Professional Documents
Culture Documents
مقدمة :
فى مطلع الحديث عن كتاب الله لبد من تحديد عدد من
معالمه الثابتة التى منها أنه كلم الله المعجز ،الموحى به إلى
خاتم النبياء والمرسلين صلوات الله وسلمه عليه بلسان
عربى مبين ،والمنقول عنه – صلوات الله وسلمه عليه -نقل
متواترا بل أدنى شبهة ،بنفس النص الذى أوحى إليه ،والذى
نجده فى المصاحف التى خطت أو طبعت على مر العصور ،
ومسجل فى صدور الحفاظ جيل بعد جيل ،ومن ثم على
مختلف صور الشرطة والسطوانات الممغنطة والمضغوطة ،
وعلى غير ذلك من مختلف صور الحفظ الحاسوبية المتعددة .
وقد نزلت آيات القرآن الكريم منجمة على مدى ثلث وعشرين
سنة ،وكتبت فى حياة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -
عقب الوحى بكل منها مباشرة ،ثم رتبت تلك اليات فى مائة
وأربع عشرة ) (114سورة ،وسميت السور ورتبت بتوقيف
من الله – سبحانه وتعالى -الذى تعهد بحفظ آخر كتبه المنزلة
فحفظه حفظا كامل ،بنفس اللغة التى نزل بها ،كلمة كلمة ،
وحرفا حرفا ،بينما تعرضت أصول الكتب السماوية السابقة
كلها للضياع التام ،وتعرض ما بقى من ذكريات نقلت شفاها
عنها للتحريف والتبديل والتغيير ،ول يزال يتعرض لذلك العبث
إلى يومنا الراهن ،ولن يتوقف العبث بها أبدا لن أصحابها ل
يتعاملون معها كنص سماوى ،بل على أنها كتابات بشرية
قابلة للتعديل والتبديل .
ولذلك فالقرآن الكريم هو الكتاب السماوى الوحيد الذى يتعبد
بتلوته ،والذى
تتعدد أوجه العجاز فى كتاب الله بتعدد جوانب النظر فيه ،
فكل حرف من حروفه ،وكل كلمة من كلماته ،وكل آية من
آياته فيها إعجاز لفظى وبيانى ودللى ،وكل مجموعة من
اليات ،وكل سورة من السور – طالت أم قصرت – تشهد
لكتاب الله تعالى بأنه معجز بما فيها من قواعد عقدية أو
أوامر تعبدية أو قيم أخلقية أو ضوابط سلوكية أو أحداث
تاريخية أو إشارات علمية إلى شىء من أشياء هذا الكون
الفسيح وما فيه من ظواهر وسنن وكائنات .فكل تشريع
وكل قصة وكل واقعة تاريخية وكل وسيلة تربوية وكل نبوءة
مستقبلية ،وكل إشارة تنظيمية ،وكل خطاب إلى النفس
النسانية; جاء فى القرآن الكريم يفيض بجلل الربوبية
ويتميز عن كل صياغة إنسانية مما يشهد للقرآن الكريم
بالتفرد كما يشهد بعجز النسان عن أن يأتى بشىء من مثله
وقد أفاض المتحدثون عن أوجه العجاز فى كتاب الله ،فكان
منهم من رأى ذلك فى جمال بيانه ودقة نظمه وكمال بلغته
وروعة معانيه وشمولها واتساقها ودقة صياغتها وقدرتها
على مخاطبة الناس على اختلف مداركهم وأزمانهم
وإشعاعها بجلل الربوبية فى كل آية من آياته !! ..ومنهم من
أدرك أن إعجاز القرآن هو فى كمال تشريعه ودقة تفاصيل
ذلك التشريع وحكمته وشموله ،ومنهم من وجده فى
استعراضه الدقيق لمسيرة البشرية ولتاريخ عدد من المم
السابقة من لدن أبينا آدم – عليه السلم -إلى خاتم النبياء
والمرسلين – عليه وعليهم أجمعين أفضل الصلة وأزكى
السلم – ،مما لم يكن يعلم تفاصيله أحد من الناس فى زمن
الوحى .
ومنهم من رأى إعجاز القرآن الكريم فى منهجه التربوى
الفريد وأطره النفسية السامية والعلمية فى نفس الوقت
والثابتة على مر اليام ،أو فى إنبائه بالغيب مما تحقق بعد
نزوله بسنوات طويلة ،أو فى إشارته إلى العديد من حقائق
الكون وسنن الله فيه مما لم يكن ممكنا لحد من البشر أن
يصل إلى شىء من معرفته وقت نزول القرآن الكريم ول
لمئات السنين من بعد ذلك .
ومنهم من رأى إعجاز القرآن فى صموده أمام كل محاولت
التحريف التى قامت بها قوى الشر المتعددة متمثلة فى
الكفرة والمشركين والملحدة المتشككين على مدى الربعة
عشر قرنا الماضية وذلك لن الله تعالى قد تعهد بحفظه بعهده
الذى قطعه – سبحانه وتعالى -على ذاته العلية ولم يقطعه
ن ن َّزل َْنا الذّك َْر
ح ُلرسالة سابقة أبدا ،وذلك بقوله العزيز " :إ ِّنا ن َ ْ
ن " )الحجر. (9: ف ُ
ظو َ ه لَ َ
حا ِ وإ ِّنا ل َ ُ
َ
ومن العلماء من يرى إعجاز القرآن الكريم فى ذلك كله وفى
غيره مما يقصر الحديث عنه فهناك العجاز اللغوى ،البيانى ،
النظمى ؛ والعجاز العقدى والتعبدى والخلقى ،
والتشريعى ،وهناك العجاز التاريخى ،والتربوى ،والنفسى ،
والقتصادى ،والدارى ،والعلمى ،وهناك العجاز العلمى
والتقنى ،والعجاز العددى /الرقمى /الحسابى ،وإعجاز
التحدى الذى لم يجب ولن يجب إلي قيام الساعة ،والعجاز
الحفظى ،وغير ذلك كثير.
او ً
ل :العجاز النظمى للقرآن الكريم
لقد أوتى كل نبى من أنبياء الله وكل رسول من رسله من
المعجزات ما شهد له بالنبوة أو بالرسالة ،وهذه المعجزات
كانت مما تميز فيه أهل العصر ،فموسى – عليه السلم -بعث
فى زمن شاع فيه السحر ،فأعطاه الله تعالى من العلم ما
أبطل به سحر السحرة ،وعيسى –عليه السلم -بعث فى زمن
شاع فيه الهتمام بالتطبيب فخلقه الله-سبحانه وتعالى -
بمعجزة ،وأنطقه وهو فى المهد ،وأعطاه من القدرات ما
خلق بها من الطين كهيئة الطير ونفخ فيه فكان طيرا بإذن
الله ،وما أبرأ به الكمه والبرص بإذن الله ،وما أحيا به
الموتى بإذن الله .
أما خاتم النبياء والمرسلين – صلى الله عليه وسلم -فكان
نبوغ قومه فى الفصاحة والبلغة وحسن البيان فآتاه الله
تعالى الفرقان وتحداهم أن يأتوا بسورة من مثله ; ولما لم
يتقدم عاقل ليقول أنه استطاع ذلك ظن كثير من الناس أن
إعجاز القرآن الكريم – بمعنى عجز البشر عن التيان بشىء
من مثله – متجسد فى نظمه وفصاحته وبلغته خاصة وأن
القرآن الكريم قد أدهش فصحاء العرب حين سمعوه ،وأذهل
عقولهم ،ولما لم يجدوا سبيل إلى الطعن فيه لجأوا إلى
وصفه بالسحر أو بالشعر إقرارا بعجزهم عن التيان بشيء من
مثله .
