدة‪ ،‬وأعواما مديدة‪ ،‬ف ثياب من الب والتوبة جديدة‪.‬‬
‫رمضان طريق التوبة‬
‫‪1‬‬
‫()رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي‬
‫المسسد ل‪ ،‬والصسسلة والسسسلم على رسسسول ال وآله وصسسبحه وبعسسد‪.‬‬
‫فان من أعظم ما يعود على السلم من النفع ف هذا الشهر الكري توبته وإنابته إل ربه‬
‫وماسبته لنفسه ومراجعته لتاريه‪.‬‬
‫باب التوبة مفتوح‪ ،‬وعطاء ربك منوح‪ ،‬وفضله تعال يغدو ويروح‪ ،‬ولكن أين التائب‬
‫س ِهمْ ل َتقْنَطُوا ِمنْ رَ ْحمَةِ ال ّلهِ ِإنّ‬
‫الستغفر؟ قال تعال ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ اّلذِينَ أَ ْسرَفُوا عَلَى أَْن ُف ِ‬
‫﴾ (الزمر‪)53:‬‬ ‫ال ّلهَ َي ْغفِ ُر الذّنُوبَ َجمِيعا إِّنهُ هُوَ اْل َغفُورُ الرّحِيمُ‬
‫وهذا الشهر هو موسم التوبة والغفرة‪ ،‬وشهر السماح والعفو‪ ،‬فهو زمن أغلى من غال‬
‫وأنفس من نفيس‪.‬‬
‫صح عنه (عليه الصلة والسلم ) أنه قال‪":‬إن ال يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حت تطلع الشمس من مغربا"‬
‫الساءات منا كثية‪ ،‬والعفو منا أكثر‪ ،‬الطأ منه كبي‪ ،‬ورحته أكب‪ ،‬الزلل منا عظيم‪،‬‬
‫ومغفرته أعظم‪:‬‬
‫ول يزل مهما هفا العبد عفا‬ ‫سبحان من يعطي ونطئ دائما‬
‫جلله عن العطا لدى الطا‬ ‫يعطي الذي يطي ول ينعه‬
‫قال تعال ﴿ وَاّلذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَا ِحشَةً َأوْ ظََلمُوا أَنْ ُفسَ ُهمْ َذكَرُوا اللّ َه فَاسْتَغْفَرُوا ِلذُنُوبِ ِهمْ‬
‫(آل عمران‪)135:‬‬ ‫وَمَنْ يَغْفِرُ الذّنُوبَ ِإلّا اللّهُ َوَلمْ ُيصِرّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَ ُهمْ يَعَْلمُونَ ﴾‬
‫ل يصروا أبدا‪ ،‬اخطأوا فاعترفوا بذنبهم واستغفروا‪ ،‬وأساءوا فندموا فغفر ال لم‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال‪":‬رغم أنف من أدركه رمضان فلم يغفر له "‬
‫ذنوب العام كل العام تحى لن صدق مع ال ف رمضان إذا اجتنب الكبائر ‪،‬النقص طيلة‬
‫السنة ‪ ،‬العيوب التراكمة تصحح ف رمضان‪.‬‬
‫صح الديث القدسي أن ال عز وجل يقول‪ " :‬يا عبادي أنكم تذنبون بالليل والنهار‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫()رواه مسلم‬
‫‪2‬‬
‫()رواه الترمذي والاكم انظر صحيح الامع رقم(‪)3510‬‬
‫وأنا أغفر الذنوب جيعا‪ ،‬فاستغفرون أغفر لكم "‬
‫(‪)1‬‬

‫من طبيعتنا الذنب‪ ،‬ولكن منا من يتوب وينيب ويستغفر موله‪ ،‬ومنا من يصر‪ ،‬ويستمر‬
‫ويكابر‪ ،‬وهذا هو الغبون الخذول عن طريق الداية‪.‬‬
‫جنت نفسي فقد كثرت ذنوب‬ ‫أتوب إليك يا رحن ما‬
‫أصابتن وآذتن عيوب‬ ‫وأشكو يا إلي من معاص‬
‫صح ف الديث القدسي أن ال يقول‪":‬يا ابن آدم‪ ،‬إنك ما دعوتن ورجوتن إل غفرت‬
‫(‪)2‬‬
‫لك على ما كان منك ول أبال"‬
‫يا صائمون هذا الشهر فرصتنا للتوبة النصوح‪ ،‬وهذه اليام غنيمة لنا‪ ،‬فهل نبادر الغنيمة‬
‫والفرصة؟‬
‫قبل احتضار وانتزاع الروح‬ ‫وبادر بالتوبة النصوح‬
‫وإنا العمال بالوات‬ ‫ل تتقر شيئا من الآث‬
‫صام معنا قوم العام الاضي ث ردوا لولهم الق أل له الكم وهو أسرع الاسبي‪ ،‬مضوا‬
‫سسسسسسسسسسسسسسم‪.‬‬ ‫سسسسسسسسسسسسسس وتركوا آثارهس‬ ‫بأعمالمس‬
‫نيسب بسه والمسر إذ ذاك أصسعب‬ ‫فيسا ليست شعري مسا نقول ومسا الذي‬
‫وفس كسل يوم واعسظ الوت يندب‬ ‫إل ال نشكسو قسسوة فس قلوبنسا‬
‫ومن علمات قبول الصائمي الصدق ف التوبة ‪ ،‬والعزم على عدم العودة ‪ ،‬والندم على ما‬
‫فرط العبسسسسسد فسسسسس جنسسسسسب ال عسسسسسز وجسسسسسل ‪.‬‬
‫يقول سبحانه ‪ ﴿:‬وَ ُهوَ اّلذِي يَقْبَلُ التّوبَةَ َعنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو َعنِ السّيّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾‬
‫(الشورى‪)25:‬‬

‫و صح ع نه عل يه ال صلة وال سلم أ نه قال ‪":‬والذي نف سي بيده لو ل تذنبوا لذ هب ال‬


‫(‪)3‬‬
‫ثثثث"‬
‫ثثثثر لمث‬
‫ثثثثتغفرون ال فيغفث‬
‫ثثثثم ولاء بقوم يذنبون فيسث‬
‫بكث‬
‫مت يتوب من ل يتب ف رمضان ؟ ومت يعود إل ال من ل يعد ف رمضان؟‬
‫‪1‬‬
‫() رواه مسلم‬
‫‪2‬‬
‫() رواه الترمذي‬
‫‪3‬‬
‫() رواه مسلم‬
‫إن بعض الصائمي يستقيم حاله ويصلح باله ف رمضان‪ ،‬فإذا انتهى الشهر وانصرم‬
‫الصيام‪ ،‬عاد إل حالته القدية وسيته الول فأفسد ما أصلح ف رمضان‪ ،‬ونقض ما أبرم ف‬
‫رمضان‪ ،‬فهو عمره ف هدم وبناء ونقض وإبرام‪ .‬قال تعال‪ ﴿ :‬وَل تَكُونُوا كَالّتِي َن َقضَتْ‬
‫(النحل‪)92:‬‬ ‫غَزَْلهَا ِمنْ َب ْعدِ قُوّةٍ أَنْكَاثا ﴾‬
‫كان كثي من السلف إذا انتهى شهر الصيام بكوا لفراقه‪ ،‬وتأسفوا على رحيله وندموا‬
‫على انتقاله ‪ ،‬وذلك لكثرة صلحهم وصفاء قلوبم وإشراق نفوسهم‪.‬‬
‫اللهم وفقنا لا وفقت إليه عبادك الصالي ‪ ،‬واهدنا صراطك الستقيم‪.‬‬
‫اليان يزداد ف رمضان‬
‫سد‪.‬‬ ‫سحبه أجعيس وبعس‬ ‫سول ال وآله وصس‬ ‫سلم على رسس‬ ‫سلة والسس‬ ‫سد ل ‪ ،‬والصس‬ ‫المس‬
‫فاليان يزيد وينقص بسب العمال‪ ،‬يزيد بالطاعة وينقص بالعصية ‪ ،‬يزيد بالصلة ‪،‬‬
‫وينقص بالفساد ‪ ،‬يزيد بالستقامة ‪ ،‬وينقص بالنراف‪ ،‬قال ال تعال ﴿ وَاّلذِينَ اهَْتدَوْا زَادَ ُهمْ‬
‫همْ ﴾ (الفتح‪ :‬من الية‬ ‫هُدىً وَآتَا ُهمْ تَ ْقوَا ُهمْ ﴾ (ممد‪ )17:‬وقال عز من قائل ﴿ لِيَزْدَادُوا إِيَانا َمعَ إِيَاِن ِ‬
‫‪)4‬‬

‫سه تبارك وتعال ‪.‬‬


‫سن ربس‬
‫سد مس‬
‫سد لقرب العبس‬
‫وفس رمضان يزداد اليان ويشرق التوحيس‬
‫فالصيام من أعظم العمال وهو قربة إل ال عز وجل وصلة عظيمة يباعد بي العبد وبي‬
‫النار ويفرق بي السلم والعاصي‪.‬‬
‫وقيام رمضان أنس ومبة وطاعة وشوق يطرد النفاق عن العبد‪ ،‬ويسقي شجرة اليان‪،‬‬
‫حت تستوي على سوقها وتؤت أكلها كل حي بإذن ربا ‪.‬‬
‫وإليكم أيها الصائمون تلك العمال الت تزيد ف إيانكم وتنمي يقينكم‪ .‬الصلة ف‬
‫َم ْوقُوتا ﴾‬ ‫جاعة بشوع وخضوع وتأمل وحضور﴿ إِ ّن الصّلةَ كَاَنتْ عَلَى الْ ُمؤْمِنِيَ كِتَابا‬
‫(النساء‪ :‬من الية ‪ )103‬والصلة ف جاعة مذهبة للنفاق ومورثة للخشية وناهية عن الفحشاء والنكر‪.‬‬
‫حشَاءِ وَاْلمُنْكَرِ َولَ ِذكْرُ اللّهِ َأكْبَرُ وَاللّهُ يَعَْلمُ مَا‬
‫قال تعال ﴿ إِ ّن الصّلةَ تَْنهَى َع ِن الْ َف ْ‬
‫َتصْنَعُونَ ﴾ (العنكبوت‪ :‬من الية ‪)45‬‬

‫قراءة القرآن بتدبر ‪ ،‬وتأمل آياته ‪ ،‬العيش ف ظلله ‪ ،‬استنشاق نسماته ‪ ،‬الهتداء بديه ﴿‬
‫ولِيََتذَكّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ (صّ‪)29:‬‬ ‫كِتَابٌ أَنْ َزلْنَاهُ ِإلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدّبّرُوا آيَاتِهِ َ‬
‫ذكر ال عز وجل بالقلب واللسان والوارح اللهج بالتسبيح والتكبي والتحميد والتهليل‬
‫﴿ فَا ْذكُرُونِي أَ ْذكُ ْركُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَل تَكْفُرُونِ﴾ (البقرة‪)152:‬مناجاة ال عز وجل ف السحار‪،‬‬
‫الكثار من الستغفار‪.‬‬
‫وسؤال‬ ‫(طسه‪ :‬من الية ‪)114‬‬ ‫﴾‬ ‫طلب العلم النافع ‪ ،‬والتفقه ف الدين ﴿ َوقُلْ رَ ّ‬
‫ب زِدْنِي عِلْما‬
‫أهل العلم‬
‫قال تعال ﴿فَاسْأَلوا أَ ْهلَ ال ّذكْرِ إِنْ كُنُْتمْ ل تَعَْلمُونَ﴾ (النحل‪ :‬من الية ‪ )43‬وحضور مالس‬
‫(‪)1‬‬
‫الذكر " هم القوم ل يشقى بم جليسهم"‬
‫طلب العلم زيادة ف اليان وتثبيت لصل التوحيد ﴿ فَاعَْلمْ أَنّهُ ل ِإلَهَ ِإلّا اللّهُ وَاسْتَغْفِرْ‬
‫لِذَنْبِكَ ﴾‪( .‬ممد‪ :‬من الية ‪ )19‬بدأ هنا بالعلم قبل القول والعمل‪.‬‬
‫ما يزيد اليان الصدقة ‪ ،‬البذل والعطاء ‪ ،‬وقد تقدمت ف درس مستقل ولكن الشاهد هنا‬
‫أنا ترفع من إيان العبد وتزكيه ‪ ،‬وتذب سلوكه وتقوم اعوجاجه‪.‬‬
‫ما يزيد اليان التفكر ف آيات الباري تبارك أسه ومطالعة آثاره ف الكائنات وبديع صنعه‬
‫ف الخلوقات ‪ :‬قال تعال ‪ ﴿:‬وَيَتَفَكّرُونَ فِي خَلْ ِق السّمَاوَاتِ وَالَْأ ْرضِ رَبّنَا مَا َخلَ ْقتَ َهذَا‬
‫ب النّارِ ﴾‪(.‬آل عمران‪ :‬من الية ‪)191‬‬ ‫ك فَقِنَا َعذَا َ‬
‫بَاطِلً سُْبحَاَن َ‬
‫ورمضان زمن صفاء ذهن التأمل وإشراق فكر التفكر ‪ ،‬واستنارة قلب العتب ‪ ،‬فهو جدير‬
‫بالتفكر ف بديع صنع الالق تباركت أساؤه‪.‬‬
‫واليان ينقسسسسسسسسسسسسص ويرض وقسسسسسسسسسسسسد يوت‪.‬‬
‫ينقص اليان بالعراض عن الكتاب والسنة والكتفاء بثالة أذهان البشر ‪ ،‬وعصارة‬
‫أدمغة الناس والعكوف على نتاج الخلوقي الضعفاء القهورين ‪ ،‬فإذا فعل العبد ذلك واستبدل‬
‫الذي هو أدن بالذي هو خي تت خسارته وبان هلكه وظهرت مقاتله واستحوذ عليه‬
‫همُ اْلخَاسِرُونَ ﴾(الجادلة‪ :‬من الية ‪)19‬‬
‫ب الشّيْطَانِ ُ‬
‫الشيطان ﴿ أُولَئِكَ حِ ْزبُ الشّيْطَانِ أَل إِنّ ِحزْ َ‬
‫فليتك ث ليتك ما علمتا‬ ‫إذا ما ل يزدك العلم خيا‬
‫فليتك ث ليتك ما فهمتا‬ ‫وإن ألقاك فهمك ف مغاو‬
‫ينقص اليان اللهو واللعب والغفلة والعراض عن منهج ال عز وجل ومالسة أهل‬
‫الباطل العرضي عن الشريعة الساقطي ف حأة الرذائل والشهوات ‪ .‬قال تعال ﴿ وَل تُ ِطعْ مَنْ‬
‫أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ َعنْ ِذكْرِنَا وَاتّبَعَ َهوَاهُ َوكَانَ أَمْرُهُ فُرُطا ﴾ (الكهف‪ :‬من الية ‪. )28‬‬
‫ينقص اليان إطلق الوارح ف العاصي وتلطيخ العضاء بالسيئات وتسويد القلب‬
‫بالذنوب‬

