You are on page 1of 739

‫عاَلىٰ‬

‫ه تَ َ‬
‫ف لل ِ‬ ‫و ْ‬
‫ق ٌ‬ ‫َ‬

‫ت َأ ِْلي ُ‬
‫ف‬
‫ن‬‫سلما ِ‬
‫د ال ّ‬
‫م ٍ‬
‫ح ّ‬‫م َ‬
‫ن ُ‬‫ز بْ ِ‬‫زي ِ‬ ‫د ال ْ َ‬
‫ع ِ‬ ‫عب ِ‬
‫َ‬
‫المدرس في معهد إمام الدعوة بالرياض‬
‫غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين‬

‫الجزء السادس‬

‫دار‬
‫ه اللهِ َوال َ‬ ‫ج َ‬
‫كو ْ‬ ‫ن ي َب ْت َِغي ب ِذ َل ِ َ‬
‫م ْ‬
‫قةِ َ‬ ‫ف َ‬‫ط ُب ِعَ عََلى ن َ َ‬
‫ن خيًرا‬ ‫ه عن السلم والمسلمي َ‬ ‫جزاهُ الل ُ‬ ‫الخرةَ ف َ‬
‫ن عليها‬ ‫فر له ولوالديه ولمن ُيعيد ُ ط َِباعََته أو ي ُعِي ْ ُ‬ ‫وغ َ َ‬
‫ل فيه الخيَر أن‬ ‫م ُ‬
‫ن ُيؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫شيُر على َ‬ ‫أو ي ََتسَبب لها أو ي ُ ِ‬
‫فا للهِ تعالى ُيوّزع على إخوان ِهِ‬ ‫َيطب ََعه وق ً‬
‫‪- 4-‬‬

‫المسلمين ‪ ...‬اللهم صل على محمد وعلى آله‬


‫وسلم‬
‫‪- 5-‬‬

‫ومن أراد طباعته ابتغاء وجه الله تعالى ل يريد‬


‫ضا من الدنيا؛ فقد أذن له‪ ،‬وجزى الله خيًرا‬ ‫به عر ً‬
‫من طبعسسه وقًفسسا أو أعسسان علسسى طبعسسه أو تسسسبب‬
‫لطبعه وتوزيعه على إخوانه المسلمين؛ فقسسد ورد‬
‫عن النبي ‪ ‬أنسسه قسسال‪» :‬إن اللسه يسسدخل بالسسسهم‬
‫الواحد ثلثة نفر الجنة صانعه يحتسب في صسسنعته‬
‫الخير والرامي به ومنبله« الحديث رواه أبو داود‪.‬‬
‫وورد عنه ‪ ‬أنه قال‪» :‬إذا مات النسسسان انقطسسع‬
‫عمله إل من ثلث‪ :‬صسسدقة جاريسسة‪ ،‬أو علسسم ينتفسسع‬
‫به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو له« الحديث رواه مسلم‪.‬‬
‫مسسن يبتغسي بسذلك وجسسه اللسه‬ ‫ط ُِبع على نفقسة ‪َ :‬‬
‫والسسسدار الخسسسرة؛ فجسسسزاه اللسسسه عسسسن السسسسلم‬
‫والمسسسسلمين خيسسسًرا وكسسسثر مسسسن أمثسسساله فسسسي‬
‫المسلمين ‪ ...‬اللهم صل على محمد وآله وسلم‪.‬‬

‫داِنيهسسسا‬
‫يا طالب ًسسا لعلسسوم الشسسرع َتبغسسسي الفسسسوائد َ َ‬
‫صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسيها‬
‫دا وقا ِ‬‫مجتهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ً‬
‫ُ‬
‫دى أْلمسسم بهسسا َترتسسوي مسسن‬‫َ‬
‫ة ُته س َ‬
‫في الفقه أسسسئل ٌ‬
‫‪- 6-‬‬

‫عسسسسسسسسذب صسسسسسسسسافيها‬ ‫ة َ‬‫وأجوَبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ٌ‬


‫طفى‬ ‫صسسسس َ‬‫م ْ‬ ‫ه ال ُ‬
‫شْرِع بقال الله أو قسسسسال ُ‬ ‫م َ‬‫حك ْ ُ‬‫كم ُ‬‫َ‬
‫ه ِفيهسسسسسسسسسا‬‫مقترن ًسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا أود َعُْتسسسسسسسسس ُ‬ ‫ُ‬
‫‪- 7-‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫)‪ (1‬الغصب تعريف وبيان ما يضمن وما ل‬


‫يضمن‬
‫عا؟ واذكككر‬
‫ة وشر ً‬
‫س ‪ :1‬ما هو الغصب لغ ً‬
‫ما تستحضره من محترزات وقيود‪ ،‬وما الذي‬
‫يضمن والككذي ل يضككمن فككي بككاب الغصككب؟‬
‫وهل يحصل الغصب من غيككر اسككتيلء؟ ومككا‬
‫الذي ل تثبككت اليككد عليككه؟ واذكككر لمككا جعككل‬
‫الغصب بعد العاريكة‪ ،‬ومكا الصككل فيككه؟ ومكا‬
‫حكمككه؟ وهككل يكفككر مككن اسككتحله؟ وهككل‬
‫الاسكككتيلء يختلكككف؟ واذككككر أمثلكككة ومكككا‬
‫تستحضككره مككن أدلككة وتعليلت أو خلف أو‬
‫ترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬الغصسسب‪ :‬مصسسدر غصسسب الشسسيء يغصسسبه‬
‫بكسر الصاد غصًبا‪ ،‬فهو غاصب ومغصسسوب‪ ،‬ومنسسه‬
‫الحديث‪ :‬أنه غصبها نفسها‪ ،‬أراد أنه واقعهسسا كرهًسسا‬
‫فاستعاره للجماع‪ ،‬وهسسو فسسي اللغسسة‪ :‬أخسسذ الشسسيء‬
‫عا‪ :‬استيلء غير حربي عرًفا على حق‬ ‫ما‪ ،‬وشر ً‬
‫ظل ً‬
‫غيسسره قهسسًرا بغيسسر حسسق فتخسسرج الشسسفعة‪ ،‬ومنسسه‬
‫سا ونحوه‪ ،‬فل يحصسسل بالسسستيلء وإن‬ ‫المأخوذ مك ً‬
‫‪- 8-‬‬

‫السسستيلء الحربسسي علسسى مالنسسا ليسسس غصسًبا؛ لنسسه‬


‫يملكسسه بسسذلك وأن السسسرقة والنهسسب والختلس‬
‫ليست غصًبا؛ لعدم القهر فيها‪ ،‬وأن استيلء الولي‬
‫على مال موليه ليس غصًبا؛ لنه بحق‪.‬‬
‫وذكره عقب العارية مناسسسب لشسستراكهما فسسي‬
‫مطلق الضمان‪ ،‬ول يكون استيلء مسسستأجر علسسى‬
‫عين مؤجرة بسسأجرة معلومسسة مسسع فلسسس مسسستأجر‬
‫غصًبا ول يكون اسسستيلء مشسستر علسسى شسسقص بيسسع‬
‫بثمسسن معلسسوم مسسع ظهسسور فلسسس مشسسترٍ غصسسًبا‬
‫حا ابتداء وظهور الفلسسس‬ ‫لمصادفة ذلك عقد صحي ً‬
‫ل يقدح فيه‪.‬‬
‫‪- 9-‬‬

‫والصل في تحريمه قبل الجماع آيسسات‪ ،‬منهسسا‪:‬‬


‫ن ‪ ‬اليسسة‪ ،‬وإذا‬ ‫فيك َ‬‫ف ِ‬ ‫مط َ ّ‬ ‫ل ل ّل ْ ُ‬ ‫وي ْك ٌ‬‫قوله تعسسالى‪َ  :‬‬
‫كان هذا فسسي التطفيسسف وهسسو غصسسب القليسسل فمسسا‬
‫ول َ‬‫ظنك بغصب الكثير؟ ومنهسسا‪ :‬قسسوله تعسسالى‪َ  :‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل ‪‬ل يأكسسل‬ ‫طكك ِ‬‫كككم ِبال َْبا ِ‬ ‫كم ب َي ْن َ ُ‬ ‫وال َ ُ‬
‫مكك َ‬ ‫َتككأك ُُلوا أ ْ‬
‫ول َ‬‫بعضكم مال بعض بالباطل‪ ،‬وقوله تعسسالى‪َ  :‬‬
‫ن ‪.‬‬
‫مو َ‬
‫ظال ِ ُ‬‫ل ال ّ‬‫م ُ‬ ‫ع َ‬‫ما ي َ ْ‬ ‫ع ّ‬‫فل ً َ‬ ‫غا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬‫سب َ ّ‬
‫ح َ‬ ‫تَ ْ‬
‫وأخبار منها مسسا ورد عسسن عائشسسة ‪ -‬رضسسي اللسسه‬
‫عنها ‪ -‬أن رسول الله ‪ ‬قال‪» :‬مسسن ظلسسم شسسبًرا‬
‫وقه الله مسسن سسسبع أرضسسين« متفسسق‬ ‫من الرض ط ّ‬
‫عليه‪ ،‬وعن سعيد بسسن زيسسد ‪ ‬قسسال‪ :‬قسسال رسسسول‬
‫الله ‪» :‬من أخذ شبًرا مسسن الرض ظل ً‬
‫مسسا؛ فسسإنه‬
‫يطسسوقه يسسوم القيامسسة مسسن سسسبع أرضسسين« متفسسق‬
‫عليه‪ .‬وعن أبي هريرة عن النسسبي ‪ ‬قسسال‪» :‬مسسن‬
‫اقتطع شبًرا من الرض بغير حقه طوقه الله يسسوم‬
‫القيامسسة مسسن سسسبع أرضسسين« رواه أحمسسد‪ .‬وعسسن‬
‫السائب ابن يزيد عن أبيه قال‪ :‬قال رسسسول اللسسه‬
‫‪» :‬ل يأخذن أحدكم متاع أخيسسه جسسا ً‬
‫دا ول لعب ًسسا‪،‬‬
‫وإذا أخذ أحدكم عصسسا أخيسسه فليردهسسا عليسسه« رواه‬
‫أحمد وأبو داود والترمذي‪.‬‬
‫وعسسن أنسسس أن النسسبي ‪ ‬قسسال‪» :‬ل يحسسل مسسال‬
‫‪-10-‬‬

‫امرئ مسلم إل بطيب نفسسه« رواه السدارقطني‪،‬‬


‫وقال أبو مسسسعود ‪ :‬قلسست‪ :‬يسسا رسسسول اللسسه‪ ،‬أي‬
‫الظلسم أظلسم؟ فقسال‪» :‬ذراع مسن الض ينتقصسها‬
‫المرء المسلم من حق أخيسسه‪ ،‬وليسسس حصسساة مسسن‬
‫الرض يأخذها إل طوقهسسا يسسوم القيامسسة إلسسى قعسسر‬
‫الرض‪ ،‬ول يعلسسم قعرهسسا إل السسذي خلقهسسا«‪ ،‬وفسسي‬
‫رواية‪» :‬أعظم الغلسسول عنسسد اللسسه عسسز وجسسل ذراع‬
‫من الرض تجدون الرجلين جسسارين فسي الرض أو‬
‫عسسا‪،‬‬
‫في الدار فيقتطع أحدهما من حظ صاحبه ذرا ً‬
‫إذا اقتطعه طوقه من سبع أرضين ولقي الله وهو‬
‫عليه غضسسبان«‪ ،‬وكسسان ‪ ‬يقسسول‪» :‬مسسن أخسسذ مسسن‬
‫طريق المسلمين شبًرا جسساء يسسوم القيامسسة يحملسسه‬
‫من سبع أرضين«‪.‬‬
‫وورد عنه ‪ ‬أنه قسسال‪» :‬مسسن ظلسسم شسسبًرا مسسن‬
‫الرض كلفه الله عز وجل أن يحفره حتى يبلغ به‬
‫سبع أرضين ثم يطوقه يوم القيامسسة حسستى يقضسسي‬
‫ضسسا بغيسسر‬
‫بين الناس«‪ ،‬وفي روايسسة‪» :‬مسسن أخسسذ أر ً‬
‫حقها كلف أن يحمله إلى المحشر«‪ ،‬وفي روايسسة‪:‬‬
‫»من ظلم شبًرا من الرض كلف أن يحفره حسستى‬
‫يبلغ الماء ثسسم يحملسسه إلسسى المحشسسر«‪ ،‬وعسسن ابسسن‬
‫عمر ‪ ‬قال‪ :‬قال النبي ‪» :‬من أخذ شسسيًئا مسسن‬
‫الرض بغيسسر حقسسه خسسسف بسسه يسسوم القيامسسة سسسبع‬
‫أرضين« رواه أحمد والبخاري‪.‬‬
‫‪-11-‬‬

‫وعن الشعث بسسن قيسسس‪» :‬أن رجل ً مسسن كنسسدة‬


‫ورجل ً من حضرموت اختصما إلسسى النسسبي ‪ ‬فسسي‬
‫أرض باليمن‪ ،‬فقسسال الحضسسرمي‪ :‬يسسا رسسسول اللسه‪،‬‬
‫اغتصبها هذا وأبوه‪ ،‬فقال الكندي‪ :‬يا رسول اللسسه‪،‬‬
‫أرضي ورثتها من أبي‪ ،‬فقال الحضرمي‪ :‬يا رسول‬
‫اللسسه‪ ،‬اسسستحلفه أنسسه مسسا يعلسسم أنهسسا أرضسسي وأرض‬
‫والدي اغتصبها أبوه‪ ،‬فتهيأ الكندي لليميسسن‪ ،‬فقسسال‬
‫رسول الله ‪» :‬إنه ل يقتطع عبد أو رجل بيمينه‬
‫مال ً إل لقسي اللسه يسوم يلقساه وهسو أجسذم« فقسال‬
‫الكندي‪ :‬هي أرضه وأرض والده« رواه أحمد‪.‬‬
‫ويضمن عقار للحاديث المتقدمة؛ ولنسسه يملسسك‬
‫الستيلء عليه على وجه يحول بينسسه وبيسسن مسسالكه‬
‫كسكناه الدار ومنع صاحبها منها أشبه أخذ الدابسسة‬
‫والمتاع‪.‬‬
‫عا كأرض ودار بين اثنيسسن فسسي‬‫ومن غصب مشا ً‬
‫أيديهما فينزل الغاصب فيها‪ ،‬ويخرج أحدهما ويقر‬
‫الخر معسه علسى مسا كسان مسع المخسرج فل يكسون‬
‫غاصًبا إل نصيب المخرج حتى لو استغل الملك أو‬
‫انتفعا لسسم يلسسزم البسساقي منهمسسا لشسسريكه المخسسرج‬
‫شيء‪ ،‬وكذا لو كان عبد لثنيسسن كسسف الغاصسسب يسسد‬
‫أحدهما عنه ونزل في التسلط عليه موضسسعه مسسع‬
‫إقرار الخر على ما كان عليه حتى لو باعاه بطل‬
‫‪-12-‬‬

‫بيع الغاصب للنصف وصح بيع الخر لنصفه‪.‬‬


‫ولو غصب من قوم ضيعة ثم رد إلى أحسسدهمن‬
‫عا لم يطب له النفراد بالمردود عليه‪.‬‬
‫نصيبه مشا ً‬
‫وتضمن أم ولد بغصب لجريانهسسا مجسسرى المسال‬
‫بسسدليل أنهسسا تضسسمن بالقيمسسة فسسي التلف لكونهسسا‬
‫مملوكسسسة كسسسالقن بخلف الحسسسرة؛ فإنهسسسا ليسسسست‬
‫بمملوكة‪ ،‬فل تضمن بالقيمة ويضمن قسسن بغصسسب‬
‫ذكًرا كان أو أنسسثى ولسسو مكاتب ًسسا أو مسسدبًرا أو معلًقسسا‬
‫عنقه بصفة كسائر المال‪.‬‬
‫واستيلء كسسل شسسيء بحسسسبه فمسسن ركسسب دابسسة‬
‫واقفة ليس عندها ربها أو كان عندها؛ لكن ركبهسسا‬
‫بل إذنه فهو غاصسسب ولسسو لسسم يسسسيرها‪ ،‬بسسل تركهسسا‬
‫واقفة‪.‬‬
‫ول يحصسسل الغصسسب مسسن غيسسر السسستيلء‪ ،‬فمسسن‬
‫دخل أرض شسسخص أو داره بسسإذنه أو بل إذنسسه ولسسم‬
‫يمنعه إياها لم يضمن بدخوله سواء كسسان صسساحبها‬
‫فيها أو لم يكن حيث لم يقصسسد السسستيلء كمسسا لسسو‬
‫دخل صسسحراء لسسه؛ لنسسه إنمسسا يضسسمن بالغصسسب مسسا‬
‫يضمن بالعارية‪ ،‬وهذا ل تثبت به العارية ول يجسسب‬
‫به الضمان فيها‪ ،‬فكسسذلك ل يثبسست بسسه الغصسسب إذا‬
‫كان بغير إذن‪.‬‬
‫ول يشترط لتحقق الغصب نقل العيسسن فيكفسسي‬
‫‪-13-‬‬

‫مجرد الستيلء فلو دخل داًرا قهًرا أو أخسسرج ربهسسا‬


‫فغاصب وإن أخرجه قهًرا ولم يدخل أو دخسسل مسسع‬
‫حضسسور ربهسسا وقسسوته فل‪ ،‬وإن دخسسل قهسسًرا أو لسسم‬
‫يخرجه فقد غصب ما استولى عليسسه وإن لسسم يسسرد‬
‫الغصسسب فل وإن دخلهسسا قهسسًرا فسسي غيبسسة ربهسسا‬
‫فغاصسسب‪ ،‬ولسسو كسسان فيهسسا قماشسسه‪ ،‬ذكسسره فسسي‬
‫»المبدع«‪.‬‬
‫ول تثبسست يسسد غاصسسب علسسى بضسسع بضسسم البسساء‪،‬‬
‫وجمعه أبضاع‪ ،‬كقفل وأقفال يطلسسق علسسى الفسسرج‬
‫ظسسا ومعنسسى‪،‬‬‫والجماع والتزويج‪ ،‬والبضاع الجماع لف ً‬
‫فيصسسح مسسن مالسسك تزويسسج أمسسة غصسسبت وهسسي بيسسد‬
‫غاصسسبها ولسو كسانت أم ولسسد مسسدبرة أو مكاتبسسة‪ ،‬ول‬
‫يضمن الغاصسسب مهرهسسا ولسسو حبسسسها عسسن النكسساح‬
‫حتى فات نكاحها بكبرها ول يضمن الغاصسسب نفسسع‬
‫البضع؛ لن النفسسع إنمسسا يضسسمن بسسالتفويت إذا كسسان‬
‫مما تصح المعاوضة عليه بالجسسارة والبضسسع ليسسس‬
‫كذلك‪.‬‬
‫وإن غصب شخص خمر مسلم أو ذمسسي ضسسمن‬
‫الغاصب ما تخلسسل بيسسده منسسا إن تلفسست قبسسل رده؛‬
‫لنها صارت خل على حكسسم ملسسك المغصسسوبة منسسه‬
‫ويلزم رد مسسا تخلسسل؛ لن يسسد الول لسسم تسسزل عنهسسا‬
‫بالغصسسب فكأنهسسا تخللسست فسسي يسسده ول يضسسمن مسسا‬
‫تخلل مما جمع من خمر بعد إراقسسة فل يلسسزم رده‬
‫‪-14-‬‬

‫لزوال يسسده هنسسا بالراقسسة‪ ،‬ويجسسب رد خمسسرة ذمسسي‬


‫مستترة غصسسبت كخمسسرة خلل؛ لنسه غيسسر ممنسسوع‬
‫سسسا؛ لنسسه‬
‫من إمساكها‪ ،‬وكذا لو غصسسب دهن ًسسا متنج ً‬
‫يجوز الستصباح بسسه فسسي غيسسر مسسسجد‪ ،‬ويجسسب رد‬
‫كلب يقتنى ككلب لصيد وماشسسية وحسسرث؛ لجسسواز‬
‫النتفاع به‪.‬‬
‫ول يجسسب رد قيمسسة الخمسسر لسسذمي أو خلل ول‬
‫الكلب مع تلف لتحريمها فهما كالميتة‪.‬‬
‫ول يلزم رد جلد ميتة غصسسب علسسى القسسول بعسسد‬
‫طهسسارته بالسسدبغ‪ ،‬والقسسول الثسساني‪ :‬أنسسه يلسسزم رده‪،‬‬
‫وهذا على القول بطهارته‪ ،‬وهذا هو السسذي تطمئن‬
‫إليه النفس كما تقدم في النية أنه يطهسسر‪ ،‬واللسسه‬
‫أعلم )‪.(1‬‬
‫وكذا كل مختلسسف فيسسه كسسدهن متنجسسس غصسسب‬
‫ممن يسرى طهسارته بغسسله فيلسزم رده إليسه‪ ،‬وإذا‬
‫رفع المر إلى الحسساكم فعليسسه أن يتحسسرى القسسوى‬
‫دليل ً ويحكم به ومع تلف الجلد الذي يترجح عندي‬
‫الحكم برد بدله؛ لنه متمسسول بعسسد السسدبغ وطسساهر‪،‬‬
‫ضا يجب رده حيث قلنا ينتفع‬ ‫وعلى القول الول أي ً‬
‫حسسا كسسالكلب‬
‫به فسسي اليابسسسات؛ لن فيسسه نفعًسسا مبا ً‬
‫المقتنسسي وصسسححه فسسي »تصسسحيح الفسسروع« وهسسو‬
‫القياس وقطع به ابن رجب‪.‬‬
‫‪-15-‬‬

‫ول يضمن حر كبير أو صغير باستيلء عليه بسسأن‬


‫حبسه ولم يمنعه الطعام والشراب فمات عنسسده؛‬
‫لن اليسسد ل يثبسست حكمهسسا علسسى الحسسر‪ ،‬وقيسسل‪ :‬أن‬
‫الصغير يضمن‪ ،‬وقدم فسسي النظسسم أن الصسسغير لسسو‬
‫لدغ أو صعق وجوب الدية‪ ،‬وهذا القول هسسو السسذي‬
‫تطمئن إليه النفس‪ .‬والله أعلم )‪.(2‬‬
‫وتضمن ثياب حر صغير وحليسسة وإن لسسم ينزعسسه‬
‫عنه؛ لنه مال‪ ،‬ولن الصسسغير ل ممسسانعه منسسه عسسن‬
‫ذلك أشبه ما لو غصبه منفسسرًدا وعلسسى مسسن أبعسسده‬
‫عن بيت أهله رده إليه ومؤنسسة السسرد عليسسه‪ ،‬ويسسأتي‬
‫إنشاء الله في الديات مفص ً‬
‫ل‪.‬‬
‫هسا‬‫وإن استعمل الحر صسغيًرا كسان أو كسبيًرا كر ً‬
‫في خدمة أو خيطاة أو نجارة أو حسسدادة أو غيرهسسا‬
‫فعليه أجرته لستيفاء منسسافعه المتقومسسة فضسسمنها‬
‫كمنافع اليد أو حبس الحر مسسدة لهسسا أجسسرة فعليسسه‬
‫أجرته مدة حبسه؛ لنه فوته منفعته مدة الحبس‪،‬‬
‫وهسسي مسسال يجسسوز أخسسذ العسسوض عنهسسا فضسسمنت‬
‫بالغصسب كمنسافع العبسد‪ ،‬وقيسل‪ :‬ل يلزمسه أجرتسه‪،‬‬
‫والقول الول هو الذي تطمئن إليه النفس‪ ،‬واللسسه‬
‫أعلم )‪.(3‬‬
‫ول أجرة إن منع إنسان آخر ولو كان الممنسسوع‬
‫قنًعا العمل من غير غصب ول حبسسس لعسسدم تلفهسسا‬
‫تحت يده‪ ،‬ولنه في يد نفسسسه أو سسسيده ومنسسافعه‬
‫‪-16-‬‬

‫تلفسست معسسه‪ ،‬كمسسا ل يضسسمن هسسو ول ثيسسابه إذن ول‬


‫يضمن ربح فات على مالسسك بحبسسس غاصسسب مسسال‬
‫تجارة مدة يمكن أن يربح فيهسسا إذا لسسم يتجسسر فيسسه‬
‫دا يريسسد مسسالكه أن يعلمسسه‬ ‫غاصب كما لو حبس عب ً‬
‫صسسناعة مسسدة يمكسسن تعليمسسه الصسسناعة فيهسسا؛ فسسإن‬
‫الصناعة ل تقوم على غاصب في تضمين منسسافعه‬
‫ول في تضمين عينه إن تلف؛ لنهسسا ل وجسسود لهسسا‪،‬‬
‫وفي »حاشية الجمل علسسى شسسرح المنهسسج« قيسسل‪:‬‬
‫إن بلغ الغصسب نصساًبا أي ربسع دينسار فهسو كسبيرة‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬ولو حبة بسسرد وهسسو مسسع السسستحلل ممسسن ل‬
‫يخفى عليه كفر ومع عدم ذلسسك فسسسق‪ .‬اهسس ح ل‪.‬‬
‫ومحلسسه فسسي غصسسب المسسال‪ ،‬وأمسسا غصسسب غيسسره‬
‫كالكلب فإنه صغير‪.‬‬
‫من كتاب الغصب فيما يتعلق به‬
‫خف الله في ظلم الورى‬
‫َ‬
‫ض الظالمين على‬
‫وخف يوم عَ ّ‬
‫ن الله عن ذاك‬ ‫ول تحبس ّ‬
‫ولكنه يملي لمن شا إلى‬
‫فل تغترر بالحلم عن ظلم‬
‫ذا وبيل ً وعن‬
‫سيأخذه أخ ً‬
‫وللغصب الستيلء على‬
‫بظلم وبالتلف يضمن‬
‫وسيان منقول ولو أم‬
‫‪-17-‬‬

‫كذاك أوان من لجين‬


‫وعسجد‬
‫للخمر إن جاز‬ ‫وآنية‬
‫دفقها انتفاع في سواها‬
‫وفيها‬
‫بأوكد‬
‫ويضمنها الذمي بوجه‬
‫بمثلهأظهروها فادفقنها‬
‫وإن‬
‫في الردى قبل دبغ‬ ‫وردتد‬
‫ول‬
‫جلودهادبغ ل كبعد بأجود‬
‫يطهر‬
‫ويلزمه إيصال خمر تخللت‬
‫إلى ربها من كافر وموحد‬
‫وأن يتخمر عنده فهو‬
‫ضامن‬
‫العصير ونقص الخل عنه‬
‫ويردد‬
‫‪-18-‬‬

‫ول يضمن الحر الكبير‬


‫بغضهيلدغ أو يصعق صغير‬ ‫وأن‬
‫يد عقيل ل كسقم‬ ‫فذا‬
‫ولبن‬
‫بأجود ليس من أهدرت‬
‫وفي‬
‫أسند الحر‬ ‫وجهين‬
‫ويضمن نفع‬
‫لهل حابس في‬ ‫مستخدم‬
‫كرهه‬ ‫على‬
‫ديجب على الغاصب‬ ‫المجو‬
‫ما ِ‬ ‫)‪ (2‬مسائل حول‬
‫س ‪ :2‬ماذا يجب علككى غاصككب‪ ،‬وإذا قككال‬
‫رب مغصوب مبعد‪ :‬دعه وأعطني أجككرة رده‪،‬‬
‫أو سككككمر بالمسككككامير المغصككككوبة‪ ،‬أو زرع‬
‫الرض المغصوبة ثم ردها‪ ،‬أو غرس أو بنككى‬
‫فكككي الرض المغصكككوبة‪ ،‬أو غصكككب شكككجًرا‬
‫فأثمر‪ ،‬أو وهككب الغاصككب الغككراس أو البنككاء‬
‫لمالكها‪ ،‬أو زرع نوى قصككار شككجًرا أو كككانت‬
‫آلة البناء من مغصوب فما الحكم؟‬
‫ج‪ :‬يجب على غاصب رد مغصسسوب إلسسى محلسسه‬
‫الذي غصب منسسه إن قسسدر الغاصسسب علسسى رده إن‬
‫كان باقًيا‪ ،‬ولو كان رده بأضعاف قيمته لكونه بنى‬
‫عليه بأن غصب حجًرا أو خشًبا قيمته درهم فبنسسى‬
‫عليه واحتاج في إخراجه ورده إلى خمسة دراهسسم‬
‫دا بأن حمل مغصوًبا قيمته درهم إلى‬ ‫أو لكونه بعي ً‬
‫بلسسد بعيسسد بحيسسث تكسسون أجسسرة حملسسه إلسسى البلسسد‬
‫‪-19-‬‬

‫المغصوب منه أضعاف قيمته أو خلط بمتميز بأن‬


‫غصب شعيًرا فخلطه بذرة ونحوها‪ ،‬كما لو غصب‬
‫حيواًنا وأفلته بمكان ل يمكنه الخسسروج منسسه؛ لكنسسه‬
‫تعسر مسسسكه فيسسه ويحتسساج فسسي ذلسسك إلسسى أجسسرة‬
‫فتلزم الغاصب؛ لقوله ‪» :‬على اليسسد مسسا أخسسذت‬
‫حتى تؤديه« رواه ابن مساجه والترمسذي‪ ،‬وحسسنه؛‬
‫ولحديث‪» :‬ل يأخسسذن أحسسدكم متسساع أخيسسه لعب ًسسا أو‬
‫جاًدا‪ ،‬فإذا أخذ عصا أخيسسه فليردهسسا إليسسه أو يردهسسا‬
‫عليه« رواه أبو داود‪ ،‬ولنسسه أزال يسسد المالسسك عسسن‬
‫ملكه بغير حق فلزم إعادتها‪ ،‬وأما كونه يلزم غرم‬
‫تخليصسسه ومؤنسسة حملسسه فلن ذلسسك حصسسل بتعسسديه‬
‫فكان أولى بغرمه من مالكه‪.‬‬
‫وإن قال رب مغصوب مبعد لغاصب بعده عسسن‬
‫بلسسد الغصسسب رده بالبلسسد السسذي هسسو فيهسسا وأعطسسى‬
‫أجرة رده إلى بلد غصسسبه أو طلسسب مسسن الغاصسسب‬
‫حمل المغصوب إلى مكان آخسسر فسسي غيسسر طريسسق‬
‫السسرد لسسم يلسسزم الغاصسسب إجسسابته إلسسى ذلسسك؛ لنهسسا‬
‫معاوضة فل يجبر عليهسسا‪ ،‬وكسسذا لسسو بسسذل الغاصسسب‬
‫للمالك أكثر من قيمته ول يسترده‪ ،‬فإن المالك ل‬
‫يلزمسسه ذلسسك وإن أراد المالسسك مسسن الغاصسسب رد‬
‫المغصوب إلى بعسسض الطريسسق فقسسط لزمسسه؛ لنسسه‬
‫يلزمه إلى جميع المسافة فلزم إلى بعض كما لسسو‬
‫‪-20-‬‬

‫أسقط رب الدين عن المدين بعض الدين وطلسسب‬


‫منه باقية‪ ،‬ومهما اتفقا عليسسه مسسن ذلسسك جسساز؛ لن‬
‫الحق ل يعدوهما‪.‬‬
‫وإن غرس غاصب أو بنى في الرض المغصوبة‬
‫ألسسزم بقلسسع غرسسسه أو بنسسائه إذا طلبسسه رب الرض‬
‫بذلك؛ لقوله عليه الصلة والسسسلم‪» :‬ليسسس لعسسرق‬
‫ظالم حق« رواه الترمذي‪ ،‬وحسنه في رواية أبسسي‬
‫داود والسسدارقطني مسسن حسسديث عسسروة بسسن الزبيسسر‪،‬‬
‫قال‪ :‬ولقد أخبرني السذي حسدثني هسذا الحسديث أن‬
‫رجلين اختصما إلى رسول الله ‪ ‬غرس أحسسدهما‬
‫نخل ً فسسسي أرض الخسسسر فقضسسسى لصسسساحب الرض‬
‫بأرضه وأمر صاحب النخسسل أن يخسسرج نخلسسه منهسسا‪،‬‬
‫فلقد رأيتها وأنها لتضرب أصسسولها بسسالفؤوس وأنهسسا‬
‫لنخل عم والعم الطوال من النخسل التامسة طولهسا‬
‫والتفافها‪ ،‬وأنشد أبو عبيد للبيد يصف نخ ً‬
‫ل‪:‬‬
‫عم نواعم بينهن كروم‬ ‫سحق يمنعها الصفا‬
‫ضسسا بتسسسوية الرض وأرش‬ ‫وسرية‬
‫وأخسسذ الغاصسسب أي ً‬
‫نقصها؛ لنه ضرر حصل بفعله فلزم إزالتسسه كغيسسره‬
‫وعليسسه أجسسرة مثسسل الرض مسسدة احتباسسسها؛ لن‬
‫منافعهسسا ذهبسست تحسست يسسده العاديسسة فكسسان عليسسه‬
‫عوضسسها كالعيسسان حسستى ولسسو كسسان الغاصسسب أحسسد‬
‫الشسسريكين فسسي الرض المغصسسوبة أو لسسم يغصسسبها‬
‫الغسسارس أو البسساني فيهسسا؛ لكنسسه فعلسسه بغيسسر إذن‬
‫‪-21-‬‬

‫للتعدي ول يملك رب الرض أخذ البناء أو الغراس‬


‫مسسن الغاصسسب مجان ًسسا ول بقيمتسسه؛ لنسسه عيسسن مسسال‬
‫الغاصب فلم يملك رب الرض أخذه كما لو وضسسع‬
‫فيها أثاًثا أو نحوه‪ ،‬ولنها معاوضة فلم يجسسبر عليهسسا‬
‫وإن اتفقا على الغراس‪ ،‬فالواجب قيمته الغراس‪.‬‬
‫ولسسو أدرك رب الرض المغصسسوبة الثمسسر فيهسسا‪،‬‬
‫وأراد أخذه فقط دون أصسله قهسًرا منسع منسه؛ لنسه‬
‫ثمر شجر الغاصسسب فكسسان لسسه كالغصسسان والسسورق‬
‫ولبن الشسساة ونسسسلها ومسسا تقسسدم مسسن أن لصسساحب‬
‫الرض تملك الزرع بنفقته فهسسو مخسسالف للقيسساس‪،‬‬
‫وإنما صار إليه المام للثر فيختسسص الحكسسم بسسه ول‬
‫يعدي إلى غيسسره‪ ،‬ولن الثمسسرة تفسسارق السسزرع مسسن‬
‫وجهيسسن‪ ،‬أحسسدهما‪ :‬أن السسزرع نمسساء الرض فكسسان‬
‫لصاحبها والثمر نماء الشجر فكان لصاحبه‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أنه يرد عوض الزرع إذا أخذه مثل البذر‬
‫الذي نبت منه الزرع مع ما أنفسسق عليسسه ول يمكنسسه‬
‫مثل ذلك في الثمرة‪.‬‬
‫وإن غصسسب شسسجًرا فسسأثمر‪ ،‬فسسالثمر لصسساحب‬
‫الشجر؛ لنه نماء ملكه؛ لن الشجر عين ملكه نما‬
‫وزاد فأشبه ما لو طسسالت أغصسسانه ويسسرد الثمسسن إن‬
‫كان باقًيا وبدا لسسه أن تلسسف وإن كسسان رطب ًسسا فصسسار‬
‫تمًرا أو عنًبا فصسسار زبيب ًسسا فعليسسه رده وأرش نقصسسه‬
‫إن نقسسص‪ ،‬ول شسسيء لسسه بعملسسه ول أجسسرة عليسسه‬
‫‪-22-‬‬

‫للشجر؛ لن أجرتها ل تجسسوز فسسي العقسسود‪ ،‬فكسسذلك‬


‫في الغب‪.‬‬
‫وإن كانت ماشية فعليه ضمان ولدها إن ولسسدت‬
‫عنده وضمان لبنها بمثله؛ لنسسه مسسن ذوات المثسسال‬
‫ويضسسمن أوبارهسسا وأشسسعارها بمثلسسه كسسالقطن وإن‬
‫وهسسب الغاصسسب الغسسراس أو البنسساء لمالسسك الرض‬
‫ليتخلص من قلعسه فقبلسه المالسك جساز لتراضسيهما‬
‫وإن أبى المالك قبول ذلك وكان لرب الرض فسسي‬
‫قلعه غرض صحيح أو ل لم يجبر رب الرض علسسى‬
‫قبوله من الغاصب؛ لن ذلك إليه فل يحجر عليه‪.‬‬
‫وإن زرع الغاصسسب نسسوى فصسسار شسسجًرا فحكمسسه‬
‫كغراس ونحو رطبة كنعناع وبقول مما يخرج مسسرة‬
‫بعسسد أخسسرى وقثسساء يتكسسرر حملسسه وباذنجسسان كسسزرع‬
‫مسا أن يتملكسه بنفقتسه؛‬ ‫فلرب الرض إذا أدركسه قائ ً‬
‫لنه ليس له أصسسل قسسوي أشسسبه الحنطسسة والشسسعير‬
‫وإن سمر الغاصسسب بالمسسسامير المغصسسوبة باب ًسسا أو‬
‫دولب ًسسا أو دريشسسة أو غيرهسسا قلعهسسا وجوب ًسسا وردهسسا؛‬
‫لقوله ‪» :‬على اليد مسسا أخسسذت حسستى تسسؤديه« ول‬
‫أثر لضرره؛ لنه حصل بتعديه وإن كسسانت مسسأخوذة‬
‫مسسسن الخشسسسبة المغصسسسوبة أو كسسسانت مسسسن مسسسال‬
‫المغصوب منه فل شيء للغاصب في نظير عمله؛‬
‫لتعديه به وليس له قلعها؛ لنه تصرف لم يؤذن له‬
‫‪-23-‬‬

‫فيه إل أن يأمره المالك بقلعها فيلزمسسه القلسسع وإن‬


‫كانت المسامير للغاصب فوهبها للمالك لسسم يجسسبر‬
‫المالك على قبولها لما عليه من المنسسة‪ ،‬وربمسسا أن‬
‫يكون عليه ضرر ببقائها‪.‬‬
‫وإن اسسستأجر الغاصسسب علسسى عمسسل شسسيء مسسن‬
‫المذكور‪ ،‬فالجرة عليه؛ لنسه غسر العامسل وإن زرع‬
‫الغاصسسب الرض المغصسسوبة ثسسم ردهسسا وقسسد حصسسد‬
‫زرعسسه‪ ،‬فليسسس لسسرب الرض بعسسد حصسسد السسزرع إل‬
‫الجرة‪ ،‬وهي أجرة المثل عن الرض إلسسى تسسسليم‬
‫الغاصب؛ لنه استوفى نفعها فوجب عليسسه عوضسسه‬
‫كمسسا لسسو اسسستوفاها بالجسسارة؛ ولن المنفعسسة مسسال‬
‫فوجب أن تضمن كالعين‪ ،‬وعليه ضمان النقص إن‬
‫نقصت كسائر المغصوب ولسسو لسسم يسسزرع الغاصسسب‬
‫الرض فنقصت لترك الزراعة كأراضي البصسسرة أو‬
‫نقصسست لغيسسر ذلسسك ضسسمن نقصسسها لحصسسوله بيسسده‬
‫العادية‪.‬‬
‫وإن أدرك الرض ربها والزرع قائم‪ ،‬فليسسس لسسه‬
‫إجبار الغاصب على قلعه؛ لما روى رافع بن خديسسج‬
‫أن النبي ‪ ‬قال‪» :‬من زرع فسسي أرض قسسوم بغيسسر‬
‫إذنهم فليس له من الزرع شيء وله نفقتسسه« رواه‬
‫أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه؛ ولنه أمكسسن رد‬
‫المغصوب إلى مالكه من غير إتلف مال الغاصب‬
‫على قسرب مسسن الزمسسن فلسسم يجسز إتلفسسه كمسا لسسو‬
‫‪-24-‬‬

‫غصسسب سسسفينة فحمسسل فيهسسا متسساعه وأدخلهسسا لجسسة‬


‫البحر ل يجبر على إلقائه‪ ،‬فكذا هنسسا صسسيانة للمسسال‬
‫عن التلف وفارق الشسسجر لطسسول مسسدته‪ ،‬وحسسديث‪:‬‬
‫»ليس لعرق ظالم حق« محمول عليه؛ لن حديثنا‬
‫في الزرع فيحصل الجمع بينهما‪.‬‬
‫ويخير مالك قبل حصاده ولو كان مالك منفعسسة‬
‫الرض بإجارة ونحوها بين ترك الزرع إلى الحصاد‬
‫بسسأجرة مثلسسه وأرش نقصسسها إن نقصسست أو تملسسك‬
‫السسزرع بنفقتسسه؛ لن كسسل واحسسد منهمسسا يحصسسل بسسه‬
‫غرضه فملك الخيرة بينهما تحصيل ً لغرضه‪ ،‬وهسسي‬
‫مثسسل البسسذر وعسسوض لسسواحقه مسسن حسسرث وسسسقي‬
‫وغيرهما؛ لقوله ‪ ‬فسسي الحسسديث السسسابق‪» :‬ولسسه‬
‫نفقته ولو كان عمل الحرث« ونحوه بنفسسسه؛ لن‬
‫العمل متقوم استهلك لمصلحة السسزرع فسسوجب رد‬
‫عوضه كما لو استأجر مسسن عملسسه؛ ولن فسسي كسسل‬
‫من بقيته بأجرته وتملكسسه بنفقتسسه تحصسسيل ً لغسسرض‬
‫رب الرض فملسسك الخيسسرة بينهمسسا‪ ،‬وحيسسث اختسسار‬
‫المالك أخذ الزرع بنفقته فل أجرة علسسى الغاصسسب‬
‫لمسسدة مكثسسه فسسي الرض المغصسسوبة؛ لن منسسافع‬
‫الرض فسسي هسسذه المسسدة عسسادة إلسسى المالسسك فلسسم‬
‫يستحق عوضها على غيره‪.‬‬
‫ويزكسسسي السسسزرع رب الرض أن أخسسسذه قبسسسل‬
‫اشتداده لوجوبها‪ ،‬وهسسو فسسي ملكسسه أن تملكسسه بعسسد‬
‫‪-25-‬‬

‫اشتداد الحب فزكاته على الغاصسسب؛ لنسسه المالسسك‬


‫وقت وجوبها‪ ،‬قال فسي »النصساف«‪ :‬تسواتر النسص‬
‫عن المام أحمد ‪ -‬رحمه اللسسه ‪ -‬أن السسزرع للمالسسك‬
‫وعلى جماهير الصحاب‪ ،‬وجزم به فسي »السوجيز«‬
‫وغيسسره‪ ،‬وقسسدمه فسسي »الفسسروع« وغيسسره‪ ،‬قسسال‬
‫الزركشسي‪ :‬هسو قسول القاضسي وجمهسور أصسحابه‪،‬‬
‫ومن تلهم والمصنف فسسي سسسائر كتبسسه‪ ،‬وهسسو فسسي‬
‫»مفردات المذهب«‪ ،‬قال ناظمها‪:‬‬
‫بالحترام أحكم لزرع الغاصب‬
‫وليس كالباني أو كالناصب‬
‫إن شاء رب الرض ترك الزرع‬
‫بأجرة المثل فوجه مرعي‬
‫أو ملكه إن شاء بالنفاق‬
‫أو قيمة للزرع بالوفاق‬
‫اهس‪ .‬وقال الئمة الثلثة وغيرهم يجسسبر الغاصسسب‬
‫علسسى قلسسع زرعسسه‪ ،‬والحكسسم فيسسه كسسالغراس سسسواء‬
‫بسواء؛ لقسسوله ‪ -‬عليسسه الصسسلة والسسسلم ‪» :-‬ليسسس‬
‫ما‬
‫لعرق ظالم حق«؛ ولنه زرع في أرض غيره ظل ً‬
‫أشبه الغراس‪ ،‬وهذا القول هسو السذي تطمئن إليسه‬
‫النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم )‪.(4‬‬
‫وإن انتقلسست الرض مسسن الغاصسسب إلسسى غيسسره‬
‫وبنى المنتقلة إليه أو غرس ولم يعلسسم أن الرض‬
‫لغيره ثم عسسادت الرض إلسسى صسساحبها‪ ،‬فقيسسل‪ :‬إن‬
‫‪-26-‬‬

‫لصاحبها أن يلزم من انتقلسست إليسسه مسسن الغاصسسب‬


‫مسسن مشسستر أو مسسستأجر أو نحسسوه بقلسسع الغسسراس‬
‫والبناء‪ ،‬ويرجع المقلوع غرسه وبناؤه على السسذي‬
‫انتقلسست إليسسه منسسه لكسسونه غسسره؛ لن الرض ليسسس‬
‫لحد فيها حق‪ ،‬ولم يتفق صسساحبها مسسع أحسسد بعقسسد‬
‫يسوغ له بقاؤه‪ ،‬وقيل‪ :‬أنه في هذه الحال معسسذور‬
‫كمسسا أنسسه معسسذور فسسي غرسسسه وبنسسائه؛ لنسسه وضسسعه‬
‫دا أنه ملكه أو أنه مالسسك لمنسسافعه ول يوصسسف‬ ‫معتق ً‬
‫في هذه الحال بأنه ظالم فل يدخل في قسسوله ‪:‬‬
‫»ليس لعرق ظالم حسسق« يؤيسسده أنسسه فسسي الغسسالب‬
‫يكسسون أصسسلح للطرفيسسن إبقسساؤه بتقسسويم أو تسسأجير‬
‫ونحوه‪ ،‬وربما أنه إذا ألزم بسسالقلع للغسسراس والبنسساء‬
‫يتعذر عليه الرجوع على الغار فيصسسير عليسسه ضسسرر‬
‫عظيم‪ ،‬واختار هذا القول شيخ السلم‪ ،‬وهو الذي‬
‫تطمئن إليه النفس‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫ومتى كانت آلة البناء من مغصوب بأن كان فيه‬
‫لبسسن أو آجسسر أو ضسسرب منسسه وبنسسى بسسه فيسسه فعليسسه‬
‫أجرتها مبنية؛ لن البنسساء والرض ملسسك للمغصسسوب‬
‫منسه ول أجسرة للغاصسب لبنسائه‪ ،‬ول يملسك غاصسب‬
‫هدمها؛ لنه ل ملك له فيه ولم يأذن لسسه ربسسه فيسسه؛‬
‫فإن نقضه فعليه أرش النقص الحاصل بنقصه وإل‬
‫تكسسن آلسسة البنسساء مسسن المغصسسوب‪ ،‬بسسل إن كسسانت‬
‫للغاصسسب بسسأن بناهسسا بلبسسن مسسن غيسسر ترابهسسا فعليسسه‬
‫‪-27-‬‬

‫أجرتها غير مبنية؛ لنه إنما غصسسب الرض وحسسدها‪،‬‬


‫وأما بناؤه بآلته فلسسو أجسسر الغاصسسب الرض وبنسساءه‬
‫السسسذي ليسسسس منهسسسا‪ ،‬فسسسالجرة المسسسستقرة علسسسى‬
‫المستأجر بين الغاصب ورب الرض بقسسدر قيمتهسسا‬
‫تسوزع بالمحاصسة بقسسدر أجسرة مثسل الرض وأجسرة‬
‫البناء فينظر كم أجرة الرض مبنية ثم أجرة خالية‬
‫فما بينهمسا فهسو أجسرة البنسساء‪ ،‬فيختسص كسسل واحسسد‬
‫بسأجرة مساله ولسو جصسص الغاصسب السدار وزوقهسا‬
‫فحكمه كالبناء؛ لنه ملك غيره بما ل حرمة له‪.‬‬
‫)‪ (3‬فيما يتعلق بغصب الرض أو ما خاط به‬
‫جرح‬
‫أو غصب جوهرة أو نحوها‬
‫س ‪ :3‬تكلم بوضوح عن أحكام ما يلي‪ :‬من‬
‫سا منقول ً من شخص واحد‬ ‫ضا وغرا ً‬ ‫غصب أر ً‬
‫فغرسككه فككي الرض المغصككوبة‪ ،‬أو غصككب‬
‫ضككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككا‬
‫أر ً‬
‫سا لخر فغرسه فيهككا‪ ،‬أو غصككب‬ ‫لرجل وغرا ً‬
‫خشًبا ورفع به سفينة‪ ،‬من غصب ما خلط به‬
‫جرح حيوان محترم من آدمي أو غيره وخيف‬
‫بقلعه ضرر آدمي أو خيف تلف غيككر الدمككي‬
‫أو حل حيوان خيط جرحه بمغصككوب لغاصككب‬
‫أو غصب جوهرة فابتلعتها بهيمككة أو ابتلعككت‬
‫شككاة شككخص جككوهرة آخككر غيككر مغصككوبة أو‬
‫‪-28-‬‬

‫دخل رأس شاة أو نحوها في إناء ولم يخككرج‬


‫إل بذبحها أو كسره‪ .‬واذكر الككدليل والتعليككل‬
‫والتفصيل والمحترزات والخلف والترجيح‪.‬‬
‫سا منقول ً من شسسخص‬ ‫ضا وغرا ً‬
‫ج‪ :‬من غصب أر ً‬
‫واحسسد فغسسرس الغسسراس فسسي الرض المغصسسوبة‪،‬‬
‫فالكل لمالك الرض ول شيء للغاصب في نظيسسر‬
‫فعله؛ لتعديه بسسه‪ ،‬ولسسم يملسسك الغاصسسب قلعسسه؛ لن‬
‫مالكها واحد ول يتصرف غيره في ملكسسه بل إذنسسه‪،‬‬
‫وعلى الغاصسسب إن قلسسع الغسسراس بغيسسر إذن مالسسك‬
‫تسويتها ونقصها ونقص غراسه لتعديه به‪ ،‬وكذا إن‬
‫طلب القلسع رب الرض والغسراس لغسرض صسحيح‬
‫بأن كان ل ينتج مثله في تلك الرض ل لعبسسث إذ ل‬
‫فائدة في العبث فعليه تسوية الرض‪ ،‬وعليه أرش‬
‫نقصها وأرش نقص غسسراس لحصسسوله بتعسسديه‪ ،‬وإن‬
‫لسسم يكسسن غسسرض صسسحيح لسسم يجسسبر الغاصسسب علسسى‬
‫القلع؛ لنه سفه وإن أراد الغاصب قلع الغسراس أو‬
‫البناء ابتداء من غير طلب المالسك فلسسه منعسسه مسسن‬
‫القلع؛ لنه ملكه فلس لغيره التصسسرف عليسسه بغيسسر‬
‫إذنه ويلسسزم الغاصسسب أجسسرة المغصسسوب مبنًيسا؛ لن‬
‫البناء والرض ملك لربها‪.‬‬
‫سسسا لرجسسل آخسسر‬
‫ضسسا وغصسسب غرا ً‬
‫وإن غصب أر ً‬
‫فغرسه في الرض المغصوبة‪ ،‬ثم وقع النزاع فسسي‬
‫‪-29-‬‬

‫مؤنة قلع الغراس على رب الرض يرجع بها على‬


‫الغاصسسب؛ لنسسه تسسسبب فسسي غرمسسه‪ ،‬وكسسذا إذا زرع‬
‫الرض المغصوبة ببدر الغيسسر فليسسس لسسرب الرض‬
‫تملكسسه ول قلعسسه‪ ،‬بسسل يبقسسى لمسسالكه إلسسى أوان‬
‫‪-30-‬‬

‫حصسساده بسسأجرة مثسسل الرض‪ ،‬وعلسسى الغاصسسب؛‬


‫لعدوانه‪.‬‬
‫وإن غصب خشًبا فرفع به سفينة قلع إن كانت‬
‫في الساحل أو في لجسسة البحسسر‪ ،‬ول يخسساف عليهسسا‬
‫من قلعه؛ لكونه في أعلها ودفسسع لربسسه بل إمهسسال‬
‫لوجوبه فوًرا ويمهل لقلع مع خسسوف علسسى سسسفينة‬
‫بقلعه بأن يكون في محل يخاف منه دخول المسساء‬
‫إليها وهي في اللجة حتى ترسي لئل يسسؤدي قلعسسه‬
‫إلى فساد ما في السفينة مسسن المسسال مسسع إمكسسان‬
‫رد الحق إلى مستحقه بعسسذر مسسن قريسسب‪ ،‬وقيسسل‪:‬‬
‫يقلع إل أن يكون فيه حيوان محترم أو مال للغير‪.‬‬
‫فإن تعذر الرساء لبعد السسبر‪ ،‬فلمالسسك الخشسسب‬
‫المغصوب أخذ قيمته للتضسسرر بسسرد عينسسه إ ً‬
‫ذا فسسإذا‬
‫أمكن رد الخشب إلى ربسسه اسسسترجعه ورد القيمسسة‬
‫لزوال الحيلولة‪ ،‬وعلى الغاصب الجرة إلسسى حيسسن‬
‫بذله القيمسسة فقسسط ول يملكسسه ببسسذلها‪ ،‬بسسل يملكهسسا‬
‫ربسسه‪ ،‬وعلسسى الغاصسسب أجسسرة الخشسسب إلسسى قلعسسه‬
‫لذهاب منافعه بيده‪ ،‬وعليه أرش نقصسسه إن نقسسص‬
‫ضا‬‫لحصوله بتعديه على ملك غيره ومن غصب أر ً‬
‫فحكمها في جواز دخول غيره إليها كحكمهسسا قبسسل‬
‫غصسسسب فحكسسسم أرض محوطسسسة كسسسدار وبسسسستان‬
‫ونحوهما‪ ،‬ل يجوز دخول غيره إليها‪ ،‬وأما الغاصب‬
‫فيمتنع عليه الدخول فيهسسا مسسن بسساب أولسسى وحكسسم‬
‫غير المحوطة كصحراء ومدرسة وزاوية مغصسسوبة‬
‫‪-31-‬‬

‫يجوز دخول غير الغاصب إليهسسا؛ لنسسه ل يمنسسع مسسن‬


‫الدخول قبل الغصب فبعده كذلك‪.‬‬
‫وإن غصب ما خاط به جرح حيوان محترم مسسن‬
‫آدمي أو غيره‪ ،‬وخيف بقلسسع الخيسسط ونحسسوه ضسسرر‬
‫آدمي لم يقلع‪ ،‬وعليه قيمته‪ ،‬وقيل‪ :‬ل تؤخذ قيمته‬
‫إل إذا خيسسف تلفسسه ويقلسسع كغيسسره مسسن الحيوانسسات‬
‫المحترمة؛ فإنه لبد من خوف التلف أو خيف من‬
‫قلعه تلف غير آدمي فعلى الغاصب قيمسسة الخيسسط‬
‫أو نحوه؛ لنه تعذر رد الحق إلى مستحقه فسسوجب‬
‫رد بذله وهو القيمة‪ ،‬ول يلزمه القلع؛ لن الحيوان‬
‫آكسسد حرمسسة مسسن بقيسسة المسسال؛ ولهسسذا جسساز إتلف‬
‫غيره وهو ما يطعمه الحيوان لجسسل تبقيتسسه‪ ،‬وكسسذا‬
‫حا يشخب دمسسه أو جسسبر بسسه‬ ‫لو شد بالمغصوب جر ً‬
‫نحسسو سسساق مكسسسور وغيسسر المحسسترم كالمرتسسد‬
‫والحربسسي والكلسسب العقسسور والخنزيسسر‪ ،‬فسسإذا خسساط‬
‫جرح ذلك بسسالخيط المغصسسوب وجسسب رده؛ لنسسه ل‬
‫يتضمن تفويت ذي حرمة أشبه ما لو خاط به ثوًبا‬
‫وإن حسسل الحيسسوان المخيسسسط جرحسسه بمغصسسسوب‬
‫لغاصب كشاته وبقرته ونحوها وخيف مسسوته بقلسسع‬
‫أمر غاصب بذبح الحيوان ولسسو نقصسست قيمتسسه بسسه‬
‫دا للكسسل‬ ‫أكسسثر مسسن ثمسسن الخيسسط أو لسسم يكسسن مع س ً‬
‫كالخيل ويرد الخيط لربسسه؛ لنسسه متمكسسن مسسن رده‬
‫بذبح الحيسسوان والنتفسساع بلحمسسه‪ ،‬ول أثسسر لتضسسرره‬
‫‪-32-‬‬

‫بذلك لتعديه كما يسرد الخيسط بعسد مسوت الحيسوان‬


‫غيسسر آدمسسي؛ لنسسه ل حرمسسة لسسه بعسسد مسسوته بخلف‬
‫الدمي المعصوم لبقاء حرمته فتتعين قيمته‪ ،‬وإن‬
‫مسسا غيسسر‬
‫كسسان الحيسسوان السسذي خيسسط جرحسسه محتر ً‬
‫مسسأكول رد الغاصسسب قيمسسة الخيسسط؛ لن حرمسسة‬
‫الحيوان آكد‪.‬‬
‫ومسسسن غصسسسب جسسسوهرة مثل ً فابتلعتهسسسا بهيمسسسة‬
‫بتفريطه أول ً فحكمها حكم الخيط الذي خسساط بسسه‬
‫جرحها على التفصيل السابق‪.‬‬
‫ولو ابتلعت شاة شخص مثل ً جوهرة آخسسر غيسسر‬
‫مغصوبة وتعسسذر إخراجهسسا إل بسسذبحها وذبحهسسا أقسسل‬
‫ضرًرا من ضرر تركها ذبحت‪ ،‬وعلى رب الجوهرة‬
‫ما نقص بالذبح؛ لنه لتخليص مسساله إن لسسم يفسسرط‬
‫رب الشاة بكون يده عليها حين ابتلعها الجوهرة؛‬
‫فسسإن كسسانت يسسده عليهسسا فل شسسيء لسسه علسسى رب‬
‫الجوهرة مما نقصه الذبح؛ لن التفريط من غيسسره‬
‫فكان الضرر على المفرط‪.‬‬
‫وإن حصل رأس شاة أو بقرة أو بعير أو نحوها‬
‫بإناء ولم يخسرج رأسسسها إل بسذبحها أو كسسر النسساء‬
‫ولسسم يحصسسل تفريسسط مسسن رب الشسساة ورب النسساء‬
‫كسر الناء لرد ما حصل فيه بغير عدوان ويعطسسي‬
‫لربه‪ ،‬وعلى مالسسك البهيمسسة الرش لتخليسسص مسساله‬
‫ويجب كسر الناء وأخذ أرشه إل إن وهب البهيمة‬
‫‪-33-‬‬

‫مالكها لرب الناء‪ ،‬ول يجب على رب الناء قبسسول‬


‫البهيمسسسسسسسسسسسسسسسسة لمسسسسسسسسسسسسسسسسا فيسسسسسسسسسسسسسسسسه‬
‫من المنة؛ فإن قبلها جاز وصارت والناء مل ً‬
‫كا لسسه‬
‫يتصرف بهما كيف شاء‪.‬‬
‫وإن فرط رب الشاة بأن أدخل رأسها في نحو‬
‫دبسسة فسسول أو نحوهسسا أو كسسانت بيسسده عليهسسا حسسال‬
‫الدخول ذبحت البهيمة بل ضمان على رب النسساء؛‬
‫لن التفريط من جهته فهو أولى بالضرر ممن لسسم‬
‫يفرط‪.‬‬
‫ومع تفريط رب النسساء كمسسا لسسو أدخلسسه بيسسده أو‬
‫ألقسسى النسساء فسسي الطريسسق يكسسسر النسساء بل أرش‬
‫علسسى رب الشسساة ونحوهسسا؛ لن المفسسرط أولسسى‬
‫بالضسسرر ويتعيسسن فسسي بهيمسسة غيسسر مأكولسسة حصسسل‬
‫رأسها بإناء ولم يخرج إل بكسسره كسسر النساء ول‬
‫تقتل البهيمة بحال‪ ،‬ولو اتفقا على القتل لم يمكنا‬
‫منه؛ لنه ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬نهسسى عسسن ذبسسح‬
‫اليحوان لغير مأكله‪ ،‬وعلى ربها أرش الناء إل أن‬
‫يكون التفريسسط مسسن مسسالكه‪ ،‬وقيسسل‪ :‬حكمسسه حكسسم‬
‫المأكول على ما تقدم‪ ،‬وقيل‪ :‬أنه يقتسسل إن كسانت‬
‫الجناية من مالكها أو القتل أقل ضرًرا‪.‬‬
‫وإن قال من وجب عليه الغرم‪ :‬أنا أتلف مسسالي‬
‫ول أغرم شيًئا كسسان لسسه ذلسسك‪ ،‬ويحسسرم تسسرك رأس‬
‫البهيمسسة بالنسساء بل ذبسسح ول كسسسر؛ لنسسه تعسسذيب‬
‫حيوان‪ ،‬فإن لم يفرط رب الناء وامتنع رب غيسسر‬
‫‪-34-‬‬

‫المأكولسسة مسسن أرش الكسسسر أجسسبر؛ لنسسه تعسسذيب‬


‫حيوان؛ فإن لم يفرط رب النسساء وامتنسسع رب غيسسر‬
‫المأكولسسة مسسن أرش الكسسسر أجسسبر؛ لنسسه ضسسرورة‬
‫لتخليصها من العذاب فلزم ربها كعلفها‪.‬‬
‫ويلزم رد العين غاصبها ولو‬
‫بنى فوقها قصًرا إذا لم يثرد‬
‫ولو ناله في الرد أضعاف‬
‫الغرم الزمه ول تتردد‬‫قدرها‬
‫من‬
‫سوى رفع فلك فوق بحر‬
‫بأجودحرمة الحي أو أذى الغير‬ ‫ومع‬
‫وإن خلط المغصوب بعد تقرر‬ ‫خلد‬
‫على خطأ في خلطه أو تعمد‬
‫بما فيه مميز فالزمه رده‬
‫وإل فمنه المثل من جنسه‬
‫اردد يكن المغصوب أردأ منه‬ ‫وإن‬
‫سمح غاصب بالخذ منه‬ ‫إن‬
‫ما وخلطه‬ ‫ليظهدأخذه منه انحتا ً‬
‫على‬
‫بشيرجه زيًتا فخذ مثله قد‬
‫وقال أبو يعلى له المثل‬
‫مع جنس ل يميز فاشهد‬ ‫مطلًقا‬
‫ولو‬
‫وقيل اقض في هذه الثلث‬
‫بشركة‬
‫قيمة المالين ل تتردد‬ ‫على‬
‫وف ماله إن يصعبن خروجه‬
‫بل هدمه فاهدمه والغصب‬
‫أفردكان هذا دون تفريط ربه‬ ‫وما‬
‫‪-35-‬‬

‫وخذ قيمة عن جابر الجرح إن‬


‫يخفكذا في رفع فلك بمبعد‬ ‫بقلع‬
‫وإن كان مأكول ً له إذبح بأجود‬
‫وقيل سوى ما ذبحه لم يعود‬
‫وإن مات مجروح سوى‬
‫بغصب جرحه أقلعه‬ ‫الدمي قد‬
‫َفجّرت‬
‫واردد‬
‫وملك سوى جان وما لم يبع‬
‫وخذه إن يمت بل قيل من غير‬‫فدع‬
‫كذا هدي‬
‫الخلف والتفصيل بلع‬ ‫من‬
‫لمثمن‬
‫وأشباهه غصًبا وفي ذبح مزرد‬
‫ومحتمل إن زاد قيمة جوهر‬
‫على غير إنسان ليذبح ويعتدي‬

‫)‪ (4‬من اغتصب شيًئا وأدخله داره وتعذر‬


‫‪-36-‬‬

‫إخراجه‬
‫أو ديناًرا فأدخله إناء ضي ً‬
‫قا ‪ ...‬إلخ‬
‫س ‪ :4‬تكلم بوضوح عككن أحكككام مككا يلككي‪:‬‬
‫من غصب شيًئا فأدخله داره وتعذر إخراجككه‪،‬‬
‫إذا باعها وفيها ما يعسر إخراجه من غصككب‬
‫نحو دينار أو جنبه أو نحوه فحصل فككي إنككاء‬
‫ضككيق الككرأس بفعككل غاصككب أو ل وعسككر‬
‫إخراجه أو جعله الغاصب في إناء نفسه ولم‬
‫يخرج بدون كسره أو حصل الجنيككه أو نحككوه‬
‫بل غصب ول فعل أحد في إناء مككن جككرة أو‬
‫نحوها أو بفعل مالكها أو بفعككل رب الككدينار‬
‫أو الجنيه أو نحوهما‪ ،‬واذكر الدليل والتعليل‬
‫والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬من غصسسب فصسسيل ً أو مهسًرا ونحسسوه فسسأدخله‬
‫داره فكبر وتعذر خروجسسه نقسسض البسساب أو غصسسب‬
‫خشًبا وأدخله داره ثم بنسسى البسساب ضسسيًقا بحيسسث ل‬
‫تخرج الخشسسبة إل بنقضسسه وجسسب نقضسسه لضسسرورة‬
‫وجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوب السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرد ورد‬
‫الفصيل والخشبة إلى ربهما؛ لن المتعسسدي أولسسى‬
‫بالضرر‪ ،‬قلت‪ :‬وكسسذا لسسو غصسسب سسسيارة أو نحوهسسا‬
‫وأدخلها داره ثم بنى الباب ضسسيًقا بحيسسث ل تخسسرج‬
‫إل بنقضه وجب نقضه لضسسرورة وجسسوب السسرد ورد‬
‫السيارة لربها ول شيء على ربهسسا فسسي ذلسسك؛ لن‬
‫‪-37-‬‬

‫المتعدي أولى بالضرر‪.‬‬


‫ولو حصل مال شخص من حيوان أو غيره فسسي‬
‫داره وتعذر إخراجه من الدار بدون نقسسض بعضسسها‬
‫وجب نقضه وإخراجه‪ ،‬وعلى رب المسسال المخسسرج‬
‫إصسسلحه؛ لنسسه لتخليسسص مسساله ومحسسل ذلسسك إن لسسم‬
‫يفرط رب المال وذلك بأن دخل الحيسسوان بنفسسسه‬
‫أو أدخله ربه‪ ،‬وأما الخشبة إذا حصلت فسسي السسدار‬
‫من غير تفريط صاحبها؛ فإن كسرها أكسسثر ضسسرًرا‬
‫من نقض الباب وإعادته غالًبا في السسبيوت المبنيسسة‬
‫من الطين فحكمها كالفصيل بنقض الباب ويغسسرم‬
‫صساحبها أرش نقضسه وإصسسلحه وإن كسان كسسسرها‬
‫أقل ضرًرا كسرت ول شسيء علسى صساحب السدار‬
‫لعدم عدوانه وإن كان حصول ما ذكسسر فسسي السسدار‬
‫بعسسدوان مسسن صسساحبه كمسسن غصسسب داًرا وأدخلهسسا‬
‫فصيل ً أو خشبة أو سيارة ثم بنسسى البسساب ضسيًقا أو‬
‫سا ونحوه بغيسسر‬ ‫تعدى على إنسان فأدخل داره فر ً‬
‫إذنه كسرت الخشبة وذبح الحيوان المسسأكول ولسسو‬
‫زاد ضرره على نقض الباب؛ لن صاحبه هو السسذي‬
‫أدخل الضرر على نفسه بعدوانه‪.‬‬
‫وإن كان الحاصل مسسن ذوات السستركيب فكسسذلك‬
‫إن فرط مالك الدار نقسسض البسساب مسسن غيسسر أرش‬
‫وإن فرط مالكه فك التركيب‪.‬‬
‫ولو باع الدار وفيها ما يعسر إخراجسسه كخسسوابي‬
‫‪-38-‬‬

‫غير مدفونة وخزائن غير مسمورة لما تقسسدم فسسي‬


‫البيع أنه يتناول مسسا كسسان متصسل ً بهسسا أو كسسان فيهسسا‬
‫حيوان ينظر؛ فإن كان ضرر النقض أقل من بقسساء‬
‫ذلك في السسدار أو مسسن تفصسسيله مسسا يسسأتي تفصسسيله‬
‫كخزائن ومن ذبسسح الحيسسوان المسسأكول نقسسض بسساب‬
‫أقل ضرًرا وكان أرش نقضه وإصلحه على البائع؛‬
‫لنسسسسسسسسسه لتخليسسسسسسسسسص مسسسسسسسسساله‪ ،‬وكسسسسسسسسسذا‬
‫لو باع داره وله فيها أسرة ونحوها وتعذر الخراج‬
‫والتفكيك وإن كان نقسسض البسساب أكسسثر ضسسرًرا مسسن‬
‫بقاء ذلك في الدار ومن تفصيله‪ ،‬وذبسسح الحيسسوان؛‬
‫لعسسدم فسسائدته واصسسطلحا علسسى ذلسسك بسسأن يشسستري‬
‫مشسستر السسدار أو يهبسسه لسسه البسسائع‪ ،‬ذكسسره الموفسسق‬
‫والشارح‪.‬‬
‫ومن غصب جسوهرة أو دينسساًرا أو جنيهًسسا أو نحسسو‬
‫ذلك فحصل في إناء ضيق السسرأس بفعسسل غاصسسب‬
‫أو ل وصعب إخراجه منها فتعسسسر بسسدون الكسسسر؛‬
‫فإن زاد ضرر الكسسسر علسسى السسدينار أو نحسسوه بسسأن‬
‫كانت قيمتها صسسحيحة دينسسارين وقيمتهسسا مكسسسورة‬
‫نصف الدينار فعلى الغاصب بدل السسدينار أو النسسي‬
‫يعطيه لربه ولسسم تكسسسر؛ لنسسه إضسساعة مسسال وهسسي‬
‫منهي عنها‪.‬‬
‫وإن لسسم يسسزد ضسسرر الكسسسر علسسى السسدينار بسسأن‬
‫تساويا أو كان ضرر الكسر أقل تعين الكسر لسسرد‬
‫‪-39-‬‬

‫عين المال المغصوب من غير إضاعة مال وعلسسى‬


‫الغاصسسب ضسسمان الكسسسر؛ لنسسه السسسبب فيسسه وإن‬
‫غصب ديناًرا وجعلسسه فسسي إنسساء نفسسسه ولسسم يخسسرج‬
‫بدون كسرها‪ ،‬فإنها تكسر المحبرة أو الناء سواء‬
‫زاد ضرر الكسسسر علسسى السسدينار أو ل؛ لن حصسسوله‬
‫فيهسسا بتعسسديه ومسسن غصسسب نحسسو خشسسب أو حجسسر‬
‫فحصل فسسي بنسساء آخسسر وعسسسر إخراجسسه؛ فسسإن زاد‬
‫ضرر الهدم عليه فعلسسى الغاصسسب بسسدله وإل تعيسسن‬
‫الهدم وعليه ضمانه‪.‬‬
‫وإن حصل فسسي بنسساء نفسسسه يهسسدم مطلًقسسا وإن‬
‫حصسسل السسدينار أو نحسسوه فسسي النسساء بل غصسسب ول‬
‫فعل أحد بأن سسسقط مسسن مكسسان أو ألقتسسه ريسسح أو‬
‫طائر أو نحوه كسر الناء وجوًبا وعلى رب الدينار‬
‫أرش نقسسص النسساء بالكسسسر؛ لن الكسسسر لتخليسسص‬
‫حقه إل أن يمتنع رب السسدينار أو نحسسوه مسسن كسسسر‬
‫الناء مع ضمان أرشه لكون الناء غالًيا ثمنه؛ فإن‬
‫امتنع فل طلب لسسه ويصسسطلحان عليسسه وإن حصسسل‬
‫السسدينار أو نحسسوه بفعسسل مالسسك النسساء فسسإنه يكسسسر‬
‫مجاًنا ول ضمان علسسى رب السسدينار أو نحسسوه؛ لنسسه‬
‫وجب على ربها إعسسادة السسدينار إلسسى مالكهسسا‪ ،‬ولسسم‬
‫يكن ذلك بدون كسر الناء فجاز كسره لذلك‪ ،‬ول‬
‫يضمن نقصه؛ لن التفريط من مالكها‪.‬‬
‫وإن حصل فيهسسا بفعسسل رب السسدينار فسسإنه يخيسسر‬
‫‪-40-‬‬

‫بين تركه في الناء وبين كسره فرط مالك النسساء‬


‫أو لم يفرط وعلى رب الدينار قيمة النسساء كاملسسة‬
‫لتعديه ويلسسزم رب السسدينار قبسسول مثسسل السسدينار إن‬
‫بذله رب الناء ولم يجز الكسر؛ لنه بذل له مسسال ً‬
‫يتفاوت به حقه دفًعا للضرر عنه فلزمه قبوله لما‬
‫فيه من الجمع بين الحقيسن ولسو بسادر رب السدينار‬
‫إلى الناء أو نحسسوه وكسسره عسسدواًنا لسسم يلزمسه إل‬
‫قيمته فقط‪.‬‬
‫ويلزم إنشاد المبعد تركه‬
‫أو أقرب مثوى ل المعارضة‬
‫وليس لرب الرض إلزام زارع‬ ‫أشهد‬
‫لقلع ولم يبلغ لقرب التحصد‬
‫وقيل إن تشا اتركه بأجر‬
‫الحصد أو خذه بقيمته قد‬ ‫ونقضها‬
‫إلى‬
‫وعنه بما أدى عليه وقيل ل‬
‫لمالكه يبقى بأجر بمبعد‬
‫وإن حصل المزروع قبل تملك‬
‫فليس سوى أجر لذي الرض‬
‫وكالغرس في القوى المكر‬ ‫فأشهد‬
‫وأثمار أشجار بغصب لمعتد‬‫رجزه‬
‫وإن يبن أو يغرس فخذه‬
‫بقلعه وأرش النقص ثم التمهد‬‫وأجر‬
‫وإن كان غرس والبنا ملك‬
‫‪-41-‬‬

‫ويملك طم البئر في الرض‬


‫حافركره رب الرض مع حسن‬
‫ومع‬
‫مقصد‬
‫‪-42-‬‬

‫ومن يصبغ المغصوب من صبغ‬


‫غصبه‬
‫وأرش النقص أو بالتزيد‬ ‫يرد‬
‫والثنين إن كانا يكن مثل‬
‫صبغه‬
‫‪-43-‬‬

‫بثوب فتى والنقص منه لينقد‬


‫)‪ (5‬من غصب شبكة أو نحوها فأمسك بها‬
‫صيد‬
‫أو غزا على فرس فغنم أو عمل فيما‬
‫غصبه‪ ...‬إلخ‬
‫س ‪ :5‬تكلم بوضوح عن أحكام ما يلي‪ :‬إذا‬
‫زاد مغصوب بيد غاصككب‪ ،‬مككن غصككب قنككا أو‬
‫دا‪ ،‬أو غككزا علككى‬ ‫شبكة أو نحوها فأمسك صي ً‬
‫فرس مغصوب فغنم‪ ،‬أو غصب مخلًبا فقطع‬
‫حا فصاد به‪ ،‬أو أزال غاصككب اسككم‬ ‫به أو سل ً‬
‫مغصوب بعملككه فيككه‪ ،‬إذا طلككب مالككك رد مككا‬
‫أمكن رده إلككى حككالته‪ ،‬إذا اسككتأجر الغاصككب‬
‫على عمل شككيء ممككا تقككدم مككن حفككر بئًرا‬
‫في أرض مغصوبة أو شق فهككا نهككًرا أو أراد‬
‫طمهككا‪ ،‬أو غصككب شككاة وانككزى عليهككا فحلككه‬
‫فلمككن الولككد‪ ،‬أو غصككب دجاجككة أو حمامككة‬
‫خككا‬
‫فباضت عنده ثم حضنت بيضها فصار فرا ً‬
‫فلمن يكون الفراخ؟ واذكر الدليل والتعليككل‬
‫والتفصككككيل والاحككككتراز والقيككككد والخلف‬
‫والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬يلسسسزم غاصسسسًبا وغيسسسره إذا كسسسان بيسسسده رد‬
‫مغصوب زاد بيد غاصب أو غيره بزيادته المتصسسلة‬
‫‪-44-‬‬

‫كقصارة ثوب وسمن حيوان وتعلسسم صسسنعة آدمسسي‬


‫وبزيادته المنفصلة كالولد من بهيمة وكذا من أمة‬
‫إل أن يكون جسساهل ً فهسسو حسسر ويفسسديه بقيمتسسه يسسوم‬
‫الولدة‪.‬‬
‫وككسب رقيق؛ لنه من نمسساء المغصسسوب وهسسو‬
‫لمالكه فلزمه رده كالصل‪.‬‬
‫كا فأمسك القسن‬ ‫ولو غصب قنا أو شبكة أو شر ً‬
‫أو الشسسبكة أو الشسسرك صسسيد فلمسسالكه أو غصسسب‬
‫سا فصاد الغاصسسب‬ ‫سا أو قو ً‬‫ما أو فر ً‬‫حا أو سه ً‬ ‫جار ً‬
‫دا أو‬
‫أو غيره بالجسسارح أو صسساد علسسى الفسسرس صسسي ً‬
‫غسسسسسسسسسزا علسسسسسسسسسى الفسسسسسسسسسرس فغنسسسسسسسسسم‪،‬‬
‫فالصيد وسهم الفرس من الغنيمة لمالك الجسسراح‬
‫والفرس المغصوب؛ لنه حصل بسبب المغصوب‬
‫فكان لمالكه‪ ،‬وقيل‪ :‬هو الغاصب‪ ،‬وعليه الجرة‪.‬‬
‫وقال الشيخ تقي السسدين ‪-‬رحمسسه اللسسه‪ :-‬يتسسوجه‬
‫سا وكسب عليه مسال ً أن يجعسل‬ ‫فيما إذا غصب فر ً‬
‫الكسسسب بيسسن الغاصسسب ومالسسك الدابسسة علسسى قسسدر‬
‫نفعهما بأن تقوم منفعة الراكب ومنفعسسة الفسسرس‬
‫ثم يقسم الصيد بينهما فعلى ما تقدم إن قلنا هسسو‬
‫للمالك لم يكن له أجرة فسسي مسسدة اصسسطياده؛ لن‬
‫الجرة في مقابلة منافعه ومنافعه في هذه المدة‬
‫عائدة إلى مالكه فلم يستحق عوضسسها غيسسره كمسسا‬
‫لو زرع أرض إنسان فأخذ المالسسك السسزرع بنفقتسسه‪،‬‬
‫‪-45-‬‬

‫والثاني عليه الجرة؛ لنه اسسستوفى منسسافعه أشسسبه‬


‫ما لو لم يصد شيًئا وما ذكر من أن الصسسيد يكسسون‬
‫لمالك المغصوب إن كان مسسا حصسسله مسسن صسسيد أو‬
‫غنيمة قدر أجرة المغصوب فأكثر‪ ،‬وأمسا إذا نقسص‬
‫الحاصل عن قدر أجرته فلسسرب المغصسسوب أجسسرة‬
‫مثله تؤخذ من الغاصب لعدوانه‪.‬‬
‫وإن غصب منجل ً فقطسسع الغاصسسب أو غيسسره بسسه‬
‫شا فالخشب أو الحشسسيش لغاصسسب‬ ‫خشًبا أو حشي ً‬
‫لحصول الفعل منه كالحبل المغصوب يربسسط فيسسه‬
‫الغاصب ما يجمعه من حطسسب ونحسسوه وكالمنجسسل‬
‫حسسا أو‬ ‫حا أو رم ً‬
‫في الحكم‪ ،‬ولو غصب سيًفا أو سل ً‬
‫نحوه فصاد به فهو لغاصبه لحصسسول ذلسسك بفعلسسه‪،‬‬
‫كما لسو غصسب سسسيًفا فقاتسسل بسسه وغنسم‪ ،‬وإن أزال‬
‫غاصب أو غيره اسم مغصوب بعملسسه فيسسه كنسسسج‬
‫غسسزل فيصسسير ثوب ًسسا‪ ،‬وطحسسن حسسب فصسار دقيًقسا أو‬
‫خا‪ ،‬والول يسسسمى دقيًقسسا‬ ‫طبخه فصار يسمى طبي ً‬
‫ونجر خشب باب ًسسا أو رفوفًسسا أو دولب ًسسا أو ماصسسة أو‬
‫سا‬‫دا مسامير أو سيًفا أو فؤ ً‬ ‫دريشة أو ضرب حدي ً‬
‫سا قدوًرا أو فضسسة دراهسسم أو‬ ‫أو صفًرا نجًرا أو نحا ً‬
‫فضة دراهسسم أو حلي ًسسا وجعسسل طيسسن غصسسبه لبن ًسسا أو‬
‫اسسسمنًتا ورمل ً بيوكسسا أو بل ً‬
‫طسسا أو آجسسًرا أو فخسساًرا‬
‫جراًرا أو أزياًرا أو اسسسمنًتا ورمل ً مواصسسير وأقل ً‬
‫مسسا‬
‫رده الغاصب وجوًبا معمول ً لقيام عين المغصسسوب‬
‫‪-46-‬‬

‫فيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه‬
‫ورد أرشسسسه إن نقصسسسه لحصسسسول نقصسسسه بفعسسسله‬
‫صا جميًعسسا ول‬ ‫وسسواء نقصست عينه أو قيمته أو نق ً‬
‫شسسيء للغاصسسب لعملسسه فيسسه ولسسو زاد المغصسسوب‬
‫بعمل الغاصب فيه لتبرعه به كمسسا لسسو أغلسسى زيت ًسسا‬
‫فزادت قيمته بخلف ما لسسو غصسسب ثوب ًسسا فصسسبغه؛‬
‫كا في زيادة الثوب‪ ،‬والفرق بينهما‬ ‫فإنه يصير شري ً‬
‫أن الصسسبغ عيسسن مسسال ل يسسزول ملسسك مسسالكه عنسسه‬
‫بجعلسسه مسسع ملسسك غيسسره وإن غصسسب ثوب ًسسا فقصسسره‬
‫الغاصب بنفسه‪ ،‬أو بأجرة أو غصب شسساة فسسذبحها‬
‫وسلخها وشسواها لزمسه رد ذلسك وأرش نقصسه إن‬
‫نقسسص شسسيء لسسه فسسي نظيسسر عملسسه لتعسسديه وذبسسح‬
‫الغاصب الشاة ل يحرم أكلها؛ لنها مسسذكاة والسسذي‬
‫ذكاها من أهل الذكاة؛ لكسسن ل يجسسوز للغاصسسب ول‬
‫غيسسره أكلهسسا ول التصسسرف فيهسسا إل بسسإذن مالكهسسا‬
‫كسائر الموال‪.‬‬
‫كا بالزيسسادة‪ ،‬اختسساره الشسسيخ‬ ‫وقيل‪ :‬يكسسون شسسري ً‬
‫تقسسي السسدين قسساله فسسي »الهدايسسة« و»المسسستوعب‬
‫الصسسحيح مسسن المسسذهب« إن زادت القيمسسة بسسذلك‬
‫فالغاصسسب شسسريك المالسسك بالزيسسادة‪ ،‬قسسال نسساظم‬
‫المفردات‪:‬‬
‫إن صنع الغاصب باًبا بالخشب‬
‫أو ضرب الفضة أو صك‬
‫الذهب‬
‫‪-47-‬‬

‫أو حاك غزل ً أو لثوب قصًرا‬


‫صا ضهًرا‬‫بزائد شارك ن ً‬
‫رجحه الكثر في الخلف‬
‫ونصر الشيخان للمنافي‬
‫وللمالك إجباره الغاصب على رد ما أمكن رده‬
‫من مغصوب إلى حسسالته السستي غصسسب عليهسسا؛ لن‬
‫عمسسل الغاصسسب فسسي المغصسسوب محسسرم فملسسك‬
‫المالك إزالته مع المكان ومسسا ل يمكسسن رده إلسسى‬
‫حسسسالته الولسسسى كسسسالبواب والفخسسسار والجسسسص‬
‫والسسسمنت والجسسر والشسساة ونحوهسسا إذا ذبحهسسا‬
‫وشسسواها وكسسالحب إذا طحنسسه فليسسس للغاصسسب‬
‫إفسسساده ول للمالسسك إجبسساره عليسسه؛ لنسسه إضسساعة‬
‫مال بغير منفعة‪ ،‬وقد نهى ‪ ‬عن إضاعة المال‪.‬‬
‫وإن استأجر الغاصب إنساًنا على عمسسل شسسيء‬
‫مما تقدم فالجر عليه والحكم في زيسسادة ونقصسسه‬
‫كما لو فعل ذلك بنفسه وللمالك تضسسمين النقسسص‬
‫من شاء مهمسسا فسسإن جهسسل الجيسسر الحسسال وضسسمن‬
‫الغاصب لم يرجع على أحد وإن ضمن الجير رجع‬
‫على الغاصب؛ لنه غسسره وإن علسسم الجيسسر الحسسال‬
‫وضمن لم يرجع على أحد؛ لنه أتلسسف مسسال غيسسره‬
‫بدون إذنه وإن ضمن الغاصب رجع علسسى الجيسسر؛‬
‫لن النقص حصسسل بفعلسه فاسسستقر الضسسمان عليسه‬
‫وإن استعان الغاصب بمن فعل ذلك فهو كالجير‪.‬‬
‫‪-48-‬‬

‫ومن حفر بئًرا في أرض مغصوبة أو شق فيهسسا‬


‫نهًرا ووضع التراب الخارج من البئر أو النهر فسسي‬
‫الرض المغصوبة فله طمها إن كان الطم لغرض‬
‫صحيح كإسقاط ضمان تالف بها أو كون الغاصب‬
‫قد نقل ترابهسسا إلسسى ملكسسه أو ملسسك غيسسره أو إلسسى‬
‫طريسسق يحتسساج إلسسى تفريغسسه وللغاصسسب حينئذ رد‬
‫ترابها من نحو ملكسسه أو طريسسق نقلهسسا إليسسه حيسسث‬
‫بقي‪ ،‬فلو فات بسسسيل أو ريسسح ونحسسوه فلسسه الطسسم‬
‫بغيره من جنسه ل برمل أو كناسسة ونحوهسا ولسسو‬
‫أبرأه المالك مما تلف بها؛ لن الغرض قسسد يكسسون‬
‫غير خشية ضمسان ما يتلسسسف بهسسسا وتصسسح السسبراءة‬
‫منه؛ لن الضمان إنما يلزمه لوجود التعسسدي فسسإذا‬
‫رضسي رب الرض زال التعسسدي فيسسزول الضسسمان‪،‬‬
‫وإنما صحست البسراءة ممسسا يتلسسف بسسالبئر مسسع أنهسسا‬
‫متضمنة لما لم يجب بعد لوجود أحد السببين من‬
‫حافر البئر وكل منهما موجب للضسسمان فالسسسبب‬
‫الول هسسو التعسسدي منسسه بحفسسرة فسسي الرض السستي‬
‫لغيره عدواًنا‪ ،‬والسبب الثاني هو التلف وليست‬
‫هذه البراءة براءة مما سيجب وإنما هي إسسسقاط‬
‫المالك عسسن الغاصسسب التعسسدي برضسساه ولسسو منعسسه‬
‫المالك من الطم لسسم يملسك الغاصسسب طمهسسا فسسي‬
‫هذه الصور؛ لنسسسه تصسسرف فسسي ملسك الغيسسر بغيسسر‬
‫إذنه لغير غسسرض صسسحيح ومنسسع مسسن الطسسم رضسسي‬
‫‪-49-‬‬

‫بالحفر فيكون بمنزلة إبرائه من ضمان مسسا يتلسسف‬


‫بها وإن كان الطسسم لغيسسر غسسرض صسسحيح مثسسل أن‬
‫يكون قد وضع السستراب فسسي أرض مالكهسسا أو فسسي‬
‫موات وأبرأه من ضمان ما يتلسسف بهسسا فل يطمهسسا‬
‫الغاصب؛ لنه إتلف ل نفع فيه فلم يكن له فعلسسه‬
‫كما لو غصب نقرة فطبعها دراهم ثم أراد جعلهسسا‬
‫نقسسرة وبهسسذا قسسال أبسسو حنيفسسة والمزنسسي وبعسسض‬
‫الشسسافعية‪ ،‬وقيسسل‪ :‬لسسه طمهسسا؛ لنسسه ل يسسبرأ مسسن‬
‫الضمان بإبراء المالك؛ لنه إبسسراء ممسسا لسسم يجسسب‬
‫ضا إبسسراء مسسن حسسق غيسسره وهسسو الواقسسع‬
‫بعد وهو أي ً‬
‫فيها‪ ،‬وهذا القول هو السسذي تطمئن إليسسه نفسسسي‪،‬‬
‫والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وإن أراد الطسسم المالسسك لغسسرض صسسحيح ألسسزم‬
‫غاصسسب بسسالطم لعسسدوانه بسسالحفر؛ ولنسسه يضسسرب‬
‫ضسسا فصسسار‬‫الرض وإن غصسسب حًبسسا فزرعسسه أو بي ً‬
‫خسسا فصسسار نخل ً أو‬
‫خا أو نوى فصار نخل ً أو فرا ً‬ ‫فرا ً‬
‫أغصاًنا فصارت شجًرا رد الغاصب الزرع والفراخ‬
‫والشسسسجر والنخسسسل لمالكهسسسا؛ لنسسسه عيسسسن مسسساله‬
‫المغصوب منسسه‪ ،‬ول شسسيء للغاصسسب فسسي عملسسه؛‬
‫لنه تبرع به‪.‬‬
‫إن غصسسب شسساة أو بقسسرة أو بدنسسة أو نحوهسسا‬
‫فأنزى عليها فحله فالولد لمالك الم كولسسد المسسة‬
‫ول أجرة للفحسسل لعسسدم إذن ربهسسا؛ ولنسسه ل تصسسح‬
‫‪-50-‬‬

‫إجارته لذلك وكذا لسسو غصسسب نخلسسة وحصسسل منهسسا‬


‫ودي فإنه لمالكها والودي أفراخ النخل؛ لنسسه مسسن‬
‫نمائها ككسب العبد وولد المة‪.‬‬
‫وإن غصسسب فحسسل غيسسره وأنسسزاه علسسى شسساته‬
‫فالولد له تبًعا للم ول لزمه أجرة الفحل؛ لنسسه ل‬
‫يصح إجارته لذلك؛ لكن إن نقص بالنزاء وغيسسره‪،‬‬
‫لسسزم الغاصسسب أرش نقصسسه لتعسسديه‪ ،‬وإن غصسسب‬
‫دجاجة أو حمامة فباضت عنده ثم حضنت بيضسسها‬
‫خا فهما لمالكها ول شيء للغاصب فسسي‬ ‫فصار فرا ً‬
‫علفها‪ ،‬قال أحمد‪ :‬في طيرة جاءت إلى دار قسسوم‬
‫فازدوجت عندهم وفرخت يردونها وفراخهسسا إلسسى‬
‫أصحابها‪ ،‬قال في »المبسسدع«‪ :‬ويرجسسع إلسسى ربهسسا‬
‫بما أنفقه إن نوى الرجوع وإل فل‪ .‬اهس‪.‬‬
‫وإن نقص المغصوب يضمن‬
‫دا وغير معبد‬ ‫بقيمته عب ً‬
‫نقصه‬
‫وعن أحمد في العين من‬
‫ومن ربع قيمتها أرفد‬
‫فرسوحمر‬‫بغال‬
‫وفي بعض قن من عتيق‬
‫مقدر‬
‫كنسبته من قيمة العبد أورد‬
‫وقيل أكثر المرين في العبد‬
‫واجب‬
‫أوجبن أن يجن في العبد‬ ‫كذا‬
‫كان غير الغاصب القاطع‬‫معتدي‬
‫وإن‬
‫أكثر المرين من غاصب‬ ‫فخذتشا‬
‫إن‬
‫قد‬
‫‪-51-‬‬

‫لضراره بالصبر مع جهل‬


‫المغصوب وجنايته‬‫مفسد‬
‫)‪ (6‬نقص‬
‫س ‪ :6‬تكلم بوضوح عن أحكام ما يلككي‪:‬‬
‫نقص المغصوب بعد غصبه مككن غصككب عبككد‬
‫فخصككاه أو أزال منككه مككا تجككب فيككه ديككة أو‬
‫شككا مككن‬‫قطع ما فيه مقدر‪ ،‬إذا أخذ مالك أر ً‬
‫غاصب ثم زال العيب‪ ،‬نقككص الشككعر‪ ،‬زيككادة‬
‫المغصوب إذا طككرأ علككى المغصككوب مككرض‪،‬‬
‫صككا‬
‫إذا نقص مغصككوب ثككم زاد‪ ،‬إذا نقككص نق ً‬
‫غير مستقر‪ ،‬جناية القككن المغصككوب‪ ،‬زوائد‬
‫المغصككوب إذا تلفككت أو نقصككت فككي يككد‬
‫الغاصب أو جنككت علككى المالككك أو غيككره إذا‬
‫‪-52-‬‬

‫كككان العبككد وديككة فجنككى جنايككة اسككتغرقت‬


‫قيمتككه ثككم أن المككودع قتلككه بعككدها‪ ،‬واذكككر‬
‫الكككدليل والتعليكككل والتفصكككيل والمحكككترز‬
‫والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬يضمن غاصب نقسسص مغصسسوب بعسسد غصسسبه‬
‫وقبل رده ولو كان النقص رائحة مسسسك أو عنسسبر‬
‫أو نحوهما؛ لن قيمتسسه تختلسسف بسسالنظر إلسسى قسسوة‬
‫رائحته وضعفها‪ ،‬وكذا قطع ذنب حمار أو بغسسل أو‬
‫فسسرس إذ القصسسد بالضسسمان جسسبر حسسق المالسسك‬
‫بإيجاب قدر ما فوت عليه‪ ،‬ولنه لو فات الجميع؛‬
‫لوجبت قيمته‪ ،‬فإذا فات منه شسسيء وجسسب قسسدره‬
‫من القيمة كغير الحيوان‪.‬‬
‫وقال أبو حنيفة‪ :‬إذا قلع عيني بهيمة تنتفع بهسسا‬
‫من وجهتين كالدابة والبعير والبقرة وجب نصسسف‬
‫قيمتها‪ ،‬وفسسي إحسسداهما ربسسع قيمتهسسا؛ لقسسول عمسسر‬
‫محمول على أن ذلك كان قسسدر نقصسسها كمسسا روي‬
‫عنه أنه قضى في العين القائمة بخمسسسين دينسساًرا‬
‫ولو كان تقدير الواجب في العيسسن نصسسف القيمسسة‬
‫كعين الدمي‪ ،‬والقول الول المخالف لقسسول أبسسي‬
‫حنيفسسة هسسو السسذي تطمئن إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه‬
‫سبحانه أعلم‪.‬‬
‫‪-53-‬‬

‫حا ثسسم‬‫وإن غصب قنا ثم عمي عنده قوم صحي ً‬


‫أعمي وأخذ من غاصب ما بين القيمتين وكذا لسسو‬
‫دا‬
‫نقص لكسسبر أو مسسرض أو شسسجة وإن غصسسب عب س ً‬
‫وخصاه هو أو غيره‪ ،‬ولو زادت قيمته بخصسساه لسسه‬
‫أو أزال منه ما تجب فيه دية كاملة من حر كأنفه‬
‫ولسسسانه أو يسسديه أو رجليسسه رده علسسى مسسالكه ورد‬
‫قيمته كلها ول يملكه الجاني؛ لنه المتلف البعض‬
‫فل يتوقسسف ضسسمانه علسسى زوال الملسسك كقطسسع‬
‫خصيتي ذكر مدبر‪ ،‬ولن المضسسمون هسسو المفسسوت‬
‫فل يزول الملك من غيسسره بضسسمانه كمسسا ل قطسسع‬
‫تسع أصابع‪ ،‬وبه قال مالك والشافعي‪ ،‬وقال أبسسو‬
‫حنيفة والثسسوري يخسسبر المالسسك بيسسن أن يأخسسذه ول‬
‫شسسيء لسسه غيسسره وبيسسن أن يأخسسذ قيمتسسه ويملكسسه‬
‫الجاني؛ لنه ضمان مال‪ ،‬فل يبقسسى ملسسك صسساحبه‬
‫عليه مع ضمان كسائر الموال والقول الول هسسو‬
‫الذي تميل إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه سسسبحانه وتعسسالى‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وإن قطع غاصب من رقيق مغصسسوب مسسا فيسسه‬
‫مقدر مسسن حسسر دون الديسسة الكاملسسة كقطسسع يسسد أو‬
‫جفن أو هدب ونحوه فعلى غاصب أكسسثر المريسسن‬
‫من دية المقطوع أو نقسسص قيمتسسه لوجسسود سسسبب‬
‫كل منهما فوجب أكثرهما ودخل فيسسه الخسسر؛ لن‬
‫دا‬
‫الجناية واليد وجدا فيسسه جميعًسسا فلسسو غصسسب عب س ً‬
‫‪-54-‬‬

‫قيمتسسه )‪ (1000‬ألسسف فسسزادت قيمتسسه عنسسده إلسسى‬


‫ألفيسسن ثسسم قطعسست يسسده فصسسار يسسساوي ألًفسسا‬
‫وخمسمائة؛ لنه ديسسة المقطسسوع أكسسثر مسسن نقسسص‬
‫القيمة في الصورة الولى‪ ،‬وفي الصورة الخيرة‬
‫نقص القيمة أكثر من الدية وإن كان القاطع ليده‬
‫غير الغاصب وقد نقصت قيمته مائتين قبل وصار‬
‫بعسسد القطسع يسسساوي أربعمسسائة )‪ (400‬كسسان علسسى‬
‫الجسساني أربعمسسائة؛ لن جنسسايته مضسسمونة بنصسسف‬
‫القيمة وهي حين القطع ثمانمائة‪ ،‬وعلى الغاصب‬
‫مائتان؛ لنهسسا نقصسست مسسن قيمسسة العبسسد فسسي يسسده‬
‫وللمالك تضمين الغاصب ما عليه وعلى الجسساني؛‬
‫لن ما وجده في يده في حكم الموجود منه‪.‬‬
‫‪-55-‬‬

‫ويرجع غاصب غرم الجميع علسسى جسسان بسسأرش‬


‫جناية لحصول التلف بفعله فيستقر ضمانه عليسسه‬
‫فقط دون ما زاد عن أرش الجناية فيستقر علسسى‬
‫الغاصسسب؛ لن الجسساني ل يلزمسسه أكسسثر مسسن أرش‬
‫الجناية وللمالك تضمين الجاني أرش الجنايسسة ول‬
‫يرجع به على أحد؛ لنه لم يضمنه أكثر مما وجب‬
‫عليه ويضمن الغاصسسب مسسا بقسسي مسسن النقسسص ول‬
‫يرجع به على أحد‪.‬‬
‫ول يرد مالك تعيب ماله عند غاصب واسسسترده‬
‫وأرش عيبه أرش معيب أخذه من غاصب بسسزوال‬
‫دا فمسسرض‬ ‫العيب عند المالك كمسسا لسسو غصسسب عب س ً‬
‫عنده فرده وأرش نقصه بالمرض ثم بريسسء عنسسد‬
‫مالك بحيث لم يضر به نقص فل يرد أرشه؛ لنسسه‬
‫عوض ما حصل بيد الغاصب مسسن النقسسص بتعسسديه‬
‫صسسا فسسإن أخسسذه‬‫واستقر ضمانه برد المغصوب ناق ً‬
‫مالكه دون أرشه فزال عيبه قبل أخسسذ أرشسسه لسسم‬
‫يسقط ضمانه بخلف ما لو بريء في يد غاصسسب‬
‫فيرد مالكه أرشه إن كان أخذه‪.‬‬
‫ول يضسسمن غاصسسب رد مغصسسوًبا بحالسسة نقسسص‬
‫سعر كثوب غصبه وهسسو يسسساوي مسسائة ولسسم يسسرده‬
‫حتى نقص سعره فصسسار يسسساوي ثمسسانين مثل ً فل‬
‫يلزمه رده شيء؛ لنه رد العين بحالها لم تنقسسص‬
‫عين ًسسا ول صسسفة بخلف السسسمن والصسسفة ول حسسق‬
‫‪-56-‬‬

‫للمالك في القيمة مع بقاء العين وإنما حقه فيهسسا‬


‫وهسسي باقيسسة كمسسا كسسانت كهسسزال زاد بسسه سسسعر‬
‫المغصوب أو لم يزد به ولم ينقسسص كعبسسد مفسسرط‬
‫في السمن قيمته يوم غصب ثمانون فهسسزل عنسسد‬
‫غاصبه فصار يساوي مائة أو بقيت قيمتسسه بحالهسسا‬
‫فل يرد معه الغاصب شيًئا؛ لعدم نقصه‪.‬‬
‫وقيسسل‪ :‬يضسسمن نقسسص السسسعر لسسسيما إذا كسسان‬
‫ضا ينتظسسر فيسسه صسساحبه الزيسسادة ليسسبيعه‪ ،‬وهسسذا‬
‫عر ً‬
‫القسسول هسسو السسذي تطمئن إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه‬
‫سبحانه أعلم‪.‬‬
‫ويضمن غاصب زيادة مغصسسوب بسسأن سسسمن أو‬
‫تعلم صنعة عنده ثم هزل أو نسي الصنعة فعليسسه‬
‫رده وما نقص بعد الزيادة سسسواء طسسالبه المالسسك‬
‫دا أو ل لنها زيادة في نفسسس المغصسسوب‬ ‫برده زائ ً‬
‫فضمنها الغاصب كما لو طالبه بردها ولم يفعلسسه‪،‬‬
‫ولنها زادت على ملك مالكهسسا فضسسمنها الغاصسسب‬
‫كسسالموجودة حسسال الغصسسب بخلف زيسسادة السسسعر‬
‫فإنها لو كانت موجودة حين الغصسسب لسسم يضسسمنها‬
‫والصناعة إن لم تكن من عيسسن المغصسسوب فهسسي‬
‫ضا طرأ‬ ‫صفة فيه وتابعة له ول يضمن غاصب مر ً‬
‫على مغصوب بيده وبريء منه فسسي يسسده؛ لسسزوال‬
‫الموج للضمان في يده‪.‬‬
‫وقيسسل‪ :‬إن نقصسست القيمسسة لمسسرض ثسسم عسسادت‬
‫‪-57-‬‬

‫بسسبرئه أنسسه يضسسمن قسسال فسسي »النصسساف«‪ :‬حكسسى‬


‫الحارثي وجًها للشافعية قسسال‪ :‬وهسسو عنسسدي قسسوي‬
‫ورد أدلة الصحاب‪ ،‬وهذا القول هو السسذي يترجسسح‬
‫عندي؛ لن السمن الثسساني غيسسر الول فل يسسسقط‬
‫به ما وجب بالول‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وكذا لو حملسست فنقصسست ثسسم وضسسعت فسسي يسسد‬
‫غاصب فزال نقصها لسسم يضسسمن شسسيًئا ول يضسسمن‬
‫غاصب إن زاد مغصوب ثم زادت قيمته ثم زالت‬
‫الزيادة ثم عاد كسمن زال ثم عاد؛ لن ما ذهسسب‬
‫من الزيادة عاد مثله من جنسه وهسسو بيسسده أشسسبه‬
‫ما لسسو مسسرض فنقصسست قيمتسسه ثسسم بريسسء فعسسادت‬
‫القيمة وكذا لو نسسسي صسسنعة ثسسم تعلمهسسا أو بسسدلها‬
‫فعادت قيمته كما كانت ول يضمن غاصب سسسوى‬
‫السسرد إن نقسسص المغصسسوب فسسي يسسده فسسزاد مثسسل‬
‫جا‬‫دا نسسسا ً‬
‫النقص مسسن جنسسسه كمسسا لسسو غصسسب عبس ً‬
‫يساوي مائة فنسي الصنعة عنسسده فصسسار يسسساوي‬
‫ثمانين ثم تعلم الصنعة التي نسيها فعاد إلى مائة‬
‫فإنه ل ضمان عليه في نقصه حتى ولسسو كسسان مسسا‬
‫تعلمسسه صسسنعة بسسدل صسسنعة نسسسيها كمسسا لسسو تعلسسم‬
‫الخياطة بدل النساجة أو النجارة بدل الحدادة أو‬
‫الكتابة بدل الخرازة أو نحسسو ذلسسك فعسسادت قيمتسسه‬
‫إلى مائة؛ لن الصسسنائع كلهسسا جنسسس مسسن أجنسساس‬
‫الزيادة في الرقيق‪ ،‬والسسذي تطمئن إليسسه النفسسس‬
‫‪-58-‬‬

‫أنه يضسسمن كسسالتي قبلهسسا بقريسسب‪ ،‬واللسسه سسسبحانه‬


‫وتعالى أعلم )‪.(10‬‬
‫قال في الوهبانية‪:‬‬
‫ولو نسي الحرفات ولو نسي القرآن‬
‫أو شاخ يذكر‬ ‫يضمن نقصها‬
‫مسسا ونسسسيه وتعلسسم‬ ‫ومثل ما تقسسدم لسسو تعلسسم عل ً‬
‫مسسا آخسسر كمسسا لسسو تعلسسم التفسسسير بسسدل علسسم‬ ‫عل ً‬
‫الجغرافيسسا أو علسسم القواعسسد بسسدل علسسم المعسساني‬
‫والبيان أو علم الهندسسسة بسسدل علسسم العسسروض ول‬
‫فسسرق بيسسن كسسون الصسسنعة السستي تعلمهسسا مسسساوية‬
‫للصنعة التي نسسسيها أو أعلسسى منهسسا فسسي الشسسرف‬
‫وكذا لو كانت الزيسسادة الحاصسسلة مسسن غيسسر جنسسس‬
‫دا قيمتسسه مسسائة‬
‫الزيادة الذاهبة مثل أن غصب عب س ً‬
‫فتعلم صسسنعة فصسسار يسسساوي مسسائتين لسسم يسسسقط‬
‫ضمانها؛ لنه لم يعد ما ذهب بخلف الولى‪.‬‬
‫وإن كان المغصسسوب دابسسة ونقصسست بجنسسايته أو‬
‫غيرها ضمن الغاصب مسسا نقسسص مسسن قيمتهسسا ولسسو‬
‫كسسان النقسسص بتلسسف إحسسدى عينيهسسا فيغسسرم أرش‬
‫نقصها فقط؛ لنه السسذي فسسوته علسسى المالسسك وإن‬
‫صسسا غيسسر مسسستقر‬ ‫نقسسص المغصسسوب قبسسل رد نق ً‬
‫كحنطة ابتلت وعفنت وطلبها بين أخذ مثلهسسا مسسن‬
‫مال غاصسسب أو تركهسسا بيسسد غاصسسب حسستى يسسستقر‬
‫فسادها ويأخذها مالكها وأرش نقصها‪.‬‬
‫‪-59-‬‬

‫وعلى غاصب جنايسسة قسسن مغصسسوب؛ لن جنسسايته‬


‫نقسسص فيسسه لتعلقهسسا برقبتسسه فكسسان مضسسموًنا علسسى‬
‫الغاصب كسائر نقصه وعليسسه بسسدل مسسا يتلفسسه ولسسو‬
‫كسسانت الجنايسسة علسسى مسسالكه أو كسسان التلف لمسسال‬
‫مالكه بالقل من أرش جنايته أو قيمسسة العبسسد؛ لن‬
‫جنسسايته علسسى سسسيده مسسن جملسسة جنسسايته فكسسانت‬
‫مضسسمونة علسسى الغاصسسب كالجنايسسة علسسى الجنسسبي‬
‫وكسسذا حكسسم مسسا أتلفسه القسسن المغصسسوب مسسن مسسال‬
‫أجنبي أو سيده ول يسسسقط بسسرد الغاصسسب لسسه؛ لن‬
‫السبب وجد في يده فلو بيع في الجناية بعسسد السسرد‬
‫رجسسع بسسه علسسى الغاصسسب بالقسسدر المسسأخوذ منسسه‬
‫لستقراره عليه‪.‬‬
‫وإن قتل المغصوب سيده أو غيره أو قنسسا فقتسسل‬
‫به ضمنه الغاصب بأقسل المريسن لتلفسسه بيسسده فسسإن‬
‫عفي عنه على مال تعلق برقبته وضمنه الغاصب‬
‫دا مثل ً‬‫بأقل المرين كما يفديه سيده فلو قطع يسس ً‬
‫صا فعلى غاصب يقصه كما لسسو‬ ‫فقطعت يده قصا ً‬
‫سقطت بل جناية وإن عفا على مال فكما تقدم‪.‬‬
‫وجناية مغصوب علسسى غاصسسب هسسدر؛ لنهسسا لسسو‬
‫كانت على غيره كانت مضمونة عليه ول يجب له‬
‫على نفسه شيء فسقط وكذا جنايسسة المغصسسوب‬
‫على مسسال الغاصسسب هسسدر لمسسا تقسسدر إل أن كسسانت‬
‫الجناية في قوة فل تهدر؛ لنها حق تعلسسق بنفسسسه‬
‫‪-60-‬‬

‫ل يمكن تضمينه لغيره فاستوفي منه‪.‬‬


‫دا للغاصسسب أو غيسسره‬ ‫ولو قتل عبد مغصوب عب ً‬
‫صسسا‬
‫دا فسسإنه يقتسسل قصا ً‬
‫مسسن أجنسسبي أو سسسيده عم س ً‬
‫ولسسسيد المقتسسول إن طلسسب القسسود قتلسسه بسسه؛ لن‬
‫النفسسس بسسالنفس ويرجسسع السسسيد علسسى الغاصسسب‬
‫بقيمته لتلفه في يده أشبه ما لو مات بيده‪ ،‬وفي‬
‫»المستوعب«‪ :‬مسسن اسسستعان بعبسسد غيسسره بل إذن‬
‫سسسيده فحكمسسه حكسسم الغاصسسب حسسال اسسستخدامه‬
‫فيضن جنايته ونقصه‪:‬‬
‫وإن يجن مغصوب لو في‬
‫مليكهأرش ما يجنيه من مال‬ ‫فخذ‬
‫وموجب مال والقصاص على‬ ‫معتدي‬
‫اقتص منه أرجع عليه أو‬ ‫السرا‬
‫إذا‬
‫تلزمنه فوق نقص بما‬ ‫افتدي‬
‫ول‬
‫جنىقدرت في الحر في‬ ‫ولو‬
‫الذي يجني على غاصب‬ ‫المتوطد‬
‫وأما‬
‫ضمان له في نفسه والمعدد‬ ‫فل‬
‫وزوائد مغصوب كولد الحيوان وثمر الشجر‬
‫إذا أتلفت أو نقصت في يد الغاصب أو جنت‬
‫على المالك أو غيره كالمغصوب بالصابة سواء‬
‫تلفت منفردة أو مع أصلها؛ لنها ملك لمالك‬
‫الصل وقد‬
‫حصلت في يد الغاصب بغير اختبار المالك‬
‫‪-61-‬‬

‫بسبب إثبات يده المتعدية على الصل فتبعته‬


‫في الحكم فإذا غصب حامل ً أو حائل ً فحملت‬
‫عنده وولدت فالولد مضمون عليه إن ولدته حًيا‬
‫وإن ولدته ميًتا وقد غصبها حامل ً فل شيء عليه؛‬
‫لنه لم تعلم حياته وإن كانت قد حملت به عنده‬
‫ضا‪ ،‬وقيل‪ :‬يضمنه‬‫وولدته ميًتا فل شيء عليه أي ً‬
‫بقيمته لو كان حًيا‪ ،‬وقيل‪ :‬يضمنه بعشر قيمة‬
‫أمه وإن ولدته حًيا ومات فعليه قيمته يوم تلفه‬
‫والذي يترجح عندي أنه إذا ألقته ميًتا يضمنه‬
‫بقيمته يوم الوضع كما لو كان حًيا؛ لنه غصبه‬
‫بغصب الم فضمنه بالتلف كالم‪ ،‬والله سبحانه‬
‫أعلم‪.‬‬
‫ولو كان العبد وديعة فجنسسى جنايسسة اسسستغرقت‬
‫قيمتسسه ثسسم إن المسسودع قتلسسه بعسسدها فعليسسه قيمتسسه‬
‫وتعلق به أرش الجناية فسسإذا أخسسذها ولسسي الجنايسسة‬
‫لسسم يرجسسع علسسى المسسودع‪ ،‬ولنسسه جنسسى وهسسو غيسسر‬
‫مضمون عليه ولو جنى العبد في يد سيده جنايسسة‬
‫تستغرق قيمته ثم غصب فجنى في يسسد الغاصسسب‬
‫جناية تستغرق قيمته بيسسع فسسي الجنسسايتين وقسسسم‬
‫ثمنه بينهما ورجع صاحب العبد على الغاصب بما‬
‫أخذه الثاني منهمسسا؛ لن الجنايسسة كسسانت فسسي يسسده‬
‫وكان لمجني عليه أول ً أن يأخذه دون الثاني؛ لن‬
‫الذي يأخذ المالك من الغاصب هو عوض ما أخسسذ‬
‫‪-62-‬‬

‫المجني عليه ثانًيا فل يتعلق بسسه حقسسه ويتعلسسق بسسه‬


‫حق الول؛ لنه بدل عن قيمسسة الجسساني ل يزاحسسم‬
‫فيه وإن مات هذا العبسسد فسسي يسسد الغاصسسب فعليسسه‬
‫قيمته تقسم بينهما ويرجع المالك علسسى الغاصسسب‬
‫بنصف القيمة؛ لنه ضامن للجناية الثانيسسة ويكسسون‬
‫للمجني عليه أول ً أن يأخذه لما ذكر‪.‬‬

‫خلط المغصوب بغيره‬


‫س ‪ :7‬تكلم بوضوح عما إذا خلط غاصككب‬
‫أو غيره مغصوًبا بغيره وحكم تصرف غاصب‬
‫في مخلط وعما إذا غصككب ثوًبككا فصككبغه أو‬
‫سكككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككوي ً‬
‫قا‬
‫فلته ثككم زاد أو نقككص‪ ،‬وإذا وطيككء غاصككب‬
‫أمة فمككا الحكككم؟ ولمككن يكككون الولككد؟ وإذا‬
‫تصرف غاصككب بمغصككوب بككبيع أو إجككارة أو‬
‫هبة أو هدية أو صككدقة فمككا الحكككم؟ واذكككر‬
‫التفصككككيل والككككدليل والتعليككككل والخلف‬
‫والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬إذا خلط غاصب أو غيره مغصسسوًبا ل يتميسسز‬
‫كزيت ونقد بمثلهما لزمه مثل المغصسسوب كيل ً أو‬
‫وزًنا مسسن المختلسسط مسسن المغصسسوب وغيسسره؛ لنسسه‬
‫تقدر على رد بعض ماله إليسسه مسسع رد المثسسل فسسي‬
‫‪-63-‬‬

‫الباقي فلم ينقل إليه بسسدله فسسي الجميسسع كمسسا لسسو‬


‫عا فتلسسف بعضسسه وإن خلسسط مغصسسوًبا‬ ‫غصسسب صسسا ً‬
‫بدونه أو خلطه بخيسسر منسسه مسسن جنسسسه أو خلطسسه‬
‫بغير جنسسسه ممسسا لسسه قيمسسة ولسسو بمغصسسوب مثلسسه‬
‫الخسسر وكسسان الخلسسط علسسى وجسسه ل يتميسسز كزيسست‬
‫بشيرج ودقيق حطة بدقيق شسسعير وكسسسمن بقسسر‬
‫بسمن غنم أو لبن بقر بلبن غنم أو جسسص بجبسسس‬
‫فهما شريكان بقدر قيمتهما فيبسساع الجميسسع ويسسدع‬
‫إلى كسسل واحسسد قسسدر حقسسه كاختلطهمسسا مسسن غيسسر‬
‫غصب؛ لنه إذا فعل ذلسسك وصسسل كسسل منهمسسا إلسسى‬
‫دا‬
‫حقه‪ ،‬فسسإن نقسص المغصسسوب عسسن قيمتسسه منفسسر ً‬
‫فعلى الغاصب ضمان النقص؛ لنه حصل بفعله‪.‬‬
‫وإن خلطه بمسسا ل قيمسسة لسسه كزيسست بمسساء فسسإن‬
‫أمكنسسه تخليصسسه خلصسسه ورده ونقصسسه وإن كسسان‬
‫يفسده فعليه مثله‪.‬‬
‫ويحسسرم تصسسرف غاصسسب ومغصسسوب منسسه مسسال‬
‫وخلط بغير متميز في قسسدر مسساله فيسسه بسسدون إذن‬
‫لسسستحالة إنفسسراد أحسسدهما علسسى الخسسر فسسإن أذن‬
‫مالسسك المغصسسوب جسساز؛ لن الحسسق ل يعسسدوهما‪،‬‬
‫ولنها قسمة فل يجوز بغير رضى الشريكين‪.‬‬
‫ول يجسسوز للغاصسسب إخسسراج قسسدر الحسسرام مسسن‬
‫‪-64-‬‬

‫المختلط بدون إذن المغصوب منه؛ لنه اشسستراك‬


‫ل استهلك فل يقاسم نفسه‪ ،‬قال المام‪ :‬هذا قد‬
‫اختلط أوله وآخره أعجب إلى أن يتنزه عنه كلسسه‬
‫ويتصدق به وأنكر قول من قال يخسسرج منسسه قسسدر‬
‫ما خالطه إن عرف ربه عنه ومسسا بقسسي حلل وإن‬
‫شك في قدر الحرام تصسسدق بمسسا يعلسسم أنسسه أكسسثر‬
‫منه‪.‬‬
‫وقال أحمد في الذي يعامل بالربسسا يأخسسذ رأس‬
‫ماله ويرد الفضل إن عرف ربه وإل تصدق به ول‬
‫يأكسسل منسسه شسسيًئا ولسسو اختلسسط درهسسم لنسسسان‬
‫بدرهمين لخسسر ول غصسسب مسسن أحسسدهما لخسسر ول‬
‫تمييز لحد المالين عن الخر فتلف درهمسسان مسسن‬
‫الثلثة فما بقي وهو درهسسم فهسسو بينهمسسا نصسسفين؛‬
‫لنه يحتمل أن يكون التسسالف السسدرهمين فيختسسص‬
‫صسساحب السسدرهم بسسه ويحتمسسل أن يكسسون التسسالف‬
‫مسسسا لهسسسذا ودرهمسسسا لهسسسذا فيختسسسص صسسساحب‬ ‫دره ً‬
‫الدرهمين بالباقي فتسسساويا ول يحتمسسل غيسسر ذلسسك‬
‫ومسسال كسسل واحسسد منهمسسا متميسسز قطًعسسا بخلف‬
‫المسائل المتقدمة غسسايته أنسسه أبهسسم علينسسا‪ ،‬ذكسسره‬
‫في »النصاف«‪.‬‬
‫وإن خلط المغصوب بغير جنسه فتراضيا على‬
‫أن يأخذ المغصوب منه أكثر من حقه أو أقل منه‬
‫جاز؛ لن بدا له من غير جنسه فل تحسسرم الزيسسادة‬
‫‪-65-‬‬

‫بينهما بخلف ما لو خلطسسه بجيسسد أ رديسسء واتفقسسا‬


‫على أن يأخذ أكثر من حقه مسسن الرديسسء أو دون‬
‫حقسسه مسسن الجيسسد لسسم يجسسز؛ لنسسه ربسسا وإن كسسان‬
‫بالعكس فرضي بدون أخسسذ حقسسه مسسن الرديسسء أو‬
‫يسمح الغاصب بدفع أكثر مسسن حقسسه مسسن الجيسسد؛‬
‫لنه ل مقابل للزيادة‪.‬‬
‫وإن غصسسب ثوًبسسا فصسسبغه الغاصسسب بصسسبغه أو‬
‫غصب سويًقا فتلفه بزيته فنقصسست قيمسسة الثسسوب‬
‫والصبغ أو قيمة الزيت والسويق أو قيمة أحدهما‬
‫أو غصب سمن بقر فخلطه بسمن غنمه فنقصت‬
‫قيمتها أو أحسسدهما ضسسمن الغاصسسب النقسسص؛ لنسسه‬
‫حصل بتعديه فضمنه كما لو أتلف بعضه وإن كان‬
‫النقص بسبب تغييسسر السسسعار لسسم يضسسمنه‪،‬وتقسسدم‬
‫فسسي جسسواب سسسؤال)‪ (6‬أن نقسسص السسسعر يضسسمن‬
‫علسسى القسسول السسذي تطمئن إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وإن لم تنقص قيمتها ولم تزد أو زادت قيمتهسسا‬
‫معًسسا فسسرب الثسسوب والصسسبغ أو السسسويق والزيسست‬
‫شسسريكان فسسي الثسسوب وصسسبغه أو السسسويق وزيتسسه‬
‫بقسسدر ماليهمسسا لجتمسساع ملكيهمسسا وهسسو يقتضسسي‬
‫الشسسراك فيبسساع ذلسسك ويسسوزع الثمسسن علسسى قسسدر‬
‫القيمتين وكذا لو غصب زيًتا فجعله صابوًنا‪.‬‬
‫وإن زادت قيمة أحدهما كغلو قيمة صسسبغ دون‬
‫‪-66-‬‬

‫الثوب كان كأن قيمة الثوب عشرة وبقيت كذلك‬


‫غا يسسساوي‬ ‫وقيمسسة الصسسبغ خمسسسة فصسسار مصسسبو ً‬
‫عشسسرين بسسسبب غلسسو الصسسبغ أو غلسسو ثسسوب دون‬
‫الصبغ فالزيادة لمالك الذي إل سعره من الثسسوب‬
‫أو الصبغ يختص بالزيادة؛ لن الزيادة تبسسع للصسسل‬
‫دا فهسسي بينهمسسا‬‫وإن زاد أحدهما أربعة والخر واح ً‬
‫كذلك وإن حصلت الزيسسادة بالعمسسل فهسسي بينهمسسا؛‬
‫لن مسسا عملسسه الغاصسسب فسسي العيسسن المغصسسوبة‬
‫لمالكها حيث كان أثًرا وزيادة مال الغاصب له‪.‬‬
‫وليس للغاصب منع رب الثوب من بيعسسه فسسإن‬
‫باعه فصبغه له بحاله‪ ،‬فإن طلب مالك الثسسوب أو‬
‫مالك الصبغ قلع الصبغ لم تلزم إجسسابته؛ لن فيسسه‬
‫إتلًفا لملك الخر حسستى ولسسو ضسسمن طسسالب القلسسع‬
‫النقص لهلك الصسسبغ بسسالقلع فتضسسيع مسساليته وهسسو‬
‫سفه وإن بذل أحدهما للخر قيمة ماله لسسم يجسسبر‬
‫على قبولها؛ لنها معاوضة‪.‬‬
‫ولمالسسك الثسسوب بيعسسه؛ لنسسه ملكسسه وهسسو عيسسن‬
‫وصبغه باق للغاصب ولو أبى غاصسسب بيسسع الثسسوب‬
‫المصبوغ فل يمنع منه مالكه؛ لنسسه ل حجسسر عليسسه‬
‫في ملكه ولو أراد الغاصب بيسسع الثسسوب المصسسبوغ‬
‫وأبي المالك لم يجبره؛ لحديث‪» :‬إنما السسبيع عسسن‬
‫تسسراض« وإن بسسذل الغاصسسب لسسرب الثسسوب قيمتسسه‬
‫ليملكه أو بذل رب الثوب قيمسسة الصسسبغ للغاصسسب‬
‫‪-67-‬‬

‫ليملكه لم يجبر الخر؛ لنهسسا معاوضسسة ل تجسسوز إل‬


‫بتراضيها‪.‬‬
‫ما كشعبة‬ ‫وإن غصب ورًقا وكتب فيه شيًئا حرا ً‬
‫وزندقسسة وبسسدع وإلحسساد وسسسحر ونحسسو ذلسك ضسسمن‬
‫الورق بقيمته وإن كتب فسسي السسورق السسذي غصسسبه‬
‫فقًها أو حديًثا أو نحو ذلك فعلى ما تقدم تفصسسيله‬
‫وإن وهسسب الغاصسسب الصسسبغ للمالسسك للثسسوب أو‬
‫غصسسب داًرا وزوقهسسا بسسأن جصصسسها أو رخمهسسا أو‬
‫صبغها أو سمتها‪ ،‬فقيل‪ :‬يلزم المالك قبوله؛ لنسسه‬
‫صار من صفات العيسسن فهسسو كزيسسادة الصسسفة فسسي‬
‫المسلم فيه فيلغز بها على هسسذا القسسول‪ ،‬ويقسسال‪:‬‬
‫هبة يلزم قبولهسسا‪ ،‬فمسسا هسسي؟ والقسسول الثسساني هسسو‬
‫الذي تطمئن إليه النفس أنسسه ل يلسسزم قبسسوله لمسسا‬
‫فيه من المنة وربنا كان علسسى المالسسك ضسسرر فسسي‬
‫ذلك‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ولسسو غصسسب غسسزل ً فنسسسجه أو ثوب ًسسا فغسسسله أو‬
‫دا فضسسربه سسسيوًفا أو أب سًرا أو معسسدًنا فجعلسسه‬ ‫حدي س ً‬
‫سا فجعله أوانًيسسا أو صسسفًرا‬ ‫أباريق أو قدوًرا أو نحا ً‬
‫فجعله أوانًيا وقدوًرا أو أباريق أو نحوها أو غصب‬
‫شاة وشواها وزادت القيمة بسسذلك العمسسل ووهبسسه‬
‫الغاصب للمالك‪ ،‬فقيسسل‪ :‬يلزمسسه قبسسوله‪ ،‬وقيسسل‪ :‬ل‬
‫يلزمه كمسامير سمر بهسسا باب ًسسا‪ ،‬وهسسذا القسسول هسسو‬
‫الذي تميل إليه النفس؛ لنه ربما يكون له غسسرس‬
‫‪-68-‬‬

‫غيسسر مسسا عملسسه الغاصسسب وربمسسا نزلسست قيمتسسه إذا‬


‫صنع‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ول يلزم المالك إذا غصسسب منسسه خشسًبا وجعلسسه‬
‫باًبا ثم وهسسب الغاصسسب المسسسامير للمالسسك قبسسوله‬
‫الهبة التي هسسي المسسسامير؛ لنهسسا أعيسسان متميسسزة‬
‫أشبهت الغراس فل يجبر على قبولها كغيرها من‬
‫العيان لما فيها من المنة التي ل يتحملهسسا بعسسض‬
‫الناس‪ ،‬كما قيل‪:‬‬
‫ول احتمال منه‬ ‫للدغ ألف منه‬
‫وإن غصسسب إنسسسان صسسبًغا فصسسبغ بسسه ثسسوبه أو‬
‫غصب زيًتا فلت به سويًقا فرب الصبغ أو الزيسست‬
‫والغاصسسب شسسسريكان فسسسي الثسسسوب المصسسسبوغ أو‬
‫السسسويق الملتسسوت علسسى قسسدر حقيهمسسا فسسي ذلسسك‬
‫فيباعسسان ويسسوزع الثمسسن علسسى قسسدر الحقيسسن؛ لن‬
‫بذلك يصسسل كسسل منهمسسا لحقسسه ويضسسمن الغاصسسب‬
‫النقص إن وجد لحصوله بفعلسسه ول شسسيء لسسه إن‬
‫زاد المغصوب في نظير عمله لتبرعه به‪.‬‬
‫وإن غصب ثوًبا وصسسبغا مسسن واحسسد فصسسبغه بسسه‬
‫غا؛ لنه عين ملك المصبوغ منسسه‬ ‫ورد الثوب مصبو ً‬
‫ورد أرش نقصسسه إن نقسسص لتعسسديه بسسه وإن كسسان‬
‫الصبغ لواحد والثوب لواحد فهمسسا شسسريكان بقسسدر‬
‫ملكيهمسسسا وإن زادت قيمتهمسسسا فلهمسسسا وإن زادت‬
‫‪-69-‬‬

‫قيمة أحسسدهما فلربسسه وإن نقصسست قيمسسة أحسسدهما‬


‫غرمسسه الغاصسسب وإن نقسسص السسسعر لنقسسص سسسعر‬
‫الثياب أو الصسسبغ أو لنقسسص سسسعرهما لسسم يضسسمنه‬
‫الغاصب ونقص كل واحد منهما مسسن صسساحبه وإن‬
‫أراد أحدهما قلع الصبغ لم يجبر الخر‪.‬‬
‫وكذا لو غصب سويًقا من واحد وزيًتا من آخسسر‬
‫ولته أو نشا وعسل ً من إثنين وعقده حلوى‪ ،‬وكذا‬
‫إنقاء دنس نوب بصابون مسسن الغاصسسب إن أورث‬
‫صا في الثوب ضمنه الغاصسسب لحصسسوله بفعلسسه‬ ‫نق ً‬
‫وإن زاد الثوب فالزيادة الحاصلة بالنقاء للمالسسك‬
‫ول شيء للغاصب في عمله لتبرعه به‪.‬‬
‫سسسا لسسم يملسسك‬
‫ولسسو غصسسب الثسسوب أو نحسسوه نج ً‬
‫الغاصب تطهيره بغير إذن ربه كسائر التصسسرفات‬
‫وليس للمالك للثوب تكليسسف الغاصسسب بتطهيسسره؛‬
‫لن نجاسته له تحصل بيده وإن كان الثوب حيسسن‬
‫الغصسسب طسساهًرا فنجسسس عنسسد الغاصسسب لسسم يكسسن‬
‫للغاصب تطهيره بغير إذن ربه لما سبق وللمالك‬
‫إلزامه بتطهيره؛ لنه تنجس تحت يده العادية وما‬
‫نقسسص مسسن قيمسسة الثسسوب بسسسبب الغسسسل علسسى‬
‫الغاصب أرشه؛ لنه نقص حصل في يسسده ولسسو رد‬
‫سسسا فمؤنسسة تطهيسسره علسسى‬ ‫الغاصسسب الثسسوب نج ً‬
‫الغاصب؛ لنه كالنقص الحاصل فسسي يسسده‪ .‬ويجسسب‬
‫بوطء غاصسسب أمسسة مغصسسوبة عسسالم بتحريمسسه حسسد‬
‫‪-70-‬‬

‫الزنسسسسسسسسسا؛ لنهسسسسسسسسسا ليسسسسسسسسسست زوجسسسسسسسسسة‬


‫ول ملك يمين ول شسسبهة تسسدرأ الحسسد‪ ،‬وكسسذا المسسة‬
‫يلزمها الحد إن طاوعت على الزنا وكانت مكلفة‬
‫غير جاهلة بالتحريم ويجب بوطئة أمة بك سًرا مهسسر‬
‫أمة مثلهسسا بك سًرا وأرش بكسسارة أزالهسسا؛ لنهسسا بسسدل‬
‫منهسسا فل ينسسدرج فسسي المهسسر؛ لن كل ً مسسن المهسسر‬
‫دا بدليل أنسسه لسسو وطئهسسا ثيب ًسسا‬
‫والرش يضمن منفر ً‬
‫وجسسب مهرهسسا وإن افتضسسها بإصسسبعه وجسسب أرش‬
‫بكارتها فكذلك يجسسب أن يضسسمنها إذا اجتمعسسا وإن‬
‫كسسانت ثيًبسسا ووطئهسسا الغاصسسب وجسسب عليسسه مهسسر‬
‫الثيب‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬ل يلزمه مهسسر السسثيب؛ لنسسه لسسم ينقصسسها‬
‫ولم يؤلمها إختاره أبو بكر والخرقي وابسسن عقيسسل‬
‫والشيخ تقي الدين‪ ،‬ولم يوجب عليه سسسوى أرش‬
‫البكارة نقله عنه في »الفائق«‪ ،‬وهذا القسسول هسسو‬
‫الذي تطمئن إليه النفس وأنه ل مهسسر لمطاوعسسة؛‬
‫لنسسه ‪ -‬عليسسه الصسسلة والسسسلم ‪ -‬نهسسى عسسن مهسسر‬
‫البغي‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ويجب بوطء الغاصب إذا حملسست منسسه وولسسدت‬
‫أرش نقص الولدة لحصسسوله بفعلسسه بغيسسر السسولدة‬
‫ولو قتلها غاصسسب بسسوطئه أو مسساتت بغيسسره فعليسسه‬
‫قيمتها وتضمن لو استردها المالك حسسامل ً فمسساتت‬
‫بنفاس؛ لنسسه أثسسر فعلسسه كمسسا لسسو اسسسترد الحيسسوان‬
‫‪-71-‬‬

‫المغصسسوب وقسسد جرحسسه الغاصسسب فسسسرى إلسسى‬


‫النفس عند المالسسك فمسسات والولسسد مسسن الغاصسسب‬
‫ملك لربها؛ لنه مسسن نمائهسسا ولنسسه يتبسسع أمسسه فسسي‬
‫الرق في النكسساح الحلل فهنسسا أولسسى‪ ،‬ويجسسب رده‬
‫طا وهو‬‫معها كسائر الزوائد ويضمنه الغاصب سق ً‬
‫الولسسد لغيسسر تمسسام وإن كسسان بجنايسسة فسسإنه يضسسمن‬
‫الجاني سواء نزل حي ًسسا أو ميت ًسسا بعشسسر قيمسسة أمسسه‬
‫كما لو جنى عليه‪.‬‬
‫قال بعضهم‪:‬‬
‫أربعة فيها الضمان بالتلف‬
‫ففي المبيع قبل قبضه الثمن‬
‫وللمصري صاع تمره في‬
‫ومهر مثل للتي لم تقبض‬ ‫اللبن‬
‫من زوجها المهر الذي به‬
‫وعشر قيمته الرقيقة التي‬ ‫رضي‬
‫جني عليها حامل ً فألقت‬
‫‪.....................................‬‬
‫ضمنه بقيمتسسه وإن‬‫ما حًيا ثم مات ‪......‬‬ ‫وإن ولدته تا ً‬
‫ولدته ميًتا بجناية فلمالك تضمينه لمسسن شسساء مسسن‬
‫جسسان وغاصسسب وقسسرار الضسسمان مسسع الجنايسسة إن‬
‫سقط بها على الجاني لوجسسود التلف منسسه وكسسذا‬
‫ولد البهيمة المغصوبة في الضمان ومسستى ولسسدت‬
‫المة من غيسسر الغاصسسب ممسسن يعلسسم الحسسال فهسسو‬
‫‪-72-‬‬

‫ملك لربها كما لو أتت به من الغاصب‪.‬‬


‫ويضمن الغاصب جنين بهيمة ولدته قبل ردهسسا‬
‫بما نقص أمه فتقوم قبل السسولدة وبعسسدها ويؤخسسذ‬
‫ما بين القيمتين كما لو جنى عليهسسا غيسسره والولسسد‬
‫الذي تأتي به المة المغصوبة مسسن جاهسسل للحكسسم‬
‫ومثل يجهله لقرب عهده بالسسسلم أو كسسونه نشسسأ‬
‫ببادية بعيدة يخفى عليه مثسسل هسسذا وتسسأتي بسسه مسسع‬
‫شبهة من جاهل الحال بأن اشسستبهت عليسسه بسسأمته‬
‫أو زوجته في نحو ظلمة أو اشتراها من الغاصب‬
‫يظنها أمته أو تزوجها منه علسسى أنهسسا حسسرة فسساتت‬
‫منه بولد فإنه في جميع هذه الصسسور حسسر ول حسسد‬
‫عليه للشبهة وعليه المهر وأرش البكسسارة ونقسسص‬
‫السسولدة؛ لن ذلسسك إتلف يسسستوي فيسسه الجاهسسل‬
‫والعسسالم وكسسونه حسسر العتقسساد السسواطيء الباحسسة‬
‫ونسبه لحق للواطيء للشبهة‪ ،‬وكذا لو كان مسسن‬
‫غير الغاصب جاهل ً ويلسسزم السسواطيء فسسداء الولسسد‬
‫بمثسسل صسسفاته تقريب ًسسا‪ ،‬وقيسسل‪ :‬ل يلسسزم المشسستري‬
‫فداء أولده وليس للسيد بدلهم؛ لنه انعقد حسسًرا‪،‬‬
‫وهسسذا القسسول السسذي تطمئن إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه‬
‫سبحانه أعلم )‪.(16‬‬
‫لنه حال بينه وبين السيد بتفويت رقه باعتقاد‬
‫بانفصاله حًيا؛ لنها إذ وضعته ميًتا لم تعلسسم حيسساته‬
‫قبل ذلك‪ ،‬ولم يوجسسد حيلولسسة بينسسه وبينسسه ويكسسون‬
‫‪-73-‬‬

‫الفداء بقيمة الولد كسائر المتقومات يوم وضعه؛‬


‫لنه أول حال إمكان تقسسويمه إذ ل يمكسسن تقسسويمه‬
‫حمل ً ولنه وقت الحيلولة بينه وبين سيده‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫يكون الفسسداء يسسوم الخصسسومة وهسسو ظسساهر إطلق‬
‫المام أحمد في رواية ابسسن منصسسور وجعفسسر وهسسو‬
‫وجه في »الفائق« قال في »النصاف«‪:‬‬
‫وإن انفصسسل المحكسسوم بحريتسسه ميت ًسسا مسسن غيسسر‬
‫جناية فغير مضمون؛ لنه لم تعلم حياته قبل ذلك‬
‫وإن كان انفصاله بجناية فعلى جان الضمان؛ لن‬
‫التلف وجد منه‪ ،‬فإن كانت الجناية من الغاصب‬
‫دا أو أمة قيمتها خمسسس مسسن‬ ‫فعليه غرة لوارثه عب ً‬
‫البل موروثة عنه كأنه ولد حًيا؛ لنسسه أتلسسف جنين ًسسا‬
‫حًرا ول يرث الغاصب منهسسا شسسيًئا لسسو كسسان الولسسد‬
‫منه؛ لنسه قاتسسل لسسه وعلسسى غاصسب للسسسيد عشسسر‬
‫قيمة أمه فيضمنه له ضمان المماليك وإن كسسانت‬
‫الجناية مسسن غيسسر الغاصسسب فعلسسى الجسساني الغسسرة‬
‫يرثها الغاصسسب؛ لنسسه أبسسو الجنيسسن دون أمسسه؛ لنسسه‬
‫رقيقة‪ ،‬وعلى الغاصب عشسسر قيمسسة الم للمالسسك؛‬
‫لنه يضمنه ضمان المماليك؛ لكونه قد فوت رقه‬
‫على السيد ومتى انتقلت العين المغصوبة عن يد‬
‫الغاصسسب إلسسى المالسسك فالمنتقلسسة إليسسه بمنزلسسة‬
‫الغاصب في كسسون المالسسك يملسسك تضسسمينه العيسسن‬
‫ما بالحسسال كسسان‬ ‫والمنفعة الفائتة؛ لنه إن كان عال ً‬
‫‪-74-‬‬

‫غاصًبا وإن كان جسساهل ً فلعمسسوم قسسوله ‪» :‬علسسى‬


‫اليد ما أخذت حتى تؤديه« ولن العين المغصوبة‬
‫صارت في يده بغير حق فملسسك المالسسك تضسسمينه‬
‫بما يملك تضمين الغاصب؛ لكن إنما يستقر عليه‬
‫ما دخل على ضمانه من عين أو منفعسسة ويسسستقر‬
‫ما لم يدخل على ضمانه على الغاصب‪.‬‬
‫ومن يغتصب مملوكة فيصيبها‬
‫يحد ويؤخذ منه مهر وتردد‬
‫ومع مهر بكر في القوى أرش‬
‫وقيل أن تطع ل مهر فيها‬
‫وعنه ول للثيب المهر مطلًقا‬
‫دا ونقصان ولد‬‫ويملك أول ً‬
‫فإن مات بعد الوضع يضمن‬
‫وقيل بعشر من فدا الم جود‬
‫وأهدره القاضي لشك حياته‬
‫وقال ابنه خذ قيمة ل تفند‬
‫وسيان سقط من غصوب‬
‫وعن أحمد فالقيمتين لسيد‬
‫وإن كان يخفى مثل ذاعنه لم‬
‫وألحق به المولود حًرا‬
‫كذا في سقيط الضرب أوجب‬
‫تراًثا وعنها الوالد الضارب‬
‫وقيمتها إن تتوى فأكثر ما‬
‫وأسقط سوى مهر وقدر‬
‫‪-75-‬‬

‫ومستأجر بالعين ل النفع‬


‫فليعد‬
‫وبالنفع أن تبتعه إن تستعر‬
‫عد‬
‫‪-76-‬‬

‫وإن يك رهًنا عنده أو أمانة‬


‫فيتوى ولم يعلمه بعد المعدد‬
‫وكل سوى المذكور في مال‬
‫غاصب‬
‫وقابضها مع علم غصب كمعتد‬
‫عليه يقر الغرم لم يرتجع به‬
‫على غاصب لكنما العكس‬
‫أطد‬
‫المترتبة على يد الغاصب‬ ‫اليدي‬
‫س ‪ :8‬تكلم بوضوح عن اليككدي المترتبككة‬
‫على يد الغاصب والمسائل التي تتعلق بهككا‪،‬‬
‫واذكر الدليل والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬اليدي المترتبة على يد الغاصب عشر‪:‬‬
‫كا بعوض مسمى‪ ،‬وهي يد‬ ‫الولى‪ :‬القابضة تمل ً‬
‫المشتري ومن في معناه‪ ،‬كسسالمتهب بعسسوض فمسسن‬
‫غصب بكًرا فاشتراها منه آخر واستولدها ثم ماتت‬
‫دا ذا صسسنعة أو‬
‫عنده أو غصب داًرا أو بسسستاًنا أو عب س ً‬
‫بهيمة فاشتراها إنسسسان واسسستعملها إلسسى أن تلفسست‬
‫‪-77-‬‬

‫عنده ثم حضرا المالك وضمن المشتري مسسا وجسسب‬


‫له من ذلسك لسم يرجسع بالقيمسسة ول بسأرش البكسسارة‬
‫على أحد لدخوله على ضسسمان ذلسسك لبسسذل العسسوض‬
‫فسسي مقابلسسة العيسسن بخلف المنسسافع فإنمسسا تثبسست‬
‫للمشتري تبًعا للعين‪.‬‬
‫ويرجع متملك مغصوب بعوض كقرض وشسسراء‬
‫وهبة بعوض إذا غسسرم بتضسسمين المالسسك لسسه علسسى‬
‫غاصب بنقص ولدة ومنفعة فائتة بأبسساق أو نحسسوه‬
‫كمرض ومهر وأجرة نفسسع وثمسسرة وكسسب وقيمسسة‬
‫ولد منه أو مسسن زوج زوجهسسا لسسه؛ لنسسه لسسم يسسدخل‬
‫على ضمان شيء مسسن ذلسسك حيسسث جهسسل الحسسال‪،‬‬
‫فإن علمه استقر عليه ذلسسك كلسسه ويرجسسع غاصسسب‬
‫غسسرم الجميسسع لمالسسك علسسى معتسساض بقيمسسة عيسسن‬
‫وأرش البكارة لدخوله على ضمانها‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬يسسد مسسستأجر‪ ،‬فيرجسسع مسسستأجر غسسرم‬
‫لمالك قيمة العين والمنفعة علسسى غاصسسب بقيمسسة‬
‫عين تلفت بيده بل تفريط وجهل الحسسال؛ لن لسسم‬
‫يدخل على ضمانها بخلف المنفعة فتستقر عليسسه‬
‫لدخوله على ضمانها‪.‬‬
‫ويرجع غاصسسب غسسرم المالسسك العيسسن والمنفعسسة‬
‫علسسى مسسستأجر بقيمسسة منفعسسة؛ لنسسه دخسسل علسسى‬
‫ضمان المنفعسسة دون العيسسن‪ ،‬فسسإن ضسسمن المالسسك‬
‫الغاصب العين والمنفعة مًعا رجع الغاصسسب علسسى‬
‫‪-78-‬‬

‫المستأجر بقيمة المنفعة وإن ضسسمنها المسسستأجر‬


‫رجع على الغاصب بقيمة العين‪.‬‬
‫ويسترد متملك ومستأجر من غاصب لم يقسسرا‬
‫بالملك للغاصب ما دفعاه لسسه مسسن المسسسمى فسسي‬
‫بيع وإجارة من ثمن وأجسسرة ولسسو علسسم المسسستأجر‬
‫والمشسستري الحسسال‪ ،‬أي كسسون العيسسن المتملكسسة أو‬
‫المؤجرة مغصوبة لنتفاء صحة العقسسد مسسع العلسسم‬
‫وعدمه؛ لن الغاصب غير مالك وغيسسر مسسأذون لسسه‬
‫مسسن قبسسل المالسسك فل يملسسك الثمسسن ول الجسسرة‬
‫بالعقد الفاسد وسواء كانت القيمة السستي ضسسمنت‬
‫للمالك وفق الثمن أو دونه أو فوقه‪.‬‬
‫قال ابن رجب‪ :‬لو أقر المشتري للبائع بالملك‬
‫فل رجوع له عليه‪.‬‬
‫كا بل عوض‪ ،‬أما للعيسسن‬ ‫الثالثة‪ :‬يد القابض تمل ً‬
‫بمنافعها كيد المتهب والمتصدق عليسسه والموصسسى‬
‫لسسسه بسسسالعين المغصسسسوبة‪ ،‬وإمسسسا للمنفعسسسة فقسسسط‬
‫كالموصي له بمنافعها‪.‬‬
‫الرابعككة‪ :‬يسسد القسسابض لمصسسلحة السسدافع فقسسط‬
‫كوكيل ومودع عنده العين المغصوبة‪ ،‬وفي تملسسك‬
‫بل عسسوض كهبسسة وهديسسة وصسسدقة ووصسسية بعيسسن أو‬
‫منفعة وعقد أمانة كوكالة ووديعة ورهن مع جهسسل‬
‫قسسابض بغصسسب يرجسسع متملسسك وأميسسن غرمسسا علسسى‬
‫‪-79-‬‬

‫غاصسسب بقيمسسة عيسسن ومنفعسسة لكونهمسسا مغروريسسن‬


‫بتغريسسر الغاصسسب؛ لنهمسسا لسسم يسسدخل علسسى ضسسمان‬
‫شيء فكان لهما الرجوع بما ضمناه ول يناقض ما‬
‫سبق في الوكالة والرهن مسسن أن الوكيسسل والميسسن‬
‫في الرهن إذا باعا وقبضسسا الثمسسن‪ ،‬ثسسم بسسان المسسبيع‬
‫مستحًقا ل شيء عليهما؛ لن معناه أن المشسستري‬
‫ل يطالبهمسسا بسسالثمن السسذي أقبضسسه لهمسسا لتعلسسق‬
‫حقسسوق العقسسد بالموكسسل دون الوكيسسل‪ ،‬أمسسا كسسون‬
‫المستحق للعين ل يطالب الوكيل فلسسم يتعرضسسوا‬
‫له هنا البتة وهسسو بمعسسزل عسسن مسسألتهم بالكليسسة‪،‬‬
‫قال ابن رجب‪ :‬ول يرجع غاصب غسسرم علسسى مسسن‬
‫أودعسسه أو وهبسسه ونحوهمسسا العيسسن المغصسسوبة إذا‬
‫تلفت تحت يده بل تفريط بشيء من قيمسسة عيسسن‬
‫ول منفعة حيث جهل الحال‪.‬‬
‫الخامسة‪ :‬يد المستعير ففي عارية مسسع جهسسل‬
‫مسسستعير بالغصسسب إذا تلفسست العيسسن عنسسده يرجسسع‬
‫مسسستعير ضسسمنه المالسسك العيسسن والمنفعسسة بقيمسسة‬
‫منفعة فقط؛ لنه لسم يسسدخل علسسى ضسسمانها وإنمسسا‬
‫ضسسمنها بتغريسسر الغاصسسب ويسسستقر عليسسه ضسسمان‬
‫العين إن لم تتلسسف بالسسستعمال بسسالمعروف؛ لنسسه‬
‫قبضها على أنها مضمونة عليه‪ ،‬وكذا في حالة لم‬
‫تكن العين فيها مضمونة على المستعير بأن كان‬
‫منقطًعا ركب دابة يد صاحبها عليها عارية‪ ،‬وفيهسسا‬
‫‪-80-‬‬

‫ص‬
‫إذا كان مستعيرها من مستأجر‪ ،‬وكذا من مسسو ٍ‬
‫له بمنفعتها وظهر أنها مغصوبة فلمستعير ضسسمنه‬
‫مالسسك العيسسن والمنفعسسة الرجسسوع علسسى الغاصسسب‬
‫بقيمة المنفعة‪.‬‬
‫ويرجسسع الغاصسسب السسذي غرمسسه المالسسك قيمسسة‬
‫العيسسن والمنفعسسة علسسى مسسستعير جهسسل الغاصسسب‬
‫بقيمسسة عيسسن تلفسست بغيسسر السسستعمال بسسالمعروف‬
‫فقط‪ ،‬ومع علم المستعير بغصب العيسسن المعسسارة‬
‫إذا ضمنه المالك ابتداء قيمة العين مع المنفعة ل‬
‫يرجع على الغاصب بشيء مما ضمنه لسسه مالسسك؛‬
‫ما بالحال فل تغرير ولوجود‬ ‫لنه تعدى بقبضها عال ً‬
‫التلف تحت يده ويرجع غاصسسب غسسرم ابتسسداء فسسي‬
‫هذه الحالة قيمسسة العيسسن والمنفعسسة بقيمسسة العيسسن‬
‫والمنفعة على مستعير عالم بالحال لدخوله على‬
‫ذلك‪.‬‬
‫السادسككة‪ :‬يسسد الغاصسسب ففسسي غصسسب يرجسسع‬
‫غاصسسب أول بمسسا غسسرم لمالسسك مسسن قيمسسة عيسسن‬
‫ومنفعسسة علسسى غاصسسب ثسسان لتلفهمسسا تحسست يسسده‬
‫العادية؛ لكن إن لم يقبضها الثاني عقب الول لم‬
‫يطسسسسسسسسالبه الول إل بقيمسسسسسسسسة منفعتهمسسسسسسسسا‬
‫زمن إقامتهما عنده ول يرجع غاصب ثان إذا غرم‬
‫للمالك قيمة العين ومنفعتها زمسسن إقامتهسسا عنسسده‬
‫على الغاصب الول بشيء لحصسسول التلسسف بيسسده‬
‫‪-81-‬‬

‫العادية فاستقر الضمان عليه‪ ،‬ول يرجع بسسه علسسى‬


‫أحسسد؛ لكسسن ل يغرمسسه المالسسك المنفعسسة إل مسسدة‬
‫إقامتها عنده‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬يد المتصرف في المسسال بمسسا ينميسسه‬
‫كشركة ومزارعسسة وفسسي نحسسو مضسساربة ومسسساقاة‬
‫يرجع عامل غرم على غاصب بقيمة عيسسن تلفسست‬
‫تحت يده بل تفريط لسسدخوله علسسى عسسدم ضسسمانها‬
‫ويرجع عليه بأجرة عمسسل لتغريسسره بخلف الجيسسر‬
‫فسسي المسسال المغصسسوب كخيسساط وبنسساء وحسسائك فل‬
‫يستحق أجرة عمله على أحسسد إذا علسسم أن العيسسن‬
‫غصب؛ لتعديه بذلك‪.‬‬
‫قسسال ابسسن رجسسب‪ :‬وأمسسا المضسسارب والمسسزارع‬
‫بالعين المغصوبة وشريك العنان فقد دخلوا على‬
‫أن ل ضسسمان عليهسسم بحسسال فسسإذا ضسسمنوا علسسى‬
‫المشهور رجعوا بما ضمنوا إل حصتهم من الربسسح‬
‫فل يرجعسسون بضسسمانها لسسدخولهم علسسى ضسسمانها‬
‫عليهم بالعمل كذلك ذكره القاضسسي وابسسن عقيسسل‬
‫في المساقي والمزارع نظيره‪.‬‬
‫وأما المضارب والشريك فل ينبغي أن يسسستقر‬
‫عليهم ضسسمان شسسيء بسسدون القسسسمة سسسواء قلنسسا‬
‫ملكسسوا الربسسح بسسالظهور أو ل؛ لن حصسستهم وقايسسة‬
‫لرأس المال وليس لهسسم النفسسراد بالقسسسمة فلسسم‬
‫يتعين لهم شيء مضمون‪.‬‬
‫‪-82-‬‬

‫ويرجسسع غاصسسب غسسرم لمالسسك علسسى عامسسل بمسسا‬


‫قبض عامل لنفسه مسسن ربسسح فسسي مضسساربة وبمسسا‬
‫قبض من ثمر في مساقات‪.‬‬
‫ومنزرع في مزارعة بقسمة الربح أو الثمسسر أو‬
‫الزرع مع الغاصب؛ لنه ل يستحق ما قبضسسه مسسن‬
‫ذلك لفساد عقسسد المضسساربة‪ ،‬ولنسسه قسسد تقسسدم أن‬
‫للعامل مطالبة بأجرة عمله في المال أو الشسسجر‬
‫فل يجتمع له ذلك مع الجسسزء المشسسروط لسسه مسسن‬
‫المال والثمر‪.‬‬
‫الثامنككة‪ :‬يسسد المسستزوج للمسسة المغصسسوبة مسسن‬
‫الغاصب إذا قبضها مسسن الغاصسسب بمقتضسسى عقسسد‬
‫النكاح وأولدها ثم ماتت عنسسده ففسسي نكسساح يرجسسع‬
‫زوج غسسرم لمالسسك بقيمتهسسا وأرش بكسسارة ونقسسص‬
‫ولدة وقيمة ولد شسسرط حريتسسه فسسي العقسسد علسسى‬
‫الغاصب ظان ًسسا أنهسسا ملكسسه أو لسسم يشسسترط حريتسسه‬
‫ومسسات الولسسد بيسسد السسزوج إذا غرمسسه إياهسسا المالسك‬
‫على الغاصب؛ لن الولد وإن لم يفسسسد اشسستراط‬
‫ذلسسك علسسى الغاصسسب عسسدم رقسسه؛ لكنسسه دخسسل مسسع‬
‫الغاصب على أنه ل غرم عليه بسبب الولد‪ ،‬فسسإذا‬
‫غرم ذلك رجع عليه به؛ لنه غره‪.‬‬
‫ويرجع غاصب علسسى زوج إن غسسرم بمهسسر مثسسل‬
‫غرمسسه إيسساه المالسسك لسسستقراره عليسسه بسسالوطء‬
‫ودخوله على ضمان البضع‪.‬‬
‫‪-83-‬‬

‫ضسسا بغيسسر‬
‫التاسككعة‪ :‬القابضسسة للمغصسسوب تعوي ً‬
‫عقد البيع وما بمعنسساه ففسسي إصسسداق غصسسب بسسأن‬
‫تسسزوج الغاصسسب امسسرأة علسسى العيسسن المغصسسوبة‬
‫وقبضتها على أن العين صداقها ونحو خلع وطلق‬
‫وعتق وصلح عن دم عمد على المغصوب كما لو‬
‫سأل الغاصب إنساًنا أن يخلسسع زوجتسسه أو يطلقهسسا‬
‫أو يعتق أمته أو صالح عن دم عمد على مسسا بيسسده‬
‫من مغصوب معين وإيفاء دين به كما لو كان في‬
‫دا‬
‫ذمة إنسان عبد موصوف دين سلم فغصب عبسس ً‬
‫بالصفة ودفعه عما فسسي ذمتسسه فسسإذا جسساء المالسسك‬
‫وقد تلف المغصوب بيد القابض له على وجه مما‬
‫ذكر فله الرجوع عليه ببدل العين والمنفعة‪.‬‬
‫وإيفسساء ديسسن يرجسسع قسسابض غرمسسه مالسسك قيمسسة‬
‫العين والمنفعة بقيمة منفعة ومهسسر ونقسسص ولدة‬
‫وثمرة وكسب وقيمة ولد علسسى غاصسسب لتغريسسره‬
‫إيسساه ويرجسسع غاصسسب إن غسسرم ببسسدل عيسسن وأرش‬
‫بكارة على قابض‪.‬‬
‫والدين فيما إذا كسسان القبسسض ثسسابت عسسن وفسساء‬
‫في الذمة كثمسسن المسسبيع وديسسن السسسلم والقسسرض‬
‫والجرة وغير ذلك كقيم المتلفات بسساق فسسي ذمسسة‬
‫الغاصب بحاله لفساد القبض‪.‬‬
‫العاشككرة‪ :‬يسسد المتلسسف للمغصسسوب نيابسسة عسسن‬
‫الغاصب مع جهله الحال كالذابح للحيسسوان والسسذي‬
‫‪-84-‬‬

‫يطبخ له وطحسسن حسسب ففسسي إتلف بسسإذن غاصسسب‬


‫القسسرار علسسى الغاصسسب لوقسسوع الفعسسل لسسه فهسسو‬
‫كالمباشر وإن علم متلف بغصب فقرار الضسسمان‬
‫عليه لتعديه على ما يعلمه ملسسك غيسسره بغيسسر إذن‬
‫مالكه‪.‬‬
‫عا كقتل حيوان‬ ‫وإن أتلف على وجه محرم شر ً‬
‫مغصسسوب مسسن عبسسد أو حمسسار أو غيرهمسسا بسسإذن‬
‫غاصب ففي »التلخيص« يسسستقر الضسسمان عليسسه؛‬
‫لنه عالم بتحريم هسسذا الفعسسل فهسسو كالعسسالم بسسأنه‬
‫مال الغير‪.‬‬
‫قال ابن رجب ورجح الحارثي دخول هذه اليسسد‬
‫المتلفسسة فسسي قسسسم المغسسرور؛ لنهسسا غيسسر عالمسسة‬
‫بالضمان فتغرير الغاصب لها حاصل‪.‬‬
‫وإن كسسان لمنتقسسل إليسسه المغصسسوب فسسي هسسذه‬
‫الصور العشر هو المالك لسسه مسسع جهلسسه أنسسه عيسسن‬
‫ماله فل شيء له على الغاصب لما يسسستقر علسسى‬
‫المنتقسسل إليسسه ضسسمانه لسسو كسسان غيسسر المالسسك ومسسا‬
‫سسسوى مسسا يسسستقر ضسسمانه علسسى المنتقسسل إليسسه‬
‫الغصسسب لسسو كسسان أجنبًيسسا فهسسو غاصسسب‪ ،‬للمالسسك‬
‫مطالبته به‪.‬‬
‫دا ثم استعاره منه مسسالكه جسساهل ً‬
‫فلو غصب عب ً‬
‫أنه عبده ثم تلف عنده فل طلب له إذا علم على‬
‫‪-85-‬‬

‫غاصب بقيمته؛ لن ضمانها يسسستقر عليسسه لسسو لسسم‬


‫يكن هو مالكه ويطالبه بقيمة منافعه مدة إقسسامته‬
‫عند الغاصب؛ لنه لسسم يوجسسد مسسا يسسسقطها عنسسده؛‬
‫لنها غير مضمونة عليه لو كان أجنبًيا فقد غره‪.‬‬
‫مسسا وأطعسسم الطعسسام‬ ‫فلسسو غصسسب إنسسسان طعا ً‬
‫المغصوب لمالك الطعسسام أو لجنسسبي ولسسم يعلمسسه‬
‫الغاصب أو أطعمه لدابة المالسسك أو لعبسسد المالسسك‬
‫للطعام لم يبرأ غاصب ولو لم يقل غاصب لكسسسل‬
‫كله فإنه طعامي أو أخذه المالك من غاصب هبة‬
‫أو أخذه صدقة لم يبرأ غاصب بذلك‪.‬‬
‫وقال الحسسسن وأبسسو حنيفسسة‪ :‬يسسبرأ‪ ،‬وللشسسافعي‬
‫قسسولن‪ ،‬والقسسول الول هسسو السسذي تطمئن إليسسه‬
‫النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم )‪.(17‬‬
‫ول يبرأ غاصب لو أباحه له كسسان كسسأن صسسابوًنا‪،‬‬
‫فقال‪ :‬اغسل به‪ ،‬أو شمًعا‪ ،‬أو قاًزا‪ ،‬أو زيًتا أو فًزا‬
‫أو حطب ًسسا فسسأمر بوقسسده ونحسسوه وهسسو ل يعلمسسه أو‬
‫اسسسترهنه مالسسك أو اسسستودعه أو اسسستأجره مسسن‬
‫كا للثوب المغصوب‬ ‫غاصبه أو استأجر غاصب مال ً‬
‫علسسى قصسسارته أو كيسسه أو خيسساطته أو صسسبغه ولسسم‬
‫يعلسسم مسسالكه أنسسه ملكسسه ففسسي هسسذه المسسسائل‬
‫المذكورة كلها لم يبرأ الغاصب‪.‬‬
‫أما كونه ل يبرأ بالطعام والباحة فلنه بغصسسبه‬
‫‪-86-‬‬

‫منع يد مالكه وسلطانه عنه ولسسم يعسسد إليسسه بسسذلك‬


‫سلطانه؛ لن المالك لم يملك التصرف فيه بغيسسر‬
‫ما أذن له فيه الغاصب‪ ،‬وأما في الهبة والصسسدقة‬
‫فلنه تحمل منته وربما كافأه على ذلك‪.‬‬
‫وأما في مسألة الرهن وما بعدها فلنه قبضسسه‬
‫على وجه المانة فلم يعد إليه بذلك سلطانه وهو‬
‫تمكينه من التصرف فيه بكل ما أراد‪.‬‬
‫ما أنه ملكه وأكله بإطعسسام‬ ‫وإن كان المالك عال ً‬
‫الغاصب له أو أكله بنفسه أو أكله عبده أو دابتسسه‬
‫بيده ولو بل إذنه برئ الغاصب؛ لن المالك أتلسسف‬
‫ما من غير تغرير فلم يكن لسسه رجسسوع بسسه‬ ‫ماله عال ً‬
‫على أحد وكذلك الجنبي إذا أكل ما علسسم بقبضسسه‬
‫بسسرئ الغاصسسب ولسسزم الجنسسبي الضسسمان؛ لنسسه‬
‫المباشر‪.‬‬
‫وإن لسسم يتلسسف المغصسسوب السسذي اشسستراه أو‬
‫استقرضسسه مسسالكه مسسن الغاصسسب لسسم يسسبرأ منسسه‬
‫الغاصب لحتمال رده بنحو عيب فيتلف بعده كما‬
‫لو دفعه الغاصب للمالسسك أمانسسة؛ لنسسه لسسم يسسدخل‬
‫على ضمان ذلك إذ لو تلف تحت يسسده بل تعسسد ول‬
‫تفريط ل يكون ضامًنا‪.‬‬
‫وإن صدر ما تقدم ذكره من مالسسك لغاصسسب أو‬
‫لدابته أو وهبه إياه أو تصدق به عليسسه أو رهنسسه أو‬
‫أودعسسه أو أجسسره إيسساه أو بسساعه منسسه أو أقرضسسه‬
‫‪-87-‬‬

‫أو أعسساره للغاصسسب أو اسسستأجر المالسسك الغاصسسب‬


‫على غسل الثوب المغصوب أو على تعليم العبسسد‬
‫المغصوب برئ الغاصسسب فسسي هسسذه الصسسور كلهسسا‬
‫سواء علم المالك أن المغصوب ملكه أو لم يعلم‬
‫اعتباًرا بما في نفس المر‪.‬‬
‫كمسسا لسسو وطسسئ امسسرأة يظنهسسا أجنبيسسة فتسسبينت‬
‫زوجته فإنه ل مهر عليه ول على غيره‪.‬‬
‫وكما لو أكل في الصوم يظن أن الشمس لسسم‬
‫تغرب فتبين أنها كانت غربت فإنه ل قضسساء عليسسه‬
‫بسسرئ مسسن غصسسب فقسسط ل مسسن إثمسسه الحاصسسل‬
‫بارتكسسابه السسستيلء والحيلولسسة بيسسن المالسسك وبيسسن‬
‫ماله بغير حق‪.‬‬
‫وصسدور ما ذكر مسسن المالسسك مسسبرئ للغاصسسسب‬
‫مسن الغصسب ومزيل لحكمه‪.‬‬
‫وإن كان في بعض صوره ما يكون في ضسسمان‬
‫الغاصب كما لو أقرضه السسدراهم المغصسسوبة فسسإن‬
‫حكسسم الغصسسب فيهسسا إذا أتجسسر فيهسسا الغاصسسب أن‬
‫الربح يكون لمالكها والحكم فيهسسا بعسسد اقتراضسسها‬
‫من مالكها أن الربح يكون للذي اغتصبها‪.‬‬
‫وكمسسا لسسو بسساعه أو أعسساره فسسإن الرجسسوع علسسى‬
‫الغاصب بأجرة المنفعة لدخوله على أن المنفعسسة‬
‫غير مضمونة عليه‪.‬‬
‫‪-88-‬‬

‫مسائل في الذي تبين أنه مغصوب بعد‬


‫التصرف وإذا أتلف‬
‫أو تلف المغصوب وما حول ذلك‬
‫س ‪ :9‬تكلم بوضوح عن أحكككام مككا يلككي‪:‬‬
‫ضككا فغككرس فيهككا فبككانت‬ ‫مككن اشككترى أر ً‬
‫مستحقة وقلع غرسه وبناءه‪ ،‬من أخككذ منككه‬
‫شيًئا مشتراه بحجة مطلقة‪ ،‬من اشترى قنا‬
‫فأعتقه فادعى شخص أن البائع غصبه منككه‬
‫فصككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككدقه‬
‫أو صدقه البائع والمشتري مككع القككن؟ مككن‬
‫قال‪ :‬أنا حر ثم أقر بككالرق؟ لككو مككات القككن‬
‫وخلف مال ً فمككا الحكككم؟ ومككا الككذي يككترتب‬
‫على ذلك؟ إذا أتلف أو تلف مغصككوب مثلككي‬
‫أو غير مثلي‪ ،‬وما الذي يجري مجككراه؟ ومككا‬
‫الذي يقككوم بككه المصككوغ؟ ومككاذا يجككب فككي‬
‫تلف بعض مغصوب؟ وفي قن يأبق وعصككير‬
‫يتخمر؟ واذكر ما تستحضره من أمثلة وأدلة‬
‫وتعاليكككل وقيكككود ومحكككترزات وتفاصكككيل‬
‫وبطلن وضده وتقادير وخلف وترجيح‪.‬‬
‫ضا فغرس فيها أو بنسسى فيهسسا‬ ‫ج‪ :‬من اشترى أر ً‬
‫فخرجسست مسسستحقة لغيسسر بائعهسسا وقلسع المشسستري‬
‫غرسه وبناءه لكونه وضع بغيسسر حسسق رجسسع مشسستر‬
‫على بائع بما غرمه بسبب ذلك مسسن ثمسسن أقبضسسه‬
‫‪-89-‬‬

‫وأجرة غارس وبان وثمن مسسؤن مسسستهلكه وأرش‬


‫نقص بقلع وأجرة دار ونحسسو ذلسسك؛ لن البسسائع غسسر‬
‫المشتري ببيعه إياها وأوهمه أنها ملكه وكان ذلك‬
‫سبًبا في غراسه وبنائه وانتفاعه فرجع عليسسه بمسسا‬
‫غرمه‪.‬‬
‫وقيل لسسرب الرض‪ :‬قلعسسه إن قلعسسه إن ضسسمن‬
‫نقصه‪ ،‬ثم يرجع به على البائع‪ ،‬وقيل‪ :‬ل يقسسع بسسل‬
‫يأخذه بقيمته‪.‬‬
‫وقسسسال الشسسسيخ تقسسسي السسسدين فسسسي »الفتسسساوى‬
‫المصرية«‪ :‬لو باع عقسساًرا ثسسم ظهسسر مسسستحًقا فسسإن‬
‫ما ضمن المنفعة سواء انتفع بها‬ ‫كان المشتري عال ً‬
‫أو لسسم ينتفسسع وإن لسسم يعلسسم فقسسرار الضسسمان علسسى‬
‫البائع الظالم وإن انتزع المسسبيع مسسن يسسد المشسستري‬
‫فأخذت منه الجرة وهو مغسسرور رجسسع بسسذلك علسسى‬
‫البائع الغار‪ .‬اهس‪.‬‬
‫وقسسال فسسي »الفسسروع«‪ :‬ويأخسسذ مشسستر نفقتسسه‬
‫وعمله من بائع غار‪ ،‬قال ابن نصر الله‪ :‬مفهومه‪:‬‬
‫أنه ل يرجسسع علسسى بسسائع غيسسر غسسار مثسسل أن يكسسون‬
‫اشترى من الغاصسسب فبسساعه ولسسم يعلسسم بالغصسسب‬
‫فيكسسون رجسسوع المشسستري مسسن المشسستري علسسى‬
‫الغاصب ل على المشتري الولى‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ول يرجع المشتري بما أنفق على قن وحيوان‬
‫ضا خراجية وغرم‬
‫وخراج أرض فيما إذا اشترى أر ً‬
‫‪-90-‬‬

‫خراجها ثم ظهرت مستحقة فل يرجسسع المشسستري‬


‫بذلك على البائع؛ لن المشتري دخل في الشراء‬
‫ما ضمان ذلك؛ لن عقد البيع يقتضي النفقة‬ ‫ملتز ً‬
‫على المبيع ودفع خراجه‪.‬‬
‫قسسال فسسي »شسسرح القنسساع«‪ :‬وقيسساس ذلسسك أن‬
‫السسزوج ل يرجسسع علسسى الغاصسسب بمسسا أنفقسسه علسسى‬
‫الزوجة إذا خرجت مغصوبة كما أنه ل يرجع على‬
‫الحسسرة فسسي النكسساح الفاسسسد وبيسسع الخراجيسسة كمسسا‬
‫تقدم غير صحيح‪ ،‬فسسالمراد هنسسا إذا حكسسم بسسه مسسن‬
‫يراه أو المراد به النزول عنها لمن يقسسوم مقسسامه‬
‫في النتفاع ووزن الخراج‪ .‬اهس‪.‬‬
‫ويجوز تملك زرع الغاصب ببدل بسسذره وعسسوض‬
‫لواحقه‪.‬‬
‫ومن اشترى شيًئا ثم انتزع منسسه بحجسسة مطلقسسة‬
‫بأن أقيمت بينة شهدت للمسسدعي للملسسك المطلسسق‬
‫بأن لم تقل ملكه من وقت كذا رد بائعه للمشتري‬
‫ما قبضه منسسه مسسن الثمسسن لفسسساد العقسسد بخروجسسه‬
‫مستحًقا‪ ،‬والصل عدم حسسدوث ملسسك ناشسسيء عسسن‬
‫المشتري كما لو شهدت بملك سسسابق علسسى زمسسن‬
‫الشراء‪.‬‬
‫ومن اشترى قنا من إنسان فادعى شخص ول‬
‫بينسسة أن البسسائع للقسسن غصسسبه فصسسدقه البسسائع أو‬
‫‪-91-‬‬

‫المشتري على ما ادعاه لم يقبسسل تصسسديقه علسسى‬


‫الخر المنكر؛ لنه ل يقبل إقراره في حسسق غيسسره‬
‫بل تصديقه على نفسسسه فقسسط وإن صسسدقه البسسائع‬
‫والمشتري مع القن المبيع لم يبطل عتقه لتعلسسق‬
‫حق الله تعالى به بسسدليل أنسسه لسسو شسسهد شسساهدان‬
‫بعتقه وأنكره العبد قبلسست شسسهادتهما‪ ،‬ولسسم يقبسسل‬
‫إنكاره مع اتفاق السيد والقن على الرق‪.‬‬
‫وكذا من قال‪ :‬أنا حر ثم أقسسر بسسالرق لسسم يقبسسل‬
‫إقراره ولمالك تضمين من شاء منهما قيمته يسسوم‬
‫العتق ويستقر ضمان القيمة على معتقه لمسسدعي‬
‫العتق يوم الغصب‪ ،‬وقيل‪ :‬ضمان الثمن لعسستراف‬
‫المعتق بإتلفه بالعتق بغير إذن ربسسه‪ ،‬فسسإن ضسسمن‬
‫البائع رجع على المشسستري وإن ضسسمن المشسستري‬
‫لسسم يرجسسع علسسى البسسائع إل بسسالثمن ذكسسره فسسي‬
‫»المبدع« وغيره‪.‬‬
‫ولو مات القن العتيق وخلف مال ً ول وارث له‬
‫فالمال المخلف عنه لمدع لتفاقهم على أنسسه لسسه‬
‫ل ولء عليه؛ لنه لم يعتق‪ ،‬ول ولء عليه للمعتق؛‬
‫لعترافه بفساد عتقه‪ ،‬فإن خلف وارًثا فالمال له‬
‫للحكم بحريته‪.‬‬
‫وإن أقام المدعي بينة بسسأن البسسائع غصسسب منسسه‬
‫عبده بطل البيع؛ لنه ليس من مالسسك ول مسسأذونه‬
‫ضسسا لسسترتبه علسسى السسبيع الباطسسل‬
‫وبطسسل العتسسق أي ً‬
‫‪-92-‬‬

‫ويرجع المشتري على البائع بالثمن لبطلن البيع‪.‬‬


‫وإن لم يعتق المشسستري القسسن وادعسسى إنسسسان‬
‫أنه غصبه البائع منه وأقام المدعي بينة بما ادعاه‬
‫انتقض البيع ورجع المشتري علسسى البسسائع بسسالثمن‬
‫لبطلن البيع وكذلك إن أقر البائع والمشتري بأن‬
‫البائع غصبه من المسسدعي بطسسل السسبيع لقرارهمسسا‬
‫بالغصب ورد ثمن قبضسسه بسسائع لمشسستر بخلف مسسا‬
‫إذا أعتقه‪.‬‬
‫وإن أقر أحدهما بما ادعاه المدعي من غصب‬
‫القن لم يقبل إقراره على الخسسر؛ لنسسه تعلسسق بسسه‬
‫حق غيره فيلزم بائًعا أقر للمدعي وكسسان إقسسراره‬
‫له بعد انقضاء مدة خيار قيمة العبد للمقسسر؛ لنسسه‬
‫ملكه وقد حال بينه وبينه بغير حق ويقر العبد بيد‬
‫المشتري؛ لنه ملكه في الظاهر وللبسسائع تحليسسف‬
‫مشتر أنه ل يعلم صحة إقراره فسسإن نكسسل قضسسى‬
‫عليه بالنكول‪.‬‬
‫وإن كان البائع ما قبض الثمسسن لسسم يطسسالبه بسسه‬
‫لقراره بمسسا يسسسقطه وإن كسسان البسسائع قسسد قبسسض‬
‫الثمن لم يسترده مشتر؛ لنه ل يسسدعيه فسسإن عسساد‬
‫قن لمقر وهو البائع في هذه لفسخ البيع أو غيره‬
‫مسسن إرث أو هبسسة أو شسسراء وجسسب رد لمسسدعيه؛‬
‫لعترافه له بالملك وله استرجاع ما أخذ منه في‬
‫نظير الحيلولة لزوالها‪ ،‬وإن كان إقرار البائع فسسي‬
‫مدة الخيار بأن غصبه منه فسسي مسسدة خيسسار‪ ،‬فسسإنه‬
‫‪-93-‬‬

‫ينفسخ البيع؛ لنه يملك فسخه‪ ،‬فقبل إقراره بمسسا‬


‫يفسخه وسواء كان خيار مجلس أو خيسسار شسسرط‬
‫لهما أو للبسسائع وحسسده ل للمشسستري وحسسده ويلسسزم‬
‫مشترًيا أقر بأن البائع غصبه مسسن مسسدعيه رد عبسسد‬
‫لمدعي لقراره له بالملك ولم يقبل إقراره على‬
‫البسسائع ول يملسسك المشسستري الرجسسوع علسسى البسسائع‬
‫بالثمن إن كان قبضه‪ ،‬وعلى المشتري دفع ثمسسن‬
‫لبسسائع إن لسسم يكسسن قبضسسه؛ لنسسه فسسي ملكسسه فسسي‬
‫الظاهر‪.‬‬
‫وإن أقام المشتري بينة بما أقر به من غضسسب‬
‫البائع للعبد عمل بها؛ لعدم ما ينافيها وله الرجوع‬
‫بالثمن على البائع حينئذ؛ لتبين بطلن البيع‪ ،‬وكذا‬
‫بائع أقر بأنه غصب من المدعي وأقسسام بينسسة بمسسا‬
‫أقر به ولم يقل بائع حال بيع بعتك عبسسدي هسسذا أو‬
‫ل‪ ،‬قبلسست‬ ‫بعتك ملكي‪ ،‬بل قال‪ :‬بعتك هذا العبد مث ً‬
‫بينته؛ لنه قد يبيع ملكه وملك غيره‪.‬‬
‫وإن كسسان البسسائع فسسي حسسال السسبيع‪ ،‬قسسال‪ :‬بعتسسك‬
‫عبدي هذا أو ملكي‪ ،‬لم تقبسسل بينتسسه؛ لنسسه يكسسذبها‬
‫بقوله‪ :‬عبدي هسسذا أو ملكسسي‪ ،‬وإن أقسسام المسسدعي‬
‫البينة سمعت بينته وبطل السسبيع‪ ،‬وكسسذا العتسسق إن‬
‫كان كما تقسسدم ول تقبسسل شسسهادة البسسائع للمسسدعي‬
‫بأنه غصبه منه؛ لنه يجر بها إلى نفسه نفًعسسا وإن‬
‫أنكر البائع والمشتري مدعي العبد فله إحلفهما؛‬
‫‪-94-‬‬

‫لحديث‪» :‬البينة على المدعي واليمين علسسى مسسن‬


‫أنكر« وإن وجد إنسان عند آخسسر سسسرقته بعينهسسا‪،‬‬
‫فقال أحمد‪ :‬هي ملكه يأخذها أذهب إلسسى حسسديث‬
‫سمرة عن النبي ‪» :‬من وجد متاعه عند رجسسل‬
‫فهو أحق به« ويتبع المبتاع من باعه‪.‬‬
‫وإن أتلسسف مغصسسوب بسسإتلف الغاصسسب لسسه أو‬
‫بإتلف غيره له بسسأن قتسسل الحيسسوان المغصسسوب أو‬
‫أحرق المتاع المغصوب ولو كسسان إتلف الغاصسسب‬
‫للمغصوب بل غصب بأن أتلف وهو بيسسد الغاصسسب‬
‫أو بعد أن انتقل إلى يده بشسسيء ممسسا تقسسدم مسسن‬
‫نحسسو بيسسع أو هبسسة أو عاريسسة أو وديعسسة أو تلسسف‬
‫مغصوب بأن كان حيوان ًسسا فمسسات فسسي يسسده بسسذلك‬
‫المسسسسرض ضسسسسمن الغاصسسسسب أو مسسسسن تلسسسسف‬
‫بيده المغصوب المثلي وهو الفلوس‪.‬‬
‫وكل مكيل من حسسب وثمسسر ومسسائع وغيرهمسسا أو‬
‫موزون كحديسسد ونحسساس ورصسساص وذهسسب وفضسسة‬
‫وحرير وكتان وقطن ونحوها ل صناعة فيه مباحة‬
‫يضسسمن بمثلسسه بخلف نحسسو هريسسسة أو المسسوزون‬
‫بخلف حلسسسي وأسسسسطال وتقسسسدم بيسسسان المكيلت‬
‫والموزونات في باب الربا والصسسرف فسسي الجسسزء‬
‫الرابع من »السئلة والجوبسسة الفقهيسسة« فيضسسمن‬
‫ذلسسك بمثلسسه؛ لن المثسسل أقسسرب إليسسه مسسن القيمسسة‬
‫فإنها تماثل من طريسسق الظسسن والجتهسساد وسسسواء‬
‫‪-95-‬‬

‫تماثلت أجسسزاء المثلسسي أو تفسساوتت كالثمسسان ولسسو‬


‫دراهسسم مغشوشسسة رائجسسة والحبسسوب والدهسسان‬
‫جا‬
‫ونحوها‪ ،‬وفي رطب تمر أو سمسم صار شسسير ً‬
‫يخبر مالكه فيضمنه أي المثلين أحب وأمسسا مبسساح‬
‫الصناعة كمعمول حديد ونحسساس وصسسوف وشسسعر‬
‫مغزول فيضمن بقيمته لتأثير صناعته فسسي قيمتسسه‬
‫وهي مختلفة والقيمة فيه أخصر وأضبط‪.‬‬
‫قال في »شسسرح القنسساع«‪ :‬ينبغسسي أن يسسستثنى‬
‫مسسن ضسسمان المثسسل بمثلسسه المسساء بالمفسسازة فسسإنه‬
‫يضمن بقيمته في البريسسة ذكسسره فسسي »المبسسدع«‪،‬‬
‫وجزم ابن الحارثي‪ ،‬قلت‪ :‬ويؤيده مسسا قسسالوه فسسي‬
‫التيمم ويمم رب ماء مات لعطش رفيقه‪ ،‬ويغرم‬
‫قيمته مكانه لورثته‪ .‬اهس‪.‬‬
‫فإن أعوز مثلي التالف بأن تعذر لعسسدم أو بعسسد‬
‫أو إل فسسالواجب قيمسسة مثلسسه يسسوم أعسسواز المثسسل‬
‫لوجوب القيمسسة فسسي الذمسسة حيسسن إنقطسساع المثسسل‬
‫كوقت تلف المتقوم‪ ،‬ولنها أحسسد البسسدلين فسسوجب‬
‫عنسسد تعسسذر أصسسله كسسالخر ودليسسل وجوبهسسا إذ أنسسه‬
‫يستحق طلبهسسا ويجسسب علسسى الغاصسسب أداؤهسسا ول‬
‫يبقى وجوب المثل للعجز عنسسه‪ ،‬ولنسسه ل يسسستحق‬
‫طلبسسه ول اسسستيفاءه‪ ،‬وهسسذا القسسول مسسن مفسسردات‬
‫المذهب‪ ،‬قال ناظمها‪:‬‬
‫إن تلف المغصوب وهو مثل‬
‫‪-96-‬‬

