Professional Documents
Culture Documents
538
العطش ،فنعت خفها ،فأوثقته بمارها ،فنعت له من الاء ،فغفر لا
بذلك " ( ، )1وعنه أيضا أن النب قال " :إن الشيطان عرض ل ،فشد علي
ليقطع الصلة علي ،فأمكنن اللّه منه فذعته ،ولقد همت أن أوثقه إل سارية
( )2
. حت تصبحوا ،فتنظروا إليه "
واليثاق عقد مؤكد بيمي وعهد ،قال تعال َ :وإِذْ أَخَ ْذنَا مِ ْن النِّبيّ َ
ي
ح َوِإبْرَاهِي َم َومُوسَى َوعِيسَى ابْ ِن مَ ْريَ َم َوأَ َخ ْذنَا مِْنهُ ْم مِيثَاقًاك َومِ ْن نُو ٍ مِيثَاَقهُ ْم َومِنْ َ
غَلِيظًا [الحزاب ، ]7 /والوثق العهد ،قال تعال :قَالَ لَنْ أُ ْرسِلَ ُه َم َعكُمْ َحتّى
ط ِبكُمْ [يوسف. ]66 / ُت ْؤتُونِي َموِْثقًا مِنْ اللّهِ َلتَ ْأتُونَنِي بِهِ إِل َأنْ يُحَا َ
وقالت عائشة رضي اللّه عنها ،قال " :ما بال أناس يشترطون شروطا
ليس ف كتاب اللّه ،من اشترط شرطا ليس ف كتاب اللّه ،فهو باطل وإن
اشترط مائة شرط ،شرط اللّه أحق وأوثق " ( ، )3والوثقى تأنيث الوثق
والعروة الوثقى ف قوله تعال :
ك بِاْلعُ ْر َوةِ اْل ُوثْقَى ل
فَمَ ْن َي ْكفُ ْر بِالطّاغُوتِ َويُ ْؤمِ ْن بِاللّهِ َفقَ ْد ا ْستَمْسَ َ
انفِصَامَ َلهَا [البقرة، ]256 /حبل اللّه الحكم الوثوق ،الذى ل ينفك عن
عروته والقصود با عهد السلم ،الذى ينطق به النسان عند إعلنه كلمة
التوحيد ــــــــــــــــــــ
. 1أخرجه البخارى ف كتاب بدء اللق ، ( 3321) 6/414والرَكِ ّي البئر .
. 2أخرجه البخارى ف كتاب المعة . ( 1210) 3/97
. 3أخرجه البخارى ف كتاب البيوع . ( 2155) 4/432
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
بقوله ل إله إل اللّه ( ، )1وقال كعب بن مالك " :لقد شهدت مع النب
ليلة العقبة ،حي تواثقنا على السلم ،وما أحب أن ل با مشهد بدر ،وإن
( )2
. كانت بدر أذكر ف الناس منها "
الثقة ف الصطلح الصوف :
واصطلح الثقة عند الصوفية يرد على العن القرآن ،حيث تعن ثقة العبد ف
ربه وعهده ،وذلك بتصديق الب جزما ،والعتماد على واهب التقوى والقدر
)
. (3
والوثوق بقول النب
روى عن شقيق البلخى (ت:قبل 237هـ) وقد سئل ؟ ،بأى شئ يعرف
بأن العبد واثق بربه ؟ ،قال :يعرف بأنه إذا فاته شئ من الدنيا ،يسبه غنيمة
وإذا أبطأ عليه شئ من الدنيا ،يكون أحب إليه من أن يأتيه ( ، )4ويذكر لات
ــــــــــــــــــــ
. 1فتح القدير 1/276وانظر الفردات ص ، 512والقاموس الحيط
. 1/1197
. 2أخرجه البخارى ف كتاب الناقب . ( 3889) 7/459
. 3انظر جامع الصول ف الولياء ،لحد ضياء الدين مصطفى ،دار الكتب العربية
الكبى ،مصر ،سنة 1331هـ ص ، 79وقال أبو القاسم القشيى ( :العروة
سكَ بِاْل ُع ْر َوةِ
الوثقى ف قوله تعال :فَمَنْ يَ ْك ُفرْ بِالطّاغُوتِ وَُي ْؤمِنْ بِالّلهِ َفقَدْ اسْتَ ْم َ
[البقرة ]256 /هى الوقوف عند المر والنهى ،وهو اْلوُْثقَى ل ان ِفصَامَ َلهَا
،وطاغوت كل واحد ما يشغله عن ربه ،واليان حياة سلوك طريق الصطفى
القلب باللّه ،لطائف الشارات . 1/198
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
. 4طبقات الصوفية ص . 65
الصم (ت237 :هـ) ف تقة العبد ف رزق ال ،أنه قال ( :الواثق من رزقه
( )1
. من ل يفرح بالغن ول يهتم بالفقر ول يبال أصبح ف عسر أو يسر )
والثقة يعلها يى بن معاذ الرازى (ت258 :هـ) من صفات الولياء ،
( )2
. فروى عنه أنه قال ( :الثقة باللّه ف كل شئ ،من خصال الولياء )
ويذكر الكاشان أن الثقة عند الصوفية ،تعن اعتماد العبد ف كل شئ على
اللّه وحده ،بيث ل يعتمد ف شئ على شئ سواه ،والعبد التحقق بالثقة
باللّه ،من حصل له إلمن من الوف ما سوى اللّه ،والعراض عن العتراض
َ :وَأوْ َحيْنَا إِلَى عما قدره اللّه وقضاه ،ويستدل بقوله تعال لم موسى
ح َزنِي ِإنّا
ت عََليْهِ َفأَْلقِيهِ فِي اْليَ ّم وَل َتخَافِي وَل تَ ْ
ضعِيهِ فَإِذَا ِخ ْف ِ
ُأ ّم مُوسَى َأنْ أَرْ ِ
رَادّوهُ إَِليْكِ َوجَاعِلُوهُ مِ ْن الْ ُم ْرسَلِيَ [القصص ، ]7 /فلول حسن الثقة باللّه لا
( )3
. استطاعت الوالدة أن تلقى ولدها ف لة الاء
**********************************
-3 5الجنــــــــــــة
**********************************
النة :كل بستان ذى شجر يستر بأشجاره الرض ،قال تعال :وََلوْل
ــــــــــــــــــــ
. 1السابق ص . 94
. 2السابق ص . 110
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
. 3لطائف العلم . 1/378
إِذْ دَ َخ ْلتَ َجّنتَكَ ُق ْلتَ مَا شَاءَ اللّهُ ل ُق ّوةَ إِل بِاللّهِ [الكهف، )1 ( ]39 /
وقال عمر بن الطاب يوما ،للصحابة رضى ال عنهم " :فيم ترون هذه
الية نزلت ؟ َ :أَيوَدّ أَحَدُكُمْ َأ ْن تَكُونَ لَهُ َجّنةٌ مِ ْن َنخِيلٍ َوأَ ْعنَابٍ تَجْرِي مِنْ
حِتهَا ا َلنْهَارُ [البقرة ]266 /؟ قالوا اللّه أعلم :فغضب عمر ،فقال :قولوا تَ ْ
نعلم أو ل نعلم ،فقال ابن عباس :ف نفسي منها شيء يا أمي الؤمني ،
قال عمر يا ابن أخي ،قل ول تقر نفسك ،قال ابن عباس :ضربت
مثل لعمل قال عمر أي عمل ؟ قال ابن عباس :لعمل ،قال عمر :
لرجل غن يعمل بطاعة اللّه عز وجل ،ث بعث اللّه له الشيطان ،فعمل
( )2
. بالعاصي حت أغرق أعماله
وسيت النة بذلك ،إما تشبيها بالنة ف الرض ،وإن كان بينهما فرق
كبي وبون شاسع ،وإما لستره سبحانه نعمها عنا ،حيث قال :فَل َتعْلَمُ
س مَا أُ ْخفِيَ َلهُ ْم مِنْ ُق ّرةِ َأ ْعيُنٍ [السجدة ، ]17 /وعن عبد اللّه بن قيس
َن ْف ٌ
أن رسول اللّه قال " :جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما ،وجنتان من ذهب
آنيتهما وما فيهما ،وما بي القوم وبي أن ينظروا إل ربم ،إل رداء الكب على
ــــــــــــــــــــ
. 1الفردات ص ، 98لسان العرب ، 13/92ومتار الصحاح ، 48 / 1
والغرب ف ترتيب العرب ،لب الفتح ناصر الدين بن عبد السيد بن علي بن
الطرز ،تقيق ممود فاخوري ،و عبدالميد متار ،نشر مكتبة أسامة بن زيد ،
الطبعة الول حلب ،سنة 1979م . 1/165
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
. 2أخرجه البخارى ف كتاب تفسي القرآن . ( 4538) 8/49
وجهه ف جنة عدن " ( ، )1وعن أب سعيد الدري ،عن النب قال :
" ينادي مناد إن لكم أن تصحوا فل تسقموا أبدا ،وإن لكم أن تيوا فل
توتوا أبدا ،وإن لكم أن تشبوا فل ترموا أبدا ،وإن لكم أن تنعموا ،فل
جّنةُ أُو ِرثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ
تبأسوا أبدا ،فذلك قوله تعال َ :ونُودُوا أَ ْن تِ ْلكُ ْم الْ َ
( )2
. [العراف" ]43 / َتعْمَلُونَ
وربا يطلق على مالس الذكر وتدارس العلم رياض النة كما روى عن عبد
اللّه بن زيد الازن ،أن رسول اللّه قال " :ما بي بيت ومنبي ،روضة
من رياض النة ) ( . )3
وعن أنس بن مالك عنه ،أن رسول اللّه قال " :إذا مررت برياض النة
( )4
. فارتعوا ،قالوا :وما رياض النة ؟ ،قال حلق الذكر "
النة ف الصطلح الصوف :
النة عند الصوفية ،تنوعت مدلولتا بي ما يوافق الصول القرآنية أو يالفها
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف الوضع السابق . ( 4878) 8/491
.2أخرجه مسلم ف كتاب النة . ( 2837) 4/2182
.3أخرجه البخارى ف كتاب المعة . ( 1195) 3/84
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
.4حسن ،أخرجه الترمذى ف كتاب الدعوات )( 3510وحسنه الشيخ اللبان رحه
ال ، 5/532وأخرجه الطبان ف معجمه الكبي ( ، 11/95 )11158
والاكم ف الستدرك ( . 1/671 )1820
على النحو التى :
( -1النة عند العوام والبتدئي من الصوفية :وهى جنة العمال الت يزى
فيها العبد عن ماهداته وعباداته ،وهى دار النعيم الت أعد اللّه فيها من فضله
العميم ،ما تشتهيه النفس وتلذ العي ،ما ل يصى من جوده القيم ( . )1
يقول ابن خفيف ( :النة دار اللد ،ينعم فيها أولياء اللّه ،وهم باقون
فيها يتنعمون أبدا ،ومن دخلها من الؤمني دخلها بفضل اللّه ورحته ،ل
بعمله كما ثبت عن رسول اللّه " :لن يدخل أحدكم النة عمله ،قالوا ول
أنت يارسول اللّه ،قال ول أنا ،إل أن يتغمدن اللّه برحة منه " ( . )2
وهذه النة يطلقون عليها ف الصطلح الصوف :جنة العمال ،وربا قالوا
النة الصورية ( ، )3وهذا ما دلت عليه الصول القرآنية .
( -2النة عند الواص ل خطر لا ف قلوبم ،وهم أبعد الناس عن طلبها
ــــــــــــــــــــ
.1لطائف العلم ، 1/395وانظر تنبيه الغافلي للسمرقندى ،ف صفة النة
وأهلها ص ، 22وتفسي القرآن لسهل بن عبد ال ص ، 9وسلوة العارفي وبستان
الوحدين للحكيم الترمذى ص . 129
.2سية الشيخ الكبيعبد اللّه بن خفيف ص 356،357والديث أخرجه
البخارى ف كتاب الرقاق ( )6464عن عائشة رضى اللّه عنها ،أن رسول اللّه
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
قال " :سددوا وقاربوا ،واعلموا أن لن يدخل أحدكم عمله النة ،وأن أحب
العمال إل اللّه أدومها وإن قل " . 11/300
.3لطائف العلم . 1/395
ونسب لرابعة العدوية (ت185 :هـ) من نساء الصوفية ،ف الكشف عن
دافعها للعبودية :
( ما عبدتك خوفا من نارك ول طمعا ف جنتك ولكن حبا لذاتك ) ( . )1
ولب يزيد البسطامى (ت261 :هـ) قال فيما روى عنه ( :النة ل خطر
لا عند أهل الحبة وأهل الحبة مجوبون بحبتهم ) ( ، )2وينسب لب القاسم
النصرباذى (ت367 :هـ) ( :إذا بدا لك شئ من بوادى الق ،فل تلتفت
معه إل جنة ول إل نار ،ول تطرها ببالك ،وإذا رجعت عن ذلك الال
فعظم ما عظمه اللّه تعال ) ( ، )3وهذا العن مدث ل أصل له ،وإن كان
لبعضهم نية حسنة ،كقول النصرباذى ( :النة باقية بإبقائه ،وذكره ورحته
لك باق ببقائه ،فشتان بي ما هو باق ببقائه ،وبي ما هو باق بإبقائه ) ( . )4
فهو يفضل رحة اللّه لعبده ،كصفة من صفات الذات ،على النة الت هى
صفة من صفات الفعال ،والذى ثبت أن النة مل الرحة ،فمن أراد الرحة
فل مناص من النة ،ومن حديث أب هريرة ،قال النب :
" قال اللّه تبارك وتعال للجنة :أنت رحت أرحم بك من أشاء من عبادي
ــــــــــــــــــــ
.1صفة الصفوة . 2/249
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
.2طبقات الصوفية ص . 70
.3السابق ص . 485
.4الرسالة . 1/41
وقال للنار :إنا أنت عذاب ،أعذب بك من أشاء من عبادي ،ولكل واحدة
( )1
. منهما ملؤها "
( -3النة عند خاصة الاصة :ويسمونا جنة المتنان ،وهى ما يناله أهل
اليان من عي الود موهبة من اللّه تعال ،وهذا مقام من تقق بالنلع عن
أحكام الغية والغيار ،فاستتر بأعيان سبحات نور النوار ،وذلك هو التحقيق
بقائق الساء اللية ،وستر عي الذات بستور صور الصفات ( . )2
فالنعيم ف جنة المتنان هو عي الرحة الت يظهر با الق ف الكل ،فمنه
نعيم خالص متص بأهل النان ،ومنه نعيم متزج بالعذاب ،متص بأهل جهنم
وهذا دائم أبدا ل ينقطع نعيم العذاب مطلقا عن الكفار ،بل إن أهل النار من
لذتم بالعذاب واستعذابم له لو هب عليهم نسيم من النة استكرهوه وتعذبوا
به ،فالنة والنار كلها ف اصطلح أصحاب الوحدة نعيم جنان اللد ،يقول
مى الدين بن عرب ( : )3
على لذة فيها نعيم مباين وإن دخلوا دار الشقاء فإنم
وبينهما عند التجلى تباين نعيم جنان اللد والمر واحد
وذاك كالقشر والقشر صاين يسمى عذابا من عذوبة طعمه
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب تفسي القرآن . ( 4850) 8/460
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
.2لطائف العلم . 1/395
.3فصوص الكم ص ، 122،123وانظر ف معن النة عند ابن عرب أيضا
الفتوحات ، 3/442وبلغة الواص ص . 123
**********************************
-36الـجــــــــــوع
**********************************
الوع :هو الل الذى ينال النسان عند خلو العدة من الطعام ،وقد ورد
ف وَالْجُوعِ َوَن ْقصٍ
خوْ ِ
شيْ ٍء مِ ْن الْ َ
الفظ القرآن ف قوله تعال :وََلَنبُْل َونّكُ ْم بِ َ
س وَالثّ َمرَاتِ َوبَشّ ْر الصّابِرِينَ [البقرة ، ]155 /وقوله : مِ ْن ا َل ْموَا ِل وَالَن ُف ِ
ِإنّ لَكَ أَل تَجُوعَ فِيهَا وَل َتعْرَى [طه ]118 /وآيات أخرى كثية ،وقال أبو
هريرة " :لقد رأيتن وإن لخر فيما بي منب رسول اللّه إل حجرة
عائشة مغشيا علي ،فيجيء الائي ،فيضع رجله على عنقي ،ويرى أن
منون ،وما ب من جنون ،ما ب إل الوع " ( ، )1وعن عبد اللّه بن مسعود
قال " :إن النب لا رأى من الناس إدبارا ،قال :اللّهم سبع كسبع يوسف
،فأخذتم سنة حصت كل شيء ،حت أكلوا اللود واليتة واليف ،وينظر
( )2
. أحدهم إل السماء فيى الدخان من الوع "
والوع أمر نسب ،ويرتبط بالعلمات الت تظهر على البدن ،كما تقدم ف
حديث أب هريرة وابن مسعود ،وقد ورد على الوجه التقريب ف حديث عائشة
رضي ال عنها أن النب قال " :ل يوع أهل بيت عندهم التمر" .
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب العتصام . ( 7324) 13/316
.2أخرجه البخارى ف كتاب المعة . ( 1007) 2/572
وف رواية أخرى قال " :يا عائشة بيت ل تر فيه ،جياع أهله ،يا عائشة بيت
ل تر فيه جياع أهله ،أو جاع أهله قالا مرتي أو ثلثا " ( . )1
والجاعة زمان الوع وتقال على وجهي ،عموم الوع على الكل ف وقت
ما ،ومنه سى عام الجاعة ف عهد عمر بن الطاب ، ) (2وزمان الرضاع
لكثرة جوع الطفل وتكرار الرضاع ،ومنه ما روى عن عائشة رضي اللّه عنها
قالت " :دخل علي النب وعندي رجل ،قال :يا عائشة من هذا ؟ قلت :
أخي من الرضاعة ،قال :يا عائشة انظرن من إخوانكن ،فإنا الرضاعة من
الجاعة " ( . )3
الوع ف الصطلح الصوف :
والوع ف اصطلح الصوفية ورد على العن القرآن كأدب من آدابم يفضلونه
على الشبع ،وربا أطلق بعضهم علي الوع الوت البيض ( )4فروى عن يى
بن معاذ الرازى (ت258 :هـ) أنه قال ( :لو علمت أن الوع يباع ف
السوق ما كان ينبغى لطلب الخرة إذا دخلوا السوق أن يشتروا غيه ) ( . )5
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه مسلم ف الشربة ( 2046) 3/618وأبو داود ف سننه ( )3831
. 3/362
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
.2الفردات ص ، 103لسان العرب ، 8/61الصباح الني .
.3أخرجه البخارى ف كتاب الشهادات . ( 2647) 5/30
.4الوع ساه بذلك حات الصم ،انظر طبقات الصوفية ص 93والتعريفات ص
. 255
.5اللمع ص 269وانظر السابق ص . 111
وقال ( :الوع على أربعة أوجه :للمريدين رياضة ،وللتائبي تربة ،وللزهاد
( )1
. سياسة ،وللصديقي تكرمة )
ومن طرائف ما يروى عن سهل بن عبد اللّه التسترى (ت293 :هـ) أن
سائل سأله ف حد الوع ،فقال له :الرجل يأكل ف اليوم أكلة ؟ فقال :أكل
الصديقي ،قال :فأكلتي ؟ قال :أكل الؤمني ،قال :فثلثة ؟ قال :قل
لهلك يبنون لك معلفا ( ، )2ولعل سهل يقصد بذلك أن الطعام إنا يكون
لقوام البدن ،ل لتسمينه فمن اشتغل بالتسمي ،سيشتغل بالبحث عن النوعية
اليدة من الطعام ،ومن ث البحث عن أسباب الوصول إل النفقات الطلوبة
للحصول عليها ،وغي ذلك ما يشغله عن ال فيصي علفا ل عابدا .
ويذكر الكى (ت386 :هـ) أقوال الصوفية ف الوع ،مستندا إل تفصيل
الدلة ف الكتاب والسنة ،ويبي أنم قد اختلفوا ف حد الوع بي معتدل
ومبالغ من ذلك :
( -1حد الوع الول من الوقت إل مثله ،كالغد أربعة وعشرون ساعة
وحده الخر اثنان وسبعون ساعة ،فهذا حد الوع من الوقات .
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
( -2حد الوع أل تطلب نفسك الدم فمت طلبت نفسك الدم مع البز
ــــــــــــــــــــ
.1الرسالة ، 1/372وانظر ف مفهوم الوع عند الصوفية ،آداب الطعام
والعادات الغذائية عند متصوفة السلم ،إعداد ممد عبد النعم صال ،رسالة
ماجستي كلية الداب جامعة القاهرة سنة 1967م .
.2السابق . 1/375
فلست جائعا .
( -3حد الوع أن تطلب البز ،فل تيز بينه وبي غيه ،فمت تاقت
النفس إل البز بعينه ،فليست بائعة لن لا شهوة ف التخي .