‫‪1‬‬
‫() رواه البخاري ومسلم وأحد ‪.‬‬
‫عي تنظر إل الرام وأذن تسمع إل النا ‪ ،‬وقلب يرتع ف الشهوات‪ ،‬ويد تبطش ظلما ‪،‬‬
‫وفرج يقترف الفحشاء ‪ ،‬وبطن يتلئ من الثام ‪ ،‬رحاك يا رب وعفوك يا ال‪.‬‬
‫أبشر برضوان من الديان‬ ‫يا صائما عافت جوارحه النا‬
‫تأوي با من مدخل الريان‬ ‫عفو ومغفرة ومسكن جنة‬
‫على الصائم أن ينظر هل زاد إيانه ف رمضان أم نقص ؟ هل عظم يقينه أم قل ؟ ليعرف‬
‫الزيادة من النقصان والربح من السران‪.‬‬
‫اللهم زدنا إيانا ويقينا وفقها وتوفيقا‪.‬‬
‫مبة ال عز وجل تعظم ف رمضان‬
‫المد ل ‪ ،‬والصلة والسلم على رسول ال وآله وصحبه وبعد ‪.‬‬
‫فان امتثال أمر ال عز وجل بصيام شهر رمضان تزيد من مبة ال عز وجل ف قلب‬
‫الصائم ‪ .‬وأولياء ال عز وجل يبون ربم تبارك وتعال حبا عظيما ﴿ ُيحِّبهُمْ وَُيحِبّونَهُ ﴾ (الائدة‪:‬‬

‫من الية ‪ . )54‬وليس العجب من قوله [يبونه] ‪ .‬ولكن العجب من قوله [يبهم] يلقهم ال‬
‫ويرزقهم ويعافيهم ث يبهم‪.‬‬
‫ولحبة ال عز وجل عشر علمات من فعلها فقد أحب ال حقيقة ل ادعاءً ‪.‬‬
‫أولا ‪ :‬مبة كلمه الذي تكلم به وأنزله على رسوله صلى ال عليه وسلم وحيا‪ .‬والشوق‬
‫إل تلوة هذا الكلم وتدبره والنس به ‪ .‬وإصلح القلب بتعاليمه وتسريح الطرف ف رياضه‬
‫والسهر به ف جنح الليال وحنادس الظلم‪ ،‬والعمل بقتضاه وتكيمه ف كل شئون الياة‪.‬‬
‫ثانيها ‪ :‬مبة رسول ال صلى ال عليه وسلم وأتباعه وكثرة الصلة والسلم عليه صلى‬
‫ال عليه وسلم واعتقاد عصمته واتاذه أسوة ‪ ﴿.‬لَ َقدْ كَانَ لَ ُكمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُ ْسوَةٌ َحسَنَةٌ‬
‫لِمَنْ كَانَ يَ ْرجُو اللّهَ وَالَْيوْمَ الْآخِرَ وَ َذكَرَ اللّهَ كَثِيا ﴾ (الحزاب‪ )21:‬والعمل بسنته بدون ترج ول‬
‫جدُوا فِي‬
‫تيب ول تذبذب ﴿ فَل َورَبّكَ ل ُيؤْمِنُونَ حَتّى ُيحَكّمُو َك فِيمَا َشجَرَ بَيَْن ُهمْ ُثمّ ل َي ِ‬
‫سهِمْ حَرَجا ِممّا قَضَ ْيتَ وَُيسَّلمُوا َتسْلِيما ﴾ (النساء‪)65:‬‬
‫أَنْ ُف ِ‬
‫ثالثهما ‪ :‬الغية على مارم ال ‪ ،‬والذب عن حدود ال أن تنتهك ‪ ،‬والغضب عند إهانة‬
‫شيء من شعائر السلم‪ ،‬والتحرق على هذا الدين ‪ ،‬والتأل لواقعه بي أهل البدع والجاهدة‬
‫باللسان والقلب واليد ما أمكن لنصر شرع ال وتكي دين ال ف الرض‬
‫رابعها‪ :‬التشرف بولية ال تعال والرص على نيل هذه الولية‪ ،‬وصف ال أولياءه فقال‬
‫(يونس‪)62:‬‬ ‫﴿ أَل إِنّ َأ ْولِيَاءَ اللّهِ ل َخوْفٌ عَلَْي ِهمْ وَل ُهمْ َيحْزَنُونَ * اّلذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَّتقُونَ ﴾‬
‫وقال سبحانه ﴿ إِّنمَا َولِيّ ُكمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَاّلذِينَ آمَنُوا اّلذِينَ يُقِيمُونَ الصّلةَ وَُيؤْتُونَ ال ّزكَاةَ‬
‫(الائدة‪)55:‬‬ ‫وَ ُهمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يََتوَلّ اللّهَ َورَسُولَهُ وَاّلذِينَ آمَنُوا فَإِنّ حِزْبَ اللّهِ ُهمُ الْغَالِبُونَ ﴾‬
‫خامسها ‪ :‬المر بالعروف والنهي عن النكر وبذل النفس والنفيس ف ذلك فهو قطب‬
‫رحى السلم وسياجه وترسه الذي يتمي به ﴿ َولْتَكُنْ مِنْ ُكمْ أُمّةٌ َيدْعُونَ ِإلَى اْلخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ‬
‫بِالْمَعْرُوفِ وَيَْن َهوْنَ عَ ِن اْلمُنْكَرِ َوأُولَئِكَ ُهمُ اْلمُفِْلحُونَ ﴾ (آل عمران‪ )104:‬وتزيد هذه الصفة‬
‫إشراقا ف شهر رمضان ‪ ،‬ويبذل الصائمون الصادقون نصيحتهم ودعوتم لعباد ال متحسبي‬
‫الجر من ال تبارك وتعال ‪.‬‬
‫سادسها‪ :‬الجتماع بالصالي وحب الخيار والنس بجالسة أولياء ال وساع حديثهم‬
‫والشوق إل لقائهم وزيارتم والدعاء لم ‪ ،‬والذب عن أعراضهم ‪،‬وذكر ماسنهم ونفعهم با‬
‫خ َوةٌ ﴾ (الجرات‪ :‬من الية ‪ . )10‬ويقول ﴿‬
‫يستطاع فال عز وجل يقول ﴿ إِّنمَا اْلمُؤْمِنُونَ إِ ْ‬
‫صمُوا ِبحَبْلِ اللّهِ ﴾(آل عمران‪ :‬من الية ‪. )103‬‬
‫وَاعْتَ ِ‬
‫سابعها‪ :‬التقرب إل ال بالنوافل والتوصل إل مرضاته والتوصل إل مرضاته بالعمال‬
‫الصالة صلة وصياما وصدقة وحجا وعمرة وتلوة وذكرا وبرا وصلة إل غيها من العمال‬
‫ن فِي اْلخَيْرَاتِ وََيدْعُونَنَا رَغَبا َورَهَبا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِيَ ﴾‬
‫‪.‬قال سبحانه﴿ إِّن ُهمْ كَانُوا ُيسَارِعُو َ‬
‫(النبياء‪ )90:‬ويقول سبحانه ف الديث القدسي الصحيح وما يزال عبدي يتقرب على بالنوافل‬
‫((‬

‫))‬
‫(‪)1‬‬
‫حت أحبه‬
‫ثامنها ‪ :‬تقدي حب الخرة الباقية على الدنيا الفانية والتهيؤ للقاء ال عز وجل ‪ ،‬والتزود‬
‫ليوم العا وإعداد العدة لذاك الرحيل الرتقب‪.‬‬
‫فإن الوت ميقات العباد‬ ‫تزود للذي ل بد منه‬
‫لم زاد وأنت بغي زاد‬ ‫أترضى أن تكون رفيق قوم‬
‫تاسعها ‪ :‬التوبة النصوح وترك العاصي والخالفات والعراض عن اللهي اللعبي من‬
‫أهل النراف والفجور فإن مالسهم حى دائمة وسم زعاف وداء مستمر ﴿ الْأَخِلّاءُ يَ ْومَِئذٍ‬
‫ض َعدُوّ إِلّا اْلمُتّ ِقيَ﴾ (الزخرف‪ :‬من الية ‪ .)67‬ويقول عليه الصلة والسلم ف الديث‬
‫ض ُهمْ لَِبعْ ٍ‬
‫َبعْ ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫))‬ ‫الصحيح الرء يشر مع من أحب‬ ‫((‬

‫عاشرها‪ :‬تن الشهادة ف سبيل ال وارتقاب ذاك اليوم الذي تقدم النفس فيه خالصة ل‬
‫‪ .‬وبيع النفس والال والولد من ال وعدم العود ف هذا البيع العظيم والصفقة الرابة ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫() رواه البخاري ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫س ُهمْ وَأَ ْموَالَ ُهمْ بِأَنّ َلهُ ُم اْلجَنّةَ يُقَاتِلُونَ فِي‬
‫قال سبحانه ﴿ إِنّ اللّهَ اشْتَرَى مِ َن الْ ُمؤْمِنِيَ أَنْ ُف َ‬
‫سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ﴾(التوبة‪ :‬من الية ‪. )111‬‬
‫اللهم زدنا لك مبة وفيما عندك رغبة ‪ ،‬وإليك إنابة ‪ ،‬إنك على كل شيء قدير ‪.‬‬
‫كيف نرب أطفالنا ف رمضان وغيه‬
‫المد ل والصلة والسلم على رسول ال وآله وصحبه وبعد ‪.‬‬
‫ففي رمضان تتجلى التربية الصادقة‪ ،‬والتوجيه الكيم ف رعاية الطفال‪ ،‬فهم أمانة ووديعة‬
‫كان السلف الصال يدربون أطفالم على الصيام ويعودونم على القيام ‪.‬‬
‫على ما كان عوده أبوه‬ ‫وينشأ ناشئ الفتيان منا‬
‫فيا صائما يريد لبنائه الفوز معه ‪ ،‬إليك مسائل ف التربية علها أن تدعوك إل حسن‬
‫الرعاية بأطفالك ‪:‬‬
‫أول ‪:‬كن قدوة أنت أيها الوالد ف أخلقك وسلوكك وحياتك ‪ ،‬فان أطفالك ينظرون‬
‫أبا ومعلما ومربيا وأسوة‪ ،‬يقول سبحانه عن زكريا عليه السلم﴿ وََأصَْلحْنَا لَ ُه َزوْجَهُ إِّنهُمْ‬
‫ورَهَبا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِيَ ﴾‪(.‬النبياء‪ :‬من الية ‪)90‬‬
‫كَانُوا ُيسَارِعُو َن فِي الْخَيْرَاتِ وََيدْعُونَنَا رَغَبا َ‬
‫ثانيا‪ :‬ما يعرض وما يسمع وما يرى ف البيت له أعظم الثر ف حياة الطفل ومستقبله ‪،‬‬
‫فإدخال اليان والقرآن الكري والسنة ف البيت وكثرة الذكر والقيام بأوامر ال واجتناب‬
‫نواهيه تكون طفل مستقيما ملتزما‪.‬‬
‫وإدخال اللهي والفاتن وآلت اللعب واللهو والتهاون بشرع ال تعال ترج طفل لغيا‬
‫لعبا هامشيا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ربط الطفل بكتاب ال عز وجل حفظا وتويدا وتلوة ‪ ،‬فهذا عصر الفظ ‪ ،‬وهذا‬
‫زمن التلقي وإذا فات الطفل هذا العصر الذهب وقضاه ف الضياع والتلفت والترفيه ندم بعد‬
‫كبه أعظم ندامة ‪ ،‬وتأسف كل السف ولت ساعة مندم‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬مصاحبة الطفل ف عهد الطفولة والصبا ومنعه من مصاحبة النذال والرذال‬
‫وسقطة الناس وسفلة القوم ‪ ،‬فأنم أضر عليه من الرب ‪ ،‬وأفسد من كل عدو فل إله إل ال‬
‫كم أفسد الفاسد من صال‪ ،‬وكم اثر الليس ف جليسه‪ ،‬وكم سحب الصاحب من صاحب‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫))‬‫وقد صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال الرء على دين خليله‪ ،‬فلينظر أحدكم من يالل‬
‫((‬

‫فكل قرين بالقارن يقتدي‬ ‫عن الرء ل تسأل وسل عن قرينه‬


‫‪1‬‬
‫() رواه أحد وأبو داود والترمذي والاكم والطيب وعبد بن حيد وهو حديث حسن ‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬تنشئة الطفل تنشئة عصامية رجولية فتحبب له معال المور وتكره إليه أراذلا‪،‬‬
‫وقد صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال إن ال يب معال المور ويكره سفاسفها (‪ )1‬فل‬
‫))‬ ‫((‬

‫ييع الطفل ول يترك متشبها بالنساء والسقطة والرذال فإنا حسرة عليه وعار وشنار‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬ملحظة الطفل ف زيه ولباسه وهيئته فيقوم بالدب على منهاج السنة وعلى‬
‫الطريقة الحمدية الكاملة فل يتشبه بأعداء ال ‪ ،‬وقد صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪:‬‬
‫"من تشبه بقوم فهو منهم "(‪ )2‬فيجنب الذكر لبس الذهب والرير والسبال واليوعة‬
‫والنكسار ف الكلم وكثرة الضحك والعبث والطيش والعجلة والفة والسخف وضياع‬
‫الوقت وغي ذلك من الثالب والعيوب ‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬تعظيم أمر ال ف قلب الطفل وتعظيم كل ما له علقة بالدين ‪ ،‬فيقدس ال عز‬
‫وجل بأسائه وصفاته وأفعاله‪ ،‬وينه عن العيوب ويظهر هذا للطفل ف تربيته ليغرس ف نفسه‬
‫تعظيم ال عز وجل وكلمه ورسوله صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫ثامنا ‪ :‬توجيه الطفل لطلب العلم النافع وتصيله ‪ ،‬والد فيه والخلص ف طلبه‬
‫وبذلك الهد ف حفظه وتكراره و إشعار الطفل بثمرة العلم العظيمة اليانعة ونتائجه العسولة‬
‫عله أن يه من رقدة السبات وسنة الغفلة‪.‬‬
‫إل ما فيه حظك لو عقلتا‬ ‫أبا بكر دعوتك لو أجبتا‬
‫رئيسا إن نيت وإن أمرتا‬ ‫إل علم تكون به إماما‬
‫تاسعا ‪ :‬الدعاء له بالتوفيق مع كل صلة واللاح ف مسألة الول تبارك وتعال أن‬
‫يصلحه وأن يهديه وأن يأخذ بيده ‪ ،‬والضراعة ف السحر ‪ ،‬وف أوقات الجابة أن يكتب ال‬
‫اليان ف قلبه وأن يؤيده بروح منه قال سبحانه ﴿ وَاّلذِينَ يَقُولُو َن رَبّنَا َهبْ لَنَا ِمنْ َأ ْزوَاجِنَا‬
‫ذرّيّاتِنَا قُرّةَ أَعُْينٍ وَاجْعَلْنَا لِ ْلمُتّقِيَ إِمَاما ﴾‪( .‬الفرقان‪)74:‬‬
‫وَ ُ‬
‫عاشرا ‪ :‬رحة هذا الطفل والشفقة عليه والعطف عليه وتقبيله ومداعبته ومازحته وإدخال‬

