Professional Documents
Culture Documents
ف
ه
و َرب ّ ِ ع ْ
ف ِ قير إلى َ ال َ
ف ِ
الله ل َ ُ
ه َ
غ َ
فر
مين
سل ِ ِ
م ْ
ع ال ُ
مي ِ
ج ِ
ول ِ َ
ديه َ
وِلوال َ
َ
ضا م َ
عر ً وجه الله تَعالى ل ُيريد به َ ن أراد َ طباعته ل َ َ ْ
عن ه َوجزاه الله عني و َ َ ُ
نل ُ دنيا فقد أذِ َ ن ال ّ م ْ ِ
ظيم َ
م الَعلي العَ ِ ه الكري َ سأل الل َ خيًرا ،أ ْ مسِلمين َ ال ُ
َ
ه َوأن مع َ ُس ِ
ن َ ن قََرأه وَ َ
م ْ م ْ ن ي َن َْفع ِبه َ حيم أ ْالّرؤف الّر ِ
ن ينتِفع ِبه ،اللُهم م ْسعى بهِ إ َِلى َ عليه أو َ دل َ من َ يأجر َ
جمِعين حِبه أ ْص ْعلى آل ِهِ وَ َ مد وَ َ على مح ّ ل َ ص َِ
عالى
ه تَ َ
ف لل ِ و ْ
ق ٌ َ
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
2
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
نحمده على ما أفاض علينا مسسن النعسسام ،ونشسسكره
ب على النام. شكُر المنعم واج ٌ ُ
ونشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك لسسه الملسسك
العلم.
دا عبسسده ورسسسوله وعلسسى آلسسه ونشسسهد أن محم س ً
وأصحابه السادة العلم.
وبعد؛ فسسإني قسسد جمعسست بعسسون اللسسه وتسسوفيقه فسسي
مسا حك ً ً
مسا وأحكا ً كتابي هسذا فسوائد ومسواعظ ونصسائح و ِ
ووصايا وآداًبا وأخلًقا فاضلة من كلم الله جسسل جللسسه
ت أسماؤه ،ومسسن كلم رسسسول اللسسه ،ومسسن س ْوتقد ّ َ
كلم أئمة السلف ،وصالح الخلسسف السسذي امتثلسسوا فسسي
أفعالهم وأقوالهم ما قاله اللسسه جسسل جللسسه ،ومسسا قسساله
رسوله .
وجمعت مما قاله الحكماء والعلماء والعباد والزهاد
عسسا جمسسة فسسي فنسسون مختلفسسة وضسسروب متفرقسسة أنوا ً
جهسسدي حسسسب ومعسساني مؤتلفسسة ،بسسذلت فسسي ذلسسك ُ
درتي. مْعرفتي وقُ ْ
مث ِْلسسي غَْيسسُر والن ّ ْ
مس ُ
ل ي ُعْ سذ َُر فسسي الَق سد ِْر ن ُقسسد َْرهَ ِلكسس ّ
مَل ح َ ة السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذي َ خافَي َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٍَ
3
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
الملك القدوس السسسلم المسسؤمن المهيمسسن العزيسسز
الجبسار المتكسبر الخسالق البسارئ المصسور الول الخسر
ما.
الظاهر الباطن الذي أحاط بكل شيء عل ً
القوي العزيسسز الرحمسسن الرحيسسم الغفسسور السسودود ذا
العرش المجيد المبدؤ المعيد الفعال لما ُيريد.
صا لوجهسك الكريسسم وأن نسألك أن تجعل عملنا خال ً
جابة.
عائ َِنا باب القُبول وال َ
تفتح لد ُ َ
وأن تنفع بهذا الكتاب مسسن قسسرأه ومسسن سسسمعه وأن
ه أو أعان على طبعه. تأجر من طبع ُ
ب لطبعه وقًفا لوجهسسك الكريسسم ي ُسسوزع علسسى أو تسب ّ َ
من ينتفع به من المسلمين.
اللهسسسم صسسسل علسسسى محمسسسد وعلسسسى آلسسسه وصسسسحبه
أجمعين ...
عبدالعزيز آل محمد السلمان
4
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فصل في الحكمة
مللن
ة َ حك ْ َ
مل َ قال الله تبارك وتعالى :ي ُل ْ
ؤِتي ال ِ
خي ْلًرا ك َِثيلًرا ُ
ي َ ف َ
قلدْ أوت ِل َ ة َ م َ حك ْ َ
ت ال ِ
ؤ َ من ي ُ ْو َ شاءُ َ يَ َ
َ ُ
ب ،وعسسن عبسسدالله بسسن ول ُللوا الل ْب َللا ِ ما ي َذّك ُّر إ ِل ّ أ ْ
و ََ
عمر س رضي الله عنهما س قال :قسسال رسسسول اللسسه :
ن ة أفضس َ َ
مس ْل ِ م لخيسسه هديس ً دى المسسرُء المسسسل ُ »مسسا أهْس َ
دى« أخرجسسه دى وي َسُرد ُهُ بهسسا عسسن َر َ
مةٍ يزي ْد ُهُ بَها هُس َحك َ
السسبيهقي فسسي »شسسعب اليمسسان« ،وأبسسو نعيسسم فسسي
ت جوامسسع وقسسال –عليسسه الصسسلة والسسسلم» :-أوتي س ُ
ختصاًرا«.ةا ْت لي الحكم ُ صر ْ خت ُ َ الكلم وا ْ
في »الصحيحين« :عن أبي هريسسرة ،عسسن النسسبي
ت بجوامع الكلم«. قالُ» :بعث ُ
وعن ابسسن مسسسعود قسسال :سسسمعت رسسسول اللسسه
يقول» :ل حسد إل في اثنسستين :رجسسل آتسساه اللسسه مسسال ً
ة كم س ًح ْ فسلطه على هلكته في الحق ،ورجل آتاه الله ِ
فهو يقضي بها ويعلمها« رواه البخاري ومسلم.
وقيل :إن في التوراة أن الله قال لموسسسى –عليسسه
ظم الحكمة ع ّ وعلى نبينا أفضل الصلة والسلمَ » :-
فللإني ل أجعللل الحكمللة فللي قلللب عبللد إل
وأوردت أن أغفر له فتعلمهاُ ،ثم اعمللل بهللا،
ُثم ابذلها كي تنال بذلك كرامللتي فللي الللدنيا
والخرة«.
وخرج أبسسو يعلسسى الموصسسلي مسسن حسسديث عمسسر بسسن
ع
مس َ وا ِ
ج َ ت َالخطاب ،عن النبي قال» :إنسسي أوتي ْس ُ
الكلم وخواتمه واختصر لسسي الكلم اختصسساًرا« ،وقسسال
» :أعطيسست جوامسسع الكلسسم واختصسسر لسسي الحسسديث
اختصاًرا«.
وقال لقمان :إن القلب ليحيا بالكلمة مسسن الحكمسسة
ض بوابل المطر. كما تحيا الر ُ
5
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وقال أبان بن سليم :كلمة حكمسسة مسسن أخيسسك خي سٌر
لك من مال يعطيك.
وقسسال بعسسض الحكمسساء :الحكمسسة صسسديقة العقسسل،
وميزان العدل ،وعين البيان ،وروضة الرواح ،ومزيحة
الهموم عن النفوس بإذن اللسسه ،وأنسسس المسسستوحش،
وأمن الخائف ،ومتجسسر الرابسسح ،وحسسظ السسدنيا والخسسرة
بإذن الله لمسسن وفقسسه اللسسه ،وسسسلمة العاجسسل والجسسل
لمن وفقه الله.
وقال آخر :الحكمة نسسور البصسسار ،وروضسسة الفكسسار،
ومطية الحلم ،وكفيل النجاح ،وضمين الخير والرشد،
والداعية إلى الصواب ،والسفير بين العقل والقلوب.
ل تندرس آثارهسسا ول تعفسسو ربوعهسسا كسسل ذلسسك لمسسن
وفقه الله تعالى.
وروي عن الشعبي أنه قال :لو أن رجل ً سافر مسسن
أقصى الشام إلى أقصى اليمن ليسسسمع كلمسسة واحسسدة
ينتفع بها فيما ُيستقبل من عمره ما رأيسست أن سسسفرهُ
قد ضاع.
وقال بعض العلماء :من تفسسرد بسسالعلم لسسم ُتوحشسسه
الخلوة ،ومن تسلى بالكتب لم تفته سسسلوة ،وإن هسسذه
القلوب تمس ُ
ل كمسسا تمسسل البسسدان فسسابتغوا لهسسا طسسرائف
الحكمة.
والحكمة موقظة للقلوب من سنة الغفلة ،ومنقذة
للبصائر من سنة الحيرة ومحييسسة لهسسا بسسإذن اللسسه مسسن
موت الجهالة ومستخرجة لها من ضيق الضسسللة لمسسن
وفقه الله تعالى ،والله أعلم ،وصلى الله على محمد.
حكم وفوائد ومواعظ
قيل لبعض العلمسساء :لسسم تركسست مجالسسسة النسساس؟
قسسال :مسسا بقسسي إل كسسبير يتحفسسظ عليسسك أو صسسغير ل
يوقرك.
6
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مسسن سسسوء الدب فسسي المجالسسسة :أن تقطسسع علسسى
جليسك حديثه أو تبدره إلى تمام ما ابتدأ به ُتريه أنك
احفظ له منه.
قسسال رسسسول اللسسه » :المجسسال ُ
س بالمانسسة ،وإنمسسا
يتجالس الرجلن بأمانة اللسه –عسسز وجسسل -فسسإذا تفرقسسا
فليستُر كل منهما حديث صاحبه«.
روي عن عيسى س عليه السلم س أنه قال :جالسسسوا
من ُتذكركم بالله رؤيته ،ويزيسسد فسسي علمكسسم منطقسسه،
ويرغبكم في الخرة عمله.
قال مسعُر بن كدام :رحمسن اللسه مسن أهسدى إلسي
عيسسوبي فسسي سسسترٍ بينسسي وبينسسه ،فهسسو الناصسسح ،فسسإن
النصيحة في المل تقريع.
مسسا ول تكسسسب منسسه إياك وكل جليسسس ل يفيسسدك عل ً
مسسا
خيًرا ،وإيسساك وطسسول المجالسسسة لمسسن ل يفيسسدك عل ً
نافًعا ،فإن السسسد إنمسسا يجسسترؤ عليهسا مسن أدام النظسسر
إليها.
ه وجيرانسسه لكسسثرة وقيل :أزهسسد النسساس بالعسسالم أهلس ُ
التصال بينهم ،كل شيء إذا تكسسرر يمسسل إل كلم اللسسه
وكلم رسله.
ة
جمسسي الكتسسب ي ُسسدرك مسسن ملل أو فتسسسوٌر أو سسسسآم ْ
قراهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
وقسسول المصسسطفى يسسا ذا
ةسسسسوى القسسسرآن فسسسافهم الشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهام ْ
واسسسسسسسسسسستمع لسسسسسسسسسسي
دوا
وقال :استشعروا الحكمة ،وابتغوا الديانة ،وعسسو ُ
أنفسكم الوقسساَر والسسسكينة ،وتحلسسوا بسسالداب الحسسسنة
الجميلة ،وتروّْوا في أموركم ،ول تعجلوا ولسيما فسسي
مسيء. مجازاة ال ُُ
واجعلسسوا خشسسية اللسسه حشسسو جنسسوبكم فسسي الحكسسم،
واحذروا الّنفاق والريسساء ول ُتزكسسوا الخونسسة ول ُتخونسسوا
الزكياء.
وقسسال :إذا جسسادلكم المخسسالُفون لكسسم فسسي السسدين
هم بمثسسل سوء القسسول فل تقسسابلو ُضة والغلظة و ُ بالفضا َ
ق والليسسن واللطسسف والدللسسة ذلك ،بل قسسابُلو ُ
هم بسسالرف ِ
والهداية.
ل ع إ َِلى َ
س لِبي ِ قال اللسسه جسسل وعل لنسسبيه : ادْ ُ
هم ِبال ِّتي جاِدل ْ ُو َ ة َ سن َ ِح َ ة ال َ عظَ ِ و ِ م ْ وال ْ َة َ حك ْ َ
م ِ ك ِبال ْ ِ َرب ّ َ
ن . َ
س ُ ح َ يأ ْ ه َ ِ
ي
هلل َ ع ِبللال ِّتي ِ فلل ْ وقسسال جل وعل وتقسسدس :ادْ َ
َ َ
يول ِل ّه َ وةٌ ك َلأن ّ ُ دا َعل َ ه َ وب َي ْن َل ُ ك َ ذي ب َي ْن َ َ ذا ال ّ ِ فإ ِ َ ن َ س ُ ح َ أ ْ
هللا
قا َ مللا ي ُل َ ّ و َصب َُروا َ ن َ ذي َ ها إ ِل ّ ال ّ ِ قا َ ما ي ُل َ ّ و َ م* َ مي ٌ ح ِ َ
ظيم ٍ . ع ِ ظ َ ح ّ ذو َ إ ِل ّ ُ
وقال عز من قائل في صفة أهل العبودية الخاصة:
َ ن َ َ ن ال ّ ل ِ
ضعلللى الْر ِ شللو َ م ُن يَ ْ ذي َ مل ِ ح َ عب َللادُ الّر ْ و ِ َ
ما ، سللل ًقللاُلوا َ ن َهُلو َ جللا ِ م ال َ ه ُخللاطَب َ ُ ذا َ وإ ِ َ ون ًللا َ ه ْ َ
مللا ،وقسسال م لّروا ك َِرا ً و َ غ ِمّروا ب ِللالل ّ ْ ذا َ وقالَ :
وإ ِ َ
و
غلل ِ ن الل ّ ْ علل ِ م َ هلل ْ ن ُ ذي َ واّللل ِ جسسسل وعل وتقسسسدسَ :
عوا م ُ سل ِ ذا َ وإ ِ َ ن ،وقال عسسز مسسن قسسائلَ : ضو َ ر ُع ِ م ْ ُ
م ُ َ ُ َ َ ُ و َ َ ّ
و لك ل ْ مالن َللا َ ع َ قللالوا لن َللا أ ْ ه َ عن ْل ُضللوا َ عَر ُ وأ ْ غل َ الل ْ
ن . هِلي َ جا ِ غي ال َ م ل َ ن َب ْت َ ِ عل َي ْك ُ ْم َ سل ٌ م َ مال ُك ُ ْ ع َ أَ ْ
10
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
كوت س ُفخيٌر من إجاب َت ِهِ ال ُ ه
ه فل تجب ُإذا نطقَ السفي ُ
ت عسسن الجسسواب ومسسا عيي س ُ ن
ت عن السسسفيهِ فظ س ّ سك َ ّ
َ
تعييسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ أنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي
آخر:
ص سد ُْر الَقن َسساة شسسرقَ ْ
ت َ سسسوِء ي ُسْرِدي كما َ
ن ال ُ ن قَ ِ
ريس َ فسسإ ّ
دي مسسسسسسسسسسسسن السسسسسسسسسسسسد ّم ِ و َ
شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساهِ ِ
16
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ُ
ت
ت عنسسه فسسأن ْ َ ك فان ْهَهَسسا عسسن فسسإذا إن ْت ََهسس ْسس َإب ْسد َأ ب ِن َْف ِ
حك َُيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم غَي َّهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا َ
م
مْنك وي َن َْفعُ الت ّْعلي ُ ل بالّرأي ِ ل مسسا تُقسسو ُ فهنسسا َ
ك ي ُْقبسس ُ
دىوي ُْقت َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ
18
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
و أشسسدها ضسسرًرا علسسى العقسسل السسستبداد ُ بسسالرأي،
والتهاون والعجلة.
قال بعض العلمسساء :إذا ظفسسر إبليسسس مسسن ابسسن آدم
بثلث لم يطلبه بغيرهن :إذا أعجب بنفسسسه ،واسسستكثر
عمله ،ونسي ذنوبه.
ة مسسن أقسسل الشسسياء ول يسسزددن إل قلسسة :درهسسم ثلث ٌ
ن
س به وتسسسك ُ حلل تنفُقه في حلل ،وأخ في الله تأن ُ
إليه ،وأمين تطمئن إليه وتستريح إلى الثقة به.
إذا عاديت أمًرا فل تعادي جميسسع أهلسسه ،بسسل صسسادق
حا لك عليه ،ويكف أذيته عنك. بعضهم ،ليكن سل ً
قيل لبعضهم :من السسذي يسسسلم غالب ًسسا مسسن النسساس،
قال :من لم يظهر منه لهم خيٌر ول شر؛ لنه إذا ظهر
منسسه لهسم خيسٌر عسساداه شسسرارهم ،وإن ظهسسر منسسه شسسر
عاداهُ خيارهم.
ناحرص على مجالسسسة الُعلمسساء المسسستقيمين ،فسسإ ّ
العقول تلُقح الُعقسسول ،واحسسذر مسسن علمسساء السسدنيا كسسل
الحذر فهو الذئاب الضارية.
ل تفني عمرك في البطالة ول بالكد فيما ل منفعسسة
لك به.
ولكنه أفنه فسسي الباقيسسات الصسسالحات لتفسسوز برضسسا
الله.
قال أحد الملسسوك لحسسد الحكمسساء :مسسن تسسرى ن ُسسوّلي
ح ،ول يمحك ُسسه القضسساء؟ قسسال لسسه :مسسن ل يهُ سّزهُ المسسد ُ
م الغسسراء ،ول تضسسجرهُ فدامسسة الغسسبي ،ول يغسسره فهسس ُ
الذكي.
ث مسسن اللصسسوص؛ لن وقال آخسسر :إن السسسعاة أخبس ُ
دات، اللصوص يسلبون الموال وهؤلء يسسسلبون المسسو ّ
ك والضراِر. ت :ويوقعون في المهال ِ قل ُ
م بمالك قبل أن يتنّعم به غي ُسسرك واحسسرص علسسى تنعّ ْ
بذله فيما يقربك إلى الله والدار الخرة كبناء مسسساجد
19
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وبسسث ك ُت ْسسب دينيسةٍ تعيسسن علسسى فهسسم الكتسساب وال ّ
سسسنة،
واحذر أن يكون عوًنا على معاصي الله.
مسسن نزلسست بسسه مصسسيبة فسسأراد تخفيفهسسا وتمحيقهسسا
فليتصور أكسسثر ممسسا هسسي وأعظسسم تهسسن عليسسه وليرجسسو
ثوابها يرى الربح في القتصار عليها.
وليتصور سرعة زوالها فإنه لسسول كسسرب الشسسدة مسسا
ُرجيت ساعة الراحة.
وليعلم أن مدة مقامها كمدة مقام الضيف فليتفقد
حوائجه في كل لحظة فيا سرعة انقضاء مقامه.
قسال عمسسر بسن الخطسساب :الفسواقُر فسسي ثلث :جساُر
سوء فسسي دار مقسسام إن رأى حسسسنة سسسترها وإن رأى
ك )أي سسسيئة أذاعهسسا ،وامسسرأة سسسوء إن دخلسست لسسسنت ْ َ
ن جسسائر سسسلطا ُت لم تأمنها ،و ُ ة اللسان( وإن غب ْ َ سليط ُ
ن أحسنت لم يحمدك وإن أسأت قتلك. إ ْ
ن آدم رأسسسه: قال الحسن :لسسول ثلث مسسا وضسسع اب س ُ
المرض ،والفقر ،والموت.
كدر العيش في ثلث :الجار السوء ،والولد العسساق،
والمرأة السيئة الخلق.
ث الضسسغائن والعسسداوات ويسسزرع حسسب السسدنيا ُيسسور ُ
ن الشسسر ويمنسسع السسبر ويسسسبب العقسسوق الحقسساد وُيكم س ُ
وقطيعة الرحم والظلم.
طالب الدنيا قصيُر الُعمر كثير الفكر فيما يضسسُر ول
ينفع.
طالب الدنيا كراكب البحر إن سلم ،قيسسل :مخسساطر
وإن عطب قيل مغرور.
شعًرا:
20
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ن ب فسسي الهسسالكي َ سس ٍ وذ ُوْ ن َ َ ن ك وابسس ُ ي هاِلسس ٌ حسس ٍ ل َ كسس ُ أل ْ
ق
عَرِي ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ك هال ِسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٍ َ
ل حس ّ م َ ل ن َسسائي ال َ من ْسزِ ٍإلسسى َ ك ب السسدارِ إّنسس َ ل ل َِغرْيسس ِ فَُقسس ْ
حْيق سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ َ حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٌ
ل َرا ِ
ن خسسا َ ق أو د ُ َ شسسوا َ
حرِْيسس ٍ ظ َ ِ ة دنيا الد ّن ِّيسس ُ م السس ُ مسسا ت َْعسسدِ ُ وَ َ
حرِي ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسق َ أهْل ََهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
مسسوا من ْهُ ُ وتشسسجى فريًقسسا ِ كسسا فَْقسسد َ هال ِ ًجسسّرعُ فيهسسا َ تُ َ
بَفرْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسق كهال ِسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٍ
ك غَْيسسُر مسسا د ُن َْيسسا َ َقسسَراًرا فَ َ ذا مسسا دنَيا إ َب السس ُ سسس ِ ح َ فل ت َ ْ
ط َرِْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسق سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسك َن ْت ََها َ
ب عسسد ُوٍ فسسي ث َِيسسا ِ لسسه عسسن َ ب َ
ن السسسدنيا لسسسبي ْ ٌ حسسس َمت َ َإذا ا ْ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدِْيق َ ت شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَف ْ ت َك َ ّ
ق ضسسي ْ ِم ِ ذى أهْل َُهسسا ب ِ َ ول ي ََتسسأ ّ ظلُلها ل ِ ك بدارٍ ل ي ََزا ُ علي ْ َ َ
صسسداهُ صسساِدي َ ول ي َن َْفسسعُ ال ّ ضسسي ِرضسساهُ مسسا ي َب ْل ُسغُ الّرا ِ فَ َ
برِي ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسق ب ِب ُل َْغسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٍ
ة
21
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ن مسسن ن الخُلق ُيؤدي غالًبا إلى السسسلمة ويسسؤم ُ س ُح ْ ُ
ب اللفسة ويبعسسث علسسى الفعسسل الجميسسل، الندامة وُيسب ُ
خل ُُقسسه
ن من الفرقة بإذن الله تعالى ،ومسسن سسساء ُ ويؤم ُ
اجتمع عليه نكد الدنيا والخرة.
شعًرا:
خلق أبهسسى ن ال ُس ُ
ح ْمسسا كمال ً ف ُ لن كسسانت الفعسسال يو ً
لهلهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا وأكمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ل
مسسْرء فسسي جْهسسدِ ال َت ُت الرزاق رزقسسا ً فقلسس ُ ن كسسان َ ِوإ ْ
مسسسسسسسس ُ
ل ج َبأ ْ كسسسسسسسسس ِ درا ً ال َمَقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُّ
آخر:
واء
سس َ ت ومال ُ
ك الدنيا َ إذا ك ُن ْ َ
ت في السسدنيا قَن ُسسوٍع َفأن ْ َ
آخر:
ن أن مس ْل ِ قَسذ َُر الحيسساةِ أقس ّ لسسسؤا ِ ك عسسن ال ُ م ي َسد َي ْ َكر ْأ ْ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسأَل ت ْ فإّنمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
مل ً مشتمل ً بها ُ
مَتز ّ ت ُ وأبي ْ ُ ضسس َ
ل ي فَ ْم إلسس ّضسس ّولَقسسد ْ أ ُ
خسسساُلني ف الِغنسسسي فت َ صسسس ُ تَ ِ عتي َقنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا َ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسول ً مت ّ ُ وأرى الُغسسسسسسسد ُوّ علسسسسسسسى
ن تسسسوكل ً مانيسسسا أفْن َي ْت ُُهسسس ّوأ َ صسسسسسسسةِ َ
شسسسسسسساَرةً صا َ خ َال َ
23
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وإذا الَفت َسسى أفْن َسسى الل ّي َسسال َ
ي
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرةً ح َْ
ُ
ء
ي ٍ شل ْ مللن َ ما أوِتيت ُللم ّ وقال اللسسه جسسل وعلَ :
و َ
خي ْلٌر
ه َ عن لدَ الل ّل ِ مللا ِ
و َها َ زين َت ُ َو ِ
ة الدّن َْيا َ حَيا ِ ع ال َ
مَتا ُف َ َ
ل ن ،وقسسسال تعسسسالى :ب َللل ْ قل ُلللو َع ِفل َ ت َ ْ قلللى أ َ َوأ َب ْ َ َ
قللى ، َ
وأب ْ َ تُ ْ
خي ْلٌر َخلَرةُ َوال ِ حَياةَ الدّن َْيا * َ ن ال َ ؤث ُِرو َ
24
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وقال » :من أصبح وهمسسه الخسسرة جمسسع اللسسه عليسسه
أمره وحفظ عليه ضسيعته وأتتسه السدنيا وهسي راغمسة«
الحديث.
وحقيقة الزهد خروج حب الدنيا والرغبسسة فيهسسا مسسن
القلب.
وهوان الدنيا علسسى العبسسد حسستى يكسسون إدبسسار السسدنيا
وقلة الشيء أحب إليه وآثر عنده من إقبالها وكثرتهسسا
هذا من حيث الباطن.
وأما من حيسسث الظسساهر فيكسسون متجافي ًسسا عنهسسا مسسع
القدرة عليها.
سسا ويكون مقتصسًرا مسن سسائر أمتعتهسا مسسأكل ً وملب ً
ومسكًنا وغير ذلك على مسسا لبسسد نسسه ،قلسست :هسسذا فسسي
عصرنا نادًرا الوجود كالكبريت الحمر.
كما قال » :ليكسسن بلغ أحسسدكم مسسن السسدنيا كسسزاد
الراكب«.
ح بطول العافية ،واكتسسم البلسسوى فسسإنه يا ُبني ،ل ت َْفَر ْ
خٌر لك في المعاد. ه ذُ ْ من كنوز البر ،واصبر عليها فإن ّ ُ
ي ،عليسك بالصسبر واليقيسن ومجاهسدة نفسسك، يا ُبنس ّ
ن الصسسبر فيسسه الشسسوقُ )أي الشسسرف( ،وفيسسه واعلسسم أ ّ
ة والزهادةُ والتَرُقب. الشفق ُ
فإذا صبرت عسسن محسسارم اللسسه وزهسسدت فسسي السسدنيا
بن أحسس ّ ت بالمصائب )أي مصائب الدنيا( لم يك ْ وتهاوَن ْ َ
ت تترقُبه. من الموت وأن ْ َ ك ِإلي َ
س ،ول م بذلك النسسا َ ف الله ول ت ُعْل ِ ْ خ ِ ةَ ، وإّياك والغْفل َ
س بما ل تعلسسم مسسن نفسسسك ،ل تغسستر بقسسول يُغرّنك النا ُ
ك ل ُؤُْلؤةً وأنت تعلم أّنها ب َعَْر ٌ
ة. الجاهل إن في ي َد َ َ
ب المعسروف ،كسثيَر ن ل َْيسن الجسانب ،قرْيس ِ يا بني ،كس ْ
ل الكلم إل فسسي الحسسق ،كسسثير الُبكسساء قليسسل التفكر قلي َ
الفرح.
ت سسسسك َ ّ
ب ول تمسسساِر ،و إذا َ صسسساخ ْ ح ول ت َ ول تمسسساز ْ
حك َ ٍ
م. ت فتكلم ب ِ ِ ت في تفكُر ،وإذا تكلم َ فاسك ُ ْ
25
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ك ،فإن مال َ
ك ل غير َ ح ما َ ك وتصل ْ ضي ّعْ مال َ يا بني ،ل ت ُ َ
ت وراء ك مسسا تر ْ
كسس َ ل غيسسر َ ك ،ومسسا َ سسس َ ت ِلنْف ِ دم َ
مسسا قسس َّ
ك. َ
ظْهر َ
مسسك ت ول تجعسسل ه ّ كلْفس َ ك فيمسسا ُ مس َ
ل هَ ّ جع َ س ْ
يا بني ،ا ْ
ك عن الخرة. دنيا فتشغل َ م لل ُكفيت ،ل تهْت َ ّ فيما ُ
ي ،إذا أنعم الله عليك نعمسسة في سَر أثُرهَسسا وقال :يا بن ّ
مسسن هُسسو ك إلسسى َ سسسان َح َك وإ ْ ضسسع َ
ك وتوا ُ كر َ ش ْك في ُ علي َ
دونك. ُ
ب ،ل ُترائي وقال :لكل شيء آفة وآفة العمل الُعج ُ
ه.
الناس بما يعلم الله منك غير ُ
ول تعجبن بما تعمل وإن كثر ،فإّنك ل تدري أيقبسسل
الله منك أم ل؟ والله أعلم وصسسلى اللسسه علسسى محمسسد
وآله وسلم.
فصل
ل مسسن يا ُبني ،أداءُ صلتك التي ُفرضت عليك أفض س ُ
كل ما تعمل.ُ
مسساكنسست عال ًما يذكرون اللسسه ،إن ُ يا ُبني :جالس قو ً
مسسوك ،وإن نزلسست نفعسسك علمسسك ،وإن كنسست جسساهل ً عَل ّ ُ
م فيه. ة أو رزقٌ شركته ُ عليهم رحم ٌ
ما ل يذكرون اللسسه ،فسسإن كنسست يا ُبني ،ل تجالس قو ً
ما لم ينفعك علمك شسسيًئا، جاهل ً زادوك ،وإن كنت عال ً
ط شركتهم فيها. ة أو سخ ٌ وإن نزلت عليهم لعن ٌ
كم ح لكسسم قلسسوب ُ
وقال :اعسستزلوا شسسرار النسساس تصسسل ْ
سكم. ب ُنفو ُ كم وتط ْ وتسترح أبدان ُ ُ
وقسسال :اشسسكر لمسسن أنعسسم عليسسك وأنعسسم علسسى مسسن
كفسسرت ،ول زوال لهسسا شكرك ،فإنه ل بقاء للنعمسسة إذا ُ
إذا شكرت.
وقال :لقاء أهل الخير عمارة القلوب.
وقال :يا بني ،إن الدنيا بحٌر عميقٌ وقد غسسرق فيهسسا
س كثير ،فاجعل سفينتك فيها تقوى الله ،والعمسسال نا ٌ
ص عليهسسا ل فيهسسا ،والحسسر َ الصالحة بضاعتك التي تحم س ُ
26
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
جها ،وكتاب الله دليلها ،ورد ّ النفسسس ك ،واليام مو ُ ح َري ُ
عن الهوى حبالهسسا ،والمسسوت سسساحلها ،والقيامسسة أرض
المتجر التي تخرج إليها ،والله مال ُ
كها.
كسسد ّ ك بالسسسدنيا وجسسد ّ فسسي جمعَهسسا بال َ سسسس َ م ّ ن تَ َ
مسسس ْ يسسسا َ
بوُزخُرفهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا والت ّعَسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ
نمْعسسدِ ُدار الَقسسرارِ وفيهسسا َ ت َ دارٍ أنسسس َ ت ِلسسس َ مسسسر َ هَّل عَ َ
ب سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسك ُن َُها الط َّلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ ت ْ
مسسن ت ِمع ْ َ ي وقَد ْ َتمّزقَ ما َ
ج ّ هسس َ هسسا و ْ ل ترا َ ن قَِليسس ٍ فََعسس ْ
شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسب نَ َ دائرةٌ
27
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
آخر:
مسسا س أفْن َس ْ
ت بِ َ م ٍ م سو ْ ِ
وى ُ
س َ
ت السسسد ُن َْيا مسسسن ِ
ولسسسو كسسسان َ ِ
مَرهَسسسسسسسسسسا سسسسسسسسسسساء عُ َْ ن س لسسسسسم ت ُ
كسسسسس ْ الْنسسسسس ِ
28
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وليس الذم راجًعا إلى مكان الدنيا وهسسو الرض ول
من الشجر والزرع. إلى ما أنبته الله فيها ِ
فإن ذلك كله من نعم الله على عباده لما لُهم فيسسه
ل بذلك على ح والعتبار والستدل ِ من المنافِع والمصال ِ
وحدانّيسسة اللسسه وقسسدرته وعظمتسسه وحكمتسسه ورحمتسسه
بعباده.
فللي مللا ِق ل َك ُللم ّ
خل َل َ و ال ّل ِ
ذي َ ه َقال جسسل وعلُ :
َ َ
ض
فللي الْر ِ و ِعللا ،وقسسال تعسسالىَ : مي ًج ِ
ض َ الْر ِ
ن .قِني َ
مو ِ ت ل ّل ْ ُ
آَيا ٌ
وإنمسسا المسسذموم أفعسسال بنسسي آدم مسسن المعاصسسي
الكبائر والصغائر كالشرك وترك الصلة وترك الزكسساة
أو الصوم أو الحج وكالكذب على الله أو علسسى رسسسله
أو كراهة ما أنزل الله أو قتل نفس بغير حق أو ظلسسم
أو شهادة زور.
واللواط وقذف المحصنات والسسسحر والزنسسا والربسسا
والتولي يوم الزحف والرياء والعقوق وقطيعة الرحسسم
وأكل مال اليتيم والسرقة والغصب والنميمة والغيبسسة
جب والخمر والدخان. والكبر والحسد والعُ ْ
واللهسسو واسسستعمال آلتسسه والجتمسساع مسسع الكفسسار
والتاركين للصلة ومسسواكلتهم واسسستخدامهم مزارعيسسن
أو سسسائقين أو خسسدامين خيسساطين أو فراشسسين أو نحسسو
ذلك.
نسأل الله الحي القيوم الذي ل تأخذه سنة ول نوم
أن يعصمنا وإخواننا المسسسلمين منهسسم وأن يتوفانسسا مسسا
ف مَعهم. أضل َّنا سْق ٌ
ومما يدخل في الدنيا المذمومة ،ما قاد َ العبد َ إلسسى
المعاصي وشوقه إليها وألهاه عسسن ذكسسر اللسسه وأغفلسسه
عن الخرة.
وذلسسك كسساللعب بسسالكورة ،والجلسسوس عنسسد التلفسساز،
والفيسسديو ،والمسسذياع ،وضسسياع السسوقت فسسي المجلت،
29
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
والجسسرائد ،واللعسسب فسسي السسورق ،والشسستغال بحظسسوظ
الدنيا ،والعراض عن الله.
والتكاسسسل عسسن طسساعته والتفسساخر والتكسساثر فسسي
الموال والولد ،وإيثار ملذات السسدنيا وشسسهواتها علسسى
الخرة.
جاء عن علسسي بسسن أبسسي طسسالب أنسسه سسسمع رجل ً
دقها، صس َ
ن َمس ْق لِ َ صسد ْ ِ
يسب الدنيا ،فقال له :إنها لسسدار ِ
ن تزود بها. وداُر عافية لمن فهم عنها ،وداُر غنى ل َ ِ
م ْ
مصّلى ملئكتسسه ط وحيه ،و ُ مسجد ُ أحباب الله ،ومهب ُ
ه.
ومتجُر أوليائ ِ ِ
اكتسُبوا فيها الرحمة ،وربحوا فيها الجنسسة ،فمسسن ذا
م الدنيا وقد آذنسست بفراقهسسا ،ونسسادت بعيبهسسا ،ونعسست يذ ُ ُ
سسسرورها إلسسى تب ُ ت ببلئها وشسوّقَ ْ نفسها وأهلها ،فمث ّل َ ْ
أهل السرور.
حَها آخسسرون ،حسسدث ُْتهم م عند الندامسسة ومسد َ َ مَها قو ٌ فذ ّ
فصدقوا وذكرتهم فذكروا.
فيسسا أيهسسا المغسستر بالسسدنيا المغسستر بغرورهسسا ،مسستى
استلمت إليك الدنيا ،بل متى غرتسسك أبمضسساجِع آبسسائك
ك من البلى. مهات ِ َ ُ
م بمصارع أ ّ تحت الثرى ،أ ْ
م
ت الظسسسسال ُ ك فسسسسأن َ ب إليسسسس َ ت على الدنيا ول ذ َن ْ َ م َ ن َِق ْ
ذب ت المت ُك َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ّ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل ََف ْ أ ْ
واهَسسا ب فسسي هَ َ صس ٌ ن هُوَ َ م ْ ل عََليهسسا ب ِ َ هسس ْ وهَب َْهسسا فََتسساةً َ
بمَعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذ ّ ُ ة ُ جَناَيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٌ ِ
30
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مطلًقا وأنها تحمد ُ بالنسبة إلى من تزود منها العمال
ط الوحي. الصالحة ،وأن فيها مساجد ُ النبياء ومهب َ ُ
ة
وهي داُر التجارة للمؤمنين اكتس سُبوا فيهسسا الرحم س َ
ن كسسانت هسسذه مس ْة فهسسي نعسسم السسداُر ل ِ َ حوا بهسسا الجنس َورب ُ
صفُته.
وأمسسا مسسا ذكسسر مسسن أنهسسا ت َغُسسر وتخسسدعُ فإنهسسا ُتنسسادي
بمواعظها وتنصح بعبرها تبسسدي عيوبهسسا بمسسا ت ُسسرى مسسن
أهلها من مصارع الهلكى.
وتقلسسب الحسسوال مسسن الصسسحة إلسسى السسسقم ،ومسسن
الشبيبة إلى الهرم ،ومن الغنى إلى الفقر ،ومن العسسز
محبها قد أعماه وأصمه حبها. إلى الذل؛ ولكن ُ
لجُهسسوْ ُ مو َعال ِ ٌب إليها َ جا َ م إنها الدنيا إلسسى الغَ سد ِْر أ َ ن َعَ ْ
ن
من ِي ْ َ
مْيسسسَر المسسسؤ ِ خّلسسسى أ ِ عسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوَةٌ و َ دَ ْ
ل ر عَِقْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ن الُزب َي ْس ِ
مسُرو بس ُفََفسساَرقَ عَ ْ
ه
شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسِقي َْق ُ َ
31
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
غيسسسسَر مسسسسًرا َ نأ ْ فل ت َظ ُن َسسسس ّ علينسسا غيسسُر
ْ
ب َ مكسسُر السسذنو ِ َ
ن مظ ُْنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسو ِ َ نمو ِ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسأ ُ َ
ر
مكسسسس ِ ْ ن َ دو َ ذات المَنسسسسى ُ َ مكسسر ْ ف علينسسا َ خسسو ُ ل الم َ ب َس ْ
نجسسسسسسسسو ِ ض وال ُ السسسسسسسسبي ْ ِ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسنا أن ُْف ِ
س سُتوٍر م ْ ل َ كرهَسسا ك ُس ّ م ْمسسن َ ِ م َقسسسد ْ ي واليسسسا َ ن الليسسسال َ إ ّ
ن مك ُْنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسو ٍ و َ ت شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَف ْ كَ َ
ر
غيسسسس ِ ح َ صسسسسي ْ ٍ نواطًقسسسسا ب ََف ِ سسسَها مسسن َفرائ ِ ِ حد ّْثتَنا بأنا ِ و َ
ن حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسو ِ مل ْ ُ َ ي مضسس َ مسسن َ ت َ شسسهَد َ ْ ست َ ْ وا ْ
مَنسسا ل ل ََقسسى ِ عسسن ذاك كسس ُ َ مّنسسسسسسسسسسسا فأْنبأَنسسسسسسسسسسسا ِ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُْفون ُ
و َ م مسسسسسا َرا َ سسسسسسوِْء إذا َ م ُ وأ ُ
صسسد ّ صسسد َ عنهسسا َ خلَفهسسا َ أ ْ ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسعُ مْرت َ ِ ُ
ن مْزُبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسو ِ َ صسسفي َْها ن فسسي ذاك ن ُ ْ ونحسس ُ
سسسفي ْهِ السسسَرأي كسسل َ ت ًَبسسا ل ُ موَد ّت ََنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا َ
ن مغُْبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسو ِ َ جهْل ً قَسد ْ كو إلسسى اللسسه َ َنشس ُ
م جهْل ولكسسن علس َْ ً س َ ل لي ْ َ بَ ْ ضسسسسسسسسسسسسّرر بن َسسسسسسسسسسسسا أ َ
ن مْفُتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسو ِ َ ل ل ذي عَْق ً وى الَهوىَ ك ّ أغ َ َ
ل حا لسسسه أفَْعسسسا ُ حي ْ ًصسسس ِ إل َ ت تسسسسسسسسسسَرى سسسسسسسسسسس َ فَل َ ْ
ن جن ُسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسو ِ م ْ َ دنًيسسا شسسَتري ُ مَتسسى ن َ ْ حّتسسى َ َ
ق
ة ونسسسبيعُ الَفسسسوْ َ سسسسَفاهَ ً َ خَرة بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسآ َ
ن بالسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ّوْ ِ عسسداءُ ل وال ْ ن َْبنسسي المَعاِقسس َ
خِليسسسد َ وقسسسد أب َسسسى قَب ْل َن َسسسا ت َ ْ خلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدَِنا يُ َ
ن قسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساُرو ِ مسسساَر سسسستنفقُ العْ َ ل نَ ْ ن َظ َسسس ُ
خوا سس ُ س ول ن َ ْ عنها الن ُُفسسو ُ ةطي َّبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ً
ن بمسسسسسسسسسسسسا عُسسسسسسسسسسسسو ِ ه
ي َبعسد َ ميتس ِ حس ٌ خَر َ ومسسا تسسأ ّ
ن خَر ن َْق سد ٌ َبع سد َ عُُرب ُسسو ِ إل تأ ّ
33
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ساُء ف الدهرِ ن َ ّ صُروْ ِ ح وك ُُلنا ل ِ ُ ص سَبا ٌ سإ ْ يأتي علسسى النسسا ِ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساٌء م َ وإ ْ
سة أو ن َسسا ٌ س َ
سي ْ َ
ضى الخ ِ ف َير َ داَر د ُن َْياَنا فأ ّ ت يا َ س ِ س ْ خ ِ َ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساءُ خ َ ن أ ِ لمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ْ
سن النسسا ُ ت فيمسسا يظ س ُ ف وأن ْس ِ صسسسَنا ِ ت بأ ْ ل ََقسسسد ن َط ِْقسسس َ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساءُ خْر َ ت لنسسسسسسسسسسا َ ضسسسسسسسسسسا ِ العِ َ
ن فهسسي ت بَعيسس ٍ ن َنظسسر ِ ت وإ ْ مسسسا ك ُن ْسسس ِ
ت ي َوْ ًإذا ت َعَط ّْفسسس ِ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساءُ شو ْ َ َ ة
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي َ ً َقا ِ
م عزةٌ في الملك ت له ُ كان َ ْ ك وأب َْناُء الملوك َ ن المُلو ُ أي ْ َ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساء ن قَعْ َ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ْ و َ
مسسساءُ م فسسسإذا الن ّعْ َ مِهسسس ْ ت ب َِرغْ ِ ذا ِ مسسن الل ّس َسسسيًرا ِ نسسالوا ي َ ْ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساءُ حُلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوا بأ َ واْرت َ
35
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فأعفسساهُ مسسن القضسساء ،فلمسسا اتصسسل بعبسسدالله بسسن
حُفسسه بهسسا مسسع المبارك وجه إليه بالصرة التي كسسانت ي ُت ْ ِ
ُزملئه .اهس.
عن الشعبي ،قال :جسساء رجلن إلسسى شسسريح ،فقسسال
ت فيهسا عشسرة ت من هسذا داًرا فوجسد ُ أحدهما :اشتري ُ
تآلف درهم ،فقسسال :خسسذها ،فقسسال لسسه :إنمسسا اشسستري ُ
الداَر.
فقال للبائع :فخذها أنت ،فقال له :ولسسم وقسسد بعتسسه
الدار بما فيها فأدار المر بينهما.
دادا فأخبره ،فقسسال :مسسا كنسست أرى أن أح س ً فأتى زيا ً
هكذا بقي ،وقال لشريح :أدخل بيت المال فسسألق فسسي
كل جراب قبضة حتى تكون للمسلمين.
وقيل :كان مورث العجلي يتجر فيصيب المسسال فل
يسسأتي جمعسسة وعنسسده منسسه شسسيء يلقسسى الخ فيعطيسسه
أربعمسسائة أو خمسسسمائة أو ثلثمسسائة ،فيقسسول :ضسسعها
عندك حتى نحتاج إليها.
قال :ثم يلقاه بعد ذلك ،فيقسسول الخ :ل حاجسسة لسسي
دا فشسسأنك فيها ،فيقول :والله إنا مسسا نحسسن بآخسسذيها أبس ً
بها ،وعلى هذه الطريقة كان كثير مسسن السسسلف علسسى
حد قول الشاعر:
مسسسّر عَل َي ْهَسسسا وَهْسسس َ
و ب ل َك ِسسس ْ
ن يَ ُ ضُروْ ُم ْم ال َ
دره ُ ف ال ِ
ل َيأل ُ
من ْط َل ِسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسقُ صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسّرت ََنا ُ
ُ
36
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
اتركني للذي خلقني ثم رزقني ثم يميتني ثم يحيينسسي،
فقال الصحابي :لعمري من توكل على الله كفاه.
شكى أحدهم إلى عالم كثرة العيال وقلسسة السسرزق،
فقال :ارجع إلى بيتسسك ،فمسسن ليسسس رزقسسه علسسى اللسسه
فاطرده عنك.
هدد الحجاج محمد بن علي بكتاب ،فكتب إليه:
»إن لله ثلثمائة وستين نظرة إلى خلقه وأنا أرجو أن
ي نظرة يمُنعني بها منك«. ينظر الله إل ّ
ن غيسسر من اّتكل على حسن اختيار الله له لسسم يتم س ّ
ما اختار الله عز وجل له.
التوكل اعتماد القلب على الله فسسي جلسسب المنسسافع
ودفع المضار مع الثقة بالله وفعل السباب.
ضسسساهُ مسسسا قَ َ م ّ
ب ِ مْهسسسَر ٌ ح فل َ ّ ن بالذي قَد ْ ُ ّ وك ُ ْ
خط باللوْ ِ
ه
طسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ خ ّ َراضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسًيا و َ
تن ت َعَسسسد ّي ْ َ
دى إ ْط وقسسسد ي َت َعَسسس ّ م سعَ السسرزق اشسسترا ُ وإن َ
هشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسْرط َ ُ َ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهِ ما ِ الت ِ َ
حسسى إلسسى الط ّي ْس ِ
ر ه أوْ َ شسساَء أل َْقسسى فسسي فَسم ِ وَلكن ّس ُ ول َسوْ َ
ه طسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ه ل َْق َ الط ّْيسسسسسسسسسسرِ ُقسسسسسسسسسسوْت َ ُ
39
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
قال رسول اللسسه » :مسسن أصسسبح منكسسم آ ِ
من ًسسا فسسي
مهِ فكأنمسسا ت يسسو ِمَعاَفى في جسده ،عنسسده قسسو َ هُ ،سْرب ِ ِ
ِ
رها« رواه الترمسسذي ،وقسسال: حسسذاِفي ِ
حيزت لسسه السسدنيا ب ِ َ ِ
حديث حسن.
م عنسسي يسسا ت الَهسس ّ
حسس ُ إذا مسسا كسسان عنسسدي قُسسوت ط ََر ْ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسعِي ْد ُ َ َيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوم ٍ
دا لسسسه رزق جديسسسد ولم تخطر هموم غدٍ ببسسال لن غسسس ً
41
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مسسددهم وعفسست م والليالي أن طوت ُ فما لبثت اليا ُ
س
آثارهم وأخوت منزلهسسم وأنسسست ذكرهسسم ،فمسسا تحس ُ
منهم من أحدٍ ول تسمع لهم ركًزا.
كانوا بلهو المل آمنين لبيات قوم غافلين أو لصباح
قوم نادمين ،ثم إنكم قد علمتم الذي نسسزل بسسساحتهم
بياًتا من عقوبة الله عز وجل.
فأصسسبح كسسثير منهسسم فسسي ديسسارهم جسساثمين ،وأصسسبح
الباقون ينظرون في آثار نقمة وزوال نعمة ومسسساكن
خاوية فيها آية للسسذين يخسسافون العسسذاب الليسسم وغيسسره
لمن يخشى.
دنيسسا
صو ُم مسسن بعسسدهم فسسي أجسسل منقسسو ٍ وأصسسبحت ُ
مقبوضة في زمان قد ولى عفوه وذهب رخاؤه.
فلم تق منسسه إل حمسسة شسسر وصسسبابة كسسدر ،وأهاويسسل
عبر ،وعقوبات غير وإرسال فتن ،وتتابع زلزل ورذالة
ف بهم ظهر الفساد ُ في البر والبحر. خل ٍ
ل وغ سّر بطسسول ه الم س ُها لمسسن خسسدع ُفل تكونوا أشبا ً
الجل وتبلسسغ بالمسساني ،نسسسأل اللسه أن يجعلنسسا وإيسساكم
ه ،وعقل فمهد لنفسه. من وعى نذر ُ م ّ
كتب بعضهم إلى أخ ُيوصيه :أما بعد ،فإني أوصسسيك
بتقسسوى اللسسه ،والعمسسل بمسسا علمسسك اللسسه عسسز وجسسل،
والمراقبسسة حيسسث ل يسسراك أحسسد إل اللسسه عسسز وجسسل،
والستعداد لما ليس لحد فيه حيلة ،ول تنفسسع الندامسسة
عند ُنزوله.
فاحسسسر عسسن رأسسسك الغسسافلين ،وانتبسسه مسسن رقسسدة
دا فسسإن السسدنيا ميسسدان المسسوتى ،وشسسمر للسسسباق غسس ً
المسسسابقين ،ول تغسستّر بمسسن أظهسسر الّنسسسك ،وتشسساغل
بالوصف ،وترك العمل بالموصوف.
واعلم يا أخي :أنه لبد ّ لسسي ولسسك مسسن المقسسام بيسسن
يدي الله عز وجل ،ولست آمن أن يسألني وإياك عن
وساوس الصدور ،ولحظات العيون ،وإصغاء السماع،
وما عسى أن ي َْعجز مثلي عن صفته.
42
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
واعلم :أنه مما ُوصف به منافقوا هسسذه المسسة أنهسسم
خالطوا أهل الدنيا بأبدانهم وطابقوهم عليها بأهوائهم،
ضسسا
وخضعوا لما طمعوا من نائلهم ،وداهن بعضسسهم بع ً
في القول والفعل ،فأشر وبطسسر قسسولهم ،ومسّر خسسبيث
فعلهم ،تركوا باطن العمل بل تصسسحيح فحرمهسسم اللسسه
تعالى بذلك الثمن الّربيح.
واعلم يا أخي :أنه ل يجزي من العمسسل القسسول ،ول
ة ،ول مسسن التقسسوى ول مسسن التسسوّقي مسسن البسسذل العسسد ُ
التلُوم.
وقد صرنا فسسي زمسسان هسسذه صسسفة أهلسسه فمسسن كسسان
صسد ّ عسسن سسسواء السسسبيل،
كذلك فقد تعّرض للمقسست و ُ
وفقنا الله عّز وجل وإياك لما يحسسب ويرضسسى ،انتهسسى.
والله أعلسسم ،وصسسلى اللسسه علسسى محمسسد وآلسسه وصسسحبه
وسلم.
فوائد ومواعظ
ل قُسسراء هسسذا الزمسسان كمثسسل قال مالك بن دينار :مث ُ
عصفوٌر ،فقسسال:خا ونصب فيه ُبرة فجاء ُ ل نصب ف ً رج ٍ
ما غّيبك في التراب؟ قال :التواضع ،قسسال :لي شسسيء
انحنيت؟ قال :من طول العبادة.
قسسال :فمسسا هسسذه الُبسسروة المنصسسوبة فيسسك؟ قسسال:
أعددُتها للصائمين ،فقال :نعم الجار أنت.
فلما كان عند المغرب د ََنا العصفور ليأخذها فخنقه
خ.الف ّ
فقال العصفور :إن كان العبسساد يخنقسسون خنقسسك فل
خير في العباد اليوم ،ومّر والي البصر بمالك بن دينار
ه ويتبخسستر( ،فصسساح بسسه والسسوالي يرف س ُ
ل )أي يج سّر ذيل س ُ
م خدم الوالي بمالك، مالك :أقل من مشيتك هذه ،فه ّ
فقال :دعوه.
43
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ثم قال :ما أراك تعرفنسسي ،فقسسال لسسه مالسسك :ومسسن
أعرف بك مني أما أولك فنطفسسة مسسذرة ،وأمسسا آخسسرك
ل البسسول والعسذرة فجيفة قذرة ثم أنت بين ذلسك تحمس ُ
فنكس الوالي رأسه ومشى.
عن مالك بن دينار قال :قدمت من سفر لي فلمسسا
شسسار )السسذي يأخسسذ العشسسر ت بالجسسسر ،قسسال الع ّ صسسر ُ
ضريبة( :ل يخرجن أحد من السسسفينة ول يقسسومن أحسد ٌ
عنقي ثم وثبت من مكانه فأخذت ثوبي فوضعته على ُ
فإذا أنا على الرض.
ت :ليس معي شيء، شار :ما أخرجك؟ قل ُ فقال الع ّ
ت فسسي نفسسسي :هكسسذا المسسر الخسسرة قال :اذهب ،فقل ُ
ف تعويق يوم القيامة( التعويسسق ل للمخ ِ )يعني ما يحص ُ
يحصل لهل الموال كل بحسبه.
وقال بعض العلماء :ما يس سُر العاقسسل أن السسدنيا لسسه
ل عنه منذ خلقت إلى أن تفنى يتنعم فيها حلل ً ل يسأ ُ
ةحجسسب عسسن اللسسه عسسز وجسسل سسساع ً يوم القيامة ،وأنسسه ُ
حجب أيام الدنيا وأيام الخرة. ة ،فكيف بمن ُ واحد ً
من أكثر ذكر الموت كفسساهُ اليسسسير ،ومسسن علسسم أن
ه )إل بسسذكر اللسسه وحمسسده ل كلمس ُ منطقه من عملسسه قس ّ
وشكره(.
ل يسسأتي علسسى النسساس عن الوزاعي ،قال :كسسان ُيقسسا ُ
م س أو درهسس ٌن أقل شيٍء في ذلك الزمان أخ مؤن ٌ زما ٌ
ل في سنة. من حلل ،أو عم ٌ
ف إذا صدع الفجر أو قبلسسه بشسسيء وقال :كان السل ُ
مقبلين على أنفسهم لو أن ن على رؤوسهم الطيُر ُ كأ ّ
ما )أي صديًقا أو قريًبا( لحدهم غاب عنه حيًنا ثسسم حمي ً
قدم ما التفت إليه.
فل يزالسسون كسسذلك حسستى يكسسون قريب ًسسا مسسن طلسسوع
الشمس ،ثم يقوم بعضهم إلى بعض فيتحلقون ،وأّول
ما ُيفيضون فيه أمُر معادهم ،وما هسسم صسسائرون إليسسه،
ثم يتحلفون إلى الفقه والقرآن.
44
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
من توفيق الله للنسسسان أن يكسسون لسسه إخسسوان فسسي
ه بمخسسالطتهم وتسسزداد طاعسساته ويسسزداد الله يزداد ُ علمس ُ
ظا لوقاته. حف ً
ص
ن أوقسسسسساَته ن َْقسسسسس ٌ
ن فسسسسسإ ّ خسسوا ٍ
نإ ْ من لسسم ي َك ُس ْ
ن ب َي ْس َ َ
ن
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرا ُخ ْ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسّر و ُ يُ َ
حب َسساب
م الخيسساط مسسع ال ْ س ّس َب الرض ما ِللن ّْف س ِ وأط ْي َ ُ
دانمْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ
فيسسسسسسسسسسسسه تقسسسسسسسسسسسسى َ
مسعَ العْسسداء س خضر الجنسسان َ ما ِللن ّْفسس ِ
ض َ ث الر ِ خب َ ُوأ ْ
ذى نيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسران فيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه أ َ
46
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
عسسك بالخلفسسة؛ لن النسساس لسسم فقسسال لسسه :لسسم أد ُ
ينتخبوك ك ُّلهم.
وسسسميتك ولسسم أكن ّسسك؛ لن اللسسه جسسل وعل وتقسسدس
نادى النبياء بأسمائهم ،فقال :يا عيسى ،يسسا إبراهيسسم،
يا موسى ،يا نوح ،يا داود.
َ
ب . ه ٍ دا أِبي ل َ َ ت يَ َوكّنى عدوه ،فقال :ت َب ّ ْ
خسسل بيسست ت نعلي بجانبك وأنا أخلعهما لمسسا أد ُ وخلع ُ
ربي.
ت أن رسسسول اللسسه وجلست بجانبك؛ لني سسسمع ُ
مسسا فَل ْي ََتب سوّءْ
ل ِقيا ً جسسا ُل لسسه الر َ مث َس َ
سّرهُ أن ي ُ َ من َ قالَ » :
مْقعَد َهُ من النار«. َ
فكرهت لك النار فأمر له هشام بمسسال فلسسم يقبلسسه
وانصرف.
تأمل يا أخي ،هذا الورع عن أخذ شيء من حطسسام
الدنيا على ما حدثهما به ،وقال :ل يتحدث أهل العلسسم
سنة ثمًنا. ت لل ّ أني أكل ُ
فما ظنسسك بمسسن يأكسسل بسسالكتب السستي تحتسسوي علسسى
اليات والحسساديث باسسسم تحقيسسق أو نشسسر ويحتكرهسسا،
نسأل الله العفو والعافيسسة فسسي السسدنيا والخسسرة ،نعسسوذ
مللن ف َ بالله من عمى البصيرة ،قسسال اللسسه تعسسالى :أ َ َ
سًنا . ح َفَرآهُ َ ه َ مل ِ ِع َ سوءُ َ ه ُ ن لَ ُُزي ّ َ
ن مسسع م عي س ٌ ت كيف تنا ُ قال يوسف بن أسباط :عجب ُ
ل قلب مع اليقين بالمحاسبة!! المخافة أو يغف ُ
من عرف وجوب حق الله عز وجل على عباده لم
دا إل بإعطاء المجهود من نفسه. تستحل عيناه أب ً
خلق الله تعالى القلسسوب مسسساكن للسسذكر ،فصسسارت
مساكن للشهوات.
مفسدة للقلوب ،وتلف للمسسوال ،وإخلق الشهوات ُ
للوجسسوه ،ول يمحسسو الشسسهوات مسسن القلسسوب إل خسسوف
مقلق. مزعج أو شوق ُ
47
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وقسسال :الزهسد ُ فسسي الرياسسسة أشسسد مسسن الزهسسد فسسي
الدنيا.
وكان ُيقال :اعمل عمل رجل ل ُينجيسسه إل اللسسه ثسسم
كتب له. عمله ،وتوكل توكل رجل ل يصيبه إل ما ُ
اللهم عّرفني نفسي ول تقطع رجاءك من قلبي.
وقالت زوجته :كسسان يقسسول اشسستهي مسسن ربسسي ثلث
ن؟ قال :اشسستهي أن أمسسوت حيسسن ت :وما هُ ّ خصالُ ،قل ُ
ن، ي ديس ٌ ن علس ّ أموت وليس في ملكي درهسسم ،ول يكسسو ُ
ول على عظمي لحم.
كله ،ولقد قال لي في مرضسسه :أبقسسي فأعطي ذلك ُ
ت: عنسسدك نفقسسة؟ فقلسست :ل ،قسسال :فمسساذا تريسسن؟ قلس ُ
أخرج هذه الخابيسسة للسسبيع ،فقسسال :يعلسسم النسساس بحالنسسا
ي عوها إل وثم حاجة شديدة .فأخرج إلسس ّ ويقولون ما با ُ
ض إخسسوانه فبسساعه بعشسسرة شسسيًئا كسسان أهسسداه إليسسه بعس ُ
مسسا لحنسسوطي وأنفقسسي دراهم ،وقال :اعز لي منها دره ً
باقيها ،فمات ،وما بقي غير درهم.
ه
ن د ُوْن َ ُ ست َِقُروْ َه ل يَ ْ موْن َ ُ ه ي َُروْ ُ حد َهُ ي َعْب ُسد ُوْن ِ ُ عباد ٌ وَ ْ ي ِ ل َِرب ّ ْ
س سن َد ُ القْسسوى السسذي هُ سوَ ال ّ
سنى السسذي صد ُ ال ْ مْق َ سسسسسسسسسسست َن َد ُْوا بسسسسسسسسسسه هُوَ ال َ ا ْ
ه
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُوْن َ ُ ضسسط َُر فسسي ي َْق ُ م ْ مسسد َ ال ُ إذا اعْت َ َ
مسسوا ولهُ ُ م ْ
وى َ سسس َ س ِ ب غَْيسسسسسسسسَرهُ فليسس َ خطسسسسسسسس ِ ال َ
هك ي َط ْل ُب ُسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوْن َ ُ س المُلسسو َ سد َ النا ُ ح َ ن َ وإ ْ
س من س لهم في النا ِ م َفلي ْ َ مل ْك َِهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ْ بِ ُ
ه سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُوْن َ ُ ح ُ ك يَ ْ مال ِ ِ حة ٍ َ سا َ وا ب َ حل ّ ْ
وا َ م ْ لن ّهُ ُ
عن ْسسسسسسد َهُ دوا ِ مسسسسسسا أَرا ُ مه ْ َ ت السسسسذي فَ َ ه الُقسسسسو ُ حب ّت ُسسسس ُ م َ َ
ه جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُوْن َ ُ ه يَ ِ ي َْقَتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُوْن َ ُ
حْيسسسد ُهُ السسسوِْرد ُ السسسذي صل ِهِ قَد ُْر وتو ِ م من وَ ْ مَتى َفات َهُ َ َ
ه َيرد ُوْن َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ذ َّرةٍ
م ك الَقسسد َْر هُ س ْ ذا َ ح َ ة َفبا الرو ِ م ل َل ْعَِبسساد َ ِ صسسط ََفاهُ ْ ل َِهسسذا ا ْ
ه ن ي َْفَتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُوُن َ ُ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ْ ن َ د ُوْ َ
دى مس َ ل ال َ م ط ُوْ َ م فَهُ ْ واهُ ْ س َ ن السسسسوََرى ِ وا د ُوْ َمسسسس ْ ت َوَل ّهُ ُ
48
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
َفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ
ولؤُهُ ي َعُْبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُوْن َ ُ
ه
ب الت َُقسسى طسسرٌز علسسى ثسسو ِ ِ
هي َْرَتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُوْن َ ُ
آخر:
ل حسسسسوْ َ كهسسسسا وَل ْهَسسسساَء َ
وت َت ُْر ُ سث الن ّْف س َ ع ُ
ظ ب ِرٍ ت ُسوْرِ ُ وا ِم َ َ
ر
مَقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساب ِ ِ ال َ عْبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرةً ِ
ب مسسن القل س ِ حَزان ًسسا م ِ جأ ْت ُهَي ّ ُ س
سأم ِ الن ّْفسس ُ ما ت َ ْ ظإ ّ ع ُ موا ِ َ
َثسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ِرِ هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ْ
ذِكَر َ
لت أو ّ ُ ن المسسو َ فََبسسادِْر فسسإ ّ ن ك يسسسا َ
ذا الَفهْسسسم ِ إ ْ دون َ َ فَسسس ُ
زائ ِرِ ذا ن َُهسسسسسسسسسىت َ ك ُْنسسسسسسسسس َ
51
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ة محمسودة ،قسال وقع به ،وهذا عيش المؤمن والقناعس ُ
بعضهم:
ل
سسسسب ْ ِ
ت عسسسن ُ مسسسن َبسسسا َ مسسن أْر َ
غسسد ُ و َ ُيقوُلسسون لسسي َ
ف َنائ ِب ًسسسسسسسسسا
خسسسسسسسسساوُ ِشسسسسسسسسسة الم َ عي ْ َ
س ِالنسسسسسسسسسا ِ
كسسم ِ اللسسه فسسي ح ْ
ف قََهسَر وصسساَر ب ُ ب عسارِ ٌ فَُقْلس ُ
ت ل ِب َْيس ٌ
ضسسسسسسسسسسًيا ق َرا ِالَهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوى السسسسسسسسسسرز ِ
آخر:
سعَدِ من أ ْ ذا ِ تإ ًدي ل َك ُن ْ ُ عن ْ ِ
ِ ن ف قَْلبي على َ
ش سي ْئ َي ْ ِ يا ل َهْ َ
شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرِ الب َ َ جمعَسسسسسسسسسسسسسا ل َسسسسسسسسسسسسسو ُ
حت ّسسى ي َن ْت َهِسسي
مةِ الِعلم ِ َ خد ْ َ و ِ شسّر ش ي َِقْينسي َ
ف عَْيس ٍكفسا ِ َ
ري مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ عُ ُ ة
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسأل ٍ م ْ َ
52
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وأهم ما فسسي الزهسسد والسسورع ،الزهسسد فسسي الحسسرام،
ن الدب مع الله. حس ُ والورع عن الشبهات ،و ُ
ن على رجسسل فسسي روي عن أبي حنيفة أنه له دي ْ ٌ
بغسسداد فسسذهب إليسسه ومعسسه بعسسض تلميسسذه ،وذلسسك فسسي
وسط النهار ،والحُر شديد فطرق الباب على السسدائن،
لوابتعد عن الباب لوجود سقيفة فوق البسساب لهسسا ظ س ٌ
حسّر الشسسمس ،فقسسال لسسه أحسسد تلميسسذه :لسسم يقي مسسن َ
ابتعدنا عن السقيفة ووقفنا في الشسسمس ،فقسسال أبسسو
حنيفة :لنا دين على صاحب السقيفة ،ووقوفنسسا تحسست
ة ربا. السقيفة هو استفادة من الدين ،وهذه ُ
شب ْهَ ُ
جاءت امرأة إلى عمرو بن قيس بثوب ،فقالت :يسسا
أبا عبدالله ،اشتر هذا الثوب ،واعلم أن غزله ضسسعيف
وكان إذا جاءه إنسان يعرضه عليسسه قسسال :إن صسساحبته
أخبرتني أنه كسسان فسسي غزلسسه ضسسعف حسستى جسساء رجسسل
فاشتراه ،وقال :برأناك منه.
وبعث أبو حنيفة إلى حفص بن عبدالرحمن شريكه
ه
في التجارة وأعلمه أن ثوًبا من المبيع فيه عيًبا فسسبين ُ
للمشتري.
ص المتاع ونسي أن ُيبين العيب واستوفى فباع حف ُ
ل ،وقيسسل :إن الثمسسن كسسان ثلثيسسن ألًفسسا أو الثمسسن كسسام ً
خمسة وثلثين ألًفا ،فبعث أبو حنيفة لشسسريكه وكّلفسسه
أن يبحسسث عسسن المشسستري فلسسم يهتسسدي إلسسى الرجسسل،
ففارق أبو حنيفة شريكه وتتاركسسا ،ورفسسض أبسسو حنيفسسة
حّر ماله وتصد ّقَ به كام ً
ل. أن ُيضيف الثمن إلى ُ
حلسسل مختلفسسة فيهسسا مسسا عبيسسد ُوكان عند يونس بسسن ُ
قيمتها أربعمائة وفيها ما قيمتها مائتان.
دكان فجسساء أعرابسسي فطلسسب فخّلف ابن أخيه في ال ُ
ة بأربع مائة فعرض عليه مسسن السسذي قيمت ُسسه مائتسسان حل ّ ً
ُ
فاشتراها بأربعمائة.
53
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ه ُيونس وهي على يده فعرفها ،فقسسال لسسه: فاستقبل ُ
بكم اشتريتها؟ فقال :بأربعمائة ،فقال :ل تساوي أكثر
ها.
من مائتين فارجع حتى تُرد ّ َ
فقسسال :هسسذه فسسي لسسدنا ُتسسساوي خمسسسمائة وأنسسا
ارتضيُتها ،فقال يونس :انصرف معي ،فإن النصح في
الدين خيٌر من الدنيا وما فيها ،ثم أتى إلى الدكان ورد ّ
عليه مائتي درهم.
وخاصسسم ابسسن أخيسسه فسسي ذلسسك ووبخسسه ،وقسسال :أمسسا
استحييت أمسسا اتقيسست اللسسه تربسسح مثسسل الثمسسن وتسسترك
النصح للمسلمين.
ض بهسسا ،قسسال :فهل فقسسال :مسسا أخسسذها إل وهسسو را ٍ
رضيت له بما ترضاهُ لنفسك.
وقيل لمجمع التيمي وقد جلسسب شسساته للسسبيع :كيسسف
شاتك ،قال :ما أرضاها؟
وروي عن محمد بن المنكدر أن غلمه باع لعرابي
ب ة بعشرة ،فلم يزل يطلسس ُ في غيبته ما ُيساوي خمس ً
ه.
العرابي ويسأل عنه حتى وجد ُ
فقال لسسه :إن الُغلم قسسد غلسسط فباعسسك مسسا ُيسسساوي
ت ،فقسسال :وإن ة بعشرة ،فقال :يا هذا قد رضسسي ُ خمس ً
ت ،فإنا ل نرضى لك إل ما نرضسساه لنفسسسنا ،وَرد ّ رضي َ
عليه خمسة.
ولله در القائل:
ن الّتسسسسوُرعَ عنسسسسد هسسسسذا ت فل ت َظ ُّنسسي أ ّ وَل ََقسسد ْ عَل ِ ْ
مسس ُ
هم غَي ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرهُ السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ّْر َ
ك ت َْقسسوى هنسسا َ
ن ُ ه فسساعْل َ ْ
م بسسأ ّ م ت ََرك ْت َ ُ
ت عليه ث ُ ّ فإذا قَدِْر َ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل ِم ِ م ْ ال ُ
دين. ح ّ
ك ال ِ م َ
وفي المثل السائر :الدنيا َ
وعرض محمد بن واسع بسوق مرو حماًرا له على
البيع ،فقال له رجل :أترضاه ُ لي؟ قال :لو رضيُته لسس َ
ك
ه. لَ ْ
م أّبع ُ
54
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وذكسسر أن جريسسر بسسن عبسسدالله -وكسسان مسسن أفاضسسل
سا بثلثمسسائة ،فلمسسا رأى ه فر ًم ُ
غل ُ الصحابة -اشترى له ُ
جرير الفرس أعجبه ،فذهب إلسسى صسساحبه ،وقسسال لسسه:
إن فرسك خيٌر من ثلثمائة )أي تسوى أزيد( وما زال
يزيده في الثمن حتى أعطاه ثمانمائة.
تأمل يا أخي ،هذا السسورع هسسل لسسه نظيسسر فسسي زمننسسا
شاشسسين الذي ساد فيه الغش ،بّلغ يا أخسسي معشسسر الغ ّ
داعين.
والطماعين والغرارين والخ ّ
وروى ابن أبي حاتم بسنده أن أبسسا السسدرداء لمسسا
رأى ما أحدث المسسسلمون فسسي الغوطسسة مسسن البنيسسان،
وغرس الشجار ،قام خطيًبا في مسجدهم.
فنادى يا أهل دمشسسق ،فسساجتمعوا إليسسه فحمسسد اللسسه
وأثنى عليه ،ثم قال :أل تسسستحيون! أل تسسستحيون! أل
تستحيون! تجمعون ما تأكلون وتبنون ما ل تسسسكنون،
وتؤمُلن ما ل ُتدركون.
إنه قد كان قبلكم قرون ،يجمعن فُيوعون ،ويبُنسسون
فيوثقون ،وُيؤمُلون فُيطيلون.
فأصبح أملهم غروًرا وأصبح جمعهم ُبوًرا ،وأصبحت
نمسسساكنهم قبسسوًرا ،أل إن عسساًدا ملكسست مسسا بيسسن عسسد ٍ
عمان خيل ً وركاب ًسسا ،فمسسن يشسستري مسسي ميسسراث عسسادٍ و ُ
بدرهمين.
من ّسسسا الزيسسسغ شسسسْفي َْنا فَ ِ
ل وإن ُ ضسسسسَنا َنوي ْن َسسسسا ك ُسسسس ّ
مر ْ
إذا َ
لصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالحة والّزَلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ َ
م ُ
ل َ ُ
خفنسسسسا إذا أمّنا فما ي َْزكو لَنا عَ َ نرجسسسسو اللسسسسه إذا ِ
طهخ ُسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ ون ُ ْ
55
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ه :أما بعسسد فلسسست فسسي شسسيءٍ وكتب مرةً إلى أخ ل ُ
من أمسسر السسدنيا إل مسسا قسسدمت لنفسسسك ،فآثرهسسا علسسى
ذرك م علسى مسن ل يعس ُ مصلح مسن ولسدك فإنسك تقسد ُ ال ُ
وتجمع لمن ل يحمدك.
ة
ل فيه بطاعسس ِ ما عام ٌ وإنما تجمعُ لواحدٍ من اثنين ،إ ّ
الله عز وجل ،فيسعد بما شقيت به.
ل فيه بمعصية الله عز وجل ،فيشقى بمسسا وإما عام ٌ
ت له.جمع َ
ه علسسى ل أن ت ُسسبّرد ل س ُ
وليس واللسسه واح سد ٌ منهمسسا أه س ٍ
ظهرك ،وأن تؤثرهُ على نفسك.
ج لمن مضى منهم رحمة اللسسه ،وثسسق لمسسن بقسسي أر ُ
منهم برزق الله عز وجل ،والسلم.
توقيل لبي الدرداء :مالك ل تشعر؟ قال :قسسد قُل ْس ُ
سمعوا: فا ْ
دا
مسسسا أَرا َ مَناهُ وي َسسسأبى اللسسسه إل َ طى ُ ن ي ُعْ َ
ُيري ْد ُ المرُء أ ْ
ل مسسا وتقسسوى اللسسه أفضسس ُ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسست ََفادا ل المسسسسرُء فسسسساِئدتي ا ْ ي ََقسسسسو ُ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالي و َ
ن ُيقسسال
فأ ْ ف مسسا أخسسا ُ وعن أبي الدرداء قال :أخسسو ُ
ت.
ت أم جهل َ لي يوم القيامة :أعلم َ
ت ل تبقسسى آيسسة آمسسرةٌ أو زاجسسرةٌ إل ت :علم ُ فإن ُقل ُ
ت بفرضسسيتها المسسرة ُ هسسل ائتمسسرت والزاجسسر هسسل أخسسذ ُ
ازدجرت.
شَبع ودعسساٍء س ل تَ ْ فأعوذ ُ بالله من علم ٍ ل ي َن َْفع ون ِْف ٍ
مع ،رواه أحمد. س َ ل يُ ْ
وقال :لو تعلمون ما أنتم راؤون ب َعْ سد َ المسسوت ،لمسسا
مسسا علسسى شسسهوة ،ول شسسربُتم شسسراًبا علسسى أكلتسسم طعا ً
شسسهوة ،ول دخلتسسم بيًتسسا تسسستظلون ،ولخرجتسسم إلسسى
الصعدات تضربون صدوركم ،وتبكون علسسى أنفسسسكم،
ضد ثم ُتوكل. ت أني شجرة ت ُعْ َ ولودد ُ
وعن جبير بن نفير قال :لمسسا ُفتحسست قسسبرص فسسرق
بين أهلها فبكى بعضهم إلى بعض ،فرأيسسا أبسسا السسدرداء
سا وحدهُ يبكي. جال ً
فقلت :يا أبا الدرداء ،ما ُيبكيك فسسي يسسوم أعسسز اللسسه
جبير ،مسسا أهسسون الخلسسق السلم وأهله؟ قال :ويحك يا ُ
على الله عز وجل إذا تركوا أمره.
بينا هي أمة قاهرة ظاهرة لهسسم الملسسك تركسسوا أمسسر
الله فرأيتهم كما ترى.
مَنسسسى سسسسي وال ُ ة ت ُْلهسسسي وت ُن ْ ِ حَيسسا ِ
مَنسسى ال َ ك ُخسسد َعَن ْ َ ل تَ ْ
فإنهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ت َظ ْل ِي ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ل
لم والب ََقاُء قَِلي ُحت ْ ٌ
ت َ مو ُ ه فال َ ت َقب َ
ل ن ُُزول ِس ِ مو ِ ن ل ِل ْ َوتأهّب َ ْ
فوائد ونصائح
57
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
اجعسسل مراقبتسسك لمسسن ل تغيسسب عسسن نظسسره إليسسك،
ه عنسسك واجعسسل واجعسسل شسسكرك لمسسن ل تنقط سعُ نعم س ُ
ملكه. ج عن ُ خضوعك لمن ل تخر ُ
ك إعراضسسك س َوقال العمري :إن من غفلتك عن نْف ِ
عن الله بأن تسسرى مسا ُيسسسخطه فتجسساوزه ول تسسأمر ول
تنهى خوًفا ممن ل يملك ضًرا ول نفًعا.
الشكر من أعلى المقامات وهو أعلسسى مسسن الصسسبر
والخوف والزهد ،وهو مقصود لنفسه ولذلك ل ينقطع
في الجنة ،وليس فيهسسا خسسوف ،ول توبسسة ول صسسبر ،ول
زهد.
والشسسكر دائم فسسي الجنسسة ،ولسسذلك قسسال جسسل وعل:
َ
ن ، مي َ عللال َ ِ ب ال َ ه َر ّ مدُ ل ِّللل ِ ح ْن ال َ مأ ِ ه ْ
وا ُ ع َ
خُر دَ ْ وآ َِ
ذي ه ال ّل ِملدُ ل ِل ّل ِح ْ قللاُلوا ال َ و َوقال عن أهل الجنسسةَ :
كوٌر . ش ُ فوٌر َ غ ُ ن َرب َّنا ل َ َ ن إِ ّحَز َ عّنا ال َب َ ه َ أ َذْ َ
أما كيفية شكر اللسسه فيتسسم بسسأمور ،أول ً :أن يحمسسد
الله على نعمه بلسانه ويشكره.
ثانًيا :أن يعتقد أن هذه النعمة أو النعسسم آتيت ُسسه مسسن
ما منه وإحساًنا. الله تعالى كر ً
معاصسسيه ،بسسل ُيطيسسع ن بهسسا علسسى َ ثالًثا :أن ل يستعي َ
الله فيها.
عا :أن يعرف فضل الله عليه وكرمه فيسسستحي راب ً
منه فل يعصه ،والله أعلسسم ،وصسسلى اللسه علسسى محمسسد
وآله وصحبه وسلم.
فصل
ب حلوةَ الُزهسسد قسسال سسسهل بسسن عبسسدالله :اسسستجل ْ
س،
حة اليسسأ ِ بقصر المل ،واقطسسع أسسسباب الطمسسع بص س ّ
ض لرقة القلب بمجالسة أهل الذكر. وتعّر ْ
ن للسسه
حسسزن ُبطسسول الفكسسر ،وتزي ّس ْح بسساب ال ُ
واسسستفت ْ
بالصدق في كل الحوال.
58
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وإّيسساك والّتسسسويف ،فسسإنه ُيغسسرقُ الهلكسسى ،وإيسساك
والغفلة فإن فيها سواد القلب ،واستجلب زيادة النعم
بعظيم الشكر.
ب مسسن معاذ :عمل كالسسسراب ،وقل س ٌ ن ُ وقال يحيى ب ُ
التقوى خراب ،وذ ُُنوب ِبعدد الرمل والُتراب ،ثم تطمع
في الكواعب التراب.
ن بغيسسر شسسراب ،مسسا أكملسسك لسسو هيهات أنت سسسكرا ٌ
ك ،وما أقواك لسسو جل َ َبادرت أملك ،ما أجّلك لو بادرت أ َ
خالفت هواك.
ت السسدنيا وقال يحيسسى بسسن معسساذ :يسسا ابسسن آدم ،طلبس َ
ت الخسسرة طلسسب مسسن ل طلب من لُبد له منها ،وطلبس َ
حاجة له إليها.
كفيتها وإن لم تطلبها ،والخسسرة بسسالطلب دنيا قد ُ وال ُ
منك تناُلها ،فاعقل شأنك.
وقال :مفاوُز الدنيا ُتقطعُ بالقدام ،ومفسساوز الخسسرة
ُتقطعُ بالُقُلوب.
متمزقًسسا مسسا دام ل دين ُسسك ُ وقال :يسسا ابسسن آدم ،ل يسسزا ُ
حب الدنيا متعلًقا. قلُبك ب ُ
ق دِي َْننسسا َفل دي ِن َُنا ي َب َْقى ول ما ن َُرقّعُ
مزِي ْس ِنرقع د ُن َْيان َسسا بت َ ْ
طسسوَبى ل ِعَْبسسدِ آثسسر اللسسه وجسساد بسسدنياه ِلمسسا ي َُتوّقسس ُ
ع فَ ُ
حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد َهُ و ْ
عمسسره ل ُسَنة ،وك ُس ُ من قد ب َل َغَ أرب َِعين َوقال آخر :يا َ
ه ،ثسسم ل ي َسد ِْري مت ْعًِبا في جمع المال ب َد َن َ ْ ة ،يا ُ سن َ ْ
م وَ ِ نو ٌ
ة ،إنهسسا بك َ ْ
سسسب َِها حن َ ْمت َ ِ
م ْ
س ال ُ
م هذه الن ّْف َه ،أعْل ِ ْ
خَزن َ ْ ن َ م ْ لِ َ
ة.
مْرت َهَن َ ُْ
60
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
أل يعتبر المغرور بمن قد دفنه ،كم رأى مسسن جبسساٍر
فسسارق أهلسسه وأولده ومسسسكنه ،انتب ُِهسسوا يسسا راحليسسن
بالقامة ،يا هالكين بالسلمة.
م في كسسدره ،أمسسا وعظكسسم أين من أخذ صفو ما أنت ُ
بسيره في سيره ،بل قد حمل بريد النسسذار أخبسسارهم،
هم. وأراكم تصفح الثار آثار ُ
مِعسس َ
معَت ْسسه فا ْ
ج َ
ن ت َْفري ْقُ ما َك الّليسسسسسالي أ ّ حسسسسسد ّث َت ْ َو َ
خَبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرا
مت ََها ال َشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي َ
حذرٍ منهسسا فَق سد ْ وان َظ ُسْر إليهسسا تسسرى اليسسات ن على َ وك ُ ْ
ت والعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسبرا ح ْصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ نَ َ
ما فسسي دائرة الغيسسر ،كسسم حضسسرت فيهسسا مسسن يا مقي ً
محتضر ،وكم عاينت فيها مسسن قسسبر يتفسسر ،لقسسد ألنسست ُ
ل صلدٍ وحجر ،اسمع يا من إذا عامل خان ُ
مواعظها ك ّ
وظلم.
يا هذا أما علمت أن اللطف مع الضعيف أكسسثر لمسسا
كانت الدجاجة ل تحبو على الولد أخسسرج كاس سًيا ،ولمسسا
كانت النملة ضعيفة البصسسر أعينسست بقسسوة الشسسم فبهسسا
تجد ُ ريح المطعوم من بعيد فتطلب.
كلمسسا أكسسل مختلسسف السسسنان ُ ولمسسا كسسان التمسسساح ُ
ج إلى شسساطئ البحسسر حصل بين أسنانه ما يؤذيه فيخر ُ
حا فسساه طالب ًسسا للراحسسة فيسسأتي طيسٌر فينقسسر مسسا بيسسن فات ً
حسسا عسسن أسسسنانه فيكسسون ذلسسك رزًقسسا للطسسائر وتروي ً
ساح.م َالت ّ ْ
61
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
خلسسد دويبسسة عميسساء مسسن أقسسوى المخلوقسسات وهذه ال ُ
سمع ،قال الشاعر:
س
جي ٍْج ل ُيح س ّ ضس ِ
جمسسوٍع ل َيراهَسسا وهم في َ فهُسسم فسسي ُ
خْلسسسسسسسسسسسسد ُ
ن َدايسسسسسسسسسسسسةٍ بسسسسسسسسسسسسه ال ُابسسسسسسسسسسسس ُ
جسسةِ حا َمَيسساء وقسست ال َ ة العَ ْ ت هسسذه الد ّوَي َْبسس َ مسس ْ قسسد أل ْهِ َ
ن ت ََفتسسح فاهسسا فيسسسقط السسذباب فيسسه فتتنسساول تأ ْ ل ِل ُْقو ِ
منه.
وهذه الطيار تترّنم ط ُسسول النهسسار فيقسسال للضسسفدع:
ك ل تنطقين ،فتقول مسسع صسسوت الهسسزارُ :يستبشسعُ مال ِ
صوتي.
جل وعل الخسسرس ل :هذا الليل ولما خلق الله َ فُيقا ُ
معَ لئل يسمعُ مسسا يكسسره س ْب ال ّ سل َ ل يقدر على الكلم ُ
ل أخرس أطُروش. ه الجواب فك ُ ُ ول ُيمكن ِ ُ
ب عليهسسم ما تولع الجسسذام بأظفسسار أصسسحابه صسعُ َ ول ّ
ل فليسسس فسسي ثيسساب المجسسذوم من ِعَ منهم القمس ُ كف ُ الح ّ
قملة.
هع الل ّ ل ِ ص لن ْ َ سبحان من هذا ُلطفه وهذه حكمهُ ، ُ
َ َ
ل ن ك ُل ّ سل َ ح َ ذي أ ْ ء ، ال ّل ِ ي ٍشل ْ ل َن ك ُل ّ قل َ ذي أت ْ َ ال ّل ِ
م ه ث ُل ّ
قل ُ خل ْ َ
ء َ ي ٍشل ْ ل َ طى ك ُل ّ ع َ ه ،و أ َ ْ ق ُ خل َ َ ء َ ي ٍ ش ْ َ
دى . ه َ َ
مسسن أدعيسسة المضسسطرين :يسسا ود ُوْد ُ يسسا ذا العسسرش
مسسا ُتري ْسسد ،أسسسألك ل لِ َ معِْيد ،يسسا فَعَسسا ٌ مْبدئُ يا ُ المجيد ،يا ُ
ك السستي ن عرشسسك وبُق سد َْرت ِ َ بنوُرِ وجهك السسذي مل أركسسا َ
قدرت بها على جميع خلقك.
وبرحمتك التي وسعت كل شيء ل إله إل أنسست ،يسسا
مغِْيث أغثني. ُ
قيل لجعفر الصادق :مالنا ندعوا فل يسسستجاب لنسسا؟
عون من ل تعرفونه. قال :لنكم تد ُ
عن سسسهم بسسن منجسساب قسسال :غزونسسا مسسع العلء بسسن
الحضرمي دارين )قرية في بلد فسسارس( فسسدعا بثلث
62
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ت ،فاسُتجيبت له فيهن :نزلنا منزل ً فطلب الماء دعوا ٍ
ليتوضأ فلم يجده ،فقام فصلى ركعتين ،وقسسال :اللهسسم
سِقَنا غيًثا ك ،اللهم أ ْ ل عد ّوَ َ دك وفي سبيلك ُنقات ُ إنا عبي ُ
ب ،فسسإذا توضسسأنا لسسم يكسسن لحسدٍ فيسسه ُ
نتوضأ منه ونشر ُ
تل ،فإذا نحن بماء حين أقلع ْ نصيب غيرنا ،فسرنا قلي ً
ت إدواتي )إنسساء عنه السماء فتوضأنا منه وتزودنا ومل ُ
صسسغير مسسن جلسسد( وتركُتهسسا مكانهسسا حسستى أنظسسر هسسل
ت لصسسحابي: اسُتجيب لسسه أم ل؟ فسسسرنا قليل ً ثسسم قُل ْس ُ
ه لسسم ت إلسسى ذلسسك المكسسان فكسسأن ُ ت إدواتسسي ،فجئ ُ نسسسي ُ
ط ،ثم سرنا حتى أتينا دارين والبحر بيننسسا ه ماٌء ق ُ ُيصيب ُ
م إنسساي يسسا عظيس ُ م يسسا علس ُ م يا حلي ُ وبينهم ،فقال :يا علي ُ
ك ،الهسم فاجعسل لنسا عسد ُوّ َل َ ك وفي سسبيلك ُنقاتس ُ عبيد ُ َ
ضسَنا مسسا ي َب ْل ُسغُ لبودنسسا، خ ْحسسم البحسسر ف ُ إليهسسم سسسبي ً
ل ،فتق ّ
ن فمسسات فخرجنا إليهسسم فلمسسا رجسسع أخسسذه وج سعُ البط س ِ
ه فلسسم نجسسده فلففنسساهُ فسسي ثيسسابه فطلبنسسا مسساء نغسسسل ُ
ه. ودفنا ُ
ضسسنان بماء كسسثير ،فقسسال بع ُ فسرنا غير بعيد فإذا نح ُ
سسسلناه ،فرجعنسسا ض :لسسو رجعنسسا فاسسستخرجناهُ فغ ّ لبعسس ٍ
ل مسسن القسسوم :إنسسي ده ،فقسسال رج س ٌ فطلبنسساهُ فلسسم نج س ُ
م أخسسف عليهسسم م يا حلي س ُ ي يا عظي ُ سمعته يقول :يا عل ُ
دا،موتي -أو كلمة نحوها -ول ُتطل ِسسع علسسى عسسورتي أحس ُ
فرجعنا وتركناه ،والله أعلم ،وصلى الله علسسى محمسسد
وآله وصحبه وسلم.
فصل
اعلم وفقنا الله وإيسساك أن العمسسال الصسسالحة ُتفيسد ُ
الراحة في الدنيا والتنعم في الخرة.
وعمارة السسدنيا تكسسسب التعسسب فيهسسا والشسسقاء بعسسد
مفارقتها.
ُ
دق ه بفناِء الدنيا زهد فيها ومن صسس ّومن صدق نفس ُ
نفسه ببقاء الخرة رغب فيها.
63
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مث ّسسل ،والّنمسسام، م َاحذر كل الحذر مسسن الكسسذاب ،وال ُ
ساخر ،والغشاش والحاسد ،والعيان، سس ،وال ّ متج ّ وال ُ
معجسسسب بنفسسسسه ،والمتهسسسم بسسساللواط، والمتكسسسبر ،وال ُ
والمتهسسم بالزنسسا ،فسسإن هسسؤلء ُقربهسسم وخيسسم وضسسررهم
عظيم في الدنيا والخرة.
ينبغسسي للعاقسسل أن يغتنسسم أوقسساته فسسي السسدنيا ،إمسسا
دا فسسيما وحمس ً بسبب ُيثمر راحة في الدنيا أو ُيثمر نعي ً
ب العاقل. الخرة ،وهذا ما يتمناه اللبي ُ
ة فسسسالُعمُر مل ٌشسسسا ِك َ ك عََليسسس َ م ل ت َْغسسسُرْر َ ن آد َ َأَيسسسا اْبسسس َ
مْعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُوْد ُ ة َ عافيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٌ َ
مسسن الفسسات ل شسسيٍء ِ ن ب ُ
كسس ِ عسس َ كسسَزْرع ِ مسسا أنسست إل َ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسود ُ مْق ُ ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرت ِهِ َ خ ْ ُ
ر
ل المسس ِ ت عنسسد َ كمسسا ِ ت فسسأن ْ َ مسسن الفسسا ِ ت ِ م َ
س سل ِ ْ
فإن َ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسود ُ ح ُ م ْ معَِهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا َ ج َأ ْ
64
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وهسسذا اليربسسوع ل يتخسسذ بيت ًسسا إل فسسي موضسسع طيسسب
مرتفع ليسلم من سيل أو حافر ،ثم ل يجعلسسه إل عنسسد
أكمة أو صخرة لئل يضل عنسسه إذا عسساد إليسسه ،وليجسسده
بسرعة عندما يحذر من شيء.
ثسسم يجعسسل لسسه أبواب ًسسا مسسن جهسسات ،ويرقسسق بعضسسها
ليسهل عليه الخروج ،فسسإذا أتسسي ن بسساب دفسسع برأسسسه
مأرق وخرج.
م
وهذا اليسسل يأكسسل الحيسسات فيشسستد عطشسسه فيحسسو ُ
ب لعلمه أن المسساء ُينفسسذ السسسموم حول الماء ول يشر ُ
إلى أماكن ل يبلغها الطعام.
ل سسسنة وهسسو سسسلحه ومن عادته أنه يسقط قرُنه ك ُ ّ
فيختفي إلى أن َينُبت فسبحان من أعطى كسسل شسسيء
خلقه ثم هدى.
وهذه الحية تختفي طسسول الشسستاء بسسالرض فتخسسرج
وقد عشى بصرها فتحكه بأصول الرازيانج؛ لنه يزيسسل
الغشاء ،فسبحانه من حكيم عليم أعطسسى كسسل شسسيء
خلقه ثم هدى.
وهذا الفهسسد إذا سسمن علسم أنسه مطلسسوب وشسسحمه
يمنعُسسه مسسن الهسسرب فهسسو يسسستر نفسسسه إلسسى أن ينحسسل
جسمه ويزول الشحم ،فسبحانه مسن إلسه بصسير بكسل
شيء.
وهذه النملة تدخر في الصيف للشتاء ،فإذا خسسافت
ه أخرجته إلى الهسسوى ،فسسإذا حسسذرت فساد الحب وتعُفن َ ُ
أن ينبت نقرت موضع القطمير.
وهو الشقُ في الحبسسة والنسسواة ،فسسسبحانه مسسن إلسسه
حي قيوم ل تأخسسذه سسسنة ول نسسوم أحسساط بكسسل شسسيء
ما.
عل ً
وهسسذه السسسمكة إذا حبسسستها الشسسبكة قفسسزت بكسسل
قوتها لتقطع الحسسابس وأنست لسسو نهضست بقسسوة العسسزم
لنخرقت شبكة الهوى.
65
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
اسسسمعْ يسسا مسسن ضسسيق علسسى نفسسسه الخنسساق بفعسسل
المعاصي ،فما أبقى لعُسسذرٍ موضسًعا ،يسسا مقهسسوًرا بغلبسسة
النفس قم عليها بسوط العزم ،فإنها إن علمت منسسك
الجسسد ّ والجتهسساد والعسسزم الصسسادق استأسسسرت لسسك،
ح على ترك الحرام. فامنعها ملذوذها ليقع الصل ُ
ح صسس َ
ك الن ُ ْضسسا َمح َ ما َ
ن هُ َ
ن وإ ْ س والشيطا َ ف الن َِف َخال ِ ِ
و َ
ما فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسات ّهِم ِ صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهِ َ واعْ ِ
ن السم حْيث لم ي َد ْرِ أ ّمن َ مسسرِء ِ ت َلسسذ َةً ل ِل ْ َسسسن ْ ْ
ح ّكسسم َ
سسسسسسسسسسسم ِ ة فسسسسسسسسسسي الد ّ َ قات ِل َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ً
كك لسسو عَل ِسقَ ب َِثوب ِس َ ت د ُن ْي َسسا َ ك كما د َب ّسْر َ دبْر دين َ َ يا هذا َ
مار رجعت إلى وراء لتخلصه. س َ م ِْ
هذا مسماُر الضرار قد تشبث بقلبك ،فلسسو عسسدلت
ت. ص َ إلى الندم خطوتين تخل ّ ْ
م.ك َنا َحّر َة ،ك ُّلما ُ ي الغَْفل َ ِ صب ُ ت َ ولكن هَي َْها َ
كل يوم تحضر المجلسسس وتسسسمع الموعظسسة ،فسسإذا ُ
ت من ل ُيفلح. خرجت كما دخلت ،قال الشيطان :فدي ُ
ويحك إبك بكاء من يدري قيمة الفائت من الوقت.
يا هذا ،اسمع كلم الناصح المخلص الذي يريد نفسسع
ة المصسسائب كسسدرةُ جميسسع المسسسلمين ،السسدنيا حمالسس ُ
صة ث للبرية أنواع البلية مع كل لقمة غُ ّ المشارب تور ُ
ة: فما أحد ُ فيهسسا إل وهسسو فسسي كسسل غسسرض لسسهُم ٍ ثلثس ٍ
ة.
سهم نقمة ،وسهم رزية ،وسهم مني ّ ٍ
طسسوًْرا طسسوًْرا و َ خطُئه َ ل فَت ُ ْ من ك ُس ّ ت ِ ضُله الوقا ُ ت َُنا ِ
هلن صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ْب
م ُل ُ يتجللدد كللل يللوم بمللات ُ ِ ب ران ِ ٍ
جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
فمن كان معتب ً
َ
حلول الحوادث بأصحابها.
ومعتبًرا بما يتجدد كل يوم مسسن ارتجسساع النعسسم مسسن
حزنهسسم واغتمسسامهم بفقسسدها لسسم يأسسسف أربابها وشدة ُ
على فواتها.
67
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية َ
شسسسَفى ال َْباب ََنسسسا ظ َ ِبسسسوَعْ ٍ
ه خط ْب ُس ُ أَرىَ الدهًرا أغَْنى َ
ه
طسسسسسسسسساب ِ ِ خ َ عسسسسسسسسسن ِ
ب ِل ُب َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسابهِ
ك
ب دي الُقلسوُ َ ب ت َهْس ِ ه قُل ّس ٌ لَ ُ
شسسي ْ ِ مى عن وَ ِ إليها وت َعْ َ وادًيا
ه
ان ِْقلِبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ َ
وا ه وه ْ س َ ث إل أن ّس ُ هُسسو الليس ُ
ث عسسن ب الّلي َ غا َ طا فأ َ س َ َ خسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسادٌِر َ
ه
س غسسسسسسسسسساب ِ ِ أْنسسسسسسسسسس ِ
ة
م سَراَر ِ
حلوَةُ م َ سل َ ْ م تَ ْ ت لَ ْ هيها َ و َ
مسسن َ ب إليسسه ِ صا ِ لِ َ ه
شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهْدِ ِ َ
ه
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساب ِ ِ َ مب َسساِديهِ ت َغُسّر وإّنمسسا مبي ْد ٌ َ ُ
ه
ة ب ِعَِقسساب ِ ِ مس ٌ مخُتو َ ه َ عواقُب َ ُ َ
س َ
ض مُلسسو ُ سسسسا َ مسسسن َ مسسسم ت َسسسَر َ أ ْ
ك الَر ِ ت ُ سسساَر ْ و َ ك قسسسسسسسادًرا مماِلسسسسسسس َ ال َ
ه
كسسسسسسسسساب ِ ِ ت رِ َ َتحسسسسسسسسس َ
شهْب َِها َلسسول ُ على ُ
ت كسساد ْ ْ ه الدنيا و َ ت لَ ُ دان َ ْ و َ
مسسود ُ خ ُ َ
ه
شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَهاب ِ ِ
ه حل ّسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ تُ ِ
ه صسسسن ُ ُ ح ْ ه ِ مت ْ ُسسسسل َ َ لقسسسد أ ْ
ه
سسسب ِ ِ عسسن ك َ ْ دا َ غسس ً داةَ َ غسس َ َ
ه صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسون ُ ُ ح ُ و ُ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساب ِهِ باك ْت ِ َ
ه عنسسسد َ جت ْسسس ُ ة أن ْ َ ضسسس ٌ َفل فِ ّ
عنسسسد َ ب أغَْنسسساهُ ِ ول َذهسسس ٌ ه
ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ ضا ِ ان ِْف َ
ه
هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساب ِ ِ ذَ َ
ه ه وُّراُثسسس ُ صسسس ُ خ َ ش ْ سسسسل َ َ
ه
ه بُترابسس ِ وأْفسسَرد َهُ أْتراُبسس ُ ه
بُتراِثسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ
68
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وينبغي للنسان أن ينظر إلى من دونه فسسي المسسال
والجاه ليشكر الله ويحمده ،وينظر في الدين إلى من
هو فوقه ليجتهد وُيشمر ليلحقه.
وإبليسسس لعنسسه اللسسه إذا اسسستولى واسسستحوذ علسسى
كس هذا النظر وعكسه. النسان ن ّ
فإذا قيل له لم تتعاطى هذا الفعسسل القبيسسح ،اعتسسذر
بعذرٍ قبيسٍح ،وذلسسك بسسأن يقسسول :فلن يتعسساطى مسسا هسسو
أعظم منه.
وإذا قيل له :لم ل تقنع بهذا الموجود ،يقسسول :فلن
أغنى مني ول قنع فلم أصبر على ما ليس يصبر عنه.
وهذا عين الضلل والجهل.
داعسسة، دارة ،خ ّ قال بعضهم :إخواني الدنيا غّرارة ،غ ّ
كارة ،تظنها مقيمة وهي سسسيارة ،وتظنهسسا مصسسالحة، م ّ
وهي قد شّنت على أهلها الغارة ،فانتبه لها:
صل الت ّن ْغِْيسس ُ ن ما يأم ُ َيا أّيها ذا الذي قَسسد غَ سّرهُ ود ُوْ َ
ل جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ل وال َ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ال َ
وا حل ّسسس ْ ب َ ل الّركسسس ْ من ْسسسز ِ دنيا ك َ أل تسسسرى إّنمسسسا السسس ُ
حل ُسسسسسسسسس ْ
و ت اْرت َ َ مسسسسسسسسس َ وزي ْن َت َُهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ث ُ ّ
كهسسا مل ُ وها كسسد ٌَر و ُ صسسّف ُ شسسَها و َ صسسد ٌ وعَي ْ ُ حُتوفَُهسسا َر َ ُ
لكسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ٌ د ُوَ ُ ن َ
ش ول ه عَْيسس ٌ سوغ ل َ ُ ما ي َ ُ ت فَ َ عسسا ِ ل ت ُْفسسزِعُ بالروّ َ ظسس ُتَ َ
ل جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذ َ ُ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساك ِن ََها َ َ
م السد ّهِْر سسَها ُ ل فيسسه ِ دى ت َظ َ ُ مَنايسسسا والسسسّر َ ه ل ِل ْ َ
كسسسأن ّ ُ
ل ظسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ض ت َن ْت َ ِ
غسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَر ٌ َ
ها عن ْسد َ َل ِ جس ٍ ل عَث َْرةِ رِ ْ ت وك ُ ُ ة والمسسو ُ س هارِب َ ٌ والنف ُ
ل جَلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ي َت ْب َعَُهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا َ
سسَعى ث مسا ي َ ْ مسسسا والَقب ُْر َوارِ ُ سسسسَعى ب ِ َ والمسسسرُء ي َ ْ
جسسسسسسسسسس ُ
ل ه الّر ُ وارِث ِهِ ل َسسسسسسسسسس ُ سسسسسسسسَعى ِلسسسسسسس َ يَ ْ
ي عبدالله بن الزبيسسر
قال وهب بن كيسان :كتب إل ّ
بموعظة:
69
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ت ُيعرفسسون بهسسا أما بعد ،فسسإن لهسسل التقسسوى علمسسا ٍ
ويعرُفونها من أنفسهم :من صسسبر علسسى البلء ورضسسي
ل لحكم القرآن. شكرٍ للنعماء ،وذ ُ ّ بالقضاء و ُ
وإنما المام كالسوق ما نفسسق فيهسسا حمسسل إليهسسا إن
نفق الحق عنده حمل إليه وجاء أهل الحسسق وإن نفسسق
عنده الباطل جاءه أهل الباطل.
قيل لبعضهم :من يعرف كل العلم قال كل الناس،
ت :هذا غلط واضح ما يعرف كل العلم إل الله جل ُقل ُ
ن ال ِ ْ ُ
علللم ِ مل َما أوِتيت ُللم ّ و َوعل ،قال عز من قائلَ :
قِليل ً .
إ ِل ّ َ
دي ض سع ْ خ س ّ طعن عمر قسسال لبنسسهَ : قيل :إنه لما ُ
ن بخسسده على الُتراب فوضعه فبكسسا حسستى لصسسق الطي س ُ
حمنسسي ل أمي إن لسم ير َ ي ووي ُ وعينه ،وجعل يقول :ويل ْ
ربي ،ودخل عليه كعب وكان قد قسسال لسسه :إنسسك ميسست
إلى ثلثة أيام فلما رآه أنشد:
ل مسسا ن الَقسسو َ
كأ ّ شسس ً ب ثلًثسسا ول َ داِني ك َْعسس ٌعسس َ
وََوا َ
به ك َْعسسسسسسسسسس ُ ها َقسسسسسسسسسسال َ ُ ي َُعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ّ َ
حذاَر الذ ّْنب ي َت ْب َعُ ُ
ه ت ولكن ِ ذاَر المسسو ِ حس َ ومسسا بسسي ِ
ب ت السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذ ّن ْ ُ ميسسسسسسسسسس ٌ إّنسسسسسسسسسسي ل َ َ
71
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ة لهسسم إذا رأيسست دمسسوع أقل الحالت أن تبكي رحم ً
الُثكلسسى والرملسسة واليسستيم ،فلب ُسد ّ مسسن الرحمسسة إل أن
من نزعت من قلوبهم الرحمسسة .واللسسه أعلسسم، تكون م ّ
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
فصل في فوائد نافعة لمن له عقل وفهم
اطلسسب فسسي الحيسساة العلسسم والمسسال :العلسسم لزالسسة
الجهل عن نفسك وعن المؤمنين ،والمال لسسستعماله
فيمسسا يرضسسي اللسسه ل للتكسساثر والتبسساهي تحسسرْز بهمسسا
الّرياسة على الناس.
لنهسسم ينقسسسمون إلسسى قسسسمين :خسسواص وعسسوام،
ن ،والعامسسة ُتفضسسلك بمسسا ضسُلك بمسسا ُتحس س ُفالخاصة ُتف ّ
تملك.
حسسُنه وجسودته، سسرعة العمسل واطلسب ُ ل تطلسب ُ
َ قال اللسسه تبسسارك وتعسسالى :ل ِيبل ُوك ُ َ
ن
سل ُ ح َمأ ْ م أي ّك ُل َْ ْ َ ْ
مسسدة مل ً والناس ل يسألون كم يسسوم اسسستغرقت ُ ع َ
َ
العمل وإنما يسأُلون عن جودة صنعته.
معلسسم زارع والنفسسوس مسسزارع ،والدراسسسة مسساء ال ُ
التربية فمن لم تكن مزرعته نقية وماؤها متسسدفًقا لسسم
ينجح الزرع.
ن بسسإذن اللسسه ومرشسسد معلسسم يفيسسد بل لسسسا ٍ القسسدوةُ ُ
ناصح من غير بيان.
وهي مدرسة النسان العلمية التي يرسسسخ تعليمهسسا
في النفوس ويعلقُ بالفهام.
ما إلى أن يتعلموا بعيونهم أكسسثر والناس مائلون دائ ً
مما يتعلمون بآذانهم.
والمْرِئي يؤثُر أكثر من المقروء والمسموع.
وتعليم العمل أنفع من تعليم القول والرشاد ُيسسرى
الطريق ،ولكن القدرة البكماُء تسيره فيه بإذن الله.
معلسسم مسسن الفصسساحة والبراعسسة فسسي ومهما أوتسسي ال ُ
تهذيب النفوس فليس ببالغ ما يبلغسسه زميسسل لسسه ُدونسسه
في المهارة وفوقه في السيرة.
72
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ولهسذا قيسل :خيسر النصسسح افعسل كمسا أفعسسل ل كمسا
أقول ،ولما كانت غريزة التشسسبه أقسسوى فسسي الحسسداث
ينبغسسي أن ينشسسئوا فسسي بيئة صسسالحة لينشسسئوا نسسافعين،
ن بمن حولُهم ،قال الله تعالى فإنهم يتشبهون ويتمثُلو َ
ن الل ّ ِ
ه دو ِ من ُ عب ُدُ ِ
كاَنت ت ّ ْ ما َ ها َ صدّ َ و َ عن بلقيسَ :
ن . ري َف ِ
كا ِ وم ٍ َ ق ْمن َ ت ِ ها َ
كان َ ْ إ ِن ّ َ
ولهذا قالوا :انظر إلى الحشسسرات الصسسغيرة تتلسسون
ت به. ت الذي تقتا ُ بلون الّنبا ِ
ة البيتية أبلغ في نفوسهم ومن أجل ذلك كان الّتربي ُ
من التربية المدرسية.
فالبيت أصل المجتمسسع ومسسن ينسسوعه تنبعسسث الداب
والخلق؛ ولهذا يجب العتناء به.
