Professional Documents
Culture Documents
ان طبيعة التنازع والتحاسد والتنافس صفة لزمة في النسان ل خلص منها ،ل فرق في ذلك بين العالم والجاهل
منهم ،أو بين الفاضل والسافل .ول ننكر أن يكون هناك فرق ظاهري بين العالم والجاهل في هذا المر .فالجاهل
يتنازع ويتكالب ولكنه ل يستر عمله هذا بستار من التأويل والتسويغ .يده على خنجره فل يكاد يرى فرصة مؤاتية
حتى يدس خنجره في بطن خصمه.
اما العالم فهو يسمو عن ذلك في الظاهر .انه يبغض منافسه ويحقد عليه ويود القضاء عليه ولكنه ل يعلن هذا
البغض اعلنا مباشرا ،بل هو يخفيه تحت ستار من الحاديث واليات ،أو برقع من حب الوطن ومصلحة المة.
حيث يعتقد ان المجتمع العالي الذي يتخيله الفلسفة أمر يستحيل تحقيقه على هذه الرض ،اذ هو يحتاج في تحقيقه
الى بشر من نوع غير هذا النوع الذي نعيش بين ظهرانيه.
ل مراء ان ابن خلدون كان مخطئا Hفي كثير من آرائه .ولكنه رغم ذلك كان مصيبا Hكل الصابة في أساس نظريته
حيث نظر الى الواقع الجتماعي باعتبار انه واقع محتوم ل مفر منه.
يقول ابن خلدون :ان التنازع عنصر اساسي من عناصر الطبيعة البشرية .فكل انسان يحب الرئاسة وهو ل يتردد
عن التنازع والتنافس في سبيلها اذا وجد في نفسه القدرة على ذلك.
أما صموئيل بتلر فيصف الحياة الجتماعية بانها عبارة عن خيط وسكين .فالخيط يربط الناس بعضهم ببعض
والسكين تقطع الربط بينهم.
ومعنى هذا ان المجتمع البشري ل يمكن ان يخلو من تنازع ما ل يمكن أن يخلو من تعاون .كل المرين متلزمان
في حياة الناس .ول يمكن ان يظهر أحدهما ال ويظهر الخر معه ليحد منه ويتمم وجوده.
ان التنازع والتعاون هما دعامتا الجتماع البشري .وقد اتضح لدى علماء النفس بان الحب والبغض متلزمان في
النفس كتلزم التعاون والتنازع في المجتمع.
ول يمكن ان تقوم جماعة بشرية ال ويكون حافز التنازع كامنا فيها .فالعائلة التي تعد نموذجا للتآخي بين الفراد
نراها ل تخلو من تنازع رغم ذلك .ول تكاد تمر فترة من الزمن على عائلة من العائلت حتى تسمع صراخ
الخصام قد ارتفع من بين جدران بيتها .وكثيرا Hما يكون القارب كالعقارب _كما يقول المثل الدارج.
ولو راقبنا الطفل البشري في نموه لوجدنا يميل الى التنازع والتعاون معا .فهو اذا شاهد قرينا له من الطفال مال
اليه وأنس بصحبته ،ولكنه ل يلبث أن يصطدم به ويتشابك وإياه باليدي ويتبادل الصفعات واللكمات معه.
ولكن الطفل ل يكاد يتنازع مع أحد أقرانه حتى يحس بالحاجة الى التعاون مع غيره .انه عند المنافسة يصيح ويبكي
ويختلق الحجج .وهو يروم بذلك ان يلفت انتباه أمه أو أخيه أو أحد اصحابه القدامى اليه لكي يعاونوه على غريمه
الجديد.
ظن القدماء :ان التنازع شر محض ل ينتج عنه أي خير مطلقا .وهم في هذا مخطأون .وخطأهم ناشىء من كونهم لم
يعرفوا مجتمعا خاليا Hمن تنازع .ولو فرضنا ان ا استجاب دعاءهم فخلق لهم مجتمعا تعاونيا ل تنازع فيه لملSوا منه
ولهربوا منه كما يفر السليم من الجرب.
ل شك ان التنازع مضر بالنسان ولكنه نافع له أيضا .Hفهو الذي يحفز النسان نحو العمل المثمر والبداع .وبه
يشعر النسان بانه حي ينمو .فلو كان الناس متآخين اخاءا Hتاما ،Hيبتسم بعضهم لبعض ويعانق بعضهم بعضا ثم
يذهب كل منهم في طريقه من غير منافسة أو تكالب وتحاقد لشعروا بأن الموت خير لهم من هذه الحياة الرتيبة.
