You are on page 1of 9

‫تحت إشراف األستاذ‪ :‬نجيب بوقصة‬ ‫من إعداد الطلبة‪ :‬بوعمامة جمال الدين ‪ /‬بوحجار أنيس‬

‫محاضرة بعنوان‪:‬‬

‫لطلبة إدارة األعمال العمومية‬

‫خطة الدرس‪:‬‬

‫مقدمة‬ ‫‪‬‬

‫تعريف المؤسسة العمومية‬ ‫‪‬‬

‫أركان المؤسسة العمومية‬ ‫‪‬‬

‫ظهور مفهوم المؤسسة العمومية‬ ‫‪‬‬

‫أزمة مفهوم المؤسسة العمومية‬ ‫‪‬‬

‫أنواع المؤسسات العمومية‬ ‫‪‬‬

‫تفويض المرفق العام و المؤسسة العمومية‬ ‫‪‬‬

‫جامعة فرحــــــــات عباس ‪ -‬سطيف ‪-‬‬


‫تحت إشراف األستاذ‪ :‬نجيب بوقصة‬ ‫من إعداد الطلبة‪ :‬بوعمامة جمال الدين ‪ /‬بوحجار أنيس‬

‫مقدمة‪:‬ـ‬
‫لقد عرفنا من خالل دراستنا سابقا للمرفق العام أن له إتجاهين أساسيين في تعريفه فهناك من يركز على‬
‫المعيار العضوي (الشكلي) و هو ما يسمى بالمرفق العمومي – مؤسسة‪ .‬و هناك من يركز على المعيار‬
‫المادي (الموضوعي) و هو ما يميز المرفق العمومي – نشاط‪ .‬من منظور اإلتجاه األول أي المعيار‬
‫العضوي‪ ،‬المرفق العمومي هو كافة األجهزة اإلدارية أو المؤسسات اإلدارية بشكل عام فحيث توجد‬
‫مؤسسة إدارية يوجد مرفق عام‪ .‬فالمرفق العمومي للتعليم مثال يتمثل في المدارس و الجامعات و‬
‫المعاهد‪...‬‬
‫أما من ناحية المعيار المادي فالمرفق العمومي هو كل نشاط يباشره شخص عمومي يقصد إشباع مصلحة‬
‫عامة‪.‬‬
‫و على هذا األساس تنقسم المرافق العمومية إلى نوعين رئيسيين‪:‬‬
‫المرافق العمومية اإلدارية (‪ )SPA‬و المرافق العمومية اإلقتصادية أو المرافق العمومية الصناعية و‬
‫التجارية (‪)SPIC‬‬
‫و غالبا ما تنشأ الدولة مؤسسات عمومية تقوم بتسيير هذه المرافق‪.‬‬

‫كما رأينا سابقا أن المرافق العمومية نظرا لتنوعها فإنها تختلف من حيث تسييرها و ذلك العتبارات‬
‫سياسية و اقتصادية و اجتماعية‪ .‬ومن الطرق المستعملة في تسيير المرافق العمومية ‪( :‬االستغالل المباشر‬
‫‪ ،la régie‬طريقة اإلمتياز ‪ ،la concession‬طريقة اإليجار ‪ ،l’affermage‬و طريقة المؤسسة‬
‫العمومية ‪)...l’établissement public‬‬
‫فما هي المؤسسات العمومية و أركانها و ما هي أنواعها؟‬

‫‪ -1‬تعريف المؤسسة العمومية‪:‬‬


‫* المؤسسة العمومية هي شخص معنوي‪ ،‬الهدف من إنشائها هو التسيير المستقل لمرافق عمومية تابعة‬
‫للدولة أو المجموعات المحلية‪.‬‬

‫* المؤسسة العمومية هي شخص إعتباري من النموذج التأسيسي الهدف من إحداثها هو تأمين التسيير‬
‫المستقل لمرفق للدولة أو لوالية أو لبلدية أو لشخص آخر من النموذج التجمعي‪.‬‬