‫‪1‬‬
‫() أخرجه الطبان وابن عدي وغيها وصححه اللبان ف الصحيحة‬
‫‪2‬‬
‫()رواه أحد وعبد بن حيد ف النتخب ومن السند وابن أب شيبة ف الصنف وأبو سعيد العراب ف العجم والروي ف ذم‬
‫الكلم وصححه اللبان ف إرواء الغليل‬
‫السرور عليه وعدم الغلظة والفظاظة معه وعدم تريه أمام الناس ‪ ،‬وليفعل السلم بأطفاله كما‬
‫فعل رسول الدى صلى ال عليه وسلم بالطفال فإن الراحي يرحهم ال عز وجل ‪.‬‬
‫اللهم اجعلنا مباركي أينما كنا ‪ ،‬ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعي واجعلنا‬
‫للمتقي إماما‪.‬‬
‫ظاهرة السراف ف رمضان‬
‫المد ل والصلة والسلم على رسول ال وعلى آله وصحبه وبعد ‪.‬‬
‫السراف من الذنوب والطايا الت وقعت ف المم النحرفة وقد نا ال عنه وذمه فقال‬
‫ب الْ ُمسْ ِرفِيَ ﴾ (لعراف‪ :‬من الية ‪. )31‬‬ ‫ح ّ‬‫تعال ﴿ وَل ُتسْ ِرفُوا إِنّهُ ل ُي ِ‬
‫السراف عادة لقوم ل يرجون ل وقارا ‪ ،‬ول يترمون نعم ال عز وجل‪ ،‬قال سبحانه﴿‬
‫وَل تَُب ّذرْ تَْبذِيرا * إِنّ اْلمَُبذّرِينَ كَانُوا إِ ْخوَانَ الشّيَاطِيِ َوكَانَ الشّيْطَانُ لِرَبّهِ كَفُورا‬
‫﴾‪(.‬السراء‪ :‬اليتان ‪ . )27 – 26‬لقد أكثر بعض الناس من السراف ف رمضان ‪.‬‬
‫فمن صور السراف‪ :‬الكثار من الطعام فوق الاجة ‪ ،‬فان من الناس من تعود كثرة‬
‫الطعومات والشروبات ‪ ،‬فتراه ف رمضان يل مائدته ف الفطار والسحور بكل ما لذ وطاب‬
‫ث تكون عرضة للتلف والرمي ‪.‬‬
‫يا أيها الصائم إياك إياك والسراف ‪ ،‬إن ف السلمي فقراء ومساكي ومتاجي وملقي‬
‫ففطر عباد ال با زاد على حاجتك لتكون لك ذخرا عند ال عز وجل ‪ ،‬قال سبحانه عن‬
‫عباده الصالي ‪ ﴿ :‬وَيُطْ ِعمُونَ الطّعَامَ عَلَى حُبّهِ ِمسْكِينا وَيَتِيما وَأَسِيا * إِّنمَا ُنطْعِمُ ُكمْ ِلوَجْهِ‬
‫ن رَبّنَا َيوْما عَبُوسا قَمْطَرِيرا ﴾ (النسان‪-8:‬‬ ‫اللّهِ ل نُرِيدُ مِنْ ُكمْ َجزَاءً وَل شُكُورا * إِنّا َنخَافُ مِ ْ‬
‫‪)10‬‬

‫وقد صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال " يقول عز وجل يوم القيامة ‪ :‬يا ابن آدم‬
‫استطعمتك ول تطعمن قال وكيف أطعمك وأنت رب العالي ؟ قال ‪ :‬أما علمت أن‬
‫عبدي فلنا استطعمك فما أطعمته ‪ ،‬أما إنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي‪ "..‬الديث‬
‫(‪)1‬‬

‫ومن صور السراف ‪ :‬السراف ف النوم فوق القدر الطلوب ‪ ،‬وخاصة ف النهار ‪ ،‬فان‬
‫بعض الصائمي جعلوا من أيامهم غفلة وسباتا عميقا ‪ ،‬والعجيب أن هؤلء يسرفون ف سهر‬
‫ل طائل من ورائه ‪ ،‬سهر ضائع ف القيل والقال والتوافه‪ ،‬والبعض يسهر ف مزاولة أمور مرمة‬
‫ومكروهة تغضب الول تبارك وتعال ‪.‬‬
‫ومن صور السراف‪ :‬السراف ف العداد لعيد الفطر وتكليف النفس فوق طاقتها‬

‫‪1‬‬
‫()رواه مسلم‬
‫والتبذير ف النفاق من لباس وهيئة ولعب ومباهج حت إنك لترى بعض الفئات من الناس‬
‫ينفقون اللوف الؤلفة ف هذه الترهات بينما هم أبل الناس ف أبواب الي وف طرق الب ‪.‬‬
‫فيا من أنعم ال عليه بالال ‪ ،‬ف الجتمع يتيم وف الناس مسكي ‪ ،‬وف جوارك فقي ‪ ،‬أل‬
‫تطعم جائعا ‪ ،‬أل تكسو عاريا ‪ ،‬أل تبن مسجدا ‪ ،‬أل تواصل منقطعا‪ ،‬أل تفك كربة‬
‫مكروب‪.‬‬
‫ومن صور السراف عند بعض الصائمي كثرة الزيارة من غي طائل ول فائدة والكثار‬
‫من اللطة بالناس لغي مصلحة‪ ،‬والجتماع بالخرين لغي نفع‪ ،‬فيذهب الزمن هدرا والعمر‬
‫بددا واليام ضياعا والوقات لعبا ولسان الال يقول ﴿ يَا َحسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرّطْنَا فِيهَا﴾ ‪.‬‬
‫كذلك كثرة اجتماعات الناس على غي منفعة ‪ ،‬وكثرة الجالس الفارغة‪.‬‬
‫با حت إذا مت انتهيتا‬ ‫تعيش الدهر ويك ف غرور‬
‫ومن صور السراف ‪ :‬إدمان التسلية والترفيه ف اللعب من كرة وتارين رياضية ‪،‬‬
‫وتنهات ونوها على حساب وقت الد والعبادة والذكر والتلوة وتصيل العلم والدعوة‬
‫والمر بالعروف والنهي عن النكر ‪ ،‬حت إن بعض الناس يدفع الوقت دفعا عجيبا وينفقه بيد‬
‫التبذير وغدا سيعلم إذا بعثر ما ف القبور وحصل ما ف الصدور أي شيء فعل ‪.‬‬
‫ولقيت بعد الوت من قد تزودا‬ ‫إذا أنت ل ترحل بزاد ف التقى‬
‫وأنك ل ترصد لا كان ارصدا‬ ‫ندمت على أن ل تكون كمثله‬
‫ولعل صور السراف عند كثي من الناس متعددة‪.‬‬
‫* قوم أسرفوا ف العاصي والذنوب ‪ ،‬فإسرافهم أخطر إسراف وأسوأ تبذير‬
‫* وقوم أسرفوا ف الوقت فنثروه شذر مذر وهم من أعظم الناس حسرة يوم العرض‬
‫الكب‪.‬‬
‫* وقوم أسرفوا ف الطعام والشراب واللباس فما زادهم إل تعاسة وقلقا‪.‬‬
‫*وقوم أسرفوا ف الباحات من لعب وتسليات وتنهات فهم ف القيقة مغبونون ف‬
‫أعمارهم‪.‬‬
‫نسأل ال التوفيق وسدادا ورشدا واقتصادا‪.‬‬
‫رمضان شهر الب والصلة‬
‫المد ل والصلة والسلم على رسول ال وعلى آله وصحبه وبعد‪.‬‬
‫ينكسر قلب الصائم وتذل نفسه وتزداد رحته وشفقته ‪ ،‬وأحق الناس برحة الصائم وبره‬
‫وصلته هم أقاربه وأرحامه‪.‬‬
‫ورمضان يذكر السلم بأن له أقارب وأصهارا وأرحاما فيزورهم ويصلهم ويبهم ويتودد‬
‫إليهم ‪.‬‬
‫كمْ{‬
‫قال سبحانه وتعال ﴿َفهَلْ َعسَيُْتمْ إِن َت َولّيْتُمْ أَن تُ ْفسِدُوا فِي الْأَ ْرضِ وَتُقَطّعُوا َأرْحَامَ ُ‬
‫ص ّمهُمْ وَأَ ْعمَى أَْبصَارَ ُهمْ ﴾(ممد‪ :‬من الية ‪.)22‬‬ ‫ك الّذِينَ لَعََن ُهمُ اللّهُ فَأَ َ‬
‫‪ُ }22‬أ ْولَئِ َ‬
‫قطيعة الرحم من أعظم الذنوب وأفظع الطايا وأجل الرزايا‪.‬‬
‫وصلة الرحم من أحسن السنات ومن أكب العمال الصالات‪.‬‬
‫يقول أحد الكماء وهو يذكر تعامله مع أقاربه وموقفه من عشيته‪:‬‬
‫وبي بن عمي لختلف جدا‬ ‫وإن الذي بين وبي بن أب‬
‫وإن هدموا مدي بنيت لم مدا‬ ‫إذا هتكوا عرضي وفرت عروضهم‬
‫وليس رئيس القوم من يمل القدا‬ ‫ول أحل القد القدي عليهم‬
‫‪ .‬كيف يدخل‬ ‫( ‪)1‬‬
‫))‬ ‫صح عنه عليه الصلة السلم أنه قال ‪ :‬ل يدخل النة قاطع رحم‬
‫((‬

‫النة وقد قطع ما أمره ال به أن يوصل ‪ .‬وقد صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال " لا‬
‫خلقت الرحم تعلقت بالعرش فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة‪ ،‬قال‪ :‬أل ترضي أن‬
‫أصل من وصلك وأقطع من قطعك‪ ،‬قالت‪:‬بلى‪ ،‬قال فذلك لك"‬
‫(‪)2‬‬

‫وصح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال " ليس الواصل بالكافئ ولكن الواصل من إذا‬
‫قطعت رحه وصلها "(‪.)3‬‬
‫وصح عنه عليه الصلة والسلم أن رجل قال له‪" :‬يا رسول ال ‪ :‬إن ل قرابة أصلهم‬

‫‪1‬‬
‫()متفق عليه‬
‫‪2‬‬
‫()متفق عليه‬
‫‪3‬‬
‫()رواه البخاري أبو داود والترمذي‬
‫ويقطعونن ‪ ،‬وأحسن إليهم ويسيئون إل‪ :‬فقال عليه الصلة والسلم‪ :‬إن كنت كما تقول‬
‫فكأنا تسفهم الل ول يزال معك من ال ظهي"(‪ .)1‬ومعن تسفهم الل أي تؤكلهم الرماد الار‬
‫كان أقارب الرسول عليه الصلة والسلم إل القليل من أشد الناس عداوة له‪ ،‬أخرجوه‬
‫من داره ‪ ،‬طاردوه ‪ ،‬شردوه ‪ ،‬آذوه ‪ ،‬حاربوه‪ ،‬فلما نصره ال عليهم عفا عنهم عفوا ما سع‬
‫الناس بثله‪.‬‬
‫صلة الرحم‪ :‬تزيد ف العمر وتبارك فيه وتزكيه ويكثر به الجر وتتضاعف به الثوبة‪.‬‬
‫صلة الرحن‪ :‬عنوان على كمال اليان وخشية الرحن وامتثال القرآن‪.‬‬
‫صلة الرحم‪ :‬تقي مصارع السوء وخزي الدنيا والخرة وسوء النقلب‪.‬‬
‫يروى ف الثر "إن ال أمرن أن أصل من قطعن وأن أعفو عمن ظلمن وأن أعطي من‬
‫حرمن"‬
‫ومن أعظم الصلت وأرفع القربات بر الوالدين والنو عليهما وإكرامهما والدعاء لما‬
‫وطاعتهما ف طاعة ال عز وجل ﴿ َوَقضَى رَبّكَ َألّ تَعُْبدُواْ ِإلّ إِيّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِ ْحسَانا إِمّا‬
‫ولً كَرِيا{‬ ‫يَبْلُغَنّ عِندَكَ الْكِبَرَ َأ َحدُ ُهمَا َأوْ كِلَ ُهمَا فَلَ تَقُل ّلهُمَا أُفّ َولَ تَْنهَرْ ُهمَا َوقُل ّل ُهمَا َق ْ‬
‫كمَا رَبّيَانِي صَغِيا﴾(السراء اليتان‬ ‫ب ارْ َح ْمهُمَا َ‬ ‫‪ }23‬وَاخْفِضْ َل ُهمَا جَنَاحَ الذّلّ مِنَ الرّ ْحمَةِ َوقُل رّ ّ‬
‫‪)24-23‬‬

‫جاء رجل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال "يا رسول ال من أحق الناس بسن‬
‫صحابت ؟ قال ‪ :‬أمك ‪ ،‬قال ث من ‪ :‬قال ‪ :‬أمك قال ث من ؟قال ‪ :‬ث من ؟ قال ‪ :‬أبوك"(‪.)2‬‬
‫ابن عاق ظلم أباه واستهان به وجحد معروفه وأنكر جيله فبكى الب وأنشد يقول ‪:‬‬
‫تعلى با أجري عليك وتنهل‬ ‫غذوتك مولودا وعلتك يافعا‬
‫لسقمك إل شاكيا أتلمل‬ ‫إذا ليلة ضاقتك بالسقم ل ابت‬
‫لدغت به من دون فعيناي تمل‬ ‫كأن أنا اللدوغ دونك بالذي‬
‫إليها مدى ما فيك كنت أأمل‬ ‫فلما بلغت السن والغاية الت‬