( -4حد الوع أن يبزق العبد فإذا ل يقع على بذاقه ذباب ،فقد خلت
معدته من الطعام ،ومن ث خل بذاقه من الدسومة والدهنية ،وصار
صافيا مثل الاء فل يسقط عليه الذباب ( . )1
وقد استدل القشيى (ت465 :هـ) على أن الوع والشهوة ،ابتلء من
شيْءٍاللّه ووجب على الرء أن يصب ف مواجهته ،بقوله تعال :وََلَنبُْل َونّكُ ْم بِ َ
ف وَالْجُوعِ [البقرة ، ]155 /ث قال ف آخر الية َ :وبَشّرْ خوْ ِ
مِ ْن الْ َ
الصّابِرِينَ فبشرهم بميل الثواب على الصب على مقاساة الوع ،ويقول ف
خصَاصَةٌ [الشر]9 / قوله تعال َ :وُي ْؤثِرُونَ عَلَى َأْنفُسِهِ ْم وََلوْ كَا َن ِبهِمْ َ
( ،ولذا كان الوع من صفات القوم ،وهو أحد أركان الجاهدة ،فإن
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
أرباب السلوك تدرجوا إل اعتياد الوع ،والمساك عن الكل ،ووجدوا
( )2
. ينابيع الكمة ف الوع )
ــــــــــــــــــــ
.1قوت القلوب . 2/165
.2الرسالة ، 1/372انظر الزيد عن مصطلح الوع ،أعذب السالك الحمودية إل
منهج السادة الصوفية ،للشيخ ممود خطاب السبكى ،تقيق سعيد عبد الفتاح سنة
1996م ص . 59
وينبغى أن نفرق فيما سبق بي الوع والتجويع ،لن الصول القرآنية
والنبوية أمرت بالصب على الوع ،كابتلء ل حيلة للنسان فيه ،ول تأمر
بتجويع النفس وتعذيب البدن ،طلبا للحكمة والعرفة ،فالذى دل عليه القرآن
والسنة ،أن السلم ل يكثر من الكل الفوت للخي الكثي ،فقد يكون الكل
واجبا بقدر ما تقوم به البنية ،ومندوبا بقدر الشبع الشرعى القوى له على
التنفل ،وجائز وهو ما فوقه بيث ل يورث فتورا عن العبادة ،ومن ث فإن مثل
ما يروى عن أب عثمان الغرب (ت373 :هـ) أنه قال ( :الربان ل يأكل ف
أربعي يوما ،والصمدان ف ثاني يوما ) ( ، )1فإنه باطل ،ول يستند إل
الصول القرآنية والنبوية .
**********************************
-37الحــــــــــــال
**********************************
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
الال :يقال لعدة أمور ( : )2
-1الال :من الول وأصله تغي الشئ وانفصاله عن غيه ،وباعتبار
النفصال قيل :حال بين وبينك كذا ،ومنه قوله تعال :وَاعْلَمُوا َأنّ اللّهَ
يَحُولُ بَيْ َن الْ َمرْ ِء وَقَ ْلبِهِ [النفال ، ]24 /إشارة إل ما قيل ف وصفه تعال إنه
يقلب القلوب ــــــــــــــــــــ
.1السابق . 375 /1
.2الفردات ص . 138 ، 137
وهو أن يلقى ف قلب النسان ما يصده عن مراده لكمة تقتضى ذلك ،وقيل
على ذلك :
شَتهُونَ كَمَا ُفعِ َل ِبَأشْيَا ِعهِ ْم مِنْ َقبْلُ [سبأ. ]54 /
وَحِي َل َبْيَنهُ ْم َوبَيْ َن مَا يَ ْ
وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال " :انطلق النب ف طائفة من أصحابه
عامدين إل سوق عكاظ ،وقد حيل بي الشياطي وبي خب السماء وأرسلت
عليهم الشهب ،فرجعت الشياطي إل قومهم ،فقالوا :ما لكم ؟ فقالوا :
( )1
. حيل بيننا وبي خب السماء ،وأرسلت علينا الشهب "
-2الال :ما يتص به النسان وغيه ،من أموره التغية ف نفسه وجسمه
فباعتبار التغي ،قيل :حال الشئ يول حول ،واستحال تيأ لن يول ،وف
السنة عن عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه قال " :رأيت الناس متمعي ف
صعيد ،فقام أبو بكر فنع ذنوبا أو ذنوبي ،وف بعض نزعه ضعف ،واللّه
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
يغفر له ،ث أخذها عمر فاستحالت بيده غربا ،فلم أر عبقريا ف الناس ،يفري
( )2
. فريه حت ضرب الناس بعطن "
-3الال :تستعمل ف بقاء الصفة الت عليها الوصوف ،فمن ذلك ما روى
عن سهل بن سعد أن رجل من أعظم السلمي غناء عن السلمي ف غزوة
غزاها مع النب ،فنظر النب فقال " :من أحب أن ينظر إل رجل من
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب الذان . ( 773) 2/295
.2أخرجه البخارى ف كتاب الناقب . ( 3633) 6/728
أهل النار فلينظر إل هذا ،فاتبعه رجل من القوم ،وهو على تلك الال من
أشد الناس على الشركي حت جرح ،فاستعجل الوت ،فجعل ذبابة سيفه بي
ثدييه حت خرج من بي كتفيه " ( . )1
وقال أبو بكر " :إن رسول اللّه قال :ل نورث ما تركنا صدقة إنا
يأكل آل ممد ف هذا الال ،وإن واللّه ل أغي شيئا من صدقة رسول اللّه
عن حالا الت كان عليها ف عهد رسول اللّه ، ) " (2وعن أنس
حدثهم أن ناسا من عكل وعرينة ،كفروا بعد إسلمهم ،وقتلوا راعي النب
واستاقوا الذود ،فبلغ النب فبعث الطلب ف آثارهم ،فأمر بم فسمروا
( )3
. أعينهم ،وقطعوا أيديهم ،وتركوا ف ناحية الرة حت ماتوا على حالم "
الال ف الصطلح الصوف :
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
والال ف اصطلح الصوفية باق على العن اللغوى السابق ،ويقصدون أن
ينبعث من باطن العبد داعية للمراقبة أو الحاسبة أو النابة أو غي ذلك ،ث
تزول تلك الداعية لغلبة صفات النفس ث تعود بعد زوالا ،ث تعود بعد عودها
فما دام العبد ف مراقبته أو ف ماسبته لذلك ،أو ف غي ذلك من الصفات
بيث ل تزال تلك الصفة ،تعود ث تزول ث تعود بل استقرار وثبات ،قيل :
بأن حاله ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب القدر . ( 6607) 11/507
.2أخرجه البخارى ف كتاب الغازى . ( 4241) 8/564
.3أخرجه البخارى ف كتاب الغازى . ( 4192) 8/524
كذا ويعنون تثبيت تلك الصفة عليه بعد أن كانت تول وتزول عنه لظهور
( )1
. صفات النفس وغلبتها عليه
وقد تنوعت تعبياتم ف تعريف الال ،فروى عن النيد (ت297 :هـ)
أنه قال ( :الال نازلة تنل بالعبد ف الي ،فيحل بالقلب من وجود الرضا
( )2
. والتفويض وغي ذلك ،فيصفو له ف الوقت ف حاله ووقته ويزول )
ويروى عن أب على الدقاق (ت410 :هـ) ف معن قوله " :إن ليغان
على قلب حت استغفر اللّه تعال ف اليوم سبعي مرة " ( ، )3أنه كان أبدا ف
الترقى من أحواله ،فإذا ارتقى من حالة إل حالة أعلى ما كان فيها فربا حصل
له ملحظة إل ما رتقى عنها ،فكان يعدها غنا بالضافة إل ما حصل فيها
( )4
. فأبدا كانت أحواله ف التزايد
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
ــــــــــــــــــــ
.1لطائف العلم لعبد الرزاق الكاشان ص ، 403وانظر كشاف اصطلحات
الفنون ، 2/119وانظر ف معن الال عند ابن عرب الذى يتوافق مع هذا العن ،
الفتوحات الكية . 4/370 ، 2/132
.2اللمع ص . 411
.3أخرجه المام الترمذى ف كتاب تفسي القرآن ( )3259وقال الشيخ نصر الدين
اللبان رحه ال :صحيح 383 /5 ،ولفظه عن أب هريرة عن النب قال :
" إن لستغفر اللّه ف اليوم مائة مرة " وانظر بغية الباحث عن زوائد مسند الارث
حديث ( . 2/973 )1097
.4الرسالة القشيية . 1/207
وقال القشيى (ت465 :هـ) ( :الال عند القوم معن يرد على القلب
من غي تعمد منهم ول اجتلب ول اكتساب لم ،من طرب أوحزن أو بسط
( )1
. أو قبض أو شوق أو انزعاج أو هبة أو احتياج )
ويذكر الكاشان عند الصوفية مصطلح :الال الدائم ،وهو الال الضاف
إل الضرة العندية ،وهو باطن الزمان الشار إليه بقوله " :ليس عند ربكم
( )2
. صباح ول مساء "
**********************************
-38الحجــــــــــــاب
**********************************
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
الجاب :الجب والجاب ،النع من الوصول ،يقال :حجبه حجبا
ــــــــــــــــــــ
.1السابق ، 1/206وانظر ف معن الال عند الصوفية كشف الحجوب ص
447والملء ص ، 62وعوارف العارف للسهروردى ص ، 530وقد شرح
السهروردى الال والقام والفرق بينهما ،كما أشار إل القامات والحوال وأقوال
الشايخ فيها على الترتيب ،وانظر التعرف لذهب أهل التصوف ص ، 89:86
وطبقات الولياء لبن اللقن ص ، 44والنوار القدسية ف معرفة قواعد الصوفية
للشعران 1/88الواقف والخاطبات للنفرى ،نشر آربرى مادة حال ،وتاريخ
التصوف ف السلم للدكتور قاسم غن ،ترجة صادق نشأت ص : 300ص
، 495والتصوف السلمى الالص تأليف السيد ممود أبو الفيض النوف ص
. 100:97
.2لطائف العلم 1/404والديث ل أعثر عليه ف كتب السنة .
وحجابا ( ، )1قال تعال َ :وبَْيَنهُمَا ِحجَا ٌ
ب َوعَلَى ا َلعْرَافِ رِجَا ٌل َيعْرِفُونَ
كُل بِسِيمَاهُمْ [العراف ، ]46 /أى فاصل بي أهل النة وأهل النار ،وقال :
َومَا كَانَ ِلبَشَرٍ أَ ْن ُيكَلّمَهُ اللّهُ إِل وَ ْحيًا َأوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ َأ ْو يُ ْرسِ َل
َرسُول َفيُو ِحيَ بِِإ ْذنِهِ مَا يَشَاءُ ِإنّ ُه عَِليّ َحكِيمٌ [الشورى ، ]51 /أى من حيث ل
يراه مكلمه ومبلغه ،وقوله َ :حتّى َتوَارَتْ بِاْلحِجَابِ [ص ]32 /يعن
الشمس إذا استقرت بالغيب ( ، )2وقال سلمة بن الكوع " :كنا نصلي مع
( )3
. النب الغرب إذا توارت بالجاب "
والجاب يرد على معنيي :
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
ك َوَبيْنَ -1الستر العنوى :ف قوله تعال َ :وإِذَا َق َرأْتَ اْلقُرْآنَ َجعَ ْلنَا َبيْنَ َ
ستُورًا [السراء ]45 /وهو التم الّذِينَ ل ُي ْؤ ِمنُو َن بِالخِ َرةِ ِحجَابًا مَ ْ
والطبع يفسره قوله تعال بعده :وَ َجعَ ْلنَا عَلَى قُلُوِبهِمْ أَ ِكنّةً َأنْ َي ْف َقهُوهُ
وَفِي آذَاِنهِ ْم وَقْرًا [السراء. ]46 /
-2الستر السى :كقول عمر بن الطاب رضى اللّه عنه ( :قلت :يا
رسول اللّه يدخل عليك الب والفاجر فلو أمرت أمهات الؤمني بالجاب
ــــــــــــــــــــ
.1الفردات ص ، 108ولسان العرب . 1/298
.2السابق ص . 108
.3أخرجه البخارى ف كتاب مواقيت الصلة ، ( 561) 2/49وانظر النهاية ف
غريب الديث . 1/340
فأنزل اللّه آية الجاب ) ( ، )1فاستعمالت الكلمة ف القرآن والسنة
تدور على معن الستر والنع ،سواء كان هذا الستر حسيا أو معنويا .
الجاب ف الصطلح الصوف :
يتنوع مدلول الجاب ف عرف الصوفية بي عدة معان ،منها ما هوقائم على
الصول القرآنية والنبوية ،ومنها مايالفها ،فمن ذلك :
( -1الجاب حجاب السباب ،إذ أنا حائل موضوع للبتلء ،يقول أبو
طالب الكى (ت386 :هـ) ( :احتجب عن العموم بالسباب فهم يرونا
وحجب السباب بنفسه عن الصوص فهم يرونه ،ول يرونا ) ( ، )2أى أن
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
العامة لضعف توكلهم وإيانم ،يعاينون النتائج والحداث بالسباب فقط
بينما ل يدع الوحدون والتوكلون بالسباب ،لقوة إيانم باللّه ومعرفتهم
بصفاته ،فينظرون إل من خلفها ،ويعتمدون عليه ويستعينون به .
ويوضح أبو طالب الكى احتجاب صفات الفعال بقوله ( :وكذلك أيضا
تدخل الشبهة على الغافلي ،من ضعف اليقي لشهود الانعي والنفقي ،أوائل
ف الفعل ،من قبل أن اللّه تعال أظهر العطاء والنع بأيديهم ،فشهدوهم معطي
مانعي لنقصان توحيدهم ،فأشركوا ف أساء اللّه ) (. )3
ويذكر لسهل بن عبد اللّه التسترى ،أنه قال عن صفة الفعل ( :إنا الصفة
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب تفسي القرآن . ( 4483) 8/18
.2قوت القلوب . 1/126
.3السابق . 2/11
الت با احتجب وبا تسمى اللّه ،فإذا أبصر النسان ،أشعره اللّه بباشرة صفاته
وخفى ألطافه آثاراها ف خلقه ) ( ، )1فالسباب ف حقيقتها ميدان لظهار فعل
اللّه عز وجل ،يجب قدرته الفاعلة حت يبتلى الناس با ،فأصحاب الغفلة
يقعون ف الشرك الفى ،فيقول العبد أعطان ومنعن فلن على أنم أوائل ف
الفعل ،وهذا شرك خفى لن السباب تظهر على أيديهم ،وترى بواسطتهم
فحجبوا با عن السبب ،واستتر عنهم العطى الانع ،وأهل البصائر يوحدون
ول يجبون ،فكانت السباب حجابا وابتلء ،ومن هنا تنوع موقف السرى
السقطى (ت251:هـ) من الجاب ف هذين الدعاءين الختلفي فنسب إليه
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
أنه مرة يقول ( :اللّهم مهما عذبتن بشئ ،فل تعذبن بذل الجاب ) ( )2ومرة
أخرى يقول ( :اللّهم الطف بنا واسترنا بلطف الجاب ) ( . )3
أما الول فيقصد أن ينعم بشهود الربوبية والفاعلية اللية ،وأما الخر فيسأل
اللّه التخفيف ،حت يستمر ف حياته ليعى شئون نفسه ،لنه لو ظل مشاهدا
له وراء كل شىء يسبح اللّه حقيقة ،استحال عليه أن يفعل الضروريات أو
يفكر ف صلح معيشته ،ومن ث فالصوفية الوائل فهموا علقة السباب
بالفاعلية اللية ،باعتبارها حجابا لقدرة اللّه عز وجل ،يسدله الالق رحة
بالناس من ناحية ،وابتلاء واختبارآ لم من ناحية أخرى ،وهذا العن يكن أن
ــــــــــــــــــــ
.1من التراث الصوف ص . 215
.2طبقات الصوفية ص . 303
.3حلية الولياء ، 10/120وانظر ختم الولياء ص . 149
يستدل له بشاهد نبوى ،حيث قال رسول اللّه للصحاب أب ربعى حنظلة بن
الربيع كاتب الوحى " :والذى نفسى بيده لو تدومون على ما تكونون
عندى وف الذكر ،لصافحتكم اللئكة على فرشكم ،وف طرقكم ،ولكن
ياحنطلة ساعة وساعة ثلث مرات " ( ، )1إذ ظن حنظلة أن النشغال بالسباب
ف غي ملس الذكر مدعاة للنفاق ،فقال " :نكون عندك تذكرنا بالنار والنة
كأنا رأى العي ،فإذا خرجنا من عندك عافسنا الزواج والولد والضيعات
نسينا كثيا " ( ، )2وهو ما يعتبه نفاقا ،وإرشاد النب لنظلة ،يوحى بأن
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
أهل الق ف دوام الحوال ،يباشرون السباب ف ظاهر العيان ،ويعلمون أن
اللّه من ورائهم ميط ،قادر فاعل بلطائف القدرة وخفايا الشيئة .
( -2الجاب حجاب العاصى ،فحجاب النفس الشهوات واللذات
والهوية وحجاب القلب اللحظة ف غي الق ،وجلة الصفات الذميمة بصفة
عامة حجاب بي العبد وربه ،ويذكر القشيى ف قوله تعال :كَل ِإّنهُ ْم عَنْ
حجُوبُون َ [الطففي ، ]15 /أن العاصى الت كانوا يكسبون ، َرّبهِ ْم َي ْو َمئِذٍ لَمَ ْ
حجبتهم عن ربم وغطت على قلوبم ،وكما أنم اليوم مجوبون عن معرفته ،
فهم غدا مجوبون عن رؤيته ،ودليل الطاب يوجب أن يكون الؤمنون يرونه
غدا كما يعرفونه اليوم ( )3وهذا العن قرآن أيضا .
( -3الجاب احتجاب الوحدة بالكثرة ،يقول ابن عرب ( :الجاب هو
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجة مسلم ف كتاب التوبة ( 4/2106 )2750وأحد ( )17646
. 4/178
.3لطائف الشارات 3/701كشاف التهانوى 2/9 .2الديث السابق .
.
كل ما ستر مطلوبك عن عينك ،وهو عند أهل الق انطباع الصور الكونية ف
القلب ،الانعة لقبول تلى الق ) ( ، )1ويظهر معن ذلك على التفصيل من
ت اْلقُرْآنَ َج َع ْلنَا َبْينَكَ َوبَيْ َن الّذِينَ ل
تفسي الكاشان لقوله تعال َ :وإِذَا قَ َرأْ َ
ستُورًا وَ َجعَ ْلنَا عَلَى ُقلُوِبهِمْ أَكِّنةً َأنْ َي ْف َقهُو ُه وَفِي آذَاِنهِمْ
ُي ْؤ ِمنُونَ بِالخِ َرةِ حِجَابًا مَ ْ
وَ ْقرًا [السراء ، ]46:45 /فيذكر أن اللّه جعل بي نبيه وبي الذين ل
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
يؤمنون بالخرة لقصور نظرهم عن إدراك الروحانيات وقصر همهم على
السمانيات حجابا ،مستورا من الهل وعمى القلب ،فل يرون حقيقة
القارئ ول آمنوا بالوحدة ،وإنا ل يبصرونك ،لنم ل يسبونك إل هذه
الصورة البشرية لكونم بدنيي منغمسي ف بر اليول ،مجوبي بالغواشى
الطبيعية ،وملبس الصفات النفسانية عن الق وصفاته وأفعاله ،إذ لو عرفوا
الق لعرفوك ،ولو عرفوا صفاته لعرفوا كلمه ،ول يكن على قلوبم أكنة من
الغشاوات الطبيعية واليئات البدنية أن يفقهوه ،ولو عرفوا أفعاله لعلموا القراءة
لن ،ول يكن ف آذانم وقر لرسوخ أوساخ التعلقات ،ولوا على أدبارهم
نفورا لتشتت أهوائهم وتفرق همهم ف عبادة متعبداتم من أصنام السمانيات
والشهوات ،فل يناسب بواطنهم معن الوحدة ،لتألفها بالكثرة واحتجابا با
( )2
. )
ــــــــــــــــــــ
.1معجم اصطلحات الصوفية للكاشان ص ، 16ص 18وانظر اصطلحات
الصوفية لبن عرب ص 13والتعريفات ص . 86
.2تفسي القرآن منسوب لبن عرب 1/721وانظر أيضا للمقارنة بعن الجاب عند
ابن عرب فصوص الكم ، 1/54وشرح جواهر النصوص ف حل كل الفصوص
لعبد الغن النابلسى . 1/4
**********************************
-39الحـــــــــــــرص
**********************************
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
الرص :ورد ف القرآن والسنة على معن شدة الرغبة وفرط الشره والرادة
ص عَلَى هُدَاهُمْ فَِإنّ اللّ َه ل َيهْدِي مَنْ
إل الطلوب ،كما قال تعال ِ :إ ْن تَحْ ِر ْ
ُيضِلّ [النحل ]37 /أى إن تفرط إرادتك ف هدايتهم ،وقال تعال َ :ومَا
ت بِ ُم ْؤمِنِيَ [يوسف ، )1 ( ]103 /ومن السنة ما روى
ص َ
أَ ْكثَ ُر النّاسِ وََلوْ َحرَ ْ
عن أب بكرة قال :سعت رسول اللّه يقول " :إذا التقى السلمان
بسيفيهما فالقاتل والقتول ف النار فقلت :يا رسول اللّه ،هذا القاتل ،فما بال
القتول ؟ قال :إنه كان حريصا على قتل صاحبه " ( ، )2وعنه أيضا " :أنه
انتهى إل النب وهو راكع ،فركع قبل أن يصل إل الصف ،فذكر ذلك
فقال :زادك اللّه حرصا ول تعد " ( ، )3والرص على نوعي : للنب
( -1ممود وهو فرط الرادة لفعل الي ،كقوله تعال ف وصف النب :
ص عََلْيكُ ْم بِالْ ُم ْؤمِنِيَ
سكُمْ َعزِي ٌز عََليْهِ مَا َعِنتّمْ َحرِي ٌ
َلقَدْ جَاءَكُمْ َرسُو ٌل مِنْ أَنفُ ِ
رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة ، ]128 /وعن أب هريرة " :قال رجل للنب
ــــــــــــــــــــ
.1لسان العرب ، 7/11والفردات ص . 113
.2أخرجه البخارى ف كتاب اليان . ( 31) 1/106
.3أخرجه البخارى ف الوضع السابق ( . 2/312 )783
يا رسول اللّه ،أي الصدقة أفضل ؟ قال :أن تصدق وأنت صحيح حريص
تأمل الغن وتشى الفقر ،ول تهل ،حت إذا بلغت اللقوم ،قلت :لفلن
كذا ولفلن كذا ،وقد كان لفلن " ( ، )1ومن حديث عائشة رضي اللّه عنها
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
قالت " :رأيت النب يسترن بردائه ،وأنا أنظر إل البشة يلعبون ف
السجد ،حت أكون أنا الت أسأم ،فاقدروا قدر الارية الديثة السن الريصة
( )2
. على اللّهو "
( -2حرص مذموم وهو ما ورد ف قوله تعال :وََلتَجِ َدّنهُمْ أَ ْح َرصَ النّاسِ
عَلَى َحيَاةٍ [البقرة ، ]96 /وروى عن أب هريرة ،عن النب قال " :إنكم
ستحرصون على المارة ،وستكون ندامة يوم القيامة ،فنعم الرضعة وبئست
الفاطمة " ( ، )3وعن أنس قال رسول اللّه " :يهرم ابن آدم وتشب منه
اثنتان الرص على الال ،والرص على العمر " ( ، )4ومن حديث كعب بن
مالك النصاري قال رسول اللّه " :ما ذئبان جائعان أرسل ف غنم بأفسد
( )5
. لا من حرص الرء على الال والشرف لدينه "
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب الوصايا . ( 2748) 5/439
.2أخرجه البخارى ف كتاب النكاح . ( 5236) 9/248
.3أخرجه البخارى ف كتاب الحكام . ( 7148) 13/133
.4أخرجه مسلم ف كتاب الزكاة ( 1047) 2/724وأحد ف السند (
. )13719
.5أخرجه الترمذى ف كتاب الزهد )( 2376وقال اللبان :صحيح . 4/588
فالقول بأن الصوفية دون غيهم من عامة الناس أو سائر الطوائف هم الاصة
قول باطل جلة واحدة .
