You are on page 1of 5

‫كيف ترى العولمة ؟ هل هي شيئ ايجابي كما يراه البعض أم انه خطر داهم كما يرى البعض الخر؟‬

‫العول مة‪ :‬هي كل ن شر أو ت طبيق لفكار وثقافات وتقنيات( معي نة ومحددة) بق صد من ق بل فئة ما وتعميم ها على العالم وتأثير ها ف يه في المجالت الحيات ية‬
‫المختلفة ‪ ,‬السياسية منها والقتصادية والجتماعية والثقافية وما إلى ذلك ‪ ,‬بهدف خدمة مصالح تلك الفئة‪..‬‬

‫والعولمة موضوع شائك ونقطة خلفية بين الكثيرين وقضية مثيرة للجدل في شتى أنحاء العالم ‪ ,‬ولعل مرد هذا الختلف ومرجعه لسعة االمدلولت التي تعبر‬
‫عنها الكلمة ‪ ,‬واكثرها الخلط بين معنيي العولمة والتدويل ‪.‬‬

‫فالعولمة كما يراها أو يسميها البعض " غزو فكري وثقافي وشكل آخر لستعمار جديد للعالم ‪ ,‬من قبل دول عظمى تسعى لتحويل العالم إلى رقعة شطرنج ‪,‬‬
‫هدف ها ن هب خيرات العالم وفرض هيمنت ها عل يه ‪ ,‬من خلل تغي يب الحضارات الن سانية المختل فة ود ثر معالم ها ‪ ,‬وط مس مل مح وهو ية الشعوب في مل مح‬
‫شخصمممية جديدة وضعمممت لهذه الهداف ‪ ,‬لتديمممن بالولء والطاعمممة والعبوديمممة لتلك الفئة المسمممتبدة والمتحكممممة بمقدرات تلك الشعوب‬
‫لذا فإنهم يرون بضرورة محاربتها وواجب التصدي لها ودرء تلك الخطار عن أممهم والحيلولة دون ذلك ‪.‬‬

‫بين ما يرى الب عض ال خر العول مة على أن ها تغيرا اجتماعيا ن حو الف ضل ‪ ,‬وأن ها سبيل الخلص للن سانية من كل ما يكدر ها ‪ ,‬وكذلك من مخلفات الما ضي‬
‫كالرجعية والجهل والمراض والتخلف ‪ ,‬من خلل نشر العلم والمعرفة وانفتاح العالم على بعضه البعض وزوال الحكرية وخاصة الفكرية منها‪ ,‬وتحقيق ترابط‬
‫وتوازن بين المجتمعات عن طريق التبادل الثقافي والتجاري والمتمثل بتطور عالمي التصالت والمواصلت وتقنياتهما ‪ .‬ليصبح العالم قرية صغيرة ‪ ,‬يسوده‬
‫التفاهم المتبادل والصداقة بين "سكان الرض ‪.‬‬

‫وبيمن اتسماع الهوة بيمن مؤيدي العولممة ومعارضيهما ‪ ,‬وبيمن سميرها بخطمى سمريعة ‪ ,‬إذ أقمر الجميمع بعدم القدرة على مجاراتهما أو التصمدي لهما ‪,‬‬
‫يبقى السؤال مطروحا أين نقف نحن من العولمة وما دورنا فيها ‪.‬‬

‫العولمة في كل مكان‬

‫لقد عمت العولمة كل شيء تقريبا‪ .‬إذ تعولم رأس المال والشركات والسواق الكبرى بمقتضى حرية التجارة‪ .‬وكما تعولم العلم والمعلومات‪ ،‬العلم والتصالت‪،‬‬
‫‪.‬الديموقراطية وحقوق النسان والحيوان‪ ،‬والدفاع عن البيئة‬

‫تعولم الفقر والهجرة والجرام والمراض والوبئة الفتاكة وتدمير البيئة‪ .‬وكما تعولم الرهاب‪ ،‬تعولمت الحرب عليه‪ ،‬فتعولمت مناهضتها من لدن منظمات‬
‫‪.‬المجتمع المدني الكوني غير الحكومية‪ ،‬التي بدورها تعولم نضالها من اجل عولمة إنسانية تعلن حربها على الجوع والفقر والجهل والمراض الفتاكة‬