وصسفات الوالسسدين تظهسسر فسسي أولدهمسا وأفعالهمسسا
المختلفة التي يمارسونها تحيسسا فسسي أولدهمسسا بعسسد أن
وا تعليمها الشفوي. يكونوا قد نس ْ
ونظرة واحدة من الب أو الم قد تبقى مؤثرة في
الولد مدى الحياة.
وعسسن نهشسسل بسسن كسسثير ،عسسن أبيسسه قسسال :أدخسسل
حجسسر هسسارون الرشسسيد مسسا إلسسى بعسسض ُ الشسسافعي يو ً
ليستأذن له ومعسسه سسسراج الخسسادم ،فأقعسسده عنسسد أبسسي
جعبدالصمد مؤدب أولد هارون الرشسسيد ،فقسسال سسسرا ُ
للشافعي :يا أبا عبدالله ،هؤلء أولد ُ أميسسر المسسؤمنين،
وهذا مؤدبهم فلو أوصيته بهم ،فأقبسسل عليهسسم ،فقسسال:
ليكن أول ما تبدأ به من إصسسلح أولد أميسسر المسسؤمنين
ن حس ُ إصلحك نفسك ،فإن أعيُنهم معقودةٌ بعينك ،فال َ
ح عنسسدهم مسسا تكرهُسسه، ه ،والقبي س ُ عنسسدهم مسسا تستحسسسن ُ
م وه ول تتر ُ
كه ُ علمهم كتاب الله ول ُتكرهُهم عليه فيمل ُ
ه ،ومسسن م روهسسم مسسن الشسسعر أعف س ُ جسسروه ،ث ُس ّ منسسه فيه ُ
الحديث أشرفه ،ول ُتخرجهم من علم إلى غيره حسستى
ة للفهم. موه فإن ازدحام الكلم في السمع مضل ٌ ُيحك ُ
73
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
س عما اشتبه عليها وقبلت ما اتضح إذا وقفت النف ُ
ل على ذكائها وورعها. لها فهو دلي ٌ
س البرار تنفر من أعمال الُفجار. ُنفو ُ
ة لعمال البرار. متبرمة ومتكره ٌ س الشرار ُ ونفو ُ
م فسسي م فسسي العاقبسسة مسسذمو ٌ متبسسعُ الشسسهوات نسساد ٌ ُ
العاجلة ،وتارك الشسسهوات سسسالم غسسانم فسسي العاجلسسة،
محمود مغتبط في الجلة.
من مال إلى الدنيا تعجل التعب فيهسسا ،وكسسان علسسى
يقين من فنائه.
ه أهُلهسسا، ومن زهد فيهسسا اسسستراح مسسن عنائهسسا وأحب س ُ
مفارقتها. وأمن خوف العاقبة بعد ُ
ما أغفل من يتيقن بالرحيل عن السسدنيا ،وهسسو دائب
جاد في عمارتها.
وجدير بالعاقل أن ل ُيجد ّ في عمسسارةِ شسسيء يسستركه
لغيره.
ن كالسسسسسهم ِ أو ضسسسسي ْ َ م َمن العسسوام ِ َ شٌر ِ لله عَ ْ
لج ِق في عَ َ هرةَ كالَبر ِ بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ
لم سعَ المسسا ِ ن َ م سَر عَن ّسسا ونح س ُ كذا تم سُر َليسسالي العُ ْ
ل شسسسسسسسسسسغُ ِ ة فسسسسسسسسسسي ُ راحلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ً
مسسن ك ي ُسد ِْنينا ِجهْل ً وذ َل ِس َ و َ ح في ل َهْس ٍ صب ِ ُي ون ُ ْ س ُ م ِ نُ ْ
ل جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ سسسسسسسسسسسّر بسسسسسسسسسسه ال َ نُ َ
ي ول عليه إذ ْ مسّر فسسي الثسسام ضسسسس ُم ِ والُعمسسسسُر ي َ ْ
ل سسسسسًفا والّزل َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ دري فسسسسوا أ َ َنسسسس ْ
مسسن م لنا شيًئا ِ دا كيف ولم ُنقد ْ ري غ ً شعْ ِت ِ يا ل َي ْ َ
ل العمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ ص به الخل ُ
ب جَزاء الذن ْ ِ س لي ب َ ك عمسا قسد فلي َ يسا رب عَْفسوَ َ
ل ن ِقبسسسسسسسسسسس ِ مسسسسسسسسسسس ْ دي ِ جن َْتسسسسسسسسسه يسسسسسسسسس ِ َ
حكم متنوعة
74
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ن علسسى فقسسدان الطاعسسة مسسع عسسدم القيسسام حسسْز ُ ال ُ
والجتهاد في طلبها من علمات الغترار.
دا في شيء من أمر نفسك إذا أردت أن تشاور أح ً
فانظر كيف ُيدُر ذلك المستشار أمر نفسه.
فإن كان لم يصلح تدبير نفسسه ولسسم ُيكسسسبها خيسًرا
فأنت أحسسرى أن ل تنتفسسع بسسه ولسسست ألسسزم عليسسه مسسن
نفسه.
ن مسسن المسسال ة والذكُر الحسن أبقسسى وأحسس ُ الحكم ُ
ل والحكمسسة والسسذكر عنسسد العقلء؛ لن المسسال مضسسمح ٌ
ن باقيان. الحس ُ
سَفل والراذل. ل عند ال ُوقد يكون الما ُ
وأما الحكمة والذكر الجميل فعند أهل الفضل.
ة
خصسسال :قل س ُف فسسي الرجسسل مسسن ثلث َ العجُز ُيعسسر ُ
مخسسالفت ِهِ لمسسا يشسستهي ة ُ اهتمامه بمصسسالح نفسسسه وقل س ُ
كر ونضرٍ في العواقب. دون تف ّ وقبوُله الشيء ب ُ
دك.
كن مع والديك كما ُتحب أن يكون معك ول ُ ُ
تل لنفسك صرعة الموت وما قسسد عزمس َ يا هذا ،مث ّ ْ
ه وقت الطلق. أن تفعل حينئذٍ وقت السرِ فافعل ُ
ومثل نفسك في زاوية من زوايا جهّنم وأنت تبكسسي
مطبقسسة وهسسي سسسوداء مغلقسسة وسسسقوفها ُ دا وأبوابهسسا ُ أب ً
مظلة.
س بسسه ول صسسديق تشسسكو إليسسه ول نسسوم ل رفيق تسسأن ُ
ب إل ح ول نفسسس ول طعسسام إل الّزُقسسوم ول شسسرا َ ُيريسس ُ
الحميم.
ن أيسسديُهم إلسسىن أهسسل النسسار ليسسأكُلو َ قسسال ك َْعسسب :إ ّ
مسسن الّندامسسة علسسى تفريطهسسم ومسسا يشسسعرون المناكب ِ
بذلك.
ك وازرع فسسي ربيسسع مسسر َ فسسانتبه يسسا غافسسل لغتنسسام عُ ِ
جدوبة أرض شخصك. ل ُ حياتك قب َ
خ سْر مسسن وقسست قُسسدرتك لزمسسن عجسسزك واعتسسبر واد ّ ِ
رحلك قبل رحيلك.
75
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فكأنك بحرب الّتلف قد ْ قامت على ساق وانهزمت
ش المل. جيو ُ ُ
وإذا ملك الموت قد بارز الروح يجتذبها بخطاطيف
الشدائد من تيار الُعروق.
ل.
وقد أوثق كتاف الذبيح وحار البصر لشدة الهَوْ ِ
محتضسسر ومسسا نسسزل بسسه مسسن ل عسسن حسسال ال ُ ول تسسسأ ْ
الكروب والسكرات.
دا
ل زا ً صسس ْفتيقظ يا مسكين وتهيأ لتلك السسساعة وح ّ
قبل العوِز.
مسسسنن قَل ِْبسسسي ِ حسسسَز ُ وتي وب َعْ سد ُ فَي َ ْ أفَك ُّر في َ
مس ْ
خط ِي َْئتسسسسسسي ظيسسسسسسم ِ َ حتي عَ ِ ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ْ َ فَ ِ
سسسسوء أفْعَسسسالي ق علسسسى ُ ح ّ ما عَْيني و ُ كي د َ ً وت َب ْ ِ
حي ْل ََتسسسسسسسي ل َهَسسسسسسسسسسا الب ُك َسسسسسسسسسسا وقِّلسسسسسسسةِ ِ
ما عند َ اْقسستَرا ِ
ب سي ّ َ
ج ول ِ فما لي إل اللسسه ل أْر ُ
من ِي ّت ِسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي غَْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرهُ َ
مّلسسسةِ السسسسلم ل َربسسسسي فسسسسي علسسسى ِ واسسسسسأ َ ُ
مّلسسسسسسسس ِ
ة ف ِ شسسسسسسسسَر َ من ًسسسسسسسا أ ْ مؤ ْ ِوَفَسسسسسسساتي َ
76
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
قال أحسسد الشسسعراء أبيات ًسسا فسسي مخلسسوق ل تصسسلح إل
لرب العزة والجلل تبارك وتعالى ،فعدلنا فيها ووجهنا
الطلب والتمني إلى الله:
مضسسى والنسسا ُ ك َتر َ ول َي ْت َس َ
ك ت َعُْفسسو والحيسساةُ فَل َي َْتسس َ
ب ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ُ مريسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرة ِغ َ
ٌ ِ ْ َ
ن َ مي
ِ عسسال
َ ال ن
َ يسس
ْ َ بو ي
ْ ين
ْ َ ب و
ب راخسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ
كت الذي ب َْيني وب َي ْن َ َ ول َي ْ َ
َ ُ مر
عسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ
ٌ فكسسسسل السسسسذي فَسسسسوْ َ
ق
ك السود َ َيسا مْنس َ ت ُِ إذا ن ِْلس
ب ب ُتسسسسسسسرا ُ الُتسسسسسسسرا ِ خال ِقَ الوََرى َ
والله أعلم ،وصلى الللله علللى محمللد وآللله
وصحبه وسلم.
فصل
قال سفيان الثوري :ل يجتمع في هذا الزمان لحد
مال إل وعنده خمس خصسسال :طسسول المسسل ،وحسسرص
غالب ،وشح شديد ،وقلة الورع ،ونسيان الخرة.
ة في سسستة مواضسسع :المسسسجد ُ ستة أشياء هن غريب ٌ
ب فسسي ف غري ٌغريب بين ناس ل يصلون فيه ،والمصح ُ
منزل قوم ل يقرءون فيه ،والقرآن غريب فسسي جسسوف
الفاسق ،والمرأة المسلمة غريبة في يد رجسسل ظسسالم
ب فسسي يسسدح غري س ٌ
م الصال ُل المسل ُسيئ الخلق ،والرج ُ
امرأةٍ رديئةٍ سيئة الخلق ،والعالم غريسسب بيسسن قسسوم ل
يستمُعون إليه.
اعلم أن القلوب القاسية تعالج بأمور:
عمسسا هسسي عليسسه مسسن المعاصسسي ،وذلسسك أول ً :القلع َ
بحضسسسور مجسسسالس السسسوعظ والتسسسذكير والتخويسسسف
والترغيب ،وأخبار الصالحين ،والكثار مسسن مطالعسسة
ن ذلك ُيلين القلسسوب الكتب المحتوية على ذلك ،فإ ّ
بإذن الله.
الثاني :ذكر الموت فيكسسثر مسسن ذكسسر هسسادم اللسسذات،
ومفرق الجماعات ،ومميت البنين والبنات.
77
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
يروى أن امرأة شكت إلى عائشسسة أم المسسؤمنين س س
رضي الله عنها س قسسساوة قلبهسسا ،فقسسالت :أكسسثري مسسن
ذكسسر المسسوت يسسرقُ قلبسسك ،ففعلسست ذلسسك فسسرقّ قلبهسسا،
فجاءت تشكر عائشة.
ة، قال بعض العلماء :يسسا مسسن يجسسد فسسي قلبسسه قسسسو ً
دا ،فسسإن اللسسه تعسسالى يقسسول: احذر أن تكون نقضت عه ً
م ه ْ قُلوب َ ُ
عل َْنا ُ
ج َ
و َ م َ ه ْعّنا ُم لَ َ
ه ْق ُميَثا َ
هم ّ ض ِ ق ِ ما ن َ ْ فب ِ ََ
ة . سي َ ً َ
قا ِ
ولما احتضر عمرو بن قيس الملئي بكى ،فقال له
ض
كنت تبغسس ُ أصحابه :علم تبكي من الدنيا فوالله لقد ُ
العيش أيام حياتك!! فقال :والله ما أبكي على السسدنيا
إنما أبكي خوًفا أن أحرم خوف الخرة.
ق ،قسسال :مسسا أغفسسل سسسو ِ وكان إذا نظر إلسسى أهسسل ال ُ
هؤلء عما أعد ّ لُهم.
قال جاٌر لمسعر بن كدام :بكى مسعر فبكت أمسسه،
مسساه؟ فقسسالت :يسسا ُبنسسي فقال لها مسعر :ما أبكاك يسسا أ ّ
مت ،فقسال :يسا أمساه لمثسل مسا نهجس ُ ك تبكي فبكيس ُ رأيت َ
دا فلنطل البكسساء ،قسسالت :ومسسا ذاك؟ فسسانتحب، عليه غ ً
فقال :القيامة وما فيها ،قال :ثم غلبه البكاء ،فقام.
ت المسسسجد إل لمسسا وكان يقول :لول أمي مسسا فسسارق ُ
لبد منه ،وكسسان إذا دخسسل بكسسى ،وإذا خسسرج بكسسى ،وإن
صلى بكى ،إن جلس بكى.
ولمسسا حضسسرته الوفسساة دخسسل عليسسه سسسفيان الثسسوري
ت م ّ ت أني ُ عا ،فقال له :تجزع فوالله لودد ُ فوجده جز ً
الساعة.
فقال مسعر :أقعدوني فأعاد سسسفيان الكلم عليسسه،
سفيان. فقال :إنك لواثق بعملك يا ُ
لكني والله على شاهَقةِ جبسسل ل أدري أيسسن أهبسسط،
مني. ف لله ِ ت أخو َ فبكى سفيان ،وقال :أن َ
ضهم :من غض بصرهُ عن المحارم وأمسسسك قال بع ُ
ه عسسن الشسسهوات وعمسسر بسساطنه بسسدوام المراقبسسة نفس ُ
78
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ود نفسسسه أكسسل الحلل لسسم
سسسنة وع س ّ
وظاهره باتبسساع ال ّ
ط له فراسة. خ ِ
تُ ْ
فصل في بعض ذكر فوائد الموت
اعلم أن في ذكر الموت فوائد عديدة من ذلك:
ن القلب القاسي. أول ً :أنه يردعُ عن المعاصي ،وُيلي ُ
ثانًيا :ي ُسسذهب الفسسرح والسسسرور بالسسدنيا ،وُيزه سد ُ فيهسسا،
وُيهون المصائب.
ثالًثا :التأثر فسسي مشسساهدة المحتضسسرين السسذي تخسسرج
أرواحهسسسم ،فسسسإن فسسسي النظسسسر إليهسسسم ومشسسساهدة
سكراتهم عند نسسزع أرواحهسسم ،وشسسخوص أبصسسارهم
عند نزعها ،وعجزهم عن الكلم ،عند تسُلل السسروح
من الجسد.
صسسورهم بعسسد خسسروج السسروح مسسا يقطسعُ عسسن وتأمل ُ
ع
س لذاتها ويطرد عن القلوب مسّراتها ويمنسس ُ الُنفو ِ
الجفسسون مسسن الن ّسسوم ويمن سعُ البسسدان مسسن الراحسسة،
ويبعث على الجد والجتهاد في العمل للخرة. ُ
فروي أن الحسن البصري دخل على مريض يعوده
كربسسه فوجسسده فسسي سسسكرات المسسوت ،فنظسسر إلسسى ُ
دة ما نزل به ،فرجع إلى أهله بغير اللون السسذي وش ّ
خرج به من عندهم ،فقالوا له :الطعام ،فلم يأكل،
ل أعمسسل لسسه عا ل أزا ُ ت مصسسر ً وقال :فوالله لقد رأي ُ
حتى اللقاء.
عا :مما يلين القلوب القاسية زيارةُ القبور. راب ً
مسسن القلسسوب مسسا ل يبلغسسه الول والثسساني فإنها ت َب ْل ُسغُ ِ
والثالث؛ لنها تذكر بالخرة.
سسسهم جّل ِ ظسسي ُ ع ِ ت ول وا ِ ولسسسم أَرى كسسسالموا ِ
ر
ظسسسسسسسًرا كالمقسسسسسسسسسسسسسسسسسسساب ِ ِ من ْ ِ
جسسسسسسسعَ َ أفْ َ
آخر:
ب ت الُترا ِ ح َ
حاُبها ت ْ ص َ
ن وأ ْث وه ُ س ّ دا ٌجس َكأ ْوَعَظ َت ْ َ
ت سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوْ ُ
لللللللفيات لللللللارةُفس المستشل
خ
ت ُ مو ْ ُسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل ُ
لللللللامس :زي صس
الخل ُ
والمستوصفات فإنها تلين القللوب وتحلث
79
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
النسللان علللى حمللد الللله وشللكره وعلللى
علله علللى الجللد والجتهللاد فيمللا يعللودُ نف ُ
النسان في الخرة.
وي ظنسه بسالله ويستحضسر وينبغسي للنسسان أن ُيقس ّ
رحمته ورأفته ولطفه بعباده ولسيما عند الحتضار.
قال » :ل يموتن أحسسدكم إل وهسسو يحسسسن الظسسن
بالله« رواه مسلم ،في حديث أبي هريرة عن رسول
الله أنه قال» :قال اللسه عسز وجسل :أنسا عنسد ظسن
عبدي بي« الحديث متفق عليه.
حسن الظن برب العالمين الذي خلسسق ول ريب أن ُ
فسسسوى والسسذي قسسدر فهسسدى الحليسسم الكريسسم الجسسواد
الرحمسسن الرحيسسم السسرءوف بالعبسساد الغنسسي عنسسا وعسسن
أعمالنا وعن تعذيبنا عقابنا.
من أعظم ما نتقرب به إليه ومن أجزل مسسا نتسسوجه
به عليه.
ن ظننا برب العالمين مسسع س ِ ح ْ م من ُ أيّ عباد َةٍ أعظ ُ
ه.
معاملت ِهِ إّيانا بعَد ْ ل ِ ِ من ُ الخوف ِ
فالعاقسل يكسون بيسن الخسوف والرجساء لكسن ُيغلسب
الرجاء عند الحتضار ويحسن الظسسن بسسالكريم الغفسسار،
ويستحضسسر أنسسه قسسادم علسسى أكسسرم الكرميسسن ،وأجسسود
الجودين البر الرحيم.
وإن حصسسل أن يتلسسى عنسسد المحتضسسر آيسسات الرجسساء
وأحسساديث الرجسساء ليقسسوى ظنسسه بسسالله تعسسالى أجسسود
الجودين وأكرم الكرمين.
لقل ْ ل وعل وتقسسدسُ : ومن آيات الرجاء قوله ج ّ
َ
عل َللى أن ُ َ
م لَ ه ْ سل ِ ف ِ فوا َ س لَر ُ نأ ْ ذي َ ي ال ّل ِ عب َللاِد َ ي َللا ِ
ب ف لُر ال لذُّنو َ غ ِ
ه يَ ْن الل ّ َ ه إِ ّ ة الل ّ ِ م ِ ح َ من ّر ْ طوا ِ قن َ ُ تَ ْ
م . حي ُ فوُر الّر ِ غ ُ و ال َ ه َ ه ُ عا إ ِن ّ ُمي ً ج ِ َ
ء ، ي ٍش ْ ل َ ت كُ ّ ع ْ س َ و ِ مِتي َ ح َوَر ْ وقال تعالىَ :
خ لَرهللا آ َ ه إ ِل َ ًع الل ّ ِ م َ ن َ عو َ ن ل َ ي َدْ ُ ذي َ وال ّ ِ وقولهَ :
ق
ح ّ ه إ ِل ّ ب ِللال ْ َ م الل ّ ل ُ حّر َ س ال َِتي َ ف َ ن الن ّ ْ قت ُُلو َ ول َ ي َ ْ َ
80
إيقاظ أوللللللي
َ الهمم العالية
مللا * ق أَثا ً ك ي َْللل َ ل ذَِللل َ علل ْ ف َ مللن ي َ ْ و َ ن َ ول َ ي َْزُنللو َ َ
هفي ل ِ خل لدْ ِ ُ وي َ ْ ة َ مل ِ قَيا َ م ال ِ و َ ب ي َل ْ ذا ُ ع َ ه ال َ َ
فل ُ ع ْ ضا َ يُ َ
حا صللال ِ ً مل ً َ ع َ ل َ مل َ ع ِو َ ن َ م َ وآ َ ب َ من َتا َ هاًنا * إ ِل ّ َ م َ ُ
و َ ّ ولئ ِ َ َ ُ َ
ن كلا َ ت َ سلَنا ٍ ح َ م َ ه ْ سلي َّئات ِ ِ ه َ ل اللل ُ ك ي َُبلدّ ُ فلأ ْ
ما . حي ً فوًرا ّر ِ غ ُ ه َ الل ّ ُ
فللُر غ ِ وي َ ْ ه َ ك بِ ِ شَر َ فُر َأن ي ُ ْ غ ِ ه ل َ يَ ْ ن الل ّ َ وقوله :إ ِ ّ
شاءُ . من ي َ َ ك لِ َ ن ذَل ِ َ دو َ ما ُ َ
ومن أحاديث الرجاء ما ورد عن عمر بن الخطسساب
قالُ :قدم على رسول الله بسبي فإذا امسسرأة مسسن
س سْبي تسسسعى إذا وجسسدت صسسبًيا فسسي السسسبي أخسسذته ال ّ
ه ،فقسسال رسسسول اللسسه : فسسألزقته ببطنهسسا فأرضسسعت ُ
ها في النار؟« قلنا :ل ة ول َد َ َ ح ً ن هَذ َهِ المرأةَ طاَر ِ »أترو َ
مسسن هسسذه م بعبسسادهِ ِ حس ُ يا رسول الله ،فقسسال» :اللسسه أْر َ
دها« متفق عليه. ب ِوَل َ ِ
م علسسى النسساِر ح سّر َ ن الله َ وورد عنه أنه قال» :فإ ّ
ه اللسسه« متفسسق ج َمن قال :ل إله إل الله يبتغي بذلك و ْ َ
عليه.
ب كتسسا ٍ ب فسسي ِ خل ْسقَ ك َت َس َ خَلق اللسسه ال َ وقال » :لما َ
ش :إن رحمسستي تغلسسب غضسسبي«، فهو عنده فوق العر ِ
ت س سب ََق ْ غلبت غضسسبي« ،وفسسي روايسسةَ » : وفي روايةَ » :
غضبي« متفق عليه.
وروي عن المام أحمد أنه لما حضرته الوفاة قسسال
ي أحاديث الرجاء؛ لن المؤمن عل ّ ق َ ْ
لولده عبدالله :ال ِ
نسس ُ ح ْ إذا سمع آيات الرجسساء وأحسساديث الرجسساء قَ سوِيَ ُ
ظنه بربه عز وجل ،واشتاق إلى لقسساء سسسيده ومسسوله
الذي هو أرحم به من والديه وأولده فعند ذلسك َتهسون
ت الموت إذا أَراد َ الله. عليه سكرا ُ
حَيسسا ب فَت َ ْ حسس ّ م ِ ل ال ُ صسس َ ل وَ ْ كل ِ مسسسن َ ت ِ شسسستك َ ْ إذا ا ْ
تقويللة سسسسسسسسادِ على مي ْعَس الحرص ِ عنسسسسسسسسسد َ ها ِ
كل عسسسسسسد َ
يحرص َ أنهوْ َ سسسسسسسي ْرِ أ
والمهم ال ّ
وحسن ظنه برب العللالمين ،ثللم أن للمللوت اعللللللللللللللللللللللللم
81
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ت
جللاءَ ْ
و َ سكرات قال الله جل وعل وتقدسَ :
د . حي ُه تَ ِ
من ْ ُ
ت ِ ما َ
كن َ ق ذَل ِ َ
ك َ ت ِبال ْ َ
ح ّ و ِ سك َْرةُ ال َ
م ْ َ
ضها على بعسسض ،ففسسي وقيل :إن العضاء يسلم بع ُ
عا» :إن العبد ل َي َُعالج تذكرة القرطبي ،عن أنس مرفو ً
ضها على بعسسض، م ب َعْ َ سل َ ُ ه ل َي ُ َ
صل َ ُمَفا ِ ب الموت ،وإن َ ك َُر َ
ك إلسسى يسسوم ِ ك ت َُفسسارِقُِني وأفارِقُ س َ يقسسول :السسسلم علي س َ
ة«. القيام ِ
ضا.
أي ُيود ّعُ بعضها بع ً
مّنا ث ِدا ِ ج َ ف إلى ال ْ ث الليسسالي ت َُز ُ دا ِ ح َ خلْقَنا ل ْ ُ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا عرائ ِ َ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا َ َفرائ ِ ً
ف أعسسواد َ المنايسسا ور وت ُسْردِ ُ من ّسسسسا ل ِل ُْقبسسسس ِ جهّسسسسُز ِ تُ َ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساك ًِرا َفوارِ َ عَ َ
حسساوِ ُ
ل مسسا ن ُ َ ل عَ ّ جس ٌ دا أ َ خى لنسا مسن غَ ً ل أْر َ م ٌ إذا أ َ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا حاب َ عن َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسان ِهِ َ ِ
حن أصسسب َ ث َرطيًبسسا ومسسا أ ْ ما اجُتس ّ ن لَ ّ ص َ أَرى الغُ ْ
سسسسسسسسا صسسسسسسسن ياب َ ه الغُ ْ وهسسسسسسسسسو بمسسسسسسسسسائ ِ ِ
خلسسودِ ونصبر ما شسسئنا فتسسوًرا شسسيد ُ ُقصسسوًرا ل ِل ْ ُ نَ ِ
ة د ََوارسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَفاهَ ً َ
من ّسسسا لسسسو ت ِ مسسسا َ مسسسن َ ت السدنيا إلينسا ب ِ َ وقسد َنعس ِ
سسسسسسسا كاي َ تأ َ صسسسسسساب َ ْ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَنا أ َ ن ُُفو َ
صَر أمثسسال ً فلسسم ن َسسر سسسَرى وقَي ْ َ ت كِ ْ ضسسَرب َ ْ لَقسسد َ َ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ك وت ُّبعسسسسسسسا َقائ ِ َ الملسسسسسسسو َ
داد ُ إل ت مسسا َنسسْز َ ضسسح السسدنيا لن َسسا وهيهسسا َ وقسسد فَ َ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ظسسسسسسا تقاعُ َ ع ً ت وا ِ المسسسسسسو ُ
فصل
82
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
قال مالك بسسن دينسسار :عجب ًسسا لمسسن يعلسسم أن المسسوت
مصيره والقبر مورده ،كيف تقر بالسسدنيا عينسسه ،وكيسسف
يطيب فيها عيشه ،ثم يبكي حتى يسقط مغشًيا عليه.
قال الحارث بسسن سسسعيد :كنسسا عنسسد مالسسك بسسن دينسسار
َ
هللا زل َْزال َ َ
ض ِ ت الْر ُ زل َل ِ ذا ُزل ْ ِ وعنده قارئ يقرأ :إ ِ َ
فجعسسل مالسسك ينتفسسض وأهسسل المجلسسس يبكسسون ،حسستى
خي ْ لًراة َ ل ذَّر ٍ قا َ مث ْ َ ل ِم ْ ع َ من ي َ ْ ف َ انتهى القارئ إلىَ :
ه ،فجعسسل شًرا ي ََر ُ ة َ ل ذَّر ٍ قا َ مث ْ َ م ْ
ل ِ ع َ
من ي َ ْ و َي ََرهُ * َ
حمسل بيسسن غشسسي عليسه ،ف ُ مالك يبكسسي ويشسسهق حسستى ُ
القوم صريًعا.
واحسسترق بيتسسه فأخسسذ المصسسحف وأخسسذ القطيفسسة
فأخرجهما ،فقيل له :يا أبسسا يحيسسى ،السسبيت ،فقسسال :مسسا
فيه إل السندانة ما ُأبالي أن يحترق.
وروي عنه أنسسه كسسان يقسسول :إن اللسسه عسسز وجسسل إذا
ف عنسسه ضسسيعته، دا انتقصسسه مسسن دنيسساه وكسس ّ أحسسب عب س ً
ي ،قال :فهو متفرغٌ لخدمة ويقول :ل تبرح من بين يد ّ
ربه عز وجل.
دا دفسسع فسسي نحسسره شسسيًئا مسسن السسدنيا، وإذا أبغض عب ً
ويقول :أعزب من بين يدي فل أراك بين يدي ،فسستراه
معلقُ القلب بأرض كذا وبتجارة كذا.
وروي عسسن أبسسي عبسسدالله السسبراثي أنسسه كسسان يقسسول:
حملتنا المطامعُ على أسوأ الصنائع نذل لمسسن ل يقسسدُر
ك لنسسا لنا على ضررٍ ول على نفٍع ،ونخضعُ لمسسن ل يملس ُ
م أنسسي رزًقا ول حياةً ول موًتا ول نشسسوًرا ،فكيسسف أزع س ُ
أعسسرف ربسسي ح سقّ معرفتسسه وأنسسا أصسسنع ذلسسك ،هيهسسات
هيهات.
قيل :إنه مر تسساجر بعشسسار فحبسسسوا عليسسه سسسفينته،
فجاء إلى مالك بن دينار ،فذكر ذلسسك لسسه ،قسسال :فقسسام
مالك فمشى إلسسى العشسسار ،فلمسسا رأوه ،قسسالوا :يسسا أبسسا
يحيى أل تبعث إلينا حاجتسسك؟ قسسال :حسساجتي أن تخلسسوا
سفينة هذا الرجل.
83
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
قالوا :قد فعلنا ،قال :وكسسان عنسسدهم كسسوز يجعلسسون
فيه ما يأخذون من الناس مسسن السسدراهم ،فقسسالوا :ادع
الله لنا يا أبا يحيى ،قال :قولوا للكوز يدعو لكم ،كيف
أدعو لكم وألف يدعون عليكم ،أترى ُيستجاب لواحسسد
ول يستجاب للف؟
وقسسال الربيسسع :نصسسب المتقسسون الوعيسسد مسسن اللسسه
أمامهم فنظرت إليه قلوبهم بتصسسديق وتحقيسسق ،فهسسم
واللسسه فسسي السسدنيا منغصسسون ،ووقفسسوا ثسسواب العمسسال
الصالحة خلف ذلك.
فمتى سمعت أبصار القلوب وارتسساحت إلسى حلسول
ذلك فهم والله إلى الخرة متطلعون بين وعيسدٍ هسسائل
ووعدٍ حق صادق ل ينفكون من خوف وعيد إل رجعوا
إلى شوق موعود.
ت لهسسمجعلس ْ فهم كذلك وعلى ذلسسك ،وفسسي المسسوت ُ
الراحة ثم يبكي.
دا أخمصسسوا لسسه الُبطسسون عسسن وقسسال :إن للسسه عبسسا ً
جفون عن مناظر الثام. ضوا له ال ُ مطاعم الحرام وغ ّ
وأهمُلوا له العيون لما اختلط عليهسسم الظلم رجسساءَ
ض بين أطباقهم فُهم أن ُينير قُُلوبهم إذا تضمنتهم الر ُ
متطلعون. مكتِئبون وإلى الخرة ُ في الدنيا ُ
ة لهم في الدنيا وهسسم السسذين تق سّر فهم الذين ل راح َ
أعيُنهم بطلعةِ ملك الموت.
ة المال عن مبسسادرة وقال في كلم له :قطعتنا غفل ُ
الجال فنحن في الدنيا حيسسارى ل ننتبسسه مسسن رقسسدةٍ إل
أعقبتنا في أثرها غفلة.
فيا إخوتاه ،نشدكم بالله ،هل تعلمون مؤمن ًسسا بسسالله
أغّر ولنقمته أقل حسسذًرا مسسن قسسوم ٍ هجمسست بهسم العسسبر
والمثال ،ثم رجعوا عن ذلك إلى غير قلعةٍ ول نقلة.
فإن تحسن أيهسسا المسسرء ُيحسسسن إليسسك ،وإن ُتسسسيء
ذر فما للناس فعلى نفسك بالُعتب فارجع فقد بّين وح ّ
84
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
زيلًزا
ع ِ ن الل ّل ُ
ه َ وك َللا َ
سسسل َ
حجسسة بعسسد الر ُ
على اللسسه ُ
ما . كي ً
ح ِ
َ
نزل جماعة من العباد ذات ليلة على الساحل فهّيأ
مسسا ودع سُاهم إليسسه فجسساءوا فل ّ
مسسا لهم أحد ُ إخوانهم طعا ً
ُوضع الطعام بيسسن أيسسديهم إذا قسسائل ينشسسد وهسسو علسسى
ساحل البحر هذا البيت:
س غّيهسسا غَي ْسُر َ وتهلي ْ َ
ك عن دار الخلودِ ولذ ّةُ ن َْف س ٍ
منلله لوافِِع
نسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
مالطعام وما ذاقل ع ٌ ع
رف َِسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
و القوم مط َس
فبكى َ
ُ
ُلقم ً
ة.
مسسن أهِْلهسسا مك ُْروْهَِهسسا ِ ة ب َ دنيا الدنيس َ ك فالس ُ ُروَي ُسد َ َ
حابها صسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ ت و ِ م د َن َسسسسسسسسسس ْ ك َسسسسسسسسسس ْ
رها سسك ْ ِ مسسن ُ ق أفاقَ بهسسا ِ ل ََقسد ْ فسساقَ فسسي الفسسا ِ
حابَها صسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ ق و َ موَّفسسسسسسسس ٍ ل ُكسسسسسسسس ُ ُ
ممسسن ب َْعسسدِهِ أ ْ ل أخل َّفَهسسا ِ معَ المسسوا ِ جسسا ِل َ سس ْ فَ َ
سسسسسسسسسسسَرى بهسسسسسسسسسسا ه َ صسسسسسسس ِ فيهسسسسسسسا بحر ِ
ب إذا مسسا خط ْ ٌ سسساد َ الَبراي َسسا ولو َناَبها َ سدِ َ وكم أ ِ
ره وَن َسسسسسسسسسسسى ِبهسسسسسسسسسسا بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسب ِ
مّزقَت ْسسس ُ
ه خل َب ِهَسسسا قَسسسد ْ َ
م ْ عْبسسسرةً ب ِ ِ ح فيهسسسا ِ صسسسب َ َفأ ْ
لولسسسسسسسسي الن ُهَسسسسسسسسى وَناب َِهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
85
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ن دار أوذنوا بالنقلة )أي اعلمسسوا وكانت تقول :سكا ُ
بالرتحسسال( وهسسم حيسسارى يركضسسون فسسي المهلسسة كسسأن
ن ليس لهسسم ،والمعنسسي بسسالمر المراد غيرهم ،أو التأذي ُ
سواهم.
آهٍ من عقسسول مسسا أنقصسسها ،ومسن جهالسة مسسا أتمهسسا،
سسسا لهسسل المعاصسسي ،مسساذا غ سّروا بسسه مسسن المهسسال بؤ ً
والستدراج؟ بسطوا آمالهم ،فأضسساعوا أعمسسالهم ولسسو
نصبوا الجال وطووا المال خفت عليهم العمال.
لحلو ِوكانت تقول :لم ينل المطيعون ما نالوا من ُ
الجنان ورضا الرحمن إل بتعب البدان لله والقيام لله
بحقه في المنشط والمكَره.
ت وهسب بسن وعن أبي سنان القسملي قال :سسمع ُ
منبه ،وأقبل على عطاء الخراساني ،فقال» :ويحك يا ُ
عطسساء ،ألسسم أخسسبرك أنسسك تحمسسل علمسسك إلسسى أبسسواب
الملوك وأبنسساء السسدنيا؟ وْيحضسسك يسسا عطسساء ،تسسأتي مسسن
ه ،وُيواري عنك غنسساه، ُيغلق عنك بابه ،وُيظهر لك فقر ُ
ح لسك بسابه ،وُيظهسر لسك غنساءه ويقسول: وتدع من يفتس ُ
َ
م . ب ل َك ُ ْج ْست َ ِ
عوِني أ ْ ادْ ُ
دون من الدنيا مع الحكمة ض بال ّك يا عطاء ،اْر َ ح َوي ْ َ
ول تسسرض بالسسدون مسسن الحكمسسة مسسع السسدنيا ،ويحسسك يسسا
عطاء ،إن كان ُيغنيسسك مسسا يكفيسسك فسسإن أدنسسى مسسا فسسي
ك بحسسر مسسن الدنيا يكفيك ،ويحك يسسا عطسساء ،إنمسسا بطن ُس َ
الُبحور ووادٍ من الدوية فليس يملؤه إل التراب«.
قال مقاتل بن صالح الخراساني :دخلت على حماد
بن سلمة فإذا ليس في البيت إل حصير وهسسو جسسالس
ب فيسسه علمسسه ومطهسسرةٌ عليه ومصحف يقرأ فيه وجرا ٌ
يتوضأ منها.
فبينمسسا أنسسا عنسسده جسسالس إذا دقّ البسساب ،فقسسال :يسسا
ة أخرجسسي ،فسسانظري مسسن هسسذا؟ فقسسالت :رسسسول صبي ُ
محمد بن سليمان أمير البصرة ،قالُ :قولي له يسسدخل
ه كتاب ًسسا فسسإذا فيسسه» :بسسسم اللسسه وحسسده ،فسسدخل فنسساول ُ
86
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
الرحمن الرحيم ،من محمد بن سليمان إلى حماد بسسن
سلمة ،أما بعسسد ،فصسّبحك اللسسه بمسسا صسسبح بسسه أوليسساءه
وأهسسل طسساعته وقعسست مسسسألة فأتنسسا نسسسألك عنهسسا
والسلم«.
قال :يا صبية ،هلمي السسدواة ،ثسسم قسسال لسسي :اقلسسب
كح َ الكتاب )أي الورقة( ،واكتب :أما بعد ،وأنسست فص سب ّ َ
الله بما صبح به أولياَءه وأهل طاعته.
دا.إنا أدركنا الُعلماء وهم ل يأتون أح ً
ما بدا لك. فإن كانت وقعت مسألة فأتنا واسألنا ع ّ
وإن أتيتنسسي فل تسسأتني إل وحسسدك ول تسسأتني بخيلسسك
حك ول أنصح نفسي والسلم. ورجلك فل أنص ُ
فبينما أنسسا عنسسده دق البسساب داق ،فقسسال :يسسا صسسبية،
محمسسد بسسن أخرجسسي فسسانظري مسسن هسسذا؟ فقسسالتُ :
سليمان.
قال :قولي لسسه ليسسدخل وحسسده ،فسسدخل فسسسلم ،ثسسم
جلس بين يديه.
ت ُرعًبا. فقال :مالي إذا نظرت إليك امتل ُ
ت د :سسسمعت ثابت ًسسا الُبنسسان يقسسول :سسسمع ُ فقال حمسسا ُ
ت رسسسول اللسسه يُقسسول: أنس بن مالك يقول :سمع ُ
هاَبه كس ُ
ل جل َ ه الله عَّز و َ ج َ
مهِ و ْ م إذا أَراد َ بعِل ْ ِ ن الَعال ِ َ
»إ ّ
ل مسسن ك ُس ِ ب ِن ي َك َت َن ِسَز بسسه الك ُن ُسسوَز هَسسا َ
شسسيٍء ،وإذا أراد َ أ ْ
شيٍء«.
فقال :أربُعون ألف درهم تأخذها تستعين بها علسسى
ما أنت عليه.
ه بها. قال :ارددها على من ظلمت ُ
قال :والله ما أعطيتك إل ما ورثته.
قال :ل حاجة لي فيها إزوها عني )أي أبعدها عني(
زوى الله عنك أوزارك.
قال :فتقسمها ،قال :فلعلي إن عدلت في قسمتها
ض من لم ُيرزق منها لم يعدل إزوها عني أن يقول بع ُ
ذوى الله عنك أوزارك .اهس.
87
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
تأمسسل يسسا أخسسي ،كيسسف يسسؤثر فسسي القلسسوب كلم
المخلصين الذين ل يريدون الدنيا وعروضها ،قسسال أبسسو
ف ظ إل مسسن متقشس ٍ الوفاء بسسن عقيسسل :ل يعمسسل السسوع ُ
ت :ونظافة قلب(، متزهدٍ متورٍع في نظافة جسم ٍ )قل ُ ُ
خل ًج بطين ًسسا فسساخر الثيسساب مسسدا ِ قسسال :فأمسسا مسسن يخسسر ُ
ب إنمسسا ُيسسسمعُ مسسن ب لسسه الُقلسسو ُللمراء فكيف تستجي ُ
هؤلء على سبيل الُفرجة ،قلت :والنتقاد والسسستهزاء
والسخرية.
وكان حماد س رحمه الله س س مشسسغول ً بنفسسسه إمسسا أن
يحدث ،وإما أن يسبح ،وإما أن يصلي ،كان قد قسسسم
النهار على هذه العمال.
ف بمعَسسسالي صسسس ْ ن أن لسسسم ي َت ّ ِ ل وغَْبسس ٌ جسسا ُ
م الر َهُ ُ
سسسسسس ُ
ل ٌ
يسسسسسسسسسسا ُ
إليلله فشسللكا
جم َر ُ عبيِفلهِ
لد ْ بنسسسسسسس
ص
يونس و ْ
ن
مسسسسسسسسسس ْ
إلىرجل ل ِ َ
ل ُجاء
م منه بذلك. قا من حاله ومعاشه واغتما ً ضي ً
فقال له يونس :أيسّرك ببصرك هذا الذي ُتبصُر به
ف ،قال :ل. ة أل ٍ مائ ُ
ة ألسسف، قال :فسمعك الذي تسمعُ به يسّرك به مائ ُ
قال :ل.
قال :فيداك يسّرك بهما مائة ألف ،قال :ل.
قال :فرجلك ،قال :فذكره نعم الله عليه.
فأقبل عليه يونس ،فقسسال :أرى لسسك مئيسسن أو ُلوفًسسا
وأنت تشكو الحاجة.
وجاءته امرأة بجبةِ خز ،فقالت له :اشترها ،فقسسال:
بكم تبيعينها؟ قالت :بخمس مسسائة ) ،(500قسسال :هسسي
خير من ذلك )يعني تسوى أزيد(.
قالت :بستمائة ) ،(600قال :هسسي خيسسر مسسن ذلسسك،
فلم يزل يقول هي خير مسسن ذلسسك حسستى بلغسست ألًفسسا )
،(1000وقد بذلتها له بخمسمائة ).(500
وكان يشتري البريسم من البصرة فيبعث به إلسسى
وكيله وكان وكيله يبعث إليه بالخز )أي الحريسسر( فسسإن
88
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
داأخبر وكيله أن المتاع عنده زائد لم يشسستر منهسسم أب س ً
حتى يخبرهم أنه زائد ،لئل يغتروا.
وإذا زاد عنسسدهم المتسساعُ قسسال لسسوكيله :أخسسبر مسسن
تشتري لنا منه أن الشيء زائد عندنا.
مسسا حلل ً مسسن تجسسارة ل :لسسو أصسسبت دره ًوكسسان يقسسو ُ
لشتريت به ب ًُرا ثم صيرته سوًقا ثم سقيته المرضى.
دلل :بعَْها وابرأ من أنهسسا وأخرج شاة للبيع ،وقال لل ّ
ب العلف وتنزع الوتد )أي أشرط علسسى المشسستري تقل ُ
هذا العيب( هل يوجسسد مثسسل هسسذا النصسسح والسسورع فسسي
زمننا.
وكسسان السسسلف –رحمهسسم اللسسه -قسسد جمعسسوا خصسسال ً
حميدة منهسسا النصسسح للمسسة والصسسدع بسسالحق ،ولسسو أدى
ذلك إلى ضسسررهم وبسسذل المسسال و الجسساه والمحافظسسة
محافظة أهل المسسوال علسسى على الوقات أعظم من ُ
أموالهم.
يقطعون الوقات إما بتعليم علم مما جاء به النسسبي
وإما بصلة.
وإما بالباقيات الصسسالحات ل إلسسه إل اللسسه وسسسبحان
والحمد لله والله أكبر ول حول ول قوة إل بالله العلي
العظيم أو نحو ذلك.
وأما أكثر أهل هسسذا الّزمسسان فقسسد ذهبسست أعمسسارهم
طا مضاعة عند قتالت الوقات فيما يضر ول ينفسسع ُفر ً
كالتلفزيون ،والفيسسديو ،والمسسذياع ،والكسسورة ،والسسورق،
والقيل والقال ،والكذب ،والغيبة ،والنميمة ،وما أشبه
ذلك.
وقسسد اتسسسع فسسي زمننسسا الغيبسسة والنميمسسة والسسسعاية
بسبب التلفون؛ لنها بالزمان الول لب ُسد ّ مسسن اجتمسساع
البدان.
دا أن تجسسد الفطسسن اللسسوذعي المحاسسسب وين سد ُُر ج س ً
لنفسه على الحركات واللحظات الصسسائن لسسوقته عسسن
الضياع.
89
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
س سهْوِ فيهسسا للوضسسيع في ال ّ ل الرفيسسعُ جسس ُحِقسسر الر ُل يَ ْ
مَعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساذٌر َ ةَدقيقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ً
ر
ل الكسسسبي ِ وصسسسغائُر الرجسسس ِ ر
صسسسغِي ْ ِ
ل ال ّفكب َسسسائُر الرجسسس ِ
ك ََبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ُِر صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسِغيرةٌ َ
آخر:
مَتين َبل ن بالن ّعْ َ
ول ت ُغْب َن َ ْ ك مْنسس َ
مُر ِن العُ ْ ول ي َذ ْهَب ّ ّ
جهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدِ أ ْ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسب َهَْلل َ
ت ب علسسسى الل ّسسس َ
ذا ِ أك َسسس ّ ت ن َسسا َ
ل ذا ِهجَر الل ّ َ ن َ م ْ فَ َ
ض علسسسسى الَيسسسسدِ عسسسس َ َ نمسسسسسسسس ْمِنسسسسسسسسى و َ ال ُ
90
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فهو ل يتفكر في المسوت ومسا يعقبسه إل نظسًرا فسي
حسسال مساله وأولده عنسسد مسسوته ،ول ينظسسر ويتسسدبر فسسي
أحوال نفسه.
وعندما يرى جنازة يقول بلسانه» :إنا لله وإنا إليسسه
راجعون« ول يرجع إلى الله بأفعاله ،بل يرجع بأقواله
فقط ،وهذا على خطر عظيم.
ف
ما لخشية وقسسوعه وخسسو ٍ القسم الثاني :يذكره دائ ً
من ُنزوله فيتولهم الرعب ويستولي عليهم الفزع.
وأكثر ما يذكرونه إذا خلسسوا مسسن أشسسغالهم وانتقلسسوا
إلى أوقات فراغهم فيكدر عليهم صفاء هناءتهم وأشد
مسسا يكسسون كسسدرهم ونكسسدهم إذا أقبلسست عليهسسم السسدنيا
وتتابعت عليهم النعم وازداوا من متاع السسدنيا وزينتهسسا،
مقيسسم للتسسوقي مسسن فتراهم في هم دائم ٍ وقلق وعنسساء ُ
الخطار والتحُرز مسسن أسسسباب الهلك ويتوهمسسون فسسي
ة وتجدهم مهتمين ص ًجرعةٍ غُ ّ ة وفي كل ُ ل لقمة تخم ً كُ ّ
ما بالفحص عن أبدانهم خوف الموت. دائ ً
القسم الثسسالث :وهسسو السسذي وفقسسه اللسسه للسسستعداد
للموت والتأهب للقاء الله ،فهذا ل يفارقه ذكُر الموت
كالمتنقل من محل إلى محل آخسسر أو كالمسسسافر مسسن
بلدٍ إلى بلدٍ لُيقيم فيها.
فإنه ل يفارقه ذكسسر مقصسسده ،وذلسسك لنسسه يعلسسم أن
ذكسسر المسسوت يطسسرد ُ فضسسول المسسل ،ويقطسسع المنسسى،
طغيسسان،ويهسسون المصسسائب ،ويحسسول بيسسن النسسسان وال ُ
ومن فسسوائد ذكسسر المسسوت أن ُيولسد ُ القناعسسة بمسسا ُرزق،
والرضا بالميسور ،والمبادرة إلى التوبة.
والعتنسساء بالوصسسية ،والتخلسسص مسسن حقسسوق اللسسه
وحقوق عباده ،وترك التحاسد ،والحرص علسى السسدنيا،
والبتعاد عن الكسسبر والُعجسسب ،ومسسن فسسوائد ذكسسره أنسسه
يزيد النشاط في العبادة.
فعلى العاقل أن يكثر من ذكره ،ول يمهسسل نفسسسه،
بل يصبح كل يوم على تقدير الستعداد للرحلسسة؛ لنسسه
91
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ممكن ،وهذا أمسسر متفسسق ما من وقت إل والموت فيه ُ
عليه.
والناس مختلفون فسسي كسسل الشسسياء إل المسسوت فل
س
فل ٍ ل نَ ْ خلف فيه ،قسسال اللسسه تبسسارك وتعسسالى :ك ُل ّ
ت . و ِ م ْ ة ال َ ق ُ ذائ ِ َ
َ
ول ت َك ُسسسن جسسساهل ً فسسسي
ل ك قَب ْسسس َ ح ل ِن َْفسسسس َ ْ َ أك ْسسسد
مْرتاب ًسسسسسسسسا ق ُ مَهسسسل الحسسسسسسسس ِ
ت سر س م ُ ع سو س ول سا س ه ْ نمِ د ب ل ٍ ت فسسسي َ المسسسو ِ
َ ّ َ ّ ُ
حقاب ًسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا أ مسسسسسوُرود ٌ إن المني ّسسسسسة َ
مناهُلهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ْ
ْ ُ َ َ ِ
ب وفسسسي الل ّي َسسسالي وفسسسي ي َْزداد ُ فيها أولو اللبا ِ
ألباب ًسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
ة جربسسسسسسسس ٌ اليسسسسسسسسام ِ ت َ ْ
ن شعُر بعد َ سوادٍ كا َ وال ّ
صسسسير ب يَ ِ ب َعْسسسد َ الشسسسبا ِ
شسسسسسسسسسساَبا َقسسسسسسسسسسد ْ َ
س م شسس َ و ع ري سسس لٌ ليسس َ حنًيسسسسسسا من ْ َ ب ُ صسسسسسسل ْ ُ ال ّ
ْ ٌ َ َ ٌ س ول
داب َسسسسسسسسسسا حسسسسد ك َّرهسسسسسسسسسسا َ ي ُْفنسسسسي الن ُُفسسسسو َ
حّتسسسى ي َُعسسسود َ ُ ٍ ي ُب ِْقسسسسي علسسسسى أ َ
شسسسهود ُ لمسسسسستقر وميَقسسسسات َ
س غُّياًبسسسسسسسسا
ٍ ٍ ِ ِ ُ َ
ة النسسسسسسسسا ِ در ٍ مَقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ّ ُ
بالجسسسسسسسسارِ جسسسسسسسساًرا
م مسسن تَعسساِقرهُ اليسسا ُ و َ
حاًبا ب أصسسس َ ت ُْبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدِل ُه وبالصسسسحا ِ
ُ
ل منسسسه ل ِط ُسسسو ِ ت ِ
ْ
سسسسي ْ َ نسسا ك ُ ِ
ً جسسا وأوطا ً خّلسسوا ُبرو َ
واًبسسسسسسسسا الّنسسسسسسسسأي أث َْ َ
مْغتَرب ًسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا و ُ
مسسن ه َ حل ّس ُ مسسن َ س َ ضسسسي ّق ن َسسساٍء ول َي ْس َ
غَي ْب َسسسسسسسسسسسةٍ آب َسسسسسسسسسسسا ٍ ش َ ح ٍ مسسسو ِ ب ُ
ه ُ حل ّت ُسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس م َ َ
سسسا حّرا ً ق ُ ِ ِ د سرا ّ ال ن َ دو ُ َ
مهِي ْسب عَظ ِي ْسم من َ م َ ك ْ
جاب ًسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ح ّ ك م ٍتخسسسسسسسسذِ وَ ُ
ٍ مل ْسسسسسسسس ِ ُ ّ ِ ال ُ
عْنسسد َهُ فسسي ومسسا ُيسسَرى ِ حى ذليل ً
صسسسِغيَر َ ضسسسس َ أ ْ
وابسسسسسسسسسا َ ّ ب قسسسسسسسسسبر َ ال
دا مْنفسسسسسسر ً ن ُ الشسسسسسسأ ِ
ي عن ِذي ّ الح ب َ ر
َ ض
ْ فا وقَْبلسسس َ
ي إضسسسسسسسسسراًبا ي النسسسسسسسأ س َقسسسد ْ ك النسسسا ُ
ِ ْ كوا شوا وقد هل َ ُ عا ُ َ
92
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مللن ذلنا يوم يقوم الشهاد ،وأ ّ اللهم ارحم ُ
خوفنا من فزع المعاد ووفقنا لمللا تنجينللا بلله
من العمال في ظلم اللحاد ،ول تخزنا يللوم
القيامللة إنللك ل تخلللف الميعللاد ،واغفللر لنللا
ولوالللدينا ولجميللع المسلللمين الحيللاء منهللم
والميتين برحمتك يا أرحللم الراحميللن ،وصللل
الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فصل
ذر ،قسسال القرطسسبي :ورد فسسي ثم اعلم أن للموت ن ُس ُ
الخبر أن بعسسض النبيسساء قسسال لملسسك المسسوت :أمسسا لسسك
رسول تقدمه بين يديك يكون الناس على حذر منسسك،
سسسل كسسثيرة مسسن العلل قسسال :نعسسم ،لسسي واللسسه ُر ُ
والمراض والهرم وتغّير السمع والبصر والشيب.
ه إذا
فإذا لم يتذكر من نزل به ذلك ولم يتسسب نسساديت ُ ُ
سسسول ً بعسسد رسسسول وأنسسا النسسذير قبضُته ألم أقدم لسسك ر ُ
الذي ليس بعدي نذير.
قال بعضهم:
ل ت وَي َث ُْق ُوا ٌ خط ْ َن وت َْقصُر ُ سسسسسسسَنا ٌطأ ْ سسسسسسساقَ ُ تَ َ
عأبنساء
م ُ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسيسا َ
ل وملسك ُينسادي: م
نسسسسسساظ ٌِر َ
شمسسه ْ فتطلسع يوم ُضسسسسسسعُ وي َ
فما ْمن
الربعيسسن ،هسسذا وقسست أخسسذ السسزاد أذهسسانكم حاضسسرة
وأعضاؤكم قوية شداد ،يا أبناء الخمسين ،قسد دنسا الخسذ
والحصاد ،يا أبناء الستين ،نسيتم العقاب وغفلتم عن رد ّ
الجواب.
مل ْت ََقى ه ال ُ
من ْ ُ ن ِ حسوَ السداِر فََقد ْ َ
حا َ سساَر ن َ ْ ن َ مس ْو َ
ئ ن َقسسسسسسسسسسدِ ة وكسسسسسسسسسسأ ْ جسسسسسسسس ً ح ّن َ سسسسسسسسست ّي ْ َ ِ
»صحيح البخساري« :أعسذر اللسه إلسى امسر ٍ وورد في
آخر أجله حتى بلغ سسستين سسسنة ،وُروي أن ملسسك المسسوت
دخل على داُود س عليه السلم س ،فقال :من أنت؟ قسسال:
لصسور ،ول يقبس ُ ب الملسوك ،ول يمتنسعُ مسن الُق ُ من ل يهسا ُ
شاء. الّر َ
93
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
د ،قال :يا ك الموت ولم أستعد ّ بع ُ ذا أنت مل ُ قال :فإ ً
ن قريبسسك؟ قسسال :ماتسسا، ن جارك؟ أين فل ٌ د ،أين ُفل ٌ داوُ ُ
قال :أما كان لك في هؤلء عبرة لتستعد.
ت م َ ل وما قَد ّ ْ حي ْ ُن الّر ِ مسسا آ َ سسساهًِيا لهًِيسسا عَ ّيسسا َ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن َزادِ ه َُيسسسسسسسسسسسراد ُ ِبسسسسسسسسسسس ِ
ع
مس ْ دا َ ت غَ س ً ت أن ْس َ حا هِي ْهَسسا َ صسسسحي ْ ً
ج الب ََقسسساَء َت َسسسْر ُ
دا غسسسسسادِ غسسسسس َ مسسسسسن َ دا َ
ما أب َسسسسسسسسس َ
سسسسسسسسسسال ًَ
آخر:
صسسرام ِ تمضسسي الحيسساةُ وأبنسساُء فسسي غفلسسةٍ بان ْ ِ
الخسرة السدارعُِروا
شسسس مسسسا َ
رِ فسي مسسسعلسى العُ ْ
النسسان ه
بسسسسسسسسس ِ
ض ن
الزمسسسسسسسسسا ِ
تعسر ُ قيسل :إنهسا ُ
ت أيامه ولياليه في هيئة الخسزائن ،كسل يسوم وليلسة ساعا ُ
أربع وعشرون خزانة بعدد ساعاتهما فيرى الساعة التي
عمل فيها بطاعة الله خزانة مملوءة نسوًرا فيفسرح بسذلك
دا ،والسستي عمسسل فيهسسا بمعصسسية اللسسه مملسسوءة حا شدي ً فر ً
ظلمة ،والتي لم يعمسسل فيهسسا بطاعسسة ول معصسسية يجسسدها ُ
فارغة ل شيء فيها.
فيعظسسم نسسدمه وحسسسرته إذا نظسسر إلسسى الفارغسسة،
ويتمنى لو ملها بذكر اللسسه جسسل وعل ،قسسال جسسل وعل
مللُر َ ة إ ِذْ ُ وتقدسَ :
ي ال ْ ض َ ق ِ سَر ِ ح ْ م ال َ و َ
م يَ ْه ْ ذْر ُ وأن ِ َ
ن . مُنو َ ؤ ِم ل َ يُ ْ ه ْ و ُة َ فل َ ٍ غ ْفي َ م ِ ه ْ و ُ َ
مللا
س ّ فل ٍ ل نَ ْ ك ت َب ُْلو ك ُ ّ هَنال ِ َوقال عز من قائلُ :
سل َ َ َ
حا مسسسروًرا ت فالعامل بطاعة الله يكون فر ً ف ْ أ ْ
حه واغتباطه ويكاد فؤاده طا على الدوام يزيد فر ُ مغتب ً
يطير من شدة الفرح.
مسساوعكسسسه العامسسل بمعاصسسي اللسسه يكسسون مغمو ً
حزنه وحسسسرُته ونسسدامُته إلسسى غيسسر محزوًنا قلًقا يزداد ُ
نهاية.
ففكر يسا أخسي ،واخستر لنفسسك رحمنسا اللسه وإيساك
وجميع المسلمين ما ُدمسست فسسي قيسسد الحيسساة فسسي دار
الختيار لم تطوى صحيفتك.
94
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فالبسسسدار البسسسدار فيمسسسا ينفعسسسك ويرفعسسسك وإيسسساك
والتسسسويف ،فسسإنه شسسرٍ والنسسسان معسسرض للفسسات
والشواغل الكثيرة.
سا قبسسل خمسسس :شسسبابك قبسسل قال » :اغتنم خم ً
هرمك ،وصحتك قبل سقمك ،وفراغسسك قبسسل شسسغلك،
وغناك قبل فقرك ،وحياتك قبل موتك«.
وأخرج الترمذي وحسسسنه والحسساكم وصسسححه ،وابسسن
مسساجه عسسن النسسبي ،قسسال» :المسسؤمن يمسسوت بعسسرق
الجبين« ،وقال ابن مسعود :إن المسسؤمن يبقسسى عليسسه
خطايا ُيجازي بها عند الموت ،فيعرق لذلك جبينه.
وقال سفيان :كانوا يستحبونة العرق للموت ،ومسسن
ثم قال علقمة لبعض أصحابه :أحضرني فَِلقني ل إلسسه
إل الله ،فإن عرق جبيني فبشرني.
ض العلماء :وإنما يعرق جبينه حياًء من ربسسه قال بع ُ
لما اقترف من مخافته؛ لن مسسا سسسفل منسسه قسسد مسسات
وإنما بقيت منه قوة الحياة وحركاتها فيما عل.
والحياُء في العينين ،والكافر في عما عن هذا كله،
ب في شغل عن هذا بما حل به. معذ ّ ُ موحد ال ُ وال ُ
ولما احتضر عمرو بن العسساص قسسال ابنسسه :يسسا أبسست،
كنت تقول :ليتني ألقسسى رجل ً عسساقل ً عنسسد المسسوت إنك ُ
ف لسي صس ْ د ،وأنست ذلسك الرجسل ف ِ حتى يصسف مسا يجس ُ
ة
م أبر ٍ س من س ّ الموت ،قال :يا ُبني والله لكأني أنتف ُ
ك ُيجّر به من قدمي. ن شو ٍ ص َوكأن غُ ْ
وقال :أجد ُ كأن السموات أطبقت على الرض وأنا
غصسسن ينهما وكأن نفسي تخرج على ثقب لبرةٍ وكأن ُ
ب به من هامتي إلى قدمي. ك ُيجذ ُ شو ٍ
مسسسسا شسسسسَرجت يو ً ح ْ
ما ي ُغِْني الثراُء إذا َ
ك َ ل َعَ ْ
مَر َ
صسسسد ْ َُر
عجًبا ميت،سسسسا ال ّ
فقال: ضسسساقَ بهتسسسسسسسسسى و َ
على عسسسسسسسسسن الَف َ
بعضهم بكاء سمع
مسافرين يبكللون علللى مسللافر قللد من قوم ُ
بلغ منزله.
95
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ي
قال عمر بن عبسسدالعزيز :مسسا أحسسب أن تهسسون علس ّ
سكرات الموت؛ لنه آخر ما يؤجر عليه المؤمن.
سون ندموا على ما قدموا ،وأهسسل أهل القبور محُبو ُ
منتظرون يقتتل ُسسون علسسى مسسا عليسسه أهسل القبسور الدور ُ
مون. متند ُ ُ
فل هسسؤلء إلسسى هسسؤلء يرجعسسون ،ول هسسؤلء بهسسؤلء
معتبرون.
سئل بعضهم :هل من علمة تدل على أن الله قسسد ُ
ك؟ قَب ِل َ َ
فقسال :إذا رأيسست اللسه عسز وجسسل قسسد عصسمك عسن
المعاصي ك ُّلها كرهها إليك ،ووفقك لطاعته علمت أنه
ت :لسسو قسسال قسسوي ظنسسك ورجسساؤك لكسسان قد قبلكُ ،قل ُ
أولى ،إن للسيئة ظلمة في القلب وشيًنا في السسوجه،
صسسا فسسي السسرزق ،وبغضسسة فسسي ووهن ًسسا فسسي البسسدن ،ونق ً
صا في العقل والدين ،وأما الحسسسنة قلوب الخلق ،ونق ً
طا فسسي البسسدن ،وزيسسادة فإن لها نوًرا في الوجه ،ونشا ً
في الرزق ومحبة في قلوب الخلق وزيادة في العقل
والدين.
ت كسسْر َ ك َلو فَ ّ عّز َ ت ِ ك يسسسا وب َي ْ ُ مسسسرِ َ ب عُ ْ جسسسا ُ ح َِ
ك من ُْهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسو ُ ك َ مهْت ُسسسسسسو ُ مغْسسسسسسُروُر َ َ
و
مسسا وهْس َ ح َيو ً صسب ِ ُت لب ُسد ّ ي ُ ْ شسسس ْ م َ ك مسسسا قَ َ ك ََفسسسا َ
ك مُتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرو ُ ب ْ شسسس ٍ مسسسن ن َ َ ك َّفسسساك ِ
ح سُر ب منه الن ّ ْ ض ُ خ ّ ما ي ُ َ ه دَ ً علسسى َزل ِّتسس ِ ك َ للسسه َبسسا ٍ
ك سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُفو ُ م ْ ما َ َنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد َ ً
كسسسرِ فسسسي ك الِف ْ ل وإِفسسس ُ جسسس ِ ك فسسسي ال َ شسسس ّ ل َ
ك مسسسسسسأُفو ُ ه اليسسسسسسات َ حُقسسسسس ُ المحُتسسسسسوم ِ ي َل ْ َ
كوى مال ِسسس ٌ سسسست َ َ غيسسر فيهسسسا ا ْ دار َ ي َْقلى الّثواَء بسس َ
ك مل ُسسسسسسسو ُ م ْ ة هُل ْك ًسسسسسسسا و َ َثاوَِيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٍ
96
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
موعظة
أُيها العبد ،حاسب نفسك فسسي خلوتسسك وتفكسسر فسسي
مدتك ،واعمل بجد واجتهاد في زمسسان سرعة إنقراض ُ
فراغك لوقت حاجتك وشدتك.
وتدّبر قبل الفعل ما ُيملى في صحيفتك وانظر هل
نفسك معك على الشيطان والهسسوى والسسدنيا أو عليسسك
في مجاهدتك.
س سعِد َ مسسن حاسسسبها وفسساز مسسن حاربهسسا وقسسام لقسسد َ
تباستيفاء الحقوق منها وطالبها وكلما قصرت أو وَنسس ْ
ت جذبها. عاتبها وكلما توقَّف ْ
دان مسسن َ قسال –عليسسه الصسلة والسسلم» :-الكيسسس َ
جز من أتبسسع نفسسه سه وعمل لما بعد الموت ،والعا ِ ن َْف َ
هواها وتمنى على الله الماني«.
وقسسال عمسسر :حاسسسبوا أنفسسسكم قبسسل أن تحاسسسبوا
وطالبوها بالصدق في العمال قبل أن تطالبوا وزنسسوا
أعمسسالكم قبسسل أن توزنسسوا ،فسسإنه أهسسون عليكسسم فسسي
ذ
مئ ِ ٍ الحسسساب غسسدا وتزينسسوا للعسسرض الكسسبر َيلل ْ
و َ
ة . في َ ٌ
خا ِ
م َمنك ُ ْ
فى ِ ن ل َ تَ ْ
خ َ ضو َ
عَر ُ
تُ ْ
فصل
ن سسسعدٍ عسسن أخرج الحاكم فسسي »المسسستدرك« وابس ُ
عوانة بن الحكسسم :أن عمسسرو بسسن العسساص كسسان يقسسول:
تعجًبا لمن نزل به الموت ،قال له ابنه عبدالله :يا أب ِ
ل :عجًبا لمن نزل به الموت وعقُله معه إنك ك ُن ْ َ
ت ت َُقو ُ
ف لنا الموت؟ قال :يسسا ُبنسسي ،أج س ّ
ل كيف ل يصُفه ،فص ْ
من أن يوصف ،ولكن سأصف لك منسسه شسسيًئا ،أجسسدني
كسسأن علسسى عنقسسي جبسسال رضسسوى ،وأجسسدني كسسأن فسسي
ج مسسنجوفي شوك السلن ،وأجدني كأن نفسي تخسسر ُ
ثقب إبرة.
وقال عمر لكعب :أخبرني عن الموت؟ قال :يا
أمير المؤمنين ،هسسو مثسسل شسسجرةٍ كسسثيرة الشسسوك فسسي
97
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
جوف ابن آدم فليس منسسه عسسرق ول مفصسسل إل وفيسسه
ل شديد ُ الذراعين فهو ُيعالجها وينزعها. ج ٌشوكة ،ور ُ
وأخسسرج أبسسو نعيسسم فسسي »الحليسسة« ،عسسن واثلسسة بسسن
موَْتسساكم ضسسروا َ ح ُ السسسقع ،عسسن النسسبي قسسال» :ا ْ
م حليس َ ن ال َة ،فسسإ ّ هم بالجن ِ هم ل إله إل الله وَبشرو ُ ولِقُنو ُ
ن ص سَرِع ،وإ ّ م ْ حي ّسُر عنسسد ذلسسك ال َ ل والنسسساِء ي َت َ َ من الرجا ِ ِ
ب مسسا يكسسون مسسن ابسسن آدم عنسسد ذلسسك ن أقسسر ُ الشسسيطا َ
ة ملك الموت أشد ّ معاين ُالمصرع ،والذي نفسي بيده ل ُ
من ألف ضربةٍ بالسيف ،والذي نفسي بيسسده ل تخسسرج
ق منسسه علسسى ل عسسر ٍ س عبدٍ من الدنيا حتى ي َت َسسألم كس ُ ن َْف ُ
ه«. حَيال ِ ِ
ِ
صسَر البعيسد ،ومسن قال بعضهم :من خاف الوعيد ق ّ
ت قريب. طال أمله ضعف عمله وكل ما هو آ ٍ
واعلم يا أخي ،أن كسسل مسسا يشسسغلك عسسن ربسسك فهسسو
عليك مشؤم.
مون، واعلم أن أهل القبور إنمسسا يفرحسسون بمسسا ُيقسد ّ ُ
مون على ما ُيخلُفون. ويند ُ
وأهل السسدنيا يقتتلسسون ويتنافسسسون فيمسسا عليسسه أهسسل
مون. القبور يند ُ
وقال مالك بن دينار :إن الله جعل السسدنيا دار مفسسر
والخسسرة دار مقسسر ،فخسسذوا لمقركسسم مسسن مفركسسم،
وأخرجسسوا السسدنيا مسسن قلسسوبكم قبسسل أن تخسسرج منهسسا
كوا أستاركم عند من يعلم أسراركم. أبدانكم ،ول تهت ُ
خلقتسسم إنمسسا مثسسل السسدنيا ففي الدنيا حييتم ولغيرها ُ
سم أكله من ل يعرفه واجتنبه من عرفه. كال ُ
ن وفسسي جوفهسسا سسسها لي س ٌ ل الحيسسة م ّ ومثل السسدنيا مث س ُ
سسسم القاتسسل يحسسذرها ذووا العقسسول ،ويهسسوى إليهسسا ال ّ
الصبيان بأيديهم.
مسرائي ،قسال :مستى وقال رجل لمالك بن دينار :يسا ُ
عرفت إسمي؟ ما عرف اسمي غيُرك.
98
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ب عبسسد بعقوبسسة أعظسسم مسسن قسسسوة ضسسر َوقال :مسسا ُ
القلب.
وقال :إن العالم إذا أتيُته فسسي بيتسسه رأيسست حصسسيرةُ
للصلة ومصحفه ومطهرته في جانب البيت تسسرى أثسسر
الخرة.
وقال :إن البرار لتغلسسي ُقلسسوبهم بأعمسسال السسبر وإن
جسسور واللسسه يسسرى الفجسسار تغلسسي قلسسوُبهم بأعمسسال الُف ُ
مومكم رحمكم الله. مومكم فانظروا ما هُ ُ هُ ُ
واقَِفْين ن السسس َ ت ولل ْ َ َ
ملكْيسسس ِ عسسسد َد ْ َمسسسد ُ مسسسا أ ْ ح ّ م َ ُ
ل ِل َْقسسسسسسسبرِ والبلسسسسسسسى علسسسسسسسسسى الَقب ْسسسسسسسسس ِ
ر
م عسسوي عمسسا ُيسسذ َ ّ ع ول تر َ جس ُ ص سٌر ل ُترا ِم ِ ت ُ وأن ْس َ
مسسسسسسسسسرِ مسسسسسسسسسن ال ْ ة ِ َتوَبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ً
ه زاًدا إلسسسى م ل َسسس ُم ل ُتحسساِول فََقسسسد ّ ْ ك ي َسسو ٌسي َأ ْت ِي ْ ََ
ر
شسسسسسس ِ ث والن ّ ْ ه الب َْعسسسسسس ِ د َفَْعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
100
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
آخر:
مسسسادائ ًَيشسسسي ْد ُ وي َْبنسسسي َ ت فسسي ظسسرٍ ل ِْلمسسو ِ من ْت َ ِو ُ
نصسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ح ّ وي ُ َ ة
ظسسسسسسسسس ٍ ح َ
كسسسسسسسسسل ل َ ْ
مسسن ل َ وأعمسساُله أعْ َ
مسسا ُ ةحِقي َْقس ُن ت َب ْل ُسسوهُ َ
حي ْس َه ِ لَ ُ
ن س ي ُسسسسسسسسوقِ ُل َي ْسسسسسسسس َ ن مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوْقِ ٍ ُ
ل مسسا كسس ّمسسذ ْهَب ِهِ فسسي ُ بَ َ ل جْهسس ِ كارٍ وكال ْ َ ن كإن ْ َ عيا ٌ ِ
ن
ي ََتيَقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ همسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ عل ْ ُ
101
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فمن حقهم أن يعرفوا حقه ،ويستنبطوا أهله ،فأمسسا
المال فظل زائل وعارية مسترجعة ،وليس في كثرته
فضيلة ،إل لمن يسلطه الله على هلكته في الحق.
كمن ينفقه فسسي الجهسساد فسسي سسسبيل اللسسه ،وعمسسارة
سخ من زكاته. المساجد وسائر المشاريع الدينية ،ويَتن ّ
كسسان موسسسى بسسن جعفسسر بسسن محمسسد بسسن علسسي بسسن
الحسين ُيدعى العبد الصسسالح لجسسل عبسسادته واجتهسساده
مسسا إذا بلغسسه عسسن رجسسل أنسسه وقيامه بالليسسل ،وكسسان كري ً
يؤذيه ،بعث إليه بمال.
وبعث موسى إلى الرشيد من الحبسسس رسسسالة إنسسه
ه
لن ينقضي عني يوم من البلء إل انقضسسى عنسسك مع س ُ
م من الّرخاء حتى ُنفضي جميًعا إلى يسسوم ليسسس لسسه يو ٌ
انقضاء يخسُر فيه المبطلون.
تداُر غُسسسسسرور آذ َن َسسسسس ْ دنيا محل ّسسة و َ خي إّنما ال س ُ أ ِ
ق
ة ب ِِفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرا ِ صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٍن َغْ َ
ت ممسسا ِ ف سسساقٌ ل ِل ْ َ ل أن وت َل ْت َ ّ مسن َقبس ِخي ِ تزّود أ ِ
ن الّثسسسسسسسرى ِبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ
ق سسسسسسسسك ُ َ
تَ ْ
102
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ت
و ِ
مل ْ
ة ال َ ذائ ِ َ
قل ُ س َ
فل ٍ قسسال اللسسه تعسسالى :ك ُل ّ
ل نَ ْ
وإن كان في حال سعةٍ ونعم ٍ
ة.
دنيا والركسسون فذكُر الموت يمنعه مسسن الغسسترار بال س ُ
إليهسسسا لتحقسسسق عسسسدم دوامهسسسا وتحقسسسق ذهابهسسسا عنسسسه
وانصرامها.
ة
حَيا ُ
م ال َ غّرن ّك ُ ُ فل َ ت َ ُ قال الله جل وعل وتقدسَ :
غُروُر . ه ال َ كم ِبالل ّ ِ غّرن ّ ُول َ ي َ ُ
الدّن َْيا َ
ت مسسسسا َزال َسسسس ْ ك َ مسسسسرؤٌ منسسسسا ود ُن َْي َسسسسا َ سسسسسيُء ا ْ يُ ِ
ق
مسسسسسس ُ سسسسسسسيُء وت ُوْ َ مسسسسسسسا ت ُ ِ دائ ِ ً
ض َ فَي ُب َْغسسسسسسس ُ
كسسسسل ل فمسسسسن ُ جْهسسسس ٍ خ ب َ واهَسسسا الشسسسي ُ سسسسّر هَ َا َ
ق
مسسسسسس ُ ل والَفسسسسسستى الّنسسسسسسواظر ت ُْر َ والكهسسسسسس ُ
ن آدم ن ابسسس َ ل ل َسسسوُدٍ ول َك ِسسس ّ ل أن يؤهّ َ وما هي أهْ ٌ
ق
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ح َ مث ْل َُهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا أ ْ ِ
آخر:
103
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ن ن فسسي الط ّسسي ب َي ْس َ حس ُ ون َ َ دا ن َط ْسسويْ ُ
س سب ُوًْتا وآحسسا ً
حسسسسسسسدِ ت وال َ سسسسسسسسب ِ ال ّ هاشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَر َ ون َن ْ ُ
مط ْسوِ ُ
ي خ َ
ل ال َ لب ُد ّ أن ي َسد ْ ُ مسسن ت ِشسسئ ْ َ
فُعسسد ّ مسسا ِ
فسسسسسسسسسسي الَعسسسسسسسسسسد َدِ حسسسسدٍنأ َمسسسس ْتو ِسسسسسب ْ ٍ َ
آخر:
جسسعُ مو ْ َسوى أم عمرو ُ ِ م د َْفسسر ب أّل أ ّ أَبى الَقل ْ ُ
م
ب هسسسسسسسائ ِ ُ القلسسسسسسس ِ مسسسسسسسسسسا آبسسسسسسسسسسى كَ َ
نمن ْهَسسسا د ُوْن َهُسسس ّ
مسسساني ِ
أ َ شسسسسسست ََهى م ْ هسسسسسسي ال ُ
مالعَظ َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ِ ُ سَهى معَ ال ُمن ْت ََهى و َ وال ُ
دور صس ُ عليها وإل في ال ُ م ت ُل ِْفن َسسسا إّل وفِي ْن َسسسا
ول َسسس ْ
م خاِء ُ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ َ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ٌ حا ُتَ َ
تنبيه:
104
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
اعلم يا أخي ،أن الدنيا ل تذم لذاتها وكيف يسسذم مسسا
ن الله بسسه علسسى عبسساده ومسسا هسسو ضسسرورة فسسي بقسساء م ّ
الدمي وسبب في إعانته على تحصيل العلم والعبادة
من مطعسسم ومشسسرب وملبسسس ومسسسجد ُيصسسلى فيسسه،
وإنما المذموم أخسسذ الشسسيء مسسن غيسسر حلسسه أو تنسساوله
ف
على وجه السسسرف ل علسسى مقسسدار الحاجسسة ،وُيصسسر ُ
النفس فيه ُبمقتضى ُرعوناتها ل بإذن الشرع فالعاقل
يجعلهسسا مطيسسة للخسسرة فينفقهسسا فسسي سسسبيل اللسسه فسسي
المشسساريع الدينيسسة مسسن طباعسسة مصسساحف كتسسب دينيسسة
وعمارة مساجد وبذل للفقراء الذين ل موارد لهم.
وقسسال آخسسر :وقسسد استوصسسف السسدنيا وقسسدر بقائهسسا،
ك؛ لن فقال :الدنيا وقتك الذي يرجعُ إليسسك فيسسه طرفس َ
ما مضى عنك فقد فاتك إدراكه ،وما لم يأت فل علسسم
لك به ،والدهُر يوم مقبل تنعاه ليلته وتطسسويه سسساعاته
وأحسسداثه تتسسوالى علسسى النسسسان بسسالتغيير والنقصسسان
ل بتشسستيت الجماعسسات وانخسسرام الشسسمل موك ّس ُ والدهر ُ
ل طويل والعمر قصير ،و إلى اللسسه دول والم ُ وتنُقل ال ُ
تصير المور.
سسسست ٌْر ك ِ ن ذ ُهِْنسسس َ دو َ مسسا أم ُ ي أَتسسدْري َ يسسا آَدمسس ُ
ب جسسسسسسسا ُ ت بسسسسسسسسسه ل َْيسسسسسسس َ
س ي َن ْ َ مْنيسسسسسسسسس َ ُ
ه
م في س ِ ب وعسسا ٌ جدي ْ ٌعام َ م وي َْفَنسسسى َ م وَيسسسو ٌ َيسسسو ٌ
ب ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ُ خ َ طوًيسسسسسسا إ ْ من ْ َمسسسسسسُر ُ العُ ْ
عاقِ س ٌ
ل ن ب ََلهَسسا َ ك السسسسسد ُن َْيا فأْري َُها إ ْفل ت َُغرّنسسسسس َ
ب صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ُ َ خُرفَِهسسسسسسسسسسسسسسسسسسا بُز ْ
موًرا جني أ ُ خْرقُ ي ْ م سوًْرا وال ُ جنسسي أ ُ م يَ ْح سْز ُوال َ
ب ف ك ُّلهسسسسسسسسسا عسسسسسسسسسا ُ شسسسسسسسسَر ٌ ك ُل ّهَسسسسسسسسا َ
105
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مقبسسل علسسى كرب سةٍ ل كسسالكرب ،تطلسسب تأهب فإنك ُ
ف فسسي الصسسلة وإن طلسسب ،وتقس ُ النجاة من غير باب ال ّ
شعب. ب في ُ م حاضٌر والقل ُ س ُ
ب ،الج ْ صلتك لعج ْ
يو ب في حلب ،الفهم أعجم ُ الجسد ُ بالعراق والقل ُ
دنيا
ب الس ُ حس ّ اللفظ لفظ العسسرب ،وهسسذا يسسدل علسسى أن ُ
والهوى على قلبك قد غلب.
فكسسأنكم السسدنيا قسسد تسسولت ،والنفسسوس الكريمسسة قسسد
هانت وذلت ،وبكسسؤوس السسسى والتأسسسف قسسد انهلسست
ت. وعلت ،وبحمول الظاعنين على السف قد استقل ّ ْ
ت قسسد تجل ّسست، مسستى ُيقسسال لهسسذه الغمسسرة السستي جل ّس ْ
فواعجًبا لنفس ما تنتبه وقد زلت.
م سذ ْوبهَسسا ُ مط ْل ُ ْف َ ضى غَي ُْر وط َسْر ُ ن المنيةٍ ي َْق َ عَي ْ ُ
ن
سسسسسسسسَنا ُ ن وَ ْ ة َ
كسسسسسسسا َ طرَقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٍ م ْ ُ
ب ح وُلسس ّ ْ
ن فسسالن ّطقُ صسسا ٍ حي ْس َه ِ من س ُ
ن ِ جهْل ً َتمك ّس َ َ
نسسسسسسسك َْرا ُ موِْلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدهِ المسسسسسسرِء َ َ
قال أحد العلماء :وجدت الدنيا شيئين ،فشيء منها هو لي فلن
أعجله قبل أجله ولو طلبته بقوة السموات والرض.
ه فيمسسا مضسسى ول وشسسيٌء منهسسا هسسو لغيسسر فلسسم أنل س ُ
أرجوه فيما بقي ُيمنعُ الذي لي مسسن غيسسري كمسسا يمنسسع
الذي لغيري مني ،ففي أي هذين أفني عمري.
ت من الدنيا شيئين ،فشيٌء يسسأتي ووجدت ما أعطي ُ
ب عليه ،وشيء يأتي أجلي قبسسل أجله قبل أجلي فأغل ُ
ت وأخلُفه لمن بعدي ففي أي هذين أعصي أجله فأمو ُ
ربي عز وجل.
وعن مصسسعب بسسن عبسسدالله قسسال :سسسمع عسسامر بسسن
عبسسدالله المسسؤذن وهسسو يجسسود ُ بنفسسسه أي فسسي النسسزع
خ ُ
ذوا بيدي. ب من المسجد ،فقالُ : ومنزله قري ٌ
فقيل له :إنك عليل ،فقسسال :أسسسمع داعسسي اللسسه فل
أجيبه ،فأخذوا بيده ،فدخل في صسسلة المغسسرب فركسسع
مع المام ركعة ثم مات ،بلغ يا أخي الذي إذا سسسمعوا
داعي الله تلفلفوا بأرديتهم.
106
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
كان لتاجر صاحب أكياس عبد صالح فقسسال لعبسسده:
افتقدنا بعض الكياس ففتسسش لعلسسك تجسسدها فلمسسا لسسم
يجدها ،قال لعبده :أتعرف مسسن هسسي عنسسده؟ قسسال :ل،
وبعد ذلك حضرت الصلة ،فصل التاجر وتسسذكرها فسسي
تصلته وبعد إنتهاء الصلة ،قال لمملسسوكه :لقسسد ذكسسر ُ
ب فأت بها. من هي عنده ،عند فلن اذه ْ
ب ت طسسال َ كن س َ م ،أنت في صسسلتك ُ فقال الغلم :يا ع ّ
ه للخلل فسسي ه حيث نب ّهَ ُس أو طالب خالق ،فأعتق ُ أكيا ٍ
صلته التي هي أول ما ُيحاسب عنه العبد.
كان أبو الدرداء يقسسول :اللهسسم إنسسي أعسسوذ بسسك مسسن
تفرقسسة القلسسب ،قيسسل :ومسسا تفرقسسة القلسسب؟ قسسال :أن
يوضع لي في كل وادٍ مال.
وقال سفيان الثوري :بلغني أنسسه يسسأتي علسسى النسسسا
مسسن حسسب السسدنيا زمان تمتلئ قلوُبهم في ذلك الزمان ِ
فل تدخله الخشية.
عمسسر علسسى خربسسة، ت مع ابن ُ عن مجاهد قال :مرر ُ
فقال :يا مجاهسسد ،نسساد يسسا خربسسة مسسا فعسسل أهلسسك؟ أيسسن
عمسسر :ذهبسسوا وبقيسست ن ُ
ت ،فقال اب س ُ أهلك؟ قال :فنادي ُ
أعمالهم.
وعسسن الحسسسن قسسال :مسسّر عمسسر علسسى مزبلسس ٍ
ة
ن أصحابه تسسأذوا بهسسا ،فقسسال :هسسذه فاحتبس عندها فكأ ّ
دنياكم التي تحرصون عليها. ُ
منسسادٍ مسسن عن عمر بسسن الخطسساب قسسال :لسسو نسساد َ ُ
دا السماء أيها الناس ،إنكم داخلون الجنة إل رجل ً واح ً
ت أن أكون ذلك الواحد. لخف ُ
منسسادٍ أيهسسا النسساس ،إنكسسم داخلسسون النسسار إل ولو ناد ُ
ت أن أكون أنا ذلك الواحد. دا لرجو ُجل ً واح ً
ر ُ
وقال عثمان :لو أني بين الجنة والنسسار ول أْدري
دا قبسسل أن ت أن أكسسون رمسسا ً إلى أيتهما ُيؤمُر بي لختر ُ
أعلم إلى أيتهما أصبر.
107
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وعن عسسون بسسن ذكسسوان قسسال :صسّلى بنسسا زرارةُ بس ُ
ن
مللدّث ُّر حسستى َ
ها ال ُ أوفى صلة الصبح ،فقرأَ :يا أي ّ َ
كنسستر فخر مغشًيا ،و ُ قو ِفي الّنا ُقَر ِذا ن ُ ِ فإ ِ َبلغَ :
فيمن حمله إلى داره.
وقال عبدالعلى التيمي :شيئان قطعا عنسسي لسسذات
ف بين يدي الله. الدنيا ذكُر الموت ،والوقو ُ
أتسسى رجسسل إلسسى خيسساط ليخيسسط لسسه ثوب ًسسا ،فاجتهسسد
متقنسسة ،ولمسسا جسساء ة جيسسدة و ُ ط لتكسسون الخياطسس ُ الخيسسا ُ
صاحب الثوب أعطاه الجرة وأخذ الثوب ،وذهب.
وفي اليوم الثاني عاد الرجل وأتى الخيسساط ،وقسسال
له :وجسدت فسسي الخياطسسة بعسض العيسوب وأراه إياهسسا،
فبكى الخياط ،فقال له الرجل :ما قصدت أن أحزنسسك
ض بالثوب ،فقال له الخيسساط :ليسسس علسسى هسسذا وأنا را ٍ
أبكسسي لنسسي عملسست جهسسدي لتقسسن لسسك الخياطسسة ،ثسسم
خرجت هذه العيوب فأنسسا أبكسسي علسسى طسساعتي لربسسي،
عمري فكم فيها من العُُيوب. وقد اجتهدت بها ُ
تأمل يا أخي ،هذا التفكير لله دره.
ت أبسسا هريسسرة وعن أبي عثمان النهدي قسسال :تضسي ّْف ُ
سبًعا ،فكان هو وامرأته يتعقُبون الليسسل أثلث ًسساُ ،يصسسلي
هذا ثم يوقظ هذا ،وُيصلي هذا ثم ُيوقظ هذا.
وعن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة ،قسسال :مسسا
وجعٌ أحب إلي مسسن الحمسسى؛ لنهسسا ُتطسسي كسسل مفصسسل
له من الوجع ،وإن الله تعالى ُيعطي كل مفصسس ٍ قسط ُ
ه من الجر. قسط ُ
عن عبدالرحمن بن مهدي قال :ليلسسة بسسات سسسفيان
عندي فلما اشتد به المر جعل يبكي ،فقال له رجسسل:
يا أبسسا عبسسدالله ،أراك كسسثير السسذنوب ،فرفسسع شسسيًئا مسسن
ن عنسسدي مسسن ذا إنسسي الرض ،فقال :والله لذ ُُنوبي أهو ُ
ُ
ب اليمان قبل الموت. ف أن أسل َ َ أخا ُ
قال ابن القيم:
108
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
و
سسسسسب ِْيل العَْفسسسس ِ ل َعََلسسسسى َ ب وفي السذ ُُنو َ خس ْ واللسسه مسسا َ
نوالغُْفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرا ِ فإن َّهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
حي حكسسسسي هسسسسذا السسسسوَ ْ تَ ْ سسسسَل َ
خ شسسسى ان ْ ِ خ َل َك ِّنمسسسا أ ْ
ن والُقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرآ ِ مسسسسسسسسسسسن ب ِ الَقل ْسسسسسسسسسسس ِ
ن من َسسا ِ
ة ال َ
من ّس َ ذا َ
ك بِ ِ ل كسسان َ لرجسسسسا ِ ضسسسسا بسسسسآَراِء ال ِور ِ ً
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسها خر ِ و َ
109
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وقال :شسسيئان إذا عملسست بهمسسا أصسسبت خيسسر السسدنيا
ب ه الله ،وتترك ما ُتح ُ والخرة ،تحمل ما تكره إذا أحب ّ ُ
ه الله. إذا كره ُ
ل عن كثير من الخرة. وقال :يسيُر الدنيا ُيشغ ُ
هت أن يكون معك في الخرة فقسسدم ُ وقال :ما أحبب َ
ه
ك فسسي الخسسرة فسساترك ُ ت أن يكون مع َ اليوم ،وما كره َ
اليوم.
ك حج أبو جعفر فدعا ابن أبسسي ذئب ،فقسسال :نشسسدت ُ ُ
ت تراني أعد ُ
ل؟ ل بالحق؟ ألس َ ت أعم ُ بالله ألس ُ
فقال ابن أبي ذئب :أما إذا نشدتني بالله ،فسسأقول:
اللهسسم ل أراك تعسسدل ،وإنسسك لجسسائر ،وإنسسك لتسسستعمل
الظلمة وتدعُ أهل الخير.
قال محمد بن عمر :فحدثني محمد بن إبراهيم بن
ت عن عيسى بن علي ،قالوا :فظننسسا أن يحيى ،وأخبر ُ
ف إلينسسا ثيابنسسا أبا جعفر سيعاجله بالعقوبة ،فجعلنسسا نل س ُ
مخافة أن ُيصيبنا من دمسه ،فجسزع أبسو جعفسر واغتسم،
وقال له :قم فاخرج.
تأمسسل يسسا أخسسي ،هسسل يوجسسد هسسذا الطسسراز ممسسن ل
م فسسي هسسذا دو ٌ
تأخذهم في الدنيا لومسسة لئم أظنسسه مع س ُ
الوقت ما فيه اليسسوم مسسن يصسسدعُ بسسالحق فل حسسول ول
قوة إل بالله العلي العظيم.
عبيد على المنصور ،فقال :أن اللسسه دخل عمرو بن ُ
دنيا بأسرها فاشتْر منه نفسك ببعضها وإنسسي أعطاك ال ُ
ض صبيحتها عن يوم القياة. ح ُ ة تتم ّ
لحذرك ليل ً
ما سسسل ًثم قال له عن حاشسسيته :إن هسسؤلء اتخسسذوك ُ
لشهواتهم ،فأنت الخذ بالقرنين وهم يحلبون.
فاتق الله فإنسسك ميسست وحسسدك ،ومحاسسسب وحسسدك،
ث وحدك ،ولن يغنوا عنك هؤلء من ربك شيًئا. ومبعو ٌ
فقال له :أعني بأصحابك فأستعين بهم دون هسسؤلء
فّرد عليه أظهر الحق يتبُعك أهله.
110
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ه :ألك حاجسسة؟ قسسال :نعسسم ،قسسال :مسسا هسسي؟ فقال ل ُ
ي حتى آتيك ،إًذا ل نلتقسسي ،قسسال :عسسن قال :أل تعث إل ّ
حاجتي سألت ،ثم ذهب.
قال الحجاج ليحيى بن يعمر :ما تقول فسسي واسسسط
)مدينة بناها الحجاج( ،فقال لسسه :مسسا أقسسول فيهسسا وقسسد
بنيتها من غير مالك وسيسك ُُنها غيُر أهلك.
ب :ما حملك علسسى ظ وغض ٍ فقال له الحجاج في غي ٍ
ما ُقلت؟ قال :ما أخذ اللسسه تعسسالى علسسى العلمساء مسسن
العهد أل يكتموا الناس حديًثا.
فقال له :ألم تخش سيف الحجاج؟
ة اللسسه جسسل وعل فلسسم تسسدعْ فقال :لقد ملتني خشي ُ
مكاًنا لخشية سواه.
ما ،فقال :أيهسسا النسساس، وقيل :إن الحجاج خطب يو ً
الصبر عن محارم الله أيسر من الصسسبر علسسى عسسذاب
ج ،مسسا الله ،فقام إليه رجل فقسسال لسسه :ويحس َ
ك يسسا حجسسا ُ
ل مثل ل وتقو ُ ل ما تفع ُ
أصفق وجهك وأقل حياءك تفع ُ
ك.ت وضل سعْي ُ َ خب ْئ َ َ
هذا الكلم ِ
خطبتسسه ،قسسال فقال للحرس :خذوه ،فلما فرغ من ُ
ك يا حجاج ،أنسست ي؟ فقال :ويح َ له :ما الذي جّرأك عل ّ
تجترئُ على الله ول أجترئُ عليك ،ومن أنسست حسستى ل
أجترئُ عليك ،وأنت تجترئُ على رب العالمين! فقال:
ه ،فأطلق. خلوا سبيل ُ
ه
ن عبدالسلم على السسسلطان فسسوعظ ُ ودخل العُز ب ُ
ده في ذلك ،فقسسال لسسه: ه ول ُ دد في الموعظة فعاتب ُ وش ّ
هذا اجتماع لله فل أكدُرهُ بشيٍء من عرض الدنيا.
يا ُبنسسي ،لقسسد رأيسست السسسلطان فسسي تلسسك العظمسسة،
سه عليه فُتؤذيه. ت أن أهيُنه لئل تكُبر نف ُ فأرد ُ
خاط ُِبه ،فصار ت هيبة الله تعالى إذ أ ُ ولقد استحضر ُ
ل من القط. السلطان أق ّ
ولو كانت بنفسسسي لسسديه حاجسسة مسسن حاجسسات السسدنيا
دنيا كّلها. لرأيُته ال ُ
111
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وأجبر أحد العلماء على أن يدخل على ملسسك مصسسر
وطلب منه أن يلبس ملبس خاصة فأبى ،وقال :كيف
ل به لربي في الصلة. س ل أتجم ُ ه بلبا ٍ
لل ُ أتجم ُ
دخل عباد الخواص على إبراهيسسم بسسن صسسالح -وهسسو
أمير فلسطين ،-فقال له :يا شيخ ،عظني ،فقال :بسسم
ض
ظك أصلحك الله ،بلغني أن أعمال الحيسساء ُتعسسر ُ أع ُ
علسسى أقسساربهم مسسن المسسوتى فسسانظر مسسا ُيعسسرض علسسى
عه علسسى رسوله من عملك فبكى حتى سالت دمو ُ
لحيته.
ت :يسسا ي الرشيد ُ أن أحدثه ،فقل ُ ه إل ّج َ
وقال مالك :و ّ
أمير المؤمنين ،إن العلسسم ي ُسسؤتى ول يسسأتي فصسسار إلسسى
مِعي.منزلي فاستند إلى الجدار َ
ن مسسن إجلل اللسسه ت لسسه :يسسا أميسسر المسسؤمنين إ ّ فُقلس ُ
إجلل ذي الشيبة المسلم ،فقسسام ،فجلسسس بيسسن يسسدي،
ة :يا أبسسا عبسسدالله ،تواضسسعنا لعلمسسك قال :فقال بعد مد ٍ
عيينسة فلسسم سسفيان بسسن ُ م ُفانتفعنا به ،وتواضع لنسا علس ُ
ننتفع به.
وروى البيهقي وغيره أن المهدي لما قسسدم المدينسسة
جا جسساءه مالسسك فسسسلم عليسسه ،فسسأمر المهسسدي ابنيسسه حا ً
الهادي وهارون الرشيد أن يسمعا منه ،فطلباه إليهما
فامتنع.
فعاتبه المهدي في ذلك ،فقال :يا أميسسر المسسؤمنين،
إن للعلم نضارةُ ،يؤتى أهُله.
وفسسي روايسسة :العلسسم أهسسل أن ي ُسسوقر ،وي ُسسوقَّر أهل ُسسه،
فأمرهما والداهما بالمصسسير إليسسه فسسسأله مؤدبُهمسسا أن
يقرأ عليهما ،فقال :إن أهل هذه البلدة يقرءون علسسى
معلسسم فسسإذا أخطسسوا ن علسسى ال ُ العالم كما يقسسرأ الصسسبيا ُ
ه المهدي في ذلسسك، هم فرجُعوا إلى الخليفة فعاتب ُ أفتا ُ
فقال :يا أمير المؤمنين ،سسسمعت ابسسن شسسهاب يقسسو ُ
ل:
سمعنا هذا العِْلم من رجسسال فسسي الروضسسة سسسعيد بسسن
المسسسيب وأبسسو سسسلمة وعسسروة والقاسسسم بسسن محمسسد
112
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وسالم بن عبدالله وعد آخرين كل هؤلء ُيقسسرأ عليهسسم
ول يقرؤون ،فقال المهدي فسسي هسسؤلء :قسسدوة صسسيُروا
إليه فأقرءوا عليه.
أراد الوليد أن يولي يزيسسد بسسن مرثسسد القضسساء ،فبلسسغ
ذلك يزيسسد ،فلبسسس فسسروةً وقلبهسسا فجعسسل الجلسسد علسسى
خسسبزة( جا وأخذ بيسسده رغيسسف )أي ُ ظهره والصوف خار ً
وعرًقسسا )أي عظسسم عليسسه لحسسم( وخسسرج بل رداء ول
خسسف ويمشسسي سوة )أي أصلع الرأس( ول نعل ول ُ قلن ُ
في السواق ويأكل ،فقيل للوليد :إن يزيد قد اختلسسط
ت: )أي خ سّرف( ،وأخسسبر بمسسا فعسسل فسستركه الوليسسد ،قل س ُ
وفعل يزيد يدل على ورعه وخوفه من تبعسسة القضسساء؛
لن القضسساء فيسسه خطسسر عظيسسم؛ ولهسسذا قسسال العلمسساء:
طهيحرم على مسسن ل ُيحسسسنه ولسسم تجتمسسع فيسسه شسسرو ُ
الدخول فيه.
وقال » :القضاة ثلثة واحد في الجنة واثنان في
مسسن ُولسسي القضسساء فقسسد ذبسسح بغيسسر النار« ،وقال َ » :
سكين« ،وقال َ» :ليأتين على القاضي العسسدل يسسوم
مّنى أنه لم يقض بين اثنين في تمسسرة ساعة ي َت َ َ القيامة َ
قط«.
وفسسي لفسسظ ي ُسسدعى القاضسسي العسسدل يسسوم القيامسسة
فيلقى من شدة الحساب ما يتمنى أنه لم يقسسض بيسسن
مره قط. اثنين في ع ُ
ف البزار الرواية عن الكسائي ،فلم يسسروي ترك خل ُ
عنه مع أنه كان أستاذه وهو بحاجة إليسسه فسسي تصسسنيفه
م َيرو عنه. م لَ ْكتاب »القراءات« ،ولما أن ضايُقوه ل ِ َ
ي الرشسسيد، قال :لقد سمعُته يقول :قسسال لسسي سسّيد ِ
ل أهلها هذا ت :إن إنساًنا مقداُر الدنيا عنده أن ُيج ّ فقل ُ
الجلل لحريٌ أن ُيؤخذ عنه شيءٌ من العلم.
م
ه لمسسن ُيعظس ُ ن قلب ُس َ
ت :لله درهُ حيسسث لسسم يطمئ ّ ُقل ُ
الدنيا.
113
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فسسانظر رحمسسك اللسسه إلسسى شسسدة ورعهسسم وترُفعهسسم
مخالطة الملوك و أهسسل السسدنيا ،وصسسيانة ههم عن ُ وتنُز ِ
العلم وإعزازه وبمثل هذه الخلق العطرة والصسسفات
م وأهله.م السل ُ الفاضلة عظ َ
دخل رجل على المأمون كسسان يمشسسي فسسي النسساس
ن أن دو َ فيسسأمرهم بسسالمعروف وينهسساهم عسسن المنكسسر ُ
ن،
يكون مأموًرا من قبل الخليفسسة ،فاسسستدعاه المسسأمو ُ
مْر وتنهسسى وقسسد جعسسل اللسسه ذلسسك إلينسسا، م تأ ُ
وقال له :ل ِ َ
م
ه ْ مك ّن ّللا ُن ِإن ّ ونحن الذين قسسال اللسسه فيهسسم :ال ّ ِ
ذي َ
ة َ ض أَ َ َ
م لُروا وا الّزك َللا َ َ
وأ َ وآت َل ُة َ صل َ
موا ال ّ قا ُ في الْر ِ ِ
ر ؟ فقسسال الرجسسل: منك َل ِن ال ُعل ِ
وا َ
هل ْون َ َ
ف َعُرو ِ ِبال ْ َ
م ْ
ت يا أمير المؤمنين ،أنت كما وصفت نفسك من صدق َ
ؤك وأعوان ُسسك فيسسه ،ول سلطان والتمكن غير أنا أوليا ُال ُ
سسسنة رسسسوله ، ُينكر ذلك إل من جهل كتسساب اللسسه و ّ
ن
مُنلللو َ
ؤ ِ وال ْ ُ
م ْ قسسسال اللسسسه جسسسل وعل وتقسسسدسَ :
ْ َ
ن
مُرو َ
ض َيلللأ ُ
عللل ٍ
ول َِيلللاءُ ب َ ْ
مأ ْ ه ْضللل ُع ُت بَ ْ مَنلللا ُ م ْ
ؤ ِ وال ْ ُ
َ
ر ،وقسسال رسسسول َ
منكل ِ ن ال ُ ْ
عل ِن َ و َه ْوي َن ْ َ
ف َ عُرو ِ م ِْبال َ
ضا« ضه ب َعْ َ الله » :المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بع ُ
سّر به ،وقال :مثلسسك يجسسوُز ُ
مه ِ و ُن بكل ِ ب المأمو ُ عج َ فأ ْ
ت عليسسه بأمرنسسا أن يأمر بالمعروف فامض على ما ك ُن ْس َ
وعن رأينا.
وهكسسذا حيسسن أحسسسن الرجسسل الحتجسساج بسسالُقرآن
دا مسن ة المسسأمون ،ولسسم يجسد ْ ُبس ً جس ّح ّ ت ُ سنة انقطعس ْ وال ّ
إقرار الرجل على طريقته بسسالمر بسسالمعروف والنهسسي
عن المنكر.
وعكس هسسذا الرجسسل ،دخسسل واعسسظ علسسى المسسأمون
فوعظه وأغلط عليه في القول ،فقال له المأمون :يا
جل ،ارفُقْ فإن الله بعث من هُوَ خيٌر منك إلسسى مسسن ر ُ
هو شٌر مني ،وأمسسره بسسالّرْفق ،بعسسث موسسسى وهسسارون
ول ً ل ّي ًّناق ْه َ قول ل َ ُ ف ُهما بقولهَ : إلى فرعون ،فأوصا ُ
َ
شى . خ َ ه ي َت َذَك ُّر أ ْ
و يَ ْ عل ّ ُ لّ َ
114
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ن السسدليل هنا كان موقف المأمون هسسو القسسوى؛ ل ّ و ُ
معه.
بعث المير طاهر بن عبدالله إلى محمد بسسن رافسسع
بخمسة آلف درهم على يد رسوله ،فدخل عليسسه بعسسد
صلة العصر وهو يأكل الخبز مع الفجل ،فوضع كيسسس
ث الميسُر طسساهر بهسسذا السسدراهم بيسسن يسسديه ،فقسسال :بعس َ
خسسذه ل خسسذه ُ المال إليك لُتنفقسسه علسسى أهلسسك ،فقسسالُ :
ج إليه ،فإن الشمس قد بلغسست رؤوس الحيطسسان، أحتا ُ
ت الثمسسانين سسسنة ب بعد ساعة وأنا قد جاوز ُ وإنما تغر ُ
ش ،فرد المال ولم يقبل ،فأخذ الرسو ُ
ل إلى متى أعي ُ
تالمال وذهب ودخل على الشيخ ابنه ،وقسسال :يسسا أبس ِ
ليس لنا الليلة خبز.
قال :فسسذهب بعسسض أصسسحابه خلسسف الرسسسول لي ُسسرد
المسسال إلسسى صسساحبه خوفًسسا مسسن أن يسسذهب ابن ُسسه خلسسف
الرسول فيأخذ المال.
ت فسسي ة تسسبي ُ صسسور :أذك ُسْر ليلس ً وقال أحد ُ الزهسساد للمن ُ
ض عسسن يسسوم خ ُ ة تم ّ ة مثلها ،واذكر ليل ً القبر لم تبت ليل ً
القيامة ل ليلة بعدها.
ه ،وقسسال: ل فسسرد ّ ُ فأفحم المنصور قوُله فأمر ُله بما ٍ
ت إلى مالك ما وعظُتك. لو احتج ُ
ة بالشسسكر، لاه العهد :استدم النعم َ وقال لبنه لما و ّ
والقدرة بالعفو ،والنصر بالتواضع ،والتسسألف بالطاعسسة،
ول تنس نصيبك من الدنيا ،ونصيبك من رحمة الله.
مسسا هسسالني رأيسست ت منا ً ك ،لقد رأي ُ ح َ وقال للربيع :وي ْ َ
ف في باب هذا القصر يقول: قائل ً وق َ
ش منسسسه أهل ُسسسه حسسس َ صسرِ قسسد وأو َ كأني بهسسذا الق ْ
من َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسازُله َبسسسسسسسسسساد َ أهُلسسسسسسسسسسه و َ
ث ي ُب ْن َسسي عليسسه جسد َ ٍس القصسسر إلى َ صسساَر َرئ ِْيسس ُ
و َ
جَنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسادِل ُ ْ
ه ة َجسسسسس ٍمسسسسسن ب َعْسسسسسدِ ب َهْ َ
سا فللي المسللجد النبللوي الشللريف فللي وكان ابن أبي ذئب جال ً
المدينة فدخل أمير المؤمنين المهدي فلم يبللق أح لدٌ إل قللام ،فلمللا
115
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وصل إلى ابن أبي ذئب لم ُيقم ،قال المسلليب بللن زهيللرُ :
قللم هللذا
م النللاس لللرب العللالمين ،فقللال أمير المللؤمنين ،فقللال :إنمللا يقللو ُ
ة في رأسي. ل شعر ٍ ه فلقد قامت ك ُ ُالمهدي :دع ُ
فهكذا الُعلماء المخلصون السسذين يحفسسظ اللسسه بهسسم
السلم ويرفع الله بهم المسلمين.
