You are on page 1of 262

2

‫‪........................‬عناوين‬
‫الفصول‪........................‬‬

‫المقدّمة‬
‫سماوات ليتقدَّس‬‫أبانا الذي في ال ّ‬
‫‪...‬إسمك‬
‫‪5‬‬
‫صادق ؟‬
‫من هو ال ّ‬

‫العفـو والعـافـية‬
‫حـرب وحـب‬
‫الحق والتحقيق‬
‫‪10‬‬
‫الغنى والفقر‬
‫الموت والقيامة‬
‫‪...........................................‬‬
‫‪..............‬‬

‫‪3‬‬
‫القـدّمــة‬
‫مَن أنا لتكلّم عنك؟‬
‫من أنا لُعرّف عَنك؟‬
‫إنّ الت ل تعرِفُ نفسَها تتجرّأ وتتحدّث عَنكْ!!‬

‫ب عن الصّحراء؟‬ ‫حّبةُ الرّملِ تكت ُ‬


‫قطر ُة الاء تتحاوَرُ مع الحيط؟‬
‫عو ُد الثّقاب يتحدّى الشّمس؟؟‬

‫سامِحن يا ال وامْسَحن برحتكَ قبل أن يرجُمن الهل‪ ...‬أَدخِلن ملكوتَك قبلَ أن يتمّلكَن‬
‫الوف من أهل السّلطة والُلْك‪...‬يا إخوت بال‪ ...‬السيح ليس شخصا‪ ...‬وكلمة السيح‬
‫ليست إسا لنسان‪ ...‬إنّها إسمٌ لعلى منلة من الوعْي الكونّ‪ ...‬من الدراك والعرفة‪...‬‬
‫يسوع هو إسم عيسى و السيح وهي الصّفة أو الضرة الليّة الت توصّل إليها واتّص َل با‬
‫يسوع النّاصري‪ ...‬عيسى ابن مري‪ ...‬ولكن السيح صفة إل كلّ ملوق يتحقّق بالقّ‬
‫السّماوي‪ ،‬ولكنّ السيحي ل يستطيع أن يكون مسيحا آخر‪ ...‬إنه من روح ال‪...‬‬

‫" أنا أتيْت لتكون أنتَ مسيحا آخر"‪ ..‬هذه هي رسالة يسوع السيح إل ك ّل إنسان‪ ،‬ولكن‬
‫إذا قبِلتَ أن تكون مسيحيا مَن ْعتَ وح َر ْمتَ نفسَك من الوصول إل ذاتِك وأصبحتَ من‬
‫ي أنه إنسان مزيّف‪ ...‬قطيع مُطيع‪...‬‬ ‫التباع وليس من إخو ِة السيح والتّابع هو الذي يُقلّد‪ ،‬أ ّ‬
‫نعم!! ومِن حقّك أن تكون مسيحا ل مسيحيّا‪ ،‬وأوّل خطوة ف هذه الرّحلة هي‪ :‬إخلعْ عنك‬
‫صف َة العبد‪ ...‬أنا ل أنتمي إل أيّ قطيع‪ ...‬ول إل أيّ مذهبٍ أو دين أو شعب أو أرض‪...‬‬
‫أنت إنسان كونّ تبحثُ عن حقيقة كيانِك أبعد من أيّ إجحاف أو تييز‪ ،‬واترُك كلّ‬
‫الحكام والعتقدات والوهام وابْدأ بالحترام‪...‬‬
‫الحترام الوّل هو للمانة السديّة‪ ...‬مَن هو هذا السد؟ وماذا يري ُد منّي؟؟‪..‬‬

‫‪4‬‬
‫يقولُ ل السيح‪ ...‬خُذِي ُكلِي هذا هو جسدي‪ ،‬واشْرب هذا هو دمي للعهدِ الديد‪ ...‬ما‬
‫معن العهد الديد؟ عهْد وَوعْد!!! أي موْت وولدة‪ ...‬أي قيامة من الوتِ الفكري‪ ...‬وأوّل‬
‫ف شيئا ولكنّي مستعدّة لرِحل ِة العرفة‪ ...‬من اللّأدري إل الدّراية‪،‬‬
‫كلمة أنطُ ُق با هي‪ :‬ل أعرِ ُ‬
‫وأ ّل أثِق ول أصدّق ول أعتقِد إلّ با أرى وبا أختب وبا أشهَد‪...‬‬

‫وجودُ ال وطبيعتُه وأص ُل الكون أمور ل سبيل إل معرفتها بالفكرِ أو بالعقلِ‪ ،‬بل هي سرّ‬
‫ن نياهُ عندما نتخطّى السد والّنفْس والذات ونتّصلُ بسرّ الرّوح وهذا هو ملكوت‬ ‫باط ّ‬
‫ال‪...‬‬
‫إ ّن دعوةَ السيح ليست لِفئة معيّنة من البشر بل إل جيع البشر‪ ...‬ولك ّن الندوسي واليهودي‬
‫ي إنسان يتبَع أيّ عقيدة أو دين أو مذهب أو حزب أو فكر أو تيّار‬ ‫والسيحي والحمّدي وأ ّ‬
‫أو ُكفْر أو أيّ من هذه العلّبات سيبقى أسيا لهلِه والوف هو سبب الهل‪ ...‬إنْ خِفتُم من‬
‫شيء فادخلوا فيه‪ ...‬ل تَف الوف بل طوف وشوف‪ ...‬ومَن شافَ عرَفَ ومن عرَفَ‬
‫اعْترَف‪ ...‬وليس من ال ّق أنْ نثِقَ ولكن من القّ أن نعرِف‪ ...‬أنا ل أصدّق بوجود الشّمس‪،‬‬
‫بل خرجتُ من الظّلمة ورأيْتُ الشّمسَ وجها لوجه ول زلنا معا ف مسي ِة العِرفان‪ ...‬ول‬
‫ت معَك أيّها السيّد السيح حيث ل خلصَ ل إلّ بالوت وبالولدة من الرّوح القُدس‪...‬‬ ‫زل ُ‬
‫وهذه هي حقيقة إبن ال وإبن النسان‪...‬‬

‫معا سنقرأ كتابنا هذا ومعا سنَحْيا حقيقة وجودنا مع الوجود الليّ السّاكن ف كلّ‬
‫كائن‪...‬كلّنا ل وك ّل ِمنّا مسوح بال‪...‬‬

‫مري نور‬

‫أبانا الذي ف السّماوات ليتقدّس إسك‪...‬‬


‫‪5‬‬
‫مَن هو هذا الب؟ ما معن هذه الكلمة؟‬
‫الب ؟ والبن ؟ والرّوح القُدس ؟‬
‫ما هي هذه الثّلثيّة؟ ومن أين أتَتْ السّماوات؟‬

‫وما هو هذا النّمو ف السّمو اللي المسوح بال؟‬


‫ليتقدّس إسك؟ وع ّلمَ آدمَ الساءَ كلّها!!!‬
‫ما هو إسي القدّس؟ ما الفرق بي السم والصّفة؟‪...‬‬

‫معا سنقرأ هذه الفاتِحة ولنفتح قلوبَنا ولبّ القلب يا أول اللباب‪ ...‬لندخُل من هذا الباب‬
‫إل رحاب الحراب حيث ل مذهب ول شريعة ول دين ول فريضة بل السحة الليّة إل كلّ‬
‫مَن يرغب بالعودة إل الية القدّسة ل إل اللة النَجّسة‪ ..‬لقد دنّسنا الرضَ والبح َر والفضاء‬
‫بضللة أفكارِنا ونوايانا وابتعَدنا عن البيتِ العتيق الذي ُبِنيَ بالقّ لميع اللْق‪ ..‬معا سنعود‬
‫إل الذور وسنلتقي بالعطور وبرائحة البُخور الت هي من حقّ جيع أهل النّور‪ ..‬ال نور‬
‫سدَ اللح فمِن أين سيأت الليح‬‫ت والرض ونن نور العال و ملحُ الرض وإذا فَ َ‬ ‫السّماوا ِ‬
‫والِلحة والسّميح والسّماحة؟؟؟‪ ..‬معا سنمس ُح اله َل وسنَقرأ بالعقل ومن العقل إل القلب‬
‫وهذه هي مسحة السيح ولستَه الشّافية حيث يقولُ لنا‪" :‬أعطِن قلبَك يا ُبنَيّ وما جعهُ ال ل‬
‫يفرّقه إنسان"‪..‬‬

‫القلبُ يكتُب ما ف القلب والعَيُ تقرأُ ما ف الُلبّ‪ ..‬وإنّ اللّبيبَ من الشارة يفهم‪...‬‬

‫معا سَنفهم العان والوان ومن هذه الكلمات السّبعة سندخُل إل جيع منازِل ال وهذه‬
‫الفاتيح هي معان للمسيح‪...‬‬
‫‪ catalytic‬ل‬ ‫الفّاز‬
‫‪ catalepsy‬إله‬ ‫الَمدة‬
‫‪ catharsis‬إلّ‬ ‫التّنفيس‬

‫‪6‬‬
‫‪ catastrophe‬ال‬ ‫الكارِثة‬
‫ممّد‬ ‫‪cross‬‬ ‫الصّليب‬
‫‪ conversion‬رسول‬ ‫التّحويل‬
‫السيح الكونّ ‪Christ-‬‬
‫‪ consciousness‬ال‬

‫هذه هي درجات سُلّم النسان من السد إل الفِكر والنّفْس والذّات والرّوح‪ ...‬هذا هو‬
‫التّغيي من الصي إل الضّمي وهذا هو التّحويل من الهلِ إل العقل‪...‬‬

‫ف عن منهَج الكماء واللفاء والنبياء‪ ،‬إنّه معلّم ميّز وفريد من حيث‬ ‫إنّ عملَ السيح يتل ُ‬
‫السّلطة والسّطوة‪ ...‬لِنبدأ بالفّاز‪ ...‬أي بالتّقرّب إل الحباب وبالتّواصل الدّائم مع الضرة‬
‫السديّة والرّوحيّة‪ ...‬حضوره هو الذي يرّك الوجود‪ ...‬يلمِسنا ويغسِلُ أرجُلَنا ويشاركنا‬
‫العيش والاء واللح والواء‪ ...‬يُحيطُنا بالتّوق والشّوق والتّقرّب من لبّ القلب والعقل‪ ...‬ل‬
‫يرفض الشّريعة بل يُسانِدها بالحبّة وباليويّة الليّة‪ ،‬قدرَته ترقص وتتناغم وتنبُض ف عروقنا‬
‫وف كياننا‪ ...‬وكلّنا نفِقُ بالقّ ونس ُي معه إل الطّريق حيث الياة البديّة‪ ...‬ف البداية نافُ‬
‫ونتردّد ونشُكّ‪ ،‬ولكن ببطء وبتمهّل ننتقِل من الوف إل الفايا ونيَا معه السرار الت‬
‫كانت مفيّة حيث قال‪ :‬كنتُ كنا مفيّا فخَلقتُ الَلق لُعرَف‪ ...‬وعندما نشعر بوجوده‬
‫وبذه القوّة الدّافعة وهذا الزّخم من الذّبذبات الت تفِقُ ف حواسّنا عندئذٍ نشارِك بالركة‬
‫وبالتّمايُل مع جيع الوجات الت تسرّبت إل جسدي وكيان وروحي‪ ...‬نشارِكُه فيشارِكنا‬
‫بالسد وبالفكر وبالرّوح ومن هذه الطوة الول إستع ّد الفكر ليقفز إل الدّرجة التّالية من‬
‫سُلّم الياة‪ ...‬السيح هو الفّاز الذي ساعدَن بضورِه معي لتطّى الوفَ ولستعدّ إل‬
‫الرّحلة معه مهما كانت صعبة أو مُخيفة‪ ...‬شارَكن الطّعا َم والاء والمرة وشاركن هومي‬
‫وألي‪...‬‬
‫"تعالوا معي يا حاملي الثقال وأنا أُريكم"‪ ...‬إبتدأ معي أينما كُنت‪...‬‬

‫‪7‬‬
‫أتَى إل الزّانية والعد ّو والاهِل ورأى فينا ما بنفسِه وبروحِه‪ ...‬إنّه ليس فيلسوفا ول عالِما‬
‫ول مُطربا ول حَكيما ول عليما ولكن عندَه منهج خاص به حيث اختبَ مع النّاس جيع‬
‫لفْز وكسّر‬
‫أنواع العذاب والصّليب وكان هو وكيل هذا الرّمز وهذا الافِز أي التّكسي با َ‬
‫ي والضّعيف‪ ...‬وشرِب معنا المر َة أي التّقطي لعَصر الزّيوت‪...‬‬ ‫الرّغيف مع القو ّ‬

‫أُنظر إل العِطر وإل النّور وإل الزّيت الذي ف الوردة وف الشّوكة وهذه هي الرّحلة من‬
‫الشّك إل اليان‪ ...‬إنّه معَنا ويشعُر بألنا وبوفنا وبكُفرنا ويرى فينا ما ل نراهُ إلّ إذا تعرّفنا‬
‫على جسدِنا وفكرِنا ونفْسِنا‪ ...‬هذه هي الطوة الول مع حضرة السيح‪ ..‬أي مع الضرة‬
‫الروحيّة اللية‪ ..‬هذه هي درجة الفاز‪... catalytic ...‬‬

‫السّر الثان هو ف كلمة المْدة أو الغماء السدي‪ ... catalepsy ...‬سلّمتُك حيات‬
‫صيّت العروفة أو إِرجاء العمل‪ ،‬ل ّن الصّلة أو لسَة السيح‬ ‫ي تعطيل مؤقّت لشخ ِ‬ ‫أيّها السيح‪ ،‬أ ْ‬
‫صدمةٌ مذهلةٌ تعطّلُ حواسّنا وتحُو تاريَنا من الذّكريات والَنا والويّة‪ ،‬وبذا أُصبِح ِقدْرا‬
‫ي أنّن وِعاءٌ فارغٌ من الدّعاء أرجو دعوةَ ال وهنا يأت ما ل‬ ‫فارغا ينتظرُ السّر الكب‪ ...‬أ ْ‬
‫يكُن ف الُسبان‪ ..‬أل وهو تطهي العواطف‪ ...‬بعد هذه الصّدمة الفكريّة والنطقيّة والعقلنيّة‬
‫ب أبوابَه ليستقبِلُ البّ السّماوي‪ ،‬لنّ الرّأس كان هو الانِع والاجِز والسّور الذي‬ ‫يفت ُح القل ُ‬
‫جرُ كالبكان ليُطهّر‬ ‫حجزَ عنّا النّور وحبَس القلب عن التّصال بالُصول‪ ...‬وإذا بالقلب ينف ِ‬
‫ي بالتّخلّص من ال ُعقَد النّفسيّة وإفساح الجال للتّعبي‬
‫الّنفْس بالتّنفيس‪ .. catharsis ..‬أ ْ‬
‫عن نفسِها تعبيا كاملً‪...‬‬

‫هنا يبدأُ القلب بالظّهور وهذا هو الزّلزال العاطف ّي حيث الفيضان يفيضُ من اللّ َوعْي‬
‫ب البّ‪ ...‬ومعا نسيُ ف الطّريق‪ ...‬معا مع الرّفيق‪...‬‬
‫واللّمنط ِقيّ إل درب القّ ودر ِ‬
‫ومن هنا تبدأُ الكارِثة ‪ ،catastrophe‬حيث ل مبّر ول تفسي بل جنون البّ الليّ‬
‫والستسلم إل دعوة السيح الذي هو العهد الديد لولدة اليّ من بي الموات‪...‬‬

‫‪8‬‬
‫ي رغبة أو شهوة أو إدّعاء بل تلبية لدعوة ال اليّ فينا‬ ‫من الن فصاعدا ل وجود للنا ول ل ّ‬
‫ومعَنا‪ ...‬هنا ل مراقبة فكريّة ول سيطرة عقليّة ول مناهِج منطقيّة ول تَحكّم بل العيْش‬
‫بالحبّة وبالِكمَة السّماويّة النّابعة من قلوبِنا الُرّة ل من أفكارِنا الُقيّدة‪...‬‬
‫هذه هي صدمة الرّأس وانفتاحِ القلب‪ ..‬من الفكر إل الذّكر‪ ...‬أل بذِكر ال تطمئنّ‬
‫القلوب؟؟‪ ..‬تمّ َد الفكر وتن ّفسَ القلب واحتلّت الطّهارةُ عرشَها ورَح َل اله ُل والستكبار‬
‫وح ّل العق ُل والنّور‪...‬‬

‫هذه هي الِحنة‪ ...‬هذه هي مِحنة الرّوح ف ظُلمة الليل‪ ...‬وإل أين الصي؟‬
‫ت الَنا‪ ...‬لقد تردّ َد وتفّتتَ‬‫إل الصّليب!! ‪ ... Cross‬ل مفرّ من هذه الولدة‪ ...‬هنا تو ُ‬
‫وتفكّكَ ف الرحلة ما قبْل الصّليب ولكن ل مفرّ من الوت‪ ...‬حيث ل ه ِويّة ول جسَد ول‬
‫فِكر بل حال من الرّفض والفكار والوت والفراغ والوف والرتعاش وعلى شفي الاوية‪،‬‬
‫حبّ وكلّ‬ ‫هنا الغَار والغوْر‪ ...‬غوْرٌ سحيقٌ للوصولِ إل القّ‪ ...‬هذا هو صليب ك ّل مُ ِ‬
‫حلْ صليبَك واتبعْ قلبَك‪ ...‬وأين نن من الال؟‬
‫مُعذّب‪ ...‬إ ِ‬
‫ل فينا‪ ..‬عندما‬ ‫ت ييَا ا ُ‬‫إل التّحوّل والهتِداء والتّغيي‪ ... conversion ...‬عندما نو ُ‬
‫ت البذرَة تُصبِح الشجرةُ الت كانت ف البِذرة‪ ...‬وعندما يتفي النّهر ف الحيط يتوحّد مع‬ ‫تو ُ‬
‫الحيط‪...‬هذه النّعمة توّلت إل نقمَة لعدم فهمَنا العن الرّوحيّ لا‪ ...‬أي إذا توّل السلم إل‬
‫مسيحي أصبح مسيحيّاً‪ ...‬هذا مرّد إنتقال مِن سجنٍ إل سجنٍ آخر ومِن جهلٍ إل جهل أو‬
‫مِن كتابٍ إل كتاب‪ ...‬غيّرنا الوان ول زِلنا نمِل جهل العان‪ ...‬التّغيي هو ف موت الَنا‬
‫والولدة من الرّوح القدُس أي ولدة ال فينا وأصبح النسان إنسانيّا مقدّسا‪ ...‬وهذه هي‬
‫ي وأصبح يسوع السيح‪...‬‬ ‫دعوة السيح‪ ..‬كان يسوع النّاصر ّ‬
‫إ ّن سِ ّر الصّليب هو الوت والقِيامة‪ ..‬هو الستسلم إل مشيئة ال‪ ...‬حيث ل فِكر ول عقل‬
‫ول رغبة ول دُعاء بل أستو ِد َعكُم ال‪ ...‬ومن هذه النّعمة تُولد الذّات السى وتعرِف نفسك‬
‫ف نفسَه عرَفَ ربّه‪ ..‬أ ِحبّ قريبك كَنفسِك‪ ...‬بارِك عدوّك‪ ...‬وما هي‬ ‫لوّل مرّة‪ ...‬ومَن عرَ َ‬
‫الطوة الخية؟؟‬

‫‪9‬‬
‫أُنظر إل جبالِ الرز‪ ...‬السّماءُ صافية من الغيوم والشّمس تُشرِق من وراء الثّلوج وهذا‬
‫النظر اللي يدعون لزيارتِه‪ ،‬ولكنّن بعيدةٌ جدّا عن الوصول إليه‪ ،‬ولك ّن ال هو الذي يرَى‬
‫ويكُم ويشاهِد‪ ....‬ومَن كان أمينا على المانة يُعطيه ال من الدد إل البد ويأت إلينا‬
‫بسرعة النّور ويغمُرنا بالسيح الكونّ ( ‪ ،)Christ-consciousness‬وهذا هو‬
‫الضّمي والصي السّماوي‪ ....‬حيث يُصبح النسان ف قِمّة اليان والوِجدان وعلى السّفح‬
‫وبي الثّلوج وغسّلن بالثّلج الطّاهر يا ال‪ ...‬أنتم نور العال‪ ...‬وتوحّدَ الخلوق مع الالِق‬
‫وهذه هي طبيعة النسان أي العيش ف ملكوت ال‪...‬‬

‫أبانا الذي ف السّماوات‪ ...‬ليتقدّس إسك‪ ..‬ليأت ملكوتك‪..‬‬


‫هذه هي درجات سُلّم السيح إل كلّ خلقِ ال‪ ...‬لنتأمّل معا هذه الكلمات ونيَاها وتُحيينا‬
‫من اللة إل الية‪ ...‬ك ّل إنسان آية خَلقَه ال بعناية‪...‬شكرا لكَ يا ال‪...‬‬

‫‪10‬‬
‫إنيـــل متّــى ‪5‬‬
‫الوعظة على البل ‪13 - 1‬‬
‫صعَد إل البل وجلَس‪ ..‬فَدنَا إليه تلميذُه فأخَذَ يعلّمُهم قائلً‪:‬‬ ‫فلمّا رأى يسوع الموع َ‬
‫هنيئا للمساكي ف الرّوح لنّ لم ملكوتِ السّماوات‪...‬‬
‫حزُوني لنّهم يُعَزّون‪..‬‬
‫طوب للم ْ‬
‫طوب لل ُودَعاء لنّهم يرِثون الرض‪...‬‬
‫طوب للجِياع والعَطاشى إل القّ‪ ،‬لنّهم يشبعون‪...‬‬
‫طوب للرّحَماء لنّهم يُرحَمون‪...‬‬
‫طوب لنقِياء القلوب‪ ،‬لنّهم يُشاهدون ال‪...‬‬
‫طوب لصانِعي السّلم‪ ،‬لنّهم أبنا َء ال يدعون‪...‬‬
‫طوب للمضطّهدين من أج ِل القّ‪ ،‬لنّ لم ملكوت السّماوات‪...‬‬
‫هنيئا لكم إذا عَيّروكُم واضطّهدوكُم وقالوا عليكم كذِبا كلّ كلمة سوء من أجلي‪...‬‬
‫إفرحوا وابتهِجوا لنّ أَجرَكُم ف السّماواتِ عظيم‪ ..‬هكذا اض ّطهِدوا النبياء قبلَكم‪...‬‬
‫أنتم ملحُ الرض‪ ،‬فإذا فَسَد اللح‪ ،‬فماذا يُملّحه؟ ل يصلُح إلّ لن يُرمى ف الارج‬
‫فيدُوسه النّاس‪...‬‬

‫هذه الكلمات هي آيات من إنيل متّى‪ ...‬إنّها معان ساويّة تلّت عِب الجيال من جيلٍ إل‬
‫جيل‪ ...‬من البلء إل اللء حت نتّصل بالتّجلّي اللي‪ ..‬النيل هو كتابُ ال ف حياة‬
‫السيح اليّ‪ ...‬هو الكلمة اليّة على لسان كل ّ إنسان ييَا القّ والطّريق والياة‪ ...‬كلّنا‬
‫أخوة السيح‪ ...‬النيل هو كتابُ الكتب أي كتابُ القلب الذي تلّى بهِ ال عزّ وجلّ‪ ..‬من‬
‫ب نبيل يتّصل بالوَحي وبالنّبوءة السّماويّة‪ ،‬هو على دربِ‬
‫قانا الليل أي من كلّ قل ٍ‬
‫ت والقيامة‪ ...‬معا سنحْيا هذه اليات حتّى المات‪....‬‬ ‫ب الو ِ‬
‫الصّليب‪ ...‬در ُ‬

‫النيل يبدأ بأجل بِشارة‪ ،‬جالا يفوقُ الوصف‪ ...‬هذا هو الكتاب الوحيد الذي يبدأ‬
‫بالشارة الليّة‪ ،‬لذلك سُمّي بالنيل أي كتابُ الكتب‪ ..‬إنّه أكرَم وأغلى وأع ّز مُستند ف‬

‫‪11‬‬
‫تاريخ النسانيّة لذلك سُمّي بالعهد أي اليثاق الُوثّق بشهادة يسوع السيح‪ ..‬هو البُرهان‬
‫الوحيد لنّ ال ل يُناقش ولكن السيح هو البهان لوجود ال‪..‬‬

‫النيل يتوي على المال اللي اليّ ف يسوع والذي يفيضُ من وعظَة البل وهذا أجل‬
‫لكَماء أمثال بودا وكريشنا‬ ‫بيان لبُنيان النسان‪ ...‬السيح كلمُه واضح وبسيط على عكس ا ُ‬
‫وغيهم‪ ..‬كلمهم مُنقّح ومُهذّب و ُمفَلسَف‪ ،‬ولك ّن يسوع يتكلّم بلِسان الزارع والصيّاد‬
‫والقرويّ‪ ،‬ولغتُه بسيطة وصادقة ومُخلِصة وفيها صلبة وواقعيّة مدّدة وحقيقيّة‪ ...‬كلمات‬
‫بودا نظريّة ومُبهَمة وعلى درج ٍة عالية من السّمو والفلسفة‪ ،‬ويسوع حديثُه مباشِر وحقيقي‬
‫وواقعي‪ ...‬كلمُه معطّر برائحةِ التّراب والطر‪ ..‬إنّه إنسانٌ مرتبط ومتّصل بالرض‪ ..‬جذورُه‬
‫بالعالَم الدّنيوي والنسان والسّماوي‪ ،‬وهذا هو جالُه وهذه هي مي َزتُه الاصّة والفريدة من‬
‫نوعِها‪ ...‬ل أحد يستطيع أن يُشبِه أو يقارِن أو يُضاهي جا َل السيح وهو النيل اليّ الميل‬
‫بالمال اللي النظُور بالبِشارة وبالنّور‪ ...‬إنّ السّماءَ لوحةٌ جيل ٌة ولكنّها بعيدة ومُبهمة‪،‬‬
‫ولك ّن النيل قريب وحبيب ويتكلّم من القلب إل القلب‪...‬‬
‫إنّ كلمة إنيل هي سرّ الجيال ِعبْر التّجلّي اللي الذي يعيشُه السيح‪ ...‬ال تكلّم من خلل‬
‫صوَر أو‬‫يسوع النّاصري والكلمة هي ال ويسوع بلغتَها وجالَها وحيويّتَها‪ ...‬إنّه ل يغْزِل ُ‬
‫معانٍ مرّدة من الياة‪ ،‬بل يُظهر ويُبيّن لنا ال ّق والياة والطّريق إل هذا الوِفاق‪...‬‬

‫ولِنبدأ من البداية من بابِ النّسب‪..‬‬


‫هذا نسَب يسوع السيح إبن داوود إبن إبراهيم‪ .‬إبراهيم وَلَد إسحاق‪ ،‬وإسحاق وَلَد يعقوب‪،‬‬
‫ويعقوب وَلَد يهوذا وإخ َوتُه‪ ،‬ويهوذا وَلَد فارِص‪ ،‬وفارِص وَلَد حصْرون‪ ،‬وحصْرون وَلَد آرام‬
‫إل أنْ وصَلَت إل يعقوب وَلَد يوسُف الذي تزوّج مري ومنها وُلِد يسوع السيح‪...‬‬
‫هذه السّللة توقّفت فجْأة بعدَ مرو ِر اثنيْن وأربعي جيلً من إبراهيم إل يسوع وتوقّف النّسب‬
‫لنّ السيح هو القِمّة والذّروة الليّة‪...‬‬

‫السيح هو الفَيْض والقّ الذي حقّقَ رسالة جيع الجيال‪ ..‬حيثُ ل ماضي ول مستقبل بل‬
‫الن هو الزّمان والكان وسِرّ الكوان ف النسان وف إبن ال‪ ...‬هو إبن النسان وإبن ال‬

‫‪12‬‬
‫وهو الُلوهيّة الزليّة الت ت ّققَت ف السيّد السيح‪ ...‬هو ثَرة التاريخ و ِسرّ الاضر البدي مع‬
‫حضرَة ال‪ ...‬ل أحد من بعدِه أي يَسوع خلَق نفسَه بنفسِه وهذه هي كلمة السيح‪...‬‬
‫جسديّا وُلِد من جسد مري وهي الولدة الت توت‪ ،‬ولكن روحيّا وُلِدَ من الرّوح القُدس أي‬
‫من رُوح ال وهذه هي الولدة الالِدة مع الُلود البدي‪ ...‬السيح هو الرّحِم والب والم‬
‫ووَلّ َد نفسَه بنفسِه من رُوح ال‪ ...‬وهذه هي رسالة السيح إل العال‪:‬‬

‫ك أنتَ أخِي بال"‬


‫ت لنّ َ‬‫"أنا أتيْ ُ‬
‫ح آخر"‬ ‫"أنتَ مسي ٌ‬
‫ب وبالرّوح"‪....‬‬
‫"تعالوا معي واسْمعون بالقل ِ‬

‫موتوا جسديّا والولدة القيقيّة هي من الرّوح القُدس‪ ...‬هذا هو جال النيل مُنذ بدايتِه‬
‫حتّى الوت والقيامة‪ ...‬أيّها النسان أنت السؤول عن نفسك‪ ،‬والسيح هو الِسر الذي‬
‫يصِلُك بالنور‪ ...‬السيح هو دَرب القّ واليان لَلص النسان‪ ..‬النيل كلمه مازِي‬
‫تاوَزَ ف البساطة ودَخَل إل قلوب البُسطاء واخْترَق الوت إل الياة‪ ...‬السد يوت ويُصلَب‬
‫ويُعذّب ولكنّ الرّوح خالِدة ف خُلودِها مع ال وما على النسان إ ّل أنْ يستخدِم جسدَه‬
‫للوصول إل ملكوتِ ال‪ ...‬إل البيت الزل‪...‬‬
‫السد هو كال ِعنَب أو كالكَرْمة‪ ..‬ال ِعنَب ل يدوم‪ ،‬مع الوقت َيفْسُد وتصبِح رائِحتُه َنتِنة‪ ..‬إنّه‬
‫م ْوسِميّ‪ ،‬ولكن نستطيع أنْ نُحوّله إل خرة أي إل روح تَدوم للزَل‪ ...‬العِنَب مُؤقّت ول‬
‫نستطيع أن ن َمعَه أو نكدّسه ولكن المرة نُقدّسها ونُكرّسها‪ ،‬وهذا هو العن ف أن نُحوّل‬
‫الّنفْس إل الذّات وإل الرّوح الليّة البديّة ومدّتا للبد‪ ،‬وهذا هو العَهد والعَقد مع‬
‫الدَد‪ ......‬الرّوح هي الغالِية والنّفيسة واليّة مع ال ف ملكوتِه ومنازِله حيث البيت اليّ‬
‫ي تعبي‪...‬‬‫الذي ل تدّه أيّة كلمة أو أيّ عِلم بل اختِبار أبعَد من أ ّ‬
‫ف أو بالشّريعة أو بعَيش الوصايا‪ ،‬بل هي سِ ّر أبعَد من‬ ‫الياة مع السيح ل تُعرّف بالوص ِ‬
‫حدود البشر‪ ...‬سِ ّر تناوُل السيح والتّحوّل معه من جسد إل روح وهذه هي رسالة ال‬
‫لميع البشر‪...‬‬

‫‪13‬‬
‫إنّ الس َد هو كالعِنب‪ ،‬إذا استخدمتَه بقد ِسيّة سيكون الكأس القدّسة لمرة ال‪ ...‬السيح‬
‫صن َع معجزات كثية منها تويل الاء إل خرة‪ ..‬هذا معن مازِي ل تتمسّك به حرفيّا‪ ..‬إذا‬
‫سكْت به موضوعيّا هذا يعن أنّك غبِي وكذلك سيكون مفهومَك للمسيح‪ ...‬هذه الرّموز‬ ‫تّ‬
‫هي إشارات إليّة لقُدرة السيح فينا‪ ..‬أي أنّه يوّلنا من السد إل الرّوح ومن الوت إل‬
‫القيامة ومن الصّليب إل الب‪ ...‬هذا هو العالَم الدّاخلي والوهري والساسي‪ ..‬تويل الاء‬
‫إل خرة معناها َخلْق الزَل إل زمن‪ ،‬أي نستطيع أن نرى ال ف البصَر والبصية ف الزّمان‬
‫والكان والن‪ ،‬وهذه هي قدرة السيح‪ ...‬الاء مع الوقت يوت ويُعطي رائحة كريهة ولكن‬
‫المرة كلّما بقِيت كلّما ازدادت حي ِويّة وقوّة فعّالة‪ ..‬المرة ترمُز إل البديّة السّرمديّة‬
‫والزليّة‪...‬‬
‫السيح توّل من خلل التّضحية وهذه هي الذّبيحة الليّة وثنَها الصّليب‪ ..‬علينا أن نوت‬
‫لنُولَد من جديد‪ ..‬علينا أن نسَر العالَم لنربح ال‪ ...‬السيح خلَق نفسَه على الصّليب واهتزّت‬
‫الكوان ورحّبت به العوالِم‪ ،‬والالِق أكّد لنا بأنّه ولَدُه الوحيد والبيب‪ ...‬أي ك ّل مَن أَ َحبّ‬
‫نفسَه وقدّمها ل هو حبيب ال وهو مسيحا آخر ‪ ...‬وكلّ مسيح فريد وميّز‪...‬ك ّل إنسان‬
‫على صورةِ ال ومثالِه‪ ،‬ولكن ماذا فعَل يسوع النّاصريّ وماذا أفعل أنا؟ هو المي على المانة‬
‫ب الصّليب وإكليل الشّوك لنّه‬ ‫وأنا ل زلتُ أترّب مِنها وأَرميها على غيي‪ ...‬هو تقبّل در َ‬
‫كان يشوق ويتوق إل ال‪......‬‬
‫"أب الذي ف السّماوات"‪ ....‬لقد تردّد واحتار وارتبَك‪ ،‬وهذا شعورٌ صادق وطبيعي وللحظة‬
‫ل يرَ ال ف أيّ مكان وضاعَ وخسِر وواجَه الوت وأين الفرّ؟ أين القرّ؟ أين المكانيّة‬
‫والستطاعة؟ البذرة توت لِتنمو وتسْمو إل شجرة الرْدَل أو إل أرْزة لبنان وهذه هي ولدة‬
‫حيَا مع الذور ومع الثّمار‬ ‫ك ّل إنسان من الرّوح القُدس‪ ..‬الوت السدي‪ ..‬موت القُشور لن ْ‬
‫والعُطور‪...‬وأين أنتَ يا ال؟؟ لاذا تركتَن؟؟ وتسّك السيح بالاضي وتعلّق بالياة وكذلك‬
‫ت والقيامة أي التّبعم من النّطفة إل يسوع ومن يسوع إل السيح‪...‬‬ ‫البذرة ل تعرِف الو َ‬
‫ومن السيح إل اللوهيّة الزليّة‪ ...‬موت البذرة هي ولدة الشّجرة‪ ،‬وموت يَسوع النّاصري‬
‫هي ولدة يسوع السيح الزل‪...‬‬

‫‪14‬‬
‫ماتَت البذرة ف الرض ومنها وُلِدت شجرة الردَل وأوراقَها وثارَها‪ ،‬وأتَت الطّيور لتبن‬
‫بيوتَها على أغصانِها والطفال تلسُ ف ظلّها وكذلك الهلُ والصدقاء والعُقلء والُهلء‬
‫والشّجرة تتحدّث مع الغيوم ومع السّماء ومع النّجوم وترقصُ مع الرّيح وتتعاطفُ مع‬
‫العواصِف وتتناغمُ مع جيع الواسِم وكيف تستطيع البذرة أن تعرِف هذه السرار إذا ل تَمُت‬
‫بذا النّمو وهذا السّمو؟؟ هذه القيقة ل تُصدّق لنّها فائِقة التّصوّر وكذلك ال هو أبعَد من‬
‫ي بُرهان مرئي أو واضح لا‬ ‫حدود أيّ مْدود‪ ...‬وكذلك بالنّسبة إل البذرة‪ ،‬ليس هنالك أ ّ‬
‫لتعرِف بأنّ الشّجرة هي ف قلب البذرة‪ ...‬هذه القيقة ليست ف مُتناول اليد بل هي أبعَد من‬
‫ي عِلم أو أيّ إفادة لنّها رُؤية مستقبليّة‪ ،‬وعندما تنمو الشّجرة فأين هي البذرة لترَى نتيجة‬
‫أّ‬
‫موتا؟؟ هذا لقاء ل يتِمّ وكذلك النسان ل يلتقي مع ال‪...‬عندما يوت النسان ييا بال‬
‫اليّ القيوم‪ ...‬لذلك نرى بأنّ يسوع النّاصري تردّد وتشوّش وارتبَك وصرخ ضِدّ السّماء‬
‫والرض وقال "لاذا تركتَن؟ لاذا هذا العذاب؟ أنا النبوذ والهجور؟ ماذا فعلْت لستحقّ هذا‬
‫الل؟"‬
‫خواطر كثية مرّت على باله‪...‬‬

‫البّة توت لِتحيَا السّنبلة والبّة غافِلة عن هذه القيقة ول تدري ما هي الطوة الثانية ول‬
‫تستطيع أن تتخيّل أو تتصوّر هذه الرّحلة‪ ،‬لذلك اليان هو الطلوب والثّقة هي المل الوحيد‬
‫لنموّ الشّجرة‪ ...‬إنّ جيع الل والرتباك والتّردّد والوف والقَلق والتّلهّف ل ينع الثّقة ف‬
‫حبّة القمح أو بذرة الشّجرة‪ ..‬إنّها قفزة إل اليان‪ ...‬بالرّغم من عدم المان ل يزال اليان‬
‫موجودا بأنّ موْت البّة هو ولدة السّنبلة‪...‬وهذه القفزة حصَلت ليَسوع واسترخى على‬
‫الصّليب وقال‪" :‬لِتكُن مشيئتك يا ال وليأت ملكوتك"‪ ...‬كان قلبَه ينبض بسرعة ويرتِف‬
‫وهذه حالة طبيعيّة ف هكذا موقف‪ ...‬كلّنا ناف من لظة الوت أي الختفاء إل مرتبة‬
‫اللّشيء‪ ...‬إل العَدَم‪ ...‬وعلينا أن نستسلِم‪ ...‬وهنا اليار‪ ...‬إمّا الستِسلم على َمضَض‪،‬‬
‫وهذه خَسارة لقيقة وجودنا‪ ،‬أو الستِسلم لشيئة ال‪ ..‬كما فعَل السيح‪" :‬لتكُن مشيئتك يا‬
‫ي مقاومة‬
‫ال وأسلَمَ الرّوح"‪ ...‬هذه هي العجزة الكبى‪ ..‬الستِسلم إل مشيئة ال دون أ ّ‬
‫وهذه هي حقيقة القيامة‪...‬‬

‫‪15‬‬
‫مشيئة ال هي الشيئة الليّة‪...‬هي النّعمة الزليّة الت تطلبها بكل رِضى وتسليم‪ ..‬هذا هو‬
‫ال َوعْي والدراك واليقي الذي َيقِين من كلّ شرّ‪..‬هذه هي معجزة السيح‪ ...‬هذا هو الشّفاء‬
‫والقيامة من الهل إل العقل ومن العتمة إل النّور‪...‬إنّ العجزات الت يتحدّث عنها النيل‬
‫هي حكايات ذات مغزى أخلقي وروحي وليست شِفاء جسَدي‪ ...‬السيح أتى ليُحيي‬
‫النسان من الوت الذي نعيشُه منذ أجيال وأجيال إل القيامة‪ ،‬أي إل العودة بنا إل أصولنا‪،‬‬
‫إل التعرّف على السيح ف داخلِنا‪ ،‬وأن نيَا حياتَنا البديّة مع البد والدد اللي‪ ...‬هذا ما‬
‫قام به أمامنا على الصّليب‪ ،‬بالرّغم مِن التّردّد والتّحيّر والقَلق والشّك وال ّريْب‪ ،‬إسترخى‬
‫واستسلَم وقال‪" :‬لتكُن مشيئتَك"‪ ،‬وأسَلمَ الرّوح إل خالقِها ل السد‪ ...‬عندئ ٍذ اختفى‬
‫يَسوع النّاصريّ ووُلِد السيح اللي‪ ..‬يقول العالِم الفرنسي ‪ Teilhard de chardin‬هذه‬
‫هي ولدة السيح من السيح‪ ..‬يسوع وَلّدَ السيح‪ ...‬يسوع خلَق السيح وهذه هي حقيقة‬
‫النسان‪ ..‬أي عاد إل أصوله‪ ...‬ترَك القِناع وعاد إل وجهِه القيقي‪ ..‬النسان إنسَح‬
‫بالسيح وهذا هو معن ومغزى العموديّة وسِ ّر القُربان القدّس‪...‬‬

‫"خُذوا كُلوا هذا هو جسدي واشربوا هذا هو دمي للعهد الديد"‪...‬‬


‫أيْ أصبح ك ّل طفل هو طفل الغارة‪ ...‬هو الطّفل يَسوع وهو أيضا السيح الت من ال ومن‬
‫ي عقيدة أو أيّ مبدأ‪ ..‬بل علينا أن‬
‫السّماء‪ ..‬كلّنا وُلِدنا من ال لنكون مسيحا آخر ل ِلنَتبع أ ّ‬
‫نترُك النا والستكبار أي الهل والوت ونعود إل العقل وإل التّوكّل على ال والعيش مع‬
‫الستوى اللي الذي يغيّرنا من مصي الدّنيا إل مسَار الخرة وهذه هي القيامة من الوت‪..‬‬

‫إنسحنا بالسيح أي ل أعُد لوحدي أعيش الوحشة بل سكن ال ف قلب وأنا ف قلب ال‪..‬‬
‫الوجة ذابت واستسلَمت إل الحيط واندمت به كما توت حبّة اللح ف الاء‪ .‬وهذا هو‬
‫التّناقُض الظّاهري ف الضّمي السيحي‪ ..‬السيح إبن ال وإبن النسان‪ ..‬جسديّا إبن مري‬
‫وكذلك فكريّا إبن النسان وإبن ال أي روحَه من ال‪ ...‬الوَعْي اللي الزل‪ ..‬الفكر هو‬
‫التّقنيّة الليّة لل َوعْي كما السد هو معبَد الرّوح‪ ...‬الفكر يصّ السد والوَعْي ينتمي إل‬
‫الرّوح ويسوع هو التّناقُض الظّاهري‪ ..‬من جهة هو إنسان ومن جهة ثانية هو ال‪ ،‬وعندما‬

‫‪16‬‬
‫يعمل النسان وال معا عندئ ٍذ تكون العجزة وهذا عمل طبيعي ل ّن العجزة تصَل وتتِمّ‬
‫عندما يتّحِد النسان وال معا ف تعاوُن ومؤازَرة‪ ...‬مع ال ل بال‪ ..‬يقول ‪.Tolstoy‬‬
‫السيح هو ال والنسان معا ف كلّ خطوة‪ ..‬وهذه هي مسية أهل اللوة والصّفوة‪...‬‬

‫ماذا قال القدّيس أوغوسطينوس؟‬


‫النسان بدون ال ل يقدِر على شيء‪ ،‬وبدون النسان ال ل يفع ْل شيئا‪..‬‬
‫ل مشيئة إ ّل مع النسان‪ ...‬السيح هو الُلفة الليّة‪ ،‬هو لقاء الحدود باللّمدود‪ ،‬الن مع‬
‫الب ِديّة‪ ..‬هذا هو اللّقاء والذّوبان والندِماج مع الُلود الزل‪...‬‬
‫جنْينَات كبي ف السّن كان ينكُش ويفُر أرضَه وم ّر به الكاهن وقال له‪" :‬يا أخي جورج‪..‬‬
‫كَم هو مُدهش ورائع عندما يعمل ال والنسان معا‪"...‬‬
‫"نعم أيّها الكاهن‪ ..‬ولكن لو رأيت هذا البُستان كيف كان ف السّنة الاضية عندما كان على‬
‫مسؤوليّة ال وحدَه‪.."..‬‬
‫إنّه على حقّ‪ ..‬النسان وحدَه ضعيف وعقِيم وكذلك ال باجة إل آلة أو وسيلة‪...‬‬
‫ي لن أو موسيقى تتناغَم مع ال ومع الكوان‬ ‫النسان وحدَه هو النّاي ولكن بدون أ ّ‬
‫وخلقِه‪ ...‬لذلك يقول ال‪ ...‬كنتُ كنا مفِيّا فخلقتُ اللقَ لُعرَف‪ ...‬أعطِن النّاي‬
‫وغنّي‪ ..‬فالغِن ِس ّر الوجود‪ .....‬السيح هو النّاي على شِفاه ال وكلّ كلمة من شِفاه السيح‬
‫هي إنيل ال‪...‬‬

‫أربعَة عشَ َر جيلً من إبراهيم إل داوود ومن داوود إل بابِل ومن بابِل إل السيح‪ ...‬إنتقلنا من‬
‫نفْس الرحلة‪ ...‬وهذا العدد سِرّ و َرمْز ف النّموّ والسّم ّو اللي‪ ...‬عُمر البلوغ السدي‬
‫والبلوغ الرّوحي ِعبْر الجيال‪ ..‬النيل ل يُكتَب من قِبل ناس عاديّي‪ ،‬بل هو ف ّن مُدرَك‬
‫بالواسّ‪ ..‬الكتاب القدّس هو من أه ّم الفنون الروحيّة الت تثّل نياب ًة عن هذا الفن القدّس‬
‫الذي أتى به السيح للعالَم‪ ...‬إنّه ليس مرّد كتاب مشهور ُكتِب بيَد شكسبي أو جبان‪...‬‬
‫كتبُهم جيلة جدّا‪ ،‬ولكنّها وهيّة متعلّقة بالفاعل وبسّه المال‪ ،‬ولكنّه إنسان لواعِي كأيّ‬
‫إنسان آخر‪ ...‬عمَله تشكيلي يعبّر عن نفسِه‪ ..‬تاما كما أفعَل الن‪ ..‬أكتُب إحساسي‬
‫وشعوري بكلماتٍ أضعف من الختبار ولك ّن النيل أو الكتاب القدّس والقرآن‬
‫‪17‬‬
‫و ‪ vedas‬و ‪ ..upanishads‬أي كتُب الِكمة‪ ،‬كُتِبَت من قلوب بشَر تيَا القيقة وما‬
‫كتبوه ناتِج عن حبّهم لشاركة العالَم بالنّور الذي ييَا بم‪ ...‬والكتاب هو خريطة من القلب‬
‫إل القلب لنَسي على خُطى السيح‪ ...‬وعلينا أن نِلّ رموز الكلمات وأسرارَها ونعيش جوهر‬
‫العان ل أن نتلِف على معن الوان‪ ...‬السيح هو التّجلّي اللي والبشري بي البشر وعلينا‬
‫أن نفهَم هذا السِرّ ف قلبِنا وأن نيَا الياة البديّة معه للبد‪...‬‬

‫لاذا أربعَة ع َش َر جيلً؟ لاذا ليس خسَة عشَر؟ أو ثلثَة عشَر؟‬


‫لاذا ل يسأ ْل التّلميذ أو الطّالب أو الستاذ أو العالِم؟‬

‫هذا هو الف ّن الُدرَك بالواسّ‪ ،‬ومن الصّعب أن نسأل أيّا كان إلّ إذا كان من أهلِ الدراك‬
‫ك ونفهَم معن هذا السِرّ‪..‬‬ ‫واليقي‪ ...‬علينا أن نفُ ّ‬
‫الرّوح تنضُج تاما كالسد‪ ...‬عُمر الرّشد السدي هو أربعَة عشَر سنة‪ ...‬هو سِ ّن النتاج‬
‫النسي‪ ...‬السم يانِع وملئِم‪ ...‬حاضِر للُبوّة وللُمومة ولنتاج نُسخة مطابِقة عنه‪...‬‬
‫بالطريقة نفسِها تنضُج الرّوح ولكن أربعَة عشَر جيلً لسُموّ الّنفْس إل الرّوح المسوحة‬
‫بال‪ ...‬ومن إبراهيم إل داوود ومن داوود إل النفى ف بابِل ومن بابِل إل يسوع النّاصري‪،‬‬
‫وعندما ا ْسَتوَت ونضجَت وأينعَت ثرة السيح مسَحَت العال‪..‬‬
‫الثمرة النّاضِجة تستسلِم إل أمّها الرض‪ ،‬والفجّة تتمسّك بالشّجرة وإذا وقعَت تكون‬
‫حامِضة ومُرّة ل حلوةَ فيها ول طعْم وعقيمة دون أيّ جدوى‪ ...‬النّضوج باجة إل تعلّق‬
‫بالشّجرة إل أن يي الوقت لتتحرّر‪ ،‬عندئ ٍذ يتفي التمسّك والتّعلّق وتبدأ مشاركَة القّ مع‬
‫ي عندما اختفى بال‪ ...‬إستوى على نفسِه مع نفسِه‬ ‫أهلِه‪ ...‬هذه هي مسية يَسوع النّاصر ّ‬
‫واندمَج بال وسَارَ بي البشر ول يزال ينشُر السِ ّر اللي لِمن له آذان وقلوب وعيون وحواسّ‬
‫تُدرِك هذا اللّهوت السّماوي‪ ...‬لقد اختب السِ ّر واختَرق حدود السد والفكر والكوان‬
‫وسارَ على دربِ الكوّن وصار هو التّجلّي اللي المسوح بال‪...‬هذا هو السيح‪ ...‬هذا هو‬
‫إبن ال الوحيد‪ " ...‬هذا هو إبن البيب "‪ ...‬اليهود كانوا على عِلم بجيء هذه الظّاهرة‬
‫وإسها " السيح "‪ ..‬وهو الذي تطّى الحدود إل اللّمدود وسيكون هنا معَنا‪ ..‬وسيأت‬

‫‪18‬‬
‫قريبا ف أوّل نسمَة ريح لنّ الوقت انتهى وكانوا على أ ّت الستعداد لستقبالِه‪ ..‬وأَتتْ‬
‫الشّجرة الخية وإسه يَسوع النّاصري حاملً معه جيع العلمات السّما ِويّة الت سبقَت‬
‫حبّ‪ ..‬هذا هو سِرّه الروحي ل علقة له‬ ‫ميئَه‪ ..‬ل يتزوّج ول يتناسَل‪ ..‬هذا ل يعن أنه ل يُ ِ‬
‫بسدِه‪ ...‬أي هو الخي ف التّجلّي اللي ِعبْر الجيال‪ ...‬إنّه ليس ضدّ الُب أو النس أو‬
‫السد أو العائلة‪ ..‬إنّه ليس مُتزمّتا ول داعِيا للخلق وللمعنوِيّات وللدَب الجتماعي‪...‬‬
‫لذلك يقول دائما‪ " :‬أنا لستُ مِن هذا العالَم‪ ...‬تعالوْا معي واتركوا الموات ولِنحيَا مع‬
‫اليّ إل البد‪..."..‬‬

‫لقد قرأتُ ماذا يقول دوستوفيسكي ‪Dostoevsky‬عن الفتراضي‪ ...‬أي معلّم الخلق‬
‫والعن ِويّات والدب‪ ...‬يقول بأنّ هؤلء البشَر هم أتعَس النّاس‪ ،‬وهذه ملحظة حقيقيّة‬
‫والتّعيس هو الذي يُعلّم الياة لنّه يوَدّ أن يُشارِك حزنَه مع الخرين وأن يزرَع الزن والتّعاسة‬
‫ف البشر‪ ،‬وأفضل طريقة للوصول إل هدفِه هو أن يعل النسان تعيسا ومُذنِبا‪...‬‬
‫ك مُذنِب‪ ،‬ساهِم ف‬ ‫سبَب لِنشْر الذّهب‪ ..‬إنّه أفضل عُملة لهل السّلطة‪ ...‬لنّ َ‬
‫الذّنب هو ال ّ‬
‫بناء العابِد و ف دَفع الضّريبة وإلّ فالشّيطان ينتظِرُك على الباب‪ ...‬وهذه هي ضريبة عقدة‬
‫الذنب‪ ...‬السيح ليس مبشّرا ف عِلْم الخلق والدَب‪ ،‬وعزوبيّته لا وجه آخر ومتلِف‪ ..‬أي‬
‫أنّه ليس مهتمّا بالتّناسُل والتّوالُد والنتاج العددي أي إنتاج نُسخة طِبق الصل عن الهل‪..‬‬
‫إنتاجه ليس جسديّا بل على مستوى الرّوح‪ .....‬إنّه ل يَلِد الولد بل ال ّرسُل أفضل من‬
‫الطفال‪ ...‬إنه يَبن هياكل الرّوح‪ ....‬إنّه تلّي العجزات الليّة‪ ،‬وبلمسَة سحريّة يساعِد‬
‫النسان على الستنارة من اللّشيء‪ ...‬الكيم بودا مثلً أبدَع وساهَم ف استنارة الكثي من‬
‫الريدين‪ ،‬ولكنّهم كانوا على درجة عالية من الِكمة‪ ..‬كانت الثّمرة ناضِجة ومستعِدّة‬
‫للستنارة حت بدون وجود الكيم‪ ...‬بودا ل يكُن هو الساس والوهر ف نشْر النّور‪...‬‬
‫كان تلميذُه على شفي حافّة النّور‪ ،‬ولكن مع السيح كانت العجزة القيقيّة‪ ....‬لقد لسَ‬
‫الَجرة العاديّة وحوّلا إل جوهرة نادرة‪ ...‬تكلّم مع أُناسٍ عاديّي ومن عامّة الشّعب‪ ...‬مع‬
‫الصّياد الذي كان يرمي شبكتَه وأتى إليه السيح ووضعَ يدَه على كتفِه وقال له‪" :‬أُنظر إلّ‪..‬‬
‫إل مت ستبقى صيّادا للسّمك؟ أنا أجعلُك صيّادا للبشر‪ ..‬أُنظر إل عيون"‪ ..‬والصيّاد العادي‬

‫‪19‬‬
‫ا ُلمّي البسيط الذي ل يعرِف ل الفلسفة ول الثّقافة ول الروحانيّات ول الدّين ولكنّه را ٍ‬
‫ض‬
‫بالصّيد وبياته اليوميّة‪ ،‬نظ َر إل عيون السيح وترَك الشّبكة وتبِع السيح واستنار بنور ال‪....‬‬
‫وهكذا كان مع الزارع ومع الزّانية ومع جاب الضرائب وغيهم من أهل الشارع‪...‬‬
‫السيح يوّل العدن إل ذهب‪ ..‬لستُه سحريّة وشافية‪ ..‬ما إن يضَع يدَه على شيء حتّى تيَا‬
‫الرّوح من خلله‪ ...‬السِ ّر ليس بالعصا بل بعِيسى‪ ...‬هذا قوْل من نور و مأثور ف بلد‬
‫العرب‪ ..‬الكيم بودا عاش مع طبقة معقّدة ومتنافِسة وغنيّة بالعِلْم وبالال ولكنّ السيح عاشَر‬
‫أفقر القوْم‪ ...‬شعب إعتيادي مضطّهد ومظلوم وهذا كان سبب رفضه من ِقبَل علماء اليهود‬
‫ك مَن أنت‪...‬‬
‫لنّه يعاشِر أهل السّوء‪ ...‬قُلْ ل مَن تعاشر أقُل ل َ‬
‫ولك ّن السيح أتى إل أهل السّوء ومن السّوء إل السّموّ مع السيح‪ ..‬إنّه أتى لجلي كي‬
‫أتلّى‪ ،‬من تلّى تلّى‪ ...‬إنّه سطحيا مع أهل الفساد ولكنّه معَنا لكي نعود إل أصولنا ونيَا‬
‫العبادة ل مع العبيد بل مع العبود‪ ..‬يذهب مع القي ليُعرّفه على الفقي‪ ..‬طوب للفقراء لنّهم‬
‫يرِثون الرض والسّماء‪ ..‬فقراء الرّوح‪ ..‬هذه هي ميزة السيح مع النّاس العاديي‪ ...‬تكلّم‬
‫بلغتِهم البسيطة وعاش معهم وسلكوا معه طريق الحبّة لنّ الفقي الحِب ل يهتمّ بالال بل‬
‫بالقلب‪ ..‬ومن هنا ينبَع الفيض والكرَم والشاركة على عكس النسان الغن الذي يستخدم‬
‫الوقت ل للعطاء بل للمزيد من الكسب لدمة مصال اليب‪ ...‬أُنظر إل حياة الثرياء حيث‬
‫ل حديث ول حوار عائلي لنّ الزوجة متطلّبة لشتّى أنواع الزّينة والولد يدخلون إل قلب‬
‫الب من باب اليب‪ ،‬لذلك فضّلَ الب السّكوت والقسوة والوجه الرّزين والامد والاد‪...‬‬
‫هذه هي الماية من الطّلبات‪ ...‬وما هو هذا الدار بي أهل الدّار؟ الب للمال ل للعِيال‪...‬‬

‫العائلة عِلّة‪ ..‬يكدّس ويزّن الال لنّها الوسيلة الوحيدة الت تبّه ويبّها‪ ...‬هي البديل وهي‬
‫الوَس وبا يشتري الب والسّعادة والصحّة والركز الجتماعي ويقّق جيع أحلمه‪ ...‬ولكنّ‬
‫القيقة واضحة وتقول‪ ،‬يكنه أن يشتري النس ل الب‪ ..‬يشتري السد ولكن بدون أيّة‬
‫أُلفة أو مودّة مع الشخص الخر‪ ...‬إنا مرّد علقة خاطفة دون أيّة مبّة أو أيّ حوار بل‬
‫ي مسؤوليّة‪ ..‬الوار ليس من نور بل من‬ ‫الوف من أيّ حوار حت ل يقَع ف أيّ إلتزام أو أ ّ‬
‫نار ومن حجَار تتطاير بي أطراف العائلة لكسْب الغنيمة‪ ...‬وأيّة غنيمة؟ إنا غنيمة من الموم‬

‫‪20‬‬
‫والوهام ل ترضي الرّجل ول الم‪ ...‬الب ل بديل له إ ّل بالب‪ ..‬إنّ الب الستعار‬
‫كالشّعر الستعار وهذا هو العَار ف كلّ الشوار‪ ...‬الفقراء ل يزالون يعيشون الب لنّهم‬
‫يشْعرون بالقلب ل باليب‪ ...‬قِلّة من البشر يسلكون درب اليزان أي إستخدام الرّأس‬
‫والقلب بُسبان‪ ...‬لنّ الذّكاء مصدرَه العقل والحبّة مصدرَها القلب واليب ف خدمة‬
‫النسان الصّادق مع البنيان‪ ...‬هذا هو النسان الؤمِن التكامل مع عِلْم البدان وعِلم‬
‫الديان‪ ...‬ولك ّن النسان العادي الذي تعلّق بالعادة وبالعقيدة‪ ،‬سيكون إمّا ف خدمة الرّأس‬
‫أي ييل إل الرّأس وهذا هو الرّأس مال‪ ،‬أو إل القلب حيث الب والغضب والوف والقلَق‬
‫والكُرْه وعدم التّوازن ف اليزان‪ ...‬ولك ّن السيح إختار الناس البسطاء من عامّة الشعب أي‬
‫ح ّو َل الام إل رُخام‪ ....‬ومن الرّخام إل الرّخيم ومن الرّخيم إل الرّحة والرّحيم‪.......‬‬

‫ما هو العن الرّوحي للجيال؟‬


‫السد ينضُج ف عم ٍر معيّن أي أربعَة عشَر ربيعا وكذلك الرّوح ف أربعَة عشَر جيلً‪ ..‬هذا‬
‫هو الدّ الدن ولكنّك لن تدي مَن أحبَبت‪ .‬عليك أنتَ أيّها النسان أن تسي ف مسَار‬
‫السد والرّوح وهنيئا للعطشان إل ال ّق والياة‪ ..‬عطَشك هو دربك إل ربّك‪ ..‬أي السّائل‬
‫هو السؤول وإذا صدَق السّائل هلَك السؤول أي ارتف ْعتَ بالنّور وهذه هي النّعمة‪ ..‬نعمة‬
‫الل والولدة‪ .‬نعمة البلء ف سبيل البقاء بال‪.‬‬
‫درب الصّليب ليس لكلّ البشر بل لهل الب‪ ..‬إنّ نوّ الرّوح ليس موسِميّا لنا كأرزة‬
‫لبنان‪ .‬أي أربعَة عشَر جيلً لتنمو ولتتّصل بالسّماء وكذلك الرّوح البديّة باجة إل زمن‬
‫لتنسجِم مع نغَم الياة‪ .‬والجيال هي رمز عددي للنّمو البدي‪ .‬إنّ ولدة يسوع ل تتمّ قبل‬
‫هذه الجيال‪ .‬إنسان الكهف ل يستطيع أن يعزِف سيمفونيّة بيتهوفن أو يكتُب شِعرا‬
‫كطاغور ول أن يكون حكيما كبودا أو مستنيا كالسيح‪ ..‬النسان باجة إل بيئة تتلءم مع‬
‫نفسِه وذاتِه وروحِه وأيضا باجة إل متمع يتفاهم مع السيح‪ ..‬كما تكونوا يوَلّى عليكم‪..‬‬
‫حضور العلّم من حضرة التّلميذ‪ .‬هذا هو التّجاوب الذي ينبَع من القلب إل القلب‪ .‬ما أقوله‬
‫الن هو من نعمة الن لنّ الزمان هو ال ّي لدمة النسان اليّ‪ ..‬ك ّل لظة لا يقَظة‪ ،‬واليّ‬
‫ي وسيط بل عطَشه كان سبب وصوله إل النّبع‪.‬‬ ‫بن يقظان هو الذي علّ َم نفسَه بنفسِه دون أ ّ‬

‫‪21‬‬
‫النّبع ينبَع والنّهر ينهَر والنسان حيان ف سِ ّر النسان وعليه أن يكون منفتحا ومتقّبلً لميع‬
‫الطّرق والتاهات وإ ّل سوف لن يسمع كلمة القّ والشّهادة‪ .‬إنّ السيح هو قمّة الضمي‬
‫اليهودي والغريب ف المر أنّهم رفضوه‪ ..‬وكذلك رفضوا الكماء ف الشرق وسقراط ف‬
‫اليونان والنّب ف بلد الجاز ول زِلنا حتّى السّاعة نرفض القيقة ونقبل الكِذبة‪ .‬لاذا ل أقبل‬
‫حقيقة وجودي؟ إنّن خليفة ال ومسيح آخر وف أجل وأحسن تقوي وعلى صورة ال ومثاله‬
‫ولاذا ل أثِق بذه القيقة؟ ما هو السّبب؟ لاذا رفض اليهود السيح؟ كانوا ينتظرون هذا اليعاد‬
‫وأتى الوَعد ورفضوه ول يزال اليهودي ينتظر قدوم الخلّص وعندما أتى رفضوه‪ .‬السيح هو‬
‫قمّة ال َوعْي والدراك اليهودي‪ .‬جيع النبياء الذين سبقوا السيح بشّروا بقدومِه وهذا ما فعلَه‬
‫يوحنّا العمدان ولكن أين أنتَ أيّها النسان يا حامِل اليزان واليان؟ كلّنا ف ضيَاع وضللة‬
‫وهنيئا للفقراء ف الرّوح فإنّهم من أهل اليزان واليان‪ .‬هؤلء هُم أهل البيت‪" .‬بيت بيت ال‬
‫يُدعى وأنتم جعلتُموه مغارةً للّصوص"‪ .‬ليكُن قلب هو بيت ال‪...‬‬

‫ما هو سبب صلب السيح؟‬


‫الهل عدوّ النسان‪ .‬والذي ل يعرِف نفسَه يهل غيه ويغَار منه‪ .‬التلّة تسِد البل وتتمنّى له‬
‫الدّمار‪ .‬والبل ل يستطيع أن ييَا بدون الوادي‪..‬كلّنا متّصلي ببعضنا البعض وك ّل منّا يساند‬
‫الخر‪.‬كلّنا أخوة بال و باجة إل جاري لنّه أقرب إلّ من داري ولكنّ الل يأت من النانيّة‬
‫ومن جهلي أُساند هذه النانيّة وهذا هو التّناقض‪ .‬أُساند البل وأدمّره وهذا فِكر منطقي‬
‫عقلن‪ .‬هذا ما فعلناه بالسيح‪ .‬إنتظرناه ولّا أتى تآمرنا عليه لنّنا شعَرنا بالذى وبالغيظ‬
‫وبالزعاج‪ .‬مرّد وجوده مُهيٌ لنا‪.‬‬
‫الشّمس وجودها يُزعج العتمة‪ .‬الشّمعة تشعُر بالذلّ أمام نور الشّمس‪ .‬هذا ماحصَل مع‬
‫وجود السيح‪ .‬أصبح غريبا بي أهله وكذلك جيع الكماء والنبياء يُقتلون ويُرجون‬
‫ويهاجِرون وخاصّة من أمّة السلم‪ .‬ل يزال سيف الش ّر يقتل أهل الي إل يومنا هذا‪ .‬الي‬
‫غريب وسيبقى غريبا‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫إنّ كلمات السيح هي آيات إليّة من ال على لسان إبنه الوحيد أي الميّز والفريد وكلّنا‬
‫عيال ال وكلّ فرد فريد وميّز ولك ّن السيح عرَف نفسَه وشارك با ول يزال معَنا للزل‪ .‬إنّه‬
‫ل يكتُب الناجيل بل بأمرٍ من ال نطَق بالقّ إل أهل القّ‪ .‬هو النيل ال ّي وهو الرّسالة‬
‫وهو الرّسول وهو السر بي النسان وال‪ .‬هو الشّاهد العيَان على وجود خالق الكوان‪.‬‬
‫ولنسمع معا العن من هذه الكلمات‪.‬‬
‫إنّها الغِبطة الت تفيض من كلّ كلمة ومن كلّ صمت بي اليات‪ .‬فلمّا رأى يسوع الموع‬
‫صعَد إل البل وجلس‪ ،‬فدَنا إليه تلميذه‪ .‬لندخل ف عمق الكلمة بصمت وبتعاطُف‬
‫وانسجام تام‪ .‬رأى الموع أي الشود‪ ،‬المهور‪ ،‬عامّة الشعب‪ ،‬مموعة‪ ،‬عدد كبي من‬
‫الشعب أوالشياء‪ .‬إ ّن ال مع الماعة وليس مع الشعب أو الشود السّياسيّة أو التّجاريّة‪ .‬إنّه‬
‫يتحدّث مع الّنفْس وليس مع السد ومَن له نعمة السّمع فليَسمع‪ .‬ل ّن المهور هو أدن مقام‬
‫ال َوعْي‪ ،‬إنّه ف غباءٍ مُظلِم‪ .‬ف الدّنيا أعمى وف الخرة أعمى وأش ّد بلء وسخافة‪ ،‬لذلك تق ّدمَ‬
‫إليهم السيح وخاطبهم على قدْر عقولم‪ ،‬ونن عندما نذهب إل الشعب أو إل أيّ حشد‬
‫نشعُر بالضّياع وباليأس وبالضّللة‪ .‬إذا كنتَ من أهل النّور وذَهبْت إل أهل العتمة ستشعُر‬
‫بالختناق ليس جسديّا فحسْب بل نفسيّا أيضا لنّكَ مع أهل الدّنيا وهُم من أهل الخرة‪،‬‬
‫وأين هو الِسر أو المرّ أو هزة الوصل؟ ستشعُر بالحباط وتعود إل العُزلة والوِحدة والتّأمّل‬
‫ومن هنا تستعيد القوّة الليّة والقُدرة على العيش‪...‬‬

‫ك مَن أنت‪ ...‬إنّن ضعيفة وأتأثّر‬‫لقد تذكّرتُ هذه الكمة‪ ...‬قُلْ ل مَن تعاشِر أقُل ل َ‬
‫بالضعف منّي فأهرُب إل القوى‪ ،‬ولك ّن السيح يبقى خالدا وحيّا مع الموات‪ ،‬ولكنّه‬
‫يذهب إل جبل الزّيتون‪ ..‬وهذه فكرة رمزيّة أيْ يدخل إل قلبه حيث الصّمت مع ربّه ومع‬
‫مرتبته الزليّة وشجرة الزيتون هي زيت التّوحيد حيث ل شرقيّة ول غربيّة كالنّور الذي‬
‫ب القلب الحِب للحبيب‪ ...‬السيح ف تأمّل دائم وعلى قمّة البل وف أسفل‬ ‫يفيض من ل ّ‬
‫ي شعور أو‬ ‫الوادي وهو السُلّم إل ال وهو صَليب العِلْم والسرار‪ ...‬مبّته للعالَم أسى من أ ّ‬
‫إنفعالت أو عواطف لنّها مبّة ال الزليّة دون أي إدانة أو حكم‪ ...‬هذا هو دور الحبّة مع‬
‫أهل الدّنيا‪...‬‬

‫‪23‬‬
‫عندما تتلي ف خَلوة الَلوة وف حضرة ال تسمو من الرض إل السّماء وتيَا مع أهل النّة‬
‫وهذا قول السيح "أنا لست من هذا العالَم"‪ ...‬لكنّه عاش معَنا ليشارِكنا نعمة الياة البدية‬
‫والعيش مع الرّوح القُدس الذي ف داخلنا‪ ...‬هذا هو السِ ّر اللي ف حبّنا للمسيح‪ ..‬معه نلّق‬
‫ف أجواء ال ّق والياة ونسي درب الب إل البيب‪...‬‬
‫حياتنا مع الشود تلهينا عن سِرّ الوجود ونسي مع الشلولي والقعدين وأهل السّوء‬
‫والاهلي‪ ..‬هذه هي العاقات النّفسيّة والفكريّة الت ترِمنا من رؤية القيقة الزليّة اليّة فينا‬
‫جيعا‪ ...‬علينا أن نكون ف العالَم دون أن يسكن العالَم فينا‪ ..‬نن ُحجّاج وضيوف نرّ بالدّنيا‬
‫مرور الكرام ونتعلّم ونعلّم مّا وهبنا ال ونيَا مع اليّ إل البد‪ ...‬مَن آمنَ ب وإن مات‬
‫فسيحيَا‪ ...‬الذي يعيش مع اليّ ل يوت والسيح هو من الزل إل الزل ول يزال معنا‬
‫ويعلّمنا ويرشِدنا ومَن منّا يسمع ويرى؟؟‬

‫إنّه معَنا يصنع العجزات أي يوّلنا من أموات إل أحياء‪ ...‬الصَ ّم والبكَم والعرَج والغب‬
‫واليّت‪ ...‬هذه رموز روحيّة ليست جسديّة‪ ..‬أي أنّه يُعيد إلينا الياة البديّة وليس الياة‬
‫ع خاص عن الستوى الشعب‬ ‫السديّة‪ ...‬معه تتجدّد فينا اليويّة الليّة وينعزِل عن البشر وبنو ٍ‬
‫ويذهب إل مرابه وإل اللوة والسّكينة‪ ..‬عندما ندخل إل القلب نرتفع بالب ولكن عندما‬
‫نرج إل الجتمع نقَع ف مستنقع الجاملت والشاعر والنفعالت‪ ،‬ونبِط إل الستوى‬
‫الدّنيوي حيث الكذِب والداع والرّغبة والشّهوات وهذا النّوع من القنعة يمّلنا الكثي من‬
‫التاعب لذلك نعود إل الحراب ونتّصل بالصول السّاكنة ف القلب‪...‬‬

‫جيع الكماء والولياء والنبياء سكنوا ف البل واعتكفوا عن الناس لفترة ما‪ ،‬لسترجاع‬
‫الطّاقة الت بُذِلت للناس ولكن من الضروري العودة إل الذّات للتأمّل وللتّذكّر عن سِرّ‬
‫وجودنا ف هذا الوجود‪..‬‬

‫مع ال نرتفع ونسمو ونلّق ف الوّ كالنّورس حيث ل حدود ول سدود بل سنَد من الالق‬
‫إل الوجود ونعود كالغيوم الحمّلة بالمطار لنشارِك با الشود العطشانة إل مياه ال‪..‬‬

‫‪24‬‬
‫وأين هو جبل ك ّل إنسان؟ هذه هي وِحدت ف غرفت وعُزلت عن الناس وعن نفسي وأجلس‬
‫مع الكتاب وهو خي جليس والقلَم والورق وهذا هو القّ لكلّ صاحب حقّ‪ ...‬والكلمة هي‬
‫نعمة من ال إل كلّ قارئ وكاتِب‪ ..‬هنا أنسى مَن أنا وأذوب ف الحيط وأغرِف قدْر‬
‫استطاعت وأعود إل العالَم لتعلّم ما ل أعلَم‪ ..‬وكلّما عرَفت شيئا غابت عنّي أشياء وأشياء‬
‫وهذه هي رحلة الياة حيث ل بداية ول ناية بل عيش اللّحظة ف يقَظة‪...‬‬

‫الكتاب بالنّسبة للقلب ليس كلمة بل موسيقى حيّة تنبَع من بي الكلمات وتسكن ف قلب‬
‫وأرسُمها بالحرف على هذه الورقة لع ّل القارئ يقرأ ما ف قلب ويشاركن ما ف قلبِه ومعا‬
‫نسي درب الب والجّ‪ ...‬هذه اليويّة‪ ...‬هي الولدة الديدة من الرّوح القُدس ومعا‬
‫نتعرّف على سِرّ وجودنا مع الوجود الكب حيث ل موْت بل َنوْت مع اليّ مدى البد‬
‫والدد والدى‪ ...‬هذه هي رحلتنا مع ال من جبل إل جبل ومن جيل إل جيل‪ ،‬نكتُب ونقرأ‬
‫إنيلنا ومع الزّمن نتزامن مع الِحَن ونسكن الكفن ونرى ال ف ك ّل شيء ولك ّن السيح حَل‬
‫صليبه وصليب العالَم‪ ...‬ل يتار جاعة خاصّة ول يفرض أي شريعة أو قانون بل عاش الحبّة‬
‫الليّة مع الطّبيعة وأهلها وتكلّم مع الموع والشود ول يرفض أحد‪ ،‬واستخدم لغتهم‬
‫ليتقرّب منهم وأكثرهم للح ّق كارهون ومعارضون للحياة ويقاومون ويستخدمون النقاش‬
‫الاد لدمة مصالهم الاصّة‪ ...‬إنّ الديث مع السيح ليس حوارا أو نقاشا بل سعا وطاعة‬
‫ل ّن الثّقة هي الساس حيث ل برهان لديثه بل الصّدق واليان وهذا هو الفرق بالديث مع‬
‫الرّسل وعامّة الشعب‪ ...‬تلميذ السيح دائما على قمّة السّمع والستقبال الائل لديثه دون‬
‫ي نقاش أو دفاع بل الذهاب معه من القلب إل القلب‪ ...‬كل‬ ‫ي شكّ أو خوف ول أ ّ‬ ‫أّ‬
‫مُحِب لنفسِه يِب مَن يبّه والسيح هو مرآة لذا الحِب‪ ...‬أحِب قريبَك كنفسِك‪ ...‬بارِك‬
‫ت العدوّ والبيب الذي تهله‪...‬‬ ‫عدوّك كأنّك أن َ‬

‫من هم رسل السيح؟‬


‫ك ّل مَن حل رسالته الاصة به هو رسول السيح‪ ...‬أي رسالت الت ف حيات هي الرّسالة‬
‫نفسها الت ف قلب ال وخَلق ال وعيَال ال‪ ...‬كلّنا إخوة بالسيح وبال‪ ...‬ولك ّن السيح‬
‫ب نفسه حتّى عرَف نفسَه ومن هذه الرّحلة رحَل إل العالَم البدي‪ ...‬لذلك عندما‬
‫أح ّ‬
‫‪25‬‬
‫يتحدّث السيح مع أحبابِه هذا ليس نقاش أو جدال أو تشاور بل هو حوار من حب ونور‪...‬‬
‫التلميذ يُحِب العلّم والب متبادل بي الطّرفي‪ ،‬ألوهيّة مشتركة بالقلبي القدسيْن‪...‬‬
‫هذا الب هو سيْل من الياة القدّسة الت تمعنا بال‪ ...‬وعندما نسي معا على جسر الحبّة‬
‫نيَا القّ والرّسالة الت من أجلها تسّدنا وأتينا إل الدّنيا‪ ...‬للمتحان ولنشر النّور والسّلم‪...‬‬
‫طوب لصانعي السّلم‪...‬‬

‫نعم! من حقّنا أن نرُب من الشود والمهور الغمور بالستكبار ولكن من حقّنا أن نسكُن‬
‫مع السّكينة السّاكنة مع أهل الماعة‪ ...‬السيح مع الماعة‪ ..‬مع الخوة‪ ..‬إنّه يلّق ف‬
‫السّماوات الليّة ونن معه يأخذُنا إل الجواء النّورانيّة حيث السرار الزليّة الت منها وبا‬
‫نيَا إل البد وهذا هو اللكوت السّماوي‪ ...‬إنّن باجة إل مرشد أو معلّم أو مسيح لكن‬
‫الثّقة هي الصّلة الت تصِلن به للوصول إل الصول‪ ...‬هو يلّق مع ال وأنا أحقّق رحلت معه‬
‫لنّه سيبطن بال وهذا هو الرّباط القدّس‪ ...‬السيح وصل إل البيت ودخل منازل ال‬
‫ب يشعُر بذا الصّدق ويثِق ويسي معه ويدخل سِرّه‪...‬‬ ‫ح ّ‬
‫وعرف السّبيل إل الق‪ ،‬والقلب ال ِ‬
‫ب نفسَه أحبّ العالَم‪ ...‬عندما أسي‬
‫السِرّ ف لبّ القلب الذي يُحِب نفسَه والرّب‪ ...‬مَن أح ّ‬
‫مع السيح أتقرّب منه و من ثّ القربة من ال وعندئذٍ أتعرّف على نفسي وعلى قريبي ومن‬
‫هنا قال السيح‪:‬‬
‫"أحِب قريبك كنفسك"‪ ...‬لقد عرّفن على نفسي وهذه هي الرحلة الساسية ف رحلة‬
‫الق والياة‪ ...‬عندما فتَح قلبه وقال لنا‪" :‬طوب للفقراء بالرّوح لنّ لم ملكوت‬
‫السّماوات"‪..........‬‬

‫هذا هو الناء ف الفناء بالسّماء‪ ..‬إنّها من أجل الوصايا واليات وهي الساس ف وعظته‪..‬‬
‫إنّها خارقة الوصف والألوف‪ ..‬إنا مدهشة ورائعة ونورها فوق العادة‪ ...‬هنا ل وعْد ول‬
‫شرط ول قيْد‪ ..‬فقي الرّوح هو الذي تطّى النا والنانيّة والستكبار ومات بالنّور‪...‬‬

‫‪26‬‬
‫كلمات السيح بسيطة على عكس الكماء أمثال بودا حيث قال لتلميذه‪ ..‬يا إخوت من‬
‫اللّشيء نصل إل اللّشيء‪ ...‬هذه حقيقة فلسفيّة لصحاب العقول والنطق العقلن ولكنّ‬
‫السيح تكلّم مع البسطاء‪ ...‬إنّه إبن يوسف النّجار‪ ..‬إبن الطبيعة‪...‬‬
‫أمّا بودا إبن اللك‪ ...‬وهنا الفرق ف التّفاهم وف الوار‪ ...‬طوب لفقراء الرّوح‪ ...‬أي‬
‫للمُزارع وللنّجار وللم وك ّل مَن يعرِف بأنّه ل يعرِف شيئا‪ ...‬وأنّه فارغ من الدّعاء‪ ..‬أنّه‬
‫مرّد إناء لدمة ال‪ ..‬ساء صافية واسعة ل تعرِف شيئا‪ ...‬وهذه هي النّعمة وهذا هو‬
‫اللكوت السّماوي السّاكن ف سكينة السّاكن‪...‬‬
‫الن أنت مع ال وال معك‪ ...‬ل تأجيل ول تأخي بل الن هو الوعد والعهد لفقراء الرّوح‪..‬‬
‫الن أنت مسيحٌ آخر‪ ...‬ل فَجوة بينك وبي ال‪ ..‬بي اللّشيء والشّيء وكلّ شيء‪ ...‬من‬
‫جهة الرّوح الفقية ومن جهة ثانية ملكوت ال‪ ..‬هذا هو الفقر والغِن‪ ..‬هذا هو التّناقض‪...‬‬
‫هذا هو ِس ّر اللفا والوميغا الت تدّث عنها السيح‪ ..‬أي نور السّماوات والرض‪ ..‬نور‬
‫الصّعود والنّزول‪ ...‬الوّلون آخِرون والخِرون أوّلون‪ ..‬الفقراء هُم اللوك واللوك هُم‬
‫الفقراء‪ ...‬مَن رِب َح نفسه خسِر العالَم ومَن ربح العالَم خسِر نفسه‪ ...‬حتّى نفسَك ل تلكها‬
‫وهو مالك الُلْك وهو على ك ّل شيءٍ قدير ولتكُن مشيئتك أيّها القادر‪ ...‬هذا هو الفقي إل‬
‫ال‪ ..‬هنا والن وفينا ملكوت ال‪ ...‬إنّه وعدٌ صادقٌ وسريع وهذه هي جوهرة النيل إذا‬
‫ت هذه الية فهي تكفي لنا لكلّ غاية‪ ...‬ولكنّ السيح أدرى بهلنا وبضعفنا فأخذ يردّد‬ ‫فهم َ‬
‫ليؤكّد وليشدّد على حبّه لنا وإذا به يقول‪" :‬طوب للحزان لنّهم يُعزّون‪..."...‬‬

‫هنا بدأ بالوَعد إل الستقبل أو بتخفيف الية الساسيّة‪ ..‬آية الكرسي الرّسوليّة‪ ..‬ولك ّن‬
‫يسوع نظَر إلينا وعرَف جهلنا وأخذ يردّد القّ ف عدّة صوَر علّنا بذلك نرى القيقة ونشربا‬
‫من أيّ كأسٍ كانت‪ ...‬أعطانا أقصى آية وأخذ يفصّلها ويضيف عليها أطباق من السّهولة‬
‫واللّيونة علّنا بذلك نلّق معه ونسمو معه إل درجة من سُلّم حياته ومن القيقة الت تيَا فينا‬
‫ل ويتكلّم معي على قدْر‬ ‫جيعا‪ ...‬إنّه أعلى وأرفع وأسى من قدرت وضعفي لذلك يأت إ ّ‬
‫جهلي وعقلي‪ ...‬لذلك يعِدن بالستقبل القريب‪..‬‬

‫‪27‬‬
‫إنّ الفكر يفهم الستقبل ولكنّه ل يفهم الاضر‪ ..‬الفكر ل يُدرك ال َوعْي ف اللّحظة‪ ...‬السيح‬
‫يقول ل بأنّن مسيح آخر الن وهنا‪ ،‬وهذا ما قاله للمصلوب على يينه ولكنّنا ل ندرِك هذه‬
‫البساطة إ ّل بُسطاء القلوب‪ ...‬طوب لبُسطاء القلوب‪ ...‬لاذا؟‬
‫لنن خُلِقت ووُلِدت بالطيئة العظيمة وأسأتُ إل ال‪ ،‬إنّن زانية ولستُ طاهرة وإل كلّ ما‬
‫هنالك من ذنوب وعيوب فُرِضت عل ّي منذ آدم وحوّاء وتقبّلتها وقبّلتها ول زلتُ حت الن‬
‫أخاف ال‪ ...‬ال مبّة‪ ...‬والوف هو أساس التّسلّط والتّحكّم بنا من رجال الدّين منذ بداية‬
‫الكون‪ ...‬علينا بالتّمرّد وبالعصيان على كلّ الشّرائع والوصايا ولنكُن مع السيح اليّ الذي‬
‫هو الرشِد والعلّم والخلّص‪ ..‬هو الطّريق وال ّق والياة وهو الرّوح الت با نيَا للبد‪..‬‬
‫هو قطرة الاء والحيط وهو أبعد من أيّ كلمة أو شكل أو صورة‪ ...‬هو هذا السّر السّاكن ف‬
‫سكينة القلب الفقي إل ال‪...‬‬

‫ت الب والحبّة‪ ...‬أنت الوحيد الذي تبّن وتقدّرن‬


‫عندما التقى بالجدليّة قالت له‪" :‬أن َ‬
‫وترّرن‪ "...‬وتر َكتْ الدّنيا ودخلت معه ملكوت اللوهيّة‪...‬‬

‫عندما يقول لنا السيح‪" ..‬ك ّل واحد منكم أخي وأخت بال وك ّل منّا مسيح ميّز وفريد‪"..‬‬
‫مَن منّا يتقبّل هذه القيقة؟‪ ...‬ل أحد‪ ...‬نعم ل أحد‪ ..‬أو نقول نعم من باب الدب أو‬
‫اللّياقة السّياسيّة‪ ...‬لنّنا مقيّدين بالسّلسل والتّقاليد‪ ...‬أنتَ حرامي وأنا زانية وهو كافِر وإل‬
‫ما هنالك من ألقاب وذنوب وعِقاب‪ ...‬إنّه يهمِس ف قلوبنا قائلً‪:‬‬
‫طوب لفقراء الرّوح وهنيئا لكم لنّكم ف ملكوت ال‪ ..‬ف بيت ال ومعه على الائدة‬
‫الزليّة‪ ...‬هذه هي أعلى درجات التّجلّي‪ ...‬هلّلي يا مبّة‪ ...‬الن وهنا وف هذه اللّحظة كُن‬
‫اللّشيء وأنتَ مالِك الُلْك‪ ...‬الن فقيا وشحادا وأنتَ الَلَك‪ ...‬إخسر العالَم واربَح‬
‫نفسك‪ ..‬الن وهنا ومع السيح وامسحن بال وامسَح عنّي الاضي والستقبل‪ ..‬الن الن‬
‫كلّنا معك يا ال‪...‬معك وفيك ‪ ...‬بالُلفة وبالوفاء‪...‬‬

‫السيح ينظر إلينا ويرى بأنّ السّهم ل ُيصِب الدف لنّنا ناف‪ ..‬ناف من القيقة‪ ...‬ناف‬
‫من الشّمس لنّنا تعوّدنا على نور الشّمعة‪ ...‬يعود إل أفكارنا وياطبنا على قدر عقولنا‬

‫‪28‬‬
‫ومستوانا ويتحدّث معنا عن السّبب والنّتيجة‪ ...‬إعمل خيا ترى نورا‪ ...‬أمر وشريعة‪..‬‬
‫والوَعد ف الغد‪ ..‬إزرع اليوم تصُد غدا‪ ...‬هذا ما يفهمه الفكر‪ ..‬إذا قال لنا أُنظر إل البذرة‬
‫وسترى فيها الشّجرة‪ ...‬هذا سحر بالنّسبة للفكر الاهل‪ ...‬لذلك نرى بأنّ الية الول هي‬
‫الية والغاية ولك ّن الفِكر يرفضها‪ ...‬إنا سح ٌر مُبي وفِتنة ل نستطيع أن نتحمّلها‪ ..‬ول أن‬
‫نُقدّرها‪ ..‬العقل يفهم الزدواجيّة والتّقسيم والاضي والستقبل وهنا وهناك‪ ..‬كُن صالا‬
‫وسترى ملكوت ال‪ ...‬أي الفجوة والثّغرة ف الوقت‪ ...‬حقيقة الن وهنا ل يهضُمها الفكر‬
‫ولكن سكينة القلب هي عرش ال ومبّته‪ ...‬لذلك يقول لنا‪" ..‬أعطِن قلبك يا بنّ‪ "...‬وأين‬
‫هو قلب؟ وماذا فعلتُ بقلب؟ هل أعرِفه؟ هل أعرِف نفسي؟ هل أعرِف القليل من جسدي؟‪..‬‬
‫عليّ أن أتضّر لكون ف حضرة الضور‪ ...‬ف جلسة النّور‪ ...‬على مائدة السيح‪ ...‬وهذا‬
‫هو العشاء السّري ف كلّ لظة وف ك ّل نفَس‪ ...‬ولكن عاد وكرّر للفكر ويقول له‪...‬‬
‫طوب للمَحزوني لنم يُعزّون‪..‬‬

‫على الوَعد يا كمّون‪ ...‬النسان ل يعُد إنسانا بل كميّة من المنيات‪ ...‬كُن كالطّفل اليائس‬
‫ك وانتظِر أمّك وستأت إليك‪ ..‬عندما يكون الطّفل ف أل وتعاسة تأت‬ ‫العاجز الضّعيف‪ ..‬إب ِ‬
‫الم للتّعزية‪ ...‬إحزَن ول تَف وصلّي إل ال ليساعدك غدا‪ ،‬ول تنسى البكاء والصّراخ‬
‫والنّحيب إل ال لكي يسمع صوتك ودعائك‪ ..‬أنّك ضالّ وضائع ف عتمة وظُلمة الشيطان‪..‬‬
‫نادي ربّك حت يسمعك لنّه بعيد وأنت أيضا عنه بعيد‪ ...‬الرض أمّك وأبوك وإذا كان‬
‫صراخك ح ّق وعندك الوداعة‪ ....‬طوب للوُدعاء لنم يرِثون الرض‪ ...‬هذا هو الوَعد‬
‫للوديع‪...‬‬

‫لنفهم معا معن الكلمات‪ ...‬كُن بسيطا‪ ..‬وديعا‪ ..‬خَنوع وقَنوع ول تستكبِر‪ ...‬لنرى الفرق‬
‫مع أوّل آية‪ :‬فقراء الرّوح‪...‬‬

‫ل يقُلْ وديع ومتواضع‪ ،‬لنّ فيها القليل من النا والستكبار‪ ..‬أي أنا متواضع‪ ...‬أنا إنسان‬
‫ت متواضعا وبسيطا‪ ..‬هذه "النا" ل تزال فينا وهنا‬
‫كبي ومهمّ والن "أنا" صرتُ وأصبح ُ‬
‫والن معنا وتستمرّ على مرّ العمر‪...‬‬

‫‪29‬‬
‫طوب للودعاء لنّ لم ملكوت الرض‪ ...‬سيِثون الرض‪..‬‬
‫هنا ل يزال الاجز أو السّد موجود‪ ...‬الوَعد ف الستقبل وليس الن‪ ..‬هذا الاجز التواضع‪..‬‬
‫خَناعة وقناعة تيط بنا وتغمُرنا بالغرور وتجِب عنّا النّور بالستكبار‪...‬‬

‫طوب للجيَاع والعطاشى إل القّ‪ ،‬لنّهم يشبعون‪..‬‬


‫ل ومستقيما وطاهرا وعفيفا وسيُعطيك ال‪..‬‬‫ضً‬‫إفعَل عملً صالا وكُن فا ِ‬

‫طوب للرّحاء لنّهم يُرحون‪...‬‬


‫كُن رحيما وحنونا وشفوقا‪ ...‬ك ّل ما تتمنّاه لنفسِك قدّمه لغيِك أي إل عالَم ال وهذا هو‬
‫القانون‪ ..‬هذه هي الشريعة‪ ..‬إذا أحبَبتَ ال أحبّك وإذا ل تبّه حرَمك من حبّه‪..‬‬

‫طوب لنقياء القلوب‪ ،‬لنّهم يشاهدون ال‪...‬‬


‫حتّى مع الطّهارة يوجَد مساحة ومسافة بُعد‪ ...‬الفقر هو القمّة أمّا ف الطّهارة أو النّقاء ل‬
‫يزال يوجد القليل من عليل النا‪" ..‬أنا طاهرة‪ ..‬أنا مقدّسة‪ ..‬أنا كاملة‪ ..‬أنا أفضل من‬
‫فلن‪ ...."..‬الاطي هو الذي يعترِف ويدّعي الطيئة والقدّيس هو الذي يدّعي برُقيّه وبُهر‬
‫وبُكر النا‪" ...‬قد ِسيّت وطهارت"‪ ...‬والكيم هو الذي ل يدّعي‪ ...‬هو الذي يعرِف بأنّه غي‬
‫سرّ الوجود‬‫موجود‪" ...‬أنا الا حَدا"‪" ...‬أنا اللّشيء"‪ ....‬إنّه قول وفِعل ومعرفة‪ ...‬يعرفها ب ِ‬
‫اليّ فيه‪...‬‬

‫طوب لصانعي السّلم لنّهم أبناء ال يُدعوْن‪...‬‬


‫طوب للمضطّهدين من أجل ال ّق لنّ لم ملكوت السّماوات‪...‬‬
‫هنيئا لكم إذا عيّروكم واضطّهدوكم وقالوا عليكم كذِبا‪ ...‬كلّ كلمة سوء من أجلي‪...‬‬
‫إفرَحوا وابتهِجوا لنّ أجرَكم ف السّماوات عظيم‪...‬‬
‫هكذا اضطّهدوا النبياء قبلَكم‪...‬‬

‫‪30‬‬
‫إفرحوا وتلّلوا ولكن هذا الفرح ليس هو قمّة البهجة‪ ...‬لنّ فيه الشّهوة والرّغبة والطّمع‬
‫ي شيء حتّى ال‪ ...‬ول‬ ‫للوصول إل النّة‪ ...‬رغبة إل الوصول إل شيء‪ ...‬ل تشتهي أ ّ‬
‫السّماء‪ ...‬الن أنتَ الَلِك‪ ..‬الن أنتَ ف ملكوت ال‪...‬‬
‫تقول رابعة‪:‬‬
‫أحبّك ل خوفا من جهنّم ول طمعا بالنّة‪...‬‬
‫إذا كان حبّي لك خوفا مِن جهنّم فاحرقن بنارِها‪،‬‬
‫وإذا كان حبّي لك طمعا بالنّة فاحرِمن منها‪ ،‬أ ِحبّك لنّك أهلٌ للحب‪...‬‬

‫ويقول السيح‪ ...‬أنتم مِلح الرض‪ ...‬هذه فكرة أو وعظة مُضحكة وغي معقولة‪ ...‬ماذا‬
‫يقصُد با؟‪ ..‬مَن هم الستمعون؟‬

‫إنّ أكثر النّاس من طبقة الشعب والعمّال‪ ..‬هذا الصيّاد وأخته مرتى الطّباخة وهنالك النّجار‬
‫وحوله صانع الحذية والطّاب‪ ..‬هذا هو الستوى الذي أتى إليه السيح ومعه كلّ القّ أن‬
‫يتكلّم معهم بلغتهم‪ ...‬إستخد َم إناء الناس ووضعَ فيه خرة ال‪...‬‬

‫يقول لنا أنتم مِلح الرض لنّنا من أهل الدّنيا‪ ...‬ل يستمع له النّبلء واللوك والغنياء ورجال‬
‫الدّين والعلماء بل الطّبقة الشعبيّة من أهل اليهود‪ ..‬والذي يعرِف القليل عن ال هو ملح‬
‫الرض وهو خية العيش ومع هؤلء النّاس ل تزال الدّنيا بألف خي لنّهم يفهمون بلغة‬
‫التراب ويتذوّقون ألوان الفصول وعطر الزّهور‪ ...‬وك ّل مَن يتحرّك باتاه ال يتعرّف على‬
‫نفسِه وييَا الفرح والبهجة ويشارِك العالَم با عرَفَ‪ ،‬كالشّجرة الت تشارِك الدّنيا بكرمِها‬
‫دون أيّ قيد أو أيّ شرْط بل حبّا بالعطاء‪ ...‬هذا هو فرح العطاء‪ ..‬فرح السيح مع أهله وكلّ‬
‫مَن هو ف عطش مستمرّ مع النّور ومع السرار‪...‬‬

‫إفرحوا وابتهِجوا لنّكم أنتم مِلح الرض‪ ،‬فإذا فسدَ اللح فماذا يلّحه؟‬
‫ل يصلُح إلّ لن يُرمى ف الارج فيدوسُه النّاس‪...‬‬

‫‪31‬‬
‫ويقول لنا السيح اليوم وف ك ّل يوم‪ ..‬أنتم مِلح الرض وأنتم رأس الَربة‪ ...‬أي السّنان لبناء‬
‫مستقبل النسان‪ ...‬إنّ الذي ُيحِب نفسَه أحبّن‪ ،‬والذي أحبّن أحبّ العالَم‪ ،‬وهذه الحبّة هي‬
‫حبّة القمح الت توت ف الرض لتُنبِت العيش لميع أهل ال‪..‬‬

‫إفرحوا وتلّلوا‪ ..‬وشارِكوا العال باللح وبالاء‪ ...‬هذه هي بركة ال الت منها ومعها وفيها‬
‫وإليها نيَا للبد‪ ...‬شكرا لك يا ال‪.......‬‬

‫لنتذكّر دائما بأننا ملح الرض‬


‫و نور العال‪...‬‬

‫جسدنا ف الدّنيا‬
‫وروحنا ف ملكوت ال‪...‬‬

‫طوب للمساكي بالرّوح لنّ لم ملكوت السّماوات‪...‬‬


‫هنيئا للفقراء لنّ لم ملكوت ال‪...‬‬

‫‪32‬‬
‫من هو الصّادق ؟‬

‫إنيل متّى ‪( 7 )27 – 21‬‬

‫ليس مَن يقول ل " يا رب‪ ،‬يا رب " يدخل ملكوت السّماوات بل مَن يعمل بشيئة أب‬
‫الذي ف السّماوات‪ .‬فسوف يقول ل كثي من النّاس ف ذلك اليوم ‪:‬‬
‫" يا رب‪ ،‬يا رب‪ ،‬أمَا بإسك تنبّأنا؟ وبإسك طردنا الشياطي؟ وبإسك أتيْنا بالعجزات‬
‫الكثية؟"‬
‫فأقول لم علنيَة ‪ " :‬ما عرَفتُكم قطّ‪ ..‬إليكم عنّي أيّها الثَمة!‪" ...‬‬

‫ف َمثَلُ مَن يسمع كلمي هذا فيعمَل به ك َمثَلُ رجلٍ عاقلٍ بنَى بيتَه على الصّخر‪...‬‬
‫فنَل الطر وسالَت الودية وعصفَت الرّياح‪ ،‬فثارَت على ذلك البيتِ فلَم يسقُط لنّ أساسه‬
‫على الصّخر‪.‬‬
‫و َمثَ ُل مَن يسمع كلمي هذا فلَم يعمل به ك َمثَلِ رجلٍ جاه ٍل بنَى بيتَهُ على الرّمل‪.‬‬
‫ط وكان سقوطُه‬ ‫ك البيتَ فسقَ َ‬ ‫فنل الط ُر وسالت الودية وعص َفتْ الرّياح فضَ َربَت ذل َ‬
‫شديدا‪...‬‬

‫إستسلِم ف الظّلم‪....‬‬
‫النسان ليس معن أو مغزى ولكنّه مناسَبة‪ ..‬العن مكن ولكنّه ل يُعطى‪...‬‬
‫يكنك أن تلِق العن ولكنّه ل يوجَد بعد‪ ...‬إنّه مهمّة وليس هبَة‪ ...‬إنّ الياة مِنحة ولكن‬
‫الياة فرصة مفتوحة‪ ...‬العن ليس هِبة بل بث وتفتيش‪.‬‬

‫عليّ أن أبث على معنً ليات‪ ...‬لاذا أنا هنا؟ ومَن جدّ وجَد ومَن انتظر خسر‪...‬‬
‫علينا أن نُبدِع ونترِع ونلِق معن حياتنا لذلك عليّ أن أحوّل نفسي أوّلً من عددٍ إل عُدّة‪.‬‬
‫وهذه العُدّة هي قصد وغرض وهدف مهمّ ف حيات‪...‬‬

‫‪33‬‬
‫ومدلول هذه الرّسالة ليست شيئا ظاهريّا بل كنا مفيّا ل يُعرَف إلّ من خلل أعمال مع‬
‫نفسي ومع العال أجع ‪ ...‬على النسان أن يتعرّف على نفسِه وينوّرها‪ ...‬نن نور العالَم‪...‬‬

‫قبل أن نشرح هذه اليات علينا أن نفهَم بعض النّقاط عن النسان‪ ..‬ف البداية لنتذكّر معا‬
‫بأ ّن الكائن البشري هو ف مسَار دائم على مستوى البعاد الربعة حسب الزّمان والكان‬
‫وكذلك الوجود بأسرِه‪ ..‬ثلثة أبعاد مساحيّة وبُعد زمن ومتّصلي معا‪ ..‬البُعد الزّمن هو البُعد‬
‫الرّابع للمساحة‪ ...‬البعاد الدديّة أي الدى الواسع هو ساكن ومستقرّ‪ .‬والبُعد الرّابع هو‬
‫الركة الدّائمة لذه العمليّة‪ ...‬سنفهمَها ببساطة أكثر‪ ...‬أي أنّ الوجود الذي نراه ليس شيئا‬
‫جامدا بل حادِثة حيّة‪ ...‬هذه البعاد الثّلثة ترّكها أنتَ أيّها النسان‪ ...‬أنتَ هو العالَم على‬
‫ت الكامل الشّامل على صورة ال ومثاله‪ ...‬أنتَ بذرة الشّجرة والشّجرة‬ ‫مُصغّر‪ ...‬أن َ‬
‫ت مُختصِر الكوان بأبعادها الربعة وأنتَ الحرّك اليّ‪...‬‬
‫وأسرارها‪ ...‬أن َ‬

‫ال خلَق العالَم من العدَم ونفَخ فيه من روحه وأنتَ من روحه‪...‬‬


‫أنا ف قلب ال وال ف قلب‪ .‬أنا موجة ف البحر والبحر ف الوجة‪ ..‬الب والبن والرّوح‬
‫القُدس وحّدهم ال بالياة البديّة والزليّة بركة ال الدّائمة‪ ...‬فالنسان إذا من أربعة أبعاد‪،‬‬
‫مدى ومدد أي مساحة وزمن‪ .‬مكان وزمان‪ ...‬سكَن وساكِن‪ ...‬مسجِد وساجِد‪ ...‬ميّت‬
‫وحيّ‪ ...‬هذه البعاد تتناغم مع بعضها البعض ف لن اللود وكلّنا معا ف رقصة هذا‬
‫ت البُعد الرّابع‬
‫الوجود‪ ...‬العالَم بدون روح ال عالَم جامِد ساكِن مستقرّ ل حياة فيه وأن َ‬
‫الذي يُحرّك هذا المود ويُحوّله من الوت إل الياة‪ ...‬أنتَ الحرّك وأنتَ لن اللود لذا‬
‫الوجود‪ ...‬يقول ال‪...‬كنتُ كنا مفيّا فخَلقْت الَلق لُعرَف‪ ...‬الكن جيل ولكن ل حياة‬
‫ت الياة وأنتَ النّور‪ ...‬نن نور العالَم فلنُحوّل العتمة إل‬
‫فيه إلّ إذا شاهدَته الياة‪ ...‬أن َ‬
‫نور‪ ...‬أتَت العتمة إل ال تشتكي قائلة ‪:‬‬