وياثله ما ذكره السراج الطوسى من تفضيل الصوفية على غيهم ،وتفضيل
أصحاب الوحدة على بسطاء الصوفية ،ما ورد عن عبد الرزاق الكاشان حيث
قال ( :الاصة هم علماء الطريقة وخاصة الاصة هم علماء القيقة ) ( . )1
**********************************
- 51الخاطـــــــــــــر
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
**********************************
الاطر :ل يرد ف القرآن ،ولكنه ورد ف السنة على عدة معان ( : )2
-1القدر والكانة :ومنه ما روى عن مالك بن ربيعة ،أنه سع رسول اللّه
وهو يقول " :اللّهم اغفر للمحلقي ،اللّهم اغفر للمحلقي ،فقال رجل من
القوم :والقصرين ؟ فقال رسول اللّه ف الثالثة أو ف الرابعة " :والقصرين
ــــــــــــــــــــ
.1لطائف العلم . 1/441
.2لسان العرب لبن منظور ، 4/249والصباح الني للمقرى ، 1/173
والقاموس الحيط للفيوز أبادى ، 1/494ومعجم مقاييس اللغة مادة (خطر) .
ث ،قال :وأنا يومئذ ملوق الرأس ،فما يسرن بلق رأسي حر النعم ،أو
( )1
. خاطرا عظيما "
-2الضطراب والركة :كقول ابن عباس " :قام نب اللّه يوما يصلي
فخطر خطرة ،فقالالنافقون الذين يصلون معه " :أل ترى أن له قلبي ،قلبا
معكم ،وقلبا معهم فأنزل اللّه عز وجل :مَا َجعَلَ اللّهُ لِرَ ُجلٍ مِنْ قَ ْلَبيْنِ فِي
( )2
. َجوْفِهِ [الحزاب" ]4 /
-3ما يرد على القلب بسرعة ل لبث فيها ول بطء ،فعن أب هريرة قال
قال النب " :إذا نودي بالصلة ،أدبر الشيطان وله ضراط ،فإذا قضي أقبل
فإذا ثوب با أدبر ،فإذا قضي أقبل ،حت يطر بي النسان ،وقلبه فيقول :
اذكر كذا وكذا ،حت ل يدري أثلثا صلى أم أربعا " ( ، )3وعنه أيضا أن
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
رسول اللّه قال " :اللّه أعددت لعبادي الصالي ما ل عي رأت ،ول أذن
سعت ،ول خطر على قلب بشر ،فاقرءوا إن شئتم :فَل َتعْلَمُ نَ ْفسٌ مَا
( )4
. أُ ْخ ِفيَ َلهُ ْم مِنْ قُ ّرةِ َأ ْعيُنٍ [السجدة" ]17 /
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه أحد ف السند )( 17145واللفظ له ،والبخارى بعناه ( )1640
. 3/616
.2ضعيف السناد ،أخرجه ف الترمذى كتاب تفسي القرآن ( )3199وقال :حديث
حسن ،وقال اللبان :ضعيف السناد ، 5/348وأحد ف السند ( . )2410
.3أخرجه البخارى ف كتاب بدء اللق . ( 3285) 6/388
.4أخرجه البخارى ف كتاب بدء اللق ، ( 3244) 6/ 366ومسلم ف
كتاب النة ( . 4/2174 )2824
الاطر ف الصطلح الصوف :
الاطر ف الصطلح الصوف ،خطاب يرد على الضمائر ،قد يكون بإلقاء
ملك ،وقد يكون بإلقاء شيطان ،ويكون بأحاديث النفس ،أو يكون من قبل
الق سبحانه ،فإذا كان من اللك فهو اللام ،وإذا كان من قبل النفس ،قيل
له الواجس ،وإذا كان من قبل الشيطان ،فهو الوسواس ،وإذا كان من قبل
اللّه سبحانه وإلقائه ف القلب فهو خاطر حق ،وجلة ذلك من قبيل الكلم
النفسى ( . )1
يقول الارث الحاسب (ت243 :هـ) ف التيقظي لواطر السوء :
( وكذلك من اشتغل باللّه عز وجل ،رد الاطر -يعن خاطر الشيطان -
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
باشتغال قلبه بربه ،فهذه الفرقة للقرآن والسنة والصالي أتبع ،وعلى رد
الطرات أقوى وأبعد من الدع والنقص ،فهم ف الشتغال بربم دائبون ،
وبالذر إذا عرض الاطر متيقظون ،وبقوة الشتغال باللّه ،يسهل عليهم
( )2
فحص الواطر إذا عرضت بفتنة ،فسلموا أو غنموا ،واتبعوا واستقاموا )
.
ويذكر لسهل بن عبد اللّه التسترى (ت293 :هـ) تفصيل دقيق ف
التعرف على الواطر ومصادرها ،وكيف أنا ابتلء من ال ،فيى أن الواطر
إذا كانت عن أواسط الداية ،وهى اللك والروح ،قدحت ف قلب العبد نورا
ــــــــــــــــــــ
.1اللمع ص . 263
.2الرعاية لقوق اللّه ص . 163 ، 162
أدركه الفظة ،وهم أملك اليمي فأثبتوها حسنات ،وكانت تقوى وهدى
ورشدا من خزائن الي ومفتاح الرحة ،وإن كانت الواطر عن أواسط الغواة
وهم العدو والنفس ،قدحت ف القلب ظلمة ونتنا ،أدرك ذلك الفظة من
أملك الشمال ،فكتبوها سيآت ،وكانت فجورا وضلل ،وهى من خزائن
الشر ومعالق العراض ،وكل هذا إلقاء من خالق النفس ومسويها ،وجبار
( )1
. القلوب ومقلبها ،حكمة منه وعدل لن شاء ،ومنة وفضل لن أحب
ويروى عن أب السن الزين (ت328 :هـ) أنه قال ( :للقلوب خواطر
يشوبا شئ من الوى ،لكن العقول القرونة بالتوفيق ،تزجر عنها وتنهى
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
والتوحيد أن توحد اللّه بالعرفة ،وتوحده بالعبادة ،وتوحده بالرجوع إليه ف
كل ما لك وما عليك ،وتعلم أن ما خطر بقلبك ،فاللّه تعال بلف ذلك
وتعلم أن أوصافه مباينة لوصاف خلقه ،باينهم لصفاته قدما ،كما باينوا
( )2
. بصفاتم حدثا )
وقد أجاد أبو طالب الكى (ت386 :هـ) حي استقصى كل ما يتعلق
بالواطر ف النفوس ،وقسمها تقسيما دقيقا أحسب أنه ل يسبق إليه ف عصره
فجعلها عدة أقسام ( : )3
ــــــــــــــــــــ
.1من التراث الصوف ص ، 172وانظر قوت القلوب . 123 /1
.2السابق ص . 384
.3انظر قوت القلوب . 115 ، 114 /1
( -1خاطر النفس وخاطر العدو ،وهذان ل يعدمهما عموم الؤمني ،وها
مذمومان مكوم لما بالسوء ،ول يردان إل بالوى وضد العلم .
( -2خاطر الروح وخاطر اللك ،وهذان ل يعدمهما خصوص الؤمني ،وها
ممودان ل يردان إل بق ،وبا دل عليه العلم .
( -3خاطر العقل وهو متوسط بي هذه الربعة ،وهو على نوعي :
أ -يصلح للمذمومي ،فيكون حجة على العبد لا كان من تييز العقل
وتقسيم العقول ،لن العبد يدخل ف هواه بشهوة جعلت له ،واختيار
ل يعسر عليه من حيث ل يعقل ول إجبار .
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
ب -ويصلح أيضا للمحمودين ،فيكون شاهدا للملك ،ومؤيدا لاطر
الروح ،ويثات العبد على حسن النية وصدق القصد ،ويب الكى أن
خاطر العقل ،إنا كان مع النفس تارة ،ومع اللك تارة أخرى حكمه
من اللّه تعال وإتقانا لصنعه ،ليدخل العبد ف الي والشر بوجود معقول
وصحة شهود وتييز ،فيكون عاقبة ذلك من الزاء والعقاب عائدا له
وعليه ،فاللّه سبحانه وتعال جعل النسان مكانا لريان أحكامه ،ومل
لنفاذ مشيئته ف مبان حكمته .
( -4خاطر اليقي وهو روح اليان ،والعمل الذى يرك الرادة على الطاعة
( )1
. والستجابة ،كمحصلة للخواطر اليانية التقدمة
ــــــــــــــــــــ
.1انظر السابق ، 127 /1وهذا التقسيم تقسيم نفيس يتوافق مع الصول القرآنية
=
ويعرض الكى أيضا ،كيف يكن للنسان أن يفرق بي أنواع الواطر
ومصادرها ،والسلوك المثل حيالا ،فيحدد ذلك فيما يلى ( : )1
[ - 1ما كان من لئح يلوح ف القلب ،من معصية ث يتقلب فل يثبت
فهذا نزغ من قبل العدو .
[ - 2ما كان ف القلب من هوى ثابت ،أو حال مزعج دائم لبث ،فهو
من قبل النفس المارة بطبعها ،أو مطالبة منها بسوء عادتا .
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
[ - 3ما ورد على العبد من هه بطيئة ،ووجد العبد فيها كراهيتها
فالاطر مركب :
أ -الورود من قبل العدو .
ب -والكراهية من قبل الروح واليان .
ــــــــــــــــــــ
= والنبوية وما يؤخذ عليه هو تسمية نازع الشر والوى بالنفس ،ونازع الي بالروح
فهم أرادوا بالنفس ما كان معلول من أوصاف العباد ،أما النفس الت ورد ذكرها ف
القرآن ،فهى على ثلثة أنواع يشمل ،النفس الطمئنة ،والنفس اللوامة ،والنفس
المارة بالسوء ،كما أن ال تعال قال ف كتابه الكري :وََن ْفسٍ َومَا َسوّاهَا فَأَْلهَ َمهَا
[الشمس ، ]8:7 /فجمع ف النفس بي جانبي نفسيي متقابلي فُجُو َرهَا وََت ْقوَاهَا
ومتضادين ،أحدها يدعو إل الي والخر ويض النسان عليه ،والثان يدعو إل
الشر ويرغبه فيه ،والنسان بينهما من حيث الستجابة بالختيار ف القبول أو الرد
كما أن النفس تطلق ف القرآن ويراد با معان أخرى .1 .انظر السابق 127 /1
.
[ - 4ما وجد من هوى أو معصية ،ث ورد عليه النع من ذلك ،فالاطر
مركب أيضا :
أ -الوى من قبل النفس .
ب -النع من قبل اللك .
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
[ -5ما وجده عن خوف أو حياء ،أو ورع أو زهد ،وما شهده من تعظيم
وهيبة وإجلل فهذا كله من إرادة اليقي ،وهو من مزيد اليان ( . )1
ــــــــــــــــــــ
.1تشهد الصول القرآنية والنبوية لعظم ما أورده أبو طالب الكى من أركان أساسية
وََن ْفسٍ َومَا َسوّاهَا فَأَْلهَ َمهَا لتشكيلة الواطر ف قلب النسان ،فدل قوله تعال :
[الشمس ]8:7 /على وجود نازعي نفسيي متقابلي ومتضادين فُجُو َرهَا وََت ْقوَاهَا
ليس لحدها غلبة على الخر ،أو جدها الق تبارك وتعال ف القلب على سبيل
البتلء والمتحان ،تنبعث منهما الواطر ف النان بي أصبعي من أصابع الرحن
الول ويسمى نازع الي وفطرة النسان ومبعث التقوى واليان ،والثان يسمى
نازع الشر والوى ومبعث الفجور ف النسان ،وهذان النازعان يسهمان ف تشكيل
الواطر خيها وشرها ف منطقة حديث النفس ،قال ابن القيم ( :هيأ ال النسان
لقبول الكمال با أعطاه من الهلية والستعداد ث ذكر هذه الية :وََن ْفسٍ َومَا
ث قال :أخب ال عن قبول النفس للفجور َسوّاهَا فََأْلهَ َمهَا فُجُو َرهَا وََت ْقوَاهَا
والتقوى وأن ذلك نالا منه امتحانا واختبارا ،ث خص بالفلح من زكاها فنماها
وعلها ورفعها بآدابه الت أدب با رسله وأنبياءه وأولياءه وهي التقوى ،ث حكم
بالشقاء على من دساها فأخفاها وحقرها وصغرها وقمعها بالفجور ) انظر مدارج =
ويقول الكاشان ( :الاطر عند الصوفية يطلق على ما يطر بالبال ،ويطلق
أيضا على القلب ،وهذا من باب إطلق الال على الحل ،والاطر هو ما
ــــــــــــــــــــ
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
= السالكي ، 381 /2وقد دلت الصول النبوية على وجود هاتفي ،يهتفان
قال : بلمتي أحدها هو الشيطان ،والخر هو اللك ،فعن عبد ال بن مسعود
" :ما منكم من أحد إل وقد وكل به قرينه من الن ،وقرينه من قال رسول ال
اللئكة ،قالوا :وإياك يا رسول ال ؟ قال :وإياي ،إل أن ال أعانن عليه ،فل
يأمرن إل بي " أخرجه مسلم ف كتاب صفة القيامة والنة والنار ، 4/2168
" :إن للشيطان لة بابن آدم أيضا ،قال رسول ال ومن حديث ابن مسعود
وللملك لة ،فأما لة الشيطان ،فإيعاد بالشر وتكذيب بالق ،وأما لة اللك ،فإيعاد
بالي وتصديق بالق ،فمن وجد ذلك ،فليعلم أنه من ال ،فليحمد ال ومن وجد
الخرى ،فليتعوذ بال من الشيطان الرجيم " أخرجه الترمذى ف كتاب تفسي القرآن
،وبذا تظهر تشكيلة الواطر الت تتردد على ف النفس عن رسول ال 5/219
من النازعي والاتفي ،وعند التحقيق ،وعلى ما ذكره أبو طالب الكى ف نوعيات
الواطر الت تتردد على القلب إما مفردة وإما مركبة فإن نوعيات الواطر بذه القسمة
تنحصر ف ستة عشر نوعية ،فإما خاطر ينبعث من نازع التقوى ،أو خاطر ينبعث
من نازع الوى ،أو خاطر ينبعث من اللك ،أو خاطر ينبعث من الشيطان ،أو
خاطر مركب ينبعث من نازع التقوى ويعاونه اللك ،أو خاطر مركب ينبعث من
اللك ويعاونه نازع التقوى ،أو خاطر مركب ينبعث من نازع الوى ويعاونه
الشيطان ،أو خاطر مركب ينبعث من الشيطان ويعاونه الوى ،أو خاطر مركب
ينبعث من نازع التقوى ويثبطه الوى ،أو خاطر مركب ينبعث من اللك ويثبطه =
يرد على القلب من الطاب ،ربانيا كان أو ملكيا ،أو نفسانيا أو شيطانيا من غي
إقامة ،وقد يكون بوارد ل تعمل فيه للعبد ،ويفرق بينها تيزات الشرع ) ( .)1
**********************************
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
-52الختــــــــــــم
**********************************
التم :التم على وجهي :
( -1التم ف الحسوسات ،وهو على أوجه :
أ -ختم الشئ للستيثاق من ثبوته إل صاحبه ،والنع من تريفه ،وأغلب
ما يكون ف الكتب ،لا روى عن أنس بن مالك قال " :كتب النب
ــــــــــــــــــــ
= الوى ،أو خاطر مركب ينبعث من نازع التقوى ويثبطه الشيطان ،أو خاطر مركب
ينبعث من اللك ويثبطه الشيطان أو من الوى ويثبطه نازع التقوى أو ينبعث من
الوى ويثبطه إياء اللك أو أو ينبعث من الشيطان ويثبطه نازع التقوى أو ينبعث من
الشيطان ويثبطه إياء اللك ،ولكل من هذه الواطر امثلة ل يصيها إل ال .