مل يا أخي ،هل يوجد فسسي زمننسسا مثسسل هسسؤلء مسسا تأ ّ
ن ُيوجد ول رقم ثلثة ل حول ول قوة إل بالله. أظ ّ
حمسسى ث لسسم ت ُ ْ حْيسس ُ ن قُل ْس ُ
ت َزن ْسد َ الِعلسسم ك ََبسسى َ فسسإ ْ
مسسسسسسساهُ وأظلمسسسسسسسا ح َ ك َسسسسسسسسساب فإّنمسسسسسسسسسا ِ
مسسسسوهُ فسسسسي ل العلسسسم ِ ولسسسسو عَظ َ ُ ن أهسسس َول َسسسو أ ّ
س ل َعُظ ّ َ
مسسسسسسا صسسسسسسان َُهم النفسسسسسسو ِ صسسسسسساُنوهُ َ َ
حّتسسى
مسساِع َ ْ
حّيسساه بالط َ م َ ن أهسساُنوه فهسسانوا ُ ولكسس ّ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا جه ّ َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوا ت َ َ ودن ّ ُ
والله أعلم ،وصل الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
فصل
قال بعسض العلمسساء :إذا بلغسسك عسسن صسسديق لسسك مسسا
تكره فإّياك أن ُتبادره بالعداوة وقطع الوليسسة فتكسسون
ه بشك؛ ولكن إلقه وُقل له بلغني عنك من أزال يقين ُ م ّ
ه المبّلغ ،فإن أنكسسر ذلسسكيل ُ
م ْكذا وكذا ،واحذر أن ُتس ّ
ف عنه ول تزد على ذلسسك فادفع بالتي هي أحسن واع ُ
شيًئا.
ه فسسي ذلسسك وجهًسسا لعسسذر
وإن اعترف بذلك فرأيت ل ُ
ه :ماذا أردت بما فاقبل منه ،و إن لم ُترد ذلك ،فق ْ
لل ُ
ه مسسن العسسذر فاقبسسلبلغني عنك ،فإن ذكر مسسا لسسه وجس ٌ
120
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
منسسه ،وإن لسسم تسسر لسسذلك وجًهسسا لعسسذرٍ وضسساق عليسسك
ك فحينئذٍ أثبتها عليه. المسل ُ
ثم أنت بعد ذلك بالخيار إن شئت كافأته بمثله مسسن
ب
ت عنسه ،والعفسوُ أقسر ُ غيسر زيسادة ،و إن شسئت عفسو َ
جللَزاءُو َللتقوى وأبلغ في الكرم؛ لقول الله تعالىَ :
فللا وأ َصلل َح َ َ
ه ، جُر ُف لأ ْ َ ْ َ ع َن َ مل ْ ف َها َمث ْل ُ َ
ة ّ سي ّئ َ ٌ
ة َسي ّئ َ ٍ
َ
وى . َ َ
ق َب ِللت ّ ْ قَر ُفوا أ ْ ع ُوأن ت َ ْ وقولهَ :
ك بالمكافسسأة ،فسسأفكر فيمسسا سسسبق فإن نازعتك نُفس َ
ه إحسسساًنا بهسسذه السسسيئة، لديك من الحسان فعاجل ل س ُ
ه السالف بهسسذه السسسيئة ،فسسإنه ول تبخس باقي إحسان َ ُ
ظلم.
فوائد
قبول السعاية شٌر من السعاية؛ لن السعاية دللة،
والقبول إجازة ،وليس من دل على شيء كمسسن قبسسل
وأجاز.
قال بعض العلماء :ل ُتنزلن حاجتك من أغلق ُدونك
ه
ه؛ ولكسسن انزلهسسا بمسسن بسساب ُ جساب َ ُ ح ّأبسسوابه وجعسل عليهسا ُ
نح لك إلى يوم القيامة أمسسرك أن تسسدعوهُ وضسسم َ مفتو ٌ
لك أن يستجيب لك.
َ
م ، ب ل َك ُل ْج ْ سلت َ ِ عللوِني أ ْ قال الله جل وعل :ادْ ُ
عن ّللي عب َللاِدي َ ك ِ سلأ َل َ َ
ذا َ وإ ِ َوقسسال تبسسارك وتعسسالىَ :
ن . قريب أ ُ
عا ِ ذا دَ َ ع إِ َِ دا
ّ ال َ ة و
َ ع
ْ َ د بُ جي
ِ فإ ِّني َ ِ ٌ َ
هل سسسسل السسسذي أْبسسسواب ُ ُ ن إلسسسى ابسسسن آدم و َ سسسسأل َ ّل تَ ْ
بجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ح َ ة تُ ْ جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ً حا ََ
سسسسأ ُ
ل ن يُ ْ حْيسسس َ
م ِ ي آد َ ت وب َُنسسس ُ ب إن ت ََرك ْسسس َ ضسسس ُ
اللسسسه ي َغْ َ
ب ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ه ي َغْ َ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسؤال َ ُ ُ
127
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ظسسا للسسسانه دائم ن حاف ً عمسسا ضسسمن اللسسه لسسه ،ويكسسو ُ
ة.
دام ِ الفكرة ،لزم الغم والن ّ َ
وقال يحيى بن معسساذ :مسسن أعظسسم الغسسترار عنسسدي
جاء الَعفو من غير ندامسسة، ب على َر َ التمادي في ال ُ
ذنو ُ
ب من الله تعالى بغير طاعة. وتوقّعُ الُقر ِ
ب دار المطيعيسسن وانتظسسار زرع الجنسسة ببسسذر وطلسس ُ
بالمعاصي ،وانتظار الجزاء بغير عمسسل والتمنسسي علسسى
الله مع الفراط.
جري على ة ل تَ ْ
سِفي ْن َ َ
ن ال ّك إ ّ س سل ُ ْ
جوا النجسساةَ ولسسم ت َ َْتر ُ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالك ََها الي َب َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس م َ
َ
131
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
قال عون بن عبسسدالله :صسسحبت الغنيسساء فلسسم يكسسن
دا أحسسسن ثياب ًسسا منسسي ما مني أن رأيت أح ً أحد أطول غ ً
حا مني ،فصحبت الفقراء فاسترحت. وأطيب ري ً
دا تفسسرغ لعيسسب النسساس إل مسسن ب أح ً وقال :ما أحس ُ
غفلةٍ غفلها عن نفسه.
وقال :جالسوا التوابين ،فإنهم أرق الناس قلوًبا.
وقال :إن من كسسان قبلنسسا كسسانوا يجعلسسون للسسدنيا مسسا
فضل عن آخرتهم ،وإنكم تجعلون لخرتكم مسسا فضسسل
عن دنياكم.
وقال عمرو بن مرة :من طلب الخرة أضر بالدنيا،
ومسسن طلسسب السسدنيا أضسسر بسسالخرة ،فاضسسروا بالفسساني
للباقي ،وما كتب لك من الرزق سوف يأتيك.
لوى عَْق س ٌ م سَرادِ الهَ س َ
دنيا وفسسي ُ حْرص علسسى ال س ُ س ِ للنا ِ
مي ُْر شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ وَتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ْب ِي ُْر وت َ ْ
ل منهسسسسم عسسسسن م فالعقسسسس ُ ة لله َرّبهسس ُ وإن أَتوا طاع ً
سسسسسسسوُْر ت مأ ُ لجسسل هسسذا وذاك الحسسرص الطاعسسسسسسا ِ
ديٌر م وتك ْ ِ صَفاءُ عيشاِتها هَ ٌ َ ت جسسسسسسسسسسس ْ مزِ َقَسسسسسسسسسسسد ْ ُ
مسسا ل عند َ ها بعَْق ٍ لم ي ُْرَزُقو َ
مَقسساِدير ت ل َك ِن ُّهم ُرزُِقوهَسسا بال َ م ْ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ قُ َ
ت ت بسسسأْقوا ِ طسسساَر الُبسسسَزا ُلو كسسان عسسن قُسسوةٍ أو عَسسن َ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساِفير مَغال َب َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسةٍ العَ َ ُ
آخر:
ن هُسسو ب لَ َ
مسس ْ مط ُْلسسو ٍ دنيا ثلًثا وإن َّهسسا ل ََغاي َس ُ
ة َ من ال ُأري ْد ُ ِ
بة طسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسال ُ س عَِفي َْف ٌ
ن ونْف ٌ ت ِل َوَةُ قرآ ٍ
ل عليهسسسسا وإكثسسسساُر أعمسسسسا ٍ
ب أَواظ ِسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
134
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ك وقسسد ب ويضسسح ُ ل ويشسسر ُ ب مسرورٍ مغبسسون يأكس ُ ُر ّ
حقّ له في كتاب الله تز وجل أنه من وقود النار. ُ
ن السيئات. من الغرور ذكُر الحسنات ونسيا ُ
كسسر متف ّ وقال بلل بن سعد :يا أولي اللباب ليتف ّ
كر ُ
ه.فيما يبقى له وينفع ُ
ل به فُتضي ُّعوَنه. أما ما وكلكم الله عّز وج ّ
وأما ما تكفل لكم به فتطلبونه ما هكذا نعسست اللسسه
عبادة المؤمنين.
خلقتسسم لسسه أذووا عقول في طلب الدنيا وبلسسه عمسسا ُ
فكمسسا ترجسسون اللسسه بمسسا تسسؤدون مسسن طسساعته فكسسذلك
أشفقوا من عذاب الله بما تنتهكون من معاصيه.
ن فسسي أيسسام وقال :عبسساد اللسسه إعلمسسوا أنكسسم تعملسسو َ
قصار لّيام ٍ طوال ،وفسسي دار زوال لسسدار مقسسام ،وفسسي
خل ْ ٍ
د. ن لدارِ نعيم و ُ حز ِ بو ُ دار نص ٍ
ن. ومن لم يعمل على اليقين فل ي َت َعَ ّ
مخسسبر يخسسبركم أن شسسيًئا مسسن عباد الله ،هل جاءكم ُ
أعمالك تقبل منكم أو شيًئا من أعمالكم غَُفر لكم!!
ة مسسن سسساعات قال أبو عمرو الوزاعي :ليس ساع ٌ
مسسا
الدنيا إل وهي معروضة على العبد يسسوم القيامسسة يو ً
ة.
ة فساع ً ما وساع ً فيو ً
ول تمر به ساعة لم يسسذكر اللسسه فيهسسا إل وتقطعسست
ه عليها حسرات ،فكيف إذا مسّرت بسه سساعة مسع نفس ُ
م!!م إلى يو ٍ ساعة ويو ٌ
ل رجسسل ل ينجيسسه إل اللسسه ثسسم مس َ
ل عَ َ مس ْابسسن آدم اعْ َ
ه ،وتوكل توكل رجل ل يصيبه إل ما كتبه الله له. عمل ُ ْ
فصل
روي أن امرأة جاءت إلى المسسام أحمسسد بسسن حنبسسل
س الليل حاملين مشسساعل س ُتسأل وتقول :يمر بنا العَ َ
السلطان ويقفون أمام بيتنا ،فهل يحل لسسي أن أغسسزل
عِلهم؟على ضوء مشا ِ
135
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فقال :من أنت؟ قالت :أخت بشر الحافي ،فقسسال:
ل لك. ل َيح ُ
وروي عن المام النووي أنه كان يلبسسس مسسن غسسزل
دا ذات يوم فشسسعر صا جدي ًزوجته ونسجها ،فلبس قمي ً
مسسدة اضسسطر معهسسا أن يخلسسع ت ُ
بحكةٍ شديدةٍ واسسستمر ْ
القميص ،ثم سسسأل زوجتسسه :كيسسف نسسسجتي القميسسص؟
ت بعضسسه علسسى ضسسوء الشسسارع، فسسذكرت أنهسسا نسسسج ْ
فتصدق به.
كتب غلم لحسان بن أبي سنان إليه مسسن الهسسواز:
ة ،فاشستر السسكر فيمسسا إن قصسب السسكر أصسابته آفس ُ
قبلك ،قسسال :فاشسسترى مسسن رجسل ،فلسم يسسأت عليسسه إل
القليل ،فإذا فيما اشترى ربح ثلثين ألًفا.
قسسال :فسسأتى صسساحب السسسكر ،فقسسال :يسسا هسسذا ،إن
غلمسسي كسسان كتسسب إلسسي ولسسم أعلمسسك فسسأقلني فيمسسا
ت منك ،قال :قد أعلمتني الن وطيبته لك. اشتري ُ
قال :فرجع حسان فلم يحتمل قلبسسه ،فسسأتى البسسائع،
وقال :يا هذا ،إني لم آتي المر من وجهه ،أي لنه لم
يخبره أن السكر زائد.
قال حسان للبسسائع :فسسأحب أن تسسسترد هسسذا المسسبيع،
فما زال به حتى رده عليه.
دخسسل ابسسن محيريسسز حانوًتسسا بسسدانق وهسسو يريسسد أن
يشتري ثوًبا ،فقال رجل لصاحب الحسسانوت :هسسذا ابسسن
محيريسسز ،فأحسسسن بيعسسه )أي سسسامحه( ،فغضسسب ابسسن
محيريسسز وخسسرج ،وقسسال :إنمسسا نشسستري بأموالنسسا لسسسنا
نشتري بديننا.
حمل إلى محمسسد بسسن إسسسماعيل البخسساري بضسساعة
أنفذها إليه المراسل له ،فاجتمع التجار إليسسه بالعشسسية
فطلبوها منه بربسسح خمسسسة آلف درهسسم ،فقسسال لهسسم:
انصرفوا الليلة ،فجاءه من الغد تجار فطلبوا منه تلسسك
البضاعة بربح عشرة آلف ،فردهم ،وقال :إني نسسويت
البارحة أن أدفع إليهم بما طلبوا –يعني السسذين طلبسسوا
136
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
أول مسسرة ،-ففعسسل ،وقسسال :ل أحسسب أن انقسسض ني ّسستي،
محافظسسة علسسى النيسسة فقنع بربسسح خمسسسة آلف درهسسم ُ
وترك ربح عشرة آلف السسدرهم تورعًسسا منسسه س س رحمسسه
الله س.
قسسال حذيفسسة المرعشسسي :إنمسسا هسسي أربعسسة :عينسساك
ولسانك وهواك وقلبك ،فانظر عينيك ل تنظر بها إلسسى
ما ل يحل لك وانظر لسانك ل تقل به شيًئا يعلم اللسسه
ل علسسى خلفه من قلبك ،وانظر قلبسسك ل يكسسن فسسي غس ٌ
أحد من المسلمين ،وانظر هسسواك ل تهسسوى شسسيًئا –أي
مخالًفا لما جاء به النبي .
وقال آخر :كان عشرة ممن مضى من أهل العلسسم
ل يدخلون بطونهم إل ما يعرفون من الحلل.
صسسا ،وأن تحسسب وقسسال آخسسر :لُيكسسن عملسسك للسسه خال ً
للناس ما تحب لنفسسسك ،وأن تتحسسرى فسسي مأكلسسك فل
يدخل بطنك إل حلل.
قسسال حذيفسسة المرعشسسي :إيسساكم وهسسدايا الُفجسسار
والسفهاء ،فإنكم إن قبلتموها ظنوا أنكسسم قسسد رضسسيُتم
فعلُهم.
شسسا مسسن تحلسسى بالعفسساف ورضسسي أنعسسم النسساس عي ً
بالكفاف وتجاوز ما ُيخاف إلى ما ل ُيخاف.
قال بعضهم :طوبى للفقير فسسي السسدنيا والخسسرة ،ل
جا في الدنيا ول زكاة عليسسه، يطلب السلطان منه خرا ً
وفي الخرة خفيف الحساب.
وقال آخر :كوخ تتبسط فيه خيسسر مسسن قصسسر تبكسسي
فيه.
ومن تمام نعمة اللسسه عليسسك أن منعسسك مسسا يطغيسسك
ويحمُلك على الكبر والجبروت.
مسسق ُيغطسسي بسسه صسساحُبه عيسسوب ح ُب والكسسبُر ُ
العج س ُ
نفسه.
مثل الذي ل يجد ُ ما ُيفاخر به سوى الباء والجسسداد
مثل البطاطا أهم ما فيه مدفون تحت الرض.
137
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
رؤي رجل يطوف بالكعبة وحسسوله شسسرطة يمنعسسون
الناس حوله من الطسسواف لجلسسه ،ثسسم رؤي بعسسد مسسدة
على جسر بغداد يسأل الناس ،فعجب منسسه السسذي رآه
وسأله ،فقال :تكبرت في موضع يتواضع الناس فيسسه،
فأذلني في موضع يترفع الناس فيه.
مر الحسن بصبيان يأكلون كسر الخبز فاستضافوه
م
فنزل وأكل معهم ،ثم حملهسسم إلسسى منزلسسه فسسأطعمه ُ
هم. وكسا ُ
وقال الفضل لهم :لنهم لم يجدوا غير ما أطعمونسسا
ن نجد أكثر مما أعطيناهم. ونح ُ
وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يطوف على
العجائز يقضي حوائجهن ،وقبله الصسسديق كسسان يتفقسسد
ضعفاء المسلمين ،وقد ذكرنا عنهما في المسسوارد مسسن ُ
القصص ما فيه كفاية.
لن الّثسسواَء قليسس ُ خب ُّرنسسا أ ّ ن يُ َ من ُسسو ِصسسي لل َ ب النوا ِ شي ْ ُ م ِ َ
سمَعسساني للن ُُفسسو ِ مِثيسسُر ال َ ل ُسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسو ُ َر ُ
ل ذو ُ عسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ن َ ن كسسا َ دا وإ ْ ح إذا ن َسسا َ ص سي ْ ٌ فَ ِ
حسسول س يَ ُ
مو ولي َ ه ت َن ْ ُ مال ُ ُ صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسامًتا وآ َ َ
ل حي ْ ُ ْ
ن مّني ل ِلُقُبورِ َر ِ ه وقَد ْ آ َ موقن بفن َسسائ ِ من ُ جًبا ِ فواعَ َ
ت أمسسسن ب َعْسسسد مسسسا جسسساوز َ
ل ضي وي َُزو ُ ها ي َن َْق ِ دارٍ ِغَنا َ ة ب َ جسسسسسسسسس ً ح ّ
ن ِ سسسسسسسسسسبعي َ َ
ُ
ل جهُسسو ُ حب ّسسا لهسسا ل َ ها ُ ؤثُر َ ب فسسي وي ُ ِ مسسال ً وأرغَ س ُ لآ َ مس ُ أؤ َ ِ
خط َسساب ل عنسسد ال ِ مْقسسو ٌ ه ِ الغِن َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى ل َس ُ
ل طويسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ َ مه
ن امرًء د ُن َْياهُ أكبُر هّ ِ وإ ْ
ت صسسسسالحا ِ خب َسسسسٌر ِلل ّ م ْ ل أوَْلسسى ل َسسسسه َ عالم ٍ والجهسس ُ م َ فك َ ْ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسول مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهِ و ُ ِبعل ِ ِ
ن ي فسسي الُعيسسو ِ ل تقسس ّ كسس ّ علسسوم ٍ ف ُ وكم من َقصيرٍ في ُ
جليسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل كسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسثيرةٍ َ
ي خَفسسى عل س ّ ت ل يَ ْ ة اللسه فأصسسبح ُ خ ْ
شسي َ ُ م إل َ ما العلس ُ فَ َ
ل والت َّقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسبي ُ
واهْ سس َ مسسالي ِ ت السسذي َ ل فسسأن َ سسب ُ َب قد عّلمتنسسي ُ فيا ر ّ
138
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
الُهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدى ي ُن ِْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ل
ب لسسي منسس َ
ك ب هسس ْ فيسسا ر ّ
مسسسسسا علسسسسسى الّتقسسسسسى
عْز ً
144
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
أربعٌ من حصل عليها واجتمعت عنده اجتمع له خير
الدنيا والخرة :امرأة صالحة عفيفة ،وصسسديقٌ موافسسق
على طاعة اللسسه ،ومسسال مسسن حلل واسسسع ينفقسسه فسسي
مراضي الله ،وعمل صالح.
ك،جَهسساَز َ هيء َ ل ،فقالَ » : أوصى رسول الله رج ً
ف مسسن خل َس َ
دم زادك ،وك ُسسن وصسسي نفسسسك ،فسسإنه ل َ وق ِ
ل« اهس.ج ّمن الله عَّز و َ وض ِ ع َ
التقوى ،ول ِ
ض سي ّعَْته
ن َمسسن اللسسه إ ْ
ضسسي ّعََته ومسسا ِ
ل شسسيٍء إذا َ من ك ِ ِ
ض
عسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوَ ُ ض َ عسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسو ٌ
َ
148
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
س سّنته ولسسزوم ظسساهر والصحبة مع الرسسسول بإتبسساع ُ
الحكم.
والصحة مع أولياء الله بالحترام والخدمة.
خلق.والصحبة مع الهل والولد بحسن ال ُ
والصحبة مع الخوان بدوام البشر لهسسم والنبسسساط
ما.
معهم ما لم يكن إث ً
والصحة مع الجهال بالسسدعاء لهسسم والرحمسسة عليهسسم
ورؤية نعمة الله عليك إذ ْ عافاك مما ابتلهم به.
جلسسس أحسسد العلمسساء للت ّسسذكير حسستى طسسال سسسكوته
سسسكوتك شسسيًئا،فنسساداه رجسسل مسسا تسسرى أن تقسسول فسسي ُ
فأنشأ يقول:
و
س وه ْ س َ
داِوي النسسا َ
ب يُ َس ط َْبي ٌ
مُر النسسا َ ي َيسسأ ُ وَ َ
غيسسُر ت ِِقسس ّ
ضمريسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالت َّقى َ
151
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فكأنك بالقبور قد تشققت ،وبالمور وقد تحققسست،
وبوجوه المتقين وقد أشرقت ،وبرؤوس العصاة وقسسد
وَللل ْ
و َتللَرى إ ِِذ أطرقسسست ،قسسال تعسسالى وتقسسسدسَ :
م َرب ّن َللاهل ْ عن لدَ َرب ّ ِ
م ِ ه ْ سل ِ
ءو ِ سللوا ُر ُ
ن َناك ِ ُمللو َر ُ
ج ِ
م ْال ُ
حا إ ِّنللا ملل ْ عَنا َ َ
صللال ِ ً ل َ ع َ
عَنللا ن َ ْ
ج ْ
فاْر ِ م ْسلل ِو َصللْرَنا َأب ْ َ
دوا ،وأمسسا ن يا نفس ،أما الورعُسسون فقسسد ج س ّ قُنو َ مو ِ ُ
الخائفون فقد استعدوا ،وأما الصسسالحون فقسسد فرحسسوا
وراحوا ،وأما الواعظون فقد نصحوا وصاحوا.
العلسسم ل يحصسسل إل بالنصسسب والمسسال ل يجمسسع إل
بالتعب ،أيها العبسسد الحريسسص علسسى تخليسسص نفسسسه إن
عزمت فبادر وإن هممت فثسسابر ،واعلسسم أنسسه ل ي ُسسدرك
العز والمفاخر من كان في الصف الخر.
دوا د ُوَْنه سو َ
ش ّ جهْد َ الن ُُفو ِ د َّبسسسسسوا إلسسسسسى المجسسسسسدِ ُ
ن قسسسد َبلُغسسسوا الُزَرا عو َ
والسسسسا ُ
مسسن وافَسسى ج سد َ َم ْعان َقَ ال َل و َ مس ّ حت ّسسى َ ساوََرْوا المجد َ َ و َ
صسسسسسسسسسسَبرا ن َ مسسسسسسسسسس ْ هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم و َ أك ْث َُر ُ
حّتى ْتلَعسسق ن ت َب ْل ُغَ المجد َ َ ت لَ ْمًرا أن ْ َ
ب المجد َ ت َ ْس ِح َ ل تَ ْ
آكُلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه ال ّ
صسسسسسسسب َِرا
152
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وقد ل يعلسسم كسسثير مسسن النسساس ذلسسك علسسى حقيقتسسه
فعلى المؤمن أن يأمر بكل مصسسلحة وينهسسي عسسن كسسل
مفسدة.
وكل ما أمر الله به راجع إلى العدل وكل مسسا نهسسى
عنه راجع إلى الظلم.
والظلسسم السسذي حرمسسه اللسسه علسسى نفسسسه أن يسسترك
محسسسن فل يجزيسسه بهسسا ،أو ُيعساقب السسبري حسسسنات ا ل ُ
على ما لم يفعله من السيئات.
أو يعاقب هسسذا بسسذنب غيسسره ،أو يحكسسم بيسسن النسساس
بغير العدل ونحو ذلك مما ينزه اللسسه جسسل وعل عنسسه و
ذلك لكمال عدله وحمده.
مسسن أسسسباب قسسوت اليمسسان ونسسوره سسسماع القسسرآن
وتدبره ومعرفة أحوال النبي ومعجزاته ،ونظر في
آيات اللسسه والتفكسسر فسسي ملكسسوت السسسموات والرض،
والتأمل في أحوال نفس النسسسان ،ومثسسل رؤيسسة أهسسل
اليمان والنظر في أحوالهم ونحو ذلك.
ح جد َ والت ّْبري َ ست َْعذُبوا الو ْ ل َواصسسسُلوا وا ْ جسسسا ٍ للسسسه د َّر رِ َ
كسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرا سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهََرا والِف َ ال ّ
سسساد َةٌ م َ مسسوا هُس ْ ل إذا ن َظ َْر ت َهُ ُ دى والل ّْيسس ُ م الُهسس َ جو ُ م نُ ُ فُهُ ْ
ي َعْرِفُُهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم ُبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرَرا
ت َقسسد ْ ذا ِ واهُ ول ِّلسس َ سسس َمسسا ِ ر عَ ّ ه بالسسسذ ّك ْ ِ دا وَْقتسسس ُ ل غَسسس َ ك ُسسس ّ
جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرا شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسست َغِل ً هَ َ م ْ ُ
مسسن الِعصسسيان جنسساهُ ِ مسسا َ م ّ جسدٍ ِ ح فسي و ْ صسرِ ُ سي وي ُ ْ م ِ يُ ْ
َ
ذعَرا مْنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ ق ُ وفسسسسسسسسسسسي قَلسسسسسسسسسسس ٍ
خي َْر ي يا َ ب فاغِْفرهُ ل ْ ت بالذ ّن ْ ِ جئ ُ دي قَ سد ْ ِ سسي ّ ِ ل يسسا َ ي َُقو ُ
مسسسسسسسسسسسسن غََفسسسسسسسسسسسسرا معَْترًفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا َ ُ
ل دي فسسي ك ُس ّ سسي ّ ِمسسسا ل ولم أط ِعْ َ ذنًبسسسا عَظ ِي ْ ً ت َ مْلسسس ُ ح َ َ
مسسسسسسسسسسسسسَرا مسسسسسسسسسسسسسا أ َ ه َ أط ِي ْسسسسسسسسسسسسقُ ل َسسسسسسسسسسسس ُ
عني َوقد ْ ما قد عََفا َ طال َ سست َْرهُ يا َ ه وهْوَ ُيرخسسي ِ صي ْت ُ ُ عَ َ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَترا َ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا كر ً َ
ن ك ُْربسس ٍ
ة مسس ْ ت به ِ ِ ست َغَث ْ ُل إذا ا ْ ن لسسي فسسي ك ُس ّ كا َ ما َ طال َ َ و َ
153
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرا نَ َ َنائ َِبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسةٍ
ي
ول َ مسس ْك يسسا َت َباَبسس ََوافَْيسس ُ تجن َْيسس ُ مسسا َم ّب ِ وإّننسسي َتسسائ ِ ٌ
معَْتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذَرا ُ وَقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ْ
تم ُ سسساب إذا قُ سد ّ ْ ح َ
م ال ِ ي َوْ َ ل عُسسسذ ِْري ثسسسم ل ت َْقب َسسس َل َعَسسس َ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرا مْنك ِ ُ جب ُُرنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي تَ ْ
ت جئ ْ ُدي قَ سد ْ ِ س سي ّ ِ
ك يسسا َإلي س َ ما ل َراجًيا ك ََر ً ت بذ ُ وقَد ْ أت َي ْ ُ
مْفت َِقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرا ُ
فصل
قسال محمسسد بسسن مهسدي :واللسه ل تجسد فقسسد شسيء
ت أنا وأخي شريكين فأصبنا ه ابتغاء وجه اللهُ ،
كن ُ تركت ُ
مال ً كثيًرا ،فدخل قلبي مسسن ذلسسك شسسيء فسستركُته للسسه
ت منه ،فمسسا خرجسست مسسن السسدنيا حسستى رد ّ اللسسه وخرج ُ
ي وإلسسى ولسسدي ،زوج أخسسي ه إل س ّ
ي ذلك المال عسسامت ُ عل ّ
ي ،وزّوجت ابنتي من ابنه. ت من بن ّثلث بنا ٍ
ومات أخي فورثه أبي ومات أبي فورثته أنا ،فرجع
ي وإلى ولدي في الدنيا. ذلك كله إل ّ
154
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
عن عطاء الحسن الخرساني أنه كان يقول :إني ل
مستوصسسون بهسسا ،وأنتسسم عليهسسا أوصيكم بسسدنياكم أنتسسم ُ
حراص.
وإنما أوصيكم بآخرتكم ،فخذوا من دار الفناء لسسدار
البقسساء ،واجعلسسوا المسسوت كشسسيء ذقُتمسسوه ،فسسوالله
لتسسذوقُّنه ،واجعلسسوا الخسسرة كشسسيء نزلتمسسوه فسسوالله
لتنُزل ُّنها ،وهي دار الناس كلهم ،ليس من النسساس أحسسد
يخرج لسفر إل أخذ له أهبته ،فمن أخذ لسفره السسذي
ه اغتبط. ح ُُيصل ُ
ه نسسدم ،فسإذاومن خرج إلى سفر لم يأخسذ لسه أهبتس ُ
ل ،وإذا ظمئ لم يجد ماء يتروى به، أضحى لم يجد ظ ً
وإنما سسسفُر السسدنيا منقطسسع ،وأكيسسس النسساس مسسن قسسام
ع.
يتجّهز لسفر ل ينقط ُ
خسسا لسسه :اعلسسم أنسسك تلقسسى مسسا
وقسسال آخسسر يوصسسي أ ً
أسلفت ول تلقى مسسا خلفسست فمهسسد لنفسسسك ،فإنسسك ل
مسسه تدري متى يفجسسؤك أم سُر ربسسك ،قسسال :فأبكسساني كل ُ
ي الدنيا.ون عل ّ وه ّ
قيل للقمان الحكيم :ما بلغ بسسك مسسا نسسرى )ُيريسسدون
الفضل( ،قال :صدقُ الحديث ،وأداء المانة ،وترك مسسا
ل يعني.
عن جابر الجعفي ،قال :قال لي محمد بن علي بن
الحسسسين :يسسا جسسابر ،إنسسي لمحسسزون ،وإنسسي لمشسستغ ُ
ل
شغل قلبك؟ حزُنك؟ وما ُ القلب ،قلت :وما ُ
ص ديسسنه صافي خال ُ قال :يا جابر ،إنه من دخل قلب ُ
ما سواه. هع ّ الله شغل ُ
يا جابر ،ما السسدنيا مسسا عسسسى أن تكسسون هسسل هسسو إل
ب لبسته أو امرأة أصبتها. ه أو ثو ٌ ب ركبت ُ مرك ٌ
يا جابر ،إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى السسدنيا لبقسساءٍ
فيها ،ولم يأمنوا قدوم الخرة عليها ،ولم يصمُهم عسسن
ذكر ما سمعوا بآذانهم من الفتنة ،ولم يعمهم عن نور
الله ما رأوا بأعينهم من الزينة ،ففازوا بثواب البرار.
155
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
إن أهل التقوى أيسر أهسسل السسدنيا مؤونسسة وأكسسثرهم
كروك ،وإن ذكرت أعانوك. لك مُعونة ،إن نسيت ذ ّ
قسسوالين بحسسق ،قسسوامين بسسأمر اللسسه ،فسسأنزل السسدنيا
ل نزلت به وارتحلت منسسه ،أو كمسسال أصسسبته فسسي كمنز ٍ
منامك فاستيقظت وليس معسسك منسسه شسسيء ،واحفسسظ
الله تعالى ما استرعاك من دينه وحكمته.
تكر في ذنبك ،وُتب إلى ربسسك ،ي َن ُْبسس ُ قال بعضهم :ف ّ
الورعُ في قلبك ،واقطع الطمع إل من ربك ،ذم مولنا
دنا فيهسسا هسس َ
السسدنيا فمسسدحناها ،وأبغضسسها فأحببناهسسا ،وز ّ
كم إلى هسسذه الغسسرارة ها ،ورغبنا في طلبها ،دعت ُ فآثْرَنا َ
مناديهسسا خسسدعتكم بُغرورهسسا مسسسرعين ُ دواعيها فأجبتم ُ
تتمُرون في زهراتها وزخارفهسسا ،قسسال اللسسه جسسل وعل:
حَياةُ الدّن َْيا . م ال َ غّرن ّك ُ ُ فل َ ت َ ُ َ
أتى الحسن بكوز من ماء لُيفطر عليسسه فلمسسا أدنسساه
إلى فيه بكى ،وقال :ذكرت أمنية أهل النسسار ،قسسولهم:
ماِء ،وذكرت ما أجيبوا بسسه: ن ال َ عل َي َْنا ِ
م َ ضوا َ في ُ أ َ ِ
ن . ري َ
ف ِ عَلى ال َ
كا ِ ما َ ه َم ُحّر َ ه َ ن الل ّ َ إ ِ ّ
وقسسال كعسسب الحبسسار :لن أبكسسي مسسن خشسسية اللسسه
فتسيل دموعي على وجنسستي أحسسب إلسسي مسسن أتصسسدق
بوزني ذهًبا.
وعن إبراهيم بن الشعث قال :كنسسا إذا خرجنسسا مسسع
الفضيل في جنازة ل يزال يعسسظ ويسسذكر ويبكسسي حسستى
ب إلسسى الخسسرة حسستى يبلسسغ لكسسأنه يسسودع أصسسحابه ذاه س ٌ
المقابر.
فيجلسسس فكسسأنه بيسسن المسسوتى جلسسس مسسن الحسسزن
والبكاء حتى يقوم وكأنه رجع من الخرة يخبر عنها.
وكسسان يقسسول :الخسسوف أفضسسل مسسن الرجسساء مسسا دام
حا ،فإذا نزل بسسه المسسوت فالرجسساء أفضسسل الرجل صحي ً
من الخوف.
156
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
يقول :إذا كان في صحته محسًنا عظم رجاؤه عنسسد
الموت وحسن ظنه )أي بالله( ،وإذا كسسان فسسي صسسحته
مسيًئا ساء ظنه عند الموت ولم يعظم رجاؤه.
ح حي ْ ُ هره ص ِ ظا ُت َ جل بريٍء من الفا ِ ت عن َر ُ خب ََر َإذا أ ْ
م فسسالقوَ ُ
ل ن قسساُلوا ن ََعسس ْ فسسإ ْ
حي رْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ مس ٌل هُوَ آد ِ ه هَ ْ سل ُْهم عَن ْ ُ فَ َ
ح جريس ُ مُعنسسا َ ج َ سست َِتارٍ وعنسسد اللسسه أ ْ لا ْ هس ُ ضَنا أ ْ ولكن ب َعْ ُ
ح ت ت َُف سوْ ُ
سس ْ علينسسا بأن ذ ُُنوبنسسا لي ْ َ خالقنسسا َ ومن إنعسسام َ
حَنا هُُروًبا فُسسسسراَدى فسسسسي الَفل مسسسسا صب َ ْتل ْ ح ْ فَل َوْ فا َ
ح سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَتري ُ حا ن ْ صل ًل َ ح ٍ من ْت َ ِكل ُ وضاقَ ب ِ ُ
حسسسي ُ ذنوب ِهِ الب َل َد ُ الَف َ
ن ُل ِن َت ْ ِ
آخر:
نمَباي ُ
ن ُ ك فيها ل ِل ّ َ
سا ِ وقَل ْب ُ َ عسسسسد ٌُو
ك للسسسسد ُْنيا َسسسسسان ُ َلِ َ
ك ود ٌ فسسي فُسسؤاد َ
ك من ْس َل َهَسسا ِ ن
ح ٌشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ م َُ
ن
م ُكسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ َ ت فيهسسا ها مسسا قُل ْس َ
ضسّر َوما َ
صسسسسسسسسسسسَفا وقَسسسسسسسسسسسسد ْ َ
آخر:
ن
حسسس ُ ما ون َ ْ سسسسعَُها َ
شسسست َ ً ولسسسم أرى كالسسسد ُن َْيا َنسسس ُ
ذم وُنو ِ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُروَْفها عَْبيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ َ
ها ُ
آخر:
م ولسسسم أَرى كالسسسد ُن َْيا ُتسسسذ َ ّ
م هم وهُسسسس ْ
ن د ُن ْي َسسسسا ُ
مو َي َسسسسذ ُ ُ
158
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
جل ُِبونهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا وت ُط َْلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ب يَ ْ
161
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
جسسو أن ُتقبسسل منسسي ،وأنسسا ف أن ل ُتقبل منسسي ،وأر ُ وأخا ُ
بين الرجا والخوف.
م من سألني وأحمسسد ُ ربسسي واشكر من عّلمني وأعل ّ ُ
إذ هداني.
قال له محمد بن يوسف :مثلك يصلح أن يعظ.
روي أن زين العابسسدين بسسن علسسي بسسن الحسسسين :
كان يتغّير عند الوضسسوء ويصسسفر لسسونه ،فسسإذا قسسام إلسسى
ة.
الصلة أخذُته رعْد َ ٌ
مسسن دي َ ن بيسسن ي س َ
فقيل له في ذلسسك ،فقسسال :أتسسدُرو َ
أُقوم؟
وقال أبو بكر الوراق :ربما انصرف من الصلة وأنا
مسسن ف ِ ل انصسسر َ ج ٍل وعل ول حياَء ر ُ استحي من الله ج ّ
زنا.
ال ِ
والله أعلم ،وصل اللسسه علسسى محمسسد وآلسسه وصسسحبه
وسلم.
مواعظ
ل مسّرة جس ٌ عن أبي بكر بن عياش قسسال :قسسال لسسي ر ُ
ص رقبتك ما اسسستطعت فسسي السسدنيا مسسن ب خل ّ ْ وأنا شا ّ
رقّ الخرة.
دا ،قسسال أبسسو بكسسر: فإن أسير الخرة غير مفكوك أب ً
دا. فما نسيُتها أب ً
صسسوف وسسسراويل م الليسسل فسسي قبسساء ُ وكسسان يقسسو ُ
عكازة يضُعها فسسي صسسدره فيتكيسُء عليهسسا حيسسن كسسبُر و ُ
سسسفرِ إلسسى صسسى بال ّ ل العَ َ مسس ُ
ح ْه وُيسسذك ّرِهُ َ حيسسي لي ْل ََتسس ْ في ُ ْ
الخرة.
قال بعضهم:
مسسنت ِ حل ْس ُ
ي ول ان ّسسي ن َ َ علس ّ ف َ ض سع ْ َ
صسسا ل ال ّ ت العَ َ مل ْس ُح َ َ
مل ََهسسسسسسسسسا الك ِب َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسْر ح ْ ب َ جسسسسسسسسس َ أو ْ َ
علسسى م َمْقي ِس َن ال ُ
مهَسسا أ ّ
ي لعْل ِ َ سسس َ ت ن َْف ِ
مسس ُ ولك ِن ِّنسسي أْلز ْ
162
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَفْر
َ مل ََهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
ح ْ
َ
163
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ويكلفونه ما ل يطيق فيدخل في المداخل التي يذهب
فيها دنه فيهلك ،قلت :هذا حاصل في عصرنا فتأمل.
سليمان التيمي ،قال :ص سّلى إلسسى عن معمر مؤذن ُ
سليمان التيمي العشاء الخرة ،وسسسمعته يقسسرأ: جنبي ُ
ك . مل ْ ُ ه ال ُ د ِذي ب ِي َ ِك ال ّ ِ ت ََباَر َ
وهُ ُزل ْ َ َ
ة
ف ً ما َرأ ْ فل َ ّ قال :فلما أتى على هذه الية َ
فلُروا جعسسل ُيرد ّد ُهَسسا حسستى ن كَ َ ذي َ جوهُ اّلل ِ و ُ ت َ سيئ َ ْ ِ
ف أهل المسجد وانصرفوا ،قال :فخرجت وتركُته. خ ّ
قال :وعدت لذان الفجر فإذا هو في مقامه ،قسسال:
مافل َ ّت ،فسسإذا هسسو لسسم يجزهسسا وهسسو يقسسولَ : مع ْ ُ فتس ّ
َ
فُروا . ن كَ َ
ذي َ جوهُ ال ّ ِ و ُ ت َ سيئ َ ْ
ة ِ ف ً وهُ ُزل ْ َ َرأ ْ
ت )أي يثنسسون عليسسه( ،قسسال :ل وقيسسل لسسه :أنسست أن س َ
تقولوا هكذا ل أدري ما يبدو لي مسسن ربسسي عسسز وجسسل،
ممللا ل َل ْه َ ن الل ّل ِ مل َ هللم ّدا ل َ ُ وب َ َ ت الله يقسسولَ : سمع ُ
ن . سُبو َحت َ ِ كوُنوا ي َ ْ يَ ُ
دثني مسُر حس ّ معْت َ ِت قسال لبنسسه :يسسا ُ ما حضرهُ المسسو ُ ول ّ
ن الظ ّسسن ص لعلي ألقى الله عّز وجل وأنسسا حس س ُ خ ِ بالّر َ
به.
ن فَْرقَسسد عتبسسة ب س ُ عن العمش قال :قال عمرو بسسن ُ
ت الله ثلًثا فأعطاني اثنتين وانتظر الثالثة ،سألته سأل ْ ُ َ
هدني في الدنيا فما أبسسالي مسسا أقبسسل ومسسا أدبسسر، أن ُيز ّ
وسألته أن ُيقوّْيني على الصلة فرزقني منها ،وسألته
الشهادة فأنا أرجوها.
مص سّرف يقسسول فسسي دعسسائه :اللهسسم كان طلحة بسسن ُ
سمعتي. اغفر لي ريائي و ُ
خليد العصري :كلنا قد أيقن بالموت وما نسسرى قال ُ
دا ،وكلنا قد أيقن بالجنة وما نرى لها عام ً
ل. له مستع ً
وكلنا قسسد أيقسسن بالنسسار ومسسا نسسرى لهسسا خائًفسسا ،فعلم
تعرجون ،وما عسيتم تنتظرون ،الموت فهو أول وارد
عليكم من الله بخير أو بشر.
164
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
إخواني ،إنكم تغدون وتروحون في آجال قد غيبسست
عنكم ل تدرون متى تهجم عليكم فالوحا الوحا والنجسسا
سرع. م ْب ُ النجا فالطال ُ
ث فيسسسه دا ِحسسس َ
ظ بال ْ ن وُنسسسوقَ ُ مسسا ِ ف الّز َصسسْر ُ َيجسسد ّ بنسسا َ
ل ون َغُْفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ل ون َْهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُز ُ
ل أو ج ٌ سسسستعْ َ م ْب ُ سسسسَتل ٌ م ْ ن أْو و ُ ع ٌ س إل ظسسا ِ مسسا النسسا ُ و َ
جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ل مؤ ّ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوَد ّعٌ ُ ُ
نمن ْسسزل ً ب َسسا َ َ
مسسا قَطعْن َسسا َ ل إذا َ مَنسسازِ ٌم إل َ وما هَذِهِ اليا ُ
ل مْنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسز ُ ب جمي ْعَن َسسا َ ما ي ُغِ ُ ح َ فََناٌء ُ
مل ٌ
ت مسسا َخ سٌر َ ش من ّسسا آ ِ ت إذا عسسا َ ب لسسي كْنسس ُ ح ٍ صسسا ِوكسسم َ
أكسسسسسسسسسسرهُ فَْقسسسسسسسسسسد َهُ أوّ ُ
ل
ه مّنسسسسي الَفَنسسسساءُ م ُسسسسسل ّ َ تَ َ
لجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ مع َ ّال ُ
165
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
اللهم تقبل توبتنا ،واغسل حوبتنا ،وأجسسب دعوتنسسا،
س سل ُ ْ
ل جت َن َسسا ،واهْسسد ُقلوبنسسا ،وس سد ّد ْ ألسسسنتنا ،وا ْح ّ
وثبسست ُ
دورنا. ص ُ ة ُ سخيم َ
واغفر لنا ولوالدينا وجميسسع المسسسلمين برحمتسسك يسسا
أرحم الراحمين ،وصل الله على محمد وآلسسه وصسسحبه
أجمعين.
فوائد ومواعظ
اعلم يا أخي ،أن الناس عند المسسوت ثلثسسة أقسسسام،
الول :ذو بصيرة علم أن النسسسان وإن طسسال عمسسره
في الدنيا فهو كخطفسة بسرق لمعست فسي السسماء ثسم
خسسروج عادت للختفاء ،فل يثقل على العاقل اللبيبي ال ُ
من الدنيا إل بقدر ما يفوته من خدمة ربسه عسسز وجسسل،
من ما يقربه إليسسه ،والشسسفاق ممسسا يقسسول أو والزدياد ِ
يقال له.
م تجزع؟ قال :لنسسي ما قيل له :ل ِ َ كما قال بعضهم ل ّ
ه ،وأقسسدم علسسى ربسسي جسسل وعل ك طريًقا لم أعهد ْ ُ أسل ُ ُ
ول أدري ما أقول وما يقال لي.
ل هذا الشخص ل ينُفر من الموت ،بل إذا عجَز ومث ْ ُ
عن العبادة رّبما أشتاقَ إليه.
ك الحياة ضهم في مناجاته :إلهي إني سألت ُ َ وقال بع ُ
تت في البعسسد عنسسك ،وزهسسد ُ في دار الممات فقد رغب ُ
في القرب منك.
ب ِلقسساَء اللسسه حس ّ فقد قال نبُيك وصسسفُيك َ » :
مسسن أ َ
من ك َرِهَ ل َِقاَء الله ك َرِهَ الله لقاءه«. ب الله ل َِقاَءهُ و َ ح ّأ َ
متلطسسخ السسسريرة ل رديسسء البصسسيرة ُ الثاني :رجسس ٌ
منكٌر للبعث ،قد رضي بالحياة الدنيا ك في الدنيا ُ منهم ٌ ُ
من الخرة. واطمأن بها ويئس ِ
ن لَذي َ ن اّللل ِ فهسسذا مصسسيرهُ كمسسا ذكسسر اللسسه :إ ِ ّ
م لأ َّنواواطْ َة ال لدّن َْيا َحي َللا ِضللوا ِبال ْ َوَر ُ قاءََنا َ ن لِ َجو َ ي َْر ُ
ول َئ ِ َ ُ
ك ن*أ ْ فُلو َ غللا ِن آَيات َِنللا َ علل ْ
م َ هلل ْ ن ُ ذي َ واّللل ِهللا َ بِ َ
ْ
ن . سُبو َ كاُنوا ي َك ْ ِ ما َ م الّناُر ب ِ َ ه ُوا ُمأ َ َ
166
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
حا وآخسسرمسسن خلطسسوا عمل ً صسسال ً القسم الثالثَ :
ضسسا مصسسيرهم كمسسا سيًئا واعترفوا بسسذنوبهم ،وهسسؤلء أي ً
ن
خلُرو َوآ َل وعل وتقسسدسَ : ذكر الله ،قسسال اللسسه ج س ّ
سي ًّئا
خَر َ وآ َ
حا َصال ِ ً مل ً َ ع َ
طوا َ خل َ ُ
م َ ه ْ فوا ب ِذُ ُ عت ََر ُ
نوب ِ ِ
َ
ا ْ
م
حيلل ٌ فوٌر ّر ِ ه َ
غ ُ ن الل ّ َم إِ ّه ْ ب َ َ
علي ْ ِ ه أن ي َُتو َ سى الل ّ ُ ع َ َ
.
ثم اعلم أن طول العمر محبوب ومطلوب إذا كسسان
فسسي طاعسسة اللسسه؛ لقسسوله –عليسسه الصسسلة والسسسلم:-
سسن عملسه« وكلمسا كسان »خيركم من طال عمره وح ُ
العمر أطول في طاعسسة اللسسه ،كسسانت الحسسسنات أكسسثر
والدرجات أرفع.
وأما طوله في غير طاعة ،أو فسسي المعاصسسي ،فهسسو
شر وبلء ،تكثر السيئات ،وتضاعف الخطيئات.
دنيا ليستكثر ب طول البقاء في ال ُ ومن زعم أنه يح ُ
من العمال الصالحة المقربة إلسسى اللسسه تعسسالى ،فسسإن
مشمًرا فيها ومجانًبسسا لمسسا صا عليها و ُ كان مع ذلك حري ً
يشغل عنها من أمور الدنيا فهو بالصادقين أشبه.
س سوًّفا فيهسسا أي العمسسال م َ وإن كان متكاسل ً عنها و ُ
الصالحة ،فهسسو مسسن الكسساذبين المتعلّليسسن بمسسا ل ُيغنسسي
عنه.
لن من أحب أن يبقى لجل شيء وجدته في غاية
ه وُيحال بيُنه وبيَنه. ة أن يفوت ُ الحرص عليه مخاف َ
حّله الدنيا ول يمكن فسسي ما والعمل الصالح م َ ولسي ّ َ
غيرها؛ لن الخرة داُر جزاء وليست بدار عمل.
فتفكر يا أخي في ذلك عسى الله أن ينفعنا وإّيسساك
مر وبسسادر بالعمسسال واستعن بالله واصبر واجتهسسد وش س ّ
الصالحة قبل أن ُيحال بينك وبينها فل تجد إليها سبي ً
ل.
ض للفسسات ن حذر من مفاجأة الجسسل فإنسسك غسسر ٍ وك ُ ْ
س مالك السسذي ب لسهام المنايا وإنما رأ ُ ف منصو ُ وهد ٌ
ك الله أن تشتري به سعادة البسسد هسسذا ك إن وفََق َ يمكن ُ َ
مر. العُ ْ
167
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
َ
ملا ي َت َلذَك ُّر مْر ُ
كلم ّ ع ّ و ل َل ْ
م نُ َ قال الله جل وعل :أ َ
من ت َذَك َّر الية ،فإّياك أن تنفق أوقاته وأيسسام ُ
ه ه َ
في ِ
ِ
سه فيما ل خير فيه ول منفعسسة فيطسسول وساعاته وأنفا َ
ك بعد الموت. حزن ُ َ
مك و ُ سر َ
ك وند َ ُ تح ّ
ق في غَْيسس ِ
ر ل عليه من النفا ِ س المسسسسسا ِ إذا كسسسسسان رأ ُ
ب
جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ
حت َرِْز وا ِك فسسسسسسسسا ْمسسسسسسسسرِ َ
عُ ْ
168
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
بلغ يا أخي الذين يذكرون أعمالهم للناس مسن حسج
ة.
وصدقة وصيام رياًء وسمع ً
ث إليهسسم طيهم ويكسوهم فيبع ُ ما وي ُعْ ِ وكان يصل قو ً
ويقول للرسول :انظسسر أن ل يعلمسسوا مسسن بعثسسه إليهسسم
ويأتيهم هو بالليل فيذهب به إليهم ويخفى نفسه.
ول يعلمون من الذي أعطاهم ول أعلسسم أنسسه وصسسل
دا بأقل من مائة درهم إل أن ل يمكنه ذلك. أح ً
ت عليه قبل موته بأربعة أيسسام ،فقسسال :يسسا أبسسا ودخل ُ
صن َعَ الله بأخيك من الخير قد ْ َنسسَز َ
ل عبدالله ،أبشر بما َ
ن الله علي أنه ليسسس عنسدي درهسسم م ّت وقد َ بي المو ُ
ُيحاسبني الله عليه.
ب ،فلم يسسدع ضعِْفي فإني ل أطيقُ الحسا َ وقد علم َ
عندي شيًئا ُيحاسسسبني اللسه عليسسه ثسم أغلسسق البساب ول
تأذن لحدٍ علي حتى أموت.
ج ن السسدنيا وليسسس أدعُ ميراث ًسسا غيسسر واعلم أني أخسسر ُ
كسائي ،وإنائي الذي أتوضأ فيه وكتبي.
مسسا ،فقسسال: صرةٌ فيهسسا نحسسو ثلثيسسن دره ً وكانت معه ُ
ل لسسي ح ّ ب له ول أعلم شيًئا أ َ هذا لبني أهداهُ إليه قري ٌ
ت وماُلك لبيك«. منه؛ لن النبي قال» :أن ْ َ
طوا على جنازتي لبدي وغطسسوا س ُفك َّفُنوني منها واب ْ ُ
طوهُ مسسسكيًنا يتوضسسأ دقوا بإنائي أع ُ ي بكساِئي وتص ّ عل ّ
منه ثم مات باليوم الرابع س رحمه الله س.
قيل :إنه مرض قيس أحد الكرماء فاستبطأ إخوانه
فسسي عيسسادته ،فسسسأل عنهسسم ،فقسسالوا :إنهسسم يسسستحيون
دين. ك عليهم من ال ّ لمال َ
فقال :أخزى الله مال ً يمنعُ الخوان عن الزيارة.
س عليه مال فهسسو منادًيا ينادي من كان ل َِقي ْ ٍ ثم أمر ُ
ح ّ
ل. منه في ِ
واده. ة داره بالعشى لكثرة عُ ّ ت عتب ُ كسر ْ ف ُ
ج،وأتسسى رجسسل صسسديًقا ودقّ عليسسه البسساب فلمسسا خسسر َ
ي.
عل ّ ن َ قال :لماذا جئتني؟ قال :لربعمائة درهم د َي ْ ٌ
169
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فدخل الدار ووزن له أربعمسسائة درهسسم وسسسلمها لسسه
ودخل الدار يبكي.
فقسسالت امرأتسسه :هّل تعللسست واعتسسذرت حيسسن ش س ّ
ق
عليك الجابة؟
حسسالهت عنه ولسسم أتفّقسد ْ َ فقال :إنما أبكي لني غفل ُ
ج أن ُيفاجئني به. حتى احتا َ َ
ت يسسوم دوي قسسال :انطلق س ُ حذيفسسة العَ س َ وحكسسي عسسن ُ
موك لطلب ابن عم لي ومعي شيء من ماٍء وأنسسا الير ُ
ه فسسإذا ل إن كان به رم سقٌ سسسقيته ومسسسحت وجه س ُ أقو ُ
ل يقول: ج ٌ
م فإذا َر ُ ي ن َعَ ْك فأشار إل ّ ت :أسقي َ أنابه ،فقل ُ
ن عمي :انطلقْ إليه. ه ،فقال اب ُ آ ْ
ت:ن العسساص ،فقل س ُ م بس ُ ت إليسسه فسسإذا هُ سوَ هشسسا ُ فجئ ُ
م آخر يقول :آه ،فقال :انطلق بسسه ك فسمعَ هشا ُ اسقي َ
مات. إليه فجئت إليه فإذا هو قد َ
ضا قد مات. ثم رجعت إلى هشام فإذا هو أي ً
مي فإذا هو قد مات. ت إلى ابن ع ّ ثم رجع ُ
ح خي و وحسسادي المسسوت بسسالروا ِ م ذا السسسترا ِ إلسسسى ك َسسس ْ
حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسادي مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسادي َ الت ّ َ
مسسادِ
ج َض سَنا ول َك ِّنسسا أشسسد ّ مسسن ال َ دا لت ّعَ ْ مسسا ً
ج َ فلسسو ك ُن ّسسا َ
لصسسسِغي إلسسسى قَسسسو ِ ت ومسسسا ن ُ ْ ل وقس ً ة ك ُس ّمني ّس ُ ت َُناِدينسسا ال َ
مَنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساِدي س الُنفسسسوس إلسسسى ال ُ وأنفسسسا ُ
ديسسادِ
ب إلى اْز َ ن الذ َُنو َ ص ولك ّ ان ْت َِقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ٍ
حصسسادِ دواؤُهُ غيَر ال َ س َ ه فلي َ مسسسسا السسسسّزْرعُ َقسسسساَرن َ ُ إذا َ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسِفَراٌر ا ْ
مَناديهسسا ُينسساِدي دى وبسسالخرى ُ ب وقد ت َب َ ّ كأّنك بالمشي ِ
وقالوا:
مك ُ ُ
م إلسسى ي َسوْم ِ الت ّن َسسادِ سل َ
َ ضسسى فسساقَْرْوا عليسسه
قَ سد ْ قَ َ
171
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ت لنفسسسي :أرانسسي فبكى صالح عند هذه ،وقال :قل ُ
في وادٍ وأنت في آخر.
ت علسسى السسسلمي وقسسد وقال العلء بن محمد :دخل ُ
غشي عليه ،فقلت لمرأته :ما شأن عطسساء؟ فقسسالت: ُ
مْغشًيا عليه.ت جارتنا التنور فنظر إليه فخّر ُ جر ْ س ّ
ت أهسسل النسسار ومسسا ينسسزل بهسسم مسسن وقسسال :إذا ذكسسر ُ
سي بهم. ت لي ن َْف ِ عذاب الله وعقابه َتمث ّل َ ْ
ب فسسي دها إلسسى عُُنقهسسا وتسسسح ُ ل يس ُ س تغ ّ فكيف ل ِن َْف ٍ
النار ،أل تصيح فتبكي!
كي! وما أقل غنسساُء الُبكسساء وكيف لنفس تعذب أل تب ْ ِ
عن أهله إن لم يرحمهم الله!
وقال له بشر بن منصسسور :مسسا هسسذا الحسسزن؟ قسسال:
عنقي والقسسبر بيسستي ،وفسسي القيامسسة ك الموت في ُ ويح َ
موقفي ،وعلى جسر جهنم طريقسسي ،وربسسي مسسا أدري
س فُغشي عليه. ما يصنع بي ،ثم تنّف َ
عمسسر بسسن درهسسم لعطسساء :حسستى مسستى نسسسهو وقسسال ُ
ف فصسساح عطسساء ونلعب وملك الموت في طلبنا ل ي َك ُس َ
مْغشًيا عليه. خّر َ ة َ ح ًصي َ
واجتمع الناس وقعد عمر عند رأسه فلم يزل على
حمل. حاله حتى المغرب ثم أفاق ف ُ
قيل :إن أبا عثمان المنتخب أنشد نور السسدين أبيات ًسسا
س بسسه نسسور السسدين فسسي ملكسسه مسسن متلب ٌ ن ما هو ُ تتضم ُ
المكوس والضرائب وفيها تخويف وتحسسذير شسسديد لسسه
كانت هذه البيات سبًبا لوضعها عن الناس:
172
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مسسسةِ والسسسسماءُ يسسسوم الِقَيا َ ك أيها المغُْروُْر ل وُقُوْفَ َ مث ّ ْ ِ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوُر تَ ُ ت إلسسى ل إذا ن ُِقْلسس َ ماذا تقو ُ
منك ٌَر ون َك ِْيسسُر ك ُ جاَء َ دا و َ فْر ً ى الِبلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ
ب دا ذ َل ِي ْل ً والحسسسسسسا ُ فَسسسسسْر ً ت ل إذا وقَْفسسس َ مسسساذا تقسسسو ُ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ُْر عَ ِ ف موِْقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٍ بِ َ
ل سسس ٌ سل ْ َ م َ ب ُ سسسا ِ ح َ يسسوم ال ِ م صسسوْ ُ خ ُ ك ال ُ ت فِْيسس َ وت َعَل َّقسس ْ
جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُروُْر م ْ َ ت فسسسسسسسسسسسي وأْنسسسسسسسسسسس َ
مْقُبوُر سد ٌ َ مو َ ّ ق الُقُبورِ ُ ضي ْ ِ ِ جن ُسسسوْد ُ ك ال ُ ت عَن ْسسس َ وت ََفّرقَسسس ْ
م أ ميسسُر ما ول قال النا ُ ي َوْ ً ت فسسسسسسسسسسسي وأْنسسسسسسسسسسس َ
ت فسسي عَسساَلم المسسوتى وأن ْس َ ت مسسسا وَل ِْيسسس َ ك َ ت أنسسس َ وَوَدِد ْ ْ
حِقي ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر َ ة
ولَيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ً
ك فسسي النسسام ِ َقلًقسسا ومالسس َ ن هسس َ ت ب َْعسسد َ الِعسسّز َر ْ وب َِقْيسس َ
مجْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر ُ حِفي ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرةً َ
ك م َ سس ُ ج ْ بو ْ خ سَرا ِ عَسسافي ال َ حزِي ًْنسسا ت عُْرَياًنسسا َ شسسْر َ ح ِ و ُ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوُْر مع ْ ُ ال َ باك ِي ًسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
ج سوُْر مه ْ ُ ب َ مَعسسذ ّ ٌ ت ُ دا وأن ْ َ أب ً ك حَيسسا وقَل ُْبسس َ نت ْ تأ ْ ضسسي ْ َأَر ِ
م ت َْبسسد ُْو وم المعسسادِ وَْيسسو َ َيسس ْ س
دار ٌ َ
الُعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوُْر واك سس َ ظى ِ ح َ ن يُ ْ تأ ْ ضي ْ َ أَر ِ
بُقْرِبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهِ
جو بَها ة ت َن ْ ُ
ج ًح ّ ك ُ س َ مهّد ْ ل ِن َْف ِ َ
دا
فلما سمع نور الدين هذه البيات بكى بكاًء شدي ً
وأمسسر بوضسسع الضسسرائب والمكسسوس فسسي سسسائر البلد
وكتب إلى الناس ليكون منهم في حل مما كسسان أخسسذ
منهم ،ويقول لهم :إنما صرف ذلك في قتال أعدائكم
من الكفرة والسسذب عسسن بلدكسسم ونسسسائكم وأولدكسسم،
وكتب ذلك إلى سائر ممسسالكه وبلسسدان سسسلطانه وأمسسر
الوعاظ أن يستحلوا له من التجار ،والله أعلم ،وصسسل
الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
فصل
173
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مسسن السسدنيا إل علسسى قال محمد بن واسع :ما آسى ِ
ثلث :صسساحب إذا اعسسوججت قسسومني ،وصسسلة فسسي
ت مسسن ضِلها ،وقو ٍ جماعة ُيحمل عني سهوها وأفوُز بّف ْ
الدنيا ليس لحد فيه منة ،ول لله عز وجسسل علسسي فيسسه
تبعة.
ة وتعب ّسسد، كان بالكوفة رجل قد خرج عن د ُن ًْيا واسسسع ً
فقال الفضيل لعبدالله بن المبارك :إن هاهنا رجل ً من
دنيسا واسسعة فسامض بنسا إليسه متعبدين قد خرج عسن ُ ال ُ
ننظسسر عقلسسه ،فجسساءوا إليسسه وهسسو عليسسل وعليسسه عبسساءةٌ
ة لبنة فسلم عليه ابن المبارك ،ثسسم وتحت رأسه قطع ُ
ه :يا أخي ،بلغنا أنسسه مسسا تسسرك عبسد ٌ شسسيًئا للسسه إل قال ل ُ
ك؟ ض َ
ه الله ما هو أكثر منه فما عوّ َ ض ُ
عو ُ
ن المبسسارك: مسسا أنسسا فيسسه ،فقسسال ابسس ُ ضسسا ب َ قسسال :الّر َ
ك ،وقاما على ذلك. سب ُ َ ح ْ َ
كخا له في اللسه ،فقسال :ل ي ُل ْهِي َّنس َ وأوصى بعضهم أ ً
النسساس عسسن ذات نفسسسك ،فسسإن المسسر يخلسسص إ ليسسك
دونهم ولم أر شيًئا أحسن طلًبا ول أسرع إدراك ًسسا مسسن
حسنة حديثة لذنب قديم.
قال خليد العصري :كلنا قد أيقن بالموت وما نسسرى
ل، دا ،وكلنا قد أيقن بالجنة وما نرى لهسسا عسسام ً له مستع ً
وكلنسسا قسسد أيقسسن بالنسسار ومسسا نسسرى لسسه خائًفسسا ،فعلم
تعرجون.
وما عسيتم تنتظرون الموت فهو أول وارد عليكسسم
من الله بخير أو شر ،فيا اخوتسساه ،سسسيروا إلسسى ربكسسم
سيًرا جمي ً
ل.
وقال آخر :ابسسن آدم لسو رأيسست يسسيَر مسا بقسي مسن
ت جو من أملسسك ولرغب س َ ت في طول ما تر ُ أجلك ،لزهد َ
حي َِلك.كو ِ ص َ حْر ِمن ِ ت ِ صْر َ
في الزيادة من عملك ،ولق ّ
ك ك أهُْلس َ سسِلم َ ك ،وا ْ م ْ ل قسد َ ُ م َ
ك إذا َز ّ ك َنسد َ ُوإنما ي َل َْقا َ
حبْيب، ك ال َ ف عن َ صر َ ك ،وَتبَرا منك القريب ،وان ْ َ م ْ ش ُ ح َ و َ
عائد ول في حسناتك زائد. فل أنت إلى د ُْنياك َ
174
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
نل مس ْ م سه ٍ ك َ َون َعُسسود ُ فسسي عَ َ ب طسسسو ُ خ ُ مَنسسسا ال ُدا ُتفهّ ُ أَبسسس ً
مي َْفَهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ك ُُروَْر َ
ل ي َْرقُسسم وَعْظ َسسه فسسي الظ س ِ ت مَعنا الِعظسسا ُ سسسا ِم َت َل َْقسسى َ
م مسسسسسسسسسسسن َيرُقسسسسسسسسسسس ُ َ كأنمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
درج خيسسسسُر وُيسسسس ْ ي ُْقسسسسَرا ال ِ ن
ف اليسسسام ِ نحسسس ُ حائ ُ صسسس َو َ
مالمتقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ّ ُ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسطورها ُ
م م عليها أعْظ ُ ُ م ٌ
ظم رِ َ وبأعَ ُ لحسسسدٍ ي َُهسسسا ُ َ
حسسسد ٌ علسسسى ل ْ لَ ْ
م مسسسا ُ ح َ حهم ال ِ عسسساد ٌ أطسسسا َ هح ُ
ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسْري ُ َ
م
جْرهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ وُ ُ ن ن ذا َتوّقسسساه المنسسسو ُ مسسس ْ َ
م
م ُ مت َ ّ
ك و ُ مال ِ ٌن و َ من ْذَِرا ِ
وال ُ وقَْبلن َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
حسسّرقٌ م َلحَقسسا و ُ ن تَ َ والت ّّبعا ِ
175
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فكيف حاُله إذا علم عند تحقق الفسسوات مقسسدار مسسا
جوع فحيل بينه وبينه ،وطلب تنسساول أضاع ،وطلب الر ُ
س الفائت في اليوم الجديد. الفائت ،وكيف ُيرد ُ الم ُ
قاُلوا آمّنا به َ
مهل ُوأن ّللى ل َ ُ
ِ ِ َ َ قال الله جل وعلَ :
و َ
د ومنع مما يحبه ويرضيه. عي ٍن بَ ِ كا ٍم َمن ّش ِ
و ُ الت َّنا ُ
وعلم أن مسسا اقتنسساه ليسسس للعاقسسل ممسسا ينبغسسي أن
يقتنيه ،وحيل بينه وبين ما يشتهيه.
فيا لها من حسرة ما إلى رد مثلها من سبيل.
كان الحسن يقسسول :أصسسول الشسسر ثلثسسة :الحسسرص،
والحسد ،والكبر.
فسسالكبر منسسع إبليسسس مسسن السسسجود لدم ،والحسسرص
أخرج آدم من الجنة ،والحسد حمل ابن آدم على قتل
أخيه.
وقال غيره :ليس لثلث حيلة فقر ُيخسسالطه كسسسل،
خصومة ُيداخلها حسد ،ومرض ُيداخله هرم. و ُ
ثلثة ينبغسسي مسسداراتهم :الملسسك المسسسلط ،والمسسرأة
الحمقى ،والمريض.
وقال آخر :ل نسسوم أثقسسل مسسن الغفلسسة ول رق أملسسك
من الشهوة ،ولول ثقل الغفلة لم تظفر بك الشهوة.
وقال آخر :يا ابن آدم ،مالك تأسف على مفقسسود ل
يرده عليك الفوت ،ومالك تفرح بموجود ل يتركه فسسي
يديك الموت.
ة.ب مزدحمة على عاقبةٍ مبهم ٍ وكان يقول :ذنو ٌ
إلهي أرحمني لقدرتك علي ولحاجتي إليك.
ي يسساعل ّ إلهي ضيعت بالذنب نفسي فارددها بالعفو َ
أجود الجودين.
يا من يغضب علسسى مسسن ل يسسسأل ل تمنسسع مسسن قسسد
سألك.
وقيل لخر وهو يجود بنفسه ،قل ،فقال :اللهم إني
نصحت خلقك ظاهًرا ،وغششت نفسي باطًنسسا ،فهسسب
ك ثم خرجت روحه. خل ِْق َ
حي ل َ ص ِ لي غشي لنفسي ،لن ُ ْ
176
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وقال آخر :من لسسم يسسزن أفعسساله وأحسسواله فسسي كسسل
سنة ولم يتهم خواطره فل تعده في وقت بالكتاب وال ّ
ديوان الرجال.
وقال :حسن أدب الظاهر عنوان علسسى حسسن أدب
البسساطن؛ لن النسسبي قسال» :لسسو خشسسع القلسسب هسسذا
حه«.ت جوار ُ لخشع ْ
سئل عن الرجال ،فقال :القائمون بوفاء العهسسود، و ُ
دوا الّللل َ
ه هل ُ
عا َ
مللا َ صدَ ُ
قوا َ جا ٌ
ل َ قال الله تعالىِ :
ر َ
ه . عل َي ْ ِ
َ
سلف عسسرف تقصسسيره وتخلفسسه من نظر في سير ال ّ
عن درجات الرجال.
وقيسسل لحمسسدون :مسسا بسسال كلم السسسلف أنفسسع مسسن
كلمنا ،قال :لنهم تكلموا لعز السلم ونجاة النفسسوس
ورضسسا الرحمسسن ،ونحسسن نتكلسسم لعسسز النفسسوس وطلسسب
الدنيا ورضا الخلق.
ت :فكيف لو رأى أهل هذا الزمان وما أصيبوا به ُقل ُ
كاُلب على الدنيا والفتنان بزخارِفها ومغرياتهسسا من الت َ ِ
فل حول ول قوة إل بالله العلي العظيم.
والله أعلم ،وصل اللسسه علسسى محمسسد وآلسسه وصسسحبه
وسلم.
فصل
ب ل يصسسلح ول يفلسسح ول قسسال شسسيخ السسسلم :القلس ُ
يسسسسر ول يلتسسسذ ول يطيسسسب ول يسسسسكن ول يطمئن إل
حبه والنابة إليه ،ولسسو حصسسل لسسه ك ُسسل مسسا بعبادة ربه و ُ
ن ولم يسكن ،إذ فيسسه يلتذ ُ به من المخلوقات لم يطمئ ّ
فقر ذاتي إلسسى ربسسه مسسن حيسسث هُسسو معبسسود ُهُ ومحبسسوُبه
ومطلوُبه ،وذلك يحصسسل لسسه الفسسرح والسسسرور واللسسذةُ
ن والطمأنينة.
سكو ُة وال ُوالنعم ُ
وهذا ل يحصسسل إل بإعانسسة اللسسه لسسه ،ول يقسسدر علسسى
ما مفتقٌر إلسسى حقيقسسة تحصيل ذلك له إل الله ،فهو دائ َ
إّياك نعبد ُ وإّياك نستعين.
177
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ب فهو مفتقٌر إليه من حيث هسسو المطلسسوب المحبسسو ُ
ل عليه. ن به المتوك ُ مستعا ُ ث هو ال ُ المعبود ُ ومن حي ُ
ب لسه سسواهُ هلر ّ ه غيرهُ وهسسو رّبس ُ فهو إلهه ل إله ل ُ
م عبوديُته إل بهذين. ول تت ُ
وقال :إعراض القلب عن الطلب من اللسسه والرجسسا
له يوجب إنصراف قلبه عن العبودية لله لسسسيما مسسن
كان يرجو المخلوق ول يرجو الخالق.
دا إما على رئاسسسته وجنسسوده بحيث يكون قلبه معتم ً
وأتباعه وإما على أهله وأصدقائه وإما على أمسسواله أو
لوك ّ ْ غيرهم ممن مات أو يمسسوت ،قسسال تعسسالىَ :
وت َ َ
ت . مو ُ ذي ل َ ي َ ُ ي ال ّ ِ عَلى ال َ
ح ّ َ
وقال :على كل مؤمن أن ل يتكلم فسسي شسسيء مسسن
الدين إل تبًعا لما جاء بسسه الرسسسول ول يتقسسدم بيسسن
يديه.
بل ينظر ما قال فيكون قسسوله تبعًسسا لقسسوله ،وعملسسه
تبًعا لمره ،فمن قول الله وقسسول رسسسوله يتعلسسم وبسسه
يتكلم.
وكل من خالف ما جاء بسسه الرسسسول لسسم يكسسن عنسسد
علم بذلك ول عدل ،بل ل يكون عنده إل جهل وظلسسم
م هل ُمللن ّرب ّ ِ هم ّجاءَ ُقدْ َ ول َ َوظن وما تهوى النفس َ
دى . ه َال ُ
وقال س رحمه الله س :من ابتلسسي ببلٍء قلسسبي أزعجسسه
م التضسسرع م دواء له قوةُ اللتجاء إلى اللسسه ودوا ُ فأعظ ُ
دعاء دعاء بأن يتعلم الدعيسسة المسسأثورة ويتسسوخى ال س ُ وال ُ
في مظان الجابة.
ل آخسسر الليسسل وأوقسسات الذان والقامسسة وفسسي مثسس ُ
م إلى ذلك الستغفار. ض ّ سجوده وأدبار الصلوات وي ُ
وليتخذ ْ ورًدا من الذكار طرفي النهسسار وعنسسد النسسوم
ض له من الموانع والصوارف. وليصبْر على ما يعر ُ
فإنه لب ُد ّ أن ُيؤيده الله بسسروح منسسه ويكتسسب اليمسسان
في قلبه.
178
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وليحسسرص علسسى إكمسسال الفسسرائض مسسن الصسسلوات
الخمس بباطنه وظاهره فإنها عمود الدين.
وليكسسن هجيسسراه ل حسسول ول قسسوة إل بسسالله العلسسي
العظيم.
فإنه بها يحمل الثقال ويكابد الهسسوال وينسسال رفيسسع
الحوال.
ول يسأم من الدعاء والطلب ،فإن العبد ُيسسستجاب
له ما لم يعجل.
وليعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مسسع الكسسرب
وأن مع الُعسر يسرا.
وقال ابن القيم :مراقبة السسرب علسسم العبسسد وتيقنسسه
بسسإطلع اللسسه علسسى ظسساهره وبسساطنه فاسسستدامته لهسسذا
العلم واليقين هي المراقبة.
وهي ثمرة عمله بأن الله سبحانه رقيب عليه ناظر
إليه سامع لقوله ومطلع على عملسسه كسسل وقسست وكسسل
لحظة.
م اليمان من رضى بسسالله قال النبي » :ذاقَ ط َعْ َ
ل«. رًبا ،وبالسلم ديًنا ،وبمحمد رسو ً
ت بسساللهوقال» :من قال حيسسن يسسسمع الن ّسسداَء رضسسي ُ
رًبا ،وبالسلم ديًنا ،وبمحمد نبّيا غفرت ذنوبه«.
وهذا الحديثان عليهما مدار مقامات الدين وإليهمسسا
ي َن ْت َِهي.
من ََها الرضسسا بربسسوبيته سسسبحانه وألسسوهيته ضسس ّ
وقسسد ت َ
والرضا برسوله والرضا بدينه والتسليم له.
بحًقسسا ،وقسسال :الد ُ ومن اجتمعت له فهو الصسسديق َ
اجتماعُ خصال الخير في العبد ،وهي ثلثة أنواع:
ت إلسسى غيسسره ه أن يلتف َ صون قلب ُ أدب مع الله بأن ي َ ُ
أو تتعّلق إرادته بما يمقُته عليسسه ،ويصسسون معسساملته أن
يشوبها بنقيصه.
179
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وأدب مسع الرسسسول بكمسسال النقيساد ،وتلقسى خسسبره
بالقبول والتصديق وأن ل يعارضه ب غيره بسسوجه مسسن
الوجوه.
وأدب مع الخلق بمعاملتهم علسسى اختلف مراتبهسسم
بما يليق بهم ويناسب حالتهم.
وقال س رحمه الله س :المقبول من العمسسل قسسسمان،
أحسسدهما :أن ُيصسسلي العبسسد ويعمسسل سسسائر الطاعسسات،
وقلبه متعلق بالله عز وجسسل ذاكسسر اللسسه علسسى السسدوام
فعمله في أعلى المراتب.
الثاني :أن يعمل العبد العمال على العادة والغفلة
وينوي بها الطاعة والتقرب إلى الله.
فأركانه مشغولة بالطاعة وقلبه له عسسن ذكسسر اللسسه
ب عليسسهمثسسا ٌ
لو ُ وكذلك سائر أعماله ،فهذا عمله مقُبو ٌ
بحسبه.
وقال العارف :ل يأمر الناس بترك السسدنيا فسسإنهم ل
يقدرون على تركها ولكن يسسأمرهم بسسترك السسذنوب مسسع
إقامتهم على دنياهم.
بوكيف يؤمر بفضيلة من ترك فريضسسة ،فسسإن صسعُ َ
عليهم ترك الذنوب فاجتهد أن تحبب الله إليهم بسسذكر
نعمه وصفات كماله.
فإن القلسسوب مفطسسورة علسسى محبتسسه ،فسسإذا تعلقسست
بحبه هان عليها ترك الذنوب والقلل منها.
ب ورؤي َةِ النفس. ج ِسد َ للعمال من العُ ْل شيء أفْ َ
ول شسسيء أصسسلح لهسسا مسسن شسسهود العبسسد منسسة اللسسه
وتوفيقه والستعانة به والفتقار إليسسه وإخلص العمسسل
له.
والله أعلم ،وصل اللسسه علسسى محمسسد وآلسسه وصسسحبه
وسلم.
وقال ابن القيم س رحمه الله س:
العقبات التي يتدرج منها الشيطان لغواء العبد:
العقبة الولى:
180
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
عقبسسة الكفسسر بسسالله ولقسسائه وبصسسفات كمسساله وبمسسا
أخبرت بسسه رسسسله عنسسه ،فسسإنه إن ظفسسر بسسه فسسي هسسذه
العقبة بردت نار عداوته واستراح.
فإن اقتحم هذه العقبة ونجا منهسسا ببصسسيرة الهدايسسة
وسلم معه نور اليمان طلبه على.
العقبة الثانية:
وهي عقبة البدعة إمسسا باعتقسساد خلف الحسسق السسذي
أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه ،وإما بالتعبد بمسسا
لم يأذن به الله ،من الوضاع والرسوم المحدثسسة فسسي
دين التي ل يقبل الله منها شيًئا.ال ّ
والبسسدعتان فسسي الغسسالب متلزمتسسان قسسل أن تنفسسك
إحداهما عن الخرى ،كما قال بعضهم :تزوجت بدعسسة
القوال ببدعسة العمسال ،فاشستغل الزوجسان بسالعرس
فلم يفجأهم إّل وأولد الّزنا يعيشون في بلد السلم،
تضج منهم العباد والبلد إلى الله تعالى.
وقسسال شسسيخنا :تزوجسست الحقيقسسة الكسسافرة بالبدعسسة
دنيا والخرة. الفاجرة فتوّلد بينهما خسران ال ّ
سسسنةفإن قطسسع هسسذه العقبسسة وخلسسص منهسسا بنسسور ال ّ
واعتصم منها بحقيقة المتابعة وما مضى عليه السلف
الخيار من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
وهيهات أن تسسسمح العصسسار المتسسأخرة بواحسسد مسسن
هذا الضرب ،فإن سسسمحت بسسه نصسسب لسسه أهسسل البسسدع
وه الغوائل ،وقسسالوا :مبتسسدع محسسدث ،فسسإذا الحبائل ويغ ْ
وفقه الله لقطع هذه العقبة طلبه على:
العقبة الثالثة:
سنهاوهي عقبة الكبائر ،فإن ظفر فيها زيّنها له وح ّ
وف به وفتح له باب الرجسساء ،وقسسال لسسه: في عينه وس ّ
اليمان هو التصديق نفسه فل تقدح فيه العمسسال )أي
أعمال الفسوق والعصيان(.
ة طالمسسا أهلسسك ُ
وربما أجرى على لسانه وأذنه كلم س ً
بها الخلق وهي قوله» :ل يضر مع التوحيد ذنسسب ،كمسسا
181
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ل ينفسسع مسسع الشسسرك حسسسنة« والظفسسر بسسه فسسي عقبسسة
البدعة أحب إليه ،لمناقضتها الدين ،ودفعها لمسسا بعسسث
الله به رسوله.
وصاحبها ل يتسسوب منهسسا ،ول يرجسسع عنهسسا بسسل يسسدعو
سنة.الخلق إليها ،والجتهاد على إطفاء نور ال ّ
وتولية من عزله الله ورسوله ،وعزل من وله الله
ورسسسوله ،واعتبسسار مسسا رّده اللسسه ورسسسوله ،ورد مسسا
اعتبره ،وموالة من عاداه ،ومعاداة من واله وإثبسسات
ما نفاه ،ونفي ما أثبته.
وتكذيب الصادق وتصديق الكاذب ،ومعارضة الحق
بالباطل وقلب الحقائق بجعسسل الحسسق بسساطل ً والباطسسل
ة الحسسق علسسى حًقسسا ،واللحسساد فسسي ديسسن اللسسه ،وتعمي س ُ
القلوب وطلب العوج لصراط اللسسه المسسستقيم ،وفتسسح
باب تبديل الدين جملة.
فسسإن البسسدع تسسستدرج بصسسغيرها إلسسى كبيرهسسا ،حسستى
ينسلخ صسساحبها مسسن السسدين كمسسا تنسسسل الشسسعرة مسسن
العجين.
فمفاسسسد البسسدع ل يقسسف عليهسسا إل أربسساب البصسسائر،
ل
ع ِج َ من ل ّ ْ
م يَ ْ و َوالعميان ضالون في ظلمة العمى َ
ر .من ّنو ٍه ِما ل َ ُ ه ُنوًرا َ
ف َ ه لَ ُ
الل ّ ُ
فإن قطع هذه العقبة بعصمة اللسسه أو بتوبسسة نصسسوح
تنجيه منها طلبه على:
العقبة الرابعة:
وهي عقبة الصغائر فكال له منها بالُقفزان ،وقسسال:
ما عليك إذا اجتنسسب الكبسسائر مسسا غشسسيت اللمسسم أو مسسا
علمسست أنهسسا تكّفسسر باجتنسساب الكبسسائر وبالحسسسنات ،ول
ون عليه أمرها حتى يصر عليها. يزال يه ّ
فيكسسون مرتكسسب الكسسبيرة الخسسائف الوجسسل النسسادم
أحسن حال ً منه ،فالصرار على السسذنب أقبسسح منسسه ول
كبيرة مع التوبة والستغفار ،ول صغيرة مع الصرار.
182
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وقد قال » :إّياكم ومحقرات الذنوب« ثم ضرب
لسسذلك مثل ً بقسسوم نزلسسوا بفلة مسسن الرض فسسأعوزهم
الحطسسب ،فجعسسل هسسذا يجيسسء بعسسود وهسسذا بعسسود حسستى
جمعوا حطًبا كثيًرا فأوقدوا ناًرا وأنضجوا خبزتهم.
فكذلك فإن محقسسرات السسذنوب تتجمسسع علسسى العبسسد
وهو يستهين بشأنها حتى تهلكه.
فإن نجا من هذه العقبسسة بسسالتحرز والتحفسسظ ودوام
سيئة الحسنة طلبه على: التوبة والستغفار وأتبع ال ّ
العقبة الخامسة:
وهي عقبة المباحسسات السستي ل حسسرج علسسى فاعلهسسا،
فشغله بها عن الستكثار من الطاعات ،وعن الجتهاد
في التزود لمعاده ثم طمع فيه أن يستدرجه منها إلى
ترك السنن ،إلى ترك الواجبات.
وأقسسل مسسا ينسسال منسسه :تفسسويته الربسساح والمكاسسسب
وت العظيمة والمنازل العالية ،ولو عرف السعر ما فسس ّ
على نفسه شيًئا من القربات؛ ولكنه جاهل بالسعر.
فإن نجا من هسسذه العقبسسة ببصسسيرة تامسسة ونسسور هسساد
ومعرفة بقدر الطاعات والستكثار منها وقلسسة المقسسام
على الميناء وخطر التجارة وكرم المشتري ،وقدر مسسا
ن بأنفاسسسه أن وض بسسه الّتجسسار فبخسسل بأوقسساته وضس ّ
يعس ّ
تذهب في غير ربح ،طلبه العدو على:
العقبة السادسة:
وهسسي عقبسسة العمسسال المرجوحسسة المفضسسولة مسسن
سسسنها فسسي عينسسه وزيّنهسسا لسسه و
الطاعات فأمره بهسسا وح ّ
أراه ما فيها من الفضل والربح ،ليشغله بمسا عمسا هسو
حا.
أفضل منها وأعظم كسًبا ورب ً
ما عجز عن تخسيره أصل الثواب طمسسع فسسي لنه ل ّ
تخسسسيره كمسساله وفضسسله ،ودرجسساته العاليسسة ،فشسسغله
بالمفضسسول عسسن الفاضسسل وبسسالمرجوح عسسن الراجسسح،
ب إليسسه ،وبالمرضسسي عسسن وبسسالمحبوب للسسه عسسن الح س ّ
الرضى له.
183
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ولكن أين أصحاب هذه العقبسسة؟ فهسسم الفسسراد فسسي
ل. العالم ،والكثرون قد ظفر بهم في العقبات الوَ ْ
فإن نجا منها بفقه في العمال ومراتبها عنسسد اللسسه
ومنازلها في الفضل ،ومعرفة مقاديرها والتمييسسز بيسسن
عاليهسسسا وسسسسافلها ومفضسسسولها وفاضسسسلها ورئيسسسسها
ومرؤوسها وسيدها ومسودها.
سسسا
سسسا ومرؤو ً دا ورئي ً
دا ومسو ًفإن في العمال سي ً
وذروة وما دونسسا ،كمسسا فسسي الحسسديث الصسسحيح» :سسسيد
الستغفار أن يقول العبسسد :اللهسم أنست َرب ّسسي ل إلسه إل
أنت« الحديث.
وفي الحديث الخر» :الجهسساد ذروة سسسنا م المسسر«
وفي الثسسر الخسسر» :إن العمسسال تفسساخرت فسسذكر كسسل
عمل منها مرتبتسسه وفضسسله وكسسان للصسسدقة مزيسسة فسسي
ن«.
الفخر عليه ّ
ول يقطع هذه العقبة إل أهل البصائر والصدق مسسن
أولي العلم السائرين على جادة التوفيسسق ،قسسد أنزلسسوا
العمال منازلها وأعطوا كل ذي حقّ حّقه.
فإذا نجا منها أحد لم يبق هناك عقبة يطلبسسه العسسدو
عليها سوى واحدة لبد منها ،ولو نجسسا منهسسا أحسسد لنجسسا
منها رسول الله وأنبياؤه وأكرم الخلق عيه.
وهي عقبة تسليط جنسسده عليسسه بسسأنواع الذى باليسسد
واللسسسان والقلسسب علسسى حسسسب مرتبتسسه فسسي الخيسسر،
ت مرتبته أجلب عليسسه العسسدو بخيلسسه وظسساهر فكّلما عل ْ
عليه بجنده ،وسّلط عليه حزبه وأهله بأنواع التسليط.
وهذه العقبة ل حيلسسة لسسه فسسي التخلسسص منهسسا ،فسسإنه
كلما جد ّ في الستقامة والدعوة إلى الله والقيسسام لسسه
سفهاء به ،فهو فسسي هسسذه بأمره جد ّ العدوّ في إغراء ال ّ
س لمة الحرب ،وأخذ في محاربة العسسدّو العقبة قد ل َب ِ َ
لله وبالله.
فعبوديته فيها عبودية خواص العارفين وهي تسمى
مسسة، عبودية المراغمة ول ينتبه لها إل أولو البصائر الّتا ّ
184
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ب إلسى اللسه مسن مراغمسة ولّيسه لعسدّوهول شسيء أحس ّ
وإغاظته له .اهس.
فصل
سسسا فسسي القسسول كان الصدق في صدر السسسلم أسا ً
صسسا فيمسسا يتعلسسق بالسسدين والعلسسم والمعاملسسة ،وخصو ً
وحفظ الحديث.
م السسدين فقسسد ورثسست عسسن الُعلمسساء الوائل علسسو ُ
ة كمسسا أنزلسست علسسى رسسسول اللسسه مل س ً
مضسسبوطة كا ِ
دث عنها. وح ّ
علمسساُء السسدين وجسسامُعوا أحسساديث النسسبي وكسسان ُ
يتحرون صدق المحدث بشكل عجيب.
يدرسون حياته ويتحققون من أقواله وأعماله وأنسسه
يأكل من كسب يسسده ولسسم يسسدخل علسسى سسسلطان فسسي
صحبة أو وظيفة.
وأنه ُيطبقُ تعاليم الدين كاملة ولم تعهد عليه كذبة
حَياته ،فعندها ُيؤخذ ُ عنه الحديث النبوي. في َ
ل على ما ذكر عن المام أحمد س رحمه الله سسس ومثا ُ
أنه سمع بوجود حديث عند عالم بدمشق مسافر إليه
مد ّةً يسسسأل عسسن من بغداد حتى وصل دمشق فمكث ُ
معاملته وكلمه. العالم وعن أخلقه و ُ
حتى إذا وثق من صدقه أتاه مبكًرا بعد أن اغتسسسل
ن
مسس ْوتطيسسب ولبسسس أحسسسن ثيسسابه إجلل ً للحسسديث ول َ
يحمله.
جسسا مسسن بيتسسهولما اقترب من بيته وجسسد العسسالم خار ً
ب رزقه. يقود حماره ُ وقد كان حمال ً يكتس ُ
فرفض الحمار أن يسير معسسه فحسساول أن يجسسره أو
يسوقه بمختلف الوسائل ويأبى الحمار.
نه للحمسسار لي ُسسوهمه أ ّ دم ُ
جبتسسه وقس ّ
فجمع له طسسرف ُ
في الجّبة شعيًرا أو نحوه فتبعه الحمار.
فنظر المام أحمد إلى الجبة فوجدها خالية ما فيها
شيء.
185
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ن لسسه كسسذُبه ث تبي ّ َ فترك أحمد ُ العالم والخذ عنه حي ُ
على الحمار.
من على الحديث الشريف .اهس. فل ُيؤت َ َ
وأخطسسر الكسسذب الكسسذب علسسى اللسسه ورسسسله ،قسسال
ن
من ُللو َؤ ِ ن ل َ يُ ْ ذي َ ب ال ّ ل ِ ذ َ ري الك َل ِ فت َل ِ ما ي َ ْ تعسسالى :إ ِن ّ َ
ن . م ال َ ول َئ ِ َ بآيات الل ّه ُ
كاِذُبو َ ه ُ ك ُ وأ ْ ِ َ ِ َ ِ
ط.ةق ْ بك ْ
ذب ً ل :إن ربعي بن حراش لم يكذ ْ قِي ْ َ
وكان له ابنان عاصيان على الحجاج ،فطلبهما فلم
يعثر عليهما.
فقيل للحجاج :إن أباهما لم يكسسذب كذبسسة قسسط ،لسسو
أرسلت إليه فسألته عنهمسا ،فاسستدعا أباهمسا ،فقسال:
أين أبناؤك؟
هما في البيت فاستغرب الحجاج. قالُ :
وقال لبيهما :ما حملك على هذا وأنا أريد ُ قتلُهما.
ة ،فقال ت أن ألقى الله تعالى بكذب ٍ فقال :لقد كره ُ
الحجاج :قد عفونا عنهما بصدقك.
جلين من أصحاب ابن الشعث فأمر أتى الحجاج بر ُ
دا.
بقتلهما ،فقال أحدهما :إن لي عندك ي ً
مسسك مسسا أ ّ ن الشسسعث يو ً قال :وما هي؟ قال :ذكر اب س ُ
ت عليه ،فقال :ومن يشسسهد ُ لسك؟ قسسال :صسساحبي فردد ُ
هذا فسأله ،فقال :نعم )أي صدق(.
فقسسال :مسسا منعسسك أن تفعسسل كمسسا فعسسل صسساحبك
مثله(. م لم ُتدافِعْ عَّني ِ )المعنى ل ِ َ
ك( فقال :أطلُقوا هذا ض َ ك )أي لني أبغ ُ ض َ فقالُ :بغ ُ
لصدقِهِ وهذا لفعل ِهِ فأطلقوهما.
فانظر يا أخي ،كيف ُينجي الله الصادقين ،قال الله
َ
كوُنوا و ُ ه َ قوا الل ّ َ مُنوا ات ّ ُ نآ َ ذي َها ال ّ ِ جل وعلَ :يا أي ّ َ
ن . قي َ صاِد ِ ع ال ّ م َ
َ
سن إذا تعلق به نفسسعّ تنبيه :اعلم أن الصدق إنما يح ُ
ح الغيبسسة ول يلحسسق ضسسرُرهُ بأحسسد ،ومسسن المعلسسوم قبسس ُ
صد ًْقا. سَعاية وإن كانتا ِ والنميمة وال ّ
186
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مسسا
ولذلك قيل :كفى بالسسسعاية والغيبسسة والنميمسسة ذ ً
ن الصدق يقبح فيها. أ ّ
رحل المام أحمد س رحمه الله س إلى ما وراء النهسسر
ة ،قيسسل لسسه :إن هنسساك مسسن يرويهسسا ليروي أحاديث ُثلثي ً
م كلًبا ،فسّلم علسسى الشسسيخ خا ُيطع ُويحفظها فوجد شي ً
فرد ّ عليه السلم ،ثم اشسستغل الشسسيخ بإطعسسام الكلسسب
خ علسسى ث أقبل الشسسي ُ فوجد المام أحمد في نفسه حي ُ
خ مسسن إطعسسام الكلب ولم ُيقبل عليه ،فلما فسسرغ الشسسي ُ
الكلب التفت إلى المام أحمد ،وقال له :كأنك وجدت
في نفسك حيث أقبلت على الكلب ولم أقبل عليسسك،
قال :نعم ،قال :حدثني أبسسو الزنسساد عسسن العسسرج ،عسسن
مسسن أبي هريرة :أن النبي قال» :مسسن قَط َسعَ َر َ
جسساَء َ
جسساَءه ُ منسسه يسسوم القيامسسة فلسم َيلسسج ه َر َ اْرتجاهُ قَط َعَ اللس ُ
ضنا هذه ليست بأرض كلب ،وقد قصسسدني الجنة« وأْر ُ
ه ،فقسسال المسسام ت أن أقطسسع رجسساء ُ هذا الكلسسب ،فخف س ُ
أحمد :هذا الحديث ي َك ِْفْيني ثم رجع.
مر عبدالله بن جعفر علسسى عبسسد فسسي ُبسسستان معسسه
ة أقسسراص شسسعير ،فأتسساه كلسسب فرمسسى إليسسه بسسأول ثلث س ُ
ُقرص ،ثم رمى بالثاني ،ثم بالثالث ،فسأله جعفُر :مسسا
ت ،قسسال :مسسا حملسسك ك؟ فقال :هو ما رأي َ م َ ت يو ِ هو ُقو ُ ُ
ت الكلب علسسى نفسسسي؛ لنسسه أتسسى على هذا؟ قال :آثر ُ
من بعيد جائًعا.
ل في يومك؟ قال :أطسسويه بل طعسام، قال :وما تفع ُ
فاشترى الُبستان واشسسترى العبسسد مسسن سسسيده وأعتقسسه
ه الُبستان. ووهب َ ُ
خرج عبدالله بسسن المبسسارك إلسسى الحسسج مسسع جماعسسة
وبعد مسيرهم مرحلة خرج في الصسسباح مسسن الخيمسسة،
فوجد صبية آتت إلسسى مطسسرح القمامسسة وأخسسذت منهسسا
ملقاةً ميتة وذهبت بها فتبعها عبدالله فوجسسدها دجاجة ُ
مهلهلة أي خلقسسة وفيهسسا ولسد ٌ صسسغير، دخلت في خيمةٍ ُ
م أخسسذت الدجاجسسة الميتسسة؟ فقسسالت :أنت ُسسم فقال لها :ل ِ َ
187
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
رميتموها ،فقال :أل تعلمين أنه ل يحل أكلها؟ فقالت:
إنها تحل لنا لشدة فقرنا ،فذهب عبدالله بن المبسسارك
ك؟ قال :ألف دينسسار، إلى وكيله ،وقال له :ما الذي مع َ
صسُلنا إلسسى بلسسدنا وادفسسع للنسسثى قال :أبسسق منهسسا مسسا ُيو ِ
ج في العام المقبل إن شاء الله. ح ّ الباقي وسن ُ
صسسوف، ة ُ جب ّ ُ
دخل محمد بن واسع على أمير وعليه ُ
فقال المير :ما الذي دعاك إلى لبسسس هسسذه فسسسكت،
م ُتجبني؟ م لَ ْفقال المير :ل ِ َ
دا فأزكي نفسسسي أو أقسسول فقال :أكره أن أقول ُزهْ ً
فقًرا فأشكو ربي.
قال ابسن رجسب :دخلسوا علسى بعسض الصسحابة فسي
ل وجهسسه، مرضه ووجهه يتهّلل فسألوه عن سسسبب تهل ُس ُ
تل كنس ْمل أوثقُ عندي مسسن خصسسلتين ُ فقال :ما من عَ َ
ما للمسلمين. أتكلم فيما ل يعنيني ،و كان قلبي سلي ً
جن ْسدِيٌ إلسسى بلسسده فوجسسد إبراهيسسم بسسن أدهسسم، أتسسى ُ
دله على المقبرة ،فظسسن أنسسه فسأله :أين الُعمران؟ ف ّ
ه ،فقيسسل للجنسسدي :هسسذا ه حتى أدما ُ يستهزئ به ،فضرب ُ
مسسام :ل ّالمير بن أدهم ،فعاد يعتذر إليه ،فقسسال إبراهي س ُ
م،ل الله لك الجنسسة ،قسسال :ول ِس َ ت أسأ ُ ت تضربني كن ُ ُ
كن ُ
تقال :لنك ظلمتني فصسسبرت حيسسن ضسسربتني ،فخملس ُ
ل علي فسألك لك الجنة. رجاء الجنة ،فكان لك فض ٌ
188
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ن ت َْبيسسد ُ خري ْ َ مه في ال َ مَعال ُ ُ َ ضسساعَ ن َ دي ِ ولسسول رواةُ السس ِ
ُ ُ
م مسسَرا ُ ق وال َ ل أْفسس ٍ إلسسى كسس ّ ت ح ْ صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسب َ َ َوأ ْ
ك َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسؤُد ْد ُ معِهَسسا ج ْ
جُرْوا فسي َ هسا َ موا َ هُ ُ
ل وهُسسو ح الن ّْقس ِ حي ْ ُم صس ِ فسسدا َ وت ََبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساد َُرْوا
جدِي ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ َ ة
ل السسسّرَوا ِ دي ِ موا بت َعْسسس ِ وقسسسا ُ
حْفظ ََهسسسا حسسسّرْوا ِ حسسسد ُوْد ٌ ت َ َ ُ م حِهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ْ جْر ِ و َ
وعُُهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسود ُ ع
شسسَرائ ِ ُ ت َ ح ْ صسس ّ م َ بت َب ْل ِي ْغِِهسس ْ
حُقسوْد ُ فلم ي َب ْقَ إل عانسد ٌ و َ دِي ْن ِن َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
سسسستطاعُ وعَْنهسسسم َروَْوا ل ي ُ ْ م من ْهُ س ْ ل الن ّْقسسل ِ ح له ْ س ِ صس ّ و َ
حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوْد ُ ج ُ ُ مجه ُ ْ جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ُ ح َ ِ
ك كو ِ شسس ُ ظهسسارِ ال ّ مرِْيسسد ٌ ل ِ ُ ة حاب َ َ صسسس َ ن ال ّ سسسسب ُُهموا أ ّ ح ْ و َ
مري ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ َ وا ب َل ُّغسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ْ
ل ضسسل ِ جسسودِ ال ّ مو ْ ُ س لِ َ فَل َْيسس َ ن ذا الي َِقي ْس ِ عن هَ س َ حاد َ َ من َ فَ َ
جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوْد ُ وُ ُ فمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسارقٌ
مكي ْد ُ ت َ خَزيا ِ م ْ
مو بال ُ فكيدهُ ُ دى جسسساَء الُهسسس َ ن إذا َ ولكسسس ْ
ود َْليُلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ه
ة
ديان َسسسس ِ داُء ال ِ م أعْسسسس َ ن َرا َ وإ ْ
ها ك َْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد َ َ
190
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وروى أبو نعيم وغيره عن كميل بن زياد عن علسسي
بن أبي طالب أنسسه قسسال :النسساس ثلثسسة :عسسالم ربسساني،
ومتعلم علسسى سسسبيل النجسساة ،وهمسسج رعسساع أتبسساع كسسل
ناعق يميلون مع كل صائح لم يستضسسيئوا بنسسور العلسسم
ولم يلجوا إلى ركن وثيق.
ما في فضل العلم إلى أن قال ...» :إن ثم ذكر كل ً
ت لسه مسسا -وأشسسار إلسسى صسسدره -لسسو أصسسب ُ ما ج ً هاهنا لعل ً
مستعمل ً آلسسة السسدين ب لقًنا غير مأمون ُ ة ،بل أصي ُ حمل ً
جسهِ علسى ج ِ ح َ
للدنيا ومستظهًرا بنعم الله على عبساده ب ُ
دا لحملسسة الحسسق ل بصسسيرةَ فسسي أحنسسائه أوليائه ،أو مقل ً
ذاينقدح الشك في قلبه لول عارض من شسسبهة ،أل ل َ
ة ،أو شسهْوَ ِ ما بالل ّسسذة سسسلس القيسسادِ لل ّ ول ذاك ،أو من ُْهو ً
ما بالجمع والّدخسار ،ليسس مسن ُرعساة السدين فسي مغر ً ُ
شيء.
تة ،كسسذلك يمسسو ُ م السسسائم ُ ب شسسبًها بهمسسا النعسسا ُ أقر ُ
ه.ملي ْ ِ حا ِ ت َ
م بمو ِ العِل ْ ُ
مسساض من قائم لله بحججسسه إ ّ اللهم بلى ل تخُلو الر ُ
ظاهًرا مشهوًرا ،أو خائًفا مغموًرا.
ج الله وبيناُته كم ذا وأين أولئك والله حج ُ لئل تبطل ُ
مون عند الله قد َْرا. القّلون عد ََدا ،العظ ُ
ه وبي ّن َسساته ،حسستى ي ُوْدِعُوْهَسسا جس ُ حج َظ اللسسه بهسسم ُ يحف س ُ
عوها في قُُلوب أشباههم. هم ،ويزر ُ ظراَء ُ نُ َ
هجسسم بهسسم علسسى حقيقسسة البصسسيرة ،وباشسسروا روح
وا بمسسا سس ْاليقين واستلنوا ما استوعرهُ المترُفون ،وأن ُ
هلون. استوحش منه الجا ِ
متعلقسسة بالمحسسل حهسسا ُوصسسحبوا السسدنيا بأبسسدان أروا ُ
دعاةُ إلسسى العلى ،أولئك خلفسساء اللسسه فسسي أرضسسه ،والس ُ
دينه ،آه أل شوًقا إلى رؤيتهم«.
191
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ب حسْر ُ ن ت َْغلسسي ال َحي ْس ِعلسسى ِ يحِقي ِْق ّ لقد َنشَرْوا العِل ْ َ
م ال َ
ل ي المراجسسسسسسسسس ِ غَل ْسسسسسسسسس َ فسسسسسسسسسسسي السسسسسسسسسسسورى
مُتسسسون مسسسن ُ عسسسّز ِ
مَنسسساب ِرِ ِ ض وَقسسد ْ َ َ
َ خطُبسسوا فسسي الر ِ
لصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسواهِ ِ ال ّ علسسسسسى مسسسسسن َ ق ِ بسسسسسالح ِ
ت مسسسا ِ سسسسَفهم بالمك ُْر َ سَفا ِ َ هات سسسسسسسسَفا َ أَزالسسسسسسسوا َ
لجلئ ِ ِ ال َ شسسسسسسُعوب وَقسسسسسساب َُلوا ال ُ
س الت َّقسسى ت علسسى أ ّ مسس ْ أقْي ِ َ سوم ِ دوا على تلك الر ُ وشا ُ
لضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ِ ِ والَف َ ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسارةً ح َ َ
أل ل َي ْت ََنا ن َْبنسسي ب َن َسساَء الَوائ ِ َ
ل ل ت أوائ ُ ك قَسسسد ْ كسسسان ْ كسسسذل َ
سسسا ك ُس ُ
ل دارِ ً
ص سَبح منهسسا َ فأ َ مَنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا قَوْ ِ
ل مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ِ ِ َ ما غسسساد َُرْوا سسسسوْ ً
ي ُر ُ حي ِسسس ْ ون ُ ْ
لعِْتبارَِنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
192
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ن فسسي دو َ ب مسسن ورثسسة المسسوتى كيسسف ل يزه س ُ العج س ُ
الدنيا.
أوصى رجل بنيه ،فقال :يسسا بنسسي ،عليكسسم بالُنسسسك،
بدكم بالبخسسل ،قيسسل :مقتصسسد ل ُيح س ُ فإنه إذا ابُتلي أح ُ
ي ،قيسسل :يكسسره كسسثرةَ الكلم السراف ،وإن ابتلى بالع ّ
م علسسى جْبنِ ،قيسسل :ل ي ُْقسدِ ُ فيما ل يعنيه ،وإن ابُتلي بسسال َ
شبهة.
ة عسسن نعسسم اللسسه عليسسه أكثر ما يكون النسسسان غفل س ً
حينما يكون مغموًرا بتلك النعسسم ول يعسسرف فضسسلها إل
بعد زوالها.
فالنسان ل يعرف فضل هسسذه النعمسسة العظيمسسة إل
عند فقسسدها ومثلسسه السسسمع والكلم والشسسهوة للطعسسام
دوا ع ّ
وِإن ت َ ُ والنكاح وسائر نعم الله التي قال عنهاَ :
ها فعلسسى النسسسان أن يسسسأل صللو َح ُه ل َ تُ ْة الل ّ ِم َ
ع َ
نِ ْ
شكره. الله أن يلهمه ذكره وحمده و ُ
والشكُر يكون بأمور ،منها :أن يحمد اللسسه بلسسسانه
وأن يشكره ،ثانًيا :أن يعتقد أن النعم كلهسسا مسسن اللسسه
فضل ً وإحساًنا.
عا :أن يطيع اللسسه ثالًثا :أن ل يعصي الله فيها ،راب ً
سا :أن ُيقبل على طاعة الله بجدٍ واجتهاٍد. فيها ،خام ً
ة الصادقين بين أهل الّرَياَء والنفاق. غرب ُ
ن الخلق. سي ّي ِي ْ َوغربة العلماء بين أهل الجهل و َ
سسسل ُِبوا وغربة علماء الخرة بين علماء الدنيا الذين ُ
ش سهَْرة و الظهسسور والريسساء حّبوا ال ّالخشية والشفاق وأ َ
والسمعة.
وغربة الزاهسسدين بيسسن الراغسسبين فيمسسا ينفسذ ُ وليسسس
بباق.
سسساق والمرج سةِ وأهسسل وغربة أهل الصسسلح بيسسن الُف ّ
المنكرات ،كأهل التلفسساز والفيسسديو والكسسورة والسسدخان
قي الّلحا ،والله أعلم ،وصل الله على محمد وآله وحال ِ
وصحبه وسلم.
