Professional Documents
Culture Documents
وموانع الجابة
في ضوء الكتاب
والسنة
تأليف الفقير إلى الله تعالى
سعيد بن علي بن وهف القحطاني
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله ،نحمده ونستعينه ،ونستغفره ،ونعوذ بالله من
شرور أنفسنا ،ومن سيئات أعمالنا ،من يهده الله فل مضل له،
ومن يضلل فل هادي له ،وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك
له ،وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله ،صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما ً كثيرًا.
أما بعد:
فهذه رسالة مختصرة في شروط الدعاء وموانع إجابته ،أخذتها
وأفردتها من كتابي ”الذكر والدعاء والعلج بالرقى“) (1وزدت
عليها فوائد مهمة يحتاجها المسلم في دعائه ،ورتبتها كالتالي:
الفصل الول :مفهوم الدعاء وأنواعه.
الفصل الثاني :فضل الدعاء.
الفصل الثالث :شروط الدعاء وموانع الجابة.
الفصل الرابع :آداب الدعاء وأحوال وأوقات الجابة.
الفصل الخامس :عناية النبياء بالدعاء واستجابة الله لهم.
الفصل السادس :الدعوات المستجابات.
الفصل السابع :أهم ما يسأل العبد ربه.
ل ،نافعا ً لي ولكل منوالله أسأل أن يجعله عمل ً صالحا ً متقب ً
انتهى إليه؛ فإنه ولي ذلك والقادر عليه ،وصلى الله وسلم وبارك
على عبده ورسوله ،وخيرته من خلقه ،نبينا ،وإمامنا ،وقدوتنا،
وحبيبنا ،محمد بن عبد الله ،وعلى آله ،وأصحابه ،ومن تبعهم
بإحسان إلى يوم الدين.
المؤلف
حرر في ضحى يوم الجمعة 17/6/1416هـ
() 1
من ص 123-186نشر مكتبة الرشد بالرياض عام 1407هـ.
الفصل الول :مفهوم الدعاء وأنواعه
المبحث الول :مفهوم الدعاء
ت الله أدعوه دعاًء: الدعاء لغة :الطلب والبتهالُ :يقال :دعو ُ
)(1
ابتهلت إليه بالسؤال ورغبت فيما عنده من الخير ودعا الله:
طلب منه الخير ورجاه منه ،ودعا لفلن :طلب الخير له ،ودعا على
فلن :طلب له الشر).(2
والدعاء :سؤال العبد ربه على وجه البتهال ،وقد يطلق على
التقديس والتحميد ونحوهما).(3
والدعاء نوع من أنواع الذكر؛ فإن الذكر ثلثة أنواع:
النوع الول :ذكر أسماء الله وصفاته ومعانيها والثناء على
الله بها ،وتوحيد الله بها وتنزيهه عما ل يليق به .وهو نوعان أيضًا:
-1إنشاء الثناء عليه بها من الذاكر وهذا النوع هو المذكور في
الحاديث نحو” :سبحان الله ،والحمد لله ،ول إله إل الله،
والله أكبر“.
-2الخبر عن الرب تعالى بأحكام أسمائه وصفاته نحو قولك :الله
عز وجل على كل شيء قدير ،وهو أفرح بتوبة عبده من الفاقد
لراحلته ،وهو يسمع أصوات عباده ،ويرى حركاتهم ،ول تخفى عليه
خافية من أعمالهم ،وهو أرحم بهم من أمهاتهم وآبائهم.
النوع الثاني :ذكر المر ،والنهي ،والحلل والحرام ،وأحكامه
ل ،وهول الحل َ م وُيح ّ
م الحرا َ
فيعمل بالمر ويترك النهي ،وُيحّر ُ
نوعان أيضًا:
-1ذكره بذلك إخبارا ً عنه بأنه أمر بكذا ونهى عن كذا ،وأحب كذا،
وسخط كذا ،ورضي كذا.
-2ذكره عند أمره فيبادر إليه ويعمل به ،وعند نهيه فيهرب منه
ويتركه.
النوع الثالث :ذكر اللء والنعماء والحسان ،وهذا أيضا ً من
ل أنواع الذكر ،فهذه خمسة أنواع. ج ّ
أ َ
وهي تكون ثلثة أنواع أيضًا:
-1ذكٌر يتواطأ عليه القلب واللسان ،وهو أعلها.
-2ذكٌر بالقلب وحده ،وهو في الدرجة الثانية.
)(4
-3ذكٌر باللسان المجرد ،وهو في الدرجة الثالثة .
() 1انظر :فتح المجيد ص 180والقول المفيد على كتاب التوحيد للعلمة ابن عثيمين ،1/117
وفتاوى ابن عثيمين .6/52
() 2سورة غافر ،الية.60 :
() 3سورة النعام ،اليتان.163 ،162 :
() 4أبو داود برقم ،1672والنسائي ،5/82وأحمد في المسند ،99 ،2/68وانظر :التعليق المفيد
على كتاب التوحيد لسماحة الشيخ العلمة ابن باز ص 91وص .245
() 5سورة النعام ،الية.17 :
() 6سورة يونس ،اليتان.107 ،106 :
د
عَبا ٌ ه ِ ن الل ّ ِ دو ِ من ُ ن ِ عو َ ن ت َدْ ُ ذي َ ن ال ّ ِ وقال تعالى} :إ ِ ّ
َ
ن{).(1 قي َ صاِد ِ م َ كنت ُ ْ م ِإن ُ جيُبوا ْ ل َك ُ ْ ست َ ِ فل ْي َ ْ م َ ه ْ عو ُ فادْ ُ م َ مَثال ُك ُ ْ أ ْ
ن عو َ طي ُ ست َ ِ ه ل َ يَ ْ دون ِ ِ من ُ ن ِ عو َ ن ت َدْ ُ ذي َ وال ّ ِ وقال سبحانهَ } :
ن{ .)(2
صُرو َ م َين ُ ه ْ س ُ ف َ ول َأن ُ م َ صَرك ُ ْ نَ ْ
ن فإ ِ ْ ف َ حْر ٍ عَلى َ ه َ عب ُدُ الل ّ َ من ي َ ْ س َ ن الّنا ِ م َ و ِ وقال تعالىَ } :
َ َ َ
ه
ه ِ ج ِ و ْ عَلى َ ب َ قل َ َ ة ان َ فت ْن َ ٌ ه ِ صاب َت ْ ُ نأ َ وإ ِ ْ ه َ ن بِ ِ مأ ّ خي ٌْر اطْ َ ه َ صاب َ ُ أ َ
من عوا ْ ِ ن ،ي َدْ ُ مِبي ُ ن ال ْ ُ سَرا ُ خ ْ و ال ْ ُ ه َ ك ُ خَرةَ ذَل ِ َ وال ِ سَر الدّن َْيا َ خ ِ َ
د،عي ُ ل ال ْب َ ِ ضل ُ و ال ّ ه َ ك ُ ه ذَل ِ َ ع ُ ف ُ ما ل َين َ و َ ضّرهُ َ ما ل ي َ ُ ه َ ن الل ّ ِ دو ِ ُ
َ َ ْ َ ْ ْ َ َ ْ