‫ك طالبةً من َ‬
‫ك‬ ‫" يا ال إنن أهرب مِن النّور لنّها تزعجن وتقتلن‪ ...‬أنا هي العتمة وأتيت إلي َ‬
‫الساعدة والرّحة"‪ ...‬فطلب ال النّور وسألا ‪" :‬لاذا يا نور تُزعجي العتمة وتتبعيها وتُتعِبيها؟‬
‫ي ظُلمة وما ظَلمْت أحدا!!"‪.‬‬ ‫فأجابته النور قائلة ‪ :‬يا ال مَن هي العتمة؟؟ أينما أذهب ل أرَ أ ّ‬

‫‪34‬‬
‫وكذلك الب ل يعرِف الغضب‪ ...‬والنّور ل تعرِف الظّلمة‪ .‬والنسان اللي بأبعاده الليّة‬
‫ل يعرِف إ ّل اللوهيّة‪ ،‬وهذا هو دوْر السيح ودور كلّ مسيح‪ .‬أنتَ مسوح بال وتعرّف‬
‫على نفسك‪ ...‬ومَن عرَف نفسه عرَف ربّه ومَن استمع إل يسوع السيح بقلبِه تذكّر كيانه‬
‫وسبَب وجوده وسَار مع السيح مسيحا آخر‪ ...‬كلّنا إخوة بال‪ ...‬كلّنا مسوحي بال‪.‬‬
‫ولكن أين هو سُلّم السيح؟ من يسوع النّاصري إل يسوع السيح درجات من السُم ّو والنموّ‬
‫حتّى نصل إل الذور ونيَا مشاركة العطور السّماويّة‪...‬‬

‫إنّ الطوة الول هي النّوم حيث ل أحلم ول أوهام بل الصّمت التّام دون أيّ فكرة أو هبّة‬
‫ريح‪...‬كلّ شيء مفقود وغائب وهذا الغياب هو سهو وفقدان عن ذاتيّة النسان ومن هذا‬
‫البُعد الوّل نبدأ ف رحلة التّحويل والتّغيي‪ .‬من هنا نبدأ ببناء البيت على الصّخر ل على الرّمل‬
‫ولكن مَن منّا يُدرِك معن النّوم؟ كم مِن الوقت نستخدمه للنّوم؟ هل نفهم هذا القام؟ ما هو‬
‫لوَعي ول نعرِف شيئا عن مسية هذه الرّحلة الليليّة‪..‬‬ ‫الرّبح من هذا السِرّ؟ العرفة ف ال ّ‬

‫إنّها ترشدنا وتقودنا إل البُعد الوّل وهو السهل حيث ل إزدواجيّة ول تشعّب أو تعقيد أو‬
‫صعوبة بل فرديّة أحديّة أي ل وجود للنا أو النقسام بل للوِحدة اللّواعِية أو الباطنيّة‪ ...‬وإذا‬
‫أصبحت مُدرِكة ومتنوّرة ومضيئة‪ ،‬فهذه هي علمة التّصال بال‪ ...‬ويقول الكيم بأنّ النّوم‬
‫العميق هو الصّمد أي قمّة ال َوعْي‪ ...‬لاذا؟ لنّ ف كِلتا الالتي ل وجود للنا‪ ...‬ف الطوة‬
‫الول الستكبار ل يولَد بعْد‪ ،‬وف الطوة الثانية لقد ذاب الستكبار ف بر الذّكر البعد من‬
‫الفكار وهذا هو الفرق بي أهل النّوم وأهل الصّحوة‪ ...‬الناء غي الاء‪ ...‬ف حال الوَعْي‬
‫إختبت معن النّوم‪ ...‬جسدك نائم وأنت ف وضع الشاهدة والراقبة لذا النّور الذي يضيء‬
‫ليل السّاجد‪ ...‬السد ينام ول يعرف النا ولكن السّاجد إختب النا وهو الشّاهد على هذا‬
‫السِ ّر البعد من النّظر‪...‬‬
‫تذكّرت حِكمة بسيطة تقول بأنّنا قبل أن ندرُس ونُدرِك معن التّوحيد كنّا نرى البال جبالً‬
‫والنار أنارا ولكن أثناء العِلْم والختيار‪ ،‬البال ل تعُد جبا ًل وكذلك النار ل تعُد أنارا‬
‫ولكن عندما انتهينا من معرفة أسرار التّوحيد عادت البال والنار كما كانت من قَبل‪..‬‬

‫‪35‬‬
‫ما هو العن من هذه الكمة؟؟ وقال الكيم‪ ..‬إنّ الطوة الول والخية متشابة جدّا‪..‬‬
‫ولكنّ الزعاج والضطّراب يقَع ف وسط الرّحلة‪ ...‬ف البداية والنهاية ل تتغيّر الشكال ول‬
‫العان ولكن ف بر المرّ تغيّرت الشكال والعان وأصبح كلّ ما نراه مُحيّر ومُحرِج‬
‫ومُزعِج‪ ..‬من أين أتَت هذه الغيوم وهذا الكَدْر وهذه الفوضى والبلبَلة؟ لاذا الشكلة هي ف‬
‫وسط الرّحلة؟ العالَم والفِكر والنا هم سبب البلء والتّعاسة‪ ...‬وأين هو اللّ ؟‬

‫لنعود إل حِكمة الكيم ونسمعه يردّد ويقول‪ ...‬الطوة الول إنسان أو جسد من تراب ل‬
‫يعرِف النا‪ ،‬ينام ليلً ونارا ول يُدرِك شيئا‪ ...‬يرى الجَر حجرا والطّي طيا وعندما يُدرِك‬
‫بالنا يستكبِر ومن هذا الل يتعلّم بأ ّن الستكبار مرّ من اللّوَعي إل الوَعي‪ ،‬ويعود فيى‬
‫الجر حجرا ولكنّه يسبّح ال وكذلك الطّي طيا ويسبّح ال والنسان يشهَد بال ول دون‬
‫عودة إل النا‪ ،‬إل الستكبار بل اخترَق هذا القّ واتّصل بال ّق الكب وأصبح شاهدا من‬
‫خلل ال َوعْي الكون الذي يرّ من جسد الكائن وما هذا الكائن إلّ نور من ال‪...‬‬

‫وما الفرق بي إنسان التراب وإنسان النور؟‬


‫ل يوجد أيّ فرق ولكنّ الستني أعلى من الواطن بشِب‪ ..‬يعلو عن الرض وهذا كلّ الفرق‬
‫ف القّ وف الياة‪ ...‬لاذا؟ لنّه ليس من هذا العالَم‪ ..‬إنّه من عالَم الَطوة والَطْف والفايا‬
‫والسرار الليّة‪ ..‬إنّه ييَا السِ ّر الوسطي أي حياة الصّليب حيث اليزان بي الدّنيا والديان‬
‫وهذا هو سِ ّر الكوان ف النسان‪ ...‬إنّه يأكُل ولكنّه يبقى شاهدا‪ ..‬إنّه مريض ولكنّه شاهدا‬
‫على الرض وعلى البلء ول يتألّم‪ ..‬إنّه يوت ويعلَم أنّه ل موْت للمستني بل إنتقال من مرّ‬
‫إل مرّ‪ ...‬إنّه ينام ولكنّه ل يزال ييَا ِس ّر الذر ويرى بنور البصَر‪ ،‬وهذا ال َوعْي هو سبب هذا‬
‫العلوّ عن الدّنيا ولو شِبا عن الرض وهذا رمز التّجاوز الدّنيوي والياة مع السِ ّر اللي‪..‬‬
‫إنّ الطوة الول هي البُعد الوّل حيث ل حِلم بل توحيد لواعي وجاهل‪ ،‬ولكن بفرح‬
‫وبسعادة هائلة ولو كانت غي واعية‪ ..‬فقط ف الصباح عندما نستيقظ من النّوم نشعُر بالتّجدّد‬
‫والنّشاط ونتذكّر رحلة الليل البعيدة وعودتنا إل الياة والعمل ولكنّنا ل نتذكّر شيئا أثناء‬
‫النوم ربّما بعض الفكار الت تتردّد ف الشعور أو ف الفكار ولكن أين؟ وماذا؟ ل نعرِف‬
‫شيئا‪ ...‬ذكريات مُبهَمة غامضة وضعيفة‪ ...‬ل أل ول تعاسة إذ ل وجود للنانية ُبعْد‪ ،‬بل‬
‫‪36‬‬
‫صمت الطبيعة كما هي‪ ..‬الصّخور والبال والنار والشجار ووجودها مع اليوانات البيّة‬
‫حيث ل إزعاج ول أل بل النّوم العميق الثابت مع القّ‪ ...‬هذه هي حياتنا مع أمّنا الرض‪..‬‬
‫ي أمَل أو أيّ حِلم‬
‫حياة بسيطة ل تعرِف أبعَد مِن حدود السد الستسلِم إل الوجود دون أ ّ‬
‫‪ ...‬كما الني ف رحم أمّه كذلك أوّل خطوة ف رحلتنا هي الثّقة دون أيّ هدف بل نوم‬
‫مُبهم وصمت عذري‪ ،‬دون فهْم نرى جال الفجر والصباح بدون أيّ شعور مع الفتّاح أو أيّ‬
‫إزعاج مع الفلّح‪ ...‬أرى ول أرى لنن لست أحيَا مع الياة لنن ل زلت عددا دون‬
‫العدّة‪...‬‬

‫ما هو البُعد الثان؟‪..‬‬


‫البُعد الوّل هو النّوم الُبهَم‪ ،‬والبُعد الثان هو الحلم والوهام‪ ..‬أيْ حِلم ووهْم‪ ...‬هذا هو‬
‫الزعاج الوّل أي الِلم أثناء النّوم‪ ..‬الن لست وحدي بل مع بعض الصّور الت تسبَح ف‬
‫خيال وعالي الديد‪ ..‬الن الالِم والِلم‪ ..‬أنا وهو وهي وهُم‪ ..‬الن مَن أنا ومَن هي الصّور‬
‫والحلم؟ أين الصّمت الذي كان ف البُعد الوّل؟ مِن أين أتى هذا الزعاج أو هذا الضّيف؟‬
‫ما هي هذه القِسمة والزدواجيّة والبلبَلة؟‬
‫إنا موجودة ولكنّي ل أدرِكها ول أعرِفها‪ ،‬إنّها اضطّراب واهتِياج ووجودها غي مدود‬
‫ل غي مفهوم وغي ملموس أو‬ ‫ولكن هنالك عالَم جديد وُلد معي ويأت مِن الغيوم ويأخُذ شك ً‬
‫مدود ومِن هذا التوتّر نشعُر بالتّعاسة وبالبؤس وبالل‪ ...‬مِن أين أتَت هذه الحلم؟ ما هذا‬
‫الكابوس؟ ما هذا الذي أراه؟ ما هي هذه الطيور وهذه الشجار؟ ما هو هذا التناغم بي‬
‫الطّبيعة والشّجر والطّي والبشَر؟ لاذا أفكّر؟ لاذا أرى؟ ماذا تفعل هذه الببّغاء عندما تصيح مِن‬
‫الل وتسانِدها الشّجرة بأغصانا والطّيور تتقرّب إليها؟ ومَن أنا الت ترى هذه الشاهد وتشعُر‬
‫بذه الشاعر؟‪ ...‬ما هي هذه العلقة بي النسان والكوان؟ هل هنالك تشابه وقرابة جسدية‬
‫وفكرية وقلبية وروحية بي البشر وبي الكوان؟ هل نن عائلة واحدة جعنا الالِق الواحد‬
‫الحد؟ مَن الذي يفكّر ويرى؟ هل الطّيور واليوانات أسعَد مِن النسان؟ هل يذهب‬
‫العصفور إل الطبيب؟ لاذا أمّنا الرض أسلَم وأص ّح وأحبّ وأجل مِن البشَر؟؟‬

‫‪37‬‬
‫لنذهب معا إل الغابة ولنرى التشابه بي الطبيعة مِن حيث المال واللل والصحّة‬
‫والصّحوة‪ ...‬جيع ملوقات الطبيعة ل تزال كما خلقَها ال إلّ اليوانات الت تعيش ف حديقة‬
‫أو حبْس اليوانات‪ ...‬كلّ ما فعَله النسان مريض ومشوّه حت اللّواط دخل عال اليوانات‬
‫لنّنا زرعنا فيهم ما فعلنَاه بأنفسِنا‪ ...‬إ ّن التلوّث الوّي والرضي والبحري هو با كسَبت‬
‫أيدينا‪.‬‬
‫هذا هو البُعد الثان‪ ...‬الالِم والِلم‪ ..‬لقد استسلمْت للوهام وانقسَمْت على نفسي‬
‫بنفسي‪ ...‬النا والاء‪ ..‬الشّاهد والشهود‪ ..‬أنا وأنت‪ ..‬المس وغدا‪ ...‬وأين هو الاضر؟‬
‫لاذا أتى هذا الضّياع؟ وما هو السبب؟‬

‫ف البُعد الول كان الصّمت واللّحظة والكلِمة دون أيّ شرح بل بالنّوم والسّبات والثّبات‪...‬‬
‫ي عِلْم‪ ...‬هذا هو الني ف‬ ‫ل ماضي ول مستقبل بل الستسلم إل الن دون أيّ فَهم أو أ ّ‬
‫رحَم الم‪ ..‬حضرة طاهرة ولكن دون ال َوعْي ولكن مع الحلم أتَت الزدواجيّة وإذا بالتاريخ‬
‫ي الحلم والوهام وتعوم وتسبَح ف فلَك الفكار‬ ‫وبالمس وبالاضي ومعه يدخل الستقبل أ ْ‬
‫وهذه هي الغبار الت تت ّل العقل وتتحكّم بالقدَر ونلوم ال ونقول إنشاء ال‪ ...‬ونبدأ بالصّراع‬
‫بي الطرفي أي بي آدم وحوّاء‪ ...‬كل منّا له أحلمه وكوابيسه وأوهامه وندخل ف عالَم‬
‫الزاد العلن والبيع والتّجارة والرّبح والسارة ونتمسّك بالسّعر الكب لدمة ال أكب وهذه‬
‫هي أحلمنا ف ليالينا وف نارنا وكلّها تأت مِن أفكارنا الت تتأرجح بي الاضي والستقبل‬
‫ت أيّتها اللّحظة؟ أيّتها السّكينة السّاكنة ف لبّ القلب؟‬
‫وأين أن ِ‬
‫كل هذه الحلم هي الكبت الذي أعيشه ف اليام وأفجّره ف الوهام‪ .‬لاذا ل أكون صادقا‬
‫بالنّهار وأصرّح وأصرُخ علنا علّن بذلك أساعِد نفسي وأشاهِد القّ حقّا؟ لاذا أحيَا الاضي‬
‫أثناء النّوم إن كان ليلً أو نارا؟ لاذا يعوم العالَم ف الحلم؟ لاذا أتردّد وأتسكّع وأركَع‬
‫للناس وأين أنا مِن هذا الوهم والوهن؟ إل مت سأبقى ف هذا الصّراع؟ ما هي هذه البعاد‬
‫الت تبعِدن عن وِحدت مع ال؟‬

‫البُعد الول هو النوم العميق اللّواعي اللّمنطقي‪ ،‬والبُعد الثان الزدواجيّة الؤلة بي الاضي‬
‫والستقبل وإذا بالبُعد الثالث يدخل إل حياتنا أل وهو اليقَظة والنتباه‪ ...‬من الوحدة إل‬
‫‪38‬‬
‫الزدواجية وإل التعددية‪ ...‬وهذه أكثر صعوبة وتعقيدا‪ ..‬هذه هي وِلدة العال ف الالِم‪...‬‬
‫يا إلي على هذه الِحنة والِنحَة!! إنّن على عتبة الباب‪ ...‬ف حالة النّوم كنتُ وحيدا ف‬
‫داخلي وف حالة الِلم ل أعُد وحيدا ف عمق النّوم رغم أنّي ل أزال ف داخل الرّحم‪ ،‬ولكنّي‬
‫الن خرجْت مِن العتبة والعتمة والاضي والستقبل والوسطية إل العالَم‪ ..‬إل الوجود اليّ‪...‬‬
‫إل رحلة النتباه والدراك‪ ...‬لقد خرجت مِن نفسي الُبهَمة واللوّامة إل الّنفْس العالِمة‬
‫والشفّافة‪..‬‬

‫لنبدأ معا مسية البُعد الثالث‪ ...‬ولنفهم قصّة آدم عندما طُرد من النّة‪ .‬ف أبعادها الثلثية نبدأ‬
‫الطوة الول بسُبات عميق ف الّلوَعي وكانت النّعمة الّلواعِية ف هذا السّبات ولكن دون‬
‫أيّ إزعاج وبكامل المال واللل حيث ل بؤس ول أل ول تعاسة وإذا بالتّفاحة تأت إليه‬
‫مِن شجرة العرفة‪ ،‬والتفاحة رمز الرأة أي الرّحم ف داخلها‪ ..‬هي الياة له ومعه معا‪ .‬تشبه‬
‫سِرّ الوِلدة والبويضة والن والمنية الليّة‪ ...‬وأكل آدم هذا السِرّ وابتدأت صوَر العِلْم تسبَح‬
‫ف أحلمِه وأعمالِه وأوهامِه وإذا به يتغيّر ويتحوّل ول يعُد مدودا بدود النّة وأصبح غريبا‬
‫ودخيلً وغي مألوفا‪ ..‬ل يُطرد بعد ولكن بطريقة رقيقة وماكرة ل يعُد مُركّزا بأفكاره بل‬
‫استُأصِل مِن جذوره وبدأ بالتّمرد وبالعصيان وإذا به يلَم ويعلَم ما ل يكن بالُسبان وأتَت‬
‫الزدواجية والتمييز والعلمات الفارقة وفرّقته عن النّوم العميق وبدأ يشعُر بالسّكن وبالسّاكن‬
‫وعندئ ٍذ طُرد مِن النّة وهذه هي منلة ال َوعْي واليَقظة ‪..‬‬

‫ول عودة إل العتمة لنّه بدأ يرى النّور وخرج مِن الداخل إل الارج‪ ...‬مِن الشّك والتردّد‬
‫والتحيّر إل اليقي وإل التحرّر مِن جيع القيود والسّدود والبنود‪ ...‬نعم! هنا دخلت النا‬
‫والستكبار والبحث عن النسان حامل السرار والنوار‪ ...‬هذه بداية النفجار الكب حيث‬
‫ابتدأ بتلمّس أول الطوات والحتراق بأضعف الشّظايا مِن هذه الفايا‪ ...‬هنا ف البُعد الثالث‬
‫سكَن الغرور الصّلب واللموس والحدّد وكلّ ما نفعله ف هذه الطوة هو مِن عظمة التبجّح‬
‫والدح للّنفْس وللذّات‪ ...‬هنا نتعرّف على القليل مِن الدراك بنسبة ضئيلة جدا‪ ..‬ترَجرُج‬
‫بسيط مِن الوَعْي‪ ..‬لحة سريعة مِن الدّراية والعرفة‪ ..‬ف البُعد الوّل كان كامل الّلوعي‬

‫‪39‬‬
‫والثّان هو الزعاج الواعي والثّالث لحة عن ال َوعْي ومِن هذه النّظرة الاطفة يولَد الستكبار‬
‫والتمسّك بالستقبل‪...‬‬
‫الدّرجة الول كانت ف الاضر والثانية ف الاضي والن دخل إل الغيب‪...‬‬
‫ومن هذا الزمان ضاع اليزان واختلّ النسان وتعقّد الوقت وبدأ الدّوران حول النوايا‬
‫والحلم والوهام ووقعنا ف الشّرك وكلّنا ضحيّة هذا الفخّ‪ ...‬هذه هي الكيدة الت بنيناها‬
‫بأنفسنا وبا كسَبت أيدينا‪...‬‬

‫الستكبار بداية النفجار‪ ...‬إستكب آدم وبنَى بيته على الرّمل وك ّل مهوده نتيجة الّلوعي‬
‫وهذا عمل تافه‪ ..‬لقد أطلق السّهم ف العتمة دون أن يرى الدف ول يعرِف شيئا عن الرّماية‪.‬‬
‫لنبحث أولً عن النّور وأين الغرض أو الدف ومَن هو الرّامي؟؟ هل ال َوعْي موجود أو‬
‫مفقود؟ أين هي الستطاعة؟ هي ف البُعد الرابع!! ونادرا ما نرى هذا البُعد الذي اخترَق الدّ‬
‫ولكن عند حدوث هذا الدَث ندخل ف وِلدة النطق والعقل وال ّق وإلّ سنبقى ف البعاد‬
‫الثلثة أي مُبعَدين عن الياة ومفسِدين ف الرض حيث ل َوعْي ول معرِفة ول إدراك! نن‬
‫باجة إل هذا البُعد‪ ،‬إنّه القياس الطلوب لميع الناس لذلك نرى بأ ّن السيح يردّد ف‬
‫الناجيل قائلً‪..‬‬
‫اليَقظة والذر والراقبة والسّهر‪ ...‬كُن حارسا وشاهدا على نفسك وأفكارك وأعمالك‪...‬‬
‫أنتَ السّائل وأنتَ السؤول‪..‬‬
‫أُترك الموات وهيّا بنا نصعد معا إل مستوى ال ّق والياة‪...‬‬
‫هذا هو الطريق الذي بشّر به السيح ولكن للسف السيحية ل توضّح للعالَم س ّر هذه البعاد‬
‫وكان فشلنا كما نراه اليوم حول العالَم‪...‬‬

‫السيحية ل تكُن على مستوى السيح‪ ...‬اليهود أهل شريعة وقانون والسيح حامِل الحبّة وهو‬
‫الحبّة وتلميذه من الستوى الشعب العادي وتوّلت تعاليمه إل مؤسّسات سياسيّة بإسم‬
‫الدين والكنيسة ل تتبَع السيح بل أصبحت منافِسة ومعارِضة له‪ ...‬وبإسم السيح ل نزال‬
‫نارب ض ّد الب خدمةً للحرب وللصّلب وللنّهب وللرّعب‪...‬‬

‫‪40‬‬
‫إنّ الكيم بودا كان أوفر حظّا مِن السيح من حيث التباع لنّهم ل يؤلّفوا كنيسة أو منظّمة‬
‫سياسيّة أو أيّ أحكام أرضيّة دنيويّة بل حلوا رسالتَه ف قلوبم ونقلوها عب الجيال إل أن‬
‫تبخّرت وما بقيَ منها إلّ القليل من عطرها وسِرّها‪..‬‬

‫علينا أن نفهم هذا البُعد الرابع‪ ..‬إنّه سِعة الدراك الصّاف‪ ..‬هذا هو الدف البسيط السّاكن ف‬
‫النيّة السّليمة‪ ...‬لذلك يذكرنا دائما بقوله ‪ " :‬إن ل تعودوا كالطفال لن تدخلوا ملكوت‬
‫السّماوات "‪ ...‬البُعد الول بسيط ولكنه لواعي‪ ..‬مُغمى عليه‪ ...‬البُعد الرابع بسيط لكنّه‬
‫واعٍ ومُدرِك ‪..‬‬

‫ما هو الدراك؟‬
‫الدراك هو التّوحيد‪ ..‬هذه هي النّعمة والنّور يبدأ مِن الداخل‪ .‬هذا هو السّراج الضيء‪ ..‬هذا‬
‫هو الوَعْي‪ ...‬هذا هو البَدر ف ليلة القَدر‪ ..‬هذه هي الستنارة أي النّور اللي الشِ ّع الن‬
‫وللبد ف الزمن الاضر‪ ...‬هذه هي الضرة النورانيّة السّماوية الواعية‪ ...‬ل ماضي ول‬
‫مستقبل بل الن وهنا الناء والفناء بال‪ ..‬الاضي مضى والستقبل غيْب وغريب والن معا‬
‫بال للبد‪ ...‬الن هو الزمان وهنا هو الكان ومع هذا السِ ّر اختفى الوقت َووُلِدت البدية‬
‫حيث ل بداية ول ناية والياة ف هذه اليَقظة وعيش اللّحظة ل وجود للنا وللغرور‬
‫لوَعي عندما أشعلنا النور ذهَب اليال ورأينا‬ ‫وللستكبار‪ ..‬النانية هي ظِلّ طُرِح ف ال ّ‬
‫التّحريف والتّزييف وانلت القيقة البعَد مِن أيّ كلمة أو أيّ صفة‪ ..‬أي اليقي وعندما نصل‬
‫إل هذا البُعد ونتّصل به ننتقل مِن البعاد الثلثة ونيَا هذا البُعد الرابع الذي هو الرّضى‬
‫والتّسليم وهو ناية العِلْم والتّعليم‪ ...‬هو السّلم والستسلم‪ ..‬هذه هي البعاد الربعة لليقي‬
‫والناس ل تزال ف البعاد الثلثيّة إلّ أهل النور‪ ..‬أهل العن والعرفة‪ ..‬يقول السيح‪ " :‬أنا هو‬
‫الطّريق وال ّق والياة"‪ ،‬هو السِرّ للحياة وعلينا أن نسأل أنفسنا‪ ..‬ما هو سِرّ وجودي؟ لاذا‬
‫ي توافُق أو إنسجام مع أيّ ذرّة ف‬ ‫أنا هنا؟ وإلّ سأبقى جاهلة وحيات مصادَفة عرضيّة دون أ ّ‬
‫هذا العال‪ ..‬حياة تافهة غي موضوعية مِن الهد إل اللّحد‪ .‬هذه هي التبعية‪ ..‬نتبع القطيع مِن‬
‫مرعى إل مرعى‪ ..‬كما قال " سارتر " بأ ّن النسان إنفعال عقيم وعدي الدوى‪ ...‬إنّه عمل‬
‫فُجائي غي جوهري‪ ...‬هذه حقيقة إذا ل نتّصل بالبُعد الرابع‪ ...‬وهذا القام هو للمسيح‬
‫‪41‬‬
‫ولخوته ف اللوهية لذلك يردّد دائما " أنا لست مِن هذا العال " هذا هو عال اللكوت‬
‫السّماوي‪..‬‬

‫هل البعاد تعرف بعضها البعض ؟‬


‫العال وِحدة كاملة متكاملة‪ ..‬البُعد الثان هو خيال البُعد الول‪ ...‬نوم وحِلم‪..‬‬
‫الحلم ل توجد بدون نوم‪ .‬النّوم يَل َز ُم ويوجِبُ‪ ،‬إنّه فع ٌل مساعِد يفيد الوجوب‪ ..‬النّوم يعيش‬
‫وييَا بدون أحلم فهو إذا بدائي وأوّل والحلم ثانويّة كاليال‪..‬‬

‫وهذه هي حالة البُعد الثالث والرابع‪ ...‬الثالث هو ظِلّ الرابع لنّ الثالث يعيش بقليل مِن‬
‫ال َوعْي بسبب البُعد الرابع الذي هو ال َوعْي والنّور الشِعّ للعال‪...‬‬

‫أين أنا من هذه البعاد ؟‬


‫إ ّن حيات هي ظِلّ الياة‪ ...‬أشباه النّساء والرّجال لنّن ف البُعد الثالث‪ ..‬التّوحيد ف البُعد‬
‫الرابع ل غي‪ ..‬هذا هو البيت والحراب وهذا هو أساس الوجود‪ ...‬الجم الول عتمة داكنة‬
‫والجم الرابع نور مُطْلق‪ ،‬وبي العتمة والنّور الظّل الظّاهر منهما ونن نعتقد بقيقة هذا‬
‫اليال الوهي الذي يسيطر علينا وضيّعنا أثر حياتنا بسبب تعلّقنا بأوّل البعاد ول نبحث عن‬
‫البُعد الرابع صاحب السّعة والساحة الليّة ‪...‬‬

‫ولنتذكّر معا بأنّ مَن عثَر على البُعد الرابع تعرّف على الول واتّبع الثر مِن البداية‪ ...‬ينام‬
‫ويبقى ساهدا وشاهدا‪ ...‬السد ينام والسّاجد هو صاحب القام ال ّي مع اليّ‪ ...‬السيح‬
‫على الصّليب متّصلً بال وبكلّ ما هو دون ال لذلك قال‪ " :‬لتكُن مشيئتك "‪ ...‬هذه هي‬
‫اليقَظة‪ ..‬هذا هو الدراك واليقي بأ ّن النسان ليس جسدا بل ساجدا ف جسده للخالِق‬
‫وللمسجد ف كلّ الوجود‪ ...‬ولكن مع النسان نرى الالة العكسيّة أي النوم ف كلّ لظة‬
‫وهذا هو الوت‪ ..‬أحياء أموات‪ ..‬لنُراقب أنفسنا‪ ...‬مرّ أحد الشخاص وشتمَن‪ ..‬أين هو‬
‫ال َوعْي؟ غي موجود‪ ..‬ماذا فعلْت؟ إنفعلت وشعَرت بالغضب وإذا بردّة الفِعل أقوى مِن‬
‫الفِعل‪ ..‬مِن أين أتى هذا الزعاج؟ مِن عدم وجود العرفة أو الدراك أو الرّضى‪..‬‬

‫‪42‬‬
‫الوَعي هو هذا العيار الذي يقرّر القدَر ف وجودي‪ ...‬أقلّ حركة تزعِجن لنّ حجم العرفة‬
‫قليل جدا ونادر الوجود ف وجودي‪ ...‬أين هو الصّب؟ أين هو اليزان؟ أين هو حُب‬
‫الصّليب؟ إحل صليبك وتعرّف على قدرة القادر فيك يقول السيح ولكنّي ل زلت أتلمّس‬
‫العتمة ف البعاد الثلثة وأتسّك بالحلم وبالوهام وأحيَا مع الموات وأين أنا مِن الياة‬
‫اليّة مع اليّ‪ " ...‬مَن آمن ب وإن مات فسيحيَا "‪ ،‬يقول السيح‪ ...‬أي مَن آمن بال وإن‬
‫مات جسديا فستبقى الياة حيّة بكامل حيويتها مع ال ّي القيوم حيث نيَا القيامة ف كلّ‬
‫لظة فيها اليقظة‪ ..‬ف لظات نادرة نرى فيها النور وهذه هي الالت الطرة الت ن ّر با‬
‫على مرّ الدهر‪ ،‬وعندما يزول الطر يزول الشخي‪ ...‬نشخر حت ف وضح النهار‪ ...‬ما هو‬
‫سبب هذا الشّخي؟ مِن أين أتى هذا التّعتي وأين هو الضمي؟‬

‫لاذا هذه الروب ومن هو السبب؟‬


‫ل ونارا بسبب التّخمي الذي ينمو ف الضمي وهذه المرة‬ ‫نعم أنا هو السّبب! أشخَر لي ً‬
‫مصدرها الهل والنسان عدوّ ما يهل‪..‬‬
‫إنّن أسية ف سجن الهل وبأم ٍر مِن نفسي اللوّامة الت تلوم الغي وال ّق على الغي ومَن الذي‬
‫سيغيّرن؟‬

‫ل يغيّر ال ما بقومٍ حت يغيّروا ما بأنفسِهم‪ ...‬حتّى السيح ل يغيّر الموات بل قال دَعوا‬
‫الموات يدفنون بعضهم البعض وتعالوا معي لنتعَال إل ال تعال‪ ...‬ومَن هو السّامع وأين‬
‫الجيب أيها البيب؟؟ لنراقِب أنفسنا ولنُحاسب ضمينا ولنقرّر مصينا‪ ...‬كل إنسان راعي‬
‫على نفسِه وهو الرّاعي والقطيع‪ ...‬أنا السؤولة عن جسدي وفكري وروحي وحيات‬
‫والواب ف القلب‪..‬‬

‫ن وما جعه ال ل يفرّقه إنسان "‪ ...‬والحبّة هي ال أي هي صلة الصلة‬ ‫" أعطِن قلبك يا ب ّ‬
‫الليّة ولكن مَن منّا ييا هذه النّعمة؟ مَن الذي يعرفها ويدرِكها؟ ندور وندور ف حلقة مفرغة‬
‫من ال َوعْي ومن النّور‪...‬‬

‫‪43‬‬
‫سكران صدَم إشارة مرور‪ ..‬إنبهر وتاه وتراجع قليلً وعاد ثانيةً إل المام بنفس التاه‬
‫وضرب الشارة‪ ...‬وأعاد الكرّة م ّرةً أخرى وانتظر قليلً وتقدّم واصطدَم بالعمود ذاته‪ ..‬تقبّل‬
‫الزية وقال‪ " :‬ل مف ّر من هذه الشارة لنّن مُحاط بسور موجّه ف اتاه الشارة نفسها"‪...‬‬
‫إنّه سكران واللّوم على الطّريق وعلى التاهات وعلى الشارة وعلى التعليمات والوامر‬
‫ت أيّها النسان السّكران؟؟‪..‬‬ ‫والعنوان وأين أن َ‬

‫إنّه ل يغيّر السار ولكنّه استنتج بأنّ السّور موجّه باتاه إشارة السّي‪ ...‬وهذا هو وَضع‬
‫لوَعي وف التاه نفسه والصّدمة تِل َو الصّدمة ونسأل عن‬ ‫النسان‪ ...‬نتحرّك ف طريقة ال ّ‬
‫السّبب وهل ال هو السّبب؟ لاذا هذا البؤس والشّقاء؟ لاذا التّعاسة حول العال؟ لاذا خلَق‬
‫الالق هذه السجون لتعذيب البشر؟ الياة حبس دائم ومستمرّ من الولدة حتّى الوت وأين‬
‫ت أيّتها القيقة الت تُحرّرنا من هذا السِر إل النور؟؟ لاذا نقَع ف‬‫أنتِ أيّتها الرية؟؟ أين أن ِ‬
‫نفْس الوجع؟؟ خلّصنا يا ملّص!!‬
‫الياة ُحرّة وخلَقنا ال أحرار من جيع السوار‪ ...‬ولكن لكي نرى هذه الرية علينا أن نرّر‬
‫ضمينا‪ ..‬هذا هو العيار‪ ..‬كلّما كنتَ واعيا كلّما كنتَ حرّا‪ ..‬والقل وَعيا أقل حريّة وأقل‬
‫نعمة وبركة‪ ..‬هذا هو مقدار قدَر النسان‪ ...‬قدري ليس بأمرٍ من القادر بل بأمرٍ من نفسي‬
‫إل نفسي وإذا كنت أمينة على القليل سيكرِمن ال بالكثر‪...‬‬

‫كلما ازداد وَعيي ازدادَت حريّت ونعمت وهذه هي كرامات الالق إل الخلوق‪...‬‬
‫هنالك مَن يبحث ف الكتب القدّسة ليجِد الريّة والبكة والسّعادة ويتّصل بالقيقة‪...‬‬

‫الواب ليس ف الكتاب بل ف القلب الذي يُحِب الرّب‪..‬‬


‫وف القلب الذي يُحِب الدّرب إل الب‪ ...‬إل حب الّنفْس أولً‪ ..‬أحِب قريبَك كنفسِك‪..‬‬

‫ع وتقرأ النيل أو القرآن أو أيّ كتاب من الكتب‬‫مَن منّا يب نفسه؟؟ إذا كنت لوا ٍ‬
‫ي مساعدة لنّ الكلمة ل تغيّرن من الهل إل العقل أو من‬‫السماويّة سوف لن تصل إل أ ّ‬

‫‪44‬‬
‫لوَعي إل حالة ال َوعْي‪ ..‬لاذا؟ لنن سأرَى العان حسَب فهمِي وأتسّك بالتّفسي‬
‫حالة ال ّ‬
‫وبالتّأويل الذي يدِم فكري ومصلحت وهوايت وكلّنا ف الوَى سَوى‪...‬‬

‫نقرأ النيل من جيل إل جيل ول نزال ف الهل الليل وندّعي القداسة والفضيلة ومن حرب‬
‫إل حرب ُحبّا للحب‪ ...‬هذا هو السيحي الأسور ف السر وكذلك الندوسي والحمّدي‬
‫واليهودي‪ ...‬نقرأ على هوانا وتعصُف بنا الرّياح بشتّى أنواع العواصِف والعواطِف ونستشهِد‬
‫بالنيل ونقول قال السيح وعلى هذا الساس نبن ال ّدنَس‪..‬‬
‫سِعت بأنّ أحد الرّهبان دخلَ إل غرفته ف الوتيل وأمضَى ساعات ف قراءة النيل ومن ثّ‬
‫ذهَب إل نادي اللّيل وشرِب المرة وتدّث مع إحدى البنات وطلب منها أن ترافقه إل‬
‫غرفة نومه وتعجّبت وسألَته‪..‬‬
‫" أنتَ رجل دين فهل يوز لكَ هذا الطّلب؟ "‪...‬‬
‫فأجابا " يا حبيبت‪ ..‬هذا الطّلب مكتوب ف النيل‪.. "..‬‬
‫طبعا صدّقَته وبعد أن أمضيا اللّيلة معا سألَته قائلة‪ " :‬ل أتذكّر بأنن قرأتُ هذه الية ف‬
‫النيل‪..".‬‬
‫س الكتاب وفتحَ طرف الغلف حيث كتَب عليه أحدهم عبارة تقول ‪ "...‬إ ّن الفتاة‬ ‫أخذ الق ّ‬
‫الشّقراء ف نادي المرة تُحيي لكَ السّهرة الاصّة ف غرفتِك الاصة ‪" .."..‬إستغنم‬
‫النعمة‪."...‬‬

‫مَن الذي يعرِف العن القيقي للكلمة ؟‬


‫العن هو وَصف للمُعاناة الت تصدُر عن شرحَك للكلمة‪ ..‬التّفسي والتّأويل نابِع عن شعورَك‬
‫ومفهومَك للحياة وهذا الشّرح ل يدمَك ول يميك ول يساعدَك‪ ..‬الطريقة الوحيدة للتّغيي‬
‫هي تغيي الضّمي‪ ..‬ول يغيّر ال ما بقومٍ حتّى يُغيّروا ما بأنفسِهم‪..‬‬

‫أُدخل إل قلبك والفتاح هو التأمل‪ ...‬من التأمل إل التعقّل وإل التوكّل‪ ...‬الِنحة الدراسيّة ل‬
‫تدم ول تساعد ول تُسعدك بل تُبعدك عن نفسك‪ ...‬لنسمع معا هذه النادرة‪...‬‬

‫‪45‬‬
‫دُعي أحد الكفوفي إل مهرجان خاص بأشهى الأكولت وفرِح جدا بذه الدّعوة وعندما‬
‫أكل من هذه اللوى سأل الذي كان بواره عن شكل ولون هذا الطّبق اللّذيذ‪..‬‬
‫ودار الوار التال ‪...‬‬
‫‪ -‬لونه أبيض ‪...‬‬
‫‪ -‬ما هو اللّون البيض؟‬
‫‪ -‬البيض؟‪ ....‬كََلوْن البطّة‪...‬‬
‫‪ -‬وما هو شكل البطّة؟‬

‫إستمَرّ وأصرّ الضّرير على معرفة اللّون والشّكل لذا الطّعم اللّذيذ ‪..‬‬
‫واحتار الصّديق بالواب ث قال للعمى‪...‬‬
‫" أعطن يدَك اليُمن و ّث اليُسرى "‪ ،‬وعوَج اليدين مع الكوعي حت العصَمي ليشبّه البطّة‬
‫وقال له‪ ...‬هذا هو شكل البطّة تاما كما فعلت بيديْك!‬
‫عندئذٍ قال له العمى " شكرا لك ‪ ..‬لقد فهِمت بأنّ اللوى من الصّنف العوَج"‪...‬‬
‫إنّك لن تُهدي مَن أحبَبت وبنوعٍ خاص العمى‪ ...‬لنّ النسان ف الدّنيا أعمى وف الخرة‬
‫أعمى وأضلّ سبيل‪ ...‬أعمى البصَر والبصية وكل ما نراه هو خيال اليال يا أشباه الرجال‪...‬‬

‫من الستحيل أن نساعد العمى بالوصف أو بالتفسي أو بالنظريات والشّريعة والكتب‬


‫القدّسة‪ ...‬الطريقة الوحيدة لساعدته هو بشِفاء بصره وبصيته‪...‬‬
‫هذا ما يفعله بنا السيح إذا تركنا كل شيء وتبِعنا أنفسنا‪ ...‬أتبع نفسي وأبايعها البيعة‬
‫المسوحة بال‪ ...‬السيح طبيب الرّوح ول علقة له بالسد وجيع معجزاته هي ذات مغزى‬
‫أخلقي‪ ..‬عِلم اليوم يزرع بصر وجال وشفاء شفاف من حيث الطّاقة والذرّة ولكن شفاء‬
‫السيح أبعد من أيّ شفاء علمي أل وهو شفاء الرّوح من شبَح الوهام والرواح‪ ...‬هذا هو‬
‫الوت وهذه هي القيامة أي الولدة الليّة الزليّة ‪...‬‬

‫إنّ العِلم عِلْمان‪ :‬عِلم أبدان وعِلم أديان‪ ،‬والسيح عِلمه تعدّى البدَن والوت والكفَن ودخل ف‬
‫عال التديّن البعد من كلّ حدود‪...‬‬

‫‪46‬‬
‫لسته سحرية لشِفاء القلوب من الذّنوب ولعادة الطّهارة إل الرّوح حيث الوَعي والدراك‬
‫واليقي إل الستسلم ل‪..‬‬

‫لتكُن مشيئتك يا ال وهذا هو البعد الرابع ‪..‬‬


‫هذا هو الهاد الطلوب‪ ...‬جهاد الّنفْس وهو أكب الهاد‪ ..‬هو الجرة من العتمة إل النور‪.‬‬
‫من الهل إل العقل‪ ...‬من ما لِقيصر لقيصَر وما ل ل‪ ..‬من ملكوت الرض إل ملكوت‬
‫السماء‪ ..‬هذا هو العمل الطلوب إل قيامة كل مصلوب‪ ...‬إل هدم الدار بي النور والنار‪.‬‬
‫نن باجة إل جهدٍ مُدرَك لنبحث ولندقّق ف القّ الذي به نيَا الطريق إل ال‪ ...‬هذا هو‬
‫السّعي الشكور لنصل به إل جذور النور ونيَا مع العطور‪ ...‬لننتقل من النسان التراب إل‬
‫النسان الرّوحي‪ ..‬نن آية خلقنا ال بعناية ولاذا توّلنا إل آلة؟ لنعُد إل الصول ونيَا‬
‫الصالة الصيلة أل وهي الرّحان الرحيمة‪ ...‬صِلة الية غي صِلة اللة‪...‬‬
‫إشترى رجلً مزرعة وفيها أنثى النير وطلب من زوجته أن تتمّ با‪..‬‬
‫وعندما تبدأ النيرة بأكْل العُشب هذه علمة بأنّها حاضرة للزّواج‪ ،‬وتأخذها إل مزرعة‬
‫الار‪ ...‬وبعد بضعة أيام قالت له زوجته بأنا أعطَت العلمة وذهبت با إل الزرعة الجاورة‬
‫وطلب منها الراقبة وفعلً عادت تأكل الشيش وأتى الزارِع بالعرَبة ووضع النيرة وأخذها‬
‫لعِند النير للّقاح وبعد بضعة أيام سأل زوجته عن الوضع‪...‬‬
‫قالت له الزوجة‪ " ..‬ل تأكل الشيش ولكنّها تلس ف العربة "‪ ...‬أي أنا باجة ل إل‬
‫المل لنا حلت ولكنها إل هذا هو الفكر الل‪ ..‬الغريزة الت تعيش على التكرار والعادة‬
‫حت أصبحت العادة عبادة وإبادة‪ ..‬أي أنا باجة إل الزيد من اللقاح‪...‬‬

‫علينا أن نكسّر ونرمي أيّ عادة وأن ل نعوّد أنفسنا بالعودة ل إل الاضي ول بالتمسّك‬
‫بالحلم على مدى اليام‪ ...‬العمل الصّال هو هذا الج الطلوب لعيش نعمة الصّليب حيث‬
‫الدين والدّنيا ف ميزان الراقبة والوِجدان‪ ...‬الدين تديّن أزل والدنيا بدَن من طي وكلّ من‬
‫عليها فان‪ ،‬إنّ الزل ل يزول ولكن الجل ل يؤجّل‪...‬‬

‫والن لنحيا معا كلمات السيح قائلً‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫ليس من يقول ل " يا رب‪ ،‬يا رب " يدخل ملكوت السّماوات‪ ،‬بل من يعمل بشيئة أب‬
‫الذي ف السّماوات‪.‬‬

‫يقول السيح بأن الصلة فريضة ضرورية ولكنها ليست كافية بل علينا أن نساندها بالعمل‪...‬‬
‫الدين قول وفعل‪ ...‬التّسبيح والتمجيد ل ل يفِي بالوفاء ول تدخل به ملكوت السماوات‪..‬‬
‫هذا الديح هو مراهنة ل تساعدنا بل تُبعدنا عن القرب من الرّب‪ ...‬إنّها كلمات ل تتعدّى‬
‫اللسان والذان وال يعلم ما ف القلوب يا أول اللباب‪...‬‬
‫ل يفيدنا إلّ العمل الصال‪ ..‬إلّ جهاد الّنفْس‪ ..‬إلّ الهاد الكب وهو أكب الهاد‪ ..‬أي حياة‬
‫الصّليب لك ّل حبيب‪ ،‬وهذا هو المتحان لك ّل إنسان يعيش البهان ل الراهنة والدّهان‬
‫والطّرش والغشّ!! الصلة عبادة تعبّد الطريق إل الرفيق العلى ولكن علينا أن نسلُك اللجُلة‬
‫بلل وبمال وحُرمة واحترام وهذا هو القام الطلوب لكل حبيب حيّ مصلوب ‪...‬‬
‫الصّليب هو عيش الدين والدنيا كما أمرنا ال با‪ ...‬أي مَن يعمل بشيئة أب الذي ف‬
‫السّماوات‪...‬‬
‫هذه جلة غريبة‪ ...‬لاذا؟ لنا تقول‪..‬‬
‫" بل من يعمل بشيئة أب الذي ف السّماوات " ‪ ..‬السماء أي القام الجهول الذي ل ندخله‬
‫أو نعرِفه بعد‪ ..‬ل نتب هذا السِرّ بعد‪ ...‬نن نؤمن با ولكن ل نعرفها‪ ..‬نثِق بكلم السيح‪.‬‬
‫ل أحبه أثق به وأصدّقه ‪..‬‬
‫إذا كنت فع ً‬
‫ولكن مسيح ال ل أعرفه ‪ ..‬ل يكنن رؤيته أو الصول عليه لستَمع إل إفادته‪ ،‬ليس ف‬
‫متناول البصر أو الضور‪ ...‬هو الذي يرى ال‪ ..‬هو الذي اختب سِ ّر ال ونوره ولكن بالنسبة‬
‫لنا هي مرّد ثقة بالسيح حيث يقول ‪:‬‬
‫" بل مَن يعمل بشيئة أب الذي ف السّماوات "‪ ...‬أولً أنا ل أعرِف ال ول مكان وجوده‬
‫أو أين هو ال ‪ ...‬والسماء مساحة مهولة غامضة ومفيّة وغي مشروحة ول أواجهها أبدا‪...‬‬
‫ويطلب من السيح الطّاعة لبيه الذي ل أرَه كما يراه هو‪ ..‬ما العمل ؟؟‬

‫هذه الية هي قول وعمل‪...‬‬

‫‪48‬‬
‫بل مَن يعمل بشيئة أب الذي ف السّماوات‬

‫هذه الملة مُدهشة ومذهلة وعجيبة‪ ..‬لاذا؟‬


‫أو ًل علينا بالستسلم‪...‬‬
‫سلّم إرادتك إل ال واتبع إرادته هو‪ ...‬التنازل مكن إذا عند الرادة‪ ،‬اذا عند الرّغبة واليْل‬
‫والعزم‪ ...‬عادةً ما يفكّر النسان بأنّ مَن له الرادة ل يستسلم إل ال‪ ،‬بل الستسلم هو‬
‫للضّعفاء أي الذي ل مشيئة له ول عزم ول قوّة هو الذي يقدّم نفسه ذبيحة أو ضحيّة إل‬
‫ال‪ ..‬وهذا هو الطأ‪.‬‬
‫القوياء هم الذين يستسلمون تلقائيا وطوعا وبكل طيبة خاطر إل القادر‪.‬‬
‫القوي هو الرّاغب والستعِدّ إل الرّضى والتسليم ل‪ ..‬لاذا؟ لنّ الستسلم هو قمّة القوّة‬
‫لشيئة ال ‪ ...‬عندما قال السيح ‪:‬‬
‫" لتكن مشيئتك " ‪...‬‬

‫أي قدّم حياته بكل قوّته الدهشة والذهلة والحيّرة‪ ،‬قدّمها ل دون أي تردّد أو تيّر‪...‬‬
‫هذه هي الطوة الخية ف طريق الجّ‪ ...‬إنّها أعلى درجة ف سُلّم السّلم والستسلم‪...‬‬

‫هذه هي الرادة القوى من أي قوّة‪ ..‬إرادة النسان الؤمن بالتقوى والقوّة بالدنيا وبالخرة‬
‫ب واندمج ومات بال وقام ف اليوم الثالث أي إل البُعد الرابع أي ف‬ ‫واستسلم إل الحيط وذا َ‬
‫اللوهيّة الزليّة ‪...‬‬
‫ل إله إلّ ال ‪...‬‬
‫تأكّد بأنه هو ال وبال ومعه وبه منذ الزل حت الزل وكذلك ف البدء كانت الكلمة‪،‬‬
‫والكلمة هي ال والصّمت قبل البدء هو صمت العارفي وإذا بالصّحوة تنهَض حت واجهَت‬
‫القّ بالق وقالت الرّوح إيّاك نعبُد وإيّاك نستعي واستسلمت عن عِلم وإدراك ويقي‪..‬‬
‫هذه الية هي الشّهادة الدهشة‪ ،‬إنّها متناقضة كالياة‪ ..‬معاكِسة ومالِفة‪ ..‬الرادة‬
‫والستسلم‪ ...‬نعم ول‪ ...‬وبعد الستسلم تتفي الرادة دون أي أثر‪ ..‬إنّها النتحار بالنور‬
‫والنار‪ ،‬عندئ ٍذ نتطهّر بطهارة السماء وتنمو فينا الرادة الليّة ونلتقي معا بالنّقيضي‪...‬‬
‫‪49‬‬
‫إستسلمي وإرادة ال ‪ ..‬هذه هي الواجهة ‪ ..‬الخلوق مع الالق وإرادته تنمو وتسمو من‬
‫خلل عبادِه الصّالي ‪ ...‬هذا هو النفتاح والتقبّل وبذلك نزل من السماء وسكن ف قلب‬
‫ي شرط بل بكامل إرادتك القويّة بال يستجيب ال دعوتك‬‫الؤمن‪ ...‬عندما تدعي ال دون أ ّ‬
‫ويسكن ف قلبك وهو ال ّي والياة ‪...‬‬
‫كيف أستطيع أن أرى ال ؟‬
‫النسان يوت بال كما حبّة اللح تذوب بالحيط ‪ ...‬هذه هي قوّة الرادة عندما تستسلم عن‬
‫رضى ويقي ‪ ...‬لتكُن مشيئتك بال ‪ ...‬إنّ الوت بال هو الياة بال ‪ ...‬تعرفه بعد أن توت‬
‫به ‪ ...‬سلّمَ روحه إل ال واهتزّت الكوان أي رحّبت به الرحبة والرحة الليّة ‪ ...‬أي‬
‫الندماج والذّوبان بال‪...‬‬

‫هنا إستطاعة الطاعة العمياء بالعتمة دون أيّ شروط أو قيود‪ ..‬لتكُن مشيئتك بيات‬
‫وبمات‪ ...‬لكَ الُلْك وأنتَ على ك ّل شيء قدير‪ ...‬إنّ ال ليس سِلعة للبيع‪...‬‬

‫" أعطن عيّنة قبل أن أستسلم إليك‪ ...‬أريد أن أراك وأن أتدث معك‪.." ...‬‬

‫هذه تارة فكريّة ناتة من الهل الذي نراه منذ التاريخ حت الساعة‪ ...‬علينا بالستسلم‬
‫أوّلً حت ف أشدّ مراحل الظلم وف أقصى درجات الهل‪ ..‬دون أيّ برهان وأي حوار أو‬
‫شِجار بل رضى وتسليم وبكلّ شجاعة وجرأة متهوّرة وجريئة وهذه هي القوّة ‪...‬‬

‫تقول بأنّ روّاد الفضاء مشوا على القمر ونعتبها رحلة قوية‪ ..‬إنّها ل شيء بالنسبة إل التنازُل‬
‫عن حياة السيح وقدّمها بكامل إرادته إل ال‪.‬‬
‫هذه هي الغامرة ف الدين وهي القوى من أيّ مغامرة ف الدنيا ‪ ..‬الغامرة مع ال مهولة على‬
‫عكس مع الدنيا‪ ...‬مع ال تحي وجودك وتتفي عندئذٍ يظهر ال ‪ ...‬عندما تظهر الشّمس‬
‫تتفي النجوم ‪ ...‬غيابك هو حضور ال‪ ...‬ل إله إلّ ال ‪ ...‬عندما تكون فارغا من الّنفْس‬
‫والذات تظهَر فيك روح ال ‪ ...‬عندما ل أكون هو يكون ‪ ..‬هذا هو التحويل العظم ‪...‬‬

‫‪50‬‬
‫لقاء قطرة الاء مع الحيط ‪ ..‬لقاء الزء مع الكامل الشّامل ‪ ..‬وهذا هو التهلّل والبتهاج ‪..‬‬
‫هلّلي يا مبّة ‪ ...‬يقول يسوع ‪ "..‬إفرحوا وابتهجوا وتلّلوا لن ملكوت ال ف قلوبنا ‪،"..‬‬
‫لنّه قرّب إلينا السافة والساحة بيننا وبي ال ‪ ..‬هذه هي قمة الثورة والثروة الطلوبة للسّلم‬
‫والرية ‪ ...‬كلّ خطوة هي جلوة ف سبيل الوصول إل الصول ‪..‬‬
‫كلّ ما تقدّمنا إل اللوهية نتقدّم إل هذا السِرّ الساكن ف سكينة قلوبنا حيث الكمال‬
‫والمال اللي ‪ ..‬ول حياة إلّ للذين ماتوا وسكَن ال ف قلوبم وهذه هي القيامة ‪ ...‬إنّ ال‬
‫هو اليّ القيم الدائم ف قلب الؤمن وإلّ سأكون كالقصَبة المتلئة بالتب وبالقشّ حيث ل‬
‫حياة ول لن اللود ول تناغم مع هذا الوجود ‪...‬‬

‫أين هو معبد ال ؟‬
‫العبد ف السد ‪ ...‬جسدك هو مسجِدك وقلبك هو عرش السيح ‪ ...‬عندما يسكن ال ف‬
‫سكينة السكن يتحوّل جسدك إل جسد السيح حيث قال خذوا كلوا هذا هو جسدي‬
‫ت هو الوجود ف هذا السد‬ ‫واشربوا هذا هو دمي للعهد الديد ‪ ...‬الن جسدي بيتَك وأن َ‬
‫مع العهد للبد ‪ ..‬فسوف يقول ل الكثي من النّاس ف ذلك اليوم ‪ " :‬يا رب‪ ،‬يا رب‪ ،‬أما‬
‫بإسك تنبّأنا؟ وبإسك طردنا الشياطي؟ وبإسك أتينا بالعجزات الكثية؟‬
‫فأقول لم علنية‪ :‬ما عرفتكم قط ‪ ..‬إليكم عنّي أيّها الثَمة ‪"..‬‬

‫يقول السيح ‪ ...‬عندما يسكن ال ف قلوبنا يكمّلنا ويكلّمنا حت نستمر ف النموّ وف السموّ‬
‫الزل ونكون نن خدّام ال ف بيوتنا ‪ ..‬أنا الضيف الذي يدم صاحب الدار لنّه هو الالِك‬
‫والَلِك الزل وف هذا الوقت وف هذا الزمان والكان فسوف يقول له الكثي من الناس بأنم‬
‫قاموا بالعجزات بإسه وخدموا الناس من أجله وحوّلوا الكافر إل مؤمن واللحِد إل سيّد‬
‫وأعمال كثية بإسك يا يسوع ولكن استخدمنا إسه لجل مصالنا ولدمة رغباتنا‬
‫وأهوائنا‪ ...‬وهذا ما نراه منذ ميء السيح حت اليوم ‪...‬نن نعلَم بأنّ الرأة الت أتَت إل‬
‫يسوع ولست ثوبه وشُفيت من مرضها الزمن ولا شكرته وارتت على قدمه لتقبّلها‪ ،‬وقال‬
‫لا ‪..‬‬

‫‪51‬‬
‫" الشّكر ل ‪ ..‬أنا ل أفعل شيئا بل إيانك هو الذي شفاكِ ‪ ..‬ما أنا إ ّل واسِطة أو مساعِد أو‬
‫مرّ أو جسر بينك وبي ال ‪...‬‬
‫إنّه حضور ال وإيانِك بال الذي أحيَا فيكِ الشفاء ‪.....‬‬

‫تذكّروا يا إخوت ‪:‬‬


‫" عندما نعبُر النهر ل نشكر السر ول نتذكّر وجوده بل الشّكر للوجود الكب من النهر‬
‫والسر وما أنا إلّ هذا السر ‪ ..‬هذه الوصلة أو الرّباط بي البشر ‪ ..‬أنا ناقل هذا السِرّ ‪...‬‬
‫وما هذا السرّ إلّ اليان الستقرّ ف جيع إخوت ولكنّي أعلَم ما ل تعلمون فأنا هنا لذكّركُم‬
‫بأنفسكم وبقيقة وجودكم ولكن أكثركم ل تعلمون بل بإسي تكذِبون ومن نكرن ف‬
‫الرض أنكُره ف السماء "‪..‬‬

‫يا رب‪ ،‬يا رب‪ ،‬أما بإسك تنبّأنا؟ وبإسك طردنا الشياطي؟ وبإسك أتينا بالعجزات الكثية؟‬
‫من هُم هؤلء الناس؟ لاذا يدّعون ويتفاخرون ويتبجّحون بأعمالم؟‬

‫نعم! هو الغرور والستكبار‪ ،‬لو ل تكُن النا موجودة لا تكلّمنا وتبجّحنا‪ ،‬ولك ّن السيح‬
‫متواضع وما يدّعي إلّ بقدرة ال ‪ " ...‬أبانا الذي ف السموات "‪...‬‬

‫مَن الذي يتفاخر ويتباهى؟ مَن الذي يقول " فعلت كذا وكذا ونردّد نّنا من كلمة أنا ونعود‬
‫إليها متمسّكي با" ‪...‬‬
‫ما هي هويّت؟ مَن أنا؟ باذا أُعَرّف؟ مَن الذي يعرّف عن؟ لاذا هذه اللقاب والشّهادات‬
‫والُجّة للقناع؟ لقد تعرّفت على رجل دين عنده ألف حجّة لوجود ال ‪ ...‬لو ل يكُن عنده‬
‫ألف شكّ لا تسّك بألف حجّة ‪..‬‬

‫وماذا يقول يسوع لذا المع من أهل الدّعاء ؟‬


‫فأقول لم علنية ‪ :‬ما عرَفتكم أبدا‪..‬‬
‫يسوع ل يعرف إلّ إخوته بال ‪ ...‬إ ّل الذي سكنَت فيه سكينة ال ‪..‬‬

‫‪52‬‬
‫ي مُلْك ‪ ...‬إ ّل هؤلء الذين اختفوا وأصبحوا وسيلة لدمة ال‬ ‫إلّ من ل يدّعي بأي قوّة أو أ ّ‬
‫والناء ل يستطيع أن يتفاخَر ويدّعي الغرور لنه يعلَم تاما بأنّه ل علقة له بالاء ‪ ...‬وحده‬
‫ال الذي خلق الاء وجعل من الاء كل شيء حيّ ‪...‬‬
‫ولكن السيح أضاف قائلً‪:‬‬
‫" إليكم عنّي أيّها الثَمة ‪" ..‬‬

‫ولاذا استخدم كلمة إث؟ ولا معان كثية ترمُز إل الظلم والش ّر والطيئة والور والبث ‪...‬‬
‫وحده ال الذي يعمل من خلل النسان‪.‬‬
‫الخلوق وسيلة ف يد الالق وعندما أدّعي وأستكب هذا هو الظلم الكبي ب ّق العدالة‬
‫والقداسة‪ ...‬لنرى معا ولنُشاهد ولنراقب هذا الشهد أو هذا المتحان ‪ ...‬لقد رأيت ر ُجلً‬
‫يغرق ف النهر ‪ ...‬إندفَعت بسرعة وقفزْت وجازَفت بياتك وخلّصت الرجُل من الوت ‪...‬‬
‫ل بأنّك أنتَ الخلّص ‪...‬‬ ‫وما إن وصلتَ إل حافة النهر حت ابتدأت بالدّعاء وبالتبجّح قائ ً‬

‫ت هو الخلّص ؟ ما الذي دفعَك إل هذا الفعل ؟ مَن هو الفاعل ؟‬


‫هل هذا صحيح ؟ هل أن َ‬

‫عندما نواجه الطر باذا نفكّر ؟ مَن الذي فكّر بلصِه؟‪..‬‬

‫نعم! إنّه ال من خلل النسان‪ ...‬ف لظة اليقظة يتلّكنا ال‪.‬‬


‫هو الذي يدفعن ليّ خدمة ‪ ...‬هو الذي تسّك بيسوع الناصري وسكن به وأصبح مسوسا‬
‫بال حائزا على مهاراته الليّة حيث ل يعُد يلُك إلّ ال لذلك قال له هو إبن البيب الذي‬
‫به أفتخر وبه أُخلّص العال ‪ ...‬السيح هو إبن ال وإبن النسان ‪ ...‬هو مَن عرَف نفسه‬
‫وعرَف روحه اللية التّصلة بال ‪ ...‬الفرق بين وبي السيح‪ ،‬أنن جاهلة وهو العالِم با ل‬
‫أعلَم‪...‬‬

‫‪53‬‬
‫كلّنا من ال ومن روح ال وك ٌل منّا مسيحا آخر‪ ،‬ولكن السيح وصل إل مرتبة بعد أن‬
‫تعرّف على نفسِه واخترق العوالِم وعاد إل منلة اللوهية ولكن هؤلء هُم نبة النّخبة وصفوة‬
‫الصّفوة ولكل مسيح صفة ميّزة وخاصة لَلص البشر من الشرّ ‪...‬‬

‫لاذا نستكب ؟ ‪...‬‬


‫ل ّن النسان عدوّ ما يهل ‪ ...‬أجهَل نفسي وأستكب من جهلي ‪...‬‬
‫وجهل الهلء من تقصي العلماء وعندما أعيش النا أظلِم نفسي وهذه هي قمّة الظّلم ف‬
‫العال ‪ ...‬الفاعل هو ال وأدّعي بأنن أنا ال ‪ ...‬وأُمّد الغرور والكبياء وبذلك ينحرِف‬
‫ميزان العدل وتنهار العدالة ونرى ما نراه اليوم حول العال وإذا بالدّمار وبالروب على مدى‬
‫الدّهر وما هو سبب الرب؟‬

‫إنّ الب من ال والرب من عبد ال الذي يعصي أوامر ال ‪...‬‬


‫السَنة من ال والساءة منّي‪ .‬هذا هو الفهوم الدين الرّوحان ‪..‬‬

‫النسان التديّن ل يدّعي الفضيلة‪ ،‬يتوب‪ ،‬يندم‪ ،‬يتأسّف ويتحسّر على جيع الطايا ولكنّه ل‬
‫يتباهى بل يبكي ويعترف بالغلط دون أن يستكب ولو للحظة‪ ...‬الستكبار من خصائص‬
‫الشيطان أي الفكر السلب الناتج عن الوف والهل والؤمن التديّن يرى الاجز الذي يغريه‬
‫ويقف بينه وبي ال ‪ ..‬وإذا وقع ف الطيئة يعرف بأنّها من أفكاره لنّه ترَك ال أو أساء‬
‫الفَهم أو الشّرح أو إنرَف عن الصراط الستقيم وعن البادئ الليّة وعن الطاقة القدّسة ‪...‬‬
‫ي غبار أو إستكبار إلّ إذا رأيت وجهي من‬ ‫عندما نقف أمام الرآة نرى حقيقة القيقة دون أ ّ‬
‫خلل فكري ل كما خلقن ال ‪ ...‬القيقة من ال والتزوير من أفكاري وهذا هو الدّعاء‬
‫الذي يتغيّر ف كل لظة بسبب الغرور والرغبة وحب الناء والظهور ‪...‬‬

‫لاذا ل يستكب السيح؟‬

‫‪54‬‬
‫مَن عرَف نفسه تواضع ومَن تواضع ارتفع ‪ ...‬وكذلك فعلَ بودا ‪ ...‬أحد كبار الكماء ‪..‬‬
‫عندما عاد إل بيته بعد أن غاب سني طويلة ف الغابة واستنار وهو إبن اللك وإبنه الوحيد‪،‬‬
‫وإذا بوالده يستقبله بالغضب وطبعا هذا من حقّه لنّه باجة إل من يستلم العرش والُلْك‬
‫ل بدون تيّز ‪ ..‬أنا ل أعُد ذلك الرجل الذي‬ ‫ولكن بودا قال لوالده‪ :‬أيّها السيّد ‪ ..‬أُنظر إ ّ‬
‫كنت تعرفه وأنا لست ولدَك‪ .‬ول أوَ ّد الُلك ‪...‬‬
‫وطبعا ضحك الوالد وقال له‪ ":‬هل هذه مزحة أم سُخرية؟؟ أنتَ ولدي وأنا أبوك وأعرِف‬
‫نفسي وأعرِفك ‪ ..‬أنتَ من لمي ودمي‪ .‬وَلَدتُك ولكَ الُلك والعرش بانتظارك ‪ ...‬وتقول ل‬
‫بأنّك لست ولدي؟ "‪...‬‬
‫وقال له بودا‪ " :‬أيّها السيّد ‪ ..‬ل تشعُر بأيّ إزعاج أو بأيّ ذنب ‪ ..‬لقد أتيت من خللك‬
‫ولكنّك لست مَن ولَدَن أو خَلقَن أو أنبَنَي ‪"...‬‬

‫هذا هو قول السيح ف ِسرّ ولدته ‪ ...‬مولود غي ملوق يساوي الب ف الوهر ‪ ...‬ونن‬
‫ك اليار ف الش ّر أيضا ‪...‬‬
‫أيضا ل نلُك شيئا بل وسيلة أو إناء لنشر الي ف العال ول َ‬

‫الي من ال والشرّ من خيارنا ‪ ...‬ال هو البداية والعدَم والنهاية والزلية وهو السِ ّر البعد من‬
‫أيّ كلمة أو أيّ صمت ‪ ...‬له الياة والوت والُلْك ‪ ...‬نن ل نصنَع ول نُنتِج ول نُسبّب‬
‫الياة ‪ ..‬عندما يلتقي الرجُل بالرأة ويكون هذا اللقاء ف سبيل الب والنس والداعبة ولكن‬
‫السِ ّر الغامض الذي وُلِد من خلل هذا الزواج وهذا التوحيد ل بالجساد فحسب بل بالرّوح‬
‫وبالبعاد ‪ ...‬هل هو من صنع النسان ؟‬

‫السِ ّر يبقى سرّا مدى الدّهر والجيال وهذه هي ولدة يسوع الناصري بعد مرور الزمن‬
‫البعد من أي وقت وأي مدى لذلك قال لري بنت عمران‪:‬‬

‫" يا امرأة ! إنن إبن ال الذي ف السّماوات ‪ ...‬وأنا لست من هذا العال ‪.. "...‬‬

‫‪55‬‬
‫كل إنسان مولود من زمان وزمان ومن خالق الكوان ولكن السيح عرَف نفسه ول يزال‬
‫حيّا مع الحياء ومع الموات ونن ل نزال ف قمّة الهل ندّعي بالُلك الجري والبشري‬
‫ونتمّ بُكم الدنيا وإل أين الصي؟؟ من حرب إل حرب ومن دمار إل دمار والمل ف النة‬
‫ت أيها الكليل؟ إكليل الغار على رأس السيح‬ ‫أو ف النار ويا لَنا من عار فوق عار وأين أن َ‬
‫وإكليل العار على رأسي وهّي الوحيد اللوس على حكم الكرسي!!!‬
‫بالمس رأيت جارت تضرِب ولدَها فحاولتُ أن أمنعها ولكنّها ادّعت قائلة ‪:‬‬
‫" إنّه ولدي ول مُطلق الريّة أن أفعل به ما أشاء ومَن أنتِ لتفرضي عليّ رأيك؟ "‬

‫فقلت لا ‪ ":‬إنّه ليس ولدُك بل هو إبن ال ول الق أن أدافع عنه تاما كما هو من حقّك‬
‫أنتِ أيضا " ‪..‬‬
‫لكنّها ل تفهَم العن بل قالت ‪ ":‬هذا هو إبن ومن لمي ودمي وأنا جديدة ف اليّ وكيف‬
‫ت أصلً حت تنعي والدته من تأديبه؟ "‪...‬‬
‫تقولي أنّه من حقّك أن تدافعي عنه؟‪ ..‬مَن أن ِ‬

‫جهل الهلء من تقصي العلماء ‪ ...‬منذ أجيال وأجيال ونن ف هذا الهل وي ّق للهل ما ل‬
‫يقّ لغيهم ‪ ...‬لم الجّة ف قتل أولدهم ‪ " ..‬أنا ولدتُك وأنتَ ملكي " ‪..‬‬

‫من الذي أحيَا فينا الياة؟ مَن هو صانع الياة؟ ل تبنّي ف السلم أيّ ل ادّعاء بأنّك تلُك أيّ‬
‫شيء‪...‬‬
‫إنّ يدي ليست ملكي ‪ ...‬ك ّل ما أراه هو أمانة ف عنقي وف ضميي ‪ ...‬هذا هو التكفّل ف‬
‫ِذمّة النسان للنسان ولميع الكوان ‪ ...‬كلّنا ف خدمة الالق لذلك يقول السيح لتكُن‬
‫مشيئتك ‪ ...‬قالا وهو على الصّليب‪ .‬أعلى ميزان ف الكوان ‪ ...‬والن أنتَ معي ومع أب ف‬
‫السّماوات ‪..‬‬

‫وعَد با الصلوب معه على يينه أي على طاقة الصّعود والصّمود مع الل وأدب العِلم ف‬
‫التوحيد ‪ ...‬هذا هو سِ ّر الصّليب الداخلي ‪ ..‬أي عَيش الدين والدنيا ‪ ...‬اللفا والوميغا ‪...‬‬
‫الذكَر والنثى ‪ ..‬الصّعود والنّزول ‪ ...‬هذه هي الباطنيّة ف ِسرّ اللقاء السدي والرّوحي ‪...‬‬

‫‪56‬‬
‫خُذوا كُلوا هذا هو جسدي واشربوا هذا هو دمي للعهد الديد ‪...‬‬
‫السد إناء مقدّس للسّاجد القدّس للتوحيد مع السجود البدي لذا الوجود السّرمدي‬
‫والزل ‪ ...‬ال هو السِرّ ف خلقِه وف خلقه شؤون أبعد من مفاهيم النسان ‪ ...‬كلّنا من ال‬
‫وبال ول وما نن إلّ حرّاس أو وكلء على هذه المانة ‪ ...‬الي وكل الي يأت من الالق‬
‫ي شيطان أو أيّ ش ّر يولَد من النسان الذي‬
‫ي تشويه أو أيّ إنراف يأت من الخلوق ‪ ...‬أ ّ‬ ‫وأ ّ‬
‫يطمَع ويشتهي الدنيا الفانية ولك ّن السيح عاش ول يزال ف فناء البقاء مع الحياء ‪....‬‬

‫ماذا قصد يسوع عندما قال ‪:‬‬


‫"فأقول لم علنية ‪ :‬ما عرفتكم قط ‪ ..‬إليكم عنّي أيّها الثَمة ! "‬

‫النسان الذي يدّعي بأنه هو صانع العجزات هذا هو الشيطان الذي يغوينا ويُغرينا ويستكب‬
‫فينا ‪ ...‬ومن الذي اختار الشيطان؟ هذه هي النا الت تنمو بأفكاري من خوف ومن جهلي‪.‬‬
‫هذه هي الرية الت منحن إيّاها ال من مبّته لنا ولكنن أسأت المانة وكما أزرع أحصُد‬
‫هذا الدّعاء والُجّة الت أتسّك با هي الكُفر بدّ ذاتا ومن حقّ السيح ومن أجل مبّته لنا‬
‫عليه أن يتجاهلن علّن بذلك أعود إل رشدي وعندئذٍ يعترف ب أمام العال وال ‪...‬‬
‫هذه هي التوبة النّصوحة ‪ ...‬هذا هو فعل الندامة ‪ ...‬كلّنا معرّضي للضّلل وعلينا أن نتعرّف‬
‫على القّ والق يعرف أهله ويسمع كلمه ‪..‬‬

‫ف َمثَل من يسمع كلمي هذا فيعمل به كمثَل رجُل عاقل بن بيته على الصّخر ‪...‬‬

‫الصلة ليست قول فحسب بل عمل أيضا وإلّ ستكون مرّد كلم رخيص ل يتعدّى اللسان‬
‫ي إنسان يستطيع أن يصلّي ويدعو ال ولكن مَن ِمنّا صلته متّصلة بدعوة ال‬ ‫والذان ‪ ...‬أ ّ‬
‫الستجابة؟ مَن هو الدّاعي الذي حياته على صليب الوت؟ مَن منّا يصلّي لنه على تربة نار‬
‫الحرقة؟ أين أنت من الرّهان أيها النسان؟ الراهنة غي الداهنة؟ لاذا نصلّي؟ لاذا نطلب؟‬
‫وكأن ال ل يعلَم بال!! ‪ ...‬أنتَ أعلَم بال وأغن من من سؤال!!‬

‫‪57‬‬
‫هو العلَم والدرى وما عليّ إ ّل الصّمت اليّ ‪ ..‬صمت الزهور ل صمت القبور ‪ ...‬يا مَن‬
‫خلقتن وخلقتَ أحوال‪ ..‬أنتَ أعلَم بال لنّك أنت فاعِل الال ولكلّ حا ٍل مقال ومقام‬
‫ومَن القرب منك إل قلب أيّها الُحِب وأيّها الكرَم والرحم؟؟ ‪...‬‬
‫من ال سهل أن أذ هب إل العا بد ‪ ...‬إنّ ها زيارة إجتماع ية مألو فة ح سب التقال يد والعراف‬
‫الرّسية ولك ّن السيح يقول لنا " أعطِن قلبَك يا بنّ ؟؟ ‪" ...‬‬

‫أين هو قلب ؟ هو القرب إل الَيب ل إل البيب ‪...‬‬


‫سامن يا ال وعلّمن حبّك ‪ ...‬علّمن الصّدق مع الق ‪ ..‬الصّدق مع نفسي ث نفسي ث‬
‫نفسي ث أخي ‪ ...‬علّمن وذكّرن بأن أُحِب قريب وعدوّي كما أحِب نفسي ‪ ...‬نفسي هي‬
‫بداية الصّلة مع الصلة ‪...‬‬

‫ذهاب إل الكنيسة ل علقة له بالواجبات الدينية الاصة بالبدَن وبالرّوح ‪ ...‬السيح يتأمل ف‬
‫كلّ لحَة بصَر وبصية ول يزال على صليب الب والياة يرى قلوبنا ويستمع إل دعائنا ‪...‬‬

‫أين الب والشّغف والنفعال لحبّة القوال والفعال؟؟‬


‫ف َمثَل من يسمع كلمي هذا فيعمل به كمثَل‬
‫رجُل عاقل بن بيته على الصّخر ‪...‬‬

‫الفضل من القول هو العمل بالقول ‪ ...‬والعمل الصّادق هو تغيي نفسي وتويلها إل السى‬
‫وكلّما وقعْت أتعلّم من هذه السية ‪ ...‬هذا هو درب الصّليب ‪ ...‬درب الُلجلة حت نصِل‬
‫إل اللء ‪ ...‬هذه هي مسية البلء والل ‪ ...‬باللم نولَد من الرّوح القُدس ‪ ...‬وهذه هي‬
‫القيامة مع السيح حت نعود إل السيح الداخلي وكلّنا مسوحي بال ‪..‬‬

‫هذا هو الق لكلّ مولود ولكنّ الوصول إل هذه الصول ليس بالمر السهل ‪ ...‬علينا أن‬
‫نسعى لنسمو بالنور اللي ‪ ...‬علينا أن نضحّي بياتنا من أجل خلصِنا وأن نكون على‬
‫الستوى الطلوب ف معن ومغزى السِرّ الصلوب ‪ ...‬هذه هي الوظيفة الذي يتحدّث عنها‬

‫‪58‬‬
‫السيح وأهل الصّفاء ‪ ...‬هذه هي الصلة التّصلة باللوهيّة الدائمة وما سّاه السيح بالعشاء‬
‫السِرّي مع ال ‪ ...‬ف كلّ نَفَس وف كلّ نظَر وف كلّ ِحسّ وذِكر ونن على يقي بأنّ ال‬
‫معنا وفينا وبنا ونعمل با يُرضي ال ويرضينا ‪ ...‬لتكُن مشيئتك معنا وفينا يا ال ‪...‬‬

‫ما هو العمل الذي يتحدث عنه السيح ؟‬


‫إنا العمال بالنيّات ‪ ...‬أين هي النيّة؟ إنّ الذي يكتُب على الرّمل غي الذي يفُر ف الصّخر‪.‬‬
‫مَن الذي يقرأ هذه الكلمات؟ مَن الذي يكتبها؟ ما هو الدف من هذه الرسالة؟ مَن الذي‬
‫يسمع كلم ال؟ الفِكر؟ العقل؟ الّنفْس؟ القلب؟ الرّوح؟ ولاذا أسع ما أسع؟ ما هو‬
‫الغزى؟‪ ...‬مَن يسمع كلم السيح ويعمل به ‪ ...‬إنّ الرجُل العاقل هو الذي يسمع بعقله‬
‫لدمة قلبه ل لدمة جيبه والقلب يدم القلب حيث الب البدي مع البد اللي وهذا هو‬
‫البناء الصخري الزل حيث قال ‪:‬‬

‫فنل الطر وسالت الودية وعصَفت الرّياح‪،‬‬


‫فثارت على ذلك البيت فلم يسقُط‪،‬‬
‫لنّ أساسه على الصّخر‪..‬‬

‫مَن يسمع كلمي هذا فلم يعمل به ك َمثَل رجُل جاهل بن بيته على الرّمل‬
‫فنل الطر وسالت الودية وعصَفت الرّياح‪،‬‬
‫فضربت ذلك البيت فسقط‪،‬‬
‫وكان سقوطه شديدا ‪...‬‬

‫لقد تدّثنا عن البعاد الربعة وإذا كان بيت من البُعد الاهل الّلوَاعي أي على الرّمل‪،‬‬
‫فالنتيجة معروفة سلفا ‪ ..‬أي إهتمامي هو زمن وليس أبدي ‪ ...‬الوقت هو الرّمل ‪ ..‬هو ملِك‬
‫الريح والعاصفة ولكن البدية هي الّلزمنية بل هي الزليّة وهذا هو البُعد الرابع حيث الوَعي‬
‫والدراك والشّهادة ‪ ..‬وهذا هو البناء الصخري الذي ل يزول مع الريح بل يتناغم مع الرّقصة‬
‫الكونيّة لساندَة السّاكن ف سكينة السّكَن ‪...‬‬

‫‪59‬‬
‫الصّخر يتحمّل السرار ويواجِه الخطار ويتحدّى الوت باللود وبالبقاء الزل ‪ ..‬ل الريح‬
‫ي شيء يدمّره ويطّمه وأموت به‬ ‫ول الطر تطّم الصّخر ولكن إذا كان بيت على الرّمل فأ ّ‬
‫ومعه ‪ ...‬وماذا نفعل بياتنا؟ أين هي بيوتنا؟ إنّها قصورٌ من رمال ‪ ...‬أي من مال وسُلطة‬
‫واعتبار ومقام ونفوذ وهذا هو النّوم والشّخي الذي وصَل بنا إل هذا التّعتي ‪...‬‬
‫كلّنا حُفاة عُراة نتطاول ف البنيان على حِساب ضياع النسان ‪ ...‬وسقطنا وكان سقوطنا‬
‫عظيما ‪...‬‬

‫لنبن بيوتنا على الصّخر وأقوى صخرة هي الصّحوة ‪ ..‬أي الوَعي والعرفة وعندما قال‬
‫ت الصّخرة وعليك أبن كنيست وأمّت وبيْعت‪ ،‬أي كان واثقا ومتأكدا‬ ‫السيح‪ :‬يا بطرس أن َ‬
‫بأنّ بطرس هو الكثر إدراكا وثباتا من غيه وأخبَ جيع الرّسل عن أهية هذه الزاوية التينة‪.‬‬
‫هذه الرموز تشي إل أنّ بطرس هو العقل اللئم والتي لبناء هذه المّة ‪ ..‬هو حجَر الزاوية‬
‫وحجر اللّقاء بي جيع الفُرَقاء ‪ ...‬هو الساس لبناء هذا النسان الديد ‪ ...‬ولك ّن الكنيسة‬
‫استبدلَت بولس بدلً من بطرس وكان رفيقا خطيا أي كالفعى وليس كالصّخر ‪...‬‬

‫ف البداية كان ضدّ السيح وضِد رسالته وكان ذاهبا إل القُدس ليضطّهد السيحيي وفجأة‬
‫حدثَ له ما ل يكن بالُسبان ‪ ..‬هذا التحوّل والتغيي والداية السريعة علمة نفسيّة ‪ ...‬كان‬
‫هاجسَه الوحيد هو يسوع وهدِم وتدمي رسالته ‪ ...‬كان مهووسا بالسيح على مدار الساعة‪.‬‬
‫ومن هذا التسلّط والستحواذ سِع صوتا يناديه قائلً ‪ " :‬شاوول شاوول لاذا تضطّهدن ؟ "‪.‬‬

‫هذا هو النّداء الداخلي من العقل الباطن حيث بدأ يشعُر بالذّنب وهذا شعور طبيعي حيث‬
‫التجاوب بي القطاب ف القلب ‪...‬‬
‫لاذا هذا القد وهذا الوف؟ أنا ل أعرفه بعد ؟ عندما يكون الوَعي ض ّد يسوع يبدأ‬
‫لوَعي يتحرّك مع يسوع وهذا الصوت صرخ من لبّ القلب‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫‪60‬‬
‫" لاذا ؟ لاذا تضطّهدن ؟ "‪ ...‬وعندما سع هذا النذار وقع على الرض وسجد للرّب‬
‫قائلً‪:‬‬
‫" إغفر ل أيّها السيح الله ‪ ...‬أيّها السيح القوي " ‪ ..‬وتوّل من عدوّ إل صديق وغيّر إسه‬
‫إل بولس ‪ ...‬لقد أحب السيح دون أن يراه أو يكون معاصرا له ولكنّه حوّل غضبَه إل مبّة‬
‫وأخَذ يبشّر بالسيحية ويغيّر الناس من الوثنية إل السيحية وأصبح هو الساس للكنيسة‬
‫وللفاتيكان دون أن يعرف السيح أو يعيش معه أو أن يكون أحد رسُله ‪ ...‬ولكنّه كان عنيفا‬
‫وقاسيا وشديدا وبذلك حوّل العال إل السيحية وأصبح هو الساس والقاعدة والركيزة‪.‬‬

‫السيح اختار بطرس وقال له أنتَ الصّخرة لنّه كان أكثر من غيه إدراكا وثقة وثبات ‪...‬‬
‫ورسالة السيح هي الوَعي والدراك والعرفة والدّراية وهذه هي الصّخرة والنّقش على الصّخر‬
‫غي النّقش على الرّمل ‪..‬‬

‫إنّ السيح ل يعترض على أيّ خَيار أو حِكمة لنه يقول‪:‬‬


‫" ل تسقط شعرة من رؤوسكم إلّ بإذنٍ من ال " ‪ ...‬كان عليما وحكيما وسيحا ‪...‬‬
‫يقول لنا القول ويأمرنا بالعمل الصال ‪...‬‬
‫فمثَل مَن يسمع كلمي هذا فيعمل به ‪..‬‬

‫يأمرنا بالعمل وأمرَه نابع من قلبه لنّه بالعمال نصِل إل الوجود ‪ ..‬إل الذات ‪ ...‬إل هذا‬
‫الكائن السّاكن ف الكفَن ‪ ...‬السد هو الكفن للسّاجد ‪ ...‬وما على الساكن إلّ العمل لن‬
‫الياة مع السيح هي قول وعمل ‪ ...‬ليس بالفِكر وحدَه ييَا النسان ولكن بالعمال الت‬
‫توّل الفكرة السليمة إل عمل سليم ‪...‬‬

‫عندما أقول للمسيح " أُحِبك ولكنن ل أستطيع أن أُطيع أوامرك " ‪ ..‬هذه انفعالت بدون‬
‫فعل ‪..‬‬
‫اللتزام بالقول وبالفعل هو التمسّك بالرّباط القدّس ‪ ..‬هو التضحية ف سبيل الرسالة الكونية‪.‬‬
‫يقول السيح ‪ ..‬إن ل تفعل ما تؤمن به سنبقى ف عال الفكر وما الفكار إلّ أعمال عقيمة‬

‫‪61‬‬
‫تلوّث الواء ‪ ...‬وحدها الفعال قوية ومُقنعة ومثمِرة ومن أعمالم تعرفونم ‪ ...‬العمل مرآة‬
‫العامل ‪ ...‬هذه هي رحلة الفكر إل القدر ‪ ...‬الفكرة توّلت إل حقيقة كالبذرة الت توت‬
‫ف التراب وتصبح شجرة كبية تشارك العال بثمارها وبعطرها وكذلك النسان يُعرَف من‬
‫أعماله ‪ ...‬العمل الذي ينوّر العال وهذا ما فعله السيح مع تلميذه إل يومنا هذا ‪...‬‬
‫هذا هو العمل الصال لميع البشر ‪...‬‬

‫كمثَل رجُل عاقل بن بيته على الصّخر ‪...‬‬


‫فنل الطر وسالت الودية وعصَفت الرّياح‪،‬‬
‫فثارت على ذلك البيت فلم يسقط‪،‬‬
‫لنّ أساسه على الصّخر ‪...‬‬

‫هذا هو العاقل والكيم الذي سع كلم السيح وحوّل الكلمة إل نعمة ‪ ..‬القول إل عمل ‪..‬‬
‫والنيّة إل أُمنية وإل قدَر ‪ ...‬وأهلً بالرياح وبالعواصف وبالعاصي ل ّن البيت أساسه على‬
‫الصّخر ل يتحطّم ول يتكسّر ‪ ...‬ومهما حاولوا العداء فما هذا التحدّي إ ّل ليقوّينا‬
‫وليجمَعنا مع الضعفاء على مائدة واحدة وهذه هي الفائدة ‪ ...‬معا سنحوّل الرجة إل رحة‬
‫والقول السليم إل فعل سليم ‪...‬‬
‫إنّ الياة هي الفعل اليّ الدائم مع الدائم ‪ ...‬وهذا هو التحدّي للتقرّب من القلب ‪ ...‬من‬
‫العمل نتعلّم الوت والولدة ‪ ..‬والياة بدون عمل هي موت بطيء ‪ ..‬وسِ ّر اليويّة ف الياة‬
‫هي الحبّة ‪..‬‬
‫ت ميّت ‪ ..‬الب هو النشاط الذي يولّد فينا الركة والبكة وإذا ل نتأمل فلن‬ ‫إذا ل تِب فأن َ‬
‫نعرِف العمل ولن نيَا التحدّي والمتحان والتيقّظ ‪ ..‬بالتأمل نرى الشيطان الذي يغوينا‬
‫ويقوّينا ‪ ..‬نرى أفكارنا الت ترفعنا وتُعيدنا كما كنّا وهذا هو القانون الساسي ف الياة ‪...‬‬
‫هذه هي مراقبة الّنفْس والمتحان الثّابت ف أعمالنا ‪..‬‬
‫الختبار هو العيار للنموّ من العتمة إل النور ‪ ..‬هذه هي العواصف الت تتب النسان على‬
‫مدى الدّهر‪ ،‬إنّها الريح القاسية ولكنّها كالنار الت تصهَر وتطهّر وتوّل الجرة إل جوهرة‬
‫ومن هذا الفحْص نعلَم القياس للنّفْس ‪ ..‬هل هي على الصّخرة أم على الرّمل؟؟‬
‫‪62‬‬
‫لنتذكّر معا ‪ ...‬كلّ كلمة يقولا السيح هي الصّخرة الت تسانِدنا ونساندها ‪..‬‬
‫علينا أن نعمل با نفكّر خيا ونشعُر به حقيقة ً لسَلم العال أجع وهذا هو التغيي الذي نن‬
‫باجة إليه ‪ ...‬من الهل إل العقل ومن العقل إل الفِعل ‪ ..‬كُن حكيما وقُم بأعمال تفُوق‬
‫الزمان والكان ‪...‬‬
‫إستفت قلبك وقُم بأعمال ل توت ‪ ...‬هنالك ِسرّ أبعد من حدود الوت وإن ل نتعرّف إليه‬
‫ونتّصل به سنبقى أمواتا مع الموات ونعيش البؤس والشّقاء إل البد ‪ ...‬لنبدأ الن بالعيْش‬
‫مع الوَعي والدراك وهذه هي طبيعة النسان وفطرته ‪..‬‬

‫ولنتذكّر بأننا كلّنا من ال ومسوحي بال ومن روحه وبروحه وبرحته سنبقى مع البقاء‬
‫وسنبن بيوتا على الصّخرة الت ل تزول وهذه هي البصية الت أنعم با ال على جيع البشر‪.‬‬

‫البصرة تزول ولكن البصية أزليّة ومن حقّ السّاكن ف سكينة ال ‪ ...‬سكينة السيح السّاكنة‬
‫فينا من الزل إل الزل ولن تزول ما زِلنا مع اليّ الدائم على الدوام آمي ‪...‬‬

‫هُــدى و هـدايـة‬

‫إنيل يوحنا ‪4‬‬


‫‪5 -14‬‬

‫‪63‬‬
‫فوصَل إل مدينة ف السّامِرة يُقال لا سيخارة‪ ،‬بالقرب من الرض الت أعطاها يعقوب‬
‫لبنه يوسف‪ ،‬وفيها بئر يعقوب‪ .‬و كان يسوع قد تعِب من السّي‪ ،‬فجلس دون تكلّف على‬
‫حافة البئر‪ .‬و كانت الساعة تُقارِب الظّهر‪ .‬فجاءت إمرأة من السّامرة تستقي‪.‬‬
‫فقال لا يسوع " إسقِن"‪ .‬وكان التلميذ قد مضوا إل الدينة ليشتروا طعاما‪ ،‬فقالت له الرأة‬
‫السّامرية ‪ ":‬كيف تسألن أن أسقيك وأنتَ يهودي وأنا إمرأة سامريّة؟"‪ .‬ل ّن اليهود ل‬
‫يالطون السامريّي‪ .‬أجابا يسوع ‪:‬‬
‫" لو كن تِ تعرف ي عطاء ال و مَن هو الذي يقول ل كِ ‪ :‬إ سقِن‪ ،‬ل سَألتِه أن تِ فأعطا كِ ماءً‬
‫حيّا"‪.‬‬
‫ك الاء اليّ؟‬ ‫فقالت له الرأة ‪ " :‬يا رب‪ ،‬ل دل َو عندَك‪ ،‬والبئر عميق‪ ،‬فمن أين ل َ‬
‫هل أنتَ أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر و شرِب منه هو و بنوه و ماشيته ؟"‪.‬‬
‫أجاب ا ي سوع ‪ " :‬كلّ من يشرب من هذا الاء يعطَش ثان ية‪ ..‬وأمّا الذي يشرب من الاء‬
‫الذي أعطي ته أ نا إيّاه فلَن يع طش أبدا‪ ،‬بل الاء الذي أعطي ته إيّاه‪ ،‬ي صي ف يه ع ي ماء يتفجّر‬
‫حياة أبدية "‪. .‬‬

‫الـادي و الهـدي‬
‫أين أنتَ أيّها الوَعي؟ أين نن من الدراك؟ أين هي العرفة؟ أُنظر إل رأس جبل الثلج أو‬
‫البل الليدي ‪...‬‬

‫هذه هي اللّمحة الظاهرة من حقيقة الوَعي عند النسان وما تبقّى من حقيقة الدّراية هو ف‬
‫لوَعي ‪. . .‬‬
‫عُمق العتمة و ف قعْر ال ّ‬
‫ل تفتخِر و ل تتباهى بذا القليل القليل من الوَعي الذي تراه لنّه ناعِم وضعيف وخفيف‬
‫وهزيل‪ . .‬نعم إنّه إدراك مؤقّت وعرَضي ‪ . .‬يظهر من ضغط الظروف و الناسبات‪ ،‬إنّه ليس‬
‫ل بالنّبع الداخلي والوهري لكنّه يبُز ف حالت الطر و الذر حيث تبز‬ ‫ل و متّص ً‬
‫متواص ً‬
‫النّباهة و الوَعي و عندما يزول السبب نعود إل النّكسة و السترخاء‪ ،‬إل اللّوَعي والنوم‬
‫العميق‪...‬‬

‫‪64‬‬
‫إنّ حالة اللّوَعي عميقة و قاتِمة‪ ،‬و الوَعي سطحية وعندما نواجِه أيّ نزاع أو خلف بي‬
‫الالتي من الذي يربح؟ اللوَعي طبعا‪...‬‬
‫و ما هو دور الوَعي؟ هو خادم لذا النائم القاتِم‪ .‬و هذه هي مأساة النسان وكلّ ما نراه من‬
‫إستكبار وغرور ومعرفة ويقَظة وحذر هو مرد إدّعاء ‪. . .‬‬

‫معرفتنا سطحيّة ل تتعدّى الكّة اللدية و هذا هو الحَكّ ‪ ..‬راقِب نفسَك و سترى ضعفك‪.‬‬
‫ف داخلنا قارّات من الظّلمة و ناف أن نواجِه هذا الوف ‪ . . .‬إنّها عتمة مؤلة والواجهة‬
‫باجة إل توجيه ‪ . . .‬و مَن منّا مستعدّ لسَماع العلّم؟‬

‫إعرف نفسَك أيّها النسان ‪ . .‬هذا هو صوت ال عب جيع الديان ‪ . . .‬يناشدن بالناشيد‬
‫وبالولدة من جديد ويتحدّى العال بقوله ‪ " :‬أُترك ك ّل شيء و اتبعن و أنا أكون لكَ‬
‫صديقا"‪ ..‬أي إتبَع نفسك وما العلّم إلّ مرآة للمؤمن‪.‬‬
‫أسع أقوالك أيّها السيح و لكنن مسوحة بالدنيا و بهلها ‪ . . .‬أخاف من القيقة لنّها‬
‫ترح الباطل و أنا متمسّكة بالباطل وأسي مع الضالي‪ ،‬و إل مت سأبقى ف هذا الضّياع؟‬
‫إن الرّحلة داخلية و هذا ما يردّده السيح قائل ‪ " :‬إحِل صليبك و تعال نتعال معا إل معرفة‬
‫الّنفْس و الذّات و الرّوح"‪.‬‬

‫هذا هو ُسلّم الياة البدية ولكنن متمسّكة بالوهام الرضية‪ ..‬ومهما طال الزمن ل حياة‬
‫إلّ مع ال‪ ،‬و يسوع هو السر الذي من خلله نعب من الدنيا إل الخرة‪ ،‬من الوت إل‬
‫الياة‪ ،‬من العتمة إل النور‪ .‬وهذه هي العرفة والدراك واليقي للنسان اليّ ‪. . .‬‬
‫أين هو باب الرحلة الداخلية؟‬
‫حاوِل ولو لرّة واحدة أن تُغمِض عينيك وتسكُن مع السّكينة الداخلية ‪ . .‬وجّه النظَر إل‬
‫الداخل وافصِل نفسك عن العال الارجي وستقَع ف عتمة مُرعبة و مهولة و هذا هو البئر‬
‫العميق و الغامض‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫على الظهر الارجي يوجد القليل من الوَعي السّطحي و لكنّه غي ثابت‪ ،‬أحيانا يزول‬
‫وأحيانا يعود إل التصال بالصول وأكثر الحيان غي موجود وسهل النكسار وضعيف‬
‫ومُرهَف‪ .‬علينا أن نتمسّك بالصلة كي نبقى على إتصال ثابت ودائم ومتواصل مع العرفة و‬
‫الوَعي ‪ :‬من كان ل دام واتّصل‪ ،‬ومن كان لغي ال انقطع وانفصل‪ ،‬وإن ل نتعرّف على‬
‫جوهر وجودنا مع الوجود سنبقى جهلء ف الدنيا و ف الخرة‪.‬‬
‫ما ل نرى حقيقة الرية واللوهيّة والبَكة ف حياتنا‪ ،‬سنحيَا الوت من الهد إل اللّحد ‪. .‬‬
‫الكلمة ل تيَا ول تنمو ول تسمو إلّ إذا اختبنا نوّها وسوّها اللي ومعناها ف حياتنا‬
‫اليومية‪.‬‬
‫إنّ كلمة ال فارغة من معناها إلّ إذا اختبنا العن ف حياتنا‪ .‬السيح كلمة فارغة العن إل اذا‬
‫أدرَكْت العن‪ ،‬وكذلك بودا أسطورة أو خرافة‪ ،‬وكذلك جيع كلماته عن ملكة ال هي مرد‬
‫حكايات ذات معن أخلقي ولكن العن الروحي ل ينبع بل يبقى ف روح من عاشها‬
‫وقالا‪ ،‬و لكن أنا أردّدها كالببّغاء ‪ . .‬أُردّد وأتردّد ويظ ّل العن عنّي بعيد ومُبهم لنّ الكلمة‬
‫فارغة من النّعمة ‪. .‬‬

‫نعمة الكلمة تأت من اختباري للمعن‪ ،‬الختبار يسبِق التعبي عندما يقول السيد السيح ‪:‬‬
‫" أنا الطّريق وال ّق والياة "‪ ،‬أي هو الوَعي والدراك واليقي ‪ . .‬هو النا الكونية الليّة الت‬
‫با ييَا ومنها يشارك وهو السيّد عليها ‪ . .‬كلماته تنبُض بالياة لنا تنبع من الياة و تيَا با‬
‫وترقص وتتناغم معها ‪ . .‬هذه هي مسية البذرة من الذور إل العطور‪ ..‬إنّ السيح هو‬
‫النيل اليّ منذ أجيال وأجيال وقبل البدء و بعده‪ .‬ولك ّن النسان ل يزال ف الدنيا أعمى‬
‫وف الخرة أعمى وأض ّل سبيل إلّ العباد الصالي والُصلحي ‪. .‬‬
‫أي الذي أدرَك اليقي التكامل مع يقي الكوّن وهذه هي صِلة يسوع الناصري بيسوع‬
‫السيح‪ .‬من أين تأت هذه الصّلة الليّة؟‬
‫إنا نعمة من ال يقذفها ف قلب عبده الؤمن‪ . .‬طوب للعطشان إل القّ فإنه يشرب من‬
‫خرة ال ‪ . .‬وهذا العطش يتوقف على ظروف خارجية تنحها الرّوح القُدس إل طالِب‬
‫القداسة‪ . .‬و من جدّ وجَد‪ . .‬والوجْد موجود ‪. .‬‬

‫‪66‬‬
‫الوَجْد موجود لهل الُهد أي الهاد الكب وهو أكب الهاد ‪ . .‬أي جهاد الّنفْس ‪ . .‬جهاد‬
‫التجاوب من القلب ل من النفعال ‪ . .‬الياة ليست مشاركة فعل وردّ فعل ‪ . .‬هذا مرد فخّ‬
‫ب المومة والبوّة‬‫وشِرك‪ ،‬بل هي مشاركة مبّة من القلب إل القلب وهذه هي الرحة ف ل ّ‬
‫السّاكنة ف سكينة النسان التّحِد مع الوجود ‪ . .‬هذا هو الدين ‪ . .‬الدين الذي ينبع من‬
‫التديّن اللي ل من الشريعة الفكرية النطقية ‪. .‬‬

‫السيح يوّلن من العتمة إل النور ل بالرهاب ول بالترغيب ول بالذّنب ول بالعيب‪ ،‬بل‬


‫بالب الذي يمله ف قلبه ويزرعه ف قلوب جيع البشر‪ .‬مبّته وسِعت ك ّل شيء وأنارت‬
‫درب العذاب من الصّليب إل القيامة أي من الوت إل النموّ‪.‬‬
‫ي بُعد‬
‫ي عِلْم وأ ّ‬
‫هذه هي الياة البدية والزلية ف ملكوت ال حيث الدّهشة البعد من أ ّ‬
‫ي مدد وأيّ أبَد‪..‬‬
‫وأ ّ‬
‫إنّها السماء الت منها وبا ييَا السيح مع مَن أحبّه ويسي معه‪...‬‬

‫قبل أن ندخل ف عمق هذه اليات‪ ،‬لنتنبّه معا ولنركّز أفكارنا ولنتذكّر نعمة الوَعي ونقمة‬
‫لوَعي ‪ . .‬هذه هي رقصة النور والعتمة ولنا اليار دون أن نتار‪. . .‬‬‫ال ّ‬

‫نادرة طريفة وظريفة‪.‬‬


‫توقّفت السيارة فجأة وتعجّب السائق وكشَف الغطاء وبدأ يتفقّد ويتفحّص الحرّك‪ ،‬وإذا‬
‫بصوت يقول له ‪" :‬الشكلة ليست ف البطارية "‪.‬‬
‫ي إنسان بقربه ‪ . .‬من أين أتى هذا الصوت؟ فقدَ‬ ‫ل يرَ أيّ ملوق إلّ حصانا وحيدا دون أ ّ‬
‫شجاعته وارتعب وذهب إل أول مرآب وأخبَه با حصل ‪ . .‬تعجّب صاحب الكاراج وسأله‬
‫قائل ‪ " :‬تقصُد أنّك ل ترَ إلّ ذلك الصان البيض؟ "‪.‬‬
‫"نعم هذا هو ! "‪ ،‬قال السائق متعجّبا ‪. . .‬‬
‫"حسنا‪ .‬تاهله؟ إنّه ل يعرِف شيئا عن السيارات "‪ .‬قال له صاحب الرآب‪. .‬‬

