You are on page 1of 12

‫التسييـر الـعموميـ الجـديد‬ ‫تطوير الخدمات العمومية‬

‫الجمهــورية الجـزائرية الديـمقراطـيـة الشعــبيــة‬


‫وزارة التعليم العالـي و البحث العلمي‬

‫كلية العلوم اإلقتصادية و التسيير‬ ‫جـامعة فرحات عباس‬


‫قســـم علـــوم التسيير‬ ‫سطيف‬

‫أهمية التسيير العمومي الجديد‬

‫تخصص ‪ :‬إدارة عموميةـ‬

‫تحت إشـراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعــداد الـطلبة ‪:‬‬


‫بوقصة نجيب‬ ‫بوداغة سارة‬
‫بن سعيد حنان‬

‫السنة الجامعية ‪2010/201‬‬


‫التسييـر الـعموميـ الجـديد‬ ‫تطوير الخدمات العمومية‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم و نشأة التسيير العمومي الجديد‬

‫لقد تزايدت مشاريع اإلصالح اإلداري في سنوات السبعينات خاصة بعد األزمة البترولية ‪ 1973‬و‬
‫ما خلفته من أثار أهمها الديون العمومية التي دفعت بالحكومات و المنظمات بالبحث عن تغيير جذري‬
‫في سياستها‪ 2‬و البحث عن أكبر فعالية للمورد العمومي‪ 2‬الذي سجل مشاكل و نقائص في مجال تقديم‬
‫الخدمات العمومية التي تميزت بالضعف في اآلداء وغياب الفعالية في التقديم و ارتباطها بالممارسات‪2‬‬
‫اإلحتكارية ‪،‬حيث تقدم الخدمة العمومية من قبل هيئات غير هادفة للربح تنشط في محيط قانوني منضبط‬
‫يحدد بشكل دقيق مهام كل هيئة و كيفيات تمويلها ‪ ،‬وهو ما يجعل هامش الحرية لدى المسير العمومي‬
‫أقل بكثير مما هي عليه في القطاع الخاص مما يقيد في غالب األمر ظاهرة اإلبداع و التجديد ‪ ،‬و‬
‫بعبارة أخرى فإن إرتباط ثقافة الهيئة العمومية بصرامة و بيروقراطية اإلطار القانوني ينعكس سلبا على‬
‫‪1‬‬
‫أنماط اآلداء و التسيير فيها‬

‫إن البداية النظرية للتسيير‪ 2‬العمومي الجديد تعود إلى األفكار الليبرالية التي طورت خالل عقد‬
‫السبعينات عندما إستفحلت األزمة اإلقتصاية في الدول الصناعية لقد شدد هذا اإلتجاه في نهاية سنوات‬
‫السبعينات علىأن أحد األسباب الرئيسية لألزمة هو تدخل الدولة في الحياة اإلقتصادية بشكل مفرط التي‬
‫كانت تعرف بالدولة الحامية ‪ ،‬و يأتي على رأس هذا اإلتجاه اإلقتصاديين الليبراليين من أشهرهم‪Von 2‬‬
‫‪ Hayek‬و ‪ Milton Friedman‬من مدرسة شيكاغو في نهاية سنوات السبعينات ‪.‬‬
‫أما ميدانيا فقد تجسدت بعض مبادئ التسيير العمومي‪ 2‬الجديد على بعض مشاريع إصالح التسيير‬
‫العمومي‪ 2‬و اإلدارة في بعض الدول األنجلوساكسونية (بريطانيا نيوزلندا‪ 2‬خاصة ‪...‬إلخ) و ذلك في بداية‬
‫الثمانينات‪ ،‬و يعود مصطلح التسيير العمومي الجديد أو اإلدارة العامة الجديدة إلى الباحث‬
‫‪ Christopher Hood‬سنة ‪.1990‬‬
‫و إيتداء من تلك الفترة تم تعميم التسمية السابقة الذكر على جل المشاريع في الدول الغربية و‬
‫دول أسيا و أمريكا الالتينية و أصبح التسيير العمومي الجديد هو المرجعية لكل الحكومات المركزية و‬
‫الهيئات المحلية فيما يتعلق بإدخال أي تغيرات على مرافق الدولة أو إصالحها‪ .‬في بداية األلفية الثالثة‬
‫أصبح من الممكن الحديث عن تجارب يمكن تقييمها و إستخالص دروس فيما يتعلق باإلصالحات‬
‫اإلدارية ‪.‬‬
‫و يعرف المعجم السويسري‪ 2‬للسياسة اإلجتماعية ‪Dictionnaire Suisse de politique‬‬
‫‪ Sociale‬التسيير العمومي‪ 2‬الجديد بأنه‪:‬‬
‫"إتجاه عام لتسيير المنظمات العمومية تعود أولى معالم ظهوره إلى بداية التسعينات في الدول‬
‫األنجلسكسونية ‪ ،‬و إنتشر الحقا في معظم دول منظمة التعاون و التنمية اإلقتصادية و على عكس‬
‫التسيير‪ 2‬العمومي‪ 2‬التقليدي الذي يستمد مبادئه من العلوم اإلدارية و القانونية فإن أفكار و معالم التسيير‪2‬‬
‫العمومي‪ 2‬الجديد مستوحاة من العلوم اإلقتصادية و من سياسات التسيير في القطاع الخاص ‪ ،‬و من أهم‬
‫أسباب ظهور هذا النوع الرغبة في تحسين و معالجة اإلختالالت التي ميزت التسيير العمومي التقليدي ‪،‬‬
‫و التي من بينها البيروقراطية و كذا محاولة االرتقاء باإلدارة العامة إلى مستوى الكفاءة و الفعالية " ‪.‬‬
‫إن مفهوم التسيير العمومي الجديد أصبح المرجع أو النموذج الذي تستخرج منه أو تستوحى منه‬
‫كل مشاريع‪ 2‬اإلصالح في الدول بما في ذلك الدول النامية و دول شرق‪ 2‬أوروبا التي تعرف مرحلة إنتقالية‬
‫إلى إقتصاد السوق ‪ .‬لقد تكرس هذا المفهوم في الممارسات‪ 2‬الميدانية انطالقا من تدعيم المنظمات الدولية‬
‫الذي تبنته و عملت على إنتشاره ( البنك العالمي منظمة التعاون و التنمية اإلقتصادية ‪ ...‬إلخ )‪.‬‬

‫‪C. FAVOREU : Réflexions Sur les Fondements de la Stratégie et du Management Stratégique en Milieux 1‬‬
‫‪.Public , internent(www .stratégie –aims.com/monrael/favoreu.pdf), consulté le 24/11/2004‬‬
‫التسييـر الـعموميـ الجـديد‬ ‫تطوير الخدمات العمومية‬