‫لم يتعرض المشرع الفرنسي إلى تعريف المؤسسة العامة تاركا ذلك إلى الفقه و اإلجتهاد و من هنا تعددت‬
‫التعريفات‬
‫‪ :Duguit‬يعرف المؤسسة العمومية " بأنها مرفق يتمتع بذمة مالية مستقلة "‬
‫‪ " :Hauriou‬بأنها مرفق عام متخصص متمتع بالشخصية المعنوية "‬
‫‪ " :De Laubadère‬بأنها منظمة عامة المركزية متمتعة بالشخصية المعنوية و هي إحدى طرق إدارة‬
‫المرافق العامة‪"...‬‬
‫في الجزائر الوالية و البلدية تمثالن الالمركزية اإلقليمية ‪La décentralisation territoriale‬‬
‫أما المؤسسة العمومية كشخص عمومي يقوم بنشاط متخصص‪ ،‬تعتبر األداة الالمركزية المرفقية ‪la‬‬
‫‪.décentralisation par service‬‬

‫جامعة فرحــــــــات عباس ‪ -‬سطيف ‪-‬‬


‫تحت إشراف األستاذ‪ :‬نجيب بوقصة‬ ‫من إعداد الطلبة‪ :‬بوعمامة جمال الدين ‪ /‬بوحجار أنيس‬

‫‪ -2‬أركان المؤسسة العمومية‪>:‬‬


‫نستخلص من التعريفات السابقة أن المؤسسات العامة تتميز بثالث ميزات مهمة تعتبر كشروط أو أركان في وجود المؤسسة‬
‫العمومية و إال فال تسمى بمؤسسة عمومية‪.‬‬

‫أ‪ -‬الشخصية المعنوية‪:‬‬


‫تعرف الشخصية المعنوية أنها " كيان له أجهزة خاصة و ذمة مالية"‪.‬‬
‫أحد األساتذة‪ " :‬إننا نقصد تحت هذه التسمية‪ ،‬مجموعات من األشخاص و األموال‪ ،‬التي نظرا لخصوصية‬
‫أهدافها و مصالحها‪ ،‬يمكنها القيام بنشاط مستقل أي متميز عن األفراد الذين يكونون هذه المجموعات‬
‫فيتعلق األمر مثال بالدولة و البلديات و الشركات التجارية أو النقابات‪"..‬‬

‫عناصر الشخصية المعنوية‪ - :‬أجهزة تمثلها – ذمة مالية – اإلعتراف بها من طرف المشرع‪.‬‬
‫* يجدر اإلشارة إلى أن نظرية الشخصية المعنوية نشأت أوال في مجال القانون الخاص للتمييز بين‬
‫الشخص الطبيعي و الشخص المعنوي فالشخص الطبيعي هو اإلنسان‪ .‬أما الشركة التجارية فهي شخص‬
‫معنوي في القانون الخاص و عليه فإنها تملك أجهزة تعمل باسمها‪ ،‬كما تملك ذمة مالية‪ .‬وبالتالي فلها‬
‫حقوق و عليها واجبات‪.‬‬

‫* هي الميزة األساسية في أسلوب المؤسسة العمومية و التي تميزها عن باقي األساليب التقليدية األخرى‬
‫أي االستغالل المباشر و اإلمتياز‪ .‬هذه الميزة يترتب عنها نتائج الصعيد المالي و القانوني و اإلداري‪:‬‬

‫‪ -‬من الجهة القانونية‪ :‬تتمتع بحقوق يترتب عليها واجبات‪ .‬فهي تملك الحقوق في عقد إتفاقيات تخرج في‬
‫بنودها عن المألوف و هي تمتلك حق المداعاة باسمها و الدفاع عن مصالحها‪ ،‬و من أجل ذلك وجب‬
‫مداعاتها بالذات في المنازعات التي تقوم بينها و بين الغير‪.‬‬