‫‪67‬‬
‫النسان الاهل ل يتعجّب و ل يندهِش ليّ شيء ‪ ..‬يسلّم جدلً بكل ما يرى كما يرى ‪. .‬‬
‫ل يعرف شيئا عن السرار والدّهشة ول عن الفايا وسِ ّر اللغاز الغامضة الت تيط بنا‪. . .‬‬

‫لنن غي واعِية‪ ،‬أترّك ف عال السرار وكأنن جيفة غبيّة نائمة راقِدة ومدّرة ل حياة لن‬
‫تنادي ‪ . .‬أمرّ مرور الموات بي الحياء‪ ،‬هذا ما قصدَه السيح عندما قال ‪:‬‬
‫" دعوا الموات يدفنون الموات وتعالوا معي لعرّفكم على سِ ّر اللكوت اللي فيكم"‪،‬‬
‫وهذه هي الدّهشة والفاجآت السماوية ف كل نظرة وكل خطوة‪. . .‬‬

‫إنّ النسان اليّ هو الذي ييَا مع الحياء‪ . . .‬جيع الخلوقات تسبّح ال و تتكلم معه بلغة‬
‫ال الاصة ف خلقِه‪ . . .‬خلَق الالق لغات بعدد ما خلَق من خلْق‪ . . .‬السيح تدث مع‬
‫زنابق القل والقديس فرنسيس مع المار والشّمس‪ ،‬واليوانات سجَدت ف الغارة للطفل‬
‫يسوع‪ ،‬والنجوم شهِدت ولدته‪ ،‬والكوان اهتزّت لغفرانه لنا عندما قال" لتكُن مشيئتك"‪،‬‬
‫لقد أسلَم روحه إل خالقه الذي اعتزّ به و قال ‪ ":‬هذا هو أب البيب والفريد والميز‪". . .‬‬

‫هذه رموز إليّة إل كل مَن يُحِب نفسه وقريبه وعدوّه كنفسه‪ . . .‬ومَن عرَف نفسه أحبّها‪،‬‬
‫ب نفسه أحب العال‪ ،‬ومن أحب العال تكلّم بلغة العال أل وهي لغة الصمت‪ ،‬وهي‬ ‫ومَن أح ّ‬
‫لغة اللغات ولغة الم ولغة ال‪ . . .‬للخالق خوارق ل يعرفها إل أهل القّ ومن عرفها اخترقها‬
‫دون أن يترق با‪ .‬لننظر معا بعي البصية ال القل وإل البل وإل منظر الشّجر والطّي‬
‫والقمر‪.‬‬
‫أفل نشعُر بالسّجود وبالشّكر وبالصلة إل مَن وهبنا هذه الدّهشة وهذه السرار؟‬
‫السيح يقول ‪" :‬إن ل تعودوا كالطفال لن تدخلوا ملكوت السّماوات"‪ ،‬أي إل الباءة الت‬
‫تيَا الدّهشة دون التعقّل والتفكّر بل الستسلم إل السّلم البعَد من أيّ حدود أو أيّة شريعة‬
‫وبنود‪ . . .‬إنّ الياة هي ِس ّر الوجود‪ . .‬هي العجزة الت تيَا بالنسان التديّن‪.‬‬

‫من هو هذا التديّن؟‬

‫‪68‬‬
‫هو الذي عرَف نفسه ‪ . .‬هو الذي وحّد الوجود ف قلبه وأيقَن بأنّ العال ف قلبه وما على‬
‫القلب إلّ أن يشهد و يِب‪ . . .‬أكثرنا للحق كارهون وجاهلون‪ . . .‬إنسان اليوم هو آلة‬
‫يرّها ويسحبها الفكر الادي وأصبحنا عددا لدمة العداد ‪ . . .‬توّلنا من عابِد إل عبد‬
‫ومن القداسة إل النّجاسة ولنا حرية اليار بي الش ّر والي‪ . . .‬هذا هو اليزان الذي وهبَه‬
‫الالق للنسان ‪ . . .‬هذا هو الصّليب الذي يتحدث عنه السيح ‪ . .‬إحِل صليبك واتبع‬
‫ضميك وَعيَك ويقينك ‪ . .‬ولكن أين هو الدراك؟‬

‫لقد حلّ الدّرْك بدل الدراك‪ ،‬والال بدل العقل‪ ،‬والرب بدل الب ‪. . .‬‬
‫القوّة هي للسّلطة وللمال وللجنس ‪ . .‬هذا هو الثالوث القدّس أو الدنّس والنجّس ‪. . .‬‬
‫بإسم الال والسّلطة و النس ندمّر العال ونرجُم الرحة ونيَا الرجة‪ ،‬ومن الهد إل اللّحد‬
‫نيَا الوادث إل البد آمي‪.‬‬

‫أين نن من حياة السيح؟‬


‫حياته ابتدأت بالوَعي ‪. . .‬هو السد القدّس والسّاجد القدّس للمسجود القدّس‪.‬‬

‫هو الاء والناء اليّ للفناء ولكن من أنا؟ إناء ملوّث بالهل منذ قايي حت اليوم ‪ . . .‬وأين‬
‫اليقي يا أهل قايي؟ يا أهل القتل و الهل!! لنبدأ مسية الوَعي‪ ،‬عندئذٍ ل نستخدم الياة‬
‫كسِلعة أو كمِنحة بل هي إمتحان لنا ‪.‬‬
‫هي ِسرّ ولُغز من العزيز الكري ‪ . . .‬النّملة والوادي والتلّة والبل والسماء والرض جيعها‬
‫أسرار إليّة لدمة الخلوق اللي ‪ . .‬علينا بالحترام لميع ملوقات ال ‪ . .‬العصفور يغرّد‬
‫على النافذة ‪ . .‬إنا دعوة من الطبيعة ‪. . .‬‬

‫يا لا من دهشة و رعشة ونشوة عارمة أكرمنا با ال ولكن هل تاوبت مع هذه الثارة؟‬
‫أين هو الحساس؟ أين هو الوَعي الذي يتجاوب مع الشّعور؟‬
‫الحساس يعيش مع الوَعي والدراك‪ ...‬وإنسان اليوم عدي الشارة وفاقِد البشارة‪...‬‬

‫‪69‬‬
‫إشارة سيْر طريفة من شرطي لطيف‪ ...‬شاهَد إحدى السيارات وفيها رجُل وإمرأة بانسجامٍ‬
‫تا ّم ف القعد اللفي‪...‬‬
‫فطرَق الباب قائلً لما ‪ " :‬ما هذا؟ إنه عمل منوع ف الساحات العامة"‪ ،‬وأضاء مصباحه‬
‫عليهما و بدأ بكتابة الحضَر‪ ،‬فاعترض الرجُل قائل للشرطي ‪:‬‬
‫" أرجوك ل تكتب التقرير ‪ . .‬هذه الرأة هي زوجت‪ ،‬منذ قليل عندما كان الطر ينهمر بقوة‪،‬‬
‫رأيتها تسي لوحدها فشعرت بالرحة وبالشّفقة ودعوتا لتأت معي وها نن هنا معا ف سيّارت‬
‫نتسايَر جسديا وشعوريا وكما ترى ‪ ،". . .‬فسأله الشرطي متعجبا ‪:‬‬
‫" و بال عليك لاذا ل تقُل ل بأنّها زوجتك قبل العتراض والوَعظة الخلقية ؟"‪...‬‬
‫" معك حق! قال الرجُل‪ ،‬و لكنّن ل أعرِف أنّها زوجت إلّ بعد أن أضأْت عليها‬
‫مصباحك"‪. . .‬‬

‫فإذا ‪ . .‬ال ّق عالقنديل يا هبيل ‪ . . .‬قايي من جهة يقتل ويُهي‪ ،‬و هابيل مهبول ومبول من‬
‫جهة أخرى ول نزال من القتل إل الهل حت الجيال ‪ . .‬وأين هو اللّ؟ نعم بالعقل!‬
‫وأين أنتَ يا صاحب العقل؟ الياة ترّ على الموات ول تُحيي ول تُميت ل ّن النسان فاتِر‬
‫وعدي الكتراث لذلك نرى الدمار والنار حول العال علّنا بذلك نشعُر بالرارة ونرى‬
‫الشارة ونيَا البشارة ‪ . . .‬لتكُن مشيئتك يا ال وساعِدن لحيا المتحان على الصّليب‬
‫وعيْش القيامة مع اليّ القيوم ‪. . .‬هذا هو القام الطلوب لكلّ حبيب ولكلّ مصلوب ‪. . .‬‬

‫ما هـو رمـز الصـليب؟‬


‫هو الوَعي الدائم كالقابض على المر‪ .‬يرى النور والنار ويشهد دون أن يتار بل يقبل القِبلة‬
‫كما هي دون أيّ حُكم أو أيّ إنذار‪ .‬لتكُن مشيئتك أيها الوجود اليّ‪ .‬أنتَ صاحب الدار‬
‫وصاحب القرار‪ .‬وما النار إلّ نعمة من رحتك لتلتهِم من النا والستكبار وعندما يوت‬
‫الغرور لن يبقى إلّ الفرح والسرور وهذا هو الدراك واليقي الذي يرشدن ويقين من الوت‬
‫إل الياة الالدة حيث ل عذاب ول بؤس بل سعادة أبدية ف جنّتك الزلية‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫إنّ مهود النبياء والعلماء وكل مَن هو مسوح بال هو الرشاد إل التوحيد بال ومساعدة‬
‫النسان للوصول إل الوَعي واليقَظة والنتباه البعَد من حدود القشور بل الغوْص ف الذور‬
‫حت العطور‪ .‬إن ل تُت حبّة الردل فلن تنمو إل شجرة الياة ولن تُزهر ولن تيَا و تيّ‪.‬‬

‫لوَعي أو العيْش بالوَعي‪ .‬أي اليار بي‬ ‫هذه هي رسالةالسيح إل النسان‪ .‬إمّا العيْش بال ّ‬
‫الياة أو الوت‪ .‬هذه فرصة ذهبية إليّة إل النسان‪ .‬إنّها هدية نفيسة وثينة وقيّمة‪ .‬إنّها مناسبة‬
‫أبعَد من حدود العِلم و العال‪ .‬ل تسرهذا السرّ‪ .‬إنّه الياة البديّة والزليّة مع ال‪.‬‬
‫هذه هي الداية الليّة الوت البدي أو الياة البديّة‪.‬‬

‫يقول لنا يسوع‪ :‬تعالوا معي وأنا أعطيكُم وفرة وغزارة الياة وببوحتها الالدة حيث لجوع‬
‫لوَعي إل الوَعي‪ .‬من الوت العقيم الزمِن‬
‫ول فقر ول موت ولكن عليك أن تتحرّك من ال ّ‬
‫منذ ألوف السني إل القيامة الن حيث الياة الدرِكة والواعِية ل كما كُنت عليه من قبل‪.‬‬

‫أنتَ آية خلقك ال بك ّل عناية وحوّلت نفسك إل آلة‪ .‬تأكُل وتعمل وتنام دون أن تعرِف‬
‫طعم الياة بل عادة مألوفة متردّدة ومتكرّرة كالببّغاء‪ .‬أصبحتَ آلة متحرّكة بذاتا‪ .‬جهاز‬
‫معدن مُعدّ من ِقبَل أهل الهل والال‪ .‬هذا هو إنسان رأس الال الذي ييل حسب أوامر أهل‬
‫السّلطة وأوامر السّلطان‪.‬‬
‫إ ّن اقتراب السيح من أحبابه هو لتحرير النسان من الهل إل العقل ومن العقل إل الكمة‬
‫ومن الكمة إل الريّة‪ .‬أي التحرّر من جيع القيود اللية والعيش ف القلب حيث ل شريعة‬
‫ول قانون ولوسيط بينك وبي ال‪ .‬إدعون أستجيب‪...‬‬

‫ما هـو الدّعـاء الستجَـاب؟‬


‫هو الصّرخة الصادرة من القلب‪ .‬أدعوك أيّها السيح لتحوّلن من آلة إل آية‪ .‬النسان هو‬
‫كلمة ال اليّة وليس وسيلة معدنيّة تُصرف من الصارف إل الصارف‪ .‬من مصرِف الال ال‬
‫مصرف النفايات عب النسان‪ .‬هذا الليفة أو هذا السيح أو هذا الطفل أصبح سلعة لزيادة‬
‫الدخل الال لدمة السلحة والدمار والعمار وإل كل ما نراه منذ آدم حت اليوم‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫أين السلم؟‬
‫لاذا نبتعد عن السيح ونقترب من يوضاس؟‬
‫السبب هو ف النا‪ ،‬عليّ أن أُراقب نفسي والتحوّل من آلة إل آية‪ .‬من مسحة إل مسيح‪.‬‬
‫من عادة إل عبادة‪ .‬الدماغ أصبح مدموغا ومبما ف بيانات من جيع الهات لدمة الال‬
‫والسّلطة‪ .‬النسان أصبح آلة من لم وعظم وبكَبسة زرّ من أيّ فكر نتحرّك دون أيّ‬
‫إحساس أو أيّ شعور بل كما يأمرن عبد ال الذي ليس له أيّة علقة بال بل بالبترول دون‬
‫أيّة معرفة برسالة الرسول‪.‬‬

‫البيان مثبّت ف الخّ على مدى التاريخ يكرّر ويردّد حت أصبحت العادة جامدة لبادة أهل‬
‫الدين والدنيا‪ ..‬هذا هو معن " ومن البيان لسحر" أي العِلم الذي نراه اليوم هو لدمة أهل‬
‫الهل‪ ..‬العِلم يعمي والهالة تعمي وكلها بلء‪ .‬عِلم السيّد السيح من ال‪ .‬من ل ُدنّ الوجود‬
‫اللي‪ ...‬عِلم السّلم للعال أجع‪ .‬ولكنّنا نسعى إل اللة الت تتحكّم بالهل ولكن هذا‬
‫الُكم ل يدوم والسّلم ل يأت من التعلّم بل من التأمل وهذا هو ِسرّ وجود النسان‪.‬‬
‫بالتأمل نتعرّف على سبب وجودنا وهدفنا وحياتنا ما بعد الوت‪ .‬وحده التأمل الذي يرّرنا‬
‫من البيان الزروع ف فكر النسان‪.‬‬

‫لنقرأ معا هذا الختراع!‬


‫صاحب مصنَع سيارات صمّم سيّارة للمستقبل وطلَب أفضل سائق وشرَح له البتكار الديد‬
‫ت الرشّح الول لقيادة هذه البِدعة مدّة سنة‪ ،‬إجلس مكانَك وأنا بقربك‪.‬‬ ‫قائل‪ " :‬أن َ‬
‫أنتَ السّائق وأنا الرّاكب‪ .‬ولنبدأ بالدّرس وبالتجربة الشاملة الكاملة لك‪ .‬هذه سيارة متلفة‬
‫تاما عن جيع السيارات حيث ل مرّك ول بطارية ول فرامِل ول مسرّع أو دوّاسة بنين ول‬
‫ي سبب لصول أيّة غلطة‪ .‬اللة الوحيدة هي علبة صغية تت الكرسي فيها عِلم اللكترون‬ ‫أّ‬
‫تتفاعل مع صوتك‪ .‬موجات تتلقّى منك الوامر ولا فائدة تنع أي لصّ من سرِقة السيارة‪،‬‬
‫لنا تتلقى منك أنت السائق والمر ومنك الوامر وصوتك هو الشّيفرة وبه الرموز السرية‪...‬‬
‫قُل على بركة ال وهذا السِ ّر والسيارة تسي ولك الصي‪...‬‬

‫‪72‬‬
‫جلس السائق على مقعد القيادة وقال‪ ":‬على بركة ال "‪ .‬وترّكت السيارة وسأله عن كلمة‬
‫سِرّ الوقوف‪ ،‬قال له الخترع بأنّها على نفْس البدأ والكلمة هي " المد ل " ‪ . . .‬وسارت‬
‫وتوقفت حسب أوامر السائق الذِر‪..‬‬

‫وبعد مدّة من التجربة أخذ معه صديقة إل الشاطئ وتعجّبت من هذا العجاز والناز‬
‫وعندما إقترب الليل هسَت ف أذنه بطريقة رومانسية‪ " :‬لنذهب معا إل حافة التلّة حيث‬
‫النحدر الصخري عند الشاطئ وهذا منظر جيل ومعا سيكون أجل "‪.‬‬

‫وسارَت السيارة على بركة ال واقتربنا من التلّة وصرخ " المد ل " عِدّة مرات ول تتوقف‬
‫وخاف من الطر والمد ل توقفت على شفي الاوية وتنفّس و تنهّد وانفرج قائل ‪ ":‬على‬
‫بركة ال "‪...‬‬

‫هذا هو الفكر الذي يعمل بأمر من اللة الفكرية اللّواعِية ‪ . . .‬هذا الفكر قادر على تلبية‬
‫الوامر العادية الاصة بالتجارة وبالياة اليومية‪ ،‬ولكن إذا كان لدينا الشّوق إل الوَعي وإل‬
‫ال ّق وإل عيْش الرية مع الوجود وإل معرفة توحيد الفرد بالواحد الحد‪ ،‬عندئ ٍذ علينا‬
‫بالنتقال إل العرفة القيقية حيث ل ضلل ول ضياع بل معرفة الّنفْس ومصدرها وسبب‬
‫وجودها وهدفها وإل أين الرحيل وإل أين الصي؟ مَن منّا يعرِف نفسه؟ كلّنا ندور ف حلقة‬
‫مُفرغة منذ أجيال وأجيال‪ .‬التكرار ل يعلّم ل الشطّار ول المار بل التّعب والرهاق‬
‫والضّجر واللَل من الرتابة حيث ل حياة بل مسية ملّة من مأكل ومشرب ومنكَح‪.‬‬
‫وأين الفرح؟ ف عيوننا غبار الوت وهذه هي نتيجة الياة الرتيبة والتكررة ومن منّا يتذكّر‬
‫ومَضات من السعادة؟‬

‫راجِع تاريخ حياتك‪ ،‬هل تتذكر لظات من النشوة دون أيّ إدّعاء أو أيّ تظاهر أو أيّ تعزية‬
‫بل كن صادقا ف هذه القيقة‪ .‬هل عشت البكة أو الغبطة اللية ولو لِومضة أو للمحة‬
‫قصية؟ ل نزال نأمل وننتظر على أمل أن نراها ف النة ‪ . . .‬أين هي النة؟ إن ل تكن هنا‬

‫‪73‬‬
‫والن وف قلب وقلبك أيها النسان‪ ،‬فهل سنراها ف آخر الزمان؟ هل ال هو هناك أم ف قلب‬
‫الؤمن؟ وما هذا الؤمن ا ّل الذر والنشيط والساكن ف اليقي والتسليم ‪. . .‬‬
‫النسان بدون إدراك وعلم ومعرفة ليس إنسانا على الطلق والعرفة هي معرفة النفس‬
‫ومفتاحها التأمل ‪ . .‬تأمل ساعة خي من عبادة سبعي عاما أيها القوم ‪ . . .‬السيح ل يزال‬
‫حيّا على صليب الب والتأمل ينتظر وينظر ال كل من له شوق ال النظر إليه والسي معه‬
‫لنحيا السر الذي فينا ‪. . .‬‬

‫ك ّل إنسان هو سر ميز وفريد من أسرار ال ‪ . . .‬يسوع الناصري هو سِرّ من أسراره وتلّى‬


‫عندما إتّحد بالالق واندمج به وذاب به كما تذوب حبة اللح ف الحيط وأصبحت هي‬
‫الحيط ‪ . . .‬هذا هو س ّر عيسى بن مري ‪ . . .‬سر يسوع السيح ‪ . . .‬إله من إله ‪ . . .‬نور‬
‫من نور ‪ . . .‬مولود غي ملوق ‪ . .‬يساوي الب ف الوهر ‪ . . .‬هو إبن ال وإبن النسان‪.‬‬
‫هو اللوهية الزليّة وسرّ الوجود الالد للبد ‪ . . .‬ولكن مَن منّا وصل إل صلة الصول‬
‫بالذور وبالعطور ‪ . . .‬ل أزال أدور وأدور ف دائرة الدنيا والشّهوة والغرور ‪. . .‬‬
‫ومن دار إل دار ل نزال ف النار والسيح ينادينا ويقول ‪ :‬أنتم نور العال ‪ . .‬أنتم ملح‬
‫الرض‪ . .‬واللح الفاسد والنور العتم يكم ويتحكّم بالعال ‪ . .‬وإل أين الصي؟‬
‫تذكّرت هذا السائق الذي يدور من جسرٍ إل جِسر ومن دوّار إل دوّار ومن طريق ملتوية إل‬
‫حافّة الاوية واقترب من سيارة أخرى يسأل عن مرَج لذه الزمة‪ ،‬فإذا بالسائق يقول‬
‫له ‪ ":‬وأنا أيضا أبث عن منفَذ من هذه الورطة فل زِلت ف شهر العسل وأبث عن البيت‬
‫ومعي زوجت وأولدي ول نزال ف السيارة ندور وندور ومن ضلل إل ضلل ومعنا العيال‬
‫والعِلّة ‪ . . .‬وهذه هي حالة المّة ‪ . . .‬منذ أجيال وأجيال ونن على الطريق نبحث عن‬
‫البيت العتيق ونطوف ونتجوّل ونسينا الصول وكالعمى الذي يبحث عن النور ول يزال‬
‫يسأل ويدور ‪ . . .‬نُولد على الطريق وف العربة وعلى المرّ ومن شارع إل شارع ومن‬
‫شريعة إل شريعة وإل أين الق ّر يا أهل النور والنار؟‬
‫نعم! لنا اليار دون أن نتار ‪ . . .‬علينا أن نعرف بأن البيت غي السيارة ‪ . . .‬لِنبحث عن‬
‫الدّار ونتخلّص من النار والعَار والفتاح ف القلب ل ف اليب ‪ . . .‬والبيت قريب جدا أقرب‬

‫‪74‬‬
‫إلينا من حبل الوريد ضيّعنا الثر والسار ونبحث عن الال والسلطة والشهوة والشهرة ‪. . .‬‬
‫دعوا الموات ولنسي معاً مع اليّ ‪ . . .‬السيح بيده الفتاح وهو الصباح ومعه سنصل إل‬
‫دار الياة وال ّق البديّ إل البد ‪. . .‬‬

‫ما هي صلة السيح؟‬


‫السيح هو الصلة وهو الصّلة ‪ . .‬أغمض عينيك وادخل إل قلبك واترُك الدنيا لهلها ‪. . .‬‬
‫أنت تشي على الرض ولكنّ قلبَك ف السّماوات وف العوال البعد من أيّ بعد ‪. . .‬‬
‫عندما يقول يسوع " أنا لست من هذا العال"‪ ،‬أيّ أنه يذكّرنا بأننا كلّنا من ال ومعه وبه نيَا‬
‫ونوت ونولد من جديد وهذه هي الصّلة الصولية مع الصول ‪. . .‬‬

‫لنغرَق معا ونغوص ف عُمق ال ّق اللي الساكن ف لبّ القلب ولكن ف يقَظة وف جلوة وف‬
‫صفوة ل ف نوم ملّ وميت ‪ . . .‬لنتعرّف على هذا السرّ الساكن ف هذا السد ‪ . .‬مَن أنا؟‬
‫من هي هذه النا الكونية التحدة ف كلّ ذرة من أسرار الالق؟ لاذا أتيت إل الدنيا؟ ما هي‬
‫وظيفت؟ ما هو دوري ف الياة؟ هل نن هنا كاليوانات؟ ألَم ييّزنا ال بسرّه الساكن ف‬
‫القلب؟ السيح يذكّرنا بأننا إخوته ف ال ‪ . . .‬ماذا يفعل السيح وماذا أفعل أنا؟ هل أنا البن‬
‫الضالّ؟ وأين هو الل؟ علّمن أيها السيح سِرّ العودة إل البيت ‪. . .‬‬
‫ف ك ّل ل ظة يدعو نا إل العشاء ال سرّي ويغ سل قلوب نا وأرجل نا و معا ن سي إل النور ول كن‬
‫أعود إل الدن يا وأشت هي النفايات وأن سى اليات ‪ . .‬ذكّر ن يا ال وزكّي ن وطهّر ن ق بل أن‬
‫يفوت الوان وأبقى ف هذا الزمان الال من اليان ‪ . .‬ساعِدن لصحو من هذه الغفوة إل‬
‫ال صّحوة وإل اللوة ‪ . . .‬كم ن ن با جة إل اللوة ‪ . .‬إن ا ف الدا خل ‪ . .‬ف ل بّ القلب‬
‫يقول السيح " أعطن قلبك يا بنّ لبن فيك الياة واليويّة البدية" ‪ . . .‬هذا هو السلم‪. .‬‬
‫أي تسليم الرّوح بكل رضى إل ال ‪ . . .‬هو الذي يشاء مع مَن يشاء ‪ . . .‬هذه هي الفطرة‬
‫وح ّق الولدة الروح ية الطبيع ية لكلّ مولود ‪ . . .‬كلّ نا م سلمون ‪ . .‬يا أيت ها الروح الرحي مة‬
‫أنتِن منع ال مننذ الزل وحتن الزل ‪ . .‬ومبنة ال ل تعرف الننة ول النار ول الطهّر ول‬
‫الوف من الوف لنه غي موجود إلّ بالفكر الذي يهل الطريق لذلك يذكّرنا السيح بأنه‬

‫‪75‬‬
‫هو الطريق ويعلَم ما ل نعلَم ومعه نسي حت نصل إل الس ّر الساكن ف سكينة القلب وهذا‬
‫هو الباب للدخول إل الحراب حيث اللقاء مع البيب ‪. . .‬‬

‫إذا وصَلت إل لبّ القلب فأنتَ ف أمان وهذا هو السّكن المي ويا لا من رِحلة بسيطة‬
‫وهي ف داخلي ول يزال يذكّرن بأنّ ملكوت السماوات ف القلب ‪ . . .‬هنا الصدر وهنا‬
‫البي ‪ . . .‬هذا هو النبع الذي منه تتفجّر السرار ‪ . . .‬إنّ بئر زمزم انفجر ف قلب هاجر الت‬
‫هجَرت الدنيا وتوجّهت إل ال واستجاب إل قلبها وإل نداء طفلها وهذا ما يفعله بنا السيح‬
‫ف ول تشِ ّح بل تسبّح ال مدى الزل‪.‬‬ ‫ف دعائه إل البئر الداخلي ‪. . .‬إل مياه ال الت ل ت ّ‬
‫والن لنعود معا إل لقاء السيح مع السامرية‪.‬‬

‫فوصل إل مدينة ف السامرة ‪. . .‬‬


‫السيح سائح ومتجوّل روحيّ ِيجّ من مكان إل مكان آخر وحياته كانت قصية لنه صُلب‬
‫وهو ف عمر الثالثة والثلثون وكرّس حياته ف خدمة ال وأمضى الوقت ف نشر الوَعي من‬
‫أقصى الشرق إل أن عاد إل القدس حيث قال" ل نبّ ف بلده "‪ . . .‬ذهب إل مصر والند‬
‫وبلد البهار والتيبيت وجيع الرض العروفة والكشوفة التاحة ف مساحتها العلميّة ‪ . .‬ذهب‬
‫للبحث عن العلوم السرّية والشعائر القدية وإل الدارس الباطنية الكتنفة باللغاز السماوية‬
‫كالفراعنة والبودية والصوفية واشترك معهم ف البكات الليّة وذهب إل كشمي حيث‬
‫السرار الاصة لاصّة الاصة وصفوة الصّفوة ولنُخبة النخبة ومعهم درَس واختب أسرار‬
‫مستقيمة وغي مباشرة من علوم التأمل والبعاد الت ل يدّها عِلم ول حدود ول جسد بل‬
‫س علم التأمل‬
‫سرّ النور الليّ ف النسان الل ّي وهذا هو السيح سرّ ال ف الرض حيث در َ‬
‫مع ‪ nelanda‬اليّ بالسد من البد إل البد كسيّدنا الضر ومار الياس وهذه علمات‬
‫لهل الطوة والشوع ‪ . . .‬هذا هو علم الذكاء والدراك والنّباهة‪.‬‬

‫ص به أل وهو الحبة‪ ،‬لقد اختب الوَعي‬


‫وبعد هذه العلوم السرّية ظلّ يبحث عن عطشه الا ّ‬
‫والذكاء والدراك واليقي والبيان والبُنيان وسِ ّر الكائن ف الكوان وأسرار الكوّن ف الكائن‬

‫‪76‬‬
‫وظ ّل يدعو ال إل الزيد الذي يطمَع ويطمح إليه وأكرمَه ال بالحبة الليّة وكأنّه رأى‬
‫الشجار والينابيع ف الصحراء وبذلك جَع الرض مع السماء‪...‬‬

‫الحبة هي ال‪ ...‬حلَها السيح ف حياته وأينما حلّ ورحَل شارك بذا اللّ لهل الهل‬
‫والعقل والسرار ‪ . .‬ف الشرق عرفوا الكمة وف القُدس القانون والشريعة وف الغرب العِلم‬
‫والعقل‪ ،‬وإذا بالسيح يدعو العال إل الحبة ‪ . . .‬مبّة الّنفْس والغريب والقريب والعدوّ‪...‬‬

‫"باركوا لعني كم وأحبوا أعداء كم واغفروا ل ن أ ساء وأخ طأ وأ نا أت يت لذكّر كم بأنّ كم‬
‫إخوت ف ال‪ ،‬كلّ ملوق هو مسيح وهومسوح بال " ‪.‬‬

‫تعاليمه حيّة ونشيطة وبسيطة على عكس النبياء من قبله أو الكماء من أهل الشرق بل جع‬
‫بين جال وامتداد وانتشار الصنحراء منع الن ُر والينابينع وأشجار الغابات والرز والزيتون‬
‫وزرع الفرح بدل الرّتا بة واللل‪ .‬وحقّق معجزات ج سديّة وفكريّة وروحيّة بب ساطة دون أيّة‬
‫سُلطة أو ذنب أو ترهيب ‪ . . .‬لقد ارتقى إل أعلى درجات التأمل والحبّة ‪ . . .‬لقد أكرمه‬
‫ال بأسرار ل يعرفها العِلم لنّها أبعد من حدود العقل والكمة ‪. . .‬‬

‫أين كان السيح قبل أن يأت إل فلسطي؟‬


‫لقد أمضى ثلثي عاما سائحا ف العال وبقي مدّة ثلث سنوات ل غي ف اليهوديّة والقُدس‬
‫وفلسطي و أورشليم والناصرة‪ . . .‬درَس السرار الليّة وعاد ليشارك با بلد الشام‬
‫الواسعة‪ ،‬ولكنّ أهل الشريعة ل يفهموا لغة الحبّة والسيحيون ل يتحدّثوا عن حياة السيح‬
‫خارج بلد الناصرة ولنعرف شيئا عن هذه الفترة من حياته ‪ . . .‬هذا هو سِ ّر الكهنوت‬
‫الذي شارك به العال قبل أن يعود إل الناصرة لنه تعلّم وعلّم ‪ . .‬عمّد وتعمّد ‪ . .‬كان‬
‫سيّدا وخادما ‪ . . .‬كان تلميذا ومعلّما عندما عاد إل بلد الناصرة بدأ بالبحث عن طلب‬
‫العرفة ليعطيهم مّا أخذ من بلد الشرق ‪ . .‬فوصل إل مدينة ف السامرة يقال لا سيخارة‬
‫بالقرب من الرض الت أعطاها يعقوب لبنه يوسف‪ ،‬وفيها بئر يعقوب‪ ،‬وكان يسوع قد‬

‫‪77‬‬
‫تعِب من السي‪ ،‬فجلس دون تكلّف على حافة البئر ‪ . .‬وكانت الساعة تقارب الظهر‪،‬‬
‫فجاءت إمرأة من السامرة تستقي ‪ . .‬فقال لا يسوع " إسقِن" ‪. . .‬‬
‫هذا البئر هو مركز قدي ف السامرة ومعروف جدّا ‪ . .‬والذي حفرَه إسه يعقوب وهو نبع‬
‫للغذاء لميع أهل النطقة الجاورة‪ ،‬والشّكر والمتنان إل من اكتشف هذا البئر لدمة الصحّة‬
‫السديّة ‪ . .‬هذا هو الستوى العقلي‪...‬‬

‫ولكن السيح تكلّم عن الغذاء الروحي ‪ . .‬هذا النبع هو تاريي وتقليدي لتلبية حاجات‬
‫السد تاما كما تفعل الشريعة والكتب والعلومات أي الغذاء الذي نرثه بالولدة من الياث‬
‫العائلي ‪ . .‬يروي عطشنا مؤقتا ونعود إل البحث عن الغذاء الذي ل يوت ‪ . .‬أي البئر الذي‬
‫ف داخلنا ل ّن البئر الارج ّي ل يساعدنا ‪ . .‬كلّ مياث هو من حارس إل وارِث ما ل‬
‫أتعرّف على الاء الذي ف داخلي سأبقى ف عطَش مستمرّ إل ماء الياة‪ .‬هذه هي خرة‬
‫السيح ولكن بئر يعقوب هو ف جيع الكتب القدّسة أي الاء السدي ‪ . .‬وجعلنا من الاء‬
‫كلّ شيء ح ّي ولكن ماء السيح هي للروح وليست للتقاليد السديّة وللعراف الفكريّة ‪. .‬‬
‫ل تروينا إلّ ماء الروح ‪ . . .‬الكتب القدّسة تعطينا العطش فقط ولكن الروح تأت من أيّ‬
‫ب أو من أهل الصفاء والعارفي والسّالكي ‪ . . .‬البار الرضية ل تروينا بل هي‬ ‫مسيح أو ن ّ‬
‫وسيلة لنعبُر با مرّ الدنيا وهذا ما نراه اليوم عن آبار البترول ولكن بئر الرسول هو الرسالة‬
‫ل ّن البار الترابية ل جوهر فيها ول هي بديل للصول بل خطوة على مرّ الطريق ‪. . .‬‬
‫لنكُن على حذَر بأن ل نقَع ف الشّرك ونشارك العال بالعلومات عن ماء الدنيا ونبقى ضحية‬
‫البار الارجية‪ .‬ل تتعلّق ول تتماثل بأيّ من الثروات الدنيويّة ‪ . . .‬يا دنيا غرّي غيي‬
‫طلّقتك بالثلثة أي بالبعاد الثلثيّة الت هي دون ال ‪ . . .‬هي آلة الدنيا وتسّك بلبّ القلب‬
‫العمق إل الق وقال "أنا القّ‪ . . . ،‬وأنا النبع وأنا الياة وهذا هو عرش ال وسكنه ‪". .‬‬
‫فجاءت إمرأة من السامرة تستقي ‪. . .‬‬

‫أتت تسحب الاء من البئر ‪ . . .‬هذا بئر يعقوب‪ ،‬على الستوى السطحي إنّه ماء للشرب‬
‫وهي إمرأة عاديّة أتت كما تأت النساء إل الدف نفسه ‪ . .‬والستوى العمق هو ما ف قلب‬
‫السيح ‪ . . .‬هذا البئر تقليديّ من سلسلة يعقوب ‪ . . .‬أنت مسيحيّ وأنا مسلمة وأخي‬
‫‪78‬‬
‫يهوديّ‪ ،‬ولكل منّا بئر خاص نتمسّك به ‪ . .‬هذا هو تارينا وشريعتنا وعقيدتنا ودربنا إل‬
‫السماء الاص بنا ‪ . . .‬والن أتت إمرأة إل بئر التقاليد ولاذا إمرأة؟ ما الفرق بينها وبي‬
‫الرجل؟ نعم! لنّ الرأة موجّهة إل الاضي لذلك نرى أكثر العابد مؤهّلة للنساء أكثر من‬
‫الرجال‪ . .‬الرجل ينظر إل الستقبل والرأة حنينها إل الاضي ‪. . .‬‬

‫لاذا تفكّر الرأة بالاضي؟‬


‫ف الاضي طمأنينة وضمان وأمان أكثر ما هو الن أو ف الستقبل ‪ . .‬والعروف واضح‬
‫وأكيد ومضمون وحادث‪ ،‬حدث وانتهى وهذا هو التاريخ‪ ،‬ولكنّه ل يزال يعيد نفسه قايي‬
‫وهابيل‪ ،‬ولك ّن الوف من الستقبل‪ ،‬من الجهول ‪ . .‬هل سأنتصر على الغد؟ هل سيكون‬
‫لصلحت؟ مَن الذي يعرِف؟ ل ضمانة ل تأكيد ‪ . .‬الستقبل بعيد وغامض وكأنن أتلمّس‬
‫العتمة والغيب ‪. . .‬‬
‫الرأة دائما تتار ِزنّار المان ‪ . . .‬هذا هو خَيار النوثة والمومة ‪ . . .‬تبّك! هذا يعن أنّها‬
‫تريد أن تكون أمّا ل زوجة ‪ . . .‬ولدي هو سنَدي ورزقي وآخرت ‪ . . .‬الرأة تاف ‪. . .‬‬
‫إذا حَلت مَن الذي سيهتمّ بالطفل وبالم؟ وأيام المل صعبة ومن الذي سيشاركن ف هذا‬
‫الستقبل؟؟ إنّه كابوس إلّ إذا أتى الرجُل السؤول وصاحب الضمان والمان ‪. . .‬‬
‫هذا هو مطّط خاصّ ف فكر الرأة ‪ . .‬إنا بنية طبيعيّة منذ آدم حت اليوم ‪. . .‬‬

‫نادرا ما نرى إمرأة مغامرة ‪ . .‬نادرا ما نرى إمرأة ف عال الجهول حت ولو كانت حاضرة‬
‫فكريا وتتحدّث عن الوجوديّة وعن العَلمانية والساواة وما إل هنالك من حريّة وترير‪،‬‬
‫ولكنّها تعود إل سجن الضّمان مع الرجل النسان وهي النثى وهو البطل ‪ . . .‬تاف من‬
‫ي شك غي معلوم لنا ملوقة تقليديّة من ناحية الضّمانة ولكن من ناحية أخرى‬ ‫الجهول وأ ّ‬
‫لا معن ميّز والرجل باجة إل هذا العن ‪ . . .‬أنت أيّها الرجل تغامر وتبحث وتد الديد‬
‫ومن الذي يهتمّ ويرص عليه؟؟ إن ل تكن حواء معَك فهذا السِرّ الذي وجدته ستفقده ‪. . .‬‬
‫هي الارسة والدافعة والصونة لكلّ ولدة جديدة‪ ،‬إن كانت جسديّة أو فكريّة أو روحيّة ‪...‬‬
‫ت الوهرة وعندما تدها‬ ‫هي الت تمي وتصون وإلّ ما نفع البحث إن ل يُحرَس؟ لقد وجد َ‬
‫تبحث عن غيها وأين هو الهتمام؟ رغبتك ف الصول على الشّوق ‪ . .‬ومن جوعٍ إل‬
‫‪79‬‬
‫جوع تبقى ف وجَع الوضوع ‪ . . .‬إنتصرت وعُدت إل العركة وهّك الوحيد أن تستول‬
‫على الولية ومن ويلٍ إل ويل ضاعت الولية الذاتيّة وأصبحت الولوية لَملكة الال وهذا هو‬
‫الولء الول والخي‪ .‬هذا هو نصر الُنتصر وفتْح الفاتح إل البعاد ف أقصى البلد ويبقى‬
‫ال ّق مهولً وهو القرب إلينا من حبل الوريد ونذهب إل أقصى البلد وأين الصّحوة وأين‬
‫ب اللباب ‪. . .‬‬‫السِ ّر أيّها العباد!!! إنّه ف القلب وف ل ّ‬

‫الرجل يتمسّك بالبحث عن الستقبل والرأة تعيش ضمانة الاضي والسيح ييا اللحظة الت هي‬
‫اليقظة الليّة ‪ . .‬الن وهنا نن معا ف الوجود البدي ولتكن مشيئتك يا ال من خلل‬
‫إستسلمنا لك ‪ . . .‬السلم عليكم بكل رضى وتسليم وله المر آمي ‪ . . .‬هذا هو دور كلّ‬
‫مسيح وكلّ رحيم وكلّ أم تيا المومة والبوة ‪. . .‬‬
‫الرجل يذهب إل القمر ويفكّر بالشمس وبكوكب آخر ‪ . . .‬الم تزّ السرير بيمينها والعال‬
‫بيسارها والنّة تت أقدام المهات ولكن أين هي الم؟ أين هو الب؟ لقد أتَت إل البئر‬
‫التقليدي ولكن على الستوى الروحي والباطن هي أتت لتلتقي السيح ‪ . . .‬ل بالتاريخ ‪. . .‬‬
‫ن وييا اللحظة النية الليّة وهو جسد ال وخرته البديّة ‪ . . .‬هذه الرأة هي‬ ‫هو رجل كو ّ‬
‫الت تفظ الاضي والتقاليد الت جعناها ف بئر يعقوب ‪ . . .‬أي نيا لنقرأ الكتب السماوية‬
‫ولنذهب إل العابد ونردّد كلمات أهل السّلطة وأهل الترهيب والترغيب ونعلّم أجيالنا ما‬
‫تعلّمناه من خوف وجهل ‪ . . .‬هذه هي الضارة الت ورثناها عن أجدادنا ول شيء جديد‬
‫تت الشّمس بل اللَل من جيلٍ إل جيل حت أصبحنا رمز الهل والبل ‪ . . .‬الم تعلّم الدين‬
‫والرجل إذا ُخيّر له فيختار العِلم والعرفة والباعة بدلً من الدين لنه ل يستطيع أن يمي‬
‫ي سِرّ‬‫ن ل ينتمي إل أ ّ‬‫الدين ولك ّن العِلم ليس باجة إل صيانة أو حاية لنه منطق ّي وعقل ّ‬
‫من السرار الباطنيّة بل بسيط و واضح ‪ . . .‬واحد زائد واحد يساوي إثني ولكن بالدين‬
‫واحد زائد واحد يعن توحيد مع الواحد الحد إل البد ‪ . . .‬هذا هو جع الامع ‪ . . .‬جع‬
‫المومة مع الطفولة ‪ . . .‬وهذه الغريزة الفطرية موجودة عند الرأة ‪ . . .‬فأتت إل البئر و قال‬
‫لا السيح ‪" :‬إسقِن"‪. . .‬‬

‫‪80‬‬
‫لاذا طلب منها هذه الدمة؟ هل هو باجة إليها ؟ إنا علمة قيّمة وثينة ‪ . . .‬من الصعب أن‬
‫نبّ ومن الصعب أن نستقبل الب ‪ . .‬الب صعب وتقريبا من الستحيل أن نتلقّى الب‪.‬‬
‫لاذا؟ ‪ . . .‬أن نب الخر هذه عملية سهلة وليست ض ّد النا أو الغرور ‪ . . .‬أحبّك لنن‬
‫ك شيئا وأشعُر‬
‫أحب فرح العطاء وهذا هو الدين كما عرفته من التقاليد ‪ . . .‬إنّن أقدّم ل َ‬
‫بالرقيّ وبالتحسّن وبالغرور ‪ . . .‬أنا أكب منك لنن أعطيتك ‪ . . .‬اليد الت تعطي هي فوق‬
‫اليد الت تأخذ ‪ . .‬نفخة وعظمة وسيادة وإل كلّ ما نراه بإسم الي والنسانية حيث ل خي‬
‫ول إنسانية بل غرور بالفوقيّة ‪. . .‬‬
‫إنّ الدنيا أخذ وعطاء ‪ . . .‬تاوب من القلب للقلب ‪ . .‬العطاء هو الستلم ‪ . . .‬السلم‬
‫عليكم وعليكم السلم‪ .‬هذا هو التسليم والستلم ‪ . . .‬أُنظر إل شكل القبة ‪ . .‬تستقبل‬
‫القبلة من أي جهة كانت ‪ . . .‬ولكن ف الستقبال ل شعور بالغرور بل بالل وبالذلّ ‪. .‬‬
‫علينا أن نتعلم نعمة العطاء والخذ ‪ . . .‬فعل وتاوب مع الفعل والقول والعمل به ‪ . . .‬إنّ‬
‫اليد الت تعطي هي الت تأخذ أثناء العطاء ‪ . . .‬إنّها عملة واحدة ذات وجهي ‪ . .‬شكرا‬
‫لنك قبلتَ هديت لنفسي من خللك ‪ . . .‬أنتَ أنا ‪ . . .‬أنا نن ‪ . . .‬ومن هذا المتحان‬
‫نيَا اليزان ونعمة البيان وسحره وشرّه ‪ . .‬وهذه النعمة هي الت تحو نقمة الستكبار‬
‫والغرور‪...‬‬

‫لنشاهد ولنحاسب النفس ‪ . .‬عندما تعطين الب أشعر بالقاومة وبالماية وأرفض هذا‬
‫العطاء بلطف أو بأدب ‪ . . .‬ابتدع سور أو حائط رقيق وشفاف وماكر أي أنن لست باجة‬
‫إل أي حب ل منك ول من غيك ‪ . .‬ومن منا ل يب الب؟ الب غذاء ضروري للحياة‬
‫منذ الولدة حت الولدة ‪ . .‬ولكن أتظاهر بأنن مكتفية بال ومبة على القبول والخذ‬
‫خدمةً لك ل غي ‪ . . .‬ل أقول إحساسي ولكن أتصرف با أشعر والقيقة تظهر على الوجه‪.‬‬
‫راقب الزواج وسترى عملية الشد والسد ‪ . . .‬أذا الرأة تب ينسحب الرجل والعكس أيضا‬
‫صريح وصحيح ‪ . . .‬حب وسحب ‪ . .‬الريبة تلتي الراجل ومن الب ما قتل وإل ما‬
‫هنالك من تعابي أتت من الختبار ‪ . . .‬نادرا ما نرى الب على مستوى موحد بي‬
‫الطرفي‪ .‬لاذا؟ هنالك أسباب رئيسية من حيث العاطفة‪ .‬إذا الرأة عندها شغف وشوق ياف‬

‫‪81‬‬
‫منها الرجل وينسحب وتربح هي الشعور بالفوقية وبالعطاء ‪ " . . .‬أحبك وأنت ترب‬
‫من "‪ ،‬وإذا تاوب معها أصبح هو التكّل عليها وهذ هي العبودية ل العبادة أو الحبة وبا أنا‬
‫هي صاحبة المومة ستغمره وستحيطه من جيع الهات " وأحبك وأغار عليك " ويقع ف‬
‫الفخ وف السجن وأين الروب؟ أين هو الباب؟ هي الت تقف له بالرصاد ‪ . . .‬لذلك يهرب‬
‫قبل أن يقع ف الشرك ‪ . .‬وقع ف الب ‪ . .‬لاذا ل نقول إرتفع ف الب؟ ‪ . .‬نقع ف قبضة‬
‫الزواج أي ف مقبة الب ‪ . . .‬الزواج مقبة الب لنه أنبن على الوف ل على الب ‪. .‬‬

‫أين الل قبل أن نقع ف هاوية اللل ؟ ‪. .‬‬


‫علينا أن نستمع إل القلب ل إل العقل فقط ‪ . . .‬الب ينبع من القلب ‪. . .‬وأن نسمح‬
‫بالساحة والسعة والدى بي الطرفي ‪ . . .‬ومن الق ما خنق ومن الب ما قتل ‪ . . .‬الب‬
‫حرية وشوق وليس إكليلً من الشوك ‪. . .‬معا نب الب على حد سواء ولكن الغرور يقف‬
‫لنا على السور وإذا كنت غي قادرا على الستقبال ستكون عاجزا عن العطاء ‪ . . .‬الب‬
‫أخذ وعطاء ‪ . .‬مشاركة حياة دون أي شرك ‪ . .‬هذه هي نتيجة طبيعية ‪ . .‬تصيل حاصل‬
‫إذا كان الفعل حيّ وفاعل ‪. .‬‬
‫كلنا باجة إل الب وبدون حب نن أموات ننتظر ساعة الدفن ‪.‬‬
‫ولكن الغرور هو سبب هذا القهر بي البشر ‪ . .‬علينا أن نتبادل الدى والداية وإل ستكون‬
‫العاقبة هي الوت السبق لننا ناف من استقبال الحبة ونرفضها ونرفض أن نعطيها وهذا هو‬
‫البخل والشح ‪. . .‬‬
‫والنسان الكسيح والشلول ليس بالسد فحسب بل بالفكر وبالنفس وبالروح ‪ . . .‬أين‬
‫أنت أيتها الصدقة؟ إن الصدقة والزكاة ليس واجبا بل حبّا بالذات الزلية حيث ل فقر ول‬
‫خوف ول جوع بل مشاركة بنعم ال لميع خلق ال ‪ . . .‬إن للحق حق إذا كان النسان‬
‫من أهل الق ‪ . . .‬وهذا ما فعله السيح مع السامرية عندما قال لا "اسقين " ‪ . .‬هذه هي‬
‫بداية الب ‪ . .‬السيح يطلب من شخص ل يعرفه شخصيا بل بالروح وتنكشف القلوب‬
‫وتتجاوب بالعروف ‪ . . .‬إنا رسالة الق والرقة والعطاء ‪ . . .‬وأتى السيح إل البئر ‪. . .‬‬

‫‪82‬‬
‫وكان التلميذ قد مضوا إل الدينة ليشتروا طعاما فقالت له الرأة السامرية ‪ " :‬كيف تسألن‬
‫أن أسقيق وأنت يهودي وأنا إمرأة سامرية؟ لن اليهود ل يالطون السامريي ‪. . .‬‬
‫إن الضمي السيحي ل ييز ول يقسم ول يفرق بي البشر ‪ . . .‬الوعي الكون ل ينتمي إل‬
‫أي عقيدة ‪ . . .‬السيح هو السماء حيث ل حدود ول بنود ‪ . .‬ل يهود ول هنود ول‬
‫سامري ول سوري ‪ . . .‬ل جنسية ول أي علمة فارقة أو منلة خاصة ‪ . .‬ل لون ول‬
‫أعراف ول تقاليد ‪ . . .‬إنه التوحيد ‪ . .‬إنه الوعي ‪ . .‬السيح هو الوجود الوحّد مع الواحد‬
‫الحد ‪. . .‬‬
‫لقد طلب الاء من ال عب هذه المرأة ‪ . . .‬هي مرد وسيلة وصل ‪ . . .‬ولكنها قالت له ‪:‬‬
‫كيف تسألن أن أسقيك وأنت يهودي ؟ أولً ‪ . . .‬اليهود عندهم فكرة الغرور بأنم شعب‬
‫ال الختار للستكبار ‪ . . .‬والسامري هو العبد الفقي لدمة هذا الستكب ‪ . . .‬والتاريخ‬
‫يشهد على العاملة الاهلة الت لتزال حت الن حول العال ‪ . . .‬طبقات فكرية كافرة تفرق‬
‫بي عباد ال ‪ . . .‬ف الند حت الن طبقة النبوذين ول يسّهم أحد حت رجال الدين‬
‫وكذلك كان الشعب السود ف أمريكا هو العبد لدمة البيض ‪ . . .‬ول يزال هذا الذل‬
‫وهذا الهل ف الرض حت الساعة ‪ . . .‬من الستحيل أن نرى ف الند مثلً أحد " النبلء "‬
‫يطلب الاء من أحد النبوذين وأكثر من ذلك ف أقصى النوب منوع مرور أي هندي منبوذ‬
‫ف وضح النهار لن خياله شؤم ونس وجرية يعاقب عليها بالوت ‪ . .‬وهؤلء النود‬
‫" النبلء " أي الباها ‪ . . .‬يذهب إل الغرب والشرق وحول العال ليعلّموا الدين القيقي‬
‫الذي سيحوّل الهل إل عقل والكفر إل الذكر ‪ . . .‬وبالناسبة ‪ . .‬أحد الرؤساء النود‬
‫ذهب إل أمريكا وحاضر عن الندوسية ف أحدى أكب الامعات ‪ . . .‬وصرح بأن الشعب‬
‫الندي الاص بالطبقة النبيلة والاكمة هو العلم والشراف ف العال ‪ . . .‬وخلقه ال لدمة‬
‫البشر ولنشر الوعي حول العال ‪ . . .‬وسأله أحد الشباب قائلً ‪ " :‬أيها الرئيس ‪ . .‬إذا كنت‬
‫تؤمن بأن الندي يستطيع أن يساعد العال لاذا ل يساعد شعبه وبلده ؟ " وماذا كان جواب‬
‫الرئيس؟‪ ...‬ردّ عليه بكل غرور وسخافة قائلً ‪ . . .‬إن السيد السيح ولد ليساعد الخرين ل‬
‫ليساعد نفسه والند وجدت لتساعد الغي ل لتساعد نفسها " ‪ . .‬هذا هو شعب ال الختار ‪.‬‬
‫متار للغرور وللستكبار وسيكون سقوطه عظيما ‪ . . .‬هذا التعجرف هو ضحية الهل‬

‫‪83‬‬
‫والوف وكذلك اليهودي وكل إنسان اختار الغرور واتم ال بأنه هو الذي منحه هذه‬
‫ف ولكل مناسبة زي ولكل‬ ‫النعمة‪ .‬شعب ال الختار لاصة علمية وميزة ‪ . . .‬لكل شجرة ّ‬
‫زهرة عطر ولكل جهل عهر وهذا هو العهد والوعد لكل ح ّر ولكل عبد ولنا اليار دون أن‬
‫نتار ‪.‬‬
‫لاذا الغرور عند اليهود والنود ؟‬
‫إنه موقف خاص وظاهرة لا علقة بالبيئة وبالطبيعة السدية ‪ . . .‬الندوسية واليهودية فيها‬
‫تشابه من حيث التحويل والتردد ‪ . . .‬ل أحد يغي دينه ول يتزوج إلّ من دينه ول يتعاطى‬
‫إل مع العتقد نفسه ‪ . . .‬أنا الفضل ‪ . . .‬أنا الهم ‪ . . .‬أنا الفضل والختار ‪ . . .‬ولدت‬
‫يهوديا أو هندوسيا ‪ . . .‬التحول أو التغيي غي مسموح ‪ . .‬لاذا ؟ ‪ . . .‬لنّ الدم واللحم‬
‫والسم يهودي وهذه هي اليزة الساسية ‪ . . .‬الولدة أهم من الطقوس والعبادة ‪. .‬‬
‫اليهودي يولد يهودي وكذلك الندي ‪ . . .‬هذه هي النانية الاهلة ولذلك العذاب ولد مع‬
‫هؤلء الفئة من البشر ‪ . . .‬راجع تاريخ النود واليهود ‪ . .‬البؤس والشقاء والل جزء من‬
‫الستكبار ‪. . .‬أنا شعب ال الختار !!!‬
‫هذه الرأة البسيطة من السامريّة تعجّبت لّا تكلّم معها السيح اليهوديّ و طلب منها أن تسقيه‬
‫من بئر يعقوب ‪ . .‬هذه معاملة غي واردة ول تصدّق ‪ . .‬ولكن بالنسبة للمسيح فهو أبعد من‬
‫ي نسب وحسب وتتميز وتفرقه وهذه هي نعمة أهل الحبة والرحة حيث النتماء ل وحده‬ ‫أّ‬
‫عزّ وجل ‪ . . .‬ل ينتمي إل أي دين أو أي وطن بل إل الفطرة اللية الساكنة ف سكينة‬
‫القلب ‪ . . .‬كلنا أخوة بال وكلنا عيال ال وهذا هو التدين حيث ل صفة ول نعت بل‬
‫التوحيد مع الوجود والوجود ‪ . . .‬وماذا كان رد السيح للسامرية؟ أجابا يسوع ‪:‬‬
‫" لو كنت تعرفي عطاء ال ومن هو الذي يقول لك‪ :‬اسقين لسألته أنت فأعطاك ماء الياة "‬
‫السيح يلك ماء ال ‪ . . .‬وجعلنا من الاء كل شيء حيّ ‪ . . .‬النسان الاهل يهل وجوده‬
‫الروحي وماء الياة توله من جسد إل ساجد ‪ . .‬من تراب إل قلب ومن فكر إل ذكر ‪. .‬‬
‫ويسوع يطلب منها ليفتح لا باب العطاء والخذ ‪. . .‬قال لا اسقين وبذلك يقدّم لا الداية‬
‫قبل الدية ‪ . .‬كن حاضرا لستلم السلم قبل أن تكون حاضرا لعطائه ‪. . .‬‬

‫‪84‬‬
‫يقول العرب " يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نن الضيوف وأنت رب النل " ‪ . . .‬دارنا دارك‬
‫ل وسهلً هي روح الضيافة‬ ‫وأرضنا أرضك والار قبل الدار حت لو جار ‪ . . .‬كلمة أه ً‬
‫والداية والدى وأين نن اليوم من هذا القام؟؟ نعم! نن ف مقام الستكبار والغرور والفوقية‬
‫الت تفوق الق !!!‬

‫من الذي سينتصر ؟ الق أم الباطل؟‬


‫طبعا" الق هو طبيعة أهل الطريق ال الق‪ ...‬وعندما يزول الغرور ل يبقى إل فرح العطاء و‬
‫إل سندمر طهارة القلب و جال الحبة‪ ...‬وهذا هو الوت للحياة وليوية النسان‪ ...‬يقول‬
‫لا السيح‪ ...‬لوكنت تعرفي عطاء ال ومن هو الذي يقول لك إسقين‪...‬‬
‫وكأنه يقول لا " انظري إل‪ ...‬أنا هنا معك وجها لوجه أل تعرف من أنا؟ "‬
‫هذا هو اللّوعي‪ ...‬هذا هو عدم الدراك واليقي ‪ ...‬ف الدنيا أعمى وف الخرة أعمى‬
‫وأضل سبيل‪...‬‬
‫السيح هو الضمي الي ف كل حي وأين أنا من هذه اليوية ؟‬
‫حت لو أتى يسوع ال باب وفتحت له الباب فلم أراه لن قلب مجوب عن النور‬
‫السماوي‪...‬‬
‫من ل يعرف نفسه ل يعرف أحدا‪ ...‬الكائن الذي ل يعرف كيانه ول بيانه كيف يستطيع أن‬
‫يرى القدسية الت أمامه؟‬
‫وجها" لوجه مع السيح وأنا مسوحة بالدنيا وبالشهوات وبالغرور‪...‬‬
‫أين هو مصدر الفرح والسرور؟ أين هي العرفة والشهادة؟ أين نن من حقيقة وجودنا؟؟‬
‫أنا هي هذه المرأة والسيح ف داخلي ول أدخل الحراب لرى نعمة ال ف لب القلب‪...‬‬
‫ال يدعون لدعوه‪"...‬ادعون أستجيب" وهو على الباب ومن منا حاضرا" لي جواب أو‬
‫أي تاوب؟؟‪...‬‬
‫اطلبوا تدوا اقرعوا يفتح لكم وهل أنا ف صحوة اللوة لقرع باب الرب؟‬
‫ل يزال السيح يدعون وأنا ف الدنيا يلهين التكاثر‪ ...‬ألانا التكاثر حت أصبحنا ف القابر‪...‬‬
‫أموات فوق الرض وتتها‪ ...‬السيح أمامها وهي ترى وتسمع ما يدور بفكرها "إنه يهودي"‬

‫‪85‬‬
‫الفئة والصنف والطبقة والعنصرية وكل ما نراه من كفر وسحر وشعوذة وأمامي النور اللي‬
‫وضيعت الفرصة لنن أنا ف ضياع مستمر‪ ...‬وأين أنا من الوديعة الت وضعها ال ف‬
‫قلب‪...‬؟؟ وهل أنا أمينة على هذه المانة؟؟‪...‬‬

‫ما هي هدية ال؟ يقول السيح‪:‬‬


‫"لو كنت تعرفي عطاء ال‪"...‬‬
‫الحبة والعرفة‪ ...‬الذي يب يتعرف على السيح أو إذا كنت من العارفي ستعرف السيح‬
‫وهذه هي هدية ال ف قلب النسان ولكن من منا استخدم هذه النعم؟ الذي ل أستعمله‬
‫أجهله‪ ...‬كذلك انعدمت عندي الحبة لنن تاهلتها ‪...‬‬
‫إذا ل أستخدم حواسي ماذا يصل لم؟ وكذلك الال والصحة والفكر وأي وسيلة أو سلعة‬
‫أو نعمة الالق سخر اللق للمخلوق ولكن الق على النسان الذي كفر ونكر ال أن وصل‬
‫إل ما نن عليه اليوم ‪ ...‬لقد إنّشلت حركة السي الداخلية‪ ...‬جيع مسارات الواس‬
‫والسرار والبعاد و كل بركات ال أصبحت ف مستنقع ملوث من أعمالنا وأفكارنا‪...‬‬
‫إنسان اليوم يعيش ف زنزانة‪ ...‬إسها قصر أو بيت أو خيمة ول فرق ف السكن بل بالساكن‬
‫الذي ل يعرف هذا الكائن‪ ...‬لقد خسرت جيع نعم ال لنن ل أستخدمها ل بل هدمتها‪...‬‬
‫ومنذ أجيال وأجيال وأنا أعيش ف أمة جهل حيث ل مبة ول رحة بل حرب ورجة والسيح‬
‫ل يعرف إل من خلل الحبة أو العرفة‪...‬‬
‫وهذه السامرية هي مرآة ل ‪ ...‬ير السيح من أمامي ول أراه‪ ...‬كم من الكماء والنبياء‬
‫والعلماء واللفاء مروا ف حيات ول أحيا معهم ول لظة‪ ...‬كم من النساء السيدات‬
‫الطاهرات مررن على مر حيات وكنت غافلة وعمياء ول زلت أحيا ف هذا الذل أنتظر الزلزلة‬
‫علن بذلك أصحو من هذه الغيبوبة الغافلة !!!‬
‫اليوات تر على مر الياة ول حياة لن تنادي‪"...‬أفل تتذكرون؟" لاذا ل نتذكر؟ لن الذاكر‬
‫كفر بالنور ول يرَ إلّ الشر‪ ...‬هذه هي السامرية وجها" لوجه مع السيح ول تر إل التاريخ‬
‫الفارغ من الي واختارت الوف وقالت له أنت يهودي‪ ...‬ول نزال ف هذا الهل‪"...‬دعوا‬

‫‪86‬‬
‫الموات وتعالوا معي"‪ ...‬هذه هي دعوة السيح ال كل إنسان يب أن ييا الياة البدية‬
‫وينعم بنعم ال اللمتناهية‪ "...‬لو كنت تعرفي عطاء ال "‪...‬‬

‫يعود ويذكرنا ويكرر دعوته لنا قائل‪ ...‬أنا حل ال وهدية ال لكم ‪..‬أتيت إليكم حامل ف‬
‫قلب هبة إلية ال كل من يقبلن ومن منا يقبل أي منحة ساوية ؟ كيف أستطيع أن أسح‬
‫بزاوية صغية ف قلب للسيد السيح؟‬
‫شرارة نور أو ومضة سر منه تولن من الوت ال القيامة ولكن هذه السامرية ل تزال ف‬
‫العصر الجري ل تر من هذا السر إل جسده اليهودي ‪ ...‬وهذا ما نراه نن عندما ل نرى‬
‫إل جسدنا ونسينا الساجد ف هذا العبد‪...‬‬
‫أين هي الرؤية السماوية السامية بالنمو والسمو اللي؟؟ السيح هو جسد وفكر وروح ولكن‬
‫ل أرَ إل جزء قليل من جسده‪ ...‬جسد إنسان ولكنه هدية وهبة من ال‪ ...‬أين هي الدية؟‬
‫السد مدود ولكن البة غي مدودة ترفرف وتوم حوله ولكن باجة ال بصية لترى هذه‬
‫النعمة ‪...‬‬
‫لو كنت تعرفي عطاء ال ومن هو الذي يقول لك ‪ :‬إسقين‪...‬‬
‫هو ال بنفسه وبروحه يطلب منك القليل من الاء ‪ ...‬ال يسألك العطاء ليفتح لك باب‬
‫الدخول ال هيكل العطاء ‪...‬‬
‫إنه يطلب من ليعطين ‪ ...‬إسقين أيتها المرأة و استلم منك الاء وعندما يعطيها ماء الياة‬
‫هي بدورها تستقبل كما هو استقبل وهذه هي قبلة ال ‪ ...‬هذا هو التبادل حيث ل مقاومة‬
‫ول تردد ول خوف بل لتكن مشيئتك يا أكرم من كل كري ويا أرحم من كل رحيم‪...‬‬
‫هذه مشكلة دائمة ومتواصلة مع الرشد والريد ‪ ...‬مع السيح ومع التلميذ ‪...‬مع الم‬
‫وولدها ‪...‬‬
‫الشاركة بفرح العطاء مقاومة ثابتة لن الشكلة تبدأ وتنشأ من عدم التجاوب من جهة الريد‬
‫أو الولد أو التلميذ‪...‬‬
‫السيح مستعد لعطائي ولكنن لست مستعدة للمبادلة ول للخذ‪ ...‬أنت لست من دين أو‬
‫من قبيلت وغي مسموح ل أن أتعامل معك فاذا" ل أسح لنفسي بأن أتقبل منك أي هدية‪...‬‬

‫‪87‬‬
‫ال يقول لنا تادوا‪ ...‬أي الداية هي ليست مادية فحسب بل إناء وماء ف سبيل الفناء‬
‫بالبقاء‪ ...‬العطاء مشاركة ف بركات الالق مع الخلوق‪...‬‬

‫أين هو الل؟‬
‫الل ف اليلة الظريفة والفيفة الت يفكر با الرشد لدمة الريد‪ ...‬هذا العطاء هو تبادل‬
‫الراء ونقل العرفة من العلم ال التلميذ وعلى السيد أو السيح أن يلق وضع خاص للحوار‬
‫ليشعر الطرف الثان بأهية وجوده عندئذ أشعر بأن وجودي له معن ومغذى وأستقبل كرم‬
‫العلم لنه هو أيضا باجة إلّ ‪ "...‬صاحب التاج متاج‪...‬السيح باجة ال‪ "...‬ظل عبدي‬
‫يتقرب من حت صرت عينه ويده ورجله " ويقول ال " كنت ك ًن مفيا فخلقت اللق‬
‫لعرف "‪ ...‬ال يسكب ف مبته ورحته وأنا أيضا أستقبلها وأشارك با نفسي وجاري‬
‫والقربون إل ال أول بعروف ال ‪...‬‬
‫هذه الشاركة ليست بالكراه ول بالترغيب بل بالتجاوب مع أحباب القلوب ‪ ...‬يذكرن‬
‫السيح بقوله‪ ...‬أنا أتيت لنك أنت وأنت مسيح آخر ‪ ...‬كل ملوق هو مسوح بال ومن‬
‫روح ال ولكن ماذا أفعل لستحق هذا الق ؟؟ وهنا يطلب من السامرية بكل حب وأسى‬
‫التواضع والسمو لينمي فيها الروح اللية بقوله لا‪...‬‬
‫لو كنت تعرفي عطاء ال ومن هو الذي يقول لك‪ ..‬إسقين‪ ...‬لسألته أنت فأعطاك ماء‬
‫حيا‪ ...‬أي ماء الياة البدية‪ ...‬لو عرفت ما هي الدية الت ف قلب السيح و لكنها ل تلك‬
‫البصية ومن منا يلكها؟‬
‫لقد أتى أحدهم ال النب ممد قائل‪ ...‬أمّرن يا رسول ال‪ ...‬أي اجعلن أميا على البصرة‪...‬‬
‫فرد عليه البيب بقوله‪..‬‬
‫" البصرة تزول أجعلك أميا على بصيتك الت ل تزول"‪ ...‬ومن منا يرغب ويشتهي ويشتاق‬
‫ال الق؟‬
‫نشتهي الدنيا الفانية ونترك الخرة الالدة ‪ ...‬وهذه السامرية هي مرآة ل لتذكرن كم أنا‬
‫عمياء ف الدنيا وف الخرة أيضا"‪...‬‬

‫‪88‬‬
‫ل ترَ السيح إل جسديا‪ ...‬من هو الساجد ف هذا السد؟ وأين نن من لحة أو نظرة نور‬
‫خاطفة لنرى الفايا الت ف قلبه والاضرة لتعطي ال أصحاب القلوب الية مع الياة ؟ لو‬
‫رأته كما هو يرانا جيعا لتوسلت اليه وصلت له ومعه وطلبت من بئر السيح الذي يسكب‬
‫ويصب ف القلب ول يتعب ول ينضب‪...‬‬
‫السيح أمامي ول أراه وف قلب ول أشعر به لنن مهتمة بأمور كثية والطلوب واحد ‪...‬‬
‫اهتمامي ف قشور الدنيا ل ف الذور ول ف العطور ‪ ...‬لكل زهرة عطرها ولكل إنسان‬
‫ذكره الذي ل يزول ‪ ...‬فمن عمل مثقال ذرة خي أو ذرة شر سيى أعماله ف الدنيا وف‬
‫الخرة ‪..‬‬
‫عطر السيح لن تسحه الكوان لنه خالد مدى الزمان ‪ ...‬ولكن أين هي البصية الت ترى‬
‫الساجد ف السد والعابد للبد؟؟‬
‫هو الذي يراها ومعه النعمة الت توّلا وتنقلها من الياة العادية إل الياة البدية ومن شاطئ‬
‫العواصف والعواطف ال الشاطئ المي حيث السكينة البدية المنة مع المي إل أبد‬
‫البدين ‪...‬‬
‫ولكن السامرية مهتمة بسده اليهودي وباء الدنيا وبقشورها ‪.‬‬
‫قالت له الرأة ‪ " :‬يا رب ‪ ..‬ل دلو عندك والبئر عميقة‪ ،‬فمن أين لك الاء الي ؟ "‬
‫إنا تتحدث معه من باب النطق وهذا هو حق الدنيا ‪ ...‬ل خلف ول نزاع بي النطق‬
‫والسخافة ‪ ...‬لغة الدنيا تتماشى وتتناغم مع لغة البلهة ‪ ...‬ل فرق بي النطق والماقة‬
‫والغباء إنم أحباب ومعا ف خدمة اليوب ‪ ...‬إنه الزواج الدنيوي بي النطق والهل ‪..‬‬
‫وهذا ما تسأله السامرية للمسيح وكذلك العلماء وأهل الشريعة والقانون ‪ ...‬ماذا فعلوا به‬
‫وماذا سألوه؟؟ كلنا معا ف مسية الهل والغباء!!! وهذه المرأة إستغنمت الفرصة وسألته‬
‫لتحرجه حيث قالت ‪ " ...‬يا سيدي! ما هو هذا الكلم الغب والاهل ؟ أين هو الدلو والبئر‬
‫عميق وتقول ل بأنك صاحب ماء الياة ؟؟‬
‫مع من نتكلّم ؟ إنن سامرية وأنت يهودي ومعي الدلو وهذا بئر أجدادي من بن يعقوب‬
‫وأنت ل تعرف عمق هذا البئر"‪...‬‬

‫‪89‬‬
‫إنا صادقة ف جهلها وتستخدم لغة العلم والنطق العقلن ‪ ...‬إنه ل يلك الوسيلة الألوفة‬
‫بسحب الاء من البئر ويدّعي بإعطاء ماء الياة ‪ ...‬إنه ادّعاء بالنسبة لهل الفناء ‪...‬‬
‫وما رأت على وجهه إلّ التعب وغبة الدنيا والرهاق والعطش والضجر والدّعا والغرور ‪...‬‬
‫إنه مرآة لا ول ترى إلّ ما ف داخلها ‪ ...‬ومن أين له ماء الياة وهو وحده ليس معه أحد‬
‫وسألته ‪ " :‬وهل أنت أعظم من أبينا يعقوب ؟" ‪..‬‬
‫هذا هو السؤال الألوف والعروف ‪ ...‬الجرة تسأل البل ‪ ..‬من أنت لتكون أكب من‬
‫التراب ومن الصحراء ومن الصى الت ندوسها ؟؟‪ ...‬حوار الاهل لهل العقل‬
‫والسرار ‪ ...‬هذه هي أسئلة اليهود إل السيح!! هل أنت أكب من إبراهيم؟ هل أنت أكب‬
‫من موسى؟ هل أنت أعظم من أنبياؤنا؟ هل أنت أهم من تارينا؟ هذه هي السئلة الدنيوية‬
‫للحكماء وللنبياء وللعلماء ‪ ...‬هل أنتم أشهر وأنبل وأروح من أهلنا وماضينا؟ من أنتم‬
‫لتتكلموا عن السماء وعن ال ونن حكّام الدنيا وأهلها؟؟‪..‬‬
‫هذه هي السئلة السطحية الت نسألا إل كل جديد ومدهش ومنعش لننا ننتمي إل التاريخ‬
‫اليت والمل ‪ ..‬ل نعرف شيئا عن السيح ونتّهمه بالدّعاء وبالستكبار لنه يقول " أما أنا‬
‫فأقول لكم " ول نعرف من كلمة " أنا " ا ّل النانيّة والشريعة الت وضعها موسى حيث قال‬
‫" إكرهوا أعدائكم " وأما السيح يقول " أحبوا أعدائكم " ‪ "،‬إغفروا للناس " ‪ "،‬ل تدينوا‬
‫أحد "‪" ،‬من منّا بل خطيئة "‪ " ،‬اتركوا الكم والقرار والرأي ال ال وابتعدوا عن العقوبة‬
‫والدانة والستكبار ‪ ...‬ال هو الاكم والكم ل تتدخل ف أمر ال لتكن مشيئتك يا‬
‫ال "‪...‬‬
‫من الطبيعي ان يعترض اليهودي على كلم السيح لنه ضدّ شريعة الفكر والنطق اليهودي‬
‫وسألوه مرارا " هل أنت أكب من إبراهيم وموسى ؟" وسألته السامرية قائلة " هل أنت أعظم‬
‫من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر وشرب منها هو وبنوه وماشيته؟"‬
‫هي تسأل عن الاضي والسيح هو اليّ الن والبعد من أي زمان ومكان ‪..‬‬
‫هو البيان والقوى من أي كيان ‪ ...‬هو اللوهية التجسّدة ف النسان ‪...‬‬

‫أين هو البئر ؟ وما هو حديثك هذا ؟ وليس معك أي وسيلة لسحب الاء !!!‬

‫‪90‬‬
‫هذه هي السامريّة الصادقة ف كلمها الصادر من ماضيها ومن تاريخ أجدادها ‪...‬‬
‫ولكن النطق ل يرى الق ‪ ...‬لقد ضيعت الطريق لن السيح والكماء والنبياء وجيع رسل‬
‫ال ل يتحدثون بلغة النطق بل بلهفة الق ‪...‬‬
‫و علينا أن نفهمهم بالدس وبالبديهية ل بالفكر وبالتفسي وإلّ ستكون نعمتهم منطقية أي‬
‫كلم صادر من العقل وهذا مرّد نقاش وشجار تاريي ل علقة له بالبعاد الروحية اليّة مع‬
‫الياة ‪ ...‬لنضع البر جانبا ولنعيش مع الذكر ولنحيا بيان ال من حضرة السيح الزلية مع‬
‫البشرية ‪ ..‬أجابا يسوع ‪ :‬كل من يشرب من هذا الاء يعطش ثانية أي ماء الدنيا هو للجسد‬
‫الذي باجة ال الزيد من هذه الاجة لنا من نبع العراف والتقاليد أمثال يعقوب وإبراهيم‬
‫وموسى وغيهم لننا ل نفهم قلوبم بل الكلمات الت وقعت ف عقولنا وأفكارنا ول تتعدى‬
‫اللسان والذان ‪..‬‬
‫ل تعرف العرفة الت ف الصدور بل قشور الكلمات الت ف السطور ‪ ..‬إن ل ندرك ونتحقق‬
‫حق الكلمة سوف لن نتغيّر ولن نسمو ال مقام السمو السماوي ‪ ..‬علينا أن نتب الياة قبل‬
‫أن نعبّر با أو نعب عنها ‪ . . .‬إنّ العطش إل ماء ال هو العطش الروحي الذي يتحدّث عنه‬
‫السيح و إن ل نشرب من ماء الياة سنبقى مع أهل الوت ‪ " . .‬دعوا الموات يدفنون‬
‫بعضهم البعض و تعالوا معي إل نبع الياة ‪ " . .‬هذه هي دعوة ال إل اللوهية حيث‬
‫لعطش ول موت بل اللود مع الوجود ‪ . . .‬نستطيع أن نؤجّل الياة ونؤخّرها ولكن هذا‬
‫العطش ل يوت بل يعود ويعود حت أرتوي من نبع السيح وإ ّل سأحيا حياة الرب والنتقام‬
‫والثأر إل أن أصل إل النور و أتّصل به ‪ . . .‬نن نور العال ‪ . . .‬و طوب للعطشاني إل مياه‬
‫الياة البديّة ‪. . .‬‬
‫" و أمّا الذي يشرب من الاء الت أعطيه أنا إيّاها‪ ،‬فلن يعطش أبدا ‪" . . .‬‬
‫هذه هي خرة السيح الت يسكبها ال ف روحي وأحيا بالروح القدس ليس بالسد ول بالبز‬
‫وحده ييا النسان و لكن بالياة البديّة الت ترضي الرغبات الروحيّة ‪. . .‬‬

‫" بل الاء الت أعطيه إيّاها يصي فيها عي ماء يتفجّر حياة أبديّة ‪" . .‬‬

‫‪91‬‬
‫ي السيح الكونّ‪ ،‬عندئذ تدخل شرارة النور الليّ وتني‬ ‫عندما يلمسن الضمي السيحيّ‪ ،‬أ ّ‬
‫النور اللتهب ف لبّ القلب وهذا هو النبع الثابت والدائم والتواصل مع نبع الياة حيث ل‬
‫ناية بل أزليّة دائمة ‪.‬‬
‫علينا بالطوة الول إل ال إل هذه الوهرة الساسيّة الساكنة ف قدرتنا الداخليّة و لكن‬
‫باجة إل ومضة النور وهذه هي النعمة الت يقذفها ال ف قلب الؤمن ‪ . . .‬هذه القفزة هي‬
‫من العلّم إل التلميذ ‪ . .‬من الرشد إل الريد ‪ . .‬من السيح إل الرسل ‪ . .‬وهذه العلقة هي‬
‫السرّ حيث ل سور بي الطرفي بل ذوي اللفة والقربة ‪ . . .‬حيث القلوب الفتوحة إل ال‬
‫بكل ثقة وإيان وبلحظة ما تتناغم السرار الليّة وتتّحد القلوب وتتحرر العباد من القيود‬
‫ونيا مع العبود‪ ،‬هنا لقيد ول شرط ول شريعة بل وجه لوجه مع ال دون أيّ وسيط "وإيّاك‬
‫نعبد وإياك نستعي"‪.‬‬
‫ويسي الؤمن لوحده مع الواحد الحد دون مساعدة أيّ أحد وهذا هو السيح ‪ . . .‬خلق‬
‫نفسه بنفسه ‪ . . .‬عرفت ربّ بربّي ‪ . . .‬عطشي هو سبب ميئي إل بئر الياة ‪ . . .‬طوب‬
‫للعطشاني إل القّ ‪ . .‬سوف لن افهم السيح إلّ إذا أصبحت مسيحا آخر ‪ . . .‬السيح‬
‫ليس مسيحياّ بل مسيحا ولكن السيحيّ وهو بديل هزيل ‪ . . .‬كن مسيحا آخر ‪ . .‬وهذا‬
‫ن وهذا هو البعد الرابع للوعي‬ ‫من حقّك أيّها النسان لنك تمل القدرة إل السيح الكو ّ‬
‫والدراك الليّ ‪. . .‬هذه النعمة هي فطرتنا الساسيّة لنّ كلّنا مسوحون بالسحة الليّة ‪. .‬‬
‫كلنا من روح ال ‪ . . .‬كل ملوق يمل ف قلبه المكانيّة والقدرة الليّة وعلينا أن نثيها‬
‫لتموت وتنمو بالروح القدس كما البذرة توت وتصبح شجرة مثمرة كذلك ك ّل إنسان هو‬
‫بذرة من روح ال علينا أن نتعرّف على هذه الثروة الثائرة ف النفس ‪ . . .‬من هنا تبدأ مسية‬
‫الدراك و اليقي حيث يقول لنا السيح " أنا هو الطريق وال ّق والياة ‪ . .‬أنا هو البئر للماء‬
‫البديّة ‪ .". .‬إ ّن السيح هو السر اللي الذي يمعنا بالثروة مع الثائر ‪ . .‬هو الرآة‬
‫للمؤمن ‪. . .‬وما على الرسول إ ّل البلغ ‪ . . .‬لقد بلّغ الرسالة وعلينا السؤوليّة‪ . . .‬أنا‬
‫السائل وأنا السئول وإذا صدق السائل هلك السؤول‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫السائل هو التّصل مع الصول ‪ . . .‬مع الرحان الرحيم ‪ . . .‬مع ال الذي هو ما قبل البدء‬
‫وما بعده حيث ل زمان ول مكان ول كلمة بل صمت الوجود ‪. . .‬‬
‫عندما ندرك ونرى الثروة الداخليّة نشرب من ماء الياة البديّة ‪ . .‬هذا هو سرّ اللود ‪. .‬‬
‫ف ول دوران‬ ‫هذه هي الطريق الت أهدانا أيها السيح ‪ . . .‬هي الصراط الستقيم حيث ل ل ّ‬
‫بل بالتاه السليم إل السلم الزل ‪ . . .‬من السيح نتعلّم الدرب وال ّق والياة ‪ . . .‬هو‬
‫يتكلّم عن الختبار الداخليّ والسامرية تتكلّم عن الختبار الارجي ‪ . . .‬هو يقدّم لا ماء‬
‫الياة وهي تتحدّث عن ماء الدنيا ‪. . .‬‬
‫أجابا يسوع ‪ :‬كلّ من يشرب من هذه الاء يعطش ثانية‪ ،‬وأمّا الذي يشرب من الاء الت‬
‫أعطيته أنا إيّاها‪ ،‬فلن يعطش أبدا بل الاء الت أعطيته أنا إياها تصي فيها عي ماء تتفجّر حياة‬
‫أبديّة ‪. . .‬‬
‫هذه الكاية ذات معن أخلقي روحي وساوي ‪ . . .‬إنا حوار من نور ‪ . .‬نور البصر‬
‫والبصية ‪ . .‬لنتأمّل بذه النعمة الت توّل النسان إل مسيح ‪ . . .‬إل كائن أزل أبديّ ‪. . .‬‬
‫هذه لظة مهمّة جدّا وإذا تعرّفت إليها وأدركت ميزتا توّلك من الدنيا إل الخرة ومن‬
‫العتمة إل النور وإذا أصرّيت على العيش بالنطق ستخسر القّ وتطىء الدف ‪ . .‬وأنت‬
‫السئول ‪ . .‬أنت السيب والرقيب على نفسك ‪ . .‬الشارة والبشارة أمامك ل تجبها عنك‬
‫بل غامر وخاطر والياة مازفة ومازاة ‪ . . .‬نعم ‪ . .‬الاء تواجهك وتقابلك وتتصدّى‬
‫لك ‪ . . .‬وجعلنا من الاء كلّ شيء حيّ ‪ . .‬أيّ ماء ال تيي الشياء ‪ . .‬تيي الموات ‪. .‬‬
‫حيث ل عطش بل انتعاش أبديّ ولكن من منّا يصدّق السيح؟ كلنا مع السامريّة نيا‬
‫النطق ‪ . . .‬هذه الوادث مهمّة جدّا ف حياتنا ونراها دائما على مرّ الزمن ‪ . . .‬عندما نلتقي‬
‫بأيّ حكيم أو عليم أو مرشد أو أحد العارفي ماذا نفعل؟ نستخدم العقل ونتوكّل على‬
‫الهل‪ . . .‬نصدّق السامريّة ونشرب من ماء الدّين والسيح معنا ول نراه ‪ . . .‬ألانا التكاثر‬
‫والغراء الدنيويّ وح ّل الهل مكان العقل والنطق مكان ال ّق وأصبح النسان ف الدنيا‬
‫أعمى وف الخرة أعمى وأضلّ سبيل ‪. . .‬‬

‫من هي هذه السامريّة؟‬

‫‪93‬‬
‫إنا الفكرة الواقعيّة والفضوليّة والختيارية ‪ . . .‬هذا هو الغرور ‪. . .‬إنّها على حقّ ‪ . .‬هذا‬
‫ي بئر غي بئر‬ ‫هو النطق ‪ . .‬تسأل السيح عن البئر وليس معه أي دلو ليسحب به الاء ول تر أ ّ‬
‫يعقوب ‪. . .‬وإذا كان معه الاء لاذا يسألا أن تسقيه من بئر الدنيا؟‬
‫هذا الوار هو حوار السماء مع الرض ‪ . .‬حوار ال مع النسان ‪ . . .‬حوار القّ مع النطق‬
‫و عندما يسألا العطاء يفتح لا مال الخذ منه‪ ،‬إنّه يضّر لا الساس ‪ . .‬أساس بناء السمو‬
‫ي أنّك تعطي ال‬ ‫النسان ‪ . .‬العطاء هو الخذ ‪ . . .‬هذا هو معن كلّ عمل عبادة ‪ . . .‬أ ّ‬
‫حت تفتح باب الستلم و الخذ من ال ‪ . . .‬حت تشعر بالستحقاق و هذا هو القّ بالقّ‪.‬‬
‫إقرع يفتح لك ‪ . . .‬أقدّم القربان لك أيّها السيح وهو بدوره حوّل البز إل جسده والاء إل‬
‫دمه ‪ . . .‬أيّ فتحت باب السماء بنفسي وبعملي ‪ . . .‬ومن هنا صعد السيح إل جبل‬
‫الزيتون ليصلي وليتأمل‪ ،‬أيّ ذهب إل ال ‪ . . .‬وأتى ال إليه مسرعا ‪ . . .‬أقدّم لك صدقة أو‬
‫حسنة أو زكاة وال أكرم من كلّ كري ‪ . . .‬طلب من السامريّة أن تسقيه أيّ أن تعطيه ماء‬
‫الدنيا لتفتح باب القلب كي تستقبل ماء الياة‪ .‬وعندما تفتح الباب يتسلّل ويتسلّق ال إل‬
‫بيت الياة والقّ ‪ . . .‬أقدّم لك نفسي يا ال ‪ . .‬وهو قدّم لنا حياته ‪ . . .‬هذا هو معن‬
‫الفداء والسيح هو الفادي ولكن عليّ أن أفهم سرّ الطلب ‪ . . .‬الطلب يفتح باب القلب ف‬
‫اللحظة الت أسقيه من ماء الدنيا تقفز ومضة النور من قلب السيح إل قلب وهذه الشرارة هي‬
‫البشارة الليّة الت ستبقى معي مدى الياة ‪ . .‬والرأة هي الت تستقبل هذه الومضة الزلية‪،‬‬
‫وعندما أقول الرأة‪ ،‬ل أعن جسديّا و لكن العن النثوي والمومي ‪ . . .‬الرض أنثى أيّ‬
‫الطاقة الت تستقبل الرحة الليّة ‪ . . .‬النسان النفتح هو الذي يفتح الباب ويستقبل القبلة ‪.‬‬
‫هذه المرأة على بئر يعقوب هي رمز الستقبال ‪ . .‬إنّ الفكر النثوي غي عدائي ويتقبّل‬
‫الدعوة من أيّ جهة كانت والرأة هي الت تدخل ف عمق الثقة واللفة والودّة والصداقة‬
‫الميمة‪ ،‬بينما الرجل ياف ول يغامر إلّ إذا اختب المومة الت تيا فيه ‪ . . .‬عندما يقول‬
‫ي النوثة والمومة ف الذّكر وف النثى ‪ . . .‬الطاقة‬ ‫ب أمّكم الرض وعمّتكم النخلة أ ّ‬ ‫الن ّ‬
‫الفقيّة والعاموديّة ‪. . .‬‬

‫‪94‬‬
‫وهذه هي القبلة أي إستقبال ال والنفتاح إل س ّر الفتّاح ‪ . . .‬على التلميذ أن يكون أنثويّا‬
‫ليستقبل السرار الليّة ‪.‬‬
‫هذا ل يعن جسديّا بل روحيّا ‪ . . .‬لذلك ف السلم فاطمة أم أبيها ‪ . . .‬هو يتعلّم‬
‫منها ‪ . . .‬وعن ستنا عائشة يقول ‪ . .‬خذوا نصف دينكم من هذه المياء ‪ . . .‬من النثى‬
‫حاملة السرار السماويّة ‪ . . .‬التلميذ هو الذي يتلقّى شرارة البشارة ‪ . .‬هو الذي يمل‬
‫ومضة النور ‪ . .‬الرحم الروحي موجود ف ك ّل نفس توّاقة إل العرفة ‪ . . .‬من هنا نرى أنّ‬
‫السامريّة هي الت لعبت دور تلبية دعوة العطاء الغي متّصل بالزمان والكان ‪ . .‬هذه الكاية‬
‫حصلت مع الكماء وكثي من النبياء لنّها رمز العطاء الزلّ ‪ . . .‬ول تزال تصل الن‬
‫وف كلّ أوان على مدى الزمان ‪. .‬‬

‫لنتأمّل معا ‪ . . .‬السيح هوهنا ف هذه اللحظة ‪ . . .‬هو ف اليقظة ونن ف غفلة جاهلة‬
‫وضالّة ‪ . . .‬يطلب من أيّ خدمة ليفتح ل مال العطاء إل ال ‪ . .‬وهذا هو التقدير الليّ‬
‫للقه ‪ . . .‬إنّ ال كن وس ّر مفيّ ولكن النسان هو الذي ساهم ف ظهور ال عب‬
‫ملوقاته ‪ . . .‬وهذه هي س ّر الائدة الليّة ‪ . .‬س ّر العشاء السرّي ‪ . . .‬سرّ مشاركة السيح‬
‫بالقربان القدّس ‪ . . .‬وغسل الرجل وطهارة القلوب ‪ . . .‬هذه هي الطريق الت مشى عليها‬
‫كلّ مسيح وك ّل مستني ‪ . . .‬طريق الستقامة هي الشاركة بالياة حيث تتفق الرواح‬
‫بتوافق مع الطاقة الليّة ‪ . . .‬إنّ ما نراه اليوم حول العال هو الرب الداخليّة التأججة ف كلّ‬
‫إنسان ‪ . .‬لنرى الدرس من هذه الجّة ‪. . .‬‬

‫هذه هي رحلة الجّ من الفكر إل الذكر ومن الكفر إل اليان ‪ . . .‬معا ف علم البدان‬
‫والديان ‪ . . .‬معا ف مسية السلم النابعة من البئر السماوي الساكن ف سكينة ك ّل إنسان ‪.‬‬
‫أنا السائل وأنا السئول ‪ . . .‬أنا الراعي وأنا القطيع ‪ . . .‬هذه النا الكونيّة هي النا الليّة‬
‫الضيئة فيكم وفينا جيعا ‪ . . .‬لاذا نتار العيش مع الموات وال ّي فينا ول نراه ؟ لاذا نقصد‬
‫الغبياء ونبتعد عن النبياء؟ ما هو سبب هذا الهل؟ لاذا النسان بنوع خاصّ عدوّ ما يهل؟‬
‫السيح على يين والشيطان على يساري؟ ولاذا أختار اليسار؟ اليُسر غي اليسار!!!‬

‫‪95‬‬
‫شكرا أيّها الصطفى الختار‪ ...‬لنختار دون أن نتار‪...‬‬

‫أين أنا من الفطرة الليّة؟ لاذا وصلت إل قايي؟‬


‫أين هنو اليقي؟ يقين يقين‬
‫إذا اسنتفنتنيت قلنب‬
‫وتنأمـلت ولو لدقيقة واحدة‬
‫وتوحّدت مع الواحد الحد وقلت يا ال‬
‫لنتكن مشينئنتنك أننت ‪. . .‬‬
‫علينا أن نتعرّف على أنفسنا وعلى نعم ال فينا‬
‫وعلنى علم اليزان ف البدان ف‬
‫الدينان ‪ . . .‬وهنذا البناب هو‬
‫ب النبّ ‪. . .‬‬ ‫ف كنلّ قنلب ين ّ‬
‫لاذا الرب والبنيب ف القلب؟‬
‫لنظة تأمـل وإعادة ضمي وتقرير‬
‫الصي إل السار السماوي ‪. . .‬‬
‫هنذا هو القرار الوّل والخي ‪ .‬معك أيّها‬
‫السيح ‪ . . .‬معك أيّها النسرّ‬
‫اللني السناكنن فني قنلنب‬
‫النسان ‪ . . .‬أكرمتننا وخلقتنا على صورتك‬
‫ومثنالك و ف أجنل وأحنسن تقوي ‪. .‬‬
‫إغفر لنا كفرنا ويسّر لنا أمرنا ومعا سنبقى‬

‫‪96‬‬
‫ول حول لنا ول قوّة إلّ فيك ‪. . .‬‬
‫ساعدنا لنكون أوفياء مع البلء ومع‬
‫الفناء ‪ . . .‬آمي ‪. . .‬‬

‫العفـو والعـافـية‬

‫يسوع يعفو عن الزانية‬


‫إنيل يوحنا ‪8‬‬
‫‪11-1‬‬
‫أمّا يسوع فذهب إل جبل الزيتون‪ .‬وعاد عند الفجر إل اليكل‪ ،‬فأقبل إليه الشعب كلّه‪،‬‬
‫فجلس وجعل يعلّمهم ‪..‬‬
‫فأتاه الكتبة والفرّسيون بامرأة أخذت ف زنً‪ .‬فأقاموها ف وسط اللقة وقالوا له‪:‬‬
‫" يا معلّم‪ ،‬إن هذه الرأة أخذت ف الزن الشهود‪ ،‬وقد أوصانا موسى ف الشريعة برجم أمثالا‬
‫فأنت ماذا تقول؟‬
‫ط بإصبعه بالرض ‪ ...‬فلما‬ ‫وإنا قالوا ذلك ليحرجوه فيجدوا ما يشكونه به‪ ..‬فانن يسوع ي ّ‬
‫ألوّا عليه ف السؤال انتصب وقال لم ‪ ..‬من كان منّا بل خطيئة‪ ،‬فليكن أول من يرميها‬
‫بجر ‪ .‬ثّ إنن ثانية يطّ ف الرض ‪ ..‬فلما سعوا هذا الكلم‪ ،‬انصرفوا واحدا بعد واحد‪،‬‬
‫يتقدمهم كبارهم سنا ‪ ..‬وبقى يسوع وحده والمرأة ف وسط اللقة ‪..‬‬
‫فانتصب يسوع وقال لا ‪ :‬أين هم أيّّتها الرأة؟ أل يكم عليك احد؟‬
‫فقالت ‪ ":‬ل‪ ،‬يا ربّ "‬
‫فقال لا يسوع ‪ :‬وأنا ل احكم عليك ‪.‬‬
‫أذهب ول تعودي بعد الن ال الطأ نفسه ‪...‬‬

‫‪97‬‬
‫الدين دائما يتحوّل من التديّن السماوي إل التدهور الرضي ‪ ..‬دين اليوم هو درس أخلقي‬
‫دنس ميّت ‪ ..‬هذا هو الفساد الذي يتلف العباد ويوّلم إل عبيد‪ ...‬إن الدين هو الفضيلة‬
‫اليّة ولكن ليس هناك أي لقاء بي النس والدنس‪ ...‬لن الياة والوت ل يلتقيان وكذلك‬
‫النور والعتمة ولكن الشكلة ف الشبه القيقيّ ‪..‬‬
‫الثمان يشبه النسان تاما كما كان حيا ‪ ...‬وأين هو الفرق؟؟‬
‫ل فرق بي الثمان والنسان من ناحية الشكل ‪ ..‬الوجه والعينان والنف والشعر والسد‬
‫هو هو ‪ ..‬الشيء نفسه ولكن ل حياة لن تنادي ‪ ..‬الفرق بي الي واليت خفي وغي‬
‫منظور ‪ ...‬الساجد ترك السد والياة ليست مسوسة أو ملموسة‪ ..‬فإذا عندما يوت‬
‫النسان يبدو وكأنه حيّ ‪ ..‬ولكن بالنسبة إل مسألة الخلق تبدو لنا أكثر تعقيدا من اليّت‬
‫واليّ‪..‬‬
‫الخلقية تشبه الدين تاما ولكنها جثّة رائحتها فاسدة ونتنة‪..‬‬
‫الدين هو روح الشباب والفتوّة والداثة‪ ..‬هو نضارة الياة وعطرها النعش ‪ ...‬الدين هو‬
‫عظمة الوجود وهو الخلق ف كل موجود ‪ ..‬السيح هو النيل الي‪ ...‬والنب خلقه‬
‫القرآن‪ ...‬والكيم هو الكمة اليّة‪...‬‬
‫هذه هي طبيعة النسان حيث لعلوم ول دروس أخلقيّة لن الخلق تتبع النسان كما‬
‫الظل يتبع صاحبه ‪ ...‬هل تمل ظلك معك؟ هل تفكّر به؟ هل تراقبه؟ كذلك الفضيلة تتبع‬
‫النسان التدين دون أن يعتمد عليها أو يفكر با لنا هي عطره الطبيعي ولكن عندما يوت‬
‫الدين وتتفي الياة عندئ ٍذ يبدأ الفكر بالنطق والشرائع الخلقيّة ‪...‬‬
‫الحبة ليست باجة إل قانون إلّ إذا اختفت من حياتنا وأصبحنا من أهل الذمة وهذه ظاهرة‬
‫مزيفة ومستعارة‪ ..‬حت الضمي هو شريعة من الفكر الماعي وليس من طبيعة الكيان‬
‫النسان ‪ ..‬النسان الدرك يتصرّف بوعي وبيقي ول يضل الطريق ‪ ...‬عندما ترى النور ل‬
‫ترج ل من الشباك ول من الائط بل من الباب ولكن العمى يتلّمس طريقة ف العتمة‬
‫ويعيش حياته بنقمة ول يعرف الصح من الغلط وياول الروج من الائط ويتعثر بأتفه‬
‫المور ويبقى سجينا داخل السوار الت بناها من الفكار ‪...‬‬

‫‪98‬‬
‫النسان التدين هو الذي يرى بالبصر وبالصية وعنده العرفة الت تعرف وتتصرف من باب‬
‫الختبار الطبيعي بدون تدبر أوتسيّس ‪ ..‬هذه الطيبة هي فطرة النسان حيث ل رياء ولنفاق‬
‫بل عفوية رحيمة وبريئة تاما كالطبيعة بألوانا وبتناغمها مع الزمان والكان ‪ ..‬هذه هي‬
‫الرقصة الكونية من الكائن إل سائر الكائنات ولكن ال هو الكوّن الساسي والوهري وهو‬
‫السر الذي يمي الياة ف جيع الخلوقات‪...‬‬
‫إنّ النسان التقي هو إنسان أخلقي أدب معنوي دون أن يشعر بذه الصفات ‪ ...‬يعيش هذه‬
‫النعمة ل شعوريا بل تفيض منه كما العطر يفيض من الزّهر يعرف نفسه ولكن ل يعرف‬
‫أخلقه ول تصرفاته ‪ ..‬من خلل هذه العرفة تأت الباءة ‪ ...‬من خلل هذا الوعي يأت العمل‬
‫الصادق من تلقاء نفسه‪.‬‬
‫الخلق ليست من باب الثقافة ول من أدب التهذيب بل للخلق جال خاص وميّز لن‬
‫النسان بدون أخلق ليس إنسانا على الطلق ‪ ..‬ولكن عندما تتفي الفضيلة يوت الدين‬
‫ويصبح قانون وشريعة وواجب وفريضة ‪...‬‬
‫عندما يتحكّم فينا الفكر نبدأ باللل والرام ومن هو الذي يقرر و يفرّق بي الباطل والق؟‬
‫أنا ل أملك ل البصر ول الشعور ول الذكاء لرى أي مسألة بسؤولية لذلك أتكل على‬
‫الفكر الماعي الذي ييط ب من جيع الهات ‪ ...‬عندما أعرف نفسي عندئذٍ أحيا العرفة‬
‫وعرف لن عرف‪...‬‬
‫إن العارف بال ل ينتمي ال أي دين إنه متديّن ل ل لي شريعة أو أي مذهب أو أي‬
‫أخلقيات‪ ..‬هذه العقائد عقّدت حياتنا لننا نتعلمها من الجتمع لنن ل أملك ل البصر ول‬
‫البصية ول التبصّر بل فرض الوامر من أصحاب المر بالعروف والنهي عن النكر ‪ ...‬هذه‬
‫هي الفضيلة الستعارة من المهور ومن الرعاع ومن العموم ‪ ...‬هذا هو دستور الشد الذي‬
‫ل يشهد للواحد الحد بل يشحد ويعد بحد ويعقّد الياة حبا بالدنيا‪...‬‬
‫هذا هو دستور الشهوة والغرور الذي يتحكّم فينا بأم ٍر منّا ومن تقاليدنا ‪..‬‬
‫ومن جيل ال جيل ل نزال نيا هذا الهل حيث ل حياة لن تنادي ‪ ..‬إنا جيفة من الهد إل‬
‫اللحد وأين الفرح والسرور؟ أين البهجة والغبطة والحتفال ؟ أين أنت أيها الليفة ؟ أين أنت‬
‫أيها السيح ؟ أين أنت أيها النب ؟ لاذا نسي مع الغبياء ونرجم النبياء ؟ ماذا ح ّل بنا ؟ أين‬