حاول بعض الطوبائيين في أمريكا ان يؤلفوا من أنفسهم مجتمعا هادئا Hبعيدا عن تكالب الحياة .وقد نجحوا في ذلك
أول المر ولكنهم سئموا منه أخيرا وهربوا منه .يقول وليم جيمس بعدما عاش بينهم بضعة أيام :أصبحت أشتهى ان
اسمع طلقة مسدس أو ألمح لمعان خنجر أو أنظر الى وجه شيطان .وعندما خرج وليم جيمس من هذا المجتمع
الطوبائي قال :انا سعيد حين أخرج الى عالم فيه شيء من الشر.
أشار بعض المفكرين الى ان الجنة التي وعد بها المتقون لبد أن تكون أشقى مكان في الكون ،اذ ليس فيها الخوان
على سرر متقابلين ،يأكلون ويشربون ويتناكحون ول يفعلون سوى ذلك شيئا.
انهم سوف يسأمون من هذه الحياة الرتيبة اذا مضت عليهم سنة واحدة فكيف بهم اذا استمروا فيها الى البد خالدين؟
يحاول بعض رجال الدين الجواب على هذا بقولهم :ان أهل الجنة يتطلعون دائما Hالى أهل النار ويشاهدون الهوال
التي تنتابهم فيها .وهم يقارنون نعيمهم في الجنة بعذاب أهل النار فيشعرون بالسعادة من جراء ذلك.
وهناك جواب آخر يمكن ان يكون اصح من هذا الجواب .وهو ان الطبيعة البشرية تتبدل بعد الموت فل تبقى على
ما هي عليه في الحياة الدنيا .اما اذا بقيت محافظة على جبلتها المعهودة فلسوف ل تنفع فيها جنة ول تضر بها نار.
ان الطبيعة البشرية كما نعهدها في حياتنا الدنيا ل تستسيغ "السرر المتقابلة" والسعادة الرتيبة .فهي تشتهي التنازع
والتكالب أحيانا لكي تلتهي بهما عن سأم الحياة وتفاهة غاياتها.
واني ل اقصد من هذا الكلم الدعوة الى التنازع وترك التعاون والخاء .الواقع ان لكل شيء حدا يقف عنده وقد قيل
قديما :كل ما زاد عن حده انقلب الى ضده.
ان التنازع والتعاون صنوان ل يفترقان .ووظيفة كل منهما ان يخفف من حدة الخر وان يؤدي عمله ضمن نطاقه
المحدود له .والمجتمع المتوازن هو الذي تتكافأ فيه قوى هذين العاملين فل يطغى أحدهما على الخر.
أن المجتمع البشري يحتاج الى قدمين ليمشي عليهما .وهاتان القدمان هما عبارة عن جبهتين متضادتين .ومن
الصعب على المجتمع ان يتحرك بقدم واحدة.
ولو درسنا أي مجتمع متحرك لوجدنا فيه جماعتين تتنازعان على السيطرة فيه .فهناك جماعة المحافظين الذين
يريدون ابقاء كل قديم على قدمه وهم يؤمنون أن ليس في المكان أبدع مما كان .ونجد ازاء هذه الجماعة أخرى
معاكسة لها هي تلك التي تدعو الى التغيير والتجديد وتؤمن انها تستطيع ان تأتي بما لم يأت به الوائل.
من الضروري وجود هاتين الجماعتين في كل مجتمع .فالمجددون يسبقون الزمن ويهيئون المجتمع له .وخلو
المجتمع منهم قد يؤدي الى انهياره تحت وطأة الظروف المستجدة .أما المحافظون فدأبهم تجميد المجتمع ،وهم بذلك
يؤدون للمجتمع خدمة كبرى من حيث ل يشعرون .انهم حماة المن والنظام العام ،ولول هم لنهار المجتمع تحت
وطأة الضربات التي يكيلها له المجددون الثائرون.
قدم تثبت المجتمع وأخرى تدفعه .والسير ل يتم ال اذا تفاعلت فيه قوى السكون والحركة معا .H
والمجتمع الذي تسوده قوى المحافظين يتعفن كالماء الراكد .اما المجتمع الذي تسوده قوى المجددين فيتمرد
كالطوفان حيث يجتاز الحدود والسدود ويهلك الحرث والنسل.
والمجتمع الصالح هو ذلك الذي يتحرك بهدوء فل يتعفن ول يطغى ،إذ تتوازن فيه قوى المحافظة والتجديد فل
تطغى احداهما على الخرى.
ان المحافظين يدعون دوما الى صيانة التماسك الجتماعي .وهم يقدسون وحدة الجماعة ويكفرون من يشق عصا
الطاعة عليها .أما المجددون يدعون من جانبهم الى التطور أو الثورة ول يبالون بوحدة الجماعة بمقدار ما يبالون
بالتكيف أو التقدم.