‫هذا المفهوم الجديد للتسيير العمومي الذي كرسته تجارب بعض الدول يقوم على تحسين مستوى‪2‬‬
‫األداء في المنظمات العمومية من خالل إصالح أنماط التسيير‪ 2‬فيها و كذلك ترشيد‪ 2‬استغالل الموارد‪2‬‬
‫العمومية‪ ،‬فالتغيير الذي يحمله هذا اإلتجاه الجديد في طياته يقوم على محاكاة قواعد تسيير المنظمات‬
‫اإلقتصادية الخاصة و آليات السوق‪2.‬‬
‫في الواقع لم يمثل مفهوم التسيير‪ 2‬العمومي الجديد مذهب متناسق ‪ ،‬بل كان منذ بدايته يحتوي أو‬
‫فوفقا‪ 2‬للتوجه الذي يطبع اإلصالحات في الدول المتقدمة يأخذ التسيير‬ ‫يشمل عناصر متناقضة ‪،‬‬
‫العمومي‪ 2‬الجديد مضامين مختلفة‪ ،‬أما في الدول النامية حيث الكثير منها ال تتوفر على هياكل و مرافق‬
‫إدارية متينة و عريقة‪ ،‬فإن مفهوم التسيير العمومي‪ 2‬الجديد يتطلب وجود طبقة مؤهلة من اإلطارات‬
‫بنسبة كافية لتقوم بهيكلة و تسيير اإلدارة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مبادئ التسيير العمومي الجديد‬

‫إذا كان مفهوم التسيير العمومي‪ 2‬الجديد ال يمثل مذهبا متناسقا و ال ينعكس في الواقع بنفس‬
‫الطريقة فإن هذا لم يمنع بعض من الكتاب من محاولة حصر‪ 2‬المبادئ‪ 2‬األساسية التي يقوم عليهاهذا‬
‫المفهوم ‪ ،‬فيما يلي سنقدم قائمة لمبادئ التسيير‪ 2‬العمومي‪ 2‬الجديد كما وردت لدى البعض منهم باعتبارها‬
‫األحدث و األكثر شمولية و إن كانت هناك مساهمات لكتاب آخرون قدموا‪ 2‬قوائم‪ 2‬أخرى قد تكون‬
‫صيغت بشكل أكثر وضوحا‪ 2‬أو أكثر تركيز على هذا المبدأ أو ذاك ‪.‬‬
‫‪ ‬أوسبورن و قيبالر «‪» D. Osborne etT. Geabler‬‬
‫يرى هذان الباحثان أن التسيير العمومي الجديد يقوم على التجديد في نشاط الدولة أو الحكومة و‬
‫ذلك بإضفاء طابع المقاولة «‪ » Entreprise ‬على القطاع الحكومي تحت مصطلح‬
‫«‪ » Gouvernement entrepreneur ‬يحدد الكاتبان عشر قواعد و أسس تحكم دور الحكومة أو‬
‫القطاع العام و هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬إضفاء مبادئ التنافسية على القطاع العام وهو ما يؤدي بالضرورة إلى إعطاء أكثر فعالية لهذا‬
‫القطاع و يسمح بالتجديد‪ 2‬و تطوير‪ 2‬و تأهيل الخدمة العمومية و رضا المرتفقين بها ‪.‬‬
‫‪ -2‬تدعيم رقابة التسيير‪. 2‬‬
‫‪ -3‬تقييم كفاءة الوكاالت أو الهيئات بالتركيز على النتائج بدال من اإلهتمام بالموارد‪ – 2‬الرقابة‬
‫القبلية ‪ ، -‬و يبرر «‪ » Osborne et Geabler ‬هذا المبدأ بإعتماد فكرة أن ( كل ما هو‬
‫قابل للقياس يجب أن ينجز وفق‪ 2‬ما هو مسطر) ‪ ،‬و يعرض الباحثان في هذا الصدد مجموعة‬
‫من التساؤالت التي تبرر‪ 2‬هذا المبدأ ‪:‬‬
‫‪ ‬إذا لم نستطع قياس النتائج‪ ،‬لن تستطيع تشخيص النجاح أو الفشل‪.‬‬
‫‪ ‬إذا لم نتأكد من النجاح‪ ،‬ال نستطيع تقديره‪.‬‬
‫‪ ‬إذا لم نقدر النجاح‪ ،‬يجب أن نقدر و لو بصورة إحتمالية الفشل‪.‬‬
‫‪ ‬إذا لم نستطع لمس النجاح ال نستطيع اإلستفادة منه‪.‬‬
‫‪ ‬إذا لم نستطع تقدير الفشل ال نستطيع‪ 2‬تحديد اإلنحراف‪ 2‬و معالجته‪.‬‬
‫‪ ‬إذا لم نبرهن على بلوغ النتائج‪ ،‬ال نستطيع‪ 2‬كسب دعم الزبون أو المرتفق ‪.‬‬
‫‪ -4‬يجب أن تسعى الحكومات أو الهيئات العمومية إلى تحقيق مهمتها و أهدافها من خالل تحقيق‬
‫رفاهية المواطن أو الزبون بفاعلية و كفاءة بدال من إرتباطها بصرامة و بيروقراطية اإلطار‪2‬‬
‫القانوني و اللوائح التنظيمية‪.‬‬
‫‪ -5‬ضرورة تغيير نظرة اإلدارة او الهيئة للمرتفق‪ ،‬إذ يجب أن تصبح هذه األخيرة شبيهة إلى حدا‬
‫ما بفكرة الزبون أوال و أخيرا في التنظيمات‪ 2‬الهادفة للربح ‪ ،‬و هو ما يفرض جعـل هـذا‬
‫التسييـر الـعموميـ الجـديد‬ ‫تطوير الخدمات العمومية‬

‫األخير أسـاس في عملية تصميم وأداء الخدمة و ذلك بـمراعاة إحتيـاجاته و تطلعاته و خياراته‬
‫خالفا لعملية التسيير البيروقراطي ‪.‬‬
‫أن تكون لهذه الهيئات أو الحكومات إستعدادت سابقة لمواجهة و حل الصعوبات‪ 2‬أو المشاكل‬ ‫‪-6‬‬
‫قبل ظهورها ‪.‬‬
‫يجب أن تسعى الهيئات الحكومية و العمومية و بصورة فعالة إلى تعظيم أرباحها اإلقتصادية و‬ ‫‪-7‬‬
‫البحث عن موارد‪ 2‬جديدة بدال من اإلكتفاء بعملية تسيير‪ 2‬إنفاق الموراد‬

‫إعتماد مبدأ المشاركة في التسيير‪ 2‬و التخلي عن المركزية ‪ ،‬و هذا نوع من التسيير له العديد من‬ ‫‪-8‬‬
‫المزايا إذ يتضمن مرونة اإلستجابة للتغيرات المفاجئة للمحيط و من ثم للزبائن ( المرتفقيين ) ‪،‬‬
‫ظف إلى ذلك الكفاءة و الفعالية و التجديد في مستوى‪ 2‬التسيير‪. 2‬‬

‫إعتماد ميكانيزم السوق عوضا عن التسيير البيروقراطي ‪.‬‬ ‫‪-9‬‬

‫يجب أن تهتم و تركز الحكومات في مجال التسيير العمومي‪ 2‬الجديد ليس فقط عـلى عــرض‬ ‫‪-10‬‬
‫و المساهمة في‬ ‫الخدمات العامة ‪ ،‬و إنما على قدراتها‪ 2‬و طاقـاتها‪ 2‬فـي تقديـم الحوافـز‪2‬‬
‫جميع القطاعات‪.‬‬