سولب ِئ ْ َ ولى َ م ْ س ال َ ه لب ِئ ْ َ ع ِ من ن ّف ِ ب ِ ضّرهُ أقَر ُ من َ عوا ل َ ي َدْ ُ
)(3
شيُر{ . ع ِ ال ْ َ
َ
ن ه إِ ّ عوا ْ ل َ ُ م ُ ست َ ِ فا ْ ل َ مث َ ٌ ب َ ر َ ض ِ س ُ ها الّنا ُ وقال تعالىَ} :يآ أي ّ َ
عوا ْ م ُ جت َ َ وا ْ ول َ ِ قوا ْ ذَُباًبا َ خل ُ ُ ه َلن ي َ ْ ن الل ّ ِ دو ِ من ُ ن ِ عو َ ن ت َدْ ُ ذي َ ال ّ ِ
ف ع َ ض ُ ه َ من ْ ُ ذوهُ ِ ق ُ سَتن ِ شي ًْئا ل ي َ ْ ب َ م الذَّبا ُ ه ُ سل ُب ْ ُ وِإن ي َ ْ ه َ لَ ُ
هن الل ّ َ ه إِ ّ ر ِ قدْ ِ ق َ ح ّ ه َ قدَُروا ْ الل ّ َ ما َ بَ ، مطُْلو ُ وال ْ َ ب َ طال ِ ُ ال ّ
زيٌز{).(4 ع ِ ي َ و ّ ق ِ لَ َ
ن الل ّ ِ
ه دو ِ من ُ ذوا ْ ِ خ ُ ن ات ّ َ ذي َ ل ال ّ ِ مث َ ُ وقال تبارك وتعالىَ } :
َ َ
تن ال ْب ُُيو ِ ه َ و َ نأ ْ وإ ِ ّ ت ب َي ًْتا َ خذَ ْ ت ات ّ َ عنك َُبو ِ ل ال ْ َ مث َ ِ ول َِياءَ ك َ َ أ ْ
نعو َ ما ي َدْ ُ م َ عل َ ُ ه يَ ْ ن الل ّ َ ن ،إ ِ ّ مو َ عل َ ُ كاُنوا ْ ي َ ْ و َ ت لَ ْ عنك َُبو ِ ت ال ْ َ ل َب َي ْ ُ
ل مَثا ُ َ وت ِل ْ َ زيُز ال ْ َ و ال ْ َ من َ
ك ال ْ مَ ، كي ُ ح ِ ع ِ ه َ و ُ ء َ ي ٍ ش ْ ه ِ دون ِ ِ من ُ ِ
ن{ .)(5
مو َ عال ِ ُ هآ ِإل ال َ ْ قل َ ُ ع ِ ما ي َ ْ و َ س َ ها ِللّنا ِ رب ُ َ ض ِ نَ ْ
هل ن الل ّ ِ دو ِ من ُ مُتم ّ ع ْ ن َز َ ذي َ عوا ْ ال ّ ِ ل ادْ ُ ق ِ وقال سبحانهُ } :
ما َ ل ذَّر ٍ قا َ مث ْ َ مل ِ ُ
و َ ض َ في الْر ِ ول ِ ت َ وا ِ ما َ س َ في ال ّ ة ِ ن ِ كو َ يَ ْ
ع
ف ُ ول َتن َ رَ ، هي ٍ َ ما ل َ ُ لَ ُ
من ظ ِ هم ّ من ْ ُ ه ِ
َ
و َ ك َ شْر ٍ من ِ ما ِ ه َ ِ فيم ِ ه ْ
م ه ْ عن ُ ُ ذا ُ حّتى إ ِ َ ن لَ ُ ش َ ال ّ
قلو)ب ِِ (6 ع َ فّز َ ه َ ن أِذ َ م ْ عندَهُ ِإل ل ِ َ ة ِ ع ُ فا َ
ي ال ْك َِبيُر{ . عل ِ ّ و ال ْ َ ه َ و ُ ق َ ح ّ قاُلوا ْ ال ْ َ م َ ل َرب ّك ُ ْ قا َ ذا َ ما َ قاُلوا ْ َ َ
ن عو َ ن ت َدْ ُ ذي َ وال ّ ِ ك َ مل ْ ُ ه ال ْ ُ م لَ ُ ه َرب ّك ُ ْ م الل ّ ُ قال عز وجل} :ذَل ِك ُ ُ
عوا ْ م ُ س َ م ل يَ ْ ه ْ عو ُ رِ ،إن ت َدْ ُ مي ٍ قطْ ِ من ِ ن ِ كو َ مل ِ ُ ما ي َ ْ ه َ دون ِ ِ من ُ ِ
ة
م ِ قَيا َ م ال ْ ِ و َ وي َ ْ م َ جاُبوا ْ ل َك ُ ْ ست َ َ ما ا ْ عوا ْ َ م ُ س ِ و َ ول َ ْ م َ عاءَك ُ ْ دُ َ
مث ْ ُ ول ي ُن َب ّئ ُ َ شْرك ِك ُ ْ ي َك ْ ُ
)(7
ر{ . خِبي ٍ ل َ ك ِ م َ ن بِ ِ فُرو َ
() 1
العراف ،الية.194 : سورة
() 2
العراف ،الية.197 : سورة
() 3
الحج ،اليات.13-11 : سورة
() 4
الحج ،اليتان.74-73 : سورة
() 5
العنكبوت ،اليات.43-41 : سورة
() 6
سبأ ،اليتان.23 ،22 : سورة
() 7
فاطر ،اليتان.14 ،13 : سورة
من ه َ ن الل ّ ِ دو ِ من ُ عوا ْ ِ من ي َدْ ُ م ّ ل ِ ض ّ ن أَ َ م ْ و َ قال الله تعالىَ } :
م ه ْ عآئ ِ ِ عن دُ َ م َ ه ْ و ُ ة َ م ِ قَيا َ ه إ َِلى َيوم ِ ال ْ ِ ب لَ ُ جي ُ ست َ ِ ل يَ ْ
كاُنوا ْ َ
و َ دآء َ ع َ مأ ْ ه ْ كاُنوا ْ ل َ ُ س َ شَر الّنا ُ ح ِ ذا ُ وإ ِ َ نَ ، فُلو َ غا ِ َ
ن{) .(1وكل من استغاث بغير الله أو دعا غير ري َ ف ِ كا ِ م َ ه ْ عَبادَت ِ ِ بِ ِ
الله دعاء عبادة أو دعاء مسألة فيما ل يقدر عليه إل الله فهو
ن الل ّ َ
ه قاُلوا ْ إ ِ ّ ن َ ذي َ فَر ال ّ ِ قدْ ك َ َ مشرك مرتد كما قال سبحانه} :ل َ َ
لسَرآِئي َ ح َيا ب َِني إ ِ ْ سي ُ م ِ ل ال ْ َ قا َ و َ م َ مْري َ َ ن َ ح اب ْ ُ سي ُ م ِ و ال ْ َ ه َ ُ
م حّر َ قدْ َ ف َ ه َ ّ
ك ِبالل ِ ر ْ ش ِ من ي ُ ْ ه َ م إ ِن ّ ُ ُ
وَرب ّك ْ ه َرّبي َ ّ
دوا الل َ ْ عب ُ ُ ا ْ
َ ما ِلل ّ ْ
)(2
ر{ . صا ٍ ن أن َ م ْ ن ِ مي َ ظال ِ ِ و َ واهُ الّناُر َ مأ َ و َ ة َ جن ّ َ ه ال ْ َ عل َي ْ ِ ه َ الل ّ ُ
ما فُر َ غ ِ وي َ ْ ه َ ك بِ ِ شَر َ فُر َأن ي ُ ْ غ ِ ه ل َ يَ ْ ن الل ّ َ وقال تعالى} :إ ِ ّ
ضل َل ً ل َ ض ّ قدْ َ ف َ ه َ ك ِبالل ّ ِ ر ْ ش ِ من ي ُ ْ و َ شآءُ َ من ي َ َ ك لِ َ ن ذَل ِ َ دو َ ُ
)(3
دا{ . عي ً بَ ِ
ن
م َ ن ِ كو َ فت َ ُ خَر َ ها آ َ ه إ ِل َ ً ع الل ّ ِ م َ ع َ فل ت َدْ ُ وقال تعالىَ } :
ن{).(4 عذِّبي َ م َ ال ْ ُ
ك قب ْل ِ َ من َ ن ِ ذي َ وإ َِلى ال ّ ِ ك َ ي إ ِل َي ْ َ ح َ قدْ ُأو ِ ول َ َ وقال عز وجلَ } :
ل
ن ،ب َ ِ ري َ س ِ خا ِ ن ال ْ َ م َ ن ِ كون َ ّ ول َت َ ُ ك َ مل ُ َ ع َ ن َ حب َطَ ّ ت ل َي َ ْ شَرك ْ َ ن أَ ْ ل َئ ِ ْ
ن{).(5 ري َ شاك ِ ِ ن ال ّ م َ كن ّ و ُ عب ُدْ َ فا ْ ه َ الل ّ َ
كاُنوا ْ ما َ هم ّ عن ْ ُ ط َ حب ِ َ كوا ْ ل َ َ شَر ُ و أَ ْ ول َ ْ وقال سبحانهَ } :
ن{).(6 مُلو َ ع َ يَ ْ
الفرق بين الستغاثة والدعاء:
الستغاثة :طلب الغوث :وهو إزالة الشدة ،كالستنصار :طلب
النصر ،والستغاثة :طلب العون.