‫‪1‬‬
‫()رواه مسلم‬
‫‪2‬‬
‫()متفق عليه‬
‫كأنك أنت النعم التفضل‬ ‫جعلت جزائي غلظة وفظاظة‬
‫لعل الصيام أعظم مدرسة للب والصلة ‪ ،‬فهو معي الخلق ورافد الرحة وحبل الودة ‪،‬‬
‫من صام رقت روحه وصفت نفسه وجاشت مشاعره ولنت عريكته ‪ ،‬لعلنا أن نعود ف هذا‬
‫الشهر إل أقاربنا فنتحفهم بالزيارة والبذل والنس والدعاء والصلة ‪ .‬وال ل يضيع أجر من‬
‫أحسن عمل‪.‬‬
‫اللهم فقهنا ف الدين وثبتنا على سنة إمام التقي وأهدنا سواء السبيل‬
‫رمضان شهر الرحة بالسلمي‬
‫المد ل والصلة والسلم على رسول ال وآله وصحبه وبعد ‪.‬‬
‫الرحة فضل من ال يضعه ف قلب من يشاء ‪ ،‬وإنا يرحم ال من عباده الرحاء‪.‬‬
‫وال رحن رحيم يب الرحاء ويدعو إل الرحة ويأمر عباده أن يتواصوا بالصب والرحة‪،‬‬
‫وقد فقد النسان الرحة لسباب كثية منها ‪ :‬كثرة الذنوب والعاصي فإنا ترين على القلب‬
‫ت قُلُوبُ ُكمْ ِمنْ‬‫حت يعمى ويصبح اشد قسوة من الجارة ‪ ،‬قال تعال عن بن إسرائيل﴿ ُث ّم َقسَ ْ‬
‫سوَةً ﴾‪(.‬البقرة‪ :‬من الية ‪)74‬‬
‫بَ ْعدِ َذلِكَ فَهِيَ كَاْلحِجَارَةِ َأوْ أَ َش ّد قَ ْ‬
‫ضهِم مّيثَاَقهُمْ لَعنّا ُهمْ َوجَعَلْنَا‬
‫وقال سبحانه عنهم لا أعرضوا وتردوا على شرعه ﴿ فَبِمَا نَ ْق ِ‬
‫قُلُوَبهُ ْم قَاسِيَةً ﴾ (النساء‪ :‬من الية ‪ .)155‬وما يذهب الرحة الطغيان بالال والتكب بالغن‪ .‬قال‬
‫سبحانه ﴿ كَلّا إِ ّن الْإِنسَانَ لَيَطْغَى{‪ }6‬أَن رّآهُ اسْتَغْنَى ﴾ ‪ .‬ويوم يهذب القلب باليان والعمل‬
‫الصال يتلئ رحة وحنانا‪.‬‬
‫ولعل من السباب ف ضعف الرحة كثرة الشبع‪ ،‬فانه يورث الشر والبطر‪ ،‬ولذلك‬
‫جاء شهر الصيام ليكسر هذا الموح ويطم هذا التفلت‪.‬‬
‫فالصائم من أرحم الناس لنه ذاق الوع ووجد الظمأ وعاش الشقة ‪ ،‬فبدأت نفسه‬
‫تتوق لرحة السلمي والنان إليهم واللطف بم‪.‬‬
‫إن الرحة مطلوبة من كل مسلم لخيه السلم ‪ ،‬مطلوبة من السئول الراعي أن يرحم‬
‫رعيته ‪ ،‬وأن يشفق عليهم وأن يلي لم ‪ .‬صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪ ":‬اللهم من‬
‫ول من أمر أمت شيئا فشق عليهم فاشقق عليه‪ ،‬ومن ول من أمر أمت شيئا فرفق بم فارفق‬
‫(‪)1‬‬
‫به"‬
‫وصح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال " من وله ال أمرا من أمر أمت فاحتجب دون‬
‫(‪)2‬‬
‫حاجتهم وخلتهم وفقرهم ‪ ،‬احتجب ال دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة"‬

‫‪1‬‬
‫() رواه مسلم عن عائشة‬
‫‪2‬‬
‫()رواه أبو داود والترمذي‬
‫والرحة تطلب من العال والستاذ بطلبه فيفق بم ويتوخى بم أيسر السبل وأحسن‬
‫السالك ليحبوه وينتفعوا بكلمه‪ ،‬فيجعل ال له أعظم الجر وأجل الثوبة‪ ،‬واسع لقوله‬
‫ت فَظّا‬
‫سبحانه مادحا رسوله عليه الصلة والسلم ﴿ فَِبمَا رَ ْحمَةٍ مِنَ اللّهِ لِْنتَ َل ُهمْ وََلوْ كُنْ َ‬
‫حوْلِكَ ﴾ ‪(.‬آل عمران‪ :‬من الية ‪)159‬‬
‫ظ الْقَلْبِ لَانْ َفضّوا مِنْ َ‬
‫غَلِي َ‬
‫والرحة تطلب من المام بالأمومي فل يشق عليهم ول يدخل الضرر عليهم ‪ ،‬بل يكون‬
‫رفيقا حكيما ‪ ،‬صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال " من أم منكم بالناس فليخفف فإن‬
‫فيهم الكبي والريض والصغي وذا الاجة"(‪.)1‬‬
‫أو كما قال عليه الصلة والسلم وصح عنه عليه الصلة والسلم أنه لا أطال معاذ بالناس‬
‫(‪)2‬‬
‫قال له صلى ال عليه وسلم" أفتان أنت يا معاذ؟ أفتان أنت يا معاذ ؟ أفتان أنت يا معاذ"‬
‫وصح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال لعثمان بن أب العاص الثقفي لا قال ‪ :‬يا رسول‬
‫ال ‪.‬اجعلن إمام قومي ‪ ،‬قال ‪" :‬أنت غمامهم واقتد بأضعفهم واتذ مؤذنا ل يأخذ على‬
‫أذانه أجرا"(‪.)3‬‬
‫والرحة مطلوبة من الداعية السلم بالدعوين فينصح لم بلطف ويبي لم بشفقة فل‬
‫يفضح ول يرح ول يشهر بالناس ول يشنع بالعصاة على رؤوس الشهاد قال عز وجل‬
‫موصيا موسى وهارون عليهما السلم ف دعوتما لفروعون الطاغية﴿ فَقُول لَ ُه َق ْولً لَيّنا لّعَلّهُ‬
‫يََتذَكّرُ َأوْ َيخْشَى﴾ (طسه‪ :‬من الية ‪ .)44‬وقال سبحانه ﴿ ادْعُ ِإلَى سَبِي ِل رَبّكَ بِاْلحِ ْكمَةِ وَاْلمَوْعِ َظةِ‬
‫حسَنَةِ وَجَا ِدْل ُهمْ بِالّتِي هِيَ أَ ْحسَنُ ﴾ (النحل‪ :‬من الية ‪.)125‬‬
‫اْل َ‬
‫يقول الشافعي ‪:‬‬
‫وجنبن النصيحة ف الماعة‬ ‫تعمدن بنصحك ف انفراد‬
‫كم التوبيخ ل أرضى ساعه‬ ‫فان النصح بي الناس نوع‬
‫فل تزع إذا ل تعط طاعة‬ ‫فإن خالفتن وعصيت امري‬

‫‪1‬‬
‫()متفق عليه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()متفق عليه واللفظ لسلم‬
‫‪3‬‬
‫()رواه أحد وأبو داوود والترمذي وابن ماجة‪.‬‬
‫والرحة مطلوبة من الوالد بأولده ‪ ،‬وقد سبق هذا ف درس " كيف نرب أطفالنا" ورحة‬
‫الوالد والم بالطفال له أعظم الثر ف إصلحهم وفلحهم وطاعتهم‪ .‬فإن الصلف والغلظة‬
‫باب شؤم‪ ،‬وقد صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال " ما كان الرفق ف شيء إل زانه‪ ،‬وما‬
‫نزع الرفق من شيء إل شانه"(‪.)4‬‬
‫يا صائما جاع بطنه‪ ،‬إن آلف البطون جوعى تنتظر لقمة فهل من مطعم؟‬
‫يا صائما ظمأت كبده إن آلف الكباد ظمأى تنتظر جرعة من ماء فهل من ساق؟‬
‫يا صائما أجل اللباس إن آلف الناس ف عري ينتظرون قطعة من قماش فهل من كاس؟‬
‫اللهم ارحنا رحة واسعة تغفر با الذنب وتحو با الطيئة وتعفو با عن الزلل‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫() رواه مسلم وأبو داود ‪.‬‬
‫كيف ني السنة ف رمضان‬
‫المد ل والصلة والسلم على رسول ال وآله وصحبه وبعد‪.‬‬
‫إمام المة وقدوة الناس هو ممد صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ل سعادة إل ف إتباعه ‪ ،‬ول‬
‫جدُونَهُ مَكْتُوبا‬‫فلح إل ف اقتفاء أثره قال تعال ﴿ الّذِينَ يَتّبِعُونَ الرّسُو َل النّبِيّ الْأُمّ ّي الّذِي َي ِ‬
‫عِْندَ ُهمْ فِي الّتوْرَاةِ وَالْأِْنجِيلِ َيأْمُرُ ُهمْ بِاْلمَعْرُوفِ وَيَْنهَا ُهمْ عَ ِن الْمُنْكَرِ وَُيحِلّ َل ُهمُ الطّيّبَاتِ‬
‫وَُيحَرّمُ عَلَْي ِهمُ اْلخَبَائِثَ ﴾ (لعراف‪ :‬من الية ‪.)157‬‬
‫النة ل تدخل بعد إرساله صلى ال عليه وسلم إل من طريقه‪ ،‬سنته كسفينة نوح من‬
‫ركب فيها نا ومن تلف هلك قال ال تعال ﴿ لَ َقدْ كَانَ لَ ُكمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُ ْسوَةٌ َحسَنَةٌ‬
‫لِمَنْ كَانَ يَ ْرجُو اللّهَ وَالَْيوْمَ الْآخِرَ وَ َذكَرَ اللّهَ كَثِيا ﴾(الحزاب‪.)21:‬‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال‪":‬عليكم بسنت وسنة اللفاء الراشدين من بعدي‪،‬‬
‫عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومدثات المر فان كل مدثة بدعة وكل بدعة ضللة" (‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وصح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال‪":‬من رغب عن سنت فليس من "‬
‫وصح عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال‪":‬من عمل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد"(‪.)3‬‬
‫ويقول عز وجل ﴿ وَمَا كَانَ ِل ُمؤْمِنٍ وَل ُمؤْمِنَةٍ ِإذَا َقضَى اللّهُ َورَسُولُهُ أَمْرا أَنْ يَكُونَ لَ ُهمُ‬
‫اْلخِيَرَةُ ِمنْ أَمْرِ ِهمْ وَمَنْ يَعْصِ اللّهَ َورَسُولَ ُه فَقَ ْد ضَ ّل ضَللً مُبِينا ﴾ (الحزاب‪.)36:‬‬
‫ومنع ال التقدم بي يديه ويدي رسوله عليه الصلة والسلم فقال‪ ﴿ :‬يَا أَّيهَا الّذِينَ آمَنُوا‬
‫سمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ (الجرات‪)1:‬‬ ‫ل تُ َقدّمُوا بَْينَ َي َديِ اللّهِ َورَسُولِهِ وَاتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ َ‬
‫وشهر رمضان هو موسم مبارك لحياء السنة الطهرة ف النفس والبيت والجتمع ‪.‬‬
‫أما سنن الصيام فمر شيء من ذلك ف أول الكتاب عن هديه صلى ال عليه وسلم ف‬
‫رمضان‪.‬‬
‫وأما السنن العامة الت تب على الصائم السلم أن يقوم با ف كل وقت فمنها ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫()رواه البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫()متفق عليه ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫()رواه البخاري ومسلم‬
‫ما صح عنه عليه الصلة والسلم عند مسلم والمسة أنه قال‪ ":‬عشر من الفطرة‪ :‬قص‬
‫الشارب‪ ،‬وإعفاء اللحية ‪ ،‬واستنشاق الاء ‪ ،‬وقص الظافر ‪ ،‬وغسل الباجم ‪ ،‬ونتف‬
‫البط‪ ،‬وحلق العانة ‪ ،‬وانتقاص الاء"‪.‬‬
‫وصح عنه عليه الصلة والسلم أنه نى عن إسبال الزار وما ف حكمه‪ ،‬فقال كما عند‬
‫مسلم ‪":‬ل ينظر ال إل من جر ثوبه خيلء"‪ .‬وصح عنه أنه قال ‪" :‬ما أسفل من الكعبي فهو‬
‫ف النار"(‪.)1‬‬
‫وصح عنه عليه الصلة والسلم أنه نى عن أمور كثية منها ‪:‬نيه عليه الصلة والسلم‬
‫"أن يشرب الرجل قائما "‪ .‬رواه مسلم وأبوداود والترمذي عن أنس‪.‬‬
‫ونيه عليه الصلة والسلم عن إقامة الرجل واللوس ف مقعده"‪.‬رواه البخاري عن ابن‬
‫عمر‪.‬‬
‫ونيه عليه الصلة والسلم "عن أن يس الرجل ذكره بيمينه‪ ،‬وأن يشي ف نعل‬
‫واحدة ‪ ،‬وأن يشتمل الصماء‪ ،‬وأن يتب ف ثوب ليس ف فرجه ثوب منه"‪ .‬رواه النسائي‬
‫بسند صحيح عن جابر‪.‬‬
‫"ونى عليه الصلة والسلم أن ينفخ ف الشراب"‪ .‬رواه الطبان عن سهل بن سعد‬
‫وهو صحيح‪.‬‬
‫"ونى عن الكل والشرب ف إناء الذهب والفضة"رواه النسائي عن أنس وهو صحيح‪.‬‬
‫"ونى عليه الصلة والسلم عن التختم بالذهب"‪ .‬رواه الترمذي بسند صحيح‪.‬‬
‫"ونى صلى ال عليه وسلم الرجال عن لبس الذهب والرير‪ ،‬وأحله للنساء"‪ .‬رواه‬
‫النسائي وأحد بسند صحيح‪.‬‬
‫"ونى عليه الصلة والسلم عن الصلة بعد الصبح حت تطلع الشمس وبعد العصر‬
‫حت تغرب" متفق عليه‪.‬‬
‫"ونى عليه الصلة والسلم عن الصلة إل القبور"‪ .‬رواه ابن حبان عن أنس بسند‬