‫في نفس الوقت يقر الباحثان بصعوبة تسيير الهيئات العمومية و الحكومية تبعا ألسلوب تسيير‬
‫منظمات القطاع الخاص بإعتبار أنهما ال يقومان على نفس األهداف ‪ ،‬فبالنسبة إلى القطاع الخاص فهو‬
‫يهدف إلى تحقيق االرباح المالية بصفة أساسية حيث أن التمويل مصدره الصفقات المالية القائمة على‬
‫األرباح ‪ ،‬أما بالنسبة للحكومات فمصدر‪ 2‬التمويل هو الضرائب و الرسوم‪ 2‬المفروضة على المرتفقين‬
‫‪،‬كما يرى الباحثان أن التسيير العمومي الجديد يعطي منهجا جديدا للحكومات أو هيئات القطاع العام و‬
‫‪2‬‬
‫هو تقديم خدمات ذات جودة بنفس التكاليف‪.‬‬
‫‪Pollit C.1993- 1995 ‬‬
‫يقدم ‪ -Evans - 1997‬العوامل األساسية لمساهمات ‪ ، Pollit‬و التي تعتبر حسب رأيه مبادئ‬
‫تقليدية و مستوحاة غالبا من مبادئ التسيير و يبرز هذه المبادئ في ما يلي ‪:‬‬
‫تخفيض التكاليف و بلوغ الحد األقصى‪ 2‬من النتائج و األهداف وفقا لنماذج كمية ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تحويل أنشطة الهيئات العمومية و مسؤوليات تسييرها‪ 2‬إلى وكاالت جديدة شبه حكومية وتبني‬ ‫‪-2‬‬
‫التعامل بالعقد و الصفقة أو أشباه الصفقات ‪.‬‬
‫ال مركزية السلطة داخل الوكاالت العمومية ‪ ،‬و التدرج األفقي لها و إعتماد اإلدارة و التنظيم‬ ‫‪-3‬‬
‫الذاتي لفرق العمل ‪.‬‬
‫تبني مبدأ ( مصطلح) ‪ Pourvoyeurs – Clients‬العارض – الزبون‬ ‫‪-4‬‬
‫محاولة خلق مبدأ التنافسية داخل ( بين) المنظمات العامة و الوكاالت لالرتقاء بمستوى تقديم‬ ‫‪-5‬‬
‫الخدمات العامة بإعتماد ميكانيزم‪ 2‬األسواق‪ 2‬أو أشباه األسواق‪. 2‬‬
‫وضع مؤشرات الكفاءة و إلزام المستخدمين بضرورة بلوغها ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫تغيير طريقة التوظيف‪ 2‬من التوظيف‪ 2‬الدائم إلى التوظيف التعاقدي‪. 2‬‬ ‫‪-7‬‬
‫اإلهتمام أكثر بمستوى الخدمات المقدمة للزبون أو المرتفق و محاولة تقديم خدمات أكثر جودة و‬ ‫‪-8‬‬
‫نوعية ‪.‬‬
‫إن السمات األساسية للتسيير العمومي حسب ‪ Pollit‬تتمحور حول ال مركزية تسيير‪ 2‬الوحدات‬
‫و الهيئات اإلدارية ‪ ،‬و إعتماد مبدأ المنافسة بين القطاع الخاص و الوكاالت العمومية التابعة للدولة‬
‫لضمان أكثر فعالية في األداء و توفير‪ 2‬العديد من الخيارات للمواطن ( الزبون) ‪.‬‬
‫‪.M.ST GERMAIN : Op.Cit , pp11-122‬‬
‫التسييـر الـعموميـ الجـديد‬ ‫تطوير الخدمات العمومية‬

‫‪.URIO P.1998 ‬‬


‫إن مجموعة المبادئ التي قدمها" أوريو" تقوم على أساس توضيح أثر و أهمية وظيفة المسير في‬
‫مجال التسيير العمومي الجديد‪ ،‬و نستطيع عرض هذه المبادئ التي تتفق مع المبادئ التي قدمها‬
‫‪ Varone‬فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تقوم الفعالية اإلقتصادية للمنظمات على إعتماد ميكانزم‪ 2‬السوق الذي يعتبر‪ 2‬حسب ‪ Urio‬أفضل‬
‫أسلوب لتعظيم اإلنتاج و توزيع الثروات و الموارد‪2.‬‬
‫‪ -2‬الفصل بين القرارات اإلستراتيجية و القرارات العملية و تدعيم اإلتجاه نحو الخوصصة ‪.‬‬
‫‪ -3‬إن المبدأين السابقين يمثالن تقديما لمبدأ الالمركزية الذي يعتبر عامل محفز لموظفي القطاع العام‬
‫على إعتبار انه في ظل هذا المبدأ يتمتع هؤالء بنوع من الذاتية و الحرية‪.‬‬
‫إن ما سبق ذكره من مبادئ يدعم فكرة توجيه األنشطة الحكومية و أنشطة الدولة و أساليب‬
‫تسييرها‪ 2‬على أساس النتائج و إرضاء الزبائن عوضا عن بقاءها مرتبطة بالقيود و اللوائح التنظيمية و‬
‫القانونية‪ ،‬كما يرى ‪ Urio‬أن تطبيق هذه المبادئ يجب أن تحدد له سياسة إقتصادية منظمة فيما يخص‬
‫المشاريع‪ 2‬العمومية ‪ ،‬إذ ال يكفي اإلعتماد على مداخيل الجباية ‪ ،‬و هو ما يفرض إعطاء أهمية و أولوية‬
‫للرقابة المالية و تعميم ظاهرة التشخيص و تقييم األداء و ذلك بتحديد أنماط و معايير‪ 2‬و مقاييس لتقييم‬
‫األداء ‪.‬‬
‫إذن و حسب الكاتب فإن التسيير‪ 2‬العمومي الجديد يقوم على ثالثة مبادئ أساسية‪:‬‬
‫‪ -‬الالمركزية و إعادة تنظيم الهياكل ‪.‬‬
‫‪ -‬رقابة مالية فعالة ‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة و تقييم االداء ‪.‬‬
‫‪.M. FINGER et ABATE B‬‬ ‫‪‬‬
‫يحدد الباحثان مبادئ التسيير العمومي الجديد في‪:‬‬
‫‪ -‬إعتبار المواطن أو المرتفق بالخدمة زبون ( ‪ ) Citoyen – Client‬كما هو الحال في‬
‫القطاع الخاص مما يستدعي تأهيل الخدمة العمومية و تلبية حاجات المواطن أو المرتفق بصورة أحسن‪.‬‬
‫‪ -‬معالجة المشاكل و النقائص في مستوى حدوثها دون الرجوع إلى الهيئة المركزية‪.‬‬
‫‪ -‬دور الفعالية السياسية فيما يتعلق بالتوجهات و الشروط الأساسية للتنفيذ أو اإلنجاز‪.‬‬
‫من هذا المنطلق فإن التسيير‪ 2‬العمومي الجديد يهدف إلى تحسين العالقة بين الهيئات العمومية و‬
‫المواطنين أو المرتفقين في إطار تقريب اإلدارة من المواطن ‪.‬‬
‫‪D.GIAUQUE‬‬ ‫‪‬‬
‫هناك ‪ 13‬مبدأ يقوم علها التسيير العمومي‪ 2‬الجديد وفقا" لدافيد جيوك" تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -1‬إدخال مبدأ التنافس بين مختلف المصالح اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -2‬إنفتاح المصالح اإلدارية من المرتفيقين و التقرب منهم كما هو الحال بالنسبة لعمالء المنظمات‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫‪ -3‬التركيز‪ 2‬على مخرجات النظام و األثار اإليجابية الواردة من محيطه دون التركيز على مدخالته‪.‬‬
‫‪ -4‬تسيير‪ 2‬المنظمات على أساس المهام الموكلة إليهم و األفاق التي يتطلع إليها التنظيم و التخلي‬
‫عن التسيير‪ 2‬القائم على القواعد و اإلجراءات الشكلية و الرسمية ‪.‬‬
‫‪ -5‬تغير النظرة إلى متلقي الخدمات اإلدارية من مستعمل إلى إعتباره زبون ‪.‬‬
‫‪ -6‬التسيير‪ 2‬من منظور‪ 2‬التنبؤ بالمشاكل ومحاولة اتقائها وليس التسيير من منظور معالجة المشاكل‬
‫بعد حدوثها ‪.‬‬
‫‪ -7‬التسيير‪ 2‬بإرادة تحسين اإليرادت و ليس التسيير‪ 2‬بمنطق إنفاق األموال ‪.‬‬
‫‪ -8‬تفويض السلطة للمستويات الالمركزية و تشجيع التسيير بالمساهمة ‪.‬‬
‫‪ -9‬تبني ميكانيزم‪ 2‬السوق كبديل للفنيات التقليدية و الممارسات البيروقراطية ‪.‬‬
‫التسييـر الـعموميـ الجـديد‬ ‫تطوير الخدمات العمومية‬