فــالفرق بيــن الســتغاثة والــدعاء :أن الســتغاثة ل تكــون إل مــن
المكروب ،والدعاء أعم مــن الســتغاثة ،لنــه يكــون مــن المكــروب
وغيره.
ف على الدعاء الستغاثة فهو من باب عطف العام على فإذا ع ُط ِ َ
الخاص ،فبينهما عموم وخصوص مطلق ،يجتمعان في مادة ،وينفرد
الدعاء عنها في مادة ،فكل استغاثة دعاء وليس كل دعاء استغاثة.
() 1
الحقاف ،اليتان.6 ،5 : سورة
() 2
المائدة ،الية.72 : سورة
ما{. ظيع ماْ
ِ ً َ ِ ً ثإ رى
َ َ ت ْ
ف ا د
ِ َ
ق َ
ف } 48 آية وفي ،116 النساء ،الية: سورة () 3
() 4
الشعراء ،الية.213 : سورة
() 5
الزمر ،اليتان.66 ،65 : سورة
() 6
النعام ،الية.88 : سورة
ودعاء المسألة متضمن لدعاء العبادة ،ودعاء العبادة مستلزم
لدعاء المسألة ،ويراد بالدعاء في القرآن دعاء العبادة تارة ،ودعاء
المسألة تارة ،ويراد به تارة مجموعهما).(7
9ـ وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
م
ة ليس فيها إث ٌ وسلم قال” :ما من مسلم يدعو الله بدعو ٍ
ة رحم إل أعطاه الله بها إحدى ثلث :إما أن ول قطيع ُ
تعجل له دعوته ،وإما أن يدخرها له في الخرة ،وإما أن
يصرف عنه من السوء مثلها“ .قالوا :إذا ً نكثر .قال” :الله
أكثر“.
10ـ وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال :قال رسول
ي
كم تبارك وتعالى حي ّ ن رب ّ ُ
الله صلى الله عليه وسلم” :إ ّ
دهما
ه إذا رفع يديه إليه أن ير ّ ن عبد ِ
م ْ
م يسَتحي ِ ري ٌ
ِ كَ
صفرًا“).(2 ِ
والدعاء من أقوى السباب في دفع المكروه ،وحصول
المطلوب ،وهو من أنفع الدوية ،وهو عدو البلء ،يدافعه
ويعالجه،ويمنع نزوله،ويرفعه ،أو يخففه إذا نزل،وهو سلح المؤمن،
وللدعاء مع البلء ثلث مقامات:
-1أن يكون الدعاء أقوى من البلء فيدفعه.
-2أن يكــون أضــعف مــن البلء فيقــوى عليــه البلء فيصــاب بــه
العبد ،ولكن يخففه وإن كان ضعيفًا.
-3أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه).(3
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صّلى الله عليه وسّلم
قال” :الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد
الله بالدعاء“).(4
()9أحمد في المسند ،3/18وفي الترمذي عن جابر بن عبد الله برقم ،3381وعن عبادة بن
الصامت برقم ،3573وحسنهما اللباني في صحيح الترمذي .181 ،3/140
()2أبو داود 2/78برقم ،1488والترمذي ،5/557وابن ماجه ،2/1271والبغوي في شرح السنة ،5/185وصححه اللباني في صحيح
الترمذي 3/179وصحيح ابن ماجه برقم .3865
()3الجواب الكافي للمام ابن القيم ص .24 ،23 ،22نشر مكتبة دار التراث 1408هـ الطبعة الولى ،وطبع دار الكتاب العربي ،ط ،2
1407هـ ص ،25وطبع دار الكتب العلمية ببيروت ،ص ،4وهي طبعة قديمة بدون تاريخ.
()4الحاكم ،1/493وأحمد 5/234وحسنه اللباني في صحيح الجامع 3/151برقم .3402
وعن سلمان رضي الله عنه قــال :قــال رســول اللــه ص ـّلى اللــه
ر
عمــ ِعليه وسّلم” :ل يردّ القضاء إل الدعاء ،ول يزيد في ال ُ
إل البر“).(1
()1الترمذي بلفظه برقم ،2239والحاكم بنحوه 1/493من حديث ثوبان وصححه ،ووافقه الذهبي ،وحسنه الترمذي ،2/225لشاهده من
حديث ثوبان عند الحاكم كما تقدم ،وعند ابن ماجه برقم ،4022وأحمد .5/277
()2الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي للمام ابن القيم رحمه ال تعالى ص 36دار الكتاب العربي الطبعة الولى 1407هـ.