لذلك ركزت الكثرة الكاثرة من القدامى والمعاصرين – على حد
سواء – على ناحية نظم القرآن الكريم ،وقد كان فى مقدمة
هؤلء الجاحظ )ت 255هـ( وابن قتيبة الدينورى )ت 276هـ( ،
وتبعه كثيرون كان منهم الواسطى )ت 306هـ( ن والطبرى )ت
310هـ( ،والشعرى )ت 324هـ( ،والسمرقندى )ت 373هـ( ،
والرمانى )ت 386هـ( ،والخطابى )ت 388هـ( ،وكل من
الباقلنى )ت 403هـ( ،والقاضى عبد الجبار )ت 415هـ( ،
والثعلبى )ت 427هـ( وأبن حزم الندلسي)ت 456هـ( ،
والظاهرى )ت 456هـ( والجرجانى )ت 471هـ( ،والغزالى )ت
505هـ( والبغوى )ت 510هـ( ،وكل من القاضى عياض )ت
544هـ( ،وابن عطية الندلسى )ت 546هـ( و يذكر أبن عطيه
فى مقدمة تفسيره ) (278/1ما نصه " :إن الله قد أحاط بكل
شىء علما ،فإذا ترتبت اللفظة من القرآن الكريم ،علم
بإحاطته أى لفظة تصلح أن تلى الولى ،وتبين المعنى بعد
المعنى ،ثم كذلك من أول القرآن الكريم إلى آخره ،والبشر
دا
يعمهم الجهل والنسيان والذهول ،ومعلوم ضرورة أن أح ً
من البشر ل يحيط بذلك ; فبهذا جاء نظم القرآن الكريم فى
الغاية القصوى من الفصاحة ،وبهذا يبطل قول من قال :إن
العرب كان فى قدرتهم التيان بمثله فصرفوا عن ذلك ،
والصحيح أنه لم يكن فى قدرة أحد قط ،ولهذا نرى البليغ
ينقح القصيدة أو الخطبة حول ،ثم ينظر فيها فيغير منها
وهلم جرا .وكتاب الله لو نزعت منه لفظة ،ثم أدير لسان
العرب على لفظة أحسن منها لم يوجد ...وقامت الحجة على
العالم بالعرب ؛ إذ كانوا أرباب الفصاحة ومظنة
المعارضة((وتلى هؤلء الفخر الرازى )ت 604هـ( ،وكل من
السكاكى )ت 626هـ( ،والزملكانى )ت 671هـ( والعز بن عبد
السلم )ت 660هـ( ,والقرطبى )ت 671هـ (والبيضاوى )ت
685هـ( ، ،والنسفى )ت 701هـ( ،والخازن )ت 741هـ( ،وابن
كثير )ت 774هـ( ،والزركشى )ت 794هـ( من أعلم القرن
الثامن الهجرى ،والثعالبى )ت 876هـ( ،والبقاعى )ت 885هـ(
من القرن التاسع الهجرى ،والسيوطى )ت 911هـ( من أعلم
القرن العاشر الهجرى ،واللوسى )ت 1270هـ( من أعلم
القرن الثالث عشر الهجرى ،ونشطت الكتابة فى موضوع
العجاز اللغوى للقرآن الكريم فى القرنين الرابع عشر
والخامس عشر الهجريين نشاطا ملحوظا ،وكان ممن خاضوا
هذا المجال كل من الئمة :الزرقانى ،الرافعى ،الجزائرى ،
المراغى ،دراز ،أبو زهرة ،النورسى ،محمد رشيد رضا ،
محمد فريد وجدى ،القاسمى ،عبد الجليل عيسى ،حسنين
مخلوف ،أبو زيد الدمنهورى ،محمد محمود حجازى ،سيد
قطب ،بنت الشاطئ ،بدوى ،البيومى ،العمارى ،والمطعنى
وغيرهم ,ومن هنا كان تحديد إعجاز القرآن الكريم فى مجال
نظمه وبيانه وفصاحته .
ولكن إذا جاز هذا التحديد على موقف التحدى من مشركى
العرب – على الرغم من عدم وجود الدليل على ذلك – فإنه
بالقطع ل يجوز على إطلقه ; خاصة أن العرب اليوم فى
جملتهم قد فقدوا الحس اللغوى الذى تميز به أسلفهم ،وأن
التحدى بالقرآن الكريم للنس والجن متظاهرين هو تحد
مستمر قائم إلى يوم الدين ; مما يؤكد أن ما فى القرآن من
أمور الغيب ،وحقائق التاريخ ،ومن فهم دقيق لمكنون النفس
البشرية وحسن الخطاب فى هدايتها وإرشادها وتربيتها ،ومن
مختلف الصور رسمت أو ضربت لعجائب آيات الله فى خلقه ,
ومن غير ذلك مما اكتشفه ول يزال يكتشفه فى كتاب الله
متخصصون فى كل حقل من حقول المعرفة ل يمكن أن
يبقى بمعزل عن ذلك التحدى المفضى إلى العتراف بحقيقة
العجاز القرآنى ،والدال على أن القرآن كلم الله .
* هذا الخالق العظيم الذى أوجد الكون بما فيه ومن فيه هو
وحده الذى يملك القدرة على إزالته وإفنائه ثم إعادة خلقه
وقتما شاء وكيفما شاء ،وفى ذلك يقول –سبحانه وتعالى: -
ل َ ْ ْ َ
ق
خل ٍ و َ
ما ب َدَأَنا أ ّ ل ل ِل ْك ُت ُ ِ
ب كَ َ ج ّ
س ِ
ي ال ّ ماءَ ك َطَ ّ
س َ وي ال ّ م ن َطْ ِو َ
" يَ ْ
ن " )النبياء ، (104:ويقول عز عِلي َ
فا ِ ُ َ
علي َْنا إ ِّنا كّنا َ ً
عدا َ و ْ
عيدُهُ َ نُ ِ
من قائل :
ْ َ َ
د
ح ِ ه ال ْ َ
وا ِ وب ََرُزوا ل ِل ّ ِ
ت َ
وا ُ
ما َ
س َ
وال ّ
ض َ
غي َْر الْر ِ ل اْلْر ُ
ض َ م ت ُب َدّ ُو َ
" يَ ْ
ر " )ابراهيم ، (48:وقال جل شأنه : ها ِق ّال ْ َ
َ ءإ َ َ
ن " )النحل: في َ ُ
كو ُ ل لَ ُ
ه كُ ْ
ن َ ن نَ ُ
قو َ ذا أَردَْناهُ أ ْي ٍ ِ ول َُنا ل ِ َ
ش ْ ما َ
ق ْ " إ ِن ّ َ
. (40
والقرآن الكريم يؤكد لنا فيه ربنا –تبارك وتعالى -فجائية وقوع
الخرة بقوله العزيز مخاطبا خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمدا
ن ع َ سَألون َ َ
ة أّيا َ سا َ ِ ن ال ّ ع ِ ك َ –صلى الله عليه وسلم -فيقول " :ي َ ْ
قل َ ْ
ت و ثَ ُه َ ها إ ِّل ُ قت ِ َ و ْ جّلي َ
ها ل ِ َ عن ْدَ َرّبي ل ي ُ َ ها ِ م َعل ْ ُ ما ِ ل إ ِن ّ َق ْ ها ُ سا َ
مْر َ ُ
ي َ َ َ َ َ ّ ُ ْ َ ْ
ف ّ ح ِ سألون َك كأن ّك َ ة يَ ْغت َ ً م إ ِل ب َ ْ
َ
ض ل ت َأِتيك ْ والْر ِ ت َ وا ِ ما َ س َ في ال ّ ِ
ن" مو َ عل َُ س ل يَ ْ َ ْ َ ّ ْ ْ ُ
ن أكثَر الّنا ِ ولك ِ ّ ه َ
عن ْدَ الل ِها ِ م َ عل ُ ما ِ ها قل إ ِن ّ َ عن ْ َ
َ
)العراف. (187:
)ابراهيم. (48:
وقد بدأت بوادر هذا التحول الفكرى تظهر جلية اليوم فى
مختلف جنبات الرض ،بإقبال أعداد كبيرة من العلماء
والمتخصصين وكبار المثقفين والمفكرين على السلم ،
إقبال لم تعرف له النسانية مثيل من قبل ،وأعداد هؤلء
العلماء الذين توصلوا إلى اليمان بالله عن طريق النظر
المباشر فى الكون ،واستدلوا على صدق خاتم أنبيائه ورسله
–صلى الله عليه وسلم -بالوقوف على عدد من الشارات
العلمية البارقة الصادقة فى كتاب الله تعالى ،أو فى سنة
رسوله –صلى الله عليه وسلم -هم فى تزايد مستمر ،وهذا
واحد منهم هو "موريس بوكاى" الطبيب والباحث الفرنسى
يسجل فى كتابه "النجيل والقرآن والعلم" ما نصه " :لقد
أثارت هذه الجوانب العلمية التى يختص بها القرآن دهشتى
العميقة فى البداية ،فلم أكن أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد
كبير – إلى هذا الحد – من الدعاوى الخاصة بموضوعات شديدة
التنوع ومطابقة تماما للمعارف العلمية الحديثة ،وذلك فى
نص دون منذ أكثر من ثلثة عشر قرنا" .