‫‪ -10‬الفصل في عمليات التسيير بين المستويات اإلستراتيجية ( أي المستوى‪ 2‬السياسي )‬


‫و مستويات التسيير العملي و التكتيكي ( ‪ ( ) l’opérationnel‬أي مستوى‪ 2‬المصلحة اإلدارية )‪.‬‬
‫‪ -11‬رفع مستوى‪ 2‬اإلستقاللية في المصالح اإلدارية باللجوء إلى األشكال التعاقدية بينها و بين‬
‫الجهات الوصية ‪.‬‬
‫‪12-‬تخصيص ميزانية إلقامة الشراكة و العقود مع الجهات الوصية و كذلك صياغة مؤشرات األداء‬
‫بغرض التقييم البعدي ألداء اإلدارة و مستوى كفاءة التنظيم‪2.‬‬
‫‪ -13‬تشجيع ربط عالقة شراكة بنشاط اإلدارة بصورة مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬
‫من خالل مجموعة المبادئ المقدمة بناءا على مساهمات مختلفة للباحثين ‪ ،‬نالحظ أنه وإن كانت‬
‫هذه األخيرة تختلف من حيث العدد و طريقة الترتيب ‪ ،‬إال أنها تتفق في الكثير من المبادئ‪ 2‬و هو ما‬
‫انعكس على مختلف النماذج المقترحة و المعتمدة في مجال التسيير العمومي الجديد ‪،‬و بناءا عليها ارتأينا‬
‫تقديم أهم هذه المبادئ بعد أن نعرض بعض النماذج السابقة الذكر و ذلك في المطلب الموالي ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬نماذج التسيير العمومي‪ 2‬الجديد‬


‫تبعا للدول و اإلصالحات التي ترغب في تجسيدها إنعكست هذه المبادئ بصور‪ 2‬مختلفة حيث أن‬
‫معظم التجارب في القطاعات الحكومية المتنوعة عرفت تطبيقا متباينا لهذه المبادئ‪ ،‬ورغم ذلك ففي بداية‬
‫التسعينات دافع البعض عن فكرة إمكانية صالحية هذه المبادئ في كافة أنحاء المعمورة ( ‪1996‬‬
‫‪ OXFORD‬خاصة ) ‪.‬إن حماس هؤالء الكتاب للتسيير‪ 2‬العمومي الجديد و ما أحتواه من مبادئ و أفكار‬
‫دفعهم‪ 2‬إلى التأكيد على ضرورة بروز‪ 2‬نموذج جديد تماما في تسيير المنظمات و إدارات القطاع العام ‪،‬‬
‫رغم أنه كما ذكرنا سابقا فإن قليل جدا من التجارب التي عرفتها الدول المبكرة التي تبنت التسيير‬
‫العمومي‪ 2‬الجديد التي يمكن إعتبارها متطابقة بنسبة عالية ‪ ،‬وهو ما ذهبت إليه الكتابات الحديثة التي‬
‫تضمنت تقييما للتجارب المطبقة في بعض الدول في فترة الثمانينات و التسعينات و التي بينت أن إتجاه‬
‫هذه التجارب ال ينحو نحو التقارب بل على العكس من ذلك هناك كثير من اإلختالفات الجـوهرية بدت‬
‫واضحة تبعا لتجارب بعـض الـدول و تبعا لخصوصيات منظماتهم ‪.‬‬
‫هذه المالحظات المستمدة من الدراسات التقويمية لتجارب إصالح اإلدارة دفعت (‪L.E‬‬
‫‪ )LYNN1998‬إلى التأكيد على أنه من الخطأ اعتبار أن مفهوم التسيير العمومي الجديد يوحي بوجود‬
‫نموذج أو شكل واحد بل هناك نماذج مختلفة متشابهة إلى حد ما في المبادئ لكنها تختلف من حيث طريقة‬
‫تطبيقها ‪،‬و ذلك حسب المناخ العام و اإلمكانيات و مدى استجابة األطراف‪ 2‬الفاعلة في التطبيق‪ 2‬مع‬
‫محتوى‪ 2‬و أبعاد النموذج المطبق‪2‬‬
‫كل هذه األبحاث و التجارب على اإلصالحات و ما إرتبط بها من نقاشات أفضت إلى البعض إعتبار‬
‫أن التسيير العمومي الجديد يتضمن عدة نماذج قام بعض الكتاب بمحاولة صياغتها و فيما يلي سنعرض‬
‫أهم التصنيفات لنماذج التسيير العمومي الجديد ‪ ،‬حسب ما وردت لدى بعض الكتاب و الباحثين في هذا‬
‫المجال‪.‬‬
‫‪ I/‬تصنيف‪Ferlie et al 2‬‬
‫قدم الباحثون أربع نماذج للتسيير العمومي الجديد و هي ‪:‬‬
‫‪ I-1‬نموذج الكفاءة ‪:‬‬
‫قد يكون هذا النموذج هو األصل من حيث الظهور إذ يعود إلى بداية الثمانينات و كانت بعض الدول‬
‫األنجلوساكسونية قد بادرت إلى إصالح مرافقها اإلدارية لرفع كفاءتها إنطالقا من المقارنة مع منظمات‬
‫القطاع الخاص ‪.‬‬
‫في هذا النموذج تحتل المفاهيم ذات الطابع اإلقتصادي‪ 2‬البحت مكانة كبيرة كما هو الحال بالنسبة‬
‫للمنافسة و األداء الكفء في الوظيفة اإلنتاجية و تماشيا مع ذلك تم إعتماد أدوات تسيير‪ 2‬مأخوذة من‬
‫القطاع الخاص ‪ ،‬كما يدرج أصحاب هذا النموذج ضرورة لجوء الدولة إلى إبرام عقود لتقديم الخدمات‬
‫تتم بين السلطات العمومية و المصالح اإلدارية ‪،‬يتم بموجبها اإلتفاق على ميزانية معينة لتمويل نشاط‬
‫التسييـر الـعموميـ الجـديد‬ ‫تطوير الخدمات العمومية‬