‫يضمن بالقيمة يوم العدم‬


‫ل يوم غصب أو بأقصى القيم‬
‫وقيل‪ :‬يضمنه بقيمته يوم قبض البسسدل‪ ،‬وقيسسل‪:‬‬
‫يلزمه قيمته يوم تلفه‪ ،‬وقال أبسسو حنيفسسة ومالسسك‪:‬‬
‫تعتبر القيمة يوم المحاكمة وهو وجسسه للشسسافعية؛‬
‫لن القيمة ل تنتقل إلسسى الذمسسة إل بحكسسم حسساكم‪،‬‬
‫وقال أبو يوسف‪ :‬يوم الغصب‪.‬‬
‫وقال الشيخ تقي الدين ‪ -‬رحمه الله تعسسالى ‪:-‬‬
‫ويضسسمن المغصسسوب بمثلسسه مكيل ً أو موزون ًسسسا أو‬
‫غيرهما حيث أمكن وإل فالقيمسسة‪ ،‬وهسسذا المسسذهب‬
‫عند ابن أبي موسى وطائفة مسسن العلمسساء‪ ،‬قسسالوا‬
‫به‪ ،‬وإذا تغير السعر فقد تعذر المثل‪ ،‬وينتقل إلى‬
‫القيمسسة وقسست الغصسسب‪ ،‬وهسسذا القسسول هسسو السسذي‬
‫تطمئن إليه النفس‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫فإن قدر من وجب المثل عليه على المثل بعد‬
‫تعذره قبل أداء القيمة ل بعد أخذها وجب المثل؛‬
‫لنه الصل وقد قدر عليسسه قبسسل أداء البسسدل حسستى‬
‫ولو كان ذلك بعد الحكم عليه بأداء القيمسسة كمسسن‬
‫عدم الماء ثم قدر عليه قبل انقضاء الصلة‪ ،‬فإن‬
‫أخذ المالك القيمة عنه اسسستقر حكمهسسا ولسسم تسسرد‬
‫ول طلسسب بالمثسسل إذ الحصسسول السسبراءة بأخسسذها‬
‫‪-97-‬‬

‫ويضمن غير المثلي إذا تلف أو أتلف بقيمته يسسوم‬


‫تلفسسه؛ لحسسديث ابسسن عمسسر مرفوعًسسا‪» :‬مسسن أعتسسق‬
‫كا في عبد قسسوم قيمسسة العسسدل« متفسسق عليسسه‪،‬‬ ‫شر ً‬
‫فأمر بالتقويم فسسي حصسسة الشسسريك؛ لنهسسا متلفسسة‬
‫بسسالعتق ولسسم يسسأمر بالمثسسل‪ ،‬ولن غيسسر المثلسسي ل‬
‫تتسسساوى أجسسزاؤه وتختلسسف صسسفاته فالقيمسسة فيسسه‬
‫أعسسدل وأقسسرب ول يعتسسبر يسسوم الغصسسب ول يسسوم‬
‫المحاكمة ول أكثر القيسسم مسسن يسسوم الغصسسب إلسسى‬
‫يوم التلف فأبو حنيفة ومالك قسسال‪ :‬تعتسسبر قيمتسسه‬
‫يوم الغصب؛ لنه الموجب للضمان فنقدره بحال‬
‫وجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوده وكسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالتلف‪،‬‬
‫وقال الشافعي‪ :‬يجب أقصى القيم يسسوم الغصسسب‬
‫إلسسسسسسسسسسسسسسسى يسسسسسسسسسسسسسسسوم التلسسسسسسسسسسسسسسسف؛‬
‫لنها حالة الزيادة واجبة الرد فسسوجب حينئذ كسسون‬
‫ما لما قسساله‬
‫الزيادة مضمونة‪ ،‬قال العمريطي ناظ ً‬
‫الشافعي‪:‬‬
‫والمثل في المثلي منسسه‬
‫للعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدمغصسسبه إلسسى‬
‫وفي سوى المثلي أكسسثر من وقسست‬
‫التلف‬
‫الختلف‬ ‫القيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسمعنسسد‬
‫وصدقوه‬
‫وإنما يعتبر يوم التلف إذا كان الختلف؛ لتغير‬
‫السسسعار‪ ،‬وأمسسا إذا كسسان لمعنسسى فسسي العيسسن مسسن‬
‫سمن وتعلم صنعة ونحو ذلسسك فإنسسا نعتسسبر قيمتهسسا‬
‫أكثر مما كانت لو كان العبسسد ذا صسسنعة أو تعلمهسسا‬
‫‪-98-‬‬

‫عنده ثم نسيها‪ ،‬ثم تلسسف فإنسسا نعتسسبر قيمتسسه حسسال‬


‫كونه ذا صنعة ل حال التلسسف كمسسا صسسرح بسسه فسسي‬
‫»المغني« و»الشرح« اهس‪.‬‬
‫وإن كان الزرع أخضر قوم على رجاء السلمة‬
‫وخوف العطب كالمريض والجاني إن كسسان يحسسل‬
‫بيعه هذا مذهب مالك‪.‬‬
‫وقال بعضهم‪:‬‬
‫فيما إذا أتلف إنسان الثمر مع التلقيسسح ونحسسوه‬
‫أو أتلف ولد الغرس ونحوهسسا فكيفيسسة تقسسوم ذلسسك‬
‫أن يقسسال قيمسسة العقسسار مسسع ثمرتسسه والغسسرس مسسع‬
‫ولدها ألف مثل ً ومع عسسدم ذلسسك ثمانمسسائة فيكسسون‬
‫قيمة التالف مائتين وعلى هذا فقس‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬يضمن المغصسسوب بمثلسسه مطلًقسسا وقسساله‬
‫ابن أبسسي موسسسى‪ ،‬واختسساره الشسسيخ تقسسي السسدين ‪-‬‬
‫ن‬
‫ذي َ‬‫فآُتوا ال ّ ِ‬
‫رحمه الله ‪ -‬واحتج بقوله تعالى‪َ  :‬‬
‫قوا ‪.‬‬ ‫ما َأن َ‬
‫ف ُ‬ ‫مث ْ َ‬
‫ل َ‬ ‫هم ّ‬
‫ج ُ‬
‫وا ُ‬
‫َ‬
‫ت أْز َ‬ ‫ذَ َ‬
‫هب َ ْ‬
‫ولحديث أنس قال‪» :‬أهدت بعض أزواج النسسبي‬
‫ما فسسي قصسسعة فضسسربت عائشسسة القصسسعة‬ ‫‪ ‬طعا ً‬
‫بيسسسدها‪ ،‬فسسسألقت مسسسا فيهسسسا‪ ،‬فقسسسال النسسسبي ‪:‬‬
‫»طعام بطعام وإناء بإناء«« رواه الترمسسذي وهسسو‬
‫ما‪.‬‬
‫بمعناه لسائر الجماعة إل مسل ً‬
‫وتعتبر قيمته في بلد غصبه من نقد ذلك البلد؛‬
‫‪-99-‬‬

‫لنسسه موضسسع الضسسمان بمقتضسسى التعسسدي‪ ،‬وهسسذا‬


‫المسسذهب نقلسسه جماعسسة عسسن أحمسسد قسسال‪ :‬وهسسو‬
‫الصحيح والمشهور‪ ،‬وقيل‪ :‬تعتبر القيمة مسسن نقسسد‬
‫البلد الذي تلف فيه؛ لنسسه موضسسع ضسسمانة والسسذي‬
‫يترجح عندي أنه له المطالبسسة بقيمسسة أي البلسسدين‬
‫شاء‪ ،‬والله سبحانه أعلم‪.‬‬
‫فإن تعددت النقود فسسي البلسسد‪ ،‬فالقيمسسة تؤخسسذ‬
‫جا لنصراف اللفظ إليه فيما لو باع‬ ‫من قيمته روا ً‬
‫بنقسسد مطلسسق وكالمغصسسوب فيمسسا سسسبق تفصسسيله‬
‫متلف بل غصب ومقبوض يضمن كمقبوض بعقسسد‬
‫فاسد يجب الضسسمان فسسي صسسحيحه كمسسبيع ل نحسسو‬
‫هبة‪.‬‬
‫ومسسا أجسسرى مجسسرى المقبسسوض بعقسسد فاسسسد‬
‫كالمقبوض على وجه العموم مما لم يسسدخل فسسي‬
‫ملك المتلف له كالرهن والوديعة والمال تحت يد‬
‫الوكيل حيث وجب ضمان ذلك بالتلف والمعار‪.‬‬
‫فيضمن مثلي بمثله ومتقوم بقيمته فإن دخسسل‬
‫مسسا بكيسسل أو‬
‫التالف في ملك متلفه بأن أخسسذ معلو ً‬
‫وزن أو أخذ حوائج من بقال أو جزار أو زيات في‬
‫أيام ولم يقع سعرها ثم يحاسبه بعسسد ذلسسك‪ ،‬فسسإنه‬
‫يعطيه بسعر يسسوم أخسسذه؛ لنسسه ثبتسست قيمتسسه فسسي‬
‫ذمتسسه يسسوم أخسسذه لتراضسسيهما علسسى ذلسسك ول يسسرد‬
‫المثل‪.‬‬
‫‪-100-‬‬

‫ومقتضى قول الصحاب‪ ،‬فإن دخل في ملكسسه‬


‫أن العقد فسسي ذلسسك صسسحيح وإل لمسسا ترتسسب عليسسه‬
‫الملك؛ ولذلك أخذ منه الشيخ تقسسي السسدين صسسحة‬
‫البيع بثمن المثسسل وعلسسى هسسذا يسسدخل فسسي ملكسسه‪،‬‬
‫وهذا العقد جار مجرى الفاسسسد؛ لكسسونه لسسم يعيسسن‬
‫فيسسه الثمسسن‪ ،‬لكنسسه صسسحيح إقامسسة للعسسرف مقسسام‬
‫النطق وهذا وإن كان مخالًفسسا لمسسا تقسسدم مسسن أن‬
‫البيع ل يصح إل مع معرفة الثمن أولى من القول‬
‫بسسأنه فاسسسد يسسترتب عليسسه الملسسك؛ لن الفاسسسد ل‬
‫يترتب عليه أثره‪ ،‬بسسل يسسدعي أن الثمسسن فسسي هسسذا‬
‫معلوم بحكم العرف فيقوم مقام التصريح به‪.‬‬
‫وقيده بعض العلماء بما إذا علماه حالة العقسسد‬
‫وإل فهو كسسالبيع بمسسا اشسسترى بسسه زيسسد مثل ً أو بمسسا‬
‫ينقطع السعر به وتقدم حكم ذلسسك والخلف فيسسه‬
‫في الجزء الرابع‪.‬‬
‫ويقسسوم المسسوزون وهسسو مصسساغ مبسساح أي فيسسه‬
‫صسسناعة مباحسسة وكمعمسسول مسسن نحسساس ورصسساص‬
‫ومغسسزول صسسوف وشسسعر ونحسسوه كمغسسزول قطسسن‬
‫وكتان أو محلسسى بأحسسد النقسسدين تزيسسد علسسى وزنسسه‬
‫لصناعته‪.‬‬
‫ويقوم تبر تخالف قيمته وزنه بزيسسادة أو نقسسص‬
‫بنقد من غير جنسه فإن كسسان المصسسوع مسسن أحسسد‬
‫وم‬‫وم بسسالخر‪ ،‬فسسإن كسسان مسسن ذهسسب ق س ّ‬
‫النقدين ق ّ‬
‫‪-101-‬‬

‫بفضة وإن كان من فضسسة قسسوم بسسذهب لئل يسسؤدي‬


‫إلى الربا وإن كان محلى بأحد النقدين قسسوم مسسن‬
‫غير جنسه فراًرا من الربا‪ ،‬وقال القاضسسي‪ :‬يجسسوز‬
‫بجنسه؛ لن الزيادة في مقابلة الصنعة فل يسسؤدي‬
‫إلى الربا‪ ،‬واختاره في »الفائق«‪ ،‬وهذا القول هو‬
‫الذي تطمئن إليه النفس‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫وإن كان الحلي من ذهب وفضسسة قسسوم بأيهمسسا‬
‫شاء منهما للحاجة إلى تقسسويمه بأحسسدهما؛ لنهمسسا‬
‫قيم المتلفسسات وليسسس أحسسدهما أولسسى مسسن الخسسر‬
‫فكانت الخيرة في ذلسسك إلسسى مسسن يخسسبر التقسسويم‬
‫ويعطسسي رب الحلسسي المصسسوغ مسسن النقسسدين أو‬
‫ضا؛ لن أخسسذها مسسن أحسسد‬ ‫المحلى بهما بقيمته عر ً‬
‫النقدين يفضي إلى الربا‪.‬‬
‫ويضسسمن محسسرم الصسسناعة كإنسساء مسسن ذهسسب أو‬
‫فضة وحلي محرم كسرج ولجام وركسساب ونحسسوه‬
‫بوزنه فقط من جنسه؛ لن الصسسناعة المحرمسسة ل‬
‫عا‪.‬‬
‫قيمة لها شر ً‬
‫‪-102-‬‬

‫وقال في »النتصار« و»المفردات«‪ :‬لو حكسسم‬


‫الحاكم بغير المثل في المثلي وبغيره القيمة في‬
‫المتقوم لم ينفذ حكمه ولم يلزم قبوله‪.‬‬
‫ويجب في تلف بعسسض مغصسسوب عنسسد غاصسسب‬
‫فتنقص قيمة باقيه كزوجي خف ومصراعي باب‬
‫وبعض أجزاء كتاب ومصراعي دالوب ونحو ذلك‬
‫تلف أحسسدهما رد بسساق منهمسسا إلسسى مسسالكه وجوب ًسسا‬
‫وقيمسسة تسسالف وأرش نقسسص للبسساقي منهمسسا فسسإذا‬
‫كانت قيمتهما مجتمعيسسن سسستة ريسسالت فصسسارت‬
‫قيمة الباقي منهما ريسسالين رده ورد معسسه أربعسسة‬
‫ريالت قيمة التالف وريالن أرش النقسسص؛ لنسسه‬
‫نقص حصل بجنايته فلزمه ضمانه كمسسا لسسو شسسق‬
‫ثوًبا بنقصه الشق بخلف نقص الشعر فسسإنه لسسم‬
‫يذهب به من المغصوب عيسسن ول معنسسى وهاهنسسا‬
‫فوت معنى وهو إمكان النتفاع به وهو الموجب‬
‫لنقص قيمته كمسسا لسسو فسسوت بصسسره أو سسسمعه أو‬
‫نحوه‪ ،‬وقيل‪ :‬يدفع للغاصب الفسسردة مسسن زوجسسي‬
‫الخف الباقية إن شاء ويضسسمنه قيمسسة المجمسسوع‬
‫ومتلف إحدى فردتيسسن يسسسلم البقيسسة والمجمسسوع‬
‫منه يحضر‪ ،‬وقيل‪ :‬يمسك الثانية الباقية ويضمنه‬
‫الثنسستين‪ ،‬وهسسذا القسسول هسسو السسذي تطمئن إليسسه‬
‫النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ولو غصب ثوًبا مثل ً قيمته عشرة فلبسه حسستى‬
‫‪-103-‬‬

‫نقص بلبسه خمسة ثم غلت الثياب حتى صسسارت‬


‫قيمته عشرة رده وأرش نقصه ولسسو تلسسف الثسسوب‬
‫وقيمته عشرة ثسسم غلسست الثيسساب فصسسارت قيمتسسه‬
‫عشرين لم يلزمه إل عشرة‪.‬‬
‫ويجب في قن يأبق من غاصب وكجمل يشسسرد‬
‫منسسه ويعجسسز عسسن رده قيمسسة المغصسسوب البسسق أو‬
‫الشارد لمسسالكه وللحيلولسسة ويملسسك القيمسسة مالسسك‬
‫المغصوب بقبضها‪.‬‬
‫ويصسسح تصسسرفه فيهسسا كسسسائر أملكسسه مسسن أجسسل‬
‫الحيلولسسة ل علسسى سسسبيل العسسوض؛ ولهسسذا ل يملسسك‬
‫غاصسسب مغصسسوًبا بسسدفع القيمسسة؛ لنسسه ل يصسسح أن‬
‫يتملكه بالبيع؛ لعدم القدرة علسسى تسسسليمه‪ ،‬وكمسسا‬
‫لو كان أم ولد فل يملك كسبه ول يعتق عليسسه لسسو‬
‫كان قريبه‪.‬‬
‫قال في »التلخيسسص«‪ :‬ول يجسسبر المالسسك علسسى‬
‫أخسسذها‪ ،‬ول يصسسح البسسراء منهسسا ول يتعلسسق الحسسق‬
‫بالبدل‪ ،‬فل ينتقسسل إلسسى الذمسسة وإنمسسا يثبسست جسسواز‬
‫الخذ دفًعا للضرر فتوقف على خيرته‪.‬‬
‫قال الشيخ عثمان‪ :‬والظاهر أن محسسل هسسذا إذا‬
‫كانت عيسسن الغصسسب باقيسسة حيسسن دفسسع البسسدل وإل‬
‫فيجب البدل في الذمة ويصح البراء وغيره‪ .‬اهس‪.‬‬
‫فمتى قدر غاصب على آبق ونحوه رده وجوًبسسا‬
‫‪-104-‬‬

‫بزيادته؛ لنهسسا تابعسسة لسسه‪ ،‬وأخسسذ القيمسسة بعينهسسا إن‬


‫بقيت؛ لزوال الحيلولسسة السستي وجسسب لجلهسسا ويسسرد‬
‫زوائدهسسا المتصسسلة مسسن سسسمن ونحسسوه‪ ،‬ول يسسرد‬
‫المنفصلة بل نزاع كالولد والثمرة‪.‬‬
‫قسسال المجسسد‪ :‬وعنسسدي أن هسسذا ل يتصسسور؛ لن‬
‫دا فسسي نفسسسه نفسسس‬
‫الشجر والحيوان ل يكون أب س ً‬
‫القيمة الواجبة‪ ،‬بل بدل عنها فإذا رجع المغصوب‬
‫رد القيمة ل بدلها كمن باع سلعة بدراهم ثم أخذ‬
‫عنها ذهًبا أو سلعة ثم رد المبيع بعيب فإنه يرجسسع‬
‫بدراهمه ل بدلها‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫ويفسسرق بينهمسسا بسسأن الثمسسن ثبسست فسسي الذمسسة‬
‫دراهم‪ ،‬فإذا عوض عنها شيًئا فهو عقد آخر‪ ،‬وأمسسا‬
‫هنا فالقيمة لم تثبت فسسي الذمسسة كمسسا تقسسدم عسسن‬
‫صاحب »التلخيص« فما دفعه ابتداء فهسسو القيمسسة‬
‫سواء من النقدين أو غيرهما أو يأخذ بدل القيمسسة‬
‫إن تلفت مثلها إن كانت مثلية وإل فقيمتها‪.‬‬
‫وليس لغاصب حبس المغصسسوب لسسترد قيمتسسه‪،‬‬
‫وكذا مشتر بعقسسد فاسسسد ليسسس لسسه حبسسس المسسبيع‬
‫على رد ثمنه‪ ،‬بل يدفعان إلسسى عسسدل يسسسلم إلسسى‬
‫كل ماله‪.‬‬
‫‪-105-‬‬

‫مسسر عنسسد غاصسسب مثلسسه‬ ‫ويجسسب فسسي عصسسير تخ ّ‬


‫لصيرورته في حكم التالف بسسذهاب مسساليته ومسستى‬
‫انقلب عصير تخمر بيد غاصب خل ً بيده رده إلسسى‬
‫مالكه؛ لنه عيسسن مسساله ورد معسسه أرش نقصسسه إن‬
‫نقصسست قيمتسسه خل ً عسسن قيمتسسه عصسسيًرا لحصسسول‬
‫النقص بيده كتلف جسسزء منسسه‪ ،‬وكمسسا لسسو نقسسص بل‬
‫تخمر بأن صار ابتداء خل ً وكغصسسب شسسابة فتهسسرم‬
‫واسسسترجع الغاصسسب إذا رد الخسسل وأرش نقسسص‬
‫العصسسير البسسدل وهسسو مثسسل العصسسير السسذي دفعسسه‬
‫لمالكه للحيلولة كما لو أدى قيمة البسسق ثسسم قسسدر‬
‫عليه ورده لربه وإن نقصت قيمة عصير أو زيسست‬
‫أغله غاصب بغليانه فعليه أرش نقصه‪.‬‬
‫من النظم فيما يتعلق بالغصب‪:‬‬
‫ومن بين أو يغرس بأرض‬
‫را فإن‬
‫غصبت إن شاء ذو الملك‬ ‫ش ً‬
‫تكن‬
‫وعن أحمد يضمن النقص‬ ‫يعضد‬
‫البائع النقصان‬‫منخذ‬
‫ثم‬
‫اليدكل هذا الطعام‬
‫قال‬ ‫للغارم‬
‫ومن‬
‫فضامن يقل فالكل‬
‫وإن لم‬
‫بأجود يطعمه في‬
‫أقصديبرا أن‬
‫ولم‬
‫النصلمربه‬
‫يقل هذا الطعام‬ ‫وإن‬
‫بأوطدأن يقبض قبض‬ ‫كذلك‬
‫أمانةقيل يبرا مثل مع‬
‫وقد‬
‫علمه أمهد‬
‫‪-106-‬‬

‫وأن يغتصب أو يستعر‬


‫غاصبفي الموضعين‬ ‫يبر‬
‫لتضميننا‬
‫دا فتعتقه‬ ‫لذي اليد‬
‫تشتري عب ً‬ ‫وأن‬
‫والغصب من غير‬‫فاردد ادعا‬
‫رقه‬
‫شهدتقبل التصديق في‬ ‫ول‬
‫وفاق العبد فيها‬ ‫منكر‬
‫حق مع‬
‫ول‬
‫وقيل بلى في الثان‬‫لعقد‬
‫آيل إن تم عتق‬‫مشتر‬ ‫والعتق‬
‫على‬
‫المعبدتالف المغصوب ذي‬ ‫وفي‬
‫وقيمة مثله‬
‫مثل يم أعوازه‬ ‫المثل‬
‫وعنه لذي غصب وعنه‬ ‫اردد‬
‫التوي قبض المثيل‬ ‫لذي‬
‫وقيل لدى‬
‫وخرج أعلى القدر من‬ ‫ليعدد‬
‫أعواز المثيل‬ ‫غصبه‬
‫حين حين‬
‫إلى‬
‫المقيد باق إن تعذر ردت‬
‫وقيمة‬
‫إن اخترتها خذ يوم‬
‫غصيب عزل ً المثل‬
‫قبضكها قد‬
‫ونيل‬
‫موجبإن عوضت قيمته‬ ‫لردك‬
‫وفيما سوى المثلي من‬ ‫اردد‬
‫أرضهيوم الهلك‬ ‫بعدقيمة‬
‫له‬
‫قيل يوم الغصب‬ ‫بأوطد‬
‫وقد‬
‫حتى الهلك‬ ‫وقيل بل‬
‫الغصب‬ ‫وجب‬
‫من‬
‫جد بالمزيد‬
‫‪-107-‬‬

‫وما فيه فضل بين وزن‬


‫مصو ً‬
‫وقيمة‬
‫غا بغير الجنس قوم‬
‫بأوطدأبو يعلى يجوز‬
‫وقال‬
‫بجنسه بما يزداد في‬
‫وقابل‬
‫صنعة اليد‬
‫)‪ (10‬إجارة المغصوب والمقبوض بعقد‬
‫فاسد وحكم تصرف‬
‫الغاصب والختلف في قيمة المغصوب‬
‫وحكم الرهون والمانات‬
‫والغصوب المجهول أربابها وما حول ذلك‬
‫من بحوث‬
‫س ‪ :10‬تكلم بوضوح عن أحكام ما يلككي‪:‬‬
‫المغصككوب والمقبككوض بعقككد فاسككد مككدة‬
‫مقامه باليد‪ ،‬إجارة المغصوب المعجوز عككن‬
‫رده المقبول قوله في وقت التلف الككذي ل‬
‫تلككزم أجرتككه‪ ،‬غصككب قككن ذي صككنائع‪ ،‬حكككم‬
‫تصككرف الغاصككب فككي المغصككوب‪ ،‬التجككار‬
‫بعيكككن المغصكككوب‪ ،‬الاختلف فكككي قيمكككة‬
‫المغصككوب‪ ،‬مككن بيككده غصككوب أو رهككون أو‬
‫أمانات ل يعككرف ملكهككا‪ ،‬مككن عككدم المبككاح‬
‫وأراد أن يأكل‪ ،‬من نوى جحككد مككا بيككده مككن‬
‫الغصككوب أو الرهككون أو المانككات فككالثواب‬
‫‪-108-‬‬

‫لمن‪ ،‬رد ما غصبه على الورثككة‪ ،‬إذا ردّ ورثككة‬


‫غاصب بعد مككوته ومككا يتعلككق بككذلك؟ واذكككر‬
‫الكككدليل والتعليكككل والقيكككود والمحكككترزات‬
‫والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬ما صحت إجسسارته مسسن مغصسسوب ومقبسسوض‬
‫بعقد فاسد كرقيق ودواب وسسسفن وعقسسار فعلسسى‬
‫غاصب وقابض بعقد فاسد أجرة مثله مدة مقامه‬
‫بيده‪.‬‬
‫وقال ابن نصر الله فسسي »حواشسسي المحسسرر«‪:‬‬
‫ما بفسسساد‬
‫وينبغي تقييده بما إذا كان والقابض عال ً‬
‫العقد‪ ،‬أما إن كان جاهل ً فينبغي أن يكون حكمسسه‬
‫في الضمان حكم القابض من الغاصسسب إذا كسسان‬
‫جاهل ً في أنه يضمن ذلسسك فيمسسا السستزم ضسسمانه ل‬
‫غيره‪.‬‬
‫فتضسسمن منسسافعه بسسالفوات والتفسسويت سسسواء‬
‫استوفى المنافع أو تركها أل تسسذهب؛ لن كسسل مسسا‬
‫يضمنه بالتلف بالعقسسد الفاسسسد جسساز أن يضسسمنه‬
‫بمجرد التلف كالعيان‪ ،‬ولن المنفعة مال متقوم‬
‫فوجب ضمانه كالعين ومن لم يوجب الجر علسسى‬
‫الغاصب احتج بحديث »الخراج بالضمان«‪.‬‬
‫ول ضمان على الغاصب؛ لنه استوفى منفعسسة‬
‫بغير عقد ول شبهة ملك أشبه ما لو زنسسى بسسامرأة‬
‫‪-109-‬‬

‫مطاوعة والجسسواب بسسأن كسسل مسسا ضسسمنه بسسالتلف‬


‫بالعقسسد الفاسسسد جسساز أن يضسسمنه بمجسسرد التلف‬
‫مسسا فسسوجب ضسسمانه‬ ‫كالعيسسان‪ ،‬ولنسسه أتلسسف متقو ً‬
‫كالعيان أو يقسسال مسسال متقسسوم مغصسسوب فسسوجب‬
‫كالعين‪.‬‬
‫وأمسسا الخسسبر فسسوارد فسسي السسبيع ول يسسدخل فيسسه‬
‫الغاصسسب؛ لنسسه ل يجسسوز لسسه النتفسساع بالمغصسسوب‬
‫عسسا ول يشسسبه الزنسسا‪ ،‬فإنهسسا رضسسيت بسسإتلف‬ ‫إجما ً‬
‫منافعهسسا بغيسسر عسسوض‪ ،‬ول عقسسد يقتضسسي العسسوض‬
‫فكأنه بمنزلسسة مسسن أعسساره داره ولسسو أكرهسسا عليسسه‬
‫لزمه مهرها ولو غصب جارية ولم يطأها ومضسسى‬
‫عليها زمن يمكن الوطء فيسسه لسم يضسسمن مهرهسسا؛‬
‫لن منسسسافع البضسسسع ل تتلسسسف بل اسسسستيفاء بخلف‬
‫غيرها‪ ،‬ولنها ل تقدر بزمن فيتلفها مضي الزمسسان‬
‫بخلف المنفعسسسة ومسسسع عجسسسز غاصسسسب عسسسن رد‬
‫مغصسسوب تصسسح إجسسارته كعبسسد أبسسق وجمسسل شسسرد‬
‫فعليه أجرته إلى وقف أداء قيمته‪.‬‬
‫فإن قدر الغاصب على المغصوب بعسسد عجسسزه‬
‫عنه لزمه رده لمالك‪ ،‬وكذا مقبوض بعقسسد فاسسسد‬
‫ول أجرة له على غاصب وقسسابض مسسن حيسسن دفسسع‬
‫بدله إلسسى ربسسه؛ لن مسسالكه بأخسسذ قيمتسسه اسسستحق‬
‫النتفاع ببدل الذي هو قيمته فل يستحق النتفسساع‬
‫به وببسسدله ومنسسافع المقبسسوض بعقسسد فاسسسد يجسسب‬
‫‪-110-‬‬

‫الضسسمان فسسي صسسحيحه كسسبيع وإجسسارة كمنسسافع‬


‫المغصسسوب يضسسمنها قابضسسها بسسالفوات والتفسسويت‬
‫سسسواء اسسستوفى المنسسافع أو تركهسسا تسسذهب بخلف‬
‫عقسسود المانسسات كالوكالسسة والوديعسسة والمضسساربة‬
‫وعقود التبرعسسات كالهبسسة والوصسسية والصسسدقة فل‬
‫ضمان في صحيحها؛ ولهذا يرجع من غرم بسسسبب‬
‫ذلك شيًئا بما غرمه‪.‬‬
‫ومسسع تلسسف مغصسسوب أو مقبسسوض بعقسسد فاسسسد‬
‫فسسسسسسسسسسسسسالواجب علسسسسسسسسسسسسسى قابضسسسسسسسسسسسسسه‬
‫أجسسرة مثلسسه إلسسى تلفسسه؛ لنسسه بعسسده ل منفعسسة لسسه‬
‫تضمن كمسسا لسسو أتلسسف بل غصسسب أو قبسسض ويقبسسل‬
‫قول غاصسسب وقسسابض فسسي تلفسسه فيطسسالبه مسسالكه‬
‫ببدله‪.‬‬
‫ويقبل قول الغاصب والقابض بعقد فاسد فسسي‬
‫وقت التلف لتسقط عنه الجرة من ذلك السسوقت‬
‫بيمينه؛ لنه منكر ويقبل قوله في تلف المغصوب‬
‫ليطالب متلفه ببدله إن كان مثلًيا وبقيمه إن كان‬
‫ما‪.‬‬
‫متقو ً‬
‫وأل تصح إجارة المغصوب بأن لسسم تجسسر عسسادة‬
‫بإجارته غالب ًسسا فل تلسسزم غاصسسبه ول قابضسسه أجسسرة‬
‫كغنسسم وشسسجر وطيسسر ولسسو قصسسد صسسوته وكشسسمع‬
‫ومطعوم ومشروب مما ل منافع له يسسستحق بهسسا‬
‫عوض غالًبا فل يرد صحة إجارة غنم لسسدياس زرع‬
‫‪-111-‬‬

‫وشجر لنشر ونحوه لندرته‪.‬‬


‫ضسسا بعقسسد فاسسسد فسسي قسسن‬
‫ويلسسزم غاص سًبا وقاب ً‬
‫يحسن الصسسنائع أجسسرة أعل الصسسنائع مسسدة إقسسامته‬
‫عنده؛ لنه ل يمكن النتفاع في صنعتين مًعا فسسي‬
‫آن واحسسد؛ ولن غايسسة مسسا يحصسسل لسسسيده برضسسى‬
‫النفسسع أن يسسستعمله فسسي أعلسسى مسسا يحسسسنه مسسن‬
‫الصنائع أو كان غير محسن صنعة لم يلزم قابضه‬
‫أجرة صنعة مقدرة ولو حبسسسه مسسدة يمكنسسه فيهسسا‬
‫تعلم صنعة؛ لنه غير محقق‪.‬‬
‫ول قصاص في مال كشسسق ثسسوب وكسسسر إنسساء‪،‬‬
‫بسسل الضسسمان بالبسسدل والرش علسسى مسسا تقسسدم‬
‫تفصيله‪ ،‬واختار الشيخ تقي الدين وجمع أنه يخير‬
‫في ذلسسك‪ ،‬قسسال فسسي »شسسرح الغايسسة«‪ :‬لسسو غصسسب‬
‫عا بيسسن جماعسسة كعقسسار فسسرد أحسسد‬
‫جماعسسة مشسسا ً‬
‫الغاصبين سهم واحد من المالكين إليسسه لسسم يجسسز‬
‫له النفراد بالمردود‪ ،‬وكذا لو صسسالحه عنسسه بمسسال‬
‫فليس له النفراد به نقله حرب‪.‬‬
‫وقال في »الفروع«‪ :‬ويتوجه أنه كبيع المشسساع‬
‫انتهى‪ ،‬فيصح له المال وهو ظسساهر‪ ،‬ولعسسل روايسسة‬
‫حرب فيما إذا صالحوه عن سهم معين‪ ،‬وكذا لسسو‬
‫كان الغاصب لحصصهم واحد‪.‬‬
‫ويصسسح غصسسب المشسساع فلسسو كسسانت أرض ودور‬
‫‪-112-‬‬

‫لثنين فسسي يسسدهما فنسسزل الغاصسسب فسسي الرض أو‬


‫الدار فأخرج أحدهما وبقسسي الخسسر معسسه علسسى مسسا‬
‫كان مع المخرج‪ ،‬فإنه ل يكسسون غاص سًبا إل نصسسيب‬
‫المخرج حتى لو اسسستغل الملسسك أو انتفعسسا بسسه لسسم‬
‫يلزم الباقي منهما لشريكه المخرج شسسيء‪ ،‬وكسسذا‬
‫دا لثنين كف الغاصب يد أحسسدهما عنسسه‬ ‫لو كان عب ً‬
‫ونزل في التسلط عليه موضعه مع إقسسرار الخسسر‬
‫علسسى مسسا كسسان عليسسه حسستى لسسو باعسساه بطسسل بيسسع‬
‫الغاصب للنصسسف وصسسح بيسسع الخسسر كنصسسفه قسساله‬
‫المجد في »شرحه« اهس‪.‬‬
‫وإن غصسسب أثماًنسسا ل مؤنسسة لحملهسسا فطسسالبه‬
‫المالك في غير بلد الغصب وجب علسسى الغاصسسب‬
‫ردها إلى مالكها لعدم الضرر وإن كان المغصوب‬
‫من المتقومات كالثياب والعبيد وطالبه به مسسالكه‬
‫في غير بلد الغصب لزم الغاصب دفع قيمته فسسي‬
‫بلد الغصب للحيلولة‪.‬‬
‫وإن كسسان المغصسسوب مسسن المثليسسات ولحملسسه‬
‫مؤنة وقيمته في بلد الغصب وبلد الطلب واحسسدة‬
‫أو هي أقسسل فسسي بلسسد الطلسسب فللمالسسك مطسسالبته‬
‫بمثله للحيلولة مع أنه ل ضرر عليه‪.‬‬
‫وإن كانت قيمته ببلد الطلسسب أكسسثر منهسسا ببلسسد‬
‫الغصب فليس للمالك المثل لمسسا فيسسه مسسن ضسسرر‬
‫الغاصب وله المطالبة بقيمته ببلد الغصسسب؛ لنسسه‬
‫‪-113-‬‬

‫ل ضرر فيها على الغاصب‪.‬‬


‫وفسسي جميسسع ذلسسك مسستى قسسدر الغاصسسب علسسى‬
‫المغصوب أو قدر علسسى المثسسل فسسي بلسسد الغصسسب‬
‫رده للمالك؛ لنه الواجب وأخذ الغاصسسب القيمسسة؛‬
‫لنها إنما وجبت للحيلولة وقد زالت‪.‬‬
‫ويحرم تصرف غاصب وغيره ممن علم الحال‬
‫في مغصوب مما ليس له حكم من صحة وفساد‬
‫فل يتصسسسسسف بأحسسسسسدهما كسسسسسإتلف المغصسسسسسوب‬
‫وكاستعماله كأكله ولبسه وكركسسوبه وحمسسل عليسسه‬
‫واسسستخدامه وذبحسسه ول يحسسرم المسسذبوح بسسذلك‬
‫وكسسسسسكنى العقسسسسار؛ لحسسسسديث‪» :‬أن أمسسسسوالكم‬
‫وأعراضكم عليكم حرام«‪.‬‬
‫ويحرم تصسسرف غاصسسب وغيسسره فسسي مغصسسوب‬
‫بمسساله حكسسم بسسأن يوصسسف تسسارة بالصسسحة وتسسارة‬
‫بالفساد كعبادة بسسأن يتوضسسأ بالمسساء المغصسسوب أو‬
‫يتيمم بالتراب المغصوب أو في البقعة المغصوبة‬
‫أو يخرج الزكاة من المال المغصوب أو يحج مسسن‬
‫المسسال المغصسسوب ونحسسو ذلسسك بخلف نحسسو صسسوم‬
‫وذكروا اعتقاد فل مسسدخل لسسه فيسسه‪ ،‬وكمسا لسسو بسساع‬
‫المغصوب أو أجرة أو أعسساره أو نكسسح الغاصسسب أو‬
‫أنكح المة المغصوبة أو أعتق العبد المغصوب أو‬
‫وقف الشقص‪.‬‬
‫‪-114-‬‬

‫ول تصح عبادة الغاصب علسسى السسوجه المسسذكور‬


‫ول يصح عقده فيكونان بسساطلين؛ لحسسديث‪» :‬مسسن‬
‫عمل عمل ً ليس عليه أمرنا فهو رد« أي مردود‪.‬‬
‫وإن أتجسسر غاصسسب بعيسسن مغصسسوب بسسأن كسسان‬
‫دنانير أو دراهم فاتجر بها أو أتجر بعين ثمنه بسسأن‬
‫دا فباعه واتجر بثمنسسه وظهسسر ربسسح وهسسو‬
‫غصب عب ً‬
‫باق فالربح‪.‬‬
‫ومسسا اشسستراه الغاصسسب مسسن السسسلع لمالسسك‬
‫المغصوب؛ لخسسبر عسسروة بسسن الجعسسد‪ ،‬وهسسذا حيسسث‬
‫تعذر رد المغصسسوب إلسسى مسسالكه ورد الثمسسن إلسسى‬
‫المشتري ونقل حرب في خبر عسسروة إنمسسا جسساز؛‬
‫لن النبي ‪ ‬جوزه له‪.‬‬
‫وروى الثرم عن رباح بسسن عبيسسد أن رجل ً دفسسع‬
‫إلى رجل دراهم ليبلغها أهلسسه فاشسسترى بهسسا ناقسسة‬
‫سئل ابن عمر عن ذلك قسسال‪ :‬إدفسسع إليسسه‬ ‫فباعها ف ُ‬
‫دراهمه بنتاجها؛ لنه نماء ملكه فكان تابًعا لصسسله‬
‫كالسمن‪.‬‬
‫وحيث تعين جعل الربح للغاصب أو المغصوب‬
‫منه فجعله للمالسسك أولسسى؛ لنسسه فسسي مقابلسسة نفسسع‬
‫ماله الذي فاته بمنعه‪ ،‬ولو كان الشراء بثمن في‬
‫ذمته بنية نقده من المغصوب أو من ثمنه ثم نقده‬
‫فيكسسسون الربسسسح لمالسسسك المغصسسسوب‪ ،‬وهسسسذا مسسسن‬
‫‪-115-‬‬

‫»المفردات« قال ناظمها‪:‬‬


‫وبالنقود غاصب أن تجرا‬
‫ضا نصًرا‬
‫والشيخ بالعروض أي ً‬
‫فالربح بالمالك قد يختص‬
‫وفيه وفي المودع جاء النص‬
‫بالعين أو في ذمة كان الشرا‬
‫مع نقدها في أشهر قد حررا‬
‫ما كثير نقلوا‬
‫حتى بذا جز ً‬
‫وذا على الصول فرع مشكل‬
‫وقسسال مالسسك والليسسث وأبسسو يوسسسف‪ :‬الربسسح‬
‫للغاصب ونحوه‪.‬‬
‫عن أبي حنيفة وزفر ومحمد بن الحسن؛ لكسسن‬
‫قسسالوا‪ :‬يتصسسدق بسسه؛ لنسسه غيسسر طيسسب‪ ،‬واسسستدلوا‬
‫بحديث‪» :‬الخراج بالضمان« والسسذي تطمئن إليسسه‬
‫النفس أنه كمسسا قسسال أهسسل القسسول الول للمالسسك؛‬
‫لنه نماء ملكسسه ونسستيجته‪ ،‬واللسسه سسسبحانه وتعسسالى‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وحيث تعذر رد مغصوب إلى المالك ورد ثمسسن‬
‫لمشتر كسسان جهسسل دفسسع لسسه أو تلسسف هسسو‪ ،‬أمسسا إذا‬
‫كانت عين الغصب باقية وأمكن ردها فيجب ردها‬
‫وتوابعها ويأخذ المعتاض ما دفع إلى الغاصب‪.‬‬
‫والربح للمالك ولو قلنا ببطلن التصسسرف فيمسسا‬
‫‪-116-‬‬

‫أدركسسه المالسسك باقي ًسسا‪ ،‬وأمسسا مسسا لسسم يسسدركه فسسوجه‬


‫تصسسسحيحه أن الغاصسسسب تطسسسول مسسسدته وتكسسسثر‬
‫تصرفاته‪ ،‬ففي القضاء ببطلنها ضرر كبير وربمسسا‬
‫عاد إلى الضرر على المالسسك إذا الحكسسم بصسسحتها‬
‫يقتضسسي كسسون الربسسح للمالسسك والعسسوض بنمسسائه‬
‫وزيادته والحكم ببطلنها يمنع ذلك‪.‬‬
‫وإن دفع المال المغصوب إلى مسن يضسارب بسه‬
‫فالحكم بالربح على ما ذكسسر وليسسس علسسى المالسسك‬
‫من أجر العامل شيء؛ لنه لم يأذن له بالعمل في‬
‫مسسا بالغصسسب فل أجسسر‬‫ماله وإن كان المضسسارب عال ً‬
‫له؛ لنه متعمسسد بالعمسسل ولسسم يغسسره أحسسد‪ ،‬وإن لسسم‬
‫يعلم فعلى الغاصب أجر مثله؛ لنه اسسستعمله عمل ً‬
‫بعوض لم يحصل له فلزمه أجرة كالعقسد الفاسسد‪،‬‬
‫وكذا الحكم لو أتجر في الوديعة فالربح للمالك‪.‬‬
‫وإن اختلسسسف الغاصسسسب والمالسسسك فسسسي قيمسسسة‬
‫مغصوب تلف بأن قال الغاصب‪ :‬قيمته مائة‪ ،‬قال‬
‫المالك‪ :‬بل قيمته مائة وعشسسرون‪ ،‬فسسالقول قسسول‬
‫الغاصب‪ ،‬أو قال الغاصب‪ :‬قيمته ثمانمائة‪ ،‬وقسسال‬
‫المالك‪ :‬قيمته ألف فقسسول الغاصسسب؛ لنسسه غسسارم‪،‬‬
‫والصل براءة ذمته مما زاد على المائة‪.‬‬
‫وإن اختلفا في قدر المغصوب أو فسسي حسسدوث‬
‫عيبه أو قسسال المغصسسوب منسسه كسسان كاتب ًسسا فقيمتسسه‬
‫ألف‪ ،‬وقال الغاصب‪ :‬لم يكن كاتًبا فقيمتسسه مسسائة‪،‬‬
‫‪-117-‬‬

‫فالقول قول الغاصسسب؛ لن الصسسل عسسدم الكتابسسة‬


‫وبسسراءة الذمسسة ممسسا زاد علسسى المسسائة‪ ،‬وإن قسسال‬
‫الغاصسسب‪ :‬كسسان سسسارًقا فقيمتسسه ثمانمسسائة‪ ،‬وقسسال‬
‫المغصسسوب منسسه‪ :‬لسسم يكسسن سسسارًقا فقيمتسسه ألسسف‪،‬‬
‫فالقول قول المالك؛ لن الصل عدم السرقة‪.‬‬
‫وإن اختلفسسا فسسي ملسسك ثسسوب علسسى مغصسسوب أو‬
‫اختلفا في ملك سرج علسسى فسسرس‪ ،‬فسسالقول قسول‬
‫غاصب بيمينسسه حيسسث ل بينسسة للمالسسك؛ لنسسه منكسسر‪،‬‬
‫والصسسل براءتسسه مسسن السسزائد وعسسدم الصسسناعة فيسسه‬
‫وعدم ملك الثوب والسرج عليه‪.‬‬
‫وإن اختلفسسا فسسي رد المغصسسوب إلسسى مسسالكه أو‬
‫في وجود عيب في المغصسسوب التسسالف بسسأن قسسال‬
‫الغاصسسب بعسسد تلسسف المغصسسوب كسسان فيسسه حيسسن‬
‫غصبته سلعة أو أصبع زائدة وأنكره مالك وكذلك‬
‫دعسسواه أنسسه كسسان أعسسور أو أعسسرج أو يبسسول فسسي‬
‫الفراش أو فيه طرش وهو أهون الصم أو أعمى‬
‫فقول مالك بيمينسسه علسسى نفسسي ذلسسك؛ لن الصسسل‬
‫السلمة‪.‬‬
‫وإن اختلفا بعد زيادة قيمة في وقسست الزيسسادة‪،‬‬
‫فقال المالك‪ :‬زادت قبسسل تلفسسه‪ ،‬وقسسال الغاصسسب‪:‬‬
‫بعسسد تلفسسه‪ ،‬فسسالقول قسسول الغاصسسب؛ لن الصسسل‬
‫براءة ذمته وإن شاهدت البينسسة العبسسد معيب ًسسا عنسسد‬
‫الغاصسسب‪ ،‬وقسسال المالسسك‪ :‬تعيسسب عنسسدك‪ ،‬وقسسال‬
‫‪-118-‬‬

‫الغاصب‪ :‬بل كان العيب فيسسه قبسسل غصسسبه فقسسول‬


‫الغاصسسب بيمينسسه؛ لنسسه غسسارم والظسساهر أن صسسفة‬
‫العبد لم تتغير‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إن القسسول قسسول المالسسك كمسسا لسسو تبايعسسا‬
‫واختلفا في عيب هسسل كسسان عنسسد البسسائع أو حسسدث‬
‫عند المشسستري فسسإن فيسسه روايسسة أن القسسول قسسول‬
‫البسسائع كسسذلك هنسسا‪ ،‬إذ الصسسل السسسلمة وتسسأخر‬
‫الحدوث عن وقت الغصب‪ ،‬وهذا القول هو السسذي‬
‫تطمئن إليه النفس‪ ،‬والله سبحانه أعلم‪.‬‬
‫وإن اتفقا على أنه كان بسسه عيسسب وادعسسى كسسل‬
‫منهما حدوثه عند الخر فقول غاصب بيمينه‪.‬‬
‫ومن بيده غصوب ل يعرف أربابها أو كان بيده‬
‫رهون ل يعرف أربابها أو بيده أمانسسات مسسن ودائع‬
‫وغيرها ل يعرف أربابها أو لحرفهم وفقدوا وليس‬
‫لهم ورثة فسلمها إلى الحاكم ويلزمه قبولها برئ‬
‫بتسليمها للحاكم من عهسسدتها؛ لن قبسسض الحسساكم‬
‫لها قائم مقام قبض أربابها لقيام مقامهم‪.‬‬
‫وللذي بيسسده غصسسوب أو نحوهسسا إن لسسم يسسدفعها‬
‫للحاكم الصدقة بها عن أربابها بل إذن حاكم؛ لن‬
‫المال ُيراد لمصلحة المعاش أو المعسساد ومصسسلحة‬
‫المعاد أولى المصلحتين وقد تعينت هاهنا لتعسسذر‬
‫الخرى‪ ،‬ونقل المروذي‪ :‬يعجبني الصدقة بها‪.‬‬
‫‪-119-‬‬

‫وقال الشيخ تقي الدين‪ :‬إذا كان بيسسد النسسسان‬


‫غصوب أو عواري أو ودائع أو رهون قد يئس من‬
‫معرفة أصحابها‪ ،‬فالصواب أنه يتصدق بها عنهسسم‪،‬‬
‫ما لمن ل يرجى ل فائدة فيه‬ ‫فإن حبس المال دائ ً‬
‫بسسل هسسو تعريسسض لهلك المسسال واسسستيلء الظلمسسة‬
‫عليه‪ ،‬وكان عبدالله بن مسعود قد اشترى جارية‬
‫فدخل بينه ليأتي بسالثمن فخسسرج فلسم يجسسد البسسائع‬
‫فجعل يطسسوف علسسى المسسساكين ويتصسسدق عليهسسم‬
‫بالثمن ويقول اللهم عن رب الجارية‪.‬‬
‫وكسسذلك أفسستى بعسسض التسسابعين مسسن غسسل مسسن‬
‫الغنيمة وتاب بعد تفرقهم أن يتصدق بذلك عنهسسم‬
‫ورضسسي بهسسذه الفتيسسا أصسسحابه والتسسابعون السسذين‬
‫بلغتهم كمعاوية وغيره من أهل الشام‪.‬‬
‫والحاصل أن المجهول في الشريعة كالمعدوم‬
‫ما‬ ‫قوا الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫فإن الله سبحانه وتعالى قال‪َ  :‬‬
‫فات ّ ُ‬
‫م ‪ ،‬وقال ‪» :‬إذا أمرتكم بأمر فسسأتوا‬ ‫ست َطَ ْ‬
‫عت ُ ْ‬ ‫ا ْ‬
‫منه ما استطعتم«‪.‬‬
‫فسسالله إذا أمرنسسا بسسأمر كسسان ذلسسك مشسسرو ً‬
‫طا‬
‫بالقدرة عليه والتمكن من العمل به فمسسا عجزنسسا‬
‫عن العمل به سقط عنا‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫وقسسال فسسي الغنيمسسة‪ :‬يجسسب عليسسه ذلسسك‪ ،‬أي‬
‫التصدق بها قال فسسي »الغايسسة وشسسرحها«‪ :‬ويتجسسه‬
‫‪-120-‬‬

‫حملسسه أي لسسزوم التصسسدق مسسع عسسدم حسساكم أهسسل‬


‫للئتمان كحكامنا الن فإن وجد حسساكم أهسسل وهسسو‬
‫أندر من الكبريت الحمر فل يلسسزم التصسسدق بهسسا‪،‬‬
‫بل يكون مخيًرا بين دفعها إليه ليبرأ مسسن عهسسدتها‬
‫وبيسسن الصسسدقة بهسسا بشسسرط ضسسمانها لربابهسسا إذا‬
‫عرفهم؛ لن الصدقة بدون الضمان إضاعة لمسسال‬
‫المالك ل على وجه بدل وهو غير جائز‪.‬‬
‫وله شراء عسسرض بنقسسد ويتصسسدق بسسه ول يجسسوز‬
‫فسسي ذلسسك محابسساة قريسسب أو غيسسره وكسسذا حكسسم‬
‫مسسسروق ونحسسوه كلقطسسه حسسرم التقاطهسسا ولسسم‬
‫يعرفها فتصدق بها عسسن ربهسسا بشسسرط الضسسمان أو‬
‫يدفعها للحاكم الهل كما تقدم وإذا أنفقت كسسانت‬
‫لمسسن يأخسسذها بسسالحق مباحسسة كمسسا أنهسسا علسسى مسسن‬
‫يأكلها بالباطسسل محرمسسة وبكسسل حسسال تسسرك الخسسذ‬
‫أجسسسود مسسسن القبسسسول وإذا صسسسح الخسسسذ كسسسان‬
‫أفضل أي الخسسذ والصسسرف إلسسى المحتسساجين مسسن‬
‫الناس إل إذا كان من المفاسد فهنا الترك أولى‪.‬‬
‫ويسسسقط عسسن الغاصسسب والسسسارق ونحسسوه إثسسم‬
‫الغصب أو السرقة ونحوها؛ لنه معذور بعجزه عن‬
‫الرد لجهله بالمالك وثوابها لربابهسسا‪ ،‬وفسسي الصسسدقة‬
‫بها عنهم جمع بين مصسسلحة الغاصسسب بتسسبرئة ذمتسسه‬
‫ومصلحة المالك بتحصيل الثواب له‪.‬‬
‫عا أو‬
‫ونقل ابن هانئ يتصدق أو يشتري به كرا ً‬
‫‪-121-‬‬

‫حا يوقف هو مصلحة المسلمين وسأله جعفر‬ ‫سل ً‬


‫عمن بيسسده أرض أو كسسروم ليسسس أصسسله طيب ًسسا ول‬
‫يعرف ربه قسسال يسسوقفه علسسى المسسساكين‪ ،‬وسسسأله‬
‫المروذي عمن مات وكان يدخل في أمسسور تكسسره‬
‫فيريد بعض ولسسد التنسسزه‪ ،‬فقسسال‪ :‬إذا وقفهسسا علسسى‬
‫المساكين فأي شيء يبقسسى عليسسه واستحسسسن أن‬
‫يوقفها على المساكين ويتوجه على أفضل البر‪.‬‬
‫قال الشيخ تقي الدين‪ :‬تصرف فسسي المصسسالح‪،‬‬
‫وقاله في وديعة وغيرها‪ ،‬وقال قاله العلماء وإنسسه‬
‫مذهبنا ومسسذهب أبسسي حنيفسسة ومالسسك‪ ،‬وهسسذا مسسراد‬
‫أصحابنا؛ لن الكل صدقة‪.‬‬
‫وقسسال ‪ -‬رحمسسه اللسسه ‪ :-‬مسسن تصسسرف بوليسسة‬
‫شرعية لم يضمن‪ ،‬وقال‪ :‬ليس لصاحبه إذا عرف‬
‫عا عليهسسا للحاجسسة‬
‫رد المعارضة لثبوت الولية شر ً‬
‫كمن مسسات ول ولسسي لسسه ول حسساكم‪ ،‬وقسسال‪ :‬فيمسسن‬
‫اشترى مال مسلم من التتار لمسسا دخلسسوا الشسسام‪،‬‬
‫إن لم يعرف صاحبه صرف في المصالح وأعطى‬
‫مشتريه ما اشتراه به؛ لنه لم يصر لها إل بنفقته‬
‫وإن لم يقصد ذلك كمسسا رجحسسه فيمسسن اتجسسر فسسي‬
‫مال غيره وربح‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫قال ابن رجب‪ :‬وعليسسه أي وعلسسى هسسذا الصسسل‬
‫وهو قوله ومن بيده نحو غصوب أو أمانات‪...‬إلسسخ‬
‫بتخرج جواز أخذ الفقراء الصدقة من يد من ماله‬
‫‪-122-‬‬

‫حرام كقطاع الطريق وأفتى بجوازه‪.‬‬


‫قال الشيخ عثمان إنما يظهر هذا التخريج أنسسه‬
‫لو قصد المتصدق جعل الثواب لرب المتصدق به‬
‫ذا وإل فيد‬‫كما في مسألتنا فيجوز قبول الصدقة إ ً‬
‫المتصدق عليه من جملة اليدي العشسسر المرتبسسة‬
‫على يد الغاصب كما تقدم‪.‬‬
‫وفي »الغاية وشسسرحها«‪ :‬ويتجسسه بجسسواز الخسسذ‬
‫من يد من مسساله حسسرام ولسسو بغيسسر صسسدقة كالخسسذ‬
‫على وجه الشراء منه والهبسسة حيسسث جهسسل حسساله؛‬
‫لن الصسسل فيمسسا بيسسد المسسسلم أنسسه ملكسسه ثسسم إن‬
‫كانت الدراهم في نفس المر قد غصبها هو ولسسم‬
‫يعلسسم القسسابض كسسان جسساهل ً بسسذلك‪ ،‬والمجهسسول‬
‫كالمعدوم قاله الشيخ تقي الدين‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫وأن مثل المذكور مسسن المسسال الحسسرام كسسل مسسا‬
‫جهل أربابه وصار مرجعه لبيت المال كالمكوس‪،‬‬
‫والمكسسس‪ :‬الضسسريبة السستي يأخسسذها المسساكس وهسسو‬
‫العشار‪ ،‬ومنسسه حسسديث أنسسس وابسسن سسسيرين‪ ،‬قسسال‬
‫لنسسس‪» :‬ل تسسستعملن علسسى المكسسس« أي علسسى‬
‫عشور النسساس‪ ،‬وفسسي الحسسديث‪» :‬ل يسسدخل الجنسسة‬
‫صاحب مكس« قال جابر بن حني التغلبي‪:‬‬
‫أفي كل أسواق العراق إتاوة‬
‫وفي كل ما باع امرؤ مكس‬
‫درهم‬
‫‪-123-‬‬

‫وكالمغصسسوب والخيانسسات والسسسرقة المجهسسول‬


‫أربابهسسا فيجسسوز للفقسسراء أخسسذها صسسدقة‪ ،‬ويجسسوز‬
‫أخذها لهم ولغيرهم هبة وشراء ووفاء عن أجسسرة‬
‫سيما إن أعطاها الغاصب لمن ل يعلم حالها كان‬
‫قبضه لها بحق؛ لن الله لم يكلفسسه مسسا لسسم يعلسسم‪،‬‬
‫قاله الشيخ تقي الدين‪.‬‬
‫وليس لمن بيده الغصوب والرهون والمانسسات‬
‫المجهول أربابهسسا التوسسسع بشسسيء منهسسا وإن كسسان‬
‫فقيًرا من أهسسل الصسسدقة‪ ،‬وصسسرح القاضسسي جسسواز‬
‫الكل منهسسا إذا كسسان فقي سًرا‪ ،‬وأفسستى الشسسيخ تقسسي‬
‫الدين به في الغاصب إذا تاب‪ ،‬فإن عرف أربابهسسا‬
‫وكان قسسد تصسسدق بهسسا الغاصسسب ونحسسوه خيسسر بيسسن‬
‫الجسسر والخسسذ مسسن التصسسدق فسسإن اختسساروا الجسسر‬
‫وأجازوا الصدقة فالثواب لهم لترتبه على ملكهسسم‬
‫وإن لم يجيزوها وأغرموا ثمنهسسا لمسسن تصسسدق بهسسا‬
‫فالثواب لغارم عما تصدق به وعلم منه أنه ليس‬
‫للمالك إذا عرف رد ما فعله من كسسانت الغصسسوب‬
‫عا‪.‬‬
‫ونحوها بيده مما تقدم لثبوت الولية له شر ً‬
‫ويتصدق مديون بديون عليه جهل أربابها ببلده‬
‫التي استدان من أهلها‪ ،‬قال ابسسن رجسسب‪ :‬السسديون‬
‫المستحقة كالعيان يتصسسدق بهسسا عسسن مسسستحقيها‬
‫ونصسسه فسسي روايسسة صسسالح مسسن كسسانت عنسسده ودائع‬
‫فوكل في دفعها ثم مات وجهل ربهسسا وأيسسس مسسن‬
‫‪-124-‬‬

‫الطلع عليه يتصدق بهسسا الوكيسسل وورثسسة الموكسسل‬


‫في البلد الذي كان صاحبها فيه حيسسث يسسرون أنسسه‬
‫كان وهم ضامنون إذا ظهر له وارث‪.‬‬
‫وقد نص على مثلسسه فسسي الغصسسب‪ ،‬وفسسي مسسال‬
‫الشبهة واحتج بسسأن عمسسر جعسسل الديسسة علسسى أهسسل‬
‫القريسسة إذا جهسسل القاتسسل ووجسسه الحجسسة منسسه أن‬
‫الغرم إنما اختص بأهل المكان الذي فيه الجاني؛‬
‫لن الظسساهر أن الجسساني أو عسساقلته المختصسسين‬
‫بسسالغرم ل يخلسسو المكسسان عنهسسم فكسسذلك الصسسدقة‬
‫بالمال المجهسسول مسسالكه ينبغسسي أن يختسسص بأهسسل‬
‫المكان؛ لنسه أقسسرب إلسسى وصسسول المسسال إليسسه إن‬
‫كسسان موجسسوًدا أو إلسسى ورثتسسه‪ ،‬ويراعسسى فسسي ذلسسك‬
‫الفقراء؛ لنها صدقة ونص في رواية أبسسي طسسالب‬
‫فيمن عليه دين لرجل ومات وعليه ديون للنسساس‬
‫يقضي عنه دينه بالدين الذي عليه أنه يبرأ باطًنا‪.‬‬
‫وإذا أراد مسسسن بيسسسده عيسسسن جهسسسل مالكهسسسا أن‬
‫يتملكها ويتصدق بقيمتها عن مالكها فنقسسل صسسالح‬
‫عسسن أبيسسه الجسسواز فيمسسن اشسسترى آجسًرا وعلسسم أن‬
‫البائع باعه ما ل يملك ول يعرف له أربسساب أرجسسو‬
‫أن أخرج قيمسسة الجسسر فتصسسدق بسسه أن ينجسسو مسسن‬
‫إثمه‪.‬‬
‫ومن عدم المباح لسسم يأكسسل مسسن الحسسرام مسساله‬
‫‪-125-‬‬

‫غنية عنه كفاكهة وحلو ونحو ذلك ويأكل عادته إذ‬


‫ل مبيح للزيادة عما تندفع به حاجته‪.‬‬
‫قال في »الختبارات الفقهية«‪ :‬لو باع الرجسسل‬
‫مبايعات يعتقد حلها ثم صار المسسال إلسسى وارث أو‬
‫متهسسب أو مشسستر يعتقسسد تلسسك العقسسود محرمسسة‬
‫فالمثال الصلي لهذا اقتداء المأموم بصلة إمسسام‬
‫أهل بما هو فرضه عند المأموم دونسسه‪ ،‬والصسسحيح‬
‫الصحة نقله في »حاشية القناع«‪.‬‬
‫ومسسن نسسوى جحسسد مسسا بيسسده مسسن الغصسسوب‬
‫والمانات وما في معناها أو نوى جحد دين عليسسه‬
‫في حياة ربه فثوابه لربه؛ لن نيسسة جحسسده قائمسسة‬
‫مقام إتلفه إًذا فكأنه لم ينتقل لورثة ربسسه بمسسوته‬
‫لورثته نقله ابن الحكم؛ لنه إنما عدم عليهم‪.‬‬
‫وعلم من ذلك أنه يثسساب علسسى مسسا فسسات عليسسه‬
‫قهًرا مع أنه لم ينسسوه ولسسو نسسدم غاصسسب علسسى مسسا‬
‫فعله وقد مات المغصوب منه ورد ما غصبه على‬
‫الورثسسسة بسسسرئ مسسسن إثسسسم المغصسسسوب؛ لوصسسسوله‬
‫للمستحق ول يسسبرأ مسسن إثسسم الغصسسب‪ ،‬بسسل يبقسسى‬
‫عليه إثم ما أدخل على قلب مالك المغصوب من‬
‫ألم الغب ومضرة المنسسع منسسه والنتفسساع بسسه مسسدة‬
‫حياته فيفتقر لتوبة إذ ل يزول إثم ذلك إل بهسسا أي‬
‫التوبة هذا معنى كلم ابن عقيل‪.‬‬
‫‪-126-‬‬

‫قال بعضسسهم‪ :‬فيسسه توقسسف الولسسى مسسا قسساله أبسسو‬


‫يعلى الصغير مسسن أن بالقضسساء والضسسمان بل توبسسة‬
‫يزول حق الدمي ويبقى مجسسرد حسسق اللسسه تعسسالى؛‬
‫لنه قد حصل معه ندم ورد مظلمة وهو توبة‪ ،‬وقد‬
‫ذكسسر المجسسد فيمسسن أدان علسسى أن يسسؤديه فعجسسز ل‬
‫يطالب به فسسي السسدنيا ول فسسي الخسسرة‪ ،‬وقسساله أبسسو‬
‫يعلى الصغير بما يقتضي أنه محل وفاق‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫ولو رد المال المغصوب ونحسسوه ورثسسة غاصسسب‬
‫بعسسد مسسوته ومسسوت مسسالكه لورثسسة المغصسسوب منسسه‬
‫فللمغصوب منه ونحوه مطالبسسة الغاصسسب ونحسسوه‬
‫في الخرة؛ لن المظالم لسسو انتقلسست لمسسا اسسستقر‬
‫للمظلوم حق في الخرة‪ ،‬ولنها ظلمة عليسسه قسسد‬
‫مات ولم يتحلسسل منهسسا بسسرد ول تسسبرئة فل تسسسقط‬
‫عنه برد غيره لها إلى غير المظلوم كما لو جهسسل‬
‫ورثسسة ربهسسا فتصسسدق بهسسا عنهسسم أو ورث الغاصسسب‬
‫المغصوب منه فتصدقوا بالغصب على أجنبي‪.‬‬
‫ويجب على غاصسسب رد مغصسسوب إن لسسم يكسسن‬
‫عذر يمنعه مسسن السسرد كخسسوف علسسى نفسسسه أو مسسا‬
‫بيده من مغصوب وغيره إن ظهر ذلك يؤخذ منسسه‬
‫أو يعاقب فوًرا من غير تأخير؛ لنه يأثم باستدامة‬
‫المغصوب تحت يده لحيلولته بينه وبين مالكه‪.‬‬
‫فل تصح توبة الغاصب بدون الرد الذي هو أحد‬
‫شروط التوبة الثلثة التي هسسي‪ (1) :‬النسسدم علسسى‬
‫‪-127-‬‬

‫مسسا فسسات‪ (2) .‬والعسسزم علسسى أن ل يعسسود إلسسى‬


‫المعصية‪.‬‬
‫)‪ (3‬والقلع بالحسسسال‪ .‬وإن كسسسان الحسسسق لدمسسسي‬
‫فيشترط ‪ (4) :‬الرد للحق إذ توبته مع بقائه تحت‬
‫يده وجودها كعدمها‪.‬‬
‫ولو ألقى نحو ريح أو طسسائر ثسسوب غيسسره بسسداره‬
‫لزم حفظه؛ لنسسه أمانسسة بيسسده إلسسى أن يسسرده إلسسى‬
‫ربه‪ ،‬فإن عرف رب الدار صسساحب الثسسوب أعلمسسه‬
‫به فوًرا من غير تأخير وإن لم يعلمه فوًرا وتلسسف‬
‫الثوب ضمنه رب الدار إن مضى زمن يتمكن فيه‬
‫من إعلمه؛ لنه لم يستحفظه والذي تميسسل إليسسه‬
‫نفسي أنه يستحب لمن أطارت الريسسح إلسسى داره‬
‫ثوًبا أن يحفظه وأنه ل يضمنه إذا أخره ول حصل‬
‫منه تعد ولم يغصبه ولسسم يسسستعره فلمسساذا يسسوجب‬
‫عليه الضمان؟ والله سبحانه أعلم‪.‬‬
‫فإن لم يعرف رب السسدار صسساحب الثسسوب فهسسو‬
‫لقطسسة تجسسري فيسسه أحكامهسسا علسسى مسسا يسسأتي فسسي‬
‫أحكام اللقطة‪.‬‬
‫وكذا حكم طائر ألقته ريح أو طفل أو مجنسسون‬
‫بداره وهو غير ممتنع كمقصوص الجنسساح ل يقسسدر‬
‫على الفرار من قاصده‪.‬‬
‫وإن دخسسل طيسسر مملسسوك برجسسه فسسأغلق عليسسه‬
‫الباب ناوًيا إمساكه لنفسه ضمنه؛ لتعديه وإن لم‬
‫‪-128-‬‬

‫يغلق عليه أو أغلقه غير ناو إمساكه لنفسسسه بسسأن‬


‫لسسم يعلسسم بسسه أو نسسوى إمسسساكه لربسسه‪ ،‬فل ضسسمان‬
‫عليه؛ لعدم تعديه وهو في الخيسسر محسسسن؛ لكسسن‬
‫عليه إعلمه فوًرا‪.‬‬
‫من النظم فيما يتعلق‬
‫وما كان محظور الصناعة‬
‫صيغ من نقدين قوم‬‫مهدر‬
‫وما‬
‫وأعط ذوي الموال‬ ‫بمفرد‬
‫ضاذابقدره‬
‫احتراز عن ربا‬ ‫عر‬
‫وكن ً‬
‫تشا خذ منه أن‬ ‫معقد‬ ‫عند‬
‫كان إن‬
‫غيرهالرش من مال‬ ‫يجن عليه‬
‫ورد‬
‫معتدتشأ خذ مما جنى‬ ‫وإن‬
‫غاصب خذ باقي‬‫أرش فعله‬‫ومن‬
‫من غاصب‬ ‫ترشد‬
‫قيمة‬‫النقص‬
‫وخذ‬
‫قادرمغصوب فإن رد‬ ‫غير‬
‫على رد‬
‫فاردديغتصب شيء‬ ‫وإن‬
‫واحدالسالم‬
‫فاحتيج قدر‬
‫فنقص‬
‫عليه رد باق لقيمة‬‫المتخلد‬
‫فإن‬
‫الفقيد النقص في‬
‫وأرش‬
‫يغتصب ثوًبا فيبليه‬‫المتجود‬
‫ومن‬
‫خذ الرش واطلب أجرة‬
‫ولو بسوى استعماله كان‬
‫‪-129-‬‬

‫وأن يختلف في كسوة‬


‫للغاصب القول‬‫مالك‬ ‫العبد‬
‫وغاصبه‬
‫مهد تجهل المغصوب‬ ‫وأن‬
‫تصدقنمضموًنا كلقطة‬
‫به عنه‬
‫منشد‬
‫إلى الحكام يبرأ‬ ‫ورد‬
‫مطل ً‬
‫قا‬
‫‪-130-‬‬

‫وإن يتصدق اسقطن‬


‫قدحل النقد مع‬ ‫إثمه‬
‫ومبهم‬
‫قدر الحظر حل‬‫بردك ثلثه‬
‫حظر‬
‫غير المحظور ثلًثا‬‫المنكد‬
‫وإن‬
‫وقيل اجتنبه‬
‫الحكم فيه كما‬ ‫فكله‬
‫ابتدي‬

‫)‪ (11‬من أتلف شيًئا أو أزال مان ً‬


‫عا فتلف‬
‫أو تلف ما أزيل‬
‫عنه شيًئا أو نفر صي ً‬
‫دا‬
‫ما أو ربط دابة بطريق أو فتح‬ ‫أو غرى ظال ً‬
‫باًبا أو نحوه إلخ‬
‫س ‪ :11‬تكلم بوضوح عما يلي‪ :‬من أتلف‬
‫ما لغيره‪ ،‬من أكره على إتلف‬ ‫مال ً محتر ً‬
‫مال نفسه‪ ،‬أو أتلف غير محترم‪ ،‬من دفع‬
‫ماله لغير رشيد‪ ،‬من أتلف مال ولده‪ ،‬من‬
‫دا أو وكاء‬
‫صا عن طائر أو حل قي ً‬ ‫فتح قف ً‬
‫دا فبرد القيد‬
‫أو دفع لسير أو قن مبر ً‬
‫سا أو سفينة أو بهيمة‬‫وفات أو حل فر ً‬
‫ففات ذلك أو أتلف ما أفلت شيًئا أو بقي‬
‫بعد حله فألقته ريح أو أذابته شمس‪ ،‬أو‬
‫حا للص‪ ،‬أو حبس مالك الدواب‬ ‫دفع مفتا ً‬
‫فهلكت الدواب من حبس عن طعامه‬
‫‪-131-‬‬

‫فاحترق إذا بقي الطائر الذي فتح قفصه‬


‫فا ونفره آخر إذا أزال إنسان يد آخر‬‫واق ً‬
‫عن عبد أو حيوان فهرب أو غصب دابة‬
‫فتبعها ولدها فأكله ذئب أو نحوه أو فتح‬
‫باًبا فسرق البيت أو ضرب يد إنسان‬
‫ما أو ربط‬‫فسقط ما في يده أو أغرى ظال ً‬
‫دابة بطريق‪،‬‬
‫واذكر الدلة والتعاليل والقيود والمحترزات‬
‫والتفاصيل والمثلة والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬مسسن أتلسسف مسسن مكلسسف أو غيسسره ولسسو كسسان‬
‫وا أو خطأ مال ً محتر ً‬
‫مسسا لغيسسر المتلسسف‬ ‫التلف سه ً‬
‫ولم يأذن ربه في إتلفه ولسسم يسسدفع إلسسى المتلسسف‬
‫ومثله يضمنه لتلفه له؛ لنه فسسوته عليسسه فسسوجب‬
‫عليه ضمانه كما لو غصبه فتلف عنده‪.‬‬
‫واحترز بالمال عن السرجين النجسسس والكلسسب‬
‫ونحوهمسسا وبسسالمحترم عسسن الصسسليب وآلت اللهسسو‬
‫كالمزمار والتلفزيون والسسسينما والراديسسو والبكسسم‬
‫والصور والدخان والطنبور ونحوها وبقسسول لغيسسره‬
‫مال نفسه وبقول ومثلسسه يضسسمنه مسسا يتلفسسه أهسسل‬
‫العدل من مال أهل البغي وقسست حسسرب وعكسسسه‬
‫وعما يتلفه المسلم مسسن مسسال الحربسسي والحربسسي‬
‫من مال المسلم وعما يتلفه الصغير‪.‬‬
‫وبقوله بل إذن ربسسه عمسسا أذن مسسالكه المطلسسق‬
‫‪-132-‬‬

‫التصسسرف فسسي إتلفسسه‪ ،‬فسسإن المتلسسف حينئذ يكسسون‬


‫وكيل ً عن ملكه في التلف وبقوله ومثله يضسسمنه‬
‫عمسسا يتلفسسه أهسسل العسسدل مسسن مسسال أهسسل البغسسي‬
‫وعكسه حال الحسسرب وعمسسا يتلفسسه المسسسلم مسسن‬
‫مال الحربي‪ ،‬والحربي مسسن مسسال المسسسلم وعمسسا‬
‫يتلفه الصغير والمجنون من مال من دفعه إليهما‬
‫مالكه وعمسسا يتلفسسه الدمسسي مسسن مسسال ولسسده ومسسا‬
‫يتلفه دفًعا عن نفسه كما لو صال عليه رقيسسق أو‬
‫بهيمة لمعصوم‪.‬‬
‫وإن أكره إنسان علسسى مسسال غيسسره المضسسمون‬
‫فمكرهه يضمنه ولو أكره على إتلف مال نفسسسه‬
‫ضمنه المكره كإكراهه على دفع الوديعة إلى غير‬
‫ربها؛ لن التلف من المكره‪ ،‬وأمسسا المكسسره فهسسو‬
‫كاللة بخلف قتل لم يخسستره فيضسسمنه لمباشسسرته‬
‫ما فيه إبقاء نفسه وبخلف مضطر فإنه يسسأتي مسسا‬
‫اضطر إليه باختيسساره ويضسسمن؛ لن المضسسطر لسسم‬
‫يلجئه إلى التلف من يحال الضمان عليه‪.‬‬
‫ول يضمن ما أتلفسسه إن كسسان غيسسر مسسال ككلسسب‬
‫ولو لماشية أو صيد أو أتلف مال نفسه باختيسساره‬
‫أو أتلف مال ً بإذن مالكه الرشيد فل يضمنه؛ لنسسه‬
‫وكيله فسسي التلف أو أتلسسف غيسسر محسسترم كصسسائل‬
‫عليه دفًعا عن نفسسسه ولسسو آدمي ًسسا ويسسأتي إن شسساء‬
‫الله تعالى‪.‬‬
‫‪-133-‬‬

‫وكذا ل يضمن ما أتلسسف قسسن مرتسسد قبسسل تسسوبته‬


‫حيث قبلت أو حال قطعه الطريق مال حربسسي أو‬
‫آلة لهو كالصسسليب والمزمسسار والبكسسم ونحسسو ذلسسك؛‬
‫لنها غير محترمة ول يضسسمنه مثلسسه كمتلسسف حسسال‬
‫عا أو دفسسع‬‫قتال بغاة؛ لن قتالهم مأذون فيه شسسر ً‬
‫ماله لغير رشيد فل يضمن في هذه الصسسور كلهسسا‬
‫ول يضمن ما أتلفه أب من مال ابسسن بمعنسسى أنسسه‬
‫ليس له مطالبة أبيه حال حياته فأما بعسسد المسسوت‬
‫فإنه يأخذه من تركته‪.‬‬
‫صسسا عسسن طسسائر مملسسوك محسسترم‬‫ومسسن فتسسح قف ً‬
‫ففات أو أتلف بعسسد فتسسح القفسسص شسسيًئا ضسسمنه أو‬
‫فتح إصسسطبل حيسسوان وهسسو موقسسف الحيسسوان وهسسو‬
‫أعجمي تكلمت به العرب وهمزته أصلية‪.‬‬
‫أو حل قيد قن أو أسير أو دفع للقن أو السير‬
‫مبرًدا فبرد القيد وانطلق وفات أو أتلسسف بعسسد مسسا‬
‫طا أو سسسفينة‬ ‫سا مربو ً‬ ‫فات شيًئا ضمنه أو حل فر ً‬
‫أو بهيمة غير ضسسارية ليل ً ل نهسساًرا إذ علسسى أربسساب‬
‫الموال حفظها مسسن السسدواب بالنهسسار ففسسات بسسأن‬
‫ذهب الطسسائر مسسن القفسسص أو دخسسل إليسسه حيسسوان‬
‫فقتله أو هرب القن أو السير أو شردت الفرس‬
‫أو الجمل أو نحوهما وغرقسست السسسفينة لعصسسوف‬
‫ريح أو غير ذلك أو عقر أو جرح شسسيًئا مسسن ذلسسك‬
‫حا فقلسسع عيسسن‬ ‫بسبب إطلقه بأن كان الطائر جار ً‬
‫‪-134-‬‬

‫حيوان أو حل سلسلة فهد أو أسد فقتسسل أو عفسسر‬


‫ضمن الفاتح والحال للقيد ودافع المسسبرد لتسسسببه‬
‫في الضسسياع أو التلسسف أو الجسسرح أو كسسسر إنسساء أو‬
‫قتل إنساًنا ونحوه أو أتلف مسسال ً أو أتلفسست الدابسسة‬
‫عا أو غيره أو انحدرت السفينة التي‬ ‫التي حلها زر ً‬
‫حلها أو السيارة التي أدار المفتسساح المحسسرك لهسسا‬
‫للمشسسي‪ ،‬ويقسسال لسسه‪) :‬سسسوتش ‪ (Switch‬وكسسذلك‬
‫الدراجة النارية على شيء فأتلفته ونحوه ضمنه؛‬
‫لن المباشرة إنما حصسسلت ممسسن ل يمكسسن إحالسسة‬
‫الحكسسم عليسسه كمسسا لسسو نفسسر طسسائًرا أو أهسساج دابسسة‬
‫وأشلى كلًبا على صيد فقتلسسه أو أطلسسق نسساًرا فسسي‬
‫متاع إنسان فسسإن للنسسار فعل ً لكسسن لمسسا لسسم يمكسسن‬
‫إحالسسة الحكسسم عليهسسا كسسان وجسسوده كعسسدمه‪ ،‬ولن‬
‫الطائر وسائر الصيد من طبعه النفور وإنما يبقى‬
‫على طبعه فإذا أزيل المانع ذهسسب لطبعسسه فكسسان‬
‫الضمان على من أزال المانع كمسسن قطسسع علقسسة‬
‫قنسسسديل أو لمبسسسة أو أطلسسسق زجاجسسسة أو نحوهسسسا‬
‫فانكسرت وهكذا حل قيد العبسسد أو السسسير‪ ،‬قسسال‬
‫فسسي »الفنسسون«‪ :‬إل مسسا كسسان مسسن الطيسسور يسسألف‬
‫السسرواح ويعتسساد العسسود فل ضسسمان فسسي إطلقسسه‬
‫ويضمن من حل وكاء وهو الحبل الذي يربسسط بسسه‬
‫نحو قربسسة وسسسواء كسسان مسسا حسسل وكسساؤه مائعًسسا أو‬
‫دا فسسأذابته الشسسمس فانسسدفق بخلف مسسا لسسو‬ ‫جام س ً‬
‫‪-135-‬‬

‫أذابته نار قربها إليها غير أو بقي السسزق بعسسد فكسسه‬


‫منتصًبا فألقته ريح أو ألقاه نحوه طير كحيوان أو‬
‫زلزلة فاندفق فخرج مسسا فيسسه كلسسه فسسي الحسسال أو‬
‫خسسرج قليل ً قليل ً أو خسسرج منسسه شسسيء بسسل أسسسفله‬
‫فسقط فاندفق أو ثقل أحد جانبيه بعد حل وكائه‬
‫فلسسم يسسزل يميسسل قليل ً قليل ً حسستى سسسقط أو هتسسك‬
‫حسسرًزا فسسسرق اللسسص السسذي داخسسل الحسسرز ضسسمنه‬
‫لتسببه في ذلك التلف سواء تعقب ذلك فعلسسه أو‬
‫تراخى عنه فالقرار على السارق ول يضمن دافع‬
‫مفتاح للص ما سرقه اللص من المال لمباشسسرته‬
‫للسرقة فسساللص أولسسى بإحالسسة الحكسسم عليسسه مسسن‬
‫المتسسسبب؛ لن القاعسسد أنسسه إذا اجتمسسع مباشسسر‬
‫ومتسبب فالضمان على المباشر‪.‬‬
‫ول يضسسمن حسسابس مالسسك دواب تلفسست بسسسبب‬
‫حبسه‪ ،‬قال في »المبدع«‪ :‬ينبغي أن يفسسرق بيسسن‬
‫الحبسسس بحسسق أو غيسسره‪ ،‬وهسسذا القسسول هسسو السسذي‬
‫تطمئن إليه النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ويضمن الغاصب لو حبسس إنسساًنا عسن طعسامه‬
‫بعد جعله على النار أو بعد وضع خبزه في التنسسور‬
‫فاحترق الطعام أو الخبز بسبب منعه‪ ،‬ولسسو بقسسي‬
‫الطائر الذي فتح قفصه واقًفسسا أو بقيسست الفسسرس‬
‫التي حل ربطها واقفسسة حسستى نفرهسسا إنسسسان آخسسر‬
‫دا تنفيرهسسا ضسسمن المنفسسر؛ لن سسسببه أخسص‬‫قاصس ً‬
‫‪-136-‬‬

‫فاختص الضمان به كسسدافع الواقسسع فسسي السسبئر مسسع‬


‫حافرها‪ ،‬وكذا لو حل إنسان حيواًنا وحرضسسه آخسسر‬
‫فجنى فضمان جنايته على المحرض‪.‬‬
‫ول يضمن المار إن نفر بسبب مروره حيسسث ل‬
‫صنع له في التنفير وإن طسسار الطسسائر السسذي فتسسح‬
‫قفصه ووقسسف علسسى جسسدار أو شسسجرة أو نحوهمسسا‬
‫فنفره آخر فطار لم يضسسمنه المنفسسر؛ لن تنفيسسره‬
‫لم يكن سبًبا لفواته؛ فإنه كان ممتنعًسسا قبسسل ذلسسك‬
‫وإن رماه إنسان فقتله ضسسمن الرامسسي ولسسو كسسان‬
‫فسسي داره أو فسسي هسسواء دار غيسسره ضسسمنه؛ لنسسه ل‬
‫يمكن منع الطائر مسسن الهسسواء‪ ،‬وإن سسسقط طسسائر‬
‫غيسسره فسسي داره لسسم يلسسزم رب السسدار حفظسسه ول‬
‫إعلم صاحبه؛ لنه لم يزل ممتنًعا‪ ،‬فإن كان غيسسر‬
‫ممتنسسع فكسسالثوب فيمسسا سسسبق إذا ألقتسسه الريسسح أو‬
‫طائر أو نحوه فسسي آخسسر جسسواب سسسؤال )‪ ،(9‬وإن‬
‫دخسسل برجسسه فسسأغلق عليسسه ناوي ًسسا إمسسساكه لنفسسسه‬
‫ضمنه لتعديه‪ ،‬وإل فل ضمان عليسسه لعسسدم تعسسديه‪،‬‬
‫سا أو حمسسارة فتبعهسسا ولسسدها فسسأكله‬
‫ولو غصب فر ً‬
‫ذئب ضمنه لتسببه في ذلسسك‪ ،‬وقسسد ألغسسز بعضسسهم‬
‫بذلك وفي غيره‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫وغاصب شيء كيف يضمن‬
‫وليس له فعل بما يتغير‬ ‫غيره‬
‫وغاصب نهر هل له منه شربه‬
‫‪-137-‬‬

‫وهل ثم نهر طاهر ل مطهر‬


‫البيت الول واضح‪ ،‬وأما الثاني‪ :‬فالجواب على‬
‫ول النهسر عسن‬ ‫قوله هل له منسسه شسسربة؟ ج‪ -‬إن حس ّ‬
‫موضعه كره شربه لظهور أثسسر الغصسسب بالتحويسسل‪،‬‬
‫وكذا يكره الوضوء وإن لم يحوله فل لثبوت حسسق‬
‫كل أحد فيهما‪ ،‬والجواب عن الشسسطر الثسساني أنسسه‬
‫الفرس السريع‪ ،‬فإنه يسمى نهًرا وبحًرا‪ ،‬قال ‪‬‬
‫فسسي فسسرس أبسسي طلحسسة‪» :‬وإن وجسسدناه لبح سًرا«‪،‬‬
‫والله سبحانه أعلم‪.‬‬
‫ولو أزال إنسسسان يسسد آخسسر عسسن عبسسد أو حيسسوان‬
‫فهرس إذا كان الحيوان ممسسا يسسذهب بسسزوال اليسسد‬
‫عنه كسسالطير والبهسسائم الوحشسسية والبعيسسر الشسسارد‬
‫والعبسسد البسسق فيضسسمنه مسسن أزال يسسد مسسالكه عنسسد‬
‫تسببه فسسي فسسواته‪ ،‬وكسسذا لسسو أزال يسسده الحافظسسة‬
‫لمتاعه حتى نهبسسه النسساس أو أفسسسدته السسدواب أو‬
‫النار أو أفسده الماء فيضمنه‪.‬‬
‫وإن فتح باًبا تعدًيا فيجيء غيره فينهسسب المسسال‬
‫أو يسرقه أو يفسده بحرق أو غرق فلرب المسسال‬
‫تضمين فاتح الباب لتسببه في الضسساعة والقسسرار‬
‫على الخذ لمباشرته فإن ضمنه المالك لم يرجع‬
‫على أحد وإن ضمن الفاتح رجع على الخذ‪.‬‬
‫وإن ضرب إنسان آخر فوقع مسسن يسسده جنيسسه أو‬
‫‪-138-‬‬

‫ريال أو دينار فضساع ضسمنه الضسارب لتسسببه فسي‬


‫الضسساعة‪ ،‬وكسسذا لسسو ضسسربه فسسسقطت غسسترته أو‬
‫عمامته أو ساعته أو نظاراته فتلفت لوقوعها فسسي‬
‫نار أو بئر أو نحو ذلك أو سقطت في زحام بسبب‬
‫هزه ونحوه فضاعت ضمنها الذي سسسقطت بفعلسسه‬
‫لتعديه‪.‬‬
‫قال في »شرح القنسساع«‪ :‬قلسست‪ :‬فسسإن وقعسست‬
‫في نحو قدر ينقصها فعليه أرش النقص وإن رفد‬
‫جدار بيته أو أسند عموًدا أو نحوه بجداره المسسائل‬
‫ليمنعه من السقوط فأزال العمود أو نحسسوه آخسسر‬
‫تعدًيا فسقط الجدار أو السقف المرفسسود بالحسسال‬
‫أي من حين أزال العمسسود ونحسسوه ضسسمن المزيسسل‬
‫للعمسسود ونحسسوه لتعسسديه برفعسسه مسسا لسسزم الجسسدار‬
‫ونحوه‪.‬‬
‫وإن حل إنسان رباط دابسسة عقسسور وجنسست بعسسد‬
‫حلها أو فتح اصطبلها ونحوه ضمن الحال ونحسسوه‬
‫بجنايتها؛ لنه السبب فيهسسا كمسسا لسسو حسسل سلسسسلة‬
‫فهد أو ساجور كلب فعقر‪ ،‬فالضمان على الحسسال‬
‫لتسببه والساجور خشبة تجعل في عنق الكلسسب‪،‬‬
‫ولو فتح إنسسساًنا بثًقسسا وهسسو الجسسسر السسذي يحبسسس‬
‫سسسا‬
‫عا أو أفسد بنياًنا أو غرا ً‬
‫الماء فأفسد بمائه زر ً‬
‫ضمن فاتح البثق ما تلف بسببه‪ ،‬قال في »شرح‬
‫القناع«‪ :‬قلت‪ :‬وعلسسى قياسسسه لسسو فسسات ربسسه ري‬
‫‪-139-‬‬

‫شيء من الراضي فيضمن‪.‬‬


‫مسسا أخسسذه ظسسالم بسسإغرائه ودللتسسه‬
‫ويضسسمن مغر ً‬
‫لتسببه فيه‪.‬‬
‫والمغري هو من يقسسول للحكسسم خسسذ مسسن مسسال‬
‫فلن كذا أو يأتي بكلم يكون سبًبا لخذ الظالم‪.‬‬
‫والدال هو الذي يقول له ماله في موضع كذا؛‬
‫لنه يصدق عليه أنه تسبب في ظلمه فهو كالذي‬
‫بعده‪.‬‬
‫ويضمن كاذب ما غرم مكذوب عليه عنسسد ولسسي‬
‫المر بسسسبب كسسذبه؛ لنسسه تسسسبب فسسي ظلمسسه ولسسه‬
‫الرجوع على الخذ منه؛ لنسه المباشسر ومثلسه مسن‬
‫ما فأغرمه شسسيًئا لحسساكم سياسسسي‬‫شكى إنساًنا ظل ً‬
‫كما أفتى به الشهاب بن النجار‪.‬‬
‫ومسسن ربسسط دابسسة فسسي طريسسق أو أوقسسف دابسسة‬
‫دا‬
‫بطريق أو ترك بالطريق طيًنا أو خشبة أو عمو ً‬
‫أو حجسسًرا‪ ،‬أو أسسسند خشسسبة إلسسى حسسائط أو وضسسع‬
‫كيس دراهم أو صندوًقا أو رش السوق أو أوقسسف‬
‫سيارة أو ألقى فيها قشر موز أو بطيخ أو أوقسسف‬
‫دباًبا أو سيكل ً أو عربية ضمن ما تلف بسبب ذلك‬
‫الفعل لتعديه بوضعه في طريق المسلمين‪.‬‬
‫وعسسن النعمسسان بسسن بشسسير ‪ ‬مرفوعًسسا‪» :‬مسسن‬
‫أوقف دابة فسسي سسسبيل المسسسلمين أو فسسي سسسوق‬
‫‪-140-‬‬

‫من أسواقهم فأوطأت بيد أو رجل فهسسو ضسسامن«‬


‫رواه الدارقطني‪ ،‬ولن طبع الدابة الجنايسسة بفمهسسا‬
‫أو رجلهسسا فإيقافهسسا فسسي الطريسسق كوضسسع الحجسسر‬
‫ونصب السكين فيه ووضع براميل القسسز أو القسساز‬
‫أو البانزين في السوق فيضسسمن مسسا تلسسف بسسسبب‬
‫ذلك الفعل لتعديه‪.‬‬
‫ومن اقتنسسى كلب ًسسا عقسسوًرا بسسأن يكسسون لسسه عسسادة‬
‫بالعقر أو اقتنى كلًبا ل يقتنسسى بسسأن اقتنسسى كلب ًسسا ل‬
‫لحرث ول لماشية ول لصيد أو اقتنسسى كلب ًسسا أسسسود‬
‫ما بأن ل يكون فيه لون غير السواد ولسسو كسسان‬ ‫بهي ً‬
‫دا‬
‫اقتناؤه لصيد أو ماشية أو حسسرث أو اقتنسسى أس س ً‬
‫أو نمًرا أو ذئًبا أو هًرا تأكل الطيور وتقلب القدور‬
‫عسسادة مسسع علمسسه بحالهسسا فعقسسرت أو خرقسست ثوب ًسسا‬
‫ذا فسسإن‬ ‫بمنزله ضمنها مقتنيها؛ لنه تعسسد باقتنسسائه إ ً‬
‫لم يكسسن للهسسر عسسادة بسسذلك كسسالكلب السسذي ليسسس‬
‫مسسا‬ ‫بعقور إذا اقتناه لنحو صيد ولم يكن أسسسود بهي ً‬
‫فإن صاحبه ل يضمن جنايته‪.‬‬
‫ومن اقتنى نحو دب وقرد أو أسسسد أو صسسقر أو‬
‫باز أو كبش معلم للنطاح فعقسسر أو خسسرق ثوب ًسسا أو‬
‫جرح أو أتلف شيًئا ضمنه لتعديه باقتنائه ول فرق‬
‫في ضمان إتلف ما ل يجسسوز إقتنسساؤه ممسسا تقسسدم‬
‫بيسسن إتلف الليسسل والنهسسار؛ لنسسه للعسسدوان بخلف‬
‫البهائم من إبل وبقر وغنسسم ونحوهسسا إل أن يخسسرق‬
‫‪-141-‬‬

‫ثوب من دخل منزل ربسسه بل إذنسسه أو دخسسل بسسإذنه‬


‫ونبهه رب المنزل بأن الكلب ونحوه عقسسور أو أن‬
‫حبله المربوط به غير موثوق بسه لسسرداءة ربطسه أو‬
‫لضعف الحبل فل يضسسمن رب المنسسزل؛ لنسسه دخسسل‬
‫في الولى بغير إذنه فهو المتعدي بالدخول‪.‬‬
‫وإن كسسان بسسإذن رب المنسسزل ونبهسسه علسسى أنسسه‬
‫عقسسور أو غيسسر موثسسوق فقسسد أدخسسل الضسسرر علسسى‬
‫نفسه على بصيرة‪.‬‬
‫ويلزم رب المنزل تنسسبيهه قبسسل رؤيسسة الحيسسوان‬
‫للداخل وإعلمسسه بسسأن الحيسسوان مفسسترس؛ ليكسسون‬
‫ظا لدفعه عن نفسه‪.‬‬ ‫متيق ً‬
‫ولو حصل عنده نحو كلب عقور وكقرد أو ذئب‬
‫أو سنور ضار من غير اقتناء واختيار فأفسد بغيسسر‬
‫ما ذكر من عقر وخرق ثوب بسسأن أفسسسد ببسسول أو‬
‫ولوغ أو تنجيس في إناء أو ثوب أو نحو ذلسسك؛ لن‬
‫هذا ل يختص بالكلب العقور لم يضسسمن؛ لنسسه لسسم‬
‫يحصل الفساد بسببه‪.‬‬
‫ويجوز قتل هر يأكل لحسسم كالفواسسسق‪ ،‬وقيسسل‪:‬‬
‫له قتلها إذا لم تنسسدفع إل بالقتسسل كالصسسائل‪ ،‬وهسسذا‬
‫القسسول هسسو السسذي تطمئن إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه‬
‫سبحانه أعلم‪.‬‬
‫ومن أجج ناًرا بأن أوقدها حتى صسسارت تلتهسسب‬
‫‪-142-‬‬

‫عادة بل إفراط ول تفريسسط بحيسسث ل تسسسري فسسي‬


‫العادة وتسأجيجه إياهسسا فسسي داره أو علسسى سسسطحه‬
‫ولسسو كسسان ملكسسه لمنفعسسة السسدار كملكسسه منفعتهسسا‬
‫بإجسسارة أو إعسسارة فتعسسدى ذلسسك إلسسى ملسسك غيسسره‬
‫فسسأتلفه لسم يضسسمن الفاعسسل؛ لن ذلسسك ليسسس مسسن‬
‫فعله ول من تعديه ول من تفريطه‪ ،‬وكذا لسسو مسسر‬
‫في الطريق العامة ومعه نار يحملهسسا إلسسى أرضسسه‬
‫وداره فهبت بها الريح غير متعد وهسسو محسسق فسسي‬
‫مسسروره فسسي الطريسسق؛ لن لسسه حًقسسا فسسي المسسرور‬
‫بخلف الطريق الخاص أو سسسقى مواًتسسا أو ملكسسه‬
‫فتعدى ذلك السقي لملك غيره لسسم يضسسمن؛ لنسسه‬
‫لم يتعد ولم يفرط‪.‬‬
‫ولو سرى ما أججه مسسن النسسار بملكسسه بطيسسران‬
‫ريح إلى ملسسك غيسسره فسسأتلفه لسسم يضسسمن إذا كسسان‬
‫التأجج جرت به العادة بل إفراط ول تفريط فسسإن‬
‫أفرط بكثرة بأن أجج ناًرا تسري عادة لكثرتها أو‬
‫فتح مسساء كسسثيًرا يتعسسدى مثلسسه أو فسسرط بنحسسو نسسوم‬
‫حسسا‬
‫كإهمال بسسأن تسسرك النسسار مؤججسسة والمسساء مفتو ً‬
‫ونام عن ذلك أو أهمله ضمن لتعديه أو تقصسسيره‪،‬‬
‫كما لو باشر إتلفه أو فرط بأن أججها وقت ريسسح‬
‫شديدة تحملها إلى ملك غيره ضمن لتعديه‪ ،‬وكذا‬
‫لسسو أججهسسا فسسرب زرب‪ :‬وهسسو المسسدخل‪ ،‬وموضسسع‬
‫الغنم أو أججها قسسرب حصسسيد أو أقسسد نسساًرا بمكسسان‬
‫‪-143-‬‬

‫غصب ضمن مطلًقا سواء فرط أو أسرف أو ل‪.‬‬


‫وكذا يضمن إن أبيست النار التي أوقسسدها ولسسو‬
‫في ملكه شجرة غيره؛ لن ذلك ل يكسسون إل مسسن‬
‫نسسار كسسثيرة إل أن تكسسون الغصسسان فسسي هسسوائه‬
‫فل يضمن؛ لنه ل يمنع من التصسسرف فسسي ملكسسه‪،‬‬
‫ولكن الولى بل يتأكسسد فسسي حقسسه أن يسسأمره بلسسي‬
‫الغصان عن هواء داره فإن نبهه فلسسم يمتثسسل فل‬
‫ضمان‪.‬‬
‫وإن أجج ناًرا في السطح‪ ،‬ولم يكن لسسه سسسترة‬
‫وبقربه زرع ونحوه‪ ،‬والريح هابة ضمن‪.‬‬
‫وإن منع مسسن ذلسسك لذى جسساره ضسسمن وإن لسسم‬
‫مسسا أو غيسسره مسسن الطيسسر‬
‫يسرف‪ ،‬وإن اقتنسسى حما ً‬
‫فأرسله نهاًرا فلقط حب ًسسا لسسم يضسسمنه؛ لن العسسادة‬
‫إرساله‪.‬‬

‫)‪ (12‬من بنى في الطريق أو أخرج إليها‬


‫حا أو نحوه‬
‫جنا ً‬
‫أو وضع في المسجد شيًئا إلخ‬

‫س ‪ :12‬تكلم بوضوح عن أحكام ما يلي‪:‬‬


‫من بنى دكة أو نحوها أو حفر بئًرا أو‬
‫فتحها أو بنى في السابلة الواسعة نحو‬
‫‪-144-‬‬

‫مسجد أو بنى جسًرا أو قلع حجًرا يضر‬


‫بالمارة من المسلمين أو فعل ما فيه نفع‬
‫أو أمر حًرا بحفر بئر أو أمر سلطان‬
‫بحفرها أو بسط بمسجد حصيًرا أو بسا ً‬
‫طا‬
‫أو علق قنديل ً أو وضع في المسجد خزائن‬
‫أو جلس في المسجد فعثر به إنسان أو‬
‫حا أو ميزاًبا أو سابا ً‬
‫طا أو بنى‬ ‫أخرج جنا ً‬
‫ل‪ ،‬أو أحدث في ملكه بركة أو‬ ‫حائطه مائ ً‬
‫ما فزل إلى جدار جاره‪.‬‬ ‫بالوعة أو مستح ً‬
‫واذكر التفاصيل والقيود والمحترزات‬
‫والدلة والتعاليل والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬من بنى دكة وهي المبنيسسة للجلسسوس عليهسسا‬
‫أو حفر بنفسه أو حفر أجيره أو حفر قنه أو ولده‬
‫بأمره بئًرا لنفسه ليختص بنفعها فسسي فنسسائه وهسسو‬
‫ما كان خارج الدار قريًبا منها سواء حفسسر أو بنسسى‬
‫بإذن المام أو بغير إذنه وسسسواء حفسسر السسبئر فسسي‬
‫حده نصفها ونصسسفها فسسي فنسسائه ضسسمن مسسا تلسسف‬
‫بالبئر‪ ،‬وقال أصحاب الشافعي‪ :‬وإن حفرها بسسإذن‬
‫المسسام لسسم يضسسمن‪ ،‬وقسسال بعسسض الصسسحاب‪ :‬لسسه‬
‫حفرها لنفسه بإذن المسسام فعليسسه ل ضسسمان؛ لن‬
‫للمام أن يأذن فيما ل ضرر فيه وجوابه بأنه حفر‬
‫في مكان مشترك بغير إذن أهله لغير مصسسلحتهم‬
‫فضمن ول نسلم أن للمام الذن فيه فسسدل علسسى‬
‫‪-145-‬‬

‫أنه ل يجوز لوكيل بيت المسسال وغيسسره بيسسع شسسيء‬


‫من طريق المسلمين النافسسذ وأنسسه ليسسس للحسساكم‬
‫الحكم بصحته‪ ،‬وقسساله الشسسيخ تقسسي السسدين‪ ،‬وهسسذا‬
‫القول هو الذي تطمئن إليه النفس‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫وكسسذا الدكسسة؛ لنسسه تلسسف حصسسل بسسسبب تعسسديه‬
‫ببنائه أو حفره في مكان مشترك بغير إذن أهلسسه‬
‫لغير مصسسلحتهم فأشسسبه مسسا لسسو نصسسب فسسي فنسسائه‬
‫سكيًنا فتلف بها شيء كحفر أجيره الحر بئًرا في‬
‫فنائه فيضمن الجير الحسسافر مسسا تلسسف بهسسا سسسواء‬
‫حفرها بأجرة أو ل؛ لنه هو المتعدي‪ ،‬ومحل ذلك‬
‫أن علم الجير الحال بأنهسسا ليسسست ملسسك الذن إذ‬
‫الفنية ليست بملك؛ ولهذا قال القاضي‪ :‬لسسو بسساع‬
‫الرض بفنائهسسا لسسم يصسسح السسبيع؛ لن الفنسساء ليسسس‬
‫بملك‪ ،‬بل مرفق وإن جهل الحافر أنها فسسي ملسسك‬
‫الغير فالضمان على المر لتقريره الحافر‪ ،‬وكسسذا‬
‫لسسو جهسسل البسساني فلسسو ادعسسى المسسر علسسم الحسسافر‬
‫والبسساني وأنكسسر الحسسافر والبسساني فقولهمسسا؛ لن‬
‫الصل عدمه‪.‬‬
‫ول يضمن من حفر بئًرا فسسي مسسوات لتملسسك أو‬
‫ارتفسساق لنفسسسه أو حفسسر بئًرا بملكسسه إذ للنسسسان‬
‫التصسسرف فسسي ملكسسه كيسسف شسساء وإن حفسسر فسسي‬
‫طريق واسعة لنفع عام لسسم يضسسمن؛ لنسسه مسسأذون‬
‫عا كما لو حفرها ليجمع فيها مسساء المطسسر‬ ‫فيه شر ً‬
‫‪-146-‬‬

‫أو لينبع منهسسا المسساء ليشسسرب المسسارة فل يضسسمن؛‬


‫عَلككى‬ ‫لنسسه محسسسن‪ ،‬قسسال اللسسه تعسسالى‪َ  :‬‬
‫مككا َ‬
‫ل ‪ ‬ولسسو لسسم يجعسسل عليهسسا‬
‫سِبي ٍ‬
‫من َ‬ ‫ن ِ‬
‫سِني َ‬
‫ح ِ‬
‫م ْ‬
‫ال ُ‬
‫حاجًزا لتعلم به فتتوقى‪ ،‬وفي »الغاية وشرحها«‪.‬‬
‫‪-147-‬‬

‫ول يضمن من حفر بئًرا في موات ونحوها ولو‬


‫لم يجعل عليها حسساجز‪ ،‬ول يضسسمن مسسن لسسم يسسسد‬
‫دا يمنع الضرر‪ .‬اهس‪.‬‬
‫بئره س ً‬
‫وقال الشيخ تقي الدين ‪ -‬رحمه الله ‪ :-‬يضمن‬
‫ما تلف بها‪ ،‬وهسسذا القسسول هسسو السسذي تطمئن إليسسه‬
‫النفس‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫وما فتحه وأعاده النسان مسسن البسسار القديمسسة‬
‫يكون فتحه لها بمنزلة إحداثها ضسسرًرا ونفعًسسا فلسسو‬
‫فعله بملكه ل يضمن ما تلف بسببه؛ لنسه مسسأذون‬
‫عا‪ ،‬ولو كان فتحه لها بغيسسر ملكسسه يضسسمن‬ ‫فيه شر ً‬
‫دا بحيسسث يمنسسع الضسسرر‬ ‫لتعديه ويلزمسسه سسسدها س س ً‬
‫بالمارة‪.‬‬
‫وإن بنى في السابلة الواسعة نحسسو مسسسجد أو‬
‫مدرسة بل ضرر بالمارة بإحداث ذلك‪ ،‬ولسسو فعلسسه‬
‫بل إذن لم يضمن مسسا تلسسف بسسذلك؛ لنسسه محسسسن‪،‬‬
‫قال الشيخ تقي الدين‪ :‬حكما ما بنسسى وقًفسسا علسسى‬
‫المسجد فسسي هسسذه المكنسسة حكسسم بنسساء المسسسجد‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬ل يضمن إن كان بإذن المام وإل ضمن‪.‬‬
‫وقال بعض الصحاب‪ :‬ينبغي أن يتقيد سسسقوط‬
‫الضمان عنه فيما إذا حفرها في موضع مائل عن‬
‫القارعة بشرط أن يجعسسل عليسسه حسساجًزا يعلسسم بسسه‬
‫ليتسسوقى‪ ،‬وهسسذا القسسول هسسو السسذي تطمئن إليسسه‬
‫‪-148-‬‬

‫النفس‪ ،‬والله سبحانه أعلم‪.‬‬


‫ومسسن بنسسى جس سًرا وهسسو القنطسسرة ليمسسر عليسسه‬
‫النسساس وكسسذا فعسسل مسسا تسسدعو الحاجسسة إليسسه لنفسسع‬
‫الطريسسق وإصسسلحها كإزالسسة المسساء والطيسسن عنهسسا‬
‫وتنقيتها مما يضر فيها كقشر بطيخ أو موز ووضع‬
‫حجر أو خشب ليطأ عليه الناس وحفر هدف وهو‬
‫ما ارتفع وعل في الطريق بحيث أنسسه بعسسد إزالتهسسا‬
‫يتساوى وتصير كغيرها‪ ،‬وكذا قلع حجر في الرض‬
‫يضسسر بالمسسارة ووضسسع الحصسساء فسسي حفسسر الرض‬
‫ليملها وتسقيف ساقية فيهسسا‪ ،‬فهسسذا كلسسه مبسساح ل‬
‫يضمن ما تلف بسسه؛ لنسسه إحسسسان ومعسسروف‪ ،‬قسسال‬
‫ل‬
‫سكِبي ٍ‬‫مككن َ‬ ‫ن ِ‬‫سكِني َ‬
‫ح ِ‬ ‫عَلى ال ُ‬
‫م ْ‬ ‫ما َ‬‫الله تعالى‪َ  :‬‬
‫‪.‬‬
‫وإن فعل ما فيه نفع عام كان حفر بئًرا أو بنى‬
‫دا أو خاًنا وهو الحانوت ونحوه في الطريسسق‬
‫مسج ً‬
‫فتلف فيه شيء لم يضمن‪.‬‬
‫وإن فعل شيًئا لنفع خاص بنفسه أو كان يضسسر‬
‫بالمارة كأن حفسسر السسبئر فسسي القارعسسة أو بطريسسق‬
‫ضسسيقة‪ ،‬فسسإنه يضسسمن مسسا تلسسف بهسسا سسسواء فعلسسه‬
‫لمصلحة عامة أو ل بإذن المام أو ل لما فيه مسسن‬
‫الضرر‪.‬‬
‫ونقل المروذي حكم هذه المساجد التي بنيسست‬
‫‪-149-‬‬

‫فسسي الطريسسق تهسسدم‪ ،‬وسسسأل محمسسد بسسن يحيسسى‬


‫الكحال‪ :‬يزيد في المسجد من الطريسسق‪ ،‬قسسال‪ :‬ل‬
‫يصلى فيه‪.‬‬
‫سسسئل عسسن المسسساجد علسسى‬
‫ونقسسل حنبسسل أنسسه‪ُ :‬‬
‫النهسسار؟ قسسال‪ :‬أخشسسى أن يكسسون مسسن الطريسسق‪،‬‬
‫دا أيصلى‬
‫وسأله ابن أهيم عن ساباط فوقه مسج ً‬
‫فيه؟ قال‪ :‬ل يصلى فيه إذا كان من الطريق‪.‬‬
‫ومن أمر حًرا بحفر بئر أو بناء بملك غير المر‬
‫بأجرة أو ل فحفر المأمور وتلف بها شيء ضسسمن‬
‫ما تلف به حافر علم بذلك وضسسمن بسسأن علسسم أن‬
‫الرض ملك لغير المر‪.‬‬
‫ويحلف الحافر والباني إن أنكر العلم بأنه ملك‬
‫غير المر وادعى المر وعلمه؛ لن الصل عسسدمه‬
‫وإن لسسم يعلسسم حسسافر بسسذلك أو كسسان المسسأمور قسسن‬
‫المر فآمر يضمن ما تلف لتغريره‪.‬‬
‫ويضمن سلطان آمر بحفر بئر أو بناء في ملك‬
‫غيسسره دون حسسافر وبسسان‪ ،‬وسسسواء علسسم أن الرض‬
‫ملك لغير السلطان أو ل؛ لنه ل تسسسعه مخسسالفته‬
‫أشسسبه مسسا لسسو أكسسره عليسسه‪ ،‬ومسسن بسسسط بمسسسجد‬
‫طا أو زولية‬‫ونحوه حصيًرا أو بادية أو مدة أو بسا ً‬
‫ل‪ ،‬قلت‪ :‬ومثل ذلسسك‬ ‫أو علق فيه أو أوقد فيه قندي ً‬
‫الكهسسرب لسسو علسسق مروحسسة أو لمبسسة أو نجًفسسا أو‬
‫‪-150-‬‬

‫كنديشسسة أو ثلجسسة أو نصسسب رًفسسا أو باًبسسا؛ لنفسسع‬


‫المسلمين لم يضمن ما تلف به‪.‬‬
‫ومن جلس مسسن المسسسجد أن إضسسطجع فيسسه أو‬
‫قام فيه مسلم فعثر به حيوان فتلف أو نقص لسسم‬
‫يضمن نقصه ول تلفه أو أقام فسسي طريسسق واسسسع‬
‫فعثر به حيوان فتلسسف أو نقسسص لسسم يضسسمن؛ لنسسه‬
‫حا لم يتعد به على أحد في مكان له فيه‬ ‫فعل مبا ً‬
‫حق أشبه ما لو فعل بملكه ويضمن إن جلسسس أو‬
‫اضسسطجع أو أقسسام فسسي طريسسق ضسسيق لضسسراره‬
‫بالمارة‪.‬‬
‫حا وهو الروشن أو أخرج برنسسدة‬ ‫وإن أخرج جنا ً‬
‫)بلكونة ‪ (Balcony‬أو أخرج ميزاًبا كساباط أو أبرز‬
‫حجًرا في البنيان إلى طريق نافسسذ بل إذن المسسام‬
‫أو نائبه في ذلك بل ضرر إذ ليس للمام أن يأذن‬
‫بما فيه ضرر أو أخرج ما ذكر في درب غير نافسسذ‬
‫بغير إذن أهله فسقط على شسسيء فسسأتلفه ضسسمنه‬
‫المخسسرج لحصسسول التلسسف بمسسا أخسسرج إلسسى هسسواء‬
‫الطريق أشبه ما لو بنى حائ ً‬
‫طا مائل ً إلسسى طريسسق‬
‫أو أقسسام خشسسبة فسسي ملكسسه مائلسسة إلسسى الطريسسق‬
‫فأتلف شيًئا‪.‬‬
‫قال ع ن‪ :‬ومقتضى ما تقدم في حفر البئر أن‬
‫نحو الجناح من ضمان الباني أي الجيسسر إذا كسسان‬
‫حًرا وانظر هل يفرق بين العسسالم التحريسسم أم ل؟‬
‫‪-151-‬‬

‫انتهى‪ .‬ولو كان التلف بعد بيع وقد طسسولب البسسائع‬


‫بنقضه قبل البيع ولم يفعل لحصول التلف بفعلسسه‬
‫وهو إخراجه ما تقدم إلى هواء الطريق‪.‬‬
‫وإن سقط بعد البيع ولسسم يكسسن طسسولب بنقضسسه‬
‫قبل البيع ل ضمان عليه ول علسسى المشسستري؛ لنسسه‬
‫لم يطالب بنقضه‪ ،‬وكذلك إن وهبسسه وأقبضسسه قبسسل‬
‫الطلب ثم سقط فأتلف شيًئا لم يضسسمنه السسواهب؛‬
‫لنه ليس ملكه ول الموهب لسه؛ لنسسه لسسم يطسالب‪،‬‬
‫ضا في خلع‬ ‫وكذا لو صالح به أو جعله صداًقا أو عو ً‬
‫أو طلق أو عتق ومحل الضمان ما لسسم يسسأذن فسسي‬
‫الجناح والميزاب والساباط المخرج إلسسى الطريسسق‬
‫إمام أو نائبه ول ضرر على المسسارة بسسإخراجه فسسإن‬
‫أذن فيسسسه فسسسأخرج فل ضسسسمان؛ لن النافسسسذ حسسسق‬
‫للمسلمين والمام وكيلهم فإذنه كإذنهم‪.‬‬
‫ومع وجوب الضمان والتالف آدمي فديته علسسى‬
‫عاقلة رب المخرج؛ لنها تحمل دية الخطأ وشسسبه‬
‫العمد فإن أنكرت العاقلة كون المخرج لصاحبهم‬
‫أو أنكروا مطالبته بنقضسسه حيسسث اعتسسبر أو أنكسسروا‬
‫تلف الدمي لم يلزمهسسم شسسيئ إل أن يثبسست بينسسة؛‬
‫لن الصل عدم الوجود‪.‬‬
‫صسسا‬
‫وإن مال حائطه لغير ملكه سواء كان مخت ً‬
‫كهسسواء جسساره أو مشسستر ً‬
‫كا كسسالطريق أو تشسسقق‬
‫الحائط فكميله فل ضمان إن لم يطسسالب بنقضسسه‬
‫‪-152-‬‬

‫وأبى هدمه حتى أتلف شيًئا بسقوطه‪ ،‬وقيسسل‪ :‬إن‬


‫طسسولب بنقضسسه وأشسسهد عليسسه فلسسم يفعسسل ضسسمن‬
‫واختسسساره جماعسسسة‪ ،‬قسسسال الموفسسسق والشسسسارح‪:‬‬
‫والمطالبسسة مسسن كسسل مسسسلم إن كسسان ميلسسه إلسسى‬
‫الطريق‪.‬‬
‫وقال أبو حنيفسسة‪ :‬الستحسسسان أن يضسسمن؛ لن‬
‫الجواز للمسلمين وميل الحائط يمنعهم‪ ،‬والقسسول‬
‫الثاني‪ :‬وهو قسسول مسسن يقسسول بالشسسهاد عليسسه هسسو‬
‫الذي تميل إليه النفس‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫وإن بنى الحائط مائل ً لطريق ضسسمن مسسا تلسسف‬
‫به‪ ،‬أو بناه مائل ً إلى ملك غيره بل إذنه ضسسمن مسسا‬
‫تلف به ولو لم يطالب بنقضه لتسببه بسسذلك‪ ،‬وإن‬
‫بناه مائل ً إلى ملك غيره بإذنه أو مائل ً إلسسى ملسسك‬
‫نفسه أو مال الحائط إلسسى ملسسك ربسسه لسسم يضسسمن‬
‫ربه ما تلف به لعدم تعديه‪.‬‬
‫جا أو‬‫وإن أحسسسدث بركسسسة أو كنيًفسسسا أو صسسسهرو ً‬
‫بالوعسسة فنسسزل إلسسى جسسدار جسساره فأوهسساه وهسسدمه‬
‫ضسسمنه؛ لن هسسذه السسسباب تتعسسدى ذكسسره فسسي‬
‫الفصول والتلخيص قال‪ :‬وللجار منعه من النزول‬
‫ضسسا‪ :‬السسدق السسذي يهسسدم‬‫إلى جدار جسساره‪ ،‬وقسسال أي ً‬
‫الجدار مضمون السراية؛ لنه عدوان محض‪.‬‬
‫ومحترم الموال إن تتلف‬
‫أضمن أن تجهل وأن تتعمد‬ ‫لغيرك‬
‫‪-153-‬‬

‫ضا فاتح حبس طائر‬‫ويضمن أي ً‬


‫ومن فك قيد المال أن تتشرد‬
‫‪-154-‬‬

‫وإن ينشه في واسع لنتفاعنا‬


‫ل غرم حتى دون إذن بأوكد‬
‫‪-155-‬‬

‫والتلف في هذه المور من‬


‫ليس معقول ً ففي مال‬ ‫الخطأ‬
‫فما‬
‫معتد يدخل النسان حتى‬
‫ومن‬
‫يضيفه‬
‫فيسقط ببئر عنده لم يحدد‬
‫ولم ير أما للعمى أو لسترها‬
‫فضمنه ما لم ينذر المرء‬
‫ضا فحظر‬ ‫ترشديغتصب أر ً‬
‫ومن‬
‫غير رب الرض إن‬ ‫دخولها‬
‫على‬
‫حوطت قد‬
‫تحوط جاز فيها دخوله‬ ‫وإن لم‬
‫وأخذ الكل منها على نص‬
‫البهائم الضارية وغير‬ ‫أحمد‬
‫)‪ (13‬ما أتلفته‬
‫الضارية وما أتلفه‬
‫المركوب عليه‪ ...‬إلخ‬
‫س ‪ :13‬تكلم بوضوح عما يلي من أحكام‬
‫ومفكككردات‪ :‬مكككا أتلفتكككه البهكككائم الضكككارية‬
‫والجككوارح وشككبهها‪ ،‬مككاذا يجككب علككى رب‬
‫البهيمة المعروفة بالصول‪ ،‬إذا حككاله الدابككة‬
‫بيككن المككال ومككالكه البهككائم غيككر الضككارية‪،‬‬
‫ماذا على السائق والقائد والراكب إذا أتلف‬
‫المركوب شيًئا أو جنى علككى أحككد‪ ،‬إذا تعككدد‬
‫الراكب إذا كانت البغال والبل مقطرة‪ ،‬مككا‬
‫أفسدته البهائم بالليل أو بالنهككار‪ ،‬إذا طككرد‬
‫‪-156-‬‬

‫الدابة من مزرعته ودخلت مزرعة غيره مككن‬


‫صككال عليككه آدمككي صككغير أو كككبير عاقككل أو‬
‫مجنون فقتله؟ واذكر مككا يتصككل بككذلك مككن‬
‫أحكام وشروط ومحترزات وتفاصككيل وأدلككة‬
‫وتعليل وخلف وترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬يضسسسمن رب بهسسسائم ضسسسارية‪ ،‬والضسسسارية‪:‬‬
‫المفترسة المعتادة بالجناية‪ ،‬قال أبو الطيب‪:‬‬
‫ول تتقى حتى تكون‬ ‫فما ينفع السد الحياء‬
‫ضواريا‬ ‫من الطوى‬
‫ما بضريانها أو أمسسر بإمسسساكها مسسن‬‫إذا كان عال ً‬
‫لم يعلم بأنها ضارية فما أتلفته ضمنه‪.‬‬
‫ويضسسمن رب جسسوارح وشسسبهها مسسا أتلفتسسه مسسن‬
‫نفس ومال‪ ،‬قال في »الفصول«‪ :‬من أطلق كلًبا‬
‫حسسا أو‬
‫سسسا‪ ،‬ويقسسال لهسسا‪ :‬رمو ً‬
‫عقسسوًرا أو دابسسة رفو ً‬
‫ضا على الناس وخله في طريقهم ورحابهم‬ ‫عضو ً‬
‫سا ضمن لتفريطه‪.‬‬ ‫ومصاطبهم فأتلف مال ً أو نف ً‬
‫وكذا إن كان له طائر جسسارح كالصسسقر والبسسازي‬
‫فأفسد طيور الناس وحيواناتهم‪ ،‬انتهى‪ .‬قال فسسي‬
‫»النصاف« وهو الصواب‪.‬‬
‫ومسستى عرفسست البهيمسسة أنهسسا تصسسول أي تعسسدو‬
‫وتثسسب علسسى النسساس وجسسب علسسى مالكهسسا وغيسسره‬
‫إمساكها أن تمكن من غير أ ن يصسسيبه ضسسرر وإل‬
‫فيتلفها دفًعا لضررها وحيث جسساز إتلفهسسا فلسسه أن‬
‫‪-157-‬‬

‫يتلفهسسا بسسالمعروف علسسى أي وجسسه ل تعسسذيب فيسسه‬


‫للحيوان؛ لحديث‪» :‬إذا قتلتم فأحسنوا القتلة«‪.‬‬
‫ول يضمن البهيمة المعروفة بالصول إذا قتلت‬
‫حسسال صسسولها؛ لنهسسا غيسسر محترمسسة كمرتسسد وزان‬
‫محصن‪ ،‬وإن حالت الدابة بين إنسان وبيسسن مسساله‬
‫ولسسم تنسسدفع بل قتسسل قتلهسسا‪ ،‬ول شسسيء عليسسه ولسسو‬
‫كانت مملوكة للغير؛ لن قتلها دفًعا لشرها‪.‬‬
‫ومن القواعد إن من أتلف شيًئا لسسدفع أذاه لسسه‬
‫لم يضمنه وإن أتلسسف لسسدفع أذاه بسسه ضسسمنه فمسسن‬
‫صال عليه جمل أو ثور وأتلفه المصول عليسسه لسسم‬
‫يضمنه‪.‬‬
‫وحيث جاز له قتلهسسا إزالسسة لضسسررها بالحيلولسسة‬
‫بينه وبين ماله فعليه أن يسسسمي عليهسسا إن كسسانت‬
‫مأكولة اللحسسم لئل يضسسيعها علسسى ربهسسا فلسسو قتلهسسا‬
‫وا ل جهل ً بسسالحكم فل شسسيء‬ ‫م عليها سسسه ً‬
‫ولم يس ّ‬
‫عليه؛ لسقوط التسمية بذلك‪ ،‬وإن ترك التسسسمية‬
‫دا ضمن لربها قيمتها مذكاة‪.‬‬ ‫عم ً‬
‫ول يضسسمن رب بهسسائم غيسسر معروفسسة بالصسسول‬
‫وغير جوارح وشبهها مسسا أتلفتسسه إن لسسم تكسسن يسسده‬
‫عليها ولو كان ما أتلفتسسه البهيمسسة بسسالحرم؛ لقسسوله‬
‫‪» :‬العجماء جرحها جبار« متفق عليه‪ ،‬أي هدر‪،‬‬
‫فإن كانت ضاربة ضمن‪.‬‬
‫‪-158-‬‬

‫ويضمن جناية دابة سواء كانت ضسسارية أو غيسسر‬


‫ضارية راكب وسائق وقائد للدابسسة مالك ًسسا كسسان أو‬
‫غاصسسًبا أو مسسستأجًرا أو مسسستعيًرا أو موصسسى لسسه‬
‫بنفعها أو مرتهن ًسسا قسسادر علسسى التصسسرف فيهسسا؛ لن‬
‫العاجز عن التصرف وجوده كعدمه‪.‬‬
‫ويشسسسترط تكليسسسف المتصسسسرف القسسسادر علسسسى‬
‫التصرف‪.‬‬
‫وما يضمنه جنايسسة يسسدها وفمهسسا وذنبهسسا وولسسدها‬
‫سواء جنى بيده أو فمه أو رجله أو ذنبسسه ولسسو لسسم‬
‫عسسا‪» :‬مسسن‬‫يفرط؛ لحديث النعمان بن بشير مرفو ً‬
‫أوقف دابة في سبيل من سبل المسلمين أو في‬
‫سسسوق مسسن أسسسواقهم فأوطسسأه بيسسد أو رجسسل فهسسو‬
‫ضامن« رواه الدارقطني‪.‬‬
‫ولن فعل البهيمة منسوب إلى من بيده البهيمة‬
‫إذا كان يمكنها حفظها‪.‬‬
‫ول يضسسمن مسسا نفحسست برجلهسسا ومعنسسى نفحسست‬
‫رمحت من غير سبب؛ لمسسا روى سسسعيد مرفوعًسسا‪:‬‬
‫»الرجل جبسسار« رواه أبسسو داود‪ ،‬وفسسي روايسسة أبسسي‬
‫هريرة‪» :‬رجل العجماء جبار« فدل علسسى وجسسوب‬
‫الضمان في جنايسسة غيرهسسا‪ ،‬وخصسسص بالنفسسح دون‬
‫الوطء؛ لن من بيده الدابة يمكنه أن يجنبها وطء‬
‫ما ل يريد أن تطسسأه بتصسسرفه فيهسسا بخلف نفحهسسا‬
‫‪-159-‬‬

‫فسسإنه ل يمكنسسه أن يمنعهسسا منسسه‪ ،‬وحيسسث وجسسب‬


‫الضمان وكان المجني عليه ممسسا تحملسسه العاقلسسة‬
‫فهي عليها‪.‬‬
‫ومحل عدم الضمان ما نفحت برجلهسسا مسسا لسسم‬
‫يجذبها باللجام زيادة على العادة أو يضسسربها فسسي‬
‫وجهها فيضمن لتسببه في جنايتها ولو فعسسل ذلسسك‬
‫لمصلحة تدعو إليه‪.‬‬
‫ول يضمن الراكسسب ونحسسوه ممسسن بيسسده الدابسسة‬
‫جناية ذنبها؛ لنه ل يمكن التحفظ من جناية ذنبهسسا‬
‫ول يضمن متصرف بدابسسة سسسقوط حملهسسا إذا لسسم‬
‫يفرط‪.‬‬
‫ويضسسمن جنايتهسسا مسسع سسسبب للجنايسسة كنخسسس‪،‬‬
‫ويقال‪ :‬نغز وتنفير فاعل ذلك؛ لنه المتسبب فسسي‬
‫جنايتها دون الراكب والسائق والقائد‪.‬‬
‫فإن جنت البهيمة علسسى مسسن نفرهسسا أو نخسسسها‬
‫فأتلفته‪ ،‬فالجناية هدر؛ لنسسه السسسبب فسسي الجنايسسة‬
‫على نفسه‪.‬‬
‫وإن تعسسدد راكسسب إثنسسان فسسأكثر فجنسست جنايسسة‬
‫مضسسمونة ضسسمن الول مسسا يضسسمنه المنفسسرد؛ لنسسه‬
‫المتصرف فيها والقادر على كفها عن الجنايسسة إل‬
‫ضسسا أو أعمسسى أو‬‫أن يكسسون الول صسسغيًرا أو مري ً‬
‫مجنون ًسسا‪ ،‬والثسساني متسسولي تسسدبيرها‪ ،‬فعلسسى الثسساني‬
‫‪-160-‬‬

‫الضمان وحده لكونه المتصرف فيها‪.‬‬


‫وإن اشترك الراكبان في التصرف في البهيمة‬
‫اشتركا في ضمان جنايتها المضمون لشسستراكهما‬
‫فسسي التصسسرف‪ ،‬وكسسذا لسسو كسسان مسسع البهيمسسة قسسائد‬
‫وسائق وجنت جناية تضمن‪ ،‬فالضمان عليها؛ لن‬
‫كل منهما لو انفرد ضمن فإذا اجتمعا ضمنا‪.‬‬
‫وإن كان مع القائد والسائق راكب أو كان مسسع‬
‫أحدهما راكب شارك الراكب السسسائق والقسسائد أو‬
‫أحسسدهما فسسي ضسسمان جنايتهسسا لشسستراكهم فسسي‬
‫التصرف؛ لن كل منهم لو انفرد مع الدابة انفسسرد‬
‫بالضمان‪ ،‬فإذا اجتمع مع غيره منهم شسساركه فسسي‬
‫الضمان‪.‬‬
‫ولو اجتمع الثلثة أو إثنان منهسسم وانفسسرد واحسسد‬
‫منهم بالتصرف اختص بالضمان‪.‬‬
‫وإبل وبغال وخيسسل مقطسسرة والتقطيسسر أن تشسسد‬
‫البل على نسق واحد خلسسف واحسسد لواحسسدة علسسى‬
‫قائدها الضمان لما جنت كل واحدة من القطسسار؛‬
‫لن الجميع إنما تسير بسسسير الول وتقسسف بسسوقفه‬
‫وتطأ بسسوطئه‪ ،‬وبسسذلك يمكنسسه حفسسظ الجميسسع عسسن‬
‫الجناية‪.‬‬
‫وإن كسسان مسسع القسسائد سسسائق شسسارك السسسائق‬
‫القائد في ضمان الخيسسر فقسسط إن كسسان السسسائق‬
‫‪-161-‬‬

‫في آخرها؛ لنهما اشتركا في التصرف الخير ول‬


‫يشارك السائق القائد فيما قبل الخير؛ لنه ليس‬
‫سائًقا له ول تابًعا لمسسا يسسسوقه فسسانفرد بسسه القسسائد‬
‫وإن انفسسرد راكسسب علسسى أول قطسسار ضسسمن جنايسسة‬
‫الجميع؛ لنه في حكم القسسائد لمسسا بعسسد المركسسوب‬
‫والكل يسير بسيره وتطأ بسسوطئه فسسأمكن حفظسسه‬
‫من الجناية‪.‬‬
‫وإن ركسسب أو سسساق غيسسر الول وانفسسرد ضسسمن‬
‫جناية ما ركبه أو ساقه وما بعده ل ما قبل السسذي‬
‫باشر سوقه فيختسسص بسسه القسسائد ول يشسسارك فيسسه‬
‫السائق؛ لنه ليس سائًقا ول تابًعا لما يسوقه‪.‬‬
‫وإن انفرد راكب بالقطار وكسسان الراكسسب علسسى‬
‫أوله ضسسمن الراكسسب جنايسسة الجميسسع؛ لن مسسا بعسسد‬
‫الراكسسب الول إنمسسا يسسسير بسسسيره ويطسسأ بسسوطئه‬
‫فسسأمكن حفظسسه عسسن الجنايسسة فضسسمن كسسالمقطور‬
‫على ما تحته‪.‬‬
‫ولو انفلتت دابة ممن هي بيده فأفسدت شيًئا‬
‫فل ضمان على أحد؛ لحسسديث‪» :‬العجمسساء جرحهسسا‬
‫جبار« فلو استقبلها إنسان فردهسسا فقيسساس قسسول‬
‫الصسسحاب‪ :‬الضسسمان‪ ،‬قسساله الحسسارثي‪ ،‬ثسسم قسسال‪:‬‬
‫ويحتمل عدم الضسسمان؛ لعمسسوم الخسسبر‪ ،‬ولن يسسده‬
‫ليسسست عليهسسا‪ ،‬قسسال‪ :‬والبهيمسسة‪ :‬النزفسسة السستي ل‬
‫تنضبط بكبح ول نحوه‪ ،‬ليس له ركوبها بالسواق‪،‬‬
‫‪-162-‬‬

‫فسسسإن ركسسسب ضسسسمن لتفريطسسسه‪ ،‬وكسسسذا الرمسسسوح‬


‫والعضوض‪ .‬اهس‪.‬‬
‫والكبح‪ :‬الجذب‪ ،‬وكبح الدابة‪ :‬جذب رأسسسها إليسسه‪،‬‬
‫وفسسي حسسديث الفاضسسة مسسن عرفسسات وهسسو يكبسسح‬
‫راحلته‪ ،‬هو من ذلك‪ ،‬قال في »الغاية وشرحها«‪:‬‬
‫ويتجه إن راد الدابة يضمن ما أتلفته إن ردها من‬
‫عند نفسه ل إن ردها بأمر ربها‪ ،‬فسسإن ردهسسا بسسأمر‬
‫ربهسسا ليمسسسكها فل ضسسمان عليسسه؛ لنسسه محسسسن‪،‬‬
‫ل ‪.‬‬ ‫سِبي ٍ‬
‫من َ‬ ‫ن ِ‬‫سِني َ‬
‫ح ِ‬ ‫عَلى ال ُ‬
‫م ْ‬ ‫انتهى‪َ  .‬‬
‫ما َ‬
‫ويضمن رب الدابسسة ومسسستعير ومسسؤجر ومسسودع‬
‫ومرتهن وأجيسسر لحفظهسسا وموصسسى لسسه بنفعهسسا مسسا‬
‫أفسدته من زرع وشجر وثوب خرقته أو أكلته أو‬
‫مضسسغته أو وطئت عليسسه ونحسسوه ومحسسل ذلسسك إذا‬
‫أفسدته ليل ً فقط؛ لحديث مالك عن الزهري عن‬
‫حزام بن سعد عن محيصة‪ :‬أن ناقة للبراء دخلت‬
‫حائط قوم‪ ،‬فأفسدت فيسسه‪ ،‬فقضسسى رسسسول اللسسه‬
‫‪» :‬أن على أهل الحسسوائط حفظهسسا النهسسار‪ ،‬وأن‬
‫ما أفسدت المواشي بالليل فهسسو مضسسمون علسسى‬
‫أهلها« قال ابسسن عبسسدالبر‪ :‬هسسذا وإن كسسان مرسسل ً‬
‫فهو مشهور‪ ،‬وحسسدث بسسه الئمسسة الثقسسات‪ ،‬وتلقسساه‬
‫فقهسساء الحجسساز بسسالقبول‪ ،‬ولن العسسادة مسسن أهسسل‬
‫المواشسسي إرسسسالها نهسساًرا للرعسسي وحفظهسسا ليل ً‬
‫وعادة أهل الحوائط حفظها نهاًرا‪ ،‬فسسإذا أفسسسدت‬
‫‪-163-‬‬

‫شيًئا ليل ً كان من ضمان من هي بيده‪.‬‬


‫وإن فرط في حفظها بأن لم يضسسمها بحيسسث ل‬
‫يمكنها الخروج‪ ،‬فإن ضمنها من هسسي بيسسد فسسأخرج‬
‫غيره إذنه أو فتح عليها بابها فأتلفت شسسيًئا فعليسسه‬
‫الضمان دون مالكها‪ ،‬ول ضمان علسسى مسسن كسسانت‬
‫بيده؛ لعسسدم تفريطسسه ولسسو كسسان مسسا أتلفتسسه الدابسسة‬
‫المعسسسارة ونحوهسسسا ليل ً لربهسسسا ضسسسمنه مسسسستعير‬
‫ومستأجر وإن لم يفرط ربهسسا ونحسسوه بسسأن ضسسمها‬
‫ليل ً بحيسسث ل يمكنهسسا الخسسروج فسسأتلفت شسسيًئا فل‬
‫ضمان؛ لعدم تفريطه‪.‬‬
‫ول يضمن ربها ومستعيرها ونحسسوه مسسا أفسسسدته‬
‫نهاًرا؛ للحديث السابق إذا لم يكسسن يسسد أحسسد عليهسسا‬
‫وسواء فرط بسأن أرسسلها بقسرب مسا تفسسده أو ل‬
‫لعمسسوم الحسسديث السسسابق إل غاصسسبها فيضسسمن مسسا‬
‫ضسسسسسا لتعسسسسسد بإمسسسسسساكها‬
‫أفسسسسسسدت نهسسسسساًرا أي ً‬
‫وإن كان على البهيمسسة يسسد كقسسائد ضسسمن صسساحب‬
‫اليد ما أفسدت‪.‬‬
‫ولو ادعسسى صسساحب زرع أن بهسسائم فلن رعسست‬
‫زرعه أو ادعى أنها أفسدت شجره ليل ً ووجد في‬
‫السسزرع أثسسر ولسسم يكسسن هنسساك بهسسائم لغيسسره قضسسي‬
‫بالضمان على صاحب البهسسائم السستي تفشسست فسسي‬
‫الزرع ليل ً عمل ً بالقرينة‪.‬‬
‫‪-164-‬‬

‫قال الشيخ تقي الدين‪ :‬هسسذا مسسن القيافسسة فسسي‬


‫المسسوال وجعسسل القيافسسة معتسسبرة فسسي المسسوال‬
‫كالقيافة في النسان ومن طرد دابة من مزرعسسة‬
‫له فدخلت مزرعة غيره فأفسدت لم يضسسمن مسسا‬
‫أفسدته من مزرعة غيسسره إل أن يسسدخلها مزرعسسة‬
‫غيره‪ ،‬فإن اتصلت المزارع لم يطردها؛ لن ذلسسك‬
‫تسليط على زرع غيره والذي تميسسل إليسسه نفسسسي‬
‫أن طردهسسا عسسن مزرعتسسه إذا لسسم يسسدخلها مزرعسسة‬
‫غيره وليس ذلك بتسليط‪ ،‬بل لسسدفع الضسسرر عسسن‬
‫ماله‪ ،‬والله سبحانه أعلم‪.‬‬
‫ولو قدر أن يخرجها مسسن زرعسسه ولسسه منصسسرف‬
‫يخرجها منه من محل غير المزارع فتركهسسا تأكسسل‬
‫مسسن زرعسسه ليرجسسع علسسى ربهسسا فمسسا أكلتسسه هسسدر ل‬
‫رجوع لربه به؛ لتقصيره بعدم صرفها‪.‬‬
‫والحطسسب علسسى الدابسسة إذا خسسرق ثسسوب آدمسسي‬
‫بصير عاقل يجد موضًعا يتحول إليه فالخرق هسسدر‬
‫ل يضسسمنه الحطسساب لتقصسسير رب الثسسوب بعسسدم‬
‫النحراف وقياسه لسسو جرحسسه ونحسسوه‪ ،‬وكسسالحطب‬
‫حديسسد ونحسسوه‪ ،‬وكسسذا لسسو كسسان صسساحب الثسسوب‬
‫مستدبًرا فصاح حامسسل الحطسسب منبهًسسا لسسه ووجسسد‬
‫منحرًفسسسا ولسسسم ينحسسسرف فخسسسرق ثسسسوبه فهسسسدر‬
‫وكالمستدبر العمسسى إذا صسساحب عليسسه منبهًسسا لسسه‬
‫بسسالنحراف لموضسسع يمكنسسه النحسسراف إليسسه ولسسم‬
‫‪-165-‬‬

‫يفعل وإن لم يجد منحرًفا وهو مسسستقبل لسه ولسسم‬


‫ينبهه وهسسو مسسستدبر ضسسمن مسسن مسسع الدابسسة أرش‬
‫خرق الثوب‪ ،‬وكذا لو جرحه ونحوه‪.‬‬
‫ومن صال عليه آدمي صغير أو كسسبير عاقسسل أو‬
‫مجنسسون أو غيسسره مسسن البهسسائم والطيسسور فقتلسسه‬
‫المصول عليه دفًعا عن نفسه لسسم يضسسمن إن لسسم‬
‫ينسسدفع إل بالقتسسل؛ لن قتلسسه لسسدفع شسسره فكسسأن‬
‫الصائل قتل نفسه ولو دفع إنسسسان الصسسائل عسسن‬
‫غيره غير ولد القاتل ونسائه كزوجته وأمه وأخته‬
‫وعمته وخالته فدفعه بالقتل ضمنه‪.‬‬

‫)‪ (14‬مسائل تتعلق في اصطدام السفن‬


‫وإتلف‬
‫آلت اللهو وقتل الصائل‬
‫والستعانة بالمخلوق والدعاء على الظالم‬
‫س ‪ :14‬إذا اصطدمت سفينتان فغرقتككا‪،‬‬
‫فما الحكم؟ ومككا الككذي يككترتب علككى ذلككك؟‬
‫وإذا خكككرق إنسكككان سكككفينة فغرقكككوا أو‬
‫أشرفت سفينته على الغرق أو ألقككى أحككد‬
‫الركاب متاعه ومتاع غيككره‪ ،‬أو قتككل صككائل ً‬
‫عليه أو قتككل خنزي كًرا أو أتلككف آلككة لهككو أو‬
‫صليب أو آلة تصككوير أو مزمككاًرا أو طنبككوًرا‬
‫‪-166-‬‬

‫فككا بصككنوج أو حلككق أو‬ ‫دا أو طبل ً أو د ً‬ ‫أو عو ً‬


‫جا أو تلفزيون ًكككا أو‬
‫دا أو شكككطرن ً‬ ‫أتلكككف نكككر ً‬
‫ما‬‫وا وهو المذياع أو أتلف بك ً‬ ‫سينما أو رادي ً‬
‫أو أتلف شيشة أو دخان ًككا أو إنككاء فيككه خمككر‬
‫مككا‬‫أو كسر آنية ذهب أو فضة أو حلًيككا محر ً‬
‫على ذكر أو نحو ذلك؟‬
‫ج‪ :‬إذا اصسسسسطدمت سسسسسفينتان واقفتسسسسان أو‬
‫مصعدتان أو منحدرتان فغرقتسسا ضسسمن كسسل واحسسد‬
‫من قّيمي السفينتين سفينة الخر ومسسا فيهسسا مسسن‬
‫نفس ومال إن فرطسسا فسسي ردهسسا أو تكميسسل آلتهسسا‬
‫من الرجال والحبال وإن كسسان مركب ًسسا فمسسا يحتسساج‬
‫مسسسن وقسسسود وغيسسسره وهسسسو قيسسسد فسسسي كسسسل مسسسن‬
‫المتعسساطفين لحصسسول التلسسف بسسسبب فعليهمسسا‪،‬‬
‫فسسوجب علسسى كسسل واحسسد منهمسسا ضسسمان مسسا تلسسف‬
‫بسسسبب فعلسسه كالفارسسسين إذا اصسسطدما وإن لسسم‬
‫يفرطسسسسا فل ضسسسسمان علسسسسى واحسسسسد منهمسسسسا؛‬
‫لعدم مباشسسرته التلسسف وتسسسببه فيسسه‪ ،‬فسسإن فسسرط‬
‫أحدهما دون الخر ضمن المفرط وحده مسسا تلسسف‬
‫بتفريطه لتسببه في إتلفه‪.‬‬
‫ومسسع تعمسسدهما التصسسادم فهمسسا شسسريكان فسسي‬
‫ضمان إتلف كسسل مسسن السسسفينتين‪ ،‬وفسسي ضسسمان‬
‫إتلف من فيهما من النفس والموال؛ لنه تلسسف‬
‫حصل بفعلهما فاشتركا في ضسسمانه أشسسبه مسسا لسسو‬
‫‪-167-‬‬

‫خرقاهما‪ ،‬فإن كسسان الصسسدم يقتسسل غالب ًسسا فعليهمسسا‬


‫القود بشرطه من المكافأة ونحوها؛ لنهما تعمدا‬
‫القتل بما يقتل غالًبا أشبه ما لو ألقيسساه فسسي لجسسة‬
‫البحسسر بحيسسث ل يمكنسسه التخلسسص فغسسرق وإن لسسم‬
‫يقتل غالًبا بأن فعل قريًبا من الساحل فهسسو شسسبه‬
‫عمد كما لو ألقسساه فسسي مسساء قليسسل فغسسرق بسسه ول‬
‫يسقط فعل صادم‪.‬‬
‫دا بسسأن كسسان‬‫ولو كان الصطدام مع غيسسره عم س ً‬
‫خطأ أو شبه عمسسد بسسأن مسسات أحسسد القيميسسن دون‬
‫الخر بسسسبب تصسسادم السسسفينتين لسسم يهسسدر فعسسل‬
‫الميت في حق نفسه بل يعتد به لمشاركة الخسسر‬
‫في قتل نفسه‪ ،‬فإن كسسان حسًرا فليسسس لسسورثته إل‬
‫دا فليس لسيده إل نصسسف‬ ‫نصف ديته وإن كان عب ً‬
‫قيمته؛ لنه شارك في قتسسل نفسسسه أشسسبه مسسا لسسو‬
‫تحامل هو وغيره على قتل نفسه بمحدد‪.‬‬
‫دا في اللجة فغرق‬ ‫ولو خرق السفينة قّيمها عم ً‬
‫من فيها بذلك أو خرقها شبه عمد بأن قلسسع اللسسوح‬
‫بل داع إلى قلعه قريب مسسن السسساحل ل يغسسرق بسسه‬
‫من فيها غالًبا فغرق عمل به أو خرقها خطسسأ بقلسسع‬
‫لسسوح يحتسساج إلسسى الصسسلح ليصسسلحه أو ليضسسع فسسي‬
‫مكانه في محل ل يغرق به من فيها غالًبسا فغرقسسوا‬
‫عمل بذلك فيقتص منه في صورة العمد بشسسرطه‬
‫والدية على عاقلته في شبه العمسسد والخطسسأ علسسى‬
‫‪-168-‬‬

‫ما يأتي في الجنايات والكفارة في ماله والسسسفينة‬


‫المشرفة على غرق يجب إلقسساء مسسا يظسسن بإلقسسائه‬
‫نجاة من الغسرق‪ ،‬فسإن تقاعسدوا أثمسوا ول ضسمان‪،‬‬
‫ولو ألقى متاعه ومتاع غيره فل ضمان علسسى أحسسد‬
‫ومن امتنع من إلقاء متاعه ألقي وضمنه ملق غيسسر‬
‫الدواب فل تلقى لحرمتها إل عند إلجسساء الضسسرورة‬
‫إلسسى إلقائهسسا فتلقسسى لنجسساة الدمسسي؛ لنهسسم آكسسد‬
‫حرمة‪ ،‬ومسسن قتسسل حيوان ًسسا صسسائل ً عليسسه ولسسو كسسان‬
‫الصائل آدمًيا صغيًرا أو كبيًرا عاقل ً أو مجنوًنا حًرا‬
‫دا دفًعا عن نفسه لم يضسسمنه إن لسسم ينسسدفع‬ ‫أو عب ً‬
‫إل بالقتل؛ لنه لدفع شره فكأنه قتل نفسه‪ ،‬فإن‬
‫كان قتله دفًعا عن غيره‪ ،‬فقيل‪ :‬يضمنه‪ ،‬وقيل‪ :‬ل‬
‫يضمنه‪ ،‬وهو الموافسسق لمسسا يسسأتي فسسي حسسد قطسساع‬
‫الطريق‪.‬‬
‫وإن قتل خنزيًرا لم يضسسمنه؛ لنسسه مبسساح القتسسل‬
‫أشسسبه الكلسسب العقسسور والخنزيسسر حيسسوان خسسبيث‪،‬‬
‫يقال‪ :‬أنه حرم علسسى لسسسان كسسل نسسبي‪ ،‬وكسسذا كسسل‬
‫حيوان أبيح قتله‪.‬‬
‫ومسسن أتلسسف مزمسساًرا بكسسسر أو نحسسوه أو أتلسسف‬
‫طنبسسوًرا لسسم يضسسمنه‪ ،‬والمزمسسار‪ :‬آلسسة يزمسسر فيهسسا‪،‬‬
‫والطنبور‪ :‬آلة طرب ذات عنسسق طويسسل لهسسا أوتسسار‬
‫دا أو طبل ً أو‬‫من نحسساس ج طنسسابير‪ ،‬أو أتلسسف عسسو ً‬
‫جا أو‬ ‫دًفا بصنوج أو حلق أو أتلف نسسرًدا أو شسسطرن ً‬
‫‪-169-‬‬

‫أتلف صليًبا لم يضمن؛ لنها محرمة‪.‬‬


‫والعود آلة من المعازف يضسسرب بهسسا ج عيسسدان‪،‬‬
‫وأعواد والطبل آلسسة معهسسودة ذات وجسسه أو وجهيسسن‬
‫ضا آلة طرب والصسنوج جمسع صسنجة مسن‬ ‫والدف أي ً‬
‫نحسساس أصسسفر مسسدورة تضسسرب علسسى أخسسرى مثلهسسا‬
‫ضا ما يجعسسل فسسي إطسسار السسدف‬
‫للطرب والصنوج أي ً‬
‫من الهنات المدورة‪ ،‬وكل هذه نسأل اللسسه العافيسسة‬
‫من المحرمات‪.‬‬
‫ومسسن أتلسسف أو كسسسر أو شسسق إنسساء فيهسسا خمسسر‬
‫مأمور بإراقتها‪ ،‬قدر على إراقتها بدون الكسسسر أو‬
‫ل لم يضمنه؛ لحديث ابن عمر قسسال‪» :‬أمرنسسي ‪‬‬
‫أن آتيه بمديسسة فسسأتيته‪ ،‬فأرسسسل بهسسا فسسأهرقت ثسسم‬
‫أعطانيها‪ ،‬ثم قال‪» :‬أعد علي بها« فخرج بأصحابه‬
‫إلى أسواق المدينة وفيها زقاق الخمر وقسسد جلبسست‬
‫من الشام فأخذ المدية منسسي فشسسق مسسا كسسان مسسن‬
‫ذلك الزقسساق بحضسسرته ثسسم أعطانيهسسا‪ ،‬وأمسسر السسذين‬
‫كسسانوا معسسه أن يمضسسوا معسسي ويعسساونوني أن آتسسي‬
‫السسسسسسسسسواق كلهسسسسسسسسا فل أجسسسسسسسسد فيهسسسسسسسسا‬
‫زق خمر إل شسسققته ففعلسست‪ ،‬فلسسم أتسسرك زقًسسا إل‬
‫شققته« رواه أحمد‪ ،‬والسسزق‪ :‬وعسساء الخمسسر‪ ،‬قسسال‬
‫أبو الطيب‪:‬‬
‫فما المجد إل السيف‬ ‫ول تحسبن المجد زًقا‬
‫والفتكة البكر‬ ‫وقينة‬
‫‪-170-‬‬

‫ولمره ‪ ‬بكسر دنها‪ ،‬رواه الترمذي‪ ،‬فلو لسسم‬


‫يجز إتلفهسسا لسسم يسسأمر ‪ ‬بكسسسر السسدنان ول شسسق‬
‫الزقاق‪ ،‬ول يضمن من أتلسسف تلفزيوًنسسا أو سسسينما‬
‫لمسسا فيهمسسا مسسن المفاسسسد العظيمسسة والشسسرور‬
‫وتحطيسسسسم العقسسسسائد والخلق ونشسسسسر الخلعسسسسة‬
‫والمجون‪ ،‬فسسإن هسساتين الصسسناعتين همسسا المنتهسسى‬
‫السسذي وصسسل إليسسه المصسسورون فسسي فسسن التصسسوير‬
‫المحرم‪ ،‬وفيهما مع فتنسسة التصسسوير فتنسسة تسسسجيل‬
‫أصحاب الصور وحركاتهم وهيئاتهم حسسال الرقسسص‬
‫والغنسساء والمعسسازف والختلط والتسسبرج والسسسفور‬
‫والتشبه بأعداء الله والسسسير فسسي ركسسابهم‪ ،‬وقسسال‬
‫الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز فسسي »الدلسسة‬
‫الكاشسسفة«‪ :‬وأمسسا التلفزيسسون فهسسو آلسسة خطيسسرة‬
‫وأضرارها عظيمة كالسسسينما أو أشسسد وقسسد علمنسسا‬
‫عنه من الرسائل المؤلفة فسسي شسسأنه‪ ،‬ومسسن كلم‬
‫العارفين به فسسي البلد العربيسسة وغيرهسسا مسسا يسسدل‬
‫على خطورته وكثرة أضسسراره بالعقيسسدة والخلق‬
‫وأحوال المجتمع‪ ،‬وما ذلك إل لما يبسسث فيسسه مسسن‬
‫تمثيل الخلق السافلة والمسسرائي الفاتنسسة والصسسور‬
‫الخليعسسسة وشسسسبه العاريسسسات والخطسسسب الهدامسسسة‬
‫والمقالت الكفرية والترغيب في مشسسابهة الكفسسار‬
‫في أخلقهم وأزيائهم وتعظيم كبرائهم وزعمسسائهم‪،‬‬
‫والزهد في أخلق المسسسلمين وأزيسسائهم والحتقسسار‬
‫‪-171-‬‬

‫لعلمسساء المسسسلمين وأبطسسال السسسلم وتمسسثيلهم‬


‫بالصسسسور المنفسسسرة منهسسسم المقتضسسسية لحتقسسسارهم‬
‫والعسسراض عسسن سسسيرتهم وبيسسان طسسرق المكسسر‬
‫والحتيسسال والسسسلب والنهسسب والسسسرقة وحياكسسة‬
‫المؤامرات والعدوان على الناس‪ ،‬ول شسسك أن مسسا‬
‫كسان بهسسذه المثابسسة وترتسسب عليسسه هسسذه المفاسسسد‬
‫يجب منعه‪ ،‬والحذر منه وسسسد البسسواب المفضسسية‬
‫إليه‪ ...‬إلخ كلمه )ص ‪،40‬سس ‪ (41‬انتهى‪ .‬وبالتسسالي‬
‫لو لم يكن فيهما إل الصور المحرمة لكسسان كافي ًسسا‬
‫للقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسول بحرمتهمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا‬
‫للحاديث السسواردة فسسي تحريسسم الصسسور كلهسسا عسسدا‬
‫الشسسجر ومسسا ل روح لسسه ولتحريسسم النظسسر إلسسى‬
‫الجنبيات‪ ،‬ولما يترتب على ذلك من نشسسوز أحسسد‬
‫الزوجين عن الخر‪.‬‬
‫ول يضمن من أتلف المذياع الراديو؛ لنسسه آلسسة‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫لهسسو محسسرم لسسدخوله فسسي قسسوله تعسسالى‪َ  :‬‬
‫و ِ‬
‫ث ‪ ‬اليسسة‪ ،‬وقسسد‬‫دي ِ‬‫ح ِ‬
‫و ال َ‬ ‫ري ل َ ْ‬
‫ه َ‬ ‫من ي َ ْ‬
‫شت َ ِ‬ ‫س َ‬
‫الّنا ِ‬
‫فسر لهو الحديث كثير من السلف مسسن الصسسحابة‬
‫والتسسابعين‪ :‬بالغنسساء والمزاميسسر‪ ،‬وفسسسره بعضسسهم‪:‬‬
‫بالساطير والقصسسص مسسن أخبسسار ملسسوك العسساجم‬
‫والروم‪ ،‬وبعضهم فسر لهو الحديث‪ :‬بكسسل باطسسل‬
‫يلهي ويشغل عن الخير‪ ،‬فإن فسسسرت هسسذه اليسسة‬
‫بالغناء والمزاميسسر فهسسو رأس الملهسسي كلهسسا وإن‬
‫‪-172-‬‬

‫فسسسسسرت بالسسسسساطير والقصسسسسص والضسسسساحيك‬


‫المهزولسسة فهسسي غايسسة أخبسساره‪ ،‬وإن فسسسرت بمسسا‬
‫يجمع ذلك من كل باطل يلهي ويشغل عن الخير‬
‫فهو الجامع لذلك وفوق ذلك الوصف‪.‬‬
‫ومسسن المعلسسوم لسسدى كسسل ذي عقسسل سسسليم أن‬
‫الراديسسو المقصسسود الصسسلي منسسه اللهسسو والغنسساء‬
‫والشتغال عن طاعة الله وفي المذياع يجمع بين‬
‫كلم اللسسه والغنسساء‪ ،‬وهسسذا مسسن أعظسسم التنقسسص‬
‫والمتهان له والستهزاء به والستخفاف به‪ ،‬وقد‬
‫ب‬
‫فككي الك ِت َككا ِ‬ ‫عل َي ْك ُك ْ‬
‫م ِ‬ ‫ل َ‬ ‫قال تعالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫قدْ ن َكّز َ‬
‫فر بها ويس كت َهزأ ُ‬ ‫َ‬
‫ْ َ‬ ‫ت الل ّ ِ‬
‫ه ي ُك ْ َ ُ ِ َ َ ُ ْ‬ ‫م آَيا ِ‬‫عت ُ ْ‬‫م ْ‬‫س ِ‬ ‫ذا َ‬ ‫ن إِ َ‬
‫أ ْ‬
‫م ‪‬اليسسة‪ ،‬وعسسدم تنزيسسه‬ ‫هك ْ‬‫ع ُ‬
‫م َ‬‫دوا َ‬‫عك ُ‬ ‫ق ُ‬‫فل َ ت َ ْ‬
‫هككا َ‬ ‫بِ َ‬
‫كلم الله عن مزامير الشيطان من أعظم الظلم‬
‫وأقبحه‪.‬‬
‫وقسسد اسسستدل العلمسساء بهسسذه اليسسة علسسى أن‬
‫الراضي بالمعصية كالفاعل لها فالسسستماع إليهسسم‬
‫والحالة هذه مشاركة لهم‪ ،‬وقد أجمع المسلمون‬
‫على تعظيم القرآن وتنزيهه‪.‬‬
‫وقال القاضي عياض رحمه اللسسه‪ :‬أعلسسم أن مسسن‬
‫اسسستخف بسسالقرآن أو بالمصسسحف أو بشسسيء منسسه أو‬
‫جحد حرًفا منه أو كذب بشيء مما هسسو مصسسرح بسسه‬
‫فيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه‬
‫من حكم أو خبر أو أثبت ما نفاه أو نفى ما أثبتسسه‬
‫‪-173-‬‬

‫وهو عالم بذلك أو شك في شيء من ذلسسك فهسسو‬


‫كافر بإجماع المسلمين‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫ومسسن المؤسسسف لسسدى كسسل ذي عقسسل سسسليم‬
‫صسساحب علسسم وديسسن محسسب لكلم اللسسه أن يسسسمع‬
‫الغنسساء يقسسف إثسسر كلم بسسديع السسسموات والرض‪،‬‬
‫مسسا فعلسسى المسسسلم أن يطهسسر سسسمعه عسسن‬ ‫وختا ً‬
‫استماعه‪ ،‬وكل الملهي والغسساني والنظسسر إليهسسا‪،‬‬
‫لعله أن يفوز باستماع أصوات الحسسور العيسسن فسسي‬
‫جنات النعيم‪ ،‬ويرحم الله ابن القيم حيث يقول‪:‬‬
‫في قلب عبد ليس‬ ‫حب الكتاب وحب‬
‫يجتمعان‬ ‫ألحان الغنا‬
‫ويقول الخر‪:‬‬
‫تقول نساء الحي تطمع أن‬
‫محاسن ليلى مت بداء‬ ‫ترى‬
‫ترى ليلى بعين ترى بها‬ ‫المطامع‬
‫وكيف‬
‫سواها وما طهرتا بالمدامع‬
‫وتطمع منها بالحديث وقد‬
‫حديث سواها في خروق‬ ‫جرى‬
‫مسسسا أو‬ ‫المسامع‬
‫ول يضسسسمن مسسسن أتلسسسف آلت اللهسسسو بك ً‬
‫إسسسطوانة أو نحوهمسسا لتحريمهمسسا لمسسا فيهسسا مسسن‬
‫المفاسد والشرور‪ ،‬ول يجوز بيعها أو شسسراؤها ول‬
‫إجارتها ول إعارتها‪ ،‬ول يضسسمن مسسن أتلسسف كسسورة؛‬
‫لنها من آلت اللهو‪ ،‬بل هي من أعظمها وقد عم‬
‫‪-174-‬‬

‫البلء بها في هذا الزمان وهي مما يصد عن ذكسسر‬


‫الله وعن الصلة‪ ،‬وكذا ل يضمن من أتلف الورق‬
‫التي يلعب بها والكيرم ونحو هذه الملهي‪.‬‬
‫ول يضسسمن متلسسف الشسسيش المعسسدة لشسسرب‬
‫السسسسسسسسسسسسسسسسسسدخان ول آلت شسسسسسسسسسسسسسسسسسسربه‬
‫ول آلة توليعه وتطفيته كمسسا أنسسه ل يضسسمن متلسسف‬
‫الدخان؛ لنه محرم شرًبا وبيًعا وشراًء‪.‬‬
‫ومن الدلة الدالة علسسى تحريسسم السسدخان قسسوله‬
‫ي‬ ‫سككو َ‬
‫ل الن ِّبكك ّ‬ ‫ن الّر ُ‬ ‫عككو َ‬
‫ن ي َت ّب ِ ُ‬
‫ذي َ‬‫تعسسالى‪ :‬اّلكك ِ‬
‫ُ‬
‫م‬ ‫ل لَ ُ‬
‫هكك ُ‬ ‫ي ‪ ‬إلسسسى قسسسوله تعسسسالى‪ :‬ي ُ ِ‬
‫حكك ّ‬ ‫مكك ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ث ‪ ‬ول يمتري‬ ‫خَبائ ِ َ‬
‫م ال َ‬
‫ه ُ‬ ‫م َ َ‬ ‫الطّي َّبا ِ‬
‫عل ي ْ ِ‬ ‫حّر ُ‬‫وي ُ َ‬
‫ت َ‬
‫عاقل في دخوله في قسسسم الخبسسائث‪ ،‬وورد عنسسه‬
‫‪ ‬أنه قال‪» :‬كسسل مسسسكر حسسرام«‪ ،‬وقسسال‪» :‬كسسل‬
‫مسسسكر خمسسر وكسسل خمسسر حسسرام«‪ ،‬وعسسن عائشسسة‬
‫عا‪» :‬كل مسكر حسسرام‪ ،‬ومسسا أسسسكر الفسسرق‬ ‫مرفو ً‬
‫منه فملؤ الكف منه حرام« فهذه الحاديث دالسسة‬
‫على تحريمه‪ ،‬فإنه خبيث مسكر تارة ومفتر تارة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫ومن الدلة على تحريمه أنه ثبت طبًيا أن التبغ‬
‫يحتسسوي علسسى كميسسة كسسبيرة مسسن مسسادة النيكسسوتين‬
‫السسسامة‪ ،‬وأن شسساربه يتعسسرض لمسسراض خطسسرة‬
‫كثيرة في بدنه أول ً ثم تظهر تسسدريجًيا فيضسسطرب‬
‫الغشسساء المخسساطي ويهيسسج ويسسسيل منسسه اللعسساب‬
‫‪-175-‬‬

‫بكثرة ويتغير ويتعسر عليه هضم الطعام‪.‬‬


‫ضسسا يحسسدث إلتهاب ًسسا فسسي الرئتيسسن ينشسسأ عنسسه‬
‫وأي ً‬
‫سسسعال‪ ،‬ويتسسسبب عسسن ذلسسك تعطيسسل الشسسرايين‬
‫الصسسدرية وعسسروض أمسسراض صسسدرية ربمسسا يتعسسذر‬
‫البرء منها وما يجتمع على باطن القصبة من آثار‬
‫التدخين يجتمع مثله علسسى القلسسب فيضسسغط علسسى‬
‫فتحاته فيحصل عسر في التنفس‪.‬‬
‫ويسسؤثر علسسى القلسسب بتشسسويش إنتظسسام دقسساته‬
‫وربمسسا أدى بشسسرابه إلسسى المسسوت فيكسسون شسساربه‬
‫عا‪،‬‬‫تسبب لقتل نفسه وقتسسل النفسسس محسسرم شسسر ً‬
‫م ‪ ،‬وقسسال ‪:‬‬ ‫س كك ُ ْ‬ ‫قت ُُلوا أ َن ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫ول َ ت َ ْ‬
‫قال الله‪َ  :‬‬
‫»من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يسسده يتوجسسأ‬
‫دا فيهسسا‬
‫دا مخلس ً‬
‫بها في بطنسسه فسسي نسسار جهنسسم خالس ً‬
‫دا«‪.‬‬‫أب ً‬
‫ومن الدلة الدالة علسسى تحريمسسه أنسسه إسسسراف‬
‫وليس فيه نفع مباح‪ ،‬بل هو محسسض ضسسرر بأخبسسار‬
‫عا‪،‬‬
‫أهل الخبرة‪ ،‬وقد حرم السراف والتبذير شسسر ً‬
‫ب‬‫حككك ّ‬‫ه ل َ يُ ِ‬ ‫ر ُ‬
‫فوا إ ِّنككك ُ‬ ‫ول َ ت ُ ْ‬
‫سككك ِ‬ ‫قسسسال اللسسسه‪َ  :‬‬
‫ن‬
‫ري َ‬‫مب َ كذّ ِ‬
‫ن ال ُ‬‫ن ‪ ،‬وقسسال تعسسالى‪ :‬إ ِ ّ‬ ‫في َ‬ ‫ر ِ‬‫س ِ‬
‫م ْ‬‫ال ُ‬
‫ن ‪ ‬وورد عنسسه ‪ ‬أنسسه‬ ‫طي ِ‬‫ش كَيا ِ‬ ‫ن ال ّ‬
‫وا َ‬‫خ َ‬ ‫َ‬
‫كاُنوا إ ِ ْ‬
‫قال‪» :‬إن الله حرم عليكم عقسسوق المهسسات ووأد‬
‫البنسسات‪ ،‬ومنعسسا وهسسات‪ ،‬وكسسره لكسسم قيسسل وقسسال‪،‬‬
‫وكثرة السؤال‪ ،‬وإضاعة المال«‪.‬‬
‫‪-176-‬‬

‫ومن الدلة الدالة علسسى تحريمسسه كسسون رائحتسسه‬


‫الكريهة تؤذي الناس الذين ل يستعملونه‪ ،‬وعلسسى‬
‫الخصوص في مجامع الصسسلة ونحوهسسا‪ ،‬فقسسد ورد‬
‫مسسا أو بص سل ً‬ ‫عن النبي ‪ ‬مرفو ً‬
‫عا‪» :‬مسسن أكسسل ثو ً‬
‫فليعتزلنا وليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته«‪.‬‬
‫ومن المعلسسوم أن رائحسسة السسدخان ل تقسسل عسسن‬
‫كراهة رائحسسة الثسسوم والبصسسل‪ ،‬وورد عنسسه ‪ ‬أنسسه‬
‫قال‪» :‬إن الملئكة تتأذى مما يتأذى منه الناس«‪،‬‬
‫ما فقسسد‬‫وفسسي الحسسديث الخسسر‪» :‬مسسن آذى مسسسل ً‬
‫آذاني‪ ،‬ومن آذاني فقد آذى اللسسه«‪ ،‬وفيمسسا ذكرنسسا‬
‫كفاية من الدلسسة الدالسسة علسسى تحريمسسه‪ ،‬فالعاقسسل‬
‫المتبصسسر ينظسسر ويتأمسسل ول يغسستر بسسأقوال أهسسل‬
‫الهواء‪.‬‬
‫ول يضمن متلف آلة التصسسوير ول متلسسف صسسور‬
‫ذوات الرواح مجسدة أو غيسسر مجسسسدة كسسبيرة أو‬
‫صغيرة؛ لنها محرمة‪ ،‬وقسسد تسسواترت الدلسسة علسسى‬
‫تحريم التصوير ومشروعية طمس الصسسور وفيهسسا‬
‫الوعيد الشديد للمصورين والخبار بسسأن الملئكسسة‬
‫ل تدخل بيًتا فيه صورة‪ ،‬وقد قص اللسسه علينسسا مسسا‬
‫صنعه موسى –عليه السلم‪ -‬بالعجل من إحراقسسه‬
‫ونسفه وإلقائه في البحر‪ ،‬وأخبر تعالى عن خليله‬
‫وَتككالل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫–عليسسه السسسلم‪ -‬أنسسه قسسال لقسسومه‪َ  :‬‬
‫َ‬
‫كم ‪ ‬اليسسسة‪ ،‬إلسسسى أن قسسسال‪:‬‬ ‫م ُ‬
‫صكككَنا َ‬
‫نأ ْ‬ ‫لَ ِ‬
‫كيكككدَ ّ‬
‫‪-177-‬‬

‫ذاًذا ‪ .‬وقد ذكرنا بعض الدلة في‬


‫ج َ‬
‫م ُ‬ ‫عل َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ج َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫ف َ‬
‫الجزء الول من »السئلة والجوبة الفقهية« في‬
‫)ص ‪ (97‬فسسي )س ج ‪ (184‬فنكتفسسي بسسذلك عسسن‬
‫الطالة‪.‬‬
‫ول يضمن من كسر إناء فضسسة أو ذهسسب‪ ،‬وأمسسا‬
‫إذا أتلفسسه؛ فسسإنه يضسسمن بسسوزنه فضسسة أو ذهب ًسسا بل‬
‫صناعة‪ ،‬والفرق بينه وبيسسن آلسسة اللهسسو أن السسذهب‬
‫والفضسسة ل يتبعسسان الصسسنعة‪ ،‬بسسل همسسا مقصسسودان‬
‫عمل ً أو كسًرا‪ ،‬والخشب والسسرق يصسسيران تسسابعين‬
‫للصنعة‪ ،‬فالصناعة فسسي السسذهب والفضسسة كالغنسساء‬
‫فسسي الدميسسة؛ لن الصسسناعة أقسسل مسسن الصسسل‪،‬‬
‫والخشب والرق ل يبقى مقصوًدا في نفسه‪ ،‬بسسسل‬
‫يتبع الصورة‪ ،‬ول يضمن مسسن أتلسسف آلسسة سسسحر أو‬
‫آلة تعزيم أو آلة تنجيم ول يضمن من أتلسسف وثًنسسا‬
‫وهسسو الصسسنم يعبسسده المشسسركون‪ ،‬ول يضسسمن مسسن‬
‫أتلف كتسسب مبتدعسسة مضسسلة أو كتسسب كفسسر وإلحسساد‪،‬‬
‫تنبيه‪ :‬وليحذر اللبيب من اقتنائها أو المطالعة فيها‪،‬‬
‫وإذا أشسسكل عليسسه معرفسسة كتسساب‪ ،‬هسسل مصسسنفه‬
‫مسسسسستقيم أم ل؟ فليسسسسسأل عنسسسسه أهسسسسل العلسسسسم‬
‫المسسستقيمين العسساملين بعلمهسسم الموثسسوق بسسدينهم‬
‫وأمسسسانتهم ممسسسن يعسسسرف المصسسسنفين الموثسسسوقين‬
‫السسسلفيين ويعسسرف المشسسهورين بالبسسدع والقلسسوب‬
‫المرضى بالشسسكوك والشسسبهات ليبعسسد عسسن كتبهسسم‬
‫‪-178-‬‬

‫ويحذر عنها‪.‬‬
‫ول يضمن من أتلسسف أو حسسرق مخسسزن خمسسر أو‬
‫كتًبا فيها أحاديث موضوعة؛ لنه يحرم بيعه‪ ،‬ولن‬
‫مخزن الخمر من أماكن المعاصي وإتلفها جسسائز؛‬
‫لنه ‪ ‬حرق مسجد الضرار‪ ،‬وأمسسر بهسسدمه‪ ،‬قسسال‬
‫ابن القيم في كتاب »الهدى«‪ :‬ول فرق بين كون‬
‫ما أو كافًرا كل ل يضسسمن شسسيًئا ممسسا‬
‫المتلف مسل ً‬
‫ذكر‪.‬‬
‫وفي »الفنون«‪ :‬يجوز إعسسدام اليسسة مسسن كتسسب‬
‫المبتدعة؛ لجل ما هي فيه وإهانة لما وضعت لسسه‬
‫ولو أمكن تمييزها‪.‬‬
‫ول يضمن من أتلسسف كتب ًسسا فهسسا سسسخائف لهسسل‬
‫الخلعة كالمجلت الخليعسسة والسسدواوين المحتويسسة‬
‫على الهجاء والغراء بالفجور والفسق واللحاد‪.‬‬
‫ن الله عليسسه بسسأن لسسم يكسسن‬
‫ما‪ :‬فعلى من م ّ‬
‫وختا ً‬
‫عنده شيء من المنكرات السستي تقسسدم ذكرهسسا أن‬
‫يذكر من حمد الله وشكره‪ ،‬ويسسسأل اللسسه الثبسسات‬
‫على ذلك حتى الممات‪ ،‬وعلسسى مسسن كسسانت عنسسده‬
‫للستعمال أو يتعاطى بيعها وشراءها أن يبادر إلى‬
‫الله بالتوبة النصوح وليبعدها عنسسه بإتلفهسسا أو نحسسو‬
‫ذلك‪ ،‬وإن كان عنسسده عوضسسها فليتصسسدق بسسه علسسى‬
‫الفقراء أو يدفعه للمام الهل كما مر وليحذر كسسل‬
‫‪-179-‬‬

‫الحذر أن يخلفها بعده نعوذ بالله من ذلك‪ ،‬ونسأل‬


‫الله الحي القيوم العلي العظيم القريسسب المجيسسب‬
‫أن يعصمنا وإخواننا المسلمين منهسسا ومسسن أمثالهسسا‬
‫وأن يوفق ولة المسلمين لزالتهسسا ومنعهسسا‪ ،‬اللهسسم‬
‫صل على محمد وآله وسلم‪.‬‬
‫مسسا علسسى ذكسسر لسسم يضسسعه‬
‫ومن كسر حلي ًسسا محر ً‬
‫مسسالكه يصسسلح للنسسساء كلجسسام وسسسرج ونحسسوه لسسم‬
‫يضمنه؛ لعدم إحترامه‪ ،‬وأما إذا أتلفه فقد تقسسدم‬
‫أن محسسرم الصسسناعة يضسسمن بمثلسسه وزًنسسا وتلغسسى‬
‫صناعته‪.‬‬
‫ول يجسسوز كسسسر حلسسي صسسلح للنسسساء كخسسواتم‬
‫ذهسسب‪ ،‬فسسإن كسسسرها؛ فسسإنه يضسسمن قيمتهسسا‪ ،‬وأن‬
‫اللبسسسس الصسسسالح للنسسسساء كالرديسسسة المنسسسسوجة‬
‫بسسالحرير والقصسسب يضسسمنها متلفهسسا بتشسسقيق أو‬
‫تخريق أو غيسسره‪ ،‬فأمسسا إتلف نحسسو عمامسسة حريسسر‬
‫مختصة بالرجال‪ ،‬فإنها ل يضسسمنها متلفهسسا لزالتسسه‬
‫منكًرا ويؤيد عدم ضمان ما ليس بصسسالح للنسسساء‬
‫نص المام أحمد في رواية المروذي على تخريق‬
‫الثياب السود لما فيه من التشبه بالكفار المنهي‬
‫عنه‪.‬‬
‫قال الشسسيخ تقسسي السسدين‪ :‬للمظلسسوم السسستعانة‬
‫بمخلوق في دفسسع الظلسسم عسسن نفسسسه فاسسستعانته‬
‫بخالقه أولى من اسسستعانته بمخلسسوق ولسسه السسدعاء‬
‫‪-180-‬‬

‫على ظالمه بقدر ما يوجبه ألم ظلمسسه‪ ،‬ول يجسسوز‬


‫له الدعاء على من شتمته أو أخسسذ مسساله بسسالكفر؛‬
‫لنه فوق ما يوجبه الظلم ولو كسسذب ظسسالم علسسى‬
‫إنسان لم يفتر عليه‪ ،‬بل يدعو الله فيمسسن يفسستري‬
‫عليه نظيره‪ ،‬وكذا إن أفغسد عليه دينه فل يفسد‬
‫عليه هو دينه‪ ،‬بل يسسدعو اللسسه عليسسه فيمسسن يفسسسد‬
‫عليه دينه‪.‬‬
‫هذا مقتضى التشبيه والتسسورع عنسسه أولسسى‪ ،‬قسسال‬
‫أحمد‪ :‬الدعاء قصاص‪ ،‬ومن دعا علسسى مسسن ظلمسسه‬
‫فما صبر يريد أنسسه انتصسسر لنفسسسه؛ لقسسوله –عليسسه‬
‫السلم‪» :-‬من دعا على من ظلمه فقسسد انتصسسر«‬
‫رواه الترمذي عن عائشة‪ ،‬ولمن صبر فلم ينتصر‬
‫وغفر‪ ،‬إن ذلك الصبر والتجاوز لمن عزم المور‪.‬‬
‫من النظم فيما يتعلق بجناية البهائم وما ل‬
‫يغرم وما يغرم‬
‫وما جنت العجماء نهاًرا‬
‫مع تفريط وفي يد‬‫فمهدر‬
‫سوى‬
‫دا بقرب‬ ‫مرشد‬
‫كإرسالها عم ً‬
‫جرتعاداتها ل‬ ‫الذي‬
‫بإفسادها‬
‫التبعد‬
‫وضمن بليل غير متقن‬
‫غلبت من غير حبس‬‫حفظها‬
‫وإن‬
‫نفرت خذ ما جنت‬ ‫وإنيد‬
‫فل‬
‫من منفر‬
‫‪-181-‬‬

‫وعنه بليل ضمنن ل تقيد‬


‫ومن راكب أو قائد أو‬
‫قا عدوان فيها‬ ‫مطل ً‬
‫مسوقها‬ ‫يزن‬
‫برجل رفس نح‬ ‫اليد‬
‫وطاء‬‫مع‬
‫حا هاجه كبح‬‫ويضمن نف ً‬ ‫بدائه‬
‫مقود ليضمن سائق فعل‬ ‫وعنه‬
‫رجلهاعن الرجل أعف‬ ‫وعنه‬
‫راع ومن‬‫معتد‬
‫غير مع‬ ‫عن‬
‫وإن تك‬
‫يستعيرها‬
‫ومستأمن ألزمه مأربها‬
‫وما غير أشجار وزرع‬ ‫يد‬
‫سوى مع مفسد‬ ‫الضمان‬ ‫بلزمليل ً‬
‫ولو‬
‫‪-182-‬‬

‫وقيمة عبد متلف وركابه‬


‫كذلك قدر الحر في‬
‫أعبد‬
‫إن كانا فماتا‬ ‫نفس‬
‫وعبدين‬
‫محل الغرم أهدره‬ ‫توى‬ ‫فما‬
‫لفوت‬
‫وسائرهم ضمنه متلف‬ ‫ترشد‬
‫قيل ل مع ضيق‬ ‫واقف‬
‫وقد‬
‫على المنصوص‬ ‫موقفه قد‬
‫وأهدر‬
‫سائر بل قيل مع‬
‫متلفقيل ل‬
‫وقد‬
‫موردالمركوب راكبه‬‫ضيقغلب‬‫وإن‬
‫ضمان لمال متلف في‬ ‫فل‬
‫مبعد يقل انبذ رحلك‬
‫ومن‬
‫وفي تضمينه‬‫أضمنه تبح‬
‫فالزم‬
‫قد وابتياع‬
‫قسطهبيع‬
‫ويكره‬
‫بموطن الظلم‬
‫‪-183-‬‬

‫كذا غصب لقصد التزهد‬


‫ول غرم في كسر‬
‫وعين أنا‬
‫قل ول آلة‬ ‫الصليب ول‬
‫لجين‬
‫وتمزيق كتب السحر أو‬ ‫الدد‬
‫لمنجم‬
‫وشبههما من كتب‬
‫محظور أعدد‬
‫ظروف الخمر يا‬ ‫وشق‬
‫قافي غيره في‬ ‫نفعت ً‬
‫صاح مطل‬
‫وإن‬
‫في الشفعة‬‫الموطد‬
‫)‪ (15‬باب‬
‫س ‪ :15‬مكككا هككي الشككفعة؟ ومكككا وجككه‬
‫مناسبتها للغصب؟ وبأي شككيء ثبتككت؟ ومككا‬
‫أركانها؟ وما شككروطها؟ ومككا الككذي ل تجككب‬
‫به؟ وهل تسقط بالتحيل؟ ومثككل لككه‪ ،‬وهككل‬
‫يقبل قككول مككن ادعككى مككا يسككقطها؟ ولي‬
‫شيء شرعت الشككفعة؟ ومككا الككذي تسككقط‬
‫به؟ واذكر المحترزات والتفاصككيل والمثلككة‬
‫والدلة والتعليل والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬الشسسفعة بإسسسكان الفسساء هسسي مشسستقة مسسن‬
‫الزيادة والتقوية؛ لن الشفيع يضمن المسسبيع إلسسى‬
‫دا وتسًرا فصسسار‬
‫ملكه فيشفعه به وكسسأنه كسسان واح س ً‬
‫جا شفًعا‪ ،‬وعين شافعة تنظر نظريسسن‪ ،‬وأنشسسد‬ ‫زو ً‬
‫ابن العرابي‪:‬‬
‫ما كان أبصرني بغرات الصبا‬
‫‪-184-‬‬