‫‪ -‬و ممارسة المؤسسة العمومية لحق اإلستقالل اإلداري الناتج عن تمتعها بالشخصية المعنوية يوليها أمر‬
‫وضع األنظمة المتعلقة بها‪ ،‬فهي تضع نظاما داخليا لها‪ .‬و مالكا لمستخدميها‪ .‬و تنظم طرق تنفيذ مهامها‬
‫كأن تضع مثال دفاتر شروط خاصة لتنفيذ األعمال‪ .‬فللجامعة –مثال‪ -‬أجهزتها و هيئاتها اإلدارية التي‬
‫تستقل بها عن وزارة التعليم العالي ‪ :‬مجلس التوجيه‪ ،‬المجلس العلمي للجامعة‪ ،‬رئيس الجامعة ‪.‬‬

‫‪ -‬و من نتائج الشخصية المعنوية اإلستقالل المالي‪ .‬أي وجود ذمة مالية مستقلة و ميزانية خاصة لها‬
‫منفصلة عن ميزانية الدولة أو البلدية التي أنشأتها‪ .‬و قبول التبرعات مباشرة‪.‬‬

‫فعملية شخصنة المؤسسة العمومية يسمح لها بتحقيق إدارة مرنة‪.‬‬

‫جامعة فرحــــــــات عباس ‪ -‬سطيف ‪-‬‬


‫تحت إشراف األستاذ‪ :‬نجيب بوقصة‬ ‫من إعداد الطلبة‪ :‬بوعمامة جمال الدين ‪ /‬بوحجار أنيس‬

‫ب‪ -‬التخصص‪:‬‬
‫إن مبدأ التخصص يرتبط بالشخصية المعنوية فهو يركز على وجود غرض معين و غاية يجب تحقيقها و‬
‫هذا يعني أن ليس لها اختصاصات و صالحيات خارج إطار المهمة المحددة في وثيقة إحداثها‪ ،‬و بالتالي ال‬
‫يمكنها استعمال ذمتها المالية في نشاط مغاير‪ .‬كما يرتبط هذا المبدأ بفكرة أخرى تتعلق بارتباط المؤسسة‬
‫العمومية كجهاز متخصص و مستقل قد أنشئ للقيام بمهمة هي باألصل مرتبطة بالدولة أو البلديات‪.‬‬

‫يقول أحد الباحثين ‪: M. Rolland‬‬


‫«‪L’activité de l’établissement public est limitée par l’affectation spéciale de son ‬‬
‫‪» .patrimoine à un ou plusieurs buts déterminés‬‬

‫ج‪ -‬المرفق العام‪:‬‬


‫إن المؤسسة العمومية تعتبر كوسيلة إلدارة المرفق العام فال يمكن تصور المؤسسة دون وجود لمرفق‬
‫عام‪ .‬و بالتالي نستطيع القول أن كل مؤسسة عامة هي مرفق عمومي و لكن العكس غير صحيح‪.‬‬

‫‪ -3‬ظهور مفهوم المؤسسة العمومية‪>:‬‬


‫قبل النصف الثاني من القرن التاسع عشر كان مصطلح المؤسسة العمومية تطلق على كافة األشخاص‬
‫العمومية و األشخاص الخاصة ذات النفع العام "‪" les personnes privées d’intérêt général‬‬
‫دون تمييز‪.‬‬
‫و بعد هذا التاريخ أي بعد النصف الثاني من ق ‪ 19‬كانت المؤسسة العمومية تتميز عن المؤسسة الخاصة‬
‫لكن هذا ال يطرح أي إشكالية نظرا الختالفهما من حيث األهداف و اإلطار القانوني‪ .‬و أصبحت المؤسسة‬
‫العمومية تتميز أيضا عن المؤسسة ذات النفع العام‪ ،‬فهي ال تسير مرفقا عموميا لكن نشاطها يخدم منفعة‬
‫عامة و كان هذا النشاط يتمتع بحماية اإلدارة التي تعترف له بالمنفعة العمومية‪ .‬و مع هذا فإن المؤسسة‬
‫العمومية تخضع للقانون العمومي بينما تخضع المؤسسة ذات النفع العام إلى القانون الخاص‪.‬‬