‫سوق كونية‬

‫تمثل الشركات المتعددة الجنسية عماد اقتصاد العولمة‪ ،‬وهي تملك بالتالي نفوذا سياسية قوية في دولها الصلية‪ ،‬ويمتدهذا النفوذ السياسي من خلل فروعها إلى‬
‫‪.‬الدول المقيمة فيها‪ .‬وتوجد من بين الشركات المائة متعددة الجنسية الكبر حجما‪ 53،‬أوروبية الصل و ‪ 23‬أمريكية الصل‬

‫يبلغ عدد الشركات المتعددة الجنسيات أكثر من ‪ 65‬ألف شركة‪ .‬لديها أكثر من ‪ 850‬فرعا خارجي‪ ،‬ويعمل بها أكثر من ‪ 54‬مليون مستخدم‪ .‬بلغت صادرات‬
‫الفروع الجنبية للشركات المتعددة الجنسية نحو ‪ 45‬في المائة من مجمل حجم الصادرات العالمية(يقف حجم التجارة العربية عند ‪ %2,7‬من إجمالى التجارة‬
‫‪).‬العالمية‬

‫وتهيمن على ثلثة أرباع المبادلت التجارية العالمية ثلثة تكتلت اقتصادية كبرى هي التحاد الوروبي‪ ،‬ومثلث اتفاقية النافتا المكون من امريكا وكندا والمكسيك‪،‬‬
‫‪.‬إضافة إلى دول آسيا الشرقية‬

‫وقد انْبنت حركة الستثمارات الخارجية المباشرة لخدمة مصالح الشركات الحتكارية الكبرى‪ ،‬حيث يحظى قطاع الخدمات بحوالي ‪ 48‬في المائة من الستثمارات‬
‫الخارجية المباشرة و ‪ 4‬في المائة فقط لقطاع استخراج المعادن‪ ،‬بما فيه استثمارت استخراج النفط‪ .‬وتسيطر الدول المتقدمة على الستثمارات الخارجة منها‬
‫‪.‬والقادمة إليها‬

‫إذ تعود نسبة ‪ 62‬في المائة للتحاد الوروبي و ‪ 18‬في المائة للوليات المتحدة المريكية‪،‬واليابان ‪ 5‬في المائة‪ .‬فيما يتضخم الدين الخارجي باطراد وعلى نحو‬
‫‪.‬مركب والذي يطال الدول النامية والفقيرة‪ .‬فبين ‪ 1970‬و ‪2001‬تضاعف الدين العالمي ‪ 35‬مرة‬

‫وينتعش اقتصاد المافيا عبر عولمة الجرام عابر الحدود من خلل شبكات تبييض الموال وتهريب البضائع والمخدرات والبشر‪ ،‬من طالبي اللجوء السياسي‬
‫‪.‬والنساني والقتصادي‪ ،‬والمتاجرة بالطفال وبالرقيق البيض‬

‫عولمة الصولية‬

‫ومن مظاهر العولمة في تحولتها الحالية هيمنة الصوليات الدينية في نواحي كثيرة من العالم‪ ،‬حتى أنها استولت على السلطة في بعض الدول مثل طالبان في‬
‫‪.‬أفغانستان أو حزب جاناتا الهندوسي في الهند واللكيود في إسرائيل‪ ،‬ويمين المحافظين والمسيحيين الجدد في أمريكا‬

‫فتصبح الديان‪ ،‬التي هي في جوهرها رسالة سلم‪ ،‬وسيلة للتعصب والتطرف‪ ،‬وطريقة للنغلق على الذات الماضوية‪ ،‬ومنهجا لرفض قيم الحضارة الليبرالية‬
‫المعاصرة‪ .‬هذا فيما يوجد أكثر من ‪ 20‬مليون من اللجئين خارج أوطانهم‪ ،‬أغلبهم جاءوا من العالم العربي والسلمي‪،‬من بينهم أعداد كبيرة من الصوليين‬
‫‪.‬وجدوا في الغرب‪ ،‬الذي يرفضون قيم حداثته‪،‬الحرية المفقودة في بلدانهم‬