‫وأنشد ثعلب‪:‬‬
‫لنفسي حديث دون صحبي‬
‫وأصبحت‬
‫لعيني الشخوص‬ ‫تزيد‬
‫الشوافع‬
‫والشافع‪ :‬هسسو جاعسسل السسوتر شسسفًعا‪ ،‬والشسسفيع‪:‬‬
‫فعيسسل بمعنسسى فاعسسل‪ ،‬ووجسسه مناسسسبة الشسسفعة‬
‫للغصب تملك النسان مال غيره بل رضا في كل‬
‫منهما‪ ،‬و الحق تقسسديمها عليسسه؛ لكونهسسا مشسسروعة‬
‫دونه؛ لكسسن تسسوفر الحاجسة إلسسى معرفتسسه للحسستراز‬
‫عنسسه مسسع كسسثرة وقسسوعه مسسن السسستحقاق فسسي‬
‫البياعات والعقار والمنقول والشسسربة والجسسارات‬
‫والشركات والمزارعات أوجب تقديمه‪.‬‬
‫ومن محاسن الشسسفعة‪ :‬أن الجسسار ربمسسا يكسسون‬
‫في حاجة إلى هسسذه الحصسسة المبيعسسة كسسأن يكسسون‬
‫بيتسسسه ضسسسيًقا ويريسسسد إتسسسساعه أو تكسسسون الرض‬
‫المشسستركة بجسسوار مزارعسسه ويحتسساج إليهسسا‪ ،‬ومسسن‬
‫محاسن الشفعة‪ :‬التنبيه علسسى عظسسم حسسق الجسسار‬
‫والشريك حيسسث أن لسسه الحسسق فسسي التقسسدم علسسى‬
‫غيره في الشراء إل إذا أسقط حقه بامتناعه عن‬
‫الشراء‪ ،‬ومن محاسن الشفعة‪ :‬دفع ضرر الجوار‬
‫عك َ‬
‫ل‬ ‫ج َ‬ ‫وهو مادة المضار‪ ،‬قال الله تعسسالى‪َ  :‬‬
‫مككا َ‬
‫ج ‪ ،‬وقسسسال‬ ‫حكككَر ٍ‬
‫ن َ‬
‫مككك ْ‬
‫ن ِ‬
‫دي ِ‬
‫فكككي الككك ّ‬ ‫عل َي ْك ُككك ْ‬
‫م ِ‬ ‫َ‬
‫‪-185-‬‬

‫النبي ‪» :‬ل ضرر ول إضسسرار فسسي السسسلم« ول‬


‫شسسسسسسسسسسسسسسسسك عنسسسسسسسسسسسسسسسسد أحسسسسسسسسسسسسسسسسد‬
‫في حسسسن دفسسع ضسسرر التسسأذي بسسسبب المجسساورة‬
‫على الدوام من حيسسث إيقسساد النسسار وإعلء الجسسدار‬
‫وإثارة الغبار وسائر أنواع الضرر‪.‬‬
‫ومن الفوائد المترتبة على الشفعة‪ :‬أن يكسسون‬
‫أحد الشريكين راغب ًسسا فسسي بيسسع حصسسته مسسن دار أو‬
‫أرض أو دكان فيأتي المشتري وربمسسا كسسان عسسدًوا‬
‫للشريك الخر فيشسستري الحصسسة المبيعسسة فيسسؤذي‬
‫الشسسريك‪ ،‬فهسسذا الجسسوار بسسسبب البغسسض والحقسسد‬
‫والحسد في النفوس‪ ،‬وقد قال ‪» :‬ل تحاسسسدوا‬
‫ول تباغضوا« الحديث‪ ،‬وربما يكون المشتري من‬
‫ذوي الخلق الفاسدة والنفوس الشريرة فيصسسل‬
‫ل النسان مسسن ملكسسه‪،‬‬ ‫الضرر إلى جاره‪ ،‬وربما م ّ‬
‫وما أحسن ما قيل‪:‬‬
‫كم معشر سلموا لم يؤذه‬
‫دا لم يؤذه بشر‬ ‫سبعنرى أح ً‬
‫وما‬
‫وقال الخر‪:‬‬
‫إن السباع لتهدوا في‬
‫مرابضهاليس بهاد شرهم أب ً‬
‫دا‬ ‫والناس‬
‫سنة‪ ،‬فورد عسسن‬‫والشفعة قبل الجماع ثابتة بال ّ‬
‫جابر قال‪» :‬قضى رسول الله ‪ ‬بالشسسفعة فيمسسا‬
‫‪-186-‬‬

‫لم يقسم‪ ،‬فإذا وقعت الحسسدود وصسسرفت الطسسرق‬


‫فل شفعة« متفق عليسسه‪ ،‬ولمسسسلم قسسال‪» :‬قضسسى‬
‫رسول الله ‪ ‬بالشسسفعة فسسي كسسل مسسا لسم يقسسسم‬
‫ربعة أو حائط ل يحسسل لسسه أن يسسبيع حسستى يسسستأذن‬
‫شريكه؛ فإن شاء أخذ‪ ،‬وإن شاء تسسرك‪ ،‬فسسإن بسساع‬
‫ولم يستأذنه فهو أحق به«‪.‬‬
‫وأما الجماع‪ :‬فقسسال ابسسن المنسسذر‪ :‬أجمسسع أهسسل‬
‫العلسسم علسسى إثبسسات الشسسفعة للشسسريك السسذي لسسم‬
‫يقاسسسسم فيمسسسا بيسسسع مسسسن أرض أو دار أو حسسسائط‪،‬‬
‫والمعنى في ذلك أن أحد الشسسريكين إذا أراد بيسسع‬
‫نصيبه ويمكن مسسن بيعسسه لشسسريكه وتخليصسسه ممسسا‬
‫كسسان بصسسدده مسسن توقسسع الخلص والسسستخلص‪،‬‬
‫فالذي يقتضيه حسن العشسسرة أن يسسبيعه لشسسريكه‬
‫ليصسسل إلسسى غرضسسه مسسن بيسسع نصسسيبه وتخليسسص‬
‫لشريكه من الضرر‪ ،‬فسسإذا لسسم يفعسسل ذلسسك وبسساعه‬
‫لجنبي سلط الشرع الشريك علسسى صسسرف ذلسسك‬
‫إلى نفسه‪.‬‬
‫والشفعة في الشرع‪ :‬إسسستحقاق انسستزاع حصسسة‬
‫شسسريكه ممسسن انتقلسست إليسسه بعسسوض مسسالي بثمنسسه‬
‫الذي اسسستقر عليسسه العقسسد إن كسسان المتنقسسل إليسسه‬
‫مثل الشفيع في السلم والكفر أو دون الشريك‬
‫ما‪ ،‬والمنتقل إليه الشسسقص‬ ‫بأن كان الشريك مسل ً‬
‫كسسافًرا‪ ،‬ول شسسفعة فسسي المسسوروث والموصسسى بسسه‬
‫‪-187-‬‬

‫ضا‬‫والموهوب بل عوض ول المجعول مهًرا أو عو ً‬


‫حا عن دم عمسسد ونحسسوه ول‬ ‫في خلع ونحوه أو صل ً‬
‫تسقط الشفعة باحتيال على إسقاطها‪.‬‬
‫ويحرم الحتيسسال علسسى إسسسقاطها‪ ،‬قسسال المسسام‬
‫أحمد‪» :‬ول يجوز شيء مسسن الحيسسل فسسي إبطالهسسا‬
‫ول إبطال حسسق مسسسلم لسسه«‪ ،‬واسسستدل الصسسحاب‬
‫بحديث أبي هريرة‪» :‬ل ترتكبوا ما ارتكب اليهسسود‬
‫فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل«‪ ،‬وقال النبي‬
‫‪» :‬لعن الله اليهسسود إن اللسسه لمسسا حسسرم عليهسسم‬
‫شحومها‪ ،‬جملوه‪ ،‬ثم باعوه وأكلوا ثمنسسه« متفسسق‬
‫عليسسه‪ ،‬ولن اللسسه تعسسالى ذم المخسسادعين قسسوله‪:‬‬
‫ن‬
‫عو َ‬ ‫خككدَ ُ‬
‫ما ي َ ْ‬‫و َ‬
‫مُنوا َ‬‫نآ َ‬
‫ذي َ‬‫وال ّ ِ‬‫ه َ‬‫ن الل ّ َ‬‫عو َ‬ ‫خاِد ُ‬‫‪‬ي ُ َ‬
‫ن ‪ ،‬وقسسال عبسسدالله‬ ‫عُرو َ‬‫شك ُ‬ ‫مككا ي َ ْ‬
‫و َ‬‫م َ‬‫ه ْ‬‫س ُ‬
‫ف َ‬ ‫إ ِل ّ َأن ُ‬
‫بن عمر‪ :‬من يخدع الله يخدعه‪.‬‬
‫واتفق السلف على أن الحيل بدعسسة محدثسسة ل‬
‫يجوز تقليد مسسن يفسستي بهسسا‪ ،‬ويجسسب نقسسض حكمسسه‬
‫ومن احتال على تحليل ما حرم الله وإسقاط مسسا‬
‫فرض الله‪ ،‬وتعطيل ما شسسرعه اللسسه كسسان سسساعًيا‬
‫في دين الله بالفساد‪.‬‬
‫وقسسال الشسسيخ ‪ -‬رحمسسه اللسسه ‪ :-‬ومسسا وجسسد مسسن‬
‫التصرفات لجل الحتيال علسسى إسسسقاط الشسسفعة‬
‫فهو باطل؛ لن الشفعة شرعت لدفع الضرر فلو‬
‫شرع التحيل لبطالهسسا؛ لكسسان عسسوًدا علسسى إبطسسال‬
‫‪-188-‬‬

‫مقصود الشريعة‪.‬‬
‫وقال ابن القيم‪ :‬من له معرفة بالثار وأصسسول‬
‫الفقه ومسائله‪ ،‬ثسسم أنصسسف لسسم يشسسك أن تقريسسر‬
‫الجماع من الصحابة على تحريم الحيل وإبطالها‬
‫ومنافاتها للدين أقوى من تقريسسر إجمسساعهم علسسى‬
‫العمسسل بالقيسساس وغيسسر ذلسسك ممسسا يسسدعى فسسي‬
‫إجماعهم‪ ،‬بل أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم متفقسسة‬
‫على تحريمها‪ ،‬والمنع عنهسسا ومضسسى علسسى أثرهسسم‬
‫سنة‪ .‬اهس‪.‬‬
‫أئمة الحديث وال ّ‬
‫ومعنى الحيلة‪ :‬أن يظهسسروا فسسي السسبيع شسسيًئا ل‬
‫يؤخذ بالشفعة معه ويتواطئوا فسسي البسساطن علسسى‬
‫خلفسسه كإظهسسار هبسسة شسسقص مشسسفوع لمشسستر‬
‫وإظهار هبة ثمن من مشتر لبائع بعد أن تسسواطئوا‬
‫على ذلك‪ ،‬أو إظهار ثمن كثير وهو قليل مثسسل أن‬
‫شتري شيًئا يساوي عشرة دنانير بألف درهم ثسسم‬
‫يقتضيه عنها عشرة دنانير أو يشتريه بمائة دينسسار‬
‫ويقضيه عنها مسسائة درهسسم‪ ،‬أو يشسستري البسسائع مسسن‬
‫المشتري سيارة قيمتها مائة بألف في ذمتسسه ثسسم‬
‫صسسا بسسألف‬
‫يبيعه الشسسقص بسساللف‪ ،‬أو يشسستري شق ً‬
‫يدفع منها مسسائة ويسسبرئه البسسائع مسسن البسساقي وهسسي‬
‫تسعمائة‪ ،‬أو يشتري جزًءا من الشقص بمائة ثسسم‬
‫يهب له البائع باقيه‪ ،‬أو يعقد البيع بثمسسن مجهسسول‬
‫المقسسدار كسسأن يسسبيعه الشسسقص المشسسفوع بصسسبرة‬
‫‪-189-‬‬

‫يجهل قدرها‪ ،‬والصبرة مسسا جمسسع بل كيسسل ول وزن‬


‫ول عسسد‪ ،‬أو حفنسسة قراضسسة أو جسسوهرة معينسسة أو‬
‫سلعة معينة غير موصوفة‪ ،‬أو بمائة درهم ولولؤة‬
‫ونحو ذلك‪ ،‬فإن وقع ذلك في غير حيلسسة سسسقطت‬
‫الشفعة‪ ،‬وإن تحيل به على إسقاطها لم تسسسقط‪،‬‬
‫ويؤخذ الشقص فيما إذا ظهر التواهب بمثل ثمن‬
‫وهسسب للبسسائع إن كسسان مثلًيسسا أو قيمتسسه إن كسسان‬
‫ما‪.‬‬
‫متقو ً‬
‫وفي الصورة الثانية‪ :‬وهي ما إذا كان قيمسسة‬
‫الشسسقص عشسسرة دنسسانير وأظهسسر أن الثمسسن ألسسف‬
‫درهم يؤخذ شسسقص بمثسسل ثمسسن عقسسد باطن ًسسا وهسسو‬
‫عشرة دنانير‪,.‬‬
‫‪-190-‬‬

‫وفي الصورة الثالثككة‪ :‬وهسسي مسسا إذا اشسسترى‬


‫الشقص بمائة دينار وقضاه عنه مائة درهسسم دون‬
‫المائة دينار؛ لنها غير المقصودة‪.‬‬
‫وفككي الصككورة الرابعككة‪ :‬وهسسي إذا اشسسترى‬
‫سسسيارة قيمتهسسا مسسائة بسسألف فسسي ذمتسسه ثسسم بسساعه‬
‫الشسسقص المشسسفوع بسسألف يؤخسسذ مسسائة درهسسم أو‬
‫قيمتهسسا ذهًبسسا؛ لن المسسائة هسسي المقصسسودة دون‬
‫اللف‪.‬‬
‫وفي الصورة الخامسة‪ :‬وهي ما إذا اشسسترى‬
‫صا بألف ودفع منهسسا مسسائة وأبسسراه البسسائع مسسن‬
‫شق ً‬
‫تسع مائة يؤخذ منه مائة أو البسساقي بعسسد البسسراء؛‬
‫دا حقيقة‪.‬‬ ‫لن ما زاد عليه ليس مقصو ً‬
‫وفي الصورة السادسة‪ :‬وهي ما إذا اشترى‬
‫جزًءا من الشقص بمائة ثم وهب لسسه البسسائع بقيسسة‬
‫ضا مائة ل غيسسر؛ لنسسه إنمسسا وهبسسه‬
‫الشقص يؤخذ أي ً‬
‫ضا عن الثمن السسذي اشسسترى بسسه‬ ‫بقية الشقص عو ً‬
‫الجزء‪.‬‬
‫وفي الصككورة السككابعة‪ :‬وهسسي مسسا إذا بسساعه‬
‫الشقص بصبرة دراهم مشسساهدة مجهسسول قسسدرها‬
‫حيلة أو بحفنة قراضة أو جسسوهرة معينسسة ونحوهسسا‬
‫مجهولسسة القيمسسة حيلسسة ومسسع جهسسل ثمسسن شسسقص‬
‫فيؤخسسذ مثسسل الثمسسن المجهسسول أو مسسن السسدراهم‬
‫‪-191-‬‬

‫بقيمتسسه إذا كسسان جسسوهرة ونحوهسسا إن كسسان الثمسسن‬


‫باقًيا ولسسو تعسسذر معرفسسة الثمسسن مسسع الحيلسسة بتلسسف‬
‫المعقود عليه أو موت العبد ونحوه المجعول ثمًنا‬
‫دفسسع الشسسفيع إلسسى المشسستري قيمسسة الشسسقص‬
‫المشفوع؛ لن الصل في عقسسود المعاوضسسات أن‬
‫يكون العوض بقدر القيمة؛ لنها لسسو وقعسست بأقسسل‬
‫أو أكثر؛ لكانت محاباة والصل عدمها‪.‬‬
‫قال في »الفائق«‪ :‬ومن صور التحيل أن يقفه‬
‫المشسستري أو يهبسسه حيلسسة لسسسقاطها فل تسسسقط‬
‫بذلك عند الئمة الربعة ويغلسسط ومسسن يحكسسم بهسسا‬
‫ممن ينتحل مذهب أحمد‪ ،‬وللشسسفيع الخسسذ بسسدون‬
‫حكسسسم‪ ،‬انتهسسسى‪ .‬قسسسال فسسسي القاعسسسدة الرابعسسسة‬
‫والخمسين‪ :‬هذا الظهر‪.‬‬
‫وإن تعذر علم قدر الثمن مسسن غيسسر حيلسسة فسسي‬
‫ذلك على إسقاط الشفعة بأن قال المشسستري‪ :‬ل‬
‫أعلم قدر الثمن ول بينة به‪ ،‬فقوله مع يمينسسه أنسسه‬
‫ل يعلم قدر الثمن ويقبسسل قسسول مشسستر فسسي نفسسي‬
‫الحيل على إسقاط الحيلة؛ لن الصل عدم ذلسسك‬
‫فإن نكل قضي عليه بالنكول‪.‬‬
‫وتسسسقط الشسسفعة حيسسث جهسسل قسسدر الثمسسن بل‬
‫حيلة كما لو علم قدره عند الشراء ثم نسي؛ لن‬
‫الشفعة ل تستحق بغير البدل ول يمكن أن يسسدفع‬
‫إليه مال ً يدعيه ودعواه ل تمكن مع جهله‪.‬‬
‫‪-192-‬‬

‫وإن خالف أحد المتعاقدين ما تسسواطئا وأظهسسرا‬


‫خلفه كما لو تواطئا على أن الثمن عشرة دنانير‬
‫وأظهرا ألف درهم فطالب البسسائع المشسستري بمسسا‬
‫أظهسسراه وهسسو اللسسف فسسي المثسسال‪ ،‬فسسإنه يلسسزم‬
‫المشتري دفع ما أظهسسره المتبايعسسان وهسسو اللسسف‬
‫ما؛ لن الصل عدم التواطؤ‪.‬‬ ‫حك ً‬
‫قال في »شسسرح القنسساع«‪ :‬قلسست‪ :‬إن لسسم تقسسم‬
‫بينة بالتواطؤ ولسسه تحليسسف البسسائع أنسسه لسسم يتواطسسأ‬
‫معه على ذلك‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫ول يحل فسسي البسساطن لمسسن غسسر صسساحبه الخسسذ‬
‫بخلف ما تواطآ عليه بأن يأخسسذ منسسه زيسسادة؛ لنسسه‬
‫ظلم‪.‬‬
‫تتمة في التحذير من الحيسسل‪ :‬قسسد مسسسخ اللسسه‬
‫تعالى أهل القرية التي عصت أمر الله وخسسالفوا‬
‫عهسسده وميثسساقه فيمسسا أخسسذه عليهسسم مسسن تعظيسسم‬
‫عا لهسسم‬‫السسسبت والقيسسام بسسأمره إذ كسسان مشسسرو ً‬
‫فتحيلوا على اصطياد الحيتان فسسي يسسوم السسسبت‬
‫بما وضعوا لها من الشصوص والحبسسائل والسسبرك‬
‫قبسسل يسسوم السسسبت‪ ،‬فلمسسا جسساءت السسسبت علسسى‬
‫عادتها في الكثرة نشبت بتلسسك الحبسسائل والحيسسل‬
‫فلم تخلص منها يومهسسا كسسان الليسسل أخسسذوها بعسسد‬
‫انقضسسسسسسسسسسسسساء السسسسسسسسسسسسسسبت‪ ،‬فلمسسسسسسسسسسسسسا‬
‫فعلوا ذلك مسخهم الله إلى صورة القردة‪ ،‬وهي‬
‫‪-193-‬‬

‫أشسسبه شسسيء بالناسسسي فسسي الشسسكل الظسساهر‪،‬‬


‫وليسسست بإنسسسان حقيقسسة فكسسذلك أعمسسال هسسؤلء‬
‫وحيلتهم لمسسا كسسانت مشسسابهة للحسسق فسسي الظسساهر‬
‫ومخالفة له في الباطن كان جزاؤهم مسسن جنسسس‬
‫عملهم‪.‬‬
‫ن‬ ‫هككا ن َك َككال ً ل ّ َ‬
‫مككا ب َي ْك َ‬ ‫عل َْنا َ‬‫ج َ‬‫ف َ‬‫وقسسال تعسسالى‪َ  :‬‬
‫ن ‪‬قيسسل‬ ‫قيكك َ‬ ‫مت ّ ِ‬‫ة ل ّل ْ ُ‬‫عظ َ ً‬ ‫و ِ‬‫م ْ‬‫و َ‬‫ها َ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ف َ‬ ‫ما َ‬
‫و َ‬
‫ها َ‬
‫ي َدَي ْ َ‬
‫به أمسسة محمسسد ‪ ‬ليتعظسسوا بسسذلك فيجتنبسسوا فعسسل‬
‫المعتدين‪ ،‬ولن الحيلة خديعة‪ ،‬وقسسد قسسال ‪» :‬ل‬
‫تحسسل الخديعسسة لمسسسلم« ولن الشسسفعة وضسسعت‬
‫لدفع الضرر فلو سسسقطت التحيسسل للحسسق الضسسرر‬
‫فلسسم تسسسقط كمسسا لسسو أسسسقطها المشسستري عنسسه‬
‫بالوقف والبيع وفارق مسسا لسسم يقصسسد بسسه التحيسسل؛‬
‫لنسسه ل خسسداع فيسسه ول قصسسد بسسه إبطسسال حسسق‬
‫والعمال بالنيات‪.‬‬
‫وشروط الشفعة خمسة‪ :‬أحدها‪ :‬كون شقص‬
‫حا عسسن إقسسرار‬‫منتقل عسسن الشسسريك مبيعًسسا أو صسسل ً‬
‫بمال‪ ،‬وهو أن يقر له بدين أو عين فيصالحه عسسن‬
‫ذلك بالشقص؛ لنه بمعنى البيع أو يكون الشقص‬
‫حا به عن جناية موجبة للمسسال كقتسسل وشسسبه‬ ‫مصال ً‬
‫العمسسسد وأرش الجائفسسسة ونحوهسسسا أو كسسسونه هبسسسة‬
‫مشسسرو ً‬
‫طا فيهسسا الثسسواب فإنهسسا بمعنسسى السسبيع؛ لن‬
‫الشفيع يأخسسذ بمثسسل الثمسسن السسذي انتقسسل بسسه إلسسى‬
‫‪-194-‬‬

‫المشتري ول يمكسسن هسسذا فسسي غيسسر السسبيع وألحسسق‬


‫بالبيع المذكورات بعده؛ لنهسسا بيسسع فسسي الحقيقسسة‪،‬‬
‫لكن بألفاظ أخر‪.‬‬
‫ول شفعة فيما انتقل عن ملسسك الشسسريك بغيسسر‬
‫عوض كقسمة؛ لنها إفراز وتراض؛ لنها لو ثبتسست‬
‫أحدهما علسسى الخسسر لثبسست مسساله عليسسه فل فسسائدة‬
‫وهبسسة بغيسسر عسسوض وموصسسى بسسه ومسسورث ونحسسوه‬
‫كسسدخوله فسسي ملكسسه بطلق قبسسل السسدخول بسسأن‬
‫ضسسا وبسساعت نصسسفها ثسسم طلقهسسا‬
‫أصدقت امسسرأة أر ً‬
‫الزوج قبل الدخول فإنه يرجع إليه النصف الباقي‬
‫في ملكها ول شفعة للمشتري من المسسرأة عليسسه‬
‫ضا فيمسسا عوضسسه غيسسر مسسال كصسسداق‬‫ول شفعة أي ً‬
‫وعوض خلع أو طلق أو عتق كقوله‪ :‬اعتق عبدك‬
‫عني وخذ هذا الشقص وعسسوض خلسسع وصسسلح عسسن‬
‫قود؛ لن ذلسسك ليسسس لسسه عسسوض يمكسسن الخسسذ بسسه‬
‫فأشبه الموهسسوب والمسسوروث وفسسارق السسبيع؛ لنسسه‬
‫يؤخذ بعوضه‪.‬‬
‫دا وخطأ فصسسالحه منهمسسا‬ ‫فلو جنى جنايتين عم ً‬
‫على شقص أخذ بها فسسي نصسسف الشسسقص أي مسسا‬
‫يقابل الخطأ بدون باقية؛ لن الصفقة جمعت مسسا‬
‫فيه شفعة ومسسا ل شسسفعة فيسسه فسسوجبت بهسسا فيمسسا‬
‫صا وسيًفا‪.‬‬‫تجب فيه دون الخر كما لو باع شق ً‬
‫‪-195-‬‬

‫وقيسسل‪ :‬تجسسب‪ ،‬اختسساره ابسسن حامسسد‪ ،‬وقسسال ابسسن‬


‫شسسبرمة وابسسن أبسسي ليلسسى‪ :‬لنسسه مملسسوك بعقسسد‬
‫معاوضة أشبه البيع‪ ،‬وبه قسسال مالسسك والشسسافعي‪،‬‬
‫وهذا القول هو السسذي تميسسل إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه‬
‫سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ومسسن قسسال لم ولسسده‪ :‬إن خسسدمت ولسسدي حسستى‬
‫يستغنى فلك هذا الشقص‪ ،‬فخدمته إلى الفطسسام‬
‫استحقته‪ ،‬ول شفعة فيه؛ لنه موصى به شرط‪.‬‬
‫ضسسا فسسي شسسقص أخسسذ مسسن شسسريك‬ ‫ول شفعة أي ً‬
‫أجرة أو جعالة أو ثمن سلم إن صح جعل العقسسار‬
‫رأس مسسال سسسلم أو عسسوض كتابسسة؛ لنسسه ل يمكسسن‬
‫الخذ بقيمة الشسسقص؛ لنهسسا ليسسست بعوضسسه فسسي‬
‫المسسسائل الربعسسة ول بقيمسسة مقسسابله مسسن النفسسع‬
‫ضا الخبر وارد في البيع‪ ،‬وليست هسسذه‬ ‫والعين وأي ً‬
‫واردة في معناه‪.‬‬
‫ومثل ما عوضه غير مال شقص اشتراه بنحسسو‬
‫خمر كجلود ميتة وسرجين نجسسس أو خنزيسسر؛ لن‬
‫ذلك ليس بمال‪.‬‬
‫ول شفعة فيما يرجسسع إلسسى البسسائع كسسرد شسسقص‬
‫مشفوع بعد الشراء على بائعه بفسخ أو عيب أو‬
‫مقايلة أو لغبن فاحش أو لختلف متبسسايعين فسسي‬
‫‪-196-‬‬

‫الثمن أو خيار مجلسسس أو شسسرط أو تسسدليس؛ لن‬


‫الفسسسسسسسسسسخ رفسسسسسسسسسع العقسسسسسسسسسد وليسسسسسسسسسس‬
‫بيًعا ول في معناه‪.‬‬
‫ول شسسفعة فيمسسا ل يصسسح بيعسسه كأراضسسي مصسسر‬
‫والشام والعراق وجميع ما وقفه عمسسر ‪ ‬سسسوى‬
‫المساكن منهسسا‪ ،‬وتقسسدم الكلم عليهسسا فسسي الجسسزء‬
‫الرابع )ص ‪.(26 ،25‬‬
‫عا مسسع‬‫الشرط الثككاني‪ :‬كسسون الشسسقص مشسسا ً‬
‫الشريك مسسن عقسسار تجسسب قسسسمته بطلسسب بعسسض‬
‫الشسسركاء إجبسساًرا؛ لقسسوله ‪» :‬الشسسفعة فيمسسا لسسم‬
‫يقسم‪ ،‬فأما إذا وقعسست الحسسدود فل شسسفعة« روى‬
‫الشافعي‪.‬‬
‫ولقوله ‪» :‬الشفعة في كسسل مسسا لسسم يقسسسم‪،‬‬
‫فإذا وقعت الحدود وصرفت الطسسرق فل شسسفعة«‬
‫رواه أبو داود‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬إنما نفى الشفعة بصرف الطرقسسات‬
‫وهي للجار غير مصروفة أجيب بأن الطرق السستي‬
‫لم تنصرف بالقسسسمة باسسستطراق المشسساع السسذي‬
‫يسسستطرق بسسه الشسسريك ليصسسل إلسسى ملكسسه‪ ،‬فسسإذا‬
‫وقعسست القسسسمة انصسسرف اسسستطرافه فسسي ملسسك‬
‫شريكه‪ ،‬وأما غيره من الطرقسسات المسسستحقة فل‬
‫دا فل شفعة لجار في مقسوم محسسدود‬ ‫تنصرف أب ً‬
‫‪-197-‬‬

‫عا‪» :‬الجسسار‬
‫لما تقدم‪ ،‬وأما حديث أبي رافع مرفو ً‬
‫أحق بصقبه« رواه البخاري‪ ،‬فليسسس بصسسريح فسسي‬
‫الشفعة‪ ،‬فإن الصقب القرب‪.‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫ل أمم دارها ول صقب‬ ‫كوفية نازخ محلتها‬
‫فيحتمسسسل أنسسسه أراد بإحسسسسان جسسساره وصسسسلته‬
‫وعيادته‪ ،‬وحديث‪» :‬جار الدار أحسسق بالسسدار« رواه‬
‫الترمسسذي‪ ،‬وحسسديث‪» :‬الجسسار أحسسق بشسسفعة جسساره‬
‫دا«‬
‫ينتظر بها إذا كان غائًبا إذا كسسان طريقهسسا واح س ً‬
‫رواه الترمذي‪.‬‬
‫فقد أجيب عسسن الول بسسوجهين‪ ،‬أحككدهما‪ :‬أنسسه‬
‫أبهم الحق ولم يصرح به فلم يجز أن يحمل على‬
‫العموم‪ ،‬والثاني‪ :‬محمول على أنه أحسسق بالفنسساء‬
‫الذي بينه وبين الجار ممسسن ليسسس بجسسار أو يكسسون‬
‫مرتفًقا بسسه‪ ،‬وعسسن الثسساني بسسأن الحسسسن رواه عسسن‬
‫سمرة‪ ،‬وأهل الحديث اختلفوا فسسي لقسساء الحسسسن‬
‫له‪ ،‬ومن أثبت لقاءه إياه‪ ،‬قال‪ :‬أنه لسسم يسسرو عنسسه‬
‫إل حديث العقبة ولسسو سسسلم لكسسان عنسسه الجوابسسان‬
‫المذكوران‪ ،‬وعن الثالث‪ :‬بسسأن شسسعبة قسسال‪ :‬سسسها‬
‫فيه عبسسدالملك بسسن سسسليمان السسذي الحسسديث مسسن‬
‫روايته‪.‬‬
‫وقال المام أحمد‪ :‬هذا الحسسديث منكسسر‪ ،‬وقسسال‬
‫‪-198-‬‬

‫ابن معين‪ :‬لم يرو غير عبدالملك‪ ،‬وقد أنكر عليسسه‬


‫ثسسم يحتمسسل أن المسسراد بالجسسار فسسي الحسساديث‬
‫ضا؛ لن اسم الجسسوار يختسسص‬ ‫الشريك فإنه جار أي ً‬
‫بسسالقريب والشسسريك أقسسرب مسسن اللصسسيق‪ ،‬فكسسان‬
‫أحسسق باسسسم الجسسوار‪ ،‬وقسسد أطلقسست العسسرب علسسى‬
‫الزوجة جارة لقربها‪ ،‬قال العشى‪ :‬أجارتنسسا بينسسي‬
‫فإنك طسسالق‪ ،‬وقسسال حمسسل بسسن مالسسك‪ :‬كنسست بيسسن‬
‫جسسسارتين فضسسسربت إحسسسداهما الخسسسرى بمسسسسطح‬
‫فقتلتهسسا وجنينهسسا‪ ،‬فسسأطلق الجسسارتين وأراد بهمسسا‬
‫الضرتين‪ ،‬وهذا ممكن في تأويل الحديث ‪-‬حسسديث‬
‫أبي رافع‪ ،-‬والله سبحانه أعلم‪ .‬قال العمريطي‪:‬‬
‫إن يشترك شخصان في عقار‬
‫كالرض والشجار والعقار‬
‫فاجعل لكل بيع تلك الحصة‬
‫وللشفيع أخذها بالشفعة‬
‫إن صح قسم ذلك العقار‬
‫ول تجوز شفعة للجار‬
‫وعند أبي حنيفة والثوري وابن أبي ليلى وابسسن‬
‫سيرين‪ :‬تثبت الشفعة بالجوار‪.‬‬
‫وتوسط بعض العلماء‪ ،‬فقال‪ :‬بثبسسوت الشسسفعة‬
‫للجسسار بشسسرط أن يكسسون بينهمسسا طريسسق أو بئر أو‬
‫جدار أو مسيل ماء ونحو ذلسسك‪ ،‬وهسسذا القسسول هسسو‬
‫‪-199-‬‬

‫اختاره شيخ السلم وتلميسسذه ابسسن القيسسم‪ ،‬وبهسسذا‬


‫القول يحصل الجمع بيسسن الحسساديث السسواردة فسسي‬
‫بسساب الشسسفعة‪ ،‬وهسسذا القسسول السسذي تطمئن إليسسه‬
‫النفس والله سبحانه أعلم‪.‬‬
‫وقال فسسي »الشسسرح«‪ :‬ول شسسفعة فسسي طريسسق‬
‫نافذ؛ لقوله ‪» :‬ول شفعة فسسي فنسساء ول طريسسق‬
‫مثقبة« رواه أبو عبيد في »الغريسسب«‪ ،‬والمثقبسسة‪:‬‬
‫الطريق الضسسيق بيسسن داريسسن ل يمكسسن أن يسسسلكه‬
‫أحد ول شفعة في طريسسق مشسسترك ل ينفسسذ بسسبيع‬
‫دار فيه بأن كان غير نافسسذ لكسسل واحسسد مسسن أهلسسه‬
‫فيه باب فباع أحدهم داره السستي فيسسه بطريقهسسا أو‬
‫بسساع الطريسسق وحسسده‪ ،‬وكسسان الطريسسق ل يقبسسل‬
‫القسمة فل شفعة‪ ،‬ولو كان نصيب مشسستر للسسدار‬
‫بطريقها أو لطريقها من الطريق أكثر من حاجته‬
‫في الستطراق إذ فسسي وجوبهسسا تبعيسسض للصسسفقة‬
‫على المشتري وهسسو ضسسرر ومحسسل ذلسسك حيسسث ل‬
‫بسساب آخسسر للسسدار المشسستراة إل ذلسسك البسساب ولسسم‬
‫يمكسسن فتسسح بسساب لهسسا لشسسارع نافسسذ فل شسسفعة‬
‫للحسسسديث السسسسابق؛ ولحصسسسول الضسسسرر علسسسى‬
‫المشتري بوجوبها؛ لن الدار تبقى ل طريق لها‪.‬‬
‫وإن كان الطريق يقبل القسمة لسسسعته ولسسدار‬
‫المشتري طريق آخر إلى شسسارع أو غيسسره أو لسسم‬
‫يكن لهسسا طريسسق لكسسن يمكسسن فتسسح بسساب لهسسا إلسسى‬
‫‪-200-‬‬

‫شارع وجبسست الشسسفعة فسسي الطريسسق المشسسترك؛‬


‫لنه أرض مشتركة يحتمل القسسسمة فسسوجبت فيسسه‬
‫الشفعة كغيره من الرض وكسسالطريق المشسسترك‬
‫الذي ل ينفذ دهليسسز وصسسحن دار مشسستركان‪ ،‬فسسإذا‬
‫بيعسست دار لهسسا دهليسسز مشسسترك أو بيسست بسسابه فسسي‬
‫صسسحن دار مشسسترك ول يمكسسن السسستطراق إلسسى‬
‫المبيع إل من ذلك الدهليز أو الصسسحن فل شسسفعة‬
‫فيهما للضرر‪.‬‬
‫وإن كان له باب آخر أو أمكن فتح باب له إلسسى‬
‫شارع وجبت لوجوب المقتضي وعدم المانع‪.‬‬
‫والذي تميسسل إليسسه النفسسس‪ :‬أن الشسسفعة تثبسست‬
‫بالشركة في البئر‪ ،‬والطريسسق‪ ،‬ومسسسيل المسساء‪ ،‬و‬
‫الله سبحانه أعلم‪.‬‬
‫ول شفعة بالشرب وهو النهر أو البئر أو العين‬
‫يسقي أرض هسسذا وأرض هسسذا‪ ،‬فسسإذا بسساع أحسسدهما‬
‫أرضسسه المفسسردة فليسسس للخسسر الخسسذ بالشسسفعة‬
‫بسبب حقه في الشرب‪ ،‬قال أحمد في روية ابن‬
‫القاسم فسسي رجسسل لسسه أرش تشسسرب هسسي وأرض‬
‫غيره من نهسسر‪ :‬فل شسسفعة مسسن أجسسل الشسسرب إذا‬
‫وقعت الحدود فل شفعة‪.‬‬
‫ول شسسفعة فيمسسا لسسم يقسسسم بسسالطلب كحمسسام‬
‫صغير وبئر وطرق ضيقة وعسسراص ضسسيقة ورحسسى‬
‫‪-201-‬‬

‫صسسغيرة وعضسسادة؛ لحسسديث أبسسي عبيسسدة السسسابق؛‬


‫ولقول عثمان‪ :‬ل شسسفعة فسسي بئر ول نخسسل‪ ،‬ولن‬
‫إثبات الشفعة بهذا يضر البائع؛ لنسسه ل يمكنسسه أن‬
‫يتخلسسص مسسن إثبسسات الشسسفعة فسسي نصسسيبه فسسي‬
‫القسمة‪.‬‬
‫وقد يمتنسسع المشسستري لجسسل الشسسفيع فيتضسسرر‬
‫البائع‪.‬‬
‫وقد يمتنع البيع فتسقط الشفعة فيؤدي إثباتها‬
‫إلى نفيها‪ ،‬فأما إذا أمكن قسمة ما ذكر كالحمسسام‬
‫الكبير الواسع الذي تمكن قسمته حمامين بحيث‬
‫إذا قسم ل يتضرر بالقسسسمة وأمكسسن النتفسساع بسسه‬
‫مسسا‪ ،‬فسسإن الشسسفعة تجسسب فيسسه‪ ،‬وكسسذا السسبئر‬
‫حما ً‬
‫والعضائد متى أمكن أن يحصل من ذلسسك شسسيًئان‬
‫كالبئر يقسم بئرين يرتقى الماء منهما أو كان مع‬
‫السسبئر بيسساض أرض بحيسسث يحصسسل السسبئر فسسي أحسسد‬
‫النصيبين وجبت الشفعة ل مكان القسمة‪ ،‬وهكذا‬
‫كل ما أمكن قسمته‪.‬‬
‫وقيسسل‪ :‬تجسسب الشسسفعة فيمسسا ل تجسسب قسسسمته‬
‫إختاره ابن عقيسسل وأبسسو محمسسد الجسسوزي والشسسيخ‬
‫تقي الدين‪ ،‬قال الحارثي‪ :‬وهسسو الحسسق؛ لمسسا روى‬
‫ابسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن عبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساس‬
‫عا‪» :‬الشسسريك شسسفيع‪ ،‬و‬ ‫‪-‬رضي الله عنهما‪ -‬مرفو ً‬
‫الشفعة في كل شيء« رواه الترمذي والنسسسائي‬
‫‪-202-‬‬

‫ل‪ ،‬وهسسو أصسسح قسساله السسدارقطني‪،‬‬ ‫متصسسل ً ومرسسس ً‬


‫والذي أصله أبو حمزة السكري‪ ،‬وهو مخرج عنسسه‬
‫في »الصحيحين«‪ ،‬ولنهسسا وضسسعت لزالسسة الضسسرر‬
‫ووجود الضرر فيما لم يقسسسم أبلسسغ‪ ،‬وهسسذا القسسول‬
‫هسسو السسذي تطمئن إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه سسسبحانه‬
‫أعلم‪.‬‬
‫ول شفعة فيما ليس بعقار كشجر وبناء مفسسرد‬
‫عن أرض ول تجب الشسسفعة فسسي حيسسوان وجسسوهر‬
‫وسفينة‪ ،‬قلت‪ :‬والذي يترجح عنسسدي أن السسسفينة‬
‫والسسسسيارة والمركسسسب أن فيهسسسا الشسسسفعة نظسسسًرا‬
‫للمعنى الذي أثبت الشارع الشفعة فيه للشسسريك‬
‫وهو إزالة الضسسرر وهسسو موجسسود فسسي هسسذه‪ ،‬واللسسه‬
‫سبحانه أعلم‪.‬‬
‫ول شفعة في زرع وثمر وسيف وكل منقسسول؛‬
‫لن شسسرط وجوبهسسا أن يكسسون السسبيع ممسسا يبقسسى‬
‫ويطسسسول ضسسسرر‪ ،‬وهسسسذا ل يطسسسول بخلف الرض‬
‫ويؤخذ غراس وبناء بالشفعة تبًعا للرض؛ لحديث‬
‫قضائه ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬بالشفعة في كل‬
‫مشترك لم يقسسسم ربعسسة أو حائط ًسسا‪ ،‬وهسسذا يسسدخل‬
‫فيسسه البنسساء والشسسجار والربسسع جمسسع ربسسوع وأربسسع‬
‫المنزل‪ ،‬قال الشماخ‪:‬‬
‫تصيبهم وتخطئني المنايا‬
‫وأخلف في ربوع عن ربوع‬
‫‪-203-‬‬

‫وقال ذو الرمة‪:‬‬
‫الربع الدهم اللواتي كأنها‬
‫بقية وحي في بطون‬
‫الصحائف‬
‫والربع الدار بعينها‪ ،‬قال زهير‪:‬‬
‫فلما عرفت الدار قلت لربعها‬
‫حا أيها الربع‬
‫أل أنعم صبا ً‬
‫واسلم‬
‫وقال المتنبي‪:‬‬
‫بكيت يا ربع حتى كدت أبكيكا‬
‫وجدت بي وبدمعي في‬
‫مغانيكا‬
‫والحسسائط البسسستان مسسن النخسسل إذا كسسان عليسسه‬
‫حائط وهو الجدار وجمعه حوائط‪ ،‬وكذا نهسسر وبئر‬
‫وقنسسساة ودولب فتؤخسسسذ الشسسسفعة تبعًسسسا للرض ل‬
‫مفردة‪ ،‬ول يؤخسسذ بالشسسفعة تبعًسسا ول مفسسرًدا ثمسسر‬
‫ظهر ول زرع؛ لنهما ل يدخلن في البيع‪.‬‬
‫فإن بيع الشجر مع الرض التي فيهسسا الشسسفعة‬
‫وأخذ الشجر تبًعا للرض بالشفعة‪ ،‬وفيه ثمر غيسسر‬
‫ظسساهر كسسالطلع غيسسر المتشسسقق دخسسل الثمسسر فسسي‬
‫المشسسفوع تبًعسسا لسسه حيسسث أخسسذه الشسسفيع قبسسل‬
‫التشقق؛ لنه يتبسسع فسسي السسبيع فتبسسع فسسي الشسسفعة‬
‫فيدخل في القاعدة المشهورة‪ :‬يثبسست تبعًسسا مسسا ل‬
‫يثبت إستقل ً‬
‫ل‪.‬‬
‫وإن لم يأخذه حتى تشقق بقي الثمسسر لمشسستر‬
‫‪-204-‬‬

‫وا من دار وكسسان ذلسسك‬ ‫إلى أوان أخذه وإن باع عل ً‬


‫كا والسقف الذي تحتسسه لصسساح العلسسو‪،‬‬ ‫العلو مشتر ً‬
‫فل شفعة في العلسسو؛ لنسسه بنسساء مفسسرد ول شسسفعة‬
‫ضا في السقف؛ لنسسه ل أرض لسسه فهسسو كالبنيسسة‬ ‫أي ً‬
‫كا بين إثنين فسسأكثر‬ ‫المفردة‪ ،‬فإن باع سفل ً مشتر ً‬
‫والعلسسو خسسالص لحسسد الشسسريكين فبسساع رب العلسسو‬
‫نصسسيبه مسسن السسسفل ثبتسست الشسسفعة فسسي السسسفل‬
‫فقط دون العلو لعدم الشركة فيه‪.‬‬
‫فيما يتعلق بالشفعة من النظم‬
‫تبارك من في طي أحكامه‬
‫ما قلب اللبيب‬ ‫له‬
‫يرى حك ً‬
‫المسددالضر والضرار‬
‫ففي‬
‫الفتى له‬
‫على يقضي‬
‫يقضي طرا‬
‫بما أن‬
‫المجددالحكام إيجاب‬ ‫في‬
‫فمن حكم‬
‫لكل شريك خائف من‬
‫فيملك أخذ الشقص من‬
‫الشريك بما قرر بحتم‬
‫ولم يجب إل في عقار‬
‫تقاسمه أن بيع في‬
‫وعنه يجب في كل مال‬
‫النقل إل ممكًنا قسمه‬
‫ول شفعة فيما بل عوض‬
‫كإرث وإيصاء وبذل مجود‬
‫‪-205-‬‬

‫ويحرم كيد للسقوط ولم‬


‫يفد شفعة للجار كره‬
‫ول‬
‫وأبعد‬
‫فيأخذ في المثلي بمثل‬
‫فقطأو لشقص‬ ‫قضى‬
‫وقيمة غير‬
‫متى ردي‬
‫شفعة في واقع دون‬ ‫ول‬
‫حيلة‬
‫ومبتاعه أقبل منه جحد‬
‫التكيدوألفاظ طلبها وبعض‬
‫)‪ (16‬شروط الشفعة‬
‫اللفاظ التي تسقطها‬
‫والتي ل تسقطها وما يتعلق بذلك‬
‫س ‪ :16‬تكلم بوضوح عن الشككرط الثككالث‬
‫من شروط الشفعة مبيًنا حكم تأخيرها‪ ،‬ومككا‬
‫‪-206-‬‬

‫صفة لفظ طلب الشفعة؟ وبأي شيء يملككك‬


‫الشقص؟ ومتى يصح التصرف في الشككقص‬
‫المشفوع؟ وهل تشترط رؤيتككه لخككذه؟ وإذا‬
‫لم يجد الشفيع من يشككهده أو كككذب المخككبر‬
‫لكككه أو قكككال لمشكككتر بعينكككه‪ ،‬أو أكرنيكككه أو‬
‫صككا أو عمككل دلل ً‬ ‫صككالحني أو اشككتريت رخي ً‬
‫بينهمككا أو توكككل لحككدهما أو جعككل للشككفيع‬
‫الخيككار فاختككار إمضككاءه أو رضككي بككالبيع أو‬
‫ضمن الشفيع للبائع الثمن أو سككلم عليككه أو‬
‫دعا له بعده أو أسكقطها قبكل الكبيع أو تكرك‬
‫شكفعة مكوليه أو ككان مكن لكه حكق الشكفعة‬
‫سا أو مكاتًبا أو باع أو ترك شفعة مككوليه‬ ‫مفل ً‬
‫سككا أو مكاتب ًككا‬
‫أو كان من له حق الشفعة مفل ً‬
‫أو بككاع ولككي محجكورين لحككدهم نصكيًبا فكي‬
‫شككركة أو كككان وكيككل بيككت المككال‪ ،‬واذكككر‬
‫الدليل والتعليككل والمحككترز والقيككد والخلف‬
‫والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬الشككرط الثككالث‪ :‬للشسسفعة المطالبسسة بهسسا‬
‫علسسسى الفسسسور سسسساعة يعلسسسم بسسسالبيع؛ لقسسسوله ‪:‬‬
‫»الشفعة لمن واثبها« رواه الفقهسساء فسسي كتبهسسم‪،‬‬
‫ورده الحارثي بأنه ل يعرف في كتب الحديث‪.‬‬
‫ولقسسوله الشسسفعة‪» :‬كحسسل العقسسال« رواه ابسسن‬
‫ماجه‪ ،‬وفسسي لفسسظ‪» :‬كنشسسط العقسسال« إن قيسسدت‬
‫‪-207-‬‬

‫تثبت وإن تركت فاللوم عن من تركها؛ لنه خيسسار‬


‫لدفع الضرر عن المال‪ ،‬فكان على الفسسور كخيسسار‬
‫الرد بالعيب‪ ،‬ولن إتيانه على التراخي المشتري؛‬
‫لكونه ل يسسستقر ملكسسه علسسى المسسبيع ويمنعسسه مسسن‬
‫التصسسرف بعمسسارة المسسبيع خشسسية أخسسذه منسسه ول‬
‫يندفع عنه الضرر بأخذ قيمته‪.‬‬
‫لن خسارتها في الغالب أكثر مسسن قيمتهسسا مسسع‬
‫تعب قلبه وبدنه فيها‪ ،‬والتحديد بثلثة أيسسام تحكسسم‬
‫ل دليل عليه‪ ،‬والصل المقيس عليه ممنوع‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬أن الشفعة على التراخي ل تسسسقط مسسا‬
‫لم يوجد منسسه مسسا يسسدل علسسى الرضسسا مسسن عفسسو أو‬
‫مطالبسسة بقسسسمة ونحسسو ذلسسك‪ ،‬وهسسذا قسسول مالسسك‬
‫كا قال‪ :‬تنقطع بمضي‬ ‫وقول الشافعي‪ ،‬إل أن مال ً‬
‫سنة‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬بمضي مدة يعلم أنه تارك لها؛ لن هسسذا‬
‫الخيار ل ضرر في تراخيسسه فلسسم يسسسقط بالتسسأخير‬
‫كحق القصاص‪.‬‬
‫وقيسسل‪ :‬بثلثسسة أيسسام بقسسدر الخيسسار وهسسو قسسول‬
‫للشافعي‪ ،‬ويحكى عسسن ابسسن أبسسي ليلسسى والثسسوري‬
‫والذي تطمئن إليسسه النفسسس القسسول الثسساني‪ ،‬وهسسو‬
‫قول من يقول‪ :‬إنها علسسى السستراخي ل تسسسقط إل‬
‫بما يدل على السقوط‪ ،‬والله سبحانه أعلم‪.‬‬
‫‪-208-‬‬

‫ي شسسهوده‬ ‫صورة طلب شفعة الجوار حضر إل س ّ‬


‫في يوم تاريخه كذا وكسسذا فلن ابسسن فلن وأشسسهد‬
‫عليه أنه لما بلغه أن شسسريكه فلن بسساع مسسن فلن‬
‫النصسسف الشسسائع مسسن جميسسع السسدار أو البسسستان‬
‫الفلنسسي السستي يملسسك الحاضسسر المسسذكور النصسسف‬
‫الخر منه أو منها‪ ،‬ويحدد بثمن مبلغسسه كسسذا وكسسذا‬
‫عا مسسن غيسسر تسسأخر ول إهمسسال وطلسسب‬‫بسسادر مسسسر ً‬
‫الشفعة فسسي المسسبيع المعيسسن أعله وأشسسهد عليسسه‬
‫دا شرعًيا فلًنا وفلًنا‪.‬‬
‫بالطلب للشفعة في إشها ً‬
‫فإن أخر الشفيع الطلسسب بالشسسفعة عسسن وقسست‬
‫العلم لغير عذر بطلت شسسفعته وإن أخسسر الطلسسب‬
‫للشفعة لشدة جوع أو عطش أو أخسسره المحسسدث‬
‫لطهسسارة أو لغلق بسساب أو ليخسسرج مسسن حمسسام أو‬
‫أخسسر طلبهسسا حسساقن أو حسساقب أو حسساقز أو أخسسره‬
‫مسسؤذن ليسسؤذن أو يقيسسم الصسسلة أو أخسسر الطلسسب‬
‫ليشهد الصلة في جماعة يخاف فوتهسسا باشسستغاله‬
‫بطلب الشفعة‪.‬‬
‫أو انخرق ثسسوبه أو سسسقط منسسه مسسال فسسأخره أو‬
‫أخره من علم ليل ً حتى يصبح مع غيبسسة مشسستر أو‬
‫أخر الطلب لفعل صلة وسسسننها لسسم تسسسقط؛ لن‬
‫العادة تقديم هسسذه الحسسوائج ونحوهسسا علسسى غيرهسسا‬
‫فليس الشتغال بها رضي بترك الشفعة إذ الفور‬
‫المشروط حسب العرف والعادة‪.‬‬
‫‪-209-‬‬

‫وكذا إن أخر الطلب جهل ً بأن التأخير مسسسقط‬


‫للشفعة ومثله يجهله لم تسقط؛ لن الجهل ممسسا‬
‫يعذر به أشبه ما لو تركها لعسسدم علسسه بهسسا بخلف‬
‫ما ل تركها جهل ً باستحقاقه لها أو نسياًنا للطلب‬
‫أو السسبيع‪ ،‬والسسذي تميسسل إليسسه نفسسسي أنسسه إذا كسسان‬
‫جاهل ً أن لسسه الشسسفعة أو نسسسي أن يشسسفع أن لسسه‬
‫ذلك؛ لنه معذور‪ ،‬والله سبحانه أعلم‪.‬‬
‫أو أشهد بطلبه غسسائب أو محبسسوس لسسم تسسسقط‬
‫شفعته؛ لن إشهاده به دليل رغبتسسه وأنسسه ل مسسانع‬
‫له منه إل قيام العسسذر‪ ،‬فسسإن لسسم يشسسهد سسسقطت؛‬
‫لنه قسسد يسسترك الطلسسب للعسسذر وقسسد يسستركه لغيسسره‬
‫وسواء قدر على التوكيل فيه أو ل إذا التوكيل إن‬
‫كان بجعل فيه غسسرم‪ ،‬وإن كسسان بتسسبرع ففيسسه منسسة‬
‫وقد ل يثق به‪.‬‬
‫وتسقط الشفعة إذا علم الشسسريك بسسالبيع وهسسو‬
‫غائب عن البلسسد بسسسيره هسسو أو وكيلسسه إلسسى البلسسد‬
‫الذي فيه المشتري في طلب الشفعة بل إشسسهاد‬
‫قبل سيره مع التمكن منه قبل سيره؛ لن السير‬
‫يكون لطلب الشفعة ولغيره‪ ،‬وقسسد قسسدر أن يسسبين‬
‫كون سيره لطلب الشسسفعة بالشسسهاد عليسسه‪ ،‬فسسإن‬
‫لسسم يفعسسل سسسقطت كتسسارك الطلسسب مسسع حضسسوره‬
‫وتقدم القول الذي تطمئن إليه النفس وأنها على‬
‫التراخي ل تسسسقط إل بمسسا يسسدل علسسى السسسقوط‪،‬‬
‫‪-210-‬‬

‫والله أعلم‪ ،‬ول تسسسقط الشسسفعة بسسسير الشسسريك‬


‫حاضر بالبلد‪.‬‬
‫ول يلسسزم الشسسفيع أن يسسسرع فسسي مشسسيه‪ ،‬بسسل‬
‫يمشسسي علسسى عسسادته ول يلسسزم أن يحسسرك دابتسسه أو‬
‫يسرع بسيارته أو دراجته فوق العادة؛ لن الطلب‬
‫المشروط هو الطلسسب بمسسا جسسرت بسسه العسسادة‪ ،‬وإن‬
‫لقي الشفيع المشتري فسسلم عليسه ثسم طسالبه لسم‬
‫سسنة‪ ،‬وفسسي الحسسديث‪» :‬مسسن‬ ‫تسقط بالسلم؛ لنه ال ّ‬
‫بدأ بالكلم قبل السلم فل تجيبوه« رواه الطسسبراني‬
‫في »الوسط« وأبو نعيم في »الحلية« من حسسديث‬
‫ابن عمر‪.‬‬
‫وإن قال الشفيع بعد السسسلم متصسل ً بسه بسسارك‬
‫الله في صفقة يمينك‪ ،‬أو قال بعد السلم‪ :‬جزاك‬
‫الله خيًرا أو غفر لك‪ ،‬لم تبطل الشفعة؛ لن ذلك‬
‫يتصل بالسلم فهو مسسن جملتسسه والسسدعاء بالبركسسة‬
‫فسسي الصسسفقة دعسساء مسسن الشسسفيع لنفسسسه؛ لن‬
‫الشخص يرجع إليه إذا أخسسذه بالشسسفعة فل يكسسون‬
‫ذلك الدعاء رضي بترك الشفعة‪.‬‬
‫فسسإن اشسستغل الشسسفيع بكلم غيسسر السسدعاء أو‬
‫سكت بل عسسذر بطلسست الشسسفعة لفسسوات شسسرطها‬
‫وهسسو الفسسور وتقسسدم القسسول السسذي تطمئن إليسسه‬
‫النفسسس وأن حسسق الشسسفعة كسسسائر الحقسسوق ل‬
‫يسقط إل بما يدل على السقوط‪.‬‬
‫‪-211-‬‬

‫ويملسسك الشسسفيع الشسسقص بالمطالبسسة ولسسو لسسم‬


‫يقبضه مع ملءته بالثمن؛ لن البيع السابق سبب‬
‫فإذا انضمت إليسسه المطالبسسة كسسان كاليجسساب فسسي‬
‫البيع إذا انضم إليه القبول‪.‬‬
‫ولفسسظ الطلسسب أن يقسسول الشسسفيع‪ :‬أنسسا طسسالب‬
‫بالشسسفعة أو أنسسا مطسسالب بالشسسفعة أو أنسسا آخسسذ‬
‫بالشفعة‪ ،‬أو أنا قسسائم علسسى الشسسفعة ونحسسوه ممسسا‬
‫يفيد محاولة الخذ بالشفعة كتملكت الشسسقص أو‬
‫انسستزعته مسسن مشسستريه أو ضسسممته إلسسى مسسا كنسست‬
‫أملكه من العين ويملسسك الشسسقص بسسذلك فيسسورث‬
‫عنه إذا مات بعد الطلب كسائر أملكه‪.‬‬
‫ويصح تصرفه فيه وإن لسسم يقبضسسه حيسسث كسسان‬
‫قادًرا على الثمن الحال ولو بعد ثلثة أيام‪.‬‬
‫ول تشترط لملك الشسسفيع الشسسقص المشسسفوع‬
‫رؤيتسسه لخسسذه بالشسسفعة قبسسل التملسسك‪ ،‬قسسال فسسي‬
‫»التنقيح«‪ :‬ول يعتبر رؤيته قبل تملكه‪.‬‬
‫ول يعتبر ل انتقال الملسسك إلسسى الشسسفيع رضسسى‬
‫مشتر؛ لنسسه يؤخسسذ منسسه قهسًرا والمقهسسور ل يعتسسبر‬
‫رضاه وإن لم يجد غسسائب عسسن البلسسد مسسن يشسسهده‬
‫على الطلب أو وجد من تقبل شهادته كسسامرأة أو‬
‫فاسق وغير بسسالغ أو وجسسد مسسستوري الحسسال فلسسم‬
‫يشسسهدهما لسسم تسسسقط؛ لنسسه معسسذور بعسسدم قبسسول‬
‫‪-212-‬‬

‫دا فأشسسهده لسسم تسسسقط‬ ‫شهادتهما وإن وجسسد واح س ً‬


‫ضا؛ لن شهادة العدل يقضي بها مسسع اليميسسن أو‬ ‫أي ً‬
‫أخسسر الشسسريك الطلسسب‪ ،‬والشسسهاد عجسسًزا عنهمسسا‬
‫كمريض أخرهما عجًزا عن السير إلى المشسستري‬
‫ليطالبه وإلى من يشسسهده علسسى أنسسه مطسسالب لسسم‬
‫تسقط‪ ،‬وأما إن كان به مرض يسير كصداع وألم‬
‫قليل فل يعذر بتأخير الطلب والشسسهاد؛ لن ذلسسك‬
‫ل يعجزه عنهما‪.‬‬
‫ما إن عجز عسسن‬ ‫ول تسقط بتأخير محبوس ظل ً‬
‫الطلب والشهاد؛ لن التأخير ليس من جهته‪.‬‬
‫ول تسقط إن أخسسر الطلسسب والشسسهاد لظهسسار‬
‫البسسائع والمشسستري أو أحسسدهما أو مخسسبر الشسسفيع‬
‫زيادة ثمن على ما وقع عليه العقد أو غير جنسسسه‬
‫كإظهارهما أنهما تبايعا بدينار فظهسسر أنسسه بسسدراهم‬
‫أو بسسالعكس أو أظهسسر أنسسه اشسستراه بنقسسد تبايًعسسا‬
‫بدنانير فظهر أنه بدراهم أو بالعكس أو أظهر أنه‬
‫اشتراه بنقد فبان أنه اشتراه بعرض أو أظهر أنه‬
‫اشتراه بعرض فبان أنه اشتراه بنقد أو أظهر أنه‬
‫اشسستراه بنسسوع مسسن العسسروض فبسسان أنسسه اشسستراه‬
‫بغيره‪.‬‬
‫أو أظهسسر أنسسه اشسسترى الكسسل بثمسسن فظهسسر أنسسه‬
‫اشترى نصفه بنصفه أو أظهر أنه اشسسترى نصسسفه‬
‫بثمن فبان أنه اشترى جميعه بضعفه أو أظهر أنه‬
‫‪-213-‬‬

‫اشترى الشقص وحده فبان أنه اشتراه وغيره أو‬


‫أظهسسر أنسسه اشسسترى الشسسقص وغيسسره فبسسان أنسسه‬
‫اشتراه وحسسده أو لظهسسار أحسسد ممسسن ذكسسر نقسسص‬
‫مبيع‪.‬‬
‫أو أظهر أن المبيع موهوب أو أظهر المشتري‬
‫أن المشسستري غيسسره فبسسان أنسسه هسسو المشسستري أو‬
‫أظهر أنه اشتراه لنسان فبان أنه اشتراه لغيسسره‬
‫أو أخسسر شسسفيع الطلسسب‪ ،‬والشسسهاد عليسسه لتكسسذيب‬
‫مخبر له يقبل خسسبره فهسسو فسسي كسسل الصسسور هسسذه‬
‫علسسى شسسفعته إذا علسسم الحسسال فل يكسسون ذلسسك‬
‫طا لشفعته؛ لنه معذور أو غير عالم بالحال‬ ‫مسق ً‬
‫على وجهه كما لو لم يعلم مطلًقا‪ ،‬ولن خبر من‬
‫ل يقبل خبره مع عدم تصديق شسسفيع لسسه وجسسوده‬
‫كعسسدمه‪ ،‬فسسإن صسسدقه سسسقطت شسسفعته لعسسترافه‬
‫بوقسسوع السسبيع وتسسأخيره كمسسا لسسو أخسسبره ثقسسة فلسسم‬
‫يصسسدقه‪ ،‬فأمسسا إن أظهسسر المشسستري أنسسه اشسستراه‬
‫بثمن فبان أنه اشتراه بأكثر فل شسسفعة؛ لن مسسن‬
‫ل يرضى بالقليل ل يرضسسى بسسأكثر منسسه‪ ،‬وكسسذا إذا‬
‫أظهر أنه اشترى الكل بثمن فبان أنه اشترى بسسه‬
‫البعض سقطت شفعته؛ لن مسسن ل يرضسسى بأخسسذ‬
‫الشقص كله بذلك الثمسسن ل يرضسسى بأخسسذ بعضسسه‬
‫وتسقط شفعته إن كذب مخبًرا له مقبسسول ً خسسبره‬
‫دا؛ لنه خبر عدل يجب قبوله في الرواية‬ ‫ولو واح ً‬
‫‪-214-‬‬

‫والفتيا والخبار الدينية أشسسبه مسسا لسسو أخسسبره أكسسثر‬


‫مسسن عسسدل‪ ،‬وقيسسل‪ :‬إن كسسان قسسد أخسسبره عسسدلن‬
‫سسسقطت شسسفعته؛ لنسسه أخسسبره مسسن يثبسست بقسسوله‬
‫الحقسسوق‪ ،‬وهسسذا القسسول هسسو السسذي تطمئن إليسسه‬
‫النفس‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫وإن قال شفيع لمشتر لشقص بعينه أو أكرنيه‬
‫أو قاسمني أو صالحني عنه أو قسسال‪ :‬هبسسه لسسي أو‬
‫ائتمنسسي عليسسه أو بعسسه مسسن شسسئت أو أعطسسه لمسسن‬
‫شئت أو ول ّهِ إياه ومثله قوله للمشتري‪ :‬اشتريت‬
‫غالًيا أو بأكثر ممسسا أعطيسست أنسسا؛ لن هسسذا وشسسبهه‬
‫دليل رضاه بشرائه وتركه للشفعة‪.‬‬
‫وإن قيل له‪ :‬شسسريك بسساع مسسن زيسسد‪ ،‬فقسسال‪ :‬إن‬
‫باعني زيد وإل فلي الشفعة كان ذلك كقوله لزيد‬
‫يعنسسي مسسا اشسستريت أو حبسسس بحسسق فلسسم يبسسادر‬
‫بالطلب للشسسفعة أو يوكسسل فسسي طلبهسسا بسسأن قسسدر‬
‫عليسسه فلسسم يفعلسسه سسسقطت؛ لعسسدم عسسذره فسسي‬
‫التأخير‪ ،‬وتقدم القول الذي تطمئن إليسسه النفسسس‪،‬‬
‫وأنه ل يسقط حقسسه إل بمسسا يسسدل علسسى السسسقوط‬
‫دللة واضحة‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫ول تسقط الشفعة إن عمسسل الشسسريك سسسفيًرا‬
‫بين شريكه والمشتري‪ ،‬ويقال لسسه‪ :‬السسدلل‪ ،‬قسسال‬
‫ابن سيده‪ :‬ما جعلته للدليل والسسدلل لسسم تسسسقط‬
‫شفعته‪ ،‬وكذا لو توكل الشفيع لحدهما في السسبيع‬
‫‪-215-‬‬

‫أو جعل للشفيع الخيار فسسي السسبيع فاختسسار إمضسساء‬


‫السسبيع فرضسسي الشسسريك بسسالبيع أو ضسسمن ثمسسن‬
‫الشقص المبيع لم تسقط؛ لن ذلك بسبب ثبوت‬
‫الشفعة فل تسقط به كالذن في البيع أو أسسسقط‬
‫الشفعة قبل البيع لم تسسسقط؛ لن المسسسقط لهسسا‬
‫إنما هو الرضي بعسسد وجوبهسسا ولسسم يوجسسد كمسسا لسسو‬
‫أبسسرأه ممسسا يستقرضسسه لسسه‪ ،‬وقيسسل‪ :‬تسسسقط‪ ،‬وهسسو‬
‫رواية عن المام أحمد واختاره الشيخ تقي الدين‬
‫‪ -‬رحمه الله ‪ -‬وصسساحب »الفسسائق«‪ ،‬وهسسذا القسسول‬
‫هو الذي تطمئن إليه النفس‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫وإن قال لشريكه‪ :‬بع نصف نصيبي مسسع نصسسف‬
‫نصيبك ففعل ثبتسست الشسسفعة لكسسل واحسسد منهمسسا‪،‬‬
‫وإن تسسرك السسولي شسسفعة للصسسبي فيهسسا حسسظ لسسم‬
‫ل‪ ،‬واختسساره‬ ‫تسقط وله الخذ بها إذا كبر وصار أه ً‬
‫الشيخ تقي الدين وغيره‪ ،‬وقيل‪ :‬ل تسقط مطلًقا‬
‫وله الخذ بها إذا كبر‪ ،‬وهذا المسسذهب نسسص عليسسه؛‬
‫لن حق الخذ ثبت فل يسقط بترك غيره كوكيسسل‬
‫الغائب‪ ،‬وقيل‪ :‬ل يأخذ المحجور عليه بعسسد أهليتسسه‬
‫إل إن كان فيها حظ له وعليه الكثر‪ ،‬وهذا القول‬
‫هو الذي تميل إليه النفس‪ ،‬والله سبحانه أعلم‪.‬‬
‫ويجب علسسى ولسسي صسسغير أو مجنسسون أو سسسفيه‬
‫الخذ بالشفعة لمحجور عليه مسسع حسسظ بسسأن كسسان‬
‫صا أو بثمسسن المثسسل وللمحجسسور عليسسه‬
‫الشراء رخي ً‬
‫‪-216-‬‬

‫مال يشتري منه ولو بعسسد عفسسو السسولي؛ لن عليسسه‬


‫الحتياط وفعل الحظ له فإن تسسرك السسولي الخسسذ‬
‫حينئذ فل غسسرم عليسسه؛ لنسسه لسسم يفسسوت شسسيًئا مسسن‬
‫ماله‪.‬‬
‫وإن لم يكن في الخذ بالشفعة حظ للمحجور‬
‫عليه كمسسا لسسو غبسسن المشسستري أو كسسان الخسسذ بهسسا‬
‫يحتاج إلى أن يسسستقرض ويرهسسن مسسال المحجسسور‬
‫عليه حرم على الولي الخسسذ وتعيسسن عليسسه السسترك‬
‫كسسسسسسسائر مسسسسسسا لحسسسسسسظ فيسسسسسسه لمسسسسسسوليه‪،‬‬
‫ولم يصح الخذ بالشفعة حينئذ فيكون باقًيا علسسى‬
‫ملك المشتري‪.‬‬
‫صورة تسليم الحصسسة للمحجسسور عليسسه بشسسفعة‬
‫الخليسسط بتصسسديق المشسستري‪ ،‬يكتسسب فسسي ظ اهسسر‬
‫ي شسسهودة فل الوصسسي‬ ‫كتسساب التبسسايع‪ ،‬حضسسر إلسس ّ‬
‫الشسسرعي علسسى اليسستيم الصسسغير الفلنسسي بمسسوجب‬
‫الوصية الشرعية المسندة إليه من والسسد الصسسغير‬
‫المذكور المحضرة للشهود المسسؤرخ باطنهسسا بكسسذا‬
‫الثسسابت مضسسمونها مسسع مسسا يعتسسبر ثبسسوته شسسرعًيا‬
‫بمجلسسسس الحكسسسم العزيسسسز وأحضسسسر معسسسه فلن ًسسسا‬
‫المشتري المذكور واعترف أنه تسلم منه لليسستيم‬
‫المذكور أعله جميسسع الحصسسة المبيعسسة مسسن السسدار‬
‫المحدودة الموصسسوفة بسساطنه السستي يملسسك اليسستيم‬
‫‪-217-‬‬

‫كا شسسرعًيا بتاريسسخ متقسسدم‬‫المذكور منها الباقي مل ً‬


‫ما‬
‫على تاريخ كتاب التبسسايع المسسسطر بسساطنه تسسسل ً‬
‫شرعًيا ودفع إليه نظير الثمن المعين بسساطنه مسسن‬
‫مال اليتيم المذكور ومبلغه كذا وكذا فقبضه منسسه‬
‫ضسسا شسسرعًيا بعسسد أن ترافعسسا بسسسبب ذلسسك إلسسى‬‫قب ً‬
‫مجلس الحكم وادعى الوصي المذكور لمحجوره‬
‫اليسستيم المسسذكور أعله علسسى المشسستري المسسذكور‬
‫باطنه بشفعة الخلطة بالطريق الشسسرعي‪ ،‬و بعسسد‬
‫ثبوت ملكية اليتيم المذكور للنصسسف البسساقي مسسن‬
‫الدار المذكورة وأن الثمن المبذول المعين أعله‬
‫ثمسسن المثسسل للحصسسة المعينسسة أعله وأن لليسستيم‬
‫المسسسذكور حظ ًسسسا‪ ،‬ومصسسسلحة فسسسي ذلسسسك الثبسسسوت‬
‫الشرعي والحكم لليتيم المذكور بذلك واعتبار ما‬
‫عا وصدقة المشسستري المسسسمى‬ ‫يجب اعتباره شر ً‬
‫باطنه على ذلك كله تصديًقا شسسرعًيا وأقسسر أنسسه ل‬
‫يستحق مع اليتيم المذكور أعله في ذلك ول في‬
‫شيء منه حًقا ول دعوى ول طلًبا بوجه ول سبب‬
‫كسسا ول شسسبهة ملسسك ول ثمًنسسا ول مثمًنسسا ول‬‫ول مل ً‬
‫منفعة ول استحقاق منفعسسة ول شسسيًئا قسسل ولجسسل‬
‫لما مضى من الزمان وإلى يوم تاريخه ويؤرخ‪.‬‬
‫ول يأخسسذ ولسسي حمسسل مسسات مسسورثه كسسأبيه قبسسل‬
‫المطالبة بالشفعة وإن طالب المورث قبل موته‬
‫‪-218-‬‬

‫فيسسورث عنسسه الشسسقص كسسسائر تركتسسه وإن عفسسى‬


‫السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسولي‬
‫عن الشفعة التي فيها حظ لموليه ثم أراد السسولي‬
‫الخذ بها فله ذلك؛ لعسسدم صسسحة عفسسوه عنهسسا وإن‬
‫أراد السسولي الخسسذ فسسي ثسساني الحسسال وليسسس فيهسسا‬
‫مصلحة لموليه لم يملسسك الخسسذ بالشسسفعة؛ لعسسدم‬
‫الحظ‪.‬‬
‫وإن تجدد الحظ للمحجور عليه أخذ الولي بها؛‬
‫لعدم سقوطها بالتأخير وحيث أخسسذها السسولي مسسع‬
‫الحظ لموليه ثبت الملك في المشفوع للمحجسسور‬
‫عليسسه وليسسس لسسه نقضسسه بعسسد البلسسوغ أو العقسسل أو‬
‫الرشد كسائر تصرفات الولي اللزمة‪.‬‬
‫وحكم المغمى عليه والمجنسسون غيسسر المطبسسق‬
‫حكم المحبوس والغائب تنتظسسر إفاقتهمسسا؛ لنهمسسا‬
‫معسسذوران ول تثبسست الوليسسة عليهمسسا وحكسسم ولسسي‬
‫المجنون المطبق وهو الذي ل ترجى إفاقته حكم‬
‫ولي الصغير فيما سبق‪.‬‬
‫وحكم ولسسي السسسفيه حكسسم ولسسي الصسسغير فيمسسا‬
‫تقدم‪ ،‬ولمفلس الخسسذ بالشسسفعة ولسسه السسترك؛ لنسسه‬
‫مكلف رشيد وليسسس للغرمسساء إجبسساره علسسى الخسسذ‬
‫بالشفعة‪.‬‬
‫ولو مع حظ لسسه فسسي الخسسذ؛ لن الحسسق لسسه فل‬
‫‪-219-‬‬

‫يجسسبر علسسى اسسستيفائه‪ ،‬وكسسذا المكسساتب لسسه الخسسذ‬


‫بالشفعة والترك كالحر وللمأذون له مسسن الرقسساء‬
‫في التجارة الخذ بالشفعة دون الترك؛ لن الحق‬
‫فيها لسيده ل له فهو كسسولي المحجسسور عليسسه وإذا‬
‫بسساع ولسسي محجسسورين لحسسدهم نصسسيًبا فسسي شسسركة‬
‫الخر فللولي الخذ للخر بالشفعة؛ لنه كالشراء‬
‫له‪.‬‬
‫و إن كان السسولي شسسري ً‬
‫كا لمسسن بسساع عليسسه مسسن‬
‫المحجور عليهم الشقص المشفوع فليس للسسولي‬
‫الخذ بالشفعة؛ لنه متهم في بيعه‪ ،‬ولنه بمنزلسسة‬
‫من يشتري لنفسه من مال يتيمه سسسوى أب بسساع‬
‫شسسقص ولسسده مسسن أجنسسبي فلسسه الخسسذ بالشسسفعة‬
‫لنفسه؛ لعدم التهمة‪ ،‬ولذلك كان لسسه أن يشسستري‬
‫من نفسه مال ولده‪.‬‬
‫ولو بسساع السسولي نصسسيبه مسسن شسسخص آخسسر أخسسذ‬
‫لموليه ذلك النصيب بالشفعة وليس له الخسسذ إل‬
‫مع الحظ لموليه؛ لن التهمة منتفية‪ ،‬فإنه ل يقدر‬
‫على الزيادة في ثمنه؛ لكون المشتري ل يوافقه‪،‬‬
‫ولن الثمن حاصل مسسن المشسستري كحصسسوله مسسن‬
‫اليتيم بخلف بيعه مال اليتيم‪ ،‬فإنه يمكنسسه تقليسسل‬
‫الثمن ليأخذ الشقص به‪.‬‬
‫وإذا رفع المسسر إلسسى الحسساكم فبسساع فللموصسسي‬
‫الخذ حينئذ؛ لعدم التهمة ولوكيل بيسست مسسال أخسسذ‬
‫‪-220-‬‬

‫شسسقص مشسسترك مسسات أحسسد الشسسريكين ثسسم بسساع‬


‫الشسسريك نصسسيبه بالشسسفعة حيسسث ل وارث للميسست‬
‫وإذا أخسسذه يضسسمنه إلسسى مسسا بيسسده مسسن أمسسوال‬
‫المسلمين؛ لتصرف فيما أعدت له‪.‬‬
‫من النظم حول ما يتعلق بالفورية للخذ‬
‫بالشفعة‬
‫وفي الفور أخذ الشقص‬
‫عله أو بسعي معود‬ ‫ساعة‬
‫بإشهاد أخذ‬
‫إلى مشتر أو حاكم‬
‫عذر سقط في‬ ‫فإن‬
‫يبتغيبل‬
‫يؤخر‬
‫تراخي الخذ ما لم‬ ‫المؤكد‬
‫وعنه‬
‫ووجه مجلس العلم‬ ‫بتركرضى‬ ‫يبن‬
‫ومرج لعذر حل إن غاب‬ ‫قيد‬
‫ريسع من بعد الفراغ‬ ‫مشت ٍ‬
‫متى‬
‫ليسعدمشهد راجي‬ ‫وفي‬
‫يشهد لوجهين‬‫ممكًنا‬‫ولم‬‫التطلب‬
‫وساع‬
‫أسندلم يواتي السير‬ ‫وإن‬
‫داواتي نزل‬ ‫مشه‬
‫إن ً‬ ‫وكل‬ ‫للخذ‬
‫ول‬
‫الثاني وإن‬ ‫المجود‬ ‫في‬
‫وإن قدم‬
‫فيعلمعهده‬
‫فيطلها أعنه‬ ‫طال‬
‫وأهمل بإهمال المصدق‬ ‫وأسعد‬
‫وتكذيب عدليه لعدل‬‫مخبًرا‬
‫بمبعد‬
‫‪-221-‬‬

‫وعبد كحر والنساء مثلنا‬


‫في الجود إذ ذا مخبر‬‫هنا‬
‫من ليس يقبل‬ ‫مشهد‬ ‫غير‬
‫وتكذيبه‬
‫قولهكثر النقال ليس‬
‫ولو‬
‫بمفسدلعذر أو لظهارهم‬
‫وترك‬
‫خلف صفات العقد غير‬ ‫له‬
‫عا جهل‬ ‫مصدد‬
‫لحبس وسقم واد ً‬
‫مسقطوعجز عن وكيل‬‫موات‬
‫قاسموا المعذور أو‬ ‫وشهد‬
‫فإن‬
‫نائًبا له‬
‫لظهارهم ذا فاستبان‬
‫الشقص المشفوع‬ ‫ابتدي‬
‫الذيفي‬
‫)‪ (17‬حكم التصرف‬
‫وتلفه وكرنه‬
‫لعدة شركاء وترك بعضهم وتحيله‬
‫واستغلله‪ ...‬إلخ‬
‫س ‪ :17‬مكككا هكككو الشكككرط الرابكككع مكككن‬
‫الشكككروط للخكككذ بالشكككفعة؟ وإذا طلكككب‬
‫الشككفيع أخككذ بعككض الشككقص أو تصككرف‬
‫المشتري بالمبيع قبل أخذ الشفيع أو تلككف‬
‫بعض المبيع فما الحكم؟ ومككا صككورة ذلككك؟‬
‫وإذا كككانت الشككفعة بيككن شككركاء فكيككف‬
‫تكككون؟ ولمككاذا؟ وهككل لهككا مماثككل؟ ومثككل‬
‫لككذلك‪ ،‬وإذا تككرك بعككض الشككركاء حقككه مككن‬
‫‪-222-‬‬

‫الشككفعة فهككل البككاقين يأخككذوا علككى قككدر‬


‫أملكهم أم يأخذوا الجميع؟ وعلل لما يحتاج‬
‫إلى تعليل‪ ،‬وإذا ترك بعضهم أخذه بها حيلككة‬
‫لظنه عجككز المككتروك لككه فمككا الحكككم؟ وإذا‬
‫كا فككي العقككار وثككم‬‫كككان المشككتري شككري ً‬
‫شريك آخر أو وهب أحد الشفعاء شفعته أو‬
‫قا أو قدم‬ ‫كان غائًبا أو خرج الشقص مستح ً‬
‫أحد الشركاء وقد أخككذ الحاضككر الغلككة قبككل‬
‫قكككدومه فمكككا الحككككم؟ واذككككر المثلكككة‬
‫والتفاصكككيل والقيكككود والدلكككة والتعاليكككل‬
‫والمحترزات والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬الشرط الرابع للخذ بالشفعة أخذ الشريك‬
‫جميسسع الشسسقص المسسبيع فل تتبعسسض الصسسفقة لئل‬
‫ينضر المشسستري بتبعضسسها فسسي حقسسه بأخسسذ بعسسض‬
‫المبيع مع أن الشسسفعة تثبسست علسسى خلف الصسسل‬
‫دفًعا لضرر الشركة فسسإذا أخسسذ البعسسض لسسم ينسسدفع‬
‫الضرر‪.‬‬
‫فإن طلب الشريك بعض المبيع مع بقاء الكسسل‬
‫سقطت شفعته؛ لن حق الخذ إذا سقط بسسالترك‬
‫في البعض سقط في الكل كعفوه عن بعض قود‬
‫يستحقه‪.‬‬
‫وإن تلف بعض الشسسقص المسسبيع كانهسسدام بيسست‬
‫من الدار التي بيسسع بعضسسها بسسسبب آدمسسي أو أمسسر‬
‫‪-223-‬‬

‫سسسماوي وسسسواء كسسان المتلسسف لسسه المشسستري أو‬


‫غيسسره وأراد الشسسفيع الخسسذ بالشسسفعة أخسسذ بسساقي‬
‫الشسسقص بحصسسته بعسسد مسسا تلسسف مسسن ثمسسن جميسسع‬
‫الشقص‪ ،‬فإن كان المبيع نصف دار وقيمة البيت‬
‫المنهدم منها نصف قيمتها أخذ الشسسفيع الشسسقص‬
‫فيما بقسسي مسسن السسدار بنصسسف ثمنسسه ثسسم إن بقيسست‬
‫صة ومسسا بقسسي مسسن البنسساء‬ ‫النقاض أخذها مع العر َ‬
‫بحصته وإن عدمت أخسسذ مسسا بقسسي مسسن البنسساء مسسع‬
‫العرصة بالحصة؛ لنه تعذر عليه أخسسذ كسسل المسسبيع‬
‫بتلف بعضه فجاز له أخذ الباقي بحصسسته كمسسا لسسو‬
‫كان معه شفيع آخر‪.‬‬
‫وإن نقصسست القيمسسة مسسع بقسساء صسسورة المسسبيع‬
‫كانشقاق الحائط وبورا الرض وهسسو عسسدم زرعهسسا‬
‫فليسسس لسسه الخسسذ إل بكسسل الثمسسن وإل تسسرك فلسسو‬
‫صا بألف يساوي ألفيسسن فبسساع بسسابه أو‬ ‫اشترى شق ً‬
‫هسسسسسسسسسدمه فبقسسسسسسسسسي بسسسسسسسسسألف أخسسسسسسسسسذه‬
‫الشفيع بخمسمائة بالحصة من الثمن‪.‬‬
‫والشفعة بين شفعاء على قدر أملكهسسم؛ لنهسسا‬
‫حق نشأ بسبب الملك فكانت علسسى قسسدر الملك‬
‫كالغلة‪.‬‬
‫وأثبت للجمع باشتراك ووزعت بنسبة الملك‬
‫وقيل‪ :‬تكسسون الشسسفعة بيسسن الجمسسع علسسى عسسدد‬
‫‪-224-‬‬

‫رؤوسهم ول يعتبر اختلف الملك؛ لنهم اسسستووا‬


‫في سبب الستحقاق وهو التصال فيستوون في‬
‫السسستحقاق أل تسسرى أنسسه لسسو انفسسرد واحسسد منهسسم‬
‫اسسستحق كسسل الشسسفعة وهسسذا آيسسة كمسسال السسسبب‬
‫وكثرة التصال تؤذن بكثرة العلسسة والترجيسسح يقسسع‬
‫بقوة في الدليل إل بكثرته ول قوة هاهنسسا لظهسسور‬
‫الخرى بمقابلته‪ ،‬والقسسول الول هسسو السسذي تميسسل‬
‫إليه النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫فسسدار بيسسن ثلثسسة لواحسسد نصسسف وللثسساني ثلسسث‬
‫والثالث سدس‪ ،‬باع صاحب الثلث نصيبه‪ ،‬فأصسسل‬
‫المسألة من سسستة مخسسرج الكسسسور بيسسن صسساحب‬
‫النصف والسدس على أربعة لبسط النصف ثلثة‬
‫ولبسط السدس واحسسد فلصسساحب النصسسف ثلثسسة‪،‬‬
‫ولرب السدس واحد‪ ،‬ول يرجسسع أقسسرب الشسسفعاء‬
‫علسسى أبعسسدهم ول ذو قرابسسة مسسن الشسسفعاء علسسى‬
‫أجنبي؛ لن القرب ليس هو سبب الشسسفعة‪ ،‬ولسسو‬
‫باع صاحب النصف في المثال الول فهسسو بينهمسسا‬
‫ثلثسسة لصسساحب الثلسسث إثنسسان ولصسساحب السسسدس‬
‫واحد‪.‬‬
‫وتتصسسور الشسسفعة فسسي دار كاملسسة وهسسي إمسسا‬
‫بإظهار ثمن زائد كثيًرا بحيث تترك الشسسفعة معسسه‬
‫كأن تكون دور مشتركة بين جماعة فيبيع أحدهم‬
‫عا ويظهسسر أنسسه بسساع بثمسسن‬
‫حصته من الجميع مشا ً‬
‫‪-225-‬‬

‫كسسثير لسسترك الشسسفعة لجلسسه‪ ،‬ويقاسسسم بالمهايسسات‬


‫فيحصسسل للمشسستري دار كاملسسة ثسسم يتسسبين الحسسال‬
‫فيأخذها الشسسفيع أو تكسسون دور جماعسسة مشسستركة‬
‫عا‬
‫فيسسسبيع أحسسسدهم حصسسسته مسسسن الجميسسسع مشسسسا ً‬
‫ويظهر انتقال الشقص مسسن جميسسع الملك بالهبسسة‬
‫فيقاسم المشتري شركاءه فيحصل له دار كاملة‬
‫فيأخذها الشفيع ويتصسسور أن تكسسون الشسسفعة فسسي‬
‫كا في استيفاء حقوقه‬ ‫دار كاملة بترك وكيل شري ً‬
‫أو بسسترك ولسسي محجسسور عليسسه الخسسذ بالشسسفعة‬
‫وقسسسمت بالمهايسساة فخسسرج نصسسيب مشسستر داًرا‬
‫كاملسسسة‪ ،‬وبيسسسان ذلسسسك أن يوكسسسل الشسسسريك وكيل ً‬
‫باستيفاء حقوقه ويسافر فيبيع شريكه أو شسسريك‬
‫المحجور عليه حصته في جميع الدور المشسستركة‬
‫فيسسرى الوكيسسل أو السسولي أن الحسسظ لمسسوكله أو‬
‫لموليه في ترك الشفعة فل يطالب بهسسا ويقاسسسم‬
‫المشتري الوكيل بحسب وكالته أو الولي بحسب‬
‫وليته فيحصل للمشتري دار كاملة فهدمها أو باع‬
‫بابها فنقصت كما تقدم ثم حضر الشفيع أو رشسسد‬
‫المحجسسور عليسسه وعلسسم مقسسدار الثمسسن بالبينسسة أو‬
‫بإقرار المشتري فله الخذ بالشفعة‪.‬‬
‫ولو تعيب مسسبيع بعيسسب ينقسسص الثمسسن مسسع بقسساء‬
‫عينه كما لسسو انشسسلخ الجسسدار أو تصسسدع الحجسسر أو‬
‫بارت الرض فليس للشفيع الخذ إل بكسسل الثمسسن‬
‫‪-226-‬‬

‫أو يترك؛ لنه لم يسسذهب مسسن المسسبيع شسسيء حسستى‬


‫ينقص من الثمن‪.‬‬
‫وإسسسسقاط بعسسسض الثمسسسن إضسسسرار بالمشسسستري‬
‫والضسسرر ل يسسزال بالضسسرر؛ ولهسسذا قسسالوا‪ :‬لسسو بنسسى‬
‫المشسستري أعطسساه الشسسفيع قيمسسة بنسسائه‪ ،‬ولسسو زاد‬
‫المبيع زيادة متصلة دخلت في الشفعة قاله فسسي‬
‫»المغني«‪.‬‬
‫ومسسن لسسه حسسق فسسي الشسسفعة إذا تسسرك الطلسسب‬
‫والخذ بترك كالمدعي إذا سكت عن دعواه تسسرك‬
‫إل أن يكون ترك الخذ بها حيلسسة ليلسسزم بالشسسفعة‬
‫كله غيره من الشسسفعاء مسسع اعتقسساد التسسارك عجسسز‬
‫المسستروك لسسه الشسسقص عسسن أخسسذه كلسسه فيسسترك‬
‫الشقص جميعه؛ لنه ليس له أخذ البعض لتبعسسض‬
‫الصفقة على المشتري‪ ،‬فإذا وجده التارك أعرض‬
‫عنه يرجع هو ليأخذه جميعه لنفسه فيحسسرم عليسسه‬
‫التحيسسل لسسذلك ويسسؤمر بأخسسذ حصسسته فقسسط ويرجسسع‬
‫العسسسسسسسسساجز عسسسسسسسسسن أخسسسسسسسسسذ الجميسسسسسسسسسع‬
‫بأخذ مقدار حصته ويدفع للمشتري قدر ما خصسسه‬
‫من الثمن‪.‬‬
‫ومسسع تسسرك البعسسض مسسن الشسسركاء حقسسه مسسن‬
‫الشفعة لم يكن للباقي الذي لسسم يسسترك حقسسه أن‬
‫يأخذ بالشفعة إل كل المبيع أو يسسترك الكسسل‪ ،‬قسسال‬
‫‪-227-‬‬

‫ابن المنذر‪ :‬أجمع كل مسسن أحفسسظ عنسسه مسسن أهسسل‬


‫العلسسم علسسى هسسذا؛ لن فسسي أخسسذ البعسسض إضسسراًرا‬
‫بالمشتري بتبعيض الصفقة عليه‪ ،‬والضرر ل يزال‬
‫بالضرر كما لو كسسان بعسسض الشسسفعاء غائب ًسسا‪ ،‬فسسإنه‬
‫ليس للحاضر إل أخذ الكل أو تركه؛ لنه لم يعلسسم‬
‫الن مطالب سواه‪.‬‬

‫كا في العقسسار‬ ‫ولو كان المشتري للشقص شري ً‬


‫وثسسم شسسريك آخسسر اسسستقر لمشسستر مسسن الشسسقص‬
‫بحصته؛ لنهما تساويا في الشسسركة فتسسساويا فسسي‬
‫الشفعة كما لو كان المشتري غيرهمسسا فسسإن عفسسا‬
‫عسسن شسسفعته ليلسسزم بالشسسقص كلسسه غيسسره مسسن‬
‫الشركاء لم يصح عفوه‪ ،‬ولم يصح السقاط؛ لن‬
‫ملكه قد اسسستقر علسسى قسسدر حقسسه وجسسرى مجسسرى‬
‫الشسسفيعين إذا أخسسذ الجميسسع فلمسسا حضسسر الخسسر‬
‫وطلب حقه‪ ،‬فقسسال الخسسذ للجميسسع لشسسريكه‪ :‬خسسذ‬
‫الكل أودعه‪.‬‬

‫ومسسسن وهسسسب مسسسن الشسسسفعاء كسسسل الشسسسقص‬


‫المشفوع أو يتركه؛ لنسسه ل يعلسسم مطسسالب سسسواه‬
‫ول يمكن تأخير حقه إلى قدوم الغائب؛ لمسسا فيسسه‬
‫من إضسسرار المشسستري‪ ،‬فلسسو كسسان الشسسفعاء ثلثسسة‬
‫فحضسسر أحسسدهم وأخسسذ جميسسع الشسسقص ملكسسه ول‬
‫‪-228-‬‬

‫يسسؤخر بعسسض ثمنسسه ليحضسسر غسسائب فيطسسالب؛ لن‬


‫الثمن قد وجب عليه فلم يملك تأخيره‪ ،‬فإن أصر‬
‫على المتناع من إبقائه فل شفعة له‪ ،‬كما لو أبى‬
‫أخذ جميع المبيع‪.‬‬
‫والغائب من الشفعاء على حقسسه مسسن الشسسفعة‬
‫للعذر‪ ،‬فإذا حضر الشريك الغائب قاسسم شسسريكه‬
‫الحاضر إن شسساء أو عفسسا فيبقسسى الشسسقص للول؛‬
‫لن المطالبة إنما وجدت منهما‪ ،‬فإذا حضر ثسسالث‬
‫بعسسد أن قاسسسم الثسساني الول قاسسسمهما إن شسساء‬
‫الخذ بالشفعة وبطلت القسمة الولى؛ لنه تبين‬
‫أن لهما شسسري ً‬
‫كا لسسن يقاسسسم ولسسم يسسأذن وإن عفسسا‬
‫الثالث عن شفعته بقي الشقص للوليسسن؛ لنسسه ل‬
‫مشارك لهما‪.‬‬
‫وإن خرج شقص مشسسفوع مسسستحًقا وقسسد أخسسذ‬
‫الول ثم الثاني ثم الثالث منهمسسا‪ ،‬فالعهسسدة علسسى‬
‫المشسستري؛ لن الشسسفعة مسسستحقة بعسسد الشسسراء‬
‫وحصول الملك للمشتري فكانت العهدة عليه‪.‬‬
‫يرجعسسون الثلثسسة علسسى المشسستري ول يرجعسسون‬
‫على بعضسسهم بشسسيء‪ ،‬ولسسو قسسال ثسساني لول حيسسن‬
‫قدومه من غيبته ل آخذ إل قدر نصيبي فله ذلسسك؛‬
‫لنه اقتصر على بعض حقسسه‪ ،‬وليسسس فيسسه تبعيسسض‬
‫للصفقة على المشتري والشسسفيع دخسسل علسسى أن‬
‫‪-229-‬‬

‫الشفعة تتبعض عليه‪.‬‬


‫ول يطالب غائب شسسريكه السسذي سسسبقه بالخسسذ‬
‫بما أخذه سابًقا من غلة الشسسقص المشسسفوع مسسن‬
‫ثمر وأجر ونحوهما قبل أن يقدم من غيبتسسه؛ لنسسه‬
‫انفصل في ملكه فأشسسبه مسسا لسسو انفصسسل فسسي يسسد‬
‫المشتري‪.‬‬
‫وإن ترك الول الخذ بالشفعة أو أخسسذ بهسسا ثسسم‬
‫رد ما أخذه بعيب توفرت الشسسفعة علسسى صسساحبيه‬
‫الغائبين فإذا قدم الول منهمسسا فلسسه أخسسذ الجميسسع‬
‫على ما ذكر في الول‪ ،‬وإن أخسسذ الول الشسسقص‬
‫بالشفعة ثم أعاده للمشتري بنحو هبة فل شسسفعة‬
‫للغائبين؛ لنه عاد بغير السسسبب السسذي تعلقسست بسسه‬
‫الشفعة بخلف رد بعيب؛ لنه رجع إلى المشتري‬
‫بالسبب الول فكان له أخذه كما لو عفا‪.‬‬
‫‪-230-‬‬

‫)‪ (18‬تعدد الشافع والمشفوع فيه وبيان‬


‫الشرط‬
‫الخامس للشفعة وحكم الشفعة في الملك‬
‫الناقص‬
‫س ‪ :18‬تكلم بوضوح عن أحكام ما يلككي‪:‬‬
‫ما بيع على عقككدين‪ :‬إذا اشككترى إثنككان حكق‬
‫واحككد‪ ،‬إذا اشككترى واحككد حككق إثنيككن‪ ،‬إذا‬
‫اشترى واحد من آخر شقصين من عقارين‪،‬‬
‫إذا بيع شقص مشفوع مع ما ل شفعة فيه‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ ،‬واذكر مككا يككترتب علككى ذلككك‪ ،‬إذا‬
‫باع إثنان نصيبهما من إثنين صفقة واحككدة‪،‬‬
‫وضككح الشككرط الخككامس للشككفعة‪ ،‬الشككفعة‬
‫فككي الملككك النككاقص‪ ،‬مثككاله‪ ،‬الموقككف فككي‬
‫الجائز بيعه‪ ،‬إذا وكل أحككد الشككريكين الخككر‬
‫فبككاع بالصككالة عككن نفسككه وبالوكالككة عككن‬
‫شريكه إذا تصرف المشتري بعككد الطلككب أو‬
‫قبلككه‪ ،‬حكككم تصككرفه فيمككا سككبق‪ ،‬تصككرف‬
‫المشتري برهن أو أجككاره انتقككال الشككقص‬
‫لوارث إذا أوصى المشتري بالشقص‪ ،‬واذكر‬
‫الدليل والتعليل والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬لشسسسفيع فيمسسسا بيسسسع علسسسى عقسسسدين الخسسسذ‬
‫بالشفعة بالعقدين؛ لن شسسفيع فيهمسسا ولسسه الخسسذ‬
‫‪-231-‬‬

‫بأحدهما أيهما شسساء؛ لن كل ً منهمسسا بيسسع مسسستقل‬


‫بنفسه وهو يستحقها‪ ،‬فإذا سقط البعض كان لسسه‬
‫ذلك‪ ،‬كمسسا لسسو أسسسقط حقسسه مسسن الكسسل ويشسسارك‬
‫الشفيع مشتر إذا أخسسذ بالعقسسد الثسساني دون الول‬
‫لستقرار ملسسك المشسستري فيسسه فهسسو شسسريك فسسي‬
‫السسبيع الثسساني‪ ،‬فسسإن أخسسذ بسسالبيعين أو بسسالول لسسم‬
‫يشاركه؛ لنه لم يسبق له شركة‪.‬‬
‫وإن بيع شقص على أكثر من عقدين فللشفيع‬
‫الخذ بالجميع وببعضها ويشسساركه مشسستر إن أخسسذ‬
‫بغير الول بنصيبه مما قبله‪.‬‬
‫وإن تعدد دون العقسسد بسسأن اشسسترى إثنسسان حسسق‬
‫واحسسد صسسفقة واحسسدة أو اشسسترى واحسسد لنفسسسه‬
‫ولغيره بالوكالة أو الوليسسة أولهمسسا بسسأن كسسان وكيل ً‬
‫لحدهما وولًيا على الخر حق واحد فللشفيع أخذ‬
‫حسسق أحسسدهما؛ لن الصسسفقة مسسع اثنيسسن بمنزلسسة‬
‫عقدين فيكون للشفيع الخذ بهمسسا وبأيهمسسا شسساء‪،‬‬
‫وكذا إن اشترى الواحد لنفسه ولغيره لتعدد مسسن‬
‫وقع له العقد‪.‬‬
‫وإن اشترى واحد حق اثنيسسن صسسفقة واحسسدة أو‬
‫اشسسترى واحسسد مسسن آخسسر شقصسسين مسسن عقسسارين‬
‫صفقة واحسسدة فللشسسفيع أخسسذ أحسسد المشسسترين أو‬
‫‪-232-‬‬

‫البسسسائعين؛ لن الصسسسفقة مسسسع اثنيسسسن بسسسائعين أو‬


‫مشسسترين بمنزلسسة عقسسدين أو بسساع شسسريك مسسن‬
‫عقارين شقصين صفقة واحدة فللشفيع أخذ أحد‬
‫الشقصسسين مسسن أحسسد العقسسارين دون الخسسر؛ لن‬
‫الضرر قد يلحقه بأرض دون أخرى‪.‬‬
‫ولشفيع أخذ شقص مشفوع بيع صفقة واحسسدة‬
‫مع شقص ل شفعة فيه كعرض أو فسسرس أو نحسسو‬
‫ذلسسك بثمسسن واحسسد فيأخسسذه بقسسسطه مسسن الثمسسن‬
‫فيقسم الثمن المسمى على قيمة الشقصسسين أو‬
‫قيمة الشقص وقيمة ما معه‪.‬‬
‫فلو كانت قيمة الشقص مائة وقيمسسة مسسا معسسه‬
‫عشرون أخذ الشقص بخمسة أسسسداس مسسا وقسسع‬
‫عليه العقد ول يثبت لمشسستر خيسسار تفريسسق فيهمسسا‬
‫في أخذ الشقص‪.‬‬
‫وإن باع إثنان نصيبهما من إثنين صفقة واحدة‬
‫فالتعسسدد واقسسع مسسن الطرفيسسن إذ البسسائع إثنسسان‬
‫والمشتري إثنان والعقد واحد وذلك العقد بمثابسسة‬
‫أربع صفات فللشفيع أخذ الكل أو أخذ نصفه من‬
‫أحسسدهما ويبقسسى نصسسفه الخسسر أو أخسسذ ربعسسه مسسن‬
‫أحدهما فيبقسسى لسسه وللخسسر نصسسفه وذلسسك خمسسسة‬
‫أخيرة‪.‬‬
‫الشرط الخامس للخذ بالشفعة‪ :‬سبق ملك‬
‫‪-233-‬‬

‫للرقبة‪ ،‬وذلك بأن يسبق ملكه الجزء من رقسسة مسسا‬


‫منه الشقص المبيع على زمن السسبيع؛ لن الشسسفعة‬
‫ثبتت لدفع الضرر عن الشسسريك فسسإذا لسسم يكسسن لسسه‬
‫ملك سابق فل ضرر عليه فل شفعة‪.‬‬
‫ويعتسسبر ثبسسوت الملسسك للشسسفيع بالبينسسة أو إقسسرار‬
‫المشتري فل تكفي اليد؛ لنها مرجحة فقسسط حمل ً‬
‫بالظاهرة ول تفيد الملك فيثبسست الخسسذ بالشسسفعة‬
‫لمكاتب سبق ملكه للرقبة لصحة ملكه كغيره‪.‬‬
‫ول تثبسست الشسسفعة لحسسد إثنيسسن اشسستريا داًرا‬
‫صفقة واحدة علسسى آخسسر؛ لنسسه ل مزيسسة لحسسدهما‬
‫على صاحبه؛ لن شرط الخذ سسسبق الملسسك وهسسو‬
‫معدوم هنا‪ ،‬وكذا لو جهل السسسبق مسسع إدعسساء كسسل‬
‫منهما السبق وتحالفسسا أو أقامسسا بينسستين وتعارضسسة‬
‫بينتاهما بأن شهدت بينة كل واحسسد منهمسسا بسسسبق‬
‫ملكه وتجدد ملك صاحبه؛ لنسسه لسسم يثبسست السسسبق‬
‫لواحد منهما‪.‬‬
‫ول تثبت الشفعة لمالسسك بملسسك غيسسر تسسام كسسبيع‬
‫شسسقص مسسن دار موصسسى لسسه ببيعهسسا فل شسسفعة‬
‫للموصى لسسه؛ لن المنفعسسة ل تؤخسسذ بالشسسفعة فل‬
‫تجب بها‪.‬‬
‫ول يثبت الملك لمالك بملك غير تسسام كشسسركة‬
‫وقسسسف علسسسى معيسسسن فل يأخسسسذ موقسسسوف عليسسسه‬
‫‪-234-‬‬

‫بالشفعة‪ ،‬فدار نصفها وقف ونصسسفها طلسسق وبيسسع‬


‫الطلق ل شفعة للموقوف عليسسه؛ لن ملكسسه غيسسر‬
‫تام‪.‬‬
‫وقيل له‪ :‬الشسسفعة؛ لعمسسوم الحسسديث المسسذكور‬
‫حديث جابر قضى بالشفعة في كل ما لم يقسسسم‬
‫الحديث ولوجود المعنى وهو دفع الضسسرر‪ ،‬قسسالوا‪:‬‬
‫بل صاحب الوقف إذا لم يثبسست لسسه شسسفعة يكسسون‬
‫أعظم ضرًرا من صاحب الطلسسق لتمكسسن المالسسك‬
‫من البيع والتخلسسص مسسن الضسسرر بخلف مسسستحق‬
‫الوقف فإنه يضطر إلى بقاء الشسسركة‪ ،‬والحسسديث‬
‫لم يفرق بين الذي ملكه تام والذي ملكه نسساقص‪،‬‬
‫وهذا القول هو الذي تطمئن إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه‬
‫سبحانه أعلم‪.‬‬
‫ويصح عكسسسه فيؤخسسذ بالشسسفعة موقسسوف جسساز‬
‫بيعه وهو ما تعطلسست منسسافعه كتعطيسسل منسسافع دار‬
‫نصسسفها وقسسف ونصسسفها طلسسق بانهسسدامه أو خسسراب‬
‫محلتها وبيع الشقص الموقوف ليشتري بثمنه مسسا‬
‫يكسسون وقًفسسا مثلسسه أو دونسسه أو يصسسرف فسسي وقسسف‬
‫مثله‪ ،‬إذ ما ل يسدرك كلسه ل يسترك كلسه فللشسريك‬
‫الخسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذ بالشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسفعة‬
‫إذ لسسو تراضسسيا علسسى القسسسمة بل رد عسسوض مسسن‬
‫المالك أو برد عوض من أهل الوقف لكسسان ذلسسك‬
‫جائًزا‪.‬‬
‫‪-235-‬‬

‫وإن وكل أحد الشريكين الخر بأن قال له‪ :‬بع‬


‫نصف نصيبي مع نصف نصيبك فباع بالصالة عسسن‬
‫نفسه وبالوكالة عن شريكه ثبتسست الشسسفعة لكسسل‬
‫من الشريكين فسسي الشسسقص المسسبيع مسسن نصسسيب‬
‫صسساحبه علسسى قسسدر حصسسته؛ لن المسسبيع المسسذكور‬
‫بمنزلة عقدين لتعدد من وقع منه العقد‪.‬‬
‫وتصرف مشسستر فسسي الشسسقص المشسسفوع بعسسد‬
‫طلب شفيع بالشفعة باطسسل لنتقسسال الملسسك إلسسى‬
‫الشفيع بسسالطلب فسسي الصسسح أو الحجسسر عليسسه بسسه‬
‫لحق الشفيع على مقابله‪.‬‬
‫وإن نهى الشفيع المشتري عن التصسسرف ولسسم‬
‫عا‪.‬‬
‫يطالبه بها لم يصر المشتري ممنو ً‬
‫وتصرف مشتر قبل الطلب بوقف على معيسسن‬
‫كان وقفسسه علسسى ولسسده أو ولسسد زيسسد أو علسسى غيسسر‬
‫معين كان وقفسسه علسسى المسسساجد أو وقفسسه علسسى‬
‫الفقراء أو على الغسسزاة أو تصسسرف فسسي الشسسقص‬
‫بهبسسة أو تصسسرف فيسسه بصسسدقة أو بمسسا ل تجسسب بسسه‬
‫حا‬
‫شفعة إبتداء كجعله مهًرا أو عوض خلع أو صسسل ً‬
‫عن دم عمد يسقط الشفعة؛ لن الشفعة إضرار‬
‫بالموقوف عليه والموهوب له والمتصسسدق عليسسه؛‬
‫لن ملكسسه يسسزول عنسسه بغيسسر عسسوض؛ لن الثمسسن‬
‫يأخذه المشتري والضرر ل يسسزال بالضسسرر‪ ،‬وهسسذا‬
‫القول من »مفردات المذهب« قال ناظمها‪:‬‬
‫‪-236-‬‬

‫ومشتر للشقص إن قد وقفا‬


‫ل حيلة بعد الطلق بالوفاء‬
‫يبطل حق شفعة كذا الهبة‬
‫وصدقات للفقير ذا هبة‬
‫جمهور الصحاب على هذا‬
‫والقاضي قال النص في‬‫النمط‬
‫الشسسفعة‪ ،‬وهسسو قسسول‬‫فقط‬ ‫الوقف‬
‫سقط‬‫وقال أبو بكر‪ :‬ل تسس‬
‫مالك والشافعي وأصحاب السسرأي؛ لن الشسسفيع ل‬
‫يملك الخذ بسسه أولسسى‪ ،‬ولن حسسق الشسسفيع أسسسبق‬
‫وجنسسبيته أقسسولى‪ ،‬فلسسم يملسسك المشسستري تصسسرًفا‬
‫يبطل حقه فيأخذه بسسالثمن السسذي وقسسع بسسه السسبيع‪،‬‬
‫وهذا القول هو السسذي تميسسل إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه‬
‫سبحانه أعلم‪.‬‬
‫ويحرم على المشتري التصرف بوقف أو هبسسة‬
‫أو صدقة وما عطف على ذلك مما تقدم ليسقط‬
‫به الشفعة ول تسقط الشفعة بتصرف المشتري‬
‫بالشسسسقص المشسسسفوع برهسسسن أو إجسسسارة لبقسسساء‬
‫المرهون والمسسؤجر فسسي ملسسك المشسستري وسسسبق‬
‫تعلق حق الشفيع على حق المرتهن والمسسستأجر‬
‫وينفسخ الرهن والجسسارة بأخسسذ الشسسفيع الشسسقص‬
‫على حق المرتهسسن والمسسستأجر وينفسسسخ الرهسسن‬
‫والجسسارة بأخسسذ الشسسفيع الشسسقص المرهسسون أو‬
‫‪-237-‬‬

‫المؤجر بالشفعة من حين الخذ؛ لنهما يسسستندان‬


‫ضسسا الفسسرق بيسسن‬
‫إلى الشراء ولسسسبق حقهمسسا‪ ،‬وأي ً‬
‫الخذ بالشفعة والبيع أن الشسسقص خسسرج مسسن يسسد‬
‫المشسستري قهسسًرا عليسسه بالخسسذ بالشسسفعة بخلف‬
‫البيع‪ ،‬وقيل‪ :‬إن أجره أخذه الشفيع‪ ،‬ولسسه الجسسرة‬
‫مسسن يسسوم أخسسذه بالشسسفعة ول تنفسسسخ‪ ،‬وقيسسل‪:‬‬
‫للشفيع الخيار بين فسسسخ الجسسارة وتركهسسا‪ ،‬وهسسذا‬
‫القسسول هسسو السسذي تطمئن إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه‬
‫سبحانه أعلم‪.‬‬
‫ول تسقط الشفعة بانتقال لوارث بمسوت مسورثه‬
‫إن طالب بها قبسل مسوته‪ ،‬وقيسل‪ :‬إن مسات الشسفيع‬
‫قبسل العفسو والخسذ انتقسل حقسه مسن الشسفعة إلسى‬
‫ورثته؛ لنه قبض اسسستحقه بعقسد السبيع فانتقسسل إلسى‬
‫الورثة كقبض المشتري في البيع‪ ،‬ولنه خيسسار ثسسابت‬
‫لدفع الضرر عن المسسال فسسورث كسسالرد بسسالعيب وإن‬
‫كان له وار ثان فعفا أحدهما عن حقه سسسقط حقسسه‬
‫فقط ولسسم يسسسقط حسسق الثسساني كمسسا لسسو عفسسا أحسسد‬
‫الشسسفيعين‪ ،‬وهسسذا القسسول هسسو السسذي تميسسل إليسسه‬
‫النفس‪ ،‬والله سبحانه أعلم‪.‬‬
‫ول تسقط الشفعة بانتقال الشقص المشسسفوع‬
‫لبيت المال بأن ارتد المشتري عن السلم فقتل‬
‫أو مات قبل علم الشفيع بالبيع فللشفيع إذا علم‬
‫‪-238-‬‬

‫الخسسذ بالشسسفعة مسسن بيسست المسسال لنتقسسال مسسال‬


‫المرتد إليه؛ لنهسسا وجبسست بالشسسراء وانتقسساله إلسسى‬
‫المسلمين بقتله أو موته ل يمنع الشفعة كمسسا لسسو‬
‫مات على السلم فورثه ورثته‪.‬‬
‫ويؤخسسذ الشسسقص بالشسسفعة مسسن وكيسسل بيسست‬
‫المسسال؛ لنسسه نسسائب عسسن المسسسلمين اليسسل إليهسسم‬
‫الشقص‪.‬‬
‫ول تسقط الشفعة بوصية من المشسستري بسسأن‬
‫أوصى بالشقص المشفوع ومات إن أخذ الشفيع‬
‫والشقص قبل قبول موصى له؛ لن حقسسه أسسسبق‬
‫من حق الموصى له فإذا أخسسذه دفسسع الثمسسن إلسسى‬
‫الورثة‪ ،‬وطلسست الوصسسية؛ لن الموصسسي بسسه ذهسسب‬
‫فبطلسست الوصسسية بسسه كمسسا لسسو تلسسف ول يسسستحق‬
‫الموصى له بدله؛ لنه لم يسسوص لسسه إل بالشسسقص‬
‫وقد فات بأخذه‪.‬‬
‫وإن كان الموصى لسسه قبسسل الوصسسية بالشسسقص‬
‫قبل أخذ الشفيع الشفعة أو قبل طلبه بها لزمسست‬
‫الوصية واستقر للموصى له وسسسقطت الشسسفعة؛‬
‫لن الشفعة إضرار بالموصى له؛ لنه ملكه يزول‬
‫عنه بغير عوض‪ ،‬وكمسسا لسسو وهبسسه المشسستري قبسسل‬
‫الطلب‪.‬‬
‫وإن طلب الشفيع الخذ بالشسسفعة قبسسل قبسسول‬
‫‪-239-‬‬

‫الوصية ولم يأخذ بعد حتى مات الموصى بطلسست‬


‫واستقر الخذ للشسسفيع سسسواء قبسسل الموصسسى لسسه‬
‫الوصية أو ل؛ لنه ملك قبل لزوم الوصسسية ففسسات‬
‫على الموصى‪.‬‬
‫‪-240-‬‬

‫)‪ (19‬رجوع الشقص المشفوع بعيب أو‬


‫أقاله وحكم ما‬
‫إذا بان مستح ً‬
‫قا أو حصل اختلف بين البائع‬
‫والمشتري‬
‫والشفيع أو ظهر الشفيع على عيب‬
‫المشفوع‬
‫س ‪ :19‬تكلم بوضوح عن أحكام ما يلككي‪:‬‬
‫إذا بيع الشقص المشفوع قبككل الطلككب‪ ،‬إذا‬
‫رجع الشككقص إلككى الشككريك بسككبب فسككخ‪،‬‬
‫رجوع الشقص إلككى الشككريك بسككبب فسككخ‬
‫إقالة أو عيب في الشقص أو في الثمككن أو‬
‫فسخ لعيب الثمن بعد الخذ بها‪ ،‬ومككا الككذي‬
‫يترتب على ذلك إذا ظهر الشفيع على عيب‬
‫قا‪ ،‬إذا حصككل‬ ‫المشفوع إذا بان ثمككن مسككتح ً‬
‫إختلف بيككن الشككفيع والمشككتري والبككائع‬
‫وإقككرار وإنكككار؟ واذكككر الدلككة والتعليلت‬
‫والتفاصيل والحككترازات والقيككود والخلف‬
‫والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬ل تسقط الشفعة ببيع المشسستري الشسسقص‬
‫قبسسل الطلسسب فيأخسسذ الشسسقص المشسسفوع شسسفيع‬
‫بثمن أي البيعين شاء؛ لن سبب الشفعة الشراء‬
‫وقد وجد كل منهمسسا‪ ،‬ولنسسه شسسفيع فسسي العقسسدين‬
‫‪-241-‬‬

‫وعلسسم مسسن ذلسسك صسسحة تصسسرف المشسستري فسسي‬


‫الشقص قبل الطلب وكون الشفيع له أن يتملكه‬
‫ل يمنع من تصسسرفه كمسسا لسسو كسسان أحسسد العوضسسين‬
‫معيًبا فإنه ل يمنع من التصرف في الخر وكالبن‬
‫يتصرف في العيسسن الموهوبسسة لسسه وإن جسساز لبيسسه‬
‫الرجوع فيها ويرجع الذي أخذ مسسن الشسسقص بسسبيع‬
‫قبل بيعه وهو من كان الشقص بيده حسسال الخسسذ‬
‫على بائعه بما أعطاه من الثمن؛ لنسسه لسسم يسسسلم‬
‫له المعسسوض فسسإن الشسسفيع الشسسقص بسسالبيع الول‬
‫رجع المشسستر الثسساني علسسى المشسستري الول ممسسا‬
‫دفعه له من الثمن وينفسخ البيع الثاني‪.‬‬
‫وإن كان ثم مشتر ثالث بسسأن لسسم يعلسسم الشسسفيع‬
‫حتى تبايع ثلثسسة فسسأكثر وأخسسذ الشسسفيع بسسالبيع الول‬
‫رجسسع المشسستري والثسساني علسسى الول والمشسستري‬
‫الثالث على الثاني وهلسسم جسسرا‪ ،‬وينفسسسخ مسسا بعسسد‬
‫السسبيع الول وإن أخسسذ بسسالبيع الخيسسر فل رجسسوع‬
‫واستقرت العقود وإن أخذ بالمتوسط إسسستقر مسسا‬
‫قبله وانفسخ ما بعده‪ ،‬فسسإن اشسستراه الول بمسسائة‬
‫كيلو أرز‪ ،‬والثاني بمائة كيلو‪ ،‬والثالث بمائة كيلسسو‬
‫شعير‪ ،‬فإن أخذ الشفيع مسسن الول دفسسع لسسه مسسائة‬
‫كيلسسو أرز ويرجسسع كسسل مسسن الثسساني والثسسالث علسسى‬
‫بسسائعه بمسسا دفسسع؛ لن المشسستري إذا انفسسسخ السسبيع‬
‫رجع بالثمن وإن أخذ بالبيع الثاني دفع للمشسستري‬
‫‪-242-‬‬

‫الثاني مائة كيلو بر ويرجع الثالث على الثاني بما‬


‫دفعسسه لسسه وإن أخسسذ بسسالبيع الثسسالث علسسى دفسسع‬
‫للمشتري الثالث مائة كيلو شعير ول رجوع لحسسد‬
‫منهم على غيره‪.‬‬
‫مثال ثسساني‪ :‬كسسأن يشسستري الشسسقص المشسستري‬
‫الول بخمسسسة ريسسالت ويسسبيعه مسسن آخسسر بعشسسرة‬
‫ريالت ويأخذ الشقص شفيع من المشتري الول‬
‫بخمسسسة ريسسالت ويرجسسع المشسستري الثسساني علسسى‬
‫الول بما دفعه له من الثمن وهو العشرة ريالت‬
‫وينفسخ البيع الثاني‪.‬‬
‫وإن كان مشتر ثالث بخمسة عشر ريسسال ً ولسسم‬
‫يعلم الشفيع حتى تبايع ثلثة فأكثر وأخذ الشسسفيع‬
‫بسسالبيع الول رجسسع المشسستري الثسساني علسسى الول‪،‬‬
‫والمشسستري الثسسالث علسسى الثسساني وهلسسم جسسرا أو‬
‫ينفسخ ما بعد البيع الول وإن أخذ الشفيع بسسالبيع‬
‫الخيسسر فل رجسسوع واسسستقرت العقسسود وإن أخسسذ‬
‫بالمتوسط استقر ما قبله وانفسخ ما بعده‪.‬‬
‫ول تسسسقط الشسسفعة برجسسوع الشسسقص إلسسى‬
‫الشريك بسسسبب فسسسخ السسبيع لتحسسالف علسسى قسسدر‬
‫الثمسسن بسسسبب اختلفهمسسا فيسسه لسسسبق اسسستحقاق‬
‫الشفعة الفسخ ويؤخذ الشقص بثمن حلف عليسسه‬
‫بائع؛ لن البائع مقر بالبيع الثمن الذي حلف عليه‬
‫ومقسسر للشسسفيع باسسستحقاق الشسسفعة بسسذلك‪ ،‬فسسإذا‬
‫‪-243-‬‬

‫بطسسل حسسق المشسستري بإنكسساره لسسم يبطسسل حسسق‬


‫الشفيع بذلك فله أن يطلب فسخهما ويأخسسذ؛ لن‬
‫حقه أسبق‪.‬‬
‫ول تسسسقط الشسسفعة برجسسوع الشسسقص إلسسى‬
‫الشريك بسبب فسخ إقالة أو بسبب فسسسخ السسبيع‬
‫لوجود عيب في شقص فللشسسفيع إبطسسال القالسسة‬
‫والرد والخذ بالشسسفعة؛ لن حقسسه سسسابق عليهمسسا‬
‫وفسسسخ البسسائع السسبيع لعيسسب فسسي ثمسسن الشسسقص‬
‫المشسسفوع المعيسسن قبسسل أخسسذ الشسسفيع الشسسقص‬
‫بالشفعة يسقطها؛ لنه من جهة البائع‪ ،‬ولما فيسسه‬
‫مسسن الضسسرار بالبسسائع بإسسسقاط حقسسه مسسن الفسسسخ‬
‫الذي إستحقه بوجود العيب والشفعة تثبت لزالة‬
‫الضرر والضرر ل يزال بالضرر‪ ،‬ولن حسسق البسسائع‬
‫في الفسخ أسبق؛ لنه استند إلسسى وجسسود العيسسب‬
‫وهسسو موجسسود حسسال السسبيع والشسسفعة تثبسست بسسالبيع‬
‫ويفسسارق مسسا إذا كسسان الشسسقص معيب ًسسا‪ ،‬فسسإن حسسق‬
‫المشتري إنما هو في استرجاع الثمن وقد حصل‬
‫له من الشفيع فل فائدة في الرد‪.‬‬
‫ول تسقط الشفعة بالفسخ لعيسسب الثمسسن بعسسد‬
‫الخذ بالشفعة؛ لن الشفيع ملك الشقص بالخسسذ‬
‫فل يملسسك البسسائع إبطسسال ملكسسه‪ ،‬كمسسا لسسو بسساعه‬
‫المشتري لجنبي‪ ،‬فإن الشفعة بيع في الحقيقة‪.‬‬
‫ولبائع إذا فسخ بعد أخذ الشسسفيع إلسسزام مشسستر‬
‫‪-244-‬‬

‫بقيمة شسسقص؛ لن الخسسذ بالشسسفعة بمنزلسسة تلسسف‬


‫الشقص‪.‬‬
‫وليسسس لبسسائع إلسسزام مشسستر بعسسد أخسسذ الشسسفيع‬
‫بالثمن الذي قبضه المشسستري مسسن الشسسفيع بسسدل ً‬
‫عن المعيب؛ لعدم وقوع العقسسد علسسى مسسا أقبضسسه‬
‫الشفيع؛ لن الشسسفيع إنمسسا دفسسع للمشسستري قيمسسة‬
‫غير المعيب‪.‬‬
‫ويتراجع مشتر وشفيع بمسسا بيسسن قيمسسة شسسقص‬
‫وثمنه الذي وقع عليه العقد فيرجع دافسسع الفضسسل‬
‫بالكثر منهما علسسى صساحبه بالفضسسل‪ ،‬فسسإذا كسانت‬
‫قيمة الشقص مائة وقيمسسة العبسسد السسذي هسسو ثمسسن‬
‫الشسسقص مسسائة وعشسسرون ‪ 120‬وكسسان المشسستري‬
‫أخذ المائة والعشرين من الشسسفيع رجسسع الشسسفيع‬
‫عليه بالعشرين؛ لن الشسسقص إنمسسا اسسستقر عليسسه‬
‫بالمائة‪.‬‬
‫ول يرجع شفيع على مشسستر بسسأرش عيسسب فسسي‬
‫ثمن عفى عنه بائع امعنى لو أبرأ البسسائع مشسستري‬
‫الشقص من العيب الذي وجده بالعبسسد السسذي هسسو‬
‫ثمن الشقص فل رجوع للشفيع عليه بشيء؛ لن‬
‫السسبيع لزم مسسن جهسسة المشسستري ل يملسسك فسسسخه‬
‫أشبه ما لو حط البائع عنه بعض الثمن بعد لسسزوم‬
‫العقد وإن اختار ابائع أخذ أرش العيب فله ذلسسك‪،‬‬
‫ول يرجع مشتر على شفيع بشسسيء إن دفسسع إليسسه‬
‫‪-245-‬‬

‫ما وإل رجع عليه ببدل ما أدى من‬


‫قيمة العبد سلي ً‬
‫إرشه‪.‬‬
‫و إن عاد الشقص إلى المشتري مسسن الشسسفيع‬
‫أو غيره ببيع أو غيسسره لسسم يملسسك بسسائع اسسسترجاعه‬
‫بمقتضى فسخه لعيب الثمن السابق لزوال ملك‬
‫المشتري عنه وانقطسساع حقسسه منسسه إلسسى القيمسسة‪،‬‬
‫فإذا أخذها البائع لم يبق لسسه حسسق بخلف غاصسسب‬
‫تعذر عليه رد مغصوب فأدى قيمته ثم قدر عليسسه‬
‫فإنه يرده ويسترجع القيمة؛ لنه ملك المغصسسوب‬
‫منه لم يزل عنه ولشفيع أخذ الشسسقص بالشسسفعة‬
‫ثم ظهر على عيسسب بسسه لسسم يعلمسسه المشسستري ول‬
‫الشفيع رد الشقص على مشتر أو أخذ أرشه منه‬
‫ويرجسسسع المشسسستري علسسسى البسسسائع بسسسالثمن ويسسسرد‬
‫الشقص إن رده الشفيع عليه أو يأخذ الرش‪.‬‬
‫ومن علم بالعيب عند العقد أو قبله من شفيع‬
‫ومشسستر لسسم يسسرد الشسسقص المعيسسب ولسسم يطسسالب‬
‫بأرشه؛ لنه دخل على بصيرة وللمشسستري الرش‬
‫للعيب الذي لم يعلمه‪.‬‬
‫وإن بان ثمسسن معيسسن مسسستحًقا بطسسل السسبيع ول‬
‫شفعة؛ لنها إنما تثبت في عقد ينقل الملسسك إلسسى‬
‫المشتري‪ ،‬فسسإن كسسان الشسسفيع قسسد أخسسذ بالشسسفعة‬
‫لزمه رد ما أخسسذه علسسى البسسائع ول يثبسست ذلسسك إل‬
‫ببينسسة أو إقسسرار المتبسسائعين والشسسفيع‪ ،‬فسسإن أقسسرا‬
‫‪-246-‬‬

‫وأنكر الشفيع لم يقبل قولهمسسا عليسسه‪ ،‬ولسسه الخسسذ‬


‫بالشسسسفعة ويسسسرد العبسسسد لصسسساحبه ويرجسسسع علسسسى‬
‫المشتري بقيمة الشقص‪.‬‬
‫وإن أقسسر الشسسفيع والمشسستري دون البسسائع لسسم‬
‫تثبت الشسسفعة ووجسسب علسسى المشسستري رد قيمسسة‬
‫العبد على صاحبه ويبقى الشقص معه يزعم أنسسه‬
‫للبائع والبائع ينكر ويدعي عليسسه وجسسوب رد العبسسد‬
‫فيشتري الشقص منه ويتباريان‪.‬‬
‫وإن أقر الشفيع والبائع وأنكر المشتري وجب‬
‫علسسى البسسائع رد العبسسد علسسى صسساحبه ولسسم تثبسست‬
‫الشسسفعة ولسسم يملسسك البسسائع مطالبسسة المشسستري‬
‫بشيء؛ لن البيع صسسحيح فسسي الظسساهر‪ ،‬وقسسد أدى‬
‫ثمنه الذي هو ملكه في الظاهر‪.‬‬
‫وإن أقر الشفيع وحسسده لسسم تثبسست الشسسفعة ول‬
‫يثبسسست شسسسيء مسسسن أحكسسسام البطلن فسسسي حسسسق‬
‫المتبايعين‪.‬‬
‫وإن كان اشترى الشقص بثمن فسسي ذمتسسه ثسسم‬
‫نقد الثمن فبان مسسستحًقا كسسانت الشسسفعة واجبسسة؛‬
‫لن السسبيع صسسحيح‪ ،‬فسسإن تعسسذر قبسسض الثمسسن مسسن‬
‫المشتري ل عساره أو غيره فللبائع فسسسخ السسبيع‪،‬‬
‫ويقسسدم حسسق الشسسفيع؛ لن بالخسسذ بهسسا يحصسسل‬
‫للمشتري ما يؤديه ثمًنا فتزول عسسسرته ويحصسسل‬
‫‪-247-‬‬

‫الجمع بين الحقين‪.‬‬


‫دا أو‬‫وإن كان الثمن مكيل ً أو موزوًنسسا أو معسسدو ً‬
‫مزروعًسسا فتلسسف قبسسل قبضسسه بطسسل السسبيع وانتفسست‬
‫الشفعة إن كان التلف قبل الخذ بهسسا؛ لنسسه تعسسذر‬
‫التسليم فتعذر العقد فلم تثبت الشفعة كالفسسسخ‬
‫بخيار‪ ،‬فإن كان الشفيع أخذ بالشفعة قبل التلسسف‬
‫لم يكن لحسسد اسسسترداد الشسسقص لسسستقرار ملسسك‬
‫الشفيع عليه ويغرم مشسستريه لبسسائعه قبسسل المسسبيع‬
‫ويأخذ من الشفيع بدل ما وقع عليه العقد‪.‬‬
‫من النظم‬
‫عا إن أبوا قلعه‬
‫والزم شفي ً‬
‫فخذ‬
‫بقيمته في يوم تقويمه قد‬
‫وإن شايز له ضامًنا أرش‬
‫نقصهشفعة أن يأب‬ ‫وعن‬
‫أو بنوا يقلع‬ ‫غرسوه‬
‫يصدد‬ ‫المرين‬ ‫فما‬
‫إن بنوا‬
‫ويلزمهم نقص بقلع‬
‫صا بغرس‬ ‫بأجوديضمنوا نق ً‬‫ولم‬
‫المسمى الشقص‬ ‫فخذبنا‬
‫ول‬
‫حديبيعوا البعض‬‫صاذاأوأن‬ ‫ناق‬
‫وفيً‬
‫البنابالقسط‬ ‫هدموا‬
‫بقي‬ ‫فخذ ما‬ ‫أو‬
‫قدبين قيمة‬‫ثمنما‬
‫وقيمته‬ ‫من‬
‫مفرغة منه ومشغولة طد‬ ‫أرضه‬
‫وأن يتوكل أو يدل‬
‫لعقدهم‬
‫‪-248-‬‬

‫وإن يتو بعض خذ مبقى‬


‫بقسطه‬
‫بفعل الرب بالكل‬ ‫وقيل‬
‫أو ذد‬
‫‪-249-‬‬

‫وإن باع خذ ممن تشاء‬


‫بشفعة‬
‫ابتاعه الخر قط‬ ‫بما‬
‫بمبعد متى تأخذه من‬
‫وقيل‬
‫غير آجر‬
‫على من بعده ثمًنا‬ ‫يرد‬
‫ومع فسخ عيب الشقص‬ ‫قد‬
‫للي الحلف خذ‬ ‫بإقالة‬
‫وفسخ‬ ‫أو‬
‫أردد وفي الحلف‬ ‫ثمت‬
‫المسمى‬
‫افسخ حين تأخذ‬ ‫آجربائع‬
‫وإنقال‬
‫ما‬
‫تسعد‬
‫وغلته للمشتري قبل‬
‫أخذه‬
‫وبادي زروع والثمار بها‬
‫أشهد‬
‫‪-250-‬‬

‫بل أجرة للرض تبقى‬


‫أخذهوقت حصد والجذاذ‬ ‫إلى‬
‫ليرصد‬
‫ومتصل النامي وما لم‬
‫منتبع للصل في‬ ‫يبن‬
‫الثمار‬
‫فارددمن بائع رد‬
‫تأخذن‬ ‫الخذ‬
‫ول‬
‫وإيلء وإختلف‬ ‫شقصه‬
‫بعيب‬
‫تفندباختيار الفسخ أو رد‬
‫ول‬
‫مهرها‬
‫بموجبه بل من مقال‬
‫شفعة في الشقص‬ ‫بمبعد‬
‫ول‬
‫بعرض أن‬
‫كالعرض عيًبا‬ ‫بيع‬
‫يجد بائع‬
‫وللمفلسين الخذ ل وزن‬‫فيردد‬
‫مالهموعن أخذ الغريم بها‬
‫لخذ‬
‫وتورث عمن مات قبل‬ ‫أصدد‬
‫وأسقط بموت قبله في‬‫طلبها‬
‫الشقص المشفوع بزرع‬‫المؤطد‬‫)‪ (20‬إذا انشغل‬
‫أو غرس أو بيع قبل‬
‫عمل أو حصل به نقص إلخ‬
‫س ‪ :20‬هل بين الشفيع والبائع إقالة إذا‬
‫أدرك الشفيع الشقص وقككد شككغل بككزرع أو‬
‫ظهككر الثمككر فككي الشككجر‪ ،‬فمككا الحكككم فككي‬
‫ذلككك؟ واذكككر مككا يككترتب علككى ذلككك مككن‬
‫المسككائل‪ ،‬وإذا قاسككم المشككتري الشككفيع‬
‫‪-251-‬‬

‫لظهار زيككادة ثككم غككرس المشككتري أو بنككى‬


‫فهل تسقط الشككفعة؟ وهككل يضككمن نقككض‬
‫القلكككع؟ ومكككا صكككفة التقكككويم؟ وإذا حفكككر‬
‫المشتري في المشفوعة بئًرا فهل يأخككذها‬
‫الشفيع مجان ًككا؟ وإذا بككاع شككفيع شقصككه أو‬
‫بعضه قبل عمله فهل تبطككل شككفعته؟ وإذا‬
‫مات الشفيع فهل تسقط شفعته؟ وإذا بيع‬
‫شككقص لككه شككفيعان فعفككا أحككدهما عككن‬
‫الشفعة وطلب الخر ثم مات الطككالب فمككا‬
‫الحكككم؟ ومككن هككم الثلثككة الككذين يسككقط‬
‫حقهككم قبككل أن يطككالبوا؟ واذكككر الككدليل‬
‫والتعليل والتفصككيل والقيككود والمحككترزات‬
‫والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬ل تصسسح القالسة بيسسن البسسائع والشسسفيع؛ لنسسه‬
‫ليس بينه وبينه بيع وإنما هو مشتر من المشتري‬
‫والقالة إنما يكون بين متبسسايعين فسسإن بسساعه إيسساه‬
‫صح؛ لن العقار يجوز التصرف فيه قبل القبض‪.‬‬
‫وإن استغل الشقص المشفوع مشتر قبل أخذ‬
‫الشفيع بالشفعة بأن أخذ ثمرته أو أجرته فهي له‬
‫وليس للشفيع مطالبة المشتري بدرها؛ لحسسديث‪:‬‬
‫»الخراج بالضمان«‪.‬‬
‫وإن أدرك الشسسقص المسسبيع شسسفيع وقسسد اشسستغل‬
‫الشقص بزرع مشسستري وكسسان الشسسقص مسسن أرض‬
‫‪-252-‬‬

‫ونخل فلم يدركه الشفيع حتى ظهر ثمر في شسسجر‬


‫بعد شرائه أو أدركسسه شسسفيع وقسسد أبسسر طلسسع للنخسسل‬
‫دا حينه بل تسسأثير ونحسسوه‪ ،‬كمسسا‬
‫المبيع ولو كان موجو ً‬
‫لو كان الشقص مسسن أرض بهسسا أصسسول باذنجسسان أو‬
‫قثاء أو بامياء فعلى الشفيع تركه لفراغ اللقطسسات‬
‫بل أجرة هذا إن كانت الصسسول لمشسستر‪ ،‬وأمسسا إذا‬
‫كانت لمستأجر أو مستعير من المشسستري فليسسس‬
‫له إل اللقطة الولى فقط‪.‬‬
‫وإن قاسسسم مشسستر شسسفيًعا أو قاسسسم وكيسسل‬
‫الشفيع في غيبته لظهسسار المشسستري زيسسادة ثمسسن‬
‫على الثمن المبتاع به الشسسقص ونحسسوه كإظهسساره‬
‫أن الشريك وهبه له أو وقفه عليه أو أن الشسسراء‬
‫لغيره ثم غرس المشتري أو بنسسى فيمسسا خسسرج لسه‬
‫بالقسسسمة لسسم تسسسقط الشسسفعة؛ لن الشسسفيع لسسم‬
‫ضسسا عنهسسا‪ ،‬بسسل لمسسا أظهسسره‬
‫يسسترك الخسسذ بهسسا إعرا ً‬
‫المشتري‪.‬‬
‫وكذا الحكم لسسو كسسان الشسسفيع غائب ًسسا أو صسسغيًرا‬
‫وطالب المشتري الحسساكم بالقسسسمة فقاسسسم ثسسم‬
‫قدم الغائب وبلغ الصسسغير فلهمسسا الخسسذ بالشسسفعة‬
‫ولربهمسسا أي الغسسراس والبنسساء إذا أخسسذ الشسسقص‬
‫بالشسسفعة قلعهمسسا؛ لنهمسسا ملكسسه علسسى انفسسراده‬
‫وسواء كان فيه ضرر أو ل لنه تخليص لعين ماله‬
‫مما كان حين الوضع في ملكه‪ ،‬وقيل له ذلسسك إذا‬
‫‪-253-‬‬

‫لم يكن فيه ضرر‪ ،‬وهذا القول هسسو السسذي تطمئن‬


‫إليه النفس‪ ،‬والله سبحانه أعلم‪.‬‬
‫صسسا‬
‫ول يضمن مشسستر قلسسع غراسسسه أو بنسساءه نق ً‬
‫حصل بقلعه لنتفسساء عسسدوانه فيخيسسر فيسسه الشسسفيع‬
‫صا بكسسل الثمسسن أو تركسسه ول‬ ‫بين أخذ الشقص ناق ً‬
‫يسوي المشسستري حفسًرا إذا قلسسع غرسسسه أو بنسساءه‬
‫لعدم عدوانه‪ ،‬فإن أبى مشتر قلع غراسه أو بنائه‬
‫فللشسسفيع أخسسذ الغسسراس والبنسساء إذا علسسم الحسسال‬
‫بقيمته حين تقويم الغراس والبناء وصفة التقويم‬
‫أن تقوم الرض مشغولة بنحو غسسرس أو بنسساء ثسسم‬
‫تقسسوم الرض خاليسسة مسسن الغسسراس أو البنسساء فمسسا‬
‫بينهما فهو قيمة نحو بناء كغسسراس؛ لن ذلسسك هسسو‬
‫الذي زاد بالغراس‪.‬‬
‫وفي »القناع وشرحه«‪ :‬ول يلسسزم الشسسفيع إذا‬
‫أخذ الغراس أو البنسساء دفسسع مسسا أنفقسسه المشسستري‬
‫على الغراس والبناء سواء كان ما أنفقه أقل من‬
‫قيمتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه‬
‫أو أكسسثر منهسسا بسسل تلزمسسه قيمتسسه فقسسط‪ ،‬أو قلسسع‬
‫الغسسراس أو البنسساء ويضسسمن نقصسسه مسسن القيمسسة‬
‫المذكورة وهي ما بين قيمسسة الرض مغروسسسة أو‬
‫مبنيسسة وبيسسن قيمتهسسا خاليسسة ويلسسزم الشسسفيع إبقسساء‬
‫الغسسراس أو البنسساء بسسأجرة؛ لن مسسدته تطسسول ول‬
‫يعلم متى تنقضي فإن أبى الشفيع أحد الشسسيئين‬
‫‪-254-‬‬

‫فل شفعة؛ لنه مضار‪.‬‬


‫وإن حفر المشتري في البقعة المشفوعة بئًرا‬
‫لنفسه بإذن الشفيع لظهار زيادة ثمسسن ثسسم علسسم‬
‫فأخذ بالشفعة أخذ شفيع البئر مع الشقص ولزم‬
‫الشسسسفيع للمشسسستري أجسسسرة مثسسسل حفرهسسسا؛ لن‬
‫المشتري لم يتعد بحفرها‪.‬‬
‫وإن باع شسسفيع شقصسسه مسسن الرض السستي بيسسع‬
‫منها الشقص المشفوع أو باع بعض شقصه منهسسا‬
‫قبل علمه ببيع شريكه‪ ،‬فعلى شفعته؛ لنها ثبتسست‬
‫له حين باع شريكه ولم يوجد منه مسسا يسسدل علسسى‬
‫عفوه عنها‪.‬‬
‫وثبتت الشفعة لمشتر أول وهو الذي لسسم يعلسسم‬
‫الشفيع بشرائه حين باع شقصه فيما باعه شسسفيع؛‬
‫لنسه شسسريك فسي الرقبسة أشسسبه المالسك السذي لسم‬
‫يستحق عليه شفعة وإن بساع شسفيع جميسع حصسسته‬
‫بعد علمه ببيع شريكه سقطت شفعته‪.‬‬
‫وتسقط الشفعة بموت شفيع لم يطلب الخسسذ‬
‫بها مع طدوة أو شهادة مع عذر؛ لنهسسا نسسوع خيسسار‬
‫شرط للتمليك أشبه القبسسول فسسإنه لسسو مسسات مسسن‬
‫يريد القبول بعسسد إيجسساب صسساحبه لسسم يقسسم وارثسسه‬
‫مقامه فسسي القبسسول‪ ،‬ولنسسا ل نعلسسم بقسساء الشسسفعة‬
‫لحتمال رغبته عنها ول ينتقل إلى الورثة ما شسسك‬
‫‪-255-‬‬

‫في ثبوته ول تسقط الشسسفعة بمسسوت شسسفيع بعسسد‬


‫طلب المشتري بها أو بعد إشسسهاد بسسالطلب حيسسث‬
‫اعتبر الشهاد كمرض شسسفيع أو غيبتسسه عسسن البلسسد‬
‫وتكون الشفعة لورثته كلهم بقسسدر إرثهسسم كسسسائر‬
‫حقوقه‪.‬‬
‫ول فرق في السسوارث بيسسن ذي الرحسسم والسسزوج‬
‫والمولى المعتق وعصسسبته المتعصسسبون بأنفسسسهم‬
‫وبيت المال فيأخسسذه المسسام بهسسا إذا لسسم يكسسن ثسسم‬
‫وارث خاص يستغرق بفرض أو تعصسسيب أو رد أو‬
‫رحم‪.‬‬
‫والذي تطمئن إليه النفس أنه إذا مات الشفيع‬
‫قبل العفو والخذ أنه ينتقل حقه إلسسى ورثتسسه ولسسو‬
‫لم يطالب بهسسا؛ لنسسه قبسسض اسسستحقه بعقسسد السسبيع‬
‫فانتقل إلى الورثة كقبسسض المشسستري فسسي السسبيع‪،‬‬
‫ولنه خيار ثابت لدفع الضسسرر عسسن المسسال فسسورث‬
‫كالرد بالعيب‪ ،‬والله سبحانه أعلم‪.‬‬
‫فإن ترك بعض الورثة حقه من الخذ بالشفعة‬
‫توفر الحق على باقي الورثة ولم يكن لهم إل أن‬
‫يأخذوا الكل؛ لن في أخذ البعسسض وتسسرك البعسسض‬
‫إضرار بالمشتري‪.‬‬
‫ولو بيع شقص له شفيعان فعلى أحسسدهما عسسن‬
‫الشفعة وطلسسب الخسسر ثسسم مسسات الطسسالب فسسورثه‬
‫‪-256-‬‬

‫العافي عن الشفعة فله أخذ الشسسقص بالشسسفعة؛‬


‫لن عفوه أو ل عن حقه الثسسابت بسسالبيع ل يسسسقط‬
‫حقسسه المتجسسدد بسسالرث‪ ،‬والثلثسسة السسذين يسسسقط‬
‫حقهسسسم قبسسسل أن يطسسسالبوا الشسسسفيع والمتبايعسسسان‬
‫بالخيار والمقذوف‪.‬‬

‫)‪ (21‬مسائل حول الجهل بالثمن أو زيادته‬


‫أو نقصه أو العجز عنه‬
‫أو تأجيل الثمن أو القدرة على بعض‪،‬‬
‫وحول اختلف الشفيع‬
‫والمشتري في الثمن أو ادعى شيًئا ينكره‬
‫الخصم فيما يتعلق بذلك‬
‫س ‪ :21‬بمكككا يأخكككذ الشكككفيع الشكككقص‬
‫المشكككفوع‪ ،‬وإذا طلكككب الشكككفيع المهكككال‬
‫لتحصككيل الثمككن فهككل يمهككل؟ وإذا جهككل‬
‫الثمن أو اتهمه شككفيع أو عجككز شككفيع عككن‬
‫ثمن أو بقي الثمككن فككي ذمككة شككفيع حككتى‬
‫فلس أو كان ثمن الشقص مككؤجل ً أو حصككل‬
‫زيادة في الثمن أو نقككص فككي زمككن خيككار‪،‬‬
‫فمككا الحكككم؟ ومككن القككول قككوله فككي قككدر‬
‫الثمن‪ ،‬وإذا ادعى مشتر جهله بقككدر الثمككن‬
‫أو ادعى أنككه غككرس أو بنككى فككي الرض‪ ،‬أو‬
‫‪-257-‬‬

‫أدلى كل من شفيع ومشككتر ببينككة أو شككهد‬


‫البككائع لحككدهما‪ ،‬أو قككال مشككتر‪ :‬اشككتريته‬
‫بألف‪ ،‬وأثبته بأكثر‪ ،‬أو قككال مشككتر‪ :‬غلطككت‬
‫أو نسيت أو كذب‪ ،‬أو ادعككى شككفيع شككراءه‬
‫بألف‪ ،‬فقككال‪ :‬بككل اتهبتككه أو ورثتككه أو أنكككر‬
‫مدعي عليه وأقّر بائع فما الحكم؟ وما الذي‬
‫يترتب علككى ذلككك مككن المسككائل والحككام؟‬
‫واذككككر القيكككود والمحكككترزات والتفاصكككيل‬
‫والدلة والتعليلت والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬يملك الشقص المشسسفوع شسسفيع مليسسء بل‬
‫حاكم؛ لنه حسسق ثبسست بالجمسساع فلسسم يفتقسسر إلسسى‬
‫حكم حاكم كالرد بالعيب بقدر ثمنه الذي اسسستقر‬
‫سسسا وصسسفة؛‬‫عليه العقد وقسست لزومسسوه قسسدًرا وجن ً‬
‫لحديث جابر‪» :‬فهسسو أحسسق بسسه بسسالثمن« رواه أبسسو‬
‫إسسسسحاق الجوزجسسساني فسسسي »المسسسترجم«‪ ،‬ولن‬
‫الشسسفيع إنمسسا يسسستحق الشسسقص بسسالبيع فكسسان‬
‫مستحًقا له بالثمن كالمشسستري ل يقسسال‪ :‬الشسسفيع‬
‫اسسستحق أخسسذ الشسسقص بغيسسر رضسسا مسسالكه فكسسان‬
‫ينبغسسي أن يأخسسذه بقيمتسسه كالمضسسطر إلسسى طعسسام‬
‫غيره؛ لن المضطر استحقه بسبب حاجته فكسسان‬
‫المرجع في بدله إلسسى قيمتسسه‪ ،‬والشسسفيع اسسستحقه‬
‫بسسالبيع فسسوجب أن يكسسون بسسالعوض الثسسابت لسسه‬
‫المعلوم للشفيع؛ لن الخذ بالشفعة أخذ بعوضها‬
‫‪-258-‬‬

‫فاشسسترط أن يعلمسسه بسساذل قبسسل القسسدام علسسى‬


‫التزامه كمشتري المبيع‪.‬‬
‫وحيث تقرر هذا فإن كان الثمن من المثليسسات‬
‫كالسسدراهم والسسدنانير أو غيرهمسسا مسسن المثليسسات‬
‫كسسالحبوب والدهسسان‪ ،‬فسسإن الشسسفيع يسسدفع لمشسستر‬
‫مثسسل ثمسسن مثلسسي قسسدًرا مسسن جنسسسه بمعيسساره‬
‫الشسسرعي؛ لن مثسسل هسسذا مسسن طريسسق الصسسورة‬
‫والقيمسسة فكسسان أولسسى ممسسا سسسواه‪ ،‬ولن السسواجب‬
‫بدل الثمن فكسسان مثلسسه كبسسدل القسسرض والمتلسسف‬
‫ويدفع لمشتر قيمة ثمن متقوم من حيوان وثياب‬
‫ونحوهما؛ لنسسه بسسدله فسسي التلف والمسسراد قيمتسسه‬
‫وقسست الشسسراء؛ لنسسه وقسست اسسستحقاق الخسسذ ول‬
‫اعتبار بزيادة القيمة أو نقصها بعد ذلك‪ ،‬وإن كان‬

‫في البيع خيار اعتبرت القيمسسة عنسسد لزومسسه؛ لنسسه‬


‫حين استحقاق الخذ ويأتي‪.‬‬
‫فإن تعذر على شسسفيع مثسسل مثلسسي بسسأن عسسدمه‬
‫فعليه قيمته يوم إعوازه؛ لنهسسا بسسدله فسسي التلف‬
‫وإن تعذرت معرفة قيمة الثمن المتقوم بتلسسف أو‬
‫نحوه فعلى شفيع قيمة مشفوع يسسوم عقسسد؛ لنسسه‬
‫وقسست اسسستحقاق الخسسذ؛ لن الصسسل فسسي عقسسود‬
‫المعاوضات أن تكون بقسسدر القيمسسة؛ لن وقوعهسسا‬
‫بأقل أو أكثر محاباة والصل عدمها‪.‬‬
‫‪-259-‬‬

‫وإن جهل قدر ثمسسن كمسسا لسسو كسسان صسسبرة نقسسد‬


‫فتلفت أو اختلطت بما ل تتميز منه ول حيلة فسسي‬
‫ذلك على إسقاط الشفعة سقطت؛ لنها تستحق‬
‫بغيسسر بسسدل ول يمكسسن أن يسسدفع إليسسه مسسا ل يسسدعيه‬
‫وكما لو علم قدر الثمن عنسسد الشسسراء ثسسم نسسسي‪،‬‬
‫فإن تهمة الشفيع بأنه فعل ذلك تحيل ً لسسسقاطها‬
‫حلفه على نفي ذلك لحتمال صدق الشسسفيع وإن‬
‫جهل الثمن مع الحيلة فعلى شفيع قيمة الشقص‬
‫ويأخذه إذ الظاهر أنه بيع بقيمته‪.‬‬
‫وإن عجز شفيع عن ثمن شقص مشسسفوع ولسسو‬
‫كان عجزه عن بعسسض ثمسسن الشسسقص بعسسد إنظسسار‬
‫الشفيع بالثمن من حين أخذه بالشفعة ثلث ليال‬
‫بأيامها حتى يتبين عجزه؛ لنه قد يكون معسسه نقسسد‬
‫فيمهل بقدر ما يعده فيسسه والثلث يمكسسن العسسداد‬
‫سسسا لحتمسسال‬ ‫فيهسسا غالًبسسا ولسسو كسسان الشسسفيع مفل ً‬
‫تحصيل الثمن بإتهاب أو غيسسره فسسإن مضسسى عليسسه‬
‫المد ولم يأت بالثمن فلمشسستر لسسم يسسرض بتسسأخير‬
‫الثمن حيث عجز الشسفيع عنسسه أو هسسرب وقسد أخسسذ‬
‫الشقص بالشفعة الفسخ؛ لنه تعذر عليه الوصسسول‬
‫إلى الثمن فملسسك الفسسسخ كبسسائع بثمسسن حسسال تعسسذر‬
‫وصوله إليه الخذ بها عليه كفسخ غيرها مسسن السسبيع‬
‫وكالرد بسسالعيب ولسسو جسساء الشسسفيع الخسسذ بهسسا عليسسه‬
‫كفسخ غيرها من البيوع وكسالرد بسالعيب‪ ،‬ولسو جساء‬
‫‪-260-‬‬

‫الشفيع للمشتري برهن على الثمن أو جاء بضامن‬


‫له فيه؛ لن الضرر بتحصسسيل الثمسسن حاصسسل معهسسا‪،‬‬
‫والشسسسفعة لسسسدفع الضسسسرر فل تثبسسست معسسسه‪ ،‬ولن‬
‫المشسستري ل يلسسزم تسسسليم الشسسقص قبسسل قبسسض‬
‫ثمنه‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إن عجز عنسسه أو عسسن بعضسسه يرجسسع فسسي‬
‫ذلك إلى رأي حاكم‪ ،‬قال في »النصاف«‪ ،‬قلسست‪:‬‬
‫وهو الصواب في وقتنسسا هسسذا‪ ،‬وهسسذا القسسول السسذي‬
‫تميل إليه النفس‪ ،‬والله سبحانه أعلم‪.‬‬
‫ومن أخذ الشقص بالشفعة وبقي ثمنسسه بسسذمته‬
‫حتى حجر عليه الحسساكم لفلسسس خيسسر مشسستر بيسسن‬
‫فسسسخ للخسسذ بالشسسفعة أو إمضسسائه وضسسرب مسسع‬
‫الغرماء بالثمن كالبائع إذا أفلس مشتر‪.‬‬
‫وثمن مؤجل أخذ بسسه المشسستري الشسسقص ولسسم‬
‫يدرك الشفيع الخذ حتى حل علسسى مشسستر وثمسسن‬
‫ل‪ ،‬قسسال فسسي‬‫حسسال أي كمسسا لسسو اشسسترى بسسه حسسا ً‬
‫»الفسسروع«‪ :‬وإل يحسسل الثمسسن المؤجسسل قبسسل أخسسذ‬
‫الشفيع الشقص بالشسسفعة‪ ،‬فسسإنه يأخسسذه بسسه إلسسى‬
‫أجله إن كان الشسسفيع مليًئا وهسسو القسسادر أو كفلسسه‬
‫فيه كفيل مليء نص عليه وعليه الكثر؛ لنه تسسابع‬
‫للمشتري في الثمن وصفته والتأجيل من صسسفاته‬
‫وينتفي عنسسه الضسسرر بكسسونه مليًئا أو كفلسسه مليسسء‬
‫وإذا أخذه بالثمن مسسؤجل ً ثسسم مسسات هسسو أو مشسستر‬
‫‪-261-‬‬

‫فحل على أحدهما لم يحل على الخر‪.‬‬


‫وإن لسسم يكسسن الشسسفيع مليًئا فسسسخ المشسستري‬
‫عقد التملك بالشفعة إن لم يوثقه الشفيع بكفيل‬
‫مليء إذ التوثقة شسسرط للسسزوم التملسسك كسسالملءة‬
‫ويعتد في قدر ثمن بما زيد في قدر ثمن بما زيسسد‬
‫فيه زمن خيار مجلس أو شرط أو حط منه زمسسن‬
‫خيار؛ لن زمن الخيار بمنزلة حالة العقد والتغيير‬
‫يلحق بالعقسسد فيسسه؛ لنهمسسا علسسى اختيارهمسسا فيسسه‪،‬‬
‫ولن حق الشفيع إنما يثبت إذا لزم العقد فاعتبر‬
‫القدر الذي لسسزم العقسسد عليسسه‪ ،‬ولن الزيسسادة بعسسد‬
‫لزوم العقد هبسسة والنقسسص إبسسراء فل يثبسست شسسيء‬
‫منهما في حق الشفيع‪.‬‬
‫ويصسسدق مشسستر بيمينسسه فيمسسا إذا اختلسسف هسسو‬
‫والشفيع في قدر الثمن الذي اشترى به الشسسقص‬
‫حيث ل بينة لمباشرته العقسسد وهسسو أعسسرف بسالثمن‪،‬‬
‫ولن الشقص ملكه فل يتبرع منه بسدون مسا يسدعي‬
‫به من قدر الثمن من غير بينة‪ ،‬وكذا لو كان الثمن‬
‫قيمة عرض إشسترى بسه الشسقص‪ ،‬وقسال الشسفيع‪:‬‬
‫قيمتسسه عشسسرون‪ ،‬وقسسال المشسستري‪ :‬بسسل ثلثسسون‪،‬‬
‫فسسالقول قسسول مشسستر فسسي قسسدر قيمسسة العسسرض‬
‫المشتري به بيمينه حيث ل بينة ومحل ذلسسك حيسسث‬
‫دا عسسرض‬ ‫دا‪ ،‬فإن كان موجسسو ً‬‫لم يكن العرض موجو ً‬
‫علسسى المقسسومين ليشسسهدوا بمسسا يعلمسسون مسسن قسسدر‬
‫‪-262-‬‬

‫قيمته‪.‬‬
‫ويصدق المشتري بيمينه في جهسسل قسسدر ثمسسن‬
‫كتصديقه في جهل بقيمسسة العسسرض المشسستري بسسه‬
‫لجسسواز أن يكسسون اشسستراه جزافًسسا أو بثمسسن نسسسي‬
‫مبلغه ويصدق المشتري بيمينه في أنه غسسرس أو‬
‫بنى الرض التي منها الشقص المشفوع فيما إذا‬
‫أنكر الشفيع أنه أحدث ذلك؛ لنه ملك المشسستري‬
‫والشفيع يريد تملكه‪ ،‬فكان القسسول قسسول المالسسك‬
‫إل مع بينة شفيع فيعمل بها‪.‬‬
‫وتقسسدم بينسسة شسسفيع علسسى بينسسة مشسستر أن أقامسسا‬
‫بينتين؛ لنها بمنزلة بينة الخارج‪.‬‬
‫ول تقبل شهادة بسسائع لشسسفيع ول لمشسستر؛ لنسسه‬
‫متهم‪ ،‬ويقبل عدل وامرأتان أو شاهد أو يمين‪.‬‬
‫وإن قال مشتر لشقص‪ :‬اشتريته بألف‪ ،‬وأثبت‬
‫الشراء بائع بأكثر من أخذ الشقص شسسفيع بسسألف؛‬
‫لن المشتري مقر له باستحقاق أخذه بألف فلسسم‬
‫يسسستحق الرجسسوع بسسأكثر‪ ،‬ولن دعسسوى المشسستري‬
‫تتضسسمن دعسسوى كسسذب البينسسة‪ ،‬ولن البسسائع ظلمسسه‬
‫فيما زاد علسسى اللسسف فل يحكسسم للمشسستري علسسى‬
‫الشفيع بما زاد على اللف وإنما حكم بسسه للبسسائع؛‬
‫لنه ل يكذبها‪.‬‬
‫فإن قال مشتر‪ :‬صدقت البينة وغلطسست أنسسا أو‬
‫‪-263-‬‬

‫نسيت أو كذبت لم يقبل رجوعه عن قوله الول؛‬


‫لنه رجوع عن إقرار تعلق به حق غيره أشبه مسسا‬
‫لو قر له بدين‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬يقبل كمسسا لسسو أخسسبر فسسي المرابحسسة‪ ،‬ثسسم‬
‫قال‪ :‬غلطت‪ ،‬قبل هاهنا أولى؛ لنه قد قامت بينة‬
‫بكذبه‪ ،‬قال الحارثي‪ :‬هذا القوى‪ ،‬وقال القاضي‪:‬‬
‫قياس المذهب عندي يقبل‪ ،‬وهذا القول هو الذي‬
‫تميل إليه النفس‪ ،‬والله سبحانه أعلم‪.‬‬
‫وإن ادعى شفيع على من انتقسسل إليسسه شسسقص‬
‫كان لشريكه شراء الشقص المشتري قسسائل ً إنسسك‬
‫اشتريت هذا الشقص بألف فلسسي الشسسفعة احتسساج‬
‫إلسسى تحريسسر السسدعوى فيحسسدد المكسسان السسذي منسسه‬
‫الشقص ويذكر قدره وثمنه‪ ،‬فإن اعسسترف غريمسسه‬
‫وجبت الشفعة‪.‬‬
‫وإن أنكر الشراء‪ ،‬فقال‪ :‬بسسل اتهبتسسه أو ورثتسسه‪،‬‬
‫فل شسسفعة لسسك فيسسه حلسسف عليسسه ول شسسفعة؛ لن‬
‫الصل معه والمثبت للشفعة السسبيع ولسسم يتحقسسق‪،‬‬
‫فإن نكل عن اليمين ثبتت أو قسسامت لشسسفيع بينسسة‬
‫بالبيع ثبتت أو أنكر مسسدعي عليسسه الشسسراء أو أقسسر‬
‫بائع به ثبتت الشفعة لثبوت موجبها‪.‬‬
‫ومتى انتزع منسسه الشسسقص وأبسسى قبسسض الثمسسن‬
‫فإنه يبقى حتى في المسألة الخيرة إن أقر بسسائع‬
‫‪-264-‬‬

‫بقبض الثمن ممن انتزع منه الشقص‪ ،‬يبقى فسسي‬


‫ذمة شفيع لوصول كل منهما إلى مقصوده بدون‬
‫المحاكمة حتى يدعيه مشتر فيسسدفع إليسسه؛ لنسسه ل‬
‫مستحق له غيره ول يكون إنكار المشسستري للسسبيع‬
‫طا لحقه لئل يلزم أخذ الشفيع الشقص مسسن‬ ‫مسق ً‬
‫غير عوض‪.‬‬
‫وإن لم يقر بسسائع بقبضسسه الثمسسن فسسي المسسسألة‬
‫الخيرة أخذ الشفيع الشقص من البائع ودفع إليه‬
‫الثمسسن؛ لنسسه معسسترف بسسالبيع المسسوجب للشسسفعة‬
‫والمشتري ينكره فأخذ بإقراره؛ لنه أقسسر بحقيسسن‬
‫حق للشسسفيع وحسسق للمشسستري‪ ،‬فسسإذا سسسقط حسسق‬
‫المشتري بإنكاره ثبت حق الخر‪.‬‬
‫‪-265-‬‬

‫)‪ (22‬مسائل حول ادعاء الشفيع‬


‫من تكون‬‫والمشتري على الخر وعلى َ‬
‫عهدة الشفيع والشفعة في حق المضارب‬
‫ورب المال والكافر على المسلم‬
‫وصفة حل ما امتنع المشتري من قبضه‬
‫س ‪ :22‬إذا ادعى شريك على حاضر بيده‬
‫نصيب شريكه الغائب إنككه اشككترى الشككقص‬
‫منككه أو ادعككى شككريك علككى حاضككر أنككه بككاع‬
‫نصككيب الغككائب وقككدم الغككائب وأنكككر‪ ،‬فمككا‬
‫الحكككم؟ إذا ادعككى شككراءه لمككوليه‪ ،‬أو بككاع‬
‫مريض مرض الموت المخوف‪ ،‬فمككا الحكككم؟‬
‫وعلى من عهدة الشككفيع؟ وإذا أبككى مشككتر‬
‫لشقص مشفوع قبض مبيع ليسلمه لشككفيع‬
‫صككا فبككاع أحككدهما‪ ،‬فمككا‬‫أو ورث إثنككان شق ً‬
‫الحكم فيما قبلهما وبين من تكون الشككفعة‬
‫فككي الخيككرة؟ وهككل للكككافر شككفعة علككى‬
‫المسكككلم؟ بيكككن الحككككم والكككدليل‪ ،‬وهكككل‬
‫للمضارب أو رب المال شفعة علككى الخككر؟‬
‫وهكككل للمضكككارب فيمكككا بكككاعه مكككن مكككال‬
‫المضاربة أو في ماله فيه ملك أو فيما بيككع‬
‫شككركة المككال المضككاربة؟ واذكككر الككدليل‬
‫‪-266-‬‬

‫والتعليل والقيود والتفاصككيل والمحككترزات‬


‫والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬إذا ادعى شسسريك فيمسسا فيسسه الشسسفعة علسسى‬
‫حاضر بيده نصيب شريكه الغائب أنه اشتراه من‬
‫الغائب وأنه يستحقه بالشسسفعة فصسسدقه المسسدعي‬
‫عليه أخذ المدعي الشقص ممسسن هسسو بيسسده علسسى‬
‫حصته ممسسا سسسبق مسسن أنهسسا بقسسدر الملسسك وليسسس‬
‫المراد أخذه كامل ً إل أن يكون المدعى عليه غير‬
‫شسسريك لهمسسا؛ لن مسسن بيسسده العيسسن يصسسدقه فسسي‬
‫تصرفه فيما هو بيده‪.‬‬
‫ولو ادعى شريك على حاضر أنسسك بعسست نصسسيب‬
‫الغسسائب بسسإذنه‪ ،‬فقسسال‪ :‬نعسسم‪ ،‬فسسإن للمسسدعي أخسسذ‬
‫الشقص بالشسفعة‪ ،‬فسإذا قسدم الغسائب وأنكسر الذن‬
‫في البيع حلف؛ لن الصسسل عسسدمه وأخسسذ شقصسسه‬
‫وطالب بالجرة من شاء منهما ويستقر الضسسمان‬
‫على الشفيع؛ لن المنافع تلفت تحت يده‪.‬‬
‫وإن ادعى الشريك على الوكيل أنك اشسستريت‬
‫الشقص الذي فسسي يسسدك فسسأنكر‪ ،‬وقسسال‪ :‬إنمسسا أنسسا‬
‫وكيل فيه أو مستودع له‪ ،‬فالقول قوله مع يمينه‪،‬‬
‫فإن نكل قضى عليسسه؛ لن لسسو أقسسر لقضسسي عليسسه‬
‫فكذلك إذا نكل‪.‬‬
‫وتجسسب الشسسفعة فيمسسا ادعسسى مشسستر شسسراءه‬
‫‪-267-‬‬

‫لمحجوره؛ لن الشفعة حسسق ثبسست لزالسسة الضسسرر‬


‫فاستوى فيه جائز التص سّرف وغيسسره وقبسسل إقسسرار‬
‫وليه فيه بعيب في مبيعه‪.‬‬
‫وكذا لو قال مشتري الشسسقص‪ :‬إنمسسا اشسستريته‬
‫لفلن الغائب‪ ،‬فإن الشفعة تثبت ويأخذه الحسساكم‬
‫ويدفعه إلى الشفيع ويكسسون الغسسائب علسسى حجتسسه‬
‫إذا قدم؛ لننا لسسو وقفنسسا المسسر فسسي الشسسفعة إلسسى‬
‫حضور المقر له لكان في ذلك إسقاط الشسسفعة؛‬
‫لن كل مشتر يدعي أن الشراء لغسسائب‪ ،‬وأمسسا إذا‬
‫أقر المدعى عليه بمجرد الملسسك لمسسوكله الغسسائب‬
‫أو المحجور ثم أقر بالشسسراء بعسسد ذلسسك لسسم تثبسست‬
‫الشفعة حتى يقوم بالشراء بينة أو يقدم الغسسائب‬
‫أو ينفك الحجر عسسن المحجسسور ويعترفسسا بالشسسراء؛‬
‫لن الملسسك إنمسسا ثبسست لهمسسا بسسالقرار فسسإقراره‬
‫بالشراء بعد ذلك إقرار في ملك غيره فل يقبل‪.‬‬
‫وإن لم يذكر سبب الملسسك لسسم يسسسأله الحسساكم‬
‫عنه ولم يطالب ببيانه؛ لنه لو صرح بالشراء لسسم‬
‫تثبت به شفعة فل فائدة في الكشف عنه‪.‬‬
‫ول تثبت الشفعة مسسع خيسسار مجلسسس أو شسسرط‬
‫قبسسل إنقضسساء الخيسسار سسسواء كسسان للمتبسسايعين أو‬
‫لحدهما لما في الخذ من إبطسسال خيسساره وإلسسزام‬
‫المشسستري بالعقسسد قبسسل رضسساه بسسالتزامه وإيجسساب‬
‫العهدة عليه وتفويت حقه مسسن الرجسسوع فسسي غيسسر‬
‫‪-268-‬‬

‫الثمن إن كان الخيار له‪.‬‬


‫وبيع المريض ولو كان مرض الموت المخسسوف‬
‫كبيع الصحيح فسسي الصسسحة‪ ،‬وفسسي ثبسسوت الشسسفعة‬
‫وغيرهسسا مسسن الحكسسام المرتبسسة علسسى السسبيع؛ لنسسه‬
‫مكلف رشيد‪ ،‬وفي المحاباة تفصيل يأتي إن شاء‬
‫الله بيانه في عطية المريض‪.‬‬
‫وعهسسدة شسسفيع علسسى مشسستر فيمسسا إذا ظهسسر‬
‫الشقص مستحًقا أو معيًبا وأراد الشسسفيع الرجسسوع‬
‫بسسالثمن أو الرش؛ لن الشسسفيع ملكسسه مسسن جهتسسه‬
‫فرجع عليه؛ لكونه كبائعه‪ ،‬ولن الشفعة مستحقة‬
‫بعسسد الشسسراء وحصسسول الملسسك للمشسستري فكسسانت‬
‫العهدة عليه والعهدة فسسي الصسسل كتسساب الشسسراء‬
‫والمراد بها هنا رجوع من انتقل الملسسك إليسسه مسسن‬
‫شفيع أو مشتر على من انتقسسل عنسسه الملسسك مسسن‬
‫بسسائع أو مشسستر بسسالثمن أو الرش عنسسد إسسستحقاق‬
‫الشقص أو عيبسسه‪ ،‬فسسإذا ظهسسر الشسسقص مسسستحًقا‬
‫رجع الشفيع على المشتري بالثمن ثم المشسستري‬
‫على البائع‪.‬‬
‫وإن ظهسسر الشسسقص معيًبسسا‪ ،‬واختسسار الشسسفيع‬
‫المساك مع الرش رجع بالرش على المشسستري‬
‫ثسسم المشسستري علسسى البسسائع‪ ،‬فسسإن أبسسى المشسستري‬
‫قبض المبيع ليسلمه للشفيع أجبره الحاكم علسسى‬
‫قبض الشقص؛ لن القبسسض واجسسب ليحصسسل حسسق‬
‫‪-269-‬‬

‫المشسستري مسسن تسسسليمه‪ ،‬ومسسن شسسأن الحسساكم أن‬


‫يجبر الممتنع‪.‬‬
‫فإن علم المشتري العيب عند البيع ولم يعلمه‬
‫الشفيع عند الخذ فل شيء للمشسستري وللشسسفيع‬
‫الرد وأخذ الرش وإن علمه الشسسفيع ولسسم يعلمسسه‬
‫المشتري فل رد لواحد منهما ول أرش‪.‬‬
‫ومحل كون العهدة للشفيع على المشتري إن‬
‫أقر المشتري بشرائه الشقص‪ ،‬فإن أنكسسر مشسستر‬
‫الشراء ول بينة به وأخذ الشسسقص مسسن بسسائع مقسسر‬
‫بالبيع‪ ،‬فالعهدة على بائع لحصول الملك للشسسفيع‬
‫من جهته كما أن عهدة مشتر على بائع‪.‬‬
‫صسسا فبسساع أحسسدهما نصسسيبه‪،‬‬
‫وإن ورث اثنان شق ً‬
‫فالشفعة في المسسبيع بيسسن السسوارث السسذي لسسم يبسسع‬
‫وبين شسسريك مسسورثه علسسى قسسدر ملكيهمسسا؛ لنهمسسا‬
‫شريكان حال ثبوت الشفعة فكانت بينهما كما لو‬
‫تملكاهسسا بسسسبب واحسسد؛ لنهسسا تثبسست لسسدفع ضسسرر‬
‫الشريك الداخل على شركائه بسبب شركته وهو‬
‫موجود في حق الكل‪.‬‬
‫ول شفعة لكافر حال بيسسع علسسى مسسسلم سسسواء‬
‫أسلم بعد البيع أو لم يسلم؛ لقوله ‪» :‬ل شفعة‬
‫لنصراني« رواه الدارقطني فسسي كتسساب »العلسسل«‬
‫بإسناده عن أنس ‪ ،‬ولنه معنى يختسسص العقسسار‬
‫‪-270-‬‬

‫فأشبه الستعلء في البنيسسان يحققسسه أن الشسسفعة‬


‫إنما تثبت للمسلم دفعًسسا للضسسرر عسسن ملكسسه فقسسد‬
‫دفع ضرر المشسستري ول يلسسزم تقسسديم دفسسع ضسسرر‬
‫المسلم على المسلم تقديم ضسسرر السسذمي‪ ،‬فسسإن‬
‫حسسق المسسسلم أرجسسح ورعسسايته أولسسى‪ ،‬ولن ثبسسوت‬
‫الشفعة في محسسل الجتمسساع علسسى خلف الصسسل‬
‫رعاية لحق الشريك المسلم وليسسس السسذمي فسسي‬
‫معنى المسلم فيبقى فيه على مقتضى الصل‪.‬‬
‫وقال ابن القيم ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬في »البسسدائع«‪:‬‬
‫فسسائدة حقسسوق المالسسك وحقسسوق الملسسك شسسيء‪،‬‬
‫فحقوق المالك تجسسب لمسسن لسسه علسسى أخيسسه حسسق‪،‬‬
‫وحقوق الملك تتبع الملك ول يراعى بهسسا المالسسك‬
‫وعلى هذه حق الشفعة للذمي على المسلم من‬
‫أوجبسسه جعلسسه مسسن حقسسوق الملك ومسسن أسسسقطه‬
‫جعله من حقوق المالكين‪ ،‬والنظر الثسساني أظهسسر‬
‫وأصح؛ لن الشسسارع لسسم يجعسسل للسسذمي حًقسسا فسسي‬
‫الطريسسق المشسسترك عنسسد المزاحمسسة‪ ،‬فقسسال‪» :‬إذا‬
‫لقيتموهم في الطريق فاضطروهم إلى أضسسيقه«‬
‫فكيف يجعل له حًقا في انسستزاع الملسسك المختسسص‬
‫عند التزاحم‪ ،‬وهذه حجة المام أحمد نفسه‪.‬‬
‫وأما حديث‪» :‬ل شسسفعة لنصسسراني« فاحتسسج بسسه‬
‫بعض أصحابه وهو أعلسسم مسسن أن يحتسسج بسسه‪ ،‬فسسإنه‬
‫من كلم بعض التابعين‪ .‬اهس‪.‬‬
‫‪-271-‬‬

‫وتثبت الشفعة للمسلم علسسى السسذمي؛ لعمسسوم‬


‫الدلة‪ ،‬ولنها إذا أثبتت علسسى المسسسلم مسسع عظسسم‬
‫حرمته‪ ،‬فلن تثبت على الذمي لدناءته أولى‪.‬‬
‫ول شفعة لمبتدع مكفر ببدعة على مسلم لما‬
‫تقدم وأهل البدع الغلة كالمعتقد أن جبريل غلط‬
‫في الرسالة إلى النبي ‪ ‬وإنما أرسل إلى علسسي‬
‫ونحوه‪ ،‬وهذا اعتقسساد بعسسض الرافضسسة نعسسوذ بسسالله‬
‫من زيغ القلوب وكمن يعتقد ألوهيسسة علسسي؛ لنهسسا‬
‫إذا لم تثبت للذمي الذي يقر علسسى كفسسره فغيسسره‬
‫أولى‪ ،‬وكذا حكم من حكم بكفره من الدعاة إلى‬
‫القول بخلق القرآن ونحوه‪.‬‬
‫ول شفعة لمضارب علسسى رب المسسال إن ظهسسر‬
‫ربح؛ لنه يصير جزء من مال المضاربة فل تثبسست‬
‫له على نفسه كأن يكون للمضسسارب شسسقص فسسي‬
‫دار فيشسستري المضسسارب بمسسال المضسساربة بقيتهسسا‬
‫وإن لم يظهر ربح وجبت الشفعة؛ لنه أجنبي‪.‬‬
‫ول شفعة لرب المال على مضارب كأن يكون‬
‫لرب المال شسسقص فسسي دار فيشسستري المضسسارب‬
‫بمال المضاربة بقيتها؛ لن الملك لرب المسسال فل‬
‫يستحق الشفعة على نفسه‪.‬‬
‫ول شفعة لمضارب في شقص باعه مسسن مسسال‬
‫المضسساربة وللمضسسارب فسسي السسذي منسسه الشسسقص‬
‫‪-272-‬‬

‫المسسبيع ملسسك لتهمتسسه أشسسبه شسسراءه مسسن نفسسسه‬


‫وللمضسسارب الشسسفعة فسسي شسسقص بسساعه مسسالكه‬
‫الجنبي لجنبي مسسن مكسسان فيسسه الشسسفعة شسسركة‬
‫لمال المضسساربة إن كسسان فسسي أخسسذه حسسظ ككسسونه‬
‫بسسدون ثمسسن مثلسسه؛ لنسسه مظنسسة الربسسح‪ ،‬فسسإن أبسسى‬
‫مضارب أخذه بالشفعة أخذ بالشفعة رب المسسال؛‬
‫لن مال المضاربة ملكه والشركة حقيقة له‪.‬‬
‫‪-273-‬‬

‫من النظم فيما يتعلق بالشفعة‬


‫بمثل عن المثلي خذ أو‬
‫وإن قرر العقد فعن غير أنقد‬
‫وللمشتري منع إلى‬
‫فإنت يعي يفسخ دون‬
‫وليس قبول الرهن منك‬
‫ول ضامن للمشتري‬
‫وإن طلب المهال يمهل‬
‫وبالعجز عنه أو عن‬
‫ويأخذ في تأجيله ذو‬
‫ومكفول شخص مع‬
‫ويقبل في مقداره قول‬
‫إذا كان لم يأت الشفيع‬
‫وفي جهله مقداره مع‬
‫وفي نفي كيد ثم أسقط‬
‫وإن قال باللف اشتريت‬
‫وإن أثبت البياع ألفين‬
‫وإن يدعي النسيان في‬
‫ليقبل مع أحلفه في‬
‫وإن قلت باللف اشتريت‬
‫هبات كذاك من وراثة‬
‫ليقبل نفي الشتراء مع‬
‫وخذ إن أبى أو إن أتيت‬
‫بشهد‬
‫‪-274-‬‬

‫فإن يأب قبضا مشتر‬


‫فاجبرنه‬
‫قول محفوظ على‬ ‫وفي‬
‫بائع عد‬
‫‪-275-‬‬

‫وسيان في استحقاق‬
‫بشفعةمع شريك‬
‫شقص قريب‬
‫شريك‬
‫مبعدباع بعض الوارثي‬
‫فلو‬
‫عن أب‬
‫مثل إخوته‬ ‫الشقصأبيه‬
‫لشرك‬
‫شفعة للكفر في‬ ‫أشهد‬
‫ول‬
‫مسلم للكفر في‬
‫العكس أو‬‫شقص‬ ‫بل‬
‫مردالسلم‬ ‫مظهر‬‫شقص‬‫ول‬
‫بكفرهواعتزال‬
‫يقضيبرفض‬‫كغال‬
‫شفعة في وقف‬ ‫دعا قد‬
‫ول‬
‫وديننا ومن يقض‬
‫فاروالولى‬
‫في‬
‫قلدفيما بمال‬ ‫بها فيه‬
‫شفعة‬ ‫ول‬
‫إشتريتالمتجرد‬
‫المال في‬ ‫قراضك‬
‫لرب‬
‫كذا عامل إن يبد ربح‬
‫بالتملك‬
‫ذا الخذ‬ ‫وقيلشا بعد‬
‫وإن‬
‫يسعد‬
‫ويملك عند الحظ أخذ‬
‫يعف يأخذ رب مال‬ ‫بشفعة‬
‫فإن‬
‫)‪ (23‬تعريفكمبتدي‬
‫الوديعة‪ ،‬ذكر طرف من‬
‫محاسنها‪ ،‬الصل فيها‪ ،‬ما يعتبر لها‪،‬‬
‫حكمها‪ ،‬من يصح منه اليداع‪ ،‬ومن ل يصح‬
‫منه‪ ،‬ما تنعقد به‪ ،‬موضع حفظها‪،‬‬
‫مبطلتها‪ ،‬التعدي فيها‪ ،‬حرز حفظها‪ ،‬وما‬
‫حول ذلك‬
‫‪-276-‬‬

‫س ‪ :23‬تكلكم بوضوح عما يلككي الوديعككة‪:‬‬


‫سبكب تسميتها بذلك‪ ،‬الصل فيهككا اليككداع‪،‬‬
‫الستيكككداع‪ ،‬الككذي يعتككبر لهككا‪ ،‬مكككبطلتها‪،‬‬
‫ومكتى يجب قبولها؟ ومتى يستحكب؟ ومتى‬
‫يككككره؟ ومكككتى يحكككرم؟ وهكككل تضمكككن إذا‬
‫تلفككت؟ ومككا حكككم حفظهككا؟ وبككأي شككيء‬
‫عا‬
‫يحفظهكككا؟ وإذا عيكككن صكككاحبها موضككك ً‬
‫لحفظها فخالف‪ ،‬فمككا الحكككم؟ ومككن الككذي‬
‫يصح اليداع عنككده‪ ،‬والككذي ل يصككح اليككداع‬
‫عنده‪ ،‬وبأي شيء تنعقد الوديعة؟ واذكر ما‬
‫حككككول ذلككككك مككككن القيككككود والتفاصككككيل‬
‫والمحككترزات والمثلككة والككدليل والتعليككل‬
‫والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬الوديعة هي فعلية من ودع إذا تسسرك‪ ،‬ومنسسه‬
‫قوله ‪» :‬لينتهين أقسسوام عسسن ودعهسسم الجمعسسات‬
‫والجماعات« رواه مسلم‪ ،‬وفي النسائي‪» :‬دعسسوا‬
‫الحبشة ما ودعوكم واتركوا السسترك مسسا تركسسوكم‪،‬‬
‫والوديعة واحدة الودائع«‪.‬‬
‫قال لبيد‪:‬‬
‫وما المال والهلون إل ودائع‬
‫ما أن نرد الودائع‬
‫ول ب ُد ّ يو ً‬
‫وقال الخر‪:‬‬
‫‪-277-‬‬