‫اإلدارة المعنية مقابل مهام محددة تنجزها هذه األخيرة و عادة ما تصاحب هذه العقود مخططات تفصيلية‬
‫تتضمن األهداف و النتائج الواجب بلوغها مما يسمح بقياس مستوى األداء في هذه اإلدارات ‪.‬‬
‫‪ I- 2‬نموذج اللمركزية و تقليص الحجم ‪:‬‬
‫إن هذا النموذج يتميز بالصعوبة بالمقارنة مع النماذج األخرى‪ 2‬من حيث اإلجراءات التي يعتمدها‬
‫أو يقوم عليها و التي قد تتواجد في غيره من النماذج ‪ ،‬و على العموم فإن الفكرة الأساسية في هذا‬
‫النموذج هي إعتماد نسبة عالية من الالمكزية في هيكلة و تسيير المنظمة العمومية بغرض تقليص حجم‬
‫األجهزة البيروقراطية لتدعيم الرقابة ال سيما المالية منها‪.‬‬
‫‪ I- 3‬نموذج (البحث عن اإلمتياز‪A la recherche de l’excellence :)2‬‬
‫في هذا النموذج درجة التأثير المنتظرة هي أكبر منها في النموذجين السابقين إذا يتعلق األمر بتغيير‬
‫ثقافة المنظمات العمومية بما يسمح لها من بناء مقدرة على تطوير‪ 2‬نظام التسيير و األداء فيها بصورة‬
‫مستمرة ‪،‬فالنموذج يؤكد أكثر على المركزية القرارات و المسؤوليات‪ 2‬و تغيير هرم السلطة التدريجية ‪،‬‬
‫اإلهتمام باآلداء و تطويره باعتماد دورات تكوينية و تعليمية للعمال ‪ ،‬و دفعهم‪ 2‬إلى تبني روح اإلنتماء و‬
‫مسؤولية القيادة ( تفعيل العملية التسييرية )‪.‬‬
‫‪ I-4‬نموذج التوجه للخدمة العمومية ‪:‬‬
‫و بعضها‬ ‫يتمثل هذا النموذج في دمج مجموعة من األفكار‪ 2‬بعضها‪ 2‬مستقاة من القطاع العام‬
‫مأخذوة من القطاع الخاص ‪ ،‬إذ يتعلق األمر بدعم القطاع العام في أداء مهامه بإعتماد طرق التسيير‬
‫المستعملة في القطاع الخاص تتمثل نقاط التركيز في هذا النموذج في أن نوعية الخدمة هي مبدأ النجاعة‬
‫بغرض بلوغ اإلمتياز‪ 2‬في القطاع العام مع األخذ بعين اإلعتبار رغبات العمالء ويتم تحقيق كل ذلك‬
‫في ظل المحافظة على القيم و المهام الخاصة بالقطاع العمومي‪. 2‬‬
‫‪ -II‬تـصـنيـف ‪J- Monks 1998‬‬
‫يقدم هذا الكاتب كذلك أربعة نماذج للتسيير‪ 2‬العمومي‪ 2‬الجديد هي كالتالي ‪:‬‬
‫‪ /II-1‬نموذج الكفاءة‪Le Modèle Efficient :‬‬
‫يهدف هذا النموذج إلى رفع كفاءة المنظمات أو اإلدارات العمومية و تقليص جميع أنواع‬
‫التكاليف المرتبطة بالقطاع كما يمكن للمنظمة في هذا النموذج أن تهتم بالسياسات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬محاولة اإلنفتاح على المنافسة‪.‬‬
‫‪ -‬قياس اآلداء باستعمال قائمة مؤشرات تسمح بمراقبته‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد الميزانيات الكلية بدال من الميزانيات‪ 2‬التفصيلية و ذلك تحت مبدأ األخذ بالنتائج‬
‫بدال من اإلهتمام فقط بالموارد‪.2‬‬
‫‪ -‬تقليص حجم اإلدارة ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬
‫‪ II – 2‬نموذج المرونة التنظيمية‬
‫يقوم هذا النموذج على أدوات سياسات و اقتراحات أخرى هي كالتالي ‪:‬‬
‫إبرام عقود أو اتفاقيات تقديم الخدمات بين الدولة و األعوان أو الوكاالت ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تقليص عدد درجات سلم السلطة ‪l’aplatissement de la hiérarchie‬‬
‫‪ -‬تفويض السلطات بصورة مباشرة إلى المصالح المعنية و المتعاقد معها لتقديم الخدمة ‪،‬‬
‫كل هذا يمنح المنظمات المرافق و اإلدارية المركزية العمليات التسييرية ‪processus‬‬
‫‪ ، de gestion‬و يضفي عليها أكثر مرونة ‪.‬‬
‫‪ -‬إال أن هذه اللمركزية يجب أن تدعم بمراقبة فعالة لضمان أكثر فعالية في التسيير‪2.‬‬
‫‪ II – 3‬النموذج النوعي أو نموذج النوعية‪Le Modèle Qualitatif :‬‬
‫يستهدف‪ 2‬هذا النموذج تقريب اإلدارة من المستعملين و العمالء من خالل اإلهتمام برأيهم حول‬
‫الخدمات اإلدارية المقدمة و ذلك عبر دراسات قياس درجات اإلشباع (‪enquête de‬‬
‫‪  ) satisfaction‬و دراسات السوق أو عن طريق‪ 2‬تطوير مقاربات النوعية باعتماد مقاييس اإليزو‪،2‬‬
‫حيث ينصب اإلهتمام على نوعية مخرجات المنظمة التي يجب أن توضع في أولويات أهدافها ‪.‬‬
‫التسييـر الـعموميـ الجـديد‬ ‫تطوير الخدمات العمومية‬