) – (7إن فهم الشارات الكونية فى كتاب الله ،على ضوء ما
تجمع للبشرية اليوم من معارف ،وتقديمها للعالم كواحد من
الدلة العديدة على أن القرآن الكريم هو كلم الله تعالى الذى
أنزله بعلمه على خاتم أنبيائه ورسله –صلى الله عليه وسلم، -
والذى ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه ،والذى حفظ
بحفظ الله ،بنفس اللغة التى أوحى بها -اللغة العربية، -
بدقائق حروفه وكلماته وآياته وسوره ،يعتبر فتحا جديدا
للسلم ،وإنقاذا للبشرية من الهاوية التى تتردى فيها اليوم
بسبب تقدمها العلمى والتقنى المذهل ،وتضاؤل روح اليمان
بالله ،وانعدام الخشية من عذابه فى نفوس العدد الكبر من
الناس ،خاصة فى أكثر المجتمعات البشرية المعاصرة أخذا
بأسباب التقدم العلمى والتقنى ،فأغلب المجتمعات البشرية
فى الدول غير المسلمة تعانى اليوم من انفراط عقد السرة ،
والتقنين للممارسات الجنسية بدون أدنى رباط فكثر حمل
المراهقات وكثرأبناء الزنا وعمت السر ذات العائل الواحد ،
وتفشت المراض والوباء والعلل مما لم يكن معروفا من قبل
،وقننت الحكومات فى الكثير من دول العالم اليوم التشريعات
للعلقات الشاذة ،وصرحت بتبنى الطفال وتنشئتهم فى
وسط الشواذ – وهى عملية مدمرة للفطرة النسانية – فكثرت
الزمات النفسية وأمراضها وتضاعفت معدلت كل من الدمان
والجريمة والنتحار وملئت أكثر المجتمعات البشرية ثراء
وتطورا ماديا بأخطر مشاكل المجتمعات النسانية تعقيدا على
الطلق !!! ..
ومن هؤلء الذين ل يعرفون لهم أبا ،والذين خرجوا إلى الحياة
بطرق غير مشروعة ،ونشأوا فى بيئات فاسدة ،وبين
سلوكيات منحطة وضيعة من يمكن أن يصل إلى مقام السلطة
فى دول تملك من تقنيات ووسائل الغلبة المادية ،ومن
مختلف أسلحة الدمار الشامل ما يمكن أن يعينه على البطش
بالخلق ،وإفشاء الظلم ،وتدمير الحياة على الرض ،وإفساد
بيئاتها والقضاء على مختلف صور الحياة فيها !!! ..ول يجد
من دين أو خلق أو منطق أى رادع يمكن أن يرده عن ذلك
تماما كما يفعل كل من المجرم "شارون" و"جورج بوش
البن" وذنبه العوج "تونى بلير" وعصاباتهم اللعينة التى ملت
الرض ظلما وجورا وفسادا ودمارا وإهدارا لكرامة النسان
وتدميرا للقيم والخلق والمبادئ ،وللقوانين والعراف،
ولحقوق النسان ،وللشرعية الدولية فى كل صورها !!! ..
من هنا كانت تلك الشارات الكونية كلها حقا ،وكانت كلها
منسجمة مع قوانين الله وسننه فى الكون ،وثابتة فى دللتها
– مهما اتسعت دائرة المعرفة النسانية – فل تعارض ول
تناقض ول اضطراب ،وصدق الله العظيم القائل :
ومن هنا كذلك كان التسليم بأن تلك الشارات الكونية لم ترد
فى القرآن الكريم بهدف التبليغ بالحقيقة العلمية ؛ لن
الحكمة اللهية قد اقتضت ترك كل معرفة -غير أصول الدين-
مجال مفتوحا لجتهاد المجتهدين يتنافس فيه المتنافسون
ويتبارى فيه المتبارون ،أمة بعد أمة ،وجيل بعد جيل ،إلى أن
يرث الله تعالى الرض ومن عليها ،فلو أن الرادة اللهية قد
ارتضت بسط الكون بكل حقائقه كاملة أمام النسان لنتفت
الغاية من الحياة الدنيا ،وهى دار ابتلء واختبار ،ولختفى
ذلك الغيب الذى يشد النسان إليه ويشد جميع حواسه وكل
قواه العقلية والفكرية ،ولتبلدت تلك الحواس والقدرات
ولمضت حياة النسان على الرض رتيبة كئيبة بائسة ،جيل بعد
جيل ،وعصرا بعد عصر بغير تجديد أو تنويع أو إبداع ،وسط
عالم يتميز بالتغير فى كل أمر من أموره وفى كل لحظة من
لحظات وجوده ،هذا فضل عن أن العقل البشرى عاجز عن
تقبل الحقائق الكونية الكلية دفعة واحدة ،وأنه محتاج فى
فهمها إلى شىء من التدرج فى الكشف وفى استخراج الدلة
وفى إثبات وتكامل معطياتها على مدى أجيال متعاقبة .
* ويستدل أصحاب هذا الموقف المعتدل بما يلى -1 :بالحشد
الهائل من الشارات الكونية فى كتاب الله ،وبمطالبة القرآن
الكريم للنسان دوما بتحصيل المعرفة النافعة على إطلقها ،
وهذه أولى آيات القرآن العظيم تأمر بذلك وتحدد وسائله ،
وتحض على التأمل فى الخلق ،بل وتشير إلى حقيقة علمية
لم تكتشف إل بعد ذلك بقرون طويلة أل وهى " خلق النسان
من علق " ؛ وهى حقيقة لم يتوصل إليها النسان إل بعد
اكتشاف المجاهر المكبرة فى القرنين السابع عشر والثامن
عشر الميلديين ،وفى ذلك يقول الحق –تبارك وتعالى" : -
عل َق * ا ْ ْ ا ْ ْ
وَرب ّ َ
ك قَرأ َ ن َ ٍ م ْ
ن ِسا َق اْل ِن ْ َخل َ َ ق* َ خل َ َذي َ ك ال ّ ِسم ِ َرب ّ َ قَرأ ِبا ْ
َ
م " )العلق: عل َ ْ ما ل َ ْ
م يَ ْ ن َسا َم اْل ِن ْ َعل ّ َ
قل َم ِ * َم ِبال ْ َعل ّ َ
ذي َ م * ال ّ ِاْلك َْر ُ