هما رأيان متناقضان .والحق في جانب كل منهما في آن واحد .انهما يمثلن الوجهين المتلزمين للحقيقة
الجتماعية ،أو بعبارة أخرى :انهما يمثلن القدمين اللتين يسير بهما المجتمع الى المام جيل بعد جيل.
ان الحديث النبوي في السلم يحتوي على كل هذين الرأيين المتناقضين معا ،Hمما يدل على أن النبي أدرك بثاقب
بصره طبيعة المجتمع البشري.
فمن جهة ،نرى النبي يقول" :الجماعة رحمة والفرقة عذاب" ،ويقول "ل تختلفوا فان من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا".
ونراه من الجهة الخرى يقول" :ل تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ل يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر
ا" .ويقول" :اختلف أمتي رحمة".
ان هذا التناقض في الحديث النبوي مرده ،في ارجح الظن ،الى ان النبي كان ينصح اتباعه في كل حالة بما يلئمها
من نصيحة .فمثله في هذا كمثل الطبيب الذي ينصح النحيل المصاب بفقر الدم بأن يأكل كثيرا ،Hبينما ينصح البدين
المصاب بضغط الدم بان يأكل قليل .وقد يبدو هذا الطبيب في عين الناظر الساذج انه يناقض نفسه بنفسه .والواقع
انه في نصائحه يراعي الظروف الخاصة بمن ينصحه.
ومن المؤسف ان نرى رجال الدين ل يفهمون الحديث النبوي على هذا المنوال .فهم يعتبرون أقوال النبي أحكاما
مطلقة تصلح لكل زمان ومكان .بينما هي قد قيلت لمعالجة المشكلت النية التي كان يعانيها اتباعه بين حين وآخر.
كان النبي يأمر أتباعه بان ل يتفرقوا أو يختلفوا فيما بينهم .وهذا أمر يأمر به كل زعيم مصلح حين يرى اتباعه
يختلفون فيما ل يجوز الختلف فيه فيضعفون أنفسهم ازاء العدو .ولكن النبي أمر اتباعه أيضا Hبان يثابروا على
اتباع الحق ولو أدى ذلك بهم الى مخالفة الجماعة .فطاعة المخلوق في رأيه ل تصح عند مخالفتها طاعة الخالق.
ان الثورة الفرنسية قد وصلت الى أهدافها وانها أنهت عملها في داخل البلد .وادعى الجيرونديون بان واجب الثورة
صار منحصرا في أمر الحرب خارج البلد لكي تنشر الثورة به مبادءها في انحاء العالم.
ووقف روبسبير موقفا شديدا ازاء هذا الرأي وقال :ان العدو الذي يعترض الثورة هو داخل فرنسا ل خارجها .وان
الثورة يجب أن تكون حربا أهلية بدل من أن تكون حربا قومية .واضاف روبسبير الى ذلك قائل :ان مبادىء
الحرية والعدل ل يمكن ان تفرض بالسيف على بلد خارجية .فالناس ل يحبون المبشرين المسلحين.
وطاب روبسبير ثوار فرنسا ان يولوا وجوههم شطر بلدهم فيحققوا فيها مبادىء الثورة قبل ان يتطلعوا الى نشرها
في بلد الخرين.
ان هذا الذي حدث في فرنسا يحدث في كل بلد تنشأ فيه حركة اجتماعية جديدة .فالمحافظون من المترفين وأصحاب
المصالح المركزة يقاومون الحركة في أول أمرها .واذا نجحت الثورة رغم آنافهم حاولوا ان يجمدوها وان يوقفوها
عند حدها الذي وصلت اليه .وعندئذ يأخذون بالدعوة الى صيانة النظام العام ووحدة الجماعة أو تقويتها ازاء
اعدائها في الخارج.
اما المجددون المتمردون فهم ل يهتمون بقوة الجماعة أو وحدتها بمقدار اهتمامهم بالعمل على تحقيق مبادىء
العدالة والمساواة جيل بعد جيل .وهم يرون بان الحروب الخارجية تلهى الناس عن الهتمام بمبادىء الثورة الولى
وقد تشغلهم بحماسة قومية ل صلة لها بتلك المبادىء.
يقول ابن العربي عن الحسين" :انه قتل بسيف جده" ويعني بذلك ان الحسين قتل بسيف السلم لنه في نظر ابن
العربي خرج على دين السلم حين خرج على امام زمانه يزيد ابن معاوية.
هذا ولكننا حين نستمع الى رأي الحسين نفسه نجده من نوع آخر .فالحسين قال اثناء ثورته على المويين" :أل وان
وعطلوا الحدود ،واستأثروا بالفىء واحلوا
S هؤلء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن ،وأظهروا الفساد،
حرام ا وحرموا حلله".