193
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فصل
قسسال أحسسد العلمسساء :مسسن صسسفات العسسالم المطبسسق
للشرع :أن يأمن شره من خالطه ،ويأمسل خيسره مسن
صاحبه ،ول يؤاخسسذ بسسالعثرات ،ول ُيشسسيع السسذنوب عسسن
غيره ،ول ُيفشي سّر من عاداه ،ول ينتصسسر منسسه بغيسسر
ل للحسسق ،عزي سٌز فسسي حسسق ويعفسسو ويصسسفح عنسسه ،ذلي س ٌ
ن
مس ْالباطل ،كاظم للغيظ عمن آذاه ،شسسديد البغسسض ل ِ َ
صى موله. عَ َ
يجيب السفيه بالصمت عنه ،والعالم بالقبول منسسه،
ل مسسداهن ،ول مشسساحن ،ول مختسسال ،ول فخسسور ،ول
حسود ،ول جاف ،ول فسسظ ،ول غليسسظ ،ول طعسسان ،ول
ه من المنكسسرات ل بيت ُ ُ خا ٍ
لعان ،ول مغتاب ،ول سبابَ ،
والكافرين والكافرات ،يخالط من الخوان من عسساونه
علسسى طاعسسة ربسسه ونهسساه عمسسا يكسسره مسسوله ،ويخسسالق
ه ،إ بقسساًء علسسى دينسسه ،سسسليم بالجميل من ل يأمن شّر ُ
مسسن الغسسل والحسسسد ،يغلسسب علسسى قلبسسه القلب للعبسساد ِ
ن الظن بالمؤمنين في كل ما أمكن فيه العذر. حس ُ
ب زوال النعسسم عسسن أحسسد مسسن العبسساد ،يسسداري ل ُيحس ّ
ل غيسسره جهل من عامله برفقسسه ،إذا تعجسسب مسسن جه س ِ
ن جهله فيما بينه وبين ربه أكثر. ذكر أ ّ
ل يتوقع له بائقة ،ول يخاف منه غائلة ،النسساس منسسه
في راحة ،ونفسه منه في جهد.
ضا أن يكون شسساكًرا للسسه ولسسه ذاك سًرا، ومن صفته أي ً
مناجسساة م القلب ب ُ من َعَ ُ
دائم الذكر بحلوة حب المذكور ُ
موقًرا مسسن الرحمن ي َعُد ُ نفسه مع شدةِ اجتهاده مذنًبا ُ
المعاصي والثام.
ومع الستمرار على حسن العمل مقصًرا لجأ إلسسى
الله فقوى ظهره ووثق بالله فلم يخف غيره مسسستغن
بالله عن كل شيء ومفتقر إلى الله فسسي كسسل شسسيء
أنسه بالله وحده ووحشته ممن يشغله عن ربه.
194
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ما خاف توكيد الحجة مشفق علسسى مسسا إن ازداد عل ً
مضى من صالح عمله أن ل يقبل منه همسسه فسسي تلوة
سسسنن الرسسسول كلم الله الفهم عن مسسوله ،وفسسي ُ
الفقه لئل يضيع ما أمر به.
س أهسسل السسدنيا فسسي سنة ل ُينسسافِ ُمتأدب بالقرآن وال ّ َ
عّزهَسسا ول يجسسزعُ مسسن ذلهسسا يمشسسي علسسى الرض هون ًسسا ِ
سسسكينة والوقسسار ومشسستغل قلبسسه بسسالفهم والعتبسسار بال ّ
والتفكير فيما يقربه إلى الله.
إن فرغ قلبه عن ذكر الله فمصيبة عنسسده عظيمسسة،
وإن أطاع الله عز وجل بغيسسر حضسسور فهسسم فخسسسران
عنده مبين.
م لها مّته ٌ
م بداء نفسه و ُ يذكر الله مع الذاكرين ،عال ٌ
صل. منف ِ ل وعن غيره ُ متص ٌ شغُْله بالله ُ في كل حال ُ
فإن قال قسسائل :فهسسل لهسسذا النعسست السسذي نعسست بسسه
سنة أو أثر العلماء ووصفتُهم به أصل في القرآن أو ال ّ
عمن تقدم.
ن
ذي َ ن ال ّ ِقيسسل لسسه :نعسسم ،قسسال اللسسه جسسل وعل :إ ِ ّ
ن
خ لّرو َ م يَ ِ هل ْ ذا ي ُت ْل َللى َ َ
علي ْ ِ ه إِ َ مللن َ
قب ْل ِل ِ م ِ ُأوُتوا ال ِ
عل ْ َ
ن ن َرب َّنللا ِإن َ
كللا َ حا َ سب ْ َ
ن ُ قوُلو َ وي َ ُ دا * َ ج ً س ّ ن ُ قا ِ ل ِل َذْ َ
ن ن ي َب ْك ُللو َ
قللا ِن ل ِل َذْ َ
خلّرو َ وي َ ِعللول ً * َ م ْ
ف ُ علدُ َرب ّن َللا ل َ َ و َْ
عا . شو ً خ ُ م ُ ه ْ زيدُ ُ وي َ ِ َ
وصف العلماء بالبكاء والخشسسية والطاعسسة والتسسذلل
فيما بينه وبينهم .اهس بتصرف واختصار.
جْنسد ٌ مسن جنسود اللسه
قال أحسد العلمساء :الحكايسات ُ
ب العسسارفين مسسن عبسساده ،وقسسال:ُيثبسست اللسسه بهسسا قلسسو َ
وك ُل ً
مصداق ذلك قول الله جل وعل لرسوله َ :
ؤادَ َ
ك ه ُ
فلل َ ما ن ُث َب ّ ُ
ت بِ ِ ل َ
س ِ ن َأنَبا ِ
ء الّر ُ م ْ عل َي ْ َ
ك ِ ص َ نّ ُ
ق ّ
كان يقال :من أعطسسي أربعًسسا لسسم يمنسسع أربعًسسا :مسسن
أعطى الشكر لسسم يمنسسع المزيسسد ،قسسال تعسسالى :ل َِئن
َ
زيدَن ّك ُ ْ
م . مل ِشك َْرت ُ ْ
َ
195
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ومن أعطى التوبة لسسم يمنسسع القبسسول ،قسسال تعسسالى:
ه ومسسن عب َللاِد ِ ن ِ عل ْ ة َ وب َل َ ل الت ّ ْ قب َل ُ ذي ي َ ْ و ا ل ّل ِ هل َ و ُ َ
أعطسسى المشسسورة لسسم يمنسسع الصسسواب ،ومسسن أعطسسى
الستخارة لم يمنع الخيرة.
هذه قصيدة لبعضهم فيها غلو صلحنا مسسا فيهسسا مسسن
سا:الغلط العتقادي وجعلنا على ما فيه تصليح أقوا ً
م ظسس ُ خيرِ أعْ َ ها وََبادِْر فَِفي الّتا ِ دا َ ن هُ س َ س عَ س ْ ض ل ِن َْف ٍ ت َي َّق ْ
شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي َةِ خ ْ ت َ ول ْ َتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ
ل ن غَي ّهَسسا ك ُس ّ مس ْ ت ِ شسسسدٍ وَقْد ْ ب َل َغَس ْ م ل ت َل ْسسسو ى ل ُِر ْ حت ّسسسا َ فَ َ
عَنان ََهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ب ُغْي َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسةِ ِ
دى ت ل ِل ُْهسسس َ سسسس ْ هسسسا فَل َي ْ َ ن ن ََها َ م ْ ة لِ َ م ٌ وا َ سوِء ل َ ّ ماَرةٌ بال ّ وأ ّ
ة
مئ ِّنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ مط ْ َ ُ
ن الت َّقسسى وا ُ خس َ لإ ْ عن الِفعْس ِ س َ مسسًرا فَل َْيسس َ تأ ْ مَعسس ْ إذا أْز َ
مَبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسّرةِ هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا َوال َ ي َُرد ّ َ
ة
مّر ِ ل َ مّرةٍ ي َث ِْنيهِ في ك ُ ّ خي ْسرِ فسسي أُبو ُ ل ال َ مسّر فِعْس ُ ن َ َوإ ْ
َبال ِهَسسسسسسسسسسسا أن ْث َن َسسسسسسسسسسسى
ت عي س ُ ت وَل َسوْ أن ّسسي د ُ ِ ت ل َط َسساَر ْ م ْ م ل َسسسوْ قُسسسد ّ َ َولسسسي قَسسسد َ ٌ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسةِ ل ُِقْرَبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسةِ ظل َ لِ ُ
ن مسسا ُ مى ِفيَهسسا الّز َ ل َر َ ج ٌ ل وَرِ ْ جس ٌ ن رِ ْ ذي رِ ْ َ ت ك َس ِ ل َك ْن ْ ُ
جلي ْس ِ
تة َفشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل ّ ِ ح ٌ حي َ صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ َ
ب ن لِهيسس ٍ مسس ْ مسسا أَنسسا ِفيسسهِ ِ مسسسسا و َ ت َ مسسسسا َرأ ْ َ
وََقاَئلسسسسةٍ ل ّ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساَبني وََزفَْرتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي أ َ
ح ط وإن ك َث ُسَر ول ت َْيأ َ ك ل ت َْقن ُس ْ ُروَي ْسد َ َ
ل َروْ ٍ ن ن َْيسس ِ مسس ْ ن ِ سسس ْ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسةِ ح َ طسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا وَر ْ خ َ ال َ
مةِ شد ّةِ أْز َ ج إل ب ِ صسب ُّر ول فََر ٌ سسٌر والت ّ َ سسرِ ي ُ ْ معَ العُ ْ َ
عي سد َ ولى أ ِ مس ْ ما د َعَسسى ال َ َ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرةٌ فَل ّ نُ ْ
ة« جّنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ هسسل ل َ لأ ْ مسسا َ ل أعْ َ م ِ عا ِ م َ »وك َ ْ
شسسسسَرى ن الب ُ ْ مسسسس َ ت ِ حسسسس ِ من َ ْ جهَّنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم ٍ َ َ
حة ِ صسسسسسسسي َ ن الن ّ ِ سسسسسسسس ِ ح ْ خي ْسًرا وَ ُ ت َ وزي ِ جس ِ ت لهَسسا ُ فَُقل ْس ُ
ج ن ت َُفسّر َ حيل َسستي فسسي أ ْ ما ِ علسسسسسسسسسسسى السسسسسسسسسسسذي وَ َ
ن ك ُْرَبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسستي م َ جاةِ ِ ل ِللن ّ َ سبي ِ ن َ م ْ ل ِ فَهَ ْ
196
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ن َبسسواٍر مسس ْ
م ِ سسسل َ ْ
ك تَ ِْلرّبسس َ السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسّرَدى
ة« خي ْب َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ و َ مسا وَقُ ْ ب ن َْف ً ت فَط ِ ْ »فََقال َ ْ
كسسل ه ُ ت عَْنسس ُ طسس ْ ح ّإليسسه فَ ُ جًهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا مت َوَ ّ
ُ
طيئ َ ِ
ة« خ ِ َ ة
مسس ِح َن َر ْ مسس ْ س ِ م آيسس ٌ كسس ْ »فَ َ
ل كسس ّ ن ُ م ْ ت ِل َبني الزّل ِ ي ُِقي َ جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا فالت ْ َ
ة« عَث ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَر ِ ل صسسسد ْهُ بسسسذ ّ ك َفأقْ ِ »فَسسسد َي ْت ُ َ
مسسسن الث َسسسام ِ ت َوْب َسسس َ
ة جن ْسسسوهُ ِ َ َفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسإنه
ت« خبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ م ْ ُ مسسن ن ِ مسسا أتسسوهُ ت َسساِئبي ْ َ »إذا َ
السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذي
فصل
عن أبسسي السسدرداء قسسال :إن السسذين ألسسسنتُهم رطبسسة
ل أحدهم الجنة وهو يضحك. بذكر الله عّز وجل يدخ ُ
س
ه النسسا ُ ن ثابت ُيريسسد الجمعسسة فاسسستقبل ُ
خرج زيد ُ ب ُ
راجعيسسن ،فسسدخل داًرا ،فقيسسل لسسه ،فقسسال :إنسسه مسسن ل
يستحي من الناس ل يستحي من الله.
ة حتى أصبح أو قارب الصسسبح صلى تميم الداري ليل ً
َ
ن ب ال ّ ل ِ
ذي َ س َ
ح ِم َة وُيرددهسسا ويبكسسي :أ ْوهو يقرؤ آي س ً
197
إيقاظ أوللللللي
َ الهمم العالية
مُنللوا
نآ َ كاّللل ِ
ذي َ م َ عل َ ُ
هلل ْ ج َ
ت أن ن ّ ْسللي َّئا ِحللوا ال ّجت ََر ُ
ا ْ
ت .
حا ِ مُلوا ال ّ
صال ِ َ ع ِو ََ
وقام مرة بعد َ أن صلى العشاء في المسسسجد فم سّر
ن فمسسا خسسرج منهسسا حو َ كال ِ ُ ها َ في َ م ِ ه ْ و ُبهذه الية َ
حتى سمع أذان الصبح.
وسسسأله رجسسل عسسن صسسلته بالليسسل ،فغضسسب غض سًبا
دا ،ثم قال :والله لركعة أصليها في جسسوف الليسسل شدي ً
ُ
ه
صسس ُ صلي الليل كُله ،ثم أقُ ّ ي من أن أ ّ ب إل ّ في سرٍ أح ّ
مسسر م سّرةٍ وكسسم اعْت َ َ من َ ج ِ ج ّ دكم َ من ي َعُ ّ على الناس ب َل ّغَْ َ
ة.
من الرياِء والسمع ِ ذره ِ ح ِ و َ
سنة خيٌر من كثير في بدعسسة، وقال آخر :قليل في ُ
سك. ل عمل مع تقوى ،أقوى الُقوة غلبُتك نف َ كيف يق ُ
ومسسن عجسسز عسسن أدب نفسسسه كسسان عسسن أدب غيسسره
ل شيء. أعجز ،ومن خاف الله خافه ك ُ
ك علسسى ك فاب ْ ِمن مال َ وقال :إن اغتممت بما ين ُْقص ِ
من عمرك في غير طاعة الله. ص ِ ما ي َن ُْق ُ
ل حتى يؤثر دينه علسسى شسسهوته ولسسن ل رج ٌ م َولن يك ْ ُ
يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه.
ومن علمة الستدراج العمى عن عُيوب النفس.
سسّقثه يعتم سد ُ كان الربيع بن خيثسسم بعسسد مسسا سسسقط ِ
علسسى رجليسن إلسى المسسجد ،وكسان أصسحاب عبسدالله
ص الله لك لو صليت في بيتك. خ َ يقولون له :لقد ر ّ
ي ت الذان حسس ّ ل :إنه كما تقولون ولكني سمع ُ فيقو ُ
على الفلح ،فمن سمع منكم فليجبسسه ولسسو زحًفسسا ولسسو
وا. حب ً
قال بعضهم :يا أخي ،إن الشفقة لم تزل بسسالمؤمن
حسستى أوفسسدته علسسى خيسسر حسسال ،وإن الغفلسسة لسسم تسسزل
ه إلى شرِ حال. بالفاجر حتى أسلمت ُ
ئ ل يدري مسسا عاقبسسة أمسسره ،ومسسا عمرِ امر ٍ وما خيُر ُ
ةحفظ منه ،ولئن كسسانت الرغبسس ُ ل ما ُ ش ل يكم ُ خيُر عي ٍ
198
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
في الدنيا هي المسسستولية علسسى قلوبنسسا كمسسا اسسستولت
سْرَنا. دا في القيامة وخ ِ على أبداننا لقد خبنا غ ً
مرض خيثمة وثقل وجاءته امرأته ،فجلسسست عنسسده
فبكت ،فقال لها :ما يبكيك؟ الموت لبد منه ،فقالت:
ت منسسك ي حرا ،فقال لها :مسسا كسسل هسسذا أرد ُ ل عل ّالرجا ُ
دا وهسسو أخسسي ،وهسسو رجسسل جل ً واح س ً ت أخسساف ر ُ إنما كنس ُ
ب فسسي بيسستي ت أن يشر َ فاسق يتناول الشراب ،فكره ُ
ل ثلث. الشراب بعد إذ القرآن ُيتلى فيه ك ّ
وعن العمش عن خيثمة ،قال :تقول الملئكسسة :يسسا
رب عبدك المؤمن تزوي عنه السسدنيا ،وتعرضسسه للبلء،
قال :فيقول للملئكة :اكشسسفوا لهسسم عسسن ثسسوابه ،فسسإذا
رأوا ثوابه ،قالوا :يا رب ل يضره ما أصابه في الدنيا.
قسسال :ويقولسسون عبسسدك الكسسافر تسسزوي عنسسه البلء
وتبسط له الدنيا ،قال :فيقول للملئكة :اكشفوا لهسسم
عسسن عقسسابه ،قسسال :فسسإذا رأوا عقسسابه ،قسسالوا :يسسا رب ل
ينفعه ما أصابه من الدنيا.
ولما نزل بابن إدريس الموت بكت ابنُته ،فقسسال :ل
ة آلف ت القرآن فسسي هسسذا السسبيت أربعس َ تبكي فقد ختم ُ
ختمة.
دنيا قسسال عبسسدالله بسسن مسسسعود :ذهسسب صسسفو ال س ّ
ة لكل مسلم. وبقي كدرها ،فالموت اليوم تحف ٌ
ه ،فقسسال :واللسسه لقسسد صسسحبنا ن أصسسحاب ُ وعظ الحسس ُ
ة ليسسس ما كاُنوا يقوُلون :ليس لنا في السسدنيا حاج س ٌ أقوا ً
حهم. لها خلقنا ،فطلبوا الجنة بُغدوهم وروا ِ
نعسسم ،واللسسه حسستى أهرقسسوا فيهسسا دمسساءهم فسسأفلحوا
شه ول دهم ثوًبا ول يْفتر ُ ونجحوا هنيًئا لهم ل يطوى أح ُ
سا خائًفا إذا دخل على أهلسه ما ذليل ً متباي ً تلقى إل صائ ً
إن قُِرب إليه شسسيء أكل ُسسه وإل سسسكت ل يسسسألُهم عسسن
شيٍء ما هذا؟ وما هذا؟ ثم قال:
حي َسساءِت ال ْ مي ّس ُ ت َما المي س ُح إن ّ َ سسسترا َمسسات فا ْ مسسن َس َ لي َ
ت مْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٍ
بِ َ
199
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
200
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ب السسدين وهسسو داعيسسة إلسسى
ب أد ُ قسسال بعضسسهم :الد ُ
ب إلى السعادة وزاد ٌ من التقوى. التوفيق ،وسب ٌ
وهو أن تعلسسم شسسرائع السسسلم وأداء الفسسرائض وأن
خذ لنفسك بحظهسسا مسسن النافلسسة وتزيسسد ذلسسك بصسسحة تأ ُ
ضسسا
مبغ ً
سا فيه ُمناف ً
حب الخير ُ النية وإخلص النفس و ُ
عا عنه.
للشر ناز ً
مجانبسة للشسر ة في ثوابه و ُ ويكون طلبك للخير رغب ً
ة من عقابه فتفسسوز بسسالثواب وتسسسلم مسسن العقسساب رهب ً
موبقسسات وآثسسرت الحسسسنات ذلك إذا اعتزلت ُركسسوب ال ُ
المنجيات .والله أعلم ،وصسسل اللسسه علسسى محمسسد وآلسسه
وصحبه وسلم.
حكم وفوائد منوعة
ف من عالم ترك الناس علمه لفساد ما شيء أضع ُ
طريقته ،ومسسا شسسيء أضسسعف مسسن جاهسسل أخسسذ النسساس
بجهلسسه لنظرهسسم إلسسى عبسسادته السستي بناهسسا علسسى غيسسر
أساس.
كان أحد الحكماء قليل الكل خشن اللباس ،فكتب
ب أن الرحمة لكل ذي إليه بعض الفلسفة :أنت تحس ُ
ُروح واجبة وأنت ذو روح ول ترحمها بترك قلسسة الكسسل
وخشن اللباس.
فكتب إليه :عاتبتني على لبس الخشن وقد يعشق
النسان القبيحة ويترك الحسناء وعسساتبتني علسسى قلسسة
الكل وأنا إنمسسا أريسد ُ أن أكسسل لعيسسش وأنسست ُتريسسد أن
تعيش لتأكل والسلم.
ت السبب في قلسسة فكتب إليه الفيلسوف :قد عرف ُ
الكل فما السبب في قلة الكلم.
ت إلسسى مفسسارقته مسسا مسسا احتجس ُ
فكتب الحكيم إليه :أ ّ
وتركه للناس فليس لك ،والشغل بما ليس لك عبث.
وقد خلق الحقّ سبحانه وتعالى لسسك أ ُ
ذنيسسن ولسسساًنا
ضسسعف مسسا تقسسول ل لتقسسول أكسسثر ممسسا تسسسمع لتسسسمعَ ِ
والسلم.
201
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
دعت على زوجها تقدمت امرأة إلى قاضي الري فا ّ
بصداقها خمسمائة دينار ،فسسأنكر فجسساءت ببينسسة تشسسهد
لها به.
فقالواُ :نريد أن تسُفر لنا عن وجهها حتى نعلم أنها
الزوجة أم ل.
موا على ذلك قسال السزوج :ل تفعلسوا هسي م ُ
فلما ص ّ
صادقة فيما تدعيه.
ه عسسن النظسسر إلسسى ن زوجت َس َ
صسسو َ
فأقر بمسسا أدعسست لي ُ
وجهها.
فقسسالت المسسرأة حيسسن عرفسست ذلسسك منسسه وأنسسه أقسّر
ل مسسنحس ّ جهََها عن نظر الرجال إليه :هو في ِ نو ْصو َ لي ُ
صداقي الذي عليه في الدنيا والخرة.
مغْت َسسر فلخل قلُبه من ذكر أخطسسار أربعسسة فهسسو ُ من َ َ
يأمن الشقاء:
الول :خطر الميثاق حين قال :هسسؤلء فسسي الجنسسة
ول أبالي ،وهؤلء في النار ول أبالي ،فل يعلم فسسي أي
الفريقين كان.
خل ِسقَ فسسي ظلمسسات ثلث ،فنسسادى والثللاني :حيسسن َ
الملك بالشقاوة والسسسعادة ،ول يسسدري أمسسن الشسسقياء
هو أم من السعداء.
والثللالث :ذكسسُر هسسول المطلسسع ،فل يسسدري أيبشسسر
برضاء الله أم بسخطه.
والرابع :يوم يصسسدر النسساس أشسستاًتا ،فل يسسدري أي
الطريقين يسلك به .اهس.
قال علي بن الموفق :كان لي جار مجوسي اسمه
ت أعرض عليسسه السسسلم ،فيقسسول :نحسسن شهريار ،فكن ُ
على الحق ،فمات على المجوسية ،فرأيته في النوم،
ت له :ما الخبر؟ فقال :نحن في قعر جهنم ،قال: فقل ُ
ت:م منكم ،قال :قل ُ ت :تحتكم قوم؟ قال :نعم ،قو ٌ قل ُ
مّنا ،قال :الذين يقولسسون إن القسسرآن من أي الطوائف ِ
مخلوق .اهس من »طبقات الحنابلة« المجلد ).(2
202
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
قيل للعمش :قد أحببت العلسسم بكسسثرة مسسن يأخسسذه
عنك؟ قال :ل تعجبوا ،فإن ثلثا منهم يموتون قبسسل أن
يدركوا وثلًثا يلزمون السلطان فهم شٌر من الموتى.
ومن الثلسسث الثسسالث قليسسل مسسن يفلسسح ،وقسسال :ش سّر
المراء أبعدهم من العلماء ،وشّر العلماء أقرُبهم مسسن
المراء.
وقال آخر :اجتنب صحبة ثلثة أصناف مسسن النسساس:
مسسداهنين ،والمتصسسوفة الجبسسابرة الغسسافلين ،والُقسسراء ال ُ
الجاهلين.
وقال الخليل بن أحمد :أيامي أربعة :يوم ألقى فيه
م فسسائدتي من هو أعلسسم منسسي فسسأتعلم منسسه ،فسسذاك يسسو ٌ
وغنيمتي ،ويوم ألقى فيه من أنا أعلم منه فذاك يسسوم
أجري ،ويوم ألقى فيه من هسسو مثلسسي فسسأذاك ُِرهُ فسسذلك
م دْرسي ،ويوم ألقى فيه من هسسو دونسسي وهسسو يسسرى يو ُ
أنه فوقي فل أكلمه وأجعله يوم راحتي.
قسسال ابسسن المسسسيب :لقسسد أتسسى علسسي ثمسساُنون سسسنة
ي وأنسسا أعشسو بسالخرى وصسساحبي ت إحسسدى عينس ّوذهبس ْ
أعمى وأصم ُيريد ُ ذكره ُ و إني أخاف من فتنة النساء.
وقسسال عبسسادة بسسن الصسسامت :أل ترونسسي ل أقُسسوم إل
دا )يعني إنسه يسساعد علسسى القيسام( ول آكسسل إل مسسا رفْ ً
ن( وقد مات صسساحبي منسسذ سخ ّ ُلوقَ لي )يعني مالّين و ُ
ه(.
زمان )يعني ذكر ُ
ت بامرأة ل تحل لسسي وأن لسسي وما يسرني أني خلو ُ
ة أن يسسأتيني الشسسيطان س مخافس َ ما تطلعُ عليسسه الشسسم ُ
ي؛ لنسسه ل سسسمع لسسه ول بصسسر ،وكسسان مسسن كه عل ّفيحر ُ
السلف في السوق ل ينظر إل إلى قدمه.
ت على بيت مسسال وقال سعيد بن المسيب :لو أتمن ُ
تت على امسسرأة سسسوداَء لخف س ُ ت المانة ،ولو أتمن ُ لدي ُ
أن ل أؤدي المانة فيها.
203
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وكسسذلك المسسال ل يسسؤتمن عليسسه أصسسحاب النفسسس
الحريصة على أخذه ،وهذا كله يبين أن النفس تخسسون
ه الله. أمانتها إل من عصم ُ
سن السسسسرأ ِ ك ل َسسسسو ُ ب وخان َسسسس َ ك مشسسن اليسسام ِ ن َسسا ٌ فَ سَرا َ
ب شسسسسسسسسي َ ُ سأ ْ ب والسسسسسسسسرأ ُ خَلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ م ْ و ِ
س مَرامسسسي النفسسس ِ مةٍ ب َْعيسسسد َ ح هِ ّ م َ جا ِك َ فحّتام ل ت َن َْف ُ
ب ت أقْسسسسسسسسَر ُ ت فيسسه والمسسسسسسسسو ُ س سّرث بعَي ْسسش أن ْس َ تُ َ
ت ب السسدنيا وأنسس َ سسست َعْذِ ُ ص وت َ ْ من ََغسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ّ ُ
ب مَعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذ ّ ُ ك ُ م َ سس َ ج ْ ت ِ ك والوْقَسسا ُ ت ُغَذ ّي ْ َ
ت عا ُ ك والسسسسسسا َ سسسسسسقي ْ َ ذي وت َ ْ ت َغَْتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ
ب شسسسسسسسسَر ُ ك تَ ْ حسسسسسسسس َ مت َل َِفًتا ُروْ َ ب من آفات َِها ُ ج ُ وت َعْ َ
ك مسسُر اللسسه فِعُْلسس َ ن إلي َْهسسا ل َعَ ْ طسس ُ شسسر ت ّب ْ ِ سسسب َُها بالب ْ ح ِ وت ْ
ب
جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ة أعْ َ خّلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ً
ك عسسن في َظ َْهسسسُر منهسسسا غَْيسسسُر مسسسا مْتسس َ ت أعْ َ ضسسي ْ ْ إذا َر ِ
بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ح ّ دى ت َت َ َ ق الُهسسسسسسسسس َ طسسسسسسسسسُر ِ ُ
ن حيسس َ ب بها ْ ن ذي ْ ل ُ ّ شسسَباب فما ظ ّ ب ال ّ سل َْبها ثو َ وفي َ
ب ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ة ت َغْ َ دلَلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٌ َ
عا دا ً خس َ ك علسسى أنهسسا ت ُعْط ِسسي ِ ش سي ْب ُ َ ك َ ضى بأن ي َن ْهَسسا َ أت َْر َ
ب سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل ِ ُ والحجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا وت َ ْ
مسسسعَ اليسسسام ِ ت َل ْهُسسسو ت َ ك وأن ْسسس َ معْ ِلسسد ُن َْيا َ ك ل َتسسس َ أجسسد ّ َ
ب دا وت َل ْعَسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ وعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ً م ْ َ
ق
ج السسسّريّ والب َسسسْر ُ ول ت َت َسسسر ّ
ب خل ّسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ُ
204
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فيا مستورين ستطهر الخبايا ،أيها المستوطن بيت
ك ،أيها المسرور بقصسسوره ،تهيسسأ غروره ،تأهب لزعاج ْ ُ
جك. لخرا ْ
دتك وقسسم فسسي قضسساء حاجتسسك قبسسل فسسراق خ سذ ْ عُ س ّ ُ
أولدك ،وأزواجسسك ،مسسا السسدنيا دار مقامسسك ،بسسل محث ًسسا
لدلجك.
م سَقا ُ ة و َ ح ٌص ّس ِ م وي ُؤْ ٌ ت َتم سُر علسسى ن َعِي ْ ٌ هر ت َسساَرا ٌ وللد ّ ْ
الَفت َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى
م ب ومَل ُ معْت ِ ٌ س عليها َ ك فسسي السسدنيا فل فلي َ ن َيسس ُ مسس ْ و َ
ي َعَْتبّنهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ومسساذا السسذي ت َب ْغِْيسسهِ فَْهسس َ
و
م
طسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ُ ح َ ذا ُ مسسا َ ك مسسا السسدنيا و َ أجسسد ّ َ
م وا ُ ك فيها راعًيا وسسس َ مَتاعَُهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ولت َ ُ َ
ت ك السسدنيا وأْنسس َ ت َلسس َ داَنسس ْ وَ َ
ممسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ُ ها هَن ِي ًْئا لهلها هُ َ ما َفَد َعَْها ون َعْ َ
ك حْتسسسم ٍ َبعسسسد ذا َ سب َأل َْيسسس َ
م مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ُ ح َ مسسسور ِ مَقاليسسسد َ ال ُ ن َ هَسسسب إ ّ
سن المنايسسسا والن ُُفسسسو ِ ملك ْت ََهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا وب َي ْسسس َ َ
م ت د َهْسسسًرا ِلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَزا ُ ت بالل ّسسسذا ِ مت ّعْسسس َ و ُ
م غل ُ سسسي ّد ٌ و ُ حاد َ عنها َ طسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسةٍ وما َ بغِب ْ َ
ةمْريسسس ٌ ن ومسسسا كسسسان فيهسسسا ِ خل ُوْدِ ت ََباي ُ ٌ ن البَراَيا وال ُ فَب َي ْ َ
م صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ُ خ َ و ِ
مَرْقى الَفْرقَدِْين م فَوْقَ َ مَها ل َهُ ْ حك ْ ِ مل ُ ة ان َْقاد َ النا ُ ضي ّ ٌ قَ ِ
م مَقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ُ ل َ ضسسي الُعقسسو ُ ة ت َْق ِ ض سُروْرِي ّ ٌ َ
م حسسا ُ ن زِ َ عتاب ِِهم ل ِل ْعَسساك ِِفي ْ َ صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ْقَِها بأ ْ ب ِ
س فيسسه واًبسسا ل َْيسس َ ج َعليهسسم َ ل َ حسسسا ِ ل الرض عسسسن َ سسسس ِ َ
مت ك ََل ُ خل َسسسس ْ ك السسسستي َ الملسسسسو ِ
ى مْرم س ً ش عَسسن َ م ومسسا طسسا َ ن ت ََراكثسس ٌ وافِدِي ْ َ م ل ِل ْ َ واب ِهِ ْ بأب ْ َ
م سسسسسسسسسسسَها ُ ن ِ ل َُهسسسسسسسسسس ّ
م مَقا ُ ل وَ َ من ْزِ ٌ ف وأقَْفَر منهم َ سُيو ِ سَرار ال ُ ك عن أ ْ تجب ْ َ
قيسسام حسستى ال ِ ت فليسسس لهسسم َ جسسسسسسسسسسَر ْ السسسسسسسسسستي َ
صد َت ُْهم ن َِبال َُها ِقيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسام ن المَناَيا أقْ َ بأ ّ
205
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ق الُر َ
غسام ِ ن أط َْبسا ِ فَُهس ْ
م ب َْيس َ
من ُرغَسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ُ سسساقَ الغسسابري َ م َ سسي ُْقوا َو ِ
إلسسسسسسسسسسى السسسسسسسسسسّرَدى
مسسسسا حل ً غَْيسسسسَر َ حُلسسسسوا َ
م َ و َ
ه
ي َعَْهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُوْن َ ُ
نب المُنسسو ِ م بهسسم رْيسس ُ أَلسس ّ
مفََغسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسال َهُ ْ
فصل
206
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
اعلم أن المر بالمعروف والنهي عن المنكر ،تسسارةً
ل على رجاء ثوابه ،وتارة على خوف العقاب فسسي ُيحم ُ
تركه ،وتارة الغضب لله ،وتارة النصسسيحة للمسسسلمين
والرحمة لهم.
ورجسساء إنقسساذهم ممسسا أوقعسسوا أنفسسسهم فيسسه مسسن
دنيا والخسسرة وتسسارة التعرض للعقوبسسة وغضسسبه فسسي ال س ّ
يحمل عليه إجلل ً لله وعظمته ومحبتسسه وأنسسه أهسسل أن
صى وأن يسسذكر فل ينسسسى وأن يشسسكر فل ُيطاع فل ي ُعْ َ
يكفر.
وأن ُيفتدى من انتهاك محارمه بالنفوس والموال،
ت أن الخل ْقَ كلهم أطاعوا كما قال بعض السلف :ودِد ْ ُ
رض بالمقاريض. مي قُ ِ ح ِالله وأن ل َ ْ
وكان عبدالملك بن عمر بن عبدالعزيز يقول لبيه:
ك القدور في الله تعالى. ت بي وب َ ت أني غل ْ ودِد ْ ُ
هان عليه كل ما ظ هذا المقام والذي قبله َ من لح َ و َ
َيلقى من الذى في الله تعسسالى وربمسسا د َعَسسا لمسسن آذاه
ما ضربه قومه فجعل يمسسسح كما قال ذلك النبي ل َ ّ
الدم عن وجهه ،ويقول» :اللهم اغفر لقسسومي ،فسسإنهم
ل يعلمون« اهس.
أتت امرأة إلى عمر بن الخطاب ،فقالت :يسسا أميسسر
المؤمنين ،إن زوجي يصوم النهسسار ويقسسوم الليسسل وأنسسا
أكره أن أشكوه وهو يعمل بطاعة الله عز وجل.
ت ت ُك َسسرر عليسسه
جسسك فجعل س ْ ج زو ُ م السسزو ُفقال لها :ن ِعْ َ
ب السسسدي، القول وهو يكرر عليها الجواب ،فجاء كع س ُ
فقال :يا أمير المؤمنين ،هذه المرأة تشكو زوجها في
تمباعدته إّياها عسسن فراشسسه ،فقسسال عمسسر :كمسسا فهمس َ ُ
ي بزوجهسسا ،فسسأتي بسسه، كلمها ،فاقض بينهما ،فقال عل س ّ
م،فقال له :إن امرأتك هذه تشكوك ،قال :أفسسي طعسسا ٍ
أم شراب ،قال :ل.
فقالت المرأة:
207
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
شسسي خليلي عسسن فَِرا ِ أل َْهى َ محكي س ُ ضسسي ال َ يسسا أّيهسسا الَقا ِ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسجد ُهُ م ْ َ شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُهُُر ْ
ب ول ضسسا كْعسس ٌ فسساقْ َ
ض الَق َ جِعي تعب ُد ُهُ ض َ
م ْهدي في َ َز ّ
ت ُسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَردد ُهْ
م سرِ الِنسسساء ت فسسي أ ْ سس ُ وَل َ ْ نهسساُرهُ ول َي ُْلسسه مسسا ي َْرُقسسد ُهْ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُهُح َأ ْ
جَها:فقال َزوْ ُ
مسسا قَ سد ْمرؤ أذ ْهََلنسسي َ
أني ا ْ شسها وفسي دني فسي ُفر ِ َزهّ َ
َنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَز ْ
ل جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ْ
ل ح َال َ
فخوِي ْس ٌ
وفسسي كتسساب اللسسه ت َ ْ ل وفسسي حس ِس سوَْرةِ الن ّ ْ
فسسي ُ
لجل َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ْ
َ لطسسسسسسسسو ْسسسسسسسسسب ْع ال ّ
ِ ال ّ
فقال كعب:
ن عََق ْ
ل م ْ
صي َُبها في أْرب ٍَع ل ِ َ جس ْ
ل نَ ْ حًقا ي َسسا َر ُ علي ْ َ
ك َ ن لَها َ
إ ّ
ك العِل َ ْ
ل ك وَد َعْ عَن ْ َ ذا َفأعْط َِها َ
ل لك النساَء مثنى ثم قال :إن الله عز وجل قد أح ّ
نن تعَب ّسسد فيه س ّ ة أيسسام وليسسالُيه ّ وُثلث وُربسساع ،فلسسك ثلث س ُ
لربك.
ب فقال عمر :والله مسسا أدري مسسن أي أمريسسك أعجس ُ
حكمك بينُهما ،اذهسسب فقسسد أمن فهمك أمرهما أم من ُ
وّليُتك قضاء البصرة.
قال بعض العلماء :أنا أخاف من النسساء أكسسثر ممسسا
أخاف من كيسسد الشسسيطان؛ لن اللسسه سسسبحانه وتعسسالى
فا ،وقسسال عي ً ضل ِن َ ن ك َللا َ طا ِ شي ْ َ
ن ك َي ْدَ ال ّ
يقول :إ ِ ّ
م . ظي ٌ ع ِن َ ن ك َي ْدَك ُ ّ سبحانه في النساء :إ ِ ّ
كسسان بعسسض العلمسساء يقسسول :إذا رأيسست الليسسل مقبل ً
ت وأقسسسول أخل ُسسسو بربسسسي ،وإذا رأيسسست الصسسسباح فرحسسس ُ
ت كراهة لقاء من ُيشغلني عن ربي. استوحش ُ
208
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
قسسال ابسسن عبسساس :غسسي واد فسسي جهنسسم ،وإن أوديسسة
جهنم لتستعيذ من حره ،أعد الله ذلك الوادي للزانسسي
المصر على الزنسسا ،والشسسارب الخمسسر المسسدمن عليسسه،
ولكل الربا الذي ل ينزع عنه ،ولهل العقوق ،ولشاهد
دا ليس منه. الزور ولمرأة أدخلت على زوجها ول ً
قال عمر بن ذر :لما رأى العابدون الليل قسسد هجسسم
عليهسسم ،ونظسسروا إلسسى أهسسل الغفلسسة قسسد سسسكنوا إلسسى
فرشهم ورجعوا إلى ملذهم ،قاموا إلى اللسسه سسسبحانه
مستبشرين بمسسا قسسد وهبهسسم اللسسه مسسن وتعالى فرحين ُ
د ،فاسسستقبلوا الليسسل بأبسسداِنهم جسس ِ طسسول الّته ُ السسسهر و ُ
ه بصفاح وجوههم ،فانقضى عنهسسم اللي س ُ
ل وباشر ظلمت َ ُ
ت أبسسدانهم مسسن من التلوة ول مل ّس ْ ذاتُهم ِوما انقضت ل ّ
طول العبادة ،فأصبح الفريقان وقد ولى بربٍح وغبن.
فاعملوا لنفسسسكم فسسي هسسذا الليسسل وسسسواده ،فسسإن
المغبون من غبن خير الدنيا والخرة.
م ُ
طسسوْ َ
ل ن نسسا َ
م ْ سَرى فَ َ سي ُْر ال ْ َ
م ْ ب ال ّ ل َ
طا َ ة الّلي ِيا ُرفَْق َ
لصسسسسسسسسسسسس ِ
وا لسسسسسسسسسسسسم ي َ ِ م ْ فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساغْت َن ِ ُ
210
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ت سوم السستي طسساب َ ْ ن الج ُ أي َ ت نسسادِ الُقصسسوَر السستي أق سوَ ْ
طاعمهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا م َ َ مهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا معال ِ ُ َ
مهسسا ع ُ دنياهُ ونا ِضُر ُ ألهاه نا ِ ك ك وأبناُء الملو ِ ملو ُُ ن ال ُ أي ْ َ
ف خسسو ٍ مسسن َ نو ِ سد ُ الَعري س ِ أ ْ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن و َ
مَهاُتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسال ُ ِ ن السسسود ُ السستي كسساَنت أي س َ
ب لخان َْتهسسسسا ل ََهسسسسا العَُقسسسسا ُ ُتحاِذرهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
مَهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا َقوادِ ُ ش السستي كسسانت جيسسو ُ ن ال ُ أي َ
ى
ن ُرْتبُتسسسسه الكسسسسبر َ وأْيسسسس َ ت ضسسسسسسسسس ْ َلسسسسسسسسسو اعَْتر َ
مهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا وخاد ُ مسسن كسسان جسساب و َ ح َ ن ال ِ أي س َ
مراعيهسسا ت فسسي َ كمسسا َلهسس ْ ب َلسسسسسسسسسس ُ
ه الحجسسسسسسسسسسا ُ
مها وائ ِ ُ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ َ مسسا ل َس ُ
ه ن السسذين ل َهْسسوا ع ّ أي س َ
م تأ ْ ل السسسدَنانيُر أغَنسسس ْ هسسس ْ َ خِلقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوا ُ
مَهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا د ََراهِ ُ مسسن ن السسبُيوت السستي ِ أيسس َ
م تأ ْ سسسسّرةُ أغَْنسسس ْ ل ال ِ هسسس ِ َ تج ْ سسسسسسسسسجدٍ ُنسسسسسسسسس َ عَ ْ
مَها ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَراِغ ُ َ سسسسسّرةُ ت َْعلوهسسسسا ن ال ِ أيسسسس َ
صسسم ٍ المغسسروِر ع َ ول َيسسَرى ِ ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسراِغمها
مها عاصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ل ل كسساَنت قب س ُ ذي المَعاقِ ُ ه ِ
ةم ً صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ عا ِ َ
ف
يا ب ُّني ،احذر الحسسسد فسإنه ُيفسسد ُ السدين وُيضسسع ُ
النفس ويعقب الندم ،واللسسه أعلسسم ،وصسسل اللسسه علسسى
محمد وآله وصحبه وسلم.
فصل
ومن وصايا أبي حنيفة لبي يوسسسف :ل تتكلسسم بيسسن
يدي العامة إل بما تسسسأل عنسسه ،قلسست) :أو فيمسسا يعسسود
عليهم بما ينفعهم وإن لم يسألوا(.
215
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ول تكثر الخروج إلى السوق ،ول تكلسسم المراهقيسسن
فإنهم فتنة )قلت إل لضرورة أو حاجة(.
ول تمش في قارعة الطريق مع المشايخ والعامة،
دمتهم ازدري بعلمسسك ،وإن أخرتهسسم ازدري فإنك إن ق ّ
ن منك.س ّث أنهم أ َ بك من حي ُ
قال النبي » :من لسسم يرحسسم صسسغيرنا ولسسم يسسوقر
مّنا«.
س ِ
كبيرنا فلي َ
ول تقعسسد علسسى قسسوارع الطريسسق فسسإن دعسساك ذلسسك
فاقعد في المسجد.
ت :إلول تأكسسسل فسسسي السسسسواق والمسسسساجد ،قلسسس ُ
لضرورة أو حاجة.
ول ترض لنفسك من العبادات إل بأكثر مما يفعلسسه
غيرك وتعاطاها ،فإن العامة إذا لم يروا منسسك القبسسال
عليهسسا أكسسثر ممسسا يفعلسسون اعتقسسدوا فيسسك قلسسة الرغبسسة
واعتقدوا أن علمك ل ينفعك إل ما نفعهم الجهل الذي
هم فيه.
وإذا دخلسست بلسسدة فيهسسا أهسسل العلسسم فل تتخسسذها
لنفسك ،بل كن كواحد من أهلها ليعلموا أنك ل تقصد
جسساههم ول يخرجسسون عليسسك بسسأجمعهم ويطعنسسون فسسي
مذهبك وتصير مطعوًنا عندهم بل فائدة.
وإن اسسسسستفتوك فل تناقشسسسسهم فسسسسي المنسسسساظرة
والمطارحات.
ول تذكر لهم شيًئا إل عن دليل واضح.
ول تطعن في أساتذتهم فإنهم يطعنون فيك ،قلت:
إل أن يكونوا مبتدعين كالشاعرة والمعتزلة والجهمية
والرافضة فيحذر عنهم.
وكن من الناس على حذر.
وكن لله تعالى في سرك كما أنت له في علنيتك.
ول يصلح أمر العلم إل بعد أن يجعل سره كعلنيته.
وإذا أولك السلطان عمل ً فل تقبل ذلك منه إل بعد
أن تعلم أنه إنما ُيوليك ذلك لعلمك.
216
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وإياك أن تتكلم في مجلس النظر على خوف ،فإن
ث الخلل في اللفاظ ،والكلل في اللسان. ذلك ُيور ُ
وإياك أن تكثر الضحك ،فإنه يميت القلب.
ت لقول الله تعسسالى: ول تمش إل على طمأنينة ،قل ُ
َ ن َ َ ن ال ّ ل ِ
ض
علللى الْر ِ شللو َم ُن يَ ْذي َ مل ِ ح َ
عب َللادُ الّر ْ و ِ َ
وًنا . ه َْ
جسسول ً فسسي المسسور ،قلسست :إل فيمسسا حسسث ول تكسسن ع ُ
الشارع على السراع والمبادرة فيه.
وإذا تكلمت فل تكسسثر التصسسويت ،ول ترفسسع صسسوتك،
قلت :لنه يسسدل علسسى قلسسة العقسسل ،قسسال اللسسه تعسسالى:
مهل ْت أ َك ْث َُر ُجلَرا ِح ُ
ء ال ُ
وَرا ِمن َ ك ِ دون َ َن ي َُنا ُذي َن ال ّ ِ إ ِ ّ
ن . قُلو َ ع ِ ل َ يَ ْ
ون وقلة الحركة ،ليتحّققَ عنسسد واتخذ لنفسك السك ُ
الناس ثباُتك ،ولنه يدل على رزانة العقل.
مواوأكثر من ذكر الله تعالى فيما بين الناس ،ليتعل ّ ُ
ذلك منك ،قلت :وليكون لسسه مثسسل أجسسورهم؛ لحسسديث:
ل على خير فله مثل أجر فاعله«. »من د َ
واتخسسذ لنفسسسك ورًدا خلسسف الصسسلوات تقسسرأ فيسسه
القرآن ،وتذكر الله تعالى وتحمده وتشكره.
مسسا معسسدودةً مسسن كسسل شسسهر تصسسوم فيهسسا، واتخذ أيا ً
ليقتدي بك غيرك.
دنياك وإلى ما أنت فيسه ،فسسإن اللسه ول تطمئن إلى ُ
سائلك عن جميع ذلك.
وإذا عرفت إنساًنا بالشر فل تذكره به ،بسسل اطلسسب
منسسه خيسًرا فسساذكره بسسه ،إل فسسي بسساب السسدين فإنسسك إن
عرفت في دينسسه ذلسسك فسساذكره للنسساس كسسي ل يتبعسسوه
وليحسسذروه ،قسسال –عليسسه الصسسلة والسسسلم» :-اذكسسروا
الفاجر بما فيه حتى يحذره الناس« ،وإن كان ذا جسساه
ومنزلة فاذكر ذلك ول تبال من جاهه ،فإن الله تعالى
معينك وناصرك وناصر الدين. ُ
217
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فإذا فعلت ذلك مرة هابوك ولم يتجاسر أحد علسسى
إظهار البدعة في الدين.
دا مسسن أهسسل الهسسواء إل علسسى سسسبيل ول تجالس أح ً
الدعوة إلى الدين ول تشاتم.
وإذا أذن المؤذن فتأهب لدخول المسجد لئل تتقدم
ت :بسسل للمبسسادرة إلسسى أداء الفريضسسة عليك العامة ،قل ُ
وليقتدي بك غيرك.
ول تتخذ دارك في جوار السلطان.
ت :إل وما رأيت على جارك فاستره فإنه أمانةُ ،قلس ُ
مجاهًرا بالمعاصي. أن يكون ُ
ت :إل أن يكسسون فيهسسا ول تظهر أسسسرار النسساس ،قلس ُ
ضرٌر على مسلم.
ومن استشارك في شيء فأشر عليسسه بمسسا يقربسسك
إلى الله تعالى.
وإيسساك والبخسسل فسسإنه تنقسسص بسسه المسسروءة ول تكسسن
سسسا ول غياًبسسا ولت :ول جاسو ً عسسا ول كسسذاًبا ،قلسس ُ طما ً
شا ول صاحب مقابلة. ما ول غشا ً نما ً
وأظهر غنى القلب مظهًرا في نفسك قلة الحسسرص
والرغبة وأظهر مسسن نفسسسك الغنسسى ،ول تظهسسر الفقسسر
وإن كنت فقيًرا.
ت منزلته. مةٍ فإن من ضعفت همته ضعف ْ وكن ذا هِ َ
وإذا مشيت مع الطريق فل تتلفت يميًنا ول شما ً
ل،
ت :إل لضسسرورة أو بسسل داوم النظسسر فسسي الرض ،قلسس ُ
حاجة.
ول تماكس بالحبات والدوانق وحقر الدنيا المحقرة
عند أهل العلم )أي علماء الخرة العاملون بعلمهسسم ل
علماء الدنيا(.
ك ليمكنسسك القبسسال علسسى العلسسم، ك غيسَر َ ل أمسسور ََوو ّ
وإيسساك أن تكلسسم المجسسانين ومسسن ل يعسسرف المنسساظرة
والحجسسة مسسن أهسسل العلسسم والسسذين يطلبسسون الجسساه
ويستغرقون بذكر المسائل فيمسسا بيسسن النسساس ،فسسإنهم
218
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
يطلبون تخجيلك ول يبسسالون منسسك وإن عرفُسسوك علسسى
الحق.
وإذا دخلت على قوم كبار فل ترتفع عليهسسم مسسا لسسم
يرفعوك لئل يلحق بك منهم أذية.
وإذا كنت في قوم فل تتقدم عليهم في الصلة مسسا
لم يقسسدموك علسسى وجسسه التقسسدير ،قلسست :إل أن يكسسون
أقرأهم لكتاب الله فيتقدم .اهس.
ة
ك آي َل ًعل َل َج َ ول ِن َ ْقال ابن عباس فسسي أمسسر عزيسسر َ
س :يعني لبني إسرائيل وذلك أنه كان يجلسسس ّ
للّنا ِ
مع بنيه وهم شيوخ وهسسو شسساب؛ لنسسه مسسات وهسسو ابسسن
أربعين سنة ،فبعثه الله شاًبا كهيئته يوم مات.
وقيل في معنى ما قاله ابن عباس:
و
ن اب ْن ِسهِ فهْ س َ س شسساب مسسن ومن قَب ْل ِسهِ اب س ُ سسسود ُ َرا ٍ وأ ْ
قب ِْلسسسسسسسسسسسسهِ ابُنسسسسسسسسسسسسه أك َْبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر
سسسسوداُء والسسرأ ُ ه َ حي َُتسس ُ ب علسسى ول ِ ْ خا يدِ ّ شي ً ه ْي ََرى اب ْن َ ُ
شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَقُر صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا أ ْ العَ َ
يصسسب ِ ُ
شسسي ال ّ م ِ ل ي َُقوم ك َ َ
ما ي َ ْ ضس ُ ل ول فَ ْ حي ْس ٌ ما لب ِن ِسسه َ و َ
ُقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوّةٍ فَْيعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسثُر
جسسسسريْ ول ن ل يَ ْ س وعشسسسسري َ ي َُعسسسد ّ ابُنسسسه فسسسي النسسسا ِ
خَتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر ة َيتب َ ْ جسسسسسسسسس ٌنح ّ سسسسسسسسسسعِي ْ َ تِ ْ
ن فسسي سسسُعو َ مّرهَسسا ولبسسن إب ِِنسسه ت َ ْ نأ َ مُر أب ِي ْهِ أْرب َعُوْ َ وعُ ْ
س عَّبسسسسسسسسسروا ن النسسسسسسسسسا ِ لإ ْ معُْقسسو ِفما هو فسسي ال َ
ت ل َتسسسسسسد ِْري ن ك ُْنسسسسسس َ دارِي ًسسسسسسسسسسسا وإ ْ ت َ ك ُن ْسسسسسسسسسسس َ
ل ت ُْعسسسسسسسسذ َُر جْهسسسسسسسس ِ فِبال َ
219
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
يا بني ،إنه من قنع بما قسم الله له استغنى ومسسن
مد ّ عينه إلى ما في يسسد غيسسره مسسات فقيسًرا ،ومسسن لسسم
ض بما قسم الله عّز وج ّ
ل له اّتهم الله تعسسالى فسسي ير َ
قضائه.
ومن استصغر زّلة نفسه استعظم زلة غيره ،ومسسن
استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه ،يسسا بنسسي ،مسسن
ت بيته ،ومسسن سسسل ت عورا ُ كشف حجاب غيره انكشف ُ
سيف البغي ُقتل به.
ومسسن احتفسسر لخيسسه بئًرا سسسقط فيهسسا ،ومسسن داخسسل
حقر ،ومن خسسالط العلمسساء وقّسْر ،ومسسن دخسسل السفهاء ُ
مداخل السوء أتهم.
يا بنيُ ،قل الحق لك وعليك ،وإياك والنميمة فإنهسسا
تزرعُ الشحناء في قلوب الرجال ،يسسا بنسسي ،إذا طلبسست
الجود فعليك بمعاِدنه .واللسسه أعلسسم ،وصسسل اللسسه علسسى
محمد وآله وصحبه وسلم.
ومن نصيحة والد لولده
اعمل أن من تفكر فسسي السسدنيا قبسسل أن يوجسسد رأى
ة ،فسسإذا تفكسسر فسسي يسسوم القيامسسة علسسم أنسسه
مدةً طويلس ً
خمسون ألف سنة ،فإذا تفكر في اللبث في الجنة أو
ه.
النار علم أنه ل نهاية ل ُ
فإذا أعاد إلى النظر في مقدار بقائه فرضنا سسستين
ل ،فسسإنه يمضسسي منهسسا ثلثسسون سسسنة ي النسسوم، سسسنة مث ً
صبا.ونحو من خمس عشر في ال ّ
فسسإذا حسسسب البسساقي كسسان أكسسثر فسسي الشسسهوات
والمطاعم والمكاسب ،فإذا خلص ما للخرة وجد فيه
من الرياء والغفلة كثيًرا ،فماذا تشتري الحياة البديسسة
ن هذه الساعات؟ وإنما الثم ُ
ي لنفسسك ،وانسدم علسى مسا مضسى مسن فانتبه يا بن ُ
تفريطسسك ،واجتهسسد فسسي لحسساق الكسساملين مسسا دام فسسي
غصنك ما دامت فيه ُرطوبة. الوقت سعة ،واسق ُ
220
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ت
ت فكفى بها عظة ،ذهب ْ ك التي ضاع ْ واذكر ساعت َ
ب الفضسسائل ،وقسسد كسسان لذةُ الكسل فيها وفاتت مرات س ُ
السلف الصالح رحمهم الله يحبون جمسسع ك ُسسل فضسسيلة
ويبكون على فوات واحدةٍ منها.
قال إبراهيم بن أدهم س رحمه الله س دخلنا على عاد
مريض ،وهو ينظر إلى رجليه ويبكسسي ،فقلنسسا :مسسا لسسك
ي ليلسسة
صسسمُته ،وعل س ّ
ي يوم مضى ما ُ تبكي؟ فقال :عل ّ
ذهبت ما قمتها .والله أعلم ،وصل الله على محمد.
فصل
أرسل عمر إلى الكوفة من يسأل عن سعد فكسسان
سئل عنه رجل من بنسسي الناس يثنون عليه خيًرا حتى ُ
عبس ،فقال :أما إذا أنشدتمونا عن سعد فإنه كسسان ل
يخسسرج فسسي السسسرية ول يعسسدل بالرعيسسة ول يقسسسم
بالسوية.
فقال سعد :اللهم إن كان كاذًبا قسسام ريسساء وسسسمعة
فأطل عره وعظم فقره وعرضه للفتن.
225
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فكان ُيرى وهو شسسيخ كسسبير قسسد تسسدّلى حاجبسساه مسسن
ن فسسي الطرقسسات، هسس ّ
الكسسبر يتعسسرض للجسسواري يغمُز ُ
ويقول :شيخ كبير مفُتون أصابتني دعوة سْعد.
وكذا سعيد بن زيد كان مجسساب السسدعوة ،فقسسد روي
أن أروى بنسست أوس اسسستعدت مسسروان علسسى سسسعيد،
وقالت :سرق من أرضي وأدخله في أرضه.
فقال سعيد :اللهم إن كانت كاذبة فسسأذهب بصسسرها
وأقُتلها في أرضها ،فذهب بصُرها وماتت في أرضها.
ض العُب ّسساد فسسدخلناقال إبراهيم بن أدهم :مرض بع س ُ
ت لسسه :علسسى عليه نُعوده ،فجعل يتنفس ويتأسف ،فقل ُ
ماذا تتأسف؟ قال :علسسى ليلسسة نمُتهسسا ،ويسسوم أفطرتسسه،
ت فيها عن ذكر الله عز وجل. وساعةٍ غفل ُ
ض العباد عند موته ،فقيل له :مسسا يُبكيسسك؟ وبكى بع ُ
ت فيهسسم ،ويسسذكر فقسسال :أن يصسسوم الصسسائمون ولسسس ُ
تت فيهسسم ،ويصسسلي المصسسلون ولسس ُ السسذاكرون ولسس ُ
فيهم .تأمل يا أخي ،هذه الماني لله دره.
مليكة قال :لما كان يوم الفتسسح ركسسب عن ابن أبي ُ
ب بهسسم البح سُر، ة بن أبي جهل البحسسر هارب ًسسا فخس ّ عكرم ُ
عون اللسسسه فجعلسسست الصسسسّراِري )أي الملحسسسون( يسسسد ُ
ه ،فقال :ما هسسذا؟ قسسالوا :هسسذا مكسسان ل ينفسسع دون َ ُ ح ُ
وُيو ّ
ه محمسدٍ السسذي يسسدعونا إليسسه، فيه إل الله ،قال :هذا إلس ُ
فارجُعوا بنا ،فرجع فأسلم.
وعن مصعب بن سعد ،عن عكرمة بن أبسسي جهسسل،
ب حًبسسا بسسالراك ِ
مْر َقسسال :قسسال النسسبي يسسوم جئتسسهَ » :
ر« ،قلسست :واللسسه يسسا ب المهسساج ِحًبا بسسالراك ِ مْر َ
رَ ، مَهاج ِ ال ُ
ت مثلها ة أنفقُتها عليك إل أنفق ُ رسول الله ،ل أدعُ نفق ً
في سبيل الله.
وعن عبدالله بسسن أبسسي مليكسسة أن عكرمسسة بسسن أبسسي
جسساني جهل كان إذا اجتهد في اليمين قال :ل والسسذي ن ّ
مصسسحف علسسى وجهسسه ،ويقسسول: يوم بدٍر ،وكان يضعُ ال ُ
ب ربي. ب ربي ،كتا ُ كتا ُ
226
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
موك في خلفة أبي بكسسر، استشهد عكرمة يوم الير ُ
دوا فيسسه بضسًعا وسسسبعين مسسن بيسسن ضسسربةٍ وطعنسةٍ فوج ُ
ة.
ورمي ٍ
قسسال الزبيسسر :وحسسدثني عمسسي مصسسعب بسسن عبسسدالله
قال :جاء السلم وداُر النسسدوة بيسسد حكيسسم بسسن حسسزام،
مسسن معاويسسة بسسن أبسسي سسسفيان بمسسائة ألسسف فباعها بعد ُ ِ
درهم.
ت مكرمسسة قريسسش؟ فقال له عبدالله بن الزبير :بع َ
م إل التقوى ،يا ابسسن أخسسي، م :ذهبت المكار ُ فقال حكي ُ
إنسسي اشستريت بهسسا داًرا فسسي الجنسة ،أشسهدك أنسسي قسد
جعلتها في سبيل الله.
ج حكيم بن حزام وعن أبي بكر بن سليمان قال :ح ّ
معه مائة بدنة قد أهسسداها وجّللهسسا الحسسبرة وكّفهسسا عسسن
ة فسسي أعنسساِقهم ف يوم عرفس َ ة وصي ٍ أعجازها ووّقف مائ َ
عتقاء الله عسسّز سهاُ » : ضة قد ُنقش في ُرؤُ ِ ه ،الف ّ أطوق ُ
ل عن حكيسسم بسسن حسسزام« ،وأعتقهسسم وأهسسدى ألسسف وج ّ
شاة.
وعن محمد بن سسسعد يرفعسسه :أن حكيسسم بسسن حسسزام
ل كلها ما ،فقال هل ابنه :ما ُيبكيك؟ قال :خصا ٌ بكى يو ً
ت فسسي سسسبق ُأبكاني :أما أولها :فبط سُء إسسسلمي حسستى ُ
د ،فقلت :ل ت يوم بدر واح ٍ مواطن كلها صالحة ،ونجو ُ
دا من مكة ول أوضعُ مع ُقريش ما بقيت. أخرج أب ً
فأقمت بمكة ويأبى الله عز وجل أن يشرح صدري
للسلم ،وذلك أني أنظُر إلسى بقايسا مسسن قريسسش لهسم
أسسسنان متمسسسكين لمسسا هسسم عليسسه مسسن أمسسر الجاهليسسة
فأقتدي بهم ،ويا ليت أني لم أقتد بهم ،فما أهلكنا إل
القتداء بآبانا و ُ
كبرائنا.
ت أنسسا
ت أفك سُر ،فخرج س ُ فلما غزا النبي مكة جعل ُ
س أبا سفيان، وأبو سفيان نستروح الخبر ،فلقي العبا ُ
ت بيسستي، ت فسسدخل ُ فسسذهب بسسه إلسسى النسسبي ورجعسس ُ
227
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ي ودخسسل النسسبي مكسسة فسسآمن النسساس، فسسأغلقُته عل س ّ
ت معه إلى حنين. فجئُته فأسلمت وخرج ُ
عروة أن حكيم بن حزام أعتق فسسي الجاهليسسة وعن ُ
مائة رقبة ،وفي السلم مائة رقبة وحمل علسسى مسسائة
بعير.
قال ابن سعد :قال محمد بن عمر :قدم حكيم بسسن
حزام المدينة ونزلها وبنسسى بهسسا داًرا ،ومسسات بهسسا سسسنة
أربع وخمسين وهو ابن مائة وعشرين سسسنة س س رحمسسه
الله س.
جل َي ْب ِي ْب ًسسا كسسان امسسرأ مسسن عن أبي برزة السسسلمي أن ُ
النصار وكان أصحاب النبي إذا كسسان لحسسدهم أي ّسسم
م النسسبي :هسسل ج لها( لم يزوجها حتى ُيعل س َ )أي ل زو َ
م ل؟ ةأ ْ ه فيها حاج ً ل ُ
جل مسسن النصسساِر: فقال رسول الله ذات يوم ٍ لر ُ
ة عَْين ،قال: ك« ،قال :نعم ونعم ُ جني اب ْن َت َ َ نَ ،زوّ ْ »يا فَُل ُ
ن؟ قسسال: مسس ْ ها« قسسال :ل ِ َ سسسي أْريسسد ُ َ ت ل ِن َْف ِ سسس ُ »إنسسي ل َ ْ
مَرها )أي ب« ،قال :يا رسول الله ،حتى أسسستأ ِ جل َي ْب ِي ْ ْ»ل ُ
مهّسسا ،فأتاهسسا ،فقسسال :إن رسسسول اللسسه ها( وأ َ أشسساوُر َ
ج رسسو َ
ل ة عَْيسنَ ،زوِ ْ مس ُ م ون ِعْ ِ ك ،قسالتَ :نعس َ ب ابنت ِ خط ُ ُ يَ ْ
ن؟ مسس ْدها ،قالت :فل ِ َ الله ،قال :إنه ليس لنفسه ُيري ُ
مُر الله ل جليبيب؟ ل لعَ ْ حل َْقي أل ُ جَليبيب ،قالتَ : قال :ل ُ
جليبًيا. ج ُ أَزوِ ُ
فلما قام أبوها ليسسأتي النسسبي ،قسسالت الفتسساةُ مسسن
خدِرها لبوْيها :من خطبني إليكما؟ قسسال :رسسسول اللسسه
ه؟ن علسسى رسسسول اللسسه أمسسَر ُ دو َ ،قسسالت :أفسستُر ُ
ن ُيضي َّعني. ه لَ ْ اد ْفَُعوني إلى رسول الله فإن ّ ُ
ك ِبهسسا، فسسذهب أبوهسسا إلسسى النسسبي ،فقسسال :شسسأن َ َ
جليبيًبا. جَها ُ فزوّ َ
قال إسسسحاق بسسن عبسسدالله بسسن أبسسي طلحسسة لثسسابت:
أتدري ما دعا لها به النبي ؟ قال :ومسسا دعسسا لهسسا بسسه
النبي س عليه السلم س؟
228
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ل جع َ س ْ ص سّبا ول ت ْ خي سَر َ ب عََليهسسا ال َ صس ّ قسسال» :اللهسسم ُ
دا«. دا ك َ ّ شَها ك َ ّ عي َ َ
ل الله فسسي ه ،فبينما رسو ُ ت :فزّوجها إّيا ُ قال ثاب ُ
د؟« قالوا :نفقسد ُ ح ٍ
من أ َ ن ِ دو َ ل ت َْفِق ُ مغزى له ،قال» :هَ ْ
ن دو َ ل ت َْفِقس ُ ُفلًنا ونفقد ُ فلًنا ونفقد ُ فلًنا ،ثم قسسال» :هَس ْ
د؟« قالوا :نفقسسد فلن ًسسا ونفقسسد فلن ًسسا ،ثسسم قسسال: ح ٍ من أ َ ِ
د؟« قالوا :ل ،قال» :لكني أفق سد ُ ح ٍ من أ َ ن ِ دو َ ل ت َْفِق ُ »ه َ ْ
جل َي ْب ِي ًْبا ،فطلُبوه في القتلى« ،فنظسسروا فوج سد ُوْهُ إلسسى ُ
م ثم قتُلوه ،فقال رسول الله : جنب سبعةٍ قد قتله ُ
من ّسسي َ
»هذا مني وأنا منه ،أقَت َ َ
ة! ثم قتلوه ،هسسذا ِ ل سبع ً
وه هذا منسسي وأنسسا منسسه«، ة! ثم قتل ْ ل سبع ً ه ،أقت َ من ْ ُوأنا ِ
ه ما فوضعه رسول الله على ساعديه ،ثم حفُرْوا ل ُ
له سرِير إل ساعدي رسول الله حتى وضسسعه فسسي
قبره.
لله در هذه النفس فمسسا أعّزهسسا ،وهسسذه الهمسسم مسسا
أرفعها!
غي سَر ت َ ع سّز المسسو ِ ة عليهسسم و ِ ض الحيسسا ِ مسسا َرأَوا ب َْعسس َ وَل َ ّ
حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسّرم ِ م َ ة ُ مذلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ً َ
م ت ُذ َ ّ َ ذوُقوا العَْيسس َ ن َيسس ُ
مم ِ ةل ْمي ْت َ ً
ش عليه وماُتوا ِ وا أ ْ أْبسس ْ
م واقسسسسسسسسسسعٌ والسسسسسسسسسسذ َ ّ
حصسسي ْ مسسن فَ ِ ب العاِدي ِ كل ُ ن ِ سسسسسسدِ إ ْ ب ِلل ْ جسسسسس ٌ ول عَ َ
جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم ِ ت بهسسسسسسسسسسا وأع َ ظ َِفسسسسسسسسسسَر ْ
سسسام ح َ ي فسسي ُ ف عل س ّ حت ْس ُ ت و َ ي سسسسَق ْ شسسس ّح ِ ةو ْ حْربسسس ُ فَ َ
حمسسسسسسسسسزةَ السسسسسسسسسرَدى ابسسسسسسسسسسسن ُ ْ
ملجسسسسسسسسسسسم ِ َ
فصل
روى مسلم في أفراده من حديث أنس بسسن مالسسك
قال :انطلق رسول الله وأصسسحابه إلسسى بسسدر حسستى
سبقوا المشسسركين ،وجسساء المشسسركون ،فقسسال رسسول
ت
ضسسسها السسسسموا ُاللسسسه » :قومسسسوا إلسسسى جنسسسةٍ عَْر ُ
ض«.
والر ُ
229
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مْير بن الحمسسام النصسساري :يسسا رسسسول اللسسه، قال عُ َ
ضها السموات والرض؟! قال» :نعم« ،قسسال: جنةٍ عَْر ُ
خ يا رسول الله ،فقال» :ما يحملسسك علسسى قولسسك خ بَ ٍبَ ٍ
جسساَء أن خ؟« قسسال :ل ،واللسسه يسسا رسسسول اللسسه إل َر َ خ بَ ِبَ ِ
من أهلها ،قال» :فإنك من أهلها«. ن ِ أكو َ
ن ،ثسسم قال :فأخرج تمرات من قرنسسه فجعسسل يسسأك ُُله ّ
ل َتمراتسسي هسسذه إنهسسا لحيسساةٌ ت حتى آك ُ َ ن حضي ِي ْ ُ قال :إ ْ
ه من التمر ،ثم قاتسسل حسستى طويلة ،فرمى بما كان مع ُ
ُقتل.
مسسوح الخسسروج قال الواقدي :لما أراد عمرو بسسن الج ُ
إلى أحد ،منعه بُنوه ،وقالوا :قد عذرك الله ،فجاء إلى
النبي ،فقال :إن بني يريدون حبسي عسسن الخسسروج
معك وإني لرجو أن أطأ بعرجتي ]هسسذه[ فسسي الجنسسة،
ذرك الله« ،ثم قال لبنيسسه» :ل ما أنت فقد ع َ فقال» :أ ّ
عليكسسم أن ل تمنعسسوه لعسسل اللسسه عسسز وجسسل يرزقسسه
الشهادة« فخلوا سبيله.
خَزام :كأني انظسسر قالت امرأته هند بنت عمرو بن ُ
إليه مول ًّيا ،قد أخذ درقته ،وهو يقول :اللهسسم ل تردنسسي
إلى خربي ،وهي منازل بني سلمة.
ت إليسسه حيسسن انكشسسف قسسال أبسسو طلحسسة :فنظسسر ُ
المسلمون ثم ثابوا ،وهسسو فسسي الّرعيسسل الول ،لكسسأني
أنظر إلى ظلع في رجله ،وهو يقول :أنا والله مشتاق
إلى الجنة!
خّلد ]وهو[ ي َْعدو ]معه[ في إْثسسره ثم انظر إلى ابنه َ
حتى قتل جميًعا.
موح وعبدالله دفن عمرو بن الج ُ وفي الحديث :أنه ُ
لعمسسر وأبسسو جسسابر فسسي قسسبر واحسسد ،فخسّرب السسسي ُ بن ُ
ُقبورهم ،فحفر عنهم بعد ست وأربعين سسسنة فوجسسدوا
لم يتغيروا كأنهم ماتوا بالمس.
سا مع رسول اللسسه جلو ً عن أنس بن مالك قال :كنا ُ
ة« جّنس ِ
ل ال َ هس ِنأ ْ مس ْ
ل ِ ج ٌ
مر ُ ،فقال» :ي َط ْل ُعُ الن علي ْك ُ ْ
230
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ضسسوئه قسد ْ ه مسسن و ُ ف لحيت ُ من النصار تنظ ُ ل ِ ج ٌ فطلعَ ر ُ
علق نعليه بيده الشمال.
ل ذلسك ،فطلسع مث ْس َ د ،قسال النسبي ِ : فلما كان الغس ُ
ل المّرة الولى. ل مث ْ َ ج ُ ذلك الر ُ
ل مقسسالته مْثسس َث ،قال النبي ِ فلما كان اليوم الثال ُ
ضا فطلع ذلك الرجل على مثل حسساله الولسسى ،فلمسسا أي ً
ن عمسرو ،فقسال :إنسي ل ه عبدالله ابس ُ قام النبي تبع ُ
ل عليسسه ثلث ًسسا ،فسسإن خس ُ ت أنسسي ل أد ُ ت أبسسي ،فأقسسسم ُ حي ْ ُ َ
ت ،قال :نعم. ضي فَعَل ْ َ م ِ ك حتى ت َ ْ ت أن تؤوَيني إلي َ رأي ْ َ
ه تلسسك ه بات معسس ُ ث أن ُ قال أنس :فكان عبدالله ُيحد ّ ُ
هم من الليل شسسيًئا غيسسر أنس ُ م يَرهُ يُقو ُ الثلث الليالي فل ْ
إذا تعاّر تقّلب على فراشه ذكَر الله عسسز وجسسل ،وكسسبر
حتى لصلة الفجر.
ل إل خي سًرا، ه يقسسو ُ قال عبدالله :غيَر أني لسسم أسسسمع ُ
ه، ن أحتق سَر عمل س ُ تأ ْ ث الليسسالي ،وك ِسد ْ ُ ما مضت الثل ُ فل ّ
ب ول ت :يا عبدالله ،لم يكن بينسسي وبيسسن أبسسي غض س ٌ قل ُ
ت رسول اللسسه يقسسول لسسك ثلث ة ،ولكن سمع ُ جَر ٌ هُ ْ
مسسن أهسسل الجنسسة« ل ِ جس ٌ ن َر ْ م ال َ مسسرات» :ي َط ْل ُسعُ عليك ُس ُ
ت أن آوي إليسسك، ت ،فسسأرد ُ ت أنسست ثلث مسسّرا ٍ فطلعسس َ
ت كسسبيَرا فانظر ما عمُلك ،فأقتدي بك ،فلم أَرك عملسس َ
ل ،فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله ؟ قسسال: م ٍ عَ َ
عاني ،فقال :ما هُوَ إل ت دَ َ ما ول ّي ْ ُ ت ،فل ّ ما هو إل ما رأي ْ َ
مسسن حسسدٍ ِت غيسسَر أنسسي ل أجسسد ُ فسسي نفسسسي ل َ مسسا رأْيسس َ
دا على غيرٍ أعطسساهُ اللسسه سد ُ أح ً ح ُ شا ول أ ْ المسلمين ِغ ّ
ه.إّيا ُ
ك ،رواه أحمسسد ت ب ِس َ فقال عبسسدالله :هسسذه السستي بلغ س ْ
بإسناد على شرط البخاري ومسلم والنسائي.
عن نافع عسسن ابسسن عمسسر أن رسسسول اللسسه بعسسث
حد َْير ،وكسسانت تلسسك السسسنة شا فيهم رجل يقال لهُ : جي ً
ل دهسسم رسسسو ُ قد أصابتهم سنة مسسن قلسسة الطعسسام ،فزو َ
حديًرا. ن ي َُزوّد َ ُ يأ ْ س َالله ون َ ِ
231
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فخرج حدير صابًرا محتسًبا ،وهو فسسي آخسسر الركسسب
يقول :ل إله إل الله ،والله أكبر ،والحمد لله ،وسبحان
الله ،ول حول ول قوة إل بالله ،ويقول :نْعم الّزاد هسسو
ددها وهو في آخر الركب. ياَرب ،فهو ير ّ
قال :فجاء جبريل إلى النبي ،فقال له :إن رب س ّ
ي
ت أن ت أصحابك ونسسسي َ أرسلني إليك ُيخبرك أنك زوّد ْ َ
حد َي ًْرا ،وهو في آخر الركب ،يقول :ل إله إل الله تزوّد َ ُ
والله أكبر وسبحان الله والحمد للسسه ،فسسدعا النسسبي
حدير وأمره إذا انتهسسى إليسسه حفسسظ رجل ً فدفع إليه زاد ُ
عليه مسسا ي ُُقسسول ،وإذا دفسسع إليسه السزاد حفسظ عليسه مسسا
يقول ،ويقول له :إن رسسسول اللسسه ُ يقسسرئك السسسلم
ك ،وإن ي أن ي َسُزوّد َ َ
سس َ
ورحمة الله ،وُيخبرك أنه كسسان ن ِ َ
ي جبريسسل يسسذكّرني بسسك، ربي تبارك وتعالى أرسسسل إل س ّ
كره جبريل وأعلمه مكانك. فذ ّ
فانتهى إليه وهو يقول :ل إلسسه إل اللسسه و اللسسه أكسسبر
وسبحان الله والحمد لله ول حسسول ول قسسوة إل بسسالله،
ويقول :نعم الزاد هذا يا رب ،قال :فدنا منه ،ثم قسسال
ة الله وقد له :إن رسول الله ُ يقرئك السلم ورحم َ
أرسلني إليك بزادٍ معسسي ،ويقسسول :إنسسي إنمسسا نسسسيُتك،
ي جبريل مسسن السسسماء ي ُسسذك ُّرني بسسك ،قسسال: فأرسل إل ّ
فحمد الله وأثنى عليه ،وصلى على النبي .
ثم قال :الحمد لله رب العالمين ،ذكرني ربسسي مسسن
جسسوعي حسسم ُ ت ،ومن فوق عرشه ،ور ِ فوق سبع سموا ٍ
حسسديًرا ل حديًرا فاجعسسل ُ ب كما لم تنس ُ وضعفي ،يا ر ّ
ينساك.
قال :فحفظ ما قال ،ورجع إلسسى النسسبي فسسأخبره
بما سمع منه حين أتاه ،وبما قال حيسسن أخسسبره ،فقسسال
رسسسول اللسسه » :أمسسا إنسسك لسسو رفعسست رأسسسك إلسسى
ت لكلمسسه ذلسسك نسسوًرا سسساطًعا مسسا بيسسن السسسماء لرأي س َ
السماء والرض«.
232
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مسسا ل عن محمد بن سعد قال :كان ذو البجسسادين يتي ً
مال له ،فمات أبوه ولم يورثه شيًئا ،وكفله عمه حتى
أيسر ،فلما قدم النبي المدينة جعلت نفسسه تتسسوق
ت إلسسى السسسلم ول يقسسدُر عليسسه مسسن عمسسه حسستى مضس ْ
م ،إنسسي قسسد الس سُنون والمشسساهد ،فقسسال لعمسسه :يسسا ع س ّ
دا ،فأذن لي فسسي ت إسلمك فل أراك تريد محم ً انتظر ُ
دا ل أترك بيسسدك ت محم ً السلم ،فقال :والله لئن اتبع َ
ه إل نزعُْته منك ،حتى ثوبيك. ت أعطيت ُك َ ُ شيًئا ك ُن ْ ُ
ر، ك عبسسادة الحج س ِ دا وتسسار ٌ قال :فأنا والله متبعٌ محم ً
ه ،فأخذ ما أعطاه حتى ج سّرد َهُ مسسن خذ ْ ُ وهذا ما بيدي فَ ُ
دا لها باثنين فأتزر بواحدٍ ت بجا ً إزاره ،فأتى أمه فقطع ْ
وارتدى بالخر ،ثم أقبسسل إلسسى المدينسسة وكسسان بورقسسان
ر.
ح ِس َ فاضطجع في المسجد في ال ّ
ح الناس إذا انصرف من ل الله يتصف ُ وكان رسو ُ
ت؟« فانتسسسب لسسه، ن أن ْس َ مس ْ الصبح فنظر إليه ،فقالَ » :
ت عبسد ُ اللسسه ذ ُْو دالعّزى ،فقسسال» :أنس َ وكسسان اسسسمه عبس ُ
ي َقري ًْبا« ،فكسسان يكسسون من َ ل ِ دين« ،ثم قال» :ان ْزِ ْ جا َ الب َ
ضَيافِهِ حتى َقرأ قرآًنا كثيًرا ،فلما خرج النسسبي في أ ْ
ط النسبي ك ،قسال :اد ْعُ لسي بالشسهادة ،فربس َ إلى ت َُبو َ
مرة ،وقسسال» :اللهسسم إنسسي أحسسرم سس ُ حي َ ده ل َ ِ ض ِ على ع ُ
ه على الكفار«. م ُ دَ َ
ت. س هذا أَرد ْ ُ فقال :لي َ
ك خ سذ َت ْ َ
ت غازي ًسسا فأ َ جس َ خَر ْ قسسال النسسبي » :إنسسك إذا َ
ت ك فسسأن ْ َ داب ّت ُس َ
ك َ ص ست ْ َ ت شهْيد ،أو وَقَ َ ك فأن ْ َ مى فََقَتلت ْ َ ح ّ ال ُ
ما ثم ُتوَفي. ك أيا ً موا بتُبو َ شِهيد« فأقا ُ َ
ع
مسس َ ل الله و َ ت رسو َ ن الحارث :حضر ُ لب ُ قال بل ُ
ة من نار عند القبر واقًفا بها. شْعل ٌ ن ُ بلل المؤذ ُ
كما« خا ُيأ َ دنيا إل ّ وإذا رسول الله وهو يقول» :أ ْ
د ،قسال» :اللهسم إنسي قسد حس ِشسّقهِ فسي الل ّ ْ هيسأه ل ِ ِ فلما َ
ض عنه«. ت عنه راضًيا فاْر َ سي ُ م َ أ ْ
د. ب الل ّ ْ
ح ِ ت صاح َ كن ُ ن مسعودَ :ليتني ُ فقال اب ُ
233
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وعن أبي وائل ،عن عبدالله قال :والله لكأني أرى
رسول الله في غزوة تبوك وهو في قسسبر عبسسدالله
عمسسر يقسسول» :أد ْن َِيسسا إلسسي ذي البجسسادين ،وأُبسسو بكسسر و ُ
ما«.خاك ُ َ
أ َ
ج
ده ثسسم خ سَر َ ه في ل َ ْ
حس ِ وأخذهُ من القبلةِ حتى أسكن ُ
ل ،فلما فرغ من دفنه استقبل م َ ي وَوَل َّياهُ َ
ما العَ َ النب ُ
ت عنسسهالقبلة رافعًسسا يسسديه يقسسول» :اللهسسم إنسسي أمسسسي ُ
ض عنه«. راضًيا فاْر َ
ت أنسسي مكسسانه ،ولقسسد ل ،فسسوالله لسسودد ُوكان ذلسسك لي ً
سسَنة .واللسه أعلسسم ،وصسل س عشَر َ ه بخم َ ت قبل ُأسلم ُ
الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
فصل
ة رسول اللسسه عن محمد بن سعد قال :أتى واثل ُ
فصلى معه الصسسبح ،وكسسان رسسسول اللسسه إذا صسسلى
دنسا مسن واثلسة ،قسال: ه ،فلمسا َ ح أصسحاب ُ وانصرف تصّف َ
»من أنت؟« فأخبره.
ت أبسايع ،فقسسال رسسول ك؟ قال :جئ ُ فقال :ما جاء ب َ
ت؟« قسسال :نعسسم ،قسسال: ت وك َرِهْ س َ الله » :فيما أ ْ
حب َب ْس َ
ه.
م ،فأسلم وَباي َعَ ُ ت؟« قال :ن َعَ ْ »ِفيما أط َْق َ
ج خ سَر َ وكان رسول الله يتجهُز يومئذٍ إلى ت َُبو َ
ك فَ َ
حسساله، ة إلى أهل ِسهِ فَل َِقسسي أب َسساهُ السسسقعَ فلمسسا َرأى َ واثل ُ
مسسك قال :قد فعلتها؟ قال :نعم ،قال أبوه :والله ل أكل ُ
دا.
أب ً
فأتى عمه فسّلم عليسسه ،فقسسال :قَسد ْ فَعَل ْت َهَسسا؟ قسسال:
ه أيسر من ملمة أبيه ،وقال :لم يك ُسسن نعم ،قال :فلم ُ
ر.ينبغي لك أن تسبقنا بأم ٍ
ت م ْ ه فخرجت إليسسه وسسسل ّ َ فسمعت أخت واثلة كلم ُ
ة؟ حية السلم ،فقال واثلة :أّني لك هذا يا أخي ّ ُ عليه بت ّ
ت.
ت كلمك وكلم عمك فأسلم ُ قالت :سمع ُ
ن رسسسول اللسسه فقال :جهّزي أخاك جهاز غازٍ فسسإ ّ
حقَ برسسسول اللسسه ق سد ْ ه فل ِ على جناح سفر ،فجهزت ُ
234
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
س وهسسم علسسى من النسسا ِ ت ِ ك وبقي غُّبرا ٌ ل إلى تُبو َ م َ تح ّ
خوص. ش ُ ال ُ
ق بني قينقاع :مسسن يحمُلنسسي ولسسه جَعل ُينادي بسو ِ فَ َ
ة بي. جل ً ل ُرحل َ تر ُ كن ُمي؟ قال :و ُ سه ِ
ن عجسسرة ،فقسسال :أنسسا أحمل ُسسك بب ُ قال :فدعاني كع ُ
ك م َ ك أسوةُ يسسدي وس سهْ ُ ة بالنهار ويد ُ َ ة بالليل وعُْقب ً عقب ً ُ
لي ،قال واثلة :نعم.
قسسال واثلسسة :جسسزاهُ اللسسه خي سًرا لقسسد كسسان يحمُلنسسي
ه ويرفعُ لي حسستى إذا بعسسث رسسسول ل مع ُ دني وآك ُ ُ ويزي ْ ُ
ة
م ِ الله خالد بن الوليد إلى أكِيدرِ بن عبدالملك بدوْ َ
دل. جن ْ َ ال َ
ت معسسه ،فأصسسبنا ج كعب في جيش خالد وخرج س ُ خر َ
ت قلئص فيًئا كثيًرا فقسسسمه خالسد ُ بيننسسا فأصسسابني سس ُ
ت بها خيمة كعب بن عجسسرة، ت أسوُقها حتى جئ ُ فأقبل ُ
ت :اخسسُرج رحمسسك اللسسه فسسانظر إلسسى قلئصسسك فقلسس ُ
فاقبضها.
فخرج وهو يبتسم ويقول :بارك اللسسه لسسك فيهسسا مسسا
ك وأنا أريد ُ أن آخذ منك شيًئا. حملت َ
عن بشر بن عبدالله عن واثلة بن السقع قال:
ك ُّنا أصحاب الصفة في مسجد رسول الله وما فينا
ب.ل له ثو ٌ رج ٌ
طرقًسسا مسسن الغبسسار ،إذ جُلودنا ُ ولقد اتخذ العرقُ في ُ
ش سْر ُفقسسراءُ خسسرج علينسسا رسسسول اللسسه ،فقسسال» :لْيب ِ
المهاجرين« ثلًثا.
م
ت أخسسد ُ عن نعيسسم بسسن ربيعسسة بسسن كعسسب قسسال :كن س ُ
رسول الله وأقوم لسسه فسسي حسسوائجه نهسساري أجمسسع،
حتى ُيصلي رسول الله العشاء الخرة.
ل :لعلهسسا أن س على بسابه إذا دخسسل بيتسه ،أقسو ُ فأجل ُ
ل أسسسمعه تحسسدث لرسسسول اللسسه حاجسسة ،فمسسا أزا ُ
سبحان الله ،سبحان الله ،سبحان الله وبحمسسده حسستى
ل فارجعُ أو تغُلبني عيني فأرُقد. أم ّ
235
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مسسا لمسسا رأى مسسن حّفسستي )أي العنايسسة فقسسال لسسي يو ً
طسك، سسْلني أعْ ِ ةَ ،والخدمة( له وخدمتي إّياه ،يسا ربيعس ُ
مك ت :انظر في أمري يا رسول الله ثم أعل ُ قال :فقل ُ
ذلك.
ت أن السسدنيا ت فسسي نفسسسي فعلمسس ُ فقسسال :ففكسسر ُ
ة وأن لسسي فيهسسا رزقًسسا سسسيأتيني ،قسسال: ة وزائل س ٌ مْنقطع ٌ ُ
ت :أسأل رسول الله لخرتسسي ،فسسإنه مسسن اللسسه فقل ُ
عّز وجل بالمنزل السسذي هسسو بسسه ،فجئت ُسسه ،فقسسال» :مسسا
ل اللسسه أن ك يسسا رسسسو َت :أسسسأل ُ َ ة؟« فقل س ُ ت يا َرِبيعَ ُ فَعَل ْ َ
ن
مس ْ مسسن النسسار ،فقسسالَ » : ك فَي َعْت َِقني ِ تشفعَ لي إلى َرب ِ َ
ت :ل والذي بعثسسك بسسالحق ك بهذا يا ربيعة؟« فقل ُ مَر َأ َ
كنت كو ُ ت سلني أعط َ ما قل َ ما أمرني به أحد ٌ ولكنك ل ّ
ت فسسي أمسسري، من الله بسسالمنزل السسذي أنسست بسسه نظسسر ُ
ن لسسي فيهسسا رزقًسسا ة وأ ّ ت أن الدنيا منقطعة وزائل ُ فعرف ُ
سيأتيني.
ت :أسأل رسول الله لخرتي ،قال :فصمت فقل ُ
عّني ل فأ ِ ل ،ثم قال لي» :إني فاع ٌ رسول الله طوي ً
جود«. س ُك بكثرةِ ال ُ على ن َْفس َ
وأخرجا فسسي »الصسسحيحين« مسسن حسسديث قيسسس بسسن
سا في مسجد المدينة في نسساس عبادة قال :كنت جال ً
فيهم بعض أصحاب النبي ،فجاء رجسسل فسسي وجهسسه
ل مسسن أهسسل ض القسسوم :هسسذا رجس ُ أثُر خشوع ،فقال بعس ُ
الجنة ،فصلى ركعتين تجوَّز فيهما ،ثسسم خسسرج فسسابتعُته،
ت فأخبرُته. فدخل منزله فدخل ُ
فقسسسال :ل ينبغسسسي لحسسسدٍ أن يقسسسول مسسسا ل يعلسسسم،
ت ُرؤًيا على عهد رسول اللسسه ما ذاك؟ رأي ُ وسأحدثك ل ِ َ
فقصصتها عليه ،رأيتني في روضة ،وسط الروضة
عمسسود مسسن حديسسد ،أسسسفُله فسسي الرض وأعلهُ فسسي
ت :ل عروة ،فقيل لي :إرقسسه ،فقلسس ُ السماء ،في أعله ُ
مسسا ،فقسسال :بثيسسابي ف يعني خاد ً ع ،فجاءني منص ٌ أستطي ُ
ت بالعروة ،فقصصسستها علسسى رسسسول من خلفي ،فأخذ ُ
236
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مسسود ُ ك العَ ُة السسسلم ،وذا َ الله ،فقال» :تلك الروض ُ
ت ة ،العُسسروة السسوثقى ،وأن ْس َ مود ُ السلم ،وتلك العُسسرو ُ عَ ُ
ل عبسسدالله بسسن علسسى السسسلم حسستى تمسسوت« والرج س ُ
سلم.
ت المدينة وعن أبي ُبردة بن أبي موسى قال :قدم ُ
ت ع ،فجلسس ُ ل متخش ٌ ت عبدالله بن سلم ،فإذا رج ٌ فأتي ُ
نحسسا َت إلينسسا وقَسد ْ َسس َجل َ ْ
ك َ ن أخسسي إنس َإليه ،فقال :يا ب َ
ن؟ والله أعلسسم ،وصسسل اللسسه علسسى محمسسد منا ،أفتأذ َ ُِقيا ُ
وآله وصحبه وسلم.
فصل
بعث عمر بن الخطاب عمير بن سسسعد عسسامل ً علسسى
حمص فمكث حول ً ل يأتيه خبره ،فقسال عمسسر لكساتبه:
أكتب إلى عمير ،فوالله ما أراه إل قد خاننا ،إذا جاءك
ت مسسن فيسسء كتسسابي هسسذا ،فأقبسسل وأقبسس ْ
ل بمسسا جسسبي َ
المسلمين حين تنظر في كتابي هذا.
ه
قال :فأخذ عمير جرابه فوضسسع فيسسه زاده وقصسسعت ُ
ه ،ثم أقبل يمشي من حمسسص وعلق إداوته وأخذ عنزت ُ
حتى قدم المدينة.
ه وطسسالت حب لونه واغسسبر وجه س ُ قال :فقدم وقد ش ُ
شعرُته ،فدخل علسسى عمسسر ،فقسسال :السسسلم عليسسك يسسا
أمير المؤمنين ورحمسسة اللسسه ،قسسال عمسسر :مسسا شسسأنك؟
قال :ما ترى من شأني ألست تراني صحيح البدن ظ
ها بُقرونها؟جّر َ اهر الدم ،معي الدنيا أ ُ
ن عمسر أنسه جساءهُ بمسال، مَعك؟ وظ ّ قال عمر :وما َ
لقال :معسسي جرابسسي أجعسسل فيسسه زادي ،وقصسسعتي آكس ُ
فيها ،وإدواتي أحمل فيها وضوئي وشسسرابي ،وعنزتسسي
أتوكأ عليها وأجاهد بها عدًوا إن عرض لي ،فسسوالله مسسا
الدنيا إل تبعٌ لمتاعي.
ت تمشي؟ قال :نعم ،قال :أما كان قال عمر :فجئ َ
لك أحد ٌ يتبرعُ لك بدابةٍ تركُبهسسا؟ قسسال :مسسا فعلسسوا ومسسا
237
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
سألتهم ذلسك ،فقسال عمسسر :بئس المسسلمون خرجست
عندهم. من ِ
عمير :اتق الله يا عمسسر ،قسسد نهسساك اللسسه عسسن فقال ُ
الغيبة ،وقد رأيتهم يصلون صسسلة الغسسداة ،قسسال عمسسر:
فأين بعثتك؟ وأي شيء صنعت؟ قال :وما سسسؤالك يسسا
أمير المؤمنين؟
قال عمر :سبحان الله ،فقال عمير :أمسسا إنسسي لسسول
غمك ما أخبرُتك ،بعثتني حتى أتيسست البلسسد أخشى أن أ ُ
صلحاء أهلها فوليتهم جبايسسة فيئهسسم حسستى إذا ت ُ فجمع ُ
كك منسسه شسسيء لتيت ُس َ ضَعه ولو مالس َ جمُعوهُ وضعُْته موا ِ
به.
جد ُّدوا لُعمير قال :فما جئتنا بشيء؟ قال :ل ،قالَ :
ه لسسك ول لح سدٍ دا ،قسسال :إن ذلسسك شسسيٌء ل أعمل س ُ عَهْ س ً
ت س سَلم ،لق سد ْ قل س ُ
ل لسسم أ ْت ب َس ْ
سسسلم ُ
بعسسدك ،واللسسه مسسا َ
ض سَتني لسسه يسسا عمسسر، لنصراني أخزاك الله ،فهذا ما عّر ْ
ت معك. خلْف ُوإن أشقى أيامي يوم ُ
ثم استأذنه فأذن له فرجع إلى منزلسسه وبينسسه وبيسسن
المدينة أميال ،فقال عمر حين انصرف عمير :ما أراه
إل قد خاننا.
فبعث رجل ً يقال له الحارث ،وأعطسساه مسسائة دينسسار،
وقال :انطلق إلى عمير حسستى تنسسزل بسسه كأن ّسسك ض سْيف
دا فإن رأيت أثر شسسيء فأقبسسل ،وإن رأيسست حسسال ً شسسدي ً
فادفع إليه هذه المائة الدينار.
فسسانطلق الحسسارث فسسإذا هسسو عميسسر جسسالس يفلسسي
بقميصه إلسسى جنسسب الحسسائط ،فقسسال لسسه عميسسر :انسسزل
مسسن أيسسن جئت؟ ه ،فقسسالِ : رحمك الله ،فنزل ثسسم سسسأل ُ
فقال :من المدينة.
حا، فقال :كيف تركت أمير المؤمنين؟ فقسسال :صسسال ً
قال :فكيف تركت المسلمين؟ قسسال :صسسالحين ،قسسال:
س ُيقيم الحدود؟ ألي ْ َ
238
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
قال :بلى ضرب ابًنا لسسه علسسى فاحشسسة فمسسات مسسن
ضربه ،فقال عمير :اللهم أعن عمر فإني ل أعلمه إل
دا حّبه لك. شدي ً
ة مسن قال :فنزل به ثلثة أيام وليس لهسم إل ُقرصس ٌ
د،
جه ْ س ُهم ال َ ه بها ويطوون حسستى أتسسا ُ صون ُ خ ّشعير كانوا ي ُ
حسسول ت أن تت ّ ك قَد ْ أجعتنسسا فسسإ ْ
ن رأي ْس َ عميُر :إن َ فقال له ُ
ل.عّنا فافْعَ ْ
ث بهسا دنانير فدفعها إليه ،فقسسال :بعس َ قال :فأخرج ال ّ
أميُر المسسؤمنين فاسسستعن هسسا ،قسسال :فصسساح ،وقسسال :ل
ها.حاجة لي فيها فُرد ّ َ
ه امرأته :إن احتجت إليها وإل فضعها فسسي فقالت ل ُ
مواضعها.
فقال عمير :والله ما لي شيٌء أجعُلها فيه ،فشّقت
ة فجعلهسسا فيهسسا ،ثسسم ه خرق ً المرأةُ أسفل درعها فأعطت ُ
شهداء والُفقراء. سمَها بين أبناِء ال ُ خرج فق ّ
ه ُيعطيه منها شيًئا ،فقال ن أن ّ ل يظ ُ ثم رجع والرسو ُ
له عمير :أقرئ مني أمير المؤمنين السلم.
عمسسر ،فقسسال :مسسا رأيسست؟ قسسال: فرجع الحارث إلى ُ
دا ،قسسال :فمسسا صسسنع رأيت يا أمير المؤمنين ،حال ً شسسدي ً
بالدنانير؟ قال :ل أدري.
م سُر :إذا جسساءك كتسسابي هسسذا فل قال :فكتسسب إليسسه عُ َ
تضعه من يدك حتى ُتقبل.
عمر ،فدخل عليه ،فقسسال لسسه عمسسر :مسسا فأقبل إلى ُ
ت ما صنعت ،وما سؤالك ت بالدنانير؟ قال :صنع ُ صنع َ
عنها؟ قال :أنشد ُ عليك لُتخبرني ما صنعت بها.
دمُتها لنفسي ،قال :رحمسسك اللسسه ،فسسأمر لسسه قال :ق ّ
م فل حاجة ق من طعام وثوبين ،فقال :أما الطعا ُ بوس ٍ
لي فيه قد تركت في المنزل صاعين من شعير.
خسسذ إلى أن آكل ذلك قسسد جسساء اللسسه بسسالرزق ولسسم يأ ُ
مام فلن عاريسسة ،فأخسسذهُ َ نأ ّ طعام وأمسسا الّثوبسسان فسسإ ّ ال ّ
ورجعَ إلى منزله.
239
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فلم يلبث أن هلك س رحمه اللسسه سس فبلسسغ ذلسسك عمسسر
فشسسق عليسسه وترحسسم عليسسه وخسسرج يمشسسي ومعسسه
المشاؤون إلى بقيع الغرَقد.
ن كل رجل منكم أمنية ،فقسسال فقال لصحابه :ليتم ّ
رجل :يا أمير المؤمنين ،وددت أن عندي مسسال ً فسسأعتق
لوجه الله كذا وكذا.
وقال آخر :وددت أن عندي مال ً فأنفق فسسي سسسبيل
الله.
وقال آخر :وددت أن لسسي قسسوة فأميسسح بسسدلو زمسسزم
لحجاج بيت الله.
فقال عمر بسسن الخطسساب :وددت أن لسسي رجل ً ِ
مث ْس َ
ل
ن بسسه فسسي أعمسسال المسسسلمين س س عمير بن سعدٍ أستعي ُ
رحمه الله ورضي الله عنه س .
ب إذ ْ ظ َسسس ّ
ل وا ِدافَعُ بسسسالب ْ َ
مَرْيسسسسسسسسسسن ي ُسسس َ ب ِذي ط ِ ْ أل ُر ّ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسًرا مع ْ ِ ث أغَْبسسسسسسسسسرا ُ شسسسسسسسسسعَ َ أ ْ
نحسسسَزان أ ْ مسسسن ال ْ كسسساد ُ ِل يَ َ ف الله في ُ
كسس ّ خا ُ مط ِي ْعٌ ي َ َ ُ
طسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرا مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرهِ ي َت ََف ّ أ ِ
ب جسسسا َ حرًيسسسا أن ي ُ َ مسسا عليسسه وكسسسان َ ن ي َوْ ً م ْ وَل َسوْ أقْ َ
سس َ
جب َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرا أب َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسّرهُ وي ُ ْ
241
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وعن سعيد بن سليمان قال :كنت بمكة في زقسساق
الشطوى وإلى جنبي عبدالله بن عبدالعزيز العمسسري،
وقد حج هارون الرشيد.
فقسال لسه إنسسان :يسسا أبسسا عبسدالرحمن هسسو ذا أميسسر
المؤمنين يسعى قد أخلى له المسعى ،قسسال العمسسري
للرجل :ل جزا ك الله عني خيًرا ،كلفتنسسي أم سًرا كنسست
عنه غنًيا ،ثم تعّلق نعليه )أي لبسهما(.
وقام فتبعته وأقبل هارون الرشيد من المروة يريد
ك الصفا ،فصاح به :يا هارون ،فلما نظر إليه ،قال :لبي َ
صفا ،فلما رقيه ،قال :ارم بطرفك م ،قال :اْرقَ ال ّ يا ع ّ
هم؟ قال :ومسسن ت ،قال :كم ُ إلى البيت ،قال :قد فعل ُ
مث ْل ُُهم؟ قال :خلسسقٌ ل ُيحصيهم؟ قال :فكم في الناس ِ
ُيحصيهم إل الله.
لل واحسدٍ منهسسم ُيسسسأ ُ ن ك ُس ّ
قال :اعلم أُيها الرجسسل أ ّ
ل عنهسم كّلهسم صسة نفسسه وأنست وحسدك تسسأ ُ عسن خا ّ
س وجعُلوا فانظر كيف تكون؟ قال :فبكى هارون وجل َ
منديل ً منديل ً للدموع. طونه ِ ُيع ُ
عم ،قال: قال الُعمري :وأخرى أقولها ،قال :قُ ْ
ل يا َ
ج سَر
ح ْف فسسي مسساله فيسسستحقّ ال َ سر ُ والله إن الرجل لي ُ ْ
ف فسسي مسسال المسسسلمين؟ ثسسم س سرِ ُ عليه ،فكيف بمن ي ُ ْ
مضى وهارون يبكي.
ت محمسسسد بسسسن قسسسال محمسسسد بسسسن خلسسسف :سسسسمع ُ
عبدالرحمن يقول :بلغني أن هارون الرشيد قال :إني
ج كل سنة ما يمنعنسسي إل رجسسل مسسن ول سدِ ب أن أح ّ لح ّ
عمر ثم ُيسمعني ما أكره.
ه في المسسسعى وقد روي لنا من طريق آخر أنه لقي ُ
هوت إليسسه الجنسساد فكّفهسسم عنسسه فأخذ بلجسسام دابت ّسسه فسسأ ْ
الرشيد فكلمه فإذا دموع الرشيد تسيل علسسى معرفسسة
دابّته.
242
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ة ،فقسسال :يسسا هسسارون، ثسسم انصسسرف ،وأنسسه لقيسسه مسّر ً
ل منك ت ،فجعل يسمعُ منه ،ويقول :مقبو ٌ ت وفعل َ فعل َ
يا عم على الرأس والعين.
تفقسسال :يسسا أميسسر المسسؤمنين مسسن حسسال النسساس كيس َ
ت ،فقال :عن غير علمي وأمسسري وخسسرج العمسسري وكي َ
إلسسى الرشسسيد مسّرة ليعظسسه فلمسسا نسسزل الكوفسسة زحسسف
العسكر حتى لو كان نزل بهم مائة ألف من العدوّ مسسا
ل إليه. زادوا على هيبته ،ثم رجع ولم يص ْ
وعن أبي يحيسسى الزهسسري ،قسسال :قسسال عبسسدالله بسسن
دث أنسسي عبدالعزيز الُعمري عند موته :بنعمة ربي أحسس ّ
من لحاء شجرٍ فتلتسسه لم أصبح أملك إل سبعة دراهم ِ
دنيا أصسسبحت تحسست دث :لو أن ال ّ بيدي ،وبنعمة ربي أح ّ
قدمي ما يمنعني أخذها إل أن أزيل قسسدمي عنهسسا ،مسسا
أزلتها.
موسى بن ُنصير في الناس في سنة 93 استسقى ُ
طوا بإفريقية فأمرهم بصيام ثلثسسة أيسسام ،ثسسم حين أقح ُ
نمّيز أهل الذمة عن المسلمين وفَ سّرقَ بي س َ خرج بهم و َ
ج وهسسو جي ْ ِضسس ِ
مَر بالُبكاء واْرتَفاع ال ّ البهاِئم وأولدها ثم أ َ
ف النهار ،ثسسم ن سَزل ،فقي ْسسل عو الله تعالى حتى انتص َ ي َد ْ ُ
نل ت لمير المؤمنين؟ فقسسال :هسسذا مسسوط ٌ َله :أل دعو َ
هم الله عّز وجل لمسسا كر فيه إل الله عّز وجل فسقا ُ يذ َ
قال ذلك.
حبيش إلى عبدالملك بن مسسروان كتاب ًسسا كتب زر بن ُ
ك يسسا أميسسر مَعسس َه فيسسه فكسسان فسسي آخسسر :ول ي ُط ْ ِ يع ُ
ظسس ُ
المؤمنين في طول الحياة ما ي َظ ْهَُر مسسن صسسحة بسسدنك
فأنت أعلى بنفسك واذكْر ما تكّلم به الولون.
هاسسساد ُ َ
ج َ مسسن ك ِب َسسر أ ْ ت أْولد ُهَسسا وبليت ِ ل وَل َد َ ْ جا ُذا الر َ إ َ
ها
صسساد ُ َ ح َ ذي ُزوْعٌ قَد ْ د ََنا َ هسسا ف ِمَها ت َعَْتاد ُ َسَقا ُ تأ ْ جعَل َ ْ وَ َ
243
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ل طسسرف فلما قرأ عبدالملك الكتب بكسسى حسستى ب س ّ
ثوبه بدموعه ،ثم قال :صدق زٌر ولسسو كتسسب إلينسسا بغيسسر
هذا كان أرفق بنا.
آخر:
ش قَسد ْحّيا العَي ْس ِ مْفرق فَ ُ
م َ ب قَد ْ ب ِ َ ت ب ُُروْقَ ال ّ
شي ْ ِ ذا َرأي ْ َ إ َ
حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ت ك َل َ َ م ْ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ بَ َ
ل مسسن العمسسا ِ ن قَد ْ أعَسد ّ ِم ْ ل َ جل ٍ ب بسسسإ ْ
شسسسي ْ َ
م ِي َل َْقسسسى ال َ
حا صسسسسسسسسسسسسل ُ رمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسةٍ مسسسسسسسسسسسسا َ وت َك ْ ِ
244
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فحادثه ساعة ،ثم قال له :عليك دين؟ قسسال :نعسسم،
قال :أبا عباس ،اقض دينه ،فلما خرجنا قال :ما أغنى
صاحبك شيًئا انظر لي رجل ً أسأله.
ل بن عياض ،قال :امض بنا إليه، ضي ْ ُ
قلت :هاهنا الُف َ
فأتينسساه فسسإذا هسسو قسسائم يصسسلي يتلسسو آيسسة مسسن القسسرآن
يرددها ،فقال :اقرع الباب ،فقرعت الباب ،فقال :من
هذا؟ فقلت :أجب أمير المؤمنين ،فقال :مالي ولمير
المسسؤمنين؟ فقلسست :سسسبحان اللسسه أمسسا عليسسك طاعسسة!