‫إذا أنت لم تبرح تؤدي أمانة‬


‫وتحمل أخرى أثقلتك الودائع‬
‫وهي لغة‪ :‬الشيء الموضوع عنسسد غيسسر صسساحبه‬
‫للحفسسظ‪ ،‬وتقسسال علسسى اليسسداع‪ ،‬وعلسسى العيسسن‬
‫المودعة‪ ،‬من ودع الشسسيء يسسدع إذا سسسكن؛ لنهسسا‬
‫ساكنة عند المودع‪ ،‬وقيل مسسن قسسولهم‪ :‬فلن فسسي‬
‫دعة أي راحة؛ لنها في راحسسة المسسودع ومراعسساته‬
‫وحفظه‪.‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫سا‬
‫استودع العلم قرطا ً‬
‫فضيعهمستودع العلم‬‫وبئس‬
‫القراطيس‬
‫عا‪ :‬المسسال المسسدفوع إلسسى مسسن‬ ‫والوديعسسة شسسر ً‬
‫يحفظه‪ ،‬وسميت وديعة بالهسساء؛ لنهسسم ذهبسسوا بهسسا‬
‫إلى المانة‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫ثم محاسن الوديعة ظاهرة إذ فيها إعانة عبسساد‬
‫الله تعالى في حفظ أموالهم ووفاء المانة‪ ،‬وهسسو‬
‫من أشسسرف الخصسسال عقل ً وشسسر ً‬
‫عا‪ ،‬قسسال –عليسسه‬
‫الصل ة والسلم‪» :-‬المانة تجر الغنسسى‪ ،‬والخيانسسة‬
‫تجر الفقر«‪ ،‬وفي المثل‪ :‬المانسسة أقامسسة الملسسوك‬
‫مقسسام الملسسوك‪ ،‬والخيانسسة أقسسامت الملسسوك مقسسام‬
‫المملوك‪ ،‬ومن محاسن الوديعة‪ :‬أنها إحسان إلى‬
‫عباد اللسسه‪ ،‬واللسسه يحسسب المحسسسنين‪ ،‬وأنهسسا سسسبب‬
‫‪-278-‬‬

‫ضسسا‬
‫التسسآلف بيسسن المسسسلمين ومحبسسة بعضسسهم بع ً‬
‫ضا‪.‬‬
‫ومعاونة بعضهم بع ً‬
‫سسسسنة‬ ‫وأمسسسا الصسسسل فيهسسسا فهسسسو الكتسسساب وال ّ‬
‫ن‬ ‫والجماع؛ أما الكتاب‪ :‬فقال الله تعسسسالى‪َ  :‬‬
‫فإ ِ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫مان َت َ ُ‬‫ن أ َ‬‫م َ‬ ‫ذي ا ْ‬
‫ؤت ُ ِ‬ ‫ؤ دّ ال ّ ِ‬‫فل ْي ُ َ‬‫ضا َ‬ ‫ع ً‬ ‫ض ُ‬
‫كم ب َ ْ‬ ‫ع ُ‬ ‫ن بَ ْ‬
‫م َ‬ ‫أ ِ‬
‫دوا‬ ‫ؤ ّ‬‫م َأن ُتكك َ‬ ‫مُرك ُ ْ‬
‫ْ‬
‫ه ي َأ ُ‬‫ن الل ّ َ‬ ‫‪ ،‬وقال تعالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫ها ‪.‬‬ ‫ت إ َِلى أ َ ْ‬
‫هل ِ َ‬ ‫ماَنا ِ‬ ‫َ‬
‫ال َ‬
‫وأما السنة‪ :‬فعن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي ‪‬‬
‫قال‪» :‬أد ّ المانة إلسسى مسسن ائتمنسسك ول تخسسن مسسن‬
‫خانك« رواه أبسسو داود والترمسسذي‪ ،‬وقسسال‪ :‬حسسديث‬
‫حسن‪ ،‬وروي عنه ‪ ‬أنسسه كسسان عنسسده ودائع فلمسسا‬
‫أراد الهجرة أودعها عند أم أيمسسن وأمسسر علي ًسسا أ ن‬
‫يردها على أهلها‪.‬‬
‫وروى السسبيهقي عسسن عمسسر ‪ ‬أنسسه قسسال وهسسو‬
‫يخطب للناس‪» :‬ل يعجبنكم من الرجل طنطنته؛‬
‫ولكن من أدى المانة وكف عسسن أعسسراض النسساس‬
‫فهو الرجل« ولقد كسسان سسسفيان الثسسوري ‪ -‬رحمسسه‬
‫الله ‪ -‬كثيًرا ما ينشد قوله‪:‬‬
‫إني وجدت فل تظنوا غيره‬
‫إن التورع عند هذا الدرهم‬
‫فإذا قدرت عليه ثم تركته‬
‫فاعلم بأن تقاك تقوى‬
‫المسلم‬
‫‪-279-‬‬

‫وأما الجماع‪ :‬فأجمع أهل كل عصر على جواز‬


‫اليداع والستيداع والعبرة تقتضيه لحاجة النسساس‬
‫إليها‪ ،‬فسسإنه يتعسسذر علسسى جميعهسسم حفسسظ أمسسوالهم‬
‫بأنفسهم ويحتاجون إلى من يحفظها لهم‪.‬‬
‫واليداع توكيل رب المال جسسائز التصسسرف فسسي‬
‫عا‪.‬‬
‫حفظه تبر ً‬
‫والستيداع توكل جائز التصرف في حفظ مال‬
‫عا بغير تصرف في المال المحفوظ‪.‬‬
‫غيره تبر ً‬
‫ويعتبر للوديعة لعقده أركسسان وكالسسة مسسن كسسون‬
‫كل منهما جائز التصرف وتعيين وديع ونحوه‪.‬‬
‫ول يصسسح اليسسداع إل مسسن جسسائز التصسسرف فسسي‬
‫المال‪ ،‬فإن أودعه صبي أو سفيه لسسم يقبسسل؛ لنسسه‬
‫تصرف في المال فلم يصح من الصبي والسسسفيه‬
‫كالبيع‪.‬‬
‫ول يصح إل عند جائز التصرف‪ ،‬فإن أودع صبًيا‬
‫أو سفيًها لم يصح اليداع؛ لن القصد من اليسسداع‬
‫الحفظ والصبي والسفيه ليسا من أهل الحفظ‪.‬‬
‫وتبطسسل الوديعسسة بمسسا تبطسسل بسسه الوكالسسة إل إذا‬
‫عزله المالك ولم يعلم بعزله فهي أمانة بيده بعد‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وحكم الوديعة يختلف باختلف الحوال فيكون‬
‫قبولها واجب على القادر علسسى حفظهسسا فيمسسا إذا‬
‫‪-280-‬‬

‫اضطر إليه أخوه المسلم في حفظ ماله بأن لسسم‬


‫يجد من يحفظه له سواه‪.‬‬
‫ويكون قبولها مسسستحًبا لمسسن يعلسسم مسسن نفسسسه‬
‫المانسسة والقسسدرة علسسى حفظهسسا؛ لقسسوله تعسسالى‪:‬‬
‫وى ‪ ،‬وقسسوله ‪:‬‬ ‫ق َ‬ ‫عَلى الب ِّر َ‬
‫والت ّ ْ‬ ‫وُنوا َ‬
‫عا َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫وت َ َ‬
‫»والله في عون العبسسد مسسا كسان العبسسد فسسي عسسون‬
‫أخيه«‪.‬‬
‫ها فيمسسا إذا كسسان الشسسخص‬
‫ويكون قبولها مكرو ً‬
‫لم يثق بأمانته بأن خاف عن نفسه الخيانة‪.‬‬
‫ويحرم على عسساجز عسسن حفظهسسا أخسسذها‪ ،‬وكسسذا‬
‫من يعلم من نفسه الخيانة؛ لنسسه يعرضسسها للتلسسف‬
‫فل يجوز له قبضها‪.‬‬
‫قال في »نهاية التدريب«‪:‬‬
‫ويستحب أخذها لمن يثق‬
‫بنفسه ولم يجز إن لم يطق‬
‫لكن تكون عنده أمانة‬
‫ما لم يكن تقصير أو خيانة‬
‫والوديعة أمانة بيسسد وديسسع ل تضسسمن بل تعسسد ول‬
‫تفريط؛ لن الله سسسبحانه وتعسسالى سسسماها أمانسسة‪،‬‬
‫والضسسمان ينسسافي المانسسة‪ ،‬ولمسسا روى عمسسر بسسن‬
‫شعيب عن أبيه عن جده أن النبي ‪ ‬قال‪» :‬من‬
‫أودع وديعسسة فل ضسسمان عليسسه« رواه ابسسن مسساجه‪،‬‬
‫‪-281-‬‬

‫ولن المسسستودع يحفظهسسا لمالكهسسا فلسسو ضسسمنت‬


‫لمتنع الناس من قبضها‪ ،‬وذلك مضر لما فيه من‬
‫مسيس الحاجة إليها فل تضمن بل تعد من الوديع‬
‫أو تفريط وهو التقصير في حفظها‪.‬‬
‫فإن تعدى أو فرط ضمنها؛ لن المتعدي متلف‬
‫لمال غيره فضمنه‪ ،‬كما لو أتلفه مسسن غيسسر إيسسداع‬
‫والمفسسرط متسسسبب بسسترك مسسا وجسسب عليسسه مسسن‬
‫حفظها ولو تلفت من بين ماله سواء ذهب معهسسا‬
‫مسسن مسساله شسسيء أو ل‪ ،‬ومسسا روي عسسن عمسسر أنسسه‬
‫سا وديعة ذهبت مسسن بيسسن مسساله محمسسول‬‫ضمن أن ً‬
‫على التفريط‪.‬‬
‫قسسال ابسسن رشسسد‪ :‬اتفقسسوا علسسى أنهسسا أمانسسة ل‬
‫مضمونة‪ ،‬قال‪ :‬وبالجملة فالفقهسساء أجمعسسوا أنسسه ل‬
‫ضمان على صاحب الوديعسسة إل أن يتعسسدى‪ ،‬وقسسال‬
‫الوزير‪ :‬اتفقوا على أن الوديعة أمانة محضسسة وأن‬
‫الضسسسسسسمان ل يجسسسسسسب علسسسسسسى المسسسسسسودع إل‬
‫بتعديه‪ ،‬واتفقوا على أنسسه إذا أودعسسه علسسى شسسرط‬
‫الضمان‪ ،‬فإنه ل يضمن بالشرط‪ .‬اهس‪.‬‬
‫ويلزم الوديع حفظهسسا بنفسسسه أو وكيلسسه أو مسسن‬
‫يحفظ ماله عادة كزوجة وعبد كمسسا يحفسسظ مسساله‬
‫فيجعلها في حرز مثلها عرًفا‪.‬‬
‫قال في »التدريب«‪:‬‬
‫‪-282-‬‬

‫في موضع يكون حرز‬ ‫وحفظها محتم بجعلها‬


‫مثلها‬
‫الحفسسظ والسسستيداع‬ ‫إذ المقصسسود مسسن اليسسداع‬
‫إلتزام ذلك فإذا لم يحفظها لم يفعسسل مسسا السستزمه‬
‫ْ‬
‫مُرك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ه ي َك أ ُ‬‫ن الل ّك َ‬
‫كحرز سرقة؛ لقوله تعالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫ها ‪ ‬ول يمكن ذلك‬ ‫ت إ َِلى أ َ ْ‬
‫هل ِ َ‬ ‫ماَنا ِ‬ ‫َ‬
‫دوا ال َ‬ ‫َأن ت ُ َ‬
‫ؤ ّ‬
‫إل بالحفظ فمن استودع شسسيًئا حفظسسه فسسي حسسرز‬
‫مثله عاجل ً مع القدرة وإل ضمن‪.‬‬
‫وإن شرط رب الوديعة ضمانها على الوديع لم‬
‫يصسسح الشسسرط ولسسم يضسسمنها؛ لنسسه شسسرط ينسسافي‬
‫مقتضى العقد فلم يصح‪.‬‬
‫وفي نظم »أسهل المسالك«‪:‬‬
‫ضمانها عن الوديع قد سقط‬
‫لنها أمانة ولو شرط‬
‫إل بأسباب العدا كلو وقع‬
‫تعدًيا منه عليها ما تدع‬
‫أو نقلها بغير نقل مثلها‬
‫وا ضلها‬ ‫أو موضع اليداع سه ً‬
‫وكذا لو قسسال الوديسسع‪ :‬أنسسا ضسسامن للوديعسسة لسسم‬
‫يضمن ما تلف منها من غير تعسسد ول تفريسسط؛ لن‬
‫ضمان المانات غير صحيح‪.‬‬
‫وكذا ما أصله المانة كالرهن والعين المؤجرة‬
‫والموصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى بنفعهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا‬
‫‪-283-‬‬

‫فل يصح شرط ضمانها ول يضمنها الوديع‪.‬‬


‫ول يضر نقل الوديعسسة مسسن حسسرز مثلهسسا لتحسسرز‬
‫مثله ولو نقلها إلى حسسرز دون الول؛ لن صسساحبها‬
‫رد حفظهسسا إلسسى رأيسسه واجتهسساده وأذن لسسه فسسي‬
‫إحرازها بما شاء من إحراز مثلها؛ ولهذا لو تركها‬
‫في الثاني أول ً لم يضمنها فكذلك إذا نقلها إليه‪.‬‬
‫فإن عين الحرز رب الوديعة بأن قال‪ :‬أحفظهسسا‬
‫بهذا البيت أو الدكان فأحرزها بدون المعيسسن رتبسسة‬
‫في الحفظ ولو أنسسه حسسرز مثلهسسا فضسساعت ضسسمن؛‬
‫لنه خسسالف المالسسك فسسي حفسسظ مسساله‪ ،‬ولن بيسسوت‬
‫الدار تختلف فمنها ما هو سسسهل فتقسسه‪ ،‬ومنهسسا مسسا‬
‫يصعب نقبه فيضمنها بوضعها في غيره ولسسو ردهسسا‬
‫للحسسرز المعيسسن بعسسد ذلسسك‪ ،‬وتلفسست فيسسه فيضسسمنها‬
‫لتعديه بوضعها في الدون فل تعود أمانسسة إل بعقسسد‬
‫جديد‪ ،‬وقيل‪ :‬إن ردها إلى حرزهسسا السسذي عينسسه لسسه‬
‫فتلفت لم يضمن‪ ،‬وهذا القول هو الذي تميل إليه‬
‫النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وإن أحسسرز الوديعسسة بحسسرز مثسسل السسذي عينسسه‬
‫صاحبها فسسي الحفسسظ أو أحرزهسسا بحسسرز فسسوقه لسسم‬
‫يضمن ولو أخرجها لغير حاجة؛ لن تعيينسسه الحسسرز‬
‫ضا لزرع حنطسسة‬ ‫أذن فيما هو مثله كمن اكترى أر ً‬
‫فله زرعها وزرع مثلها في الضرر واقتضسساء الذن‬
‫فيما هو أحفظ من باب أولى كسسزرع مسسا هسسو دون‬
‫‪-284-‬‬

‫الحنطسسة أو زادهسسا إقفسسال ً لسسم يضسسمن؛ لنسسه زاده‬


‫خيًرا‪ ،‬وكذلك لو قال‪ :‬ضعها في الشسسنطة أو فسسي‬
‫الدولب فوضعها في التجوري؛ لنه زاده خيًرا‪.‬‬
‫ولو نهاه عن إحراز بمثسسل المعيسسن أو فسسوقه أو‬
‫عن نقلها مما عين له أو عن زيادة القفال وفعل‬
‫ل يضمن؛ لنه ل يعد مفرط ًسسا ولسسو تلفسست الوديعسسة‬
‫بسبب نقل كانهدام محل نقلت إليه‪.‬‬
‫ولو كانت العين في بيت صاحبها‪ ،‬فقسسال الخسسر‪:‬‬
‫واحفظهسسا ببيسستي موضسسعها ول تنقلهسسا فنقلهسسا مسسن‬
‫موضعها ل لخوف عليها ضمنها؛ لنسسه ليسسس بوديسسع‪،‬‬
‫بل وكيل في حفظها فليس له إخراجها من ملسسك‬
‫صاحبها ول من موضع استأجره لها إل أن يخسساف‬
‫عليها فعليه إخراجهسسا؛ لنسسه مسسأمور بحفظهسسا وقسسد‬
‫تعين حفظها في إخراجها‪ ،‬ويعلسم أن صسساحبها لسسو‬
‫حضر لخرجها من هذه الحال‪ ،‬ولنسسه مسسأمور فسسي‬
‫حفظهسسا علسسى صسسفة‪ ،‬فسسإذا تعسسذرت الصسسفة لزمسسه‬
‫حفظها كالمستودع إذا خاف عليها‪.‬‬
‫وإن نهى المودع الوديع عن إخراجها فأخرجهسسا‬
‫وديع من الحرز حرز مثلها أو لحرز أعلسسى منسسه أو‬
‫لحرز دونه لعذر ويلزمه إخراجها لغشيان نار بسسأن‬
‫اشتعلت في المحل أو سيل أو شيء الغالب منه‬
‫التوي والهلك فتلفت الوديعة لم يضمن ما تلسسف‬
‫ما‬‫بنقلها؛ لنسسه محسسسن‪ ،‬واللسسه تعسسالى يقسسول‪َ  :‬‬
‫‪-285-‬‬

‫ل ‪.‬‬
‫سِبي ٍ‬
‫من َ‬ ‫ن ِ‬‫سِني َ‬‫ح ِ‬ ‫عَلى ال ُ‬
‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ويلغسسز فيمسسا إذا نهسساه عسسن إخراجهسسا فأخرجهسسا‬
‫لغشيان شيء الغالب فيه التسسوي والهلك وتعسسذر‬
‫إحرازها في حرز مثلها أو فوقه ونقلها إلى أدنسسى‬
‫أنه ل ضمان عليه‪.‬‬
‫وإن تركهسسا فسسي الحسسرز السسذي عينسسه ربهسسا مسسع‬
‫غشيان ما الغالب منه الهلك فتلفت ضمن سواء‬
‫تلفت بالمر المخوف أو غيره؛ لنه مفرط بها‪.‬‬
‫وإن أخرج الوديعة من المكان الذي عينه ربهسسا‬
‫ونهسساه عسسن إخراجهسسا منسسه لغيسسر خسسوف ويحسسرم‬
‫إخراجها إذن ولو كان إخراجسسه إياهسسا لحسسرز أعلسسى‬
‫من الحرز الذي عينه لسسه المالسسك فتلفسست الوديعسسة‬
‫ضمن؛ لن خالف ربها لغيسسر فسسائدة فكسسان متعسسدًيا‬
‫بذلك بخلف ما إذا لم ينهه فإن عين رب الوديعسسة‬
‫حسسرًزا‪ ،‬وقسسال للوديسسع‪ :‬ل تخرجهسسا منسسه وإن خفسست‬
‫عليهسسا فحصسسل خسسوف فأخرجهسسا خوفًسسا عليهسسا لسسم‬
‫يضسسمن؛ لنسسه زيسسادة خيسسر وحف ً‬
‫ظسسا‪ ،‬وكسسذا إذا لسسم‬
‫يخرجها مع الخوف ل يضسسمنها إذا تلفسست؛ لنسسه إن‬
‫تركها فقد امتثل أمر صاحبها لنهيسسه عسسن إخراجهسسا‬
‫مع الخوف كمسسا لسسو قسسال لسسه‪ :‬أتلفهسسا فأتلفهسسا وإن‬
‫ظا وأحسن به كما لو‬ ‫أخرجها فقد زاده خيًرا وحف ً‬
‫قال‪ :‬أتلفها‪ ،‬فلم يفعل‪ ،‬والحكم في إخراجها من‬
‫الكيس أو الصسسندوق كسسالحكم فسسي إخراجهسسا مسسن‬
‫‪-286-‬‬

‫البيت فيما تقدم تفصيله‪.‬‬


‫ويشسسترط لصسسحة الوديعسسة شسسروط منهسسا‪(1) :‬‬
‫تعييسسسن المسسسودع‪ (2) .‬رضسسسا المسسسودع‪ (3) .‬رضسسسا‬
‫دع‪ (4) .‬أن تكون ممن يصح تصرفه‪ (5) .‬أن‬ ‫المو َ‬
‫يكون المال مما يجوز تموله‪ ،‬فل يجسسوز اسسستيداع‬
‫المحرم كالخمر والصور مجسدة أو غير مجسدة‬
‫إذا كسسانت مسسن صسسور ذوات الرواح والتليفزيسسون‬
‫والسسسينما والبكسسم والراديسسو والسسدخان والشسسيش‬
‫والسسدمايم والعسسود آلسسة الغنسساء ونحسسو ذلسسك مسسن‬
‫المحرمات؛ لن حفظها إبقاء للشر وإعانسسة عليسسه‬
‫ومساعدة لهله ونشر للمعاصي وتوسسسيع لسسدائرة‬
‫المنكرات‪ ،‬ولذلك ل يضمن متلفهسسا كمسسا مسسر فسسي‬
‫الغصب‪ ،‬وكسسذا ل يصسسح إيسسداع الطيسسر فسسي الهسسواء‬
‫والعبد البق والمال الساقط في البحر؛ لنها غير‬
‫قابلة لثبسسات اليسسد عليهسسا وأركسسان الوديعسسة مسسوِدع‬
‫وموَدع ووديعة وإيجاب مسسن المسسودع كأودعتسسك أو‬
‫ما نوب منابه قسسول ً أو فعل ً والقبسسول حقيقسسة بسسأن‬
‫يقول‪ :‬قبلت أو أخذت أو نحو ذلك مام يدل عليسسه‬
‫أو عرًفا بأن يسكت حين يضع الوديعة‪.‬‬

‫)‪ (24‬حكم من أودع بهيمة ولم يعلفها‬


‫فماتت‪ ،‬وإذا اختلفا في تقدير النفقة‬
‫عليها‪ ،‬وإذا قال له‪ :‬اتركها في جيبك‬
‫‪-287-‬‬

‫فتركها في يده أو جعل الخاتم‬


‫في الخنصر بدل البنصر ‪ ...‬إلخ‬
‫س ‪ :24‬تكلكككم بوضككوح عككن أحكككام مكككا‬
‫يك كلي‪ :‬مككن أودع بهيمككة فلككم يعلفهككا حككتى‬
‫ماتت‪ ،‬إذا أنفق علككى البهيمككة المودعككة‪ ،‬إذا‬
‫اختلفا في قدر النفقة عليها‪ ،‬إذا لككم يككؤمر‬
‫بإعلفهككا‪ ،‬إذا قككال‪ :‬اتركهككا فككي جيبكككك‪،‬‬
‫فكتركها فكي يده أو في كمه أو بككالعكس أو‬
‫أخذها فكي سكوقه وقكد أمكر بحكفظها فككي‬
‫البيت فتركهككا لحيككن مضككيه أو ألقاهككا عنككد‬
‫هجككوم نككاهب‪ ،‬أو قككال‪ :‬اجعككل الخككاتم فككي‬
‫الخنصككر فجعلككه فككي البنصككر أو عكسككه أو‬
‫انكسر أو جعله في أنملتها العليككا‪ ،‬أو قككال‪:‬‬
‫دا‪،‬‬‫احفظهككا فككي هككذا الككبيت ول تككدخل أح ك ً‬
‫فخالف فتلفت‪ ،‬أو باعها عند خككوف تلفهككا‪،‬‬
‫واذككككر القيكككود والتفاصكككيل والمحكككترزات‬
‫والدلة والتعليلت والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬وإن أودعه بهيمة ولم يأمره ربها بعلفهسسا ول‬
‫سسسقيها لزمسسه علفهسسا وسسسقيها؛ لنسسه مسسن كمسسال‬
‫حفظها‪ ،‬بل هو الحفظ بعينسسه؛ لن العسسرف يقتسسدي‬
‫علفها وسقيها‪ ،‬فإن لم يعلفها الوديع أو لم يسسسقها‬
‫عا أو عط ً‬
‫شا ضسسمنها بسسالتفريط فسسي‬ ‫حتى ماتت جو ً‬
‫حفظها وتعديه به بترك ما أمر به عرًفا أو نطًقا إل‬
‫‪-288-‬‬

‫أن نهى الوديع مالك الوديعسسة عسسن علفهسسا وسسسقيها‬


‫فتركها حتى ماتت فل يضسسمن الوديسسع؛ لن مالكهسسا‬
‫أذن في إتلفها فامتثل‪ ،‬كما لو أمره بقتلها فقتلها‪.‬‬
‫ويحرم على الوديع تسسرك علفهسسا وسسسقيها حسستى‬
‫مسسع المسسر بتركهسسا لحرمتهسسا فسسي نفسسسها فيجسسب‬
‫إحياؤها لحق الله تعالى ويرجع منفق على بهيمسسة‬
‫نهاه مالكها عن علفها وسقيها حيث قلنسسا بوجسسوب‬
‫ذلك عليه إن نوى الرجوع ومحسسل ذلسسك مسسع تعسسذر‬
‫استئذان مالك للبهيمة في النفاق عليها إما لغيبة‬
‫أو استشارة‪.‬‬
‫وإن قدر الوديع على صاحب البهيمة أو وكيلسسه‬
‫طالبه بالنفاق عليها أو ردها عليه أو على وكيلسسه‬
‫أو طالبه بالذن في النفاق عليها ليرجسسع بسسه؛ لن‬
‫النفقسسة علسسى الحيسسوان واجبسسة علسسى مسسالكه‪ ،‬فسسإن‬
‫عجز عن صاحبها وعن وكيله أو لم يقدر على أن‬
‫يتوصسسل إلسسى أحسسدهما ليطسسالبه بالنفسساق عليهسسا أو‬
‫استردادها أو أن يأذن في النفقة أنفق المستودع‬
‫ما أمكن اسسستئذانه‪ ،‬بسسل‬ ‫عليها ولو لم يستأذن حاك ً‬
‫نوى الرجوع فقط فله الرجوع‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إذا أنفسسق مسسع إمكسسان إذن الحسساكم ولسسم‬
‫يستأذنه‪ ،‬بل نوى الرجوع لم يرجع‪.‬‬
‫والقسسول الول هسسو السسذي تميسسل إليسسه النفسسس‪،‬‬
‫والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫‪-289-‬‬

‫ويقبل قول الوديع في قدر ما أنفسسق بسسأن قسسال‬


‫الوديسسع‪ :‬أنفقسست عشسسرة ريسسالت‪ ،‬قسسال ربهسسا‪ :‬بسسل‬
‫ثمانية )‪ ،(8‬فالقول قول الوديع بيمينسسه إذا ادعسسى‬
‫النفقسسة بمعسسروف؛ لنسسه أميسسن وإن ادعسسى الوديسسع‬
‫زيادة عن النفقة بمعروف بأن قال ربهسسا‪ :‬أنفقسست‬
‫منذ سنة‪ ،‬فقال المستودع‪ :‬بل من سنتين فقسسول‬
‫صسساحب الوديعسسة؛ لن الصسسل بسسراءة ذمتسسه ممسسا‬
‫ادعاه عليه من المدة الزائدة‪.‬‬
‫ويلسسزم الوديسسع علسسف بهيمسسة ولسسو يسسأمره ربهسسا‬
‫بسسالعلف؛ لن للحيسسوان حرمسسة فسسي نفسسسه تسسوجب‬
‫تقديمه على قضسساء السسدين أحيان ًسسا وإن لسسم يعلسسف‬
‫البهيمة حتى ماتت ضمنها؛ لن الحيسسوان ل يبقسسى‬
‫عسسادة بسسدون العلسسف ولسسو خسساف علسسى الثسسوب أو‬
‫العبسساءة أو البشسست أو الكسسوت العسسث أو الحسسرق‬
‫وجب نشره‪ ،‬فإن لم يفعل وتلسسف ضسسمنه‪ ،‬قلسست‪:‬‬
‫وكذا لو خاف عليها أو على غيرهسسا مسسن القمسساش‬
‫أو الكتب من الرضة‪.‬‬
‫وإن قال رب وديعة لوديسسع‪ :‬اتركهسسا فسسي جيبسسك‬
‫فتركها فسسي يسسده أو تركهسسا فسسي كمسسه ضسسمنه؛ لن‬
‫الجيب أحرز وربما نسسسي فسسسقطت مسسن يسسده أو‬
‫كمه أو قال‪ :‬اتركهسسا فسسي كمسسك فتركهسسا فسسي يسسده‬
‫ضمنها؛ لن اليد يسسسقط منهسسا الشسسيء بالنسسسيان‬
‫بخلف الكم‪ ،‬ولو قال‪ :‬أدخلها في مخبسسأة الكسسوت‬
‫‪-290-‬‬

‫التي تلي الصسسدر فتركهسسا فسسي السستي تلسسي الجنسسب‬


‫ضمن؛ لن التي تلي الصدر أحرز‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬ل ضمان عليه فيما إذا قال‪ :‬اتركها فسسي‬
‫كمك فتركهسسا فسسي جيبسسه أو فسسي يسسده‪ ،‬وقيسسل‪ :‬إن‬
‫تلفت بأخذ غاصب لسسم يضسسمن؛ لن اليسسد بالنسسسبة‬
‫إليه أحرز وإن تلفت لنوم أو نسيان ضسسمن؛ لنهسسا‬
‫لو كانت في الكم مربوطسسة لمسسا ذهبسست‪ ،‬والقسسول‬
‫الول هو الذي تطمئن إليه النفس‪ ،‬والله سبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وإن قسسال‪ :‬أتركهسسا فسسي يسسدك فتركهسسا فسسي كمسسه‬
‫ضمنه؛ لن الكم يتطرق إليه البط بخلف اليد فكل‬
‫منها أدنى من الخر من وجه فضسسمن لمخسسالفته أو‬
‫أخذ الوديعة الوديع بسوقه أو أمره مالكها بحفظهسسا‬
‫في بيته فترك الوديعة إلى أن خرج إلسسى منزلسسه أو‬
‫فوق ما يمكن السذهاب بهسا مسن دون عسذر فتلفست‬
‫قبسسل أن يمضسسي بهسسا إلسسى بيتسسه ضسسمن؛ لن السسبيت‬
‫أحفظ لها وتركها فوق ما يمضي بها تفريط‪.‬‬
‫وفي »المغني«‪ :‬يحتمل أن ل يضمن إن تركها‬
‫إلى مضيه وصوبه في »النصاف«‪.‬‬
‫قسسال فسسي »الفسسروع«‪ :‬وهسسو أظهسسر‪ ،‬قسسال ابسسن‬
‫دا ل يسسروح‬‫قندس‪ :‬والذي يظهر إن كان بيتسسه بعي س ً‬
‫إليه إل بعد قضاء إشغاله فتلفت في مدة إقسسامته‬
‫‪-291-‬‬

‫ما‪ .‬اهس‪ .‬والذي تطمئن إليسسه النفسسس‬


‫لم يضمن جز ً‬
‫ما صوبه في »النصاف«‪ ،‬والله سسسبحانه وتعسسالى‬
‫أعلم‪.‬‬
‫ول يضمن الوديع إن قسسال لسسه المسسودع‪ :‬اتركهسسا‬
‫فسسي كمسسك‪ ،‬أو قسسال‪ :‬اتركهسسا فسسي يسسدك أو ألقاهسسا‬
‫الوديع عند هجوم نحو ناهب كقاطع طريق إخفاء‬
‫لهسسا فل يضسسمن؛ لنسسه عسسادة النسساس فسسي حفسسظ‬
‫أموالهم‪ ،‬وإذا لم يأمره بشيء بعينسسه يضسسعها فيسسه‬
‫فله وضسسعها فيمسسا يشسساء مسسن كسسم أو يسسد أو جيسسب‬
‫ضيق وإن كان الجيسسب واس سًعا غيسسر مسسزرور فسسإنه‬
‫يضمن ذكره المجد في »شرحه«‪.‬‬
‫وإن شدها في كمه أو في عضده أو تركها في‬
‫عا ثقيل ً حيث يشعر به إذا سقط بل شسسد‬ ‫كمه مود ً‬
‫لسسم يضسسمنه حيسسث لسسم يعيسسن ربسسه حسسرًزا؛ لجريسسان‬
‫العسسادة بسسه‪ ،‬وإن تركهسسا فسسي وسسسطه وشسسد عليهسسا‬
‫سسسراويله لسسم يضسسمن إن ضسساعت؛ لنسسه ل يعسسد‬
‫مفر ً‬
‫طا‪.‬‬
‫وإن أمره رب الوديعة أن يجعلها في صندوق‪،‬‬
‫وقال له‪ :‬ل تقفل عليها أو ل تنم فوقهسسا فخسسالفه‪،‬‬
‫وقفسسل عليهسسا الصسسندوق أو نسسام عليهسسا فل ضسسمان‬
‫عليه؛ لنه محسن‪ ،‬أو قال‪ :‬إجعلها في الصسسندوق‬
‫دا فجعل عليها قفلين‬ ‫ول تقفل عليها إل قفل ً واح ً‬
‫فل ضسسمان عليسسه‪ ،‬أو قسسال‪ :‬إجعلهسسا فسسي الشسسنطة‬
‫‪-292-‬‬

‫فجعلها في الصسسندوق حديسسد تجسسوري فل ضسسمان؛‬


‫لنسسه محسسسن حيسسث جعلهسسا فسسي حسسرز أوثسسق فسسي‬
‫الول‪.‬‬
‫وإن قال مودع لوديع‪ :‬إجعل هسسذا الخسساتم فسسي‬
‫البنصر فجعلسسه فسسي الخنصسسر فضسساع ضسسمنه‪ ،‬وإن‬
‫قال‪ :‬إجعله في الخنصسسر فجعلسسه فسسي البنصسسر فل‬
‫يضسسمنه؛ لنهسسا أغلسسظ فهسسي أحسسرز إل أن انكسسسر‬
‫الخاتم من غلظها فيضمنه لتلفه له بما لم يأذن‬
‫له فيه مالكه وإن لم يسسدخل فسسي جميعهسسا فجعلسسه‬
‫في بعضها ضمن؛ لنه أدنى من المأمور به‪.‬‬
‫وإن قال رب الوديعة‪ :‬احفظها فسسي هسسذا السسبيت‬
‫دا فخالف فجعلها فسسي السسبيت وأدخسسل‬ ‫ول تدخله أح ً‬
‫دا فتلفست الوديعسة بنحسو حسسرق أو نهسسب أو‬ ‫فيه أحس ً‬
‫سرقة ولو من غير داخل إليه ضسسمن؛ لن السسداخل‬
‫ربمسسا شسساهد الوديعسسة فسسي دخسسوله السسبيت وعلسسم‬
‫موضعها وطريق الوصول إليهسسا فسسدل عليهسسا غيسسره‬
‫ووصف موضعها له فسرقها أو سرقها هو بنفسه‪،‬‬
‫وقد خالف قسسول مالكهسسا حيسسث أدخسسل إلسسى السسبيت‬
‫ما أشبه ما لو نهاه عن إخراجها فأخرجهسسا لغيسسر‬ ‫قو ً‬
‫حاجة أو ضرورة‪.‬‬
‫وفي »القناع وشرحه«‪ :‬وإن قال‪ :‬إجعلها في‬
‫مسسا‬
‫دا فأدخسسل إليسسه قو ً‬
‫هسسذا السسبيت ول تسسدخله أح س ً‬
‫فسرقها أحسسدهم حسسال إدخسسالهم أو بعسسده ضسسمنها‪،‬‬
‫‪-293-‬‬

‫وقسسال‪ :‬وإن كسسان السسسارق مسسن غيرهسسم‪ ،‬أو كسسان‬


‫التلسسف يحسسرق أو غسسرق ففسسي الضسسمان وجهسسان‪،‬‬
‫أحسسدهما‪ :‬ل يضسسمن‪ ،‬اختسساره القاضسسي‪ ،‬قسسال فسسي‬
‫»المبدع«‪ :‬أنه أصح‪.‬‬
‫والسسوجه الثسساني‪ :‬يضسسمن‪ ،‬اختسساره ابسسن عقيسسل‬
‫والموفق وإليه ميسسل الشسسارح‪ ،‬والسسذي تميسسل إليسسه‬
‫النفس قول مسسن قسسال ل يضسسمن‪ ،‬واللسسه سسسبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ولمودع بيع وديعة تعذر علسسى وديسسع ردهسسا إلسسى‬
‫مالكهسسا أو وكيلسسه أو الحسساكم الثقسسة حيسسث خسساف‬
‫عليها‪ ،‬بل يجسسب بيعهسسا مسسع خسسوف التلسسف وحفسسظ‬
‫ثمنهسسا إلسسى حضسسور ربهسسا؛ لن حفسسظ المسسوال‬
‫مطلوب ولو أمر رب وديعة الوديع أن يجعلها في‬
‫منزله فتركهسسا فسسي ثيسسابه وخسسرج بهسسا ضسسمنها؛ لن‬
‫البيت أحرز لها‪.‬‬
‫ولو أمره بشدها مما يلي الجيب فشسسدها مسسن‬
‫الجانب الخر ضمن وإن أمسسره بشسسدها ممسسا يلسسي‬
‫الجانب الخر فشدها مما يلي الجيب لم يضسسمن؛‬
‫لنه أحرز وإن أمره بشدها على عضسسده أو أمسسره‬
‫بحفظهسسا معسسه فشسسد مسسن أي الجسسانبين كسسان لسسم‬
‫يضسسمن؛ لنسسه ممتثسسل أمسسر مالكهسسا حيسسث أحرزهسسا‬
‫بحرز مثلها‪ ،‬وإن شدها علسسى وسسسطه فهسسو أحسسرز‬
‫لها‪ ،‬وكذلك إن تركها في بيته في حرزها‪.‬‬
‫‪-294-‬‬

‫)‪ (25‬دفع الوديعة إلى من يحفظ مال‬


‫المودع وإذا أراد المودع سفًرا أو تعدى فها‬
‫أو أخرجها من حرزها إلى أعلى أو دونه أو‬
‫خلطها بما ل تتميز منه‬
‫صا وما‬
‫أو نوى التعدي فيها أو دل عليها ل ّ‬
‫حول ذلك من المسائل‬
‫س ‪ :25‬إذا دفع الوديعة المودع إلى مككن‬
‫يحفظ ما لديها عادة فهككل يضككمن؟ وإذا دل‬
‫صا فعلى من يكككون الضككمان‬ ‫على الوديعة ل ّ‬
‫وإذا أراد سفًرا فهل يسافر بالوديعة‪ ،‬وماذا‬
‫يعمل من خاف على الوديعة؟ وإذا لككم يجككد‬
‫وكيل ربها أو أخرج الدراهم أو ركب الدابككة‬
‫أو لم ينشككر الوديعككة أو خلككط بمككا ل تتميككز‬
‫منه أو نوى التعدي فما الحكم؟ وما الدليل؟‬
‫واذكر التفصيل والقيود والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬إذا دفسسع الوديعسسة إلسسى مسسن يحفسسظ مسسال‬
‫المسسسسسسسسسسسستودع عسسسسسسسسسسسادة أو رفعهسسسسسسسسسسسا‬
‫إلى من يحفظ مال ربها كزوجته وعبده وخسسادمه‬
‫ونحسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوهم كخسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسازنه‬
‫وتلفت لم يضمن؛ لنه قد وجب عليه حفظها فله‬
‫تسسوليه بنفسسسه وبمسسن يقسسوم مقسسامه كمسسا لسسو دفسسع‬
‫الماشية إلى الراعي والبهيمة إلى غلمه ليسقيها‬
‫ولقيامهم مقام المالك فسسي السسرد أو دفعهسسا لعسسذر‬
‫‪-295-‬‬

‫كمن حضره الموت أو أراد سفًرا وليس السسسفر‬


‫أحفظ لها فدفعها إلى أجنبي ثقة لم يضمن‪.‬‬
‫وحكسسم دفسسع المسسستودع الوديعسسة إلسسى شسسريك‬
‫نفسه أو شريك ربهسسا فسسي غيرهسسا أو فيهسسا كحكسسم‬
‫دفعها لجنسسبي محسسض‪ ،‬فسسإن كسسان بل عسسذر ضسسمن‬
‫ولعذر وهو ثقة لم يضمن أو دفعها لحاكم فتلفت‬
‫لم يضمن؛ لنه لم يتعد ولم يفرط‪.‬‬
‫والقاعدة‪ :‬أن من قبسسض مسسن يسسد المنسساء بغيسسر‬
‫إذن المالك في حالة يجوز إقباضسسها فأمانسسة عنسسد‬
‫الثاني‪ ،‬قاله ابن رجسسب‪ ،‬وإل يكسسن لسسه عسسذر حيسسن‬
‫دفعها إلى الجنسسبي المحسسض وهسسو ليسسس لسسه فيهسسا‬
‫شسسريك ول هسسو ممسسن يحفسسظ مسساله عسسادة ضسسمن‬
‫لتعديه؛ لنه ليس له أن يودع بل عذر‪.‬‬
‫كمسسا أنسسه ليسسس لسسه أن يؤجرهسسا ول يعيرهسسا ول‬
‫يرهنها‪ ،‬وقد نظم بعضهم عشسسر مسسسائل ل يملسسك‬
‫فيها تمليكا لغيسسره بسسدون إذن سسسواء قبسسض أو ل‪،‬‬
‫فقال‪:‬‬
‫ومالك أمر ل يملكه بدون‬
‫أمر وكيل مستعير وموجر‬
‫سا فيهما ومضارب‬ ‫ركوًبا ولب ً‬
‫ضا وقاص يؤمر‬ ‫ومرتهن أي ً‬
‫ومستودع مستبضع ومزارع‬
‫‪-296-‬‬

‫إذا لم يكن من عنده البذر‬


‫يبذر للمساقي أن يساقي‬
‫وما‬
‫غيرهأذن المولى له ليس ينكر‬
‫وإن‬
‫‪-297-‬‬

‫وكما لو نهاه عند إيداعها‪ ،‬ولنسسه أمسسره بحفظهسسا‬


‫بنفسه فلم يرض لها غيره‪.‬‬
‫ضسسا‬
‫ولمالسسك الوديعسسة إذن مطالبسسة الجنسسبي أي ً‬
‫ببدل الوديعة؛ لنه قبض ما ليس له قبضسسه أشسسبه‬
‫المسسودع مسسن الغاصسسب‪ ،‬وعلسسى الجنسسبي قسسرار‬
‫الضمان إن علم الحال لتعديه‪ ،‬ولن التلف حصل‬
‫عنده وقد دخسسل علسسى أنسسه يضسسمن وإن لسسم يعلسسم‬
‫الحال فلسسه تضسسمين الول‪ ،‬وليسسس للول الرجسسوع‬
‫على الثاني؛ لنه دخل معه فسسي العقسسد علسسى أنسسه‬
‫أمين ل ضمان عليه‪ ،‬وكذا حكم كل أمانة كعاريسسة‬
‫وغير مرهونة‪.‬‬
‫وما بيد وكيل ومضارب إذا دفعها من هي بيده‬
‫من غير عذر إلى أجنبي وتلفت فمع علم الجنبي‬
‫يضمن لحصول التلف عنده ومسسع جهسسل الحسسال ل‬
‫يضمن لسسدخوله علسسى أنهسسا أمانسسة‪ ،‬وأن الحسساكم ل‬
‫يطالب ببدل المانة إذا دفعت إليه وتلفسست عنسسده‬
‫بل تعسسد ول تفريسسط إل مسسع علمسسه بالحسسال بخلف‬
‫الجنبي‪ ،‬فإنه يطسسالب بالبسسدل علسسم الحسسال أو لسسم‬
‫يعلم لكن عليه القرار إن علم‪.‬‬
‫صا على الوديعة فسرقها ضمن‬ ‫وإن دل وديع ل ّ‬
‫الوديع واللص‪ ،‬أما الوديع فلمنافاة دللته الحفسسظ‬
‫المأمور به أشبه ما لو دفعها لغيسسره‪ ،‬وأمسسا اللسسص‬
‫‪-298-‬‬

‫فلنه المتلف لها وعلى اللسسص القسسرار لمباشسسرته‬


‫ووجود التلف في يده‪ ،‬وللوديع الستعانة بسسأجنبي‬
‫فسسي حمسسل ونقسسل مسسن موضسسع إلسسى آخسسر‪ ،‬ولسسه‬
‫الستعانة بأجنبي في سقي وعلف بهيمه‪.‬‬
‫وله السفر بوديعة ولسسو مسسع حضسسور مالكهسسا فل‬
‫يضمنها إن تلفت معه سواء كان به ضرورة إلسسى‬
‫السفر أو ل ومحل ذلك إن كان السفر بها أحفظ‬
‫للوديعة ولم ينهسسه رب الوديعسسة عسسن السسسفر بهسسا‪،‬‬
‫فإن نهاه عن السفر بها امتنع عليسسه السسسفر بهسسا‪،‬‬
‫فإن سافر بها ضمن لمخالفته صاحب الوديعة‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إن كان حاضًرا أو وكيله في قبضها أنسسه‬
‫ل يحملهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا إل بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسإذن‪،‬‬
‫فإن فعسسل ضسسمن‪ ،‬قسسال فسسي »المغنسسي«‪ :‬ويقسسوى‬
‫عندي أنه متى سافر بها مع القدرة علسسى مالكهسسا‬
‫أو نسسائبه بغيسسر إذن أنسسه مفسسرط عليسسه الضسسمان‪،‬‬
‫انتهى‪ .‬وهذا القول هو الذي تطمئن إليه النفسسس‪،‬‬
‫والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫فإن فاجأ البلد عسسدو أو جل عسسن البلسسد أهلسسه أو‬
‫حدث في البلد حريسسق أو غسسرق وأراد السسسفر بهسسا‬
‫تعين عليه ذلك؛ لنه موضع الحاجسسة‪ ،‬فسسإن تركهسسا‬
‫إًذا؛ فإنه يضسسمن إن تلفسست لسستركه فعسسل الصسسلح‪،‬‬
‫وإن لم يكن السفر أحفظ لها أو استوى المسسران‬
‫‪-299-‬‬

‫أو نهسساه المالسسك عسسن السسسفر أو فاجسسأ البلسسد عسسدو‬


‫دفعها لمالكها الحاضر أو من يحفسسظ مسساله عسسادة‬
‫كزوجته وخازنه أو وكيله في قبضها كحاضر خاف‬
‫صا له من دركها وإيصال ً‬ ‫عليها؛ لن في ذلك تخلي ً‬
‫للحق إلى مستحقه وامتنع عليه السفر بها‪ ،‬فسسإن‬
‫تعذر على الوديع المريد للسفر دفعها إلى مالكها‬
‫أو من يقوم مقامه فعليه دفعهسسا لحسساكم مسسأمون؛‬
‫لن فسسي السسسفر بهسسا عسسذًرا؛ لنسسه عرضسسة للنهسسب‬
‫وغيسسره‪ ،‬ولن الحسساكم يقسسوم مقسسام صسساحبها عنسسد‬
‫غيبته‪.‬‬
‫وإن لم يكن ثم حاكم أو كان وتعذر دفعها إليه‬
‫لكونه غير مأمون أو دفعها إليه ولم يقبلها فعليسسه‬
‫دفعهسسا لثقسسة لفعلسسه ‪ ‬لمسسا أراد أن يهسساجر أودع‬
‫الودائع التي كانت عنسسده أم أيمسسن وأمسسر علي ًسسا ‪‬‬
‫أن يردها إلى أهلها كوديع حضره الموت؛ لن كل‬
‫من الموت والسسسفر سسسبب لخسسروج الوديعسسة عسسن‬
‫يده‪.‬‬
‫أو دفسسن الوديعسسة إن لسسم يضسسر السسدفن وأعلسسم‬
‫ساكًنا بالدار ثقة فإن لسسم يعلمسسه أو كسسان المعلسسم‬
‫غير ساكن في الدار أو كان غيسسر ثقسسة المعلسسم أو‬
‫دفنها خارج البلدة فضسساعت ضسسمنها الوديسسع؛ لنسسه‬
‫دا؛ لنسسه قسسد‬
‫فرط فسسي الحفسسظ بعسسدم إعلمسسه أح س ً‬
‫‪-300-‬‬

‫يموت في سفره أو يظسسل فيخطسسئ موضسسعها فل‬


‫تصل لربها وإن أخبر غير ثقة فربما أخسسذها ومسسن‬
‫ل يسسسسكن السسسدار ل يمكنسسسه حفسسسظ مسسسا فيهسسسا‬
‫ولم يودعه إياها وليس في إمكانه حفظها‪.‬‬
‫ول يضسسمن مسسسافر أودع وديعسسة فسسسافر بهسسا‬
‫فتلفسست فسسي السسسفر؛ لن إيسسداع المالسسك لهسسا فسسي‬
‫السفر يقتضي الذن في السفر بها‪.‬‬
‫و من تعدى في الوديعة المركوبة فركبها لغير‬
‫نفعها أو كانت ثياًبا أو عباءة فلبسسسها أو افترشسسها‬
‫ل لخوف عث وهو سوسة تلحس الصوف ضسسمن‬
‫وبطلت أمانته‪.‬‬
‫ويضمن وديع ثياب إن نقصت بحصول عث بها‬
‫وهو الحرق إن لم ينشرها؛ لنه مفرط‪ ،‬وكسسذا إن‬
‫تلفت بسبب العث‪ ،‬قال بعضهم‪:‬‬
‫وتارك نشر الصوف صيًفا‬
‫يضمنلهوقرض الفأر بالعكس‬
‫فعث‬
‫يؤثرلم يسد الثقب من بعد‬‫إذا‬
‫علمهيعلم الملك ما هي تقرر‬
‫ولم‬
‫ومحل ذلك إن لم ينهه المالسسك وإل فل ضسسمان‬
‫عليه‪.‬‬
‫وكاستعماله آلة صناعة مسسن خشسسب ل لخسسوف‬
‫من دابة الرض بطلت أمانته‪.‬‬
‫‪-301-‬‬

‫وإن أخرج الدراهم أو الدنانير المودعة لينفقها‬


‫أو ليخسسون فيهسسا أو أخرجهسسا لينظسسر غليهسسا شسسهوة‬
‫ليتفرج عليها ويراها ثم ردها إلى وعائها أو كسسسر‬
‫ختمها أو حل كيسها ضمنها لهتكه الحرز‪.‬‬
‫وكسسذا إن كسسانت مصسسرورة ففتسسح الصسسرة أو‬
‫مقفولة فأزال قفلها أو جحد الوديعة ثم أقسسر بهسسا‬
‫ضمن؛ لنه بجحده لها خرج عن الستئمان عليهسسا‬
‫فلسسم يسسزل عنسسه الضسسمان بسسالقرار بهسسا؛ لن يسسده‬
‫صارت يد عدوان‪.‬‬
‫وكذا لو منعها المودع مالكهسا بعسد طلبسه لهسا أو‬
‫وكيلسه الثابتسة وكسالته بالبينسة أو بعسسد التمكسسن مسسن‬
‫دفعها إلى طالبهسسا الشسسرعي ضسسمن؛ لن يسسده يسسد‬
‫عادية إًذا بسب منعها‪.‬‬
‫وإن خلسسط الوديعسسة بمسسا ل تتميسسز منسسه كزيسست‬
‫بزيت أو شسسيرج وكسسسمن بسسري ببحسسري وكصسسماء‬
‫بصماء ورز برز نحو ذلك بطلت أمانته فيما تعدى‬
‫فقط وحيث بطلت وجب ردها فسسوًرا؛ لنهسسا أمانسسة‬
‫محضة‪.‬‬
‫وقد زالت بالتعدي ول تعود وديعة بعد التعسسدي‬
‫فيها بغير عقد جديد‪.‬‬
‫ول ضمان بنية التعدي في لوديعة‪ ،‬ل لبد مسسن‬
‫قول أو فعل‪.‬‬
‫‪-302-‬‬

‫وإن خلط الوديعة غير الوديع بما ل تتميز منسسه‬


‫فالضسسسمان علسسسى الخسسسالط دون الوديسسسع لوجسسسود‬
‫العدوان من الخالط‪.‬‬
‫ومتى جدد الوديعة الوديع استئماًنا بريء‪ ،‬فإن‬
‫تلفت بعد لم يضمن؛ لنه لم يتعد في السسستئمان‬
‫الذي تلفت فيه والول قد زال‪.‬‬
‫وإن أبرأه المالك من الضمان بتعديه بريء فل‬
‫يضمنها‪ ،‬إن تلفت بعد لمسسساكه إياهسسا بسسإذن ربهسسا‬
‫وزال حكم التعدي بالبراءة ونقل منها عسسن رجسسل‬
‫اسسستودع عشسسرة دراهسسم واسسستودعه آخسسر عشسسرة‬
‫وأمره أن يخالطها فخلطها فضاعت السسدراهم فل‬
‫شيء عليه‪ ،‬فإن أمره أحدهما بخلط دراهمه ولم‬
‫يأمره الخر فعليه ضمان دراهسسم مسسن لسسم يسسأمره‬
‫بخلطها دون الخرى المأمور بخلطها‪.‬‬
‫وإن خلطها بمتميز كدراهم بسسدنانير أو ريسسالت‬
‫بجنيهات أو جنيهات سعودية بجنيهات إفرنجيسسة أو‬
‫ريالت فرنسية بريالت سعودية أو دراهسسم بيسسض‬
‫بدراهم سود أو بر بشعير أو حب هيسسل بقهسسوة أو‬
‫مسمار بهيل لم يضمن لمكسسان التميسسز فل يعجسسز‬
‫بذلك عن ردها فلسسم يضسسمنها كمسسا لسسو تركهسسا فسسي‬
‫صندوق فيه أكياس له‪.‬‬
‫دا وبعسسد‬
‫وإن قال رب مال لوديسسع رد المسسال غ س ً‬
‫‪-303-‬‬

‫دا‬
‫غد يعود المال وديعة تعين على الوديع رده غسس ً‬
‫امتثسسال ً فسسإن أخسسر رده عسسن الغسسد وتلسسف ضسسمن‬
‫لمخسسالفته قسسول ربسسه ول يعسسود بعسسد رده إل بعقسسد‬
‫جديد لبطلن العقد بمجرد الرد‪.‬‬
‫ومسسن اسسستأمنه أميسسر علسسى مسساله فخشسسي مسسن‬
‫حاشيته إن منعهم مسسن عسساداتهم المتقدمسسة لزمسسه‬
‫فعل ما يمكنه وهو أصلح للمير مسسن توليسسة غيسسره‬
‫فيرتع معهم لسسسيما وللخسسذ شسسبهة‪ ،‬قسساله الشسسيخ‬
‫تقي الدين‪.‬‬
‫من النظم فيما يتعلق بالوديعة‬
‫وأودع كذا استودع لمن‬
‫جاز بيعه‬
‫ضمنت المال من يد‬ ‫وإل‬
‫فوهد‬
‫وتبرأ بتسليم الولي له‬
‫غرم أن يودع فيتلف‬‫فقط‬ ‫ول‬
‫لمبعدقيل ل تضمين في‬‫وقد‬
‫عاخائف‬
‫لمال مع صبي‬ ‫قبض‬
‫ضيا ً‬
‫فجود‬
‫الحكم مع عبد بل إذن‬ ‫كذا‬
‫سيد‬
‫وضمنه ما يريد بنفس‬
‫بأجود‬
‫ومستودع في حفظها ذو‬
‫غرم إن تتلف على‬ ‫أمانة‬
‫فل‬
‫وإن معتد‬
‫تلفت من بين‬ ‫غير‬
‫أمواله فل‬
‫‪-304-‬‬

‫ضمان عليه في الصحيح‬


‫شرط تضمين‬ ‫المؤكد‬
‫وما‬
‫موجب لتضمين‬
‫ول نفي‬‫المانات‬
‫ضماًنا‬
‫مفسد‬
-305-
-306-
-307-
‫‪-308-‬‬

‫)‪ (26‬خلط الوديعة بغيرها أو أخذ شيء‬


‫منها ورد وإيداع الصغير‬
‫والمجنون والسفيه والمعتوه‬
‫وإذا مات من عنده أمانة أو مضاربة أو رهنا‬
‫ولم توجد في تركته‬
‫س ‪ :26‬إذا خلطت الوديعة فضاع بعضككها‬
‫أو أخككذ منهككا ريككال ً ثككم رده وتلفككت‪ ،‬أو أذن‬
‫في أخككذ درهككم فضككاع الكككل‪ ،‬فهككل يضككمن‬
‫الدرهم وحده؟ وإذا خككرق الكيككس أو البككوك‬
‫الذي فيككه الفلككوس أو الشككنطة الككتي فيهككا‬
‫الدراهم أو أودعه صغير أو مجنون أو سفيه‬
‫فبأي طريق يككبرأ مككن الوديعككة؟ أو وجككد مككا‬
‫حرم إلتقاط بمضيعة فأخذه ليحفظه فتلككف‬
‫ها أو‬‫أو أودع صكككغيًرا أو مجنوًنكككا أو سكككفي ً‬
‫هككا أو مككات إنسككان وعنككده وديعككة أو‬ ‫معتو ً‬
‫مضاربة أو رهًنا ونحوها مككن المانككات ولككم‬
‫دا للوديعة‬ ‫توجد في تركته وإذا دعي مودع ر ً‬
‫فا أو ردها للحككاكم أو للورثككة أو‬ ‫أو ادعى تل ً‬
‫أقر باليداع بعد إنكار‪ ،‬فمككا الحكككم؟ واذكككر‬
‫التفاصككيل والقيككود والمحككترزات والدلككة‬
‫والتعاليل والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬إذا اختلطسست الوديعسة ل بفعسسل الوديسسع‪ ،‬بسسل‬
‫‪-309-‬‬

‫بفعل طائر أو حيوان أو تسسدحرج عليهسسا صسسخرة أو‬


‫خشسسبة أو حديسسدة فضسساع مسسن الوديعسسة بعضسسها‬
‫فالضائع مسسن مسسال الوديسسع والبسساقي مسسن الوديعسسة‬
‫بخلف ما إذا أتلفت كلها فل ضمان على الوديع‪.‬‬
‫وإن أخسسذ الوديسسع ريسسال ً إن كسسانت ريسسالت أو‬
‫جنيهسسسات إن كسسسانت جنيهسسسات أو بعسسسض السسسورق‬
‫المودعة بل إذن من مالكها وهي غير مختومة ول‬
‫مشسسدودة ول مصسسرورة ثسسم رده وتلفسست ضسسمنه‬
‫وحسسده أو أخسسذ منهسسا ريسسال ً ثسسم ر د بسسدله متميسسًزا‬
‫وضاعت ضمنه وحده‪.‬‬
‫وإن أذن المالسسك للوديسسع فسسي أخسسذ ريسسال منهسسا‬
‫فأخذ الريال ورد بدله بل إذنه المالك فضاع الكل‬
‫ضمن الريال وحسسده؛ لن الضسسمان تعلسسق بالخسسذ‬
‫فلم يضمن غير ما أخذه بدليل مسسا لسسو لتلسسف فسسي‬
‫يسسده قبسسل رده مسسا لسسم تكسسن الوديعسسة مختومسسة أو‬
‫مشسسدودة أو مصسسرورة‪ ،‬فسسإن كسسان كسسذلك ضسسمن‬
‫الجميع لهتك الحرز بغير إذن ربسسه أو يكسسن البسسدل‬
‫الذي رده غير متميسسز وضسساعت الوديعسسة فيضسسمن‬
‫الجميع لخلطه الوديعة بما ل تتميز منه كما لو لم‬
‫يسسدر أيهمسسا ضسساع هسسل هسسو المسسردود أو غيسسره مسسن‬
‫الوديعة فيضمنه؛ لن الصل عدم براءته‪.‬‬
‫وعند مالك‪ :‬لو خلط دراهم الوديعة أو دنانير أو‬
‫الحنطة بمثلها حتى ل تتميز لم يكن ضامًنا للتلف‪،‬‬
‫‪-310-‬‬

‫وقال أبو حنيفة‪ :‬إن رده بعينه لم يضمن تلفه وإن‬


‫رد مثله لم يسقط عنه الضمان‪ ،‬وقال الشسسافعي‪:‬‬
‫هو ضامن على كل حال بنفسسس إخراجسسه لتعسسديه‪،‬‬
‫ول يسقط الضمان سواء رده بعينه أو رده مثله‪.‬‬
‫والذي تميل النفس أنسسه إذا رده غيسسر متميسسز ل‬
‫يجب عليه ضمان الجميع‪ ،‬بسسل يضسسمن مسسا حصسسل‬
‫فيسسه التعسسدي وهسسو الريسسال وحسسده‪ ،‬واللسسه سسسبحانه‬
‫أعلم‪.‬‬
‫ويضمن وديع بخرق كيس فيه وديعة من فسسوق‬
‫شد أرش الكيس فقط دون ما في الكيس؛ لنسسه‬
‫لم يهتك حرزه ويضسسمن بخرقسسه مسسن تحسست شسسده‬
‫أرشه وما فيه إن ضاع هتكه الحرز‪.‬‬
‫ومن أودعه صغير مميز أو ل أو أودعه مجنون‬
‫أو أودعه سفيه وديعة لم يبرأ الوديسسع مسسن صسسغير‬
‫ونحوه إل بردها إلى وليه في ماله كديته الذي له‬
‫عليه‪.‬‬
‫ويضمنها قابضها مسسن الصسسغير ونحسسو إن تلفسست‬
‫تعدى أو فرط أو ل لتعديه بأخذها؛ لنه ل تسليط‬
‫من المالسك وقسسد تلفسست بغيسسر حسسق فضسسمنه؛ لنسه‬
‫إتلف يسسسستوي فيسسسه الكسسسبير والصسسسغير والعمسسسد‬
‫والسهو ما لم يكن المحجور عليسسه لحظسسه ممي سًزا‬
‫مأذوًنا له في اليداع أو يخف الخسسذ هلكهسسا معسسه‬
‫‪-311-‬‬

‫فأخذها لحفظهسسا حسستى يسسسلمها لسسوليه حسسسبة فل‬


‫ضمان عليه كمال ضائغ وموجسسود فسسي مهلكسسة إذا‬
‫أخذ لحفظه لربه وتلف قبل التمكسسن مسسن رده فل‬
‫ضسسسسسسسسسسسسسسمان عليسسسسسسسسسسسسسسه بأخسسسسسسسسسسسسسسذه‬
‫لقصسسده بسسه التخلسسص مسسن الهلك فسسالحفظ فيسسه‬
‫لمالكه وكأخذه مال ً مغصوًبا من الغاصب تخلي ً‬
‫صا‬
‫له ليرده لمالكه فتلف قبل التمكسسن مسسن رده لسسم‬
‫يضمنه؛ لنه محسن‪.‬‬
‫ولو وجد إنسان حيواًنا حرم إلتقسساطه لمتنسساعه‬
‫من صسسغار السسسباع ووجسسده بمضسسيعة وهسسي الفلة‬
‫من الرض البعيسسدة مسسن العمسسران وعلسسم الواجسسد‬
‫مالسسك الحيسسوان فأخسسذه ليحفظسسه لربسسه وتلسسف ل‬
‫يضمنه؛ لنسسه محسسسن صسسانع معروفًسسا‪ ،‬واللسسه جسسل‬
‫ل‬
‫س كِبي ٍ‬
‫مككن َ‬‫ن ِ‬ ‫سِني َ‬
‫ح ِ‬ ‫عَلى ال ُ‬
‫م ْ‬ ‫وعل يقول‪َ  :‬‬
‫ما َ‬
‫‪ ‬فغير لئق أن يعامل بضده‪.‬‬
‫ومسسا أودع أو أعيسسر لنحسسو صسسغير أو معتسسوه أو‬
‫مجنون أو قن صغير لم يضمن المعار أو المسسودع‬
‫بتلف في يد قابضه ولو حصل التلف من القابض‬
‫أو حصسسل بتفريطسسه؛ لن المالسسك سسسلطهم علسسى‬
‫التلف بالدفع إليه‪.‬‬
‫ويضمن المسسودع والمعسسار العبسسد المكلسسف وهسسو‬
‫البالغ الرشيد ومثله المدبر والمعلق عتقه بصسسفة‬
‫وأم ولد في رقبتسسه إذا أتلفسسه؛ لنسسه مكلسسف فصسسح‬
‫‪-312-‬‬

‫إستحفاظه وبه يحصل الفرق بينسسه وبيسسن الصسسبي‬


‫وكونه في رقبته؛ لن إتلفه من جناية‪.‬‬
‫وقيسسسل‪ :‬إن إتلف السسسسفيه مسسسوجب للضسسسمان‬
‫كالرشيد وإلحاقه بالرشيد أقرب‪ ،‬وهذا القول هو‬
‫الذي يترجح عندي‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وإذا مسسات إنسسسان وثبسست أن عنسسده وديعسسة أو‬
‫مضاربة أو رهًنا ونحوها من المانسسات ولسسم يوجسسد‬
‫تلك ونحوهسسا بعينهسسا فسسي تركتسسه فهسسي ديسسن عليسسه‬
‫تغرمها الورثة من تركته؛ لنه لم يتحقسسق براءاتسسه‬
‫منها كبقية الديون‪ ،‬فإن كان عليسسه ديسسن سسسواهما‬
‫فهما سواء‪.‬‬
‫والمسسودع أميسسن؛ لن اللسسه سسسبحانه وتعسسالى‬
‫سماها أمانة بقوله‪:‬‬
‫ت إ ِل َككى‬
‫ماَنا ِ‬ ‫َ‬
‫دوا ال َ‬ ‫م َأن ت ُ َ‬
‫ؤ ّ‬ ‫مُرك ُ ْ‬
‫ْ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه ي َأ ُ‬ ‫‪‬إ ِ ّ‬
‫هككككككككككا ‪ ‬فيصسسسسسسسسسسسدق المسسسسسسسسسسسودع‬ ‫أَ ْ‬
‫هل ِ َ‬
‫فسسي رد الوديعسسة بيمينسسه؛ لنسسه ل منفعسسة لسسه فسسي‬
‫قبضها‪ ،‬فقبسسل قسسوله بغيسسر بينسسة أشسسبه الوكيسسل بل‬
‫جعل ويصدق الوديع في رد إلى مالكه‪.‬‬
‫قال في »نهاية التدريب«‪:‬‬
‫ول خلف أن قول المودع‬
‫مصدق في ردها للمودع‬
‫ويصد في رد إلى وكيل المالك في حفظهسسا أو‬
‫‪-313-‬‬

‫لزوجة المالك أو لخسسازن المالسسك أو لمسسن يحفسسظ‬


‫ماله عسسادة؛ لن يسسدهم كيسسد المالسسك فالسسدفع لهسسم‬
‫كالدفع له‪ ،‬وكذا الوادعي الوديع الرد على يد قن‬
‫مسسسدعي السسسرد أو زوجتسسسه أو خسسسازنه‪ ،‬قسسسال فسسسي‬
‫»النصسساف«‪ :‬لسسوادعي الداء علسسى يسسد عبسسده أو‬
‫زوجته أو خازنه فكدعوى الداء بنفسه‪.‬‬
‫ولو ادعى الوديع الرد على يد حافظه أو وكيله‬
‫يصدق؛ لنسه لمسا كسان لسه حفظهسسا بنفسسسه وبمسسن‬
‫يقوم مقسسامه كسسان لسسه دفعهسسا كسسذلك؛ لن أيسسديهم‬
‫كيده ويقبل قول مدعي ممن ذكر بيمينه‪.‬‬
‫ولو مات المودع واّدعسسى المسسودع أنسسه رد إليسسه‬
‫الوديعة قبل موته بأن اّدعى ورثة المالسسك عليسسه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬رددتها إليه قبسسل مسسوته قبسسل قسسوله بيمينسسه‪،‬‬
‫كما لو كان المالسسك هسسو المسسدعي وأنكسسر ويصسسدق‬
‫ضا بيمينه فسسي قسسوله لمالكهسسا أذنسست لسسي‬ ‫الوديع أي ً‬
‫في دفعها‪.‬‬
‫وهو من »مفردات المذهب«‪ ،‬وقيل‪ :‬ل يقبسسل‪،‬‬
‫قاله الحارثي وهسسو قسسوي؛ لن الصسسل عسسدم الذن‬
‫وله تضمينه‪ ،‬وهذا القول هو الذي يترجح عنسسدي‪،‬‬
‫والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ويصدق في قوله أذن لسسي مالكهسسا قبسسل مسسوته‬
‫في دفعها لفلن أمانة ودفعتهسسا إليسسه؛ لن الوديسسع‬
‫‪-314-‬‬

‫دعى دفًعا يبرأ به من الوديعة فكان القول قول‬ ‫ا ّ‬


‫فيه‪ ،‬كمسسا لسسو اّدعسسى ردهسسا إلسسى مالكهسسا ول يلسسزم‬
‫دعي عليه غيسسر اليميسسن لمسسا لسسم يق سّر بقبضسسه‪،‬‬ ‫الم ّ‬
‫وكذا إن أقّر المالك بالذن فسسي السسدفع وأنكسسر أن‬
‫يكون دفسسع لسسه قبسسل قسسول الوديسسع ثسسم ينظسسر فسسي‬
‫المدفوع إليه‪ ،‬فإن أقر بالقبض فل كلم وإن أنكر‬
‫حلف وبرئ وفاتت علسسى ربهسسا إن كسسان المسسدفوع‬
‫إليه وديًعا‪ ،‬وإن كسسان دائن ًسسا قبسسل قسسوله مسسع يمينسسه‬
‫وضسسمن السسدافع إن لسسم يشسسهد لتقصسسيره صسسدق‬
‫المالك أو كذبه؛ لنه لما قبل قسسوله علسسى المالسسك‬
‫فكذلك يقبل قوله على الورثة مع إنكارها‪.‬‬
‫ويصدق وديع بيمينه في دعسسوى تلسسف للوديعسسة‬
‫بسبب خفي كالسرقة لتعسسذر إقامسسة البينسسة علسسى‬
‫مثل هذا السبب‪ ،‬ولنه لو لم يقبل قوله في ذلك‬
‫لمتنع الناس من قبول المانات مع الحاجسسة إلسسى‬
‫ذلك‪ ،‬قال ابن المنذر‪ :‬أجمع من يحفظ عنسسه مسسن‬
‫أهسسل العلسسم أن المسسستودع إذا أحسسرز الوديعسسة ثسسم‬
‫ذكر أنها ضاعت قبل قوله مع يمينه‪.‬‬
‫وحكسسى السسوزير التفسساق علسسى أن القسسول قسسول‬
‫المودع في التلف والرد مع يمينه‪.‬‬
‫وقال ابن القيم‪ :‬إذا لسسم يكسسذبه شسساهد الحسسال‪،‬‬
‫وقسسال‪ :‬إذا اّدعسسى الهلك فسسي الحريسسق أو تحسست‬
‫الهدم أو في نهب العيارين ونحوهم لسسم يقبسسل إل‬
‫‪-315-‬‬

‫إذا تحقق وجود هذه السباب وإن هلكت من بين‬


‫ماله‪ .‬اهس‪.‬‬
‫وكسسذا إن لسسم يسسذكر السسسبب أو دعسسوى تلسسف‬
‫للوديعة بسبب ظاهر كحريق وغرق ونهب جيسسش‬
‫إن ثبت وجوده ببينة تشهد بوجسسود ذلسسك السسسبب‪،‬‬
‫فسسإن عجسسز عسسن إقامسسة السسسبب الظسساهر ضسسمن‬
‫الوديعة؛ لنسسه ل يتعسسذر إقامسسة البينسسة بسسه والصسسل‬
‫عدمه‪.‬‬
‫ويكفي في ثبوت السسسبب الظسساهر الستفاضسسة‬
‫ويصسسسسسسسسسسسسسدق الوديسسسسسسسسسسسسسع بيمينسسسسسسسسسسسسسه‬
‫في عدم الخيانة وعدم تفريط وفي حرز مثسسل بل‬
‫نزاع؛ لنه أمين‪ ،‬والصل براءته‪.‬‬
‫وإن اّدعى الوديسسع رد الوديعسسة لحسساكم أو ورثسسة‬
‫مالك لم يقبل إل ببينة؛ لنهم لم يأمنوه أو ادعسسى‬
‫رًدا بعد مطلسسه بتسسأخيره دفعهسسا إلسسى مسسستحقه بل‬
‫عسسذر‪ ،‬ثسسم اّدعسسى تلًفسسا لسسم يقبسسل إل ببينسسة؛ لنسسه‬
‫دا بعد‬‫بالمطل بطل الستئمان وكذلك لو ادعى ر ً‬
‫منعه منها لم يقبل إل ببينة؛ لنه صار كالغاصب‪.‬‬
‫قال في »التدريب«‪:‬‬
‫وأن يؤخر ردها بعد الطلب‬
‫من غير عذر فالضمان قد‬
‫وجب‬
‫أو وعد الوديع المالك رد ما أودعسسه ثسسم اّدعسسى‬
‫‪-316-‬‬

‫دعى تلفه قبل وعده برده إليه أو‬ ‫الوديع الرد أو ا ّ‬


‫ادعى ورثة الوديع رًدا منهم أو مسسن مسسورثهم ولسسو‬
‫لمالسسك أو اّدعسسى ورثسسة الوديسسع أن مسسورثهم رد‬
‫الوديعة قبل موته لم يقبسسل ذلسسك إل ببينسسة؛ لنهسسم‬
‫غير مؤتمنين عليها من قبل مالكها‪.‬‬
‫وكذا لو ادعسساه ملتقسسط أو مسسن أطسسارت الريسسح‬
‫الثوب إلى داره فل يقبل إل ببينة‪.‬‬
‫وكذا في الحكم كل من يقبل قوله بيمينه مسسن‬
‫المناء كالشريك والوكيسسل مجان ًسسا والمرتهسسن إذ ل‬
‫فرق بينهم وبين الوديع‪.‬‬
‫وإن أنكر الوديع الوديعة بأن قال‪ :‬لم يودعني‪،‬‬
‫ثسسم قسسّر باليسسداع أو ثبتسست عليسسه الوديعسسة ببينسسة‪،‬‬
‫دا أو تلًفا سابقين لجحوده لم يقبل منسسه‬ ‫فادعى ر ً‬
‫ذلك؛ لنه صار ضامًنا بجحود معترًفا علسسى نفسسسه‬
‫بالكذب المنافي للمانة‪.‬‬
‫ولو أتسسى ببينسسة علسسى السسرد أو التلسسف وأطلقسست‬
‫البينة الشهادة فلم تقسسل قبسسل ول بعسسد فل تسسسمع‬
‫لتكذيبه لها بجحوده‪.‬‬
‫وبهسسسذا قسسسال المالسسسك والشسسسافعي وإسسسسحاق‬
‫وأصسسسحاب السسسرأي؛ لنسسسه مكسسسذب لنكسسساره الول‬
‫ومعترف على نفسه بالكذب المنافي للمانة‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬يقبل؛ لن صاحبها لو أقسسر بسسذلك سسسقط‬
‫عنه الضمان‪.‬‬
‫‪-317-‬‬

‫وقال في »النصاف«‪ :‬ويحتمل أن يقبل ببينة‪،‬‬


‫قسسال الحسسارثي‪ :‬وهسسو المنصسسوص مسسن روايسسة أبسسي‬
‫طالب وهو الحسسق‪ ،‬وقسسال‪ :‬هسسذا المسسذهب عنسسدي‪،‬‬
‫انتهى‪ .‬وهذا القول الذي تميل إليه النفسسس واللسسه‬
‫سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫دعسسى رًدا أو تلًفسسا بعسسد جحسسوده كمسسا لسسو‬‫وإن ا ّ‬
‫اّدعى عليه بالوديعة يوم الحسسد فجحسسدها ثسسم أقسسر‬
‫بها يوم الثنين ثم اّدعى أنه ردهسسا أو تلفسست بغيسسر‬
‫تفريسسط يسسوم الثلثسساء وأقسسام بينسسة شسساهدين قبل‪،‬‬
‫والسبب فسسي أنسسه يقبسسل السسرد والتلسسف إذا أداهمسسا‬
‫بالبينة بعد الجحود؛ لنه حينئذ ليسسس بمكسسذب لهسسا‬
‫ول ضمان على وديع بتركه الوديعة عنده باختيسسار‬
‫ربها بقائها بعد ثبوتها عند الوديع؛ لنها بإبقاء ربها‬
‫لها باختيار تعود أمانة‪.‬‬
‫وإن قال مسسدعى عليسسه‪ :‬الودعيسسة مالسسك عنسسدي‬
‫شسسيء أو ل حسسق لسسك عنسسدي أو قبلسسي‪ ،‬ثسسم أقسسر‬
‫باليداع أو ثبتت ببينسسة قبسسل منسسه رد أ تلسسف سسسبًقا‬
‫جحوده؛ لنه ليس بمناف لجوابه أن يكون أودعه‬
‫ثم تلفت عنده بغير تفريط أو ردها فل يكسسون لسسه‬
‫عنده شيء‪.‬‬
‫ول يقبل منه دعسسوى وقسسوع السسرد والتلسسف بعسسد‬
‫جحوده بل بينة لستقرار حكمسسه بسسالجحود فيشسسبه‬
‫الغاصب وعليه ضمان وديعة ثبت أنها تلفت ببينة‬
‫‪-318-‬‬

‫دا بعد الجحود‪.‬‬


‫ما لم يكن جدد عق ً‬
‫وإن قال إنسسسان لخسسر‪ :‬لسسك عنسسدي وديعسسة ثسسم‬
‫اّدعى المقر ظسسن البقسساء بسسأن قسسال‪ :‬كنسست أظنهسسا‬
‫باقية ثم علمت تلفها قبل قوله بيمنه‪.‬‬
‫‪-319-‬‬

‫قسسال فسسي »النصسساف«‪ :‬قلسست‪ :‬وهسسو الصسسواب‪،‬‬


‫وقيل‪ :‬إذا قال لك عنسسدي وديعسسة ثسسم اّدعسسى ظسسن‬
‫البقاء ثم علم تلفها لم يقبل قوله‪ ،‬والقسسول الول‬
‫هسسو السسذي تطمئن إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه سسسبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وإذا مات مودع أو وكيسسل أو شسسريك أو مرتهسسن‬
‫أو مضارب وانتقلسست الوديعسسة إلسسى يسسد مسسن بعسسده‬
‫فسسالواجب علسسى وارثسسه المنتقسسل إليسسه فسسوًرا أحسسد‬
‫شيئين‪ :‬إما إعلم مالك بموت الوديع أو ردها‪.‬‬
‫ول يجوز لمن هي بيده أن يمسكها قبسسل إعلم‬
‫ربها بها؛ لنه لم يأتمنه عليها‪.‬‬
‫ومحل ذلك إذا كسسان إذن مالكهسسا لسسزوال حكسسم‬
‫الئتمان بمجرد موت المورث‪.‬‬
‫فسسإن تلفسست الوديعسسة عنسسد وارث قبسسل إمكسسان‬
‫العلم أو الرد إلى ربها لنحو جهل بهسسا أو بسسه لسسم‬
‫يضمنها إذا لم يفرط بل نزاع؛ لنه معذور‪.‬‬
‫وإن تلفت بعد إمكان ردها إلى ربها أو إعلمسسه‬
‫بموت الوديع فلم يفعسسل ضسسمن لتسسأخر ردهسا إلسسى‬
‫ربها أو العلم مع إمكانه وحصولها بيده بل إيداع‬
‫بخلف عبد أو حيوان دخل داره وعليه أن يخرجه‬
‫ليذهب كما جاء؛ لن يده لم تثبت عليه‪.‬‬
‫وكل من حصل في يده بل ائتمان من صسساحبها‬
‫‪-320-‬‬

‫كلقطة وثوب أطارته ريح لداره وعلسسم بسسه فعليسسه‬


‫المبادرة إلى السسرد مسسع العلسسم بصسساحبها والتمكسسن‬
‫منه أو إعلمه‪.‬‬
‫وكذا لو عسسزل نفسسسه نحسسو مسسودع كعسسدل بيسسده‬
‫الرهن ومرتهن ووكيل ومضارب وشسسريك فيجسسب‬
‫عليه الرد على الفور‪.‬‬
‫قال ابسسن رجسسب فسسي »قواعسسده«‪ :‬وكسسذا حكسسم‬
‫المانسسات إذا فسسسخها المالسسك كالوديعسسة والوكالسسة‬
‫والشركة والمضاربة يجب الرد على الفور لزوال‬
‫الئتمان صرح به القاضي في خلفه‪ ،‬وسواء كان‬
‫الفسخ في حضرة المين أو غيبته‪ ،‬وظاهر كلمه‬
‫أنسسه يجسسب فعسسل السسرد‪ ،‬فسسإن العلسسم هنسسا حاصسسل‬
‫للمالك‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫وحاصسسسله أن الميسسسن إن كسسسان أزال الئتمسسسان‬
‫بعزله نفسه فيجسسب عليسسه المبسسادرة إلسسى السسرد أو‬
‫العلم‪ ،‬وإن كان العزل صدر من المالك وطلسسب‬
‫الرد وجب على المين التمكيسسن مسسن السسرد‪ ،‬قسسال‬
‫مسسا ولسسم‬
‫في »القواعد«‪ :‬فمسستى كسسان المالسسك عال ً‬
‫يطلب فل ضمان إذا لم تكن مؤونسسة السسرد واجبسسة‬
‫على من هو عنده‪.‬‬

‫)‪ (27‬الواجب على من عنده عين انقضى‬


‫‪-321-‬‬

‫ما أخذت من أجله وما تثبت به الوديعة‬


‫وحكم المطالبة إذا غصبت ممن هي بيده أو‬
‫أكره على دفع الوديعة‬
‫بتهديد أو على الطلق أن ل وديعة‬
‫س ‪ :27‬ماذا يجب علككى مككن عنككده عيككن‬
‫إجارة أو إعككارة أو غصككب أو مقبككوض علككى‬
‫وجه السوم أو رهن‪ ،‬وإذا أحرز الوديعة بعككد‬
‫طلب صاحبها فما الحكم؟ ومككا الككذي تثبككت‬
‫به الوديعة؟ وإذا ادعى الوديعة إثنككان فككأقر‬
‫لحدهما أو أودع إثنان وديعة وطلب أحدهما‬
‫نصيبه منها‪ ،‬وإذا غصبت العيككن المودعككة أو‬
‫الموجودة أو مال المضاربة أو الرهن فهككل‬
‫لمن هككي بيككده المطالبككة‪ ،‬وإذا أكككره مككودع‬
‫على دفع الوديعة فدفعها لغير ربها أو أكره‬
‫على الطلق أن ل وديعككة عنككده لفلن‪ ،‬وإذا‬
‫نككادى السككلطان بتهديككد مككن عنككده وديعككة‬
‫وينكرها فجزاؤه كذا‪ ،‬أو قال من لككم يحمككل‬
‫وديعة فلن عمل به كذا فحملها إنسان فما‬
‫الحكككككم؟ واذكككككر القيككككود والمحككككترزات‬
‫والتفاصكككيل والمثلكككة والدلكككة والتعاليكككل‬
‫والخلف والترجيح‪.‬‬
‫‪-322-‬‬

‫ج‪ :‬العيان المضمونة يجب المبسسادرة بهسسا إلسسى‬


‫ردها بكسسل حسسال وسسسواء كسسان حصسسولها فسسي يسسده‬
‫بفعل مباح أو محرم أو بغير فعله‪.‬‬
‫فالول‪ :‬كالعواري يجب ردها إذا استوفى منها‬
‫الغسسرض المسسستعارة لسسه إذا انتهسسى قسسدر النتفسساع‬
‫المأذون فيه وسواء طالب المالك أو لم يطسسالب؛‬
‫لنهسسسا مسسسن قبيسسسل المضسسسمونات فهسسسي شسسسبيهة‬
‫بالمقبوض‪ ،‬وكذا حكم المقبوض بالسوم‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬كالمغصوب والمقبوض بعقد فاسد‪.‬‬
‫ويجب على المسسستأجر رد العيسسن المسسؤجرة إذا‬
‫انقضت إجارة‪.‬‬
‫ويجسسب علسسى مرتهسسن إذا وفسسى ديسسن برهسسن رد‬
‫الرهن لمالكه‪.‬‬
‫ويضمن وديع أحرز الوديعة فلم يمكسسن مالكهسسا‬
‫من أخذها بعد طلب فإن أخر الرد بعسسد طلبهسسا بل‬
‫عسسذر فسسي التسسأخير ضسسمن إن تلفسست أو نقصسست‬
‫كالغاصب‪.‬‬
‫وإن طلبها في وقت ل يمكن دفعها إليسسه لبعسسدها‬
‫أو لمخافة في طريقها أو للعجز عنهسسا وعسسن حملهسسا‬
‫لم يكن متعدًيا بسسترك تسسسليمها ولسسم يضسسمنها لعسسدم‬
‫العدوان‪.‬‬
‫‪-323-‬‬

‫ومثل الوديع من أخر دفع مسسال أمسسر بسسدفعه بل‬


‫عذر وتلف فيضمنه ولو لم يطلسسب الوكيسسل ذلسسك؛‬
‫لنه أمسك مال غيره غير إذن‪.‬‬
‫ويمهل من طولب بوديعة أو بمال أمسسر بسسدفعه‬
‫لنحو أكل أو لكونه في حمام إلى قضسساء حسساجته‪،‬‬
‫وكذا يمهل لهضم طعسسام ونسسوم إلسسى أن يسسستيقظ‬
‫ويمهل لمطر وطهسسر بقسسدره‪ ،‬فل تضسسمن الوديعسسة‬
‫بتلف زمن العذر؛ لعدم عدوانه‪.‬‬
‫ما بإقرار وديسسع بسسأن أقسسر أنهسسا‬
‫وتثبت وديعة حك ً‬
‫لفلن أو إقرار وارث أو وجسسود نحسسو بينسسة كإمسسارة‬
‫ظاهرة‪.‬‬
‫وإن وجسسسد وارث خسسسط مسسسورثه‪ :‬لفلن عنسسسدي‬
‫وديعة أو وجد على الكيسسس ونحسسوه مكتسسوب هسسذا‬
‫لفلن عمل الوارث به وجوًبا كما يعمسسل بسسإقراره‬
‫باللفظ‪.‬‬
‫وإن وجد وارث خط مورثه بدين له على فلن‬
‫جاز للوارث الحلف إذا قام به شسساهد مث ً‬
‫ل‪ ،‬وكسسان‬
‫يعلم أن مورثه ل يكتب إل حًقا وأنه صادق أميسسن‬
‫ودفع الدين إليه‪.‬‬
‫وإن وجد وارث خط مورثه بدين عليسسه لمعيسسن‬
‫عمل الوارث به وجوًبا ودفع الدين إلسسى مسسن هسسو‬
‫مكتوب بإسمه كالوديعة‪.‬‬
‫‪-324-‬‬

‫وإن اّدعى الوديعة إثنان فسسأقر المسسستودع بهسسا‬


‫لحدهما فهي للمقر له مع يمينه؛ لن اليسسد كسسانت‬
‫للمودع وقد نقلها إلى المدعي فصسسارت اليسسد لسسه‬
‫ومن كانت اليد له قبل قوله بيمينه‪.‬‬
‫ومسسن إفسسراد ذلسسك لسسو قسسال المسسودع أودعنيهسسا‬
‫الميت‪ ،‬وقال هي لفلن‪ ،‬وقال ورثته‪ :‬بل هي له‪،‬‬
‫فقال الشيخ تقي الدين‪ :‬بأن القول قول المسسودع‬
‫ضسسا للمسسدعي الخسسر‬
‫مع يمينسسه ويحلسسف المسسودع أي ً‬
‫الذي أنكره؛ لنه منكر لدعواه وتكون يمينه على‬
‫نفي العلم‪.‬‬
‫فإن حلف بريء وإن نكل لزمه بسسدلها لسسه؛ لن‬
‫فوتها عليه‪ ،‬وكذا لو أقر له بعد أن اقر بهسسا للول‬
‫فتسلم للول ويغرم قيمتها للثاني‪.‬‬
‫وإن أقر بها لهما مًعا فهي بينهما كما لو كانت‬
‫بأيديهما وتداعياها ويحلف لكل واحد منهما يميًنسسا‬
‫على نصسسفها‪ ،‬فسسإن نكسسل عسسن اليميسسن لزمسسه بسسدل‬
‫نصفها لكسسل واحسسد منهمسسا وإن نكسسل عسسن اليميسسن‬
‫لحدهما فقسسط لزمسسه لمسسن نكسسل عسسن اليميسسن لسسه‬
‫عسسوض نصسسفها ويلسسزم كسسل واحسسد منهمسسا الحلسسف‬
‫لصاحبه؛ لنه منكر لدعواه‪.‬‬
‫وإن قسسال المسسودع‪ :‬هسسي لحسسدهما ول أعسسرف‬
‫عينه‪ ،‬فإن صدقاه أو سكتا عن تصسسديقه وتكسسذيبه‬
‫‪-325-‬‬

‫فل يمين عليسسه إذ ل اختلف ويقسسرع بينهمسسا فمسسن‬


‫خرجت له القرعة سلمت إليه بيمينه‪.‬‬
‫وإن كذباه بسسأن قسسال‪ :‬بسسل تعسسرف أينسسا صسساحبها‬
‫حلف لهما يميًنا واحدة أنه ل يعلم عينه‪ ،‬وكسسذا إن‬
‫كذبه أحدهما وحده ويقرع بينهما فمن خرجت له‬
‫القرعسسة حلسسف أنهسسا لسسه لحتمسساله عسسدمه وأخسسذها‬
‫بمقتضى القرعة‪.‬‬
‫فسسإن نكسسل المسسودع عسسن اليميسسن أنسسه ل يعلسسم‬
‫صاحبها حكم عليه بالمنكول وألزم بسسالتعيين بسسأن‬
‫يعين صاحبها‪.‬‬
‫فإن امتنع عن التعييسسن أجسسبر علسسى القيمسسة إن‬
‫كانت متقومة وإن كانت مثلية أجبر علسسى المثسسل‬
‫فتؤخسسذ القيمسسة أو المثسسل أو العيسسن فيقترعسسان‬
‫عليهمسسا ويتفقسسا عليهمسسا‪ ،‬وكسسذلك إذا قسسال‪ :‬أعلسسم‬
‫المستحق ول أحلف‪.‬‬
‫ثم إن قامت بينة بالعين لخسسذ القيمسسة سسسلمت‬
‫إليه العين للبينسسة وتقسسديمها علسسى القرعسسة وردت‬
‫القيمسسة إلسسى المسسودع ول شسسيء للقسسارع علسسى‬
‫المودع؛ لنه لم يفوت عليسسه شسسيًئا‪ ،‬بسسل المفسسوت‬
‫البينة‪.‬‬
‫وإن أودع اثنان إنساًنا وديعسسة مكيل ً أو موزوًنسسا‬
‫ينقسم ول ينقص بالتفرقة فطلسسب أحسسدهما حقسسه‬
‫‪-326-‬‬

‫من الوديعسة لغيبسسة شسسريكه أو حضسسوره وامتنسساعه‬


‫من الخذ ومن الذن لصاحبه في أخذ حقه سسسلم‬
‫للطالب نصيبه وجوب ًسسا؛ لنسسه أمكسسن تمييسسز نصسسيب‬
‫أحد الشريكين مسسن نصسسيب الخسسر بغيسسر غبسسن ول‬
‫ضرر‪ ،‬فإذا طلب أحدهما نصيبه لزمه دفعسسه إليسسه‬
‫كما لو كان متميًزا‪.‬‬
‫وقيسسل‪ :‬ل يلزمسسه السسدفع إل بسسإذن شسسريكه أو‬
‫الحاكم‪ ،‬وقال القاضي‪ :‬ل يجوز إل بإذن الحسساكم؛‬
‫لن ذلسسك يحتسساج إلسسى قسسسمة ويفتقسسر إلسسى حكسسم‬
‫واتفسساق‪ ،‬والقسسول الول هسسو السسذي تطمئن إليسسه‬
‫النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وعلسسم ممسسا تقسسدم أن ذلسسك ل يجسسوز فسسي غيسسر‬
‫مثلي؛ لن قسمته ل يؤمن فيها الحيف لفتقارهسسا‬
‫إلى التقويم وهو ظن وتخمين‪.‬‬
‫قال المجد في »شرحه«‪ :‬لو كان على الوديع‬
‫دين بقدر الوديعسسة كسسألف درهسسم فأعطسساه الوديسسع‬
‫ألًفا ثم اختلفا‪ ،‬فقال الوديسسع‪ :‬السسذي دفعسست إليسسك‬
‫وفاء عن الدين‪ ،‬والوديعة تلفسست‪ ،‬فقسسال المالسسك‪:‬‬
‫بسسل هسسو الوديعسسة والسسدين بحسساله‪ ،‬فسسالقول قسسول‬
‫الوديع‪.‬‬
‫ولمودع ومضسسارب ومسسستأجر ومرتهسسن وعسسدل‬
‫بيده الرهن وأجبر على حفظ عين والوكيسسل فيسسه‬
‫‪-327-‬‬

‫والمستعير والمجاعل على عملها مطالبة غاصب‬


‫العين من وديعة أو مضاربة أ رهسسن أو مسسستأجره‬
‫فلسسه مطالبسسة غاصسسبها؛ لنهسسا مسسن جملسسة حفظهسسا‬
‫المأمور به‪ ،‬والذي تميل إليسسه نفسسسي أنسسه يلزمسسه‬
‫المطالبة بذلك‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ول يضمن مودع أكره على دفع الوديعة بتهديد‬
‫على دفعها لغير ربها‪.‬‬
‫وإن طلسسب يميسسن الوديسسع أن ل وديعسسة لفلن‬
‫دا من الحلف بأن يكون الطسسالب‬ ‫عنده ولم يجد ب ً‬
‫بيمينه متغلًبا عليه بسلطته أو تلصسسص ول يمكنسسه‬
‫الخلص منه إل بسسالحلف وتسسأول فينسسوي ل وديعسسة‬
‫عندي لفلن في موضع كذا مسسن المواضسسيع السسذي‬
‫ليست بها ونحوه ولم يحنث لتأوله فإن لم يحلف‬
‫حتى أخذها منه ضمنها‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬ل يسسأثم إن حلسسف الوديسسع مكرهًسسا أنسسه ل‬
‫وديعسسة لفلن عنسسده ولسسم يتسسأول وهسسو دون إثسسم‬
‫م‬ ‫َ‬
‫إقراره بها ويكفر‪ ،‬وقيل‪ :‬إن حلف ولم يتأول أث ِ َ‬
‫ووجبت الكفارة‪.‬‬
‫قال فسسي »النصسساف«‪ :‬وإن حلسسف ولسسم يتسسأول‬
‫أثم‪ ،‬وقال‪ :‬الصواب وجسسوب الكفسسارة مسسع إمكسسان‬
‫التأويل وقدرته عليسسه وعلمسسه بسسذلك ولسسم يفعلسسه‪،‬‬
‫وهسسذا القسسول السسذي تطمئن إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه‬
‫‪-328-‬‬

‫سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬


‫وكونه يأثم إذا لم يتأول لحلفه كاذًبا لكسسن إثسسم‬
‫حلفه دون إثم إقراره بها؛ لن حفسسظ مسسال الغيسسر‬
‫من الضياع آكد من بر اليمين‪.‬‬
‫وإن أكسسسره علسسسى الطلق أن ل وديعسسسة عنسسسده‬
‫لفلن وكان ضرر التغريم كثيًرا يوازن الضرر في‬
‫صور الكراه‪.‬‬
‫فهسسو إكسسراه ل يقسسع وإل وقسسع ولسسم يقولسسوا أي‬
‫الصسسحاب وتأويسسل؛ لن المكسسره ل يلزمسسه تأويسسل‬
‫لعدم إنعقاد يمينه‪ ،‬قاله في »الغاية وشرحها«‪.‬‬
‫وإن نادى السسسلطان بتهديسسد مسسن عنسسده وديعسسة‬
‫وينكرها فجزاؤه كذا وكذا مسسن أنسسواع العقوبسسة أو‬
‫نادى بتهديد من لم يحمسسل وديعسسة فلن عمسسل بسسه‬
‫كذا وكذا من أنواع التهديد فحملها بل مطالبة أثم‬
‫إن لم يعينه‪.‬‬
‫وإذا استودع فضة وأمر بصرفها بسسذهب ففعسسل‬
‫وتلف الذهب لم يضمنه‪.‬‬
‫وإذا قال‪ :‬أصرف مالي عليك من قرض ففعل‬
‫وتلف ضمنه‪ ،‬ولم يبرأ من القرض‪.‬‬
‫ومن نال منها بعضها ثم رده‬
‫‪-329-‬‬

‫وهذا إذا لم تلف عنه حريزة‬


‫فتهتك عنها والتي لم تشدد‬
‫كذاك إذا رد البديل مميًزا‬
‫وإل فضمنه الجميع بأوكد‬
‫ويبرأ برد للوديعة خائن‬
‫وإل براء من غرم وعقد مجدد‬

‫دا ردد‬
‫دا دون شه ً‬
‫لدعواه ر ً‬
‫‪-330-‬‬

‫وفي قوله ل مال عندي لك‬


‫علي أقبلن دعوى التوى‬‫ول‬
‫والتردد‬
‫وقابضها ينوي الخيانة ضامن‬
‫كملتقط ل أن طر إذا تجدد‬
‫ورد ادعا الوارث رد فقيدهم‬
‫وديعته أو ردهم دون شهد‬
‫ولم يضمنوا إل بكتمانهم لها‬
‫وإمكان رد أخروه بأجود‬
‫‪-331-‬‬

‫وكل له بالقرعة إحدى المعدد‬


‫وبينهما في وجه اقسمهما كذا‬
‫مقر لكل مع نكول التعدد‬
‫ومن يبغ من موزونهم أو‬
‫مكيلهمله من ممكن القسم‬ ‫نصيًبا‬
‫وحرمه القاضي بل إذن حاكم‬ ‫أسعد‬
‫وهذا الذي يقضي به عقل من‬
‫هديغرم أن يغصب و أن يعط‬ ‫ول‬
‫وللمودع التطلب حف ً‬
‫ظا‬ ‫ها‬
‫مكر ً‬
‫وردكها للحافظي مال ربها‬‫بأجود‬
‫على عادة مبّر بغير تردد‬
‫وليس على مستودع أجر ربها‬
‫إذا لم يبعدها بأفعال معتدي‬
‫باب إحياء الموات‬
‫‪-332-‬‬

‫عا؟ وما‬ ‫ة وشر ً‬ ‫س ‪ :28‬ما هي الموات لغ ً‬


‫الصل فيها؟ وما الذي يملك بالحيككاء؟ وإذا‬
‫ملكه من له حرمة أو شك هل للموات مالك‬
‫أم ل؟ أو ملك ثم دثر أو كان لغير معصككوم‪،‬‬
‫أو تردد في جريان الملككك عليككه أو كككان بككه‬
‫أثر ملك غير جاهلي؟ وما الذي يككدخل فيمككا‬
‫ملككك بالحيككاء؟ ومككا السككباب المقتضككية‬
‫للحياء والتي ل يحصككل بهككا الحيككاء؟ وكككم‬
‫أقسككام المككوات؟ ومككا هككي؟ ومككا الككذي‬
‫يستثنى من ذلك؟ واذكر القيود والتفاصككيل‬
‫والمحكككترزات والدلكككة والتعليلت والخلف‬
‫والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬المسسوات والميتسسة والميتسسات بفتسسح الميسسم‬
‫والسسسواو والرض الدارسسسسة الخسسسراب‪ ،‬وعرفهسسسا‬
‫الزهري‪ :‬بأنها الرض التي ليس لها مالك ول بها‬
‫ماء ول عمارة ول ينتفع بها‪ ،‬والموات مشتق مسسن‬
‫الموت وهو عسسدم الحيسساة والموتسسان بضسسم الميسسم‬
‫وسسسكون السسواو‪ :‬المسسوت السسذريع‪ ،‬ورجسسل موتسسان‬
‫القلب بفتح الميسسم وسسسكون السسواو‪ :‬يعنسسي أعمسسى‬
‫القلسسب ل يفهسسم‪ ،‬وفسسي »القسساموس«‪ :‬المسسوات‬
‫كغراب الموت وكسحاب ما ل روح فيسسه وأرض ل‬
‫مالك لهسسا‪ ،‬ولموتسسان بالتحريسسك خلف الحيسسوان أو‬
‫أرض لم تحي بعد‪.‬‬
‫‪-333-‬‬

‫وفي »التيسير نظم التحرير«‪:‬‬


‫حقيقة الموات في الراضي‬
‫ما لم يعمر في الزمان‬
‫الماضي‬
‫وفي »نهاية التدريب«‪:‬‬
‫وكل أرض ما لها مياه‬
‫تسمى مواًتا ينبغي إحياء‬
‫حا‪ :‬الرض المنفكة عسسن الختصاصسسات‬ ‫واصطل ً‬
‫وملك معصوم مسلم أو كافر‪ ،‬قال الحارثي‪ :‬عن‬
‫هذا الحد فيدخل ما يملك بالحياء وخسسرج كسسل مسسا‬
‫ل يملك به‪ ،‬انتهى‪ ،‬والصسسل فسسي جسسوازه‪ :‬حسسديث‬
‫ضسسا ميتسسة فهسسي لسه«‬
‫عا‪» :‬مسسن أحيسسا أر ً‬
‫جابر مرفو ً‬
‫رواه أحمد والترمذي وصححه‪ ،‬وحديث سسسعد بسسن‬
‫ضا ميتة فهي له‪ ،‬وليس لعسسرف‬ ‫زيد‪» :‬من أحيا أر ً‬
‫ظالم حسسق« قسسال الترمسسذي‪ :‬هسسذا حسسديث حسسسن‪،‬‬
‫وعن عائشة مثلسسه‪ ،‬رواه مالسسك وأبسسو داود‪ ،‬وقسسال‬
‫ابن عبدالبر‪ :‬هسسو مسسسند صسسحيح متلقسسى بسسالقبول‬
‫عند فقهاء المدينة وغيرهم‪.‬‬
‫وعن أسمر بن مضرس قسسال‪ :‬أتيسست النسسبي ‪‬‬
‫فبايعته‪ ،‬فقال‪» :‬من سبق إلى ما لم يسبق إليسسه‬
‫مسلم فهو له« فخرج الناس تعسسادون يتخسساطون‪،‬‬
‫رواه أبو داود عن عائشة مرفوعًسسا‪» :‬العبسساد عبسساد‬
‫الله‪ ،‬فمن أحيا من موات الرض شسسيًئا فهسسو لسسه«‬
‫‪-334-‬‬

‫رواه أبو داود الطيالسي‪.‬‬


‫قال في »المغني« و»الشرح« وعامسسة فقهسساء‬
‫المصسساد علسسى أن المسسوات يملسسك بالحيسساء وإن‬
‫اختلفوا في شروطه‪.‬‬
‫ويملك بالحياء كل موات لسسم يجسسر عليسسه ملسسك‬
‫معصوم ولم يوجد فيه أثر عمارة‪.‬‬
‫ويملك النسان ما أحياه‬
‫إن لم يكن ملك امرئ سواه‬
‫قال فسسي »المغنسسي«‪ :‬بغيسسر خلف نعلمسسه بيسسن‬
‫القائلين بالحياء‪ ،‬ونقل أبو الصقر فسسي أرض بيسسن‬
‫قريتين ليس فيها مزارع ول عيون ول أنهار تزعم‬
‫كل قرية أنها لهم فإنها ليسسست لهسسؤلء ول لهسسؤلء‬
‫حتى يعلم أنهم أحيوها‪ ،‬فمن أحياها فله‪ ،‬ومعناها‬
‫نقل ابن القاسم‪.‬‬
‫وإن كسسان الخسسراب السسذي لسسم يوجسسد فيسسه أثسسر‬
‫عمارة تتحقق أنه كان قد ملكه من له حرمة من‬
‫مسلم أو ذمي أو مستأمن بشراء أو هبة أو ملكه‬
‫من شك فيه بأن علم أن كسسان لسسه مالسسك‪ ،‬وشسسك‬
‫في حاله هل هو محترم أم ل؟ فسسإن وجسسد مسسالكه‬
‫أو وجد أحد من ورثته لم يملك بالحياء‪.‬‬
‫قال ابن عبسسدالبر‪ :‬أجمسسع العلمسساء علسسى أن مسسا‬
‫عرف بملك مالك غير منقطع أنه ل يجوز إحيسساؤه‬
‫‪-335-‬‬

‫لحد غير أربابه‪ ،‬انتهى‪.‬‬


‫وكذا إن جهل مسسالكه بسسأن لسسم تعلسسم عينسسه مسسع‬
‫العلم بجريان الملك عليه لسسذي حرمسسة فل يملسسك‬
‫بالحيسساء؛ لحسسديث عائشسسة ‪ -‬رضسسي اللسسه عنهسسا ‪-‬‬
‫قسسالت‪ :‬قسسال رسسسول اللسسه ‪» :‬مسسن عمسسر أر ً‬
‫ضسسا‬
‫ليست لحد فهو أحق بها« رواه أحمد والبخسساري‪،‬‬
‫وهسسذه مملوكسسة‪ ،‬ولن هسسذا المكسسان مملسسوك فلسسم‬
‫يملك بالحياء كما لو كان مالكه معيًنا‪.‬‬
‫وإن علم أنه مات ولم يعقب ذرية ول وارًثا لم‬
‫ضا بالحياء وأقطعه المام لمن شاء؛ لنه‬ ‫يملك أي ً‬
‫فيء وإن ملك بالحياء ثسسم تسسرك حسستى دثسسر وعسساد‬
‫مواًتا لم يملك بالحياء إن كان لمعصسسوم لمفهسسوم‬
‫ضا ميتة فهي له«‪ ،‬ولن ملك‬ ‫حديث‪» :‬من أحيا أر ً‬
‫المحيسسى أول ً لسسم يسسزل عنهسسا بسسالترك بسسدليل سسسائر‬
‫الملك‪.‬‬
‫وإن علم ملسسك السسدارس الخسسراب لمعيسسن غيسسر‬
‫معصوم بأن كان لكافر ل ذمة له ول أمسسان‪ ،‬فسسإن‬
‫كان أحياه بدار حرب واندرس كان كموات أصلي‬
‫فيملكه مسسن يحييسسه؛ لن ملسسك مسسن ل عصسسمة لسسه‬
‫كعدمه‪.‬‬
‫وإن لم يكن بسسه أثسسر ملسسك وتسسردد فسسي جريسسان‬
‫الملك عليه ملك بالحياء؛ لن الصل عدم جريان‬
‫‪-336-‬‬

‫الملك فيه أو كان بالخراب أثر ملك غيسسر جسساهلي‬


‫كالخرب جمع خربسسة وهسسي مسسا تهسسدم مسسن البنيسسان‬
‫التي ذهبت أنهارها واندرست آثارها ولم يعلم لها‬
‫مالك الن ملسسك بالحيسساء؛ لعمسسوم مسسا سسسبق مسسن‬
‫الخبار وسواء كان بدار السلم أو الحسسرب‪ ،‬ولن‬
‫عامر دار الحرب إنما يملك بالقهر والغلبة كسائر‬
‫أموالهم أو كان به أثر ملسسك جسساهلي قسسديم كسسديار‬
‫عاد وآثار الروم فيملكه مسسن أحيسساه لمسسا سسسبق أو‬
‫كان به أثر ملك جاهلي قريب ملك بالحيسساء؛ لن‬
‫أثر الملك الذي به ل حرمة له‪.‬‬
‫قسسال الحسسارثي‪ :‬مسسساكن ديسسار ثمسسود ل تملسسك؛‬
‫لعدم دوام البكاء مع السكنى ومع النتفاع‪.‬‬
‫ك معتسسسبر لئل‬
‫ويكسسسره دخسسسول ديسسسارهم إل لبسسسا ٍ‬
‫يصيبهم ما أصابهم من العذاب للخبر ومسسن أحيسسى‬
‫مما يجوز إحياؤه ولو كسسان الحيسساء بل إذن المسسام‬
‫ملكه؛ لعموم الحديث‪ ،‬ولنه عين مباحة فل يفتقر‬
‫تملكها إلى إذن كأخذ المباح‪.‬‬
‫وقال أبو حنيفة‪ :‬يحتاج إلى إذن المام‪.‬‬
‫وقسسام مالسسك مسسا كسسان فسسي الفلة أو حيسسث ل‬
‫يتشسساح النسساس فيسسه ل يحتسساج إلسسى إذن ومسسا كسسان‬
‫قريب ًسسا مسسن العمسسران وحيسسث يتشسساح النسساس فيسسه‬
‫افتقر إلى إذن‪.‬‬
‫‪-337-‬‬

‫وقال الشسسافعي وأحمسسد‪ :‬ل يحتسساج إلسسى الذن‪،‬‬


‫وهذا القول هسسو السسذي تطمئن إليسسه النفسسس لذن‬
‫الشارع في ذلك‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وهو مبني على أن عمسسوم الشسسخاص يسسستلزم‬
‫ما أو ذمًيا‬
‫عموم الحوال سواء كان المحيي مسل ً‬
‫إتفاًقا وسسسواء كسسان مكلًفسسا أو ل لكسسن شسسرطه أن‬
‫يكسسون ممسسن يملسسك المسسال؛ لنسسه يملكسسه بفعلسسه‬
‫كالصسسسطياد‪ ،‬وقسسسوله ‪» :‬موتسسسان الرض للسسسه‬
‫ورسوله ثم هملكم جوابه بعد تسليم صسسحته أنهسسا‬
‫لكم أي لهل داركسسم‪ ،‬والسسذمي مسسن دارنسسا تجسسري‬
‫عليه أحكامنا فيملك الرض المحياة بالحياء كمسسا‬
‫يملكها بالشراء«‪.‬‬
‫ويملسسك مباحاتهسسا مسسن الحشسسيش والحطسسب‬
‫والصسسيود والركسساز والمعسسدن واللقطسسة وهسسي مسسن‬
‫مرافق دار السلم‪ ،‬فكسسذلك المسسوات موات ًسسا فسسي‬
‫دار السلم وغيرها إذ جميع البلد سواء إل موات‬
‫الحرم وعرفات فل يملك بالحياء مطلًقا لما فيسسه‬
‫من التضييق في أداء المناسك واختصاصه بمحل‬
‫الناس فيه سواء‪.‬‬
‫ومنى ومزدلفة من الحرم كما سبق فل إحيسساء‬
‫فيهما‪.‬‬
‫وموات العنوة كأرض الشسسام والعسسراق كغيسسره‬
‫‪-338-‬‬

‫مما أسلم أهله عليه كالمدينة وما صولح أهله أن‬


‫الرض للمسلمين‪.‬‬
‫فيملك موات العنوة بالحياء‪.‬‬
‫ول خراج على مسلم أحيا موات أرض العنسسوة‬
‫ومسسا روي عسسن المسسام‪ :‬ليسسس فسسي أرض السسسواد‬
‫موات معلل ً بأنها لجماعة فل يختسسص بهسسا أحسسدهم‬
‫حملهسسا القاضسسي علسسى العسسامر ويحتمسسل أن أحمسسد‬
‫قاله لكون السواد كان عامًرا في زمن عمسسر بسسن‬
‫الخطاب وحين أخذه المسلمون من الكفار‪.‬‬
‫وسسسوى مسسا أحيسساه مسسسلم مسسن أرض كفسسار‬
‫صولحوا على أن الرض لهم ولنسسا الخسسراج عنهسسا؛‬
‫لنهسسم صسسولحوا فسسي بلدهسسم فل يجسسوز التعسسرض‬
‫لشيء منها؛ لن المسسوات تسسابع للبلسسد ويفسسارق دار‬
‫الحرب؛ لنها على أصل الباحة‪.‬‬
‫وسوى ما قرب من العامر عرًفا؛ لن التحديسسد‬
‫ل يعسسرف إل بسسالتوقيف ل بسسالرأي ولسسم يسسرد مسسن‬
‫الشسسارع تحديسسد فسسوجب أن يرجسسع فسسي ذلسسك إلسسى‬
‫العرف كالقبض والحراز وما قيل أن حد القريب‬
‫خمس خمس الفرسخ وإذا وقسسف الرجسسل بسسأعلى‬
‫صوته لم يسمع أدنى أهل المصر إليه أجيب بسسأنه‬
‫دا لكل مسسا قسسرب مسسن عسسامر؛‬
‫ل يجوز أن يكون ح ً‬
‫ضا في مسسوات حسسرم إحيسساء شسسيء‬ ‫لن من أحيا أر ً‬
‫‪-339-‬‬

‫من ذلك على غيره ما لم يخرج من الحد وتعلسسق‬


‫بمصالحه كطرقه وفنسسائه ومسسسيل مسسائه ومرعسساه‬
‫ومحتطبه‪.‬‬
‫وحريم بئره وحريسسم نهسسره وحريسسم عيسسن مسسائه‬
‫ومطرح ترابه وقمامته وملقى آلتسسه السستي ل نفسسع‬
‫فيها ومرتكسسض خيلسسه ومسسدفن مسسوتى ومنسساخ إبسسل‬
‫ومنسسازل مسسسافرين معتسسادة حسسول الميسساه وبقسساع‬
‫مرصسسدة لصسسلة العيسسدين والستسسسقاء والجنسسائز‬
‫فمن أحيا ما يجوز إحياؤه ملك ما أحيسساه لمفهسسوم‬
‫ضا ميتة من غير حق مسسسلم‬ ‫حديث‪» :‬من أحيا أر ً‬
‫فهي له«‪ ،‬ولنه مملوك فأعطي حكمه‪.‬‬
‫ويملكه محييه بما فيه من كنز جاهلي ومعسسدن‬
‫جامسسد بسساطن فسسي الرض كسسذهب وفضسسة وحديسسد‬
‫ونحاس ورصاص وبلور ومن معدن جامسسد ظسساهر‬
‫كجص وكحل وكسسبريت وزرنيسسخ تبعًسسا للرض؛ لنسسه‬
‫ملك الرض بجميع أجزائها وطبقاتها‪ ،‬وهسسذا منهسسا‬
‫فتبعها في الملك‪.‬‬
‫ويفارق الكنز السلمي فإنه يملك ما فيها من‬
‫كنز عليها فيه علمة ضرب السسسلم؛ لنسسه مسسودع‬
‫فيها للنقل عنها وليس مسسن أجزائهسسا وإنمسسا يملسسك‬
‫المحيي المعادن التي أحياها إذا حفرها وأظهرها‪.‬‬
‫قال في »الشرح«و»المبدع«‪:‬ولو تحجر الرض‬
‫‪-340-‬‬

‫واقطعها فظهر فيها المعدن قبل إحيائها كسسان لسسه‬


‫إحياؤها ويملكها بما فيها؛ لنه صار أحق بتحجسسره‬
‫وإقطاعه فلم يمنع من إتمام حقه‪.‬‬
‫ضسسا مسسا فيهسسا مسسن معسسدن‬‫ول يملك من أحيسسا أر ً‬
‫جار‪.‬‬
‫ول يملك إنسان مسسا أحيسساه مسسن معسسدن ظسساهًرا‬
‫كان أو باطًنا بإحيسسائه لسسه مفسسرًدا عسسن غيسسره‪ ،‬أمسسا‬
‫الظاهر وهسسو السسذي يتوصسسل إليسسه مسسن غيسسر مؤنسسة‬
‫ينتابه الناس وينتفعون به كمقطع الطين والملسسح‬
‫والكحسسل والكسسبريت والقسسار والموميسساء والنفسسط‬
‫والسسبرام واليسساقوت فبل خلف؛ لن فيسسه ضسسرًرا‬
‫بالمسلمين وتضييًقا عليهسسم؛ لن النسسبي ‪ ‬أقطسسع‬
‫أبيض بن حمال معسسدن الملسسح فلمسسا قيسسل لسسه أنسسه‬
‫بمنزلة المسساء المعسسد رده‪ ،‬قسسال أحمسسد‪ :‬وروى أبسسو‬
‫عبيد والترمذي وأبو داود بإسنادهم عن ابيض بن‬
‫حمال أنه استقطع رسول اللسسه ‪ ‬السسذي بمسسأرب‬
‫فلما وّلى‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬أتدري ما أقطعت‬
‫له إنمسسا أقطعتسسه المسساء العسسد‪ ،‬فرجعسسه منسسه قسسال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬ما يحمي من الراك؟ قسسال‪:‬‬
‫»ما لم تنله إخفاف البل«‪ ،‬ولن هسسذا يتعلسسق بسسه‬
‫مصسسالح المسسسلمين العامسسة فلسسم يجسسز إحيسساؤه ول‬
‫إقطاعه كمشارع الماء وطرقات المسلمين‪.‬‬
‫قال ابسسن عقيسسل‪ :‬هسسذا مسسن مسسواد اللسسه الكريسسم‬
‫‪-341-‬‬

‫وفيض جوده الذي ل غنسسى عنسسه‪ ،‬فلسسو ملكسسه أحسسد‬


‫بالحتجار ملك منعه فضاق على الناس وإن أخسسذ‬
‫العوض عنه أغله فخرج عن الوضع الذي وصسسفه‬
‫الله من تعميم ذوي الحوائج من غير كلفسسة‪ ،‬قسسال‬
‫في »المغني«‪ :‬ول أعلم فيه مخالًفا‪.‬‬
‫وأما الباطن وهو الذي يحتاج في إخراجه إلسسى‬
‫حفر ومؤنة كحديد ونحاس وذهب وفضة وجسسوهر‬
‫فل يملك بإحيائه مفرًدا؛ لن الحيسساء السسذي يملسسك‬
‫به هو العمارة التي يتهيأ بها المحيى للنتفاع مسسن‬
‫غير تكرار عمل‪ ،‬وهذا حفسسر وتخريسسج يحتسساج إلسسى‬
‫ضا كان‬ ‫تكرار عند كل إنتفاع ول يملك من أحيا أر ً‬
‫فيها معسسدًنا ظسساهًرا للنسساس يأخسسذون قبسسل الحيسساء‬
‫لتلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسك الرض؛‬
‫لن فسسسي ملكسسسه إذا قطعسسسا لنفسسسع كسسسان واصسسسل ً‬
‫للمسسسسلمين ومنًعسسسا لنتفسسساعهم وأمسسسا إذا ظهسسسر‬
‫بإظهاره فإنه لم يقطع عنهم شيًئا؛ لنه إنما ظهر‬
‫بإظهاره‪.‬‬
‫وفي »التيسير نظم التحرير«‪:‬‬
‫والمعدن الموجود إما ظاهر‬
‫أو باطن في أرضه فالظاهر‬
‫ما لم يعالج عند الستخراج‬
‫والباطن المحتاج للعلج‬
‫فليمتنع في الظاهر القطاع‬
‫‪-342-‬‬

‫وطالب الحياء ل يطاع‬


‫بل ذك بين المسلمين‬
‫مشترك منهم بعضه فقد ملك‬ ‫من نال‬
‫وحيث ضاق فليقدم من سبق‬
‫فإن أتوا مًعا فقرعة أحق‬
‫ويجب على ذمسسي خسسراج مسسا أحيسسا مسسن مسسوات‬
‫أرض فتحت عنوة كأرض مصر والشام والعسسراق؛‬
‫لن الرض للمسسسلمين فل تقسسر فسسي يسسد غيرهسسم‬
‫بدون خراج كغير الموات‪ ،‬وأما غيسسر العنسسوة وهسسو‬
‫ما صسسولح أهلسسه علسسى أن الرض للمسسسلمين ومسسا‬
‫أسلم أهله عليه إذا أحيي الذمي فيسسه موات ًسسا فهسسو‬
‫كالمسسسلم‪ ،‬وأمسسا المسسسلم فل خسسراج عليسسه فيمسسا‬
‫أحياه من أرض العنوة والصلح‪ ،‬وما أسسسلم أهلهسسا‬
‫عليها كالمدينسسة إذ الرض للمسسسلمين وهسسو واحسسد‬
‫منهم‪.‬‬
‫ويملك بإحياء ويقطع محل إذا حصل فيه الماء‬
‫حسسا؛ لنسسه ل تضسسييق علسسى المسسسلمين‬ ‫صار فيه مل ً‬
‫بإحداثه بل يحدث بفعلسسه بالعمسسل فيسسه فلسسم يمنسسع‬
‫منه كبقية الموات وإحياء هذا بتهيئة لما يصلح له‬
‫من حفر ترابسسه وتمهيسسده وفتسسح قنسساة إليسسه تصسسب‬
‫الماء فيه؛ لنه يتهيأ بهذا للنتفاع به‪.‬‬
‫ويملك بإحياء ما قرب من العسسامر ولسسم يتعلسسق‬
‫بمصالحه كالبعيد عنه؛ لعموم ما سبق من انتفسساء‬
‫‪-343-‬‬

‫المانع وهو التعلق بمصالح العامة وللمام إقطسساع‬


‫ذلك؛ لنه ‪ ‬أقطع بلل بن الحارث العقيق وهسسو‬
‫يعلم أنه من عامر المدينة‪ ،‬ولنه موات لم تتعلق‬
‫به مصلحة العامر فجاز إحياؤه كالبعيد‪.‬‬
‫ول يملك بإحياء مكان غار مسساؤه مسسن الجسسزائر‬
‫كا والرقاق بفتح السسراء‬ ‫والرفاق مما لم يكن مملو ً‬
‫أرض لينة سهلة‪ ،‬قسسال ابسسن إبراهيسسم بسسن عمسسران‬
‫النصاري‪:‬‬
‫ولحمها زيم والبطن‬ ‫رقاقها حزم وجريها‬
‫مقبوب‬ ‫خدم‬
‫يريد أنها إذا عدت أضسسرم الرقسساق وثسسار غبسساره‬
‫كما تضطرم النسسار فيثسسور عثانهسسا‪ ،‬وقيسسل‪ :‬الرقسساق‬
‫رمال يتصل بعضها ببعض‪ ،‬قال أحمسسد فسسي روايسسة‬
‫العباس بن موسى‪ :‬إذا نضبت الماء عسسن جزيسسرة‬
‫إلى فناء رجل لم يبن فيها؛ لن فيه ضسسرًرا‪ ،‬وهسسو‬
‫أن الماء يرجع إلى ذلك المكان فإذا وجسسده مبني ًسسا‬
‫رجع إلى الجانب الخر فأضر بأهله‪ ،‬ولن الجزائر‬
‫منبسست الحطسسب والكل فجسسرت مجسسسرى العسسادة‬
‫الظسساهرة‪ ،‬وقسسد قسسال النسسبي ‪» :‬ل حمسسى فسسي‬
‫الراك«‪ ،‬وما روي عن عمر أنسسا أبسساح الجسسزائر أي‬
‫ما نبسست فيهسسا‪ ،‬وقيسسل‪ :‬مسسا نضسسب عنسسه المسساء مسسن‬
‫كا فلكسسل أحسسد‬ ‫الجزائر والرقاق مما لم يكن مملو ً‬
‫إحياؤه كموات‪ ،‬قال الحسسارثي‪ :‬مسسع عسسدم الضسسرر‪،‬‬
‫وهذا القول هو السسذي تميسسل إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه‬
‫‪-344-‬‬

‫سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬


‫ول يملسسك بإحيسساء مسسا غمسسره المسساء مسسن مكسسان‬
‫مملوك بأن غلب عليه الماء ثسسم نضسسب عنسسه‪ ،‬بسسل‬
‫هو باق على ملسسك ملكسسه قبسسل غلبسسة المسساء عليسسه‬
‫فلهم أخذه لعدم زوال ملكهم عنسسه وإن كسسان مسسا‬
‫نضب عنه الماء ل ينتفع بسسه أحسسد فعمسسره إنسسسان‬
‫عمارة ل ترد الماء مثسسل أن يجعلسسه مزرعسسة فهسسو‬
‫أحق به من غيره؛ لنه متحجر لما ليس فيه حسسق‬
‫فأشبه المتحجر في الموات‪.‬‬
‫وإن ظهر فيما أحيى مسسن مسسوات عيسسن مسساء أو‬
‫ظهر معدن جار وهو الذي كلمسسا أخسسذ منسسه شسسيء‬
‫خلفه عوضه كنفط وقار أو ظهر فيه كل أو شجر‬
‫فهو أحق به؛ لنه في ملكه خارج من أرضه أشبه‬
‫المعادن الجامسسدة والسسزرع؛ لحسسديث‪» :‬مسسن سسسبق‬
‫على ما لم يسبق إليه أحسسد فهسسو أحسسق بسسه« فهنسسا‬
‫أولى‪.‬‬
‫ول يملكسسه لمسسا ورد عسسن خسسداش عسسن بعسسض‬
‫أصحاب رسول الله ‪ ‬قال‪ :‬قسسال رسسسول اللسسه‬
‫‪» :‬المسلمون شركاء في ثلثسسة‪ :‬فسسي المسساء‪،‬‬
‫والكل‪ ،‬والنسسار« رواه أحمسسد وأبسسو داود‪ ،‬ورواه‬
‫ابسسن مسساجه مسسن حسسديث ابسسن عبسساس‪» :‬النسساس‬
‫شسسركاء فسسي ثلث‪ :‬فسسي المسساء‪ ،‬والكل‪ ،‬والنسسار«‬
‫وثمنه حرام‪ ،‬ولنهسسا ليسسست مسسن أجسسزاء الرض‪،‬‬
‫‪-345-‬‬

‫وما فضل من مائه الذي في قرار العين أو في‬


‫قرار البئر عسسن حسساجته وحاجسسة عيسساله وماشسسيته‬
‫وزرعه لزمه بذله لبهائم غيره‪.‬‬
‫ويجب بذله لزرع غيره وهو من »المفردات«؛‬
‫لحسسديث أبسسي هريسسرة مرفوعًسسا‪» :‬ل تمنعسسوا فضسسل‬
‫الماء لتمنعوا به الكل« متفق عليه‪.‬‬
‫وعن عائشة ‪ -‬رضي الله عنها ‪ -‬قسسالت‪» :‬نهسسى‬
‫رسول اللسسه ‪ ‬أن يمنسسع نقسسع السسبئر« رواه أحمسسد‬
‫وابن ماجه‪ ،‬وعن عبادة بن الصامت »أن رسسسول‬
‫الله ‪ ‬قضى بيسسن أهسسل المدينسسة أن ل يمنسسع نقسسع‬
‫البئر‪ ،‬وقضى بين أهسسل الباديسسة أن ل يمنسسع فضسسل‬
‫ماء ليمنع به الكل« رواه عبسسدالله بسسن أحمسسد فسسي‬
‫»مسنده«‪ ،‬ولمسلم من حديث أبسسي هريسسرة‪» :‬ل‬
‫يباع فضل الماء ليبسساع بسسه الكل«‪ ،‬وللبخسساري‪» :‬ل‬
‫تمنعوا فضل الماء لتمنعوا به الكل«‪.‬‬
‫وعسسن عمسسرو بسسن شسسعيب عسسن أبيسسه عسسن جسسده‬
‫عا‪» :‬من منع فضل مائه أو فضل كلئه منعه‬ ‫مرفو ً‬
‫الله فضله يسسوم القيامسسة« رواه أحمسسد‪ ،‬ول يتوعسسد‬
‫على ما يحل ما لم يجد رب البهائم أو الزرع ماء‬
‫حا فإنه يكون حينئذ مستغنًيا بسسه أو يتضسسرر بسسه‬
‫مبا ً‬
‫البسساذل فل يلزمسسه دفعًسسا للضسسرر أو يسسؤذه طسسالب‬
‫الماء بدخوله في أرضه‪.‬‬
‫‪-346-‬‬

‫أو يكون لسه فسسي السسبئر مسساء السسسماء أو يخسساف‬


‫شسسا فل بسسأس أن يمنعسسه منسسه؛ لنسسه ملكسسه‬ ‫عط ً‬
‫بالحيازة فلم يلزمسسه بسسذله كسسسائر أملكسسه بخلف‬
‫العد‪.‬‬
‫وكذا لو حاز الماء العد في إناء لم يلزمه بسسذله‬
‫لغيره إل عند الضطرار بشرطه وإذا خيف الذى‬
‫بورود الماشية الماء بعد الفاضل عسسن حاجسسة رب‬
‫أرضه فيجوز لرعاتها سوق فضل الماء إليها؛ لن‬
‫فيه تحصسسيل ً للمقصسسود بل مفسسسدة ول يلسسزم مسسن‬
‫وجب عليه بذل الماء بذل حبل ودلو ويكره؛ لنها‬
‫تتلسسف بالسسستعمال أشسسبهت بقيسسة مسسال لكسسن عسسن‬
‫اضطر بل ضرر على ربها لزمه بذلها‪.‬‬
‫وقال مالك‪ :‬إن كان البئر أو النهر فسسي البريسسة‬
‫فمالكها أحق بمقدار حاجته منها ويجب عليه بذل‬
‫ما فضل عن ذلك‪.‬‬
‫وإن كانت في حائط فل يلزمسسه بسسذل الفاضسسل‬
‫إل أن يكون جاره زرع على بئر فانهدمت أو عين‬
‫فغارت‪ ،‬فإنه يجب عليه بذل الفاضل لسسه إلسسى أن‬
‫يصلح جاره بئر نفسه أو يصسسلح عينسسه وإن تهسساون‬
‫بإصلحها لسسم يلزمسسه أن يبسسذله بعسسد البسسذل شسسيًئا‪،‬‬
‫وهل يستحق عوضه على روايتين‪.‬‬
‫وقال أبسسو حنيفسسة وأصسسحاب الشسسافعي‪ :‬يلزمسسه‬
‫‪-347-‬‬

‫بذله لشرب الناس والدواب مسسن غيسسر عسسوض ول‬


‫يلزمسسه للمسسزارع ولسسه أخسسذ العسسوض والمسسستحب‬
‫تركه‪.‬‬
‫قال في »نهاية التدريب«‪:‬‬
‫وحافر بئًرا للرتفاق‬
‫أولى بذاك البئر باتفاق‬
‫وحيث كان الماء في ذلك‬
‫المقرل ً عن حاجة الذي حفر‬
‫وفاض‬
‫فل يجوز مطلًقا أن يمنعه‬
‫من شرب شخص أو بهيمة‬
‫معه يجب لسقي زرع أو بنا‬ ‫ولم‬
‫ول لشرب أن يحزه في إنا‬
‫وتقدم لك مذهب المام أحمد والرواية الثانيسسة‬
‫عنه أنه ل يلزمه؛ لن السسزرع ل حرمسسة لسسه فعليهسسا‬
‫يجوز بيعه بكيل أو وزن‪ ،‬ويحرم بيعه مقدًرا بمدة‬
‫معلومة خلًفا لمالسسك‪ ،‬ويحسسرم أي ً‬
‫ضسسا بيعسسه مقسسدًرا‬
‫بسسالري أو جزافًسسا قسساله القاضسسي وغيسسره‪ ،‬والقسسول‬
‫الول هو الذي تميل إليه النفسسس‪ ،‬واللسسه سسسبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وأقسككام المككوات خمسككة؛ لنسسه إمسسا أن ل‬
‫يجري عليه ملك لحد ولسسم يوجسسد فيسسه عمسسارة أو‬
‫يجري عليسسه ملسسك مالسسك‪ ،‬فسسالول يملسسك بالحيسساء‬
‫‪-348-‬‬

‫بغير خلف بين القائلين بالحياء‪.‬‬


‫والقسم الثاني‪ :‬وهو ما جرى عليه ملك مالسسك‬
‫إمسسا أن يكسسون المالسسك معين ًسسا أو ل‪ ،‬والول‪ :‬وهسسو‬
‫المالك المعين إما أن يملكه بنحو شراء فل يملك‬
‫بالحياء بغير خلف‪.‬‬
‫وإما أن يملك بالحياء ثم تركه حتى دثر وصار‬
‫مواًتا فل يملك كالسسذي قبلسسه‪ ،‬والثسساني‪ :‬السسذي لسسم‬
‫يجر عليسسه ملسسك لمعيسسن بسسل وجسسد فيسسه آثسسار ملسسك‬
‫نوعان؛ لنسسه إمسسا أن يكسسون أثسسر الملسسك جاهلي ًسسا أو‬
‫إسلمًيا فيملك فيهما‪.‬‬
‫ومن حفر بئًرا بسسأرض مسسوات لنفسسع المجتسسازين‬
‫فحافرهسسسسسسسسسسسسسسا كغيسسسسسسسسسسسسسسره مسسسسسسسسسسسسسسن‬
‫دا فيكسسون كأحسسدهم‬ ‫المجتازين بها كمن بنى مسج ً‬
‫فسسسسسسسسسسسسسسي السسسسسسسسسسسسسسسقي والسسسسسسسسسسسسسسزرع‬
‫والشسسرب؛ لن الحسسافر لسسم يخسسص بهسسا نفسسسه ول‬
‫غيره ويكون في المسجد كأحدهم؛ لنه لم يخص‬
‫نفسه ول غيره‪.‬‬
‫ومسسع الضسسيق والسستزاحم يسسسقي آدمسسي أول ً‬
‫لحرمته ثم حيوان؛ لنه له حرمة ثم زرع بعدهما‪.‬‬
‫وإن حفسسر السسبئر فسسي مسسوات ليرتفسسق الحسسافر‬
‫بمائهسسا كحفسسر السسسفارة فسسي بعسسض المنسسازل بئًرا‬
‫‪-349-‬‬

‫ليرتفقسسوا بمائهسسا وكحفسسر المنتجعيسسن كسسالعراب‬


‫ضسسا فيحفسسرون لشسسربهم‬ ‫والتركمسسان ينتجعسسون أر ً‬
‫ودوابهم لسسم يملكوهسسا؛ لنهسسم جسسازمون بانتقسسالهم‬
‫عنها وتركهسسا لمسسن نسسزل منزلتهسسم بخلف الحسسافر‬
‫للتملك والحافرون لها أحق بمائها مسسدة إقسسامتهم‬
‫عليها ول يملكونها‪.‬‬
‫وعلى الحافرين لهسسا بسسذل الفاضسسل عنهسسم مسسن‬
‫مائهسسا لشسسارب دون زارع للخسسبر السسسابق وبعسسد‬
‫رحيلهم عن البئر يكون ماؤها سابلة للمسسسلمين؛‬
‫لنه ليس أحد ممن لم يحفرها أحسسق مسسن الخسسر‪،‬‬
‫فإن عادوا إليها كانوا أحق بها من غيرهسسم؛ لنهسسم‬
‫هسسم السسذين حفروهسسا ولسسم يحفروهسسا إل لنفسسسهم‬
‫ومن عادتهم الرحيل والرجوع فلم تزل أحقيتهسسم‬
‫بذلك‪.‬‬
‫وإن حفر إنسسسان بئًرا فسسي مسسوات تملك ًسسا فهسسي‬
‫ملك لحافر كما لو حفرها بملكه الحي ولكل أحد‬
‫أن يسسسقي مسسن المسساء الجسساري لشسسربه وطهسسارته‬
‫وغسل ثيابه وانتفاعه به في أشسسباه ذلسسك ممسسا ل‬
‫يؤثر فيه من غير إذن ربه إذا لم يدخل إليسسه فسسي‬
‫مكان محوط عليسسه ول يحسسل لصسساحبه المنسسع مسسن‬
‫عا‪» :‬ثلثة ل ينظسسر‬ ‫ذلك؛ لحديث أبي هريرة مرفو ً‬
‫الله إليهسسم ول يزكيهسسم ولهسسم عسسذاب أليسسم‪ :‬رجسسل‬
‫كان بفضل ماء بالطريق فمنعه ابن سبيل« رواه‬
‫‪-350-‬‬

‫البخسساري‪ ،‬فأمسسا مسسا يسسؤثر فيسسه كسسسقي الماشسسية‬


‫الكثيرة‪ ،‬فإن فضل الماء عن حاجة صاحبه لزمسسه‬
‫بذله لذلك وإل فل وتقدم‪.‬‬
‫قال الحارثي‪ :‬الفضل الواجب بسسذله مسسا فضسسل‬
‫عسسن شسسفته وشسسفة عيسساله وعجينهسسم وطبخهسسم‬
‫وطهسسارتهم وغسسسل ثيسسابهم ونحسسو ذلسسك‪ ،‬وعسسن‬
‫مواشيه ومزارعسسه وبسسساتينه؛ لن ذلسسك كلسسه مسسن‬
‫حاجته‪.‬‬
‫من النظم فيما يتعلق في إحياء الموات‬
‫وإن موات الرض داثرها‬
‫بل‬
‫اختصاص بمعصوم بها متفرد‬
‫فمن يحيه يملكه من‬
‫ومنحتى دون إذن‬‫مسلمالعهد‬
‫ذوي‬
‫المقلد‬
‫ويروى ثلث عنه مع‬
‫مالك مع شك‬
‫جهلل نعم‬
‫نعم‬
‫مبتدي‬
‫المحيي مكاًنا‬ ‫عصمة‬
‫يملك‬ ‫ول‬
‫ملك معصوم عليه‬ ‫جرى قد‬
‫عليه‬
‫داثر المعصوم فيهم‬ ‫فقيد‬
‫ول‬
‫ورتب في الولى إن كذا‬ ‫مآله‬
‫يفرد‬
‫بالحياء داثر تربة‬ ‫خص‬
‫ويملك‬
‫إذا ما جهلنا ربها في‬
‫المؤكدأل ملك فيما يشك‬
‫وخرج‬
‫في‬
‫‪-351-‬‬

‫زوال إختصاص قبل‬


‫ملك قلد‬
‫في داني مصالح‬ ‫السلم‬ ‫ول‬
‫عامرالداني لم يحتج إليه‬
‫كذا‬
‫وليس بمملوك لملك‬‫بأبعد‬
‫عامر‬
‫ولكنهم أولى به في‬
‫المجود‬
‫‪-352-‬‬

‫ول يملك الجاري ول‬


‫بل حوز بل‬ ‫الكل‬ ‫الماء ول‬
‫الولى‬ ‫في‬
‫إبتد الماء لسقي‬
‫فضل‬ ‫شابه‬
‫وبذلك‬‫إن‬
‫لغيرك حتم ل لزرع‬ ‫بهائم‬
‫بأبعدوجدوا ماء مبا ً‬
‫حا‬ ‫وإن‬
‫وينقل إن أضروا‬ ‫سواه لم‬
‫يحتم‬
‫وليس عليه بذل آلة‬‫بورد‬
‫بذله من غير مرعى‬ ‫سقيه‬‫ول‬
‫ملك فيما زال ما‬ ‫لقصد‬‫ول‬
‫من من أذى‬ ‫خو ً‬
‫فا‬ ‫عنه‬ ‫النهر‬
‫مجاريه‬
‫كان ما ل نفع فيه‬ ‫متجدد‬
‫وإن‬
‫لجيرة لزرع إن تشا ل‬
‫فحجر‬
‫تشددزاد ماء النهر في‬ ‫وإن‬
‫الفتى باق عليه‬ ‫فملكجاره‬
‫ملك‬
‫فخلد‬
‫)‪ (29‬ما يحصل به الحياء‪ ،‬ومقدار حريم‬
‫البئر وما يتعلق بذلك‪ ،‬وبيان مسائل‬
‫القطاع‪ ،‬وما يحدثه الجار مما يضر بجاره‬
‫ومعرفة ذلك‪ ،‬وبيان حريم النخل والشجر‬
‫وحريم الرض والدار‪ ،‬وحكم التحجر‬
‫للراضي‪ ،‬وما يدول‬
‫‪-353-‬‬

‫حول ذلك من بحوث ومسائل وتفاصيل‬


‫ومحترزات وأدلة‬
‫س ‪ :29‬بمككا يحصككل إحيككاء الرض‪ ،‬ومككا‬
‫مقككدار حريككم الككبئر العاديككة وغيرهككا؟ ومككا‬
‫مقككدار حريككم القنككاة‪ ،‬والنهككر‪ ،‬والشككجرة‪،‬‬
‫والرض التي تزرع؟ وهل لمن تحجككر موات ًككا‬
‫بيعككه؟ ومككن الككذي يقطككع للنككاس المككوات؟‬
‫وهل يملك المقطع؟ وما مقككدار المقطككع؟‬
‫وهل للمقطع استرجاعه؟ ومتى يكون؟ وما‬
‫حكم إقطاع الجلوس في الطرق وإذا جلس‬
‫بحيث يمنع جاره رؤية المعاملين لمتككاعه أو‬
‫يمنككع وصككولهم إليككه أو يضككيق عليككه فمككا‬
‫الحكككككم؟ ومككككا هككككي أقسككككام القطككككاع‬
‫وبين حكم ما إذا نزل إنسككان عككن وظيفتككه‬
‫لخككككككككككر؟ واذكككككككككككر التفاصككككككككككيل‬
‫والمحكككترزات والقيكككود والمثلكككة والدلكككة‬
‫والتعاليل والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬إحياء أرض في الموات بحسسوز يحسساط منيسسع‬
‫عادة بحيث يمنع الحائط ما وراءه؛ لحسسديث جسسابر‬
‫طا على أرض فهي لسسه«‬ ‫عا‪» :‬من أحاط حائ ً‬‫مرفو ً‬
‫رواه أحمد وأبو داود ولهما عن سمرة بن جنسسدب‬
‫عا مثله‪.‬‬‫مرفو ً‬
‫ويكون البناء مما جرت عادة أهل البلسسد البنسساء‬
‫‪-354-‬‬

‫به من لبن أو حجسسر أو آجسسر أو أبيسسوك أو جسسص أو‬


‫قصب أو خشب ونحوه سواء أرادها المحيى لبناء‬
‫أو زرع أو أرادهسسسا حظيسسسرة ماشسسسية أو حظيسسسرة‬
‫خشب ونحوها‪.‬‬
‫و ل يعتبر في الحياء تسقيف ول نصسسب بسساب؛‬
‫لنه لم يذكر في الخبر والسكنى ممكنة بدونه‪.‬‬
‫ويحصل إحياؤها بإجراء ماء يسسسوقه إليهسسا مسسن‬
‫نهسسر أو بئر إن كسسانت ل تسسزرع إل بسسه؛ لن نفسسع‬
‫الرض بالماء أكثر من الحائط أو منع ماء ل تزرع‬
‫معه كأرض البطائح الذي يفسسسدها غرقهسسا بالمسساء‬
‫لكثرتها فإحياؤها بسده عنها وجعلها بحيث يمكسسن‬
‫زرعها؛ لنه بسسذلك يتمكسسن مسسن النتفسساع بهسسا فيمسسا‬
‫أراد وجعلها بحيث يمكن زرعهسسا مسسن غيسسر حاجسسة‬
‫إلى تكرار ذلك كل عام‪.‬‬
‫وإن كسسانت الرض ل تصسسلح للسسزرع والغسسراس‬
‫لكسسثرة أحجارهسسا كسسارض اللجسساة ناحيسسة بالشسسام‬
‫فإحياؤهسسا بقطسسع أحجارهسسا وتنقيتهسسا وإن كسسانت‬
‫ضا ذات أشجار ل تسسزرع معهسسا فإحياؤهسسا بسسأن‬
‫غيا ً‬
‫يقلع أشجارها ويزيل عروقها المانعة من الزرع؛‬
‫لنه الذي يتمكن من النتفاع بها أو حفسسر بئًرا أو‬
‫نهًرا‪.‬‬
‫وإن خرج الماء ملكه إل أن تحتسساج إلسسى وطسسئ‬
‫‪-355-‬‬

‫فتمام الحياء طيها‪.‬‬


‫وعنسسد المالكيسسة ل يحصسسل الحيسساء بسسالتحويط‬
‫عليها بسور قال في »نظم أسهل المسالك«في‬
‫مذهب المام مالك‪:‬‬
‫ويحصل الحياء بقطع الشجر‬
‫والحرث والغرس وكسر‬
‫الحجر‬
‫وجريه للماء والتفجير‬
‫وبالبنا ل الخط والتحجير‬
‫وإن كسسانت الرض المسسوات ل تصسسلح لغسسرس‬
‫لكثرة أحجارها فينقيها ويغرسها؛ لنه يراد للبقسساء‬
‫كبنسساء الحسسائط‪ ،‬قسسال فسسي »الفسسروع«‪ :‬ويملكهسسا‬
‫بغرسها وإجسسراء مسساء‪ ،‬ول يحصسسل الحيسساء بمجسسرد‬
‫الحسسسرث والسسسزرع؛ لنسسسه ل يسسسراد للبقسسساء بخلف‬
‫الغرس‪.‬‬
‫ول يحصسسل بخنسسدق جعلسسه حسسول الرض السسذي‬
‫يريد إحياؤها؛ لنه ليس بحائط ول عمارة إنما هو‬
‫حفر وتخريب‪.‬‬
‫ول يحصل بشوك يحوطهسسا بسسه وشسسبهه‪ ،‬قلسست‪:‬‬
‫ومثله إحاطته بأعواد وجريسسد ويكسسون تحجسًرا؛ لن‬
‫المسافر قد ينزل منزل ً ويحوطه على رحله بنحو‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وبحفر بئر في الموات يملسسك الحسسافر حريمهسسا‬
‫‪-356-‬‬

‫وهو حريم البئر مسسن كسسل جسسانب فسسي بئر قديمسسة‪،‬‬


‫وهي التي يسمونها العادية نسسسبة إلسسى عسساد ولسسم‬
‫يرد عاًدا بعينها‪ ،‬لكن لما كسسانت عسساد فسسي الزمسسن‬
‫الول وكانت لها آثار في الرض نسب إليهسسا كسسل‬
‫قديم‪ ،‬نقل ابن منصور البئر العادية القديمة‪ :‬هي‬
‫السستي انطمسست وذهسسب ماؤهسسا فمسسن جسسدد حفرهسسا‬
‫وعمارتهسسا أو اسسستخرج ماءهسسا المنقطسسع ملكهسسا‬
‫ومنلك حريمها‪ ،‬والحريم ملقى نبيشة البئر‪ ،‬وفي‬
‫عسسا« وهسسو‬‫الحسسديث‪» :‬حريسسم السسبئر أربعسسون ذرا ً‬
‫الموضع المحيط بها الذي يلقسسى فيهسسا ترابهسسا‪ ،‬أي‬
‫أن البئر التي يحفرها الرجل في موات فحريمهسسا‬
‫ليس لحد أن ينزل فيه‪ ،‬ول ينازعه عليه‪ ،‬وسمي‬
‫به؛ لنه يحرم منع صاحبه منه أو لنه محرم على‬
‫غيره التصرف فيه‪.‬‬
‫وفي »الصحاح«‪ :‬حريم البئر وغيرها ما حولهسسا‬
‫من مرافقها وحقوقها وحريم النهسسر ملقسسى طينسسه‬
‫والممشسسى علسسى حسسافتيه ونحسسو ذلسسك‪ ،‬وقسسال أبسسو‬
‫حنيفة‪ :‬إن كانت لسسسقي البسسل فحريمهسسا أربعسسون‬
‫عا وإن كان للناضسسح فسسستون وإن كسسانت عين ًسسا‬‫ذرا ً‬
‫فثلثمسسائة‪ ،‬وفسسي روايسسة خمسسسمائة‪ ،‬وقسسال مالسسك‬
‫والشسسافعي‪ :‬ليسسس لسسذلك حسسد والمرجسسع العسسرف‪،‬‬
‫والقول الذي تميل إليه النفس والله أعلسسم قسسول‬
‫من يقول‪ :‬أنسسه مسسن كسسل جسسانب خمسسسون ذراعًسسا‪،‬‬
‫‪-357-‬‬

‫عا‬
‫والحريم في غير القديمة خمسة وعشرون ذرا ً‬
‫من كل جانب لما روى أبو عبيد في الموال عسسن‬
‫سسسنة فسسي حريسسم‬
‫سعيد بن المسيب‪ ،‬قسسال فسسي ال ّ‬
‫عا‪ ،‬والبدي خمسة‬ ‫القلب العادي خمسون ‪ 50‬ذرا ً‬
‫وعشرون ‪ 25‬وروى الخلف والدارقطني ونحسسوه‬
‫عا‪.‬‬
‫مرفو ً‬
‫ومن كانت له بئر فيها فحفر آخسسر قريًبسسا منهسسا‬
‫بئًرا يتسرب إليها ماء البئر الول فليس لسسه ذلسسك‬
‫سسسواء كسسان محتفسسر الثانيسسة فسسي ملكسسه كرجليسسن‬
‫متجسساورين فسسي دار حفسسر أحسسدهما فسسي داره بئًرا‬
‫أعمق منها فيسري إليها ماء الولى أو كانتسسا فسسي‬
‫مسسوات فسسسبق أحسسدهما فحفسسر بئًرا قريًبسسا منهسسا‬
‫تجتذب ماء الولى؛ لنه ليس له أن يبتسسدي ملكسسه‬
‫على وجه يضر بجاره‪.‬‬
‫وعلمة تسرب الماء إلى المحدثة الثانية وضع‬
‫بانزين أو قاز في الولى‪ ،‬فسسإن ظهسسر فسسي الثانيسسة‬
‫تبين أنها هي التي تسحب ماء الولى‪.‬‬
‫وقيسسل‪ :‬ليسسس عليسسه شسسيء ولسسه أن يحفسسر ولسسو‬
‫ذهب ماء البئر الولسسى وتحسسول إلسسى الثانيسسة؛ لنسسه‬
‫غير متعد وهو حافر في ملكه الذي لسسه التصسسرف‬
‫فيه والماء تحت الرض ل يملك‪ ،‬فل مخاصمة ول‬
‫منع كمن بنى حفيًزا قسسرب حفيسسز آخسسر نحسسو ذلسسك‬
‫فكسد الول فإنه ل شيء عليه‪ ،‬وهذا القسسول هسسو‬
‫‪-358-‬‬

‫الذي تطمئن إليه النفس‪ ،‬والله سبحانه أعلم‪.‬‬


‫وهكذا في كل ما يحدثه الجار مما يضر بجاره‬
‫فليسسسسسسسسسسسسسسس لسسسسسسسسسسسسسسه أن يبتسسسسسسسسسسسسسسديه‬
‫في ملكه على وجه يضر جاره كسسأن جعسسل بسسداره‬
‫ما أو خزاًنا يضر بجدار عقسسار جسساره‬ ‫مدبغة أو حما ً‬
‫أو ما يضر يحمي ناره أو رمادة أو دخانه أو يحفر‬
‫في أصل حائطه بحيسسث يتسسأذى جسساره برائحتسسه أو‬
‫رطوبته أو غيرها أو يجعل داره مخبًزا في وسسسط‬
‫العطارين ونحوه مما يتأذى به جسساره؛ لقسسوله ‪:‬‬
‫»ل ضرر ول ضسسرار« ولنسسه أحسسدث ضسسرًرا بجسساره‬
‫كسسدق يهسسز الجسسدران والسسسواري ونحوهسسا وكإلقسساء‬
‫السسسماد والسستراب والوسسسخ والقمامسسة فسسي أصسسل‬
‫جدار جاره على وجه يضسسر بسسه‪ ،‬وممسسا يتأكسسد منسسع‬
‫إحسسداثه قسسرب الجيسسران السسسابقين وضسسع شيشسسة‬
‫بانزين لما فيها من الضرر والخطر وكسسذلك يمنسسع‬
‫من إحسسداث طسساحون؛ لنسسه يقلسسق راحسسة الجيسسران‬
‫ويؤذيهم‪.‬‬
‫ولو كسسان لشسسخص مصسسنع فسسأراد جسساره غسسرس‬
‫شجرة مما تسسسري عروقسسه كالثسسل فتشسسق جسسدار‬
‫مصنع لجاره أو يتلفه لم يملك ذلك وكسسان لجسساره‬
‫منعه وقلعها إن غرسها وإن كان هذا الذي حصل‬
‫منه الضرر سابًقا مثل من له في ملكه مدبغة أو‬
‫مقصرة أي محل غسل ثيسساب فأحيسسا إنسسسان إلسسى‬
‫‪-359-‬‬

‫جسسانبه موات ًسسا وبنسساه داًرا تتضسسرر بسسذلك لسسم يلزمسسه‬


‫إزالة الضرر؛ لن الول سسسابق ملكسسه علسسى ملسسك‬
‫الخير‪.‬‬
‫وحريم عين وقناة احتقرها إنسان فسسي مسسوات‬
‫خمسمائة ذراع ‪.500‬‬
‫وقيل‪ :‬قدر الحاجة ولو كسسان ألسسف ‪ 1000‬ذراع‬
‫اختسساره القاضسسي فسسي »المجسسرد« وأبسسو الخطسساب‬
‫والموفق في »الكافي« وغيرهم‪ ،‬وقيل‪ :‬الحريسسم‬
‫لبئر قناة ما لسسو حفسسر فيسسه نقسسص ماؤهسسا أو خيسسف‬
‫إنهيسساره‪ ،‬والسسذي تطمئن إليسسه النفسسس أنسسه قسسدر‬
‫الحاجة‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وحريم نهسسر مسسن جسسانبيه مسسا يحتسساج النهسسر إليسسه‬
‫لطرح كرايته وهسسي مسسا يلقسسى منسسه طلب ًسسا لسسسرعة‬
‫جريه وطريق قيمه ومسسا يستضسسر صسساحبه بتملكسسه‬
‫عليه وإن كر‪ ،‬قال في »الرعاية«‪ :‬وإن كان بجنبه‬
‫مسناة لغيره ارتفسسق بهسسا فسسي ذلسسك ضسسرورة‪ ،‬ولسسه‬
‫عمسسل أحجسسار طحسسن علسسى النهسسر ونحسسوه وموضسسع‬
‫غرس وزرع ونحوهما‪ .‬اهس‪.‬‬
‫والمسسسناة‪ :‬هسسي السسسد السسذي يسسراد المسساء مسسن‬
‫جانبه‪.‬‬
‫وحريسسم شسسجرة غرسسست فسسي مسسوات قسسدر مسسا‬
‫أغصانها حواليها‪.‬‬
‫‪-360-‬‬

‫وحريم نخلسسة بقسسدر مسسد عسسسيبها؛ لحسسديث أبسسي‬


‫سعيد قال‪ :‬اختصم إلى النبي ‪ ‬في حريم نخلسسة‬
‫فأمر بجريدة من جرائدها فزرعت فكانت سسسبعة‬
‫أذرع‪ ،‬فقضى بذلك‪ ،‬رواه أبو داود‪.‬‬
‫قال في »المغني«‪ :‬وإن سبق إلى شجر مباح‬
‫كالزيتون والخروب فسقاه وأصلحه فهو أحق بسسه‬
‫كالمتحجر الشارع في الحياء‪ ،‬فإن طعمسسه ملكسسه‬
‫بذلك وحريمه؛ لنه تهيأ للنتفاع لما يراد منه فهو‬
‫كسوق الماء إلى الرض الموات‪.‬‬
‫وحريم أرض من موات تزرع محل يحتاج إليسسه‬
‫لسقيها وربط دوابها وطسسرح سسسبخها فيسسه ونحسسوه‬
‫ممسسا يرتفسسق بسسه زارعهسسا كمصسسرف مائهسسا عنسسد‬
‫الستغناء عنه؛ لن ذلك كله من مرافقها‪.‬‬
‫وحريسسم دار مسسن مسسوات حولهسسا مطسسرح تسسراب‬
‫وكناسة وثلج وماء ميسسزاب وممسسر بسساب؛ لن هسسذا‬
‫كله مما يرتفق به ساكنها‪.‬‬
‫ول حريم لسسدار محفوفسسة بملسسك غيسسره مسسن كسسل‬
‫جانب؛ لن الحريم من المرافق‪.‬‬
‫ول يرتفسسق بملسسك غيسسره؛ لن مسسالكه أحسسق بسسه‬
‫ويتصرف مسسن أربسساب الملك بحسسسب عسسادة فسسي‬
‫النتفاع فإن تعدى العادة منسسع مسسن التعسسدي عمل ً‬
‫بالعادة‪.‬‬
‫‪-361-‬‬

‫ومن تحجر مواًتا بأن شرع في إحيائه مسسن غيسسر‬


‫أن يتمه بأن أدار حسسوله أحجسساًرا أو تراب ًسسا أو حائط ًسسا‬
‫غير منيسسع أو حفسسر بئًرا لسسم يصسسل ماؤهسسا أو سسسقى‬
‫حا وأصلحه بأن قطع أغصسسانه السسرديئة أو‬ ‫شجًرا مبا ً‬
‫اليابسة أو المضر فيها لتخلفها أغصان جيدة ولسسم‬
‫يركبه ونحو ذلك بأن خندق حول الرض أو حرثها‬
‫كا أو نحسسوه لسسم يملكسسه‬ ‫كا أو شب ً‬
‫أو أدار حولها شو ً‬
‫بذلك‪.‬‬
‫ومن أقطعه المام مواًتا ليحييسسه فلسسم يحيسسه لسسم‬
‫يملكه بذلك؛ لن الملسسك إنمسسا يكسسون بالحيسساء ولسسم‬
‫يوجد والمتحجر أحق به من غيسسره؛ لقسسوله ‪ -‬عليسسه‬
‫الصلة والسلم ‪» :-‬من سبق إلسسى مسسا لسسم يسسسبق‬
‫إليه مسلم فهو له« رواه أبو داود‪ ،‬وكذا وارثه من‬
‫بعده يكون أحسق بسه مسن غيسسره؛ لقسوله ‪» :‬مسن‬
‫ترك حًقا أو مال ً فهو لورثته«‪ ،‬ولنه حق للموروث‬
‫فيقوم الوارث مقامه كسائر الحقوق‪.‬‬
‫وكذا من ينقله المتحجر أو ورثه إليه بغيسسر بيسسع‬
‫فيكون أحق به من غيره؛ لن من له الحق أقامه‬
‫مقسسامه فيسسه‪ ،‬وليسسس للمتحجسسر أو وارثسسه أو مسسن‬
‫انتقسسل إليسسه مسسن أحسسدهما بيعسسه؛ لنسسه لسسم يملكسسه‬
‫وشرط البيع أن يكون مملو ً‬
‫كا‪.‬‬
‫وكذا من نزل عسسن أرض خراجيسسة بيسسده لغيسسره‬
‫فإن المتروك له يكون أحق بها وورثته من بعسسده‬
‫‪-362-‬‬

‫وليس للمام أخذها منه بل عوض‪.‬‬


‫قال ابن رجب في القاعدة السابعة والثمانين‪:‬‬
‫ومنها منافع الرض الخراجية فيجسسوز نقلهسسا بغيسسر‬
‫عوض إلسسى مسسن يقسسوم مقسسامه فيهسسا وتنتقسسل إلسسى‬
‫الوارث فيقسسوم مقسسام مسسورثه فيهسسا ونسسص المسسام‬
‫أحمد في رواية عبدالله علسسى جسسواز دفعهسسا مهسًرا‬
‫ونسسص فسسي روايسسة ابسسن هسسانئ وغيسسره علسسى جسسواز‬
‫ضا عما تستحقه عليسسه مسسن‬ ‫دفعها إلى الزوجة عو ً‬
‫المهر‪.‬‬
‫قال ابن رجسسب‪ :‬وهسسذه معاوضسسة عسسن منافعهسسا‬
‫المملوكة فأمسسا السسبيع فكرهسسه أحمسسد ونهسسى عنسسه‪،‬‬
‫واختلف في قوله بيع العمارة التي فيها لئل تتخذ‬
‫طريًقا إلى بيع رقبة الرض التي ل تملك‪ ،‬ل هسسي‬
‫إما وقف وإما فيء للمسلمين جميًعا‪.‬‬
‫ونص أحمد في رواية المروذي علسسى أنسسه يسسبيع‬
‫آلت عمارته بما تساوي وكره أن يبيع بسسأكثر مسسن‬
‫ذلك لهذا المعنى وكذلك نقل عن ابسسن هسسانئ أنسسه‬
‫قال‪ :‬يقوم دكانه وما فيه مسسن علسسف وكسسل شسسيء‬
‫يحدثه فيه فيعطي ذلسسك ول أرى أن يسسبيع سسسكنى‬
‫دار ول دكان‪.‬‬
‫وقال في »المبدع« بعد أن ذكسسر النسسزول عسسن‬
‫الوظسسائف وممسسا يشسسبه النسسزول عسسن الوظسسائف‪،‬‬
‫‪-363-‬‬

‫النزول عن القطاع‪ ،‬فسسإنه نسسزول عسسن اسسستحقاق‬


‫يختسسص بسه لتخصسسيص المسسام لسه اسسستغلله أشسسبه‬
‫مستحق الوظيفة ومتحجر المسسوات وقسسد يسسستدل‬
‫بجواز أخذ العوض في النزول عن الوظائف وعن‬
‫القطاعات بالخلع فإنه يجوز أخذ العوض مسسع أن‬
‫الزوج لم يملك البضع وإنمسسا ملسسك السسستمتاع بسسه‬
‫فأشبه المتحجر‪ ،‬انتهى ما في »المبدع«‪.‬‬
‫وقال ابن القيم‪ :‬ومن بيده أرض خراجية فهسسو‬
‫أحق بها بالخراج الذي ضربه أجرة لهسسا كسسل عسسام‬
‫فملكسسوا منافعهسسا بسسالخراج السسذي يبسسذلونه وترثسسه‬
‫ورثته إلى غيره؛ لنه أحق بها من غيره وإن نسسزل‬
‫دا فالمنسزول له كذلك فيكونون‬ ‫عنها أو آثر بها أح ً‬
‫أحق بها بالخراج وليس للمام أخسسذها ممسسن هسسي‬
‫بيسسده ودفعهسسا إلسسى غيسسره والمسسؤثر أحسسق بهسسا مسسن‬
‫غيره‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫أو نزل إنسان عن وظيفة من إمامة أو خطابة‬
‫أو تدريس ونحوه لمن فيسسه أهليسسة للقيسسام بهسسا فل‬
‫يقرر غير منزلو له لتعلق حقه بها فسسإن قسسرر مسسن‬
‫له الولية كالناظر فقد تم المر له وإن لم يقرره‬
‫من له ولية التقرير‪ ،‬فالوظيفة للنسسازل؛ لنسسه لسسم‬
‫يحصل منه رغبة مطلقة عن وظيفته‪ ،‬بل مقيسسدة‬
‫بحصوله للمنزول له ولم يحصل‪.‬‬
‫وليس للناظر التقرير في مثل هذا إنمسسا يقسسرر‬
‫‪-364-‬‬

‫عن ما هو خال عن يسسد مسسستحق أو فسسي يسسد مسسن‬


‫يملك إنتزاعه منه لمقتضى شسسرعه فحينئذ يكسسون‬
‫تقريره سائًغا‪.‬‬
‫وقال الشيخ تقي الدين‪ :‬ل يتعين المنسسزول لسسه‬
‫عا‬
‫ويسسولي مسسن لسسه الوليسسة مسسن يسسستحقها شسسر ً‬
‫واعترض ابن أبي المجد بأنه ل يخلو أما أن يكون‬
‫نزوله بعوض أو ل وعلى كل لم يحصل منه رغبة‬
‫مطلقة عن وظيفته ثسسم قسسال‪ :‬وكلم الشسسيخ فسسي‬
‫قضية عين فيحتمل أن المنزول له أهل ويحتمسسل‬
‫عدمه‪.‬‬
‫قال في »المبدع«‪:‬‬
‫وفيه نظر فإن النزول يفيد الشغور وقد سقط‬
‫حقسسه بشسسغوره إذ السسساقط ل يعسسود وقسسوله فسسي‬
‫قضية عين الصل عدمه‪.‬‬
‫وقسسسال الموضسسسح‪ :‬ملخسسسص كلم الصسسسحاب‬
‫يسسستحقها منسسزول لسسه إن كسسان أهل ً وإل فلنسساظر‬
‫عا‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫تولية مستحقها شر ً‬
‫قلت‪ :‬وما قسسال الشسسيخ تقسسي السسدين هسسو السسذي‬
‫تطمئن إليه النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫يؤيده ما ورد عن النبي ‪» ‬من استعمل رجل ً‬
‫على عصابة وفيهم من هو أرضسسى للسسه منسسه فقسسد‬
‫خان الله ورسوله والمؤمنين«‪ ،‬وما ورد عن يزيد‬
‫‪-365-‬‬

‫ابن أبي سفيان‪ ،‬قال‪ :‬قال لي أبسسو بكسسر الصسسديق‬


‫حين بعثنسسي إلسسى الشسسام يسسا يزيسسد‪ ،‬إن لسسك قرابسسة‬
‫عسيت أن تؤثرهم بالمانة‪ ،‬وذلك أكثر ما أخسساف‬
‫عليك بعدما قال رسول الله ‪» :‬مسسن ولسسي مسسن‬
‫أمر المسلمين شسسيًئا فسسأمر عليهسسم أح س ً‬
‫دا محابسساة‬
‫فعليه لعنة الله ل يقبل الله منه صسسرًفا ول عسسدل ً‬
‫حتى يدخله جهنم«‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫وليس لمن هو أحق بشيء كالمتحجر للمسسوات‬
‫ونحوه بيعه؛ لنه لم يملكه فلم يملك بيعسسه كحسسق‬
‫الشفعة قبسسل الخسسذ بالشسسفعة وكمسسن سسسبق إلسسى‬
‫مباح‪.‬‬
‫فإن طالت مدة التحجير للموات عرًفا ولم يتسسم‬
‫إحياءه وحصسسل متشسسوق لحيسساء المتحجسسر قسسال لسسه‬
‫المام أو نائبه إما أن تحييه فتملكه أو تتركه وترفع‬
‫يدك عنه ليحييه غيرك؛ لنه ضيق على النساس فسي‬
‫حق مشترك بين الجميع فلم يمكن من ذلسسك كمسسا‬
‫لو وقف على ضيق أو مشسسرعة مسساء أو معسسدن ل‬
‫ينتفع ول يدع غيره ينتفع‪.‬‬
‫فإن طلب المتحجر المهلة لعذر أمهل ما يراه‬
‫حسساكم مسسن نحسسو شسسهر أو شسسهرين أو ثلثسسة؛ لنسسه‬
‫بسيط وإن كن ليس له عذر فل يمهل‪ ،‬ويقال له‪:‬‬
‫إما أن تعمرها وإما أن ترفع يدك عنهسسا‪ ،‬فسسإن لسسم‬
‫يعمرها كان لغيره عمارتها وحيث انظر لعسسذر فل‬
‫‪-366-‬‬

‫يملك المكان المتحجر بإحياء غير المتحجر زمسسن‬


‫إنظسساره أو قبلسسه؛ لمفهسسوم قسسوله ‪» :‬مسسن أحيسسا‬
‫ضا ميتة في غير حق مسسسلم فهسسي لسسه«‪ ،‬ولنسسه‬ ‫أر ً‬
‫أحيا في حق غيره فلسسم يملكسسه كمسسا لسسو أحيسسا مسسا‬
‫يتعلق به مصالح ملك غيسسره‪ ،‬ولن حسسق المتحجسسر‬
‫أسبق فكان أولى كحق الشفيع يقدم على شراء‬
‫المشتري‪.‬‬
‫وإن أحياه بعد مضي مدة إنظسساره فسسإنه يملسسك‬
‫ما أحياه‪.‬‬
‫قال في »النصاف«‪ :‬ل أعلم فيسسه خلفًسسا اهسسس‪.‬‬
‫وذلك لن الول ل ملسك لسه وحقسسه زال بإعراضسسه‬
‫حتى مدة المهال‪.‬‬
‫وأقسام القطاع ثلثة‪ (1) :‬إقطاع تمليك‪(2) .‬‬
‫)‪ (3‬وإقطسسساع‬ ‫إقطسسساع اسسسستغلل‪.‬‬
‫إرفسساق‪ .‬وللمسسام إقطسساع مسسوات لمسسن يحييسسه ول‬
‫يملكه؛ لنه ‪ ‬أقطسسع بلل بسسن الحسسارث العقيسسق‪،‬‬
‫وروى علقمة بن وائل عن أبيه أن رسول الله ‪‬‬
‫ضسسا فأرسسسل معسسه معاويسسة »أن اعطسسه‬
‫أقطعسسه أر ً‬
‫إياها«‪ ،‬أو قال‪» :‬أعطها إيسساه«‪ ،‬وروى ابسسن عمسسر‬
‫أن النبي ‪ ‬أقطسسع الزبيسسر حضسسر فرسسسه فسسأجرى‬
‫فرسه حتى قام ورمى بسوطه‪ ،‬فقال‪» :‬أعطسسوه‬
‫من حيث وقع السوط«‪ ،‬وروى أن أبا بكسسر أقطسسع‬
‫الزبير وأقطع عمر علًيا وأقطع عثمان ‪ ‬خمسة‬
‫‪-367-‬‬

‫من أصحاب رسول الله ‪ ‬الزبيسسر وسسسع ً‬


‫دا وابسسن‬
‫مسعود وخباًبا وأسامة بن زيد ‪.‬‬
‫‪-368-‬‬

‫ول يملك الموات بالقطاع؛ لنه لسسو ملكسسه لمسسا‬


‫جسساز اسسسترجاعه‪ ،‬بسسل يصسسير المقطسسع كسسالمتحجر‬
‫الشارع فسسي الحيسساء؛ لنسسه ترجسسح بالقطساع علسسى‬
‫غيره ويسمى تمل ً‬
‫كا لم يؤول إليه‪.‬‬
‫كا بنفس القطاع فيجسسوز بيعسسه‬ ‫وقيل‪ :‬يكون مل ً‬
‫وهو قول مالك وكثير من العلمسساء وعليسسه العمسسل‬
‫فسسي البلد السسسعودية فسسي هسسذا الزمسسن‪ ،‬واسسستدل‬
‫لهذا القول بما رواه أحمد عن عسسروة بسسن الزبيسسر‬
‫أن عبدالرحمن بن عوف قال‪ :‬أقطعني النسسبي ‪‬‬
‫وعمر بن الخطاب أرض كذا وكذا‪ ،‬فذهب الزبيسسر‬
‫إلى آل عمر فاشترى نصيبه منهم‪ ،‬فسسأتى عثمسسان‬
‫بن عفان‪ ،‬فقال‪ :‬إن عبدالرحمن بن عسسوف زعسسم‬
‫أن النبي ‪ ‬أقطعه وعمر بن الخطاب أرض كسسذا‬
‫وكذا وإني اشتريت نصيب آل عمر‪ ،‬فقال عثمان‬
‫عبدالرحمن جائز الشهادة له وعليه‪.‬‬
‫وقد ساق البيهقي بسنده إلسسى عبسسدالعزيز بسسن‬
‫الربيع الجهنسسي عسسن أبيسسه عسسن جسسده أن النسسبي ‪‬‬
‫نزل في موضع المسجد تحت دومة‪ ،‬فأقسسام ثلث ًسسا‬
‫ثم خرج إلى تبسسوك‪ ،‬وإن جهينسسة لحقسسوه بالرحبسسة‪،‬‬
‫فقال لهم‪» :‬من أهل ذي المروة«‪ ،‬فقسسالوا‪ :‬بنسسي‬
‫رفاعسسة مسسن جهينسسة‪ ،‬فقسسال‪» :‬قسسد أقطعتهسسا لبنسسي‬
‫رفاعة فأقسموها« فمنهسسم مسسن بسساع ومنهسسم مسسن‬
‫أمسك فعمسسل‪ ،‬وعسسن أبسسي رافسسع أنسسه بسساع قطعسسة‬
‫‪-369-‬‬

‫أقطعه إياها رسول الله ‪ ‬عند دار سعد بن أبي‬


‫وقاص بثمانيسسة آلف درهسسم‪ ،‬رواه الطسسبراني فسسي‬
‫»الوسط«‪ ،‬وهسسذا القسسول هسسو السسذي تطمئن إليسسه‬
‫النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ول ينبغي للمام أن يقطع إل مسسا قسسدر المقطسسع‬
‫على إحيائه؛ لنه في إقطاعه أكثر من ذلك تضييًقا‬
‫على الناس في حق مشترك بينهسسم ممسسا ل فسسائدة‬
‫فيه‪.‬‬
‫دا مما يقسسدر علسسى إحيسسائه‬ ‫فإن أقطع المام أح ً‬
‫ثم تبين عجزه عن إحيسسائه إسسسترجعه المسسام منسسه‬
‫كما استرجع عمر من بلل بن الحسسارث مسسا عجسسز‬
‫عن عمارته من العقيق الذي أقطعه إياه رسسسول‬
‫اللسسسسسسسسسسسه ‪ ،‬قسسسسسسسسسسسال عمسسسسسسسسسسسر لبلل‪:‬‬
‫إن رسول الله ‪ ‬لم يقطعك لتحجز عن النسساس‪،‬‬
‫إنما أقطعسسك لتعمسسر فخسسذ منهسسا مسسا قسسدرت علسسى‬
‫عمسسسسارته ورد البسسسساقي‪ ،‬رواه أبسسسسو عبيسسسسد فسسسسي‬
‫»الموال«‪.‬‬
‫وللمسسام إقطسساع غيسسر مسسوات تمليك ًسسا وانتفاعًسسا‬
‫للمصلحة‪ ،‬بل من العامر العائد إلسسى بيسست المسسال‬
‫وإنما نص عليه لكونه يتوقف على إقطاع المسسام‬
‫بخلف الموات فإنه ل يتوقف على إقطاع المام‬
‫مع جوازه فل مفهوم له ع ن‪.‬‬
‫ويجسسوز القطسساع مسسن مسسال الجزيسسة كمسسا فسسي‬
‫‪-370-‬‬

‫القطاع من مال الخراج ومعنى النتفاع أن ينتفع‬


‫بسسه فسسي السسزرع والجسسارة وغيرهمسسا مسسع بقسسائه‬
‫للمسلمين وهو إقطاع استغلل‪.‬‬
‫ومحل ذلك حيث ل أرباب لمسسا أقطعسسه المسسام‬
‫من غير الموات‪ ،‬وأما مسسع وجسسود أربسسابه وتسسأهلهم‬
‫للقيسسام فليسسس لسسه انسستزاعه منهسسم أو كسسان المسسام‬
‫اقطع ذلك لربابه ابتداء لمصلحة رآها‪.‬‬
‫فلو فقدت المصلحة التي لجلها جاز القطسساع‬
‫ابتسسداء فللغمسسام اسسسترجاع مسسا أقطعسسه لشسستراط‬
‫مسسا؛ لن‬ ‫وجسسود المصسسلحة ابتسسداء واسسستمراره دوا ً‬
‫ما‪.‬‬
‫دا وعد ً‬
‫الحكم يدور مع علته وجو ً‬
‫وللمام إقطاع جلوس للبيع والشسسراء بطريسسق‬
‫واسعة ورحاب متسعة جمع رحبة وهسسي السسساحة‬
‫والمتسع وكان علي ‪ ‬يقضسسي بيسسن النسساس فسسي‬
‫رحبة مسجد الكوفة‪.‬‬
‫ومحل ذلك في غير المحوطسسة؛ لن ذلسسك يبسساح‬
‫الجلسسوس فيسسه والنتفسساع بسه حيسسث ل ضسسرر فجسساز‬
‫إقطاعه كالرض الدارسة ويسمى إقطاع إرفسساق‬
‫ما لم يضيق على الناس فيحرم عليسسه أن يجلسسس‬
‫من يرى أنه يضر بالمسسارة؛ لنسسه ليسسس للمسسام أن‬
‫يسسأذن فيمسسا ل مصسسلحة فيسسه فضسسل ً عسسن مسسا فيسسه‬
‫مضرة‪ ،‬لكن ينبغي التنسسبيه وهسسو أن مسسن لسسم يقسسم‬
‫بحقوق الطريق أقل ما يكون في حقسسه الكراهسسة‬
‫‪-371-‬‬

‫وحقوق الطريق هي المسسذكورة فسسي حسسديث أبسسي‬


‫سسسعيد الخسسدري رضسسي اللسسه عنسسه‪» :‬غسض البصسر‪،‬‬
‫وكف الذى‪ ،‬ورد السلم‪ ،‬والمر بالمعروف‪ ،‬والنهسسي‬
‫عن المنكر«‪.‬‬
‫وقد حذر ‪ ‬عن الجلوس في الطرقسسات فسسإن‬
‫كان لبسسد لسسه مسسن ذلسسك فعليسسه بغسسض البصسسر عسسن‬
‫قككل‬‫المحرمات‪ ،‬وليكن على باله قوله تعالى‪ُ  :‬‬
‫َ‬
‫م ‪ ‬اليسسة‪،‬‬ ‫ه ْ‬‫ر ِ‬
‫صككا ِ‬
‫ن أب ْ َ‬
‫مكك ْ‬
‫ضككوا ِ‬
‫غ ّ‬
‫ن يَ ُ‬
‫مِني َ‬‫ؤ ِ‬ ‫ل ّل ْ ُ‬
‫مكك ْ‬
‫وليحفسسظ لسسسانه فيكفسسه عسسن أذيسسة السسسائرين‬
‫وغيرهم وليكف يده عن الذية وليكن منتبسسه لسسرد‬
‫السلم لمره ‪ ‬بذلك ول تسام كثرة ردك علسسى‬
‫المارين‪.‬‬
‫ورابعهسسا‪ :‬وهسسو أشسسق حقسسوق الطريسسق‪ ،‬المسسر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬
‫فإذا رأيت امرأة سافرة فانصحها لتستر‪.‬‬
‫وإذا رأيت مسسن يحلسسق لحيتسسه نصسسحته وأعلمتسسه‬
‫أنها كبيرة من كبائر الذنوب لمخالفة الحالق أمسسر‬
‫النبي ‪.‬‬
‫وإذا رأيت من يشرب دخاًنسسا نصسسحته وأعلمتسسه‬
‫أنه محرم‪ ،‬وكذلك من يشرب شيشة‪.‬‬
‫وإذا رأيت من يحمل الدابة فوق طاقتها فانهه‬
‫عن المنكر‪.‬‬
‫‪-372-‬‬

‫وإذا سسسمعت مسسن يلعسسن أو يقسسذف فسسانهه عسسن‬


‫عمله القبيح‪.‬‬
‫وإذا رأيت من يتبع أنثى أو يشير إليها فانصحه‬
‫أول ً فإن أبى فارفع أمره‪.‬‬
‫حسسا‬
‫ضسسا أو رمو ً‬‫وإذا رأيت مسسن معسسه دابسسة عضو ً‬
‫فانصحه ومره يجعل على فمهسسا شسسيًئا يمنسسع مسسن‬
‫أذيتها‪ ،‬فإن أبى فارفع أمره‪.‬‬
‫وإذا رأيت من يغش أو يتعامل بالربا فانصحه‪،‬‬
‫فإن أبى فارفع أمره لتبرأ من التبعة‪.‬‬
‫وإذا رأيسست مسسن يسسبيع آلت اللهسسو أو السسدخان أو‬
‫الصور أو يصور فانصحه وأورد عليه الدلة الدالسسة‬
‫على التحريم‪.‬‬
‫وإذا رأيت من يطفف في المكاييل والموازين‬
‫فانصحه فإن أبى فارفع أمره‪.‬‬
‫مسسا متعفن ًسسا أو يخلسسط‬‫وإن رأيسست مسسن يسسبيع طعا ً‬
‫طيًبا برديء فانصحه‪.‬‬
‫وإذا رأيت من يسبل ثيابه أو شسساربه أو يعمسسل‬
‫تواليت أو خنافس فانصحه‪.‬‬
‫وإذا رأيت من يسرع بسسسيره فانصسسحه وحسسذره‬
‫خطر سرعته وما يترتب عليها‪.‬‬
‫وإذا رأيسست مسسن يريسسد الخسسروج ويسسترك حضسسور‬
‫الجمعة أو الجماعة فانصحه‪.‬‬
‫وإذا رأيت من عليه خاتم ذهب فانصحه إلخ‪.‬‬
‫‪-373-‬‬

‫وقسسسد نظسسسم بعضسسسهم آداب الجلسسسوس علسسسى‬


‫الطريق؛ فقال‪:‬‬
‫نظمت آداب من رام الجلوس‬
‫الطريق الخلق إنساًنا‬
‫علىقول خير‬‫من‬
‫ش السلم وأحسن في‬ ‫أف ِ‬
‫العاطس الحماد إيماًنا‬ ‫وشمتتفز‬
‫الكلم‬
‫ما‬‫في الحمل عاون ومظلو ً‬
‫ما واهد حيراًنا‬‫وأغثسل ً‬ ‫أعن‬
‫لهفان رد‬
‫مر واْنه عن نكر‬
‫بالعرف ُ‬
‫طرًفا وأكثر ذكر مولنا‬ ‫وغض أذى‬
‫وكف‬
‫ول يملك ذلك المقطسسع ويكسسون المقطسسع أحسسق‬
‫بالجلوس فيها بمنزلة السابق إليها ل إقطاع لكن‬
‫ل يسقط حقه بنقل متاعه بخلف السابق ما لسسم‬
‫دا‬
‫يعد المام في إقطاعه؛ لنسسه كمسسا أن لسسه اجتهسسا ً‬
‫في القطاع له اجتهاد في استرجاعه‪.‬‬
‫وإن لم يقطع المام الطريق الواسعة ورحاب‬
‫دا فالسابق إليهسسا أحسسق‬
‫المسجد غير المحوطة أح ً‬
‫بالجلوس فيها ما لسسم ينقسسل قماشسسه عسسن المحسسل‬
‫الذي جلس فيه؛ لقوله ‪» :‬من سبق إلى ما لم‬
‫يسسسبق إليسسه مسسسلم فهسسو أحسسق بسسه«‪ ،‬ولمسسا روى‬
‫الزبير أن النبي ‪ ‬قال‪» :‬لن يحمل أحدكم حبل ً‬
‫فيحتطب‪ ،‬ثم يجيء فيضعه فسسي السسسوق فيسسبيعه‪،‬‬
‫‪-374-‬‬