‫‪99‬‬
‫هو العقل ؟ يقول ال أعقل وتوكل !! واليوم أجهل دون اي توكل بل الهل أصبح سيد‬
‫الجيال ‪ ...‬نعم ! الستطاعة هي ف الطاعة ‪ ..‬ف العودة إل الذات وإل القناعة ‪ ...‬إل‬
‫كشف القنعة والتبصرّ ف وجه الؤمن الذي ولد على الفطرة ‪ ...‬على صورة ال ومثاله ‪..‬‬
‫هذا هو يسوع الناصري ‪ ...‬هذا هو يسوع السيح الذي يولد ف كل لظة ‪..‬‬
‫ل علقة له ل بالاضي ول بالستقبل بل يعيش اللحظة مع اليقظة اللية‪..‬‬
‫الن هو سر البيان ف النسان ‪ ...‬الن هو الزمان والكان ‪..‬‬
‫الاضي مضى والستقبل غيب غريب والن هي النشوة والغبطة والياة مع الي القريب ‪..‬‬
‫الن ل سية حياة ول خوف من المات بل جال هذا السر الذي ل يدّه أي حدود أو أي‬
‫شهود بل صدق هذا الق الوجود ف الوجود ‪.‬‬
‫اللحظة قوية بالسر وباليوية وأيضا ناعمة وخفيفة ولطيفة ورقيقة ‪...‬‬
‫اللحظة هي رفيقة الدرب من رحم الم إل رحم الرض وإل رحة الرحان ‪..‬‬
‫لننظر معا إل شروق الشمس وغروبا حيث ل أثر لا بل ولدة جديدة من الدد إل الدد‬
‫دون أي حد أو أي لد بل س ّر إلي أزل أبعد من أي بعد ‪.‬‬
‫هذا هو الدين الذي يبدأ غريبا ويعود غريبا‪ ..‬هذه هي الولدة البتولية ف كل لظة موت‬
‫وقيامة ‪ ...‬يقول الكيم بأن الدين هو كالطي الذي يلق ف السماوات دون أن يترك أي أثر‬
‫لن القيقة تنمو وتلّق وتسمو ف الداخل ‪ ..‬إنا ف لب القلب ‪ ..‬إنا الختبار الذي سبق‬
‫التعبي ‪ ..‬وعلى كل كائن ان ييا هذا السر دون أن يشرك به بل الشاركة بالعمال‬
‫وبالقوال لن القيقة ل تقال بل هي حال تولد فينا وتيا معنا وترحل بنا وغي قابلة للتحويل‬
‫لنا ليست شيئا ملموسا أو أفكار تستعار بل فيض من سر ال الساكن ف سكينة النسان‪...‬‬
‫نعم ! نستطيع أن نتعلّم ‪ ..‬وعلّم النسان ما ل يعلم ‪ ..‬إن قدرة القادر ف قدر الخلوق ‪..‬‬
‫ت البيب الذي يب ال ونلس معه ونستمع إليه ونستمتع بذه‬ ‫نتشرّب ونستوعب ذبذبا ِ‬
‫النعمة الت تيا فيه وفينا ‪ ..‬لذلك علينا بصحبة الصالي ‪ ..‬قل ل من تعاشر أشعر بوجودك‬
‫العيش مع أحباب ال هو التحدّي دون التصدي ‪ ...‬هو الج الطلوب والرغوب‪ ،‬هذه هي‬
‫الثارة والشارة لنحيا البشارة اللية الساكنة فينا ولكن علينا أن ندرك هذه النعمة ‪...‬‬
‫كيف؟ بالعيش مع العارفي ومع أهل الساكني ومع أهل الصفاء وأهل الذكر ‪ ...‬مثلً‪...‬‬

‫‪100‬‬
‫ي لن وتناغم معه وفجأة تبدأ الغنية تفق وتنبض فيك وتشعر بأنك‬ ‫إستمع إل أغنية أو إل أ ّ‬
‫أنت أيضا تلك هذه النعمة وتبدأ بالتعبي عن اللحن الوجود فيك ‪ ..‬الدعوة خارجية ولكن‬
‫النشوة داخلية ‪ ...‬إن الضور مع حضرة السيح هو الافز الذي يثي فينا الثارة للنارة ‪..‬‬
‫التقرب من النور ينوّر النارة‪ .‬كلنا نور من نور‪...‬‬

‫ما هو دور العلّم ؟‬


‫إنه الرآة للمؤمن وللكافر وللنسان أينما كان ‪ ...‬إنه يرّك ما ف نفسي ولكنه ليس هو‬
‫السبب بل وجودي هو السبب ‪ ...‬هو هذا التزامن مع الزمن ‪..‬‬
‫بعض الالت هي نتيجة فعل وردة فعل أي معن الوقت الناسب لذا الدث الناسب‪ ..‬هذا‬
‫الثر من هذه العلّة ‪ ...‬وهناك بعض الالت ل علقة لا ل بأي سبب أو أي نتيجة ولكنها‬
‫بتزامن أي بعلم الوقت ‪ ..‬للوقت أسراره ومن هذا العلم نفهم الفرق بي الدين والخلق‪...‬‬
‫الخلق هي سبب ونتيجة ‪ ...‬تعلمت من أهلك الدب والفضيلة والعاملة ‪ ..‬الم مدرسة إذا‬
‫أعددتا أعدّت شعبا طيّب العراق والخلق وتناسب من نسب إل نسب وأنت السبب‬
‫لذه النتيجة السنة ولكن لحظ الفرق عندما تصغي وتسمع إل مغنّي أو مرتّل او طائر‬
‫يغرّد ‪ ،‬فجأة تبدأ بالدندنة والمهمة مع اللحن وتتناغم وتنسجم معه ‪ ...‬الغنّي ليس السبب‬
‫ول أنت النتيجة ‪ ...‬أنت السبب والنتيجة معا‪ ...‬الرتل مذكّر وتنفعنا الذكرى ‪...‬‬
‫هو مادة مركة أو وسيلة أو صاحب رسالة ولكن أنت السائل وأنت السئول عن حياتك ‪...‬‬
‫حت السيح ل يستطيع أن يعطين اختباره عل ّي أنا ان أغيّرما بنفسي أولً ومن ث أساعد‬
‫العطشان إل بئر الياة لنن أعرف الدرب وعندما يشرب يعرف معن الاء وفسّر الاء بعد‬
‫الهد بالاء ‪...‬‬
‫القيقة ل تُعطى ولكن السيح جعلها ف متناول كل يد تتد ال الياة ‪..‬‬
‫عندما أتقق من دعوة يسوع ال الطريق أشعر بإشارة ف قلب وأرى إمكانية الدخول من‬
‫الباب إل الحراب حيث الياة الزلية مع الزل اللي وهكذا نشعر بوت البّة ونوّها من‬
‫البعم إل أعلى مقام مع القيوم ‪ ..‬السيح هو الشهادة اليّة الت فينا جيعا‪ " ..‬أنا أتيت لنك‬
‫أنت أخي وأنت مسيحا آخر وأقوى من ‪ "...‬أي معا نيا اللحظة الت تيا اليقظة اللية‬

‫‪101‬‬
‫التزامنة مع الواقيت السماوية بأسرارها اليّة ‪ ...‬السيح ليس السبب بل هو التجاوب مع أي‬
‫قلب يب الرب ‪ ...‬أكدّ علم الذرّة والذبذبات بأن العلّم الذي يتناغم مع القيتارة أو الوتار‬
‫فتتحرك الوتار التواجدة ف زاوية أخرى من القاعة وتتناغم مع اللة الت تغرّد من يد العلّم‬
‫العاشق لللان ‪..‬نعم ‪ ..‬الطبيعة تسبّح ال وكذلك جيع ذرّات ال لنا حياة من حياة ونور‬
‫من نور ‪.‬وهذا هو السر اللي ‪ ...‬سر الظهور ف خلقه‪...‬‬
‫إن الدين هو س ّر التزامن مع الزمن ‪ ..‬مع س ّر النسان اللي الؤقت مع مواقيت الكوّن ‪...‬‬
‫والخلقية أو الفضيلة هي سببية ‪ ..‬هي نتيجة معاملة وأدب وتذيب تأت من الارج والدين‬
‫ينمو ويسمو ويصعد بنا من الداخل وعندما يتفي الدين تبقى الخلقيات ‪ ...‬النب خلقه‬
‫القرآن ولكن رحته من الرحان الت وسعت كل شيء وكذلك مبة السيح هي الت أحيت‬
‫اللوهية ف قلب الؤمن ‪ ...‬الحبة هي ال ‪..‬‬
‫الرحة هي ال ‪ ...‬وهذا السر أقرب إلينا من حبل الوريد ‪ ..‬إنه أسى من أي كلمة أو أي‬
‫صفة ‪...‬إنه أبعد من أي حدود وأي وجود‪...‬‬
‫إن الدين هو أساس الوجود وهو كيان وبيان النسان ولكن الخلق سيف ذو حديّن‪...‬‬
‫" قلوبنا معك يا عل ّي وسيوفنا عليك " وأيضا نرجم النبياء ونصلب التقياء ول زلنا مع قابي‬
‫حت الساعة ونهل اليقي منذ الساعة ‪ ...‬وإل مت سنبقى مع أبو جهل؟‬
‫عليّ أن أعرف نفسي أولً ومن عرف نفسه عرف ربّه‪ ...‬النافق هو الذي يدّعي الوفاق‬
‫وييا النفاق‪ ،‬هذه هي السياسة ف الدين والدنيا‪ ..‬أعيش بوجهي وأدخل من باب الرجة‬
‫وأتدث عن الرحة‪ ..‬أبتسم أمام الناس وأبكي مع نفسي ‪ ..‬أدّعي بالقداسة وأعيش‬
‫النجاسة ‪ ...‬هذا هو النفاق والشقاق بإسم الق والوفاق‪ ...‬هذا هو مرض إنفصام الشخصية‬
‫ف ضمي النسانية‪ ...‬بالنقسام ييا الناع ‪ ...‬فرّق تسد‪ ..‬أصبح النسان مموعة من‬
‫الشود حيث ل سكينة ول سلم بل أقنعة دون قناعة وخلف دائم على الياة الفانية وأين‬
‫نن من اللود ومن التوحيد مع الوجود؟؟‬
‫الخلق تنبع من الوفاق ل من الفرائض والشرائع والنظمة‪ ...‬النسان الفتراضي ليس فريدا‬
‫وميزا بل هو منقسما على نفسه ‪..‬وحده النسان الؤمن والتقي والتديّن هو فريدا وليس‬
‫مع القطيع بل وحيدا بوحدته وموحّدا مع ال وليس شخصا إجتماعيا صاحب القنعة الزيّفة‬

‫‪102‬‬
‫لرضاء أهل الدنيا‪ ...‬الؤمن ل يرغب إلّ رضى ال ‪ ...‬الرضى والتسليم ولتكن مشيئتك يا‬
‫ال‪ ...‬هذا هو الدين وهو ناية العلم والتعليم‪...‬‬

‫راقب نفسك وواجه القنعة الت تضعها على وجهك ف كل لظة ‪...‬لكل شجرة فّ ولكل‬
‫مناسبة زيّ ولكل نية طيّ ‪ ...‬ول نزال نطوي القنعة حت ف المام نتصرف كالطفال‬
‫والولدنة الت حرَمنا منها ف زمنها ‪...‬‬
‫إنتبه إل الطفولة الت تفوح منك أثناء وجودك لوحدك ‪ ...‬تغن وترقص وتد لسانك وتلعب‬
‫بركات وجهك وترى هذه الصور ف الرآة ‪ ...‬الرية ف المام هنا نلع القنعة الجتماعية‬
‫ونلبس أقنعة الباءة والطفولة ‪ ...‬وأين هو وجهي القيقي؟ خلقنا الالق على صورته‬
‫ومثاله!! أين جال الطفال؟ لقد تعلم من الهل سياسة القنعة ‪...‬هذه هي شخصية‬
‫الرئيس! هذا هو قناع الاكم! هذا هو وجه الكاهن والعال!! هذا هو وجه الزوجة والرأة‬
‫والغانية والعانسة والسارقة والكاذبة وال ما هنالك من أقنعة الت ل تعد ول تصى ‪...‬‬
‫تعالوا معا لنخلع القنعة ولنحيا وجها لوجه وجهنا الطبيعي ولو للحظة قبل يقظة الوت ‪...‬‬
‫هذا هو الد يلعب مع الفيد دون جدية ولكن الب ينظر ال ولده من خلل القناع‬
‫البوي ‪ "..‬أنا أبوك وعليك إن تطيع أمري أيها الولد الصايع الضايع!!" تعالوا معا لنرقص‬
‫ولنغن ولنسبح ف بر الطفولة والعفوية ‪ ...‬لاذا القنعة؟ لاذا عمليات التجميل؟ هو المال‬
‫واللل وهو أفضل الرسامي والبدعي وما النسان إل لوحة الي القيوم القائمة حت قيام‬
‫الساعة ‪ ...‬لاذا ل اقبل وجهي كما هو موجه ال وجه ال ‪ ...‬لاذا ل نرى على شاشات‬
‫المة العربية أمي وأب وجدي وجدت؟؟؟ أين هو هذا الكبي السن والعليم والكيم؟‬
‫أين أنت أيها الختبار الكب من كل كتاب وكل جواب؟؟ أنت هو الختار الذي سكن ال‬
‫ف قلبك وجعلك خليفته مادمت حيا مع الياة أنت ل تنتمي ل ال حزب أو شريعة أو‬
‫فريضة وشخصية بل أنت مسيحا آخر فريدا ميزا خلقك ال بكل عناية وأنت الية ولاذا‬
‫اخترت إن تكون آلة من حديد تتكلم باسم الب لزرع الرب وباسم السلم لنشر‬
‫السموم ‪ ...‬لنتأمل معا والواب ف القلب‪...‬‬

‫‪103‬‬
‫إستفت قلبك يا أخي وكلنا إخوة بال وكلنا عيال ال ولكن أصبحنا علّة بيد عبد ال لدمة‬
‫البترول والدرهم والدولر ‪ ...‬واجِه الوجوه الت توجّهنا ولنتذكّر وجهنا الصليّ والطبيعيّ‬
‫والوهري ‪ ..‬من هذا الوجه نبدأ رحلة الواجهة مع ال ‪ ..‬أينما توليتم فتم وجه ال ‪ ..‬وما‬
‫أنا إلّ الول والولية على نفسي وعلى جسدي وروحي ‪ ..‬هذا هو علم الفر أي جسد فكر‬
‫روح ‪ ...‬الوجه القيقي وحده الذي ينمو بالق وأما القناع فهو الزيّف والحدود والسدود‬
‫ول نو بال إلّ بوجه ال ‪ ...‬كونوا كال تلقوا بأخلق ال وخلقنا ف أجل صورة وأحسن‬
‫تقوي ‪...‬‬
‫أول خطوة ف صحوة الوجه الطبيعي هي التعرف على النسخة الول والصلية وهذه مهمة‬
‫صعبة ومتعبة لن الصف طويل ‪ ..‬طابور كبي من الوجوه الزيفة وأنا تائهة بي هذه الوجوه‬
‫وأين هو الصلي الذي ل أعرفه ؟ أحد الكماء يقول ‪ ":‬علينا ان نعود إل ما قبل الولدة ‪..‬‬
‫علينا أن نتصور الوجه الرحيم الذي صوره ال ف الرحام وعندئ ٍذ نتخيّل الوجه اليّ‬
‫واليت "‪ ...‬بي الولدة والوت نتزين بكثي من الوجوه الزيفة والستعارة وحت الطفال‬
‫يتعلمون هذه الدعة السياسية ‪ ...‬يتبسّم للم لنا صاحبة الليب والغمرة النونة ‪..‬‬
‫يتسلّح بذه الفاتيح السحرية وبلمحة بصرية أو ابتسامة طفولية تبدأ اللعبة السياسية قبل البدء‬
‫بالكلم‪ ...‬الشارة تسبق الصوت ‪..‬‬
‫إنّ اللبيب من الشارة يفهم واللبيب هو حبيب اليب وعندما يبدأ بالكلم يعطيك من طرف‬
‫اللسان حلوة ومن طرف العي شرارة ومن لب القلب مرارة ‪ ...‬وهذه هي سحر الدمعة‬
‫و البتسامة ‪ ..‬كلّها وسائل اصطناعية لدمة القنعة ذات الشخصيات الدبية الجتماعية‬
‫لدمة الرؤوس الرأسالية الت تيل حسب اليول الالية ‪ ...‬هذا هو الشخص الراقي الحترم‬
‫ولكن النسان التقي هو الفريد والوحيد والميّز والوحد مع الواحد الحد ‪ ...‬ل يطلب إلّ‬
‫رضى ال ‪...‬‬

‫‪104‬‬
‫يقول الكيم كريشنا ‪ ...‬إ ّن القيقة هي كالحيط ‪ ..‬طعمها ل يتغيّر من أي جهة شربتها ‪...‬‬
‫البحر مال من جيع الهات والطبقات ‪ ..‬وهذا هو عطر النبياء والولياء واللفاء وجيع‬
‫أهل الذكر والصدق واليان ‪ ..‬يتغيّر الناء ولكن الاء هي نفسها كنجوم السماء ‪ ..‬بن‬
‫إقتديتم اهتديتم ‪ ..‬كما نزرع نصد والناء ينضح با فيه ‪ ...‬هذه أمثلة لهل القدوة‬
‫والتقوى ‪ ...‬وعندما يلع النسان القنعة الزيّفة والستعارة يعود إل وجهه اللي ويرى‬
‫الناس نور ال يشِعّ من عيونه‪ ...‬لذلك يقول السيح من ثارهم تعرفونم والوجه مرآة صاحبه‬
‫وكتابه البي ‪ ...‬فإذا النسان التقي والتدين هو وحيد وفريد وميّز وهذا هو معن كلمة‬
‫وصفه ‪ ..‬يسوع إبن ال الوحيد ‪ ...‬أي كل إنسان صادق هو وحيد بصفاته وأخلقه لن ال‬
‫هو البدع وهو اللّق وف خلقه شؤون ‪...‬‬
‫الطوة الول التعرّف على الوجه الصلي والطوة الثانية هي صفة الرجل الفاضل ‪ ..‬إنه‬
‫يسعى دائما وأبدا أن يفرض علينا سلوكياته وأخلقه الذي تعلّمها من أهله ومن الكتب‬
‫التاريية والسياسية ف الدين وف الدنيا ‪ ..‬يتلعب مع نفسه ومع الخرين ‪ ..‬هذه هي مناورة‬
‫لدمة التجارة وهذه هي لغة أهل السلطة والال وإل من هنالك من ماور لدمة الدمار‬
‫والعمار تت شعار السلم والسيادة والرية وإل جيع الشعارات اللشعورية ‪ ...‬هذه حيلة‬
‫أهل النطق والقانون‪ ..‬يفرض علينا لباقته ومهارته وتزمته الخلقي ونقبله سيّدا وحاكما‬
‫علينا ويتحكّم بنا من جيل ال جيل إل أن نصل ال قمة الهل ‪ ...‬وهذا هو وضع العال اليوم‬
‫‪...‬‬
‫مثلً‪ ..‬لو الفاضل تدث عن القيقة‪ ،‬حقيقته كاذبة ولكنه بالجتمع يدّعي بالصدق وياول‬
‫أن يفرض علينا معتقده ويطلب من الجتمع أن يكون صادقا لنه ياف من أهل الدعة‬
‫واليلة أن ييّبوا آماله ويضلّلوا أحلمه ‪ ..‬النافق ياف من أهل النفاق ‪ ..‬هذه منافسة قوية‬
‫وخطية ‪ ...‬هو سياسي ماكر وماهر ‪ ..‬علنا يطالب الشعب بالصدق وينادي بأعلى صوته‬
‫قائلً‪ " :‬لبنان بلد السيادة والرية والكرامة ‪ ...‬لبنان وطن النسان‪ "...‬ف قرار نفسه ياف‬
‫من هذه الدعة ويعلم بأن من حفر حفرةً لخيه وقع فيها ‪...‬‬

‫‪105‬‬
‫هذا هو نداء السياسي الفاضل والكيم العادل والسيّد الصادق وكل فكر سياسي مادي‬
‫دنيوي هو شر ل بد منه لنتعلّم بأن ل سلم إلّ بالقلب يا أول اللباب ‪ ...‬لنكون مع النبياء‬
‫ل مع الغبياء ‪...‬‬
‫يقول أحد علماء الفكر بأن اللص هو دائما ضد السرقة وإلّ سيسبقه الرامي إل سرقته ‪...‬‬
‫هّه الوحيد هو أن يسرق جاره وأخيه وعدوه ولكن إذا سُرق من أحد هؤلء اللصوص‬
‫فسيبقى عاطلً عن العمل‪ ..‬وغايته هي السرقة ‪ ...‬فإذا هدفه أن يصرخ عاليا ويندد قائلً‪:‬‬
‫" السرقة حرام أبدي وجهنّم هي القام البدي "‪ ...‬وهكذا يبقى وحده ف ساحة السرقة‬
‫وحاميها حراميها‪ ...‬احترامي للحرامي صاحب الجد العصامي ‪...‬‬
‫إذا كل الناس تتكلم الصدق عندئذ تستطيع أن تتكلم الكذب وبذلك تستغل الناس‬
‫بسهولة ‪ ...‬إذا كانوا كذابي فل تستطيع أن تدعهم‪.‬‬
‫الكذب ملح الرجال وعيب على الصادق ‪ ...‬هذا هو شعار العرب بنوع خاص‪ ...‬الكذب‬
‫ملح العرب‪ ...‬هذه هي سياسة أهل البيت وأهل التجارة والسلطة والدين وإل أبد البدين‬
‫بدون أمان ول آمي ‪...‬‬
‫بيت هذه اليام غي بيت أهل تلك اليام ‪ ...‬أيام اللفاء والكماء والصادقي والسالكي ‪...‬‬
‫كان بيت الال لميع السلمي واليوم أين نن من السلم ؟؟ اليوم لغة القوم هي الكذب‬
‫والصادق ل يصدّق والكذاّب ل يدع بل يبشّر بالفضيلة والفضل للفاضل ‪ ...‬يقول علنا ل‬
‫تسرق وهو يدخل من الباب اللفي ويسرق ‪...‬‬
‫إذا سرق أحد منّا الن ماذا نفعل؟ نصرخ عاليا ‪ "...‬حرامي حرامي أمسكوه "من هم الذين‬
‫يصرخون ضد الرامي؟ نعم! هم زملء ف الهنة ‪ ..‬ولكن عندما أصرخ أهدّد وأندّد لبرهن‬
‫للناس بأنن ضد السرقة ‪ ..‬أنا إنسان مهذب وصاحب أخلق ومبادئ وعندما أقبض على‬
‫السارق سأضربه لنن ضد عمله هذا‪ ...‬هذه ظاهرة معقدة ‪ ...‬النسان التقي والدرك يتلف‬
‫تاما عن صاحب الشريعة والنطق ‪ ...‬إنه يغفر ويسامح ويفهم وضع الرامي وحدود‬
‫النسان ومشاكله ‪ ...‬ل يكون قاسيا أو ظالا لن رحته واسعة وشاسعة وأبديّة ‪ ...‬الرحة‬
‫غي مدودة بشروط بل تفهم وتستوعب وتب وتسامح لننا كلنا معا ف سفينة الياة ‪...‬‬

‫‪106‬‬
‫قبل أن ندخل ف شرح اليات لنفهم معن الطيئة ‪ ...‬معن العمل الفاسق ‪.‬‬
‫ما هو الفعل الليع ؟ كيف نعترف أو ندّد الفسوق والفجور والعمل اللّأخلقي؟ ما هو‬
‫معيار هذا العار؟‬
‫لكل قرار معيار ‪ ...‬عار الند غار خارج الند‪ ...‬العار ف أمريكا هو غار ف لبنان ‪ ...‬رئيس‬
‫جهورية أمريكا أعلن كذبة خاصة به نُشرت حول العال وحكم عليه بالعار البدي ورؤساء‬
‫المة العربية شعارهم الكذب علنا ونصفق لم لذا الق وندفع حياتنا وأرضنا وعرضنا ول‬
‫نزال بالدم وبالروح نفديك يا لبنان وحكاّم لبنان يتحكّمون بالنسان لصال حاكم القمة‬
‫العربية ‪ ...‬وأين هو النسان ؟ ما هو معيار ومقدار النسان ف العال العرب ؟؟ ماذا فعلنا‬
‫بالسيح ؟ وبالنب؟ وبأهل البيت ؟ وبأهل الصفاء ؟ وإل الن ل نزال نكرّم الجّاج ونرجم‬
‫اللّج !!!‬
‫حكاية اللف فضيلة وفضيلة أصبحت مليون فصيلة وفصيلة وكلنا انفصلنا عن حبل ال‬
‫واتصلنا ببل عبد ال ‪....‬‬
‫اليوم تول العال إل قرية كونية تعج بالضجيج وبالرج !! وأين هو الفرج نعم ‪ ..‬اهتمامنا‬
‫بالفرج وانبلنا بالهبل وأصبحنا من قبيلة أبو جهل نعبد القبلة ولو كانت اصطناعية‪ ...‬أين هو‬
‫الل ؟ أين هو الصح؟ من الذي يقرر؟‬
‫هل أكل اللحم حلل أم حرام ؟ النبات يقول حرام ‪ ...‬ولكن السيح والنب أكلوا اللحم ‪...‬‬
‫الكيم كريشنا أكل سك وقبائل كثية ف الند ترّم أكل السمك والواد اليوانية‪ ...‬حت‬
‫الليب ومشتقاته مرّمة ف بعض البلدان لنا مواد حيوانية ‪ ...‬ما هذا التعصب والتحمّس ؟‬
‫لاذا هذا التطرّف الصارم ال أقصى الدود؟ هل السد هو الساجد؟ من أنت أيها القارئ أو‬
‫الكاتب أو الفكر ؟؟ الفكر كفر وذكر ولك اليار ف أي قرار ‪ ...‬إذا كان اهتمامك فقط ف‬
‫جسدك فإن قيمتك هي بقيمة ما يرج من جسدك ‪ ...‬أهل الصفوة غي أهل ألصاف ‪...‬‬
‫ي ولكن أنت صفوة روحية إلية ‪...‬‬ ‫الصرف الصح ّي أو الصرف الادي هو جسد ّ‬
‫شاهد الفرق واتبع الق ‪...‬‬

‫‪107‬‬
‫أيها الساجد ! لسدك عليك حق ‪ ...‬وهو العبد للعابد ‪ ..‬هو البيت والفرش والسر اللي‬
‫الذي يهتم بالنسان القوام ‪ ...‬أنتبه وحافظ على هذه المانة وأنت الراعي وأنت الكفيل‬
‫لا ‪ ...‬كل لقمة عيش هي دم ولم وعضم هذا السم ‪ ...‬السيح يقول‪ ...‬خذوا كلوا هذا‬
‫هو جسدي واشربوا هذا هو دمي ‪ ...‬شاركنا بالاء وباللح وبالقمح‪...‬‬
‫شاركنا بسده وبروحه ‪ ...‬ولنا اليار ف اختيار أفضل الفضائل لذه المانة ‪...‬‬

‫كيف أستطيع أن أختار ما هو الفضل ؟‬


‫هو عدم التطرف ‪ ...‬هذا هو علم الصليب ‪ ...‬علم البدان والديان ‪ ...‬علينا أن نأكل من‬
‫أرضنا وما يلينا وأن ل يكون السد أخر هنا بل الساجد هو العابد للمعبود ‪ ...‬هو الوحد‬
‫مع الوجود ‪ ...‬وهذا هو العشاء السري مع السيح ‪ ...‬أنت الصخرة يا بطرس وأنت الم يا‬
‫مري وكلنا إخوة بال وكلنا مسيح ميّز وفريد ول فرق ل بالجساد ول بالعباد بل‬
‫بالتقوى ‪ ...‬من منّا يسمع كلم ال ويعمل به هذا هو السيح ‪ ...‬ولكن نن نسمع ول نفهم‬
‫بل الدل هو سيّد العقل ‪ ...‬بي مسح القدم وغسل القدم ل يبق لنا قدم بي المم ‪ ...‬هذا‬
‫هو الدل البيزنطي ول يزال قائما حت اليوم ‪ ...‬هل اللك ذكر أم أنثى ؟ ومن الذي يكم‬
‫العلم والعالِم والعالَم؟ طبعا النثى !! هذا هو علم الخلقيات والفضائل ‪ ..‬وهذه النعم ل‬
‫تعلّم بل هي من فطرة النسان وكل فضيلة تعلّم تعلّب ‪ ...‬والعيار ليس باليار ول بالقرار‬
‫وإ ّل ستصاب بالنون وبالفشل ‪ ...‬بعض الذاهب الندوسية ترّم التنفس ف الليل لنه يقتل‬
‫ل فاسقا‬‫بعض الشرات الت ل نراها وفرضت على الرعايا لبس الكماّمة‪ ...‬التنفس أصبح عم ً‬
‫وخليعا ول أخلقيا‪ ...‬ونن بلبنان نعيش مع القمامة وف جيع مؤتراتا ومؤامراتا ونقتل‬
‫البشريات لن الشرات ليست من اهتمامنا بل قتل البشر هو الهم وهو من أشرف الفضائل‬
‫وأسفل الفصائل ‪ ...‬مؤترات القمة العربية هي قمة القمامة بدون كمامة‪...‬‬
‫علينا بالوعي وبالصحوة وهذا هو اليار يا نور النوار‪...‬‬

‫ما هو سبب النتحار ؟‬

‫‪108‬‬
‫النتحار هو أفضل اليار لفصيلة المي من البشر ‪ ...‬بعض الذاهب ل يشون ف الليل خوفا‬
‫من قتل الشرات ولكن ضربوا الدافع لقتل الناس طمعا بالسموات ل مبة بالشرات ‪...‬‬
‫العال تول من جنة إل جنون ‪...‬‬
‫جنون البشر أخطر من جنون البقر ‪ ...‬البشر هو سبب الشر ‪ ...‬النتحار لؤلء الشود‬
‫أفضل من وجودهم ف الرض ولكن النتحار عملية ل أخلقية والدمار الشامل أسرع‬
‫وأرحم ‪ ...‬قتل السد حرام لننا نقتل الليي من الليا الحياء وحياة الي بيد اليّ‬
‫وحده ‪ ...‬بعض الناس عندهم فكرة خاصة عن الصوم ‪ ...‬منهم من يقول بأنه فعل أخلقي‬
‫ومنهم العكس ‪ ..‬أي إنه فعل فاسق ل أخلقي‪ ..‬لاذا؟ لن الصوم يقتل الكثي من الليا‬
‫بسبب الوع ‪ ..‬ولكن إذا أتبعنا الشريعة الطبيعية " نن قوم ل نأكل حت نوع " أي ل‬
‫توت فينا ول خليّة‪ ...‬ولكن شر البلية وخاصة عند العرب هو الهل ول نعرف شيئا عن‬
‫ديننا ونتّهم العدو بأنه أعلم وأرحم منّا ‪ ...‬علينا بالعودة إل العلم الذي يدم السم ويدم‬
‫السلم ‪...‬‬
‫الصيام ليس جسديا ‪ ...‬صيام الوارح أفضل من الصيام عن الطعام‪...‬‬
‫بعض العلماء أكدوا لنا بأن الصيام هو أكل اللحوم البشرية ‪ ...‬معهم حق ‪..‬‬
‫الوزن الذي أخسره أثناء الصيام هو هذا اللحم الذي أكلته ‪ ..‬هذا كلم منطقي ‪ ..‬السد‬
‫باجة إل غذاء وإ ّل سيأكل لمه وهذه هي صفة البشر الذي يأكل لوم البشر ‪ ...‬وهذا‬
‫أيضا إنتحار ‪ ...‬وأين اليار ؟ أين العلم؟ ما هو الفرق بي الخلق والنّفاق يا شعرة‬
‫معاوية ؟‪ ..‬الوعي هو الل ‪ ...‬العمل ل يقرر نوعية الفعل بل الفكر الذي تعمل من‬
‫خلله ‪ ...‬هل عندك الوعي والدراك ف ما تفعل ؟ كل عمل عبادة إذا كان العامل عابدا‬
‫ملِصا مع نفسه ‪ ..‬صادق مع شعوره ‪ ...‬هذه هي الفضيلة هذا هو الوفاق والتفاق مع الق‬
‫ولكن إذا كنت غافله ومن أهل الضللة والفساد والنفاق حت لو كنت شريفة مكّة بشكلي‬
‫الارجي فأنا غانية وزانية مع نفسي والعال وهذا هو الفسق والفجور ‪ ...‬أن الوعي والدراك‬
‫هو اليقي الذي يصّن النسان من الهل ‪ ...‬علينا أن نقرأ ونفهم ونفظ ونعمل به ثّ ننشر‬
‫النور يا أهل النور ‪...‬‬

‫‪109‬‬
‫إن اللغة العربية هي من أغن اللغات من حيث العن ‪ ...‬إن كلمة ضمي ‪ ..‬إدراك ‪ ..‬وعي ‪..‬‬
‫معرفة‪ ...‬هي عملة واحدة ذو وجهي ‪ ...‬عادة ف لغات أخرى ‪ ..‬الدراك غي الضمي ‪..‬‬
‫الدراك من ال والضمي من الهل ومن الجيال ولكن ف اللغة العربية وف القرآن بنوع‬
‫خاص ‪...‬‬
‫وحده النسان مسؤول ومتصل بصلة الرحن وببل ال ‪ ..‬لذلك يقول البيب " أستفت قلبك‬
‫ولو أفتوك "‪ ...‬ويرّرنا المام عليّ ‪ ..‬إمام العلم ف العال عندما قال ‪ " :‬علمائهم شر علماء‬
‫منهم ترج الفتنة واليهم تعود ‪ ..‬مساجدهم عامرة ف البنيان خالية من اليان "‪ ...‬والسيح‬
‫يقول ‪ " :‬أعطن قلبك يا بن ‪ ..‬أنت أيضا مسيح آخر وأنت أيضا ابن ال الوحيد والميز‬
‫والفريد والديد والنعش ف كل لظة ولظة "‪ ...‬علينا ان نتعرّف على أنفسنا أولً ‪ ...‬هذه‬
‫هي الدعوة السماوية إل خلق ال ‪...‬‬
‫إعرِف نفسك تعرف العال ‪ ...‬ومن عرَف نفسه عرف ربه ‪ ...‬عندئذٍ نتخلّى عن كل عمل‬
‫قبيح ونلبس العمل الليح عن تربة واختبار وليس بجرّد التقدير والتفكي ‪ ...‬فكم من الصلّي‬
‫ل يعرفون إلّ الركوع والسجود وكم من صائم ليس له من صومه إلّ الوع والعطش‪ ،‬ومن‬
‫ل يستطيع أن يصلح قلبك‪ ،‬ويوجهه إل ال أبتعد عنه وتقرّب من قلبك ومن كتابك وال‬
‫يهدي من يشاء ‪ ...‬علينا أن ل نتمسك بأدب الظاهر ومعلم الخلق والواعظ الوهوب‬
‫وأهل اليوب ‪ ..‬هؤلء هم ف خدمة أدب الشباح ولكن أدب الباطن هو أدب الرواح ‪..‬‬
‫وشتان بي أدب نايته الظاهر وأدب أساسه سياسة تزكية الضمائر وصفاء السرائر وإستمداده‬
‫من ال ومن أنبيائه ورسله وكتبه وجال الطبيعة وأسرارها الساكنة ف سكينة النسان ‪..‬‬
‫لنحيا سر الضمي الي ف كل حي مع ال ّي وهذه هي الخلق اللية ‪..‬‬
‫ل تكن مدرّسا للخلق كن الخلق الت ترافق الق الت به تيا وبه ترحل من مر إل القر‬
‫عب الدهر ‪ ...‬معا سنحيا مع السيح الي ومع كلمته الت ل توت بل أزلية مع الزل‬
‫الزلّ‪...‬‬

‫‪110‬‬
‫وذهب يسوع إل جبل الزيتون ‪...‬‬
‫لاذا يذهب إل البل ؟‬
‫كان دائما يتلي بنفسه بعيدا عن الناس و عن غبار الفكار‪ ،‬يذهب لوحده ولكن متوحدا مع‬
‫نفسه‪ ،‬هذه هي العجزة الوحيدة ف توحيد الواحد الحد مع كل أحد‪ ،‬هذه هي الوحدة‬
‫الكونية ف كل كائن يعرف نفسه ‪ .‬أنا بال وال ب‪ ..‬معه وبه‪ ،‬هذه اللوهية ف كل نية‪...‬‬
‫ومفتاح هذا السر هو التأمل‪ ،‬الن من الذي يكتب؟ من الت تقرأ؟ هل النا الكونية ذكر أم‬
‫أنثى؟ من أنا؟‬
‫" أما أنا فأقول لكم " يقول السيح ‪ ...‬لقد عرف نفسه بنفسه وعرف الوهيته من خلل‬
‫توحيده مع وحدته‪ ،‬ذهب إل البل ليبتعد عن أهل الهل ‪ ..‬تلّى عن اللء وتلّى بالبلء‪،‬‬
‫هذا هو سر الوضوء بالاء‪ ،‬سر الطهارة بالعمودية‪ ،‬الاء سر اللء ‪ ...‬وجعلنا من الاء كل‬
‫شيء حي‪ ،‬السد شيء ولكن الساكن ف هذا السد هو الساجد ف هذا العبد‪ ،‬السد معبد‬
‫للعابد الواحد الحد‪ ،‬ومن أنت أيها العابد؟ ما الفرق بينك وبي العبود؟ إنه أقرب إلّ من‬
‫حبل الوريد‪ ،‬إنه أو إنا هي السر الذي أحيا به وهو يي من خلل وأنا وال واحد‪ ...‬هذا‬
‫هو التوحيد القريب إل القربة و لاذا البعد والغربة؟؟‬
‫لنتقرب من القلب ‪ ،‬هذا العابد و العبود ‪ ...‬والتأمّل هو الطر الداخلي الذي يطهرن من كلّ‬
‫خوف ويصلن بنفسي ومن عرف نفسه عرف ربّه الللوهية هي من باب الربوبية‪ .‬إنا‬
‫درجات من النور حيث ل بداية لا ول ناية‪ ،‬واللحظة الت نعرف با هذا السر هي اليقظة‬
‫من هذا السر إل عيش هذا السر‪ .‬وفسر الاء بعد الهد بالاء‪ ..‬أي الختبار الذي سبق‬
‫التعبي‪ .‬السيح تعرف على نفسه الكونية‪ ،‬وكذلك نن على درب الربوبية اللية والرحلة هي‬
‫الج ول وصول بل التصال هو الوصول ‪...‬كلنا متصلي بالصول وهذه هي اللوهية‪ .‬هذا‬
‫هو سر كلمة ال أو ل اله الّ ال أو النفس هوووو ‪...‬هذه هي نعمة التأمّل ولو لبعض دقائق‬
‫يوميا‪ .‬تأمل و اتصل بالق والق يعرف الق ‪ ...‬طهّر عيونك من الغبار‪ ،‬العي هي الرآة الت‬
‫تعكس ما ف الوجود الداخلي وتظهره إل الارج أي الناء ينضح با فيه‪ .‬علينا بتطهي النفس‬
‫أو ًل وإل سنشوّه و سنحرّف هذا الطواف الداخلي وسنبقى من الضالّي إل أبد البدين ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫هل تتذكّر إزعاج الغبار ف العي؟ ذرّة من الغبة تعكر صفاء البصر والنظر‪ ،‬وكذلك ف عي‬
‫البصية حيث ل نرى نور الرؤية بسبب الجب الت لوثت عي ال ‪ ...‬التلوث الداخلي هو‬
‫من أنفسنا‪ ،‬من علقت مع نفسي أول ومن ث مع العال الارجي ‪ ..‬قل ل من تعاشر أقول‬
‫لك نوعية الغبار ‪...‬أبتعد عن هؤلء الناس إنم أحياء أموات‪ ،‬يقول السيح دعوا الموات‬
‫يدفنون بعضهم البعض وتعالو معي وأزيل عنكم الغشاوة وأعيد لكم النشوة ‪ ...‬ل أحد‬
‫يستطيع أن يغيّر أحد إن ل يغيّر نفسه أول‪ ..‬فاقد الشيء ل يعطيه‪...‬‬
‫إذا ذهبت إل الشفى ستعود إل البيت ومعك المراض الت حّلوك إيّاها ‪ ..‬هذه هي ضيافة‬
‫أهل الل‪ ،‬العدوى بالنفس وباللمس أو بالنوايا ‪ ..‬جيع حواسّنا تلتقط الذبذبات السلبية‬
‫ونعود إل الدار ممّلي بشتّى أنواع العار والغار ومنها نتعلّم أهية اليار‪.‬‬
‫أنظر إل وجوه الرضى والطبّاء والساعدين وبشكل الشفى وطاقته من معدّاته‪ ،‬إل جيع‬
‫أنواع العدوى من نفسيّة وجسديّة‪ ،‬كلّها تنتقل إلينا ونملها معنا أينما كنّا‪ ،‬وهذا هو الوت‬
‫السريع والبطيء‪ ..‬زيارة واحدة وتأت مريضا إل بيتك وتشارك أهل البيت ف هذا البلء وهذا‬
‫الشئزاز وهذا الغثيان القرف ‪...‬‬
‫عندما ترج من الشفى تشعر بالفرح وبالرتياح والمد للّه ‪ ..‬وهذا هو وضع العال‬
‫اليوم ‪ ..‬مشفى عالي بدون أي شفاء‪ ،‬بل من بلء إل بلء وشر البليّة ما يضحك‪.‬‬
‫المرّضة وكذلك الطبيب والعمّال‪ ،‬من الطبيعي أن يكونوا جيعا بدون إحساس وإل سيكونوا‬
‫من أهل القابر ‪ ...‬حفّار القبور يفر ويغنّي ف نفس الوقت لنه سعيد ف عمله والذي‬
‫سيكون من سكان القب ليس الفار‪...‬مع العلم إنه من حفر حفرة لخيه وقع فيها ومن الذي‬
‫يفر قبه بأعماله هو أحق من غيه بتوسيع قبه ‪ .‬البيب ممّد وسّع قب أمّ المام عليّ‬
‫بنفسه ‪ ..‬من الذي سيحم قبي وبأي أعمال ؟ ماذا يفعل الطبيب وأعوانه ف الشفى ؟ من‬
‫الذي يسمع أل الم على ولدها ؟ ماذا يقول لا الطبيب ؟ " إنشاء ال " كلمات وتعزيات‬
‫صادرة من اليوب ل من القلوب ‪ .‬الم حاملة الم والغم والطبيب يعطيك من طرف اللسان‬
‫حلوة ‪ ،‬ومن الصيدليّة الرارة‪ ،‬ومن الحاسبة الفاتورة‪ ،‬أين البشارة؟‬

‫ما هي هذه الشارة؟‬


‫‪112‬‬
‫لاذا توّلَت الهنة النسانية إل متعة مادية ؟ ‪. .‬‬
‫ما هو دور الطبيب؟ ‪ . .‬الطبيب يقسم باليمي ويقسم باليسار ‪ . . .‬وضاعت المانة منذ أن‬
‫ولدت المانة ‪. . .‬النسان هو السؤول الول والخي على جسده وحياته ‪ . . .‬وللسف‬
‫وبنوع خاص ف المة العربية ل أحد يتحمل السؤولية‪ .‬الق على الوطن وعلى ال وعلى‬
‫الدولة وعلى الرجل والمرأة والادمة والعبيد وال ما هنالك من اتامات وعدم الهتمامات‪.‬‬
‫وإن ل يكن الطبيب باردا كالصخر ومجرا كالجر للتقط العدوى من الريض ومن‬
‫أهله‪ .‬فإذا القناع هو للمناعة من التلوث الفكري والسدي وكل ما يهمه من الريض هو‬
‫خدمة الدواء والداء ورفع أسهم البلء مبة بالشفى وبالدارة وبشركات الدوية العالية‬
‫التحكمة بالسلحة الدولية وبالروب على المم الرهابية ‪ . . .‬عفوا العربية ‪ . . .‬أو‬
‫الصح السلمية‪ .‬السلم هو السهم العالي اليوم وهو الدف للدمار خوفا من هذا البدوي‬
‫الساكن ف سكينة الصحراء والعارف بكمة الرمال والاصل على رضى ال وأنبيائه ورسله ‪.‬‬
‫‪ . .‬وأين نن من هذه القناعة؟ ان العال بأسره أصبح أسيا لمراض السدية والنفسية وبنوع‬
‫خاص الغضب والعنف والعدوان والغية والتملّك ‪ . . .‬وكل منا مقنّع بالوجه الزيف‬
‫والستعار والنافق ‪ . . .‬وأين الصحوة ؟ وإل أين الصي ؟وعندما يأت إلينا السيح يشعر‬
‫بالطر وبالذر لنه يأت من أعلى قمة من السماء ليخلصنا من هذا الهل ‪ . .‬نزل من السمو‬
‫اللي ال مستوانا الرضي وهذا هو سر الصعود إل جبل الزيتون ‪ . .‬أي إل قلبه التوحد مع‬
‫نور الغار وإكليل الغار والزيتونة نورها ل يده زمان أو مكان ‪ . .‬زيتها مبارك ونورها إلي‬
‫تني مصباحنا وتوحدنا مع ال ولكن أين نن من هذا السر وهذا العلم؟؟ عندما صعد السيح‬
‫إل البل وعاد إل السهل وتدث معنا بلغتنا وبأضعف إياننا ل نفهم رسالته لنا لننا جهلء‬
‫وأموات وألانا التكاثر وكما يقول ل السيح " مرتى مرتى أنتِ مهتمة بأمور كثية والطلوب‬
‫واحد " ‪ . .‬الواحد بالنسبة ل هو الدولر والبترول أين أنا من السيح ومن الرسل ؟؟ ‪. .‬‬
‫الفرق شاسع بي الباطل وبي الق وبي مياه جبل صني ومياه سهل السيولة لدمة عمّال‬
‫العملة ‪ . . .‬عمالة حثالة الياة ‪. . .‬‬
‫وحده التأمّل يشعر بأل الياة ‪ . .‬وحده التأمل يعرف الصال من الطال ‪ . .‬يعرف الطأ من‬
‫الصواب و الشر من الي ‪ . .‬وعندما يسي معنا وبيننا يشعر بالغبار الذي يلتقطه ويمعه من‬

‫‪113‬‬
‫أنفسنا ومن أفكارنا لننا فقدنا الحساس بالشعور وبالرقة ونسينا بأننا مرآة تعكس ما ف‬
‫النفس ‪ . . .‬وأصبحت كالاب الذي يمع الضرائب‪ ،‬والتبعات‪ ،‬و الصدقات و يتصرف با‬
‫ف خدمة التاهات‪.‬‬
‫وأين أنا من هذا التأمل الذي يعرف نفسه ويعكس ما ف الوجود ؟ إنه موجود بالوجود وأنا‬
‫تائه ف ملهي الدنيا‪ ،‬و لكن السيح يعود ويعود إل الصعود ‪ . .‬إل البل ‪. .‬‬
‫أما يسوع فقد ذهب إل جبل الزيتون وعاد عند الفجر إل اليكل‪ ،‬فأقبل إليه الشعب كله‪،‬‬
‫فجلس و راح يعلمهم ‪. .‬‬
‫عندما تصعد إل البل‪ ،‬هذا ل يعن البل الارجي بل البل الداخلي ‪ . .‬إل الوحدة‪ ،‬إل‬
‫اللوة مع النفس حيث النشاط والنشوة‪ ،‬وحيث العودة إل السكينة الساكنة ف لب القلب‪.‬‬
‫إنس العال لبضع دقائق ومن ث أذهب إل العبد لنك أنت العبد! حضورك هو الضرة‬
‫التناغمة مع العبادة ‪ . .‬تذكر‪ ،‬إن ل تأت بعبدك إل العبد سوف لن تدخل العبد‪ .‬إن ذهابنا‬
‫إل العبد هو شريعة و فريضة وكأننا لنزال من دار إل دار دون الرور بأسرار النوار ‪. .‬‬
‫عندما يذهب السيح إل أي بيت‪ ،‬يعل منه معبدا ‪ ،‬وعندما أذهب إل العبد يصبح بيتا لنن‬
‫أحل معبدي بداخلي‪ ،‬وما بداخلي إل بيتا دنيويا ‪ . .‬أينما يذهب يسوع يصبح معبدا لن‬
‫حضرته مقدسة تمل معها كل أسرار البال والوديان‪ ،‬والسهول‪ ،‬والقمر والنجوم ‪ . .‬وكل‬
‫ما ف الطبيعة من دهشة وحياة‪ .‬هذه هي حالة العلم والتأمل الصادق مع الق حيث قال ‪:‬‬
‫" أنا هو الطريق و الق و الياة"‪ ،‬و ذلك لنه من العارفي و السالكي درب الرب‪ ،‬له حق‬
‫الشاركة ف سر اللوهية لنه ييا السر اللي‪ ،‬ومن حقه أن يعلمه‪ .‬أتاه الكتبة والفريسيون‬
‫بامرأة أخذت ف زن‪ ،‬فأقاموها ف وسط اللقة وقالوا له ‪ ":‬يا معلم‪ ،‬إن هذه الرأة أخذت ف‬
‫زن الشهود‪ ،‬وقد أوصانا موسى ف الشريعة برجم أمثالا ‪ .‬فأنت ماذا تقول؟"‪. . .‬‬

‫هذه الكاية من أجل قصص النيل‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫إنا درس أخلقي رفيع يهدف إل التخلص من الطيئة الصلية الت فرضت علينا من البدء‪. .‬‬
‫ولدنا بالطيئة الصلية والعظيمة‪ ،‬والن سنسي مع السيح ف هذا المتحان‪ ،‬فأتاه الكتبة و‬
‫الفريسيون‪.‬‬
‫من هم هؤلء الشعب؟ إنم علماء وأساتذة الخلق والشريعة‪ ،‬إنم من أطهر الناس‪ ،‬كهنة‬
‫وطلب وكتبة‪ ،‬و من أهل الحترام والدب‪ ،‬على وجوههم علمات الدعاء والستكبار‬
‫والغرور ‪. . .‬نن أصحاب الفضيلة والق‪ ،‬والشعب هم أصحاب الفجور والفسق ‪ . .‬هذا‬
‫هو شعارهم وشعورهم و هدفهم البحث عن أخطاء الناس وعن التبجح والبالغة ف ماسنهم‬
‫وأما الناس فهم من حثالة القوم ‪.‬‬
‫أتوا إليه بامرأة أخذت ف زن ‪. .‬‬
‫أتوا إليه بكل غرور و استكبار ‪ . .‬إنه السيح وعلينا أن نأت بكل تواضع وحشمة وخفر‬
‫وحياء ‪ . . .‬نتمع به لنتعلم منه ونشرب من خرته اللية ‪ . .‬إنا مناسبة نادرة ورائعة ولكن‬
‫هؤلء الغبياء أتوا إليه بامرأة ‪ . .‬هذا هو الفكر العادي والضعيف حامل البلهة والماقة ‪. .‬‬
‫من هم هؤلء الكتبة والفريسيون؟‬
‫ليس عندهم أي ذرة من الخلق ول من العلم البسيط الذي يفرض علينا الدب عند مقابلة‬
‫إنسان حكيم وعليم و حليم ‪ . . .‬هذه مقابلة للمشاركة وللمساهة ف الق والضمي الكون‬
‫والتقرب من قلب هذا السيح الحب ل لطرح الشاكل العادية والتافهة الت ل علقة لا‬
‫بضرة الروح ‪ . .‬وجود يسوع معنا هو وجود روحي وليس فكري أو دنيوي ‪ . .‬إنا مناسبة‬
‫ثينة وليس عنده أي وقت للخناقشة أو للمناقشة عن آراء غيبية ‪ . .‬رسالته كانت مدتا‬
‫قصية ل تتجاوز السنوات الثلثة وهؤلء الغبياء عندهم مطط للشراك ف كهنوت السيح ‪.‬‬
‫‪ . .‬هذا هو الفخ الذي نصب له من قبل أهل الشريعة ولكن من حفر حفرة لخيه وقع فيها ‪.‬‬
‫اهتمامهم ل يكن للمرأة الزانية ولكن حبكة سياسية لمتحان يسوع أمام الشعب اليهودي‬
‫والفريسي والكتبة ‪ . . .‬أتوا بالرأة الزانية وأقاموها ف وسط الناس وقالوا له ‪ . .‬إن هذه الرأة‬
‫أخِذت ف الزن الشهود ‪. . .‬‬

‫ما هو الزّن أو الفِسق؟‬

‫‪115‬‬
‫إن الفكر الواعي والدرك يقول بأن الزن هو بالواس ‪ . . .‬إذا كانت الزوجة مع زوجها‬
‫ولكنها ليست ف حالة حب هذا هو الزن ‪ . . .‬كتب على إبن آدم الزن بكل حواسِنا ‪. . .‬‬
‫كُتب على إبن آدم نصيبه من الزن‬
‫فهو مدرك ل مالة‬
‫العينان زناها النظر‬
‫والذنان زناها الستماع‬
‫واللسان زناه الكلم‬
‫واليد زناها البطش‬
‫والرجل زناها الطو‬
‫والقلب يهوى ويتمن ويصدق ذلك الفرح أو يكذبه‬
‫فإذا الزّن ف النوايا وف الحاسيس الكاذبة ‪ . . .‬إن الرجل الذي ينام مع زوجته وهو ل‬
‫يبها بل واجبً جسديا أو فريضة رضى أو ضجر هذا إستغلل وخدعة وزن ‪ . . .‬ولكن‬
‫تعريف الزن عند الفريسي والكتبة والكهنة يتلف من حيث الشرع والنطق والقانون ‪. . .‬‬
‫إذا كانت الرأة ليست زوجتك ومارست معها النس هذا يعتب زن والحكمة الشرعية‬
‫تصدر قرارها ‪ . . .‬القرار القانون ل علقة له بالقلب أو بالدراك أو بالشعور حت لو كنت‬
‫على علقة حب و إخلص مع هذه الرأة ‪ . .‬إنا زانية لنا ليست زوجتك ‪ . . .‬القانون‬
‫علقته بالشريعة ‪ . .‬شريعة الورق غي شعور الق ‪ . .‬الفكر اللواعي أو العقل الباطن ل‬
‫علقة له بالصدق وبالحساس بل بالشروط الفكرية الادية ‪. .‬‬
‫الشكلة قانونية ‪ . .‬هل هي زوجتك؟ هل الزواج شرعي؟ فإذا ليس هناك أي خطيئة أو زن‪.‬‬
‫ولكن إذا ل تكن زوجتك قانونيا حت و لو كان الب الصادق هو الامع بينكما والحترام‬
‫والودة وجيع صفات الحبة والعبادة هي علقة زن حسب القانون الشرعي ‪ . . .‬قانون‬
‫الفكر الحدود بالسد و بالقشور الت ل علقة له ل بالذور و ل بالعطور ‪ . . .‬الب أسى‬
‫من أية شريعة وأي قانون ‪ . . .‬الب حياة القلب و نعمة من الرب ‪. . .‬‬

‫‪116‬‬
‫إن العقل الاهل ل يرى من الياة إل الهل والكفر من الهد إل اللحد ‪ ..‬لقد قرأت ف أحد‬
‫الجلت التبشيية عن أحد الكهنة السيحيي عندما زار اليابان وقام بولة ف الدينة وإذا به‬
‫يرى حام شعب ف وسط الدينة ‪ . . .‬ويا لا من صدمة !! الرجال والنساء والولد عراة ف‬
‫الاء ‪.‬اندهش وأخذ يراقبهم ويرى حركاتم وأجسادهم وقال لصديقه اليابان الذي استضافه‬
‫إل بلده ‪ " . . .‬ما هذا العمل الفاسق والليع والل أخلقي‪ ،‬نساء ورجال وأولد عراة ف‬
‫حام شعب ومكشوف علنا أمام الناس ؟؟ فرد عليه الضيف قائلً ‪ " .. .‬أيها الكاهن ! هذا‬
‫ليس فاسقا ف بلدنا ولكن أن نقف ونشاهدهم هذا عمل غي أخلقي ‪ . . .‬نن ل نراقب‬
‫خصوصيات الناس ‪ . . .‬وأشعر بالجل وبالذنب بأنن توقفت معك احتراما لك ‪ . . .‬إنا‬
‫حرية النسان أن يتصرف بسده حسب شعوره ولاذا توقفت وراقبت بانتباه ؟ ‪. . .‬‬
‫شعورك مريض ومنحرف ! " ‪ . .‬إن وجهة نظر الكاهن عادية ووجهة نظر الضيف فوق‬
‫العادية ‪ . . .‬ل بل مدهشة ‪ . . .‬وهؤلء الكتبة والفريسيي يقولون للمسيح ‪. .‬‬
‫يا معلم‪ ،‬إن هذه الرأة أخذت ف الزن الشهود؟ ماذا كنتم تفعلون هناك ؟هؤلء هم‬
‫الواسيس لحاسيس الناس ‪ . . .‬يتلسون النظر من ثقب الباب !! أي نوع من البشر هؤلء‬
‫الناس؟ لاذا اهتمامهم ف شؤون الناس؟ والشؤون الاصة والميمة! إن السد ملك صاحبه‬
‫وهذه الرأة لا حياتا وجسدها ملكها ومن حقها أن تتصرف به كما تشاء ل كما يشاء‬
‫الكاهن أو الكاتب أو عال الشريعة! من أنت لتتدخل ف خصوصيات الناس؟ ولكن أصحاب‬
‫السيادة والكرامة والستقلل هم أصحاب اليوب والستغلل !! وأين الديقراطية من هذه‬
‫الديكتاتورية ‪ . . .‬إنا حكم ونظام استبدادي ل علقة له بكم الشعب ‪ . . .‬هذا هو‬
‫التلعب بقوق الشعب ‪ . . .‬ندين ونعيب ونعاقب ولصلحة من ؟ نعم اليب "أفضل شرف‬
‫وناموس من القلب ومن الب وبكل وقاحة قالوا للمعلم‪ :‬هذه المرأة الزانية ‪ . . .‬ورأيناها‬
‫بالرم الشهود ‪ . . .‬؟ ولنسأل هؤلء " الشراف " أين هو الرجل الذي كان‬
‫معها ؟ هل كانت تزن لوحدها ومع نفسها ؟ ما من أحد سأل هذا السؤال ف جيع الكتب‬
‫السيحية ؟ أين هو الزان ؟‬
‫أين هو بطل هذه الرواية ؟ ولكن متمع الرجال هو السيد على جيع القوال والحوال !!!‬

‫‪117‬‬
‫نعم ف بلدنا مثل شعب " الرجُل إبن فرفور ذنبه مغفور "‪ ،‬أي مكن أن يكون الذنب هو‬
‫أحد الكتبة أو الكهنة و اللعنة على الرأة والكم عليها بالوت والاكم هو صاحب الفعل‬
‫والقول وأين العدل ؟؟ من الذي يلّل ويرّم ؟ حاميها حراميها ‪ ،‬دود الل منه وفيه ‪ . . .‬ل‬
‫حياة لن تنادي لنه فاقد الياة والياء ‪ . .‬ف الدنيا أعمى وف الخرة أعمى وأضل سبيل ‪. .‬‬
‫الداعر ف قصر الكم والداعرة ف قب الظلم ‪ . . .‬ولنقرأ الفاتة على الرحة وعلى‬
‫أهلها ‪ . . .‬وأين الغفران أيها النسان ؟؟ أين الوعي وأين العرفة ورحم ال الكمة الت ل‬
‫تكم إل بالس ّر ول تسكن إل ف لب القلب ‪. . .‬‬
‫كم من الرؤساء حرّموا المرة ف بلدهم ؟ وكم من الكام ف مستنقع السكر والعربدة‬
‫وجيع المنوعات هي من اللذات والرغوبات والسموحات ف القصور وف دار الكم‬
‫والعدل والُلك ‪ . . .‬هذه هي فريضة النتقام من القوم !! حكم التزمّت هو سبب هذا‬
‫الوت البطيء والم ّل ونتيجته ظاهرة ف الدمار وف النفجار ‪. . .‬‬
‫وكما ف لبنان كذلك ف جيع البلدان ‪ . . .‬حرب وتضي للحرب والسلم عليكم والسلح‬
‫معكم وضدكم ‪. . .‬‬
‫حكم الاكم هو دمار العال ‪ ،‬دمار الفرح ‪ . .‬دمار كل عمار وكل اختراع وما اخترعنا‬
‫القنبلة الذرية إل لندمر با جيع الختراعات والن هنا الوحيد هو العلم النووي ‪ . . .‬والنوايا‬
‫موجهة إل الدمار الكون ‪. . .‬‬
‫هذا هو الزن القيقي ولكن نلتهي بقشور الدنيا ونكم على الرأة الت كانت مع جسدها‬
‫ونأت با إل السيح لنمسحه من وجودنا لنه نور ف عتمة هذه الدنيا الزانية ‪. . .‬‬
‫ما هو عمل الاكم ؟ لاذا يتدخل ف خصوصية الناس ؟ لاذا ل يهتم ف امرأته؟ أي نوع من‬
‫الكام يكمون العال ؟ ل بد أنم من أهل الفساد والنراف حت التقوا بذه المرأة‬
‫وكبلوها وجرجروها وأين هو الزان معها ؟؟ دائما الرأة هي الشر والرجل هو السيطر ‪. . .‬‬
‫وجيع القواني والشرائع والنصوص والبنود والعقود هي من فكر الرجل السدود والحدود ف‬
‫جسد حواء ملكة الغراء ‪. .‬‬

‫لاذا هذا الجحاف وهذا النراف ؟‬


‫‪118‬‬
‫الكم العالي هو ف يد الرجل ‪ . . .‬ال هو الرجل ‪ ،‬أب وإبن وروح القدس ‪ . . .‬صفات‬
‫ذكورية ‪.‬‬
‫وقديا كانت اللوهية للمرأة ‪ ،‬ول نزال ف لعبة اليزان بي الذكر والنثى منذ الزمان وحت‬
‫الن ‪ . . .‬ال رفع العدل واليزان والوجود ل علقة له ف هذه اللعبة ولكنها من صنع الفكر‬
‫الاهل وهذا ما نراه حول العال منذ النة حت النون ‪ . . .‬الرأة هي السبب والرجل بريء‬
‫من دم هذه الزانية ‪ ،‬هي الت تغتصب وهو البطل والغتصب ويصب الاكم حكمه على الرأة‬
‫للنتقام لنفسه وللرجل ‪ . . .‬العتبار والحترام‪ ،‬هو الحترم وهي الحرومة ‪ . . .‬هو الظال‬
‫وهي الظلومة ‪ . . .‬والنتيجة هي ردة الفعل حيث الزن أصبح علنا والسياحة النسية هي‬
‫الدعم الساسي للقتصاد العالي وبنوع خاص ف بلدان القمع والذر والنع والكبت والفلت‪.‬‬
‫هذه هي السياسة لصال الرئيس والاكم والسيد والظال وما يكسبه ف النهار يصرفه ف الليل‬
‫ول نزال ف رقصة الغراء والغواء من شهرزاد إل حواء ‪ . . .‬هذه هي التمثيلية الخلقية‬
‫منذ بدء الليقة ‪ . .‬رحم ال النبياء والعلماء والكماء واللفاء والشرف اليوم لذه اليفة‬
‫الت تتحكم بالنطفة من الهد إل اللحد ‪ ،‬وأين أنت أيها الارد التمرد ؟ أين هو العصيان ف‬
‫النسان ؟ الثورة ل تبدأ من الارج بل من الداخل ‪ . . .‬هذا هو جهاد النفس وهذا هو‬
‫الهاد الكب وهو أكب الهاد ‪. .‬هذا هو وجود السيح الكون مع كل كائن ليذكرنا‬
‫وليطهرنا من جهلنا ولنعود إل سر الوجود الساكن ف كل كائن ‪. . .‬ف الند عندما يوت‬
‫الزوج تدفن معه الزوجة وإل سترجم حت الوت ‪ . . .‬ولكن إذا كانت شريفة وطاهرة‬
‫وعفيفة فتحرق معه لنا بدونه ل حياة لا ‪ . . .‬هو كل شيء ف حياتا وهو السبيل إل ال‬
‫وبدونه ستحرق ف نار جهنم والفضل أن ترق معه‪ ،‬وإذا ماتت هي قبله يتزوج قبل أن تدفن‬
‫أو ترق ‪ . . .‬هذه هي الوصفة السماوية للمرأة ‪. . .‬هذا هو أمر ال للمرأة‪ ،‬وللرجل حق‬
‫اليار كما يتار ‪ . .‬الفضيلة تتلف‪ ،‬تفضّل وتفصل على ذوق صاحب الق ‪ . . .‬أنا الرجل‬
‫وأنا ربكم العلى ‪ . . .‬هذه هي مرجوحة الخلق ‪ . . .‬واليزان بيد السيد الرجحان هو‬
‫الذي يرجح وهو الذي ينبح‪.‬‬
‫إن الخلق هي سية حياة ‪ . . .‬ليس لا صفة خاصة بالرجل أو بالرأة ‪. . .‬‬
‫الخلق هي الوعي والدراك والضمي وكل الصفات الميلة والليلة الت يتحلى با‬

‫‪119‬‬
‫النسان‪ . .‬الضمي ضمي ‪ . .‬والوعي وعي والدراك إدراك واليقي يقي ‪ . . .‬هذا هو‬
‫يقين الذي يقين ‪ . .‬عندما يقرر الكائن ل يتدخل الفكر بأي تقدير أو تييز‪ ،‬الوعي ل ينتمي‬
‫إل أي طبقة أو صفة أو صنف ‪ . .‬الخلق ليست شريعة أو مذهب أو عقيدة بل هي طبيعة‬
‫النسان ‪ . . .‬وماذا قالت الفلسفة الخلقية ؟ يا معلّم ‪ ،‬إن هذه الرأة أخذت ف الزن‬
‫الشهود وقد أوصانا موسى ف الشريعة برجم أمثالا ‪ ،‬فأنت ماذ تقول؟ "وان قالوا ذلك‬
‫ليحرجوه فيجدوا ما يشكون به ‪.‬فانن يسوع يط بأصبعه ف الرض وكأنه ل يسمعهم ‪. .‬‬
‫هذا هو الفخ ‪ ،‬لقد نصبوا له هذا الشرك لن الشريعة اليهودية تقول على لسان النب موسى‬
‫بأن الزانية ترجم حت الوت ‪ ،‬وهذه مشكلة وإحراج بالنسبة ليسوع ‪ . .‬إذا وافق مع‬
‫مكمهم سيتهم بالكذب وباليانة لنه يبشّر بالحبة وبالرحة وبالغفران وباللطف ومن حقهم‬
‫أن يسألوه عن رأيه ليقع ف هذه الكيدة الكيدة ‪ . . .‬تتحدث عن الرحة وتأمر بالرجة ؟‬
‫هذا شر عنيف وقسوة قاسية ‪ . . .‬هذا هو التحايل القي من هؤلء البشر ‪. . .‬ورد عليهم‬
‫السيح بالصمت ‪ . . .‬ل بالكلم بل إنن وكتب ورسم على الرض ‪ . . .‬رد على هذه‬
‫اليلة القية بالصمت وبالصورة ‪ . . .‬لو قال لم بأن موسى على خطأ لكان الرد " بأنك‬
‫تدمر شريعة اليهود مع العلم بالتصريح عن لسانك بأن رسالتك ل تنفي بل تكمل " هذا‬
‫وضع حرج ‪ . .‬ماذا سيقول ؟ اهتمامهم ليس بالرأة بل الدف الساسي هو القبض على‬
‫يسوع ‪. . .‬الزانية عزر ووسيلة لذلك قبضوا عليها بالرم الشهود ‪ . .‬فهل أنت مع موسى أو‬
‫ضده ؟ هل أنت مع الرحة او أنت منافق ؟ والرية واضحة عليك أن تصدر القرار ‪ . . .‬ما‬
‫هو رأيك ؟ كلنا شهود عيان والقانون واضح وديّان وأمر موسى هو أمر الشريعة و الشعب‪.‬‬

‫وأنت ماذا تقول ؟ هل توافق مع موسى؟ وإذا وافقت فأين الرحة الت تبشّر با ‪ . .‬أين هي‬
‫رسالتك ؟ وإذا ل توافق فإذا ماذا تقصد بقولك " أتيت لتم مكارم الخلق " أي إنك‬
‫أتيت لتدمر شريعة موسى ‪ . .‬هل تفكر بأنك أعلى وأكب من موسى ؟ هل تعتقد بأنك أعلم‬
‫من موسى ؟‬
‫هذا موقف مرج مع هؤلء الهلة ‪ . .‬أتوا باليلة وبالكيدة ‪. .‬‬

‫‪120‬‬
‫السؤال واضح من حيث الحراج وأنت ماذا تقول ؟ أما قالوا ذلك ليحرجوه فيجدوا ما‬
‫يشكونه به ‪ . .‬فانن يسوع يط بإصبعه ف الرض وكأنه ل يسمعهم لاذا إنن يسوع ؟‬
‫لاذا ؟ لاذا ابتدأ يط بأصبعه ؟‬
‫كانوا على ضفة النهر وهو جالس على الرمل وماذا حدث ؟‬
‫علينا أن نفهم الوضع ‪ ،‬إنه شعور مرهف ولطيف وهذه هي الشكلة مع أهل أبو جهل ‪. . .‬‬
‫مثلً لو أعلنت أي قرار عن أي نب بأنه خطأ سنقع ف ورطة ! ولكن سأتردد قبل القول لنه‬
‫نب وحكيم وعليم ومعصوم عن الطاء والتقاليد تسيء الفهم والتفسي وتقوّل النبياء ما ل‬
‫يقولوا ‪ . . .‬الشرح مبن على القلقلة والعنعنة ‪ . . .‬عن لسان فلن منذ بداية الكوان‬
‫والكتب القدسة ل يسها إل الطاهرون وهذا ما نراه ف جيع الديانات ‪ . . .‬ول نعلم السر‬
‫ف الكلمات السماوية بل نفسر على هوانا ‪ . . .‬الفسرون هم الفسدون ف الرض ‪ . .‬ولكن‬
‫ماذا سيقول السيح ؟ ليس من الهل أو من السهل أن يتحدث مع هؤلء الغبياء بل تردد‬
‫قليلً لنه هو القصود وهو العن بالمر ول يريد أن يسيء إل موسى أو إل الشعب لذلك‬
‫شعر بالية إحتراما للناس وللنبياء ولكنه ل يساوم بالقيقة الت يعرفها وإذا صرح با طبعا‬
‫سيعترض الشعب وبنوع خاص الكتبة وأهل الشريعة ويتهمونه بالكفر وبالشراك ‪" . . .‬‬
‫ومن أنت ؟ ولاذا سنهتم بأقوالك ونن عندنا دستور ورموز من سيدنا موسى ومن أجدادنا‬
‫ومدونة بوضوح " وهذا من حقهم ويسوع ل يب أن يكون ضد موسى ومالف للشريعة‬
‫لنه أتى ليتمم الرسالة ‪ . .‬لن كل نب وكل مستني يأت ليتمم ولينمي البذرة الت زرعت من‬
‫قبل ‪ . .‬النمو الروحي نظام ثابت ف سو الوجود ‪. . .‬‬

‫هل السيح معصوم عن الخطاء ؟‬


‫الطيئة هي خطوة إل اللوة وهذه نعمة من الالق إل الخلوق ولكن النسان عدو ما يهل‬
‫والوف هو الاجز بي ال وبي خلقه ‪ . . .‬لنواجه الوف ول ناف الوف ‪ . . .‬كل نب‬
‫أو كل مستني يغي ف الدرب حسب الزمن الذي نياه ‪ . . .‬يسوع ليس ضد أحد ولكن إذا‬
‫ناقض كلم موسى هذا ل يعن أنه ل يبه ولكن نن السؤولي عن كلم النبياء لننا‬
‫كالببغاء نردد كلماتم دون أي فهم أو أي علم ‪ . . .‬السيح ضد التقاليد والطقوس وليس‬

‫‪121‬‬
‫ضد النبياء والكماء والعلماء ‪ . .‬لذلك أنن ونظر إل الرمل وأخذ يكتب ويرسم ويط‬
‫لنه إحتار وارتبك وفكر ف طريقة ل تؤذي أحد ‪ . . .‬وبنوع خاص شريعة موسى ‪. .‬‬
‫ولكنه شطب العهد القدي بلباقة وبلطف وبأدب وأتى بقول ساحر ومبي ‪ . .‬جواب من‬
‫القلب وهذه معجزة خارقة ‪ . .‬ماذا قال ؟‬
‫فلما ألوّا عليه ف السؤال إنتصب وقال لم ‪:‬‬
‫" من منكم بل خطيئة ‪ ،‬فليكن أول من يرميها بجر " هذا جواب غي معقول ‪ . .‬أبعد من‬
‫حدود العقل ‪ . .‬توكّل على ال واخترق التردّد والية والتقى بالوسيلة الذهبية وطرق باب‬
‫الق ‪ . .‬ل يتكلم ضد موسى ول يسانده ‪ ،‬هذه نقطة لطيفة ورقيقة ف عرض الق ‪. . .‬‬
‫يسوع حذِر وذكي بالفطرة ‪ . .‬إنه إنسان رائع ف العرفة والوعي والدراك لذلك أتى بذه‬
‫الكمة الارقة ‪ . .‬من منا بغي خطيئة فليجها بجر ‪ . . .‬إنه معنا وكذلك أمّه الطاهرة أي‬
‫الت تولد وتوت ف كل لظة وهذا هو سر التوحيد بالروح القدس وبال ‪ . . .‬كلنا عيال‬
‫ال ‪ . . .‬كلنا مسوحي بالسحة اللية ‪ . .‬وكلنا أخوة السيح ‪ . . .‬وكلنا بشر والغلطة‬
‫موجودة لسبب من ال‪. . .‬‬
‫فإذا تاما وبالتأكيد ‪ . . .‬إذا موسى قال لترجم ‪ . . .‬ليكن كذلك ولكن من الذي سيبدأ‬
‫بالرجم؟ من منكم بل خطيئة فليجها بأول حجر ‪. .‬‬
‫إبتدأو بتنفيذ الشريعة ولكن الرجم من اليادي الطاهرة والبيئة ‪. .‬‬
‫هذه خطوة جديدة أتى با السيح ‪ . . .‬تستطيع أن تكم وتدين إذا كنت من الصالي‬
‫والصلحي ولكن إذا من أهل الطيئة من سيجم من ؟؟‬
‫إن الرجة من يد رحيمة ل تؤل لنا ضربة أم ‪ . . .‬ولكن أين هي يد الم لترجم ؟ هذه‬
‫خطوة جديدة أتى با السيح ‪ . . .‬تستطيع أن تكم وأن تدين إذا ل تكن من الظالي ‪. . .‬‬
‫إرحن يا ال لنن من الظالي ‪ . .‬تستطيع أن تعاقب وأن تقاسي وتقسوا إذا كنت لست من‬
‫أهل الطيئة ‪ . . .‬أغفر ل يا غفار لنن أرتكب خطيئة جديدة ف كل خطوة ‪ . . .‬ف الفكر‬
‫والقول والعمل ‪ . . .‬سامن يا ال ‪ . .‬إذا كلّنا ف نفس السفينة ‪ . . .‬كلنا ف الوى سوى‬
‫ومن سيعاقب من ؟ أين هو السبب ؟ علّمن حبك يا ال ‪ . . .‬رحتك وسعت كل شيء وأنا‬
‫شيء‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫وعاد يسوع إل الرمل ليخط بإنناء كي ل يرج السفهاء ‪ . .‬جهل الهلء من تقصي‬
‫العلماء ‪ . . .‬إنن ومنحهم فرصة للتفكر وللتأمل ‪ . . .‬من منا بل خطيئة وإذا انوجد أي‬
‫متأمل فسيتكب الطيئة إذا رجها ‪ . . .‬وإنا العمال بالنيًات ‪ . . .‬كلنا من أهل الث بداية‬
‫من رحم الم ‪ . . .‬الفرق بي الطيئة والرية ‪ . . .‬الرية فعل الطيئة ‪ . .‬الناء ينضح با‬
‫فيه ‪ ،‬وبا ينصح ‪ . . .‬الحكمة ل تعرف النوايا لذلك ل تكم على الفايا إلّ اذا ظهرت‬
‫عندئذ تتمسك با السلطة القضائية ‪ . . .‬وما هي الطيئة ؟ إذا فكّرت " بأنن سأقتل هذا‬
‫الرجل " ‪ . . .‬ل تستطيع أي مكمة أن تكم عليك ‪ . . .‬الفكار ليست ف قبضة‬
‫الحكمة ‪ . . .‬أنت فكر وقول ‪ . .‬عندك حرية الحلم والوهام والقانون ل يعاقب الفكر‬
‫إل إذا توّل إل فعل ‪ . .‬إل القيقة ‪ . . .‬إلّ إذا تولت النية إل قضيه وأثّرت على‬
‫الجتمع ‪ . .‬هذه هي الرية ولكن الطيئة الت ف الفكر دع القارئ يقرأها ‪ . .‬إن ال هو‬
‫العليم با ف الصدور والحكمة تقرأ با ف السطور ‪ . .‬القاضي يقرأ أعمالك وال يرى أفعالنا‬
‫ف لظة تفكينا ‪ . . .‬لذلك قال يسوع ‪ . .‬من منكم بل خطيئة ل يقل بل جرية بل بل‬
‫خطيئة ‪ . .‬الفكرة خطيئة ‪ . .‬إنا خطوة إل الرية ‪ ،‬إنا العمال بالنيّات ‪.. .‬‬
‫وانن السيح‪ . .‬لاذا؟ لنه إذا نظر إل الناس بصره حديد أي استفزازي ومرّض ‪ . .‬وإذا‬
‫تطلّع إل وجوههم ‪ ،‬مرد رؤية منه إل أي وجه عدوان مكن أن تدفعه إل رجم الرأة من‬
‫أجل هذه الفكرة ‪ ،‬فضّل الرحة على الرجة وانسحب ‪. .‬انن وكتب على الرمل وكأنه ل‬
‫يكن وغاب عنهم لن حضوره مكن أن يكون فيه لسة من الذر ومن الطر ‪ . .‬لقد أتوا ل‬
‫لرجم الزانية فقط بل لشاركة يسوع بالشرك الذي نصبوه له ولكن حكمته ومبته ورحته‬
‫حررت الميع من الرية وزرعت الرحة ‪.‬‬
‫إن حضور النور يؤثّر على العتمة ‪ . . .‬لقد أتوا من أجل الفخ وشعروا بضوره وبرحته‬
‫وبكمته ومن الصعب أن يستمعوا إل وعيهم وضميهم ‪ . .‬لذلك ترك لم فرصة اليار‬
‫واختفى عن حضورهم وسح لم بالسماح ‪ . .‬ل يتدخل ف شؤونم لكنه أنار لم الدرب إل‬
‫الب دون أي إزعاج أو أي إهانة إل غرورهم وجهلهم ‪. . .‬يكنهم أن يرجوا أو يرحوا أو‬
‫يرحلوا ‪ . .‬ل أحد ينظر إليهم ‪ . . .‬لم الية دون أي خية ‪ . .‬لذلك أتن كي ل يرج‬
‫أحدا ل من الشعب ول من الكتبة ول من الفريسيّن ‪ . .‬زرع الرحة والساواة بي الحافظ‬

‫‪123‬‬
‫والختار ورئيس البلدية وسائر الشعب ‪ . . .‬فلما سعوا هذا الكلم ‪ .. .‬انتبهوا إل‬
‫ضمائرهم‪. .‬‬
‫ترك لم حرية الختيار دون التدخل بم ‪ . . .‬هذا هو جاله وجلله ‪. .‬‬
‫حت حضوره كان رحة لم ‪ . . .‬وابتدأ ضميه بالوخز وبالتفكي وبالتذكي ‪. . .‬‬
‫تأنيب وتذيب وتأديب الضمي ‪ . . .‬الضمي يعرف درب الب ودرب الصي ‪. .‬‬
‫لقد عرفوا بأنم من أصحاب الرغبة والشهوة والشبق النسي وتطفلوا على هذه المرأة‬
‫مرات عديدة ولحقوها واغتصبوها والن يأمرون باللد لا ‪ . . .‬هذه هي مشاركتهم ف‬
‫الشرك وف الفخ لنفسهم قبل غيهم إذا وجد غانية واحدة ف القرية هذا يعن إنه هنالك‬
‫أكثر من مشترك ف هذه الغنية ‪ . . .‬غانية شريفة أفضل من أي عال زنديق ‪ . . .‬هذا هو‬
‫الق ولسدي عليّ حق ‪. . .‬‬
‫قديا وف عدة بلدان والند بنوع خاص كانت الومس زوجة أهل الدينة ‪ . . .‬والرأة الميلة‬
‫على زمن سيدنا السيح كانت جيلة الليل ومري الجدلية هي من أجل نساء النيل ولا‬
‫تعرفت على مبة السيح قالت له " وحدك الذي أكرمتن بالب " ‪ . .‬وتركت كل شيء‬
‫وتبعته وذهبت معه إل الند وتعلمت أسرار الدين والبدن ‪ . . .‬فإذا هؤلء البشر تورطوا‬
‫بطريقة ما مع هذه الباغية بالفعل أو بالنية أو بالقول ‪ . . .‬وهذا النظر الثي حرك ف قلوبم‬
‫الضمي والصي ‪ . . .‬السيح منحن ل يراهم بل يط على الرمل " أغفر لم يا ال لنم ل‬
‫يعلمون ماذا يفعلون " ‪ . .‬وبدأت الشمس بالغروب وبدأ الكفار بالروب ‪. . .‬‬

‫فلما سعوا كلم السيح انصرفوا واحدا تلو الخر يتقدمهم كبارهم سناّ حت حاكم الدينة‬
‫والكهنة والكتبة وأهل الشريعة والقانون ورجال العدل والحكمة ‪. . .‬‬
‫هؤلء الكب سنّا والكثرهم خطيئة بدوا بالنصراف أولً وشعروا بالنراف ومن بعدهم‬
‫ذهبوا الشباب القل جهلً وإجراما لن الوقت ل يزال أمامهم والثال من ورائهم ‪. . .‬‬
‫الطيئة ورثة الجداد إل الحفاد منذ أدم وحواء إل الن ونن ف لعبة اليّة والتفاحة ‪. . .‬‬
‫إغراء وإغواء وأهلً بالدرهم ووداعا أيها السلم وكلنا ف نغم المّ والسمّ ‪. . .‬‬

‫إن وجود يسوع مع هؤلء الشود وضع الشوع وأنار لب الدرب للهروب من الذنب‬
‫‪124‬‬
‫إل الب ‪ . . .‬هربوا كبار السن وأهل السنّة والشريعة واختفوا مع الشباب إل أن أصبحوا‬
‫ف أقصى الوراء وتلصوا من هذه الرصة ودخلوا ف مساحة السماح والسماء ‪. . .‬‬
‫وجود السيح معهم غيّر الوضع ومسح الهل والوف ووضع الب والخلق وماسبة‬
‫الضمي ووقعوا ف الفخ الذي نصبوه ليسوع ‪. . .‬‬
‫من الستحيل أن ينتصر الشر على أمثال السيح أو بودا الكيم أو النب البيب ‪ . . .‬هؤلء‬
‫مبة ال ورحته على الرض ‪ . . .‬هؤلء هم الكمة الت أتت إل أهلها ل لتهلكنا بل لتنقّينا‬
‫ولترقّينا إل أعلى درجات الترقية والتنقية ‪ . . .‬كيف أستطيع أن أشرك من هو أفضل وأنقى‬
‫وأرقى من ! كيف تستطيع العتمة أن تطفئ النور ؟ إنن ل زلت أتلمّس النور وهو نور‬
‫العال ‪ . . .‬إرحن يا أل كعظيم رحتك ‪. .‬‬

‫كيف عرف السيح نوايا الناس؟‬


‫لنه يرى ما ف القلوب ‪ .. .‬يقرأ الضمي ويغي الصي ‪ . .‬لقد رأى شهوتم إل الرأة ومن‬
‫منهم الذي سيفتعل با قبل أن يرجها ؟ أو بالرجح كان البعض منهم ف غضب لنم ل‬
‫يغتصبوها ول ينهشوا جسدها لنم من فصيلة الثة ولو كانوا من الكتبة ‪ . .‬الفرسيي‬
‫معظمهم من أهل الفريسة ول علقة لم بأهل الفراسة ‪ . . .‬تفرًس فيهم السيح ورأى ما رأى‬
‫من الفايا ف مزن الجرام والنتقام ‪. . .‬‬
‫لقد حفروا حفرة ليسوع ولكن من حفر حفرة لخيه أو لعدوّه وقع فيها ‪ . .‬لقد نسوا‬
‫موسى وشريعته لنم ل يهتموا بالشريعة أصلً ول بوسى بل بالوس الذي سيقطع رقبة هذه‬
‫الزانية من شدة الغية الت ف قلبهم وأفكارهم ‪ . . .‬الغليان ف قلب هذا النسان الكبوت‬
‫جنسيا ول يصل عليها والن سينتقم لكبته برجها وقتلها ‪ . . .‬هذا هو السد الذي يقتل‬
‫السد والساجد ‪ . . .‬إستخدموا موسى والقانون ليتصلوا بالومس والنون ؟‬
‫أين المتنان لوسى ؟ لقد تدث عن قواني كثية وما اهتموا إل بالزن ‪ . . .‬هذه هي زينة‬
‫حياتم الدنيا ‪ . .‬وأتت الناسبة للعنف والذى والغتصاب وهب الشعب إل مارسة الرجم‬
‫للتعبي عن الغرور والستكبار وهذه فرصة للسرور وللنشوة وللشهوة ل للرّجم فحسب بل‬
‫للشعور بالقانون السنون على سنة شهواتم وغرائزهم ‪ . . .‬ولكن ماذا فعل بم السيح ؟ لفتة‬

‫‪125‬‬
‫حب ورحة أيقظت بم الضمي اليت وهذا هو سر إحياء الوتى ‪ . . .‬كانوا أموات فأحياهم‬
‫ال عب السيح والنبياء والكماء والعلماء واللفاء وأهل البيت وكلّنا من أهل البيت إذا‬
‫تعرفنا على الساكن ف سكينة لبّ القلب ‪. . .‬‬

‫لقد إنقلب السحر على الساحر وتغيوا من فكرة الدعارة إل عيش الطهارة ‪ ...‬ومن الومس‬
‫إل موسى‪ ..‬حوّلم السيح إل الصول إل العودة الصيلة والصلية إل جذور سيدنا إبراهيم‬
‫أبو النبياء وال ادم أبو البشر وال الالق المي‪...‬‬
‫هذه هي المانة الت سلمها يسوع ال أهلها‪ ...‬هؤلء الشود أصبحوا من أهل السجود‬
‫والواقف اللّطيفة والرحيمة وأصبح النسان هو الدف‪ ..‬أنا السئولة عن نفسي اولً‪...‬نفسي‬
‫ث نفسي ث أخي‪...‬إن تغيي النفس تبداء منذ الرحم حت الرحان‪ ..‬وأين هو هذا النسان‬
‫الطاهر والعفيف والشريف الذي ل يطى؟ لاذا وضع ال الستغفار؟ ما هي نعمة الطيئة؟‬
‫الطيئة غلطة نتعلّم منها الطوة إل الصح وإل اللوة‪ ...‬من البلء إل اللء وإل الفناء‬
‫بال ‪ ...‬نتعلّم من الأل‪ ...‬أدّبن من ألّمن ‪ ...‬ماذا فعلنا بالنبياء وباللفاء وبأهل البيت؟‬
‫السيح ل يزال على الصليب وكذلك النب ل نزال نرجه بالطائف! لاذا؟ لننا جزء منه وهو‬
‫جزء منا وكلنا عيال ال‪ ...‬من أذى نفس أذى النفس جيعا ‪.‬‬
‫كلنا نتأل مع التأل‪ ..‬الذي ل يشعر مع الناس ل يكن من الناس بل من أهل الدنس‪...‬‬
‫وهؤلء الدنس تولوا إل أنس عندما اجتمع بم السيح ولا انصرفوا جيعا بقي يسوع وحده‬
‫والرأة ف وسط اللقة‪ ...‬فتقدّم إليها وسألا أين هم التّهمي؟ أين هم الذين حكموا عليك‬
‫بالرم؟‬
‫ل يشترك ول للحظة مع هؤلء الكفّار والشركي ول يكم ل عليك ول عليها ول يدين ول‬
‫يعيب أحدا‪ ..‬بل قال لا ‪ ..‬أين ذهبوا؟ أل يكم عليك أحد؟ لاذا ل يرمي أي أحد منهم أي‬
‫حجرة؟ فقالت ل يا رب ‪ ..‬وشعر بأنه هو الذي أحترمها وأحسن تربيتها‪ ...‬الربوبية هي‬
‫التربية اللية ‪ ...‬خلّصها من الوت وأعادها إل الياة‪...‬‬

‫هذا هو الإنسان التدين ‪ ...‬الفتراضي هو الذي يدين ويفرض الفريضة ويتّهم الجرم بينما‬
‫التقي هو الذي يقبل ويغفر‪...‬إن أفضلكم عند ال هو التقى بي البشر‪ ...‬التقوى هي صلة‬
‫‪126‬‬
‫التقة‪ ..‬أين نن من هذه الثقة اللية؟ سكن ف لبّ القلب إنه أقرب إلينا من حبل الوريد‬
‫ولاذا نتركه ونذهب إل العدو البعيد؟؟‪ .‬هو الكرم من كل كري وهو الغفّار لميع أنواع‬
‫الستغفار والستكبار‪ .. ...‬وعندما قالت له الرأة ل يبق أحد‪ ،‬ذهبوا جيعا ول يكم على‬
‫أحد‪ ..‬فقال لا ‪ ...‬أيّتها المرأة ل يقل أيّتها الاطئة !‬
‫أيّتها الرأة ومن أنا لحكم عليك أذهب وتعّرف على نفسك ومن عرف نفسه عرف ربّه‪...‬‬
‫ولتفكري ل بالاضي ول بالستقبل‪ ..‬الاضي مضى وأصبح ف أل التاريخ والستقبل غريب‬
‫وما نلك إلّ هذه اللحظة ‪ ..‬فلنحيا معا ف نعمة اللحظة وهي اليقظة الت تمعنا بأصولنا‬
‫وبأهلنا وبالقنا ‪ ...‬ولنتعلّم من كل أل ير ف حياتنا ول نكرّر الخطاء نفسها بل نتعلّم من‬
‫أخطائنا ومن غلطات الخرين‪..‬‬
‫أنا ل أّتهِمُكِ ول أدينك‪ ،‬أنت سيّدة نفسك وحياتك ‪ ...‬ل أحد يعرفك إلّ أنت والساءة لا‬
‫درجات من سوء الفهم إل الفهم‪...‬‬
‫لك اليار با تتاري وهذه هي رسالة جيع الكماء والأنبياء والعلماء وأنت أيضا إستفت‬
‫قلبك ولو أفتوكي ‪ ..‬ل تسمعي كلمهم ول تفعلي أفعالم ‪...‬‬

‫كلنا نرّ على درب الضلل ونعود إل البيت ونتعلّم من هذه الرحلة‪ ..‬كلنا مدودين بالسد‬
‫وبالفكر وبالحساس وبالنفس‪ ...‬كلنا مغرورين بالستكبار وبالرغبات وكل ما نفعله هو‬
‫بأمر من ال‪ ...‬ل تسقط شعره من رؤوسه إلّ بأمر من ال ول يصيبنا إلّ ما كتب ال لنا وما‬
‫علينا إلّ أن نسمو ونرتفع بنعمه الوَعي والدراك حت نصل إل اليقي ومنه إل درجة الرحة‬
‫والشهادة‪...‬‬

‫كيف أستطيع أن أتلّص من الخطاء؟‬


‫إن خفتم من شيء فادخلوا فيه‪ ...‬واجه الوف‪ ..‬ل تاف الوف ول ترب من الطاء‪...‬‬
‫الطاء والصواب عملة واحدة ذو وجهي‪...‬‬

‫‪127‬‬
‫وهذا ما حصل لذه الرأة عندما وجّهها السيح إل وجه ال فيها‪ ...‬إرتفعت إل الضمي‬
‫وتعرفت على الياة البدية وهذا بفضل الوف من الرجم ومن الوت وهذا الرجل خلّصها‬
‫بتصريح واحد‪..‬‬
‫إفادة واحدة إستفادت منها كل حياتا‪ ..‬هذه هي معجزة السيح لا وللحشود أيضا ولنا‬
‫جيعا‪ ..‬ل يرجوها ورحوا أنفسهم وخجلوا من أفكارهم وأعمالم وعمّدهم السيح بالروح‬
‫القدّسة ‪ ...‬والن حوّل هذه المرأة إل ساجدة لدمة جسدها وخالقها‪...‬‬
‫إن لعاشق الروح كلمة جيلة " التصال السي" أي السيح ف قمة السماء ومن يبه يلس‬
‫معه على يي الب وهذه القيقة قالا وهو على الصليب وف قمة الل‪ ..‬قالا للمصلوب على‬
‫يينه‪ ..‬الن أنت معي ومع ال‪ ...‬لاذا؟ لنه إعترف علنا بأن السيح مظلوم وما الاطئ إلّهو‬
‫الصلوب على يينه ‪ ...‬وكلمة اليمي هي رمز طاقة الصعود إل السماء – من الفرش إل‬
‫العرش‪ ..‬وكل من يتقرّب إل يسوع يسحه بالسحة اللية هذه هي القرابة الروحية أي‬
‫العشق التزامن بدون سبب أو أي غاية بل حبّا بال‪...‬‬
‫هذه الرأة أتت مذنبة ومجولة من نفسها ومكوم عليها بالرجم لنا زانية ورفعها السيح إل‬
‫مستوى السمو اللي‪ ..‬إل أخته بال وقالت له " يا ربّ " ‪ ..‬رأت فيه الربوبية وأصبح‬
‫بالنسبة لا الله الوحيد ف حياتا ‪ ...‬هو الخلّص الذي خلّصها من الوت ومن نفسِها‬
‫اللوّامة إل النفس الراضية الرضية ‪ ..‬ل ترى إنسان مثله ‪ ..‬يب ول يدين ول يكم بل‬
‫حضرته كافية وشافية للحشود وللنفس الذنبة والاهلة ‪ ...‬من الهل إل العقل ومن الُكم‬
‫إل الكمة مسيتنا معك يا ال‪....‬‬

‫كيف حوّلا السيح من إمرأة زانية إل زينة النساء؟‬


‫حوّلا بالغفران‪ ...‬سامح نفسه أوّلً ومن ث جيع البشر‪ ..‬هذا هو نور ال وكلنا نور من‬
‫نور ‪ ..‬وال نور السموات والأرض وعندما تاف أشعل النور فسترى الق حق‪ ...‬والي‬
‫ح ّي والوت موت ‪ ...‬تتعرّف على القيقة وهذا هو اللء من البلء‪ ...‬نن نهل أنفسنا‬

‫‪128‬‬
‫وأتى السيح ليذكرنا ‪ ...‬أنتم إخوت وأنا أتيت لنك أنت مسيحا آخر ‪ ...‬ولاذا ل نرى أي‬
‫مسيح منذ ألوف السني؟ هذه هي سياسة أهل السلطة وأهل الدين‪ ...‬هذا هو القمع من‬
‫علماء الدين الهلة ومن جيع أهل السلطة الغفلة‪...‬‬

‫نعم! إنّ التهمة الوحيدة الت علّقت السيح على الصليب هي السامة والغفران لميع‬
‫الخلوقات‪ ..‬من أنت لتغفر؟ الكفر مسموح ولكن الذّكر منوع ومسوح !!! وماذا سيفعل‬
‫أهل الشريعة والقانون إذا ل يرجوا ويكموا ويسجنوا ويقتلوا؟ ماذا ستفعل المم التحدة‬
‫والحكمة الدولية؟ والزهر والفاتيكان ؟ كلنا مسؤولون وكلنا ف ضياع ف الدنيا أعمى وف‬
‫الخرة أعمى وأضلّ سبيل ‪ ...‬لقد اخترعوا فكرة جهنّم والنّة والدانة والبادة وهذه قواني‬
‫للتخويف وللترهيب وللترغيب طمعا بالتحكم بالشعوب وباليوب‪ ...‬والسيحية ل تزال‬
‫أرحم من اليهودية والندوسية والبودية لن غفران السيح مقبول ولكن عندهم السببيّة أي‬
‫علينا أن ندفع ثن أخطاء اللف والسلف ولكن السيحية والسلم تسامح وتغفر‪.‬‬
‫هو الغفّار وهو الرحيم وهو القرب إلينا من حبل الوريد وهذا هو السيح الكون اللي فينا‬
‫جيعا‪ ..‬يسوع الناصري تلّى وأصبح يسوع السيح ومسح العال بالحبة وبالغفران وأين أنت‬
‫وأنا ونن يا إنسان من هذا الغفران؟؟‬

‫نعم! السيح بإمكانه أن يغفر لن هو الوعي وهو الدراك وهو الفهم واليقي‪ ...‬هو الصفات‬
‫اللية‪ ...‬ولد من ال وبال ومع ال ولكن إذا غفر ل هذا ل يعن إنن سامت نفسي‪...‬‬
‫السيح أعطان الفرصة لعيد النظر بيات وأتعرّف على الروح القدس الساكن ف قلب ومعه‬
‫وبه أولد من جديد‪....‬‬
‫أي أعود إل الفطرة الطبيعية ما قبل العصيان‪ ...‬أي إل الطاعة والقناعة عن فهم وإدراك‬
‫وليس بالذنب وبالترهيب‪ ...‬كل إنسان ولد على فطرة إلية ولكن من حقنّا أن نتب الشر‬
‫والي ونتار دون أن نتار‪ ...‬نتب الطيئة والكفر واللاد‪ ...‬الختبار هو المتحان ‪...‬‬
‫فإذا عليّ أن أفهم غفران السيح وأسي إل النور الذي يصلن إل السيح المسوح بال وكلّ‬
‫منا مسيح‪ ...‬يقول يسوع أنا أتيت لنكِ أنتِ يا مري ويا أيها القارئ العزيز نن أيضا معه ‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫مري نور السيح ‪ ...‬عيسى بن مري السيح‪ ...‬الالق ل يفرّق بي خلقه بل يبّنا جيعا‬
‫وسكن ف قلوبنا ولكن ماذا فعلت أنا ف هذه المانة‪...‬‬
‫هذا هو دوري مع السيح ‪ ...‬أتعلّم منه الوت والقيامة وهذا ما فعل بالمرأة الت كانت‬
‫مومس وزانية وغانية وأيقظ فيها اللوهية وانتفضت من هذا الوت إل الياة ومن عرف نفسه‬
‫عرف الطريق والق والياة ‪ ..‬هذه الطوة إل الج إل الماس و إل الشجاعة لفتح أبواب‬
‫النّة ولترّر من الاضي ومن الستقبل وأعيش هذه اللحظة بيقظة ‪ " ...‬لقد سع كلمي‬
‫وغفر ل دون أن يشعرن بأي ذنب أو عيب "‪ ..‬هذا هو أحساس ال ف خلقه وهذه هي‬
‫شريعة العتراف عند السيحية ‪ ..‬ولكن أين السيح من هؤلء الكهنة؟‬
‫ل أقوالم ول أفعالم! لاذا سأتصل بالسيح عب روما ؟ إنه أقرب إل من هذه السافة !!‬
‫أعطن قلبك يا بنّ‪ ...‬هو ف قلب وأنا ف قلب ال ‪..‬‬
‫ال الغفور والغفران ف قلب كل إنسان يب الغفور‪...‬‬

‫إن الكاهن الذي ينحن بركة السيح هل هو مسيحا آخر؟‬


‫أو هذه مسرحيّة ؟؟ أو شرح!! يقول ال أل نشرح لك صدرك وأعطن قلبك وماذا يقول‬
‫النسان ؟‬
‫أي كانت رتبته ؟ وعال اليوم مهتم بأل نشلح لك صدري ؟‬
‫الغفران ل يأت من إنسان مثلي عادي ف تفكيه بل من قلب إنسان ساوي متصل‬
‫بالسماوات‪ ...‬من البال العالية تنهار وتنهر النار إل السهول ‪ ...‬من السيح و من النبياء‬
‫والكماء ينساب الغفران والب ‪,‬هذا هو الفيض اللي الذي ينل علينا من أسرار الفضاء‬
‫وما هذه السرار إلّ نعمة ال الباركة ف كل قلب يب ال‪ ..‬لسة من السيح أو من أمثاله أو‬
‫نظرة منه تكفي لن تسح الذنوب من جيع اليوات السابقة واللحقة وتعيدنا إل الن حيث‬
‫السر والبيان‪...‬‬
‫ب أو حكيم هو نظام كون بد ذاته ل يستطيع أي ملوق أن يوّلم إل‬ ‫إن كل مسيح أو ن ّ‬
‫أي مؤسسة ‪ ...‬السياسة تعلّب والحزاب تنظّم وتعلّب وكذلك العقائد والشرائع ولكن‬
‫السماء وأسرارها والكوان والكّون ل تيا ل بالقوة الرضية ول بالعادات الجتماعية ول‬

‫‪130‬‬
‫بالفلسفات الفكرية‪ ...‬هل تستطيع أن تقبض على السماء ؟ السيح سر ال وأكب وأوسع من‬
‫السماوات ومن جيع السرار! هو أنصلب وأنت تلس على العرش وتتحكم بأهل الفرش!!‬
‫هذا هو دور السيحي ولكن ليس السيح‪..‬‬
‫من السهل جدا أعدل وأنظّم وأرتّب وأكيّف السيح على ذوقي ونفسي ولكن من الصعب أن‬
‫أتكيّف أنا على ذوقه وهذا هو التحوّل أي الوت والقيامة ولكن ما أنا عليه الن هو الوت‬
‫من الهد إل اللحد‪...‬‬
‫أتى ليشهد للحق وأنا أشهد للباطل !! ول يرّرنا إ ّل الق ولكن أي حق ؟؟ وأي كلمات ؟‬
‫وأي شرح؟‬
‫لقد استخدمنا السيح زينة ف الكنائس وف البيوت والقصور وعلى العناق والصدور وأين‬
‫نن من السيح اليّ ؟؟‬

‫كل ما نراه حول العال ل علقة له بسيح ال‪ ..‬تعرّف على نفسك تتعرف على السحة الإلية‬
‫الساكنة ف نفسك‬
‫أنت مسيحا آخر وهذا هو وعد السيح لنا حيث قال‪ :‬أنا أتيت لنك أنت مسيحا آخر‪...‬‬
‫وكلنا إخوة بال‪...‬‬
‫وكلنا عيال ال ‪...‬‬
‫وللسف وبنوع خاص ف بلدي وبيت ومتمعي ‪,‬كلنا للوطن ولعلة الوطن ول نعرف من‬
‫السد إ ّل التجارة بذا الوعد الذي يقوله السيح للعال أجع ‪...‬‬
‫خذوا كلو هذا هو جسدي واشربوا هذا هو دمي للعهد الديد‪...‬‬