أليس قد روى النبي أنه قال» :ليسسس للمسسؤمن أن
ُيذل نفسه« فنزل ففتح الباب ،ثم ارتقى إلى الغرفسسة
فأطفأ المصباح ثم التجأ إلى زاوية من زوايا البيت.
ف
فسسدخلنا فجعلنسسا نجسسول عليسسه بأيسسدينا فسسسبقت كس ّ
هارون قبلي إليه ،فقال :يا لها من كف مسسا ألينهسسا إن
دا من عذاب الله عز وجل. نجت غ ً
فقلت في نفسي :ليكلمنسسه الليلسسة بكلم نقسسي مسسن
قلب تقي ،فقال له :خذ لمسا جئنسساك لسسه رحمسسك اللسسه،
فقال :إن عمر بن عبسسدالعزيز لمسسا ولسسي الخلفسسة دعسسا
سالم بن عبدالله ،ومحمد بن كعسسب القرظسسي ورجسساء
بسسن حيسسوة ،فقسسال لهسسم :إنسسي قسسد ابُتليسست بهسسذا البلء
ي ،فعسسسد ّ الخلفسسسة بلء وعسسسددتها أنسسست فأشسسسيروا علسسس ّ
وأصحابك نعمة.
دافقال له سالم بسسن عبسسدالله :إن أردت النجسساة غ س ً
صم عن السسدنيا وليكسسن إفطسسارك مسسن من عذاب الله ف ُ
الموت.
وقال له محمد بن كعب القرظي :إن أردت النجاة
من عسسذاب اللسسه ،فليكسسن كسسبير المسسسلمين عنسسدك أب ًسسا
دا فسسوقر أبسساك خسسا وأصسسغرهم عنسسدك ول س ً وأوسسسطهم أ ً
وأكرم أخاك وتحنن على ولدك.
دا مسسن وقال له رجاء بن حيوة :إن أردت النجسساة غس ً
بب للمسسسلمين مسسا ُتح س ّ عسسذاب اللسسه عسسز وجسسل فسسأح ّ
مت إذا شئت. لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك ثم ُ
245
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وإني أقول لك :إني أخاف عليك أشد ّ الخوف يسسوم
تزل فيه القدام ،فهل معسسك رحمسسك اللسسه مسسن يشسسير
عليك بمثل هذا؟
غشي عليسسه ،فقلسست دا حتى ُ فبكى هارون بكاء شدي ً
ن أم الربيسسعله :ارفق بسسأمير المسسؤمنين ،فقسسال :يسسا اب س ْ
تقتله أنت وأصحابك وأرُفق به أنا ثم أفاق ،فقال لسسه:
دني رحمك الله. ز ْ
فقال :يا أمير المؤمنين ،بلغني أن عامل ً لعمسسر بسسن
كرك عبدالعزيز شكا إليه ،فكتب إليه عمر :يا أخي ،أذ ّ
طول سهر أهل النار في النار مع خلسسود البسسد ،وإيسساك
أن ُينصسسرف بسسك مسسن عنسسد اللسسه فيكسسون آخسسر العهسسد
وانقطاع الرجاء.
قال :فلما قرأ الكتاب طوى البلد حتى قسسدم علسسى
عمر بن عبدالعزيز ،فقال له :ما أقدمك؟ قال :خلعت
دا حسستى ألقسسى اللسسه قلبي بكتابك ،ل أعود إلى ولية أبس ً
عز وجل.
دا ،ثم قال لسسه :زدنسسي قال :فبكى هارون بكاًء شدي ً
رحمك الله ،فقال :يا أمير المؤمنين ،إن العبسساس عسم
المصطفى جاء إلسسى النسسبي ،فقسسال :يسسا رسسسول
اللسسه ،أمرنسسي علسسى إمسسارة ،فقسسال لسسه النسسبي » :إن
المارة حسرة وندامة يوم القيامة ،فإن استطعت أن
ل تكون أميًرا فافعل«.
دا ،وقال لسسه :زدنسسي رحمسسك فبكى هارون بكاء شدي ً
حسن الوجه أنت الذي يسألك الله عسسز الله ،فقال :يا َ
وجل عن هذا الخلق يوم القيامسة ،فسإن اسستطعت أن
تقي هسسذا السسوجه مسسن النسسار فافعسسل ،وإيسساك أن تصسسبح
ش لحد من رعيتك ،فإن النسسبي وُتمسي وفي قلبك غ ٌ
ح رائحة الجنة«. شا لم ير ْ قال» :من أصبح لهم غا ً
فبكى هارون ،وقال له :عليك د َْين؟ قال :نعم َديسسن
لربي يحاسبني عليه ،فالويل لسسي إن سسسألني ،والويسسل
246
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
لي إن ناقشني ،والويل لي إن لم ألهم حجسستي ،قسسال:
إنما أعني دْين العباد.
حسسدهقال :إن ربي لم يأمرني بهذا ،أمر ربسسي أن أو ّ
ن
جل ّت ال ِ خل َ ْ
قل ُ مللا َ وأطيع أمره ،فقال عّز وجسسلَ :
و َ
ُ
ق
مللن ّرْز ٍهللم ّمن ْ ُ
ريلدُ ِمللا أ ِن* َ دو ِ س إ ِل ّ ل ِي َ ْ
عب ُل ُ لن َ وا ِ َ
ذوو اللّرّزاقُ ُ ّ ْ َ ُ
هل َ ه ُ ن اللل َ ن * إِ ّ
مللو ِ
ع ُريدُ أن ي ُط ِ ما أ ِ و َ َ
ن . مِتي ُ ة ال َ
و ِق ّال ُ
فقال له :هذه ألف دينار خذها فأنفقها على عيالسسك
كوتقوّ بها على عبادتك ،فقال :سسسبحان اللسسه أنسسه أد ُل ّس َ
على طريق النجاة وأنت تكافئني بمثل هسسذا؟ سسسلمك
الله ووفقك.
ثم صمت فلم يكلمنا فخرجنا من عنده فلما ضسسربا
على الباب ،قال هارون :أبسسا عبسساس إذا د َل َل َْتنسسي علسسى
رجل فد ُّلني على مثل هذا ،هذا سيد المسلمين.
فدخلت عليه امرأة من نسائه ،فقسسال :يسسا هسسذا قسسد
ترى ما نحسسن فيسسه مسسن ضسسيق الحسسال فلسسو قبلسست هسسذا
المال فتفرجنا به ،فقسسال لهسسا :مثلسسي ومثلكسسم كمثسسل
حسسروه سبه فلما كبرِ ن ْ َ قوم ٍ كان لهم بعير يأكلون من ك ْ
فأكُلوا لحمه.
ما سمع هارون هسسذا الكلم قسسال :نسسدخل فعسسسى فل َ
أن يقبل المال فلما علم الفضسسيل خسسرج فجلسسس فسسي
السطح على باب الغرفة ،فجاء هسسارون فجلسسس إلسسى
جنبسسه فجعسسل يكلمسسه فل يجيبسسه فبينسسا نحسسن كسسذلك إذ
خرجت جارية سوداء ،فقالت :يا هذا قد أتعبت الشي َ
خ
منذ الليلة فانصرف رحمك اللسسه ،فانصسسرف ،تأمسسل يسسا
م السسدنيا إذا حط َسسا َمسسن ي َسسرد ُ ُ
من ِن ِسسا َ
جد فسسي َز َ
أخي ،هل ُيو َ
ض عليه ل حول ول قوة إل بسسالله العلسسي العظيسسم، عر َ ُ
ب َل ّغْ يا أخي من يأكلون بسسالكُتب الدينيسسة باسسسم تحقيسسق
ع الللدّن َْيا مَتا ُ
ل َ ق ْر ،وقل لهم قال الله تعالىُ : ونش ٍ
ل . قِلي ٌ َ
247
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
حسسق ن ط َرِي ْسقَ ال َ سال ِ ُ
كو َ وال ّ حسسق طري ْسقَ ال َن َ اعْل َس ْ
م بسسأ ّ
أْفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَراد ُ من َْفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرد ٌ ُ
نمهَسسل يمشسوُ َ م علسسى َ فَهُس ُ ب َ
ن ول ُتطلسسسس ْ ل َيطلُبسسسسو َ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساد ُ قُ ّ عيُهم سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِم َ َ
ق
حسس ّ ق ال َ فَ ُ ُ س في غَْفلةٍ عَ ّ
جلُهم عن طريسس ِ ما لسسه والنا ُ
ُرّقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساد ُ صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُْوا قَ َ
253
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ع ،فقلست :أقسرئ أميسر المسؤمنين السسلم، قال وكي ُ
ب أميسسر المسسؤمنين، ت مني بحيسسث يحس ُ وُقل له قَد ْ وقع ْ
مستغن عنها. وأنا ُ
هسسا
مّر من هاهنسسا أي ُرد ّ َ ن إدريس فصاح به ُ وأما اب ُ
ص .لله در وكيع وابن إدريس من رقسسم )(1 وقبلها حف ُ
في »الزهد«.
ة إلى ابن إدريس مسسن بيننسسا عافانسسا جت الرقع ُ وخر َ
ك سألناك لن تدخل في أعمالنسسا فلسسم تفعسسل الله وإّيا َ
ووصلناك من أموالنا فلم تقبل.
فإذا جاءك ابني المأمون فحدثه إن شاء الله.
فقال للرسول :إذا جاءنسسا مسسع الجماعسسة حسسدثناه إن
شاء الله,.
قام صالح بن عبدالجليل بين يدي المهسسدي ،فقسسال:
سّهل علينا مسسا تسسوعَّر علسسى غيرنسسا ن الوصسسول إنه لما ُ
إليهُ ،قمنا مقام الداء عنهم ،وعن رسول الله .
ضسةِ المسسر والنهسسي، بإظهار ما في أعناقنسسا مسسن فري َ
ما حيسسن اتسسسمت ذر الكتمسسان ،ولسسي ّ َ عنسسد انقطسساع عُس ْ
ة كتابه بإيثار الحق مل ّ َ
ح َ
ت الله و َبميسم الّتواضع وَوَعَد ْ َ
على ما سواه.
فجمعنا وإّياك مشهد ٌ من مشسساهد التمحيسسص ،ليتسسم
مؤدينا على موعود الداء وقابلنا على موعود القبول، ُ
أو يزيسسسدنا تمحيسسسص اللسسسه إيانسسسا فسسسي اختلف السسسسر
والعلنية.
وقسسد كسسان أصسسحاب رسسسول اللسسه يقولسسون :مسسن
حجب الله عنه العلم عسسذبه اللسسه علسسى الجهسسل وأشسسد
منه من أقبل عليه العلم وأدبر عنه ،ومن أهسسدى اللسسه
ما فلم يعمسسل بسسه ،فقسسد رغسسب عسسن هديسسة اللسسه إليه عل ً
وقصر بها.
ك من ألسنتنا قبول تحقيسسق دى الله إلي َ ما أهْ َ ل َ فاقْب َ ْ
وعمل ،ل قبول سمعة ورياء ،فإنه ل يعدمك منا إعلم
254
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
لما تجهل أو مسسواطئة علسسى مسسا تعمسسل أو تسسذكير مسسن
غفلة.
طن الله عز وجل نبيه على نزولها تعزيسسة فقد و ّ
ة مسسن المخسسرج، صا من التمادي ودللس ً عما فات وتمحي ً
ن ن َْز ٌ
غ شي ْ َ
طا ِ ن ال ّم َ
ك ِغن ّ َ
ما َينَز َ فقال جل وعلَ :
وإ ِ ّ
عذْ ِبالل ّ ِ
ه . ست َ ِ َ
فا ْ
اطلع الله على قلبسسك مسسا ُينسوُّرهُ علسسى إيثسسار الحسسق
ومنابسسذة الهسسواء ول حسسول ول قسسوة إل بسسالله العلسسي
العظيم ،خرج أحد ُ الزهاد في يوم عيد فسسي هيئة رثسسة،
فقيل له :أتخرج في هذا اليسسوم فسسي مثسسل هسسذه الهيئة
والناس يتزينون ،فقال له :إني أريد أن أرافقك ،فقال
له إبراهيم :على أن أكون أملك لشيئك منسسك ،فقسسال:
ل ،فقال إبراهيم :أعجبني صدقك ،والله أعلم ،وصسسل
الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فصل
قام عمرو بن عبيد بين يدي المنصور ،فقال لسسه:ن
إن الله أعطاك الدنيا بأسرها فاشسستر نفسسسك ببعضسسها
ة تمخض عن يوم ل ليلة بعده. واذكر ليل ً
فوحم أبو جعفر ن قوله ،فقال له الربيع :يا عمرو،
ت أمير المؤمنين ،فقال عمسسرو :إن هسسذا صسسحبك م َ غَ َ
م ْ
دامسسا واح س ً عشرين سنة لم ير لك عليه أن ينصسسحك يو ً
سسسنة وما عمل وراء بابك بشسسيء مسسن كتسساب اللسسه ول ّ
نبيه.
ت لك :خاتمي فسسي قال أبو جعفر :فما أصنع قد قل ُ
يدك فتعال وأصحابك فاكفني ،قال عمرو :أد ْعُن َسسا بعَ سد ْ
سَنا ب َِعونك.
خ أن ُْف ُِلك َتس ُ
ببابك ألف مظلمة أرد ُد ْ منها شيًئا نعلم أنك صادق.
سئل بعضهم :أيّ شيء أشد على النفسسس؟ فقسسال: ُ
الخلص؛ لنه ليس للن ّْفس فيه نصيب.
وقسسسال آخسسسر :أعسسسز شسسسيء فسسسي السسسدنيا الخلص
دا به وجه الله خال )والخلص أن يكون العمل مقصو ً
255
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ت :هذا من الرياء وجميع المفسدات والمنقصات( ،قل ُ
ظ دائم ٍ في كل العمال. يحتاج إلى تيق ٍ
ت أستبشسسع ول أسسستنكر مسسا يسسرد قال بعضسسهم :لسس ُ
ت أصل ً وهو أن الدنيا داُر علي من اللم؛ لني قد أصل ُ
ب وأن كلسه شسر، هم ٍ وغسم ٍ وبلٍء وفتنسةٍ وكسدرٍ ومصسائ ٍ
ولبد أن يلقى النسان بكل مسسا يكسسره وإن تلقسساه بمسسا
يحب فهو فضل ،وإل فالصل الول وهسسو كسسثرة النكسسد
والهموم والحزان والذى.
ل الَبلِء إلى سَلمني طو ُ س الض سُر حسستى وأ ْ مس ّ ت َ ت َعَوّد ْ ُ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسب ْرِالْفت ُسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه ال ّ
ض سي ْقُ بسسهما قد ي َ ِ صد ِْري للَذى ك َْثسرةُ وكان قَ ِ
دي ً سع َ َ وَوَ ّ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ِْري َ ذى ال َ
257
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
عبيسدة بسن أبسي قسال ابسن سسيرين :كنسا عنسد أبسي ُ
حذيفة في قبة له وبين يسسديه كسسانون فيسسه نسسار فجسساءه
رجل فجلس معه فساره بشيء ل ندري ما هو.
فقال له أبو عبيدة :ضع لي أصبعك في هذه النسسار،
فقال :سبحان الله تأمرني أن أضع أصبعي ،فقال أبسسو
عبيدة :أتبخل علي بأصبع من أصابعك فسسي نسسار السسدنيا
وتسألني أن أضع لك جسدي كله في نار جهنم ،قال:
فظننا أنه دعاه للقضاء.
بنى أحد الغنياء داًرا وكان في جواره بيسست لعجسسوز
جسا إليسه لملصسقته يساوي عشرين دينساًرا وكسان محتا ً
سع به ،فبذل لها فيه مأتي دينار فلم تبعه. لداره ليتو ّ
ثفقيل له :إن القاضي يحجر عليسسك بسسسفهك حي س ُ
ت: ت مأتي دينار لما ُيساوي عشسسرين دينسساًرا ،قسسال ْ ترك ِ
جسسر القاضسسي علسسى مسسن يشسستري بمسسأتين مسسا ح ُم يَ ْ م لَ ْلِ َ
يساوي عشرين ديناًرا.
ت مت القاضي ومسسن معسسه جميعًسسا وتسسرك السسبي َ ح َفأف َ
في يدها حتى ماتت.
مت ََعبسد ٌ بالبصسسرة فعُسسرض عليسسه القضسساء كسسان رجسسل ُ
ما ،فقال :من أراد أن يستودع فتوله ،فلقيه الجنيد يو ً
ماه ،فسسإنه كتسسم ن ل يفشسسيه فعليسسه بفلن وسس ّ مس ْ سًرا ل ِ َ
ب الدنيا أربعين سنة حتى قدر عليه. ح ّ ُ
قال رجل لداود الطائي :أوصسسني ،فسسدمعت عينسساه،
وقال :يا أخي ،إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس
مرحلة بعد مرحلة ،حتى ينتهي ذلك إلى آخر سفرهم،
دا لمسسا بيسن يسسديك ل يسوم زا ً م ُ
كس ّ فإن استطعت أن ُتقد ّ َ
فافعل ،فإن انقطاع السفر عن قريب ،والمر أعجسس ُ
ل
من ذلك ،فتزود لنفسك واقض ما أنت قسساض ،فكأنسسك
دا ك ،إني لقول لك هسسذا ،ومسسا أعلسسم أح س ً بالمر قد بغت َ
أشد ّ تقصيًرا مني!! ثم قام وتركه.
258
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فسسسو َ ل َ مسسا َقلي س ٍ ت عَ ّوأن ْس َ ليا لهًيا بالمنايا غَّرةُ الم ُ
حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ل ت َْرت َ ِ حسسسسوقَ بل زادٍ تبغسسسسي الل ُ ُ
مُروا شس ّن لمسسا َ إن المخّفي َ ه
م ُت َُقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ّ ُ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُلوا وَ َ ن إلسسسسى السسسسدنيا ل تركنسسسس ّ
ل السسدنيا مسسن عاجسس ِ ت ِ
فسسأن ْ َ وُزخرفهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
لسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسست َن َْتق ُ َ دا يسسأتي جسسو غس ًت َتر ُ صسَبح َ
أ ْ
خسساَنه ل َقسسد ْ َ ب ِذي أمسس ٍ وُر ّ وبعسسسسسسسسسسسسد َ غسسسسسسسسسسسسدٍ
ل مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ال َ تشسسسباُبك قَسسسد ْ ول ّسسس ْ هسسسذا َ
ش سْيبك ل لهَ سوٌ ول مسسا ب َعْسد َ َ بشاشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُته
ل جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذ َ ُ َ ل بالسسدنيا وقسسد مسساذا التعل ّس ُ
ة فسسي طّيهسسا ح ً صسس ّلهْل َِهسسا ِ ت شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَر ْ نَ َ
عل َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ل ِ
فصل
قيسسسل :إن رجل ً نسسسادى المسسسأمون باسسسسمه فغضسسسب
ن
عوني باسسسمي ،فقسسال :نحس ُ
ن ،وقسسال لسسه :أتسسد ُ
مو ُ
المأ ُ
عوا اللسسه جسسل جللسسه باسسسمه ،فسسسكت المسسأمون، نسسد ُ
وقضى حاجة الرجل وأنعم عليه.
259
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
حكي أن المأمون كان يجلس للمظالم يوم الحسسد،
س قسسدفنهض ذات يسسوم مسسن مجلسسس نظسسره و الشسسم ُ
ة ،وقالت: زالت ،فتلقته امرأةٌ في ثياب رث ٍ
ق
ش سْر َ مسسا ب ِسهِ قَ سد ْ أ َ
ه وي َسسا إما ً دى ل َس ُ ف ي ُهْ س َ صس ٍ
من ْت َ ِخي َْر َُيا َ
شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ الب ََلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ الّر َ
ه
وى ب ِس ِ دا عََليهَسسا فمسسا ت َْقس َ
ك عَ َ مل ْس ِحِفي ْسد َ ال ُكو غليسسه َ ش ُ تَ ْ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ ة أ َ مَلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٌ أْر َ
ل هسس ُ عنهسسا ال ْ مسسا ت ََفسسّرقَ َ عا ب َْعسسد َ ل َ ّ
ضسسيا ً منهسسا َ فسساب ْت َّز ِ
من ْعَت َِهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا والوَلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ ِ
موعظة
ر َ ُ قال الله جل وعلَ :
صللا ِ
وِلي الب ْ َ عت َب ُِروا َيا أ ْ
فا ْ
العتبار :النظر في المسسور ليعسسرف بهسسا شسسيء مسسن
غير جنسها ،والبصار :العقول ،والمعنى :ت َد َب ُّرْوا.
261
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
إخواني ،الدنيا دار عسسبرة مسسا وقعست فيهسسا حسسبرة إل
وردفتها عبرة أين من عاشرناه كثيًرا وألفنا؟ أين مسسن
ملنا إليه بالوداد وانعطفنا؟ أين من ذكرناه بالمحاسن
ووصفنا؟ ما نعرفهم لو عنهم كشسسفنا مسسا ينطقسسون لسو
هم والحفنا.سألنا ُ
وسنصيُر كما صسساروا فليتنسسا أنفصسسفنا ،كسسم أغمضسسنا
من أحبابنا على كرههم جفنا؟ كم ذكرتنا مصارعُ مسسن
فنى من يفنى؟ كم عزيز أحببنا دفناهُ وانصسسرفنا؟ كسسم
س أضجعناهُ في اللحد وما وقفنا؟ كم كريم علينسا مؤن ٍُ
إذا مررنا عليه انحرفنا؟
ه
ما لنا نتحّققُ الحقّ فإذا أيقّنا صدفنا ،أما ضسّر أهلس ُ
ب مصسسيرنا التسويف ،وها نحن قد سسوّْفنا ،أمسسا الت ُسسرا ُ
فلماذا منه أنفنا ،إلم تغّرنا السلمة وكأن قد تلفنا.
ف في ه التل ُ
أين حبيبنا الذي كان وانتقل؟ أما غمس ُ
ل أما خل في لحده بالعمل ،أين مسسن جسسّر بحره وارتح ْ
ذيل الخيلء غافل ً ورفل أما سسسافر عنسسا وإلسسى الن مسسا
قف ْ
ل.
أين من تنعم في قصره وفي قبره قد نزل ،فكسسأن
بالدار مسسا كسسان ،وفسسي اللحسسد لسسم يسسزل ،أيسسن الجبسسابرة
الكاسرة الول الذين كنزوا الكنوز الُعتاة الول ،ملسسك
دول.
هم والدنيا ُالموال سوا ُ
262
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
حيَلتي وقد اْنجَلى عّنسسي ول ِ ْ طرُقهسسا ف يَ ْجًبا ل َِعيني ك َي ْ َ عَ َ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرا ال ِ كسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرى ال َ
م فأ ْ حَتسس ِ م ال ْ سسسها ُ حسسوي ِ نَ ْ ت ه قَد ْ فُوّقَ ْ م أن ّ ُ أل ْهُوْ وأعل َ ُ
حْينسسسسسسسسسسسي ك َسسسسسسسسسسسَرى َ ت بَتوب َسةٍ وإَناب َسةٍ م ُ م ْوإذا هَ َ
ت دنيا فعُ سد ْ ُ ي ال س ُ تل ّ ض ْ عر َ َ تت وقَد ْ رأيسس ُ مع ْ ُ س ِكم قد َ
الَقْهَقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَري ظسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ع ً وا ِ م َ
َ
ع
م ُ سس َنأ ْ حي َ ل ِ ت أعق ُ ل َوْ ك ُن ْ ُ جسساُروا وا و َ َ
ن السسذين طغَ س ْ أي ْ َ
أوْ أَرى واعَتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد َْوا
سسَتخّفوا وعَت ْسسوا وط َسساُلوا وا ْ مَقاِليسسد س أعْط َت ْهُ س ْ
م َ أوَ ل َي ْس َ
بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالوََرى الُعل
ت لهسسم ضسسعَ ْ خ َ حسستى لقسسد َ حَبالهسسا لك ِن ّهَسسا كوا ب ِ سس ُ وتم َ
شسسسسسسسسسسَرى سسسسسسسسسسسد ُ ال ّ أ ْ خل َسد َْتهم َبع سد َ سسسال ِ ِ
ف مسسا أ ْ
ت لهم منها وثيقات م ْ ص َ فَ َ رِفَْعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسةٍ
الُعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرى وإلسسسى البل َسسسى قسسسد ن ُّقل ُسسسوا
خ شسسمارِي ْ ِ مسسن َ بل أن َْزل َت ْهُسسم ِ ت شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوّهَ ْ وت َ َ
السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذ َّرى مآلِهم ك بحالهم و َ خَبروْ َ ل َوْ أ ْ
ت ن َتحسسس َ ك المحاسسسس ُ ت ِْلسسس َ
ق الّثسسسسسسسسسرى طبسسسسسسسسسا ِ أ َ مسسن ل َْيسس َ
س ي َْفنسسى هم َ أفَْنسسا ُ
ك ما عليهم قَد ْ ك د َهَْر َ أْبكا َ مْلكثسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ه ُ
جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرى َ ف عسسسسن السسسسدنيا صسسسسرِ ْ فا ْ
طشسسسة الك ُْبسسسَرى إذا ذو الب َ ْ ُ ك إنمسسسسسسسسسا عسسسسسسسسس َ طما َ ِ
خسسسسسسسسسسسذ َ الُقسسسسسسسسسسسَرى أ َ س سَرى عنهسسا فمسسا ل ال ّ صس ِ و ِ
ث ُيفَترى حدِي ْ ٌ دا َ ها أب َ ً مي َْعاد ُ َ ِ نمسسسسسسسسسسس ْ
ك ِ جي ْسسسسسسسسسسس َي ُن ْ ِ
سسسَرى ة ال ّ صل ُ موا َ آفاِتها إل ُ
263
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فلما تقسسوض المجلسسس دعسساه المسسأمون ،فقسسال لسسه:
إسرائيلي؟ قسسال :نعسسم ،قسسال :أسسسلم حسستى أفعسسل بسسك
وأصنع ووعده ،فقال :ديني ودين آبائي ،وانصرف.
ما فتكلسسم علسسى مسسسل ً قال :فلما كان بعد سنة جسساء ُ
الفقسسه ،فأحسسسن الكلم فلمسسا تقسسوض المجلسسس دعسساه
حَبنا بسسالمس؟ قسسال :بلسسى، ت صا ِ المأمون ،وقال :ألس َ
ب إسسسلمك؟ قسسال :انصسسرفت مسسن قال :فما كسسان سسسب ُ
حضرتك ،فأحببت أن أمتحن هذه الديان ،وأنت تراني
ت ثلث ُنسخ، ت إلى التوراة ،فكتب ُ ن الخط ،فعمد ُ حس ُ
ت وأدخلتهسسا الكنيسسسة فاشسستريت ت فيهسسا ونقص س ُ فسسزد ُ
ق
حّقس َ ت تصسّرفت وطسسافت مسسا ُ مني ،المعنى :مسسا بسسار ْ
فيها.
ت ث نسسسخ فسسزد ُ ت ثل َ ت إلسسى النجيسسل ،فكتب س ُ وعمد ُ
ت وأدخلُتهسسا البيعسسة فاشسستريت منسسي أي فيهسسا ونقصسس ُ
كالتوراة.
ت ث نسسسخ وزِد ْ ُ ت ثل َ ت إلسسى القسسرآن ،فعمل س ُ وعمد ُ
حوها. ت وأدخلُتها الوّراقين فتصف ُ ص ُ فيها ونَق َ
فلما وجدوا فيها الزيادة والنقصسسان رمسسوا بهسسا فلسسم
ب محفسسوظ ،فكسسان هسسذا ت أن هذا كتا ٌ يشتروها ،فعلم ُ
سبب إسلمي.
ت تلسسك السسسنة ،فلقيسست قال يحيى بن أكثم ،فحجج ُ
عيينسسة ،فسسذكرت لسسه الخسسبر ،فقسسال لسسي: سسسفيان بسسن ُ ُ
ت :فسسي أي مصسسداقُ هسسذا فسسي كتسساب اللسسه ،قسسال :قل س ُ
موضع؟ قال :في قوله تعالى فسسي التسسوراة والنجيسسل:
ه فجعسسل حفظ س ُ
ه ب الل ّ ِ من ك َِتا ِ ظوا ِ ف ُ ح ِ ست ُ ْ ما ا ْ ب ِ َ
ن ن َّزل ْن َللا
حل ُإليهسسم ،فضسساع ،وقسسال عسسز وجسسل :إ ِن ّللا ن َ ْ
ن فحفظسسه اللسسه جسسل وعل ظو َ ف ُ حا ِه لَ َ وإ ِّنا ل َ ُ الذّك َْر َ
علينا فلم َيضع .اهس.
ْ
هضسسا قسسوله تعسسالى :ل َ ي َأِتي ِ ت :ومسسن الدلسسة أي ً قل ُ
ه . ف ِ خل ْ ِن َ م ْ ول َ ِ ه َ ن ي َدَي ْ ِن ب َي ْ ِ م ْ ل ِ الَباطِ ُ
264
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
قيل للحسين بن الفضل :هل تجد في القسرآن مسسن
جهل شيًئا عسساداه؟ قسسال :نعسسم فسسي موضسسعين :ب َل ْ
ل
موإ ِذْ ل َ ل ْ
ه ،وقولهَ : عل ْ ِ
م ِ طوا ب ِ ِحي ُ م يُ ِما ل َ ْك َذُّبوا ب ِ َ
م .دي ٌ
ق ِ ف ٌ
ك َ ذا إ ِ ْه َن َ قوُلو َ سي َ ُ
ف َ ه َ دوا ب ِ ِهت َ ُ
يَ ْ
قال عثما ن بسسن مسسرة الخسسولني :لمسسا ابتسسدأ الوليسسد
حا من ببناء مسجد دمشق وجد في حائط المسجد لو ً
حجارة فيه كتابة باليونانية ،فعرضه على جماعسسة مسسن
أهل الكتاب فلم يقدروا على قراءته.
منبسسه ،فقسسال :مكتسسوب فسسي هب بسسن ُ فوجه به إلى وَ ْ
أيام سليمان ابن داود –عليهما وعلسسى نبينسسا السسسلم،-
فقرأه ،فإذا فيه» :بسم الله الرحمن الرحيم .يسسا ابسسن
آدم ،لو عاينت م ا بقي من يسير أجلك لزهدت فيمسسا
صسسرت عسسن رغبتسسك وحيلسسك، بقي من طول أملسسك ،وق ّ
ت بك قسسدمك وأسسسلمك أهلسسك وإنما تلقى ندمك إذا زل ْ
وحشمك ،وانصرف عنك الحسسبيب ،وودعسسك القريسسب،
ت تدعى فل تجيب ،فل أنت إلى أهلك عائد ول ثم صْر َ
في عملك زائد ،فسساغتنم الحيسساة قبسسل المسسوت والقسسوة
قبل الفوت ،وقبل أن ُيؤخذ منك بالكظم ويحال بينسسك
ن سليمان بن داود. م َبز َكت َ وبين العمل« و ُ
فسسأمر الوليسسد أن يكتسسب بالسسذهب علسسى الزورد فسسي
حائط المسجد :ربنا الله ل نعبد إل الله ،أمر ببناء هذا
المسجد وهدم الكنيسة التي كانت فيه عبدالله الوليد
أمير المؤمنين ،فسسي ذي الحجسسة سسسنة سسسبع وثمسسانين،
وهذا الكلم مكتوب بالذهب في مسسسجد دمشسسق إلسسى
وقتنا هذا وهو سنة اثنين وثلثين وثلثمائة .والله أعلم
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
فصل
وقال صالح بن أحمد بن حنبل :ورد كتاب علي بسسن
جسسه
الجهم :أن أمير المؤمنين –يعنسسي المتوكسسل -قسسد و ّ
ة ،ومعسه جسائزة ويسأمرك صسّر ٍ
إليك يعقوب المعروف ب ُ
265
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
بالخروج ،فالله الله أن تستعفى أو ترد المال ،فيتسع
ل لمن ُيبغضك. القو ُ
فلما كان من الغد ورد يعقوب فدخل عليه ،فقسسال:
يا أبا عبدالله ،أمير المسؤمنين ُيسرئك السسلم ،ويقسول:
س ُبقربسسك وأن أتسسبرك بسسدعائك ،وقسسد ت أن آن َ قد أحبب ُ
ة على سفرك. ت إليك عشرة آلف درهم معون ً جه ُ و ّ
صّرةً فيهسسا بسسدرة نحسسو مسسائتي دينسسار والبسساقي أخرج ُ
دها يعقسسوب ،وقسسال لسسه: صحاح ،فلم ينظر إليها ثم ش س ّ
دا حتى أبصر ما تعزم عليه وانصرف. أعود ُ غ ً
درة ،فلمسساجانة خضسسراء فكببُتهسسا علسسى الب س ْ فجئت بإ ّ
كان عند المغرب قال :يا صالح ،خذ هذا صّيرة عندك،
فصيّرتها عند رأسي فوق البيت ،فلما كسسان سسسحًرا إذا
ت إليسسه ،فقسسال :مسسا ت فصسسعد ُ هو ينادي :يا صالح ،فقم ُ
نمت ليلتي هذه.
ت من ت؟ فجعل يبكي ،وقال :سلم ُ م يا أب ِفقلت :ل ِ َ
هؤلء حتى إذا كان فسسي آخسسر عمسسري ُبليسست بهسسم ،قسسد
ت.
عزمت على أن أفّرق هذا الشيء إذا أصبح ُ
فقلت :ذاك إليك ،فلما أصبح ،قال :جئني يا صسسالح
بميزان ،وقال :وجهوا إلى أبناء المهسساجرين والنصسسار،
ثم قال :وجه إلى فلن يفرق فسسي ناحيسسة ،وإلسسى فلن
فلم يزل حتى فّرقا كلها ونفضت الكيس ،ونحسسن فسسي
حالة الله تعالى بها عليم.
ما ،فنظسسر فجاء ُبني لي ،فقال :يا أبت أعطني دره ً
ي فأخرجت قطعة فأعطيته وكتسسب صسساحب البريسسد: إل ّ
دق إنسسه قسسد تصسسدق بالسسدراهم مسسن يسسومه حسستى تصسس ّ
بالكيس.
قال علي بن الجهم :فقلت :يا أمير المسسؤمنين ،قسسد
علم الناس أنه قد قبل منك ،وما يصنع أحمد بالمال؟
ي.وإنما ُقوُته رغيف ،فقال لي :صدقت يا عل ّ
عن محمد بن موسى بن حماد الزيدي ،قال :حم َ
ل
الحسن بن عبدالعزيز الحروي من ميراثسسه مسسن مصسسر
266
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مائة ألسسف دينسسار ،فحمسسل إلسسى أحمسسد بسسن حنبسسل ثلثسسة
ف دينار ،فقال :يا أبسسا عبسسدالله أكياس في كل كيس أل ُ
ن بها على عائلتك. ل فخذها فاستع ْ هذه ميراث حل ٌ
وعن إسحاق بن راهويه ،قال :لما خسسرج أحمسسد بسسن
حنبسسل إلسسى عبسسدالرزاق انقطعسست بسسه النفقسسة ،فسسأكرى
نفسه من بعض الجمالين ،إلى أن وافى صنعاء ،وقسسد
مسسن كان أصحابه فعرضوا عليه المواسسساة فلسسم يْقب َسسل ِ
أحد شيًئا.
ت عبسدالرزاق –وذكسر وعسن الرمسادي ،قسال :سسمع ُ
ه ،-فقال :بلغني أن نفقته ت عينا ُ أحمد بن حنبل فدمع ْ
ت عشرةَ دنانير وأقمُته خلف البسساب ،ومسسا نفدت فأخذ ُ
ت :إنسه ل تجتمسع عنسسدنا السدنانير د ،وُقلس ُ
معي ومعه أح ٌ
ت الساعة عند النساء عشرة دنانير ،فخسسذها وقد وجد ُ
م وقسسال س َ جو أل تنفقها حتى يتهيأ عندنا شيء ،فَتب ّ فأر ُ
ت منك. ت شيًئا من الناس قبل ُ لي :يا أبا بكر ،لو قبل ُ
ت علسسى وعن صالح بن أحمد بن حنبل ،قسسال :دخل س ُ
نأبي في أيسام الواثسق واللسه يعلسم فسي أي حالسة نحس ُ
س عليسسه ،قسسد وخرج لصلة العصر ،وكان له جلسسد يجلس ُ
أتت عليه سنون كثيرةٌ حتى قد بلى فسسإذا تحتسسه كتساب
فيه» :بلغني يا أبا عبدالله مسسا أنسست فيسسه مسسن الضسسيق،
ت إليسسك بأربعسسة آلف وما عليك من الدين ،وقسسد وجه س ُ
سسعْ بهسسادرهم على يسسدي فلن لتقضسسي بهسسا دينسسك وُتو ّ
هسو ة ،إنمسسا ُ مسسن صسسدقةٍ ول زكسسا ٍ على عيالك ،وما هسسي ِ
شيء ورُثته من أبي« .
ت لسه :يسا فقرأت الكتاب ووضعته ،فلمسسا دخسسل ،قلس ُ
أبت ،مسا هسذا الكتساب؟ فساحمر وجهسه ،وقسال :رفعُتسه
منك ،ثم قال :تذهب بجوابه إلى الرجل ،وكتب:
ي
صسسل كتابسسك إل س ّ »بسسسم اللسسه الرحمسسن الرحيسسم .و َ
ونحن في عافية ،فأمسسا السسدين فسسإنه لرجسسل ل ُيرهقنسسا،
وأما عيالنا فهم بنعمة الله والحمد لله«.
267
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
قسسال صسسالح :وأمسسر المتوكسسل أن ُتشسسترى لنسسا دار،
ن
فقال :يا صالح ،لئن أقررت لهمن بشسسراء دار لتكسسون ّ
ة بيني وبينك فلم يزل يدفع شري السسدار حسستى القطيع ُ
اندفع.
وقال الشافعي لحمد بن حنبل وهو يتردد إليه فسي
جملة :مسسن يأخسسذ عنسسه العلسسم أل تقبسسل قضسساء اليمسسن،
دا.
عا شدي ًفامتنع من ذلك امتنا ً
وذلك أن الرشيد قال للشسسافعي :إن اليمسسن يحتسساج
إلى قاضي.
وبالتالي قال أحمد للشافعي :إني أختلف إليسسك
لجسسل العلسسم المزهسسد فسسي السسدنيا ،فتسسأمرني أن ألسسي
القضاء ولول العلم لسسم أكملسسك بعسسد اليسسوم ،فاسسستحي
الشافعي منه.
وروي أنسسه كسسان ل يصسسلي خلسسف عمسسه إسسسحاق ول
ضسسا؛ لنهسسم أخسسذوا جسسائزة خلسسف بنيسسه ول يكلمهسسم أي ً
السلطان.
ومكث مرةً ثلثة أيام ل يجسسد مسسا يسسأكله حسستى بعسسث
إلى بعض أصحابه فاستقرض منه دقيًقا فعسسرف أهل ُسسه
حاجته إلى الطعام فعجلوا ،وعجنوا وخبزوا له سريًعا.
فقال :ما هذه العجلة كيف خبزُتم؟ فقسسالوا :وجسسدنا
تن ُسسور بيسست صسسالح مسسسجوًرا فخبزنسسا لسسك فيسسه ،فقسسال:
ارفعوا ولم يأكل وأمر بسد بسسابه إلسسى دار صسسالح؛ لن
صالح أخذ جائزة السلطان وهو المتوكل على الله.
وقال ابنه عبدالله :مكث أبي بالعسكر عند الخليفة
ستة عشر يومًنا لم يأكل فيها إل ربع مد سويق يفطر
بعد كل ثلث ليال على قبضة منه حتى رجع إلى بيتسسه
ولم ترجع إليه نفسه إل بعد ستة أشسسهر .للسسه دره مسسا
أورعه وأزهده ،العفاف.
قال البيهقي :وقد كان الخليفة ي َْبعث إليسسه المسسائدة
فيها أشياء كثيرة مسسن النسسواع ،وكسسان أحمسسد ل يتنسساول
منها شيًئا.
268
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
قال :وبعث المأمون مرة ذهًبا يقسم على أصحاب
الحسسديث ،فمسسا بقسسي منهسسم أحسسد إل أخسذ إل أحمسسد بسن
حنبل ،فإنه أبى أن يأخذ.
قال المروزي :دخلت على أحمد بن حنبل ،فقلسست:
كيف أصبحت؟ فقال :كيف أصبح من ربه يطالبه بأداء
سسسنة ،والمالكسسانالفسسرائض ،ونسسبيه يطسسالبه بسسأداء ال ّ
سسسه تطسسالبه بهواهسسا،
يطالبسسانه بتصسسحيح العمسسل ،ونف ُ
وإبليس يطالبه بالفحشاء ،وملك الموت يطالبه بقبض
روحه ،وعياله يطلبونه بنفقتهم .والله أعلم وصل الله
على محمد وآله وصحبه وسلم.
فصل
ل عن باب السلطان فكتب إليسسه» :نحسسن حجب رج ٌ ُ
دني ّسسة ،والهمسسم القصسسيرة،نعسسوذ ُ بسسالله مسسن المطسساع ال ّ
حري ّسسة ،فسسإن نفسسسي وللسسه الحمسسد أبيسسة مسسا وابتسسذال ال ُ
ة ،ول خسسذلها صسسبٌر عنسسد نازلسسة ،ول مس ٍسسسقطت وراء ه ّ
استرقها طمعٌ ول طبعت على هلع ،وقد رأيتسسك وليسست
صسسونه ،ووصسسلت ببابسسك مسسن يشسسيُنه، عرضسسك مسسن ل ي ُ
دى جمان عقلك من يكثر من أعسسدائك ويتع س ّ وجعلت تر ُ
ه وفد َ السسذم إليسسك، أوليائك وُيسيء العبارة عنك ،ويوج ُ
ف ن ُقلوب إخوانك عليك؛ لنسسه ل يعسسرف لشسسري ٍ وُيضغ ُ
ة ،وُيزيل المراتب عن جهل بها قدًرا ،ول لصديق منزل ً
ع
ي إلسى مرتبسة الوضسيع ،ويرفس ُ وبدرجاتها ،فيحط العلس ّ
ي إلسسى مرتبسسة الرفيسسع ،ويحتقسسر الضسسعيف لضسسعفه دن ّ ال ّ
ل إلسسى ذي اللبسساس وتنبو عينه عسسن ذي البسسذاذة ،ويميس ُ
ل الُرشا«.م على الهوى ويقب ُ والزينة وُيقدِ ُ
لما مات جالينوس ُوجد ي جيبه رقعة مكتوب فيها:
»أحمق الحمقى من يمل بطنه من كل مسسا يجسسد ،ومسسا
هأكلته فلجسمك ،وما تصدقت به فلروحك ،وما خل ّْفت َس ُ
فلغيسسرك ،والمحسسسن حسسي وإن نقسسل إلسسى دار البلسسى،
والمسيء ميت وإن بقي في السسدنيا ،والقناعسسة تسسستر
ة ،وبالصبر تدرك المور ،وبالتسسدبير يكسسثر القليسسل، الخل َ
269
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ولسسم أرى لبسسن آدم شسسيًئا أنفسسع لسه مسسن التوكسسل علسسى
الله«.
قيل لبعض العلماء :ما خير المكاسب؟ قسسال :خيسسر
مكاسب السسدنيا طلسسب الحلل لسسزوال الحاجسسة ،والخسسذ
منه للقوة علسسى العبسسادة وتقسسديم فضسسله السسزائد ليسسوم
القيامة.
م معمول به نشسسرته، ما خير مكاسب الخرة فعل ٌ وأ ّ
ة أحييتَها. ة حسن ٌسن ُ
ل صالح قدمته ،و ّ وعم ٌ
مسسا شسسر مكاسسسب قيل :وما شر المكاسب؟ قسسال :أ ّ
الدنيا فحرام جمعته ،وفي المعاصي أنفقتسسه ،ولمسسن ل
خل ّْفَته.
يطيع ربه َ
دا،
وأما شسسر مكاسسسب الخسسرة :فحسسق أنكرتسسه حسس ً
عدواًنا.
سنة سيئة أحييتها ُ ومعصية قدمتها إصراًرا ،و ّ
قيل :إنه ظهر إبليس –لعنه اللسسه -لعيسسسى س س عليسسه
السلم س ،فقال له :أفلست تقول؟ لن يصيبك إل مسسا
كتب الله عليك؟ قال :بلسسى ،قسسال :فسسارم نفسسسك مسسن
ذروة هذا الجبل ،فإذا قد َّر اللسسه لسسك السسسلمة تسسسلم،
فقال له :ملعون ،إن الله تعالى يختبر عبسساده ،وليسسس
للعبد أن يختر ربه.
خير الرزق مسسا سسسلم مسسن خمسسسة :مسسن الثسسم فسسي
الكتساب ،والمذلة والخضسسوع فسسي السسسؤال ،والغسسش
فسسسي الصسسسناعة ،وأثمسسسان آلت المعاصسسسي ،ومعاملسسسة
الظلمة.
جعل الشر كله في بيت ،وجعل مفتاحه الرغبة في
الدنيا.
والله أعلم ،وصل اللسسه علسسى محمسسد وآلسسه وصسسحبه
وسلم.
قصة
روى ابسسن عسسساكر عسسن أبسسي الحسسسين النسسوري أنسسه
اجتاز بزورق فيه خمر مع ملح ،فقال :ما هذا؟ ولمن
هذا؟ فقال :هذه خمر للمعتضد ،فصسسعد أبسسو الحسسسين
270
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
إليهسسا ،فجعسسل يضسسرب السسدنان بعمسسود فسسي يسسده حسستى
دا تركه.كسرها كلها إل دنا واح ً
واسسستغاث الملح فجسساءت الشسسرطة ،فأخسسذوا أبسسا
الحسين ،فأوقفوه بين يدي المعتضد.
فقال له :من أنت؟ فقال :المحتسب ،فقال :ومسسن
ولك الحسسسبة؟ فقسسال :السسذي ولك الخلفسسة يسسا أميسسر
المؤمنين ،فأطرق رأسه ثم رفعها.
فقسسال :مسسا السسذي حملسسك علسسى مسسا فعلسست؟ فقسسال:
ة عليك لسسدفع الضسسرر عنسسك ،فسسأطرق رأسسسه ثسسم شفق ً
دا لسسم رفعها ،فقال :ولي شيء تركسست منهسسا دن ّسسا واح س ً
ت عليهسسا فكسسسرتها تكسسسره؟ فقسسال :لنسسي إنمسا أقسدم ُ
إجلل ً لله تعالى ،فلم أبالي بأحدٍ حتى إذا انتهيت إلسسى
سسسي إعجسساب مسسن قبيسسل أنسسي قسسد ن دخسسل ن َْف ِ هسسذا السد ّ ِ
ت على مثلك فتركته. أقدم ُ
ت يسسدك ،فغّيسسْر فقال له المعتضد :اذهب فقد أطلق ُ
ت أن تغيره من المنكر ،فقال له النوري :الن ما أحبب َ
انتقض عزمي عن التغيير.
ت أغيرهن لله وأنا الن م؟ فقال :لني ُ
كن ُ فقال :ول ِ َ
ب أن حس ّتغيسرت النيسة ،فقسال :سسل حاجتسك ،فقسال :أ ُ
ما فأمر به فسسأخرج فصسسار تخرجني من بين يديك سال ً
إلى البصرة ،فأقام بها مختفًيا خشسسية أن يشسسق عليسسه
أحد في حاجسة عنسسد المعتضسد ،فلمسسا تسسوفي المعتضسد ُ
رجع إلى بغداد.
قصة
ما إلى قصر الذهب ،فقام النسساس دخل المنصور يو ً
م ل َس ْ
م ن فضالة ،فقال له وقد غضب عليهِ :لسس َ
جب ُإل فر ُ
تقم؟
ت أن يسألني الله عن ذلسسك ويسسسألك لسسم قال :خف ُ
ت بذلك ،وقد كره رسول الله القيام للناس. ضي ْ َ
َر ِ
قال :فبكى المنصور وقربه وقضى حوائجه.
271
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وقسسال الصسسمعي :قسسال المنصسسور لرجسسل مسسن أهسسل
كسسم الشسسام :احمسسد اللسسه يسسا أعرابسسي السسذي دفسسع عن ُ
الطسساعون بوليتنسسا ،فقسسال العرابسسي :إن اللسسه أحكسسم
كيسل وليتكسم سسوء َ الحاكمين ل يجمسع علينسا حشسًفا و ُ
عون.والطا ُ
وقال :أتي برجل لُيعاقبه ،فقال :يا أمير المسسؤمنين،
ضسسل ،ونعسسوذ ْ أميسسر المسسؤمنين ل ،والعفسسو ف ْ النتقام عد ٌ
بسسالله أن يرضسسى لنفسسسه بسسأوكس النصسسيبين ،وأدنسسى
ن أرفع الدرجتين فعفا عنه. دو ْالقسمين ُ
وقال المنصور لبنه المهدي :إن الخليفة ل ُيصسسلحه
إل التقوى ،والسلطان ل يصلحه إل الطاعة ،والرعيسسة
هم حها إل العسسدل ،وأولسسى النساس بسسالعفو أقسدر ُ ل ُيصسل ُ
عقل ً مسسن ظلسسم مسسن هسسو ص الناس َ على الُعقوبة ،وأنق ُ
دونه.
ُ
وقسسال :يسسا ُبنسسي اسسستدم النعمسسة بالشسسكر ،والقسسدرة
بالعفو ،والطاعة بالتأليف ،والّنصر بالتواضع والرحمسسة
س نصيبك من الدنيا ونصيبك من رحمسسة للناس ،ول تن َ
الله.
كتب سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطسساب إلسسى
عمسسر الخلفسسة :أمسسا بعسسد يسسا مسسا ولسسي ُ
عمر بن العزيز ل ّ
عمسسر ،فسسإنه قسسد ولسسي الخلفسسة والملسسك قبلسسك أقسسوام،
جمسسوع دا بعد ال ُفماتوا على ما قد رأيت ولُقوا الله فُرا ً
والحفدة والحشم ،وعالجوا نسسزع َ المسسوت السسذي كسسانوا
منه يفُرون فانفقأت أعينهم التي كسسانت ل تفتسسأ تنظسسر
موسدين بعد لين الوسائد لذاتها واندفنت رقاُبهم غير ُ
سُرر والخسسدم وانشسسقت وتظاهر الُفرش والمرافق وال ُ
بطونهم التي كانت ل تشبع مسسن كسسل نسسوع ولسسون مسسن
الموال والطعمسة وصساُروا جيًفسا بعسد طيسب السروائح
ن كسسانوا مسس ْ
العطرة حتى لو كانوا إلى جانب مسكين م ّ
ذى بهم ولنفر منهم بعد إنفسساق يحقُروَنه وهم أحياء لتأ ّ
الموال إلى أغراضهم مسسن الطيسسب والثيسساب الفسساخرة
272
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
اللينسسة كسسانوا ينفقسسوا المسسال إسسسراًفا فسسي أغراضسسهم
وأهسسوائهم ،وُيقسسترون فسسي حسسق اللسسه وأمسسره ،فسسإن
سون بمسسا هم يوم القيامة وهم محبو ُ استطعت أن تلقا ُ
ن بشسسيء ،فافعسسل مرتهس ٌ عليهم وأنت غير محبوس ول ُ
ن بالله ول حول ول قوة إل بالله سبحانه. واستع ْ
ه
سسسسس ُ حَرا ُ تأ ْ سالم ٍ ولسسسسو ك َث ُسسسسَر ْ ما َقليل ب َ ك عَ ّمل ٌ وما َ
ه
واك ِب ُ ْ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ و َ
ب ج سُر البسسا َ ل ي َهْ ُ مسسا َقلي س ٍ شسدِي ْدٍ فَعَ ّب َ من كسسان َ
ذا ب َسسا ٍ و َ
هجب ُ ْ حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ وحسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساجب َ
هحب َسسائ ِب ُ ْ
هو َ وان ُ ُره أعْ َ حّتسسى إلى غَي ْ ِ ت َغيُر المو ِ وما كان َ
ه حبسسائب ُ ْ حاُبه و َ صسس َهأ ْ م ُسل َ َ
ت وأ ْ ت ََفّرَقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ْ
لس سُروًْرا بسسه ك ُس ُ م ْح َ ص سب َ َ
فأ ْ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدٍ حا َِ
فائدة
ب أن يكون للنبيسساء وارث ًسسا ،وفسسي مزارعهسسممن أح ّ
حارًثا فليتعلم العلم النافع.
273
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
م ديسسن السسسلم، وهو ما جاء عن النبي وهو عل س ُ
ففي الحديث» :الُعلماء ورثة النبياء«.
ض الجنة. وليحضر مجالس الُعلماء فإنها ريا ُ
ب أن يعلسسم مسسا نصسسيبه مسسن عنايسسة اللسسه ومسسن أح س ّ
فلينظر ما نصيبه من الفقه في دين الله.
ه فسسي من ُيرد اللسه بسه خيسًرا يفقْهس ُ ففي الحديثَ » :
ن« ومسسن أحسسب أن ل ينقطسسع عملسسه بعسسد مسسوته السسدي ِ
م بالت ّد ْوِْين والت َْعليم. فلينشُر العِل ْ َ
مُلسسه إل طسسع عَ َ ففي الحديث» :إذا مات النسان انق َ
ه ،أو ولسسد مسسن ثلث :صسسدقة جاريسسة ،أو علسسم ي ُن ْت ََف سعُ ب ِس ِ ِ
صالح َيدعو له«.
ش إلسسى ومن سأل عن طريسسق َتبلغسسه الجنسسة ،فليمس ِ
ك ط َرِي ًْقسسا س سل َ َ مسسن َ س العلسسم ،ففسسي الحسسديثَ » : مجسسال ِ
ة«. ك الله به ط َرِي ًْقا إلى الجن ِ سل َ َما َ عل ْ ً
يلتمس فيه ِ
مس َ
ل ث بحسسدْيث فعُ ِ وقال عمر بن الخطاب :من ح سد ّ َ
به فله أجر مثل ذلك العمل.
صسسار ن البصري :لول الله ثسسم الُعلمسساء ل َ وقال الحس ُ
الناس أمثال البهائم.
داِئم الصسسوم صسسلةٍ َ ل كسسثيُر َ حسسس َ مسسسن َقسسسد ْ أن ْ َ ب َ أل ُر ّ
ه عابسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ م ُسسسسسسسسسس َ ج ْ الُزهْسسسسسسسسسد ُ ِ
صسسسود ُ قسسسد مْق ُ ل ال َ جهِسسس َ ق إذا ُ صال ً وهْسوَ بسسالط ّْر ِ م وِ َ ي َُروْ ُ
صسسسسسسسسسسد ُ ب قا ِ ل خسسسسسسسسسسا َ جاهِسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٌ َ
ل جْهسس ِ ل بال َ من العما ِ ل بسسالعِل ْم ِ كثيٌر ِ ن العما ِ م َل ِ قَل ِي ْ ٌ
نسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسافِعٌ فاسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ
فائدة عظيمة
ت أعناق الرجال ،فاسسستعذ بسسالله أربعة أعمال قطع ْ
منها:
أولها :الكفر ،وهسسو قسسسمان :الول :كفسسر الشسسك
ط والبسساء
خ ِ سسس َ
وهسسو كفسسر الظسسن ،والثللاني :كفسسر ال ّ
والستكبار ،وهو أعظم البليتين؛ لن الشاك قد يسسؤمن
274
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
إذا اتضح له اليقين ،وأما الساخط فعلى بصسسيرة كفسسر
برب العالمين.
مظل ّل َسسة، ثانًيا :البدعسسة ،وهسسي قسسسمان :مكفسسرة ،و ُ
ه ،ومسسن ابتلسسي فمن سلم منهما فقد سسسلم لسسه إسسسلم ُ
بأحدهما فقد حاد عن طريق السلم أو تاه عن سبيل
النجاة.
ة عسسن ذكسسر اللسسه ،فسسإن المعصسسية إلسسى ثالًثا :الغفلس ُ
خرةِ إلى المكان النازل. ص ْ الغافل أسرعُ من انحدار ال ّ
ب الدنيا إذا تمك ّسسن مسسن القل ْسسب ولسسو كسسان ح ّعاُ : راب ً
ه فسسي أوديسسة السسدنيا ل بالعبادة وقلب ُس ُ مشتغ ٌ دا فبدُنه ُ عاب ً
ب إلسسى اللسسه بظسسواهره ويبع سد ُ عمره يتقر ُ ل ُ طو َ فتراهُ ُ
عنه بقلبه.
حسسقّ طرْيسسقُ ال َ مَهسسا و َ طا ِح َ مْيسسُر علسسى السسدنيا ُ ت ال ِ أْنسس َ
كسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُلو ُ م ْ ك فسسسسسسسسسسي َ هسسسسسسسسسسدِ َ بُز ْ
واهُ ن ي َْهسس َب لمسسس َحسس َ
م ِن ال ُ ت إ ّ مس َت عَب ْسد ٌ لهَسسا مسسا د ُ ْوأن ْس َ
ك مُلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوْ ُ م ْ شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُقَها َ َتع ِ
موعظة
بعباد الله الثواُء في الدنيا قليل ،ولنا عليها حسسسا ٌ
طويل فتهيُئوا للنقلة عنها قبسسل أن ُيزعجكسسم الرحيسسل،
ليسسس لكسسم فسسي سسسفر الخسسرة إل مسسا قسسدمتموه ليسسوم
المعاد.
اسمع يا مسسن أحيسساه اللسسه علسسى السسسلم اسسسأله أن
ه اللسه قميسسص اليمسان، يتوفاك عليسسه ،ويسا مسسن سسربل ُ
ما ،ويا من استحفظه اللسسه معل ً
اجتهد أن يكون بالنقاِء ُ
دلنا علسسى المتسساجر مؤمن ًسسا ،القسسرآن ي َس ُالقسسرآن ك ُسسن بسسه ُ
ن متسسأخرون ،وُيزهسسدنا فسسي السسدنيا الفانيسسة الرابحة ونح ُ
ونحن فيها راغبون.
عباد الله ينبغي للحاضر أن يكون سامًعا ،وللسامع
عي أن يكون بما دعا إليه عام ً
ل، دا ِ أن يكون واعًيا ،ولل ّ
صا.
وللعامل في عمله أن يكون مخل ً
275
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
واعلم يا ابن آدم ،أنك مريض القلسسب مسسن جهسستين،
إحداهما :مخالفتك لمر الله ،والخرى :غفلتك عن
ذكر الله.
ولن تجسسد طعسسم العافيسسة حسستى تكسسون علسسى طاعسسة
ج مسسرض المخالفسسة ما ،فعال س ْ مسسدي ً مسسا ،ولسسذكر اللسسه ُ مقي ً ُ
بالتوبة ،ومرض الغفلة بالنابة والرجوع إلى الله.
ر
شسسس ِ دث لي َسسسوْم ِ ن َ ْ سسسسَتع َ
ه ل يَ ْ ضسس ِ ضسسا عسسن عَْر ِ مْعر ً َيسسا ُ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساب ِهِ ك ِت َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساب ِهِ ح َو ِ
حاب ِهِصس َمت ََلهًيا في أهْل ِسهِ و ِ مسسسسال ِهِ ْ مت َعَل ّل ً بعَيسسسسال ِهِ وب ِ َ
ُ
شسسورِهِ وَوُقُسسوفِهِ ومسسآب ِهِ حهِ ون ُ ُ مات ِهِ وضسسرِي ْ ِ م َ
سًيا ل ِ َ
مت ََنا ِ ُ
ب بثوابه وعَقاب ِهِ َ
مكذ ّ ٍ ل ُ ق فع ْ ُ صسسسسد ّ ٍ م َ ل ُل قَسسسسوْ ُ القسسسسو ُ
ل ب ِِفعَسسال ِهِ فَِفعَسساُله أوْل َسسى ب ِسهِ والِفعْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ف خسسال َ ل قَ سوْل ً ثسسم َ من قَسسا َ َ
َقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوْل َ ُ
ه
قصة:
كان شريك بن عبدالله القاضي الكسسوفي ل يجلسسس
ة فينظسسر للحكم بين الناس حتى يتغدى ،ثم يخرج ورق ً
مة صسسو َ
خ ُ قبل أن يحكم بين الناس ،ثم يسسأمر بتقسسديم ال ُ
إليه ،فحرس بعض أصحابه على قسسراءة مسسا فسسي تلسسك
الورقة التي يقرؤها قبل الحكم بين الناس ،فإذا فيها:
ح سد َّته ،يسساطو ِ»يسسا شسسريك بسسن عبسسدالله ،اذكسسر الصسسرا َ
شريك ،اذكر الموقف بين يد الله عز وجل«.
جد في زمننا أمثال هؤلء!! تأمل يا أخي ،هل ُيو َ
قصة:
ذكسسر القاضسسي أبسسو الحسسسن محمسسد بسسن عدالواحسسد
الهاشمي عن شيخ من التجسسار ،قسسال :كسسان لسسي علسسى
بعض المسسراء مسسال كسسثير ،فمسسا طلنسسي ومنعنسسي حقسسي
ت أطالبه حججني عنسسه ،ويسسأمر غلمسسانه وجعل كلما جئ ُ
ت عليه إلى السسوزير ،فلسسم يفسسد ذلسسك ُيؤذوَنني ،فاشتكي ُ
شيًئا وإلى أولي المر مسسن الدولسسة فلسسم يقطعسسوا منسسه
276
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
دا ،فأيسسست مسسن شيًئا ،ومسسا زاده ذلسسك إل منعًسسا وجحسسو ً
م مسسن جهتسسه ،فبينمسسا أنسساالمال الذي عليه ودخلنسسي هس ٌ
كذلك وأنا حائر إلى من أشتكي ،إذ قال لي رجسسل :أل
تأتي فلًنا الخياط إمام مسجد هناك؟
فقلت :وما عسى أن يصنع خياط من هسسذا الظسسالم
وأعيان الدولسسة لسسم يقطعسسوا فيسسه ،فقسسال :الخيسساط هسسو
أقطع وأخسسوف عنسسده مسسن جميسسع مسسن اشسستكيت إليسسه،
جا.
فاذهب إليه لعلك أن تجد عنده فر ً
ل في أمره )يعني مسسستبعد ٌ قال :فقصده غير محتف ٍ
النجاح( فذكرت له حاجتي ومالي وما لقيت مسسن هسسذا
الظالم.
فقام معي ،فحين عسساينه الميسسر قسسام إليسسه وأكرمسسه
واحترمه وبادر إلى قضاء حقي الذي عليسسه فأعطسسان ِْيه
كامل ً من غير أن يكون منه إلى المير كبير أمر.
غير أنه قال له :ادفسسع إلسسى هسسذا الرجسسل حقسسه ،وإل
ن المير ود َفَعَ إلي حقي. ت فتغير لو ُ أذ ّن ْ ُ
ت مسن ذلسك الخيسساط مسع رثاثسسة قال التساجر :فعجبس ُ
ه!حاله وضعف بنيته كيف انطاع وانقاد ذلك الميُر ل ُ
ت عليه شسسيًئا مسسن المسسال فلسم يقبسسل، ثم إني عرض ُ
ت هذا لكان لي من المال ما ل يحصسسى، وقال :لو أدر ُ
ت ت لسسه تعجسسبي منسسه وألحح س ُ فسألته عن خبره ،وذكر ُ
عليه.
فقال :إن سبب ذلسسك أنسسه كسسان عنسسدنا فسسي جوارنسسا
أمير تركي من أعالي الدولسسة وهسسو شسساب حسسسن )أي
جميل( ،فمرت به ذات يوم امرأة حسناء قسسد خرجسست
من الحمسسام وعليهسسا ثيسساب مرتفعسسة ذات قيمسسة ،فقسسام
إليهسسا وهسسو سسسكران فتعلسسق بهسسا يريسسدها علسسى نفسسسها
ليدخلها منزله ،وهي تأبى عليه وتصيح بسسأعلى صسسوتها
مسسسلمين ،أنسسا امسسرأة ذات زوج ،وهسسذا رجسسل تقول :يا ُ
ُيريدين على نفسي ويدخلني منزله ،وقد حلف زوجي
بالطلق أن ل أبيت في غير منزلسسه ومسستى بسست هاهنسسا
277
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
طلقت منه ولحقني بسبب ذلك عار ل تدحضسسه اليسسام
ول تغسله المدامع.
قسسال الخيسساط :فقمسست إليسسه فسسأنكرت عليسسه وأردت
خلص المرأة من بين يديه فضربني بدبوس فسسي يسسده
فشج رأسي وغلب المرأة على نفسها فأدخلها منزله
قهًرا.
ت رأسسسي فرجعسست وغسسسلت السسدم عنسسي وعصسسب ُ
وصليت بالناس صلة العشاء ،ثم قلسست للجماعسسة :إن
هذا قد فعل ما قد علمتسسم فقومسسوا معسسي إليسسه ل ِن ُن ْك ِسَر
عليه ونخلص المرأة منه.
فقام الناس معي ،فهجمنا عليه في دار فثسسار إلينسسا
في جماعسسة مسسن غلمسسانه بأيسسديهم العصسسى والسسدبابيس
يضسسربون النسساس ،وقصسسدني هسسو مسسن بينهسسم فضسسربني
حا حتى أدماني وأخرجنسسا مسسن منزلسسه مب َّر ً
دا ُ
ضرًبا شدي ً
ونحن في غاية الهانة والذل.
ت إلى منزلي وأنا ل أهتدي إلى الطريق من فرجع ُ
ت علسسى فراشسسي فلسسم شدة الوجع وكثرة الدماء ،فنم ُ
يأخذني النوم ،وتحيرت ماذا أصنع حسستى أنقسسذ المسسرأة
من يده في الليل لسسترجع فتسسبيت فسسي منزلهسسا حسستى ل
ت أن أذن للصسسبح م ُ
يقع عليها من زوجها الطلق ،فألهِ ْ
في أثناء الليل لكي يظن أن الصبح قد طلع فيخرجهسسا
من منزله فتذهب إلى منزل زوجها ،فصعدت المنارة
وجعلت انظر إلى باب داره وأنسسا أتكلسسم علسسى عسسادتي
ت فلسسم قبل الذان هسسل أرى المسسرأة خرجسست ،ثسسم أذنس ُ
ت على أنه إن لم تخرج أقمت الصلة م ُم ْ تخرج ،ثم ص ّ
حتى يتحقق الصباح ،فبينما أنا أنظر هل تخرج المرأة
أم ل؟ إذ امتلت الطريق فرساًنا ورجالة.
ت: وهم يقولون :أين الذي أّذن هذه الساعة؟ فقلسس ُ
أنسسا ذا وأنسسا أريسسد أن يعينسسوني عليسسه ،فقسسالوا :انسسزل،
فنزلت ،فقالوا :أجب أمير المؤمنين.
278
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ن نفسي شيًئا م ْفأخذوني وذهبوا بي إليه ول أملك ِ
سسسا فسسي مقسسام حسستى أدخلسسوني عليسسه ،فلمسسا رأيتسسه جال ً
دا.
عا شدي ً
الخلفة ارتعدت من الخوف وفزعت فز ً
فقسسال :ادن ،فسسدنوت ،فقسسال لسسي :ليسسسكن روعسسك
وليهدأ َقلبك ،وما زال يلطفني حتى اطمأننت وذهسسب
خوفي.
فقال لي :أنت السسذي أذ ّن ْسست هسسذه السسساعة؟ قلسست:
نعم يا أمير المؤمنين ،فقال :ما حملك على أن أذنسست
هذه الساعة ،وقد بقي من الليل أكثر مما مضى منسسه
فتغر بذلك الصائم والمسافر والمصلي و غيرهم.
فقلت :يسسؤمنني أميسسر المسسؤمنين حسستى أقسسص عليسسه
صة.ت له الق ّ ن ،فذكر ُ خبري؟ فقال :أنت آم ٌ
دا ،وأمسسر بإحضسسار ذلسسك قسسال :فغضسسب غض سًبا شسسدي ً
المير والمرأة من ساعته على أي حالة كانا فأحضسسرا
سريًعا ،فبعث بالمرأة إلى زوجها مع نسوة من جهتسسه
ثقات ومعهن ثقة من جهته.
وأمسسره أن يسسأمر زوجهسسا بسسالعفو والصسسفح عنهسسا
والحسان إليها ،فإنها مكرهة ومعذورة.
ثم أقبل على ذلك الشاب المير ،فقال له :كم لك
من الرزق؟ وكم عندك من المسسال؟ وكسسم عنسسدك مسسن
الجواري والزوجات؟ فذكر له شيًئا كثيًرا.
فقال له :ويحك ،أما كفاك ما أنعسسم اللسسه بسسه عليسسك
حتى انتهكست حرمسة اللسه وتعسديت حسدوده ،وتجسرأت
على السلطان ،وما كفاك ذلك حتى عمدت إلى رجل
أمرك بالمعروف ونهاك عسسن المنكسسر فضسسربته وأهنتسسه
وأدميته فلم يكن له جواب ،فأمر به فجعل في رجلسسه
ل في جوالق ،ثسسم خ َ
قيد وفي عنقه غل ،ثم أمر به فأد ِ
دا حتى خفت. أمر به فضرب بالدبابيس ضرًبا شدي ً
ثم أمر به فألقي في دجلة فكسان ذلسك آخسر العهسد
ثم أمر بدًرا صاحب الشرطة أن يحتاط على مسسا فسسي
279
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
داره من الحواصل والمسسوال السستي كسسان يتناولهسسا مسسن
بيت المال.
ثم قال لذلك الرجل الصالح الخياط :كل مسسا رأيسست
منكًرا صغيًرا كان أو كبيًرا ،ولو على هذا وأشسسار إلسسى
صاحب الشرطة فأعلمني.
فإن اتفق اجتماعك بي وإل ،فعلى ما بينسسي وبينسسك
الذان فأذن في أي وقت كان أو في مثل وقتك هذا.
دا من هؤلء الدولة بشسسيء إل قال :فلهذا ل آمُر أح ً
امتثلسسوه ول أنهسساهم عسسن شسسيء إل تركسسوه خوفًسسا مسسن
المعتضد ،وما احتجت أن أؤذن في مثل تلك السسساعة
إل الن.
ه:
س ُ خا ن َْف َ موَب ّ ً
قال بعضهم ُ
ك مس َ ن أّيا ِ م ْ ضاعَ ِ ما َ ك َ ن ي َك ِْفي َ ل بسسسسال ْغِْزل َ ِ شسسسساغُ َ دع الت ّ َ َ
ل ل الوَ ِ والَغسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَز ِ
ل مسسا ِ ح الع َ صال ِ ن َ ت عَ ْ ك ل د ُن َْيسسسا وَك ُن ْ َ مسسسَر َ ت عُ ْ ضسسسي ّعْ َ َ
ل شسسسسسسسسسسسسغُ ِ ت بَهسسسسسسسسسسا فسسسسسسسسسسسسي ُ ظِفسسسسسسسسسسْر َ َ
ن
مس َ ج ِ م ع ْ سو َ ّ ت عنهسسا ل ِ ُ مل ْس َ دى وَ ِ ت ط ُسسسسْرقَ الهُسسسس َ ت ََرك ْسسسس َ
ل
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسب ُ ِ حةٍ ال ّ ضسسسسسس َ س وا ِ كالشسسسسسسم ِ
ت ت فسسي غَْفل َسةٍ أم أن ْس َ مسسر أأن ْس َ ن ن َسساظ ًَرا فسسي أ ْ ولم ت َك ُ ْ
لخب َسسسسسسسسسسسس ِ عاقَب َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسةٍ فسسسسسسسسسسسسي َ َ
ل م الّنز ِ جو أك َْر َ جوِج وي َْر ُ مسساَدى فسسي الل ُ جًزا ي َت َ َ عسسا ِ ي َسسسا َ
سمَتاب ََعسسسسسسسسةِ الن ّْفسسسسسسسس ِ ُ
نم َ جى ِ ما ي ُْر َ خي َْر َ موا َ س إذ ْ فََقد ّ ُ ت بالكيسسا ِ شسسب ّهْ َ هل ت َ َ
ل مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ فَط ُْنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوا العَ َ
ة ل َتسسأتي علسسى من ِّيسس َ ك إن ال َ س ست َد ْرِ ْ ح َفا ْ صا ِ ت َيا َ فَّرط ْ َ
ل مَهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ ل َ جسسسسسسسسسس ٍ عََلسسسسسسسسسسى عَ َ
مسسسر غَْيسسسر ك بع ُ ْ شسسسَرت ْ َ ت أو ْ ب َ ّ ك ي َِقيًنسسا وَْقسس َ ل أْنسسذ ََرت ْ َ هسس ْ
ل صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ من َْف ِ َزوَْرت َِهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ُ
ت فيسسه مل ْس َ ما أ ّ نب َ ما ُمسسا ال سد ّن َْيا ول الّز َ ت َ هَي ْهَسسات هَي ْهَسسا َ
ملسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي بَباِقيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسةٍ َ
ت إل م ْ سسسسال َ َ مسسسا َ وا فَ َ صسسسْف ً ت َ م َ سال َ َ
ن الَليالي َ سب َ َ ح َ ل تَ ْ
280
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
َ
ل خسسسسسسسسسسس ِ علسسسسسسسسسسسى د َ َ دا
حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ً أ َ
مسسا غَْيسسَر ت ن َِعي ً ل َرأْيسس َ فََهسس ْ ن مس ْ ت ِ مسسا أوِلي س َ ك َ ول ي َغُّرن ْ َ
ل من ْت َِقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ ُ ن َِعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم ٍ
ح غَي ْرِ ُ َ
فََقاب َلت ْ ُ كَ ْ
ل م ِ
من ْد َ ِ جْر ٍه بِ ُ ه ب َعْسد َ جَبرت ْس ُ ى َ ن فَسست ً مس ْ م ِ
ك بيسسن الّتيسسهِ ط ل َْهسسو َ سسسا ِ بِ َ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرت ِهِ كَ ْ
لجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذ َ ِ وال َ ب ل فسسسسي ث َسسسسوْ ِ م ت َْرفُسسسس ُ إَل َ
ل
مهْت َب ِ ِت إل غَي َْر ُ ما ب ِهِ ك ُن ْ َ فَ َ الُغسسسسسسسسسُرورِ علسسسسسسسسسى
ح ص ٌ ه َنا ِ من ْ ُ
ك ِ ب َواَفا َ شي ْ ُ وال ّ
ب شسسي ْ ِ ح ال ّ صي َ ت نَ ِ م ُ إّني أت ّهَ ْ حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذٌِر َ
عسسسسسسسسسسسذ َ ِ
ل فسسسسسسسسسسسي َ ت ح َ صسب َ ْ لأ ْ ه ب َس ْ من ْ ُ
م ت َُرعْ ِ ول َ ْ
م ت ول َ ْ مرِ قِد ْ وَل ّ ْ ة العُ ْ ج ُ فَب َهْ َ شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُهُ ت َن ْ ُ
ل صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ تَ ِ ظ حسسسس ّ ب َ ت ت َط ْل ُسسسس ُ سسسسسْر َ وَ ِ
م ي لَ ْ ق الغَ ّ ري ِ ن طَ ِ ة عَ ْ حال ٌ وَ َ سسسسسَفهٍ ن َ مسسسس ْ س ِ الن ّْفسسسس ِ
لحسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ تَ ُ ك من ْس َ صابي ِ صُر الت ّ َ ل عَ ْ ما َ وَ َ
ب السسوِْزِر ت ََرك ْت ََهسسا باك ِْتسسسا ِ حل ً مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسْرت َ ِ ُ
ل فسسسسسسسسسسسسسي ِثقسسسسسسسسسسسسس ِ ت صسْف َ ت بالله لسسو أن ْ َ م ُ س ْ أقْ َ
سسسَراِر مائ ِرِ وال ْ ضسس َ علسسى ال ّ مسسسسسسسسسسسا ك َ سسسسسسسسسسسس َ ن َْف َ
ل حيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ وال ِ مط ّل ِعٌ ن الله ُ ت بأ ّ م َ ما عَل ِ ْ أ َ
ت فسسي صسسى ولسسو ك ُْنسس َ ح َ يُ ْ هعل ُ ُ ت َفا ِ شّر أن ْ َ خي ْرٍ و َ ل َ وك ُ ّ
ل سسسسسسسسسَتارِ والك ِل َسسسسسسسس ِ ال ْ
ل سسهْ ٍ خليَقسةِ فسسي َ هسذي ال َ َ ت ب ِت َْرَداتسسسسدِ مسسسسا اعْت َب َسسسسْر َ أ َ
ل جَبسسسسسسسسسسس ِ وفسسسسسسسسسسسي َ ن إلسسسسسسسسسسى من ُسسسسسسسسسسو ِ ال َ
ضى إل إلى م َ ن َ م ْ ت عَ ّ خْر َ أ ّ ك إليك ش ّ ف تأتي بل َ سو ْ َ و َ
ل جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ أ َ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا فَ َ
ك من ْ َ ض ب ِعَْزم ٍ ِ بالحْزم ِ وان ْهَ ْ ك معُْلسسوم ٍ َلسسد َي ْ َ ه غَْيسسُر َ لك ِّنسس ُ
ل مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ مك ْت َ ِ ُ خسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذ ْ فَ ُ
ب السسذي وَل ّسسى شَبا ِ خ ال ّ شْر ِ َ طة والت ّْفريسسسس َ طاَلسسسس َدع الب َ َ
طسسسسسسسسسسسل م يَ ُ وَلسسسسسسسسسسس ْ ك علسسسسسسسسسسسى َواب ْسسسسسسسسسسس ِ
ل َيسسوْم ِ هسسوْ ِ ن َ مسس ْ ك ِ جيسس َ ي ُن ْ ِ مسسا ول عل ْ ً
ل ب ِسهِ ِ صس ْ ح ّم تُ َ ول َس ْ
ل جَلسسسسسسسس ِ ث ال َ حسسسسسسسسادِ ِ ال َ عمل ً َ
ة حسذ َْر ب َي ْعَس َ م وا ْ ولضوْ ت ََعاظ َ َ ك ل ت َب ْغِسسي بسسه دين َ َ
خل ب س ِ واب ْ َ
281
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ل
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَف ِ ال ّ ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا عو َ ً ِ
ل مَلسس ِ ما ن ََهى وت َد َب ّْرهُ ِبل َ عَ ّ ب اللسسه ب ك ِت ِسسا َ ل الك ِت َسسا َ وات ْس ُ
ن مسس َ جسساةُ لَتسساليهِ ِ فَْهسسوَ الن ّ ّ من َْتهي ًسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ُ
لالظ ُل َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ ك مر عَلي ْ َ َ نأ ْ م ْ ما ِفيه ِ ل َ وك ُ ّ
واءِ هسس َ ق ال ْ ن ط ُسُر ِ عسس ْ وَعَ سد ّ َ ِبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهِ
ل واعَْتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسزِ ِ ظ حس َ ة الَغسّراَء ت َ ْ سن ّ َ ولزِم ِ ال ّ
حسسسذ َْر ك وا ْ سسسان َ َ ظ لِ َ حَفسس ْ وا ْ بَهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
ل جسسسسسسسسسسد َ ِ ة ال َ فِت َْنسسسسسسسسسس َ مسسسا ض ِفي َ خسسسوْ َ ب ال َ جسسسان ِ ِ وَ َ
ك فيسسه غَي ْسَر سسس َ ت ن َْف َ مل ْ س َ ح ّ َ ه
مسسسسسسسسس ُ ت ت َعْل َ ُ سسسسسسسسسس َ لَ ْ
ل مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ حت َ َ م ْ ُ سسسب صا علسسى ك َ ْ حري ً ن َ وك ُ ْ
عسسّز غَْيسسُر فَِفسسي الَقَناعسسةِ ِ ل وَلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوْ حل ِ ال َ
ل حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ مْرت َ ِ ُ ل ة عسسن ك ُس ّ واقن َعْ َتجسد ْ غُن ْي َس ً
ل ن ول َبسسد َ ِ مسس ّ ما ت َب ْت َِغيهِ بَل َ َ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسأل َ ٍ
ة م ْ َ
ة غاي َس َ ه َ من ْس ُ ت ِ ما ول َسوْ ن ِل ْس َ ي َوْ ً ك ن اللسسه وات ْسُر ْ مس َ ب ِ واط ُل ُس ْ
ل مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ ال َ واهُ َتجسسسسسسد ْ سسسسسسس َ ن ِ مسسسسسس ْ َ
سعَد ْ ب ِذِك ْرٍ غَْيسس ِ
ر شرهُ ت َ ْ وان ْ ُ ل جس ِ نأ ْ مس ْ ى ِ ن فَسست ً داهِ ْ ول ت ُ َ
ل خسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذِ ِ من ْ َ ُ مِتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهِ ن ِعْ َ
حِقد ْ عَل َي ْهِ وفسسي عُت َْبسساهُ ل تَ ْ ج سْرهُ ك ل ت َهْ ُ مس َ ل بعِل ْ ِ مس ْ واعْ َ
ل طسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ ت ُ شسسسسسسسسسسسسقَ ِبسسسسسسسسسسسسهِ تَ ْ
ت ص سْر َ من ْهَسسا ِ ك ِ ف ل َس َ حائ ٌ ص َ َ ف ك ذ َن ْب ًسسا فَسساعْ ُ ن أَتى ل َس َ م ْ و َ
ل جسسسسسسسسسسس ِ خ َ فسسسسسسسسسسسي َ ه ول عَن ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
س ن الّنسسا ِ ح ب َْيسس َ ك ي َْقبسس ُ ذا َ َفسس َ ج سَزى ن تُ ْ ك بسسالعَْفوِ أ ْ سسسا َ عَ َ
جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل بالّر ُ تشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَر ْ ذا ن ُ ِ إ َ
ن على ن َزل ّةٍ لك ِ ْ م ْ ت ِ سل َْف َ أ ْ ت سسس َ ما ل َ ْ ضمًرا َ م ِ ن ُ ول ت َك ُ ْ
ل جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ وَ َ ظهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُرهُ تُ ْ
مسسا فسسي ن َ سسسكي ِ م ب ِت َ ْ جسسزِ ْ تَ ْ م كري َ ج ال َ سا واْر ُ ن آي ً ول ت َك ُ ْ
ل عل َسسسسس ِ ن ِ مسسسسس ْ س ِ الن ّْفسسسسس ِ لمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
ب غَي ْسسس ِ
ر م ب َِقل ْسسس ً ظل ُ ن ال ّ جسسس ّ ُ ح مْفت ُسسو ِ ف علسسى ب َسساب ِهِ ال َ وَقِ ْ
ل شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسستغِ ِ م ْ ُ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسًرا من ْك َ ِ ُ
ل واد ْعُ ه وَتسسذ َل ّ ْ ضسسعْ َلسس ُ خ َ وا ْ وى شسسك َ ة ال ّ صس َ ه قِ ّ واْرفَعْ ل َس ُ
ل واب ْت َِهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ ه إذا سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل ْ ُ وَ َ
282
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ن ك ب ِسسالعَْفوِ والغُْف سَرا ِ سسسا َ عَ َ نصب ِْر ل ت َك ُ ْ ب وا ْ ولزِم ِ الَبا َ
ح لسسسسسسسسسسسي م ُسسسسسسسسسسسس َ تَ ْ جل ً عَ ِ
ن الن ّسوْم ِ م سَر ب َي ْس َ ض سي ّعَ العُ ْ و َ ت جئ ْ ُ كي قَ سد ْ ِ مسسال ِ ِ ون َسسادِ ي َسسا َ
ل
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ والك َ َ معَْتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذًِرا ُ
صسسي مَعا ِ دا فسسي ال َ حت ّسسى غَس َ َ جَنى سوِْء قَد ْ َ َفإّنني عَب ْد ُ َ
لمُثسسسسسسسسسس ِ ة ال ُ غاَيسسسسسسسسسس َ َ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَفًها َ
ن فسسي ش سَقاٌء ك َسسا َ َرد َد َْتني فَ َ مهَسسسا ُ
ل م وال ْ حلسسس ُْ وغَسسسّرهُ ال ِ
ل
الَز ِ ك ل َسسسسسسسسسسسسس ُ
ه من ْسسسسسسسسسسسسس َ ِ
ولي مسس ْ
سسسعُ َيسسا ُ والعَْفسسوُ أوْ َ ن سسس ِ ح ْ س لسسي غَْيسسُر ُ ول َْيسس َ
ن َزل ََلسسسسسسسسسسسي مسسسسسسسسسسس ْ ِ نك َفسسسسسإ ْ ن ِفيسسسسس َ ظسسسسس ّ ال ّ
سسسلم ِ ك ال ْ وى دي ْن ِس َ س َ ن ِ دي ٍ مْثلسسسي ن َرد ّ َ مسسس ْ ك ِ شسسسا َ حا َ َ
َ
ل م أمسسسسسسسسسسسسس َ َلسسسسسسسسسسسسس ْ عسسسسسسسسسسا جزِ ً خائ ًِبسسسسسسسسسسا َ َ
ن كسسا َ ي َ سسسعْ ٍ ذاك ب ِ َ س َ ول َْيسس َ كا شسسر ً م ْ ما ُ ك َيو ً ن بِ َم أك ُ ْ ول َ ْ
ن قِب َِلسسسسسسسسسسسسي مسسسسسسسسسسسس ْ ِ وإلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى
ك مْنسس َ ضسسل ً ِ ك فَ ْ ن ذ َِلسس َ كسسا َ و َ
ت ِبسسسسسسسسسسسسهِ جسسسسسسسسسسسسد ْ َ ُ
283
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فكتسسب قصسسته ،وجعلهسسا علسسى قصسسبةٍ ورفعهسسا إليسسه،
ص عليسه القصسة ،فقسسال :اذهسب فقال :ما شأُنك؟ فق ّ
دكان العط ّسسار ثلثسسة أي ّسسام حت ّسسى أمسّر دا واجلس على ُ غ ً
عليك في اليوم الرابع ،فسسأقف وأسسسلم عليسسك فل تسُرد ّ
ي إل السلم. عل ّ
عد ْ عليه ذكسسر العقسسد ،ثسسم أعلمنسسي ت فأ ِ فإذا انصرف ُ
ج ذلك ،فلما كان فسسي اليسسوم ل لك ،ففعل الحا ُ بما يقو ُ
الرابع ،جاء عضد ُ الدولة في موكبه العظيم ،فلما رأى
ج –ولسسم م عليكم ،فقسسال الحسسا ّ ف ،وقال :سل ٌ ج وق َ الحا ّ
يتحرك :-وعليكم السلم.
م مسسن العسسراق ول تأتينسسا ،ول فقسسال :يسسا أخسسي ،تقسسد ُ
ض علينا حوائجك! فقال لسسه :مسسا ات ََفسقَ هسسذا ،ولسسم تعر ْ
يزد علسسى ذلسسك شسسيًئا ،هسسذا والعسسسكُر واقسسف بكمسساله،
ن بالموت. فانذهل العطاُر ،وأيق َ
فلمسسا انصسسرف عضسد ُ الدولسسة ،التفسست العطسسار إلسسى
عتنسسي هسسذا العقسسد؟ ج ،وقال له :يا أخي ،مسستى أود ْ الحا ّ
كر، ف؟ فسسذكّرني لعل ّسسي أتسسذ ّ وفي أيّ شسسيٍء هُسسو ملفسسو ٌ
فقال :من صسسفته كسسذا وكسسذا ،فقسسام وفت ّسسش ،ثسسم فتسسح
ت جراًبا وأخرج منه العقد ،وقال :الله أعلسسم أّننسسي ُ
كن س ُ
ت.كر ُناسًيا ،ولو لم تذكرني ما تذ ّ
فأخسسذ الحسساج عقسسده ومضسسى إلسسى عضسسد الدولسسة،
ه ]فبعث بسسه مسسع الحسساجب إلسسى دكسسان العط ّسسار[ فأعلم ُ
ب دكان ِهِ وُنودِيَ عليسسه: فعّلقه في عنقه ،وصله على با ُ
هذا جزاء من استودع فجحسسد! ثسسم أخسسذ الحسساج العقسسد
ومضى إلى بلده.
ومثله مسسا ُنقسسل عسسن ذكسساء إيسساس السسذي سسسارت بسسه
ل،الّركبسسان ،قيسسل :إن رجل ً اسسستودع أميسسن إيسساس مسسا ً
وخرج المودعُ إلى الحجاز ،فلمسسا رجسسع طلبسسه فجحسسدهُ
ه ،فقال إيسساس :أعلسسم أن ّسسك أتيتنسسي؟ سا فأخبر ُفأتى إيا ً
قال :ل ،قسسال :أفنسسازعته عنسسد غيسسري؟ قسسال :ل ،قسسال:
ي بعد يومين. فانصرف واكُتم سرك ،ثم عُد ْ إل ّ
284
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
س أمين ،فقال :قسسد حضسسر فمضى الرجل ،ودعا إيا ٌ
ن
ه إليسسك ،أفحصسسي ٌ ل كسسثير أريسسد ُ أن أسسسلم ُ عنسسدنا مسسا ٌ
مساك؟ قال :نعم ,قال :فأعد موضسًعا للمسسال ،وقو ً منزل ُ َ
يحملونه ،وعاد الرجل إلى إياس ،فقسسال :انطلسقْ إلسسى
ك ،وإن جحد فُقل له: ذا َك المال ف َ صاحبك ،فإن أعطا َ
صة.إني أخبُر القاضي بالق ّ
ل صساحبه ،فقسالُ :تعطينسسي الوديعسة أو فسأتى الرجس ُ
أشسسكوك إلسسى القاضسسي ،وأخسسبره بالحسسال ،فسسدفع إليسسه
سسسا ،وقسسال :أعطسساني ل وأخسسبَر إيا ًجس ُ المال ،فرجسسع الر ُ
الوديعسسة ثسسم جسساء الميسسن إلسسى إيسساس ليأخسسذ المسسال
ه ،وقال له :ل ت َْقَرْبني بعسسد هسسذا يسسا الموعود به ،فزجر ُ
خائن.
ومن لطائف المنقول من كتاب الذكياء :أن يحيسسى
بن أكثم القاضي ولي القضاء بالبصرة وسنه عشرون
نس ّدهم :كم ِ سنة ،فاستصغره أهل البصرة ،فقال أح ُ
م يحيى أنه استصغَر. القاضي؟ فَعَل ِ َ
فقال :أنا أكبر من عّتاب بن أسيد حين بعثه رسول
الله قاضًيا على أهل مكة يوم الفتح ،وأنا أكبُر من
ه رسول اللسسه قاضسًيا علسسى معاذ بن جبل حين وجه ُ ُ
سسور حيسسن وله ب بسسن ُ أهل اليمن ،وأنا أكسسبُر مسسن كعُس ِ
عمر بسسن الخطسساب قاضسًيا علسسى أهسسل البصسسرة ،قسسال: ُ
ن أهل البصرة وهاُبوه. م في أعي ُ فعظ ُ َ
ومسسن المنقسسول مسسن كتسساب »الذكيسساء« :أن بعسسض
اللصوص دخل بيًتا ومعه جماعة تت أمره ونهيسسه فسسي
القتل والسسسرقة ،فظفسُروا بصسساحب السسبيت ،وأْوقفسسوه
ل فدخل عليهم فسسي إبقسساء ُروحسسه ،وأخسسذ مسسا فسسي للقت ِ
حل ُّفسسوه بسسالطلق الثلث، البيت بكماله ،فقال كبيرهمَ :
وعلى المصحف ]الشريف أل يذكرنا إل بخير ،فحلسسف
م بهسسملهم بسسالطلق الثلث وعلسسى المصسسحف[ أل يعلس َ
دا.
أح ً
285
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ه ،ول ص يسسبيعون متسساع ُ صسسو َ فأصبح الرجسسل يسسرى الل ُ
م لجسسل اليميسسن ،فجسساء إلسسى المسسام أبسسي يقدر أن يتكل َ
ك، ه حسساله ،فقسسال لسسه :أحضسسر أكسسابر حي ّس َ حنيفة وأعلمس ُ
وأعيان جيرانك ،وإمام جماعتسسك ،فلمسسا حضسروا ،قسسال
ل ُتحب ّسسون أن ي َسُرد ّ اللسسه علسسى هسسذا لهم أبسسو حنيفسسة :هس ْ
ه؟ قالوا :نعم. الرجل متاع ُ
ق منهسسم ،فسسأدخلوهم ل ذي عسسر ٍ فقسسال :أجمُعسسوا كسس ّ
ج منهسسم ما خسر َ دا ،و ُ
كل ّ دا واح ً ع ،ثم أخرجوهم واح ً م َ
الجا ِ
ص ،قسسال :ل، ك ،فإن كان ليس بل ّ واحد ٌ ُقولوا :هذا لص َ
ت ،فسسإذا سسسكت فاقبضسسوا عليسسه، ه فيسك ُ ص ُوإن كان ل ّ
سرق له. ففعلوا ،فرد ّ الله عليه جميع ما ُ
ب المنصسسور كسسان يعسسادي أبسسا ن الربيسسع صسساح ُ ومنه أ ّ
ع:ما عند أمير المؤمنين ،فقال الربيسس ُ حنيفة ،فحضر يو ً
يسسا أميسسر المسسؤمنين ،إن أبسا حنيفسسة ُيخسسالف جسسدك ابسسن
دك يقسسول :إذا حلسسف الرجسسل علسسى عبسساس ،وك ان جس ّ
شيء يميًنا ثم استثنى بعد ذلسسك بيسسوم أو يسسومين كسسان
جسسوُز السسستثناء إل ذلسسك جسسائًزا ،وقسسال أبسسو حنيفسسة :ل ي ُ
متصل ً باليمين ،فقال أبو حنيفة :يا أمير المؤمنين ،إن ُ
د ،قسسال: َ
جندك عه ٌ م أن ليس لك لي رقاب ُ الربيع يزعُ ُ
كيف ]ذلك[؟
قسسال :يحلفسسون لسسك ثسسم يرجعسسون إلسسى منسسازلهم
ل أيماُنهم ،فضحك المنصسسوُر ،وقسسال: فيستثنون ،فتبط ُ
ض لبي حنيفة. يا ربيع ،ل تتعر ْ
ت الباديسة ومنه أن المام أبسا حنيفسة قسال :دخلس ُ
ة
ي ومعسسه قرب س ٌ ت إلسسى المسساء ،فجسساءني أعراب س ّ فسساحتج ُ
ملنة ،فأبى أن يبيعها إل بخمسة دراهم فدفعُتها إليسسه،
ثم أخذت القربة.
ت :ما رأيك يسسا أعرابسسي فسسي السسسويق؟ فقسسال: فقل ُ
هات ،فأعطيته سويًقا ملتوًتا بزيت ،فجعل يأكل حسستى
ت لسسه: ي بشسسربة ،فقلسس ُ امتل ،ثسسم عطسسش ،فقسسال عل س ّ
286
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
تبخمسسسة دراهسسم علسسى قسسدٍح مسسن مسساٍء ،فاسسستردد ُ
الخمسة ،وبقي الماء.
ج ورجسسع، ل ،وحسس ّ ومنسسه أن رجل ً اسسستودع رجل ً مسسا ً
جسسل إلسسى فطلبه فجحده وجعل يحلف له ،فانطلق الر ُ
أبي حنيفة ،فخل به وأخبرهُ بأمره ،فقال له المسسام :ل
س أبسسا حنيفسسة، دا بجحوده ،وكان الرجسسل ُيجسسال ُ م أح ً ُتعل ِ ْ
فقسسال لسسه وقسسد خل لُهمسسا المكسسان :إن هسسؤلء بعثسسوا
ك، ح للقضسساء ،وقسسد اخترت ُس َ جل يصل ُ يستشيرونني في ر ُ
فانصرف من عند المام وقد طمع بذلك.
ثم جاء صاحب الوديعة ،فقال له المام :ارجعْ إلسسى
صاحبك وذكرهُ لحتمال أن يكون ناس سًيا فسسذهب إليسسه،
وسأله فلم يحتج معه إلى علمة ،بل دفع إليه متسساعه،
وتوجه بعد ذلك إلى أبي حنيفة ،فقال لسسه أبسسو حنيفسسة:
ت أن أرفسسع قسسدرك ،ول ت فسسي أمسسرك ،فسسأرد ُ إني نظر ُ
من هذا. س ِ هو أنف ُ ك حتى يحضر ما ُ أسمي ّ َ
ب يغشسسى ومنسسه أنسسه كسسان بجسسوار أبسسي حنيفسسة شسسا ّ
ما من اليام :يا إمسسام ،إنسسي أري سد ُ مجلسه ،فقال له يو ً
التزويج إلى فلن من أهل الكوفة ،وقسسد خطبتهسسا مسسن
ولّيها فطلب مني من المهسسر فسسوق وسسسعي وطسساقتي،
م مسسا فقال أبو حنيفسسة :فاسسستخر اللسسه تعسسالى ،وأعط ِهِس ْ
من ْ َ
ك. طلُبوه ِ
فأجابهم إلى ما طلبوا ،فلما عقدوا النكاح جاء إلى
أبسسي حنيفسسة ،فقسسال :إنسسي سسسألتهم أن يأخسسذوا منسسي
البعض ،ويدعوا البعض عند الدخول ،فأبوا ،فما تسرى؟
قال :احتل ،واقترض حتى تسسدخل بأهلسسك ،فسسإن المسسر
يكون أسهل عليك من تعقيدهم ،ففعل ذلك.
ت إليه ،ودخل بها ،قال لسسه أبسسو حنيفسسة :مسسا فلما ُزفّ ْ
عليك أن ت ُظ ِْهسسر الخسسروج بأهلسسك عسسن هسسذا البلسسد إلسسى
موضسسع بعيسسد ،فسساكترى الرجسسل جمليسسن وأحضسسر آلت
ه ُيريسد ُ الخسسروج مسسن ج إليه ،وأظهر أن ّس ُ سفر وما يحتا ُ ال ّ
ه.ه مع ُ ب أهل ُالبلد في طلب المعاش ،وأن يصح َ
287
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فاشسستد ّ ذلسسك علسسى أهسسل المسسرأة وجسساءوا إلسسى أبسسي
ه ،فقسسال لهسسم أبسسو حنيفسسة :لسسه أن حنيفسسة يستشسسيرون َ ُ
خرجها إلى حيث شاء ،فقالوا :لم نصسسبر علسسى ذلسسك، ي ُ
دثوا عليه ما أخذُتم منه ،فأجاُبوه قال :فارضوه بأن تُر ّ
إلى ذلك.
فقسسال أب سوُ حنيفسسة للفسستى :إن القسسوم قسسد سسسمعوا،
وأجابوا إلى أن يُردوا عليك ما أخذوا منك من المهسسر،
ذها ويسسبرئوك منسسه ،فقسسال الفسستى :لب ُسد ّ مسسن زيسادة آخس ُ
ب إليك ،أن ترضى بما منهم ،فقال أبو حنيفة :أّيما أح ّ
بذلوا لك.
ل بسسدين عليهسسا يزيسد ُ علسسى جس ٍوإل أقسسرت المسسرأة لَر ُ
سفُر بهسسا حسستى تقضسسي المهر ،ول ُيمكنك حمُلها ،ول ال ّ
دين؟ قال :فقسسال الفسستى :اللسسه اللسسه يسسا ما عليها من ال ّ
إمام! ل يسمعُ أحد ٌ منهم بسسذلك ،ثسسم أجسساب وأخسسذ مسسا
بذلوه من المهر.
ومنه أن رجل ً جاء إلى أبي حنيفة ،وقال :يسسا إمسسام،
ت الموض سعَ السسذي ت مال ً من مسسدة طويلسسة ،ونسسسي ُ دفن ُ
ه فأحتسسال دفنته فيه ،فقال المام :ليس فسسي هسسذا فق س ٌ
ة ،فإنسسك ل الليلسسة إلسسى الغسسدا ِ لسسك ،ولكسسن اذهسسب فص س ّ
ستذكره إن شاء الله تعالى.
حّتسى ذكسر مض إل أقل من ُربع الليسل َ م يَ ْل ،فل ْففع َ
الموضع السسذي فيسسه ،فجسساء إلسسى أبسسي حنيفسسة فسسأخبره،
ك تصسّلي الليس َ
ل ت أن الشيطان ل يسسدعُ َ فقال :قد علم ُ
شكًرا لله تعالى. ك ُّله ،فهل أتممت ليلتك ك ُّلها ُ
ة جميلة ،وكان يحّبها ومنه أن بعضهم كانت له زوج ٌ
منسسافرة دا ،ولسسم تسُزل ال ُ ضا شدي ً دا ،وتبغضه بغ ً حّبا شدي ً
مدة تجّرئهسا عليسه بينهما البتة ،فأضجره ذلك ،وطالت ُ
ما :أنت طالق ثلًثا بتاًتا في تغليظ الكلم ،فقال لها يو ً
إن خسساطبتني بشسسيء ،ولسسم أخاطبسسك بشسسيء مثلسسه،
فقالت له في الحال :أنت طالق ثلًثا بتاًتا.
288
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ب! وخسساف فسسي س الرج س ُ
ل ،ولسسم يسسدر مسسا ُيجي س ُ فأبل َ
جوابهسسا مسسن وقُسسوع الطلق ،فأرشسسد إلسسى أبسسي جعفسسر
ه :إذا طالبتسسك الطسسبري ،فسسأخبره بمسسا جسسرى ،فقسسال لس ُ
ل لهسسا :أنسست طسسالق ثلًثسسا بتاًتسسا إن أنسسا بسسالجواب ،فُقسس ْ
طل ُّقتك ،فتكسسون قسسد خاطبتهسسا ووفيسست بيمينسسك ،واللسسه
أعلم.
فصل
ه وقسف إيساس ومن المنقول عن أذكياء الصبيان أنس ُ
ي إلى قاضي دمشق ومعسسه شسسيخ، معاوية وهو صب ّ ن ُ
ب ُ
خ ظلمنسسي، ح اللسسه القاضسسي! هسسذا الشسسي ُ صسسل َ َ
فقسسال :أ ْ
ي[ ،وأكسسل مسسالي ،فقسسال القاضسسي :ارفَسسق ]واعتدى عل ّ
بالشيخ :ول تستقبله بمثل هذا الكلم.
فقال إياس] :أصلح الله القاضي![ إن الحسسقّ أكسسبُر
مني ومنه ومنك ،قال :أسكت ،قال :فإن سكت فمن
جسستي! قسسال :فتكل ّسسم ،فسسوالله ل تتكلسسم بخيسسر، ح ّيقسسوم ب ُ
فقال :ل إله إل اللسسه وحسسدهُ ل شسسريك لسسه ،فبلسسغ ذلسسك
الخليفة ،فعزل القاضي.
مسسسا لجلسسسسائه :نقسسسم ومنسسسه أن المتوكسسسل قسسسال يو ً
المسلمون على عثمان أشياء ،منها :أن المام أبا بكر
لما تسّنم المنبر هبط عن مقام النبي مبرقسساة،
ن ذروة عمُر دون مقام أبي بكر ،وصسسعد عثمسسا ُ ثم قام ُ
المنبر.
فقال عباد :ما أحد ٌ أعظم منه عليك من عثمسسان يسسا
أمير المؤمنين ،وكيسسف ويلسسك! قسسال :لنسسه صسسعد ذورة
ة ،ونسسزل كلمسسا قسسام خليفسسة نسسزل مرقسسا ً المنبر ،ولو أنه ُ
عثمسسان عمسسن تقسسدمه ،كنسست أنسست تخطبنسسا مسسن بئر! ُ
فضحك المتوكل ومن حوله.
سسسا فسسي بعسسض ومسسن دهسساء المنصسسور أنسسه كسسان جال ً
الليالي ،وكسانت ليلسة شسديدة السبرد والريسح والمطسر،
فدعا بأحد الفرسان ،وقسسال لسسه :انهسسض الن إلسسى فسسج
289
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
طليارش وأقم فيه ،فأول خسساطر يخطسسر عليسسك سسسقه
إلي.
قال :فنهض الفسسارس وبقسسي فسسي الفسسج فسسي السسبرد
والريح والمطر واقًفا على فرسه ،إذ وقف عليه قرب
الفجر شيخ هرم على حمسسار لسسه ومعسسه آلسسة الحطسسب،
فقال له الفارس :إلى أين تريد يا شسسيخ؟ فقسسال :وراء
حطب.
فقال الفارس في نفسه :هذا شيخ مسسسكين نهسسض
إلى الجبل يسوق حطًبا ،فما عسى أن يريد المنصسسور
ل ،ثسسم فكسسرت فسسي منه؟ قال :فتركته فسار عنسسي قلي ً
قول المنصور ،وخفت سطوته ،فنهضت إلسسى الشسسيخ،
وقلت له :ارجع إلى مولنا المنصور.
فقال :وما عسى أن يريد المنصور من شيخ مثلي،
سألتك بالله أن تسستركني لطلسسب معيشسستي؟ فقسسال لسسه
الفارس :ل أفعل ،ثم قسسدم بسسه علسسى المنصسسور ومثلسسه
بين يديه ،وهو جالس لم ينم ليلته تلك.
فقسسال المنصسسور للصسسقالبة :فتشسسوه ،ففتسسش فلسسم
شسسوا برذعسسة حمسساره، يوجسسد عنسسده شسسيء ،فقسسال :فت ُ
عوا إلسسى فوجدوا داخلها كتاًبا من نصارى كانوا قد نزو ُ
المنصور يخدمون عنده إلى أصحابهم مسسن النصسسارى،
لُيقبلوا ويضروا فسسي إحسسدى النسسواحي المعلومسة ،فلمسسا
انبلج الصسسبح ،أمسسر بسسإخراج أولئك النصسسارى إلسسى بسساب
ة الشسسيخ ت رقب س ُ
ضسسربت أعنسساقهم ،وضسسرب ْ
الزاهسسرة ،ف ُ
معهم.
ومن ذلك قصسسة الجسسوهري التسساجر ،وذلسسك أن رجل ً
جوهرًيا من تجار المشرق قصد المنصسسور مسسن مدينسسة
عدن بجوهر كثير وأحجار نفيسة ،فأخذ المنصسسور مسسن
ذلك ما استحسنه ودفع إلى التاجر الجسسوهري صسسرته،
وكانت قطعة يمانية ،فأخذ التاجر في انصرافه طريق
الرملة على شط النهر.
290
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فلما توسطها –واليوم قائظ وعرقه منصسب -دعتسه
نفسه إلى التبرد ي النهر ،فوضسسع ثيسسابه وتلسك الصسسرة
على الشط ،فمرت حدأة فاختطفت الصسسرة تحسسسبها
ما ،وصسساعدت فسسي الفسسق ذاهبسسة ،فقطعسست الفسسق لح ً
التي تنظر إليه عين التاجر ،فقامت قيامته ،وعلم أنسسه
ل يقسسدر أن يسسستدفع ذلسسك بحيلسسة ،فأسسسر الحسسزن فسسي
نفسه ،ولحقه لجل ذلك علة اضطرب فيها.
وحضسسر السسدفع إلسسى التجسسار ،فحضسسر الرجسسل لسسذلك
بنفسه ،فاسسستبان للمنصسسور مسسا بالرجسسل مسسن المهانسسة
والكآبسسة وفقسسد مسسا كسسان عنسسده مسسن النشسساط وشسسدة
العارضة ،فسأله المنصور عن شأنه ،فأعلمه بقصته.
فقال له :هل أتيت إلينا بحسسدثان وقسسوع المسسر فكنسسا
نستظهر على الحيلة ،فهل هسسديت إلسسى الناحيسسة السستي
أخذ الطائر إليها؟ قال :مر مشرًقا على سسسمعت هسسذا
الجبل الذي يلي قصرك –يعني الرملة -فدعا المنصور
شرطيه الخاص بسسه ،فقسسال لسسه :جئنسسي بمشسسيخة أهسسل
الرملة الساعة.