()3الفوائد الجلية في المباحث الفرضية لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد ال بن باز ص 12وعدة الباحث في أحكام التوارث للشيخ عبد
العزيز الناصر الرشيد ص .4
()4انظر :مقومات الداعية الناجح للمؤلف ص .283
()5سورة العراف ،الية.29 :
()6سورة غافر ،الية.14 :
مُروا ْ ِإل ُ )(1
ب كَ ّ و َ
مآ أ ِ و َ فاٌر{ .وقال سبحانهَ } : كاِذ ٌ ه َ ن ُ م ْ دي َ ه ِ يَ ْ
ء{).(2 فآ َ حن َ َ ن ُ دي َ ه ال ّ ن لَ ُ صي َ خل ِ ِ م ْ ه ُ دوا ْ الل ّ َ عب ُ ُ ل ِي َ ْ
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال :كنت خلف النــبي
م إنــي ُأعّلمــك كلمــات: غل ُ صّلى الله عليه وس ـّلم فقــال” :يا ُ
ظ الله تجدْهُ ُتجاهــك ،إذا ســألت ك ،احف ِ احفظ الله يحفظْ َ
لمة نا ُ فاسأل الله ،وإذا استعنت فاستعن بالله ،واعلم أ ّ
ك إل بشيء و اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعو َ لَ ِ
قد كتبه الله لك ،وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم
مت القل ُ يضروك إل بشــيء قــد كتبــه اللــه عليــكُ ،رفع ـ ِ
ف“).(3 صح ُ فت ال ّ وج ّ
وسؤال اللــه تعــالى :هــو دعــاؤه والرغبــة إليــه كمــا قــال تعــالى:
مــا{ عِلي ً ء َ ي ٍ شـ ْ ل َ ن ب ِك ُ ّ كا َ ه َ ن الل ّ َ ه إِ ّ ضل ِ ِ ف ْ من َ ه ِ سـئ َُلوا ْ الل ّ َ و ْ } َ
).(4
الشرط الثاني :المتابعة ،وهي شرط في جميع العبادات ،لقوله
َ مآ أ ََنا ب َ َ
م إ ِل َ ٌ
ه هك ُ ْ مآ إ ِل َ ُ ي أن ّ َ حى إ ِل َ ّ م ُيو َ مث ْل ُك ُ ْ شٌر ّ ل إ ِن ّ َ ق ْ تعالىُ } :
ول حا َ صال ِ ً مل ً َ ع َ ل َ م ْ ع َ فل ْي َ ْ ه َ قآءَ َرب ّ ِ جوا ْ ل ِ َ ن ي َْر ُ كا َ من َ ف َ حدٌ َ وا ِ َ
دا{) .(5والعمل الصالح هو ما كان موافقا ً َ ر ْ يُ ْ
ح ً هأ َ ة َرب ّ ِ عَبادَ ِ ك بِ ِ ش ِ
لشرع الله تعالى وُيراد به وجه الله سبحانه .فل بد أن يكون الدعاء
والعمل خالصا ً لله صوابا ً على شريعة رسول الله صلى الله عليه
وسلم) ،(6ولهذا قال الفضيل بن عياض في تفسير قوله تعالى:
ذي ديٌر ،ال ّ ِ ق ِ ء َ ي ٍ ش ْ ل َ عَلى ك ُ ّ و َ ه َ و ُ ك َ مل ْ ُ ه ال ْ ُ د ِ ذي ب ِي َ ِ ك ال ّ ِ }ت ََباَر َ
خل َق ال ْموت وال ْحياةَ ل ِيبل ُوك ُم أ َيك ُ َ
وه َ و ُ مل ً َ ع َ ن َ س ُ ح َ مأ ْ َ ْ َ ْ ّ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ
فوُر{ .قال :هو أخلصه وأصوبه .قالوا :يا أبا علي ما )(7
غ ُ زيُز ال ْ َ ع ِ ال ْ َ
أخلصه وأصوبه؟ فقال” :إن العمل إذا كان خالصا ً ولم يكن صوابا ً
لم يقبل ،وإذا كان صوابا ً ولم يكن خالصا ً لم يقبل ،حتى يكون
خالصا ً صوابًا .والخالص أن يكون لله ،والصواب أن يكون على
م مث ْل ُك ُ ْ شٌر ّ مآ أ ََنا ب َ َ ل إ ِن ّ َ ق ْ السنة“) .(8ثم قرأ قوله تعالىُ } :
َ
ه
قآءَ َرب ّ ِ جو ل ِ َ ن ي َْر ُ كا َ من َ ف َ حدٌ َ وا ِ ه َ م إ ِل َ ٌ هك ُ ْ مآ إ ِل َ ُ ي أن ّ َ حى إ ِل َ ّ ُيو َ
َ
دا{ .وقال )(9
ح ً هأ َ ة َرب ّ ِ عَبادَ ِ ك بِ ِ ر ْ ِ ش ول ي ُ ْ حا َ صال ِ ً مل ً َ ع َ ل َ م ْ ع َ فل ْي َ ْ َ
َ َ
وه َ و ُ ه َ ه لل ّ ِ ه ُ ج َو ْ م َ سل َ َ نأ ْ م ْ م ّ ن ِديًنا ّ س ُ ح َ نأ ْ م ْ و َ تعالىَ } :
()1
سورة الزمر ،الية.3 :
()2
سورة البينة ،الية.5 :
()3
أخرجه الترمذي 4/667وقال :حديث حسن صحيح ،وأحمد ،1/293وصححه اللباني في صحيح الترمذي .2/309
()4
سورة النساء ،الية.32 :
()5
سورة الكهف ،الية.110 :
()6
انظر :تفسير ابن كثير .3/109
()7
سورة الملك ،اليتان.2 ،1 :
()8
انظر :مدارج السالكين لبن القيم .2/89
()9
سورة الكهف ،الية.110 :
مهي َ ه إ ِب َْرا ِ خذَ الل ّ ُ وات ّ َ فا َ حِني ً م َ هي َ ة إ ِب َْرا ِ مل ّ َ ع ِ ن وات ّب َ َ س ٌ ح ِ م ْ ُ
وه َو ُ ه َ ّ
ه إ ِلى الل ِ َ ه ُ ج َ و ْ م َ سل ِ ْ من ي ُ ْ و َ
خِليل{ وقال تعالىَ } :
ً )(1
َ
ة
قب َ ُعا ِ ه َ وإ َِلى الل ّ ِ قى َ وث ْ َ ة ال ْ ُ و ِ عْر َ ك ِبال ْ ُ س َ م َ ست َ ْ دا ْ ق ِ ف َ ن َ س ٌ ح ِ م ْ ُ
)(2
ر{ . ُ
مو ِ ال ُ
ص القصــد والــدعاء والعمــل للــه وحــده، م الــوجه :إخل ُ فإســل ُ
)(3
ن فيه :متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته . والحسا ُ
فيجب على المسلم أن يكون متبعا ً للنبي صلى الله عليه وسلم
ل الل ّ ِ
ه سو ِ في َر ُ م ِ ن ل َك ُ ْ كا َ قدْ َ في كل أعماله ،لقوله تعالى} :ل َ َ
ُ
وذَك ََر الل ّ َ
ه خَر َ م ال ِ و َ وال ْي َ ْ ه َ جوا ْ الل ّ َ ن ي َْر ُ كا َ من َ ة لّ َ سن َ ٌ ح َ وةٌ َ س َ أ ْ
عوِني فات ّب ِ ُ ه َ ن الل ّ َ حّبو َ م تُ ِ كنت ُ ْ ل ِإن ُ ق ْ ك َِثيًرا{) .(4وقالُ } :
م{).(5 حي ٌ فوٌر ّر ِ غ ُ ه َ والل ّ ُ م َ م ذُُنوب َك ُ ْ فْر ل َك ُ ْ غ ِوي َ ْ ه َ م الل ّ ُ حب ِب ْك ُ ُ يُ ْ
ق ْ ن{ .وقالُ } : عل ّك ُ ْ عوهُ ل َ َ
)(6
ل دو َ هت َ ُ م تَ ْ وات ّب ِ ُ وقال تعالىَ } :
َ َ
ما
ه َ عل َي ْ ِ ما َ فإ ِن ّ َ وّلوا ْ َ فِإن ت َ َ ل َ سو َ عوا ْ الّر ُ طي ُ وأ ِ ه َ عوا ْ الل ّ َ طي ُ أ ِ
عَلى ما َ و َ دوا ْ َ هت َ ُ عوهُ ت َ ْ طي ُ وِإن ت ُ ِ م َ مل ْت ُ ْ ح ّ ما ُ كم ّ عل َي ْ ُ و َ ل َ م َ ح ّ ُ
ن{ .)(7
مِبي ُ ْ
ل إ ِل الَبلغ ال ُ ُ ْ ّ سو ِ الّر ُ
ول شك أن العمل الذي ل يكون على شريعة النبي صلى الله
ل ،لحديث عائشة رضي الله عنها عن النبي عليه وسلم يكون باط ً