‫ماذا فعلنا؟ وماذا نفعل الأن ؟‬


‫لك اليار أيها النسان‪ ...‬ل خلص إ ّل بالقيقة الت تررنا من هذا الهل‪ ...‬إنا ف القلب‬
‫وليست ف اليب ‪ ...‬ول وسيط بينك وبي السيح إنه أقرب إليك من حبل الوريد ‪ ..‬إنه‬
‫السر الذي يمع بينك وبي ال ‪ ..‬هذا السر هو السر اللي على الرض وف السماء ‪..‬‬
‫هو ابن ال وابن النسان‪ ...‬هو الرآة لكل مؤمن ‪ ...‬ل يعمل أي تنازل أو أي امتياز أو‬

‫‪131‬‬
‫توكيل أو التزام ول أي تسوية او ترضية بل يا رضى ال ول يرضى بأقل من القيقة اللية‬
‫الت تشّع علينا كنور الشمس ولكن أين هو البصر وأين هي البصية لترى ما رأى السيح؟؟‬
‫هو ترك كل شيء وتبع ال وماذا أفعل أنا ؟؟‬

‫إل مت سأبقى ف القب والسرّ ف قلب؟‬


‫إقرأ كتابك الذي ف قلبك‪...‬‬
‫الفتاح هو التأمل‪ ...‬هو الدخول إل هيكل النسان ‪ ...‬وأنت الساجد ف هذا العبد ولن؟‬
‫لنفسك أولً‪ ...‬تعرّف على نفسك ؟ من أنا ؟‬
‫لاذا أنا هنا؟‬
‫ويأت الواب من القلب وهذا هو الكتاب البي ‪ ...‬أستمع إل قلبك ومن عرف نفسه عرف‬
‫ربّه ‪...‬وهذه هي درب الصليب ل عذاب ول عيب بل جلجلة من اللء ف سبيل الفناء‬
‫بال ‪ ..‬باللوهية الساكنة ف قلوبنا ‪ ...‬الدنيا مر من جسر إل جسر وما النسان إلّ هذا‬
‫السر الذي يعبُر من الهل إل العقل ومن العقل إل القلب ومن القلب إل لبّ القلب حيث‬
‫السرار وبيوت ال ومنازله ول ولدة ولموت بل أحياء عند ربّهم يرزقون وما عليك إلّ أن‬
‫تقرع الباب والساكن ف القلب هو السيّد السيح اليّ البعد من أيّ صورة أو أي شكل أو‬
‫أي مقام بل كلنا إخوة بالسيح وبال‪...‬‬

‫حـرب وحـب‬

‫إنيل مرقص‬
‫‪37-33 :9‬‬
‫وجاءوا إل كفرنا حوم‪ .‬فلمّا دخل البيت سألم ‪ " :‬فيم كنتم تتجادلون ف الطريق ؟ "‪،‬‬

‫‪132‬‬
‫فظلّوا صامتي ‪ ،‬لنم كانوا ف الطريق يتجادلون فيمن هو الكب فجلس ودعا الثن عشر‬
‫وقال لم ‪ :‬من أراد أن يكون أول القوم ‪ ،‬فليكن آخرهم جيعا وخادمهم ‪. . .‬‬
‫ث أخذ بيد طفل فأقامه بينهم وضمّه إل صدره وقال لم ‪:‬‬
‫من قبِل واحدا من أمثال هؤلء الطفال إكراما لسي فقد َقبِلن أنا ومن قبِلن فلم يقبَلن أنا‬
‫بل الذي أرسلن ‪. . .‬‬
‫يا ال نّن من النا !!‬
‫ما هي النا ؟ الذات ؟ الغرور ؟ الستكبار ؟‬
‫النا ادّعاء رقيق حاد الذهن ‪ ،‬ماكر وماهر ‪ ،‬طرقه وأعماله معقدة ومركبة ومتشعبة ‪ .‬إنا لغز‬
‫وحزورة ل تُحلّ ‪ . .‬حزّر فزّر ول تعرف السرّ ‪ . .‬نرى النا من خلل وخلل قنوات الياة‬
‫ولكن بدون أي حل ‪ . .‬لاذا ؟‬
‫الزورة ليست عمل فجائي أو عرَضي للنا ‪ . .‬النا ب ّد ذاته هو اللغز ‪ . .‬إذا كان عمل أو‬
‫شيء فجائي لكل عمل حل ‪ . .‬فإذا النا أو الغرور طبيعته حذرة ورقيقة وماهرة وماكرة‬
‫وبدون أي حل لنا ليست مشكلة بل من طبيعة الطبيعة ‪. . .‬‬
‫فإذا كل جهد ف سبيل الل هو مسعى لتعقيدها ولتأثيها ‪ . .‬هذه هي الكيدة والصيدة ‪. .‬‬

‫لاذا ل نقتل النا ؟‬


‫علينا أن نقبل النا ‪ . . .‬الساءة ل تنتهي بالساءة‪ ،‬الب أقوى من الرب والنا هي علمة‬
‫للمواجهة وجها لوجه ل للمقاتلة أو للدفاع‪ ،‬إنك تقاتل نفسك ‪ . . .‬أنت النا! أنا الغرور!‬
‫ول نصر إل بالنور!!‬
‫نوّر دربك بالنور وليس بالغرور ‪ . . .‬الل بالعقل وليس بالقتل ‪ . . .‬القتال يقسم نفسك ال‬
‫جهتي ‪ . .‬ال قسمي ‪ . .‬القاتل والقتول وأنت القاتل والقتول ؟ هل هذا معقول ؟ هذه‬
‫لعبة ماكرة لصال هذا الشيطان الذي نسميه الغرور أو الستكبار أو النا أو الهل وال ما‬
‫هنالك من تسميات أتت من فكر النسان الذي من حقه أن يبحث عن جذوره ‪ . . .‬ولكن‬

‫‪133‬‬
‫ل تقع ف شرك هذه الرحلة ‪ . . .‬تعرّف على هذه الطاقة وواجهها بق وبشجاعة وبشكر‬
‫وال اللقاء اذا كنت باجة إليها ‪. . .‬‬
‫ف صراع النا ينقسم الغرور والغرور ال جهة الغالب والغلوب وتدّعي بأكثر الوقات إنك‬
‫أنت النتصر على الغراء ‪ . . .‬وأحيانا ينتصر الدّعاء والستكبار ولكن هذا نصر الوهم لن‬
‫الناع يدوم ويدوم ما دامت الدنيا قائمة ف قلوبنا ‪ . . .‬وف الوقت نفسه نفّسَت الطاقة‬
‫وتبدّدت وزالت وتزول معها الياة واليوية ‪ . .‬لنتذكر معا !! ل نستطيع أن نقهر النا إل‬
‫بالوعي وبالدراك ‪ . . .‬هذا هو علم النور ‪ . . .‬أنتم نور العال يقول السيح ومن عرف‬
‫نفسه عرف نوره ودربه وربه ‪. . .‬‬
‫هل نستطيع أن نكبت النا ؟‬
‫جرب النسان هذه الطريقة ولكنه فشل ‪ . . .‬كلما استخدمت الكبت كلما دخل الغرور من‬
‫قنوات أخرى أصعب من قبل ‪ . .‬ومن هو الضحية ؟ أنت أيها النسان ‪ . . .‬سمت حياتك‬
‫بسبب الكبت ‪ . .‬كبت الغرور والستكبار هو سبب هذه الروب والدمار حول العال منذ‬
‫آدم حت اليوم ‪. . .‬‬

‫ما هي نتيجة الكبت ؟‬


‫الفلت نتيجة الكبت !! أي فكرة ترفضها تفرضها بإرادتك إل العقل الباطن وتيا بالسر وهذا‬
‫اللوعي أقوى من الوعي ‪ . .‬النا ف حال الدراك ضعيف لنك أنت الدرك والشاهد عليه‬
‫ولكن عندما يتفي ف سر العقل الباطن حيث الزانة الكبية وذات الدراج الكثية وهناك‬
‫الناورات للدهاء هذا النا والستكبار تنمو قوته تسعة أضعاف ما كانت عليه سابقا ‪. . .‬‬
‫أي يقوى بالسر وييا دون أن تشعر به ‪ . . .‬هذا هو دوره لغراء الفكر ف الدنيا ‪ . .‬بدلً‬
‫من التخلص منه بالقوة علينا أن نتعامل معه بالتّقوى ‪. .‬‬
‫ل سيطرة بل مراقبة وتوجيه وإذا ل نتعامل معه بذه الرقة سوف يتغلب علينا بدهائه ومكره‬
‫ومن سيكون الضحية ؟ طبعا النسان الذي يصارع نفسه بنفسه ‪ . .‬ل أستطيع أن أحي‬
‫نفسي من غروري ول أن أرتب أو أنسق أو أدبر أي وسيلة خلص منه ‪. . .‬‬

‫‪134‬‬
‫إنه من وعلي أن اشهد الق ‪ . .‬إنه ذكي ويستخدم نفوذه من اللف بشدّ حبالك وسحب‬
‫أحوالك وأموالك ‪ . . .‬وستكون الدمية التحركة ف يد هذه الرغبة ‪ . . .‬وأنت على اعتقاد‬
‫ط عليه وكبلته وحبسته ف الزنزانة !!!‬
‫بأنك ضغ ّ‬
‫ل القتال يساعد ول الكبت ييت الغرور بل الواجهة والراقبة وأنت سيد النا لن النسان‬
‫هو ميزان البدان ل القتال ول شد البال يل مل العقل ‪ . .‬أعقل وتوكل والل ف القلب ‪.‬‬
‫هنالك طريقة ثالثة غي القتال والكبت هي التسامي والعلو والشموخ ‪ . . .‬النا تنتمي‬
‫وتتشابه مع الثل العليا والهداف العالية ‪ . .‬وطبعا تأت الوسة والشهادات والزخرفة والزينة‬
‫ويلس على العرش ويعظم بشت أنواع اللقاب والتجلّي ‪. .‬‬
‫ونثبّت الوية باللتزام الدين مع الكنيسة‪ ،‬ومع الدينة ومع اللون والزب أو الحزاب‬
‫والمعيات الجتماعية واليية والقيم الروحية وبذلك حققت ذاتك ف بلدك وف بلدان‬
‫أخرى ال أن وصلت ال الحكمة العليا الت تكم باسم العدل والسلم وال‪ ،‬وطبعا ال هو‬
‫مرد وسيلة أو عذر أو حجة ‪ . . .‬السيادة والسلطة والستقلل القيقي هي دولة الستكبار‬
‫والغرور ‪ . .‬وهذه هي الطرق الثلثة التاحة للنا ‪ . .‬أما القتال أو الكبت أو التسامي‬
‫والعلو ‪ . . .‬وهذه الوسائل ل تدم النا لن هذه اللول ليست من طبيعة الوية النانية ‪. . .‬‬

‫قصة طريفة وحقيقة ‪. . .‬‬


‫ذهبت إحدى المهات ال مل لللعاب لتشتري لولدها لعبة ولكنها احتارت أيهما تتار‬
‫وسألت السئول ‪ " . . .‬هذه لعبة جيلة لولدي ولكنها معقدة وصعبة " ‪ . . .‬وكان جواب‬
‫البائع ‪ " :‬يا سيدت ! هذه لعبة ثقافية للولد تعلّمهم سر الياة ‪ . .‬صممت خصيصا لم‬
‫لترتيب وتكييف الولد طريقة عيشه ف عال اليوم ‪ .‬مهما حاول أن يمعها ستكون النتيجة‬
‫غلط ‪ " . .‬أي ل تاول أن تمع العال أو بلدك أو أهلك ستهلك حتما ‪ . .‬وحّد نفسك‬
‫أولً‪ . . .‬تعرّف على نفسك أو ًل وأنت الدف الول والخي ومن أحب نفسه أحب العال‬
‫ومن أساء ال نفسه أساء ال كل نفس ‪ . .‬هذه هي لعبة النا مهما حاولت أن تنتصر فأنت‬
‫من الفاشلي وليس لا أي علج ‪.‬علينا بالشاهدة وبالراقبة ال غرور النا وال صعوبتها‬
‫وطبيعة لغزها والفهم الشامل هو بداية الكمة وإل ستعود وستدور وستغرينا بطرق داهية‬

‫‪135‬‬
‫وماكرة وتدعنا وتيّب أمالنا بعمق خال وفاشل ‪ . . .‬إن النسان التدين أو الذي يعتقد بأنه‬
‫متدين هو الذي يدع بسهولة لن الغرور يأت من خلل الستائر الدينية ‪ . .‬كيف ؟ هنالك‬
‫الكثي من السرار تأت بشكل حجاب يجب القيقة حفاظا على السر وهكذا يقع النسان‬
‫ف شرك من الصعب حلّه لنّ الل ف يد رجل الدين ‪ ،‬بيده الربط والل وهو السفي بينك‬
‫وبي السيح ‪ . . .‬وكذلك مع كل إنسان يدّعي بالتدين حيث يشعر أحيانا بالتواضع وأحيانا‬
‫أخرى بالذل وأيضا بعدم الغرور ويقول لنفسه ولغيه " أنن تفوقت على النا " أنا لست‬
‫أنان أي أنا ف وأنا فيها وأحيها بكل إمكانيات ول تشك أو تظن أو تتوهم بأنا موجودة ‪..‬‬
‫راقب التديني وسترى التقيّ والورِع وعندما يتحلّى الغرور بذا الشوع يكون أكثر سّا‬
‫وشرا ودمارا ‪ . . .‬هذا هو السمّ الذي ل نراه بل نياه ويفسِد ويشوّه ويفسق ف الدنيا دون‬
‫أن نشعر به ‪. . .‬‬
‫ظ ليس مشكلة كبية لنه ظاهر عيّان وتستطيع أن تراه وتراقبه حت لو‬ ‫إن الغرور العادي والف ّ‬
‫كنت ضحيته‪ ،‬الرض واضح ‪ . .‬ولكن عندما يكون الغرور تقي و ورع ويرتدي لباس‬
‫الشوع حت الضحية تتفي وتيا ف سجن ويفكر بأنه حر ف هذا السر ‪ . . .‬أنظر إل‬
‫اللقاب الذي يملها رجال الدين !! إل سكَنهم وعيشهم وقصورهم ولباسهم وقصص‬
‫حياتم الاصة والعامة ‪ . . .‬أين هو الفرق بالق بي حياة السيح وحياة الذين يبشرون‬
‫بالسيح ؟؟‬
‫ي علج للنا وستكون من الفاشلي لنّ أكثر الطرق العلجية فُرضت بالقوة‬ ‫حاول أن تد أ ّ‬
‫ومن مصادر خارجية‪ ،‬الفاتيح أتت من شخص آخر ‪ . . .‬كيف؟‬
‫أنظر ال الكيم بودا ‪ . .‬إنه لطيف ومتواضع ‪ ،‬وجه برئ وبسيط ‪ . .‬لقد وجد الفتاح‬
‫والشارة والبشارة ولكن ليست استعارة من شخص أخر ‪ ...‬هذه نتيجة حياته الت أصبحت‬
‫أبعد من غرور الستكبار ‪ . .‬أنا ل أستطيع أن أقلده لكون متواضعة وإل سأكون نسخة‬
‫طبق الصل عنه والنا لن تتفي منّي ‪.‬‬
‫بإمكان أن أتدث مثله وأن أشرب مثله أمشي مثله وأقلده تاما ولكن من الارج ‪. . .‬‬
‫السيح يقول إحل حياتك أو صليبك ونسي معا لتتعرف على نفسك ل لتقلدن بل لتهدي‬

‫‪136‬‬
‫نفسك بنفسك ‪ . . .‬مكن أن تكون بارعا ف التقليد ول يزال الغرور موجود لن ل يكن‬
‫أن ترى التغيي الذي حدث ف قلب الكيم بودا أو أي من أمثاله الكماء والولياء ‪. . .‬‬
‫نن نرى التصرف الارجي دون التعرف على السر الداخلي ‪ . . .‬التغيّر يبدأ من الداخل‬
‫وليس من الغرور لذلك يوجد بعض مدارس علماء النفس وعلماء السلوك والتصرّف الذين‬
‫يؤكدون بأنّ النسان الفاقد الروح هو مرد تصرّف وهذا مذهب منطقي والنطق يقول ل‬
‫نستطيع أن نراقب إلّ السلوك‪ ،‬وأما الروح فل نراها ول نستطيع أن نراقبها ‪ . . .‬علينا أن‬
‫نشاهد ما نرى ونقبل هذا الواقع ‪ . . .‬ل نرى الروح ولكن من أين أتت هذه السلوكيات‬
‫وهذا التصرف ؟؟ هل هذا التصرف هو أنت ؟ هل مصدر السلوكيات من الفكر أم من‬
‫النفس أم من الذات أو الروح ؟‬
‫هذا ما يسمي بالعلم التأمل الباطن ‪ . . .‬داخليا أنت تعلم بأن تصرفك ليس أنت لن عدة‬
‫مرات جسدك يتصرف وأنت كليا متلف عن هذا السلوك ‪ . . .‬مثلً ‪ . .‬ترى رجلً آتيا ال‬
‫منلك وتبتسم وأنت تعلم بأنك ل تبتسم ‪ ،‬هذه ابتسامة مزيفة من باب الدب والخلق ‪.‬‬
‫عندك ابتسامة أعطيتها له ولكن ف قرارة نفسك غي موجودة ‪. . .‬‬
‫هذا مرد تصرف وسلوكيات ولكن روحك هي أنت ول تبتسم ‪ ،‬هي حقيقة ذاتك‬
‫و وجودك الوهري والساسي والقيقي ‪ . . .‬ظاهريا نقوم بأعمال كثية ل علقة لا ف‬
‫حقيقة وجودنا وتتناف مع شعورنا الداخلي ‪ . .‬هذا هو صراع الق مع الباطل صراع‬
‫القطاب التعارضة والعاكسة‪ .‬إن الضد والنقيض موجود ف كل شيء هذا ما يتحدث عنه‬
‫السيح بقوله " انا اللفا وأنا الوميغا ‪ ،‬أنا قبل إبراهيم وبعده " ‪ ،‬ل يقل أنا أفضل من إبراهيم‬
‫بل قبل البدء وبعده ‪ . .‬هذا هو التأمل الباطن الذي ل يدرك ل بالواس ول بالنتباه‪. . .‬‬
‫أنت ترى الكيم أو العليم أو السيح وتراقب تصرفه وتأخذ منه بعض العلمات والشارة‬
‫وتضعها ف فكرك ‪ . . .‬تلس مثله تشي وتقف وتنام وتتكلم وتعلّي وتسجد وتستخدم نفس‬
‫الكلم وتنظر إل السماء كما ينظر السيح وتقول أبانا الذي ف السماوات لتكن مشيئتك‬
‫ليأت ملكوتك ‪ . . .‬وتركع مع الليي أمثالك ف الصبح وف الساء وهذا ما نفعله حول‬
‫الكرة الرضية ونطلب من ال أعطنا خبزنا كفاف يومنا ونردّد ونردد ول نتيجة ول أيّ‬
‫جواب من الرب بل ضياع بضياع لنّ الصلّي يدّعي الغرور ول علقة له بالصلة‪ .‬الصلة‬

‫‪137‬‬
‫صلة من القلب إل الرب دون أيّ كلمة أو أي طلب‪ ،‬ولكن ما نراه هو مرد تصرّف دون‬
‫أي معرفة عن حقيقة وجودنا لن الروح ل تصلّي بل الفكار التّصلة بالغرور وبالستكبار‪.‬‬
‫الس ّر ليس ف الصلة بل ف الصلة وعدم الصلة ‪. . .‬‬
‫هل أعرف ال لصلي له؟ الصلة موجودة فينا ولكن لن؟‬
‫لن تسبّح النملة؟ ولن تسبّح الطبيعة؟‬
‫هذه علمة غامضة ومبهمة ولكنها حيّة ‪ . . .‬نعم نشعر بأنا غائمة ومعتمة ولكن خلف‬
‫الغيوم نرى النجوم ‪ . .‬إن الصلة ل عنوان لا وليست مرسلة إل أحد ول إل ال أو إل إله‬
‫السيحية !!؟ إنا بغي عناوين هي فيض من الفرح والشكر والمتنان ال الكمال الشامل الذي‬
‫ل نعرفه ‪ . .‬هذه هي الوحدة الكاملة الشاملة الت نوحد النسان مع الواحد الحد ‪ . .‬كلنا‬
‫إخوة السيح وكلنا إخوة بال وكلنا عيال ال وأولده وكل فرد هو فريد وميز وإبن ال‬
‫الوحيد ‪ . . .‬إن السألة ليست بالكلمات الت نستخدمها أو ل نستخدمها لن الصمت هي‬
‫لغة اللغات أي صمت الزهور وليس صمت القبور أو التحدث بلغة اللسن الذي تدث با‬
‫تلميذ السيح ومعروفه حول العال أو صوت الطفال ل ّن الصلة هي مرد وضع الصلة‬
‫ونوعيتها الداخلي النابعة من القلب الحب كما قال السيح وهو على الصليب لتكن‬
‫مشيئتك‪ ..‬وهذا هو الستسلم وأسلم الروح وهذا هو الوصل بالصول ‪ . . .‬وهذا العلج‬
‫أو هذه الوصفة الروحية ل تأت من الارج ول تفرض من أي فريضة وإل ستكون أشكال‬
‫وحركات فارغة كاملة من الارج ولكن ل حياة لا من الداخل ل نفَس ول تنفّس‪ ،‬ل حياة‬
‫ول حيوية ‪ . . .‬الصلة حالة وليست طقوس أو نصوص بل منلة من التواضع والب‬
‫والمتنان والستسلم ‪. . .‬‬
‫ليس هنالك أي صيغة قانونية أو دينية لختراع أي علج من الارج والشعب ل يزال ف هذا‬
‫الهل وهذا الفشل واللل ليس من الارج بل من الداخل ول أحد يعرف نفسي إ ّل نفسي ‪.‬‬
‫عرفت نفسي بنفسي ومن عرف نفسه عرف ربه ‪ . . .‬ولكن ماذا يفعل هذا النسان الاهل؟‬
‫يذهب من معلّم إل معلّم ومن مذهب إل مذهب ومن معبد إل معبد ول يزال يعبّد الطرقات‬
‫حاملً كتابه القدس ول يعرف أي شيء من القداسة بل كل ما يعيشه هي النجاسة‪.‬‬
‫علينا أن نغي ما بنفسنا ‪ ،‬ل يغي ال ما بقوم حت يغيوا ما بأنفسهم ‪. .‬‬

‫‪138‬‬
‫أعطن قلبك يقول السيح وهذه هي العمودية ولكنها وللسف فريضة خارجية ل شفاء فيها‬
‫ول ولدة من الروح القدس وكل فكرة إنفرضت علينا من الارج هي عقبة وعائقة وتدخل‬
‫من أهل الهل على حياتنا الطبيعية ‪ . . .‬هذا هو فن وبراعة التلعب والناورة على البشر‬
‫والرعية ومن الراعي الذي هو أيضا من أهل الضحية ‪ . .‬إنّ التدخّل والتطفّل هو اقتحام على‬
‫النفْس الذي سبّب هذا النقسام ‪. .‬‬
‫ف بدء الليقة كان النسان ملوق من نفس واحدة وذات واحدة وبعد استعمال الوصفات‬
‫الارجية من أهل الفريضة والشريعة انقسمت إل ثلث أجزاء وتضاعفت وتشعبت وتعقدت‬
‫وأصبحت أقوى من الغرور والستكبار ال أن وصلت إل تسعة أجزاء من النفُس ‪ . . .‬كل‬
‫علج يقسّمها إل ثلثة ‪ . . .‬من النفْس اللوامة ‪ . . .‬إل ثلثة ث إل تسعة وهلمّ جرّا ‪. . .‬‬
‫وينمو الغرور ويستكب الستكبار وتتحارب النفوس وهذا ما نراه اليوم حول العال ‪. . .‬‬
‫تركنا السيح وانسحنا بالدنيا وملذاتا ‪ .. .‬تركنا النبياء واتهنا إل الغبياء ‪ . . .‬تركنا‬
‫الكماء وتبعنا الكّام ‪ .. .‬وإل أين الصي ؟ ل تسأل إل أين ؟!! بل أنظر أنت أين؟!!! أحد‬
‫الكماء يقول علينا أن نعال النفس ‪ . . .‬أطباء النفس هم أطباء النفس لن النسان أصبح‬
‫صاحب أفكار متعددة وليس فكر جسد روح ‪ . . .‬بل أفكار وأجساد وأرواح وأشباح ويا‬
‫أشباه الرجال والنساء !! إل مت هذا النوم وهذا اللوم ‪ . . .‬صح النوم ‪. . .‬‬

‫كيف نواجه هذه النا ؟‬


‫النسان أصبح متعددا ومتعبدا للعداد ل للعدة ‪ .‬تعددت النفس ومقامات الغرور‬
‫والستكبار والنا ‪ . . .‬أنا فوق أنا حت أصبحت جبلً من الرغبات والشهوات ييطن من‬
‫جيع الهات ‪.‬‬
‫إنه طابور من الغرور وأصبحت من التائهي واليائسي والضالي ‪. . .‬‬
‫ل أعرف نفسي لنن ماط بالكذابي الذين يقولون ل ‪ :‬أنت أخي وأنت نفسي و انت‬
‫الزعيم الشهور و صاحب البنيان و البراج " كل شهوة و كل رغبة ف فكري تدعي بأنا‬

‫‪139‬‬
‫هي السيد و هذه هي العبودية ‪. . .‬أين العابد من هذه النجاسة و النخاسة؟ أين أنت أيتها‬
‫القداسة؟ و من هو السؤول؟ السائل هو السؤول و إذا صدق السائل هلك السؤول ‪. . .‬‬
‫ومن هذا اللك نتعرّف على اللك الداخلي ومنه ال الروح القدس وهذا هو العلج الوحيد‬
‫الذي يعيدن إل الولدة الديدة ‪ . . .‬هذا هو التوحيد وإل سأبقى غبيا مصابا بالنفصام إل‬
‫عدة شخصيات وعدة أقنعة‪ .‬إنسان اليوم عدي الحساس‪ ،‬مبول مبهول‪ ،‬عصاب ومنقسم‬
‫على نفسه وعبد لشهواته ولرغباته وماط بالحباط وبالغرور لدمة الدمار والستكبار ‪. .‬‬
‫إن العلج أو الفريضة الداخلية و الارجية هي فرض وليست فيض وهي أخطر من العلّة‬
‫نفسها‪ .‬الطوة الول ف طريق العرفة هي مواجهة النا لنا السبب الساسي لكل‬
‫حرب ‪ . .‬ل نستطيع أن ندافع عنها من الارج ول تشفيها أي وصفة ول أي طب ول أي‬
‫طريقة ولكن ما هو الل ؟؟ الل موجود ولكنه ليس من الارج وطريقته ليست كالوصفة‬
‫الطبية بل وضوح وشفافية لنرى من خللا أي شيء ونرى من كل مكان كيف تتصرف هذه‬
‫النا ونتعرف على أساليبها الاهرة والاكرة ونرميها خارجا من الباب المامي ول تعود إلّ‬
‫من الباب اللفي لنن واجهت شهوت ورغبت وغروري بكل رحة و وعي وشكرتا‬
‫و ودّعتها وأرسلتها ال الدنيا لتحيا مع أمثالا ‪ . .‬انا لست باجة إليها وهي ليست من طبيعة‬
‫النسان ‪ . .‬ولكنها ماكرة وتعود من الباب اللفي ولكنن سأواجه هذه النا وأنا هو السيد‬
‫والعابد للمعبود ل للشهوة وللحشود ‪. .‬وأراقب رغبات دون حكم أو إدانة بل بلطف‬
‫و برحة إل أن استسلم ال ال بكل رضى وتسليم ‪. . .‬‬

‫كيف نواجه النا ؟‬


‫بدون أي حكم أو إدانة ‪ . .‬بدون أي خلصة أو ناية ‪ . .‬وإلّ سنقع ف فخ جديد وإعاقة‬
‫وتأخي أكب ‪ . .‬ل تقرر النهاية قبل أن تواجه النا بدون أي إدانة بل للمعرفة وللعلم‬
‫وللدراك ‪ . .‬ما هو هذا الغرور وما هو هذا السر القوي الذي يتحكم فينا ويدخل بنا من‬
‫جيع الهات ويسكن باللوعي وجيع الديانات تقول بأنه هو الشيطان الذي يعرقل سي‬
‫النسان ويعل سدّا منيعا بيننا وبي ال ‪ . .‬فإذا لاذا ل أتعرف على هذا العدو ؟ حبوا‬
‫أعدائكم وباركوا لعينيكم يقول السيح ‪ . . .‬تعالوا معا نتعرف على هذا السر ‪. . .‬‬

‫‪140‬‬
‫الطوة الول هي أن نسي إليه بباءة الطفال ولنواجه طرقه اللية ويتقدم ال النسان الذي‬
‫هو آية وليس آلة ‪. .‬‬
‫ولكن هذا الشيطان هو آلة وليس كامل متكامل لنه يأت من الاضي اليت وإذا فكّر احيانا‬
‫ف الستقبل هذا عرض صور منا الاضي مع القليل من التعديل وفيها العقد والغش والتحريف‬
‫طبعا بأسلوب منمّق ومزوّق ولكنه غرور للغراء ف سبيل اللذات الرضية الاضية‪. .‬‬
‫نن دائما نتخيل الاضي ونقذفه إل الستقبل والاضي ميت وما هو إل ذكريات وهذا هو‬
‫الشيطان أو الغرور أو النانية ‪ . . .‬نية النا من المس إل الغد وأين انا من الن الت هي كل‬
‫ما نلك ‪ . . .‬هذه اللحظة هي أم اليقظة ‪ . .‬الن أنتم معي يقول لنا السيح ‪. . .‬‬
‫فإذا أول إختبار هو أن نذهب إل النا دون أيّ حليف أو أي نتيجة أو أي خلصة بل‬
‫بإخلص تام وسنرى بأنه آلة والنسان هو السيد على هذه اللة‪ ،‬أنت وحدة متناسقة أساسية‬
‫وجوهرية ‪ . . .‬أنت مسيحا أخر ‪ . . .‬أنت خليفة ال ‪ . . .‬أنت ظاهرة حيّة مع اليوية‬
‫السماوية اللية الزلية والنا إناء ميت واليت يكم اليّ لذلك نرى الشعب يزحف بضجر‬
‫وملل ويرجر نفسه من مرّ إل مر برتابة ملة ‪ . . .‬الضجر موجود بسبب الياة الملّة‬
‫والحمّلة بالوت والوتى والقب يتوسع ويتسع دون أن يتسكع بل أهلً بكم أيها الضحايا‬
‫وشكرا للشيطان ولفار القبور ولهل الغرور ولكم الستكبار وقريبا سيتعدى القب على‬
‫أملك الغي لنه تاوز الد ‪ . . .‬ونن أموات من الهد ال اللحد‪. .‬‬

‫إنّ أول إختبار وأهم وحي وإلام هو أن ترى بأن النا هو ماضيك وليس حاضرك ‪ . . .‬النا‬
‫ل يوجد ف الن ‪ . .‬إذا تأملت وتعمقت ف نفسك سوف لن ترى النانية وإذا وجدت شيئا‬
‫ما من الرغبة أو الغرور هذه مرد قطع أو شظايا تعوم وتسبح ف حضور الدراك والدراية ‪. .‬‬
‫إن الوعي ل يعرف النا وهذه هي حقيقتنا ولكن ميثاق الضمي الذي هو مرد ذكريات هذا‬
‫ميت ولذا نرى بعض الترسبات تعوم به ‪ . . .‬وطنك‪ ،‬عائلتك‪ ،‬ثقافتك‪ ،‬اختبارك‪ ،‬شهادتك‪،‬‬
‫ألقابك‪ ،‬هذه كلها تزول ف الجاري ولكن تأثر على فكرك ولا سلطة عليك ولا القدرة‬
‫بتدمي كل حياتك ‪ . . .‬لنا حولتك من أية إلية إل آلة ميكانيكية ‪ . . .‬لنسمع معها هذا‬
‫الوار الستقبلي ‪. . .‬‬

‫‪141‬‬
‫آلة ذكر تتحدث مع آلة أنثى ‪. .‬‬
‫الذكر ‪ :‬أهلً ‪164259‬‬
‫النثى ‪ :‬لاذا تنادين ب ‪ ...164‬أنا آسفة تأخرت قليلً لنن كنت أبرغي مسمار ملولب‬
‫على وجه ولان ومعذب ‪. .‬‬
‫الذكر ‪ :‬وأنا أيضا تأخرت قليلً لنن نفخت ضرس عجلة مسننة ‪. . .‬‬
‫النثى ‪ :‬أنت شري وقذر ‪. . .‬‬
‫الذكر ‪ :‬أريد أن أغازلك فقط ‪ . . .‬بالمس ذهبت للهتمام بنفسي و زيتون وشحّمون ‪. .‬‬
‫النثى ‪ :‬من الضروري أن تذهب ال الكاراج للكشف العام ‪ . .‬مكن أن يكون عندك شرارة‬
‫جرثومية وسدادة مسدودة ومشدودة ‪ . .‬لنن أعان من هذا الل وألن تعرفت على عامل‬
‫ميكانيكي جديد ‪. .‬‬
‫الذكر ‪ :‬هل الول سلب وسرق وهرب؟‬
‫النثى ‪ :‬كل ‪ . .‬بل تقاعد على ربه ‪. . .‬‬
‫الذكر ‪ :‬أين أختك الن ل أسع عنها أي شيء؟‬
‫النثى ‪ :‬ل نتحدث عنها لنا هربت خطيفة مع مضخة بترول ‪. .‬‬
‫الذكر ‪ :‬إنا أفضل ورطة من أخي الذي وقع ف حب آلة ذات ثلث عيون وهذه إشارة‬
‫الرور ولكنه معها جد مسرور‪ ...‬ولك عندي مفاجأة!!!‬

‫النثى ‪ :‬مفاجأة مدهشة ورائعة ولكن ما هي؟‬


‫الذكر ‪ :‬إشتريتها من بائع خاص بالطاولت للدفع وعليها عداد خاص‪.‬‬
‫النثى ‪ :‬ولكن ما هي؟‬
‫الذكر ‪ :‬إنا آلة لتحصي عدد الرجال الذين يذهبون إل الصيد ولتخصي البعض منهم وهذه‬
‫اللة تملها الرأة لتصطاد الرجل‪. . .‬‬
‫النثى ‪ :‬آه كم أنت جيل ومدهش ورائع ومغناطيسي‪.‬‬
‫الذكر ‪ :‬إنك مذوبة إلّ تعال لنهرب من هنا ولنتزوج حالً ‪. .‬‬
‫النثى ‪ :‬ولكن أنكسر قلب من قبل ونظر إل قطعة اللحام ‪ . .‬قلب ملحم من الل ‪..‬‬

‫‪142‬‬
‫الذكر ‪ :‬ولكن هذه الرة ستكون البة متلفة ‪. .‬‬
‫النثى ‪ :‬كيف تعرف ذلك ‪. . .‬‬
‫الذكر ‪ :‬أشعر با من خلل جهاز الترانزيستور ‪. . .‬‬
‫واتصل ببعضهما البعض ببكة ملتحمة بأفضل التحام وعاشوا ف حياة آلية أنية أبدية بفرح‬
‫وسعادة ميكانيكية ‪. . .‬‬
‫هذه هي قصة مستقبلنا القريب ‪. . .‬الديد يتكلم ولاذا الديد ؟ ‪. . .‬‬
‫هذه حكاية النا ‪ ،‬اللة اليكانيكية البمة الت استقوت على النسان وقهرته وتغلبت عليه‬
‫وخضع لا ول يعد حيا أو بي بن الياة والوت دفاتر وعدي الكتراث لن النا لتسمح لك‬
‫بالياة أصبحت هي السيدة عليك وتسحبك من حسابك إل حسابا ‪. . .‬‬
‫و تذكر‪ " . .‬الاضي يكب أكب و أكب كل يوم لنّ كل لظة تر وتضي أصبحت ف عال‬
‫الاضي ‪. .‬‬
‫لذلك تنمو فينا النانية والغرور من قوي إل أقوى وأقوى ومن كبي إل أكب وأكب ‪. . .‬‬
‫الولد الصغي عنده النا صغية والرجل السن عنده النا كبية ومسنونة وهذا هو الفرق ‪. .‬‬
‫الطفل أقرب إل ال من أهله ومن جده ويقول السيح ‪ :‬إن ل تعودوا كالطفال لن تدخلوا‬
‫ملكوت السماوات ‪ . . .‬لاذا ؟‬

‫يقول السيح ويؤكد لنا ويقرر هذا القرار القدّس بأنه إن ل نعود كالطفال لن ندخل‬
‫ملكوت الرب ‪ . .‬أي إن ل نعود إل الياة الية البيئة الطاهرة الت ل تعرف ل الاضي ول‬
‫الستقبل تاما كالطفال‪ ،‬ولكن الرجل الكبي ل يعرف إل الاضي ول يتذكر إل الني‬
‫والسني الت مضت بالل وبالوهم ويتفي الستقبل ‪ . . .‬الطفل عنده الستقبل وييا الن‬
‫وهنا دون أي وعد أو أي نتيجة ‪ . . .‬الد يفكر ويقول " كم هي جيلة تلك اليام " وما‬
‫هي إل نزوة و وهم من لاضي الرائع والميل من نسج اليال لتعدية نفسه الزينة ‪. . .‬‬

‫كلما نكب ف العمر وف عدد السني كلما نترق بالاضي الزين وهذه مأساة ما قبل‬
‫الوت ‪ . . .‬أهل العرفان يقولون بأن النسان يوت ف عمر الثلثي ويدفن ف عمر السبعي‬
‫هذا على وجه التقريب ‪. . .‬لدة أربعي سنة نعيش كالموات وننتظر ساعة الدفن وبعض‬
‫‪143‬‬
‫العارفي يقولون ل تصدقوا النسان فوق عمر الثلثي ‪. . .‬معهم حق ف هذه العبة‪ ،‬إنا‬
‫حكيمة ‪ . . .‬لن استثماره هو ف ماضيه اليت ‪ .‬ل يعد ل حرا ول متمردا ول متجاوبا مع‬
‫الاضر ذهبت عفويته وعافيته وأصبح مددا ومثبتا ف معلوماته الذي يرددها كالببغاء‬
‫ويتصرف مع الاضي ل علقة له بالاضر ول بأي نص له علقة مناسبة مع الوضوع‪ ،‬بل‬
‫كلمه مرد إستفراغ واستكبار‪ ،‬وأعماله غي موفقة وكذلك حياته ولكنه ينتظر القب ‪. . .‬‬
‫كل لظة هي يقظة من نور نتجاوب معها بالنور وبالديد الدائم بالتجديد ‪ . .‬وهذه الضرة‬
‫هي ف متناول كل قلب حاضر للحب ‪ . .‬وعلينا أن تاوب مع الياة الاضرة بالضرة‬
‫اللية ل من باب العلومات بل من الوعي الي فينا الن وهنا وهذه هي الياة الية مع الي‬
‫وهذا هو ملكوت ال الذي يذكرنا به السيح دائما وابدا ‪ . .‬وإذا حياتك ل تكن حية هذا‬
‫هو الغرور الذي ينع ويعيق ويؤخر حياتك ‪ . . .‬الفكر الل يتعدى على حدودنا ويد من‬
‫جهودنا ‪. . .‬لنتحرر من هذا السر بالتقرب إل ال مباشرةً لنه هو الساس وهو الواحد‬
‫الحد التناسق مع كل فرد ومع جيع الجزاء الكونية ونن على صورته ومثاله وف أجل‬
‫وأحسن تقوي ‪. . .‬‬

‫ما العمل للتوصل ال هذا المل؟‬


‫ل عمل إل بالتأمل ‪ . .‬كن حسيبا و رقيبا على نفسك و تعرف على النا و على طرقها ‪. .‬‬
‫عندما تشي على الطريق راقب النا كيف تتدخل ف شؤونك ‪ . . .‬يهينك أحد الارة اغتنم‬
‫هذه الفرصة و راقب انفعالك و تصرفك و ردة فعلك و النا تنتفخ و تتورم فجأة و تتباهى‬
‫بردة الفعل ‪. . .‬و إذا أحد الارة كرمك و شكرك و مدحك‪ ،‬باذا تشعر؟ تكب و تكب و‬
‫تنتفخ كالنطاد و ال أين الصي؟ ‪. . .‬راقب نفسك و كن هذا الشاهد الصادق ف الحوال‬
‫الختلفة و ف لظات متلفة و ماذا يدث لك مع الغرور‪ ،‬و ليس من الضروري إن تسرع ف‬
‫النتيجة ‪ . .‬ف التأن السلمة و ف السرعة الندامة ‪ . .‬هذه مسالة معقدة و أنا من أكب‬
‫الشاكل و مكن أن تكون الكب فعليا‪ .‬لن إذا انلت تقربت من ال و هو القرب إليك من‬
‫حبل الوريد ‪ . . .‬ف هذه اللحظة الباركة حيث ل سد و ل ستار ول حاجز بينك وبي‬
‫قلبك ودخلت إل لب القلب حيث ال مباشرة أمامك ينتظرك فورا وحالً تدخل بالال‬
‫‪144‬‬
‫ولكل حال مقال ولذلك قال له البيب " إياك نعبد وإياك نستعي " ف غار حراء ‪ ،‬وأيضا‬
‫السيح على صليب الدين والدنيا ومكلل بالشوك وبالغار وقال له " لتكن مشيئتك " واهتزت‬
‫الكوان واستقبله ال وتأله به وصار إلا ومسيحا بال ‪ . . .‬هذه هي لظة التوحيد والعودة‬
‫إل الصول أنت ف قلب ال وال ف قلبك ‪. . .‬‬
‫كلنا على درب الرب ولكن الوف هو الاجز الوحيد الذي زرع فينا منذ ألوف السني‬
‫وأصبحنا ضحية الهل من آدم حت اليوم ‪ . . .‬نن مع قايي ولكن أين اليقي ؟ تعرّف على‬
‫كيانك ول تسأل إل نفسك ‪ . . .‬ول تستعجل بل بالتأن وبالنتباه حت ل تسر أي شيء‬
‫ول تضيع عليك أي فرصة أو أي فرحة ‪ . . .‬لعدة أشهر راقب النا وسترى العجب من‬
‫الفاجآت ‪ . . .‬ستعلم بأن الغرور ل يستطيع أن يتحكم بك إذا كنت واعيا ومدركا‬
‫ويقظا ‪ . . .‬باللحظة الت ترى وظيفة النا تتفي الوظيفة ‪ . . .‬مرد أن تراقب عمله يتفي‬
‫ف عملك ‪ . .‬أنت النور وهو العتمة ‪. . .‬‬

‫أخي القارئ الن عندك الفتاح وما عليك إل أن تسعى إل النور لتواجه به عمل النا وف‬
‫يوم من اليام ترى النا والذات والغرور وعائلة الستكبار اختفت ف دار ال أكب وهذا هو‬
‫سر النور ‪. . .‬‬
‫ل نكبتها‪ ،‬فإذا سوف لن تطفح وتفور وتعود إل الصفح بل نن صفحنا عنها وهي وهم ف‬
‫مقام السم ‪ . . .‬السم والفكر عمل مشترك ويب الشرك ‪ . . .‬ولكن عندما نراقب‬
‫ونشاهد وناسب أنفسنا نشعر بالسؤولية ونتحمل هذا المال وهذا اللل لنه حلل على‬
‫كل إنسان ‪. . .‬‬
‫ل قتال ول مناقشة ول تعظيم وتفخيم ول شرك وفخ ومصيدة ومكيدة وأنت أكيده من‬
‫نفسك أيتها النسانة بأنك من نطفة ولدت مسيحا أخر وخليفة ل فإذاّ لاذا الشك ولاذا‬
‫الشّرك ؟‬
‫علينا أن نواجه ونراقب وناسب أنفسنا ل غي والعجزة ل تأت بالعمل مع الغرور ول الكبت‬
‫بل بالفهم والوعي والشاهدة ‪ . . .‬أعذرون إذا قلت يتفي الغرور لنن استخدمت كلمة ل‬
‫تليق بالقيقة ‪ . . .‬ل يتفي لنه ليس موجودا أصلً ‪ . . .‬اللغة تسيطر علينا والصمت أم‬

‫‪145‬‬
‫اللغات ‪ . .‬الستكبار نتيجة الهل‪ ،‬وعدم وعينا للمور سحت له بالظهور ‪ . . .‬وأنا‬
‫السئولة عن تعظيمه وتكبيه من جهلي لنفسي ‪. . .‬أعرف نفسك أيها النسان تعرف سر‬
‫وجودك ف الوجود ‪. . .‬‬
‫والن إل كلم السيد السيح ‪. .‬‬
‫وجاؤا إل كفرنا حوم‪ .‬فلماذا دخل البيت سألم ‪ :‬فيم كنتم تتجادلون ف الطريق ؟‬
‫هذه قصة بشعة عن السيح وتلميذه وأيضا عن جيع تلميذ وأصحاب النبياء والكماء‬
‫والعلماء ‪ . .‬تلميذ يسوع كانوا دائما ف حوار مستمر ومتواصل وشجار ونقاش عن من هو‬
‫العلى والسى الذي سيكون الول بعد السيح ‪ ،‬من منا القرب إليه ‪. . .‬‬
‫وليس ف الدنيا فحسب بل عندما يعود إل السماء ويلس عن يي ال من منا سيكون معه‬
‫والقرب إليه ‪ . . .‬السيح هو الذي يثل ال ف الرض وف السماء هو ولّ العهد والعرش‬
‫ومن منا فيما بيننا سيكون على يي السيح ؟ هذه الفكرة كانت هي الرغبة والشهوة ف‬
‫نفوس تلميذ يسوع ‪. . .‬‬
‫الغرور‪ ،‬لعبته ماكرة وماهرة حت نن مع السيح نفكر ف الصلحة الشخصية ل ف روحنا‪ .‬ف‬
‫هذا الوضع ل نستطيع أن نتعرف ل على يسوع ول على أنفسنا لن النا هي ستار حديدي‬
‫ومن هذا النار يقف سدا وحاجزا بين وبي الق والياة ‪. . .‬‬
‫هؤلء التلمذة ل يشعروا بوجود العلم ول يفرحوا بذه النعمة الت معهم ول بضوره الذي‬
‫يشع بالنور لن الغرور أعمى البصية وكل ههم مَن منّا سيكون الليفة ؟ من منّا سيكون‬
‫على يي السيح بعد موته ؟ من منا هو الكب والقوى ف نظر ال ؟‬
‫هذا هو الفكر والطموح وهي لعبة النا منذ بداية النسان وسياسته الرضية ‪. . .‬‬
‫يبدو إننا ل نتغي منذ قايي وهابيل حت اليوم ‪ . .‬من منا سيكون الرئيس ؟‬
‫منمنا سيكون الول ؟ من منا القرب إل الزعيم ؟ والن نن مع السيح ونسأل منمنا‬
‫سيكون القرب إليه ؟ من هو الهم والعلى ؟ هذه هي لعبة الطمع والطموح ‪. .‬‬
‫النافسة والقتال والعنف وحت ف أمور الدين بأسم الصحابة والرسل والتلميذ وبأسم‬
‫الروحانيات ‪ . .‬ول يتغي فينا شيء‪ ،‬ل نزال من حرب إل حرب ل بل النا دخلت من‬
‫الباب اللفي وتكمت ف الليفة ‪ . . .‬السيح يذكّرنا ويزكّينا ولكن على من تقرأ مزاميك‬

‫‪146‬‬
‫يا داوود ؟ هل يستطيع اليت أن يسمع الي ؟؟ حت ف لظات الوداع وف ساعاته الخية‬
‫قبل أن يصلب جسديا وسوف لن نراه بعد ذلك والتلميذ ههم الوحيد من سيكون من‬
‫بعدك ؟ دعنا إل العشاء السرّي وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي واشربوا هذا هو دمي ‪. .‬‬
‫أعطانا كل ما يلُك لنملُك العهد الديد معه ومع أنفسنا وماذا فعلنا بذا الوعد ؟ مناقشة‬
‫وصراع ونزاع على الكرسي ‪ . . .‬كل هّهم من سيكون الليفة ؟ ومن منا سيكون على يي‬
‫الب معك ف السماء ؟ الركز الهم من الذّكر ‪ . . .‬يا لا من قصة وحادثة بشعة تشمئزّ لا‬
‫القلوب الحِبة ‪ . . .‬هذا هو الغرور والستكبار ‪ . .‬هذا هو الشيطان والوحش الكاسر وإذا‬
‫كنّا تت وطأته وتأثيه سنكون من الغبياء والمسوخي بالوحوش والشباح ‪. . .‬‬

‫سعت هذه الادثة الطريفة ‪. . .‬‬


‫دخل أحد الرجال بعنف وبوف إل دائرة الشرطة لقد ورمى بنفسه على الطاولة واخذ يلهث‬
‫ل " أيها الشرطي لقد هاجنا ملوق من غي كوكب ‪ . . .‬إنه كائن حي ‪ ،‬هجم عليّ‬ ‫قائ ً‬
‫وهربت أتيت إليكم ‪. . .‬‬
‫قال له الشرطي ‪ :‬هل تستطيع أن تصفه لنا أو ترسم شكله ؟ وماذا حدث لك ؟‬
‫الرجل‪ :‬حسنا ‪ ،‬لقد ذهبت مع حات إل الساحة العامة للمشي وعندما أتى فجأة هذا‬
‫الخلوق العجيب وظهر أمامنا وحاول أن ينتزع ويطف حات ‪ . .‬قاطعه الشرطي‬
‫وقال له ‪ . . .‬هل تستطيع أن تصفه ل؟‬
‫الرجل ‪ :‬طبعا وأكيد ‪ ،‬إنه أخضر ‪ . .‬عيونه فيها وهج نار وغضب ‪ ،‬أنيابه كبية وصفراء ‪،‬‬
‫شعره معقد ومسلّك ‪ ،‬يسي ألوينا ‪ . .‬بشع ‪ . .‬جسده كسول وخول ‪. . .‬‬
‫الشرطي ‪ :‬هذا شيء مرعب و رهيب ‪.‬‬
‫الرجل ‪ :‬نعم معك كل الق وانتظر لقول لك عن الوحش الغريب ‪. . .‬‬
‫كان يتحدث عن حاته‪ . .‬إن وحش النا هو الذي يعلنا ف منتهى البشاعة والقباحة ‪. . .‬‬
‫وهذا الغرور يتمسّك بنا من جيع الهات وحياتنا ليست جيلة بكم هذه الذات اللوامة‬

‫‪147‬‬
‫والدامة وتكمنا بأشكال عديدة لسنوات ولجيال مديدة وترضي رغباتنا ومطالبنا وحاجات‬
‫الدنيا على قياسنا وذوقنا أيا كان الطلب ‪ . . .‬النا تتكيف حسب شهواتنا إذا كنت من أي‬
‫دين أو مذهب أو حزب تسي معك وتدمك وتعدل حياتك وترتبها معك ‪ . . .‬إذا تواضعت‬
‫هي أيضا تتواضع معك وتتعاون مع جيع ملذاتك وأحلمك دون أي صعوبة أو أي إزعاج‬
‫ي شعور وهكذا تشرب السمّ دون أن تدري ودون أن تشعر بل بكلّ‬ ‫بل بصمت وبدون أ ّ‬
‫فرح وسرور وغرور ‪. . .‬‬
‫الن لنفكر معا ف تلميذ السيح‪...‬‬
‫وجاءوا إل كفرنا حوم‪ .‬فلماذا دخل البيت سألم ‪:‬‬
‫لقد فكر السيح وهو معهم على الطريق أنه ليس من الق والدب أن أسألم أمام الشعب‬
‫وهذه طريقة بشعة ‪ . .‬هؤلء هم إخوت بال وهم يفكرون من سيكون الاكم والعلى من‬
‫بعدي ؟؟ ما هو سبب هذا الستكبار ؟ ول ننسى بأنّ الذي يفكر هكذا تفكي طبعا سيكون‬
‫أكب وأهم وأشهر من السيح ‪ . .‬وهذا ما حصل ‪ ،‬ودائما نرى بأن التاريخ يعيد نفس الل‬
‫ول نتعلم !!!‬
‫يوضاس كان أكثر التلمذة علما وثقافة ومترفا ‪. . .‬والبقية من الطبقة الشعبية والعادية‪،‬‬
‫يوضاس كان الفضل والعلم والغن ماديا ومرات عديدة حاول أن يصحح مواقف السيح‬
‫وتشاجر معه ونصحه وفرض عليه أرائه وكان هو النافس للمسيح ‪ . .‬هذه ظاهرة وعلمة‬
‫طبيعية عند الستنيين ‪ . .‬الكيم بودا‪ ،‬كان شقيقه منافسه القوى وكان يوضاسا آخرا ‪. .‬‬
‫متعلّم وإبن ملِك وفيلسوف ومن الصعب أن يفكّر بأنه هو أقل من أخيه وابتكر حيلة وخدعة‬
‫وهي الشق بينه وبي الخ الكيم وتصدعت العلقة وفتح مذهبا دينيا على حسابه وخان‬
‫أخيه خيانة عظيمة وحاول قتله عدة مرات ليتحكم بالماعة ولينصب نفسه السيد والسلطان‬
‫والكيم والقائد وسم أخيه ورمى عليه صخرة كبية ليقتله أثناء راحته ف الغابة تت الشجرة‬
‫وفلّت عليه فيلً منونا وقد قتل عدة أشخاص ولكنه رحم الكيم بودا وجلس بقربه بب‬
‫وبرحة ‪ . . .‬الفيل أحنّ على البشر من الخ التحجر بالغرور ‪ . .‬إن يوضاس كان هه‬
‫الوحيد أن يكون هو القائد والزعيم والفضل من السيح ‪ . .‬هذا التنافس من الناع التجسد‬
‫ف فكره وغروره ليدمّر السيح ويلس على عرش الدنيا وأيضا باقي التلميذ ل يكونوا أفضل‬

‫‪148‬‬
‫من يوضاس ‪ . . .‬ل يعلنوا نواياهم ولكن طلبوا علنا من يسوع أن يعلن من هو الكب من‬
‫بعده ‪ . . .‬هذا هو صراع المم‪ ،‬من منا السيد والسلطان والاكم ؟ منمنا الكب ؟ ونضيع‬
‫حياتنا ف هذا الناع ‪ . .‬هذه هي السياسة ‪ . . .‬هذه ليست الدين الذي من أجله أتى السيح‪.‬‬
‫النا هي أساس السياسة وعندما تزول ل نقارن النفس بأي نفس أخرى لن كل إنسان فريد‬
‫وميز وإبن ال الوحيد ‪ . . .‬أنت لست أعلى ول أوطى بل متلف ‪ . .‬ليس من الضروري أن‬
‫ترى نفسك أرفع أو أدن ‪ ،‬كل إنسان فريد وميز ومتلف ول مقارنة مع أحد وعندما تتفي‬
‫التشابه تتفي التنافس ويرتفع السلم الكب ‪ .‬ما هو اضطرابنا ؟ما هو سبب النافسة والقارنة‬
‫والناع والصراع ؟ الجهود الذي نبذله لنكون القوى والول لذلك الرب الفردية أصبحت‬
‫حرب أهلية واجتماعية و وطنية و دولية الت تضمر الجتمع ‪ . . .‬كل إنسان هو عدوك !!‬
‫حت الصديق هو عدو والصدقاء هم أعدائك لنم هم أيضا يتصارعون على الكرسي‪ ،‬كيف‬
‫تستطيع أن تكون صديقا مع الستكب إذا كنت من أصحاب الق ؟ هذه صداقة مزيفة ‪. . .‬‬
‫الصادق وحده ل صديق له ‪ . .‬صدق الصادق عندما قال يا دنيا غرّي غيي و أيها الق ل‬
‫تترك ل صديق ‪ . . .‬وهو الي مع اليّ ‪. . .‬‬
‫إنّ النفاق غي الوفاء والوفاق ‪ . .‬إنه قناع بأسم الصداقة ‪ . .‬إن طبيعة الياة هي شريعة‬
‫الغاب‪ ،‬السمكة الكبية تأكل الصغر منها حت لو تظاهرت بالصداقة فأنت تتلعب سياسيا‬
‫لنك مطّط إجتماعي ‪ . .‬ل أحد يستطيع أن يكون صديق إلّ إذا‪ ...‬أكرّر‪ ...‬إلّ إذا اختفى‬
‫الغرور والستكبار ‪ ،‬عندئذ تله الصداقة والحبة ف قلبه ويكون صديقا لنفسه ولكل نفْس‬
‫لنه ل يواجه أي مشكلة وليس باجة إل أي رتبة أو راتب ول أي منافسة أو مباراة ‪. . .‬‬
‫بل أنسحب من هذه اللعبة السخيفة ورأى نفسه شاهدا على نفسه ل غي ‪. . .‬‬
‫بإمكانك أن تترك الدرسة والامعة والختصاص لنا كلها إعاقة وحواجز‪ ،‬العلم يعمي‬
‫والهالة تعمي وكلها بلء ‪ . . .‬والعلماء خافوا ال ‪ . . .‬وما أوتيتم من العلم إل‬
‫قليلً ‪. . .‬وما هو أقوى وأهم من العلم هو الستسلم إل ال كما أستسلم السيح‪ ،‬أي عن‬
‫فهم وعلم وإدراك و وعي ويقي وهذا هو الضمي الكون ‪ . .‬وقال لتكن مشيئتك واسلم‬
‫الروح ‪ . .‬ولكن ف الجتمع حيث النافسة والباراة والسؤال والم والغم من منا الول‬
‫والفضل ؟ ملكة جال العال !! ملك جال العال !! مباراة سخيفة للشعب السخيف‪ ،‬إنا‬

‫‪149‬‬
‫لعبة القارنة والنافسة لكسب اليوب وتبذيرها على ما بي اليوب ‪ ،‬النس هو الحبوب‬
‫الول وبنوع خاص عند العرب ‪. .‬‬
‫هذه الفكرة نراها مع رسل السيح ‪. . .‬إنم معه وتلميذه وعاشوا معه عن قرب ومع ذلك‬
‫الفكر الهووس ل يزال يوسوس ف النفوس ‪ ،‬لذلك نقول بأن النا طاقة ماهرة وماكرة ‪. . .‬‬
‫وجاءوا إل كفرنا حوم ‪ .‬فلماذا دخل البيت سألم‪:‬‬
‫أي كانوا يتجادلون ويبحثون ويتحدثون طوال الوقت عن هذه النافسة‪ . .‬فلم يسألم على‬
‫الطريق بل سح لم بالتعبي وبالكلم إل أن وصلوا ال البيت ‪ . .‬إهتمامهم ل يكن ف‬
‫اللكوت بل ف الكرسي ل ف التأمل ول ف الصلة ول ف ال ول ف السيح الكون ‪ . .‬بل‬
‫من أنا ؟ أين هو مقامي ؟ هل أنا الول ؟ من سيكون العلم بعد السيح ؟ من هو هذا الذي‬
‫سيكون أفضل من ؟ الصراع والناع على الدنيا ‪. . .‬طالا الدنيا دانية ‪. . .‬‬

‫فيم كنتم تتجادلون ف الطريق ؟‬


‫لقد سألم هذا السؤال مرات عديدة وهذه القصة هي حكاية مكثّفة ومثّلة ف قصص كثية ‪.‬‬
‫إنا أخبارنا اليومية وأحلمنا ف الليل والنهار ‪ " . .‬من منا الكب ؟" هذا ما فعلناه بالكماء‬
‫وباللفاء وبعلماء السلم وبالنبياء وبالسيح ‪ . .‬إن خيانة المانة هي المانة ‪ . .‬نقترب من‬
‫السيح حت نصلبه وننقلب عليه ونرجه ‪ . .‬هذا هو فعل النا والغرور ‪ . .‬هذا هو الطر‬
‫والذر ‪ ،‬أن نكون ضد السيح هذا عمل ل يصدّق وفائق التصور ‪ . .‬ومن أين سيأت الب‬
‫إذا تغلّب علينا الغضب ؟؟‬
‫ف المة العربية بنوع خاص نقول تصبحوا على انقلب ‪ . .‬أين هو انقلب العذاب ؟ لاذا ل‬
‫ننتقل من الهل إل العقل ؟ لاذا النقلب ضد الحباب ؟ سألم السيح فظلوا صامتي ‪،‬‬
‫لاذا؟ ما هو سبب هذا الصمت ؟ كيف يستطيع الفكر النان أن يكون صامتا ؟ كانوا ف‬
‫إضطراب واهتياج ‪ . . .‬ل يكن أي سلم ل بالفكر ول بالقلب بل كانوا مقطّعي ومزّأين‬
‫إل أجزاء وأشلء متلفة ‪ . .‬ولكن لاذا صمتوا ؟‬
‫لنا ل تكن الرة الول بل إعادة لعدة مؤامرات ضد السيح وأدبم وعلمهم وألّمهم ‪. .‬‬
‫ولكن عادوا إل الفخ نفسه ‪ ،‬لنّ الستكبار حزق وماهر ويعرف طرق عديدة للغدر ‪. . .‬‬

‫‪150‬‬
‫إنه رقيق وشفاف لدرجة إنك ل تشعر به ول تعرفه عليك أن تكون منتبها لنه يأت بالمس‬
‫دون اللمس وهذا هو السّ الشيطان ‪ . .‬إنه ل يصرخ ول ينادي بل يتعدّى دون أن تدري‪.‬‬
‫يرفع رأسه بصمت دون أي ولء أو بلء بل يرك ويثي ويتد ويسرع وأنت غافل وجاهل‬
‫وأعمى ‪ . .‬ف الدنيا و ف الخرة أعمى وأضل سبيل ‪ . . .‬وعندما يتملك بك عندئذ من‬
‫الستحيل أن تتحرر منه ‪ ،‬أنت أصبحت عبدا للنا وللغرور ‪. . .‬وهذا ما يقوله الشيطان ل‪.‬‬
‫" أستطيع أن أغري عبادك إل الصالي " ‪ . .‬هذا ما فعله بالسيح وغلبه السيح بكمته‬
‫ومبته ورحته ‪ . . .‬إنا تربة نعيشها ف حياتنا اليومية ‪ . .‬هذا هو الصراع بي الشر والي‪.‬‬
‫هذا هو علم الصليب علم العدل والتوازن ‪ ،‬علم البدان والديان ‪ ،‬علم العشاء السري مع‬
‫السيح‪ ،‬علم غسيل الرجل والعمودية والقربان القدس للنسان القدس ‪ . . .‬ول تدخِلنا ف‬
‫التجارب لكن نّنا من الشرير‪ ...‬آمي !!!‬

‫كيف كان وضع التلميذ ؟‬


‫كانوا ف إحراج كبي لنا ليست الرة الول الت تكشف عنهم النقاب ‪ . .‬السيح كان يشي‬
‫معهم ويرافقهم عن قرب ويفسح لم الجال للتحدث برية ‪ ،‬أي يسرع أحيانا أو يتأخر‬
‫أحيانا لكي يفتح لم باب التواضع ولكن هّهم الوحيد هو السلطة والكم والسيادة ‪. . .‬‬
‫وهذا ما نن عليه منذ قايي وهابيل حت اليوم ‪ .‬السيح يقرأ ما ف القلوب لنه غي مجوب‬
‫عن الحبوب وهو العلّام بالغيوب‪ ،‬يرى القيقة على الوجه ‪ . .‬وعندما صمتوا تكلم وقال‬
‫كنتم ف الطريق تتجادلون فيمن هو الكب بينكم ؟‬
‫كان على علم با كانوا يفكرون قبل أن يتفوهون بذه التفاهة ‪ .‬هذه هي الشكلة الساسية‬
‫مع الرسل والسيح ‪ . .‬هو أعلم منهم ما بأنفسهم ولكن عندما اقتربت الساعة ‪ ،‬أي ساعة‬
‫الصلب‪ ،‬أصبحوا ف قلقل وإزعاج كبي من منا الكب ؟ من منا رأس الكنيسة ؟ من منا يثل‬
‫السيح ؟ وكأنم يتمنون ساعة موته ليستلموا السيادة من بعده ‪. .‬‬
‫الفكر متال وغدار وعنيف وقاسي ‪ . .‬هذه هي قساوة الهل ف أهل أبو جهل ‪. .‬‬

‫فظلّوا صامتي ‪ ،‬لنم كانوا ف الطريق يتجادلون فيمن هو الكب ‪.‬فجلس ودعا النثى عشر‬
‫وقال لم ‪:‬‬
‫‪151‬‬
‫" من أراد أن يكون أول القوم ‪ ،‬فليكن أخرهم جيعا وخادمهم "‪.‬‬
‫هذه هي رسالة السيح ولكن من هو السامع؟ كان يرددها ول يزال حت الزل‪ ،‬وهل من‬
‫ميب ؟ نعم ‪ . .‬ص ّم بكمّ ف الدنيا وف الخرة ‪ . .‬سكنوا معه وخدمهم وغسل أرجلهم‬
‫وطلب منهم التواضع وأعطوه الصلب عوضا عن الب والصراع عوضا عن التواضع ‪ ،‬ول‬
‫نزال نعيش أو نوت ف هذا الفخ مدى التاريخ ول خلص من هذا الشيطان إل بالواجهة‬
‫والراقبة والحاسبة ‪ . . .‬كن شاهدا على نفسك وهذا هو باب السماء ‪. .‬‬

‫السيح وصل إل أعلى قمّة لنه هو أيضا ف أسفل الوادي ‪ . . .‬هو الول و الخي‪ .‬هو‬
‫ن و الفقي ‪ . .‬هو التناقض الظاهري و التوحيد الداخلي أيّ إبن‬ ‫اللِك و الملوك ‪ . . .‬هو الغ ّ‬
‫النسان و ابن ال أي بالعن اللي و ليس بالعن العقلي النطقي ‪ . . .‬هذا هو السيح و كلّ‬
‫إنسان هو مسيح إذا عرف نفسه و من عرف غرف ‪ . . .‬لذلك يقول لنا و يذكّرنا بأن الول‬
‫هو الخي أي المي هو الجي وهذا ما قام به سيدنا عمر عندما ذهب إل القدس ‪ . .‬خدم‬
‫الادم وأصبح هو الخدوم والاكم ‪ . .‬فإذا الول هو الخي والخي هو الول ف ملكوت‬
‫ال ‪ ،‬أي التواضع والشوع للكب ‪. .‬‬
‫ولكن الفكر له تفكي وحسابات خاصة ومتلفة ‪ . . .‬أحيانا يقول نعم ويوافق وأحيانا يقول‬
‫نعم وينافق ‪ . . .‬نعم سأكون الخي لكون الول ف ملكوت ال‪ ،‬ولكن هذه مناورة فكربة‬
‫وخسرت جوهر الفكر والذكر الذي ييا بالنور وليس بالغرور‪ .‬لقد فهمت اللعبة بالنطق ولن‬
‫روحيا ل تفهم كلم السيح‪ .‬بإمكانك أن تكون الخي وتاهد وتاول وتسعى بكل جهدك‬
‫لتصل إل وعدك‪ ،‬ولكن لن تصل إل الخي‪ ،‬لنا شهوة ورغبة ف حب الاه والطموح‬
‫والطمع ‪ . . .‬إنا غاية والياة ل هدف لا ول غاية بل لتكن مشيئتك يا ال وليس مشيئت‪.‬‬
‫عندما يقول السيح‪ ،‬الخي فيكم سيكون الول‪ ،‬ل يقصد بذلك أي تطيط أو أي تقنية بل‬
‫مرد تقوى وترقيه للوصول إل القيقة ‪ ،‬هذا هو تصريح صريح من قلب السيح لميع البشر‬
‫أكثر الناس يأتون إلّ بدافع خاص ‪ . . .‬لاذا ؟ لنم يسألون عن التأمل وإذا تأمّلت هل‬
‫سأصل إل الستنارة؟ هل سأرى ال؟ طوب للذين آمنوا ول يروا يقول يسوع ونن ماذا‬
‫نقول؟ أرِن ال قبل أن أؤمن به!!‬

‫‪152‬‬
‫إذا تسلّحتُ بأيّ افتراض فلن أصل إل التأمل لن الفكر النان ل يعرف س ّر التأمل‪ ،‬السبب‬
‫هو حاجز بينك وبي القلب ‪ ،‬والرغبة إزعاج ‪. . .‬كيف تستطيع أن تتأمل مع الزعاج ؟‬
‫التأمل هو الال الت ل رغبة ول نشوة ول شهوة ‪ . .‬هي حال الشهادة والوعي ‪ . . .‬أشهد‬
‫أن ل فرق بي الناس وبي جيع ملوقات ال‪ ...‬كلنا من ال ومع ال وبال حت الزل دون‬
‫أي رغبة أو أي شهوة ‪ . . .‬بل لتكن مشيئتك يا ال وما أنا إل الادم المي إل أبد‬
‫البدين!!‬

‫ماذا كانت نتيجة الوار مع السيح؟‬


‫ل نزال ف حوار النار ‪ . .‬لقد فهموا منطقيا و قالوا سعا و طاعة‪ .‬سنتخلى عن الشهوة‬
‫والغرور و لكن هل سنرى ال ؟ مستعدّون للتنازل عن هذا الذلّ و لكنّ الذلّ ل يزال يزلزل‬
‫بداخلهم ل بل انسحب و انساب إل لبّ القلب و إل سرّ الفكر الساكن ف طبقة‬
‫اللّوعي ‪ . . .‬الغاية ل تزال تغلو ف الصدور و سكنت ف سرّ الغرور ‪. . .‬‬
‫السيح يكرّر دائما و يقول‪ ":‬الخي فيكم هو الول ف ملكوت ال "‪ . .‬هذه هي القولة‬
‫البسيطة تصريح صريح و واضح‪ .‬إنا ليست سبب و نتيجة‪ ،‬إنّه ل يقول إذا أردت ان تكون‬
‫الول عليك أن تكون الخي ‪ . .‬ل شرط و ل سبب ‪ .‬يقول" إذا أنت الخي ستكون‬
‫الوّل"…‬
‫و هذا هو الفرق الشاسع بي الطرفي‪ ،‬لغويّا ل ند هذا الفرق وكذلك منطقيا ومعك حق‬
‫بالعتراض ولكن وجوديا هنالك فرق واسع جدا ‪. .‬‬
‫كُن الخي‪ ،‬إفرح ف هذه الرتبة دون أن تتأمل بأنك ستكون الول ‪ . .‬كونك كائن أخي‬
‫أنت الول ‪ . . .‬أخي بليء إرادتك وفرحك واختيارك وقرارك وهذا هو مكانك ‪ . .‬وهذه‬
‫أرفع منلة ‪ . .‬الخي وأنت المي على نفسك دون أي منافسة أو تسابق أو تنافق أو توافق‪.‬‬
‫أنت صاحب الق وأنت الق‪ ،‬ل أحد يتصارع معك لنك الخي وتنام على الصي وهو‬
‫أسى من الرير‪. . .‬‬

‫‪153‬‬
‫الكيم بودا يقول " أنا الخي ولذلك أنا السعيد والبعيد والسال بالعال‪ ،‬ل أحد يأت إ ً‬
‫ل‬
‫للقتال‪ .‬من هو حاضر ليقاتل الخي؟ الميع يرحون هذا الفقي‪ ،‬ومن هو الطموح للوصول‬
‫إل أدن مقام؟ حت لو كنت ف أفخم القصور ل أحد يراك ول أحد يعترف بك وأنت السيّد‬
‫الر ف هذا القصر ‪ . .‬إذا كنت الخي ستبقى لوحدك ول أحد يزعجك ول أنت سبب‬
‫إزعاج للغي‪ ،‬بل ستكون نفسك وعندما تكون الخي أنت الاضر ف حضرة الن ل يوجد‬
‫أي طريقة أخرى‪ ،‬الن ستكون معي وأنت الن معي ومعا مع ال يقول السيح إل الصلوب‬
‫على يينه ‪ . . .‬أي إننا معا ف الصدق والشوع والستسلم إل مشيئة‬
‫ال ‪ . . .‬لاذا؟ لننا نيا اللحظة مع البدية دون أي رغبة أو شهوة ‪ . . .‬الخي بإرادته هو‬
‫الول بإرادة ال وإرادته أيضا ‪. . .‬‬
‫وماذا إذا أردت أن أكون الول؟‬
‫إذا أردت أن تكون الول عليك أن تبقى ف الستقبل‪ ،‬لاذا؟ لنك ستفكر " كيف سأكون‬
‫الول ؟ " كيف سأسحب الناس من جيوبم وأجرّهم من مكانم لحت ّل مكانم وهم أصلً‬
‫ل جذور لم ول مكان‪ .‬كيف سأقاتلهم؟ كيف سأتدبر هذا المر؟ ماذا سأفعل لنتصر من‬
‫جيع الهات؟ ماذا أفعل وماذا ل أفعل؟ ستبقى ف الستقبل والياة هي ف هذه اللحظة ‪. .‬‬
‫الاضي تاريخ والستقبل غريب وغيب والن هي الضرة والوهرة ‪ . . .‬ولكنك إذا اخترت‬
‫الستقبل ستبقى تتخيل وتطط والقلق والتوتر لدمة الغد البعيد‪.‬‬
‫ومن أين أتيت بذه الفكار ؟ طبعا من الاضي‪.‬‬
‫فإذا أنت ضحية التاريخ والستقبل وخسرت حضرة الاضر و وجود الوجود ‪ . . .‬الن هو‬
‫الزمان والكان لدمة النسان ‪. . .‬‬
‫إذا كنت حاضرا لتكون الخي دون أي مطط لتنال الوليّة بل مرد فهم وتييز‪ ،‬هذه سخافة‬
‫وتفاهة‪ ،‬لاذا ل تكون سعيدا بياتك كما أنت؟ أفرحوا وتللوا يقول يسوع ‪ . . .‬لك اليار‬
‫أما النافسة أو الحتفال‪ ،‬إذا اخترت النافسة خسرت الحتفال‪ ،‬وإذا احتفلت ل تستطيع أن‬
‫تنافس أحد ‪ . . .‬أستخدم الطاقة كما تشاء ‪ . .‬الب أو الرب! ما لقيصر لقيصر وما ل‬
‫ل‪ ...‬إذا جعت هذا وذاك‪ ،‬النتيجة ل من هذا ول من ذاك ‪. . .‬‬

‫‪154‬‬
‫فإذا‪ ،‬إذا كنت بوقف الخي رغبة ف الول ولكن بفهم هذا مرد حاقة وبلهة وهباء من‬
‫فكرك ومن الغباء‪ ،‬من فكرك الضعيف والسخيف والعادي‪ ،‬عندما ترى عقم تفكيك‬
‫السطحي حيث ل عمق ول حق وترى الوّلون وكأنم ف نار جهنم وهؤلء هم أهل الفهم‬
‫والعلم ‪ . .‬هل ترى النفاق ف هذا العلم والفهم ؟‬
‫إن ل يكن العلم ف سبيل ال فهو لدمة البلء ‪ . .‬علماء ال ورثة النبياء ‪:‬‬
‫فجلس ودعا الثن عشر وقال لم ‪ :‬من أراد أن يكون أول القوم ‪ ،‬فليكن أخرهم جيعا‬
‫وخادمهم "اللغة تسبب مشاكل ‪ ،‬مكن أن نسيء الفهم أو التفسي ‪ . .‬يقول يسوع من أراد‬
‫أن يكون الول هو نفسه سيكون الخي ‪ ،‬ولكن اللغة تلعب دورها ف الطورة والناورة من‬
‫حيث الشرح والتفسي ‪ . .‬يقول من أراد منكم وكل واحد منهم يريد أن يكون الول وما‬
‫هو العمل ؟؟‬
‫من أراد أن يكون أول القوم ‪ . .‬أي من اشتهى و رغب ومن فكر ودبّر وعبّر وعب هذا المر‬
‫وهذا الندق من الكفر ومن النفاق !! كل تلميذ السيح اشتهوا هذا النصب ورأوا من‬
‫خلله علمة وإشارة لبشارة قوية ‪ . .‬كيف؟‬
‫قالوا سعا وطاعة ‪ . . .‬سأكون الخي لكون الول‪ ،‬هذه هي النيّة ‪ . .‬وماذا قال‬
‫يسوع ‪ . . .‬إذا كنت تريد أن تكون الول‪ ،‬هذه هي الطريقة‪ ،‬وأنا أساعدك بكل قدرت‬
‫ولكن الريد قبل الوضع وقال ف نفسه‪ ،‬سأتمل كل العذاب وسأكون الخي إذا لزم المر‬
‫ولكن هدف هو الوصول إل الصف المامي وأن أكون الول بينهم ‪ . . .‬ولكن ف هذه النية‬
‫خسرت الرسالة وضاعت الفرحة ‪. .‬‬
‫أن تكون الخي أي بدون أي شهوة أو رغبة أو سبب‪ ،‬هذا هو العن حيث ل مقارنة ول‬
‫تشبيه ول تنظي ول منافسة‪ ،‬كل أنواع العدوان والستكبار والغدر وقعت وتيا اللحظة بفرح‬
‫وسرور وهذه هي النعمة والبكة‪ ،‬أنت ف بجة تامة وسرور مطلق لنك تتنفس وترى‬
‫العصافي والزهار والعطور وتسمع ألان الطبيعة وتشرب الطر وترقص مع الشمس وتلمس‬
‫الرض وتدوسها وتقبلها لنا أمك وغذاء جسدك ‪ . . .‬يقول السيح ‪ . .‬انظروا إل زنابق‬
‫القل ‪ ،‬ل يزرعوا ول يتعبوا ول يفكرون بالغد وجالم يفوق جال اللك سليمان من حيث‬
‫البهاء والكساء ‪. .‬‬

‫‪155‬‬
‫هو يلبس الجوهرات وأغلى الثياب ويلس على العرش الرصع باللاس وهؤلء الزنابق‬
‫وحدهم ف القل أجل من المال وصمتهم صمت العطور وبركة التأمل والصلة ورائحة‬
‫العطر والبخور ‪ . .‬ما هو جال الزهور؟ أنم ل يتنافسوا ول يتصارعوا وكذلك النجوم‬
‫والوجود بأسره ل يتنافس ول يستكب ويبقى مكانه ثابتا مع اليام ومع الفصول دون أي‬
‫رغبة أو شهوة ف تغيي قدره بل يسبّحون ال على دار الدهر ‪. . .‬‬
‫هذا هو الفرق بي النسان والطبيعة لنه أضلّ الطريق وأصبح مبولً ومهبولً ‪. .‬‬
‫أن تيا مع النا أي أن تكون عصب وهذا نوع وحالة من النون ‪ . .‬هذه هي الطيئة الصلية‬
‫أن تعيش مع النا أي أن تكون بالطيئة‪ ،‬وإذا ل تكن مع النا أنت ستكون قديس ‪ . .‬ولكن‬
‫تذكّر أنا ل أقول لك كُن قدّيسا وإ ّل سيعود الغرور ويغريك وتنظر إل الستقبل وتعود من‬
‫جهل إل أجهل ‪. . .‬‬
‫ل تكن شيء ‪. . .‬ل قديسا ول إبليسا ول منافسا ول مصارعا بل شاهدا والشاهد هو‬
‫الرحة الت ل تفرّق ول تسد ‪ . .‬ل تنعه من أن يكون الخي لنك أنت الخي ول من أن‬
‫يكون الول لنك أنت الول ‪. . .‬كن نفسك وستشهد على هذا السر لبلغ من أي كلم‬
‫والسى من أي مقام ‪ ،‬سرّ ملكوت ال ف قلب عبده الؤمن ‪. .‬‬
‫سعت هذه الادثة ‪. . .‬‬
‫ملك كبي دخل إل العبد ليصلي وكذلك دخل معه الكاهن ليافقه وكان الوقت ف الليل‬
‫وإذا بأحد الفقراء يدخل للصلة ‪. .‬‬
‫صلّى اللك‪ ،‬ث قال " يا ال ‪ ،‬أنا ل أحد أنا نكرة‪ ،‬أنا ل شيء ‪ . . .‬وكذلك صلّى الكاهن‬
‫وردد ما قال اللك ‪ ،‬يا ال أنا ل أحد ‪ ،‬أنا نكرة‪ ،‬أنا اللشيء ‪. .‬‬
‫وسعوا الشحاذ الفقي الذي كان واقفا ويصلي وردد قائلً ‪ :‬يا ال ‪ ،‬أنا ل أحد وأنا اللشيء‪.‬‬
‫ولا سع اللك كلم هذا الرجل قال للكاهن ‪ " :‬انظر هذا الذي ياول أن يكون ل شيء‪،‬‬
‫انظر إل هذا الفقي الذي يدّعي بالغرور ‪ . .‬كيف يتجرأ وأمام اللك أن يتحدى بذا الدعاء ؟‬
‫هذا هجوم عنيف ومزعج ومهي !!! يدّعي بالستكبار أمام ال وأمام أكب ملِك !!‬
‫هذا هو الصراع الدول والعالي والفردي ‪ ،‬من هو الخي ؟ إنا لعبة الجيال مع النساء‬
‫والرجال لذلك يقول السيح إن ل تعودوا كالطفال لن تدخلوا ملكوت الرب ‪. .‬‬

‫‪156‬‬
‫لننتبه جيدا إل كلم يسوع لنه يستخدم لغتنا واللغة ل تعبّر عن صمته اللي إنا وسيلة شر‬
‫ضرورية‪ ،‬لذلك ل نتقيد بالكلمات لنه هو الكلمة اليّة وهو النيل للجيال ول نسيء فهم‬
‫العن‪ ،‬أبتعد عن الوان واشعر بالعان ‪ . .‬يقول السيح ‪ :‬من أراد أن يكون أول القوم ‪،‬‬
‫فليكن أخرهم جيعا وخادمهم ‪ . .‬هنا أساؤا الفهم أتباع السيح وأصبحوا خدام للجميع ‪،‬‬
‫كلمة " الدمة الكرّسة " أصبحت الكرسي الكرسة وأصبحت الرسالة السيحية رسالة‬
‫تبشيية حول العال ‪ . .‬الستشفيات والدارس واليات ودور العجزة والصارف والتجارة وإل‬
‫كل ما نراه ف هذه الؤسسات من أسرار وأشرار ف خدمة الدولر والتجار ‪ . . .‬أنظر إل‬
‫عيون هؤلء الدام وسترى الغرور على رأس النخار ‪ ،‬النف يكشف الستور ويقول " أنا‬
‫خادم الشعب ل أحد يدم العال مثلي أبدا ‪ . . .‬الغن ف الوقاف والفقر ف العراف‬
‫قصة جيلة أتذكرها معكم ‪. . .‬‬
‫ف إحدى قرى الصي كان ف معرض وإذا بأحد الارة يقع بالبئر لنه ل يكن مصّن ل بسور‬
‫ول بغطاء ‪ ،‬وبدأ يصرخ عاليا ‪. .‬‬
‫" النجدة يا أهل الي " ‪ . . .‬وأتى راهب بودي من أتباع الكيم بودا‪ ،‬نظر إليه وإل دموعه‬
‫وخوفه وسأله الضحية ‪ . .‬ماذا تفعل ؟ لاذا تنظر إلّ ؟ خلّصن من الوت !!‬
‫قال له الراهب ‪ . .‬أسعن جيدا وانتبه إل كلمي ‪ ،‬إن الكيم بودا يقول ‪ " :‬الولدة عذاب‬
‫والياة عذاب والوت عذاب وكل شيء عذاب " ‪ . .‬فإذا ما هو الفرق حت لو خلصتك‪ ،‬إذا‬
‫كنت ف البئر أم ف القصر أقبل قدرك وهذا هو خلصك ‪. . .‬القبول والرضي هو‬
‫اللص‪ ...‬ولكن الرجل ألّ وطلب منه الساعدة وقال ‪ " :‬سأستمع إل نصيحتك و وعظتك‬
‫وخطبتك ولكن خلصن و من ث أزعجن بكلمك المل ولكن الن أنا باجة إليك ل إل‬
‫تعاليمك ولست ف حال السمع وأنا أتأل من الوجع‪ . .‬أترك الفلسفة ومد ل يديك " ‪. .‬‬
‫ولكن الراهب البوذي أصر وقال " ل تتدخل ف حياة الخرين " هذا ما يقوله الكيم بودا‬
‫وأنا عليّ أن أطيع أوامر الكيم ‪ . . .‬أنت تتأل بسبب أعمالك‪ ،‬البئر مرد وسيلة ليذكّرك‬
‫بالطايا ف جيع حيواتك‪ ،‬لاذا ل يقع أحد غيك؟ لنك أنت تستحق هذا الق ‪ . .‬لقد‬
‫رميت أحدا ف البئر ف حياتك السابقة ‪ ،‬ل أستطيع أن أتدخل ف قدرك وإل ستقع ف حفرة‬
‫أكب‪ ،‬يقول الكيم " ل تتدخل ف خصوصيات الناس " ‪ . . .‬وانصرف الراهب بكل هدوء‬

‫‪157‬‬
‫وصمت وقد تم واجباته الدينية على أكمل وجه لنه استشهد بكلم الكيم بق ‪. . .‬‬
‫أستخدم كلماته ولكن التفسي والتأويل سبب الفساد ف الرض ‪ . . .‬الفسرون هم‬
‫الفسدون‪ .‬هذه ليست مرد قصة فحسب بل طريقة حياة ‪ . . .‬ف الند يوجد مذهب‬
‫هندوسي يقول " حت لو التقيت بأحد الفقراء يوت عطشا ل تتدخل ف حياته حت لو معك‬
‫الاء ل تسقيه‪ ،‬دعه يتأل ويتطهر من عذابه وهذا هو الطهر وإل سيعيد هذا الدور وأنت هو‬
‫السؤول عن إطالة وتديد عمره وعذابه ‪ . . .‬هذا هو النطق ‪ . . .‬إذا ساعدته عذّبته !!‬
‫أتركه يتأل ويتعلم ويدفع الدين للدّين ‪ . .‬وإل سيقع ف الفرة الكب ف حياته اللحقة‬
‫ويتعذب أكثر من العطش ومن الوع ومن الفقر لنك تدخلت ف حياته الاصة ‪ . . .‬ل‬
‫خلص إل بالعذاب !!!‬
‫الساعدة منوعة !؟ نعم لنا تعود إليك بالشر ل بالي ‪ . .‬دعه وشأنه ول تتدخل ف مطط‬
‫حياته ول تمع ول تكدس أكياس من اليأس ف حياتك بسبب نظام السببية ‪ . .‬أي أخطاء‬
‫الغي دعها للغي واهتم بنفسك فقط ‪. . .‬‬
‫لذلك نرى ف الند بنوع خاص الراهب ل يهتم بأيّ عمل إنسان‪ ،‬ل مستشفى ول ميتم ول‬
‫دار عجزة ول مدرسة بل يدعوا الناس إل الصمت وإل التأمل ول يسقي أيّ عطشان بل‬
‫يمل الاء لنفسه فقط ‪ . . .‬وهذه ليست ف الند بل أيضا ف الشرق ‪. . .‬‬
‫وأتى رجلً آخر وهو راهب من مذهب آخر ونظر إل البئر وسع صراخ الضحية يقول‬
‫عاليا " خلّصن‪ ،‬أخرجن من هنا وإل سأموت ‪. . .‬إنن على شفي الوت " ويرتف ويرتعش‬
‫من البد والوف والوع ‪. .‬‬
‫وقال له الراهب ‪ :‬لاذا هذا الضطراب ؟ ل تقلق ول تتم أبدا سنشغل العال بثورة هائلة ضد‬
‫هذه الرية النكراء ‪ . .‬وسوف لن يبق أي حجر مكانه ‪.‬‬
‫سأحرّك الرض بن فيها ونفرض على الكومة جيع أنواع الماية لكل بئر ف الدينة ‪. . .‬‬
‫ويعود ويصرخ ويتوسل قائلً للراهب ‪ " :‬ما هو الغرض من هذا العرض ؟ إنن أموت وأنت‬
‫تتم بشكلة الستقبل !! ‪. .‬‬
‫قال له الراهب ‪ :‬الدف هو ليس أنت بل الجتمع ‪ . . .‬الفرد يولد ويوت ولكن الجتمع‬
‫حي للبد وننحن ف خدمة الدمات الجتماعية الشعبية الوطنية العالية لسلمة العال‬

‫‪158‬‬
‫أجع ‪ . . .‬هذا هو إعادة الصلح الشتراكي لتحسي الجتمع ولتحصي كل بئر بأسوار‬
‫وأسلك وأغطية ‪. . .‬‬
‫هذه هي الشيوعية ‪ ،‬ل تتم إذا كنت حامل هم وأل ‪ . .‬مهما طال الزمن سننتصر وسنحتل‬
‫العال ونل جيع اللم‪. . .‬تقول بأنك ستموت !! هذه ليست مشكلة بل الجتمع هو‬
‫الهم‪ .‬علينا بتغيي النظام أو ًل وعندما يتغي الشعب يتحسن الوضع القتصادي ‪ ،‬والالة‬
‫السياسية ‪ ،‬والقواني الساسية عندئذ نسكن ف بيوتنا سعداء حت النهاية ‪ . .‬هذا هو الل‬
‫الوحيد لدمة النسان ‪. .‬‬
‫وذهب الراهب وصعد إل الصخرة العالية وابتدأ يصرخ عاليا وتمعوا أهل الدين والدنيا‬
‫وأخذ يصيح ويقول ‪. . .‬الثورة هي الل الوحيد للحياة الكرية والشريفة !!‬
‫نن باجة إل ثورة شعبيّة لنبن جدارنا و لنحمي بيوتنا ‪ . .‬ك ّل بئر هو قب و إن ل تصدّقون‬
‫أذهبوا إل هذا البئر القريب و سنرى حقيقة هذه الكارثة ‪. . .‬‬
‫أين أنت أيّتها الكومة؟ أين أنتم أيّها الشعب الشريف؟ معا سنقوم بالثورة الطلوبة لصلح‬
‫المة من هذا الفساد ‪ . . .‬ومن بعده م ّر مبشّر مسيحي ‪ ،‬وكأنه يبحث من أي إنسان باجة‬
‫إل مساعدة واستجاب ال دعائه وشكره وسحب البل عن كتفه جاهزا حاضرا لنه هو‬
‫الادم للجميع ورمي البل إل أخيه الظلوم ف بئر الوت وسحبه إل الرض ‪. . .‬‬
‫المد ل لقد خلّصتك يا أخي ف النسانية السيحية !!‬
‫فرح جدا وقبل يديه والبل وأرجله وقال له أنت الوحيد التقي الورع ‪ . .‬البودي أتى للوعظ‬
‫وللتبشي والندوسي أتى للسياسة وللسيادة وللستقلل وانظر ماذا فعل مع الطابور من أهل‬
‫النفاق والغرور ‪ . . .‬يتحدث عن القانون والصلح والتغيي ‪ . . .‬أنت أيها الراهب‬
‫السيحي ‪ . .‬أنت وحدك الصال والصادق والمي ولول مبتك للمسيح لسحت الوت‬
‫ولكن قل ل ‪ ،‬لاذا تمل هذا البل ؟ إنا فكرة غريبة عجيبة ‪. . .‬‬
‫وماذا كان جواب البشّر السيحي ؟‬
‫بالطبع كان سعيدا لنه قام بعمله على أكمل وجه وقال لصديقه ‪ " :‬دائما أحل هذا البل‬
‫وأشياء أخرى كثية لنن دائما مستعد للخدمة وللمساعدة " ‪ . .‬قال له الرجل ‪ . .‬قل ل‬
‫كيف أستطيع أن أشكرك ؟ لقد خلصتن من الوت‪ .‬عليّ أن أفعل لك شيئا بالقابل !!‬

‫‪159‬‬
‫قال له الراهب ‪. . .‬‬
‫أطلب منك خدمة واحدة ل غي ‪ . .‬علّم أولدك الوقوع ف البئر لنا الطريقة الوحيدة إل‬
‫ال ‪ ،‬لن الراهب البودي والندوسي يدمون الجتمع أما نن ندم السيح وهذه هي الناسبة‬
‫الوحيدة لدمة ال‪ ،‬ل تدع أي ديانة أخرى تنتصر علينا وإل ماذا سنخدم؟ علموا أولدكم‬
‫الوقوع ف البئر وحوادث السيارات والمراض وجيع أنواع اللم والصليب حت نتقرب من‬
‫السيح ف خدمة هؤلء الضحايا‪ ،‬سأراك ف بئر أخر وإل اللقاء ف حفرة جديدة وحبلي دائما‬
‫متي ‪.‬‬

‫هل تفاجأت من هذه القصة؟ إنا حقيقة وغي مبالغ فيها‪.‬‬


‫ف الند كتب أحد الشاهي كتابا ضدّ الشيوعيّة‪..‬‬
‫وجوهر الكتاب وغايته هو إن الفقر سر ضروري وجوده ف العال‪ ،‬والّ اختفى الدين‪ ،‬الفقراء‬
‫وجودهم مهم لنم عدد وعدّة والّ لن سيتبّع الغن ؟ لن سنبن الستشفيات؟‬
‫إذا اختفى الفقر وحكمت الشيوعية والشتراكية ماذا سيحصل للدين ؟‬
‫الندوسية تقول‪ ،‬التبّع هو أساس الدين‪ ،‬شارك ف ثروتك ال السئولي ف العابد ولك‬
‫النّة!! ولكن إذا كلّنا أغنياء اختفت الديانة‪ ،‬اذا الفقر ضروري وكذلك الرض والرب‬
‫والدمار لنشارك بأموالنا نن الغنياء خدمة ل ‪ ...‬هذا ما كُتب ف الكتب القدسة وف جيع‬
‫ديانات الند‪.‬‬
‫علينا بدمة الفقي‪ ،‬وإلّ ستحتل الشيوعية بلد الند‪ ،‬واستشهد هذا السياسي بآيات من‬
‫الكتب الندوسية القدسة دون أن يشهد با ‪...‬‬
‫وحرّم الساواة والعدل بي الناس لن الناع والصراع ضروري لنمو الفكر ولشاركة العلم‬
‫والهل‪ ،‬وإذا خدمت الفقي والريض والاهل انك تدم ال ولكن إذا اختفى الرض والفقر‬
‫والهل كيف نستطيع آن ندم ال ؟ هذا هو السر الذي يمعنا بالالق‪ ..‬هو الفقر‪ ،‬حافظوا‬
‫على هذه النعمة ‪ ..‬الفقر والوع والرض ‪ ..‬إنا الاجة الساسية لتأسيس دولة العدل‬
‫والسلم والّ سيبقى الكاهن عاطلً عن العمل ‪ ...‬قطع الرزاق من قتل العناق لقد أسأنا‬

‫‪160‬‬
‫فهم كلمات السيح والكماء والنبياء لنم استخدموا لغتنا ونن مدودين بالرف‬
‫وبالصرف وبالنحو ‪ ..‬هذه علقة غي ملئمة‪ ..‬واللغة سبب اللّوم والتام وسوء الفهم ‪..‬‬
‫ول نعرف لغة الصمت ‪ ..‬لغة الختبار ولغة العطور والعارفي بسر الصمت يعالون أمورهم‬
‫بالكتمان لننا ل نفهم عليهم ‪ ...‬يقول المام علي خاطبوا الناس على قدر عقولم والسيح‬
‫معنا حيّ بعقله وقلبه وجسده وروحه ومن منّا يشعر به أو يراه ؟‬
‫أين أنت أيها العقل ؟ وأين أنت أيها العاقل؟ ‪..‬‬

‫يقول السيح‪ ،‬من أراد أن يكون أوّل القوم‪ ،‬فليكن آخرهم جيعا وخادمهم‪.‬‬
‫هنا يعلن بكل وضوح وبساطة‪ ،‬حقيقة نعيشها يوميّا ف حياتنا ‪ ..‬إن النسان الذي فهم‬
‫وأدرك قبح وبشاعة الغرور وعنف الطمع وس ّم الناع ف سبيل النافسة على الوت ل يطمح‬
‫ي رغبة ويفرح باللحظة الت يعيشها الن‪ ،‬هذا هو اختيار اللوهية ف ك ّل شيء وعندئذٍ‬
‫بأ ّ‬
‫أنت الادم لك ّل شيء أي أن ترى ال ف ك ّل شيء وأن تدم ال ف كل شيء وما هذه‬
‫اللوهية الّ نفسك السامية الخلوقة من روح ال ‪...‬‬

‫الن علينا أن نطبق هذا الق ل أن نبحث عنه‪ .‬وإل أين سأذهب لخدم من ؟‪ .‬أيتما توليتم‬
‫فتمّ وجه ال ؟ والزء ف خدمة الكامل والامع والوحدة الكاملة دون أي تصميم أو مهود ‪،‬‬
‫الدمة تنبع من الصمت وتفيض من الكيان اليّ وتنتشر كما ينتشر العطر ال الجر والشجر‬
‫والبشر دون أيّ أجر‪ ..‬ترى كلبا يوت واقتربت منه لتساعده لنه جزء منك‪ .‬شجرة عطشانة‬
‫إنا جزء من رئت وتطلب من الاء لتروين بدون أي ادّعاء أو أي فرض أو عرض عضلت‬
‫الدمة " كم أنا مسِن وأمي ف خدمة العال والبشر والطبيعة !! ليس هذا هو الدف من‬
‫الدمة ‪ ..‬ساعدت الشجرة لتكون أكثر نضارة هذا ما فعلته لنفسك‪ .‬هذه هي الكافأة‬
‫السريعة ول مكافأة أفضل من عطاء أمنا الرض وأهل الرض وجيع ملوقات ال ‪...‬‬
‫من أذى نفْس كأنه أذى جيع النفُس‪ ،‬عندما تقتل أي ملوق إنّك تقتل نفسك لننا موحّدين‬
‫مع الواحد الحد‪ ،‬ولاذا التفاخر؟ إنن أكتب لنفسي وأقرأ لنفسي وأشكركم على قراءة هذه‬
‫الكلمة الت فاضت من قلب على الورقة واعتذر لنن قرأتا قبلك ‪ ..‬فإذا لاذا الدّعاء والغرور‬
‫طالا كل ما أفعله مع الخرين افعله مع نفسي ‪ ...‬ل تكن مبشّرا أو خادما أو ل أحدا بل‬
‫‪161‬‬
‫فطرتك هي طبيعتك ‪ ..‬عندما يكون النسان سعيدا رحته تكون طبيعية ومن فيض السعادة‬
‫يكون رحيما ‪ ...‬انّ جيع صفات ال ف خلقه‪ ،‬هذه هي رسالة السيح ‪ ..‬أنا والب واحد‬
‫وكلكم إخوت بال ‪..‬‬
‫ث أخذ بيد طفل فأقامه بينهم وضمّه إل صدره وقال لم ‪:‬‬
‫" من قبل واحدا من أمثال هؤلء الطفال إكراما لسي فقد قبلن أنا ومن قبلن فلم يقبلن‬
‫أنا‪ ،‬بل الذي أرسلن "‪....‬‬
‫لاذا أخذ هذا الطفل؟ و ما هو الرمز؟‬
‫إن الباءة دائما ضعيفة وباجة إل عناية‪ ،‬وعندما نرى أيّ إنسان ضعيف وعاجز وعندما نرى‬
‫الباءة ف أيّ وجه علينا بالب وبالغمرة وبالعناق وبشاركة الق ‪ " ...‬لقد استقبلتن أنا "‬
‫يقول يسوع‪.‬‬
‫بالحبة نتقرب من قلب الرب وليس بالنافسة أو بالتبشي او بفظ الشريعة أو الوصايا‪ ،‬ول‬
‫بالسيادة بل بالستقبال وبساعدة البيء والضعيف وبذلك نتلقى الطاقة الحيطة بنا من جيع‬
‫صبّ فينا ونسكبها بدورنا ف كأس العطاء إل ما يشاء ال ‪..‬‬ ‫الهات وت ُ‬
‫هذه هي الصلة بالسيح والتقرّب من الرب ‪ ...‬العطاء هو الخذ كما الصوت يتجاوب مع‬
‫الصدى والدى كذلك فرح العطاء هو مشاركة النسان مع الكوان والكوّن وتعود إل‬
‫الكائن ‪ ...‬والذي قبل واحدا من هؤلء الطفال اتَد مع ال ‪..‬‬
‫ومن قبِلن فلم يقبلن أنا‪ ،‬بل الذي أرسلن ‪ ..‬يقول يسوع ‪ ..‬أنتم ل تعلمون شيئا عن ال‬
‫ولكن تعرفونن أنا‪ ،‬ول تعرفون هذا الطفل‪ ،‬إن براءته هي براءت ‪ ..‬ف براءته اختفت‬
‫براءت ‪ ..‬وإذا دخلتوا إل براءت تدوا براءة ال مفيّة ف براءت ‪..‬‬

‫لتنظر إل الزهرة واخترِق ال عمق قلبها وستلمس السيح وإذا لسته تعمّق قليلً وستلمس‬
‫ال ‪ ...‬إنه ف لبّ اللباب يا أول اللباب ‪ ..‬نستطيع أن نلمس ال ف كل شيء‪ ،‬ف كل‬
‫قطرة ماء وف كل حجر وبصة ‪ ..‬إنه هو الوجود اليّ وف كل حي‪ ،‬علينا أن نرى ال ف‬
‫كل شيء‪ ،‬قليلً من الذكاء الاد ونتخطى الدود وليست الشكلة ف أن تكون الول أو‬
‫الخي بل إن تكون بدون النا والغرور عندئذ تترم الكبي والصغي والّ ستبقى عبدا للملك‬