كتابا ،أو أراد أن يكتب ،فقيل له :إنم ل يقرءون كتابا إل متوما ،فاتذ
خاتا من فضة نقشه ،ممد رسول اللّه كأن أنظر إل بياضه ف يده " ( . )1
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
وقد يكون ف بدن النب للدللة على صدقه ،لا روى عن السائب بن يزيد
يقول " :ذهبت ب خالت إل النب فقالت :يا رسول اللّه ،إن ابن أخت
وجع ،فمسح رأسي ودعا ل بالبكة ث توضأ ،فشربت من وضوئه ،ث قمت
( )2
. خلف ظهره ،فنظرت إل خات النبوة بي كتفيه مثل زر الجلة "
ب -التم للدللة على الغلق الذى ل يفتح ،كما ف حديث ابن عمر
رضي اللّه عنهما ،ف الثلثة الذين أواهم البيت إل غار ،فوقعت عليهم
صخرة سدت عليهم الغار ،وتوسلوا إل اللّه بصال أعمالم ،قال النب " :
وقال الخر :اللّهم إن كنت تعلم أن كنت أحب امرأة من بنات عمي كأشد
ما يب الرجل النساء ،فقالت :ل تنال ذلك منها حت تعطيها مائة دينار
فسعيت فيها حت جعتها ،فلما قعدت بي رجليها ،قالت :اتق اللّه ول تفض
الات إل بقه فقمت وتركتها ،فإن كنت تعلم أن فعلت ذلك ابتغاء وجهك
( )3
. فافرج عنا فرجة "
ج -التم للدللة على بلوغ الخر ،فعن أب هريرة قال " :خرج إلينا
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب العلم . ( 65) 1/187
.2أخرجه البخارى ف كتاب الوضوء . ( 190) 1/354
.3أخرجه البخارى ف كتاب البيوع . ( 2215) 4/477
رسول اللّه ،فقال :أقرأ عليكم ثلث القرآن ،فقرأ قل هو اللّه أحد اللّه
الصمد حت ختمها " ( ، )1وف حديث سهل بن سعد الساعدي ،قال النب
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
" :إن العبد ليعمل فيما يرى الناس عمل أهل النة ،وإنه لن أهل النار
ويعمل فيما يرى الناس عمل أهل النار ،وهو من أهل النة ،وإنا العمال
( )2
. بواتيمها "
َختَمَ اللّ ُه عَلَى ( -2التم ف العنويات تشبيها با سبق ،فقوله تعال :
ُقلُوبِهِ ْم َوعَلَى سَ ْم ِعهِ ْم َوعَلَى َأْبصَا ِرهِ ْم غِشَاوَةٌ [البقرة ، ]7 /وقوله تعال ُ :قلْ
أَ َرَأْيتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَ ْمعَكُ ْم َوَأْبصَارَكُ ْم وَ َختَ َم عَلَى قُلُوِبكُمْ [النعام، ]46 /
إشارة إل ما أجرى اللّه به العادة ،أن النسان إذا تناهى ف اعتقاد باطل ،أو
ارتكاب مظور ،ول يكون منه تلفت بوجه إل الق ،يورثه ذلك هيئة ترنه
على استحسان العاصى ،وكأنا يتم بذلك على قلبه ( . )3
وعن أب هريرة ،أن رسول اللّه قال " :إن مثلي ومثل النبياء من قبلي
،كمثل رجل بن بيتا فأحسنه وأجله ،إل موضع لبنة من زاوية ،فجعل الناس
يطوفون به ،ويعجبون له ،ويقولون :هل وضعت هذه اللبنة قال :فأنا
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه مسلم ف كتاب صلة السافرين . ( 812) 1/557
.2أخرجه البخارى ف كتاب الرقاق . ( 6493) 11/337
.3لسان العرب ، 12/163والفردات ف غريب القرآن ص ، 142،143
ومتار الصحاح ، 1/71وكتاب العي . 4/241
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
،قال رسول اللّه " :لينتهي اللبنة ،وأنا خات النبيي " ( ، )1وعنه أيضا
أقوام عن ودعهم المعات ،أو ليختمن اللّه على قلوبم ،ث ليكونن من
( )2
. الغافلي "
التم ف الصطلح الصوف :
والتم ف الصطلح الصوف يرد على أنواع ،فتارة يعن من ختم اللّه تعال
به النبوة وهو نبينا ،كما تقدم ف حديث أب هريرة ،وتارة يعن بالتم
الدللة على الغلق الذى ل يفتح ،كقول القشيى :
( التم على الشئ ينع ما ليس فيه أن يدخله وما فيه أن يرج منه ،وكذلك
حكم الق سبحانه ،بأل يفارق قلوب أعدائه ،ما فيها من الهالة والضللة
ول يدخلها شئ من البصية والداية ،على أساع قلوب غطاء الذلن سدت
تلك السامع عن إدراك خطاب الق من حيث اليان ،فوساوس الشيطان
وهواجس النفوس ،شغلتها عن استماع خواطر الق ،قال جل ذكره َ :ختَمَ
اللّ ُه عَلَى قُلُوِبهِ ْم َوعَلَى سَ ْم ِعهِ ْم َوعَلَى َأْبصَا ِرهِمْ غِشَاوَ ٌة وََلهُ ْم عَذَابٌ عَظِيمٌ
[البقرة. )3 ( ) ]7 /
وتارة يريدون به الشخص الذى يتم اللّه به كل مقام ،وهو التحقق بنهاية
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب الناقب . ( 3535) 6/645
.2أخرجه مسلم ف كتاب المعة . ( 865) 2/591
.3لطائف العلم . 1/441
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
كمال تلك الرتبة ،كما سى نبينا خات النبياء لجل ذلك ،وسى خاتهم
). (1
لكونه آخرهم
وتارة يعن بالتم من يتم اللّه به الولية ،كما ذكر الكيم الترمذى ف
شأن خات الولياء وصفته ( :وما صفة ذلك الول الذىله إمامة الولية
ورياستها وختم الولية ؟ قال :ذلك من النبياء قريب ،يكاد يلحقهم ،قال :
فأين مقامه ؟ قال :ف أعلى منازل الولياء ،ف ملك الفردانية ،وقد انفرد ف
وحدانيته ومناجاته ،كفاحا ف مالس اللك وهدياه من خزائن السعى ،قال :
وما خزائن السعى ؟ قال :إنا هى ثلث خزائن :النن للولياء ،وخزائن
السعى لذا المام القائد ،وخزائن القرب للنبياء عليهم السلم ،فهذا خات
الولياء ،مقامه من خزائن النن ،ومتناوله من خزائن القرب ،فهو ف
( )2
. السعى أبدا )
وختم الولية عند ابن عرب يرد على نوعي :
ــــــــــــــــــــ
.2ختم الولياء ص 367،368وانظر الدراسة الت قدمها الدكتور عبد الفتاح عبد
ال بركه عن الكيم الترمذى ،بعنوان الكيم الترمذى ونظريته ف الولية ،طبعة
ممع البحوث السلمية بالزهر الشريف القاهرة سنة 1391هـ 1971 ،م ،
وانظر أيضا السلوك عند الكيم الترمذى ومصادره من السنة ،إعداد أحد عبد
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
الرحيم السايح رسالة دكتوراه ،مطوط بكتبة كلية أصول الدين ،جامعة الزهر
الشريف القاهرة سنة 1986م .
أ -ختم الولية العامة ،وهى للذى ل يوجد بعده ول ،وهو عندهم عيسى
عليه السلم ،يقول ابن عرب ( :فيكون عيسى عليه السلم خات الولياء
وهو أفضل هذه المة الحمدية ،فإنه وإن كان وليا ف هذه المة واللة
( )1
. الحمدية ،فهو نب ورسول ف نفس المر )
ب -ختم الولية الاصة ،وهى لرجل من العرب ،جع علم كل ول
ممدى ،هو خات النبوة الطلقة يتم ال به الولية الحمدية ،فكما أن
ال ختم بحمد نبوة الشرائع ،كذلك ختم ال بالتم الحمدى الولية
الت تصل من الورث الحمدى ( . )2
وختم هذه الولية الحمدية يدعيه ابن عرب لنفسه فقال ( : )3
لورث الاشى مع السيح أنا ختم الولية دون شك
ــــــــــــــــــــ
.1الفتوحات الكية 1/185وانظر أيضا الزيد عن ختم الولياء ف ، 3/507
1/7 ، 3/400 2/49وما بعدها ،وانظر أيضا التجليات ،طبعة حيدر أباد
ص ، 8وعنقاء مغرب ص 18وما بعدها ،والدراسة الت قدمها الدكتور عبد
الميد مدكور ،الولية عند مى الدين ابن عرب ،رسالة دكتوراه ،مطوط بكتبة
كلية دار العلوم جامعة القاهرة سنة 1980م ،وانظر أيضا :
وما ادعاه الترمذى وابن عرب أو غيها من الصوفية من وجود خات الولياء
الذى يكون ف آخر الزمان ،أو ختم الولية الحمدية ،وتفضيله وتقديه على
من تقدم من الولياء ،وأنه يكون معهم كخات النبياء مع النبياء ،فإنه ادعاء
باطل ل أصل له ف الكتاب والسنة ،فإن أفضل أولياء ال من هذه المة أبو
بكر وعمر وعثمان وعلى ،وغيهم من السابقي الولي ،من الهاجرين
والنصار ،كما ثبت ذلك بالنصوص الشهورة ،وخي القرون قرنه ،كما
روى عن عمران بن حصي رضي ال عنهما ،قال " :خي أمت قرن ،ث
الذين يلونم ،ث الذين يلونم ،قال عمران :فل أدري أذكر بعد قرنه قرني أو
( )1
. ثلثا "
كما أن لفظ خات الولياء ،ل يوجد ف كلم أحد من سلف المة ،ول
أئمتها ،ول ذكر ف كتاب ال ول سنة رسوله ،وموجب هذا اللفظ أنه
آخر مؤمن تقي ،ومهما يكن ف المر ،فإن ال يقول :أَل ِإنّ َأوِْليَاءَ اللّهِ ل
ح َزنُونَ [يونس ، ]62 /فكل من كان مؤمنا تقيا ،كان ف عََلْيهِمْ وَل هُ ْم يَ ْ
َخوْ ٌ
ل وليا ،وهم على درجتي :السابقون القربون ،وأصحاب اليمي القتصدون
كما قسمهم ال تعال ف القرأن ،وإذا كان خات الولياء آخر مؤمن تقى ف
الدنيا ،فليس ذلك الرجل أفضل الولياء ،ول أكملهم ،بل أفضلهم وأكملهم
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
سابقوهم ،والولياء وإن كان فيهم مدث ،كما روى عن أب هريرة عن
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب الناقب . ( 3650) 7/5
النب أنه قال " :إنه قد كان فيما مضى قبلكم من المم ُمحَ ّدثُو َن ،وإنه إن
كان ف أمت هذه منهم ،فإنه عمر بن الطاب " ( . )1
فهذا الديث يدل على أن الحدثي من هذه المة عمر ،وأبو بكر أفضل
منه إذ هو الصديق ،والحدث وإن كان يلهم ويدث من جهة ال تعال ،فعليه
( )2
. أن يعرض ذلك على الكتاب والسنة ،فإنه ليس بعصوم
**********************************
-53الخشــــــــــــوع
**********************************
الشوع :قريب من الضوع ،إل أن الضوع ف البدن ،والشوع ف
البدن والصوت والبصر ،ويعن النفاض والذل والسكون ،ومنه وصف
الرض بالشوع وهو يبسها وانفاضها ،وعدم ارتفاعها بالرى والنبات ،قال
تعال َ :ومِ ْن آيَاتِهِ َأنّكَ تَرَى الَ ْرضَ خَا ِش َعةً فَِإذَا أَنزَْلنَا عََلْيهَا الْمَا َء اهْتَزّتْ
( )3
. [فصلت]39 / وَ َربَت ْ
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب أحاديث النبياء . ( 3469) 6/591
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
.2انظر حقيقة مذهب التاديي لبن تيمية ص 115بتصرف وانظر أيضا نقد اين
تيمية كتاب ختم الولياء نشر عثمان يي ص ، 506ابن تيمية وفلسفة التصوف
للدكتور ممد سليمان داود ،الطبعة الثالثة سنة 1402هـ 1983م ص
198وما بعدها .
.3لسان العرب ، 2/27مدارج السالكي لبن قيم الوزية . 1/558
ويطلق الشوع على شدة الضوع والتذلل الصحوب بالرجفة ،قال تعال :
خرّونَ ِللَذْقَا ِن َيبْكُونَ َويَزِي ُدهُمْ خُشُوعًا [السراء ، ]109 /وقال :قَدْ َويَ ِ
أَفَْل َح الْ ُم ْؤمِنُونَ الّذِي َن هُمْ فِي صَلِتهِمْ خَا ِشعُون َ [الؤمنون ، ]2 /وقال :
َويَ ْدعُونَنَا َر َغبًا وَ َرهَبًا وَكَانُوا َلنَا خَا ِشعِيَ [النبياء. ]90 /
قال رسول ال " :إن ناسا يزعمون أن ومن حديث النعمان بن بشي
الشمس والقمر ،ل ينكسفان إل لوت عظيم من العظماء ،وليس كذلك
إن الشمس والقمر ،ل ينكسفان لوت أحد ول لياته ،ولكنهما آيتان من
آيات ال عز وجل ،إن ال عز وجل إذا بدا لشيء من خلقه خشع له ،فإذا
( )1
. رأيتم ذلك ،فصلوا كأحدث صلة صليتموها من الكتوبة "
ويطلق الشوع أيضا على التواضع بالسكنة ،كما قال ابن عباس ف
متضرعا ،فصلى
الستسقاء " :خرج رسول اللّه متواضعا ،متبذل متخشعا
ركعتي كما يصلي ف العيدين ،ول يطب خطبتكم هذه " ( . )2
وعن أب هريرة ،أن رسول اللّه قال " :هل ترون قبلت ها هنا ؟
( )3
فواللّه ما يفى علي خشوعكم ول ركوعكم إن لراكم من وراء ظهري "
ــــــــــــــــــــ
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
.1أخرجه النسائى ف كتاب الكسوف ، ( 1485) 3/141وابن ماجة ف كتاب
إقامة الصلة ، ( 1262) 1/401وأحد ف السند ، )( 18377ورواه ابن
خزية ف صحيحه ( 2/329 )1402وهو حديث صحيح .
.2أخرجه النسائى ف كتاب الستسقاء )( 1521وهو حديث حسن . 3/163 ،
.3أخرجه البخارى ف كتاب الصلة . ( 418) 1/612
" :ما من امرئ ومن حديث عمرو بن سعيد ،قال رسول اللّه
مسلم تضره صلة مكتوبة ،فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها ،إل
( )1
. كانت كفارة لا قبلها من الذنوب ما ل يؤت كبية ،وذلك الدهر كله "
ويستعمل الشوع ف القلب والوارح ،وإن كان خشوع الوارح لزم
لشوع القلب لنا تتبعه ،فقوله تعال :وَا ْستَعِينُوا بِالصّبْ ِر وَالصّل ِة َوإِّنهَا
َل َكبِيَةٌ إِل عَلَى الْخَا ِشعِيَ [البقرة ]45 /يدل عليهما معا ،فمن خشوع القلب
شعَ قُلُوُبهُمْ لِذِكْرِ اللّهِ [الديد]16 / قوله تعال :أَلَ ْم َي ْأنِ ِللّذِينَ آ َمنُوا أَ ْن تَخْ َ
وعن زيد بن أ ،كان رسول اللّه يقول :
" اللّهم إن أعوذ بك من علم ل ينفع ،ومن قلب ل يشع ،ومن نفس ل
( )2
. تشبع ،ومن دعوة ل يستجاب لا "
صوَاتُ
ش َعتْ الَ ْ
ومن خشوع الوارح قوله تعال ف خشوع الصوت :وَخَ َ
لِلرّحْمنِ فَل تَسْمَعُ إِل هَمْسًا [طه ، ]108 /وقوله ف خشوع البصر :
خَا ِش َعةً َأْبصَا ُرهُمْ تَ ْر َهقُهُمْ ذِّلةٌ [القلم ، ]43 /وف خشوع جيع الوارح ،ما
ورد عن علي بن أب طالب ،أن رسول اللّه كان إذا ركع قال " :اللّهم
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
لك ركعت ،وبك آمنت ،ولك أسلمت ،خشع لك سعي وبصري ،
ومي وعظمي وعصب " ( ، )3وف رواية أخرى عن على :
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه مسلم ف كتاب الطهارة . ( 228) 1/206
.2أخرجه مسلم ف كتاب الذكر . ( 2722) 4/2088
.3أخرجه مسلم ف كتاب صلة السافرين . ( 771) 1/534
" خشع سعي وبصري ،ومي وعظمي وعصب ،وما استقلت به قدمي ،ل
رب العالي " ( ، )1وثالثة عن جابر بن عبد ال " :خشع سعي وبصري
( )2
. ودمي ولمي ،وعظمي وعصب ،ل رب العالي "
الشوع ف الصطلح الصوف :
قيام القلب بي يدى الرب بالضوع والذل والنقياد للحق ،واتفقوا على أن
الشوع مله القلب ،وقد استدلوا له بقوله تعال َ :قدْ أَفْلَ َح الْ ُم ْؤ ِمنُو َن الّذِينَ
هُمْ فِي صَلِتهِمْ خَا ِشعُون [الؤمنون ، )3 ( ]2 /وأقوالم فيه تتوافق مع الصول
القرآنية ،روى عن الفضيل بن عياض (ت187 :هـ) ( :كان يكره أن يرى
على الرجل من الشوع ،أكثر ما ف قلبه ) ( ، )4وروى عن أب سليمان
(
الداران (ت215 :هـ) قال ( :لكل شئ حلية ،وحلية الصدق الشوع )
)5وللجنيد بن ممد (ت297 :هـ) لا سئل عن الشوع ؟ قال ( :تذلل
( )6
. القلوب لعلم الغيوب )
ــــــــــــــــــــ
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
.1أخرجه أحد ف السند )( 963والترمذى ف كتاب الدعوات ( )3421وقال
الشيخ اللبان :صحيح . 5/485
.2أخرجه النسائى ف كتاب التطبيق )( 1051وقال الشيخ اللبان :صحيح
2/192وأخرجه بن خزية ف صحيحه ( . 1/306 )607
.3الرسالة القشيية . 1/380
.4السابق . 1/383
.6الرسالة القشيية . 1/382 .5طبقات الصوفية ص . 81
وينسب للحكيم الترمذى (ت320 :هـ) أنه قال ( :الاشع من خدت
نيان شهوته ،وسكن دخان صدره ،وأشرق نور التعظيم ف قلبه ،فماتت
شهوته ،وحى قلبه ،فخشعت جوارحه ) ( ، )1وروى عن أب على الدقاق
(ت410 :هـ) أنه قال ف قوله تعال َ :و ِعبَادُ الرّحْم ِن الّذِي َن يَمْشُونَ عَلَى
( )2
. ض َهوْنًا [الفرقان ]63 /معناه :متواضعي متخاشعي
الَ ْر ِ
ويقسم الروى الشوع إل درجات ثلث:
الول :التذلل للمر ،والستسلم للحكم ،والتضاع لنظر الق .
الثانية :ترقب آفات النفس والعمل ،ورؤية فضل كل ذى فضل عليك .
الثالثة :حفظ الرمة عند الكاشفة ،وتصفية الوقت من مزايا اللق ،وتريد
رؤية الفضل ( . )3
ويذكر الكاشان أن الشوع ف اصطلح الطائفة ،عبارة عن خود النفس
وهود الطباع ،لتعاظم أو مفزع ،والراد بمود النفس موتا ،وبمود الطباع
سكونا ،والراد بالطباع هنا قوى النفس ،والتعاظم من له عظمة ومهابة ف
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
القلوب ،والفزع من له سطوة تشى ،ونقمة تتقى ،ويقسم الشوع إل
نوعي :خشوع العامة :بسبب الرهبة من الوعيد ،والوف من التهديد
وخشوع الاصة :بسبب دواعى القيقة ،إل حفظ الرمة مع الق ،وتريد
( )4
. القصد له وحده من دون اللق
ــــــــــــــــــــ
.3نازل السائرين ص .2السابق . 1/382 .1السابق . 1/382
.4لطائف 12وانظر أيضا مدارج السالكي . 558 /1
العلم . 1/443
**********************************
- 54الخشيـــــــــــــة
**********************************
الشية :الشية خوف يشوبه تعظيم ،وأكثر ما يكون ذلك عن علم با
يشى منه ،ولذلك خص العلماء با ف قوله تعال ِ :إنّمَا يَخْشَى اللّهَ مِنْ
ِعبَا ِد ِه الْعَُلمَاء ُ [فاطر. )1 ( ]28 /
وعن أب هريرة ،عن النب قال " :أسرف رجل على نفسه ،فلما
حضره الوت أوصى بنيه ،فقال :إذا أنا مت فأحرقون ..فإذا هو قائم ،فقال
له ما حلك على ما صنعت ؟ فقال :خشيتك يا رب ،أو قال :مافتك فغفر
له بذلك " ( )2والشية ترد على نوعي :
( - 1خشية الخلوق وهى باعتبار الدح والذم نوعان :
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
ش الّذِينَ َل ْو تَرَكُوا مِ ْن
خ َ
أ -الشية المدوحة ومنها قوله تعال :وَْليَ ْ
ضعَافًا خَافُوا عََلْيهِمْ [النساء ، ]9 /وقوله َ :فخَشِينَا َأنْخَ ْل ِفهِمْ ذُ ّرّيةً ِ
يُ ْر ِه َقهُمَا طُ ْغيَانًا وَ ُكفْرًا [الكهف ]80 /وعن ابن عمر أن رجل سأل
رسول ال عن صلة الليل ؟ فقال رسول ال " :صلة الليل مثن
(
مثن فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى "
. )3
ــــــــــــــــــــ
.1لسان العرب ، 14/228الفردات ص . 149
.2أخرجه مسلم ف كتاب التوبة . ( 2756) 4/2109
.3أخرجه البخارى ف كتاب المعة . ( 991) 2/554
وقال عبد الرحن بن عوف ،وقد أت يوما بطعامه " :قتل مصعب
بن عمي ،وكان خيا من ،فلم يوجد له ما يكفن فيه إل بردة
أو رجل آخر خي من ،فلم يوجد له ما يكفن فيه ،إل وقتل حزة
بردة لقد خشيت أن يكون قد عجلت لنا طيباتنا ف حياتنا الدنيا ،ث جعل
يبكي " ( ، )1ومن حديث عائشة أم الؤمني رضى ال عنها " :فرجع
رسول ال يرجف فؤاده ،فدخل على خدية بنت خويلد رضي ال
عنها فقال :زملون زملون ،فزملوه حت ذهب عنه الروع ،فقال لدية
وأخبها الب ،لقد خشيت على نفسي ،فقالت خدية :كل وال ما
( )2
. يزيك ال أبدا )
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
ب -ومن الشية الذمومة ،قول ال تعال :إِل الّذِي َن ظَلَمُوا مِْنهُمْ فَل
ش ْونِي [البقرة ، ]150 /وقوله تعال :وَل َت ْقتُلُوا َأوْلدَكُمْ ش ْوهُ ْم وَاخْ َ
تَخْ َ
ح ُن نَرْزُُقهُم ْ [السراء ، ]31 /وقال تعال ِ :إذَا َفرِي ٌق ِمنْهُمْ شَيةَ ِإمْلقٍ نَ ْخَ ْ
شَيةً [النساء ، ]77 /وقالت عائشة شَيةِ اللّهِ َأوْ َأشَدّ خَ ْ
ش ْو َن النّاسَ كَخَ ْيَخْ َ
رضى ال عنها " :صنع النب شيئا فرخص فيه ،فتنه عنه قوم ،فبلغ
ذلك النب ،فخطب فحمد ال ،ث قال :ما بال أقوام يتنهون عن
الشيء أصنعه ،فوال إن لعلمهم بال ،وأشدهم له خشية " ( . )3
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب النائز . ( 1274) 3/168
.2أخرجه البخارى ف الوضع السابق . ( 4) 1/47
.3أخرجه البخارى ف كتاب الدب . ( 6101) 10/529
،قال رسول اللّه " :أما واللّه إن ويناظره أيضا حديث أنس بن مالك
لخشاكم ل وأتقاكم له ،لكن أصوم وأفطر ،وأصلي وأرقد ،وأتزوج النساء
فمن رغب عن سنت فليس من " ( ، )1ومن حديث أب سعيد الدرى قال
" :ل يقر أحدكم نفسه ،قالوا :يا رسول ال كيف يقر أحدنا نفسه ؟
قال :يرى أمرا ل عليه فيه مقال ،ث ل يقول فيه ،فيقول ال عز وجل له يوم
القيامة :ما منعك أن تقول ف كذا وكذا ،فيقول :خشية الناس ،فيقول :
( )2
. فإياي كنت أحق أن تشى "
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
( - 2خشية الالق ،وغالبا ما تقترن بالدمع والبكاء ،قال تعال َ :وَأمّا مَنْ
سعَى َو ُه َو يَخْشَى َفأَْنتَ َعنْ ُه تََلهّى [عبس ، ]9 /وقوله تعال :مَنْ
جَا َءكَ يَ ْ
وعن أب هريرة ،قال [ق]33 / ب ُمنِيبٍ
ب وَجَا َء ِبقَ ْل ٍ
شيَ الرّحْمَ َن بِاْل َغيْ ِ
خَ ِ
رسول ال " :ل يلج النار ،رجل بكى من خشية ال ،حت يعود اللب ف
الضرع " ( ، )3وعن ابن عباس رضى ال عنهما قال " :عينان ل تسهما
( )4
. النار ،عي بكت من خشية ال ،وعي باتت ترس ف سبيل ال "
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب النكاح . ( 5063) 9/5
.2أخرجه ابن ماجة ف الفت )( 4008وقال الشيخ اللبان :ضعيف . 2/132
.3الترمذى ف فضائل الهاد )( 1633وقال اللبان :صحيح . 4/171
.4أخرجه الترمذى ف الوضع السابق ( )1639وقال اللبان :صحيح 4/175
وانظر رسالة ماجستي بعنوان الوف والشية والوجل ف القرآن الكري إعداد حسن
عبد اللطيف مصطفى كلية أصول الدين جامعة الزهر الشريف سنة 1989م .