. (5-1
ن عل َ ُ
مو َ ن يَ ْ وي ال ّ ِ
ذي َ ست َ ِ ه ْ
ل يَ ْ قول الحق –تبارك وتعالىَ ": -
ن " )الزمر. (9 : عل َ ُ
مو َ ن ل يَ ْ وال ّ ِ
ذي َ َ
ن وال ّ ِ
ذي َ من ْك ُ ْ
م َ مُنوا ِ
نآ َ ه ال ّ ِ
ذي َ ع الل ّ ُ وقوله عز من قائل " :ي َْر َ
ف ِ
ت " )المجادلة. (11 : جا ٍ
م دََر َ ُأوُتوا ال ْ ِ
عل ْ َ
شهد الل ّ َ
ة وال ْ َ
ملئ ِك َ ُ و َ ه َه إ ِّل ُ
ه ل إ ِل َ َ ه أن ّ ُُ وقوله –تبارك وتعالىَ ِ َ " : -
م " )آل كي ُح ِ ْ
زيُز ال َ ع ِ ْ
و ال َه َ ّ ط ل إ ِل َ َ
ه إ ِل ُ س ِ قاِئما ً ِبال ْ ِ
ق ْ وُأوُلو ال ْ ِ
عل ْم ِ َ َ
عمران. (18:
عل َ َ
ماءُ " )فاطر. (28 : ه ال ْ ُ
عَباِد ِ
ن ِ
م ْ شى الل ّ َ
ه ِ خ َ
ما ي َ ْ
وقوله " :إ ِن ّ َ
والية الخيرة قد وردت بعد استعراض لكثير من المشاهد
الكونية مما يؤكد أنها تشمل علماء الكونيات وإن لم يكونوا هم
ه أ َن َْز َ
ل ن الل ّ َ
َ
م ت ََر أ ّ
َ
المقصودين بها مباشرة ،فالية تنطق " :أل َ ْ
َ فأ َ ْ
ل
جَبا ِ ن ال ْ ِ م َ و ِها َ وان ُ َخت َِلفا ً أل ْ َ م ْت ُ مَرا ٍ ه ثَ َ جَنا ب ِ ِ خَر ْ ماءً َ ء َ ما ِ س َ ن ال ّ م َ ِ
س و َ ْ َ
ن الّنا ِ م َ و ِسودٌ * َ ب ُ غَراِبي ُ ها َ وان ُ َ ف أل َ
َ
خت َل ِ ٌ م ْمٌر ُ ح ْ
َ
و ُض َ جدَدٌ ِبي ٌ ُ
ن
م ْ ه ِ ّ
شى الل َ خ َ ما ي َ ْ ك إ ِن ّ َه ك َذَل ِ َ
وان ُ ُ ْ
ف أل َ خت َل ِ ٌ م ْ عام ِ ُ والن ْ َ ْ ب َ وا ّ والدّ َ َ
فوٌر " )فاطر. (27،28: غ ُ زيٌز َ ِ ع
َ ه
َ ّ ل ال ن
ّ ِ إ ُ ء ما ُ َ َ ل عْ ل ا ه
ِ د
ِ با
َ ع ِ
ت
وا ِ
ما َ
س َ
في ال ّ
ذا ِ ل ان ْظُُروا َ
ما َ قول الحق–تبارك وتعالىُ " :-
ق ِ
ض" ْ َ
والْر ِ َ
)يونس(101 :
ْ َ مل َ ُ م ي َن ْظُُروا ِ َ
ما
و َ
ض َ
والْر ِ ت َ
وا ِ
ما َ
س َ
ت ال ّ
كو ِ في َ ول َ ْ
وقوله " :أ َ
ء " )العراف. (185 : ي ٍش ْ ن َ م ْ ق الل ّ ُ
ه ِ خل َ َ
َ
خل ْ َ
ق" ف ب َدَأ َ ال ْ َفان ْظُُروا ك َي ْ َ ض َ
ِ في اْل َْرسيُروا ِ ل ِ ق ْوقوله ُ " :
ن* ْ َ ْ
قِني َ مو ِ ت ل ِل ُ
ض آَيا ٌ في الْر ِ و ِ)العنكبوت . (20 :وقوله َ " :
ن " )الذاريات. (20،21: صُرو َ
فل ت ُب ْ ِم أَ َ
سك ُ ْ في أ َن ْ ُ
ف ِ و ِ
َ
ء
ما ِ وإ َِلى ال ّ
س َ ت* َ
ق ْ خل ِ َ ل ك َي ْ َ
ف ُ ن إ َِلى اْل ِب ِ ِ
فل ي َن ْظُُرو َ وقوله ":أ َ َ
ْ َ ت* َ َ
ض ك َي ْ َ
ف وإ ِلى الْر ِ صب َ ْف نُ ِل ك َي ْ َجَبا ِ وإ َِلى ال ْ ِ
ت* َ ع ْ
ف َ
ف ُر ِك َي ْ َ
ت " )الغاشية. (20-17: ح ْسطِ َ ُ
ر
ها ِ والن ّ َل َ ف الل ّي ْ ِ خِتل ِ وا ْ ض َ ِ واْل َْر ت َ وا ِ ما َ س َ ق ال ّ في َ ْ
خل ِ ن ِ " إِ ّ
َ
ل الل ّ ُ
ه ما أن َْز َ و َ س َ ع الّنا َ ف ُ ما ي َن ْ َر بِ َ ح ِ في ال ْب َ ْ ري ِ ج ِك ال ِّتي ت َ ْ فل ْ ِ
وال ْ ُ
َ
ن م ها في ثّ ب و ها ت وم د ع ب ض ر َ ْ
ل ا ه ب يا ح َ أف َ ء
ٍ ما ن م ء
ِ ما س ال ن م
ِ َ ِ ْ ْ َ َ ْ َ َ ْ ِ َ َ َ ْ َ ِ ِ ِ ْ َ ّ َ ِ َ
ء
ما ِ ّ َس ال ن ي ب ر خ
ُ َ ّ ِ َ ْ َ س م ْ لا ب حا
ّ َ ِ س وال ح
ّ َ ِ َ يا ر ال كُ ّ َ ّ ٍ َ َ ْ ِ ِ
ف ري ص تو ة ب دا ل
ن " )البقرة . (164:وقوله عز من قُلو َ ع ِ
وم ٍ ي َ ْ ت لِ َ ض َليا ٍ ْ َ
ق ْ والْر ِ َ
قائل :
ر َليا ٍ ْ َ
ت ها ِوالن ّ َ ل َ ف الل ّي ْ ِ خِتل ِ وا ْ
ض َ والْر ِ ت َ وا ِ ما َ س َ ق ال ّ خل ِ
في َ ْ ن ِ " إِ ّ
م َ ً و ُ ً ّ ُ
ن ي َذْكُرو َ ّ ْ َ ْ ُ
ه ْجُنوب ِ ِعلى ُ و َ عودا َ ق ُ قَياما َه ِ ن الل َ ذي َ ب * ال ِ ِلوِلي اللَبا ِ
ذا ه َ
ت َ خل َ ْ ْ َ في َ ْ فك ُّرو َ وي َت َ َ
ق َ ما َ ض َرب َّنا َ
والْر ِ ت َ وا ِ ما َ س َ ق ال ّ خل ِ ن ِ َ
ر " )آل عمران. (190،191: ِ نا
ّ ال بَ َ
ذا ع
َ نا َ ق
ِ َ
ف َ
ك َ نحا
َ ْ ب س
ُ ً ل ِ ط با َ
نم َ
ن ِ كو َول ِي َ ُ
ض َ ِ واْل َْر ت َ وا ِ ما َ
س َ
ت ال ّ كو َ مل َ ُ
م َ هي َري إ ِب َْرا ِ ك نُ ِ وك َذَل ِ َ
" َ
َ ْ ْ َ
ض
والْر ِ ت َ وا ِ ما َ س َ
ق ال ّ خل ُ ن " )النعام . (75:وقوله " :ل َ قِني َ مو ِ ال ْ ُ
َ َ
ن " )غافر: مو َ عل َ ُ
س ل يَ ْ ن أك ْث ََر الّنا ِ ول َك ِ ّ
س َ ق الّنا ِ خل ِ
ن َ ْ م ْ أك ْب َُر ِ
. (57
ما
و َ
ها َ
وَزي ّّنا َ
ها َ م ك َي ْ َ
ف ب َن َي َْنا َ ه ْ و َ
ق ُ ء َ
ف ْ ما ِ م ي َن ْظُُروا إ َِلى ال ّ
س َ فل َ ْ" أَ َ
ق . (6:وقوله تعالى : ج") ّ فُرو ٍ ن ُ م ْ ها ِ لَ َ
ء ك َي ْ َ
ف ما ِس َوإ َِلى ال ّ
ت* َ خل ِ َ