‫‪ -4‬أزمة مفهوم المؤسسة العمومية‪:‬‬


‫خالل قترة طويلة كان مفهوم المؤسسة العمومية بسيطا نسبيا‪ ،‬فكانت عبارة عن هيئة عمومية تقوم بتسيير‬
‫مرفق عمومي و خاضعة لقواعد القانون اإلداري‪ .‬لكن مع تطور تدخل الدولة و اتساع نطاق نشاطاتها‬
‫ظهر العديد من المؤسسات العمومية الجديدة متمايزة من حيث طبيعة النشاط‪ .‬هذا الذي أدى إلى إشكال في‬
‫المفهوم التقليدي للمؤسسة العمومية و نظامها القانوني‪.‬‬

‫جامعة فرحــــــــات عباس ‪ -‬سطيف ‪-‬‬


‫تحت إشراف األستاذ‪ :‬نجيب بوقصة‬ ‫من إعداد الطلبة‪ :‬بوعمامة جمال الدين ‪ /‬بوحجار أنيس‬

‫حيث بدأت تظهر مرافق عمومية يتضمن نظامها القانوني تطبيق قواعد من القانون الخاص‪.‬‬
‫و بالتالي بدأ تميز في المؤسسة العمومية بالظهور بين المرافق العمومية اإلدارية (‪les services )SPA‬‬
‫‪ publics administratifs‬و التي تسيرها المؤسسة العمومية اإلدارية (‪l’établissement )EPA‬‬
‫‪public administrative‬‬
‫و التي تخضع كليا للقانون العمومي‪ ،‬و المرافق العمومية الصناعية و التجارية (‪les services )SPIC‬‬
‫‪ publics industriels et commerciaux‬التي تسيرها المؤسسة العمومية الصناعية و التجارية (‬
‫‪ l’établissement public industriel et commercial )EPIC‬و التي تخضع جزئيا للقانون‬
‫العمومي و الخاص‪ .‬هذه األخيرة التي تم اإلعتراف بها قانونيا على أنها مؤسسة عمومية مع صدور‬
‫القرار الشهير لمحكمة التنازع الفرنسية بتاريخ ‪ 22‬جانفي ‪ 1921‬في القضية المعروفة باسم "مركب‬
‫إيلوكا" أو الشركة التجارية لغرب إفريقيا‬
‫‪T.C. 22 janvier 1921, société commerciale de l’ouest africain ou arrêt du bac‬‬
‫‪.d’Eloka‬‬
‫فهذا اإلعتراف القانوني لهذه الفئة الجديدة يعتبر الفجوة األولى في المفهوم التقليدي للمؤسسة العمومية منذ‬
‫ذلك الحين و إلى غاية ‪ 1940‬لم تظهر فئات جديدة على مستوى المؤسسة العمومية‪ .‬فإن أي شخص‬
‫عمومي إن لم يكن مجموعة إقليمية محلية (الوالية و البلدية) فهو حتميا ينتمي إلى فئة المؤسسة العمومية‪.‬‬

‫أما إبتداءا من سنة ‪ 1940‬بدأت بالظهور أنواع جديدة من األشخاص العمومية و يتعلق األمر خاصة بلجان‬
‫التنظيم في المجال اإلقتصادي و المنظمات المهنية‪ .‬باإلضافة إلى هذا فإن المؤسسات العمومية الصناعية‬
‫و التجارية التي تخضع إل قواعد القانون الخاص في نطاق واسع‪ ،‬فقد أصبحت تنتمي إلى فئة قانونية‬
‫جديدة و هي فئة المقاوالت العمومية‪.‬‬