‫العرب والعولمة‬

‫إن الثابت العامل في اقتصاد العرب تأثيرا في اقتصاد العالم هو ل شك النفط المسمي غربا "ذهب الشرق الوسط السود"‪ .‬ومقابل رخاء فائض النفط يعاني العالم‬
‫العربي شح الماء‪ ،‬حيث تكثر سيناريوهات حروب المياه المفترضة بين العرب وإسرائيل في المستقبل المنظور‪ .‬وبسبب تركز ما يقارب ثلثي احتياط النفط العالمي‬
‫‪.‬في حوزة منطقة السعودية والعراق والكويت والمارات وقطر وإيران‪ ،‬فإنها تصبح بالضرورة موضوعا للهيمنة في المخططات الستراتيجية للقوى المهيمنة‬

‫فإلي جانب كون النفط المصدر الرئيس للطاقة الصناعية العالمية‪ ،‬أصبح مصدرا لحروب عالمية‪ .‬فبسبب النفط‪ ،‬في الساس‪ ،‬اشتعلت عدة حروب‪ ،‬كانت اليد‬
‫‪.‬الغربية فيها حاضرة أو خفية‬

‫العالم العربي عاجز عن اللحاق في ركب العولمة‬

‫‪.‬والحال أن حال العالم العربي‪ ،‬في بداية العام الخامس من القرن الجديد في اللفية الجديدة‪ ،‬حال رجل العصر المريض‬

‫مريض بطبائع الستبداد السياسي‪ ،‬والتخلف القتصادي‪ ،‬والقمع الجتماعي‪.‬والجمود الفكري‪ .‬مشتعل بالعنف والرهاب والحروب‪ .‬في الخليج يُستخرج النفط‬
‫مخلوطا ببداوة مستبدة وبطالة شبابية فائضة وتعصب وهابي‪ .‬وفي المشرق يتحول العراق إلى مستنقع لوهام المحافظين الجدد‪ .‬وتحافظ دائرة العنف‬
‫‪.‬السرائيلي‪/‬الفلسطيني على دورانها الدموي‪ .‬وتناور سوريا في لبنان‬

‫والحال نفسه تقريبا في المغرب العربي(المغرب‪،‬الجزائر‪،‬موريتانيا‪،‬تونس‪،‬ليبيا) من ناحية الستبداد السياسي‪،‬حتى في ظل بعض النفراج الديموقراطي‬
‫‪".‬الموارب(المغرب‪،‬الجزائر)‪ .‬ومن ناحية الوضاع القتصادية والجتماعية الخانقة‪ ،‬التي تتفاقم في ظل فساد اقتصادي كبير‪ ،‬مع نمو سكاني"تفجري‬

‫إذ ارتفع عدد سكان الدول المغاربية الخمس من ‪12‬مليون و ‪ 300‬ألف نسمة العام ‪1900‬إلى أكثر من ‪ 80‬مليون العام ‪ .2002‬أغلبهم من الشباب‪ ،‬المحمولين‬
‫‪.‬على تدني فرص التعليم والعمل والحلم بالمستقبل‪ .‬المر الذي يدفع بألوف الشباب إلى الهجرة إلى أوروبا بطرق غير شرعية‪ ،‬غالبا‪ ،‬وخطرة على حياتهم‬

‫والحاصل في الجمال‪ ،‬عالم عربي مصاب بعلل مزمنة‪.‬تجعله يقع من العولمة موقع الكسيح الذي ل يحق له الركض في مضمار المتنافسين الصحاء السوياء‬

‫محمد السادس يدعو إلى تطوير التعليم لستيعاب متطلبات العولمة‬

‫هسبريس‬
‫‪Thursday, April 03, 2008‬‬

‫دعا الملك محمد السادس إلى "احترام الهوية العربية السلمية الصيلة في منظومة التعليم"‪.‬‬