ق ْ ف ُ ل ك َي ْ َن إ َِلى اْل ِب ِ ِ فل ي َن ْظُُرو َ" أَ َ
ْ َ ت* َ َ
ت
ح ْ
سطِ َف ُ ض ك َي ْ َوإ ِلى الْر ِ صب َ ْ
ف نُ ِ ل ك َي ْ َ وإ َِلى ال ْ ِ
جَبا ِ ت* َ ع ْف َ
ُر ِ
" )الغاشية. (20-17:
وأن هذه الفطرة ثابتة ،ل تتغير ول تتبدل لقول الحق –تبارك
ق الل ّ ِ
ه )الروم. (30 : ل لِ َ ْ
خل ِ دي َ
وتعالى " : -ل ت َب ْ ِ
وأن هذه الفطرة خاضعة لقوانين مطردة ،ل تتخلف ول
تتوقف إل بإذن الله ،وأنه لول ثبات تلك الفطرة واطراد
القوانين التى تحكمها ما تمكن النسان من اكتشاف أى من
أمور هذا الكون ،وأن القرآن الكريم يصر على تسمية تلك
القوانين بالحق ،وعلى أن الكون وما فيه "خلق بالحق" ،
ويطالب النسان بالتعرف على ذلك الحق والتزامه ،فالتنزيل
ينطق بقول الله تعالى :
ل قَنا السماوات واْل َرض وما بين َهما إّل بال ْحق َ
خل َ ْ
ج ٍ
وأ َ
ْ َ َ َ َْ ُ َ ِ ِ َ ّ َ ّ َ َ ِ َ ما َ" َ
ى " )الحقاف . (3 :وقوله –سيحانه: - م ًس ّم َ
ُ
واْلْر َ
ض َ
ت َ وا ِ ما َ س َ ه ال ّق الل ّ ُ خل َ َ ما َ م َ ه ْ
س ِ ف ِ في أ َن ْ ُفك ُّروا ِ م ي َت َ َ ول َ ْ
َ
"أ َ
وما بين َهما إّل بال ْحق َ
ء
قا ِ س ب ِل ِ َ ن الّنا ِ م َ ن ك َِثيرا ً ِ وإ ِ ّ ى َ م ً س ّم َ ل ُ ج ٍوأ َ َ َ َ ْ ُ َ ِ ِ َ ّ َ
ق
خل َ َ ن " )الروم . (8:وقوله عز من قائل َ " : فُرو َ كا ِم لَ َ ه ْ
َ َرب ّ ِ
هاَر وُر الن ّ َ َ
وي ُك ّ ر َ ها ِ على الن ّ َ َ ل َ ّ
وُر اللي ْ َ َ
ق ي ُك ّ ح ّ ْ
ض ِبال َ والْر َ ْ ت َ وا ِ ما َ س َ ال ّ
َ َ ْ
ى أل م ً س ّ م َ ل ُ ج ٍ ري ِل َ ج ِ
ل يَ ْ ُ
مَر ك ّ َ
والق َ س َ م َ ش ْ خَر ال ّس ّ و َ ل َ عَلى اللي ْ ِ
ّ َ
فاُر " )الزمر . (5:وقوله تعالى : غ ّ ْ
زيُز ال َ ع ِ ْ
و ال َ ه َ ُ
ز َ
ل مَنا ِقدَّرهُ َ مَر ُنورا ً َ
و َ ق َ وال ْ َ
ضَياءً َ
س ِ م َ ش ْ ل ال ّع َ ج َ
ذي َ و ال ّ ِ
ه َ " ُ
ق
ح ّ ْ ّ ه ذَل ِ َ
ك إ ِل ِبال َ ّ
ق الل ُ َ
خل َ ما َ ب َسا َ ح َ ْ
وال ِ ن َ سِني َ عدَدَ ال ّموا َ عل َ ُ
ل ِت َ ْ
ن " )يونس . (5:وقوله –سبحانه: - مو َ َ
عل ُ وم ٍ ي َ ْ
ق ْت لِ َ ْ
ل اليا ِ ص ُ ف ّ يُ َ
َ
ما
ن* َ
عِبي َ
ما ل ِ
ه َ
ما ب َي ْن َ ُ
و َ
ض َ واْلْر َ ت َ وا ِ ما َ
س َقَنا ال ّ خل َ ْما َ و َ
" َ
َ
ن " )الدخان(38،39:مو َ عل َ ُم ل يَ ْ ه ْن أك ْث ََر ُول َك ِ ّ
ق َح ّما إ ِّل ِبال ْ َ ه َقَنا ُخل َ ْ
َ
.
م ي َت ُْلو َ َ ُ
ه
م آَيات ِ ِه ْعلي ْ ِ ه ْ سول ً ِ
من ْ ُ ن َر ُ مّيي َفي اْل ّ ث ِ ع َ ذي ب َ َ و ال ّ ِ
ه َ" ُ
في َ
لل ِ قب ْ ُن َ م ْكاُنوا ِ ن َ وإ ِ ْ
ة َ حك ْ َ
م َ ْ
وال ِب َ ْ
م الك َِتا َه ُ
م ُ ّ
عل ُ وي ُ َم َ ه ْ وي َُز ّ
كي ِ َ
ن " )الجمعة.(2: بي
ٍ ُ ِ ٍ م ل ضل َ
ه إ ِّل
س ُ
م ّ مك ُْنو ٍ
ن * ل يَ َ ب َفي ك َِتا ٍ م* ِ ن كَ ِ
ري ٌ قْرآ ٌه لَ ُ
* " إ ِن ّ ُ
ن " )الواقعة. (80-77: مي َ َ
عال ِ ْ
ب ال َن َر ّم ْ زي ٌ
ل ِ ن * ت َن ْ ِهُرو َ مطَ ّ ال ْ ُ
ز
ج ٍ
ر ْ
ن ِ م ْب ِ ع َ
ذا ٌ م َ ه ْ ك لَ ُن ُأول َئ ِ َ زي َ ج ِ عا ِم َ في آَيات َِنا ُ وا ِع ْس َن َذي َ وال ّ ِ*" َ
و َ َ َ ز َ ُ ّ ْ ْ ُ ّ َ
ه َن َرب ّك ُ م ْل إ ِلي ْك ِ ذي أن ْ ِ م ال ِ عل َ ن أوُتوا ال ِ ذي َوي ََرى ال ِ م* َ أِلي ٌ
د " )سـبأ. (5،6: مي ِ ح ِز ال ْ َ زي ِ ع ِ ط ال ْ َ
صَرا ِ دي إ َِلى ِ ه ِوي َ ْ ق َ ح ّ ال ْ َ
َ في أ َن ْ ُ
ه
م أن ّ ُ ن لَ ُ
ه ْ حّتى ي َت َب َي ّ َ
م َ ه ْس ِ
ف ِ و ِق َ
فا ِفي اْل َ م آَيات َِنا ِ ه ْ
ري ِ س َن ُ ِ
*" َ
َ َ َ
هيدٌ " )فصلت. (53: ش ِ ء َ ي ٍ
ش ْ ل َ على ك ُ ّ ه َك أن ّ ُ م ي َك ْ ِ
ف ب َِرب ّ َ ول ْ قأ َ ال ْ َ
ح ّ
ل إل َي َ َ َ
ة وال ْ َ
ملئ ِك َ ُ ه َ عل ْ ِ
م ِ ك أن َْزل َ ُ
ه بِ ِ ما أن َْز َ ِ ْهد ُ ب ِ َ ه يَ ْ
ش َ ن الل ّ ُ َ
* " لك ِ ِ
هيدا ً " )النساء. (166: ش ِ ه َفى ِبالل ّ ِ وك َ َ ن َدو َ ه ُ يَ ْ
ش َ
موب َي ْن َك ُ ْهيدٌ ب َي ِْني َ ِ ش ه َ ل الل ّ ُ ق ِ هادَةً ُ ء أ َك ْب َُر َ
ش َ ي ٍ ْ ش ي َ لأ ّ
ق ْ َ *" ُ
م ل َت َ ْ َ ن ب َل َ َ ُ ذا ال ْ ُ ي إ ِل َ وُأو ِ
ندو َ ه ُ ش َ غ أإ ِن ّك ُ ْ م ْ و َ ه َ م بِ ِ ذَرك ُ ْن ِلن ْ ِ قْرآ ُ ه َ ي َ ّ َ ح َ
وإ ِن ِّني د ح
ِ وا ه َ لإ و ه
ُ ما ّ ن إ ْ
ل ُ
ق د ه شْ ل ل أَ ْ قُ رى خ
ْ ة أُ ً ه ِ ل آ ه ّ ل ال ع م ن أَ
َ ٌ َ ِ ٌ َ ِ َ ُ َ َ َ ِ َ َ ّ
ن " )النعام. (19: كو َ ر ُ ش ِ ما ت ُ ْ م ّريءٌ ِ بَ ِ
ل * ل ِك ُ ّ