‫‪ -5‬أنواع المؤسسات العمومية‪>:‬‬


‫يتضح مما سبق أن المؤسسات العمومية تنقسم إلى نوعين المؤسسة العمومية اإلدارية و المؤسسة‬
‫العمومية الصناعية و التجارية‪.‬‬
‫أ‪ -‬المؤسسة العمومية اإلدارية‪» EPA « :‬‬
‫المؤسسات العمومية اإلدارية هي المؤسسات التي تمارس نشاطا ذو طبيعة إدارية محضة و هي تخضع‬
‫كما سبق الذكر‪ ،‬كليا إلى القانون العمومي‪ ،‬كما تتمتع بالشخصية المعنوية‪ ،‬و تتمتع ببعض اإلمتيازات‬
‫القانونية كاتخاذ القرارات اإلدارية كما تعتبر أموالها أمواال عمومية و عمالها موظفين عموميون‪.‬‬

‫تعريف المشرع الجزائري للمؤسسة العمومية اإلدارية‪ :‬حسب القانون رقم ‪ 01-88‬المؤرخ في ‪12‬‬
‫جانفي ‪(1988‬المادة ‪ )43‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية‪ُ .‬عرّفت المؤسسة‬
‫العمومية اإلدارية إستنادا إلى القواعد المطبقة على اإلدارة‪ .‬بحيث لديها نظام إداري و مالي مشابه لنظام‬
‫اإلدارة إال إذا وجد استثناء عن طريق التنظيم‪ .‬باإلضافة إلى هذا‪ ،‬فإنها خاضعة لمبدأ التخصص‪.‬‬

‫جامعة فرحــــــــات عباس ‪ -‬سطيف ‪-‬‬


‫تحت إشراف األستاذ‪ :‬نجيب بوقصة‬ ‫من إعداد الطلبة‪ :‬بوعمامة جمال الدين ‪ /‬بوحجار أنيس‬

‫أمثلة عن المؤسسة العمومية اإلدارية‪:‬‬


‫إن المؤسسات العمومية يمكن أن تأخذ تسميات مختلفة منها‪ :‬الديوان ‪ ،l’office‬الوكالة ‪،l’agence‬‬
‫المركز ‪ ،le centre‬الصندوق ‪ ،la caisse‬الغرفة ‪ ،la chambre‬المعهد ‪ ،l’institut‬المكتب ‪le‬‬
‫‪.......،bureau‬‬

‫‪ -‬األمر رقم ‪ 171-67‬المؤرخ في ‪ 31‬أوت ‪ 1967‬يتضمن تأسيس المركز الوطني التربوي الفالحي‬
‫( تنص المادة ‪ 1‬من أ‪ .‬رقم ‪ :171 -67‬تحدث مؤسسة عمومية ذات طابع إداري‪.......‬تسمى المركز‬
‫الوطني التربوي الفالحي‪)...‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 457-83‬المؤرخ في ‪ 23‬جويلية ‪ 1983‬المتضمن إنشاء الوكالة الوطنية لحماية البيئة‬

‫ب‪ -‬المؤسسة العمومية الصناعية و التجارية‪ » EPIC « :‬‬


‫المؤسسات العمومية الصناعية و التجارية هي المؤسسات التي تمارس نشاطا صناعيا أو تجاريا مماثل‬
‫للنشاط الذي تتواله األشخاص الخاصة‪ .‬و هي تخضع في هذا للقانون العمومي و القانون الخاص معا كل‬
‫في نطاق محدد‪ .‬أي نظام قانوني مزدوج ففيما يخص عالقتها مع الدولة و نظامها الداخلي فهي تخضع‬
‫لقواعد القانون العام و أما عالقتها مع الغير فإنها تخضع للقانون الخاص‪.‬‬
‫و منه فإن المؤسسة العمومية الصناعية و التجارية تشبه المؤسسة العمومية اإلدارية في بعض الجوانب و‬
‫تختلف عنها في جوانب أخرى‪.‬‬