‫وقال في خطاب إلى "المنتدى العر بي الخا مس للترب ية والتعل يم" الذي بدأ أعماله أ مس في ال صخيرات ت حت شعار "التعل يم في الو طن العر بي‬
‫والعول مة"‪ ،‬إن "المؤ سسات التعليم ية مدعوة با ستمرار إلى ملء مة مناهج ها وأ ساليب عمل ها مع ما يتطل به تأه يل الموارد البشر ية وتح سين‬
‫أدائ ها وجودت ها لخوض غمار العول مة وانفتاح ها على الم ستجدات في تطو ير أنظ مة الترب ية والتأه يل في احترام لهويت نا العرب ية ال سلمية‬
‫الصيلة"‪.‬‬
‫وشدد على "ضرورة النكباب على تقو يم الن ظم التربو ية وتحد يد موا طن الخلل والق صور في ها ور صد كل الكراهات والعراق يل ال تي يحمل ها‬
‫اكتساح العولمة للعالم العربي"‪ ،‬مطالبا بم "تعميق المواطنة والممارسة الديموقراطية والرتقاء بمؤثرات التنمية"‪.‬‬

‫وحمض على إيلء عنايمة خاصمة للشباب "لجعله أكثمر تشبعا بروح المبادرة والمسمؤولية والنفتاح والعتدال والتسمامح"‪ .‬ورأى أن "دور‬
‫المؤسمسات التعليميمة يكممن فمي منمح الجيال الجديدة الصماعدة أدوات النفتاح والمنافسمة والهتمام بالقضايما العادلة والنشغالت الحقيقيمة‬
‫للمة"‪.‬‬

‫وأ كد أهم ية "تر سيخ التراث المشترك الذي تمثله الل غة العرب ية ال تي ت ستدعي جهودا خا صة لتنميت ها وتأهيل ها من أ جل امتلك تكنولوج يا‬
‫المعلومات وضمان حضور أكثر وزنا في قضاءات العلم والتصال"‪ ،‬كما دعا إلى "تطوير المناهج التعليمية لستيعاب متطلبات العولمة"‪.‬‬

‫من جه ته‪ ،‬أ كد رئ يس "مؤ سسة الف كر العر بي" الم ير خالد الفي صل أن دورة المتندى «تتجاوز النطاق المحلي الى العالم ية في اطار الجهود‬
‫العرب ية المواز ية ال تي تعاود الن ظر في هيكلة التعليمم وإحداث الصملحات والتطويرات‪ ،‬طبقا لمسمتجدات العول مة ومقتضيات الثورة التقن ية‬
‫المصاحبة"‪.‬‬

‫ود عا إلى "بلورة رؤ ية ا ستراتيجية تك فل الفادة من ايجابيات العول مة"‪ .‬وشدد على أن هذه الرؤ ية تندرج في إطار "حما ية وتعز يز أشكال‬
‫التنوع الثقافي وحق كل مجتمع في الحفاظ على ثقافته الخاصة وتهيئة البيئة الملئمة للصناعات الثقافية المتعددة‪.‬‬

‫بيد أنه رأى أن التعليم في العالم العربي‪ ،‬وإن كان حقق ايجابيات في خفض نسبة المية والمساواة بين المرأة والرجل‪ ،‬فإنه «ل يزال على‬
‫مسافة بعيدة من النخراط في تيار المعاصرة الذي تحمله رياح العولمة في كل التجاهاتاعتقال ‪ 600‬من مناهضي العولمة في واشنطن‬

‫المحتجون حاولوا تعطيل المرور في ساعة الذروة الصباحية‬


‫اعتقلت الشرطة في العاصمة المريكية واشنطن حوالي ‪ 600‬شخص كانوا يشاركون في المظاهرات المناهضة للعولمة بمناسبة انعقاد‬
‫‪.‬اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين‬