الشية ف الصطلح الصوف :
الشية ف الصطلح الصوف ،وردت على العن السابق غي أنا درجة أقل
من درجة الوف ،فالشية عندهم ترتبط بالعلم ،والوف يرتبط بالشاهدة
كما ذكر عن أب بكر الوراق (ت:بعد 250هـ) قال ( :من صحت معرفته
باللّه ظهرت عليه اليبة والشية ) ( ، )1ويذكر للجنيد بن ممد (ت:
297هـ) أن صاحب الشية ،من كبحه لام العلم ،وقام بق الشرع ،
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
والتجأ إل ال عز وجل ( ، )2ويقول الكيم الترمذى (ت320 :هـ) ( :من
أراد ال هدايته واكتنفته رأفته ورحته ،ومنحه طريق مبته ،فسبيله إذا فتح
عليه هذا الطريق أن يرزقه خشيته ،وإنا برزت الشية من العلم به ،فإذا علمه
القلب خشيه وإنا ينال العلم من الفتح ،فإذا فتح ال له شاهد الشياء ببصر
قلبه ،فعلمه فخشيه ،وإذا التزم القلب الشية ،حشاه ال بالحبة ،فيكون
بالشية معتصما ما كره ال سبحانه مهما دق أو جل ،ويكون بالحبة منبسطا
ف أموره ذا شجاعة ) ( ، )3ويبي أن ال لو ترك العبد مع الشية ،ل نقبض
وعجز عن كثي من أموره ،ولو تركه مع الحبة وحدها ،ل ستبدى وتعدى ،
لن النفس تيج ببهجة الحبة ،ولكنه تبارك اسه لطف به ،فجعل الشية
بطانته ،والحبة ظهارته ،حت يستقيم به قلبه ،فيى التبسم والنطلق
والسعة ف وجه ــــــــــــــــــــ
.1طبقات الصوفية ص . 226
.2الرسالة القشيية . 1/344
.3ختم الولياء ص . 405
العبد وأموره وذلك لظهور الحبة على قلبه ،ومع ذلك ف داخله أمثال البال
خشية ( . )1
ويقول ف موضع آخر ( :أصحاب الشية ،هم أهل العلم بال ،أما
أصحاب الوف فهم أرباب الشاهدة ،فمثل الوائل كمثل رجل ف نر
ومثل الخرين كمثل رجل ف بر ،ومثل صاحب الشية ،كمن رأى أثر
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
مالب السد على الطريق ،ومثل الايف كمن شاهد السد ولقيه واقفا على
( )2
. الطريق ،وهو قوله تعال ِ :إنّ َربّكَ َلبِالْ ِمرْصَادِ [الفجر) ]14 /
ويذكر أبو نصر السراج الطوسى (ت387 :هـ) ،أن ال عز وجل حث
سبُونَ َأنّمَا نُ ِم ّدهُمْ بِهِ مِ ْن مَالٍالؤمني على السارعة إل اليات ،فقال َ :أيَحْ َ
شعُرُونَ [الؤمنون ، ]56:55 /فاستفاد خيْرَاتِ بَل ل يَ ْ
ي نُسَا ِرعُ َلهُمْ فِي الْ َ
َوَبنِ َ
أهل الفهم من هذه الية ،أن أول السارعة إل اليات هو التقلل من الدنيا ،
وترك الهتمام بالرزق ،والتباعد والفرار من المع والنع ،باختيار القلة على
الكثرة والزهد ف الدنياعلى الرغبة فيها ،ث ذكر الذين يسارع لم ف
ش ِفقُونَ [العارج/ اليات ووصفهم فقال :وَالّذِينَ هُ ْم مِ ْن عَذَابِ َرّبهِ ْم مُ ْ
]27فوصفهم بالشفاق من الشية ،والشية والشفاق اسان باطنان ،وها
عملن من أعمال القلب ،فالشية سر ف القلب خفى ،والشفاق من الشية
أخفى من الشية ،وهو الذى ذكر ال تعال ،فقال َ :يعْلَمُ السّ ّر َوأَ ْخفَى
[طه ]7 /ــــــــــــــــــــ
.1السابق ص . 405
.2السابق ص ، 41ص . 42
وقد قيل :إن الشية انكسار القلب من دوام النتصاب بي يدى ال تعال
ث من بعد هذه الرتبة الشريفة ،والال الرفيعة الت وصفهم ال تعال با من
الشية والشفاق وغي ذلك ،قال :وَالّذِي َن هُ ْم بِآيَات ِ َرّبهِ ْم ُي ْؤمِنُونَ
[الؤمنون ]58 /وكانوا قبل الشية والشفاق مؤمني بآيات ال ،فعلم أنه أراد
( )1
. بذلك زيادة اليان )
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
ويروى عن أب على الدقاق (ت410 :هـ) أنه قال ( :الشية من شرط
( )2
. العلم ،لقوله تعال ِ :إنّمَا يَخْشَى اللّ َه مِ ْن ِعبَا ِد ِه الْعَُلمَاءُ [فاطر) ]28 /
ويذكر القشيى (ت465 :هـ) أن الجارة منها ما تظهر عليه آثار
خشية ال ،أما القلوب إذا منيت بإعراض الق عنها ،وخصت بانتزاع
ستْ قُلُوُبكُمْ اليات منها فهى كالجارة أو أشد قسوة ،قال تعال :ثُمّ قَ َ
حجَا َرةِ لَمَا َيَتفَجّ ُر ِمنْهُ
سوَ ًة َوِإنّ مِ ْن الْ ِ
حجَا َرةِ َأوْ َأشَدّ قَ ْ
مِ ْن َبعْدِ ذَلِكَ َف ِهيَ كَالْ ِ
شَيةِ اللّهِخرُجُ مِنْ ُه الْمَا ُء َوِإنّ ِمْنهَا لَمَا َي ْهبِطُ مِنْ خَ ْا َلْنهَارُ َوإِ ّن ِمنْهَا لَمَا يَشّقّقُ َفيَ ْ
َومَا اللّ ُه ِبغَافِ ٍل عَمّا َتعْمَلُونَ [البقرة )3 ( ]74 /وقال أبو حامد الغزال (ت:
505هـ) ف بيان العلقة بي البكاء والشية :البكاء ثرة الشية ،وكل ما
ورد ف فضل البكاء من خشية ال ،فهو إظهار لفضيلة الشية ،قال تعال :
( )4
. [السراء]109 / خرّونَ ِللَذْقَا ِن َيبْكُونَ َويَزِي ُدهُمْ خُشُوعًا
َويَ ِ
ــــــــــــــــــــ
.1اللمع ص . 117:116
.2الرسالة القشيية . 1/343
.4إحياء علوم الدين .3لطائف الشارات . 100 ، 1/99
. 4/171
**********************************
-55الُخلُــــــــــــق
**********************************
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
الُلق :اللق يراد به القوى والسجايا الدركة بالبصية ،وقد يكون اللق
فطريا أو كسبيا ( ، )1فمن اللق على معن السجية الفطرية ،ما روى عن
،قال " :خرج رسول اللّه زمن الديبية ،فقالوا : السور بن مرمة
خلت القصواء ،خلت القصواء ،فقال النب :ما خلت القصواء ،وما
ذاك لا بلق ،ولكن حبسها حابس الفيل " ( ، )2وعن حذيفة بن أسيد
الغفاري ،قال " :إن النطفة تقع ف الرحم أربعي ليلة ،ث يتصور عليها
اللك فيقول :يا رب ،أذكر أو أنثى ؟ ،فيجعله اللّه ذكرا أو أنثى ،ث يقول :
يا رب أسوي أو غي سوي ؟ ،فيجعله اللّه سويا أو غي سوي ،ث يقول :يا
( )3
. رب ما رزقه ما أجله ما خلقه ؟ ،ث يعله اللّه شقيا أو سعيدا "
ومن اللق على معن السلوك الكتسب ،قوله تعال ف وصف خلق النب
صلى ال عليه وسلم َ :وِإنّكَ َلعَلى ُخلُ ٍق عَظِيمٍ [القلم ، ]4 /وعن الباء بن
عازب ،أن النب قال لعفر " :أشبهت خلقي وخلقي " ( ، )4وقالت
ــــــــــــــــــــ
.1لسان العرب ، 10/85والفردات ص . 157
). ( 2734 .2أخرجه البخارى ف كتاب الشروط 5/416
.3أخرجه مسلم ف كتاب القدر . ( 2645) 4/2038
.4أخرجه البخارى ف كتاب الصلح . ( 2700) 5/358
امرأة ثابت بن قيس " :يا رسول اللّه ،إن ل أعتب على ثابت ف دين ول
خلق ،ولكن ل أطيقه ،فقال رسول اللّه :فتردين عليه حديقته ؟ قالت :
" :إن من أخيكم ،قال رسول اللّه نعم " ( ، )1وعن مسروق
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
،قال أحسنكم خلقا " ( ، )2ومن حديث النواس بن سعان النصاري
سألت رسول اللّه عن الب والث ؟ ،فقال " :الب حسن اللق ،والث ما
حاك ف صدرك ،وكرهت أن يطلع عليه الناس " ( ، )3وقالت عائشة رضى ال
عنها " :ما كان خلق أبغض إل رسول اللّه من الكذب " ( ، )4وعن أب ذر
قال " :قال ل رسول اللّه ،اتق اللّه حيثما كنت ،وأتبع السيئة السنة
تحها ،وخالق الناس بلق حسن " ( . )5
واللوق نوع من الطيب أصفر اللون ،وقيل له خلوق لتحلى النسان به
قال عمار بن ياسر " :تلقت خلوقا ،فجئت إل رسول ال ،فانتهرن
وقال :اذهب يا ابن أم عمار ،فاغسل عنك " ( ، )6وف رواية أخرى ،قال
" :قدمت على أهلي ليل ،وقد تشققت يداي فخلقون بزعفران ،فغدوت
على النب فسلمت عليه ،فلم يرد علي ول يرحب ب ،وقال :اذهب
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب الطلق . ( 5275) 9/307
.2أخرجه البخارى ف كتاب الدب . ( 6029) 10/466
.3أخرجه مسلم ف كتاب الب . ( 2553) 4/1980
.4أخرجه الترمذى ف كتاب الب والصلة )( 1973وقال اللبان :حسن 4/348
.
.5أخرجه الترمذى ف كتاب الب والصلة )( 1987وقال اللبان :حسن 4/355
.
.6أخرجه أبو داود ف السنن ( )4601وحسنه اللبان . 4/199
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
فاغسل هذا عنك ،فذهبت فغسلته ث جئت ،وقد بقي علي منه ردع فسلمت
فلم يرد علي ول يرحب ب ،وقال :اذهب فاغسل هذا عنك ،فذهبت فغسلته
ث جئت فسلمت عليه ،فرد علي ورحب ب وقال :إن اللئكة ل تضر جنازة
( )1
. الكافر بي ،ول التضمخ بالزعفران ول النب "
اللق ف الصطلح الصوف :
اللق ف الصطلح الصوف ،هو ما يرجع إليه الكلف من نعته ،فخلق كل
ملوق هو ما اشتملت عليه نعوته وصفاته ،فكأن الراد باللق ،صفات النفس
فإن كانت ممودة ،فهو على خلق ممود ،وإن كانت مذمومة فهو على خلق
مذموم ( . )2
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه أبو داود ف كتاب الترجل )( 4176وقال الشيخ اللبان :حسن 4/79
وأخرجه البيهقى ف السنن الكبى ( ، 5/36 )8754وانظر عن الخلق ف
الكتاب والسنة ،رسالة دكتوراه بعنوان الفضائل اللقية ف السلم ،إعداد أحد عبد
الرحن إبراهيم ،مكتبة كلية دار العلوم سنة 1977م ،دستور الخلق ف القرآن
الكري للدكتور ممد عبد ال دراز ،ترجة الدكتور عبد الصبور شاهي ،سنة
1973م وتذيب الخلق لب على أحد مسكويه ،تقيق قسطنطي زريق ،طبعة
دار الياة بيوت ،والتاه الخلقى ف السلم للدكتور مقداد بالن ،مطبعة
الانى ،طبعة أول سنة 1973م ،وله أيضا :التربية الخلقية ف السلم ،سنة
1977م ،وتاريخ الخلق ف السلم للدكتور ممد يوسف موسى سنة
1952م .
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
.2لطائف العلم . 1/452
وعبارات الصوفية ف مصطلح اللق ،تعب ف أغلبها عن الصول القرآنية
والنبوية ،فروى عن أب عثمان الغرب (ت373 :هـ) أنه قال ( :حسن
( )1
. اللق هو الرضا عن ال تعال )
ويروى أيضا عن أب سعيد الراز (ت279 :هـ) أنه قال ( :اللق هو
أن ل يكون لك هم غي ال تعال ) ( ، )2ويذكر أن سهل بن عبد اللّه التسترى
(ت293 :هـ) سئل عن حسن اللق ؟ ،فقال ( :أدناه الحتمال ،وترك
الكافأة ،والرحة للظال ،والستغفار له ،والشفقة عليه ،وأن ل يتهم الق ف
الرزق ويثق به ،ويسكن إل الوفاء با ضمن ،فيطيعه ول يعصيه ف جيع
المور فيما بينه وبينه ،وفيما بينه وبي الناس ) ( )3ويروى عن شاه الكرمان
(ت:قبل 300هـ) أنه قال ( :علمة حسن اللق ،هو كف الذى ،
واحتمال الؤن ) ( . )4
وربا يعل بعضهم اللق على معن بعيد ،فيه نوع من الخالفة ،كما
يروى عن أب بكر الواسطى (ت:بعد 320هـ) أنه قال ( :اللق العظيم أن
ل ياصم ول ياصم من شدة معرفته بال تعال ،وحسن اللق ،إرضاء اللق
ف السراء والضراء ،واللق العظيم وصف به نبينا :
ــــــــــــــــــــ
.1إحياء علوم الدين . 3/57
.2الرسالة القشيية . 2/495
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
.3إحياء علوم الدين . 3/57
.4الرسالة القشيية . 2/496
( )1
َوِإّنكَ َلعَلى ُخُل ٍق َعظِي ٍم [القلم ]4 /لنه جاد بالكوني واكتفى بال تعال )
.
وقوله جاد بالكوني فيه نظر ،لنه يعن الدنيا والخرة ،والذى تدل عليه
( )2
. الصول القرآنية والنبوية أنه جعل الدنيا وسيلة إل الخرة
ويذكر القشيى (ت465 :هـ) أن اللق السن أفضل مناقب العبد ،وبه
يظهر جواهر الرجال ،والنسان مستور بَلقه ،مشهود بُلقه ،ويستدل لسن
اللق بقوله تعال َ :وِإنّكَ َلعَلى ُخلُ ٍق عَظِيمٍ [القلم ، ]4 /ومن السنة ما روى
عن أنس قيل " :يا رسول ال :أى الؤمني أفضل إيانا ؟ قال :أحسنهم
( )3
. خلقا )
ويقرر أبو حامد الغزال ف الكشف عن حقيقة اللق السن ،أن الَلق
والُلق عبارتان مستعملتان معا ،يقال :فلن حسن اللق واللق أى حسن
الباطن والظاهر ،فياد باللق الصورة الظاهرة ،ويراد باللق الصورة الباطنة
وذلك لن النسان مركب من جسد مدرك بالبصر ،ومن روح ونفس مدرك
ــــــــــــــــــــ
.1إحياء علوم الدين 3/57وانظر السابق . 2/494
.2انظر للتعرف على الزيد ف موقف أوائل الصوفية من الخلق ،الوجهة الخلقية
للتصوف السلمى ف القرن الثالث الجرى للدكتور أب اليزيد العجمى ،مكتبة كلية
دار العلوم جامعة القاهرة سنة 1976م .
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
.3الرسالة 2/494والديث حسن صحيح ،أخرجه الترمذى ف كتاب الرضاع عن
سُنهُمْ خُُلقًا وَ ِخيَارُكُمْ
أب هريرة ( )1162بلفظ ( :أَكْمَ ُل الْ ُم ْؤمِِنيَ ِإيَانًا أَحْ َ
خِيَارُكُمْ ِلنِسَاِئهِمْ خُُلقًا ) ،وقال الشيخ اللبان :حسن صحيح . 3/466
بالبصية ،ولكل واحد منهما هيئة وصورة ،إما قبيحة وإما جيلة ،فالنفس
الدركة بالبصية ،أعظم قدرا من السد الدرك بالبصر ،ولذلك عظم ال أمره
ختُ فِيهِبإضافته إليه ،إذ قال تعال ِ :إنّي خَالِ ٌق بَشَرًا مِ ْن طِيٍ فَِإذَا َس ّوْيتُهُ َوَنفَ ْ
مِنْ رُوحِي َف َقعُوا لَ ُه سَاجِدِينَ [ص ، ]72:71 /فنبه على أن السد منسوب إل
الطي ،والروح إل رب العالي ،فالُلق عبارة عن هيئة ف النفس راسخة عنها
تصدر الفعال بسهولة ويسر من غي حاجة إل فكر ورؤية ،فإن كانت اليئة
بيث تصدر عنها الفعال الميلة الحمودة عقل وشرعا ،سيت تلك اليئة
خلقا حسنا ،وإن كان الصادر عنها الفعال القبيحة ،سيت اليئة الت هى
( )1
. الصدر خلقا شيئا
ــــــــــــــــــــ
.1إحياء علوم الدين 3/58وانظر للتوسع والقارنة الراجع التية :الخلق بي
الفلسفة وحكماء السلم للدكتور مصطفى حلمى ،مطبعة دار الثقافة العربية طبعة
أول ،الفلسفة الخلقية ف الفكر السلمى ،للدكتور أحد ممود صبحى ،طبعة
دار العارف ،الشكلة الخلقية لندريه كريسون ،ترجة الدكتور عبد الليم ممود
سنة 1946م ،فلسفة الخلق نشأتا وتطورها ،للدكتور توفيق الطويل ،طبعة
دار النهضة العربية ،طبعة ثالثة سنة 1976م ،ف العقيدة والخلق للدكتور ممد
بيصار طبعة سنة 1973م ،فلسفة الخلق ف السلم ،للدكتور ممد يوسف
موسى سنة 1942م ،الخلق بي العقل والنقل للدكتور أب اليزيد أب زيد
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
العجمى ،مكتبة دار الثقافة العربية سنة ، 1988الخلق دراسة فلسفية دينية
للدكتور عبد الفتاح أحد الفاوى ،طبعة مطبعة البلوى ،القاهرة سنة ، 1990
الخلق بي الفلسفة والسلم للدكتور عبد القصود عبد الغن ،طبعة مكتبة
الزهراء ،القاهرة سنة 1987م .