صلى الله عليه وسلم أنه قال” :من أحدث في أمرنا هذا ما
د“. ليس منه فهو ر ّ
الشرط الثالث :الثقة بالله تعالى واليقين بالجابة):(8
فمن أعظم الشروط لقبول الدعاء الثقة بالله تعالى ،وأنه على
كل شيء قدير ،لنه تعالى يقول للشيء كن فيكون ،قال سبحانه:
ن{).(9 كو ُ في َ ُ كن َ ه ُ ل لَ ُ قو َ ذآ أ ََردَْناهُ َأن ن ّ ُ ء إِ َ ي ٍ ْ ش ول َُنا ل ِ َ ق ْ ما َ }إ ِن ّ َ
َ َ َ
ه كُ ْ
ن ل لَ ُ قو َ ن يَ ُ شي ًْئا أ ْ ذآ أَرادَ َ مُرهُ إ ِ َ مآ أ ْ وقال سبحانه} :إ ِن ّ َ
ن{) .(10ومما يزيد ثقة المسلم بربه تعالى أن يعلم أن جميع كو ُ في َ ُ َ
من وِإن ّ خزائن الخيرات والبركات عند الله تعالى ،قال سبحانهَ } :
)(11
م{ . م ْ ُ ه إ ِل ّ ب ِ َ ما ن ُن َّزل ُ ُ ء إ ِل ّ ِ َ
علو ٍ ر ّ قدَ ٍ و َه َ خَزآئ ِن ُ ُ عندََنا َ ي ٍ ش ْ
()1الترمذي برقم ،3479وله شاهد عند أحمد 2/177من حديث عبد ال بن عمر ولكنه من طريق ابن لهيعة ،والحديث حسنه اللباني في
الحاديث الصحيحة برقم ،594وفي صحيح سنن الترمذي برقم .2766
()2سورة العراف ،الية.205 :
()3البخاري برقم ،6338ومسلم برقم .2678
()4والمراد باللفظين جميعًا أن الذي يحتاج إلى التعليق بالمشيئة هو الذي يحصل إكراهه على الشيء فُيخفف المر عليه حتى ل يشق عليه
وال ُمنّزه عن ذلك فتح الباري 11/140وشرح النووي .17/10
()5البخاري برقم ،339ومسلم واللفظ له برقم .2679
()6الفوائد الجلية في المباحث الفرضية لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد ال بن باز ص ،12وعدة الباحث في أحكام التوارث للشيخ عبد
العزيز الناصر الرشيد ص .7
()7جامع العلوم والحكم .1/277
َ
ن
ذي َ ها ال ّ ِم{ .وقالَ} :يآ أي ّ َ
)(1
عِلي ٌ ن َ مُلو َ ع َ ما ت َ ْ حا إ ِّني ب ِ َ صال ِ ً َ
م{ .ثم ذكر الرجل 2
قَناك ُ ْ ما َرَز ْ ت َ َ
من طي َّبا ِ ْ ُ ْ
مُنوا ك ُلوا ِ آ َ
ب! يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء :يا ر ّ
م، ه حرا ٌ س ُ م ،وملب ُ ه حرا ٌ م ،ومشرب ُ ُ ه حرا ٌ م ُ ب! ومطع ُ يا ر ّ
ي بالحرام فأّنى ُيستجاب لذلك“) .(3وقد قيل كما ذكر ذ َ و ُ
غ ِ
ابن رجب رحمه الله تعالى في معنى هذا الحديث :إن الله ل يقبل
من العمال إل ما كان طيبا ً طاهرا ً من المفسدات كلها :كالرياء،
ل ،فإن الطيب توصف والعجب ،ول من الموال إل ما كان طيبا ً حل ً
به العمال ،والقوال ،والعتقادات) (4والمراد بهذا أن الرسل
وأممهم مأمورون بالكل من الطيبات والبتعاد عن الخبائث
والمحرمات ،ثم ذكر في آخر الحديث استبعاد قبول الدعاء مع
ة .ولهذا كان ل ،وشربًا ،ولبسًا ،وتغذي ً التوسع في المحرمات :أك ً
الصحابة والصالحون يحرصون أشد الحرص على أن يأكلوا من
الحلل ويبتعدوا عن الحرام ،فعن عائشة رضي الله عنها قالت:
ج وكان أبو بكر يأكل من م ُيخرج له الخرا َ ”كان لبي بكر غل ٌ
خراجه) ،(5فجاء يوما ً بشيء فأكله أبو بكر فقال له الغلم :أتدري ما
ن في الجاهلية ت لنسا ٍ ت تكّهن ُ هذا؟ فقال أبو بكر :وما هو؟ قال :كن ُ
ت ُ
ه فأعطاني بذلك ،فهذا الذي أكل َ خدعت ُ ُة إل أني َ كهان َن ال ِس ُ وما أح ِ
ل شيء في بطنه“) .(7وُروي في منه ،فأدخل أبو بكر يده) (6فقاَء ك ّ
رواية لبي ُنعيم في الحلية وأحمد في الزهد ”فقيل له يرحمك الله
ل هذا من أجل هذه اللقمة؟ قال :لو لم تخرج إل مع نفسي ك ّ
لخرجتها ،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول” :ك ّ
ل
ت فالناُر أولى به“ فخشيت أن ينبت ح ٍس ْ جسد نبت من ُ
)(8
شيء من جسدي من هذه اللقمة .
ففي حديث الباب أن هذا الرجل الذي قد توسع في أكل الحــرام
قد أتى بأربعة أسباب من أسباب الجابة:
الول :إطالــة الســفر ،والثاني :حصــول التبــذل فــي اللبــاس
)(9
ثع َ شــ َ بأ ْ والهيئة ،ولهــذا قــال صــلى اللــه عليــه وســلم” :ر ّ
()1
سورة العراف ،الية.56 :
()2
جامع العلوم والحكم .2/404
()3
انظر :مجموع فتاوى العلمة ابن باز 1/261جمع الطيار.
()4
جامع العلوم والحكم .1/275
()5
جامع العلوم والحكم ،1/377وانظر :الحاكم 2/302وسلسلة الحاديث الصحيحة برقم .1805
()6
سورة الرعد ،الية.11 :
()7
جامع العلوم والحكم .1/275
ب
ه فل ُيستجا ُ م تدعون َ ُ عقابا ً منه ث ّ
ث عليكم ِن يبع َأ ْ
لكم“).(1
المانع الخامس :الدعاء بإثم أو قطيعة رحم.
المانع السادس :الحكمة الربانية فُيعطى أفضل مما سأل:
عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
ة ليس فيها إثم ول قال” :ما من مسلم يدعو الله بدعو ٍ
جل قطيعة رحم إل أعطاه الله بها إحدى ثلث :إما أن ُتع ّ
له دعوته ،وإما أن يدخرها له في الخرة ،وإما أن يصرف
عنه من السوء مثلها“ .قالوا :إذا ً نكث َِر .قال” :الله أكثر“).(2
فقد يظن النسان أنه لم يجب وقد أجيب بأكثر مما سأل أو صرف
خره له إلى يوم عنه من المصائب والمراض أفضل مما سأل أو أ ّ
القيامة).(3
()1الترمذي 4/468وحسنه برقم ،2169والبغوي في شرح السنة ،14/345وأحمد ،5/388وانظر :صحيح الجامع برقم ،6/97 ،6947
وفي الباب عن عائشة رضي ال عنها ترفعه” :يا أيها الناس إن ال تبارك وتعالى يقول لكم :مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن
تدعوني فل أستجيب لكم ،وتسألوني فل أعطيكم ،وتستنصروني فل أنصركم“ أحمد .6/159وانظر :المجمع .7/266
()2أحمد في المسند 3/18وتقدم تخريجه ص .20
()3انظر :مجموع فتاوى ابن باز 268-1/258جمع الطيار.