‫‪ II- 4‬النموذج التساهمي ‪Le Modèle Participatif‬‬


‫يهدف إلى دمقرطة اإلجراءات اإلدارية (‪ )processus administratif‬من خالل‬
‫المشاركة الواسعة للمواطنين ‪،‬الذين لهم الحق في المشاركة‪ -‬حسب هذا النموذج‪ -‬في تحديد نوعية‬
‫الخدمات المقدمة لهم و عليه فهم يساهمون بصورة أو بأخرى في عمليات اتخاذ القرار ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ III /‬تـصـنيـف‪I.Bolgiani )2002( 2‬‬
‫في هذا التصنيف‪ 2‬األخير الذي نقدمه ‪ ،‬قام الكاتب بصياغة ثالثة نماذج انطالقا من دراسته‬
‫للمنظمات الصحية و اإلستشفائية ‪.‬‬
‫‪ III - 1‬نموذج السوق ‪Le Modèle Du Marché‬‬
‫هذا النموذج يأخذ من أدوات القطاع الخاص من أجل رفع الكفاءة التنظيمية للمنظـمات و المرافق‪2‬‬
‫اإلدارية ‪ ،‬حيث يكون آللية السوق الدور األساسي في دراسة العمليات و المبادئ المتعلقة بتقديم الخدمة‬
‫و تسييرها في المنظمات العمومية‪ ،‬من خالل العمل على تخفيض التكاليف و الرفع من مستوى‪ 2‬تحقيق‬
‫األهداف ‪ ،‬و محاولة العمل في إطار تنافسي‪. 2‬‬
‫‪ III- 2‬النموذج الالمركزي‪Le Modèle Décentralisé : 2‬‬
‫يهدف هذا النموذج إلى الفصل بين مراحل و أوجه التسيير اإلستراتيجي عن تلك المتعلقة‬
‫بالتسيير‪ 2‬العملي او الجاري ( ‪ ) opérationnelle‬كما يقوم كذلك على إعادة توزيع الكفاءات و‬
‫المهارات التي يجب أن تعطى لها صالحيات إتخاذ القرارات في مختلف المصالح و المستويات‪ 2‬األقرب‬
‫من العمالء في المنظمة أو المرفق اإلداري ‪.‬‬
‫‪ III-3‬نموذج النوعية‪Le Modèle De La Qualité :‬‬
‫إن خصوصيات‪ 2‬هذا النموذج ترتبط بالمجهودات التي يجب أن تبذل من أجل رفع مستوى‪ 2‬إشباع‬
‫و تحليل مستويات‪2‬‬ ‫العمالء عن طريق‪ 2‬إعتماد أنماط اإليزو أو الدراسات الهادفة إلى قياس‬
‫اإلشباع للتمكن من التعرف عليها و إدخال التعديالت الضرورية للرفع منها‪.‬‬
‫و يمكن تلخيص النماذج السابقة في الشكل الموالي ‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ : ) 02‬نماذج التسيير العمومي الجديد ‪.‬‬
‫تصنيف‪I.Bolgiani 2‬‬ ‫تصنيف‪J- Monks 2‬‬ ‫تصنيف‪Ferlie et al 2‬‬

‫نموذج‬ ‫نموذج‬ ‫نموذج‬ ‫نموذج الالمركزية‬ ‫نموذج الكفاءة‬


‫النوعية‬ ‫المرونة التنظيمية‬ ‫الكفاءة‬ ‫و تقليص الحجم‬
‫نموذج‬ ‫نموذج‬ ‫النموذج التساهمي‬ ‫نموذج‬ ‫نموذج التوجه للخدمة‬ ‫نموذج البحث عن‬
‫الالمركزية‬ ‫السوق‬ ‫النوعية‬ ‫العمومية‬ ‫اإلمتياز‬

‫المصدر‪ : 2‬من إعداد الباحثة‬

‫مما سبق يمكننا توضيح المبادئ المشتركة بين النماذج فيما يلي ‪:‬‬
‫اإلهتمام باألداء في المنظمة العمومية و العمل على تحسينه‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫تقليص حجم األجهزة اإلدارية و محاولة التخلص من البروقراطية ‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫األخذ ببعض مبادئ و أساليب القطاع الخاص ( المنافسة‪ ،‬دراسة السوق‪.)...‬‬ ‫‪)3‬‬
‫اإلهتمام بالزبون أو المرتفق و محاولة إعطاءه الفرصة للمساهمة في تحديد نوعية الخدمات المقدمة‬ ‫‪)4‬‬
‫له‪.‬‬

‫‪:Op.Cit, pp 68-69. D. GIAUQUE3‬‬


‫التسييـر الـعموميـ الجـديد‬ ‫تطوير الخدمات العمومية‬

‫‪ )5‬إبرام عقود و اتفاقيات مع الوكاالت لتقديم الخدمة العامة بصورة أحسن‪ ،‬و تفويض السلطة لهم بما‬
‫يسمح بتحقيق أفضل آداء و أحسن نوعية‪.‬‬
‫‪ )6‬التركيز‪ 2‬على مخرجات النظام أكثر من التركيز على مدخالته‪.‬‬
‫‪ )7‬تخفيض التكاليف و بلوغ الحد األقصى من النتائج و الفعالية في التسيير‪.‬‬
‫‪ )8‬تدعيم الرقابة بجميع أنواعها‪.‬‬
‫هذا و نشير أن هناك تصنيفات أخرى لنماذج التسيير العمومي الجديد‪ ،‬لكننا نكتفي بما تم‬
‫التعرض إليه في التصنيفات الثالثة السابقة لنؤكد أن مفهوم التسيير العمومي الجديد ال يمثل نموذجا‪2‬‬
‫موحدا‪ ،‬خاصة و أن الكثير من الدراسات قد أكدت بعد الدراسة و التحليل أن اإلصالحات قد تأخذ‬
‫مناحي عدة‪ ،‬يمكن تطبيقها في آن واحد رغم طبيعتها‪ 2‬المختلفة ‪ ،‬و هو ما يؤكده ‪ MONKS‬إذ يرى أن‬
‫غياب أو ندرة النموذج األوحد‪ 2‬للتسيير‪ 2‬العمومي الجديد يجب أن تؤخذ بعين اإلعتبار عند دراسة هذا‬
‫المفهوم‬