‫ثم يستغني به فينفقه على نفسه‪ ،‬خير له من أن‬


‫يسسسأل النسساس أعطسسوه أو منعسسوه« رواه أحمسسد‬
‫واتفسسق أهسسل المصسسار فسسي سسسائر العصسسار علسسى‬
‫إقرار الناس على ذلك من غير نكير‪.‬‬
‫ومحل ذلك مسسا لسسم يضسسيق علسسى أحسسد أو يضسسر‬
‫بمن يمر‪.‬‬
‫فإن أطال الجلوس من غير إقطاع أزيل؛ لنسسه‬
‫يصير كالمتملك ويختص بنفع يساوي غيره‪.‬‬
‫وللجالس بطريسسق واسسسع ورحبسسة مسسسجد غيسسر‬
‫محوطة بإقطاع أو غيره أن يستظل بغير بناء بما‬
‫ل يضسسر كباريسسة وكسسساء؛ لن الحاجسسة تسسدعو إلسسى‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وليس له أن يبني دكة ول غيرها فسسي الطريسسق‬
‫ولو واسًعا ول في رحبسسة المسسسجد لمسسا فيسسه مسسن‬
‫التضييق‪.‬‬
‫وليس لمن هو أحق بالجلوس بإقطسساع المسسام‬
‫أو بسبقه الجلسسوس بحيسسث يمنسسع جسساره فسسي كيسسل‬
‫ووزن وأخسسسذ وعطسسساء؛ لحسسسديث‪» :‬ل ضسسسرر ول‬
‫ضرار«‪.‬‬
‫وإن سبق إثنان فأكثر إلسسى الطريسسق الواسسسع أو‬
‫إلى رحبة المسجد غيسسر المحوطسسة أو سسسبق إثنسسان‬
‫فأكثر إلى خان مسبل أو إلى رباط وهسسي مسسا أعسسد‬
‫‪-375-‬‬

‫لسكنى العزاب أو سبق إثنان فأكثر إلى مدرسسسة‬


‫أو إلسسى خانكسساه وهسسي مسسسكن النسسساء أو مكسسان‬
‫الصوفية ولم يتوقف النتفاع في المذكورات إلى‬
‫تنزيل ناظر وضاق المكسسان عسسن انتفسساع جميعهسسم‬
‫أقسسرع بينهسسم لسسستوائهم والقرعسسة مميسسزة وهسسي‬
‫تستعمل عند اشتباه المستحقين وعند تزاحمهم‪،‬‬
‫وليسسسسس أحسسسسدهم أولسسسسى مسسسسن الخسسسسر‪ ،‬أمسسسسا‬
‫إن توقف على ذلك بأن شرطه الواقف قدم من‬
‫نزله‪.‬‬
‫والسابق إلى معدن غير مملوك أحق بما يناله‬
‫منه باطًنا كان المعدن أو ظاهًرا؛ لحسسديث‪» :‬مسسن‬
‫سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو أحق به«‪.‬‬
‫ول يمنسسع السسسابق مسسا دام يعمسسل للحسسديث ول‬
‫يمنع السابق إذا طال مقامه‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬بل يمنع؛ لنسسه يصسسير كالتملسسك ويختسسص‬
‫بنفع يساويه غيره في استحقاقه‪.‬‬
‫والقول الول هو الذي تطمئن إليه النفسسس إل‬
‫إن كان قد أخذ قدر حسساجته وأراد القامسسة بحيسسث‬
‫يمنع غيره منسسه فيمنسسع مسسن ذلسسك‪ ،‬واللسسه سسسبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وإن سسسبق إثنسسان فسسأكثر إلسسى المعسسدن وضسساق‬
‫المكان المباح عسسن أخسسذهم جملسسة أقسسرع كمسسا لسسو‬
‫‪-376-‬‬

‫سبق إثنان فأكثر إلى طريسسق واسسسع وضسساق عسسن‬


‫جلوسهما أو جلوس الجميع إن كانوا أكثر فيقسسرع‬
‫بينهمسسا أو بينهسسم كمسسا سسسبق وإن حفسسر المعسسدن‬
‫إنسان من جانب آخر غير الذي حفر منه السابق‬
‫فوصل إلى النيل لسسم يمنسسع؛ لن حقسسه إنمسسا تعلسسق‬
‫بما وصسسل إليسسه دون غيسسره و السسسابق إلسسى مبسساح‬
‫كصيد وعنبر وحطب ولقطة ولقيسسط وثمسسر ولؤلسسؤ‬
‫ومرجان ومنبوذ رغبة عنه وما يتركه الحصاد مسسن‬
‫السسزرع واللقسساط مسسن الثمسسر أحسسق بسسه؛ للحسسديث‬
‫المتقدم‪ ،‬وكذا ما ينبت في الجزائر والرقاق وكل‬
‫موات من الطرفاء والسمر والحطب وغير ذلسسك‬
‫من النبات أحق بسسه مسسن غيسسره لسسسبقه إليسسه قبسسل‬
‫غيره ويملكه بأخذه لكن الملك مقصور فيه على‬
‫القدر المسسأخوذ فل يملسسك مسسا لسسم يحسسزه ول يمنسسع‬
‫غيره منه قاله في »القناع وشرحه«‪.‬‬
‫بتحويطها عرًفا أو إصلحها‬
‫تراد له في العرف الحياء قيد‬ ‫لما‬
‫وإجراء معتاد المياه وقيل ما‬
‫المعاود‬
‫يلي بالمؤيد‬ ‫إحياء‬
‫وعادية البار خمسون حولها‬
‫عا حريم ملك محيى بأجود‬ ‫ذرا ً‬
‫وإن كان فيها الماء وإن قل‬
‫يجز بل غائض الماء مهد‬ ‫لم‬
‫تملكها‬
‫وإن لم تكن عادية فحريمها‬
‫‪-377-‬‬

‫فإن أخر الحياء بعد شروعه‬


‫ليلزمه ذو السلطان إتمام ما‬
‫ابتدىهو لم يتمم أبيح لغيره‬
‫فإن‬
‫وشهرين مع شهر متى يبع‬
‫يرصد‬
‫ويملكها المحي سواه بمبعد‬
‫كذاك حمى غير النبي محمد‬
‫فإن تنقض المال لم يحي من‬
‫يشا‬
‫ليحيه لو من غير إذن كما‬
‫ابتدى‬
‫‪-378-‬‬

‫ويملك إقطاع الجلوس المام‬


‫سبيل فسيح أو برحبة مسجد‬ ‫في‬
‫إذا لم يكن فيه على الناس‬
‫ضيقة‬
‫وليس بملوك القطاع فاشهد‬
‫ومقطعها أولى بها فهم وإن‬
‫يزل‬
‫متاع الفتى عنها متى شاء‬
‫يردد هي لم تكن لحق سابق‬‫فإن‬
‫متى لم يزل عنها المتاع‬
‫ليقعد‬
‫وينقل كل إن بطل في‬
‫المجودبين المستوين تسدد‬
‫وأقرع‬
‫وقيل بتقديم المام الذي رأى‬
‫ومن شاء يضلل ل بشيء‬
‫مؤبدكان تضييًقا على الناس‬
‫وإن‬
‫يجزمن هذا الشرا عند‬ ‫لم‬
‫ويكره‬
‫أحمدناله ذو السبق من معدن‬‫وما‬
‫وإن ضيق أمنع كالمطيع‬ ‫له‬
‫سبق اثنان إلى مباح أو‬‫)‪ (30‬حكم ماذابمبعد‬
‫معدن إلخ وما يتعلق بالحمى والنتفاع‬
‫بالماء والقناة والنهر وما حول ذلك من‬
‫مسائل وبحوث‬
‫وأمثلة وقيود‬
‫س ‪ :30‬ما صفة قسم ما سبق إليه اثنان‬
‫‪-379-‬‬

‫فأكثر‪ ،‬إذا رأى إنسان لقطككة وسككبقه إليهككا‬


‫عككا فمككا‬ ‫آخر أو رآها اثنان أو التقطاهككا جمي ً‬
‫الحككككم فكككي ذلكككك؟ ومكككا هكككي السكككباب‬
‫المقتضية للتمليك؟ ومككا الحكككم فككي حمككى‬
‫مرعككى للككدواب؟ ونقككض مككا حمككي‪ ،‬وكيككف‬
‫العمل بما حمي؟ وكيككف الحكككم فككي المككاء‬
‫الذي ينتفككع فيككه أنككاس كككثيرون مختلفككون‬
‫في القككرب منككه والبعككد أو متسككاوون‪ ،‬وإذا‬
‫أراد إنسان إحياء أرض يسقيها مككن السككيل‬
‫أو النهر الصككغير أو أحيككا سككابق موات ًككا فككي‬
‫أسفل النهر ثم أحيا آخر فوقه إلخ‪ ،‬أو حفر‬
‫نهًرا صغيًرا وسيق ماؤه من نهككر كككبير فمككا‬
‫الحكم؟ وما صفة قسمه عليهم؟ ومن الذي‬
‫يقسمه عند تشاحنهم؟ ومككا حكككم التصككرف‬
‫فيككه قبككل قسككمته؟ ومككا الككذي يجككوز لكككل‬
‫إنسان أن يأخذ منككه لشككرب أو وضككوء إلككخ؟‬
‫وما حكم المنع مككن ذلككك وإذا سككبق إنسككان‬
‫إلى قناة ل مالك لها فسبق آخر إلككى بعككض‬
‫أفواههككا أو احتككاج النهككر المشككترك إلككى‬
‫عمككارة فكيككف تكككون النفقككة‪ ،‬وهككل لمالككك‬
‫الرض منع محيي القناة أو تضييق مجراها‪،‬‬
‫وإذا سد ماء مككن أجككل إنسككان فهككل لغيككره‬
‫السككقي منككه؟ واذكككر التفاصككيل والقيككود‬
‫‪-380-‬‬

‫والمحكككترزات والدلكككة والتعليلت والخلف‬


‫والترجيح ومثل لما ل يتضح إل بالمثلة‪.‬‬
‫ج‪ :‬ويقسم ما أخسسذ مسسن ذلسسك بيسسن عسسدد اثنيسسن‬
‫فأكثر بالسوية لستوائهم فسسي السسسبب والقسسسمة‬
‫ممكنة وحذًرا من تأخير الحق ول فرق فسسي ذلسسك‬
‫بين ذي الحاجة والتاجر؛ لن الستحقاق بالسسسبب‬
‫ل بالحاجسسة والملسسك مقصسسود فيسسه علسسى القسسدر‬
‫المأخوذ فل يملك ما لم يحزه ول يمنع غيره منه‪.‬‬
‫وكذا سبق واحسسد فسسأكثر إلسسى مسسا ضسساع ممسسا ل‬
‫تتبعه همة أوساط الناس كرغيف وتمرة وسسسوط‬
‫ونحو ذلك؛ لنه يملكه آخسسذه بمجسسرد للتقسساط ول‬
‫يحتاج لتعريف‪.‬‬
‫وكذا من سبق إلى ما يسقط من الثلج والمن‬
‫وسائر المباحات‪.‬‬
‫وإن سبق إنسان إلى لقيط أو لقطة فهو أحق‬
‫به فلو رأى إنسان لقطة فسبقه آخر إلسسى أخسسذها‬
‫فهسسي لمسسن سسسبق ل لمسسن رأى؛ لقسسوله ‪» :‬مسسن‬
‫سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو أحق به«‪.‬‬
‫وإن رأى اللقطسسة إثنسسان فسسأمر أحسسدهما الخسسر‬
‫فأخذها المأمور ونسسوى الخسسذ لنفسسسه فهسسي لسسه ل‬
‫للمر‪.‬‬
‫وكذا لو لسسم ين سوِ أنهسسا لنفسسسه ول نواهسسا لغيسسره‬
‫‪-381-‬‬

‫ضا؛ لنه السابق إليها للحديث‪.‬‬


‫فهي له أي ً‬
‫وإن نوى المأمور بأخذها أنها للمر فهي علسسى‬
‫ما نوى للمر في قول من يقول بصسسحة التوكيسسل‬
‫في اللتقاط‪.‬‬
‫وإن التقطاه مًعا فهسسو لهمسسا ووضسسع اليسسد عليسسه‬
‫كأخذه فيملك بمجرد وضع اليد عليه‪ ،‬وكذا لقيسسط‬
‫في الحكم كاللقطة إذ ل فرق بينه وبينها‪.‬‬
‫والسسسباب المقتضسسية للتمليسسك‪ (1 :‬الحيسساء‪(2 .‬‬
‫الميراث‪ (3 .‬المعاوضات‪ (4 .‬الوصايا‪ (5 .‬الوقف‪.‬‬
‫‪ (6‬الصدقات‪ (7 .‬الغنيمة‪ (8 .‬الصطياد‪ (9 .‬وقوع‬
‫الثلج في المكان الذي أعده‪ (10 .‬وإنقلب الخمسسر‬
‫خا‪.‬‬
‫خل و البيضة فر ً‬
‫فائدة‪ :‬من خط أحمد بن عطوة ونص المسسام‬
‫أحمد في رواية حنبسسل أن للمسسام أن يعطسسي مسسن‬
‫بيت المال ويقف على بعض المسلمين‪ ،‬وما فسسي‬
‫معنى ذلسسك‪ ،‬وقسسد أفسستى فسسي هسسذه المسسسألة ابسسن‬
‫عقيسسسسسل مسسسسسن أصسسسسسحابنا وابسسسسسن عصسسسسسرون‬
‫من الشافعية بأن للمسسام أن يعطسسي مسسن أراضسسي‬
‫بيت المال ويقف بعضسسها علسسى بعسسض المسسسلمين‬
‫وحكم به القاضي عز الدين بن جماعة في السسديار‬
‫المصرية في وقف السلطان الملك الناصر علسسى‬
‫خيل البريد وحكم بذلك فسسي صسسحة الوقسسف ونفسسذ‬
‫‪-382-‬‬

‫حكمسسه المسسالكي والحنفسسي والحنبلسسي ونفسسذ لهسسم‬


‫القاضي جمال الدين‪.‬‬
‫وللمام حمى مسسوات لرعسسي دواب المسسسلمين‬
‫التي يقوم بها ما لم يضيق على الناس؛ لمسسا ورد‬
‫عن ابن عمر‪ :‬أن النسسبي ‪ ‬حمسسى النقيسسع للخيسسل‬
‫خيل المسسسلمين‪ ،‬رواه أحمسسد‪ ،‬وعسسن الصسسعب بسسن‬
‫جثامسسة‪ :‬أن النسسبي ‪ ‬حمسسى النقيسسع‪ ،‬وقسسال‪» :‬ل‬
‫حمسسى إل للسسه ولرسسسوله« رواه أحمسسد وأبسسو داود‬
‫وللبخسساري منسسه‪» :‬ل حمسسى إل للسسه ولرسسسوله«‪،‬‬
‫وقال‪ :‬بلغنا أن النبي ‪ ‬حمسسى النقيسسع‪ ،‬وأن عمسسر‬
‫حمى الشرف والربسسذة‪ ،‬ولقسسول عمسسر ‪ :‬المسسال‬
‫مال الله‪ ،‬والعباد عباد الله ولول مسسا أحمسسل عليسسه‬
‫في سبيل الله ما حميسست مسسن الرض شسسبًرا فسسي‬
‫شبر‪.‬‬
‫قال مالك‪ :‬بلغني أنه كان يحمل في كل علسسى‬
‫ضسسا‪ :‬أن عثمسسان‬ ‫أربعين ألًفا مسسن الظهسسر‪ ،‬وروي أي ً‬
‫حمى واشتهر ولم ينكر‪ ،‬وعن أسلم قال‪ :‬سمعت‬
‫عمسسر يقسسول‪ :‬لهنسسي حيسسن اسسستعمله علسسى حمسسى‬
‫الربذة يا هني‪ ،‬اضمم جناحسسك عسسن النسساس واتسسق‬
‫دعوة المظلوم فإنها مجابة‪ ،‬وأدخل رب الصريمة‬
‫والغنيمة ودعني مسسن نعسسم ابسسن عفسسان فإنهمسسا إن‬
‫هلكت ماشيتهما رجعسسا إلسسى نخسسل وزرع وإن هسسذا‬
‫المسكين إن هلكت ماشيته جسساء يصسسرح يسسا أميسسر‬
‫‪-383-‬‬

‫المسسؤمنين فسسالكل أهسسون علسسى أم غسسرم السسذهب‬


‫والسسورق أنهسسا أرضسسهم قسساتلوا عليهسسا فسسي السسسلم‬
‫وإنهم ليرون أنا نظلمهم ولول النعم السستي تحمسسل‬
‫عليها في سبيل الله ما حميت علسسى النسساس مسسن‬
‫دا ووجه هذا أن ما كان من مصالح‬ ‫بلدهم شيًئا أب ً‬
‫المسسسلمين قسسامت الئمسسة فيسسه مقسسام النسسبي ‪‬؛‬
‫لحديث‪» :‬ما أطعسسم اللسسه لنسسبي طعمسسة إل جعلهسسا‬
‫طعمة لمن بعده«‪.‬‬
‫وحديث‪» :‬ل حمى إل لله ولرسوله« رواه أبسسو‬
‫داود أجيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسب‬
‫عنه بأنه مخصوص بما يحميه المام لنفسه فسسإنه‬
‫يفسسارقه حمسسى النسسبي ‪‬؛ لن صسسلحه يعسسود إلسسى‬
‫صلح المسلمين وماله كان يرده في المسسسلمين‬
‫حا‬‫ففارق الئمة في ذلك وساوره فيما كسسان صسسل ً‬
‫للمسلمين؛ ولهذا اشترط في جواز الحمسسى أن ل‬
‫يكون في قدر يضيق على المسسسلمين؛ لنسسه إنمسسا‬
‫جاز لما فيه من المصلحة وليسسس مسسن المصسسلحة‬
‫الضرر على المسلمين‪.‬‬
‫وللمام نقض ما حماه باجتهاده وله نقسسض مسسا‬
‫حماه غيره من الئمسسة؛ لن حمسسى الئمسسة إجتهسساد‬
‫فيجوز نقضه بإجتهاد آخر‪.‬‬
‫وينبني على ذلك أنه لسسو أحيسساه إنسسسان ملكسسه؛‬
‫‪-384-‬‬

‫لن ملسسك الرض منصسسوص عليسسه والنسسص مقسسدم‬


‫على الجتهاد‪ ،‬بل عمل كسسل مسسن الجتهسسادين فسسي‬
‫محلسسه كالحادثسسة إذا حكسسم فيهسسا قسساض بحكسسم ثسسم‬
‫وقعت مرة أخرى وتغير إجتهاده كقضاء عمسسر ‪‬‬
‫في المشركة‪.‬‬
‫ول ينقض أحد ما حماه النبي ‪‬؛ لن النسسص ل‬
‫ينقض بالجتهاد فليس لحد من الئمسسة نقضسسه ول‬
‫تغييره‪.‬‬
‫ول يملك ما حماه رسول اللسسه ‪ ‬بإحيسساء وهسسو‬
‫المشار إليه في باب صيد الحرمين ونباتهمسسا مسسن‬
‫قوله وجعل النسسبي ‪ ‬حسسول المدينسسة إثنسسي عشسسر‬
‫ميل ً حمى‪.‬‬
‫وإذا كان الحمى لكافة المسلمين تساووا فيسسه‬
‫جميعهم فإن خص فيه المسلمون اشترك غنيهسسم‬
‫وفقيرهم ومنع منه أهل الذمة‪.‬‬
‫وإن خص فيه الفقراء منع منسسه الغنيسساء وأهسسل‬
‫الذمسسسة ول يجسسسوز أن يخسسسص فيسسسه الغنيسسساء دون‬
‫الفقراء ول أهل الذمة‪.‬‬
‫فلو امتنع الحمسسى المخصسسوص لعمسسوم النسساس‬
‫جاز أن يشتركوا فيه؛ لرتفسساع الضسسرر علسسى مسسن‬
‫يخص به ولو ضاق الحمى العام عن جميع الناس‬
‫‪-385-‬‬

‫لم يجز أن يختص به أغنياؤهم‪.‬‬


‫ول يجسسوز لحسسد أن يأخسسذ مسسن أربسساب السسدواب‬
‫ضا عن مرعى موات أو حمى؛ لنه ‪ ‬أشسسرك‬ ‫عو ً‬
‫الناس فيه‪.‬‬
‫قاله في »الحكام السلطانية«‪ :‬المياه نوعسسان‬
‫مباح‪ ،‬وغير مباح‪ ،‬فأما غيسسر المبسساح فهسسو مسسا ينبسسع‬
‫من الرض المملوكة فصاحب الرض أحق به من‬
‫غيره‪ ،‬وأما المباح فهو الذي ينبع في الموات فهو‬
‫مشترك بين الناس؛ لقسسوله ‪» :‬النسساس شسسركاء‬
‫في ثلثة‪ :‬الماء والنار والكل«‪.‬‬
‫فمن سبق منهم إلى شيء منه كان أحسسق بسسه؛‬
‫لقسسوله ‪» :‬مسسن سسسبق إلسسى مسسا لسسم يسسسبق إليسسه‬
‫مسلم فهو أحسسق بسسه« فمسسن أراد أن يسسسقي منسسه‬
‫ما كالنيل والفرات ومسسا‬ ‫ضا‪ ،‬فإن كان نهًرا عظي ً‬
‫أر ً‬
‫أشببهما من الودية العظيمة جاز أن يسقي منسسه‬
‫ما شاء ومتى شاء؛ لنه ل ضرر فيه على أحد‪.‬‬
‫وإن كان نهًرا صغيًرا كماء المطار‪ ،‬فلمن فسسي‬
‫أعله أن يسسقي ويحبسسس المسساء حستى يصسل إلسى‬
‫كعبه ثم يرسسسله إلسسى مسسن يليسسه ثسسم يرسسسله السسذي‬
‫أرسل إليه وهو الذي يلسسي العلسسى إلسسى مسسن يليسسه‬
‫يفعل كما فعل الول مرتب ًسسا ثسسم السسذي يليسسه يفعسسل‬
‫‪-386-‬‬

‫كما فعل وهلم جرا على هذا تكون الحال إلسسى أن‬
‫تنتهي الراضي كلها‪.‬‬
‫ومحل إرساله إلسسى مسسن يليسسه إن فضسسل شسسيء‬
‫عمن له السقي والحبس وإل فل شيء للباي وهو‬
‫الذي بعده إذ ليس له إل مسسا فضسسل كالعصسسبة مسسع‬
‫أصسسحاب الفسسروض فسسي الميسسراث؛ لحسسديث عبسسادة‬
‫»أن النبي ‪ ‬قضى في شرب النخيل من السيل‬
‫أن العلى يشرب قبل السفل ويترك المسساء إلسسى‬
‫الكعبين‪ ،‬ثم يرسل الماء إلى السفل السسذي يليسسه‪،‬‬
‫وكسسذلك حسستى تنقضسسي الحسسوائط أو يفنسسى المسساء«‬
‫رواه ابن ماجه وعبدالله بن أحمد‪ ،‬وعن عمرو بن‬
‫شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جسسده »أن النسسبي ‪ ‬قضسسى‬
‫فسسي سسسيل مهسسزور أن يمسسسك المسساء حسستى يبلسسغ‬
‫الكعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسبين‬
‫ثم يرسل العلى على السفل« رواه ابسسن مسساجه‬
‫وأبو داود‪ ،‬ورواه الحاكم فسسي »المسسستدرك« مسسن‬
‫حسسديث عائشسسة أنسسه قضسسى فسسي سسسبيل مهسسزور‬
‫ومذنب أن العلى يرسسسل إلسسى السسسفل ويحبسسس‬
‫قدر الكعبين وأعله الدارقطني بالوقف‪.‬‬
‫ومهزور بتقديم الزاء علسسى السسراء واد بالمدينسسة‬
‫ومذنب اسسسم موضسسع بهسسا‪ ،‬ولحسسديث عبسسدالله بسسن‬
‫الزبيسسر أن رجل ً مسسن النصسسار خاصسسم الزبيسسر فسسي‬
‫شراج الحسسرة السستي يسسسقون بهسسا إلسسى النسسبي ‪،‬‬
‫‪-387-‬‬

‫فقال النبي ‪» :‬إسق يا زبير‪ ،‬ثسسم أرسسسل المسساء‬


‫إلى جارك« فغضب النصاري‪ ،‬وقسسال‪ :‬يسسا رسسسول‬
‫الله‪ ،‬إن كان ابن عمتك‪ ،‬فتلسسون وجسسه النسسبي ‪،‬‬
‫فقال‪» :‬يا زبير‪ ،‬اسق ثم أحبس الماء حتى يرجع‬
‫إلى الجدر«‪ ،‬فقال الزبيسسر‪ :‬فسسوالله إنسسي لحسسسب‬
‫ن‬
‫من ُككو َ‬ ‫ك ل َ يُ ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫وَرب ّ َ‬ ‫فل َ َ‬‫هذه الية نزلسست فيسسه‪َ  :‬‬
‫م ‪ ‬متفسسق‬ ‫هك ْ‬
‫جَر ب َي ْن َ ُ‬‫شك َ‬‫مككا َ‬
‫في َ‬
‫ك ِ‬ ‫حك ّ ُ‬
‫مككو َ‬ ‫حت ّككى ي ُ َ‬
‫َ‬
‫عليه‪.‬‬
‫الشراج‪ :‬جمع شرج نهر صغير‪ ،‬والحسسرة‪ :‬أرض‬
‫ملتبسة بحجارة سود‪ ،‬والجدر‪ :‬الجدار‪ ،‬وإنما أمسسر‬
‫النبي ‪ ‬الزبير أن يسقي ثم يرسل الماء تسهيل ً‬
‫على غيره فلما قال النصاري مسسا قسسال اسسستوعى‬
‫النبي ‪ ‬للزبير حقه‪.‬‬
‫فإن كان لرض أحدهم أعل وأسفل بأن كسسانت‬
‫مختلفة منها العالي ومنها النسسازل سسسقى كل مسسن‬
‫ذلك على حدته بسسأن يفسسرده فيسسسقي العلسسى ثسسم‬
‫يرسل الماء إلى من يليسسه ثسسم كسسذلك حسستى يصسسل‬
‫إلى السفل فيسقيه كما تقدم‪.‬‬
‫فإن استوى إثنان فأكثر فسسي القسسرب مسسن أول‬
‫النهر قسم الماء بينهم على قدر أرض كل منهسسم‬
‫إن أمكن قسمه لتساويهم بالحق‪.‬‬
‫فلو كان لحدهم جريب ولخسسر جريبسسان ولخسسر‬
‫‪-388-‬‬

‫ثلثة كان لرب الجريب السدس ولرب الجريسسبين‬


‫الثلث‪ ،‬ولرب الثلثة الجربة النصسسف؛ لن السسزائد‬
‫فسسي الرض مسسن أرضسسه أكسسثر مسسسار فسسي القسسرب‬
‫فاستحق جزًءا من الماء كما لو كانوا سسستة لكسسل‬
‫واحد منهم جريب‪.‬‬
‫وإن لم يكن قسسسمه بينهسسم أقسسرع بينهسسم فمسسن‬
‫خرجت لسسه القرعسسة قسسدم بالسسسقي فيسسسقي منسسه‬
‫بقدر حقه ثم يقرع بين الخرين فمن قرع سسسقى‬
‫بقدر حقه ثم تركه للخر‪.‬‬
‫وليس لمن تخرج له القرعة أن يسقي بجميسسع‬
‫المسسساء؛ لن مسسسن لسسسم يخسسسرج لسسسه يسسسساويه فسسسي‬
‫الستحقاق في الماء فإن لسسم يفضسسل عسسن واحسسد‬
‫سقى القارع بقسسدر حقسسه وليسسس للقسسارع السسسقي‬
‫بكل المسساء لمسسساواة الخسسر لسسه فسسي السسستحقاق‪،‬‬
‫وإنمسسا اسسستعملت القرعسسة للتقسسدم فسسي اسسستيفاء‬
‫الحق بخلف العلى مع السفل فل حق للسسسفل‬
‫إل في الفاصل عن العلى كما تقدم‪.‬‬
‫وإن أراد إنسسسسان إحيسسساء أرض يسسسسقيها مسسسن‬
‫السيل أو النهر الصغير لم يمنع مسسن الحيسساء؛ لن‬
‫حق أهل الرض الشاربة منه الماء ل في الموات‬
‫ما لم يضر بأهل الرض الشاربة منه فإن ضرهم‬
‫فلهم منعسسه لسسدفع ضسسرره عنهسسم وخسسوف تقسسديمه‬
‫عليهم إذا طال الزمسسن وجهسسل الحسسال ول يسسسقي‬
‫‪-389-‬‬

‫قبلهم؛ لنهم أسبق إلى النهر منه‪ ،‬ولن من ملك‬


‫ضا ملكها بحقوقها ومرافقها فل يملسسك غيرهسسم‬
‫أر ً‬
‫إبطال حقوقها‪ ،‬وهذا من حقوقها‪.‬‬
‫فلو أحيا سابق في أسفله مواًتا ثسسم أحيسسا آخسسر‬
‫فوقه ثسسم أحيسسا ثسسالث فسسوق الثسساني كسسان للسسسفل‬
‫السقي أول ً ثم للثاني في الحياء وهو الذي فوق‬
‫السفل في المثال ثم سقى الثسسالث السسذي فسسوق‬
‫الثاني فيقدم السسسبق إلسسى الحيسساء علسسى السسسبق‬
‫إلى أول النهر لمن تقدم من أنه إذا ملسسك الرض‬
‫ملكها بحقوقها ومرافقها‪.‬‬
‫وقيل ليس لهم منعه من إحياء ذلسسك المسسوات‪،‬‬
‫قال الحارثي‪ :‬وهو أظهسسر‪ ،‬قسسال‪ :‬وظسساهر الخبسسار‬
‫المتقدمة وعمومها يدل على إعتبار السسسبق إلسسى‬
‫أعل النهسسر مطلًقسسا‪ ،‬قسسال‪ :‬وهسسو الصسسحيح فلسسه أن‬
‫يسقي قبلهم على ما اختاره‪.‬‬
‫والقسسول الول هسسو السسذي تطمئن إليسسه النفسسس؛‬
‫لحديث‪» :‬من سبق إلى ما لم يسبق إليسسه مسسسلم‬
‫فهو أحسسق بسسه‪ ،‬وهسسم أسسسبق منسسه« واللسسه سسسبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وإن حفر نهر صغير وسيق ماؤه من نهر كسسبير‬
‫ملك الحافر الماء الداخل فيه‪ ،‬والنهر بين جماعة‬
‫اشتركوا في حفره على حسب عمل ونفقة؛ لنه‬
‫‪-390-‬‬

‫ملسسك بالعمسسارة وإن لسسم يكفهسسم وتراضسسوا علسسى‬


‫قسمته بالمهايات بساعات أو أيام جسساز فيسسه؛ لن‬
‫الحق ل يعدوهم‪.‬‬
‫وإن لم يتراضوا على قسمته وتشاحوا قسسسمه‬
‫حاكم على قدر ملكهم بأن يقسم لكل واحد مسسن‬
‫الماء بقدر ما يملك من النهر فتؤخذ خشبة صلبة‬
‫أو حجر مستوي الطرفين والوسط فيوضع علسسى‬
‫موضع مستو مسسن الرض فسسي مصسسدم المسساء فيسسه‬
‫حزوز أو ثقوب متسسساوية فسسي السسسعة علسسى قسسدر‬
‫حقوقهم‪.‬‬
‫فلو كان لحسسدهم نصسسف‪ ،‬ولخسسر ثلسسث‪ ،‬ولخسسر‬
‫سدس‪ ،‬جعل فيه ستة ثقوب لرب النصف ثلثسسة‪،‬‬
‫ولرب الثلث إثنان‪ ،‬ولسسرب السسسدس واحسسد يصسسب‬
‫ماء كل واحد في ساقيته فيتصرف كل واحد بمسسا‬
‫في ساقيته فيما أحب لنفراده بملكه‪.‬‬
‫وإن كسسان النهسسر مشسستر ً‬
‫كا بيسسن جماعسسة فليسسس‬
‫لحدهم أن يتصرف فيه بما أحب من فتح ساقية‬
‫إلى جانب النهر ليأخسسذ حقسسه منهسسا ول أن ينصسسب‬
‫على حافتي النهر رحى تدور بالماء ول غيسسر ذلسك‬
‫من نحو ما تقدم؛ لن حريم النهسسر مشسسترك فلسسم‬
‫يملك التصرف فيه قبل قسمة‪.‬‬
‫فإن أراد أحد الشركاء أن يأخذ مسسن النهسسر قبسسل‬
‫‪-391-‬‬

‫ضسا فسي أول النهسر أو‬ ‫قسمه شسيًئا فيسسقي بسه أر ً‬


‫غيسسره لسسم يجسسز؛ لن الخسسذ منسسه ربمسسا احتسساج إلسسى‬
‫تصرف فسسي أول حافسسة النهسسر المملسسوك لغيسسره بل‬
‫إذن شركائه كسائر الحقوق المشتركة‪ ،‬لكن لكسسل‬
‫إنسسسان أن يأخسسذ مسسن مسساء جسسار مملسسوك أو غيسسره‬
‫غسل ثيابه وغسل أوانيسسه‬ ‫غسل و َ‬‫لشرب ووضوء و ُ‬
‫لكل وشرب أو يأخذ منه لكله والنتفسساع بسسه فسسي‬
‫نحو ذلك مما ليس بحرام‪.‬‬
‫ول يجوز أن يأخذ منه ماء للشيشة المستعملة‬
‫ل فيسسه اللحيسسة‬ ‫في الدخان ول أن يأخذ منه مسسا يب س ّ‬
‫لحلقهسسسا أو لوسسسساة التواليسسسة ونحسسسو ذلسسسك مسسسن‬
‫المحرمات؛ لنه إعانة على المعاصسسي‪ ،‬قسسال اللسه‬
‫ن ‪.‬‬ ‫وا ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫ع دْ َ‬ ‫عَلى ال ِث ْم ِ َ‬
‫وُنوا َ‬ ‫ول َ ت َ َ‬
‫عا َ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫ول يحل لصاحب الماء الجاري المنع من ذلسسك‬
‫عسسا‪» :‬ثلثسسة ل‬
‫المذكور؛ لحديث أبي هريسسرة مرفو ً‬
‫ينظر الله إليهسسم ول يزكيهسسم ولهسسم عسسذاب أليسسم‪:‬‬
‫رجل كسسان لسسه فضسسل مسساء فمنعسسه ابسسن السسسبيل«‬
‫الحديث رواه البخاري بخلف ما يؤثر فيه كسقي‬
‫ماشية كثيرة ونحوه‪ ،‬فإن فضل عسسن حسساجته مسساء‬
‫لزمه بذله لذلك وإل فل وتقدم‪.‬‬
‫ومن سبق إلى قنسساة ل مالسسك لهسسا فسسسبق آخسسر‬
‫إلى بعض أفواهها من فوق أو مسسن أسسسفل فلكسسل‬
‫منهما ما سسسبق إليسسه مسسن ذلسسك للخسسبر وإن احتسساج‬
‫‪-392-‬‬

‫النهسسر المشسسترك ونحسسوه إلسسى عمسسارة أو تنظيسسف‬


‫فعلى الشركاء بحسب أملكهم فإن كسسان بعضسسهم‬
‫أدنى إلى أوله مسسن بعسسض اشسسترك الكسسل إلسسى أن‬
‫يصلوا إلى الول‪ ،‬ثم ل شيء عليه إلى الثاني‪ ،‬ثم‬
‫يشسسترك البسساقون حسستى يصسسلوا إلسسى الثسساني‪ ،‬ثسسم‬
‫يشترك من بعده كسسذلك كلمسسا انتهسسى العمسسل إلسسى‬
‫موضع واحد منهم لم يكن عليه فيما بعده شسسيء؛‬
‫لن الول إنما ينتفع بالماء الذي في موضع شربه‬
‫وما بعده إنمسسا يختسسص بالنتفسساع بسسه مسسن دونسسه فل‬
‫يشاركهم في مؤنته كمسسا ل يشسساركهم فسسي نفعسسه‪،‬‬
‫فإن كان يفضل عن جميعهم منسسه مسسا يحتسساج إلسسى‬
‫مصسسرف فمسسؤنته علسسى جميعهسسم لشسستراكهم فسسي‬
‫الحاجسسة إليسسه والنتفسساع بسسه فكسسانت مسسؤنته عليهسسم‬
‫كأوله‪.‬‬
‫ولمالك أرض منعه من الدخول بها ولسسو كسسانت‬
‫رسوم القناة المحياة في أرض المسسانع فل يسسدخل‬
‫المحيى للقناة في أرض غيره بغير إذنه‪.‬‬
‫ول يملسسك رب أرض تضسسييق مجسسرى قنسساة فسسي‬
‫أرضه من خسسوف لسسص؛ لن مجراهسسا لصسساحبها فل‬
‫يتصرف غيره فيه بغير إذنه؛ لن فيه ضسسرر عليسسه‬
‫بتقليل الماء ول يزال الضرر بالضرر ومن سد له‬
‫مسساء لجسساهه ليسسسقي بسسه أرضسسه فلغيسسره ممسسن ل‬
‫استحقاق له بأصل الماء إل بالحاجة السقي مسسن‬
‫‪-393-‬‬

‫الماء المسدد للمتجوه ما لم يكن ترك هذا الغير‬


‫السسسقي مسسن المسساء المسسسدود سسسبًبا؛ لن يسسرد‬
‫المتجوه الماء السسذي سسسده علسسى مسسن سسسده عنسسه‬
‫فيمتنع عليه السقي في هذه الحالة؛ لنه تسسسبب‬
‫في ظلم من سد عنه بتأخير حقه‪.‬‬
‫وإذا حصل نصيب إنسان فسسي سسساقيته فلسسه أن‬
‫يسقي بهسسا مسسا شسساء مسسن الرض سسسواء كسسان لهسسا‬
‫رسم شرب من هسسذا النهسسر أو ل ولسسه أن يعطسسي‬
‫من يسقي به؛ لنه ماء قد تفرد باستحقاقه فكان‬
‫له أن يسقي ما شاء‪ ،‬كما لو انفرد إنفرد به مسسن‬
‫أصله‪.‬‬
‫من النظم فيما يتعلق في إحياء الموات‬
‫ويقرع بين اثنين إن ضاق‬
‫عنهمامع سبق مًعا مثل مقعد‬
‫فأكثر‬
‫وقيل أقسمن عند‬
‫منواستنب‬ ‫وقيل‬
‫ينكا‬ ‫استواء‬
‫القاض‬ ‫يشا‬
‫ذو السبق المباح‬ ‫مبعد‬ ‫في‬
‫ويملك‬
‫نبذ الملك نبذة مبعد‬ ‫بحوزه‬
‫وما‬
‫وما سيبوا في مهلك‬
‫لنقطاعهعن قوت‬
‫أو العجز‬
‫في الحي غير‬ ‫أورد‬
‫نصه‬‫لمنجيه‬
‫على‬
‫قيل لم يملك كمال‬ ‫رقيقه‬
‫وقد‬
‫مبدد‬
‫‪-394-‬‬

‫ومن يبغ منه سوق‬


‫ساقية ذد‬
‫‪-395-‬‬

‫وإن لدواب المسلمين‬


‫امرؤًتا ل يضر فأسعد‬ ‫حًبا‬
‫أمام موا‬
‫ول تمنعن من ل يطيق‬
‫إنتجاعه مرعى بعي ً‬
‫دا‬ ‫بأنعامه‬
‫فتعتد حمى الهادي يجوز‬
‫وغير‬
‫إنتقاضهفي القوى بإحيا‬
‫ويملك‬
‫وصحح لعطا الرض من‬ ‫مجدد‬
‫مالنا‬
‫لقوم في‬ ‫بيت‬
‫ووقفا‬
‫من هدي‬ ‫المذاهب‬
‫الجعالة‬ ‫)‪(31‬‬
‫ة‪،‬‬
‫س ‪ :31‬تكلم بوضككوح عككن الجعالككة لغ ك ً‬
‫حا‪ ،‬واذكر حكمها‪ ،‬وأمثلة لهككا‪ ،‬وكككم‬ ‫واصطل ً‬
‫أركانها؟ وما هي؟ وما الحكككم فيمككا إذا بلككغ‬
‫النسان الجعل بعد العمل أو فككي أثنككائه أو‬
‫قبل الفعككل وحكككم الخككذ وإذا قككال مككن رد‬
‫عبككدي فلككه كككذا فمككا الحكككم؟ وإذا رده مككن‬
‫المسافة المعينة أو من أبعد منها أورد أحككد‬
‫آبقين أو فسخ جاعل أو عامل الجعالة قبككل‬
‫التمككام أو جمككع بيككن تقككدير مككدة وعمككل‪،‬‬
‫واذكر الدليل والتعليل والتفصيل والفككروق‬
‫والمحترزات والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬الجعالة بتثليث الجيسسم مشسستقة مسسن الجعسسل‬
‫بمعنسسى التسسسمية؛ لن الجاهسسل يسسسمى الجعسسل‬
‫‪-396-‬‬

‫للعامسسل أو مسسن الجعسسل بمعنسسى اليجسساب‪ ،‬يقسسال‪:‬‬


‫بجعلسست لسسه كسسذا وكسسذا أي أوجبسست‪ ،‬ويسسسمى مسسا‬
‫يعطاه النسان على أمره يفعله جعل ً وجعالة وما‬
‫تجعل للغازي إذا غزا عنك بجعسسل وهسسي الجعسسائل‬
‫يدفعه المضروب عليه البعث إلى من يغزو عنسسه‪،‬‬
‫قال سليك بن شقيق السدي‪:‬‬
‫خفيف الحاذ من فتيان‬ ‫فأعطيت الجعالة‬
‫جرم‬ ‫مستميًتا‬
‫حا‪ :‬جعل جائز التصسسرف شسسيًئا‬ ‫والجعالة إصطل ً‬
‫مسسا‬
‫حسسا معلو ً‬ ‫ما لمن يعمل له عمل ً مبا ً‬ ‫متمول ً معلو ً‬
‫أو مجهول ً مدة معلومة أو مجهولة‪ ،‬وهسسي جسسائزة‬
‫سنة والجماع في الجملسسة‪ ،‬قسسال اللسسه‬ ‫بالكتاب وال ّ‬
‫عي كر َ‬
‫ه‬‫وأن َككا ب ِك ِ‬
‫ل بَ ِ ٍ َ‬ ‫مك ُ‬
‫ح ْ‬
‫ه ِ‬
‫جاءَ ب ِك ِ‬‫من َ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫ول ِ َ‬
‫م ‪ ،‬وقوله ‪ ‬يوم حنين‪» :‬مسسن قتسسل قسستيل ً‬ ‫عي ٌ‬
‫َز ِ‬
‫فله سلبه«‪ ،‬وعن أبي سعيد قسسال‪» :‬انطلسسق نفسسر‬
‫من أصحاب النبي ‪ ‬في سفرة سسسافروها حسستى‬
‫نزلوا على حي من أحياء العسسرب‪ ،‬فاستضسسافوهم‬
‫فسسأبوا أن يضسسيفوهم‪ ،‬فلسسدغ سسسيد ذلسسك الحسسي‪،‬‬
‫فسسسعوا لسسه بكسسل شسسيء ل ينفعسسه شسسيء‪ ،‬فقسسال‬
‫بعضهم‪ :‬لو آتيتم هؤلء الرهط الذين نزلوا لعلهسسم‬
‫أن يكون عندهم بعض شيء فآتوهم‪ ،‬فقسسالوا‪ :‬يسسا‬
‫أيها الرهط‪ ،‬إن سيدنا لدغ وسعينا بكسسل شسسيء ل‬
‫ينفعسسه‪ ،‬فهسسل عنسسد أحسسد منكسسم مسسن شسسيء؟ قسسال‬
‫بعضسسهم‪ :‬إنسسي واللسسه لرقسسي‪ ،‬ولكسسن واللسسه لقسسد‬
‫‪-397-‬‬

‫استضفنا فلم تضسسيفونا فمسسا أنسسا بسسراق لكسسم حسستى‬


‫ل‪ ،‬فصالحوهم على قطيع من غنم‪،‬‬ ‫تجعلوا لنا جع ً‬
‫ب‬‫ه َر ّ‬‫م كدُ ل ِل ّك ِ‬ ‫فسسانطلق يتفسسل عليسسه ويقسسرأ ‪‬ال ْ َ‬
‫ح ْ‬
‫ن ‪ ‬فكأنمسسا نشسسط مسسن عقسسال‪ ،‬فسسانطلق‬ ‫عال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫ال َ‬
‫يمشسسي ومسسا بسسه قلبسسة فسسأوفرهم جعلهسسم السسذي‬
‫صالحوهم عليه‪ ،‬فقال بعضسسهم‪ :‬اقتسسسموا‪ ،‬فقسسال‬
‫الذي رقى‪ :‬ل تفوا حتى نأتي النبي ‪ ‬فنسسذكر لسسه‬
‫الذي كان فننظر الذي يقرنا‪ ،‬فقدموا على النسسبي‬
‫‪ ‬فسسذكروا لسسه ذلسسك‪ ،‬فقسسال‪» :‬ومسسا يسسدريك أنهسسا‬
‫رقية«‪ ،‬ثم قال‪» :‬قسسد أصسسبتم اقتسسسموا واضسسربوا‬
‫ما«‪ ،‬وضسسسحك النسسسبي ‪ .‬رواه‬ ‫لسسسي معكسسسم سسسسه ً‬
‫الجماعة إل النسائي‪ ،‬وهذا لفظ البخاري‪.‬‬
‫وأجمسسع المسسسلمون علسسى جسسواز الجعالسسة فسسي‬
‫الجملة‪ ،‬ولن الحاجة تدعو إلى ذلك من رد ضالة‬
‫وآبق وعمل ل يقدر عليه فجاز كالجارة‪.‬‬
‫وأركان الجعالة‪ (1 :‬عمل‪ (2 .‬جعل‪ (3 .‬صيغة‪.‬‬
‫‪ (4‬عاقد‪.‬‬
‫مسسا إن كسسان‬
‫ول يشترط أن يكسسون الجعسسل معلو ً‬
‫من مسسال حربسسي فيصسسح مجهسسول ً كمسسا تقسسدم فسسي‬
‫الجهاد‪.‬‬
‫قال في »المغني«‪ :‬ويحتمل أن تجوز الجعالسسة‬
‫مسسع جهالسسة العسسوض إذا كسسانت الجهالسسة ل تمنسسع‬
‫‪-398-‬‬

‫التسليم نحو أن يقسسول مسسن رد عبسسدي البسسق فلسسه‬


‫نصفه‪.‬‬
‫ومن رد ضالتي فله ثلثها‪ ،‬فإن أحمسسد قسسال‪ :‬إذا‬
‫قال المير في الغزو من جاء بعشرة رؤوس فله‬
‫رأس جاز‪ ،‬وقالوا‪ :‬إذا جعل جعل ً لمن يسسدله علسسى‬
‫قلعسسة أو طريسسق سسسهل وكسسان الجعسسل مسسن مسسال‬
‫الكفسسار جسساز أن يكسسون مجهسسول ً كجاريسسة يعينهسسا‬
‫العامل فيخرج هاهنا مثله‪ ،‬فأما إذ كانت الجهالسسة‬
‫دا‪.‬‬
‫تمنع من التسليم لم تصح الجعالة وجًها واح ً‬
‫ما‪.‬‬
‫حا ل محر ً‬ ‫ويشترط أن يكون العمل مبا ً‬
‫فل تصح الجعالة على الزنا واللواط والسسسرقة‬
‫وشسسرب السسدخان وحلسسق اللحيسسة وعمسسل التسسواليت‬
‫والخنسسسافس‪ ،‬ول تصسسسح علسسسى عمسسسل السسسرؤوس‬
‫الصناعية ول على قص رؤوس النسسساء ول عمسسل‬
‫ثيسساب رجسسال لنسسساء ول علسسى عمسسل ثيسساب نسسساء‬
‫لرجال ول على المسسسابقة فسسي الكسسرة‪ ،‬ول علسسى‬
‫اللعب بأم الخطوط‪ ،‬ول على اللعب بسسالورق‪ ،‬ول‬
‫على الخضاب بالسواد‪ ،‬ول علسسى نقسسل مسسن يريسسد‬
‫ترك الجمعة والجماعة‪ ،‬ول عمل الصور أو بيعهسسا‬
‫مجسدة أو غير مجسدة إذا كانت من صور ذوات‬
‫الرواح لتحريمها بيًعا وشراء وتصويًرا واقتناًء‪.‬‬
‫ول تصسسح الجعالسسة علسسى تصسسليح آلت اللهسسو‬
‫كالمذياع والتلفزيون والسسسينما والبكسسم وتسسسجيل‬
‫‪-399-‬‬

‫الغاني‪.‬‬
‫ول يجوز جعل للمطربين رجال ً أو نساًء‪.‬‬
‫ول تجوز الجعالسة علسسى الغيبسسة ول النميمسسة ول‬
‫الكذب‪.‬‬
‫ول تصسسسح علسسسى عمسسسل شسسسيش للسسسدخان ول‬
‫المجلت الخليعة‪.‬‬
‫ول تصح الجعالة لمن يشهد بالزور وقس على‬
‫ذلسسسسسسسسسسسسك جميسسسسسسسسسسسسع المحرمسسسسسسسسسسسسات‪،‬‬
‫فل تصح عليها الجعالة كالجارة‪.‬‬
‫ول تصح لمسسن يعمسسل عبث ًسسا؛ لنسسه ل فسسائدة فيسسه‬
‫ما في يوم واحد‪.‬‬ ‫كساع يقطع أيا ً‬
‫ومثله في عدم الصسسحة تكليسسف فسسوق الطاقسسة‬
‫كرفع ثقيل من حجر أو غيره ومشسسى علسسى جبسسل‬
‫أو جدار أو قفز قليب أو نحوها فل تنعقد الجعالسسة‬
‫علسسى شسسيء مسسن ذلسسك لشسستراط الباحسسة‪ ،‬وهسسذه‬
‫الشياء إما أن يخشى فسساعله الضسسرر فحسسرام وإل‬
‫فمكروه على هذا يكون غير مباح‪.‬‬
‫وقال الحليمي من الشافعية‪ :‬ل يراهسسن رجلن‬
‫على قوة يختبران بها أنفسهما على عمل فيقول‬
‫أحدهما‪ :‬إن قدرت على رمي هذا الجبسسل ونحسسوه‬
‫فلك كذا‪ ،‬فإنه ل يصح‪.‬‬
‫وقال ابن عبسسدالهادي‪ :‬إذا قسسال مسسن أكسسل هسسذا‬
‫‪-400-‬‬

‫الرغيف أو رطل اللحم أو شرب هذا الكوز الماء‬


‫أو صسسعد هسسذه الشسسجرة ونحسسو ذلسسك‪ ،‬فمسسن فعلسسه‬
‫استحق ذلك‪ ،‬قسسال‪ :‬وممسسا يفعسسل فسسي عصسسرنا أن‬
‫يجعل على أكسسل كسسثير مسسن الحلسسوى والفاكهسسة أو‬
‫صعود موضع عسر ونحو ذلك‪ ،‬أن يقال من أكسسل‬
‫هذه الرمانة ولم يرم منهسسا حبسسة فلسسه كسسذا فيصسسح‬
‫ذلك‪ ،‬ومن فعسسل اسسستحق الجعسسل‪ ،‬فسسإن قسسال‪ :‬إن‬
‫فعلت كذا فلك كذا وإن لم تأكله فعليك كسسذا لسسم‬
‫يجز‪ .‬اهس‪.‬‬
‫وتصح الجعالة ولو كان العمل مجهول ً إذا كسسان‬
‫ما كمن خاط لي هذا الثسسوب ونحسسوه‬ ‫العوض معلو ً‬
‫فلسسه كسسذا وكسسرد لقطسسة لسسم يعيسسن موضسسعها؛ لن‬
‫الجعالة جائزة لكسسل منهمسسا فسسسخها فل يسسؤدي أن‬
‫يلزمسسه مجهسسول بخلف الجسسارة وأن تكسسون مسسع‬
‫شخص جائز التصرف أو لمن يعمل لسسه مسسدة ولسسو‬
‫كانت المدة مجهولة كمن حرس زرعسسي فلسسه كسسل‬
‫يوم كذا‪ ،‬قال في »الشرح«‪.‬‬
‫ويصسسح الجعسسل علسسى مسسدة مجهولسسة أو علسسى‬
‫ما؛ لنها عقسسد جسسائز‬
‫مجهول إذا كان العوض معلو ً‬
‫من الطرفين فجاز أن يكون العمل فيها مجهسسول ً‬
‫والمدة مجهولة كالشركة والوكالة‪ ،‬ولن الجائزة‬
‫لكسسل منهمسسا فسسسخها فل يسسؤدي إلسسى أن يلزمسسه‬
‫مسسا‪ ،‬ولن‬‫مجهسسول عنسسده إذا كسسان العسسوض معلو ً‬
‫‪-401-‬‬

‫الحاجة تسسدعو إلسسى كسسون العمسسل مجهسسول ً وكسسذلك‬


‫المسسدة لكسسونه ل يعلسسم موضسسع الضسسالة والبسسق ول‬
‫حاجة إلسسى جهالسسة العسسوض‪ ،‬ولن العمسسل ل يصسسير‬
‫مسسا والعسسوض يصسسير‬
‫ما فلم يشترط كسسونه معلو ً‬ ‫لز ً‬
‫ما بإتمام العمل فاشترط العلم به‪ ،‬انتهى‪.‬‬ ‫لز ً‬
‫ل‪ :‬إن رددت‬ ‫فإن جعله لمعين بأن قال لزيد مث ً‬
‫لقطسستي فلسسك كسسذا وكسسذا فيسسستحقه إن ردهسسا ول‬
‫يسسستحق مسسن ردهسسا سسسوى المخسساطب بسسذلك؛ لن‬
‫ربها لم يجاعل إل المخاطب على ردها‪.‬‬
‫وإن كانت بيد إنسسسان فجعسسل لسسه مالكهسسا جعل ً‬
‫ليردها لم يبح لمن هسسي بيسسده أخسسذ الجعسسل إل إن‬
‫طابت نفس مالكها حقيقة بذلك‪.‬‬
‫وتصح الجعالة ولسسو جعسسل العسسوض لغيسسر معيسسن‬
‫كان يقول من بنى لي هذا الجدار فله كسسذا وكسسذا‬
‫أو من رد عبدي البق‪.‬‬
‫وإذا قال من أذن في هذا المسجد شهًرا فلسسه‬
‫كذا وكسسذا ومسسن فعلسسه ممسسن لسسي عليسسه ديسسن فهسسو‬
‫بريء من كذا فيصح العقد مع كسسونه تعليًقسسا؛ لنسسه‬
‫ضا‪.‬‬
‫في معنى المعاوضة ل تعليًقا مح ً‬
‫فمن بلغه الجعل قبل العمسسل المجعسسول عليسسه‬
‫ذلسسك العسسوض اسسستحق الجعسسل بالعمسسل بعسسد ل‬
‫إستقراره بتمسسام العمسسل كالربسسح فسسي المضسساربة‪،‬‬
‫‪-402-‬‬

‫فإن تلف فله مثل مثلي وقيمة غيره‪.‬‬


‫ول يحبس العامل العين حتى يأخذه ومن بلغه‬
‫الجعل فسسي أثنسساء العمسسل فلسسه مسسن الجعسسل حصسسة‬
‫تمامه‪.‬‬
‫المعنى‪ :‬أنه يستحق من الجعل بقسط مسا بقسي‬
‫من العمل فقط؛ لن عمله قبل بلوغه الجعل وقع‬
‫ضسسا لبسسذله‬
‫غير مأذون له فيه فلم يستحق عنه عو ً‬
‫عا بها‪.‬‬
‫منافعه متبر ً‬
‫ومحل ذلك إن أتم العمل بنية الجعل ولهذا لو‬
‫لم يبلغه الجعل إل بعد تمام العمسسل لسسم يسسستحق‬
‫الجعل ول شيًئا منه لما سبق‪.‬‬
‫وحرم عليه أخذ الجعل؛ لنسسه مسسن أكسسل المسسال‬
‫بالباطل إل أن تبرع له ربه به بعد إعلمه بالحال‪.‬‬
‫وفي كلم ابن الجوزي في »المنتظم«‪ :‬يجسسب‬
‫على الولة إيصال قصسسص أهسسل الحسسوائج فإقامسسة‬
‫مسسن يأخسسذ الجعسسل علسسى إيصسسال القصسسص للسسولة‬
‫حرام؛ لنه من أكل المال بالباطل‪.‬‬
‫قسسال فسسي »الفسسروع«‪ :‬ويتسسوجه إحتمسسال ولعلسسه‬
‫ظاهر كلم ابن الجوزي إن وجب عليه حسسرام وإل‬
‫فل‪.‬‬
‫وإن قال‪ :‬جسسائز التصسسرف لزيسسد مثل ً إن رددت‬
‫لقطسستي فلسسك كسسذا فيسسستحقه إن ردهسسا هسسو ولسسم‬
‫‪-403-‬‬

‫يستحقه من ردها دون زيد المقول لسسه ذلسسك؛ لن‬


‫ربها لم يجاعله على رده وتقدمت المسألة‪.‬‬
‫وإن فعسسل المجاعسسل عليسسه جماعسسة اقتسسسموا‬
‫الجعل بينهم؛ لنهم اشتركوا في العمل السسذي بسسه‬
‫استحق الجعل‪ ،‬فلو قال قسسائل مسسن نقسسب السسسور‬
‫دا‪ ،‬فإن كانوا ثلثة‬ ‫فله دينار فنقبوه كلهم نقًبا واح ً‬
‫استحقوا الدينار بينهم أثلًثا؛ لنهسسم اشسستركوا فسسي‬
‫العمل الذي يسسستحق بسسه العسسوض فاشسستركوا فسسي‬
‫العوض كالجرة في الجارة‪.‬‬
‫وإن نقب كل واحد نقًبا فكل واحسسد دينسسار كمسسا‬
‫لو قال من دخسسل هسسذا النقسسب فلسسه دينسسار فسسدخله‬
‫جماعة استحق كسسل واحسسد منهسسم دينسساًرا؛ لن كسسل‬
‫واحد مسسن السسداخلين دخسسل دخسسول ً كسسامل ً كسسدخول‬
‫المنفرد فاستحق العوض كام ً‬
‫ل‪.‬‬
‫ولو اختلف المالك والعامل‪ ،‬فقال‪ :‬عملته بعسسد‬
‫أن بلغني الجعل‪ ،‬وقال المالسسك‪ :‬بسسل قبلسسه فقسسول‬
‫عامل بيمينه؛ لنه ل يعلم إل من جهتسسه‪ ،‬هسسذا هسسو‬
‫الذي تميل نفسي‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ولسسو فسساوت بيسسن الجماعسسة العسساملين فجعسسل‬
‫لنسان في رد آبق على رده ريسسال ً وجعسسل للخسسر‬
‫ريالين وجعل للثالث ثلثة ريالت‪ ،‬فسسإن رد واحسسد‬
‫استحق جعله وإن رده الثلثة فلكسسل واحسسد منهسسم‬
‫ثلث ما جعل له؛ لنه عمل ثلث العمسسل فاسسستحق‬
‫‪-404-‬‬

‫ثلث المنتمي‪.‬‬
‫وإن رده إثنان منهم فلكسسل واحسسد منهسسم نصسسف‬
‫جعله؛ لنسسه عمسسل نصسسف العمسسل فاسسستحق نصسسف‬
‫مسسا كريسسال‬
‫ضسسا معلو ً‬
‫المسمى وإن جعل لواحسسد عو ً‬
‫ضا مجهول ً فسسرداه معًسسا فلسسرب‬
‫مثل ً وجعل لخر عو ً‬
‫المعلوم نصفه وللخر أجر عمله‪.‬‬
‫وإن جعسسل رب العبسسد البسسق مثل ً لواحسسد معيسسن‬
‫كزيد شيًئا فرده من جوعل وهو زيد فسسي المثسسال‬
‫هو وآخران معه‪ ،‬وقال الخسسران‪ :‬رددنسساه معاونسسة‬
‫لزيسسد اسسستحق زيسسد كسسل الجعسسل ول شسسيء لهمسسا؛‬
‫لنهمسسا تبرعسسا بعملهمسسا‪ ،‬وإن قسسال‪ :‬رددنسساه لنأخسسذ‬
‫العوض منه لنفسنا فل شسسيء لهمسسا؛ لنهمسسا عمل‬
‫من غير جعل ولزيد ثلث الجعل؛ لنه عمسسل ثلسسث‬
‫العمل‪.‬‬
‫وإن نادى غير صاحب الضالة‪ ،‬فقال‪ :‬من ردها‬
‫فلسسه جنيسسه فردهسسا رجسسل أو امسسرأة فسسالجنيه علسسى‬
‫المنادي؛ لنه ضسسمن العسسوض المعنسسى السستزمه ول‬
‫شيء على رب الضالة؛ لنه لم يلتزم‪.‬‬
‫وإن قال المنادي غيسسر رب الضسسالة فسسي نسسدائه‬
‫قال فلن‪ :‬من رد ضالتي فله ريال‪ ،‬ولم يكن رب‬
‫الضالة قال ذلك فردها رجل لم يضمن المنسسادي؛‬
‫لنه لم يلسستزم العسسوض والسسذي رد الضسسالة مقصسسر‬
‫‪-405-‬‬

‫حيث لم يأخذ بالحتياط لنفسه‪.‬‬


‫وإن قال رب عبد آبق من سيده من رد عبدي‬
‫فله كذا‪ ،‬والمسمى أقسسل مسسن دينسسار أو أقسسل مسسن‬
‫ما فضسسة اللسسذين قسسدرهما الشسسارع‬‫اثني عشر دره ً‬
‫في رد البق‪ ،‬فقيل‪ :‬يصح ذلك وللراد بسسرد البسسق‬
‫الجعل فقط؛ لنه رد على ذلك فل يستحق غيره‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬ل تصسسح التسسسمية وللسسراد لسسه مسسا قسسدره‬
‫الشارع لستقراره عليه كامل ً بوجود سببه‪.‬‬
‫وما ذكسسر مسسن أن الشسسارع قسسدر فسسي رد البسسق‬
‫ما‪ ،‬قال في »النصسساف«‪:‬‬ ‫دينار أو اثني عشر دره ً‬
‫أنه المذهب سواء كان يساويهما أو ل لئل يلتحسسق‬
‫بدار الحرب أو يشتغل بالفساد‪ ،‬وروي عسسن عمسسر‬
‫وعن عمرو بن دينار وابن أبي مليكسسة مرسسسل ً أن‬
‫النبي ‪ ‬جعل فسسي رد البسسق خار ً‬
‫جسسا مسسن الحسسرم‬
‫ديناًرا‪.‬‬
‫والقسسول الثسساني هسسو السسذي تميسسل إليسسه النفسسس‬
‫والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وإن كان المسمى أكثر من دينار أو أكسسثر مسسن‬
‫مسسا فسسرده إنسسسان اسسستحق الجعسسل‬
‫اثني عشر دره ً‬
‫بعمل ما جوعل عليه كرد لقطة وبناء حائط؛ لنه‬
‫استقر على الجاعل بالعمل‪.‬‬
‫ويسسستحق مسسن سسسمي لسسه جعسسل علسسى رد آبسسق‬
‫‪-406-‬‬

‫ورده مسسن دون المسسسافة المعينسسة القسسسط مسسن‬


‫المسمى‪ ،‬فإن كان المردود منه نصف المسسسافة‬
‫استحق نصسسف المسسسمى فقسسط؛ لتسسبرعه بسسالزائد؛‬
‫لعدم الذن فيه‪.‬‬
‫وهسسذا مسسع تسسساوي الطريسسق فسسي الصسسعوبة‬
‫والسهولة‪ ،‬أما إن كسسان يختلسسف بسسأن كسسان نصسسفه‬
‫سهل ً ونصفه صعًبا كان بحسبه من المسمى‪.‬‬
‫ويصح الجمع بيسسن تقسسدير المسسدة و العمسسل فسسي‬
‫الجعالة كأن يقول من خاط هذا الثوب فسسي يسسوم‬
‫كذا فإن أتى به فيها استحق الجعسسل ولسسم يلزمسسه‬
‫شيء آخر وإن لم يف به فيها فل شيء له‪.‬‬
‫ويستحق من رد أحد آبقين جوعل على ردهما‬
‫نصف الجعل عن ردهما؛ لنه رد نصفهما وكذا لو‬
‫قال من خاط لي هذين الثوبين فله كهسسذا فخسساط‬
‫أحدهما فله بقدره من الجعل‪.‬‬
‫ومحل ذلسسك إذا لسسم يكسسن فسسي اللفسسظ مسسا يسسدل‬
‫على فعل الشيئين مًعا‪ ،‬كما لو قسسال مسسن ردهمسسا‬
‫كليهما فله كذا‪.‬‬
‫وبعسسد الشسسروع فسسي العمسسل إن فسسسخ جاعسسل‬
‫فعلى الجاعل للعامل أجرة مثل عمله؛ لن عمل‬
‫بعوض لم يسسلم لسسه فكسسان لسه أجسسرة عملسسه ومسسا‬
‫عمله بعد الفسخ ل أجرة له عليه؛ لنه عمل غيسسر‬
‫‪-407-‬‬

‫مأذون فيه‪.‬‬
‫وإن زاد الجاعسسل أو نقسسص مسسن الجعسسل قبسسل‬
‫الشروع في العمل جاز وعمل به؛ لنه عقد جائز‬
‫فجاز فيه ذلك كالمضاربة‪.‬‬
‫وإن فسخ عامل قبسسل تمسسام العمسسل فل شسسيء‬
‫له؛ لسقاط حق نفسه حيث لم يسسوف مسسا شسسرط‬
‫عليه‪.‬‬
‫ومسسن التقسسط لقطسسة وكتمهسسا ليبسسذل جعل ً علسسى‬
‫تحصيلها كما يفعله بعض الجهالة أو مسسن ل يوثسسق‬
‫مسسا بسستركه التعريسسف‬
‫بأمانته فهذه لقطة ويكسسون آث ً‬
‫وحكمسسه بسستركه التعريسسف لهسسا حكسسم الغاصسسب فل‬
‫يستحق شيًئا أص ً‬
‫ل‪.‬‬
‫وقد ذكر العلماء فروق بين الجارة والجعالة‪.‬‬
‫مسسا‬ ‫أو ً‬
‫ل‪ :‬أن الجارة لبد أن يكسسون العمسسل معلو ً‬
‫كالعوض‪.‬‬
‫ما كمن بنى لسسي هسسذا‬
‫والجعالة‪ :‬قد يكون معلو ً‬
‫البيت فله كذا وقد يكون مجهول ً كمن رد لقطتي‬
‫فله كذا‪.‬‬
‫ثانًيا‪ :‬الجارة تكون مع معين‪ ،‬والجعالسسة أوسسسع‬
‫مسسن الجسسارة؛ ولهسسذا تجسسوز علسسى أعمسسال القسسرب‬
‫كالذان والمامة وتعليسسم القسسرآن ونحوهسسا بخلف‬
‫الجارة‪.‬‬
‫‪-408-‬‬

‫ثالث ًسسا‪ :‬أن الجعالسسة ل يسسستحق العامسسل العسسوض‬


‫حتى يعمسسل جميسسع العمسسل‪ ،‬و أمسسا الجسسارة ففيهسسا‬
‫تفصيل يرجع إلى أنه إن لم يكمل الجير ما عليه‬
‫فإن كان بسببه ول عذر له فل شيء له وإن كان‬
‫التعذر من جهة المسسؤجر فعليسسه جميسسع الجسسر وإن‬
‫كسسان بغيسسر فعلهمسسا وجسسب مسسن الجسسر بقسسدر مسسا‬
‫استوفى‪.‬‬
‫رابًعسسا‪ :‬أن العمسسل فسسي الجعالسسة قسسائم مقسسام‬
‫القبول؛ لنه يدل عليه‪.‬‬
‫سا‪ :‬أن الجعالة جائزة بخلف الجارة‪.‬‬ ‫خام ً‬
‫سسسا‪ :‬أنسسه ل يشسسترط فسسي الجعالسسة العلسسم‬‫ساد ً‬
‫بالعمل ول بالمدة‪.‬‬
‫سابًعا‪ :‬أن القاعدة في العمل إذا كان مجهول ً ل‬
‫تمكسسن الجسسارة عليسسه فطريقسسه الجعالسسة وإذا كسسان‬
‫ما ولم يقصد لزوم العقسسد عسسدل إلسسى الجعالسسة‬ ‫معلو ً‬
‫ضا‪.‬‬
‫أي ً‬
‫من النظم فيما يتعلق بالجعالة‬
‫وقولك من يفعل كذا فله‬
‫كذا‬
‫فمن بعد علم الجعل يغفله‬
‫يرددقاله من صح منه‬
‫إذا‬
‫إجازة‬
‫وليس بشرط فيهما دين‬
‫شيء في فعل سبق‬ ‫مهتدي‬
‫ول‬
‫جعله‬
‫بعد العلم لقطة‬ ‫علم رد‬
‫ولو‬
‫منشد‬
‫‪-409-‬‬

‫دا بفعل معين‬


‫وتعيينه زي ً‬
‫له واقسمن من‬
‫ومهد استووا‬
‫الفاعلينالجعل‬
‫لكل من‬
‫تفاضلوا‬
‫فعل منه من‬ ‫أو‬
‫كنسبة‬
‫متعدداشتراط جهل فعل‬
‫وغير‬
‫شرط فعل في زمان‬ ‫ومدة‬
‫ول‬
‫مقيد‬
‫‪-410-‬‬

‫ومن أرثه إن مات خذه‬


‫فات كل قيمة‬ ‫كجعله‬
‫ولو‬
‫المتشرد‬
‫الباق فهو أمانة‬ ‫ومن‬
‫لقرارهم للمدعي أو‬
‫يستحق الجعل إل‬ ‫بشهد‬
‫ول‬
‫بردهفقد المردود عن‬‫ولو‬
‫قال من يردد فتى‬‫ومنسيد‬‫باب‬
‫أعطهألزمه جعل‬
‫هند ورق‬
‫منا‬
‫المرددبقعة عينت أورد‬
‫وفي‬
‫الجعل اعطا نسبة‬ ‫غصبه‬
‫من‬
‫تهتدفي رد الباق‬
‫الفعل كذا‬
‫وجعل‬
‫مردود ومن أقرب‬ ‫منى‬ ‫من‬
‫كنسبة‬
‫أرفدردهم من أبعد من‬ ‫وإن‬
‫تزده فل‬
‫على الجعل‬ ‫منى‬
‫المحدد‬
‫داوى فأبرا‬ ‫المسمى من‬
‫وإن قال‬
‫حا في‬ ‫له كذا‬
‫فليس صحي ً‬
‫المؤطد‬
‫والحكم حكم‬ ‫بلى‬‫الصحيح‬
‫وقيل‬
‫جعالةقيل بل حكم‬
‫وقد‬
‫الجارة فاقصد‬
‫‪-411-‬‬

‫وممن يداوي الكحل دون‬


‫بقية الدواء‬
‫القوى فمن مال‬ ‫على‬
‫أرمد‬
‫‪-412-‬‬

‫)‪ (32‬اختلف العامل والجاعل في أصل‬


‫الجعالة وقدر المسافة أو قدر الجعل‬
‫وحكم إنقاذ مال الغير من الهلك وما‬
‫يتعلق بذلك من نفقة أو نحوها‬
‫س ‪ :32‬تكلم بوضوح عن أحكام ما يلككي‪:‬‬
‫إذا اختلف الجاعل والعامل في أصككل جعككل‬
‫أو فككي قككدره أو فككي مسككافة وإذا عمككل‬
‫إنسان لغيره عمل ً بل إذنه قاصد بككذلك أخككذ‬
‫أجرة أو أنفككق علككى آبككق أو بهيمككة أو مككات‬
‫مككن لزمككه جعككل أو نفقككة أو خيككف علككى‬
‫حيوان‪ ،‬فما الحكككم؟ وإذا كككان عنككده وديعككة‬
‫وخيف عليهككا أو وقككع حريككق بككدار فهككدمها‬
‫على النار غير ربها بل إذنه أو وقع آبق بيككد‬
‫إنسان وصدمه البق أو لم يجد واجككد البككق‬
‫سيده‪ ،‬فما الحكم؟ واذكر الككدليل والتعليككل‬
‫والتفصيل والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬إذا اختلفسسا فسسي أصسسل الجعالسسة المسسسماة‬
‫فأنكر أحدهما‪ ،‬فالقول قول من ينفيه منهما؛ لن‬
‫الصل عدمه‪.‬‬
‫وإن اختلفا في قدر الجعل أو اختلفا فسسي قسسدر‬
‫المسافة‪ ،‬فقال الجاعسسل‪ :‬جعلسست ذلسسك لمسسن رده‬
‫من عشرات أميال‪ ،‬فقال العامل‪ :‬بسسل مسسن سسستة‬
‫‪-413-‬‬

‫أميال أو اختلفا في عيسسن العبسسد السسذي جعسسل فيسسه‬


‫الجعل في رده‪ ،‬فقال‪ :‬رددت العبد السسذي جعلسست‬
‫إلي الجعل فيه فأنكر الجاعل‪ ،‬وقال‪ :‬بل شرطته‬
‫في العبد الذي لم ترده‪ ،‬فالقول قول جاعل؛ لنه‬
‫منكسسر لمسسا يسسدعيه العامسسل زيسسادة عمسسا يعسسترف‬
‫والصل براءته‪.‬‬
‫وإن عمل شخص ولو المعد لخسسذ أجسسرة علسسى‬
‫عملسسه كسسالملح والمكسساري والحجسسام والقصسسار‬
‫والخيسسساط والسسسدلل والنقسسسار والكيسسسال والسسسوزان‬
‫وشسسبههم ممسسن يرصسسد نفسسسه للتكسسسب بالعمسسل‬
‫وأذن له المعمول له في العمل فله أجرة المثسسل‬
‫لدللة العرف على ذلك‪.‬‬
‫دا لخسسذ الجسسرة وعمسسل لغيسسره‬
‫وإن لم يكن مع ّ‬
‫عمل ً بل إذن أو بل جعل ممن عمل لسسه فل شسسيء‬
‫له؛ لنه بذل منفعته من غير عوض فلم يسسستحقه‬
‫ولئل يلزم النسان ما لم يلتزمه ولم تطب نفسه‬
‫به إل في تخليص مال غيره ولو كسسان مسسال غيسسره‬
‫قنا من بحر أو فم سبع أو فلة يظسسن هلكسسه فسسي‬
‫تركه فله أجره مثله‪.‬‬
‫وإن لم يسسأذن ربسسه؛ لنسسه يخشسسى هلكسسه وتلفسسه‬
‫على مسسالكه بخلف اللقطسسة‪ ،‬وكسسذا لسسو انكسسسرت‬
‫السفينة فخلص قوم المسسوال مسسن البحسسر فتجسسب‬
‫لهم الجرة على الملك؛ لن فيه حّثا وترغيًبا في‬
‫‪-414-‬‬

‫إنقاذ الموال من المهلكة‪.‬‬


‫ومثل ذلك‪ ،‬والله أعلم عنسسدي لسسو خلسسص مسسال‬
‫غيسسره مسسن حريسسق أو سسسيل لسسو بقسسي لتلسسف فسسإن‬
‫الغواص إذا علم أن له الجرة غرر بنفسسسه وبسسادر‬
‫إلى التخليص بخلف ما إذا علسسم أن ل شسسيء لسسه‬
‫وإل في رد البق من قن ومسسدبر وأم ولسسد إن لسسم‬
‫يكن السسراد المسسام‪ ،‬فسسإن كسسان المسسام أو نسسائبه فل‬
‫شيء له لنتصسسابه للمصسسالح ولسسه حسسق فسسي بيسست‬
‫المال على ذلك ولذلك لم يكن له الكل من مال‬
‫يتيم‪.‬‬
‫وإن كان الراد غير المام أو نائبه فله ما قدره‬
‫مسسا وسسسواء كسان‬‫الشارع ديناًرا أو اثني عشسسر دره ً‬
‫جا أو ذا رحم فسسي عيسسال المالسسك وسسسواء‬ ‫الراد زو ً‬
‫رده مسسن المصسسر أو خسسارجه قربسست المسسسافة أو‬
‫بعدت ما لم يمسست سسسيد مسسدبر خسسرج مسسن الثلسسث‬
‫وأولد قبل وصول إليه فيعتقسسا فل شسسيء لرادهمسسا‬
‫في نظير السسرد؛ لن العمسسل لسسم يتسسم إذ العسستيق ل‬
‫يسسسمى آبًقسسا أو يهسسرب البسسق مسسن واجسسده قبسسل‬
‫وصوله؛ لنه لم يرد شيًئا‪.‬‬
‫ويأخذ راد البق من سيد أو تركته ما أنفق عليسه‬
‫أو ما أنفق على الدابة التي يجسسوز إلتقاطهسسا يرجسسع‬
‫في قوت وعلف وكسوة وأجرة حمل احتيج إليها ل‬
‫دهن وحلوى ولو هسسرب أو لسسم يسسستحق جعل ً لسسرده‬
‫‪-415-‬‬

‫من غير بلد سماه أو لم يستأذن المنفق مال ً‬


‫كا فسي‬
‫النفاق مع قدرة على استئذانه؛ لن النفاق مأذون‬
‫فيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه‬
‫عا لحرمة النفس وحًثا على صون ذلسسك علسسى‬ ‫شر ً‬
‫ربه بخلف الوديعة‪.‬‬
‫ول يجوز لواجد آبق أن يسسستخدمه بسسدل نفقتسسه‬
‫عليه كالعبد المرهون وأولى ويؤخذ جعسسل ونفقسسة‬
‫من تركه سيد ميت كسائر الحقوق عليسسه مسسا لسسم‬
‫ينو أن يتبرع بالعمل والنفقة فإن نوى التسسبرع فل‬
‫نفقة له‪ ،‬وكذا لو نوى بالعمل التبرع ل أجسسرة لسسه‬
‫ومقتضسساه ل تعتسسبر نيسسة الرجسسوع بخلف الوديعسسة‬
‫ونحوها‪ ،‬والفرق الترغيب في النقاذ من المهلكة‬
‫فيكفي عدم نية التبرع فيرجع ولو لم ينو الرجوع‬
‫وللنسان ذبح حيسسوان خيسسف مسسوته ول يضسسمن مسسا‬
‫نقصه؛ لن العمل في مال الغير متى كان إنقسسا ً‬
‫ذا‬
‫له من التلف المشرف عليه كان جائًزا بغيسسر إذن‬
‫مالكها ول ضمان على المتصسسرف وإن حصسسل بسه‬
‫نقص‪ ،‬وقيل‪ :‬يجب عليسسه ذبسسح الحيسسوان المسسأكول‬
‫ذا من التلف وحف ً‬
‫ظا لماليته‪ ،‬وهسسذا القسسول‬ ‫استنقا ً‬
‫هو الذي تميل إليه النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وإن ادعى أنسسه لسم يسسذبحه إل خوفًسسا مسسن مسسوته‬
‫فلبد من بينة إل إن كان أمين ًسسا كسسالراعي أو دلست‬
‫‪-416-‬‬

‫قرينة على صسسدقه مثسسل بعيسسر بسسه مسسرض أو كسسان‬


‫الذابسسسح رجل ً يوثسسسق بسسسدينه وأمسسسانته صسسسدوًقا فل‬
‫يضمن‪ ،‬وتقدم في الجارة إذا ادعى الراعي موًتا‬
‫دا قبل يمينه‪.‬‬ ‫ولم يحضره جل ً‬
‫قال الشيخ تقي السسدين وغيسسره‪ :‬ومسسن اسسستنقذ‬
‫مال غيره من مهلكة ورده اسسستحق أجسسرة المثسسل‬
‫ولو بغير شرط في أصح القولين‪.‬‬
‫سا أو نحوه للغيسسر ومسسرض‬‫وقال إذا استنقذ فر ً‬
‫بحيث أنه لم يقدر على المشي فيجوز‪ ،‬بل يجسسب‬
‫في هذه الحال أن يبيعه السسذي اسسستنقذه ويحفسسظ‬
‫ثمنسسه لصسساحبه نسسص الئمسسة علسسى هسسذه المسسسألة‬
‫ونظائرها‪.‬‬
‫وقال ابن القيم‪ :‬متى كان العمل في مال الغير‬
‫إنقاًذا لسه مسن التلسف المشسرف عليسه كسان جسائًزا‬
‫كذبح الحيوان المأكول إذا خيسسف مسسوته ول يضسسمن‬
‫مسسا نقسسص بذبسسح‪ ،‬قسسال‪ :‬ولهسسذا جسساز لحسسدهم ضسسم‬
‫اللقطة ورد البق وحفظ الضالة حتى أنه يحسب‬
‫ما ينفقه على الضالة والبق واللقطة‪.‬‬
‫وينزل إنفاقه عليها منزلة إنفاقه لحاجة نفسسسه‬
‫لما كان حف ً‬
‫ظا لمال أخيه وإحساًنا إليه فلسسو علسسم‬
‫المتصرف لحفظ مال أخيه أن نفقتسسه تضسسيع وأن‬
‫إحسانه يذهب باطل ً في حكم الشسسرع لمسسا أقسسدم‬
‫‪-417-‬‬

‫على ذلك‪ ،‬ولضاعت مصسسالح النسساس ورغبسسوا عسسن‬


‫ضا وتعطلت حقوق كسسثيرة‬ ‫حفظ أموال بعضهم بع ً‬
‫وفسدت أموال عظيمة‪.‬‬
‫ومعلوم أن شريعة بهرت العقول وفسساقت كسسل‬
‫شريعة واشتملت على كل مصلحة وعطلسست كسسل‬
‫مفسدة تأبى ذلك كل الباء‪ ،‬وذكر أصول ً ثم قال‪:‬‬
‫وإنما الشأن فيمن عمل في مال غيره عمل ً بغير‬
‫إذنسسه ليتوصسسل بسسذلك العمسسل إلسسى حقسسه أو فعلسسه‬
‫حفظ ًسسا لمسسال المالسسك وإحسسراًزا لسسه مسسن الضسسياع‪،‬‬
‫فالصواب أنه يرجع عليه بأجرة عملسسه‪ ،‬وقسسد نسسص‬
‫عليه أحمد في عدة مواضع منها إذا حصسسد زرعسسه‬
‫في غيبته‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬لو انكسرت سسسفينته فوقسسع متسساعه فسسي‬
‫البحر فخلصه‪ ،‬فلو تسسرك ذلسسك لضسساع والمؤمنسسون‬
‫حا أن يذهب عمل مثل هذا ضائًعا ومال‬ ‫يرون قبي ً‬
‫هذا ضائًعا ويرون من أحسسسن الحسسسن أن يسسسلم‬
‫مال هذا وينجح سعي هذا‪ ،‬انتهى‪ .‬وكذا يجوز بيسسع‬
‫نحو وديعة ولقطة ورهن خيف تلفه ويحفظ ثمنسسه‬
‫لربه‪.‬‬
‫فمن حصل بيده مال غيره وجب عليه حفظسسه‬
‫فحيث كان يخشى تلفه ولم يكسسن مسسالكه حاض سًرا‬
‫‪-418-‬‬

‫يمكن إعلمه فيفعل ما فيه حظ من بيع أو غيسسره‬


‫حسسسب مسسا يسسراه أنفسسع وهسسو الموافسسق للقواعسسد‬
‫وللنظائر‪.‬‬
‫ولو وقع حريق بدار فهدمها غيسسر ربهسسا بل إذنسسه‬
‫على النار خوف سريان أو هدم قريًبا منها خسسوف‬
‫تعديها وعتوها لم يضسسمن ذكرهسسا ابسسن القيسسم فسسي‬
‫الطرق‪ ،‬ثم قال‪ :‬وكذا لو رأى السيل يقصد الدار‬
‫المؤجرة فبادر وهدم الحسسائط ليخسسرج السسسيل ول‬
‫يهدم الدار كان محسًنا ول يضمن‪.‬‬
‫والبق وغيره من المال الضائع بيد آخذه أمانة‬
‫إن تلف قبل التمكن من رده بغير تفريط ول تعد‬
‫فل ضمان عليه؛ لنه محسن بأخذه‪.‬‬
‫ومن اّدعسسى البسسق أنسسه ملكسسه بل بينسسة فصسسدقه‬
‫البسسق المكلسسف أخسسذه؛ لنسسه إذا اسسستحق أخسسذه‬
‫بوصفه إياه فتصديقه على أنه ملكه أولسسى‪ ،‬وأمسسا‬
‫قول الصغير فغير معتبر فإن لم يجد واجد البسسق‬
‫سيده دفعه لنسسائب إمسسام فيحفظسسه لربسسه إلسسى أن‬
‫يجده ولنائب إمام بيعه لمصسسلحة رآهسسا فسسي بيعسسه‬
‫ويحفظ ثمنه لنتصابه‪.‬‬
‫فلسسو قسسال سسسيده بعسسد أن بسساعه واجسسده كنسست‬
‫اعتقته قبل صدور البيع عمل به وبطل البيع؛ لنه‬
‫ل يجر به إلى نفسسسه نفعًسسا ول يسسدفع عنهسسا ضسسرًرا‬
‫‪-419-‬‬

‫ولم يصدر منه ما ينافيه وليس لواجد العبسسد بيعسسه‬


‫ول يملكه بعد تعريف؛ لن العبسسد يتحفسسظ بنفسسسه‬
‫فهو كضوال البل لكن جاز إلتقاطه؛ لنه ل يؤمن‬
‫لحاقه بدار حرب وإرتداده وإشتغاله بالفساد‪.‬‬
‫ضا في الجسسارة جسساز‬ ‫وكل ما جاز أن يكون عو ً‬
‫ضسسا فسسي الجعالسسة فيصسسح أن يجعسسل‬
‫أن يكسسون عو ً‬
‫دا أو‬
‫لعامل نفقة وكسوته كاستئجاره بسسذلك مفسسر ً‬
‫مع دراهم مسمات وتزيد الجعال بجعسسل مجهسسول‬
‫من مال حربي‪.‬‬
‫وكل ما جاز عليه أخذ العوض في الجارة مسسن‬
‫العمال جاز عليه أخذ العوض في الجعالة وما ل‬
‫يجوز أخذ العوض عليه في الجارة كالغنا والزمر‬
‫وسائر المحرمسسات وتقسسدم نمسساذج منهسسا فسسي )ص‬
‫‪ (190‬ل يجوز أخذ الجعسسل عليهسسا؛ لقسسوله تعسسالى‪:‬‬
‫ن ‪.‬‬‫وا ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫ع دْ َ‬ ‫عَلى ال ِث ْم ِ َ‬
‫وُنوا َ‬ ‫ول َ ت َ َ‬
‫عا َ‬ ‫‪َ ‬‬

‫)‪ (33‬اللقطة‬
‫س ‪ :33‬ما هي اللقطة؟ وإذا أخذ نعله أو‬
‫متككاعه وتككرك بككدله فمككا الحكككم؟ ومككا هككي‬
‫أقسام اللقطة؟ اذكرها بوضككوح ممثل ً لكككل‬
‫قسم من أقسامها مبيًنا ما يككدخل فككي كككل‬
‫قسم وما يخرج منه‪ ،‬وإذا ترك إنسككان دابككة‬
‫‪-420-‬‬

‫بمهلكككة أو فلة أو ألقككى مككال خككوف غككرق‬


‫فما الحكم؟ وما هككي أركككان اللقطككة؟ ومككا‬
‫الصل فيها؟ وإذا أخذ متاع إنسككان أو ثيككابه‬
‫مكككن حمكككام أو نحكككوه‪ ،‬ومكككا الكككذي يحكككرم‬
‫إلتقككاطه؟ ومككا مثككاله؟ ومككا الككذي تضككاعف‬
‫قيمته على من التقطه؟ وماذا يعمل المام‬
‫ممككا حصككل بيككده؟ وهككل يؤخككذ منككه؟ وهككل‬
‫يعرفه؟ واذكر الدليل والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬اللقطة بضم اللم وفتح القاف‪ ،‬وحكى ابن‬
‫مالك فيها أربع لغات‪ :‬لقاطة‪ ،‬ولقطة بضسسم اللم‬
‫وسسسكون القسساف علسسى وزن حزمسسة‪ ،‬ولقسسط بفتسسح‬
‫اللم والقاف بل هاء‪ ،‬ونظمها في بيت‪:‬‬
‫ولقط لقط قد لقط‬ ‫لقاطة ولقطة ولقطه‬
‫وحكى عسسن الخليسسل اللقطسسة بضسسم اللم وفتسسح‬
‫القاف كثير اللتقاط‪ ،‬وحكى في »الشرح« اسسسم‬
‫للملتقسسط؛ لن مسسا جسساء علسسى فعلسسة فهسسو اسسسم‬
‫للفاعسسل كالضسسحكة والصسسرعة والهمسسزة واللمسسزة‬
‫واللقطة بسكون القاف الملقوط مثسسل الضسسحكة‬
‫الذي يضحك‪.‬‬
‫واللقطة عرًفا‪ :‬مال أو مختص ضائع أو ما في‬
‫معناه لغير حربي‪ ،‬فإن كان لحربي فلخسسذه وهسسو‬
‫مسسا معسسه كمسسا لسسو ضسسل الحربسسي الطريسسق فأخسسذه‬
‫‪-421-‬‬

‫إنسان فإنه يكون لخذه‪.‬‬


‫وأركانهسسا ثلثسسة‪ :‬ملتقسسط‪ ،‬وملقسسوط والتقسساط‪،‬‬
‫والصل في اللقطة ما روى زيد بن خالد الجهني‬
‫سسسئل رسسسول اللسسه ‪ ‬عسسن لقطسسة السسذهب‬ ‫قسسال‪ُ :‬‬
‫والسسورق‪ ،‬فقسسال‪» :‬أعسسرف وكاءهسسا وعفاصسسها ثسسم‬
‫عرفها سسسنة‪ ،‬فسسإن لسم تعسسرف فاسسستنفقها ولتكسسن‬
‫مسسا مسسن السسدهر‬
‫وديعة عندك‪ ،‬فسسإن جسساء طالبهسسا يو ً‬
‫فادفعها إليه«‪ ،‬وسسسأله عسسن ضسسالة البسسل‪ ،‬فقسسال‪:‬‬
‫»ملك ولها دعها‪ ،‬فإن معها حذاءها وسقاءها تسسرد‬
‫الماء وتأكل الشسسجر حسستى يجسسدها ربهسسا«‪ ،‬وسسسأله‬
‫عن الشاة‪ ،‬فقال‪» :‬خذها فإنما هي لك أو لخيك‬
‫أو للذئب« متفق عليه‪.‬‬
‫والوكسساء‪ :‬الخيسسط السسذي يشسسد بسسه المسسال فسسي‬
‫الخاصة في الخرقة‪ ،‬والعفاص‪ :‬الوعاء الذي هسسي‬
‫فيسسه مسسن خرقسسة أو قرطسساس أو غيسسره‪ ،‬قسسال أبسسو‬
‫عبيسسد‪ :‬والصسسل أنسسه الجلسسد السسذي يلبسسس رأس‬
‫القارورة‪.‬‬
‫وقوله‪» :‬معها حذاؤها« يعني خفها؛ لنه لقوته‬
‫وصلبته يجري مجرى الحذاء‪ ،‬وسسسقاؤها‪ :‬بطنهسسا؛‬
‫لنها تأخذ فيه كثيًرا فيبقى معها يمنعها العطسسش‪،‬‬
‫والضالة‪ :‬اسم للحيوان خاصة دون سائر اللقطسسة‬
‫ضسسسا‪ :‬الهسسسوامي‬
‫والجمسسسع ضسسسوال‪ ،‬ويقسسسال لهسسسا أي ً‬
‫والهوامل قاله الشارح‪ ،‬فمن أخذ متاعه في نحسسو‬
‫‪-422-‬‬

‫حمسسام مسسن ثيسساب أو مسسداس ونحسسوه وتسسرك ببنسساء‬


‫الفعليسسن للمجهسسول بسسدله شسسيء متمسسول غيسسر‬
‫فسسالمتروك كلقطسسة نسسص عليسسه فسسي روايسسة ابسسن‬
‫القسسسم وابسسن بختسسان وجسسزم بسسه فسسي »السسوجيز«‬
‫وغيره‪.‬‬
‫قال فسسي »المغنسسي«‪ :‬ومسسن أخسسذت ثيسسابه مسسن‬
‫الحمام ووجد غيرها لم يأخذها فإن أخذها عرفهسسا‬
‫سنة ثم تصدق‪ ،‬إنما قال ذلك؛ لن سارق الثيسساب‬
‫لم يجر بينه وبين مالكهسسا معاوضسسة تقتضسسي زوال‬
‫ملكه عن ثيابه‪ ،‬فإذا أخذها فقسسد أخسسذ مسسال غيسسره‬
‫ول يعرف صاحبه فيعرفه كاللقطة‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫ويأخذ المأخوذ متاعه حقه مسسن المسستروك بسسدل‬
‫متاعه بعد تعريفه من غير رفع إلسسى حسساكم‪ ،‬قسسال‬
‫الموفق الشارح هذا أقرب إلى الرفق بالناس‪.‬‬
‫‪-423-‬‬

‫قال الحارثي‪ :‬وهذا أقوى على أصل مسسن يسسرى‬


‫أن العقد ل يتوقسسف علسسى اللفسسظ؛ لن فيهسسا نفعًسسا‬
‫لمسسن سسسرقت ثيسسابه بحصسسول عسسوض عنهسسا ونفعًسسا‬
‫للخر إن كسسان سسسارًقا بسسالتخفيف عنسسه مسسن الثسسم‬
‫ظسسا لهسسذه الثيسساب عسسن الضسسياع‪ ،‬فلسسو كسسانت‬‫وحف ً‬
‫الثياب المتروكة أكسسثر قيمسسة مسسن المسسأخوذة كسسان‬
‫كسسانت المتروكسسة تسسساوي مسسائة ريسسال ً والمسسأخوذة‬
‫تساوي ثمانين ريال ً أخذ الثمانين؛ لنها قيمة ثيابه‬
‫والزائد عما يستحقه عشرون لسسم يسسرض صسساحبها‬
‫بتركهسسا عمسسا أخسسذه فيتصسسدق بالبسساقي السسذي هسسو‬
‫العشرون إن أحب أو يسسدفعها إلسسى الحسساكم ليسسبرأ‬
‫من عهدتها‪.‬‬
‫وصوب في »النصسساف«‪ :‬وجسسوب التعريسسف إل‬
‫مسسع قرينسسة تقتضسسي السسسرقة بسسأن تكسسون ثيسسابه أو‬
‫مداسه خيًرا مسسن المتروكسسة وهسسي ممسسا ل تشسستبه‬
‫على الخذ ثيابه ومداسه؛ لن التعريف إنما جعل‬
‫في المال الضائع عن ربه ليعلم به ويأخذه وتارك‬
‫ضسسا عمسسا أخسسذ ول‬‫هذه عسسالم بهسسا راض ببسسدلها عو ً‬
‫يعسسرف أنسسه لسسه فل يحصسسل مسسن تعريفسسه فسسائدة‪،‬‬
‫والقول الول هو الذي تميل إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه‬
‫سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫واللقطة ثلثة أقسام‪ :‬أحدها‪ :‬ما ل تتبعه همة‬
‫أوساط الناس ول يهتمون في طلبه كسوط وهسسو‬
‫‪-424-‬‬

‫ما يضرب به فوق القضيب ودون العصسسي يجمسسع‬


‫علسسى سسسياط‪ ،‬ومنسسه الحسسديث‪» :‬سسسياط كأذنسساب‬
‫دا‪:‬‬
‫البقر«‪ ،‬قال المنخل يصف مور ً‬
‫قبيل الصبح آثار‬ ‫كان مزاحف الحيات‬
‫السياط‬
‫الناس شسع النعسسل‬ ‫فيهومما ل تتبعه همة أوساط‬
‫أحد سيور النعل الذي يدخل بين الصبعين‪ ،‬وفسسي‬
‫الحسسديث‪» :‬إذا انقطسسع شسسسع أحسسدكم فل يمشسسي‬
‫في نعل واحدة«‪.‬‬
‫ومما ل تتبعسسه همسسة أوسسساط النسساس الرغيسسف‪،‬‬
‫ويقال له‪ :‬خسسبزة وككسسسرة وتمسسرة ومسسوزة قلبسسن‬
‫ومثسسل ذلسسك قلسسم ناشسسف وقلسسم رصسساص وفنجسسال‬
‫شاهي أو مرمن التي يعتادها الناس الثمينة‪.‬‬
‫والميزان أوساط الناس ل الذي يهتم للشسسيء‬
‫دا ول الذي ل يهتم للشيء الثمين‪.‬‬
‫البسيط ج ً‬
‫فيملك ما ل تتبعه همة أوسسساط النسساس بأخسسذه‬
‫ويبسساح النتفسساع بسسه؛ لمسسا روى جسسابر قسسال‪ :‬رخسسص‬
‫رسسسول اللسسه ‪ ‬فسسي العصسسى والسسسوط والحبسسل‬
‫يلتقطه الرجل ينتفع به‪ ،‬رواه أبو داود وأحمد عن‬
‫أنس أن النبي ‪ ‬مر بتمرة في الطريق‪ ،‬فقسسال‪:‬‬
‫»لول أني أخاف أن تكون مسسن الصسسدقة لكلتهسسا«‬
‫أخرجاه‪.‬‬
‫ول يلزم تعريفه؛ لنه من المباحسسات والفضسسل‬
‫‪-425-‬‬

‫لواجده التصدق به ول يلزمه بدل ما ل تتبعه همة‬


‫إذا أتلف عند واجد‪.‬‬
‫قال في »الشرح«‪ :‬إذا التقطه إنسسسان وانتفسسع‬
‫به وتلف فل ضمان إن وجد ربه الذي سقط منه؛‬
‫لن لقطه ملكه بأخذه وإن كان ما التقطسسه ممسسا‬
‫ل تتبعه الهمة موجوًدا أو وجد ربه لسسزم الملتقسسط‬
‫دفع الملتقط له‪.‬‬
‫وكالقول فيما تقدم في كون آخسسذه يملكسسه لسسو‬
‫لقي كناس وهو المعسسروف الن بالبلسسدي وبالسسذي‬
‫يشيل الدمال وكنخال ومقلش قطًعا متفرقة من‬
‫الفضة‪ ،‬فإنه يملكها بأخذها ول يلسسزم تعريفهسسا ول‬
‫بدلها إن وجد بدلها ولو كسسثرت؛ لن تفرقهسسا يسسدل‬
‫على تغاير أربابها‪.‬‬
‫دا أو متاعًسسا بمهلكسسة أو‬
‫ومسسن تسسرك دابسسة ل عب س ً‬
‫تركها ترك إياس لنقطاعها بعجزها عسسن المشسسي‬
‫أو عجز مالكها عن علفها بأن لم يجسسد مسسا يعلفهسسا‬
‫فتركها ملكها آخسسذها؛ لحسسديث الشسسعبي مرفوعًسسا‪:‬‬
‫»من وجد دابة قد عجسسز أهلهسسا فسسسيبوها فأخسسذها‬
‫فأحياها فهسسي لسسه« قسسال أبسسو عبسسدالله محمسسد بسسن‬
‫حميد بن عبدالرحمن‪ ،‬فقلت‪ :‬يعني الشسسعبي مسسن‬
‫حدثك بهذا‪ ،‬قال‪ :‬غير واحد مسسن أصسسحاب رسسسول‬
‫الله ‪ ،‬رواه أبو داود والدارقطني‪.‬‬
‫‪-426-‬‬

‫وما ألقي في البحر مما في سفينة خوف غرق‬


‫يملكسسه آخسسذه ل إلقسساء صسساحبه لسسه اختيسساًرا فأشسسبه‬
‫المنبوذ رغبة عنه‪ ،‬وقيل‪ :‬إن مسسا ألقسسي فسسي البحسسر‬
‫خوًفا من الغرق ل يملكه آخذه‪ ،‬والذي تميسسل إليسسه‬
‫النفس القول الول‪ ،‬وهو أنه باق على ملسسك أهلسسه‬
‫ولخذه الجرة‪ ،‬وهذا هسسو الحسسوط‪ ،‬واللسسه سسسبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬
‫القسككم الثككاني‪ :‬الضسسوال جمسسع ضسسالة اسسسم‬
‫للحيوان خاصسسة دون سسسائر اللقطسسة‪ ،‬ويقسسال لهسسا‪:‬‬
‫الهوامي والهوافي والهوامل وامتناعها إمسسا لكسسبر‬
‫جثتها كإبل وخيل وبقر وبغال وإما لسرعة عدوها‬
‫كضباء وأما بطيرانهسسا وأمسسا بنابهسسا كفهسسد معلسسم أو‬
‫قابل للتعليم وإل فليس بمال كما يعلم مما تقدم‬
‫في البيع‪ ،‬وكفيل وزرافة ونعامة وقرد وهسسر وقسسن‬
‫كبير‪.‬‬
‫فهذا قسم غير القن البق يحرم التقسساطه لمسسا‬
‫سئل رسسسول‬ ‫ورد عن زيد بن خالد الجهني‪ ،‬قال‪ُ :‬‬
‫الله ‪ ‬عن لقطة الذهب والورق‪ ،‬قال‪» :‬أعسسرف‬
‫وكاءها وعفاصها ثم عرفها سنة‪ ،‬فإن لسسم تعسسرف‬
‫فاستنفقها‪ ،‬ولتكن وديعة عندك‪ ،‬فإن جاء طالبهسسا‬
‫ما من الدهر فأدهسسا إليسسه«‪ ،‬وسسسأله عسسن البسسل‪،‬‬ ‫يو ً‬
‫فقسسال‪» :‬مسسا لسسك ولهسسا دعهسسا فسسإن معهسسا حسسذاءها‬
‫وسقاءها ترد المسساء وتأكسسل الشسسجر حسستى يجسسدها‬
‫‪-427-‬‬

‫ربها« ‪ ،‬وسأله عن الشسساة‪ ،‬فقسسال‪» :‬خسسذها فإنمسسا‬


‫هي لك أو لخيك أو للذئب« متفق عليه‪.‬‬
‫وعن منذر بن جرير قال‪ :‬كنت مسسع أبسسي جريسسر‬
‫بالبواريح في السواد فراحت البقر‪ ،‬فسسرأى بقسسرة‬
‫أنكرهسسا‪ ،‬فقسسال‪ :‬مسسا هسسذه البقسسرة؟ قسسالوا‪ :‬بقسسرة‬
‫لحقت بالبقر فأمر بها فطردت حتى تسسوارت‪ ،‬ثسسم‬
‫قال‪ :‬سمعت النبي ‪ ‬يقول‪» :‬ل يأوي الضالة إل‬
‫ضال« رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه‪.‬‬
‫ولمالك في »الموطأ« عن ابسسن شسسهاب قسسال‪:‬‬
‫كانت ضوال البل في زمن عمر بن الخطاب إبل ً‬
‫مؤبلة تتناتج ل يمسكها أحد حتى إذا كسسان عثمسسان‬
‫أمر بمعرفتها ثم تباع‪ ،‬فسسإذا جسساء صسساحبها أعطسسي‬
‫ثمنها‪ ،‬وروي عن عمر‪ :‬من أخذ ضالة فهسسو ضسسال‬
‫أي مخطئ‪.‬‬
‫وكان ابن عباس ‪ -‬رضي اللسسه عنهمسسا ‪ -‬يقسسول‪:‬‬
‫رأيسست رسسسول اللسسه ‪ ‬قضسسى فسسي ضسسالة البسسل‬
‫المكتومة بغرامتها ومثلهسسا معهسسا‪ ،‬وكسسان عمسسر ‪‬‬
‫يقول‪ :‬من وجد بعيًرا وعرفه فلم يجسسد لسسه مال ً‬
‫كسسا‬
‫وضسسربه العلسسف والتعسسب فسسي مسسؤنته فليسسذهب‬
‫ويرسله حيث وجسسده ولخسسذه‪ ،‬ولن الصسسل عسسدم‬
‫جواز اللتقاط؛ لنه مال غيره فكان الصل عسسدم‬
‫جواز أخذه كغير الضالة وإنما جسساز الخسسذ لحفسسظ‬
‫‪-428-‬‬

‫المال على صاحبه‪ ،‬وإذا كسسان محفوظ ًسسا لسسم يجسسز‬


‫أخسسذه‪ ،‬وأمسسا البسسق فيجسسوز التقسساطه صسسوًنا عسسن‬
‫اللتحاق بدار الحرب وإتداده وسعيه بالفساد‪.‬‬
‫وأما الحمر فألحقهسسا بعضسسهم فيمسسا يمتنسسع مسسن‬
‫صسسغار السسسباع واعترضسسه الموفسسق ‪-‬رحمسسه اللسسه‪-‬‬
‫بأنها ل تمتنسسع وألحقهسسا بالشسساة‪ ،‬ومسسا قسساله يؤيسسده‬
‫الواقع‪ ،‬فإن الحمار ل يمتنع كالشاة‪ ،‬وهذا القسسول‬
‫هسسو السسذي تطمئن إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه سسسبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ول يملك ما حسسرم التقسساطه بتعريسسف ول يرجسسع‬
‫بمسسا أنفسسق لتعسسديه بالتقسساطه؛ لعسسدم إذن المالسسك‬
‫والشارع فيه أشسسبه الغاصسسب ول فسسرق فسسي ذلسسك‬
‫بين زمن المن والفساد وبين المام وغيره‪.‬‬
‫ولمام ونائبه أخسسذه ليحفظسسه لربسسه ل علسسى أن‬
‫لقطة؛ لن له نظًرا في حفظ مال الغائب‪ ،‬وفسسي‬
‫أخذه على وجه الحفظ مصلحة لمالكها بصسسيانتها‬
‫ول يلسسزم المسسام أو نسسائبه تعريسسف مسسا أخسسذه منهسسا‬
‫ليحفظه لربه؛ لن عمر لم يكن يعسسرف الضسسوال‪،‬‬
‫ولن ربها يجيء إلى موضع الضوال‪ ،‬فإذا عرفهسسا‬
‫أقام البينة عليها وأخذها‪.‬‬
‫ول يؤخذ من المام أو نائبه بوصسسف فل يكتفسسي‬
‫‪-429-‬‬

‫فيهسسا بالصسسفة؛ لن الضسسالة كسسانت ظسساهرة للنسساس‬


‫حيسسن كسسانت فسسي يسسد مالكهسسا فل يختسسص بمعرفسسة‬
‫صفاتها دون غيره فلم يكف ذلك‪ ،‬بسسل يؤخسسذ منسسه‬
‫بينسسة؛ لنسسه يمكنسسه إقامسسة البينسسة عليهسسا لظهورهسسا‬
‫للناس ومعرفة خلطائه وجيرانه يملكه إياها‪.‬‬
‫وما يحصل عند المام من الضوال فسسإنه يشسسهد‬
‫ما بأنهسسا ضسسالة لحتمسسال‬
‫عليهسسا ويجعسسل عليهسسا وسس ً‬
‫تغيره ثم إن كان لسه حمسسى تركهسسا ترعسسى فيهسسا إن‬
‫رأى ذلك‪.‬‬
‫وإن رأى المصلحة في بيعهسسا وحفسسظ ثمنهسسا أو‬
‫لم يكسسن لسسه حمسسى باعهسسا بعسسد أن يحلهسسا ويحفسسظ‬
‫صفاتها ويحفظ ثمنها لصاحبها‪ ،‬فسسإن ذلسسك أحفسسظ‬
‫لها؛ لن تركها يفضي إلى أن تأكل جميع ثمنها‪.‬‬
‫وإن أخذها غير المام أو نسسائبه ضسسمنها؛ لنسسه ل‬
‫ولية له على صاحبها‪.‬‬
‫ويجوز التقاط صيود متوحشة بحيث لو تركسست‬
‫رجعسست للصسسحراء بشسسرط عجسسز ربهسسا عنهسسا؛ لن‬
‫تركها إذن أضيع لها من سائر الموال والمقصسسود‬
‫حفظها لصاحبها في نفسها‪.‬‬
‫ومثله على ما ذكره في »المغني« وغيسسره‪ :‬لسسو‬
‫وجد الضالة في أرض مسسسبعة يغلسسب علسسى الظسسن‬
‫أن السسسد يفترسسسها إن تركسست أو قريًبسسا مسسن دار‬
‫الحرب يخاف عليها مسسن أهلهسسا أو بمحسسل يسسستحل‬
‫أهله أموال المسلمين كوادي التيم أو برية ل مسساء‬
‫‪-430-‬‬

‫فيها ول مرعسى فسالولى جسواز أخسذها للحفسظ ول‬


‫ضمان‪.‬‬
‫ويسسسسلمها إلسسسى نسسسائب المسسسام ول يملكهسسسا‬
‫بالتعريف‪ ،‬قال الحارثي‪ :‬وهو كما قال‪ :‬قسسال فسسي‬
‫»النصاف«‪ :‬قلت‪ :‬لو قيل بوجوب أخذها والحالة‬
‫هذه لكان لسه وجسسه‪ ،‬قسساله فسسي »شسسرح القنسساع«‪،‬‬
‫قال ناظم »المفردات«‪:‬‬
‫وإن تقف بهيمة بمهلكة‬
‫وربها يظنها في هلكة‬
‫فآخذ يملك ل بالرد‬
‫نقول فرق بينها والعبد‬
‫ولو كان القصد حفظهسسا فسسي نفسسسها لمسسا جسساز‬
‫التقاط الثمان‪ ،‬فإن الدينار دينار حيثمسسا كسسان ول‬
‫يملكها بالتعريف؛ لن الشرع لم يرد بذلك فيها‪.‬‬
‫ول يملكهسسا آخسسذها بتعريسسف لمسسا تقسسدم مسسن أن‬
‫يحفظهسسا لربهسسا فهسسو كسسالوديع وأحجسسار طسسواحين‬
‫وقدور ضخمة وأخشاب كبيرة وأقلم مياه كسسبيرة‬
‫ومكسسائن وأصسسياخ وكسسسيارة ودبسساب وصسسناديق‬
‫ضخمة ودواليب كبيرة وأبسسواب ونحسسو ذلسسك كإبسسل‬
‫فل يجوز إلتقاطها؛ لنها ل تكاد تضيع عن صاحبها‬
‫ول تبرح من مكانها فهي أولى بعدم التعرض من‬
‫الضسسوال بالجملسسة للتلسسف إمسسا بسسسبع أو جسسوع أو‬
‫عطش ونحوه بخلف هذه‪.‬‬
‫‪-431-‬‬

‫ومسسا حسسرم التقسساطه ضسسمنه آخسسذه إن تلسسف أو‬


‫نقص كغاصسسب ولسسو كسسان المسسام أو نسسائبه وآخسسذه‬
‫على سبيل الحفظ؛ لن التقاط ذلك غيسسر مسسأذون‬
‫فيه من الشارع‪.‬‬
‫وإن تبسسع شسسيء مسسن الضسسوال المسسذكور دوابسسه‬
‫فطرده فل ضمان عليه أو دخل شيء منهسسا داره‬
‫فسسأخرجه فل ضسسمان عليسسه حيسسث لسسم يأخسسذه ولسسم‬
‫تثبت يده عليه وإن التقسسط كلب ًسسا فل ضسسمان فيسسه؛‬
‫لنه ليس بمال‪.‬‬
‫ومن التقط ما ل يجوز إلتقاطه وكتمه عن ربه‬
‫ثبت بينسسه أو إقسسرار فتلسسف فعليسسه قيمتسسه مرتيسسن؛‬
‫لحديث‪» :‬في الضالة المكتومسسة غرامتهسسا ومثلهسسا‬
‫معها« قال أبو بكر في التنبيه‪ :‬وهذا حكم رسول‬
‫الله ‪ ،‬فل ي ُسسراد سسسواء كسسان الملتقسسط إما ً‬
‫مسسا أو‬
‫غيره‪.‬‬
‫ويزول ضسسمان مسسا حسسرم التقسساطه ممسسن أخسسذه‬
‫بدفعه للمام أو نائبه؛ لن للمام نظًرا في ضوال‬
‫الناس‪ ،‬فيقوم مقام المالك أو يسسرد المسسأخوذ مسسن‬
‫ذلك إلى مكانه السسذي أخسسذه منسسه بسسأمر المسسام أو‬
‫نائبه؛ لما روى الثرم عن القضبي عن مالك‪ ،‬عن‬
‫عمر أنسسه قسسال لرجسسل وجسسد بعي سًرا‪ :‬أرسسسله حيسسث‬
‫وجدته؛ لن أمره برّده كأخذه منه‪.‬‬
‫وعلم مما تقدم أنه إن رده بغير إذن المام أو‬
‫‪-432-‬‬

‫نائبه فتلف كان من ضسسمانه؛ لنسسه أمانسسة حصسسلت‬


‫في يده فلزمه حفظها فإذا ضيعها لزمسسه ضسسمانها‬
‫كما لو ضيع الوديعة‪.‬‬
‫القسم الثككالث‪ :‬مسسا يجسسوز التقسساطه‪ ،‬ويملسسك‬
‫عا‪ ،‬وهسسو مسسا عسسدا القسسسمين‬
‫بتعريفه المعتبر شسسر ً‬
‫مما تتبعه همة أوساط الناس ومسسا ل تتبعسسه‪ ،‬مسسن‬
‫نقسسد ومتسساع كثيسساب وكتسسب وفسسرش وأوان وآلت‬
‫حرف ونحوها وغنم وُفصلن بضم الفاء وكسسسرها‬
‫جمسسع فصسسيل ولسسد الناقسسة إذا فصسسل عسسن أمسسه‬
‫وعجاجيل جمع عجسسل ولسسد البقسسر وجحسساش جمسسع‬
‫جحش وهو ولد التان‪ ،‬وهي النسسثى مسسن الحمسسر‪،‬‬
‫قال زيد الخيل‪:‬‬
‫جحاش الكرملين لهم‬ ‫أتاني أنهم مزقون‬
‫فديد‬ ‫عرضي‬
‫وأفل جمع فلو بوز سسسحر وجسسرو وقسسدو وسسسمو‬
‫وهسسو الجحسسش والمهسسر إذا فطمسسا أو بلسسغ السسسنة‬
‫والوز والدجاج ونحوها‪ ،‬وقال الشيخ تقسسي السسدين‬
‫وغيره‪ :‬ل يلتقط الطير والظباء ونحوها إذا أمكسسن‬
‫صاحبها إدراكها‪ ،‬وأما إذا خيف عليها كما لو كانت‬
‫بمهلكسسة أو فسسي أرض مسسسبعة أو قريًبسسا مسسن دار‬
‫الحرب أو بموضع يستحل أهله أموال المسلمين‬
‫أو ببرية ل ماء فيها ول مرعى جاز أخذها‪.‬‬
‫ول ضسسمان علسسى آخسسذها؛ لنسسه إنقسساذ لهسسا مسسن‬
‫‪-433-‬‬

‫الهلك حتى لو قيل بوجوب أخذها‪ ،‬والحالسسة هسسذه‬


‫لكان متوجًها‪ ،‬وكالخشبة الصغيرة وقطعة الحديد‬
‫والنحاس والرصاص والكتب وقدر صغير وصسسحن‬
‫وإبريسسق ودلسسة ومدخنسسة ومسسا جسسرى مجسسرى ذلسسك‬
‫والمريسسسض مسسسن كبسسسار البسسسل والبقسسسر ونحوهمسسسا‬
‫كالصغير سواء وجد بمصسسر أو بمهلكسسة لسسم ينبسسذه‬
‫ربه رغبة منه‪ ،‬فإن نبذه كذلك ملكه آخذه وتقسسدم‬
‫في إحياء الموات‪.‬‬
‫وقن صغير وعكة دهن أو عسل أو تنكسسة دهسسن‬
‫أو عسل أو جالون فيه ذلك أو جسسرة فيهسسا عسسسل‬
‫أو دهسسن أو الغسسرارة مسسن الحسسب أو الكيسسس مسسن‬
‫الحب أو السكر أو صندوق شاي أو قطمسسة هيسسل‬
‫أو صندوق هيل أو نحوه فيحرم على من ل يسسأمن‬
‫نفسه عليها أخذ هذه اللقطة ونحوها لما فيه من‬
‫تضييعها على ربها كإتلفها وكما لسسو نسسوى تملكهسسا‬
‫في الحال أو نوى كتمانها‪.‬‬
‫وكذا عاجز عن تعريفها فليس لسسه أخسسذها ولسسو‬
‫بنيسسة المانسسة؛ لنسسه ل يحصسسل بسسه المقصسسود مسسن‬
‫وصولها إلى ربهسسا ويضسسمنها بأخسسذها مسسن ل يسسأمن‬
‫نفسه عليها إن تلفت فرط أو لم يفرط؛ لنه أخذ‬
‫مال غيره على وجه ل يجوز لسسه أخسسذه؛ لنسسه غيسسر‬
‫مأذون فيه أشبه الغاصب ول يملسسك اللقطسسة ولسسو‬
‫عرفها؛ لن السبب المحرم ل يفيد الملسسك بسسدليل‬
‫‪-434-‬‬

‫السرقة‪.‬‬
‫فإن أخذها بنية المانة ثم طرأ له قصد الخيانة‬
‫لم يضمن اللقطة إن تلفت بل تفريط في الحول‬
‫كما لسسو كسسان أودعهسسا إيسساه وإن أمسسن نفسسسه علسسى‬
‫اللقطة وقوي علسسى تعريفهسسا فلسسه أخسسذها وقيسسس‬
‫عليه كل ما ل يمتنع بنفسسسه عسسن صسسغار السسسباع‪.‬‬
‫قال في »التيسير نظم التحرير«‪:‬‬
‫أنواعها في تسعة هنا ترد‬
‫بقرية أو في فلة متسع‬
‫حل التقاطه وليعرفه سنة‬
‫منه وإن لم يأته تملكه‬
‫فالحيوان مطلًقا إذا وجد‬
‫ومن صغار وحشه لم يمتنع‬
‫ما مكنه‬ ‫فإن أتى ذو الملك يو ً‬
‫لنفسه بصفة مملكه‬
‫)‪ (34‬الفضل في حق من وجد لقطة‬
‫وأقسام ما أبيح التقاطه ولم يملك وما‬
‫يلزم الملتقط وصفة النداء على اللقطة‬
‫ووقته ومكانه وحكم تأخير التعريف‬
‫والمسنون في حق آخذها وحكم لقطة‬
‫الحرم‬
‫س ‪ :34‬هككل الفضككل أخككذ اللقطككة أم‬
‫‪-435-‬‬

‫تركها؟ وما الحكم فيما إذا أخككذها ثككم ردهككا‬


‫أو فككرط فيهككا؟ ومككا الككذي ينتفككع بككه ول‬
‫يعككرف؟ وبكأي شككيء يملككك القككن الصكغير؟‬
‫وكم أقسام ما أبيح التقاطه ولم يملك بككه؟‬
‫وما الذي يلزم الملتقط نحوه؟ وهككل يرجككع‬
‫بمككا أنفككق عليككه؟ ومككن أيككن مككؤنته؟ ومككا‬
‫طريقككة النككداء علككى اللقطككة؟ ومككا وقتككه؟‬
‫وأين مكانه؟ وإذا كككانت ملتقطككة فككي بريككة‬
‫فما الحكم؟ وعلى من أجككرة المنككادي؟ وإذا‬
‫أخر التعريف فما الحكم؟ وهل الخوف عككذر‬
‫فككي تككأخير التعريككف؟ ومككا حكككم لقطككة‬
‫الحككرم؟ وفيمككا إذا وجككدت بككدار حككرب‪ ،‬أو‬
‫ضككاعت‪ ،‬أو كككان الملتقككط غني ًككا‪ ،‬أو ضككاعت‬
‫من واجدها‪ ،‬وما الككدليل علككى ذلككك؟ واذكككر‬
‫الخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬الفضسسل لمسسن أمسسن نفسسسه علسسى اللقطسسة‬
‫وقوي على تعريفهسسا تركهسسا وعسسدم التعسسرض لهسسا‪،‬‬
‫قال أحمد‪ :‬الفضل تسسرك اللتقسساط‪ ،‬وروي معنسساه‬
‫عن ابن عباس وابن عمر ‪ -‬رضي الله عنهمسسا ‪: -‬‬
‫ولو وجدها بمضيعة‪ ،‬قاله في »المطلع«؛ لن في‬
‫ضسسا بنفسسسه لكسسل الحسسرام وتضسسييع‬‫اللتقسساط تعري ً‬
‫الواجب من تعريفها وأداء المانة فيها فترك ذلك‬
‫أولى وأسلم‪.‬‬
‫‪-436-‬‬

‫قال ناظم »المفردات«‪:‬‬


‫وإن يخف عاد عليها‬ ‫وعندنا الفضل ترك‬
‫شططه‬ ‫اللقطة‬
‫وقال أبو حنيفة والشسسافعي‪ :‬اللتقسساط أفضسسل؛‬
‫لن من الواجب على المسلم حفسسظ مسسال أخيسسه‪،‬‬
‫وقال مالك‪ :‬كما قال أحمد الترك أفضسسل؛ لخسسبر‪:‬‬
‫»ضالة المؤمن حرق النار«‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬واجب‪ ،‬وتأولوا الحسسديث علسسى مسسن أراد‬
‫النتفاع بها من أول المر قبل التعريف‪ ،‬والمسسراد‬
‫ما عدا لقطة الحاج‪ ،‬فسسأجمعوا علسسى أنسسه ل يجسسوز‬
‫التقاطها‪ ،‬بل تترك مكانها لنهيه ‪ ‬عن ذلك‪.‬‬
‫والسسذي تميسسل إليسسه النفسسس قسسول أبسسي حنيفسسة‬
‫والشافعي وهسسو أن الفضسسل اللتقسساط لمسسا ذكسسر‪،‬‬
‫ت‬‫مَنككا ُ‬
‫ؤ ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن َ‬
‫مُنككو َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ولقسسسوله تعسسسالى‪َ  :‬‬
‫ض ‪ ‬واللسسه سسسبحانه وتعسسالى‬ ‫َ‬
‫ع ٍ‬
‫ول َِياءُ ب َ ْ‬
‫مأ ْ‬‫ه ْ‬
‫ض ُ‬
‫ع ُ‬
‫بَ ْ‬
‫أعلم‪.‬‬
‫والفضل مع وجود ربها عكسه وهو أن يتجنبها‬
‫ول يأخذها مع وجسسود ربهسسا‪ ،‬قسسال فسسي »المبسسدع«‪:‬‬
‫وعنسسد أبسسي الخطسساب إن وجسسدها بمضسسيعة وأمسسن‬
‫نفسه عليها فالفضل أخذها لما فيه مسسن الحفسسظ‬
‫عا كتخليصسسه مسسن الغسسرق ول يجسسب‬ ‫المطلوب شر ً‬
‫أخذه؛ لنه أمانة كالوديعة وخسسرج وجسسوبه إًذا؛ لن‬
‫حرمسسسة مسسسال المسسسسلم كحرمسسسة دمسسسه‪ ،‬انتهسسسى‪،‬‬
‫‪-437-‬‬

‫والمذهب الول والقول الثاني هسسو السسذي تطمئن‬


‫إليه النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ومن أخسسذ اللقطسسة ثسسم ردهسسا بل إذن المسسام أو‬
‫نائبه إلى موضعها حرم وضسسمنها‪ ،‬وكسسذا لسسو فسسرط‬
‫فيها وتلفت حرم وضمنها؛ لنها أمانة حصلت في‬
‫يسسده فلزمسسه حفظهسسا كسسسائر المانسسات وتركهسسا‬
‫والتفريط فيها تضييع لها‪ ،‬وقال مالسسك‪ :‬ل ضسسمان‬
‫على من أخذها ثم ردها إلى موضسسعها؛ لنسسه روي‬
‫عن عمسسر أنسسه قسسال لرجسسل وجسسد بعي سًرا‪» :‬أرسسسله‬
‫حيث وجدته« رواه الثرم‪ ،‬ولمسسا روي عسسن جريسسر‬
‫بن عبدالله أنه رأى في بقرة بقرة قد لحقت بهسسا‬
‫فأمر بها فطردت حتى توارت‪ ،‬والقول الول هسسو‬
‫الذي تميل إليه النفس‪ ،‬وحديث عمر في الضسسالة‬
‫السستي ل يحسسل أخسسذها‪ ،‬فسسإذا أخسسذها احتمسسل أن لسسه‬
‫ردهسسا إلسسى مكانهسسا ول ضسسمان عليسسه لهسسذه الثسسار‪،‬‬
‫ولنه ك ان واجًبا عليه تركها ابتداء فكان له ذلك‬
‫بعد أخذه‪ ،‬وحسسديث جريسسر ل حجسسة فيسسه؛ لنسسه لسسم‬
‫يأخذ البقرة ول أخذها غلمه‪ ،‬إنمسسا لحقسست بسسالبقر‬
‫من غير فعله ول اختيسساره ولسسذلك يلزمسسه ضسسماًنا‬
‫إذا فرط فيها؛ لنها أمانة‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫وإن ردهسسا بسسأمر المسسام أو نسسائبه بسسذلك فسسإنه ل‬
‫يضمن بل نزاع؛ لن للمام نظًرا في المال السسذي‬
‫ل يعلم مالكه‪ ،‬وكذا لو التقطها ودفعها للمسسام أو‬
‫‪-438-‬‬

‫نائبه ولو كان مما ل يجوز التقاطه‪ ،‬وينتفع بمبسساح‬


‫من كلب ول تعرف‪.‬‬
‫ويملسسك قسسن صسسغير بتعريسسف كسسسائر المسسوال‬
‫والثمان صححه في »النصاف«‪ ،‬وجسسزم بسسه فسسي‬
‫»الرعايسسة« و»السسوجيز«‪ ،‬قسسال الحسسارثي‪ :‬وصسسغار‬
‫الرقيسسق مطلًقسسا يجسسوز التقسساطه ذكسسره القاضسسي‬
‫واقتصر على ذلك‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬يجوز التقاط القن الصغير ذكًرا كسسان أو‬
‫أنثى ول يملك باللتقاط‪ ،‬انتهى‪ .‬والقول الول هو‬
‫الذي تميل إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه سسسبحانه وتعسسالى‬
‫أعلم‪.‬‬
‫فإن التقط صغيًرا وجهل رقه وحريته فهو حسسر‬
‫لقيط‪ ،‬قسسال الموفسسق‪ :‬لن اللقيسسط محكسسوم علسسى‬
‫حريته؛ لن الصل على ما يأتي في اللقيط‪.‬‬
‫وما أبيح التقاطه ولسسم يملسسك بسسه وهسسو القسسسم‬
‫الثالث من أقسام اللقطة ثلثسسة أقسسسام‪ ،‬الول‪:‬‬
‫الحيسسوان المسسأكول كالفصسسيل والشسساة والدجاجسسة‬
‫ونحوها فيلزم الملتقط نحو هذا فعل الصسسح أمسسا‬
‫أكله بقيمته في الحال؛ لما في الحديث من قوله‬
‫سسسئل عسسن لقطسسة الشسساة‪» :‬هسسي لسسك أو‬ ‫‪ ‬حيسسن ُ‬
‫لخيسسك أو للسسذئب« فجعلهسسا لسسه فسسي الحسسال؛ لنسسه‬
‫وى بينه وبين الذئب‪ ،‬والسسذئب ل يتسسأنى بأكلهسسا‪،‬‬ ‫س ّ‬
‫ولن فسسي كسسل الحيسسوان فسسي الحسسال إغنسساء عسسن‬
‫‪-439-‬‬

‫النفاق عليسسه وحراسسسة لمسساليته علسسى صسساحبه إذا‬


‫جاء‪.‬‬
‫قال ناظم »المفردات«‪:‬‬
‫تملك بالضمان إن لم‬ ‫والشاة في الحال ولو‬
‫يبر‬ ‫في المصر‬
‫وقال مالك وأبو عبيسسد وابسسن المنسسذر وأصسسحاب‬
‫الشافعي‪ :‬ليس له أكلها فسسي المصسسر؛ لن النسسبي‬
‫‪ ‬قال‪» :‬هي لك أو لخيك أو للذئب« ول يكسسون‬
‫السسذئب فسسي المصسسر‪ ،‬ولنسسه يمكنسسه بيعهسسا بخلف‬
‫الصسسحراء‪ ،‬والقسسول الول هسسو السسذي تميسسل إليسسه‬
‫النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ومتى أراد أكله حفظ صفته فمتى جاء صاحبه‬
‫فوصسسسفه غسسسرم لسسسه قيمتسسسه بكمالهسسسا‪ ،‬وإن شسسساء‬
‫الملتقط لهذا القسم باع الحيسسوان وحفسسظ ثمنسسه؛‬
‫لنه إذا جاز أكله فبيعه أولى وللملتقط أن يتولى‬
‫ذلك بنفسه ول يحتاج إلى إذن المام في أكله أو‬
‫بيعه‪.‬‬
‫وإن شاء حفظ الحيوان وأنفق عليه من مسساله؛‬
‫لما في ذلك من حفظه على مالكه‪ ،‬فإن تركه بل‬
‫إنفاق عليه فتلف ضمنه؛ لنه مفرط‪.‬‬
‫وليس للملتقط أن يتملك الحيسسوان ولسسو بثمسسن‬
‫المثل كولي اليتيم‪.‬‬
‫ويرجع الملتقط بما أنفق على الحيوان ما لسسم‬
‫‪-440-‬‬

‫يتعسسد بسسأن التقطسسه ل ليعرفسسه أو بنيسسة تملكسسه فسسي‬


‫الحال‪.‬‬
‫ويرجع إن نوى الرجوع بمسسا أنفسسق علسسى مالسسك‬
‫الحيوان إن وجسسده كالوديعسسة قضسسى بسسه عمسسر بسسن‬
‫عبدالعزيز‪.‬‬
‫فإن استوت المور الثلثة بأن لم يترجح عنده‬
‫الحظ منها خير؛ لنها كلها جسسائزة ولعسسدم ظهسسور‬
‫الحظ‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬ما التقط مما يخشى فساده‬
‫بتبقيتسسه كالبطيسسخ والطمسساطم والعنسسب والمسسوز‬
‫والرمان والتفسساح والبرتقسسال والمشسسمش وسسسائر‬
‫الخضروات والفاكهة فيلزم الملتقط فعل الحظ‪،‬‬
‫أما أن يبيعه بقيمتسسه ويحفسسظ ثمنسسه بل إذن حسساكم‬
‫سا على الشاة؛ لن في‬ ‫وإن شاء أكله بقيمته قيا ً‬
‫ظا لماليته على مالكه ويحفظ صفاته‬ ‫كل منها حف ً‬
‫في المسألتين‪.‬‬
‫ومسستى جسساء صسساحبه فوصسسفه دفسسع لسسه ثمنسسه أو‬
‫قيمته‪.‬‬
‫وإن شسسساء جفسسسف مسسسا يجفسسسف كعنسسسب وتمسسسر‬
‫ونحوهمسسسسسسسسسسسا؛ لن ذلسسسسسسسسسسسك أمانسسسسسسسسسسسة‬
‫في يده وفعل الحظ في المانات متعين‪.‬‬
‫وإن احتاج في تجفيفه إلى مؤنسسة فمسسؤنته منسسه‬
‫فيباع بعضه لتجفيفه؛ لنه من مصلحته فإن أنفق‬
‫‪-441-‬‬

‫من ماله رجع‪ ،‬وقيل‪ :‬ليس له الرجوع‪.‬‬


‫والسسذي تميسسل إليسسه النفسسس أنسسه إن كسسان بسسإذن‬
‫حاكم أو أنفق غير متطوع بالنفقة أن له الرجوع‪،‬‬
‫والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫قال في »التيسير نظم التحرير«‪:‬‬
‫نحو الطعام فليخير من‬ ‫وثالث النواع ما منه‬
‫وجد‬ ‫فسد‬
‫أو بيعه وحفظ اشترى‬ ‫أكله بقيمة لربه‬
‫العمريطي‪:‬‬ ‫فيوقال‬
‫أولها يبقى على الدوام‬ ‫وقسمت لربعة أقسام‬
‫ونحوها فالحكم فيه ما‬ ‫من النقود والثياب‬
‫سبق‬ ‫والورق‬
‫بحالة كالرطب من‬ ‫والثاني ل يبقى على‬
‫طعام‬ ‫الدوام‬
‫فإن يشا فالكل مع غرم أو بيعها مع حفظ ما‬
‫منه حصل‬ ‫البدل‬
‫كالتمر في تجفيفه‬ ‫ثالثها يبقى ولكن مع‬
‫وكالعنب‬ ‫تعب‬
‫فبيعه رطًبا أو التجفيف وبعد ذاك يلزم التعريف‬
‫كالحيوان مطلًقا إذ‬ ‫رابعها ما احتاج ما ل‬
‫يعلف‬ ‫يصرف‬
‫للشخص في ثلثة‬ ‫فأخذه يجوز بالتخيير‬
‫المور‬ ‫أكل وبيع ثم حفظ‬
‫والترك لكن أن يسامح‬ ‫للثمن‬
‫بالمون‬
‫‪-442-‬‬

‫القسم الثككالث‪ :‬بسساقي المسسال وهسسو مسسا عسسدا‬


‫القسمين المذكورين من المال كالثمان والمتسساع‬
‫ونحوهما ويلزم الملتقط حفظ الجميع من حيوان‬
‫وغيسسره؛ لنسسه صسسار أمانسسة فسسي يسسده فسسي التقسساطه‬
‫ويلسسسزم تعريفسسسه سسسسواء أراد الملتقسسسط تملكسسسه‬
‫أو حفظه لصاحبه؛ لن النبي ‪ ‬أمر بسسه زيسسد بسسن‬
‫خالسسسسسسسسسسد وأبسسسسسسسسسسي بسسسسسسسسسسن كعسسسسسسسسسسب‬
‫ولسسم يفسسرق‪ ،‬ولن حفظهسسا لصسساحبها إنمسسا يفيسسد‬
‫بوصولها إليه‪ ،‬ما يتلف إذ التقط وإن وجسسد خم سًرا‬
‫أراقها‪.‬‬
‫وإن وجسسد دخان ًسسا أحرقسسه وإن وجسسد تلفزيون ًسسا أو‬
‫عا أتلفه‪.‬‬
‫سينما أتلفهما لتحريمها‪ ،‬وإن وجد مذيا ً‬
‫وإن وجد صوًرا مجسسسدة أو غيسسر مجسسسدة مسسن‬
‫صسسور ذوات الرواح أحرقهسسا أو مزقهسسا‪ ،‬وكسسذا إن‬
‫وجد كاميرا وهي اللة التي يصور بها فيتلفها‪.‬‬
‫وإن وجسسد بكمسسا أو اسسسطوانات أغسساني أتلفهسسا‪،‬‬
‫وكذا إن وجد تسجيل أغاني محرمة‪.‬‬
‫وإن وجسسد مجلت خليعسسة أو كتسسب بسسدع أو كتب ًسسا‬
‫تحتوي على صور ذوات الرواح أتلفها‪.‬‬
‫وإن وجد الورقة التي يلعب بها أتلفها؛ لن كسسل‬
‫هذه من المحرمات الملهيات القاتلت للوقات‪.‬‬
‫وإن وجسسد الشسسيش المعسسدة لشسسرب السسدخان‬
‫‪-443-‬‬

‫أتلفها‪.‬‬
‫وإن التقسسط دف صسسنوج أو آلسسة تنجيسسم أو آلسسة‬
‫سحر أتلفهما‪.‬‬
‫ول غرم في جميع ما تقدم؛ لعسسدم إباحتهسسا وإن‬
‫سا صناعية أتلفها‪.‬‬
‫التقط رؤو ً‬
‫وإن التقسسط طفايسسات السسدخان أتلفهسسا وجميسسع‬
‫الملهسسسي وآلت الفسسسساد لتحريمهسسسا‪ ،‬ولن فسسسي‬
‫التعريف لها نشر للفساد وفي إيصالها لصسسحابها‬
‫ول َ‬
‫إعانة لهل المعاصي‪ ،‬والله تعسسالى يقسسول‪َ  :‬‬
‫ن ‪.‬‬‫وا ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫ع دْ َ‬ ‫عَلى ال ِث ْم ِ َ‬
‫وُنوا َ‬
‫عا َ‬
‫تَ َ‬
‫وطريقة التعريسسف علسسى اللقطسسة النسسداء عليهسسا‬
‫بنفسسسه أو نسسائبه؛ لن إمسسساكها مسسن غيسسر تعريسسف‬
‫تضييع لها عن صاحبها فلم يجز‪ ،‬ولنه لو لم يجب‬
‫التعريف لما جاز اللتقاط؛ لن بقاءها في مكانها‬
‫إًذا أقسسرب إلسسى صسساحبها إمسسا بسسأن يطلبهسسا فسسي‬
‫الموضسسع السسذي ضسساعت فيسسه فيجسسدها‪ ،‬وإمسسا بسسأن‬
‫يجسسدها مسسن يعرفهسسا وأخسسذه لهسسا يفسسوت المريسسن‬
‫فيحسسرم فلمسسا جسساز اللتقسساط وجسسب التعريسسف كيل‬
‫يحصسسل الضسسرر ويعرفهسسا فسسوًرا لظسساهر المسسر إذ‬
‫مقتضسسساه الفسسسور‪ ،‬ولن صسسساحبها يطلبهسسسا عقسسسب‬
‫ضياعها‪ ،‬فإذا عرفت إًذا كان أقرب إلسسى وصسسولها‬
‫إليسسه وتعريفهسسا يكسسون نهسساًرا؛ لن النهسسار مجمسسع‬
‫النسساس وملتقسساهم أول كسسل يسسوم قبسسل انشسسغالهم‬
‫‪-444-‬‬

‫عا؛ لن الطلسسب فيسسه أكسسثر‪ ،‬ولن‬ ‫بمعاشسسهم أسسسبو ً‬


‫توالي طلسسب صسساحبها لهسسا فسسي كسسل يسسوم باعتبسسار‬
‫عا ثم مرة في كل أسبوع مسسن‬ ‫غالب الناس أسبو ً‬
‫شهر ثم مرة في كل شسسهر‪ ،‬وقيسسل‪ :‬علسسى العسسادة‬
‫بالنداء‪ ،‬وهو ظاهر كلم كثير من الصحاب‪ ،‬قسسال‬
‫فسسي »النصسساف«‪ :‬وهسسو الصسسواب‪ ،‬ويكسسون علسسى‬
‫الفسسور‪ .‬اهسسس‪ .‬وهسسذا القسسول هسسو السسذي تميسسل إليسسه‬
‫النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ومدة التعريف حول كامل من وقسست التقسساطه‬
‫روي عن عمرو وعلي وابن عبسساس؛ لحسسديث زيسسد‬
‫بن خالسسد‪ ،‬فسسإنه ‪ -‬عليسسه الصسسلة والسسسلم ‪ -‬أمسسره‬
‫بعام؛ لن السنة ل تتأخر عنهسسا القوافسسل ويمضسسي‬
‫فيهسسا الزمسسان السسذي تقصسسد فيسسه البلد مسسن الحسسر‬
‫والسسبرد والعتسسدال فصسسلحت قسسدًرا كمسسدة أجسسل‬
‫العنين‪.‬‬
‫وصفة التعريف بأن ينادي من ضاع منه شسسيء‬
‫أو من ضاع منه نفقة ول يصفها؛ لنه ل يؤمن أن‬
‫يسسدعيها بعسسض مسسن سسسمع صسسفتها فتضسسيع علسسى‬
‫مالكها‪.‬‬
‫ويكسسون مكسسان النسسداء بمجسسامع النسساس غيسسر‬
‫المساجد‪ ،‬فل تعرف فيهسسا‪ ،‬بسسل فسسي السسسوق عنسسد‬
‫اجتماع الناس في السواق وحمام وبسساب مسسسجد‬
‫وعنسسسد أبسسسواب المعاهسسسد والجوامسسسع والمسسسدارس‬
‫‪-445-‬‬

‫والثانويات والمتوسطات ونحو ذلك وقسست صسسلة؛‬


‫لن المقصود إشسساعة ذكرهسسا‪ ،‬ويحصسسل ذلسسك عنسسد‬
‫اجتماع الناس للصلة‪.‬‬
‫وكره النداء عليها في المسجد‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬يحرم النداء عليها في المسجد؛ لما روى‬
‫جابر‪ ،‬قال‪ :‬سمع رسول الله ‪ ‬رجل ً ينشد ضسسالة‬
‫في المسجد‪ ،‬فقال النبي ‪» :‬ل وجدت«‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اللسسه ‪:‬‬
‫»مسسن سسسمع رجل ً ينشسسد فسسي المسسسجد ضسسالة‪،‬‬
‫فليقل‪ :‬ل أداها الله إليك‪ ،‬فإن المساجد لسسم تبسسن‬
‫لهذا«‪.‬‬
‫وعن بريدة أن رجل ً نشد ضالة فسسي المسسسجد‪،‬‬
‫فقال‪ :‬من دعا إلى الجمل الحمسسر‪ ،‬فقسسال النسسبي‬
‫‪» :‬ل وجدت إنما بنيت المساجد لما بنيت له«‪،‬‬
‫وقد ورد النهي عن رفسسع الصسسوت فسسي المسسسجد‪،‬‬
‫وهذا القول هو الذي تطمئن إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه‬
‫سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ويكثر تعريف اللقطة في موضع وجسسدت فيسسه؛‬
‫لن مظنة طلبها ويكثر تعريفها في السسوقت السسذي‬
‫يلي التقاطها؛ لن صاحبها يطلبها عقسسب ضسسياعها‬
‫فالكثار منه إذن أقسسرب إلسسى وصسسولها إليسسه‪ .‬قسسال‬
‫في »نهاية التدريب«‪:‬‬
‫‪-446-‬‬

‫ويلزم التعريف قدر عام‬


‫بالعرف ل في سائر اليام‬
‫بموضع الوجدان والمجامع‬
‫كالطرق والسواق والجوامع‬
‫وإن وجد لقطه فسسي طريسسق غيسسر مسسأتي فقيسسل‬
‫لقطة‪ ،‬واختسسار الشسسيخ تقسسي السسدين أنسسه كالركسساز‪،‬‬
‫والقول الول هو السسذي تميسسل إليسسه النفسسس؛ لنسسه‬
‫أحوط‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وإن التقطها بصحراء عرفها بأقرب البلد إلسسى‬
‫الصحراء التي وجدت فيهسسا اللقطسسة؛ لنهسسا مظنسسة‬
‫طلبها‪ ،‬وإن كان ل يرجى وجسسود رب اللقطسسة لسسم‬
‫يجب تعرفها نظًرا إلى أنه كسسان كسسالعبث‪ ،‬وقيسسل‪:‬‬
‫يجب تعريفها‪ ،‬وهذا القسسول هسسو السسذي تميسسل إليسسه‬
‫النفس؛ لن أحوط والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وإن كانت دراهسسم أو دنسسانير ليسسست بصسسرة ول‬
‫نحوها‪ ،‬فقيل‪ :‬يملكها بل تعريف‪ ،‬وقيل‪ :‬أنه يجسسب‬
‫النداء عليهسسا‪ ،‬وهسسذا القسسول هسسو السسذي تميسسل إليسسه‬
‫النفس؛ لنه أحوط‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وأجرة مناد على ملتقط؛ لنه سبب في العمل‬
‫صا يقلع له‬ ‫فكانت الجرة عليه كما لو اكترى شخ ً‬
‫حا‪ ،‬ولنه لو عرفها بنفسسسه لسسم يكسسن لسسه عليسسه‬
‫مبا ً‬
‫أجرة‪ ،‬فكذلك إذا استأجر عليسسه ول يرجسسع بسسأجرة‬
‫‪-447-‬‬

‫المنسسادي علسسى رب اللقطسسة ولسسو قصسسد حفظهسسا‬


‫لمالكها؛ لن التعريف واجب على الملتقط‪.‬‬
‫وقيسسل‪ :‬مسسا ل يملسسك بسسالتعريف والسسذي يقصسسد‬
‫حفظه لمالكه يرجع عليه بالجرة‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إن الجرة مسسن نفسسس اللقطسسة والقسسول‬
‫الثاني هو الذي تميل إليه النفسسس واللسسه سسسبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وإن أخسسسر التعريسسسف عسسسن الحسسسول الول أثسسسم‬
‫وسقط أو أخره بعض الحول الول لغير عذر أثم‬
‫الملتقط بتأخيره التعريف لوجسسوبه فسسوًرا وسسسقط‬
‫التعريسسف؛ لن حكمسسة التعريسسف ل تحصسسل بعسسد‬
‫الحول الول‪ ،‬فإذا تركه في بعسسض الحسسول عسسرف‬
‫بقيتسسه فقسسط ولسسم يملكهسسا بسسالتعريف بعسسد حسسول‬
‫التعريسسف؛ لن شسسرط الملسسك التعريسسف فيسسه ولسسم‬
‫يوجسسد‪ ،‬ولن الظسساهر أن التعريسسف بعسسد الحسسول ل‬
‫فسسائدة فيسسه؛ لن ربهسسا بعسسده يسسسلو عنهسسا ويسسترك‬
‫طلبها‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬ل يسقط التعريف بتأخيره؛ لنه واجسسب‬
‫فل يسقط بالتأخير عن الوقت السسذي هسسو الحسسول‬
‫الول كالعبادات وسائر الواجبات‪ ،‬ولن التعريسسف‬
‫بالحول الثاني يحصل به المقصود على نسسوع مسسن‬
‫القصسسسور فيجسسسب التيسسسان بسسسه؛ لقسسسوله تعسسسالى‪:‬‬
‫‪-448-‬‬

‫م ‪ ،‬وقسسوله ‪:‬‬ ‫س كت َطَ ْ‬


‫عت ُ ْ‬ ‫مككا ا ْ‬ ‫قوا الل ّك َ‬
‫ه َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫فككات ّ ُ‬
‫»إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم«‪ ،‬فعلى‬
‫هذا إن أخر التعريف نصف الحول أتى بسسالتعريف‬
‫في بقيته وكمله من الحول الثسساني‪ ،‬وهسسذا القسسول‬
‫هو الذي تطمئن إليه النفس وهو الحسسوط‪ ،‬واللسسه‬
‫سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وليسس خسسوف الملتقسسط مسسن سسلطان جسسائر أن‬
‫يأخسسذها منسسه عسسذر فسسي تسسرك تعريفهسسا‪ ،‬فسسإن أخسسر‬
‫التعريف لذلك الخوف لم يملكها إل بعسسد التعريسسف‬
‫فمتى وجد أمًنا عرفها حول ً وملكها فيؤخذ منها أن‬
‫تأخير التعريف للعذر ل يؤثر‪.‬‬
‫وكذا إذا ترك تعريفها فسسي الحسسول الول لعسسذر‬
‫كمرض أو حبس ثم زال عذر نحو مرض وحبسسس‬
‫ونسيان فعرفها بعد‪ ،‬فإنه يملكها بتعريفهسسا حسسول ً‬
‫بعد زوال العذر؛ لنه لم يؤخر التعريف عن وقت‬
‫إمكانه فأشبه ما لو عرفها في الحول الول‪.‬‬
‫ومن وجد لقطة وعرفها حول ً فلسسم تعسسرف فيسسه‬
‫وهي مما يجوز التقاطه دخلت في ملكه؛ لقوله ‪-‬‬
‫عليه الصلة السلم ‪ -‬في حسسديث زيسسد بسسن خالسسد‪:‬‬
‫»فإن لم تعسسرف فاسسستنفقها«‪ ،‬وفسسي لفسسظ‪» :‬وإل‬
‫فهي كسبيل مالك«‪ ،‬وفي لفظ‪» :‬ثم كلها«‪ ،‬وفي‬
‫لفظ‪» :‬فانتفع بهسسا«‪ ،‬وفسسي لفسسظ‪» :‬فشسسأنك بهسسا«‬
‫مسسا كسسالميراث ملك ًسسا‬
‫وتدخل في ملك الملتقط حك ً‬
‫‪-449-‬‬

‫عا يزول بمجيء صاحبها‪.‬‬


‫مرا ً‬
‫ضسسا أو حيواًنسسا فتملسسك‬
‫ولسسو كسسانت اللقطسسة عر ً‬
‫كالثمسسان؛ لعمسسوم الحسساديث السستي فسسي اللقطسسة‬
‫سئل عن اللقطسسة‪ ،‬فقسسال‪:‬‬ ‫جميعها‪ ،‬فإن النبي ‪ُ ‬‬
‫»عرفها سنة« ثم قال في آخره‪» :‬فانتفع بهسسا أو‬
‫فشسسأنك بهسسا«‪ ،‬وقيسسل‪ :‬ل يملسسك إل الثمسسان‪ ،‬قسسال‬
‫ناظم »المفردات«‪:‬‬
‫حول ً فقهًرا ذا الغنى‬ ‫ملتقط الثمان مذ‬
‫يملكها‬ ‫عرفها‬
‫والقسسول الول هسسو السسذي تميسسل إليسسه النفسسس‪،‬‬
‫والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وأما لقطة الحرم‪ ،‬فقيسسل‪ :‬إنهسسا كغيرهسسا تملسسك‬
‫ما؛ لنه أحد الحرميسسن فأشسسبه حسسرم‬ ‫بالتعريف حك ً‬
‫المدينة‪ ،‬ولنها أمانة فلسسم يختلسسف حكمهسسا بالحسسل‬
‫والحرم كالوديعة وروي ذلك عن ابن عمسسر وابسسن‬
‫عباس وعائشة وابن المسيب‪ ،‬وهو مذهب مالسسك‬
‫وأبي حنيفة‪ ،‬وروي عن أحمد رواية أخسسرى أنسسه ل‬
‫يجوز التقاط لقطة الحسسرم للتملسسك‪ ،‬وإنمسسا يجسسوز‬
‫دا حسستى‬‫حفظها لصاحبها‪ ،‬فإن التقطهسسا عرفهسسا أبس ً‬
‫يأتي صاحبها وهو قسسول عبسسدالرحمن بسسن مهسسدي‪،‬‬
‫وأبي عبيد‪ ،‬وعن الشافعي كالمذهبين‪.‬‬
‫واحتج لهذا القول بقول النبي ‪ ‬في مكسسة‪» :‬ل‬
‫تحل ساقطتها إل لمنشد« متفق عليسسه‪ ،‬وقسسال أبسسو‬
‫‪-450-‬‬

‫عبيد‪ :‬المنشد المعرف‪ ،‬والناشد الطالب‪ ،‬وينشسسد‪:‬‬


‫إصاخة الناشد للمنشد فيكون معناه ل تحل لقطسسة‬
‫مكة إل لمن يعرفها؛ لنها خصصت بهذا من سسسائر‬
‫البلدان‪ ،‬كما أنها باينت غيرهسا فسي تحريسم صسيدها‬
‫وشسسجرها وتغلي ً‬
‫ظسسا لحرمتهسسا‪ ،‬ولن مكسسة ل يعسسود‬
‫الخارج منها غالًبا إل بعد حول أو أكثر إن عاد فلسسم‬
‫ينتشر إنشادها في البلد كلها‪ ،‬فلذلك وجسسب عليسسه‬
‫مداومسسة تعريفهسسا ول فسسرق بيسسن مكسسة وبيسسن سسائر‬
‫الحرم لستواء جميع ذلك في الحرمة‪.‬‬
‫وعسسن عبسسدالرحمن بسسن عثمسسان السستيمي ‪ ‬أن‬
‫النبي ‪ ‬نهى عن لقطة الحاج‪ ،‬رواه مسلم‪.‬‬
‫قال ابن وهب‪ :‬يعني يتركها حتى يجسسدها ربهسسا‪،‬‬
‫ضا‪ ،‬وأجاب أهل القول الول عن‬ ‫رواه أبو داود أي ً‬
‫قول النبي ‪» :‬إل لمنشد« بأنه يحتمل أن يريسسد‬
‫ما‪ ،‬وتخصيصها بسسذلك لتأكسسدها ل‬‫إل لمن عرفها عا ً‬
‫لتخصيصسسها‪ ،‬كقسسوله ‪» :‬ضسسالة المسسسلم حسسرق‬
‫النار«‪.‬‬
‫والقسسول السسذي تطمئن إليسسه النفسسس قسسول مسسن‬
‫قال‪ :‬إن لقطة الحرم ل تملك‪ ،‬وهو اختيار الشيخ‬
‫وغيسسره مسسن المتسسأخرين‪ ،‬واللسسه سسسبحانه وتعسسالى‬
‫أعلم‪.‬‬
‫قال في »التيسير نظم التحرير«‪:‬‬
‫‪-451-‬‬

‫ورابع النواع لقطة الحرم‬


‫تعريفها على الدوام ملتزم‬
‫فليلتقط للحفظ أو ليترك‬
‫ول يجوز الخذ للتملك‬
‫وإن كان الملتقط وجد اللقطة بسسالجيش السسذي‬
‫هو معه فيبدأ بتعريفها في الجيش الذي هسسو فيسسه‬
‫لحتمسسسال أن تكسسسون لحسسسدهم‪ ،‬فسسسإذا قفسسسل أتسسسم‬
‫التعريف في دار السلم‪ ،‬فإذا لسسم تعسسرف ملكهسسا‬
‫كمسسا يملكهسسا فسسي دار السسسلم‪ ،‬هسسذا إذا اشسستبهت‬
‫عليه وأما إذا ظن أنها من أمسسوالهم فهسسي غنيمسسة‬
‫لسسه ل تحتسساج إلسسى تعريسسف؛ لن الظسساهر أنهسسا مسسن‬
‫أموالهم وأموالهم غنيمة‪.‬‬
‫قال في »النصاف«‪ :‬قلت‪ :‬وهذا هو الصواب‪،‬‬
‫وكيف يعرف ذلسسك؟ وقيسسل‪ :‬إن وجسسد لقطسسة بسسدار‬
‫حرب وهسسو فسسي الجيسسش عرفهسسا سسسنة ابتسسدأ فسسي‬
‫الجيش وبقيتها في دار السسسلم ثسسم وضسسعها فسسي‬
‫المغنسسم‪ ،‬والقسسول الول هسسو السسذي تميسسل إليسسه‬
‫النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وإن كانت من متسساع المشسسركين فيجعلهسسا فسسي‬
‫الغنيمة‪ ،‬وإن شك فيها عرفها حسسول ً وجعلهسسا فسسي‬
‫الغنيمة؛ لنه وصل إليها بإرادة الله بقوة الجيش‪.‬‬
‫صسسا عرفهسسا ثسسم‬‫وإن دخل إلى دار حسسرب متلص ً‬
‫هي كغنيمة ويحتمل أن تكون غنيمة له مسسن غيسسر‬
‫‪-452-‬‬

‫تعريف‪ ،‬كما قاله الموفق‪ ،‬قال في »النصسساف«‪:‬‬


‫عن الحتمال‪ ،‬قلت‪ :‬وهو الصواب‪ ،‬وكيف يعسسرف‬
‫ذلك؟ انتهى‪.‬‬
‫وتسسسدخل فسسسي ملسسسك الغنسسسي كسسسالفقير؛ لنهسسسا‬
‫كالميراث ول فرق في ذلسسك بيسسن الغنسسي والفقسسر‬
‫والمسلم والكافر والعدل والفاسق‪.‬‬
‫وإن ضسساعت اللقطسسة مسسن واجسسدها بل تفريسسط‬
‫فالتقطها آخر فعرفها الملتقط الثسساني مسسع علمسسه‬
‫بالملتقط الول ولم يعلم الثاني الول باللقطة أو‬
‫أعلم الثاني الول وعرفها الثاني وقصد بتعريفهسسا‬
‫مسسا‬
‫تملكهسسا لنفسسسه فتسسدخل فسسي ملسسك الثسساني حك ً‬
‫بانقضاء الحول الذي عرفها فيسسه كمسسا لسسو أذن لسسه‬
‫الول أن يتملكها لنفسه؛ لن سسسبب الملسسك وجسسد‬
‫منه‪ ،‬والول لم يملكها ولم يوجسسد منسسه تعريسسف ل‬
‫بنفسسسه ول بنسسائبه‪ ،‬والتعريسسف هسسو سسسبب الملسسك‬
‫والحكم ينتفي لنتفاء سببه‪.‬‬
‫فإن لم يعلم الملتقسسط الثسساني بسسالملتقط الول‬
‫حتى عرفها حول ً كامل ً ملكها الثاني لعسسدم تعسسديه‬
‫إًذا وليس للول إنتزاعها منسسه؛ لن الملسسك مقسسدم‬
‫على حسسق التملسسك‪ ،‬وإذا جسساء رب اللقطسسة أخسسذها‬
‫من الثاني ول يطالب الول؛ لنسسه لسسم يفسسرط وإن‬
‫علم الثسساني بسسالول ردهسسا للول‪ ،‬فسسإن أبسسى الول‬
‫أخذها فهي للثاني؛ لن الول ترك حقه فسقط‪.‬‬
‫‪-453-‬‬

‫وإن قال الول للثسساني عسسرف اللقطسسة ويكسسون‬


‫ملكها لي فعرفها الثاني فهو نسسائبه فسسي التعريسسف‬
‫ويملكها الول؛ لنه وكله في التعريف فصسسح كمسسا‬
‫لو كانت بيد الول‪ ،‬وإن قال‪ :‬عرفها وتكون بيننا‪،‬‬
‫ففعل صح‪ ،‬وكانت بينهما؛ لنه أسسسقط حقسسه مسسن‬
‫نصفها ووكله في الباقي‪.‬‬
‫طسسا وسسسبقه آخسسر إلسسى‬‫وإن رأى لقطسسة أو لقي ً‬
‫أخذه أو أخذها فللخذ‪ ،‬فإن أمسسر أحسسدهما صسساحبه‬
‫بالخذ فأخذ ونواه لنفسه فهي له‪ ،‬وإل فللمر إن‬
‫صحح التوكيل في اللتقاط والفرق بين اللتقسساط‬
‫والصسسسطياد أن اللتقسسساط يشسسستمل علسسسى أمانسسسة‬
‫واكتساب بخلف الصطياد ونحسسوه‪ ،‬فسسإنه محسسض‬
‫اكتساب‪.‬‬
‫وإن غصبها غاصب من الملتقط وعرفها أو لم‬
‫يعرفها لم يملكها؛ لنسسه متعسسد بأخسسذها ولسسم يوجسسد‬
‫منسسه سسسبب تملكهسسا‪ ،‬فسسإن اللتقسساط مسسن جملسسة‬
‫السسسبب ولسسم يوجسسد منسسه بخلف مسسا لسسو التقطهسسا‬
‫إثنان‪ ،‬فإنه وجد منه اللتقاط وإن التقطهسسا إثنسسان‬
‫فعرفاها حول ً كامل ً ملكاها جميًعا‪.‬‬
‫وهسسل تسسدخل اللقطسسة فسسي ملسسك الملتقسسط بعسسد‬
‫مضي حول التعريسسف قه سًرا عليسسه إل أن يختسسار أن‬
‫تكون أمانة أو أنه يملكها بعد مضي الحول باختيار‬
‫التملك‪ ،‬فإن لم يختر التملك لم يملك‪ ،‬وعلى هسسذا‬
‫‪-454-‬‬

‫القول‪ ،‬فإن اختار أحدهما دون الخر ملك المختار‬


‫نصفها دون الخر‪.‬‬
‫ومغصوب مال أن يضع فهو‬
‫ثلثة أقسام يسير مزهد‬
‫كسوط وشسع والرغيف‬
‫وتمرة‬
‫فيملك مجاًنا بغير تنشد‬
‫فإن كان مما يرغب الناس‬
‫ربه فاردده عندي فقلد‬‫تجد أن‬
‫عنه‬
‫ولم يقض بالرجعى لمالك‬
‫وأثمارالحصيد‬
‫الجذاذ المبدد‬ ‫سنبل‬
‫ومحتمل أل تعرف لقطة‬
‫إذا كان هذا الموجب القطع‬
‫وعن أحمد قد جاء تعريف‬ ‫لليد‬
‫ودانق عين قيل عن ذكره حد‬ ‫درهم‬
‫ومن يلتقط مال ً كثيًرا مفرًقا‬
‫يظن لقوم فاعتبر كل مفرد‬
‫وذات امتناع من صغار‬
‫سباعها‬
‫بأنفسها من يلتقطها فمعتدي‬
‫بتعظيمها أو عدوها أو مطارها‬
‫أو الناب والشيء الثقيل كذا‬
‫اعدد‬
‫وكالبل البقار عند إمامنا‬
‫وأتن لضعف كالشياه بأجود‬
‫وإن خيف من مملوك صيد‬
‫توحشا‬
‫‪-455-‬‬

‫يكن لقطة في الحكم‬


‫للمتصيد‬

‫وإن يلق ذي في نحو شاة أو‬


‫التقى‬
‫‪-456-‬‬

‫به أثر ملك فهو لقطة منشد‬

‫وكالشاة والفصلن والعجل‬


‫اللتقاط في الولى مع تخير‬ ‫جائز‬
‫على أكله في الحال أو بيعه‬‫وجد‬
‫احتياطأبى ربه أردد‬
‫عليه إن‬ ‫أو‬
‫وقولن في استرجاع إنفاق‬
‫مشهد‬
‫العود واللذ ما نوى العود‬ ‫نوى‬
‫كان كالبطيخ يخشى‬ ‫فاصدد‬
‫وما‬
‫فساده‬
‫‪-457-‬‬

‫فكل ثم بع واضمنه إن تبق‬


‫يفسد‬

‫وقد قيل ل تعريف للشاة‬


‫مطلًقا‬
‫‪-458-‬‬

‫ل طلقة في الخذ لما يقيد‬


‫وليس بمجد ملكها بعد ذلكم‬
‫وقولن في حفظ لها والتجود‬
‫وسيان ناوي حفظها وتملك‬
‫ولو نزرت في الحل والحرم‬
‫أطد عرفت فالجر خذ من‬ ‫وإن‬
‫يعد في كل مال بأوطد‬ ‫معرف‬
‫ولم‬
‫وقال أبو الخطاب أجرة ما‬
‫نوىحفظه أو ليس يملك فأردد‬ ‫به‬
‫ويذكر جنس في الندا دون‬
‫وصفها ل بالقصد بعد بأجود‬
‫ويملك‬
‫ول فرق بين العروض وغيرها‬
‫في الولى لدى الرشاد‬
‫قلدل ملك في لقطة‬ ‫والشيخ‬
‫أحمد‬ ‫وعن‬
‫وعنه لى مل ً‬
‫كا له ذي تأيد‬ ‫أتى‬
‫وعن أحمد الثمان يملكها‬
‫وكالشاة في الولى وذا‬‫فقط‬
‫فيما ليس يملك هل‬ ‫وقولنأكد‬
‫القول‬
‫التصدق مضموًنا عليه فأسند‬ ‫له‬
‫وعن أحمد ل ملك في حرم‬
‫لملتقط‬
‫دون تقيد‬ ‫إل‬
‫إن حاز‬
‫‪-459-‬‬

‫ن نحوها‬
‫)‪ (35‬التصرف باللقطة وما يس ّ‬
‫وإذا وجدها في مركوبة أو في سمكة‬
‫أو دعى ما بيد لص أو نحوه ونمائها وإذا‬
‫وصفها إثنان‬
‫أو تلفت أو وجدها مبيعة إلخ‬
‫س ‪ :35‬تكلم بوضوح عن حكككم التصككرف‬
‫ن‬
‫في اللقطة‪ ،‬ومتى يكون؟ ومككا الككذي يس ك ّ‬
‫نحوهككا؟ ومككا حكككم الشككهاد علككى صككفتها؟‬
‫وهل تدفع بل وصككف ولمككن نمككاء اللقطككة؟‬
‫ومتى تعتبر قيمتهككا؟ وإذا وصككفها إثنككان أو‬
‫تلفت أو أدركها صككاحبها مبيعككة أو موهوبككة‬
‫أو احتاجت إلى مؤنككة‪ ،‬أو قككال رب اللقطككة‬
‫للملتقككط بعككد تلفهككا بيككد الملتقككط أخككذتها‬
‫لتذهب بها ل لتعرفها‪ ،‬وقككال‪ :‬بككل لعرفهككا‬
‫أو اسككتيقظ فوجككد بثككوبه أو كيسككه مككال ً أو‬
‫دا أو في سككيارة أو فككي‬ ‫وجد في حيوان نق ً‬
‫طيارة أو في قطار أو سمكة درة أو عنككبرة‬
‫دعككى مككا بيككد لككص أو نككاهب أو‬ ‫بسككاحل أو ا ّ‬
‫قاطع طريق أنه له فمككا الحكككم؟ وهككل هنككا‬
‫فككرق بيككن المعرفيككن للقطككة؟ ومككا حكككم‬
‫التقاط القن والمدبر والمكاتب والمبعككض؟‬
‫واذكر ما يتعلق بذلك من محككترزات وأمثلككة‬
‫‪-460-‬‬

‫وتفاصكككيل وقيكككود وأدلككة وتعليلت وخلف‬


‫وترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬يحسسرم تصسسرف الملتقسسط فسسي اللقطسسة بعسسد‬
‫تعريفها حول ً ولسسو بخلسسط بمسسا ل تتميسسز منسسه حسستى‬
‫يعرف وعاءها وهسسو كيسسسها مسسن جلسسد أو خسسرق أو‬
‫باغة أو صسسوف أو وبسسر أو حديسسد أو قسسدر أو زق أو‬
‫زجاج أو ورق ونحو ذلك وحتى يعرف وكاءها وهو‬
‫ما يشد به الكيس والسسزق‪ ،‬هسسل هسسو مسسن سسسير أو‬
‫خيسسط أبريسسسم أو كتسسان أو قطسسن أو لسسون البسسوك‬
‫أحمر أو أسود أو أخضر أو أصفر أو خيسساطته كسسذا‬
‫أو حجمه كسسذا أو عسسدد مسسا فيسسه أو ألسسوان مسسا فيسسه‬
‫وحتى يعرف قدرها بمعيارها الشسسرعي مسسن كيسسل‬
‫أو وزن أو عسسد أو ذرع ويعسسرف جنسسسها وصسسفتها‬
‫التي تتميز بها‪.‬‬
‫وهي نوعها؛لحديث زيد وفيه‪» :‬فإن جاء صاحبها‬
‫فعرف عفاصها وعددها ووكاءها فأعطها إيسساه‪ ،‬وإل‬
‫فهي لك« رواه مسلم‪ ،‬وفي حديث ُأبي بن كعسسب‬
‫فيه‪» :‬عدلها ووعاءها ووكاءهسسا وأخلطهسسا بمسسا لسسك‪،‬‬
‫فإن جاء ربها فأدها إليه« لن دفعها إلى ربها يجب‬
‫بوصفها‪ .‬وإذا تصرف بهسا قبسسل معرفسة صسفتها لسم‬
‫يبق سبيل إلى معرفة وصفها بإنعدامها بالتصرف‪،‬‬
‫ولنه حيث وجب دفعها إلى ربها بوصفها فلبد من‬
‫معرفته؛ لن ما ل يتم الواجب إل به فهو واجب‪.‬‬
‫‪-461-‬‬

‫وسسسن أن يعسسرف وكاءهسسا ووعاءهسسا وعفاصسسها‬


‫وجنسها وقدرها وصسسفتها عنسسد وجسسدانها؛ لن فيسسه‬
‫تحصيل ً للعلم بذلك‪ ،‬قال في »نهاية التدريب«‪:‬‬
‫والشخص إن يظفر بمال‬
‫بموضع كمسجد وشارع‬ ‫ضائع‬
‫فلقطة لواثق بنفسه‬
‫أولى وغير واثق بعكسه‬
‫وليعرف الملتقط الوعاء‬
‫والجنس والمقدار والوكاء‬
‫ضا عند وجدانها إشهاد عدلين‪ ،‬قسسال‬ ‫وسن له أي ً‬
‫أحمد‪ :‬ل أحب أن يمسها حتى يشهد عليها؛ لقوله‬
‫‪» :‬مسسن وجسسد لقطسسة فليشسسهد ذا عسسدل أو ذوي‬
‫عدل« رواه أبو داود‪ ،‬ولم يأمر به زيسسد بسسن خالسسد‬
‫وأبي بن كعب‪ ،‬ول يجوز تأخير البيسسان عسسن وقسست‬
‫الحاجة فتعين حمله على الندب وكالوديعة‪.‬‬
‫وفسسائدة الشسسهاد حفظهسسا مسسن نفسسسه عسسن أن‬
‫يطمسسع فيهسسا ومسسن ورثتسسه إن مسسات وغرمسسائه إن‬
‫أفلس ول يسن الشهاد علسسى صسسفتها لئل ينتشسسر‬
‫ذلك فيدعيها من ل يستحقها ويسسذكر صسسفتها كمسسا‬
‫قلنا في التعريف مسسن الجنسسس والنسسوع ويسسستحب‬
‫أن يكتسسب صسسفتها ليكسسون أثبسست لهسسا مخافسسة أن‬
‫ينسسساها إن اقتصسسر علسسى حفظهسسا‪ ،‬فسسإن النسسسان‬
‫عرضة للنسيان‪ ،‬كما قيل‪:‬‬
‫ول القلب إل أنه يتقلب‬ ‫وما سمي النسان إل‬
‫لنسيه‬
‫‪-462-‬‬

‫صورته‪ :‬ما إذا التقسسط رجسسل مسسال ً وخسساف علسسى‬


‫نفسه الموت أقر فلن أنه في الوقت الفلني مر‬
‫كا أو شسسنطة أو نحسسو‬ ‫في المكان الفلني فوجد بو ً‬
‫ذلسسك ويصسسف اللقطسسة بجنسسسها ونوعهسسا وقسسدرها‬
‫ولونهسسا ووعائهسسا وعفاصسسها حسستى يخرجهسسا عسسن‬
‫الجهالة وأنه عرف ذلسسك سسسنة كاملسسة آخرهسسا كسسذا‬
‫وكذا‪ ،‬ولم يحضر لهسسا صسساحب ول طسسالب وجميسسع‬
‫ذلك باق بعينه الن ويشخصسسه للشسسهود فيشسسهدوا‬
‫بتشخيصه ومعسساينته إن أمكسسن‪ ،‬ثسسم يقسسول‪ :‬وإنسسي‬
‫أخاف على نفسي فراغ الجل المحتوم واشتغال‬
‫الذمسسة والمطالبسسة بسسالخرة يسسوم ل ينفسسع مسسال ول‬
‫بنون إل من أتى الله بقلسسب سسسليم فأشسسهد عليسسه‬
‫بذلك ويؤرخ‪.‬‬
‫صورة أخرى لكيفية كتابتها‪ :‬أقر فلن أنه فسسي‬
‫اليوم ‪ ...‬من شهر كذا ‪ ...‬أنه التقسسط فسسي موضسسع‬
‫سسسا ضسسمنه كسسذا ‪ ...‬وأنسسه عرفسسه لسسوقته‬
‫كسسذا ‪ ...‬كي ً‬
‫وساعته ونادى عليه في موضعه‪ ،‬وفسسي السسسواق‬
‫جمًعا متتابعسسة‬‫ما متتالية و ُ‬
‫والشوارع والمساجد أيا ً‬
‫وأشسسهًرا مترادفسسة مسسن حيسسن إلتقاطهسسا إلسسى سسسنة‬
‫كاملة فلم يحضر لها طالب وخشى علسسى نفسسسه‬
‫الموت أشهد عليه شهوده أنسسه وجسسدها فالتقطهسسا‬
‫وأنهسسا تحسست يسسده وفسسي حيسسازته‪ ،‬فسسإن حضسسر مسسن‬
‫يسسدعيها ووصسسفها وثبسست ملكسسه لهسسا أخسسذها وبسسرئ‬
‫الملتقط المذكور عسسن عهسسدتها وخلسست يسسده منهسسا‬
‫‪-463-‬‬

‫بتسليمه إياها لمالكها بالطريق الشسسرعي‪ ،‬وذلسسك‬


‫بتاريخ ومتى وصف اللقطسسة طالبهسسا وهسسو مسسدعي‬
‫ضياعها بصفاتها ولو بعد الحول لزم دفع اللقطسسة‬
‫لسسه إن كسسانت عنسسده بنمائهسسا المتصسسل؛ لنسسه ملسسك‬
‫مالكهسسا ول يمكسسن إنفصسسالها عنسسه‪ ،‬ولن يتبسسع فسسي‬
‫العقود والفسوخ بل يمين ول بينة ظسسن صسسدقة أو‬
‫ل؛ لقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوله‬
‫مسسا‬
‫‪-‬عليه الصلة والسلم‪» :-‬فسسإن جسساء طالبهسسا يو ً‬
‫من الدهر فأدها إليه«‪ ،‬وقوله‪» :‬فإن جسساءك أحسسد‬
‫يخبرك بعددها ووعاءها ووكاءهسسا فادفعهسسا إليسسه«‪،‬‬
‫ولنه يتعذر إقامة البينة عليها غالًبا لسقوط حسسال‬
‫الغفلة والسهو فلو لم يجسسب دفعهسسا بالصسسفة لمسسا‬
‫جاز إلتقاطهسسا‪ ،‬وقسسد جعسسل النسسبي ‪ ‬بينسسة مسسدعي‬
‫اللقطة وصفها‪ ،‬فإن وصفها فقد أقام البينة‪.‬‬
‫وعند أبي حنيفة والشافعي أنسسه ل يلسسزم السسدفع‬
‫إل ببينة‪ ،‬وفسسي »شسسرح المهسسذب«‪ :‬وإن جسساء مسسن‬
‫يدعيها ووصفها‪ ،‬فإن غلب على ظنه أنها لسسه جسساز‬
‫له أن يدفع إليه ول يلزم الدفع؛ لن مال الغير فل‬
‫يجب تسليمه بالوصف كالوديعة والقول الول هو‬
‫الذي تميسسل إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه سسسبحانه وتعسسالى‬
‫أعلم‪.‬‬
‫ودفع اللقطة لمدعيها بل وصف ول بينة يحسسرم‬
‫ولو ظن صدقة؛ لنها أمانة فلم يجز دفعها إل من‬
‫‪-464-‬‬

‫لم يثبت أنه صاحبها كالوديعة ويضمن‪ ،‬وقال فسسي‬


‫»الشرح«‪ :‬فإن دفعها فجاء آخر فوصفها أو أقام‬
‫وتهسسا علسسى‬‫بها بينة لزم الدافع غرامتها له؛ لنسسه ف ّ‬
‫مالكها بتفريطه وله الرجسسوع علسسى مسسدعيها؛ لنسسه‬
‫أخسسذ مسسال غيسسره ولصسساحبها تضسسمين آخسسذها فسسإذا‬
‫ضمنه لم يرجع على أحد‪.‬‬
‫وإن لسسم يسسأت أحسسد يسسدعيها فللملتقسسط مطالبسسة‬
‫آخذها بها؛ لنه ل يأمن مجيسسء صسساحبها فيغرمسسه‪،‬‬
‫ولنه أمانة في يده فملك الخذ من غاصبها‪.‬‬
‫ومع رق ملتقط وإنكار سيده أنها لقطسسة فلبسسد‬
‫من بينة تشسسهد بسسأنه التقطهسسا ونحسسوه؛ لن إقسسرار‬
‫القسسن بالمسسال ل يصسسح؛ لنسسه إقسسرار علسسى سسسيده‬
‫بخلف إقراره بنحو طلق‪.‬‬
‫والنماء المنفصل بعد حسسول تعريفهسسا لواجسسدها؛‬
‫لن ملك اللقطسسة بانفصسسال الحسسول فنماؤهسسا إذن‬
‫نماء ملكه فهو له؛ لقوله‪» :‬الخراج بالضمان«‪.‬‬
‫وأما النماء المنفصل في حول التعريسسف فيسسرد‬
‫معها؛ لنه تابع لها‪.‬‬
‫وإن تلفت اللقطة أو نقصسست أو ضسساعت قبلسسه‬
‫أي الحول ولم يفرط لم يضسسمنها؛ لنهسسا فسسي يسسده‬
‫أمانة فلم تضمن بغير تفريط كالوديعة‪.‬‬
‫وإن تلفت أو نقصسست أو ضسساعت بعسسد الحسسول‪،‬‬
‫فإن الملتقط يضمنها مطلًقا سواء فسسرط فيهسسا أو‬
‫‪-465-‬‬

‫لم يفرط؛ لنها دخلت في ملكه فكان تلفهسسا مسسن‬


‫ماله‪.‬‬
‫وتعتبر قيمسسة اللقطسسة إذا تلفسست وقسسد زادت أو‬
‫نقصسست يسسوم عسسرف ربهسسا؛ لنسسه وقسست وجسسوب رد‬
‫العين إليه لو كانت موجودة ويرد مثل مثلسسي وإن‬
‫اختلفسسا فسسي القيمسسة أو المثسسل‪ ،‬فسسالقول قسسول‬
‫الملتقط مع يمينه إذا كانت اللقطة قد استهلكت‬
‫في يد الملتقط؛ لنسسه غسسارم وإن وصسسف اللقطسسة‬
‫إثنان فأكثر مًعا أو وصسسفها ثسسان بعسسد الول‪ ،‬لكسسن‬
‫قبل دفعها إلى الول أقرع بينهما أو أقاما بينسستين‬
‫باللقطة أقرع بينهما؛ لنه ل مزية لحسسدهما علسسى‬
‫الخر وتدفع لقارع بيمينه لحتمال صسسدق صسساحبه‬
‫كما لو تداعيا عين ًسسا بيسسد غيرهمسسا ولتسسساويهما فسسي‬
‫البينة أو عدمها أشبه ما لو ادعيسسا وديعسسة‪ ،‬وقسسال‪:‬‬
‫هي لحدهما ول أعرف عينه‪ ،‬وقيل‪ :‬تقسم بينهما‬
‫لتساويهما فسسي الوصسسف‪ ،‬وهسسذا القسسول هسسو السسذي‬
‫تميسسل إليسسه النفسسس؛ لنسسه فيمسسا أرى أقسسرب إلسسى‬
‫العدل‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وإن وصفها ثان بعد دفعها لمن وصسسفها أول ً فل‬
‫شيء لثان؛ لن الول اسسستحقها بوصسسفه إياهسسا مسسع‬
‫عدم المنازع له حين أخذها وثبتت يده عليهسسا ولسسم‬
‫يوجد ما يقتضي انتزاعها منسسه فسسوجب إبقاؤهسسا لسسه‬
‫كسائر مسساله ولسسو أقسام أحسسد بينسة أنهسسا لسه بعسسد أن‬
‫‪-466-‬‬

‫أخذها الول بالوصف أخسسذها الثسساني مسسن واصسسف؛‬


‫لن البينة أقوى من الواصف فيرجع صاحبها بذلك‪،‬‬
‫ولنه يحتمل أن يكون الواصف رآها عند من أقسسام‬
‫البينة فحفظ أوصافها فجاء وادعاها وهو مبطل‪.‬‬
‫ولو ادعى اللقطسسة كسسل واحسسد منهمسسا فوصسسفها‬
‫أحدهما دون الخر حلسسف واصسسفها وأخسسذها‪ ،‬فسسإن‬
‫تلفسست اللقطسسة عنسسد الواصسسف ضسسمنها؛ لن يسسده‬
‫عاديسسسة كالغاصسسسب‪ ،‬ول ضسسسمان علسسسى دافعهسسسا‬
‫لواصفها؛ لنه دفعها بأمر الشسسرع كمسسا لسسو دفعهسسا‬
‫بأمر الحاكم؛ لن الدفع إذن واجب عليه‪.‬‬
‫ويغرمها الواصف لمن أقام البينة لعدوان يده‪.‬‬
‫وإن أعطى ملتقط واصفها بدلها لتلفهسسا عنسسده‬
‫لم يطالبه ذو البينة‪ ،‬وإنما يرجع على الملتقط ثم‬
‫يرجع الملتقط على الواصف بما أخذه لتبين عدم‬
‫استحقاقه له إن لسسم يكسسن أقسسر للواصسسف بملكهسسا‬
‫وحينئذ يكسسسون مسسسدعًيا أن مقيسسسم البينسسسة ظلمسسسه‬
‫بتضمينه فل يملك الرجوع على غير من ظلمه‪.‬‬
‫ولو أدرك اللقطسة ربهسسا بعسسد الحسسول والتعسسرف‬
‫مبيعة أو أدركها موهوبة بيسسد مسسن انتقلسست إليسسه أو‬
‫أدركهسسسا موقوفسسسة فليسسسس لربهسسسا إل البسسسدل؛ لن‬
‫حا؛ لكونها صارت فسسي‬ ‫تصرف الملتقط وقع صحي ً‬
‫ملكه‪.‬‬
‫‪-467-‬‬