()4أخرجه الطبراني في الوسط 4/448مصورة الجامعة السلمية موقوفًا على علي رضي ال عنه .قال الهيثمي في مجمع الزوائد
:10/160رجاله ثقات ،ووافقه اللباني في سلسلة الحاديث الصحيحة ،5/57والحديث له شواهد كثيرة عن معاذ بن جبل مرفوعًا ،وعن
عبد ال بن بسر مرفوعًا ،وعن أنس رضي ال عنه ،وعن عمر قال” :إن الدعاء موقوف بين السماء والرض ل يصعد منه شيء حتى
تصلي على نبيك صّلى ال عليه وسّلم“ .الترمذي برقم 490قال العلمة اللباني :وخلصة القول :أن الحديث بمجموع هذه الطرق
والشواهد ل ينزل عن مرتبة الحسن إن شاء ال تعالى على أقل الحوال .انظر :الحاديث الصحيحة ،5/57رقم ،2035وصحيح الجامع
،4/73وصحيح الترمذي .1/150
عن فضالة بن عبيد الله رضي الله عنه قال :سمع رسول الله
جد الله تعالى، صلى الله عليه وسلم رجل ً يدعو في صلته لم يم ّ
ل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى ولم يص ّ
جل هذا“ ثم دعاه فقال له أو لغيره” :إذا الله عليه وسلم” :ع ّ
صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ،ثم يصلي
على النبي صلى الله عليه وسلم ،ثم يدعو بعدُ بما
شاء“) .(1ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل ً آخر يصلي
جد الله ،وحمده ،وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال فم ّ
بج ْع تُ َرسول الله صلى الله عليه وسلم” :أيها المصلي اد ُ
ط[“).(2ع َ ل تُ ْس ْ ]و َ
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :كنت أصلي والنبي
صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر معه فلما جلست بدأت بالثناء
على الله ،ثم الصلة على النبي صلى الله عليه وسلم ،ثم دعوت
س ْ
ل هَ ، ل ُتعطَ ْ س ْلنفسي ،فقال النبي صلى الله عليه وسلمَ ” :
ه“).(3 ُتعطَ ْ
وقد ذكر المام ابن القيم رحمه الله تعالى أن للصلة على النبي
صلى الله عليه وسلم عند الدعاء ثلث مراتب:
المرتبة الولى :أن يصلي عليه صلى الله عليه وسلم قبل
الدعاء وبعد حمد الله تعالى.
المرتبة الثانية :أن يصلي عليه صلى الله عليه وسلم في أول
الدعاء ،وفي أوسطه ،وفي آخره.
المرتبة الثالثة :أن يصلي عليه صلى الله عليه وسلم في
أوله ،وآخره ،ويجعل حاجته متوسطة بينهما).(4
الدعاء في الرخاء والشدة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله
د
شدائ ِ عندَ ال ّه ِ ب الله ل ُ ن يسَتجي َسّرهُ أ ْ ن َ عليه وسلم” :م ْ
)(5
ء“ . دعاءَ في الّرخا ِ ب فل ُْيكِثر ال ّ والك َُر ِ
والمعنى :من أحب أن يستجيب الله له عند الشدائد ،وهي
الحادثة الشاقة ،والك َُرب :وهي الغم الذي يأخذ النفس ،فليكثر
الدعاء في حالة الصحة والفراغ والعافية ،لن من شيمة المؤمن
()1أبو داود 2/77برقم ،1481والترمذي 5/516برقم ،3477وصححه اللباني في صحيح أبي داود برقم ،1314وصحيح الترمذي
برقم .2767
()2النسائي ،3/44والترمذي 5/516برقم ،3476وما بين المعكوفين عند النسائي ،وصححه اللباني في صحيح النسائي برقم ،1217
وفي صحيح الترمذي برقم .2765
()3الترمذي ،2/488وقال حديث حسن صحيح ،وحسنه اللباني في مشكاة المصابيح 1/294برقم .931
()4انظر :جلء الفهام في فضل الصلة والسلم على محمد خير النام صّلى ال عليه وسّلم ص .375
()5أخرجه الترمذي ،5/462برقم ،3382والحاكم ،1/544وصححه ووافقه الذهبي ،وحسنه اللباني في صحيح الترمذي ،3/140
وانظر :الحاديث الصحيحة برقم .593
أن يلجأ إلى الله تعالى ويكون دائم الصلة به ،ويلتجئ إليه قبل
الضطرار) .(1قال الله تعالى في يونس عليه الصلة والسلم حينما
َ
ن،حي َ سب ّ ِ م َ ن ال ْ ُ م َ ن ِ كا َ ه َ ول أن ّ ُ فل َ ْ دعاه فأنجاه واستجاب لهَ } :
ن{).(2 عُثو َ وم ِ ي ُب ْ َ ه إ َِلى ي َ ْ في ب َطْن ِ ِ ث ِ ل َل َب ِ َ
ل يدعو على أهله ،وماله ،أو ولده ،أو نفسه: -1
عن جابر رضي الله عنه في الرجل الذي لعن بعيره ،فقال
ه“؟ ن بعيَر ُ ع ُ رسول الله صلى الله عليه وسلم” :من هذا الل ِ
ن، ه فل تصحبنا بملعو ٍ قال :أنا يا رسول الله! قال” :انزل عن ُ
ل تدعوا على أنفسكم ،ول تدعوا على أولدكم ،ول
ة ُيسأ ُ
ل قوا من الله ساع ً تدعوا على أموالكم ،ل تواف ُ
ب لكم“).(3 فيها عطاءٌ فيستجي ُ
ض صوته في الدعاء بين المخافتة والجهر: ف ُ -4يخ ِ
ه لَ ة إ ِن ّ ُ
في َ ً خ ْو ُ عا َ ضّر ً م تَ َ عوا ْ َرب ّك ُ ْ أ ـ قال الله تعالى} :ادْ ُ
ن{).(4 دي َ عت َ ِ
م ْ ب ال ْ ُ ح ّ يُ ِ
ة
ف ًخي َ و ِ ضّرعا ً َ ك تَ َ س َ ف ِ في ن َ ْ ك ِ كر ّرب ّ َ واذْ ُ ب ـ وقال سبحانهَ } :
نم َ كن ّ ول َ ت َ ُ ل َ صا ِ وال َ و َ غدُ ّ ل ِبال ْ ُ و ِ ق ْن ال ْ َ
م َ ر ِهِ(5 ج ْ ن ال ْ َ دو َ و ُ َ
ن{ . )
فِلي َ غا ِال َْ
جـ ـ وعن أبي موسى رضي الله عنه قال :كنا مع النبي صلى
الله عليه وسلم في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير ،فقال
النبي صلى الله عليه وسلم” :أيها الناس اربعوا على
م ول غائبًا ،إنكم تدعون أنفسكم إنكم ]ل تدعون[ أص ّ
سميعا ً قريبًا ،وهو معكم“) .(6والمعنى وهو معكم بعلمه
واطلعه ،لن المعية معيتان :معية عامة ومعية خاصة ،فالعامة:
معية العلم والطلع وهو مستوٍ على عرشه ،كما يليق بجلله،
ويعلم ما في نفوس عباده ل تخفى عليه خافية.
والمعية الخاصة :معية النصر ،والتأييد والتوفيق ،واللهام لعباده
المؤمنين.