‫التجربة الفرنسية‬
‫بعد إصالحات ‪ 1983 -82‬التي انصبت بصورة أساسية على الالمركزية من خالل تحويل‬
‫مجموعة من صالحيات اإلدارة المركزية إلى إدارة المجموعات المحلية‪. 4‬‬
‫جاءت إصالحات ‪ 1989-88‬لتعطي دفعا جديدا إلصالح مختلف مصالح القطاع العمومي تقوم هذه‬
‫اإلصالحات على مقاربة جديدة تعتبر أن اإلستمرار في التأكيد على إصالح اإلجراءات ال يؤدي‪2‬‬
‫بالضرورة إلى تحسين مستوى‪ 2‬آداء المصالح اإلدارية‪ ،‬و بدال من ذلك يجب العمل على تطوير‪ 2‬مسؤولية‬
‫األعوان اإلداريين المشتغلين بالوظيف العمومي بما يزيد من مستوى‪ 2‬وعيهم بهذه المسؤولية و يدفعهم‬
‫إلى المبادرة بتحسين مستوى آدائهم الفردي أو الجماعي و هو ما يؤدي‪ 2‬حتما إلى تحسين مستوى نوعية‬
‫الخدمات المقدمة‪.‬‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬توالت اللجان و النصوص التنظيمية لإلصالحات‪ ،‬و كانت كلها تصب في خانة تحسين‬
‫نوعية الخدمات و رفع مستوى مسؤولية األعوان‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫في سنة ‪ 1988‬تم تنصيب لجنة أوكلت لها مهمة دراسة المواضيع التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تطوير‪ 2‬و تحديد المسؤوليات‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة عالقات جديدة في العمل والعالقات مع الجمهور‪2.‬‬
‫‪ -‬وضع سياسات للتقييم‪.‬‬
‫و تتمثل المبادرة األساسية و ذات الطبيعة التجديدية في إنشاء ما يسمى بمراكز المسؤولية ""‬
‫‪ ،Les Centres De La Responsabilité‬من خالل نص قانوني صادر‪ 2‬في فيفري ‪ 1989‬و‬
‫نصوص أخرى تبعته ‪.‬‬
‫في سنة ‪ 1993‬نصبت لجنة أخرى كانت مهمتها إعداد تقرير حول مسؤوليات‪ 2‬نظيم الدولة ""‬
‫‪ ،Mission Sur Les Responsabilités et L'organisation De L'état‬و لقد عكس‬
‫تشخيص هذه اللجنة للمصالح اإلدارية صورة غير مرضية عن تقدم اإلصالحات وكانت نتيجة التقرير‬
‫األساسية أن كل المجهودات المبذولة إلصالح اإلدارة لم تستطع تغيير أسلوب العمل إلى التسيير‬
‫و اإلجراءات و قد‬ ‫باألهداف وبفعالية النتائج وذلك لاستمرار العمل باإلحترام الصارم لألنماط‬
‫صيغ التساؤل المطروح في هذا التقرير بالشكل التالي‪:‬‬
‫لماذا كل هذه الصعوبات‪ 2‬في بلوغ إصالح اإلدارة ألهدافها و في تحويل المصالح اإلدارية للعمل‬
‫بأنماط‪ 2‬تسييرية تقوم على تحقيق األهداف و بلوغ النتائج بدال من احترام اإلجراءات و القواعد ؟‬
‫و في إطار عملية التشخيص و لإلجابة على هذا التساؤل تم تقديم عدة أسباب منها‪:‬‬

‫‪.B.ABATE : Op.Cit , pp 13-144‬‬


‫‪.X . GREFFE : " La Gestion Publique ", Op.Cit, PP151-1555‬‬
‫التسييـر الـعموميـ الجـديد‬ ‫تطوير الخدمات العمومية‬

‫‪ -‬المقاومة و الرفض الذي يبديه الموظفون السامون لهذا النوع من اإلصالح‪ ،‬ألن الالمركزية‬
‫و اإلستقاللية ( و لو النسبية ) للمصالح اإلدارية تؤدي من وجهة نظرهم‪ ،‬إلى تقليص‬
‫إمكانيات ترقيتهم‪ 2‬و تحد من سلطتهم‪2.‬‬
‫‪ -‬الموظفون العاملون بالمصالح المركزية لم يغيروا‪ 2‬من سلوكاتهم التي تكرس تبعيتهم لهذه‬
‫المصالح‪.‬‬
‫‪ -‬بقاء الرقابة قائمة على أساس احترام القواعد و اإلجراءات و ليس على بلوغ األهداف‪.‬‬
‫و هو ما‬ ‫‪ -‬سلبية سياسة أسلوب الترقية‪ ،‬الذي يعاقب على الفشل أكثر من مجازاة النجاح‬
‫يؤدي‪ 2‬إلى اإلحساس باإلحباط‪ 2‬و يدفع إلى سلوك الالمباالة و الالمسؤولية‪.‬‬
‫‪ -‬فشل العقود التي كان من المفروض أن تعطي‪ 2‬نتائج و تجسد استقاللية المصالح و ذلك‬
‫ألن أغلبية هياكل الدولة ال تلتزم بما يرد من بنود في هذه العقود‪.‬‬
‫‪ -‬إن مفهوم المصلحة العمومية أو الخدمة العمومية ما زال يفهم بمعنى الصبغ الموحدة أو‬
‫المتماثلة‪ ،‬في حين أن كثير من الدول استطاعت التوفيق‪ 2‬بين مبدأ المساواة و الالمركزية‬
‫بصورة ديناميكية‪.‬‬
‫مفهوم مركز المسؤولية ‪Le Concept De Centre De Responsabilité :‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪‬‬
‫المبادرة الفرنسية في مجال اإلصالحات هي أقرب ما يكون من مفهوم الوكالة في اإلصالحات‬
‫البريطانية‪ ،‬وتصف وثيقة صادرة في سنة ‪ 1990‬مراكز المسؤولية على أنها طريقة جديدة إلشراك‬
‫الموظفين في طريقة تسيير اإلدارة و التكفل باحتياجات‪ 2‬مرتفقيها من خالل إعداد أهداف و أنماط‬
‫للتسيير‪.‬‬
‫للتحول إلى مركز المسؤولية يجب أوال أن تقوم المصلحة بصياغة تقرير عن الوضعية العامة‬
‫لها‪ ،‬وإعداد مشروع يتضمن تشخيص اإلمكانيات و األهداف التي تصبو المصلحة إلى بلوغها و أخيرا‬
‫يتم إبرام اتفاق في صيغة عقد مع الوزارة الوصية و وزارة المالية‪ ،‬هذا التحول يسمح للمصلحة من أن‬
‫تستفيد من استقاللية فعلية في مجال التنظيم من أجل بلوغ األهداف المنوطة بها و التي قد تكون خارجية‬
‫كالمقدرة على اإلستجابة لحاجات المتعاملين في آجال معينة أو قد تكون داخلية كتخفيض نسبة الغيابات‬
‫في العمل و يمكن عرضها بشكل كمي أو غير كمي‪.‬‬
‫هذا اإلتفاق التعاقدي‪ 2‬يجب أن يحترم القواعد و التشريعات المعمول بها و يجب أن يتضمن‬
‫تقيم هذه اإلتفاقيات سنويا و بصورة‬ ‫تحديدا لدرجة اإلستقاللية التي تختلف من مصلحة إلى أخرى و ّ‬
‫شاملة بعد ثالث سنوات وفقا لطبيعة النشاط قبل أن تدرس إمكانية تجديد العقد لمدة أخرى‪ ،‬وعندما يتم‬
‫إبرام االتفاق تدخل بنوده حيز التنفيذ ال سيما ما يتعلق بمجال التنظيم‪ 2‬من أجل بلوغ اإلستقاللية التي‬
‫تمس الجوانب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إستقاللية في تنظيم المستخدمين باستثناء عدد الموظفين الذي يبقى من صالحيات الهيئة‬
‫المركزية التي تقوم بتحديده بطريقة نمطية‪.‬‬
‫‪ -‬إستقاللية في بعض من جوانب التسيير المالي ألنه و بموجب هذه اإلستقاللية يتم إلغاء بعض‬
‫من القواعد المتعلقة بسنوية اإلعتمادات و تخصصها‪.2‬‬
‫‪ -‬إستقاللية في إمكانية تخصيص الموارد المتأتية من تحسين إنتاجية المصلحة لصالح‬
‫المستخدمين بصورة جماعية (في شكل برامج للتكوين المتواصل‪ 2‬مثال )‪.‬‬
‫تقييم اإلصالح على أساس مركز المسؤولية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مهما كانت أهمية هذا اإلصالح فإن تأثيره يبدو ضئيال في اإلدارة الفرنسية نظرا للتقاليد اإلدارية‬
‫التي تتسم بالمركزية الشديدة في فرنسا و التطبيق الدقيق لنفس القواعد في كل أنحاء البالد ‪،‬هذه التقاليد‬
‫المركزية في اإلدارة منعت من انتشار آثار هذه اإلصالحات من جهة و منعت من انتشار المصالح التي‬
‫تعتمد هذا الشكل التعاقدي في آداء مهامها من جهة أخرى ‪ ،‬و قد يعود ذلك لألسباب التالية ‪:‬‬