ل كي ٍ
و ِ
م بِ َعل َي ْك ُ ْ
ت َ ل لَ ْ
س ُ ق ُ
ق ْ و ال ْ َ
ح ّ ه َ و ُك َ م َو ُ
ق ْه َ وك َذّ َ
ب بِ ِ *" َ
ن " )النعام. (66،67: مو َ َ
عل ُ ف تَ ْو َ س ْو َقّر َست َ َ
م ْن َب َأ ٍ ُ
ل َ ْ َ
ت فت ََرَيا ٍ م ْه ُ مث ْل ِ ِ ر ِو ٍس َ ر ُ ش ِ ع ْ فأُتوا ب ِ َ ق ْ فت ََراهُ ُ نا ْ قوُلو َ م يَ ُ *"أ ْ
مفإ ِل ّ ْ
ن* َ قي َ صاِد ِ م َ ن ك ُن ْت ُ ْه إِ ْ ن الل ّ ِ دو ِ ن ُ م ْ م ِعت ُ ْ ست َطَ ْ نا ْ م ِ عوا َ وادْ ُ َ
و ّ َ َ ّ ْ َ ُ َ َ َ ُ َ
ه َه إ ِل ُ ن ل إ ِل َ وأ ْ ه َ علم ِ الل ِ زل ب ِ ِ ما أن ْ ِموا أن ّ َ عل ُ م فا ْ جيُبوا لك ْ ست َ ِيَ ْ
ن " )هود. (13،14: َ ْ َ
مو َ سل ِ ُ م ْ م ُ هل أن ْت ُ ْ ف َ
ْ َ ق ْ َ
ن ه َ
كا َ ض إ ِن ّ ُ
والْر ِ ت َ
وا ِ
ما َ
س َ
في ال ّ
سّر ِ عل َ ُ
م ال ّ ه ال ّ ِ
ذي ي َ ْ ل أن َْزل َ ُ *" ُ
حيما ً " )الفرقان. (6: فورا ً َر ِ َ
غ ُ
ل
ف ٍ
غا ِ ما َرب ّ َ
ك بِ َ و َ
ها َ ر ُ
فون َ َ ع ِ ه َ
فت َ ْ م آَيات ِ ِريك ُ ْ
سي ُ ِ مدُ ل ِل ّ ِ
ه َ ل ال ْ َ
ح ْ ق ِ و ُ*" َ
ن " )النمل. (93: ملو َُ ع َ
ما ت َ ْ
ع ّ
َ
َ
ص:
ن") ّ
حي ٍ
عد َ ِ
ن ن َب َأهُ ب َ ْ عل َ ُ
م ّ ول َت َ ْ
ن* َ عال َ ِ
مي َ و إ ِّل ِذك ٌْر ل ِل ْ َ
ه َ
ن ُ* " إِ ْ
. (87،88
خل ْ َ
ق م َ ه ْهدْت ُ ُ ما أ َ ْ
ش َ ،وفى ذلك يقول الحق –سبحانه وتعالىَ " : -
ن ّ
ضلي َ م ِ ْ
خذَ ال ُ مت ّ ِ
ت ُ ما ك ُن ْ ُ
و َ
م َ
ه ْ
س ِ ق أ َن ْ ُ
ف ِ خل ْ َ
ول َض َ
ْ َ
والْر ِ ت َ
وا ِ
ما َس َ
ال ّ
ضدا " )الكهف. (51: ً ع ُ
َ
ولكن القرآن الكريم الذى جاء بهذه الية الكريمة يأمرنا ربنا –
سبحانه وتعالى -فيه بضرورة التأمل فى قضية الخلق – وهى
قضية غير مشاهدة من قبل النسان – وذلك فى عدد غير
َ
ول َ ْ
م قليل من اليات التى منها قوله –سبحانه وتعالى " : -أ َ
سيٌر * ه يَ ِ عَلى الل ّ ِ ك َ ن ذَل ِ َ عيدُهُ إ ِ ّ م يُ ِ خل ْ َ
ق ثُ ّ ه ال ْ َ ئ الل ّ ُ د ُ ف ي ُب ْ ِوا ك َي ْ َي ََر ْ
َ َ
ئ
ش ُه ي ُن ْ ِم الل ّ ُ خل ْ َ
ق ثُ ّ ف ب َدَأ ال ْ َ فان ْظُُروا ك َي ْ َ ض َ في الْر ِ
ْ سيُروا ِ ل ِ ق ُْ
عَلى ك ُ ّ َ
ديٌر " )العنكبوت: ء َ
ق ِ ي ٍش ْ ل َ ه َ ن الل ّ َ خَرةَ إ ِ ّ شأةَ اْل ِ الن ّ ْ
. (19،20
ض ْ َ في َ ْ
والْر ِ ت َ وا ِما َ س َق ال ّ خل َ ِ ن ِ
ُ
وقوله –سبحانه وتعالى " : -إ ِ ّ
ُ
ن ي َذْكُرو َ
ن ذي َ ّ
ب * ال ِ ْ ْ
ت ِلوِلي اللَبا ِ ر َليا ٍ
ها ِ والن ّ َل َ ف الل ّي ْ ِ خِتل ِ وا ْ َ
ق ْ ّ َ َ ً ُ ً ّ
خل ِ في َ ن ِ وي َت َفكُرو َ م َ ه ْ جُنوب ِ ِعلى ُ و َ عودا َ
َ
وق ُ قَياما َ ه ِ الل َ
قَناف ِ َ
حان َك َ سب ْ َ ً
ذا َباطِل ُ ه َ
ت َ ق َ َ
خل ْ ما َ ض َرب َّنا َ ْ
والْر ِ ت َ وا ِ
ما َس َال ّ
ر " )آل عمران. (190،191: ب الّنا ِ ذا َ ع ََ
أما باقى اليات الكونية الكريمة التى تعرض لها القرآن الكريم
– وأغلبها من اليات الوصفية – فل يجوز أن يوظف فى
الستشهاد على سبقها العلمى إل الحقائق القطعية الثابتة
التى ل رجعة فيها ،وبالضوابط المنهجية التالية :
وقد تحولت هذه الهيئة من هيئة سعودية إلى هيئة عالمية في
سنة 1423هجرية )2001م( .وقدعقدت الهيئة سبعة مؤتمرات
دولية للعجاز العلمي في القرآن والسنة )في إسلم أباد
1408هجرية1987 /م ،وفي داكار/السنغال 1412هجرية/
1991م ،وفي موسكو سنة 1414هجرية 1993 /م ،وفي
ناندونج /اندونسيا 1415هجرية1994 /م ،وفي موريتانيا سنة
1419هجرية 1999 /م ،وفي لبنان 1421هجرية 2001 /م ،
وفي دبي غرة صفر سنة 1425هجرية22 /مارس 2004م(.
ن ف ّ
كي َ من ْ َ
ن ُ
كي َ
ر ِ
ش ِ وال ْ ُ
م ْ ل ال ْك َِتا ِ
ب َ ن أَ ْ
ه ِ م ْ ن كَ َ
فُروا ِ ذي َ ن ال ّ ِ كُ ِ " لَ ْ
م يَ
ة " )البينة. (1: م ال ْب َي ّن َ ُ ْ
ه ُ
حّتى ت َأت ِي َ ُ َ
وب َي ْن َك ُ ْ
م هيدٌ ب َي ِْني َ ِ ه َ
ش ل الل ّ ُ ق ِ هادَةً ُ ش َ ء أ َك ْب َُر َي ٍ ْ شي َ لأ ّ
ق ْ َ " ُ
َ َ َ ُ ْ َ وُأو ِ
ندو َ ه ُش َ م لت َ ْ غ أإ ِن ّك ُ ْ ن ب َل َ م ْ و َ
ه َ م بِ ِذَرك ُ ْن ِلن ْ ِ قْرآ ُ ذا ال ُ ه َ ي َ ّ ي إ ِل َ ح َ
وإ ِن ِّني د ح
ِ وا ه َ لإ و ه
ُ ما ّ ن إ ْ
ل ُ
ق د هش ْ ل ل أَ ْ قُ رى خ
ْ ة أًُ ه ِ ل آ ه ّ ل ال ع م ن أَ
ٌ َ َ ِ ٌ َ ِ َ َ ُ َ َ ِ َ َ ّ
ن " )النعام. (19: كو َ ر ُ ش ِ ما ت ُ ْ م ّريءٌ ِ بَ ِ
ن " )البقرة(1،2:
قي َ ى ل ِل ْ ُ
مت ّ ِ هد ً
ه ُ
في ِ
ب ِ ك ال ْك َِتا ُ
ب ل َري ْ َ * " الم * ذَل ِ َ
.