‫‪162‬‬
‫ولللقاب وللجيوب ‪ ...‬هل احترمت طفلً ف حياتك ؟ معك حق ل نعرف الحترام ول‬
‫الرحة ول مبة الرحن ومن أين سأعرف نفسي أيها النسان؟؟‬
‫كيف أستطيع أن أحترم السيح ول أحترم نفسي ؟ ول أحترم الطفولة ؟ ول أحترم الشجرة ؟‬
‫طبعا سنسأل‪ ،‬ولاذا هذا الحترام ؟‬
‫نن نترم أصحاب القدرات اللية ‪ ..‬هذا الرسّام الشهور عاليّا‪ ،‬صاحب الغرور والستكبار‬
‫وهو الميّز بي الرسامي ‪ ..‬وأتن أن احصل على إحدى لوحاته لزيّن با نفسي هذا‬
‫الوسيقار‪ ،‬هذا الشاعر‪ ،‬هذه الكاتبة‪ ،‬هذا الفيلسوف وهذا الكيم وهذا النب وهذا السيح ‪..‬‬
‫ونترمهم بعد موتم‪ .‬الحترام بعد الوت أكب مقام للتقرّب منهم ولرضاء غرورنا وجهلنا‪،‬‬
‫وماذا فعلنا بم عندما كانوا أحياء ؟؟ الرجم أقوى من الحترام والصلب أرحم من الب !!‬
‫ول نزال على خطى أبو جهل من جيل ال جيل وأين أنت ايّها العقل؟؟‬
‫هل هذا هو الحترام؟ إحترام الشهرة والجد والصال الاصّة؟؟ ‪..‬‬
‫الحترام الحترم يتلف تاما عمّا نراه ونتبه ف حياتنا‪ .‬أحترم زنابق القل لنن أرى مد ال‬
‫وجاله وجلله ف كل ملوقاته ‪ ..‬أرى ال ف كل شيء ح ّي وكل شيء ح ّي واليوية أبدية‬
‫أزلية إلية ‪ ...‬نترم العصفور لن ال يغرّد من خلله ويلس على جناحه ‪ ..‬نترم الطفل لن‬
‫الباءة ف عيونه هي عيون السيح ‪ ..‬نترم اليوانات والشجر والجر لن ال فيهم ونقرأ‬
‫توقيعه على كل لوحة ولحة ‪...‬‬
‫هذا هو مسيح ال ‪ ...‬إبن ال ‪ ..‬إبن مري بنت عمران ‪ ..‬إبن الرض والسماء‪ ،‬روح ال‬
‫البعد من أيّ عُمر و جسد ولكن ماذا قالوا له التلميذ ؟‬
‫" هل أنت أكب من سيّدنا إبراهيم ومن جيع النبياء ؟‬
‫من أنت لتقول بأنك أنت الوّل والخي ؟ ومن أحبّن أحب الطفال ومن أحب الطفال‬
‫أحب ال! من انت أيها الشاب اليهودي لتتكلم بذه الرأة وبذه السرار ؟"‬
‫طبعا انزعجوا اليهود من أقواله ‪ ..‬كأنه يدّعي بأنه هو ال !!‬
‫من هو هذا اليهودي ؟ والده نّار وأمه مري ول نعرف إذا كان ولدا شرعيّا لن الناس تقول‬
‫بأنه وُلد من امرأة عذراء!! مكن أن يكون غي شرعي !!‬

‫‪163‬‬
‫من هو هذا الرجل ؟ إبن هذه الرأة زوجة النجّار ويتجرّأ ويقول ‪ " :‬الذي يتقرّب الّ يتقرّب‬
‫ال ال " ‪ ..‬كأنه يدّعي ويدع الناس !! هل هو غشاش ومضلل ؟ طبعا‪ ،‬ومن حقهم اليهود‬
‫إن ينعجوا ‪ ..‬هذا أذى بالنسبة لم ‪ ..‬حت سيدنا إبراهيم ل يقل مثل هذا الكلم بل صرّح‬
‫بقوله علنا بأنه هو خادما ل والسيح يقول ‪ " :‬أنا ابن ال "‪ .‬من رآن رأى ال ‪ ..‬أنا ف ال‬
‫وال فّ " ‪..‬‬
‫إحتاروا أهل الشريعة من هذا الكلم الريء وسألوه " هل انت أكب من النبياء ؟ "من أنت؟‬
‫من الذي خلقك؟ "‬
‫فر ّد عليهم السيح قائلً ‪ " ..‬أبوكم إبراهيم يعرفن وأعرفه ويشهد ل بالق " ‪...‬‬
‫طبعا اللغة غي كافية لتعبّر عن القيقة‪ ،‬إن الصمت اليّ هو لغة ال ولغة اللغات ولكن من‬
‫منّا يسمع لغة الزهور ؟ أو صمت العارفي ؟‬
‫لنفكّر معا ‪ :‬لو قلت لكم بأن السيح يفرح ويبتهج عندما يران وخاصة عندما أكون معه‬
‫وأكتب كتابه ولو بكلمات لغوية ولكنه يقرأ ما ف الصدور ل ما ف السطور ‪ ...‬نعم انه معنا‬
‫وفينا وأقرب إلينا من حبل الوريد ‪..‬‬
‫ال ف خلقه وكلنا نعرفها ولكن ماذا نفعل با ؟ هذه هي أساس وجودنا وجوهرة حياتنا‪..‬‬
‫ولكن عندما اصرّح لكم بأن السيح سعيد ومسرور با أفعل ماذا ستكون ردّة فعلكم جيعا ؟‬
‫" من أنتِ أيها الزانية الاهلة والغانية لتقول هذا الكلم عن السيح ؟ أنتِ الغرورة‬
‫والستكبة وتدّعي بأن السيح يبّك ويعرفك ويتفل بك ومعك ؟ ؟ هذا إزعاج وكفر‪" ...‬‬
‫كم من البرياء قُتلوا بسبب هذا الهل ‪ ..‬جان دارك حُرقت وبعد مئات السني كُرّمت‬
‫وقُدّست ‪...‬لاذا ؟ لنا ادّعت بأنا رأت السيح وساعدها وكان معها وانتصرت على نفسها‬
‫وضحّت بياتا ف سبيل السيح ولكن العقل الحدود والسدود ل يقبل هذا البُعد ‪ ...‬هذا ما‬
‫يصل للمسيح أيضا مع الكتبة والفريسيي وأهل الشريعة والفريضة والوصايا ‪...‬‬
‫هو يتحدّث معنا من قلبه ونن نتجاوب معه من الفكر والكفر والهل ورحم ال العقل‪..‬‬

‫‪164‬‬
‫السيح سر ال على الرض وكذلك سرّه ف جيع خلقه ولكن الهل ل يزال يقيّدنا من جيل‬
‫إل جيل ‪ ...‬وحده السيح ابن ال الوحيد ونن أهل الذنب والعيب ووُلدنا بالطيئة العظيمة‬
‫ونار جهنّم ف انتظارنا ‪...‬‬
‫وهذا هو عار العال وسبب النار والدمار ‪ ...‬على النسان أن يكون هو السائل وهو السئول‬
‫عن نفسه‪ ،‬إعرف نفسك قبل أن تعرف قريبك ‪ ..‬من أنا ؟ لاذا أتيت إل هذه الرض ؟ من‬
‫الذي أرسلن ولاذا ؟ نعم ! كما عرف السيح نفسه كذلك كل إنسان هو من روح ال‬
‫ومسيحا آخر ‪ ..‬احل صليبك واتبع نفسك والفتاح هو التأمل ‪ ..‬والكتاب خي جليس يا‬
‫أنيس !!وعندما يكرّمك ال بنوره وتستني وتضيء وتشع باسرار أنواره يفرح بك العال‬
‫وجيع النبياء والولياء والكماء والستنيين ويهلّلوا ويبتهجوا ويقول ال " هذا هو إبن‬
‫البيب "‪ ،‬وكل كائن هو ابنه ل بالسد فحسب بل بالروح وهذا هو سرّ الروح القدس ف‬
‫السد القدّس ‪..‬‬
‫من السهل أن نضلّ الطريق ولكن يعود البن الضال إل بيت أبيه ماذا يفعل الب ؟ نعم !‬
‫الحتفال والستقبال لنه كان ميّتا فأحياه ال وأعاده إل الصراط الستقيم ‪ ...‬وهذه‬
‫التجارب تقوّينا وتعلّمنا وتنقينا وترقينا ال أعلى درجات الفيض والنمو والزدهار ‪..‬‬
‫كلّنا مع الختبار ومع العودة ال الدار ومع نعمة الستغفار ‪...‬‬

‫قصّة جيلة عن الكيم بودا ‪..‬‬


‫عندما استنار وأشرقت فيه شس العرفة هطلت عليه بركات ال وتناغمت معه الطبيعة بعطرها‬
‫وطيورها وشجرها وسائها وكل ملوقات الالق رقصوا وهللوا احتفال بنور الكيم ‪...‬‬
‫الوجود بأسره شارك بفرحه‪ ،‬فرحة الؤمن بالقه‪ ،‬وكم نن باجة ال الكماء وال العطش‬
‫لذا الدّاء ‪ ...‬ولكن السيح يقول كلما غامضا بالنسبة لليهود ‪..‬‬
‫"أبوكم إبراهيم ابتهج لا شاف ورأى ما انا عليه " ‪ ..‬فردّوا عليه بقولم ‪ " :‬أنت ل تزال‬
‫شابا وكيف تعرف سيدنا إبراهيم ؟ "‬
‫إن سوء الفهم هو نتيجة الختلف ف الهداف ‪ ...‬أهداف السيح غي أهداف أهل‬
‫الشريعة‪...‬‬

‫‪165‬‬
‫ما هو حوار الطرشان ؟‬
‫هو حوار السيح مع العميان والطرشان ‪ ...‬اليهود يتكلمون عن الزمان ويسوع يتكلم عن‬
‫البدية‪ ،‬اليهود يتكلمون عن الاضي وعن التاريخ وعن الستقبل والسيح يتكلّم عن الاضر‬
‫ونعمة الضرة اللية ف سكينة الن البعد من الزمان والكان ‪.‬‬
‫يقول لم " أنا قبل إبراهيم " هذا هو الضمي السيحي الكون ل يسوع الناصري‪..‬‬
‫اليهود ههم هو الوقت والزمان وليس البدية والنسان !‬
‫اليهود يتحدّثون مع يسوع وهو أصبح مسيحا آخر وهذا هو الفرق الساسي والوهري‪ .‬لقد‬
‫اختلفت الهداف والغايات ‪...‬‬
‫الوعي السيحي الكون هو أبدي‪ ،‬أبعد من أي حدود زمنية أو أرضية‪.‬‬
‫ل بداية ول ناية بل أبدية أزليّة‪ .‬الضمي السيحي موجود ف كل الوجود منذ سرّ الوجود‬
‫واشترك به يسوع الناصري وأصبح يسوع السيح واختفى وذاب واندمج بال‪ ،‬أي ماتت‬
‫الوجة بالحيط وعاشت ف حيوية الحيط ‪ ..‬عندما تدخل قطرة الاء ال الحيط ل تعد‬
‫موجودة إلّ بوجود الحيط ‪ ...‬وهذه هي حقيقة السيح‪ ،‬ل يعُد يسوع إبن مري ويوسف ول‬
‫إبن النجّار وليس شابا وليس جسدا وليس فكرا ‪ ...‬هو التجاوز والصعود إل الضمي الكون‬
‫‪..‬‬
‫إل السمو السماوي اللي وأصبح هو ال وهو النسان وهو معنا وفينا دون أيّ زمان‬
‫ومكان ‪ ...‬هو الروح اللية ف جيع ملوقات ال‪ .‬أينما تولّيتم فثمّ وجه ال‪ .‬كلنا أخوة بال‬
‫وبالسيح‪...‬كلنا اخوة بال وبالطبيعة وبالسرار ‪ ...‬لذلك نرى ونسمع بأنّ يسوع يتكلم‬
‫بفعل الاضي والاضر ‪..‬‬

‫الق الق أقول لكم بأنن كنت قبل إبراهيم وبعده‪...‬‬


‫ل يقل أنا كنت قبل أن يكون إبراهيم‪ ،‬هذه مقولة غلط‪ ،‬بل يقول بأنّ إبراهيم أيضا جزء من‬
‫هذا الضمي الكون وهذا السيح الكون لننا كلنا مسوحي بال‪...‬‬

‫‪166‬‬
‫هذا إعلن وتصريح مهم جدّا ‪ ..‬إبراهيم كان ول يزال‪ ،‬فعل ماضي وحاضر وكذلك يسوع‬
‫السيح ‪ ..‬وُجد واختفى بال وكذلك جيع النبياء والستنيين والعارفي والسالكي‬
‫والطفال ‪ ...‬كل من سار على الدرب وصل ‪ ..‬درب الرب ال جيع الشعب دون أي‬
‫زمان أو مكان بل الن كلنا بال ومع ال إل الزل ‪ ..‬هذا هو ملكوت ال ‪ ..‬شكرا يا ال‬
‫على هذه اليات الميلة من كتابك الميل والليل ‪..‬‬

‫شكرا أيها السيح على مبّتك الت هي أبعد من أي فعل أو أي صفة أو أي عقل ‪..‬‬
‫شكرا أيها السر الساكن ف سكينة القلب ‪ ..‬انت نبع الياة الت ل نعرفها‪....‬‬
‫شكرا لكل كلمة نقرأها ونسمعها ونياها ونهلها لنا هي ف البدء وقبل البدء وبعده ‪..‬‬
‫الكلمة مفتاح النعمة ‪..‬‬
‫شكرا لكل إفادة لن الفادة اللية عبادة ساوية ‪...‬‬
‫شكرا للشكر وللمتنان وهذا هو سر اليان أيها النسان ‪...‬‬

‫‪167‬‬
‫الق والتحقيق‬

‫‪10‬‬ ‫لوقا‬
‫‪6-1‬‬
‫و بعد ذلك‪ ،‬أقام الربّ إثني و سبعي تلميذا آخرين‪ ،‬و أرسلهم اثني اثني يتقدّمونه إل‬
‫ك ّل مدينة أو مكان أوشك هو أن يذهب إليه ‪. . .‬‬
‫و قال لم ‪ :‬الصاد كثي و لكن العملة قليلون‪ ،‬فسألوا ربّ الصاد أن يرسل عملة إل‬
‫حصاده‪ .‬إذهبوا! فها أنا ذا أرسلكم كالملن بي الذئاب‪ .‬ل تملوا كيس دراهم و ل‬
‫مزودا و ل حذاء و ل تسلّموا ف الطريق على أحد‪ .‬فإن كان فيه إبن سلم‪ ،‬فسلمكم يلّ‬
‫به‪ ،‬و إلّ عاد إليكم ‪ .‬و من سع إليكم سع إلّ‪ ،‬و من أعرض عنكم أعرض عنّي‪ ،‬و من‬
‫أعرض عنّي أعرض عن الذي أرسلن ‪.‬‬
‫و رجع التلمذة الثني و السبعون و قالوا فرحي ‪ ":‬يا ربّ يا ربّ حت الشياطي تضع لنا‬
‫بإسك"‪.‬‬
‫فقال لم‪ ":‬كنت أرى الشيطان يسقط من السماء كالبق‪ .‬و ها قد أوليتكم سلطانا تدوسون‬
‫به اليّات و العقارب و كلّ قوّة للعدوّ‪ ،‬و لن يضرّكم شيء‪ .‬و لكن ل تفرحوا بأنّ الرواح‬
‫تضع لكم‪ ،‬بل أفرحوا بأنّ أساءكم مكتوبة ف السماوات ‪. . .‬‬
‫و ف تلك الساعة تلّل بدافع من الروح القدس فقال ‪ ":‬أحدك يا أبت‪ ،‬ربّ السماء‬
‫و الرض‪ ،‬على أنّك أخفيت هذه الشياء على الكماء و الذكياء‪ ،‬و كشفتها للصغار‪ ،‬نعم‬
‫يا أبتِ هذا ما كان رضاك‪ ،‬قد سلّمن أب كلّ شيء‪ ،‬فما من أحد يعرف من البن إ ّل الب‪،‬‬
‫و ل من الب إلّ البن و من شاء البن أن يكشِفه له "‪. . .‬‬
‫‪168‬‬
‫من رأى رأى و من عرَف غرَف ‪. . .‬‬

‫كان يا ما كان ف قدي الزمان و الن الخوة حسن و حسي و أمي ضاعوا ف الغابة‬
‫و أصبحوا من التائهي و الضّالي ‪ . . .‬و فجأة شاهدوا فجوة جيلة ‪ . .‬أشجار مثمرة‬
‫و أزهار معطّرة و نامية ف الزهار و قال أحدهم‪:‬‬
‫" ل بدّ من وجود بستان يهتمّ برعاية هذه الرض الميلة" ‪ . . .‬هذا قول إنسان يصدّق‬
‫ل يهتمّ و يتولّى هذه السؤوليّة ‪ . . .‬و ماذا كان الواب من الطرف الثان؟ طبعا‬ ‫بوجود و ّ‬
‫ي علمة لوجوده‬ ‫ي مسئول هنا و حت ل أعثر على أيّ أثر أو أ ّ‬ ‫أعترض و قال ‪ ":‬أنا ل أر أ ّ‬
‫ي سبب لوجود هذه البقعة ف هذه الغابة ‪ . .‬من هو الذي سيأت إل‬ ‫و ل غاية أو هدف أو أ ّ‬
‫هنا لزيارة هذه الشجار؟ إنّ وجود هذا البستان الميل هو مرّد صدفة‪." . .‬‬
‫و قع اللف و الشجار مع بعضهم البعض و الزهار تنمو و تزهّر و ل تبال ‪ .‬الول يصدّق‬
‫و الثان يشكك و الثالث يسمع و كلّنا على حقّ ‪ . .‬و ماذا فعلوا؟‬
‫نصبوا اليمة و انتظروا اللّ و طرق الرحيل ‪ . . .‬و أين هو البستان؟ و فرح الكافر لنّه‬
‫ل يهتمّ بطريقة خفيّة ل تراه العي الجرّدة ‪ . .‬هو‬ ‫رأى البهان لرأيه و لكن الؤمن قال‪ " :‬الو ّ‬
‫هنا و لكن نن ل نراه و ل نسمع له أيّ حسّ أو وقع أقدامه‪ ،‬هذه القطعة الميلة من‬
‫الستحيل أن تكون بدون راعي يبّها و يهت ّم با ‪ . .‬إنّه أفضل بستانّ " ‪ . .‬و ماذا فعلوا‬
‫ليتأكدوا من آرائهم؟؟‬

‫وضعوا سور حول البستان و هذا السور مسلّك بأسلك كهربائيّة و حوله كلب بوليسيّة‬
‫للمطاردة ‪ . . .‬نعم! دوريّة تدور ليل و نارا لترى هذا البستانّ الذي يهتمّ بالطبيعة ‪. . .‬‬
‫و ل يأت أحد !!‬
‫و ل أيّ صرخة أو زعقة سعت من أيّ جهة كان ‪. .‬ل ير من قرب السلك أيّ إنسان أو‬
‫ي حيوان‪ ،‬و أين هو هذا الذي يتولّى أمور هذه الغابة و هذا البستان؟‬ ‫أّ‬

‫‪169‬‬
‫و مرّت اليام و فرح اللحد و صرخ عاليا " انتهى زمن المتحان و أتى البهان ليقول لنا‬
‫ك بأنّ ل جنينات و ل أيّ إنسان منظور أو مستور ‪ . . .‬هذا المال‬ ‫علنا و بدون أدن ش ّ‬
‫صدفة ‪." . . .‬‬
‫و لكن الؤمن ل يقتنع بل قال‪ ":‬الراعي موجود و لكن ل نستطيع أن نراه‪ ،‬إنّه دقيق و رقيق‬
‫ي عطر‪ ،‬و صعب رؤيته أو القبض عليه ل بالسلك‬ ‫و حساس و ل يلمس و ليس له أ ّ‬
‫الكهربائيّة و ل بالكلب البوليسيّة و ل تراه العي البشريّة و لكنّه موجود و بك ّل تأكيد"‪.‬‬
‫و ماذا فكّر الكافر؟ بك ّل يأس و كآبة و غ ّم و همّ للم أفكاره و قال‪ ":‬ماذا حصل بإفادتك‬
‫الصليّة؟ أين هو تصريك الصيل؟ ما هو الفرق بي الفيّ و الرقيق و الزلّ ز الذي ل‬
‫ن الوجود بالوهم أو باليال؟ أو ربّما غي موجود أصلً!!‬ ‫يلمس؟ من هو هذا الله أو البستا ّ‬
‫ما الفرق ف هذا البيان و هذه السرار؟‬
‫و ل يزال هذا الوار على طاولة الوار منذ الفجر و حت الليل و النهار ‪ . . .‬شجار ونقاش‬
‫و مناقشة و خناقشة و معارضة و موالة و الويل من الهل و من الويلت التّحدة ضدّ أبو‬
‫جهل ‪ . .‬و رحم ال الدين و العقل الن جهل الهلء من تقصي العلماء ‪ . .‬لذلك نتذكّر‬
‫معا و نقول‪:‬‬
‫" ل تبكوا على الدين إذا وليّه أهله بل إبكوا على الدين إذا ولّه غي أهله ‪ . . .‬و أين أنتم يا‬
‫أهل الدين؟ و أين نن من هذه النعمة و لاذا عنها غافلي؟‬

‫هذه الكاية ل تزال تُحكى و ل ستبقى مدى الزمان ف فكر النسان ‪ . .‬الؤمن الذي يظنّ‬
‫و يصدّق و يعتقد بأنّ ال غي منظور بل مستور‪ ،‬و الكافر يعارض و ينتقد جيع إمكانيات‬
‫الؤمن ‪ . . .‬و يبدو لنا جيعا بأنّهما على حقّ أو على خطأ لنّ الناقشة ل تنتهي بنتيجة ‪. . .‬‬
‫اللصة ل تلّصنا من هذا الدل و هذا الوار الاهل ! ! ل قرار و ل حكم و ل عقد بل‬
‫تعقيد و تديد و أين الوعد و أين العهد؟؟‬
‫منذ البداية و حوار الطر شان و العميان يتحكّم بصي النسان!! إنّ خطّ التحقيق أخذ أسوأ‬
‫الطريق لننا فصلنا البستان عن البستان !! الالق عن الخلوق !! و من هنا بداية الشكلة ‪. .‬‬

‫‪170‬‬
‫ول زلنا من زلّة إل زلّة حت وصلنا إل هذه الزلّت و الويلت ‪ . . .‬و أين هو القرار‬
‫الثابت؟ البستان برهان واضح لوجود خالقه و صاحبه و راعيه و لكن هذا الراعي ليس‬
‫مفصول عن الرعيّة !! ل يأت لصيانة الكرم بل هو الكرمة و هو صاحبها و هو راعيها و هو‬
‫العنب و المرة و الساقي و الشارب و هو كلّ ما نرى و ل نرى ‪. . .‬‬
‫إذا كان ال مرّد فكرة فسوف لن نراه أبدا لنّ الفكرة هي سدّ أو حاجز يعرقل السية‬
‫الليّة الساكنة ف سكينة جيع ملوقات الالق ‪ . .‬إنّ أيّ فكرة مدّدة هي بدّ ذاتا سور أو‬
‫حائط أو جدار يفصل بي النسان و القيقة ‪. . .‬‬

‫إنّ الؤمن على حقّ و لكن حواره معقّد و مقيّد لنّه فصل بي البستان و صاحبه ‪ " . . .‬ل‬
‫نستطيع أن نرى ال لنّه مجوب عن الحبوب " ‪ . . .‬هذا هو حوار الهل ‪ . .‬هذا هو‬
‫سبب الكفر و الناقشة الغامضة ‪ ،‬لننا فصلنا الراعي عن الرعيّة ‪ . .‬ال موجود ف السماوات‬
‫فقط ! و أين هي السماوات؟ ال أعلم!! أبعد من النجوم و الغيوم ‪ . . .‬هناك فوق أعلى‬
‫حقّ‪ ،‬و نن الطاة هنا على الرض ننتظر النار الت تبّ من تت الرض للعذاب و للذنب‬
‫من هذا العيب!!‬

‫أين هو ال؟‬
‫هو الن و هنا ‪ . .‬كل ما تراه هو من ال وهو أقرب إلينا من حبل الوريد و لاذا الذهاب إل‬
‫البعيد؟ الشهادة هي أن تشهد بأنّ ال ف كلّ شيء و هو الظاهر و الباطن و البعيد و القريب‬
‫ب القلب و لبّ‬‫و القهّار و الرّحيم و جيع الضداد الوهريّة و القيقيّةو الوجودة ف ل ّ‬
‫الوجود ‪. . .‬‬
‫إن ل نسي على الصراط الستقيم سنكون من الضالّي ‪ . . .‬ل تصدّق و ل تؤمن بال الذي‬
‫ينفصل عن خلقه ‪ . . .‬الالق ف الخلوق و ل يقدر الالق أن يكون إلّ ف قدرال ‪ . . .‬هو‬
‫الحيط و أنا الوجة أحيا به و معه و أموت به ‪. . .‬هذه أوّل خطوة ف طريق القّ ‪ . . .‬و‬
‫من هنا يبدأ الفيض اللي ف كلّ ملوق ييا مع اليّ بيويّة إليّة ل فكريّة و ل عقلنيّة بل‬
‫روحيّة مع خالق الروح ‪. . .‬‬

‫‪171‬‬
‫هذه هي رسالة السيح الساسيّة ‪ . .‬لذلك نسمعه يردّد دائما و أبدا‪ ":‬أبانا الذي ف‬
‫السماوات" ‪ . . .‬أي هو الب و هو الالق و كلّنا أخوة بال وكلنا عيال ال وهذه الشارة‬
‫هي بشارة ساويّة إليّة لتقول لنا بأننا على علقة دائمة و متواصلة و مستمرة مع ال ‪. .‬كما‬
‫الب و الم بعلقة دائما مع الولد كذلك نن بصلة أبديّة أزليّة مع خالق البشر‪. . .‬‬
‫إنّ البن هو الدى و الدد الوجودي لبيه و لمّه و للوجود و لالق الوجود ‪ . .‬هو اليد‬
‫الدائمة ل ‪ . . .‬ال يستخدم يديّ لُطعم الفقي و لزرع القل و لنظّف البيت‬
‫و لكتُب هذه الكلمات ‪ . .‬هذا ما يقول السيح دائما و أبدا ‪ " . .‬ال هو أب و إنن على‬
‫إتصال دائم و مستمرّ معه حت البديّة دون أيّ انفصال " ‪. . .‬‬

‫ال هو الفيض من خلل الرض و السماء و من خلل جيع ملوقاته و بنوع خاصّ النسان‬
‫الذي خلقه على صورته و مثاله و ف أجل و أحسن تقوي ليحيا مع ال ّي القيّوم أفضل القام‬
‫السماوي ‪. . .‬‬

‫لاذا يستخدم كلمة أب؟‬


‫لنّه يتحدّث مع البسطاء ل مع أهل الفلسفة و الشريعة ‪. . .‬‬
‫يتحدّث مع الحياء و ليس مع علماء الدين و القانون ‪ . .‬و كلمة " أب" أو " أمي" هي‬
‫القرب إل القلب و هي ذاتيّة و شخصية و جسديّة ‪ . .‬و هذا هو الدين ‪ . .‬إنّه القرب إل‬
‫البدن‪ ،‬و من ثّ إل الساكن ف هذا البدن ‪ . . .‬و من الساكن إل السكينة البعد من‬
‫الكلمات و من الروف ‪. . .‬‬
‫الدين درب الياة البسيطة دون أيّ وسيط بينك و بي ال ‪ . . .‬هو البيئة أو الحيط الذي‬
‫ي تعقيد أو تكفي ‪ . . .‬هو الفطرة الطبيعيّة ف كلّ الطبيعة ‪ . . .‬الدين‬‫تعيش به و معه دون أ ّ‬
‫هو النفَس و النبض و الياة الستمرّة مع ال بالرّضى و بالتسليم ‪ . . .‬عندما يقول السيح‬
‫"أب" أيّ هو ليس غريبا عن ال ‪ . .‬الوجود هو البيت لهل ال ‪ . . .‬هو الراحة و السكينة‬
‫حيث ل خوف و ل جوع و ل فقر و ل مرض و ل موت ‪ . . .‬هذا هو بيت أب الذي ف‬
‫السماوات ‪ . . .‬أيّ ف جيع الطبقات‪ ،‬و منازل ال ل تصى و ل تعدّ ‪ . . .‬و بيت ال ل‬
‫خوف فيه و ل حزن بل أحياء مع اليّ ‪. . .‬‬
‫‪172‬‬
‫فإذا كلمة "أب" أي البوّة القريبة من الطفل و أبيه وكذلك المومة الوجودة ف البوّة ‪ .‬إنّ‬
‫اللغة مفتاح الصمت حيث ل لغة و ل بلغة و ل صرف و نو بل مو اللغو و الضجيج‬
‫الناتج عن الشرح و التفسي و عن القول و التأويل ‪ . . .‬لقد آن الوان أن نفهم العن اليّ‬
‫ف الكلمة ‪ . . .‬يقول النيل " ف البدء كانت الكلمة و الكلمة هي ال " ‪ . . .‬و قبل البدء‬
‫الليّ يوجد الصمت اللي ‪ . .‬أي العان قبل الوان ‪ . . .‬السيح هو العن ال ّي لبيه‬
‫ولالقه ‪ . .‬ل تافوا من الكلم إنّه مرّد وسيلة إل القام البعد من الكلم و لكن الوف هو‬
‫الاجز و الس ّد النيع للوصول إل العان ‪. . .‬‬
‫عال اليوم يسيطر عليه الوف أكثر من أيّ زمن و هذا هو العد ّو الكب الذي يتحكّم‬
‫بالاكم و بالحكوم ‪ . .‬وحده النسان ضحيّة الوف ‪ . .‬لاذا؟ من أين أتت هذه الفاجعة؟‬
‫إنّها كارثة العصر ‪ . .‬و السبب؟ لنّنا نزعنا ال من ضمينا و بدون ال أصبح الوجود غريبا‬
‫و غي مألوف و عدوّا ‪. .‬‬

‫إن ل أكن ف بيت ال فأين سأكون؟‬


‫كلّنا معا ف بيت ال و ل بيت إ ّل بيته ‪ . .‬هذا هو الفرق بي الاهل و العاقل ‪ . . .‬أنت‬
‫تعلم و أنا ل أعلم و الذي يعلم يعيش بسلم و بأمان ‪ . . .‬و الضا ّل هو الغريب و هو العدوّ‬
‫الوّل و الكب لنفسه و يرى الوجود بأسره ف ّذ و مؤذ و تصبح الياة مرّد مساحة للمنافسة‬
‫و للصراع على الياة و هذا هو الغرور الذي يغمر صاحبه و بذلك يتفي منه ال و معه‬
‫الرّحة و الحبّة و السكينة!!؟‬
‫إنّ كلمة ال هي رمز تشي إل اتاه معيّن أي إل البيت اللي أو اللكوت السماوي حيث‬
‫الراحة بي يديّ الالق الذي هو الب الروحي ‪. .‬‬
‫إنّ الدين علقة شخصيّة و الجهود الشخصي هو أن نعيش كعائلة واحدة ف هذا الوجود‪.‬‬
‫كلّنا أقرباء و أنسباء متّصلون بالالق الواحد الحد ‪ . . .‬جيع الكائنات هي من العائلة‬
‫الكونيّة ‪ . .‬الجر و الشجر و الطي و البشر كلّنا من أهل البيت و من خللنا ييا ال هذه‬
‫السرار الليّة ‪ . .‬نعم! يستخدمنا للوصول إل أهدافه السماويّة و بذلك يترق الواجز‬
‫ليسمو بنا و معنا و فينا إل أعلى الستويات الزليّة ‪ . . .‬هذا هو دور النسان ف شؤون‬

‫‪173‬‬
‫ي بالخلوقات يتكامل ال و يتغيّر‬ ‫الرحان ‪ " . . .‬كنت كنا مفيّا فخلقت اللق لعرف" أ ّ‬
‫من حال إل حال و هذا هو النظام الكونّ ‪. . .‬‬
‫النسان ذو شأن مه ّم و معن إليّ أبعد من حدود العلم ‪ . .‬ك ّل إنسان مسيح آخر أتى إل‬
‫العال ليتعلّم و ليعلّم و ليزرع السلم ف العال الواحد الحد ‪ . .‬لنتأمّل معا ‪ . .‬لول وجود‬
‫البن ل يوجد الب و يكون عاقرا و عقيما و كذلك ل توجد الم و ل المومة و ل البوّة‬
‫إلّ بوجود العائلة ‪ . .‬فالولد هم العجاز و الناز ‪ . .‬هذا هو سرّ آدم و حوّاء و لكن إذا‬
‫نسينا ال أو كفرنا به كما هو حال العال اليوم‪ ،‬سنكون غرباء عن الياة و القّ‪ ،‬و هذا هو‬
‫العدوّ الذي يرافقنا و يغوينا حت آخر نفس من حياتنا ‪ . .‬هذا ما يقوله السيح ف حياته‬
‫و صلته ‪ " . .‬نّنا من الشرّير‪ ...‬آمي "‪ ،‬أي من خوف و جهلي و بُعدي عن نفسي و عن‬
‫ال ‪ . . .‬عليّ أن أتعرّف على نفسي أوّلً و من ثّ أحبّ قريب كنفسي و القريب هو كلّ‬
‫إنسان مرآة ل و أخ ف النسانيّة و ف الحبّة الليّة ‪. . .‬‬
‫تذكّرت قصّة مع أحد أصدقائي و كان نائب مستشار ف الامعة‪ ،‬رجل مهضوم و علمانّ‬
‫وملحِد و كافر ‪ . . .‬و أنا أحبّ الطبيعة و الشجرة الكبية و القريبة من البيت‬
‫و أغمرها و أجلس بقربا و أتدّث معها ‪ . .‬كان دائما يقول ل إنّ الشجار خطرة‬
‫و تؤذي البيوت بسبب الذور ‪ . .‬و أنا أقول له لول الذور ل نشمّ العطور و هذه هي‬
‫الثروة الطلوبة و الحترمة ‪ . . .‬الشجرة أه ّم من الامعة و من الشهادة و فيها حياة و أسرار‬
‫أكثر من أيّ أفكار الستشار ‪ . . .‬و إذا كانت الغابة عدوّت فأنا أحبّها لنّها أرحم من البشر‬
‫على البشر ‪ . . .‬و لكن معه ح ّق نوعا ما ‪ . . .‬لاذا؟‬
‫راجِع التاريخ و انظر ماذا فعل النسان مع الطبيعة!! الشجر ف شجار مستمرّ مع‬
‫البشر ‪ . .‬الرجل حامل بيده النجل و يطّب و يقطع و يرق و هذه العلقة ل تزال دائمة‬
‫طالا نن ف غيبوبة عن أهيّة هذه المومة بي النسان و الرض ‪. . .‬‬

‫أين هي الغابة الت كانت ف الدينة؟ أين الغابات الواسعة الشاسعة الت كانت ف الدنيا؟ من‬
‫يلُك من؟ لاذا ناف من اجتياح و تاوز الشجار؟من يتاج إل من؟ لاذا نتطاول ف البنيان‬

‫‪174‬‬
‫أيّها النسان؟ لاذا هذه البراج الجريّة؟ ف أيّ عصر نن؟ لاذا نعصر أمّنا الرض؟ الشجرة‬
‫هي مصدر الواء للرئة و من أين سنأت بالنفَس لذه النفْس؟؟‬

‫نعم! الشجرة عدوّة للجاهل و صديقة للعاقل ‪ . . .‬تارييّا معه حقّ حضرة الستشار و لكن‬
‫وجوديّا و دينيّا إنّه على خطأ و ف ضلل مستمرّ ‪ . . .‬القيقة ليست بالتاريخ و ل بالعلم‬
‫بل بالدين و بالبدان الذي يبّ و يكرّم جوهر وجود النسان ‪ . . .‬أمّنا الرض و أخوتنا‬
‫جيع من عليها و فيها ‪ . . .‬و الهل هو سبب دمار العال ‪ . . .‬لنراقب هذا الواء الذي‬
‫يدخل إل السد و لو لبضع دقائق و سنرى القّ و سنختار الشجر و نعتذر من أمّنا الرض‬
‫و نترم هذا الفيض من النّعم و من السرار ‪. . .‬‬

‫إخوت القرّاء ‪ . .‬معكم حقّ! علميا الياة كفاح و نضال و صراع و نزاع و مقاومة و كلّما‬
‫نراه من عذاب و بذل جهد ‪ . .‬و لكن لاذا؟‬
‫لاذا هذه الروب و هذا القتال الدائم؟ لاذا البقاء للقوى؟ إنّها منافسة قاتلة و مهلِكة ‪. . .‬‬
‫إنّ التقوى أقوى من القوّة!! أين الصداقة؟ أين الحبّة؟ القارب عقارب!! أين أنتم أيّها‬
‫الحباب!! من أين تبدأ النافسة و الحاربة؟ نعم! منذ الطفولة ‪ . .‬الطفل هو النافس الوّل ف‬
‫العال ‪ . .‬إنّه عدوّ جديد بالعدد و بالعدّة ‪ .‬يتنفّس‪ ،‬يأكل ‪ . .‬يشرب ‪ . .‬يتلّ مساحة‬
‫ومسافة و زمن ‪ . .‬إنّه عد ّو الهل واليان و العال ‪. . .‬‬
‫ي إنسان مات أحد العداء ‪ . .‬هذا احتفال مهمّ ‪ . . .‬علميّا معنا حقّ ‪. . .‬‬ ‫وعندما يوت أ ّ‬
‫و لكن هل العلم هو على حقّ!!‬

‫العلم يعمي و الهالة تعمي و كلها بلء ‪ . . .‬العلم الذي يدم السلم هو العلم السليم‪.‬‬
‫إنّه علم البدان و علم الديان ف خدمة النسان ‪. . .‬‬

‫دينيّا العال موحّد و الوجود عائلة واحدة و نيا معا ف السّراء و ف الضرّاء و على اتّصال‬
‫دائم مع اليّ القيّوم‪ ،‬و إذا ل نشعر بذه الصلة التواصلة سنكون غرباء ف عال يكمه الوف‬

‫‪175‬‬
‫و البلء ‪ . .‬النسان التديّن ل يعرف الوف لنّه ل ياف الوف بل يواجه هذه النعمة‬
‫و يترق هذا القّ إل ال ّق الكب حيث ل خصام بل انسجام و تناغم مع الكوان و الكوّن‪.‬‬

‫كلّ ملوق هو أحد أفراد عائلة ال ‪ .‬عندما يوت أيّ إنسان ف أقصى الشرق أشعر بوت‬
‫ي طفل تولد فّ لسة من الطفولة ف حيات و أحيا البسمة‬‫جزء من حيات‪ ،‬و عندما يولد أ ّ‬
‫و الباءة و كذلك كلّ حركة ف الكوان ترّك النسان ل ّن ال هو الركة الدائمة الت تيا‬
‫من خلل البشر و سائرجيع الخلوقات ‪. . .‬‬

‫ما هو دورك أيّها النسان؟‬


‫كلّ واحد هو موحّد مع الواحد الحد ‪ . . .‬ك ّل ملوق يساوي الب ف الوهر‪ ،‬ك ّل إنسان‬
‫رسول و مسيح و عليه أن يتمّم قدره حت يصل إل الرضى و التسليم و يعيش مشيئة ال ‪.. .‬‬
‫هذا ما قاله السيح و هو على الصليب ‪ . .‬لتكن مشيئتك و ليزال على الصليب أيّ على‬
‫ميزان العدل للبدان و للديان ‪ . . .‬هذا هو الغن الروحي الذي من أجله أتينا إل الدنيا‪...‬‬
‫تستطيع أن تكون من الغنياء بالال و بالعقل و تربح العال و لكن ماذا فعلت بنفسك؟؟ النبّ‬
‫أتى ليتمّم مكارم الخلق و السيح ليتمّم مكارم الحبّة و نن ماذا أنزنا؟ و لاذا أعجزنا؟‬
‫من الذي حقّق ذاته؟ من أين يأت التحقيق؟‬

‫ت بالمنية الت أتيت با؟ لقد وعدت ال بأنّن سأكون‬


‫ل يأت القّ إلّ بالقّ!! ماذا فعل َ‬
‫الادمة المينة على المانة ‪ . . .‬ماذا فعلت؟ هذا هو العتراف الشخصي بين و بي الالق‪.‬‬
‫إن ل أحقّق ذات فسأبقى خارج اللكوت ‪ . . .‬خارج بيت ال و النّة!! السلم و النعمة‬
‫وأيّ بركة من بركات ال هي عيش أيّ نعمة و من هنا بداية الجّ‪ .‬هذه هي الصلة و الصلة‬
‫و تبط علينا نعم ال ‪ . .‬روح ال كالمامة ترفرف على رؤوس الولياء و العارفي ‪. .‬‬

‫‪176‬‬
‫لوقا ‪10‬‬
‫‪1‬‬
‫ب إثني و سبعي تلميذا آخرين‪ ،‬و أرسلهم إثني اثني يتقدّمونه إل كلّ‬
‫و بعد ذلك‪ ،‬أقام الر ّ‬
‫مدينة أو مكان أوشك هو أن يذهب إليه‪.‬‬
‫لغة الناجيل برقيّات سريعة‪ ،‬لنّ خي الكلم ما قلّ و دلّ و سهل للحفظ و للذكر و كلّما‬
‫قيل علينا أن نفهمه بثقة و باحترام و هذه أفضل طريقة لعيش النيل مدى الجيال ‪ . .‬بدون‬
‫إحترام و إجلل ل نستطيع أن نفهم أو أن نعيش النيل ‪ . .‬لاذا؟‬

‫ل ّن كلم السيح هو سرّ ولغز يرّك القلب و يزرع البّ و يزيل الغضب و العتب‬
‫و نرتفع من الشك إل اليقي و من الكفر إل اليان ‪ . . .‬كلم السيح ليس مبدأ بل بداية‬
‫حياة ‪. . .‬‬

‫ما هو الطلب الوّل للدخول إل مراب القلب؟‬


‫الاجة الول هي الشوق إل ال ّق و الطلب هو الحترام لذا القام ‪ . .‬من هذا الباب ندخل‬
‫إل لبّ القلب و نصيب الطلب الذي يرّك و يثي فينا الشارة و البشارة ‪ . .‬و لكن إذا كان‬
‫حضورنا مع السيح مرّد فكري أو جسدي أو عقلن أو مسمّم بالشكّ و بالعقائد سوف‬
‫نسر هذا الس ّر و هذا الوهر‪ .‬إنّ كلم السيح ليس من الفكر بل من القلب الذي يشي إل‬
‫النور و إل علقة صادقة مع النفس و مع ال حيث الودّة و اللفة هي الرباط القدّس بي‬
‫الالق و الخلوق ‪. .‬‬
‫و لاذا أرسل الرسل اثني اثني؟ لاذا ل يقل لم اذهبوا جاعة أو ثلثة؟ أو منفردا؟‬
‫لنّه يفهم فكر النسان‪ ،‬أكثر من اثني أيّ حشد أو جهور و طبعا يتلفون و يبدأ الوار‬
‫والنقاش و الدل و النافسة و إل اللف و الصراع و الناع على السلطة و الزعامة والقيادة‬
‫و الدارة و هذا ما نراه عب الزمن حت اليوم ‪. . .‬‬
‫أكثر من اثني أصبحنا ف ورطة الشود و أق ّل من اثني الضجر و اللَل و العزلة‬

‫‪177‬‬
‫و الوحشة و الوحدة و يبدأ الشكّ و الضطراب و الوف ‪ . . .‬و يسر الثقة بنفسه‬
‫و يواجه الوهم و المّ ‪ . . .‬لذلك يقول السيح ‪ ":‬إذهبوا و بشّروا بالسلم و كونوا أخوة‬
‫بال و ساعدوا بعضكم البعض"‪ .‬و اثني اثني علقة حيمة فيها الحبةو السند و السموّ إل‬
‫النعمة ‪ . . .‬بينما لوحدك ف عزلتك ستكون ف ال ّد الدن من البّ و لكن مع الصديق‬
‫والمي ستكون ف أعلى درجات السم ّو و النمو الليّ ‪. .‬‬
‫هل نتذكّر أيام البّ؟ شاهد العاشق الولان عندما يقع ف البّ!! يتغيّر ف شكله‬
‫و صوته و طريقة سيه و كأنّه يرقص مع الطبيعة و ف عيونه نشاط و حيويّة و نور يفيض من‬
‫حضوره و من هّته ‪ . . .‬لاذا؟ لنّه اتصل بالياة السعيدة و الرنّانة و ابتدأ يتناغم مع الفرح‬
‫ومع الطاقة الليّة ‪ . .‬وكان قبل البّ منكمشا و متردّدا وباردا و بائسا وفجأة بدأ ينبض‬
‫بالياة و انفتح على الصراحة و التعبي و أخذ يشارك الناس بعبارات السلم و الخوّة وكأنّه‬
‫مات و قام و هذا هو البعث و الدخول إل ملكوت الياة ‪. . .‬‬

‫ما هو سرّ هذا التغيي؟‬


‫الدعوة أتت من الطرف الثان و هذه الدعوة هي سبب هذه اللوة ‪ . . .‬إنّها دعوة من‬
‫البلء إل اللء ‪ . .‬من التخلّي إل التجلّي ‪ . . .‬إنّها لسة إليّة من السيح إل أهل ال ‪. . .‬‬
‫كان ميتا و قام من الوت ‪ . .‬كان ف سبات عميق و بلمسة من السيح دخل مراب القلب‬
‫و أصبح له قيمة و نعمة ف الياة ‪ . . .‬و ابتدأ ينمو و يزهر و يتجلّى بالمال و باللل‬
‫اللي ‪ . . .‬و هذه العلقة هي نور و إشراق من الطرفي ‪ . . .‬السيح من جهة يفرح ويسمو‬
‫ويتهلّل و كذلك النسان الذي اتّصل بنفسه و بالسيح و بال ‪ . . .‬العشّاق هم أصحاب‬
‫النور و ال ّق و هذا هو الربح دون أيّ خسارة و معا نسمو ومعا نرتفع إل أعلى درجات‬
‫السرار الليّة و معا نساهم ف السلم و نتعاون على الدنيا و على الخوّة و معا نصعد‬
‫ب و معا نثي و نرّك و نعطّر القداسة الت تنبع من قلب البّ‪.‬‬ ‫بالبّ إل مقام القرب من الر ّ‬
‫الحباب يعيشون الربوبيّة معا و يتمّمون رسالة السماء على الرض ل ّن النسان هو خليفة‬
‫ال و هو مسيح و حكيم و عليم و جيع صفات الالق ف الخلوق ‪ . . .‬و كلّما تقرّبنا من‬

‫‪178‬‬
‫ال كلّما تقرّب ال إلينا و سكن ف سكينة القلب القرب إلينا من حبل الوريد ‪ . . .‬و هكذا‬
‫نيا قدر ال من خلل حياتنا ‪ . . .‬هو الذي يبّنا و يقدّرنا و يثق فينا و يقوّينا ‪. . .‬‬
‫النسان بدون حبّ ال له هو قاحل جاهل و لكن مبّة ال لنا منحتنا القداسة و السرار‬
‫الليّة و مسحتنا بروحه الالدة للزل ‪ . . .‬فإذا ك ّل واحد منّا موحّد مع الواحد الحد ‪.‬‬
‫الوجة موحّدة مع الحيط و حبّة الرمل مع الصحراء و أنا معك و معا مع العال أجع‪. . .‬‬
‫ي نزاع أو منافسة بل بالحبّة و بالخلص لنحرّك‬ ‫معا سنسي و سنُساند بعضنا البعض دون أ ّ‬
‫الثروة الت ساكنة ف سكينة القلب و با نسمو إل السموّ الزل مع الزل وللزل و هذا هو‬
‫الدراك و اليقي ‪ . . .‬معا سنبلغ إل أعلى مراتب البلغة الروحيّة لنّها من طبيعة ال فينا‬
‫وعندنا المكانيّة للحتمال و للمجاهدة ف سبيل هذا الجّ ‪. . .‬‬
‫إثني اثني و ال هو الامع و هو نور الماعة الت به و معه و منه نيا و توت و تعود إل‬
‫النور من جديد بأمر من مبّته و رحته و هو أرحم الراحي آمي ‪. . .‬‬

‫ماذا يقول لنا السيح؟‬


‫ب الصاد أن يرسل عملة‬ ‫يقول لنا السيح‪ ":‬الصاد كثي و لك ّن العمَلة قليلون‪ ،‬فاسألوا ر ّ‬
‫إل حصاده"‪ .‬يسوع يتحدّث مع البسطاء‪ ،‬مع الصيّادين و الزارعي و النجارين ‪ . . .‬و أين‬
‫هم العمّال؟ هذا النداء موجّه من الكماء و الولياء و اللفاء و النبياء و من كلّ صاحب‬
‫ضمي و قلب و أين نن من هذا النداء؟‬
‫الثروة غنيّة و كبية و شاسعة و واسعة و لكن من منّا حاضر للمساعدة و للمشاركة؟ من منّا‬
‫منفتح ليتقبّل قبلة ال؟ الوردة زهّرت و عطّرت و لكن أين أنا من هذه النعمة؟ الواهب‬
‫موجود و أنا من الضالي و خسرت النحة و أعيش الحنة ‪ . . .‬الانح ينحنا البكة و نن‬
‫عنها غافلون ف متاهات الدنيا ‪ . . .‬العطر موجود و ضاع ف الوجود و أنفي شامخ ف أوهام‬
‫البنية التحتيّة و الفوقيّة و أين نن من البيان ومن س ّر النسان؟؟ بإمكاننا أن نستخدم كرم ال‬
‫و ندرك أعلى الرتبات من النموّ و السموّ ‪. . .‬‬

‫الصاد كثي و لكن العمَلة قليلون ‪ . . .‬فاسألوا ربّ الصاد ‪ . .‬أي لنصلّي معا حت نصل‬
‫ونتّصل إل مقام العمل اللي حيث الحصول هو الوصول بالصول السماويّة ‪ . .‬الصاد‬
‫‪179‬‬
‫موجود و إذا ل نكن على مستوى الوقت سنبدّد و سنبذّر و هذا هو الفساد بالرض‬
‫و بالعباد ‪ .‬علينا باحترام التوقيت اللي ‪ .‬السيح حاضر لكلّ حضرة و من منّا مستعدّ‬
‫للمساعدة؟ وقت الزرع ولّى و الن أتى زمن الصاد فأين العمّال؟ أين اليادي؟ الغلّة‬
‫موجودة و نن العميان ‪ . . .‬ف الدنيا أعمى و ف القيقة أعمى و أض ّل سبيل!! لاذا أتسّك‬
‫بالتعاسة و بالشقاء و باب السماء مفتوح أمامي و ل أراه و ل أدخل؟ نعم! و معك حقّ !!‬
‫عندنا ربح و استثمار من عيش الل و من النسجام ف هذا ال ّم و الوهم ‪ . .‬أطلب الفرح‬
‫و لكنّن أتعلّق بالترَح ‪ . . .‬و أين هو اليار أيّها الختار؟ و لاذا تتار و لك اليار؟!!!‬

‫كلّنا نتار الفرح و لكن لاذا نتمسّك بالتعاسة؟ السعادة أقوى و أفضل و لكن لنا أهداف‬
‫وغايات خاصة ف استثمار الش ّر و نبالغ به ‪ . .‬لاذا؟ لننا نتاجر بالشاعر و نكسب العطف‬
‫و الشفقة و الربح الدنيوي أي الفرح الادي ‪ . . .‬و لكن عندما نسر البّ نعيش على‬
‫أوهام التعاطف و التجانس و النسجام بالوهام ‪ . . .‬الشفقة بديل رخيص للحبّ ‪ . .‬إنّه‬
‫عمل مزوّر و مقلّد ‪ . . .‬لاذا نتعلّق بالعلَق؟ إنّها بعوضة سامة ل تعوّضنا عن القّ ‪. . .‬‬
‫ب نفسه‬ ‫ب نفسك أوّل ‪ . . .‬نفسي ّث نفسي ّث نفسي ثّ أخي و من أ َح ّ‬ ‫وال ّق يقول أ ِح ّ‬
‫أحبّ العال‪ . . .‬الشعور و النفعال إهانة بالنسبة للمحبّة‪ . .‬لاذا الز ّل و الوان أيّها النسان؟‬
‫أنت مسيحا آخر و أنت البيب العلى لعلى مبّة و لسى رحة ‪. . .‬‬

‫ي إنسان فأنت الدف و النهاية و التام و قمّة النسجام و التناغم‬


‫عندما يبّك أ ّ‬
‫مع ال ‪ . . .‬هذا هو إسلم ال‪ ،‬هذه مشيئتك يا ال ‪ . .‬هذا ما نطق به السيح على الصليب‬
‫قائل" لتكن مشيئتك " و أسلم الروح ‪ . . .‬هذا هو السرّ و الرمز الزل للولدة من الروح‬
‫القدس ‪ . .‬هذه هي القيامة و البعث و هذا هو مد النسان الكرّم من الكرم ‪ . .‬ال يبّن‬
‫و لكن النسان يتعاطف معي و الحبّة هي القوى و العظم و تعطى إل أصحاب السعادة ‪.‬‬
‫‪ .‬عندما تكون سعيدا يبّك الناس و لكن عندما تكون تعيسا يشفق عليك الناس‪ ،‬و الشفقة‬
‫إهانة و تقي لذا العبد السي ‪ . . .‬أنت ملك و أمي و لاذا اخترت الفقر و التعتي؟؟ تلّى‬
‫ل على نفسك و القادر على‬ ‫عن هذا البلء و استمع إل كلم الكماء و النبياء و أنت الو ّ‬
‫قدرك ‪ . . .‬السيح يرشدنا و يذكّرنا بقوله "أفرحوا و تلّلوا و ملكوت ال قريب"‪ ،‬أي ف‬
‫‪180‬‬
‫القلب‪ ،‬و النّة تت أقدام المهات‪ ،‬و لاذا نتار الكفاح و النضال و الصراع و الناع؟؟ لاذا‬
‫ب أقوى و أقرب إل القلب؟ خلقن ال لشهد للحقّ ل لشحد‬ ‫نذهب إل الرب و ال ّ‬
‫الباطل!!‬

‫لاذا نشحد العاطفة؟‬


‫لنّنا ل نعرف البّ!! إعرِف نفسك أوّل و من عرف نفسه أحبّها و احترمها‬
‫و رحها ‪ . . .‬السيح يردّد دائما و يقول أحبّ قريبك كنفسك و لكن من منّا يبّ نفسه؟‬
‫هذا ليس غرور و أنانيّة بل حقّ على كلّ صاحب حقّ ‪ . . .‬و لكن أهل السلطة‬
‫و الشريعة احتفظوا بالسرار الليّة لصالهم الاصّة و نن عن أنفسنا غافلون ‪ . . .‬النّة‬
‫موجودة و لكن لن؟ من فرض علينا هذا الداع و هذا الغشّ بأنّ النّة للقديسي فقط!!‬
‫و من هو القديس؟ من هو النّجِس؟ من أين أتت النجاسة؟ إنّها سياسة أهل القوّة على أهل‬
‫الهل ‪. . .‬‬
‫الصحوة أيّها النسان و بيدك مفتاح النّة و ال أقرب إلينا من حبل الوريد ‪ . . .‬بالتأمّل‬
‫ندخل إل أسرار العقل و منه إل مدينة العلم الساكنة ف سكينة الساكن ‪. . .‬‬
‫هل سعت بالعال فرويد؟ إنّه أهمّ من تدّث عن النفس البشريّة و ف آخر أيّامه أصيب‬
‫بالحباط و بالتشاؤم ‪ . . .‬لاذا؟ لنّه أضاع حياته بالتعرّف على فكر النسان‬
‫و اعترف بأنّ النسان أبعد من حدود الفكر و العقل و أنّ السعادة ل تأت من الوظائف‬
‫الفكريّة أو العقليّة لنّها أعمال آليّة ل حياة فيها و ل روح ‪ . .‬بل إنفعالت عاطفيّة أو‬
‫واجبات إجتماعية أو ماملت سياسيّة ‪. . .‬‬
‫على سبيل الثال ‪ . .‬أنظر إل الطفل ‪ . .‬عندما يكون سعيدا ل أحد يهت ّم به و لكن عندما‬
‫يتألّم كلّنا نتعاطف و نتلطف معه و مع أهل البيت ‪ . .‬و من هنا يبدأ بالسياسة‬
‫و يتعلّم الدعة و النكة و البكة ‪. . .‬‬
‫إمرض أيّها النسان و ستحصل على النتباه و على النسجام و الحترام ‪ . .‬عندما تكون‬
‫سعيدا فستزرع السد و الغية و العداوة مع الخرين ‪ . .‬و لكن الزن يسبب الشفقة‬
‫و الصداقة السطحيّة و لذا ل نترم السيح ‪ . . .‬لنّه سبب الفرح و النشوة و الغبطة و هو‬

‫‪181‬‬
‫العريس بالعُرس الدائم على مائدة ال حيث السعادة البديّة ف خدمة سرّ السد و الساجد‬
‫معا ‪ . . .‬و من الساجد إل السجود و هذا هو سرّ الوجود ‪. . .‬‬

‫هل زرت مقامات القدّيسي ف الند؟‬


‫إذهب و سترى القد و الغضب على وجوههم ‪ . .‬لاذا؟ لنّهم ف صيام دائم و عذاب وقهر‬
‫حت ل يسبّبوا الغرور و السد ف نفوس البشر ‪ . .‬عندما ترى هذا البؤس تتعاطف معهم‬
‫وعندما تتلطف معهم تتضاعف قيمة التعاسة و يتمسّك با هذا القديس الاهل ‪. . .‬‬
‫هذه هي اللقة الفرغة ‪ . .‬يدور و يدور و ل يعرف العتمة من النور ‪ . .‬و كلّما ازداد البؤس‬
‫كلّما تعلّقوا بالعذاب و بالقهر و بالصيام و بالفقر ‪ . .‬و البعض منهم ينتحر إمّا بالس ّم أو‬
‫بالقتل أو بالصيام و هذه هي قمّة الشجاعة ف الزهد و التقشّف ‪ . . .‬هذه هي حياة الناسك‬
‫التمسّك بالقشور الدينيّة الدنيويّة ‪. . .‬‬

‫و لكن السيح هو على العكس تاما ‪ . . .‬إنّه على عرش الفرح و الشاركة بنعم ال ‪ . . .‬إنّه‬
‫على مائدة السرار السديّة و الروحيّة ‪ . . .‬الكل و الشرب و الغناء و الرقص و المرة‬
‫الليّة ‪ . .‬ل يسعن إلّ أن أراه ف هذه الصورة ‪ . .‬إنّه هو القربان القدّس و هو النيل اليّ‬
‫و هو صوت ال الصامت و الصامد إل البد ‪ . . .‬عندما يأكل و كأنّ ال يأكل من خلله‬
‫و هذه هي الصلة بي الالق و الخلوق و ما الصلة إلّ الصلة بي العائلة و العيل ‪ . . .‬صلة‬
‫الكرم و البحبوحة الواسعة ل لسدّ حاجاتنا اليوميّة بل لعيش النشوة البديّة ‪ . .‬لذلك شرب‬
‫المرة لنّها رمز البتهاج و الفرح دون أيّ قيود أو أيّ حدود بل من فيض العابد للمعبود‪.‬‬
‫المرة ليست حاجة ضروريّة و لكنّها للمناسبات الروحيّة ‪ . .‬إنّها للحتفال البعد من‬
‫حدود الفكر و العقل ‪ . .‬لذلك عندما نرى السيح نرى فيه الفرح و البهجة و لذه السباب‬
‫صلب لنّه سبّب السد و الغرور عند الناس ل ّن مفهومهم للقداسة هي التعاسة و الفقر‬
‫وليس القداسة بالغن و بالشكر ‪ . . .‬لذلك خلق عداوة بينه و بي أهل الشريعة و القانون ‪.‬‬
‫أتى ليحي الوتى و لكن الموات ل حياة فيهم ليفهموا رسالة السيح ‪ . . .‬رسالة الفرح‬
‫و السعادة ‪ . .‬رسالة الباءة و الكمة‪ ،‬إنّها رسالة ال ّق لهل القّ ‪. . .‬‬
‫ب التشائم؟‬
‫لاذا ن ّ‬
‫‪182‬‬
‫السيح يقول ‪ ":‬دعوا الموات يدفنون بعضهم البعض و تعالوا معي و أنا أساعدكم لتتعرّفوا‬
‫على أنفسكم ‪ . . .‬و لكنّنا نبّ الوتى! إنّهم على باب القب ينتظرون لظة الدخول إل‬
‫الهل الكب ‪ . .‬و مع الوقت نصبح نن أيضا مثلهم ‪ . .‬نتشابه بن نبّ و نترم ‪. . .‬‬
‫لاذا ل نبّ الحياء و السعداء؟ لاذا نسعى إل البؤس و التعاسة و نتحمّل صليبهم و ألهم؟‬
‫هذا مرض رهيب و نفرضه على حياتنا بالترغيب و بالرهاب لنهرب من الياة إل الوت ‪. .‬‬
‫ب بالتعذيب و بالرب و بالضرب و السلب و النهب‬ ‫هذا هو مرض تعذيب النفس ‪ . . .‬ال ّ‬
‫و الغتصاب و إل اللناية ف هذه البداية ‪ . . .‬تصوّر و لو للحظة! لول نذهب إل هذه‬
‫العابد أو هذه القابر‪ .‬حيث النسّاك و الرهبان و أصحاب الل و الشقاء‪ ،‬من سيبقى منهم؟؟‬

‫هذه تثيليّة منذ ألوف السني و حت اليوم ‪ . . .‬عليهم الصوم و علينا الحترام ‪ . .‬عليهم‬
‫ب لؤلء الموات ‪ . .‬و أين هو الدف؟ الدف ف تارة‬ ‫العذاب و علينا الذنب و ال ّ‬
‫التعاسة!! نبن لم العابد و نؤمّن جيع الدمات الاديّة و العنويّة إل أهل الدين و السلطة‬
‫و الشريعة للمحافظة على هذه الدعة ‪ . .‬ندعم غرورهم و استكبارهم و بذلك ندعم جهلنا‬
‫و خوفنا و مصالنا الاديّة و الجتماعية و السياسيّة و بذلك تتصال الصال و يكم الطال‬
‫و الشكر والمد إل عبد ال لنّه يافظ على ثروة ال ‪ . . .‬هذه هي الحبّة و الرحة إل‬
‫هؤلء الهلة و الموات و ل نزال نافظ على تراثنا منذ آدم و حواّء حت الساعة و يالا من‬
‫ساعة!! ل نلُك إلّ التمسّك بالتعاسة لنّنا ل نلُك غيها ‪ . . .‬طوب للتعساء لنّهم أصحاب‬
‫ملكوت اليب ‪. . .‬‬

‫وقال لم‪ ":‬الصاد كثي و لكنّ العملة قليلون ‪. .‬‬


‫من هو هذا العامل العاقل؟ هو الذي يعلم بأنّ الياة حفلة فرح و ابتهاج و ليست عذاب‬
‫و ذنب ‪ . . .‬السيح فتح باب السماء و قال‪ ":‬تعالوا معي ياعمّال السلم و معا سنحصر‬
‫الياة الزليّة و البديّة و اتركوا الوت لنّه مرّد فكرة إحتلّت أفكاركم ‪. . .‬‬
‫إبتعدوا عن الوهم و المّ و لنحيا الطفولة و الباءة و العفويّة الطبيعيّة ‪ . .‬أنظروا إل زنابق‬
‫القل و إل الشمس و القمر و إل الطي و الشجر و جيعها تعطّر و تطّر و ترقص دون عناء‬
‫أو بلء ‪ . .‬هذه هي الطريق إل النّة لنّها تت أقدام المّهات و المومة هي البوّة الوجودة‬
‫‪183‬‬
‫ف ك ّل قلب يبّ الوجد ‪ . . .‬دعوا الموات يدفنون بعضهم البعض و باب الياة أمامكم‬
‫فادخلوا فيه و سترى قلوبكم من فيه!!"‪.‬‬
‫السيح ل يزال يدعو إل الياة الزليّة و لكن هل من ميب؟ طبعا ل‪ ،‬بل ننكر وجوده و ل‬
‫نصدّق كلمه ‪ . . .‬لنّ إذا صدّقنا و دخلنا مراب البّ ماذا سنفعل بالتعاسة و بالشقاء‬
‫وبالل؟ هذه هي ثروتنا طيلة الاضي حت الن ‪ . .‬هذه هي حصيلة الصاد على مدى‬
‫الوجود ‪ . .‬لذلك نرفض كلمه و ننكر وجوده و نتّهمه بالغشّ و بالداع ‪ .‬تعلّمنا بأنّ‬
‫الياة مأساة و هو ييا الفرح و هذا التناقض مرفوض لنّنا نؤمن با نعلم و با نتألّم و لغة‬
‫السعادة غريبة عن حياتنا و ل نفهمها لنّنا نتب رائحة القهر ل رائحة العطر و حياة القب‬
‫أرحم من حياة نهلها و الداعي غريب الطوار ل يشبه النبياء بل يرقص و يغنّي و يأكل‬
‫و يشرب و يتكلّم عن النور و الفرح و السرور و هذا كلم ل يوحي لنا إلّ بالسحر‬
‫و بالغرور لنّه يعاكس آراء الشريعة الت شرّعت لنا الل و العذاب طيلة اليام و العادة‬
‫أصبحت عبادة و إبادة للعبيد و أين أنتم يا أحرار العال؟ مع السيح سنتحرّر من الهل‬
‫و ندخل مراب البّ من باب العقل‪ .‬إعقل و توكّل ‪. . .‬‬

‫ما هو سبب الزعاج؟‬


‫السبب ف القلب ‪ . . .‬الصمت يقول لنا بأنّ الصاد كثي و أين العمّال؟ لنسأل ربّ الصاد‬
‫أن يساعدنا على العمل و لنذهب كالملن بي الذئاب ‪ . . .‬و لكن من منّا مستع ّد لذه‬
‫الرسالة؟‬
‫الصوت يصرخ من القلب ‪ . .‬من صمت ال ف عباده و لكن هل من ميب؟ هذه خطوة‬
‫جريئة و خطية جدا ‪ . . .‬صاحب النشوة ل يستطيع أن يرافق صاحب النعوة ‪ . . .‬الفرح‬
‫أقوى من الزن و السيح دعوته إل الفرح و السرور ل إل الترح و الغرور ‪ . . .‬لذلك يقول‬
‫لنا ‪ . .‬أنتم المل بي الذئاب ‪ . . .‬أنتم الي بي الشرّ ‪. .‬‬
‫إنتبهوا و ازرعوا السلم و احصدوا السلم و الطريق مزروعة باللغام و قلوبكم ترقص مع‬
‫النغام و هذا هو التحدّي لوضع ال ّد بي الرب و البّ ‪ . . .‬من الطبيعي أن ترقص على‬
‫الطريق و تنسجم مع القمر و النجوم و الغيوم و لكن ماذا سيفعل بك أهل الشريعة‬

‫‪184‬‬
‫و القانون؟ إل السجن أيّها السخيف!! نعم أنت مريض عقليّا و جسديّا لنّك تيا الفطرة‬
‫و الباءة و لكن إذا كنت تعيسا و مريضا سوف ترى التعاطف حت من كبار السؤولي ‪. .‬‬
‫لذلك صلب السيح و ل يزال يرجم إل اليوم ‪ . . .‬هذه هي سخافة الثقافة! النسان الستاء‬
‫هو الطبيعي و أنت الشتاق إل الشوق هذا باطل ف دنيا القّ ‪ . . .‬علينا أن نتناغم مع الل‬
‫ل مع الفهم ‪ . . .‬علينا أن نتمسّك بالشريعة و بالوصايا الت فرضت علينا و تبدأ بالمر‬
‫و بالطاعة ‪ . .‬ل تقتل ‪ . .‬ل تسرق ‪ . .‬ل تزن ‪ . . .‬ل تشتهي و هذه "اللّ" تلشت‬
‫و ابتلينا بالبلء و ل زلنا على خطى الهلء نرفض السيح و نتّبع أهل العزاء و البلء لنّنا‬
‫نترم الرام و نكفّر اللل ‪ . . .‬نتجانس مع ال ّدنَس و نساهم ف تدنيس الدنيا حفاظا على‬
‫ال و على أنبيائه و رسله و أوليائه و أهل بيته!! يالا من سخافة ملفوفة بلفافة لتلف النفْس‬
‫الشفّافة ‪..‬‬

‫النسان التعيس مقبول و النسان النفيس مهول!!‬


‫علينا أن نوت دون أن نتعرّف على أسرار النفس الليّة ‪. . .‬‬
‫لذلك يقول السيح‪ " :‬إذهبوا فأنتم كالملن بي الذئاب"‪. . .‬‬
‫لقد أسأنا فهم معن كلمات السيح و تسّكنا بالشكّ من جهة و بالقّ من جهة أخرى و هذا‬
‫هو الطر الكب ‪ . .‬من سنصدّق؟ وقع الرتباك! هل نتدبّر المر أو ندمّر المر؟ طبعا دمّرنا‬
‫البهان و صلبنا السيح خدمة للنسان كي يبقى سعيدا حسب مزاجه و نعود إل البحث عن‬
‫ال و عندما نرى الدليل و البهان ندمّره و نتابع مسية العمى الذي يبحث عن النور ‪. . .‬‬
‫السيح هو الدليل الواضح لوجود ال و لكن ل نفهمه‪ ،‬هو فاكهة الشجرة‪ ،‬هو الغلّة‬
‫و الصاد ‪ . .‬هو البهان اليّ لوجود اليّ و لنّه هو القيقة دمّرناها و إلّ كيف سنيقى‬
‫على التمسّك بالهل و بالتعاسة؟؟ من الفضل أن ننكر وجود ال لنّه من الصعب جدّا أن‬
‫نتخطّى الهل الذي تكيّفنا معه و هذا هو سبب ألنا و بؤسنا ‪ . . .‬علينا أن نتخلّص من هذه‬
‫العتمة و نتّصل بالنور عندئذ نيا النعمة الت منها و با نيا مع اليّ ‪ . . .‬نعم يا إخوت نن‬
‫ف سبات عميق و السبب ف الفكر الذي ياف و يتمسّك بالكفر و بالشكّ ‪ . . .‬إستسلم‬
‫إل مشيئة ال كما فعل السيح و لكن بالعقل و بالفهم و بالوَعي و هذا هو الباب إل لبّ‬

‫‪185‬‬
‫القلب ‪ . .‬هذا هو التأمّل لنتخطى الفكر و التعقّل ‪ . . .‬تسّكنا برباط الوف و تناغمنا مع‬
‫أوتار الغرور و الستكبار و من أين سيأت النور و الشفاء من هذا البلء؟ ‪. . .‬‬
‫راقب الريض ‪ . . .‬عندما يتعلّق بالرض ل أمل ف شفائه لنّه ترك الجال لذا العلق أن‬
‫يتصّ دماءه و قدرته و استسلم للدّاء و تناغم معه ‪ . . .‬أكثر الرضى غرامهم ألهم و‬
‫يشحدون العاطفة و الهتمام!! تذكّرت أحد الرضى و هو سياسي خسر العركة النتخابية ‪.‬‬
‫‪ .‬مرضه نفسي سياسي لنّه رفض مواجهة القيقة ‪. . .‬‬
‫" خسرت بسبب مرضي "‪...‬‬

‫ما هوسبب الرض السدي؟‬


‫هو من الفكر الادي الدنيوي ‪ . . .‬هذا الشعور الذي يرفض الزية فتضعف العزية وينغلب‬
‫وينقلب من البّ إل الغضب ويقع اللوم على القوم وينهار ويتار الرض ويتمسّك بالل‬
‫وبالرارة السديّة ويستعطف العاطفة من الخرين وبيقى ضحيّة الهل إل ما يشاء فكره‬
‫الاهل ‪ .‬لقد تطّم وتبعثر هذا الفكر وظهرت العلمات على جسده وانكم من غروره‬
‫واستكباره ‪ . .‬وهكذا دواليك من مرض إل مرض إل أن احت ّل اليأس أهل البيت واستسلموا‬
‫إل القدَر والريض استرخى وارتاح ف هذه اللعبة السياسيّة البائسة بسبب الصراع والناع‬
‫والتوتر والقلق وأين اللّ والنصر والقّ؟؟‬
‫ل حلّ إلّ بالعقل ولكن السياسي ل يستخدم عقله بل انفعاله الاهل ولعبته السياسيّة الحنّكة‬
‫‪ .‬الفضل أن يبقى معتلّ ف الفراش لنّه ل يتقن أيّ عمل سوى الدعة السياسيّة‪ ،‬هذه هي‬
‫مهنته وتارته وشأنه ‪ . . .‬والن بعد أن أمضى عدّة سنوات ف الفراش والعائلة تتمّ به أصبح‬
‫السيّد الحترم والميع ف خدمته‪ ،‬وهذا أيضا ضرب من ضروب السياسة ‪ . . .‬أصبح الفراش‬
‫هو العرش والريض هو اللِك الكلّل بالعِلل والعائلة تدم هذه العلّة دون أيّ حلّ ‪ . . .‬وماذا‬
‫حلّ بالعائلة؟‬
‫لقد نضوا جيعا من التكاليّة إل الستقللية !! زوجته اهتمّت بالتجارة وابنه بإدارة مكتبه‬
‫ووالده بالزراعة والسياسي استسلم للل ول أحد باجة إليه أو يشعر بوجوده!! وذهبت‬
‫لزيارته وعندما صارحته بالقيقة إنفجر غاضبا ورفض أن يكون هو سبب إطالة الرض ولكن‬

‫‪186‬‬
‫بالرغم من هذا الستنكار والستكبار شعَر بشيء من الصدق ووعدته بالساندة وبالعرفة ‪. .‬‬
‫وشكرن وقال‪ ":‬سأفكّر بالمر " ‪. .‬‬
‫وعدتُ ف اليوم التال وأعترف بالضعف وقال‪ ":‬نعم! فكري هو السبب ‪. . .‬‬
‫جهلي و غروري هو السبب واخترتُ أن أبقى على ما أنا عليه من عِلل وجهل وهذا هو‬
‫اليار الفضل " ‪. .‬‬

‫لاذا اختار هذا اللّ؟‬


‫ل ّن العودة إل السياسة أصبحت مستحيلة ‪ . . .‬لقد مضى عليه سنوات ف هذه الغيبوبة إذا‬
‫غاب السياسي عن العلم عدّة أيام اختفى من عيون الناس ومن أفكارهم ‪ . . .‬أين هم‬
‫الشاهي والرؤساء والبطال؟ على السياسي أن يبقي الثارة والشارة ف ساحات الرب‬
‫والضرب والسلب والنهب وجيع أنواع الذى والحزاب والجومات السياسيّة والعسكريّة‬
‫والربيّة والزبيّة ‪ . . .‬إذا ل تكن صورته ف الجلّت وعلى صفحات الرائد يوميّا وعلى‬
‫الشاشات على مدار الساعات ‪ . . .‬فسوف يكون ف خب كان بسرعة الزمان و الكان ‪. . .‬‬
‫شعار مات اللِك عاش اللك هو شعار السياسة منذ بدء الليقة ‪ . . .‬الرئيس يوت والكرسي‬
‫يدوم‪ " .‬الله ّم كنّس الكراسي ونظّف الوجع من رأسي ‪ . " . . .‬هذا هو دعاء أهل البادية‬
‫وأهل الرض وأهل الكمة ‪ . . .‬اللّهم نّنا من الاكم والكيم الحكوم بالال وبالهل‬
‫ومن رجال الدين والسلطة ومن علماء الال ورجال العمال يا أرحم الراحي وارجهم‬
‫برحتك إل أبد البدين آمي ‪ . . .‬وكما تكونوا يولّى عليكم ‪ . . .‬هذا الكعك من هذا‬
‫العجي ول يغيّر ال ما بقوم حت يغيّروا ما بأنفسهم ‪ . . .‬علينا بأنفسنا واللّ بالعقل‬
‫وبالتوكّل على الكب والعلم ‪ . . .‬وكانت كلمته الخية قبل أن أغادره‪ " :‬العودة إل‬
‫الياة أصبحت مستحيلة ول باليد حيلة!! تعوّدت على الفراش وعلى التجانس مع أهل الدنس‬
‫والنسجام مع اللئيم وأنتظر القب بفارغ الصب ‪ . . ." . . .‬هذا هو الفكر السياسي ف جيع‬
‫مالت العمال ‪ . . .‬إنّما العمال بالنيّات ولكلّ امرئ ما نوى ‪ " . . .‬صفّي النيّة ونام‬
‫بالبيّة " ‪. . .‬‬

‫كيف الال؟‬
‫‪187‬‬
‫إسأل نفسك والواب ف قلبك ‪ . .‬كن صادقا وسترى القّ بالقّ ‪ .‬حت التعاسة أصبحت‬
‫رباطا متينا ف حياتك وكذلك الرض لنّه عذر وحجّة تتمسّك به لتبقى ف الزن والبؤس‬
‫وهذه هي لعبة الفكر مع ذاتك ‪ . . .‬أنت اللعب وأنت اللعبة ‪. . .‬‬
‫لذلك يقول السيح‪ " :‬أرسلكم كالملن بي الذئاب " ‪ .‬لاذا؟ لنّه يعلم بأ ّن القيقة‬
‫ستُهاجم وستُرجم ‪ . .‬من يستطيع أن يتحمّل النشوة والغبطة؟ من الطبيعيّ أن يهجم الهل‬
‫على العقل والذئب على المل!! وأيضا يقول‪ " :‬ل تملوا كيس دراهم ول مزودا ول حذاء‬
‫ول تسلّموا ف الطريق على أحد "‪.‬‬
‫إنّه بذلك يقول بأنّ صاحب الفرح مسود من أهل التعاسة وهذه مشكلة لم ولكم وهذه‬
‫النعمة ستكون نقمة على أهل الشرّ‪ ،‬فل تتعامل معهم ل بالكلم ول بالسلم وأنتم اكتفيتم با‬
‫أعطاكم ال وهذه هي الثروة البديّة‪ ،‬فإذا ل لزوم ليّ شيء ل للمال ول للثياب ول للطعام‬
‫وال يرزقكم كلّ ما تتاجون إليه‪ .‬إذهبوا كالفقراء ومن هذا النطلق تشاركون بالقّ لنّ‬
‫الناس سيتعاطفون معكم ‪ . . .‬أنتم اللوك الفقراء الفاة العراة وجيع القوم سينسجمون‬
‫معكم‪.‬‬
‫ن المي ‪ . . .‬أنتم المراء وهم الفقراء و لكنهم ل يعلمون ‪. . .‬‬ ‫الظهر الفقي هو لماية الغ ّ‬
‫هكذا كان الكيم الستني بودا وأمثاله وكذلك اللفاء والعلماء ولكن اللوك والسلطي‬
‫والكّام أصبحوا ف أل التاريخ ولكن السيح حيّ مع اليّ‪ ،‬والغنياء أموات من الهد إل‬
‫اللحد ‪ . . .‬الغن الارجي يزول وأما الثروة الداخليّة أزليّة للبد ‪ . .‬كن أميا على بصيتك‬
‫الت ل تزول فأمّا البصرة تزول ‪ . . .‬لذلك نرى بأن ل ضمانة لهل ال إ ّل بالماية من أهل‬
‫الشرّ ‪ . . .‬خاطبوهم على قدر عقولم وصلّوا معهم بأضعف إيانم وكونوا كأفقر الفقراء من‬
‫الارج وأنتم الغنياء من الداخل‪ ،‬الظاهر غي الظاهر ‪ . . .‬ومع الوقت سيشهد لكم العال‬
‫بأنّكم عيال ال وأنتم النور ف العال أجع ‪. . .‬‬
‫" ل تملوا كيس دراهم‪ ،‬ول مزوّدا ول حذاء "‪. .‬‬
‫لاذا ل تمل أيّ كتاب؟ أي ل زاد فكري ول زاد جسدي!! أي لندّعي العرفة ول العلم‬
‫ول الدراك ‪ . .‬إبتعدوا عن الظاهر الارجيّة مهما كان نوعها ‪ . .‬فكريّة علميّة جسديّة ماديّة‬
‫أرضيّة أو ساويّة ‪ ". .‬كونوا أجهل الهلء وهذا هو العال السليم ‪ . . .‬حفظت شيئا وغابت‬

‫‪188‬‬
‫عنك أشياء وأشلء ‪ . . .‬وما أوتيتم من العلم إلّ قليل" ‪ . . .‬والعلم مدود مهما كان واسعا‬
‫ي كتاب فأنت كتاب ال‬ ‫فنهايته قريبة لنّ علم ال أعلم من كلّ عليم ‪ . . .‬فإذا ل تمل أ ّ‬
‫القدّس والبي واليّ والتجدّد مع كلّ جديد ‪ . .‬تذكّر بأنّ الناقشة خناقشة والوار ينقلب‬
‫إل دمار وشجار وينتهي بالجوم وباللوم ‪ . .‬الفضل أن نستمع إل العقل والصمت لغة‬
‫اللغات ‪ . . .‬صمت الزهور أفضل من صوت القبور ‪ . . .‬الصمت اليّ لغة حيّة ل يتقنها إلّ‬
‫أهل التقوى ‪ . . .‬ويقول لنا‪ ":‬إن ل تكونوا كالطفال لن تدخلوا ملكوت ال " ‪ . .‬أي أن‬
‫نعود إل الباءة وهذه هي الماية من الذئاب لنّ الطفل يتحدّث من اختباره ل من فكره أو‬
‫كتابه وإلّ سنقع ف الشرك مع أهل الكفر واللاد لنّهم أقوى من ناحية الناقشة ‪ . .‬علينا أن‬
‫ندرك وأن نتذكّر بأنّ الختبار أقوى من الخبار ومن الصعب أن نعبّر عن هذا القّ لذلك‬
‫ص مع أهل الهل لنّهم‬ ‫نتردّد قبل أن نتكلّم ‪ . . .‬عالوا أموركم بالكتمان و بنوع خا ّ‬
‫يتقنون لغة الكلم والتأكيد ‪ . .‬الاهل يؤكّد ويدّد والعليم والكيم يتحيّر ويتحرّر ‪. . .‬‬
‫فإذا ل تذهبوا مع الكتاب بل مع القلب وإلّ سنقع ف فخّ العلماء وأهل الشريعة والسيادة‬
‫والسلطة وبذلك ترج عن دورك وتقع ف مكيدة الذئاب ‪ . . .‬كونوا من السالكي إل ال يا‬
‫أول اللباب ‪. . .‬‬

‫إذهبوا كالمَل أي كالطفل دون أيّ فساد أو فِسق بل بالفطرة البتوليّة وهذه هي الشجاعة‬
‫ي شهوة إل أيّ نزوة‬‫الطلوبة لتشر الرسالة الليّة ‪ . .‬إنّنا باجة إل رسل أوفياء وأتقياء دون أ ّ‬
‫ي رشوة وحذرهم السيح بقوله‪ ":‬ول تسلّموا ف الطريق على أحد "‪ . .‬لاذا قال لم هذا‬ ‫أو أ ّ‬
‫القول؟ ما القصد من هذا التنبيه؟‬
‫لنّ طريق القّ صعبة ومشاكلها كثية ومشاغلها أكثر ‪ . . .‬وليكن هدفنا هو الصراط‬
‫الستقيم وإلّ سنلتهي بأمور الدنيا ونعود إل الغرور وإل الستكبار ونبدأ بالجاملت‬
‫وبالتحيّات وبالترحيب وبالترغيب وبالنتماء إل الغريب والنسيب وعُدنا إل الضطراب‬
‫وإل شتّى أنواع العذاب ‪ . . .‬وبذلك نستودع ال ّق ونسترجع الباطل ‪ . . .‬ورحم ال‬
‫الدف وأهل بالوف ‪ . . .‬تذكّرت هذه الادثة حصلت ف بلد التيبت بالشرق القصى ‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫راهب بودي كتب إل رئيس الدير أن يرسل له أحد الخوة ليساعده ف البستان ‪ . . .‬قرأ‬
‫السؤول الرسالة أمام الخوة وطلب من الرهبان المسة أن يذهبوا إل الوادي لساعدة الخ‬
‫ف الزراعة واعترض أحدهم قائل ‪ " . . .‬لقد طلب راهبا ل غي و لاذا سنرسل له خسة‬
‫رهبان؟" فردّ عليه الرئيس قائل‪ ":‬ستعرف لحقا ما هو السبب ولست متأكّدا من وصول‬
‫أحدكم إل العمل‪ ،‬الطريق طويلة والدنيا ملنة بالشهوات وبالغراء واللّهو واللغو على مدّ‬
‫عينك والنظر ‪ . . .‬اذهبوا وسنرى النتيجة بالنتيجة " ‪. . .‬‬
‫جوابه مثي للضحك وللسخرية ولكن ذهب الرهبان المسة والطلوب واحد ‪ . .‬الرئيس أصرّ‬
‫وألّ وساروا بأمره على مشيئة ال والنوايا ‪ . . .‬وابتدأت الرحلة والطوة إل اللوة أصعب‬
‫وأشقى من الطوة إل الطيئة وأتت النيّة الول وسعوا صوتا ينادي " أيّها الراهب أدعوك‬
‫لتسكن معنا لنّ راهبنا توف ونن باجة إل راهب والراتب مترم يا مترم ‪. " . . .‬‬

‫نظروا إل القرية فإذا با مزدهرة وملئمة لرغبات الراهب وقال أحدهم‪ ":‬سأبقى هنا لدمة‬
‫رسالة الكيم بودا ‪ . .‬لاذا سأذهب إل القل ‪ . .‬هنا القل أيضا و أنتم الربعة ستقومون‬
‫بالرسالة على أكمل وجه ‪ . .‬أستودعكم ال وسأكون خادم لذه الرعيّة‪. ." . .‬‬

‫وانصرف الخوة إل عملهم ومرّوا ف قرية أخرى من ضواحي الدينة ‪ . . .‬ومرّ اللك من‬
‫إحدى الشوارع ونظر إليهم ورأى أحد الرهبان يشعّ جال ورجوليّة وقال له‪ ":‬انتظر قليلً‪.‬‬
‫إنّن أبث عن رجل وسيم لبنت الوحيدة وأرى فيك الزوج الناسب والمي الناسب‬
‫للمنصب الناسب ‪ . . .‬ملكت ستكون لك " ‪ . .‬طبعا وبدون أيّ تردّد استودع الخوة‬
‫الثلثة وبقي ف الملكة ‪ . . .‬ومن الطبيعي أن يفكّروا با قاله رئيس الدير ‪ . .‬الطريق شاقّة‬
‫وطويلة والغراءات مغرية وكثية وال أعلم با سنعلم ‪ . . .‬ولكن سنطيع أمر العلّم ولن‬
‫نؤذي المانة مع العلّم بأ ّن الغية بدأت تنمو وتسيطر على الفكار وعلى الشاعر ‪ . .‬الخ‬
‫ي عقد أو عهد‪. . .‬‬ ‫الوّل أصبح راهبا وراعيا للقرية الغنيّة والثان أميا وول عهد أجل من أ ّ‬
‫وما هو مصينا ف البستان؟‬

‫‪190‬‬
‫وف اليوم الثالث أضلّوا الطريق وتاهوا ف الغابة ورأوا على قمّة البل مصباحا منيا فذهبوا‬
‫إل هذا البيت وإذا بامرأة شابّة تعيش لوحدها وتنتظر قدرها واستقبلتهم قائلة‪ ":‬المد ل على‬
‫هذه النعمة‪ ،‬إنّن أنتظر أمي وأب ولكن حت الن ل أرى أحد منهما وأخاف أن أبقى لوحدي‬
‫ف عتمة اللّيل‪ ،‬شكرا إل الكيم بودا هو الذي أرسلكم إلّ‪ . .‬إبقوا معي هذه الليلة إل أن‬
‫يأت أحد من أهلي " ‪ .‬وف الغد وقبل الغادرة قال أحد الرهبان‪ ":‬ليس من العدل أن أتركها‬
‫لوحدها وهذه هي تعاليم الكيم ‪ . . .‬فسأبقى معها إل أن يأت أهلها وهذه هي الرحة " ‪. .‬‬

‫نعيش البّ والنفعال والواية بإسم الرحة ‪ . . .‬وبقي معها رحة با ‪ . .‬واعترض الخوة‬
‫وألّوا عليه أن يرحل معهم إل القل ‪ . .‬هذا وعد رئيس الدير وعلينا باللتزام ور ّد عليهم‬
‫قائل‪ ":‬لقد تعلّمت عن الرحة واليوم أنا أقف أمام هذا المتحان‪ ،‬الفتاة لوحدها ومن الفضيلة‬
‫أن أبقى معها إل أن تستقرّ مع أهلها وهذا هو العمل الفاضل والطاهر والعفيف ‪ . .‬أذهبا إل‬
‫القل وهنا حقلي وعقلي وعملي " ‪ . . .‬وبقي مع الفتاة وذهبا معا إل القدر الجهول ‪. . .‬‬
‫وما هو مصي الخوة؟‬

‫وف اليوم التال تمّع حشد كبي من أتباع الكيم بودا وبدأوا بالتحدّي والستفزاز مع‬
‫الرهبان وحشد آخر من أهل الكفر واللاد واشتدّت الناقشة وتدخّل علماء الشريعة واللاد‬
‫واشترك معهم أحد الرهبان واعترضه الراهب الخي قائل‪:‬‬
‫" هذا النقاش يدوم ويدوم إل ما ل ناية وعلينا أن نذهب إل القل ‪ " . . .‬فقاطعه الخ‬
‫وتمّس وقال‪ " :‬سأبقى هنا حت آخر يوم من حيات لدافع عن بودا وعن ديننا السماوي ‪.‬‬
‫هذا هو دوري مع هؤلء الكفرة‪. " . .‬‬

‫هذا التحدّي ليس للحكيم بودا بل لنفسه المّارة بالغرور وبالستكبار وسيهدي جيع أهل‬
‫القرية إل معتقده ودينه ‪. .‬‬
‫وبقي معهم ول زال يناقش ويغشّ وينقش على فكر البشر الهل والكفر ‪ . . .‬ووصل‬
‫الراهب الامس إل العمل الطلوب ‪ . . .‬فإذا عندما قال السيح ل تسلّموا على أحد ف‬
‫الطريق أي ل تضيّعوا الوقت لنّه هو رصيد الياة ‪. . .‬‬

‫‪191‬‬
‫ي بيت دخلتم فقولوا أوّل‪ :‬السلم على هذا‬ ‫والياة هي هدف وجودنا ف الياة ‪ " . .‬وأ ّ‬
‫البيت "‪ .‬هذا هو الذكر الذي يلطّف بالقدر ويغيّر الوّ والناخ ‪ . .‬عندما ندخل إل أي دار‬
‫أشكر الهل بالحساس وبالنفاس ‪ . . .‬السلم عليكم يا أهل النور ويا أهل الدار والقرار‪،‬‬
‫وف هذا الوّ من السلم والسكينة تسمو الطمأنينة من القلب إل لبّ القلب ‪. . .‬‬

‫ومن هذا الشعور تنتشر السرار الليّة من دار إل دار دون أن تشعر بذا الس ّر بل تيا بك‬
‫النفْس الراضية الرضيّة وتؤهّل نفسك بالدوء وباللوهية ‪ . . .‬هذا هو سرّ السيح عندما‬
‫قال‪ ":‬أنشروا السلم بالعال " ‪ . .‬أي بعد أن نشعر به ونتب سرّه نشارك البشر والشجر‬
‫والطي والجر ‪ . .‬هذا هو التسبيح ل الواحد الحد‪ . . .‬علينا أن نؤهّل أنفسنا بالسلم‬
‫اللي لكي نساهم ف نشر السلم حول العال ‪ . . .‬هذه حقيقة علميّة أثبتت بأ ّن النوايا تنتقل‬
‫وتوّل النسان من الشرّ إل الي إذا كنت من أهل الي والعكس أيضا صحيح ‪ . . .‬فإذا‬
‫إنّما العمال بالنيّات " ولكلّ امرئ ما نوى " ‪. . .‬‬
‫أحيانا أدمّر نفسي بنفسي ‪. . .‬‬
‫أخاف من هذا الجهول وأشكّ به ويعود الوف إلّ ‪. . .‬‬
‫هذا هو صدى الصوت وصدى الصمت وصدى النوايا ‪ . . .‬الفكرة هي القدر ‪ . . .‬تفائلوا‬
‫بالي تدوه ‪ . .‬كن جيل ترى الوجود جيل ‪ . . .‬حيات نتيجة أفكاري وأعمال ‪. . .‬‬
‫ي إنسان‬ ‫فكرة اليوم شجرة الغد ‪ . . .‬كما نزرع نصد ‪ . . .‬راقب نفسك عندما تلتقي بأ ّ‬
‫وخاصة إذا كان غريبا عنك ‪ . . .‬ما هي الفكار الت ترّ ف ساء الفكر؟ هذا إنسان عاطل!!‬
‫هذا صديق ولكنّه غبّ! إنّه مزعج! وإل ما هنالك من نوايا تدمّر الفكّر أوّل ومن ثّ الزائر ‪. .‬‬
‫من الذي ابتدأ بزرع الشكّ؟ لنشاهد معا فكر الزوج عندما يعود إل البيت ‪ . . .‬ما هي‬
‫الفكار الت تداعب قلبه وفكره ‪ " . .‬سوف لن تكون ف النل ‪ . .‬وإذا كانت ستكون‬
‫مقرفة وبذيئة ‪ . .‬ولكن سأجد لا العذار عن سبب تأخري ‪ " . . .‬إنّه يزرع الشكّ ف‬
‫أفكارها والرأة عندها قدرات بديهيّة وطاقة الدس عندها أقوى من طاقة الرجل‪ ،‬من الصعب‬
‫أن تكذب عليها‪ ،‬من السهل أن تدع الرجل ولكنّ الرأة شعورها أصدق من فكرها ‪. .‬‬
‫تفكّر بقلبها ل بعقلها ‪ . . .‬والقلب أصدق أنباء من الكتب ‪. . .‬‬

‫‪192‬‬
‫أكّد لنا العلم بأنّ الطعام هو قدَر النسان وكذلك الفكار والنوايا والكلمات والعمال ‪.‬‬
‫ومن عمل مثقال ذرّة خي يره ومن عمل مثقال ذرّة شرّ يره ‪ . . .‬أنت صاحب الي والشرّ‬
‫ولك اليار دون أن تتار ‪. . .‬‬
‫إمتحِن نفسك‪ ،‬فكّر بأ ّن زوجتك ستستقبلك بفرح واشعر بذا الشعور وتصوّر الصورة‬
‫وكأنّك معها وتراها بالبهجة وبالسرور وسترى بأنّ اليال أصبح حقيقة ‪ . .‬ل ّن الفكرة هي‬
‫أساس التأمل والتصوّر والتخيّل ‪ . . .‬والعال بأسره متّصل بميع ملوقات ال والقلب هو‬
‫ب وهو عرش ال اليّ ينبض ف القلوب وهو اليّ القيّوم وكلّ فكرة تنبع من‬ ‫مصدر هذا ال ّ‬
‫قلب تت ّد أمواجها حت سابع جار ‪ . . .‬نن نعيش ف العال ونستح ّق ما صنعت أفكارنا‬
‫بالعال ‪ . .‬ك ّل ما نراه هو با كسبت أيدينا ‪ . . .‬نن سبب الدمار والروب والعمار والبّ‬
‫‪ . . .‬ميزان العدل ف العقل وإذا انتصرنا على أفكارنا ارتقينا إل الحبّة ومن الحبّة إل الرحة‬
‫الليّة ‪ . . .‬فإذا أفكارنا هي قدرنا ومن الفكرة أتت الكلمة أي الصمت أساس الصوت ‪. . .‬‬
‫ي بيت دخلتم فقولوا أوّل ‪ :‬السلم على هذا البيت‬ ‫" وأ ّ‬
‫فإن كان فيه إبن سلم‪ ،‬فسلمكم يلّ به‪،‬‬
‫وإلّ عاد إليكم "‪.‬‬
‫والعطاء الصادر من القلب مقبول بالقلب والسلم الذي ينبع من ال يسلّم العال سلم ال‬
‫وإن ل يكن سلمكم مقبول لسباب نفسيّة أو جسديّة فل تزنوا فسلمكم يعود إليكم‬
‫ويزيدكم ال سلما وبردا ورحة ‪ . . .‬ويذكّرنا السيح بقوله‪:‬‬
‫" ومن سع إليكم سع إلّ ‪ .‬ومن أعرض عنكم أعرض عنّي‪ ،‬ومن أعرض عنّي أعرض عن‬
‫الذي أرسلن "‪.‬‬
‫لاذا يذكّرنا بأنّنا جيعا أخوة بال وكلّنا عيال ال؟؟‬
‫ب نفسه أحبّن ومن رحم أخيه رحم نفسه وارحوا من ف الرض يرحكم‬ ‫يقول ال‪ ":‬من أح ّ‬
‫من ف السماء ‪." . . .‬‬
‫ويكرّر يسوع ويشدّد ويذكّر قائل‪ ":‬من أحبّكم أحبّن لنّن أتيت من ال وأنتم أيضا ومن‬
‫ب نفسه ل يبّ ال وإذا عرفت نفسي‬ ‫أحبّن أحبّ ال ومن كرهن كره نفسه ومن ل ي ّ‬
‫عرفت ربّي وعرفت نبع الياة البديّة ‪".‬‬

‫‪193‬‬
‫لنتذكّر معا ‪ . . .‬كلّ عمل نعمله من أجل ال يكون عبادة من أجل أنفسنا ‪ . .‬إنّ ال ليس‬
‫باجة إلينا بل نن باجة إليه ‪ . . .‬هو الحيط وأنا قطرة الاء أو الوجة ‪ . . .‬إذا احترمت‬
‫المانة الت منحن إيّاها‪ ،‬أي الطاقة السماويّة الت تيا فّ‪ ،‬يعطين حياته الزليّة أيّ يأت إلّ‬
‫الحيط بكامله وبأسراره ويغمرن بعطفه وبرحته وأذوب بال وأموت وأحيا به ومعه إل‬
‫البد‪ .‬ال يبّن أكثر من أمي ومن أب ‪ . . .‬هو الوّل والخي هو البداية والبديّة هو السرّ‬
‫البعد من أيّ علم وأيّ سرّ ‪ . . .‬فإذا ك ّل أعمالنا هي عبادة لنفسنا ول وتعود إلينا بالرحة‬
‫وبالياة الزليّة السرمديّة‪ . . .‬إذا أحببت نفسي أحببت ال وإذا كرهتك يا أخي أكره نفسي‬
‫وال ‪ . . .‬العال بأسره هو سبيل وأداة للوصول من خلله إل خالقه ‪ . . .‬بالساس‪ ،‬كلّما‬
‫نفعله مع أنفسنا ومع الناس ومع الطبيعة نفعله مع النبع ومع البذرة الصيلة وهذا هو جوهر‬
‫العاملة و سرّها الليّ ‪. . .‬كلّ عمل عبادة أو إبادة ولك اليار أيّها النسان الختار ‪. . .‬‬
‫" ورجع التلمذة الثنان والسبعون وقالوا فرحي‪ ":‬يا ربّ‪ ،‬حت الشياطي تضع لنا‬
‫بإسك"‪ .‬فقال لم يسوع‪:‬‬
‫" كنت أرى الشيطان يسقط من السماء كالبق ول تفرحوا بأنّ الرواح تضع لكم‪ ،‬بل‬
‫افرحوا بأنّ أساءكم مكتوبة ف السماوات"‪.‬‬

‫يا إخوت ‪ . .‬التلميذ ل يزال تلميذا يبحث عن الوعي والدراك ‪ . .‬وهؤلء الخوة التقوا‬
‫السيح المسوح بروح ال وبالسرار الليّة ولكنّهم اندهشوا بضوره الذي حرّك مشاعرهم‬
‫وتأثّرت جذورهم وانتقلت إليهم هذه الدمغة وهذه البصمة السماويّة لنّ الحبّة شعور‬
‫وعدوى تعدو إلينا‪ ،‬عدوى إليّة تتعدّى حدود الفكر والسد وتدخل إل قلب الساجد‬
‫الودود ولكن التلميذ ل يزال على مقاعد الدراسة ول يتخرّج بعد ليخرج إل العال وهؤلء‬
‫الخوة باجة إل السيح ليصلوا إل الصول وإل الوعي اللي وإل مسؤوليّة التبشي‬
‫والشاركة ‪ . . .‬لذلك نراهم يستكبون ويشعرون بالغرور ‪ .‬عندما عادوا من رحلتهم‬
‫وتدّثوا عن مشاعرهم‪ ،‬نسوا ال وكان ك ّل هّهم فرض السلطة على الناس مبّة بالقوّة ل‬
‫بالتقوى ‪ . . .‬والشعب استقبلهم بحبّة وشغف وشوق إل ال واستمعوا إليهم وكرّموهم‬
‫ولكن التلمذة اندهشوا واستكبوا وشعروا بالسلطة وبالقوّة وعادوا فرحي إل يسوع‬

‫‪194‬‬
‫وكأنّهم هم ال ّق وليسوا خدام لذا القام وقالوا‪ ":‬يا ربّ يا رب حت الشياطي تضع لنا‬
‫بإسك " أيّ نن السلطة والسلطان على الشيطان ‪ . . .‬هؤلء الخوة ل يشاهدوا ال ف‬
‫يسوع ‪ . . .‬يسوع ل يزال إنسانا عاديّا لم‪ .‬النفس الشفّافة هي الت ترى التجلّي والوضوح‬
‫الليّ ف النبياء ولكن التلمذة رأوا ما بأنفسهم أو النعكاس الليّ أو هذا السرّ الجهول‬
‫على وجه يسوع أو ف حضوره ولكن ل ن َر بعد هذا البعد الثابت والرسّخ والستقرّ ف يسوع‬
‫السيح ‪ . . .‬يسوع الناصري هو ابن النسان ولكن يسوع السيح هو عيسى ابن مري أي من‬
‫الصعود السماوي الليّ ‪. . .‬‬