ويقسم الكاشان الُلق عند الصوفية إل أنواع ( : )1
أ -اللق السن مع الق :وهو علم العبد أن كل ما يأتى منه يوجب عذرا
لنه لنقصانه ل يبدو منه إل النقص ،وأن كل ما يأتى من الق يوجب
شكرا ،لن الود الكامل ل يصدر عنه إل الود والتفضل .
ب -اللق السن مع اللْق :هو الستجمع أمورا ثلثة وهى :بذل العروف
واحتمال الذى وكفه ،وإنا كان كف الذى من جلة مكارم الخلق
لنه لا كان العبد متمكنا من فعل الذى وكفه ،ث تركه من خشية ال
تعال ،كان جزاؤه أن يكتسب له حسنة .
حـ -اللق الكامل :هو الستجمع أمور ثلثة ،هى العلم والود والصب
وهذه الوصاف الثلثة ،هى الت ل يصح لحد تسي خلقه مع الق ول
مع اللق إل بالتصاف بميعها .
د -اللق العظيم :هو أكمل ما يكن أن يتصف به إلنسان من مكارم
الخلق ،ولذا جعها ال ف نبينا ممد ،قال تعال َ :وِإنّكَ َلعَلى
خُلُ ٍق عَظِيمٍ [القلم. ]4 /
ويدر التنبيه على أن التصوف ف مرحلته الول ،عرف بأنه دعوة إل
الخلق الفاضلة ،كما نسب إل أب السي النورى (ت295 :هـ) أنه قال
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
( :ليس التصوف رسوما ول علوما ،ولكنه أخلق ) ( ، )2وينسب أيضا
لحمد ــــــــــــــــــــ
.1لطائف العلم . 1/454:452
.2كشف الحجوب ص ، 52طبقات الصوفية ص . 167
الرتعش (ت328 :هـ) ( :التصوف حسن اللق ) ( ، )1ويذكر لب بكر
الكتان (ت322 :هـ) ( :التصوف خلق ،فمن زاد عليك ف اللق ،فقد
زاد عليك ف التصوف ) ( ، )2إل أن التصوف ل يعد معبا عن الخلق ،
ورأى كثي من الصوفية عدم كفاية الخلق ،لشباع التصوف وامتلئه ،
يقول الدكتور عبد الليم ممود مصورا هذه القيقة ( :يتجه الكثي من الناس
ف تعريف التصوف إل الانب الخلقى ،وهذا التاه شائع عند الصوفية
أنفسهم ،وعند غيهم من الباحثي ف التصوف والؤرخي له ،وهذا التاه ل
يعب عن التصوف تعبيا دقيقا ،فالذين ذكروا التعريف الخلقى للتصوف
ذكروا هم أنفسهم تعاريف أخرى ،وذلك على القل يدل دللة ل لبس فيها
على أنم ،ل يروا كفاية الانب الخلقى ف تديد التصوف وتعريفه ) ( . )3
**********************************
- 56الخلـــــــــــــة
**********************************
اللة :خالص الودة ،مأخوذة من تلل السرار بي الصديقي ،يقول
ــــــــــــــــــــ
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
.1السابق ص . 52
.2الرسالة ، 2/495وانظر السابق ص . 48
.3قضية التصوف النقذ من الضلل ،للدكتور عبد الليم ممود ،الطبعة الثانية دار
العارف ،سنة 1985م ص . 39 ،38
ال تعال :يَا َأيّهَا الّذِينَ آ َمنُوا أَن ِفقُوا مِمّا رَزَ ْقنَاكُ ْم مِنْ َقبْلِ َأنْ َي ْأتِ َي َي ْومٌ ل َبيْعٌ
فِي ِه وَل خُّل ٌة وَل َشفَا َعةٌ وَاْلكَافِرُونَ هُمْ الظّالِمُونَ [البقرة ، ]254 /وقوله تعال
:وَاتّخَذَ اللّهُ ِإبْرَاهِيمَ خَلِيل [النساء ، ]125 /أى جعله صفوة له ،وخصه
بكراماته ،قال ثعلب :إنا سى الليل خليل ،لن مبته تتخلل القلب ،فل
( )1
. تدع فيه خليل إل ملته
واللة درجة أعلى من الحبة ،وهى ثابتة ف القرآن والسنة لنبيي اثني ،ها
إبراهيم وممد عليهما الصلة والسلم ،فعن عبد اللّه بن مسعود أن النب
قال " :لو كنت متخذا خليل ،لتذت أبا بكر خليل ،ولكنه أخي
وصاحب ،وقد اتذ اللّه عز وجل صاحبكم خليل " ( ، )2وعن جندب قال
سعت النب قبل أن يوت بمس ،وهو يقول " :إن أبرأ إل اللّه أن يكون
ل منكم خليل ،فإن اللّه تعال قد اتذن خليل ،كما اتذ إبراهيم خليل ،ولو
كنت متخذا من أمت خليل ،لتذت أبا بكر خليل ،أل وإن من كان قبلكم
كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصاليهم مساجد ،أل فل تتخذوا القبور مساجد
( )3
. إن أناكم عن ذلك "
اللة ف الصطلح الصوف :
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
ــــــــــــــــــــ
.1فتح القدير . 1/370
.2أخرجه مسلم ف كتاب فضائل الصحابة . ( 2383) 4/1855
.3أخرجه البخارى ف كتاب الصلة ( ، 1/665 )466ومسلم ف كتاب
الساجد ومواضع الصلة ( 1/377 )532واللفظ له .
واللة ترد عند أغلب الصوفية حول العن القرآن السابق ،فإما يقصدون
باللة أن تتل جيع العضاء بب الحبوب ،أو يعنون تلية القلب عما سوى
الحبوب ،أو تلل مودة ف القلب ل تدع فيه خلء إل ملته ( . )1
ويذكر القشيى أن اللة لبسة يلبسها الق لن شاء ،ل صفة يكتسبها العبد
وأن الليل هو الحتاج بالكلية إل الق ف كل نفَس ،ليس له شئ منه ،بل
هو باللّه ل ف جيع أنفاسه وأحواله ،اشتقاقا من اللة الت هى الصاصة وهى
الاجة ،ويقال :إنه من اللة الت هى الحبة ،واللة أن تباشر الحبة جيع
أجزائه ،وتتخلل سره حت ل يكون فيه مساغ للغي ،قال تعال :وَاتّخَذَ اللّهُ
ِإبْرَاهِيمَ خَلِيل [النساء ، ]125 /فلما صفاه اللّه سبحانه عنه وأخله منه ،نصبه
للقيام بقه ،بعد امتحائه عن كل شئ إل اللّه سبحانه ( . )2
واللة من منظور وحدة الوجود هى تقق العبد بصفات الق ،بيث تلله
الق فيكون العبد مرآة الق ( . )3
ومعن قوله تعال :وَاتّخَذَ اللّهُ ِإبْرَاهِيمَ خَلِيل [النساء ، ]125 /أى ياله
ويداخله ف خلل ذاته وصفاته وأفعاله ،بيث ل يذر منها بقية ،أو يسد خلله
ويقوم بدل ما يفن منه ،عند تكميله وفقره إليه ( . )4
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
ــــــــــــــــــــ
.2لطائف الشارات ، 1/367 .1كشاف التهانوى ص . 232
. 368
.3معجم الكاشان ص . 179
.4تفسي القرآن لبن عرب ، 1/289وقارن مع أدب الدنيا والدين ،للماوردى طبعة
مطبعة السعادة سنة 1921م ص . 21
قال ابن عرب ( :إنا سى الليل خليل ،لتخلله وحصره جيع ما اتصف به
الذات اللية ،قال الشاعر :
قد تللت مسلك الروح من :وبذا سى الليل خليل
كما يتخلل اللون التلون ،فيكون العرض بيث جوهره ،ما هو الكان
( )1
. التمكن ،أو لتخلل الق وجود صورة إبرهيم )
وليست درجة اللة أعلى من الحبة عندهم ،كما ورد ف الصول القرآنية
ولكنها أدون وأقل ،يقول الكاشان ( :الليل وإن كان أعلى مرتبة من
الصفى ،لكنه أدون من البيب ،لن الليل مب يوشك أن يتوهم فيه بقية
( )2
. غيية والبيب مبوب ل يتصور فيه ذلك )
**********************************
- 57الخلــــــــــــوة
**********************************
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
اللوة :خل فلن بفلن صار معه ف خلء ،ويرد على عدة معان ( : )3
-1خل بعن انفرد وانتهى إل خلوة كقوله تعال :ا ْقتُلُوا يُوسُفَ َأوْ
اطْرَحُوهُ ــــــــــــــــــــ
.1فصوص الكم ص ، 88 ، 87والفتوحات الكية 2/362وما بعدها ،وانظر
تعليق الدكتور أب العل عفيفى ف شرحه على الفصوص ف معن الليل . 2/57
.2تفسي القرآن لبن عرب . 1/289
.3لسان العرب ، 11/218والفردات ص ، 158وكتاب العي . 4/306
أَرْضًا َيخْلُ َلكُ ْم وَجْهُ َأبِيكُمْ [يوسف ، ]9 /وقوله َ :وإِذَا َخَلوْا إِلَى َشيَاطِيِنهِمْ
سَتهْ ِزئُونَ [البقرة ، ]14 /وقال النب ،لعمر بن قَالُوا ِإنّا َم َعكُمْ ِإنّمَا نَحْ ُن مُ ْ
الطاب " :يا عمر إنك رجل قوي ،ل تزاحم على الجر ،فتؤذي
الضعيف ،إن وجدت خلوة فاستلمه ،وإل فاستقبله فهلل وكب " ( ، )1وعن
ابن عباس رضي اللّه عنهما ،أنه سع النب ،يقول " :ل يلون رجل بامرأة
ول تسافرن امرأة إل ومعها مرم " ( ، )2وقال خبيب بن الرت " :كنت مع
رسول اللّه ف طريق مكة ،فأصبت خلوة من رسول اللّه ،فدنوت منه
فقال :قل أعوذ برب الفلق حت ختمها ،ث قال :قل أعوذ برب الناس حت
ختمها ،ث قال :ما تعوذ الناس بأفضل منهما " ( ، )3وقال سعد بن معاذ
لمية بن خلف " :انظر ل ساعة خلوة ،لعلي أن أطوف بالبيت ،فخرج به
قريبا من نصف النهار " ( . )4
-2خل بعن سبق ومضى ،ومنه قوله تعال :كُلُوا وَاشْ َربُوا َهنِيئًا بِمَا
سْبتُمْ َأنْ تَ ْدخُلُوا
َأسَْل ْفتُمْ فِي الَيّا ِم الْخَاِلَيةِ [الاقة ، ]24 /وقوله َ :أمْ حَ ِ
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
جّن َة وَلَمّا َي ْأتِكُ ْم َمثَ ُل الّذِينَ خََلوْا مِنْ َقبِْلكُمْ [البقرة ، ]214 /وعن ابن عمر
الْ َ
رضي اللّه عنهما ،عن رسول اللّه قال " :إنا أجلكم ف أجل من خل من
ــــــــــــــــــــ
.1ضعيف ،أخرجه أحد ف السند )( 191ف سنده رجل مبهم ،والبيهقى ف السنن
الكبى ( . 5/80 )9043
.2أخرجه البخارى ف كتاب الهاد . ( 3006) 6/166
.3صحيح السناد أخرجه النسائى ف كتاب الستعاذة . ( 5429) 8/250
.4أخرجه البخارى ف كتاب الغازى . ( 3950) 7/329
( )1
. المم ،ما بي صلة العصر إل مغرب الشمس )
-3خل من المر برء منه ول يصبه ،قال " :مر النب بامرأة ،وهي
تبكي عند قب ،فقال :اتقي اللّه واصبي ،فقالت :إليك عن ،فإنك خلو من
( )2
. مصيبت "
-4وخليت فلنا تركته ،يقال لكل ترك تلية ،نو قوله تعال :فَِإنْ تَابُوا
َوأَقَامُوا الصّل َة وَآتَوْا الزّكَاةَ َفخَلّوا َسبِيَلهُمْ [التوبة ، ]5 /وعن السور بن مرمة
قال رسول ال " :يا ويح قريش لقد أكلتهم الرب ماذا عليهم لو خلوا بين
وبي سائر الناس فإن أصابون كان الذي أرادوا وإن أظهرن ال عليهم دخلوا
ف السلم " ( )3وقال ابن عمر رضي ال عنهما " :رأيت على عهد النب
كأن بيدي قطعة إستبق فكأن ل أريد مكانا من النة إل طارت إليه ورأيت
كأن اثني أتيان أرادا أن يذهبا ب إل النار فتلقاها ملك فقال ل ترع خليا عنه
( )4
. "
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
-5والرأة اللية الخلة عن الزوج ،وقال مالك رحه ال ف الرجل يقول
لمرأته :أنت خلية ،أو برية ،أو بائنة ( :إنا ثلث تطليقات للمرأة الت قد
( )5
. دخل با )
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب أحاديث النبياء . ( 3459) 6/571
.2أخرجه البخارى ف كتاب الحكام . ( 7154) 13/142
.3أخرجه أحد ف السند )( 18431والبخارى ف كتاب الشروط ( . )2734
.4أخرجه البخارى ف كتاب المعة . ( 1158) 3/48
.5انظر موطأ مالك كتاب الطلق . 2/584
اللوة ف الصطلح الصوف :
واللوة ف الصطلح الصوف ،تأتى على معن النفراد والوحدة والتخلى
لذكر ال ،فاللفظ باق عندهم على معناه اللغوى ،روى عن بشر بن الاف
(ت227 :هـ) أنه قال فيمن يتفرد ويتار اللوة ( :ليتق ال تعال عند
خلوته وليلزم بيته ،وليكن أنيسه ال عز وجل وكلمه ) ( ، )1ويروى عن ذى
النون الصرى (ت245 :هـ) أنه قال ( :ل أر شيئا أبعث لطلب الخلص
من الوحدة ،لنه إذا خل ل ير غي اللّه تعال ،فإذا ل ير غيه ل يركه إل
حكم اللّه ،ومن أحب اللوة ،فقد تعلق بعمود الخلص واستمسك بركن
( )2
. كبي من أركان الصدق )
وينسب ليحى بن معاذ الرازى (ت258 :هـ) أن السلم ف خلوة دائمة
لن اللوة ،إنا تكون ف النس بال ،فقال ( :أنظر أنسك باللوة ،أو
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
أنسك معه ف اللوة ،فإن كان أنسك باللوة ،ذهب أنسك إذا خرجت منها
،وإن كان أنسك به ف اللوة ،استوت لك الماكن ف الصحارى والبارى )
( )3ولب عثمان الغرب (ت373 :هـ) ( :من اختار اللوة على الصحبة ،
ينبغى أن يكون خاليا من جيع الذكار إل ذكر ربه ،وخاليا من جيع الرادات
إل رضا ربه ،وخاليا من مطالبة النفس من جيع السباب ،فإن ل يكن بذه
ــــــــــــــــــــ
.1اللمع ص . 277
.2طبقات الصوفية ص . 21
.3الرسالة القشيية ص . 301
الصفة فإن خلوته توقعه ف فتنة أو بلية ) ( ، )1وروى عن سهل بن عبد اللّه
التسترى (ت293 :هـ) ( :ل تصح اللوة إل بأكل اللل ،ول يصح أكل
( )2
. اللل إل بأداء حق اللّه )
ويذكر أن النيد بن ممد (ت297 :هـ) سئل عن اللوة ؟ فقال ( :إن
السلمة مصاحبة لن طلب السلمة ،فترك الخالفة وترك التطلع إل ما أوجب
العلم مفارقته ) ( . )3
وقال الكيم الترمذى (ت320 :هـ) ف بداية تصوفه ( :ووقع على حب
اللوة ف النل والروج إل الصحراء ،فكنت أطوف ف تلك الربات ،فلم
يزل ذلك دأب ،وطلبت أصحاب صدق ،يعينونن على ذلك فعز على
( )4
. فاعتصمت بذه الرابات واللوات )
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
ويعب الكاشان عن هذه العان السابقة بقوله ( :اللوة عند الصوفية ،مادثة
السر مع الق بيث ل يرى غيه ،هذا حقيقة اللوة ومعناها ،وأما صورتا
( )5
. فهى ما يتوصل به إل هذا العن من التبتل إل ال والنقطاع عن الغي )
ــــــــــــــــــــ
.1السابق ص . 300
.2السابق ص . 301
.3اللمع ص . 277
.4ختم الولياء ص . 16 ، 15
.5معجم اصطلحات الصوفية للكاشان ص . 161
واللوة أصبحت منذ وقت مبكر إل عصرنا ،علما على مكان مصوص
للصوفية اتذوه رباطا ،سواء كان الكان ملحقا بالسجد أو منفردا عنه
يتمعون فيه للحضرة الصوفية وتلوة الوراد والذكر ،وساع قصائد النشدين
ف مدح الولياء والعارفي ،حت أصبحت اللوة مزارا للعامة والريدين ،ومقرا
( )1
. للحتفالت بالوالد والعياد
**********************************
-58الخليفـــــــــــــة
**********************************
الليفة :اللفة النيابة عن الغي ،وهى على نوعي ( : )2
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
-1اللفة لعجز النوب عنه أو غيبتة أو موته ،كقوله تعال :وَقَا َل مُوسَى
لَخِي ِه هَارُونَ ا ْخُل ْفنِي فِي َق ْومِي [العراف ، ]142 /وقال تعال ُ :ه َو الّذِي
َجعََلكُمْ خَلئِفَ فِي الَ ْرضِ فَمَنْ َكفَرَ َفعََليْهِ ُكفْرُه ُ [فاطر ، ]39 /ومنها ما قاله
عمر بن الطاب " :إن ل أعلم أحدا أحق بذا المر ،من هؤلء النفر
الذين توف رسول اللّه وهو عنهم راض ،فمن استخلفوا بعدي ،فهو
الليفة فاسعوا له وأطيعوا " ( . )3
ــــــــــــــــــــ
.1انظر ف بيان وظيفة الرباط عند الصوفية وأماكنها ،النتظم ف تاريخ اللوك
والمم ، 10/100ومعجم الدباء لياقوت الموى . 5/290
.2الفردات ص ، 156ولسان العرب ، 9/89كتاب العي . 4/267
.3أخرجه البخارى ف كتاب النائز . ( 1392) 3/301
ف السفر " :اللّهم أنت الصاحب ف وعن ابن عمر ،كان من دعائه
السفر والليفة ف الهل " ( ، )1ومن حديث أب سعيد الدري ،قال رسول
اللّه " :إذا بويع لليفتي ،فاقتلوا الخر منهما " ( ، )2وعن النواس بن
الدجال ذات غداة ،فخفض فيه ورفع ، سعان ،قال :ذكر رسول اللّه
فقال " :غي الدجال أخوفن عليكم ،إن يرج وأنا فيكم ،فأنا حجيجه
دونكم ،وإن يرج ولست فيكم ،فامرؤ حجيج نفسه ،واللّه خليفت على كل
( )3
. مسلم "
-2اللفة لتشريف الستخلف أو ابتلئه ،وعلى هذا الوجه الخي استخلف
اللّه آدم وذريته ف الرض ،فقال سبحانه َ :وإِذْ قَالَ َربّكَ لِلْمَلِئ َكةِ ِإنّي
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
جَاعِلٌ فِي الَ ْرضِ خَلِي َفةً [البقرة ]30 /على وجه البتلء كما قال ِ :إنّا َخَل ْقنَا
ج َنبْتَلِيهِ [النسان ، ]2 /وقال أيضا :يَا دَاوُودُ ِإنّا الِنسَا َن مِ ْن نُ ْط َفةٍ َأمْشَا ٍ
س بِالْحَقّ [ص ، ]26 /وعن أب َجعَ ْلنَاكَ َخلِي َفةً فِي الَ ْرضِ فَا ْحكُ ْم َبيْنَ النّا ِ
سعيد الدري قال " :ما استخلف خليفة إل له بطانتان بطانة تأمره
(
بالي وتضه عليه ،وبطانة تأمره بالشر وتضه عليه والعصوم من عصم اللّه "
. )4
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه مسلم ف كتاب الج . ( 1342) 2/978
.2أخرجه مسلم ف كتاب المارة . ( 1853) 3/1480
.3أخرجه مسلم ف كتاب الفت . ( 2937) 4/2250
.4أخرجه البخارى ف كتاب القدر . ( 6611) 11/58
قال لذيفة " :ث تكون دعاة الضللة ،فإن رأيت يومئذ خليفة ال ف
( )1
. الرض فالزمه "
الليفة ف الصطلح الصوف :
والليفة ف الصطلح الصوف ،يتوافق ف الغلب مع ما سبق ،فالوائل
يعنون بالليفة آدم وذريته ،حيث استخلفهم ال ف الرض ،وابتلهم فيها
واستأمنهم على ملكه ،كما ذكره أبو سعيد الراز (ت279 :هـ) ف شأن
النبياء عليهم السلم ،والعلماء والصالي من بعدهم رضى ال عنهم ،كيف
ملكوا الدنيا ،وكانوا أزهد الناس فيها ؟ فبي أنم كانوا أمناء ال تعال ف
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
أرضه على سره ،وعلى أمره ونيه وعلمه ،وموضع وديعته والنصحاء له ف
خلقه وبريته ،وهم الذين عقلوا عن ال تعال أمره ونيه ،وفهموا لاذا خلقهم
وما أراد منهم ،وإل ما ندبم ،فسمعوا ال عز وجل يقول :آ ِمنُوا بِاللّهِ
ستَخَْلفِيَ فِيهِ [الديد ]7 /ث قال :ثُمّ وَ َرسُولِ ِه َوَأنْ ِفقُوا مِمّا َجعََلكُ ْم مُ ْ
ض مِ ْن َبعْ ِدهِمْ ِلنَنْ ُظرَ َكيْفَ تَعْ َملُونَ [يونس، ]14 /
َجعَ ْلنَاكُمْ خَلئِفَ فِي الَ ْر ِ
فأيقن القوم أنم وأنفسهم ل تعال ،وكذلك ما خولم وملكهم فإنا هو له ،
غي أنم ف دار اختبار وبلوى ،وخلقوا للختبار والبلوى ف هذه الدار ،فمن
ملك شيئا من الدنيا ،فهو معتقد أن الشئ ل تعال ل له ،إل من طريق حق ما
خوله ال تعال واستخلفه ،وهو مبلى به حت يقوم بالق فيه ،فكانوا خزانا ل
جل ذكره ،خارجي من ملكهم ف ملكهم ،ناعمي بذكر ال وعبادته ،غي
ــــــــــــــــــــ
.1أحد ف السند )( 22916وأبو داود ( )4244وحسنه الشيخ اللبان 4/95
.