‫ويفسخ العقد إن أدركها ربهسسا زمسسن خيسسار بسسأن‬


‫بيعسست بشسسرط الخيسسار سسسواء كسسان لبسسائع أولسسه‬
‫وللمشتري وترد له لقدرته عليه وإن كان الخيسسار‬
‫للمشسستري وحسسده فليسسس لربهسسا إل البسسدل مسسا لسسم‬
‫يختر المشتري الفسسسخ ول يلسسزم كمسسا لسسو أدركهسسا‬
‫بعد عودها إلى الملتقط بفسخ أو غيره فينتزعها؛‬
‫لنه وجد عين ماله في يد ملتقط فكان له أخسسذه‬
‫كالزوج إذا طلق قبل الدخول فوجد الصسسداق قسسد‬
‫رجع إلى المرأة أو كما لو أدركها بعد رهنها‪ ،‬فإن‬
‫ربها ينتزعها من يد المرتهن لقيام ملكسسه وإنتفسساء‬
‫إذنه‪.‬‬
‫ومؤنة رد اللقطسسة إلسسى مالكهسسا إن احتسساج إلسسى‬
‫مؤنة على ربها ذكره في التعليق والنتصار لتبرع‬
‫الملتقط بحفظها‪ ،‬ولو قال رب اللقطة بعد تلفهسسا‬
‫بيد الملتقط بحول تعريسسف بل تفريسسط المشسسروع‬
‫عليسسك ضسسمانها لكونسسك أخسسذتها لتسسذهب بهسسا ل‬
‫لتعرفهسسا‪ ،‬وقسسال ملتقسسط‪ :‬بسسل أخسسذتها لعرفهسسا‪،‬‬
‫فالقول قول الملتقط بيمينه‪.‬‬
‫ووارث ملتقسسط فيمسسا تقسسدم تفصسسيله كمسسورثه‬
‫لقيامه مقسسامه‪ ،‬فسسإن مسسات ملتقسسط عرفهسسا وارثسسه‬
‫بقية الحول وملكها وبعد الحول انتقلت إليسسه إرث ًسسا‬
‫كسائر أموال الميت ومتى جاء صاحبها أو وارثسسه‬
‫أخذها أو بدلها وإن عدمت قبل موته فربها غريم‬
‫‪-468-‬‬

‫ببدلها في التركة‪.‬‬
‫ومن استيقظ مسسن نسسوم أو صسسحى مسسن بنسسج أو‬
‫جنون أو زال الغماء عنه فوجسسد بثسسوبه أو كيسسسه‬
‫ما أو جنيًها أو ريال ً أو غيرها ل يدري من‬ ‫مال ً دره ً‬
‫صره أو وضسسعه فسسي كيسسسه أو جيبسسه فهسسو لهسسو بل‬
‫تعريف؛ لن قرينة الحال تقتضي تمليكه له‪.‬‬
‫ول يبرأ من أخسسذ مسسن نسسائم أو مغمسسى عليسسه أو‬
‫فيسسه بنسسج شسسيًئا إل بتسسسليمه لسسه بعسسد إفسساقته؛ لن‬
‫الخذ فسسي حالسسة مسسن الحسسالت المتقدمسسة مسسوجب‬
‫للضمان المأخوذ على آخذه لوجسسود التعسسدي؛ أنسسه‬
‫إما سارق أو غاصب أو مازح فل يبرأ مسسن عهسسدته‬
‫إل برده على مالكه في حالة يصح قبضة له فيها‪.‬‬
‫ومن وجد في حيسسوان اشسستراه كشسساة ونحوهسسا‬
‫دا كدراهم أو دنسسانير وجسسدها فسسي بطسسن الشسساة‬‫نق ً‬
‫فلقطسسة أو وجسسد فيسسه درة أو عنسسبرة فهسسو لقطسسة‬
‫لواجده يلزمه تعريفها كسسسائر المسسوال الضسسائعة‪،‬‬
‫قلسست‪ :‬وكسسذا لسسو اشسسترى سسسيارة أو نحوهسسا مسسن‬
‫المركوبات الحديثة فوجد داخل خشسسة أو حديسسدة‬
‫دا أو نحوه‪.‬‬‫نق ً‬
‫ويبدأ في تعريف ببائع؛ لنسسه يحتمسسل أن تكسسون‬
‫دا‬
‫الشسساة ابتلعتهسسا مسسن ملكسسه كمسسا لسسو وجسسد صسسي ً‬
‫مخضوًبا أو فسسي أذنسسه قرط ًسسا أو فسسي عنقسسه خسسرز‪،‬‬
‫فإنه لقطة؛ لن ذلك الخضاب ونحسسوه يسسدل علسسى‬
‫‪-469-‬‬

‫ثبوت اليد عليه قبل ذلك‪.‬‬


‫وإن وجد إنسسسان درة غيسسر مثقوبسسة فسسي بطسسن‬
‫سمكة ملكهسسا باصسسطياده لهسسا مسسن البحسسر فالسسدرة‬
‫لصياد‪ ،‬قال في »الفروع«‪ :‬لن الظسساهر ابتلعهسسا‬
‫من معدنها‪ ،‬قال في »المغني«‪ :‬لن السسدر يكسسون‬
‫جوا‬ ‫ر ُ‬
‫خ ِ‬
‫ست َ ْ‬ ‫في البحسسر بسسدليل قسسوله تعسسالى‪َ  :‬‬
‫وت َ ْ‬
‫ها ‪.‬‬ ‫ة ت َل ْب َ ُ‬
‫سون َ َ‬ ‫حل ْي َ ً‬
‫ه ِ‬
‫من ْ ُ‬
‫ِ‬
‫وإن باع الصياد السمكة غيسسر عسسالم بالسسدرة لسسم‬
‫يزل ملكه عنها فسسترد إليسسه؛ لنسسه لسسو علسسم مسسا فسسي‬
‫بطنها لم يبعسه ولسم يسرض بسزوال ملكسه عنسه وإن‬
‫وجسسد الصسسياد فسسي بطسسن السسسمكة مسسا ل يكسسون إل‬
‫لدمي كدراهم أو دنانير أو وجد فيها درة أو غيرهسسا‬
‫مثقوبة أو متصلة بذهب أو فضة أو غيرهما فلقطة‬
‫ل يملكها الصياد‪ ،‬بل يعرفها وكطير صاده ول اثسسر‬
‫ملك به فهو للصياد‪.‬‬
‫وإن وجد إنسان عنبرة بسسساحل فحازهسسا فهسسي‬
‫له؛ لن الظاهر أن البحر قذف بهسسا فهسسي مباحسسة‪،‬‬
‫ومن سيق إلى مباح فهو له‪.‬‬
‫وما روى سعيد‪ ،‬عن إسماعيل بن عياش‪ ،‬عسسن‬
‫معاوية بن عمرو‪ ،‬قسسال‪ :‬ألقسسى بحسسر عسسدن عنسسبرة‬
‫مثل البعير فأخذها ناس بعسسدن فكتسسب إلسسى عمسسر‬
‫بسسسن عبسسسدالعزيز‪ ،‬فكتسسب إلينسسا‪ :‬أن خسسسذوا منهسسا‬
‫الخمسسسس‪ ،‬وادفعسسسوا إلسسسى آخسسسذيها سسسسائرها وإن‬
‫‪-470-‬‬

‫باعوكموها فاشتروها فأردنسسا أن نزنهسسا فلسسم نجسسد‬


‫ميزاًنا يخرجها فقطعناها ثنتين ووزناها فوجسسدناها‬
‫ستمائة رطل فأخذنا خمسها ودفعنسسا سسسائرها ثسسم‬
‫اشتريناها بخمسة آلف دينار وبعثنا بها إلى عمر‪.‬‬
‫فلم يلبسسث إل قليل ً حسستى باعهسسا بثلثسسة وثلثيسسن‬
‫ألًفا فهو اجتهاد من عمسسر‪ ،‬والمسسذهب أن جميعهسسا‬
‫لواجدها وتقدم في الزكاة وإن لسسم تكسسن العنسسبرة‬
‫على الساحل فلقطة يعرفها ما لم تصد السسسمكة‬
‫التي وجسسد بهسسا السسدرة مسسن عيسسن أو نهسسر ل يتصسسل‬
‫بالبحر فكالشاة في أن ما وجسسد فسسي بطنهسسا مسسن‬
‫درة مثقوبسسة أو غيسسر مثقوبسسة لقطسسة؛ لن العيسسن‬
‫دا للسسدر وإن كسسان‬‫والنهر غيسسر المتصسسل ليسسس معس ً‬
‫متص سل ً بسسالبحر وكسسانت السسدرة غيسسر مثقوبسسة أنهسسا‬
‫للصياد أو وجد بمسسا التقسسط أثسسر ملسسك فهسسو لقطسسة‬
‫للملتقط تجري فيه أحكامها‪.‬‬
‫قال المام أحمد‪ :‬فيمن ألقى شبكة في البحر‬
‫فوقعت فيها سمكة فجذبت الشسسبكة فمسسرت بهسسا‬
‫فسسي البحسسر فصسسادها رجسسل‪ ،‬فسسإن السسسمكة للسسذي‬
‫حازهسسا والشسسبكة يعرفهسسا ويسسدفعها إلسسى صسساحبها‬
‫فجعسسل الشسسبكة لقطسسة؛ لنهسسا مملوكسسة لدمسسي‬
‫والسمكة لمسسن صسسادها؛ لنهسسا كسسانت مباحسسة ولسسم‬
‫يملكها صاحب الشسسبكة لكسسون شسسبكته لسسم تثبتهسسا‬
‫فبقيت على الباحة‪ ،‬قاله في »المغني«‪.‬‬
‫‪-471-‬‬

‫ونقل عن أحمد في رجل انتهى إلى شرك فيه‬


‫حمار وحش أو ظبية قد شسسارف المسسوت فخلصسسه‬
‫وذبحه هو لصاحب الحبولة وما كسسان مسسن الصسسيد‬
‫في الحبولة فهسسو لمسسن نصسسبها وإن كسسان بازي ًسسا أو‬
‫صقًرا أو عقاًبا‪.‬‬
‫سئل عن بازي أو صقر أو كلب معلم أو فهسسد‬ ‫و ُ‬
‫ذهسسب عسسن صسساحبه فسسدعاه فلسسم يجبسسه ومسسر فسسي‬
‫الرض حتى أتى لذلك أيسسام فسسأتى قريسسة فسسسقط‬
‫على حائط فدعاه رجل‪ ،‬فأجابه‪ ،‬قال‪ :‬يرده علسسى‬
‫صاحبه‪ ،‬قيل له‪ :‬فإن دعاه فلم يجبسسه فنصسسب لسسه‬
‫كا فصاده به‪ ،‬قال‪ :‬يرده على صاحبه‪.‬‬ ‫شر ً‬
‫فجعل هذا لصاحبه؛ لنسسه قسسد ملكسسه فلسسم يسسزل‬
‫ملكه عنه بذهابه عنه والسمكة فسسي الشسسبكة لسسم‬
‫يكن ملكها ول حازها وكسسذلك جعسسل مسسا وقسسع فسسي‬
‫الحبولة مسسن البسسازي والصسسقر والعقسساب لصسساحب‬
‫الحبولة‪ ،‬ولم يجعله هاهنا لمن وقسسع فسسي شسسركه؛‬
‫لن هذا فيما علم أنسسه قسسد كسسان مملوك ًسسا لنسسسان‬
‫فذهب وإنما يعلم هذا بسسالخبر أو بوجسسود مسسا يسسدل‬
‫على الملك فيه مثل وجود السير في رجله وآثار‬
‫التعلم مثل استجابته للذي يدعوه ونحو ذلك‪.‬‬
‫ومتى لم يوجد ما يدل على أنسسه مملسسوك فهسسو‬
‫لمسسن اصسسطاده؛ لن الصسسل عسسدم الملسسك فيسسه‬
‫وإباحته ومن اّدعى ما بيد لص أو ناهب أو قسساطع‬
‫‪-472-‬‬

‫طريق أنه له ووصفه فهو له‪.‬‬


‫قسسال فسسي »الفسسروع«‪ :‬ومسسن وصسسف مغصسسوًبا‬
‫ومسروًقا ومنهوًبا ونحوه‪ ،‬فإنه يستحقه بالوصف‬
‫ول يكلسسف بينسسة تشسسهد بسسه ذكسسره فسسي »عيسسون‬
‫المسائل«‪ ،‬والقاضي وأصحابه على قيسساس قسسول‬
‫المام إذا اختلف المسسؤجر والمسسستأجر فسسي دفسسن‬
‫الدار فمن وصفه فهو له لترجحه بالوصف‪.‬‬
‫قال في القاعدة الثامنة والتسعين )‪ :(98‬مسسن‬
‫دعى شيًئا ووصفه دفع إليه بالصفة إذا جهل ربه‬‫ا ّ‬
‫ولم تثبت عليه من جهة مالك وإل فل‪.‬‬
‫ول فسسرق فسسي وجسسوب تعريسسف اللقطسسة حسسول ً‬
‫وملكها بعده بين ملتقط غني وفقير وقن لم ينهه‬
‫سيده ومسلم وكافر؛ لن اللتقاط نسسوع اكتسسساب‬
‫فاستووا فيه كالحتشاش والصطياد والحتطاب‪،‬‬
‫وأما من ل يأمن نفسه عليها فيحرم عليه أخسسذها‬
‫وتقدم‪.‬‬
‫وإن وجسسد اللقطسسة صسسغير أو سسسفيه أو مجنسسون‬
‫صح التقاطه؛ لنه نوع تكسسسب كالصسسطياد وقسسام‬
‫وليه بتعريفها عن واجدها؛ لنه ثبت لواجدها حسسق‬
‫التملك فيها فكان على وليه القيام بها‪.‬‬
‫ول تكسسون اللقطسسة للسسولي بسسل لواجسسدها بعسسد‬
‫تعريف الولي؛ لن سبب الملك تم بشرطه‪.‬‬
‫‪-473-‬‬

‫فإن تلفت اللقطة بيد أحدهم بغيسسر تفريسسط فل‬


‫ضمان عليه‪ ،‬وإن فرط في حفظها ضمن ما تلف‬
‫منها بتفريطه في ماله‪.‬‬
‫قسسال فسسي »الفسسروع«‪ :‬نسسص عليسسه فسسي صسسبي‬
‫كإتلفه جزم به في »المغني« و»الشرح«‪.‬‬
‫وكتم اللقطة عن ولي واجده بأن علم بها ولسسم‬
‫يأخذها منه لكسسونه ليسسس أهل ً للحفسسظ حسستى تلفسست‬
‫فعلى الولي ضسسمانها؛ لنسسه هسسو المضسسيع لهسسا؛ لنسسه‬
‫يلزمسسه حفسسظ مسسا يتعلسسق بسسه حسسق مسسوليه‪ ،‬قسساله‬
‫الصحاب‪ ،‬ولو عرفها مميز بنفسه بدون إذن وليسسه‬
‫فسسالظهر الجسسزاء‪ ،‬قسساله الحسسارثي؛ لنسسه يعقسسل‬
‫التعريف فالمقصود حاصل‪.‬‬
‫فلو لم يعرفها الولي ول الصغير حتى بلسسغ لسسم‬
‫يملكها؛ لنه قد مضى أجل التعريسسف فيمسسا تقسسدم‬
‫مسسن السسسنين وإن عرفهسسا فيمسسا بعسسد ذلسسك؛ لن‬
‫التعريف بعده ل يفيد ظاهًرا لكون صاحبها ييسسأس‬
‫منها ويترك طلبها‪.‬‬
‫قسسال المسسام فسسي غلم أصسساب عشسسرة دنسسانير‬
‫فذهب بهسسا إلسسى منزلسسه فضسساعت‪ ،‬فلمسسا بلسسغ أراد‬
‫ردها فلم يعرف صاحبها تصدق بها‪ ،‬فإن لسم يجسسد‬
‫وكان يجحف به تصدق قلي ً‬
‫ل‪.‬‬
‫قال القاضي‪ :‬معنسسى هسسذا أنهسسا تلفسست بتفريسسط‬
‫‪-474-‬‬

‫الصبي وهو أنه لم يعلم وليه حتى يقوم بتعريفها‪.‬‬


‫وهذه المسألة تدل على أنه إذا ترك التعريسسف‬
‫لعذر كان كتركه لغير عذر؛ لن الصغير مسسن أهسسل‬
‫العذر‪ ،‬وقسسد تقسسدم ذلسسك فسسي الضسسرب الثسسالث أن‬
‫تأخير التعريسسف لعسسذر ليسسس مانعًسسا للتعريسسف بعسسد‬
‫زوال العذر‪.‬‬
‫والقن يصح التقسساطه؛ لعمسسوم الحسساديث‪ ،‬ولن‬
‫اللتقاط سبب يملك به الصغير‪ ،‬ويصح منه فصح‬
‫من الرقيق وله تعريفها بل إذن سسسيده كاحتطسسابه‬
‫واحتشاشسسه واصسسطياده؛ لنسسه فعسسل حسسسبي فلسسم‬
‫يمكن رده‪.‬‬
‫وله إعلم سيده بها إن كان عدل ً وأمنسسه عليهسسا‬
‫ولسسسيده أخسسذها منسسه ليتسسولى تعريفهسسا؛ لنهسسا مسسن‬
‫كسبه ولسيده إنسستزاع كسسسبه مسسن يسسده وإن كسسان‬
‫القن قد عرفها بعد الحول عرفها السيد تمامه‪.‬‬
‫ولسيده تركهسسا مسسع الرقيسسق الملتقسسط إن كسسان‬
‫الرقيسسق عسسدل ً ليتسسولى تعريفهسسا ويكسسون السسسيد‬
‫مستعيًنا به في حفظها كما يستعين به في حفظ‬
‫ماله‪.‬‬
‫وإن كان العبد غير أميسسن كسسان السسسيد مفرط ًسسا‬
‫بإقرارها في يده فيضمنها إن تلفت كما لو أخذها‬
‫من يده ثم ردها إليه؛ لن العبد كيده‪.‬‬
‫‪-475-‬‬

‫وإن أعتق السيد عبسسده بعسسد التقسساطه كسسان لسسه‬


‫إنتزاعه اللقطة من يده؛ لنها من كسبه‪.‬‬
‫وإن لم يأمن الرقيق سيده على اللقطة لزمه‬
‫سترها عنه؛ لنه يلزمه حفظها وذلك وسيلة إليسسه‬
‫ويسسسلمها إلسسى الحسساكم ليعرفهسسا ثسسم يسسدفعها إلسسى‬
‫سيده بشرط الضمان‪ ،‬فإن أعلم سيده بهسسا فلسسم‬
‫يأخذها منه أو أخسسذها فعرفهسسا وأدى المانسسة فيهسسا‬
‫فتلفت في الحول الول بغيسسر تفريسسط فل ضسسمان‬
‫فيها؛ لنها لم تتلف بتفريط من أحدهما‪.‬‬
‫ومتى تلفت اللقطة بإتلف الرقيق الملتقط أو‬
‫تفريطه في الحول أو بعسسده ولسسو بسسدفعها لسسسيده‬
‫وهو ل يأمنه عليهسسا‪ ،‬ففسسي رقبتسسه ضسسمانها مطلًقسسا‬
‫سواء تلفت في حول التعريف أو بعد نص عليسسه؛‬
‫لنه أتلف مال غيره فكان ضمانه في رقبته كغير‬
‫اللقطة‪.‬‬
‫وكسسذا مسسدبر ومعلسسق عتقسسه وأم ولسسد لكسسن إن‬
‫فطرت أم الولد فداها سيدها بالقل مسسن قيمتهسسا‬
‫أو قيمة ما أتلفت كسائر إتلفاتها‪.‬‬
‫ومكاتب في التقاط كحر؛ لن المكسساتب يملسسك‬
‫أكسابه وهذا منها ومسستى عسساد قنسسا فعجسسزه كسسانت‬
‫كلقطة القن‪.‬‬
‫وما يلتقط مبعض فبينه وبين سيده على قسسدر‬
‫‪-476-‬‬

‫ما فيه من الحرية والرق كسائر أكسابه‪.‬‬


‫وكذا فسسي الحكسسم كسسل نسسادر مسسن كسسسب كهبسسة‬
‫وهديسسة ووصسسية وركسساز ونحوهسسا كنثسسار وقسسع فسسي‬
‫حجره‪ ،‬ولو أن بين المبعض وسيده مهايأة مناوبة‬
‫على أن كسبه لنفسه مدة معلومة ولسيده مسسدة‬
‫معلومة؛ لن الكسسسب النسسادر ل يعلسسم وجسسوده ول‬
‫يظسسن فل يسسدخل فسسي المهايسسأة وإن كسسان الرقيسسق‬
‫الملتقسسط بيسسن شسسركاء فاللقطسسة بينهسسم بحسسسب‬
‫حصصهم فيه‪.‬‬
‫من النظم فيما يتعلق باللقطة‬
‫ويلزم علم الوصف‬
‫والوكالعودة قصد‬ ‫والظرف‬
‫ملكها عوًنا‬ ‫لدى‬
‫والشهاد في حين‬
‫التقاطك سنة‬
‫التصرف واجب في‬ ‫وعند‬
‫تذكرون عند الشهود‬‫المجود‬
‫ول‬
‫صفاتها‬
‫الجنس مع نوع‬ ‫بل‬
‫تعطي بمتصل‬
‫أنمنشد‬ ‫ويلزم‬
‫كتعريف‬
‫لواصفها من غير حلف‬‫النما‬
‫وشهدقبل الحول‬
‫كذلك‬
‫فيالنما‬
‫القوى حادث‬ ‫منفصل‬
‫وبعد‬
‫عليه قبل تملك‬‫وجد‬ ‫ملك‬
‫وليس‬
‫غرمها يخن بل قبل ذا‬
‫إذا لم‬
‫مشهد‬
‫إن تتوى بعد‬ ‫حكم‬
‫ويضمنها‬
‫تملك‬
‫‪-477-‬‬

‫وتقسم بين إثنين إن‬


‫عا‬
‫وصفا م ً‬
‫ليحلف قارع وله‬ ‫وقيل‬
‫وإن نفدت عرضه عنها‬ ‫جد‬
‫وربها بها إن كنت في‬
‫غريم‬
‫فدفد‬
‫بدين قل يحضر‬ ‫قغر‬
‫وليس‬
‫ربها‬
‫ولكن إذا ما جاله الحق‬
‫ويضمن معط دون وصف‬ ‫جدد‬
‫شهد للواصف‬ ‫لمدع‬
‫ول‬
‫المتجدد‬
‫‪-478-‬‬

‫وإن يتوها من بعد حول‬


‫تعلقتمن بعد عتق لينقد‬
‫بذمته‬
‫‪-479-‬‬

‫ويملكها إن عرفت إن‬


‫تعلم اللقي‬ ‫عا‬
‫م ً‬
‫جهلإن‬
‫كذا‬
‫ضا‬ ‫في ردي‬
‫المبتاع أي ً‬ ‫وجدوا‬‫فعرفت‬
‫وإن‬
‫دفينةبعض موجود علمة‬ ‫على‬
‫من هدي‬
‫فللمشتري اجعل لقطة‬
‫يصفها أو يجيء‬ ‫دونلمبائع‬‫إذا‬
‫الحكم في الحفار‬ ‫بشهد‬
‫كذا‬
‫الحكمين في‬ ‫والذي‬ ‫بالجر‬
‫إكتراه كل‬
‫نص أحمد‬
‫الحكم في الموجود‬ ‫كذا‬
‫مشتريفي قول‬
‫بطنوالبياع‬‫في البر‬
‫من‬
‫أرفد‬
‫‪-480-‬‬

‫وما أخرج الصياد من‬


‫ملك لقطة ل تقيد‬ ‫أثر يرى‬
‫سمك‬ ‫به‬
‫وفاقد أثر الملك من درة‬
‫فإن باع لم يعلم فللدرة‬ ‫له‬
‫أردد‬
‫عليه كما لو باع داًرا له‬
‫من المال كنز فاقتبس‬ ‫بها‬
‫ند صيد بالشباك‬ ‫وتنشد‬
‫وإن‬
‫قصدتهوما معه التقاط‬‫ملكت‬
‫وترجع بالنفاق قبل‬ ‫لنشد‬
‫تملكتنوه مع إذن قاض‬ ‫متى‬
‫مقلدبل إذن متى تنو‬ ‫وإما‬
‫وتشهد على النفاق‬ ‫رجعة‬
‫دا أو عن‬ ‫بأوكد ً‬
‫يلق صي‬ ‫فارجع‬
‫ومن‬
‫اثرعنبًرا‬
‫يملك وإل لينشد‬ ‫البحر‬
‫بل‬
‫‪-481-‬‬

‫)‪ (36‬تعريف اللقيط وبيان أركانه وحكم‬


‫اللتقاط والشهاد والنفقة عليه‬
‫وما يحكم به عليه إذا وجد وحضانته وما‬
‫وجد معه أو قريًبا منه‬
‫وما يدور حول ذلك ممن مسائل وشروط‬
‫وضوابط وتفاصيل‬
‫س ‪ :36‬من هو اللقيط؟ وما الذي يبحككث‬
‫فيه هذا الباب؟ وما الصل فيه؟ وما أركككان‬
‫اللقط الشرعي؟ وما حكم التقككاط اللقيككط‬
‫والشهاد عليه؟ ومن أين ينفق عليككه؟ و إذا‬
‫نفد ما ينفق عليه منه فمن أين ينفق عليككه‬
‫أو بككان لككه مككن تلزمككه نفقتككه فمككا الحكككم؟‬
‫ومتى يحكم بإسلمه؟ ومتى يحكم بحريتككه؟‬
‫ومتى يحكم بكفره وإذا كثر المسلمون في‬
‫دار الحرب فيمككا يحكككم علككى لقيطهككا‪ ،‬وإذا‬
‫وجد اللقيط في بلد إسلم كل أهله ذمككة أو‬
‫فيها مسلم أو وجد معه أو قريب ًككا فككراش أو‬
‫ثيككاب أو نحوهككا فمككا الحكككم؟ ومككن الولككى‬
‫بحضانة اللقيط؟ وهككل لواجككده حفككظ مككال‬
‫اللقيط؟ وما صفة النفاق عليه؟ وضح ذلك‬
‫مككككع ذكككككر الككككدليل والتعليككككل والقيككككود‬
‫والمحترزات والمثلة والخلف والترجيح‪.‬‬
‫‪-482-‬‬

‫ج‪ :‬اللقيط‪ :‬هسسو فعيسسل بمعنسسى مفعسسول كقتيسسل‬


‫عا‪ :‬طفل ل يعرف نسسسبه ول يعسسرف‬ ‫وجريح‪ ،‬وشر ً‬
‫رقة طرح في شارع أو عند بسساب مسسسجد أو فسسي‬
‫المسجد أو نحوه أو ضل الطريق وهو صغير إلى‬
‫التمييز‪ ،‬وقيل‪ :‬إلى البلوغ وهو الذي تطمئن إليسسه‬
‫النفسسس؛ لحتيسساجه إلسسى الحفسسظ والقيسسام بسستربيته‬
‫وتعهد أحواله‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫هسسذا البسساب يسسبين فيسسه حقيقتسسه ومسسا يفعسسل بسسه‬
‫وإسلمه وحريته‪.‬‬
‫والتقاط اللقيط فرض كفاية‪ ،‬و الصل فيسسه مسسع‬
‫خْيكَر ‪ ‬وقسسوله‬ ‫عُلكوا ال َ‬ ‫ما يأتي قوله تعالى‪َ  :‬‬
‫وا ْ‬
‫ف َ‬
‫وى ‪ ‬وقسسسوله‬ ‫ق َ‬ ‫والت ّ ْ‬ ‫عَلى الب ِّر َ‬ ‫وُنوا َ‬‫عا َ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫وت َ َ‬
‫َ‬ ‫هككا َ َ‬ ‫َ‬
‫س‬
‫حي َككا الن ّككا َ‬
‫مككا أ ْ‬ ‫فك َأن ّ َ‬ ‫حَيا َ‬
‫نأ ْ‬‫مك ْ‬ ‫و َ‬‫تعسسالى‪َ  :‬‬
‫عككا ‪ ‬ولن آدمسسي محسسترم فسسوجب حفظسسه‬ ‫مي ً‬
‫ج ِ‬
‫َ‬
‫كالمضر إلى طعام غيره وإنجسسائه مسسن غسسرق فسسإذا‬
‫التقطه بعض من أهل الحضانة للقيط سقط الثم‬
‫دا ثم الجميع‪ ،‬ولو‬ ‫عن الباقين‪ ،‬فإن لم يلتقطه أح ً‬
‫علم به واحد فقط تعين عليه ويحسسرم النبسسذ؛ لنسسه‬
‫تعريسسض بسسالمنبوذ للتلسسف ويسسسن الشسسهاد علسسى‬
‫اللقيسسسط كاللقطسسسة ودفعًسسسا لنفسسسسه لئل تسسسراوده‬
‫باسترقاقه‪.‬‬
‫وقيسسل‪ :‬يجسسب الشسسهاد عليسسه وإن كسان اللقسسط‬
‫ظسساهر العدالسسة خوًفسسا مسسن أن يسسسترق وفسسارق‬
‫‪-483-‬‬

‫الشهاد عليه الشهاد على اللقطسسة بسسأن الغسسرض‬


‫من اللقطة المال والشهاد في التصرف المسسالي‬
‫مستحب ومن اللقيط حفظ حريته ونسبه فوجب‬
‫الشهاد كما في النكاح وبأن اللقطة يشيع أمرهسسا‬
‫بالتعريف ول تعريف في اللقيط‪.‬‬
‫وهذا القول هو الذي تميل إليه النفسسس‪ ،‬واللسسه‬
‫سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ويجب الشهاد علسسى مسسا مسسع اللقيسسط تبعًسسا لسسه‪،‬‬
‫وقيسسل‪ :‬يسسستحب والول هسسو السسذي تميسسل إليسسه‬
‫النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫طا وأشسسهد عليسسه‬ ‫صورة فيما إذا وجد رجل لقي ً‬
‫وعلى ما معه‪.‬‬
‫حا‬‫أشهد عليه فلن أنه في الوقت الفلني صبا ً‬
‫أو مساًء أو ليل ً اجتاز في المكان الفلنسسي فوجسسد‬
‫بالشارع الفلني أو في المسجد الفلني أو قرب‬
‫حا‬
‫المسجد الفلني ويعين المكان ويوضسسحه إيضسسا ً‬
‫جلًيا يؤمن معه الشتباه بغيره من المكنة فوجسسد‬
‫فيسسه صسسبًيا أو طفلسسة ملقسسى علسسى الرض‪ ،‬ويسسذكر‬
‫صفته التي وجده بها ويعينه للشسسهود وأنسسه لقيسسط‬
‫لم يكن له فيه ملك ول شبهة ملسسك ول حسسق مسسن‬
‫الحقسسوق الموصسسلة لملكسسه ول لملسسك بعضسسه وأنسسه‬
‫مسسستمر فسسي يسسده علسسى الحكسسم المشسسروع أعله‬
‫‪-484-‬‬

‫عرف الحق في ذلسسك فسسأقر بسسه والصسسدق فسساتبعه‬


‫عا وأشهد عليه بذلك فسسي تاريسسخ‬ ‫لوجوبه عليه شر ً‬
‫كذا وكذا‪.‬‬
‫ولسسسه ثلثسسسة أركسسسان‪ :‬اللقيسسسط‪ ،‬وقسسسد عسسسرف‪،‬‬
‫واللتقاط والملتقط‪ :‬وهو كل حسسر مكلسسف رشسسيد‬
‫عدل‪ ،‬ولو ظاهر‪ ،‬وينفق عليه ممسسا معسسه إن كسسان‬
‫معه شيء؛ لن نفقته واجبة في مسساله ومسسا وجسسد‬
‫معه فهو ماله؛ لن الطفل يملك وله يسسد صسسحيحة‬
‫بدليل أنه يرث ويورث‪.‬‬
‫ويصح أن يشتري له وليه ويسسبيع مسسن مسساله وإل‬
‫يكن معه شيء فينفق عليه من بيت المسسال؛ لمسسا‬
‫روى سعيد عن سنين أبي جميلسسة‪ ،‬قسسال‪ :‬وجسسدت‬
‫ملقو ً‬
‫طا فأتيت به عمسسر‪ ،‬فقسسال عريفسسي‪ :‬يسسا أميسسر‬
‫المؤمنين‪ ،‬إنه رجسسل صسسالح‪ ،‬فقسسال عمسسر‪ :‬أكسسذلك‬
‫هو؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬فأذهب هو حسسر ولسسك ولؤه‬
‫وعلينا نفقته ورضاعه‪.‬‬
‫فإن تعذر النفاق عليه من بيت المال لكونه ل‬
‫مسسال فيسسه أو لكسسون البلسسد ليسسس فيهسسا بيسست مسسال‬
‫ونحوه إقترض على بيسست المسسال حسساكم وظسساهره‬
‫ولو مع وجسسود متسسبرع؛ لنسسه أمكسسن النفسساق عليسسه‬
‫بدون منة تلحقه في المستقبل أشسسبه الخسسذ لهسسا‬
‫من بيت المال‪ ،‬قاله في »شسسرح المنتهسسى« فلسسو‬
‫اقترض الحسساكم مسسا أنفسسق عليسسه ثسسم بسسان اللقيسسط‬
‫‪-485-‬‬

‫رقيًقا أو بان له من تلزمه نفقته كسسأب موسسسر أو‬


‫وارث موسر رجع الحاكم على سيد الرقيق وأبى‬
‫الحر الموسر؛ لن النفقة حينئذ واجبة عليهم وإن‬
‫لم يظهر له أحد تجب عليه نفقته‪ ،‬وفسسي الحسساكم‬
‫مسسا اقترضسسه مسسن بيسست المسسال؛ لن نفقتسسه حينئذٍ‬
‫واجبة فيه‪.‬‬
‫وإن كان اللقيط مال تعذر النفاق منسسه لمسسانع‬
‫أو ينتظر حصوله من وقف أو غيسسره فلمسسن أنفسسق‬
‫عليه الرجوع أن يرجع؛ لنه في هذه الحالة غنسسي‬
‫عن مال الغير‪ ،‬هذا معنسسى كلم الحسسارثي‪ ،‬وقسسال‪:‬‬
‫وإذا أنفسسق الملتقسسط أو غيسسره نفقسسة المثسسل بسسإذن‬
‫الحاكم ليرجع فله الرجوع‪ ،‬انتهى‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫وإذا أنفق بغير أمر الحاكم‪ ،‬فقسال أحمسد‪ :‬يسؤدي‬
‫النفقة مسسن بيسست المسسال‪ ،‬فسسإن تعسسذر علسسى الحسساكم‬
‫القتراض من بيت المال أو كان ل يمكن الخذ منه‬
‫لنحو منع مع وجسسود المسسال فعلسسى مسسن علسسم حسساله‬
‫النفسساق عليسسه مجان ًسسا للمسسر بالتعسساون علسسى السسبر‬
‫والتقوى والحسان‪ ،‬ولنه إحياء معصوم وإنقاذ له‬
‫مسسسسسسسسسن التلسسسسسسسسسف‪ ،‬قسسسسسسسسسال تعسسسسسسسسسالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫ها َ َ‬ ‫َ‬
‫عا ‪.‬‬‫مي ً‬
‫ج ِ‬
‫س َ‬‫حَيا الّنا َ‬ ‫فك َأن ّ َ‬
‫ما أ ْ‬ ‫حَيا َ‬
‫نأ ْ‬‫م ْ‬ ‫‪َ ‬‬
‫و َ‬
‫وكذا حكم كل فرض كفاية يلزم مسسن علسسم بسسه‬
‫القيام مجاًنا ول يرجع المنفق بما أنفقه عليه عند‬
‫تعذر أخذ من بيت المال أو القتراض عليسسه؛ لنسسه‬
‫‪-486-‬‬

‫فسسرض كفايسسة إذا قسسام بهسسا البعسسض سسسقطت عسسن‬


‫الباقين لحصول المقصود وإن ترك الكل أثموا أو‬
‫لنها وجبت للمواساة فهي كنفقة القريب وقسسري‬
‫الضيف‪.‬‬
‫جسسزم بسسه القاضسسي وجماعسسة منهسسم صسساحب‬
‫»المسسستوعب« و»التلخيسسص«‪ ،‬واختسساره صسساحب‬
‫»الموجز« و»التبصرة«‪ ،‬وقال له‪ :‬أن ينفق عليسسه‬
‫من الزكاة وقدمه في »الرعاية«‪ ،‬قال الحسسارثي‪:‬‬
‫وهو أصح؛ لن الوجوب مجاًنا واستحقاق العسسوض‬
‫ل يجتمعان‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫ويحكم بإسلم الرقيق إن وجد بسسدار السسسلم‪،‬‬
‫وفيه مسلم أو مسلمة يمكن كسسونه مسسن أحسسدهما‬
‫لظاهر الدار وتغليًبا للسلم فسسإنه يعلسسو ول يعلسسى‬
‫عليه ويحكم بحريته؛ لنهسسا الصسسل فسسي الدمييسسن‪،‬‬
‫فإن الله خلق آدم وذريته أحراًرا والسسرق لعسسارض‬
‫والصل عدمه‪.‬‬
‫فاللقيط حر في جميع أحكامه حتى في قسسذف‬
‫وقود إل أن يوجد اللقيسسط ببلسسد حسسرب ول مسسسلم‬
‫في يد الحرب أو فيه مسسسلم كتسساجر وأسسسير فهسسو‬
‫كافر رقيق؛ لن الدار لهم‪.‬‬
‫وإذا لم يكن فيها مسلم كان أهلهسسا منهسسم وإن‬
‫كان فيها قليل من المسلمين كتاجر وأسير غلب‬
‫‪-487-‬‬

‫فيها حكم الكثر من أجل كون الدار لهم‪.‬‬


‫قسسال فسسي »الرعايسسة«‪ :‬وإن كسسان فيهسسا مسسسلم‬
‫ساكن فاللقيط مسلم‪.‬‬
‫وإلسسسى ذلسسسك أشسسسار الحسسسارثي‪ ،‬فقسسسال‪ :‬مثسسسل‬
‫الصحاب في المسلم هنا بالتاجر والسير واعتبر‬
‫إقامته زمًنا حتى صسسرح فسسي »التلخيسسص«‪ :‬أنسسه ل‬
‫يكفي مروره مسسسافًرا وإن كسسثر المسسسلمون فسسي‬
‫دار الحرب فلقيطها مسسسلم حسسر تغليب ًسسا للسسسلم‪،‬‬
‫وإن وجد اللقيط في بلد إسسسلم كسسل أهلسسه ذمسسة‪،‬‬
‫فقيل‪ :‬إنه مسلم؛ لن الدار للمسلمين‪ ،‬ولحتمال‬
‫كونه من مسلم يكتم إيمانه‪ ،‬قاله القاضسسي وابسسن‬
‫عقيل‪.‬‬
‫وقال في »المنتهى«‪ :‬وفي بلد كل أهلسسه ذمسسة‬
‫فكسسافر؛ لنسسه ل مسسسلم بهسسا محتمسسل كسسونه منسسه‬
‫وتغليب السلم إنما يكون مع الحتمال‪.‬‬
‫وقال في »القناع«‪ :‬وإن وجد في دار السلم‬
‫في بلد كسسل أهلهسسا ذمسسة ووجسسد فيهسسا لقيسسط حكسسم‬
‫بكفره‪ .‬اهس‪.‬‬
‫وكسسسذلك جسسسزم الموفسسسق والشسسارح وصسسساحب‬
‫»المبدع« وغيرهم بأنه يحكم بكفره‪.‬‬
‫وما مشى عليه في »القناع« و»المنتهى« هو‬
‫الذي تميل إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه سسسبحانه وتعسسالى‬
‫‪-488-‬‬

‫أعلم‪.‬‬
‫وإن كان ببلد إسلم كل أهله ذمة مسسسلم ولسسو‬
‫دا يمكن كون اللقيط مسسن المسسسلم فسساللقيط‬ ‫واح ً‬
‫مسسسلم‪ ،‬قسسال بعسسض الصسسحاب منهسسم الموفسسق‬
‫والشارح قول ً واح ً‬
‫دا تغليًبا للسلم ولظاهر الدار‪.‬‬
‫وإن لم يبلغ مسسن لقيسسط قلنسسا بكفسسره تبعًسسا لسسدار‬
‫الكفر وهو من وجد في بلد أهسسل حسسرب ل مسسسلم‬
‫به أو به نحو تاجر وأسير حسستى صسسارت دار الكفسسر‬
‫دار إسلم فهو مسسسلم فيهسسا حكمنسسا بإسسسلمه تبعًسسا‬
‫للدار؛ لنها صارت دار السلم‪.‬‬
‫وما وجد مسسع لقيسسط مسسن فسسراش تحتسسه كوطسساء‬
‫وبساط ووسادة وسسسرير وثيسساب وحلسسي أو غطسساء‬
‫عليه أو مال بجيه أو تحت فراشسسه أو وسسسادته أو‬
‫وجد مدفوًنا تحته دفًنا طرًيا بسسأن تجسسدد حفسسره أو‬
‫حا قريًبا منه كثوب موضوع إلى جانبه‬ ‫وجد مطرو ً‬
‫دا بثيابه فهو له‪.‬‬
‫أو وجد حيوان مشدو ً‬
‫وكذا ما طرح من فوقه أو ربطسسه بسسه أو بثيسسابه‬
‫أو سريره ومسسا بيسسده مسسن عنسسان دابسسة أو مربوط ًسسا‬
‫عليها أو مربوط به أو بثيسسابه‪ ،‬قسساله الحسسارثي؛ لن‬
‫يده عليه فالظاهر أنه كالمكلف‪.‬‬
‫ويمتنع التقاطه بدون التقسساط المسسال الموجسسود‬
‫لما فيه من الحيلولة بين المال ومالكه‪.‬‬
‫‪-489-‬‬

‫وكسسذا خيمسسة ودار وجسسد فيهسسا فهسسي لسسه وجهسسل‬


‫مالكها ولم يكن فيها غيره‪ ،‬فإن كان ثم بالغ في‬
‫جميع ما تقدم فهو به أخص إضسسافة للحكسسم إلسسى‬
‫أقوى السببين‪ ،‬فإن يد الملتقط ضعيفة بالنسسسبة‬
‫إلى يد البالغ‪ ،‬وإن كان الثاني لقي ً‬
‫طا فهسسو بينهمسسا‬
‫نصفين لستواء يدهما إل أن توجد قرينة تقتضي‬
‫إختصاص أحدهما بشيء دون شسسيء فيعمسسل بهسسا‬
‫دا عنه أو مسسدفوًنا تحتسسه غيسسر‬
‫وما وجد مدفوًنا بعي ً‬
‫طري لم يكن له إعتماد على القرينة ومسسا ليسسس‬
‫ما له به فلقطه‪.‬‬ ‫محكو ً‬
‫والولى بحضانة اللقيط واجسسده؛ لنسسه وليسسه إن‬
‫كان أميًنا عدل ً لما تقدم عسسن عمسسر ‪‬؛ لن عمسسر‬
‫أقر اللقيط في يد أبي جميلة حين قال له عريفه‬
‫إنه رجل صالح ولو كان ظاهًرا لسسم تعلسسم عسسدالته‬
‫باطًنا كولية النكاح والشهادة فيه وأكثر الحكسسام‬
‫حًرا تام الحريسسة؛ لن كل مسسن القسسن والمسسدبر وأم‬
‫الولسسد والمعلسسق عتقسسه بصسسفة منسسافعه مسسستحقة‬
‫لسيده فل يصرفها في غير نفعه إل بإذنه‪.‬‬
‫وكذا المكاتب ليس له التبرع بماله ول منافعه‬
‫إلسسى بسسإذن سسسيده وكسسذا المبعسسض ل يتمكسسن مسسن‬
‫إستكمال الحضانة فسسإن أذن السسسيد لرقيقسسه أقسسر‬
‫بيده؛ لنه يصسسير كسسأن السسسيد التقطسسه واسسستعانت‬
‫برقيقه في حضانته‪.‬‬
‫‪-490-‬‬

‫قال ابن عقيل‪ :‬إن أذن له السسسيد لسسم يكسسن لسسه‬


‫الرجوع بعد ذلك وصار كما لو التقطه مكلًفسسا؛ لن‬
‫غير المكلف ل يلي أمر نفسه فل يلي أمسسر غيسسره‬
‫دا؛ لن السفيه ل ولية له على نفسه فغيره‬ ‫رشي ً‬
‫أولى‪.‬‬
‫ويجوز لمن ل يقر بيده التقاط؛ لن أخذه قربه‬
‫ل يختسسص بواحسسد دون آخسسر وعسسدم إقسسراره بيسسده‬
‫ما ل يمنع أخسسذه ابتسسداء إل الرقيسسق فليسسس لسسه‬
‫دوا ً‬
‫التقاطه إل بسسإذن سسسيده إل أن ل يعلسسم بسسه سسسواء‬
‫فعليسسه التقسساطه لتخليصسسه مسسن الهلك كسسالغرق‬
‫ويأتي‪.‬‬
‫ولواجدة المتصف بما تقدم حفظ مال اللقيسسط‬
‫بل حكم حاكم؛ لنه وليه لقول عمسسر ولسسك ولؤه‪،‬‬
‫ولنه ولي بحضانته ل من أجل قرابته منسسه أشسسبه‬
‫الحاكم‪.‬‬
‫ولواجسسده المتصسسف بمسسا تقسسدم النفسساق علسسى‬
‫اللقيط مما وجد معه بل إذن حاكم لسسوليته عليسسه‬
‫وكما لو وصي‪ ،‬ولنه من المر بالمعروف بخلف‬
‫من أودع مال ً وغسساب ولسسه ولسسد فل ويسسسن لواجسسد‬
‫اللقيسسط النفسساق علسسى اللقيسسط بسسإذن الحسساكم إن‬
‫وجد؛ لنه أبعد عسسن التهمسسة وأقطسسع مسسن المظنسسة‬
‫وخروج من الخلف وأحفظ لمسساله مسسن أن يرجسسع‬
‫عليه مما أنفسسق وينبغسسي لسسولي اللقيسسط أن ينفسسق‬
‫‪-491-‬‬

‫عليه بالمعروف كولي اليتيم‪ ،‬فإذا بلغ واختلفا هو‬


‫وواجده فسسي قسسدر مسسا أنفسسق عليسسه أو اختلفسسا فسسي‬
‫التفريط فسسي النفسساق بسسأن قسسال اللقيسسط‪ :‬أنفقسست‬
‫علي فوق المعروف‪ ،‬وأنكر واجده بأن قسسال‪ :‬بسسل‬
‫أنفقت عليك بالمعروف‪ ،‬فقسسول المنفسسق بيمينسسه؛‬
‫لنه أمين والصل براءته‪.‬‬
‫ولواجد اللقيسسط قبسسول هبسسة للقيسسط ولسسه قبسسول‬
‫وصية له وله قبول زكاة إن كسسان ممسسن نحسسل لسسه‬
‫وقبول نذر له كولي اليسستيم‪ ،‬ولن القبسسول محسسض‬
‫مصلحة فكان له بل إذن حاكم كحفظه وتربيته‪.‬‬
‫وقال »شرح القناع«‪:‬قلت‪ :‬ولعل المسسراد يجسسب‬
‫إن لم يضر باللقيط كما تقدم في الحجسسر فيمسسا إذا‬
‫وهب لليتيم رحمة أنه يجب القبسسول إن لسسم تلسسزم‬
‫نفقته وإنما عبروا باللم في مقالة من منسسع ذلسسك‬
‫وجعله للحاكم‪.‬‬
‫)‪ (37‬أحكام تتعلق باللقيط والملتقط عند‬
‫التنازع وعند عدمه‬
‫وبيان ميراثه وديته وجنايته والجناية عليه‬
‫ومن يقر بيده‬
‫ومن ل يقر بيده ما حول ذلك من مسائل‬
‫س ‪ :37‬تكلم بوضوح عن أحكام ما يلككي‪:‬‬
‫التقاط القن‪ ،‬التقاط ذمي لذمي إذا التقط‬
‫‪-492-‬‬

‫اللقيككط كككافر ومسككلم‪ ،‬إذا التقطككه مككن‬


‫البادية‪ ،‬أو صبي‪ ،‬أو التقطه في الحضر من‬
‫يريككد النقلككة‪ ،‬أو وجككد بفضككاء خككال مككن‬
‫السككككان‪ ،‬أو التقطكككه موسكككر ومعسكككر‪ ،‬أو‬
‫مقيم ومسافر‪ ،‬أو امككرأة ورجككل‪ ،‬أو ظككاهر‬
‫العدالة أو كريم مع ضدهما‪ ،‬إذا ادعى إثنككان‬
‫صفة الشركة في اللتقاط‪ ،‬ديتككه‪ ،‬وميراثككه‬
‫لمن جنايته‪ ،‬إذا ادعى رق اللقيط‪ ،‬إذا ادعاه‬
‫دعى اللقيط الكفر‪ ،‬إذا وجككد‬ ‫مالك أمة‪ ،‬إذا ا ّ‬
‫فككي دار كفككر أو فككي دار إسككلم‪ ،‬إذا دنككي‬
‫عليه؟ واذكر الدليل والتعليل و المحككترزات‬
‫والقيود والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬يجب اللتقاط على قن لم يوجد غيره؛ لنه‬
‫تخليص للقيط من الهلكة وهسسو واجسسب فسسي هسسذه‬
‫الحال لنحصاره فيه ويصسسح التقسساط ذمسسي لسسذمي‬
‫ن كَ َ‬
‫ف كُروا‬ ‫وال ّ ك ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ويقسسر بيسسده؛ لقسسوله تعسسالى‪َ  :‬‬
‫ض ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ع ٍ‬‫ول َِياءُ ب َ ْ‬
‫مأ ْ‬‫ه ْ‬
‫ض ُ‬
‫ع ُ‬
‫بَ ْ‬
‫ومحل ذلك فيما إذا عرف بعلمة أو وجسسد فسسي‬
‫بلد أهله ذمة كما تقدم‪ ،‬وإن التقط اثنسسان لقي ً‬
‫طسسا‬
‫كسسافًرا فهمسسا سسسواء لسسستوائهما فسسي اللتقسساط‬
‫وللكافر على الكافر الولية‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬المسلم أحق به؛ لنه عند المسلم ينشسأ‬
‫‪-493-‬‬

‫عن السلم ويتعلم شرائع الدين فيفوز بالسعادة‪،‬‬


‫ولن الكفالة ولية ول ولية للكافر على المسلم‪،‬‬
‫ن‬
‫ري َ‬‫ف ِ‬ ‫ه ل ِل ْ َ‬
‫كككا ِ‬ ‫ل الّلكك ُ‬
‫ع َ‬ ‫وَلن ي َ ْ‬
‫ج َ‬ ‫قال الله تعالى‪َ  :‬‬
‫س كِبيل ً ‪ ،‬ولنسسه ل يسسؤمن أن‬ ‫ن َ‬ ‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫عل َككى ال ُ‬
‫مك ْ‬ ‫َ‬
‫يفتنه عن دينه‪.‬‬
‫وهذا القول هو الذي تميل إليه النفسسس‪ ،‬واللسسه‬
‫سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫مسسا فسسي‬
‫ويقّر لقيط بيد من التقطه بالبادية مقي ً‬
‫حلسسسة –بكسسسسر الحسسساء‪ -‬وهسسسي بيسسسوت مجتمعسسسة‬
‫للستيطان؛ لنها كالقرية‪ ،‬فسسإن أهلهسسا ل يرحلسسون‬
‫عنها لطلب الماء والكل أو لم يكن في حلة لكنسسه‬
‫يريد نقسسل اللقيسسط إلسسى الحضسسر؛ لنسسه ينقلسسه مسسن‬
‫أرض البسسسؤس والشسسسقاء إلسسسى أرض الرفاهيسسسة‬
‫والدين‪ ،‬فيقر بيده‪.‬‬
‫ول يقر بيد ملتقطه إن كسسان بسسدوًيا ينتقسسل فسسي‬
‫المواضع؛ لنه إتعسساب للطفسسل بنقلسسه فيؤخسسذ مسسن‬
‫إلى من في قرية؛ لنه أرفه له وأخف عليه‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬يقر بيده‪ ،‬وهذا القسسول هسسو السسذي تميسسل‬
‫إليسسه النفسسس؛ لنسسه أرجسسى لظهسسور نسسسبه وأصسسح‬
‫لبدنه‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ول يقر بيده من وجده في الحضر فسسأراد نقلسسه‬
‫للبادية؛ لن مقامه في الحضر أصلح له في دينسسه‬
‫ودنيسساه وأرفسسه لسسه وكسسونه وجسسده فسسي الحضسسر‪،‬‬
‫‪-494-‬‬

‫فالظاهر أنه ولد فيه فبقاؤه فيسسه أرجسسى لكشسسف‬


‫نسسسبه وظهسسور أهلسه واعسسترافهم بسه‪ ،‬وقيسسل‪ :‬يقسسر‬
‫بيده‪.‬‬
‫والقول الول هو الذي تميل إليسسه النفسسس لمسسا‬
‫تقدم‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ول يقر بيد واجده مسسع فسسسقه الظسساهر أو رقسسه‬
‫لنتفاء أهليته للحضانة والوليسسة علسسى الحسسرار إل‬
‫أن يأذن له سيده‪ ،‬فإن أذن له فهو نائبه‪.‬‬
‫ول يقر بيده مدبر وأم ولد ومعلق عتقه بصفة‬
‫ومكاتب وعضه حر لقيام الرق وتقدم أو مع كفر‬
‫الواجد واللقيط مسلم لنتفاء ولية الكسسافر علسسى‬
‫المؤمن ول يؤمن فتنته في الدين‪.‬‬
‫‪-495-‬‬

‫ول يقسسر بيسسد صسسبي ومجنسسون؛ لعسسدم أهليتهسسم‬


‫للولية‪.‬‬
‫وإن التقطه حضًرا من يريد نقله إلى بلد آخسسر‬
‫لسسم يقسسر بيسسده أو التقطسسه فسسي الحضسسر مسسن يريسسد‬
‫النقلة إلى بلد آخر أو إلسسى قريسسة أو التقطسسه مسسن‬
‫يريد النقلة من حلة إلى حلسسة لسسم يقسسر بيسسده؛ لن‬
‫بقاؤه في بلده أو قريتسسه أو حلتسسه أرجسسى لكشسسف‬
‫نسبه وكالمتنقل به إلى البادية‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إذا التقطه من يريد النقلة إلى بلد آخسسر‬
‫يقر بيده؛ لن البلد كالبلد‪ ،‬وهذا القول هسسو السسذي‬
‫تميل إليه النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ومحل المنع ما لم يكن المحل الذي كسسان وجسسد‬
‫ما كغور بيسان بكسر الموحدة وبعدها‬ ‫به وبيًئا وخي ً‬
‫مثنسساة تحتيسسة ثسسم سسسين مهملسسة موضسسع بالشسسام‬
‫استعمل عمر النعمسان بسن عسدي بسن نضسلة عليسه‬
‫فبلغه عنه الشعر الذي قاله‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫بميسان يسقى من‬ ‫ومن مبلغ الحسناء أن‬
‫زجاج وحنتم‬ ‫خليلها‬
‫إذا شئت غنتني دهاقين ورقاصة تحدو على كل‬
‫مبسم‬ ‫قرية‬
‫ول تسقني ًبالصغر‬ ‫فإن كنت ندماني‬
‫دا‪ ،‬ونحسسو‬
‫فعزلسسه‪ ،‬وقسسال‪ :‬ل تعمسسل لسسي عمل أبس ً‬
‫غسسور بيسسسان مسسن الراضسسي السسوبيئة كالجحفسسة‬
‫‪-496-‬‬

‫بالحجاز‪ ،‬فإن اللقيط يقر بيد المنتقسسل عنهسسا إلسسى‬


‫البلد التي ل وباء فيها أو دونها في الوبسساء لتعيسسن‬
‫المصلحة في النقل قاله الحارثي‪.‬‬
‫وإن وجد اللقيط بفضاء خال من السكان نقله‬
‫حيث شاء‪ ،‬قاله في »الترغيب« و»التلخيسسص« إذ‬
‫ل وجه للترجيح‪.‬‬
‫ول يقر اللقيط بيد مبسسذر وإن لسسم يكسسن فاسسًقا‪،‬‬
‫قاله في »التلخيص« فإن أراد السفر به لسسم يمنسسع‬
‫للمن عليه وإن كان الملتقسسط مسسستور الحسسال لسسم‬
‫تعرف منه حقيقة عدالة ول خيانة أقر اللقيط فسسي‬
‫يسسده؛ لن حكمسسه حكسسم العسسدل فسسي لقطسسة المسسال‬
‫والوليسسة فسسي النكسساح والشسسهادة فيسسه وفسسي أكسسثر‬
‫الحكام؛ لن الصل في المسلم العدالة‪ ،‬ولسسذلك‬
‫قسسال عمسسر‪» :‬المسسسلمون عسسدول بعضسسهم علسسى‬
‫بعض«‪.‬‬
‫فإن أراد السفر بلقيطه لغير نقلسسة أقسسر بيسسده؛‬
‫لنه يقر في يسسده فسسي الحضسسر مسسن غيسسر مشسسرف‬
‫يضسسم إليسسه فأشسسبه العسسدل‪ ،‬ولن الظسساهر السسستر‬
‫والصيانة‪.‬‬
‫وحيث قلنسسا لسسم يقسسر اللقيسسط فيمسسا تقسسدم مسسن‬
‫المسائل‪ ،‬فإنما هو عدم إقراره عند وجود الولى‬
‫به من الملتقط‪ ،‬فإن لم يوجد أولى منه فإقراره‬
‫‪-497-‬‬

‫بيده أولى كيف كان لرجحانه بالسبق إليه‪.‬‬


‫ويقدم موسر ومقيم من ملتقطين للقيط مًعسسا‬
‫على ضدهما فيقدم الموسر على المعسسسر؛ لنسسه‬
‫أحط للقيط وإن التقطسسه فقيسسر وحسسده‪ ،‬فقيسسل‪ :‬ل‬
‫يقر بيد الفقيسسر؛ لنسسه ل يقسسدر علسسى حضسسانته مسسن‬
‫حيث ضسسعف المكانيسسات اللزمسسة لحيسساة الطفسسل؛‬
‫لن الغسسالب أن مسسسكن الفقيسسر ل تتسسوفر فيسسه‬
‫مسائل التهوية والسباب الوقائية والنظافسسة ومسسا‬
‫إلى ذلك‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬يقر بيده؛ لن المور تجري بقضاء الله‬
‫وقدره بضسسمانه وكفسسالته وأن اللسسه تعسسالى تكفسسل‬
‫بحفظه إذا شاء‪ ،‬وأن السباب الضرورية للحيسساة‬
‫ينشأ عليها أبناء الفقراء مألوفة عندهم ويشسسبون‬
‫عليهسسا وتبنسسى فيهسسا أجسسسامهم كسسأقوى مسسا تبنسسى‬
‫سا ومشاهدة مسسا يتمتسسع بسسه‬‫الجسام وقد رؤي ح ً‬
‫أبنسساء الفقسسراء مسسن مناعسسة ضسسد المسسراض مسسع‬
‫الكفسساف فسسي العيسسش‪ ،‬وذلسسك مسسن رعايسسة اللسسه‬
‫لخلقه‪.‬‬
‫وهسسذا القسسول هسسو السسذي تطمئن إليسسه النفسسس‪،‬‬
‫والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ويقدم المقيم علسسى المسسسافر؛ لنسسه أرفسسق بسسه‬
‫فإنه استوى الملتقطان بأن لم يتصف أحدهما بما‬
‫‪-498-‬‬

‫يكون بسسه أولسسى وتشسساحا بسسه أقسسرع بينهمسسا؛ لقسسوله‬


‫م‬
‫هكك ْ‬
‫م ُ‬
‫قل َ‬‫ن أَ ْ‬ ‫م إ ِذْ ي ُل ْ ُ‬
‫قو َ‬ ‫ه ْ‬ ‫كن َ َ‬
‫ت لدَي ْ ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫م ‪‬ولنسسه ل يمكسسن أن يكسسون‬ ‫فك ُ‬ ‫م ي َك ْ ُ‬ ‫َ‬
‫مْري َك َ‬
‫ل َ‬ ‫ه ْ‬
‫أي ّ ُ‬
‫عندهما في حالة واحدة‪.‬‬
‫مسسا أو‬
‫وإن تهايآه بسسأن جعسسل عنسسد كسسل واحسسد يو ً‬
‫أكسسثر أضسسر بالطفسسل؛ لنسسه تختلسسف عليسسه الغذيسسة‬
‫والنس واللف ول يمكن دفعه إلى أحسسدهما دون‬
‫الخر بالتحكم لتساويهما فسسي سسسبب السسستحقاق‬
‫ول يمكن أن يسسسلم إلسسى غيرهمسسا؛ لنسسه قسسد ثبسست‬
‫لهمسسا حسسق اللتقسساط فل يجسسوز إخراجسسه عنهمسسا‪،‬‬
‫فتعيسسن القسسراع بينهمسسا كالشسسريكين فسسي تعييسسن‬
‫السهام بالقسسسمة‪ ،‬وكمسسا يقسسرع بيسسن النسسساء فسسي‬
‫البداءة بالقسسسم ول ترجسسح المسسرأة فسسي اللتقسساط‬
‫كما ترجح في حضانة ولدها على أبيه؛ لنهسسا إنمسسا‬
‫رجحسست هنسساك لشسسفقتها علسسى ولسسدها وتوليهسسا‬
‫لحضسسانته بنفسسسها والب يحضسسنه بأجنبيسسة فكسسانت‬
‫أمه أحظ له وأما هاهنا فهي أجنبيسسة مسسن اللقيسسط‬
‫والرجل يحضنه بأجنبية فاستويا‪.‬‬
‫ول يقسسدم ظسساهر العدالسسة علسسى مسسستورها ول‬
‫يقدم كريم على بخيل ول يقدم بلدي على قروي‬
‫لستواء المذكورين في الهلية‪.‬‬
‫دعى كل واحد منهما‬ ‫وإن اختلف المتنازعان فا ّ‬
‫أن الذي التقطه وحده‪ ،‬فاللقيط للسسذي لسسه البينسسة‬
‫‪-499-‬‬

‫به بل نزاع سواء كان في يده أو في غيسسره عمل ً‬


‫بالبينة‪.‬‬
‫فإن أتى كل واحد ببينة نظر في تاريخ البينسستين‬
‫وقدم السابق بالتاريخ؛ لن الذي بينته متأخرة إنما‬
‫يريسسد أن يأخسسذ الحسسق ممسسن ثبسست لسسه‪ ،‬فسسإن اتفسسق‬
‫التاريسسخ أو أطلقتسسا أو أرخسست إحسسداهما وأهملسست‬
‫الخرى تعارضتا وسسسقطتا فكسسدعوى المسال فتقسسدم‬
‫بينة تاريسسخ وإن لسسم يكسسن لهمسسا بينسسة فصسساحب اليسسد‬
‫مقسسدم؛ لن اليسسد تفيسسد الملسسك فسسأولى أن تفيسسد‬
‫الختصاص فيكون اللقيط له بيمينه لحتمال صسدق‬
‫الخر‪.‬‬
‫فإن كسسان اللقيسسط بيسسديهما ول بينسسة اسسستعملت‬
‫القرعة لتسسساويهما وعسسدم المرجسسح؛ لن القرعسسة‬
‫تستعمل عند اشتباه المستحقين وعند تزاحمهسسم‬
‫وليس أحدهما أولى مسسن الخسسر‪ ،‬ول طريسسق إلسسى‬
‫اشتراكهما فسسي كفالسسة اللقيسسط فمسسن خرجسست لسسه‬
‫القرعة سلم له اللقيط بيمينه‪.‬‬
‫وإن لم تكن لمن عسسدمت بينتاهمسسا أو تعارضسستا‬
‫يد على اللقيط فوصف أحدهما بعلمسسة مسسستورة‬
‫مثل ذلسسك أن يقسسول بظهسسره أو بطنسسه أو كتفسسه أو‬
‫فخذه شامة أو جسسرح أو أثسسره أو أثسسر نسسار أو نحسسو‬
‫ذلك من العلمات المستورة فكشف فوجسسد كمسسا‬
‫ذكر قدم على من لسسم يصسسفه بسسه؛ لنسسه نسسوع مسسن‬
‫‪-500-‬‬

‫اللقطة فقدم بوصفها كلقطة المسسال‪ ،‬ولنسسه يسسدل‬


‫على سبق يده عليه‪.‬‬
‫وإن وصفاه جميًعا أقرع بينهما لنتفاء المرجسسح‬
‫لحدهما على الخر‪ ،‬وإن لسسم يكسسن لهمسسا بينسسة ول‬
‫لحسسدهما ولسسم يصسسفاه ول وصسسفه أحسسدهما ول يسسد‬
‫لهما ول لحدهما سلمه حاكم لمن يرى منهمسسا أو‬
‫مسسن غيرهمسسا؛ لنسسه ل يسسد لهمسسا ول بينسسة فاسسستويا‬
‫وغيرهما فيه كما لو لم يتنازعاه ول تخيير للقيسسط‬
‫إذ ل مسسسستند لسسسه بخلف اختيسسسار الصسسسغير أحسسسد‬
‫البوين؛ لنه يستند إلى تجربة تقسسدمت قسساله فسسي‬
‫»التلخيص«‪.‬‬
‫ومسسن أسسسقط حقسسه مسسن مختلفيسسن فسسي لقيسسط‬
‫سقط؛ لن الحق لهما‪ ،‬فكسسان لكسسل منهمسسا تركسسه‬
‫الخر كالشفيعين‪.‬‬
‫دعى أحدهما أن الخسسر أخسسذه منسسه قه سًرا‬ ‫وإن ا ّ‬
‫وسسسأل يمينسسه‪ ،‬ففسسي »الفسسروع«‪ :‬يتسسوجه يمينسسه؛‬
‫لقسسوله النسسبي ‪» :‬لسسو يعطسسى النسساس بسسدعواهم‬
‫لّدعى قسسوم دمسساء قسسوم وأمسسوالهم ولكسسن اليميسسن‬
‫دعى عليه«‪.‬‬ ‫على من ا ّ‬
‫والشسسركة فسسي اللتقسساط أن يأخسسذ الملتقطسسان‬
‫اللقيط مًعا‪.‬‬
‫ووضع اليد عليه كالخذ‪.‬‬
‫‪-501-‬‬

‫ول اعتبسسار بالقيسسام المجسسرد عسسن الخسسذ عنسسد‬


‫اللقيسسط؛ لن اللتقسساط حقيقسسة فسسي الخسسذ‪ ،‬وفسسي‬
‫معناه وضع اليد فل يوجد بدونهما‪.‬‬
‫وارث اللقيسسط إن مسسات لسسبيت المسسال ول يرثسسه‬
‫الملتقط؛ لنه إذا لم يكن رحم ول نكسساح فسسالرث‬
‫بالولء‪.‬‬
‫وديته إن قتل لبيت المال؛ لنهمسسا مسسن ميراثسسه‬
‫كسائر ماله إن لم يخلف وارًثا بفرض أو تعصيب‬
‫فإن كسسانت لسسه زوجسسة فلهسسا الربسسع والبسساقي لسسبيت‬
‫المال‪.‬‬
‫وهذا قول مالك والشافعي وأكثر أهسسل العلسسم‪،‬‬
‫واختسسار الشسسيخ تقسسي السسدين ‪ -‬رحمسسه اللسسه ‪ -‬أن‬
‫ميراث اللقيط لملتقطه‪.‬‬
‫وهذا القول هو الذي تميل النفس إليسسه يؤيسسده‬
‫ما روى أبو داود والترمذي من حسسديث واثلسسة بسسن‬
‫السسسقع مرفوعًسسا‪» :‬المسسرأة تحسسوز ثلثسسة مسسواريث‬
‫عتيقها ولقيطها وولدها الذي لعنت عليه« واللسسه‬
‫سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وإن ماتت لقيطة لها زوج فله النصف والباقي‬
‫لبيت المال‪ ،‬وإن كان له بنت أو بنت ابن أو ابسسن‬
‫بنت أخذ جميسسع المسسال؛ لن السسرد والرحسسم مقسسدم‬
‫على بيت المال‪.‬‬
‫‪-502-‬‬

‫ومحل ذلك ما لم يستلحقه ملتقطه بأن يدعي‬


‫أنه منه‪ ،‬فإن اسسستلحقه وأمكسسن كسسونه منسسه لحقسسه‬
‫وجاز وارثه‪.‬‬
‫وإذا جنى اللقيسسط جنايسسة تحملهسسا العاقلسسة بسسأن‬
‫جنى خطأ أو شبه عمد فديسسة خطئه ونحوهسسا فسسي‬
‫بيت المال؛ لن ميراثه له ونفقته عليه‪.‬‬
‫وإن جنسسى جنايسسة ل تحملهسسا العاقلسسة كالعمسسد‬
‫المحسسض وإتلف المسسال فحكمسسه فيهسسا حكسسم غيسسر‬
‫اللقيط‪ ،‬فسسإن كسسانت تسسوجب القصسساص وهسسو بسسالغ‬
‫عاقل اقتص منه مع المكافأة‪.‬‬
‫وإن كانت موجبة للمال وله مال اسسستوفي مسسا‬
‫وجب بالجناية من ماله وإل كان فسسي ذمتسسه حسستى‬
‫يوسر كسائر الديون‪.‬‬
‫ويخبر المام في قتل عمد بين أخذ الدية وبين‬
‫القصسسسسسسسسسسسسساص أيهمسسسسسسسسسسسسسا فعلسسسسسسسسسسسسسه‬
‫جاز إذا رآه أصسسلح؛ لقسسول النسسبي ‪» :‬السسسلطان‬
‫ولي من ل ولي له«‪.‬‬
‫ومعنى التخيير تفويض النظر إليسسه فسسي أصسسلح‬
‫المرين‪ ،‬فإذا ظهر الصلح لمن يكن مخيسسًرا‪ ،‬بسسل‬
‫يتعين عليه فعل ذلسسك الصسسلح ول يجسسوز العسسدول‬
‫عنه فليس التخيير هنا حقيقة وعلسسى هسسذا يقسساس‬
‫جميع ما ذكره الفقهسساء مسسن قسسولهم يخسسبر المسسام‬
‫في كذا ويخير الولي أو الوصي في كذا ونحوه‪.‬‬
‫‪-503-‬‬

‫ومتى عفا على مال أو صالح عليه كسسان لسسبيت‬


‫المال كجناية الخطأ الموجبة للمال‪.‬‬
‫وإن قطع طرف اللقيط وهو صغير أو مجنسسون‬
‫دا انتظسسر بلسسوغه ورشسسده‬ ‫حسسال كسسون القطسسع عم س ً‬
‫ليقتص أو يعفو؛ لن مستحق السسستيفاء المجنسسي‬
‫عليسسه وهسسو حينئذ ل يصسسلح للسسستيفاء فسسانتظرت‬
‫أهليته وفارق القصاص في النفس؛ لن القصاص‬
‫ليس له بل لوارثه‪.‬‬
‫والمام هو المتولي عليه فيحبس الجاني على‬
‫طرف اللقيط إلى أوان البلوغ والرشد لئل يهرب‬
‫إل أن يكون اللقيط فقيًرا عسساقل ً كسسان أو مجنوًنسسا‬
‫فيلزم المام العفو علسسى شسسيء مسسن المل يكسسون‬
‫فيسسه حسسظ اللقيسسط ينفسسق عليسه منسسه دفعًسسا لحاجسسة‬
‫النفاق‪.‬‬
‫قال في »شسسرح المنتهسسى«‪ :‬عسسن التسسسوية بيسسن‬
‫المجنسسون والعاقسسل أنسسه المسسذهب وصسسححه فسسي‬
‫»النصاف«‪ ،‬ويأتي إن شسساء اللسسه تعسسالى فسسي بسساب‬
‫إستيفاء القصاص أن لولي المجنون العفسسو؛ لنسسه ل‬
‫أمد له ينتهي إليه بخلف ولي العاقل وقطع به في‬
‫»الشرح« و»المغني« هنا وهو ظاهر مسسا قطسسع بسسه‬
‫فسسسي »الهدايسسسة« و»المسسسذهب« و»المسسسستوعب«‬
‫و»الخلصسسسة« وغيرهسسسم هنسسساك‪ ،‬وقيسسسل للمسسسام‪:‬‬
‫استيفاؤه قبل البلوغ‪.‬‬
‫‪-504-‬‬

‫وهذا القول هو الذي تميسسل إليسسه النفسسس؛ لنسسه‬


‫لم يظهر لي ما يسسدل أنسسه يلسسزم الم العفسسو علسسى‬
‫مال يكون فيه حظ للقيط ينفق عليه منه‪ ،‬واللسسه‬
‫سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وعلم مما تقدم أن اللقيط لو كان مجنوًنا غنًيا‬
‫لم يكن للمام العفو على مال بل ينتظسسر إفسساقته‬
‫وهسسو المسسذهب‪ ،‬قسساله الحسسارثي وقطسسع بسسه فسسي‬
‫»الشرح«‪.‬‬
‫وإن اّدعسسى جسسان علسسى اللقيسسط رقسسه والجنايسسة‬
‫توجب القصاص أو المال أو اّدعى قاذفه رقسسه بعسسد‬
‫بلوغه فكذبهما اللقيط‪ ،‬فالقول قوله؛ لنه محكسسوم‬
‫بحريته‪ ،‬فقبل قوله؛ لنه موافق للظاهر بدليل أنسسه‬
‫لو قذف إنساًنا وجب عليه حد الحر فللقيط طلسسب‬
‫حد القذف وإستيفاء القصاص من الجاني وإن كان‬
‫حًرا‪ ،‬وإن أوجبت الجناية مال ً طلب بمسسا يجسسب فسسي‬
‫الحر وإن صدق اللقيط قاذفه أو الجاني عليه على‬
‫كونه رقيًقا لم يجب عليسسه إل مسسا يجسسب فسسي قسسذف‬
‫الرقيق أو جنايته عليه‪.‬‬
‫دعى أجنبي رق اللقيط أو اّدعسسى إنسسسان‬ ‫وإن ا ّ‬
‫أن مجهول نسب غير اللقيسسط مملسسوكه وهسسو بيسسد‬
‫المسسدعي رقسسه صسسدق المسسدعي لدللسسة اليسسد علسسى‬
‫الملك بيمنه لمكان عدم الملسسك حيسسث كسسان دون‬
‫التمييز أو مجنوًنا ثم إذا بلغ‪ ،‬وقسسال‪ :‬أنسسا حسسر‪ ،‬لسسم‬
‫‪-505-‬‬

‫يقبسسل‪ ،‬قسساله الحسسارثي‪ ،‬وإن لسسم يكسسن اللقيسسط أو‬


‫مجهسسول النسسسب بيسسد المسسدعي فل يصسسدق؛ لن‬
‫دعواه تخالف الصل والظاهر‪.‬‬
‫ويثبت نسسسب اللقيسسط إذا دعسساه مسسع بقسساء رقسسه‬
‫لسيده ولو مع بينة بنسبة‪ ،‬قال فسسي »السسترغيب«‬
‫وغيره‪ :‬إل أن يكسسون مسسدعيه امسسرأة حسسرة فتثبسست‬
‫حريته فإن ادعى ملتقطسسه رقسسه أو ادعسساه أجنسسبي‬
‫وليسسس بيسسده لسسم يصسسدق؛ لنهسسا تخسسالف الظسساهر‬
‫بخلف دعوى النسب؛ لن دعواه يثبسست بهسسا حسسق‬
‫اللقيط ودعسسوى السسرق يثبسست بهسسا حسسق عليسسه فلسسم‬
‫تقبل بمجردها كرق غير اللقيط‪.‬‬
‫وإل يكسسن اللقيسسط بيسسد الجنسسبي المسسدعي لرقسسه‬
‫وحلف أن له بينة بيده كما لو قال‪ :‬نشهد أنسسه جسساز‬
‫فسسي ملكسسه كسسان بيسسده حكسسم لسسه باليسسد وحلسسف أن‬
‫اللقيط ملكسسه حكسسم لسسه بسسه؛ لن ثبسسوت اليسسد دليسسل‬
‫الملك‪ ،‬فقبل قوله فيسه أو شسسهدت لسه بينسسة بملسك‬
‫بأن قال أنسسه جسسار فسسي ملكسسه أو أنسسه ملكسسه أو أنسسه‬
‫مملوكه أو عبده ولو لم تذكر البينسسة سسسبب الملسسك‬
‫حكسسم لسسه بسسه كمسسا ل شسسهدا بملسسك دار أو ثسسوب أو‬
‫شهدت له بينسسة أن أمسسة المسسدعي ولسسدت اللقيسسط‬
‫بملك المدعي أو شهدت أنه قنه ولم تذكر سبب‬
‫الملك حكم لسسه بسسه؛ لن الغسسالب أنهسسا ل تلسسد فسسي‬
‫ملكه إل ملكه‪.‬‬
‫‪-506-‬‬

‫فإن شسسهدت أنسسه ابسسن أمتسسه أو أن أمتسسه ولسسدته‬


‫ولم تقل في ملكه لم يحكم له به؛ لنه يجسسوز أن‬
‫تكون ولدته قبل ملكه لها فل يكون له مسسع كسسونه‬
‫ابن أمته وكونها ولدته‪.‬‬
‫قسسال فسسي »المغنسسي«‪ :‬وإن كسانت لسسه بينسسة لسسم‬
‫يقبل فيه إل شهادة رجلين أو رجل وامرأتين‪.‬‬
‫وإن شهدت الولدة قبل فيه امسسرأة واحسسدة أو‬
‫رجل واحد؛ لنه ممسسا ل يطلسع عليسه الرجسسال فسسي‬
‫غالب الحوال‪.‬‬
‫وإن اّدعى رق اللقيط ملتقط لم يقبل منسسه إل‬
‫ببينة تشهد بملكه له أو أن أمته ولدته فسسي ملكسسه‬
‫فيحكم له به كما لو لم يكن ملتقطه‪.‬‬
‫ول تكفسسي يسسده ول بينسسة تشسسهد لسسه باليسسد؛ لن‬
‫الصسسل الحريسسة ويسسده عسسن سسسبب ل يفيسسد الملسسك‬
‫فوجودها كعدمها بخلف المال‪ ،‬فإن الصسسل فيسسه‬
‫الملك وعدم قبول دعوى الملتقط بدون بينسسة إن‬
‫أقامها بعد اعسستراف الملتقسسط أنسسه لقيسسط لجنسسايته‬
‫على نفسه بالعتراف‪.‬‬
‫وإل يعترف بأنه لقيط بسسأن ادعسسى رق اللقيسسط‬
‫ابتداء من غير تقدم اعتراف منه وأقام بينة الرق‬
‫قبل قول الملتقط وحكم له بسسه كمسسا لسسو صسسدرت‬
‫دعوى ذلك من أجنبي إذ ل فرق بينهما وإن كسسان‬
‫‪-507-‬‬

‫المسسدعى عليسسه مسسن لقيسسط ومجهسسول نسسسبه بالغًسسا‬


‫عسساق ً‬
‫ل‪ ،‬وكسسذا ممي سًزا كمسسا سسسيأتي فسسي السسدعاوي‬
‫فأنكرا أنه رقيق‪ ،‬وقال‪ :‬أنا حر‪ ،‬فالقول قوله‪ :‬أنا‬
‫حر؛ لن الصل معه‪.‬‬
‫وإن أقر برق لقيط بالغ بأن قال‪ :‬أنا ملسسك زيسسد‬
‫لسسم يقبسسل إقسسراره ولسسو لسسم يتقسسدم إقسسرار اللقيسسط‬
‫تصرف منه بنحو بيع أو شراء أو لم يتقدم إقسسراره‬
‫إصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسداق‬
‫ول نكاح أو لم يتقدمه اعتراف بحريته قبسسل ذلسسك‬
‫بأن أقر بالرق جواًبا لسسدعوى مسسدع أو أقسسر ابتسسداء‬
‫ولو صدق مقر له بالرق؛ لنه يبطل به حسسق اللسسه‬
‫تعالى في الحرية المحكوم بها فلم يصح إقسسراره‬
‫كمسسا لسسو أقسسر قبسسل ذلسسك بالحريسسة‪ ،‬ولن الطفسسل‬
‫المنبوذ ل يعلم رق نفسسسه؛ لنسسه فسسي تلسسك الحسسال‬
‫ممن ل يعقل ولم يتجدد لسسه بعسسد التقسساطه فكسسان‬
‫إقراره باط ً‬
‫ل‪.‬‬
‫فسسإن شسسهدت لمسسدعي رق اللقيسسط أو مجهسسول‬
‫النسب بينة بدعواه حكم له ببينته ونقض تصرفه‬
‫الواقع منه قبل أن يحكم به لمدع رقه؛ لنسسه بسسان‬
‫أنه قد تصرف بدون إذن سيده‪.‬‬
‫وإن أقر لقيط بالغ بكفر وقد نطسسق بإسسسلم أو‬
‫أقر به لقيسسط بسسالغ مسسسلم محكسسوم بإسسسلمه مسسن‬
‫طريق الظاهر تبًعا للدار بسسأن كسسان وجسسد فسسي دار‬
‫‪-508-‬‬

‫السلم فيها مسلم يمكسسن كسسونه منسسه فهسسو مرتسسد‬


‫حكمه حكم سائر المرتسسدين يسسستتاب ثلث ًسسا‪ ،‬فسسإن‬
‫تاب وإل قتل في الصورتين‪ ،‬أما فسسي الولسسى فبل‬
‫نزاع فسسي مسسذهب أحمسسد؛ لن إسسسلمه مسستيقن فل‬
‫يقبل إقراره بما ينافيه‪ ،‬وأما في الثانية فالصحيح‬
‫من المذهب أنه ل يقبسسل منسسه ذلسسك؛ لن لإسسسلم‬
‫وجد عرًيا من المعارض وثبت حكمه واستقر فلم‬
‫يجز إزالسسة حكمسسه بقسسوله كمسسا لسسو قسسال ذلسسك ابسسن‬
‫ل؛ لنسسه ل يعسسرف‬ ‫مسلم‪ ،‬وقوله ل دللسسة فيسسه أصس ً‬
‫في الحال من كان أبوه ول مسسا كسسان دينسسه‪ ،‬وإنمسسا‬
‫يقول ذلك من تلقاء نفسه‪.‬‬
‫فائدة‪ :‬قال أحمد في أمة نصرانية ولسسدت مسسن‬
‫صسسرانه‪،‬‬‫فجور ولدها مسلم؛ لن أبويه يّهودانه وين ّ‬
‫وهذا ليس معه إل أمه‪.‬‬
‫ومنبوذ أطفال لقيط محرر‬
‫له في بلد السلم حكم موحد‬
‫وفي بلد الكفار منهم بأجود‬
‫وقبل إن خلت منا وإل‬
‫فمهتديما لم يملك‬
‫وسيان‬
‫والذيبجحد‬
‫المسلمونحيزت‬
‫ملكوه ثم‬
‫وينفق بيت المال إن كان‬
‫عليهًزاويحوي إرثه مع تفرد‬
‫معو‬
‫فإن يتعذر منه من جاد منفًقا‬
‫‪-509-‬‬

‫على الطفل من بدو إلى‬


‫وليسبهله عكس بغير تردد‬
‫حضر‬
‫وقرره في حجر المقيم بحلة‬
‫ووجهان في ذي نقلة متشرد‬
‫‪-510-‬‬

‫دا فالمام وليه‬


‫وإن كان عم ً‬
‫بتخييره في العقل والقتل‬
‫أشهدقطع عضو منه أرجئ‬ ‫وفي‬
‫لحكمه‬
‫حلميه يقتص أو منه‬ ‫إلى‬
‫يفتدي‬
‫‪-511-‬‬

‫وفي ثالث فيما عليه أقبلن قد‬


‫وقول لقيط مسلم بعد حلمه‬
‫أنا كافر ذا ردة منه فاردد‬
‫وقيل أنفه مع جزية بشروطها‬
‫وإل فألحقه بمأمنه قد‬
‫وإن كان بالسلم قد فاه قبل‬
‫ذا‬
‫يعيه فإن لم يسلم اقتله‬
‫ترشد‬

‫)‪ (38‬بيان من يتبعه اللقيط ومن ل يتبعه‬


‫‪-512-‬‬

‫ونفقة المشتبه نسبه وحكم ما إذا وطئت‬


‫امرأة بشبهة وتعريف القائف ومتى يحتج‬
‫إليه‪ ،‬وما حول ذلك‬
‫من مسائل وأدلة وخلف وترجيح‬
‫س ‪ :38‬تكلم بوضوح عن أحكام ما يلككي‬
‫ممثل ً لمككا ل يتضككح بالتمثيككل‪ ،‬ومككن الككذي‬
‫يتبعككه اللقيككط والككذي ل يتبعككه‪ :‬إذا ادعككاه‬
‫جمع‪ ،‬إذا ألحق بإثنين ووصككي لككه أو وهككب‬
‫دعككى‬‫له‪ ،‬إذا ألحقته بككأكثر مككن إثنيككن‪ ،‬إذا ا ّ‬
‫نسبه رجل أو امرأة‪ ،‬إذا لم توجد قافه‪ ،‬إذا‬
‫اختلكف القائفان‪ ،‬إذا لككم يكككوجد إل قككائف‬
‫واحد‪ ،‬ما الذي يشترط في القائف؟ واذكككر‬
‫ها للقيككط‪ ،‬نفقككة المولككود‬ ‫مككا كككان مشككاب ً‬
‫المشتبه نسبه إذا وطئت مزوجة بزنا وأتت‬
‫بمولود أو وصى إثنان أمككة لهمككا ول قافككة‬
‫وإذا ولدت ذكر وولدت أخرى واختلفا‪ ،‬فمككا‬
‫الحكم؟‬
‫ج‪ :‬وإن أقر إنسان أن اللقيط ولسسده مسسسلم أو‬
‫ذمي يمكن كونه منه حًرا كان أو رقيًقا رجل ً كان‬
‫أو امرأة ولو كانت أمة حي ًسسا كسسان اللقيسسط أو ميت ًسسا‬
‫ألحق به؛ لنه اسسستلحاق لمجهسسول النسسسب إدعسساه‬
‫من يمكن كونه منه من غير ضسسرر فيسسه ول دافسسع‬
‫‪-513-‬‬

‫عنه ول ظاهر يرده فوجب اللحاق‪ ،‬ولنسسه محسسض‬


‫مصلحة للطفل لوجوب نفقتسسه وكسسسوته واتصسسال‬
‫نسبه فكما لو أقر له بمال‪.‬‬
‫ول تجب نفقة على العبد إذا ألحقنساه بسه؛ لنسه ل‬
‫يملك ول حضانة للعبد على من اسسستلحقه لشسسغاله‬
‫بالسيد فيضيع فل يتأهسسل للحضسسانة وإن أذن السسسيد‬
‫جاز لنتفاء مانع الشغل‪.‬‬
‫ول تجب نفقة من استلحقه العبد على السيد؛‬
‫لنه محكوم بحريته والسسسيد غيسسر نسسسيب وتكسسون‬
‫نفقته في بيت المال؛ لنه للمصالح العامة‪.‬‬
‫ول يلحق بزوج امرأة مقرة به بدون تصسسسديق‬
‫زوجهسسا؛ لن إقرارهسسا ل ينفسسذ علسسى غيرهسسا فل‬
‫يلحقه بذلك نسب ولد لم يولد على فراشه ولم‬
‫يقر به‪.‬‬
‫فإن أقامت المرأة بينة أنها ولدته على فراش‬
‫زوجها لحق به وكذلك الرجل إذا ادعى نسبه لسسم‬
‫يلحق بزوجته؛ لن إقراره ل يسري عليها‪.‬‬
‫ول يتبع اللقيط رقيًقسسا اّدعسسى نسسسبه فسسي رقسه؛‬
‫لنه ل يلزم من تبعته النسب الرق بدون بينة‪.‬‬
‫ول يتبع لقيط كافًرا اسسستلحقه فسسي كفسسر؛ لنسسه‬
‫محكوم بإسلمه فل يتسسأثر بسسدعوى الكسسافر‪ ،‬ولنسسه‬
‫‪-514-‬‬

‫مخالف للظاهر وفيه إضرار باللقيط‪.‬‬


‫ول حق للكسسافر فسسي حضسسانته؛ لنسسه ليسسس أهل ً‬
‫لكفالة مسلم ول تؤمن فتنته عن السلم‪.‬‬
‫ونفقته في بيت المال‪ ،‬وكذا الحكم لسسو وطسسئ‬
‫إثنان مسلم وكافر امسسرأة كسسافرة بشسسبهة وادعسساه‬
‫كل منهما وألحقتسسه القافسسة بالكسسافر‪ ،‬فسسإنه يلحقسسه‬
‫في النسب ول يتبعه في الدين لحتمال كونه من‬
‫المسلم‪.‬‬
‫ول يسلم اللقيسسط إلسسى مسسستلحقه إل أن يقيسسم‬
‫مستلحقه بينة تشهد أنه ولد على فراشه فيلحقه‬
‫ديًنا لثبوت أنه ولد ذميين كما لو لم يكسسن بشسسرط‬
‫استمرار أبويه على الحياة إلى بلوغه عاق ً‬
‫ل‪ ،‬فسسإن‬
‫مات أحدهما أو أسلم قبل بلوغه حكم بإسلمه‪.‬‬
‫والمجنون كالطفسسل إذا أقسسر إنسسسان أنسسه ولسسده‬
‫لحسسسسسسسسق بسسسسسسسسه إذا أمكسسسسسسسسن أن يكسسسسسسسسون‬
‫منه وكسسان مجهسسول النسسسب؛ لن قسسول المجنسسون‬
‫غير معتبر فهو كالطفل‪.‬‬
‫وكل من ثبت لحاقه بالستلحاق لو بلغ أو عقسسل‬
‫وأنكر لم يلتفت إلى قوله لنفوذ القرار عليسسه فسسي‬
‫صسسغره أو جنسسونه لمسسستند صسسحيح أشسسبه الثسسابت‬
‫بالبينة‪.‬‬
‫وإن اّدعسسى نسسسب اللقيسسط جمسسع إثنسسان فسسأكثر‬
‫سمعت؛ لن كل واحسسد لسسو انفسسرد صسسحت دعسسواه‬
‫‪-515-‬‬

‫فإذا تنازعوا تسسساووا فسسي السسدعوى ول فسسرق بيسسن‬


‫المسلم والكافر والحر والعبد‪ ،‬فإن كان لحسسدهم‬
‫بينة قدم ذوو البينة بها؛ لنها تظهر الحق وتبينه‪.‬‬
‫وإن كان في يد امرأة واّدعت نسسسبه وأقسسامت‬
‫بينة به قسسدمت علسسى امسسرأة ادعتسسه بل بينسسة؛ لن‬
‫البينة علمة واضحة على إظهار الحق‪.‬‬
‫وإن كان اللقيط المسسدعي نسسسبه فسسي يسسد أحسسد‬
‫المدعيين وأقاما بينتين قدمت بينة خارج كالمال‪،‬‬
‫فإن تساووا في البينتين بأن أقام كل منهسسم بينسسة‬
‫والطفسسل بأيسسديهم أو ليسسس بيسسد واحسسد منهسسم أو‬
‫تساووا بعدم البينة بأن لم يكن لواحد منهسسم بينسسة‬
‫بسسدعواه عسسرض اللقيسسط مسسع مسسدع موجسسود أو مسسع‬
‫أقارب المدعي على القافة‪ ،‬القافة جمسسع قسسائف‪،‬‬
‫وهو من يعرف الثار ويعرف النسان بالشسسبه ول‬
‫يختسسص ذلسسك بقبيلسسة معينسسة‪ ،‬ومسسن تكسسررت منسسه‬
‫المعرفة فهو قائف‪ ،‬قال القطامي‪:‬‬
‫كما قاف آثار الوسيقة‬ ‫كذبت عليك ل تزال‬
‫قائف‬ ‫تقوفني‬
‫وقيل‪ :‬إن السسبيت للسسسود بسسن يعفسسر‪ ،‬والقيافسسة‬
‫بالكسر‪ :‬تتبع الثر وتقوفه تتبعه‪ ،‬وأنشد ثعلب‪:‬‬
‫على الضزن أغبى‬ ‫محلي بأطواف عتاق‬
‫الضأن لو يتقوف‬ ‫يبينها‬
‫وكان إياس بن معاوية قائًفا وكذا شريح‪ :‬فسسإن‬
‫ألحقته القافة بواحد لحقه وحده؛ لحسسديث عسسروة‬
‫‪-516-‬‬

‫عسسسن عائشسسسة قسسسالت‪ :‬دخسسسل رسسسسول اللسسسه ‪‬‬


‫ذات يوم وهو مسرور تبرق أسارير وجهه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫»أي عائشة‪ ،‬ألسسم تسسر أن مجسسزًزا المسسدلجي دخسسل‬
‫دا وعليهمسسا قطيفسسة قسسد غطيسسا‬
‫فسسرأى أسسسامة وزيس ً‬
‫رأسيهما وبدت أقدامهما‪ ،‬فقال‪ :‬إن هذه القسسدام‬
‫بعضسسها مسسن بعسسض«‪ ،‬وفسسي لفسسظ‪» :‬دخسسل قسسائف‬
‫والنبي ‪ ‬شاهد وأسامة بن زيد وزيد بسسن حارثسسة‬
‫مضطجعان‪ ،‬فقال‪ :‬إن هسسذه القسسدام بعضسسها مسسن‬
‫بعض‪ ،‬فسسسر بسسذلك النسسبي ‪ ‬وأعجبسسه وأخسسبر بسسه‬
‫عائشة« متفق عليهما‪ ،‬فلول جواز العتماد علسسى‬
‫القافة لما سر به النبي ‪ ‬ول اعتمد عليسسه‪ ،‬ولن‬
‫عمر قضى به بحضرة الصحابة فلم ينكسسره منكسسر‬
‫عا‪.‬‬
‫فكان إجما ً‬
‫ويسسدل علسسى ذلسسك قسسول النسسبي ‪ ‬فسسي ولسسد‬
‫الملعنسسة‪» :‬انظروهسسا‪ ،‬فسسإن جسساءت بسسه حمسسش‬
‫الساقين كأنه وحرة‪ ،‬فل أراه إل وقد كذب عليها‪،‬‬
‫دا جمالًيسسا سسسائغ الليسستين‬
‫وإن جاءت به أكحل جع ً‬
‫خدلج الساقين فهو للسسذي رميسست بسسه« فسسأتت بسسه‬
‫علسسى النعسست المكسسروه‪ ،‬فقسسال النسسبي ‪» :‬لسسول‬
‫اليمان لكان لي ولها شأن«‪ ،‬فحكم به النسسبي ‪‬‬
‫للذي أشبهه منهما‪.‬‬
‫وقوله‪» :‬لسسول اليمسسان لكسسان لسسي ولهسسا شسسأن«‬
‫يدل علسسى أنسسه لسسم يمنعسسه مسسن العمسسل بالشسسبه إل‬
‫‪-517-‬‬

‫اليمان‪ ،‬فإن انتفى المانع يجب العمل به لوجسسود‬


‫مقتضيه‪.‬‬
‫وقوله حمش الساقين‪ :‬دقيقهما والجعسسد لئيسسم‬
‫الحسسسب ويطلسسق علسسى الكريسسم‪ ،‬قسسال كسسثير فسسي‬
‫السخاء يمدح بعض الخلفاء‪:‬‬
‫له فضل ملك في‬ ‫إلى البيض الجعد بن‬
‫البرية غالب‬ ‫عاتكة الذي‬
‫وخدلج الساقين‪ :‬ممتلئهما‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫لم يدلج الليلة فيما‬ ‫جا‬
‫إن لها سائًقا خدل ً‬
‫أدلجا‬
‫وكذلك قول النبي ‪ ‬في ابن أمة زمعسسة حيسسن‬
‫رأى به شبًها بيًنا بعتبة بن أبي وقاص‪» :‬احتجسسبي‬
‫منه يا سودة«‪ ،‬فعمل بالشبه فسسي حجسسب سسسودة‬
‫عنه‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬فالحديثان حجة عليكم إذ لسسم يحكسسم‬
‫النبي ‪ ‬بالشبه فيهما‪ ،‬بسسل ألحسسق الولسسد بزمعسسة‪،‬‬
‫وقال لعبد بن زمعة‪» :‬هو لك يسسا عبسسد بسسن زمعسسة‪،‬‬
‫الولد للفراش وللعاهر الحجر«‪ ،‬ولم يعمل شسسبه‬
‫ولسسد الملعنسسة فسسي إقامسسة الحسسد عليهسسا لشسسبهه‬
‫بالمقذوف‪.‬‬
‫قلنا إنما لم يعمل به في أمسسة ابسسن زمعسسة؛ لن‬
‫الفراش أقوى‪ ،‬وترك العمل بالبينة لمعارضسسة مسسا‬
‫هو أقوى منها ل يوجب العسسراض عنهسسا إذا خلسست‬
‫عن المعارض‪ ،‬ولذلك ترك إقامة الحد عليها مسسن‬
‫‪-518-‬‬

‫أجل إيمانها بدليل قوله‪» :‬لول اليمسسان لسسي ولهسسا‬


‫شأن« على أن ضعف الشبه فسسي إقامسسة الحسسد ل‬
‫يوجب ضعفه عن إلحاق النسب‪ ،‬فسسإن الحسسد فسسي‬
‫دا‬
‫الزنسسا ل يثبسست إل بسسأقوى البينسستين وأكثرهسسا عسسد ً‬
‫وأقوى القرار حتى يعتبر فيها تكراره أربع مرات‬
‫ويدرأ بالشبهات‪.‬‬
‫والنسسسب يثبسست بشسسهادة امسسرأة واحسسدة علسسى‬
‫الولدة ويثبت بمجرد السسدعوى ويثبسست مسسع ظهسسور‬
‫انتفائه حتى لو أن امرأة أتت بولد وزوجها غسسائب‬
‫عنها منذ عشرين سنة لحقه ولسسدها فكيسسف يحتسسج‬
‫على نفيه بعد إقامة الحد‪ ،‬ولنه حكم بظن غالب‬
‫ورأي راجح ممن هسسو أهسسل الخسسبرة‪ ،‬فجسساز كقسسول‬
‫المقومين‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬فهاهنا إذا عملتم بالقيافة فقد نفيتم‬
‫النسسسب عمسسن لسسم تلحقسسه القافسسة بسسه‪ ،‬قلنسسا‪ :‬إنمسسا‬
‫انتفى النسب هاهنا لعدم دليله؛ لنه لم يوجسسد إل‬
‫مجرد الدعوى وقد عارضها مثلها فسقط حكمها‪،‬‬
‫حسسا لحسسدهما‪ ،‬فسسانتفت دللسسة‬ ‫وكسسان الشسسبه مرج ً‬
‫الخرى فلزم إنتفاء النسب لنتفاء دليلسسه وتقسسديم‬
‫اللعان عليه ل يمنع العمسسل بسسه عنسسد عسسدمه كاليسسد‬
‫تقدم عليها البينة ويعمل بها‪.‬‬
‫وإن ألحته القافة بإثنين لحسسق نسسسبه بهمسسا لمسسا‬
‫روى سعيد عن عمر في امرأة وطئها رجلن فسسي‬
‫‪-519-‬‬

‫طهر‪ ،‬فقال‪ :‬القائف قد اشتركا فيه جميًعا فجعله‬


‫بينهما‪ ،‬وبإسناده عن الشعبي‪ ،‬قال‪ :‬وعلسسي يقسسول‬
‫هو ابنهما وهما أبواه يرثهما ويرثسسانه‪ ،‬رواه الزبيسسر‬
‫بن بكار عن عمر‪ ،‬فيرث اللقيط الملحسسق بسسأبوين‬
‫كل ً من البوين إرث ولسسد كامسسل‪ ،‬فسسإن لسسم يخلسسف‬
‫غيره ورث جميع مالهمسسا ويرثسسانه إرث أب واحسسد‪.‬‬
‫وحيث كان إلحسساقه القافسسة لقيط ًسسا بسسإثنين معتسسبًرا‬
‫فلسسو تسسزوج مسسن ألحقسست القافسسة الولسسد بسسه بنسست‬
‫المحلق الخر المفروض في مسسسألتنا‪ ،‬قيسسل فسسي‬
‫الشخص الذي تزوج قد تزوج هذا أخت ابنه لبيسسه‬
‫في النسب ل في الرضاع؛ لنها أجنبية منه‪ .‬قسسال‬
‫في »شسسرح الغايسسة«‪ :‬قسسال الخلسسوتي‪ :‬إذا ألحقتسسه‬
‫القافة بإثنين وكان لكل مسسن هسسذين الثنيسسن بنسست‬
‫وللقيط أم جاز لواحد أجنبي عنهما أن يجمع بيسسن‬
‫بنتي هذين الشخصين وأم اللقيط؛ لن كل ً منهسسن‬
‫أجنبي من الخريسسن‪ .‬ويعابسسا بهسسا‪ ،‬فيقسسال‪ :‬شسسخص‬
‫تزوج بسسأم شسسخص وأخسستيه معًسسا وأقسسر النكسساح مسسع‬
‫إسلم الجميع‪ ،‬وفي ذلك قلت ملغًزا‪:‬‬
‫يا فقيًها حوى الفضائل طرا‬
‫وتسامى على النام بعلمه‬
‫أفتنا شخص تزوج أختين‬
‫لشخص مع البناء بأمه‬
‫وأجازوا عقوده دون ريب‬
‫‪-520-‬‬

‫أو ملم في الشرع أرشد‬


‫لفهمهسسإثنين قبل لسسه الوصسسية أو‬
‫وإن وصى الملحسسق ب‬
‫وهب له قبل له الهبسسة؛ لنهمسسا بمنزلسسة أب واحسسد‪،‬‬
‫وعلى قياس ذلك سائر التصسسرفات مسسن نكسساح أو‬
‫غيره‪ ،‬قال الموضح‪ :‬وهمسسا وليسسان فسسي غيسسر ذلسسك‬
‫كنكاح وغيره‪.‬‬
‫وإن خلسسف الملحسسق بسسإثنين أحسسدهما فللمخلسسف‬
‫منهما إرث أب كامل ونسسسبه مسسع ذلسسك ثسسابت مسسن‬
‫الميت ل يزيله شسسيء كمسسا أن الجسسدة إذا انفسسردت‬
‫أخذت ما تأخذه الجداب والزوجة وحدها تأخسسذ مسسا‬
‫تأخذه الزوجات ولمي أبويه إذا مات وخلفهما مع‬
‫أم أمسسه وعاصسسب نصسسف سسسدس؛ لنهمسسا بمنزلسسة‬
‫جدة الب ولم أمه نصف السدس كما لسسو كسسانت‬
‫مع أم أب واحد‪ ،‬وكذا لو ألحقته القافة بأكثر من‬
‫إثنين فيلحق بهسسم وإن كسسثروا؛ لن المعنسسى السسذي‬
‫لجله ألحق باثنين موجود فيما زاد عليسسه فقيسساس‬
‫عليه وإذا جاز أن يخف من إثنيسسن جسساز أن يخلسسف‬
‫من أكثر‪.‬‬
‫دعسساه‬
‫ولو توقفت القافة في إلحاقه بأحد من ا ّ‬
‫أو نفته عن الخر لم يلحق بالذي توقفت به؛ لنه‬
‫دليل له‪.‬‬
‫وإن اّدعى نسبه رجل وامرأة ألحق بهما؛ لنسسه‬
‫ل تنسسافي بينهمسسا لمكسسان كسسونه منهمسسا بنكسساح أو‬
‫‪-521-‬‬

‫وطيسسء بشسسبهة فيكسسون إبنهمسسا بمجسسرد دعواهمسسا‬


‫كالنفراد‪ ،‬فإن قال الرجل‪ :‬هو ابني مسسن زوجسستي‬
‫واّدعت زوجته أنه ابنهسسا منسسه واّدعسست امسسرأة أنسسه‬
‫ابنها فهو ابنه وترجح زوجتسسه علسسى الخسسرى؛ لنسسه‬
‫زوجها أبوه فالظاهر أنها أمه‪.‬‬
‫وإن ادعت امرأة نسبه‪ ،‬فقيل‪ :‬يقبل لنها أحسسد‬
‫البوين فقبل إقرارها بالنسب كالب‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬ل يقبل؛ لنه يمكسسن إقامسسة البينسسة علسسى‬
‫ولدتسسه مسسن طريسسق المشسساهدة‪ ،‬فل يحكسسم فيهسسا‬
‫بالدعوى بخلف الب‪ ،‬فإنه ل يمكن إقامة البينسسة‬
‫على ولدته من طريسسق المشسساهدة‪ ،‬فقبلسست فيسسه‬
‫دعواه‪.‬‬
‫ولهذا إذا قال لمسسرأة إن دخلسست السسدار‪ :‬فسسأنت‬
‫طالق لم يقبل قولهسسا فسسي دخسسول السسدار إل بينسسة‪،‬‬
‫ولو قال لها‪ :‬إن حضت فسأنت طسسالق قبسسل قولهسسا‬
‫في الحيض من غير بينة فكذلك هنا‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬إن كانت فرا ً‬
‫شا لرجل لم يقبل قولها؛‬
‫لن إقرارها يتضمن إلحاق النسب بالرجل وإن لم‬
‫تكن فرا ً‬
‫شسا قبسسل؛ لنسه ل يتضسمن إلحساق النسسب‬
‫بغيرها‪.‬‬
‫وإن لم توجسسد قافسة وادعساه إثنسسان فسسأكثر ضسساع‬
‫نسبه‪ ،‬فإن وجدت ولو بعيدة ذهبوا إليها وإن نفتسسه‬
‫‪-522-‬‬

‫القافسسة عمسسن ادعيسساه أو ادعسسوه أو أشسسكل أمسسره‬


‫على القافة فلم يظهر لهم فيه شيء ضاع نسبه؛‬
‫لنه ل دليل لحدهم أشبه مسسن لسسم يسسدع نسسسبه أو‬
‫اختلف فيه قائفان فألحقه أحدهما بواحد والخسسر‬
‫بآخر أو اختلف قائفسسان اثنسسان وثلثسسة مسسن القافسسة‬
‫فأكثر بأن قال اثنسسان منهسسم هسسو ابسسن زيسسد‪ ،‬وقسسال‬
‫الباقون هو ابن عمر ضاع نسبه لتعسسارض السسدليل‬
‫ول مرجسسح لبعسسض مسسن يسسدعيه أشسسبه تعسسارض‬
‫البينتين‪.‬‬
‫ول يرجع أحدهم بذكر علمة في جسسسده؛ لنسسه‬
‫قد يطلع عليها الغير فل يحصل الثقة بذكرها‪.‬‬
‫ويؤخذ بقول قائفين اثنين خالفهما قائف ثالث‬
‫لكمسسال النصسساب إن اعتسسبر التعسسدد وإل فتعسسارض‬
‫القسسائفين يقتضسسي تسسساقطهما‪ ،‬والثسسالث خل عسسن‬
‫معارض فيعمل به كبيطارين خالفهما بيطسسار فسسي‬
‫عيب وكطبيبين خالفهمسسا طسسبيب فسسي عيسسب قسساله‬
‫في »المنتخب«‪.‬‬
‫ويثبسست النسسسب ولسسو رجعسسا بعسسد التقسسويم بسسأن‬
‫قوماه بعشرة ثم رجع إلى إثنسسي عشسسر أو ثمانيسسة‬
‫لم يقبل‪ ،‬قاله الحسسارثي‪ ،‬وينبغسسي حملسسه علسسى مسسا‬
‫بعد الحكم‪.‬‬
‫ولو رجع عن دعواه النسب مسسن ألحقتسسه قافسسة‬
‫‪-523-‬‬

‫به لم يقبل منه الرجوع؛ لنه حق عليه ومع عسسدم‬


‫إلحاق القافة به فرجع أحدهما عن دعسسواه ألحسسق‬
‫بالخر لزوال المعارض ول يضيع سبه‪.‬‬
‫ويكفي قائف واحد في إلحاق النسب لما روي‬
‫عن عمر أن استقاف المصطلقى وحده‪ ،‬وكسسذلك‬
‫ابن عباس استقاف ابن كلدة واستلحق به‪ ،‬ولنه‬
‫حكسسم فقبسسل فيسسه الواحسسد كالحسساكم وهسسو كحسساكم‬
‫فيكفي مجرد خبرة؛ لنسسه ينفسسذ مسسا يقسسوله بخلف‬
‫الشاهد‪.‬‬
‫فإن ألحقه بواحد ثسسم ألحقسسه قسسائف آخسسر بسسآخر‬
‫كان لحًقا بالول فقط؛ لن إلحاقه جسسرى مجسسرى‬
‫حكم الحاكم فل ينقض بمخالفة غيره له وكذا لسسو‬
‫ألحقه بواحد ثم عاد فألحقه بغيره‪.‬‬
‫وإن أقام آخر بينة أنه ولده حكم له به وسقط‬
‫قول القسسائف؛ لنسسه بسسدل فيسسسقط بوجسسود الصسسل‬
‫كالتيمم مع وجود الماء‪.‬‬
‫ويشترط كونه القائف ذكًرا؛ لن القيافة حكسسم‬
‫مستند النظسسر والسسستدلل فسساعتبر فيسسه السسذكورة‬
‫كالقضاء‪.‬‬
‫ثانًيسسا‪ :‬أن يكسسون عسسد ً‬
‫ل؛ لن الفاسسسق ل يقبسسل‬
‫قوله‪.‬‬
‫ثالًثا‪ :‬أن يكسسون مسسسل ً‬
‫ما مجرب ًسسا بالصسسابة؛ لنسسه‬
‫‪-524-‬‬

‫أمر علمسسي فلبسسد مسسن العلسسم بعلمسسه لسسه وذلسسك ل‬


‫يعرف بغير التجربة فيه‪.‬‬
‫قال في »المغني«‪ :‬وقد روينا أن رجل ً شريًفا‬
‫شك في ولد له مسسن جسساريته وأبسسى أن يسسستلحقه‬
‫فمر بسسه إيسساس بسسن معاويسسة فسسي المكتسسب وهسسو ل‬
‫يعرفه‪ ،‬فقال‪ :‬ادع لي أباك‪ ،‬فقال المعلسسم‪ :‬ومسسن‬
‫أبو هذا؟ قسسال‪ :‬فلن‪ ،‬قسسال‪ :‬مسسن أيسسن علمسست أنسسه‬
‫أبوه؟ قال‪ :‬هو أشبه من الغراب بسسالغراب‪ ،‬فقسسام‬
‫المعلم مسسسروًرا إلسسى أبيسسه فسسأعلمه بقسسول إيسساس‬
‫سا‪ :‬مسسن أيسسن علمسست أن‬ ‫فخرج الرجل‪ ،‬وسأل إيا ً‬
‫هذا ولدي‪ ،‬فقال‪ :‬سبحان الله‪ ،‬وهل يخفسسى ذلسسك‬
‫على أحد؟ لنه لشبه منك من الغسسراب بسسالغراب‬
‫فسر الرجل واستلحق ولده‪.‬‬
‫وإن وطئ إثنسسان امسسرأة بشسسبهة فسسي طهسسر ول‬
‫زوج لها أو وطئا أمتهما في طهر واحسسد أو وطسسئ‬
‫أجنسسبي بشسسبهة زوجسسة لخسسر أو سسسرية لخسسر هسسي‬
‫فراش لذلك الخر وهو أن يجسسدها السسواطئ علسسى‬
‫فراشه فيظنها زوجته أو أمته أو يسسدعو زوجتسسه أو‬
‫أمته في ظلمة فتجيبه زوجة آخر أو أمة الخر أو‬
‫دا أو يكسسون‬
‫جسسا فاسس ً‬
‫يتزوجها كل واحد منهما تزوي ً‬
‫دا مثسسل أن‬
‫حا والخسسر فاسسس ً‬ ‫نكسساح أحسسدهما صسسحي ً‬
‫يطلسسق رجسسل امرأتسسه فينكحهسسا آخسسر فسسي عسسدتها‬
‫ويطؤها أو يسسبيع جسساريته ويطؤهسسا المشسستري قبسسل‬
‫‪-525-‬‬

‫اسسستبرائها‪ ،‬فسسإذا وقسسع شسسيء مسسن ذلسسك المسسذكور‬


‫وأتت بولد يمكن كونه من السسواطئين‪ ،‬فسسإنه يسسرى‬
‫القافة معهما‪.‬‬
‫قال في »المحرر«‪ :‬سواء ادعياه أو جحداه أو‬
‫أحدهما وقد ثبت الفتراش ولم يدع زوج أنه مسسن‬
‫واطأ ونفقة المولد المشتبه نسبه علسسى السسواطئ‬
‫لسسستوائهما فسسي إمكسسان لحسسوق بهمسسا فسسإذا ألحسسق‬
‫بأحدهما رجع من لم يلحق به على الخسسر بنفقتسسه‬
‫لتبين أنه محل الوجوب‪.‬‬
‫ويقبسسل قسسول القسسائف فسسي غيسسر بنسسوه كسسأخوة‬
‫وعمومة وخؤولسسة؛ لحسسديث عسسروة‪ ،‬عسسن عائشسسة ‪-‬‬
‫رضسسي اللسسه عنهسسا ‪ -‬أن النسسبي ‪ ‬قسسال‪» :‬إذا عل‬
‫ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله‪ ،‬وإذا عل ماء‬
‫الرجل ماءها أشبه الولد أعمامه« ذكره الحارثي‪،‬‬
‫ول يختسسص بالعصسسبات كمسسا تقسسدم؛ لن المقصسسود‬
‫معرفة شبه المدعي للميت بشسسبه مناسسسبيه وهسسو‬
‫موجود فيما هو أعم من العصبات‪.‬‬
‫وإن وطئت مزوجة أو أمسسة بزنسسا وهسسي فسسراش‬
‫لزوج أو سسسيد وأتسست بولسسد بعسسد سسستة أشسسهر مسسن‬
‫الواطئ فالولد الذي أتت به الزوجة لزوج والذي‬
‫أتت به المة لسيد لقوة جسسانب كسسل منهسسا بكونهسسا‬
‫فرا ً‬
‫شا له وأنسسه إذا وطسسئ إثنسسان أمسسة لهمسسا وأتسست‬
‫بولد وأشكل أمره في أمتهمسسا المشسستركة بينهمسسا‬
‫‪-526-‬‬

‫ولم يدعه أحدهما ول قافة موجودة يعرض عليهسسا‬


‫أو وجد قافسسة وأشسسكل المسسر عليهسسا يلحسسق الولسسد‬
‫السسواطئين معًسسا إذ لسسو انفسسرد كسسل منهمسسا بالملسسك‬
‫للحقه؛ لنه صاحب فراش فكذلك هنا إذ ل فسسرق‬
‫وتعتق بموتهما؛ لنها أم ولدهما وبمسسوت أحسسدهما‬
‫يعتق منها قدر نصيبه‪.‬‬
‫وليس لزوج وطئت زوجته بشبهة وأتسست بولسسد‬
‫وألحق به الولسسد بإلحسساق القافسسة بسسه وهسسو يجحسسده‬
‫اللعان لنفيه؛ لن شسسرط صسسحة اللعسسان أن يكسسون‬
‫ن‬
‫مككو َ‬‫ن ي َْر ُ‬ ‫وال ّك ِ‬
‫ذي َ‬ ‫معسسه قسسذف؛ لقسسوله تعسسالى‪َ  :‬‬
‫م ‪‬وهذا ليس بقسساذف فل يصسسح اللعسسان؛‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬
‫ج ُ‬
‫وا َ‬
‫أْز َ‬
‫لعدم شرطه‪.‬‬
‫ولو ولدت امسسرأة ذك سًرا وولسسدت امسسرأة أخسسرى‬
‫أنثى‪ ،‬واختلفسسا بسسأن أّدعسست كسسل واحسسدة منهمسسا أن‬
‫السسذكر ولسسدها دون النسسثى عسسرض الولسسد أن مسسع‬
‫أميهما على قافة كرجلين فيما تقدم فليلحق كل‬
‫واحد منهما بمن ألحقته به القافسسة كمسسا لسسم يكسسن‬
‫لها ولد آخر ل يلحق الولد الواحد بأكثر من امرأة‬
‫واحدة‪ ،‬فسسإن ألحقسسه القسسائف بسسأمين سسسقط قسسوله‬
‫لستحالة ذلك‪.‬‬
‫فإن لم يوجد قائف اعتبر بسساللبن خاصسسة فلبسسن‬
‫الذكر يخالف لبن النثى في طبعسسه وزنتسسه‪ ،‬فلبسسن‬
‫الذكر أثقل من لبن النثى‪ ،‬فمن كسسان لبنهسسا لبسسن‬
‫‪-527-‬‬

‫السسذكر فهسسو ولسسدها والبنسست للخسسرى‪ ،‬وإن كسسان‬


‫الولسسدان ذكريسسن أو أنسسثيين وادعتسسا أحسسدهما تعيسسن‬
‫عرض الولد المتنازع فيه على القائف كما تقسسدم‬
‫دعى إثنان مولوًدا‪ ،‬فقال أحدهما‪ :‬هو ابنسسي‪،‬‬ ‫وإن ا ّ‬
‫وقسسال الخسسر‪ :‬هسسو بنسستي نظسسر‪ ،‬فسسإن كسسان ذكسسًرا‬
‫فلمدعيه وإن كسسان أنسسثى فلمسسدعيها سسسواء كسسانت‬
‫بينة أو ل؛ لن كل واحد منهمسسا ل يسسستحق سسسوى‬
‫ما ادعاه وإن كسسان خنسسثى مشسسكل عسسرض معهمسسا‬
‫على القافة؛ لنه ليسسس قسسول أحسسدهما أولسسى مسسن‬
‫الخر‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫من النظم مما يتعلق باللقيط‬
‫وفي نسب ألحقه حًيا‬
‫بمنًتايدعي حتى كفور وخرد‬
‫ومي‬
‫ول تتبعن في الرق أو‬
‫مدعفي فرشه‬ ‫كفرشهد‬
‫بل‬
‫بالتولدوقول الشاهدين‬
‫وقيل‬
‫بأنه كافرين أشرط‬
‫ولد‬
‫فازدد‬
‫تتبع مزوجة‬ ‫وحيينول‬
‫وعنه‬
‫وفي‬
‫مقال عن المعروفه‬
‫بعدذا أطلق كذا‬
‫الهلقيل‬
‫وقد‬
‫دعا الخر‬
‫وعن كل زوج بإ ّ‬
‫وعبد كحر والماء كحرة‬
‫إذا ادعيا في نسبة ل‬
‫‪-528-‬‬

‫وإن يتعذر قائف أو‬


‫تعارضوا‬
‫أشكل عليهم أو نفوا‬ ‫أو‬
‫عن معدد‬
‫‪-529-‬‬

‫وعن أحمد ل ب ُدّ في قول‬


‫قافةإثنين مع لفظ‬‫من‬
‫فأشهد‬
‫قائفان‬ ‫الشهادة‬
‫يتعارض‬ ‫فإن‬
‫فالثنين فاقبل حسب‬‫وثالث‬
‫ما ألحقوا‬‫أحمد‬ ‫في نص‬
‫تنقضن‬ ‫ول‬
‫ومقال إثنين‬ ‫بتحالف‬
‫طًرا‬
‫كالمتريد‬
‫‪-530-‬‬

‫ويسقط حكم القائفين‬


‫بشهدكماء مع تيمم فقد‬‫لثان‬
‫وعنه إثنتان بالولدة‬
‫إنتساب الذي أقصاه منه‬‫يثبت‬
‫فأطدينف طفل ً في يد‬‫ومن‬
‫لفراشه‬
‫بتها أن تشهد امرأة‬ ‫ومن‬
‫وقيل مقال الم يقبل‬ ‫قد‬
‫قيل ل بل من زوجة‬ ‫مطل ً‬
‫قا‬ ‫وقد‬
‫بتفرد‬
‫باب الوقف‬ ‫)‪(39‬‬
‫س ‪ :39‬ما هو الوقف؟ ومككا الصككل فيككه‬
‫وإلى أين يصرف ربعه؟ وما الذي يقصد به؟‬
‫ومككا حكمككه؟ ومككا هككي أركككانه؟ ومككا صككيغة‬
‫الوقككف؟ وهككل يصككح مككن الخككرس؟ واذكككر‬
‫أمثلة لمككا ل يتضككح إل بهككا‪ ،‬ومككا هككو صككريح‬
‫الوقف؟ وما هككي كنككايته؟ ومككا الككذي يلككزم‬
‫معها؟ وإذا قال‪ :‬تصدقت بداري علككى زيككد‪،‬‬
‫دا‪ ،‬وقككال‪:‬‬‫ثم قال‪ :‬رددت الوقككف وأنكككر زيك ً‬
‫دا أو جعلككت ملكككي‬ ‫جعلت هذا المكان مسككج ً‬
‫للمسجد‪ ،‬أو وقف؟ ومككا الككذي يلككزم معهككا؟‬
‫وإذا قككال‪ :‬تصككدقت بككداري علككى زيككد‪ ،‬ثككم‬
‫قال‪ :‬رددت الوقف؟ والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬الوقف‪ :‬مصدر وقف‪ ،‬بمعنى حبس وأحبس‪،‬‬
‫‪-531-‬‬

‫يقال‪ :‬وقفت الدار للمساكين أقفها بسسالتخفيف لغسسة‬


‫رديئة معنسساه منعسست أن تبسساع أو تسسوهب أو تسسورث‬
‫ووقف الرجل إذا قسسام ومنسسع نفسسسه مسسن المضسسي‬
‫مسسا وامتنعسست‬ ‫والذهاب ووقفت أنا ثبت مكاني قائ ً‬
‫من المشي كله بغير ألف‪ ،‬قال بشر‪:‬‬
‫نغض الطرف كالبل‬ ‫ونحن على جوانبها‬
‫القماح‬ ‫وقوف‬
‫والوقسسف ممسسا اختسسص بسسه المسسسلمون‪ ،‬قسسال‬
‫الشافعي‪ :‬لم يحبس أهل الجاهليسسة وإنمسسا حبسسس‬
‫أهل السلم‪ ،‬والصسسل فيسسه قسسوله تعسسالى‪ :‬ل َككن‬
‫ن ‪‬فإن أبا‬ ‫حّبو َ‬‫ما ت ُ ِ‬
‫م ّ‬
‫قوا ِ‬‫ف ُ‬‫حّتى ُتن ِ‬ ‫ت ََناُلوا الب ِّر َ‬
‫طلحة لما سمعها رغب فسسي وقسسف بيرحسساء وهسسي‬
‫أحب أمواله ‪ ،‬فعن أنس ‪ ‬أن أبا طلحة قال‪:‬‬
‫»يا رسول الله‪ ،‬إن الله يقول‪َ :‬لن ت ََناُلوا الب ِّر‬
‫ن ‪ ‬وإن أحسسب أمسسوالي‬ ‫حّبو َ‬
‫ما ت ُ ِ‬
‫م ّ‬
‫قوا ِ‬‫ف ُ‬ ‫حّتى ُتن ِ‬ ‫َ‬
‫إلي بيرحاء‪ ،‬وإنها صدقة لله أرجسسو برهسسا وذخرهسسا‬
‫عند الله‪ ،‬فضعها يا رسول الله حيسسث أراك اللسسه‪،‬‬
‫فقال‪» :‬بسسخ بسسخ‪ ،‬ذلسسك مسسال رابسسح مرتيسسن«‪ ،‬وقسسد‬
‫سمعت‪» :‬أرى أن تجعلها فسسي القربيسسن«‪ ،‬فقسسال‬
‫أبو طلحسسة‪ :‬أفعسسل يسسا رسسسول اللسسه‪ ،‬فقسسسمها أبسسو‬
‫طلحة في أقاربه وبني عمه« متفق عليه‪.‬‬
‫فَلككن‬ ‫ر َ‬ ‫خْيكك ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫مكك ْ‬‫عُلوا ِ‬ ‫ما ي َ ْ‬
‫ف َ‬ ‫وقال تعالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫ل‬‫قا َ‬‫مث ْ َ‬
‫ل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ع َ‬
‫من ي َ ْ‬ ‫ه ‪ ،‬وقال تعالى‪َ  :‬‬
‫ف َ‬ ‫فُرو ُ‬ ‫ي ُك ْ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬‫ها ال ّ ِ‬‫ه ‪ ،‬وقال تعالى‪َ :‬يا أي ّ َ‬ ‫خي ًْرا ي ََر ُ‬ ‫ذَّر ٍ‬
‫ة َ‬
‫‪-532-‬‬

‫د‬
‫غ ٍ‬‫ت لِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬
‫ق دّ َ‬ ‫س ّ‬
‫ف ٌ‬ ‫ول َْتنظُْر ن َ ْ‬ ‫قوا الل ّ َ‬
‫ه َ‬ ‫مُنوا ات ّ ُ‬ ‫آ َ‬
‫م‬‫ككك ْ‬‫عل ّ ُ‬‫خْيككَر ل َ َ‬
‫عُلككوا ال َ‬ ‫‪ ،‬وقسسال تعسسالى‪َ  :‬‬
‫وا ْ‬
‫ف َ‬
‫ن ‪ ‬والوقف من فعل الخير المأمور بسسه‪،‬‬ ‫حو َ‬ ‫تُ ْ‬
‫فل ِ ُ‬
‫ومن أفضل القرب المندوب إليهسسا؛ لحسسديث أبسسي‬
‫هريسسرة‪ :‬أن النسسبي ‪ ‬قسسال‪» :‬إذا مسسات النسسسان‬
‫انقطع عمله إل من ثلثة أشياء‪ :‬صدقة جاريسسة أو‬
‫علسسم ينتفسسع بسسه أو ولسسد صسسالح يسسدعو لسسه« رواه‬
‫الجماعة إل البخاري وابن مسساجه‪ ،‬وحمسسل بعضسسهم‬
‫الصدقة الجارية على بقية الخصال العشسسر السستي‬
‫ذكروا أنها ل تنقطع بموت ابسسن آدم‪ ،‬وقسسد نظمهسسا‬
‫السيوطي بقوله‪:‬‬
‫عليه من خصال غير‬ ‫إذا مات ابن آدم ليس‬
‫عشر‬ ‫يجري‬
‫وغرس النخل‬ ‫علوم بثها ودعاء نجل‬
‫والصدقات تجري‬ ‫وراثة مصحف ورباط‬
‫وحفر البئر أو إجراء نهر‬ ‫ثغري‬
‫وبيت للغريب بناه يأوي إليه أو بناء محل ذكر‬
‫فخذها من أحاديث‬ ‫وتعليم لقرآن كريم‬
‫بحصر‬

‫وفي »صحيح البخاري« من حديث عمسسرو بسسن‬


‫مسسا ول‬‫الحارث قال‪» :‬ما ترك رسول الله ‪ ‬دره ً‬
‫دا‪ ،‬ول أمسسسة‪ ،‬ول شسسسيًئا إل بغلتسسسه‬
‫دينسسساًرا ول عبسسس ً‬
‫ضسسا جعلهسسا صسسدقة«‪ ،‬وقسسال‬ ‫البيضاء‪ ،‬وسلحه‪ ،‬وأر ً‬
‫‪-533-‬‬

‫جابر‪ :‬لم يكن أحد ذو مقدرة من أصسسحاب النسسبي‬


‫‪ ‬إل وقف‪.‬‬
‫ضا مسسن أرض‬ ‫وعن ابن عمر أن عمر أصاب أر ً‬
‫ضسسا بخيسسبر‬
‫خيبر‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول اللسسه‪ ،‬أصسسبت أر ً‬
‫لم أصب مال ً قط أنفس عندي منه فما تسسأمرني‪،‬‬
‫فقسسال‪ :‬إن شسسئت حبسسست أصسسلها وتصسسدقت بهسسا‪،‬‬
‫فتصدق بها عمر على أنهسسا ل تبسساع ول تسسوهب ول‬
‫تورث في الفقراء وذوي القربسسى والرقسساب وابسسن‬
‫السسسبيل ل جنسساح علسسى مسسن وليهسسا أن يأكسسل منهسسا‬
‫بالمعروف ويطعم غير متمول‪ ،‬وفي لفظ‪» :‬غيسسر‬
‫ل« رواه الجماعة‪.‬‬ ‫متأثل ما ً‬
‫وفي حديث عمرو بسسن دينسسار قسسال فسسي صسسدقة‬
‫عمر‪» :‬ليس على السسولي جنسساح أن يأكسسل ويؤكسسل‬
‫صديًقا غير متأثل«‪ ،‬قسسال‪» :‬وكسسان ابسسن عمسسر هسسو‬
‫الذي صدقة عمر ويهدي لناس من أهل مكة كان‬
‫ينزل عليهم« أخرجه البخسساري‪ ،‬وفيسسه مسسن الفقسسه‬
‫أن من وقف شيًئا على صنف من النسساس وولسسده‬
‫منهم دخل فيه‪.‬‬
‫وعسسن عثمسسان‪» :‬أن النسسبي ‪ ‬قسسدم المدينسسة‬
‫وليس بها مسساء يسسستعذب غيسسر بئر رومسسة‪ ،‬فقسسال‪:‬‬
‫»من يشتري بئر رومة فيجعل فيها دلوه مسسع دلء‬
‫المسلمين بخير له منها فسسي الجنسسة«‪ ،‬فأشسستريتها‬
‫مسسن صسسلب مسسالي« رواه النسسسائي والترمسسذي‪،‬‬
‫وقال‪ :‬حديث حسن‪.‬‬
‫‪-534-‬‬

‫وفيه جواز إنتفاع الواقف بسسوقفه العسسام‪ ،‬وعسسن‬


‫ابسسن عمسسر قسسال‪ :‬قسسال عمسسر للنسسبي ‪ ‬أن المسسائة‬
‫السهم التي لي بخيبر لم أصيب مال ً قط أعجسسب‬
‫إلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي منهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا‬
‫قد أردت أن أتصدق بها‪ ،‬فقال النبي ‪» :‬أحبس‬
‫أصلها وسبل ثمرتها« رواه النسائي وابن ماجه‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة‪ ،‬قسسال‪ :‬قسسال رسسسول اللسسه ‪:‬‬
‫سسسا فسسي سسسبيل اللسسه إيماًنسسا‬‫»مسسن احتبسسس فر ً‬
‫واحتسسساًبا‪ ،‬فسسإن شسسبعه وروثسسه فسسي ميزانسسه يسسوم‬
‫القيامة حسنات« رواه أحمد والبخاري‪ ،‬وعنسسه ‪‬‬
‫قال‪ :‬بعث رسسسول اللسسه ‪ ‬عمسسر علسسى الصسسدقة‪،‬‬
‫فقيل‪ :‬منع ابن جميل وخالد بن الوليسسد والعبسساس‬
‫عم النبي ‪ ،‬فقسسال رسسسول اللسسه ‪» :‬مسسا ينقسسم‬
‫ابن جميل إل أن كان فقيسًرا فأغنسساه اللسسه تعسسالى‪،‬‬
‫دا فقسسد احتبسسس‬ ‫وأمسسا خالسسد فسسإنكم تظلمسسون خالس ً‬
‫أدراعسسه وأعتسساده فسسي سسسبيل اللسه‪ ،‬وأمسسا العبسساس‬
‫فهي علي ومثلها معها«‪ ،‬ثم قال‪» :‬يسسا عمسسر‪ ،‬أمسسا‬
‫علمت أن عسسم الرجسسل صسسنو أبيسسه« رواه مسسسلم‪،‬‬
‫وفي حديث سسسعد ابسسن عبسسادة‪ :‬قلسست‪ :‬يسسا رسسسول‬
‫الله‪ ،‬إن أمي ماتت فسسأي الصسسدقة أفضسسل‪ ،‬قسسال‪:‬‬
‫»الماء« فحفر بئًرا‪ ،‬وقسسال‪ :‬هسسذه لم سسسعد‪ ،‬رواه‬
‫أبو داود والنسائي‪ ،‬وكسسان ‪ ‬يرخسسص فسسي وقسسف‬
‫المنقول والمشاع‪ ،‬ويقول لمن سسسأله عسسن إباحسسة‬
‫‪-535-‬‬

‫ذلسسسك‪» :‬إن كسسسانت نخل ً أحبسسسس أصسسسلها وسسسسبل‬


‫ثمرتها«‪.‬‬
‫وعسسن ابسسن عبسساس قسسال‪ :‬أراد رسسسول اللسسه ‪‬‬
‫الحج‪ ،‬فقالت امرأة لزوجها‪ :‬أحجسستي مسسع رسسسول‬
‫اللسسه ‪‬؟ فقسسال‪ :‬مسسا عنسسدي مسسا أحجسسك‪ ،‬قسسالت‪:‬‬
‫أحجتي على جملك؟ فلن قال ذلسسك حسسبيس فسسي‬
‫سبيل الله‪ ،‬فأتى رسول الله ‪ ،‬فسسسأله‪ ،‬فقسسال‪:‬‬
‫»أما أنك لو أحججتها عليه كان في سسسبيل اللسسه«‬
‫رواه أبو داود‪.‬‬
‫والوقف‪ :‬تحبس المكلسسف الرشسسيد الحسسر مسساله‬
‫المنتفسسع بسسه مسسع بقسساء عينسسه بقطسسع تصسسرفه‪ :‬أي‬
‫إمسسساك المسسال عسسن أسسسباب التملكسسات بقطسسع‬
‫تصسسرف مسسالكه وغيسسره فسسي رقبتسسه بشسسيء مسسن‬
‫التصرفات يصرف ريع غلة المال وثمرته ونحوهسسا‬
‫بسبب تحبيسه إلى جهة بريعينها واقف‪.‬‬
‫ومعنى قولهم وتسبيل المنفعسسة‪ :‬إطلق فسسوائد‬
‫العيسسسسسسسسسن الموقوفسسسسسسسسسة مسسسسسسسسسن غلسسسسسسسسسة‬
‫وثمسسرة وغيرهسسا للجهسسة المعينسسة تقرب ًسسا إلسسى اللسسه‬
‫تعالى بأن ينوي بها القربة‪.‬‬
‫وهذا الحد لصسساحب المطلسسع وتبعسسه عليسسه فسسي‬
‫»التنقيسسح«‪ ،‬و»المنتهسسى«‪ ،‬و»القنسساع«‪ ،‬وتبعهسسم‬
‫المصنف‪ ،‬واستظهر شسسارح »المنتهسسى« أن قسسوله‬
‫تقريًبا إلى الله تعالى إنما يحتاج إلسسى ذكسسره فسسي‬
‫‪-536-‬‬

‫حد الوقف الذي يترتب عليه الثواب ل غير ذلسسك‪،‬‬


‫دا ل‬ ‫فإن النسان قد يقف ملكسسه علسسى غيسسره تسسود ً‬
‫ما‪.‬‬
‫لجل القربة ويكون وقًفا لز ً‬
‫ومن الناس من يقف عقاره على ولسسده خشسسية‬
‫على بيعه له بعد موته وإتلف ثمنه واحتيسساجه إلسسى‬
‫غيره من غير أن تخطر القربسسة ببسساله ومنهسسم مسسن‬
‫يستدين حتى يستغرق الدين ماله وهو ممسسا يصسسح‬
‫وقفه فيخشى أن يحجر عليه ويباع ماله في الدين‬
‫مسسا‬
‫فيقفه ليفوت على رب المال ويكسسون وقًفسسا لز ً‬
‫لكونه قبل الحجر عليه مطلق التصرف فسسي مسساله‬
‫لكنه أثم بذلك‪ ،‬ومنهم مسسن يقسسف علسسى مسسا ل يقسسع‬
‫دا‬
‫عليه غالًبا إل قربة كالمساكين والمسسساجد قاصسس ً‬
‫بذلك الرياء‪ ،‬فإنه يلزم ول يثاب عليه؛ لنه لم يبتسسغ‬
‫به وجه الله تعالى ففقد الشرط المعتبر‪.‬‬
‫ول يصح الوقف من نحو مكاتب ول سسسفيه ول‬
‫وقف كلب لم يعلم ول الخمر ول نحسسو المطعسسوم‬
‫والمشروب إل الماء‪ ،‬ويأتي ‪ -‬إن شاء الله تعسسالى‬
‫عُلككوا‬ ‫وا ْ‬
‫ف َ‬ ‫سسسنة؛ لقسسوله تعسسالى‪َ  :‬‬
‫‪ ، -‬فسسالوقف ّ‬
‫خي َْر ‪‬؛ ولفعله ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬وفعسسل‬ ‫ال َ‬
‫أصحابه‪.‬‬
‫وأركسسان الوقسسف‪ :‬واقسسف‪ ،‬ووقسسف‪ ،‬وموقسسوف‬
‫عليه‪ ،‬وما ينعقد به من الصيغ القولية أو الفعلية‪،‬‬
‫فيصح الوقف بإشارة مسسن أخسسرس مفهمسسة؛ لنهسسا‬
‫قائمة مقام القول من الناطق‪.‬‬
‫‪-537-‬‬

‫ويصح الوقف بفعل مع شيء دال على الوقف‬


‫عرًفا كما يحصل بسسذلك القسسول؛ لشسستراكهما فسسي‬
‫الدللة عليه كبناء هيئة مسجد مسسع إذن عسسام فسسي‬
‫الصلة فيه ولو بأذان وإقامة فيما بناه علسسى هيئة‬
‫المسجد بنفسه أو بمسسن نصسسبه؛ لسسذلك لن الذان‬
‫والقامة فيه كالذن العام في الصلة فيه‪.‬‬
‫قال الشيخ تقي الدين‪ :‬ولو نوى خلفسسه ونقلسسه‬
‫أبو طالب أن نية خلف ما دل عليه الفعل ل أثسسر‬
‫لها‪.‬‬
‫وقسسال الحسسارثي‪ :‬وليسسس يعتسسبر للذن وجسسود‬
‫صيغة‪ ،‬بل يكفي مسسا دل عليسسه مسسن فتسسح البسسواب‬
‫والتأذين أو كتابة لوح بالذان أو الوقف‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫وإن كان ما بناه على هيئة المسجد وأذن فسسي‬
‫الصلة فيه سفل بيته وينتفع بسطح البيت فيصح‬
‫ولو كان إنتفاعه به بجماع فيباع؛ لنه من النتفاع‬
‫بملكه‪.‬‬
‫دا‬‫وقال أبو حنيفسسة‪ :‬إذا جعسسل علسسو داره مسسسج ً‬
‫دون أسفلها أو أسسسفلها دون أعلهسسا ل يصسسح؛ لن‬
‫المسجد يتبعه هواه والقول الول هو الذي تميسسل‬
‫إليه النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫دا وانتفع بعلوه وسفله‬ ‫أو جعل علو البيت مسج ً‬
‫ولسسو لسسم يسسذكر اسسستطراًقا إلسسى مسسا جعلسه مسسسج ً‬
‫دا‬
‫فيصح الوقف ويستطرق إليه كما لو بسساع بيت ًسسا مسسن‬
‫داره ولو لم يذكر لسسه اسسستطراًقا فسسإنه يصسسح السسبيع‬
‫‪-538-‬‬

‫والجارة ويستطرق إليه على العادة‪.‬‬


‫أو بنى بيًتا لقضاء حاجة وتطهر ويشرعه يفتسسح‬
‫بابه إلى الطريق ويمل خابية مسساء علسسى الطريسسق‬
‫أو ينثر على الناس نثاًرا فمن فعل شيًئا من ذلك‬
‫كان تسبيل ً وإذًنا في اللتقاط وأبيح أخذه‪.‬‬
‫وكذلك دخول الحمام وإستعمال مائه من غيسسر‬
‫إذن مباح بدللة الحال‪.‬‬
‫مسسا‬
‫أو يجعل أرضه مقبرة ويأذن للناس إذن ًسسا عا ً‬
‫بالدفن فيها؛ لن الذن الخاص قد يقع علسسى غيسسر‬
‫الموقوف فل يفيد دللة الوقف‪ ،‬قاله الحارثي‪.‬‬
‫وباحتماله قوي أو يفرش نحو حصسسير كبسسساط‬
‫مسسا فسسي‬‫بمسجد ومدرسسسة ويسسأذن للنسساس إذن ًسسا عا ً‬
‫الصسسلة عليسسه‪ ،‬وكسسذلك لسسو دفعسسه لقيسسم المسسسجد‬
‫وأمره بافتراشه فيه أو خسساطه بمفسسروش بجسسانبه‬
‫فيصح ذلك ويلزم بمجرد فعله ذلك‪.‬‬
‫ويحصل الوقف بقول روايسسة واحسسدة وصسسريحة‬
‫وقفت وحبست وسبلت فمن أتى بكلمة من هذه‬
‫الثلثة صح الوقسسف؛ لعسسدم احتمسسال غيسسره بعسسرف‬
‫الستعمال المنضم إليه عرف الشرع؛ لن النسسبي‬
‫‪ ‬قسسال‪» :‬إن شسسئت حبسسست أصسسلها وسسسبلت‬
‫ثمرتها« فصارت هذه اللفاظ في الوقسسف كلفسسظ‬
‫التطليق في الطلق‪.‬‬
‫وإضافة التحبيس إلسسى الصسسل والتسسسبيل إلسسى‬
‫‪-539-‬‬

‫الثمسسرة ل يقتضسسي المغسسايرة فسسي المعنسسى‪ ،‬فسسإن‬


‫ضا على ما شرط صسسرفها إليسسه‪،‬‬ ‫الثمرة محبسة أي ً‬
‫فلو قال مالك‪ :‬حبست ثمرة نخل علسسى الفقسسراء‬
‫ما باتفاق من يرى أن التحبيس‬ ‫كان ذلك وقًفا لز ً‬
‫صريح في الوقف‪.‬‬
‫وأما الصدقة فقد سبق لها حقيقة شرعية في‬
‫غير الوقف هي أعم من الوقف فل يسسؤدي معنسساه‬
‫إل بقيد يخرجها عن المعنى العسسم‪ ،‬ولهسسذا كسسانت‬
‫ككناية فيه‪.‬‬
‫وفسسي جمسسع الشسسارع بيسسن لفظسسي التحسسبيس‬
‫والتسسسبيل تسسبيين لحالسسة البتسسداء والسسدوام‪ ،‬فسسإن‬
‫حقيقسسة الوقسسف إبتسسداء تحبيسسسه ودوام تسسسبيل‬
‫منفعته‪ ،‬ولهذا أخذ كثير من الصحاب الوقف بأنه‬
‫تحبيس الصل وتسبيل الثمرة والمنفعة‪.‬‬
‫وكناية الوقف تصدقت وحرمسست وأبسسدت لعسسدم‬
‫خلسسوص كسسل لفسسظ منهسسا عسسن الشسستراك‪ ،‬فسسإن‬
‫الصدقة تستعمل فسسي الزكسساة وهسسي ظسساهرة فسسي‬
‫صسسدقة التطسسوع والتحريسسم صسسريح فسسي الظهسسار‬
‫والتأبيد يستعمل في كل ما ُيراد تأبيده من وقف‬
‫وغيره‪.‬‬
‫فل يصح الوقف بها مجردة عمسسا يصسسرفها إليسسه‬
‫ككنايات الطلق فيسسه؛ لنهسسا لسسم يثبسست لهسسا عسسرف‬
‫لغوي ول شرعي إل بنية للوقف‪.‬‬
‫‪-540-‬‬

‫فمن أتى بكناية واعترف أنه نسسوى بهسسا الوقسسف‬


‫ما؛ لنها بالبنية صارت ظاهرة فيه‪.‬‬ ‫لزمه حك ً‬
‫وإن قال‪ :‬ما أردت بها الوقف قبسسل قسسوله؛ لن‬
‫نيتسسسسسسسسسسسسسسه ل يطلسسسسسسسسسسسسسسع عليهسسسسسسسسسسسسسسا‬
‫غيره أو قسسرن الكنايسسة فسسي اللفسسظ بأحسسد اللفسساظ‬
‫الخمسة‪.‬‬
‫وهسسسي الصسسسرائح الثلثسسسة والكنايسسسات كقسسسوله‪:‬‬
‫تصسسدقت صسسدقة موقوفسسة‪ ،‬أو تصسسدقت صسسدقة‬
‫محبسة‪ ،‬أو تصدقت صسسدقة مسسسبلة‪ ،‬أو تصسسدقت‬
‫مسسا‬
‫صسسدقة محرمسسة‪ ،‬أو يقسسول‪ :‬حرمسست كسسذا تحري ً‬
‫موقوًفا‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫ما مسبل ً‬
‫سا أو تحري ً‬
‫ما محب ً‬‫كقوله حرمته تحري ً‬
‫دا أو قسسرن الكنايسسة بحكسسم الوقسسف‪،‬‬
‫ما مؤب ً‬
‫أو تحري ً‬
‫كقسسوله‪ :‬تصسسدقت بسسه صسسدقة ل تبسساع أو صسسدقة ل‬
‫توهب أو صدقة ل تورث أو تصدقت بداري علسسى‬
‫قبيلة كذا أو على طائفة كذا أو على مسجد كذا؛‬
‫لن ذلك كله ل يستعمل في غير الوقف فسسانتفت‬
‫الشركة‪.‬‬
‫أو قسسرن الكنايسسة بحكسسم الوقسسف كسسأن يقسسول‪:‬‬
‫تصدقت بأرضي على زيد والنظر لي أيام حيسساتي‬
‫أو النظر لفلن ثم من بعده لفلن أو تصدقت بسسه‬
‫على زيد ثم بعده على ولده وعلى عمرو‪.‬‬
‫‪-541-‬‬

‫فلو قال رب دار‪ :‬تصدقت بداري على زيد‪ ،‬ثم‬


‫قال المتصدق‪ :‬أردت الوقف وأنكسسر زيسسد‪ ،‬وقسسال‪:‬‬
‫إنما هي صدقة فلي التصرف في رقبتها بما أريد‬
‫قبسسل قبسسول زيسسد ولسسم يكسسن وقًفسسا لمخالفسسة قسسول‬
‫دا يسسدعي مسسا اللفسسظ‬ ‫المتصسسدق للظسساهر؛ لن زي س ً‬
‫صسسريح فيسسه‪ ،‬والواقسسف يسسدعي مسسا هسسو كنايسسة فيسسه‬
‫فقدمت دعوى زيد‪.‬‬
‫لكن إن كان الواقف قد نوى الوقف كان وقًفا‬
‫باطًنا وحصل له ثواب الوقف‪ ،‬وبهذا يعلم الفسسرق‬
‫بيسسن تصسسدقت وغيرهسسا مسسن بقيسسة الكنايسسات السستي‬
‫ليست صريحة‪ ،‬فلو قال‪ :‬حرمت هذه الدار علسسى‬
‫زيد‪ ،‬وقال‪ :‬أردت الوقسسف وأنكسسر زيسسد لسسم يلتفسست‬
‫إلى إنكاره وتكون وقًفا‪.‬‬
‫وعند الشيخ تقي الدين لو قال إنسان‪ :‬قريتي‬
‫التي في الثغر لموالي الذين بسسه ولولدهسسم صسسح‬
‫وقًفا ونقله يعقوب بن بختان عن أحمد‪.‬‬
‫وعنسسد الشسسيخ تقسسي السسدين وغيسسره أنسسه يحصسسل‬
‫الوقف بكل ما أّدى معناه‪.‬‬
‫وهذا القول هو الذي تميل إليه النفسسس‪ ،‬واللسسه‬
‫سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫دا أو‬
‫وإذا قال واحد جعلت هسسذا المكسسان مسسسج ً‬
‫دا أو وقًفا بسسذلك‪ ،‬وإن لسسم تكمسسل‬
‫وقًفا صار مسج ً‬
‫‪-542-‬‬

‫عبارته أو قال كل واحد أو جماعة جعلسست ملكسسي‬


‫للمسجد أو في المسجد ونحسسو ذلسسك صسسح وصسسار‬
‫بذلك وقًفا للمسجد‪ ،‬قاله في »الختبارات«‪.‬‬
‫ويؤخسسذ منسسه أن الوقسسف يحصسسل بكسسل مسسا أدى‬
‫معناه وإن لم يكن من اللفاظ السابقة‪.‬‬
‫ووقسسف الهسسازل ووقسسف التلجئة إن غلسسب علسسى‬
‫الوقف جهة التحرير من جهة أنه ل يقبل الفسسسخ‬
‫فينفي أن يصح كالعتق والتلف وإن غلسسب عليسسه‬
‫شبه التمليك فيشبه الهبة والتمليك وذلك ل يصح‬
‫مسسسسن الهسسسسازل علسسسسى الصسسسسحيح‪ ،‬قسسسساله فسسسسي‬
‫»الختيارات«‪.‬‬
‫قال في »الفروع«‪ :‬فيتوجه منه الكتفاء بلفظ‬
‫يشعر المقصسسود وهسسو أظهسسر علسسى أصسسلنا فيصسسح‬
‫جعلت هذا للمسجد وفي المسسسجد ونحسسوه‪ ،‬وهسسو‬
‫ظاهر نصوصه‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫)‪ (40‬الشروط المعتبرة في الوقف وبيان‬
‫ما يصح وقفه وما ل يصح وبيان الذي يصح‬
‫منه الوقف والذي ل يصح منه‪ ،‬وما حول‬
‫ذلك من المسائل‬
‫س ‪ :40‬كككم الشككروط المعتككبرة لصككحة‬
‫الوقف؟ اذكرها بوضوح مع ذكر المحككترزات‬
‫‪-543-‬‬

‫والقيود والتفاصيل‪ ،‬ومككن الككذي يصككح منككه‬


‫الوقف والذي ل يصح منه؟ ومككا الككذي يصككح‬
‫به الوقف والككذي ل يصككح أن يقفككه؟ ومثككل‬
‫لذلك مما هككو موجككود ووضككح حكككم توقيككف‬
‫الماء واحلي وما تستحضره من المخترعات‬
‫الحديثة ممككا يصككلح للجهككاد وممككا يسككتعمل‬
‫لغير ذلك؟ واذكر الككدليل والتعليككل والخلف‬
‫والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬شسسروط الوقسسف المعتسسبرة لصسسحته سسستة‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬كون الوقف من مالك جائز التصرف وهو‬
‫المكلف الرشيد‪ ،‬فل يصح من صغير أو سسسفيه أو‬
‫مجنون كسائر تصرفاتهم المالية‪.‬‬
‫قسسال فسسي »الختبسسارات«‪ :‬ويجسسوز للنسسسان أن‬
‫يتصرف فيما في يسسده فسسي الوقسسف وغيسسره حسستى‬
‫تقسسوم بينسسة شسسرعية أنسسه ليسسس ملك ًسسا لسسه أو كسسون‬
‫الوقف ممن يقسسوم مقسسامه كسسوكيله ل السسولي‪ ،‬فل‬
‫يصح منه لعدم المصلحة للمحجور عليه فيه‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬كون الموقوف عيًنا‪ ،‬فل يصح وقف مسسا‬
‫دا ولسسو‬‫فسسي الذمسسة كقسسوله‪ :‬وقفسست داًرا أو عبسس ً‬
‫موصسسوًفا؛ لنسسه ليسسس بعيسسن معلومسسة يصسسح بيعهسسا‬
‫بخلف نحو أم الولد وأن تكون العين من العيان‬
‫عا عرًفا‪.‬‬
‫التي ينتفع بها إنتفا ً‬
‫‪-544-‬‬

‫حسسا بل ضسسرورة مقصسسودة‬‫وأن يكسسون النفسسع مبا ً‬


‫ما كإجارة وإستغلل ثمرة ونحوه مع بقائهسسا؛‬ ‫متقو ً‬
‫لن الوقف ُيراد للدوام ليكسسون صسسدقة جاريسسة ول‬
‫يوجد فيما ل تبقى عينه‪.‬‬
‫والشارة بأنه كالجارة إلى أن المنتفع به تارة‬
‫ُيراد منسسه مسسا ليسسس عين ًسسا كسسسكنى السسدار وركسسوبه‬
‫الدابة وزراعسسة الرض‪ ،‬وتسسارة ي ُسسراد منسسه حصسسول‬
‫عيسسن كسسالثمرة مسسن الشسسجر والصسسوف والسسوبر‬
‫واللبان والبيض من الحيوان‪ ،‬ولو صادف الوقف‬
‫عا مسسن العيسسن المتصسسفة بمسسا تقسسدم‬ ‫جسسزًءا مشسسا ً‬
‫كنصف أو سهم معلسسوم منهسسا؛ لحسسديث ابسسن عمسسر‬
‫قال‪ :‬المائة سهم التي بخيبر لم أصسسب مسسال ً قسسط‬
‫أعجب إلي منهسسا‪ ،‬فسسأردت أن أتصسسدق بهسا‪ ،‬فقسسال‬
‫النسسبي ‪» :‬أحبسسس أصسسلها وسسسبل ثمرتهسسا« رواه‬
‫النسائي وابن ماجه‪.‬‬
‫ما قسساله‬
‫ما من كذا سه ً‬‫ويعتبر أن يقول كذا سه ً‬
‫أحمد؛ لنه عقد يجوز على بعسسض الجملسسة مفسسرًزا‬
‫عا كسسالبيع‪ ،‬ولن الوقسسف تحسسبيس‬ ‫فجاز عليه مشسسا ً‬
‫الصل وتسبيل المنفعة وهو يحصل فسسي المشسساع‬
‫كحصوله فسسي المفسسروز ول نسسسلم إعتبسسار البعسسض‬
‫وإن سلمنا فهو يصح في الوقسسف كمسسا يصسسح فسسي‬
‫البيع‪ ،‬قال في »الفروع«‪ :‬ويتوجه أن المشاع لسسو‬
‫دا يثبت فيه حكم المسجد في الحسسال‬ ‫وقفه مسج ً‬
‫‪-545-‬‬

‫فيمنع منه نحو جنب وتتعين القسمة هنسسا لتعينهسسا‬


‫طريًقسسا للنتفسساع بسسالموقوف‪ ،‬وكسسذا ذكسسره ابسسن‬
‫الصلح‪.‬‬
‫ويصح وقف الحيوان الذي يصح بيعه كسسالفرس‬
‫علسسى الغسسزاة أو العبسسد لخدمسسة المرضسسى وأثسساث‬
‫يفرش في مسجد كسسالزوالي والبسسسط والمسسدات‬
‫ويصسسح توقيسسف قطسسار ودبابسسة للجهسساد فسسي سسسبيل‬
‫الله‪.‬‬
‫ويصح توقيف براشونات للنزول من الطائرات‬
‫ورادرات وصسسواريخ ودبابسسات للجهسساد فسسي سسسبيل‬
‫الله‪.‬‬
‫ويصسسح توقيسسف سسسيف أو مسسدفع أو رشسساش أو‬
‫طسسائرات أو سسسيارات أو دراجسسات ناريسسة أو غيسسر‬
‫نارية على الغزات في سبيل الله‪.‬‬
‫ويصح توقيسسف بنسسادق أو رصسساص علسسى الغسسزاة‬
‫في سسسبيل اللسسه‪ ،‬ويصسسح توقيسسف سسسفن ومراكسسب‬
‫وبواخر على الغزاة في سبيل الله‪ ،‬أمسسا الحيسسوان‬
‫سا‬
‫عا‪» :‬من احتبس فر ً‬ ‫فلحديث أبي هريرة مرفو ً‬
‫في سبيل الله إيماًنا واحتساًبا‪ ،‬فإن شبعه وروثسسه‬
‫في ميزان حسناته« رواه البخاري‪.‬‬
‫وأما الثاث والسسسلح؛ فلقسسوله ‪ -‬عليسسه الصسسلة‬
‫والسسسلم ‪» :-‬وأمسسا خالسسد فقسسد احتبسسس أدراعسسه‬
‫‪-546-‬‬

‫وإعتاده في سبيل الله« متفق عليه‪ ،‬وفي لفسسظ‪:‬‬


‫»وأعتده« قال الخطابي‪ :‬العتاد‪ :‬ما يعده الرجل‬
‫من مركوب وسلح وآلة الجهاد‪.‬‬
‫وقال في »النهاية«‪:‬العتاد‪:‬جمع قلة للعتاد‪ ،‬وهو‬
‫ما أعده الرجل من السلح والدواب وآلة الحسسرب‬
‫ويجمع على أعتدة‪ ،‬وما عسسدا ذلسسك مقيسسس عليسسه؛‬
‫حا مقصوًدا‪ ،‬فجسساز وقفسسه كوقسسف‬ ‫لن فيه نفًعا مبا ً‬
‫السلح‪.‬‬
‫وإن صسسادف الوقسسف داًرا ولسسم يسسذكر الواقسسف‬
‫حدودها صح إذا كانت معروفسسة وإن وقسسف عقسساًرا‬
‫مشهوًرا لم يشترط ذكر حدود‪.‬‬
‫وقال في »الفروع«‪ :‬نقل جماعة فيمن وقسسف‬
‫داًرا ولم يحسسدها‪ ،‬قسسال‪ :‬وإن لسسم يحسسدها إذا كسسانت‬
‫معروفة‪ .‬اهس‪.‬‬
‫ويصح وقف حلي على لبس ويصح وقف حلي‬
‫للعارة للعرس أو لزينة أو غير ذلسسك مسسن المسسور‬
‫المباحة؛ لما روى نافع‪» :‬أن حفصة ابتاعت حلًيسسا‬
‫بعشسسرين ألًفسسا حبسسسته علسسى نسسساء آل الخطسساب‪،‬‬
‫فكانت ل تخرج زكاته« رواه الخلل‪.‬‬
‫ول يصح أن أطلسسق واقسسف لبسسس الحلسسي‪ ،‬فلسسم‬
‫يعينه للبس ول لعارة؛ لنه ل ينتفع بسسه فسسي غيسسر‬
‫مسسا غيسسر‬
‫ذلك إل باسسستهلكه‪ ،‬ول يصسسح الوقسسف مبه ً‬
‫‪-547-‬‬

‫معين كسسوقفت أحسسد هسسذين العبسسدين؛ لن الوقسسف‬


‫نقل ملك على وجه الصدقة‪.‬‬
‫فلسسم تصسسح فسسي غيسسر معيسسن كالهبسسة فسسإن كسسان‬
‫المعين مجهول ً مثل أن يقف داًرا لسسم يرهسسا‪ ،‬قسسال‬
‫أبو العباس‪ :‬منع هذا بعيد‪.‬‬
‫وكذلك هبة أو وقف ما ل يصح بيعسسه كسسأم ولسسد‬
‫ضسسا‪ ،‬فسسإن وقسسف علسسى‬‫فل يصسسح الوقسسف عليهسسا أي ً‬
‫غيرها كعلي زيد علسسى أن ينفسسق عليهسسا منسسه مسسدة‬
‫حياته أو وقف على زيد مثل ً على أن يكون الريسسع‬
‫لم ولسسده مسسدة حيسساته صسسح الوقسسف؛ لن اسسستثناء‬
‫المنفعة لم ولد كاستثنائها لنفسه‪.‬‬
‫ضسسا وقسسف كلسسب وخنزيسسر وسسسباع‬
‫ول يصسسح أي ً‬
‫البهائم التي ل تصلح للصيد‪ ،‬وكذا جسسوارح الطيسسر‬
‫التي ل تصلح للصيد؛ لنه ل يصح بيعها‪.‬‬
‫واختار الشيخ تقي السسدين ‪-‬رحمسسه اللسسه‪ -‬صسسحة‬
‫وقف الكلسسب المعلسسم والجسسوارح المعلمسسة ومسسا ل‬
‫يقدر على تسليمه‪ ،‬وهذا القسسول هسسو السسذي تميسسل‬
‫إليه النفسسس؛ لنسسه لسسم يظهسسر لسسي مسسا يسسدل علسسى‬
‫المنع‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ول يصح وقف تلفزيون ول سينما لتحريمهمسسا‪،‬‬
‫ول يصح وقف مذياع ول مسجل للغناء ول دخسسان‬
‫ول شيش لشرب السسدخان ول أوان لمسسن يشسسرب‬
‫‪-548-‬‬

‫بها خمسًرا‪ ،‬ول بيت ًسسا ول حجسسرة لمسسن يعمسسل فيهمسسا‬


‫معصية‪.‬‬
‫ول يصسسح وقسسف آلسسة تصسسوير ول صسسور ذوات‬
‫الرواح ول مزامير ول أجراس؛ لما ورد مسسن »أن‬
‫الملئكة ل تصحب رفقة فيها كلب ول صسسورة ول‬
‫جرس«‪.‬‬
‫ول وقسسف أطبسسول وهسسي السسدماميم للغنسساء ول‬
‫مكائن وأمسسواس لحلسسق اللحسسا أو قصسسها أو الخسسذ‬
‫منها أو لتصليح التواليت أو لحلق رؤوس النساء‪،‬‬
‫ول البكمسسات والسسسطوانات وجميسسع آلت اللهسسو‬
‫والمعازف‪.‬‬
‫وليحذر النسان كل الحسسذر مسسن أن يجعسسل لهسسا‬
‫إتصال ً بثلثه أو ثلث والده أو قريبسسه أو يوقسسف مسسا‬
‫كان له من أسهم فيما يستمد منه أهل المعاصي‬
‫تنسسويًرا أو لتصسسليح آلتهسسم وملهيهسسم أو عنسسد مسسن‬
‫ينشأ عن أعمالهم صوًرا وآلت لهو ونحو ذلك‪.‬‬
‫وليحذر أن يضع ثلثه أو وصيته عند من يتعامل‬
‫بالربا فيعطيسسه مثل ً علسسى عشسسرة آلف إذا أبقاهسسا‬
‫عنده سنة ألًفا أو أكثر أو دون فهذه الزيادة ربسسا‪،‬‬
‫ق الل ّك ُ‬
‫ه الّرب َككا ‪،‬‬ ‫ح ُ‬ ‫وقد قسسال اللسسه تعسسالى‪ :‬ي َ ْ‬
‫م َ‬
‫والمرابسسي محسسارب للسسه ورسسسوله نسسسأل اللسسه أن‬
‫يعصمنا وإخواننا المسلمين من جميسسع المعاصسسي‬
‫‪-549-‬‬

‫إنه القادر على ذلك‪.‬‬


‫ول يصسسح وقسسف منفعسسة يملكهسسا كخدمسسة عبسسد‬
‫موصى له بها ومنفعة أم ولده في حياته ومنفعسسة‬
‫العين المستأجرة‪.‬‬
‫ول يصسسح أن يقسسف الحسسر نفسسسه وإن صسسحت‬
‫إجارته ول أن يقف العبد الموصى بخدمته‪.‬‬
‫ول يصح وقف نحو أرض مصر كأرض الشسسام‬
‫والعسسراق ول وقسسف مرهسسون بل إذن راهسسن؛ لن‬
‫الوقف تصرف بإزالة الملك فيما ل يصح بيعه‪.‬‬
‫فلسسو وقسسف جسسائز التصسسرف نحسسو أرض مصسسر‬
‫كأرض الشام والعراق وكل ما فتح عنسسوة ووقسسف‬
‫علسسى المسسسلمين علسسى نحسسو مسسدارس كمسسساجد‬
‫وخوانسسك وغيرهسسا إنمسسا الرض أرصسساد‪ :‬إعتسسداد‬
‫وأرصسساد الرض اعتسسدادها فكسسأنه أعسسدها لصسسرف‬
‫نمائها إلى الجهة التي عينها وإفرازها يقال‪ :‬أفرز‬
‫الشسسيء إذا عزلسسه وميسسزه وبسسابه ضسسرب فكسسأنه‬
‫أفرزها عن ملكه‪.‬‬
‫ووقف الرض مساجد يكتفي في ثبسسوت وقفسسه‬
‫لها بناء المسجدية بصورة المسجد كبناء محراب‬
‫دا‪ ،‬فإذا‬
‫ضا بتسميته مسج ً‬
‫أو منبر ويكتفي بذلك أي ً‬
‫زالت تلك الصور بانهدامها وتعطل منافعها عادت‬
‫الرض إلى حكمها الصلي‪ ،‬من جواز لبسسث جنسسب‬
‫‪-550-‬‬

‫فيها وعدم صحة إعتكاف لزوال حكم المسسسجدية‬


‫عنها وعودها إلى الحكم السسذي كسسانت عليسسه قبسسل‬
‫ذلك إذ هي وقف المام عمر ‪ ‬على المسلمين‬
‫ولم يقسمها بينهم‪ ،‬كما وصل إلينسسا ذلسسك بسسالتواتر‬
‫والوقسسف ل يوقسسف فلسسذلك جعسسل وقفهسسا مجسسرد‬
‫إرصاد وإفراز وموافق للقواعد‪.‬‬
‫مسسا‬
‫ول يصح وقف ما ل ينتفسسع بسسه مسسع بقسسائه دائ ً‬
‫غير ماء فيصح وقفه‪.‬‬
‫قال في »الفائق«‪:‬‬
‫ويجوز وقسسف المسساء‪ ،‬قسسال الفضسسل‪ :‬سسسألته عسسن‬
‫وقسسسسسسف المسسسسسساء‪ ،‬فقسسسسسسال‪ :‬إن كسسسسسسن شسسسسسسيًئا‬
‫‪-551-‬‬

‫إسسستخاروه بينهسسم‪ ،‬قسسال الحسسارثي‪ :‬هسسذا النسسص‬


‫يقتضي تصحيح الوقف لنفسسس المسساء كمسسا يفعلسسه‬
‫أهل دمشق يقسسف أحسسدهم حصسسته أو بعضسسها مسسن‬
‫ماء النهر‪.‬‬
‫وهسسو مشسسكل مسسن وجهيسسن‪ :‬أحككدهما‪ :‬إثبسسات‬
‫الوقف فيما لم يملكه بعد فإن الماء يتجدد شسسيًئا‬
‫فشيًئا‪ ،‬الثاني‪ :‬ذهاب العين بالنتفاع‪ ،‬ولكسسن قسسد‬
‫يقال‪ :‬بقاء مادة الحصول من غير تأثيره بالنتفاع‬
‫يتنزل منزلة بقاء أصل العين مع النتفاع ويؤيسسده‬
‫هسسذا صسسحة وقسسف السسبئر‪ ،‬فسسإن الوقسسف وارد علسسى‬
‫المجمسسوع المسساء والحفيسسرة‪ ،‬فالمسساء أصسسل فسسي‬
‫الوقف‪ ،‬وهو المقصود من البئر ثم ل أثر لسسذهاب‬
‫الماء بالستعمال لتجدد بدله فهنا كذلك‪.‬‬
‫فيجوز وقف الماء لذلك‪ ،‬كمطعسسوم ومشسسموم‬
‫يسسسرع فسسساده؛ لنسسه ل ينتفسسع بسسه مسسع بقسساء عينسسه‬
‫بخلف ند وصندل وقطع كافور فيصح وقفه لشم‬
‫مريض وغيسسره لبقسسائه مسسع النتفسساع‪ ،‬وقسسد صسسحت‬
‫إجسسسارته لسسسذلك فصسسسح وقفسسسه واسسسستظهر فسسسي‬
‫»النصسساف«‪ :‬أن هسسذا مسسن المتفسسق علسسى صسسحته‬
‫لوجود شروط الوقف فيه‪.‬‬
‫ول يصسسح وقسسف دهسسن علسسى مسسسجد ول وقسسف‬
‫شسسمع كسسذلك ول وقسسف الريحسسان ليشسسمه أهسسل‬
‫‪-552-‬‬

‫المسجد لما تقدم‪.‬‬


‫وقيسسل‪ :‬يجسسوز ذلسسك ويصسسح وقفهسسا‪ ،‬قسسال فسسي‬
‫»النصاف«‪ :‬وقال الشيخ تقي الدين‪ :‬لسسو تصسسدق‬
‫بسسدهن مسسسجد ليوقسسد فيسسه جسساز‪ ،‬وهسسو مسسن بسساب‬
‫الوقف وتسميته وقًفا بمعنى أنه وقف على تلسسك‬
‫الجهة ل ينتفع به فسسي غيرهسسا ل تأبسساه اللغسسة وهسسو‬
‫جار في الشرع‪.‬‬
‫ضا‪ :‬يصح وقسسف الريحسسان ليشسسمه أهسسل‬ ‫وقال أي ً‬
‫المسسسجد‪ ،‬وقسسال‪ :‬وطيسسب الكعبسسة حكمسسه حكسسم‬
‫كسوتها‪ ،‬قال في »النصاف«‪ :‬فعلم أن التطيسسب‬
‫منفعة مقصودة‪ ،‬لكسسن قسسد تطسسول مسسدة التطيسسب‪،‬‬
‫وقد تقصر ول أثر لذلك‪.‬‬
‫وهذا القول هو الذي تميل إليه النفسسس‪ ،‬واللسسه‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وكسسذا يجسسوز وقسسف لنبسسات وأكسسواع ونجفسسات‬
‫ومراوح وكنديشات لنفع المسلمين‪.‬‬
‫ول يصح وقف أثمان ولو لتحسسل ووزن كقنسسديل‬
‫على مسجد وحلقة من نقد ذهب أو فضة تجعسسل‬
‫في باب المسجد فل يصح وقف شيء مسسن ذلسسك‬
‫علسسى المسسسجد‪ ،‬كمسسا ل يصسسح وقسسف السسدراهم‬
‫والدنانير لينتفسسع باقتراضسسها؛ لن الوقسسف تحسسبيس‬
‫الصل وتسبيل المنفعة‪.‬‬
‫‪-553-‬‬

‫قال في »الفائق«‪ :‬وعنه يصح وقسسف السسدراهم‬


‫فينتفسسع بهسسا فسسي القسسرض ونحسسوه‪ ،‬اختسساره شسسيخنا‬
‫يعني به الشيخ تقي الدين ‪ -‬رحمه اللسسه ‪ ،-‬وقسسال‬
‫فسسي »الختيسسارات«‪ :‬ولسسو وقسسف السسدراهم علسسى‬
‫دا‪ ،‬وهسسذا القسسول‬‫المحتاجين لم يكن جواز هذا بعي ً‬
‫هو الذي تميل إليه النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وقيسسل‪ :‬يصسسح وقسسف الثمسسان للتحلسسي والسسوزن‬
‫سا على الجارة‪ ،‬ويسسستثنى منسسه مسسا لسسو وقسسف‬ ‫قيا ً‬
‫سا بسرج ولجام مفضين‪ ،‬فسسإنه يصسسح ويسسدخل‬ ‫فر ً‬
‫تبًعا‪ ،‬وهذا القسسول هسسو السسذي تميسسل إليسسه النفسسس‪،‬‬
‫والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وما ل ينتفع به إل في التلف ل يصح فيه ذلك‬
‫فيزكي النقسسد ربسسه لبقسساء ملكسسه عليسسه‪ ،‬ولمسسا كسسان‬
‫واقف الثمان يصح في بعض الصور على سسسبيل‬
‫التبعية أشار إلى ذلك بقوله إل إذا وقف الثمسسان‬
‫تبًعا كوقف فرس فسسي سسسبيل اللسسه تعسسالى بلجسسام‬
‫وسرج مفضضين‪ ،‬فيصح الوقف في الكسسل فتبسساع‬
‫الفضة؛ لنها ل ينتفع بها ويصرف ثمنها في وقسسف‬
‫مثله‪.‬‬
‫قال المام أحمد فيمن وصسسى بفسسرس وسسسرج‬
‫ولجام مفضض يوقف في سبيل الله‪ :‬فهسسو علسسى‬
‫ما وقف ووصي‪ ،‬وإن بيعسست الفضسسة مسسن السسسرج‬
‫‪-554-‬‬

‫واللجام وجعل ثمسسن ذلسسك فسسي وقسسف مثلسسه‪ ،‬فهسسو‬


‫أحب لي؛ لن الفضة ل ينتفع بهسسا ولعلسسه يشسستري‬
‫بتلك الفضة سرج ولجام فيكون أنفع للمسلمين‪،‬‬
‫قيل‪ :‬فتباع وتجعل في نفقته‪.‬‬
‫قال في »المغني«‪ :‬فأبسساح أن يشسستري بفضسسة‬
‫ما؛ لنهسسا صسسرفها فسسي‬ ‫جا ولجا ً‬
‫السرج واللجام سر ً‬
‫جنس ما كانت عليه حين لم ينتفع بها فيه فأشبه‬
‫الفسسرس الحسسبيس إذا عطسسب فلسسم ينتفسسع بسسه فسسي‬
‫الجهاد جاز بيعه وصرف ثمنه في مثله ولسسم يجسسز‬
‫إنفاقها على الفسسرس؛ لنسسه صسسرف لهسسا إلسسى غيسسر‬
‫جهتها ول تصرف في نفقة الفسسرس‪ ،‬وقيسسل‪ :‬يبسساع‬
‫ذلك وينفق عليه‪ ،‬وهذا القول هو الذي تميل إليه‬
‫النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ومثل ما تقدم وقف دار بقناديل نقد من ذهب‬
‫أو فضسسة علسسى جهسسة بسسر‪ ،‬فإنهسسا تبسساع القناديسسل‬
‫ويشسسستري بثمنهسسسا داًرا أو حانوًتسسسا يكسسسون وقًفسسسا‬
‫وتصرف غلة ذلك إلى الجهة التي عينهسسا الواقسسف‬
‫ما لم تكن الدار محتاجسسة لعمسسارة أو إصسسلح ولسسم‬
‫يكن في الوقف ما يصسسرف منسسه فتبسساع ويصسسرف‬
‫ثمنها فسسي ذلسسك لسسدعاء الحاجسسة إليسسه ولجسسواز بيسسع‬
‫بعض الوقف لصلح باقيه عند الحتياج إليه فهذا‬
‫أولى‪.‬‬
‫الشسسرط الثسسالث‪ :‬كسسون الوقسسف علسسى بسسر وهسسو‬
‫‪-555-‬‬

‫إسسسم جسسامع للخيسسر وأصسسله الطاعسسة للسسه تعسسالى‬


‫واشسسستراط معنسسسى القربسسسة فسسسي الصسسسرف إلسسسى‬
‫الموقوف عليه؛ لن الوقف قربة وصسسدقة‪ ،‬فلبسسد‬
‫من وجودها فيما لجله الوقف سواء كان الوقسسف‬
‫من مسلم أو ذمي؛ لن ما ل يصسسح مسسن المسسسلم‬
‫الوقف عليه ل يصسسح مسسن السسذمي كسسالوقف علسسى‬
‫غير معين‪.‬‬
‫قال أحمد في نصارى وقفوا على البيعة وماتوا‬
‫ولهم أبناء نصارى فأسلموا والضياع بيد النصارى‪:‬‬
‫فلهم أخذها وللمسلمين عونهم حتى يستخرجوها‬
‫مسسن أيسسديهم‪ ،‬ل يقسسال مسسا عقسسده أهسسل الكتسساب‬
‫وتقابضسسسسسسسسسسسسسوه ثسسسسسسسسسسسسسم أسسسسسسسسسسسسسسلموا‬
‫وترافعوا إلينا ل ينقسسض؛ لن الوقسسف ليسسس بعقسسد‬
‫معاوضة وإنما هو إزالة ملك عن الموقوف علسسى‬
‫حا لم يسسزل الملسسك‬ ‫وجه القربة‪ ،‬فغذا لم يقع صحي ً‬
‫فيبقى بحاله كالعتق‪.‬‬
‫والقربسسة قسسد تكسسون علسسى الدمسسي كسسالفقراء‬
‫والمساكين والغزاة والمتعلمين‪ ،‬وقد تكون علسسى‬
‫غير آدمي كالحج والغزو والسقاية التي يتخذ فيها‬
‫الشراب في المواسسسم وغيرهسسا وإصسسلح الطسسرق‬
‫والمسسسساجد والقنسسساطر والمقسسسابر والمسسسدارس‬
‫والبيمارسسستانات‪ ،‬وإن كسسانت منافعهسسا تعسسود علسسى‬
‫الدمي فيتصرف في مصالحها عند الطلق‪.‬‬
‫‪-556-‬‬

‫ومن النوع الول القارب فيصح الوقسسف علسسى‬


‫القريب؛ لنه شرع لتحصيل الثواب‪ ،‬فإذا لم يكن‬
‫على بر لم يحصل مقصوده الذي شرع لجله‪.‬‬
‫قلت‪ :‬بل يستحب الوقف على القريب؛ لقوله‬
‫‪ ‬لبسسسي طلحسسسة وإنسسسي أرى أن تجعلهسسسا فسسسي‬
‫القربين‪ ،‬فقال أبو طلحة‪» :‬أفعل يا رسول الله‪،‬‬
‫فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبتي عمه« متفسسق‬
‫عليه‪.‬‬
‫وكتب عمر بسسن الخطسساب ‪ :‬صسسدقة للسسسائل‬
‫والمحروم والضيف ولذي القربى وابسسن السسسبيل‪،‬‬
‫وفي سبيل الله‪ ،‬وكتب علسسي –كسسرم اللسسه وجهسسه‪-‬‬
‫بصسسدقته ابتغسساء مرضسساة اللسسه ليسسولجني الجنسسة‪،‬‬
‫ويصرف النار عن وجهي ويصرفني عن النار فسسي‬
‫سبيل الله‪ ،‬وذي الرحم والقريب والبعيسسد ل يبسساح‬
‫ول يورث‪ ،‬وكتبت فاطمة ‪ -‬رضي الله عنها ‪ -‬بنت‬
‫رسول الله ‪ ‬لنساء رسول الله ‪ ‬وفقراء بنسسي‬
‫هاشم وبني المطلب‪.‬‬
‫ويصح علسسى مسسا فيسسه قربسسة كسسالربط والخانسسات‬
‫لبنسساء السسسبيل وكتسسب العلسسم النسسافع كالحسسديث‬
‫والتفسير والفقه والتوحيسسد والفسسرائض والعربيسسة‪،‬‬
‫فل يصح الوقف على تعليم شسسعر مبسساح ول علسسى‬
‫مكسسسسسسسروه كتعليسسسسسسسم منطسسسسسسسق لنتفسسسسسسساء‬
‫القربة ول على معصية‪ ،‬وتأتي أمثلته لما فيه من‬
‫‪-557-‬‬

‫المعونة عليها‪.‬‬
‫ويصح الوقف من مسلم على ذمي معين؛ لما‬
‫روي أن صفية بنسست حيسسي زوج النسسبي ‪ ‬وقفسست‬
‫على أخ لها يهسسودي‪ ،‬ولنسسه موضسسع للقربسسة لجسسواز‬
‫الصدقة عليه‪ ،‬ولسسو كسسان السسذمي الموقسسوف عليسسه‬
‫أجنبًيا من الواقف؛ لنه تجوز صلته‪.‬‬
‫وفي »النتصار«‪ :‬لو نسسذر الصسسدقة علسسى ذميسسة‬
‫لزمه كعكسه كمسسا يصسسح مسسن ذمسسي علسسى مسسسلم‬
‫معين أو طائفة‪ ،‬وكالفقراء والمسسساكين ويسسستمر‬
‫الوقف إذا أسلم بطريسسق الولسسى كمسسا عسسدم هسسذا‬
‫الشرط ويلغو شرط الواقسسف إسسستحقاقه مسسا دام‬
‫كذلك ذمًيا لئل يخرج الوقف عن كونه قربة‪.‬‬
‫ومثل ذلك ما لو وقسسف علسسى زيسسد مسسا دام زيسسد‬
‫غنًيا أو على فلنة ما دامت متزوجة‪.‬‬
‫ول يصسسح الوقسسف علسسى كنسسائس جمسسع كنيسسسة‬
‫متعبسسد اليهسسود والنصسسارى أو الكفسسار‪ ،‬قسساله فسسي‬
‫»القاموس«‪ :‬ول يصح على بيوت نار أو على بيع‬
‫جمع بيعة بكسر البسساء الموحسسدة متعب ّسسد النصسسارى‬
‫ونحوهسسسا كسسسديور وصسسسوامع ورهبسسسان ومصسسسالحها‬
‫كقناديلها وفرشها ووقودها وسدنتها؛ لنسسه معونسسة‬
‫على معصية ولو كان الوقسسف علسسى مسسا ذكسسر مسسن‬
‫ذمي‪ ،‬فل يصح لما تقدم مسسن أن مسسا ل يصسسح مسسن‬
‫‪-558-‬‬

‫المسلم ل يصح من الذمي‪.‬‬


‫قسسال فسسي أحكسسام أهسسل الذمسسة‪ ،‬وللمسسام أن‬
‫يستولي على كل وقف ُوقف على كنيسة أو بيت‬
‫نار أو بيعة ويجعلها على جهة قربات‪.‬‬
‫ويصح الوقف على المسسار بهسسا مسسن المسسسلمين‬
‫لجسسواز الصسسدقة علسسى المجتسسازين وصسسلحيتهم‬
‫للقربة‪.‬‬
‫ول يصسسح الوقسسف علسسى ذمسسي فقسسط قسسدمه فسسي‬
‫»الفروع«‪ ،‬ول يصح الوقف على الفساق ول علسسى‬
‫قطاع الطريق ول على المغاني وكل المحرمسسات‬
‫ول على المسارح ول على لعبي الكرة لم ينشسسأ‬
‫عنها مسسن إضسساعة صسسلة وكلم فسساحش مسسن لعسسن‬
‫وقسسذف وأضسسرار بدنيسسة‪ ،‬ول يصسسح علسسى المجلت‬
‫السستي يجتمسسع فيهسسا أنسساس للنظسسر إلسسى السسسينما‬
‫والتلفزيسسون ول علسسى لعسسبي الشسسطرنج والسسورق‬
‫والنرد والكيسسرم ول علسسى طبسسع المجلت الخليعسسة‬
‫ول على الكتب التي فيها سب للسسدين أو لحملتسسه‬
‫ونحو ذلك‪ ،‬ولو خسسص الفقسسراء مسسن الفسسساق ومسسا‬
‫عطف عليه لم يصح؛ لنه إعانة على المعصية‪.‬‬
‫ول يصسسح الوقسسف علسسى كتابسسة نحسسو التسسوراة‬
‫والنجيل أو شيء منهما؛ لنسسه معصسسية ولسسو كسسان‬
‫الوقف من ذمي لوقوع التبديل والتحريف‪.‬‬
‫‪-559-‬‬