عبدَنا َ ْ
ن
م ْ
ة ّ
سوَر ٍفأُتوا ب ِ ُ عَلى َ ْ ِ ما ن َّزل َْنا َم ّ
ب ِفي َري ْ ٍ م ِ ن ك ُن ْت ُ ْوإ ِ ْ
*" َ
ن"قي َ صاِد ِ
م َ ن ك ُن ْت ُ ْ ن الل ّ ِ
ه إِ ْ دو ِ ن ُم ْ م ِداءَك ُ ْ
ه َ
ش َعوا ُ وادْ ُه َ مث ْل ِ ِ
ِ
)البقرة. (23:
ل إل َي َ َ َ
ة وال ْ َ
ملئ ِك َ ُ ه َ عل ْ ِ
م ِ ك أن َْزل َ ُ
ه بِ ِ ما أن َْز َ ِ ْهد ُ ب ِ َ ه يَ ْ
ش َ ن الل ّ ُ َ
* " لك ِ ِ
هيدا ً " )النساء. (166: ش ِ ه َفى ِبالل ّ ِ وك َ َ ن َدو َ ه ُ يَ ْ
ش َ
ُ َ
م
ذَر أ ّول ِت ُن ْ ِه َن ي َدَي ْ ِذي ب َي ْ َ صدّقُ ال ّ ِم َك ُ ب أن َْزل َْناهُ ُ
مَباَر ٌ ذا ك َِتا ٌ ه َو َ
*" َ
م
ه ْ
و ُ ه َ ن بِ ِمُنو َ ْ
ة ي ُؤ ِ خَر ِ ْ
ن ِبال ِ مُنو َ ْ
ن ي ُؤ ِذي َ ّ
وال ِها َ َ
ول َ ح ْ ن َ م ْ و َ
قَرى َ ال ْ ُ
ن " )النعام. (92: ظو َ ف ُحا ِ م يُ َ ه ْ عَلى َ
صلت ِ ِ َ
َ
ق
دي َص ِ
ن تَ ْول َك ِ ْه َن الل ّ ِدو ِن ُم ْفت ََرى ِن يُ ْنأ ْ قْرآ ُذا ال ْ ُ ه َن َ كا َ ما َ و َ
*" َ
ن"مي َ َ
عال ِ ْ
ب ال َ ن َر ّ م ْه ِفي ِب ِب ل َري ْ َ ْ
ل الك َِتا ِ صي َف ِ وت َ ْ
ه َن ي َدَي ْ ِذي ب َي ْ َال ّ ِ
)يونس. (37:
ل َ ْ َ
تفت ََرَيا ٍم ْ ه ُ مث ْل ِ ِ ر ِ و ٍس َ ر ُ ش ِ ع ْ فأُتوا ب ِ َ ق ْ فت ََراهُ ُ نا ْ قوُلو َ م يَ ُ *"أ ْ
م فإ ِل ّ ْ
ن* َ قي َ صاِد ِ م َ ن ك ُن ْت ُ ْ ه إِ ْ ن الل ّ ِ دو ِ ن ُ م ْ م ِعت ُ ْ ست َطَ ْ نا ْ م ِ عوا َ وادْ ُ َ
و ه ّ
ل إ ه َ لإ ل ن َ أ و ه ّ ل ال م ْ لع ب َ
ل ز ن ُ أ ما نَ أ موا َ ل ع فاَ م ُ كَ ل بوا
َ ُ ِ َ ِ ِ َ ْ ِ ِ ِ ِ ْ َ ّ ُ ْ ْ يَ ْ ِ ُ
جي َ تس
فه ْ َ
ن " )هود. (13،14: مو َ سل ِ ُ م ْ م ُ ل أن ْت ُ ْ َ َ
ُ
ول َك ِ ّ
ن ق َ ك ال ْ َ
ح ّ ن َرب ّ َ
م ْ ل إ ِل َي ْ َ
ك ِ ز َ وال ّ ِ
ذي أن ْ ِ ت ال ْك َِتا ِ
ب َ ك آَيا ُ* " المر ت ِل ْ َ
َ
ن " )الرعد. (1: مُنو َ ؤ ِس ل يُ ْأك ْث ََر الّنا ِ
ت إ َِلى الّنو ِ
ر ن الظّل ُ َ
ما ِ م َ
س ِ
ج الّنا َر َخ ِك ل ِت ُ ْب أ َن َْزل َْناهُ إ ِل َي ْ َ * " الر ك َِتا ٌ
د " )إبراهيم. (1: مي ِ
ح ِ ْ
ز ال َ زي ِ ع ِ ْ
ط ال َ صَرا ِ م إ ِلى ِ َ ه ْ ب ِإ ِذْ ِ
ن َرب ّ ِ
َ
د
ح ٌ
وا ِ و إ ِل َ ٌ
ه َ ه َ
ما ُ عل َ ُ
موا أن ّ َ ول ِي َ ْ ول ِي ُن ْذَُروا ب ِ ِ
ه َ س َ ذا َبل ٌ
غ ِلل َّنا ِ ه َ
*" َ
ْ ْ ُ ُ
ب " )ابراهيم. (52: ول ِي َذّك َّر أولو اللَبا ِ
َ
م " )الحجر:
ظي َ ن ال ْ َ
ع ِ وال ْ ُ
قْرآ َ ن ال ْ َ
مَثاِني َ سْبعا ً ِ
م َ ك َ ول َ َ
قدْ آت َي َْنا َ *" َ
. (87
ْ َ
ه َ
ذا ل َمث ْ ِ عَلى أ ْ
ن ي َأُتوا ب ِ ِ ن َ ج ّ وال ْ ِس َ ت اْل ِن ْ ُ ع ِ م َ
جت َ َ
نا ْ ق ْ َ
ل لئ ِ ِ *" ُ
هيرا ً " َ ْ
ضظ ِ ع ٍ م ل ِب َ ْ
ه ْ
ض ُع ُن بَ ْ كا َو َول َ ْ
ه َمث ْل ِ ِ
ن بِ ِن ل ي َأُتو َ ال ْ ُ
قْرآ ِ
)السراء. (88:
جا
و َ
ع َ ل لَ ُ
ه ِ ع ْ
ج َ ول َ ْ
م يَ ْ ه ال ْك َِتا َ
ب َ د ِ عَلى َ
عب ْ ِ ذي أ َن َْز َ
ل َ ه ال ّ ِ
مدُ ل ِل ّ ِ * " ال ْ َ
ح ْ
" )الكهف. (1:
ذيرا ً *
ن نَ ِمي َ عال َ ِن ل ِل ْ َ
كو َ ه ل ِي َ ُد ِعب ْ ِعَلى َ ن َ قا َ فْر َل ال ْ ُ ذي ن َّز َ ك ال ّ ِ* " ت ََباَر َ
َ
ن لَ ُ
ه م ي َك ُ ْول َ ْ وَلدا ً َخذ ْ َ م ي َت ّ ِ ول َ ْ
ض َ والْر ِ
ت َ ْ وا ِ ما َس َ
ك ال ّ مل ْ ُ
ه ُ ذي ل َ ُ ال ّ ِ
ديرا ً " )الفرقان: قدَّرهُ ت َ ْ
ق ِ ف َ ء َ ي ٍ
ش ْ ل َ ق كُ ّ خل َ َ و َ ك َ مل ْ ِ
في ال ْ ُ ك ِ ري ٌش ِ َ
. (1،2
ْ َ ق ْ َ
ن ه َ
كا َ ض إ ِن ّ ُ
والْر ِ ت َ
وا ِ
ما َ
س َ
في ال ّ
سّر ِ عل َ ُ
م ال ّ ه ال ّ ِ
ذي ي َ ْ ل أن َْزل َ ُ *" ُ
حيما " )الفرقان. (6: ً ً
فورا َر ِ َ
غ ُ
َ
من*أ ْ عال َ ِ
مي َ ب ال ْ َ
ن َر ّ م ْ ه ِ في ِب ِب ل َري ْ َ ل ال ْك َِتا ِ زي ُ* " الم * ت َن ْ ِ
َ ً ْ
ن
م ْ
م ِ
ه ْ ما أَتا ُوما َ ق ْ ذَر َ
ك ل ِت ُن ْ ِن َرب ّ َم ْق ِح ّ و ال َ ه َل ُ فت ََراهُ ب َ ْ نا ْقوُلو َ يَ ُ
ن " )السجدة. (3-1: دو َ هت َ ُ م يَ ْه ْ ّ
عل ُ َ
كل َ قب ْل ِ َ ن َ
م ْر ِذي ٍنَ ِ
ُ ن ُأوُتوا ال ْ ِ
ق و ال ْ َ
ح ّ ه َ ن َرب ّ َ
ك ُ م ْ ل إ ِل َي ْ َ
ك ِ ز َ
ذي أن ْ ِ م ال ّ ِ عل ْ َ وي ََرى ال ّ ِ
ذي َ *" َ
د " )سـبأ. (6: مي ِح ِ ْ
ز ال َ زي ِ ع ِ ْ
ط ال َ
صَرا ِ َ
دي إ ِلى ِ ه ِ
وي َ ْ
َ
قْرآنا ً
ه ُ صل َ ْ
ت آَيات ُ ُ ب ُ
ف ّ حيم ِ * ك َِتا ٌ
ن الّر ِ زي ٌ
م ِ
ح َ
ن الّر ْم َ
ل ِ * " حم * ت َن ْ ِ