ساكني إل ما ملكوا ،ل يستوحشون من فقده إن فقدوه ،ول يفرحون به إن
وجدوه ( . )1
وقال الكيم الترمذى (ت320 :هـ) ( :وللخليفة شأن ف ملك
الستخلف والدمى هو اللق الوحيد الذى خلق لذلك ،فقد خلق آدم بيديه ،
وعلمه الساء كلها ،وقد خلقنا لحبته ،وجعلنا موضعا لتوارد متلف مشيئاته
واقتضى منا الدمة والوقوف بي يديه وتنفيذ هذه الشيئات ،فولية الرء قائمة
على تنفيذ أحكام ال ،فإنه إذا وف ل بالصدق ف سعيه إليه وله ،حت يرقيه
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
إل درجة المر بالعروف والنهى عن النكر ،ث وله خزانته وصيه من أمنائه
على حكمه ،فمن ول ال تدبيهم وأدبم وولهم وليته ،فهم أولو المر
وخلفاء ال صرخوا إل ال مضطرين ،فأجابم وكشف السوء عنهم ،وجعلهم
( )2
. خلفاء الرض بل إله إل ال )
ويذكر القشيى (ت465 :هـ) أن ابتداء ظهور السر ف آدم وذريته حي
قال َ :وإِذْ قَالَ َربّكَ ِللْمَلِئكَةِ ِإنّي جَاعِلٌ فِي الَ ْرضِ خَلِي َفةً ،فلما ركب
صورته ل يكونوا رأوا مثلها ف بديع الصنعة وعجيب الكمة ،فعندها ترجت
الظنون وتقسمت القلوب وتنت القاويل ،وإنا قال للملئكة ذلك تشريفا
وتصيصا لدم باللفة ( . )3
ــــــــــــــــــــ
.1كتاب الصدق ص . 39:32
.2نوادر الصول للحكيم الترمذى ص . 383 ، 382
.3لطائف الشارات . 1/74،75
ولبن عرب (ت638 :هـ) بلسان أهل الظاهر حيث يشرح العن السابق
الذى يوافق الصول القرآنية ،فيقول ( :إن اللفة مدرجة ف جيع النوع
َوَأنْ ِفقُوا مِمّا َجعََلكُمْ النسان ،كما نبه عليه سبحانه وتعال ف قوله :
خَلفِيَ فِيه ِ [الديد ، ]7 /فهذا النوع النسان مستخلف من قبل الق بقدر ستَ ْ
مُ ْ
وسعه ،فأدناهم الستخلف على نفسه ،وأكملهم الستخلف على العال
بأسره ) ( ، )1ويقول أيضا ( :وكما أن الليفة قد استخلف من استخلفه ف
ماله ،وجيع أحواله لا اتذه وكيل ،فاستخلف العبد ربه ،لا اتذه وكيل
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
خلفة مطلقة ،واستخلف الرب عبده خلفة مقيدة ،بسب ما تعطيه ذاته
( )2
. ونشأته )
وربا يعن ابن عرب بالليفة ف فلسفته أمرا آخر ينبعث من نظرته الباطنة
الغلفة بفكره ف وحدة الوجود فمن ذلك :
( -1الليفة هو الذى يتلقى المر من ال مباشرة بل واسطة كما يتلقى اللفاء
المر من الرسل ف ظاهر الشرع ،فيقول ( :ل ف الرض خلئف عن ال
وهم الرسل ،وأما اللفة اليوم ،يقصد اللفة الظاهرة ،فعن الرسل ل عن
ال فإنم ما يكمون إل با شرع لم الرسول ل يرجون عن ذلك ) ( )3ويقول
ف اللفة الباطنة عند الصوفية ( :الليفة الق هو القطب القائم بورثة النبوة
ــــــــــــــــــــ
.1بلغة الواص ق . 23
.2الفتوحات الكية . 3/299
.3فصوص الكم . 1/162
فالرسول صلى ال عليه وسلم مات وما نص بلفة عنه إل أحد ول عينه
لعلمه أن ف أمته من يأخذ اللفة عن ربه ،فيكون خليفة عن ال مع الوافقة ف
الكم الشروع ) ( . )1
وهذا الليفة أو كما يسميه القطب أو الغوث ،تت يده وزيران إمامان
وهو موضع نظر الق ،وله ما للخليفة من خصائص وحقوق وواجبات ،إذا
وله ال سبحانه وتعال نصب له ف حضرة الثال سريرا أقعده عليه ،فإذا نصب
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
له ذلك السرير ،خلع عليه جيع الساء الت يطلبها العال ،وتطلبه فيظهر با
حلل وزينة ،وأمر ال العال ببيعته على السمع والطاعة ،فيدخل ف بيعته كل
مأمور أعلى وأدن إل العالي من اللئكة والفراد من البشر ،الذين ل يدخلون
تت دائرة القطب وما له فيهم تصرف ) ( ، )2وعلى هذا أصبح لكل طريقة
( )3
. صوفية خليفة أعظم يرجعون إليه ف أمورهم
( -2الليفة هو ال على اعتبار الوحدة ،فالعبد يستخلف ربه ف دعائه عند
ابن عرب ل على معن الستعانة والتوكل ،وال يستخلف العبد ل على معن
البتلء والتكليف ،ولكن على اعتبار الظهور والتعينات ،يقول مى الدين ابن
عرب ( :يقول رسول ال ف دعائه ربه ف سفره " :أنت الصاحب ف
ــــــــــــــــــــ
.1الفتوحات الكية . 4/148
.2بلغة الواص ق ، 60فصوص الكم . 1/163
.3البناء الجتماعى للطريقة الشاذلية ف مصر للدكتور فاروق أحد مصطفى ص 319
.
السفر والليفتة ف الهل " ( ، )1فما جعله خليفة ف أهله ،إل عند فقدهم إياه
فينوب ال عن كل شئ ،أى يقوم فيه مقام ذلك الشئ بويته ) ( . )2
ومن كلمه أيضا ( :وإنا كانت اللفة لدم عليه السلم دون غيه من
أجناس العال ،لكون ال تعال خلقه على صورته ) ( . )3
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
ويقول ( :إن النسان هو العي القصودة ل من العال ،وإنه الليفة حقا
( )4
. وإنه مل ظهور الساء اللية وهو الامع لقائق العال كله )
**********************************
- 59الخــــــــــــوف
**********************************
الوف :ضد المن ،وهو توقع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة كما
أن الرجاء والطمع ،توقع مبوب عن أمارة مظنونة أو معلومة ،قال ال تعال :
ف مَا َأشْرَ ْكتُ ْم وَل تَخَافُونَ أَّنكُمْ َأشْرَ ْكتُ ْم بِاللّهِ [النعام. ]81 /
وَ َكيْفَ أَخَا ُ
ويستعمل الوف ف المور الدنيوية والخروية ( : )5
ــــــــــــــــــــ
.1جزء من حديث ابن عمر أخرجه مسلم ف كتاب الج . )( 1342
.2الفتوحات الكية . 137 ،3/136
.3السابق . 1/263
.4السابق . 1/125
.5الفردات ص ، 162ولسان العرب ، 9/99وكتاب العي . 4/312
صبَ َح
-1فمن الوف التعلق بالمور الدنيوية قوله تعال عن موسى َ :فأَ ْ
فِي الْمَدِيَنةِ خَاِئفًا َيتَرَّقبُ [القصص ]18 /وقوله تعال َ :وِإنْ ِخ ْفتُمْ أَل ُتقْسِطُوا
ن النّسَاءِ َمْثنَى َوثُلثَ وَ ُربَاعَ [النساء]3 / فِي اْليَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ َلكُ ْم مِ َ
وقوله َ :وإِنْ ِخ ْفتُ ْم ِشقَاقَ بَْيِنهِمَا فَاْب َعثُوا َحكَمًا مِنْ َأهْلِ ِه وَ َحكَمًا مِنْ َأهِْلهَا
[النساء ، ]35 /وعن أسامة بن زيد ،قال " :بعثنا رسول اللّه ف سرية
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
فأدركت رجل ،فقال :ل إله إل اللّه ،فطعنته ،فوقع ف نفسي من ذلك
فذكرته للنب ،فقال رسول اللّه :أقال ل إله إل اللّه وقتلته ؟ قلت :يا
رسول اللّه ،إنا قالا خوفا من السلح ،قال :أفل شققت عن قلبه حت تعلم
أقالا أم ل ؟ " ( ، )1وقد ورد ف السنة ما يدل على خوفه من أمور تقع فيها
أمته منها :
أ -عن أب سعيد الدري قال " :أخوف ما أخاف عليكم ،ما يرج
اللّه لكم من زهرة الدنيا ،قالوا :وما زهرة الدنيا يا رسول اللّه ؟ ،قال
( )2
. :بركات الرض "
ب -وعن جابر قال " :إن أخوف ما أخاف على أمت ،عمل قوم
( )3
. لوط "
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه مسلم ف كتاب اليان . ( 96) 1/96
.2أخرجه مسلم ف كتاب الزكاة . ( 1052) 2/728
.3حديث حسن ،أخرجه الترمذى ف كتاب الدود ( 4/58 )1457وابن ماجه
ف سننه ( . 2/856 )2563
ح -وعن عمر بن الطاب ،أن رسول اللّه قال " :إن أخوف ما
( )1
. أخاف على أمت ،كل منافق عليم اللسان "
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
د -ومن حديث ممود بن لبيد ،أن رسول اللّه قال " :إن أخوف ما
أخاف عليكم الشرك الصغر قالوا :وما الشرك الصغر يا رسول اللّه ؟
( )2
. قال :الرياء"
هـ -وعن أب الدرداء قال " :عهد إلينا رسول اللّه أن أخوف ما
( )3
. أخاف عليكم الئمة الضلون "
-2ومن الوف التعلق بالمور الخروية ،قوله تعال َ :تتَجَافَى ُجنُوُبهُمْ
عَ ْن الْ َمضَاجِ ِع يَ ْدعُونَ َرّبهُمْ َخوْفًا َوطَ َمعًا [السجدة ، ]16 /وقوله :
َويَ ْرجُونَ َرحْ َمتَ ُه َويَخَافُونَ عَذَابَهُ [السراء ، ]57 /وعن أب هريرة ،عن النب
قال " :سبعة يظلهم ال تعال ف ظله يوم ل ظل إل ظله ،وذكر منهم ..
( )4
. ورجل دعته امرأة ذات منصب وجال ،فقال :إن أخاف ال "
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه أحد ف السند ، )( 144وابن حبان ف صحيحه برقم ( )80وقال شعيب
الرناؤوط :إسناده صحيح على شرط البخارى . 1/281
.2أخرجه أحد ف السند )( 23119والطبان ف الكبي ( )4301وصححه
اللبان ف سلسلة الحاديث الصحيحة ( . )951
.3أخرجه أحد ف السند )( 26939والدارمى ف القدمة ( )211وصححه
اللبان ف سلسلة الحاديث الصحيحة ( . )1582
.4أخرجه البخارى ف كتاب الزكاة . ( 1423) 3/344
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
والوف يطلق كاصطلح شرعى على صلة الحارب ،فعن ابن عباس
،ف الضر أربعا ،وف السفر قال ( :فرض اللّه الصلة على لسان نبيكم
( )1
. ركعتي ،وف الوف ركعة )
الوف ف الصطلح الصوف :
والوف ف الصطلح الصوف ،اسم جامع لقيقة اليان ،وهو علم
الوجود واليقان ،وهو سبب اجتناب كل نى ،ومفتاح كل أمر ،وليس شئ
( )2
. يرق شهوات النفوس ،فيزيل آثار آفاتا إل مقام الوف
والوف عندهم معن يتعلق بالستقبل ،وهو ما يذر من الكروه ف
الستأنف ،لنه إنا ياف أن يل به مكروه ،أو يفوته مبوب ،ول يكون هذا
إل لشئ يصل ف الستقبل ،فأما ما يكون ف الال موجودا ،فالوف ل
يتعلق به ،والوف من ال تعال ،هو أن ياف أن يعاقبه ال ،إما ف الدنيا
وإما ف الخرة ،وقد فرض ال سبحانه على العباد أن يافوه فقال تعال :
وَخَافُونِي إِنْ ُكْنتُ ْم ُمؤْ ِمنِيَ [آل عمران ، ]175 /وقال :فَِإيّايَ فَا ْر َهبُونِي
[النحل ]51 /ومدح الؤمني بالوف ،فقال َ :يخَافُون َ َرّبهُمْ مِنْ َفوِْقهِمْ
[النحل ]50 /وينقسم الوف إل نوعي ( : )3
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه مسلم ف كتاب صلة السافرين . ( 687) 1/479
.2قوت القلوب . 2/225
.3الرسالة القشيية ، 1/342حياة القلوب على هامش قوت القلوب . 2/183
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
أ -الوف الواجب وهو ما ينع من الحرمات ويمل على القيام بالواجبات .
ب -الوف الندوب وهو ما ينع عن كل مكروه وعن تعاطى الشبهات .
روى عن أب سليمان الداران (ت215 :هـ) :أنه قال ( إذا سكن الوف
القلب أحرق الشهوات ) ( ، )1وينسب إل شقيق البلخى (ت:قبل 237هـ)
قوله ( :من ل يكن معه ثلثة أشياء ،ل ينجو من النار ،المن والوف
والضطراب ) ( ، )2ولذى النون الصرى (ت245 :هـ) ( :إذا صح اليقي
ف القلب صح الوف فيه ،فالوف رقيب العمل والرجاء شفيع الحن ) ( . )3
ويروى عن يى بن معاذ الرازى (ت258 :هـ) أنه قال ( :مسكي ابن
آدم لو خاف من النار ،كما ياف من الفقر لدخل النة ) ( ، )4ويذكر أن
النيد بن ممد (ت297 :هـ) سئل عن الوف ؟ فقال ( :هو توقع العقوبة
مع مارى النفاس ) ( . )5
ويروى عن أب على الدقاق (ت410 :هـ) قال ( :الوف من شرط
اليان وقضيته لقوله تعال :وَخَافُونِي إِنْ ُكْنتُ ْم ُمؤْ ِمنِيَ [آل عمران) ]175 /
( )6
.
ــــــــــــــــــــ
.1طبقات الصوفية ص . 81
.2السابق ص . 66
.3السابق ص ، 21ص . 24
.4الرسالة القشيية . 345 /1
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
.5السابق . 346 /1
.6السابق . 343 /1
ولا كان الوف ما يسكن القلب ،وهو من العان الت ل ترى ،كانت
معرفته بظهور علماته على الائف ،وقد ذكروا بعضا منها ( : )1
( -1الائف يبصر ما هو فيه من الي والشر .
( -2ليس الائف الذى يبكى ويسح عينيه ،إنا الائف من يترك ما ياف
إن يعذب عليه .
( -3علمة الوف الزن الدائم .
( -4الائف من أنزل نفسه منلة السقيم ،الذى يتمى من كل شئ مافة
طول السقام .
( -5علمة الوف التحي والضطراب .
( -6علمة الوف قصر المل .
( -7علمة الوف دوام الراقبة ف السر والعلنية .
( -8علمة الوف الورع عن الثام ظاهرا وباطنا .
( -9علمة الوف النحول ف السم ،والصفرار ف اللون ،وقد تتفتت
منه الرارة ويفضى إل الوت .
ويتهد الكى ف تفصيل مقامات الوف دون دليل ،فيقول :الوف اسم
ــــــــــــــــــــ
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
.1انظر الرسالة القشيية ، 1/348:342واللمع ف التصوف ص 90:89
وقوت القلوب ، 2/229:225ومنارات السائرين ومقامات الطائرين ص
، 380وإحياء علوم الدين . 4/173:163
جامع لقامات الائفي ،ث يشتمل على خس طبقات ف كل طبقة ثلث
مقامات (: )1
فالقام الول من الوف :هو التقوى ،وف هذا القام التقون والصالون
والعاملون .
والقام الثان من الوف :هو الذر ،وف هذا القام الزاهدون والورعون
والاشعون .
والقام الثالث :هو الشية وف هذا طبقات العالي والعابدين والحسني .
والقام الرابع :هو الوجل ،وهذا للذاكرين والخبتي والعافي .
والقام الامس :هو الشفاق وهو للصديقي ،وهم الشهداء والحبون
.1ل يرد ف الديث لفظ ( :أنا أعرفكم بال ) ،ولكنه أخرجه مسلم ف كتاب
أنه سأل رسول ال الصيام ( 2/779 )1108عن عمر بن أب سلمة
سل هذه ،لم سلمة ؟ فأخبته أن رسول ال أيقبل الصائم ؟ فقال له رسول ال
يصنع ذلك فقال :يا رسول ال ،قد غفر ال لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ،
:أما وال إن لتقاكم ل وأخشاكم له . فقال له رسول ال
( -8الذكر الرفع :وهو الذكر الكب لنه أرفع الذكار ،ويسمى الذكر
كرَك َ [الشرح]4 /
الرفوع أيضا ،وإليه الشارة بقوله :وَرََف ْعنَا لَكَ ذِ ْ
فإنه تعال رفعه بذكره وطاعته له ،إل مرتبة ف الذكر ل يعلوها غيه من
اللئق .
( -9الذكر الرفوع :وهو الرفع ،وقد يعن بالذكر الرفوع ذكر الق
لعبده جزاء له على ذكره لربه ،كما جاء ف الكلمات القدسية أنه تعال
يقول ( :من ذكرن ف نفسه ذكرته ف نفسى ،ومن ذكرن ف مل
ذكرته ف مل خي منهم ) (. )1
( -10الذكر القيقى :يعن به الذكر النسوب إل الذكر بالقيقة ،فلما
كانت الفعال كلها إنا هى منسوبة إل الق حقيقة ل إل العبد ،كذلك
صار الذكر القيقى ،إنا هو الذكر النسوب إل الق تعال ل إل العبد
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
لن الذكر النسوب إل العبد ،ليس له هذه النسبة القيقية ،فإن ذكر
العبد ليس هو الذكر القيقى ،وأن المر ف هذا العن وغيه من جيع ما
يضاف إل الق واللق ،من باب التسمية القيقية والجازية (. )2
ــــــــــــــــــــ
،قال .1أخرجه البخارى ف التوحيد (1/2 )6856ص 187عن أب هريرة
" :يقول ال تعال :أنا عند ظن عبدي ب وأنا معه إذا ذكرن ،فإن ذكرن ف النب
نفسه ذكرته ف نفسي وإن ذكرن ف مل ذكرته ف مل خي منهم وإن تقرب إل بشب
تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إل ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتان يشي أتيته هرولة "
.
.2انظر ف مصطلح الذكر عند ابن عرب العجم الصوف د /سعاد حكيم ص . 272
**********************************
-63ذو العقــــــــــــل
**********************************
ذو العقل :أصل العقل المساك والستمساك ،كعقل البعي بالعقال ،فعن
أنس بن مالك قال " :بينما نن جلوس مع النب ف السجد دخل رجل على
جل فأناخه ف السجد ث عقله ،ث قال لم :أيكم ممد ؟ " ( )1وعن عدي بن
ط ا َل ْس َو ِد
خْي ِ
ض ِم ْن اْل َ
ط ا َلْبَي ُ
خْي ُ
حات قال " :لا نزلت َ :حتّى َيَتَبّي َن َل ُك ْم اْل َ
[البقرة ، ]187 /عمدت إل عقال أسود ،وإل عقال أبيض فجعلتهما تت وسادت
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
،فجعلت أنظر ف الليل فل يستبي ل ،فغدوت على رسول اللّه فذكرت له
ذلك ،فقال :إنا ذلك سواد الليل وبياض النهار ( ، )2والعقل يقال لمرين ( : )3
-1القوة التهيئة لقبول العلم ،وهى الغريزة الت وضعها اللّه ف قلوب
المتحني من عباده ،وهذا يعرف بفعاله ول نعرف كيفيته ،وإليه الشارة
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب العلم ( . 1 / 1 7 9 )6 3
.2أخرجه البخارى ف كتاب الصوم ( . 4 / 1 5 7 )1 9 1 6
.3الفردات ص 3 4 2 ، 3 4 1بتصرف ،وانظر العقل ومكانته ف القرآن الكري
إعداد سيد ممد يوسف منصور اللبان ،رسالة ماجستي مطوط كلية أصول الدين
جامعة الزهر القاهرة سنة 1 9 8 5م ص . 3 3
بقول النب ( :رفع القلم عن ثلثة وذكر منها الجنون حت يعقل ) ( )1وكل
موضع فيه رفع التكليف عن العبد لعدم العقل فلجل هذا العن .