5ـ يتضرع إلى الله في دعائه:
ة:ضَرع ُ ضراع ً ع ،ي َ ْ ضَر َ الضراعة :الذل والخضوع والبتهال ،يقالَ :
ل واستكان وتضرع إلى الله :ابتهل).(7 خضع وذ ّ
()1
سورة النعام ،اليتان.43 ،42 :
()2
سورة النعام ،الية.63 :
()3
سورة العراف ،الية.205 :
()4
انظر :النهاية في غريب الحديث لبن الثير ،4/236والمصباح المنير ص ،550والقاموس المحيط ص .306
()5
الترمذي برقم 3775-3773وصححه اللباني في صحيح الترمذي .3/172
()6
انظر :جامع العلوم والحكم لبن رجب .275-1/269
()7
مسلم برقم .1015
()8
البخاري مع الفتح ،11/140ومسلم .4/2095
()9
انظر :النهاية في غريب الحديث لبن الثير ،5/185والقاموس المحيط ص ،1379والمصباح المنير ص .660
ة{) .(1وحقيقة الوسيلة إلى الله تعالى سيل َ َ و ِ ه ال ْ َ غوا ْ إ َِلي ِ واب ْت َ ُ} َ
مراعاة سبيله بالعلم ،والعبادة ،وتحري مكارم الشريعة.وهي
ل :الراغب إلى الله تعالى).(2 س ُ كالقربة ،والوا ِ
ة{ أي تقربوا إليه سيل َ َو ِ ه ال ْ َغوا ْ إ َِلي ِ واب ْت َ ُ ومعنى قوله تعالىَ } :
بطاعته والعمل بما يرضيه).(3
النوع الول :التوسل في الدعاء باسم من أسماء الله تعالى أو
صفة من صفاته ،كأن يقول الداعي قي دعائه :اللهم إني أسألك
بأنك أنت الرحمن الرحيم ،اللطيف الخبير ،أن تعافيني ،أو يقول:
أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن ترحمني وتغفر لي،
)(4
ها{ . سَنى َ مآءُ ال ْ ُ َ ول ِل ّ ِ
عوهُ ب ِ َ فادْ ُ ح ْ س َ ه ال ْ ولهذا قال تعالىَ } :
ومن دعاء سليمان عليه الصلة والسلم ما قال الله تعالى:
َ ن أَ ْ َ َ
عل َ ّ
ي ت َ م َع ْك ال ِّتي أن ْ َ
َ
مت َ َ
ع َ شك َُر ن ِ ْ عِني أ ْ
َ
ز ْ
َ ِ و
بأ ْ ل َر ّ قا َ و َ } َ
مت ِ َ
ك ح َخل ِْني ب َِر ْ وأدْ ِ ضاهُ َ حا ت َْر َ صال ِ ًل َ م َ ع َ نأ ْ وأ ْ ي َ وال ِدَ ّعَلى َ و َ َ
)(5
ن{ . حي َ صال ِ ِ ك ال ّ عَباِد َ في ِ ِ
وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول صلى الله عليه وسلم
سمع رجل ً يقول” :اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله ل إله
إل أنت ،الحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ،ولم يكن له كفوا ً أحد“
قال فقال” :والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه
)(6
سئل به أعطى“ . دعي به أجاب ،وإذا ُ العظم الذي إذا ُ
وفي رواية” :لقد سألت الله عز وجل باسمه العظم“.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم جالسا ً ورجل يصلي ثم دعا ”اللهم إني أسألك بأن
لك الحمد ل إله إل أنت المنان ،بديع السماوات والرض ،يا ذا
الجلل والكرام ،يا حي يا قيوم“ .فقال النبي صلى الله عليه
دعي به وسلم” :لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا ُ
سئل به أعطى“).(7 أجاب وإذا ُ
وعن محجن بن الدرع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
دخل المسجد فإذا هو برجل قد قضى صلته وهو يتشهد ،وهو
يقول” :اللهم إني أسألك يا الله الواحد الحد الصمد الذي لم يلد
()1سورة المائدة ،الية.35 :
()2مفردات غريب ألفاظ القرآن ص .871
()3تفسير ابن كثير ،2/53وانظر :قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ السلم ابن تيمية ،ص .160-5والتوسل أنواعه وأحكامه للشيخ
اللباني ،ص .156-8
()4سورة العراف ،الية.180 :
()5سورة النمل ،الية.19 :
()6أبو داود ،2/79والترمذي ،5/515وأحمد ،5/260وابن ماجه ،2/1267والحاكم ،1/604وقال :صحيح على شرط الشيخين ،ووافقه
الذهبي ،وابن حبان وصححه اللباني في صحيح الترمذي .3/163
()7أبو داود بلفظه 2/80وابن ماجه 2/1268والترمذي 5/550وأحمد ،3/120والنسائي 3/52وصححه ابن حبان برقم ) 2382موارد(
والحاكم 1/503ووافقه الذهبي وهو كما قال ،وصححه اللباني في صحيح النسائي .1/279
ولم يولد ولم يكن له كفوا ً أحد ،أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور
الرحيم“ .فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” :قد غفر له،
قد غفر له ،قد غفر له“ ثلث مرات).(1
وعن سعد قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” :دعوة
ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت :ل إله إل أنت
سبحانك إني كنت من الظالمين ،فإنه لم يدع بها رجل
مسلم في شيء قط إل استجاب الله له“).(2
ل صالح قام به النوع الثاني :التوسل إلى الله تعالى بعم ٍ
الداعي ،كأن يقول المسلم :اللهم بإيماني بك ،أو محبتي لك ،أو
اتباعي لرسولك أن تغفر لي.
أو يقول :اللهم إني أسألك بمحبتي لمحمد صلى الله عليه
وسلم ،وإيماني به أن تفرج عني .ومن ذلك أن يذكر الداعي عمل ً
صالحا ً ذا بال ،فيه خوفه من الله سبحانه ،وتقواه إياه ،وإيثاره
رضاه على كل شيء ،وطاعته له جل شأنه ،ثم يتوسل به إلى الله
في دعائه ،ليكون أرجى لقبوله وإجابته.
ن َرب َّنآقوُلو َ ن يَ ُذي َ ويدل على مشروعية ذلك قوله تعالى} :ال ّ ِ
ر{).(3 ب الّنا ِ ذا َع َ
قَنا َ فْر ل ََنا ذُُنوب ََنا َ
و ِ فا ْ
غ ِ مّنا َ
إ ِن َّنا آ َ
َ
سو َ
ل عَنا الّر ُ وات ّب َ ْ ت َ مآ أنَزل َ ْ مّنا ب ِ َ
وقوله تعالىَ} :رب َّنآ آ َ
ع ال ّ فاك ْت ُب َْنا َ
َ
)(4
ن{ . دي َ
ه ِ شا ِ م َ
ومن ذلك ما تضمنته قصة أصحاب الغار فإن كل ً منهم ذكر عمل ً
صالحا ً تقرب به إلى الله ابتغاء وجهه سبحانه ،فتوسل بعمله
الصالح فاستجاب الله له).(5
النوع الثالث :التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح
الحي الحاضر:
كأن يقع المسلم في ضيق شديد ،أو تحل به مصيبة كبيرة ،ويعلم
من نفسه التفريط في جنب الله تبارك وتعالى ،فيحب أن يأخذ
بسبب قوي إلى الله تعالى ،فيذهب إلى رجل يعتقد فيه الصلح،
والتقوى ،أو الفضل والعلم بالكتاب والسنة فيطلب منه أن يدعو له
ربه ،ليفرج عنه كربه ،ويزيل عنه همه .ومن ذلك ما رواه أنس بن
ة على عهد النبي صلى سن َ ٌمالك رضي الله عنه قال :أصابت الناس َ
الله عليه وسلم ،فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في
()1أحمد 4/338والنسائي 3/52وأبو داود ،وصححه اللباني في صحيح النسائي ،1/280وصحيح أبي داود .1/185
()2الترمذي ،5/529وأحمد ،1/170والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ،1/505قال الرنؤوط في تخريجه للكلم ص 86وهو كما قال
وحسنه ابن حجر ،وصححه اللباني في صحيح الترمذي .3/168
()3سورة آل عمران ،الية.16 :
()4سورة آل عمران ،الية.53 :
()5أخرجه البخاري 4/37ومسلم .4/3099
يوم الجمعة قام أعرابي فقال :يا رسول الله! هلك المال وجاع
العيال فادع الله لنا .فرفع يديه ثم قال” :اللهم أغثنا ،اللهم
ة ،فوالذي نفسي أغثنا ،اللهم أغثنا“ وما نرى في السماء قََزع ً
بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال ،ثم لم ينزل من
منبره حتى رأيت المطر يتحادر عن لحيته صلى الله عليه وسلم،
فمطرنا يومنا ذلك ،ومن الغد ،وبعد الغد ،والذي يليه ،حتى الجمعة
الخرى ،وقام ذلك العرابي أو قال غيره فقال :يا رسول الله،
تهدم البناء ،وغرق المال ،فادع الله لنا ،فرفع يديه فقال” :اللهم
حوالينا ول علينا“ فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إل
انفرجت وصارت المدينة مثل الجوبة ،وسال الوادي قناة شهرا ً ولم
دث بالجود“).(1 يجيء أحد من ناحية إل ح ّ
ومن ذلك سؤال أبي هريرة رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه
وسلم أن يدعو لمه بالهداية إلى السلم ،فدعا لها صلى الله عليه
وسلم فهداها الله تعالى).(2
ومن ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يطلب من
العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم الله عز وجل
أن يغيثهم فيغيثهم سبحانه).(3
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه:
”يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من
قرن ،كان به برص فبرأ منه إل موضع درهم ،له والدة هو بها بر،
)(4
لو أقسم على الله لبره ،فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل“ .