ن " )فصلت. (3-1: مو َ َ
عل ُ وم ٍ ي َ ْ عَرب ِي ّا ً ل ِ َ
ق ْ َ
ك لَ َ
ع ّ
ل ري َ
ما ي ُدْ ِ
و َ
ن َ وال ْ ِ
ميَزا َ ق َ
ح ّب ِبال ْ َ ذي أ َن َْز َ
ل ال ْك َِتا َ ه ال ّ ِ
* " الل ّ ُ
ب " )الشورى. (17: ري ٌق ِ ة َع َسا َ
ال ّ
َ * " وك َذَل ِ َ َ
بما ال ْك َِتا ُ ري َ ت ت َدْ ِ ما ك ُن ْ َ رَنا َ م ِ
نأ ْ م ْ ك ُروحا ً ِ حي َْنا إ ِل َي ْ َ و َ كأ ْ َ
عَباِدَنا ن ِ ْ مِ ُ ء شا َ َ ن ن
ِ َ ْم ه
ِ ب دي ِ ه
ْ َ ن ً ا نور ُ ُ ه نا
َ ْ لعَ ج
َ ن
ْ ِ ك َ ل و
َ ن
ُ ما َ ليِ ْ ول ا َ
في ما ِ ه
ُ َ َ ل ذي ِ ّ ل ا ه
ِ ّ لال ط
ِ راَ ص
ِ * م قي ِ َ تس ُ ْ م ط
ٍ را َ ص ِ لى َ ِ إ دي ِ ه
ْ َ تَ ل َ
ك ّ ن إ
َ ِو
صير اْل ُ ٍ في اْل َرض َ
موُر " )الشورى: ُ ُ ِ َ ت ه
ِ ّ ل ال لى َ إ أل ِ ما َ َ و ت ِ وا ال ّ َ َ
ما س
ِ ْ ِ
. (52،53
ق. (1:
د") ّ
جي ِ ن ال ْ َ
م ِ وال ْ ُ
قْرآ ِ *"ق َ
ؤمُنون * َ ْ َ
ن مث ْل ِ ِ
ه إِ ْ ث ِ
دي ٍ فل ْي َأُتوا ب ِ َ
ح ِ َ ل ل يُ ْ ِ ول َ ُ
ه بَ ْ ق ّ قوُلو َ
ن تَ َ م يَ ُ
*"أ ْ
ن " )الطور. (33،34: قي َ
صاِد ِ َ
كاُنوا َ
ثانيا :الشهادة لله تعالى أنه كما أبدع هذا الكون من العدم ،
وعلى غير مثال سابق ،فهو قادر على إفنائه إلى العدم ،
وعلى إعادة خلقه من جديد ؛ خاصة وأننا نرى الخلق من العدم
والفناء إلى العدم يتكرر أمام أنظارنا فى صفحة السماء ،
حيث تتباعد المجرات عن بعضها البعض بمعدلت تقترب من
سرعة الضوء ،وتتخلق المادة والطاقة لملء المسافات الناتجة
عن هذا التوسع من حيث ل نعلم .كذلك فإننا نرى مختلف
صور المادة والطاقة تبتلع بواسطة النجوم الخانسة الكانسة
-الثقوب السود -إلى حيث ل نعلم ،ونرى التقاء اللبنات الولية
للمادة بأضدادها فتفنى إلى ما ل نعلم !! ..
إرادة الله تعالى ل تحدها حدود ،ول يقف أمامها عائق .
ثالثا :هذه الشارات الكونية فى القرآن الكريم قد صيغت
صياغة مجملة معجزة يفهم منها أهل كل عصر معنى من
المعانى يتناسب مع ما توافر لهم من علم بالكون ومكوناته ،
وتظل هذه المعانى تتسع باتساع دائرة المعرفة النسانية
باستمرار فى تكامل ل يعرف التضاد ،حتى يبقى القرآن
الكريم مهيمنا على المعرفة النسانية مهما اتسعت دوائرها ،
تصديقا لنبوءة المصطفى –صلى الله عليه وسلم -فى وصفه
القرآن الكريم بأنه " :ل تنقضى عجائبه ،ول يخلق عن كثرة
الرد ")]. ([10
وليس هذا لغير كلم الله تعالى !! ..لنه ل يمكن لعاقل أن
يتخيل مصدرا لهذا الكم الهائل من الحقائق العلمية فى
القرآن الكريم غير الله الخالق ؛ لنه كتاب قد أنزل من قبل
ألف وأربعمائة سنة على نبى أمى –صلى الله عليه وسلم، -
وفى أمة كانت غالبيتها الساحقة من الميين ،وفى فترة
زمنية لم يكن لحد من الخلق إلمام بشىء من هذه الحقائق
العلمية التى لم تكتشف إل فى القرنين الماضيين ،ول تزال
تكتشف إلى اليوم وحتى يوم الدين .
ومن هنا كانت تلك اليات القرآنية العديدة التى تشير إلى
مستقبلية الستكشاف فى دللت بعض اليات القرآنية ،وذلك
من مثل قوله تعالى :
ل
ف ٍ
غا ِ ما َرب ّ َ
ك بِ َ و َ
ها َ ر ُ
فون َ َ ع ِ ه َ
فت َ ْ م آَيات ِ ِريك ُ ْ
سي ُ ِ مدُ ل ِل ّ ِ
ه َ ل ال ْ َ
ح ْ ق ِ و ُ*" َ
ن " )النمل. (93: مُلو َ ع َ
ما ت َ ْ
ع ّ
َ
وقوله –سبحانه وتعالى: -
َ
ص:
ن") ّ
حي ٍ
عد َ ِ
ن ن َب َأهُ ب َ ْ عل َ ُ
م ّ ول َت َ ْ
ن* َ عال َ ِ
مي َ و إ ِّل ِذك ٌْر ل ِل ْ َ
ه َ
ن ُ* " إِ ْ
. (87،88
ه
في ِ
دوا ِ
ج ُ ه لَ َ
و َ ر الل ّ ِ د َ
غي ْ ِ عن ْ ِ
ن ِ
م ْ
ن ِ و َ
كا َ ول َ ْ
ن َ ن ال ْ ُ
قْرآ َ * " أَ َ
فل ي َت َدَب ُّرو َ
خِتلفا ً ك َِثيرا ً " )النساء. (82: ا ْ
فال ُ َ
ها " )محمد. (24: ب أَ ْ
ق َ قُلو ٍ
عَلى ُ
م َ َ
نأ ْ ن ال ْ ُ
قْرآ َ * " أَ َ
فل ي َت َدَب ُّرو َ
وفى ذلك يقول المصطفى –صلى الله عليه وسلم " : -أعربوا
القرآن والتمسوا غرائبه ")]. ([11
وهذه الحجج كلها مردود عليها فى هذا الكتاب حجة بحجة غير
أن خير رد عليها هو الدعوة إلى اللتزام بضوابط التعامل مع
قضية العجاز العلمى فى كتاب الله تعالى وفى سنة خاتم
أنبيائه ورسله – صلى الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين –
والتى أفردت لها باب كامل فى هذا الكتاب وأوجزها فيما
يلى :
ثبت بالمراجع
-----------------------------------------------------------------------
---------
)]([1أخرجه كل من الحاكم )(555،1و الترمذى )، (2906
والدارمى ) (2/526،525من حديث عبد اللهابن مسعود ؛
وصححةاللبانى )السلسلة الصحيحة . (2/267