‫قالوا ليسوع ‪ . .‬حت الشياطي خضعت لنا ولكن بإسك ‪ . .‬لقد استكبوا بالغرور ولكن‬
‫تذكّروا " بإسك " أي إسم السيح وسيلة لم ولكن قوّتم غلبت الشيطان ‪ . . .‬وماذا قال‬
‫لم العلّم؟ ‪ ". . .‬ولكن ل تفرحوا بأنّ الرواح تضع لكم "‪...‬‬
‫ل تفرحوا بأنّ الرواح مطيعة لكم ‪ . .‬إنّ الفرح الصلي والوهريّ هو ف السرّ الجهول‬
‫عنكم‪:‬‬
‫" بل افرحوا بأنّ أساءكم مكتوبة ف السماوات "‬
‫إفرحوا لنّ ال رأى أعمالكم وسع صلواتكم ول تفكّروا ل بأنفسكم ول بإسم يسوع بل‬
‫احدوا ال وسع ال لن حده من قلبه "وكتب أساءكم ف السماء"‪ ،‬أيّ ف قلب ال ‪. . .‬‬
‫من منّا إسه مفور ف البيت العمور بالنور؟؟ من منّا اسه مكتوب ف يد ال؟ هذه الشارات‬
‫رموز ساويّة لتذكّرنا بأنّنا كلّنا عيال ال وأخوة بال ومنه وبه ومعه للبد ‪ . . .‬وال يرى‬
‫أعمالنا ويسمع أقوالنا ومنه الزاء والبلء ‪ . . .‬وماذا كانت ردّة الفعل عند التلمذة؟‬
‫استكبوا لنّهم انشهروا ولكن السيح ذكّرهم بقوله‪:‬‬
‫" أحِدك يا أبتِ‪ ،‬رب السماء والرض ‪" . .‬‬
‫لقد شكر ال وليس اسه أو نفسه بل الذي خلقه ‪ . . .‬إذا كان اسه قويّا هذا من قوّة القوى‬
‫والكب من جيع الساء والصفات ‪ . .‬السيح هو الناي وال هو اللّحن والصوت والصمت‬
‫والحبّة والرحة ‪ . .‬النسان العابد الذي يتقرّب إل العبود يستخدمه ال ليكون هو خليفته ف‬
‫الرض وف السماء ‪ . . .‬يستعمل يديّ وبصري وسعي وجيع حواسي وحدسي وجسدي‬

‫‪195‬‬
‫وأكون له الطيعة والشاكرة والمد لك يا خالق السماوات والرض وانطوى فينا بأسراره‬
‫وبأنواره ‪. . .‬‬

‫ويقول السيح بدافع من الروح القدس‪ ":‬أحِدك يا أبت‪ ،‬ربّ السماء والرض‪ ،‬على أنك‬
‫أخفيت هذه الشياء على الكماء والذكياء وكشفتها للصغار ‪." . .‬‬
‫هؤلء التلمذة ل يزالون ف مرحلة الولد الصغار ‪ . . .‬ل هُم حكماء ول علماء ول يعرفون‬
‫الشريعة أو الكتب القدسة بل بسطاء من أهل الرض ‪ . . .‬منهم الزارع والصيّاد والنجّار ‪.‬‬
‫ومن هذه الباءة تبدأ رحلة الجّ إل ال ‪ . . .‬ويشكره يسوع بقوله‪ ":‬نعم يا أبتِ هذا ما‬
‫كان إلّ برضاك "‪ " ...‬فقد سلّمن أب كلّ شيء‪ ،‬فما من أحد يعرف من البن إ ّل الب ول‬
‫من الب إلّ البن ومن شاء البن أن يكشفه له ‪." . .‬‬
‫السيح يؤكّد لنا بكلّ بساطة بأنّه هو الداة والوسيلة للب أي للخالق‪ ،‬إذا احترمتن يا أخي‬
‫إنك تترم ال الذي أرسلن ‪ . .‬ما أنا إلّ رسول حامل لنا جيعا رسالة ساويّة من خالق‬
‫السماوات والرض لذكّر نفسي وأنتم با نن عليه ‪ . .‬من احترم ال رحه ال برحته ‪. . .‬‬
‫علينا أن نترم جيع ملوقات ال ليحنا ال ‪ . .‬ومن عرف البن عرف الب ‪ . .‬إذا تعرّفت‬
‫على يسوع بالعرفة الوهريّة والساسيّة قد عرفت نفسك ومن عرف نفسه عرف ربّه ‪. .‬‬
‫ومن صلب السيح صلب نفسه وصلب ال ‪ . . .‬ك ّل ما تفعله بالسيح تفعله مع ال وما هذا‬
‫الصلب إلّ رمز الهل عند النسان ‪ . . .‬صلبنا ال عندما صلبنا السيح وك ّل ما نفعله بالناس‬
‫ب أو عذاب يعود ريعه إل أنفسنا وإل خالقنا ‪ . .‬هذا هو التوحيد مع الواحد الحد ‪.‬‬ ‫من ح ّ‬
‫كلّنا شجرة واحدة من بذرة واحدة موحّدين بالذور وبالعطور ‪. . .‬‬

‫النسان الذي ل يعرف نفسه ل يعرف أحد ‪ . .‬ومن عرف نفسه عرف السيح ومن ل‬
‫يعرف نفسه يرجم ويصلب ويقتل ويدمّر ‪ . . .‬لكنّه كسّر الناي واختفى اللّحن ‪ . .‬هذا هو‬
‫دمار الاهل ‪. .‬‬
‫" فقد سلّمن أب ك ّل شيء‪ ،‬فما من أحد يعرف من البن إ ّل الب‪ ،‬ول من الب إلّ‬
‫البن ‪". . .‬‬

‫‪196‬‬
‫هنا يؤكّد لنا يسوع " بأنّ ال يعرفن وأنا أعرفه"‪ ،‬لنّ هذه الرؤيا ل تظهر إل ّمن نبع الحبّة‬
‫الصادقة ‪ . . .‬وحده الصادق يعرف طريق ال ّق والياة ‪ . .‬أنّه جزء من ال وال جزء من‬
‫السيح ‪ . . .‬هذا هو النتماء الكامل إل الفناء بال ‪ . .‬عندئذ تعرف وتدرك ال ف القلب‬
‫وف اليقي ‪. . .‬‬
‫"ول من الب إلّ البن ومن شاء البن أن يكشفه له ‪". . .‬‬
‫إنّ النسانيّة العاديّة ل تستطيع أن ترى ال إلّ من خلل اللق ‪ . .‬وأن ترى ال من خلل‬
‫السيح وهذه أسهل طريقة قبول للرؤية الليّة ‪ . . .‬أن نرى الالق من خلل العاشق له ‪. . .‬‬
‫وعندما تراه تكون أنت أيضا أحد أبنائه ‪ . . .‬إذا تعرّفت على حقيقة السيح تعرّفت على‬
‫حقيقة نفسي وأنا أيضا مسيح آخر لنّ السيح مرآة لكلّ مؤمن بالقيقة الساكنة ف جوهر‬
‫السيح ‪ . .‬ومن هذه الطوة تنتشر اللوة ف قلوب أهل الجّ إل الس ّر الليّ الساكن ف‬
‫سكينة القلب ‪. . .‬‬
‫ك ّل إنسان أدرك س ّر يسوع هو أيضا أصبح يسوع وك ّل إنسان أدرك الكيم بودا هو أيضا‬
‫أصبح حكيما آخرا ‪ . .‬من تعرّف عرف ‪ . . .‬ومن عرف غرف ‪. .‬‬

‫من عرَف نفسه عرف ربّه ومن عرفك عرف نفسه وربّه ‪ . .‬فإذا إنسان واحد بإمكانه أن‬
‫يغيّر العال من الكفر إل الذّكر ومن الشرّ إل الي لنّ الذي عرف السيح اتّصل بنفسه وبال‬
‫لنّ السيح جسر يمع الخلوق بالالق وهذه هي سلسلة الفتوحات النورانيّة حت سابع جار‬
‫ومن جار إل جار اخترق النوار واتّصل بالسرار ‪ . . .‬هذا ما تفعله الصاة إذا رميتها‬
‫بالبحر تتموّج مع المواج وتنشر امتدادها مدى الدد ‪ . . .‬السيح هو كالصاة ف ميط‬
‫العال وإذا عرفته أصبحت مسيحيّا أي اعترفت به كإبن ال وتقول‪ " :‬نظري ل يستطيع أن‬
‫يرى الشمس ‪ . .‬النور ساطع وقويّ‪ ،‬أنظر إل الصباح وأدركت بأ ّن النور هو نفسه ‪" . .‬‬
‫ل نستطيع أن نرى ال مباشرة لنّه مجوب عنّا بنوره الذي يعمي البصر ولكنّ النظر إل‬
‫يسوع هو المال واللل الليّ ومع الوقت يتناغم البصر ونستطيع أن نرى ال ف ك ّل شيء‬
‫وهذا هو العن ف قوله‪ " :‬أنا وأب واحد أحد " ‪ . .‬أي يتفي السيح وبيقى ال وهذه هي‬

‫‪197‬‬
‫النفس الشفّافة وهي أعلى مقامات النفس والقرب إل ال ‪ . .‬السيح شفّاف وجليّ وواضح‬
‫لهل النور ‪. .‬‬

‫من هم أهل النور؟‬


‫هم أهل العرفان‪ ،‬الذي ييّز ويدرك ويقدّر القادر ف كلّ شيء ‪ . .‬وهذه هي نقطة التحوّل من‬
‫الوت إل الياة ‪ . .‬علينا أن نبحث عن العلّم أو السيّد أو العارف الذي به نتعرّف على ال‪..‬‬
‫هو البهان لوجود خالق النسان " من الذي رآن رأى ال " ‪ . .‬أي من خلله أرى خالقه‬
‫ليس بالفكر أو بالعقل بل بالوجود اليّ وبذلك نتأكّد ونقول‪ ":‬نعم ال هو الوجود اليّ‬
‫للبد ‪ . . .‬هذا النسان هو معلّمي ‪ . .‬السيح هو معلّمي وسيّدي وهو الباب والطريق والقّ‬
‫والياة ‪ . . .‬وإلّ سأبقى ف عال الناقشة والجادلة التافهة والسخيفة ‪ . .‬هذه رياضة فكرية‬
‫ل جدوى فيها إل الروب والدمار باسم ال وباسم الهاد الكب ‪." . . .‬‬

‫لاذا هذه الروب عب التاريخ حت اليوم؟‬


‫هذه نتيجة الهل ‪ . . .‬النسان عدوّ ما يهل ومن ل يعرف نفسه ليعرف إلّ الش ّر وهذا‬
‫هو الشيطان الذي يتحكّم بالنسان الاهل!! هل يستطيع العمى أن يدّثك عن النور؟ هل‬
‫يستطيع الكافر أن يوّلك إل مؤمن؟ ول الؤمن يكنه أن يرشدك إل اليان! إنّك لن تدي‬
‫من أحببت ولكنّ ال يهدي من يشاء ‪ . . .‬الشيئة مفتاح اليان ف قلب النسان الرّ الذي‬
‫يسعى إل معرفة نفسه بنفسه وال يهديه إل النبع الذي يبحث عنه ‪ . . .‬طوب للعطشاني إل‬
‫ال ّق يقول السيح ‪ . .‬ونن ما هو عطشنا ومشيئتنا وهدفنا؟؟ منذ قرون وقرون ول نزال‬
‫نتحاور ونتجادل وبدون أيّ معن بل بالنقاش التافه والسخيف ‪. . .‬‬
‫ل نستطيع أن نقنع أيّ إنسان إلّ إذا اختبنا الاورائيّات وتعرّفنا على العال الخر ‪ . . .‬السيح‬
‫يقول" أنا لست من هذا العال"‪ . . .‬نعم هو من العوال السماويّة البعد من حدود الكلمة‬
‫ي إنسان إلّ إذا كان من السالكي إل‬ ‫والبعاد العلميّة ‪ . . .‬ومع ذلك ل يستطيع أن يقنع أ ّ‬
‫العرفة وإل الوعي الكون ‪ . . .‬تذكرت هذه النادرة ‪. .‬‬

‫إستيقظ جحا باكرا وبدأ بالبكاء وبالصريخ ولّا سألته زوجته عن السبب قال لا‪. . .‬‬

‫‪198‬‬
‫ي كابوس ولكنّن متّ باللّيل ‪ . .‬أنا ميّت ‪" . .‬‬‫" ل ‪ . .‬ل ‪ . .‬ل أر أ ّ‬
‫كيف نستطيع أن نقنعه بأنّه حيّ؟ حاولت زوجته واليان ولكن ل سبيل إل إقناعه ‪. . .‬‬
‫أصرّ بأنّه ميّت وطلب من الطبيب أن يقدّم له برهان واضح بأنّه حيّ ‪ . . .‬وبالفعل فكّر‬
‫الطبيب واخترقت فكره فكرة قويّة وقال له ‪" . . .‬معا سنذهب إل الستشفى وإل فحص‬
‫الثّة بعد وفاتا"‪ ،‬وأخب الطبّاء عن حالة جحا‪ . .‬لقد شرّح الطبّاء أمامه أكثر من جثة‬
‫وسألوا جحا إذا رأى أيّ دم ينف من السد اليّت ‪ . . .‬طبعا ل ير أيّ أحد منهم أيّ دم‪. .‬‬
‫هذا هو البهان الطلوب ‪. . .‬‬

‫هل رأيت أيّ نقطة دم تنف من هذا اليّت يا جحا؟ طبعا ل ير أي نزيف وبقي مع الطبيب‬
‫عدّة أيّام يشرّح الموات والبهان واضح بأنّ اليّت ل ينف واقتنع جحا عقليّا بأنّ الطبيب‬
‫على حقّ وكذلك العلم والبهان واضح ‪ . .‬وبعد أن تأكّد جحا من هذه القيقة قال‬
‫للطبيب‪ ":‬معك حقّ ولقد رأيت ال ّق بأ ّن السد اليّت ل ينف ولكن هذا الوقف ل يغيّر‬
‫من وضعي شيئا ‪ " . . .‬فر ّد عليه قائل‪ ":‬إنتظر قليل يا جحا"‪ .‬وأخذ يده وجرحها وإذا‬
‫بالدم يسيل من إصبعه الجروح ‪" .‬والن! ماذا ترى؟ أل يكفي هذا البهان بأنّك حيّ؟"‬
‫نظر جحا إل الدماء تسيل من إصبعه وقال‪ ":‬يا ال فإذا النسان اليّت ينف بعد‬
‫الوت ‪." . .‬‬
‫البهان ل يبهن لك إذا كنت مقتنعا بعدم وجود ال‪ ،‬ك ّل الباهي ستدعم أفكارك ‪. .‬‬
‫القتناع ل يغيّر القناع ‪ . .‬إذا كنت مؤمنا أو كافرا‪ ،‬هذا اعتقاد مزيّف ومقلّد ومثبّت بالفكر‪.‬‬
‫ما ل تدرك وتعرف وتيّز بي ال ّق والباطل ستبقى ف قفص الناقشة والوار والدال التافه‪. .‬‬
‫ستبقى ف الدنيا أعمى وف الخرة أعمى وأض ّل سبيل إلّ إذا فتحت عيونك وتعرّفت على‬
‫بصرك وبصيتك وأدركت سبب وجودك واختبت النعمة الت قذفها ال ف قلبك وتأكدت‬
‫من وجود اليويّة فيك ‪ . .‬أنت الكائن الساجد ف هذا السد ‪ . .‬إنّه هو ال ّي مع اليّ ‪. .‬‬
‫هذه القيقة أبعد من حدود الفكر والعقل والعلم ‪. . .‬‬
‫أن تبحث عن معلّم أو سيّد الذي به ترى سرّ وجودك القدّس ‪ . .‬ويكون البهان الواضح‬
‫لترى ف عيونه اللّمحة الليّة والومضة النورانيّة وبحبّته تشعر بالسرّ الذي يتجاوب معه من‬

‫‪199‬‬
‫قلبك إل قلبه ومعه تسمو من الكفر إل اليان ومن الشكّ إل اليقي ‪ . .‬وهذا هو الفيض‬
‫اللي الزلّ ‪. . .‬‬

‫والعلّم هو هذا الناي الفارغ والصاف وال هو اللّحن الذي يفيض من خلله وإذا تعرّفت إل‬
‫هذا الس ّر ستسي معه وسيعرفك البشر من خلل هذه الشارة الليّة‪. .‬‬
‫إنسان واحد يبلغ النشوة البديّة يستطيع أن يوّل العال من الشرّ إل الي ‪ . . .‬ولكن ل‬
‫نزال ف حياة الرب والدمار لننا اخترنا الهل والبقاء ف الشقاء ونصرّ بالتمسّك بذا الوجع‬
‫وبعدم التغيّر وندافع عن التعاسة ونمي جهنّم ونتسلّح ضدّ ال ‪ . .‬مدرّعي ومصفّحي ضدّ‬
‫النيل والقرآن ونلوم ال على كلّ حال ومن منّا يعرف ال؟ ومن منّا يعرف نفسه؟‬
‫لو ل نكن أغبياء لكتفينا بأيّ من النبياء ‪ . . .‬القيقة واحدة ولكن من منّا موحّد مع نفسه‬
‫أوّل؟ ألوف من الكماء والنبياء والولياء ول نزال ف أسفل السافلي ندافع عن قبيلة قايي‬
‫وأين اليقي أيّها النسان؟؟‬

‫ي إنسانيّة!! عليّ بنفسي ّث نفسي ثّ نفسي ثّ أخي ‪. . .‬‬ ‫ي إنسان أو أ ّ‬ ‫ل تنتظر النصر من أ ّ‬
‫أحبّ قريبك كنفسك ‪ . . .‬من أنا ولاذا أتيت إل الدنيا؟ وإل أين الصي؟ وأين هو الضمي؟‬
‫السائل هو السؤول‪ . . .‬ومن أدرك هذه السؤوليّة توّل من آدم إل السيح ‪ . . .‬هذه هي‬
‫رسالة ال عب جيع النبياء ولكنّنا ندافع عن الغبياء ونرجم النبياء ‪. . .‬‬
‫الن الن وليس غدا ‪ . .‬لنا اليار دون أن نتار ‪ . .‬الوت أو الياة؟‪ . .‬النار أو النور؟‪. .‬‬
‫والباب مفتوح وسفينة نوح بانتظارك ‪. .‬‬
‫أنت السفينة وأنت الربّان وال يهدي ك ّل إنسان على خطى ال ّق والياة وسلم ال على من‬
‫اتّبع الدى ف يوم الدين آمي‪. . .‬‬

‫‪200‬‬
‫الغن والفقر‬
‫نعمة البشر‪. . .‬‬

‫الغنّ‬
‫لوقا ‪18‬‬
‫‪23-18‬‬
‫وسأله أحد الوجهاء‪ ":‬أيّها العلّم الصال‪ ،‬ماذا أعمل لرث الياة البديّة؟"‬
‫فقال له يسوع‪ ":‬ل تدعون صالا؟ ل صال إلّ ال وحده ‪ .‬أنت تعرف الوصايا‪ :‬ل تزن‪ ،‬ل‬
‫تقتل‪ ،‬ل تسرق‪،‬ل تشهد بالزور‪ ،‬أكرم أباك وأمّك"‪.‬‬
‫فقال‪ ":‬هذا كلّه حفظته منذ صباي ‪." . .‬‬
‫فلماّ سع يسوع ذلك قال له‪ ":‬واحدة تنقصك بعد‪ :‬بِع جيع ما تلُك ووزّعه على الفقراء‪،‬‬
‫فيكون لك كن ف السماوات‪ ،‬وتعال فاتبعن"‪ .‬فلمّا سع ذلك اغت ّم لنّه كان غنيا جدّا ‪. . .‬‬
‫‪201‬‬
‫خطر الغن ‪24 -27‬‬
‫فلمّا رأى يسوع ما كان منه قال‪ ":‬ما أعسر دخول ملكوت ال على ذوي الال‪ . .‬فلن‬
‫يدخل المل ف ثقب البرة أيسر من أن يدخل الغنّ ملكوت ال "‪.‬‬
‫فقال السامعون‪ ":‬فمن يقدر أن يلص؟‬
‫فقال السيح‪ ":‬ما يعجز الناس فإنّ ال عليه قدير "‪.‬‬
‫أيّها النسان ‪ . . .‬يا سيّد الكوان ‪ . .‬يا رفيق الطريق ‪ . .‬كلّنا معا على درب البّ‬
‫ب هو الربّان وهو صانع السفينة والقبطان ‪ . . .‬معا سنعود إل الوجود الساكن ف اليّ‬ ‫والر ّ‬
‫الوجود ‪. . .‬‬

‫من آمن بال وإن مات فهو حيّ مع اليّ ‪ . . .‬أحياء عند ربّهم يُرزقون ‪ . .‬هو الرزّاق وهو‬
‫على ك ّل شيء قدير ‪ . . .‬هذه هي رسالة السيّد السيح وكلّ مسيح ‪ . . .‬كلّنا إخوة بال‬
‫ومسوحي بالسحة الليّة ‪ . . .‬وهنيئا لن يعلم وال أعلم من كلّ عليم ‪ . . .‬يا إخوت ‪. .‬‬
‫كلّنا على درب الربّ ‪ . . .‬يسوع هو السر الذي يمع يدي بيد ال ‪ . . .‬هو الذي‬
‫يذكّرن بالتناقض الوجود بالسد وبالفكر وبالرض ‪ . .‬وعندما أعود إل الوجود الليّ‬
‫وأموت بال وأقول له " لتكن مشيئتك أنت يا خالق السرار"‪ ،‬تشعّ ف قلب النوار وأدخل‬
‫ي والزلّ ‪ . . .‬وهذا هو بيت كلّ من ليس له‬ ‫ملكوت ال ‪ . . .‬ملكوت الروح القدس البد ّ‬
‫بيت ‪ . . .‬هذا هو س ّر النسان الذي يعيش التناقض الظاهري والتوحيد الباطن ‪ . .‬إنّه‬
‫الجّاج إل بيت ال الرام ولكنّه ل يصل بعد‪ ،‬لقد انطلق بالرحلة ولكنّه ل يزال على‬
‫الطريق‪ ،‬ل يتمّ القدوم بعد ‪. .‬‬
‫النسان عمليّة تقدّم‪ ،‬إنّه مناسبة ملئمة ولكن ل يلتق بعد بالبعد النسانّ‪ ،‬ل أتعرّف على‬
‫نفسي وعلى سبب وجودي وكيان ‪ . .‬لذلك أحيا التناقضات‪ ،‬لقد تطّيت عال اليوان‬
‫ودخلت باب الرحيل إل الصول والوصول ولكنّن ل أحقّق بعد عال ال ‪ . . .‬إنّن ل زلت‬
‫ف دنيا اللة ‪ . . .‬إله الال وإله السياسة وإله الشرائع وإله السلطة وغيه ‪. . .‬‬

‫‪202‬‬
‫النسان هو السر بي عال الاضي وعال الستقبل وهذا سبب التوتّر الستمرّ ‪ . .‬الاضي يرّ‬
‫إل الوراء والستقبل يدعون إل المام وإل أين السي أيّها السرّ؟ كيف أتلّص من هذا‬
‫الشوق والقلق؟‬
‫ما العمل أيّها العقل؟ أين هو اللّ يا حلّل؟ الضطراب مرعب " نكون أو ل نكون "‪ .‬هذا‬
‫هو سبب حصر النسان ف قيود العاكسة والشاكسة إل أن يتجاوز الطبيعة البشريّة‪ .‬جزء ف‬
‫الاضي وجزء ف الستقبل وها هو الصراع الدائم بي المس والغد وأين هو الفاصل لذا‬
‫ب وعن‬
‫الدّ؟؟ الش ّر والي واللّيل والنهار والوت والياة وهذه القطاب تبعدنا عن ال ّ‬
‫النوار ف القلب ‪. . .‬‬

‫هل القطاب هي السبب؟‬


‫مالِك القطاب هو السبب‪ .‬النسان هو السيّد على نفسه وعلى جيع الخلوقات ولكنّن‬
‫توّلتُ من عابد إل عبد‪ ،‬أي من عابد ال إل عبد الدنيا وهذا هو سبب عدم الرتياح وعدم‬
‫القتناع ‪ . . .‬ل أستطيع أن أنسحب ول أن ألتزم بل أحيا الياة بدون حاس وإحساس وأين‬
‫هو التغيي وإل أين الصي؟ أصلّي وأتأمّل وأصوم ولكن ليس بدافع من القلب بل من الوف‪،‬‬
‫واليان ل يأت ل بالترهيب ول الذنب بل من القلب الشامل والكامل مع الكمال واللل‬
‫والمال ‪ . . .‬الدث الل ّي ل يتمّ إل بالكمال والتمام كليّا دون أيّ تراجع أو أيّ حلم بل‬
‫يعيش اللحظة مع اليقظة ‪. . .‬‬

‫ل تتمسّك بالمس ول تقفز إل الغد بل الن وهنا سرّ الالق ف خلقه ‪ . .‬هذا الس ّر الل ّي‬
‫أقرب إلينا من حبل الوريد ولاذا الذهاب إل البعيد؟ لاذا الضطراب والقلق والقّ ف عرش‬
‫القّ ‪ . . .‬قلب الؤمن عرش ال‪ ،‬السيح يقول لنا‪ ":‬أعطن قلبك يا أخي "‪ .‬ولكنّ الشرّ أيضا‬
‫ف الداخل ‪ . .‬صراع البّ والرب ف القلب وعندما نفهم هذه البكة واليلة نيا الرأة‬
‫والريّة ‪ . . .‬تذكّرت حكاية ذات مغزى أخلقي وهي للسيّد السيح ولكنّها اختفت من‬
‫الكتب وسكنت القلب والقديس لوقا يشي إليها ولكنّها ليست بالناجيل العترف بم ول‬

‫‪203‬‬
‫حت ف إنيل توما ولكن الصوفيّة تذكر قصص كثية للمسيح ومنها هذه الكاية ذات العن‬
‫والدللة والغزى الروحي الضخم والائل والفيد ‪. . .‬‬

‫الكاية تكي عن مهول يزرع أعشاب مضرّة ف حقول القمح أثناء اللّيل عندما يكون السيّد‬
‫والعمّال ف سبات عميق ‪ . .‬من هو هذا العدوّ الذي يطعن بالسيّد الصال؟ والسيّد يقول لم‬
‫دائما بأنّ على العامل أن يفصل القمح عن العشب ف يوم الصاد‪ ،‬أي القمح والزؤان يكون‬
‫فصله فعل مؤثّر ف وقت جع الغلّة ‪ . . .‬ولك ّن الدم قرّروا بأنّ العمل الفضل هو الن دون‬
‫النتظار إل الزمن الفضل ولكن علينا بالطاعة إل العلّم حت لو ل يكن على حقّ‪ .‬وف‬
‫الوقت الاضر علينا أن نبحث عن هذا العدوّ الشرّير الذي يؤذي السيّد الصال والحبّ‬
‫للجميع ‪. . .‬‬
‫وبدأوا بالبحث ف جيع أناء النطقة والحياء اللتوية ولكن ل يعثروا على أيّ أحد‪ ،‬أين أنت‬
‫أيها العدوّ؟‬
‫وف اللّيل أتى أحد الدّام سرّا وبصورة شخصيّة إل الشرف العام قائل‪ ":‬إغفر ل يا سيّدي‪،‬‬
‫ل أستطيع أن أتمّل هذا السرّ ‪ . .‬إنّن أعرف هذا العدوّ الذي زرع النبات الضارّ بي سنابل‬
‫القمح ‪ . . .‬لقد رأيته بالرم الشهود "‪.‬‬
‫إندهَش وانذهل الناطور ولكن قبل أن يعاقبه سأله قائل‪ ":‬لاذا ل تعلّمن قبل الن؟ لاذا‬
‫كتمْت السرّ؟ لاذا تأخّرت؟"‪.‬‬
‫ت إليك بصعوبة وتدّيت نفسي وحت الن إنّن مرتبك ولكن‬ ‫"ل أترّأ"‪ ،‬وبكى الادم‪ " :‬أتي ُ‬
‫ذهبت هذه اللّيلة إل القل ورأيت النسان الذي زرع الزؤان ‪ . .‬لقد سار ببطىء وتطّى‬
‫مكان وهو بي الصحوة والغفوة وكأنّه ل يران ول يعرفن ولكنّن عرفته ‪." . .‬‬
‫ومن هو هذا العدوّ!؟ سأله السؤول بغضب وباضطراب!! نكّس الادم رأسه وقال بصوت‬
‫خافت‪ ":‬هو السيّد بنفسه" واتفقا معا أن يكتما هذا السرّ ‪ . . .‬عالوا أسراركم وأموركم‬
‫بالكتمان ‪ . . .‬العد ّو ليس خارجيّا ولو كان كذلك كان من السهل جدّا أن نعرفه وأن‬
‫نتخلّص منه أو نرب منه ولك ّن العدوّ بالداخل ويدخل من جيع الداخل وليس من السهل أن‬
‫نتخلّص منه وكذلك الصديق وإ ّل البحث عنه سهل والتحكّم به أسهل ‪ . .‬هذا هو العلم ‪. .‬‬

‫‪204‬‬
‫أيّ الطرق العلميّة هي خارجيّة‪ ،‬القيقة العلميّة خارجيّة‪ ،‬يكتشفها عال واحد وتكون هذه‬
‫العرفة ملكا للجميع ‪ . . .‬العال آينشتاين بث عن النظريّة النسبيّة وعندما اكتشفها انكشفت‬
‫للعال أجع وأصبحت إرثا أو مياثا عموميّا يعلّم ف جيع مالت التعليم وموجودة ف جيع‬
‫الكتب العلميّة ‪ . . .‬القيقة العلميّة خارجيّة ولك ّن القيقة الدينيّة هي داخليّة وباطنيّة وخاصّة‬
‫وشخصيّة ومِلك صاحبها ‪. .‬‬
‫إنّ القيقة الباطنيّة هي ملك حاملها ومن كان حاضرا لا فهي ف حضرة الاضر لا ‪. . .‬‬
‫حت الطفال يتعلّمونا بسرعة لنّها ساكنة ف قلوبم البيئة ‪ . .‬وإن ل نعود كالطفال لن‬
‫ندخل ملكوت ال وهذه النعمة ل تتحوّل ول تنتقل بل تبقى ف قلب صاحبها ‪ . .‬وعلى كلّ‬
‫فرد منّا أن يد حقيقته وأن يتجدّد دائما وأبدا بذه النعمة ‪ . .‬إنّ القيقة الدينيّة ل تُشترى‬
‫ول تُباع ول نستطيع أن نستعيها بل علينا أن نبحث عنها وأن نستحقّ هذا ال ّق ‪ . .‬السيح‬
‫اكتشفها ولكنّها تتفي معه عندما يتفي عن الدنيا وعلى ك ّل إنسان أن يد حقيقته الفرديّة‬
‫والشخصيّة ومن ج ّد وجد سبب وجوده ف هذا الوجود ‪. . .‬‬

‫إنّ القيقة الدينيّة ملك صاحبها وعليه أن يكون أهل لذه النعمة ولذه النقمة‪ .‬إنّ الش ّر والي‬
‫ف خيار النسان ‪ . .‬أحيانا تتار القدسيّة وتيا النشوة الليّة وتشعر بالرضى وبالقناعة‬
‫وبالسكينة وهذا هو ملكوت ال ‪ . . .‬وعندما تقّق ذاتك تشعر بالسعادة وأحيانا تتمسّك‬
‫بالش ّر وتيا التعاسة والبؤس والل‪ .‬إنّ الشقاء والعذاب ليسا من صفات النسان النسانّ‬
‫ولكن هذه هويّة إجتماعيّة ماديّة تسّكنا با لرضاء الغرور والستكبار ‪ . . .‬إنّ الشعور هو‬
‫مرّد أفكار وهيّة وانفعالت حسيّة تسكنا با بداعي الوف من الجهول ‪ . .‬علينا أن ل‬
‫نتشابه بأيّ فكرة وإ ّل وقعنا ف مكيدة فكريّة وأصبحنا ضحيّة الهل من جيل إل جيل وأين‬
‫أنت أيّها العقل؟ يقول ال إعقل وتوكّل! وأين التعقّل وأين التوكّل؟؟ تعاستنا تأت بسبب‬
‫إنتمائنا إل الش ّر وهذه هي أسطورة جهنّم ‪ . .‬إنّ النسان الذي يتطابق مع العتمة أو مع‬
‫الشيطان عاش حياته مع أهل الشرّ وف نار جهنّم وف العذاب البديّ ‪ .‬علينا أن نتحرّر من‬
‫الوهام حت الوسة واليداليّات وما نسمّيه بالي هو أيضا أوهام ‪ . .‬السيح يقول أترك كلّ‬
‫شيء ول تتمسّك بأيّ شيء إلّ بال ‪ . . .‬وال هو هذا السرّ الساكن ف القلب الذي يبّ‪..‬‬

‫‪205‬‬
‫والحبّة هي ال وهي أقوى من صفة وبا تتفي التعاسة والفرح ول ييا إ ّل اليّ ول يكن‬
‫تعريفه أو تديده ويصعب علينا فهمه بل بالرضى والتسليم ولتكن مشيئتك يا ال ‪.‬‬

‫هذا هو النسان الشاهد والساهر والراقب ومهما حصل لك ل تنفعل بل تاوب من القلب‬
‫إل القلب وذكّر نفسك دائما بأنّك الشاهد أبدا لكلّ حادث ولكلّ حديث ‪ . . .‬إنّ الفرح‬
‫أو الزن هو مرّد شعور من الفكر وأنت أبعد من حدود الفكر والسد والعقل ‪ .‬أنظر إل‬
‫الساحة الشاسعة بينك وبي الدث ول تتأثّر ول تسر الوعي ل ّن الوعي هو السلّم إل‬
‫السمو اللي حيث ل فرح ول حزن ول حبّ ول خوف بل الرحة الت تشهد دون أيّ‬
‫حكم بل بالعدل وباليان وهذه هي الرحة الت وسعت كلّ شيء ‪ . . .‬نن نتمسّك‬
‫بالسعادة وبالتعاسة وبالوف ونزرع هذه الشاعر ف النفوس وف العقول وأين هو اللّ؟ ‪. .‬‬
‫ال ّل بالعقل أوّل ومنه إل العدل ومن ثّ إل التوكّل على ال ‪ . . .‬وهذه هي نعمة الشهادة‬
‫أيّ أن ترى ال ف ك ّل شيء ‪ . . .‬ومن رأى ال رأى الرحة وهذه هي حكمة السيح ف هذه‬
‫الكاية الكيمة ‪. .‬‬
‫لقد أتى السيح بنفسه إل القل ‪ . .‬أتى غافلً وزرع عشب الطحلب الضا ّر وكان بالة‬
‫الروْبصة أي السي أثناء النوم ‪ . .‬وعند الصباح يسأل‪ ":‬من الذي زرع هذه العشاب؟"‪.‬‬
‫هذا ما أفعله بنفسي دون أن أدري لنّن ف الدنيا أعمى وف الخرة أعمى وأض ّل سبيل ‪. .‬‬
‫ول أعترف بهلي بل أبث عن هذا العد ّو ول أراه ف نفسي ‪ . . .‬العد ّو هو ف اللوعي‬
‫وأين هو الوعي؟‬

‫حكاية صوفيّة تشبه حكاية السيح ‪. .‬‬


‫كان الشيخ فريد مضطربا ومهموما لنّ أحد اللصوص كان يدخل كلّ ليلة إل بستانه‬
‫ويتلف الزرع ويدمّر ويرّب ول أحد يعرفه ‪ . . .‬طبعا وضع عدد كبي من الرس وثبت‬
‫ط التماس ولكن ل يقبض على اللّص واحتار الشيخ وذهب إل أحد العارفي علّه‬ ‫حدود خ ّ‬
‫ي مساعدة ‪ . . .‬العرّاف هو سيّد صوف وصاحب طريقة باطنيّة وهذا هو‬
‫يصل على أ ّ‬
‫الطلوب لكشف الحجوب ‪. . .‬‬

‫‪206‬‬
‫إستمع السيّد إل قصّة الشيخ فريد وأغمض عينيه وقال له‪ ":‬نفّذ هذا الطلب! حدّد النبّه على‬
‫الساعة الثالثة صباحا ‪ ." . .‬وسأله السائل مندهشا‪ ":‬وما هي علقة النبّه مع اللصّ الدمّر؟‬
‫جيع الرّاس ف دوريّة دائمة حول البيت والبستان ‪ " . . .‬وكرّر الطلب السيّد وقال له‪":‬ل‬
‫تسأل ول تناقش بل نفّذ المر‪ ،‬حدّد النبّه على الساعة الثالثة صباحا وأخبن بالنتيجة مهما‬
‫كانت "‪ . .‬إرتبك الشيخ وشكّ بالمر ولكنّه نفّذه ‪ . .‬وف الساعة الثالثة صباحا سع صوت‬
‫النبّه واستيقظ وإذا به واقفا ف البستان يتلف النبات والعشاب ويدمّر الحصول ‪ . . .‬هو‬
‫أيضا من أهل الروبصة ‪ . .‬كلّنا معا ف هذه الالة الغافلة ‪ . .‬نزرع البوب والقلوب غافلة‬
‫عن الحبوب لنّنا ف جهل وضلل وأين العقل والتوكّل؟؟ نتلف الزرع وندمّر القل ونتّهم‬
‫اللّص الجهول ‪ . . .‬نبّ البستان وندمّره وهذا ما نفعله أيضا بالنسان‪ .‬نعم ك ّل إنسان هو‬
‫إبن ال وإبن الرض‪ .‬أحبّك وأدمّرك ومن البّ ما قتل‪ ،‬وما هذا البّ إلّ ضرب من‬
‫الغضب ‪ . . .‬هذا هو العشب الضارّ أو الزؤان بدل القمح ‪ . .‬أحبّك وأغار منك وعليك‬
‫وهذا هو الشوك وندّعي الشوق!! أحبّك وأغضب منك لتفه المور ولحقر الشياء وأخلط‬
‫الابل بالنابل والعشب مع السنابل ‪ . . .‬وأين هو البّ؟؟‬
‫عندما تبّ من القلب تشعر بالنشوة وبالفرح وبالسعادة وهذا هو الحتفال ‪ . . .‬إفرحوا‬
‫وتلّلوا يقول السيح ولكن حبّنا ينتهي بالزن وتذكّرت هذا الشعر‪:‬‬
‫هكذا ينتهي العال‬
‫هكذا ينتهي العال‬
‫هكذا ينتهي العال‬
‫ل بالتعجّب وبالشكر‬
‫ل بالبّ وبالذكر‬
‫بل بالغضب وبالتذمّر!!‬

‫هذه ناية حبنّا‪ ،‬وتأمّلنا‪ ،‬وعملنا‪ ،‬وفضيلتنا ‪ . . .‬ل نستحقّ حت التعجّب ‪ . . .‬أين العجب‬
‫أيّها الغضب؟!!‬

‫‪207‬‬
‫ب لنفسي؟ أين الحترام لذا السم ولذا القام؟ خلقنا ال على صورته ومثاله وف‬ ‫أين ال ّ‬
‫أجل وأحسن تقوي ‪ . . .‬ولك ّن الهل حلّ م ّل العقل ‪ . . .‬أنكر وأنفي نفسي ‪ . .‬أناقض‬
‫ب نفسي؟ ‪ " . . .‬أحبّ‬ ‫وأنتقد نفسي ‪ . .‬أخالف وأختلف مع نفسي ومن سيحبّن إن ل أح ّ‬
‫قريبك كنفسك " ‪ . . .‬لاذا ل أحبّ هذه النفْس؟ ‪ . .‬أعرف نفسك تعرف ال ‪. . .‬‬
‫راقب نفْسك ‪ . . .‬تعمّر باليمي وتدمّر باليسار وأنت العمّر الدمّر ‪ . .‬ل تتّهم الشيطان أنت‬
‫هو هذا العدوّ‪ ،‬والنسان عدوّ ما يهل‪،‬وحت ال هو ف داخلي ولكنّن بعيدة عن هذا السرّ‬
‫ل وأحبّ ‪ . . .‬وإذا ارتقيت إل أبعد وأسى من هذه الشاعر وهذه النفعالت‬ ‫والشرّ أقرب إ ّ‬
‫سأتعرّف على القّ بال ّق وألق به وإليه ومعه إل البد ‪. . .‬‬

‫علينا أن نتعال معا ونفهم آيات السيح بكلّ تانس وانسجام واحترام وعلم وإ ّل سأكون من‬
‫أهل الغباء ل من أهل الفناء بال ‪ . . .‬وكلمة من السيح هي بذرة صالة ف روح العطشان‬
‫إل القّ ‪ . . .‬كلماته إشارة وبشارة وحركات ترّكنا إل البكة السماويّة ‪ . . .‬علينا أن‬
‫نستقبل ك ّل هسة من السيح بروحنا وبقلوبنا دون أيّ خوف أو تردّد ‪ . . .‬هذا هو الباب‬
‫والطريق إل القّ ‪ . . .‬إنّه السر الذي يمعنا بال ‪ . .‬لنرع البذرة ف التربة الصالة ل على‬
‫الصخرة اليابسة عندئذ تكون من أحباب السيح وأخوته ف النسانيّة وف السرار الزليّة ‪...‬‬

‫وسأله أحد الوجهاء‪ ":‬أيّها العلّم الصال‪ ،‬ماذا أعمل لرث الياة البديّة "‪. .‬‬
‫لرث؟ من هنا بدأ بالغلط وبالضلل! ف كلمة " أرث " خسر التصال مع السيح ومع‬
‫الصول ‪ . . .‬الياة البديّة ل تورّث!! إنّها ليست بالوراثة!!‬

‫من الذي يرث الرض؟‬


‫أهل الرض؟ ‪ . .‬أهل الدنيا؟ ‪ . .‬ولكنّ الياة البديّة ل نرثها من أهل الدنيا لنّها ملك ال‬
‫وعلينا أن نكسبها بأعمالنا وهذا هو الستحقاق بالقّ ‪ . . .‬الب ل يعطي ابنه ول السيّد‬
‫يعطي تلميذه ول البيب يعطي حبيبه ‪ . . .‬الياة البديّة نعمة من ال إل جيع ملوقات ال‬
‫ل نرثها من النسان لنّها منحة من بركة الالق إل الخلوق ‪ . . .‬إ ّن النجيب ل ينجب وإذا‬
‫أنب أعجب ‪ . . .‬والنجيب غي البيب والبّ ل يتوارث وكذلك الياة البديّة لنّها من‬

‫‪208‬‬
‫الدد إل البد لهل الصمد ‪ . . .‬نعم نرث الدنيا أي المتعة الدنيويّة الت امتلكها الب‬
‫ول يستطيع أن يأخذها معه إل الخرة يقدّمها لولده ولك ّن النسان التديّن والروحان‬
‫عندما يوت ل يترك شيئا لنّه يأخذ معه ثروته الت ل تعطى ول تورّث ‪ . . .‬عندما سئل‬
‫أحد العارفي " أين الفرش أيّها الشيخ؟" فأجاب قائل‪ ":‬لقد سبقن إل العرش "‪. . .‬‬
‫متاع الدنيا متعة زمنيّة ولكن متاع الخرة أبعد من حدود الزمن والكفن ‪. . .‬‬

‫يذكّرنا المام عليّ بقوله‪:‬‬

‫النفْس تبكي على الدنيا وقد علمَت‬


‫أنّ السعادة فيها ترك ما فيها‬
‫ل دار للمرء بعد الوت يسكنها‬
‫إلّ الت كان قبل الوت بانيها‬
‫أموالنا لذوي الياث نمعها‬
‫ودورنا لراب الدهر نبنيها‬
‫أين اللوك الت كانت مسلطنة‬
‫حت سقاها بكاس الوت ساقيها ‪. . .‬‬
‫فكم مدائن ف الفاق قد بنيت‬
‫أمست خرابا وأفن الوت أهليها ‪. . .‬‬

‫ل تركننّ إل الدنيا وما فيها‬


‫ك يفنينا ويفنيها‪. . .‬‬
‫فالوت ل ش ّ‬

‫وأين هو الفناء يا أخوت بال؟ هل هو ف الدنيا؟ معا سنبقى على خطى السيح والنبياء‬
‫والكماء واللفاء حت الفناء بال ‪. . .‬‬

‫‪209‬‬
‫وسأله أحد الوجهاء‪ " :‬أيّها العلّم الصال‪ ،‬ماذا أعمل لرث الياة البديّة؟"‬
‫السيح يذكّرنا بقوله‪ ":‬أترك كلّ شيء واحل صليبك أيّ ميزان فكرك وجسدك وروحك‬
‫واتبع نفسك وقلبك ومعا سنكون من السالكي إل ال ‪. . .‬‬
‫كلّنا أخوة بال أي بالوجود وأنت مرآة ل‪ ،‬كما أراك تران ‪ . . .‬النسان ل يتبع السيح ول‬
‫النبياء ول أيّ من الخلوقات بل استمع إل قلبك واعرف دربك ‪ . . .‬لنتذكّر معا قصّة‬
‫الكيم ماهافيا ‪. . .‬‬
‫إنّه أحد كبار حكماء الشرق‪ ،‬أتى لزيارته أحد كبار ملوك الشرق وهو العروف باللك‬
‫الفاتح والنتصر الذي حكم البلد بالسيف وحاورهم بلغة الدمار والنتصار واحتلّ كل ثروة‬
‫البلد ذات القيمة الاديّة الدنيويّة واحتلّ الرتبة الول ف الثروة الورقيّة والعدنيّة والترابيّة ‪. . .‬‬
‫ودخل إليه أحد الكماء وقال له‪ ":‬ماذا فعلت بنفسك؟ لقد ربت الرض والعال وحكمت‬
‫الدنيا ولكن إن ل تربح نفسك فأنت من أهل الوت تنتظر ساعة الدفن ‪ " . . .‬فكّر اللك‬
‫بنفسه وشعر بصدق هذه القيقة وتأكّد بأنّ ثروة الدنيا عقيمة وعدية ‪ .‬وسأل الكيم قائل‪:‬‬
‫" من أين أستطيع أن أحصل أو أحتلّ هذه النعمة؟"‪. . .‬‬

‫هذا الفاتح النتصر ل يعرف لغة النور بل لغة الدمار ‪ . .‬ل يستطيع أيّ ملوق أن يتلّ النور‬
‫بل العكس هو الصحيح‪ ،‬علينا أن نستسلم إل ال ّق وإل النور وال ّق ينتصر على الباطل‬
‫ويرّرن‪ ،‬هذا ما يفعله النور بالعتمة ‪ . . .‬عندما يدخل النور تتفي الظلمة ‪ . . .‬ولكنّ‬
‫الفاتح ل يعرف إلّ لغة الرب والحتلل والفتّاح ل يعرف إلّ لغة البّ واللل والمال ‪.‬‬
‫ي من الكماء وقال له أحدهم‪ ":‬إنّه ماهافيا‪ ،‬وهو قريب‬ ‫وسأل اللِك عن مكان الكيم أو أ ّ‬
‫من قصرك ويسكن ف الغابة الجاورة‪ ،‬إذهب وسترى العجب ‪ " . .‬وذهب اللك مع الرس‬
‫والاشية واليش السلّح لنه ل يعرف إلّ هذه اللغة ‪ . .‬وصل إل الغابة وطوّقها بالسلح‬
‫واقترَب من الكيم ‪. . .‬‬

‫وقبل أن يسأل الكيم سأل نفسه‪ ":‬أتنّى عليه أن يستسلم بدون معركة وبدون حصار‪. . ".‬‬
‫واقترَب منه وقال‪ ":‬لقد أتيت إليك لحتلّ الملكة الت توصّلت إليها ‪ . .‬ملكة السعادة‬
‫الداخليّة "‪.‬‬
‫‪210‬‬
‫ضحك الكيم وقال له ‪ ":‬إنّها بشرى سارّة ورغبتك حسنة وجيّدة ‪ . . .‬ولكنّك ل تعلم‬
‫شيئا عن هذه السعادة‪ ،‬إنّها ليست نتيجة أيّ حصار ول أستطيع أن أمنحك إيّاها إنّها منحة‬
‫من ال ‪. ." . .‬‬
‫وقال له اللِك‪ ":‬ل تقلق ول تتمّ ‪ . .‬دلّن إليها وأنا الفاتح النتصر ‪ . .‬وإذا رفضت أمري‬
‫فسوف أنتصر عليك بالقوّة ‪ . .‬لقد ربت جيع العارك وانتصرت على جيع العداء وأريد‬
‫منك ملكة السعادة ‪". .‬‬
‫وفكّر الكيم برحة وبكمة لنّ هذا الاهل السخيف ل يعلم شيئا عن سرّ ال ف خلقه‬
‫وهذا هو مرض البشريّة ‪ . .‬وقال له‪ " :‬ليس من الضروري أن تأت إلّ ‪ . . .‬طلبك موجود‬
‫ف مدينتك عند أحد الفقراء ويبّ الساومة وهو أيضا من أصحاب هذه النعمة ‪ . . .‬إذهب‬
‫إليه ‪" . . .‬‬
‫وذهب اللك إل هذا الفقي الجهول ورأى النور يش ّع من عيونه ورائحة العطر من حضوره‬
‫وتأكّد بأنّه يمل السرّ الذي يشاهده ف وجه الكيم ‪ . . .‬وكان جالسا تت الشجرة وقال‬
‫له اللك‪ " :‬أنت جزء من ملكت ومن أتباعي وأعطن ما حصلت عليه! وسأعطيك أيّ ثن‬
‫تطلبه‪ ،‬حت لو طلبت ملكت سأعطيك إيّاها ‪ . . .‬ولكن أعطين الصمد الذي توصّلت إليه"‪.‬‬

‫وضحك الفقي ور ّد عليه قائل‪ ":‬أستطيع أن أعطيك حيات‪ ،‬إنّها مِلك يديك ولكن ل‬
‫أستطيع أن أعطيك نعمة الصمد ‪ . .‬هذا السرّ ل يعطى وكم أو ّد أن أمنحك إيّاه ولكن طبيعة‬
‫هذه النعمة ل تعطى‪ ،‬عليك أن تعمل من أجل أن تستح ّق هذا القّ ‪ " . .‬فقال له اللك‪ ":‬أنا‬
‫ل أعمل أيّ عمل لستحقّ هذا القّ ‪ . .‬إنّن مقاتل ومارب ‪ . .‬أنا لست رجل أعمال ول‬
‫تاجر بل مدمّر ومرّب ‪." . .‬‬

‫فر ّد عليه الفقي‪ ":‬هنا ل نتحاور بالسلح بل بالسلم ول باليش بل بالنعش الذي نمله ‪. .‬‬
‫هنا تسي وحدك لنّ الرحلة داخليّة والركز ف لبّ القلب وهذا الس ّر ل يُعطى ول يؤخَذ ‪. .‬‬
‫إنّه موجود فيك منذ البداية علينا أن نتعرّف عليه ومن عرف عرف ‪ . . .‬مكن إدراك هذا‬
‫السرّ ولكن ليس بالسلح عليكم بل بالسلم عليكم ‪ .‬وليس بالقوّة بل بالتقوى ‪." . .‬‬

‫‪211‬‬
‫إنّ الهل هو السبب الساسي ف عدم التوصّل إل العرفة الكونيّة ‪ . .‬هذه العرفة ساكنة ف‬
‫سكينة القلب ولكن ألانا التكاثر حت زرنا القابر ‪ . .‬نن من الغافلي والضالّي وعيوننا ل‬
‫ترى النور من كثرة الغبار والغيوم ولكن خلف الغيوم سنرى النجوم ‪ . .‬علينا بالعودة إل‬
‫الدراك والوضوح لنتذكّر سبب وجودنا ولكشف السرّ الساكن ف سكينة هذه الملكة‬
‫البديّة ‪ . . .‬راقب نفسك عندما تاول أن تتذكّر إسم أحد الصدقاء ‪ " . .‬إنّه على طرف‬
‫لسان ولكنّن متار ول أتذكّره بالرغم من معرفت له‪ ،‬وأين أنت أيّها السم؟ لاذا ل تأت إل‬
‫الذاكرة؟"‬
‫تعرِف السم وتعرف بأنّك تعرفه ولكن هناك فجوة ولكنّها ليست فارغة وليست سلبيّة بل‬
‫إيابيّة ونشيطة وفعّالة بشدّة ‪ . .‬هذه الثغرة هي بدّ ذاتا قوّة البحث عن السم ‪ . .‬وانتبه!‬
‫إذا ساعدك أيّ أحد بأيّ من الساء وترفض لنّك تعلم الصحّ من الغلط‪ ،‬هذه الفجوة ليست‬
‫ميّتة بل كلّها حركة وحياة وتفرّق بي الباطل والقّ‪ ،‬تعرف السم القيفي ولكنّها سريعة‬
‫النسيان ‪ . . .‬النسان ينسى ويتذكّر ‪ . . .‬وتنفعنا الذكرى ‪. . .‬‬

‫إذا أيّ أحد علّمنا أيّ معلومة مزيّفة نرفضها ‪ . . .‬نن ل نعرف القيقة ول القّ ولكن نشعر‬
‫بالكذب لنّ الصدق ساكن فينا ‪ . .‬ننساه ونتغافل عنه ونلتهي بأمور الدنيا ولكنّه متبئ‬
‫بالقلب ال ّي بالب وبالياة وبال ّق وهذه هي رسالة السيح " أنا الطريق وال ّق والياة وأنتم‬
‫أيضا إخوت ف هذه القيقة ‪ " . .‬كلّنا لن ننسى ال الساكن فينا لننا جزء من هذه اللوهية‬
‫البديّة ‪. . .‬‬

‫يقول السيّد السيح بأنّ القيقة هي الت ترّرنا وعندما نسمعها نلحظها ونفهمها‪ .‬إنّها‬
‫ب النسان لنّنا نتجاوب معها لنّنا من روح واحدة ‪.‬‬ ‫ليست باجة إل زمن بل إل يقي ف ل ّ‬
‫إنّ الذي ل يفهمها يعتقد بأنّك مهووس ‪ . .‬ناقِش وفسّر وبرّر وفكّر مليّا وبعد ذلك صدّق‬
‫عن حقّ ل عن إعتقاد ‪ . . .‬عن إختبار ل عن تعبي منطقي‪ ،‬وعندما تسمع القيقة يتقرّب‬
‫القلب إل القلب لنّه نداء صادر من الفجوة الت تعرف أسرار اللوة واللوة ‪ . . .‬إنّ القّ‬
‫يعرف ال ّق لنّه يشعّ من الداخل ‪ . .‬الصدر الارجي هو مناسبة أو باب لفتح السرّ‬
‫الداخلي‪ .‬ومن الصدى نتعرّف على الصوت ومن الصوت إل الصورة ومن الصورة إل سرّ‬
‫‪212‬‬
‫ي بعد والقرب من أي قرب ‪ . . .‬وف هذه الال ل جدال ول برهان لنك‬ ‫ال البعد من أ ّ‬
‫توّلت عن اختبار ل عن اقتناع ‪ . .‬إنه توّل وليس مرّد إعتقاد ‪ . . .‬ل يغيّر ال ما بقوم‬
‫حت يغيّروا ما بأنفسهم ‪ . .‬تغيّرت النفس من اللوّامة إل الراضية الرضيّة وإل الروح الطاهرة‬
‫والبتول والعذراء ‪ . . .‬هذا هو سرّ الصليب والستسلم إل ال عن رضى وتسليم وقال‪:‬‬
‫" لتكن مشيئتك يا ال " وأسلم الروح ‪ . . .‬لقد استحقّ هذا ال ّق ليس بالوراثة بل بالعمل‬
‫والتوكّل ‪ . .‬إ ّن القيقة قول وفعل ‪ . . .‬وسأله أحد الوجهاء‪ " :‬أيّها العلّم الصال‪ ،‬ماذا‬
‫أعمل لرث الياة البديّة؟‬

‫من الذي يرث؟ ما هو الرث؟‬


‫فقال له يسوع‪ ":‬ل تدعون صالا؟ ل صال إلّ ال وحده "‪.‬‬
‫قال له‪ " :‬أيّها العلّم الصال " ‪ . .‬ل تستطيع أن تدع يسوع ‪ . .‬هذه مداهنة وماملة ‪. .‬‬
‫" معلّم صال "‪ . .‬إنه سيّد على نفسه وهذه صفة حقيقيّة فيها الطيبة والودة والصلح ‪. .‬‬
‫لاذا السيّد الصال؟ ‪ . .‬كلمة سيّد تكفي وتفي ولاذا اللّعب على الغرور؟؟‬

‫لاذا الطراء والداهنة والمالقة والغراء؟‬


‫السيح ليس باجة إل هذه السياسة ولكن إنسان العال يعرف السلوب السياسي والتصرّف‬
‫دون التعرّف ‪ . . .‬لتحصل على الحصول عليك بالداهنة وهذه هي سياسة أهل النطق‬
‫والسلطة ‪ . .‬يلبس القناع ليقنع السؤول ويغريه بالغرور ‪ . . .‬ولكنّك ل تستطيع أن تدع‬
‫رجل كالسيح لنّه يرى من خللك أعمالك ونواياك ‪ . . .‬يقول السيح‪ ":‬من ثارهم‬
‫تعرفونم " ‪ . . .‬يعرف تاما بأنّك ل تعرف معن كلمة السيّد وتدعوه بيا أيّها السيّد الصال‪،‬‬
‫ويا أيّها العلّم الصال ‪ . . .‬هذه لغة التزلّف والتزييف ‪. . .‬‬
‫" ِلمَ تدعون صالا ل صال إلّ ال وحده‪".‬‬

‫كيف يستطيع أن يكون النسان صالا؟ لنّ النسان بطبيعته منقسم على نفسه ‪ . .‬أيّ صال‬
‫وطال ‪ . . .‬خي وش ّر ‪ . .‬هذا هو التناقض والعاكسة‪ ،‬حت القدّيس هو أيضا من أصحاب‬
‫الطيئة والعكس أيضا صحيح ‪ . .‬الاطئ يوجد فيه القديس ‪ .‬الختلف ف التشديد‬

‫‪213‬‬
‫والتأكيد ‪ . .‬القدّيس مذنب والذنب قدّيس ‪ . .‬الفرق ف الوقت ‪ . .‬ف التغيي والتحويل ‪. .‬‬
‫القدّيس القيقي يعرف نفسه ويعيش التناقضات ولك ّن القدّيس الزيّف ل يعرف الفرق‬
‫ويلعب دورا مزيّفا ومستعارا ول يعترف بوجود الاطئ ف قلبه ‪ . . .‬من المكن أن يهمد أو‬
‫يعيش ف حال غي فعّال خامل وجامد ولكنّه وموجود ف كيانه ‪. .‬‬
‫القدّيس والبليس أخوة ف اليزان وف أيّ لظة سيقوم بعمله على أكمل وجه ‪ . .‬إنّها لعبة‬
‫المل والثعلب أو الرّة والفأر ‪ . . .‬وهذه هي رقصة الغضب والبّ ‪ . . .‬انزعج القدّيس‬
‫ك وتصرّف بانفعال من فعل الفكر التقلّب ‪ . . .‬هذا هو دور القدّيس والاطئ‬ ‫وان ّل وانف ّ‬
‫والجرم ‪ . .‬إنّها إنفعالت موجودة ف فكره ونفسه وذاته وقلبه ‪ . . .‬ماذا تفعل إذا أساء‬
‫إليك الناس؟ وكذلك يفعل القدّيس ولكن بلي أو بلطف أكثر ‪ . . .‬إنّ الطيئة موجودة ف‬
‫وجودي وف كلّ خطوة ف حيات ‪ . .‬أراقبها وأتعلّم منها وكلّ قدّيس يعرفها ويراقبها‬
‫وياسب نفسه ويشكر الل والعلم من كلّ أل ‪ . . .‬لذلك يقول السيح " ل صال إلّ ال‬
‫وحده "‪.‬‬

‫لاذا نقول " وصعد يسوع إل السماء ؟" ما هو هذا السمو؟ وما معن الصعود؟‬
‫إنّه التجاوز أيّ السمو الذي تفوّق وتنّه عن القداسة والنجاسة ودخل هيكل الكمة ‪. . .‬‬
‫الكيم أسى من القدّيس ‪ . . .‬القدّيس رتبة عاديّة والكيم تطّى العرفة البشريّة حيث ل‬
‫ي رغبة ف أن يكون على أي درجة أو مرتبة ‪ . . .‬القديس ياول‬ ‫خطيئة ول قداسة ول أ ّ‬
‫ويرّب وياهد ليتخطّى الطيئة ولكنّها تبقى متعلّقة باللوعي والثر ل يزال موجودا ف‬
‫كيانه ووجوده ويرغب ويشتهي أن يصل إل درجة القداسة ليكون قدّيسا للمستقبل ‪. .‬‬
‫القدّيس يلم بالطايا ويتخطّاها بالكبت ويلم بالبديل وأحلمه جيلة ‪ . .‬سيكون قدّيسا‬
‫ولكنّه ياف من أحلمه لنّه يرى حقيقة أفكاره لنّ الفكار هي من باب الش ّر أو الي‪،‬‬
‫وأحلمنا هي من أفكارنا‪ .‬مثلً إذا هرب مع إحدى النساء أو مع زوجة صديقه ‪ . .‬هذه‬
‫الحلم هي نتيجة الكبت والرفض الذي يعيشه ف حياته ‪. .‬‬
‫ي التناقض الكامل ‪ . .‬إنّه شاهد ل غي ‪ . . .‬إذا كنت‬
‫الكيم ل يلم لنّه ل يلك القطبيّة‪ ،‬أ ّ‬
‫شاهدا بياتك‪ ،‬ستكون حياتك بسيطة بدون أيّ نظام‪ ،‬بل بالوعي واليقظة‪ ،‬وهذه هي‬

‫‪214‬‬
‫العفويّة الفطريّة حيث ل أحلم بل بالوعي الصاف الذي ل يكم بل يرحم ويقبل ك ّل شيء‬
‫كما هو ‪ . . .‬وعندما تكون من العارفي تقع الحلم وتأت ساعة ل أحلم ول أوهام ول‬
‫أفكار وهذه هي نعمة الباءة والطفولة ‪. .‬‬

‫يقول السيح‪ ":‬إن ل تعودوا كالطفال لن تدخلوا ملكوت السماء ‪ " . . .‬ويقول‪ " :‬أنت‬
‫تعرف الوصايا‪ :‬ل تزنِ‪ ،‬ل تقتل‪ ،‬ل تسرق‪ ،‬ل تشهد بالزور‪ ،‬أكرم أباك وأمّك" ‪. . .‬‬
‫" أنت تعرف الوصايا ‪ .‬إتبعها ‪ .‬ك ّل الطفال تعرفها وهي الباب إل ملكوت ال " هذا ما‬
‫قاله السيح للسائل الراوغ والغرور ‪ . . .‬ور ّد عليه قائل‪ " :‬هذا كلّه حفظته منذ صباي " ‪. .‬‬
‫السيح أعطاه الشريعة لنّه ابن الشريعة ولذا السبب حاول الجاملة مع السيح والتملّق‬
‫والتزلّف ‪ . .‬الاهل يامل ولكنّه ل يستطيع أن يامل العاقل ‪. . .‬‬

‫من الذي يامل؟‬


‫الاهل! إبن الدنيا ‪ .‬لنه سيث الدنيا دون الخرة ول يعرف إلّ لغة التجارة والساومة‬
‫ي معرفة عن الياة البديّة ‪ . . .‬قال له السيح أن يتّبع الشريعة لنّها‬
‫والراوغة وليس عنده أ ّ‬
‫لغة أهل النطق ور ّد عليه " هذا كلّه حفظته منذ صباي "‪...‬‬

‫ما معن هذا الواب؟‬


‫نن نتبع الوصيّة ونتبع الفكار والوامر ونسر ملكوت ال‪ ،‬ل نصيب الدف لنّنا عنه‬
‫غافلون‪ ،‬والوصايا هي درجة دنيويّة حقية ‪ . .‬القانون أوالشريعة لقسوة القلوب والحبّة لهل‬
‫القلوب ‪ . .‬الحبّة هي أعلى درجات القانون والقانون أدن درجات البّ ‪ . .‬الفقه لعلماء‬
‫الخلق وللمتزمّت بالقانون الرف والحبّة لهل الدين ‪ . .‬الدين ل حقوق له ول قضاء لنّه‬
‫آيات من ال لهل ال ‪ . . .‬القانون سلطة تفرض علينا بالقوّة وبالترهيب وتوّلنا إل آلة‬
‫ونتحرّك كالسيّارة أو كالقطار على سكّة الديد ‪ . .‬إنّها حياة ملّة ورتيبة بينما الحبّة ل‬
‫تتقيّد بأيّ نظام لنّها حرّة مستقلّة تري كالنهر دون أيّ إشارة بل بالبشارة السماويّة‬
‫النورانيّة ‪. .‬‬

‫‪215‬‬
‫إنّ الحبّة هي السؤوليّة السامية ف النسان ال ّر والمر يأت من الشعور الداخليّ التّصل بسرّ‬
‫ال الزلّ ‪. .‬‬
‫ل ول مسؤوليّة أو أيّ نيّة من جهة النسان بل أصبح عبدا‬ ‫القانون أمر من الفكر الادي ال ّ‬
‫وآلة تسي دون أن تدري إل أين الصي ‪ . .‬راقب نفسك وأنت تطبع على اللة الكاتبة!‬
‫فكرك يدور ويدور ويداك تطبع وتطيع دون أن تعلم شيئا عن وجودك ‪ . . .‬وكذلك ف أيّ‬
‫عمل تقوم به من قيادة السيّارة إل القراءة أو إل أيّ أمر تتلقّاه من الفكر أو من سيّد العمل ‪.‬‬
‫عندما تعلّمت القيادة كنت منتبها ف البداية ولكن بعد فترة قصية أصبحت آلة تسوق آلة‬
‫ومات الشوق وبإمكانك النوم أثناء القيادة ورحم ال القائد والسيّد والرّ على مرّ العمر‬
‫والدهر ومات الذر وأهلً بالضرر وبالطر ‪. . .‬‬

‫ما هو سبب الطر؟‬


‫هو ف عقل صاحب الطر! السائق هو السؤول ‪ . .‬وطبعا يلوم السيّارة والشارة والطريق‬
‫والكومة والعال كلّه إ ّل نفسه ‪ . . .‬نصف الوادث تدث بي الثانية والرابعة بعد الظهر ‪. .‬‬
‫إنّها فترة الراحة أو القيلولة ‪. . .‬وينام السائق لنّه يتناغم مع السيّارة الت أصبحت هي صاحبة‬
‫السيادة ‪ . . .‬ينام وعيونه مفتوحة ول يزال يقود دون أن يتقيّد بأيّ من القواني ‪. . .‬‬
‫القانون يارَس لنّه عُرف وعادة ولكنّ الحبّة حياة ل تارس بل تيا فينا وكأنّنا نسي ف الغابة‬
‫أو البيّة وخلل السي نتعرّف على الطريق ونكتشف هذا القّ الاصّ باللق لنّ ال خلق‬
‫لكلّ ملوق طريق ‪ . . .‬خلق الالق طرق بعدد ما خلق من خلق وك ّل نفَس طريق إل النفْس‬
‫وهذه مسؤوليّة هائلة وكبية وكلّ سالك مسؤول ‪. . .‬‬

‫السيح تكلّم عن القانون لنّ الرجل الذي سأله هو من أهل الشريعة والتابع ل يتعلّم شيئا لنّه‬
‫معلّب بالخلق وبالدب حسب النصوص الوجودة ف الكتب ولك ّن الدين ل علقة له‬
‫ب اللباب ‪ . . .‬الدين هو نعمة وبركة من الالق‬ ‫بالكتب بل بالقلب الذي ييا الكتاب ف ل ّ‬
‫إل الخلوق ‪ . .‬الدين ل علقة له ل بالقانون ول بالدستور بل هو نور من نور وال نور‬
‫السماوات والرض ‪ . . .‬النظمة خدمة إجتماعيّة كأنظمة السي ‪ . . .‬إل اليمي وإل اليسار‬
‫والدين أمانة ويسر ول عسر فيه ول أمر ‪. . .‬‬
‫‪216‬‬
‫إنّ حركة السي ل تت ّم بوهر النسان بل نظام يتبعه السائق ‪ . .‬ف أميكا نسي باتاه اليمي‬
‫وف بريطانيا باتاه اليسار ولكلّ بلد أنظمة تسيّر الفكر حسب متطلّبات الطريق أو التجارة‬
‫بقواني السيّارة ‪ . .‬سخّرنا الفكر ف سبيل السي والسيّارات ‪. . .‬‬

‫الحبّة جوهرة عاليّة مطلقة والنسان ليس آلة أو سيّارة لدمة النفعة العامّة ‪ . . .‬أو خدمة‬
‫الضرائب الت تضرب السلم بالرب ‪ . . .‬للسف! إنسان اليوم ف خدمة اللة ‪ . . .‬خلقنا‬
‫ال بعناية وأصبحنا الية السماويّة ولكن بالفكر حوّلنا أنفسنا إل آلة لدمة اللة ‪. . .‬‬

‫القانون ليس لدمة النسان ‪ . .‬إنّه مناسبة أو وسيلة سهلة لياة مرية ولكنّها ل راحة فيها‬
‫ي عصيان على هذا الهل الذي يتحكّم بالعقل‬ ‫ي ثورة أو أيّ ترّد أو أ ّ‬
‫ول مساحة ل ّ‬
‫وبالعاقل!! علينا أن نتّبع النظام كي ل نلّ بالمن ولكنّ المانة غي المن!! المانة توّلنا من‬
‫جسد إل ساجد ومن ساجد إل عابد وإل إستنارة مضيئة ومشعّة بالسرار الليّة ‪. . .‬‬
‫النسان أبعد من أيّ شريعة أو دستور أو قانون ‪ . . .‬إنّه س ّر البعد الليّ على الرض ‪. . .‬‬

‫فلمّا سع يسوع ذلك قال له‪ ":‬واحدة تنقصك بعد‪ :‬بع جيع ما تلك ووزّعه على الفقراء‪،‬‬
‫فيكون لك كن ف السماء وتعال واتبعن"‪.‬‬

‫كلم السيح واضح ويشعّ بالنور البعد من أمر الدستور ‪ . .‬أيّ أترك ك ّل شيء وتعلّم الحبّة‬
‫واتبع نفسك وتعرّف على ذاتك وعلى سبب وجودك وأنا معك لساعدك ولخدمك لنّنا‬
‫أخوة ف ال ‪ . . .‬الحبّة هي الشاركة وهي العطاء دون أيّ شرط ‪ . .‬وزّع نفسك وحياتك‬
‫‪ .‬وهذا هو الهاد الكب ‪ . .‬جهاد السيح والنبياء والعلماء و اللفاء والطفال ‪ .‬طوب‬
‫لصانعي السلم ‪ . .‬طوب للّذين جاهدوا بأموالم وبأنفسهم ‪ . . .‬هذه هي رسالة السيح‬
‫ورسالة كلّ مسيح ‪ . . .‬وك ّل إنسان مسوح بنعمة ال ‪ . . .‬إ ّن ال هو النعمة للنسان وليس‬
‫ي قانون ‪. . .‬‬‫له أيّ شريعة أو أ ّ‬

‫‪217‬‬
‫إنّ شرائع حوراب وموسى وغيهم من أهل القانون ل تدم قلب النسان بل تدّ من فكره‬
‫ومن حكمته وتعله عبدا للشريعة لذلك أتى السيح بالحبّة الت هي أسى وأغلى من أيّ نظام‬
‫ن وصيّة السيح " فلمّا سع ذلك إغتمّ لنّه كان غنيّا جدّا "‪.‬‬ ‫ولكن عندما سع الرجل الغ ّ‬
‫عندما يسمع الفقي رسالة السيح‪ ":‬إذهب وبع جيع ما تلك ووزّعه على الفقراء " ل يشعر‬
‫بالزن أو بالمّ وبالغ ّم لنّه ل يلك شيئا للعطاء ‪ . . .‬ويقول ف نفسه نعم ‪ . .‬إنّن فقي ول‬
‫أملك شيئا للعطاء سأطيع السيح ‪ . . .‬ولكنّ الغنّ يشعر بالتعاسة لنّه يلك الكثي ويتمسّك‬
‫بذه الثروة ويميها ويصونا وياف عليها ويعيش البخل والوف وعدم الشاركة والفقي‬
‫يشارك بفقره ولك ّن الشكلة عند الغنّ ‪. . .‬‬

‫ب وأن يعطي والفقي ياف ويتمسّك‬ ‫من السهل أن نفكّر العكس ‪ . . .‬أيّ الغنّ يب أن ي ّ‬
‫بفقره ‪ . .‬الغنّ إذا أعطى خسر ما عنده ولكنّ الفقي ل شيء يعطيه لنّه ل يلك إلّ نفسه‬
‫وفقره لذلك نراه مبّا ومساعدا للخي وللغي ‪ . . .‬إذهب إل القرى الفقية وإل أهل القبيلة‬
‫ترى روح الساعدة والعوْن ف جيع البيوت ‪ . . .‬الميع يدعوك إل الائدة حت لو كان ل‬
‫يلك إ ّل القليل من الطعام أو الاء فالحبّة موجودة ‪ . . .‬والغنّ من الطبيعيّ أن يشعر بالزن‬
‫لنّه يلُك الكثي وكيف يستطيع أن يبيع كلّ شيء ويوزّعه على الفقراء ‪ . .‬وأين هي حياته‬
‫ومركزه وصفته الجتماعيّة؟؟ إنّه معروف بثروته الاديّة!! لقد استبدل حياته وكيانه بأمواله ‪.‬‬
‫الال قوّة أرضيّة إذا شارك با خسر قوّته لذلك يتمسّك با لنّه ل يلك غيها ‪ . .‬إذا افتقر‬
‫من الال افتقر من الوجود ‪ . . .‬الغنّ مدود بقوّة النقود ‪. . .‬‬

‫إنتبه!‬
‫الُلك أصبح البديل عن الالِك ‪ . . .‬الكرس ّي أقوى من الالس عليها ‪ . . .‬الال أعزّ من العقل‬
‫والقانون أقوى من النسان أنت كائن حيّ ف بدن ميّت والدنيا هي مقبة للجسد وليس‬
‫للساجد ‪ . .‬أنت ساجد حيّ للحيّ ‪ . . .‬أنت عدّة وليس عدد ‪ . . .‬نتمسّك بالال‬
‫وبالمتلكات لنّنا بدونم نشعر بالفقر ‪ . . .‬الال وسيلة لدمة الفقي إل ال ‪ . . .‬كم من‬
‫الغنياء فقراء وكم من الفقراء أغنياء والعكس صحيح ‪ . . .‬كم من الغنياء أغنياء بال وكم‬
‫من الفقراء ل يعرفون إلّ الرغبة والشهوة والغرور والستكبار ‪ . . .‬علينا أن نفهم وصيّة‬
‫‪218‬‬
‫السيح ف قلوبنا ل ف عقولنا ول ف جيوبنا ‪ . . .‬إنّ الساحة الفارغة من كلّ شيء وك ّل‬
‫رغبة أو شهوة هي هذا الفراغ الذي يستقبل ال ‪ . . .‬اللوة هي اللوة الت تتجلّى بنعمة ال‪.‬‬
‫أنا الكأس الفارغ من الكوان والاضر لستقبال نعمة مكوّن الكوان والنسان ‪ . .‬ال هو‬
‫الاء والنسان هو الناء ف سبيل الفناء بال ‪ . . .‬الحبّة والساحة هي الدى الذي يستقبل‬
‫القبلة من الدد إل البد ‪. . .‬‬

‫طوب للغنياء الذين يبّون ال بأموالم وبأنفسهم ‪. . .‬‬

‫هذه هي الشاركة بالصدقة وبالزكاة ل ّن الياة هي بفرح العطاء ‪. .‬‬


‫إنّ العطاء هو النعمة التبادلة بي الخوة‪ ،‬كلّنا باجة إل بعضنا البعض ‪ . .‬الكاتب هو القارئ‬
‫والواهب هو الستلم‪ .‬وفينا انطوى سرّ ال وصفاته ‪. . .‬‬

‫" فلمّا سع ذلك اغت ّم لنّه كان غنيّا جدّا "‬


‫فلمّا رأى يسوع ما كان منه قال‪ ":‬ما أعسر دخول ملكوت ال على ذوي الال ‪ . .‬فلن‬
‫يدخل المل من ثقب البرة أيسر من أن يدخل الغنّ ملكوت ال ‪" . . .‬‬

‫لاذا هذه الصعوبة؟ لاذا ل يدخل الغنّ إل ملكوت ال؟ هذه الية من أه ّم اليات الت شارك‬
‫با السيح لينوّر العال بالكرامات وبالكرم ‪. . .‬‬
‫لنعيد النظر والبصر ف هذه الية الفعمة بالنعمة ‪.‬‬
‫" فلن يدخل المل ف ثقب البرة أيسر من أن يدخل الغنّ ملكوت ال " ‪.‬‬

‫لاذا هذه الصعوبة؟‬


‫ب نفسه بل متلكاته ‪ . .‬الشياء أهمّ من‬‫نلي ّ‬ ‫ب والغ ّ‬
‫لنّ الحبّة هي الباب إل ملكوت الر ّ‬
‫مشيئة ال واستبدل ال بالشياء ‪ . .‬لنفهم معا هذه النظريّة ‪ . . .‬وُلد الطفل وإذا كانت الم‬
‫حاملة المومة ف رحها وقلبها فالطفل ليس باجة إل الكثي من الليب ‪ . .‬يأكل عندما‬

‫‪219‬‬
‫يشعر بالوع السدي وهو على ثقة تامّة بأ ّن أمّه حاضرة لدمته ساعة يشاء وهذه هي لغة‬
‫الصمت عند العارفي بال ‪ . .‬لغة الشاركة بالعطاء اللي الزل من الدد إل البد ‪ .‬فالمّ‬
‫موجودة ووجودها فرح وحياة وعطاء ولاذا الوف؟ لاذا الطمع؟ وهؤلء الطفال أجسامهم‬
‫متناسقة أي ل ترى البطن النفوخ أو الكرش كالعرش لنّه واثق من حقّه ف صدر أمّه وف‬
‫قلبها ‪ . . .‬إنّه يعتمد على البّ ويتّكل على الكل ومن هنا ينمو بالسمو الليّ جسديّا‬
‫وفكريّا ونفسيّا وروحيّا ‪ . . .‬الم هي السر الذي يعب من خلله إل ال ‪. . .‬‬

‫ولكن إذا كانت الم مرّدة من المومة كما هو حال الرأة اليوم حول العال فما هو حال‬
‫الطفال؟؟‬
‫عندئذ يعيش الوف من الستقبل وبا أ ّن التواصل الصامت بي الم والطفل مقطوع ‪. .‬‬
‫فعندما يشعر بالوع يأكل فوق الشبع لنّها مناسبة للربح أيّ يمّع الليب ف بطنه وهذه‬
‫سياسة البخل ‪ . . .‬ومن يعرف مصي الغد؟ ربّما الم ستكون ف خب كان‪ ،‬فعليه أن يكدّس‬
‫الكياس للحالت الطارئة ونرى الشحوم والدهون للزمن الجهول مؤونةً لذا الطفل الغبون‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫النسان الذي ل يعرف البّ يتقرّب من اليب ومن العدة ومن النس ويستبدل الياة‬
‫بالأكل والشرب والنكح ‪ . . .‬إذا أحببت أو أحبك أيّ أحد سترى الفرق ف التصرّف‬
‫وبنوع خاصّ من ناحية الكل ‪ . . .‬تتوقّف عن الكل بشراهة لنّ البّ والطعام غذاء من‬
‫صدر الم ‪ . . .‬وهذا هو الختبار الول للطفل ‪ . . .‬إ ّن البّ والطعام من صدر الم هو‬
‫الختبار الوّل ف حياتنا ‪ . .‬فإذا يوجد مشاركة وترابط بي الطعام والم ‪ . .‬إذا ق ّل البّ‬
‫زاد الطعام وإذا زاد البّ قلّ الكل ‪ . . .‬الكل هو البديل وهذا ما نراه حول العال ‪. .‬‬
‫الطاعم ف تنافس وتزاحم مستم ّر ولكن عندما تشعر بالبّ يتفي الوع ول تشعر به ‪. . .‬‬
‫البّ يكفيك وتشعر بالشبع وبالكتفاء ‪ . . .‬وتبدأ بالتخفيف من الطعام ‪. . .‬‬

‫إلتقيت بسيّدة متارة ومرتبكة وتمل سرّا ف قلبها حيث قالت‪ ":‬أخاف أن أبوح بذا السرّ‬
‫ليّ أحد ول حت لعزّ أصدقائي‪ ،‬لنّن أخاف من ردّة الفعل وسوء الفهم " ‪ . .‬وما هي‬

‫‪220‬‬
‫قصّتها؟ وقالت‪ ":‬عندما توف زوجي شعرت بالوع الشديد‪ ،‬وكنت جالسة بانب الثّة‬
‫ت بذا الوع الغريب وماذا سيقول الناس إذا أكلت ‪ . .‬وذهبتُ بالسرّ إل الطبخ‬
‫وفكّر ُ‬
‫وأكلت خفية عنهم وحت الن أشعر بالذنب وبالعيب"‪ .‬ماهو س ّر هذا الشعور؟‬

‫إنّها حقيقة بسيطة ‪ . .‬النسان الذي أحبّته مات وشعرت بالفراغ وهذا اللوّ يب أن يتلئ‬
‫بالبّ أو بالسم ّو أو بالغذاء ‪ . . .‬عندما نكون ف حزن عميق نشعر بالوع ‪ . .‬الطعام حياة‬
‫وعندما نكون ف فرح وحيويّة وفيض من البّ ل نفكّر بالكل بل بضع لقيمات لدعم‬
‫الطاقة السديّة ل ّن الحبّة غذاء أقوى للنفس وللروح ‪ . .‬النسان الذي ل يبّ يكون بيل‬
‫ويمع ويكدّس الكياس وهؤلء الناس ل يدخلون ملكوت ال لنّهم ألاهم التكاثر والدنيا‬
‫فيها ما يكفي رغبتنا وغرورنا وشهواتنا الدنيويّة ‪ . . .‬لذلك يقول السيح‪:‬‬

‫" أن يدخل المل ف ثقب البرة أيسر من أن يدخل الغنّ ملكوت ال "‪.‬‬

‫إنّ السيح ل يدين الثروة ولكنّه يدين التملّك والتمسّك بالثروة ‪ . . .‬الال وسيلة للمشاركة ‪.‬‬
‫الال سيولة من الكرم ف سبيل حياة أفضل ‪ . . .‬العلّة ليست ف الال بل ف البخل وف‬
‫الهل‪. . .‬‬

‫ما هو سبب البخل؟ إنّه من الهل والنسان عدوّ ما يهل ‪ . .‬ياف من الفقر وياف من‬
‫العوز ومن الوت ولو عرف نفسه لقال للسيّد السيح‪ " :‬إنتظرن لوزّع ثروت على الفقراء‬
‫وأحل صليب وأتعرّف على نفسي ‪. .‬‬
‫" ومن المكن والحتمل أن يقول له السيح‪ ":‬إستخدم ثروتك وستدخل إل ملكوت ال ‪. .‬‬
‫‪ .‬الثروة ل تجب عنّا القيقة ولكنّ التملّك والبخل والوف ‪. . .‬‬
‫فقال السامعون‪ ":‬فمن يقدر أن يلص؟"‬
‫إنّ الشعب كان سريع الفهم والستيعاب عن أنفسهم ‪ . . .‬السيح يقول لم من الستحيل أن‬
‫يدخل الغنّ ملكوت ال‪ .‬وسألوه‪ ":‬من يقدر أن يلص؟"‬

‫‪221‬‬
‫ي شيء وأن يكدّس‬ ‫لن حت الفقي عنده القليل من الغن ‪ . . .‬ك ّل إنسان يبّ أن يمع أ ّ‬
‫ن عنده كلّ شيء ‪ . .‬حت أفقر الفقراء‬ ‫أيّ كيس ‪ . . .‬ل أحد فقي من ل شيء ول حت الغ ّ‬
‫عنده تسّك أو تعلّق بشيء ما والغن من ك ّل الغنياء عنده طموحاته الاصّة ‪ . .‬حت‬
‫الشحّاد غن لنه متمسّك بأيّ سلعة أو بأيّ فكرة ‪ . .‬مكن أن يكون تسّكه بكاسة‬
‫الشحادة‪ ،‬فإذا ل فرق بي الملكة أو كاسة الشحادة‪ ،‬السؤال ليس بالشيء أو بالسلعة الت‬
‫يلكها ولكن بالدف الذي نتمسّك به ‪ . .‬بالنيّة الت تتحكّم بنا وتتمسّك بنا ‪ . .‬من يلُك‬
‫من؟ مكن أن تكون ملكا و لكن أنت السيّد والالك على نفسك ومكن أن تكون متسوّلً‬
‫وعندك نفسيّة التملّك والتملّق لكسب النفاق دون القّ ‪ . . .‬إنّها نفسيّة النسان الذي يكون‬
‫هو السيّد عليها أو العبد لا ‪. . .‬‬

‫هذا هو القصد من قول السيح عن الثروة ‪ . . .‬النسان الذي يتملّك ويكون بيل ول‬
‫يشارك أحدا بل يقع ف الشرك وف الوف ول يقاسم أحدا بل ينعزل وينفصل عن الناس‬
‫ويعيش لوحده كشرنقة الرير ‪ .‬هذا هو الغنّ الذي يتحدّث عنه السيح ‪ . . .‬الغنّ البخيل‬
‫ب وف الياة‪.‬‬
‫الذي يرم الناس من الصدقة والزكاة ‪ . .‬من الشاركة ف ال ّ‬

‫فقال السامعون‪ ":‬فمن يقدر أن يلُص؟"‬


‫فقال السيح‪ ":‬ما يعجز الناس فإنّ ال عليه قدير"‪.‬‬
‫هذه هي هديّة السيح إل العال ‪ . . .‬قانون النعمة ‪ . .‬شريعة الياة البديّة ‪ . . .‬يردّد ويشدّد‬
‫دائما بقوله " الدف ليس ف من يقدر أن يلص؟" إذا كان اتّكالنا على البشريّة ل أحد‬
‫يستطيع أن يلص ‪ . .‬وإذا كان اتّكالك على نفسك فستجد العاقة الت تنعك من اللص‪،‬‬
‫ولكن عندما نفهم وندرك ضعفنا وعجزنا ويأسنا نطلب الساعدة من الالق الذي يبّنا أكثر‬
‫من أمّنا ‪ . . .‬الستحيل عند النسان سهل النال مع ال ‪ . . .‬يقول لنا السيح‪ ":‬أطلبوا تدوا‬
‫إقرعوا يفتح لكم" ولكن بسبب الغرور والستكبار ل نطلب ول نقرع الباب ‪ . .‬وهذا هو‬
‫الاجز بي الستحيل والحتمل ‪ . . .‬إذا كنت بائس ويائس بسبب قلبك اليابس ‪ . .‬إرفع‬
‫عينيك إل السماء وادعوا ال ‪ . . .‬السماء أقرب إليك من حبل الوريد ‪ . .‬إنّها عرش ال ف‬
‫قلب النسان ‪ . .‬ولكن على النا أن تنهار ‪ . .‬هذا هو الدار بي النور والنار ‪ . . .‬عندئذ‬
‫‪222‬‬
‫ينّل ال نعمته على من أحبّه وفضّله على سائر الخلوقات ‪ . . .‬وهذا هو الوعد والعهد‬
‫الديد الذي وعدنا به السيح عندما يقول‪ ":‬أنا لست من هذا العال " ‪ . .‬أيّ ليس من عال‬
‫الرض ‪ . .‬عال الاذبيّة بل من عال النعمة الليّة ‪. . .‬‬

‫يقول أحد الكماء‪ ":‬إنّ الطيئة ليست بكسر القانون بل بالعيب أو بنقطة الضعف الت‬
‫منعتن من الخاطرة والغامرة للتعرّف على حيويّة القلب وأسراره " ‪ . . .‬الشكلة ليست‬
‫بالقانون ولكن بعدم الجازفة إل العرفة الساكنة ف سكينة القلب الحبّ ‪ . . .‬إخترق‬
‫النظمة والقواني وتعرّف عى هذا ال ّق اليّ والساكن وتوكّل ف القلب ول تكن كشخص‬
‫متخلّف أو متحجّر العقليّة بل إعقل وتوكّل ونعم الوكيل ‪. . .‬‬

‫لاذا ل نستسلم إل ال؟‬


‫ليس من السهل أن نتخطّى هذا الاجز والافز! إنّه جدار الهل والغرور ‪ . . .‬النسان عنيد‬
‫والعناد مرض عضال ومستعصٍ ‪ . .‬وكاره ومانع ومعارض ويقاتل ف سبيل النا الت تقتله‬
‫ويميها بالرغم من السموم الت تنشرها ويبحث عن الطرق والوسائل ليبّر عدم غروره‬
‫لماية هذا الستكبار ويتبارى ويتنافس معه ولجله وييا الصراع والناع لجله ويقاوم‬
‫وياهد ويبقى صامدا وعنيدا إل أن يُصلب ويوت ويعترف بضعفه ويستغفر ويدخل ملكوت‬
‫النور وهذه هي القيامة أي الولدة من الروح القدس ‪ . . .‬الصليب هو العودة إل اليزان ‪. .‬‬
‫إل س ّر النسان مع سرّ خالق النسان ‪ . . .‬يوجد نوعان من البشر ‪. .‬‬
‫الوّل هو الذي يمي النا ‪ . . .‬إنّها الوقاية من الوت ومن السخافة والماقة والبلء‬
‫والهل‪ . . .‬ومن ثّ يسألون عن السعادة للتخلّص من هذه التعاسة!!‬
‫والنوع الثان من الناس هم من خاصّة الاصّة وصفوة الصفوة ونبة النخبة ‪ . .‬أيّ من أهل‬
‫العقل والذّكر والصفاء‪ .‬هؤلء هم شعب ال الختار ‪ . . .‬هذا النسان الذي رأى سخافة‬
‫الغرور وشرّه الستور وكشف النقاب عن هذا السرّ ودخل ملكة النور البعد والسى من أيّ‬
‫إستكبار ‪ . . .‬إستغفر ودخل إل بيت ال بيت النعمة والبكات ‪. . .‬‬
‫ال موجود ف الوجود ولك ّن الستحيل عند النسان سهل عند ال ‪ . .‬أطلب وستجد طلبك‬
‫على بابك ‪ " . . .‬ادعون أستجيب " يقول لنا ال دائما وأبدا وهل من ميب؟‬
‫‪223‬‬
‫على النسان أن يتفي كليّا ‪ . . .‬أن ينحن إل ال وأن يذوب به كما توت الوجة ف‬
‫الحيط‪ .‬أنا حبّة ملح وال هو البحر ‪ . .‬هذا هو الستسلم إل السلم ‪ . .‬هذا هو صوت‬
‫السيح قائل للعال أجع " لتكن مشيئتك يا ال " ‪ . . .‬الستسلم عن فهم وعلم ويقي ‪. .‬‬
‫ي ناية العلم والتعليم ‪. . .‬‬
‫وهذا هو الرضى والتسليم أ ّ‬

‫ما معن " وأسلم الروح؟" ‪. . .‬‬


‫ف هذا الستسلم إل ال يقول السيح‪ ":‬طوب للفقراء بالروح " والكيم بودا يقول‪ ":‬إنّها‬
‫الفراغ والفناء بال ‪ " . .‬ف هذا الفراغ ‪ . .‬هذا اللشيء وعدم الوجود هو الوجود الليّ ‪. .‬‬
‫هو النسمة القدّسة الت تيا ف جيع ملوقات ال ‪ . .‬ف الطي وف الجر وف الشجر وف‬
‫البشر ‪ . .‬هذه هي رقصة ال ف خلقه ‪ . .‬هذا هو لن اللود ف كلّ حيّ ف الوجود ‪. .‬‬
‫النهر ينهر من خلل البشر والطي يغرّد من خلل الشجر وكلّنا معا ف هذه النشودة الالدة‪.‬‬
‫هذه هي مزامي ال وكتبه وأسراره ف كلّ ما نرى ول نرى ‪ . . .‬وأين هي الشكلة؟ الشكلة‬
‫الوحيدة هي ف النسان ‪ . .‬ف هذا الغرور وهذا الستكبار وهذا هو الشيطان الذي يلّ ف‬
‫اليزان ‪ . . .‬النا هو السبب الساسي لميع اللم والشاكل ‪ . .‬والسيح على الصليب هو‬
‫رمز لذا " النا " الذي صلب وقام من الوت أيّ من الهل والضلل ‪ . . .‬القيامة كانت من‬
‫الروح القدس‪ ،‬من النور الل ّي ومن السماء البديّة ‪ . .‬الولدة ليست من التراب ‪ . .‬السد‬
‫من التراب ولكن الساجد ف هذا السد هو من روح ال ‪ . . .‬هو كيان حيّ ‪. .‬‬
‫ي وقام بإسم يسوع‬
‫كائن مكوّن من اللوهيّة الزليّة ‪ . .‬هذا هو موت يسوع الناصر ّ‬
‫السيح‪ ..‬كان إبن النسان وأصبح إبن ال ‪ . .‬وكل إنسان سيُصلب وإلّ سيبقى إبن الدنيا‬
‫مفصول عن الصول ‪ . . .‬من كان ل دام واتّصل ومن كان إل غي ال انقطع وانفصل ‪. .‬‬
‫يدعونا قائلً‪ :‬إحل صليبك واتبعن أيّ تعال معي وتعرّف على نفسك ‪ . . .‬على سبب‬
‫وجودك ‪ . . .‬ولن تيا إ ّل بعد الوت ‪ . .‬موتوا قبل أن توتوا والولدة القيقيّة هي من الروح‬
‫القدس ‪ . . .‬وهذه هي الولدة الزليّة ‪. . .‬‬

‫إنّ حقيقة السيح هي حقيقة كونيّة وعاليّة ل علقة لا ل بيسوع ول ببودا ول بأيّ حكيم أو‬
‫عليم بل بال الواحد الحد خالق السماوات والرض ‪ . .‬هذه القيقة كانت قبل البدء‬
‫‪224‬‬
‫وبعده‪ ،‬قبل الوجود وبعده‪ ،‬قبل أيّ ملوق وبعده ‪ . .‬وستبقى مع اليّ إل الزل ‪ . . .‬ل‬
‫شيء جديد تت الشمس ولكنّ يسوع اكتشف وعرف وظهر هذا السرّ من خلله وكشف‬
‫ي وشارك به العال ولكن بسبب جهلنا وحايتنا للنا نعود إل السور ونجب عن‬ ‫الغطاء السر ّ‬
‫أنفسنا النور ونتمسّك بالستار ونيا أل النار ‪. . .‬‬

‫ك ّل إنسان عليه أن يرّ من خلل الوت على الصليب حت يعود إل القيامة ‪ . . .‬الغنّ ياف‬
‫من الوت لنّه سيخسر غرور النا ‪ . .‬و جيع متلكاته وسيأت الوف وهو الشيطان الكب‪.‬‬
‫وهذا هو الوار مع الغرور ومع الستكبار ‪ . . .‬من أنا؟ من سيدخل ملكة ال؟ " النا "‬
‫ي قوّة! وهذا الصراع ل يزال قائما حت قيام الساعة ‪ " . . .‬النا "‬ ‫هي اله ّم والقوى من أ ّ‬
‫هي الت تاول أن تدخل لوحدها وتكون هي السيّدة والاكمة وهذا الهل هو سيّد العال‬
‫ولكن ما نفع النسان إذا ربح العال وخسر نفسه؟؟ ‪ . . .‬بالمس كنت أتدّث مع أحد‬
‫كبار علماء النفْس وهو أستاذ ف جامعة معروفة عاليّا وقال ل‪ " :‬إذا اختفيت من الوجود إل‬
‫أين أذهب؟ من الذي سيدخل ملكوت ال؟ لاذا سأختفي؟ إنّن موجود وأنا الوجود وأنا‬
‫الوّل ف الوجود!!" ‪ . . .‬ذكّرته بأحد الكماء عندما قال‪ ":‬إنّن على فراش الوت وأتن أن‬
‫أذهب إل النّة ولكن بودّي أن أكون الوّل فيها وإذا ل أكن كما أريد سأختار النار‬
‫وأرغب بأن أكون أوّل الزوّار وإذا ل أكن ما أريد حت النّة أرفضها ‪ . . .‬أنا الوّل أينما‬
‫كنت ‪" . .‬‬
‫" النا تبّ دائما وأبدا أن تكون الول ومطّ أنظار أهل الدنيا والنار ‪ . . .‬النا هي ليب‬
‫النار بي النسان والنور‪.‬‬

‫ما هي هذه " النا"؟ هل راقبتها؟ هل شاهدتا؟؟ هل تأمّلت وفكّرت با مليّا؟ أغمض عينيك‬
‫وابث عنها ‪ . .‬أين هي؟‬

‫إنّها مرّد فكرة غي موجودة ‪ . .‬إنّها تصوّر ‪ . .‬ل حقيقة لا بل مرّد وهم وخداع وتضليل ‪.‬‬
‫وإذا رأيت هذا الوهم فأنت موهوم بالوهم وهذه حاجة إجتماعيّة لا دورها وعملها ووظيفتها‬
‫ف الجتمع ‪ . . .‬إنّها حاجة زمنيّة كالسم مثل ‪ . .‬السم ليس حقيقة ‪ . .‬وعلّم آدم الساء‬

‫‪225‬‬
‫‪ .‬أتينا أحرار من جيع الاجات ‪ " . .‬وما خلقنا النس والنّ إ ّل ليعبدون" وأين هم‬
‫العابدون؟‬

‫السم حاجة ضرورية للمعاملة فقط وكذلك " النا" ‪ . .‬عندما يولد الطفل ل إسم ول‬
‫"أنا" ‪ . . .‬السم للناس و"النا" لنفسي ‪ . . .‬عندما أتدّث مع نفسي مع من سأتكلّم؟ إنّها‬
‫لغة أو حيلة لغويّة والسم خدعة إجتماعيّة ‪ . . .‬اللغة لغو للّهو ‪. . .‬‬
‫اللغة هي للمجتمع والصمت هو للجامع ‪ . .‬هو الصامت الكب ‪ . .‬ف س ّو الصمت العميق‬
‫تتفي الساء والجساد والكلم واللغة ‪ . . .‬وهذا هو التناقض ‪ . .‬عندما ل تكون تكون ‪. .‬‬
‫عندما تتفي تظهر ‪. . .‬‬

‫أتسب نفسك أنّك جرم صغي‬


‫وفيك انطوى العال الكب ‪. .‬‬
‫داؤك منك ول تبصره‬
‫ودواؤك فيك ول تشعر‬

‫وأنت الكتاب البي الذي‬


‫بآياته يظهر الُضمَر ‪. . .‬‬

‫لوّل مرّة ترى القيقة ف وجودك وف عدم وجودك ‪ . .‬ف جوهرك الفعليّ وف الشريعة‬
‫الوثوق با من الصول الصليّة ‪ . . .‬عندما ل تكون فأنت الكائن اليّ ‪ . .‬عندما تتفي بال‬
‫تظهر بنور ال ‪ . .‬وهنا قال السيح للرجل‪ " :‬واحدة تنقصك بعد‪ ،‬بع جيع ما تلك ووزّعه‬

‫‪226‬‬
‫على الفقراء‪ ،‬فيكون لك كن ف السماوات ‪ .‬وتعال معي "‪ .‬عندما يدعون السيح بأن أكون‬
‫معه أي أن أتعال معه والسبيل إل هذا السمو هي الحبّة ‪ . . .‬الحبّة هي ال وهي العطاء‬
‫وهي الشاركة بالثروة الت نلكها ‪ . .‬الاديّة والعنويّة والروحيّة ‪ .‬علينا أن نشارك بأنفسنا‬
‫وهذا ما فعله السيح ‪. . .‬‬

‫الشجاعة الكب هي أن تبّ نفسك أوّل ومن ثّ أحبّ قريبك كنفسك ‪ . . .‬ومن هو هذا‬
‫القريب؟ ل غريب إ ّل الوهم ‪ . .‬إلّ الشيطان ‪ . .‬إ ّل النا والغرور ‪. . .‬‬
‫السيح مسيحيّ ومسيح ‪ . . .‬إّتبَع نفسه وال ‪ . . .‬الذهاب إل الكنيسة ل يوّلن ل إل‬
‫مسيحيّة ول إل مسيح آخر‪ .‬وقراءة النيل ل تعلن مسيحيّة بل بالشاركة ‪ . .‬مشاركة‬
‫نفسي ومبّت ل وللعال ولذا الس ّر البعد من أيّ علم وأيّ حدود ‪ . .‬هذا هو الدين وجوهر‬
‫الدين ‪ . .‬الحبّة هي جوهر وأساس الدين ‪ . .‬الشريعة حياة إجتماعية للعيش مع البشر ولكنّ‬
‫الحبّة هي الطريق للعيش مع ال ‪ . . .‬إتبع القانون لنّك ف العال واتبع الحبّة لنّك لست‬
‫من هذا العال بل جزء من العال القدّس ‪. .‬‬
‫الجتمع حياته زمنيّة ولكنّ ال حياته أزليّة ‪ . .‬الجتمع من صنع النسان ‪ . .‬بدعة فكريّة ‪. .‬‬
‫ي بدعة‬ ‫‪ .‬ومتعة مليّة ومن الضروري أن نترم نظام العال ولكن نن أبعد من أيّ شريعة وأ ّ‬
‫وأيّ حدود ‪ . .‬علينا أن نقّق القّ بالقّ‪ .‬إتبع القانون ولكن عليك بعيش الحبّة ‪ . .‬هذه‬
‫هي الطريق مع السيح ‪ " . . .‬أنا هو الطريق وال ّق والياة " أي النا الكونيّة الساكنة ف‬
‫سكينة جيع خلق ال ‪ . . .‬كلّنا من روح ال ‪ . .‬ك ّل إنسان مسوح ببكة ال وبسرّه البديّ‬
‫ب البيب ‪ . .‬ولكن النان ل يسمع الدعوة ‪. .‬‬ ‫‪ . . .‬دعوة السيح مفتوحة إل كلّ قلب ي ّ‬
‫‪ .‬إذا كنت متملّكا ومتمسّكا بالدنيا وبالوف وبالبخل وبالسلطة ل تستطيع أن تترك كلّ‬
‫هذه الشياء وتتبع السيح ‪ . .‬عال الحبّة غي عال الشريعة ‪ . . .‬الذي يتعرّف على النعمة‬
‫يترك النقمة ‪ . . .‬عال الرحة غي عال الرجة ولك اليار ول تتار أيّها الختار ‪ . . .‬ل حياة‬
‫إ ّل بالياة ‪ . .‬والحبّة هي الياة ‪ . .‬الحبّة هي ال ‪ . . .‬مبّة السيح غي مبّة السيحيّ الذي‬
‫ل يعرف السيح ول يعرف نفسه ‪ . . .‬إعرف نفسك أوّل ‪ . .‬هذه هي بداية الجّ إل ال ‪.‬‬
‫‪ . .‬ومن عرَف نفسه عرف ربّه ‪ . . .‬هذه هي العرفة الت تصلن بال ‪. . .‬‬