-2العلم الذى يستفيده النسان بتلك الغريزة أو القوة يقال له عقل ،
كقوله تعال َ :ومَا يَ ْعقُِلهَا إِل اْلعَالِمُون َ [العنكبوت ، ]4 3 /وقال جابر بن عبد
اللّه يقال " :جاء رسول اللّه يعودن وأنا مريض ل أعقل ،فتوضأ وصب
علي من وضوئه فعقلت " (. )2
وكل موضع ذم اللّه فيه الكفار بعدم العقل ،فإشارة إل هذا العن دون
الول نو قوله تعال :صُ ّم ُبكْ ٌم عُ ْميٌ َفهُ ْم ل َيعْقِلُون َ [البقرة ، ]1 7 1 /ونو
ذلك من اليات ،والعقل يقال أيضا للعوض الال القدر ف الشرع مقابل
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
القتل أو الراح ،فعن أب جحيفة قال :قلت لعلي بن أب طالب :هل عندكم
كتاب ؟ قال :ل ،إل كتاب اللّه ،أو فهم أعطيه رجل مسلم ،أو ما ف هذه
الصحيفة ،قلت :فما ف هذه الصحيفة ؟ قال :العقل وفكاك السي ،ول
يقتل مسلم بكافر ) (. )3
وعن أب هريرة أنه قال " :قضى رسول اللّه ف جني امرأة من بن
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه الترمذى ف كتاب الدود ( )1 4 2 3وقال الشيخ اللبان رحه ال :
صحيح ، 4 / 3 2وابن ماجه ف سننه ( ، 1 / 6 5 8 )2 0 4 1والدارمى (
2 / 2 2 5 )2 2 9 6وأحد ف مسنده ( . ) 1 1 8 3
.2أخرجه البخارى ف كتاب الوضوء ( . 1 / 3 6 0 )1 9 4
.3أخرجه البخارى ف كتاب العلم ( . 1 / 2 4 6 )1 1 1
ليان سقط ميتا ،بغرة عبد أو أمة ،ث إن الرأة الت قضى لا بالغرة توفيت
فقضى رسول اللّه بأن مياثها لبنيها وزوجها وأن العقل على عصبتها " ( . )1
ذو العقل ف الصطلح الصوف :
والعقل عند أوائل الصوفية ،غريزة ف قلوب المتحني من عباده ،أقام به
على البالغي الجة ،يولد العبد با ث يزيد ،فالعقل الذى منحنا اللّه قادر على
التفكي ،وعلى معرفة ما أنزل اللّه ،وكل إنسان بلغ سن الرشد ،فقد تمل
مسئولية ناتة من أنه عاقل ،واللّه ل يهلك قوما إل ويذكرهم ،وياطب
عقلهم با يفهم من عب ،وإذا كان اللّه قد من علينا بالعقل ،فلكى ياطبنا
( )2
. بواسطته
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
والعاقل عند أوائل الصوفية هو من أطاع اللّه واهتدى بديه ،يقول الارث
بن أسد الحاسب ( :أل فمن رغب منكم ف العقل ،وأراد السبيل إل اكتسابه
فإن أفضل ما تستفيد بالعقل أن تطيع اللّه فيما افترض عليك ،وتتجنب ما حرم
اللّه عليك ،فمت فعلت ذلك أخذت من العقل بنصيب ،فبذلك جاءت
الخبار أن العاقل ،من أطاع اللّه ول عقل لن عصاه ) ( . )3
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب الفرائض ( . 1 2 / 2 5 )6 7 4 0
.2ماهية العقل ومعناه للحارث الحاسب تقيق ،د /حسي القوتلى طبعة بيوت ،سنة
،1 9 7 2ص 1 0 5ص ،1 6 4وانظر الزيد عن العقل عند أوائل الصوفية ف
رسالة ماجستي بعنوان :موقف الصوفية من العقل حت ناية القرن الرابع الجرى ،
للدكتور ممد عبد ال الشرقاوى ،مكتبة كلية دار العلوم جامعة القاهرة ( )2 6 8
1 9 8 1م .
.3الرزق اللل وحقيقة التوكل على اللّه للمحاسب ص . 1 1
ويبي الحاسب أن اللّه دعا العقول إل النظر ف آياته ،والفكر ف عجائب
صنعه ،لن ف ذلك سبيل لم إل معرفته ،وإل العلم بأنه الالق الرازق الله
الواحد سبحانه وأن من دونه خلق له ،وأن اللق كلهم مألوهون مستعبدون ل
يلكون لنفسهم نفعا ول ضرا ول يلكون موتا ول حياة ول نشورا ويستدل
ض وَا ْختِلفِ الّليْلِ
لذلك ،بقوله تعال ِ :إنّ فِي َخلْقِ السّمَاوَاتِ وَالَ ْر ِ
وَالّنهَارِ ليَاتٍ لُولِي الَْلبَابِ الّذِينَ يَذْ ُكرُونَ اللّهَ ِقيَامًا وَُقعُودًا َوعَلَى ُجنُوِبهِمْ
ت هَذَا بَاطِل ُسبْحَانَكَ َف ِقنَا ت وَالَ ْرضِ َرّبنَا مَا َخَلقْ َ َوَيَتفَكّرُونَ فِي خَلْقِ السّمَاوَا ِ
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
ب النّارِ [آل عمران ، ]1 9 1 : 1 9 0 /وبقوله َ :سنُرِيهِ ْم آيَاِتنَا فِي الفَاقِ
عَذَا َ
( )1
. [فصلت]5 3 / حقّْ
سهِم َحتّى َيتََبيّنَ َلهُمْ َأنّهُ الْ َ
وَفِي َأنْفُ ِ
ويقول الكيم الترمذى (ت3 2 0 :هـ) ( :العقل اسم واحد ،وسلطانه
ناقص وزائد ،يقوى بقوة أركانه ،ويزداد بزيادة سلطانه ،يعقل النفس عن
متابعة الوى ،كما ينع العقال الدابة من مرتعها ومرعاها ،والعاقل هو الذى
يعقل عن ال أمره ونيه ومواعظه ،ووعده ووعيده ،ويفهم مراده ف الشياء
على قدر ما يوفقه ،ويكشف له من تعظيم أمره واجتناب مناهيه ،وهذه كلها
ل توجد إل بلطف ال ،وحسن نظره إليه ،فيفضله على غيه باللب الوصوف
( )2
،ث يعل للعقل مقامات متنوعة : والنور العروف )
-1عقل الفطرة :وهو الذى يرج به الصب والرجل من صفة النون ،
فيعقل ــــــــــــــــــــ
.1القصد والرجوع إل اللّه ص . 5 8
.2بيان الفرق بي الصدر والقلب الفؤاد واللب ص . 7 7
ما يقال له ،لنه يؤمر وينهى ،وييز بي الي والشر ،ويعرف به الكرامة من
الوان ،والربح من السران ،والباعد من اليان ،والقرابة من الجانب .
-2عقل الجة :وهو الذى به يستحق العبد من ال تعال الطاب ،فإذا بلغ
اللم يتأكد نور العقل ،الذى وصف بنور التأيد ،فيؤيد عقله ،فيصل إل
خطاب ال تعال .
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
-3عقل التجربة :وهو أنفع الثلثة وأفضلها ،لنه يصي حكيما بالتجارب
يعرف ما ل يكن بدليل ما قد كان ،وهو ما قال رسول ال " :ل حكيم
إل ذو تربة ،ول حليم إل ذو عثرة " (. )1
-4العقل الوروث :وصفته أن يكون الرجل كبيا عاقل ،حكيما
عليما حليما وقورا ،قد ابتلى بولد سفيه أو تلميذ سفيه ،ل ينتفع من صحبته
فيورث ال تبارك وتعال ببكته عقله ونوره ،وضياءه ونفعه ووقاره وسكينته
وسته لذا السفيه ،فيتغي حاله ف الوقت فيصي وقورا عاقل على سبيل سلفه ،
وهذا إنا يورث يعاينه النسان بوفاة الكبي العاقل وتغي الال ف السفيه الاهل
(. )2
ــــــــــــــــــــ
.1ضعيف ،أخرجه الترمذى ف كتاب الب والصلة ( )1 9 5 6وقال الشيخ اللبان :
ل حليم إل قال " :قال رسول ال ضعيف ، 4/379عن أب سعيد الدري
ذو عثرة ول حكيم إل ذو تربة " قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب ل نعرفه
إل من هذا الوجه ،وأخرجه أحد ف السند ( )1 0 6 3 4وأخرجه البخارى ف
" :ل حكيم كتاب الدب موقوفا على معاوية بن أب سفيان بلفظ ( وقال معاوية
.2السابق ص . 7 6 إل ذو تربة " . 1 0 / 5 4 6
أما العاقل عند أصحاب الوحدة فهو العتنق لبدأهم ،وهو الذى يرى اللق
ف الظاهر ،والق ف الباطن ،ويكون الق عنده مرآة للخلق وتتفى الرآة
حت تصي ف صورة يظهر هو نفسه فيها ،وهذا هو الحتجاب الطلق ،فيى
الوجود الواحد بعينه حقا من وجه ،وخلقا من وجه ،فل يتجب بالكثرة عن
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
شهود الوجه الواحد الحد بذاته ،ول يزاحم ف شهود كثرة الظاهر أحدية
الذات الت يتجلى فيها ،ول يتجب بأحدية وجه الق عن شهود الكثرة
اللقية ،ول يزاحم ف شهوده أحدية الذات التجلية ف الجال كثرتا ،وإل
ذلك أشار بن عرب ف قوله ( : )1
ففى اللق عي الق إن كنت ذا عي
( )2
. وف الق عي اللق إن كنت ذا عقل
**********************************
-64الـــــــــــــذوق
**********************************
الذوق :مصدر ذاق الشيء يذوقه ذوقا ،والذاق طعم الشيء والذوق يقال
ف الحسوسات والعنويات ( : )3
ــــــــــــــــــــ
.1معجم الكاشان ص 1 8 1وكشاف التهانوى 2 / 3 3 5والتعريفات ص . 1 1 3
.2السابق ص . 1 8 1
.3لسان العرب ، 1 0 / 1 1 1وكتاب العي 5 / 2 0 1والفردات ص . 1 8 2
-1الذوق ف الحسوسات هو وجود الطعم بالفم ،وأصله فيما يقل تناوله
دون ما يكثر ،فإن ما يكثر منه يقال له الكل ،قال ال تعال َ :فلَمّا ذَاقَا
ج َرةَ بَدَتْ َل ُهمَا َسوْآُتهُمَا [العراف ، ]2 2 /وروى عن جابر قال " :
الشّ َ
مكث النب وأصحابه وهم يفرون الندق ثلثا ،ل يذوقوا طعاما " ( ، )1
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
وعن أب هريرة قال " :الفأرة مسخ وآية ذلك أنه يوضع بي يديها لب الغنم
فتشربه ويوضع بي يديها لب البل فل تذوقه ،فقال له كعب :أسعت هذا
من رسول اللّه ؟ قال :أفأنزلت علي التوراة ؟ " (. )2
-2الذوق ف العنويات من باب التشبيه ،ومنه عدة معان :
أ -الذوق :تعبيا عن استشعار حلوة الماع ،لا روى عن عائشة رضي اللّه
عنها ،جاءت امرأة رفاعة القرظي النب ،فقالت " :كنت عند رفاعة
فطلقن ،فأبَتّ طلقي ،فتزوجت عبد الرحن بن الزبي ،إنا معه مثل
هدبة الثوب ،فقال :أتريدين أن ترجعي إل رفاعة ؟ ،ل :حت تذوقي
( )3
. عسيلته ويذوق عسيلتك "
ب -الذوق :تعبيا عن استشعار سكرات الوت ،ومنه قوله تعال :كُ ّل
َن ْفسٍ ذَاِئ َق ُة الْ َموْت ِ [آل عمران ]1 8 5 /وعن عائشة رضي اللّه عنها :أن
أبا
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه أحد ف السند ( 3 / 30 0 )13 7 9 9واللفظ له ،وأخرجه البخارى ف
كتاب الغازى برقم ( . )41 0 0
.2أخرجه مسلم ف كتاب الزهد ( . 4 / 229 4 )29 9 7
.3أخرجه البخارى ف كتاب الشهادات ( . 5 / 295 )2 6 3 9
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
فقبله ،قال " :بأب أنت وأمي بكر جاء فكشف عن رسول اللّه
طبت حيا وميتا والذي نفسي بيده ل يذيقك اللّه الوتتي أبدا " ( ، )1
ومن حديث عائشة رضى ال عنها ،قال عامر بن فهية :
( )2
. إن وجدت الوت قبل ذوقه :إن البان حتفه من فوقه
ج -الذوق :تعبيا عن الحساس بالل والعذاب ،ومنه قوله تعال :كُلّمَا
جلُودًا غَيْ َرهَا ِليَذُوقُوا اْلعَذَابَ [النساء]5 6 /
جتْ جُلُو ُدهُ ْم بَدّْلنَاهُمْ ُ
َنضِ َ
وعن أب هريرة قال " :جاء مشركوا قريش ياصمون رسول اللّه
حبُونَ فِي النّا ِر عَلَى وُجُو ِههِمْ ذُوقُوا َمسّ
ف القدر ،فنلت َ :ي ْومَ يُسْ َ
( )3
. َسقَر ِإنّا كُلّ شَيْءٍ َخَل ْقنَا ُه ِبقَدَر ٍ [القمر" ]4 9 : 4 8 /
د -الذوق :تعبيا عن الحساس بالرحة والنعمة ،كقوله تعال :وََلئِنْ أَذَ ْقنَا
الِنسَانَ ِمنّا َرحْ َم ًة ثُ ّم نَ َز ْعنَاهَا ِمنْهُ ِإنّهُ َلَيئُوسٌ َكفُورٌ [هود ، ]9 /وقوله :
ستْهُ [هود. ]1 0 / ضرّاءَ مَ ّوََلئِنْ أَذَ ْقنَاهُ َنعْمَا َء َبعْدَ َ
ضرَبَ اللّ ُه َمثَل و -الذوق :تعبيا عن البتلء والختبار كقوله تعال :وَ َ
ت ِبَأنْعُمِ
قَ ْرَيةً كَاَنتْ آ ِمَنةً مُ ْط َمِئّنةً َي ْأتِيهَا رِزُْقهَا َرغَدًا مِنْ كُ ّل َمكَانٍ َف َكفَرَ ْ
ف بِمَا كَانُوا َيصَْنعُون َ [النحل]1 1 2 / خوْ ِ ع وَالْ َ
س الْجُو ِ اللّهِ َفأَذَاَقهَا اللّهُ ِلبَا َ
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه البخارى ف كتاب الناقب ( . 7 / 24 )3 6 7 0
.2أخرجه أحد ف السند ( 6 / 22 1 )25 8 9 8واللفظ له ،وأخرجه البخارى ف
كتاب الج ( . 7 / 26 3 )18 8 9
.3أخرجه مسلم ف كتاب القدر ( . 4 / 20 46 )2 6 5 6
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
فاستعمال الذوق مع اللباس ،من أجل أنه أريد به التجربة والختبار
أى فجعلها بيث تارس الوع والوف ،وعن خباب بن الرت قال
( )1
. " :إن سألت اللّه أن ل يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها "
الذوق ف الصطلح الصوف :
الذوق ف الصطلح الصوف يراد به الذوق اليان ،تشبيها له بالتذوق ف
الحسوسات ،فالذواق الت يشي القوم إليها ،هى علوم ل تنال إل لن كان
خال القلب عن جيع العلئق والعوائق كلها ،وتقرير ذلك عندهم أنه لا
استحال على القوة الذائقة أن تدرك شيئا من الطعوم ،ما ل تكن خالية عن
التكيف بميعها ،لكون الرطوبة اللعابية النبعثة من آلة اللعاب ،إذا ل تكن
عدية الطعم ،فإنه ل يكن لا أن تؤدى الطعوم على وجهه ،كما يشاهد ذلك
من حال الرضى ،إذا تكيفت قوتم الذائقة بكيفية طعم اللط الغالب ،فإن
طعم الشياء الأكولة والشروبة ،ل تتأدى إل مشوبة بطعم ذلك اللط الغالب
فكذا حال القوة الدركة للحقائق من النسان ،فإنا ما ل تكن خالية عن
التكيف بشئ من العقائد والراء الترسخة فيها ،فإنا ل مالة يستحيل عليها أن
تؤدى إل نفس كيفية تلك القائق على ما هى عليه ف أنفسها ،ليمكن النفس
( )2
. من الطلع على وجه الق فيها
ــــــــــــــــــــ
.1أخرجه الترمذى ف كتاب الفت ( )21 7 5وقال الشيخ اللبان :صحيح
. 4 / 471
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
.2انظر لطائف العلم ، 1 / 47 3 : 471والتعريفات للجرجان ص ، 1 1 2
وكشاف اصصطلحات الفنون للتهانوى 2 / 32 1بتصرف .
وما ورد عنهم ف مصطلح الذوق ،ما روى عن ذى النون الصرى
(ت2 4 8 :هـ) أنه قال ( :لا أراد أن يسقيهم من كأس مبته ،ذوقهم
( )1
. من لذاذته وألعقهم من حلوته )
وينسب لحد بن عطاء الروذبارى (ت3 6 9 :هـ) ( :الذوق لهل
الواجيد فأهل الغيبة إذا شربوا طاشوا وأهل الضور إذا شربوا عاشوا ) ( ، )2
ويذكر السراج الطوسى (ت3 8 7 :هـ) أن الذوق عندهم هو ابتداء الشرب ،
وينقل عن بعضهم قوله :
( )3
. يقولون ثكلى ومن ل يذق :فراق الحبة ل يثكل
أما الجويرى (ت4 6 5 :هـ) فعنده أن الذوق مثل الشرب ،ولكن
الشرب ل يستعمل إل ف الفرح ،أما الذوق فإنه ينطبق على الفرح والبلء ،
كأن يقول قائل :ذقت اللف وذقت البلء ،وذقت الراحة فكل هذا يصح ،
ويكن أن يقال ف الشرب :شربت بكأس الوصال ،وبكأس الود ،قال تعال
ُ :كلُوا وَاشْ َربُوا َهنِيئًا [الطور ]1 9 /وحينما ذكر الذوق ،قال جل شأنه :
ُذقْ إِنّكَ َأْنتَ اْلعَزِي ُز اْلكَرِي ُ [الدخان ، ]4 9 /وف موضع آخر ،قال :ذُوقُوا
( )4
. [القمر]4 8 / س َسقَر َ
َم ّ
ــــــــــــــــــــ
.1اللمع ص . 44 9
.2طبقات الصوفية ص . 4 9 8
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
.3اللمع ص . 44 9
.4كشف الحجوب ص . 47 5
وقال أبو القاسم القشيى (ت4 6 5 :هـ) ( :ومن جلة ما يرى ف
كلمهم ،الذوق والشرب ،ويعبون بذلك عما يدونه من ثرات التجلى
ونتائج الكشوفات وبوادة الواردات ،وأول ذلك الذوق ث الشرب ث الرى
فصفاء معاملتم يوجب لم ذوق العان ،ووفاء منازلتهم يوجب لم الشرب
ودوام مواصلتم يقتضى لم الرى ،فصاحب الذوق متساكر ،وصاحب
الشرب ،سكران وصاحب الرى صاح ) ( . )1
والذوق عند الصوفية كما تقدم ذوق إيان ،لكن تتنوع دللته عندهم على
حسب اليان با يعتقده كل منهم ،فالوائل ذوقهم تشهد له الصول القرآنية
والنبوية ،لن أصول التوحيد السن قائمة ف اعتقادهم ،لكن اللول منهم
مشربه ف الذوق الفناء عن شهود السوى والتاد بال ،ويرى صاحب الذوق
السابق أدن منه ف النلة ،كذلك الذوق ف مفهوم القائلي بوحدة الوجود
ذوق إيان نبع من نفى الفرق لن الكل تعينات لذاته ،يقول ابن الفارض :
وعن بالتلويح يفهم ذائق :غن عن التصريح للمتعنت
منحتك علما إن ترد كشفه فرد :سبيلى واشرع ف اتباع شريعت
فمنبع صدى من شراب نقيعة :لدى فدعن من سراب بقيعة ( . )2
فذوق ابن عرب وابن الفارض ومن شاكلهما يتلف عن ذوق اللج وأب
يزيد ،يتلف عن ذوق القشيى والسراج الطوسى وغيها ،فكل قد علم
مشربه اليان وذوقه الروحان .
معجم المصطلحات الصوفية التى تجيزها الصول القرآنية والنبوية
538
ــــــــــــــــــــ
.2ديوان ابن الفارض ص . 7 5 ، 6 0 .1الرسالة . 1 / 2 3 9