فمضى وجاء بهم سريًعا ،فأمرهم بالبحث عن مسسن
غير حال القلل منهسم سسريًعا ،وانتقسل عسن الضسافة
دون تدريج ،فتناظروا في ذلك ،ثم قالوا :يا مولنا ،ما
نعلسسم إل رجل ً مسسن ضسسعفائنا كسسان يعمسسل هسسو وأولده
بأيديهم ويتناولون السبق بأقدامهم عج سًزا عسسن شسسراء
دابة ،فابتاع اليسسوم دابسسة ،واكتسسسى هسسو وولسسده كسسسوة
متوسسسطة ،فسسأمر بإحضسساره مسسن الغسسد ،وأمسسر التسساجر
بالغدو إلى الباب.
فحضر الرجل بعينه بين يسسدي المنصسسور ،فاسسستدناه
والتاجر حاضر ،وقال له :سبب ضاع منا وسقط إليسسك
ما فعلت به؟ قال :هو ذا يا مولي ،وضرب بيسسده إلسسى
حجزة سراويله فأخرج الصرة بعينها.
حسا ،فقسسال لسهفصساح التساجر طرب ًسسا وكساد يطيسسر فر ً
المنصور :صف لي حديثها ،فقال :بينما أنا أعمل فسسي
291
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
جناني تحت نخلة إذ سقطت أمامي فأخسسذتها وراقنسسي
منظرهسسا ،فقلسست :إن الطسسائر اختلسسسها مسسن قصسسرك
لقرب الجوار ،فاحترزت بها ودعتني فاقتي إلسسى أخسسذ
عشرة مثاقيل عيون ًسسا كسسانت معهسسا مصسسرورة ،وقلسست:
أقل ما يكون في كرم مولي أن يسمح لي بها.
فأعجب المنصور ما كسسان منسسه ،وقسسال للتسساجر :خسسذ
صرتك وانظرها واصدقني عن عددها ،ففعسسل ،وقسسال:
ما ضاع منها شيء سسسوى السسدنانير السستي ذكرهسسا وقسسد
وهبتها له ،فقال له المنصور :نحن أولسسى بسسذلك منسسك،
ص عليسسك فرحسسك ،ولسسول جمعسسه بيسسن الصسسرار ول ن ُن َغّس ُ
والقرار لكسسان ثسسوابه موفسسوًرا عليسسه ،ثسسم أمسسر للتسساجر
ضسسا عسسن دنسسانيره ،وللجنسسان بعشسسرة بعشرة دنسسانير عو ً
دنانير ثواًبا لتأنيه عن فساد ما وقع بيده.
و قال :لو بسدأنا بسالعتراف قبسل البحسسث لوسسعناه
جزاء ،قال :فأخذ التاجر في الثناء على المنصور وقسسد
عاوده نشاطه.
ضّر وينفعُ والصسسبُر أحمسسد ُ مسسا إليسسه دهُر ُيعب ما ي َ ُ ال ْ
جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسعُ مسسْرُء فيمسسا منسسه كسسان ي ُْر َ وال َ
ة
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسيرهُ حين ًسسا ،وليسسس عسسن المني س ِ م ِ َ
ع
دف ُ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ْ منسسون َ فاحسسذر مَفاجسسأة ال َ
جسسسسسسسى منهسسسسسسسا ول فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسإنه ل ي ُل ْت ِ َ
ع
شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسف ُ ست َ ْ مُعسسسسوا ي ُ ْ ن السسسسذين تج ّ أْيسسسس َ
شوا وتمن ُّعوا صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُنوا وتوث ُّقوا وتجي ّ ُ ح ّ وت َ
موُّلوا وَترفّعُسسوا موا وت َك َب ُّروا وت َ شسسسسس ُ ح ّ مسسسسسوا وت َ وَتعظ ّ ُ
ى حسساِدي الِبلسس َ دا بهسسم َ حسس َ جّبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسْروا و َ وت َ َ
ب الزمسسان فتقط ّعُسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوا ت بهم ن ُسوَ ُ ح ْ صا َ
عوا أو مسسسسان َُعوهُ بالسسسسذي قسسسد َ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَر ُ فأ ْ
مُعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوا ج ّ ر َب َبات ِ ٍ ض ٍ وا عنه ب ِعَ ْ م ْ
حت َ َ أل ا ْ
صسسسسسسالُهم ت أو ْ َ َفتفّرَقسسسسسس ْ
ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُعوا ضع ْ َ م وت َ َ مَنسسسساِزلُهم بهسسسس ْ ت َ كسسسسان َ ْ
ح ت علسسى الثسسارِ ري س ٌ س سَف ْ ة و َ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ً مأُنو َ
292
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
َزعْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَزعُ ث ب َعْ سد َ دا َ جس َ ست َوْط َُنوا ال ْ وا ْ
صن َعُ هم فيه وما َ
ذا ي ُ ْ ن غَّر ُ أ ْ صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسورهم قُ ُ
ه جسسس ٌ ل طسسساعَت ِهِ وَوَ ْ ميسسس ِ ج ِ ب َ دثوا فسسي الجسسواب ماذا أعَس ّ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَفعُ أ ْ كسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرٍ من ْ َ لِ ُ
ة حي ًسسا فالنصسسيح ُ ت َ
مس َ مسسا د ُ ْ هج ٌ عمُلوا ،فَوَ ْ دوا الذي َ ج ُ و َ
تنفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسعُ ضأب َْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ه
سسسس ِ ف مسسسا فسسسي نف ِ ِبخل ِ سسسسس ً
كا م ّ مت َ َكسسسسن ُ ي ُ أب َُنسسسس ّ
ي ََتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذ َّرعُ حتي صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ْ َ بن َ ِ
ك كل شسسيٍء ي ُْقت َن َسسى لس َ من ُ ِ حس سوُدِ جسساَورةَ ال َ م َ ح سذ َْر ُ وا ْ
أن َْفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسعُ فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسإَنه
ل ضسسسى بالقليسسس ِ فسسسالحّر ي َْر َ ك بسسسالحقّ الجميسسسل وعَل َي ْسسس َ
وي َْقَنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسعُ فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسإنه
ع
ن فهو حقّ ي ُت ْب َ ُ مَر المهيم ُ أ َ مت َعَّفّفا كن ُ دنيا و ُ
جّنب ال ُ وت َ َ
ق
ريسس ُ جسسو بسسه فهسسو الط ّ ِ ت َن ْ ُ ل مسس ْ ب بُقوّةٍ واعْ َ خذ الكتا َ و ُ
المهَْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسعُ بمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
صسسسسيُرَنا م ِشسسسسيٌء ،إليسسسسه َ سول ِهِ في ل َر ُ سبي َ ك َ سل َ ْ وا ْ
والمْرجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسعُ ه
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرِ ِ أ ْ
بل لسسه الرقسسا ُ مد ٌ َتسسذِ ّ صسس َ َ سن اللسسه ل َْيسس َ م بسسأ ّ واعَْلسس ْ
خضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسعُ وت َ ْ مْثلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهِ ك ِ
طي من يشسساء ط ي ُعْ ِ س ِ بالِق ْ مت َن َسّزهٌديٌر واحسد ٌ ُ ي قَ س ِ حس ّ َ
مَنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسعُ وي َ م
من ِْعس ٌ واد ٌ ُ
جس َل َ م عَسد ْ ٌ مَتكل ّ ٌ ُ
ل م مسسسا ن َُقسسسو ُ مّنسسسا وي َعَْلسسس ُ ذو العَْرش ل تخفى عليه ُ
مع ُ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ وي َ ْ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسريَرة َ
ض سَرعُ ل يَ ْه وَك ُس ّ ل لَ ُ ل ي َذِ ّ كُ ّ ْ ْ
في الحش سرِ ي َظهَ سُر ل ِلِعبسساد
ون َب ِي َُنسسا ِفيَنسسا إليسسه يشسسَفعُ بل ُط ِْفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهِ
ق
سسساب ٌ هسسو فسسي الخلفسسةِ َ ة
م فسسي القيام س ِ ل يحك ُ العَد ْ ِ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسست َت َب ِعُ م ْ ُ ب ِي ْن ََنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
ع
سسسلَف ُ واد ٌ َج َحب ٌْر َ من َبعدِهِ َ ِ ديُقه صسس ّخي ُْر البري ّةِ ب َعْد َهُ ِ َ
ما في السسدارِ وهسسو سل ِ ً
ست َ ْ م ْ ُ م ك الفسسساروقُ أك ْسسسَر ُ وك َسسسذ َل ِ َ
ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسعُ ي ُب َ ّ ب صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساح ٍ َ
293
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
نك الَبطيسسسس ُ ه ذا َم ُ
سسسسسا ُ
ح َ و ُ ش العظيسسم، جهّسسز الجيس ِ م َ و ُ
الن ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَزعُ وى ومسسسسسسسسسسسن ثسسسسسسسسسسس َ
م جسسو ُ ب والن ُ صسسواح ُ م ال ّ وه ُ س ُ ه
ص سِفي ّ ُ
هو َ ه وِنس سي ْب ُ ُ سي ْب ُ ُ
ح ِ و َ
طلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسعُ ال ّ بب والمسسواهِ ُ ل َهُسسم المن َسساقِ ُ
ع
خرٍ ي َن َْف ُل ذُ ْم المَعادِ وك ُ ّ يو َ والُعل
وهسسم السسذين بِهسسم ي َُفسسوُز
محب ُّهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ْ م ِ ُ
295
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ك جَناب ِس َمسسن َ أتسسرى بُقربسسي ِ ضسسساهُ ل ن بَغيسسسر ر َ مسسس ْ يسسسا َ
أظ ُْفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر ست َب ْ ِ أ ْ
يعلسسس ّ مل ً بسسسه ترضسسسى َ عَ َ ت ل ْسسم مسسا فسسا َ حْزني علسسى َ ُ
وت َغِْفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر مسسسسسسسسسسسسل ب ِسسسسسسسسسسسسهِ أعْ َ
ك َيذكُر ه لَ َ ذاُء قلبي أن ّ ُ فَغِ َ ب بطيسسب وإذا اغتسسذى قَْلسس ٌ
سسسسي حّيتي أنسسسي ل ِن َْف ِ ضسسس ِف َ عم طسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ م َ َ
حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر أن ْ َ حّية ضس ِ ك بِ َ ب ناس ٌ وإذا ت ََقّر َ
ل عنسسدك ضس َن الف ِ ن فسسإ ّمن ُ ْ أ ْ جسسوده فسي ن ُ خسَزائ ِ ُ مسسن َ يا َ
أغسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسزُر نقسسسسسسسسسسسسول ك ُسسسسسسسسسسسس ْ
ك منهسسم جسسد َْوا َ فأنسسا إلسسى َ ن
ت ُتعط ِسسي السسساِئلي َ إن ك ُن ْ َ
أْفَقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر ل َِفْقرهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم
وك عف س َ فأنا الشسسهيد ُ بسسأن َ جْرم ِ الكسسسبير إن كسسان بسسسال ُ
أك ْب َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر خط ِي َْئتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي َ
ج سَرائم ِ ل ال َت السسذي ك ُس ّ أن ْس َ جَرائ ِم ِ ك ُل َِهاك بال َ هَب ِْني أت َي ْت ُ َ
ت َغِْفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر
آخر:
ب
ش سي ْ َ م قَب ْس َ
ل ال ّ عم ٍ فَك َس ْ
م ت ََق سد ّ َ ب نسسسا ِ ل ت َغْت َسسسرِْر ب ِ َ
شسسسَبا ٍ
ن
شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسّبا ُ ُ ل
خظ ِسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٍ َ
302
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
إخواني ،المؤمن يتقلسسب فسسي السسدنيا علسسى جمسسرات
الحسسذر مسسن نيسسران الخسسوف ،يرهسسب العاقبسسة ،ويحسسذُر
ن من سويداء قلبه. متمك ٌ ف من النار ُ ة ،فالخو ُ معاقب َ ال ُ
ة توقسسدت فسسي قلبسسه نسساُر فإن هفا بأن حصل منه زل ٌ
ن في باطنه، حْز ِ الّندم ،وإن تذكر ذنًبا اضطرمت ناُر ال ُ
ت ناُر الحسسذرِ فسسي منقلبه التهب ْ وإن تفكر في مصيره و ُ
م ول شراب. ه ،وصار ل يهنؤهُ طعا ٌ قلب ِ ِ
خب ِي ُْر ب َ ت والّلبي ْ ُ تآ ٍ حي َسساةُ والمو ُ ك فال َ صسَفا ل َس َ خذ ْ مسسا َ ُ
غسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسروُْر ُ
ك ك علسسى قُط ْسسب الهل ِ ه فَل َس ٌ ن فإن ّ ُ ن على الزما ِ ل ت َعْت ِب َ ّ
َيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدوُر
ة
حَيسسا ِ خْلسسقُ فسسي رِقَ ال َ م وال َ سسسطوُْر إذا ت ََقسساد َ َ ت َعُْفسسو ال ُ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسط ُوُْر ُ هاعَْهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ َ
صي ُْرم ِ ه َ ما فر من ُ ه وله إلى َ دى ل ِي َُفسوْت َ ُ ل َيفُر من الّر َ ك ٌ
ح جن َسسسا ِ ضسسسافي ال َ ماُنهسسسا َ وَز َ
سسسلمة ي َط ِي ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر ك فال ّ سس َفانظ ُْر لن َْف ِ
ب ش سي ْ ِ ك بالم ِ م سَر َح عُ ْ جن َسسا ُ
ن ُْهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَزهٌ و َ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ُْر ب ك ِ شسسَبا ِ ك بال ّشسس َ مسسْرآةُ عَي ْ ِ ِ
ب شسسبا ُ ش وال َ جْيسس ٌ مسسُر َ ة والعُ ْ صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسِقي ْل َ ٌ َ
مي ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر ف أ ِ س سي ْ ٌ ت َ ن ال سوَقْ َ ب َسسادِْر فسسإ ّ
قسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساط ِعٌ
303
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
لم النسسساء والرجسسال والكهُسسو َ ففضسُله جسسل وعل عس ّ
والطفال.
ولطف في قدره وقضائه بأهل أرضه وسمائه ،فلم
ل ول عال. ل من ل ُط ِْفهِ ساف ٌ خ ُ ي ْ
اللهم يسسا مسسن ل ُتمسد ّ اليسسدي بالرغبسسة والمسسسألة إل
إليه ،ول ُيعول في كشف الشدائد والكروب في الدنيا
والخرة إل عليه.
ل الرغسسائب والمطسسالب لسسديه ،وجميسسع مسسن ُ
كسس ُ يسسا َ
ضرنا سسسواك كاشسسف ،ول علسسى المواهب لديه ،ليس ل ُ
ضعفنا سواك عاطف.
موجبسسات المعافى من عافيته ،فعافنا يا مولنا مسسن ُ
طك وعقابك ،والمهديُ من هديته ،فاهدنا يسسا ربنسسا سخ ِ
سُبل الواصلين إلى مْرضاتك. ُ
وب من موت غفلتها ،فالله اللسسه بذكر الله تحيا الُقل ُ
مسسا بالمداومة على ذكر الله سًرا وجهاًرا ليل ً ونهاًرا قيا ً
مضطجعين. دا ماشين و ُ وُقعو ً
ل،ذاكسسر اللسسه ل يسسستطيع الشسسيطان فسسي ظل ّسسه مقي ً
ل ،ذاكسر ذاكر الله ل يجسد الشسيطان إلسى إغسوائه سسبي ً
ل ،ذاكر الله قد تكفل حوًرا ذلي ً ه مد ُ الله ل يزال شيطان ُ ُ
الله بحفظه ،وكيف يضيعُ من كان الله به كفيل! بذكر
اللسسه تطمئن القلسسوب وتحيسسا ،قسسال اللسسه تعسسالى :أ َل َ
ب ،وقسسسال تعسسسالى: قل ُلللو ُن ال ُ مئ ِ ّه ت َطْ َ ر الل ّللل ِ
ذك ْ ِب ِللل ِ
َ
م . فاذْك ُُروِني أذْك ُْرك ُ ْ َ
ب
ب ت َط ِْيسسسس ُ ت فيسسسسه القلسسسسو ُ م هُسسسدِي ْ َ ذِك ْسسسُر إلسسسه السسسَز ْ
واهُ ه والْفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ كر ِ ِلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذِ ِ
آخر:
هسسا
جاَء َ
ب تحيسسا الِبلد ُ إذا مسسا َحي َسساةٌ ل ِل ُْقل ُسسو ِ
والذكُر فيه َ
مطسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُركمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ال َ
304
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
م عذاب أهسسل وقال ابن رجب س رحمه الله س :أعظ ُ
ل ،وإبعسسادهم عنسسه، م عسسن اللسسه ع سّز وج س ّ النسسار حجسساب ُهُ ْ
طه عليهم ،كما أن رضوان الله ضه عنهم ،وسخ ُ وإعرا ُ
ل مسسن كسسل نعيسسم الجنسسة ،وتجليسسه على أهل الجنة أفض ُ
م من جميع أنواع نعيم الجنة، ه ،أعظ ُ
لُهم ،ورؤيتهم إيا ُ
ذ
مئ ِ ٍ
و َ
م ي َل ْ
هل ْ
عللن ّرب ّ ِ
م َ قسسال اللسسه تعسسالى :ك َل ّ إ ِن ّ ُ
هل ْ
ل م يُ َ
قا ُ حيم ِ * ث ُ ّ صاُلوا ال َ
ج ِ م لَ َ
ه ْم إ ِن ّ ُ ن * ثُ ّ
جوُبو َ ح ُ
م ْ لّ َ
ن .ه ت ُك َذُّبو َ ذي ُ
كنُتم ب ِ ِ ذا ال ّ ِه َ َ
فذكر تعالى لُهم ثلثة أنواع مسسن العسسذاب ،حجسساُبهم
عنه ،ثم صليُهم الجحيم ،ثم توبيخّهم بتكذيبهم به فسسي
السسدنيا ،ووصسسفهم بسسالّران علسسى قُُلسسوبهم ،وهسسو صسسدأ
ل إليها ب َْعسسد َ م يص ْ ت به قُُلوبهم ،فل ْ الذنوب الذي أسود ّ ْ
ذلك في الد ُن َْيا شيٌء من معرفَةِ الله ،ول مسسن إجللسسه
ومهابته ،وخشيته ومحبته.
جُبوا في ح ِ م في الدنيا عن اللهُ ، ت قُُلوب ُهُ ْ جب َ ْ ح ِ فكما ُ
الخرة عن ُرؤيته ،وهذا بخلف حال أهل الجنسسة ،قسسال
ول َ تعسسالى :ل ّّلللذين أ َ
ة َ زَيللادَ ٌ ِ وَ نى َ ل سلْ حُ ال نواُ لسل َ ح
ْ ِ َ
مة والذين أحسُنوا هُ ْ ول َ ِذل ّ ٌ قت ٌَر َ م َ ه ْ ه ُ جو َ و ُق َ ه ُ ي َْر َ
ك ت َسسراه« ن ت َعْب ُد َ اللسسه كأن ّس َ ن »أ ْ ن ،والحسا ُ ل الحسا ِ أه ُ
ل سس عليسسه جْبري ْس ُ ه عنسسه ِ سسسأل َ ُ مسسا َ كما فسره النسسبي ل ّ
سَنى ،وهو الجنسسة، ح ْ السلم س ،فجعل جزاَء الحسان ال ُ
والزيادةُ وهي النظسُر إلسى وجسه اللسه عسز وجسسل ،كمسسا
ب وغيره، سَرهُ بذلك رسول الله في حديث صهي ٍ ف ّ
انتهى.
وقال ابن القيم –رحمه الله تعالى:-
ة
جّنسس ِ مَنسساِدي َ خسسبُر عسسن ُ ي يُ ْ مَنسسسادِ َ ت ُ مع ْ َ سسسس ِ مسسسا َ أو َ َ
ن حَيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوا ِ ن ال َ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ الي ْ َ
ن ما ِضس َمب َ ج سُزهُ لك ُس ْ من ْ ِهو ُ م لدى الرحمن َ يا أهَْلها ل َك ُ ُ
ن مي َْزا ِ ت في ال ِ مالَنا ث َّقل ْ َ وَعْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ أعْ َ
ن ل الِنيرا ِ خ ِ مد ْ َ ن َ م ْ جْرت ََنا ِ ذا أ َ جهََنا ك َ َ ت أو ْ ُ ض َ ما ب َي ّ ْ ثالوا أ َ
ي
مسسسسست ْ ح َ
مسسسسسوهُ ب َِر ْ أعْط ِي ْك ُ ُ
305
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ي
حن َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسان ْ و َ ت جنسسا ِ خل ْت ََنا ال َ ك قَد ْ أد ْ َ ذا َوك َ َ
ن
سِلم ب ِب ََيسسا ِ
م ْجهًْرا َرَوى ذ َ ُ َ ن حي ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ ِ
نب بعد ُقرآ ِ ح الك ُت ْ ِ
ص ّ
ما أ َ
هُ َ ع سد ٌ قَ سد ْ مو ْ ِ دي َ عن ْس ِل ِ فيقو ُ
ن
نأ ْ آ َ
ن جاء بسسالُقْرآ ِ من َ ي عَ ّ البجل ّ ف شسس ِ مسسن ب َْعسسدِ ك َ ْ ه ِ فََيروَْنسس ُ
مسسا ُيسسَرى ن كَ َ ؤيسسا العَِيسسا َ ُر ْ جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساب ِهِ ح َ ِ
نمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرا ِ الَق َ حْين حي ْ َ صس ِ ولَقد ْ أَتانا فسسي ال ّ
دى مس َشسُتم َ ع ْن مسسا ِ الب َْرد َي ْس ِ اللسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذين
ن الزمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ ق صسسسد ُوْ ِ ِبرَواي َسسسةِ الّثقسسسةِ ال ُ
ة
خي ْسسر ِ م سدِ ِ ح َحب أ ْ صس ْمسسن َ ِ جريسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرٍ َ
ن َ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ ح َ الّر ْ ه حان َ ُ سسسب ْ َ ه ُ ن العَِباد َ َيروَْنسس ُ أ ّ
ن مسسا ِصسي ْل ً بل ك ِت ْ َ
حي ت َْف ِ بالوَ ْ ت ل وَقْس ٍ م ك ُس ّ سست َط َعْت ُ ْ نا ْ فإ ْ
ظوا حَف ُ فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ْ
جسسسة مَثال ِهَسسسا هسسسي ب َهْ َ مسسسعْ أ ْ َ ن ش سُروْ َ ضعٌ وعَ ْ ولقد َرَوى ب ِ ْ
نمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ الي ْ َ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُروٌء ا ْ
ن ذي العِْرفَسسا ِ ما ط َسساَبت ل س ِ َ ن قَسسد مس ْ خَباَر هذا الباب عَ ّ أ ْ
ن حَيوا ِ جن ّةِ ال َطاُبه في َ خ َ و ِ أت َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى
كني سسسسا ِ حاَنه عسسسن َ سسسسب ْ َ ُ ب فَهَسذِ ِ
ه شيٍء ل ِل ُْقل ُسوَ ِ َوأل َذ ُ َ
ن الن ِْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرا ِ الخبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساُر
نما َناَلت العَي َْنسسا ِ م ّم فيه ِ هُ ْ مسسن ح َ ة الّر ْ والله ل َسسول ُرؤْي َس ُ
ن وا ِ سائ ِرِ الْلسس َ من َ ذاِتهم ِ لَ َ ت جّنسسسسسسسسسسا ِ فسسسسسسسسسسي ال َ
ن مَرا ِ حَبذا ال ْ هذا الن ّعِي ْم ِ فَ َ م ُرؤْي َس ِ
ة أعْل َسسى الن ّعِي ْسم ِ ن َعِي ْس ُ
ن ث بسسالُقْرآ ِ مب ُْعو ِ جَلل ِهِ ال َ بِ َ جهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهِ و ْ
ب ِذي جسسسسهِ السسسسر ِ ل وَ ْ جَل ِ ب َ ب ذا ِ وأشد ُ شسسيٍء فسسي العَس َ
ن طا ِ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل ْ َ ال ُ ه جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساب ُ ُ ح َ ِ
ن
دا ِ مهِ الب ْسسسس َ م قِي َسسسسا َ وَي َسسسسوْ َ وا سسس ْ ن نَ ُ مُنسسو َ مؤ ِ وإذا َرآهُ ال ُ
ن ح هَذِهِ العَي َْنا ِ جوار ِ ن ال َ د ُوْ َ السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذِيْ
دوا واَرى عَن ْهُسسم عَسسا ُ فسسإذا ت َس َ
نم ِ
ح َق العَب ْدِ ِللّر ْشتَيا ِمن ا َِ إلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى
َ
ن
سا ِ ت للن ْ َ ذا ِ م ُ
ل الل ّ هي أك ْ َ م عنسسد ُرؤْي َِتسس ِ
ه فَل َُهسسم ن َعِْيسس ٌ
وى سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ ِ
306
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
لؤا َ سسسس َت ُ مع ْ َسسسس ِ
مسسسا َ أو َ
خل ِْقسسسسسسسسسه ف َ عسسسسسسسسسر ِأ ْ
ر
ظسس ِ شسسوًقا إليسسه وََلسسذ َةِ الن ّ َ َ
ذي السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ
شوْقُ ل َسذ َةٌ ُرُوحسسه فسسي فال ّ
هسسسسسسسسسسسذه السسسسسسسسسسسد ّن َْيا
ت به ت َل ْت َذ ُ بالن ّظ َرِ الذي َفاَز ْ
307
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ة
ص سْيح ً ح َ قال :فوقفت وهو ُيردد هذه الية ثسسم صسسا َ
ت إفاقته ،فأفاق بعسسد سسساعة، خّر مغشًيا عليه فانتظر ُ َ
من أعمال البطسسالين وأعسسوذ ُ بسسك ك ِ وهو يقول :أعوذ َ ب َ
من إعراض الغافلين.
ت أعمسسال ب الخسسائفين وفزعسس ْ لسسك خشسسعت قلسسو ُ
ض يديه ،وهو ب العارفين ثم نف َ ت قلو ُ المقصرين ،وذل ّ ْ
نن القسسرو ُ يقسسول :مسسالي ولل سد ّن َْيا ومسسا لل سد ُن َْيا ولسسي أي ْس َ
ون سسساِلفة فسسي السستراب يب ْل َس ْ دهور ال ّ ل الس ُ الماضسسية وأهس ُ
هور يفنون. وعلى مر الد ُ
من ْسذ ُ اليسسوم خلفسسك انتظ سُر ه :يسسا عبسسدالله ،أنسسا ُ فناديت ُ ُ
فراغك ،قال :وكيف يفرغُ من يبادر الوقسسات وتبسسادُره
مه. ت آثا ُ مه وبقي ْ كيف يفرغَ من ذهبت أيا ُ
دها ثم لهسسى ثم قال :أنت لها ولكل شدة أتوقع ُيرد ُ
م مللا ل َل ْ ه َ ن الل ّل ِ مل َ هللم ّدا ل َ ُ وب َ َعني سسساعة ،وقسسرأَ :
ة أشد من الولسسى ن ثم صاح ِ
صيح ً سُبو َ حت َ ِ
كوُنوا ي َ ْ يَ ُ
سه. ت :قد خَرجت ن َْف ُ خر مغشًيا عليه ،فقل ُ و َ
ل: طرب ثم أفاقَ وهو يقسسو ُ ض َ هو ي َ ْ فدنوت منه ،فإذا ُ
ب لسسي إسسساءتي بفضسسك وجللنسسي ما خطري ه س ْ من أنا َ َ
ت ب َْين ي َد ََيك. ك إذا وقف ُ جه ْ َ ف عني بكرم و ِ ك واعْ ُ بستر َ
ك وتث سقُ بسسه س َ ت له :يا سيدي بالذي ترجوه ل ِن َْف ِ فقل ُ
مسسه ،ودع ك كل ُ إل كلمتين ،فقال :عليك بكلم من ينفع َ
ه ذ ُُنوبه أنا في هذا الموضع ما شاء الله كلم من أوبقت ُ
س ويجاهدني ،فلم يجد عوًنا علي لُيخرجني أجاهد ُ إبلي َ
ت لسسساني، مما أنا فيه غيرك فإليك عنسسي ،فقسسد عط ّل ْس َ
ة مسن قلسبي فأنسا أعسوذ مسن شسعْب َ ٌ ت إلى حسديثك ُ مال ْ و َ
شرك بمن أرجو أن يعيذني من سخطه.
فقلت في نفسي :هذا ولي من أوليسساء اللسسه أخسساف
ت لوجهتي ،انتهى. أن أشغُله عن ربه ،ثم تركته ومضي ُ
جل ً وأعطاه عشرة آلف درهم ،وقال لر ُ صى رج ٌ و َ
ت المدينة ،فانظر أفقَر أهل بيت بالمدينة له :إذا قدم َ
308
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ل علسسى أهسسل بيسست ،فطسسرق البسساب، فأعطهم إّياها فسد ُ ّ
ت؟
ة من أن ْ َ ه امرأةٌ قائل ً فأجابت ُ
ت عشسسرة ل مسسن أهسسل بغسسداد أودعس ُ فقسسال :أنسسا رجس ٌ
سّلمَها إلى أفقر أهل بالمدينة وقَسد ْ ت أن أ َ آلف ،وأمر ُ
وصفُهم لي.
فقالت :يا عبدالله ،إن صاحبك اشسترط أفقسر أهسل
ت وهؤلء السسذين بإزائنسسا أفقسسر منسسا فسستركتهم وأتيسست بي ٍ
ت الباب ،فأجابتني امرأة ،فقلت لها مثل أولئك فطرق ُ
نت لتلسسك المسسرأة ،فقسسالت :يسسا عبسسدالله ،نحس ُ الذي ُقلس ُ
وجيران َُنا في الفقر سواء ،فاقسمها بيننا وبينهم.
ك عَن ْهَسسسسا م عن فقسسسسد آن ت َن َْهسسسسا َ دنيا ان َْفط ِ ْ ضعَ ال ُ أيا َرا ِ
ب مَهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا الشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوائ ِ ُ طا ِ فَ َ
ص في طاعة اللسسه خل ٌ م ْسه إل ُ ل فيها ِلين ِْقذ َ ن َْف َ عام ٌ أل َ
ب ق َراِغسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ف ذ ُوْ ل َوْعَةٍ وَتخّر ٍ س ٌ أل آ ِ
نح سْز ِ مسسأت َم ِ ال ُ
ح فسسي َ سسست َغِْفُر مسسن أل َنائ ِ ٌ م ْب ُ مسسذ ْن ِ ُ أل ُ
ذ ُُنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوب ِهِ نسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساِدب
شسسي َةِ اللسسه خ ْ من َ ف ِ ش سي َةِ اللسسه أل خائ ِ ٌ خ ْ من َ شع ٌ ِ خا ِ أل َ
ب ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسعٌ َراهِسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ خا ِ َ
شوًْقا إلسسى اللسسه ل َ ح ٌ م أل نا ِ مُتم اليسسو َ ست َْلقون ما ق سد ّ ْ َ
ب
ذائ ُ فسسسسسسسسسسسسسي غَسسسسسسسسسسسسسدٍ َ
و
جَزى بمسسا هُ س َ ئ يُ ْ مر ٍلا ْ وك ُ ُ
ب سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ كا َِ
311
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وقال الحسن بن علي ابن أبي طالب :قسسال النسسبي
تعسسش مسسا شسسئ َ » :النسر إذا صاح قال :يا ابن آدم ِ
ك الموت«. خر َ فآ ِ
وإذا صسساح العقسساب ،قسسال :فسسي البعسسد عسسن النسساس
الراحة.
وإذا صاح الخطاف ،قسسرأ الحمسسد للسسه رب العسسالمين
إلى آخرها ،فيقول :ول الضالين ويمد بها صسسوته ،كمسسا
يمد القارئ ،قال قتادة والشعبي :إنما هذا المسسر فسسي
ر ، ق الطّي ْل ِ منطِل َ من َللا َ عل ّ ْ
الطيسسر خاصسسة؛ لقسسولهُ :
والنملة طائر إذ قد يوجسسد لسسه أجنحسسة ،قسسال الشسسعبي:
وكذلك كانت هذه النحلة ذات جناحين.
وقال :فرقة ،بل كان في جميع الحيوان وإنما ذكسسر
دا مسسن جنسسد سسسليمان يحتسساجه فسسي الطير؛ لنه كان جن ً
التظليل عن الشمس ،وفي البعث في المور ،فخص
بالذكر لكثرة مداخلته ،ولن أمر سسسائر الحيسسوان نسسادر
وغير متردد ترداد أمر الطير.
وقال أبو جعفر النحاس :والمنطق يقسسع لمسسا يفهسسم
ن
بغير كلم ،والله جسسل وعسسز أعلسسم بمسسا أراد ،قسسال اب س ُ
مسسن قسسال :إنسسه ل يعلسسم إل منطسسق الطيسسر، العربسسيَ :
فنقصان عظيم.
ك ضسسا َ سسساٍع فسسي ر َ مد ٌ وإنسسي ل َ َ حا ِ ك َ إلهي إني شاكٌر ل َ َ
هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ جا ِ ل وَ َ ت الن ّْعسس ُ مسسا َزّلسس ِ
مه ْ َك َ وأّنسس َ
و
ب بسسالعف ِ بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالَفَتى على الَعائ ِدِ الت ّسسو ِ
ت عسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائد دا وا ّن َْيسسس َ جسسس ًم ْ
ت َ عسسسد ْ َ ت ََبا َ
دني مسسس ّ ت ال ُ مسسسا فسسسأن ْ َ حل ْ ً ت َعَط ًُفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا و ِ
عسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ مت ََبا ِ
ك ال ُ وا َ س َوما لي على شيٍء ِ
ت ضسسسل ُ مع ْ ِمْتنسسسي ال ُ ل إذا د َهَ َ مَعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوّ ٌ ُ
ك أد ْعُسسسو لسسسي إلهًسسسا الشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدائد ُ أغَي ْسسسَر َ
ك ن أن ّس َ ح الب ُْرهَسسا ُخال ًِقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا وقد أوض س َ و َ
حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ ك وا ِ وا َ سس َم ِ ما د َعَسسى قسسو ٌ وقِد ْ ً
ح ن ول ل َ ك ب ُْرهسسا ٌ ذا َ م علسسى َ َفلسسسسسسسسسسسسم ي َُقسسسسسسسسسسسس ْ
312
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساهِد ُ ورى ق ال س َ ك في َ ْ وكم ل َ َ
خل س ِ
ي ََراهسسا الَفَتسسى فسسي نفسسسه دلِئل مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن َ ِ
شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساهِد ُ وي ُ َ حسسدِي ْ َ
ك جا ِكسسذًِبا ل ِل ْ َ
م ْ
ك ََفسسى ُ
ن أن ْك َسسسسسُرْوا
مإ ْ
مه ُ ْ
صسسسسس ُ
خا ِتُ َ م
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهُ ْ ن ُُفو ُ
وت َُعاِنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ
313
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ت مغْ سُروًرا ،واسسستحال ْ ت في الهسسوى َ ت أنك كن َ م َ وعَل ِ ْ
دا تصسسيُر فيسسه ت لحس ً ت د َب ُسسوًرا ،وأسسسكن َ صَبا فعسساد ْ صَبا ال ّ َ
ت قص سًرا معمسسوًرا، مأسوًرا ،ونزلت جسسدًثا خرب ًسسا وترك س َ
َ
ق لدًَراه َ م لُر الل ّل ِ نأ ْ وك َللا َ ودخلسست فسسي خسسبر كسسان َ
دوًرا . ق ُ م ْ ّ
نن فيهسسسا القسسساط ُ مة فََيحسسسَز ُ وما هذه الد ُن َْيا َبدارِ إَقا َ
ل حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ مَفسساَزةٍ المتر ّ داُر إل أن َّها ك َ َ هي ال ّ
ب كسس ٌ ب وَر ْ كسس ٌخ بهسسا َر ْ م سّر الج سدِ ي ْسسدين أَنسسا َ ن َ وإّنا لم س ْ
مُلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوا ح ّغى ت َ َ فسسسسسسسسسسي السسسسسسسسسسو َ
كسسّر ل َ حَفسس ٌج ْ مسسّر منهسسا َ ق إذا َ خلئ ِ ُ صسسسسل ً وال َ جسسسسّرد ُ ن َ ْ تُ َ
ل حَفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ج ْ ل َ صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٌ مْف َ ِ
ما والَبرّيسسسة سسسسهْ ًض َ مَف سٌر لهسسا وت ُن ِْبسسس ُ خل َْفن َسسا منهسسا َ وما َ
مْقَتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ل َ رب
واُء فكَيسسف لمسسن رام النجسساة ل الّثسسس َ طسسسا َن َ ل وإ ْ كسسس ٌ و ُ
التخيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل صسسسسسسسسسسسسسسسسْيرهُ م ِ َ
موْرِدٍ ما عنسسه للخلسسق إلى َ
لمْعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدِ ُ َ
316
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
الميتسسة والسسسنانير والكلب ،وكسسان مسسن النسساس مسسن
يسرق الولد فيشويهم ويأكلهم.
دا،وكثر الوباء في الناس حتى كان ل يدفن أحد ٌ أح ً
بل ُيتركون على الطرق فيأكل كثيًرا منهم الكلب.
صسسرة س إلسسى الب ْ
وبيعت السسدور بسسالخبز وانتجسسع النسسا ُ
فكان منهم من مات في الطريق.
وذكر س رحمه اللسسه س س أن فسسي سسسنة اثنسستين وثلثيسسن
دا
وثلثمائة في جماد الولى غلسست السسسعار ببغسسداد جس ً
وكُثرت المطار حتى تهسسدم البنسساء ،و مسسات كسسثير مسسن
طلت أكسسثر المسسساجد مسسن قلسسة الناس تحت الهدم وتع ّ
الناس.
ونقصت قيمسسة العقسسار حسستى بيسسع منسسه بالسسدرهم مسسا
دلُلون ُيعط ُسسون دور وكسسان ال س ّ ُيساوي الدينار وخلت ال س ُ
مسسن يسسسكُنها أجسسرة ليحفظهسسا مسسن السسداخلين إليهسسا
وها. لُيخرب ُ ْ
ت من اللصسسوص بالليسسل حسستى كسسان وكثرت الكبسا ُ
ن مسسن كسسل جهسسة إ ِّنا سون وكُثرت الفت ُ الناس يتحار ُ
ن .اهس. عو َ
ج ُ ه َرا ِوإ ِّنا إ ِل َي ْ ِه َل ِل ّ ِ
ث وثلثيسسن وخمسسسمائة كسسانت زلزلسسة وفي سسسنة ثل ٍ
عظيمة بمدينة جبرت فمات بسببها مائتا ألف وثلثون
ألًفا وصار مكانها ماء أسود عشرة فراسخ في مثلها.
وزلزل أهسل حلسب فسسي ليلسة واحسدة ثمسانين مسرة،
سسسا كسسثيرة عسسن النسساس فوضع السلطان محمسسود مكو ً
وكُثرت الدعية له.
قال :وفي سنة اثنتين وخمسين وخمسسسمائة كسسانت
زلزلسسة عظيمسسة بالشسسام هلسسك بسسسببها خلسسق كسسثير ل
يعلمهم إل الله.
دم أكسسثُر حلسسب وحمسساة وشسسيرز وحمسص وكفسسر وتهس ّ
طسساب وحصسسن الكسسراد والمعسسّرة وقاميسسة واللذقيسسة
وأنطاكية وطراُبلس.
317
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ن الجسسوزي :وأمسسا قاميسسة فسسساخت قسسال :وقسسال اب س ُ
قلعتها وتسسل حسسران انقسسسم قسسسمين فأبسسدى نسسواويس
وبيوت كثيرة في وسطه.
دمت أسوار أكسسثر مسسدن الشسسام حسستى أن مكتب ًسسا وته ّ
من مدينسسة حمسساة انهسسدم علسسى مسسن فيسسه مسسن الصسسغار
فهلكوا عن آخرهم.
وفي سنة أربع وعشسسرين ومسسائتين زلزلسست فرغانسسة
فمات فيها خمسة عشر ألًفا.
وفي السسنة الستي تليهسا رجفست الهسواز وتصسعدت
الجبال وهرب أهل البلد إلى البحسسر والسسسفن ودامسست
ما.
ستة عشر يو ً
دا
وفي السنة التي تليها مطر أهل تيما مطسسًرا وبسسر ً
كالبيض ،فقتل به 370إنساًنا.
وسمع في ذلك صوت يقول :ارحسسم عبسسادك ،اعسسف
عن عبادك.
ونظسسروا إلسسى أثسسر قسسدم طولهسسا ذراع بل أصسسابع
وعرضها شبٌر وبين الخطوتين خمس أذرع أو ستة.
فاتبعوا الصوت فجعلسسوا يسسسمعون صسسوًتا ول يسسرون
صا.
شخ ً
وفي سنة 233رجفت دمشق رجفة انقضت منهسسا
البيوت وسقطت على من فيها فمات خلق كثير.
وانكفأت قرية فسسي الغوطسسة علسسى أهلهسسا فلسسم ينسسج
منهم إل رجل واحد.
وزلزَلت أنطاكية فمات منها عشرون ألًفا.
وفي السنة التي تليها هبت ريسسح شسسديدة لسسم يعهسسد
ما.
مثلها فاتصلت نيًفا وخمسين يو ً
وشملت بغداد والبصرة والكوفة وواسط وعبسسادان
وهوازن.
ثم ذهبت إلى همدان فأحرقت الزرع.
ثم ذهبت إلى الموصل فمنعت الناس من السسسعي
وتعطلت السواق.
318
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وزلزلت هراة فوقعت الدور.
وذكروا أشسسياء كسسثيرة غريبسسة عجيبسسة يطسسول ذكرهسسا
اقتصرنا منها علسسى هسسذا الطسسرف اليسسسير السسذي ربمسسا
يكون سبًبا للعتبار والتيقظ والرجوع إلى الله.
نسسسأل اللسسه الحسسي القيسسوم العلسسي العظيسسم الواحسسد
الحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن لسسه
وا أحد. كف ً
أن يوقظ قلوبنا ويستر عيوبنا ويغفر ذنوبنسسا ويثبتنسسا
على قوله الثابت في الحياة الدنيا والخرة ،إنه سميع
قريب على كل شيء قدير.
حسسسوَهُ جِهسسسي ن َ ْ ت وَ ْ جْهسسس ُ ب النسسام ِ وَوَ ّ ت إلسسى رِ ّ صسسَرفْ ُ َ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسآربي مطسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالبي وَ َ َ َ
ه فسسي سسسي ْب ُ ُ
جسسى َ ك ي َُر ّ ملْيسس ٌ ذي َ ك العْل َسسى ال س ّ مل ِس ِ
إلى ال َ
بع ِ مَتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ ه ال ْ س فَسسسسسسسسسسسوقَ ُ ليسسسسسسسسسسس َ
ل ج سْز ِ م ال سوََرى ط ُسًرا ب َ مدِ الَبسسّر السسذي وعَس ّ صسس َ إلسسى ال ّ
ب واهِ ِ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ جسسسسسسسسسسوْد ُهُ ال َ ض ُ َفسسسسسسسسسسا َ
م كسسسر َ ح غَّفسسسارٍ وأ ْ م َ سسسس َ ل وأ ْ ي الن ّْعسس ُ تب َ ي إذا َزل ّ ْ مِقْيل ْ ُ
ب عسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساث ًِرا َواهِسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ َ
دوِر صسس ُ ل وَيسسد ْفَعُ عَّنسسي فسسي ُ مي ْس َ ج ِ ل ي ُسوْل ِْيني ال َ مسسا َزا َ فَ َ
ب ت َل َط ًّفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا الّنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوائ ِ ِ
ي مْينسسسسي َوبسسسس ّ ح ِ
جن ِي ْن ًسسسسا وي ْ وي َْرُزُقنسسسسسسسسي ط ِْفل ً وكهل ً َ
ب سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ وقَب ْل ََهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا المكا ِ
جسسُر م َز ْ شسسيان ِهِ ْك د ُْونسسسي ون َهَْنه عن ِغ ْ مَل ُ إذا أغَْلسسسقَ ال ْ
ب ج ِ حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ م َ صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوَرهُ ْ قُ ُ
ُ
مهِ غيسسر سسس ِ مسسدِل ً أنسساِدي بإ ْ مسسن ُ مهَي ْ ِ
ت إلى َباب ال ُ ِفزعْ ُ
ب طارًقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ِ ِ
ي فَوْقَ هَسسام ِ سؤْل ِ ْكان ُ جاًبسسا َولسسم ولو َ ح ّفلسسم أْلسسف ُ
ب واك ِ ِ ة الك َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ من َْعسسسسسسسسسس ً ش ِ خسسسسسسسسسس َ أ ْ
جى مسسا ن َهَسسساًرا ول َي ْل ً فسسسي السسسد ُ َ م ي ُل َْبسسي عَْبسسد َهُ ك ُل ّ َ كرْيسس ٌ َ
ب د َعَسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا والَغيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساهِ ِ
ح دَِفاًقسسسسا بسسسسالل َّهى سسسسس ّ ن تَ ِ تإ ّ شسسسئ ُ مسسسا ِ ه َسسسسأل ُ سأ ْ َ
319
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
بوالّرغَسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ِ ِ ه
مي َْنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُيَ ِ
م
سسسِها ُت ِ خي َْفسس ْ
حسسْرًزا إذا ِ
و ِ ز
ي في الهَّراهِ ِ ي َرب ْ
سب ِ َ
ح ْ فَ َ
ب
الّنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوائ ِ ِ جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا مل ْ ًََ
320
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
على الجواب؛ لخسسبر» :أجرؤكسم علسسى الُفتيسسا أجرؤكسسم
على النار«.
وقال المام أحمد :ل ينبغي أن يجيب فسسي كسسل مسسا
ُيستفتى فيه ،وقال :ل ينبغي للرجل أن ُيعرض نفسسسه
للُفتيا حتى يكون فيه خمس خصال:
أحدها :أن تكون له نية ،وهي أن يخلص لله تعالى،
ة ول نحوها ،فإن لسسم يكسسن لسسه نيسسة لسسم ول يقصد رياس ً
يكن عليه نور ،ول على كلمه نور.
الثانية :أن يكون له حلسسم ووقسسار وسسسكينة ،وإل لسسم
دى لسسه مسسن بيسسان الحكسسام يتمكسسن مسسن فعسسل مسسا تص س ّ
الشرعية.
الثالثسسة :أن يكسسون قوي ًسسا علسسى مسسا هسسو فيسسه وعلسسى
معرفته ،وإل فقد عّرض نفسه لخطر عظيم.
ه الناس؛ لنه احتاج إلى الرابعة :الكّفاية ،وإل أبغض ُ
الناس وإلى الخذ مما في أيديهم ،فيتضررون منه.
الخامسة :معرفة الناس بأن يكون بصيًرا بمكرهسسم
وخسسسداعهم ،ليكسسسون حسسسذًرا منهسسسم لئل ً يوقعسسسوه فسسسي
المكروه.
وإليك ما ورد في ذلك ،نقل الميمسسوني عسن المسام
سئل عن حديث ،فقسسال :سسسلوا أصسسحاب أحمد أنه ُ
الغريب فإني أخاف أن أتكلم في قول رسول الله
بالظن فأخطئ.
شسسعبة قسسال: ت ُ وقسسال أبسسو داود الطيالسسسي :سسسمع ُ
ت الصسسمعي عسسن حسسديث النسسبي » :إنسسه ل َي ُغَسسا ُ
ن سأل ُ
على قلبي« ما معنى ي َُغان؟
قال :فقال لي هذا الحسسديث عسسن رسسسول اللسسه ،
تسْر ُ ت :نعم ،فقال :لو كان عن غير النبي لف ّ فقل ُ
ذلك ،ولكن عن النبي ل أجترئ عليه.
سسسليمان عسسن أبيسسه معتمسسر بسسن ُوعن الصمعي عن ُ
قال :كانوا يتقون حديث النبي كما يتقسسون تفسسسير
القرآن.
321
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وكان المام أحمد يجيء إلى أبي عبيد يسسسأله فسسي
الغريب روى ذلك الخلل.
وقال ابن عباس :إذا تسسرك العسسالم ل أدري أصسسيبت
مقالته ،وقال :كان رسسسول اللسسه إمسسام المسسسلمين
وسيد العالمين يسأل عن الشيء فل يجيب حتى يأتيه
الوحي من السماء.
وقال الشعبي :ل أدري نصف العلم.
لسسسئ ُوقال أحمد في رواية المروذي :كسسان مالسسك ي َ ْ
دم ويسسؤخر يتثبسست ،وهسسؤلء يقيسسسون عن الشسسيء فيقس ّ
على قوله ،ويقولون :قال مالك.
عْلم الرجسسل وعن علي بن أبي طالب قال :من ِ
أن يقول لما ل يعلم :اللسسه أعلسسم؛ لن اللسسه عسسز وجسسل
َ ل ما أ َ َ
ر
جل ٍ نأ ْ مل ْه ِعل َي ْ ِ
م َ سأل ُك ُ ْْ ق ْ َ قال لرسوله ُ :
ن . مت َك َل ّ ِ َ
في َ ن ال ُم َما أَنا ِ
و َ
َ
وصح عن ابن عمر س رضي الله عنهما س قال :العلم
سنة ماضية ،ول أدري. ق ،و ّ ثلثة :كتاب ناط ٌ
وقال أحمسسد فسسي روايسسة المسسروذي :ليسسس فسسي كسسل
شيء ينبغي أن ُيتكلسسم فيسسه ،وذكسسر أحسساديث النسسبي
كان ُيسأل فيقول ل أدري حتى أسأل جبريل.
ت أبي يقسسول :كسسان سسسفيان ل وقال عبدالله :سمع ُ
ن ذا مسسن ن ُيحسس ُ مس ْيكاد يفسستي فسسي الطلق ،ويقسسولَ :
ن ذا.ُيحس ُ
ت أنه ل يسألني أحسسد وقال في رواية الحارث :ودد ُ
عن مسألة أو ما شيء أشد علي مسسن أن أسسسأل عسسن
ل عن عُن ُِقه وي َُقّلدك. جه الرج ُ هذه المسائل البلء ُيخر ُ
صة مسائل الطلق والُفروج ،ونقل الثرم عنسسه وخا ّ
ت :كيسسف هسسو عنسسدك ،فقسسال: أنه سأله عن شيء ،فقل ُ
وما عندي أنا.
م مسسا جسساء مسسن وسمعُته يقول :إنما هسسو يعنسسي العلس َ
فوق ،وقال سفيان :من فتنة الرجسسل إذا كسسان فقيهًسسا
ب إليه من السكوت. أن يكون الكلم أح ّ
322
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ت لبسسي عبسسدالله إن العسسالم وقسسال المسسروذيُ :قلسس ُ
م كل شيء ،فقال :قال ابسسن مسسسعود يظنون عنده عل ُ
:إن السسذي ُيفسستي النسساس فسسي كسسل مسسا يسسستفُتونه
جسسم فسسي لمجُنون ،وأنكسسر أبسسو عبسسدالله علسسى مسسن يته ّ
المسائل والجوابات.
ق اللسه عبسد ٌت أبسا عبسدالله يقسول :ليّتس ِ قال :وسمع ُ
ولينظر ما يقول وما يتكلم ،فإنه مسئول.
وقال :من أفتى النسساس ليسسس ينبغسسي لسسه أن ُيحيسسل
دد عليهم. س على مذهبه ،وُيش ّ النا َ
وقسسال فسسي روايسسة القاسسسم :إنمسسا ينبغسسي أن ي ُسسؤمر
س بالمر البين الذي ل شك فيه وليسست النسساس إذا النا ُ
أمروا بالشيء الصحيح أن ل يجاوزوه.
سسسئل عسسن ونقسسل محمسسد بسسن أبسسي طسساهر عنسسه أنسسه ُ
ل غيسسري ليسسس لسسي أن مسألة في الطلق ،فقال :س س ْ
أفتي بالطلق بشيء.
ب في وقال في رواية ابن منصور :ل ينبغي أن ُتجي َ
ة
ل وإهانس ٌ كل ما ُيستفتى ،وصح عن مالك أنسه قسال :ذ ٌ
ك.ل من سأل َ َ للعالم أن تجيب ك ُ ّ
س بكل ما يسمعُ فُهو من أخبَر النا َ ل َ ضا :ك ُ وقال أي ً
مجُنون ،وقال أحمد في رواية أحمد بسسن علسسي البسسار،
ن ل أدري أيش هي؟ قسسال: ت بيمي ْ حل َْف ُ وقال له رجلَ :
ت أنا. ت د ََري ْ ُ ت أنك إذا د ََري ْ َلي َ
وقال في رواية الثسسرم :إذا هسساب الرجسسل شسسيًئا فل
ينبغي أن يحمل على أن يقول.
وقال في رواية المسسروذي :إن السسذي ُيفسستي النسساس
ما ،وقالُ :يقدم على أمر عظيم ينبغي يتقلد ُ أمًرا عظي ً
مسسا بقسسول مسسن تقسسدم وإل فل لمن أفسستى أن يكسسون عال ً
ُيفتي.
وقال في روايسسة الميمسسوني :مسسن تكلسسم فسسي شسسيء
ليس له فيه إمام أخاف عليه الخطأ.
323
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وقال الثوري :ل نزال نتعلم ما وجسسدنا مسسن يعلمنسسا،
وقال أحمد :نحن الساعة نتعلسسم ،وسسسأله إسسسحاق بسسن
إبراهيم عن الحديث الذي جاء» :أجرؤكم على الفتيسسا
أجرؤكم على النار« ما معناه.
قال أبو عبداللهُ :يفتي بما لم يسمع ،وقسسال محمسسد
سئل عن الرجسسل بن أبي حرب :سمعت أبا عبدالله ،و ُ
يفتي بغير علم ،قال :يسسروى عسسن أبسسي موسسسى ،قسسال:
يمرق من دينه.
ونقل المروذي :أن رجل ً تكلم بكلم أنكره عليه أبو
ل عسسن الشسسيء عبدالله ،قال :هذا من حبه الدنيا ُيسسسئ ُ
الذي ل يحسن فيحمل نفسه على الجواب.
ونحو هذا عن حماد ،وقسسال :كنسست أسسسائل إبراهيسسم
عن الشيء ،فيعرف في وجهي أني لم أفهسسم فيعيسسده
حتى أفهم ،روى ذلك الخلل وغيره.
والله أعلم ،وصل اللسسه علسسى محمسسد وآلسسه وصسسحبه
وسلم.
فصل
قال ابن وهب عن يونس عن الزهري :أن أبسسا بكسسر
ه الرجسسل، الصسسديق حسسدث رجل ً بحسسديث فاسسستفهم ُ
ض ت ُِقُلنسسي إذا
دثُتك ،أي أْر ٍ
فقال الصسسديق :هسسو كمسسا حس ّ
ت بما ل أعلم.
قل ُ
عسسا:
وروى نحوه من غير وجه عن أبي هريرة مرفو ً
ت فيها ،فإنما إثمه علسسى السسذي »من أفتي بفتيا غَْير ث ِب ْ ٍ
أفتاه« ،وفي لفظ» :من أفتي بفتيا بغير علم كان إثم
ذلك على الذي أفتاه« رواهما أحمد ،وروى الثاني أبو
داود ،والول ابسن مساجه ،وهسو حسديث جيسد لسه طسرق
مذكورة في حواشي »المنتقى«.
وقال الثوري عن العمش عن أبسسي وائل عسسن ابسسن
مسعود ،قال :من أفتى الناس في كسسل مسسا يسسستفتونه
فهو مجنون ،وقال مالك :عن يحيى بن سعيد عن ابن
عباس مثله.
324
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وقال الزهري عن خالد بسسن أسسسلم ،قسسال :كنسسا مسسع
ث العمسسة؟ فقسسال :ل ابسسن عمسسر ،فسسسأله أعرابسسي أتسسر ُ
أدري ،قسسال :أنسست ل تسسدري ،قسسال :نعسسم إذهسسب إلسسى
ن عمسر العلماء ،فاسألهم ،فلمسا أدبسسر الرجسل قَب ّس َ
ل ابس ُ
سسسئل عمسسا ل ه ،فقال :نعم ما قال أبو عبدالرحمنُ ، يد ُ
يدري ،فقال :ل أدري.
وقال سسسفيان بسسن عيينسسة والثسسوري عسسن عطسساء بسسن
السائب عن عبدالرحمن بن أبي ليلسسى ،قسسال :أدركسست
عشرين ومائة من النصار مسسن أصسسحاب رسسسول اللسسه
ما منم من أحد يحدث بحديث إل ود أن أخاه كفاه
إياه.
ول ُيستفتى عن شيء إل ود ّ أن أخاه كفاه الفتوى،
سسسئلهذا لفظ روايسسة الثسسوري ،ولفسسظ ابسسن عيينسسة إذا ُ
أحدهم عن المسألة ردها هذا إلى هذا ،وهذا إلى هسسذا
حتى ترجع إلى الول.
صسسين عثمسسان بسسن عاصسسم التسسابعي :إن ح َ
وقال أبسسو ُ
ت على عمر لجمسسع أحدكم ُيفتي في المسألة ولو ورد ْ
لها أهْ َ
ل ب َد ٍْر.
وقسسال القاسسسم وابسسن سسسيرين :لن يمسسوت الرجسسل
جاهل ً خير له من أن يقول ما ل يعلم ،وقال مالك عن
من إكرام المسسرء لنفسسسه أن ل ن ِ
القاسم بن محمد :إ ّ
يقول إل ما أحاط به علمه.
وقال سعيد بن جبير :ويل لمن يقسسول لمسسا ل يعلسسم
إني أعلم ،وقال مالسسك :مسسن فقسسه العسسالم أن يقسسول ل
أعلم ،فإنه عسى أن يهيأ له الخير.
ت الشسسافعي سس رضسسي وقال أحمد بن حنبسسل :سسسمع ُ
كا ،سمعت محمسد بسن عجلن الله عنهما س سمعت مال ً
يقول :إذا ترك العالم ل أدري أصسسيبت مقسساتله ،ورواه
إسحاق بن راهويه عن ابسسن عيينسسة عسسن داود بسسن أبسسي
الُزَبير الزبيري عن مالك بسسن عجلن ،قسسال :قسسال ابسسن
عباس ،فذكره وقد سبق.
325
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مَرووقال عبدالرزاق عن معمر ،قال :سأل رجل عَ ْ
ن دينار عن مسألة فلم يجبه ،فقال الرجسسل :إن فسسي ب َ
نفسي منها شيًئا فأجبني.
فقال :إن يكن في نفسسسك منهسسا مثسسل أبسسي قُسسبيس
ي أن يكون في نفسي منها مثل الشعرة. أحب إل ّ
وقال ابن مهدي :سأل رجسسل مالسسك بسسن أنسسس عسسن
مسألة فطال ترداده إليه فيه وألسسح عليسسه ،فقسسال :مسسا
ب فيسسه شاء الله يا هذا ،إني لم أتكلسسم إل فيمسسا احتسس ُ
ك هذه. مسألت َ َ ن ُ
ت أحس ُ الخير ولس ُ
كا يقسسول :العجلسسة فسسي ت مال ً ن وهب :سمع ُ وقال اب ُ
خرق. الفتوى نوعٌ من الجهل وال ُ
وقال يحيى بن سعيد :كسسان سسسعيد بسسن المسسسيب ل
مني يكاد يفتي ُفتًيا ول يقول شيًئا إل قسسال :اللهسسم سسل ّ ْ
م مني ،ذكره البيهقي وغيره. سل ّ ْ و َ
ولسيما إن كان من ُيفتي يعلم من نفسه أنه ليس
أهل ً للفتسسوى لفسسوات شسسرط أو وجسسود مسسانع ول يعلسسم
الناس ذلك منه.
فإنه يحرم عليه إفتسساء النسساس فسسي هسسذه الحسسال بل
إشسسكال فهسو يسسسارع إلسسى مسا يحسرم لسسسيما إن كسان
الحامل على ذلك عرض الدنيا.
وأما السف فكانوا يتركون ذلك خوًفا ،ولعسسل غيسسره
من هو أولى منه. يكفيه وقد يكون أدنى لوجود َ
قال ابن معين :الذي يحسسدث بالبلسدة وبهسسا مسن هسو
أولى منه بالحديث فهو أحمق.
ت حتى شهد لسسي سسسبعون أنسسي وقال مالك :ما أفتي ُ
ل لذلك. أه ٌ
عيينة وسحنون :أجسر الناس على الفتيا وقال ابن ُ
ما ،وقسسال سسحنون :أشسسقى النسساس مسن بساعَ أقلهم عل ً
ه بدنيا غيره. آخرت َ ُ
ة الجواب بالصواب أشد ُ من ِفتنة المال. وقال :فتن ُ
326
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وقال سسسفيان :أدركسست الفقهسساء وهسسم يكرهسسون أن
دا مسسن أن يجيبوا في المسائل والُفتيا حتى ل يجدوا ُبسس ّ
م النسساس بالُفتيسسا أسسسكُتهم عنهسسا ُيفُتسسوا ،وقسسال :أعلسس ُ
وأجهلهم بها أنطقهم فيها.
مسسن ل :ما ُيبكيك؟ فقال :است ُْفِتي َ وبكى ربيعة ،فقي َ
ق
م لسسه ،وقسسال :ولبعسسض مسسن ُيفسستى هاهنسسا أحسس ّ عْلسس َل ِ
سراق. جن من ال ّ س ْ بال ّ
ت عسسن سئ ِل ْ َ وقال بعض العلماء لبعض المفتين :إذا ُ
مسألة فل يكن همسسك تخليسسص السسسائل؛ ولكسسن ليكسسن
ك تخليص نفسك ،وقال عمرو بن دينار :لما جلس م َه ّ
قتادة للفتيسسا تسسدري فسسي أي عمسسل وقعست؟ وقعسست يسسا
ت :هذا يصلح ،وهسسذا ل قتادة بين الله وبين خلقه ،وقل ُ
يصلح.
وقسسال بعضسسهم :إن العسسالم داخسسل بيسسن اللسسه وبيسسن
خلقه ،فلينظر كيف يدخل بينهم!
سئل عن الشيء مسسن الحلل وكان ابن سيرين إذا ُ
والحرام تغّير لونه وتبدل حتى كأنه ليس بالذي كان.
وكان النخعي يسأل فتظهر عليه الكراهة ،ويقسسول:
دا تسأله غيري؟ ما وجدت أح ً
سسسئلت عسسن مسسسألة فتفكسسر ،فسسإن وقسسال آخسسر :إذا ُ
جا فتكلم ،وإل فاسكت. وجدت لنفسك مخر ً
سسسئل عسسن المسسسألة كسسأنه وعن مالك :أنه كسسان إذا ُ
واقف بين الجنة والنار.
دا مسسات ب ُس ً ت ولسسو وجسسد ُ وقسسال النخعسسي :قسسد تكلم س ُ
تكلمت ،وإن زماًنا أكون فيه فقيه أهل الكوفة لزمسسان
سوء.
وقال ابن عيينة :ليس هذا المر لمن ود أن النسساس
احتساجوا إليسه ،إنمسا هسذا المسر لمسن ود أن وجسد مسن
يكفيه.
سئل عمر بن عبدالعزيز عن مسألة ،فقال :ما أنا و ُ
على الفتيا بجريء ،انتهى.
327
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ح ب َعْسسسد ُ مل َ
جسسس ٌإذا غسسساب ن َ ْ ضسسوُْوا العلسسم فسسي السسدنيا َ
جدِْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ َ ةداي َسسسسسسسسسس ً م هِ َ نجسسسسسسسسسسو ُ
جُنسسود ُ دائه و ُل من أعْ َ مَعاقِ ُ َ ن اللسسه ط ُسًرا م عَ سّز دِي ْس ُ ب ِهِ س ْ
ه
مس ُ ْ
عل َ ن ك ان ي َسْرِوي ِ مس ْفَ َ هم لسسسسسسسسسسسسس ُ وهُسسسسسسسسسسسسس ْ
وي ُِفْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ ثل الحسسدي ِ م أه س ُ ولو لم ي َُق ْ
مل ما عنسسه النسسا ُ من الفض ِ ِ بنِقلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهِ
ُرُقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوْد ُ ة
م الّنبسسو ِ عل ْ س َمسسوا وَِرثسسوا ِ هُ ُ
وا ب َعْ سد َ الممسسات مس ْ
مسسا له ُ وَ َ حَتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوْوا وا ْ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوْد ُ خ ُ ُ جى ح السسسد ّ َ
صسسساب ِي ْ ِ م َ م كَ َ
وهُسسس ْ
م دى ب ِهِسسسسسسسسسسس ْ ي ُهْت َسسسسسسسسسسس َ
آخر:
دائ ِم ِ الصسسوم ِ صسسلةٍ َك َث ِْيسسُر َ ل حسسس َ ن َقسسسد ْ أن ْ َمسسس ْب ِأل ُر ّ
عاِبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ ه
م ُ
سسسسسسسسسس َ ج ْالّزهسسسسسسسسسد ُ ِ
صسسسود ُ قسسسد مْق ُ جهِسسس َ
ل ال َ إذا ُ ق صال ً وهسسو بسسالط ُْر ِ ي َُروم ِ وِ َ
صسسسسسسسسسسد ُخسسسسسسسسسساب قا ِ َ ل جاهِسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٌ َ
ل جْهسس ِ ل بال َ كثيٌر من العما ِ َ ل بسسالعلم ِ ل من العما ِ قلي ٌ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ فا ِ ن َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسافِعٌ ججس
فصل
أسللئلة وأجوبللة الللله أعلللم بالسللائل عنهللا
والمسئول:
السؤال الول عن واحد ل ثاني له.
وعن دين ل يقبل الله غيره.
وعن مفتاح الصلة وبم تختم.
وعن غراس الجنة وعن صلة كل شيء.
328
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وعن أربعة فيهسسم السسروح ولسسم يكونسسوا فسسي أصسسلب
الرجال ول أرحام النساء.
وعن رجل ل أب له.
وعن رجل ل أم له ول أب.
وعن حيوان جرى بصاحبه.
وعن بقعة من الرض طلعت عليها الشسسمس مسسرة
واحدة ولم تطلع عليها قبل ذلك ول بعده.
عن ظعن مّرة ً ولم يظعن قبلها ول بعدها. وعن ظا ِ
وعن شجرة نبتت على إنسان.
وعن شيء يتنفس ول روح له.
وعن الحكمة في المحو الذي في القمر.
وعن ميت مات ألف شهر ومائتي شهر.
وعن جبل ارتفع ثم رجع.
وعن اثنان ل ثالث لهما.
وخمسة ل سادس لها.
وستة ليس سابع.
وسبعة ليس لها ثامن.
وثمانية ل تاسع لها.
وتسعة ل عاشر لها.
وعشرة ليس لهم حادي عشر.
واثنا عشر ل ثالث عشر لها.
وثلثة عشر ل رابع لها.
وعن أحب كلمة إلى الله.
وما الموضع الذي ليس له قبلة.
وعن شيء حل بعضه وحرم بعضه.
وعن نبي نهى الله النسسبي أن يعمسسل مثسسل عمسسل
عمله.
ن بعثسسه اللسسه وليسسس مسسن بنسسي آدم ول مسسن مس ْ
وعن َ
الجن ول من الملئكة.
ضرب ببعضها ميسست فحيسسا بسسإذن وعن نفس ماتت و ُ
الله.
329
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وعن كافر لم تأكل الرض لحمه.
س ول نسبة بينهما. س خرجت من نف ٍ وعن نف ٍ
وعن اثنين تكلما في الدهر مسسرةً واحسسدة فقسسط ثسسم
هما سكوت إلى يوم القيامة.
وعن أنفع كلمة وأرفع كلمة وأحسن كلمة وأزكى.
م كاذبون. وعن جماعة شهدوا بالحق وه ُ
وعسسن جماعسسة شسسهدوا بسسالحق فسسأدخلوا النسسار ومسسن
شهدوا عليه.
وعن شيء في الرض من الجنة.
وعن صيدين صادهما رجل فحل أحدهما له وحسسرم
عليه الخر.
وعن امرأة أوحى الله إليها.
وعن خمسة مشوا على وجه الرض ولم يولدوا.
وعن أم لم تلد.
وعن أم لم تولد.
و 7عن ماء لم يذكر أنه نبع مسسن الرض ولسسم يسسذكر
أنه نزل من السماء.
الجواب:
الواحد الذي ل ثاني له فالله جسسل جللسسه وتقدسسست
أسماؤه ،وأما الدين الذي ل يقبل غيره فدين السلم،
فل َللن
سلللم ِ ِدين ًللا َ غ َ
غي ْلَر ال ِ ْ من ي َب ْت َ ِ قال تعالىَ :
و َ
ه .
من ْ ُ يُ ْ
قب َ َ
ل ِ
وأما مفتاح الصلة فالتكبير وتختتم بالتسليم.
وأما غرس الجنة فسبحان الله والحمد لله ول إلسسه
إل الله والله أكبر.
وأما صلة كل شيء سبحان الله وبحمده.
وأما السسذي فيهسسم السسروح ولسسم يكونسسوا فسسي أصسسلب
الرجال ول في أرحام النساء ،فهم :آدم وحواء ،وناقة
صالح س عليه السلم س ،وعصا موسسسى لمسسا قلبهسسا اللسسه
330
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
حية ،والكبش الذي فدى بسسه إبراهيسسم ابنسسه ،قسسال اللسسه
ظيلم ٍ ،وأمسسا الموضسسع ع ِ ح َ ذب ْل ٍ
فدَي َْناهُ ب ِ ِ و َ تعسسالىَ :
السسذي ليسسس لسسه قبلسسة فظهسسر بيسست اللسسه )أي سسسطح
الكعبة(.
وأما الرجل الذي ل أب لسسه فعيسسسى –عليسسه وعلسسى
نبينا السلم.-
وأمسسا الرجسسل السسذي ل أم لسسه ول أب فسسآدم س س عليسسه
السلم س.
وأما الحيوان الذي جسسرى بصسساحبه ،فسسالحوت السسذي
سار بيونس في البحر.
وأما البقعة التي طلعت عليه الشمس مرةً واحسسدة
فأرض البحر الذي فلقه الله لموسى ومسسن معسسه مسسن
بني إسرائيل.
وأما الثنان اللذان ليس لهما ثالث فالليل والنهار.
وأما الثلث التي ليس لها رابع فالطلق الثلث.
وأمسسا الخمسسس السستي ل سسسادس لهسسا فالصسسلوات
الخمس المفروضة.
وأما الستة الذين ل سابع لهسسم فاليسسام السستي خلسسق
الله فيها السموات والرض.
وأما السبعة التي ل ثامن لها فأيام السبوع.
وأما الثمانية الذين ليس لهم تاسع فحملة العسسرش
ش
علْر َ ل َ مل ُ ح ِ يوم القيامة ،قال اللسسه جسسل وعلَ :
وي َ ْ
ة . مان ِي َ ٌذ ثَ َ مئ ِ ٍو َم يَ ْ ه ْ ق ُو َ
ف ْ ك َ َرب ّ َ
وأما التسعة الذين ل عاشر لهم ،فالتسسسعة الرهسسط
الذين ذكرهسسم اللسسه فسسي سسسورة النمسسل ،قسسال تعسسالى:
فللي ن ِدو َ سلل ُف ِ ط يُ ْ
ه ٍ ة َر ْ ع ُس َ ة تِ ْ دين َ ِ م ِ في ال َ ن ِ كا َ و ََ
ض . َ
الْر ِ
وأما العشر التي ليسسس لهسسا حسسادي عشسسرة ،فقسسوله
ر . ش ٍ ع ْ ل َ ول ََيا ٍ ر* َ ج ِف ْوال ْ َ تعالىَ :
وأما الحد عشر فإخوة يوسف.
وأما الثنا عشر فشهور السنة.
331
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وأما الثلثة عشر فإخوة يوسف وأبوه وأمه.
و ما أحب كلمة إلى اللسسه فكلمسسة الخلص »ل إلسسه
إل الله«.
ضه فهو نهر م بع ُ حّر َ ضه و ُ ل بع ُ ح ّ وأما الشيء الذي أ ِ
ر هل ٍ مب ْت َِليك ُللم ب ِن َ َ ه ُ ن الل ّل َ طسسالوت ،قسسال تعسسالى :إِ ّ
همل ُ ع ْ م ي َطْ َ من ل ّل ْ و َ مّني َ س ِفل َي ْ َ ه َ من ْ ُ ب ِ ر َ ش ِ من َ ف َ َ
ه . د ِ
ة ب ِي َ ِ ف ً غْر َف ُ غت ََر َ نا ْ م ِ مّني إ ِل ّ َ ه ِ فإ ِن ّ ُ َ
وأمسا السذي بعثسه اللسه ولسسي مسن النسس ول مسن
الملئكة ول من الجن ،فهو الغراب ،قال اللسسه تعسسالى:
َ
ض . في الْر ِ ث ِ ح ُغَراًبا ي َب ْ َ ه ُ ث الل ّ ُ ع َ فب َ َ َ
وأما النفس التي ماتت وضسسرب ببعضسسها ميت ًسسا آخسسر
فحيا بإذن الله ،فهي بقسسرة بنسسي إسسسرائيل ،قسسال اللسسه
حي ِللي ها ك َلذَل ِ َ
ك يُ ْ ضل َ ع ِ رُبوهُ ب ِب َ ْض ِ قل َْنا ا ْ ف ُ جل وعلَ :
وَتى . م ْ ه ال َ الل ّ ُ
وأما الشجرة التي نبتت على إنسسسان فسسالتي أنبتهسسا
عل َي ْ ِ
ه وأ َن ْب َت َْنا َ
مّتى ،قال تعالىَ : الله على يونس بن َ
ن . طي ٍ ق ِ من ي َ ْ جَرةً ّ ش ََ
وأما النفس التي دخلت في نفس أخرى وخرجسست
وليس بينهمسسا مناسسسبة فهسسو يسسونس بسسن مسستى سس عليسسه
السلم س دخل في بطن الحسسوت وخسسرج ،قسسال تعسسالى:
ت . حو ُ ه ال ُ م ُق َ فال ْت َ َ َ
وأما الكنسسز مسسن كنسسوز الجنسسة فل حسسول ول قسسوة إل
بالله ،كما في الحديث.
وأما الماء الذي لم يذكر أنسسه نبسسع مسسن الرض ولسسم
يذكر أنسه نسزول مسن السسماء ،فالمساء السذي نبسع بيسن
أصابع النبي .
وأما الحكمة التي في محو آية الليل القمسسر ،فسسالله
أعلم أنه لجل تمييز الليل من النهار ،ولمنسسافع أخسسرى
تتعلق بالنبات والزروع والشجار.
وأما أنفع كلمة وأرفع كلمة وأحسن كلمسسة ،فكلمسسة
الخلص» :ل إله إل الله«.
332
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وأما النبي الذي نهى الله النبي أن يعمسسل مثسسل
عمل عمله ،فهو يونس ،قسسال اللسسه جل وعل وتقسسدس:
ت إِ ْ
ذ حللو ِ ب ال ُ ح ِ صا ِ كن ك َ َ ول َ ت َ ُ ك َ حك ْم ِ َرب ّ َ صب ِْر ل ِ ُ فا ْ َ
م . ظو ٌ مك ْ ُ و َ ه َ و ُ دى َ َنا َ
وأما الشهود الذين شهدوا حًقا وهسسم كسساذبون فهسسم
ك جلللاءَ َ ذا َ المنسسسسافقون ،قسسسسال اللسسسسه تعسسسسالى :إِ َ
هل الل ّل ِ سللو ُ ك ل ََر ُ هدُ إ ِن ّل َ شل َ قللاُلوا ن َ ْ ن َ قو َ ف ُ من َللا ِ ال ُ
ن هد ُ إ ِ ّ شلل َ ه يَ ْ والّللل ُ ه َ سللول ُ ُ ك ل ََر ُ م إ ِّنلل َ عَللل ُ ه يَ ْ والّللل ُ َ
ن . كاِذُبو َ ن لَ َ قي َ ف ِ مَنا ِ ال ُ
وأما الشهود السسذين شسسهدوا بسسالحق وأدخلسسوا النسسار،
ومسسن شسسهدوا عليسسه فسسالجوارح ،قسسال اللسسه جسسل وعل
َ
م ه ْ
سلللن َت ُ ُ م أل ْ ِ هللل ْ علي ْ ِ
هد ُ َ َ شللل َ م تَ ْ و َ وتقسسسدسَ :يللل ْ
وأ َيديهم َ
ن ،وقسسال مُلللو َ ع َ كاُنوا ي َ ْ ما َ هم ب ِ َ جل ُ ُوأْر ُ َ ْ ِ ِ ْ َ
شللهدَ َ َ تعسسالىَ :
م هلل ْعلي ْ ِ هللا َ ِ ءو َ جا ُ مللا َ ذا َ حّتللى إ ِ َ
َ
كللاُنوا مللا َ م بِ َ ه ْ جُلللودُ ُ و ُ م َ ه ْ صللاُر ُ وأب ْ َ م َ ه ْ ع ُ م ُ سلل ْ َ
ن اليات. مُلو َ ع َ يَ ْ
وأما الجبل الذي ارتفع وعاد فجبسسل الطسسور ،أعسساده
ل جَبلل َ قَنللا ال َ وإ ِذْ ن َت َ ْ اللسسه ،قسسال اللسسه جسسل وعلَ :
ة وظَّنوا أ َ ه ظُل ّ قهم ك َأ َ
م . ه ْ ِ ِ ب ع
ٌ ق
ِ وا َ ه
ُ ّ ن َ ٌ ُ ّ ن و َ ُ ْ ف ْ َ
وأما الكافر الذي لم تأكل الرض لحمه فقارون.
وأمسسا السسذي فسسي الرض وهسسو مسسن الجنسسة فسسالحجر
السود.
حسسل لسسه و أمسسا الصسسيدان اللسسذان صسسادهما رجسسل ،فأ ِ
أحدهما وحرم عليه الخر ،فمحسرم صساد صسيدين مسن
البر واحد ومن البحر واحسسد ،فالسسذي مسسن السسبر حسسرام،
والذي من البحر حلل.
وأما الذي مات ألف شهر ومائتي شسسهر ثسسم أحيسساه
الله ،فالعزيز سس عليسسه السسسلم سسس ،قسسال اللسسه جسسل وعل
وتقدسَ َ :
ه . عث َ ُ م بَ َ عام ٍ ث ُ ّ ة َ مائ َ َ ه ِ ه الل ّ ُ مات َ ُ فأ َ
333
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وأما المرأة التي أوحى الله إليها فأم موسى ،قسسال
َ ُ اللسسه جسسل وعلَ :
ن سللى أ ْ مو َ م ُ حي َْنللا إ َِلللى أ ّ و َ
وأ َْ
ه . َ
عي ِ
ض ِ أْر ِ
وأما الم التي لم تولد فحواء –عليها السلم.-
وأما الم التي لم تلسسد فمكسسة المكرمسسة أم القسسرى،
ُ
قَرى .اهس. م ال ُذُر أ ّ قال الله جل وعل :ل ُّتن ِ
سسسئل الشسسافعي عسسن رجليسسن خطبسسا امسسرأة فحلسست ُ
لحدهما ولم تحل للخر ،فقال :إن الذي لم تحل لسسه،
له أربع زوجات فحرمت عليه الخامسة.
فقال :ما تقول في رجلين شربا خمًرا فوجب على
أحدهما الحد ،ولم يجب على الخسسر وكانسسا مسسسلمين؟
فقال :إن أحدهما كان حًرا بالغًسسا فسسوجب عليسسه الحسسد،
والخر صغير لم يبلغ.
قال :فما تقسسول فسسي خمسسسة زنسسوا بسسامرأة فسسوجب
م ،وعلى الثسسالث ل ،وعلى الخر الرج ُ على أحدهم القت ُ
د ،ولسسم يجسسب علسسى د ،وعلسسى الرابسسع نصسسف الح س ِ الح س ُ
د.ح ّ
الخامس َ
مسسسلمة فسسوجب مسسا الول فمشسسرك زنسسى ب ُ فقسسال :أ ّ
محصن زنسسى فسسوجب عليه القتل ،وأما الثاني فمسلم ُ
م بكسسر عليه الرجم ،وأما الذي وجب عليه الحد فمسسسل ٌ
فك زنسسى فسسوجب عليسسه نص س ُ زَنى ،وأما الرابع فمملسسو َ
ي
الحسسد ،وأمسسا السسذي لسسم يجسسب عليسسه شسسيء فالصسسب ّ
والمجنون.
سسسا مسسن مسساء قسسال :فمسسا تقسسول فسسي رجسسل أخسسذ كأ ً
فشرب بعضه وحُرم عليه الباقي؟
قال :هذا لما شرب بعضه وقع على الباقي نجاسة
فحرم عليه.
سسساقال :فما تقول في رجسسل دفسسع إلسسى امرأتسسه كي ْ ً
ت طسسالقٌ إن لسسم ُتفرغيسسه ول مسسا ،وقسسال لهسسا :أن س ِ مختو ً
تفتحيسسه ول تقطعيسسه ول تفتقيسسه ،ففرغتسسه علسسى ذلسسك
الحكم ولم يلحقها طلق؟
334
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
حسسا فوضسسعته فقال :إن الكيس مملوًءا سسسكًرا أو مل ً
في الماء فذاب وتفّر َ
غ.
قال :فما تقول فسسي جماعسسة صسسلحاء سسسجدوا لغيسسر
مطيعسسون؟ قسسال :الملئكسسة الله تعالى وهم في فعلهم ُ
سجدوا لدم.
قال :فما تقول في رجل لقي جارية فقّبلها ،وقال:
دها وأخي عمها وأنسسا زوج أمهسسا ،فمسسا ت من أبي ج ّ فدي ُ
تكون منه؟ قال :هي ابنته.
مسسا ،فقبلتسسه، غل ً قال :فما تقسسول فسسي امسسرأة لقيسست ُ
ه ُ
مس ُ جسسي ع ّ خ سو ْ ز و ْ ِه وأ ُ ت من أمي ولدت أم س ُ قالت :فدي ُ
ه.
م ُوأُبوه ابن حماتي وأنا امرأة أبيه؟ قال :هي أ ّ
هوقال :ما تقول فسي رجسل تسزّوج امسرأةً وزّوج ابنس ُ
ت بولدين ،فما يكون الولد ُ من مها ،فجاءت الم والبن ُ أ ّ
ن ل لبسسن البنسست ،واب س ُ ن الم خسسا ُ ذلك وذلك؟ فقال :اب س ُ
م لبن الم. البنت ع ّ
وقال :مسسا تقسسول فسسي رجسسل مسسات وخل ّسسف س سّتمائة
م واحد. ت فأصابها دره ٌ درهم وله من الورثة أخ ٌ
فقال :هذا شخص مات وخلف سّتمائة درهم وترك
ف والسسدته بنتين أصابُهما الث ُُلثان أربعمسسائة درهسسم وخل ّس َ
ن ف زوجة أصابها الثم ُ س مائة درهم وخل ّ َ سد ُ ُ أصابها ال ُ
خسسا لكسسل ما ،وله اثنسسا عشسسر أ ً وهو خمس وسبعون دره ً
واحد منهم درهمان ،ففضل للخت درهم.
ملغًزا: وقال آخر ُ
س
ه الخسسرى ولي س َ خت َس ُ
ص كذا أ ْ خ ٍ شس ْ م َ صأ ّ خ ٌ شس ْ ج َت َسَزوّ َ
ل طسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ خت َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه ب َِبا ِ وأ ُ
لج سٌر لسسدى ك ُس ّ ل وقالوا لسسه أ ْ ضسسا ب ِِفعْس ٍ ص أت َسسى أي ً خ ٌ ش ْ و َ
حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسّرم ٍ فاضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل م َ
ُ
وقال آخر:
335
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مسَرهُ وفسسي الفقسهِ أفْن َسسى عُ ْ مسسسن كسسسان سسسسأُلوا َ أل فا ْ
ذالهِ باب ْت ِسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ عسسسسسسسسسابسسسسسسسسسالعلم ِ َبارِ ً
مسسن ثلسسث ماهُ ِ س ّل َِزي ْدٍ كما َ داصسس ً صسسي َقا ِ عن المرِء ي ُوْ ِ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسال ِهِ َ ه َرب ّسسسسسسسسسسسسهِ جسسسسسسسسسسسس َ وَ ْ
د َفَعَْنسسا لسسه الموصسسى لسسه ن الموصسسى لسسه ن يَ ُ
كسس ْ فسسإ ْ
بكمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالهِ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوّل ً مت َ َُ
ل فسساْرث ك الما َ ذا َمَناهُ َ حَر ْ َ وإن كسسسان ذا فَْقسسسرٍ وقِسسس ّ
ل
حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسال ِهِ لَ ِ وَفاَقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسةٍ
ك مسسا رِْزقُ الفسستى مسسُر َل َعَ ْ ذو م ذ ُوْ فَْقرٍ وي ُعْط َسساهُ ُ حَر ُ أي ُ ْ
حتيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسال ِهِ با ْ الغنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى
جلل ِسهِ س ست َن ِد ْ إل ل ِعِ سّز َ
ول ت ْ مسسد ْ إل علسسى اللسسه فل تعْت َ ِ
حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدِهُ وَ ْ
336
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وُنقسسل إلسسى السسثرى مسسن أقرابسسك ،فهسسم فسسي ب ُط ُسسون
ل دواثر. ض بعد ظهورها ،محاسنهم فيها بوا ٍ الر ِ
حسسسوَ المناَيسسساسسسساقَُهم ن َ ْ ت و َ ت د ُوُْرهم منهم وأقْوَ ْ خل َ ْ َ
مَقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسادُِر صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُهم ال َ عرا ُ
م تحسست السستراب مت ْهُ ُ
وا عسسسن السسسدنيا ومسسسا وضسس ّ خل ّسسس ْو َ
حَفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائُر وا ل َهَسسسسسسسسسسسا ال َ
معُسسسسسسسسسسس ْ ج َ َ
337
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
خلسسى سسسُهم منهسسم وأ ْ جال َ م َ
َ بما في الترا ِ مي ْ ً
وا َر ِ
س ْ
م َ فأ ْ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر مَقا ِال َ توعُط َّلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ْ
كان الُقُبسسسوِر سسسس ّوأّنسسسى ل ُ م
دار ل تزاور ب َي ْن َهُ ْ حُلوا ب َو َ
الّتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَزاوُُر فما أن َترى إل قُُبوًرا ث َوَْوا
سسسِفي عليهسسا ةت ْ سسسط ّ َ
ح ً م َ ُ ب َِهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر العا ِ
340
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
و
مسسا هُس َ صسب ًْرا و َ
جد ٌ َ
سست َن ْ ِ
م ْ
و ُ كسسي عليسسه جسسعٌ ي َب ْ ِ
مو ْ َم ُ فَ َ
كسس ْ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساب ُِر َ جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسعٌ مَف ّ ُ
ذاك ِسُر ل ما هو َ ُ
ي ُعَد ّد ُ منه ك ّ داٍع لسسه اللسسه رجعٌ َ سسسست ْ ِم َ و ُ
صسساَر وعمسسا َقليسسل لّلسسذي َ صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا خل ً م ْ ُ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ُِر َ شسسسٌرست َب ْ ِ
م ْ
ت ُ م ٌوكسسسم شسسسا ِ
بوََفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسات ِهِ
مسساؤه، ها إ َ
خ سد ُوْد َ َ ت ُ مس ْ جُيوَبها نسسساؤه ،ول َط َ َ ت ُ فشّق ْ
جعَ لرزي ّت ِهِ إخوانه ،ثم أقبُلوا ل ِلفقده جيراُنه ،وتو ّ وأعْوَ َ
ن بينهسسم علسسى جهسسازه وشسسمروا لبسسرازه كسسأن لسسم يك ُس ْ
دى! مب َ ّ دى ول الحبيب ال ُ مَف ّالَعزيز ال ُ
جهِْيزه وي َُبادُِر ث على ت َ ْ ح ُ ن يَ ُ ب القسسوم كسسا َ حسس ّ حسس ّ
لأ َ و َ
ض ل ِل َْقْبسس ِ
ر مسسا َفسسا َ جسسه ل ّ ب َُقْربسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه َوو ّ
حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسافُِر ضسُروهُ َ مسسن قَسد ْ أ ْ
ح َ مَر َ وشس ّ
ه والَعشسسائ ُِر وان ُ ُخ َهإ ْ شي ّعُ ُ م َ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل ِهِ ُ ل ِغَ ْ
مُعوان واجت َ َ ن في َثوب َي ْ ِ وك ُّف َ
َلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ه
نحسْز ُ
صسَغر مسسن أولده ،وقسسد غلسسب ال ُ فلو رأيت ال ْ
على فؤاده ،وُيخشى مسسن الجسسزع عليسسه وقسسد خضسسبت
ب أبسساه ،ويقسسول :يسسا ويله السسدموع عينيسسه وهسسو ينسسد ُ ُ
واحْرَباه.
مْرآهُ وي َْرَتاعُ نسساظ ُِر ل لَ ِة ي َُها ُح المنيسس ِمسسن قُْبسس ِ
ت ِل ََعسساي َن ْ َ
ن
سسسساهُ الب َُنسسسو ُمْنظسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسًرا إذا مسسسا ت ََنا َ َ
أكابُر أْولدٍ ي َِهيج اكسستئابهم الصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساِغُر
معُُهم َفسسوقَ الخسسدود دا ِمسس َ
ة نسوان عليه جوازع َ وَري ّ ُ
غسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوازُِر
ن س َ
وقال س رحمه الله س :اللهم إني أعوذ بك أن ُتح ّ
ح في خفّيسسات الُغيسسوب في ل َ َ
وامِع العُُيون علنيتي وت َُقب ّ َ
سريرتي.
ت فعُسد ْ ي فسسإذا عُسد ْ ُ
اللهم كما أسسسأت وأحسسسنت إلس ّ
مواساة من قترت عليه رزقك بما ي ،اللهم ارزقني ُ إل ّ
ي من فضلك. وسعت عل ّ
ما لمن كسسان معسسه :إنسسي اتكسسأت علسسى هسسذا وقال يو ً
ن ن السسوجه حسس ُ ل حسس ُ الحسسائط وأنسسا حزيسسن فسسإذا رجس ٌ
ن ي بس ُالثياب ينظُر في تجاه وجهسسي ،ثسسم قسسال :يسسا علس ُ
الحسين ،ما لي أراك كئيب ًسسا حزين ًسسا علسسى السسدنيا ،فهسسي
رزق حاضر يأخذ منه البر والفاجر ،فقلسست :مسسا عليهسسا
أحزن؛ لنها كما تقول.
فقال :على الخرة فهسسي وعسسد صسسادق يحكسسم فيهسسا
ملك قادر ،فقلت :ما على هذا أحزن؛ لنه كما تقول.
343
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
حزنك؟ فقلت :ما أتخوف من الفتنسسة، م ُ فقال :فَعل َ
يعني فتنة ابن الزبير.
دا سسأل اللسه فلسم فقال لي :يا علي ،هل رأيت أحس ً
يعطه؟ قلت :ل ،قال :ويخاف الله فلم يكفسسه؟ قلسست:
ل ثم غاب عني.
س سُلوه ،جعلسسوا ما مات س رحمه الله س فغ ّ وقيل :إنه ل ّ
ينظرون إلى آثار سوادٍ في ظهره ،فقسسالوا :مسسا هسسذا؟
جرا الدقيق ليل ً على ظهره يعطيسسه ل ُ فقيل :كان يحم ُ
ُفقراء المدينة.
ت أهل المدينة يقولون :ما ن عائشة :سمع ُ وقال اب ُ
صدقة حتى مات علي بن الحسين. فقدنا ال ّ
وروى الطبراني عنسسه ،قسسال :إذا كسسان يسسوم القيامسسة
س من الناس. م نا ٌضل فيقو ُ ل الف ْ م أه ُ منادٍ لُيق ْنادى ُ
هم الملئكسسة، فيقال لهم :انطلقوا إلى الجنة ،فتتلقا ُ
فيقولون :إلى أيسسن؟ فيقولسسون :إلسسى الجنسسة فيقوُل ُسسون
قبل الحساب ،قالوا :نعم.
م؟ قالوا :نحن أهل الفضل ،قالوا :ومسا قالوا :ما أنت ُ
جهسسل علينسسا حملنسسا ،وإذا كان فضلكم؟ قسسالوا :كنسسا إذا ُ
ظلمنسسا صسسبرنا ،وإذا أسسسيئ إلينسسا غفرنسسا ،قسسالوا لهسسم: ُ
جُر العاملين.مأ ْ خُلوا الجنة ،فن ِعْ َ أد ُ
س مسسن م أهسسل الصسسبر ،فيُقسسوم نسا ٌ منسسادٍ ليُقس ْ ثم ُيناد ُ
همالنسساس ،فيقسسال لهسسم :انطلقسسوا إلسسى الجنسسة ،فتتلقسسا ُ
ل ذلك. الملئكة ،فيقولون لهم مث َ
فيقولسسون :نحسسن أهسسل الصسسبر ،قسسالوا :فمسسا كسسان
صسسبركم؟ قسسالوا :صسسبرنا أنفسسسنا علسسى طاعسسة اللسسه،
وصبرناها عن معصية الله ،وصبرنا على البلء ،فقالوا
لهم :أدخلوا الجنة فنعم أجر العاملين.
ن اللسه فسي داره ،فيقسوم ثم ُينساد منسساد لُيقسم جيسسرا ُ
ناس من الناس وهم قليل ،فيقال لهم :انطلقسسوا إلسسى
هم الملئكة ،فيقولون لهم :مثل ذلك. الجنة فتتلقا ُ
344
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فيقولون :بم استحَقْقُتم مجاورة الله عز وجل فسسي
س فسسي داره ،فيقولون :ك ُن ّسسا نسستزاوُر فسسي اللسسه ونتجسسال ُ
ل في الله عز وجسسل ،فيقسسال لهسسم :أدخلسسوا الله ،ونتباد ُ
الجنة فِنعم أجر العاملين.
داُرهُ ي َ ش وهسسو وي َغْت َّر بالدنيا وما ه َ سّر الفتى بسسالعَي ْ ِ يُ َ
مب ِي ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُهُ ُ
ْ
ح فيهسسسسا فِكسسسسرهُ صسسسس ّذا َ مسسرِء إ َ ْ
عَبسسر اليسسام ِ ل ِل َ وفسسي ِ
ظ واعِْتبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساُرهُ واعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٌ
ح شيٍء ل َي ُْله ون ََهاُرهُ ص ُل الد ّهَْر فأفْ َ ن يا غاف ُ سب ْ ح َ فل ت َ ْ
ل جْهر المقسسا ِ ك عن َ سي ْغْن ِي ْ ََ مًتا
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ َ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَراُرهُ ه ِن فإن ّ ُ جاةِ الزما ِ مَنا َ ُ
ح ل ِ ص ْ
أ َ
َ
ت مغَسسسان ِي ْهِ وأقْسسسوَ ْ ت َ حسسس ْ أب ُي ْ َ
سسسا دَِيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساُرهُ ن كأ ً ضسسي َ
داَر على الما ِ أ َ
ف الَقَنسسسا طسسسرا ِ شأ ْ م ت ََنسسساوُ ُ فَك ُل ُّهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ْ
جاُرهُ شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسست ِ َ مهسسسم مسسسن أن وا ْ ح ِ
ولسسسم ي َ ْ
م سسسسسسسسه ْ كأ ِوا ب َ سسسسسسسسّق ْ يُ َ
345
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ب عُد َْد ،مّزَقت الك ُس ّ
ل د ،ول سلم فيها صاح ُ منها ذو عد َ ْ
د. وت على أح ْ ت فما ال ْ َ ف الب ُد َد ْ ثم ول ّ ْ بك ّ
قال » :سبعة ُيظلل ُّهم الله في ظ ِّله ،منهم رجسسل
فب وجمسسال ،فقسسال :إن ّسسي أخسسا ُ ص ٍمن ْ ِت َ د َعَْته امرأةٌ ذا ُ
الله«.
جْرب َسسا ما َ صس ّمي َسسا َ مسسا عَ ْ جسسوًزا هت ْ َ ب عَ ُ ن أجا َ م ْ اسمع يا َ
ك ت علي س َ مْزب ََلة ولكن غَل ََبسس ْ مْقَعدة على َ هاء ُ شو ْ َ سوداَء َ
ت على النبي بطحاء مكة ذ َهَب ًسسا فسسأَبى ض ْ عر َ حب ّت َُها ُم َ َ
أن ي َْقَبلَها.
عادا َ خ َمك ًْرا َلها و ِ وفي َ خ ّسرةٍ فَت َ َ م َدارِ َ ما هذه الدنيا ب َ َ
ل َي ْن َسسسا الَفسسستى في ْهَسسسا ُيسسسسّر
عا مَتا َ سسست ِ ْ مت ِعُ ا ْ ست َ ْ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه وبمال ِهِ ي َ ْ بنْف ِ
ذا َ
ك حمْتسسسه فيسسسه بعسسسد َ َ ة و َ مسسن المّنيسس ِ ه ِ سسسَقت ْ ُ حّتسسى َ َ
عا
ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا َ ة َر َ شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسْرب ً
عا ه دَِفا َ ست َط ِي ْعُ لما عََرت ْ ُ ت َيسسداهُ ل ي َ ْ سسسب َ ْ مسسا ك َ دا ب َفََغسس ً
مسسا ل الَفَتى َ م َ سن الع َ ح ِ ة فل ْي ُ ْ َرهِي َْنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ً
عا طا َ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ ن ا ْ مس ْ لسسو كسسان ي َن ْط ِسقُ قسسال َ
ت السسسسسسسسسسثرى حسسسسسسسسسس َ ت ْ
348
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
قال له :فاعهد )أي أوصي( ،قال :أرى المر أعجل
من ذلك فدعا بدواة وصحيفة ،وقال :فسسوالله مسسا أتسسى
بها حتى شخص بصُرهُ فمات.
وقال إبراهيم بن يزيد العبدي :أتاني رياح القيسي،
ثحدِ ُ فقال :يا أبا إسحاق انطلق بنا إلى أهل الخرة ن ُ ْ
دا.
بقربهم عَهْ ً
فانطلقت معه ،فأتى المقسسابر فجلسسسنا إلسسى بعسسض
متمني ًسسا تلك القبور ،فقال :يا أبا إسحاق ،ما تسسرى هسسذا ُ
نء ،قلت :أن ي َُرد ّ والله إلى السدنيا فيسستمتع مسن م ّلو ُ
طاعة الله وُيصلح.
ن ،ثم نهض فجد ّ واجت ََهد ،فلم يلبث إل قال :فها نح ُ
يسًرا حتى مات.
ك على التأهب والستعداد لهسسادم اللسسذات حث ُ َومما ي َ ُ
ك وتخجيلسسه إيسساك ضسَها علسسى َرب ِس َ ور لنفسسسك عر َ ص ّأن ت ُ َ
ك عنسسه ،قسسال جس َ
ل ل مسسا نهسسا َ ض العتاب على فعس ِ بمضي ِ
فْرًدا . ة َ م ِقَيا َ
م ال ِ و َ
ه يَ ْم آِتي ِ وك ُل ّ ُ
ه ْ وعلَ :
وقسسال رسسسول اللسسه » :مسسا منكسسم مسسن أحسسد إل
ه ربه تبارك وتعالى يس بينه وبينه ترجمان«. م ُسُيكل ُ
ذا بيسسد ابسسن ت آخ س ً وعن صفوان بن محرر قسسال :كن س ُ
ت رسسسول جل ،فقال :كيسسف سسسمع َ عمر إذ عرض له ر ُ
الله يقول في النجوى يوم القيامة؟
ت رسسسول اللسسه يقسسول» :إن اللسسه فقسسال :سسسمع ُ
سُتره مسسن النسساس، ضعُ عليه ك َن ََفه ،وي َ ْ دني المؤمن فَي َ َ يُ ْ
ب كسسذا ،أتعسسرف ف ذ َن ْس َ ل له :أت َْعر ُ وي َُقّرُرهُ بذ ُُنوبه ،ويُقو ُ
حّتى إذا قرره بذنوبه ورأى فسسي نفسسسه أنسسه ذنب كذاَ ،
ست َْرتها عليك فسسي السسدنيا وأنسسا قد هلك ،قال :فإني قد َ
أغفرها لك اليوم«.
ومما يحُثك على السسستعداد للمسسوت والبتعسساد عسسن
ور شسسهادة المكسسان السسذي المعاصسسي أن تتخايسسل وتتصس ّ
تعصي فيه عليك يوم القيامة.
349
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ذ
مئ ِ ٍ فعن أبي هريرة قال :قرأ رسول الله ي َ ْ
و َ
ها ،فقال» :أتسسدرون مسسا أخبارهسسا! أن ث أَ ْ
خَباَر َ حدّ ُ
تُ َ
تشهَد َ على كل عبد بما عمل على ظهرهسسا ،أن تقسسول
ل كذا وكذا في يوم كذا وكذا ،فهو أخبارها«. م َعَ ِ
وممسسا يحثسسك علسسى التسسأهب والسسستعداد للمسسوت
ك عنسسد بعسسض سس َ مث ِس َ
ل ن َْف َ ن تُ َ
والبتعاد عسسن المعاصسسي أ ْ
ة لمخلسسوق مُر بك إلى النار السستي ل طاق س َ ك كأنه ُيؤ َ َزل َل ِ َ
بها.
وتصور نفاذ اللذة وذهاب ََها وب ََقاءَ العار والعذاب.
ح سَرام ِ وي َْبقسسى الثسسم من ال َ ل ِ ن ن َسسا َمس ْم ّ َتفنسسى الل ّس َ
ذاذ َةُ ِ
ه والَعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساُر شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهْوَت َ ُ َ
ها
من ب َْعسسدِ َخي َْر في ل َذ ّةٍ ِ س سوِْء فسسي ل َ ب ُ واقِ ُ ت َب َْقسسى عَ س َ
مغَب ّت َِهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا الن َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساُر َ
350
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
أدخلتنسسي بيًتسا ذكرتنسي بسه الجنسة ،فمسسا زالست فكرتسسي
فيهما حتى أصبحت.
متغي سّر ونظر عمر بن عبسسدالعزيز إلسسى رجسسل عنسسده ُ
ت اللون ،فقسسال لسسه :مسسا السسذي بسسك؟ فقسسال :إنسسي ذ ُقْس ُ
حلوة السسدنيا فصسسُغر فسسي عينسسي زهرتهسسا وملعُبهسسا،
ت كسسأن النسساس واستوى عندي حجارُتها وذهُبهسسا ،ورأي س ُ
ت ُيساقون إلى الجنة ،وأنا أسسساقُ إلسسى النسسار ،فأسسسهر ُ
ل ذلسسك صسسغيٌر حقي سٌر ت نهاري ،وك س ُ لذلك ليلي ،واظمأ ُ
ب عفو الله ،وثوابه عز وجل وجْنب عقابه. في جن ِ
ت نفسي في النسسار آكسسل وقال إبراهيم التيمي :مثل ُ
ج سلسسسلها ب مسسن صسسديدها وأعال س ُ شر ُ مها ،وأ ْ من زُقو ِ
وأغللها.
ت لنفسي :أيّ شيٍء ُتريسسدين ،قسسالت :أري سد ُ أن فقل ُ
حا ،قال :فقلسست :أنسست فسسي أرد ّ إلى الدنيا فأعمل صال ً
المني ّةِ فاعملي.
عمسسر بسن الخطسساب رجل ً يتهجسد ُ فسي الليسسل وسسمع ُ
نويقسسرأ سسسورة الطسسور ،فلمسسا لسسغ قسسوله تعسسالى :إ ِ ّ
ع .ف ٍدا ِمن َ ما ل َ ُ
ه ِ ع* َ ق ٌوا ِك لَ َب َرب ّ َ ذا َ ع َ
َ
قال عمر :قسم ورب الكعبة حق ،ثم رجعَ إلى يته
ب ن مسسا سسسب ُ فمسسرض شسسهًرا يعُسسوده النسساس ،ول يسسدُرو َ
مرضه.
مسسن الخسسوف رضسسوا ِ م ِ وكسسان جماعسسة مسسن السسسلف َ
ضهم وصار صاحب فراش. مَناِزلهم وبع ُ موا َ ولزِ ُ
هم ن يقول في وصف الخائفين :قد برا ُ وكان الحس ُ
ل القداح ينظر إليهم الناظر ،فيقول: ف َفهم أمثا ُ الخو ُ
طسوا وقسد خول ِ ُل :قسد ُ ض ،ويقسو ُ مسَر ٌ ضسي ومسا بهسم َ مْر َ َ
م من ِذكر الخرةِ أمٌر عظيم. خالط القو َ َ َ َ
351
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
دلنا فيها بعض البيات: هذه القصيدة ع ّ
كغيسسر َ ب َ مسسالي ول لي إلى أْبوا ِ جسسودِ َ ذا ال ُ حّقك يسسا َ و َ
مط َْلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ب جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسؤٌ َ مل ْ َ َ
ب غَي ْسركَ ك فَك َي ْ َ
َ وا ِ ف إلسسى أب ْس َ عند َ غَي ْسرِ َ ن لي ِ إذا لم ت َك ُ ْ
بهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ة أذ ْ َ جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ حا َ َ
ف معْسسسُروْ ِ وى َ سسسس َ ف ِ ك فكيسسس َ وا َ سس َ ط ِ مع ْ س ٍ إذ لسسم َيكسسن ُ
ب ك أط ُْلسسسسسسسسس ُ جسسسسسسسسسوْدِ َ مط ْل َب ِسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ُ بِ َ
مي عََليسسه مسسن َلسسوْ ِ مسسا فَي ُك ِْثسسُر ِ مسسا ي َسَرى َ عَذ ُوْ لي في سهِ َ
ب ه وي ُط ِْنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ َرأي ُْتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ي
مّنسس َ هسسوَ ِ ه وَ ْ مْنسس ُ ب ِ ج ُ سسسبي ْل ً مسسا اهْت َسسدى فسسأعْ َ ت َ س سل َك ْ ُ َ
ب جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ُ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلوْك َِها ي َعْ َ ل ُ
ل الوََرى ليس ل أَيادِْيه عن ك ُ ِ مسسا ٍ ج َ سسسل ّوٌ عسسن َ ف ُ وَك َْيسس َ
ب جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ح َ ب تُ ْ جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٍ ح ّ م َ ُ
ب وا حسستى الركسسائ ِ مسس ْ ن فك ُل ّهُ ُ حسسسسساد ُوْ َ س ال َ سسسسسسَتان َ َ إذ ا ْ
ب طسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَر ُ مه ِ ت َ ْ سسسسسسسسس ِ ب با ْ كسسسسسسسس ِ ِللّر ْ
ك ب إل وذك ْسسسسسُر َ ن َفل ط َي ّسسسسس ٌ حب ّْيسس َ م ِ حُلسسوْ ل ِل ْ ُ ب وي َ ْ َيطْيسس ُ
ب كسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُرهُ أط َْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ذِ ْ
صسسَفى ت ماًء فهو أ ْ ن قُل ْ ُ حَلى وإ ْ دا فهو أ ْ شه ْ ً ت َ ن قُل ْ ُ فإ ْ
ب ة وأعْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذ َ ُ ذاَقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ً م َ َ
ك مسسا ل ِعَي ْن َي ْس َ ت يو ً مسسا ب َسد َ ْ حسساِدي الَركسساِئب إذا َ َ ك َيا َ سألت ُ َْ َ
ب ة ي َْثسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر ُ جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ً حا َ َ
مَلى ن تُ ْكو ِ شْرعَُته في ال َ ه و ِ حسوَت ْ ُ ن قَسد ْ َ م ْ سّلم على َ فَ َ
ب قَِباب َُهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا وت ُك َْتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ب سسس ِ ل المنا ِ كسس ُ جسسد ُ إلى َفخْرهِ ُ خَتسساُر والما ِ م ْ مسسد ٌ ال ُ ح ّ م َ ُ
ب سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذي ت ُن ْ َ
ه فَهْ سوَ فسسي جب ْس ُن لسسم ي ُ ِ مس ْ عي إلسسى فَ َ دا ِ هو الصسسادِقُ ال س ّ
ب شسسسسسسسسسرِ ي ُن ْسسسسسسسسسد َ ُ ح ْ حسسسسسسسسسسسد َهُ ال َ اللسسسسسسسسسسسه وَ ْ
مسسن اللسسه مسسوا فيهسسا ِ مسسسسا َثواب ُك ُ ُ صسسسسلوا عليسسسسه دائ ً فَ َ
ب صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلتكم ي ُط َْلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ فَ َ
352
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مسسا :فسسالواجب علسسى العاقسسل المبسسادرة إلسسى وختا ً
صساالعمال الصسسالحة مسسا دام فسسي قيسد الحيسساة وخصو ً
الصلة التي فرضسسها اللسسه جسسل وعل علسسى عبسساده آكسسد
أركان السلم بعد الشهادتين ومحلها من الدين محل
الرأس من الجسد.