‫‪.Bernard ABATE :Op .Cit, pp 111-1216‬‬


‫التسييـر الـعموميـ الجـديد‬ ‫تطوير الخدمات العمومية‬

‫إن شروط التحول إلى مراكز المسؤولية تم تفسيرها بطريقة تعجيزية من قبل‬ ‫‪-‬‬
‫اإلدارة المركزية التي لم تكن تشجع على انتشار هذه المراكز ‪ ،‬كما كان للموظفين السامون دورا‬
‫بارزا في عرقلة هذه اإلصالحات ألنهم يعتبرون أنها مساس بالسلطات الواسعة التي يتمتعون بها ‪ ،‬و‬
‫بالتالي كانت النتيجة أن عدد هذه المراكز بقي ضئيال‪.‬‬
‫‪-‬انقسام داخلي في المصالح التي كانت ترغب و تعمل على التحول إلى مراكز‪ 2‬المسؤولية كانت‬
‫إلى فئتان من المستخدمين‪ ،‬فئة ترى في هذا التحول وجهة ايجابية ألنها سوف تثمن مجهوداتهم وتحرر‪2‬‬
‫مبادراتهم‪ ،‬و فئة ثانية كانت تتخوف من هذا التحول ألنه ال يقوم على احترام التدرج السلمي بل على‬
‫احترام اآلداء و النتائج و بالتالي كانت الفئة الثانية تتخوف من تراجع أهميتها و سلطتها كلما زادت‬
‫درجة استقاللية المصلحة‪.‬‬
‫‪ -‬إن وزارة المالية لم تلعب دورا فاعال باتجاه تشجيع إنشاء هذه المراكز بل على العكس من ذلك‬
‫أثرت قي الحد من انتشار‪2‬ها ألن تأشيرة الوزارة كانت ضرورة و من أهم شروط تحول المصالح‬
‫اإلدارية إلى مراكز مسؤولية‪.‬‬
‫‪-‬أخيرا يمكن اعتبار أن فترة اإلصالحات كانت غير مناسبة ‪ ،‬ألن تلك الفترة عرفت إجراءات‬
‫تقليص اعتمادات الميزانية بسبب الظروف‪ 2‬اإلقتصادية العامة و غيرها من العوامل المؤثرة على سياسة‬
‫الميزانية ‪ ،‬و هو ما أثر على كل المصالح اإلدارية بما في ذلك المصالح التي تحولت إلى مراكز‬
‫مسؤولية‪.‬‬

‫خالصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫على غرار البيروقراطية و سلبياتها‪ 2‬شهد المورد‪ 2‬العمومي ضعفا في الفعالية و األداء في جل‬
‫و إرتباطها‬ ‫الدول و هو ما يبرر تزايد الديون العمومية‪ ،‬سوء تقديم الخدمات العمومية‬
‫بالممارسات اإلحتكارية‪ ،‬كل هذه العوامل فعلت في بروز النظريات الحديثة المقترنة بالفكر الليبرالي و‬
‫تزايد مشاريع اإلصالح اإلداري السيما في الدول األنجلوسكسونية في سنوات السبعينات‪.‬‬
‫التسييـر الـعموميـ الجـديد‬ ‫تطوير الخدمات العمومية‬

‫يعتبر التسيير‪ 2‬العمومي‪ 2‬الجديد من أبرز المساهمات النظرية و التجريبية الهادفة إلى إصالح‬
‫التسيير‪ 2‬العمومي‪ ،‬و يستمد مبادئه من العلوم اإلقتصادية و من سياسات التسيير في القطاع الخاص السيما‬
‫إعتماد ميكانيزم السوق و اإلهتمام برأي المواطن‪ -‬الزبون و ذلك بتحسين مستوى الخدمات المقدمة له‪،‬‬
‫كذلك تبني المركزية التسيير‪ 2‬في الوحدات و الهيئات اإلدارية و اعتماد مبدأ المنافسة بين القطاع الخاص‬
‫و الوكاالت العمومية لضمان أكثر فعالية‪.‬‬
‫لقد كانت الدول األنجلوساكسونية سباقة في محاولة تطبيق هذه المبادئ على أرض الواقع‪ ،‬فجاء‬
‫هذا التطبيق‪ 2‬في تجارب و مراحل مختلفة‪ ،‬و هو ما حاولنا عرضه من خالل التطرق‪ 2‬إلى التجربة‬
‫األمريكية‪ ،‬البريطانية و الفرنسية‪ ،‬حيث مثلت هذه التجارب جزء من الكل‪ ،‬تقابله أجزاء و تجارب أخرى‬
‫في دول عديدة ( نيوزيلندا‪ – 2‬سويسرا‪2-‬البرازيل – كندا‪ ، )...‬و مهما اختلفت حيثيات تطبيق التسيير‪2‬‬
‫العمومي‪ 2‬الجديد في مختلف الدول ‪ ،‬إال أنها تتفق في ضرورة إصالح تسيير‪ 2‬المنظمات العمومية باألخذ‬
‫من سياسات القطاع الخاص و إن دفعت بعض مشاريع اإلصالح بالدولة إلى فتح المجال للقطاع الخاص‬
‫للدخول في بعض القطاعات ‪ ،‬إال أن هذا ال ينفي ضرورة احتفاظها بسيطرتها‪ 2‬على أهم القطاعات و التي‬
‫من بينها قطاع التعليم العالي الذي بقدر ما يحتاج إلى ميزانيات ضخمة ‪ ،‬إال أنه مصدر هام في إمداد‬
‫جميع القطاعات األخرى بالرأسمال الكفء‪ ،‬و سنحاول في الفصل القادم عرض أهم معالم هذا القطاع ‪،‬‬
‫مع اإلشارة إلى بعض مؤشراته في الجزائر‪.‬‬

You might also like