‫‪1‬‬
‫() رواه البخاري والنسائي ‪.‬‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫"ونى عليه الصلة والسلم عن النوم قبل العشاء ‪ ،‬وعن الديث بعدها"‪ .‬رواه‬
‫الطبان بسند صحيح‪.‬‬
‫"ونى عن النياحة " رواه أبو داود وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫"ونى عن نتف الشيب" ‪ .‬رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة بسند صحيح‪.‬‬
‫"ونى عن صيام يوم المعة أي إفراده بالصيام"‪ .‬متفق عليه عن جابر‪.‬‬
‫"ونى عن بيع فضل الاء" ‪ .‬رواه مسلم وغيه‪.‬‬
‫"ونى عن الوشم"‪ .‬رواه أحد بسند صحيح‪.‬‬
‫"ونى عن الوصال "‪ .‬متفق عليه إل غيها من الناهي العلومة ف السنة الصحيحة ‪.‬‬
‫ومن السنن الصحيحة الثابتة عنه عليه الصلة والسلم سنة السواك فقد صح عنه أنه قال‬
‫" لول أن أشق على أمت لمرتم بالسواك عند كل وضوء"(‪ .)1‬وف لفظ "عند كل صلة"‪.‬‬
‫وصح عنه أنه قال ‪" :‬السواك مطهرة للفم ومرضاة للرب"(‪.)2‬‬
‫ومن السنن تية السجد ركعتان قبل اللوس وهذا عند البخاري وسلم والبدء بالرجل‬
‫اليمن عند دخول السجد واليسرى عند الروج ‪ .‬والبدء بلبس النعل باليمن واللع باليسرى‪،‬‬
‫والستئذان ثلثا‪ ،‬فإن أذن وإل فليجع الستأذن وهذا ثابت بديث صحيح ‪ ،‬وإنا أشرت إل‬
‫السنن العملية اليومية ‪.‬‬
‫اللهم وفقنا لتباع السنة والعمل با والحافظة عليها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫()متفق عليه باللفظ الثان أي بلفظ عن كل صلة‬
‫‪2‬‬
‫()أخرجه أحد ف السند والشافعي ف الم والنسائي ف سننه والبيهقي عن عائشة وصححه اللبان ف إرواء الغليل وعلقه‬
‫البخاري ف صحيحه مزوما به‪.‬‬
‫رسالة إل الرأة السلمة بناسبة رمضان‬
‫المد ل ‪ ،‬والصلة والسلم على رسول ال وآله وصحبه وبعد ‪.‬‬
‫أخت السلمة ‪ :‬سلم ال عليك ورحته وبركاته‪.‬‬
‫أثن ال عز وجل على السلمات الؤمنات الصابرات الاشعات ووصفهن بأنن حافظات‬
‫للغيب با حفظ ال ‪ ،‬ولا ذكر ال عز وجل أوصاف الصالي بقوله ﴿ فَاسَْتجَابَ َلهُ ْم رَّبهُمْ‬
‫أَنّي ل ُأضِيعُ َعمَلَ عَا ِملٍ مِنْ ُكمْ ِمنْ َذكَرٍ َأوْ أُنْثَى بَ ْعضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾ (آل عمران‪ :‬من الية ‪.)195‬‬
‫وبناسبة هذا الشهر أزف إليك يا فتاة السلم ويا أمة ال التهنئة بذا الشهر سائل ال ل‬
‫ولك الغفرة والتوبة النصوح وتقبلي منا بذه الناسبة باقة من النصائح أطلعت عشر زهرات‪:‬‬
‫الول ‪ :‬الرأة السلمة تؤمن بال عز وجل ربا وبحمد صلى ال عليه وسلم نبيا‬
‫وبالسلم دينا وتظهر آثار اليان عليها قول وعمل واعتقادا ‪ ،‬فهي تاذر غضب ال وتشى‬
‫أليم عقابه ومالفة أمره‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬الرأة السلمة تافظ على الصلوات المس بوضوئها وخشوعها ف وقتها فل‬
‫يشغلها عن الصلة شاغل ول يلهيها عن العبادة ملهي فتظهر آثار الصلة فإن الصلة تنهى‬
‫عن الفحشاء والنكر وهي الرز العظيم من العاصي‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬الرأة السلمة تافظ على الجاب وتتشرف بالتقيد به فهي ل ترج إل متحجبة‬
‫تطلب ستر ال وتشكره على أن أكرمها بذا الجاب وصانا وأراد تزكيتها‪ .‬قال سبحانه ﴿يَا‬
‫هنّ ﴾ (الحزاب‪ :‬من الية‬
‫أَّيهَا النّبِيّ قُلْ لِأَ ْزوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَِنسَاءِ اْل ُمؤْمِنِيَ ُيدْنِيَ عَلَْيهِنّ مِنْ جَلبِيِب ِ‬
‫‪.)59‬‬
‫الرابعة ‪ :‬الرأة السلمة ترص على طاعة زوجها فتلي معه وترحه وتدعوه إل الي‬
‫وتناصحه وتقوم براحته ول ترفع صوتا عليه ول تغلظ له ف الطاب‪.‬‬
‫وقد صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪ ":‬إذا صلت الرأة خسها وصامت شهرها‬
‫وأطاعت زوجها دخلت جنة ربا "(‪.)1‬‬
‫الامسة ‪:‬الرأة السلمة ترب أطفالا على طاعة ال تعال ‪ ،‬ترضعهم العقيدة الصحيحة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫()رواه أحد والطبان‪.‬‬
‫وتغرس ف قلوبم حب ال عز وجل وحب رسوله صلى ال عليه وسلم وتنبهم العاصي‬
‫ورذائل الخلق ‪ ،‬قال سبحانه﴿ يَا أَّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْ ُفسَ ُكمْ َوأَهْلِي ُكمْ نَارا َوقُودُهَا النّاسُ‬
‫حجَارَةُ َعلَْيهَا مَلئِكَةٌ غِلظٌ ِشدَادٌ ل يَ ْعصُونَ اللّهَ مَا أَمَرَ ُهمْ وَيَفْعَلُونَ مَا ُيؤْمَرُونَ﴾ (التحري‪. )6:‬‬
‫وَاْل ِ‬
‫السادسة ‪ :‬الرأة السلمة ل تلو بأجنب وقد صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪ " :‬ما‬
‫خلت امرأة برجل إل كان الشيطان ثالثهما"(‪ . )1‬وهي ل تسافر بل مرم ول توب السواق‬
‫والجامع العامة إل لضرورة ‪ ،‬وهي متحجبة متشمة متسترة‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬الرأة السلمة ل تتشبه بالرجال فيما اختصوا به‪ ،‬وقد قال عليه الصلة والسلم‬
‫"لعن ال التشبهي من الرجال بالنساء والتشبهات من النساء بالرجال"(‪. )2‬حديث صحيح‬
‫‪ .‬ول تتشبه بالكافرات فيما انفردن به من أزياء وموضات وهيئات ‪ .‬وقد قال عليه الصلة‬
‫والسلم ‪":‬من تشبه بقوم فهو منهم "(‪. )3‬حديث صحيح‪.‬‬
‫الثامنة ‪ :‬الرأة السلمة داعية إل ال عز وجل ف صفوف النساء بالكلمة الطيبة ‪ ،‬بزيارة‬
‫جاراتا ‪،‬بالتصال بأخواتا بالاتف‪ ،‬بالكتيب السلمي ‪ ،‬بالشريط السلمي‪ ،‬وهي تعمل با‬
‫تقول وترص على أن تنقذ نفسها وأخواتا من عذاب ال تعال‪ ،‬صح عنه عليه الصلة‬
‫(‪)4‬‬
‫والسلم أنه قال ‪" :‬لن يهدي ال بك رجل واحدا خي لك من حر النعم "‬
‫التاسعة‪ :‬الرأة السلمة تفظ قلبها من الشبهات والشهوات وعينها من الرام وأذنا من‬
‫الغناء والنا والفجور وجوارحها جيعا من الخالفات ‪ ،‬وتعلم أن هذا هو التقوى ‪ ،‬وقد صح‬
‫عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪":‬استحيوا من ال حق الياء ومن استحيا من ال حق‬
‫(‪)5‬‬
‫الياء حفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى ومن تذكر البلى ترك زينة الياة الدنيا"‬
‫‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫()رواه أحد والترمذي وقال حسن صحيح‬
‫‪2‬‬
‫()رواه البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجة‬
‫‪3‬‬
‫()رواه أحد وعبد بن حيد ف النتخب من السند وابن أب شيبة ف الصنف وأبو سعيد العراب ف العجم والروي ف ذم‬
‫الكلم وصححه اللبان ف إرواء الغليل‬
‫‪4‬‬
‫()رواه البخاري ومسلم‬
‫‪5‬‬
‫() رواه الترمذي ‪.‬‬
‫العاشرة‪ :‬الرأة السلمة تفظ وقتها من الضياع ‪ ،‬وأيامها ولياليها من التمزق فل تكون‬
‫مغتابة نامة سبابة لهية ساهية قال سبحانه ﴿ وَ َذرِ اّلذِينَ اّتخَذُوا دِيَن ُهمْ لَعِبا َوَلهْوا وَغَرّْت ُهمُ‬
‫اْلحَيَاةُ الدّنْيَا ﴾ (النعام‪ :‬من الية ‪.)70‬‬
‫حسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرّطْنَا فِيهَا﴾‬
‫وقال تعال عن قوم ضيعوا أعمارهم أنم يقولون﴿يَا َ‬
‫(النعام‪ :‬الية ‪. )31‬‬

‫اللهم أهد فتاة السلم لا تبه وترضاه واعمر قلبها باليان‪.‬‬


‫هوم العال السلم ف شهر رمضان‬
‫المد ل ‪ ،‬والصلة والسلم على رسول ال وآله وصحبه وبعد‪.‬‬
‫فيقول ال عز وجل ﴿ إِنّ َهذِهِ أُمّتُكُمْ أُمّةً وَا ِحدَةً وَأَنَا رَبّ ُكمْ فَاعُْبدُونِ ﴾ (النبياء‪ )92:‬وقال‬
‫سبحانه ﴿ إِّنمَا اْلمُؤْمِنُونَ إِ ْخ َوةٌ ﴾ (الجرات‪ :‬من الية ‪.)10‬‬
‫وصح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال‪" :‬مثل السلمي ف توادهم وتراحهم كمثل‬
‫السد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر السد بالمى والسهر" (‪. )1‬‬
‫السلمون يعيشون هذا الشهر وهم ف مآس وأزمات‪.‬‬
‫•شيوعية حراء تأكل الخضر واليابس وتسحق السلمي بالديد والنار وتغرس‬
‫اللاد ف قلوب الجيال وتبث أفكارها ف عال القتصاد والال والنظريات العلمية‪.‬‬
‫•والرأسالية تطفح بالشهوات فهي تكيد للعال السلمي بالغزو الفكري وسيلتها ف‬
‫ذلك الرأة والكأس ومفاتن الياة من لو وترف وترفيه مرم ومون وإغراء‪.‬‬
‫•وعلمانية تدعو إل الفصل بي الدين والدنيا وإقصاء السلم عن مسرح الياة‬
‫بجة أن الدين يفرق بي الشعوب ‪ ،‬والعلمانية فكر ملحد كافر ل يقر الديانات‬
‫كلها ول يرضى بالسلم جلة وتفصيل ف شئون الياة ‪.‬‬
‫•وماسونية أنتجها اليهود جاءت لدم الديان با فيها السلم وهي ف ظاهرها تدعو‬
‫لتوحيد الجناس ولا وسائل وطقوس وشارات وأحزاب وهي سرية العمل عالية‬
‫التأثي صهيونية النشأة‪.‬‬
‫العال السلمي مثخن بالراح ‪:‬‬
‫•سلبت منه فلسطي ‪ ،‬والسجد القصى ف السر‪ ،‬والشيوخ والنساء والطفال‬
‫يذبون صباح مساء ‪ ،‬ولن يعيد فلسطي إل بلد السلمي إل السلم بغضبة عمر‬
‫بن الطاب ‪ ،‬وإقدام صلح الدين وصدق ابن تيمية ‪.‬‬
‫•دمرت أفغانستان وشرد شعبها وسحقت مدنا وهدّمت مساجدها بدبابات أعداء‬
‫ال المر ‪ ،‬آلف اللجئي ل يدون مسكنا ول خبزا ول ماءً ول كساءً وحرب‬
‫‪1‬‬
‫()رواه مسلم وأحد وغيه‪.‬‬
‫السلم والشيوعية ل تزال إل اليوم والعارك حامية الوطيس بي حزب ال تعال‬
‫وحزب الشيطان ‪.‬‬
‫•وليات السلم ف روسيا مثل أذريبجان وأزبكان وتركستان تشكو الظلم والبادة‬
‫والتشرد والجاعة فهل من ناصر ‪.‬‬
‫وأنتمُ يا عباد ال إخوا ُن‬ ‫ماذا التقا ُطعُ ف السلم بينكُم‬
‫إن كان ف القلب إسلمٌ وإيانُ‬ ‫ب القلبُ من كمدٍ‬
‫لثل هذا يذو ُ‬
‫الرأة السلمة تارب ف حجابا وسترها وعرضها ودينها وعفافها ‪.‬‬
‫الشباب يفتنون بوسائل الدم وإغراءات الشيطان وملذات الوى ‪.‬‬
‫التنصي يوب العال السلمي شرقا وغربا وشال وجنوبا‪.‬‬
‫فرقة السلمي إل من رحم ربك ‪ ،‬وهذه الفرقة توهن الصف وتفرق الكلمة وتفت ف‬
‫العضد‪.‬‬
‫فما موقف السلم من ذلك؟ لعله أن يتذكر إخوانه السلمي ف مشارق الرض ومغاربا‪.‬‬
‫إن الطلوب من السلم أن يعيش لذه القضايا الكبى بشاعره باله وبدعائه بتوعية‬
‫إخوانه السلمي أمام هذه الخطار ‪ ،‬بمع كلمة السلمي ليكونوا صفا واحدا ول تنازعوا‬
‫فتفشلوا بأخبار الناس بذه الصائب الت يعيشها العال السلمي لتكون هي قضايا الساعة ول‬
‫يتقر السلم نفسه ففي كل مسلم خي ‪.‬‬
‫والطلوب من السلم أن ياهد إن تكن وانتفت العاذير ‪ ،‬أن ياهد بنفسه وماله ‪ ، ،‬وإل‬
‫باله يساند إخوانه يهب بدرهه وديناره لنصرة السلم ‪.‬‬
‫وأن يكثر من الدعاء ف أدبار الصلوات وف السحر وساعات القبول للمسلمي بالنصر‬
‫والتمكي ف الرض‪.‬‬
‫وأن يدعو إل تقوى ال عز وجل فما أصبنا به من كوارث ومصائب ودواهي إل بذنوبنا‬
‫وتقصينا ﴿ َولَمّا َأصَابَتْ ُكمْ ُمصِيبَةٌ قَدْ َأصَبُْتمْ مِثْلَْيهَا قُلُْتمْ أَنّى َهذَا قُلْ ُهوَ مِنْ عِْندِ أَنْ ُفسِكُمْ إِنّ‬
‫اللّهَ عَلَى كُلّ شَيْ ٍء َقدِيرٌ ﴾ (آل عمران‪ :‬من الية ‪.)165‬‬