‫وأفادت التقارير الواردة من واشنطن بوقوع شجار وأعمال عنف محدودة عندما خرج المتظاهرون إلى الشوارع متشابكي اليدي وأشعلوا النار‬
‫‪.‬في إطارات السيارات في أول الحتجاجات التي سترافق اجتماعات تستغرق ثلثة أيام‬

‫وهتف المتظاهرون " من حقنا أن نتظاهر‪ ،‬هذه ليست دولة بوليسية" في الوقت الذي كانت صفوف رجال البوليس المحتمين بدروعهم تدفع‬
‫‪.‬كثيرين منهم للوراء‬

‫‪.‬وقال المحتجون إن الشرطة هي التي بدأت العنف عندما سعت لعتقال مجموعة من المتظاهرين المسالمين‬
‫تعزيزات من الشرطة جاءت من مختلف أنحاء الوليات المتحدة‬
‫وقد اتبع المحتجون أساليب جديدة بهدف إرباك حركة المرور في ساعة الذروة بالعاصمة المريكية عن طريق إجراء اتصالت زائفة بخدمات‬
‫‪.‬الطوارئ والعتصام وقيادة الدراجات في الشوارع بأعداد كبيرة‬

‫‪.‬كما رقص آخرون في الشوارع وقد غطوا وجوهم وملبسهم بالطين وأوراق الشجار‬

‫ورغم ذلك فقد استجاب معظم سكان المدينة للنصائح التي تلقوها مسبقا بعدم قيادة سياراتهم في الشوارع ولم ترد أنباء عن اكتظاظ مروري غير‬
‫معتاد‪ ،‬كما عقد وزراء مالية الدول العضاء في الصندوق والبنك الدوليين اجتماعهم دون معوقات رغم الحصار الذي ضربته الشرطة حول‬
‫‪.‬مقر الجتماع‬

‫نظرة الدول الكبرى‬

‫تنظر هذه الدول إلى الشرق الوسط على أنه منجم ثراء مغر‪ ،‬وأن الكثيرين من المفكرين الميركيين تنبأوا بأن هذا القرن سيكون قرنا أميركيا‬
‫يقود العالم‪ .‬كما أن الكثير من الفلسفة برروا للمبراطورية الجديدة طموحها من أنها لم تستغل الشعوب بل أن الكثير من شعوب العالم‬
‫استنزفت طاقات وموارد وخيرات القتصاد الميركي‪ .‬لذا‪ ،‬فإن ما يفعله السلم الميركي بنظرهم هو المواءمة بين مصالح الوليات المتحدة‬
‫ومصالح النسانية جمعاء‪.‬‬

‫قبل ذلك‪ ،‬وتحديدا في ‪ 20‬كانون الثاني ‪ ،1960‬كان الرئيس الميركي جون كنيدي وعد بأن يجعل التجربة الميركية نجما هاديا لشعوب‬
‫الرض‪ .‬وحتى يتحقق ذلك‪ ،‬كان لبد للوليات المتحدة في مرحلة الحرب الباردة ‪ 1989-1946‬مع التحاد السوفييتي أن تجر هذا الخير إلى‬
‫سباق تسلح‪ ،‬لتستنزف كل قواه القتصادية‪ ،‬ففي تصريح لوزير دفاعها روبرت مكنمارا أمام أساتذة كلية الدفاع‪ ،‬من أنه يجب أن نرغم التحاد‬
‫السوفييتي أن يضع أولوية المن قبل التنمية‪ ،‬حتى يرهن موارده‪ ،‬ونتركه في النهاية ترسانة أسلحة نووية بدون خبر أو لحم‪.‬‬