ونحن نلحظ مثل هذه المشادة في الرأي عندما اجتمع معاوية بأولئك الذين نقموا على قريش استئثارها بالفىء
واحتكارها مناصب الدولة.
كان الناقمون يطالبون قريشا بمبادىء العدل والمساواة ،وكان معاوية يذكرهم بامامة قريش وانها حامية السلم
وانهم اذا تفرقوا عنها أضعفوا المة فضاع من يدها الملك والنصر تجاه المم الخرى.
ونلحظ مثل ذلك عندما دعى محمد قريشا المترفة الى دين السلم في أول المر.
يقول عبد ا بن عمرو" :حضرتهم وقد اجتمع اشرافهم يوما في الحجر فذكروا رسول ا فقالوا :ما رأينا مثل ما
صبرنا عليه من أمر هذا الرجل قط س Sفه احلمنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وف Sرق جماعتنا وسب آلهتنا .لقد صبرنا منه
على أمر عظيم."..
وشوهد عمر ابن الخطاب قبيل اسلمه يبحث عن محمد فسئل عن سبب ذلك فقال" :أريد محمدا هذا الصابىء الذي
فرق أمر قريش وس Sفه أحلمها وعاب دينها وسب آلهتها .فأقتله".
وهنا يتضح بجلء طبيعة المشادة في الرأي بين الجبهتين المتضادتين في المجتمع .فالجبهة المحافظة تريد وحدة
الجماعة وصيانة قوتها ،بينما الجبهة المجددة تريد الصلح الجتماعي بغض النظر عما في ذلك من ضعف أو
تفرق.
ويذهب مانهايم الى أن أصحاب المصالح القائمة هم عادة من أولى الفكار المحافظة .فهم يدعون الى تدعيم الواقع
الراهن ،فليس في المكان أبدع مما كان .وكل اصلح يعد في رأيهم مربكا للمجتمع ومقلق لنظامه القائم.
وهذا الراي الذي جاء به مانهايم يوافقه عليه اليوم كثير من علماء الجتماع.
فيقول فبلن عن الطبقة المترفة ،وهو يسميها الطبقة الفراغية ،انها ميالة الى التزام الجبهة المحافظة .وأبناء هذه
الطبقة يخافون من كل تغير اجتماعي أو تجديد لن ذلك قد يضيع عليهم الوضع المريح الذي هم فيه .فمصالحهم
المادية تجعلهم حريصين على ابقاء كل قديم على قدمه.
اما سمنر فهو يفرق بين "المثل العليا" والقيم الجتماعية .وهو بهذا يشبه مانهايم في تفريقه بين آراء المحافظين
وآراء المعارضين .فالمثل العليا في رأي سمنر هي سلح المتذمرين .اما القيم الجتماعية فهي التي يستخدمها أولو
النفوذ في المجتمع لكي يدعموا بها نظامهم القائم ولو كان ظالما.
يدعونا النصاف هنا ان نذكر بان هذه النظرية التي جاء بها اليوم علماء الجتماع ،قد جاء بها القرآن منذ زمان
قديم.
يقول القرآن في احدى آياته" :وما أرسلنا في قرية من نذير أل قال مترفوها ا Sنا بما أرسلتم به كافرون".
وقال في آية أخرى :سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الرض بغير الحق ،وان يروا كل آية ل يؤمنون بها،
وان يروا سبيل الرشد ل يتخذوه سبيل ،وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيل".
وفي القرآن عدة آيات أخرى تؤدي الى ما يشبه هذا المعنى ،اذ هي تشير الى ان المترفين يقاومون الدعوات الجديدة
دائما Hوهم ميالون للمحافظة على ما وجدوا آباءهم عليه من قيم وعادات وآراء.
وهناك آية ذات مغزى اجتماعي هام من هذه الناحية .ففيها يقول القرآن" :واذا أردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها
ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا".
والواقع ان هذه الية واضحة في دللتها الجتماعية ،فالناس اذا سكتوا عن جرائم المترفين وخضعوا لمرهم
واتحدوا على طاعتهم أصبحوا مستحقين للعقاب مثلهم.
وهنا نجد القرآن يخالف وعاظ السلطين فيما ذهبوا اليه من وجوب الطاعة للسلطان ولو كان ظالما .فطاعة الظالم
هي بذاتها ظلم وهي تستحق العقاب مثله وقد قال النبي محمد" :اذا رأيت أمتي تهاب الظالم ان تقول له انك ظالم فقد
تودع منها".
خلصة المر :ان من خصائص كل دعوة اصلحية جديدة انها تفرق الجماعة .ذلك لن المترفين يقفون لها
بالمرصاد ويقاومونها ما استطاعوا الى ذلك سبيل.