‫تعودت المة السلمية أن تعيش رمضان انتصارات وفتوحات لكنها ف السنوات الخية‬
‫لا ضعفت ف حل الرسالة وانغمست ف الدنيا أصبحت تعيش رمضان ها وحزنا وتقتيل‬
‫وتشريدا وإبادة‪.‬‬
‫ولكن إذا عدنا إل ال نصرنا ﴿ إِنْ تَْنصُرُوا اللّهَ يَْنصُ ْركُمْ وَيُثَّبتْ َأ ْقدَامَ ُكمْ ﴾ (ممد‪ :‬من الية ‪.)7‬‬
‫﴿ وَمَا الّنصْرُ ِإلّا مِنْ عِْندِ اللّ ِه الْعَزِيزِ اْلحَكِيمِ ﴾ (آل عمران‪ :‬من الية ‪ ﴿ .)126‬إِنْ يَْنصُ ْر ُكمُ اللّهُ فَل‬
‫غَاِلبَ لَ ُكمْ ﴾ (آل عمران‪ :‬من الية ‪.)160‬‬
‫اللهم إنا نسألك نصرك الذي وعدتنا‪ ،‬اللهم ثبت أقدامنا وانصرنا على القوم‬
‫الكافرين‪.‬‬
‫رمضان يدعو إل حفظ الوقت‬
‫المد ل والصلة والسلم على رسول ال وآله وصحبه وبعد‪.‬‬
‫فما أسرع انصرام العمر ومرور اليام وتعاقب الليال‪.‬‬
‫إن الياة دقائق وثوان‬ ‫دقات قلب الرء قائلة له‬
‫فالذكر للنسان عمر ثان‬ ‫فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها‬
‫وصف ال جواب اللعبي والفرطي يوم القيامة فقال تعال﴿ قَالَ َكمْ لَبِثْتُ ْم فِي الَْأ ْرضِ‬
‫َعدَدَ سِنِيَ{‪ }112‬قَالُوا لَبِثْنَا َيوْما َأوْ بَعْضَ َيوْمٍ فَاسَْأ ْل الْعَادّينَ{‪ }113‬قَالَ إِن لّبِثْتُمْ ِإلّا قَلِيلً لّوْ‬
‫أَنّ ُك ْم كُنُتمْ تَعَْلمُونَ{‪َ }114‬أَفحَسِبُْتمْ أَّنمَا خَلَقْنَا ُكمْ عَبَثا وَأَنّ ُكمْ ِإلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ{‪ }115‬فَتَعَالَى‬
‫ش الْكَرِيِ ﴾‪ (.‬سورة الؤمنون اليات من ‪) 116 – 112‬‬ ‫ك اْلحَقّ لَا ِإلَهَ ِإلّا ُهوَ رَبّ الْعَرْ ِ‬
‫اللّهُ اْلمَلِ ُ‬
‫قال أحد الصالي ‪ :‬العمر قصي فل تقصره بالغفلة ‪ ،‬وهذا حق ‪ ،‬فإن الغفلة تقصر‬
‫الساعات وتستهلك الليال‪.‬‬
‫وصح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال نعمتان مغبون فيهما كثي من الناس ‪ :‬الصحة‬
‫((‬

‫(‪)1‬‬
‫والفراغ‬
‫))‬

‫فكثي من الناس صحيح معاف فارغ وعمره ير أمامه ل يستفيد منه ول يستثمره‪.‬‬
‫وقد صح عنه عليه الصلة السلم أنه قال " ل تزول قدما عبد يوم القيامة حت يسأل‬
‫(‪)2‬‬
‫عن أربع وذكر عمره فيما أبله"‬
‫العم كن من أنفقه ف طاعة ال وجد كنه يوم ل ينفع مال ول بنون إل من أتى ال‬
‫بقلب سليم ‪ ،‬وإن أنفقه ف الغفلة والعاصي واللهو واللعب ندم ندامة ما بعدها ندامة ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫يا حسرتنا على ما فرطنا فيها ‪.‬‬
‫الليل والنهار مطيتان تنقلن النسان إل السعادة البدية أو إل السران‪.‬‬
‫كان السلف الصال يبادرون أنفاسهم ف حفظ أوقاتم ولم ف ذلك قصص عجيبة ‪،‬‬
‫منهم من كان يقرأ القرآن وهو ف سياق الوت كالنيد بن ممد فقال له ابناؤه ‪:‬أجهدت‬
‫‪1‬‬
‫()رواه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجة عن ابن عباس‬
‫‪2‬‬
‫()رواه الترمذي وأبو يعلى والطبان وابن عدي ف الكامل والطيب وابن عساكر ف تاريخ دمشق‪.‬‬
‫نفسك ‪ ،‬فقال ‪ :‬ومن أحق الناس بالجهاد إل أنا ‪.‬‬
‫وكان السود بن يزيد التابعي يصلي أكثر الليل فقال له بعض أصحابه‪ :‬لو ارتت قليل‪،‬‬
‫قال‪ :‬الراحة أريد ‪ .‬يعن الخرة‬
‫وجلس سفيان الثوري ف الرم مع قوم يتحدثون فقام من بينهم فزعا وهو يقول ‪ :‬نلس‬
‫هنا والنهار يعمل عمله‪.‬‬
‫ومن السلف من قسم ناره وليله إل ساعات ‪ ،‬فساعات صلة وتلوة وذكر وتفكر‬
‫وطلب علم وكسب حلل ونوم ‪ ،‬ل يكن للعب عندهم وقت ‪.‬‬
‫أما التأخرون فأصيبوا بصيبة ضياع الوقت إل من رحم ربك ‪ ،‬كثرة نوم وبطالة‬
‫وغفلة وشرود وإسراف ف الباحات واللهيات ‪ ،‬وجلسات ل فائدة فيها ‪ ،‬واجتماعات إن‬
‫ل تكن معصية كانت طريقا إل العصية وسببا لا ‪.‬‬
‫من أعظم ما ينظم الوقت ويرتب العمال الصلوات المس ‪ ،‬يقول عز من قائل ﴿ إِنّ‬
‫الصّلةَ كَانَتْ عَلَى اْل ُمؤْمِنِيَ كِتَابا َم ْوقُوتا ﴾ (النساء‪ :‬من الية ‪. )103‬‬
‫فبعد الفجر وهو زمن الفظ والتلوة والذكر والتأمل ‪ ،‬ومن ارتفاع الشمس إل الظهر‬
‫هو وقت العمل والكسب والتجارة وطلب العلم والسعي ف الرض ‪ ،‬وبعد صلة الظهر‬
‫خاصة لطلبة العلم هو وقت قراءة الجاميع العامة وكتب التاريخ ‪ ،‬وبعد العصر هو زمن الكتبة‬
‫والتحصيل الاد وتقيق السائل ‪ ،‬وبعد الغرب لزيارة الخوان واستقبال الصحاب ‪ ،‬وبعد‬
‫صلة العشاء الهل ث النوم فقيام آخر الليل ‪ ،‬ويوم الميس زمن نزهة وراحة مباحة ‪ ،‬ويوم‬
‫المعة يوم عبادة وتلوة وذكر واستعداد للجمعة بغسل وسواك وطيب ولباس وتبكي‪.‬‬
‫وشهر رمضان مدرسة لتنظيم وقت السلم واستثمار هذا الوقت فيا يقرب من ال عز‬
‫وجل ‪.‬‬
‫الصائم ف النهار متفرغ للعبادة إذ هو معاف من تيئة الطعام وإعداده وتضيه والتشاغل‬
‫به وهذه المور الت تأخذ وقتا طويل وقد توفر هذا الوقت للصائم فزاده ف وقت العبادة‬
‫والعمل الصال ‪.‬‬
‫من الناس من ل يدري معن الصيام فهو ف غفلة كبى وف سبات عميق ‪ ،‬قطع ناره‬
‫نوما وقطع ليله سفرا ضائعا ‪:‬‬
‫عوض وليس لفوتا إرجاع‬ ‫يا مذهبا ساعات عمر مالا‬
‫عمل ستأت بعده أوجاع‬ ‫أنفقت عمرك ف السار وإنه‬
‫اللهم احفظ علينا أعمارنا وثبت أقدامنا واستعملنا ف طاعتك يا رب العالي‬
‫ف رمضان تتجلى صور الب والتآخي بي السلمي‬
‫المد ل والصلة والسلم على رسول ال وآله وصحبه وبعد‪.‬‬
‫فالسلمون يد واحدة وقلب واحد وكيان واحد ‪ ،‬السلمون كما وصفهم عليه الصلة‬
‫والسلم بأنم كالسد الواحد ول يمع شتاتم إل السلم‪ ،‬ولن يؤاخي بينهم إل السلم‪.‬‬
‫﴿ وََألّفَ بَيْنَ قُلُوِبهِمْ َلوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَ ْرضِ َجمِيعا مَا َألّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِ ِهمْ َولَكِنّ اللّهَ َألّفَ‬
‫بَيَْن ُهمْ إِنّهُ َعزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ (لنفال‪ :‬من الية ‪.)63‬‬
‫ليس عند السلمي وحدة لغة أو دم أو لون أو جنس أو وطن ‪ ،‬عند السلمي وحدة‬
‫دين ‪ ،‬تمعهم مظلة ل إله إل ال ممد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫السلمون يتمايزون بالتقوى ويتفاضلون بالعلم ﴿ إِنّا خَلَقْنَا ُكمْ مِنْ َذكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَا ُكمْ‬
‫(الجرات‪ :‬من الية ‪)13‬‬ ‫خَِبيٌ ﴾‬
‫شُعُوبا َوقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنّ َأكْرَمَ ُكمْ عِْندَ اللّهِ أَتْقَا ُكمْ إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ‬
‫لا دعا ممد عليه الصلة والسلم إل السلم جاء الؤذن من البشة يقول لبيك اللهم‬
‫لبيك ‪ ،‬وخرج لسان الال بسلمان الفارسي ليقول ‪":‬سلمان منا آل البيت"‪ .‬وهب صهيب‬
‫الرومي ينادي ال أكب ‪ ،‬ال أكب ‪ ،‬وتلف أهل التمييز العنصري ‪ :‬الوليد بن الغية وأبو‬
‫جهل وأبو لب‪.‬‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪ " :‬يا بن هاشم ليأتي الناس يوم القيامة بأعمالم‬
‫وتأتون بأنسابكم "‪ .‬وف الصحيح عنه أنه قال صلى ال عليه وسلم "ومن أبطأ به عمله ل‬
‫(‪)1‬‬
‫يسرع به نسبه"‬
‫قال الول ‪:‬‬
‫نعم صدقت ولكن بئس ما ولدوا‬ ‫إذا فاخرت بآباء لم كرم‬
‫إن الفت من يقول ها أنا ذا‬ ‫وقال الخر‪:‬ليس الفت من يقول كان أب‬
‫السلمون جعية كبى ‪ ،‬عضوها كل بار مؤمن راشد‪ ،‬والسلم ليس لمة دون أخرى ‪،‬‬
‫فالسلم للعرب والنود والتراك والباكستان والفارقة بل لكل العال ‪ ،‬أبو بكر الصديق‬
‫رضي ال عنه قرشي وبلل حبشي وصهيب رومي وسلمان فارسي وممد الفاتح تركي‬
‫‪1‬‬
‫()رواه مسلم‬
‫وإقبال هندي وصلح الدين كردي جعتهم جيعا ل إله إل ال ممد رسول ال ‪.‬‬
‫وف رمضان تظهر هذه الوحدة العظيمة ‪ ،‬فشهر واحد وصيام واحد وقبلة واحدة ‪،‬‬
‫ومنهج واحد ‪.‬‬
‫نصلي جيعا وراء إمام واحد وال يقول لنا ‪ ﴿:‬وَارْكَعُوا َمعَ الرّاكِعِيَ ﴾ (البقرة‪ :‬من الية ‪)43‬‬