‫‪227‬‬
‫عليّ أن أحترم جيع نعم ال ‪ . . .‬العال والعلم ‪ . . .‬العقل والال ‪ . .‬العائلة والهل ولكنّ‬
‫السيح أتى برسالة ساويّة ليذكّرنا بالعال الزلّ ‪ . . .‬وهذه هي النعمة الليّة للنسان ‪. . .‬‬
‫علينا باليان الذي ييي فينا اليزان ‪ . . .‬وباليان ندخل ملكوت الرحان ‪ . .‬ولنا اليار‬
‫دون أن نتار ‪ . . .‬هنيئا لك أيّها الختار ‪. . .‬‬

‫الوت والقيامة‬
‫لوقا ‪24‬‬
‫‪43-36‬‬
‫و بينما ها يتكلّمان إذا به يقوم بينهم ويقول لم‪ ":‬السلم عليكم "‬
‫فأخذهم الفزع والوف وظنّوا أنّهم يرون روحا ‪. .‬‬
‫فقال لم‪ ":‬ما بالكم مضطربي‪ ،‬ول ثارت الشكوك ف قلوبكم؟"‬
‫ي ‪ .‬أنا هو بنفسي ‪ .‬إلسون وانظروا‪ ،‬فإنّ الروح القدس ليس له لم‬ ‫" أنظروا إل قدميّ ويد ّ‬
‫ول عظم كما ترون ل"‪.‬‬
‫قال هذا وأراهم يديه وقدميه غي أنّهم ل يصدّقوا من الفرح وظلّوا يتعجّبون‪ ،‬فقال لم‪:‬‬
‫" أعندكم ههنا ما يؤكل؟" فناولوه قطعة سك مشوي فأخذها وأكلها برأى منهم ‪. .‬‬

‫‪48-45‬‬
‫وحينئذٍ فتح أذهانم ليفهموا الكتب ‪. .‬‬
‫ب أنّ السيح يتألّم ويقوم من بي الموات ف اليوم الثالث‬
‫وقال لم‪ُ ":‬كتِ َ‬

‫‪228‬‬
‫وتعلن بإسه التوبة وغفران الطايا لميع المم إبتداء من أورشليم وأنتم شهود على هذه‬
‫المور ‪".‬‬

‫أشهد بأنّ كلّ كلمة قالا السيح ل نفهمها وهذه هي الشكلة الكبى ‪ . .‬إنّ القيقة ل تقال‬
‫لنّها حال وليست مقال ‪ . . .‬كلمه ليس حقيقة بالنسبة لنا لنّ اختباره فوق مستوى‬
‫البشر‪ . . .‬إنّ اللغة الت نتكلّم با تقتل القيقة وعندما تكلّم السيح فلسفنا وحرّمنا وزيّفنا‬
‫كلمه وعبنا عن الكذب الذي نعيشه ف الفكر وف القلب‪ ،‬ولكن مبّة السيح دفعته إل قول‬
‫الذي ل يقال لنحيا معه س ّر الال ‪. . .‬‬

‫وماذا حصل؟ وماذا قال السيح؟‬


‫قال ما ل يقال ‪ . . .‬إنّه تدّث عن العال الخر ‪ . .‬عال السرار الباطنيّة وبالطبع أسأنا الفهم‬
‫لنّنا دون مستوى حقيقة السيح وتصوّره للعال وفهمه للنسان ‪ . .‬من الطبيعيّ أن ل نفهمه‬
‫لنّنا من عال الدنيا وهو من عال البديّة الطلقة ‪ . .‬هو ييا الال الليّة ونن نتحدّث عن‬
‫القال السديّة ‪ . . .‬ك ّل منّا صادق بقّه ‪ . . .‬عندما نستمع إليه نشعر بصدقه ‪ . . .‬مرّد‬
‫وجوده يوحي لنا بسلطة أبعد من كلمه لنّنا نثق بالقّ الذي يتكلّم عنه والذي بالنسبة لنا‬
‫شبه مستحيل وصعب جدّا أن نفهمه ‪. .‬‬

‫كيف نثق به ونن ل نعرفه؟ والكثر من ذلك أيضا‪ ،‬إنّه يتكلّم عن أمور مضادّة تاما عن‬
‫مفهومنا للحياة الت نتبها ‪. .‬‬
‫بالمس كنت أقرأ هذه القصّة عن رجل التقى بلزونة تسكن ف فجوة الائط وبدون أيّ‬
‫سبب أو مبّر خاصّ قال لا‪ ":‬أحيّيكِ" وردّت التحيّة ‪ . .‬أمر غريب! إنا تسمع وتكي‬
‫وقالت‪ ":‬أهل" وحرّكت عيونا لترى عن ح ّق ويقي من هو هذا الذي يقابلها وسألا قائل‪:‬‬
‫" هل تسمعينن؟ وردّت البزّاقة‪ ":‬نعم ‪ . .‬وأكيد ‪ . . .‬من أنت وماذا تفعل؟" وعادت إل‬
‫مشيتها التشامة وإل نظرتا العبّرة تنتظر الردّ على سؤالا وردّ عليها الرجل قائل‪ ":‬أنا ‪ ..‬أنا‬
‫إنسان ‪ . . .‬أنا رجل ‪ " . . .‬وسألته " إشرح ل قصدك ‪ . . .‬وشكلك!"‬
‫‪229‬‬
‫وقال لا‪ ":‬نن بشر نشبه إل ح ّد ما شكلك أنت ‪ . .‬مثل ‪ . .‬عندك عيون على أرجل فوق‬
‫رأسك ونن أيضا عندنا عيون ولكنّ الرجل على الطرف الخر من السد ‪" . . .‬‬
‫تعجّبت وسألته‪ ":‬الطرف الخر؟" ر ّد عليها بذر ‪ " . .‬نعم ‪ . .‬نن نضع القدم على الرض‬
‫أنظري إل شكلي وإل قدماي!" وعادت تسأله‪ ":‬لاذا تستخدم القدم؟"‬
‫" ل تتحرّك بسرعة" ‪ . . .‬ر ّد عليها بسرعة ‪ . .‬وسألته بدهشة ‪ " . .‬حقّا! إنّك تدهشن ‪. .‬‬
‫هل هنالك أيّ صفة أخرى من شخصيّتك الغريبة؟" وتاوب معها قائل‪ " :‬أنت بيتك على‬
‫ظهرك‪ ،‬ونن عندنا بيوت كثية ندخل ونرج منها كما نشاء ‪" . . .‬‬

‫أيّها الخلوق العجيب ‪ . . .‬حدّثن عنك أيّها الغريب الذهل! سألته اللزونة ‪ .‬وقال لا‪ ":‬نن‬
‫البشر‪ ،‬نأخذ ورقة الشجر ‪ . . .‬هل تعرفينها؟" " نعم أعرفها جيّدا" ردّت عليه ‪ " . .‬حسنا"‪،‬‬
‫نأخذها ونكتب عليها إشارات ونعطيها إل إنسان آخر وهو بدوره يعطيها إل رجل آخر‬
‫الذي بإمكانه أن يقرأ أسرار الرجل الوّل الذي خطّ على الورقة ‪ . . " . . .‬قاطعَته اللزونة‬
‫قائلة‪ ":‬إنّك أحد هؤلء ‪ " ،" . . .‬هؤلء من؟" سألا الرجل مستفسرا ‪ " . . .‬هؤلء‬
‫الكذّابي" قالت له وكرّرت القول " الشكلة معكم يا أهل النفاق أنّكم من كذبة إل كذبة‬
‫أكب إل أن تتخطوا هذا الداع والسحر وأخيا تترق إدراك النفْس إل الجهول" ‪. . .‬‬

‫هذا هو الشعور مع إنسان كالسيح ‪ . . .‬البشريّة العاديّة تشعر بأنّ يسوع تطّى حدوده‬
‫واخترق نفسه ‪ . . .‬ربّما له سحر خاصّ أو قدرة خارقة أو جاذبيّة يسحر با الماهي ‪ . .‬أو‬
‫عنده قوّة جيلة يتمتّع با لقناع الناس با يبشّر أو ينشر ‪ . . .‬إنّه أهل للحبّ ولكنّه اخترق‬
‫حدوده ‪ . .‬ك ّل ما يقوله هو أبعد من حدود النسان العادي وبالفعل أبعد من حدود الفكر‬
‫والعقل ‪ . . .‬إنّه يقدّم لنا أسرار من عال اللفكر إل عال الفكر وهذا سرّ ل يترق جسر‬
‫البشر ‪ . .‬فإذا من الطبيعيّ أن ل نفهمه ‪ . . .‬السيح يقول لنا " أنا لست من هذا العال ‪". .‬‬
‫ويذكّرنا بأنّنا كلّنا انطوى فينا عال ال وكلّنا أخوة بال وك ّل منّا مسيح آخر ‪ . . .‬وهل من‬
‫سيع أو ميب لذا البيب؟؟‪. . .‬‬
‫لقد صُلب بسبب سوء الفهم وعندما قال على الصليب" إغفر لم يا أبتاه لنّهم ل يعلمون‬
‫ماذا يفعلون" ‪ . .‬إنّها كانت مبّة ورحة وحقيقيّة ‪ . .‬ل ّن الذين صلبوه كانوا من الغبياء‬
‫‪230‬‬
‫ومن الضالّي ومن أهل اللوعي ‪ . .‬ل يشركوا عن علم بل عن جهل ‪ . . .‬ل يصلبوا السيح‬
‫بل صلبوا كذّابا يهوديا عاديّا هّه إزعاج الناس وبنوع خاصّ عن وجود ال ‪ . . .‬إله السيح‬
‫غي إله موسى وأهل الشريعة وكان حديثه عن هذا ال الذي ينشر الحبّة والرحة والغفران‬
‫والتوحيد ولك ّن الكتية والفريسي رفضوا هذا الله لنّهم يعبدون التقاليد والعراف‬
‫الجتماعيّة ‪. . .‬‬

‫السيح حاول أن يبهن لم وجود ال ليس كشريعة إجتماعيّة ول كسَند أو دعم أخلقي ول‬
‫كفرضيّة لشرح الجهول ‪ . . .‬بل إنّ ال موجود ول وجود إلّ ال ‪ . .‬هو جوهر القيقة‬
‫وهو وحده القيقة الطلقة ‪. . .‬‬

‫وعندما يتكلّم إنسان كالسيح عن هذه القيقة يزرع الشكّ ف عقول الناس ويثّهم على‬
‫التفكي وعلى تطّي حدود الوف والهل ‪ . . .‬من القبول أن نعتقد بوجود ال وبالكنيسة‬
‫وباليكل ‪ . . .‬ومن الطلوب أن ندّعي بالدين‪ ،‬إنّها مساعدة إجتماعيّة ومداهنة دينيّة ‪ . .‬هذا‬
‫تزيّت إجتماعي يعطي الياة ثقة لطيفة وناعمة واحترام بي البشر ولكن ل أن نكون‬
‫متمسّكي بدّية كما يتحدّث السيح عن ال الذي يعرفه ‪ . .‬وكأنّ ل وجود لنا إلّ بوجود‬
‫ال ‪ . . .‬الياة بدونه موت أبديّ ‪ . . .‬إله الشريعة أسهل وأرحم من إله السيح ‪ . . .‬السيح‬
‫يبشّر بالسيح بال الواحد الحد ومن منّا مستعدّ أن يواجه هذه القيقة بدّية؟ ولك ّن الشعب‬
‫الذي تمّع حوله نظروا إل هذه النظريّة بسخافة تافهة ‪ . . .‬ل يقولوا للمسيح رأيهم بال‬
‫الديد من باب اللياقة والدب ولكن عندهم إيانم بالهم ولاذا النتقال من العلوم إل‬
‫الجهول؟ وإله السيح صعب وجوده أو التصديق به لنّه غي متمل الوجود وغي مرجّح‬
‫والرجح أن نبتعد عن هذا العتقد الديد ‪ . .‬ولكنّ السيح له سحر وفتنة مطلقة يسلب‬
‫القلب ‪ . .‬إنّه رزين وجادّ ووقور ويش ّع بالفرح وبالسرور ول يعرف الغرور أو الستكبار‬
‫ولكن لاذا التغيي من إله إل إله أصعب وجديد ونن بغن عن هذه الوعود؟؟ صحيح أنّهم‬
‫اندهشوا بضوره وبكلمه وبصدقه ولكن لنا ديننا والقلب يرفض هذا السحر البي ‪ . . .‬إنّها‬
‫مكيدة أو مصيدة أو فخّ لنقع ف سجن ونن أحرار من هذه القيود ‪ . . .‬وإذا صدّقوا بأقوال‬
‫السيح ستكون ردّة الفعل أقوى ل ّن الثأر والنتقام ف الفكر وف أوّل القام ‪ " . . .‬هبّوا جيعا‬
‫‪231‬‬
‫لنصلب هذا الكذاب والخادع"‪ . . .‬وهذا هو حلم كلّ إنسان يشخّر ف الليل وف النهار‬
‫لنّه ف الدنيا أعمى وف الخرة أعمى وأض ّل سبيل ‪ . . .‬إنّهم ف حلم مستم ّر وقتلوه وصلبوه‬
‫عن جهل وحبّا بالشريعة وحفاظا على ال ّق الجتماعيّ العام ‪. . .‬‬

‫تذكّرت نادرة صوفيّة‪.‬‬


‫جاعة من التجار سألوا أحد الريدين‪ ":‬كيف مكن أن تسمع هذه السخافة الصوفية وتعن‬
‫لك شيئا؟"‬
‫إنّ الفكر العادي‪ ،‬النطقي‪ ،‬العقلن‪ ،‬أي فكرة قابلة للدراك أو للفهم هي تفاهة وسخافة ‪. .‬‬
‫لنّها بالفعل وبالقيقة هي أبعد من الواس ‪ . .‬إذا أحببتها مكن أن تسمّيها فوق السّ وإذا‬
‫ل تبّها مكن أن تسمّيها هراء ولكن من الكيد أنّها أبعد من مدى الواسّ ‪ . . .‬هؤلء‬
‫التجار سألوا تلميذ الشيخ عن هذه السخافة الصوفية ‪ . .‬ماذا تعن لك هذه التفاهة؟ وكان‬
‫الردّ‪ ":‬لنّها تعن كلّ شيء إل الذين أحترمهم"‪ " ،‬لنّها تعن ك ّل العان إل الذي أحترمه"‪.‬‬
‫هذه هي الثقة ‪ . . .‬السيح فرض إحترامه حت على أعدائه وبسبب هذا الحترام أصدّق كلّ‬
‫كلمة يقولا‪ ،‬وهذا الحترام هو أساس الثقة الذي زرعها ف قلوبنا‪ ،‬ولك ّن الفكر العقلن‬
‫يطرق دائما وأبدا ويذّرنا بقوله" إنّها سخافة‪ . .‬ل تصدّقوه!" ‪ . . .‬من الذي صدّق وآمن‬
‫بالنبياء وبالكماء؟ ماذا فعلنا بأهل العلم وبأهل النور؟ تارينا يشهد على جهلنا ‪ . . .‬إنّ‬
‫الحترام هو القام الذي يمع بي السيح وتلميذه ‪ . . .‬فرض إحترامه ل بالقوّة بل بالحبّة ‪.‬‬
‫‪ .‬بالصدق ‪ . . .‬بالعلم ‪ . . .‬وبالقّ ‪ . .‬وكلّ كلمة يقولا هي مفتاح إل السرار السماويّة‬
‫ب هو الصلة بي السيح ومبيه ‪ . . .‬هو التجاوز‬ ‫الساكنة ف سكينة الساكن ‪ . .‬الحترام وال ّ‬
‫من الفكر والنطق إل الشكر والقّ ومن باب الثقة نسمو بالسيح إل العال الخر الذي ل‬
‫نعرفه حت نراه ومن رأى شهد والشهادة أبعد من حدود العقل والعلم ‪. . .‬‬
‫أكثر الناس يسألون الرشد " كيف أستطيع أن أصدّق أو أعتقد؟"‪ . .‬أفهم هذا الل وأشعر‬
‫بذا القلق ‪ . . .‬نبّ أن نصدّق‪ ،‬ل أحد يرفض الصدق لنّه أساس الدوء والسكينة‪ ،‬أساس‬
‫التركيز والتأسيس ‪ . .‬ومن ل يبّ أن يصدّق؟ حت اللحِد يبحث عن العتقاد والبدأ ‪. .‬‬
‫مكن أن يكون يائسا وتعيسا ويبحث عن باب الفرج ‪ . .‬مكن أن يكون رفضه ل هو مهود‬

‫‪232‬‬
‫ليتجنّب النداء الداخلي الذي يدعوه إل ال وهربا من هذا الصوت الفيّ الذي يذكّره بال‬
‫يعلن علّنا بأنّه ل وجود ل ‪ . . .‬هذا هو مبدأ اللحد ‪ . . .‬مبدأ اللاد هو أيضا طريق إل‬
‫البد ‪ . .‬يا أيّها الكافرون لكم دينكم ول دين ‪. . .‬‬
‫نعم إنّ الكافر يؤمن بالكفر وباللاد وهذا هو دينه وتوحيده ‪ . .‬هذه هي رحة ال ومبّته‬
‫للعال ‪ . . .‬الريّة هي أساس العرفة والفضيلة ‪ . . .‬خلقنا ال أحرار ولنا حقّ الختيار ولاذا‬
‫الرهاب والترهيب؟؟ ل إكراه ف الدين ‪ . .‬لك اليار أيّها الختار ول تتار ‪. . .‬‬
‫إنّ ال موجود ف ك ّل شيء وف اللشيء ‪ . .‬والعرفة هي أن ترى ال ف كلّ شيء وأنا شيء‬
‫ومبّته وسعَت كلّ شيء ‪ . . .‬هذه هي رسالة السيح إل العال ‪. . .‬‬
‫لتكن مشيئتك أيّها اليّ ‪. . .‬‬
‫اللحد يبحث عن اليان ولكنّه ياف من هذه الجازفة وهذه الغامرة الجهولة ‪ . .‬نقول عنه‬
‫بأنّه كافر ‪ . . .‬هل تعلم معن كلمة "كفر" ؟ ‪ . .‬أيّ غطّى!! غطاء من الوف ‪ . .‬رداء‬
‫ي وكثيف نغمر به جهلنا خوفا من هذا السرّ الجهول ‪ . . .‬ناف على أنفسنا من البد‬ ‫قو ّ‬
‫فنلبس الجاب الذي يجبنا عن نور الشمس ودفء القمر ‪ . . .‬هذا هو الكفر ‪ . . .‬هو‬
‫الهل والنسان عدو ما يهل ‪. . .‬‬

‫ي طاقة بل هو موجة سلبية موجهة إل القلب‬ ‫الكفر ل يغيث الروح وليس فيه أيّ حياة أو أ ّ‬
‫ول تسّن أفكارنا ول تساعدنا على التركيز ول على رؤية الخلص والصادق لنّ اعتقادي‬
‫وخوف هو مزيّف وسلب ولكنّن ل زلت مؤمنة با أنا فيه ‪ . .‬الوف والشك والهل‬
‫ف لنّن أبث عن النور السماوي وال رحته وسعت ك ّل شيء‬ ‫والقاومة وكلّ هذه الشاعر ّ‬
‫وهو أرحم من كلّ عليم ورحيم وحليم ‪. . .‬‬
‫ف العال البشري ل يوجد إ ّل الؤمن والؤمن ‪ . . .‬كلّ يغنّي على ليله ‪ . . .‬ليلى الستني‬
‫والعاشق غي ليلى الكافر والنافق ولكن لك ّل إنسان نعمة ونقمة وله حريّة الختبار والختيار‪.‬‬

‫النسان وُلد مؤمنا و ل يستطيع العيش بدون ايان‪...‬يؤمن بالكفر‪ ..‬بالال‪..‬‬


‫بالنس‪...‬بالسلطة‪ ...‬بالرب‪ ...‬بالب‪ ...‬أن نيا بدون اعتقاد هذا مستحيل علينا أن نعتقد‬
‫و أن نعقد‪ ...‬و لكن أول انفجار للحق هو ما قاله الريد الصوف‪...‬‬
‫‪233‬‬
‫"إنا تعن كل شيء للذي أحترمه"‪...‬‬
‫إذا احترمت استقبلت برحابة صدر و استلمت الرسالة دون أي تردد أو تعقد‪ ...‬احترم‬
‫السيح و أقبل كل كلمة ينطق با للحق‪...‬‬
‫إنّ كلمة "القِبلة" هي أرامية الصل و تدث عنها سيدنا ابراهيم حي قال‪" ...‬القبلة هي‬
‫التقبّل‪ ،‬القدرة على الستيعاب و المل"‪ ...‬كلمة جيلة و تمل العان السماوية‪ ...‬الحترام‬
‫هو أساس الستقبال‪...‬‬
‫هو المل الشترك بي الطرفي بكل ثقة و أمانة‪ ،‬هو الرضى و التسليم لمر ال‪...‬‬
‫البشر احترموا السيح و تبعوه و لكن ف قرارة نفسهم شعروا بأنه يتخطى حدودهم لن‬
‫إدراكه فوق إدراك البشر و خافوا من هذه الظاهرة العجيبة‪ ...‬إنه إنسان و أعلى من مستوى‬
‫النسان‪ ...‬و من هو هذا النسان؟‬
‫علينا أن نتخلص منه لنه خطر على اليهودية و على العال أجع‪...‬انسانيته تفوق انسانية‬
‫النسان و هذا هو خطر الزمان‪ ...‬إرتاحوا لا صلبوه و شعروا بالسكينة و الراحة ‪ ...‬لن‬
‫هذا الرجل كان سبب البلبلة و الفوضى و التشوش‪ ...‬لقد زرع الرعب و الضطراب ف‬
‫قلوب البشر‪ ...‬و هذه هي الوسيلة السليمة الت تعيد السلم إل القلوب‪ ...‬ل سلم إل بعد‬
‫العاصفة و ل ولدة إل بعد اللم‪ ...‬و لكن السيح كان ينظر إل الستقبل و الشعب‬
‫متمسّك و متشعّب بالاضي و أين هو اللقاء الساسي و الجتماع الثابت؟‬
‫و حت اليوم و ف هذا الزمان بي السيح و السيحية ل يوجد أي لقاء أساسي و ل يتم هذا‬
‫اللقاء إل اذا تطيتُ حدودي و تعرّفتُ على نفسي و على سبب وجودي و إل سأبقى بعيدة‬
‫عن لقاء السيح‪...‬‬
‫السيح ليس جسدا فحسب بل ساجد ف هذا السد و ال ساجد ف قلب العابد للخالق‬
‫الواحد الحد‪...‬‬
‫كلنا عباد ال‪ ،‬منه و به و معه سنبقى أبدا ‪ ...‬عندما نتعرّف على حدود الفكر و نتخطى‬
‫هذه السدود سندخل إل عال اللكوت‪...‬‬
‫أحد أصدقائي و هو مرشد روحي ف سلح البحرية أخبن هذه الادثة ‪...‬‬

‫‪234‬‬
‫هبّت عاصفة مرعبة و رهيبة و قاسية جدا حت اللحي القدامى خافوا و ارتعبوا‪ ...‬و بعد أن‬
‫هدأت إذا بالبحار القدي يقول للمرشد‪ " ...‬لقد صلّيت أثناء التجربة مع أنن ل أصلّ أبدا‬
‫و لكنن صليت ف هذه الحنة الصعبة!"‬
‫ماذا قلت ف صلتك ؟ سأله القسّ الروحي‪...‬‬
‫"آه يا ال " قال البحّار‪ " ،‬أنت تعلم بأنن ل أطلب منك أي طلب أو أي مساعدة منذ‬
‫خسي عاما و لكن إذا خلصتَن من هذه الورطة حيا سليما‪ ،‬أعدك بأنن سوف لن أزعجك‬
‫أبدا و على مدى خسي سنة أخرى‪"...‬‬
‫ل نتعلّم إل من الل‪ ...‬ل نتقرّب من ال إل أثناء البلبلة و الفوضى‪ ...‬ل نرى الصلة مع‬
‫الصول إل عندما نواجه موت الذور و العطور‪ ...‬فإذا وجود السيح هو للبلبلة و للتشوّش‬
‫و لدمار مفهومنا للضمان و للمن ‪...‬‬
‫حياتنا الرية ما هي ال وهم و ضلل‪ ...‬عليه أن يلصنا من هذا اليال و يررنا من الوهام‬
‫و من عبادة الصنام‪ ...‬من الطبيعي أن نراه عدو لنا و لكنه هو الصديق الصادق للحق‬
‫و للطريق و للحياة ‪...‬‬
‫الصديق هو العدو‪ ...‬القارب عقارب و لكننا نطلب النسان الناسب و نري خلف‬
‫الصديق النافق‪...‬‬
‫السيح أتى ليخلّصنا من جهنم ‪ ...‬هذه النار الت صنعناها بالوهام و ببّنا للصنام ‪ ...‬لقد‬
‫أتى ليعيد الينا النور و ليذكرنا بأننا كلنا نور العال و لكننا ملح الرض ‪ ...‬و كلنا أخوة بال‬
‫و كلّ منا مسيحا آخر‪ ...‬يؤلنا ليعلّمنا‪...‬‬
‫لقد خلق لنا الصليب ليعلمنا درب الب و العذاب‪ ...‬هذا هو ميزان الل و العلم‪ ...‬هذا هو‬
‫معن الصلة و الصلة‪ ...‬لقد عاش الياة الرة الطلقة البدية‪ ،‬حياة البهجة و الفرح‪ ,‬حياة‬
‫الغبطة و السرور‪...‬‬
‫حياة الصليب و الوت و القيامة ‪ ...‬حياة كلها احتفال و تلل‪ "...‬إفرحوا و تلّلوا لن ال‬
‫قريب و أقرب الينا من حبل الوريد"‪ ...‬هذه هي دعوة السيح الفتوحة إل العال أجع‪...‬‬

‫‪235‬‬
‫هذه هي جاعة ال‪ ...‬جاعة الفرح و العطاء ف سبيل الفناء بال‪ ...‬حياة الخوة العالية‬
‫الزلية بال‪...‬‬
‫حياة السيح هي احتفال أزل‪ ...‬إحتفال لزالة البل و خيبة المل‪ ...‬إنه الراقص و الرقصة‬
‫اللية للبد‪...‬‬
‫من الذي يقول لك أن السيح كان تعيسا و معذبا و ل يفرح أبدا بل ل يزال على الصليب‬
‫من أجلنا؟؟‪...‬‬

‫أترك الذنب و اللوم و العتب!!! إنه الوحيد الذي يتفل بالفرح و بالب و بالعذاب‪ ...‬إنه‬
‫الرقصة الكونية الية ف كل كائن يعرف نفسه و ربه‪ ...‬إذا السيح ل يضحك و ل يفرح‬
‫فإنه مزيف‪ ...‬هو الفرح و هو البهجة و هو الحتفال الدائم‪ ...‬ضحكته رقيقة و شفافة‬
‫و عميقة‪ ...‬هو مصدر البتهاج و السرور‪ ...‬بجته عميقة و صعب أن نفهمها لنّ مصدرها‬
‫إلي ساوي و ليست من الدنيا الفانية‪ ...‬إنا من قلبه التصل بقلب ال‪ ...‬بذا العمق الطلق‬
‫بالصدق و بالق‪ ...‬إنّ فرحه هو مصدر للسعادة التناهية و الغامضة و من منّا يدرك النور‬
‫و نن ف ظلمة الدنيا؟؟ ل أستطيع أن أرى ما ف قلبه من صدق و حياة لنن أخاف أن أقع‬
‫ف الاوية و أشعر بالدوخة الخيفة و بالطبع سأغمض عين لبقى على جهلي و أستكب‬
‫وأدّعي الفرح و السرور الغرور‪...‬‬
‫من الق أن ل نشعر بفرحه و احتفاله الدائم‪ ...‬الدائم مع الفرح و مع الل‪ ...‬لنه انسان‬
‫الحتفال و البتهال‪...‬‬
‫كان سعيدا بأضعف و أسخف المور‪ ...‬كل شيء كان مقدس بالنسبة له‪ .‬ل يكن معتزلً‬
‫و ل متنسّكا و ل فارّا ل من النار و ل من النور بل كانت لسته توّل النجاسة إل قداسة‬
‫و أينما حلّ جعل من أي مكان لسَهُ معبدا مقدسا‪...‬أيّ عمل قام به قدّسه بوجوده‬
‫و بلمسته‪ ...‬من جهة عاش الحتفال و التهليل و من جهة ثانية الفوضى و الضطراب‪...‬‬
‫لقد عاش الطرفي و الضداد‪ ...‬هذا هو صليب السيح‪ ...‬ل يتنسك و ل ينكر و ل يكفر‬
‫و ل يبأ بل أبرأ الريض و اليت و جع الشر و الي و الدين و الدنيا و العلوم و الجهول‬
‫و ها هو علم الصليب‪ ،‬علم البدان و الديان علم اليزان بالنسان‪ ...‬و رفع اليزان و علم‬

‫‪236‬‬
‫النسان و وحّد القطبي‪ ...‬هو التناقض و هو الفيض‪ ...‬هو السماء و هو الرض‪ ،‬هو‬
‫اللشيء و هو كل شيء‪ ...‬و على كل شيء قدير‪...‬‬
‫كيف نتذكّر ال؟‬
‫كما علمنا السيح! بالل و الفرح!‬
‫النسان العادي يتذكر ال عندما ت ّل عليه مصيبة‪ ...‬يتعلم من الل‪ ...‬أو يتذكّر ال عندما‬
‫يكون ف قمة الفرح و النعمة و هذه ليست للنسان الشعب العادي لنن أنسى ال عندما‬
‫أكون سعيدة و لكن أدعوه عند الاجة و لكن السيح كان هو الذّكر و الذاكر و الذكور ف‬
‫كل الالت‪ ...‬كان سيد الطاعة و الستطاعة و الشاكر لميع المكانيات حرّرنا من‬
‫الوهام و الحلم و علمنا بأن كل عمل عبادة و صلة ‪...‬‬
‫و أن ننادي ال بالب و بالكامل الشامل و بالروح القدس و بالبن و بميع اللقاب‬
‫السماوية و الرضية‪...‬‬
‫علّمنا بأنّ العرفة هي من حق كل ملوق‪ ...‬من حقنا أن نعرف بأن الصلة هي الصّلة‬
‫الصامتة مع الصامت الكب‪ ...‬صمت الزهور ل صمت القبور‪ ...‬صمت العطور النابعة من‬
‫صلة الذور بالنور‪ ...‬صلتنا صادرة إما عن الل و اليأس و العجز و الضعف و إما من‬
‫الفرح و الشّكر و المتنان‪...‬‬
‫صلة السيح كانت الصّلة التواصلة من جيع المكانيات ‪ ...‬من باب الزن و باب‬
‫الفرح‪...‬‬
‫هذه هي درب الصليب ال الحبوب‪ ...‬ف أحد اليام أتى رجلً إل الرشد الصوف يلتمس‬
‫منه الساعدة و كان يرتف و يرتعش و قال له‪ " :‬أرجوك يا معلّم ساعدن لتعرّف على‬
‫نفسي"‪،‬‬
‫و أثناء البحث و النقاش أتى أحد أصدقاءه و قال له ‪ :‬أنت هنا عند الشيخ و عليك أن تعرف‬
‫بأنّ تارتك ازدهرت و فجأة توّلت إل قمة النجاح ف الربح الادي و الزدهار القتصادي‬
‫و الرخاء الجتماعي"‪...‬‬
‫و هتف السائل الرتعش و الرتف ال الرشد قائل ‪ :‬آه‪...‬أشعر بالراحة و أستودعك أيها‬
‫الشيخ "‪...‬‬

‫‪237‬‬
‫و ترك الوار و النقاش لن كان هدفه الربح الادي ف تارة الدنيا و حصل على ما تن‬
‫و عاد إل العمل‪...‬‬
‫و بعد شهر عاد إل الشيخ مضطربا و يائسا و سأله قائلً‪:‬‬
‫" ساعدن أيها الرشد ل أستطيع أن أتمل ألي و تعاست‪ "...‬و عادت حليمة إل عادتا‬
‫القدية و أين الل من هذا الهل و هذا البل؟؟‬
‫و عاد إليه رسوله و معه رسالة شفهية يقولا له بنظرة متالة و خبيثة‪:‬‬
‫" يا سيدي! هنالك إمرأة جيلة تنتظرك ف دارك"‪...‬‬
‫قفز الزائر متلهفا و قال للمرشد" المد ل ! كل شيء على ما يرام‪ ...‬أستودعك ال"‬
‫و ذهب ال الدار ليى المال بالنتظار‪ ...‬و سأل صديق الرشد قائل " أيها العلم ال مت‬
‫سيبقى هذا الرتف يُعيد و يعيد هذا الخطّط و هذا التصرف الاهل؟"‬
‫تنهّد الرشد و قال" إل أن يرى"‪...‬‬
‫مت سنرى النور؟ لقد خلق لنا السيح طرق عديدة من الفوضى و الل و اليأس و التعاسة‬
‫حت نتعلم الب من درب الصليب‪ ...‬إل مت سنكرر و نبر هذا التصرف الزيّف؟ إل مت‬
‫سنبقى ف درب الوهام و الحلم؟‬
‫لنا حرية الختيار أما مع السيح الذي هو بالقلب ل باليب‪...‬‬
‫هو عالباب ينتظر الشارة منّا لتحيا معه البشارة أو البقاء مع نفسي الاهلة‪ ...‬إنّ صلت من‬
‫باب الل و صلته من البهجة الطلقة و الصافية و الشفافة حت و هو على الصليب‪ ...‬البلء‬
‫ف سبيل الفناء بال وهتف قائل لتكن مشيئتك يا ال‪...‬‬
‫و الن أنت معي قال للص الذي على يينه لنه رأى حقيقة نفسه و حقيقة السيح‪...‬‬
‫من رأى عرَف و من عرف اعترَف و من اعترف غرَف‪ ...‬و من غرف غفر‪ ...‬و الغفران هو‬
‫الصّلة اللية بي إبن النسان و إبن ال و كلنا أولد الدنيا و الخرة‪...‬‬
‫من رأى حقيقة نفسه رأى حقيقة السيح ف نفسه‪ ...‬و صلته تكون من الشكر و المتنان ل‬
‫من باب الل أو من باب الفرح بل من كل لظة نر با على جسر الدهر‪ ...‬هذا هو المر‬
‫من الوت إل النّمَوت‪...‬‬

‫‪238‬‬
‫إنّ الذي يرى بنور ال يقفز القفزة التجاوزية و تكون صلته إمتنان و عرفان بالميل‬
‫و باللل و ل مكان لليأس أو للعجز أو للضعف لنك لست مفصول عن ال بل متصل به‬
‫و معه للبد‪...‬‬
‫عندما نترق الوهم نتّحد بالق‪ ...‬السيح يقول الب و البن و الروح القدس واحد‪...‬‬
‫وكلنا مع الوجود الواحد الحد و لاذا الوف؟ ل تف ال معنا و فينا‪ ...‬ل تقُل ال ف قلب‬
‫بل قل أنا ف قلب ال‪ ...‬الوجة توت و تذوب ف الحيط ‪ ...‬إ ّن الضعف هو خيال النا‬
‫والسيح أتى ليحررنا من هذه النا والغرور و لكن صلبناه و ل زلنا نرجه حت الساعة لنه‬
‫هو الق و نن الباطل و العتمة تاف من النور‪...‬‬

‫إنّ فرويد وهو أحد كبار علماء النّفس يقول " النسان ل يستطيع أن يعيش بدون أوهام‪ ..‬إذا‬
‫أُخِذت منه أوهامه ستكون حياته تافهة وبدون أي معن‪ ..‬كل إنسان عنده كذبة الياة الت‬
‫تدور وتدور ف حياته‪ ..‬إذا حرّرته من هذه الكذبة اختفت حياته من العن وينهار ويسقط‪...‬‬
‫أُنظر إل نفسك وسترى كذبة حياتك‪ ...‬حياتك وهم وحلم‪"..‬‬

‫من منّا قادر على الحتمال؟ يقول السيح تعالوا معي يا حاملي الثقال وأنا أريكم ولكن من‬
‫منّا مستع ّد لذه الدّعوة؟؟ طبعا الصّلب أرحم والرجة أنسب من الرحة ول نزال نرجم‬
‫ونصلب لننا نرفض الق ونقبل الباطل‪ ...‬نتجنّب القيقة ونتّهمها بالكذب ونصدّق الدعة‬
‫ونيا الوهم وندّعي بأن السيح هو عدوّ الياة ويستحقّ الصلب والوت وما أتى أل ليشدنا‬
‫إل الطريق والق والياة وهذا هو العهد الديد أي الوت للباطل والقيامة للحق‪...‬‬

‫إنّ فرويد قال القيقة‪ ...‬النسان ييا الكذبة الت خلقها لنفسه ولكن السيح وضع اللّ‪...‬‬
‫يساعدن لرى القيقة‪ ...‬ومن رأى الدّرب سار عليها وال ّج يُسر وليس عُسر‪ ...‬الج من‬
‫الفكر إل القلب‪ ...‬هذه هي درب الصليب‪ ...‬درب الوت والقيامة‪ ...‬كل إنسان سيمُرّ‬
‫على المرّ من الل إل الياة البدية‪ ...‬القيامة تعن الياة الصادقة والقيقية التصلة بال‪.‬‬
‫النسان الشعب العادي ياول أن يدَع القيقة تسي خلف الكذبة الت ابتدعها‪ .‬النسان الرّ‬
‫والريء والتديّن يترك الكذبة وييا القيقة والواقع ول يطلب من الق أن يتبعه بل هو الذي‬

‫‪239‬‬
‫يتبع الق‪ ...‬مري على خُطى السيح وليس العكس‪ ...‬هذه هي دعوة السيح عندما يقول‬
‫"إحل صليبك واتبعن‪ ..‬أي إتبع نفسك وسأكون لك الساعد والرشد وخي صديق‪"...‬‬

‫لنترك الكذب والوهم عن السلطة واليبة والنفوذ والقام والقوّة والال والطمع والغية والنا‬
‫وإل ما هنالك من شهوات ورغبات‪ ..‬إر ِم النفاق وسِر مع الوفاق‪ ...‬إتبع السيح لنه هو‬
‫القيقة والقيقة ترّرنا من الوت‪ ..‬ف البداية نشعر بالتعب ولكن هذا تعب الراحة‪ ...‬علينا‬
‫بأنفسنا ولكن ماذا فعلنا؟ صلبنا السيح ول نزال نصلب ونرجم وهو ل يقطع صلة الحبة أو‬
‫صلة الرحة لن رحته وسعت كل شيء وأنا ل شيء وهو على كل شيء قدير‪ ...‬شكرا أيها‬
‫السيح‪...‬‬

‫صلبنا السيح وأين العجزة؟‬


‫الشد انتظر وأُصيب بالحباط وعادوا إل بيوتم وأين القيامة؟‬
‫الرّسل انتظروا قليلً واختفوا بي الناس لنم خافوا على انفسهم لنم مشبوه بم ومشكوك‬
‫بأمرهم‪ ..‬لقد احترموا السيح وصدّقوه نوعا ما واتّبعوه عندما كان ناجحا ولكن الن هو‬
‫على الصليب وهذا فشل ذريع‪ ...‬لقد حاول أن يبهن لم عن العال السرّي والباطن وها هو‬
‫الن على الحكّ!! حاول الستحيل وفشل‪ ...‬وكان فشله جيلً‪...‬‬
‫فشلْ على طريق الق أفضل من الفشل على طريق الباطل‪ ...‬والفشل على طريق الق افضل‬
‫من النجاح على طريق النفاق‪ ...‬النجاح والفشل عملة واحدة ولكن الجهود والنية هو‬
‫الهم‪...‬‬

‫التلميذ تواروا عن الناس واختفوا بي الشود وخافوا على أنفسهم‪ ...‬هم أيضا جزء من هذه‬
‫الحاكمة وفضّلوا عدم الظهور ونكروا علقتهم بالسيّد السيح إل إذا ظهرت العجزة يتقاسوا‬
‫الربح والنجاح ولكنه هو صاحب الفشل وليبقى وحده على الصليب‪ ...‬هذا ما نفعله بالنبياء‬
‫والكماء واللفاء والولياء حت اليوم‪ ...‬ل تدينوا يقول السيح وإل ستُدانوا‪..‬‬
‫علينا بالرحة‪ ،‬إرحوا من ف الرض يرحكم من ف السماء‪ ...‬ولكن من منّا يعرف الحبة أو‬
‫الرحة؟؟‬

‫‪240‬‬
‫حكاية قدية ول نزال نعيشها اليوم‪ ..‬ف الند يوجد جامعة كبية ومعروفة‪ ..‬أتى لزيارتا أحد‬
‫الزوّار الكبار وإذا بنائب الستشار يستقبله ويهتم به ويعرّفه على أهداف الامعة‪ ...‬الطلب‬
‫عددهم حوال العشرة آلف ومن جيع اناء العال وتعجّب الزائر وتأثر وسأله الستشار‪...‬‬
‫كم تلميذ عندك ف هذه الامعة؟ ور ّد عليه قائلً‪"...‬أقول لك واحد بالئة"‪...‬‬
‫إذا هذا هو عدد التلميذ‪ ...‬فكم هو عدد الرسل؟ حوال واحد كل عشرة آلف‪ ...‬إذا‬
‫رأيت عشرة آلف رسول حول العلّم من الرجح أن يكون هنالك رسول أو ل‪ ...‬هذه هي‬
‫النسبة‪ ...‬إذا التلميذ واحد بالئة والرسول واحد بالعشرة آلف‪ ...‬والتلميذ ل يسر شيء بل‬
‫يربح شيئا ولكن الرسول أي الريد الذي ترك الدنيا وأتى إل الرشد ليشده إل رشده وإل‬
‫نفسه‪ ..‬أي أترك كل شيء وكُن مع السيح لتتعرّف على سرّ وجودك ف الوجود‪ ..‬على‬
‫كيانك‪ ..‬على هذا الكائن الساكن ف هذا السد والسّاجد للواحد الحد‪ ...‬هذا الريد يسر‬
‫كل شيء ليبح نفسه‪ ...‬إخسر الدنيا واربح الخرة‪...‬‬
‫السيح كان معه رسل ولكنهم اختفوا ومات لوحده وف القيقة عاش وحده ومات وحده‪،‬‬
‫الشد والماهي والعدد الذي كان معه كان مرّد طابور من البشر‪ ...‬حشد الكتراث فاتر‬
‫الرارة ل شوق ول توق إل العرفة وإل الق الذي كان يتحدث عنه السيح‪ ..‬والبهان‬
‫صُلب لوحده وأين هم التلميذ؟‬

‫الريبة ثلثي الراجل وهذا ما فعلوه‪ ...‬كانوا من أهل الطمع والغرور‪ ..‬وهؤلء هم أهل الدين‬
‫والدنيا الذين يتولون الدين والدنيا وما هذا الولء إل البلء الذي نراه حول العال‪...‬‬

‫هؤلء هم التلميذ الذين كانوا يتآمرون على الكرسي ف السماء‪ ..‬من منّا سيكون على يي‬
‫ل العهد لذا العرش البدي؟ روما‬‫السيح؟ هو سيكون على يي ال ولكن من منّا سيكون و ّ‬
‫أم الزهر؟‪...‬‬
‫كانت الناقشة كبية ول تزال ف لبنان‪ ...‬الكرسي ف بعبدا قريبة وكرسي ال بعيدة ولكن ل‬
‫يزال الصراع والناع ف الوجع الدائم حول هذا الوضوع القائم‪ ....‬آلة الكرسي أهم من آية‬
‫الكرسي‪ ...‬رئيس ملس إدارة الكرسي هو رئيس عبادة الكرسي‪ ..‬وطاعة الكرسي وطمع‬

‫‪241‬‬
‫الكرسي‪ ...‬كانوا يدّدون ويوسّعون أفكارهم العادية إل التوصّل والتّصال بالكرسي‬
‫الرسولية السماوية وتوصّل هذا الرسول إل الفاتيكان للتحكّم بالنسان‪ ...‬طبعا النسان‬
‫الزيّف والضعيف‪...‬‬
‫ساء أهل السلطة هي امتداد لسلطة الرض لذلك السيح كان وحيدا ول يزال وحيدا‪...‬‬
‫فرادا أتيتم وفرادا تعيشون وفرادا ترحلون يا أهل النور واليان‪...‬‬

‫لنفهم معا‪ ،‬إذا كنا مرد أتباع دون أي خطر هذه رحلة الموات‪ ...‬عندما يأت الوت‪ ،‬أو‬
‫يأت الطر والزر‪ ،‬هذا هو المتحان‪ ،‬بقي وحده حت أقرب الرسل إليه تركوه‪...‬‬
‫السيح صُلب وحده والنب رُجم وحده ول أحد معهما‪ ...‬أين الحبة وأين الرحة‪ ...‬هذا ما‬
‫نفعله بأنفسنا قبل أن نفعله بغينا‪ ..‬هل أنا أمينة على جسدي؟ هل أنا أمينة على أصغر نعمة‬
‫أعطان إياها ال؟ نعمة الذوق؟‪ ..‬نعمة البصر؟‪ ..‬نعمة السمع؟‪ ..‬نعمة القراءة والكتابة؟‪..‬‬
‫نعمة التنفّس؟‪ ..‬سامن يا ال واغفر ل جهلي وخوف وطمعي وغروري يا أرحم الراحي‪...‬‬

‫ف الواقع عندما وقع السيح ف قبضة وسلطة أهل الشريعة‪ ،‬حاول بطرس أن يرافقه ولكن‬
‫السيح رأى قلب بطرس وقال له‪ "...‬ل تتبعن لنك ستنكرن‪"..‬‬
‫وقال له بطرس" لن أنكرك أبدا"‪" ...‬نعم ستنكرن قبل صياح الديك وقبل شروق الشمس‬
‫وستنكرن ثلث مرات"‪.‬‬

‫وهذا ما حصل‪ ..‬تركوه جيع التلمذة وتبعه بطرس لوحده‪ ...‬واليهود شكّوا بأمر هذا التابع‬
‫الغريب وسألوه من أنت؟ هل أنت من أتباع يسوع؟ ور ّد عليهم بطرس قائلً‪ ...‬كل أنا ل‬
‫أعرفه ومن هو يسوع؟‬
‫ونظر إليه السيح وقال له‪ ...‬لقد نكرتن قبل الفجر ثلث مرات وقبل صياح الديك وصاح‬
‫الديك وضحك السيح‪ ...‬إنه يتفل بوته وبقيامته ويرى ضعفنا وخيانتنا ول تزال مبته تطر‬
‫علينا لتعمّدنا ولتطهّرنا‪...‬‬

‫‪242‬‬
‫من الصعب جدا أن نتبع خُطى العلّم وهو يسي إل الوت وهذه هي درب اللجلة واللء‬
‫من البلء‪...‬‬
‫من منّا يستطيع أن يطيع هذه الطاعة؟؟ سامن واغفر ل يا ال لنن ل أستحق رحتك يا‬
‫أرحم الراحي‪...‬‬

‫السيح هو القائد الالد الذي يقوّين ويقودن إل الوت وإل القيامة‪ ...‬موت الهل والوف‬
‫وقيامة العرفة اللية الساكنة فيك وفّ‪ ..‬هذا هو وفاء العهد الديد مع السيح‪ ...‬هذا هو سرّ‬
‫العشاء السرّي الول والخي‪ ..‬هذه هي الولدة من الروح القدس حيث ل موت بل‬
‫نَموْت‪ ...‬إن ل توتوا ل تولدوا‪ ...‬من خلل الوت نصل إل الدراك واليقي‪ ...‬إن ل أخسر‬
‫نفسي ل أربها‪ ...‬من النّفس البشرية أصِل إل النّفس السماوية‪ ...‬نعم مات يسوع الناصري‬
‫واختفوا الرسل وأين العجزة؟ أين الرسالة؟ والشود والماهي حسّوا بالفشل وبالشّك‬
‫واختفوا أيضا وأيضا وبقي وحده ينف على الصليب مع اللصوص وأهل الشريعة‬
‫والنصوص‪...‬‬

‫يسوع يتراءى للرسل‪..‬‬


‫وبينما ها يتكلمان إذا به يقوم بينهم ويقول لم‪:‬‬
‫السلم عليكم‪ ...‬اجتمعوا التلميذ وبثوا وناقشوا بالمر‪" ...‬ماذا نفعل الن؟ لقد خدعنا هذا‬
‫الرجل ول يقّق وعده‪ ..‬إنه ليس إبن ال‪ ...‬أين القيامة الت وعدنا با؟؟ ما هذا الغدر وما‬
‫هذا القدر؟ هذه خيانة كبى!‬

‫لقد مات كأي إنسان عادي ل بل صاح على الصليب وقال ل "لاذا تركتن"‪ ..‬لاذا اشتكى‬
‫وتذمّر؟ فإذا ال خان السيح والسيح خان الرسل‪ ...‬لاذا هذه اليانة؟‪ ..‬أين هو جسده‬
‫النوران الذي وعدنا به بعد الوت؟ وماذا سنفعل الن؟ نن ف ضياع مستمر وأين هو المر‬
‫والقر؟"‬
‫وقعوا ف خسارة كبية والشعب يضحك عليهم ويسخر منهم‪" ..‬هؤلء البسطاء والغفلي‬
‫تلميذ السيح‪..‬هؤلء هم أتباع هذا الرجل الذي صُلب ومات لنه ادّعى بأنه إبن ال‪"...‬‬

‫‪243‬‬
‫وأخذتم الية وماذا العمل؟‪...‬‬
‫وبينما ها يتكلمان إذا به يقوم بينهم ويقول لم‪:‬‬
‫السلم عليكم!!‬
‫إنم ف اضطراب ميف‪ ...‬خسروا حياتم وأحلمهم‪ ...‬اتّبعوه وإذا به رجل عادي كسائر‬
‫البشر وإل أين الصي؟ كيف سنقبل الفشل؟ كيف سنواجه هذا الزعاج وهذا الرج؟ ومن‬
‫شدّة القلق والل ل يروا السيح واقفا معهم وأمامهم وبينهم‪...‬‬

‫ف القيقة نن ل نرى إل ما نتوقع ونترقّب‪ ...‬ل يتوقعوا القيقة بل كانوا على حق بأنه‬
‫غشّاش وسوف لن يعود إلينا‪ ..‬ول وجود لي معجزة‪ ...‬العجوبة أمامهم ولكن العيون‬
‫مجوبة عن الرؤيا‪ ...‬نن باجة إل نوعية أخرى من الذات أو الكائن‪ ..‬إل إنسان جديد وُلِد‬
‫من الروح القدس ليى القداسة ف كل روح‪ ...‬السيح معنا ول نرَه لننا ل نرى إل الدنيا‬
‫العاديّة والعادية للحق وللحياة‪...‬‬

‫نعم‪ ...‬النسان العادي ف الدنيا أعمى وف الخرة أعمى وأض ّل سبيل‪ ..‬نن ل نرى إل ما‬
‫نب أن نرى وما نتوقع ونطلب ونتأمل‪...‬‬
‫إن الرؤية تتغي حسب الفكر‪ ..‬ف حالة الوع أرى الأكولت والطاعم والفاكهة‪ ..‬أرى من‬
‫خلل الشعور والسّ‪ ...‬إذا كنت جوعانة جنسيا سأرى الرجال أو النساء وأتاوز جيع‬
‫الناظر الخرى ول أنتبه إل أي شيء إل إل حاجت‪ ...‬إن الذي أراه ليس هو الطلوب‪...‬‬
‫هو ليس الدف‪ ...‬الدف أنا الفاعل والفعول وأنا الوجع والوجوع‪ ..‬أنا التورّط ف الورطة‬
‫لنن أبث عن حاجت الفكرية الادية الحدودة‪ ...‬السيح أمامي يسلّم عل ّي أنا غافلة عن‬
‫نفسي‪ ...‬العمى ليرى النور‪ ....‬بل الغرور‪....‬‬

‫لاذا قال لم السيح السلم عليكم؟‬


‫أي كونوا ف السلم‪ ..‬ف الصمت السليم والعليم‪ ..‬أنا هنا معكم وأنتم تتحدثون عن من ومع‬
‫من؟‬

‫‪244‬‬
‫السلم عليكم!!‬
‫"فأخذهم الفزع والوف وظنوا أنم يرون روحا"‪...‬‬

‫خافوا وارتعبوا لنم تفاجئوا‪ ...‬أتت العجزة وكانوا ف نقاش ضد السيح‪ .‬هذه هي الغيبة أي‬
‫الطعن بالظهر‪ ...‬انتظروا العجوبة ولكنهم جهلء وأغبياء وأصحاب تارة وغرور‪ ...‬علينا‬
‫بالضور ل بالغرور ول بالنتظار‪ ...‬النور ل ينتظر النور بل يرى النور‪...‬‬

‫أحد العارف أي الذي ل يعرف سألن إذا عندي القدرة اللية الت تغيّر حياته‪ ...‬أسئلة‬
‫سخيفة من فكر مزيّف وميف وضعيف!!!‬
‫السئلة تنضح من الفكر الشوّش والهووس‪ ...‬الفكر الصاف يواجه الشمس وجها لوجه دون‬
‫أن يسأل عنها أو يقرأ عنها أو ياف منها‪ ...‬لاذا السئلة عن الحلم؟ إنا الوهام الفكرية‬
‫الت تدور وتزوّر الفكر لتقع ف الفخ‪...‬‬

‫ل تسمح لي إنسان أن يزورك باللم‪ ...‬ل تلم أصلً حت ل تفتح باب الريح‪ ...‬اللم‬
‫حقيقة مستقلّة عنك أي فكرة خارجية تدخل إل حرمة بيتك وإل مرابك وهذا ل يوز‪...‬‬
‫إحترم حدودك وحدود غيك‪ ...‬قال ال لوسى ‪":‬إخلع نعالك لتران"‪ ...‬أي إحترم الد‬
‫الفاصل بينك وبي جارك‪ ...‬بينك وبي ولدك وزوجتك‪ ...‬هذا هو علم العدّة حت بعد وفاة‬
‫زوجها‪ ...‬علم الطاقة والطيف الذي يطوف أي الجساد النورانية قبل أن تدخل البازخ‪...‬‬
‫فإذا علينا أن نترم حرمة السد ول ندخل البيوت إل من الباب الشرعي وكذلك السد هو‬
‫مسجدك والباب هو بالسلم عليكم وبالذن من القلب الحبّ‪...‬‬
‫اللم علم وسرّ خاص بصاحبه‪ .‬ل تسمح لي أحد أن يغتصب سريّتك وخصوصيّتك‪...‬‬
‫من دخل إل أحلمك دخل إل أفكارك وإل نواييك ومشاعرك وهذه خطوة ميفة ومرعبة‪...‬‬
‫حصّن بيتك الجري والبشري بالذّكر وبالشّكر‪...‬‬

‫من الذي يستطيع أن يدخل إل مراب قلبك؟‬

‫‪245‬‬
‫نعم! السيح وكل قلب مستني ومبّ‪ ....‬هذا الحب ل يغتصب ول يدنّس بل يزرع القداسة‬
‫ف قلوبنا ويحو النجاسة والوف‪ ...‬ولكن إذا أي إنسان دخل إل سريّت وعزلت هذا عمل‬
‫شيطان وأنا السؤولة عنه‪ ...‬ل أحد له الق أن يقرأ أفكاري لنا ملكي الاص‪ ...‬وعليّ‬
‫بتحصي جسدي ونفسي بالذّكر وبالنوايا وبالعمال‪ ...‬وهذا ما فعلوا بنفسهم تلميذ‬
‫السيح‪...‬‬
‫لقد طلبوا العجزات وتسّد السيح أمامهم بعد الوت ولكن من منهم يرى القيقة الت تكلّم‬
‫عنها يسوع؟ من منهم عنده الرؤية السماوية؟ "ونريكم آياتنا ف الفاق"‪ ...‬ولكن من منّا‬
‫يرى هذه العجزات؟ ومن منّا عنده البصية الت ترى ما ل يُرى؟ من منّا عنده بيّنة أو صورة‬
‫متلفة عن النظر العادي؟ نن على صورة ال ومثاله وخلقنا ف أجل وأحسن تقوي‪ ..‬أي‬
‫نستطيع أن نرى وأن نشهد!! العجزة تدث ف كل لظة ولكن أين انتِ أيتها اليقظة؟ إنّ‬
‫حيّ بن يقظان يرى الوت والياة دون أي معلّم أو مرشد أو أي كتاب!! الوجود هو كتاب‬
‫ال النظور وحضور حيّ‪ ...‬ال ّي هو القارىء لذه السرار وهو المي على بصيته الت ل‬
‫تزول‪ ...‬ف كل لظة تولد العجزات والعجائب ولكن أين أنت أيها النسان اليّ لترى اليّ‬
‫القيّوم ف كل مقام‪ ...‬إنه معنا وأمامنا وف الوسط يتكلّم ويسلّم علينا ول نرَه‪...‬‬
‫لاذا ل أرَ ال ف كل شيء؟‬
‫لنن ل أعرفه ول أراه ولست حاضرة لذه الضرة‪ ..‬أعيش ف فكري الم ّل والعتم والنائم ف‬
‫ال ّم والغمّ‪...‬‬

‫سعت بأن أحد عمّال النعاش قال للسكران الزمن بالسّكر ومثبّت ومتأصّل بالهنة‪" :‬اليوم أنا‬
‫ح ورزين ووقور ومتّزن وانشال اليوم أيضا‬ ‫سعيد برؤيتك لنن السبوع الاضي رأيتك صا ٍ‬
‫صاحٍ لكون مسرورا فيك‪"...‬‬
‫فردّ عليه السّكران‪" ..‬اليوم دوري أن أكون أنا السعيد بالسّكر وبالمرة‪"...‬‬

‫ماهو مصدر السعادة؟‬


‫إنّ سعادة السيح مصدرها من السيح ولكن سعادة السّكران مصدرها من السّكران‪ ...‬مصدر‬
‫الشّكر غي مصدر السّكر‪ ...‬فرحي يكمن ف وجود اللوعي وعندما أكون ف حالة الوعي‬
‫‪246‬‬
‫والدراك أكون حزينة‪ ..‬مال تكن سعادت من مصدر اليقي فهذه السعادة ليست جديرة‬
‫بالحترام‪ ...‬عندما أكون ف حالة اليقظة أشعر بالبؤس وبالزن وما هي هذه اليقظة؟ وما هو‬
‫هذا الشعور؟‬

‫الن السبب واضح‪ ..‬السعادة الت تسكن ف اللوعي تتفي وهذه هي الت عرفناها ول نعرف‬
‫السعادة القيقية الت تكمن ف الوعي وف الدراك‪ ...‬نن اختبنا السعادة الوهية وهذه هي‬
‫خيبة المل‪ ..‬وإذا هربنا من مواجهة هذه السؤولية خسرنا الفرصة الذهبية‪ ..‬هذا هو‬
‫المتحان والتحدي للبلء وللل‪...‬‬

‫علينا أن نستمر ونُص ّر ونثابر على إزالة السعادة الناتة من العقل الباطن من مق ّر اللوعي‪...‬‬
‫وننتظر الوقت‪ ،‬الفترة الفاصلة‪ ،‬مسحة من الل والفوضى والشغب‪ ...‬هنا سنخسر الويّة‪...‬‬
‫ل أعرف من أنا‪ ...‬ف حالة ضياع وجنون‪ ...‬ولكن إذا صبت واستمرّيت على هذا المرّ‬
‫سأشعر بفرح جديد وبنعمة جديدة ل علقة لا بالوهم أو باللم او باللوعي‪...‬‬
‫إذا ل أكُن سعيدة بوعي وبعرفة فسعادت ليست حقيقية ول تستحق الق ل بل عقيمة‬
‫وبدون أي قيمة‪...‬‬

‫الناس يعيشون وهُم نيام بالليل وبالنهار‪ ..‬النوم مستمر إذا كانت العيون مغمضة او‬
‫مفتوحة‪ ...‬نادرا ما نكون ف حال الوعي‪..‬‬
‫هؤلء التلميذ يتحدثون عن السيح وهو معهم ول يرَه أي أحد منهم‪ ،‬وهذه حالة طبيعية‬
‫بالنسبة لم‪ ..‬هذا وضع الضمي اللواعي‪ ..‬ينام ف الليل وف النهار‪...‬‬

‫حوار السيح معنا هو حوار النور مع العتمة‪ ...‬هو ف الستوى اللي وأنا ف الستوى الرضي‬
‫الادي اللّ‪...‬‬
‫إن ل يكن التجاوب من القلب سنبقى مع اهل الرب ل مع أهل الب‪...‬‬

‫لقد زارن جحا ورأيت إصبعه مربوطا بيط وسألته عن السبب فأجاب‪:‬‬

‫‪247‬‬
‫" زوجت ربطت إصبعي لتذكّرن بأن ل أنسى أن أضع الرسالة ف البيد‪"..‬‬
‫هل وضعتها ف البيد؟‬
‫كل‪ ..‬لنا نسيَت أن تعطين إياها‪...‬‬

‫هذه هي طريقة حياتنا‪ ..‬ل نتذكّر شيئا عن أنفسنا‪ ...‬دون أي وعي أو معرفة أو إدراك أو‬
‫ضمي‪ ...‬لذلك قال السيح‪..‬‬
‫السلم عليكم‪ ..‬أي السكينة تسكن ف كيانكم وبدون سلم ل كلم ول أي مقام‪ ...‬وسلم‬
‫السيح هو سلم ال لميع خلق ال‪ ..‬هذه هي الساواة بالسلم وبالحبة وبالرحة اللية‬
‫وعندئ ٍذ تُفتح مسارات النسان أي العدل ف اليزان ومن عرف العدل نزّل ال مبته‬
‫ورحته‪...‬‬

‫" فأخذهم الفزع والوف وظنوا أنم يرون روحا‪ ،‬فقال لم‪ :‬ما بالكم مضطربي‪ ،‬ولَ ثارت‬
‫الشكوك ف قلوبكم؟"‬

‫أل نرى السيح؟ لَ هذه الفكار الثائرة ف قلوبكم؟ أين النوايا السنة الت تعلمناها من‬
‫يسوع؟ ولاذا ل نعرفه؟ أين الدراك والوعي؟ لقد عاش معهم عدّة سنوات ولاذا ل يتذكّروا‬
‫وجهه وصوته وشكله؟‬

‫ي وقدميّ‪ ،‬أنا هو بنفسي‪ .‬إلسون وانظروا‪ ،‬فإن الروح ليس لا لم ول عظم‬


‫" أنظروا إل يد ّ‬
‫كما ترون ل‪".‬‬

‫الطبيعة البشرية تافهة وجديرة بالشفقة‪ ...‬حت السيح عليه أن يبهن وجوده وطلبنا منه‬
‫الباهي الادية الدنيوية السدية وحاول أن يتجاوب مع جهلنا وضعفنا وطلب منّا أن نلمسه‬
‫لنراه لننا ل نعرفه‪ ...‬عشنا معه وخدعناه وصلبناه ول نعرف حت شكله وصوته‪ ..‬معنا‬
‫وجها لوجه ومواجهة مع القيقة البدية ول نعرفه‪ ...‬ل نعرفه ل بالشكل ول بالسد ول‬
‫بالروح‪...‬‬

‫‪248‬‬
‫إننا نصدق بالسد لنه منظور بالفكر ورأينا يديه وقدميه‪ ...‬باجة إل اللمسة الادية لن‬
‫الروح ل تعرفها بل السم والعظم واللّحم‪...‬‬

‫لقد هبطنا إل عال اللموس وأين نن من عال الحساس والشعور؟ عال الرقة والدقة! وعندما‬
‫تكلّم معهم أراهم يديه وقدميه‪ ..‬كم نن سخفاء وضعفاء؟!! حت السيح عليه أن يبهن لنا‬
‫وجوده وعلى الثبات أن يكون ماديا وملموسا ومع هذا كلّه ل يصدقوا ما رأوا لنم ف‬
‫شكّ وخوف ومن يعرف؟ هذا الروح يستطيع أن يتال علينا! كيف يعود اليّت إل الياة؟‬
‫السيح صُلب ومات وكيف عاد وأتى إلينا؟ هذا أمر مستحيل‪ ..‬إنا خدعة من الروح أو من‬
‫هذا الشبح!!‬
‫غي أنم ل يصدّقوا من الفرح وظلّوا يتعجبون‪ ،‬فقال لم‪" :‬أعندكم ههنا ما يؤكل؟"‬

‫هذه الكلمات رموز‪ ...‬نن ل نرى الرقيق والدقيق بل الفظ والغليظ‪...‬‬


‫حت السيح عليه ان ياطبنا على قدر عقولنا وياورنا بأضعف إياننا‪ ..‬ل نستطيع أن نرى‬
‫القمة بل القدم أهمّ‪...‬‬

‫"فناولوه قطعة سك مشوي‪ ،‬فأخذها وأكلها برأى منهم"‪ ،‬لن الروح ل تأكل فإذا هو جسد‬
‫وباجة إل الطعام وأكل السمك أي من أكلهم‪ ...‬هذه مرد رموز لن حياته كانت حياة‬
‫الصمت‪ ...‬الصمت القدس‪ ...‬صمت الزهور والعطور ل صمت القبور والقشور‪ ..‬كان‬
‫يتحدث معهم بالكايات ذات الغزى الخلقي‪..‬‬

‫وعندما أكل معهم آمنوا به وصدّقوه لاذا؟‬


‫عرفوه من أخلقه ومن طريقة تصرّفه واسلوبه ف أدب الطعام‪ ...‬عاشوا معه سنوات عديدة‬
‫ولكن العرفة كانت سطحية لن أسلوبه ميّز ومتلف‪...‬‬
‫كان يأكل كأنه يصلّي ويشكر ال وعباده‪ ...‬كان ميّزا وفريدا من حيث العاملة مع كل ما‬
‫يلمس وكأنا لسة الشّفاء من ال عرفانا بالميل وبالمتنان وبالشّكر‪...‬‬

‫‪249‬‬
‫حياته إحتفال دائم بالفرح وبالل‪ ..‬وعندما أكل معهم عرفوه‪ " ..‬نعم هذا هو يسوعنا لنه‬
‫وحده يعرف كيف يوّل العمل العادي إل صلة مقدّسة‪"..‬‬
‫أينما مشى قدّس الرض واللمسة عنده سحر مبي وقوّة شفاء‪ ...‬وجوده معنا يذكّرنا بوجود‬
‫ال ف قلوبنا‪ ...‬لاذا الوف وال معنا؟ "ل تافوا أنا معكم"‪....‬‬

‫تذكّرت نادرة طريفة وحكيمة‪...‬‬


‫أقيمت وليمة عشاء موتّرة و مثية للعاطفة من قبل جعية أدبية ف بيت احدى النساء‬
‫البولنديات و ف ناية العشاء طلبت سيدة البيت اذا مكن أن تشكرهم ف تلوة القاء أغنية ف‬
‫لغتها الغريبة عن الزوار‪...‬‬

‫و بعد أن انتهت من هذا الشكر قام أحد الضيوف و وصف أغنيتها قائل ‪:‬‬
‫" صوتا الايع و السائل يدور و يتحول من كابة ال فرح و سرور مغرور‪ .‬لقد لست جيع‬
‫النغمات على سلم اللان بقسوة و بلطف‪...‬‬
‫لقد ضاق صدرنا بدون صب و بإحباط مرّ و بتناغم مع الوزن الشعري الذي حرك القلب‬
‫بالسحر البي ف كل كائن حنون‪ ...‬لقد ختمت شعرها بضعف و بلطف و ك ّررَت التوتر‬
‫بإنذار خطي و مبشّر مثي‪...‬‬
‫لقد قبضت على قلوبنا بالشر و بالي دون أن نفهم شيئا و لكن بالشعور البهم و العليم‪...‬‬
‫إنا تلوة ساحرة و جيلة و ضخمة و فخمة‪ ...‬إنا روعة الروعات‪ ...‬و أجل النغمات‬
‫و اللوحات"‪...‬‬
‫و سألا أحدهم عن كلمات هذا الشعر و قالت بابتسامة متالة‪ " :‬لقد سعتكم اللفباء‪...‬‬
‫الروف البدية باللغة البولندية‪."...‬‬
‫التقان ف العمل هو الشكر و المتنان للفعل حت لو غنيت الروف أو العداد‪ ...‬كل عمل‬
‫عبادة و هذه هي روعة الياة و سحرها البي‪ ...‬كلّ حركة نقوم با هي صلة و صلة‪ ،‬كل‬
‫إياءة هي إشارة و بشارة‪...‬‬

‫‪250‬‬
‫هي مظهر من مظاهر ال ال خلق ال‪...‬‬
‫السيح أتقن طريقة الطعام و احترام سرّ الائدة و مشاركة العيش مع الصحاب‪ ...‬عرَف سر‬
‫الحبة و الياة‪...‬‬
‫سرّ السي على الطريق و سر اللوس و الصغاء‪ ...‬نزل إل مستوى الناس و شاركهم أضعف‬
‫إيانم و شجع ضعفهم و استقبل معهم اللم و الفرح و علمهم فرح العطاء و الشاركة من‬
‫نفسه إل ك ّل نفْس‪...‬‬
‫علّمنا بأن أول درجات العرفة هي معرفة الذات‪ ...‬و من عرَف نفسه عرف العال‪...‬‬
‫و من عرف العال عرف ال الذي فينا و معنا و أمامنا‪...‬‬
‫"أنا معكم للزل و لاذا هذا الذل و الهل؟"‬
‫"و حينئذٍ فتح أذهانم ليفهموا الكتب القدسة"‪...‬‬
‫إنّ النسان هو كتاب ال اليّ‪ ...‬هو سر ال على الرض‪ ...‬و لكن السيح هو الذي جاهد‬
‫بياته لنتعرف على أنفسنا و على جيع كتب ال القدسة و أن نراه ف جيع ملوقاته و الذي‬
‫يِب يسوع يراه ف السماء و على الرض‪ ...‬ف البشر و الشجر و الطي و الجر‪ ...‬ف‬
‫الوت و القيامة‪ ...‬ف سر أسرار الياة أل و هي أزلية السرمدية حيث ل ولدة و ل موت‪...‬‬
‫جيع الكتب القدسة هي من مصدر واحد و حقيقة واحدة بلغات عديدة و الصمت لغة‬
‫اللغات‪...‬‬
‫السيح مات و قام‪ ...‬نعم حقا قام و هذا هو السر الذي قدمه للعال‪...‬‬
‫إنه من قبيلة يهودية تعرف السرار الباطنية للود الروح و السد‪ ...‬هو الوحيد الذي وُلِد من‬
‫ال مباشرة و علنا " تسّد و صار انسانا " و شاركنا هذا السر ف العشاء الخي حيث قال‬
‫"خذوا كلوا هذا هو جسدي و اشربوا هذا هو دمي للعهد الديد"‪ ،‬أي ل ولدة و ل موت‬
‫بل كلنا أحياء مع الي القيوم‪ ...‬إنه الوحيد بي النبياء و الكماء الذين أثبتوا بأن ل موت‬
‫بعد اليوم‪ ...‬هو البهان الي الذي صُلب و مات و قام ف اليوم الثالث و هذه رموز علمية‬
‫ب الكائن‬
‫سرية ثابتة إذا تعرفنا على أنفسنا و على السيح و من ث على ال الساكن ف ل ّ‬
‫الؤمن بال الواحد الحد و الصمد إل البد‪...‬‬

‫‪251‬‬
‫السيح هو الب و البن و الروح القدس و هو الرآة اليّة لكل حيّ‪...‬‬
‫" من آمن ب و إن مات فسيحيا"‪ ...‬هو أساس قانون الياة البدية‪...‬كل شيء هو أبدي‬
‫و خالد لن ال هو خالق الشياء و من كل شيء ذكر و أنثى و كل شيء بشيئة ال الذي‬
‫يقول للشيء كُن فيكون و وضع هذا السر و هذا المر ف قلب النسان الؤمن‪...‬‬
‫رب زدن ايانا فيك أنت رب الستضعفي و أنت أرحم الراحي‪...‬‬

‫نعم! لقد أثبت لنا السيح بأن ل موت و ل ولدة و أن الكذبة الوحيدة هي الوت‪...‬‬
‫الوت طاقة مستحيلة و غي موجودة‪ ،‬إنا من الفكر الاهل و النسان عدو ما يهل‪...‬‬
‫كل شيء متمل و لكن الوت مستحيل‪ ...‬من ال و بال و مع ال للبد‪ ...‬هو الحيط و‬
‫نن موجة أو قطرة ماء ترقص معه حت الفناء بال‪ ...‬منه و به رقصة الوجود مع الدد‬
‫البدي‪...‬‬
‫السيح وُلد و مات وقام و صعد ال السماء‪ ...‬نعم إنا حقيقة ثابتة علميا و روحيا و لكن‬
‫علينا أن نسي على خطى السيح عن فهم و علم و ادراك و يقي‪ ...‬و يقين يقين من الهل‬
‫الذي حكم العال و يتحكم بأهله‪...‬الرسالة الوحيدة للعال أجع و على لسان جيع أنبياء ال‬
‫و رسله هي الياة الالدة و بأ ّن النسان حي مع اليّ‪...‬‬
‫ل إله ال ال و هو الي القيوم ل تأخذه ل سنة و ل نوم‪ ...‬إنه أبعد من أيّ حدود أو بنود‬
‫أو شريعة أو قيود‪ ...‬و قال لم‪:‬‬
‫" كُتب أنّ السيح يتأل و يقوم من بي الموات ف اليوم الثالث" ‪...‬‬
‫هذه رسالة مهمة جدا‪ ...‬عندما نوت بوعي ويقي وهذه نعمة ميّزة لنخبة النخبة ولصفوة‬
‫الصفوة من أهل ال‪ ...‬نكون ف حال النموّ والسموّ أي نَموْت ل موت‪ ...‬ولكن أكثرنا‬
‫نوت بدون وعي‪ ..‬وبعد ثلثة أيام نتقمّص أي نلبس قميص جديد أي جسد جديد وندخل‬
‫إل أيّ رحم‪ ..‬إل مطلق رحم واليوم الثالث هو رمز ولدة هذا الذي مات جاهلً وغافلُ‬
‫ولكن إذا متنا كما مات السيح أو الكيم بودا عندئذٍ يكون لك اليار ف العودة أو ف البقاء‬
‫ف البزخ وتستطيع أن تستخدم جسدك العتيق‪ ...‬أي البيت العتيق كالسيح‪ ...‬وصعد إل‬
‫السماء وأيضا يأت ليعلّمنا وليهدينا إل الطريق والق والياة لننا من الصعب أن نراه ف‬

‫‪252‬‬
‫الضرة اللية ولكن من السهل أن نراه بالسد لننا من أصحاب الادة‪ ...‬ل نعرفه إل كما‬
‫نفهمه‪...‬‬

‫بالنسبة للمسيح‪ ،‬يوسف حفظ جسده بعد الصلب والوت‪ ،‬وضعه ف مغارة خاصة بأسرار‬
‫الطاقة ووضع صخرة على الباب وهذا هو السرّ لن السد اختفى‪ ...‬القبيلة الت ينتمي إليها‬
‫يوسف تعرف أسرار كثية عن السد والسّاجد‪ ...‬كانوا علماء ف السرار الباطنية‪ ..‬عندما‬
‫صُلب يسوع‪ ..‬أخذوا جسده وحافظوا عليه ثلثة أيام وهذه الصيانة لماية وحفظ أسرار‬
‫السد وخاصة جسد السيح لنه سيعود إلينا‪ ..‬وأيضا يأت بجد عظيم ل ليُدين أو ليُدان بل‬
‫ليعلّمنا س ّر اليزان ف كل إنسان‪ ...‬هذا هو علم البدان والديان‪ ...‬علم الصليب ف كل‬
‫مِب ومبوب‪...‬‬

‫لاذا تُحرق الثة ف الند؟‬


‫ف الند نرق الثة باهتمام مقدس وبدقّة مستقرّة على علم السد لذه الغاية نفسها‪ ..‬أي لنع‬
‫الروح من إستخدام السد العتيق والعجوز‪ ...‬هنالك نزعة أو ميل حت بالروح اللواعية أن‬
‫تتمسك بالقدي خوفا من الديد وإذا كان لدينا اليار بي جسد جديد أو قدي يتار الفكر‬
‫السد الُستخدم لننا ناف من الجهول ونفضّل النت على الديد‪ ...‬علينا أن نتركه يوت‬
‫ف الرض‪ ..‬إحترام اليّت دفنه بسرعة أو حرقه بسرعة حت ل يُسمح للروح بأن تعود إليه‬
‫ولكن أجساد الولياء والقديسي والذين يوتون بوَعي‪ ،‬ل يُحرقوا بل يُحفظوا ف مقابر خاصة‬
‫يسمونا "الصمدية" أي القابر الصمدية الت تصمد للبد وهذا هو سرّ الصمود والصعود‬
‫والسد هو صلة بي الساجد والسجود‪ ...‬هو حبل السُرّة وتمل سريّة الني والنطفة وحت‬
‫ولدته إل الليفة‪ ...‬كل نطفة هي خليفة ال وهي مسيح آخر يسّد ال على الرض لدمة‬
‫جيع خلق ال‪...‬‬

‫إنّ الشعب الذي ل يستطيع أن يتصل مباشر ًة بالقديس يأت لزيارة مقامه يرى جسده وهذا‬
‫السد هو الوسيط بي الزائر والقديس وهو بدوره متّصل بال‪ ...‬من خلل التراب نتعرف‬

‫‪253‬‬
‫على الرض وعلى السد ومن خلل السد نتعرّف على الساجد وعلى القديس والكيم‬
‫والعليم والسيد السيح والنب وجيع إشارات وبشارات ال‪..‬‬

‫إنّ جسد السيح بقي حيّا ومفوظا بسبب علم القبيلة الت ينتمي إليها وهي ‪Essenes‬‬
‫أسينيون‪ ..‬شيعة يهودية كانت تُقيم ف قمران على شاطىء البحر اليّت‪ ...‬ومري بنت عمران‬
‫هي مري بنت عمران أم يسوع الشيح‪...‬‬
‫كلمة مشيح أي السيح‪ ...‬اللغات هي الت تفرّق بي الق بالباطل وبالهل ولكن الكيم‬
‫والعليم ل يتقيّد بالروف ول بالنصوص بل بالشعور وبالحساس النابع من النفوس وما بي‬
‫النصوص‪ ...‬استفت قلبك ولو أفتوك‪ ..‬أنت كتاب ال البي‪...‬‬

‫ماذا حصل لسد السيح بعد ثلثة أيام؟‬


‫دخل السيح إل جسده وهذا هو الوقت الطلوب ليعود إل السد‪..‬‬
‫علينا أن نترك جسدنا هذه الدّة ليتطهّر من تراب الجداد ورفات الموات وغبار الدنيا وكل‬
‫ما هو متمسّك بالروح الواعية و الصافية‪...‬‬
‫وقال لم‪ " :‬كُتب أنّ السيح يتأل ويقوم من بي الموات ف اليوم الثالث‪"..‬‬
‫هذه النبوءة ذُكِرت ف العهد القدي من الكتاب القدس‪ ..‬وف اليوم الثالث يقوم السيح من‬
‫بي الموات ليبهن للعال بأن الياة خالدة وأزلية مع الزل‪ ...‬وبقيامته طهّر الجيال ورفات‬
‫الموات من الجداد والحفاد وجع بي العباد دون أي حدود أو سدود بل من نعمة ال‬
‫البدية والددية إل اللناية اللية السماوية‪ ...‬ويقول النيل لوقا‪ " :‬وتعلن بإسه التوبة‬
‫وغفران الطايا لميع المم ابتداءً من أورشليم‪ .‬وأنتم شهود على هذه المور"‪...‬‬

‫التوبة والعفو والغفران والصّفح صفات إلية ف النسان القدّس من قدسية الالق إل خلقه‪...‬‬
‫السيح أعطى العال هذا البهان عندما قام من الوت ليقول لنا بأنّ لشيء يوت بل كلنا‬
‫أحياء مع الي والبشر باجة إل رؤية هذه العجزة ليتأكد من خلود الروح وهذه الطوة‬

‫‪254‬‬
‫توّلنا من أموات إل أحياء عندئذٍ نتغيّر من الظلمة إل النور ونن نور العال ونور السماوات‬
‫والرض‪..‬‬
‫إذا كانت الياة مدودة بالولدة وبالوت فإذا ما معن الفضيلة أو الرذيلة؟ أي أعمالنا ليس لا‬
‫علقة بياتنا!! كلنا سنموت الطأة والقديسي وما هو الفرق؟ وأين الق والعدل؟ من التراب‬
‫إل التراب وأين هو الرب؟ هل حياتنا مرد خدمة ومنفعة إجتماعية؟ ما الفائدة من وجودنا؟‬
‫ما هو الوجود؟؟‬

‫إنّ النسان ليس جسدا بل روحا خالدة من روح ال‪ ..‬وهذا هو الفرق العظيم بي الفضيلة‬
‫والرذيلة‪..‬‬
‫الفضيلة للفضيل أي انك تعيش أبدا والرذيلة أن تعيش بدون وعي وإدراك ول تعلم شيئا عن‬
‫الياة البدية‪..‬‬
‫الطيئة هي حياتنا ف اللوعي والفضيلة هي حياتنا ف الوَعي‪...‬‬
‫وهذا هو اليقي بأننا خالدين مع الالد ومع الوجود البدي‪ ..‬وأن الروح الساكنة ف هذا‬
‫السّكن هي من روح ال الزلية‪...‬‬
‫إذا كنت من الضالّي والاهلي فأنت من أهل السد‪ ..‬حياتك مدودة بالزمن وبالوت‪،‬‬
‫والنسان الذي يعيش للجسد وبالسد ولدمة السد فهو عبد للموت وللخطيئة‪ ،‬والسيح‬
‫قدّم لنا حياته برهانا للخلود ل لدمة السد ولكنه قال‪:‬‬
‫" خذوا كلوا هذا هو جسدي واشربوا هذا هو دمي للعهد الديد"‪...‬‬
‫أي لسدك عليك حق وأدب الطعام والهتمام بالسم ل ّن العقل السليم ف السم السليم‬
‫ول سلم إ ّل بالعقل ومنه نسي إل التوكّل على ال‪ ...‬لنكن أمناء على السد ليعطينا ال‬
‫المانة الكب على الروح الالدة وهذا هو الهاد الكب أي جهاد النفْس والذات والروح‬
‫ومن عرَف نفسه عرف روحه ومن عرف روحه عرف ال خالق الروح والسرار وكلنا من‬
‫روحه ومن سرّه والسيح هو البهان اليّ لذا السرّ القدّس‪...‬‬
‫" وتعلَن بإسه التوبة وغفران الطايا لميع المم‪ ،‬ابتداءً من أورشليم"‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫ويقول لنا السيح إذهبوا وبشّروا بالرض وانشروا البشارة ف جيع أهلها‪ ..‬أنتم خدّام ال‬
‫قولوا الق بأن ل موت ول ولدة بل كلنا حجّاج على مر الدنيا والسيح هو جسر الحبة‬
‫والرحة والسّلم الذي يمعنا بالصول الصيلة والصلية‪...‬‬

‫"السيح قام من بي الموات" أي برهن للعال بأننا احياء مع اليّ وبأننا غلبنا الوت بالوت‬
‫وعاد إلينا واعطانا الشهادة وكلنا شهداء للحق‪ ...‬والنسان هو الشّاهد لذه القيقة هو اليّ‬
‫لذه الكلمة‪ ...‬وف البدء كانت الكلمة والكلمة هي ال‪ ...‬هي ل إله إل ال‪ ...‬هي ماقبل‬
‫البدء وبعده‪ ..‬ما قبل الصمت وبعده‪ ..‬هي اللشيء والشيء‪ ..‬هي السكينة والفراغ والنظور‬
‫والعلوم والجهول‪ ...‬هي البعد من أيّ حدود وأي علم‪...‬‬

‫والشاهد هو العابد للمعبود هو الذي يبشّر ويُقنع الناس ويدفع بم إل الفضيلة ويدافع عن‬
‫الضعفاء ويقوّيهم باليان وبالفضيلة‪...‬‬
‫علينا أن نتأكد من وجودنا القدّس ونيا الفضيلة ل الطيئة الوهية بل الطوة إل اللوة وان‬
‫نتعلّم من الل وباللم تلِدين أيتها الم‪ ...‬المومة والبوّة ف قلب الؤمن بالرحة وبالحبة‪..‬‬
‫وهذا هو السيح العلّم والشاهد إل البد‪...‬‬
‫ساعدن ايها السيح لسامح نفسي أولً واطلب الغفران بعد أن أغفر إل من أساء إلّ ومن‬
‫أخطأ إلّ لن الطيئة خطوة إل الصحوة وأنت يا سيدي برهنت للعال بأن الستحيل متمل‬
‫وسهل وبأنك غلبت الوت لنك برهنت بأنه غي موجود ومنحتنا نعمة التسامح والغفران‪...‬‬

‫هذه نعمة السيحية للعال‪" ..‬التوبة هي الغفران" فعل الندامة هو الباب القدّس إل النعمة‬
‫السماوية‪ ..‬هذه هي ميزة السيحية الفريدة والوحيدة بنعمتها عن الغفران والتوبة والندم‪..‬‬
‫السيحية صادرة من القلب بينما الديانات الندوسية مصدرها العقل والعلوم والساب قبل‬
‫الدخول إل القلب‪ ...‬السيح هو قلب ال ف كل قلب‪...‬‬

‫السيحية أساسها التوبة والندم والغفران دون أي ذنب أو إدانة أو حكم أو غيبة بل من طبيعة‬
‫النسان أن يتمرّد ويعصي أمر ال كما الولد يعصي أمر والديه ليتعلّم البحث عن نفسه بنفسه‬

‫‪256‬‬
‫ويعيش الختيار قبل التعبي‪ ...‬الياة إختبار ف الياة وليس ف الكتب أو ف الدرسة وهذا هو‬
‫سرّ الل على الصليب وكل إنسان يمل صليبه ويتعلّم من أله وهنا س ّر البن الضالّ الذي‬
‫عاد إل البيت بعد ان اختب ومن اختب اعتب وعب السر مع السيح إل بيت ال العتيق‪...‬‬
‫ل تُدانوا‬
‫العبة ف المرة وليس ف العنب أو ف اللوم والعتب‪ ...‬ل تدينوا يقول لنا السيح لئ ّ‬
‫بأعمالكم لنا ترجع إليكم‪ ..‬الديانات الشرقية تقول لنا بأن ال ل يغفر لنا بل أعمالنا الت‬
‫تاسبنا‪ ...‬وهذا هو نظام علمي عقلن ل رحة فيه ول مبة ومن هنا أتى السيح ليمسح‬
‫بياته الهل والظلم ويزرع الحبة بي البشر لن ال مبة والحبة هي ال‪...‬‬

‫السيحية تيّزت بتصوّر مشرق ومنوّر من ناحية الغفران‪ ..‬وإذا طلبت الغفران من قلبك‬
‫الصادق فأنت صاحب القرار واليار‪ ..‬ل أحد يغفر لك إلّ أنت‪ ..‬إل التوبة نفسها‪ ..‬إل فعل‬
‫الندامة‪ :‬هل هنالك فعل أقوى من هذا الفعل؟؟؟‬
‫شغَف والشوق والتّوق إل الق فإن‬ ‫إذا كان طلب شديد وحا ّد وكثيف وقوي بالب وال ّ‬
‫التوبة نفسها هي الغفران من النفس اللوامة إل النفْس الشفافة‪...‬‬

‫"ويا أيتها النفْس عودي إل ربك راضية مرضية وادخلي ف جنة ال البدية إل البد‪"...‬‬

‫هذا هو س ّر الدعاء الستجاب من لب القلب‪ ...‬إقرعوا يفتح لكم‪ ..‬إدعون استجيب وال‬
‫أقرب إلينا من حبل الوريد ولاذا الذهاب إل الوسيط وإل البعيد؟؟‪...‬‬

‫إنّ النيل علقة مباشرة مع ال والطلب من القلب الحب ومن طلب أدرك وتقّق بأنه‬
‫على حق وأنه هو السائل والسؤول وإذا صدق السائل هلك السؤول‪ ..‬أي تسّك بالسؤولية‬
‫وبألها وبعلمها وبفرحها وهذا هو رمز الصليب والقيامة‪ ...‬التوبة والندامة هي القيامة من‬
‫ت وتعلّمتَ الطأ من الص ّح وهذا هو الدّرس على مر الياة‬ ‫الهل ومن الوت‪ ...‬أخطأ َ‬
‫والطريق‪ ..‬هذه هي درب اللجلة إل اللء‪...‬‬

‫‪257‬‬
‫إنّ الندم الصادر من القلب الصادق والخلص أي من صميم القلب التأل هو بد ذاته الغفران‬
‫والتوبة‪ ...‬هذه هي مسيحية السيح للعال‪ ...‬يقول لنا بأن الطيئة هي عمل ضال‪ ...‬والتوبة‬
‫النصوحة تعيدنا إل الوعي والضمي واليقظة ف كل لظة‪ ..‬إ ّن الطيئة أو الث كالعتمة او‬
‫كالظلمة وإذا اشعلت النور اختفت العتمة‪..‬‬
‫الث نتيجة اعمالنا لننا ف نوم عميق‪ ...‬ص ّح النوم أيها اللوّام‪ ...‬إندم ول تظلم أحدا وعليك‬
‫بنفسك اولً‪ ...‬إستيقظ من هذا السّبات العميق وتعرّف على الق الثابت واليّ ف قلبك‬
‫اليّ مع اليّ‪...‬‬

‫عليّ أن أدرك سبب وجودي وأسأل نفسي عن أعمال وحيات وعن الضّياع والتبذير والذى‬
‫والساءة وأحاسب قلب وأتعرّف عليه‪ ،‬عندئذٍ يدخل النور ف قلب الؤمن وف هذه اللوة‬
‫أدرك النعمة الت وهبها ال إل عباده والساكن ف لب القلب والقرب إلّ من أي قريب أو‬
‫ي مكان آخر بل ف قلب‬ ‫نسيب وهذا هو عرش البيب‪ ...‬ال ليس ف السماء أو ف أ ّ‬
‫النسان وهذه اللوهية هي الياة وهي الرحة والغفران‪ ..‬والتوبة هي الغفران‪ ...‬ال ليس‬
‫إنسانا بل هو الكمال والمال واللل والبعد من أي صفة أو أيّ وجود‪...‬‬

‫إنّ ال هو الوجود الوجود ف جيع ملوقاته‪ ...‬وجيع ملوقات ال تسبّح ال‪ ...‬أنت ل‬
‫تصلّي إل ال ليغفر لك بل تصلّي لتتذكّر بأنك موصول ومتّصل بالصول وصلتك هي‬
‫الصلة وهي الغفران‪ ..‬الصلة هي الدراك واليقي بأنك على صلة بالرحن الرحيم‪ ...‬هذا هو‬
‫العتراف ومعرفة النفْس هي الطريق إل الق‪..‬‬
‫التوبة هي الت تبّ ما قبلها وتغسل الذنوب وكل ما ف القلب انسح واغتسل وهذا هو‬
‫خيس الغسل ف السيحية‪ ..‬السيح مس َح الطايا‪ .‬وسيوا ف الياة وأينما تولّيتم فثمّ وجه ال‬
‫ول إث بعد اليوم ول خطيئة لن طريق الج هي من الضللة إل الداية وال يهدي من يشاء‬
‫بغي حساب‪...‬‬
‫ومات التاريخ بأمّته واختفى الستقبل بأوهامه والن أنت اليّ مع اليّ على يي الب وأنت‬
‫معي على صليبك وصليب‪ ...‬هذا هو وعد السيح إل اللص الذي عرف واستغفر ونال ما‬
‫طلب‪ ...‬مات وقام والندامة هي الوت والقيامة‪...‬‬
‫‪258‬‬
‫" وتعلَن بإسه التوبة وغفران الطايا لميع المم ابتداءً من أورشليم‪ ..‬وأنتم شهود على هذه‬
‫المور‪".‬‬

‫ويقول لم السيح‪ :‬أنتم شهداء على القيامة وهذه الشهادة الكبى‪ .‬إذهبوا وبشّروا ف الرض‬
‫كلّها واحلوا الصليب وإكليل الشوك والغار ونادوا من سطوح النازل عن الرسالة الت أنزلا‬
‫ال إل عباده‪...‬‬
‫وذهبوا الرسل إل جيع بقاع الرض حاملي السلطة اللية لنم رأوا ما ل يرَه أحد ف تاريخ‬
‫البشرية‪ ...‬لقد شاهدوا الوت والقيامة‪ ...‬وفعل الث والندامة‪....‬‬

‫طوب للذين آمنوا ول يروا‪ ...‬الرسل رأوا ولكن من عيونم ترى ما رأوا‪ ...‬الرؤية ف قلب‬
‫الؤمن‪ " ..‬من آمن ب وإن مات فسيحيا"‪ ..‬وعد السيح حق وحياة وطريق أبدية‪...‬‬
‫فسيحيا أي أنه سيموت ويقوم واعيا مدركا بأنه ليس مسيحيا فحسب بل مسيحا آخر‪...‬‬
‫وُلد مدّدا بالعهد الديد أي من الروح القدس‪ ..‬من روح ال‪ ..‬من الفطرة السماوية‪ ...‬ف‬
‫عيونم ترى إنعكاس السيح وتفكيه وحضوره وما نن إلّ مرآة الؤمن وكل إنسان على‬
‫الفطرة وُلد مؤمنا بال‪...‬‬

‫من القدس انتشرت القداسة السيحية الت بشّر با السيح وكأنه رمى حصوة ف بية الاء‬
‫ووسعت كل شيء‪ ..‬هذه التموجات هي الت تنتشر حول العال لتبشّر البشارة السماوية‬
‫ولتغيّر النسان من الهل إل العقل ومن الشر إل الي وهذا هو س ّر اليزان وسرّ الصليب ف‬
‫النسان‪...‬‬

‫الكماء تدثوا عن علم النفْس وعلم الدين ولكن السيح قدّم لنا ف ّن الياة وس ّر الحبة وليس‬
‫الشريعة أو القانون أو الوصايا‪ ...‬مع السيح ل تتبع أي دستور بل تيا سر النور وقدسية‬
‫الحبة والرحة‪ ...‬إنّ الحبة الت بشّر با يسوع وعبّر عنها بياته هي هزة الوصل بي الالق‬
‫والخلوق وهي الت تتجاوز العلم والشرائع والوت‪ ..‬لنا وحدها الحبة الت ل تولد ول‬

‫‪259‬‬
‫ت ومن غفر اتّصل بالغفار حيث ل موت‬ ‫توت بل هي ال البدي والزل‪ ...‬إذا أحبَبت غفر َ‬
‫بل شهادة حيّة مع الشاهد اليّ‪...‬‬
‫هذه هي دعوة السيح إل كل إنسان‪...‬‬
‫دعوته ل ليأخذ منك شيئا‪ ...‬سيأخذ من جهلي وخوف وسيعطين الياة البدية بكرم ال‪...‬‬
‫إستسلم إل العلم والكرم والرحم ولتكن مشيئتك يا ال‪...‬‬

‫إخوت بال‪...‬‬
‫ل تتموا بالسيحية‪ ...‬السيح ليس مسيحيا‪ ،‬إن السيح ميّز وفريد وإبن ال الوحيد وكل‬
‫إنسان هو ميّز وفريد وإبن ال الوحيد ولكن يسوع الناصري عرف نفسه وعاد إل بيته وأصله‬
‫ودوره‪ ...‬هذا هو الفرق بي الاهل والعاقل‪ ..‬بي اليت واليّ‪...‬‬

‫إنّ يسوع الناصري اغتيل مرتي‪ ..‬الرة الول ف أورشليم على زمن اليهود ولكنهم ل يقتلوه‬
‫بل قام من بي الموات وهذه هي القيامة القيقية‪ ...‬الق واليّ ل يُقتل‪ ،‬والرة الثانية قُتل ف‬
‫روما وف الفاتيكان وف جيع الؤسسات الدينية والشرائع الفكرية وهذه الطريقة هي فعّالة‬
‫على قتله لنّ رجال الدين عندهم القدرة على القتل لنم أكّدوا بأن السيح خطر على‬
‫الؤسسات الدينية لذلك حوّلوه من يسوع السيح إل يسوع السيحي‪ ...‬والسيحية ل علقة‬
‫لا بالسيح‪...‬‬
‫وكما إسلم الشارع والشريعة ل علقة له بالبيب ممّد وبإسلم ال‪...‬‬

‫إنّ السيح هو من أخطر النوار ف عال الظلم والظلمة‪ ...‬عال الرجم والرجة‪ ...‬ل تسمعوا‬
‫حبّ إل الحبّة والرحة والسلم‪ ...‬كلنا من ال وبال ومعه‬
‫لي صوت إل صوت القلب ال ِ‬
‫للزل ولاذا هذا الهل؟‬

‫التأمل هو مفتاح العقل والقلب وسرّ السرار‪ ...‬إسأل نفسك من أنا؟ لاذا أتيت إل العال؟‬
‫ماهو سبب وجودي؟‬
‫هذا الكتاب هو كتاب كل قلب يب نفسه وال‪...‬‬

‫‪260‬‬
‫يب السلم للعال ولميع ملوقات ال‪...‬‬

‫من عمل مثقال ذرّة يرى الي‪ ،‬ومن زرع الشر حصد الشر‪.‬‬
‫ولك اليار أيها القارىء الختار‪ ...‬هل أنت من أهل النور أم أهل النار؟؟ من أهل الغار أم‬
‫من أهل العار؟‬
‫إنّ اليهودي ل يزال يقتل السيح والسيح ل يزال ف عهد القيامة ولكن من هو هذا اليهودي؟‬
‫نعم! إنه أنا وأنت‪ ...‬كلنا من أهل الهل والعقل؟‬
‫نعم يا إخوت‪ ..‬كل ملوق جاهل وعاقل‪...‬‬
‫اليهودي قتله دون أي احتراس أو وقاية أو اليطة والذر‪ ..‬ولكن السيحيي قتلوه ول نزال‬
‫نقتله بكل دقّة وحذر ووقاية حت ل يعود إلينا‪ ...‬ومنذ ألوف السني ول نرَ أي مسيحا‬
‫آخر‪ ...‬لاذا؟‬
‫كلنا أخوة بالسيح‪ ..‬ومع السيح‪ ...‬وكلنا عيال ال وبال‪ ..‬وأين هي الستنارة؟ لاذا‬
‫حُجبت عنّا؟ لاذا مُنعت؟‬
‫لنستمع إل قلوبنا ل إل أي صوت آخر‪...‬‬
‫استفت قلبك ولو أفتوك‪...‬‬
‫أنا لست مسيحية ول ممّدية ول يهودية أو بودية‪ ..‬ل أنتمي إل أي شريعة أو قانون أو‬
‫عقيدة أو مذهب‪ ...‬تعقّدنا من جيع العقائد والذهب أصبح هو رأس الال وحاكم القلب‬
‫والجيال وهو النيل اليّ من جيل إل جيل حت وصلنا إل هذا الهل اللعون ونركض‬
‫خلف الربح ومن سيبح الليون؟؟‬

‫أين هو الربح؟ لو ربت العال وخسرت نفسك ماذا فعلت بذا الربح؟ لاذا ل تكون غنيّا‬
‫بالال وبالعقل وبالنفس وبالروح؟؟ أنت سيّد الخلوقات والسرّ ساكن ف قلبك وهذا السرّ‬
‫هو ال ومن ال‪...‬‬
‫هو الكتاب وهو القلب اليّ للبد‪...‬‬
‫أنا لست باجة إل أي وسيط بين وبي الالق‪ ...‬الالق ف الخلوق والخلوق ف الالق‪...‬‬
‫علينا بالوعي لنرى بأنّ السد هو الوعاء و أنت الوَعي والدراك‪...‬‬
‫‪261‬‬
‫السد هو السجد وأنت الساجد للمسجود الساجد ف قلبك‪ ...‬إعرِف نفسك تعرف ال‪...‬‬

‫ل تتم بأيّ دين لنه ليس دين بل كفن النسان والزمان‪ ...‬السيح هو الولدة من الروح‬
‫والقيامة مع ال‪...‬‬
‫هذا العهد والوعد للنسان الديد‪...‬‬
‫كتابك ف قلبك وما هذا الكتاب إل الرآة لا ف الصدور وما بي السطور‪...‬‬

‫معا سنبقى ف مسية النور من النور إل النور‪..‬‬


‫نن نور العال ونن ملح الرض‪ ...‬والسيح دعوته مفتوحة إل قلب يب‪...‬‬
‫تعالوا معي يا حاملي الثقال وأنا أريكم‪ ،‬تعالوا معي إل السم ّو والنموّ ف الروح وف النور‬
‫وف الوت والنّموت‪..‬‬
‫تعالوا معي لنتعال إل العلى حيث ل بداية ول ناية بل إل عيش السرّ الساكن ف كل‬
‫كائن‪...‬‬
‫معا سنبقى ف البقاء وف الفناء‪...‬‬
‫معا سنبقى ف ال ومع ال إل البد يا مدد ويا صمد‪..‬‬

‫إنّ السيحية ل علقة لا بالسيح‪ ..‬السيح حاضر للخدمة‪ ..‬هو ف متناول اليد وكلّ يد إل‬
‫البد‪...‬‬
‫السيح خادم إل كلّ من يب التغيي من الشر إل الي ومن الوت إل القيامة‪ ...‬السيح هو‬
‫فن وس ّر التحويل من البشرية إل الزلية الالدة‪...‬‬

‫‪262‬‬
‫إستمِع إل دعوته وافتح له بابك وهو على كل شيء قدير والن على بابك يقول لك بلمسة‬
‫وبمسة‪:‬‬
‫" تعالوا إلّ وأنا أريكم‪....‬‬
‫أنا السر الذي يمعكم بالنور‪...‬‬
‫أعرف نفسي وأعرِف أب وأعرف ما ف القلوب‪"..‬‬

‫القلب هو الكتاب‪ ...‬ليقرأ ك ّل منّا كتابه ولغة القلب هي التأمل‪...‬‬


‫وتأمل ساعة خي من عبادة سبعي عام‪...‬‬
‫والن أتت الساعة‪....‬‬

‫الن هو الزمان والكان‪ ....‬هنيئا لك أيها النسان‪..‬‬

‫شكرا وعذرا‬
‫مري نور‬

‫‪263‬‬

You might also like