‫تعريف المشرع الجزائري للمؤسسة العمومية الصناعية و التجارية‪:‬‬


‫حسب نفس القانون السابق (المادة ‪:)44‬‬
‫تعرف بأنها المؤسسة العمومية التي تتمكن من تمويل أعبائها اإلستغاللية جزئيا أو كليا عن طريق عائد‬
‫بيع إنتاج تجاري يحقق طبقا لتعريفة معدة مسبقا و لدفتر الشروط العامة الذي يحدد األعباء و التقيدات التي‬
‫تعود على عاتق المؤسسة و الحقوق و الصالحيات المرتبطة بها و كذا عند االقتضاء حقوق و واجبات‬
‫المستعملين‪.‬‬
‫أمثلة عن المؤسسة العمومية الصناعية و التجارية‪:‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 497-83‬المؤرخ في ‪ 13‬أوت ‪ 1983‬المتضمن إنشاء ديوان رياض الفتح‪.‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 38-91‬المؤرخ في ‪ 16‬فيفري ‪ 1991‬المتضمن القانون األساسي العام للغرف‬
‫الفالحية‪.‬‬

‫جامعة فرحــــــــات عباس ‪ -‬سطيف ‪-‬‬


‫تحت إشراف األستاذ‪ :‬نجيب بوقصة‬ ‫من إعداد الطلبة‪ :‬بوعمامة جمال الدين ‪ /‬بوحجار أنيس‬

‫* كما يمكن تحويل المؤسسة العمومية اإلدارية إلى المؤسسة العمومية الصناعية و التجارية أو العكس‪ ،‬و‬
‫من أمثلة ذلك ديوان الترقية و التسيير العقاري (‪l’office de promotion et de gestion )OPGI‬‬
‫‪.immobilière‬‬
‫ما هو معيار التمييز ؟‬
‫ظهرت عدة معايير للتمييز بين المؤسسة العامة اإلدارية و المؤسسة العامة الصناعية التجارية‪ ،‬و منها ‪:‬‬
‫أ) المعيار المادي (الموضوعي)‪ :‬تكون المؤسسة العامة إدارية إذا كان موضوع نشاطها يتصل‬
‫بمجال إداري بمعناه الواسع‪ .‬أما المؤسسة العامة الصناعية التجارية فهي التي تمارس نشاطا له طابع‬
‫تجاري ‪ :‬إنتاج مواد (كهرباء وغاز‪ ،‬تحويل ورق )‪ ،‬أو تقدم خدمات ( نقل عمومي‪ ،‬توزيع مياه الشرب‪،‬‬
‫خدمات الهاتف والبريد)‪.‬‬
‫ب) المعيار التوجهي (الهدف)‪ :‬ال تسعى المؤسسة العامة اإلدارية إلى تحقيق ربح مالي‪ ،‬إذ يتجه‬
‫نشاطها إلى احتياجات الجمهور مجانا‪( :‬مؤسسات النظافة البلدية‪ ،‬المؤسسات التربوية العامة ‪...‬إلخ)‪.‬‬
‫أما المؤسسات العامة الصناعية التجارية‪ ،‬فإنها تحدث للقيام بمهمة اقتصادية تقتضي مراعاة الجانب‬
‫المالي‪ ،‬حيث يجب عليها ‪-‬على األقل‪ -‬الحفاظ على توازنها المالي‪ ،‬إذ تنص المادة ‪ 137‬من القانون البلدي‬
‫على ما يلي ‪ " :‬يجب على المؤسسة العمومية الصناعية و التجارية أن توازن بين إيراداتها و نفقاتها "‬
‫و مع ذلك فإن المؤسسات العمومية الصناعية التجارية تبقى من أشخاص القانون العام‪ ،‬متميزة و مختلفة‬
‫بذلك عن كل من‪ :‬الشركات الخاصة‪ ،‬و المؤسسات العمومية االقتصادية (‪،)les entreprises publics‬‬
‫و التي تخضع للقانون التجاري و تعتبر من أشخاص القانون الخاص‪.‬‬
‫ما هي النتائج المترتبة على التمييز؟‬
‫تخضع المؤسسات العامة ذات الصبغة االدارية ‪ -‬مبدئيا‪ -‬إلى قواعد القانون االداري‪ ،‬سواء من حيث‪:‬‬
‫‪ -‬العاملون بها‪ :‬إذ هم موظفون عموميون يخضون لقانون الوظيف العمومي‪ ،‬باستثناء المتعاقدين معها‪.‬‬
‫‪ -‬تصرفاتها‪ :‬حيث تخضع للنظام القانوني للقرارات االدارية‪ ،‬و كذا نظام العقود االدارية (الصفقات‬
‫العمومية)‪.‬‬
‫‪ -‬أموالها‪ :‬حيث تعتبر من األموال العامة التي تحضى بحماية مدنية و جنائية متميزة‪.‬‬
‫‪ -‬منازعاتها‪ :‬القاعدة العامة أن منازعات المؤسسات العامة االدارية هي من قبيل المنازعات االدارية‪،‬‬
‫التي يختص القضاء االداري بالفصل فيها‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 07‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬‬

‫بينما تخضع المؤسسات العامة الصناعية التجارية ‪-‬مبدئيا‪ -‬إلى قواعد القانون الخاص(التجاري)‪ ،‬سواء‬
‫من حيث‪:‬‬
‫‪ -‬العاملون بها‪ :‬هم عمال يخضعون لقانون العمل‪ ،‬باستثناء بعض إطاراتها المسيرة حسب قانونها‬
‫األساسي‪.‬‬
‫‪ -‬تصرفاتها‪ :‬حيث تخضع من حيث الوصاية إلى قواعد القانون اإلداري‪ ،‬أما في عالقاتها مع الغير‬
‫(المتعاملين معها‪ :‬المنتفعين و الموردين)‪ ،‬فإنها تخضع للقانون التجاري(عقود تجارية)‪.‬‬

‫جامعة فرحــــــــات عباس ‪ -‬سطيف ‪-‬‬


‫تحت إشراف األستاذ‪ :‬نجيب بوقصة‬ ‫من إعداد الطلبة‪ :‬بوعمامة جمال الدين ‪ /‬بوحجار أنيس‬

‫‪ -‬أموالها‪ :‬ليست من األموال العامة بالمعنى الضيق لذلك‪ ،‬إذ أنها ال تحضى بحماية مدنية و جنائية‬
‫متميزة‪ ،‬شأنها شأن األموال الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬منازعاتها‪ :‬عادية و ليست إدارية‪ ،‬إذ يختص القضاء العادي بالفصل فيها‪.‬‬

‫و من منظور آخر فإن المؤسسات العمومية تختلف من حيث المسؤول عن إنشائها إلى‬
‫مؤسسات وطنية و أخرى محلية‪.‬‬

‫المؤسسات العامة الوطنية ‪:‬‬

‫يتم إنشاء المؤسسات العامة الوطنية من طرف السلطات اإلدارية المركزية المتخصصة (رئيس الحكومة‪،‬‬
‫الوزير)‪ .‬و بناء عليه‪ ،‬فإن إنشاء المؤسسات العامة الوطنية يبقى –أصال‪ -‬من اختصاص التنظيم‪ ،‬ما عدا‬
‫مجال ״ فئات المؤسسات ״ الذي يعود الختصاص القانون‪ :‬حيث للبرلمان أن يشرع‪ ،‬بموجب الفقرة ‪29‬‬
‫من المادة ‪ 122‬من الدستور‪ ،‬في مجال ״ إنشاء فئات المؤسسات ״‪.‬‬

‫المؤسسات العامة المحلية ‪:‬‬

‫ينص قانون اإلدارة المحلية للجزائر (م ‪ 137‬بلدي‪ ،‬م ‪ 129‬والئي ) على أن‪ :‬״ تحدد قواعد إنشاء‬
‫المؤسسات العمومية البلدية و تنظيمها و عملها عن طرق التنظيم ״‬