‫وقال سبحانه﴿ َوقُومُوا لِلّهِ قَانِتِيَ ﴾ (البقرة‪ :‬من الية ‪.)238‬‬


‫خاطبنا ال بالصيام جيعا فقال ﴿ يَا أَّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْ ُك ُم الصّيَامُ َكمَا كُِتبَ عَلَى‬
‫كمْ تَتّقُونَ ﴾ (البقرة‪)183:‬‬ ‫اّلذِينَ مِ ْن قَبْلِ ُكمْ لَعَلّ ُ‬
‫ت فَا ْذكُرُوا اللّهَ عِْندَ‬ ‫حجنا واحد ف زمن واحد على صعيد واحد ﴿ فَإِذَا َأَفضُْتمْ مِنْ عَ َرفَا ٍ‬
‫كمْ وَإِنْ كُنُْتمْ مِنْ قَبْلِهِ َلمِنَ الضّالّيَ ﴾ (البقرة‪ :‬من الية ‪.)198‬‬ ‫اْل َمشْعَ ِر اْلحَرَامِ وَا ْذكُرُوهُ كَمَا َهدَا ُ‬
‫صمُوا ِبحَبْلِ اللّهِ َجمِيعا وَل تَفَ ّرقُوا‬ ‫دعانا ال إل العتصام ببله ونبذ الفرقة فقال ﴿ وَاعَْت ِ‬
‫خوَانا﴾)(آل عمران‪:‬‬ ‫وَاذْكُرُوا نِ ْع َمتَ اللّهِ عَلَيْ ُكمْ ِإذْ كُنْتُمْ َأ ْعدَا ًء فََألّفَ بَْي َن قُلُوبِ ُكمْ فََأصَْبحُْتمْ بِنِ ْعمَتِهِ إِ ْ‬
‫من الية ‪. )103‬‬
‫نانا سبحانه عن الفرقة فقال﴿ ل تَكُونُوا كَالّذِينَ تَفَ ّرقُوا وَاخَْتلَفُوا مِنْ بَ ْعدِ مَا جَاءَ ُهمُ‬
‫الْبَيّنَاتُ َوأُولَئِكَ لَ ُهمْ َعذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ (آل عمران‪ :‬من الية ‪.)105‬‬
‫وصح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪" :‬إن ال أوحي إل أن تواضعوا حت ل يبغى‬
‫على أحد على أحدٍ ول يفخر ول يفخر أحدٌ على أحد"(‪. )1‬‬
‫عذب تدر من غمام واحد‬ ‫إن يتلف ماء الوصال فماؤنا‬
‫دين أقمناه مقام الوالد‬ ‫أو يفترق نسب يؤلف بيننا‬
‫(‪)2‬‬
‫وصح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪ " :‬الؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"‬
‫وف الصحيح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال " السلم أخو السلم ل يظلمه ول يذله‬
‫ول يقره بسب السلم من الشر أن يقر أخاه السلم ‪ ،‬كل السلم على السلم حرام ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫()رواه مسلم وابن ماجة‬
‫‪2‬‬
‫()رواه مسلم وغيه‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫دمه وماله وعرضه"‬
‫من لوازم الخوة السؤال عن حال أخيك السلم زيارته ف ال ‪ ،‬عيادته إذا مرض ‪ ،‬السلم‬
‫عليه عند اللقاء ‪ ،‬البشاشة ف وجهه ‪ ،‬تشميته إذا عطس ‪،‬إجابة دعوته ‪ ،‬تشييع جنازته ‪،‬‬
‫الدعاء له بظهر الغيب ‪ ،‬الذب عن عرضه ‪،‬سد حاجته ‪ ،‬الوقوف إل جانبه ‪ ،‬نصره إذا ظلم ‪،‬‬
‫نصيحته وتوجيهه‪ ،‬إل غي ذلك من القوق ‪ ،‬كل مسلم ف الرض أخ لك أخوة إيانية قرآنية‬
‫شرعية كتب عقدها ال وجاء بصفتها ممد صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫اللهم ألف بي قلوبنا واجع شلنا ووحد صفوفنا يا أكرم الكرمي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫()رواه مسلم‪.‬‬
‫شهر رمضان موسم مبارك للدعوة السلمية‬
‫المد ل والصلة والسلم على رسول ال وآله وصحبه أجعي وبعد‪.‬‬
‫فالدعوة السلمية مهمة النبياء والرسل عليهم الصلة والسلم ‪ ،‬ما من نب إل قام داعية‬
‫ومعلما كلهم يقول ‪ ﴿ :‬اعُْبدُوا اللّهَ مَا لَ ُكمْ ِمنْ ِإلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ (لعراف‪ :‬من الية ‪.)85 - 73- 65 -59‬‬
‫ويقول الداعية منهم لقومه " وما أسألكم عليه من أجر‬
‫حسَنَةِ وَجَا ِدْلهُمْ بِالّتِي هِيَ‬‫يقول عز من قائل ﴿ ادْعُ ِإلَى سَبِي ِل رَبّكَ بِاْلحِ ْكمَةِ وَاْلمَوْعِ َظ ِة الْ َ‬
‫صيَةٍ أَنَا‬
‫َأ ْحسَنُ ﴾ (النحل‪ :‬من الية ‪ .)125‬ويقول تبارك اسه ‪ ﴿:‬قُلْ َهذِهِ سَبِيلِي أَ ْدعُو ِإلَى اللّهِ عَلَى َب ِ‬
‫وَمَنِ اتّبَعَنِي وَسُْبحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَا مِ َن الْ ُمشْ ِركِيَ ﴾ (يوسف‪.)108:‬‬
‫س ُن َقوْلً ِممّنْ دَعَا ِإلَى‬ ‫والبصية هي العلم النافع والعمل الصال‪ .‬ويقول تعال‪ ﴿ :‬مَنْ أَ ْح َ‬
‫اللّهِ وَ َعمِ َل صَالِحا َوقَالَ إِنّنِي مِنَ اْل ُمسْلِمِيَ ﴾ (فصلت‪ :‬من الية ‪)33‬الدعوة إل ال لا آداب خسة‬
‫مع خس وسائل وخس نتائج‪:‬‬
‫أما آدابا المسة فهي‪:‬‬
‫أول ‪ :‬الخلص ل والصدق مع ال وطلب ما عند ال تعال ‪ ،‬يقول تعال ‪ ﴿:‬وَمَا أُمِرُوا‬
‫ِإلّا لِيَعْبُدُوا اللّهَ ُمخِْلصِيَ لَهُ الدّينَ ﴾ (البينة‪ :‬من الية ‪ . )5‬وقد أخب العصوم عليه الصلة والسلم أن‬
‫من أول من تسعر بم النار ثلثة ومنهم‪ :‬عال تعلم العلم ليقال عال وقد قيل ‪ .‬وهو حديث‬
‫(‪)1‬‬
‫صحيح‬
‫﴿‬ ‫ثانيا ‪ :‬العمل با يدعو إليه فإن مالفة الفعل للقول فضيحة وعار ‪ ،‬قال سبحانه‬
‫أَتَأْمُرُو َن النّاسَ بِالْبِرّ وَتَْنسَوْنَ أَنْ ُفسَكُمْ وَأَنُْتمْ تَتْلُو َن الْكِتَابَ َأفَل تَعْقِلُونَ ﴾ (البقرة‪. )44:‬‬
‫يقول الشاعر‪:‬‬
‫هل لنفسك كان ذا التعليم‬ ‫يا أيها الرجل العلم غيه‬
‫كيما يصح به وانت سقيم‬ ‫تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا‬
‫فإذا انتهت عنه فأنت حكيم‬ ‫ابدأ بنفسك فانها عن غيها‬
‫ثالثا‪ :‬اللي ف تبليغ الدعوة ﴿ فَقُول لَ ُه َقوْلً لَيّنا لَعَلّهُ يََتذَكّرُ َأوْ َيخْشَى﴾ (طسه‪ )44:‬ويقول‬
‫‪1‬‬
‫()رواه مسلم والترمذي‬
‫سبحانه (فبما رحة من ال لنت لم‪ .‬وصح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال "يسروا ول‬
‫(‪)1‬‬
‫تعسروا وبشروا ول تنفروا"‬
‫رابعا‪ :‬التدرج ف الدعوة والبدء بالهم فالهم‪ ،‬كما فعل عليه الصلة والسلم ف دعوته‬
‫للناس ‪ ،‬وكما قال لعاذ لا أرسله إل اليمن فقال ‪ ":‬إنك تأت قوما أهل كتاب فليكن أول ما‬
‫تدعوهم إليه شهادة أل إله إل ال وأن رسول ال ‪ ،‬فإن هم أجابوك لذلك فأخبهم أن ال‬
‫افترض عليهم خس صلوات ف اليوم والليلة "‪.‬الديث متفق عليه‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬ماطبة كل قوم با يناسبهم وما يتاجونه فلهل الدن خطاب ‪ ،‬ولهل القرى‬
‫خطاب ‪ ،‬ولهل البوادي خطاب ‪ ،‬وللمتعلم مقام وللجاهل مقام ‪ ،‬وللمجادل أسلوب‬
‫وللمذعن أسلوب( ومن يؤت الكمة فقد أوت خيا كثي"‬
‫ووسائل الدعوة خس ‪:‬‬
‫أولا ‪ :‬الدعوة الفردية وهي ماطبة الدعو منفردا عن الناس إذا كانت السألة تصه‪.‬‬
‫ثانيها ‪ :‬الدعوة العامة ف هيئة ماضرة ‪ ،‬أو موعظة وهي تنفع العامة وجهور السلمي‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬الدرس الاص بطلبة العلم كل ف فنه وهذه مهمة العلماء القائمي بفنونم‪.‬‬
‫رابعها‪ :‬الدعوة بالكاتبة والراسلة والتآلف والدايا وتقدي النفع للمدعو‪.‬‬
‫خامسها ‪ :‬الدعوة بالوسائل الديثة العلمية واستغللا ف رفع كلمة الق ‪.‬‬
‫أما نتائجها فخمس‬
‫أولا ‪ :‬إحراز منصب ورثة النبياء والرسل عليهم الصلة والسلم فهم الدعاة الوائل‬
‫والنائر السامقة ف عال الدعوة ‪.‬‬
‫ثانيها ‪:‬استغفار الخلوقات لعلم الناس الي حت اليتان ف البحر كما صح به الديث‪.‬‬
‫ثالثها ‪ :‬كسب أجور عظيمة بقدر أجور الدعوين فقد صح عنه عليه الصلة والسلم أنه‬
‫قال ‪":‬من دعا إل سنة حسنة كان له من الجر مثل أجور من تبعه دون أن ينقص من‬
‫أجورهم شيئا "‬
‫(‪)2‬‬

‫‪1‬‬
‫()رواه البخاري ومسلم وأحد والطيالسي‬
‫‪2‬‬
‫()رواه مسلم وهو بلفظ ‪":‬من سن ف السلم سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل با بعده ل ينقص من أجورهم شيئا ومن‬
‫رابعها ‪ :‬انتقال الداعية من منلة الدعو إل منلة الداعي فيؤثر ف غيه ويتأثر بغيه من‬
‫دعاة السوء‪.‬‬
‫خامسها‪ :‬إمامته ف الناس والقتداء به ‪ ،‬فان ال عز وجل وصف الصالي وذكر أنم‬
‫(الفرقان‪ :‬من الية ‪)74‬‬ ‫﴿ وَاجْعَلْنَا لِ ْلمُتّقِيَ إِمَاما ﴾‬
‫يدعون ويقولون‬
‫وف رمضان تيج مشاعر الدعاة وتنطلق ألسنتهم وتود أقلمهم وترحب بم النابر‬
‫لسماع دعوتم وكلمهم فهل من داعية يود بالعلم ف هذا الشهر لينفع ال به‪.‬‬
‫اللهم زدنا علما نافعا وعمل صالا وفقها ف الدين‪.‬‬

‫سن فسي السلم سنة سيئة ‪"....‬الديث‬


‫للصائم دعوة ل ترد‬
‫المد ل ‪ ،‬والصلة والسلم على رسول ال وآله وصحبه وبعد‪.‬‬
‫فقد صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪":‬للصائم دعوة ل ترد"‪ ،‬لاذا ؟ لن الصائم‬
‫منكسر القلب ضعيف النفس ‪ ،‬ذل جوحه وانكسر طموحه واقترب من ربه وأطاع موله‪،‬‬
‫ترك الطعام والشراب خيفة من اللك الوهاب ‪ ،‬كف عن الشهوات طاعة لرب الرض‬
‫والسموات ‪ ،‬صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪":‬الدعاء هو العبادة"(‪ ،)1‬إذا رأيت العبد‬
‫يكثر من اللاح ف الدعاء فاعلم انه قريب من ال واثق من ربه ‪.‬‬
‫﴿‬ ‫قال الصحابة يا رسول ال ‪":‬أربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فأنزل ال عز وجل‬
‫وَإِذَا سََألَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَ ْعوَ َة الدّاعِ إِذَا دَعَا ِن فَلَْيسَْتجِيبُوا لِي َولْيُؤْمِنُوا بِي‬
‫لَعَّلهُمْ يَرْ ُشدُونَ ﴾ (البقرة‪. )186:‬‬
‫وقد صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪":‬إنكم ل تدعون أصم ول غائبا وإنا‬
‫تدعون سيعا بصيا أقرب إل أحدكم من عنق راحلته"(‪.)2‬‬
‫الدعاء حبل مديد وعروة وثُقى وصلة ربانية ‪ ،‬صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪:‬‬
‫"لن يهلك أحد مع الدعاء"‪.‬‬
‫حبّ‬ ‫ال ينادينا أن ندعوه ويطلب منا أن نسأله ﴿ ادْعُوا رَبّكُمْ َتضَرّعا وَخُفْيَةً إِنّهُ ل ُي ِ‬
‫اْلمُعْتَدِينَ ﴾ (لعراف‪ :‬من الية ‪. )55‬‬
‫جبْ لَ ُكمْ إِنّ اّلذِينَ َيسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سََيدْ ُخلُونَ َجهَّنمَ‬
‫﴿ َوقَالَ رَبّكُمُ ادْعُونِي أَسَْت ِ‬
‫دَاخِرِينَ ﴾ (غافر‪ :‬من الية ‪.)60‬‬
‫من جود كفك ما علمتن الطلبا‬ ‫لو ل ترد نيل ما أرجو وأطلبه‬
‫صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ‪ ":‬ينل ربنا إل السماء الدنيا حي يبقى ثلث‬
‫الليل الخر فيقول‪ :‬هل من سائل فأعطيه‪ ،‬هل من داع فأجيبه‪ ،‬هل من مستغفر فأغفر له"‪.‬‬
‫وشهر رمضان هو شهر الدعاء وشهر الجابة وشهر التوبة والقبول‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫()رواه أبو داود والترمذي وغيها وهو صحيح‬
‫‪2‬‬
‫()متفق عليه‬
‫فيا صائما قد جفت شفته من الصيام وظمأت كبده من الظمأ وجاع بطنه أكثر من‬
‫الدعاء وكن ملحاحا ف الطلب وصف ال عباده الصالي فقال ‪ ﴿ :‬إِّن ُهمْ كَانُوا ُيسَارِعُو َن فِي‬
‫اْلخَيْرَاتِ وََيدْعُونَنَا رَغَبا َورَهَبا َوكَانُوا لَنَا خَاشِعِيَ﴾ (النبياء‪ :‬من الية ‪.)90‬‬
‫وللدعاء يا صائمون آداب ينبغي على الصائم معرفتها ‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫عزم القلب والثقة بعطاء ال عز وجل وفضله ‪ ،‬صح عنه عليه الصلة والسلم أنه قال‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫"ل يقل أحدكم اللهم اغفر ل إن شئت ولكن ليعزم السألة فإن ال ل مكره له "‬
‫ومن الداب الثناء على ال تعال والصلة على رسوله صلى ال عليه وسلم ف أول الدعاء‬
‫وأواسطه وآخره ‪ ،‬ومنها توخي أوقات الجابة كالثلث الخي من الليل وف السجود وبي‬
‫الذان والقامة وف أدبار الصلوات وآخر ساعة من يوم المعة وبعد العصر ويوم عرفة‪ ،‬ومنها‬
‫تنب السجع ف الدعاء والتكلف والتعدي فيه ‪ ،‬ومنها الذر من الدعاء بإث أو قطيعة رحم‪.‬‬
‫أيها الصائم قبل الغروب لك ساعة من أعظم الساعات ‪ ،‬قبل الفطار يشتد جوعك‬
‫ويعظم ظمؤك فأكثر الدعاء وزد ف اللاح وواصل الطلب ‪ ،‬ولك ف السحر ساعة فجد على‬
‫نفسك بسؤال الي القيوم فإنك الفقي وهو الغن وإنك الضعيف وهو القوي وإنك الفان‬
‫وهو الباقي ‪:‬‬
‫يا من له كل اللئق تصمد‬ ‫يا رب عفوك ليس غيك يقصد‬
‫ورأيت بابك واسعا ل يوصد‪.‬‬ ‫أبواب كل ملك قد أوصدت‬
‫ذرّيّتِي رَبّنَا وَتَقَبّلْ دُعَاء{‬
‫دعا إبراهيم عليه الصلة فقال‪ ﴿ :‬رَبّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصّلَةِ وَمِن ُ‬
‫حسَابُ ﴾ ( سورة إبراهيم اليتان ‪. )41 – 40‬‬ ‫‪ }40‬رَبّنَا اغْفِرْ لِي َولِوَالِ َديّ َولِ ْل ُمؤْمِنِيَ َيوْمَ يَقُو ُم الْ ِ‬
‫صدْرِي{‪}25‬وََيسّرْ لِي أَمْرِي ﴾ ( سورة‬ ‫ودعا موسى عليه السلم فقال‪ ﴿:‬قَا َل رَبّ اشْ َرحْ لِي َ‬
‫طه اليتان ‪)26 – 25‬‬

‫ودعا سليمان عليه السلم فقال‪ ﴿ :‬قَا َل رَبّ اغْفِرْ لِي وَ َهبْ لِي مُلْكا ل يَنْبَغِي لِأَ َحدٍ مِنْ‬
‫ت اْلوَهّابُ ﴾ (صّ‪)35:‬‬
‫بَ ْعدِي إِنّكَ أَْن َ‬
‫ودعا ممد صلى ال عليه وسلم فقال كما ف الصحيح‪":‬اللهم رب جبيل وميكائيل‬