‫لم يمض على ذلك عقود ثلثة‪ ،‬حتى انهار التحاد السوفييتي‪ ،‬المزاحم الرئيسي للوليات المتحدة‪ ،‬وتصدعت تجربته‪ ،‬وراحت أجزاء‬
‫إمبراطوريته تتهاوى الواحدة بعد الخرى‪ ،‬خاصة في أوروربا الشرقية‪ ،‬لتنتهي حقبة الحرب الباردة‪ ،‬ويبدأ سعي الوليات المتحدة كقوة عظمى‬
‫وحيدة إلى إرساء نظام عالمي جديد‪ .‬فحشدت ثلثة أرباع قوتها القتالية في الخليج العربي‪ ،‬لتستهل هذا النظام برسالة لكل القوى العالمية التي‬
‫يمكن أن تكون مرشحة للتساوي اقتصاديا معها‪ ،‬الصديقة منها قبل العدوة‪ .‬وبدت معها أن المنطقة العربية هي الساحة الولى للمصالح‬
‫الميركية‪ .‬ومن بين كل المناطق التي سيطرت عليها‪ ،‬نجد أن هذه المنطقة‪ ،‬أو بشكل أوضح منطقة الطاقة والبترول ل يسمح تعريض وجودها‬
‫فيها لي رهان‪ .‬وكانت حرب الخليج استهللً قويا لبدايات قرن‪ ،‬فهمت معالمه طبقا لستراتيجيتها‪.‬‬

‫بالتوازي مع هذه العصر الميركي‪ ،‬نجد أن أوروبا التي أدمتها حروبها التاريخية‪ ،‬تقود نفسها إلى التحاد‪ ،‬وأن اليابان بعد أربعة عقود من‬
‫تدميره يقف كتفا إلى كتف مع القتصاد الميركي‪ ،‬بينما نجد أنفسنا نحن العرب خارج ظروف المم وتاريخها‪ .‬حاضرنا اليوم أسوأ من ماضينا‬
‫القريب‪ .‬نعيش الخطوط الصولية والطائفية والمذهبية‪ ،‬وهي إرهاصات ل يمكن أن تنقلنا إلى عالم اليوم‪ ،‬الذي يسعى إلى التنمية والديموقراطية‬
‫في كل مجالت الحياة النسانية والتاريخية‪.‬‬

‫إن دولً عربية مثل سورية والعراق ومصر‪ ،‬لديها قاعدة صناعية‪ ،‬استنزفت قواها هذه في سباق للتسلح دونما تحقيق هدف يذكر‪ .‬وإن نظاما‬
‫شموليا مثل النظام السوري‪ ،‬ليزال يمارس سياسة كبح شعبه والسيطرة عليه‪ ،‬دون إعارة أي اهتمام لما يجري من تغير في المجتمع الكوني‪،‬‬
‫ويتحكم بموارد بلده بعقلية شركة استثمارية جشعة‪ ،‬تمتص الدماء من شرايين القتصاد السوري‪ ،‬ويحاصر نويّات المجتمع المدني‪ ،‬التي تتبرعم‬
‫في بعض المحافظات السورية‪.‬‬

‫اخيرا‪ ،‬إن المتتبع لما تنشره بعض القلم العربية حول العولمة‪ ،‬يشعر أن أصحابها يبتعدون عن بحث الظاهرة‪ ،‬باعتبارها مرحلة جديدة من‬
‫مراحل تطور المجتمع البشري‪ ،‬ويبحثون فقط في أمركة العالم وقيادة العالم‪ ،‬وهي جوانب تتعلق باستغلل الظاهرة‪ ،‬ل باعتبارها فوزا‬
‫ليديولوجية ليبرالية جديدة‪ ،‬وللثورة العلمية والتقنية والتصالت والمعلومات‪ .‬وفي هذا السياق يمكن أن نتخذ من الصين التي تتمسك باستقللها‬
‫السياسي‪ ،‬والتي رغم حجمها وسوقها الواسعة قد دخلت العولمة من بابها الكبير‪ ،‬بعد أن انضمت إلى المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬وأدركت أنها‬
‫ستبقى مهمشة ومتخلفة إذا لم تقرع باب العولمة بقوة‪ .‬في حين أن دولة مثل إيران تقدم نموذجا سيئا ل يحتذى به‪ ،‬وهي غارقة في مشاكل‬
‫معقدة‪ ،‬ولول قوتها النفطية‪ ،‬لسقطت هذه الجمهورية المتقوقعة من زمان‪ ،‬أو تحولت إلى مستنقع أفغاني آخر‬
.

You might also like