فكمسا أن ل حيساة لمسن ل رأس لسه فكسذلك ل ديسن
ة وصي ّةِ النبي عنسسد آخسسر لمن ل صلةَ له وهي خاتم ُ
عهدهِ من الدنيا.
ة وصّية رسسسول اللسسه فعن أنس قال :كانت عام ُ
هو ُيغرغسسر بنفسسسه» :الصسسلة ه الوفاةُ و ُ حين حضرت ْ ُ
وما ملكت أيمانكم« رواه أحمد وأبو داود.
وهي أول ما ُيحاسب بسسه العبسسد يسسوم القيامسسة ،كمسسا
ورد بذلك الحديث عن أبسسي هريسسرة قسسال :سسسمعت
رسول الله يقول» :إن أول ما يحاسسسب بسسه العبسسد
من عمله صلته ،فإن صسلحت فقسد أفلسح يوم القيامة ِ
وأنجح ،وإن فسدت فقد خاب وخسر« الحسسديث رواه
الترمذي.
والصلة أكبر عون للعبد على مصالح دينسسه ودنيسساه،
ةصللل ِ
وال ّر َصلب ْ ِ
عيُنوا ِبال ّ
سلت َ ِوا ْ قسسال اللسسه تعسسالىَ :
الية.
فالصلة سعادة وسسرور للمسؤمن الخاشسع المحسب
لربه ،فقد قال رسول الله » :وجعلسست قسسرة عينسسي
في الصلة« وكان إذا حز به أمسسر فسسزع إلسسى الصسسلة،
فالصلة جسد ٌ ورْوح.
أما جسدها فهسسو كلم اللسسسان وحركسسات العضسساء،
د
قل ْوأما روحها فهو الخشوع ،قال اللسسه جسسل وعلَ :
م
ه ْ
صلللت ِ ِ
فللي َ
م ِ
هلل ْ
ن ُ ن * اّللل ِ
ذي َ مُنللو َ م ْ
ؤ ِ ح ال ُ أَ ْ
فَللل َ
ن . عو َش ُ
خا ِ َ
ن أن ره ور النسا ُ والخشوع حضور الذهن وأن يتص ّ
ه يسمعه ويناجيه ،فل يشسسغل فكسسره بشسسيء مسسن أمام ُ
الدنيا ما دام في صلته ويجمسسع فكسسره إلسسى تأمسسل مسسا
353
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
يتلو وما يسمع من المام ويحرص كل الحسسرص علسسى
طرد الهواجيس.
قال أحسسد العلمسساء :إن مسسن المعلسسوم أن المنتصسسب
ه للقبال عليه ملوك الدنيا يجمعُ قلب ُ لخطاب ملك من ُ
وُيحسسسن التسسودد إليسسه ويتحسسرُز التحسسرز الكلسسي عسسن أن
ة
مستحسسن ٍ ه غيسر ُ ة أو التفسات ُ ة مستهجن ً تفرط منه كلم ُ
ما ُيخاطبه به أو يتلقاهُ مسسن خطسساب ِهِ وإن ك هول ع ّ أو ذ ُ
جو نعمته. ه ول ير ُ ان ل يخاف نقمت ُ
مناجسسات ملسسك السسسموات بل ُ فيا عجب ًسسا مسسن منتص س ٍ
م أنه حاضٌر لديه ورقيسسب عليسسه وأنسسه والرض وهو يعل ُ
ن عنسسه وإن مسسستغ ٍ ج فسسي ك ُسسل لحظسةٍ إليسسه غيسسر ُ محتسسا ٌ ُ
كل إحسان. ه إليه فوق ُ إحسان ُ
وعاقبة عصيانه إنسه الخلسسود ُ فسسي قعسسر النيسسران وإن
ك سسلطان ،ومسع ذلسك يستر ُ ه ل ُتسدانيها عظمسة ُ عظمتس ُ
ة
ه لخسسواطر دنيويسس ٍ ل عن ُالقبال عليه ويعرض له الذهو ُ
ووساوس غير نافعة ول مرضّية حتى ل يشعر بمعاني
ب بها ويسسسهو ما يتلوه في صلته ول يعقل ما المطلو ُ
عن أركانها وأذكارها هذا مما تحاُر فيه العقول.
ولعسسل السسسبيل إلسسى ذلسسك هسسو التحفسسظ عسسن تلسسك
الشسسواغل فسسي حالسسة الصسسلة السستي هسسي عمسساد السسدين
ة بيسسن الكفسسرة والمسسؤمنين السستي فرضسسها اللسسه والفارق ُ
ما اقترفوه فيما بيسسن أوقاتهسسا مسسن ليتطّهر بها عباد ُهُ ع ّ
ن السسذنوب ويغسسسُلوا بهسسا أبسسدانهم وأرواحهسسم عسسن دَر ِ
وب. ح ْ ال ُ
ست الخم س َ ل الصسسلوا ِ شعُر به قسسوله َ » :
مث َس ُ كما ي ِ
ل كسس ّ مُر على باب أحدكم َيغتسل منسسه ُ ل ن َهْرٍ جارِ ي َ ُ مث َ ِكَ َ
ن أي َب َْقسسى ت« ،وفي رواية» :فماذا ت ِسَروْ َ س مرا ٍ يوم ٍ خم َ
ن بعد ذلك«. عليه من الد ََر ِ
ه
م ُ ه إلسسى أن قيسسا َ والمهسسم أن يصسسرف العبسسد ُ ذهنسس ُ
ك مُلسسو ِ للوضسسوء والصسسلة إنمسسا هسسو لخطسساب ملسسك ال ُ
حسسواله منه في أ ْ والعتذار إليه من التقصير في الحَياِء ِ
354
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
السابقة ،وليطلب منه العفسسو والمسسسامحة والحسسسان
من العبادة. ولداِء ما كل َّف ُ
ه ِ
فصل
حضسَر ذكر ابن كثير س رحمه الله س :أن أحد العلمساء َ
مبتدع وهو يتكلم على الناس فلما نسسام ،قسسال: س ُ مجل َ
ب الِعزة والجلل في الليلسة ،وهسو يقسسول لسي: تر ّ رأي ُ
ك النظسسر من َس َحر ّت كلمسسه ل ْ مبتسسدع وسسسمع َ ت على ُ وقف َ
ح ل ي ُْبصسسر وعَْينسساهُ مفتوحتسسان كسسأنه صسب َ َ فسسي السسدنيا ،فأ ْ
بصير .اهس.
مْبتسدِعٌقطاع الطريق على أرباب السسسلوك أربعسسةُ :
ك على جرؤ َ سنة رسول الله ،وفاسق ي ُ َ ك عن ُ ي ُزِي ْغُ َ
صسسحبة ذكسسر اللسسه ،وكسسافر ل ُينسسسيك ُ مَعاصي الله ،غاف ٌ َ
ك عن دِْين السلم. صد ّ َ يَ ُ
حصْفَقةِ الَربس ِ من َ ن له ِ سسسيَر فسسي يكوُ ُ ت ال ّ م َ
إذا ما عََز ْ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ل حا ِ جسسسسسسسسسسسرٍ َ مت ْ َ
ن َْيسسسسسسسسسسسل َ
عسسساص يو َ ع ٌ م ك َُفسسسوٌر وِبسسسد ْ ِ سْبيل َهُ ْ
ن َ ة ل َتسل ُك َ ّ فأْرب َعَ ٌ
لغاِفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ و َ
آخر:
355
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ن فيهسسا شسسْيطا ُ ك ال ََواوْقََعسس َ ت سسسسسسيئا ُ ك ال ّ إذا أثَقل َْتسسسسس َ
جْهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدِهِ بِ ُ مل َِهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ح ْ بِ ِ
ت لهسسا ش سْبه الس سْير وصْر َ س فسسي ك النفسس ُ علي َ ت َ ح ْ ول ّ
بَقْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدِهِ واِتها شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه َ َ
جسسود ُ ذا رِْفسسدٍ ي َ ُ ولسسم ت َْلسسقَ َ ك السسرزقُ فسسي علي س َ ضاقَ َ و َ
ب ِرِْفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدِ ِ
ه ل
خ ٍ مسسسسسسسسسسسد ْ َ ل َ كسسسسسسسسسسس ّ
ه
جن ْدِ ِ
طا ب ُ حا َ غم قد ْ أ َوهَم ٍ و َ ذا د َْيسسن وفَْقسس ٍ
ر ت َ سسسي ْ َ م َ وأ ْ
وغُْرَبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسةٍ
صسسد ًْرا ت َ ضسسْق َ حّتى ِ ك َ ب َِقل ْب ِ َ
ت ت ذِك ْسسسَر المسسسو ِ ضسسسْر َ ح َ وأ ْ
ه
ِبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرد ّ ِ ىوالَقْبسسسسسسسسسرِ والبلسسسسسسسسس َ
ش سدِي ْدِ ل ال ّ مسسن الهَ سوْ ِ عليه ِ
ب سا ِ ح َ ت في يوم ال ِ وفَك ّْر ُ
واد ّهِ حِتسسسسسسسسسسسوى مسسسسسسسسسسسا ْ و َ
خ سُر تآ ِ خي ْسسرا ِ مسسن ال َ ك ِ ذا َ
مسسن فَ َ من النارِ التي َ ت ِ خْف َ و ِ
عَْهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدِهِ َثسسسسسسسسسسسسوى بهسسسسسسسسسسسسا
سسسامٍع ولى َ مسس ْ علسسى بسساب َ ل حسسا ِ ة ال َ صس َك فاْرفَعْ قِ ّ هَُنال ِ َ
ت عَب ْسسسسسسسسسسدِهِ صسسسسسسسسسسوْ َ َفث ُسسسسسسسسسسسسسم قِسسسسسسسسسسسسس ْ
دي ط ُْرقَ ى ل ي َهْت َ ِ عم ً م أن ْظ ُسْر إلسسى
فَِقْير َ كري ْس ُ ل يسسا َ وقُ ْ
شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدِهِ ُر ْ
جزٍ ل عَسسسسسسسسسسسا ِ حسسسسسسسسسسسا ِ َ
ح سسسسب ِ ْ ل عليسسسه ُثسسسم َ ب ك ُل َّها
َتوك ّسسس ْ طال ِ ُم َه فيها ال َ زائ ِن ُ ُ خ ِ َ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدِهِ ح ْ بِ َ
ه
ن ب َهَد ْي ِ ِ وصسسلى علسسى خيسسر البريسسة وأصحاب ِهِ والمهتدِي ْ َ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد
ح َ
أ ْ
فصل
م محمد بسسن مقاتسسل قاضسسي م الص ُقيل :إنه زر حات ُ
مشسسرف فبقسسي ب ُ
الري فلما وصل إلى الباب ،فإذا با ٌ
م على هذا الحال. متفكًرا يقو ُ
ل :عال ٌ حاتم ُ
ثم أذن لهم فدخلوا فإذا داٌر قسسوراء )أي مزخرفسسة(
متفكًرا.
خ فبقي حاتم ُ ة وستوٌر وبذ ٌ وإذا بّزة وسع ٌ
356
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ثم دخلوا إلسسى المجلسسس السسذي فيسسه القاضسسي فسسإذا
ة( وإذا هسسو راقسسد عليهسسا لُفرش وطيئةٍ )أي لينسةٍ جميلس ٍ
ة.مه بيده مذ َب ّ ٌغل ُ وعند رأسه ُ
فتقدم التاجر الذي عند القاضي يسسسأله عسسن حسساله
وحاتم واقف ،فأومأ القاضسسي محمسسد بسسن مقاتسسل إلسسى
ل لك حاجة! حاتم أن أقعد ،وقال له :لعَ ّ
قال حاتم :نعسسم ،قسسال القاضسسي :ومسسا هسسي؟ ,قسسال:
ة في العلم أسألك عنها ،قال :سلني ،قال :فقم مسأل ٌ
دوه.ه فأسن ُ سا حتى أسأُلكها فأمر غلمان ُ واستوى جال ً
ك هسسذا مسسن أيسسن جئت بسسه؟ قسسال مس َ
فقال حسساتم :عل ُ
مسسن؟ قسسال :عسسن أصسسحاب الثقاة :حدثوني ،قال :عسسن َ
رسول الله .
ن؟ م ْقال :وأصحاب رسول الله عَ ّ
قال :عن رسسسول اللسسه ،قسسال :ورسسسول اللسسه
جاء به؟ ن َمن أي َ
قال :من عند الله بإملء جبريل س عليه السلم س.
داه رسسسول اللسسه قال :أفيما آتاه جبريل عن اللسسه وأ ّ
ك. إلى أصحابه وأداه الصحابة الثقاة إلي َ
ت في العلم المؤدى إليسسك أن مسسن كسسان فهل سمع َ
ه أميًرا في إمارته وحوله الثاث والرياض في داره كأن ّ ُ
تكون له المنزلة عند الله أكثر؟ قال :ل.
ت؟ قسسال :مسسن زهسدِ فسسي قال حسساتم :فكيسسف سسسمع َ
دم مسسن ب المسسساكين وقس ّ ح ّ ب في الخرة وأ َ الدنيا ورِغ َ
دنياه لخَرته كان له عند الله من المنزلة أكثر. ُ
تت بمسسن اقتسسدي َ م ،قال حسساتم الصسسم :فسسأن ْ َ قال :نعَ ْ
فسسي ذلسسك أبسسي النسسبي وأصسسحابه أو بصسسالحي تلسسك
المة ،أم بفرعون والنمرود؟ فقسال :رجْعنسا إلسسى اللسه
وت ُب َْنا إليه.
فقال حاتم :غفر الله لي ولك وعفا عني وعنك.
فبلغ أهل السسري مسسا جسسرى بيسسن حسساتم الصسسم وابسسن
مقاتسسل ،وقسسالوا :بقزويسسن أكسسثر مسسن هسسذا السسسراف،
357
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وأشاروا به إلى الطناُفسي ،فسار إليه حسساتم ،فسسدخل
عليه ،فقال :رحمك اللسسه أنسسا رجسسل أعجمسسي أحسسب أن
مني أّول مبدأ ديني ،ومفتاح صسسلتي ،كيسسف أتوضسسأ ُتعل ّ َ
للصلة؟
ت مسساًء ،فقعسسد الطناُفسسسي م هسسا ِم يسسا غل ُ
قسسال :نعَ س ْ
وتوضأ ثلًثا ثم قال :هكذا توضأ.
قال حاتم :مكانك حتى أتوضسسأ بيسسن يسسديك ،فيكسسون
عين أربسسع سسسل السسذرا َ أؤكد َ لما أريد ُ فتوضأ حسساتم ثسسم غَ َ
مرات.
قال له الطنافسي :أسرفت يا هذا ،قال لسسه حسساتم:
في أي شيء أسرفت؟ قال :غسلت ذراعك أربًعا.
ف مسسن مسساءٍ قسسال حسساتم :سسسبحان اللسسه أنسسا فسسي ك س ٍ
خك فسسي هسسذا الجمسسع لسسم ت وأنت يا هذا في ب سذ ْ ِ أسرف ُ
تسرف.
فعرف الطناُفسسسي أنسسه أراده بسسذلك ولسسم ي ُسرِد ْ منسسه
ج إلسسى النسساس أربعيسسن ت ولسسم يخسسر ْ الت ّعَُلم ،فدخل البي َ
ما. يو ً
هه فِعَْلس ُ ذب قسول ُ ُ ه وكس ّ مسه عملس ُ م إذا خالف عل ُ فالعال ُ
ل مسسن أراد أن مُقوًْتا فسسي الرض والسسسماء ُيض س ُ كان م ْ
يقتدي به.
ه، جسست السسسماعُ كلم س ُ وإذا أمسسر بغيسسر مسسا يعمسسل م ّ
هعظ َت ُ ُ م سو ْ ِب َ ت من القلسسو ِ ت عند الناس مهابُته وَزل َ ْ وقل ّ ْ
كانُته. وم َ
كما قال مالك بسسن دينسسار :إن العسسالم إذا لسسم يعمسسل
طر عسسن ل الَق ْ ب كما يز ُ من الُقلو ِ ل موعظته ِ بعلمه ت َزِ ُ
ة. الصفا ِ
وحكى الوزاعي عن بلل بن سعد أنه كسسان يقسسول:
ينظر أحدكم إلى الشرطي فيستعيذ بالله منه.
خل ْسسسق وينظسسسر إلسسسى علمسسساء السسسدنيا المتصسسسنعين لل َ
ت مْق ِ حقُ بال َ م هذا أ َ مُقُته ْ المتشوقين إلى الرياسة فل ي ْ
شر َ
طي. من هذا ال ُ
358
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ط فسي بعسض السسسنين، حس ٌ قيل :إنه أصاب النسساس قُ ْ
فسسأمر الملسسك عبسسدالرحمن المسسوي القاضسسي منسسذر
سقى للناس. ست َ ْ البلوطي س رحمه الله س أن ي َ ْ
فلما جاءته الرسالة مع البريد ،قال للرسول :كيف
ت الملك؟ فقسسال :تركتسسه أخشسعَ مسسا يكسسون وأكسسثر ترك َ
عا.
دعاء وتضر ً
قيتم والله إذا خشع جبسسار الرض س ِ
فقال القاضيُ :
م جّبار السماء ،ثسسم قسسال لغلمسسه :ن َسسادِ فسسي النسساس ح َ
َر ِ
الصسسلة ،فجسساء النسساس إلسسى محسسل الستسسسقاء ،وجسساء
ذر ،فصسسعد المنسسبر والنسساس ينظسسرون إليسسه منس ِ
القاضي ُ
ويسمعون ما يقول ،فلمسسا أقبسسل عليهسسم كسسان أول مسسا
عَلللى ب َرب ّك ُ ْ
م َ عل َي ْك ُ ْ
م ك َت َ َ م َ خاطبهم به ،قالَ :
سل ٌ
فسه الرحم َ َ
هال َل ٍ
ة ج َ
ءا ب ِ َ
سللو ً م ُمنك ُ ْ
ل ِ م َ
ع ِ
ن َم ْ
ه َة أن ّ ُ ّ ْ َ نَ ْ ِ ِ
م . غ ُه َ ث ُم َتاب من بعده وأ َصل َح َ َ
حي ٌفوٌر ّر ِ فأن ّ ُ َ ِ ْ َ ْ ِ ِ َ ْ َ ّ
ثم أعادها مراًرا فأخذ الناس فسسي البكسساء والنحيسسب
دعاء والتضسسرع والّتوبسسة والنابسسة والسسستغفار ،فلسسم وال ُ
ضسسون المسساء خو ُس سُقوا ورجعسسوا ي َ ُ
يزالسسوا كسسذلك حسستى ُ
بأرجلهم.
اللهم هب لنا ما وهبته لعبادك الخيار ،وأنظمنا في
سلك المقربين والبرار ،وآتنا في السسدنيا حسسسنة وفسسي
الخرة حسنة وقنا عسسذاب النسسار ،واغفسسر لنسسا ولوالسسدينا
وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحميسسن ،وصسسل
الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
فصل
ت المعاملسسة: قسسال العلمسساء –رحمهسسم اللسسه :-أمهسسا ُ
م هسسذه التوبسسة ،والعبوديسسة ،والزهسسد ،والسسستقامة ،تمسسا ُ
الربسسع بأربعسسة :إقلل الطعسسام ،وإقلل الكلم إل بسسذكر
الله وما وله ،وإقلل النوم؛ لن العمسسال ت َن َْقط سعُ بسسه،
ون لسسدينه والُعزلة عن الناس إل لما لب ُد ّ منه؛ فإنه أص َ
وعرضه.
359
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ة النفسسس وذلسسك بمنعهسسا هواهسسا معاملسس ُ الولللىُ :
وإذللهسسا ،ورد جماحهسسا بالطاعسسة وكسسسرها ،فإنهسسا فسسي
الحقيقة أكبر العداء.
وذلك بأن ينظر فسسي القلسسب فيطهسسره مسسن الخلق
سسسمعة ،والحسسسد ،والكسسبر، المذمومسسة كالريسساء ،وال ُ
طمسسسِع ،والمكسسسر، رص ،وال ّ حسسس ِ والُعجسسسب ،والُبخسسسل ،وال َ
ب المدح ،والثناء. ح ّ والخديعة ،والنفاق ،والغش ،و ُ
ة ،والنميمة، ساَنه وجميع أعضائ ِهِ عن الغِي ْب َ ِ وُيطِهر ل ِ َ
سخرية ،والستهزاء ،والكذب ،والبهسست، سَعاية ،وال ُ وال ِ
والولوع بالشهوات ،ومحبة الدنيا والغفلة عن الخرة،
ة.م ِ مو ْ َوغير ذلك من غرائزه المذ ُ
ويغسسسرس فسسسي قلبسسسه الخلص للسسسه ،والتواضسسسع،
خلق ،والصسسبر ن ال ُ س َ ح ْ والنصيحة ،والحلم ،والشفقة ،و ُ
سسسخاء ،ومحبسسة السسدار الخسسرة واعتمسساد الشسسكر ،وال ّ
والدعوة إليها.
والعراض عن الدنيا وشهواتها الحرام ،وينظر فسسي
حسسل مطعمسسه وملبسسسه ومشسسرِبه ومسسسكنه وسسسائر
تصُرفه.
ول يطيع نفسه في شيء من هواها ،قال الله جسسل
هللى م َ وعل وتقدسَ :
ون َ َ
ه َم َرب ّل ِ قللا َ ف َ خا َ ن َ م ْ ما َوأ ّ
َ
وى . ْ وى * َ الن ّ ْ
مأ َ ي ال َ ه َ ة ِ جن ّ َ ن ال َ فإ ِ ّ ه َ
ن ال َ ع ِس َف َ
الثانية :معاملة الله جل وعل ،وهي اللتجسساء إليسسه
صسساوالتوكل عليه ورؤيسسة أن ل سسسواه وأن العمسسل خال ً
له.
وليحذر أن يفقده أمره أو يراه حيث نهاه ويثق بسسه
غاية الثقة ل بغيره ،فمن عامله جل وعل ربسسح وأفلسسح
ورشد ونجح وأصلح.
الثالثة :معاملة عدو الله الشيطان الرجيم ،وذلسسك
دا
بسسأن يبنسسي علسسى أنسسه عسسدوه اللسسدود فل يطيعسسه أبسس ً
ويستشعر أنه يأتيه من طرق كسسثيرة ،فعليسسه أن يتنبسسه
عا،له ويحذره أشد الحذر ،فسإن لسه حيل ً ومكسًرا وخسدا ً
360
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
سلم منها ،فإذا خطر بقلبه مسا لسم يعلسم أنسه قل من ي ْ
منه عرضه على الشريعة المطهرة ،ثسسم تثبسست وتسسأنى
واستخار الله سبحانه وتعالى وتعسسوذ بسسالله مسسن كيسسده
ومكره وسأل الله أن يكشف له ما لتبس عليه.
وذكسسر ابسسن القيسسم س س رحمسسه اللسسه سسس :أن مسسن كيسسده
بن تغل ُ وتي ْشام النفس حتى يعلم أيّ الُق ّ العجيب أنه ي ُ َ
عليسسه قسسوة القسسدام والشسسجاعة أم قسسوة النكفسساف
والحجام والمهانة.
فإن رأى الغسسالب علسسى النفسسس المهانسسة والحجسسام
أخذ في تثبيطه وإضعاف همته وإرادتسسه عسسن المسسأمور
ة أو يقصسسر فيسسه به وثقله عليه فهون عليه تركسسه جمل س ً
ويتهاون به.
وإن رأى الغالب عليه قوة القدام وعلو الهمة أخذ
ج
مه أنسسه ل يكفيسسه وأنسسه يحتسسا ُ ل عنده المأموَر وُيوه ُ ي َُقل ّ ُ
مبالغةٍ وزيادة ينقص بالول ويتجاوز بالثاني. معه إلى ُ
كما قال بعض السلف :ما أمر الله تعسسالى بسسأمر إل
وللشيطان فيه نزعَتان ،إما إلى تفريط وتقصير ،وإما
ظفر. إلى مجاوزة وعلو ،ول ُيبالي بأّيهما َ
ل القليسسل فسسي هسسذين وقد اقْت َط َعَ أكثر الناس إل أقس ّ
ن ،وادي التقصير ووادي المجاوزة والتعدي. وادي َي ِ ْ ال َ
دا الثابت على الصراط المسسستقيم والقليل منهم ج ّ
الذي كان عليه النبي وأصحابه.
صَر بهم عن واجبات الطهارة. مق ّ فقو ٌ
مجاوزة الحد بالوسواس. م تجاوز بهم إلى ُ وقو ٌ
صَر بهم عن إخراج الواجب من المال. مق ّ وقو ٌ
م تجاوَز بهم حتى أخرجوا جميع ما بأيديهم. وقو ٌ
ن إليسه جو َ صر بهم حتى عن تنساول مسا يحتسا ُ مق ّ وقو ٌ
دانهم من الطعام والشراب واللباس حتى أضسسروا بأْبسس َ ِ
وُقلوبهم.
م تجاوَز بهم حتى أخذوا فوق الحاجسسة فأضسسروا وقو ٌ
بقلوبهم وأبدانهم.
361
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
صَر بقوم في حق النبياء وورثتهم حتى قتلوهم. وق ّ
دوهم.وتجاوز بآخرين حتى عب ُ
هم فسسي خل ْط َةِ الناس حتى اعسستزُلو ُ صَر بقوم في ُ وق ّ
الطاعات كالجمعة والجماعات والجهاد وتعّلم العِْلم.
وتجاوز بقوم حتى خالطوهم في الظلم والمعاصي
والثام.
ة
صسُفورٍ أو شسسا ٍ صَر بقوم حتى امتنُعوا من ذبح عُ ْ وق ّ
ه.
ليأكل ُ
هسسسم علسسسى السسسدماءِ وتجسسساوز بسسسآخرين حسسستى جرأ ُ
ة.م ِ
صو َ المعْ ُ
مسسن الشسستغال بسسالعلم ص سَر بقسسوم حسستى من َعَهُسسم ِ وق ّ
النافع.
حد َهُ هُوَ غسسايُتهم مو ْن حتى جَعلوا العِل ْ َ وتجاوَز بآخري ْ َ
ن الَعم َ
ل به. دو َ
ُ
ت
مسسن الُعشسسب ونب َسسا ِ صسَر بقسسوم ٍ حسستى أطعمهسسم ِ وق ّ
ذاِء بني آدم. نغ َالبرية دو َ
ص.
م الخال َ وتجاوَز بآخرين حتى أطعمهم الحرا َ
سنة النبي مسسن صَر بقوم حتى زين لهم ترك ّ وق ّ
النكاح فرغبوا عنه بالكلية.
وتجاوز بآخرين حسستى ارتكبسسوا مسسا وصسسلوا إليسسه مسسن
الحرام.
دين صَر بقوم حسستى جفسسوا الشسسيوخ مسسن أهسسل الس ِ وق ّ
والصلح وأعرضوا عنهم ولم يقوموا بحقهم.
وتجاوز بآخرين حتى عبدوهم مع الله.
صَر بقوم حتى منعهم قبول أقوال أهل العلم. وق ّ
وتجسساوز بسسآخرين حسستى جعلسسوا الحلل مسسا حل ُّلسسوه
سنة رسول والحرام ما حرموه ،وقدموا أقوالهم على ّ
الله الصحيحة الصريحة.
وعد سس رحمسسه اللسسه سس أشسسياء كسسثيرة يطسسول ذكرهسسا
اقتصرنا على ذكر بعضها.
362
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
الرابعة :معاملة الدنيا والضابط لذلك أن كل ما ل
نفع فيسه فسسي الخسسرة فهسسو دنيسسوي ومسسا فيسسه نفسسع فسسي
الخرة فأخروي.
ومعاملة الدنيا أن يعرف النسان أن ل راحسسة فيهسسا
فل يطلبها ول يتعلق قلبسسه بسسالتنعم والسسترفه والرياسسسة
فيها وليس له منها كفاية.
فليطلب منها مسسا يطلسسب المسسسافر وهسسو مسسا يبلغسسه
ب ب الجسسل وترقُس ِ منزلسسه ول يتسسم إل بالبنسساء علسسى قُسْر ِ
هادم اللذات ،فإنه من أطال المل أساَء العمل.
محط َسسسا ُ ه وَ ُج إّل غُسسسُروٌْر ك ُل ّسسس ُ ف السسدنيا وُزب ْسُر ُ خ سُر ُمسسا ُز ْ
ضسسسى م َمسسسا َ ن كَ َ ضسسسي َ ّم ِأهْل َِهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ول َت َ ْ
م
وا ُ وا الْقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ ضسسسس ْ م َ وام ٍ َب أقْسسسس َ وَلسسسسُر ّ
ب مسسن الت ُسسرا ِ م أمسى عليسسه ِ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسب ِي ْل ِهِ ْ لِ َ
مكسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ُ ة ُر َ مهَسد َ ٍ م َ
ش ُ ب ِذي فسسر ٍ ول َسُر ّ
م ب بالمنى وت َن َسسا ُ وا وت َل ْعَ ُه ت َل ْهُ ْ َلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ن ل والُعيسسو ُ مسس ُت ي َعْ َ
والمسسو ُ
م قَرِْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرةٌ وعلى الَفَناِء ت ُسسدي ُْرهُ الي َسسا ُ
م
ه الوْهَسسا ُ كا ت ََقط ّعُ د ُوْن َس ُ مل ِ ًل َيسسد ُوُْر علسسى الب ََقسساِء َ كسس ٌُ
م واهُ د ََوا ُ س َ
ما ِ دا وليس ل َ مل ً أب ً مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسؤ ِ ُ
مب لسس ْ َ ت َر ٌم الملكو ُ دائ ِ ُ
وال ّ
ل َيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَز ْ
م دائ ِ ٌفالحمد ُ لله الذي هُوَ َ
365
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
واللسه أعلسم ،وصسسل اللسه علسى محمسد وعلسسى آلسه
وصحبه وسلم.
ذكر نموذج من أكاذيب القصاص للتحذير
ذكر ابن الجوزي في كتاب »الموضسسوعات« ،قسسال:
صسسلى المسسام أحمسسد ويحيسسى بسسن معيسسن فسسي مسسسجد
ص ،فقال :حسسدثنا أحمسسد الرصافة ،فقام بين أيديهم قا ّ
ن معين قال :حدثنا عبسسدالرزاق عسسن بن حنبل ويحيى ب ُ
معمر ،عن قتادة ،عن أنس قال :قال رسول الله :
»من قال ل إله إل الله خلق الله من كسسل كلمسسة منهسسا
طيًرا منقاره من ذهب وريشه من مرجان وأخسسذ فسسي
وا من عشرين ورقة«. قصه نح ً
فجعل أحمد بن حنبل ينظر إلسسى يحيسسى بسسن معيسسن،
ه بهسسذا؟ ويحيى ينظر إلى أحمد ،فقال لسسه :أنسست حسد ّث ْت َ ُ
مسسا
فقال :والله ما سسسمعت بهسسذا إل هسسذه السسساعة ،فل ّ
فرغ من قصصه ،قال له يحيى بن معين بيسسده :تعسسال،
ن أنه ُيعطيه شيًئا( ،فقسسال ما لنوال )أي يظ ُ متوّهِ ً
فجاء ُ
له يحيى بن معين :من حسد َّثك بهسسذا الحسسديث؟ فقسسال:
أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ،فقال :أنسسا يحيسسى بسسن
معين ،وهذا أحمد بن حنبل ،ما سمعنا بهسسذا قسسط فسسي
حديث رسول الله ،فإن كسان لب ُسد ّ والكسسذب فعلسسى
غيرنا.
فقال له :أنت يحيى بن معين ،قال :نعم ،قال :لسسم
ن يحيى بسسن معيسسن أحمسسق مسسا تحققت ُسسه إل ل أسمعْ أ ّ أز ْ
الساعة ،فقال يحيى :كيف علمت أني أحمق؟
قال :كأن ليس في الدنيا يحيسسى بسسن معيسسن وأحمسسد
ت عن سبعة عشر أحمد بسسن بن حنبل غيركما ،قد كتب ُ
حنبل ويحيى بن معين.
ه علسى وجهسه ،وقسال :دعسه يُقسوم، م ُ
فوضع أحمد ك ّ
مستهزئ بهما. فقام كال ُ
طوشسسي لمسسا دخسسل طر ُوفسسي الحسسوادث والبسسدع لل ُ
ص
سليمان بن مهران العمش البصرة نظسسر إلسسى قسسا ّ
366
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ص في المسجد ،فقسسال :حسسدثنا العمسسش عسسن أبسسي يق ّ
ش الحلقة وجعل سط العم ُ إسحاق عن أبي وائل فتو ّ
ص :يسسا شسسيخ ،أله ،فقسسال لسسه القسسا ّ ف شسسعَر إب ْط ِس ِ
ينتسس ُ
ل مثل هذا؟ ن في علم ٍ وأنت تفع ُ تستحي نح ُ
فقال العمش :الذي أنا فيسسه خيسسر مسسن السسذي أنسست
فيه.
ب،
ت فسسي كسسذ ٍ سن ّةٍ وأن س َ
قال :كيف؟ قال :لني في ُ
ك مما تقول شيًئا. ش وما حدثت ُ َ أنا العم ُ
موعظة
ة
ح بالمعصسسي ِ قال ابن القيم س س رحمسسه اللسسه سسس :الفسسر ُ
ل على شدةِ الرغْب َةِ فيها والجهل بقدر من عصسساه، دلي ٌ
وهو الله جل جلله.
طرها. ثانًيا :الجهل بسوء عاقبتها وعظم خ َ
حسه بهسسا أشسد ه بها غطى عليه ذلسك كّلسه وفر ُ ح ُ
ففر ُ
مواقعتها. ضرًرا عليه من ُ
ل بهسسا دا ول يكم س ُ والمؤمن ل تتم له لذةٌ بمعصية أب س ً
ه.ن مخالط لقلب ِ ِ حْز ُ ه ،بل ل ُيباشُرها إل وال ُ ح ُفر ُ
ه عن الشسسعور بسسه ومسستى سك ُْر الشهوة يحجب ُ ُ ولكن ُ
حْزن واشسستدت غبطتسسه وسسسروُْرهُ خلي قلبه من هذا ال ُ
ت قلبه ،فإنه لو كان حي ًسسا ك على موْ ِ ه وليب ِ فليتهم إيمان ُ
سب عليسسه ول ُيحس ّ صع ُ َهو َ ض ُب الذْنب وغا َ ه ارتكا ُ لحزن َ ُ
جسْرح بمي ّسست س بسسه فمسسا ل ُ حس ّ ث لسسم ي ُب بذلك فحيس ُ القل ُ
إيلم.
ن يهتدي إليها أو يتن ُّبه م ْ ل َ وهذه النكتة في الذنب ق ّ
مترام إلسى الهلك إن لسم دا ُ فج ً خو ٌ لها وهي موضعٌ م ُ
يتدرك بثلثة أشسسياء :خسسوف مسسن الموافسساةً عليسسه قبسسل
مخسسالفته أمسسره، التوبة ،وندم ٍ على ما فسساته مسسن اللسسه ب ُ
وتشمير للجد في استدراكه.
367
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ي فسسسي َرب ِْعسسسهِ ب لسسس ْ مسسسآر ُ ي صسساب ْ ت الت ّ َ عسس ُي ود ّ ْ خليلسس ّ
ف واِقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ م َ و َ ت ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ْ وقَوّ َ
ت ولكني علسسى الليسسل فَِفئ ْ ُ ب فسسي شسسي ْ ِ ح ال ّ صسسب ْ ُ
ن ُ وأذ ّ َ
ف سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ آ ِ يل َْيسسسسسسسسسسسل لمّتسسسسسسسسسسس ْ
طسسسسويٌ عليسسسسه م ْ وآخسسسسُر َ سّر ب ُِقْرب ِهِ ن كّنا ن ُ َ م ْ وَباعَد َ َ
ف
اللَفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ِ ُ خ ت وشسسسْر ُ ل وأوقسسسا ٌ جسسسا ٌ رِ َ
ب حبي ْ ِ ن بسسال َمسسا ٌ ضسسوا وَز َ م َ َ شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسبيبةٍ َ
ف ع ُ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ م َ ُ جةٍ قَد ْ مه ْ َشا في ُ ما ت َ َ ل َ فَُق ْ
مسسسا أنسسسا موْت ُسسسوْرٍ ب َ بلوْعَسسسة َ ت صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ّعَ ُ ت َ
ف صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ وا ِ ن عَسّز حي ْس َ مْيريْ ِ سس ِ ت َ جعَل ْ ُ َ
نمل َت َْهسسسا الُقسسسُروْ ُ د ََفسسسات َِر أ ْ مري سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ م َ ُ
فوال ِ ُ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ ال ّ ر
حْبسس ٍ ل َ كسس ّ فَطسسوًرا أنسساجي ُ َ
عسساهُ ت دُ َعسسا لّبسس ْ إذا مسسا د َ َ ق وفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٍ م َ ُ
ف مَعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسارِ ُ ال َ
368
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
والنصح في إيقاعها على أكمل الوجوه ،والمبسسادرة
ن
إلى تأديتها في أول وقتها والخسسروج إلسسى الجسسامع وإ ْ
طا.خ َ ب َعُد َ كان أفضل لكثرة ال ُ
والفضسسسل فسسسي أوقسسسات ضسسسرورة المحتسسساج إلسسسى
ل المسسسساعدة بالمسسسال أو الجسسساه أو البسسسدن ،الشسسستغا ُ
بمساعدته وإغاثته.
والفضل في وقسست قسسراءة الُقسسرآن الحسسرص علسسى
ن الله يخاطبه به ،ويعسسزم علسسى تدبره وتفهمه حتى كأ ّ
تنفيذ أوامره واجتناب نواهيه.
و الفضل في عشسسر ذو الحجسسة الجتهسساد والحسسرص
على الكثار من العمال الصسسالحة والسسدعاء والتضسسرع
والكثار من قراءة القرآن وذكر الله.
والفضل في الوقوف بعرفة الجتهسساد فسسي السسدعاء
والتضرع والكثار من قول ل إله إل الله.
والفضسسل فسسي العشسسر الخيسسر مسسن رمضسسان لسسزوم
المساجد والخلوة والعتكاف وتلوة القرآن.
والكثسسار مسسن الباقيسسات الصسسالحات والحسسرص علسسى
إخسسراج الزكسساة فسسي هسسذا الشسسهر المبسسارك وإفطسسار
الصوام.
والفضل في وقت مرض أخيسسك المسسسلم أو مسسوته
عيادته وحضور جنسسازته وتشسسييعه ،وتقسسديم ذلسسك علسسى
خلواتك وجمعيتك.
والفضل في وقت نزول النسسوازل وأذاة النسساس لسه
أداء واجب الصبر مع خلطتك بهم دون الهرب منهم.
فإن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم
أفضل من الذي ل يخالطهم ول يؤذونه.
والفضسسل خلطتهسسم فسسي الخيسسر فهسسي خيسسر مسسن
اعتزاِلهم فيه ،واعتزالهم في الشر أفضل ،فسسإن علسسم
له فخلطتهسسم حينئذ أفضسس ُ ه أو قل ّل َ ُأنه إذا خالطهم أزال ُ
من اعتَزاِلهم.
369
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ت :وفسسي زمننسسا هسسذا تترجسسح العزلسسة لُفشسسو قلسس ُ
المنكرات وكثرتها ،وموت الغيرة الدينيسسة عنسسد الكسسثير
هذا فيما يترجسسح عنسسدي ،واللسسه أعلسسم؛ لنسسه كمسسا قسسال
العلمسساء :مسسن اتصسسل الخلسسق ولسسم يخسسالقهم بسسأخلقهم
ب ب دينهم فيه ،ويذه ُ مقتوهُ واستث َْقُلوهُ واغَتاُبوه ويذه ُ
ة الط ّب ْسسع مسسنمسسسارق ُ دنياه في النتقسسام منهسسم و ُ ديُنه و ُ
ه الُعقلء دفين قلما ينتبسسه لسس ُ هو داُء َ ة ،و ُأخلِقهم الّردِْيئ ِ
فضل ً عن الغافلين.
ن فاس سًقا مسسدة مسسع ل أن ُيجالس النسا ُ وذلك أنه ق ّ
منكًرا عليه في باطنه إل ولو قسساس نفسسسه إلسسى كونه ُ
ما قبل مجالسته لوجد فرًقا في الُنفور عسسن الفسسساد؛
مباشسسرة هي ّن ًسسا علسسى الطبسسع لن الفساد يصير بكسسثرة ال ُ
ه.
م ُ
ه واستعظا ُ ويسقط وقعُ ُ
مسسد ّةُ النسسسان إذا لحسسظ أحسسوال ومهمسسا طسسالت ُ
السلف فسسي الزهسسد والتعبسسد احتقسسر نفسسسه واستصسسغر
عبادته.
فيكون ذلك داعية إلسسى التشسسمير والج سد ّ والجتهسسادِ
في الطاعات والبتعادِ عن المنكرات.
سقوط وقع الشيء بسسسبب تكسسرره ل على ُ ومما يد ُ ُ
ما قسسد أفطسسر ومشاهدته أن أكثر الناس إذا رأوا مسسسل ً
في رمضان استعظموا ذلك حتى يكاد ُ أن ُيفضي إلسسى
اعتقادهم فيه الكفَر.
وقد يشاهدون مسسن ي ُسسؤخر الصسسلة عسسن أوقاتهسسا فل
ينفرون عنه نفورهم عن تأخير الصوم ول سبب لذلك
ن الصلة تتكرر والتساهل فيها يكثر. إل أ ّ
ما مسسن وكذلك لو لبس الفقيه ثوًبا من حرير أو خات ً
شت َد ّ إنكار الناس لذلك. ذهب ل ْ
ة
ن ذلك والغيبسس ُ ب فل يستعظمو َ وقد يشاهدونه يغتا ُ
س الحرير. أشد ُ من لب ِ
طمغْت َسسابين سسسق َ مشسساهدةُ ال ُ ولكن لكثرة سسسماعها و ُ
عن القلوب وقُعها.
370
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
سسسا ي َُعسسد ّ ول
م َيسسَرهُ ُبؤ ًفََلسس ْ نس ست ََها َف الشسسيُء ا ْ إذا أل ِس َ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ن ُعْ َ ب ِسسسسسسسسسسسسهِ الَفت َسسسسسسسسسسسسى
ق عَسذ ًْبا ل ُيحس ّ
س من الرِي ْس ِ ِ ه
مسسسسر ِ مسسسسن عُ ْكإنفسسسساقِهِ ِ
مسسسسسسسسسسسسا َ
لسسسسسسسسسسسسه طعْ َ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساِغهِ م َوَ َ
371
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ة له وتعظيم وثنسساء عليسسه عٌز ومحب ٌ ه ِ ولكن أذى َيعِقب ُ ُ
منهم ،ومسسن المسسؤمنين ،ومسسن رب العسسالمين ،فالصسسبر
على أذاهم خير وأحسن عاقبة وأحمد مآ ً
ل.
خلطتهسسم فسسي فضسسول ة إلسسى ُ وإن دعسست الحاجسس ُ
المباحات ،فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعة للسسه
جعُ نفسه وُيقوي قلبه. إن أمكنه ،وُيش ّ
ول يلتفت إلسسى السسوارد الشسسيطان القسساطع لسسه عسسن
ذلك ،بأن هسذا ريساء ،ومحبسسة لظهسار علمسك ،وحاِلسك،
ونحو ذلك.
ن بالله ،وُيؤثر فيهم من الخير مسسا ه وليستع ْ فلُيحارب ْ ُ
أمكنه.
ه مسسن ل قلب س ُ سس ّفإن أعجزته المقاديُر عن ذلك ،فلي ُ
مسسا يقظسسان دا نائ ً بينهم ،وليكن فيهم حاض سًرا غائب ًسسا بعي س ً
هم ،ويسمع كلمهم ول يعيه؛ لنه صر ُ ينظر إليهم ول ي ُب ْ ِ
ه مسسن بينهسسم وَرقسسى بسسه إلسسى المل العلسسى قد أخذ قلب ُ
ش مسسع الرواح العلوي ّسةِ الّزكيسسة ومسسا ل العسسر ِ ح حو َ ُيسب ُ
ه على النفوس وإنه ليسيٌر على من أصعب هذا وأشق ُ
سرهُ الله عليه. ي ّ
فسسبين العبسسد وبينسسه أن يصسسدق اللسسه تبسسارك وتعسسالى
حا ذلي ً
ل. قي نفسه على بابه طري ً جاَء إليه وي ُل ْ ِ م الل َوي ُدِي ْ َ
مة السسذكر السسدائ ُ ة صسسادق ٌ ول ُيعين على هسسذا إل محبس ٌ
ت.مْفسدا ِ ب ال ُبالقلب واللسان وتجن ّ ُ
ة
ل ُيرضسسي اللسسه فهسسو من ّس ٌ ة عم ٌ ل علم ٍ صحب ُ وقال :ك ُ ُ
ة.
ج ٌ ح ّ وإل فهو ُ
ة صسسحبها تنفي سذ ٌ لمرضسسات وكل قوةٍ ظاهرة وباطن س ٌ
ة.
ج ٌ
ح ّالله وأوامره ،فهي مّنة وإل فهي ُ
ل ما اقترن به إنفاقٌ في سبيل اللسسه وطسساعته ل وك ُ
ة مسسن اللسسه وإل فهسسو لطلب الجزاء ول الشكر فهو من ّس ٌ
ة.
حج ٌ
ه اتصسسل بسسه وكل قبول في الناس وتعظيم ومحّبة ل ُ
ضوعٌ للسسرب وذل وانكسسسار ومعرفسسة بعيسسب النفسسس خ ُ ُ
372
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
والعمل ،وبسسذل الّنصسسيحة للخلسسق فهسسو منسسة ،وإل فهسسو
حجة,.
وكسسل بصسسيرة ،وموعظسسة ،وتسسذكير ،وتعريسسف مسسن
تعريفات الحق إلى العبد اتصل بسه عسسبرة ومزيسد فسي
العقل ومعرفة في اليمان فهي منة ،وإل فهي حجة.
وكل حال مع الله تعالى أو مقام اتصسسل بسسه السسسير
إلى الله ،وإيثار مراده على مراد العبد فهسسو منسسة مسسن
الله.
وإن صحبه الوقوف عنده والرضا به وإيثار مقتضاه
من لذة النفس به وطمأنينتها إليه وركونهسسا إليسسه فهسسو
حجة من الله عليه.
فليتأمسسل العبسسد هسسذا الموضسسوع العظيسسم الخطيسسر،
حجج والِنعم. حن وال ُم َ
مَنن وال ِ ويميز به مواقع ال ِ
فما أكثر ما يلبس ذلك على خواص الناس وأربسساب
ط
صلَرا ٍ شلاءُ إ َِللى ِ ملن ي َ َ
دي َ هل ِ
ه يَ ْوالّلل ُ
السسسلوك َ
قيم ٍ .
ست َ ِ
م ْ
ّ
وقال :وحاصل هذا كله أن الله سبحانه أمسر العبسساد
أن يكونسسوا مسسع مسسراده السسديني منهسسم ،ل مسسع مسسراد
أنفسسسهم ،فأهسسل طسساعته آثسسروا اللسسه ومسسراده علسسى
مَراِدهم فاستحقوا كرامته. ُ
مسسراده وعلسسم مرادهسسم علسسى ُ وأهل معصسسيِته آثسسروا ُ
سسسبحانه منهسسم أنهسسم ل يسسؤثرون مسسراده البتسسة وإنمسسا
يؤثرون أهواءهم ومرادهسم ،فسأمرهم ونهساهم ،فظهسر
بأمره ونهيه من القدر الذي قد َّر عليهسسم مسسن إيثسسارهم
هوى نفوسهم ومرادهم على مرضسساة ربهسسم ومسسراده،
ة عدله فعاقبهم بظلمهم. ج ُ ح ّ
فقامت عليهم ُ
قال :سمعت شيخ السسسلم ابسسن تيميسسة يقسسول فسسي
ب ول قول النبي » :ل تدخل الملئكسسة بيت ًسسا فيسسه كل س ٌ
بة« إذا كانت الملئكة المخلوقون يمنعهسسا الكلسس ُ صور ٌ
والصورة عن دخول البيت.
373
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فكيف تلج معرفسسة اللسسه عسسز وجسسل ومحبت ُسسه وحلوةُ
ئ بكلب الشهوات متل ٍ م َذكره والنس بقربه في قلب ُ
صورها! فهذا من إشارة اللفظ الصحيح. و ُ
ومن هذا أن طهارة الثوب والبدن إذا كانت شر ً
طا
في صحة الصلة والعتداد بهسسا ،فسسإذا أخسسل بهسسا كسسانت
فاسدة.
سسسا ولسسم يطهسسره صسساحبه! فكيف إذا كان القلب نج ً
فكيف يعتد له بصلة وإن أسقطت القضاء!
وهل الطهارة الظاهرة إل تكميل لطهارة البسساطن!
ومن هذا أن استقبال في الصلة شرط لصحتها وهي
بيت الرب.
فتوجه المصلي إليها ببسسدنه وقسسالبه شسسرط ،فكيسسف
تصسسح صسسلة مسسن لسسم يتسسوجه بقلبسسه إلسسى رب القبلسسة
ه إلسسى غيسسر جهِ قلب ُ ه ب َد ََنه إلى البيت وو ّ ج َوالبدن ،بل و ّ
رب البيت.
وأمثال ذلك من الشارات السستي ل تنسسال إل بصسسفاء
الباطن وصحة البصيرة وحسن التأمل ،والله أعلم.
عن عمر بن الخطاب قسسال :قسسال رسسسول اللسسه :
من مصل إل وملك عن يمينه وملك عن يسسساره، »ما ِ
ه«.جه َ ُ
فإن أتمها عرجا بها ،وإن لم يتمها ضربا بها و ْ
ُتصسسسلي بل قلسسسب صسسسلة يكسسسون الفسسستى مسسسستوجًبا
بمثلهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا للعقوبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة
ة بعسسد حت َِياط ًسسا َرك ْعَ س ً
زيسسد ا ْ مت ََهسسا غيسسر ت َ ِ
م ْ تظسسل وقسسد أت ْ َ
عسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالم َركعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسةِ
حني غيسسر من تن َ ن َيدي َ مسسن تنسساجيه وبي َ دريْ َ فويلك ت َس ْ
ت ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا مخبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ مْعر ً ُ
مْقبل ً علسسسى غيسسسره فيهسسسا ل َِغيسسسر ك ن َعُْبسد ُ ُ تخساطبه إّيسا َ
ة
ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُروَْر ِ ك للغيسسر َ جسسا َ مسسن نا َ ولو َرد ّ َ
ظ عيسسه مسسن غَْيسس ٍ ت ِ مّيسسْز َ
ه تَ َ طرفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ
مسسن مالسسك وغَْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرةِ حي ِ سسست َ ِ
أمسسا ت َ ْ
دوَدك عنسسه يسسا قليسس َ
ل صسس ُ ُ ن يسسسسسسسسرى الملسسسسسسسسك أ ْ
374
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُروْءَةِت ال ُ
ي اهْ سدَِنا فيمسسن ه سد َي ْ َ
إلهِ ْ
ق
جا في طري ِ خسسسسسسسسسسسسسذ ْ بنسسسسسسسسسسسسسا إلى الح ِ
ق ن َهْ ً و ُ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوي ّةِ
ال ّ
376
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ب شسسسَبا ِ حسسسال ال ّ نسسسذِي ًْرا ب َْتر َ حس ّ
ل ب َ ش سي ْ َت ال َ مسسا َرأي ْس ُول ّ
ق
مَفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسار ِ ال ُ بَعارضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي
إلسسى مسسا أتسسى هسسذا ابتسسداءُ ت سي فَُقْلسس ُ ت إلى ن َْف ِ جع ْ َُر َ
ق الحَقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ِ ِ لَهسسسسسسسسسسا انظسسسسسسسسسسري
ل نسسوَر ل الليسس ُ كمسسا َقسسد ْ أزا َ ت اللهسسو قسسد دعسسى لهسسوا ِ َ
ق شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسار ِ م َ ال َ ت وَقْت َُهسسسسسسسسسسا َفسسسسسسسسسسا َ
ه
ي إلْيسس ِ مسسا ُتسسد ْعَ ْدي ل َ جسس ّ و ُ لت ينسسز ُ ذا ِ ل الل س َ من ْزِ َ
دعي َ
وسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسابقي أهل ُسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ه
377
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مسساء ،للسسه دره سسسلك طريقسسة الرسسسل عليهسسم وة َ سس َ ح ْ َ
السلم ،هذا من رقم ) (1في »الزهد«.
ولما رجع الرشيد قيل لسه :يسا أميسر المسؤمنين ،قسد
حج شسسيبان ،قسسال :اطلب ُسسوه لسسي فسسأتوه بسسه ،فقسسال :يسسا
ن ،عظني! شْيبا ُ َ
حن ل أفص س ُ ل ألك س ٌ قال :يا أميسسر المسسؤمنين ،أنسسا رج س ٌ
ن يفهم كلمي حتى أكلمسسه ،فسسأتي بالعربية ،فجئني بم ْ
ه.
جل يفهم كلم ُ بر ُ
ك خوّفُ َ ل له يا أمير المؤمنين ،إن الذي ي ُ َ فقال له :قُ ْ
ك قبسسل من ُس َ
ح لك من السسذي ُيؤ ّ قْبل أن تبل ُغَ المأمن أنص ُ
أن تبلغ الخوف.
ه السسذي ل لس ُ قال له :أي شيء تفسير هذا؟ قال :قُ س ْ
ل مسئول عن هذه المسسة ل لك :اّتق الله فإنك رج ٌ يقو ُ
ك أمورهسسا وأنسست السستي اسسسترعاك اللسسه عليهسسا وقّلسسد َ
ل عنها. مسئو ٌ
فاعسسدل فسسي الرعيسسة واقسسسم بالسسسوية وانفسسذ فسسي
السرية ،واتق الله في نفسك هذا الذي يخوفسسك فسسإذا
ت. ن أمن ْ َ م َت المأ َ بلع َ
ت مغفسوٌر ل بيس ٍ ن يقسول :أنُتسم أهس ُ م ْح لك م ّ هذا أنص ُ
ك من ُ َ
ة نبيكم ،وفي شفاعته فل يزال ُيؤ ّ لكم وأنت قراب ُ
ت.ف عط ِب ْ َ
ت الخو َ حتى إذا بلغ َ
حوَْله ،ثم قسسال: قال :فبكى هارون حتى رحمه من َ
زدني ،قال :حسبك.
ُروي أن عوف بن مالك أسسر المشسسركون ابن ًسسا لسه،
شس َ ُ
كا إليسسه س سَر ابنسسي و َ فأتى رسول اللسسه ،فقسسال :أ ِ
الَفاَقة.
سى عند آل محمسسد إل فقال رسول لله » :ما أم ْ
د ،فاتق اللسه ،واصسسبر وأكسسثر مسن قسول :ل حسسول ول م ّ ُ
قوة إل بالله العلي العظيسسم« ،فعسساد إلسسى بيتسسه ،وقسسال
لمرأتسه :إن رسسول اللسه أمرنسي أن تسستكثر مسن
قول ل حول ول قوة إل بالله العلي العظيم.
378
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فقسسالت :نعسسم مسسا أمسسر بسسه رسسسول اللسسه ،فأخسسذا
يقولن ذلك فبينما هسسو فسسي بيتسسه إذ ْ قسسرعَ ابن ُسسه البسساب،
ل عنها العد ُّو ،فاستاقها وأتى ة من البل تغَّف َ ه مائ ٌ ومع ُ
لوك ّل ْ
مللن ي َت َ َ بها إلى والديه ،فنزلسست هسسذه اليسسةَ :
و َ
ه . سب ُ ُح ْو َه َ
ف ُه َ عَلى الل ّ ِ َ
م اعسستزلت النسساس؟ فقسسال: قيسسل لبعسسض الُعقلء :ل ِس َ
ب دْينسسي ول أشسُعر ،وهسسذا دليسسل علسسى ن أسل َ تأ ْ خشي ُ
مشسساهد ،ودليسسل علسسى ذكسساء مسارَقة الطبسسع كمسسا هسسو ُ
العاقل ودقة نظره وزهده.
قال الحسن البصري :إنما الفقيه الزاهد ُ في السسدنيا
الراغب في الخرة البصير بدينه المداوم على عبسسادة
ربه.
الورع الكاف من أعراض المسلمين ،العفيسسف عسسن
أموالهم ،الناصح لهم.
لكل شيء آفة تفسده فآفسسة العبسسادة الريسساء ،وآفسسة
الحلسسم الظلسسم ،وآفسسة الحيسساء الضسسعف ،وآفسسة العلسسم
النسيان ،وآفة العقل العجب بسسالنفس ،وآفسسة الحكمسسة
مر الكَبسسُر ,وآفسسة ة العُ ُخ ،وآف ُ ش ُ صدِ ال ُ ة الَق ْش ،وآف ُ الُفح ُ
الجودِ التبذير.
سسسئل علسسي بسسن أبسسي طسسالب :كسسم بيسسن اليمسسان ُ
واليقين؟ قال :أربعُ أصابع ،قيسسل :وكيسسف ذلسسك؟ قسسال:
ن
ه قلب ُسسك ،واليقي س ُ دق ُ
ك وص س ّ ه أذَنا َ ل ما سمعت ُ ن كُ ُ اليما ُ
س بيسسن العيسسن ه عينسساك ،فسسأيقن بسسه قلب ُسسك ولي ْس َ ما رأتس ُ
ذن إل أربعُ أصابع .واللسسه أعلسسم ،وصسسل اللسسه علسسى وال ُ
محمد وآله وصحبه وسلم.
فصل
خ السلم بن تيمية ،وفي الثار يقسسول اللسسه قال شي ُ
تعالى :أنا اللسسه ل إلسسه إل أنسسا ملسسك الملسسوك ونواصسسيها
بيدي.
فمن أطاعني جعلسست قلسسوب الملسسوك عليسسه رحمسسة
ومن عصاني جعلُتهم عليه نقمة.
379
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
يفل تشغلوا أنفسك بسب الملوك ،ولكن توبوا إلسس ّ
وأطيعون أعطفهم عليكم.
وقال ابن القيم :لهل السسذنوب ثلثسسة أنهسسار عظسسام،
طهرهم ط ُّهسسُرْوا فب ُيتطّهرون بها في الدنيا ،فإن لم ت َ ِ
ة.
م ِحْيم يوم القيا َ في نهر الج ِ
نهسسر التوبسسة النصسسوح ،ونهسسر الحسسسنات المسسستغرقة
للوزار المحيطسسسة بهسسسا ،ونهسسسر المصسسسائب العظيمسسسة
المكفرة.
ه أحسسد هسسذه النهسسار فإذا أراد الله بعبده خيسًرا أدخلس ُ
الثلثسسة ،فسسورد القيامسسة طيب ًسسا طسساهر ،فلسسم يحتسسج إلسسى
التطهير الرابع.
ب الجاه صار مقصسور الهسم علسى ح ّمن غلب عليه ُ
مراعاة الخلق مونًعا بالتردد عليهم والمرآت لهسسم ،ول ُ
م منزلتسسه يزال في أقواله وأفعاله ملتفًتا إلى ما ُيع ّ
ظسس ُ
عندهم وذلك بذُر النفاق.
وأصسسل الفسسساد؛ لن كسسل مسسن طلسسب المنزلسسة فسسي
قلوب الناس اضطر أن ينافقهم بإظهسسار مسسا هسسو خسسال
عنه.
ويجّر ذلسسك إلسسى المسسراآت فسسي العبسسادات ،واقتحسسام
المحظورات والتوصل إلى اقتناص القلوب.
كن دِي ِْنسس َ
صسسا ِ
ك وت َغُْفل عن ن ُُق َ مال ِس َ
ن َ ت ََفك ّسُر فسسي ن ُْق َ
صسسا ِ
ر
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا و والعُ ْ دائ ِ ً َ
مسسن شٌر ِ حال الَفْقرِ َة َ خي َْف ُ
ف الَفْقسسر عسسن ِ ك خسسو ُ وي َث ْن ِي ْ َ
عسسسسسسسسسسةٍ و الَفْقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرِ طا َل َكسسسسسسسسسس ِ
آخر:
س
مَناَيسسا للن ُّفسسو ِ
دا وُيسسد ِْني ال َ
موْل ِ ً
عد َ
س إل ي َُبا ِ
وما ن ََف ٌ
بفَت َْقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر ُ
382
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
نمُنو َ ؤ ِ ومدح الصالحين من أهل الكتاب بأنهم ي ُ ْ
ْ
ف عُرو ِ م ْ ن ِبللال ْ َ مُرو َ وَيللأ ُ ر َ خلل ِ وم ِ ال ِ وال َْيلل ْه َ ِبللالل ّ ِ
ت خْيللَرا ِ في ال َ ن ِ عو َ ر ُ سا ِ وي ُ َ ر َ منك َ ِ ن ال ُ ع ِ ن َ و َ ه ْ وي َن ْ َ
ُ
َ
ن . حي َ صال ِ ِ ن ال ّ م َ ك ِ ولئ ِ َ َ وأ ْ َ
وقسسد حسسث النسسبي علسسى المبسسادرة بالعمسسل قبسسل
ن إل غًنسسى ل ت َن ْت َظ ُِروْ َ حلول العوائق والفتن ،فقال» :هَ ْ
دا ما مفنس ً دا أو هََر ً ضا مفس ً سًيا أو مر ً مط ْغًِيا أو فقًرا ُ
من ْ ِ ُ
ب ينتظسسر أو غسسائ ِ ٍ ل فشسسر َ جا َ جِهسسًزا أو السسد ّ َ أو موًتسسا م ْ
الساعة ،فالساعة أدهى وأمر« رواه الترمذي.
وقال ابن القيم س س رحمسسه اللسسه سسس :وعمسسارة السسوقت
ب إلى الله تعسسالى أو ل في جميع آَنائهِ بما ي َُقّر ُ شت َِغا ُ ال ْ
ب أو منكسسح أو منسسام ن على ذلك من مأكل ومشسَر ٍ ُيعي ُ
أو راحة.
ه مسستى أخسسذها بنيسسة القسسوة علسسى مسسا يحبسسه اللسسه فإن ّ ُ
ت من عمارة الوقت. وتجّنب ما يسخطه كان ْ
م لذ ّةٍ فل تحسب عمارة الوقت وإن كان له فيها أت ّ
بهجر اللذات والطيبات المباحة.
ب الّتوفيسسق عسسن الخلسسق ُ
قال بعض العلماء :أغلق با ُ
من ستةِ أشياء:
انشغاُلهم بالنعمة عن شكرها.
ورغبُتهم في العلم وتركهم العمل.
وإقبال الخرة وهم معرضون عنها.
والغتراُر بصحبة الصالحين وترك القتداء بفعالهم.
م يتبُعونها. وإدبار الدنيا عنهم وهُ ْ
والمسارعة إلى المعاصي والذنوب وتأخير التوبة.
ذاقَ هسسسسسا و َ خّل َ تو َ مسسسسسا َ ن و َ من ْهُ ّ ل ِ ص َنا َ مَعا ٍ م ذِيْ َ وك َ ْ
ل َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذ ّةً السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد َّواهَِيا
صسسي مَعا ِ ت ال ْ َ عسسا ُ صسسي وت َب َْقي تَبا َ ت المَعا ِ ذا ُم لسس ّ صسسّر ُ تَ َ
مسسسسسسسسسسسسسا هَي َسسسسسسسسسسسسسا ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ك َ َ وت َن َْق ِ
شسسى ن اللسسهِ ي َغْ َ ه َراٍء ل ِعَْبسسدٍ بعَْيسس ِ سسسسوَْءَتا واللسسس ُ فََيسسسا َ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَيا معٌ المَعا ِ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ وَ َ
383
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
آخر:
ن اللسسه ل شسسك ت بعَي ْس ْ
ن وأن ْس َ
ت عَ ِ
ن الب ُِيو ِ
جد َْرا ِ
واَرى ب ِ ُ
تَ َ
السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسورى ت ُْنظسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر
دا جعلوا ما كتب عليهم مسسن وقال آخر :إن لله عبا ً
ن أعينهسسم وقطعُسسوا السسسباب المتصسسلة الموت مثال ً بي َ
حلفسساءُ ضسساُء عبسسادته ُ بقلوبهم من علئق السسدنيا فهسسم أن َ
طاعته.
شسسوا عهم وافتر ُ مسسو ِ دودهم بوابسسل د ُ ُ خس ُ جوا ُ قسسد أنض س ُ
جون ذا الكبريسساء والعظمسسة م في محسساريبهم ُينسسا ُ جباههُ ْ
في فكاك رقابهم.
ث فيمسسا ل ي َعْن ِي ْسسه ن أدهم بجرل يتح سد ّ ُ ومّر إبراهيم ب ُ
ك هذا ترجو به الثواب؟ قال: م َفوقف عليه ،فقال :كل ُ
ن عليه العقاب؟ قال :ل. ل ،فقال :أفتأم ُ
جسسو عليسسه ثواب ًسسا وتخسساف قال :فما تصسسنعُ بكلم ل تر ُ
منه عقاًبا.
ة من إقبالسسك علسسى اللسسه قال بعضهم :لو بعت لحظ ً
ت مغبون ًسسا فسسي بمقدار عمر نوح في ملك قسسارون لك ُن ْس َ
العقد.
قال سفيان الثوري :دخلسست علسسى جعفسسر الصسسادق،
طت لسسه :مسسا لسسي أراك سسسكنت دارك ول ُتخسسال ُ فقلسس ُ
الناس؟ قال :نعم يا ابن سعيد ،في الُعزلة دعة ،وفي
الدعة القناعة ،وما قُد َّر لك يأتيك.
سسسفيان ،فسسسد أهسسل الزمسسان وتغّيسسر الصسسدقاء يسسا ُ
ت النفراد أسكن للفؤاد. فرأي ُ
ل خل َس ْ ديق عَسسراه َ صس ِ ل َ ن وك ُ ُ مسسا ْ
ن هسسذا الّز َ وا ُ خس َ ت َغَي َّر إ ْ
ظسسسًرا ل َِبسسساب من ْت َ ِ
ت ُ صسسسْر ُ من َباب ِِهم فَ ِ ب ِ ج َ
ت الت ّعَ ّ قَ َ
ضي ْ ُ
لالَبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد َ ْ
384
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
385
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مهِ لسسم يبسسق لرجسساء سس ِحك ْسم ِ اللسسه وق ْ فمسسن رضسسي ب ُ
ضع.ق في قلبه مو ِ الخل ِ
ن م للسه ،فسإ ّ م مادة الخوف هسو التسسلي ُ والذي يحس ُ
نه لم يك ْ ن ما أصاب ُ ه وعلم أ ّ م لله واستسلم ل ُ من سل ّ َ
ليخطئه ،وما أخطأه لم يكسسن ليصسسيبه ،وعلسسم أنسسه لسسن
ُيصيبه إل ما كتب الله له لم يبسسق لخسسوف المخلسسوقين
ضا.في قلبه موضع أي ً
مها إلسسى ولّيهسسا فإن نفسه التي يخاف عليها قد سسسل ّ
ومولها وعلم أنه ل يصسسيبها إل مسسا كتسسب لهسسا ،وأن مسسا
كتب لها لبسد أن يصسيبها فل معنسى للخسوف مسن غيسر
الله.
م مسسادة المبسسالت بالنسساس شسسهود والسسذي يحسسس ُ
الحقيقة ،وهو رؤية الشياء كلها من الله ،وبالله وفسسي
سلطانه ل يتحرك منها شسسيء إل قبضته وتحت قهره و ُ
بحسسوله وقسسوته ،ول ينفسسع ول يضسسر شسسيٌء إل بسسإذنه
ومشيئته ،فما وجه المبالت بالخلق!
شعًرا:
ما تسسأِتي ومسسا مع ُ َس َن اللسسه يسسا ي ََرى وي َ ْ مأ ّت ت َعْل َس ُإن ك ُن ْ َ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر َتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذ ََر عُ َ
فخسسو ُ ن ال َ
ك عنسسه فسسأي ْ َ ذا َ
ك ن َهَسسا ِ عسسن َ ت في غَْفلسسةٍ َ وأن َ
حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذ َُر ب مسسسسسسسسسسسا وال َ تركسسسسسسسسسسس ُ
ما عليسسه ُ َ ه إقْسسدا ً
حْيي سسسست َ ِ
ست ْ حَثالسسسةِ النسسسا ِ جسساهُِر الل س َ تُ َ
ن وت َعْت َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذُِر مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ْ و ِ
عقبسسة دارهُ
اشترى عبدالله بن عامر من خالد بسسن ُ
التي في السوق بتسعين ألف درهم ،فمل كان الليسسل
متأسفين على بيع السسدار ،فقسسال: سمع بكاء أهل خالد ُ
ن علسسى دارهسسم السستيمسسا لهسسؤلء يبكسسون ،قسسالوا :يبكسسو َ
اشسستريتها ،قسسال :يسسا غلم ائتهسسم فسسأعلمهم أن السسدار
والمال لهم جميًعا.
386
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وكان لُعثمان علسسى طلحسسة سس رضسسي اللسسه عنهمسسا سس
خمسسسون ألسسف درهسسم ،فخسسرج إلسسى المسسسجد ،فقسسال
طلحة :قد تهيأ ماُلك فاقبض ُ
ه.
ة على مُروءتك. هو لك يا أبا محمد ،مُعون ً فقالُ :
ي بن الحسن على محمد بن أسسسامة بسسن ودخل عل ُ
زيدٍ في مرضه ،فجعل يبكي ،فقال :ما شأنك؟
ي دين ،قال :كم هو؟ قسسال :خمسسسة عشسسر قال :عل ّ
ي.
ي عل ّ ألف دينار أو بضعة عشر ألف دينار ،قال :ه َ
ضسساءُ ة الب َي ْ َ
ضس ُ م َ
طاُرهَسسا الِف ّ جسسودٍ فسسي أ ْ ب ُ حائ ِ ُ ل َُهسسم َ
سسس َ
بمِلهم والسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذ ّهَ ُ أن َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ
ض مسسا عسسن ب َْعسس ِ فسسسي الُعسسسسر قسسسالوا إذا أقصسسَرن َ
ب مسسسسسا ن ََهسسسسس ُ طسسسسسي و َ ة ن ُعْ ِ ن َثان َِيسسسسسسسسس ًسسسسسسسسسسر َ أي ْ َ
س
م للنسسسا ِ مسسسواله ْ
تأ ْ سسساِر َرأْيسسس َ م الي َ َ
عاد َ أّيسسا ُ ذا َحتى إ َ
ب م ت ُت َّهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ لُهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ْ
آخر:
ف فيهسسا ول صسسل َ ٌ
ومسسا ب َِنسسا َ ى
ة مسسا َتبْقسس َت ط َُريَفسس ُ َقسسال َ ْ
خسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرقُ َ مَنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا د ََراهِ ُ
قطسسسسسُر ِ ت إلسسسسسى ُ ظ َّلسسسسس ْ مسسسا
معَسسست َيو ً جت َ َ نإ َ
ذا ا ْ ل َك ِسسس ْ
سسسسسسست َب ِقُ
ف تَ ْالمعسسسسسسرو ِ مَنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا د ََراهِ ُ
و
علَيهسسسا وهْسسس َ مسسسر َ
ن يَ ُ ل َك ِسسس ْ بضُروْ ُ م ْ
م ال َف الد ّْرهَ ُ ل يأل َ ُ
طلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسقُ من ْ َ ُ صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسّرتنا ُ
387
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ك يسسا عمسسر؟ أمسسا ك ،فقال له سسسليمان :مسسا ُيضسسح َ يضح ُ
ن فيه! ترى ما نح ُ
فقال له :يا أمير المؤمنين ،هذه آثسساُر رحمت ِسهِ فيهسسا
ه!شدائد ُ ما ترى ،فكيف بآثار سخطهِ وغضب ِ ِ
أرسل المنصور إلسسى سسسفيان الثسسوري ،فلمسسا حضسسر
قال له :سل ِْني حاجتك يا أبا عبدالله.
قال سفيان :أو تقضسسيها يسسا أميسسر المسسؤمنين؟ قسسال:
نعم ،قسسال :ل تط ُْلبنسسي حسستى آتيسسك ،ول تعطينسسي حسستى
من عنده. ك ،ثم خرج ِ أسأل ُ َ
طواب إلى الُعلماِء ،فالتق ُ فقال المنصور :ألقينا الح ّ
سفيان. إل ُ
نجوَ النسسسا َ جُز أن َير ُ ب والعَ ْ وا ِ ف على الْبسس َ إن الوُُقو َ
ن
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ُ ن إن ْ َ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ُ حْر َ ِ
حمن ك بسسالر ْعن ْسد َ َ ن ِ صد ُهُ إن كسسا َ خلوًُقا وت َْق ُم ْل َ م ُ
فل ُتؤ ّ
ن مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ إي ْ َ
خل ِْقسس ِ
ه ه في َ ل ي َوْم ٍ ل َ ُذا في ك ُ ّ ث سقْ بالسسذيْ هُ سوَ ي ُعْط ِسسي َ
ن شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ُ َ مَنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسعُ ذا وي َ ْ
آخر:
حْيسسسم ِ تعَّلسسسقَ بسسسالّر ِ
ب الّر ِ ت أطمسساعُ عبسدٍ إذا انَقط َعَس ْ
جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساؤُهُ َر َ عَسسسسسسسسسسسن السسسسسسسسسسسوََرى
ضَياؤُهُواُرهُ و ِ جهِهِ أن ْ َعلى و ْ َ ة
عس ً عسّزة وقََنا َ حسًرا ِ ح ُ ص َفأ َْ
ل طسسا َجسسوْ وَ َ مسسا َير ُ عسسد َ َ
ت ََبا َ ماعُ ق أط ْ َ ت بال َ ْ
خل ِ ن عَل َِق ْ وإ ْ
عَن َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساؤُهُ هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ ن َْف ِ
صسسفاءِ ل ال ّح في ح س ّ ص ّ
ولو َ خط ْسسب ج إّل اللسسه ل ِل ْ َ فل ت َسْر ُ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَفاؤُهُ َ ده حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ و ْ
390
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
جَر إلسسى غيسر ذلسك فهسو حظسه ونصسيبه مسن السدنيا هسسا َ
والخرة والله المستعان.
ة بسسسلب اليمسسان، ة العقوبسس ُ وقسسال :وأشسسد ُ العقوبسس ُ
ة بمسسوت القلسسب ،ومحسسو لسسذة السسذكر دونهسسا العقوبسس ُ و ُ
والقراءة والدعاء والمناجاة.
ت عقوبة القلب فيسه دبيسب الظلمسة ،إلسسى وربما دب ّ ْ
ب بها فتعمي البصيرة. أن يمتلي القل ُ
ن العقوَبة ،ما كسسان واقعًسسا بالبسسدن فسسي السسدنيا، وأهو ُ
ن منها ما وقع بالمال. وأهو ُ
ة النظسسر فسسي البصسسيرة أو فسسي وربمسسا كسسانت عقوب س ُ
البصر أو فيهما.
سوٍء: حذار من أمرين لهما عواقب ُ حذار ِ
ب بتقليسسب واك ،فإنسسك ُتعسساق ُ رد الحسسق لمخسسالفته هَ س َ
القلب.
ه إل إن سسسا ول تقبل س ُ ورد ّ ما يرد ُ عليك من الحسسق رأ ً
برز في قالب هواك.
َ َ
مصسساَرهُ ْ م وَأب ْ َ ب أفْئ ِد َت َهُس ْ قال الله جسسل وعل :وَن َُقل ّس ُ
م م فِسسي ط ُغْي َسسان ِهِ ْ ة وَن َسذ َُرهُ ْ م سّر ٍ ل َ من ُسسوا ب ِسهِ أ َوّ َ م ي ُؤْ ِ ما ل َس ْ كَ َ
ن فعاقبهم على َردِ الحق أّول مرة بأن قّلب مُهو َ ي َعْ َ
أفئدتهم وأبصارهم.
والثاني :التهسساون بسسالمر إذا حظسسر وقتسسه ،فإنسسك إن
ك عسسن مراضسسيهِ وأوامسسره ه وأقعد َ تعاونت به ثبطك الل ُ
ة لك. عُُقوب ً
م من ْهُس ْ طائ َِفسةٍ ّ ه إ ِل َسسى َ ك الل ّس ُ جعَس َ قال تعالى :فَِإن ّر َ
دا وَل َسسن َ ج فَُقل ّلن ت َ ْ ك ل ِل ْ ُست َئ ْذ َُنو َ
ي أب َس ً مع ِ س َ جوا َ خُر ُ ِ خُرو َفا ْ
ة
م سّر ٍ ل َ ضسسيُتم ب ِسسال ُْقُعودِ أ َوّ َ م َر ِ ي عَسد ًُوا إ ِن ّك ُس ْ مع ِ س َ ت َُقسسات ُِلوا َ
سِلم من هاتين الفاتين ن فمن َ خال ِِفي َ معَ ال َ دوا َ َفاقْعُ ُ
فليهْن ِهِ السلم.
ف مسسن السسدنيا ولسسم قال يحيى بن معاذ :يخرج العار ُ
يقضي وطرهُ من شيئين:
بكائه على نفسه ،وثنائه على ربه.
391
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وهذا يدل على معرفته نفسه وعُيوبه وآفاته.
وعلسسى معرفتسسه بربسسه وكمسساله وجللسسه ،فهسسو شسسديد
ج بالث َّناِء على ربه.
الزدراء على نفسه وله ٌ
قال رجل للحسن بن علي س رضسسي اللسسه عنهمسسا سسس:
ك ،ولسسو ت مالس َ ت ،فقسسال :لعلسك أخسسر َ إنسسي أكسسرهُ المسسو َ
ه لسّرك أن تلحقَ به. مت َ ُ
قد ّ ْ
ذكسسر أن رجل ً مسسدح رجُل آخسسر فسسي وجهسسه ،وكسسان
عسسا ،فقسسال :لمسسا مسسدحتني ح عسساقل ً ذكًيسسا ور ً الممسسدو ُ
ما؟ قال :ل. أجربتني عند الغضب ،فوجدتني حلي ً
خُلق؟ ن ال ُ قال :أجربتني في السفر ،فوجدتني حس ُ
قال :ل.
قال :أجربتني عند المانسة ،فوجسدتني أميًنسا؟ قسال:
ل.
ه فسسي جّرب ُس ُح آخر ما لم ي ُ َ ل لحدٍ أن يمد َ قال :فل يح ُ
هذه الشياء.
صسسا
قلسست :لنهسسا محسسك ينكشسسف فيهسسا الخبايسسا خصو ً
سفر؛ لنه يسفر عن أخلق الرجال. ال ّ
ل على زاهسسد ،فقسسال :يسسا هسسذا ،لسسو عرفسست أثنى رج ٌ
مني ما أعرُفه من نفسي لبغضتني!
ث أخلِقهسسا س فسسي السسوطن ل تظَهسسر خبسسائ ُ فسسالنف ُ
سسسسها بمسسسا ُيوافسسسقُ طبعهسسسا مسسسن المألوفسسسات سِتئَنا ِ ل ْ
المعهودة.
ت عسن مألوفاِتهسا صسرف ْ فإذا حملت وعثاء السسفر و ُ
ت غوائلهسسا ت بمشسساق الُغربسسة انكشسسف ْ حن َ ْ
المعتادة وامت ُ
عيوبهسسا .واللسسه أعلسسم ،وصسسل اللسسه ووقعَ الوقوف على ُ
على محمد وآله وصحبه وسلم.
فصل
شكي أحد الولة إلى المسسأمون ،فكسسذبهم، قيل :إنه ُ
ح عنسسدي عسسدله فيكسسم ،وإحسسسانه إليكسسم، وقال :قد ص ّ
دوا عليه ،فقام شيخ منهم ،وقسسال :يسسا فاستحيوا أن يُر ّ
أمير المؤمنين ،إذا كان قد عدل فينسسا خمسسسة أعسسوام،
392
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ه جميسسع رعّيتسسك ه إلى مصر آخر حّتى يسسسع عسسدل ُ ُ فانقل ُ
ه
ن واستحيا منهم ،ونقلسس ُ مو ُ
دعاء ،فضحك المأ ُ وتربح ال ُ
عنهم.
ةجسسول فيهسسا ثلث س ٌ ني ُ قال حكيم :للقلب ستة مسسواط َ
س ة عالية ،فالسافلة :د ُْنيا تتزين له ،ونف س ٌ سافلة ،وثلث ٌ
ه. س لَ ُسو ِ ُ تحدثه ،وعد ُوٌ ي ُوَ ْ
ه. ل ُيرشده ،وإله يعبد ُ ن له ،وعق ٌ م يتبي ُ ة :عل ٌ والعالي ُ
أشد ُ العمال ثلثة :الجود ُ من قِّلضسسة ،والسسورع فسسي
ق عند من ُيرجى وُيخاف. م الح ِ الخلوة ،وكل ُ
احذر سؤال البخيسسل ،فسسإّنه إن منعسسك أبغضسسته ،وإن
أعطاك أبغضك.
احذر صحبة الشرار والفسقة ،فإنهم يمنون عليسسك
سلمة منهم. بال ّ
واحرص على صسسحبة الّزهسساد فسسي السسدنيا مسسن أهسسل
العلم والورع إن وجدتُهم تسعد ْ في الدنيا والخرة.
ن
مس ْ ث َ حس ِ
ن الب َ ْ ُ ضسسسي ْل َ َت َتسسسرى فَ ِ
ة فسسان ْظْر ب َعِي ْس ِ وإذا أَرد ْ َ
ماؤه ب ُنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد َ َ ح ِ صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ َ
حُبه صسسس ْ بو َ ي الك َِتسسسا ِ ه َ
طسسس ّ ى عَّلت ِ ِ مط ْوِيٌ َ
عل َ مْرُء َ فال َ
هعُن ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوان ُ ُ
آخر:
ل ن والمسسا ُ ن ل َد َي ْهِ السد ّي ْ ُصا ُ
يُ َ مسسن ود ّهُ ت َ صسساد َفْ َ
حسَر إذ َ تَ ّ
ض
والِعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسْر ُ ض
حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ م ْ َ
ب قَد ْ ن الَقل ْ ِ ؤو ِش ُ
َ
ن ُ ْ ما عَ كَ َ نعسس ْئ َ من ِْبسس ٌ
ل ُ خل ِْيسس ٍ
ل َ ُ
فَكسس ُ
ضأن ْب َسسسسسسسسسسسأ الن ّب ْسسسسسسسسسسس ُ خل ِي ِْلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهِ َ
خسسُرهُ بآ ِ حسس ّ ك ال ُ ذا َوإّل َفسس َ ب حس ُ من ت ُ ِ ل َ م ْ
عا ِ
ق َ صد ْ ِوبال ِ
ض الب ُْغسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ مسسسسسسسسسسسن السسسسسسسسسسسوََرى ِ
395
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فمضى إلى الصحراء فسسرأى شسسجرة خسسروع فحفسسر
تحتها ودفنها ،ثم خرج إلى الحج وعسساد فحفسسر المكسسان
فلم يجد شيًئا.
سسسئل عسسن حسساله؟ قسسال :الرض فجعل يبكي ،فسسإذا ُ
ت عضد الدولة ،فسإن سرقت مالي ،فقيل له :لو قصد َ
ة فقصسسده فسسأخبره بقصسسته ،فجمسسع الطبسساء، لسسه فطن س ٌ
وقسسال :هسسل تسسداوي عنسسدكم فسسي هسسذه السسسنة بعُسُروق
د؟
الخْروع أح ٌ
هم :أنا داويسست ُفلن ًسسا وهسسو مسسن خواصسسك، فقال أحد ُ
ي به ،فجاء. عل ّ فقالَ :
ت هذه السنة بُعسسروق الخسسروع، فقال له :هل تداوي ْ َ
م.
قال :نع ْ
ي قال :من جاءك به؟ قال :فلن الفراش ،قال :عل ّ
به ،فلما جاء ،قال له :من أين أخذت عروقَ الخروع؟
فقال :من المكان الفلني.
فقال :اذهب بهسسذا معسسك فسسأره المكسسان السسذي أخسذ َ
منه ،فذهب بصاحب المال إلى تلك الشسسجرة ،وقسسال:
ت. من هذه الشجرة أخذ ُ
ت مسسالي فرج سعَ إلسسى عضسسد هنا والله ترك س ُ فقال :ها ُ
م المسسال فتلكسسأ
الدولسسة ،فسسأخبره ،فقسسال للفسسراش :هلس ّ
فأوعده ،فأحضر المال.
والله أعلم ،وصل اللسسه علسسى محمسسد وآلسسه وصسسحبه
وسلم.
فصل
ويروى أن المهدي الخليفة لمسسا دخسسل البصسسرة رأى
ة من الُعلماء ي وخلفه جماع ٌمعاوية وهو صب ٌ ن ُ
إياس ب َ
س ُقدا َ
مُهم. وإيا ُ
مهمفقال المهدي :أما كان فسسي هسسؤلء شسسيخ يتقسسد ُ
غير هذا الحدث! ثم التفت المهديُ إلى إياس ،وقسسال:
ك يا فتى؟ كم سن ّ َ
396
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ن أسسسامة بسسن س َ ه بقاء المير ِ ل الل ُ فقال :سني أطا َ
شا فيهم أبسسو ما ولهُ رسول الله جي ً زيد بن حارثة ل ّ
ك.ك في ْ ْ م ُبور َ عمر ،فقال له المهدي :تقد ّ ْ بكر و ُ
هي قضاء البصرة وسسن ّ ُ وُيروى أن يحيى بن أكثم ول ّ
ن قريًبا من عشرين سنة فاستصغروه ،فقالوا :كم س ُ
القاضي؟ فقال :أنا أكسسبر مسسن عتسساب بسسن أسسسيد السسذي
ه به رسول الله قاضسًيا بمكسة يسوم الفتسح ،وأنسا ج َو ّ
ه بسه رسسول اللسه جس َ أكبر من معاذ بن جبل الذي و ّ
ه بسسه جسس َ ور الذي و ّ س ْقاضًيا لليمن ،وأكبر من كعب بن ُ
ة.صَر ِ عمر بن الخطاب قاضًيا للب ْ
م سَر أن ل يزي ْسد َ كمسساء وأ َ ح َ س أحد ُ الملوك أح سد َ ال ُ حب َ َ َ
مه اليومي على قرصين من شعير ،فأقام الحكيم طَعا ُ
على هذه الحالة د ُْون أن يتكلم ،فأمر الملسسك أصسسحابه
أن يسأُلوه عن ذلك ،فقسسالوا :أّيهسا الحكيسسم ،أنست فسسي
ب فسسي حُتك ،فمسسا هُسوَ السسسب ُ شدة وضيق ولم تتأثر صس ّ
ذلك؟
ل يوم شيًئا: خذ ُ منه ك ّ طآ ُ ة أخل ِ ت ست َ فقال :عمل ُ
ه.ة بالله جل جلل ُ الول :الثّق ُ
ن ل محالة. والثاني :علمي أن كل ما قدرهُ الله كائ ٌ
خْيسسُر مسسا يسسستعمُله صسسبر َ والثسسالث :علمسسي أن ال ّ
حن. مت َ َم ْ ال ُ
ت على الصبر. ع :الثبا ُ والراب ُ
سسسي فسسي قسسولي مسسن والسادس :ترويحي علسسى نف ِ
ك ذلك ،فعفا عنه. ج ،فبلغ المل َ عة فر ٌ ساعة إلى سا َ
قال بعضهم :انتفعت بأعدائي أكثر مما انتفعت من
بأصسسحابي؛ لن أعسسدائي ُيعي ُّروَْننسسي بالخطسسأ وي ُن َب ّهُسسون َِني
حونني وُيزيُنون لي الخطأ جن ُّبه ،وأصحابي يمد ُ عليه فأت َ
ن كسسو ُ س كسسذالك ي ُ جُعون َِني عليسسه بنفسساقهم ،ولْيسس َ وُيشسس ّ
صحاب. ال ْ
َ
عنسسي ن َ ب الرحمسس ُ ي فََل أذ ْهَ س ْ عل س ّ ل َ داتي ل َهُسسم فَ ْ
ضس ٌ عُ س َ
عاديسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ة ال َ ومنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٌ
397
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ت سسسوني فاك ْت َ َ
سسب ُ ُ م ناف ُ حُثسسوا عسسن زّلسستي وهُ ْ وا ب َ َ مسس ْ هُ ُ
مَعال ِي َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساجت َن َب ْت َُهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ال َ
فا ْ
وقال آخر:
خَلقِسسسسي ت عسسسسن أ ْ مَعسسسساِئبي ون ََفي ْسسسس ُ ي َ علسسسس ّعسسسسد ّْوا َ َ
ذاءَ َ
َفحسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذِْرُتها القسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ
كالس َ
شَفاءَ
ن ِ كو ُحَياًنا ي َ ُ
مأ ْ َ ُ ّ ما انتَفعَ الَفَتى ب ِعَد ُوّهِ ول َُرب ّ َ
فصل
حسن والَقِتسل ن ُْبسذ َةٌ ممسا جسرى لوليساء اللسه مسن ال ِ
م َ
هم مجرميسسن جسسازا ُ طغسساة وال ُ من الظلمسسة وال ُ والضرب ِ
الله بما يستحقون.
ن يوسف عبدالله بن الزبير ،أمسسر لما قتل الحجاج ب ُ
ت أبي ه أسماُء بن ُ م ُبخشبةٍ فصلبه عليها ،فلما أقبلت أ ّ
بكسسر الصسسديق س س رضسسي اللسسه عنهمسسا س س إلسسى الخشسسبة
فعانقتها وجلست تبكي ،وتقسسول :واغوثسساه ،يسا للسه مسا
أعظم ما نزل بنا بعدك يا محمسسد يسسا رسسسول اللسسه ،لسسو
حامسسك وأبنسساء ك وأْر َ ُتسسدرك مسسا نسسزل بعسسدك بأصسسهار َ
ما. ت أمًرا عظي ً المهاجرين لرأي َ
اللهم فبلغ عنسسا نبيسسك فسسي عظيسسم مسسا نسسزل بنسسا،
تعمسسر ،فبكسسى حسستى كسساد ْ فأخبر بمقالتها عبدالله بسسن ُ
سه تفيض ،ثم قال لبنهُ :قدني إليها وقد ك َب َُر وكسسان نف ُ
ه إليهسسا، مسسر فقسساده ابنس ُ ر ،وكانت قد عُ ّ يرِتعش من الكب ِ
فلما أشرف على الخشسسبة نظسسر إليسسه مصسسلوًبا ،قسسال:
جسساِئر ت رسول اللسسه يقسسول» :لي َْقت ُُلنسسي أ ِ
مي ْسٌر َ سمع ُ
دا فسسي سسسبيل َ على َ
مجاه س ً ت ُم سو ْ َ ي من أ ُ ب إل ّ ح ّ
عة أ َ طا َ
ي مسسن الشسسقياء ،فبل ّسسغ ذلسسك إلسسى اللسسه« ،فسسأتى شسسق ٌ
ل مبلغ ،فركب إلى ل ابن عمر ك ّ الحجاج ،فبلغ منه قو ُ
عمسسر ه عندها تبكسسي وابسسن ُ خشبة بن الُزبير فأصاب أم ُ
مثُله ُيبكى عليه ،فقسسال اب س ُ
ن ما ،فقال :لْيس ِ وابنه سال ً
عمسسر ن ُ ص سَرف اب س ُ ه وان ْ م ُ
عمر :قومي ،فقامت ولم تكل ِ ْ
إلى منزله.
403
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
عمر بن خليفسسة فدعا الحجاج رجاله ،فقال :إن ابن ُ
ب رسول الله وأخاف إن خرجنا أن يسستحل وصاح ُ
علماُء العسسراق ،قسسالوا :فمسسا ن الزير و ُ حل اب ُ مّنا ما است َ ِ
ترى؟ قال :هذا أعظم مما كان من ّسسا إنمسسا عمسسدنا إلسسى
عرضسست عليسسه جبسسل السسسلم وحسساجب محمسسد ومسسن ُ
الخلفسسة فلسسم يقبلهسسا ،ومسسن حسسج أربعيسسن حجسسة ،ومسسن
ه قريش حمامة البيت ُيريسسد ابسسن عمسسر ،وقَ سد ُْرُوه سمت ُ
ب الوس والخسسزرج لبيسسه حس ّ في العرب كما علمت ُسسم و ُ
عواَنهم. ظلمة وأ ْ عمر بن الخطاب ،نعوذ ُ بالله من ال ّ ُ
حا وأمرهُ سا جام ً ه أن يركب فر ً ج غلم ُ فبعث الحجا ُ
ه بالفرس ويقتله. أن يطحن ُ
فركب الُغلم الفسسرس فنظسسر إلسسى ابسسن عمسسر وهسسو
ه ،فبسسادر ضسس ُ ه ور ّ م الجمعة فحمل عليه وصدم ُ سائٌر يو َ
مسسسلمين فسسي غلم ،أهلكسست ال ُ الناس إليه ،وقالوا :يسسا ُ
ج ينتظر موَته. علمهم ،فطلبك الله وأقام الحجا ُ
فلما أبطأ عليه عمد إلى الحديدة التي فسسي الرمسسح
ما ناقعًسسا وجعلهسسا فسسي عصسسا ،وقسسال لحسسد سس ً مَها ُ فس س ّ
خل، مهِ واتكئ عيه حّتى يسسد ُ رجاله :ضُعه على ظهر قد ِ
ك هاهَُنا، جل َ َ ت أن ر ْ فإنت قال :أهلك َْتني ،فقل :ما عَل ِ ْ
م ُ
ماس ً مر ُ ففعل ذلك ثم خرج عنه فاشتعل جسد ُ ابن عُ َ
ة الله عليه. فأقام ثلثة أيام فمات ،رحم ُ
ودخل الحجاج علسسى ابسسن عمسسر يعُسسوده قبسسل مسسوته،
عمر :أنت قت َْلتني ،حسبنا الله ونعم الوكيل. ن ُ فقال اب ُ
ذوا في سسسبيل اللسسه وقتلسسوا سسسعيد بسسن ومن الذين آ ُ
جبير وقصته أشهر من تذكر فل نطيل بسسذكرها ،وكسسان
ه الحجسساج ،فقسسال :اللهسسم ل قد دعا من قبسسل أن يسسذبح ُ
ه بعدي. طه على أحدٍ يقُتل ُ ُتسل ّ ْ
مسساوقيل :إنه عاش بعد قتله لسعيد سسستة عشسسر يو ً
ت الكلة في ِبطِنه ،وكسسان ينسسادي فسسي بقيسسة فقط وقع ِ
ت النسسوم أخسسذ حياته مالي ولسعيد بن جسسبير ك ُّلمسسا أرد ْ ُ
جلي. بر ْ
404
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وقيل :دعا عليه بسسالّزمهرير السسبردِ العظيسسم ،فكسساُنوا
ب جمًرا مع مسسا عليسسه مسسن يجعلون حوله الكواِنبن تلَته ُ
الثياب التي ي ُد َّثروَْنه بها.
ل في العذاب الليم ،ثسسم أرسسسل فسسي طلسسب فما زا َ
الحسن البصري التابعي المشهور ،فأتاه واشتكى إليه
ما نزل به من اللم ،فقال :قد نهيُتك مرةً بعسسد أخسسرى
صالحين ،ول تكسسن منهسسم إل بسسسبيل خيسسر، ض لل ّ ل تتعّر ْ
قضي الل ّ َ
عللول ً ف ُ م ْن َملًرا ك َللا َ هأ ْ ُ فأبيت ولججت ل ّي َ ْ ِ َ
.
وذكر في كتاب »المحن« :أن الحجاج أرسسسل إلسسى
ح ،فلما أتاه ،قال :بلغني عنك مسب ّ ُ أبي صالح ماهان ال ُ
ك القضاء. ح وخيٌر وإني أريد ُ أن أول ّي ُ َ صل ٌ
سسسن أعُسد ُ ح ِم ،قسال :أنسا ل أ ُ ه :أنسسا ،قسسال :ن َعَس ْ قال َلس ُ
ت ه ،وقسسال :والُفسسرا ُ مرائي علسسي ت َت َب َسسال َ ْ عشرة ،قال :يا ُ
مد ّ فََعدا من بين يديه وهو شسسيخ كسسبير يجنسسح حسستى قد ْ َ
ت ج سْرف الُفسسرات ،فقسسال :اللهسسم إن كن س ُ ف علسسى ُ وق س َ
مسسرائي كمسسا زعسسم الحجسساج فغرقنسسي ،قسسال :فرمسسى ُ
ه ،قسسال: ب قسسدما ُ بنفسه ،فقام على متن الماء فلم تغِ ْ
ه ذلك فأخذهُ وصلَبه على بابه. فوالله ما ن َهْن َهَ ُ
سساد َ ح ّ من ضرب مالك بن أنسس وذلسك أن ال ُ وم ّ
وا إلى أبي جعفر بسسن سسسليمان ،مسسن قسسال لسسه :إن س ْدَ ّ
مالك ًسسسا ُيفسسستي النسسساس أن أيمسسسان البيعسسسة ل تلزمهسسسم
هم عليها. لمخالفتك واستكارهك إّيا ُ
س عليه جعفُر من يسأله عن ذلك فأفتاهُ مالسسك َفد ّ
ل جعفسسر بسسن سسسو ُ ة إليه وحسبة منسسه ،فجسساءهُ ر ُ طمأنين ً ُ
مهاًنا فأمر به جعفسسر مة ِ ُ حْر َ مْنتهك ال ُ سليمان ،وأتى به ُ
فضربه سبعين سو ً
طا.
ومن ما جرى على عبدالله بن عون البصري السسذي
سنة منه. قيل ما كان بالعراق أعلم بال ّ
ن أبسسي عا تزوج امرأة عربية فضربه بلل ب ُ وكان ور ً
بردة عشرة أسواط ،وقسسال لسسه :انسسزل عنهسسا ،قسسال :ل
405
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
أفعسسل ،فقسسال لسسه بلل :واللسسه ل أبسسرح أضسسربك حسستى
تطلقها.
فقال ابسسن عسسون :واللسسه ل أبسسرح أصسسبر ول أطلقهسسا
مسسل الض سّرب عجز ،قال :وكان رجل ً نحيًفا ل يحت َ حتى أ ْ
ضسسا عشسسرة أسسسواط ،وقسسال بالسوط ،قال :فضسسربه أي ً
بلل :هو ما ترى.
قال :فأمر به فضرب عشر أسواط ،وقال :يسسا ابسسن
قها ،قال :هي طالق ،قال: طل ِ عون ،هو ما ترى حتى ت ُ
بتتها.
وممن أمتحن عطاء بسسن أبسسي ربسساح وذلسسك أن رجل ً
أتى من الحجاج إلى مسجد بمكة.
فنسسام فكشسسفت الريسسح الثسسوب عسسن بطنسسه ،فظهسسر
جراب الفلوس فمر به أصحابه فخافوا عليسسه فنزعسسوا
الجراب.
وبعد قليل انتبه الرجل فنظسسر ،فسسإذا جرابسسه مسسأخوذ
فنظر يميًنا وشمال ً فلم يرى حوُله إل عطسساء بسسن أبسسي
ما ُيصلي. رباح قائ ً
فجاءهُ فأخذ بتلبيبه وضّيق عليه ،وقال له :يسا عسدّو
مسسا رهقت ُسسك ُقمسست ت بسسي! فل ّ اللسسه ،فعلسست السسذي فعل س َ
ُتصلي.
فقال له :ما باُلك يسسا هسسذا؟ قسسال :منطقسستي حللتهسسا
)أي الجراب( قال له :وكسسم فيهسسا؟ قسسال :مائتسسا دينسسار،
قال :فهل سمع بهذا غيُرك؟ قال :ل.
قال :فاذهب معي حتى أعطيك ما ذهب لك ،قسسال:
ه مسسائتي دينسسار ،فسسذهب إلسسى أصسسحابه فسسذهب فَعَ سد ّ ل س ُ
فأخبرهم الخبر.
ت واللسسه الرجسسل كسسان مسسن قصسستنا فقالوا له :ظلم س َ
ت ،ثم حللنا عنك خوًفا عليها وها هي هذه. كيت وكي َ
جل فوقُفوا عليه ،فسسسألوا موا بأجمعهم إلى الر ُ فقا ُ
ه أهسسل ل لُهم :هو عطسساء بسسن أبسسي ربسساح فقيس ُ عنه ،فقي َ
دهم. مكة وسي ّ
406
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
لحس ّ فاعتذروا إليه وسسسألوهُ أن يجعسسل الرجسسل فسسي َ
ل الد َّناِنير. ويْقب َ َ
ب ي اذ ْهَس ْ جع إلس ّ ت ما كانت بالتي تر َ فقال لهم :هَْيها َ
هي لك. حل و َ ت في ِ فأن ْ َ
ك مسسا إلْيسسهِ كسسر َ ظسسْر ب ِِف ْ ع وان ْ ُ ن ي َن َْفسسس َ سسسسى أ ْ مر عَ َ شسسس ّ َ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ُْر ميُر ت َ ِ شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ الت ّ ْ
ك مسسَر منسس َ ن العُ ْ تأ ّ وى وِنسسسي َ ت آمال ً تك َن َّفَها الهَ َ طوّل ْ َ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ُْر ق ِ
ب شسسي ُ ُ م ِ شسسي ُْبك وال َ م ِ ك عسسن أَتسسى َ ت د ُن ْي َسسا َ ح ْ صس َ قسسد أفْ َ
غسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ََراِتها و ن َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذِي ُْر
ت م بَهسسا وأْنسس َ جسسوْ المقسسا َ مت ّعًسسا ت َْر ُ مت َ َ ها ُ هو َ وت ب َِز ْ داٌر ل َهَ ْ َ
ل عَن ْهَسسا تسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ُْر حس ٌ ك َرا ِ م بأن س َ َ
واعْل س ْ
م ث َب ِْيسسُرما أقا َ مْرت فيها َ ول َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوْ عُ ّ
كثي ُْر ك منه َ سْير ما ي َك ِْفي ْ َ ش إل وي َ ِ س الغَِني في العَي ْ ِ ل َي ْ َ
ب ُل َْغسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ
ة
ر
حِقْيسسس ِ س ال َ مسسس ُ مل ْت َ ِدا فَ ُ ل عسسسن أَبسسس ً جسسس ٌ عا ِك َ شسسسغَل َن ّ َ ل يَ ْ
حِقي ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر ل َ آجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٍ
َ ول ََقد تسسساوى بيس َ
موٌْر بهَسسسا ض مسسسأ ُ ق فسسسي الْر ِ ن أط ْب َسسا ِ ْ َ َ َ َْ َ
مْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسُر السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسثّرى وأ ِ
407
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ط
س سو ُ ٍ
جب َسسى إليسسك بل َ ي أن الموال ت ُ ْ قال :فُيرفعُ إل ّ
ضَر.ح ِصا ،ثم أمر بالرافع فأ ْ ول عَ َ
ت إلى أمير المسسؤمنين، فقال أبو عبدالله :أحًقا رفع َ
ه يا أمير المؤمنين ،قال أبسسو م ،قال :فاستحلف ُ قال :ن َعَ ْ
عبدالله :رد اليمين عليه.
فقال أبو جعفر :احلف ،فقال :والله الذي ل إله إل
ن العبسسد إذا هو ،فقال له أبو عبدالله :ليس هسسو كسسذا ،إ ّ
ل :أنسساه في العُُقوبة؛ ولكن قُ ْ جد الله في يمينه أمهل ُ م ّ
ج من حسسول ه بريٌء مني ،وأنا خار ٌ بريٌء من الله ،والل ُ
الله وقوته راجعٌ إلى حول نفسي وقوتها.
قال :فحلف فوالله ما ُرفع إل ميًتا ،فسسراع ذلسسك أبسسا
ت أسسسأُلك جعفر ،وقال :انصرف يا أبا عبسسدالله ،فلس س ُ
بعدها.
مسسا ح سّرك بسسه شسسفتيه حينمسسا دخسسل عليسسه، سسسئل ع ّ و ُ
ت :اللهم بك استفتح وبك استنتج اللهم ِذلل فقال :قل ُ
صُعوبة.ل ُ حزونته وكل حزونة وسّهل لي صُعوبته وك ّ
اللهم أعطني منه من الخير ما أرجو واصرف عني
تحسسو مسسا تشسساُء وتثب س ُ منه من الشر ما أحذر ،فإنك تم ُ
م الكتاب ول حول ول قوة إل بالله. وعندك أ ّ
ف بصرهُ في آخر عمره كان صفوان بن سيم قد ك ّ
ق ُيقاد إذ دخل بلل بن أبسسي فبينما هو ذات يوم بالسو ِ
ُبردة فسمع الطريق والجلوزة بين يديه.
فقال :ما هذا؟ فقيل :بلل ،فقال :سسسحائب صسسيف
عن قريب تقشع فسمعه بلل.
شؤْب ُوَْنا ،فلمسسا نسسزل ك ُ من بْرد َ ك ِ فقال :والله لذيقن ّ َ
سسسياط نعسسوذ بسسالله ه بال ّ بهيكله بعث في طلبه ثم ضرب ُ
من الظلمة وأعوانهم.
ل لصسسفوان بسسن عن مالك بن أنس أنه قال :لسسو ْقي س َ
م القيامة ما قدر على أن يزيسسد علسسى مسسا دا يو ُ سليم غ ً
هو فيه من العبادة شيًئا.
408
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ومن ذلك ما امتحسن بسسه أبسو مسسلم الخسولني لمسسا
ألقي في النار وذلك أن السسسود العنسسسي تنبسسأ اليمسسن
مسلم الخسسولني ،فقسسال :اشسسهد أنسسي رسسسول فدعا أبا ُ
دا رسسسول الله ،قال :ل أسسسمع ،قسسال :أشسسهد أن محم س ً
ف فيهسسا أبسسا الله ،قال :نعسسم ،فسسأمر السسسود ُ بنسسار فق سذ َ َ
عرًقا ،فقيل للسود :إنفه عنك ل ح َ ش ِج ير َ مسلم فخر َ
جوهُ ثسسم قسسدم المدينسسة ،وبهسسا ي ُْفسد ُ عليك الناس فأخر ُ
عمر س رضي الله عنهما س. أبو بكر و ُ
جسسل؟ قسسال :مسسن فقال له عمر :مسسن أيسسن أقبسسل الر ُ
ه الكسسذاب؟ ل السسذي أحرق س ُ اليمن ،قال :ما فعسسل الرج س ُ
دك عمسسر :أنشس ُ ن ثسسوب ،قسسال لسسه ُ قال :ذلك عبد ُ الله ب ُ
هر؟ قال :نعم ،قال :فسسأدخله وأجلسسسه بينسسه بالله أنت ُ
وبين أبي بكر ،وقال :الحمد ُ لله الذي أراني في هسسذه
ل بسسإبراهيم خليسسل مسسا ُفع س َ
ل َ ل بسسه مث س َ مسسن فُعِ س َ المسسة َ
الرحمن.