‫وقد روي من غير وجه أن النبي ‪ ‬غضب لما‬


‫رأى مع عمسسر صسسحيفة فيهسسا شسسيء مسسن التسسوراة‪،‬‬
‫وقال‪» :‬أفي شك أنت يا ابسسن الخطسساب‪ ،‬ألسسم آت‬
‫بها بيضاء نقية‪ ،‬لو كان أخي موسى حًيا ما وسعه‬
‫إل اتباعي«‪.‬‬
‫وكذا كتب بسسدع‪ ،‬قسسال فسسي »شسسرح المنتهسسى«‪:‬‬
‫ويلحق بذلك كتب الخوارج والقدرية ونحوهما‪.‬‬
‫وكالسسسدواوين السسستي فيهسسسا إلحسسساد أو هجسسساء‬
‫للمسلمين أو تهييسسج للفسسساق أو قتسسل للسسوقت بل‬
‫منفعة دينية أو دنيوية تعين على الدين‪.‬‬
‫ول يصح الوقف على حربي أو على مرتد؛ لن‬
‫مسسا‪،‬‬
‫ملكه تجوز إزالته والوقف يجب أن يكسسون لز ً‬
‫ولن إتلف أنفسهما والتضييق عليهما واجسسب فل‬
‫يجسسوز فعسسل مسسا يكسسون سسسبًبا لبقائهمسسا والتوسسسعة‬
‫عليهما‪.‬‬
‫ول يصح وقف ستور وإن لم تكن حري سًرا لغيسسر‬
‫الكعبة كوقفها على الضرحة‪.‬‬
‫ول يصح وقف النسان على نفسه؛ لن الوقسسف‬
‫إما تمليك للرقبة أو المنفعة ول يجوز له أن يملسسك‬
‫نفسه من نفسه‪ ،‬كمسسا ل يجسسوز لسسه أن يسسبيع مسساله‬
‫من نفسه ونقل حنبل وأبو طالب ما سمعت بهذا‬
‫ول أعرف الوقف إل ما أخرجه لله تعسسالى‪ ،‬وبهسسذا‬
‫‪-560-‬‬

‫قال مالك والشافعي‪.‬‬


‫وقيل‪ :‬يصح الوقسسف علسسى النفسسس وهسسو روايسسة‬
‫عن المام أحمسسد‪ ،‬وبسسه قسسال أبسسو حنيفسسة واختسساره‬
‫جماعة منهم ابن أبي موسى والشيخ تقي الدين‪،‬‬
‫وصححه ابن عقيل والحسسارثي وأبسسو المعسسالي فسسي‬
‫»النهايسسة« و»الخلصسسة« و»التصسسحيح« و»إدراك‬
‫الغاية«‪ ،‬ومال إليسسه فسسي »التلخيسسص«‪ ،‬وجسسزم بسه‬
‫في »المنور« و»منتخسسب الدمسسي«‪ ،‬وقسسدمه فسسي‬
‫»النهايسسسسسة«‪ ،‬و»المسسسسسستوعب« و»الهسسسسسادي«‪،‬‬
‫و»الفسسسائق«‪ ،‬والمجسسسد فسسسي »مسسسسودته علسسسى‬
‫الهدايسسة«‪ ،‬وعليسسه العمسسل فسسي زمننسسا وقبلسسه عنسسد‬
‫حكامنا مسسن أزمنسسة متطاولسسة‪ ،‬وهسسو أظهسسر‪ ،‬وفسسي‬
‫»النصاف«‪ ،‬وهو الصواب وفيه مصسسلحة عظيمسسة‬
‫وترغيسسب فسسي فعسسل الخيسسر وهسسو مسسن محاسسسن‬
‫المذهب‪ ،‬وفي »الفروع« ومسستى حكسسم بسسه حسساكم‬
‫حيث يجوز له الحكم‪ ،‬فظاهر كلمهم ينفذ حكمسسه‬
‫ظاهًرا وإن كان فيه في الباطن خلفه‪.‬‬
‫وهذا هو القول الذي تميل إليه النفسسس يؤيسسده‬
‫ما ورد عن عثمان ‪ ‬أنه وقف بئر رومة‪ ،‬وقسسال‪:‬‬
‫دلسسوي فيهسسا كسسدلء المسسسلمين‪ ،‬واللسسه سسسبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وعلى القول الول ينصرف في الحال إلى من‬
‫بعد فمن وقف على نفسه ثسسم أولده أو الفقسسراء‬
‫‪-561-‬‬

‫صسسرف فسسي الحسسال إلسسى أولده أو الفقسسراء؛ لن‬


‫وجسسود مسسن ل يصسسح الوقسسف عليسسه كعسسدمه فكسسأنه‬
‫وقفه على من بعده إبتسسداء‪ ،‬فسسإن لسسم يسسذكر غيسسر‬
‫نفسه فملكه بحاله ويورث عنه‪.‬‬
‫ويصح وقف قنه على خدمة الكعبة صانها اللسسه‬
‫تعالى‪.‬‬
‫قال في »الختيارات«‪ :‬وينبغي أن يشترط فسسي‬
‫الواقسسف ممسسن يمكسسن مسسن تلسسك القربسسة فلسسو أراد‬
‫دا منع منه‪.‬‬‫الكافر أن يقف مسج ً‬
‫ول يصسسح الوقسسف علسسى تنسسوير قسسبر ول علسسى‬
‫تبخيسسره وتطييبسسه ول علسسى مسسن يقيسسم عنسسده أو‬
‫يخدمه‪.‬‬
‫ول يصح الوقسسف علسسى مسسن يشسسد الرحسسل إلسسى‬
‫زيارة القبور لتحريم ذلك‪.‬‬
‫ول يصسسح وقسسف القسسن علسسى حجسسرة النسسبي ‪‬‬
‫لخسسراج ترابهسسا أو إشسسعال قناديلهسسا أو إصسسلحها‬
‫ويعتبر هذا من الغلو ول يحل الغلو في القبور ول‬
‫إشسسسعالها وتنويرهسسسا ول البنسسساء عليهسسسا ول يجسسسوز‬
‫زخرفتها؛ لن كل هذا وسيلة وذريعة إلى الشرك‬
‫بالله‪.‬‬
‫ول يصسسح وقسسف بيسست أو عمسسارة فيهسسا قبسسور‬
‫دا؛ لقول ابن عباس‪» :‬لعن رسسسول اللسسه ‪‬‬ ‫مسج ً‬
‫‪-562-‬‬

‫زائرات القبسسسسور والمتخسسسسذين عليهسسسسا السسسسسرج‬


‫والمساجد« أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي‪.‬‬
‫ومن وقف شيًئا على غيره كأولده أو مسسسج ً‬
‫دا‬
‫واستثنى غلته كلها لنفسسسه أو اسسستثنى سسسكناه أو‬
‫استثنى بعضها له مدة حياته أو مسسدة معينسسة صسسح‬
‫أو استثنى غلته أو بعضها لولده أو غيسسره صسسح أو‬
‫اسسستثنى الكسسل ممسسا أوقفسسه أو النفقسسة عليسسه أو‬
‫استثنى النتفاع لنفسه أو لهلسسه مسسدة حيسساتهم أو‬
‫اشترط أنه يطعم صديقه مدة حياته‪.‬‬
‫وقال مالك والشافعي ومحمد بسسن الحسسسن‪ :‬ل‬
‫يصح الوقف إذا وقف على غيره واسسستثنى الكسسل‬
‫منه مدة حياته؛ لنه إزالة ملك فلم يجز إشسستراط‬
‫دا‬
‫نفعه لنفسه كالبيع والهبة‪ ،‬وكمسسا لسسو اعتسسق عب س ً‬
‫واشترط أن يخدمه ولن مسسا ينفقسسه علسسى نفسسسه‬
‫مجهول‪ ،‬فلم يصسسح اشسستراطه كمسسا لسسو بسساع شسسيًئا‬
‫واشترط أن ينتفع به‪ ،‬ولن الوقف يقتضي حبس‬
‫العيسسن وتمليسسك المنفعسسة والعيسسن محبوسسسة عليسسه‬
‫ومنفعتهسسا مملوكسسة لسسه فلسسم يكسسن للوقسسف معنسسى‬
‫ويخسسسسسسسسسسسسسالف وقسسسسسسسسسسسسسف عثمسسسسسسسسسسسسسان‬
‫رضي الله عنه وقف عام‪ ،‬ويجسسوز أن يسسدخل فسسي‬
‫العام ما ل يدخل في الخسساص‪ ،‬والسسدليل عليسسه أن‬
‫النبي ‪ ‬كان يصسسلي فسسي المسسساجد وهسسي وقسسف‬
‫على المسلمين‪ ،‬ولن الوقسسف العسسام يسسدخل فيسسه‬
‫‪-563-‬‬

‫من غير شرط ول يدخل في الوقف الخاص فدل‬


‫على الفرق بينهما‪ ،‬والقول الول هو السسذي تميسسل‬
‫إليه النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫أو اشترط أنه يطعم صديقه مسسدة معينسسة صسسح‬
‫الوقف والشرط على ما قال سواء قدر ما يأكله‬
‫أو عياله أو صديقه ونحوه أو أطلقه‪.‬‬
‫قال الثسسرم‪ :‬قيسسل لبسسي عبسسدالله اشسسترط فسسي‬
‫الوقف أني أقف على نفسي وعيالي‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫واحتج بما روي عن حجر المدري أنه فسسي صسسدقة‬
‫رسول الله ‪ ‬أن يأكل أهله منها بالمعروف غير‬
‫ضسسا قسسول عمسسر لمسسا وقسسف ل‬‫المنكر‪ ،‬ويسسدل لسسه أي ً‬
‫جنسساح علسسى مسسن وليهسسا أن يأكسسل منهسسا أو يطعسسم‬
‫صديًقا غير متمول فيه وكان الوقف في يده إلى‬
‫مسسا كالمسسساجد‬‫أن مات‪ ،‬ولنسسه إذا وقسسف وقًفسسا عا ً‬
‫والسقايات والرباطات والمقابر كان لسسه النتفسساع‬
‫بذلك وكذلك هنا‪.‬‬
‫فلو مات من استثنى نفع ما وقسسف مسسدة معينسسة‬
‫في أثناء المسسدة المعينسسة لنحسسو السسسكنى‪ ،‬فالبسساقي‬
‫منها لورثته كما لو باع‪ ،‬واستثنى سكناها سسسنة ثسسم‬
‫مات فيها‪.‬‬
‫قال في »شرح القنسساع«‪ :‬قلسست‪ :‬فيؤخسسذ منسسه‬
‫صحة إجارة كل ما ملك منفعته وإن لم يشسسرطها‬
‫الواقسسف لسسه ولسسورثته إجارتهسسا للموقسسوف عليسسه‬
‫‪-564-‬‬

‫ولغيره كالمستثنى في السسبيع‪ ،‬ومنسسه يؤخسسذ صسسحة‬


‫إجارة مسسا شسسرط سسسكناه لنحسسو بنتسسه أو أجنسسبي أو‬
‫خطيب أو إمام‪ ،‬قاله البهوتي‪ ،‬فلو لم يكسسن لمسسن‬
‫مات‪ ،‬وقد بقي له بعض المدة ورثة‪ ،‬فالباقي من‬
‫المدة التي مات عنها لبيت المسسال كبسساقي تركتسسه‬
‫ول يعطي للموقوف عليه؛ لنسسه ل يسسستحق شسسيًئا‬
‫إل بعد فراغ جميع المدة التي عينها الواقف‪.‬‬
‫ومن وقف شيًئا علسسى الفقسسراء فسسافتقر شسسمله‬
‫الوقف وتناول الواقف منه؛ لوجود الوصف السسذي‬
‫هو الفقر فيه‪.‬‬
‫دا أو مقسسبرة أو بئًرا أو‬
‫ولو وقف إنسسسان مسسسج ً‬
‫مدرسسسة؛ لعمسسوم الفقهسساء أو بعضسسهم‪ :‬نسسوع مسسن‬
‫الفقهسساء كالحنابلسسة والشسسافعية أو وقسسف ربط ًسسا أو‬
‫غيرها للصوفية المستقيمين أو نحوهم ممسسا يعسسم‬
‫فسسالواقف كغيسسره فسسي السسستحقاق والنتفسساع مسسا‬
‫وقفه؛ لقول عثمان هل تعلمسسون أن رسسسول اللسسه‬
‫‪ ‬قدم المدينة وليس بها ماء يسسستعذب غيسسر بئر‬
‫رومسسة‪ ،‬فقسسال‪» :‬مسسن يشسستري بئر رومسسة‪ ،‬فيجعسسل‬
‫فيها دلوه مع دلء المسلمين بخيسسر لسسه منهسسا فسسي‬
‫الجنة« فاشتريتها من صلب مالي‪ ،‬فجعلسست فيهسسا‬
‫دلوي مع دلو المسلمين‪ ،‬قالوا‪ :‬اللهم نعم‪.‬‬
‫والصسسوفية‪ :‬هسسم المشسستغلون بالعبسسادات فسسي‬
‫غالب الوقات المعرضسسون عسسن السسدنيا المتبتلسسون‬
‫‪-565-‬‬

‫للعبادة وتصفية النفس من الخلق المذمومة‪.‬‬


‫فمن كسسان مسسن الصسسوفية جماعًسسا للمسسال‪ ،‬ولسسم‬
‫يتخلسسق بسسالخلق المحمسسودة ول تسسأدب بسسالداب‬
‫الشسسرعية غالًبسسا ل آداب وضسسعية إذ ل أثسسر لمسسا‬
‫وضعوه من الداب الغير المطلوبة في الشرع‪.‬‬
‫وإن كان فاسًقا لم يستحق شسسيًئا مسسن الوقسسف‬
‫على الصوفية‪ ،‬قاله الشسسيخ تقسسي السسدين ‪ -‬رحمسسه‬
‫الله ‪ -‬لعدم دخوله فيهم‪.‬‬
‫وقال الصوفي‪ :‬الذي يدخل فسسي الوقسسف علسسى‬
‫الصوفية يعتبر له ثلثة شروط‪ :‬الول‪ :‬أن يكسسون‬
‫عدل ً في دينه‪ ،‬الثاني‪ :‬أن يكسسون ملز ً‬
‫مسسا لغسسالب‬
‫الداب الشرعية في غالب الوقات‪ ،‬وإن لم تكن‬
‫واجبسسة كسسآداب الكسسل والشسسرب واللبسساس والنسسوم‬
‫والسفر والصحبة والمعاملة مع الخلق إلسسى غيسسر‬
‫ذلك من آداب الشريعة قول ً وفع ً‬
‫ل‪.‬‬
‫ول يلتفت لما أحدثه بعض الصوفية من الداب‬
‫التي ل أصسسل لهسسا فسسي السسدين مسسن السستزام شسسكل‬
‫مخصسسوص فسسي اللبسسسة ونحوهسسا كلبسساس خرقسسة‬
‫متعارفة عندهم من يد شسسيخ‪ ،‬وغيسسر ذلسسك ممسسا ل‬
‫يستحب في الشريعة إذ ل دليسسل علسسى اشسستراطه‬
‫في الشرع‪.‬‬
‫سسسنة فهسسو حسسق يصسسار‬
‫بل ما وافق الكتسساب وال ّ‬
‫‪-566-‬‬

‫غليه وما ل يكون كذلك فهو باطسسل ل يعسسول إليسسه‬


‫فل يلتفت إلسسى اشسستراطه وإن كسسان مسسائة شسسرط‬
‫قضاء الله أحق وشرط الله أوثق‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن يكسسون قانعًسسا بالكفايسسة مسسن السسرزق‬
‫بحيث ل يمسك ما يفضل عن حاجته هذا ملخسسص‬
‫مسسا ذكسسره فسسي كتسساب الوقسسف مسسن »الفتسساوى‬
‫المصرية«‪.‬‬
‫الشككرط الرابككع‪ :‬مسسن شسسروط الوقسسف كسسونه‬
‫على معين من جهة كمسجد كذا أو شخص كزيسسد‬
‫غير نفسه يملك ملك ًسسا ثابت ًسسا؛ لن الوقسسف يقتضسسي‬
‫سا ل تجوز إزالته‪.‬‬
‫تحبي ً‬
‫والوقسسف علسسى المسسساجد ونحوهسسا وقسسف علسسى‬
‫المسلمين إل أنه غير معين في نفع خاص لهم‪.‬‬
‫فل يصسسح الوقسسف علسسى مكسساتب ومعلسسق عتقسسه‬
‫بصفة؛ لن الوقسسف تمليسسك فل يصسسح علسسى مسسن ل‬
‫يملك والمكاتب ملكه غير مسسستقر‪ ،‬وأمسسا الوقسسف‬
‫علسسى المكسساتبين فيصسسح؛ لنهسم جهسة ي ُسسراد معنسساه‬
‫صسسرفه علسسى جهسسة المكسساتبين فمسسن كسسان مكاتب ًسسا‬
‫استحق قضاء كتابته‪ ،‬ونحو ذلسسك قسساله ابسسن نصسسر‬
‫الله‪.‬‬
‫ول يصسسح علسسى مجهسسول كرجسسل لصسسدقة بكسسل‬
‫رجل ومسجد بصدقة بكل مسجد ول على مبهسسم‬
‫‪-567-‬‬

‫كأحسسد هسسذين الرجليسسن أو المسسسجدين ونحوهمسسا‬


‫لتردده كبعتك أحد هسسذين العبسسدين‪ ،‬والسسذي تميسسل‬
‫إليسسه النفسسس أنسسه يجسسوز ويخسسرج أحسسدهما بقرعسسة‪،‬‬
‫والله أعلم‪.‬‬
‫ول يصح الوقف علسسى مسسن ل يملسسك كقسسن وأم‬
‫ولد ومدبر‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬يصح الوقف على العبد ويكسسون لسسسيده‬
‫وسواء قلنا‪ :‬يملسسك أو ل‪ ،‬وهسسذا القسسول هسسو السسذي‬
‫تميل إليه النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وقال الشيخ تقي الدين‪ :‬يصح الوقف علسسى أم‬
‫ولده بعد مسسوته وإن وقسسف علسسى غيرهسسا علسسى أن‬
‫ينفق عليها مدة حياتهسسا أو يكسسون الريسسع لهسسا مسسدة‬
‫حياتها صح‪ ،‬وما قاله هو الذي تميل إليه النفسسس‪،‬‬
‫والله سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫ول يصح على ميت وجن وملك بفتسسح اللم أحسسد‬
‫الملئكسة ول علسى بهيمسة؛ لنهسا ل تملسك ول علسى‬
‫حمل أصالة كوقف داره على حمسسل هسسذه المسسرأة؛‬
‫لنهسسا تمليسسك إذن والحمسسل ل يصسسح تمليكسسه بغيسسر‬
‫الرث والوصية‪ ،‬وقيل‪ :‬يصل الوقف علسسى الحمسسل‬
‫إبتداء‪ ،‬اختاره الحارثي وصححه ابسسن عقيسسل‪ ،‬وهسسذا‬
‫القول هو الذي تميل إليه النفس؛ لنسسه لسسم يظهسسر‬
‫لي دليل على المنع‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫‪-568-‬‬

‫ول يصسسح الوقسسف علسسى المعسسدوم كعلسسى مسسن‬


‫سسسيولد لسسي أو علسسى مسسن سسسيولد لفلن فل يصسسح‬
‫إصالة‪ ،‬بل يصح الوقف على الحمل أو علسسى مسسن‬
‫سيولد تبًعا لمن يصح الوقف عليه‪ ،‬كقسسول واقسسف‬
‫وقفت كذا على أولدي ومن سيولد لي من فلن‬
‫أو لفلن بل نزاع‪.‬‬
‫وإن وقف شيًئا على شخص اشترط تعيينه لمسسا‬
‫تقدم من أن الوقف ل يصح علسسى مبهسسم وإن كسسان‬
‫الوقف على جهة فل يشترط تعيين أشخاصها‪ ،‬بسسل‬
‫يشترط تعيين الجهة فقسسط‪ ،‬كقسسوله‪ :‬وقفسست علسسى‬
‫مصنفي التفسير أو شراح الحاديث أو الصسسوليين‬
‫الذين يصنفون فسسي التوحيسسد أو علسسى مسسن يسسدرس‬
‫الحسسسديث أو التفسسسسير أن الفقسسسه أو الفسسسرائض أو‬
‫التجويد أو غيره مسسن العلسسوم المباحسسة فسسي موضسسع‬
‫كذا أو يطلق أو على من يؤذن أو يقيم الصلة في‬
‫مسجد كذا أو مدرسة كذا من مدارس المسسسلمين‬
‫أو المعهد العلمي أو الجامعة السلمية أو الكليات‬
‫لما في ذلك من تقوية السسدين فيصسسح الوقسسف فسسي‬
‫ذلك كله‪.‬‬
‫ويسسذكر فسسي الوصسسية أو فسسي الوقسسف أن السسذي‬
‫سسسسسسسسسسسسسسا محرمسسسسسسسسسسسسسة‬
‫يسسسسسسسسسسسسسدرس درو ً‬
‫كالرسسسسام لصسسسور ذوات الرواح ونحسسسو ذلسسسك ل‬
‫يستحق من ذلسسك الوقسسف شسسيًئا البتسسة؛ لن عملسسه‬
‫‪-569-‬‬

‫محرم‪.‬‬
‫ويلزم بمجرد التعيين لصسسدوره مسسن أهلسسه فسسي‬
‫محله‪.‬‬
‫وإذا عين الواقف لوقفه ناظًرا‪ ،‬فإنه يقرر ذلك‬
‫الناظر في الجهات المسسذكورة الصسسالح لمباشسسرة‬
‫ما عينه الواقف‪ ،‬وهو المتأهل لسسذلك العمسسل فلسسو‬
‫أقر الناظر غير صالح للقيام بشسسرط الواقسسف فل‬
‫ينفذ تقريره‪.‬‬
‫وإن قال إنسان‪ :‬وقفسست كسسذا علسسى أولد فلن‬
‫وفي أولد فلن حمل فيشسسمله الوقسسف كمسسن لسسم‬
‫يخلسسق مسسن أولد الولد تبًعسسا فيسسستحق العمسسل‬
‫بمجرد وضع وكل حمل من أهل وقف‪.‬‬
‫قسسال فسسي »النصسساف«‪ :‬يتجسسدد حسسق الحمسسل‬
‫بوضعه من ثمر وزرع ما يسسستحقه مشسستر لشسسجر‬
‫أو أرض من ثمر وزرع‪.‬‬
‫سئل أحمسسد عمسسن وقسسف‬ ‫قال في »القواعد«‪ُ :‬‬
‫نخل ً على ولد قوم ثم ولسسد مولسسود قسسال‪ :‬إن كسسان‬
‫النخل قد أبر فليس له في ذلك شيء وهو ملسسك‬
‫الول وإن لم يكن أبر فهو معهم‪.‬‬
‫وكذلك الزرع إذا بلغ الحصساد فليسس لسه شسيء‬
‫وإن لم يبلغ الحصاد فله فيه‪.‬‬
‫وفي »المغنسسي«‪ :‬مسسا كسسان مسسن السسزرع ل يتبسسع‬
‫‪-570-‬‬

‫الرض فسسي السسبيع فل حسسق فيسسه للمتجسسدد؛ لنسسه‬


‫كالثمر المؤبر وما يتبع وهو لم يظهر ممسسا يتكسسرر‬
‫حمله فيستحق فيه المتجسسدد فسسي الثمسسر‪ ،‬وتقسسدم‬
‫في بيع الصسسول والثمسسار ل يسسدخل فسسي بيسسع نحسسو‬
‫أرض مسسا فيهسسا مسسا يحصسسد مسسن زرع إل مسسرة كسسبر‬
‫وشعير وقطنيات ونحوهسسا ويبقسسى لبسسائع إلسسى أول‬
‫وقته بل أجرة ما لم يشترطه مشتر‪.‬‬
‫وإن كان يجز مرة بعد أخسسرى كرطبسسة‪ ،‬وبقسسول‬
‫أو تتكرر ثمرته كقثاء وباذنجسسان فأصسسوله لمشسستر‬
‫وجزة ظسساهرة ولقطسسة أولسسى لبسسائع هسسذا إذا وجسسد‬
‫حالة الوقف‪.‬‬
‫وأما إن كان البذر من مسسال الموقسسوف عليهسسم‬
‫فهو لهسسم فل يسسستحق الحمسسل بوضسسعه منسسه شسسيًئا‬
‫وإنما يستحق قدر نصيبه من المنفعة‪.‬‬
‫وإن كان من مال الوقف‪ ،‬فالظاهر أنسسه كسسذلك‬
‫وكالحمل فسسي تجسسدد السسستحقاق مسسن أي إنسسسان‬
‫قدم إلى مكان موقوف عليه كثغر نزل في ذلسسك‬
‫المكان أو خرج منه إلى مثله فيستحق مسسن ثمسسر‬
‫سسسسا‬
‫وزرع مسسسا يسسسستحقه مشسسستر لسسسم تقسسسدم قيا ً‬
‫للستحقاق على عقسسد السسبيع إل أن يشسسترط لكسسل‬
‫زمن معين فيكون له بقسطه وقياسسسه مسسن نسسزل‬
‫في مدرسة ونحوه‪.‬‬
‫‪-571-‬‬

‫وقال ابن عبسسدالقوى ولقسسائل أن يقسسول‪ :‬ليسسس‬


‫كسسذلك؛ لن واقسسف المدرسسسة ونحوهسسا جعسسل ريسسع‬
‫الوقف في السنة كالجعل على اشتغال مسسن هسسو‬
‫مسسا فينبغسسي أن يسسستحق بقسسدر‬ ‫فسسي المدرسسسة عا ً‬
‫عمله في السنة من ريع الوقسسف فسسي السسسنة لئل‬
‫يفضي إلى أن يحضر النسان شهًرا فيأخذ جميسسع‬
‫الوقسسف ويحضسسر غيسسره بسساقي السسسنة بعسسد ظهسسور‬
‫الثمسسرة فل يسسستحق شسسيًئا‪ ،‬وهسسذا يأبسساه مقتضسسى‬
‫الوقوف ومقاصدها‪.‬‬
‫وكذا قال الشسسيخ تقسسي السسدين يسسستحق بحصسسة‬
‫من مغله ومن جعله كالولسسد فقسسد أخطسسأ وللورثسسة‬
‫من المغل ما باشر مسسورثهم وأعلسسم أنسسه إذا كسسان‬
‫استحقاق الموقوف عليه بصفة محضة مثل كونه‬
‫فقيًها أو فقيًرا فحكمه حكم الحمل‪.‬‬
‫ضسسا عسسن عمسسل أو‬
‫وأما إذا كسسان اسسستحقاقه عو ً‬
‫كان إستغلل الرض لجهة الوقف‪ ،‬فسسإنه يسسستحق‬
‫كل من اتصف بصفة الستحقاق في ذلسسك العسسام‬
‫منه حتى من مسسات فسسي أثنسسائه اسسستحق بقسسسطه‬
‫وإن لم يكن السسزرع قسسد وجسسد‪ ،‬وبنحسسو ذلسسك أفسستى‬
‫الشيخ تقي الدين‪.‬‬
‫وشجر الحور الموقسسوف إن أدرك أوان قطعسسة‬
‫في حياة البطن الول فهو لسسه وإن مسسات البطسسن‬
‫الول وبقسسي الحسسور فسسي الرض مسسدة حسستى زاد‬
‫‪-572-‬‬

‫كانت الزيادة حادثة من منفعة الرض مسسدة حسستى‬


‫زاد كانت الزيادة حادثة مسسن منفعسسة الرض السستي‬
‫للبطن الثسساني‪ ،‬ومسسن الصسسل السسذي لورثسسة الول‪،‬‬
‫فإما أن تقسم الزيادة على قسسدر القيمسستين‪ ،‬وإمسسا‬
‫أن يعطسسى الورثسسة أجسسرة الرض للبطسسن الثسساني‪،‬‬
‫والول قياس ما تقدم في بيسسع الصسسول والثمسسار‪،‬‬
‫وفيما أرى أن الكندل والثل يقسسال فيسسه مثسسل مسسا‬
‫يقسسال فسسي شسسجر الحسسور‪ ،‬واللسسه سسسبحانه وتعسسالى‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وإن غسسسرس الحسسور البطسسن الول مسسن مسسسال‬
‫الوقف ولم يدرك أو أن قطعه إل بعد انتقاله إلى‬
‫البطن الثاني فهسسو لهسسم وليسسس لورثسسة الول فيسسه‬
‫شيء؛ لنه يتبع أصله في البيع فيتبعه في انتقسسال‬
‫الستحقاق كما تقدم في الثمسسر غيسسر المتشسسقق‪،‬‬
‫قاله الشيخ تقي الدين‪.‬‬
‫الشككرط الخككامس مسسن شسسروط الوقسسف‪ :‬أن‬
‫يقف نسساجًزا غيسسر معلسسق ول مسسوقت ول مشسسروط‬
‫بنحو خيار‪.‬‬
‫فل يصح تعليق الوقف على شرط سسسواء كسسان‬
‫التعليق في ابتدائه كقوله‪ :‬إذا قسسدم زيسسد أ و ولسسد‬
‫لي ولد أو جاء رمضان فداري وقف على كذا‪ ،‬أو‬
‫كان التعليسسق لنتهسسائه‪ ،‬كقسسوله‪ :‬داري وقسسف علسسى‬
‫كذا إلى أن يحضر زيسسد أو يولسسد لسسي ولسسد ونحسسوه؛‬
‫‪-573-‬‬

‫لنسسه كالهبسسة إل أن علسسق واقسسف الوقسسف بمسسوته‪،‬‬


‫كقوله‪ :‬هو وقف بعد موتي‪ ،‬فإنه يصح‪.‬‬
‫والتعليق بهذه الصيغة تبرع مشسسروط بسالموت‪،‬‬
‫فصح كما لو قال‪ :‬قفوا داري على جهسسة كسسذا بعسسد‬
‫موتي‪ ،‬واحتج أحمسسد بسسأن عمسسر وصسسى فكسسان فسسي‬
‫وصسسيته هسسذا مسسا أوصسسى بسسه عبسسدالله عمسسر أميسسر‬
‫المسسؤمنين إن حسسدث بسسه حسسدث المسسوت أن تمًغسسا‬
‫صدقه وذكر بقية الخبر‪ ،‬رواه أبسسو داود بنحسسو مسسن‬
‫هسسسسسسسسسسسسسسسسذا ووقفسسسسسسسسسسسسسسسسه هسسسسسسسسسسسسسسسسذا‬
‫كان بسسأمر النسسبي ‪ ‬واشسستهر فسسي الصسسحابة ولسسم‬
‫عا‪.‬‬
‫ينكر فكان إجما ً‬
‫ويفارق التعليق بشسسرط فسسي الحيسساة؛ لن هسسذا‬
‫وصية وهي أوسع من التصرف في الحياة بسسدليل‬
‫جوازهسسسسا بسسسسالمجهول والمعسسسسدوم‪ ،‬قسسسسال فسسسسي‬
‫»القاموس«‪ :‬وثمسسغ بالفتسسح مسسال بالمدينسسة لعمسسر‬
‫وقفه‪.‬‬
‫ويلسسزم الوقسسف المعلسسق بسسالموت مسسن حيسسن‬
‫صسسدوره منسسه إذ مسسن أحكسسام الوقسسف لزومسسه فسسي‬
‫الحال أخرجه مخرج الوصية أم لم يخرجه‪.‬‬
‫وعند ذلك ينقطع التصرف فيسسه بسسالبيع ونحسسوه‪،‬‬
‫قال أحمد في رواية الميمسسوني فسسي الفسسرق بينسسه‬
‫وبين المسسدبر‪ :‬أن المسسدبر ليسسس لحسسد فيسسه شسسيء‬
‫‪-574-‬‬

‫وهو ملك السسساعة‪ ،‬وهسسذا مسستى وقفسسه علسسى قسسوم‬


‫مساكين فكيف يحسسدث بسسه شسسيًئا‪ ،‬قسساله الحسسارث‪،‬‬
‫دا‪.‬‬
‫والفرق عسر ج ً‬
‫وقال كلم الصحاب‪ :‬يقتضي أن المعلق علسسى‬
‫مسسا‬
‫الموت أو علسسى شسسرط فسسي الحيسساة ل يقسسع لز ً‬
‫قبسسل وجسسود المعلسسق عليسسه؛ لن مسسا هسسو معلسسق‬
‫بسسالموت وصسسية والوصسسية فسسي قسسولهم ل تلسسزم‬
‫بسسالموت والمعلسسق علسسى شسسرط فسسي الحيسساة فسسي‬
‫معناها فيثبت فيه مثل حكمهسسا‪ ،‬وهسسذا القسسول هسسو‬
‫الذي تميل إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه سسسبحانه وتعسسالى‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وإن كسسان الموقسسوف نحسسو أمسسة ففسسي القواعسسد‬
‫صارت كالمستولدة فينبغي أن يتبعها ولدها وأمسسا‬
‫الكسب ونحوه فالظاهر أنه للواقف وورثتسسه إلسسى‬
‫مسسا‬
‫الموت؛ لن الوقف المعلق بالموت يكسسون لز ً‬
‫ما مراعى بموت الواقف؛ لنه‬ ‫من حين العقد لزو ً‬
‫كالوصية فما دام الوقف حًيا يتصسسرف فسسي نمسسائه‬
‫وكسبه ومتى مات انتقل إلسسى الجهسسة السستي عينسسه‬
‫له‪.‬‬
‫فيعتبر الوقف المعلق بالموت مسسن ثلسسث مسسال‬
‫الواقف؛ لنه حكمه حكم الوصية‪ ،‬فإن خسسرج مسسن‬
‫الثلث لسسم يكسسن لحسسد مسسن الورثسسة ول غيرهسسم رد‬
‫شيء منه وما زاد على الثلث فإنه يلزم الواقسسف‬
‫‪-575-‬‬

‫منه في قدر الثلث والزائد موقسسوف علسسى إجسسازة‬


‫وأرث‪.‬‬
‫قال في »المغني«‪ :‬ل نعلم في هذا خلًفا عند‬
‫القائلين بلزوم الوقف‪ ،‬قال الحسسارثي‪ :‬وإذا قسسال‪:‬‬
‫داري وقف على موالي بعد مسسوتي دخسسل أمهسسات‬
‫أولده ومدبروه؛ لنهم من مواليه حقيقة إذن‪.‬‬
‫الشرط السادس من شسسروط الوقسسف‪ :‬أن ل‬
‫يشترط الواقف فسسي الوقسسف شسسر ً‬
‫طا ينسسافيه مسسن‬
‫الشروط الفاسدة كشرط نحو بيعه أو هبته مسستى‬
‫شاء أو شرط خيار فيه بأن قسسال‪ :‬وقفتسسه بشسسرط‬
‫دا أو مدة معينة أو شرط توقيته كقسسوله‪:‬‬ ‫الخيار أب ً‬
‫ما أو سنة أو نحوها أو بشرط تحويسسل‬ ‫هو وقف يو ً‬
‫الوقسسف مسسن جهسسة لخسسرى‪ ،‬كقسسوله‪ :‬وقفسست داري‬
‫علسسى جهسسة كسسذا علسسى أن أحولهسسا عنهسسا أو عسسن‬
‫الوقفية بأن أرجع عنها متى شئت‪ ،‬فسسإن الشسسرط‬
‫شيًئا من ذلك بطل الشرط والوقف‪.‬‬
‫وقال الشيخ تقي الدين‪ :‬يصح في الكسسل نقلسسه‬
‫عنه في »الفائق«‪ ،‬وهذا القسسول هسسو السسذي تميسسل‬
‫إليه النفس‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫وكذلك لو شرط الواقف تغيير شرطه أو متى‬
‫شاء أبطله لم يصسسح الوقسسف؛ لنسسه شسسرط ينسسافي‬
‫مقتضى الوقسسف لكسسن إن وقسسف علسسى ولسسده بسسأن‬
‫‪-576-‬‬

‫قال‪ :‬هذا وقف على ولسسدي سسسنة ونحوهسسا كشسسهر‬


‫ثم على المساكين صح الوقف والتوقيت‪.‬‬
‫وكذلك إن قال‪ :‬هسسذا وقسسف علسسى ولسسدي مسسدة‬
‫حياتي ثم هسسو بعسسد مسسوتي للمسسساكين‪ ،‬صسسح؛ لنسسه‬
‫وقف متصل البتداء والنتهاء‪.‬‬
‫وإن قال‪ :‬هو وقف علسسى المسسساكين ثسسم علسسى‬
‫ولده صح للمساكين دون ولده؛ لن المساكين ل‬
‫إنقراض لهم‪.‬‬
‫قسسال فسسي »المغنسسي«‪ :‬ول تسسأثير لشسسرط بيسسع‬
‫الموقسسوف إذا خسسرب وصسسرف ثمنسسه بمثلسسه فلسسو‬
‫شرط الواقف ذلك أو شرطه للناظر بعده فسسسد‬
‫الشرط فقط‪ ،‬وصسسح الوقسسف كمسسا فسسي الشسسروط‬
‫الفاسسسدة فسسي السسبيع‪ ،‬ذكسسره الحسسارثي واستصسسوبه‬
‫صاحب »النصاف«‪.‬‬
‫قال فسسي »الفسسروع«‪ :‬وشسسرط بيعسسه إذا خسسرب‬
‫فاسسسد فسسي المنصسسوص نقلسسه حسسرب وعلسسل بسسأنه‬
‫ضرورة ومنفعة لهم‪.‬‬
‫من النظم فيما يتعلق بالوقف‬
‫أل حبذا المال الحلل لمن‬
‫هدي‬
‫البذل في أبواب بر معدد‬ ‫إلى‬
‫وذلك فضل الله يؤتيه‬
‫من يشا‬
‫‪-577-‬‬

‫ومن خير بر المرء وقف‬


‫انقطعت أعمال بر‬ ‫مؤبد‬
‫إذا‬
‫أتى عند وحشة‬ ‫سا‬ ‫الفتى‬
‫أني ً‬ ‫إليه‬
‫عا‬
‫عا منو ً‬‫تك جما ً‬ ‫مفرد‬ ‫فل‬
‫وسارع لبذل الفرض في‬ ‫مكاثًرا‬
‫المال وإبتد‬
‫والمال الحرام‬ ‫وإياك‬
‫لباذله في البر تشقى‬ ‫مورًثا‬
‫لعمري أخسر الناس‬ ‫وتسعد‬ ‫تعد‬
‫ضا على‬ ‫صفقة‬
‫وأكثرهم غبًنا وع ً‬
‫فبادر إلى تقديم مالك‬ ‫اليد‬
‫حا رغبة في‬ ‫حا شحي ً‬ ‫عا ً‬ ‫طائ‬
‫صحي ً‬
‫التزود‬
‫‪-578-‬‬

‫وينفذ في المنقول مثل‬


‫ضا في المشاع‬ ‫عقاره أي ً‬
‫وينفذ‬
‫كمفرد حلي جائز اللبس‬
‫ووقف‬
‫جائز‬
‫لعارية واللبس في‬
‫المتأكد على المجهول‬
‫ووقف‬
‫ووقفه‬
‫البيع كالكلب‬ ‫ملغىحرام‬
‫وكل‬
‫فاعدد‬
‫‪-579-‬‬

‫يصح ول ما فيه عون‬


‫لمفسد‬
‫‪-580-‬‬

‫ويشرط في القوى‬
‫وقفتمعين‬
‫عليه كالعطال‬ ‫قبول‬
‫شرطه أن ينعدم‬ ‫المعدد‬
‫فمع‬
‫بعده من أهل وقف‬ ‫يغط آن ً‬
‫فا‬ ‫لمن‬
‫كوقف على أولده إن‬ ‫مؤبد‬
‫أو تووا‬
‫بعض أو توى من‬ ‫ردوا رد‬
‫وإن‬
‫مجلس العلم‬ ‫وفيأزيد‬
‫بقا‬
‫الواقف‬‫قبولهم‬
‫بعد موت‬‫اشتراط‬
‫ومن‬
‫على من ل يجوز‬ ‫يتقيد‬
‫ووقف‬ ‫أن‬
‫وبعدهجائز صحح لمن جاز‬ ‫على‬
‫فاشهدإلغ في المردود‬
‫وقيل‬
‫تأتي علم فقد‬‫مآله‬
‫ذيإن‬‫وقيل‬‫مع‬
‫المفسد‬
‫كمنقطع فاصرفه حتى‬
‫انقراضهم‬
‫بعدهم للجائز‬ ‫ومن‬
‫الصرف أورد‬
‫‪-581-‬‬

‫)‪ (41‬إذا وقف وسكت أو لم يخرج‬


‫الموقوف عن يده أو ارتد الموقف‬
‫وبيان مصرف الوقف وحكم تغيير شرط‬
‫الواقف وحكم صحيح الوسط‬
‫ومنقطع البتداء وانقطاع الجهة إلخ‬
‫س ‪ :41‬تكلككم بوضككوح عككن مككا يلككي‪ :‬إذا‬
‫قال إنسان وقفت كذا وسكت إذا لم يخككرج‬
‫الموقككوف عككن يككده‪ ،‬مككتى يلككزم الوقككف‪،‬‬
‫قبول الوقف‪ ،‬إذا ارتككد الموقككف‪ ،‬إلككى أيككن‬
‫يتعين مصككرف الوقككف‪ ،‬مككتى يجككوز ركككوب‬
‫الفككرس الحككبيس؟ صككرف موقككوف لبنككاء‬
‫مسككجد علككى بنككاء منككارة أو شككراء سككلم‬
‫للسكككطح أو صكككرفه فكككي زخرفكككة أو فكككي‬
‫مككانس أو مجكارف للمسجكد تغييككر شككرط‬
‫واقككف‪ ،‬وكيككف يصكككرف منقطككع البتككداء؟‬
‫الوقككف عك كلى مككن ل يصككح الوقككف عك كليه‪،‬‬
‫وكيككف يصككرف منقطككع الخككر إذا وقفككه‬
‫وسكككت؟ وكيككف يقككع الحجككب بيككن ورثككة‬
‫الواقف؟ وما مثك كال ذلككك؟ وإذا لككم يك كوجد‬
‫‪-582-‬‬

‫لواقف ورثة من النسب‪ ،‬أو انقطعت الجهة‬


‫والواقف حي فما الحكم؟ وكيف يعمل فككي‬
‫وقف صحيح الوسط فقط؟ وما مثاله؟ وإذا‬
‫وقككف علككى ثلثككة ثككم علككى المسككاكين أو‬
‫وقف على ثلثة ولم يذكر مآ ً‬
‫ل‪ ،‬فمككا الحكككم‬
‫في ذلك؟ وفيما إذا مككاتوا وفيمككا إذا وقككف‬
‫على أولده وعلى المساكين أو على مسجد‬
‫أو علككى مسككاجد؟ واذكككر الككدليل والتعليككل‬
‫والتفصككيل والقيككود والمحككترزات والمثلككة‬
‫والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬ل يشترط لصحة الوقسسف ذكسسر الجهسسة السستي‬
‫يصرف إليها الوقف‪ ،‬فإذا أطلق ولم يعين مصسسرًفا‬
‫للوقف فهسسو صسسحيح؛ لنسسه إزالسسة ملسسك علسسى وجسسه‬
‫التقرب إلى اللسسه‪ ،‬ومسسا أطلسسق مسسن كلم الدمييسسن‬
‫محمول على المعهود في الشرع‪.‬‬
‫فسسإذا قسسال إنسسسان‪ :‬وقفسست كسسذا وسسسكت صسسح‬
‫حا‪.‬‬
‫وصرف لورثة الواقف نسًبا ل ولء ول نكا ً‬
‫ول يشترط للسسزوم الوقسسف إخسسراج الموقسسوف‬
‫عن يد الواقسسف؛ لحسسديث عمسسر روي عنسسه ‪ ‬أنسسه‬
‫كان في يده إلى أن مات رحمه الله‪.‬‬
‫ويلزم الوقسسف بمجسسرده كسسالعتق ويسسزول ملكسسه‬
‫عنه؛ لن الوقسسف تسسبرع يمنسسع السسبيع والهبسسة فلسسزم‬
‫‪-583-‬‬

‫بمجرد اللفظ كالعتق‪ ،‬والهبة تمليك مطلق‪.‬‬


‫والوقف تحبيس الصل وتسبيل المنفعسسة فهسسو‬
‫بسسالعتق أشسسبه فإلحسساقه بسسه أولسسى وعلسسم منسسه أن‬
‫طا بطريسسق الولسسى‪،‬‬ ‫إخراجه عسسن يسسده ليسسس شسسر ً‬
‫وعلى القول بالشتراط لو شسسرط نظسسره لنفسسسه‬
‫سلمه لغيره ثم ارتجعه منه‪.‬‬
‫قال فسسي »الفسسروع«‪ :‬ول يشسسترط فيمسسا وقسسف‬
‫على شخص معين قبوله للوقف؛ لنه إزالة ملسسك‬
‫يمنسسع السسبيع والهبسسة والميسسراث‪ ،‬فلسسم يعتسسبر فيسسه‬
‫القبول أشبه العتق‪.‬‬
‫والفرق بين الوقف والهبة والوصية أن الوقف‬
‫ل يختص المعين‪ ،‬بل يتعلق به حق من يأتي مسسن‬
‫البطسسون فسسي المسسستقبل فيكسسون الوقسسف علسسى‬
‫جميعهم إل أنه مرتب فصار بمنزلة الوقسسف علسسى‬
‫الفقراء ل يبطل برد واحسسد منهسسم ول يقسسف علسسى‬
‫قبوله بخلف الهبة والوصية لمعين‪.‬‬
‫وإذا كان الوقف على غيسسر معيسسن كالمسسساكين‬
‫والفقسسراء والعلمسساء أو كسسان الوقسسف علسسى مسسن ل‬
‫يتصور منه القبول كالمسجد والقناطر لم يفتقسسر‬
‫إلسسى القبسسول مسسن ناظرهسسا ول مسسن غيسسره كنسسائب‬
‫المام؛ لنه لو اشترط لمتنع صحة الوقف عليها‪.‬‬
‫ول يبطسسل الوقسسف علسسى معيسسن بسسرده للوقسسف‬
‫فقبوله له ورده وعدمها سواء في الحكم‪.‬‬
‫‪-584-‬‬

‫ويتعين مصرف الوقف إلى الجهة المعينة مسسن‬


‫صا نقله الجماعة وقطع بسسه أكسسثر‬
‫قبل الواقف له ن ً‬
‫الصسسحاب؛ لن تعييسسن الواقسسف لهسسا صسسرف عمسسا‬
‫سواها‪.‬‬
‫فلو سبل ماء للشرب لم يجز الوضسسوء بسسه ول‬
‫الغسل ونحوه‪ ،‬وكذا لو سبل ماء للوضوء لم يجز‬
‫الشرب منه؛ لنه لو لم يجب إتباع تعيينه لم يكن‬
‫له فائدة‪ ،‬ول يصح الوضوء ونحوه به‪.‬‬
‫ت‪ :‬ومثل ذلك ما جعل في الزيسسار والقسسرب‬ ‫قل ُ‬
‫فسسي المسسساجد‪ ،‬فل يجسسوز الوضسسوء بسسه‪ ،‬ول يجسسوز‬
‫الخذ منه للبيوت والحجر إل لضسسرورة أو حاجسسة‪،‬‬
‫وكسسذا مسسا جعسسل للمسسارة لسسم يجسسز أخسسذه للسسبيوت‬
‫والدكاكين‪ ،‬بل من أراد شرب منسسه كغيسسره‪ ،‬وكسسذا‬
‫صا لهسسم الظسساهر أنسه‬
‫ما جعل في المدارس مخص ً‬
‫ل يجوز لغيرهسسم إل عنسسد الحاجسسة‪ ،‬واللسسه سسسبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬
‫لنه غير مباح أشبه المباح المغصسسوب قسسال فسسي‬
‫»شرح الغاية«‪ :‬ينبغي أن يقيد هذا في البلد القليلسسة‬
‫المياه التي يجمعون ماء الوضوء في أحواضسسها بالسسدلء‬
‫والسقايات أو يجرون المساء إليهسا فسي بعسض الوقسات‬
‫علسسسسى حسسسسسب نسسسسوبهم‪ ،‬فهسسسسذه لسسسسو اسسسستعملت‬
‫للشرب وإزالسة النجاسسة لضساق علسى النساس أمسسر‬
‫طهارتهم‪ ،‬بل ربما تعطلوا بالكلية‪ ،‬وكذلك المصسسانع‬
‫‪-585-‬‬

‫الصغار التي على الطرقات إنما بنيسست لرواء ظمسسأ‬


‫المارة‪ ،‬فلو استعملت في غير ذلك لنفدت في مدة‬
‫يسيرة وتبقى المارة بقية السنة بل ماء‪.‬‬
‫وأما في البلد الكثيرة المياه كدمشسسق الشسسام‬
‫وأمثالها من البلد الكثيرة المياه‪ ،‬فالظاهر أنسسه ل‬
‫مسسانع مسسن اسسستعمال مسساء السسبرك فسسي مدارسسسها‬
‫ومساجدها المعدة للوضوء في الشرب وغيره‪.‬‬
‫وإن كان الواقف لحظ في بنائها أن تسسستعمل‬
‫في الوضوء؛ فإنه لو تنسساول مسسن البركسسة الواحسسدة‬
‫الخلق الكثير في آن واحد ل ينقص ماؤها إذ كلما‬
‫أخذ منها شيء خلفه أضعافه‪.‬‬
‫وكذلك السبلت التي بنيت في الزقة للشرب‬
‫المشتملة على شيء من الماء مع جريسسان إليهسسا‬
‫مسسا والمصسسانع الكسسبرى فسسي الصسسحارى المبنسسي‬
‫دائ ً‬
‫عليها محارب يباح إستعمال مائها شرًبا ووضسسوًءا‬
‫إذ وضع واقفيها عليها المحارب قرينة منهم على‬
‫إباحة إستعمالها لذلك كله‪.‬‬
‫ويؤكد ما ذكر قسسول الشسسيخ تقسسي السسدين التسسي‬
‫قريًبا يجوز تغيير شرط الواقف إلى ما هو أصسسلح‬
‫منسسه‪ ،‬ونقسسل فسسي »الفسسروع« قسسول ً إن سسسبل مسساء‬
‫للشرب جاز الوضوء منه‪ ،‬ثم قسسال‪ :‬فشسسرب مسساء‬
‫موقوف للوضوء يتوجه عليه‪.‬‬
‫‪-586-‬‬

‫ول يركب فرس حبيس في حاجسسة غيسسر تسسأديبه‬


‫وغير جمال المسلمين ورفعتهم وغيظ عدوهم أو‬
‫فسسي علسسف الفسسرس وسسسقيه ول يعسسار أو يسسؤجر إل‬
‫لنفعه قاله الجري‪ ،‬قلت‪ :‬وكذا المراكب الحديثسسة‬
‫ل تستعمل إل لما يعود إلسسى مصسسالح الجهسساد فسسي‬
‫سبيل الله‪.‬‬
‫سئل عن التعليسسم بسسسهام الغسسزو‪ ،‬فقسسال‪ :‬هسسو‬
‫و ُ‬
‫منفعة للمسلمين وعن المام يجوز إخراج بسسسط‬
‫مسجد وحصره لمنتظر جنازة؛ لنها موقوفة لنفع‬
‫المسلمين وهذا منها‪.‬‬
‫ويجوز صرف موقوف على بنسساء مسسسجد لبنسساء‬
‫منسسارته وإصسسلحها وبنسساء منسسبره وشسسراء سسسلم‬
‫للسسسطح وبنسساء ظلسسة؛ لنسسه ذلسسك مسسن حقسسوقه‬
‫ومصسسسالحه ول يجسسسوز صسسسرف الموقسسسوف علسسسى‬
‫المسسسجد فسسي بنسساء مرحسساض وهسسو بيسست الخلء‬
‫وجمعه مراحيض لمنافسساته المسسسجد و إن ارتفسسق‬
‫به أهله‪.‬‬
‫ضا فسسي زخرفتسسه بالسسذهب أو‬‫ول يجوز صرفه أي ً‬
‫الصباغ؛ لمسسا ورد عسسن ابسسن عبسساس ‪ -‬رضسسي اللسسه‬
‫عنهما ‪ -‬قال‪ :‬قسسال رسسسول اللسسه ‪» :‬مسسا أمسسرت‬
‫بتشييد المساجد لتزخرفنها كمسسا زخرفسست اليهسسود‬
‫والنصارى« رواه أبو داود‪.‬‬
‫‪-587-‬‬

‫وليس ببناء‪ ،‬بل لو شرط لما صسسح؛ لنسسه ليسسس‬


‫قربة ول داخل ً فسسي قسسسم المبسساح ول فسسي شسسراء‬
‫مجازف ومكسسانس وقناديسسل؛ لنسسه ليسسس ببنسساء ول‬
‫سبًبا له فانتفى دخوله في الموقوف عليه‪.‬‬
‫قسسال الحسسارثي‪ :‬وإن وقسسف علسسى مسسسجد أو‬
‫مصسسالحه جسساز صسسرفه فسسي عمسسارته وفسسي نحسسو‬
‫مكانس كحصر ومدات ووقود بفتح السسواو كزيسست‬
‫ومجارف ومسسساحي ورزق إمسسام ومسسؤذن ومقيسسم‬
‫لدخول ذلك كله فسسي مصسسالح المسسسجد وض سًعا أو‬
‫عرًفا‪.‬‬
‫قال في »الوهبانية«‪:‬‬
‫إمام خطيب والمؤذن‬ ‫ويدخل في وقف‬
‫يعبر‬ ‫المصالح قيم‬
‫قلت‪ :‬وكسسذا مسسراوح ونجفسسات ولمبسسات وجميسسع‬
‫أدوات الكهسسرب مسسن أسسسلك ومواسسسير وأكسسواع‬
‫وطفايسسات وعسسداد وكنديشسسات وقناديسسل ودواليسسب‬
‫لحفظ المصاحف وآلت التنوير‪.‬‬
‫وفي »فتاوى الشيخ تقي الدين«‪:‬إذا وقف علسسى‬
‫مصسسسالح الحسسسرم وعمسسسارته جسسساز صسسسرفه لقسسسائم‬
‫بالوظائف التي يحتاج إليها المسجد مسسن تنظيسسف‬
‫وحفظ وفراش وفتسسح بسساب وإغلقسسه ممسسن يجسسوز‬
‫الصرف إليهم‪.‬‬
‫وعنسسد الشسسيخ تقسسي السسدين يجسسوز تغييسسر شسسرط‬
‫‪-588-‬‬

‫واقف لما هو أصلح منه فلو وقف على فقهسساء أو‬


‫صوفية واحتيج للجهاد صرف للجند‪.‬‬
‫ووقف منقطع البتداء فقط كوقفه على من ل‬
‫يجسسوز الوقسسف عليسسه كعلسسى عبسسده ثسسم ولسسده ثسسم‬
‫الفقراء يصرف فسسي الحسسال لمسسن بعسسده فتصسسرف‬
‫لولده في الحال لما تقدم مسسن أن وجسسود مسسن ل‬
‫يصح الوقف عليه كعدمه‪.‬‬
‫ويصرف منقطع الوسط كوقفه علسسى زيسسد ثسسم‬
‫عبده ثم على المساكين بعسسد انقطسساع مسسن يجسسوز‬
‫الوقف عليه لمن بعد ما هو منقطع منه فيصرف‬
‫بعد موت الولد إلى المساكين؛ لن الواقف قصد‬
‫صيرورة الوقف إلى الوسط والخر في الجملسسة‬
‫ول حالة يمكن انتظارها فوجب الصرف إليسسه لئل‬
‫يفوت غرض الواقف ولكيل تبطل فائدة الصسسحة‪،‬‬
‫ولن وجسسود مسسن ل يصسسح الوقسسف عليسسه كعسسدمه‬
‫فيكون كأنه وقف على الجهة الصحيحة مسسن غيسسر‬
‫ذكر الباطلة ولننا لما صححنا الوقف مع ذكر من‬
‫ل يجسسوز الوقسسف عليسسه فقسسد ألغينسساه‪ ،‬فسسإنه يتعسسذر‬
‫الصحيح مع اعتباره‪.‬‬
‫وإن وقف على من ل يصح الوقسسف عليسسه ولسسم‬
‫يسسذكر لسسه مسسآل ً صسسحي ً‬
‫حا كسسأن يقسسول وقفتسسه علسسى‬
‫الغنياء أو الذميين أو على الكنيسة ونحوها بطل‬
‫الوقف؛ لنه عين المصرف الباطل واقتصر إليه‪.‬‬
‫‪-589-‬‬

‫ويصرف منقطع الخر كعلى زيد ثم عمرو ثسسم‬


‫عبيده أو الكنيسة بعد من يجوز الوقف عليه إلى‬
‫ورثته حين النقطاع نسًبا على قسسدر إرثهسسم وقًفسسا‬
‫وكذا لو وقف على زيد ولم يزد عليه‪.‬‬
‫ويصرف ما وقفه وسسكت إلسى ورثتسه‪ ،‬كمسا لسو‬
‫م مصرًفا صسسحي ً‬
‫حا؛‬ ‫قال‪ :‬وقفت هذه الدار ولم يس ّ‬
‫لن مقتضى الوقف التأييد فيحمل على مقتضسسساه‬
‫ول يضر تركه ذكر مصرفه‪ ،‬ولن الطلق إذا كان‬
‫له عرف صح وحمل عليه وعرف المصرف هاهنا‬
‫أولى الجهات به فكأنه عينهم بصرفه‪.‬‬
‫فيصرف ريعه إلى ورثة الواقف حيسسن إنقطسساع‬
‫الوقف ل حين موته كمسسا يفهسسم مسسن »الرعايسسة«؛‬
‫لن حكمه حكم الوقسسف المنقطسسع النتهسساء نسسًبا؛‬
‫لن الوقسسف مصسسرفه السسبر وأقسساربه أولسسى النسساس‬
‫ببره؛ لقوله ‪ ‬لبي طلحة وإنسسي أرى أن تجعلهسسا‬
‫في القربين‪ ،‬فقال أبو طلحسسة‪ :‬أفعسسل يسسا رسسسول‬
‫الله‪ ،‬فقسمها أبو طلحة وبني عمه‪ ،‬متفق عليسسه؛‬
‫ولقسسوله ‪» :‬الصسسدقة علسسى المسسسكين صسسدقة‪،‬‬
‫وعلى ذي الرحم صدقة وصلة«‪.‬‬
‫ولقوله ‪ -‬عليه الصلة والسلم ‪» :-‬إنك أن تدع‬
‫ورثتك أغنياء خير من أن تسسدعهم عالسسة يتكففسسون‬
‫النسساس«‪ ،‬ولنهسسم أول النسساس بصسسدقاته النوافسسل‬
‫والمفروضات فكسسذا صسسدقته المنقولسسة ل ولء ول‬
‫‪-590-‬‬

‫حا؛ لعدم النتسسساب ويكسسون علسسى قسسدر إرثهسسم‬


‫نكا ً‬
‫من الوقف وقًفا عليهم فل يملكسسون نقسسل الملسسك‬
‫في رقبته‪ ،‬وعلم منه صحة الوقف وإن لسسم يعيسسن‬
‫له مصرًفا‪.‬‬
‫وعلى قوله إلى ورثته قال ابن نصر اللسسه فسسي‬
‫»حواشي الفروع«‪ :‬هل المراد ورثته حيسسن مسسوته‬
‫أو حين إنقطاع الوقف وإذا صرف إليهسسم فمسساتوا‬
‫فهل ينتقل إلسسى ورثتهسسم أم ل؟ فأمسسا الول ففسسي‬
‫»الرعايسسة« مسسا يقتضسسي أن المسسراد ورثتسسه حيسسن‬
‫ذا أي حيسسن‬ ‫إنقطسساع الوقسسف؛ لنسسه إلسسى ورثتسسه إ ً‬
‫النقطسساع‪ ،‬وأمسسا المسسسألة الثانيسسة ففسسي »شسسرح‬
‫الخرقسسي« للزركشسسي‪ ،‬وحيسسث قلنسسا يصسسرف إلسسى‬
‫القارب فانقرضوا أو لسسم يوجسسد لسسه قريسسب‪ ،‬فسسإنه‬
‫يصرف إلى بيت المال؛ لنه مسسال ل مسسستحق لسسه‬
‫نص عليه أحمد في روايسسة إبراهيسسم وأبسسي طسسالب‬
‫وغيرهما‪ ،‬وقطع به أبو الخطاب وأبو البركات‪.‬‬
‫وقسسال ابسسن عقيسسل فسسي »التسسذكرة«‪ ،‬وصسساحب‬
‫»التلخيسسص«‪ ،‬وأبسسو محمسسد‪ :‬يرجسسع إلسسى الفقسسراء‬
‫والمساكين إذ القصد بسسالوقف الصسسدقة الدائمسسة‪،‬‬
‫انتهسسى‪ .‬ولسسم يسسذكر إذا مسسات بعسسض الورثسسة فهسسل‬
‫يصرف إلى ورثة الواقسسف إذ ذاك وأنسسه إذا حسسدث‬
‫للواقف وارث‪ ،‬فإنه يشارك الموجودين كمسسا فسسي‬
‫نظائره‪ ،‬والله أعلم‪ .‬ع ن‪.‬‬
‫‪-591-‬‬

‫والذي تميل إليه النفسسس قسسول مسسن قسسال‪ :‬إنسسه‬


‫يرجع إلى الفقراء والمساكين إذ القصد بالوقوف‬
‫الصدقة الدائمة‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ويقسم بينهسسم علسسى قسسدر إرثهسسم مسسن الواقسسف‬
‫فيستحقونه كسسالميراث ويقسسع الحجسسب بيسسن ورثسسة‬
‫الواقف فيه كوقسسوعه فسسي إرث والغنسسي والفقيسسر‬
‫في ذلك سواء لستوائهم في القرابة‪.‬‬
‫قال القاضي‪ :‬فلبنت مع ابن ثلث وله البسساقي‪،‬‬
‫والخ لم مع أخ لب سدس وله ما بي وإن كسسان‬
‫جسسسد لب وأخ لبسسسوين أو لب يشسسستركان سسسسوية‬
‫ويقتسمان ريع الوقف المذكور كالميراث‪ ،‬ويسسأتي‬
‫إن شسساء اللسسه فسسي الجسسزء السسذي بعسسد هسسذا فسسي‬
‫الفسسرائض الكلم علسسى الجسسد والخسسوة والخلف‬
‫والراجسسح‪ ،‬وإن كسسان أخ لغيسسر أم انفسسرد بسسه العسسم‬
‫كالميراث‪ ،‬فإن عدموا بأن لم يكن لواقسسف ورثسسة‬
‫النسب فمعروف وقفه للفقراء والمساكين وقًفا‬
‫عليهم؛ لن القصد بالوقف الثواب الجسساري علسسى‬
‫وجه الدوام وإنما قدم القسسارب علسسى المسسساكين‬
‫لكونهم أولى‪ ،‬فسسإذا لسسم يكونسسوا فالمسسساكين أهسسل‬
‫ذلك‪ ،‬فصرف إليهم‪ ،‬وقيسسل‪ :‬يصسسرف فسسي مصسسالح‬
‫المسلمين فيرجع إلى بيت المال‪ ،‬والذي تطمئن‬
‫إليه النفس القول الول‪ ،‬واللسسه سسسبحانه وتعسسالى‬
‫أعلم‪.‬‬
‫‪-592-‬‬

‫ومسسستى انقطعسسست الجهسسسة الموقسسسوف عليهسسسا‬


‫والواقف حي بأن وقف علسسى أولده أو أولد زيسسد‬
‫فقط فانقرضوا في حياته رجع إليه وقًفا‪ ،‬وقيسسل‪:‬‬
‫إنه ل يرجسسع إلسسى الواقسسف وقًفسسا لنقطسساع الجهسسة‬
‫الموقوف عليها‪.‬‬
‫والقسسول الول هسسو السسذي تميسسل إليسسه النفسسس‪،‬‬
‫والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫قال في »شرح المنتهى«‪ :‬أي متى قلنا يرجسسع‬
‫إلى أقارب الواقف وقًفا‪ ،‬وكان الواقف حًيا رجسسع‬
‫دا‬
‫إليه وقًفا‪ ،‬وكذا الوقف على أولده وأنسالهم أب ً‬
‫على أنه من توفي منهم عن غير ولد رجع نصيبه‬
‫إلى أقرب الناس إليه فتوفي أحد أولده عن غير‬
‫ولد والب الواقسسف حسسي عسساد نصسسيبه إليسسه لكسسونه‬
‫أقرب الناس‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إلى عصبته وذريتسسه‪ ،‬والسسذي تميسسل إليسسه‬
‫النفس القول الثاني أنسسه يعسسود إليسسه وقًفسسا‪ ،‬واللسسه‬
‫سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ويعمسسل فسسي وقسسف صسسحيح وسسسط فقسسط دون‬
‫البتداء والخر كما لو وقف داره علسسى عبسسده ثسسم‬
‫على زيد ثم على الكنيسة بالعتبارين بسسأن يلغسسى‬
‫ما عدا الوسط ويجعل كأنه جعسسل وقفسسه مسسا عسسدا‬
‫الطرفين فيصرف في الحال لزيد ويرجع بعد زيد‬
‫‪-593-‬‬

‫لورثة واقف نسًبا وقًفا على قدر إرثهم ثسسم علسسى‬


‫المساكين‪.‬‬
‫ولسسو وقسسف علسسى زيسسد وعمسسر وبكسسر ثسسم علسسى‬
‫المساكين فمن مات منهم رجع نصيبه لمن بقسسي‬
‫منهسسم؛ لنسسه الموقسسوف عليسسه أول ً وعسسوده إلسسى‬
‫المساكين مشروط بانقراضهم؛ لن اسسستحقاقهم‬
‫مرتب بثسسم‪ ،‬فسسإن مسسات الثلثسسة فللمسسساكين عمل ً‬
‫يشرطه‪.‬‬
‫وإن وقف على ثلثة ولم يسسذكر الواقسسف مسسآ ً‬
‫ل‪،‬‬
‫بل سسسكت فمسسن مسسات منهسسم رجسسع نصسسيب ميسست‬
‫منهسسم لبسساق كسسالتي قبلهسسا ل كمنقطسسع إذ احتمسسال‬
‫النقطاع في غاية البعد‪ ،‬قاله الشيخ تقي الدين‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إذا وقف على ثلثة ولم يذكر مآل ً فمسسن‬
‫مسسات منهسسم فحكسسم نصسسيبه حكسسم المنقطسسع‪ ،‬فسسإذا‬
‫مات الثلثة جميًعا صرف كمنقطع لورثة الواقسسف‬
‫نسسسسًبا علسسسى قسسسدر إرثهسسسم وقًفسسسا‪ ،‬فسسسإن عسسسدموا‬
‫فللمساكين‪ ،‬والقسسول الول هسسو السسذي تميسسل إليسسه‬
‫النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ومن وقف على أولده وعلسسى المسسساكين فهسسو‬
‫بيسسن الجهسستين نصسسفين يصسسرف لولده النصسسف‬
‫وللمساكين النصسسف لقتضسساء الضسسافة التسسسوية‪،‬‬
‫وكذا لو وقف على مسسسجد معيسسن أو وقسسف علسسى‬
‫‪-594-‬‬

‫مساجد معلومات وعلى إمام يصلي في المسجد‬


‫أو يصلي في أحد المساجد فيكون ما وقفسسه بيسسن‬
‫الجهتين نصفين لنتفاء مقتضى التفاوت‪.‬‬
‫)‪ (42‬زوال ملك الواقف وإنتقاله وجناية‬
‫الموقوت وزكاته‬
‫ونماؤه وتزويجه وأرش الجناية وعتق‬
‫الرقيق الموقوف إلخ‬
‫س ‪ :42‬مككتى يككزول ملككك الواقككف فيمككا‬
‫وقف على نحو مسجد؟ ومتى ينتقككل فيمككا‬
‫وقكككف علكككى آدمكككي؟ وإذا جنكككى القكككن‬
‫الموقككوف فمككا الحكككم؟ ومككن الككذي تلزمككه‬
‫فطرة القن الموقوف وزكاته‪ ،‬وهل يقطككع‬
‫بسككرقة الموقككوف‪ ،‬ولمككن نمككاؤه‪ ،‬ونفعككه‪،‬‬
‫وهككل يككتزوج موقككوف عليككه أمككة موقوفككة‬
‫عليككه‪ ،‬وهككل ينفسككخ بككه نكاحهككا؟ وهككل لككه‬
‫ولية تزويجها؟ ومتى يلزم الولي تزويجها؟‬
‫وما حكم ولككدها مككع شككبهة‪ ،‬وعتككق الرقيككق‬
‫الموقككوف؟ وإذا قطككع عضككو مككن أعضككاء‬
‫موقككوف فمككا الحكككم؟ وأيككن مصككرف أرش‬
‫دا‬
‫رقيككق عفككى عككن الجنايككة‪ ،‬وإذا قتككل عمك ً‬
‫الرقيق‪ ،‬فماذا يجب؟ وما حكم العفو عنهككا؟‬
‫دا فهككل يبطككل الوقككف؟ وهككل‬ ‫وإذا قتل قو ً‬
‫يبطل بالقطع؟ وكيككف يتلقككى الوقككف كككل‬
‫‪-595-‬‬

‫بطن؟ وما الككذي يككترتب علككى ذلككك؟ واذكككر‬


‫الدليل والتعليل والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬يزول ملك الواقسسف فيمسسا وقسسف علسسى نحسسو‬
‫مسجد كمدرسة ورباط وقنطرة وفقسسراء وغسسزاة‪،‬‬
‫وكسسسذا بقسسساع المسسسساجد والمسسسدارس والقنسسساطر‬
‫والسقايات وينتقل بمجرد وقف لله تعسسالى‪ ،‬قسسال‬
‫الحارثي‪ :‬بل خلف‪.‬‬
‫‪-596-‬‬

‫وينتقل الملسك فيمسسا وقسسف علسسى آدمسسي معيسسن‬


‫كزيسسد وعمسسرو لسسه وعلسسى جمسسع محصسسور كسسأولده‬
‫وأولد زيد للمحصور؛ لنه سسسبب يزيسسل التصسسرف‬
‫في الرقبسسة فملكسسه المنتقسسل إليسسه كالهبسسة وفسسارق‬
‫العتق مسسن حيسسث أنسسه إخسسراج عسسن حكسسم الماليسسة‪،‬‬
‫كا للمنفعسسة المجسسردة لسسم يلسسزم‬‫ولنه لو كان تملي ً‬
‫كالعارية والسكنى‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬من وقف على ورثتسسه فسسي مرضسسه‬
‫يجوز؛ لنه ل يباع ول يورث ول يصير ملك ًسسا للورثسسة‬
‫يحتمسسل أنسسه أراد أنهسسم ل يملكسسون التصسسرف فسسي‬
‫الرقبسسة جمًعسسا بيسسن قسسوليه ل يقسسال عسسدم ملكسسه‬
‫التصرف فيها يدل على عدم ملكه لها؛ لنسسه ليسسس‬
‫بلزم بسسسدليل أم الولسسسد‪ ،‬فسسسإنه يملكهسسسا ول يملسسسك‬
‫التصرف في رقبتها‪.‬‬
‫فينظسسر فسسي الوقسسف الموقسسوف عليسسه إن كسسان‬
‫دا‪ ،‬قسسسال ابسسسن رجسسسب‪ :‬قسسسال فسسسي‬
‫مكلًفسسسا رشسسسي ً‬
‫»النصاف«‪ :‬هذا المذهب بل ريسسب أو ينظسسر فيسسه‬
‫وليه إن كان الموقوف عليه صغيًرا أو مجنوًنسسا أو‬
‫سفيًها حيث ل ناظر بشرط يأتي في الكلم على‬
‫الناظر‪.‬‬
‫ضا على معين وقلنسسا إنسسه‬
‫ولو كان الموقوف أر ً‬
‫يملك الوقف فغصبها إنسان وزرعها وأدركها مسسن‬
‫‪-597-‬‬

‫وقفت عليه والزرع قائم فإنه يتملك زرع غاصب‬


‫بنفقته وهي مثسسل بسسذره وعسسوض لسسواحقه كمالسسك‬
‫الرض المطلق‪.‬‬
‫ويلزم الموقوف عليه المعين أرش جناية خطأ‬
‫الموقوف إن كسسان قن ًسسا كمسسا يلسسزم سسسيد أم الولسسد‬
‫فسسداؤها ول يتعلسسق الرش برقبتسسه؛ لنسسه ل يمكسسن‬
‫تسليمه كأم الولد ول يلزم الموقسسوف عليسسه أكسسثر‬
‫من قيمته‪ ،‬بل يفديه بالقل مسسن أرش الجنايسسة أو‬
‫قيمته‪ ،‬وفي »الغاية وشرحها«‪ :‬ويتجه أنه ل يلزم‬
‫الموقوف عليه عمده أي ما جناه القسسن الموقسسوف‬
‫دا‪ ،‬وإن الموقوف عليه له تسليم القسسن الجسساني‬ ‫عم ً‬
‫دا لولي الجناية الموجبة للقصاص؛ لعموم قوله‬ ‫عم ً‬
‫س ‪ ‬اليسسة‪ ،‬لقتسسل إن‬ ‫ف ِ‬ ‫س ب ِككالن ّ ْ‬ ‫تعسسالى‪ :‬الن ّ ْ‬
‫فك َ‬
‫اختاره الولي لوجوبه بالجناية سواء كانت الجناية‬
‫على الموقوف عليسسه أو علسسى غيسسره‪ ،‬وللموقسسوف‬
‫عليه تسسسليم الجسساني ليتملكسسه ولسسي الجنايسسة بسسدل‬
‫ملكسسه السسذي فسسوته عليسسه بجنسسايته‪ ،‬لكسسن التسسسليم‬
‫للتمليك تأباه القواعد لخروجه عسسن التأبيسسد السسذي‬
‫هو أعظم المقاصد وإن عفسسا ولسسي الجنايسسة علسسى‬
‫مال‪ ،‬فعلى الموقوف عليسسه المعيسسن أقسسل أمريسسن‬
‫كما سبق‪ .‬اهس‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إن جنى الوقف خطأ فالرش يكون في‬
‫كسبه إذا كان الموقوف عليه معيًنا؛ لنه ليس له‬
‫‪-598-‬‬

‫مسسستحق معيسسن ول يمكسسن تعلقهسسا برقبتسسه‪ ،‬وهسسذا‬


‫القول هو الذي تميل إليه النفس‪ ،‬واللسسه سسسبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ويلزم موقوفًسسا عليسسه فطسسرة القسسن الموقسسوف‪،‬‬
‫دا مسسن غلسسة الوقسسف لخدمسسة‬ ‫وكذا لسسو اشسسترى عبس ً‬
‫الوقسسف‪ ،‬فسسإن الفطسسرة تجسسب قسسول ً واحسسد التمسسام‬
‫التصرف فيه‪.‬‬
‫قال أبو المعالي‪ :‬ويلزم موقوًفا عليه زكاته لو‬
‫ما سائمة علسسى ظسساهر كلم‬ ‫كان إبل ً أو بقًرا أو غن ً‬
‫المسسام أحمسسد‪ ،‬واختيسسار القاضسسي فسسي التعليسسق‬
‫والمجد وغيرهما‪.‬‬
‫قال الناظم‪ :‬لكسسن يخسسرج مسسن غيرهسسا‪ ،‬وقسسدمه‬
‫الزركشسسي‪ ،‬وتقسسدم فسسي الزكسساة بسسأتم مسسن هسسذا‪،‬‬
‫ضا تجب الزكسساة فسسي غلسسة شسسجر وأرض‬ ‫وتقدم أي ً‬
‫موقوفة على معين بشرطه‪.‬‬
‫ويخسسسرج مسسسن عيسسسن ثمسسسر وزرع؛ لنسسسه ملسسسك‬
‫الموقوف عليه‪.‬‬
‫ويقطع سارق الموقوف وسارق نمائه إذا كان‬
‫على معين ول شبهة للسارق لتمام الملسسك فيسسه‪،‬‬
‫قال في »الشرح«‪ :‬فيستوفيه بنفسسسه وبالجسسارة‬
‫والعارة ونحوها إل أن عين في الوقف غير ذلك‪.‬‬
‫وللموقسسسوف عليسسسه المعيسسسن نفسسسع الموقسسسوف‬
‫‪-599-‬‬

‫بإستعماله‪ ،‬وله نماؤه وغلته بل نزاع‪.‬‬


‫وجناية موقسسوف علسسى غيسسر آدمسسي معيسسن كعبسسد‬
‫موقوف على مسجد أو على المسسساكين إذا جنسسى‬
‫فأرش جنايته في كسسسبه؛ لن ليسسس لسسه مسسستحق‬
‫معين يمكن إيجاب الرش عليه ول يمكن تعلقهسسا‬
‫في رقبته فتعين في كسبه‪.‬‬
‫ول يتزوج موقوف عليه أمة موقوفة عليه؛ لن‬
‫الملسسك ل يجسسامع النكسساح وينفسسسخ بوقفهسسا عليسسه‬
‫نكاحها للملسسك ول يطسسأ لمسسة الموقوفسسة ولسسو أذن‬
‫في وطئها واقف؛ لن ملكه ناقص ول يمكن منسسع‬
‫حبلها فتنقص أو تتلف أو تخرج مسسن الوقسسف بسسأن‬
‫تبقى أم ولد‪.‬‬
‫وللموقسسوف عليسسه وليسسة تزويجهسسا لملكسسه لهسسا‬
‫ويلزم الولي تزويجها إن طلبسست صسسيانة لهسسا عسسن‬
‫الوقوف في المحرم إن لم يشسسرط واقسسف وليسسة‬
‫التزويسسج لغيسسر الموقسسوف عليسسه ولموقسسوف عليسسه‬
‫المة أخذ مهرها إن زوجها هو أو غيره ولسسو كسسان‬
‫المهسسر لسسوطء شسسبهة؛ لنسسه بسسدل المنفعسسة وهسسو‬
‫يستحقها كالجرة‪.‬‬
‫وكالصسسسوف واللبسسسن والثمسسسرة‪ ،‬وسسسسواء كسسسان‬
‫الواطئ الواقف أو غيره وهذه كلها فوائد القسسول‬
‫بأنه يملكها وكذا النفقة عليه وولد الموقوفة مسسن‬
‫‪-600-‬‬

‫وطء مع شبهة بنحو زوجة حرة كبأمته ولسسو كسسان‬


‫الواطئ من قن اشتبهت عليه بمن ولده منها حر‬
‫لعتقاده حريته‪.‬‬
‫وعلى واطيء قيمة الولسسد لتفسسويته عليسسه رقسسه‬
‫بإعتقاده حريته يوم وضعه حًيا تصرف قيمته فسسي‬
‫شراء مثله يكسسون وقًفسسا مكسسانه؛ لن القيمسسة بسسدل‬
‫عسسن الوقسسف فسسوجب أن تسسرد فسسي مثلسسه وتصسسير‬
‫الموقوفة أم ولسسده؛ لنسسه أحبلهسسا بحسسر فسسي ملكسسه‬
‫وولد من زوج‪ ،‬ول شرط حريته أو من زنسسا وقسسف‬
‫معها هذا المذهب وعليه جماهير الصحاب‪ ،‬قسساله‬
‫في »شرح الغايسسة«‪ ،‬وقسسال فسسي »شسسرحها«‪ :‬لن‬
‫ولسسد كسسل ذات رحسسم حكمسسه حكمهسسا كسسأم الولسسد‬
‫والكسب ما لم يعرض لذلك مسسا يمنعسسه كالشسسبهة‬
‫واشتراط زوج المسسة علسسى سسسيدها عنسسد تزويجهسسا‬
‫حرية ولدها ونحوهما‪ ،‬قاله في »شرح المنتهى«‪.‬‬
‫ونظر البهسسوتي فسسي شسسرحه عليسسه وعللسسه بسسأن‬
‫الموقوف عليه ل يملك عتقه بالتصريح فل يملسسك‬
‫شرطه‪ ،‬انتهى مع أن عبارة شارك »المنتهى« ل‬
‫تسسؤدي مسسا فهسسم منهسسا إذ مسسا ذكسسروه بيسسان لصسسل‬
‫المسألة وإيضاح لصل القاعدة مسسن أن ولسسد كسسل‬
‫ذات رحم حكمسسه حكمهسسا فاسسستثنى مسسن القاعسسدة‬
‫الشبهة واشتراط الحرية ولبد فسسي الشسسبهة مسسن‬
‫كونهسسا اشسستبهت بمسسن ولسسدها منسسه حسسر ولسسو كسسان‬
‫‪-601-‬‬

‫الواطيء رقيًقا‪ ،‬فمن أمعن النظر ظهر له الحق‪.‬‬


‫وحيث قلنا أن الموقوف عليه يملك الموقوفسسة‬
‫فوطئها‪ ،‬فإنه ل حد عليسسه للشسسبهة ول مهسسر عليسسه‬
‫بوطئه إياها؛ لنسسه لسسو وجسسب لسسوجب لسسه ول يجسسب‬
‫للنسان شيء على نفسه‪.‬‬
‫وولد الموقوف عليه من الموقوفة حر للشبهة‬
‫وعلسسى السسواطيء قيمسسة الولسسد يسسوم وضسسعه حًيسسا‬
‫تصرف في مثله؛ لنه فوت رقه على مسسن يسسؤول‬
‫الوقف عليه بعده‪ ،‬ولن القيمة بدل عسسن الوقسسف‬
‫فوجب أن ترد في مثله‪.‬‬
‫وتعتق المستولدة ممن هي وقف عليه بموته؛‬
‫لنها صسسارت أم ولسسده لولدتهسسا منسسه وهسسو مالكهسسا‬
‫وواطيء المة الموقوفة عليه ل يزول ملكه عنها‬
‫باستيلده إياها ما دام حًيا مع بقاء تحريمها عليسسه‬
‫وكونها صارت أم ولده ل يباح لسسه وطؤهسسا لنقسسص‬
‫ملكه‪ ،‬ولنه ممنوع من وطئهسسا إبتسسداء فمنسسع منسسه‬
‫ما‪.‬‬
‫دوا ً‬
‫ويجب قيمتها في تركته إن كانت؛ لنسسه أتلفهسسا‬
‫على من بعده من البطون يشتري بقيمتها مثلهسسا‬
‫ويشتري بقيمة وجبت بتلفها أو تلف بعضها مثلها‬
‫يكون وقًفا مكانها لينجسسبر علسسى ذلسسك البطسسن مسسا‬
‫فاتهم أو يشتري بذلك منقص مسسن أمسسه إن تعسسذر‬
‫‪-602-‬‬

‫شسسراء أمسسة كاملسسة يصسسير مسسا يشسستري بالقيمسسة أو‬


‫بعضها وقًفا بمجرد الشراء كبدل أضحية‪.‬‬
‫‪-603-‬‬

‫ول يصح عتق رقيق موقوف بحال لتعلق حسسسق‬


‫من يؤول الوقسسف بسسه‪ ،‬ولن الوقسسف عقسسد لزم ل‬
‫يمكن إبطاله‪ ،‬وفي القول بنفوذ عتقه إبطسسال لسسه‬
‫وإن كان بعضه غير موقوف فسسأعتقه مسسالكه صسسح‬
‫فيه ولم يسر إلى البعض الموقوف؛ لنسسه إذا لسسم‬
‫يعتق بالمباشرة فلن ل يعتق بالسراية أولى غير‬
‫قسسن مكسساتب وقفسسه سسسيده بعسسد مكسساتبته وأدى مسسا‬
‫عليه من مال الكتابة‪.‬‬
‫وقيسسل‪ :‬ل يصسسح وقسسف المكسساتب؛ لن الوقسسف‬
‫يجب أن يكون مستقًرا والوقف فيه غير مستقر‪،‬‬
‫والقول الول هو الذي تميل إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه‬
‫سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ويملسسسك الموقسسسوف عليسسسه الوقسسسف إذا كسسسان‬
‫الموقوف عليسسه آدمي ًسسا معين ًسسا أو جمعًسسا محصسسوًرا؛‬
‫لنسسه سسسبب يزيسسل التصسسرف فسسي الرقبسسة فملكسسه‬
‫المنتقل إليه كالهبة وفارق العتسسق مسسن حيسسث أنسسه‬
‫أخرج عسسن حكسسم الماليسسة‪ ،‬ولنسسه لسسو كسسان تمليك ًسسا‬
‫للمنفعة المجردة لسسم يلسسزم كالعاريسسة والسسسكنى‪،‬‬
‫كسسا‬ ‫وقيل‪ :‬ل يملكه‪ ،‬بل ينتقل إلى الله ويكسسون مل ً‬
‫لله؛ لنه حبس عيسسن وتسسسبيل منفعسسة علسسى وجسسه‬
‫القربة‪ ،‬فسسأزال الملسسك إلسسى اللسسه تعسسالى كسسالعتق‪،‬‬
‫وهذا القول هو الذي تطمئن إليسسه النفسسس‪ ،‬واللسسه‬
‫سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫‪-604-‬‬

‫وا مسسن أعضسساء موقسسوف كيسسده‬ ‫وإن قطسسع عض س ً‬


‫دا فللقن الموقوف القود؛ لنه حقه ل‬ ‫ونحوها عم ً‬
‫يشرك فيه أحد وإن عفى الرقيق الموقوف عسسن‬
‫الجناية عليسسه أو كسان القطسسع أو الجسسرح ل يسسوجب‬
‫قسسوًدا؛ لعسسدم المكافسسأة أو كسسونه خطسسأ أو جائفسسة‬
‫ونحوه فأرشه يصرف في مثل المجنسسي عليسسه إن‬
‫أمكن وإل اشترى به شقص من مثلسسه؛ لنسسه بسسدل‬
‫عن بعض الوقف‪ ،‬فوجب أن يرد في مثله‪.‬‬
‫قسسال الحسسارثي‪ :‬اعتبسسار المثليسسة فسسي البسسدل‬
‫المشتري بمعنى وجوب الذكر في الذكر والنسسثى‬
‫بسسالنثى والكسسبير بسسالكبير وسسسائر الوصسساف السستي‬
‫تتفسسساوت العيسسسان بتفاوتهسسسا لسسسسيما الصسسسناعة‬
‫المقصودة في الوقف‪ ،‬والدليل على العتبسسار أن‬
‫الغرض جبران ما فات ول يحصل بدون ذلك‪.‬‬
‫دا أو أمة ولسسو كسسان‬‫وإن قتل رقيق موقوف عب ً‬
‫ضا من مكافيء له‪ ،‬فالواجب بذلك‬ ‫دا مح ً‬
‫قتله عم ً‬
‫قيمتسسسه دون القصسسساص؛ لن الموقسسسوف عليسسسه ل‬
‫يختص به فلم يجسسز أن يقتسسص مسسن قسساتله كالعبسسد‬
‫المشترك‪.‬‬
‫ول يصسسح عفسسو الموقسسوف عليسسه عسسن قيمسسة‬
‫المقتول‪ ،‬ولو قلنا أنه يملكه؛ لن ملكه ل يختسسص‬
‫به لتعلسسق حسسق البطسسن الثسساني بسسه تعلًقسسا ل يجسسوز‬
‫إبطاله ول يعلم قدر ما يستحقه هسسذا منسسه فيعفسسو‬
‫‪-605-‬‬

‫عنه‪.‬‬
‫دا بأن قتسسل مكسسافًئا لسسه‬
‫و إن قتل الموقوف قو ً‬
‫صسسا بطسسل الوقسسف‬ ‫دا فقتله ولي المقتول قصا ً‬ ‫عم ً‬
‫كما لو مات حتف أنفه ول يبطل الوقف إن قطع‬
‫صا كما لو سقط بآكلة‪.‬‬ ‫وا منه قصا ً‬
‫عض ً‬
‫ويتلقسسى الموقسسوف عليهسسم الوقسسف كسسل بطسسن‬
‫منهم عن واقفه ل من البطسسن السسذي قبلسسه‪ ،‬قسسال‬
‫القاضسسسي فسسسي »المجسسسرد«‪ ،‬وابسسسن عقيسسسل فسسسي‬
‫»الفصسسول«‪ ،‬والموفسسق فسسي »المغنسسي«‪ ،‬وابسسن‬
‫رجب في »القواعد الفقهية«‪ ،‬وصححه الطسسوفي‬
‫فسسي »قواعسسده«‪ :‬لن الوقسسف صسسادر علسسى جميسسع‬
‫أهسسل الوقسسف مسسن حينسسه فمسسن وقسسف شسسيًئا علسسى‬
‫أولده ثم أولدهم ثسسم أولد أولدهسسم مسسا تناسسسلوا‬
‫كان الوقف على جميع نسله إل أن استحقاق كل‬
‫طبقة مشسسروط بسسانقراض مسسن فوقهسسا‪ ،‬قسسال فسسي‬
‫»المغني«‪ :‬وإن رتسسب‪ ،‬فقسسال‪ :‬وقفسست هسسذا علسسى‬
‫ولدي وولد ولدي مسسا تناسسسلوا أو تعسساقبوا العلسسى‬
‫فالعلى أو القسسرب فسسالقرب أو الول فسسالول أو‬
‫البطن الول ثم البطن الثاني‪.‬‬
‫أو على أولدي ثم أولد أولدي أو علسسى أولدي‪،‬‬
‫فإذا انقرضوا فعلسسى أولد أولدي فكسسل هسسذا علسسى‬
‫الترتيب ويكون على ما شرط ول يستحق البطسسن‬
‫الثاني شيًئا حسستى ينقسسرض البطسسن الول كلسسه ولسسو‬
‫‪-606-‬‬

‫بقي واحد من البطن الول كسسان الجميسسع لسسه؛ لن‬


‫الوقف ثبت بقوله فينبع فيه مقتضى كلمه‪.‬‬
‫وإن قسسال علسسى أولدي وأولدهسسم مسسا تعسساقبوا‬
‫وتناسلوا على أنه من مات منهم عن ولد كان ما‬
‫كان جارًيا عليه جارًيا على ولسسده كسسان ذلسسك دليل ً‬
‫على الترتيب؛ لنه لو اقتضى التشسسريك لقتضسسى‬
‫ما مثل أبيسسه ثسسم‬
‫التسوية ولو جعلنا لولد الولد سه ً‬
‫دفعنا إليسسه سسسهم أبيسسه صسسار لسسه سسسهمان ولغيسسره‬
‫سهم‪.‬‬
‫وهذا ينافي التسوية‪ ،‬ولنه يفضي إلى تفضسسيل‬
‫ولد الغبن البسسن علسسى البسسن والظسساهر مسسن إرادة‬
‫الواقسسف خلف هسسذا‪ ،‬فسسإذا ثبسست السسترتيب‪ ،‬فسسإنه‬
‫ترتيب بين كل والد وولسسده‪ ،‬فسسإذا مسسات عسسن ولسسد‬
‫انتقل إلى ولسسده سسسهمه سسسواء بقسسي مسسن البطسسن‬
‫الول أحد أو لم يبق‪.‬‬
‫فإذا امتنع البطن الول حسسال اسسستحقاقهم مسسن‬
‫اليميسسن مسسع الشسساهد لهسسم بسسالوقف لثبسسوت وقفسسه‬
‫فلمن بعسسده مسسن البطسسون ولسسو قبسسل اسسستحقاقهم‬
‫الوقف الحلف مع الشسساهد بسسالوقف لثبسسوته؛ لنسسه‬
‫موقوف عليه‪.‬‬
‫وعلم منه أنهم ل يستحقونه بسسالحلف‪ ،‬بسسل عسسد‬
‫إنقسسراض مسسن قبلهسسم‪ ،‬ففسسائدة ذلسسك عسسدم صسسحة‬
‫‪-607-‬‬

‫تصرف من بيده الوقف فيسسه بسسبيع ونحسسوه وحيسسث‬


‫ثبت الوقف بالحلف المسسذكور‪ ،‬فسسإن الريسسع يكسسون‬
‫للبطسسسن الول؛ لن يسسسدخل فسسسي ملكهسسسم قهسسسًرا‬
‫كالرث‪.‬‬

‫)‪ (43‬ما يرجع به عند التنازع في شيء من‬


‫أمر الوقف وما يرجع إليه وما يتعلق‬
‫بالشرط في الوقف وبيان التخصيص‬
‫وإدخال شيء أو إخراجه‬
‫وحكم تغيير الشرط وما قال الشيخ تقي‬
‫الدين حول ذلك‬
‫س ‪ :43‬إلى أي شيء يرجع عنككد التنككازع‬
‫في شيء أمر الوقف الذي يملكككه النسككان‬
‫والذي تحت يده ول يملكه؟ وهككل السككتثناء‬
‫كالشككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككرط؟‬
‫وما الككذي مثككل الشككرط؟ ومككا حكككم العمككل‬
‫بالشرط؟ ومتى يجب الرجككوع إلككى الشككرط‬
‫الككذي شككرطه الواقككف؟ وفككي أي شككيء‬
‫يرجككع؟ ومككا صككفة التسككاوي؟ ومككا صككفة‬
‫التفضيل؟ وإذا خرج الواقف شيًئا أو أدخلككه‬
‫فهككل يعمككل بككذلك‪ ،‬واذكككر أمثلككة للصككفات‬
‫التي يستحق بها‪ ،‬ومككا حكككم تغييككر الشككرط‬
‫وإذا خصككص مدرسككة أو مقككبرة أو إمامتهككا‬
‫‪-608-‬‬

‫بأهل مذهب فمككا الحكككم؟ وإذا شككرط أن ل‬


‫ينتفع بالوقف أو خصص إمامة بككذي مككذهب‬
‫مخككالف‪ ،‬ومككا معنككى قككول العلمككاء نصككوص‬
‫الواقككف كنصككوص الشككارع؟ واذكككر الككدليل‬
‫والتعليكككل والتفصكككيل والمحكككترز والقيكككد‬
‫والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬يرجسسع عنسسد التنسسازع فسسي شسسيء مسسن أمسسر‬
‫الوقف وجوًبا لشرط واقف كقوه شسسرطت لزيسسد‬
‫كسسذا ولعمسسر وكسسذا؛ لن عمسسر شسسرط فسسي وقفسسه‬
‫طا‪ ،‬ولو لم يجب إتباع شرطه لسسم يكسسن فسسي‬ ‫شرو ً‬
‫إشتراطه فائدة‪ ،‬ولن ابن الزبير وقف على ولده‬
‫وجعل للمردودة من بناته أن تسكن غيسسر مضسسرة‬
‫ول مضر بها فإذا استغنت بزوج فل حق لها فيسسه‪،‬‬
‫ولن الوقف متلقى من جهته فاتبع شرطه‪.‬‬
‫حسسسا كشسسسرطه السسسدار‬
‫ولسسسو كسسسان الشسسسرط مبا ً‬
‫الموقوفة أن تكون للسكنى دون الستغلل‪ ،‬فإنه‬
‫يجب إعتباره في كلم الواقف‪ ،‬وأما وقسسف السسدار‬
‫عنسسد الطلق‪ ،‬فقيسسل‪ :‬يحمسسل علسسى السسستغلل ل‬
‫على السكنى‪ ،‬قال في »النظم الوهباني«‪:‬‬
‫سوى الجر والسكنى‬ ‫ومن وقفت دار عليه‬
‫بها ل تقرر‬ ‫فما له‬
‫ول يعمل بمكسسروه كشسسرطه أن ل يصسسلي فسسي‬
‫مسجد بناه إل طائفة كذا‪.‬‬
‫‪-609-‬‬

‫وفي »الغاية وشرحها«‪ :‬ويتجه أنسسه يعتسسبر هسسذا‬


‫الشرط ويرجع إليه وجوًبا إذا وقف النسان وقًفا‬
‫يملكسسه بنسسوع مسسن أنسسواع التملكسسات الصسسحيحة‪،‬‬
‫والقول هو الذي تميل إليه النفس‪ ،‬والله سبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬
‫فأمسسسا وقسسسف المسسسراء والسسسسلطين فل يتبسسسع‬
‫شروطهم؛ لنهم ل ملسك لهسسم إذ مسسا بأيسسديهم إمسسا‬
‫مجتمع من المظالم أو من الغنائم أو من الجزية‬
‫أو من مال ل وارث له ونحو ذلك‪.‬‬
‫وعلى كل حال ليس لهم ممسسا بأيسسديهم شسسيء‪،‬‬
‫وإنما هو للمسلمين يصرف في المصسسالح العامسسة‬
‫فلو اشتروا مما بأيديهم شيء عقارات ووقفوهسسا‬
‫طا‪ ،‬فل تجسسب العمسسل‬ ‫وشرطوا في أوقافهم شرو ً‬
‫بها‪ ،‬فمن كان له حق في بيت المسسال ومنسسع منسسه‬
‫فله أن يتناول من أوقافهم كفايته ولو لسسم يعمسسل‬
‫مما شرطوه إل أن كسسان فيمسسا شسسرطوه مصسسلحة‬
‫للمسسسلمين كمسسدرس كسسذا مسسن العلسسوم النافعسسة‬
‫وطالب كذا منها كذلك‪ ،‬وكشرطهم إن مات عسسن‬
‫ولد والولد في مرتبة والده بأن يكون فيسسه أهليسسة‬
‫للقيسسام بوظيفسسة أبيسسه‪ ،‬فالوظيفسسة لسسه لسسستحقاقه‬
‫إياها‪.‬‬
‫ففي هذا كله يجب العمسسل بشسسروطهم إذ فسسي‬
‫العمل بها مصلحة للمسلمين فيجب العمسسل بهسسا‪،‬‬
‫‪-610-‬‬

‫ول يجب العمل بشرطهم إذا شرطوا أن وظيفسسة‬


‫الوالد لولده وإن لم يكن مثسسل والسسداه؛ لن ذلسسك‬
‫رفع الشيء لغير أهله ووضعه في غيسسر محلسسه أو‬
‫شرط لحدهم أن يدفع كذا مسسن ريسسع وقفسسه لمسسن‬
‫يقرأ الدرس من العلوم النافعة كالفقه والتفسير‬
‫والتوحيسسد والحسسديث والفسسرائض والعربيسسة فسسي‬
‫مدرسته‪ ،‬فل يتعين عليه فعله في تلك المدرسة‪،‬‬
‫بسسل عليسسه أن يقسسرأ السسدرس المشسسروط فسسي أي‬
‫موضع كان عمل ً بشرط الواقف في الجملة‪.‬‬
‫ومثل شرط صريح في حكسسم وجسسوب الرجسسوع‬
‫إليه اسسستثناه‪ ،‬قسسال فسسي »النصسساف«‪ :‬والسسستثناء‬
‫كالشرط على الصحيح من المسسذهب نسسص عليسسه‪،‬‬
‫انتهى فيرجع إليه‪.‬‬
‫فلو وقف على أولده وأولد زيد أو قبيلة كذا إل‬
‫بكًرا لم يكن له شيء‪.‬‬
‫ومثل الشرط مخصص من صفة كما لو وقفسسه‬
‫على أولده الفقهسساء أو المشسستغلين بسسالعلم‪ ،‬فسسإنه‬
‫يختص بهم فل يشاركهم من سواهم وإل لما كان‬
‫لتخصيصه فائدة‪.‬‬
‫ومثل الشرط في حكم الرجوع إليسسه مخصسسص‬
‫من عطف بيان؛ لنه مشسسبه بالصسسفة فسسي إيضسساح‬
‫متنوعه وعدم إستقلله‪ ،‬فمسسن وقسسف علسسى ولسسده‬
‫‪-611-‬‬

‫أبي محمد عبدالله‪ ،‬وفسسي أولده ومسسن كنيتسسه أبسسو‬


‫محمد غيره اختص به عبدالله‪.‬‬
‫ضا مخصص مسسن توكيسسد كمسسا‬ ‫ومثله في حكم أي ً‬
‫لسسو وقسسف علسسى أولد زيسسد نفسسسه فل يسسدخل أولد‬
‫أولده‪.‬‬
‫وكذا مخصص من بسسدل كمسسن لسسه أربعسسة أولد‪،‬‬
‫وقسسسال‪ :‬وقفسسست علسسسى ولسسسدي فلن وفلن وفلن‬
‫وعلسسى أولد أولدي‪ ،‬فسسإن الوقسسف يكسسون علسسى‬
‫أولده الثلثسسة وأولده الربعسسة؛ لنسسه أبسسذل بعسسض‬
‫الولد وهو فلن وفلن وفلن من اللفظ المتناول‬
‫للجميع وهو ولدي‪ ،‬فاختص بالبعض المبدل؛ لنسسه‬
‫عَلككى‬ ‫ول ِل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫المقصود بالحكم‪ ،‬كقسسوله تعسسالى‪َ  :‬‬
‫سككِبيل ً ‪‬‬ ‫ع إ ِل َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ست َ َ‬
‫طا َ‬ ‫نا ْ‬
‫م ِ‬
‫ت َ‬
‫ج الب َي ْ ِ‬
‫ح ّ‬
‫س ِ‬
‫الّنا ِ‬
‫لما خص المستطيع بالذكر اختص الوجوب به‪.‬‬
‫دا وجهسسه‬ ‫دا رأسه ورأيت زي ً‬ ‫ولو قال‪ :‬ضربت زي ً‬
‫اختص الضرب بالرأس والرؤية في السسوجه‪ ،‬قسسال‬
‫عك َ‬
‫ل‬ ‫ج َ‬ ‫في »المغنسسي«‪ :‬ومنسسه قسسوله تعسسالى‪َ  :‬‬
‫وي َ ْ‬
‫ض ‪ ‬وقسسول القسسائل‪:‬‬ ‫عل َككى ب َ ْ‬
‫عك ٍ‬ ‫ه َ‬
‫ضك ُ‬
‫ع َ‬
‫ث بَ ْ‬
‫خِبيك َ‬
‫ال َ‬
‫طرحت الثياب بعضها فوق بعضها‪ ،‬فسسإن الفوقيسسة‬
‫تختص بالبعض مع عموم اللفظ الول كذا هاهنا‪.‬‬
‫ولو قسسال‪ :‬وقفسست علسسى ولسسدي فلن وفلن ثسسم‬
‫الفقراء ل يشمل ولد ولده ونحو ما تقسسدم تقسسديم‬
‫‪-612-‬‬

‫الخبر‪ ،‬كقوله‪ :‬وقفت داري على أولدي والساكن‬


‫منهم عند حسساجته بل أجسسرة فلن‪ ،‬وكسسذا مخصسسص‬
‫من جار ومجرور نحو وقفسست هسسذا علسسى أنسسه مسسن‬
‫اشتغل بالعلم من أولدي صرف إليه‪.‬‬
‫وكسسذا إن قسال‪ :‬وقفتسسه بشسسرط أنسسه مسسن تسأدب‬
‫بالداب الشرعية صرف إليه ونحسسوه فيرجسسع إلسسى‬
‫ذلسسك كلسه كالشسسرط فلسسو تعقسسب الشسسرط ونحسسوه‬
‫جمل ً عاد الشرط ونحوه إلى جميع الجمل‪.‬‬
‫وكذا الصفة إذا تعقبت جمل ً عادت إلى الكل‪.‬‬
‫قال في »القواعد الصولية«‪ :‬في عود الصفة‬
‫للكل ل فرق بين أن تكون متقدمة أو متأخرة‪.‬‬
‫وقسسال الشسسيخ تقسسي السسدين‪ :‬مسسوجب مسسا ذكسسره‬
‫أصحابنا في عسسود الشسسرط ونحسسوه للكسسل؛ لنسسه ل‬
‫فسسرق بيسسن العطسسف بسسالواو وبالفسساء أو بثسسم علسسى‬
‫عموم كلمهم‪.‬‬
‫ويجب العمل بالشرط في عدم إيجسسار الوقسسف‬
‫أو قدر مدة اليجار‪ ،‬فإن شرط أن ل يسسؤجر أكسسثر‬
‫مسسن سسسنة لسسم تجسسز بالزيسسادة عليهسسا‪ ،‬لكسسن عنسسد‬
‫الضرورة يزاد بحسسسبها ولسسم يسسزل عمسسل القضسساة‬
‫عليه من أزمنة متطاولة‪.‬‬
‫وقال الشيخ تقي الدين‪ :‬والشروط إنمسسا يلسسزم‬
‫الوفسساء بهسسا إذا لسسم تفسسض الخلل إلسسى المقصسسود‬
‫‪-613-‬‬

‫الشرعي‪.‬‬
‫وقسسال ‪ -‬رحمسسه اللسسه ‪ :-‬قاعسسدة فيمسسا يشسسترط‬
‫الناس في الوقف‪ ،‬فإن فيها ما فيه عوض دنيوي‬
‫وأخرون ومسسا ليسسس كسسذلك‪ ،‬وفسسي بعضسسها تشسسديد‬
‫على الموقوف عليه‪.‬‬
‫فنقول‪ :‬العمال المشروطة في الوقسسف علسسى‬
‫المور الدينية مثل الوقف على الئمة والمسسؤذنين‬
‫والمشتغلين بالعلم من القرآن والحديث والفقسسه‬
‫ونحو ذلك أو بالعبادات أو بالجهاد في سبيل اللسسه‬
‫تنقسم إلى ثلثة أقسام‪ :‬أحدها‪ :‬عمل يتقرب بسسه‬
‫إلى الله وهو الواجبات والمستحبات السستي رغسسب‬
‫رسول الله ‪ ‬فيها وحض على تحصسسيلها‪ ،‬فمثسسل‬
‫هسسذا الشسسرط يجسسب الوفسساء بسسه ويقسسف إسسستحقاق‬
‫الوقف على حصوله في الجملة‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬عمل نهى النبي ‪ ‬عنه نهي تحريم أو‬
‫نهي تنزيه‪ ،‬فاشتراط مثل هذا العمل باطل باتفاق‬
‫العلماء لما قد استفاض عن النسبي ‪ ‬أنسه خطسب‬
‫علسسى منسسبره‪ ،‬فقسسال‪» :‬مسسا بسسال أقسسوام يشسسترطون‬
‫طا ليست في كتاب الله! من اشترط شر ً‬
‫طا‬ ‫شرو ً‬
‫ليس في كتاب الله فهسسو باطسسل«‪ ،‬وإن كسسان مسسائة‬
‫ما وجسسود‬‫شرط‪ ،‬وكذا ما كان من الشروط مستلز ً‬
‫ما نهى عنه الشارع فهو بمنزلة ما نهى عنه‪.‬‬
‫‪-614-‬‬

‫وما علم أنه نهى عنه ببعسسض الدلسسة الشسسرعية‬


‫فهو بمنزلة ما علم أنه صرح بسسالنهي عنسسه‪ ،‬ومسسن‬
‫هسسذا البسساب أن يكسسون العمسسل المشسسترط ليسسس‬
‫ما في نفسه؛ لكنه مناف لحصول المقصسسود‬ ‫محر ً‬
‫المأمور به‪.‬‬
‫ومثال هسسذه الشسسروط أن يشسسترط علسسى أهسسل‬
‫الرباط ملزمته‪ ،‬وهذا مكروه فسسي الشسسريعة ممسسا‬
‫أحسسدثه النسساس أو يشسسترط علسسى الفقهسساء إعتقسساد‬
‫سسسنة أو بعسسض‬ ‫بعض البسسدع المخالفسسة للكتسساب وال ّ‬
‫القسسوال المحرمسسة أو يشسسترط علسسى المسسام أو‬
‫المؤذن ترك بعض سنن الصسسلة والذان أو فعسسل‬
‫بعض بسسدعهما مثسسل أن يشسسترط علسسى المسسام أن‬
‫يقسسرأ فسسي الفجسسر بقصسسار المفصسسل أو أن يصسسل‬
‫الذان بذكر غير مشروع أو أن يقيم صسسلة العيسسد‬
‫في المدرسة أو المسسسجد مسسع إقامسسة المسسسلمين‬
‫سنة نبيهم ‪.‬‬ ‫لها على ّ‬
‫ومن هذا الباب أن يشسسترط عليهسسم أن يصسسلوا‬
‫وحداًنا ومما يلحق بهذا القسم أن يكون الشسسرط‬
‫ما تسسرك مسسا نسسدب إليسسه الشسسارع مثسسل أن‬
‫مسسستلز ً‬
‫يشسسترط علسسى أهسسل ربسساط أو مدرسسسة أو جسسانب‬
‫المسجد العظسسم أن يصسسلوا فيهسسا فرضسسهم‪ ،‬فسسإن‬
‫هذا دعا إلى ترك الفرض علسسى السسوجه السسذي هسسو‬
‫أحب إلى الله ورسوله فل يلتفت إلى مثل هذا‪.‬‬
‫‪-615-‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬عمل ليس بمكسسروه فسي الشسسرع‬


‫ول مستحب‪ ،‬بل هو مباح مستوى الطرفيسسن‪ ،‬فهسسذا‬
‫قول بعض العلماء بوجوب الوفاء به والجمهور مسسن‬
‫العلماء مسسن أهسسل المسسذاهب المشسسهورة وغيرهسسم‬
‫على أن شسسرطه باطسسل‪ ،‬فل يصسسح عنسسدهم إل مسسا‬
‫كان قربسسة إلسسى اللسسه تعسسالى‪ ،‬وذلسسك لن النسسسان‬
‫ليس لسسه أن يبسسذل مسساله إل لمسسا فيسسه منفعسسة فسسي‬
‫الدين أو الدنيا فما دام النسان حًيا فله أن يبسسذل‬
‫ماله في تحصسسيل الغسسراض المباحسسة؛ لنسسه ينتفسسع‬
‫بذلك‪.‬‬
‫فأما الميت فمسسا بقسسي بعسسد المسسوت ينتفسسع مسسن‬
‫أعمال الحياء إل بعض صالح قد أمر بسسه أو أعسسان‬
‫عليه أو أهدي إليه ونحو ذلك‪ ،‬فأما العمال السستي‬
‫ليست طاعة للسسه ورسسسوله فل ينتفسسع بهسسا الميسست‬
‫بحال‪ ،‬انتهى من »مجموع فتاوى شيخ السلم«‪.‬‬
‫وقسسال المصسسنف‪ :‬لسسذلك وأنسسه يجسسب العمسسل‬
‫بالشسسرط إن لسسم يحتسسج إلسسى زيسسادة علسسى القسسدر‬
‫المشسسروط‪ ،‬أمسسا إذا احتيسسج بسسأن تعطلسست منسسافع‬
‫الموقوف ولم يمكن تعميره إل بذلك جاز‪.‬‬
‫وإن تعذر عقود حيث احتيسسج إليسسه كعقسسد واحسسد‬
‫دا واحتسساج الوقسسف‬ ‫حتى لو شسسرط أن ل يسسؤجر أب س ً‬
‫إلى الجازة فللنسساظر أن يسسؤجره وهسسو أولسسى مسسن‬
‫بيعه وقسسد أفسستى بسسه المسسرداوي وغيسسره ولسسم تسسزل‬
‫‪-616-‬‬

‫علماؤنا تفتي بسسه وهسسو أولسسى مسسن بيعسسه ول تجسسوز‬


‫المحافظة على بعضسسها مسسع فسسوات المقصسسود بهسسا‬
‫ويأتي‪.‬‬
‫وقال فسسي »شسسرح السسوجيز«‪ :‬إن كسسان الوقسسف‬
‫يحتسساج إلسسى عمسسارة ل تحصسسل إل بسسأن يسسزاد علسسى‬
‫المدة المشروطة مدة أخرى جاز أن يسسزاد عليهسسا‬
‫بقدر ما يحتاج إليسسه فقسسط ككسسون العمسسارة تحتسساج‬
‫إلى إستلف دراهم‪ ،‬ولم يحصل مسسن يسسسلفهم إل‬
‫مسسن يسسستأجر أكسسثر مسسن هسسذه المسسدة وأن تكسسون‬
‫عمارته من الخراب ليعمر بما يحصل من الجرة‬
‫ل تمكن إل مع الزيادة‪ ،‬فإنه يجوز أن يسسزاد بقسسدر‬
‫الحاجسسة‪ ،‬فسسإن عمسسارة الوقسسف واجبسسة ومسسا ل يتسسم‬
‫السسواجب إل بسسه فلبسسد مسسن فعلسسه‪ ،‬وهسسذا واجسسب‬
‫بالشرع‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫ويجب الرجوع إلى شرط الواقف فسسي قسسسمة‬
‫الوقف على الموقوف عليهسسم بمعنسسى أنسسه يرجسسع‬
‫إلسسى شسسرط بتقسسدير السسستحقاق مسسن تسسساو أو‬
‫تفضيل كعلى أن للنثى سهم وللذكر سهمين‪ ،‬أو‬
‫على أن للمؤذن كذا‪ ،‬وللمام كذا وللخطيب كذا‪،‬‬
‫وللمعلم كذا أو نحوه‪.‬‬
‫ضا إلى شرطه في تقديم بعض أهسسل‬ ‫ويرجع أي ً‬
‫الوقف كقوله‪ :‬وقفت هذا على زيد وعمرو وبكسسر‬
‫ويبدأ بالدفع لزيد بكذا أو وقفت على طائفة كسسذا‬
‫‪-617-‬‬

‫ويبدأ بنحو الصلح كالفقه أو الديسسن أو المريسسض‬


‫أو الفقير‪.‬‬
‫ضا إلى شرطه في تأخير وهو عكسسس‬ ‫ويرجع أي ً‬
‫التقديم كقوله‪ :‬يعطي منه أول ً ما سوى كذا‪ ،‬ثسسم‬
‫ما فضل لفلن فليس للمؤخر إل ما فضسسل‪ ،‬فسسإن‬
‫لم يفضل شيء يسقط‪.‬‬
‫ضسسا إلسسى شسسرطه فسسي جمسسع كجعسسل‬‫ويرجسسع أي ً‬
‫الستحقاق مشتر ً‬
‫كا في حالسسة واحسسدة كسسأن يقسسف‬
‫على أولده وأولدهم‪.‬‬
‫ضسسا إلسسى شسسرطه فسسي ترتيسسب كجعسسل‬‫ويرجع أي ً‬
‫إستحقاق بطن مرتًبا على الخر كأن يقسسف علسسى‬
‫أولده ثسسم أولدهسسم‪ ،‬فالتقسسديم بقسساء السسستحقاق‬
‫للمؤخر على صفة أن له مسسا فضسسل عسسن المقسسدم‬
‫وإل بسسأن لسسم يفضسسل عسسن المقسسدم شسسيء سسسقط‬
‫المؤخر‪ ،‬والمسسراد إذا كسسان للمقسسدم شسسيء مقسسدر‬
‫كمائة مثل ً فحينئذ إن كسسانت الغلسسة وافسسرة حصسسل‬
‫بعد المقدر للمقسسدم فضسسل فيأخسسذه المسسؤخر وغل‬
‫بأن كانت الغلة غير وافرة فل يفضل بعده فضل‪،‬‬
‫فل شيء للمؤخر‪.‬‬
‫والسسترتيب عسسدم إسسستحقاق المسسؤخر مسسع وجسسود‬
‫المقدم فضل عنه شيء أو ً‬
‫ل‪.‬‬
‫والتساوي جعل ريع بين أهسسل وقسسف متسسساوًيا‬
‫‪-618-‬‬

‫كقوله‪ :‬وقفسست علسسى جميسسع أولدي يقسسسم بينهسسم‬


‫بالسوية‪.‬‬
‫والتفضيل جعل الريع متفاوًتسسا كقسسوله‪ِ :‬للذّك َ ِ‬
‫ر‬
‫ُ‬ ‫ل َ ّ‬
‫ن ‪ ‬ونحوه والتسوية والتفضسسيل‬ ‫حظ النث َي َي ْ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬
‫ِ‬
‫هو معنى قوله في قسسسمته‪ ،‬ويرجسسع إلسسى شسسرطه‬
‫في إخراج من شسساء مسسن أهسسل الوقسسف مطلًقسسا أو‬
‫بصفة كإخراج من تزوجت من البنات ونحوه‪.‬‬
‫وإدخسسال مسسن شسساء مسسن أهسسل الوقسسف مطلًقسسا‬
‫كوقف على أولدي أخرج من أشسسأ منهسسم وأدخسسل‬
‫من أشأ منهم‪.‬‬
‫أو بصسسفة كصسسفة فقسسر أو اشسستغال بعلسسم؛ لن‬
‫ليس بإخراج للموقوف عليه مسسن الوقسسف‪ ،‬وإنمسسا‬
‫علق الستحقاق بصفة فكأنه جعسسل لسسه حًقسسا فسسي‬
‫الوقف إذا اتصف بإرادته أعطسساه ولسسم يجعسسل لسسه‬
‫حًقا إذا اتفقت تلك الصفة فيه‪.‬‬
‫وليسسس هسسو تعليسسق للوقسسف بصسسفة‪ ،‬بسسل وقسسف‬
‫مطلق والستحقاق له صفة‪.‬‬
‫ول فرق بين أن يشترط الواقف ذلك لنفسه أو‬
‫للناظر وفرضسسها فسسي »الشسسرح« وغيسسره‪ ،‬فيمسسا إذا‬
‫اشسسترطه للنسساظر بعسسده‪ ،‬لكسسن التعليسسل يقتضسسي‬
‫التعميم‪.‬‬
‫ووقسسف علسسى زوجتسسه مسسا دامسست عازبسسة ومسستى‬
‫‪-619-‬‬

‫تزوجت فل حق لها أو وقف علسسى أولده وشسسرط‬


‫أن من تزوج من بناته فل حق لها لما تقسسدم عسسن‬
‫ابن الزبير‪ ،‬ومعنى الخراج والدخال بصفة جعسسل‬
‫الستحقاق والحرمان مرتًبا على وصف مشسسترط‬
‫فمسسن اتصسسف بصسسفة مسسن صسسفات السسستحقاق‬
‫استحق ما شرط له‪.‬‬
‫فسسإن زالسست تلسسك الصسسفة زال اسسستحقاقه‪،‬فسسإن‬
‫عادت الصفة عاد استحقاقه‪.‬‬
‫ول يصح الوقف إن شرط فيه إدخال من شسساء‬
‫من غير أهل الوقف وإخراج من شاء منهم؛ لنسسه‬
‫شسسرط ينسسافي مقتضسسى الوقسسف فأفسسسده‪ ،‬قسساله‬
‫الموفق ومن تابعه كشرط الواقف تغيير شسسرط‪،‬‬
‫فل يصح ويبطل به وقسسف وظسساهره سسسواء شسسرط‬
‫ذلك لنفسه أو للنسساظر بعسسده؛ لنسسه شسسرط ينسسافي‬
‫مقتضسسى الوقسسف فأفسسسده كمسسا لسسو شسسرط أن ل‬
‫ينتفع به بخلف إدخال مسسن شسساء منهسسم وإخراجسسه‬
‫وتقدم تعليله‪.‬‬
‫ويرجع إلى شرط واقفه في ناظر الوقف؛ لن‬
‫عمر جعسسل وقفسسه إلسسى ابنتسسه حفصسسة ثسسم يليسسه ذو‬
‫الرأي من أهلها‪ ،‬ولن مصسسرف الوقسسف يتبسسع فيسسه‬
‫شرط واقفه‪ ،‬فكذا في ناظره‪ ،‬وفي إنفاق عليسسه‬
‫إذا خرب وإذا كان حيواًنا بأن يقسسول‪ :‬ينفسسق عليسسه‬
‫أو يعمر من جهة كسسذا‪ ،‬وفسسي سسسائر أحسسواله؛ لنسسه‬
‫‪-620-‬‬

‫ثبت بوقفه فوجب أن يتبسسع فيسسه شسسرطه كمسسا لسسو‬


‫شرط أن ل ينزل فيه فاسق ول شرير ول متجوه‬
‫ونحو كذي بدعة فيعمل به‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وكذا لو شرط الموقف أن ل ينسسزل فيسسه‬
‫مصور أو معلسسم التصسسوير أو حلق اللحسسى أو بسسائع‬
‫آلت اللهسسسو كالسسسسينما والتلفزيسسسون والراديسسسو‬
‫والشيش المعسسدة للسسدخان‪ ،‬وبسسائع الصسسور لسسذوات‬
‫الرواح مجسدة أو غيسسر مجسسسدة وبسسائع المجلت‬
‫الخليعة والكتب المضلة ومصسسلح آلت اللهسسو مسسن‬
‫بكمات وسينمات وتلفزيونات ونحو ذلك‪ ،‬فيحسسرم‬
‫تأجيرهم وتسكينهم‪.‬‬
‫وكذا لو شسسرط أن ل ينسسزل فيسسه مسسن ل يصسسلي‬
‫الجماعة ممن تجب عليه أو ل يشهد الجمعة وهو‬
‫ممن يجب عليه حضورها‪ ،‬وكسسذا لسسو شسسرط أن ل‬
‫ينزل فيه مسسن يسسبيع السسرؤوس الصسسناعية أو يصسسلح‬
‫التواليتات أو الخنافس أو يتعاطى بالتسسأمين علسسى‬
‫المسسوال أو النفسسس‪ ،‬وتقسسدم حكسسم التسسأمين فسسي‬
‫الجزء الخامس )ص ‪.(338‬‬
‫وكسسذا لسسو شسسرط أن ل يسسسكنه مسسن نسسساؤه‬
‫سافرات أو مغنيسسات أو مطربسسات فيجسسب العمسسل‬
‫ويحرم تأجيرهم وتسكينهم؛ لن ذلك إعانسسة علسسى‬
‫هذا المنكر وتحرم إعانة صسساحب المعصسسية‪ ،‬قسسال‬
‫ن ‪.‬‬ ‫وا ِ‬ ‫وال ْ ُ‬
‫ع دْ َ‬ ‫عَلى ال ِث ْم ِ َ‬
‫وُنوا َ‬ ‫ول َ ت َ َ‬
‫عا َ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫‪-621-‬‬

‫وكسسذا لسسو شسسرط أن ل ينسسزل فيسسه مسسن يعمسسل‬


‫للدعايات المحرمة في اللوحات والوراق ونحوها‪،‬‬
‫دا‬
‫وكذا لو شرط أن ل ينزل فيسسه مسسن ل يصسسلي أب س ً‬
‫فيجب العمل بذلك كله‪ ،‬وكذا لو شرط أن ل ينزل‬
‫فيه من يبيع الدخان أو يشربه أو يسسبيع طفايسساته أو‬
‫يورده أو ينقله أو ل ينزل فيه بسسائع آلت التصسسوير‬
‫أو أدوات الملهي‪.‬‬
‫أو ل يسكن فيه من يعمل للدعايات المحرمسسة‬
‫أو يعلم التصسسوير لسسذوات الرواح أو ل ينسسزل فيسسه‬
‫مسسن يحلسسق لحيتسسه أو يقصسسها أو ينتفهسسا أو منهسسم‬
‫بلواط أو زنسسا فيجسسب العمسسل بسسذلك كلسسه‪ ،‬ويحسسرم‬
‫تسكينهم وتأجيرهم‪.‬‬
‫وكذا لو شرط أن ل ينزل فيه لعبي الكسسرة أو‬
‫من يبيعهسسا لمسسا فيهسسا مسسن المضسسار للسسدين والسسدنيا‬
‫والبدن ومن إلهاء عن الصلة وضياع وقتها وسب‬
‫وقذف‪ ،‬ونحسسو ذلسسك فيجسسب العمسسل بسسذلك‪ ،‬نسسسأل‬
‫الله العصمة لنسسا ولخواننسسا المسسسلمين مسسن هسسذه‬
‫المنكرات المفسدات للخلق والديان والبدان‪.‬‬
‫وقسسال الشسسيخ تقسسي السسدين‪ :‬الجهسسات الدينيسسة‬
‫كالخوانك والمدارس وغيرها ل يجوز أن ينزل فيها‬
‫فاسق بقول أو فعسسل‪ ،‬سسسواء كسسان فسسسقه بظلمسسة‬
‫الخلق وتعديه عليهم بقوله من نحو سب أو ضرب‬
‫أو كان فسسقه بتعسديه حقسوق اللسه يعنسي ولسو لسم‬
‫‪-622-‬‬

‫يشرطه الواقف؛ لنه يجب النكار عليسسه وعقسسوبته‬


‫فكيف ينزل‪.‬‬
‫ومسسا قسساله الشسسيخ تقسسي السسدين صسسحيح موافسسق‬
‫للقواعد‪ ،‬قال الحسسارثي‪ :‬الشسسرط المبسساح السسذي ل‬
‫يظهر قصد القربة منه هل يجسسب إعتبسساره ظسساهر‬
‫كلم الصحاب‪ ،‬والمعروف عن المذهب الوجوب‬
‫وهو مذهب الئمسسة الثلثسسة وغيرهسسم واسسستدل لسسه‬
‫إلى أن قسسال‪ :‬ول يلسسزم مسسن انتفسساء جعسسل المبسساح‬
‫طا فيسسه؛ لن جعلسسه‬‫جهة للوقف إنتفاء جعلسسه شسسر ً‬
‫أص سل ً فسسي الجهسسة مخسسل بالمقصسسود وهسسو القربسسة‬
‫طا ل يخل به‪ ،‬فإن الشسسرط إنمسسا يفيسسد‬ ‫وجعله شر ً‬
‫تخصسسيص البعسسض بالعطيسسة‪ ،‬وذلسسك ل يرفسسع أصسسل‬
‫ضا فإنه من قبيل التوابسسع والشسسيء قسسد‬ ‫القربة وأي ً‬
‫يثبت له حال تبعيته ما ل يثبت له حال أصالته‪.‬‬
‫وإن خصسسسص الواقسسسف مقسسسبرة أو ربا ً‬
‫طسسسا أو‬
‫مدرسسسة أو خصسسص إمامتهسسا أو خصسسص خطابتهسسا‬
‫بأهسسل بلسسد أو قبيلسسة مسسستقيمين علسسى السسسلم‬
‫تخصصسسست بهسسسا أعمسسسال ً للشسسسرط إل أن يقسسسع‬
‫الختصاص بنحلة بدعة‪.‬‬
‫ول يصسسسح شسسسرط واقسسسف المدرسسسسة ونحسسسوه‬
‫تخصيص المصسسلين بهسسا بسسذي مسسذهب‪ ،‬فل تختسسص‬
‫بهسسسم؛ لن إثبسسسات المسسسسجدية يقتضسسسي عسسسدم‬
‫الختصسسساص كمسسسا فسسسي »التحريسسسر« فاشسسستراط‬
‫‪-623-‬‬

‫التخصسسيص ينسسافيه‪ ،‬ولغيرهسسم الصسسلة بهسسا لعسسدم‬


‫التزاحم بها ولو وقسسع وهسسو أفضسسل؛ لن الجماعسسة‬
‫تراد له‪.‬‬
‫ول يصح تخصيص المامة بذي مذهب مخسسالف‬
‫لصريح أو ظسساهر السسسنة سسسواء كسسن خلفسسه لعسسدم‬
‫الطلع عليهسسسا أو لتأويسسسل ضسسسعيف إذ ل يجسسسوز‬
‫إشتراط مثل هذا‪ ،‬قاله الحارثي‪.‬‬
‫ول يصح شرط واقسسف أن ل ينتفسسع بسسالوقف أو‬
‫شرطه عدم إستحقاق مرتكب الخير لشيء مسسن‬
‫ريع الوقف؛ لنه شرط ينافي مقتضى الوقف‪.‬‬
‫قال الشيخ تقي الدين‪ :‬قول الفقهسساء نصسسوص‬
‫الوقسسف كنصسسوص الشسسارع‪ ،‬يعنسسي فسسي الفهسسم‬
‫والدللة على المراد الواقف ل في وجوب العمل‬
‫بهسسا أي أن مسسراد الواقسسف يسسستفاد مسسن ألفسساظه‬
‫المشسسروطة كمسسا يسسستفاد مسسراد الشسسارع مسسن‬
‫ألفسسساظه‪ ،‬فكمسسسا يعسسسرف العمسسسوم والخصسسسوص‬
‫والطلق والتقييسسسد والتشسسسريك والسسسترتيب فسسسي‬
‫الشرع من ألفسساظ الشسسارع‪ ،‬فكسسذلك تعسسرف فسسي‬
‫الوقف مسسن ألفسساظ الواقسسف مسسع أن التحقيسسق أن‬
‫لفظ الواقسسف ولفسسظ الموصسسى والحسسالف والنسساذر‬
‫وكل عاقد يحمل على عسسادته فسسي خطسسابه ولغتسسه‬
‫التي يتكلم بها سواء وافقت لغسسة العسسرب أو لغسسة‬
‫الشارع‪.‬‬
‫‪-624-‬‬

‫وأمسسا أن تجعسسل نصسسوص الواقسسف أو نصسسوص‬


‫غيره من العاقدين كنصوص الشارع فسسي وجسسوب‬
‫العمل بها‪ ،‬فهذا كفر بإتفاق المسلمين إذ ل أحسسد‬
‫يطاع في كل ما يأمر به من البشسسر بعسسد رسسسول‬
‫الله ‪ ،‬والشروط إن وافقت كتسساب اللسسه كسسانت‬
‫صحيحة وإن خالفت فباطلة‪.‬‬
‫وقال‪ :‬ول خلف أن مسسن وقسسف علسسى صسسلة أو‬
‫صيام أو قراءة أو جهاد غير شسسرعي‪ ،‬ونحسسو ذلسسك‬
‫لسسسم يصسسسح وقفسسسه‪ ،‬والخلف السسسذي بينهسسسم فسسسي‬
‫المباحات كما لو وقسسف علسسى الغنيسساء‪ ،‬ول يجسسوز‬
‫عا وقربسسة وطاعسسة‬‫إعتقسساد غيسسر المشسسروع مشسسرو ً‬
‫واتخاذه ديًنا‪.‬‬
‫وقال‪ :‬الشروط إنمسسا يلسسزم الوفسساء بهسسا إذا لسسم‬
‫تقسسض إل الخلل بالمقصسسود الشسسرعي‪ ،‬ول يجسسوز‬
‫المحافظسسة علسسى بعضسسها مسسع فسسوات المقصسسود‬
‫الشرعي بها‪.‬‬
‫وقال ابن القيم ‪ -‬رحمه الله ‪ :-‬والصواب الذي‬
‫ل تسوغ الشريعة غيسسره عسسرض شسسرط السسواقفين‬
‫على كتاب الله سبحانه وعلى شرطه فما وافسسق‬
‫كتاب الله وشرطه فهو صحيح‪ ،‬ومسسا خسسالفه كسسان‬
‫شر ً‬
‫طا باطل ً مردوًدا ولو كان مائة شرط‪.‬‬
‫وقال الشيخ تقي الدين ‪ -‬رحمسسه اللسسه ‪ :-‬فمسسن‬
‫شسسرط فسسي القربسسات أن يقسسدم فيهسسا الصسسنف‬
‫‪-625-‬‬

‫المفضول فقد شرط خلف شرط الله كشسسرطه‬


‫ضسسا‪ :‬إن‬
‫في المامة تقديمة غير العلم‪ ،‬وقسسال أي ً‬
‫نزل مستحق تنزيل ً شرعًيا لسسم يجسسز صسسرفه عمسسا‬
‫نزل فيه بل موجب شرعي؛ لنسسه نقسسض للجتهسساد‬
‫بالجتهاد‪.‬‬
‫وقال‪ :‬كل متصسسرف بوليسسة إذا قيسسل يفعسسل مسسا‬
‫يشاء‪ ،‬فإنما هو إذا كسسان فعلسسه لمصسسلحة شسسرعية‬
‫حتى لو صرح واقف بفعل ما يهواه الناظر أو مسسا‬
‫يراه فشرط باطل لمخالفته الشرعي وغسسايته أن‬
‫حا وهو باطسسل علسسى الصسسحيح المشسسهور‬ ‫يكون مبا ً‬
‫حتى لو تساوى فعلن عمل بالقرعة‪.‬‬
‫وقال‪ :‬الشسسرط المكسسروه باطسسل إتفاقًسسا‪ ،‬وعنسسد‬
‫الشيخ إنما يلزم العمسسل بشسسرط مسسستحق‪ ،‬قسسال‪:‬‬
‫وعلى الناظر بيان المصلحة أي التثبت والتحسسري‬
‫فيها بدليل قوله‪ ،‬فيعمل بما ظهر له أنه مصسسلحة‬
‫ما عادل ً سسساغ لسسه‬‫ومع الشتباه إن كن الناظر عال ً‬
‫إجتهاده‪.‬‬
‫وقال‪ :‬لو شرط الصلوات الخمسسس علسسى أهسسل‬
‫مدرسسسة بالقسسدس بهسسا كسسان أفضسسل لهلهسسا صسسلة‬
‫الخمس بالمسجد القصى‪ ،‬ول يقف اسسستحقاقهم‬
‫علسسى الصسسلة بالمدرسسسة‪ ،‬وكسسان يفسستي بسسه ابسسن‬
‫عبدالسلم وغيره‪.‬‬
‫وقسسال‪ :‬إذا شسسرط فسسي اسسستحقاق ربسسع الوقسسف‬
‫‪-626-‬‬

‫العزوبة‪ ،‬فالمتأهل أحق من المتعسسزب إذا اسسستويا‬


‫في سائر الصفات‪.‬‬
‫وقال‪ :‬إذا وقف على الفقراء‪ ،‬فأقارب الواقف‬
‫الفقراء أحق من الفقراء الجسسانب مسسع التسسساوي‬
‫في الحاجة‪ ،‬وإذا قسسدر وجسسود فقيسسر مضسسطر كسسان‬
‫دفع ضسسرورته واجب ًسسا‪ ،‬وإذا لسسم تنسسدفع ضسسرورته إل‬
‫بتنقيص كفاية أقارب الواقسسف مسسن غيسسر ضسسرورة‬
‫تحصل لهم تعين ذلك‪.‬‬
‫وقال في وقف مدرسة‪ :‬شسسرط أن ل يصسسرف‬
‫ريعها لمن له وظيفة بجامكية أو مرتب في جهة‬
‫أخرى إن لم يكن فسسي الشسسرط مقصسسود شسسرعي‬
‫خالص أو راجح كان الشرط باطل ً كما لسسو شسسرط‬
‫عليهم نوع مطعم أو ملبس أو مسكن ل تستحبه‬
‫الشريعة ول يمنعهم النسساظر مسسن تنسساول كفسسايتهم‬
‫من جهسسة أخسسرى هسسم مرنبسسون فيهسسا‪ ،‬وليسسس هسسذا‬
‫إبطال ً للشرط؛ لكنه ترك للعمل‪.‬‬
‫وقسسال‪ :‬لسسو حكسسم حسساكم بمحضسسر وقسسف فيسسه‬
‫شروط هم مرتبطون فيها والمحضر خسسط يكتسسب‬
‫في واقفه خطوط الشهود فسسي آخسسره لصسسحة مسسا‬
‫تضمنه صدره‪ ،‬قاله فسسي »القسساموس«‪ ،‬ثسسم ظهسسر‬
‫كتاب الوقف بخلفه وجسسب ثبسسوته والعمسسل بسسه إن‬
‫أمكن إثباته أو أقر موقوف عليسسه أنسسه ل يسسستحق‬
‫مسسا‪ ،‬ثسسم ظهسسر‬
‫فسسي هسسذا الوقسسف إل مقسسداًرا معلو ً‬
‫‪-627-‬‬

‫شرط الواقف أنه يستحق أكثر مما قاله حكم له‬


‫بمقتضى الشرط ول يمنع منسسه القسسرار المتقسسدم‪.‬‬
‫اهس‪.‬‬
‫وذكسسر التسساج السسسبكي فسسي كتسسابه »الشسسباه‬
‫والنظسسسسسسسسسسسسائر«‪ :‬الصسسسسسسسسسسسسواب أنسسسسسسسسسسسسه‬
‫ل يؤخذ سسسواء علسسم شسسرط الواقسسف وكسسذب فسسي‬
‫إقراره أم لم يعلم‪ ،‬فسسإن ثبسسوت هسسذا الحسسق لسسه ل‬
‫ينتقل بكذبه‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫وقال ابن نصر الله‪:‬‬
‫ومما يؤيده أن شرط صحة القرار كون المقر‬
‫يملسسك نقسسل الملسسك فسسي العيسسن السستي يقسسر بهسسا‬
‫ومستحق الوقسسف ل يملسسك ذلسسك فسسي الوقسسف فل‬
‫يملك القرار به قبل قبضه أو جواز بيعه ول يصح‬
‫منه‪ ،‬ولو صح القرار بالريع قبل ملسسك المسسستحق‬
‫له لتخذ وسيلة إلى إجارة مدة مجهولة بأن يأخذ‬
‫المستحق عوضها من شخص عسسن ريعهسسا أو عسسن‬
‫رقبتسسه ويقسسر لسسه بسسه مسسدة حيسساة المقسسر أو مسسدة‬
‫إستحقاق المقر‪ ،‬فل يجوز إعتبار إقرار المستحق‬
‫بالوقف ول بريعه إل بشرط ملكه للريع ولم أزل‬
‫ما وحديًثا من غير أن ولكنني قلتسسه‬ ‫أفتي بهذا قدي ً‬
‫تفقًها‪ ،‬ول أظن لمن نظسسر تسسام فسسي الفقسسه يقسسول‬
‫‪-628-‬‬

‫بخلف ذلك‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫ويأكل الناظر للوقف بمعسسروف‪ ،‬وقسسال الشسسيخ‬


‫تقي الدين‪ :‬له أخذ أجرة عمله مع فقر‪ .‬اهس‪.‬‬

‫من النظم فيما يتعلق بالوقف‬


‫ووقف على من جاز‬
‫فقدهمل ًولم‬
‫عادة لم تفقد‬ ‫تعين مآ‬
‫كذا إن تعين بعدما ليس‬
‫وقولك ذا وقف ولما‬‫جائًزا‬
‫تزيد‬
‫فعند إنقراض الجائز‬
‫في أولى‬‫أعطه‬ ‫الوقف‬
‫المساكين‬
‫أحمد الواقف‬
‫لقربى‬ ‫وعنه‬
‫روايات‬
‫اصرفن‬
‫ميراث لكل‬ ‫الورثقدر‬
‫على‬
‫لقربى الواقف‬ ‫وعنه جد‬
‫فتى‬
‫ذا الفقر‬ ‫اصرفن‬
‫تخصصن‬ ‫الورث‬
‫ول‬
‫بأوكديعطاه فوقف‬‫منهمقلت‬
‫ومن‬
‫مؤبد وقيل أرده مل ً‬
‫كا‬ ‫بنص‬
‫إجعلن كالفيء بعد‬ ‫وأفسد‬
‫وعنه‬
‫إنقراضهممع بقا مبتد‬
‫كوارثه أو‬
‫ردي قال ذا وقف ولم‬ ‫وإن‬
‫فاجعله ل تتردد‬ ‫كمنقطع ً‬
‫فا‬ ‫يبد مصر‬
‫ووقف على من ل‬
‫لهميعطى‬ ‫لهم ثم‬ ‫إنقراض‬
‫قال فيه‬ ‫ولو‬
‫لعبد‬
‫‪-629-‬‬

‫عا‬
‫ويملك مهًرا وانتفا ً‬
‫وغلة وألبان وصوف ملبد‬ ‫كثمر‬
‫وليس له وطء الماء فإن‬
‫عدا مهر في هذا وعن‬ ‫فل‬
‫حده حد‬
‫ومولوده حر في القوى‬
‫ويفتديوالم من إرثه حد‬
‫بقيمته‬
‫‪-630-‬‬

‫وبعد لزوم زال عن ملك‬


‫واقف‬
‫فيمنع إلغا شرط أو من‬
‫وناظره من خص في‬ ‫تزيد‬
‫واشرط أميًنا‬ ‫ومتصل ً‬
‫وقفه‬ ‫لفظ‬
‫بأجود‬
‫‪-631-‬‬

‫وما من زكاة ل ول‬


‫شفعة له‬
‫ريعه أرش الجناية‬ ‫ومن‬
‫فأعدد لبيت المال والنفع‬
‫وقيل‬
‫قالموقوف عليه‬‫ليعط ً‬
‫مطل‬
‫ويفرطواقف ما عم نف ً‬
‫عا‬ ‫سوى‬
‫لمسجد‬
‫فإن المرء أسوة‬ ‫وبئر‬
‫شيء في ترتيب‬ ‫مفرد‬
‫ول‬
‫من سبق‬ ‫يكنتل‬
‫وقفلملمن‬‫ولو‬
‫انقراض السابقين‬‫وبعدأوحد‬
‫غير‬
‫جميعهممنهم للمصلين‬
‫أو الرد‬
‫وقف عند قسم الوقف مع‬ ‫أرفد‬
‫كجمع واقف‬
‫وترتيب ووصف‬ ‫شرط‬
‫مقيد‬
‫وإطلقه ثم التساوي‬
‫وتفضيل بعض وإنتقاص‬‫بينهم‬
‫مزيد‬
‫والنفاق فيه ثم سائر‬
‫شأنهإتداء الوقف منه‬
‫لن‬
‫فقلد‬
‫‪-632-‬‬

‫وإن يشترط إخراج من‬


‫الوقوف ذوي‬
‫وإدخال الجانب‬ ‫شاء من‬
‫فتفضيل من صلى على‬‫تفسد‬
‫مقاصدإلى‬
‫أهل الوقف أولى‬ ‫سابق‬
‫غلة الموقوف‬‫بمفسد‬
‫ومن‬
‫شأنه غيرها ذو‬
‫إصلح يعين‬
‫إذا لم‬
‫يبغ أهل الوقف علم‬‫التجود‬
‫وإن‬
‫أموره كتاب الوقف يحبو‬
‫ونسخ‬
‫بمبعد‬
‫‪-633-‬‬

‫)‪ (44‬ظهور الوقف منافًيا لما تصادق عليه‬


‫مستحقوه‪ ،‬كيفية العمل بالوقف العام‪ ،‬إذا‬
‫جهل شرط قسم واقف جهالة اسم‬
‫الموقوف عليه‪ ،‬الشروط وعدمها حول‬
‫الوقف فسق الناظر على الوقف وضعفه‬
‫أو عدم رشده‪ ،‬وما حول ذلك من المسائل‬
‫س ‪ :44‬تكلم بوضوح عن أحكام ما يلككي‪:‬‬
‫إذا ظهر كتككاب الوقككف منافي ًككا لمككا تصككادق‬
‫عليه مستحقوه‪ ،‬وماذا يعمل بالوقف العككام‬
‫الذي ليس له نككاظر‪ ،‬إذا جهككل شككرط قسككم‬
‫واقككف‪ ،‬إذا وقككف علككى أحككد أولده وجهككل‬
‫اسمه‪ ،‬إذا لم يشرط واقف ناظًرا أو شرطه‬
‫لمعين فمات المشروط له‪ ،‬إذا أطلق النظر‬
‫للحاكم‪ ،‬إذا شككرط النظككر لفلن فككإن مككات‬
‫ففلن فعككزل نفسككه أو فسككق أو شككرطه‬
‫لفضل أولده فككأبى أو اسككتوى اثنككان فككي‬
‫الفضل أو شرط النظر لثنيككن مككن أفاضككل‬
‫ولده فلم يوجد إل واحد‪ ،‬ومككا يشككترط فككي‬
‫فا أو‬‫الناظر الجنبي‪ ،‬وإذا كان الناظر ضككعي ً‬
‫فسككق بعككد أن كككان عككدل ً أو ولككى النظككر‬
‫أجنبي من واقككف وهككو فاسككق أو فسككق أو‬
‫كان النظر لموقوف عليه وهككو غيككر رشككيد‪،‬‬
‫فمككا الحكككم؟ واذكككر مككا حككول ذلككك مككن‬
‫‪-634-‬‬

‫المسككككائل والدلككككة والتعاليككككل والقيككككود‬


‫والمحترزات والتفاصيل والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬إذا تصادق مستحقو الوقف على شيء من‬
‫مصارفه وعلى مقسسادير إسسستحقاقهم فسسي الوقسسف‬
‫ونحوه ثم ظهر كتاب الوقف منافًيا لمسسا تصسسادقوا‬
‫عليه عمل بما تضمنه كتاب الواقف وجوًبسسا علسسى‬
‫حسب وصف الواقف من تعيين مصارف وتقسسدير‬
‫وظسسائف وألغسسي التصسسادق السسذي جسسرى بينهسسم‬
‫لمخالفته كتسساب الواقسسف أفسستى بسسه الحسسافظ ابسسن‬
‫رجب ‪ -‬رحمه الله تعالى ‪.-‬‬
‫وقسسسال القاضسسسي أبسسسو يعلسسسى فسسسي »الحكسسسام‬
‫السلطانية«‪ :‬يعمل والي المظالم في وقف عسسام‬
‫ليس لسسه نسساظر معيسسن بكتسساب ديسسوان حسساكم وهسسو‬
‫السسذي يسسسمونه القضسساة سسسجل ً إذ هسسو للصسسحة‬
‫والضبط أقرب من غيره أو يعمل بما في ديسسوان‬
‫سلطنته وهو المعسسروف الن السسدفتر السسسلطاني؛‬
‫لنه مأمون التزوير غالب ًسسا ومحفسسوظ مسسن التبسسديل‬
‫والتغيير في الغالب أو يعمل بكتسساب وقسسف قسسديم‬
‫ظهسسر وعليسسه أمسسارات الصسسدق بحيسسث يقسسع فسسي‬
‫النفسسس صسسحته‪ ،‬ول يحتسساج ذلسسك إلسسى مسسن يشسسهد‬
‫للقرينة الدالة على صحة ما تضسسمنه‪ ،‬ولن إقامسسة‬
‫البينة على القديم متعذر فاكتفى بمجرد وجوده‪.‬‬
‫وإن لم يعلم شرط قسم واقف غلة مسسا وقفسسه‬
‫‪-635-‬‬

‫وأمكن التأنس بصرف من تقسسدم ممسسن يوثسسق بسسه‬


‫رجع إليه؛ لن أرجح ممن عسسداه‪ ،‬والظسساهر صسسحة‬
‫صرفه ووقسسوعه علسسى الوقسسف‪ ،‬فسسإن تعسسذر وكسسان‬
‫الوقسسف علسسى عمسسارة أو إصسسلح صسسرف بقسسدر‬
‫الحاجة‪ ،‬وإن كان على قوم عمل بعادة جارية إن‬
‫كانت‪ ،‬فإن لم تكن عادة عمل يعرف مستقر في‬
‫الوقف في مقادير الوقف كفقهاء المدارس؛ لن‬
‫العرف المستقر يدل علسسى شسسرط الواقسسف أكسسثر‬
‫مسسن دللسسة لفسسظ السسستفاظة‪ ،‬قسساله الشسسيخ تقسسي‬
‫الدين‪.‬‬
‫ضسسا‬
‫ولن الغالب وقوع الشسسرط علسسى وقفسسه وأي ً‬
‫فالصسسل عسسدم تقييسسد الواقسسف فيكسسون مطلًقسسا‪،‬‬
‫والمطلق منه يثبت له حكم العرف‪ ،‬فإن لسم تكسن‬
‫عادة ول عرف ببلد الوقف كما لو كان ببادية ليس‬
‫لها عادة ول عرف سسساوى فيسسه بيسسن المسسستحقين؛‬
‫لن الشسسركة ثبتسست ولسسم يثبسست التفضسسيل فسسوجب‬
‫التسوية‪.‬‬
‫ومحل كسسون القسسسمة بينهسسم علسسى السسسواء إذا‬
‫كان الموقوف وفي أيسسديهم أو ل يسسد لواحسسد منسسم‬
‫عليه‪ ،‬فإن كان في يد بعضهم‪ ،‬فالقول قوله كسسذا‬
‫نبه عليه جماعة‪ ،‬فإن كان الواقف حًيا رجسسع إلسسى‬
‫قوله‪.‬‬
‫وأفتى الشيخ تقي الدين فيمن وقف على أحسسد‬
‫‪-636-‬‬

‫أولده وقًفا وجهل اسم الموقوف عليسسه أنسسه يميسسز‬


‫بقرعة ولو وجد في كتاب وقسسف رجل ً وقسسف علسسى‬
‫فلن وعلى بنيه واشتبه هل المراد بين بنيه جمسسع‬
‫ابن أو المسسراد بنسسي بنتسسه واحسسدة البنسسات‪ ،‬فيكسسون‬
‫الوقسسف لبنسسي البنيسسن خاصسسة ول يشسساركهم بنسسو‬
‫البنات‪ ،‬وقال ابسسن عقيسسل فسسي »الفنسسون«‪ :‬يكسسون‬
‫بينهما لتساويهما كما في تعارض البينتين‪.‬‬
‫وقال الشسسيخ تقسسي السسدين‪ :‬ليسسس مسسن تعسسارض‬
‫البينتين‪ ،‬بل هو بمنزلة تردد البينة الواحسسدة‪ ،‬ولسسو‬
‫كان من تعارض البينتين فالقسمة عنسسد التعسسارض‬
‫رواية مرجوحة وإل فالصحيح إما التسسساقط وإمسسا‬
‫القرعة فيحتمل أن يقرع هنا‪.‬‬
‫ويحتمسسل أن يرجسسح بنسسو البنيسسن؛ لن العسسادة أن‬
‫النسان إذا وقف على ولسسد بنيسسه ل يخسسص منهمسسا‬
‫الذكور‪ ،‬بل يعم أولدهما بخلف الوقف على ولد‬
‫الذكور‪ ،‬فإنه يخص ذكورهم كثيًرا كآبائهم‪.‬‬
‫ولنسسه لسسو أراد ولسسد البنسست لسسسماها باسسسمها أو‬
‫لشرك بين ولسسدها وولسسد سسسائر بنسساته قسسال‪ :‬وهسسذا‬
‫أقرب إلى الصواب‪ ،‬نقله عنه في »النصاف«‪.‬‬
‫وإذا لم يشرط واقف ناظًرا على الموقوف أو‬
‫شرط النظر لمعين فمات المشسسروط لسسه فليسسس‬
‫للواقف وليسسة النصسسب لنتفسساء ملكسسه فلسسم يملسسك‬
‫‪-637-‬‬

‫النصب ول العزل ويكسسون نظسسره لموقسسوف عليسسه‬


‫إن حصر موقوف عليه كأولده وأولد زيد فينظسسر‬
‫كل منهم على حصته كالملك المطلق المشسسترك‬
‫سواء كان عدل ً أو فاسًقا؛ لنه ملكه وغلته له‪.‬‬
‫وإن كان الموقوف عليه غير محصور كالوقف‬
‫علسسى الفقسسراء والمسسساكين والعلمسساء والقسسراء‬
‫فنظره للحاكم‪ ،‬وإل فالموقوف على المسسسجد أو‬
‫مدرسسسة أو ربسساط أو قنطسسرة أو سسسقاية فنظسسره‬
‫لحاكم ببلد الوقف؛ لنه ليسسس لسسه مالسسك معيسسن و‬
‫من يقيمه الحاكم؛ لنه يتعلق به حق الموجسسودين‬
‫وحق من يأتي من البطون فكسسان نظسسره للحسساكم‬
‫أو من يستنيبه الحاكم‪.‬‬
‫ومن أطلق النظر من السسواقفين للحسساكم فلسسم‬
‫يعينه شسسمل لفسسظ الحسساكم أي حسساكم كسسان سسسواء‬
‫كسسان مسسذهب الحسساكم مسسذهب حسساكم البلسسد زمسسن‬
‫الموقوف أم ل وإن لسسم نقسسل بسسذلك لسسم يكسسن لسسه‬
‫نظر إذا انفرد وهو باطل إتفاًقا‪ ،‬قاله الشيخ تقي‬
‫الدين‪.‬‬
‫وإن شرط النظر لحاكم المسلمين كائًنسسا مسسن‬
‫كسسسان فتعسسسدد الحسسساكم‪ ،‬فقيسسسل‪ :‬إن النظسسسر فيسسسه‬
‫للسلطان يوليه من شاء من المتأهلين لذلك ولو‬
‫فرض النظر حاكم لنسان لسسم يجسسز لحسساكم آخسسر‬
‫نقضه؛ لنه كنقض حكمه‪.‬‬
‫‪-638-‬‬

‫ولو ولى كل من حاكمين النظر علسسى وقسسف ل‬


‫صا في آن واحد وجهل سابق وتنازع‬ ‫ناظر له شخ ً‬
‫الشخصسسان قسسدم ولسسي وهسسو السسسلطان أحقهمسسا‬
‫لتعلق حق كل منهما فل يتعدى به إلسسى غيرهمسسا‪،‬‬
‫ول يشتركان؛ لن كل منهما إنما ولي لينظسسر فيسسه‬
‫على انفسسراده‪ ،‬فكسسان أحقهمسسا بسسذلك أولسسى‪ ،‬قسساله‬
‫الشيخ تقي الدين‪.‬‬
‫فإن استويا في الحقية أقرع بينهمسسا وإن علسسم‬
‫الول تعين لوقوعه في محله‪ ،‬ولسسذلك لسسم يملسسك‬
‫الثاني نقضه ولو فوض النظر حسساكم لنسسسان لسسم‬
‫يجسسز لحسساكم آخسسر نقضسسه‪ ،‬بسسل ينظسسر الحسساكم مسسع‬
‫ظا للوقف‪.‬‬‫المفوض له النظر حف ً‬
‫وقال الشيخ تقي الدين‪ :‬ل يجوز لواقف شرط‬
‫ما‪ ،‬ومن شسسرط النظسسر‬ ‫نظر لذي مذهب معين دائ ً‬
‫لفلن‪ ،‬فإن مات ففلن بأن قال الواقسسف‪ :‬النظسسر‬
‫لزيد‪ ،‬فإن مات فلعمرو مثل ً فعزل زيسسد نفسسسه أو‬
‫فسق فكموته؛ لن تخصيصه الموت خرج مخسسرج‬
‫الغالب فل يعتد بمفهسسومه وإن أسسسقط حقسسه مسسن‬
‫النظسسر لغيسسره فلسسس لسسه ذلسسك؛ لنسسه إدخسسال فسسي‬
‫الوقف لغير أهله فلم يملكه وحقه باق فإن أصسسر‬
‫على عدم التصرف إنتقل إلى مسسن يليسسه كمسسا لسسو‬
‫عزل نفسه فإن لم يكسسن مسسن يليسسه أقسسام الحسساكم‬
‫مقامه كما لو مات‪.‬‬
‫‪-639-‬‬

‫وإن شرط النظسسر لفضسسل أولده أو أولد زيسسد‬


‫فالنظر للفضسسل منهسسم عمل ً بالشسسرط فسسإن أبسسى‬
‫الفضل القبو فالنظر لمن يليه كأنه لم يكن ولسسو‬
‫ولي النظر الفضل فحسسدث مسسن هسسو أفضسسل منسسه‬
‫انتقل النظر إليه لوجود الشرط فيه‪ ،‬فإن استويا‬
‫إثنان في الفضل اشتركا في النظسسر‪ ،‬وإن شسسرط‬
‫النظسسر لثنيسسن مسسن أفاضسسل ولسسده فلسسم يوجسسد إل‬
‫فاضل واحد من أولده ضم إليه أمين ينظر معسسه‬
‫عمل ً بشرط الواقف‪.‬‬
‫وكذا الحكم لو جع النظر لثنين غير مسسستقلين‬
‫لسسم يصسسح تصسسرف أحسسدهما دون الخسسر بل شسسرط‬
‫واقف كالوكيلين والوصيين عن واحد‪ ،‬فلسسو مسسات‬
‫أحدهما أو انعزل ضم إلى الحي أمين ينظر معه‪.‬‬
‫وشسسرط فسسي نسساظر أجنسسبي شسسروط والمسسراد‬
‫بالجنبي غير موقوف عليه‪ ،‬وكذا إن كسسان لبعسسض‬
‫الموقسسوف عليهسسم إن كسسانت وليتسسه مسسن حسساكم‬
‫كوقف علسسى جماعسسة غيسسر محصسسورين ولسسم يعيسسن‬
‫واقفه ناظًرا ففوضه الحاكم إلى إنسان أو كسسانت‬
‫وليته من ناظر أصالة وذلسسك بجعسسل الواقسسف لسسه‬
‫ذلك أو بدونه أو جاز للوكيل أو يوكل‪.‬‬
‫فأول الشككروط‪ :‬إسسسلم‪ ،‬إن كسسان الموقسسوف‬
‫ما أو كانت من جهات السلم كمسسسجد‬ ‫عليه مسل ً‬
‫‪-640-‬‬

‫ول َككن‬
‫ومدرسة وربسساط ونحسسوه؛ لقسسوله تعسسالى‪َ  :‬‬
‫س كِبيل ً‬
‫ن َ‬
‫مِني َ‬
‫ؤ ِ‬ ‫عل َككى ال ُ‬
‫مك ْ‬ ‫ن َ‬
‫ري َ‬
‫ف ِ‬ ‫ه ل ِل ْ َ‬
‫كا ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ع َ‬
‫ج َ‬
‫يَ ْ‬
‫‪ ،‬الشرط الثاني‪ :‬التكليف؛ لن غيسسر المكلسسف‬
‫ل ينظر فسسي ملكسسه الطلسسق‪ ،‬ففسسي الوقسسف أولسسى‪،‬‬
‫والشرط الثككالث‪ :‬الرشسسد؛ لن السسسفيه محجسسور‬
‫عليسسه فسسي تصسسرفاته فسسي مسساله فل يتصسسرف فسسي‬
‫غيره‪ ،‬والشككرط الرابككع‪ :‬الكفايسسة فسسي التصسسرف‬
‫والعلم بالتصسسرف وقسسوته عليسسه‪ ،‬قسسال اللسسه تعسسالى‬
‫ن‬‫خَزائ ِ ِ‬ ‫عَلى َ‬ ‫عل ِْني َ‬
‫ج َ‬ ‫مخبًرا عما قال يوسف‪ :‬ا ْ‬
‫م ‪ ،‬وقسسال عمسسا قسسالته‬ ‫في ٌ‬ ‫َ‬
‫عِلي ك ٌ‬‫ظ َ‬ ‫ح ِ‬‫ض إ ِّني َ‬
‫الْر ِ‬
‫ْ‬
‫ت‬ ‫جْر َ‬ ‫س كت َأ َ‬
‫نا ْ‬ ‫مك ِ‬
‫خي َْر َ‬‫ن َ‬‫ابنة صسساحب مسسدين‪ :‬إ ِ ّ‬
‫ن ‪ ‬وإذا‬ ‫ميككككككككككككككككك ُ‬ ‫ي ال َ ِ‬
‫و ّ‬ ‫ال َ‬
‫قككككككككككككككككك ِ‬
‫لم يكن المتصرف متصًفا بهذه الصفات لم يكسسن‬
‫في إمكانه مراعاة الحفظ للوقف‪.‬‬
‫ول يشترط فسسي النسساظر الذكوريسسة؛ لن عسسسمر‬
‫أوصى بالنسظر لحفصة ‪ -‬رضي الله عنها ‪.-‬‬
‫ويضم لناظر ضعيف تعين كونه نسساظًرا بشسسرط‬
‫واقف أو كون الوقف عليسسه قسسوي أميسسن ليحصسسل‬
‫المقصود‪.‬‬
‫وإن كانت الولية على الوقف من ناظر أصلي‬
‫فلبد من شرط العدالة فيه؛ لنها ولية على مال‬
‫فاشترط لها العدالة كالوليسسة علسسى مسسال اليسستيم‪،‬‬
‫فإن لم يكن الجنبي المولى مسسن حسساكم أو نسساظر‬
‫‪-641-‬‬

‫أصلي عدل ً لم تصح وليته لفسسوات شسسرطها وهسسو‬


‫العدالة وأزيلت يده عن الوقف حف ً‬
‫ظا له‪.‬‬
‫فإن فسق منصوب حسساكم بعسسد أن كسسان عسسدل ً‬
‫عسسزل أو أصسسر متصسسرًفا بخلف الشسسرط الصسسحيح‬
‫ما بتحريمه عزل من التولية وأزيلت يده عسسن‬ ‫عال ً‬
‫مسسا‬
‫الوقف؛ لن مسسا منسسع التوليسسة إبتسسداء منعهسسا دوا ً‬
‫فسسإن عسساد إلسسى أهليتسسه عسساد حقسسه كوصسسي عسسزل‬
‫لمقتض‪ ،‬ثم زال فيعاد‪ ،‬فإن عاد إلى أهليتسسه يعسساد‬
‫صا غيسسره قبسسل‬ ‫إلى النظر ما لم يقرر الحاكم شخ ً‬
‫عوده‪ ،‬فإن قرره قبل عسسوده لسسم يكسسن لسسه إزالتسسه‬
‫بدن موجب شرعي لمصادفة تقريره محله‪.‬‬
‫وإن ولي النظر أجنبي من واقف بسسأن شسسرطه‬
‫له والجنبي فاسق أو وهو عدل ثسسم فسسسق يضسسم‬
‫أمين لحفظ الوقسسف ولسسم تسسزل يسسده؛ لنسسه أمكسسن‬
‫الجمع بين الحقين‪.‬‬
‫ومتى لم يمكسن حفظسه نسه أزيلست وليتسه فسإن‬
‫مراعاة حفظ الوقف أهم من إبقاء ولية الفاسسسق‬
‫عليه وإن كسسان النظسسر لموقسسوف عليسسه إمسسا بجعسسل‬
‫الواقف النظر للموقوف عليسه أو لكسون الموقسوف‬
‫عليه أحق بسسالنظر لعسسدم تعييسسن غيسسره‪ ،‬فسسالموقوف‬
‫عليه مع رشد أحق بسسالنظر عسسدل ً كسسان أو فاس سًقا‬
‫رجل ً كان أو امرأة؛ لن يملك الوقسسف فهسسو ينظسسر‬
‫لنفسه وإن كان الموقسسوف عليسسه غيسسر شسسيد ولسسم‬
‫‪-642-‬‬

‫يشرط النظر لغيره فوليه يقسسوم بسسالنظر مقسسامه؛‬


‫لنه يملكه كملكه الطلق‪.‬‬
‫وإن شرط النظر واقسسف لغيسسره مسسن موقسسوف‬
‫عليه أو أجنبي ثم عزله لم يصح عزله له كإخراج‬
‫بعسسض الموقسسوف عليهسسم إل أن شسسرط الواقسسف‬
‫لنفسه ولية العزل‪ ،‬فإن شرطها له فله شرطه‪.‬‬
‫وإن شسسرط الواقسسف النظسسر لنفسسسه ثسسم جعسسل‬
‫وض النظسسر إليسسه بسسأن‬
‫النظر لغيره أو أسنده أو ف ّ‬
‫قال‪ :‬جعلت النظر أو فوضته أو أسندته إلى زيد‪،‬‬
‫فللواقف عزل المجعول أو المسسسند أو المفسسوض‬
‫إليه؛ لنه نائبه أشبه الوكيل‪.‬‬
‫ولناظر بإصسسالة كموقسسف عليسسه إن كسسان معين ًسسا‬
‫وحسساكم فيمسسا وقسسف علسسى غيسسر معيسسن ولسسم يعيسسن‬
‫الواقف غيسسره نصسسب وكيسسل عنسسه وعزلسسه لصسسالة‬
‫وليته أشبه المتصرف من مسسال نفسسسه وتصسسرف‬
‫الحاكم في مال يسستيم ولكسسل مسسن موقسسوف عليسسه‬
‫وحاكم عزل وكيله وكونه له عزله لصسسالة نظسسره‬
‫فمسسن نصسسبه النسساظر أو الحسساكم نسسائبه كمسسا فسسي‬
‫المطلق وله الوصية لنظر لصالة الولية‪.‬‬
‫وللمستنيب عزل نائبه متى شسساء؛ لنسسه وكيلسسه‬
‫وللموكل أن يعسسزل وكيلسسه مسستى شسساء ول ينصسسب‬
‫‪-643-‬‬

‫ناظر بشرط؛ لن نظسسره مسسستفاد بالشسسرط ولسسم‬


‫يشترط النصب له ولو مات الناظر بالشرط فسسي‬
‫حياة الواقف لم يملك الواقف نصب غيره بسسدون‬
‫شرط وليسسة النصسسب لنفسسسه وانتقسسل المسسر إلسسى‬
‫الحاكم‪ ،‬وإن مات بعسسد وفسساة الواقسسف فكسسذلك بل‬
‫نزاع‪.‬‬
‫ول يوصسسي نسساظر بشسسرط بسسالنظر بل شسسرط‬
‫واقسسف؛ لنسسه إنمسسا ينظسسر بالشسسرط ولسسم يشسسترط‬
‫اليصاء له سواء كان في مرض موته أو ل خلًفسسا‬
‫للحنفية فإنهم يوجبون العمل بوصيته بالنظر في‬
‫مرض الموت بل شرط واقف‪.‬‬
‫وإن جعل الواقف له أن يوصي صح إيصاؤه به‬
‫وكذلك لسسو كسسان الموقسسوف عليسسه هسسو المشسسروط‬
‫فالشبه أن له النصب لصسسالة وليتسسه إذ الشسسرط‬
‫كالمؤكد لمقتضى الوقف عليه‪.‬‬
‫وإن أسسسند الواقسسف النظسسر لثنيسسن فسسأكثر مسسن‬
‫الموقوف عليهم أو غيرهم أو جعل النظر الحاكم‬
‫أو الناظر الصلي إليهما لم يصح تصرف أحسسدهما‬
‫دا عن الخر بل شرط؛ لن الواقف لم يرض‬ ‫منفر ً‬
‫بواحسسد وإن لسسم يوجسسد إل واحسسد وأبسسى أحسسدهما أو‬
‫مات أقام الحاكم مقامه آخر‪.‬‬
‫وإ ن شرط واقف النظر لكل منهما بأن قسسال‪:‬‬
‫‪-644-‬‬

‫جعلت النظر لكل واحد منهما صح‪ ،‬وكذا يصح إذا‬


‫جعل التصرف لواحد أو جعل اليسسد لخسسر أو جعسسل‬
‫عمارة الوقف لواحد وجعسسل تحصسسيل ريعسسه لخسسر‬
‫دا‪.‬‬
‫صح تصرف أحدهما منفر ً‬
‫وإذا مات أحدهما أو أبى لم يحتسسج إلسسى إقامسسة‬
‫آخر واستقل الموجود منهما؛ لن البدل مستغنى‬
‫عنه واللفظ ل يدل عليه‪ ،‬فلو تنازع نسساظران غيسسر‬
‫مسسستقلين بالتصسسرف فسسي نصسسب إمسسام‪ ،‬نصسسب‬
‫دا والخر عمًرا لم تنعقد ولية المامسسة‬ ‫أحدهما زي ً‬
‫لحدهما لنتفاء شرطها‪.‬‬
‫وإن استقل وقسسررا فسسي وظيفسسة وسسسبق نصسسب‬
‫أحدهما الخر انعقدت وقدم السسسبق منهمسسا دون‬
‫الثسساني؛ لن وليتسسه لسسم تصسسادف محل ً وإن اتحسسد‬
‫واسسستوى المنصسسوبان أقسسرع بينهمسسا فمسسن قسسرع‬
‫صاحبه قدم لعدم المرجح‪.‬‬
‫وفي »الغاية وشسسرحها«‪ :‬ويتجسسه وجسسوب إتبسساع‬
‫شسسرط الواقسسف فيمسسا وظفسسه فل يجسسوز اشسستراك‬
‫اثنين فأكثر في وظيفسسة واحسسدة كإمامسسة وخطابسسة‬
‫ونحوهسسا مسسن وظسسائف أوقسساف حقيقسسة كأوقسساف‬
‫التجار ونحوهم‪ ،‬كما ل يجوز جمسسع شسسخص واحسسد‬
‫جملة من الوظائف في وقف ويأتي‪.‬‬
‫بل يجوز اشتراك ثنين فأكثر فسسي وظيفسسة فسسي‬
‫أوقاف صسسورية كأوقسساف المسسراء والملسسوك‪ ،‬فسسإن‬
‫‪-645-‬‬

‫أوقافهم من حيث الصورة‪ ،‬وأما في نفس المسسر‬


‫فهي للمسلمين‪.‬‬
‫وأول من أحدث وقف أراضي بيت المال على‬
‫جهات الخير نور الدين الشسسهيد صسساحب دمشسسق‪،‬‬
‫ثم صلح الدين يوسف صاحب مصر لما اسسستفتيا‬
‫ابن أبي عصرون فأفتاهما بالجواز على معنى أنه‬
‫إرصسساد وإفسسرار مسسن بيسست المسسال علسسى بعسسض‬
‫مستحقيه ليصلوا إليه بسهولة؛ لنه وقف حقيقي‬
‫كا للواقف‬ ‫إذ من شرط الموقوف أن يكون مملو ً‬
‫والسسسسلطان ليسسسس بمالسسسك لسسسذلك ووافسسسق ابسسسن‬
‫عصرون على فتسسواه جماعسسة مسسن علمسساء عصسسره‬
‫من المذاهب الربعة‪.‬‬
‫دا‬
‫وحيسسث كسسانت هسسذه الصسسورية إفسسراًزا وإرصسسا ً‬
‫فللسلطان أو نائبه المفسسوض إليسسه التصسسرف فسسي‬
‫ذلك أن يقيم وكيل ً عنسسه فسسي التصسسرف فسسي ذلسسك‬
‫بإجسسسارة أو غيرهسسسا كمسسسا فسسسي بقيسسسة الحكسسسام‬
‫والتصرفات المتعلقسسة بسسبيت المسسال ول ريبسسة فسسي‬
‫صحة هذا الناظر المنصوب وكيل ً عمسسن لسه وليسسة‬
‫التصرف‪ .‬اهس‪.‬‬
‫ول نظسسر لحسساكم مسسع نسساظر خسساص؛ لنسسه ليسسس‬
‫استحقاقه من جهة الحاكم‪ ،‬قال فسسي »الفسسروع«‪:‬‬
‫‪-646-‬‬

‫ويتوجه عدم النظر لغير الناظر مسسع حضسسوره فسسي‬


‫البلد أما إذا غاب الناظر فيقرر حاكم في وظيفسسة‬
‫خلت في غيبته لما فيه من القيام بلفسسظ الواقسسف‬
‫في المباشرة ودوام نفعه‪ ،‬فالظاهر أنه يريده ول‬
‫حجة في تولية الئمسسة مسسع البعسسد لمنعهسسم غيرهسسم‬
‫التولية فنظيره منع الواقف التولية لغيبة النسساظر‪.‬‬
‫اهس‪.‬‬
‫فعليسسه لسسو ولسسي النسساظر الغسسائب إنسسساًنا وولسسى‬
‫الحاكم إنساًنا آخر قدم السبق تولية منهما‪.‬‬
‫ولحسساكم النظسسر العسسام فيعسسترض علسسى النسساظر‬
‫الخسساص إن فعسسل مسسا ل يسسسوغ لسسه فعلسسه لعمسسوم‬
‫وليته‪.‬‬
‫وللحاكم ضسسم أميسسن إلسسى النسساظر الخسساص مسسع‬
‫تفريطه أو تهمته ليحصل بسسالمين المقصسسود مسسن‬
‫حفظ الوقف واستصحاب يسسد مسسن أراده الواقسسف‬
‫والظسسساهر أن الول يرجسسسع إلسسسى رأي الثسسساني ول‬
‫يتصرف إل بإذنه ليحصل الغرض من نصبه‪.‬‬
‫وكذا إذا ضم إلى ضسسغيف قسسوي معاون ًسسا لسسه فل‬
‫تزال يسسد الول عسسن المسسال ول نظسسره والول هسسو‬
‫النسساظر دون الثسساني‪ ،‬هسسذا قيسساس مسسا ذكسسر فسسي‬
‫الموصى له‪.‬‬
‫ول اعتراض لهل الوقف على ناظر أمين وله‬
‫‪-647-‬‬

‫الواقف ولهم سؤاله عما يحتاجون إلى عمله من‬


‫أمر وقفهم حتى يستوي علمه وعلمهم فيه‪.‬‬
‫ولهل الوقف المطالبة بإنتساخ كتسساب الوقسسف‬
‫لتكون نسخته وثيقة في أيديهم لهم‪.‬‬
‫وللناظر الستدانة على الوقسسف بل إذن حسساكم‬
‫لمصلحة كشراء للوقف نسيئة أو شراء بنقسسد لسسم‬
‫يعينه‪.‬‬
‫وعلى الناظر سواء كان الحاكم أو غيره نصب‬
‫جاب مستوف للعمال المتفرقيسسن إن احتيسسج إليسسه‬
‫أو لم تتم مصلحة إل به‪.‬‬
‫وله أن يفرض لكسسل علسسى عملسسه مسسا يسسستحقه‬
‫مثله في كل مال يعمل فيه بمقسسدار ذلسسك المسسال‬
‫الذي يعمل فيه إن احتيج إلسسى المسسستوفي أو لسسم‬
‫تتسسم مصسسلحة إل بسسه‪ ،‬فسسإن لسسم يحتسسج إليسسه وتمسست‬
‫المصلحة بدونه لقلة العمال ومباشرته الحساب‬
‫بنفسه لم يلزمه نصبه‪.‬‬
‫ولهذا كان النبي ‪ ‬في المدينة يباشر الحكسسم‬
‫وإستيفاء الحساب بنفسه ويولي مع البعسسد ذكسسره‬
‫الشيخ تقي الدين‪.‬‬
‫وإذا قسسام المسسستوفي بمسسا عليسسه مسسن العمسسل‬
‫استحق ما فرض له وإن لم يقم به لسسم يسسستحقه‬
‫ولم يجز أخذه‪.‬‬
‫‪-648-‬‬

‫ولسسولي المسسر نصسسب ديسسوان يكسسون مسسستوفًيا‬


‫لحساب أموال الوقسساف عنسسد المصسسلحة كمسسا لسسه‬
‫نصب ديوان لحساب المسسور السسسلطانية كسسالفيء‬
‫وغيره ممسسا يسسؤول إلسسى بيسست المسسال مسسن تركسسات‬
‫ونحوها‪.‬‬
‫)‪ (45‬ما يتعلق بالناظر والوظيفة في‬
‫الوقف والشروط المعتبرة في المام‬
‫الذي نصبه رئيس القرية أو الجيران والذي‬
‫يجب أن يولى‬
‫وما حول ذلك من المسائل‬
‫س ‪ :45‬تكلم بوضوح عن وظيفة الناظر‪،‬‬
‫وما الذي له؟ وهل يتوقف الستحقاق على‬
‫نصبه؟ واذكككر مككا يوضككح لككذ لككك مككن أمثلككة‬
‫وحكم الجمع بين وظككائف لواحككد واسككتنابة‬
‫من وله السلطان ولمن المامة فيمككا بنككاه‬
‫أهل الشوارع والقبائل من المسككاجد؟ ومككا‬
‫الذي يعتبر فككي المككام الككذي نصككبه جيككران‬
‫المسككجد أو رئيككس القريككة؟ وهككل للمككام‬
‫النصككب؟ ومككن الككذي يجككب أن يككولى فككي‬
‫الوظككائف وإمامككة المسككاجد؟ وهككل يككولى‬
‫الفاسق وإذا قرر بوظيفة على وفق الشرع‬
‫فهل يصرف عنها؟ وإذا لككم يقككم بالوظيفككة‬
‫‪-649-‬‬

‫فهككل يبككدل؟ وإذا عطككل المغككل الموقككوف‬


‫على المسجد فكيف تكككون الجككرة؟ وتكلككم‬
‫عما وقف على مصالح الحرم‪ ،‬وعمككا يأخككذه‬
‫الفقهاء من الوقف وما وقف علككى أعمككال‬
‫بر‪ ،‬وما الذي قاله الشككيخ تقككي الككدين فككي‬
‫أخذها ما فوق الحاجككة بأضككعاف ومككن لهككم‬
‫جهككات معلومككة يأخككذون ويسككتنيبون فككي‬
‫الجهاد بيسير؟ وما حول ذلك مككن المسككائل‬
‫والدلكككة والتعليلت والقيكككود والتفاصكككيل‬
‫والمحترزات والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬وظيفسسة النسساظر‪ :‬حفسسظ وقسسف وعمسسارته‬
‫وإيجاره وزرعسسه ومخاصسسمته فيسسه وتحصسسيل ريعسسه‬
‫مسسن أجسسرة أو زرع أو ثمسسر والجتهسساد فسسي تنميتسسه‬
‫وصسسرفه فسسي جهسساته بمسسا تحصسسل بسسه تنميتسسه مسسن‬
‫عمارة وإصلح وإعطاء مستحق‪.‬‬
‫ويقبل قول الناظر المتبرع في دفع المستحق‬
‫عا لم يقبل قوله إل ببينسسة‪ ،‬قسسال‬
‫وإن لم يكن متبر ً‬
‫في »شرح القناع«‪ :‬ول يعمل بالدفتر المستحق‬
‫المعسسروف فسسي زمننسسا بالمحاسسسبات فسسي منسسع‬
‫مسسستحق ونحسسوه إذا كسسان بمجسسرد إملء النسساظر‬
‫والكاتب على ما أعتيد في هذه الزمنة‪.‬‬
‫ومن وظيفة الناظر نحو شراء طعام وشسسراب‬
‫‪-650-‬‬

‫شرطه الواقف؛ لن الناظر هو الذي يلي الوقسسف‬


‫وحفظه وحفظ ريعه وتنفيذ شرط واقفه وطلسسب‬
‫عا‪ ،‬فكسسان ذلسسك إلسسى‬
‫الحسسظ مطلسسوب فيسسه شسسر ً‬
‫الناظر‪.‬‬
‫ويقبل قول الناظر المتبرع في دفع المستحق‬
‫عا فلبسسد مسسن البينسسة كمسسا تقسسدم‬
‫وإن لم يكن متبر ً‬
‫في الوكالة‪.‬‬
‫وللناظر وضع يسسده علسسى الوقسسف وعلسسى ريعسسه‬
‫ولسسه التقريسسر فسسي وظسسائفه ذكسسروه فسسي نسساظر‬
‫المسجد‪ ،‬فينصب مسسن يقسسوم بوظسسائفه مسسن إمسسام‬
‫ومؤذن وقيم وغيرهم كمسسا أن للنسساظر الموقسسوف‬
‫عليه نصب من يقوم بمصلحة الواقف مسسن جسساب‬
‫وحافظ‪.‬‬
‫ومتى امتنع من نصب من يجسسب نصسسبه‪ ،‬نصسسبه‬
‫الحاكم كولي النكسساح إذا عضسسل وإن طلسسب علسسى‬
‫النصب جعل سقط حقه وقسسرر الحسساكم مسسن فيسسه‬
‫أهلية‪.‬‬
‫وليس لمتكلسسم علسسى وقسسف مسسن نسساظر وغيسسره‬
‫وتقرير نفسه أو من ل تقبسسل شسسهادته لسسه كولسسده‬
‫ونحوه في شيء من وظائف الوقف؛ لنهم كهسسو‪،‬‬
‫ولذلك ل تصح إجارته له ول لهسسم كمسسا تقسسدم فسسي‬
‫‪-651-‬‬

‫الوكالة‪.‬‬
‫دا‬
‫وكذا ل يجوز مع كونه ناظًرا أن يكسسون شسساه ً‬
‫لوقسسف ول مباشسسًرا فيسسه ول أن يتصسسرف بغيسسر‬
‫مسوغ شرعي‪.‬‬
‫ول يتوقف الستحقاق علسسى نصسسب النسساظر ول‬
‫المام إل بشرط من الواقف‪.‬‬
‫فإن شرط الواقف في الصرف نصسسب النسساظر‬
‫للمسسستحق كالمسسدرس والمعيسسد والمتفقسسه فسسي‬
‫ل‪ ،‬فل إشكال في توقف السسستحقاق‬ ‫المدرسة مث ً‬
‫علسسى نصسسب النسساظر لسسه عمل ً بالشسسرط وإن لسسم‬
‫يشرط الواقف ُنصب الناظر للمستحق‪ ،‬بل قال‪:‬‬
‫ويصرف الناظر إلسسى مسسدرس أو معيسسد أو متفقسسه‬
‫بالمدرسسسة فل يتوقسسف السسستحقاق علسسى نصسسب‬
‫ناظر ول إمام‪ ،‬فلسسو انتصسسب بمدرسسسة مسسدرس أو‬
‫معيد وأذعن له الطلبة بالسسستفادة وتأهسسل لسسذلك‬
‫استحق ولم ينازع لوجود الوصف المشروط؛ لن‬
‫الجازة من الشيخ غير شرط في جسسواز التصسسدي‬
‫للقراء والفادة‪.‬‬
‫قلسست‪ :‬ومسسن بسساب أولسسى وأحسسرى الشسسهادات‬
‫الموجودة في زمننا السستي اعتمسسد كسسثير مسسن أهسسل‬
‫هذا الزمان عليها وصاروا يتواصون بهسسا ويحسسرض‬
‫ضا على الحصول عليهسسا والتمسسسك بهسسا‬ ‫بعضهم بع ً‬
‫‪-652-‬‬

‫وتركوا التوكل على الله الذي هسسو فريضسسة يجسسب‬


‫إخلصه لله تعالى‪ ،‬وعنه تنشأ العمال الصسسالحة‪،‬‬
‫فسسإن النسسسان إذا اعتمسسد علسسى اللسسه فسسي جميسسع‬
‫أموره الدينية والدنيوية صح إخلصه ومعاملته مع‬
‫عَلككى الّلكك ِ‬
‫ه‬ ‫اللسسه جسسل وعل‪ ،‬قسسال تعسسالى‪َ  :‬‬
‫و َ‬
‫ن ‪ ‬فمسسن علسسم مسسن‬ ‫مِني َ‬ ‫مك ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫وك ُّلوا ِإن ُ‬
‫كنُتم ّ‬ ‫َ‬
‫فت َ َ‬
‫نفسه الهلية جاز له ذلك وإن لم يحمل الشهادة‬
‫المعروفسسة فسسي هسسذا الزمسسان وإن لسسم يجسسزه أحسسد‬
‫وعلى ذلك السلف‪ ،‬وكذلك فسسي كسسل علسسم‪ ،‬وفسسي‬
‫القراء والفتاء خلًفا لما يتوهمه الجهلسسة الغبيسساء‬
‫من اعتقاد كونها شر ً‬
‫طا‪.‬‬
‫قال في »التقان«‪ :‬ول يجوز أخسسذ المسسال فسسي‬
‫عا‪ ،‬بل إن علسسم أهليتسسه وجسسب عليسسه‬ ‫مقابلتها إجما ً‬
‫دعى ابن خير‬ ‫الجازة أو عدمها حرم عليه‪ ،‬قال‪ :‬وا ّ‬
‫الجماع على أنه ليس لحسسد أن ينقسسل حسسديًثا عسسن‬
‫النبي ‪ ‬مسسا لسسم يكسسن لسسه بسسه رويسسة ولسسو بالجسساز‪،‬‬
‫انتهى‪.‬‬
‫وكذا لو أقام بالمدرسة طالب متفقهًسسا ولسسو لسسم‬
‫ينصسسبه ناصسسب اسسستحق لوجسسود التفقسسه‪ ،‬وكسسذا لسسو‬
‫شرط الصرف المطلسسق إلسسى إمسسام مسسسجد ونحسسو‬
‫مؤذن كقيمه فأم إمام ورضيه الجيران أو أذن فيه‬
‫مؤذن أو قام بخدمة المسجد قسسائم كسسان مسسستحًقا‬
‫لوجود الشرط ومع شرط واقف نحو ناظر كأمين‬
‫‪-653-‬‬