‫و في كل الحاالت‪ ،‬فإن إنشاء المؤسسات المحلية يستلزم‪:‬‬

‫‪ -‬مداولة من طرف المجلس الشعبي ( البلدي أو الوالئي )‬

‫‪ -‬و تصديق الجهة المختصة (الوالي أو الوزير الوصي المختص )‬

‫‪ -6‬تفويض المرفق العام و المؤسسة العمومية‪>:‬‬


‫قد يختلط مفهوم المؤسسة العامة بمفهوم التفويض‪ ،‬على اعتبار أن الدولة في ظل طريقة المؤسسة العامة‬
‫تنشئ شخصا عاما مستقال يعهد إليه بإدارة المرفق العام‪ ،‬إال أن المؤسسة العامة تتميز عن تقنية التفويض‬
‫في عدة مسائل أهمها‪:‬‬

‫إن العالقة القائمة بين صاحب التفويض و الشخص العام مانح التفويض هي عالقة تعاقدية في‬ ‫‪‬‬
‫حين أن العالقة بين المؤسسة العامة و الشخص العام الذي ترتبط به هي عالقة نظامية تخضع‬
‫للقوانين و األنظمة ذات الصلة‪.‬‬

‫يشترط في تقنية التفويض أن يرتبط المقابل المالي بصورة جوهرية بنتائج اإلستغالل‪ ،‬و هذا‬ ‫‪‬‬
‫الشرط ليس قائما في ظل طريقة المؤسسة العامة‪ ،‬إذ يمكن أن يمول المرفق العام عن طريق‬
‫المساهمات و الدعم المالي من طرف الدولة‪.‬‬

‫جامعة فرحــــــــات عباس ‪ -‬سطيف ‪-‬‬


‫تحت إشراف األستاذ‪ :‬نجيب بوقصة‬ ‫من إعداد الطلبة‪ :‬بوعمامة جمال الدين ‪ /‬بوحجار أنيس‬

‫يخضع صاحب التفويض في ظل تقنية التفويض لرقابة و إشراف الشخص العام الذي يرتبط به‬ ‫‪‬‬
‫المرفق العام موضوع التفويض‪ .‬في حين تخضع المؤسسة العامة لوصاية لمقررات المؤسسة‬
‫العامة بحيث ال تصبح نافذة إال بعد التصديق عليها من قبل سلطة الوصاية‪ .‬و مهما بلغت درجة‬
‫رقابة الشخص العام على صاحب التفويض فإنها ال تبلغ درجة الوصاية على أعماله‪ ،‬ألن صاحب‬
‫التفويض يدير المرفق العام باستقالل عن الشخص العام و على نفقته و على مسؤوليته‪.‬‬

‫يتسم الشخص الذي يتولى إدارة المرفق العام عن طريق المؤسسة العامة بالطابع العام‪ ،‬بحيث‬ ‫‪‬‬
‫يمكن أن يكون صاحب التفويض شخصا عاما أو خاصا‪ ،‬و يمكن أن تكون المؤسسة العامة‬
‫صاحبة تفويض مرفق عام‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫إن أسلوب المؤسسة العمومية في إدارة المرافق العامة يعتبر من أنجع األساليب و ذلك لما تتمتع به‬
‫المؤسسات العمومية من إستقالل إداري و مالي مما يحقق لها مرونة أكثر للتكيف مع المحيط و متطلبات‬
‫المجتمع‪ .‬و يؤهلها للقيام بمشاريع التنمية اإلقتصادية و اإلجتماعية‪ .‬و القيام ببعض الخدمات الضرورية و‬
‫األنشطة اإلقتصادية التي ال يقبل عليها القطاع الخاص‪ .‬و مع ذلك فهي أكثر عرضة للفساد المالي و‬
‫اإلداري و االنحراف عن األهداف المرجوة منها بالنسبة إلى أساليب التفويض األخرى و لعل ذلك راجع‬
‫إلى ضعف الرقابة البرلمانية و الحكومية عليها‪.‬‬

‫جامعة فرحــــــــات عباس ‪ -‬سطيف ‪-‬‬

You might also like