كميل بسسن زيسساد النخعسسي الك ُسسوفي ل صبًرا ُ ن قُت ِ َ م ْوم ّ
ن ُيوسسسف ،وذلسسك أن جب ُ ه الحجا ُ دا قتل َ عا زاه ً كان شجا ً
الحجاج نقم عليه؛ لنه طلسسب مسسن عثمسسان بسسن عفسسان
ه عثمسسان صاص من لطمةٍ لطمهسسا إي ّسساه ،فلمسسا مك ّن َس ُ الِق َ
من نفسه عفا عنه.
مسسن أميسسر ل ِ ك يسسسأ ْ فقسسال لسسه الحجسساج :أو مثلسس َ
ه ،نسسسأل المؤمنين القصاص! ثم أمر به فضربت عنق س ُ
الله العافية.
وذكسسر أن ريساح بسسن يزيسسد علسسى أتسسانه فسسي سسسفر إذ
سي ُْر فأخذوا ة )أي قطاع الطريق( وهو ي ِ سَلب ُ ه ال ّ غشيت ُ
دا ثم ذهبوا عنه. عوا ثيابه إّل واح ً ه ونز ُ أتان َ ُ
م بتكسسبيرةٍ ثسسم أقبسسل فمال رياح إلسسى موضسسع فسسأحر َ
دري هو ُيصلي إذا أظلمت السماء فلم ت ْ ُيصلي فبينما ُ
جُهون. ن يتو ّ ة أي ْ َ سلب ُ ال ّ
409
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ك يسسا ن صسسلت َ َ ول فسسي الصسسلة ،قسسالوا :أحسس ْ ما ط َ ّ فل ّ
ب ذلسسك إّل مسسن سس ُ ح ِدالله أما َترى ما ن ََزل بنسسا ول ن َ ْ عب َ
جل ِ َ
ك. أ ْ
ن أخسذ ُْتوا َفسّلم ثم التفت إليهم ،فقسسال :مسسا تري ُسد ُوْ َ
عنهسسم ت َ ه فانجل ْ دوا عليه ثيابه ودابت ُ ثيابي وحماري فََر ّ
ظلمة. ال ُ
موا فرغُبوا عند ذلسسك إليسسه وسسسألوهُ مسسن هُسسو وأقسس ُ
عليه ،فقال لهم :رياح بن يزيد.
ما ك َ ي عَن ْ َ سل ّ ْ خط ُوًْبا ت ُ َجد ْ ُ مسسن فسسي ت َ ِ طسسال ِعْ َتوارْيسسخ َ َ
دوا َتجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ السسسسسدهرِ قسسسسسد ُوجسسسسس ُ
َ
تن الّرَزايا ب ِهَسسا قَ سد ْ فُت ّت َس ْ م َ جّرعُسسوا ِ م قَسد ْ ُ تجسد ْ أك َسسابَرهُ ْ
صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ك ُب ُسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُ ص ً غُ َ
ن
مسس ْ شرِي ْد ُ ل ِ َ ل وت َ ْ س وَقَت ْ ٌحب ْ ٌ ب َ ضسسسسْر ٌ بو َ ل ون َهْسسسس ٌ عَسسسسْز ٌ
هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ُْوا ي َز ِ سسسسسسسسسسياط ي َِلسسسسسسسسس ْ ال ّ
ه فسسي العُْقب َسسى حمدِ اللس َ ه فَل ْت َ ْمسسسد اللسسس ِ ح ْتب َ ن وُقِْيسسس َ وإ ْ
مسسسسسسسسسسد ُْوا ح ِ ن َ مسسسسسسسسسس ْ م كَ َ شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسّرت َهُ ْ ِ
آخر:
جَياهُ سسسسس َل َ ن فَ ْ
ضسسسس َ شسسى ُتسسسسبي ْ ُ دائ ِد َ َقسسد ْ ت َغْ َ
شسس َن ال ّ إ ّ
ه
ح ُضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ن وت ُوْ ِ مل ْ الك َرِي ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ
هح ُ ه إّل ل ِي ُ ْ
صسسل ِ َ س يسسأ ُ
كل ُ و ولي ْ َ ن إذ ْ ي َعُْلسسس ْ
رد الَقْيسسس ِ مْبسسس ِكَ ُ
حدِْيسسسسسسسسسسسد َ ِبسسسسسسسسسسسهِ ال َ
410
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
دا ،وقسسال لسسي وكان شيخ السلم شديد َ الل ّْهج بها ج ً
مسسا لهسسذين السسسمين وهمسسا »الحسسي القيسسوم« تسسأثير يو ً
عظيم في حياةِ القْلب.
وكأّنه ُيشسسير إلسسى أنهمسسا السسسم العظسسم ،وسسسمعته
سسسن ّةِ يقول :من واظب على أربعين مرة كل يوم بين ُ
ي يسسا قيسسوم ل إلسسه إل أنسست حس ّالفجر وصلة الفجر »يا َ
ت ب ولسسم يمسس ْ ه حياةُ القل ِ تل ُ صل َ
ح َ برحمتك أستغيث« َ
قلُبه.
ف علسسى السسدواء مسسن ل قال العلماء :اعلم أنه ل يقس ُ
ة أسسسباب ف على الداء إذ ْ ل معنى للدواء إل مناقض ُ يق ُ
الداء ول يبطل الشيء إل بضده.
ب الصرار الغفلة والشهوة ول تضاد ُ الغفلة إل وسب ُ
طسسِعشسسْهوةُ إل بالصسسبر علسسى قَ ْ بسسالعلم ،ول ُتضسساد ّ ال ّ
شهوة. حّرك َةِ لل ّ
م َ
ب ال ُ سَبا ِال ْ
ذا للتوبسسسسة إل والغفلسسسسة رأس الخطايسسسسا فل دواء إ ً
ن ُيعجن من حلوة العْلم ومرارة ال ّ
صْبر. جو ِ بمع ُ
ض
والطبسساُء لهسسذا المسسرض هسسم الُعلمسساء؛ لنسسه مسسر ُ
م سَرض الُقلسسوب ومسسرض القلسسوب أكسسثر وأعظسسم مسسن َ
البدان.
وذلك لمور :أحسسدها :أن مسسرض القلسسب بالسذ ُُنوب ل
يدرى صاحبه أنه مريض.
الثاني :أن عاقبته غير مشسساهدة فسسي السسدنيا بخلف
مرض البدان فإن عاقبته مسسوت مشسساهد ينفسسر الط ّب ْس ُ
ع
عنه.
ت النفسسرة عسسن وما بعد المسسوت غيسسر مشسساهد ،فقل ّس ِ
الذنوب وإن علمها مرتكبها.
فلسسذلك تسسراه يتكسسل علسسى فضسسل اللسسه فسسي مسسرض
القلب.
ويجتهد في علج مرض البدن من غير اتكال.
والمر الثالث :وهو السسداء العضسسال ،فقسسد الطسسبيب،
فسسإن الطبسساء هسسم العلمسساء ،وقسسد مرضسسوا فسسي هسسذه
411
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ف؛ لن السسداء المهلسسك هسسو حسسب خسسو ْ ضم ُ العصار مسسر ٌ
ب هذا الداُء علسى ه قد غل َ َ ف الشديد أن ّ ُ الدنيا ومع الس ِ
الطباء أي العلماء ،فلسسم يقسسدروا علسسى تحسسذير الخلسسق
خوًفسا مسن أن يقسال لهسم :فمسا لكسم تسأمرون بسالعلج
وتنسسسون أنفسسسكم أمسسا تقسسرؤون قسسول اللسسه جسسل وعل
َ ْ
ن و َسللل ْوَتن َ س ب ِلللال ْب ِّر َ ن الن ّلللا َ مُرو َ وتقسسسدس :أت َلللأ ُ
ن . قُلو َ ع ِفل َ ت َ ْ ب أَ َ ن الك َِتا َ م ت َت ُْلو َ
فسك ُم َ
وأن ْت ُ ْأن ْ ُ َ ْ َ
َ
َ
ما ل َ ن َ م ت َُقوُلو َ مُنوا ل ِ َ نآ َ ذي َ وقال تعالىَ :يا أي َّها ال ّ ِ
َ
نمسسا ل َ ت َْفعَل ُسسو َعند َ الل ّهِ أن ت َُقول ُسسوا َ مْقًتا ِ ت َْفعَُلو َ
ن * ك َب َُر َ
دواُء. م الداُء وانقطع ال ّ فبهذا السبب ع ّ
القائل فسسي القسسرن الخسسامس فكيسسف لسسو رأى أكسسثر
علماء هذا العصسسر ،ومسسا هسسم فيسسه مسسن التكسسالب علسسى
الدنيا وإهمالهم القيام بما أوجب الله عليهم من المر
بالمعروف والنهي عن المنكر.
والنصيحة لله ولكتابه ورسوله والئمة والمؤمنين.
قسسال العلمسساء :مسسن نتسسائج المعصسسية قلسسة التوفيسسق،
وفساد الرأي ،وخفاء الحق ،وفسسساد القلسسب ،وخمسسول
الذكر وإضاعة الوقت ،ونفرت الخلسسق ،والوحشسسة مسسع
ت الفكسسر ،ومنسسع إجابسسة سسسداد وتشسستي ُ السسرب وقّلسسة ال ّ
السسدعاء ،وقسسسوة القلسسب ،ومحسسق البركسسة فسسي السسرزق
والعمر ،ول َِباس الذل ،وضيق الصدر.
ة ل ترحمه ،وولد ل ي َْعسسذ ُُره، كيف يسلم من له زوج ُ
ك ل ُينص سُفه، وجار ل يأمنه ،وصاحب ل ينصحه ،وشسسري ٌ
دنيسا سسوء ،و ُ مارةٌ ال ُ سأ ّ ه ،ونف ٌ معادات ِ ِ وعدوٌ ل ينام عن ُ
ب قاهٌر، ه ،وغض ٌ ة لَ ُ مْرِدي ،وشهوةٌ غالب ٌ متزّينة ،وهوىً ُ ُ
ه
ل عليه ،فإن توله الل ُ ف مستو ٍ مَزّين ،وضعْ ٌ وشيطان ُ
ت له هذه ك ُُلها وإن تخلى عنه ووكله جذ ََبه إليه انقهر َ و َ
ت عليه فكانت الهلكة. إلى نفسه اجتمع ْ
412
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ةمي ْت َسسسس ٌ
ك ِ صسسسسُر َ ت َْبغسسسسي فََق ْ حَزامةِ في ك بال َ خذ ُ َالرأيُ أ ْ
ب
هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ُ وذ َ َ السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذي
صسسسسد ّقَ صسسسسد ْقُ النسسسسام ِ و ُ ُ ل
ساد ُ على الُعقو ِ ب الَف َ غَل َ َ
بذا ُ كسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ ال َ تفَك ُسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذ ّب َ ْ
وى ي َْفن َسسى وط َسسال عَسسن الهَ س َ فسُيو ِ م بال ُ ج َ
ما ِ ج َضَرُبوا ال ََ
ب ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرا ُ ال ْ علسسسسسسسسسسسى السسسسسسسسسسسذي
بسسسَرا ُ ن َ ج وك ُل ُُهسس ّ مو ْ ُ
ماًء ي َ ُ َ خال َُهسسساوت َغُّرَنسسسا آمال َُنسسسا فَن َ َ
413
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ممسسسا ُ ح َ م ال ِ شسسسْربه ُ ود َعَسسسا ب ِ ُ ن َتعسساَقروا كسسأ َ
س دو َ سن َ ُم ْ و ُ
وا
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرعُ ْ فأ ُ السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسّردى
طسسوب خ ُ ح ال ُ ت ِبهم رِي ِ ُ وهََف ْ وامسسس ْ ن عَل َْيه ُك الّزمسسسا ُ َبسسسَر َ
عسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَزعُ الّز ْ جَران ِسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهِ ب ِ
ب مسسا ي َسزِعُ الل ِسسبي ْ َ وا ب ِ َ وعَظ ُس ْ مت إّل أن ُّهسس ْ ذا َناد َي ْ َسإ َ خُر ٌ ُ
مُعوا سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ َفأ ْ سك بسسالن ُُفو ِ والسسد ّهُْر ي َْفِتسس ُ
َ ن ت َعَد ّ َ
مع ُ ج َ ة أو ْ ت ُ ْ م ٌ
كري ْ َ م ْ فَل ِ َ ه
م ُ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ُ ح َ ِ
و
هسسس َ نو ْ حْفظ ُُهسسس ّ ل يَ ْ ظسسس ّ وي َ َ خسسائ َِر ي ذَ َن ي ُب ِْقسس ْ
مسس ْ جًبسسا ل ِ َعَ َ
ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ّعُ م َ ُ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسال ِهِ َ
ف حائ ِ ِ صس َ ن ال ّ ه ب َط ْس ُ مل ًْقى ل َ ُ ُ ل ث َن ِي ّسةٍل وي َسَرى بك ُس ّ ول َِغافِ ٍ
جع ُ ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ م ْ مسسا سسسب أن ُّهسسم َ ح ُأتسسراه ي ْ
مسسا مسسن َ َ
ف َ ضسسَعا َ سسسهِ أ ْ كأ ِ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسأُرْوا أ ْ
ي ََتجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسّرعُ
414
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مسسسهِ حل ْ ِبب ِ شسسسي ْ ُم ِ وأت َسسسي ال َ جهِلسسسهِ ب بَ ْ شسسسَبا ُ ب ال ّ هسسس َ ذَ َ
وَوََقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسارِهِ وبعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسارِهِ
ش سرٍ بجسسوارِهِ مب َ ّ ب ِغُسسرورهِ و ُ مسسن َرب ّسهِ مب ِعّدٍ ِ ن ُن ب َي ْ َ شّتا َ َ
جب ًسسسا مع ْ َح ُ مسسسَر ُ ف يَ ْ ك َسسسال َط ّْر ِ ب ح بالشسسبا ِ مسسا زِل ْسست أ ُ
م سَر ُ
ذارِهِ ب ِِعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ ةجَهال َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ً َ
لمن ب َط َسرٍ ُفضسسو َ جررت ِ و َ حْبت أثسسواب الَبطاَلسسةِ سسس َ و َ
أزارِهِ لهًِيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
وارِهِ ح عَس َ دا قبيس ُ عَوَْراُته وب َ َ ص ظ ُِلسسسسسه حسسسسستى ت ََقْلسسسسس َ
َ
مّني عََلسسى أوَْزارِهِ م ِوت ََند ٌ تشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَف ْ فتك َ
ُ
ظ والحسسسقُ فسسسي ع ٍ مسسسوا ِ بَ َ ل غَي ُسسر ظ منسسه ب ِط َسسائ ِ ٍ ح َ لم أ ْ
كارِهِ َتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذ ْ َ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى ال َ
ذارِص سِغ إلسسى إن ْس َ عسسن ول ت ُ ْ بط المشسسي ُ خسس ّ والن قسسد ْ َ
صى على بل َي ْل ِهِ ون ََهارِهِ ح ًم ْ ُ رقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي مْف ِ بِ َ
ب غَي َّهسسا ل س َتركسس ُ والن ّْفسس ُ
عسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوي َتر َ
مسسّر مسسرٍ ي َ ُ ل َهَِفسسي علسسى عُ ْ
ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ًّعا م َ ُ
417
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ي مسسن أن يرضسسى ب إل س ّ ي أح س ّ ي وأنا ح س ّ لن يغضب عل ّ
عني وأنا مّيت.
سسسنة والرافضسسة فسسي وقسسع النسسزاع بيسسن أهسسل ال ّ
المفاضسسلة بيسسن أبسسي كسسر وعلسسي –رضسسي اللسسه عنهمسسا،
صسسا أن يسسأله فحكموا بينهم ابن الجوزي وأمسسروا شخ ً
من كسسانت ابنتسسه تحتسسه؟ فقسسال :أهسسل عن ذلك ،فقالَ :
سنة هو أبو بكر؛ لن بنته عائشة كانت تحت رسول ال ّ
الله .
وقالت الرافضة :هو علي؛ لن فاطمسة بنست النسبي
كانت تحته.
كتة. مس ّ أجوبة ُ
ت قال عمرو بن العاص لعدي بن حسساتم :مسستى فُِقئ َ ْ
مول في صّفين. ت وأنت ُ طعن َ عيُنك :قال :يوم ُ
معاويسسة علسسى شسسيء، عن ْسد َ ُشسسهد أعرابسسي بشسسهادةِ ِ
ت.ة :ك َذ َب ْ َ مَعاوي ُ فقال له ُ
ل في ِثياب َ
ك. م ٌ مَز ّب :والله ْ فقال الكاذ ُ
جل. ن عَ ِ م ْ ة ،وقال :هذا جزاُء َ معاوي ٌ سم ُ فتب ّ
ن
دالله ب ُ ة وعنده عب ُ معاوي ُ ن حاتم على ُ دخل عديُ ب ُ
ك؟ ت عين ُ َ مرو ،فقال عبدالله :يا عدي ،متى ذهب ْ عَ ْ
ولًيسسا م َ
ب على قفاه ُ ضرِ َ ك هارًبا و ُ قال :يوم مثل أب ُوْ َ
ل.ت وأبوك على الباط ِ وأنا يومئذٍ على الحق وأن َ
لمسسن آ ِ ك ِ ن لبن سيرين :ت ُعَب ُّر الرؤيا كأن َ قال الحس ُ
سر القسسرآن كأنسسك ي َُعقوب ،فقال ابن سيرين :وأنت ُتف ِ
دت التنزيل. شه َ ْ
مسسن ه ِ منسساظرت ِهِ ل َس ُ قال أبو الزناد لبن شسسبرمة فسسي ُ
م. ج العِل ْ ُعندنا خَر َ
ة ثم لم ي َعُد ْ إليكم. م َ شب ُْر َ نب ُ فقال اب ُ
مك أبا معاوية لعقيل بن أبي طالب أين ترى ع ّ قال ُ
لَهب.
طب. ة الح َ ك حمال َ قال :في النارِ هو وعمت ُ َ
418
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ة فسسي كتسساب اللسسه ضي :آيس ٌ شي ْد ُ لشرْيك القا ِ قال الّر ِ
ك فيها شيء. م َ ك ول ل َِقوْ ِ سل َ لي َ
ك ذك ٌْر ل ّل َ ه لَ ِ وإ ِن ّ ُ ه تعالىَ : قال :وما هي؟ قال قول ُ
ك . م َ و ِ ق ْ ول ِ َ َ
ة أخرى ليس لي ول لقسسومي فيهسسا شسسيء، ُ فقال :آي ٌ
هب بِ ِ وك َذّ َ قال :وما هي؟ قال :قول الله جل وعلَ :
ق . ح ّ و ال َ ه َو ُك َ م َ و ُ ق ْ َ
قال معاوية بكلم عرض فيسسه بعبسسدالله بسسن الزبيسسر،
ك مسسس َ فقال :يا أمير المؤمنين ،ل يكن حقنا منك أن ت ُ ْ
مك. ك في قو ِ سان َ ِ ل لِ َ ك مغلولة إلى عنقك وت ُْعم ْ يد َ َ
جسسل ه ،فأتسسا ر ُ اشسستكى عبسسدالله بسسن صسسفوان ضرسس ُ
ضْرس. ده ،وقال :ما ِبك؟ قال :وجع ِ يُعو ُ
س؟ قسسال :قسسال: ول إبليس ُ ت مسسا يقس ُ فقال :أمسسا علمس َ
ل دواؤهَ الكسر. يقو ُ
ه. قال :إنما يطيعُ إبليس أولياؤُ ُ
وقال معاوية لرجل من أهل اليمن :ما كان أحمسسق
رَنا أمسسا سل َ َ قومك حين قالواَ :رب َّنا َبا ِ
فا ِ نأ ْ عدْ ب َي ْ َ
ل خيًرا لُهم. كان جمعُ الشم ِ
ن قسسالوا: حي ْس َ ك أحم سقُ منهسسم ِ مس َ فقسسال اليمسساني :قو ُ
ك َ َ
مطِْر فأ ْ د َ عن ِ ن ِ م ْ ق ِ ح ّ و ال َ ه َذا ُ ه َ ن َ كا َ م ِإن َ ه ّ الل ّ ُ
ب أ َِليم ٍ . ذا ٍ ع َ و ائ ْت َِنا ب ِ َ
حجارةً من السما ِ َ
ءأ ِ ّ َ ّ َ عل َي َْنا ِ َ َ َ
ة
ضسسَر ِ ح ْ ضسسي ب َ ك القا ِ ب ِلشسسري ْ َ قسسال الربيسسعُ الحسساج ُ
ت أميَر المؤمنين. خن ْ َ دي بلغني أنك ُ المهْ ِ
ك. صي ْب ُ َ خنُته لتاك ن َ ِ ل ذلك لو ُ ك :ل تق ْ فقال شري ٌ
دم ،فأطسسال ل ثقيسسل الس ّ مسسرض الشسسعبي فعسسادهُ رجس ٌ
دا. سج ّ جلو َ ال ُ
مّر عليك في مرضك؟ فقال للشعبي :ما أشد ّ ما َ
دي. ك عن ْ ِ قال :قُعُوْد ُ َ
ص: ظرفاء الذكياء ،فقال للسس ّ ص بيًتا لحد ال ُ خل ل ِ ٌ ود َ
إن الذي تطلُبه بالليل ما وجدناهُ بالنهاِر.
419
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ن ُأخسست فلن، سئل إنسان عن نسبه ،فقال :أنا ابسس ُ ُ
ل ،فقسسال :النسساس ينتسسُبون طسسول ً وهسسذا ه رجس ٌ فسسسمع ُ
ضا.
ينتسب عر ً
قسسال بعضسسهم يوصسسي إخسسوانه :عاشسسروا النسساس
حُنوا إليكسسم وذكُرْوكسسم بخيسسر معاشرة الكرام إن ِغب ُْتم َ ُ
وإن مرضتم عادوكم ودعوى لكسسم بالشسسفاء وإن متسسم
معاشسسرة الّلئام إن ترحمسسوا عليكسسم ،ول تعاشسسروهم ُ
غبتسسم ،قسسالوا :الحمسسد للسسه السسذي أَزال عنسسا نقمسسة ،وإن
مت ُسسم ،قسسالوا :تخفيسسف ورحمسسة ،وإن مرضسستم فرحسسوا، ِ
وقالوا :نسأل الله أن يريحنسا ،واعلمسوا أن النساس مسا
س سط ُْتم فكونسسوا منهسسم منهم سلمة إن انقبض سُتم أو انب َ
على حذر.
حاَر منهسسم فهسسو ل قد َ س داُء دفيسسن ل دواَء العق ُ النسسا ُ
ذهل مْنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ لسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه ُ
ضسسا قسسالوا بسسه من َْقب ِ ً
ت ُ سخرةً أوْ ك ُن ْ َ م ْ طا َمْنبس ً ت ُ إن ك ُن ْ َ
لث َِقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
مل َ ُ
ل جانبَهم قاُلوا ب ِهِ َ ن تُ َ خسسال ِط َُهم قسساُلوا بسسه وإ ْ ن تُ َ وإ ْ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسعٌ طَ َ
ده ن ت ََزهّسسسد َ قسسسالوا ُزهْسسس ُ صسةٍ وإ ْ من َْق َ
كب َوإن ت َهَوّْر َلقَوْ َ
ل حَيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ِ
422
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فما غسساُبوا ،واعتسسذُروا مسسع التحقيسسق ثسسم تسسابوا وأنسسابوا،
دوا ول خاُبوا. هم فما ُر ّ صد ُْوا باب مول ُ وقَ َ
قال عمرو بن ذر لما رأى العابدون الليل قد هجسسم
عليهسسم ،ونظسسروا إلسسى أهسسل الغفلسسة قسسد سسسكُنوا إلسسى
وا إلى اللسسه سسسبحانه ذهمَ ،قا ُ
م ْ م ورجُعوا إلى مل ّ شه ِ ْ ُفر ِ
مسسن م ِه ل َهُ ْ ب الل ُمستبشرين بما قد ْ وهَ َ وتعالى فرحين ُ
د.
ج ِسَهر وطول الت ّهَ ُ ال ّ
ه بصسسفاح دانِهم ،وباشرُوا ظلمتسس ُ فاستقبلوا الليل بأب ْ ِ
ت ل سذ ُّتهم ل ،ومسسا انقض س ْ وجوجهم ،فانقضى عنهم اللي س ُ
دة، طسسول العَِبسسا َ دان ُُهم مسسن ُ ت أْبسس َ مسسن التلوة ،ول مّلسس ْ ِ
ن وَقَد ْ وّلى الليل بربح وغبن. ح الَفرِي َْقا ِ فأصب ِ َ
ن المغب ُسسون مسسن فاعملوا في هذا الليل وسواده ،فإ ّ
غبن الدنيا والخرة ،كم من قائم لله تعسسالى فسسي هسسذا ُ
حْفَرِته. الليل قد اغتبط بقيامه في ظلمة ُ
ن حسسسابي يسسوم ُ
بأ ّ قسسال بعسسض العسسارفين :مسسا أح س ُ
ن أن اللسسه ي؛ لنسسي أعلسسم وأتيق س ُ ل إلى أبو ّ جع َ ُالقيامة ي ُ ْ
م بي منهم. جل وعل أرح ُ
شعًرا:
كحسسقّ فيسس َ مسسا للت َّقسسي وال َ ت ك َْبسسَرةٌ أ ّ حسسان َ ْ ك َ أ َِفسسقْ واْبسس َ
بصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ْ ِ ب نَ ِ شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ْ ُ م ِ و َ
ب ت َ ْ
غري ْ ُ س بالد ُن َْيا وأن ْ َ طن أت َأن َ ُ مسسن لسسه فسسي بسسا ِ أَيسسا َ
ت إل نسسسساز ٌ
ل ل ومسسسسا المسسسسو ُ مْنسسسسسسسسسسسسسسسسسز ٌ ض َ الر ِ
ب مسسّر َيسسوم ٍ وقَرِي ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ومسسا السسدهر إّل َ
ولي ْل َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسةٍ
فصل
عباد الله قد نقلنا في كتسساب »إرشسساد العبسساد« عسسن
النسسار وأهوالهسسا وغمومهسسا وأنكالهسسا وشسسراب أهلهسسا
وطعامهم وما إلى ذلك مما أعده الله جل وعل لهلها
من أنسسواع العسسذاب الليسسم البسسدي السسسرمدي مسسا فيسسه
كفاية.
423
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ويقابسسل دار الشسسقياء داُر أخسسرى داُر قسسرارٍ ونعي سم ٍ
ن وصسسحةٍ وحيسساةٍ أبديسةٍ فيهسسا مسسا مس ٍحب ُسسور وأ ْسسُرور و ُ و ُ
ن ت ول أذ ٌ ن رأ ْ ما ل عيسس ٌ نم ّ س وتلذ ُ العي ُ تشتهيه النف ُ
ر.طر على قلب َبش ٍ ت ول خ َ سمع ْ
ةُ ،يكسسرم فيهسسا داٌر جعلها الكريم جل وعل داَر ضياف ٍ
عبادهُ الخَيار الذين وفَّقهم لخدمته والعمل بطاعته.
ول تظسسن هسسذه الضسسيافة محسسدودة ،ول أن الكرامسسة
ت فيها تنتهي ،بل كل ما تحبسسه وتتمنسساه أمامسسك إن ك ُن ْس َ
ضسسل اللسه عليسسك من أهل العفو والتجاوز فتوهم إن تف ّ
ك على الصراط(. مّر َ م َ بالعفو والتجاوز )أي تصور َ
كك يسسسعى بيسسن يسسديك وعسسن يمينسسك ،وكتاب ُس َ ون ُسسوُر َ
ه.
ج ِض الوَ ْمب ْي ّ َ ك ُ بيمين َ
د
و ّ سلل َ وت َ ْ
ه َ جللو ٌ و ُ ض َم ت َب ْي َ ّ و َ قال الله جل وعل :ي َ ْ
ه ،وقسسد أيقنسست برضسساه عنسسك وأنسست علسسى جللو ٌ و ُ َ
الصراط مع زمرة العابدين ووفود المتقين.
ل مسسع ذلسسك ل جس ُ م ،والو َ س سل ّ ْ م َ ة ُتنادي :سسل ّ ْ والملئك ُ
يفسسارق قلبسسك ول قلسسوب المسسؤمنينُ ،تنسسادي وينسسادون:
عَللى ُ فلْر ل ََنلا إ ِّنل َ َ
ل كل ّ ك َ غ ِ وا ْ م ل ََنا ُنوَرَنا َ م ْ َرب َّنا أت ْ ِ
ديٌر . ق ِ ء َ ي ٍش ْ َ
هم ،وهسساج فتسسدبر حيسسن رأوا المنسسافقين طفسسئ ن ُسسوُر ُ
عوا بتمام الُنور والمغفرة. ل في ُقلوبهم ،فد َ َ الوج ُ
م سُر خفيًفسسا هم أي تصوْر وتخيل نفسك ،وأنسست ت ُ فتو ّ
مسسع الوجسسل ،وتصسوّْر ممسّرك علسسى قسسدر خّفسسة أوزارك
خره. ت إلى آ ِ وثقلها وقد انتهي َ
ن م الجنسسا ِ ة ،وقد عاينت نعيسس َ ب على قلبك النجا ُ فغل َ
ك على جسسوار اللسسه عسسز ن قلب ُ َ ح ّ ت على الصراط ،ف َ وأن َ
وجل ،واشتاق إلى رضا الله.
حدِ رجليك إلى ت بأ َ طوا ٍ خ َ ت إلى آخره َ صْر َ
حتى إذا ِ
العرصةِ )أي عرصة القيامسسة( السستي بيسسن آخسسر الجسسسر
وبين باب الجنسسة ،فوضسسعتها علسسى العرصسسة السستي بعسسد
424
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
خسسرى علسسى الصسسراط، م ال ُ الصسسراط ،وبقيسست القسسد ُ
غلبا عليك. ف والرجاُء قد اعَْتلَيا في قلبك و َ والخو ُ
ت كلسسه واسسستقّر ْ ط ُ صرا َ ت ال ِ جْز َ ثم ثنيت بالخرى ،ف ُ
ك، سسسْر ببسسدن َ ت عن الج َ ك على تلك العرصة ،وزِل ْ َ قدما َ
رك. ه وراء ظ َهْ ِ وخل ّْفت َ ُ
ب مسسر عليهسسا ،وت َث ِس ُ ب من تحسست مسسن ي ُ م تضطر ُ جهَن ّ ُ و َ
شهَقُ إليه. ة تزفُُر عليه وت ْ مْغتاظ ً ل عنه ُ من ز ّ على َ
ثم التفسست إلسسى الجسسسر فنظسسرت إليسسه باضسسطرابه،
ه ،وإلى جهّنم من تحتسسه ق من فوقِ ِ ونظرت إلى الخلئ ِ
ط. ب وتزفُر على الذين ُزل ْزُِلوا عن الصرا ِ تث ُ
كف ،فطسسار قلبس َ لها فسسي رؤوسسسهم وأنحسسائهم قصسسي ٌ
ت النسساَر حسسا إذ ْ نجسسوت بضسسعفك مسسن النسسار و خل ّْفسس َ فر ً
ك ،متوجًها إلى جوار رب َ
ك. وجسرها من وراء ظهرِ َ
سسسروًرا ك ُ ت آمًنا إلى باب الجنسة امتل قلُبس َ ثم خطو َ
ك بسسالفرح والسسسرور حسستى مسّر َ م َ ل فسسي َ حا ،فل تزا ُ وفر ً
ُتوافي أبوابها.
فإذا وفيسست بابهسسا اسسستقبلك بحسسسنه ،فنظسسرت إلسسى
جدرانها. صورة الجنة و ُ حسنه ونوره وحسن ُ
ل الجنسسة خو ِ ح مسروٌر متعلقٌ بد ُ ُ وقلبك مستطير فر ٌ
حين وافيت بابها أنت وأولياُء الرحمن.
فتوهم أي تخّيل وتصور نفسك في ذلسسك المسسوكب،
ة وجسسوههم، مبيضس ً ل كرامسسة اللسسه ورضسسوانهُ ، م أهس ُ وه ُ س ْ
ش سُرون، ست َب ْ ِ
م ْ ن ُ حسسو َ مشرقة برضا الله ،مسرورون َفر ُ ُ
ج ك ،وحّر المَقام ِ وَوه ِ وقد وافيت باب الجنة بغبارِ قبر َ
ما مّر بك.
دها اللسسه لوليسسائه وإلسسى فنظرت إلى العين التي أع ّ
حسن مائها ،فانغمست فيها مسروًرا ،لما وجدت من ُ
برد مائها وطيبه ،فوجدت له برًدا وطيًبا ،فذهب عنسسك
ن المقام. حْز ِ ب ُ
غبسسار ،وأنسست مسسسرور لمسسا ل دنسسس و ُ ك من ك ُ ِ وط َّهر َ
ت مسسن ه ،وقسسد أفلس ّ وجدت من طيب مائها لمسسا باشسسرت ُ
425
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وهج الصراط وحّره؛ لنه قد يوافي بابها مسسن أحرقسست
النار بعض جسده بلفحها ،وقد بلغت منه.
فما ظنك وقد انفلت من حر المقام ووهج أنفسساس
هج حّر الصسسراط فسسوافيت بسساب الخلئق ،ومن شدة تو ّ
الجنة بذلك ،فلما نظرت إلسسى العيسسن قسسذفت بنفسسسك
فيها.
ور وتخّيل( فرحة فُسسؤادك لمسسا باشسسر م )أي تص ّ فتوهّ ْ
برد مائها بدنك بعد حر الصراط ،ووهج القيامة ،وأنت
طهر لسسدخول الجنسسة ل لتت ّ ح لمعرفتك أنك إنما تغتس ُ فر ٌ
والخلود فيها.
متغيسسٌر حسسسًنا، ك ُ فسسأنت تغتسسسل منهسسا دائب ًسسا ،ولون ُس َ
ج منهسا مسسا ،ثسم تخسسر ُ ة ونعي ً دك يزداد ُ نضرةً وبهجس ً وجس ُ
صور وأتم الُنور. في أحسن ال ُ
فتوهم )أي تصور وتخيل( فرح قلبك حيسسن خرجسست
منهسسا فنظسسرت إلسسى كمسسال جمالسسك ،ونضسسارة وجهسسك
ف للسسدخول إلسسى موقن بأنك تتنظ ُ حسنه ،وأنت عالم ُ و ُ
جوار ربك.
ل مسسن بعسسض ثم تقصد إلسسى العيسسن الخسسرى ،فتتنسساو ُ
حسسسن حسسسن النسساء ،وإلسسى ُ م نظرك إلسسى ُ آنيتها ،فتوهّ ْ
بالشراب ،وأنت مسسسرور بمعرفتسسك أنسسك إّنمسسا تشسسر ُ
ل ،وجسسسدك ل غس ٍ هذا الشراب ِلتطهّسَر جوفسسك مسسن كس ّ
دا.
م أب ً ناع ٌ
ه ،وجدت ك ثم شربت ُ ت الناء على في َ حتى إذا وضع َ
ه ،فيسسسلس شرب ُ طعم شراب لم تذق مثله ،ولم تعوّد ْ ُ
سسسروًرا لمسسا وجسسدت وفك ،فطار قلُبك ُ ج ِ ك إلى َ من في ْ َ
ة.
ل آف ٍ ه ،ثم نقي جوفك من ك ُ ّ من لذ ّت ِ ِ
ل طبٍع كسسان فيسسه فوجدت لذة طهارة صدرك من ك ُ ّ
عه إلسسى الُغمسسوم والُهمسسوم والحسسرص والشسسدة ُينسساز ُ
ل ،فيا برد طهارة صدرك ،ويا روح ذلسسك والغضب والغ ّ
على فؤادك.
426
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ن، حسسستى إذا اسسسستكملت طهسسسارةُ القلسسسب والبسسسد ِ
مطلسعٌ يسسراك واستكمل أحباُء اللسسه ذلسسك معسسك ،واللسسه ُ
هم.ويرا ُ
أمسسر مسسولك الجسساد ُ المتحنسسن خسسوان الجنسسة مسسن
مطيعيسسن خسسائفين منسسه الملئكسسة ،السسذين لسسم يزالسسوا ُ
ة
ل ،وهيب س ً ما لسسه وإجل ً مشفقين وجلين من عقابه إعظا ً ُ
حسسوا بسساب جنتسسه ه ،وأمسُرم أن يفت ُ ه ،وحسسذًرا مسسن نقمس ِ ل ُ
لوليائه.
فانحدروا من دارهسسا ،وبسسادروا مسسن سسساحاتها ،وأتسسوا
حوا أبوابها. دوا أيديهم ليْفت ُ باب الجنة فم ُ
حسسا،سروًرا ،وامتلت فر ً وأيقنت بذلك ،فطار قلبك ُ
حسن صرير أبوابها ،فعلك السسرور ،وغلسب ت ُوسمع َ
سرور ُقلوب المفتوح لهم بسساب جنسسة على ُفؤادك ،فيا ُ
رب العالمين.
م طيسسب الجنسسان، فلمسسا فتسسح لهسسم باُبهسسا ،هسساج نسسسي ُ
وطيب جرى مائها ،فنفح وجهك ،وجميع بدنك ،وثارت
أراييح الجنة العبقة الطيبة.
موِنسسع،ح مسسسكها الذفسسر ،وزعفرانهسسا ال ُ وهسساج ريسس ُ
ح طيسب وكاُفورهسا الصسفر ،وعنبرهسا الشسسهب ،وأريسا ُ
ثمارها وأشجارها ،وما فيها من نسيمها.
ت ك حستى وصسل ْ م ُفتداخلت تلك الراييسح فسي مشسا ّ
إلى دماِغك ،وصار طيُبها في قلبك ،وفاض من جميسسع
جوارحك.
حسسسن قصسسورها ،وتأسسسيس ونظسسرت بعينسسك إلسسى ُ
مسسرِد،ُبنيانهسسا مسسن طسسرائق الجنسسدل الخضسسر مسسن الُز ُ
در البيض قسسد سسسطع منسسه نسسوره ر ،وال ُوالياقوت الحم ِ
وبهاؤه وصفاؤه.
ه ُنوُر ما فقد أكمله الله في الصفاء والنور ،ومازج ُ
وفسسرح جسسب اللسه، ح ُت إلسسى ُ فسسي الجنسسان ،ونظسسر َ
ن لسسك فيهسسا دك لمعرفتسسك أنسسك إذا دخلتهسسا فسسإ ّ فسسؤا ُ
حب أراييس ِ الزيادات ،والنظُر إلى وجه ربك ،فاجتمع طي ُ
427
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ب نسسسيمها ،وبسسرد ُ ن بهجسسة منظرهسسا ،وطيس ُ الجنة وحس ُ
جوها.
فتصور نفسك إن تفضسسل اللسسه عليسسك بهسسذه الهيئة،
حا لكان ذلسسك يح سقُ لسسك ،حسستى إذا فتحسسوا ت فر ً م ّ فلو ُ
جسسوه أوليسساء حكين فسسي وجهسسك ووُ ُ بابا ،أقبلوا عليك ضا ِ
الله معك.
م فتسسسوهم حسسسسن عل َي ْك ُللل ْ
م َ سلللل ٌ ونسسسادوكم َ
نغماتهم ،وطيب كلمهم ،وحسن تسليمهم في كمسسال
صورهم ،وشدة نورهم.
هللا خُلو َ فادْ ُم َ ثسسم أتبعسسوا السسسلم بقسسولهم :طِب ْت ُل ْ
ن فأثنوا عليهم بسسالطيب والتهسسذيب مسسن كسسل دي َ خال ِ ِ
َ
دنيا ،ثن ش ،وكل آفةٍ في دين أو ُ ل وغ ٍ ن وغ ٍ د ََنس ود ََر ٍ
خول في جواره. أذُنوا لهم على الله بالد ُ ُ
م دا ،فقالوا :طِب ْت ُ ْ ثم أخبروهم أنهم باُقون فيها أب ً
ن وأوليسساُء ن ،فلمسسا سسسمعت الذ ُ دي َخال ِ ل ِ ها َ خُلو َ فادْ ُ َ
ب من ضت البوا ُ الله معك ،بادرتم الباب بالدخول ،فك ّ
الزحام.
فتصور نفسك إن عفا الله عنك فسسي تلسسك الزحمسسة
ن قد مبادرين ،مسروًرا مع مسرورين ،بأبدا ٍ مبادًرا مع ُ ُ
جوهٍ قد أشرقت وأنارت فهي كالبسسدر ،قسسد ت ،وو ُ طهَر ْ
شعاِع الشمس. سطع من أعراضهم ك ُ
فلما جسساوزت بابهسسا ،وضسسعت قسسدميك علسسى ُتربتهسسا،
ك ت الزعفسسران المونسسع ،والمسس ُ وهي مسك أذفُر ونبس ُ
ت ة ،والزعفسسران نسساب ٌ ض مسسن فضسس ٍ ب علسسى أر ٍ مصسسبو ٌ
حولها.
فذلك أول خطوةٍ خطوتها في أرض البقسساء بسسالمن
طسسى فسسي ُتسسراب مسسن العسسذاب والمسسوت ،فسسأنت تتخ ّ
حسسسن ض الزعفسسران ،وعينسساك ترمقسسان ُ المسك ،وريا ِ
حسن أشجارها ،وزينة تصويرها. من ُ درِ ، بهجة ال ُ
طى في عرصات الجنان ،في ريسساض فينما أنت تتخ ّ
كثبسسان المسسسك ،إذ ن ُسسودي فسسي أزواجسسك الزعفسسران ،و ُ
428
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وولدانك وخسسدامك وغلمانسك وقهارمتسك ،أن فلن ًسسا قسد
ك ،كمسسا ُيبش سُر أه س ُ
ل دوم َ أقبل ،فأجاُبوا واستبشروا لُق س ُ
ه ،كمسا قسال علسسي بسن أبسي م ِدو ِالغائب فسي السدنيا بُقس ُ
صورك ،إذ سسسمعت ت ت َن ْظ ُُر إلى قُ ُ طالب :فبينما أن ْ َ
حسا ،فبينمسا ت لسذلك فر ً شسُهم ،فاسستطر َ شي ْ َ جلبتُهم وتب ِ
ت مسسا سسسمع َ كل ّم َح مسسسروٌر بغبطتهسسم لُقسسدو ِ أنسست فسسر ٌ
حا بك. م فر ً إجلب َهَ ُ
ص سُفوًفا ة إليك وقسسامت الولسسدان ُ م ُإذ ابتدرت القهاَر َ
ف مقبلة إليك ،إذ استخ ّ ة ُ لُقدومك ،فبينما أتت القهارم ٌ
دمها خ ّل واحدةٍ منهن بعض ُ أزواجك للعجلة ،فبعثت ك ُ ُ
ل.مقب ً لينظر إليك ُ
حا، ن إليه فر ً جوع إليها بُقدومك ،لتطمئ ّ وُيسرع بالر ُ
م قبسسل أن سروًرا ،فنظر إليك الخسسد ُ ن إلى ذلك ُ وتسك ُ َ
ك. مت َ ك قََهاَر ُ تلَقا َ
ن إليها فلمسسا أخبرهسسا كل واحدة منه ّ ل ُ ثم بادر رسو ُ
ه مسسن ل واحدةٍ لرسسسولها :أنسست رأيت س ُ ك ،قالت ك ُ ُ م َ بُقدو ِ
ن ل واحسسدة منه س ّ شسسدة فرحهسسا بسسذلك ،ثسسم أرسسسلت ك س ُ
سول ً آخر. ر ُ
فلما جاءت البشارات بُقدومك إليهن ،لسسم يتمسسالكن
ت إلسى لقسائك لسول مبسسادرا ٍ خروج إليك ُ حا ،فأردن ال ُ فر ً
ك ،كما م َ دو ِن في الخيام إلى قُ ُ ب القصَر له ّ أن الله كت َ
خَيام ِ . في ال ِ ت ِصوَرا ٌ ق ُ م ْ حوٌر ّ قال مليككُ :
نفوضعهن أيديهن علسسى عضسسائد أبسسوابهن ،وأذرعهس ّ
ة وجهسسك، ن ينظسسرن مسستى تبسسدو لهسسن صسسفح ُ سسسه ّ بُرؤو ِ
ل حنينهسسسن ،وشسسسدةُ شسسسوقهن إليسسسك، ن طسسسو ُ فيسسسسك ُ
سّهن ن ،ومعدن راحتهن ،وأن ُ َ وينظرون إلى قرير أعيُنه ّ
ن.ن وحبيب مولهُ َ إلى ولي ربه ّ
صسسورك، فتسسوهم مسسا عسساينت ،حيسسن ُفتحسست أبسسواب قُ ُ
حسسسن بهجسسة مقاصسسيره ،وزينسسةو سُتوُرهُ مسسن ُ ورُفعت ُ
ن رياضه ،وتللؤ صحنه ،ونور ساحاته. س ِ ح ْ أشجارهن و ُ
429
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فبينما أنت تنظر إلى ذلك ،إذ بادرت البشسسرى مسسن
ن فلن قسسد دخسسل ن بس ُ ك هسسذا ُفل ُ ك ُينادون أزواج َ م َدا ِ خ ُّ
ن نسسداءَ البشسسراء بقسسدومك من باب قصره ،فلما سمع َ
ن مسسن الُفسسرش علسسى السسسرة فسسي ك ،تسسوث ّب ْ َ خوِلسس َ ود ُ ُ
الحجال.
وعيُنك ناظرةٌ إليهسسن فسسي جسسوف الخيسسام والقبسساب،
نمسسستعجلت ،قسسد اسسستخفهُ ّ ن ُ فنظسسرت إلسسى وُُثسسوبه ّ
ك. ح ،والشوقُ إلى ُرؤي َت ِ َ الفر ُ
فتخي ّسسل تلسسك البسسدان الرخيمسسة الرعبوبسسة الخريسسدة
خُتر.ن بالتهادي والت ّب َ ْ الناعمة ،يتوث ّب ْ َ
سسن ح ْل واحسدةٍ منهسن ،حيسن وثبست فسي ُ فتصور ك ُ ّ
حللها وحليتها بصباحة وجهها ،وتثني بدنها بنعمته. ُ
ة عسسن ة بكمسسال بسسدنها ،نازلس ً مسرع ً فتوهم انحدارها ُ
ن حسستى سريرها إلى صحن قُب ِّتها ،وقرار خيمتها ،فسسوث َب ْ َ
ن. ن وقبابه ّ مه ّ خيا ِ ب ِ ن أبوا َ أتي ْ َ
ثم أخذن بأيديهن عضسسائد أبسسواب خيسسامهن للقصسسر،
ت ن آخسسذا ٍ ن إلسسى قسسدومك ،فقمسس َ رب عليهسس ّ ضسس ِ السسذي ُ
بعضائدِ أبوابهن.
ن ينحدرن من أبسسواب هه ّ جو ِ ن وو ُ ُ ثم خرجن برؤوسه ّ
ك ملئن من َ مْقِبلت قد ُ ت ينظرن إليكُ ، متطلعا ٍ قبابهنُ ،
حا وسروًرا. فر ً
ن
ه ،وقسسد رمقتهُس ّ حس ِ
ك وفر ِ سرور قلب َ وتخيل نفسك ب ُ
ن.
سن وجوههن ،وغنج أعُينهِ ّ ح ْ على ُ
ن حسسار طرفُسسك ،وهسساج قلبسسك فلمسسا قسسابلت وجسسوهه ّ
ت الذاهل من عظيم ما هاج بالسرور ،فبقيت كالمبهو ِ
ت إليسسه ت عينسساك ،وسسسكن َ سسسرور مسسا رأ ْ في قلبك مسسن ُ
سك. نف ُ
ل إليهسسن ،إذ دنسسوت مسسن أبسسواب فبينمسسا أنسست ترُفسس ُ
ق، مبسسادرات قسسد اسسستخفهن العش س ُ الخيسسام ،فأسسسرعن ُ
ن من كمال ت يتثنين من نعيم البدان ،ويتهاد َي ْ َ مسرعا ٍ ُ
الجسام.
430
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ل واحسسدةٍ منهسسن :يسسا حبيسسبي مسسا أبطسسأك ك كُ ّ ثم نادت َ
ل ة ما زال الله عّز وج ّ علينا؟ فأجبتها بأن قلت :يا حبي ُ
ت أن ل أصسسل ب كذا وكذا حتى خشسسي ُ ُيوقفني على ذن ْ ِ
كن. إلي ُ
نس والحريسسر ،ي ُْثسسرِ َ سسسند ِ فمشسسين نحسسوك فسسي ال ُ
شًقا لك. ع ْ ك ،وشوًقا و ِ س َ م ْ ال ِ
ت إليك بنانها ومعصمها مد ّ ْ ن َ ت منه ّ فأول من تّقدم ْ
ك ت عليهسسا بكفس َ حرهَسسا فسسانثني َ ك إلسسى ن ْ مت ْ َ وخاتمهسسا وضس ّ
ه علسسى قلئدهسسا مسسن حلِقهسسا ،ثسسم ك حتى وضعت ُ وساعد َ
ك إليها. مت ْ َضممُتها إليك وض ّ
مْتك إليها كسساد أن ي ُسسداخل ما ض ّ فتوهمن نعيم بدنها ل ّ
بدُنك بدنها من لينه ونعيمه.
ذة سسسن ن ُُهودهسسا ،ولس ّ ح ْفتوهم ما باشر صسسدرك مسسن ُ
معانقتها ،ثم شممت طيسسب عوارضسسها ،فسسذهب قلب ُسسك ُ
سسسرور ،وامتل ل شيء سواها حتى غسسرق فسسي ال ُ ُ
من ك ّ
حا ،لما وصل إلى ُرْوحك من طيب مسيسها ،ولذةَ فر ً
روائح عوارضها.
ت لذةُ م ْت خّفة السرور من قلبك ،وع ّ فلما استمكن ْ
سرورك، ل في ُ الفرح جميع بدنك ،وموعد الله عّز وج ّ
فناديت بالحمد الله السذي صسدقك الوعسسد ،وأنجسسز لسك
ب دؤو ِ ن بال س ُالموعد ،ثم ذكرت طلبسسك إلسسى ربسسك إي ّسساهُ ّ
شمير. والت ّ ْ
فأين أنت في عاقبسسة ذلسسك العمسسل السسذي اسسستقبلته
ذا هلل َ
ل َ مْثلل ِن لِ ِ م عوارضسسه ّ ن وتشسس ُ مُهسس ّ وأنسست تلتث ُ
ن . مُلو َ عا ِ
ل ال َ م ِ ع َ فل ْي َ ْ َ
فتوهم صعودها على السرير بعظيم بدنها ونعيمسسه،
حتى استوت عليه جالسة ،ثم ارتقيت علسسى السسسرير،
مقابُلهسسا ،فيسسا فاسسستويت عليسسه معهسسا ،فقابلتسسك وأنسست ُ
ة في حالها وحليها بصسسباحة ن منظرك إليها جالس ً حس َ ُ
وجههسسسا ونعيسسسم جسسسسمها! السسسساور فسسسي معاصسسسمها،
والخواتم في أكفها ،والخلخيل في أسسسواقها ،والقلئد
431
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
في عنقها ،والكاليل من الدر والياقوت علسسى قصسستها
وجبينها ،والتاج من فوق ذلك على رأسسسها ،والسسذوائب
من تحت التاج ،قسسد حسسل مسسن مناكبهسسا ،وبلسسغ أردافهسسا،
ك في نحرها ،وهسسي تنظسسر إلسسى وجههسسا فسسي جه َ َ َترى و ْ
نحرك.
ك، وقد تدلت الشسسجار بثمارهسسا مسسن جسسوانب حجلت ِس َ
ت النهسساُر حسسول قصسسرك ،واسسستعلى الجسسداول واطسسرد ِ
على خيمتك بالخمر والعسل واللبن والسلسبيل.
حسسسنها ،و أنسست لبسسس الحريسسر حس سُنك و ُ وقد كمل ُ
صسسل س ،وأساور الذهب واللؤلؤ علسسى كسسل مْف ِ سند ُ وال ُ
ف فسسوق منتص س ُ در واليسساقوت ُ ج ال س ُمسسن مفاصسسلك ،وتسسا ُ
ة بالنور على جبينك. ص ًص َ در مف ّ رأسك ،وأكاليل ال ُ
وقد أضسساءت الجنسسة وجميسسع قصسسورك مسسن إشسسراق
بدنك ونور وجهك ،وأنسست تعسساين مسسن صسسفاء قصسسورك
ك وجميع أبنية مقاصيرك. م َخد ّ ِ
جميع أزواجك و ُ
ك ت عليك ثماُر أشسسجارك ،واط ّسسردت أنهسساُر َ وقد تدل ّ ْ
ل مسسن من الخمسسر واللبسسن مسسن تحتسسك ،والمسساء والعسس ُ
فوقك ،وأنت جالس مسسع زوجتسسك علسسى أريكتسسك ،وقسسد
ت مصاريع أبوابك ،وأرخيت عليك حجال خيمتسسك، ُفتح ْ
من بُقبتسسك ،وسسسمعت زجله س ُ وحفسست الخسسدام والولسسدا ُ
ديس لربك عّز وجل. بالت ّْق ِ
ة ،وقسسد حسساَر جك بأكمل الهيئة وأتم النعم ِ وأنت وزو ُ
متعجب ًسسا مسسن جمالهسسا وكمالهسسا، ظر إليها ُ فيها طرُفك تن ُ
حسنها ،فهسسي س قلبك بها من ُ حتها ،وأن ٌ ك بمل َ طٌر قلب ُ َ
ك وُتعاطيسسك الخمسَر منادمة لسسك علسسى أريكتسسكُ ،تنازعُس َ ُ
ب در وأكسساوي ْ ِت السس ُ
ل والّتسسسنيم فسسي كأسسسا ِ س سِبي َ سل ْ ْ وال ّ
ة. ض ِقوارير الف ّ
در فسسي بنانهسسا ،وقسسد فتوهم الكأس من الياقوت وال ُ
حسن ثغرها ،فسسسطع ن ُسسوُر بنانهسسا قُربت إليك ضاحكة ب ُ
في الشراب ،مع ن ُسسور وجههسسا ونحرهسسا ،ون ُسسور الجنسسان،
مقابلها ،واجتمع فسسي الكسسأس السسذي وُنور وجهك وأنت ُ
432
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
في بنانها ُنوٌر الكسسأس ،ون ُسسور الشسسراب ،ون ُسسوُر وجههسسا،
وُنوُر نحرها ،وُنوُر ثغرها ،انتهى بتصرف.
434
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ن وا ِ ش َ ل الن ّ ْ ماي ُ ِ ت ك َت َ َ ماي َل َ ْ وَت َ َ ن مسس ْ حّلسسةٍ ِ ت فسسي ُ ذا َبسسد َ ْ وإ َ
ن مسسا ِ ح علسسى ُر َ وْرد ٌ وت ََفسسا ٌ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَها ل ُب ْ ِ
ن حَيسسوا ِ جّنسسةِ ال َ مث ْل َِها في َ لِ ِ ب ن الّرط ِْيسس ِ صسس ِ كالغُ ْ ت َهَْتسسّز َ
عسسسن مائ ِل َِها وَ َ شسسس َ وعلسسسى َ مل ُسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه ح ْ و َ
نمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ أي ْ َ شسسسيَها م ْ ت فسسسي َ خَتسسسَر ْ وَت َب َ ْ
ب كسسواك ِ ِ جى ب َ ق السسد ّ َ سسس ِ غَ َ كذا َ وَيحسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسقُ َ
ن مْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَزا ِ ال ِ خل ِْفهَسسسسا مسسسسن َ ف ِ صسسسسائ ِ ٌ وَوَ َ
ب وفسسسي جسسسا ٍ ش وإعْ َ هسسس ٍ دَ َ مَهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ما ِ َوأ َ
ن حا ِ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسب ْ َ ُ ف حس ّ م سهِ قَ سد ْ ُ ة تّ ِ كالَبدرِ َليل َ
س س إْثسسسَر الُعسسسْر ِ والُعسسسَر ُ فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي
ن صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَل ِ مت ّ ِ ُ ف طسر ُ ه وَفُسسؤاد ُهُ وال ّ سان ُ ُ فَل ِ َ
ن مسَرا ِ ل الَق َ ت إذ ْ ي َت ََقاب َ ُ أَرأي ْ َ فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي
ن م بأي مك َسسا ِ في أي َوادٍ أ ْ ل ِزفافِهَسسا فسسي ب َقب س َ َفالَقل ُ
ن ن والعَْينا ِ ت له الذ َُنا ِ مل ِئ َ ْ ُ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهِ عُْر ِ
مسسسن س ِ م ِ شسسس ْ م ب ِسسسهِ ِلل ّ كسسس ْ َ ه ت ََقسساَبل جهَت ْس ُ ما َوا َ ذا َ حّتى إ َ َ
ن جَري َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ َ ف خل س َ ّ ن َ م أي ْس َ مت َي ّس َ ل ال ُ سس ِ فَ َ
ما شسسسي ْهِ َ مسسسا علسسسى فَُر َ وَهُ َ صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسب َْرهُ َ
ن وا ِ خل َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ َ حسسال َُته ف َ مت َي ّسسم ك َي ْس َ ل ال ُ س ِ وَ َ
ْ مسسن ب َي ْسن َ ُ
من ْظسسوم ٍ ك َن َظ سم ِ ِ ِ وََقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ْ
ن مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ ج َ ُ ه
شسسي ْ ِ وا ِ ح َ ت َ طق َرقّ ْ من ْ ِ من َ ِ
ب فسسي َروٍْح وفسسي حب ُسوْ َ م ْ ال ْ َ جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه وَوَ ْ
ن
حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ َري ْ َ ه
ش ست ُ ُ عي َ ف ِ مت ِّيم ك َي ْ َ سل ال ُ وَ َ
ن دا ِ من الوْلسس َ ف أقمارٍ ِ بأك ُ ٍ ذا إ ً
ن م ي َت َك َِئا ِ خ سَرى ث ُس ّ خود ُ أ ْ وال ُ من ْث ُسسوَرةً ن ل َِئآلًئا َ طا ِ ساقَ َ ي َت َ َ
شسسسوْقَْين َبعسسسد َ الب ُْعسسسدِ مع ْ ُ َ سه جل ِ ُ م ْ ف َ م ك َي َ َ مت َي ّ َ سل ال ُ وَ َ
ن ي َْلتِقيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسع
ل صسسسس ِ ب الوَ ْ مسسسسا بَثسسسسوْ ِ وَهُ َ ق حْيسس ِ ت الَر ِ سسسا ُ وََتسسدوُر كا َ
ن مل ِ شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسست َ ِ م ْ ُ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا عَل َي ْهِ َ
مسسسا مسسسا هُ َ ك َ حيسسساةِ رِبسسس َ وَ َ مّرةً ذا َ س هَ َ كأ َ ن ال َ عا ِ َيتَناَز َ
ن جَرا ِ ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ َ ت ه أَرأْيسس َ م ُضسس ّ مَها وَت َ ُ ضسس ّ فَي َ ُ
ن مسسا ِ سائ َِر الْز َ دا َ جدِي ْ ً حِبه َ ِ ل ب ك ُس ّ ب وَغَسسا َ ب الّرقِي ْس ُ غا َ
435
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ن ما ِ سل ً ل ي َن ْت َِهي ب َِز َ سل ْ ِ مت َ َ ُ من َك ّسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدٍ ُ
ن وا ِ صسسن ْ َمسسا ِ َ
ق وَك ِلهُ َ ح ٍَوبل ِ ذا مسسن َ جَرْين ِ ضسس ِ مسسا َ أت ََراهُ َ
ذا ل َبهسسس َ شسسسغْ ٍ دري ْهِ ذ ُوْ ُ َيسسس ْ شل العَْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ
ن
شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ ال ّ صسسا حًبا ل ِ َ ما ُ من ْهُ َ ل ِ وَي َزِي ْد ُ ك ُ ٌ
ت كسسسسوَ ِ مل َ ُ
ن ِذي ال َ سسسسسْبحا َ ُ حًبا ب َعْد َهُ سوهُ ُ ه ي َك ْ ُ صال ُ ُ وَوِ َ
نطا ِ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل ْ َ وال ُ ب حسس ٍ فب ُ حُفسسوْ ٌ م ْ ل َ صسس ُ فالوَ ْ
ت ل َولسسسسس َ حْيسسسس ُ جسسسسد ّ الّر ِ َ ق سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساب ٍ َ
ن بالي َْقظسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ َ ذاك ن َ ف ب َْيسسس َ َ
َفسسسْرقٌ لط ِْيسسس ٌ
س
سي ْ ِ خ ِ ظ ال َ ح ِ ذا ال َ َقنُعوا ب ِ َ ذا ن َ وَب َي ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ
ن الَفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ ت ل وَقْس ٍ هم فسسي ك ُس ّ مزِي ْسد ُ ُ وَ َ
نما ِ حْر َ ت بال ِ ضي ْ َ فَت َب َعُْهم فََر ِ ل صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٌ حا ِ َ
ه ت لس ُ َ خل ِْف س َ مسسا ُ يسسا غَسسافل ً عَ ّ
ن
مسسا ِ لأ َت كُ ّ حب ْ َب َعْد َ ذا َوص ِ ه
ان ْت َِبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ْ
حسسسسةِ سسسسسْير وََرا َ م ِعَسسسسن ال َ ع
مس َ ك َ خلُفسسو َ ساَر الرَِفاقُ وَ َ َ
ندا ِالبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ الولسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى
ت َ
ذا ت وَك ُْنسسس َصسسسن َعْ َمسسساذا َ ن َتسسَرى مسس ْ ت أك َْثسسَر َ وََرأْيسس َ
ن
كسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ِ م َ إ ْ خل ًّفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا مت َ َ ُ
ز
جس ٍ ي عَ ْ خط ّسست ْ تب ُ ن أت َي ْس َ َلك ْ
ل جْهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٍ وَ َ
ع
مسس َ ق َ حو ِ ك بال ُ س َ ك ن َْف ُ من ّت ْ َ َ
الُقُعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسودِ
ن حي ْسسسس َ م ِ ف ت َعْل َسسسس ُ سسسسسوْ َ وَل َ َ
طسسسسسسسسا ف الغِ َ شسسسسسسسس ُ ي َن ْك َ ِ
436
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
437
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ب ن قَرِي ْس ٍ ي ع َس ْ مان ْ صَري ْعَ ال َ رة مسسس ِ سسسساهًيا فسسسي غَ ْ فَي َسسسا َ
م سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسست َن ْد َ ُ َ وى ل والهَسسسسسسسس َ جهْسسسسسسسس ِ ال َ
َ
حسسسّر ن َسسساٍر جن ّسسسةٍ أوْ َ وى َ سسسس َ ِ ي
ت ال سذِ ْ أفِقْ قَد ْ د ََنى الوَقْ ُ
م ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسّر ُ تَ َ س ب َعْسسسسسسسسسسسد َهُ ل َي ْسسسسسسسسسسس َ
ي العُسْروَةُ السوُث َْقى السستي هِ َ ن سسسسسن ّةِ الغَسسسسّراِء ك ُسسسس ْ وبال ّ
م صسسسسسسسسسس ُ ل َي ْسسسسسسسسسسس ت ُْف َ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ً
كا م ّ مت َ َ ُ
جسسسذِ ض عَل َي َْهسسسا بالّنوا ِ عسسس ّ وَ َ ل خي ْس ِ ك الب َ ِ سس َ م ْ ك ب َِها َ س ْ م ّ تَ َ
َ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلم ِ تَ ْ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسال ِهِ ب َ
ث وادِ ِ حسس َ ك ال َ هات ِْيسس َ مْرَتسسعُ َ فَ َ ث ح سد َ َ مسسا قَ سد ْ أ ْ ك َ وَدِعْ عَن ْس َ
م
خسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ أو ْ َ ها س ب َْعسسسسسسسسسد َ َ الّنسسسسسسسسسا ُ
ذا مسسا َ م العَْرض َ ن الله ي َوْ َ م َ ِ ع
م ُ سسس َ ما ت َ ْ واًبا عن ْد َ َ ج َ هيْء َ وَ َ
م جب ُْتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ أ َ دا الّنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ
ف سسسسوْ َ م َ ب سسسسوَهُ ْ جسسسا َ أ َ ن مسس ْ م فَ َ ما أت َوْك ُ ْ ي لَ ّ سل ِ ْ ب ِهِ ُر ُ
م خسسسسسسسسسَزى وََينسسسسسسسسسد َ ُ يُ ْ ي َك ُسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ْ
ن
مجهَن ّس ُ عَيان ًسسا َ ل ِي َوْم ٍ ب ِهِ ت َب ْد ُوْ ِ ن حمسس ِ مسسن ت َُقسسى الّر ْ خسسذ ْ ِ وَ ُ
ج فََهسسساوٍ وَ َ أعْ َ
ش ونسسسا ٍ خسسسد ُوْ ٌ م ْ جّنسسسسسسسسسسةٍ م ُ ظسسسسسسسسسس َ
م سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل ّ ُ م َ ُ ن مسس ْ سسسُر ِ ج ْ ك ال َ ذا َ ب َ ص ُ وَي ُن ْ َ
ن العَِبسسادِ مسسا ب َْيسس َ ل َ صسس ُ فَي َْف ِ مت ْن ِهَسسسسسسسسسسسا وق َ فَسسسسسسسسسسس ْ
م كسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ح ُ وَي َ ْ ه
ن ل ِوَعْدِ ِ مي ْ َه الَعال َ ِ ي إل َ ُ وََيأت ْ
ق خلئ ِ ِ س عَْبسسسسدٍ ل ِل ْ َ فََيسسسساب ُؤْ َ
م ي َظ ِْلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ه
حّقس ُ
ك َ م ْ
ظلوم ِ َرب ُ َ خذ ُ ل ِل ْ َ
وََيا ُ
مس ي َظ ْل ِ ُ ط الذي ل َي ْ َ س ِ بالِق ْ
ب سسسا ِ ح َ ن ال ِوا ُ شسسُر دِْيسس َ وَي ُن ْ َ
ك ذا َ جسرِهِ َ من أ ْ ن ِحس ٌ م ْ ول ُ ن
مسسسسسسوازِي ْ ُ ضسسسسسسعُ ال ْ َ وَت ُوْ َ
م
ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ي ُهْ َ ة
مس َ شسسى ظ ََل َ خ َ م يَ ْ جرِ ٌ
م ْ فََل ُ
ن مسس ُ مهَي ْ ِ
ك على فِْيسسه ال ُ ذا َ ك َ ذ َّرةٍ
مخُتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ يَ ْ سسسيء م ِ ضسساُء ال ُ ش سهَد ُ أعْ َ وَت َ ْ
ن
ب الَعسسساِلمي ْ َ طسسساي َُر ك ُْتسسس ُ تَ َ جن َسسسسسسسسسسسسى مسسسسسسسسسسسسا َ ب َ
م سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ وت ُْق َ ك حال ِ ُ ف َ شعْرِيْ ك َي ْ َ ت ِ فََيال َي ْ َ
ك مْنسس َ خرى وََراَء الظ ّهْرِ ِ بال ْ ما
عْنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد َ َ ِ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل ّ ُ تَ َ مكأ ْ مَنى ك َِتاَبسس َ خسسذ ُ بسسالي ُ ْ أَتأ ُ
438
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
و
ه أوْ هُ َ ج ُك الوَ ْ من ْ َشرِقُ ِ فَي ُ ْ ن ت َك ُسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ْ
ي ُظ ِْلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
م شسسيءٍ ل َ كسس ّ وَت َْقسسَرأ فِي َْهسسا ُ
شسسسُر بسسسالَفوْزِ العَظ ِْيسسسم ِ ي ُب َ ّ مل َْتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ
ه عَ ِ
موَي ُعْل ِسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ هل ك َِتاِبي فاقَْرؤُهُ فسسإن ّ ُ ت َُقوْ ُ
ه فَُهسس َ
و م أوَْتسس ُ ي َلسس ْ أل ل َي ْت َِنسس ْ كخسسَرى فإّنسس َ كسسن ال ْ وإن ت َ ُ
م مْغسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَر ُ َ ل َقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ِ ٌ
ك ص سْرفُ َ ل وَ َ مْقب ُسوْ ٌ ك َ ُ
وعَ سد ْل َ م فسسسي دا َ
مسسسا َ ذا َفََبسسسادِْر إ ً
م قَّيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ ة ح ٌ سسسسسسسسسس َ مسسسسسسسسسرِ فُ ْ العُ ْ
سَعى ن تَ ْ كا ِم َ ن ال ْ م ِفِفي َز ْ ن
مس َ سارِعْ واغْت َن ِس ْ
م َز َ جد ّ وَ َ وَ ُ
م وَت َغْن َسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَبا ال ّ
مَفسسسٌر ه َ من ْسسس ُمسسسا ِ ت َ وَهَي ْهَسسسا َ ت عا فسسالمو ُ سسسرِ ًم ْ سسسْر ُ وَ ِ
م مْهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَز ُ وَ َ عا سسسسسسسسسرِ ً م ْ ك ُخل َْفسسسسسسسس َ َ
440
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ه« أي ع ،فقسسال» :إنمسسا هسساجر بسسه أب ُسسو ُ ه الّرب ُس َ م نقصت َ ُ فل ِ َ
ه. س ِ ن هاجر بنْف ِ ليس كم َ
وعن عبدالله بن عمسسر سس رضسسي اللسسه عنهمسسا سس أنسسه
ت سسسمن َ ْ جعُْتها إلى الحمى فلما َ ت إبل ً وارت َ قال :اشتري ُ
عمُر السوق فرأى إبل ً سماًنا، ت بها ،قال :فدخل ُ م ُقدِ ْ
من هذه؟ فقيسسل :لعبسسدالله ابسسن عمسسر ،فجعسسل فقال :ل ِ َ
خ ابن أمير المؤمنين. خ بَ ٍ يقول :يا عبدالله ب َ ٍ
ت :مالسسسك يسسسا أميسسسر قسسسال :فجئتسسسه اسسسسعى ،فُقلسسس ُ
ل هزيلسسة ت :إبس ٌ المؤمنين؟ قال :مسسا هسسذه البسسل؟ فُقلس ُ
ت بهسسا إلسسى الحمسسى أبتغسسي مسسا يبتغسسي اشسستريتها وبعث س ُ
ن أميسسر عسسوا إبسسل ابسس ِ المسسسلمون ،قسسال :فقسسال :ار َ
سُقوا إبل ابن أميرِ المؤمنين. ُ
المؤمنين ،أ ْ
لس مالسسك واجعس ْ عمر ،أغْسد ُ علسسى رأ ِ يا عبدالله بن ُ
باقيه في بيت مال المسلمين.
ل بمكسسة ،فلمسسا م أحمد ُ سطل ً له عند بّقا ٍ ن الما ُ وره َ
ك، خذ ْ سسسطل َ سط َْلين ،وقالُ : ل َ ه أخرج البقا ُ أراد فكاك ُ
ي سسسطلي ل أدري أي ُّهمسسا؟ هسسو فقال أحمد :أشكل عل ّ
لك والدراهم لك ،فقال البقسسال :سسسطُلك هسسذا وأشسسار
ك، ك أيْ أختسسبُر َ جّرَبسس َ ت أن أ َ إلسسى أحسسدهما ،وقسسال :أرد ُ
ه عَنده. ذه وتَرك َ ُ خ ُ فقال :ل آ ُ
مْروْ إلى الشام في من َ ن المبارك ِ دالله ب ُ ورجعَ عب ُ
عمر بسسن ل إلى ُ م َح ِقلم ٍ استعاَرهُ ليُرد ّهُ على صاحبه ،و ُ
ك مسسن الغنسسائم فلمسسا أدخلسسه إلسسى بيسست س ٌ م ْ عبدالعزيز ِ
حسهِ وأنسسا ك بأنفه ،وقال :إنما ُينتفع منسه بري ْ ِ س َ َ
م َ المال أ ْ
ه د ُْون المسلمين. ح ُ ن أجد َ ري َ أكرهُ أ ْ
شعًرا:
َ
مسسن ب ِ داِء السسذ ّن ْ ِ غيسسُر َ ل مسسا َ عسسذ ُوْ ُ م يسسا َ ب أعَْلسس ُ الَقْلسس ُ
َ
دائ ِهِ أد َْوائ ِهِ ِبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ
َ كاهُ أ َ ُ َ
جْفن ِهِ وِبمائ ِهِ كب َ من َحقّ ِ و وأ َ خسس ْ ما ب َ َ ب أوَْلى َ والذ ّن ْ ُ
ه
ضسسس ِ ما ب ِسسسهِ فسسسي أْر ِ سسسس ً الت َُقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى قَ َ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسمائ ِهِ ن و َ صسسسي َ ّ ب لعَ ْ
حسسس ّ َ ن أُ ِ م ْ َفسسسو َ
441
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مسسسسن ة ِفيسسسسهِ ِ ملمسسسس َ ن ال َ إ ّ عَسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسواذِِلي
دائ ِهِ عسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ أ ْ ب خسسا السذ ُُنو ِ م أَ َ ذا ي َل ُسسو ُ مسسن َ ِ
ن سسسس َ ح ْ هو ُ مُثسسسوب َت َ ُ جسسسا َ وَر َ ى كسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ إذا ب َ َ
جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَزائ ِهِ َ ف الُفسسؤاد ُ خسسا َ مسسن َ ح سقّ َ فَوَ ِ
ح دي س ٍ م ِ مسسي فسسي َ ديٍع ن َظ ْ ِب ِب َس ِ عْيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد َهُ و ِ
وائ ِهِ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ ِ ضسسي ن َيرت َ ِ مسس ْ م ّ ت ِ كنسس ُ مسسا ِ
ف سسسسْق ِ جهَسسسا ب ِ ِ شسسسا وت َوّ َ فُُر ً ن الث ّن َسسسسسسسسسسسا سسسسسسسسسسسس َ ح ْ ُ
ه
مائ ِ ِ سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ِ َ سسسسسطَ مسسسسن َذا السسسسذي ب َ َ َ
ه َ ة ل ِْلسسسسسسسوََرى سسسسسسسسي ْط َ َ
جائ ِ ِ ديرٍ على أْر َ جري َبتْق ِ تَ ْ الب َ ِ
س فسسي َ من َ
ذا أَتى بالشسسم ِ َ
ُ
ما ب ِب ََنائ ِهِ ذي َرفَعَ ال ّ
س َ ل وال ِ ماسسسسسسسسسسس َ أُفسسسسسسسسسسق ال َ
ضَياًء َنافِعًسسا َ
ها ِ وا َس ّ أسواهُ َ
ه– ح ُصسسسب ْ َ ه ُ شسسساب َ َ ل فَ َ ل َْيسسس ٌ ذا مِنيسسر إ َ مَر ال ُ من أطلعَ الَق َ َ
ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسيائ ِهِ بِ ِ جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى دَ َ
َ مسسسن ط َسسسوّ َ
لصس ِ صسساًرا عنسد َ فَ ْ ت قِ َ وأت َس ْ م عنسسسد َ ل اليسسسا َ َ
شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسستائ ِهِ ِ صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسيِفَها م ْ َ
ه
ميسسسسعَ ب ِب ّسسسسر ِ ج ِ وك ََفسسسسى ال َ ق
خلئ ِ َ خَلسسقَ ال َ ذا الذي َ من َ َ
عطسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ِهِ و َ ك ُل َّهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
ب ص ط ِْيسس َ متسس ّ مسسهِ ي َ ْ مسسن أ ّ ِ ضسسسسسي ِْع ل الّر ِ وأد َّر ِللط ّْفسسسسس ِ
ذائ ِهِ ِغسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ ه
شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ مَعا َ َ
ه ب َِنسسوال ِهِ ونسسدائ ِهِ سسسان َ ُ ح َ إ ْ ه
صسسي اللس ِ ح مسسن ي َعْ ِ يسسا وَي ْس َ
م فسسي ح الُبسسو ُ صسسي ْ ُ وا ت َ ِ خْلسس ً ِ وَقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ْ َرَأى
َ
جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ِهِ أْر َ صسسى مسسن عَ َ ن َ ساك ِ َ م َ وَرأى َ
ت فسسي شاهَد ْ َ ن َ م ْ وان ْظ ُْر ل ِ َ خَل ن َ مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ْ م ّ ِ
علسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوائ ِهِ جبسسسسسسسسسسسسسسسسسساَبرةَ دع ال ِ و َ
وائ ِهِ ش ه ِ ول ِ َ جُيو ِ ن ِ ل ب َي ْ َ خَتا ُ يَ ْ سسسسسسسسسسسسسسسسسسَرةالَلي كا ِ ال َ
سسسم ِ فسسي مسسّر ال ّ ه ُ سسسَقت ْ ُ وَ َ مسسن ك ِ عين َسسا َ ت َ شسساهَد َ ْ كسسم َ
حْلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوائ ِهِ َ مل ِسسسسسسسسسسسسك غَسسسسسسسسسسسس َ
دا َ
ه ِبسسدائ ِهِ مت َعَت ْ ُ
ه وَ ّ ي طلَقت ْ ُ ّ َ هِ َ سسسسا كؤو ً دنيا ُ ه السسس ُ ت لسسس ُ َ مل ْ َ
ت َبلئ ِهِ سك َْناهُ وب َي ْ َ حد َ ُ والل ّ ْ حل ْسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوةً ُ
شسساهُ فسسي ح َ ن َ حّتسسى تكسسو َ َ ختياًرا إّنما ما ط َل ّقَ الد ُن َْيا ا ْ
442
إيقاظ أوللللللي
َ الهمم العالية
شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ِهِ ح َ أ ْ
مسسائ ِهِ جسساَرةٍ وب ِط ِي َْنسسةٍ وب َ ح َ
بِ ِ سسسوةَ ن كِ ْ ت له الكفسسا َ جَعل ْ َ
ل سسسؤا ِ ن ُعسس ْعسسن دِي ِْنسسهِ ل َ ة
عسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ّ ٍ ُ
وائ ِهِ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ ِ شسسسِفًقا فسسسي م ْهل ُ م ُ ضسسس ّ وي َ ُ
جهِهِ وقََفائ ِ ِ
ه ه في وَ ْ ضْرًبا ل َ ُ َ مهِ ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ّ ِ
حسسد ُهُ عسسن ك ي ُغَْلسسقُ ل َ ْ وهَُنسسا َ
لق ل ِط ُسسو ِ ضسي ْ ٍ
م فسسي ِ وُيقي س ُ أهل ِسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهِ
عََنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ِهِ صسسسد َ ن قَ ْ مل َك َسسسا ِ
وي َسسسُزوُْرهُ ال َ
ت حس َ حسان الَعبسدِ ت َ ْ مت ِ َ
عنسد َ ا ْ ِ ؤال ِهِسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس َ ُ
َثسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسَرائ ِهِ ت« سسس ُ ب بسسس »ل َ ْ جسسا َ فسسإذا أ َ
وب ِك ُت ُب ْسسسهِ وب ِب َعْث ِسسسهِ ول َِقسسسائ ِهِ أ َد ْرِيْ أ َقِْبل
ل ت أهسسس ِ ل السسسبي ِ ل أهسسس ِ وال ِ جهَن ّسم ٍ ه ب َِقعْسسر َ مَنازل َ ُ وَيرىَ َ
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسائ ِهِ كِ َ ت
ل ثسساب ِ ب ثب ّت ْن َسسا بَق سوْ ٍ يسسا ر ّ
َ
سسل ِهِ م ب ُِر ْن اللهِ ث ُس ّ م ٌ مؤ ْ َ أَنا ُ
ل ثم الصسسلةُ علسى الرسسسو ِ
مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدٍ ح ّ م َ ُ
ة
ة ،وعيش س ٍ سا تقي س ً ة ،ونف ً اللهم إنا نسأُلك حياةً طيب ً
مخزي ول فاضح. دا غير ُ ة سوّية ،ومر ً نقية ،وميت ً
اللهم اجعلنا من أهل الصلح والنجاة والفلح ،ومن
المؤيدين بنصرك وتأييدك ورضاك يا رب العالمين.
شللاءُمللن ت َ َك َمل ْل َؤِتي ال ُ مل ْ ِ
ك ت ُل ْ مال ِ َ
ك ال ُ م َ الل ّ ُ
ه ّ
لذ ّ
وت ُل ِ مللن ت َ َ
شللاءُ َ ع لّز َوت ُ ِ
شاءُ َمن ت َ َ م ّ
ك ِ مل ْ َ ع ال ُ
ز ُ وَتن ِ
َ
ديٌرقل ِء َي ٍ
شل ْل َ ُ
على كل ّ َ َ
خي ُْر إ ِن ّك َ َ
دك ال َ من ت َ َ
شاءُ ب ِي َ ِ َ
.
مبسسديُء يسسا معيسسد يسسا
دود ُ يا ذا العرش المجيد يا ُ
يا و ُ
ل لما تريسسد نسسسألك بنسسور وجهسسك السسذي مل أركسسان فعا ٌ
ك ت بهسسا علسسى جميسسع خلق س َ عرشك وبقدرتك التي قدر َ
سسَعت كسسل شسسيء ل إلسسه إل أنسست أن وبرحمتك التي و ِ
ذنوبنا وسيئاتنا وأن تبدلها لنا بحسنات إنك جواد ٌ تغفر ُ
كريم رؤوف رحيم.
443
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
اللهم افتح لدعائنا باب القبول والجابسسة واغفسسر لنسسا
ولوالسسسدينا وجميسسسع المسسسسلمين برحمتسسسك يسسسا أرحسسسم
الراحمين.
وصل الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
نختم هذا الكتاب بنبذة من زهده
كسسان رسسسول اللسسه أزهسسد النسساس ،ويكفيسسك فسسي
تعريف ذلك أن فقسسره كسسان فقسسر اختيسساري ل فقسسر
جلبسست إليسسه حو ُ اضطراري؛ لنه ُ فتحت عليسسه الفتسسو ُ
ة عند يهودي فسسي نفقسسة ه مرهون ٌ ل ،ومات ودرعُ ُ الموا ُ
عياله ،وهو يدعو :اللهم اجعل رزق آل محمد قوًتا.
وقالت عائشة س رضي الله عنها س :ما شسسبعَ رسسسول
خبزٍ حسستى مضسسى لسسسبيله، عا من ُ الله ثلثة أيام تبا ً
ل.
ولو شاء لعطاهُ الله ما ل يخطر ببا ٍ
ك رسول الله ديناًرا ول شاةً وعنها قالت :ما تر َ
ما ول بعيًرا ،ولقد مسات ومسسا فسي بيستي شسسيء ول دره ً
ف لي. يأكله ذو كبدٍ إل شطر شعير في َر ّ
ي ربسسي أن يجعسسل لسسي وقسسال لسسي :إنسسي عسسرض علس ّ
ع
مسسا وأشسسب ُ ت :ل يسسارب أجسسوعُ يو ً بطحاء مكة ذهًبا ،فقل ُ
جسسوع فيسسه فأتضسسرع إليسسك م السسذي أ ُ مسسا ،فأمسسا اليسسو ُ
يو ً
دك وأثنسسي وأدعوك ،وأما اليوم الذي أشبعُ فيسسه فأحم س ُ
عليك.
ث شسسهًرا مسسا ل محمسسد لنمكس ُ ن ك ُن ّسسا آ ُ وعنها قسسالت :إ ْ
نستوقِد ُ ناًرا ،إن هو إل التمُر والماء.
ف النبي شسسبًعا قسسط، وعنها قالت :لم يمتلئ جو ُ
ولم يُبث إلى أحدٍ شكوى.
ب إليه من الغنى ،وإن كان ليظ ُ
ل وكانت الفاقة أح ّ
جائًعا يلتوي ط ُسسول ليلتسسه مسسن الجسسوع ،فل يمنعُسسه مسسن
صيام يسسوم ولسسو شسساء لسسسأل ربسسه جميسسع كن ُسسوز الرض
وثمارها ورغد عيشها.
444
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ح بيدي ة مما أرى به وأمس ُ ت أبكي له رحم ً ولقد كن ُ
على بطنسسه ممسسا بسسه مسسن الجسسوع ،وأقسسول نفسسسي لسسك
ت من الدنيا بما يقوتك. الفداء ،لو تبل ّغْ َ
فيقول :يا عائشة مالي وللد ُن َْيا إخواني أولسو العسزم
من الرسل صبُرْوا على ما هو أشد من هسسذا ،فمضسسوا
على حالهم فقدموا على ربهم وأكسسرم مسسآبُهم وأجسسزل
ثوابهم.
ت فسسي معيشسستي أن وأجسسدني أسسستحي إن ترفّْهسس ُ
دونهم. دا ُ صرني غ ً ُيق ّ
حسسوق بسسإخواني ومسسا مسسن شسسيء أحسسب إلسسي مسسن الل ُ
وأخلئي ،قالت :فما أقام بعد إل شهًرا ثم توفى .
وعن عائشة س رضسي اللسه عنهسسا سس قسالت :مسا رفسع
ط لغداء.ط غداًء لعشاٍء ول عشاَء ق ّ رسول الله ق ّ
ول اتخذ من شيء زوجيسسن ل قميصسسين ول ردائيسسن
ول إزارين ،ومن النعال ول رئى قسسط فارغًسسا فسسي بيتسسه
إما يخصف نعل ً لرجل مسكين أو يخيط ثوًبا لرملة.
وعن أنسسس بسسن مالسسك أن فاطمسسة –عليهسسا السسسلم-
خسسبز إلسسى النسسبي ،فقسسال» :مسسا هسسذه ت بكسرةٍ ُ جاء ْ
الكسرة يا فاطمة؟« ،قالت :قرص خبزته فلم تطسسب
نفسي حتى أتيُتك بهذه الكسرة ،فقال» :أما إنسسه أوّ ُ
ل
من ْذ ُ ثلثة أيام«. ك ُم أب ِي ْ ِ خل فَ َ طعام ٍ د َ َ
وروى مسلم عن النعمان قال :ذكر عمر ما أصاب
ت رسسسول اللسسه الناس من السسدنيا ،فقسسال :لقسسد رأيس ُ
مل بطنه. يظل يلتوي ما يجد من الدقل ما ي َ ْ
وعن أبي هريرة قال :إن كان ليمر بآل رسسسول
ج في بيت أحد منهم سسسراج ول الله الهِّلة ما ُيسر ُ
يوقد فيه نار إن وجدوا زيًتا ادهنوا به وإن وجدوا ود ً
كا
أكلوه ،رواه أبو يعلى ورواته ثقاة.
عن عبدالله بن مسعود ،قال :نسسام رسسسول اللسسه
على حصير ،فقام وقد أثر في جنبه ،قلنسسا :يسسا رسسسول
الله ،لو اتخذنا لك وطاء.
445
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
فقال :مالي وللسسدنيا مسسا أنسسا فسسي السسدنيا إل كراكسسب
أستظل تحت شجرة ثم راح وتركها ،رواه ابسسن مسساجه
والترمذي وحسنه.
قال عمر بن الخطاب :دخلت على رسول اللسسه
ت فإذا عليه إزاُرهُ وليس عليه وهو على حصير فجلس ُ
ه. غيره وإذا الحصيُر قد أث َّر في َ
جن ْب ِ ِ
وإذا أنا بقبضةٍ من شسسعير نحسسو الصسساع وقسسرظ فسسي
ناحيسسة الغرفسسة ،وإذا أهسساب معلسسق )الهسساب :الجلسسد(
فابتدرت عيناي.
ت :يا نسسبي فقال» :ما ُيبكيك يا ابن الخطاب؟« فقل ُ
الله ،وما لي ل أبكي وهذا الحصير قد أثر فسسي جنبسسك،
وهذه خزانُتك ل أرى إل ما أرى.
وذاك كسرى وقيصر في الثمار والنهار وأنت نسسبي
الله وصفوُته وهذه خزانتك.
قال» :يسسا بسسن الخطسساب ،أمسسا ترضسسى أن تكسسون لنسسا
الخرة ولهم السسدنيا« رواه ابسسن مسساجه بإسسسناد صسسحيح،
والحاكم ،وقال :على شرط مسلم.
وروي عسسن جسسابر قسسال :حضسسرنا عسسرس علسسي
سسسا كسسان أحسسسن منسسه حشسسونا وفاطمة ،فمسسا كسسان عر ً
الفراش يعني من الليف ،وأوتينسسا بتمسسر وزيسست فأكلنسسا
وكان فراشها ليلة عرسها إهسساب كبسسش ،رواه السسبزار.
الهاب :الجلد.
تعن عامر الشعبي قال :قال علي :لقد تزوجس ُ
فاطمة ،وما لها ولي فراش غير جلد كبش ننام عليسسه
بالليل ونعلف عليه الناضح بالنهار ،وما لي ولها خسسادم
غيرها.
ه فاطمسسة ج ُ وعن علي أن رسول الله لما زوّ َ
حي َْيسسن
بعث معها بخميلة ووسادة أدم حشوها ليسسف وَر َ
وسقاِء وجّرَتين.
ت حسستى سسن َوْ ُفقال علي لفاطمة ذات يسسوم :واللسسه َ
ت من إخراج المسساء مسسن ت صدري )المعنى تعب ُ اشتكي ُ
446
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
مي ْهِ )أي البئر( وقد جاء اللسسه بسسسبي فسساذهبي فاسسستخد ِ
ما(. اطُلبي منه خاد ً
ت يدي من ت حتى مجل ْ فقالت :وأنا والله لقد طحن ْ ُ
مسسا كو َ العمسسل ،فسسأتت النسسبي ،فقسسال» :مسسا جسساَء ب ِس ِ
م عليسسسك ك أيْ ب ُن َّيسسسة؟« قسسسالت :جئت لسسسسل َ جَتسسس ِ حا ََ
ت. جع َ ْ ه َفر َ سأل َ ُن تَ ْ تأ َ حي َ ْواست َ
ت أن أسسسأله، ت؟ قالت :استحيي ُ فقال علي :ما فعل ِ
ي :يا رسسسول اللسسه ،واللسسه لقسسد فأتياه جميًعا ،فقال عل ّ
ت صدري. ت حتى اشتكي ُ سنو ُ
ت يداي ،وقد ت حتى مجل ْ وقالت فاطمة :لقد طحن ُ
مَنا.ك الله عز وجل بسبي وسعة فأخد ْ جاء َ
صسّفةِ تط ْسسوى ما َوأد َعُ أهل ال ّ فقال» :والله ل أعْط ِي ْك ُ َ
ُبطوُنهم ل أجد ُ ما أنفق عليهسم ،ولكسن أبيعهسم وأنفسق
عليهم«.
فرجعا ،وأتاهما النبي ،وقد دخل فسسي قطيفتهمسسا
مهما ،وإذا غَط ََيسسا ت أقسسدا ُ شسسَف ْ ما تك َ ّ سسسهُ َ طيسسا ُرؤُ َ إذا غَ َ
كانكما«. م َ سهما فثارا ،فقالَ » : ت ُرؤ ُ شَف ْ مهما تك َ ّ أقدا َ
ثم قال» :أل أخبركما بخيسرٍ مسسا سسسألتماني؟« قسسال:
ر
ن في د ُُبسس ِ حا ِ ل ُتسب ّ ن جْبري َ من ِي ْهُ ّ ى ،قال» :كلمات عَل ّ َ بل َ
ذان عشَرا ،وإ َ شَرا ،وت ُك َّبرا ِ ن عَ ْ مدا ِ ح َصلةٍ عشر وت َ ْ ل َ كُ ّ
كما ،فسبحا ثلًثا وثلثين ،وأحمدا ثلًثا ش ُ أوي ُْتما إلى فرا ِ
نوثلثين ،وكبرا أربًعا وثلثين« ،قال :فوالله ما َترك ْت ُهُ س ّ
ن رسول الله . علمْنيهُ ّ منذ َ
جل ً يقسسول :اللهسسم عن بريدة قال :سمع النسسبي ر ُ
ت اللسسه ل إلسسه إل أنسست ك أن س َ أني أسألك بأني أشهد أن س َ
وا الحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن لسسه كفس ً
أحد.
فقال رسسسول اللسسه » :والسسذي نفسسسي بيسسده لقسسد
سأل الله باسمه العظسسم السسذي إذا دعسسي بسسه أجسساب،
سئل به أعطى« أخرجه أبو داود والترمذي. وإذا ُ
447
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وعن أنس قال :دعسسا رجسسل ،فقسسال :اللهسسم إنسسي
أسألك بأن لك الحمسسد ل إلسسه إل أنسست الحنسسان المنسسان
بديع السموات والرض ذو الجلل والكرام يا حسسي يسسا
قيوم.
فقال النبي » :أتسسدرون بمسسا دعسسا؟« قسسالوا :اللسسه
ورسوله أعلم ،قال» :والذي نفسي بيده لقد دعا الله
سئل بسسه دعي به أجاب ،وإذا ُ باسمه العظم الذي إذا ُ
سَنن.أعطى« أخرجه أصحاب ال ّ
عن سعد بن أبي وقاص قال :قال رسول اللسسه :
عى وهسسو فسسي بطسسن الحسسوت :ل »دعوة ذي النون إذ ْ د َ َ
ك إني كنت من الظالمين ،فإنه لسسم حان َ َ
سب ْ َ
إله إل أنت ُ
يدع بها رجل مسلم في شيء قسسط إل اسسستجاب لسسه«
رواه الترمسسذي والنسسسائي والحسساكم ،وقسسال :صسسحيح
السناد.
ت رسسسول سفيان قسسال :سسسمع ُ وعن معاوية بن أبي ُ
عا بهؤلء الكلمات الخمسسس لسسم الله يقول» :من د َ َ
يسأل الله شيًئا إل أعطاه :ل إله إل الله والله أكبر ،ل
إله إل الله وحده ل شريك لسسه لسسه الملسسك ولسسه الحمسسد
وهو على كل شيء قدير ،ل إله إل اللسسه ول حسسول ول
قوة إل بالله« رواه الطبراني بإسناد حسن.
وعن معاذ بسسن جبسسل ،قسسال :سسسمع رسسسول اللسسه
رجل ً وهو يقول» :يا ذا الجلل والكرام« ،فقال» :قسسد
ل« رواه الترمذي. س ْك فَ َ ب لَ َ جي ْ َست ُ ِ
ا ْ
مسسسؤد ّْين لحّقسسكمكسسسثرين لسسذكرك ُ اللهسسسم اجعلنسسسا ُ
ن فسسي جميسسع ك راضسسي ٍحسسافظين لمسسرك راجيسسن ل ِوَعْسدِ َ
عنك. حالتنا َ
ضسسِلك
ن ِلف ْملي َ
مسسؤ ّ
مورنسسا إليسسك ُ لأ ُ كسس ّراغسسبين فسسي ُ
مك. شاكرين ل ِن ِعَ ِ
ف عنا، من يحب العفو والحسان ،ويأمر بهما أع ُ يا َ
ن إلينا. س ْ وأح ِ
448
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
عفوك أحق منا بالذي ل من َ فإنك بالذي أنت له أه ٌ
من عُُقوبتك. نحن له أهل ِ
ن
مسس ْاللهسسم ثبسست رجسساءك فسسي قلوبنسسا ،واقطعسسه عَ ّ
جوا غيسرك ول نسستعين إل إيساك ،يسا واك ،حتى ل نر ُ س َ
ِ
أرحم الراحمين ،ويا أكرم الكرمين.
اللهسسم هسسب لنسسا اليقيسسن والعافيسسة ،وإخلص التوكسسل
عليك ،والستغناء عن خلقك.
واجعل خير أعمالنا ما قارب آجالنا.
اللهم أغننا بما وفقتنا له مسسن العلسسم ،وزينسسا بسسالحلم
مل َْنا بالعافية. وأكرمنا بالتقوى وج ّ
اللهم افتح مسامع قلوبنا لسسذكرك وارُزقنسسا طاعت َسسك
سنة رسولك. ة رسولك ووفقنا للعمل بكتابك و ّ وطاع َ
اللهم إنا نسألك الهدى ،والت ّّقسسى والعافيسسة والغنسسى،
ونعوذ بسسك مسسن درك الشسسقاِء ،ومسسن جهسسد البلء ومسسن
سوء القضاء ومن شماتة العداء.
ك ك ُّله ،وبيدك الخير اللهم لك الحمد ُ ك ُّله ،ولك المل َ
ل الحمد كله ،وإليك يرجع المر كله علنيته وسره ،أه ُ
سسسبحانك إنسسك علسسى كسسل والثناء أنسست ،ل إلسسه إل أنسست ُ
شيء قدير.
اللهم اغفر لنا جميسسع مسسا سسسلف منسسا مسسن السسذنوب،
واعصمنا فيما بقي من أعمارنا ،ووفقنسسا لعمسسل صسسالح
ترضى به عنا.
اللهم يا سامع كل صوت ،ويسسا بسسارئ النفسسوس بعسسد
ه عليسسه الصسسوات يسسا عظيسسم المسسوت ،يسسا مسسن ل تشسستب ُ
مسن هسو كسل يسوم فسي الشأن ،يا واضسح البرهسان ،يسا َ
ك أنت الغفور الرحيم. شأن ،اغفر لنا ذنوبنا إن َ
اللهم يا عظيم العفو ،يا واسع المغفسسرة ،يسسا قريسسب
الرحمة ،يا ذا الجلل والكسسرام ،هسسب لنسسا العافيسسة فسسي
الدنيا والخرة.
ي ويسسا قي ّسسوم فّرغْن َسسا لمسسا َ
خلْقت َن َسسا لسسه ،ول اللهم يا حس ّ
ن بلقسسائك، ت لنا به ،واجعلنا ممن يؤم ُ ُتشغلنا بما تك َّفل ْ َ
449
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ق
ك حسس ّ ويرضسسى بقضسسائك ويقنسسعُ بعطسسائك ،ويخشسسا َ
خشيِتك.
دا.
ت بنا أح ً دا ،ول تشم ْ اللهم اجعل رزقنا رغ ً
اللهم رغّب َْنا فيما يبقى ،وزهدنا فيما يفنى ،وهب لنا
ل فسسي اليقين الذي ل تسكن النفوس إل إليه ،ول ُيع سوّ ُ
الدين عليه.
اللهم إنا نسألك بعزك الذي ل ُيرام وملكك الذي ل
ُيضام وبنورك الذي مل أركان عرشك أن تكفينسسا شسسر
ما أهمنا وما ل نهتم به وأن تعيذنا من شسسرور أنفسسسنا
ومن سيئات أعمالنا.
اللهم يا عليم يا حليم يا قوي يسسا عزيسسز يسسا ذا المسسن
جسسوه وا لسسه الو ُ مسسن تغن ُس ْ
والعطسسا والعسسز والكبريسساء ،يسسا َ
وتخشع له الصوات.
وفقنا لصالح العمال وأكفنسسا بحللسسك عسسن حرامسسك
وبفضلك عمن سواك إنك على كل شيء قدير.
ة من عندك تهدي بها قُُلوبَنسسا، اللهم إنا نسألك رحم ً
م بها شعثنا ،وترفع بها شسساهدنا، وتجمعُ بها شملنا ،وتل ُ
ظ بهسسا غائبنسسا ،وتزكسسي بهسسا أعمالنسسا ،وتلهمنسسا بهسسا وتحف ُ
رشدنا ،وتعصمنا بها من كل سوء يا أرحم الراحمين.
اللهم ارزقنا من فضلك ،وأكفنا شر خلقك ،وأحفظ
علينا ديننا وصحة أبداننا.
لمِقي ْس َاللهم يا هادي المضلين ويا راحم المذنبين ،و ُ
عثرات العاثرين ،نسألك أن ُتلحقنا بعبادك الصسسالحين
ت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء الذين أنعم َ
والصالحين آمين يا رب العالمين.
اللهم يا عالم الخفيات ،ويا رفيع الدرجات ،يا غفسسر
الذنب وقابل التوب شديد العقسساب ذي الطسسول ل إلسسه
إل أنت إليك المصير.
نسألك أن تذيقنا بسسرد عفسسوك ،وحلوة رحمتسسك ،يسسا
ف الرائفين وأكرم الكرمين. أرحم الراحمين وأرأ َ
450
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
ب ،وخّلصسسنا مسسن أشسسر اللهم اعتقنسسا مسسن رقّ السذ ُُنو ْ
الّنفوس ،وأذهسسب عنسسا وحشسسة السسساءة ،وطّهرنسسا مسسن
دنس الذنوب ،وباعد ْ بيننا وبيسسن الخطايسسا وأجْرنسسا مسسن
الشيطان الرجيم.
ك وأدخلنسسا مسسع ك ،وأهل ْن َسسا لسسولئ ِ ْ اللهسسم طيبنسسا للقسسائ ِ ْ
مسسسلمين وألحقنسسا حسسومين مسسن أوليسسائك ،وتوفنسسا ُ المر ُ
بالصالحين.
ك، حسسسن عبادت ِس ْ شسسكرك و ُ اللهم أعّنا على ذكسسرك و ُ
مفلحيسسن ،وأيسسدنا كن واجعَل ْن َسسا مسسن حزبسسك ال ُ وتلوةِ ك َِتاب ِ ْ
ت مرافقسسة السسذين أنعم س َ دك المنصسسوري ،وازرقْن َسسا ُ بجن ْس ِ
عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
شئ الجسادِ بعد َ من ْ ِ
اللهم يا فالق الحب والّنوى ،يا ُ
كلين مؤْيْ المنقطعيسن إليسه ،يسا كسافي المت ُسسو ّ البَلى ،يا ُ
ك، ك ،وخابت الظ ُُنون إل في ْ ْ من ْ ْجاُء إل ِ عليه ،انقطع الّر َ
ل ك نسسسأُلك أن ُتمطسسر مح س َ علي س ْ ف العتمسساد إل َ وض سعُ َ
ك وأن توفقنسسا ك وإحسسسان ِ ْ قُُلوب َِنسسا مسسن سسسحائب بسسّر ْ
ك جسسواد كريسسم م مغفرتسسك إنس َ موجبات رحمتك وعسسزائ ِ َ ل ِ
رؤوف غفور رحيم.
ما ،ولساًنا صسسادًقا ،وعمل ً اللهم إّنا نسألك قلًبا سلي ً
ل ،ونسألك بركة الحياة وخير الحيسساة ،ونعسسوذ بسسك متقب ً
من شر الحياة ،وشر الوفاة.
ل م إنسسا نسسسألك باسسسمك العظسسم الغ سّر الج س ّ اللهُ س ّ
ت بسسه سسسئ ِل ْ َ
الكسسرم السسذي إذا ُدعيسست بسسه أجبسست وإذا ُ
ت. أعطي ْ َ
ت جوه ،يا من عََنسس ْ ك الكريم ِ أكرم الو ُ ونسأُلك بوجه َ
هت لسس ُ ه الرقسساب ،وخشسسع ْ ت لسس ُ ه ،وخضسسع ْ ه الوجسسو ُ لسس ُ
ل والكرام. ت ،يا ذا الجل ِ الصوا ُ
ل كسس ّ م ،يا مالك الملك ،يا من هُوَ على ُ ي يا قّيو ُ يا ح ّ
ت، م ،ل إلسسه إل أْنسس َ شسسيٍء قسسدي ٌْر ،وبكسسل شسسيٍء عليسس ِ
ك نستجير. من عذاب ِ َ ك نستغْيث ،و ِ مت َ ح ِ
بر ْ
451
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
دنا س سع ِ ْ ك ،وا ْ ك حت ّسسى كأننسسا ن َسسرا َ اللهم اجعلنسسا نخشسسا َ
صيَتك. مع ْ ِ شِقَنا ب ِ َبتْقواك ،ول ت ُ ْ
اللهم إنك تسمعُ كلمنا ،وترى مكاننا ،وتعلسسم سسسرنا
وعلنيتنا ل يخفى عليك شيٌء من أمرنا نحن البؤسسساءُ
مسسستجيرون الوجل ُسسون سسستغيُثون ال ُ م ْ الُفقسسراُء إليسسك ،ال ُ
المشفُقون المعترُفون بذ ُُنوبنا.
ل إليسسك ابتهسسا َ
ل نسسسألك مسسسألة المسسسكين ،ونبتهسس ُ
دعاء الخائف الضرير. وك ُ ذلْيل ،وندعُ ْ ب ال ّ المذن ِ
ت له عبارات َُنا، ض ْ ه رقاب َِنا ،وفا َ تل ُ اللهم يا من خضع ْ
دعائك ه أنوفَُنا ل تجعلنا ب ُ تل ُ وذ َّلت له أجسامنا ،ورغم ْ
أشقياء ،وكن بنا رؤوًفا يا خير المسئولين.
ك ن بلقسسائ ِ ْ ة ،ت ُسسؤم ُ سسسا مطمئن س ً اللهسسم إنسسا نسسسأُلك نف ً
ك ،يسسا أرأف الرائفيسسن، ك ،وت َْقن َعُ بعطسسائ ْ ضى بقضائ ِ ْ وتر َ
وأرحم الراحمين.
ل، مسسن العمسسا ِ حب ّسسه ِ ك التوفيسسق لمسسا ت ُ ِ اللهم إنا نسأل ُ َ
ب ن بك يا ر ّ ن الظ ّ ّ س َ ح ْ ك ،و ُ ل علي ْ صد ْقَ التوك ِ ونسأُلك ِ
العالمين.
جِليسسن ح ّ م َخِبتين ،الغُ سّر ال ُ م ْك ال ُ من عبادِ َ اللهم اجعلنا ِ
مت ََقب ِّلين.الوَفْدِ ال ُ
ة
سسسا تقي ّسسة ،وعيش س ٍ ة ،ونف ً اللهم إنا نسأُلك حياةً طيب ً
مخزي ول فاضح. دا غير ُ ة سوية ،ومر ً نقية ،وميت ً
اللهسسم اجعلنسسا مسسن أهسسل الصسسلح والنجسساح والفلح،
ومسسن المؤيسسدين بنصسسرك وتأييسسدك ورضسساك يسسا رب
العالمين.
شللاءُ مللن ت َ َ ك َ مل ْل َ ؤِتي ال ُ ك ت ُل ْ مل ْ ِ ك ال ُ مال ِ َ م َ ه ّالل ّ ُ
لذ ّ
وت ُل ِ مللن ت َ َ
شللاءُ َ ع لّز َوت ُ ِ
شاءُ َمن ت َ َ م ّ
ك ِ مل ْ َ ع ال ُ
ز ُ وَتن ِ
َ
ديٌر َ
ء قل ِ ي ٍ
شل ْل َ ُ
على كل ّ َ َ
خي ُْر إ ِن ّك َ َ
دك ال َ من ت َ َ
شاءُ ب ِي َ ِ َ
.
مب ْسدِئُ يسسا ُ
معيسسد ،يسسا يا وَد ُوْد ُ يا ذا العرش المجيد يسسا ُ
ل لما ُتريسسد نسسسألك بنسسور وجهسسك السسذي مل أركسسان فعا ٌ
عرشك وبقدرتك التي قدرت بهسسا علسسى جميسسع خلقسسك
452
إيقاظ أوللللللي
الهمم العالية
وبرحمتك التي وسسسعت كسسل شسسيء ل إلسسه إل أنسست أن
تغفر ذنوبنا وسيئاتنا وأن تبدلها لنا بحسنات إنك جواد ٌ
ف رحيم.كريم رؤو ٌ
اللهم افتح لدعائنا باب القبول والجابة ،واغفسسر لنسسا
ولوالسسسدينا وجميسسسع المسسسسلمين برحمتسسسك يسسسا أرحسسسم
الراحمين.
وصل الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
عبدالعزيز بن محمد بن سلمان.
453