‫ومدرس ومعيد وإمام لم يجز قيسسام شسسخص واحسسد‬


‫بالوظائف كلها ولو أمكنه جمع بينها‪.‬‬
‫وقال الشيخ تقسسي السسدين ‪ -‬رحمسسه اللسسه ‪ :-‬وإن‬
‫أمكن أن يجمع بين الوظائف لواحسسد فعسسل‪ ،‬وهسسذا‬
‫القول هو الذي تميل إليه النفس‪ ،‬واللسسه سسسبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وقال في »الحكام السلطانية«‪ :‬ول يجسسوز أن‬
‫يسسؤم فسسي المسسساجد السسسلطانية وهسسي الجوامسسع‬
‫الكبار إل من وله المام أو نائبه لئل يفتات عليسسه‬
‫فيما وكل إليه‪.‬‬
‫وإن ندب له إمسسامين وخسسص كل منهمسسا ببعسسض‬
‫الصلوات الخمس جاز‪ ،‬كما في تخصيص أحدهما‬
‫بصلة النهار والخر بصلة الليل‪ ،‬فإن لم يخصص‬
‫فهما سسسواء وأيهمسسا سسسبق كسسان أحسسق‪ ،‬ولسسم يكسسن‬
‫للخر أن يؤم في تلك الصسسلة بقسسوم آخريسسن وإن‬
‫حضسسرا مًعسسا وتنازعسسا أقسسرع بينهمسسا إذ ل مزيسسة‬
‫لحدهما على الخر‪.‬‬
‫ويستنيب من وله السلطان أو نسسائبه إن غسساب‬
‫ويصير نائبه أحسسق لقيسسامه مقسسامه وإن غسساب ولسسم‬
‫يقم نائًبا فيقدم من رضسسيه أهسسل المسسسجد لتعسسذر‬
‫إذنه‪.‬‬
‫وما بناه أهل الشوارع والقبائل من المسسساجد‪،‬‬
‫‪-654-‬‬

‫فالمامة لمن يرضونه ل يعترض عليهم في أئمسسة‬


‫مسسساجدهم‪ ،‬فسسإن تعسسذر إتفسساقهم علسسى واحسسد‬
‫فلرئيسسس القريسسة نصسسب إمسسام عسسدل؛ لنسسه محسسل‬
‫حاجة‪.‬‬
‫وليس لهم بعد الرضابة والتفسساق عليسسه عزلسسه‬
‫عن إمامته ما لم تتغيسسر حسساله بنحسسو فسسسق أو مسسا‬
‫يمنع المامة؛ لن رضاهم بسسه كالوليسسة فلسسم يجسسز‬
‫صرفه‪.‬‬
‫لكن يستنيب إن غاب؛ لن تقديم الجيسسران لسسه‬
‫ليس ولية وإنما قدم لرضاهم به‪.‬‬
‫ول يلزم من رضاهم به الرضى بنائبه كما فسسي‬
‫الوصي في الصلة على الميسست بخلف مسسن وله‬
‫الناظر أو الحاكم؛ لن الحق صسسار بالوليسسة فجسساز‬
‫أن يستنيب‪.‬‬
‫وأقل ما يعتبر في المسسام السسذي نصسسبه جيسسران‬
‫المسجد أو رئيس القرية‪ :‬العدالة ظاهًرا وباطن ًسسا‪،‬‬
‫والقسسراءة الواجبسسة فسسي الصسسلة‪ ،‬والعلسسم بأحكسسام‬
‫الصلة وما يعتبر بها من صحة وفساد‪.‬‬
‫ضا؛ لنه من المسسور العامسسة‬ ‫و للمام النصب أي ً‬
‫لكسسن ل ينصسسب إل برضسسى الجيسسران‪ ،‬وكسسذا نسساظر‬
‫خاص فل ينصب من ل يرضونه الجيران لمسسا فسسي‬
‫كتاب أبي داود وابن ماجه عن عبدالله بن عمسسر‪:‬‬
‫‪-655-‬‬

‫أن رسول الله ‪ ‬كان يقول ثلثة‪» :‬ل يقبل اللسسه‬


‫منهم صلة من تقدم قوم وهم له كارهون« إلخ‪.‬‬
‫وقال الحارثي‪ :‬ما معناه ظاهر المسسذهب ليسسس‬
‫لهل المسجد مع وجود إمام أو نائبه نصب ناظر‬
‫في مصالحه ووقفه كما في غيسسر المسسسجد‪ ،‬فسسإن‬
‫لم يوجد القاضي كالقرى الصغار والماكن النائية‬
‫أو وجد وكسسان غيسسر مسسأمون أو وجسسد وهسسو مسسأمون‬
‫لكنه ينصب غير مسسأمون فلهلسسه النصسسب تحصسسيل ً‬
‫للغرض ودفًعا للمفسدة‪.‬‬
‫وكذا ما عدا المسجد من الوقاف لهله نصب‬
‫نسساظر فيسسه لعسسدم وجسسود القاضسي المسأمون ناصسًبا‬
‫لمأمون‪ ،‬قال في »النصاف«‪ :‬ويجب أو يولى فسسي‬
‫عا وأن‬‫الوظسسائف وإمامسسة المسسساجد الحسسق شسسر ً‬
‫يعمل بما يقدر عليه من عمل واجب‪.‬‬
‫وقسسال فسسي »الحكسسام السسسلطانية«‪ :‬المامسسة‬
‫بالناس طريقها الولسسى ل الوجسسوب بخلف وليسسة‬
‫القضاء والنقابسسة؛ لنسسه لسسو تراضسسى النسساس بإمسسام‬
‫يصلي لهسسم صسسح وليسسس للنسساس أن يولسسوا عليهسسم‬
‫الفساق سواء كانت الولية خاصة أو عامة‪.‬‬
‫قال في »المبدع«‪ :‬والحاصسسل إن كسسان النظسسر‬
‫لغير موقسسوف عليسسه وكسسانت وليتسسه مسسن حسساكم أو‬
‫نسساظر فلبسسد فيسسه مسسن شسسرط العدالسسة وإن كسسانت‬
‫‪-656-‬‬

‫وليتسسه مسسن واقسسف وهسسو فاسسسق أو عسسدل ففسسسق‬


‫صح‪ ،‬وضم إليه أمين‪.‬‬
‫ومن قرر بوظيفة على وفق الشرع حرم على‬
‫نسساظر وغيسسره صسسرفه عنهسسا بل مسسوجب شسسرعي‬
‫يقتضي ذلك كتعطيله القيسسام بهسسا وفسسسق ينافيهسسا‬
‫وله الستنابة ولو عينه واقف‪.‬‬
‫ومن لم يقم بوظيفة بسسدل وجعسسل بسسدله مسسن لسسه‬
‫الولية ممن يقوم بها تحصيل ً لغرض الواقف إن لسم‬
‫يتب ويلتزم الواجب قبسسل صسسرفه وإن قصسسر وتسسرك‬
‫بعسض العمسل لسم يسستحق مسا قسابله وإن زاد علسى‬
‫العمل المشروط لم يستحق شيًئا على الزيادة‪.‬‬
‫قلسست‪ :‬والسسذي يظهسسر لسسي أنسسه إن كسسان تار ً‬
‫كسسا‬
‫للعمل في يوم البطالة‪ ،‬ولكسسن يشسستغل فسسي بيتسسه‬
‫بالتحضسسير والمطسسالع والتحسسرر لوقسسات التسسدريس‬
‫والقضسساء‪ ،‬فهسسذا يسسستحق مسسا قسسابله إل إن كسسان‬
‫الواقف أو الجاعل قدر للسسدرس لكسسل يسسوم مبلغًسسا‬
‫ما‪ ،‬فاليوم الذي ل يسسدرس فيسسه أو ل يقضسسي‬ ‫معلو ً‬
‫فيه ل يستحق مسسا قسسابله‪ ،‬واللسسه سسسبحانه وتعسسالى‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وقال الشيخ تقي الدين‪ :‬من وقف وقًفسسا علسسى‬
‫مدرس وفقهاء فلناظر ثم حاكم تقسسدير أعطيتهسسم‬
‫فلو زاد النماء فهو لهم‪ .‬اهس‪.‬‬
‫‪-657-‬‬

‫ما كتقدير الحسساكم‬ ‫وليس تقدير الناظر أمًرا حت ً‬


‫بحيسسسسسسسسسسسسسسسث ل يجسسسسسسسسسسسسسسسوز لسسسسسسسسسسسسسسسه‬
‫أو لغيره زيادته ونقصه لمصلحة وقريب منه تغير‬
‫أجسسسرة لمثسسسل ونفقتسسسه وكسسسسوته؛ لنسسسه يختلسسسف‬
‫بسساختلف الحسسوال والزمسسان وليسسس مسسن نقسسض‬
‫الجتهاد بالجتهاد‪ ،‬بل عمل بالجتهاد الثاني لتغير‬
‫السبب‪ ،‬وإن قيل إن المدرس ل يسسزاد ول ينقسسص‬
‫بزيادة النماء ونقصه للمصسسلحة كسسان بسساط ً‬
‫ل؛ لنسسه‬
‫لهم والحكم بتقسسديم مسسدرس أو غيسسره باطسسل لسسم‬
‫دا يعتد بسسه‪ ،‬قسسال‪ :‬بسسه ول بمسسا يشسسبه ولسسو‬ ‫نعلم أح ً‬
‫نفده حاكم وبطلنسسه لمخسسالفته الشسسرط والعسسرف‬
‫ضا؛ لنه إنما يجوز أن ينفذ الحاكم حكم من هو‬ ‫أي ً‬
‫أهل للحكم كالمجتهد؛ لنه لحكمه مساغ‪.‬‬
‫والضرورة وإن ألجأت إلى تنفيذ حكم المقلسسد‪،‬‬
‫فإنما التنفيسسذ يسسسوغ إذا وقسسف المقلسسد علسسى حسسد‬
‫التقليد ولم يتجاسر علسسى قضسسية لسسو نزلسست علسسى‬
‫عمر لجمع لها أهل الشسسورى‪ ،‬وإنمسسا كسسان الحكسسم‬
‫بالتقديم باط ً‬
‫ل؛ لنه حكسسم علسسى مسسا سسسيوجد فهسسو‬
‫كحكم الحاكم فسسي غيسسر محسسل وليسسة فسسوض إليسسه‬
‫الحكم بها فل ينفذ حكمه‪ ،‬ولن النماء لسسم يخلسسق‬
‫بعد وإنما قدم القيم ونحو إمسسام ومسسؤذن؛ لن مسسا‬
‫يأخذه أجرة عمله‪ ،‬ولهذا يحرم أخذه فسسوق أجسسرة‬
‫مثلسسه بل شسسرط بخلف مسسدرس ومعيسسد وفقهسساء‪،‬‬
‫‪-658-‬‬

‫فإنهم من جنسسس واحسسد‪ ،‬ولهسسذا كسسان القيسساس أن‬


‫يسوي بينهم‪.‬‬
‫قال في »الفائق«‪ :‬ولو شرط على مدرس أو‬
‫فقهاء وإمام فلكل جهسسة الثلسسث وإن تفسساوتوا فسسي‬
‫المنفعة كالجيش‪ ،‬فإن فيه المقاتلة وغيرهسسم مسسع‬
‫أنهسسم فسسي المغنسسم سسسواء لكسسن دل العسسرف علسسى‬
‫التفضيل‪.‬‬
‫وقال الشيخ تقي الدين‪ :‬لو عطل مغسسل وقسسف‬
‫مسجد سنة قسطت أجرة مستقبلة على السسسنة‬
‫التي تعطل مغلها وعلى السنة الماضية التي لسسم‬
‫يتعطل مغلها لتقويم الوظيفة فيها؛ لنه خير مسسن‬
‫التعطيل ول ينقسسص المسسام بسسسبب تعطسسل السسزرع‬
‫بعض العام‪.‬‬
‫وقال في »الفسسروع«‪ :‬فقسسد أدخسسل يعنسسي الشسسيخ‬
‫تقي الدين مغل سنة في سنة وقد أفتى غير واحد‬
‫مسسن الحنالسسة فسسي زمننسسا فيمسسا نقسسص عمسسا قسسدره‬
‫الواقف كل شهر أنه يتمسسم ممسسا بعسسده وحكسسم بسسه‬
‫بعضهم بعد سنين‪.‬‬
‫وفي »فتاوى الشسسيخ تقسسي السسدين«‪ :‬إذا وقسسف‬
‫علسسسى مصسسسالح الحسسسرم وعمسسسارته فالقسسسائمون‬
‫بالوظائف التي يحتاج إليها المسجد من التنظيف‬
‫والحفظ والفرش وفتسسح البسسواب وإغلقهسسا ونحسسو‬
‫ذلك يجوز الصرف إليهم‪.‬‬
‫‪-659-‬‬

‫وما يأخسسذه الفقهسساء مسسن الوقسسف فكسسرزق مسسن‬


‫بيت المال وما يؤخذ من بيت المال رزق للعانسسة‬
‫علسسى الطاعسسة والعلسسم ل كجعسسل أو كسسأجرة علسسى‬
‫أصح القوال الثلثة اختسساره الشسسيخ تقسسي السسدين‪،‬‬
‫وجزم به في »التنقيح«‪ ،‬ولذلك ل يشترط العلسسم‬
‫بالقسسدر وينبنسسي علسسى هسسذا أن القسسائل بسسالمنع مسسن‬
‫الجسسسرة علسسسى نسسسوع القسسسرب ل يمنسسسع مسسسن أخسسسذ‬
‫المشروط في الوقف‪ ،‬قاله الحارثي فسسي النسساظر‪،‬‬
‫وكذا ما وقف على أعمال بر وموصى بسسه ومنسسذور‬
‫له ليس كالجرة والجعل‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫وقال القاضي في خلفه‪ :‬ول يقال إن منسسه مسسا‬
‫يؤخسسذ أجسسرة عسسن عمسسل كالتسسدريس ونحسسوه؛ لنسسا‬
‫نقول أول ً ل نسلم أن ذلك أجرة محضة‪ ،‬بسسل هسسو‬
‫رزق وإعانسسة علسسى العلسسم بهسسذه المسسوال‪ ،‬وهسسذا‬
‫موافق لما قاله الشيخ تقي الدين‪ ،‬وفسسي »شسسرح‬
‫المنتهى«‪ :‬قلت‪ :‬وعلى القوال الثلثة حيث كسسان‬
‫الستحقاق بشرط فلبد من وجوده‪ .‬اهس‪.‬‬
‫وهسسذا فسسي الوقسساف الحقيقيسسة‪ ،‬وأمسسا الوقسساف‬
‫التي من بيت المال كأوقسساف المسسراء أو الملسسوك‬
‫فليسسست بأوقسساف حقيقسسة‪ ،‬وإنمسسا هسسي أوقسساف‬
‫بالصورة فكل من له الكسسل مسسن بيسست المسسال لسسه‬
‫التناول منها وإن لم يباشر المشروط كمسسا أفسستى‬
‫به صسساحب »المنتهسسى« موافقسسة للشسسيخ الرملسسي‬
‫‪-660-‬‬

‫وغيره في وقف جامع طولون ونحوه‪.‬‬


‫وفي »الينبوع« للسيوطي‪ :‬فرع نذكر ما ذكره‬
‫أصحابنا الفقهاء في الوظسسائف المتعلقسسة بأوقسساف‬
‫المراء والسلطين كلهسسا إن كسسان لهسسا أصسسل مسسن‬
‫بيت المال أو ترجع إليه فيحوز لمسسن كسسان بصسسفة‬
‫الستحقاق من عسسالم للعلسسوم الشسسرعية وطسسالب‬
‫العلم كذلك‪.‬‬
‫سنة‬‫وصوفي على طريقة الصوفية من أهل ال ّ‬
‫أن يأكسسل ممسسا وقفسسوه غيسسر متقيسسد بمسسا شسسرطوه‬
‫ويجوز فسسي هسسذه الحالسسة السسستنابة لعسسذر وغيسسره‪،‬‬
‫ويتناول المعلوم وإن لم يباشر ول استناب‪ ،‬ومن‬
‫لم يكن بصفة الستحقاق من بيت المال لم يحل‬
‫إل كل من هذا الوقف ولو قسسرره النسساظر وباشسسر‬
‫للوظيفة؛ لن هذا من بيت المسسال ل يتحسسول عسسن‬
‫حكمة الشرعي بجعل أحد‪ .‬اهس‪.‬‬
‫وقسسال الشسسيخ تقسسي السسدين‪ :‬مسسن أكسسل المسسال‬
‫بالباطل قوم لهم رواتسسب أضسسعاف حاجسساتهم مسسن‬
‫بيسست المسسال وقسسوم لهسسم جهسسات معلومهسسا كسسثير‬
‫يأخسسذونه ويسسستنيبون فسسي الجهسسات بيسسسير مسسن‬
‫المعلوم؛ لن هذا خلف غرض الواقفين‪.‬‬
‫وقال الشيخ تقي الدين‪ :‬والنيابة في مثل هذه‬
‫العمال المشروطة من تدريس وإمامة وخطابسسة‬
‫‪-661-‬‬

‫وأذان وغلق باب ونحوه جائزة ولو عينه الواقف‪،‬‬


‫وفي عبارة أخرى له‪ :‬ولو نهسسى الواقسسف عنسسه إذا‬
‫كسسان النسسائب مثسسل مسسستنيبه فسسي كسسونه أهل ً لمسسا‬
‫استنيب فيه ول مفسدة راجحة‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫وجواز الستنابة فسسي هسسذه العمسسال كالعمسسال‬
‫المشروطة في الجسسارة علسسى عمسسل فسسي الذمسسة‬
‫كخياطة الثوب وبناء الحائط‪.‬‬
‫‪-662-‬‬

‫)‪ (46‬مسائل فيما يتعلق بالناظر‬


‫والموقوف عليه وأمثلة للوقف على الولد‬
‫وكيفية إستحقاقهم وبيان من يدخل فيما‬
‫ذكر ومن ل يدخل‬
‫وما حول ذلك البحوث والدلة‬
‫س ‪ :46‬إذا أجككر النككاظر الوقككف بككأنقص‬
‫مككن أجككرة المثككل أو غككرس أو بنككى فككي‬
‫م ينفككق علككى‬‫الوقف عليه‪ ،‬فما الحكم؟ ومك ّ‬
‫الموقككوف ذي الككروح‪ ،‬وإذا تعككذر مككا ينفككق‬
‫عليه منه أو احتاج العقار إلككى تعميككر‪ ،‬فمككا‬
‫الحكككم؟ ومككن الككذي يككدخل إذا وقككف علككى‬
‫أولده ثككم المسككاكين؟ وكيككف اسككتحقاقهم‬
‫للوقككف؟ وهككل يككدخل أولد البنككات فككي‬
‫الوقف إذا قككال علككى ولككده أو بنيككه ووضككح‬
‫ترتيككب الجملككة وترتيككب الفككراد وترتيككب‬
‫الشتراك؟ واذكر مككا حككول ذلككك مككن أمثلككة‬
‫ومحترزات وضوابط وشروط وأدلككة وخلف‬
‫وترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬إذا أجسسسر نسسساظر الوقسسسف المعيسسسن العيسسسن‬
‫الموقوفسسة بسسأنقص مسسن أجسسرة المثسسل صسسح عقسسد‬
‫صسسا ل يتغسسابن بسسه فسسي‬
‫الجارة وضسسمن النسساظر نق ً‬
‫العادة إن كان المستحق غيره؛ لنه يتصرف فسسي‬
‫‪-663-‬‬

‫مال غيره على وجه الحظ فضمن ما نقصه عقد‬


‫كالوكيل إذا باع أو أجر بدون ثمن أو أجر مثل‪.‬‬
‫ول تفسسسخ الجسسارة حيسسث صسسحت لسسو طلسسب‬
‫الوقف بزيادة عسسن الجسسرة الولسسى وإن لسسم يكسسن‬
‫فيها ضسسرر؛ لنهسسا عقسسد لزم مسسن الطرفيسسن ومسسن‬
‫غسسرس أو بنسسى لنفسسسه فيمسسا وقسسف عليسسه وحسسده‬
‫فالغراس والبناء للغارس أو الباني محسسترم؛ لنسسه‬
‫وضعه بحق‪.‬‬
‫قال في »القناع«‪ :‬فلو مسسات وانتقسسل الوقسسف‬
‫لغيره فينبغسسي أن يكسسون كغسسراس وبنسساء انقضسست‬
‫مسسدته وإن كسسان الغسسارس أو البسساني شسسري ً‬
‫كا فسسي‬
‫الوقف بأن كان على جماعة فغرس فيسسه أحسسدهم‬
‫أو بنى فغرسه وبناؤه له غير محترم فيقلع‪ ،‬وكسسذا‬
‫إن كان له النظر فقط دون الستحقاق فغرس أو‬
‫بنى في الوقف فغرسه وبناؤه غير محترم فيقلسسع‬
‫وليس له بقاؤه بغير رضى أهل الوقف فيقلسسع إن‬
‫أشهد أنه له‪.‬‬
‫وإن غرس أو بنى موقوف عليه أو ناظر وقف‬
‫فهو له إن شسسهد أنسسه غرسسسه أو بنسساه لسسه وإن لسسم‬
‫يشهد أنه له فغرسه وبناؤه للوقف تبًعا للرض‪.‬‬
‫وإن غرسه الناظر أو بناه للوقف أو مسسن مسسال‬
‫الوقف فهو وقف وإن غسسرس إنسسسان غيسسر نسساظر‬
‫‪-664-‬‬

‫وموقوف عليه فهو للوقف بنيته‪.‬‬


‫وقال الشيخ تقي الدين‪ :‬يد الوقف ثابتسسة علسسى‬
‫المتصل به ما لم تأت حجة تدفع موجبها كمعرفة‬
‫كون الغارس غرسها له بحكم إجارة أو إعسسارة أو‬
‫غصب ويسسد المسسستأجر علسسى المنفعسسة فليسسس لسسه‬
‫دعوى البناء بل حجة ويسسد أهسسل عرصسسة مشسستركة‬
‫ثابتة على مسسا فيهسسا بحكسسم الشسستراك إل مسسع بينسسة‬
‫باختصاصه ببناء ونحوه‪.‬‬
‫وينفق الناظر على موقوف ذي روح كسسالرقيق‬
‫والخيل مما عين واقف النفاق منسسه رجوعًسسا إلسسى‬
‫شرط الواقف‪ ،‬فإن لم يعين الواقف محل ً للنفقة‬
‫فنفقتسسه مسسن غلتسسه؛ لن الوقسسف اقتضسسى تحسسبيس‬
‫أصله وتسبيل منفعته ول يحصل ذلك إل بالنفسساق‬
‫عليه فكان ذلك ضرورته‪.‬‬
‫فإن لم يكسسن لسسه غلسسة لضسسعفه ونحسسوه فنفقتسسه‬
‫على موقوف عليه معين؛ لنه ملكسسه‪ ،‬فسسإن تعسسذر‬
‫النفاق عليه من الموقوف عليه لعجزه أو غيبتسسه‬
‫ونحوهما بيع الموقوف وصرف ثمنه في مثله‪.‬‬
‫لكن غير ذي روح يكون وقًفا لمحل الضسسرورة‬
‫إن لم يمكن إيجاره‪ ،‬فإن أمكسسن إيجسساره كعبسسد أو‬
‫فرس أو جر مدة بقدر نفقتسسه لنسسدفاع الضسسرورة‬
‫المقتضية للبيع بذلك ونفقة حيوان موقوف علسسى‬
‫‪-665-‬‬

‫غير معين كفقراء ومسجد تؤخذ من بيت المسسال؛‬


‫لن النفاق هنا من المصالح‪.‬‬
‫فإن تعذر الخذ من بيت المال بيسسع الموقسسوف‬
‫وصرف ثمنه في عين أخرى كمسسا تقسسدم فيمسسا إذا‬
‫كان على معين وتعذر النفسساق عليسسه بكسسل حسسال‪،‬‬
‫وإن مات العبد الموقوف فمؤنة تجيزه على مسسن‬
‫تلزمه نفقته‪.‬‬
‫وإن كان الموقوف عقاًرا واحتسساج لعمسسارة لسسم‬
‫تجب عمارته على أحد مطلًقسسا سسسواء كسسان علسسى‬
‫معين أو ل بل شسسرط مسسن واقفسسه كسسالطلق ذكسسره‬
‫الحسسارثي وغيسسره مسسع أنسسه قسسال بعسسد فسسي عمسسارة‬
‫الوقف تجب إبقاء للصل ليحصسسل دوام الصسسدقة‬
‫وهو معنى قول الشيخ تقي السسدين تجسسب عمسسارة‬
‫الوقف بحسب البطون‪.‬‬
‫فإن شرط العمارة واقف عمل بالشرط علسسى‬
‫حسسسب مسسا شسسرط لوجسسوب اتبسساع شسسرطه سسسواء‬
‫شرط البسسداءة بالعمسسارة أو تأخيرهسسا فيعمسسل بمسسا‬
‫شرط لكن إن شرط تقديم الجهسسة عمسسل مسسا لسسم‬
‫يؤد ّ إلسسى تعطيسسل الوقسسف‪ ،‬فسسإذا أدى إليسسه قسسدمت‬
‫ظا للصل‪.‬‬ ‫العمارة حف ً‬
‫واشتراط الصرف إلسسى الجهسسة فسسي كسسل شسسهر‬
‫كذا في معنى اشتراط تقديمه على العمارة ومع‬
‫‪-666-‬‬

‫الطلق تقسسدم علسسى أربسساب الوظسسائف وتقسسدم‬


‫عمارة نحو مسجد ومدارس وزوايسسا علسسى أربسساب‬
‫وظائف سواء شرط البداءة بالعمسسارة أو بالجهسسة‬
‫الموقوف عليها أو لم يشرط شيًئا مسسا لسسم يفسسض‬
‫تقديم العمارة إلى تعطيل مصسسالحه فيجمسسع بيسسن‬
‫العمسسارة وأربسساب الوظسسائف حسسسب المكسسان لئل‬
‫يتعطل الوقف أو مصالحه‪.‬‬
‫ولو احتاج خان مسبل أو احتاجت دار موقوفة‬
‫ج كعابر سبيل وغزاة إلى‬ ‫وقفت للسكنى لنحو حا ّ‬
‫مرمه وهي تصليح ما وهي وتضعضسسع أو جسسر مسسن‬
‫ذلك الموقوف جزء بقدر مسسا يحتسساج إلسسى مرمتسسه‬
‫بقدر الضرورة والظاهر أنه يؤجر منه ذلك جسسواًزا‬
‫أن العمارة ل تجب إل بشرط من الواقف‪.‬‬
‫وعلم منه أنه ل يجوز أن يؤجر أكسسثر مسسن قسسدر‬
‫الحاجة وتسجيل كتاب الوقف منه كالعادة ذكسسره‬
‫الشسسسيخ تقسسسي السسسدين‪ ،‬وقسسسال‪ :‬لسسسو عمسسسر وقًفسسسا‬
‫بالمعروف فله أخذه من غلته‪.‬‬
‫دا أو شرط‬ ‫ضا‪ :‬ولو وقف مسج ً‬ ‫وقال الشيخ أي ً‬
‫ما ومؤذًنا وعجز الوقف عن‬ ‫ما وستة قراء وقي ً‬‫إما ً‬
‫تكميل حق الجميسسع ولسسم يسسرض المسسام والمسسؤذن‬
‫والقيسسم إل بأخسسذ جامكيسسة مثلهسسم صسسرف للمسسام‬
‫والمسسؤذن والقيسسم جامكيسسة مثلهسسم مقدمسسة علسسى‬
‫القراء‪ ،‬فإن هذا المقصود الصلي‪.‬‬
‫‪-667-‬‬

‫ومن وقف على ولسسده ثسسم علسسى المسسساكين أو‬


‫وقف على أولده ثم المساكين أو وقف على ولد‬
‫غيره أو وقف على أولد غيره ثم على المساكين‬
‫دخل موجود من أولده حال الوقف فقط الذكور‬
‫والناثي والخناثي بينهم بالسوية‪ ،‬أما كون النثى‬
‫كالسسذكر؛ لن الولسسد يقسسع علسسى الواحسسد والجمسسع‬
‫والذكر والنثى كما قسساله أهسسل اللغسسة‪ ،‬وأمسسا كسسونه‬
‫بينهم بالتسوية فلنه جعل لهم وإطلق التشسسريك‬
‫يقتضي التسوية كما لسسو أقسسر لهسسم بشسسيء وكولسسد‬
‫الم في الميراث‪.‬‬
‫ول يدخل فيهم المنفسسي بلعسسان؛ لنسسه ل يلحقسسه‬
‫كولد الزنا ثم ل فرق بيسسن صسسيغة الولسسد أو الولد‬
‫دا‬
‫في الستقلل الموجود منهم فسسي الوقسسف واحس ً‬
‫كان أو اثنين أو أكثر؛ لن عمل الواقف بوجود ما‬
‫دون الجمع دليل إرادته من الصيغة‪.‬‬
‫ول يدخل ولد حسسادث للواقسسف بسسأن حملسست بسسه‬
‫أمسسه بعسسد صسسدور الوقسسف منسسه‪ ،‬وقيسسل‪ :‬إن حسسدث‬
‫للواقسسف ولسسد بعسسد وقفسسه اسسستحق كسسالموجودين‬
‫ومحل ذلك ما لم يقل الواقف‪ :‬وقفت كسسذا علسسى‬
‫ولدي‪ ،‬ومن يولد لي‪ ،‬فسسإن قسسال ذلسسك دخسسل مسسن‬
‫كان موجوًدا حال الوقف ومن يحدث‪.‬‬
‫والقول الثاني‪ :‬وهسسو أنسسه يسسدخل ولسسو لسسم يقسسل‬
‫الواقسسف ومسسن يولسسد لسسي وهسسو السسذي تطمئن إليسسه‬
‫‪-668-‬‬

‫النفس‪ ،‬والعسسرف الجسساري بيسسن النسساس يؤيسسده أن‬


‫الواقف ل يقصد حرمان ولسسده المتجسسدد‪ ،‬بسسل هسسو‬
‫عليسسه أشسسفق لصسسغره وحسساجته‪ ،‬واللسسه سسسبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ويدخل في الوقف على ولده أو أولده أو ولسسد‬
‫غيره أو أولده ولسسد بنيسسه الموجسسودين تبعًسسا سسسواء‬
‫وجدوا حالة وقف أو ل كوصية لولد فلن فيسسدخل‬
‫فيه أولده الموجسسودون حسسال الوصسسية وأولد بنيسسه‬
‫وجدوا حال الوصية أو بعدها قبل موت الموصسسى‬
‫ل من وجد بعد موته مسسا لسسم تكسسن قرينسسة تصسسرفه‬
‫عن ذلك‪.‬‬
‫وأما ولد البنات‪ ،‬فقيل‪ :‬ل يدخلون في الوقف؛‬
‫لنهم ل ينسبون إليه‪ ،‬بل إلسسى آبسسائهم‪ ،‬قسسال اللسسه‬
‫م ‪‬قسسال المسسروذي‪:‬‬ ‫ه ْ‬‫م لب َككائ ِ ِ‬
‫ه ْ‬‫و ُ‬‫ع َ‬‫تعسسالى‪ :‬ادْ ُ‬
‫قلسست لبسسي عبسسدالله‪ :‬مسسا تقسسول فسسي رجسسل وقسسف‬
‫ضيعة على ولسسده‪ ،‬فمسسات الولد وتركسسوا النسسسوة‬
‫حوامل‪ ،‬فقال‪ :‬كل ما كان من أولد الذكور بنسسات‬
‫كن أو بنين فالضسسيعة موقوفسسة عليهسسم‪ ،‬ومسسا ك ن‬
‫أولد البنات فليسسس لهسسم فيسسه شسسيء؛ لنهسسم مسسن‬
‫م‬‫صككيك ُ ُ‬‫رجل آخر‪ ،‬ووجه ذلك قسسوله تعسسالى‪ُ :‬يو ِ‬
‫َ‬
‫م ‪‬دخسسل فيسسه ولسسد البنيسسن وإن‬ ‫ولِدك ُ ْ‬ ‫في أ ْ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬
‫د‬
‫حك ٍ‬ ‫وا ِ‬ ‫ه ل ِك ُك ّ‬ ‫سفلوا‪ ،‬ولما قال تعالى‪َ  :‬‬
‫ل َ‬ ‫وي ْ ِ‬
‫ولب َ َ‬ ‫َ‬
‫ول َ ك ٌ‬
‫د‬ ‫ن ل َك ُ‬
‫ه َ‬ ‫ك ِإن ك َككا َ‬
‫مككا ت َكَر َ‬
‫م ّ‬
‫س ِ‬
‫س كدُ ُ‬
‫ما ال ّ‬
‫ه َ‬
‫من ْ ُ‬
‫ّ‬
‫‪-669-‬‬

‫‪‬تناول ولد البنين‪.‬‬


‫فالمطلق من كلم الدمسسي إذا خل عسسن قرينسسة‬
‫ينبغي أن يحم لعلى المطلق من كلم الله تعالى‬
‫ويفسر بما يفسر به‪ ،‬ولن ولد الولسسد ولسسد بسسدليل‬
‫م ‪ ،‬و ‪َ‬يككا ب َِنككي‬‫قسسوله تعسسالى‪َ :‬يككا ب َِنككي آدَ َ‬
‫ل ‪ ،‬وقسسال ‪» :‬ارمسسوا بنسسي إسسسماعيل‪،‬‬ ‫سَراِئي َ‬‫إِ ْ‬
‫فإن أباكم كان رامًيا«‪ ،‬وقالوا‪ :‬نحن بنو النظير بنسسو‬
‫كنانة‪ ،‬والقبائل تنسب إلى جدودها‪ ،‬ولنه لو وقسسف‬
‫على ولد فلن وهسسم قبيلسسة‪ ،‬دخسسل فيسسه ولسسد البنيسسن‬
‫فكذلك إذا لم يكونوا قبيلة‪ ،‬وإنما يسمى ولد الولسسد‬
‫دا مجسساًزا‪ ،‬ولهسسذا يصسسح نفيسسه‪ ،‬فيقسسال‪ :‬مسسا هسسذا‬ ‫ولس ً‬
‫ولدي‪ ،‬وقيل‪ :‬ل يدخل ولد الولد بحال وسواء في‬
‫ذلك ولد الولسسد أو ولسسد البنسست؛ لن الولسسد حقيقسسة‬
‫وعرًفا إنمسسا هسسو ولسسده لصسسلبه‪ ،‬وإنمسسا سسسمي ولسسد‬
‫مجاًزا‪ ،‬ولهذا يصح نفيه‪ ،‬والقسسول الول هسسو السسذي‬
‫تميل إليه نفسي‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫فأما ولد البنات فعلى القول الول ل يدخلون‪،‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫بنوهن أبناء الرجال‬ ‫بنونا بنو أبنائنا وبناتنا‬
‫الباعد‬
‫وممن قال‪ :‬ل يدخل ولسسد البنسسات فسسي الوقسسف‬
‫الذي على أولده وأولد أولده مالك ومحمسسد بسسن‬
‫الحسن‪.‬‬
‫‪-670-‬‬

‫وقيسسل‪ :‬يسسدخل فسسي أولد البنسسات‪ ،‬وهسسو مسسذهب‬


‫الشسسسافعي وأبسسسي يوسسسسف؛ لن البنسسسات أولده‬
‫فسسأولدهن أولده حقيقسسة فيجسسب أن يسسدخلوا فسسي‬
‫اللفظ لتناوله لهم‪ ،‬وقد دل على صحة ذلك قوله‬
‫مككن ذُّري ّت ِك ِ‬
‫ه‬ ‫و ِ‬
‫ل َ‬ ‫من َ‬
‫قب ْ ك ُ‬ ‫هدَي َْنا ِ‬
‫حا َ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫وُنو ً‬
‫سككى‬ ‫داود وسككل َيمان َ‬
‫مو َ‬ ‫و ُ‬‫ف َ‬
‫سكك َ‬ ‫وُيو ُ‬
‫ب َ‬ ‫وأّيككو َ‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫َ ُ َ َ ُ‬
‫وَزك َ ِ‬
‫رّيككا‬ ‫ن* َ‬ ‫سِني َ‬‫ح ِ‬
‫م ْ‬‫زي ال ُ‬‫ج ِ‬ ‫وك َذَل ِ َ‬
‫ك نَ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫هاُرو َ‬‫و َ‬‫َ‬
‫سى ‪ ‬وهسسو ولسسد بنسست فجعلسسه مسسن‬ ‫عي َ‬ ‫و ِ‬‫حَيى َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫َ‬
‫ذريته‪.‬‬
‫وكذلك ذكر الله تعالى قصة عيسسسى وإبراهيسسم‬
‫ُ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬‫ك ال ّ ك ِ‬
‫ول َئ ِ َ‬
‫وإسماعيل وإدريس‪ ،‬ثسسم قسسال‪ :‬أ ْ‬
‫ه َ َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫ة آدَ َ‬‫مككن ذُّري ّك ِ‬ ‫ن ِ‬‫ن الن ّب ِّيي ك َ‬‫م َ‬ ‫هم ّ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫ع َ‬ ‫أن ْ َ‬
‫م‬‫هي ك َ‬ ‫مككن ذُّري ّ ك ِ‬
‫ة إ ِب َْرا ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ع ن ُككو ٍ‬ ‫مل َْنا َ‬
‫مك َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫م ّ‬ ‫و ِ‬‫َ‬
‫ل ‪ ‬وعيسسسى فيهسسم‪ ،‬وعسسن أبسسي بكسسرة‬ ‫سَراِئي َ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫َ‬
‫قال‪ :‬رأيت رسول الله ‪ ‬على المنسسبر والحسسسن‬
‫بن علي إلى جنبه‪ ،‬وهو يقبسسل علسسى النسساس مسسرة‬
‫وعليه أخرى‪ ،‬ويقول‪» :‬أن ابني هذا سسسيد‪ ،‬ولعسسل‬
‫اللسسه أن يصسسلح بسسه بيسسن فئتيسسن عظيمسستين مسسن‬
‫المسلمين« رواه البخاري‪.‬‬
‫وعن أسامة بسسن زيسسد أن النسسبي ‪ ‬قسسال وحسسسن‬
‫وحسين على وركيه‪» :‬هذان ابناي وابنا بنتي‪ ،‬اللهسسم‬
‫إنسسي أحبهمسسا‪ ،‬فأحبهمسسا وأحسسب مسسن يحبهمسسا« رواه‬
‫الترمذي‪ ،‬وقسال‪ :‬حسديث حسسن غريسب‪،‬وعسن أنسس‬
‫‪-671-‬‬

‫قال‪ :‬قال بلغ صفية أن حفصة قالت‪ :‬بنسست يهسسودي‪،‬‬


‫فبكت‪ ،‬فدخل عليها النبي ‪ ‬وهي تبكي‪ ،‬وقالت‪:‬‬
‫قالت لي حفصة أنسست ابنسسة يهسسودي‪ ،‬فقسسال النسسبي‬
‫‪» :‬إنك لبنة نبي‪ ،‬وإن عمك لنبي‪ ،‬وإنك لتحسست‬
‫نبي‪ ،‬فبم تفخر عليك«‪ ،‬ثم قسسال‪» :‬اتقسسي اللسسه يسسا‬
‫حفصة« رواه أحمد والترمذي‪ ،‬وصححه النسائي‪،‬‬
‫وفسسي حسسديث أسسسامة بسسن زيسسد أن النسسبي ‪ ‬قسسال‬
‫لعلي‪» :‬وأما أنت يسسا علسسي‪ ،‬فختنسسي وأبسسو ولسسدي«‬
‫رواه أحمد‪ ،‬ولما قال تعالى‪ :‬وحلئ ِ ُ َ‬
‫م‬‫ل أب َْنائ ِك ُ ُ‬ ‫َ َ‬
‫‪‬دخل في التحريم حلئل أبناء البنات‪.‬‬
‫وهسسذا القسسول هسسو السسذي تطمئن إليسسه النفسسس‪،‬‬
‫والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ويستحق أولد البنين الوقف مرتًبا بعسسد آبسسائهم‬
‫وإن سفلوا لكن يحجب أعلهم أسفلهم‪ ،‬كقسسوله‪:‬‬
‫وقفته علسسى أولدي أو العلسسى فسسالعلى أو الول‬
‫فالول أو قرًنا بعد قسسرن ونحسسوه ممسسا يسسدل علسسى‬
‫الترتيب ما لم يكونوا قبيلة كولد النظر بن كنانسسة‬
‫أو يسسأتي بمسسا يقتضسسي التشسسريك كعلسسى أولدي‬
‫وأولدهم فل ترتيب وإن قال‪ :‬وقفت على ولسسدي‬
‫وولد ولدي شسسمل قسسوله فسسوق ثلثسسة بطسسون؛ لن‬
‫الولد يتناول أولد البن‪ ،‬وقيل‪ :‬يدخل ثلثة بطون‬
‫دون من بعدهم‪.‬‬
‫والقسسول الول هسسو السسذي تميسسل إليسسه النفسسس‪،‬‬
‫‪-672-‬‬

‫والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬


‫وإن قال‪ :‬وقفت على ولدي ثم ولد ولسسدي ثسسم‬
‫الفقراء شمل قوله البطسسن الثسسالث‪ ،‬وشسسمل مسسن‬
‫بعده لتنسساول الولسسد أولد البسسن‪ ،‬وقيسسل‪ :‬ل يشسسمل‬
‫البطن الثالث‪ ،‬ومن بعده‪ ،‬والقول الول هو الذي‬
‫تميل إليه النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وإن قال‪ :‬وقفت على أولدي لصلبي لم يدخل‬
‫ولد ولد‪ ،‬أو قال‪ :‬وقفت على أولدي الذين يلوني‬
‫اختص بهم ولم يدخل ولد ولد معهسسم‪ ،‬وإن قسسال‪:‬‬
‫وقفت على عقبي أو نسلي‪ ،‬أو قال‪ :‬وقفت على‬
‫ولد ولدي‪ ،‬أو قال‪ :‬وقفت على ذريتي لسسم يسسدخل‬
‫فيهم ولد البنات إل بقرينة‪.‬‬
‫ونقل عنه‪ :‬يدخلون‪ ،‬وقال أبو بكر وابسسن حامسسد‬
‫–رحمهما الله تعالى‪ :-‬يدخلون في الوقسسف إل أن‬
‫يقول على ولد ولدي لصسسلبي فل يسسدخلون‪ ،‬وهسسذا‬
‫القول هو الذي تطمئن إليه النفس؛ لقوله تعالى‬
‫فسسي حسسق الذريسسة ودخسسول أولد البنسسات فيهسسم‪:‬‬
‫ب‬ ‫‪‬ومكككن ذُريِتكككه داود وسكككل َيمان َ‬
‫وأّيكككو َ‬
‫ْ َ َ َ‬ ‫ِ َ ُ َ َ ُ‬ ‫ّ ّ‬ ‫َ ِ‬
‫سى ‪‬ابن مريم‪،‬‬ ‫عي َ‬ ‫ف ‪‬إلى قوله‪َ  :‬‬
‫و ِ‬ ‫س َ‬
‫وُيو ُ‬
‫َ‬
‫فدل على دخول أولد البنسسات فسسي ذريسسة الرجسسل؛‬
‫لن عيسى إنما ينسب إلى إبراهيسسم بسسأمه مريسسم‪،‬‬
‫فإنه ل أب له‪,.‬‬
‫وروى ابن أبي هاشم أن الحجسساج أرسسسل إلسسى‬
‫‪-673-‬‬

‫يحيسسى بسسن يعمسسر‪ :‬بلغنسسي أنسسك تزعسسم أن الحسسسن‬


‫والحسسسين مسسن ذريسسة النسسبي ‪ ‬تجسسده فسسي كتسساب‬
‫الله‪ ،‬وقد قرأته من أوله إلى آخره‪ ،‬قسسال‪ :‬أليسسس‬
‫د‬
‫وو َ‬‫دا ُ‬
‫ه َ‬‫مككن ذُّري ِّتكك ِ‬ ‫و ِ‬‫تقسسرأ سسسورة النعسسام‪َ  :‬‬
‫سككى ‪‬‬ ‫عي َ‬‫و ِ‬ ‫حي َككى َ‬ ‫ن ‪‬حتى بلسسغ‪َ  :‬‬
‫وي َ ْ‬ ‫سل َي ْ َ‬
‫ما َ‬ ‫و ُ‬
‫َ‬
‫قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬أليس عيسى من ذريسسة إبراهيسسم‬
‫وليسسس لسسه أب‪ ،‬قسسال‪ :‬صسسدقت‪ ،‬واللسسه سسسبحانه‬
‫وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ومن الوقف المحرم ما يفعله بعض الموقفين‬
‫فيوقف على ذريته السسذكور والنسسثى حيسساة عينهسسا‪،‬‬
‫فهذا كما قال الشيخ عبسسدالرحمن بسسن حسسسن بسسن‬
‫الشيخ محمد‪ :‬أنه وقسسف الجنسسف والثسسم لمسسا فيسسه‬
‫من الحيلة على حرمان أولد البنات ما جعل الله‬
‫لهم في العاقبة‪ ،‬وهسسذا القسسوف علسسى هسسذا الجهسسة‬
‫بدعة ما أنزل الله بها من سسسلطان وغسسايته تغييسسر‬
‫فرائض الله بحيلة الوقف‪.‬‬
‫قسسال‪ :‬وقسسد صسسنف فيهسسا شسسيخنا ‪ -‬رحمسسه اللسسه‬
‫تعسسالى ‪ -‬وأبطسسل شسسبه المعارضسسين ول يجيسسزه إل‬
‫مرتاب في هسسذه السسدعوة السسسلمية‪ .‬اهسسس‪ .‬قلسست‪:‬‬
‫فعلسسى المسسلم أن يتجنسسب هسسذا الجنسسف والحيسسف‬
‫والضرر العظيم الذي هو حرمان أولد بناته‪ ،‬فإنه‬
‫يسبب العقوق من أولد البنات ويبغضسسه لهسسم فل‬
‫يسمحون بالدعاء له‪ ،‬وقد ل يعيش من نسسسله إل‬
‫‪-674-‬‬

‫هم فيأخذ وقفه البعيد وأولد بنته يحرمون كيف؟‬


‫وقد ورد عن أبي هريسسرة ‪ ،‬قسسال‪ :‬قسسال رسسسول‬
‫الله ‪» :‬إن الرجل أو المرأة ليعمل بطاعة الله‬
‫سسسنين ثسسم يحضسسرهما المسسوت‪ ،‬فيضسسار أن فسسي‬
‫الوصية‪ ،‬فتجب لهمسسا النسسار« ثسسم قسسرأ أبسسو هريسسرة‬
‫َ‬
‫و‬
‫هككا أ ْ‬
‫صككى ب ِ َ‬
‫ة ُيو َ‬
‫ص كي ّ ٍ‬
‫و ِ‬
‫د َ‬
‫ع ِ‬
‫ن بَ ْ‬ ‫قوله تعالى‪ِ  :‬‬
‫م ْ‬
‫ضاّر ‪‬رواه أبو داود‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬
‫غي َْر ُ‬ ‫دَي ْ ٍ‬
‫وإن قسسال علسسى البطسسن الول مسسن أولدي ثسسم‬
‫على الثاني ثم الثسسالث وأولدهسسم‪ ،‬والبطسسن الول‬
‫بنسسات‪ ،‬ونحسسو ذلسسك ممسسا يسسدل علسسى دخسسول أولد‬
‫البنات فيدخلون بل خلف‪.‬‬
‫ومسسن وقسسف أولده ثسسم أولدهسسم أو أولده مسسا‬
‫تناسسسلوا أو تعسساقبوا العلسسى فسسالعلى أو القسسرب‬
‫فالقرب أو طبقة بعد طبقة أو نسسل ً بعسد نسسسل‪ ،‬أ‬
‫قال على أولدي‪ ،‬فإذا انقرضوا فعلى أولد أولدي‬
‫فترتيب جملة على جملة مثلها ل يسسستحق البطسسن‬
‫الثاني شيًئا قبل إنقراض البطن الول؛ لن الوقف‬
‫ثبت بقوله فيتبع فيه مقتضسسى كلمسسه كقسسوله بطن ًسسا‬
‫بعد بطن‪ ،‬ونحوه كقرن بعد قرن فمتى بقي واحد‬
‫من البطن الول كان الكل له‪ ،‬والمراد لمسسن وجسسد‬
‫من البطن العلى حيث كان الوقف على ولسسده أو‬
‫أولده أو ذكر ما يقتضي الترتيب‪.‬‬
‫وعند الشيخ تقي الدين المرتب بثم إنمسسا يسسدل‬
‫‪-675-‬‬

‫علسسى ترتيسسب الفسسراد ل ترتيسسب البطسسون‪ ،‬فعليسسه‬


‫يستحق الولد نصيب أبيه بعده فلو قسسال الواقسسف‬
‫ومن مسسات عسسن ولسسد فنصسسيبه لولسسده‪ ،‬فهسسو دليسسل‬
‫ترتيسسسب؛ لنسسسه لسسسو اقتضسسسى التشسسسريك لقتضسسسى‬
‫ما مثسسل سسسهم‬ ‫التسوية‪ ،‬ولو جعلنا لولد الولد سسسه ً‬
‫أبيه ثم دفعنا غليه مثل سهم أبيه صار له سهمان‬
‫ولغيره سهم‪ ،‬وهذا ينافي التسوية‪ ،‬ولنسسه يفضسسي‬
‫إلى تفضيل ولد البن والظاهر من مراد الواقسسف‬
‫خلفه‪.‬‬
‫فإن ثبت السسترتيب‪ ،‬فسسإنه ترتيسسب بيسسن كسسل والسسد‬
‫وولده‪ ،‬فإذا مات مسسن أهسسل الوقسسف واحسسد أو أكسسثر‬
‫مما له ولد استحق كل ولد بعد أبيه نصيبه الصلي‬
‫والعائد إليه سواء بقي مسسن البطسسن الول واحسسد أو‬
‫لم يبق منه أحد؛ لعموم قوله‪» :‬من مات عن ولسسد‬
‫فنصيبه لولسده« مثسل أن يكسون الموقسوف عليهسم‬
‫ثلثة إخوة فيمسسوت أحسسدهم عسسن ولسسد انتقسسل إليسسه‬
‫نصيبه‪ ،‬ويموت الثاني عن غير ولد فنصيبه لخيسسه‬
‫الثالث‪ ،‬فإذا مات الخ الثسسالث عسسن ولسسد اسسستحق‬
‫الولسسد جميسسع مسسا كسسان فسسي يسسد أبيسسه مسسن الثسسالث‬
‫الصسسلي والثلسسث العسسائد إليسسه مسسن أخيسسه؛ لعمسسوم‬
‫»فنصسسيبه لولسسده«؛ لنسسه مفسسرد مضسساف لمعرفسسة‬
‫فيعم‪.‬‬
‫وفسسي »الختيسسارات الفقهيسسة«‪ :‬وقسسول الواقسسف‬
‫‪-676-‬‬

‫»من مات عن ولد فنصيبه لولده« يشمل الصسسلي‬


‫ل العائد وهو احسسد السسوجهين‪ ،‬وكسسذا إن زاد الواقسسف‬
‫في شرطه على أن مات عن ولد في حياة والسسده‪،‬‬
‫والمراد قبل دخوله في الوقف‪ ،‬وله ولسسد ثسسم مسسات‬
‫الوالد عن أولده لصلبه وعن ولد ولده لصلبه الذي‬
‫مات أبه قبل استحقاقه فلولد البن مع أعمامه مسسا‬
‫لبيه لو كان حًيا‪ ،‬فهذا تصريح فسسي ترتيسسب الفسسراد‪،‬‬
‫فإذا مات واحد من مستحقي الوقف وجهل شرط‬
‫الواقسسف صسسرف إلسسى جميسسع المسسستحقين بالسسسوية‬
‫ذكره في »الختيارات الفقهية«‪.‬‬
‫وقسسال فسسي »الفسسروع«‪ :‬وقسسول الواقسسف »مسسن‬
‫مسسات فنصسسيبه لولسسده« يعسسم مسسا اسسستحقه ومسسا‬
‫يستحقه مع صفة الستحقاق‪ ،‬استحقه أو ل تكثر‬
‫للفائدة ولصدق الضافة بأدنى ملبسة فلو مسسات‬
‫إنسسسان عسسن ولسسد ولسسد قبسسل أن يسسدخل أبسسوه فسسي‬
‫الوقسسف المشسسروط فيسسه أن مسسن مسسات عسسن ولسسد‬
‫فنصيبه لولده‪ ،‬فلولد الولد نصيب جسسده؛ لن أبسساه‬
‫استحقه أن لو كان موجسسوًدا‪ ،‬ثسسم قسسال بعسسد قسسوله‬
‫بأدنى ملبسة‪ ،‬ولنه بعد موته ل يسسستحقه‪ ،‬ولنسسه‬
‫المفهوم عند العامين الشارطين ويقصدونه؛ لنه‬
‫يتيم لم يرث هو وأبوه من الجد‪ ،‬ولن في صورة‬
‫الجتماع ينتقل مع وجود المانع إلى ولده‪.‬‬
‫وصسسفات السسستحقاق للوقسسف ثلثسسة‪ :‬ترتيسسب‬
‫جملسسسة‪ ،‬وترتيسسسب الفسسسراد‪ ،‬وترتيسسسب الشسسستراك‪،‬‬
‫‪-677-‬‬

‫فترتيب الجملسسة‪ :‬عبسسارة عسسن كسسون البطسسن الول‬


‫ينفرد بالوقف كله عمن بعسسده مسسا دام منسسه واحسسد‬
‫ثم إذا انقرض أهل البطن الول كلهم انتقل إلسسى‬
‫الثاني فقط‪ ،‬وما دام من الثاني واحسسد لسسم ينتقسسل‬
‫منه شيء‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫وترتيب أفراد‪ :‬عبارة عن كسسون الشسسخص مسسن‬
‫أهسسل الوقسسف ل يشسساركه ولسسده ول يتنسساول مسسن‬
‫الوقسسف شسسيًئا مسسا دام الب حي ًسسا‪ ،‬فسسإذا مسسات الب‬
‫انتقل ما بيسسده إلسسى ولسسده فاسسستحقاقه مشسسرو ً‬
‫طا‬
‫بموت أبيه‪.‬‬
‫والشسسستراك‪ :‬عبسسسارة عسسسن اسسسستحقاق جميسسسع‬
‫الموجسسودين مسسن البطسسون مسسن غيسسر توقسسف علسسى‬
‫شيء‪ ،‬بسسل هسسم علسسى حسسد سسسواء فيشسسارك الولسسد‬
‫والده‪ ،‬وكذا ولد الولد ثسسم الصسسفة الولسسى تحصسسل‬
‫بصيغ‪:‬‬
‫منها‪ :‬أن يقول هذا وقف على أولدي أو ولدي‬
‫أو بطًنا بعد بطن أو طبقة بعد طبقة أو قرًنا بعسسد‬
‫قرن أو ثم أولدهم‪.‬‬
‫وتحصل الثانية بقوله من مات فنصسسيبه لولسسده‬
‫أو عن غير ولد فلمن في درجته‪.‬‬
‫وتحصل الثالثة بسسالواو بسسأن قسسال‪ :‬علسسى أولدي‬
‫وأولدهم وأولد أولدهسسم ونسسسلهم وعقبهسسم كسسان‬
‫‪-678-‬‬

‫الواو للشتراك؛ لنها لمطلق الجمسسع فيشسستركون‬


‫فيسسه بل تفضسسيل فيسسستحق الولد مسسع آبسسائهم لمسسا‬
‫تقدم من أنها ل تقتضي الترتيب بل قرينة‪.‬‬
‫وإن قال الواقف‪ :‬هذا وقسسف علسسى أولدي ثسسم‬
‫أولدهم على أن نصيب من مات عن ولد فنصيبه‬
‫لولده فهو ترتيب بين كل والسسد وولسسده فيسسستحق‬
‫كل ولد بعد أبيه نصسسيبه؛ لنسسه صسسريح فسسي ترتيسسب‬
‫الفراد‪.‬‬
‫ولو قال‪ :‬وقفت علسسى أولدي ثسسم أولد أولدي‬
‫على أنه من توفي منهسسم عسسن غيسسر ولسسد فنصسسيبه‬
‫لهل درجته اسسستحق كسسل ولسسد نصسسيب أبيسسه بعسسده‬
‫كالمسألة التي قبلها بقرينة‪ ،‬قوله‪ :‬عن غيسسر ولسسد‬
‫فهذا دال على إرادة ترتيب الفراد وإن مات ولد‬
‫فنصيبه له‪.‬‬
‫وإن قال علي‪ :‬أن نصيب من مات عن غير ولسد‬
‫لمسسن فسسي درجتسسه‪ ،‬والوقسسف مرتسسب ثسسم أو نحوهسسا‬
‫فمات أحدهم فنصيبه لهل البطن الذي هو منهم‬
‫دون بقية البطون من أهسسل الوقسسف المسسستحقين‬
‫له دون عمل ً بسوابق الكلم‪.‬‬
‫فلو كان البطن الول ثلثة فمات أحسسدهم عسسن‬
‫ابن ثم مات الثاني عن ابنين ثم مات أحد البنين‬
‫وترك أخاه وبن عمسسه وعمسسه وأبنسساء لعمسسه الحسسي‬
‫‪-679-‬‬

‫كان نصيبه لخيه وابن عمه الذي مات أبسسوه دون‬


‫عمه الحي وابنه‪.‬‬
‫وكذا لو وقف على ثلثة من بنيسسه الربسسع علسسى‬
‫أن نصيب من مات عن غير ولد لمن في درجتسسه‬
‫فمات أحد الثلثة عن غيسسر ولسسد كسسان نصسسيبه بيسسن‬
‫أخويه من أهل الوقف دون الثالث؛ لنه ليس من‬
‫أهل الستحقاق أشبه ابن عمهم‪.‬‬
‫وقسسال السسسبكي‪ :‬إذا وقسسف علسسى شسسخص ثسسم‬
‫أولدهم وشرط أن من مسسات مسسن بنسساته فنصسسيبها‬
‫للسباقين من إخوتها ومن مسسات قبسسل اسسستحقاقه‬
‫لشيء وفله ولد استحق ولسسده مسسا كسسان يسسستحقه‬
‫المتسسوفى لسسو كسسان حًيسسا فمسسات الموقسسوف عليسسه‬
‫وخلسسف ولسسدين وولسسد ولسسد مسسات أبسسوه فسسي حيسساة‬
‫والده‪ ،‬فأخذ الولسسدان نصسسيبهما وهمسسا ابسسن وبنسست‬
‫وأخذ ولد الولد النصيب الذي لو كسسان والسسده حي ًسسا‬
‫لخذه ثم ماتت البنت فهل يختص أخوهسسا البسساقي‬
‫بنصيبها أو يشاركه فيه ابن أخيه؟‬
‫قسسال‪ :‬تعسسارض اللفظسسان المسسذكوران‪ ،‬ونظرنسسا‬
‫فرجحنا أن التنصيص على الخوة وعلسسى البسساقين‬
‫منهم كالخاص‪ ،‬وقوله‪ :‬من مات قبل السسستحقاق‬
‫كالعام فيقدم الخاص على العسسام‪ ،‬فلسسذلك ترجسسح‬
‫عندنا تخصيص الخ وإن كسسان الخسسر محتمل ً وهسسو‬
‫مشاركة ابن الخ‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫‪-680-‬‬

‫)‪ (47‬الوقف المشترك بين البطون‪ ،‬وإذا‬


‫رتب ثم شرك‪ ،‬أو قال من مات عن ولد‬
‫فنصيبه لمن في درجته‪ ،‬والوقف على‬
‫القرابة من يدخل ومن ل يدخل‪،‬‬
‫والوقف على الل والهل وقومه‬
‫س ‪ :47‬تكلم بوضوح عن أحكام ما يلككي‪:‬‬
‫كا بين البطون وشرط‬ ‫إذا كان الوقف مشتر ً‬
‫أن من مات عن غير ولد فنصككيبه لمككن فككي‬
‫درجتككه‪ ،‬إذا قككال‪ :‬وقفككت علككى زيككد‪ ،‬وإذا‬
‫انقرض أولده فعلى المسككاكين‪ ،‬وإذا رتككب‬
‫ثككم شككرك‪ ،‬أو قككال بعككد الككترتيب ثككم علككى‬
‫أنسالهم وأعقابهم‪ ،‬وإذا وقككف شككيًئا علككى‬
‫بنيككه أو علككى بنككي فلن أو علككى قرابتككه أو‬
‫قرابة زيد فمن يدخل من أولئك ومن يدخل‬
‫في الوقف علككى العككترة ‪ ،‬وإذا وقككف علككى‬
‫أهل بيته أو نسائه أو قومه أو آلككه أو أهلككه‪،‬‬
‫فما الحكم ؟ ومككا الككدليل؟ وضككحه مككع ذكككر‬
‫الخلف والترجيح‪.‬‬
‫كا بيسسن البطسسون‬‫ج‪ :‬إذا كسسان الوقسسف مشسستر ً‬
‫وشرط إن مات عن غير ولسسد فنصسسيبه لمسسن فسسي‬
‫درجته فيختص به أهل الوقف الذي هو منهم من‬
‫أهل الوقف‪ ،‬وليس للعلى مع أهل درجة الميسست‬
‫‪-681-‬‬

‫شيء من نصيبه وإن كسسانوا مشسساركين لهسسم قبسسل‬


‫موته‪.‬‬
‫فإن لم يوجد في درجة من مات عن غير ولسسد‬
‫أحد من أهل الوقف فكما لو لسسم يسسذكر الشسسرط؛‬
‫لنسسه لسسم يوجسسد مسسا تظهسسر فسسائدته فيسسه فيشسسترط‬
‫الجميع من أهل الوقسسف فسسي مسسسألة الشسستراك؛‬
‫لن الشتراك يقتضي التسسسوية وتخصسسيص بعسسض‬
‫البطون يفضي إلى عدمها ويختص البطن العلى‬
‫بنصيب المتوفي الذي لم يوجد فسسي درجتسسه أحسسد‬
‫في مسألة السسترتيب؛ لن الوقسسف مرتسسب فيعمسسل‬
‫بمقتضاه حيث يوجد الشرط المذكور‪.‬‬
‫وإن كان الوقف على البطن الول كما لسسو قسسال‬
‫وقفت على أولدي على أن نصيب من مات منهم‬
‫لمن في درجته فكذلك نصيبه لهل البطن السسذي‬
‫هو منهم من أهل الوقف كما تقدم‪ ،‬فإن لم يكن‬
‫في درجته أحد اختص به العلى كما لو لم يسسذكر‬
‫الشرط‪.‬‬
‫وحيث كسسان نصسسيب ميسست لهسسل البطسسن السسذي‬
‫منهم فيستوي في ذلسسك كلسسه إخسسوة الميسست وبنسسو‬
‫عمه وبنو عم أبيه وبنو عم أبسسي أبيسسه؛ لنهسسم فسسي‬
‫درجتسسه فسسي القسسرب إلسسى الجسسد السسذي يجمعهسسم‬
‫‪-682-‬‬

‫والطلق يقتضي التسوية‪ ،‬وكسسذا أنسساثهم حيسسث ل‬


‫مخصسسص للسسذكور إل أن يقسسول الواقسسف يقسسدم‬
‫القرب فسسالقرب إلسسى المتسسوفي ونحسسوه فيختسسص‬
‫نصيب الميت بالقرب وليس من الدرجة من هسسو‬
‫أعلى من الميت كعمه أو أنزل منه كابن أخيه‪.‬‬
‫والحسسادث مسسن أهسسل الدرجسسة بعسسد مسسوت اليسسل‬
‫نصسسيبه إليهسسم كسسالموجودين حيسسن المسسوت لوجسسود‬
‫الوصف فيه والشرط منطبق عليهم‪.‬‬
‫فعلسسى هسسذا إن حسسدث مسسن هسسو أعلسسى مسسن‬
‫الموجسسودين وكسسان الشسسرط فسسي الوقسسف العلسسى‬
‫فالعلى كما لو وقف على أولده ومسسن يولسسد لسسه‬
‫ثم أولدهم ثسسم أولد أولدهسسم مسسا تناسسسلوا ومسسات‬
‫أولده وانتقل الوقف لولدهم ثم ولد له ولد أخذ‬
‫هسسذا الولسسد الوقسسف مسسن أولد إخسسوته؛ لنسسه أعلسسى‬
‫منهم درجة فل يستحقونه معه‪.‬‬
‫ول يرجع عليهم بمسسا قبضسسوه فيمسسا مضسسى مسسن‬
‫غلته؛ لن المقبوض إنما اسسستحقه قاضسسه ومسسالكه‬
‫بوضسسع يسسده عليسسه وتنسساوله إيسساه فسسي مسسدة كسسان‬
‫يستحقها فيها دون غيره‪.‬‬
‫قال في »شرح القناع«‪ :‬فائدة لو قسسال علسسى‬
‫أن من مات قبل دخوله في الوقف عن ولسسد وإن‬
‫سفل وآل الحسسال فسسي الوقسسف إلسسى أنسسه لسسو كسسان‬
‫‪-683-‬‬

‫دا لدخل قام ولده مقامه في ذلك‬ ‫المتوفي موجو ً‬


‫وإن سفل واستحق ما كسسان أصسسله يسسستحقه مسسن‬
‫ذلسسك أن لسسو كسسان موجسسوًدا فانحصسسر الوقسسف فسسي‬
‫رجل من أولد الواقف ورزق خمسسسة أولد مسسات‬
‫دا ثسسم مسسات‬
‫أحسسدهم فسسي حيسساة والسسده وتسسرك ول س ً‬
‫الرجل عن أولده الربعة وولد ولده ثم مات مسسن‬
‫الربعة ثلثة عن غير ولد وبقسسي منهسسم واحسسد مسسع‬
‫ولد أخيه استحق الولد الباقي أربعة أخماس ريسسع‬
‫الوقف وولد أخيه الخمس الباقي‪.‬‬
‫وجه ذلك أن قول الواقف علسسى أن مسسن مسسات‬
‫منهم قبل دخسسوله فسسي هسسذا الوقسسف إلسسخ مقصسسور‬
‫على استحقاق الولد لنصيب والده المستحق لسسه‬
‫في حياته ل يتعداه إلى من مات من إخوة والده‬
‫عن غيسسر ولسسد بعسسد مسسوته‪ ،‬بسسل ذلسسك إنتمنسسا يكسسون‬
‫للخوة الحياء عمل ً بقسسول الواقسسف علسسى أن مسسن‬
‫توفي منهم عن غيسسر ولسسد إلسسخ إذ ل يمكسسن إقامسسة‬
‫الولد مقسسام أبيسسه فسسي الوصسسف السسذي هسسو الخسسوة‬
‫حقيقة والصل حمل اللفظ علسسى حقيقتسسه‪ ،‬وفسسي‬
‫ذلك جمع بين الشرطين وعمل بكسسل منهمسسا فسسي‬
‫محله وذلك أولى من إلغاء أحدهما‪ .‬اهس‪.‬‬
‫ولو قال واقف ومسسن مسسات عسسن غيسسر ولسسد وإن‬
‫سفل فنصيبه لخوته ثم نسلم وعقبهسسم عسسم ولسسو‬
‫من لم يعقب من إخوته ثم نسسسلهم ومسسن أعقسسب‬
‫‪-684-‬‬

‫ثم انقطع عقبسسه أي ذريتسسه؛ لنسسه ل يقصسسد غيسسره‪،‬‬


‫واللفظ يحتمله فوجب الحمل عليسسه قطعًسسا‪ ،‬قسساله‬
‫الشيخ تقي الدين‪.‬‬
‫ولو رتب الواقف أول ً بعسسض الموقسسوف عليهسسم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬وقفت على أولدي ثم على أولد أولدي ثم‬
‫شرك بينهم بأن قال بعد أولد أولدي وأولدهسسم أو‬
‫عكس بأن قال‪ :‬وقفت علسسى أولدي وأولد أولدي‬
‫ثسسم علسسى أولدهسسم‪ ،‬فهسسو علسسى مسسا شسسرط ففسسي‬
‫المسألة الولى يختص الولد باقتضاء ثم للترتيب‪.‬‬
‫كا بيسسن مسسن‬‫فسسإذا انقسسرض الولد صسسار مشسستر ً‬
‫بعدهم من أولدهم وأولد أولدهم وإن نزلسسوا؛ لن‬
‫العطف فيهم بالواو وهو ل تقتضي السسترتيب‪ ،‬فسسإن‬
‫قيسسل‪ :‬قسسد رتسسب أول ً فهسسل حمسسل عليسسه مسسا بعسسده‪،‬‬
‫فالجواب قد يكون غرض الواقف تخصيص أولده‬
‫لقربهم منه‪.‬‬
‫وفي المسسألة الثانيسسة وهسسي مسسا إذا وقسسف علسسى‬
‫أولده وأولد أولده ثسسسم أولدهسسسم وأولد أولدهسسسم‬
‫يشترك البطنان الولن للعطف بالواو دون غيرهم‬
‫فل يسسدخل معهسسم فسسي الوقسسف لعطفسسه بثسسم‪ ،‬فسسإذا‬
‫انقرضوا اشترك فيه من بعدهم لما تقدم‪.‬‬
‫ولو قال بعد الترتيب بين أولده بقوله هذا وقف‬
‫على أولدي ثسسم علسسى أولدهسسم ثسسم علسى أنسسسالهم‬
‫‪-685-‬‬

‫وأعقسسابهم اسسستحقه أهسسل العقسسب مرتًبسسا لقرينسسة‬


‫السسترتيب فيمسسا قبلسسه ول يسسستحقونه مشسستر ً‬
‫كا مسسع‬
‫النسال نظًرا إلى عطفهم بالواو لمخالفة القرينسسة‬
‫السياق وصوب استحقاق أهسسل العقسسب مرتب ًسسا فسسي‬
‫»النصاف«‪.‬‬
‫قال في »الختيسسارات«‪ :‬السسواو كمسسا ل تقتضسسي‬
‫الترتيب ل تنفيه لكن هي ساكتة عنه نفي ًسسا وإثبات ًسسا‬
‫ولكن تدل على التشسسريك وهسسو الجمسسع المطلسسق‪،‬‬
‫فإن كان في الوقف ما يدل علسسى السسترتيب مثسسل‬
‫أن رتب أول ً عمسسل بسسه ولسسم يكسسن ذلسسك لمقتضسسى‬
‫الواو‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫ومسن وقسف علسى بنسي فلن أو علسى بنيسه فهسو‬
‫للذكور يختصون بسه؛ لن لفسظ البنيسن وضسع لسذلك‬
‫عل َككى‬ ‫صطَ َ‬ ‫َ‬
‫ت َ‬ ‫فى الب َن َككا ِ‬ ‫حقيقة؛ لقوله تعسسالى‪ :‬أ ْ‬
‫ت‬ ‫وا ِ‬‫ه َ‬ ‫شك َ‬‫ب ال ّ‬ ‫ح ّ‬‫س ُ‬
‫ن ِللّنا ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وقوله‪ُ :‬زي ّ َ‬ ‫الب َِني َ‬
‫ل‬‫مككا ُ‬ ‫ن ‪ ،‬وقسسوله تعسسالى‪ :‬ال َ‬ ‫وال ْب َِني َ‬‫ء َ‬ ‫سا ِ‬‫ن الن ّ َ‬‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ة ال كدّن َْيا ‪ ‬فل يسسدخل خنسسثى؛‬ ‫حَيا ِ‬
‫ة ال َ‬ ‫زين َ ُ‬‫ن ِ‬‫وال ْب َُنو َ‬
‫َ‬
‫لنه ل يعلم كونه ذكًرا‪ ،‬وكذلك لو وقف علسسى بنسساته‬
‫اختص بالبنات فل يدخله فيسسه السسذكور ول الخنسساثى؛‬
‫لنه ل يعلم كونهن إناث ًسسا وإن كسسانوا بنسسو فلن قبيلسسة‬
‫كبيرة‪ ،‬قال في »الرعاية« كبني هاشم وبني تميسسم‬
‫د‬
‫قك ْ‬‫ول َ َ‬ ‫وقضاعة دخل فيه الناث؛ لقسسوله تعسسالى‪َ  :‬‬
‫م ‪‬‬ ‫ك َّر ْ‬
‫مَنكككككككككككككككككككا ب َِنكككككككككككككككككككي آدَ َ‬
‫‪-686-‬‬

‫ولن القبيلة يشمل ذكرها وأنثاها دون أولد النساء‬


‫من تلك القبيلة إذا كسسانوا مسسن رجسسال غيسسر القبيلسسة؛‬
‫لنهم ل ينسبون إلى القبيلسة الموقسوف عليهسا‪ ،‬بسل‬
‫إلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى‬
‫ي ويدخل أولدهن‬ ‫غيرها وكما لو قال المنتسبين إل ّ‬
‫منهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم لوجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسود‬
‫النتساب حقيقة ول يشمل مواليهم؛ لنهسسم ليسسسوا‬
‫منهم حقيقة كما ل يدخلون في الوصية‪.‬‬
‫وقال الشسسافعي‪ :‬ل يصسسح الوقسسف علسسى مسسن ل‬
‫يمكن استيعابهم وحصسسرهم فسسي غيسسر المسسساكين‬
‫وأشباههم؛ لن هذا تصرف فسسي حسسق آدمسسي فلسسم‬
‫يصح مع الجهالة كما لو قال‪ :‬وقفسست علسسى قسسوم‪،‬‬
‫وهذا أحد قولي الشافعي والقول الول هو السسذي‬
‫تميل إليه النفس؛ لن من صح الوقف عليهسسم إذا‬
‫كانوا محصورين صسسح وإن لسسم يحصسسوا كسسالفقراء‪،‬‬
‫والله أعلم‪.‬‬
‫وإن وقسسف علسسى عسسترتبه وعشسسريته فكمسسا لسسو‬
‫قال‪ :‬وقفت علسسى القبيلسسة‪ ،‬قسسال فسسي »المقنسسع«‪:‬‬
‫العترة هم العشيرة؛ لقول أبسسي بكسسر فسسي محفسسل‬
‫من الصحابة نحن عترة رسسسول اللسسه ‪ ‬وبيضسسته‬
‫السستي تفقسسأت عنسسه ولسسم ينكسسره أحسسد وهسسم أهسسل‬
‫اللسان‪ ،‬وقيل‪ :‬العترة الذرية‪ ،‬وقيل‪ :‬ولسسده وولسسد‬
‫ولده‪.‬‬
‫‪-687-‬‬

‫وفسسي »القسساموس وشسسرحه«‪ :‬العسسترة‪ :‬نسسسل‬


‫الرجل وأقرباؤه من ولد وغيره‪.‬‬
‫وإن وقف على قرابته أو قرابة زيسسد فسسالوقف‬
‫لذكر وأنسسثى مسسن أولده وأولد أبيسسه وهسسم إخسسوته‬
‫وأخواته وأولد جده وهم أبسسوه وأعمسسامه وعمسساته‬
‫وأولد جد أبيه وهم جده وأعمامه وعماته فقسسط؛‬
‫لن النبي ‪ ‬لسسم يجسساوز بنسسي هاشسسم بسسسهم ذوي‬
‫ما أ َ َ‬
‫فككاءَ‬ ‫القربى المشار إليه في قوله تعالى‪َ  :‬‬
‫فل ِل ّك ِ‬
‫ه‬ ‫ق كَرى َ‬
‫ل ال ُ‬ ‫ن أَ ْ‬
‫هك ِ‬ ‫مك ْ‬
‫ه ِ‬ ‫عل َككى َر ُ‬
‫سككول ِ ِ‬ ‫ه َ‬‫الل ّك ُ‬
‫قْرَبى ‪ ‬فلم يعسسط مسسن هسسو‬ ‫ذي ال ُ‬ ‫ول ِ ِ‬
‫ل َ‬
‫سو ِ‬‫وِللّر ُ‬‫َ‬
‫أبعد كبني عبد شمس وبني نوفل شيًئا‪ ،‬ول يقال‬
‫هما كبني المطلب‪ ،‬فسسإنه ‪ ‬علسسل الفسسرق بينهسسم‬
‫وبين من سواهم ممن ساواهم في القرب بأنهم‬
‫لم يفارقوا في جاهليسسة السسسلم ول إسسسلم ولسسم‬
‫يعسسسط قرابتسسسه مسسسن ولسسسد أمسسسه وهسسسم بنسسسو‬
‫زهسسرة شسسيًئا منسسه‪ ،‬ول يسسدخل فسسي الوقسسف علسسى‬
‫القرابة مخالف لدين الواقف‪ ،‬فإن كسسان الواقسسف‬
‫ما لم يدخل في قرابتسسه كسسافرهم وإن كسسان‬ ‫مسل ً‬
‫كافًرا لم يدخل المسلم إل بقرينة ول يسسدخل فسسي‬
‫الوقسسف علسسى قرابتسسه أمسسه أو قرابتسسه مسسن قبلهسسا‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬يدخل كل من عزف بقرابته من جهة أبيسسه‬
‫ومن جهة أمه مسسن غيسسر تقيسسد بأربعسسة آبسساء‪ ،‬وهسسذا‬
‫القول هو الذي تميسسل إليسسه النفسسس؛ لنسسه صسسادق‬
‫‪-688-‬‬

‫عليهم أنهم قرابته فيتناولهم السم ويدخلون في‬


‫عمومه‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫وعلسسى كل القسسولين إن كسسان فسسي اللقيسسط مسسن‬
‫الواقسسف مسسا يسسدل علسسى إرادة السسدخول كتفضسسيل‬
‫جهة قرابة أبيه على قرابته من جهة أمه أو قسسول‬
‫الواقف إل ابسسن خسسالتي فلن ًسسا ونحسسو ذلسسك فيعمسسل‬
‫بمقتضى القرينة أو وجدت قرينسسة تخسسرج بعضسسهم‬
‫عمل بها والوقف على أهل بيته أو على قومه أو‬
‫على نسسسائه أو علسسى آلسسة أو علسسى أهلسسه ونسسسبائه‬
‫كعلسسى قرابتسسه؛ لن قسسوم الرجسسل قسسبيلته وهسسم‬
‫نسباؤه‪.‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫تميم وأما أسرتي‬ ‫فقلت لها أما رفيقي‬
‫فيماني‬ ‫فقومه‬
‫فلكل قرابة أما في أهل بيتسسه فلقسسوله ‪» :‬ل‬
‫تحل الصسسدقة لسسي ول لهسسل بيسستي« وفسسي روايسسة‪:‬‬
‫»آل محمد ل تحل لنا الصدقة« فجعل سهم ذوي‬
‫ضسسا عسسن الصسسدقة السستي حرمسست‬ ‫القربسسى لهسسم عو ً‬
‫عليهم‪ ،‬فكسسان ذوي القربسسى السسذين سسسماهم اللسسه‬
‫تعالى هم أهل بيته وإن وقف على ذوي أرحسسامه‪،‬‬
‫فإنه يكون لكسسل قرابسسة للواقسسف مسسن جهسسة البسساء‬
‫سواء كانوا عصسسبة كالبسساء والعمسسام وبينهسسم أول ً‬
‫كالعمسسات وبنسسات العسسم ولكسسل قرابسسة مسسن جهسسة‬
‫‪-689-‬‬

‫المهسسات كسسأمه وأبيسسه وأخسسواله وأخوالهسسا وخسسالته‬


‫وخالتهسسسا؛ لن القرابسسسة مسسسن جهسسسة الم أكسسسثر‬
‫حا فل أقسسل أن‬ ‫ل‪ ،‬فإذا لم يجعل ذلك مرج ً‬ ‫استعما ً‬
‫ل يكون مانعًسسا ولكسسل قرابسسة لسسه مسسن جهسسة الولد‬
‫ممن يرث بفرض أو تعصيب أو رحم كابنه وبنتسسه‬
‫وأولدهم؛ لن الرحم يشملهم‪.‬‬
‫من النظم فيما يتعلق بالوقف‬
‫ووقف لولد والفتى‬
‫كذكرانهم خنثى وأنثى ليردد‬
‫ويشترط الطلق دون‬
‫لدى الخلف والترتيب‬
‫ويختص منهم من لدى‬
‫كاليصا عنه قبل موت‬
‫فمن يتجدد بعد ل قبل ما‬
‫ثمار وزرع خص بالبائع‬
‫وإن جاو فيها ما يخص‬
‫يشارك فاطلب يا أخي‬
‫وليس كهذا من تنزل‬
‫بمدرسة بل جعل فعل‬
‫ووقف لولد وأولد ولده‬
‫فأنزل فالمنصوص دون‬
‫المزيد‬
‫ووقف على زيد وعمر‬
‫مات من نسل حووا‬ ‫ومعمر‬
‫ومن‬
‫حصة الردى‬
‫‪-690-‬‬

‫ومن مات لم يعقب ليعط‬


‫بشرط لهل الوقف دون‬‫نصيبه‬
‫المعددعن ابن معمر‬
‫فمات‬
‫فللباقي مع ابن‬‫وأخوه لم‬
‫يعقب‬
‫قال من لم يعقب‬ ‫وإنجد‬
‫أخ‬
‫نصيبه الرتبة إن‬ ‫امسخ‬
‫مساوية في‬
‫رتب أشهد‬
‫‪-691-‬‬

‫وعنه على قربى أب رابع‬


‫فقط على قربى الثلثة‬ ‫وعنه‬
‫قيد رسول الله لم يعد‬ ‫لن‬
‫ما ذوي القربى فكن‬ ‫هاش ً‬
‫بسهم‬
‫مقتدإل مسل ً‬
‫ما‬ ‫خيرتعط‬ ‫ول‬
‫و ما‬ ‫والغني‬
‫والفقير والنثى س ٌ‬
‫إن يكن حال الحياة‬ ‫يقيد‬ ‫لم‬
‫وعنه‬
‫قرابتهل ًأم أعط وإل فأبعد‬
‫مواص‬
‫وذو رحم قربى أبيه وأمه‬
‫وأولده أعلم من قريب‬
‫وأبعد الفتى والقوم مثل‬‫وبيت‬
‫قرابة كذا الرحام عند‬
‫وقيل‬
‫التفقدنساء مثل رحم له‬
‫وقيل‬
‫قيل هم والل كالقرباء‬ ‫وقد‬
‫وعترتهم ذرية قيل بل‬ ‫أعدد‬
‫عشيرته الدنون عر ً‬
‫فا‬ ‫هم‬
‫على اليامى والعزاب‬‫)‪ (48‬الوقفبأجود‬
‫والحفاد والرامل والسباط والقوم‬
‫‪-692-‬‬

‫والشيوخ والبكار والثيبات والعوانس‬


‫والخوة والخوات والعلماء والقراء‬
‫والزهاد وسبل الخيرات والقرابة والجيران‬
‫وأهل قريته وما حول ذلك‬
‫ن‬
‫وصفة الوقف‪ ،‬وما يتعلق بذلك من معا ٍ‬
‫وأحكام‬
‫س ‪ :48‬تكلم بوضوح عن معاني وأحكككام‬
‫ما يلي‪ :‬إذا وقف على اليامى أو العزاب أو‬
‫الرامل أو الحفاد أو السباط أو القككوم أو‬
‫البكار أو الثيبات أو العككوانس أو الخككوة أو‬
‫العمومة أو الخوات أو لجماعة أو جمع مككن‬
‫القككارب فمككن يككدخل ومككن ل يككدخل‪ ،‬وإذا‬
‫وقف علككى العلمككاء أو القككراء أو الزهككاد أو‬
‫علكككى مكككواليه أو علكككى الفقكككراء أو علكككى‬
‫المساكين فمن الككذي يتنككاوله الوقككف‪ ،‬وإذا‬
‫وقف على صنف من أصناف الزكاة أو على‬
‫أصككنافها أو صككنفين فككأكثر أو وقككف علككى‬
‫سككبل الخيككرات فلمككن يكككون‪ ،‬ووضككح مككن‬
‫يشككمله اللفككظ ومككن ل يشككمله وإذا وقككف‬
‫على أهككل قريتككه أو جيرانككه أو وصككى لهككم‬
‫بشيء‪ ،‬فهككل يككدخل المخككالف فككي الككدين؟‬
‫وهككل الوصككية كككالوقف فيمككا مككر؟ ومككا‬
‫الطريقة الككتي ينبغككي للواقككف أن يسككلكها‬
‫‪-693-‬‬

‫فككي قسككم وقفككه؟ واذكككر القيككود والدلككة‬


‫والتعليل والمحترزات والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬اليسسامى‪ :‬جمسسع أيسسم‪ ،‬وهسسي المسسرأة السستي ل‬
‫زوج لها بكًرا كانت أو ثيًبا‪ ،‬وكل ذكر ل أنثى معه‪،‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫وإن كنت أفتى منكموا‬ ‫فإن تنكحي أنكح وإن‬
‫أتأيم‬ ‫تتأيمي‬
‫وقال التبريزي في شرح ديوان أبي تمام‪ :‬قسسد‬
‫كثر استعمال هذه الكلمة فسسي الرجسسل إذا مسساتت‬
‫امرأته‪ ،‬وفي المرأة إذا مات زوجها‪ ،‬وفي الشعر‬
‫القديم ما يدل على أن ذلك الموت وبترك الزوج‬
‫من غير موت‪ ،‬قال الشماخ‪:‬‬
‫وإن لم أنها أيم لم‬ ‫يقر لعيني أن أحدث‬
‫تزوج‬ ‫أنها‬
‫وقيل‪ :‬إنها الثيب‪ ،‬واستدل له بما روي أنه ‪،‬‬
‫قسسال‪» :‬اليسسم أحسسق بنفسسسها مسسن وليهسسا‪ ،‬والبكسسر‬
‫تستأذن في نفسها وإذنها صسسماتها« حيسسث قابلهسسا‬
‫بالبكر‪.‬‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫وتلك اليامى للبكا‬ ‫خلقنا رجال ً للتجلد‬
‫والمآثم‬ ‫والعزا‬
‫‪-694-‬‬

‫وقال الخر‪:‬‬
‫مجربة قد مل منها‬ ‫ول تنكحن الدهر ما‬
‫وملتكسسسبب وأسسسباب‪،‬‬ ‫العزب فجمعه أعزاب‪،‬‬ ‫ما‬
‫وأما أي ً‬
‫عشت‬
‫ويقال‪ :‬رجسسل عسسزب وامسسرأة عسسزب‪ ،‬قسسال ثعلسسب‪:‬‬
‫وإنما سمي عزًبا لنفراده وكل شيء انفسسرد فهسسو‬
‫عزب‪ ،‬وفي »صحيح البخسساري«‪ :‬عسسن ابسسن عمسسر‪:‬‬
‫وكنت شسساًبا أعسسزب‪ ،‬وأمسسا الرامسسل فهسسي النسسساء‬
‫اللتي فارقهن أزواجهسسن‪ ،‬وقيسسل‪ :‬المسسساكين مسسن‬
‫رجال ونساء‪ ،‬وفي شعر أبسسي طسسالب فسسي النسسبي‬
‫‪:‬‬
‫ثمال اليتامى عصمة‬ ‫وأبيض يستسقى‬
‫للرامل‬ ‫الغمام بوجهه‬
‫وقال الخر‪:‬‬
‫وأرملة تزجى مع الليل‬ ‫ليبك على ملحان‬
‫أرمل‬ ‫ضيف مدفع‬
‫وقال جرير‪:‬‬
‫كل الرامل قد قضيت فمن لحاجة هذا الرمل‬
‫الذكر‬ ‫حاجتها‬
‫وأما اليتامى‪ :‬جمع يسستيم وهسسو مسسن مسسات أبسسوه‬
‫ولم يبلغ‪ ،‬قال صاحب »اللمية«‪:‬‬
‫فأيمت نسواًنا وأيتمت وعدت كما أبديت‬
‫اليلالوقف علسسى‬ ‫والليل‬
‫يشمل‬ ‫وسواء كان ذكًرا أو أنثى ول‬ ‫إلدة‬
‫اليتامى ولد زنسسى؛ لن لليسستيم إنكسسسار يسسدخل علسسى‬
‫القلب بفقد الب‪ ،‬والحفيد والسبط ولد ابسسن وبنسست‬
‫والرهط ما دون العشرة من الرجال خاصسسة لغسسة ل‬
‫‪-695-‬‬

‫واحد له من لفظه‪ ،‬وأما القوم فقيل‪ :‬الجماعة مسسن‬


‫الرجسسال والنسسساء؛ لن قسسوم كسسل رجسسل شسسيعته‬
‫وعشيرته‪ ،‬وقيل‪ :‬الرجسسال دون النسسساء ل واحسسد لسسه‬
‫من لفظه‪ ،‬قال الجوهري‪ :‬ومنه قوله تعسسالى‪ :‬ل َ‬
‫خي ْكًرا‬ ‫سككى َأن ي َ ُ‬
‫كون ُككوا َ‬ ‫ع َ‬
‫وم ٍ َ‬ ‫مكن َ‬
‫قك ْ‬ ‫م ّ‬
‫و ٌ‬ ‫خْر َ‬
‫ق ْ‬ ‫س َ‬ ‫يَ ْ‬
‫م ‪ ‬ثم قال‪ :‬ول نسساء مسن نسساء‪ ،‬فلسو كسانت‬ ‫ه ْ‬‫من ْ ُ‬
‫ّ‬
‫النساء من القوم لم يقل ول نساء من نساء‪ ،‬وقال‬
‫زهير‪:‬‬
‫وما أدري وسوف أخال أقوم آل حصن أم‬
‫نساء‬ ‫أدري‬
‫ومنسسه الحسسديث‪» :‬فليسسسبح القسسوم ولتصسسفق‬
‫النساء«‪ ،‬وسموا الرجسسال بسسذلك؛ لنهسسم قوامسسون‬
‫على النساء بالمور التي ليس للنسسساء أن يقمسسن‬
‫بها‪ ،‬والبكر يشمل السسذكر والنسسثى والسسثيب كسسذلك‬
‫وعسسانس كسسذلك وهسسو مسسن بلسسغ حسسد التزويسسج ولسسم‬
‫يتزوج‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫إن الفتوا إذا لم ينكحوا‬ ‫رأيت فتيان قومي‬
‫عنسوا‬ ‫عانسي حدر‬
‫وأما الكهل من الرجال فمسسن وخطسسه الشسسيب‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬مسسن جسساوز الثلثيسسن‪ ،‬وقيسسل‪ :‬مسسن زاد علسسى‬
‫الثلثين إلى الربعيسسن‪ ،‬والعسسرب تتمسسدح الكهولسسة‪،‬‬
‫قال‪:‬‬
‫شباب تسامى للعلى‬ ‫وما ضر من كانت‬
‫وكهول‬ ‫بقاياه مثلنا‬
‫وقال العشى‪:‬‬
‫‪-696-‬‬

‫فلله هذا الدهر كيف‬ ‫كهول ً وشباًنا فقدت‬


‫ترددا‬ ‫وثروة‬
‫وقال الزهري‪ :‬إذا بلغ خمسين؛ قيل له‪ :‬كهل‪.‬‬
‫ومنه قوله‪:‬‬
‫مسفه رأيه فيها‬ ‫هل كهل خمسين إن‬
‫ومسبوب‬ ‫شاقته منزلة‬
‫فجعلسسه كهل ً وقسسد بلسسغ خمسسسين‪ ،‬ويجمسسع علسسى‬
‫كهول وكهلون وكهال وكهلن بالضم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وكيف ترجيها وقد حال بنو أسد كهلنها‬
‫وشبابهاالخمسسسين إلسسى‬ ‫دونها‬
‫وأمسسا الشسسيخ فهسسو مسسن جسساوز‬
‫ثمانين وما بعده هرم‪ ،‬وقيل إلى السبعين‪.‬‬
‫والصبيان والغلمان يختص الذكور قبسسل البلسسوغ‬
‫والشبان مسسن البلسسوغ حسستى الثلثيسسن‪ ،‬وقيسسل‪ :‬إلسسى‬
‫خمسسس وثلثيسسن‪ ،‬ومثلسسه الفسستى وأخسسوة وعمومسسة‬
‫لذكر وأنثى الخوات للناث خاصة والثيوبسسة زوال‬
‫البكسسسسسسسارة بسسسسسسسالوطء‪ ،‬والطفسسسسسسسل مسسسسسسسن‬
‫حين يخرج من بطن أمه إلى أن يحتلم‪ ،‬قال الله‬
‫م ل ِت َب ْل ُ ُ‬
‫غككوا‬ ‫فل ً ُثكك ّ‬
‫م طِ ْ‬ ‫ج ُ‬
‫ككك ْ‬ ‫ر ُ‬
‫خ ِ‬ ‫تعسسسالى‪ُ :‬ثكك ّ‬
‫م نُ ْ‬
‫أَ ُ‬
‫ش دّ ك ُ ْ‬
‫م ‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬طفل وطفلة‪ ،‬وفي حديث الستسقاء‪:‬‬
‫أن أعرابّيا أنشد النبي ‪:‬‬
‫وقد شغلت أم الصبي‬ ‫أتيناك والعذراء يدمي‬
‫عن الطفل‬ ‫لبانها‬
‫وقال الخر‪:‬‬
‫‪-697-‬‬

‫كأنما هي ياقوت‬ ‫وطفلة مثل حسن‬


‫ومرجان‬ ‫الشمس إذ طلعت‬
‫وإن قسسال‪ :‬هسسذا وقسسف لجماعسسة أو لجمسسع مسسن‬
‫القرب إليه فثلثة؛ لنهم أقل الجمع‪ ،‬فإن لم يف‬
‫الدرجة الولى بأن لم يكن فيها ثلثة كسسأن يكسسون‬
‫له ولدان وأولد ابن تمم الجمع من الدرجة السستي‬
‫بعدها وهم أولد البن فيتسسم الجمسسع بواحسسد منهسسم‬
‫يخرج بقرعة‪.‬‬
‫ويشمل الجمع أهل الدرجسسة وإن كسسثروا لعسسدم‬
‫المخصسسص والعلمسساء حملسسة الشسسرع ولسسو أغنيسساء‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬من تفسير وحديث وفقه أصوله وفروعسسه‪،‬‬
‫قاله في »الفروع«‪:‬‬
‫ل ذو أدب ونحسسو ولغسسة وصسسرف وعلسسم كلم أو‬
‫طسسسب أو حسسسساب أو عسسسروض أو هندسسسسة وهيئة‬
‫وتعبير رؤيا وقراءة قرآن وإقرائه وتجويده‪.‬‬
‫وأهل الحسسديث مسسن عرفسسه ولسسو حفسسظ أربعيسسن‬
‫حديًثا ل من سم عه من غير معرفة‪ ،‬والقراء في‬
‫عرف هذا الزمسسان حفسساظ القسسرآن‪ ،‬وفسسي الصسسدر‬
‫الول هم الفقهاء‪ ،‬وأعقسسل النسساس الزهسساد؛ لنهسسم‬
‫أعرضوا عن الفاني للباقي‪.‬‬
‫قال ابن الجوزي‪ :‬وليسسس مسسن الزهسسد تسسرك مسسا‬
‫يقيم النفس‪ ،‬ويصلح أمرها ويعينهسسا علسسى طريسسق‬
‫الخرن بل هذا زهسسد الجهسسال‪ ،‬وإنمسسا الزهسسد تسسرك‬
‫فضول العيش‪ ،‬وهو ما ليسسس بضسسرورة فسسي بقسساء‬
‫‪-698-‬‬

‫النفس نفسه وعياله‪ ،‬وعلسسى هسسذا كسسان النسسبي ‪‬‬


‫وأصحابه يؤيد قوله ‪» :‬كفسسى بسسالمرء أن يضسسيع‬
‫من يعول«‪.‬‬
‫وتقدم لبن الجوزي كلم آخر نفيس حول هذا‬
‫الموضوع فسسي »المجلسسد الثسساني« )ص ‪ (124‬فسسي‬
‫فصل »صدقة التطوع«‪ :‬وإن وقف علسسى مسسواليه‬
‫وله موال مسسن فسسوق فقسسط وهسسم أعتقسسوه اختسسص‬
‫الوقف بهم وإن كان له مسسوال مسسن فسسوق ومسسوال‬
‫من أسفل تناول الوقسسف جميعهسسم واسسستووا فسسي‬
‫الستحقاق إن لم يفضل بعضهم على بعسسض؛ لن‬
‫السهم تتناولهم‪.‬‬
‫ومتى انقرض مواليه فالوقف لعصسسبة مسسواليه‬
‫ومن لم يكن له موال حيسسن قسسال‪ :‬وقفسست علسسى‬
‫موالي فالوقف لموالي عصسسبته لشسسمول السسسم‬
‫لهم مجاًزا مع تعذر الحقيقسسة‪ ،‬فسسإن كسسان إذ ذاك‬
‫موال ثم انقرضوا لم يرجسسع مسسن الوقسسف شسسيء‬
‫لمسسوالي عصسسبته؛ لن السسسم تنسساول غيرهسسم فل‬
‫يعود إليهم إل بعقد جديد ولسسم يوجسسد وإن وقسسف‬
‫على الفقراء تناول المسسساكين وإن وقسسف علسسى‬
‫المساكين تناول الفقراء؛ لنه إنما يفرق بينهمسسا‬
‫في المعنى إذا اجتمعا في الذكر‪.‬‬
‫وإن كسسان الوقسسف علسسى صسسنف مسسن أصسسناف‬
‫الزكسساة كسسالفقراء والرقسساب والغسسارمين لسسم يسسدفع‬
‫‪-699-‬‬

‫لواحد فوق حاجته؛ لن المطلق من كلم الدمي‬


‫يحمل على المعهسسود فسسي الشسسرع فيعطسسى فقيسسر‬
‫ومسكين تمام كفايتها مع عائلتهما سنة ومكسساتب‬
‫وغارم ما يقضيان دينهما و ابن سبيل مسسا يحتسساجه‬
‫لسفره وغازًيا ما يحتاجه لغزوه‪.‬‬
‫وإن كان الوقسف علسى أصسناف فوجسد مسن فيسه‬
‫مسا اسستحق بالصسفات‬ ‫صفات كابن سبيل غازًيسا غار ً‬
‫كالزكاة على ما تقسدم تفصسيله فسي الجسزء الثساني‪،‬‬
‫ولو وقف على أصناف الزكاة أو صنفين فأكثر مسسن‬
‫أصسنافها أو علسى الفقسراء أو علسى المسساكين جساز‬
‫القتصار على صسسنف كزكسساة؛ لن مقصسسود الواقسسف‬
‫عسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدم مجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساوزتهم‪،‬‬
‫وذلك حاصل بالدفع إلسسى صسسنف منهسسم‪ ،‬بسسل إلسسى‬
‫شخص واحسسد ول يعطسسى فقيسسر وغيسسره مسسن أهسسل‬
‫الزكاة أكثر مما يعطاه من زكاة إن كسسان الوقسسف‬
‫على صنف من أصنافها‪.‬‬
‫وإن وقف على سبيل الخيرات فلمن أخذ مسسن‬
‫الزكاة لحسساجته كفقيسسر ومسسسكين وابسسن سسسبيل ول‬
‫يعطى مؤلف وغارم وعامل؛ لن كلمه ل يشمل‪.‬‬
‫وإن وقسسسف علسسسى جماعسسسة يمكسسسن حصسسسرهم‬
‫واستيعابهم كبنيسسه أو بنسسي فلن وليسسسوا قبيلسسة أو‬
‫موالي غيره وجب تعميهم والتسسسوية بينهسسم فيسسه؛‬
‫لن اللفظ يقتضي ذلك وأمكن الوفاء بسسه فسسوجب‬
‫‪-700-‬‬

‫العمل بمقتضاه كما لو أقر لهم بمال ولسسو أمكسسن‬


‫حصرهم فيه في ابتسسداء الوقسسف ثسسم تعسسذر بكسسثرة‬
‫أهلسسه كوقسسف علسسي ‪ ‬عمسسم مسسن أمكسسن منهسسم‬
‫بالوقف وسوى بينهم فيه؛ لن التعميم والتسسسوية‬
‫كانا واجسسبين فسسي الجميسسع‪ ،‬فسسإذا تعسسذر فسسي بعسسض‬
‫وجب فيما لسسم يتعسسذر فيسسه كسسالواجب السسذي تعسسذر‬
‫بعضه‪.‬‬
‫وإن لسسم يمكسسن حصسسرهم ابتسسداء كالمسسساكين‬
‫والقبيلة الكبيرة كبني هاشم وقريش وبني تميسسم‬
‫جاز التفصيل والقتصسسار علسسى واحسسد‪ ،‬والتفضسسيل‬
‫بينهم أولى وكسسالوقف علسسى المسسسلمين كلهسسم أو‬
‫على إقليم كالشاة ومدينة كمكة فيجوز التفضيل‬
‫والقتصار على واحد‪.‬‬
‫ويشسسسمل جمسسسع مسسسذكر سسسسالم كالمسسسسلمين‬
‫وضميره وهو الواو النسسثى تغليب ًسسا؛ لقسسوله تعسسالى‪:‬‬
‫ن ‪.‬‬
‫مُنو َ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫ح ال ُ‬ ‫ق دْ أ َ ْ‬
‫فل َ َ‬ ‫‪َ ‬‬
‫ول يشسسمل جمسسع المسسؤنث السسسالم وضسسميره‬
‫الذكر إذ ل يغلب غير الشرف عليه‪.‬‬
‫وإن وقف علسسى أهسسل قريتسسه أو علسسى قرابتسسه أو‬
‫على إخوته أو على جيرانه أو وصى لهم بشيء لم‬
‫يدخل فيهم مخالف لسدين الواقسف والموصسى؛ لن‬
‫الظاهر من حال الواقف أو الموصى لم يسسرد مسسن‬
‫‪-701-‬‬

‫ما أو كافًرا إل بقربته‬


‫يخالف دينه سواء كان مسل ً‬
‫تدل على دخولهم فيه فيدخلون كما مر‪.‬‬
‫ومن القرائن كونهم كلهم كفاًرا فيدخلون؛ لن‬
‫عدم دخولهم لم يؤدي إلسسى رفسسع اللفسسظ بالكليسسة‬
‫والمسسستحب للواقسسف أن يقسسسم الوقسسف علسسى‬
‫أولده علسسى حسسسب قسسسمة اللسسه فسسي الميسسراث‬
‫ُ‬ ‫ل َ ّ‬
‫ن ‪.‬‬ ‫حظ النث َي َي ْ ِ‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫‪ِ‬للذّك َ ِ‬
‫ر ِ‬
‫وقال القاضي‪ :‬المستحب التسوية بيسسن السسذكر‬
‫والنسسثى؛ لن القصسسد القربسسة علسسى السسدوام‪ ،‬وقسسد‬
‫استووا في القرابة‪.‬‬
‫والقول الول هسسو السسذي تطمئن إليسسه النفسسس؛‬
‫لنه إيصال للمال إليهسسم فينبغسسي أن يكسسون علسسى‬
‫حسب الميراث قسمته كالعطية‪ ،‬ولن الذكر في‬
‫مظنسسة الحاجسسة أكسسثر مسسن النسسثى؛ لن كسسل واحسسد‬
‫منهما في العادة يتزوج ويكون له الولسسد‪ ،‬فالسسذكر‬
‫تجب عليسسه نفقسسة امرأتسسه وأولده والمسسرأة ينفسسق‬
‫عليها زوجها ول يلزمها نفقة أولدها‪ ،‬وقسسد فضسسل‬
‫الله تعالى الذكر على النثى فسسي الميسسراث علسسى‬
‫وفق هذا المعنى‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫وإن فضسسل بعضسسهم علسسى بعسسض لمسسا بسسه مسسن‬
‫الحاجة والمسسسكنة أو عمسسى أو نحسسوه أو خسسص أو‬
‫فضسسسل المشسسستغلين بسسسالعلم أو ذا السسسدين دون‬
‫‪-702-‬‬

‫الفسسسساق؛ لن الفسسسساق يسسسستعينون بسسسه علسسسى‬


‫المعاصي وأهل العلم والدين يستعينون بسسه علسسى‬
‫طاعة الله وهسسذا فسسرق عظيسسم أو خسسص أو فضسسل‬
‫المريض أو خص أو فضل من له فضيلة من أجل‬
‫فضسسيلته‪ ،‬فل بسسأس بسسذلك؛ لنسسه لغسسرض مقصسسود‬
‫عا‪.‬‬‫شر ً‬
‫ومن ليس ذا روح غريب وأيم‬
‫وقيل الفتى عزب ونال لخرد‬
‫وهن الرامل مع فراق بعولة‬
‫ضا للرجال به‬‫وقد قيل أي ً‬
‫ووقف أخيات يخص الناث‬ ‫أقصد‬
‫للصنفين كالخوة أشهد‬
‫ووقف سبيل الله والخير‬
‫لغاز بل فرض وقربى ومرمد‬
‫ول تدخلن في رفقة لقرابة‬
‫وقربته من خالف الدين تعتد‬
‫وقيل ادخل السلم في وقف‬
‫وما صرح ابتعه وبالحال قيد‬
‫ومولى الفتى اسم للعتيق‬
‫وقيل أخصصن بالوقف أهل‬
‫وذو سكة النسان هم أهل‬
‫وجيرانه من كل قطر ليعدد‬
‫ثلثون داًرا بعدما عشر أدور‬
‫وعنه مداد الربعين بها أحدد‬
‫‪-703-‬‬

‫ومثل أب أم ومدل بها إذا‬


‫كمدل إليه بالب إن دخلوا قد‬
‫‪-704-‬‬

‫وتعميم جمع ممكن الحصر‬


‫واجب‬
‫وتسوية في قسم غير المقيد‬
‫ومع عدم المكان تخصيص‬
‫مفرد‬
‫وتفضيل بعض القوم جوز‬
‫بأوطد‬
‫قيل ل يجزيه دون ثلثة‬ ‫وقد‬
‫وكالوقف في ذا الفصل اليصا‬
‫وكل طد‬
‫فتى يعطى كمثل الزكاة‬ ‫أخي‬
‫من‬
‫وقوف على أصنافها ل تزيد‬
‫وإن أمكن استيعابهم ثم لم‬
‫يطق‬
‫فعمم وسوّ ما استطعت‬
‫تسددواجب صرف في الصناف‬‫وهل‬
‫كلهاالصرف في صنف يجوز‬ ‫أم‬
‫فرددالفقر والمسكين صنفان‬
‫وذو‬
‫فادرالزكاة وصنف في سواها‬
‫في‬
‫ليعدد‬
‫‪-705-‬‬

‫)‪ (49‬لزوم الوقف وما ل ينفسخ به وحكم‬


‫نقله والتصرف فيه وتعميره وما يقاس‬
‫عليه وحكم ما فضل عن حاجته وبيان من‬
‫له المر في ذلك‬
‫وبيان الحالت المسوغة لما يترتب على‬
‫ذلك‬
‫س ‪ :49‬متى يلزم الوقف؟ وهل ينفسككخ‬
‫أو يباع أو يوهب أو يككورث أو يسككتبدل‪ ،‬وإذا‬
‫لم يوجد ما يعمر بككه أو خككرب محلتككه وضككح‬
‫ذلك وما يترتب عليه‪ ،‬وهككل يعمككر مككن ريككع‬
‫وقككف آخككر أو مككن بعضككه؟ وهككل يغيككر أو‬
‫ينقص أو ينقل؟ ومن الذي يتولى ما يترتب‬
‫على ذلك؟ وتكلككم عككن الوقككف علككى الثغككر‬
‫وعلككى القنطككرة وعلككى حفككر الككبئر فككي‬
‫المسككجد وغككرس الشككجر فيككه ورفعككه ومككا‬
‫حككول ذلككك مككن المسككائل‪ ،‬واذكككر الشككروط‬
‫والمحترزات‪ ،‬ومثل لما ل يتضح إل بالمثلة‪،‬‬
‫واذكر الدليل والتعليل والخلف والترجيح‪.‬‬
‫ج‪ :‬الوقف عقد لزم بمجرد القول أو مسسا يسسدل‬
‫عليه؛ لنه تبرع يمنع البيع والهبسسة فلسسزم بمجسسرده‬
‫كسسالعتق‪ ،‬قسسال فسسي »التلخيسسص« وغيسسره‪ :‬وحكمسسة‬
‫اللزوم في الحال أخرجسسه مخسسرج الوصسسية أو لسسم‬
‫يخرجه حكسسم بسسه حسساكم أو ً‬
‫ل؛ لقسسوله ‪» :‬ل يبسساع‬
‫‪-706-‬‬

‫أصلها ول توهب ول تورث« قال الترمذي‪ :‬العمل‬


‫علسسى هسسذا الحسسديث عنسسد أهسسل العلسسم وإجمسساع‬
‫الصسسحابة علسسى ذلسسك‪ ،‬ولنسسه إزالسسة ملسسك يلسسزم‬
‫بالوصية‪ ،‬فإذا تجرد في الحياة لزم من غير حكم‬
‫كالعتق‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬ل يلزم إل بالقبض وإخراج الوقسسف عسسن‬
‫يده‪ ،‬اختاره ابن أبي موسسسى كالهبسسة‪ ،‬وذهسسب أبسسو‬
‫حنيفة إلى أن الوقسسف ل يلسسزم بمجسسرده للواقسسف‬
‫الرجوع فيه إل أن يوصى به بعسسد مسسوته فيلسسزم أو‬
‫يحكم بلزومه حاكم وحكاه بعضهم عن علي وابن‬
‫مسعود وابن عباس‪.‬‬
‫وخالف أبا حنيفة صاحباه‪ ،‬فقسسال كقسسول سسسائر‬
‫أهل العلم واحتج له بما روي أن عبدالله بن زيسسد‬
‫صاحب الذان جعسسل حسسائطه صسسدقة وجعلسسه إلسسى‬
‫رسول الله ‪ ،‬فجاء أبواه إلسسى رسسسول اللسسه ‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬لسسم يكسسن لنسسا عيسسش إل هسسذا‬
‫الحائط‪ ،‬فرده رسول اللسسه ‪ ‬ثسسم ماتسسا فورثهمسسا‪،‬‬
‫رواه المحسساملي فسسي أمسساليه‪ ،‬ولنسسه إخسسراج مسساله‬
‫علسسى وجسسه القربسسة مسسن ملكسسه‪ ،‬فل يلسسزم بمجسسرد‬
‫القول كالصدقة‪.‬‬
‫والقول الول هو الذي تطمئن إليه النفس لما‬
‫تقدم‪ ،‬وقال الحميدي‪ :‬تصدق أبو بكر بداره علسسى‬
‫ولده وعمر بربعه عند المروة على ولده وعثمان‬
‫‪-707-‬‬

‫برومة‪ ،‬وتصدق علي بأرضه ينبسسع وتصسسدق الزبيسسر‬


‫بداره بمكة وداره بمصر وأمسسواله بالمدينسسة علسسى‬
‫ولده وتصدق سعد بداره بالمدينسسة‪ ،‬وداره بمصسسر‬
‫على ولده وعمرو بن العاص بالوهط وداره بمكة‬
‫على ولده‪.‬‬
‫وتصدق حكيم بن حزام بداره بمكسسة والمدينسسة‬
‫على ولده‪ ،‬فلذلك كله إلى اليوم‪ ،‬وقال جابر‪ :‬لم‬
‫يكسسن أحسسد مسسن أصسسحاب النسسبي ‪ ‬لسسه مقسسدرة إل‬
‫وقف‪ ،‬هسسذا إجمسساع منهسسم‪ ،‬فسسإن السسذي قسسدر علسسى‬
‫الوقف منهم وقف واشتهر ذلك‪ ،‬فلم ينكره أحد‪،‬‬
‫عا‪ ،‬وصلى الله على محمسسد وآلسسه‬ ‫فكان ذلك إجما ً‬
‫وسلم‪.‬‬
‫ول يفسخ الوقف بإقالة ول غيرها؛ لنسسه عقسسد‬
‫يقتضسسي التأييسسد فكسسان مسسن شسسأنه ول يسسوهب ول‬
‫يورث ول يستبدل ول يناقسسل بسسه ولسسو بخيسسر منسسه؛‬
‫للحديث المتقدم‪ ،‬ول يباع فيحرم بيعسسه ول يصسسح‪،‬‬
‫وكذا المناقلة به إل أن تتعطل منافعه المقصودة‬
‫منه بخراب أو غيره مما يأتي التنبيه عليسسه بحيسسث‬
‫ل يرد الوقف شيًئا على أهله أو يرد شسسيًئا ل يعسسد‬
‫نفًعا بالنسبة إليه‪ ،‬وتتعذر عمارته وعود نفعه ولم‬
‫يوجد في ريع ما يعمر به‪.‬‬
‫ولسسو كسسان الخسسارب السسذي تعطلسست منفعتسسه‬
‫دا حسستى بضسسيقه علسسى أهلسسه‬
‫وتعذرت إعادته مسج ً‬
‫‪-708-‬‬

‫المصلين بسسه وتعسسذر توسسسيعه فسسي محلسسه أو كسسان‬


‫المسجد متعذًرا النتفاع به لخراب محلتسسه‪ ،‬وهسسي‬
‫دا وتعسسذر‬‫الناحية التي بها المسجد أو كسسان مسسسج ً‬
‫النتفسساع بسسه لسسستقذار موضسسعه أو كسسان الوقسسف‬
‫سا ل يصلح لغزوه فيباع وجوًبا‪.‬‬‫حبي ً‬
‫قسسال فسسي »الفسسروع«‪ :‬وإنمسسا يجسسب بيعسسه؛ لن‬
‫الولي يلزمسسه فعسسل المصسسلحة ولسسو شسسرط واقفسسه‬
‫عدم بيعه وشرطه إذا فاسسسد ويصسسرفه ثمنسسه فسسي‬
‫دا‬
‫مثله إن أمكن؛ لن في إقامة البدل مقامه تأييس ً‬
‫له وتحقيًقسسا للمقصسسود فتعيسسن وجسسوبه أو يصسسرف‬
‫ثمنسسه فسسي بعسسض مثلسسه؛ لنسسه أقسسرب إلسسى غسسرض‬
‫الواقف‪ ،‬وقسسال الخرقسسي‪ :‬ل يشسسترط أن يشسستري‬
‫من جنس الوقف الذي بيع‪ ،‬بل أي شيء اشسسترى‬
‫بثمن مما يرد على الوقف جاز‪.‬‬
‫وقال شيخ السلم رحمسسه اللسسه‪ :‬وأمسسا المسسسجد‬
‫كا لمعين باتفاق المسلمين‪ ،‬وإنما‬ ‫ونحوه فليس مل ً‬
‫هو ملك لله‪ ،‬فإذا جاز إبداله بخيسسر منسسه للمصسسلحة‬
‫فالموقوف على معين أولسسى بسسأن يعسسوض بالبسسدل‬
‫وإمسسا أن يبسساع ويشسسترى بثمنسسه البسسدل‪ ،‬والبسسدال‬
‫بجنسه مما هو أنفع للموقوف عليه‪.‬‬
‫وقال‪ :‬إذا كسسان يجسسوز فسسي المسسسجد الموقسسوف‬
‫عا‬
‫الذي يوقف للنتفاع بعينسسه وعينسسه محترمسسة شسسر ً‬
‫يجوز أن يبدل به غيره للمصلحة لكون البدل أنفسسع‬
‫‪-709-‬‬

‫وأصسسلح وإن لسسم تتعطسسل منفعتسسه بالكليسسة‪ ،‬ويعسسود‬


‫الول طلًقسسا مسسع أنسسه متعطسسل نفعسسه بالكليسسة‪ ،‬فلن‬
‫يجسسسوز البسسسدال بسسسالنفع والصسسسلح فيمسسسا يوقسسسف‬
‫للستغلل أولى وأحرى‪ ،‬فإنه عند أحمسسد يجسسوز مسسا‬
‫يوقف للستغلل للحاجة قول ً واح ً‬
‫دا‪.‬‬
‫وفسسي بيسسع المسسسجد روايتسسان‪ ،‬فسسإذا جسسوز علسسى‬
‫ظاهر مسسذهبه أن يجعسسل المسسسجد طلًقسسا ويوقسسف‬
‫بدله أصلح منه وإن لم تتعطل منفعة أول أحرى‪،‬‬
‫فإن بيع الوقف المستغل أولى من بيسسع المسسسجد‬
‫وإبداله أولى مسسن إبسسدال المسسسجد؛ لن المسسسجد‬
‫عا‪ ،‬ويقصسسد للنتفسساع بعينسسه فل‬‫تحسسترم عينسسه شسسر ً‬
‫تجسسوز إجسسارته ول المعاوضسسة عسسن منفعتسسه بخلف‬
‫وقف الستغلل‪ ،‬فسسإنه تجسسوز إجسسارته والمعارضسسة‬
‫عن نفعه وليس المقصود أن يستوفي الموقسسوف‬
‫عليه منفعته بنفسه كما يقصد ذلك في المسسسجد‬
‫الول ول له حرمة شرعية لحق اللسسه تعسسالى كمسسا‬
‫للمسجد‪.‬‬
‫وقال‪ :‬يجب بيع الوقف مع الحاجة بالمثسسل وبل‬
‫حاجة يجوز بخير منه للمصسسلحة‪ ،‬ول يجسسوز بمثلسسه‬
‫لفسسوات التغريسسر بل حاجسسة‪ ،‬وذكسسره وجًهسسا فسسي‬
‫المناقلة‪.‬‬
‫وأومأ إليه المام أحمد‪ ،‬وقال شهاب الدين بن‬
‫قدامة في كتابه »المناقلة في الوقات«‪.‬‬
‫‪-710-‬‬

‫واقعة نقل مسجد الكوفة‪ ،‬وجعل بيسست المسسال‬


‫في قبلته وجعل موضع المسجد سوًقا للتمسسارين‪،‬‬
‫اشتهرت بالحجاز والعسسراق والصسسحابة متسسوافرون‬
‫ولم ينقسسل إنكارهسسا ول العسستراض فيهسسا مسسن أحسسد‬
‫منهسسسسسسم‪ ،‬بسسسسسسل عمسسسسسسر هسسسسسسو الخليفسسسسسسة‬
‫المر وابن مسعود هو المأمور الناقل‪ ،‬فدل على‬
‫مساغ القصد والقرار عليهسسا والرضسسى بموجبهسسا‪،‬‬
‫وهذه حقيقة الستبدال والمناقلة‪.‬‬
‫وهذا كما أنه بدل على مساغ بيع الوقسسف عنسسد‬
‫ضا على جواز الستدلل‬ ‫تعطل نفعه‪ ،‬فهو دليل أي ً‬
‫عند رجحان المبادلة‪ ،‬ولن هذا المسجد لم يكسسسن‬
‫ل‪ ،‬وإنما ظهرت المصلحة في نقله لحراسة‬ ‫متعط ً‬
‫بيت المال الذي جعل في قبلة المسسسجد الثسساني‪،‬‬
‫انتهى‪.‬‬
‫وصسسنف صسساحب »الفسسائق« مصسسنًفا فسسي جسسواز‬
‫المناقلة للمصلحة سماه المناقلة فسسي الوقسساف‪،‬‬
‫ومسسا فسسي ذلسسك مسسن النسسزاع والخلف‪ ،‬قسسال فسسي‬
‫»النصسساف«‪ :‬وأجسساد فيسسه ووافقسسه علسسى جوازهسسا‬
‫الشيخ تقي الدين‪ ،‬وابن القيم‪ ،‬والشيخ عز الدين‬
‫حمزة ابسسن شسسيخ السسسلمية‪ ،‬وصسسنف فيسه مصسسنًفا‬
‫سماه »دفع المناقلة في بيع المناقلة«‪.‬‬
‫وقال مالك والشسسافعي‪ :‬ل يجسسوز بيسسع الوقسسف‪،‬‬
‫ولو تعطلت منسسافعه؛ لقسسول رسسسول اللسسه ‪» :‬ل‬
‫‪-711-‬‬

‫يباع أصلها ول يبتاع ول يسسوهب ول يسسورث«‪ ،‬ولن‬


‫ما ل يجوز بيعه مع بقاء منافعه ل يجوز بيعسسه مسسع‬
‫تعطلها كالعتق‪ ،‬والقول الول هو الذي تميل إليه‬
‫النفس‪ ،‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬
‫ويجوز نقل آلة مسجد جاز بيعه ونقل أنقاضسسه‬
‫لمسجد آخر إن احتاجهسسا لمثلسسه؛ لمسسا ورد مسسن أن‬
‫ابسسن مسسسعود ‪ ‬قسسد حسسول مسسسجد الجسسامع مسسن‬
‫التمارين بالكوفة ول يعمر بآلة المسسسجد مدرسسسة‬
‫دا ول جامعسسة ول متوسسسطة ول‬ ‫ول ربسساط ول معهس ً‬
‫ضسسا ول خزان ًسسا‬
‫كليسة ول مستشسسفى ول بئًرا ول حو ً‬
‫للماء ول قنطرة وكذا آلت هذه المكنسسة ل يعمسسر‬
‫بها مسسا عسسداها؛ لن جعلهسسا فسسي مثسسل هسسذه العيسسن‬
‫ممكن فتعين لما تقدم ويصير حكم المسجد بعسسد‬
‫بيعه للثاني الذي اشترى بدله‪ ،‬وأما إذا نقلت آلته‬
‫من غير بيع فالبقعة باقية على أنها مسجد ونقسسل‬
‫أنقاضسسه وآلتسسه إلسسى مثلسسه أولسسى مسسن بيعسسه لبقسساء‬
‫النتفاع من غير خلل فيه‪.‬‬
‫ويصح بيع بعضه لصلح باقيه؛ لنه إذا جاز بيسسع‬
‫الكل عند الحاجة فسسبيع البعسسض مسسع بقسساء البعسسض‬
‫أولى إن اتحد الواقف‪ ،‬والجهة الموقسسوف عليهسسا‪،‬‬
‫فإن اختلفا أو أحدهما لم يجز وإن كان الموقوف‬
‫عينين على جهة واحدة من واقف واحسسد كسسدارين‬
‫خربًتا فتباع إحسسداهما لصسسلح الخسسرى للتحسساد أو‬
‫‪-712-‬‬

‫كسسان الموقسسوف عين ًسسا واحسسدة فيجسسوز بيسسع بعضسسها‬


‫لصلح باقيها‪.‬‬
‫ومحل ذلك إن لم تنقسسض قيمسسة العيسسن المسسبيع‬
‫بعضها بالتشقيص لنتفاء الضسسرر بسسبيع البعسسض إ ً‬
‫ذا‬
‫وإل بأن كان المبيع عيًنا واحسسدة ونقصسست القيمسسة‬
‫بالتشقيص بيع الكل‪.‬‬
‫قال الشيخ تقي الدين‪ :‬وجوز جمهسسور العلمسساء‬
‫تغييسسر صسسورته لمصسسلحته كجعسسل السسدار حسسوانيت‬
‫والحكسسورة المشسسهورة فل فسسرق بيسسن بنسساء ببنسساء‬
‫وعَرصة بعَرصة هذا صريح لفظه‪.‬‬
‫مسسا علسسى الفقسسراء‬
‫ضا فيمن وقسسف كرو ً‬‫وقال أي ً‬
‫يحصل على جيرانها به ضسسرر يعسسوض عنسسه بمسسا ل‬
‫ضسسرر فيسسه علسسى الجيسسران ويعسسود الول مل ً‬
‫كسسا‪،‬‬
‫والثاني وقًفا‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫وإن توقفت عمسسارة المسسسجد علسسى بيسسع بعسسض‬
‫آلتسسه جسساز؛ لنسسه الممكسسن مسسن المحافظسسة علسسى‬
‫الصسسورة مسسع بقسساء النتفسساع ويجسسوز اختصسسار آنيسسة‬
‫موقوفسسة كقسسدور وقسسرب ونحوهسسا‪ ،‬إذا تعطلسست‬
‫واختصارها بأن يجعلها أصغر من الولسسى وإنفسساق‬
‫الفضل على الصلح محافظة على بقاء الوقسسف‪،‬‬
‫فإن تعذر اختصارها بيعت وصرف ثمنها في آنيسسة‬
‫مثلها رعاية للنفع الذي لجله وقفت‪.‬‬
‫‪-713-‬‬

‫قسسال فسسي »النصسساف«‪ :‬وهسسو الصسسواب‪ ،‬ويجسسوز‬


‫تجديد بناء المسجد للمصلحة؛ لحسسديث عائشسسة‪ :‬أن‬
‫النسسبي ‪ ‬قسسال لهسسا‪» :‬لسسول أن قومسسك حسسديث عهسسد‬
‫بجاهلية لمرت بالبيت فهدم‪ ،‬فأدخلت فيه ما أخرج‬
‫منسسسسسسسه وألزقتسسسسسسسه بسسسسسسسالرض‪ ،‬وجعلسسسسسسست‬
‫له بابين‪ ،‬باًبا شرقًيا‪ ،‬وباًبا غربًيا‪ ،‬فبلغت به أسسساس‬
‫إبراهيم« رواه البخاري‪ ،‬ول يجسسوز قسسسم المسسسجد‬
‫مسجدين ببابين إلسى دربيسن مختلفيسن؛ لنسه تغييسر‬
‫لغيسسر مصسسلحة لسسه‪ ،‬ويجسسوز نقسسض منسسارة المسسسجد‬
‫وجعلها في حائطه لتحصينه من نحو كلب‪.‬‬
‫وحكم فرس حبيس على الغسسزو إذا لسسم يصسسلح‬
‫سسسا يصسسلح‬‫للغزو وكوقف فيباع ويشترى بثمنه فر ً‬
‫للغسسزو‪ ،‬قلسست‪ :‬وكسسذا حكسسم المركوبسسات واللت‬
‫الحديثسسة إذا وقفسست للغسسزو فسسي سسسبيل اللسسه‪ ،‬ثسسم‬
‫حصل لها ما يبطل نفعها‪ ،‬فإنه ُيشترى بثمنهسسا إذا‬
‫بيعت من جنسها من اللت المسسستحدثة النافعسسة‬
‫للجهاد في سبيل الله في كل زمان بحسبه‪.‬‬
‫والذي يتولى بيع الوقف حيث جاز بيعه حسساكم‪،‬‬
‫إن كسسان الوقسسف علسسى سسسبل الخيسسرات كعلسسى‬
‫المسسسسساجد والقنسسسساطر والمسسسسدارس والمعاهسسسسد‬
‫والجوامسسسع والكليسسسات والمتوسسسسطات والفقسسسراء‬
‫والمساكين ونحو ذلك‪.‬‬
‫وإن لم يكن على سبل الخيرات بأن كان على‬
‫‪-714-‬‬

‫شخص معيسسن أو جماعسسة معينيسسن أو مسسن يسسؤم أو‬


‫يسسؤذن فسسي هسسذا المسسسجد ونحسسوه فيسسبيعه نسساظره‬
‫الخسساص إن كسسان‪ ،‬والحسسوط إذن حسساكم للنسساظر‬
‫ببيعه؛ لنه يتضمن البيع على مسسن سسسينتقل إليهسسم‬
‫بعسسد الموجسسودين الن أشسسبه السسبيع علسسى الغسسائب‪،‬‬
‫فإن عسسدم النسساظر الخسساص فيسسبيعه حسساكم لعمسسوم‬
‫وليته‪.‬‬
‫وبمجرد شراء البدل لجهة الوقف يصسسير وقًفسسا‬
‫كبدل أضحية وبدل رهسسن أتلسسف‪ ،‬والحسسوط وقفسسه‬
‫لئل ينقضه من ل يرى وقفيته بمجرد شراء البدل‬
‫وفضلة موقوف على معين استحقاقه مقدر مسسن‬
‫الوقف يتعين إرصاده‪.‬‬
‫وقسسال الشسسيخ تقسسي السسدين‪ :‬إن علسسم أن ريعسسه‬
‫ما وجسسب صسسرفه؛ لن بقسساءه فسسساد لسسه‬‫يفضل دائ ً‬
‫وإعطاء المستحق فوق ما قدر له الواقف جسسائز؛‬
‫لن تقديره ل يمنع استحقاقه‪.‬‬
‫قسسال‪ :‬ول يجسسوز لغيسسر نسساظر الوقسسف صسسرف‬
‫الفاضل؛ لنه إفتئات على من له وليته‪ ،‬قال في‬
‫»شسسسرح القنسسساع«‪ :‬قلسسست‪ :‬والظسسساهر ل ضسسسمان‬
‫كتفرقة هدي وأضحية‪.‬‬
‫ومسسا فضسسل عسسن حاجسسة المسسسجد مسسن حصسسره‬
‫وزيته ومغله وإنقاضه وآلته وثمنها إذا بيعسست جسساز‬
‫‪-715-‬‬

‫صرفه إلى مسجد آخر محتسساج إليسسه؛ لنسسه صسسرف‬


‫في نوع المعين وجازت بالمذكورات على فقسسراء‬
‫المسلمين؛ لنه في معنى المنقطع‪.‬‬
‫قال الحسسارثي‪ :‬وإنمسسا لسسم يرصسسد لمسسا فيسسه مسسن‬
‫التعطل فيخسسالف المقصسسود ولسسو تسسوقعت الحاجسسة‬
‫في زمن من آخر ول ريع يسد مسدها لم يصرف‬
‫في غيرها؛ لن الصل الصرف في الجهة المعينة‬
‫وإنمسسا سسسومح بغيرهسسا حيسسث ل حاجسسة حسسذًرا مسسن‬
‫التعطل‪.‬‬
‫وخص أبسسو الخطسساب والمجسسد الفقسسراء بفقسسراء‬
‫جيسسران لختصاصسسهم بمزيسسد ملزمتسسه والعنايسسة‬
‫بمصلحته‪.‬‬
‫قال الشيخ‪ :‬يجوز صسسرف الفاضسسل فسسي مثلسسه‪،‬‬
‫وفي سائر المصالح‪ ،‬وفي بناء مساكن لمسسستحق‬
‫ريعه القائم بمصلحته‪ .‬اهس‪.‬‬
‫ويصح بيع شسسجرة موقوفسسة يبسسست وبيسسع جسسذع‬
‫موقوف انكسر أو لي أو خيف أو انهدم‪ ،‬كما بسسي‬
‫بيع دواب الحبيس التي ل ينتفع بهسسا تبسساع ويجعسسل‬
‫ثمنها في الحبيس‪.‬‬
‫قال في »التلخيص«‪ :‬إذا أشرف جذع الوقسسف‬
‫على النكسار أو دار الوقف على النهدام وعلسسم‬
‫أنه لو أخر لخرج عن كونه منتفًعا بسسه‪ ،‬فسسإنه يبسساع‬
‫رعاية للمالية أو ينقض تحصيل ً للمصلحة‪.‬‬
‫‪-716-‬‬

‫قسسال الحسسارثي‪ :‬وهسسو كمسسا قسسال والمسسدارس‬


‫والربط والخانات المسبلة ونحوها جائز بيعها عند‬
‫دا‪.‬‬
‫خرابها على ما تقدم وجًها واح ً‬
‫ومن وقف على ثغر فاختل صرف في ثغر مثله‬
‫ذا من مسألة بيع الوقف إذا خرب إذ المقصسسود‬ ‫أخ ً‬
‫الصلي هنا الصرف إلى المرابط فأعمال شسسرط‬
‫الثغر المعين معطل له فوجب الصرف إلسسى ثغسسر‬
‫آخر‪.‬‬
‫ومسسن وقسسف علسسى قنطسسرة فسسانحرف المسساء أو‬
‫انقطع يرصد مال الوقف لعسسل المسساء يرجسسع إلسسى‬
‫القنطرة فيصرف إليها ما وقف عليها‪ ،‬فإن أيسسس‬
‫من رجوعه صرف إلى قنطرة أخرى‪.‬‬
‫ويحرم حفر بئر بمسجد ولو لمصسسلحة العامسسة؛‬
‫لن منفعسسة البقعسسة مسسستحقة للصسسلة فتعطيلهسسا‬
‫عسسدوان ويحسسرم غسسرس شسسجرة بالمسسسجد لغيسسر‬
‫مصلحة راجحة للمصلين كاستظللهم بها‪.‬‬
‫ومقتضسساة أن الحفسسر أو الغسسرس إذا كسسان فيسسه‬
‫مصلحة راجحسسة وليسسست السسبئر أو الشسسجرة ببقسسع‬
‫المصلين ولم يحصل به ضيق يجوز‪ ،‬فإن حفسسر أو‬
‫غرس طمت البئر وقلعت الشجرة‪ ،‬فإن لم تقلع‬
‫الشجرة فثمرتها لمساكين المسجد ولغيرهم من‬
‫الفقراء‪ ،‬وإن غرست قبل بناء المسسسجد ووقفسست‬
‫معه‪ ،‬فإن عين الواقف مصرفها بأن قال‪ :‬تصرف‬
‫‪-717-‬‬

‫فسسي حصسسر أو زيسست أو نحسسو ذلسسك أو للفقسسراء‬


‫ونحوهم عمل بمسسا عينسسه الواقسسف‪ ،‬وإن لسسم يعيسسن‬
‫مصسسرًفا فكوقسسف منقطسسع تصسسرف ثمرتهسسا لورثسسة‬
‫الواقف‪ ،‬فإن انقرضوا فللمساكين‪.‬‬
‫ول يجوز نقسسل المسسسجد إلسسى مكسسان آخسسر غيسسر‬
‫مكانه الول مع إمكان عمارته ولسسو دون العمسسارة‬
‫الولسسى؛ لن الصسسل المنسسع فجسسوز للحاجسسة وهسسي‬
‫منتفية هنا‪.‬‬
‫دا للسسه‬
‫سئل شيخ السسسلم فيمسسن بنسسى مسسسج ً‬ ‫و ُ‬
‫وأراد غيره أن يبني فوقه بيًتا وقًفا له إمسسا لينتفسسع‬
‫بسسأجرته فسسي المسسسجد أو ليسسسكنه المسسام ويسسرون‬
‫ذلك مصلحة للمام أو للمسجد‪ ،‬فهسسل يجسسوز ذلسسك‬
‫أم ل؟ فأجاب بأنه إذا كان ذلك مصسسلحة للمسسسجد‬
‫بحيسسث يكسسون ذلسسك أعسسون علسسى مسسا شسسرعه اللسسه‬
‫ورسوله من المام والجماعة وغير ذلك مما شرع‬
‫في المساجد‪ ،‬فإنه ينبغي فعله كما نص على ذلك‬
‫سسسئل المسسام أحمسسد عسسن‬ ‫غير واحد من أئمة حتى ُ‬
‫مسجد لصق بالرض فسسأرادوا أن يرفعسسوه ويبنسسوا‬
‫تحتسسه سسسقاية‪ ،‬وهنسساك شسسيوخ فقسسالوا‪ :‬نحسسن ل‬
‫نستطيع الصعود إليه‪.‬‬
‫فقال أحمد‪ :‬ينظر ما أجمع عليه أكثرهم ولعل‬
‫ذلك أن تغيير صورة المسجد وغيره مسسن الوقسسف‬
‫لمصلحة راجحة جائز إذ ليسسس فسسي المسسساجد مسسا‬
‫‪-718-‬‬

‫هو معيسسن بسسذاته إل المسسساجد الثلثسسة السستي تشسسد‬


‫إليهسسا الرحسسال إذ هسسي مسسن بنسساء النبيسساء –عليهسسم‬
‫الصلة والسلم‪ -‬فكانت كالمنصوص عليه بخلف‬
‫المساجد التي بناها غيرهم‪ ،‬فإن المسسر فيهسسا تبسسع‬
‫المصسسلحة‪ ،‬ولكسسن المصسسلحة تختلسسف بسساختلف‬
‫العصار والمصار‪.‬‬
‫وقال الشيخ تقي الدين‪ :‬والرزاق التي يقدرها‬
‫الواقفسسون ثسسم يتغيسسر النقسسد فيمسسا بعسسد نحسسو أن‬
‫يشترط مائة درهم ناصرية ثم يحرم التعامل بهسسا‬
‫وتصير الدراهم ظاهرية‪ ،‬فسسإنه يعطسسى المسسستحق‬
‫من نقد البلد ما قيمته قيمة المشروط‪.‬‬
‫قال ابن عقيل‪ :‬ل بأس بتغييسسر حجسسارة الكعبسسة‬
‫إن عسسرض لهسسا مرمسسة؛ لن كسسل عصسسر احتسساجت‬
‫الكعبة فيه إليسسه قسسد فعسسل ولسسم يظهسسر نكيسسر ولسسو‬
‫تعينت اللة لم يجز التغييسسر كسسالحجر السسسود‪ ،‬فل‬
‫يجوز تغييسسره ول نقلسسه مسسن موضسسعه إلسسى موضسسع‬
‫آخر‪.‬‬

‫من النظم فيما يتعلق في بيع الوقف أو‬


‫نقله‬
‫حا وقف قابل‬ ‫وليس صحي ً‬
‫فسخه‬
‫ول عود لواقفه أشهد‬ ‫بوجه‬
‫‪-719-‬‬

‫وبالوقف ألزمه وعنه‬


‫وقبضهبشرط حكم قبض‬
‫وليس‬
‫مقلد‬
‫‪-720-‬‬

‫ول ينفذ العتاق في‬


‫مالك عن‬ ‫قا‬ ‫مطل ً‬ ‫الوقف‬
‫أنه من‬ ‫ولو‬
‫تقصد من وقف بإصلح‬ ‫ويبدأ‬
‫أصلهبموقوف عليه تسدد‬ ‫وثن‬
‫فا من أناس‬ ‫وإن كان وق ً‬
‫تعددوا يقيد مثل وقف‬ ‫فلم ل‬
‫ويحرم إحداث الغراس‬ ‫مفرد‬
‫وقفت مع وقفه‬ ‫بمسجد‬
‫فإن‬
‫كان عن أثمانها‬ ‫المتأكد‬
‫فإن‬
‫فكلإصلحه بعه‬ ‫ذاغنففي‬
‫وإل‬
‫وأرددفي طريق واسع‬ ‫وإن‬
‫دال يضر تسدد‬ ‫بإذنمسج‬
‫إمام ً‬ ‫تبن‬
‫ول تبنه من غير إذن‬
‫فقف مع مراسيم‬ ‫بأوكد‬
‫تهتدي مككن كتككب‬
‫الشريعة جمعككه‬
‫هذا آخر ما تيسر لككي‬
‫الحديث والفقككه مبتككدًئا بهككذا الجككزء مككن‬
‫كتككاب الغصككب إلككى آخككر كتككاب الوقككف‪،‬‬
‫وكان الفككراغ مككن هككذا الكتككاب فككي يككوم‬
‫الربعككككككاء السككككككاعة ‪ 230‬الموافككككككق‬
‫‪10/5/1392‬هك‪ ،‬ويليه إن شاء الله تعككالى‬
‫الجزء السابع وأوله بككاب الهبككة والعطيككة‬
‫صككا‬
‫والله المسككؤول أن يجعككل عملنككا خال ً‬
‫‪-721-‬‬

‫ما‪ ،‬إنه‬
‫عا عا ً‬
‫لوجهه الكريم وأن ينفع به نف ً‬
‫قريب مجيب على كل شيء قدير‪ ،‬وصلى‬
‫الله على محمد وآله وسلم‪.‬‬
‫‪-722-‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫فهرست الجزء السادس‬
‫الصفح‬ ‫الموضوع‬
‫ة‬
‫تعريف الغصب‪ ،‬مناسبة ذكره عقب العاريسسة‪3-4 ،‬‬
‫أدلة تحريمه‪.‬‬
‫‪5-6‬‬ ‫غصب العقسار والمشساع وأم الولسسد‪ ،‬ل غصسسب‬
‫بسسدون اسسستيلء‪ ،‬ل يشسسترط لتحقسسق الغصسسب‬
‫نقل‪ ،‬غصب البضع الخمر على آخره‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫الستيلء على الحسسر و اسسستعماله ومنعسسه مسسن‬
‫العمل إلخ‬
‫‪11-12‬‬ ‫نظم يتعلق بالغصب‪ ،‬مسائل حسسول مسسا يجسسب‬
‫على الغاصب‬
‫‪13-14‬‬ ‫موضع رد المغصوب‪ ،‬ما غرسه الغاصسسب‪ ،‬إذا‬
‫أدرك رب الرض المغصوبة‬
‫‪15-17‬‬ ‫الثمر فيها‪ ،‬مما يلزم الغاصب‪ ،‬زرع الغاصب‪،‬‬
‫استئجار الغاصب على عمل شيء‬
‫‪17‬‬ ‫انتقسسال الرض مسسن الغاصسسب‪ ،‬بنسساء الغاصسسب‪،‬‬
‫تأجير الغاصب ما غصب‬
‫‪18‬‬ ‫ممسسا يتعلسسق بغصسسب الرض‪ ،‬غصسسب أرض و‬
‫غراس وغرسه فيها‬
‫‪20‬‬ ‫غصب ما رفع به سفينة‪ ،‬دخول الغاصب فسسي‬
‫المحل الذي غصبه‪ ،‬غصب ما خيط به جرح‬
‫‪21‬‬ ‫غصب شيء فتبتلعسسه بهيمسسة‪ ،‬حصسسول رأسسسها‬
‫‪-723-‬‬

‫بإناء يتعسر خروجه منه‪.‬‬


‫‪22‬‬ ‫من غصب شيًئا وأدخله داره وتعسسذر إخراجسسه‪،‬‬
‫بيع دار وفيها ما تعذر إخراجه وما حسسول ذلسسك‬
‫من مسائل‬
‫‪23-24‬‬ ‫إذا نشب مسسا غصسسب فسسي إنسساء ضسسيق السسرأس‬
‫وصعب إخراجه‬
‫‪26‬‬ ‫رد المغصسسوب بزيسسادته‪ ،‬إذا وقسسع شسسيء فسسي‬
‫الشبكة المغصوبة‬
‫‪26‬‬ ‫ما كسب على المغصوب‪ ،‬هل هو للغاصب أو‬
‫لرب المغصوب‬
‫‪30‬‬ ‫عا أو مخلًبا‬‫من غصب منجل ً وقطع به أو فارو ً‬
‫حا‬‫فا أو سسسل ً‬ ‫فقطع به حشي ً‬
‫شسسا أو غصسسب سسسي ً‬
‫فصاد به أو صير شيًئا وغيره عسسن حسساله فسسزاد‬
‫أو نقص‬
‫‪32‬‬ ‫هل الغاصب مجبور على رد مسسا أمكسسن‪ ،‬حفسسر‬
‫البئر في الرض المغصوبة وما يترتب عليها‬
‫‪36‬‬ ‫جناية المغصوب ونقصه وما يتعلق بذلك مسسن‬
‫ضمان أو غرم‬
‫‪38‬‬ ‫نقص سعر المغصوب‪ ،‬ونقصه ثم عوده علسسى‬
‫حالة‪ ،‬تعلم صنعة بدل صنعة‬
‫‪39-40‬‬ ‫من نسي صنعة ثم تعلمها‬
‫‪41-42‬‬ ‫جناية المغصوب وزوائده‬
‫‪42-43‬‬ ‫خلط المغصوب بغيره‪ ،‬ما يأخذ المرابسسي ومسسا‬
‫يرده‬
‫‪-724-‬‬

‫‪43‬‬ ‫صبغ ما غصب أولتسسه مسسع غيسسره‪ ،‬كتسسب شسسيء‬


‫حرام في ورق مغصوب أو نحوه‬
‫‪44‬‬ ‫أو غصب غزل فنسجه وما حول ذلك‬
‫‪47‬‬ ‫وطء المة المغصسسوبة ومسسا يتعلسسق بسسذلك مسسن‬
‫المسائل‬
‫‪48-49‬‬ ‫ضسسمان الجسساني والغاصسسب‪ ،‬الولسسد مسسن المسسة‬
‫المغصوبة‪ ،‬جنين البهيمة المغصوبة‬
‫‪52-55‬‬ ‫اليدي المترتبة على يد الغاصسسب ومسسا يتعلسسق‬
‫بها من مسائل وبحوث‬
‫‪56-57‬‬ ‫دا ثسسم اسسستعاره‪ ،‬مسسن غصسسب‬ ‫مسسن غصسسب عب س ً‬
‫ما وأطعمه لمالكه أو نحو ذلك‬ ‫طعا ً‬
‫‪58-59‬‬ ‫إذا خرجسست الرض المغصسسوبة مسسستحقة بعسسد‬
‫غرسها‪ ،‬ما أنفقه غاصب على مغصوب‬
‫‪60-61‬‬ ‫إذا ادعى إنسان أن البسسائغ غاصسسب مسسا بسساعه‪،‬‬
‫من قال‪ :‬أنا حر ثسسم أقسسر بسسالرق‪ ،‬ومسسا يسسترتب‬
‫على ذلك من ولء وإقرار وقبض أو نحوه‬
‫‪62-63‬‬ ‫إذا أتلسسف المغصسسوب‪ ،‬مسسا يضسسمن بسسه المثلسسي‬
‫المغصوب والخلف في ذلك هل يضمن‬
‫‪64‬‬ ‫وقسست التلسسف أو يسسوم الغصسسب وهسسل فسسي بلسسد‬
‫الغصب أو بلد التلف‬
‫‪65‬‬ ‫من أين تؤخذ قيمة ما غصب عند تعدد النقود‬
‫‪67‬‬ ‫إذا خالف التبر قيمتسسه‪ ،‬وإذا كسسان الحلسسي مسسن‬
‫ذهب وفضة فبأي شيء يقوم‬
‫‪69‬‬ ‫إذا تلسسف بعسسض المغصسسوب أو لبسسس الغاصسسب‬
‫‪-725-‬‬

‫المغصوب فينقص وماذا يجسسب فسسي قسسن أبسسق‬


‫من غاصسسب أو جمسسل شسسرد منسسه ومسسا يسسترتب‬
‫على ذلك‬
‫‪72‬‬ ‫إذا تخمر عصير عند غاصب أو انقلب خل‬
‫إجسسارة المغصسسوب أو المقبسسوض بعقسسد فاسسسد ‪74-75‬‬
‫وأجرة المغصوب‬
‫غصب المشاع والثمان وشق الثسسوب وكسسسر ‪77‬‬
‫الناء‬
‫تصرف الغاصب أو غيره في المغصسسوب ومسسا ‪78‬‬
‫اشترى بالمغصوب‬
‫هل الربسسح للمالسسك أو للغاصسسب والخلف فسسي ‪79‬‬
‫ذلك‬
‫الختلف في قيمة المغصوب والختلف فسسي ‪80‬‬
‫رده أو في ملك ما على مغصوب‬
‫إذا كسسان بيسسد النسسسان غصسسوب أو رهسسون أو ‪81-83‬‬
‫أمانات ل يعرف أهلها‬
‫‪85‬‬ ‫من نسسوى جحسسد مسسا بيسسده مسسن غصسسوب‪ ،‬إذا رد‬
‫الورثة مغصوب مورثهم‬
‫توبة الغاصب بدون رد‪ ،‬من ألقت الريح شسسيًئا ‪87‬‬
‫في داره إلخ‬
‫من أتلف مسسال ً محتر ً‬
‫مسسا لسسم يسسأذن مسسالكه فسسي ‪88‬‬
‫إتلفه‪ ،‬من أكره على إتلف ماله‬
‫مسسا أتلفسسه القسسن المرتسسد‪ ،‬إتلف آلت اللهسسو ‪92‬‬
‫صسسا عسسن طسسائر أو حسسل‬‫المذكورة‪ ،‬من فتح قف ً‬
‫‪-726-‬‬

‫سسسا أو بهيمسسة‬ ‫دا عن أسير أو فن أو حل فر ً‬ ‫قي ً‬


‫ضارية أو أدار مفتاح سيارة أو دراجة فأتلفت‬
‫شيًئا إلخ‬
‫مسسن حبسسس مالسسك دواب فتلفسست‪ ،‬مسسن حبسسس ‪93‬‬
‫إنساًنا بعد‬
‫‪94-‬‬ ‫مسسا علسسى النسسار‪ ،‬مسسن مسسر بصسسيد‬‫مسسا وضسسع طعا ً‬
‫‪96‬‬ ‫سسسا أو بقسسرة‬ ‫فنفره‪ ،‬من غصسسب حمسسارة أو فر ً‬
‫ونحوها فتبعها ولدها وأكلسسه سسسبع‪ ،‬ومسسن أزال‬
‫يد إنسان عن حيوان أو عبد فهرب إلخ‬
‫من ضرب يد إنسان فوقع ما في يده وضسساع‪97 ،‬‬
‫من حل رباط دابة عقوًرا‬
‫قا أو ‪81‬‬ ‫من أوقف سيارة أو وضع خشًبا أو صندو ً‬
‫عربيسسة أو دراجسسة فسسي طريسسق المسسسلمين أو‬
‫اقتنى كلًبا عقوًرا فجنى على إنسان‬
‫‪98‬‬ ‫من أجج ناًرا في بيته فتعدت إلى غيره إلخ‬
‫حسسا أو ‪99-100‬‬ ‫من بنى في الطريق أو أخرج إليهسسا جنا ً‬
‫دا أو‬‫حفسسسر بئًرا فسسسي مسسسوات أو بنسسسى مسسسسج ً‬
‫مدرسة بل ضرر بالمسسارة أو نحسسو ذلسسك فتلسسف‬
‫فيه شيء‬
‫مسسن عليسسه الضسسمان‪ ،‬مسسن ‪100-‬‬ ‫من أمر بحفسسر بئر ف َ‬
‫حا أو برنده من مال جداره أو أقسسام ‪104‬‬ ‫أخرج جنا ً‬
‫خشبة في ملكه مائلة إلسسى الطريسسق فسسأتلفت‬
‫شسسيًئا أو سسسقط الجسسدار أو بنسسى جسسداره مسسائل ً‬
‫للطريق‬
‫‪-727-‬‬

‫‪104‬‬ ‫من أحدث في ملكه ما عيب جدار جاره‬


‫‪107-‬‬ ‫ما أتلفت البهائم الضارية وغيرها ومسسا أتلفتسسه‬
‫‪108‬‬ ‫المركوبة‬
‫‪108-‬‬ ‫والمقطرة‪ ،‬إذا انفلتسست الدابسسة فسسأتلفت شسسيًئا‬
‫‪109‬‬ ‫إلخ‬
‫‪109-‬‬ ‫ما أفسدت الدابة المسسستعارة أو المسسستأجرة‬
‫‪113‬‬ ‫أو المودعة إلخ‬
‫‪114-‬‬ ‫اصطدام السفن‪ ،‬إذا خرق السفينة قيمها‬
‫‪115‬‬
‫‪116-‬‬ ‫مسسن أتلسسف مزمسساًرا أو عسسوًدا أو كسسسر زجاجسسة‬
‫‪122‬‬ ‫خمسسسر أو ق زق خمسسسر أو أتلسسسف سسسسينما أو‬
‫عا أو آلت لهو أو دخاًنا إتلف‬ ‫تلفزيوًنا أو مذيا ً‬
‫الصور وآلتها‪ ،‬كسر إناء فضة أو ذهب‬
‫‪122-‬‬ ‫إتلف كتسسب المبتدعسسة أو الكتسسب السستي فيهسسا‬
‫‪123‬‬ ‫سخائف لهل الخلعة‬
‫‪123-‬‬ ‫كسسسر حلسسي علسسى ذكسسر‪ ،‬كسسسر حلسسي يصسسلح‬
‫‪124‬‬ ‫النساء‪ ،‬الدعاء على الظالم‬
‫‪126-‬‬ ‫بسساب الشسسفعة‪ ،‬إنشسسقاقها‪ ،‬مناسسسبتها للغصسسب‬
‫‪130‬‬ ‫طسسرف مسسن محاسسسنها‪ ،‬وفوائدهسسا وتعريفهسسا‪،‬‬
‫وأدلة ثبوتها والتحيل علسسى إسسسقاطها ومعنسسى‬
‫الحيلة‬
‫‪130-‬‬ ‫صسسور مسسن صسسور الحيسسل علسسى إسسسقاطها ومسسا‬
‫‪132‬‬ ‫حول ذلك من المسائل‬
‫‪133-‬‬ ‫شروط الشسسفعة‪ ،‬الشسسرط الول‪ ،‬بيسسانه مثسسال‬
‫‪-728-‬‬

‫‪134‬‬ ‫ذلك‪ ،‬الخلف فيه‬


‫‪135-‬‬ ‫الشرط الثاني ودليله‪ ،‬شفعة الجار إلخ‬
‫‪136‬‬
‫‪137-‬‬ ‫الشفعة في الطريق والخلف فيسسه والشسسفعة‬
‫‪138‬‬ ‫فيما ل تجب قسمته‬
‫‪138-‬‬ ‫الشسسفعة فيمسسا ليسسس بعقسسار‪ ،‬إذا كسسان فسسي‬
‫‪139‬‬ ‫الشقص المشفوع ثمر لم يتشقق‬
‫‪142-‬‬ ‫الشسسرط الثسسالث للشسسفعة‪ ،‬ألفاظهسسا‪ ،‬طلبهسسا‪،‬‬
‫‪143‬‬ ‫حكم الفورية فيها والخلف في ذلك‬
‫‪144-‬‬ ‫والشهاد والطلب وتأخيره وإذا كسسان الشسسفيع‬
‫‪145‬‬ ‫غائًبا أو دعا للمشتري بالبركة‬
‫‪146-‬‬ ‫إذا ظهر خلف ما وقع عليه العقد أو ظهر أنه‬
‫‪148‬‬ ‫موهسسوب أو أظهسسر المشسستري أن المشسستري‬
‫غيره أو قال لمشتر بعينه‪ ،‬وما حول ذلك من‬
‫المسائل وبيان ما تسقط به وما يلزم السسولي‬
‫للصغير والمجنون‬
‫‪152‬‬ ‫التصسسرف فسسي الشسسقص المشسسفوع وتلفسسه أو‬
‫بعضه والشرط الرابع من شروطها‬
‫‪153‬‬ ‫الشفعة على قدر الملك أمثلة لذلك وحسسول‬
‫ذلك‬
‫‪154‬‬ ‫إذا تعيب المبيع يأخذ الشفيع بكسسل الثمسسن إذا‬
‫ترك الطلب من الحق له في الشفعة‬
‫‪156‬‬ ‫إذا وهسسسب أحسسسد الشسسسفعاء شسسسفعته لبعسسسض‬
‫الشركاء‪ ،‬الغائب من الشفعاء‬
‫‪-729-‬‬

‫تعسسدد الشسسافع والمشسسفوع فيسسه‪ ،‬وإذا اشسسترى ‪158‬‬


‫واحد حق اثنين فهو مخير الشفيع‬
‫‪159‬‬ ‫الشرط الخامس للخذ بالشفعة سبق الملك‬
‫للرقبة‬
‫‪160-‬‬ ‫مسسسسائل ل تثبسسست فيهسسسا الشسسسفعة‪ ،‬تصسسسرف‬
‫‪161‬‬ ‫المشتري بعد الطلب وقبل الطلب بوقسسف أو‬
‫غيره‬
‫‪162-‬‬ ‫انتقسسال الشسسقص المشسسفوع لسسوارث أو لسسبيت‬
‫‪163‬‬ ‫المال أو بوصية‬
‫‪163-‬‬ ‫إذا انتقل الشقص عدة انتقالت‪ ،‬أمثلة لذلك‪،‬‬
‫‪165‬‬ ‫رجوع الشقص إلى البائع أو إلسسى الشسسريك أو‬
‫قا‬
‫بالفسخ لعيب‪ ،‬إذا بان ثمن المعيسسن مسسستح ً‬
‫إلخ‬
‫‪166‬‬ ‫إذا أدرك الشفيع وقد اشتغل الشقص بسسزرع‪،‬‬
‫إذا كان الشفيع غائًبا أو صغيًرا‬
‫‪167-‬‬ ‫مسسن يضسسمن النقسسص الحاصسسل بسسسبب القلسسع‪،‬‬
‫‪169‬‬ ‫نفقسسة الغسسراس‪ ،‬مسسوت الشسسفيع بعسسد الطلسسب‬
‫وقبله‪ ،‬ترك بعض الورثة حقه من الشفعة‬
‫‪170-‬‬ ‫مسسسائل حسسول الجهسسل بسسالثمن أو زيسسادته أو‬
‫‪171‬‬ ‫نقصه‪ ،‬ل يفتقر ملك الشفيع حكسسم حسساكم‪ ،‬إذا‬
‫تعذر مثل مثلي أو جهل قدر الثمن إلخ‬
‫‪175‬‬ ‫عجز الشفيع عن ثمن الشقص أو عن بعضه‪،‬‬
‫اختلف الشفيع والمشتري فسسي قسسدر الثمسسن‪،‬‬
‫إذا أنكر وقال أتهبته أو ورثته‪ ،‬ادعسساء الشسسفيع‬
‫‪-730-‬‬

‫على المشتري وبالعكس‬


‫‪176‬‬ ‫ادعاء شريك فيما فيه شسسفعة‪ ،‬ادعسساء شسسريك‬
‫على حاضر أنه باع نصيب الغائب‬
‫‪177‬‬ ‫إذا ادعسسى مشسستر أنسسه لمحجسسور عليسسه أو أنسسه‬
‫لفلن الغائب وفيما باعد مريض‬
‫‪178‬‬ ‫إذا ظهسسر الشسسقص المشسسفوع معيًبسسا‪ ،‬إذا لسسم‬
‫يعلم المشتري الشفيع بالعيب‬
‫‪179‬‬ ‫ليس لكافر على مسلم شفعة يشفع المسلم‬
‫على الذمي ول لمبتدع شفعة‬
‫‪182‬‬ ‫الشفعة حول المضارب ورب المال إلخ‬
‫‪188‬‬ ‫تعريف الوديعة‬
‫‪190‬‬ ‫طرف من محاسن الوديعة وبيان الصل فيها‬
‫إلخ‬
‫‪191‬‬ ‫مسسا يعتسسبر للوديعسسة مسسن أركسسان وبيسسان حكسسم‬
‫الوديعة‬
‫‪192‬‬ ‫الوديعة أمانة ل تضمن بل تعد ول تفريط‪ ،‬مسسا‬
‫يلزم الوديع حفظها فيه‬
‫‪194‬‬ ‫نقل الوديعة من حرز مثلها‪ ،‬إحرازها بدون ما‬
‫عينه صاحبها أو بمثله‪ ،‬إذا نهى الوديع المودع‬
‫عن إخراجها إلخ‬
‫‪196-‬‬ ‫يشترط لصحة الوديعة شروط‪ ،‬ترك البهيمسسة‬
‫‪197‬‬ ‫المودعة بل علف‪ ،‬النفاق عليها‬
‫‪198‬‬ ‫إذا قال اتركها في جيبك فتركها فسسي كمسسه أو‬
‫في يدك فتركها في كمه وما حول ذلسسك مسسن‬
‫‪-731-‬‬

‫مسائل‬
‫‪200‬‬ ‫دا‪،‬‬‫إذا قال احفظها فسسي السسبيت ول تسسدخله أحس ً‬
‫إذا تعذر ردها فماذا يعمل‬
‫‪201‬‬ ‫دفسسع الوديعسسة إلسسى مسسن يحفسسظ مسسال صسساحبها‬
‫عادة‪ ،‬دفعها إلى الشريك‬
‫‪203‬‬ ‫المسائل التي ل يملك فيها تملي ً‬
‫كا لغيسسره‪ ،‬إذا‬
‫صا على الوديعة‬ ‫دل وديع ل ً‬
‫‪204‬‬ ‫السفر بالوديعة‪ ،‬الطسسرق السستي يعملهسسا مريسسد‬
‫السفر الذي عنده وديعة‬
‫‪206-‬‬ ‫إذا احترقت المانة بعسسث أو نحسسوه‪ ،‬إذا أخسسرج‬
‫الوديعة الوديع أو خلطها أو برأه مسسن ضسسمانها‬
‫أو أخر الوقت الذي طلسسب صسساحبها تسسسليمها‬
‫فيه‬
‫‪212‬‬ ‫إذا اختلطسست الوديعسسة بغيرهسسا وإذا أخسسذ منهسسا‬
‫شيًئا ثم رده أو بدله‬
‫‪213-‬‬ ‫إذا خرق كيس الوديعة‪ ،‬وإذا أودعسسه صسسغير أو‬
‫‪214‬‬ ‫مجنون أو سفيه‬
‫‪215-‬‬ ‫ما أودع أو أعير لصسسغير أو معتسسوه أو مجنسسون‬
‫‪216‬‬ ‫أو قن صغير‪ ،‬من مات وثبت عنده وديعة إلخ‬
‫‪218-‬‬ ‫إذا قال الوديع أذن لي مالكها قبل مسسوته فسسي‬
‫‪219‬‬ ‫دفعهسسا‪ ،‬إذا ادعسسى تلفهسسا التفصسسيل والخلف‬
‫حول ذلك‬
‫‪220‬‬ ‫الواجب على من عنده وديعة أو عين انقضى‬
‫ما أخذت من أجله‬
‫‪-732-‬‬

‫مقدار ما يمهل من عنسسده وديعسسة طسسولب بهسسا ‪221‬‬


‫إذا وجد بخط مورثه أن عنده وديعسسة لفلن أو‬
‫أن عنده دين لفلن‬
‫‪222‬‬ ‫إذا ادعسسى اثنسسان وديعسسة فسسأقر بهسسا لهمسسا أو‬
‫لحدهما وما يترتب على ذلك وما حسسول ذلسسك‬
‫من المسائل‬
‫‪223-‬‬ ‫من له مطالبة غاصب العين‪ ،‬من أكسسره علسسى‬
‫‪225‬‬ ‫دفع الوديعة أو طلب منسسه يميسسن أن ل وديعسسة‬
‫عنده لفلن أو أكره على الطلق أن ل وديعة‬
‫أو نودي بتهديد من عنده وديسسة أو أودع فضسسة‬
‫وأمر بصرفها يسسذهب إحيسساء المسسوات‪ ،‬تعريسسف‬
‫الموت الصل في جوازه‬
‫‪226‬‬ ‫ما يملك بالحياء إذا ملكسسه مسسن لسسه حرمسسة أو‬
‫شك هل للموات مالك‬
‫‪227‬‬ ‫ما يجوز إحياؤه ل يحتاج إلسسى الذن‪ ،‬مسسساكن‬
‫ديار ثمود ل تملك‬
‫‪231‬‬ ‫ل إحياء في منى ومزدلفسسة ول مسسا قسسرب مسسن‬
‫عامر وتعلقت به مصالحه ول حريم ما أحيي‬
‫‪233-‬‬ ‫ما كان في المحيا من كنز أو معدن‪ ،‬ما على‬
‫‪234‬‬ ‫الذمي فيما أحياه‬
‫‪235-‬‬ ‫إحياء المحل السسذي إذا صسسار فيسسه المسساء كسسان‬
‫‪236‬‬ ‫حسسا‪ ،‬مسسا قسسرب مسسن العسسامر ولسسم تتعلسسق بسسه‬
‫مل ً‬
‫مصالحه‪ ،‬ما غمره الماء من مكانه مملوك ل‬
‫يملك بالحياء‬
‫‪-733-‬‬

‫إذا ظهر فيما أحيي عين مسساء أو معسسدن‪ ،‬تقسسع ‪237-‬‬


‫‪238‬‬ ‫البئر والكل والنار‬
‫أقسسسسام المسسسوات خمسسسسة‪ ،‬مسسسن حفسسسر بئًرا ‪239‬‬
‫للرتفاق‬
‫‪243-‬‬ ‫ما يحصل به الحياء‬
‫‪244‬‬
‫‪245‬‬ ‫حريم البئر القديمة والجديدة‬
‫‪247‬‬ ‫حريم القناة وحريم النهر والشجرة والنخلة‬
‫حريم أرض من موات تزرع‪ ،‬حريم الدار‪ ،‬من ‪248‬‬
‫تحجر‪ ،‬من أقطع فلم يحيي‬
‫‪250-‬‬ ‫من بيده أرض خراجية‬ ‫النزول عن الوظائف‪َ ،‬‬
‫‪251‬‬ ‫ضسسا المتحجسسر ل يسسبيع‬
‫النزول عن الوظائف‪ ،‬أي ً‬
‫حتى يملك‪ ،‬الكلم حول من طالت مدته فسسي‬
‫التحجر‬
‫‪252-‬‬ ‫أقسسسسام القطسسساع ثلثسسسة‪ ،‬ل يملسسسك المسسسوات‬
‫‪253‬‬ ‫بالقطسساع‪ ،‬وقيسسل‪ :‬يملسسك مسسا ينبغسسي إقطسساعه‪،‬‬
‫إقطاع غير الموات‬
‫‪254-‬‬ ‫إقطسساع الجلسسوس وآداب الجلسسوس فيهسسا ومسسا‬
‫‪255‬‬ ‫ينبغي أن يقوله ويفعله الجالس‬
‫‪257‬‬ ‫إذا سبق اثنان إلى الطريق أو إلسسى معسسدن أو‬
‫إلى رحبة إلخ‬
‫‪261‬‬ ‫إذا سبق اثنان إلى مباح أو إلى لقيط أو إلسسى‬
‫لقطة‪ ،‬والسباب المقتضية للتملك‬
‫‪263-‬‬ ‫الكلم على الحمى ونقض ما حمي وحكم مسسا‬
‫‪-734-‬‬

‫‪264‬‬ ‫حماه المصطفى ‪‬‬


‫ترتيب السابقين إلى المياه وتحديد مقدار ما ‪265-‬‬
‫‪266‬‬ ‫يأخذه العلى ثم من يليه‬
‫إذا استووا في القسسرب وإذا أحيسسا سسسابق فسسي ‪266-‬‬
‫أسفل النهر أو الشعيب‪ ،‬ثسسم أحيسسا بعسسده آخسسر ‪267‬‬
‫فوقه ثم أحيا ثالث فوقهما وبيان ذلك‬
‫‪268‬‬ ‫إذا حفر جماعة نهًرا صفة قسمة مسسائة بينهسسم‬
‫وتصرف فيه‬
‫‪269‬‬ ‫السبق إلى القناة‪ ،‬المنع من الماء الجسساري ل‬
‫يجوز‪ ،‬تضييق مجرى القناة‬
‫‪272‬‬ ‫الجعالة‪ :‬تعريفها‪ ،‬الصل في جوازها‬
‫‪274-‬‬ ‫أشياء ل تصح الجعالة عليها لتحريمها‬
‫‪275‬‬
‫الجعالة على مسسدة مجهولسسة أو علسسى مجهسسول ‪276-‬‬
‫وإذا ما بلغه الجعل إل بعسسد تمسسام العمسسل وإذا ‪277‬‬
‫فعل المجاعل عليه جماعة المفاوتة بين مسسن‬
‫لهم الجعل‬
‫إذا جعل لمن رد البق جعل ً فساعده آخر وما ‪278‬‬
‫الذي يجب في رد البق‬
‫الزيادة في الجعل والنقصان ورد أحسسد آبقيسسن ‪279‬‬
‫أو شاردين عليها جعل واحد‬
‫‪280-‬‬ ‫الفروق بين الجارة والجعالة‬
‫‪281‬‬
‫الختلف في أصل الجعالة‪ ،‬عمل مسسن أرصسسد ‪284‬‬
‫‪-735-‬‬

‫نفسه للتكسب بالعمل‬


‫‪286‬‬ ‫دا لخذ الجسسرة‪ ،‬مخلسسص‬ ‫عمل من لم يكن مع ّ‬
‫مال غيره من حسسرق أو غسسرق مسسا السسذي يأخسسذ‬
‫راد البق وهل له استخدامه‬
‫‪287‬‬ ‫إذا كان العمل في مال الغير إنقاًذا‪ ،‬ما يلسسزم‬
‫من حصل بيده مال غيره‬
‫‪289‬‬ ‫اللقطسسسة‪ :‬تعريفهسسسا‪ ،‬أركانهسسسا‪ ،‬الصسسسل فيهسسسا‪،‬‬
‫ومعرفة ما يلزم‬
‫‪291-‬‬ ‫أقسام اللقطة‪ :‬الول من أقسامها مسسن تسسرك‬
‫‪292‬‬ ‫دابة أو نحوها بمهلكة‬
‫‪293-‬‬ ‫القسم الثاني‪ :‬الضوال والبحوث التي تتعلسسق‬
‫‪294‬‬ ‫به‬
‫‪297‬‬ ‫القسسسم الثسسالث‪ :‬مسسا يجسسوز إلتقسساطه ويملسسك‬
‫القسمين‬
‫‪299‬‬ ‫الفضل في حق من وجد لقطة‪ ،‬وأقسام مسسسا‬
‫أبيح التقاطه والتفاصيل في ذلك‬
‫‪304-‬‬ ‫إتلف آلت اللهو والدخان والصور ونحو ذلسسك‬
‫‪305‬‬ ‫من المنكرات إذا التقطها‬
‫‪305-‬‬ ‫طريقة التعريف علسسى اللقطسسة وحكسسم النسسداء‬
‫‪306‬‬ ‫عليها في المسجد للمنشد عليها فيه‬
‫‪307-‬‬ ‫إذا أخر تعريف اللقطة وأجرة المنسسادي عليهسسا‬
‫‪308‬‬ ‫وهل تملك بعد التعريف‬
‫‪309-‬‬ ‫وحكم لقطة الحرم‬
‫‪310‬‬
‫‪-736-‬‬

‫إذا ضاعت اللقطة من واجدها فالتقطها آخسسر ‪310‬‬


‫فعرفها إذا رأى لقطة وسبقه إليهسسا آخسسر ومسسا‬
‫حول ذلك من مسائل‬
‫‪317-‬‬ ‫التصرف باللقطة ومسسا يسسسن نحوهسسا وصسسورة‬
‫‪318‬‬ ‫فيمسسا إذا التقسسط مسسال ً وخسساف عليسسه وصسسورة‬
‫أخرى لكيفية كتابتها‬
‫‪318-‬‬ ‫نمسساء اللقطسسة‪ ،‬وإذا وصسسف اللقطسسة اثنسسان أو‬
‫‪319‬‬ ‫أعطى ملتقط واصفها بدلها‬
‫‪323-‬‬ ‫مؤنسسة اللقطسسة‪ ،‬مسسن اسسستيقظ أو فسساق ووجسسد‬
‫‪325‬‬ ‫سسسا أو وجسسد فسسي شسساة اشسستراها أو‬ ‫بثسسوبه فلو ً‬
‫دا أو وجسسد دًرا فسسي بطسسن سسسمكة أو‬ ‫سيارة نق ً‬
‫وجد عنسسبًرا مسسن وصسسف مغصسسوًبا أو مسسسروًقا‬
‫هل يستحقه إذا وجد اللقطة صسسغير أو سسسيفه‬
‫أو مجنون‬
‫‪327‬‬ ‫ما التقطسسه عبسسد فهسسل هسسو لسسه أم للسسسيد ومسسا‬
‫التقطه مبعض أو مدبر أو مكاتب‬
‫‪333-‬‬ ‫تعريف اللقيط وبيان أركسسانه وحكسسم التقسساطه‬
‫‪334‬‬ ‫والشهاد‬
‫‪336‬‬ ‫إذا وجد اللقيط في بلد أهل ذمة أو وجد في‬
‫بلد حرب‬
‫‪338-‬‬ ‫ما وجد مع اللقيط والولسسى بحضسسانته وقبسسول‬
‫‪339‬‬ ‫الهبة والوصية له‬
‫‪340‬‬ ‫إذا وجد اللقيط قن أو التقط اللقيطة مسسسلم‬
‫وكافر أو التقطه بدوي‬
‫‪-737-‬‬

‫إذا أراد الملتقسسط بالحضسسر نقسسل اللقيسسط إلسسى ‪341‬‬


‫البادية أو إلى بلد آخر‬
‫‪342-‬‬ ‫إذا التقطسسه مبسسذر وإذا تزاحسسم فيسسه موسسسر‬
‫‪343‬‬ ‫ومعسر أو التقطسسه فقيسسر‪ ،‬أو مقيسسم ومسسسافر‬
‫وإذا تنازع في اللقيط كل يدعي أنسسه التقطسسه‬
‫إلخ‬
‫‪346-‬‬ ‫جنايسسة اللقيسسط ومسسا حسسول ذلسسك مسسن مسسسائل‬
‫‪347‬‬ ‫وبحوث‬
‫‪349-‬‬ ‫مسائل حول ادعاء رق اللقيط‬
‫‪350‬‬
‫‪354‬‬ ‫بيان من يتبعه اللقيط ومن ل يتبعه‬
‫‪356-‬‬ ‫مسائل حول ادعاء نسب اللقيط والقيافة‬
‫‪357‬‬
‫‪359-‬‬ ‫الشروط في القائف‬
‫‪360‬‬
‫إذا وطئت امسسرأة مزوجسسة أو أمسسة بزنسسا وهسسي ‪362‬‬
‫ذات فراش أو أشبه ولد امرأة بولد أخرى‬
‫‪367-‬‬ ‫كتاب الوقف‪ :‬تعريفه‪ ،‬والصل فيه‪ ،‬ومسسسائل‬
‫‪368‬‬ ‫حول انتفاع الواقف بوقفه‬
‫‪369‬‬ ‫عا‪ ،‬وقسسف العقسسار علسسى‬
‫تعريسسف الوقسسف شسسر ً‬
‫الولد‬
‫‪370‬‬ ‫الوقف من نحو مكاتب‬
‫‪371-‬‬ ‫صيغة فعلية للوقف‪ ،‬كناية الوقف‬
‫‪372‬‬
‫‪-738-‬‬

‫‪374‬‬ ‫وقف الهازل ووقف التلجئة‬


‫‪-375‬‬ ‫الشروط المعتبرة فسسي الوقسسف وبيسسان أشسسياء‬
‫‪376‬‬ ‫يصح توقيفها‬
‫‪380-‬‬ ‫بيسسان أشسسياء يصسسح توقيفهسسا وأشسسياء ل يصسسح‬
‫‪381‬‬ ‫توقيفها‬
‫‪384-‬‬ ‫إذا وقف على الفقسسراء فسسافتقر فهسسل يسسدخل‪،‬‬
‫‪385‬‬ ‫الوقف على الفقهاء والصوفية‬
‫‪386‬‬ ‫الشرط الرابع من شروط الوقف‬
‫‪387-‬‬ ‫أشياء ل يصح الوقف عليها‪ ،‬وإذا وقسسف علسسى‬
‫‪388‬‬ ‫أولد فلن وفي أولده جمل فهل يدخل‬
‫‪395-‬‬ ‫شجر الحور إذا أدرك أو أن قطعه فسسي حيسساة‬
‫‪397‬‬ ‫البطن الول‪ ،‬والشرط الخامس من شسسروط‬
‫الوقف‪ :‬أن يقف ناجًزا‬
‫‪397‬‬ ‫الشرط السادس مسسن شسسروط الوقسسف‪ :‬أن ل‬
‫يشترط في الوقسسف شسسر ينسسافيه أمثلسسة علسسى‬
‫ذلك‬
‫‪402-‬‬ ‫إذا وقسسف وسسسكت‪ ،‬ل يشسسرط فسسي الوقسسف‬
‫‪403‬‬ ‫إخراجه عن يده‪ ،‬مصرف الوقف‬
‫‪405‬‬ ‫وقف المسساء فسسي القسسرب والزيسسار والسسسبلت‬
‫التي بنيت في الزقة‬
‫‪406-‬‬ ‫مصرف الوقف مفصل‬
‫‪407‬‬
‫قسم الموقسسوف علسسى الورثسسة‪ ،‬وإذا انقطعسست ‪408-‬‬
‫‪409‬‬ ‫الجهة‪ ،‬صحيح الوسط‬
‫‪-739-‬‬

‫زوال ملك الواقف وانتقاله وجناية الموقسسوف ‪411‬‬


‫إلخ‬
‫وطء الموقوفة‪ ،‬وولدها وما يترتب على ذلك ‪413-‬‬
‫‪414‬‬
‫‪415-‬‬ ‫كيفية تلقي البطون‪ ،‬إذا وقف على أولده مسسا‬
‫‪416‬‬ ‫تناسلوا إلخ‬
‫‪416-‬‬ ‫ما يرجع إليه عند التنازع‪ ،‬وأوقاف الولة‬
‫‪417‬‬
‫‪417‬‬ ‫التخصيص والعطف وما حول ذلك‬
‫‪418-‬‬ ‫شسسروط حسسول الموقسسوف عليهسسم‪ ،‬ووجسسوب‬
‫‪420‬‬ ‫الرجوع إلى شرط الواقف‬
‫‪421-‬‬ ‫وجسسوب العمسسل بشسسرط الواقسسف‪ ،‬ومسسا قسساله‬
‫‪422‬‬ ‫الشيخ حول الجهات الدينية‬
‫‪425‬‬ ‫أشياء ل يصح شرطها‪ ،‬وما قاله الشيخ حسسول‬
‫القربات‬
‫‪429-‬‬ ‫إذا تصسسادق أهسسل الوقسسف علسسى شسسيء مسسن‬
‫‪430‬‬ ‫مصادفة وإذا جهل اسم الموقوف عليه‬
‫‪431‬‬ ‫إذا كان الموقسسوف عليسسه غيسسر محصسسور أو إذا‬
‫أطلق النظر الواقف أو شرط النظر للحسساكم‬
‫أو شرط النظر لذي مذهب معين‬
‫‪432‬‬ ‫إذا أشسسرط النظسسر لثنيسسن ومسسا يشسسترط فسسي‬
‫الناظر‬
‫‪433‬‬ ‫إذا فسق الناظر‪ ،‬وإذا شسسرط الواقسسف النظسسر‬
‫لغيره أو لنفسه‬
‫‪-740-‬‬

‫للمستنيب عزل نائبه‪ ،‬وإذا أسند النظر لثنين ‪432‬‬


‫‪435‬‬ ‫أول من أحدث وقف أراضي بيت المال‬
‫‪436‬‬ ‫مسائل حول الناظر وأهل الوقف‬
‫وظيفة الناظر وما حول ذلسسك ممسسا يتعلسسق بسسه ‪438-‬‬
‫‪439‬‬ ‫والشهادات إلخ‬
‫الجمع بين الوظسسائف‪ ،‬والمسسساجد السسسلطانية ‪442‬‬
‫إلخ‬
‫الئمة ونصبهم في المسسساجد والوقسساف ومسسا ‪443-‬‬
‫‪444‬‬ ‫حول القيام بالوظائف‬
‫‪445-‬‬ ‫مغل الوقف وما يتعلق به من المسائل‬
‫‪446‬‬
‫‪447-‬‬ ‫مسائل فيما يتعلق بالناظر والموقسسوف عليسسه‬
‫‪448‬‬ ‫وعمارة الوقف‬
‫‪450-‬‬ ‫من وقف على ولده ثم على المسسساكين مسسن‬
‫‪451‬‬ ‫يدخل ومن ل يدخل‬
‫‪452-‬‬ ‫الدلة علسسى دخسسول أولد البنسسات فسسي الوقسسف‬
‫‪453‬‬ ‫على الولد‬
‫‪453-‬‬ ‫ترتيب الفراد وترتيب الجملة على الجملة‬
‫‪454‬‬
‫‪454-‬‬ ‫إذا قال من مات عن ولد فنصيبه لولده‬
‫‪455‬‬
‫‪456-‬‬ ‫كا بين البطسسون وشسسرط‬ ‫إذا كان الوقف مشتر ً‬
‫‪457‬‬ ‫أن من مات عن غير ولسسد فنصسسيبه لمسسن فسسي‬
‫درجته‬
‫‪-741-‬‬

‫إذا قال من مات عن غير ولد فنصيبه لخوته ‪459-‬‬


‫‪460‬‬
‫وإذا وقف على بنيه أو بني فلن فلمن يكسسون ‪461‬‬
‫أو علسسى عشسسيرته إذا وقسسف علسسى قرابتسسه أو‬
‫قرابسسة زيسسد الوقسسف علسسى اليسسامى والعسسزاب‬
‫والرامسسسل والسسسسباط والشسسسيوخ والبكسسسار‬
‫والثيبات إلخ‬
‫لزوم الوقف ومسسا ل ينفسسسخ بسسه وحكسسم نقلسسه ‪494-‬‬
‫والتصسسرف فيسسه وتعميسسره ومسسا يقسساس عليسسه ‪497‬‬
‫وحكم ما فضل عن حاجته وبيان من له المر‬
‫في ذلك‪ ،‬وبيان الحالت المسوغة لما يسسترتب‬
‫على ذلك‬

You might also like