‫‪1‬‬
‫()رواه مسلم ورواه البخاري ف الدب الفرد‬
‫واسرافيل فاطر السموات والرض‪ ،‬عال الغيب والشهادة‪ ،‬أنت تكم بي عبادك فيما‬
‫كانوا فيه يتلفون‪ ،‬اهدن لا اختلف فيه من الق بإذنك إنك تدي من تشاء إل صراط‬
‫مستقيم"(‪.)1‬‬
‫للدعاء أربع فوائد‪:‬‬
‫الول‪ :‬عبودية ال عز وجل وتذلل وثقة به ‪ ،‬وهي مقصود العبادة وثرتا‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تلبية الطلب إما لعطاء خي أو دفع ضرر‪ ،‬وهذا ل يلكه إل ال عز وجل‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬ادخار الجر والثوبة عند ال إذا ل يب الداعي ف الدنيا‪ ،‬وهذا أنفع وأحسن‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬إخلص التوحيد بطريق الدعاء وقطع العلئق بالناس والطمع فيما عندهم‪.‬‬
‫ربنا آتنا ف الدنيا حسنة وف الخرة حسنة وقنا عذاب النار‪ ،‬ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ‬
‫هديتنا وهب لنا من لدنك رحة إنك أنت الوهاب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫() رواه مسلم وأبو عوانه ‪.‬‬
‫هدايا للصائمي‬
‫المد‪ ،‬والصلة والسلم على رسول ال وآله وصحبه وبعد‪.‬‬
‫ل أجد أحسن هدية ول أعظم تفة ول أجل عطية‪ ،‬من أن أقدم للصائم هدايا من رسول‬
‫الدى عليه الصلة والسلم يهديها لكل مسلم ‪ ،‬إنا تلك الحاديث العملية الت ذكرت‬
‫مقرونة بالجر والثواب ‪،‬إنا تلك الحاديث الت هي من أبواب السعادة ومن طرق الي ف‬
‫الدنيا والخرة‪.‬‬
‫أيها الصائم دونك الحاديث وأحرص على العمل با ‪.‬‬

‫يقول عليه الصلة والسلم ‪ ":‬من قال إذا أصبح ‪:‬ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬له‬
‫اللك وله المد ‪ ،‬وهو على كل شيء قدير كان له عدل رقبة من ولد إساعيل وكتبت له‬
‫با عشر حسنات ‪ ،‬وحط عنه با عشر سيئات ‪ ،‬ورفع له با عشر درجات ‪ ،‬وكان ف‬
‫حرز من الشيطان حت يسي ‪ ،‬وإذا قالا إذا أمسى كان له مثل ذلك حت يصبح"‪ .‬رواه‬
‫أحد وأبو داود وابن ماجة وسنده صحيح‪.‬‬
‫وقال عليه الصلة والسلم ‪" :‬من قال حي يصبح أو حي يسي ‪":‬اللهم أنت رب ل إله‬
‫إل أنت خلقتن ‪ ،‬وأنا عبدك ‪ ،‬وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ‪،‬أعوذ بك من شر ما‬
‫صنعت ‪ ،‬أبوء لك بنعمتك علي ‪ ،‬وأبوء بذنب ‪،‬فاغفر ل ‪،‬إنه ل يغفر الذنوب إل أنت ‪،‬‬
‫فمات من يومه أو ليلته دخل النة "‪ .‬رواه أحد وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن حبان‬
‫والاكم بسند صحيح وهو عند البخاري بلفظ آخر ‪.‬‬
‫وقال عليه الصلة والسلم ‪ ":‬من قال حي يصبح وحي يسي ‪:‬سبحان ال العظيم‬
‫وبمده ‪ ،‬مائة مرة ‪ ،‬ل يأت أحد يوم القيامة بأفضل ما جاء به إل أحد قال مثل ذلك وزاد‬
‫عليه"‪ .‬رواه مسلم وأحد وأبو داود والترمذي‪.‬‬
‫وقال عليه الصلة والسلم ‪ ":‬من قال رضيت بال ربا وبالسلم دينا وبحمد نبيا‬
‫وجبت له النة"‪ .‬رواه أبو داود وابن حبان والاكم وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫وقال عليه الصلة والسلم ‪ " :‬من قال سبحان ال العظيم وبمده ‪ ،‬غرست له نلة ف‬
‫النة "‪ .‬رواه الترمذي وابن حبان والاكم وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫وقال عليه الصلة والسلم ‪" :‬من قال سبحان ال وبمده ف يوم مائة مرة حطت‬
‫خطاياه ‪ ،‬وإن كانت مثل زبد البحر"‪ .‬متفق عليه‪.‬‬
‫وقال عليه الصلة والسلم ‪ " :‬من قام بعشر آيات ل يكتب من الغافلي‪ ،‬ومن قام بائة‬
‫آية كتب من القانتي‪ ،‬ومن قام بألف آية كتب من القنطرين"‪ .‬رواه أبو داود وابن حبان‬
‫وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫وقال عليه الصلة والسلم‪ ":‬من قال حي يسي ‪ :‬بسم ال الذي ل يضر مع اسه شئ ف‬
‫الرض ول ف السماء ‪ ،‬وهو السميع العليم‪ ،‬ثلث مرات ‪ ،‬ل يصبه فجأة بلء حت يصبح ‪،‬‬
‫ومن قالا حي يصبح ثلث مرات‪ ،‬ل يصبه فجأة بلء حت يسي "‪ .‬رواه ابو داود وابن حبان‬
‫والاكم وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫وقال عليه الصلة والسلم ‪ ":‬من قال حي يسي ثلث مرات ‪:‬أعوذ بكلمات ال‬
‫التامات من شر ما خلق ل يضره لدغة حية ف تلك الليلة"‪.‬رواه الترمذي وابن حبان‬
‫والاكم وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫وقال عليه الصلة والسلم ‪ " :‬من قال إذا خرج من بيته‪ ،‬بسم ال توكلت على ال ‪،‬‬
‫ول حول ول قوة إل بال‪ ،‬يقال له ‪:‬كفيت ووقيت ‪ ،‬وتنحى عنه الشيطان"‪ .‬رواه الترمذي‬
‫وأبو داود وابن حبان وابن السن وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫وقال عليه الصلة والسلم ‪ " :‬من قال حي يسمع الؤذن ‪ :‬وأنا أشهد أن ل إله إل ال‬
‫وحده ل شريك له ‪ ،‬وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ‪ ،‬رضيت بال ربا وبحمد رسول ‪،‬‬
‫وبالسلم دينا ‪ ،‬غفر ال له ما تقدم من ذنبه"‪ .‬رواه مسلم والمسة‪.‬‬
‫وقال عليه الصلة والسلم ‪ " :‬من قرأ قل هو ال أحد عشر مرات بن ال له بيتا ف‬
‫النة "‪ .‬رواه أحد عن معاذ بن أنس وسنده صحيح‪.‬‬
‫وقال عليه الصلة والسلم ‪" :‬من قرأ سورة الكهف ف يوم المعة أضاء له من النور ما‬
‫بي المعتي"‪ .‬رواه الاكم والبيهقي بسند صحيح‪.‬‬
‫وقال عليه الصلة والسلم ‪ " :‬من قرأ آية الكرسي دبر كل صلة مكتوبة ‪ ،‬ل ينعه من‬
‫دخول النة إل أن يوت"‪ .‬رواه ابن حبان والنسائي وهو حديث صحيح ول يصب من‬
‫ضعفه‪.‬‬
‫وقال عليه الصلة والسلم ‪ " :‬من قرأ قل هو ال أحد ‪ ،‬فكأنا قرأ ثلث القرآن "‪ .‬رواه‬
‫أحد والنسائي والترمذي وهو حديث صحيح‪.‬‬
‫وقال عليه الصلة والسلم ‪ ":‬من قرأ بائة آية ف كل ليلة كتب له قنوت ليلة"‪ .‬رواه‬
‫أحد والنسائي بسند صحيح‪.‬‬
‫هذه باقة عطرة من ممد صلى ال عليه وسل نزفها إل كل صائم‪.‬‬
‫اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ‪ .‬آمي‪.‬‬
‫العيد غدا‬
‫المد ل ‪ ،‬والصلة والسلم على رسول ال وآله وصحبه وبعد‪.‬‬
‫فغدا العيد والعيد غدا فما معن العيد وكيف يكون العيد ‪.‬‬
‫ليس العيد لن لبس الديد ‪ ،‬ولن تفاخر بالعدد والعديد ‪ ،‬وإنا العيد لن خاف يوم‬
‫الوعيد ‪ ،‬واتقى ذا العرش الجيد‪.‬‬
‫ليس العيد نغمة ووتر ‪ ،‬ول مباهج فارغة ول مظاهر وفوضى ‪ ،‬بل العيد شكرا للمنعم‬
‫عز وجل واعتراف بفضله وإظهار نعمته والسية ف موكب من الؤمني إعزازا للدين وكبتا‬
‫لعداء السلمي‪.‬‬
‫ف العيد قضايا عديدة منها ‪:‬‬
‫الكل ف صباح عيد الفطر قبل الصلة وذلك بتناول ترات لنمتثل أم ال ف الفطار كما‬
‫امتثلناه ف الصيام ‪.‬‬
‫ومنها زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وإسعادا للفقي وإحياء لروح التعاون‬
‫والتراحم بي السلمي وتزكية للنفس وقهرا للشح‪.‬‬
‫ومنها لبس الديد من اللبس والتطيب اعترافا بميل صاحب الميل تبارك وتعال وتزينا‬
‫له فهو سبحانه جيل يب المال‪ ،‬ث هو إظهار لنعمة ال عز وجل ‪ ،‬ففي حديث حسن عنه‬
‫(‪)1‬‬
‫عليه الصلة والسلم أنه قال ‪" :‬إن ال يب أن يرى اثر نعمته على عبده "‬
‫والعيد أن يعود بعضنا على بعض بالزيارة والسلم والصفاء والب‪.‬‬
‫والعيد صلة للرحام وبر بالوالدين وعطف على الفقي والسكي ورحة بالار‪.‬‬
‫العيد عند السلمي تتجلى فيه الفراح اليانية النضبطة بضوابط الشرع الحفوفة بسياج‬
‫الدب ‪ ،‬ففي العيد الزح الوقور والدعابة اللطيفة والنكتة البيئة والبسمة الانية والنهة الباحة‬
‫والقصص البديع‬
‫العيد يذكر بيوم العرض الكب جع حاشد وألوف مؤلفة ‪ ،‬غن وفقي وكبي وصغي‬
‫وأمي ومأمور وسعيد وشقي ومسرور ومزن ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫() رواه الترمذي وحسنه اللبان كما ف الشكاة ‪.‬‬
‫العيد يوم الوائز فمن صام وقام إيانا واحتسابا فبشراه بالائزة الكبى والفوز العظيم‬
‫والثواب السيم‪.‬‬
‫ومن فجر ف صيامه وتاون ف أمر ربه وتعدى حدوده فيا ندامته ويا أسفه ويا حسرته ‪.‬‬
‫يعود الناس من الصلي وهم فريقان‪:‬‬
‫فريق مأجور مشكور ‪ .‬يقول ال تعال لم ‪:‬انصرفوا مغفور لكم فقد ارضيتمون ورضيت‬
‫عنكم‪.‬‬
‫وفريق خاسر خائب يعود باليبة والسران والسف والرمان‪ :‬مر أحد الصالي بقوم‬
‫يلهون ولغون يوم العيد فقال لم ‪ :‬إن كنتم أحسنتم ف رمضان فليس هذا شكر الحسان ‪،‬‬
‫وإن كنتم أسأت فما هكذا يفعل من أساء مع الرحن ‪.‬‬
‫رأى عمر بن عبد العزيز الناس يسرعون على جالم وخيولم من عرفات مع الغروب ‪،‬‬
‫فقال ليس السابق اليوم من سبق جواده أو بعيه ‪ ،‬ولكن السابق من غفر ذنبه ‪.‬‬
‫يا أيها السلم تفكر فيمن صلى معك بالعياد الاضية من الباء والجداد والحباب‬
‫والصحاب‪ ،‬أين هم ؟ أين ذهبوا ؟ أين ارتلوا ؟‬
‫قال أبو العتاهية الزاهد‪:‬‬
‫وكم سكت الدهر من والده‬ ‫فكم فجع الوت من والد‬
‫تفرع من أسرة ماجدة‬ ‫وكم قد رأينا فت ماجدا‬
‫ويطعم ف الليلة الباردة‬ ‫يشمر للحرب ف الدارعي‬
‫فأصبح ف التلة الامدة‬ ‫رماه الفراق بسهم الردى‬
‫كأن قلوبم سامدة‬ ‫فمال أرى الناس ف غفلة‬
‫وقد علموا أنا بائدة‬ ‫شروا برضا ال دنياهم‬
‫باتت مموعة حاردة‬ ‫إذا اصبحوا أصبحوا كالسود‬
‫ونياتم بالردى فاسدة‬ ‫مظاهرهم تعجب الناظرين‬

‫غدا تنال الائزة ‪ ،‬وغدا توف أجرك مكتوبا ف سجلت العمال فاحرص أن يكتب فيه‬
‫خي ‪ ،‬وانتظر عيك الكب يوم تفوز إن شاء ال برضى ال وعفو ال ﴿ َفمَ ْن زُحْ ِزحَ َع ِن النّارِ‬
‫وَأُدْ ِخ َل الْجَنّ َة فَ َقدْ فَازَ وَمَا اْلحَيَاةُ الدّنْيَا ِإلّا مَتَاعُ الْغُرُور ﴾ (آل عمران‪ :‬من الية ‪.)185‬‬
‫ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ‪.‬‬
‫وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم‬
‫الاتة‬

‫أيها الصائمون سلم عليكم ورحة وبركاته ‪ ،‬وأستودعكم ال الذي ل تضيع ودائعه ‪،‬‬
‫طاب صيامكم وقيامكم وهنيئا لكم ما فعلتم بأنفسكم ‪ .‬قال تعال ﴿ إِنّ اّلذِينَ سَبَ َقتْ َلهُم‬
‫س ُهمْ‬
‫سهَا وَ ُه ْم فِي مَا اشَْتهَتْ أَن ُف ُ‬
‫حسْنَى ُأ ْولَئِكَ عَْنهَا مُبْ َعدُونَ{‪ }101‬لَا َيسْمَعُونَ َحسِي َ‬
‫مّنّا اْل ُ‬
‫خَاِلدُونَ ﴾ (النبياء‪)102 - 101 :‬‬

‫جعلنا ال وإياكم منهم وتقبل منا ومنكم سائر أعمالنا وال أعلم وصلى ال وسلم‬
‫على ممد وآله وصحبه ‪.‬‬

‫عائض بن عبد ال القرن‬


‫كلية الشريعة وأصول الدين‬
‫قسم السنة‬

You might also like