8ـ العتراف بالذنب والنعمة حال الدعاء:
عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال :سيد الستغفار أن تقول” :اللهم أنت ربي ،ل إله
إل أنت ،خلقتني وأنا عبدك ،وأنا على عهدك ووعدك ما
استطعت .أعوذ بك من شر ما صنعت ،أبوء لك بنعمتك
علي ،وأبوء بذنبي ،فاغفر لي فإنه ل يغفر الذنوب إل
أنت“ .قال” :ومن قالها من النهار موقنا ً بها فمات من
يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ،ومن قالها من
الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح ،فهو من أهل
الجنة“).(5
()1البخاري 7/198كتاب الدعوات باب رفع اليدي في الدعاء قبل رقم .6341
()2البخاري 7/198كتاب الدعوات باب رفع اليدي في الدعاء قبل رقم .6341
()3أبو داود 2/78والترمذي 5/557وغيرهما وقال ابن حجر سنده جيد ،وصححه اللباني في صحيح الترمذي .3/179
()4الوضوء قبل الدعاء مستحب .وقد كان النبي صّلى ال عليه وسّلم يذكر ال على كل أحيانه وعلى هذا فالدعاء جائز للجنب ،لكنه ل يقرأ
شيئًا من القرآن حتى يغتسل.
()5أخرجه البخاري 5/101ومسلم ،4/1943وانظر :الفتح فهناك فوائد .8/42
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه
نضل َل ْ َ ن أَ ْ ه ّ ب إ ِن ّ ُ وسلم تل قول الله عز وجل في إبراهيمَ} :ر ّ
عِني َ س َ ك َِثيًرا ّ
)(1
مّني{ .وقول عيسى: ه ِ فإ ِن ّ ُ من ت َب ِ َ ف َ ِ ن الّنا م َ
فإن ّ َ َ
ت
ك أن َ م َ ِ ه ْ فْر ل َ ُ غ ِ وِإن ت َ ْ ك َعَبادُ َ م ِ ه ْ فإ ِن ّ ُ م َ ه ْ عذّب ْ ُ }ِإن ت ُ َ
م{) .(2فرفع يديه وقال” :اللهم أمتي أمتي كي ُ ح ِ زيُز ال ْ َ ع ِ ال ْ َ
وبكى“ فقال الله عز وجل” :يا جبريل اذهب إلى محمد –
وربك أعلم – فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلة
والسلم فسأله ،فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال.
وهو أعلم ،فقال الله :يا جبريل اذهب إلى محمد فقل :إنا
ءك“).(3 سنرضيك في أمتك ول نسو ُ
15ـ إظهار الفتقار إلى الله تعالى ،والشكوى إليه:
ضّر ي ال ّ قال الله تعالى} :وأ َيوب إذْ َنادى رب َ
سن ِ َ م ّ ه أّني َ َ ّ ُ َ َ ّ َ)ِ (4 َ َ
ن{ . مي َ ح ِ م الّرا ِ ح ُ ت أْر َ وأن َ َ
خي ْـُر ت َ َ ب ل ت َـذَْرِني َ
وأنـ َ دا َ فـْر ً ومــن ذلــك دعــاء زكريــاَ} :ر ّ
ن{).(5 رِثي َ ِ واال ْ َ
من س َ َ
ت ِ كن ُ ودعاء إبراهيم عليه الصلة والسلمّ} :رب َّنآ إ ِّني أ ْ
موا ْ قي ُ حّرم ِ َرب َّنا ل ِي ُ ِ م َ ك ال ْ ُ عندَ ب َي ْت ِ َ ع ِ واٍد َ ذُّري ِّتي ب ِ َ
ر َ ِذي َزْر ٍ غي ْ ِ
هم ق ُ واْرُز ْ م َ ه ْ َ لأ ْ ع ْ صل َةَ َ
وي إ ِلي ْ ِ ه ِ س تَ ْ ن الّنا )ِ(6 م َ فئ ِدَةً ّ ج َ فا ْ ال ّ
ن{ . شك ُُرو َ م يَ ْ ه ْ عل ّ ُ ت لَ َ مَرا ِ ن الث ّ َ م َ ّ
16ـ يبدأ الداعي بنفسه إذا دعا لغيره:
ي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه ُ
عن أب ّ
وسلم كان إذا ذكر أحدا ً فدعا له بدأ بنفسه) .(7وثبت أنه صلى الله
م
عليه وسلم لم يبدأ بنفسه ،كدعائه لنس ،وابن عباس ،وأ ّ
إسماعيل رضي الله عنهم).(8
17ـ ل يعتدي في الدعاء:
عن ابن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال :سمعني أبي
وأنا أقول :اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها ،وبهجتها ،وكذا وكذا،
وأعوذ بك من النار وسلسلها وأغللها ،وكذا وكذا فقال :يا بني:
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول” :سيكون
قوم يعتدون في الدعاء“ فإياك أن تكون منهم ،إن ُأعطيت
()1
سورة إبراهيم ،الية.36 :
()2
سورة المائدة ،الية.118 :
()3
مسلم 1/191كتاب اليمان باب دعاء النبي صّلى ال عليه وسّلم لمته وبكائه شفقة عليهم.
()4
سورة النبياء ،الية.83 :
()5
سورة النبياء ،الية.89 :
()6
سورة إبراهيم ،الية.37 :
()7
أخرجه الترمذي 5/463وقال :حديث حسن غريب صحيح .وحسنه الشيخ عبد القادر الرناؤوط في تخريجه لجامع الصول .4/175
()8
انظر :شرح النووي على صحيح مسلم 15/144وفتح الباري ،1/218وتحفة الحوذي شرح سنن الترمذي .9/328
الجنة ُأعطيتها وما فيها ،وإن ُأعذت من النار ُأعذت منها وما فيها
من الشر).(1
وعن أبي نعامة أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول :اللهم إني
أسألك القصر البيض عن يمين الجنة إذا دخلتها ،فقال :أي بني:
سل الله الجنة ،وتعوذ به من النار فإني سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول” :سيكون في هذه المة قوم يعتدون
في الطهور والدعاء“).(2
18ـ التوبة ورد المظالم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم” :أيها الناس إن الله طّيب ل يقبل إل طّيبًا،
وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقالَ} :يآ
َ
ما
حا إ ِّني ب ِ َ صال ِ ً مُلوا ْ َ ع َ وا ْ ت َ ن الطّي َّبا ِ م َ ل ك ُُلوا ْ ِ س ُ ها الّر ُ أي ّ َ
َ
من مُنوا ْ ك ُُلوا ْ ِ نآ َ ذي َ ها ال ّ ِ م{ .وقالَ} :يآ أي ّ َ
)(3
عِلي ٌ ن َ مُلو َ ع َ تَ ْ
م{) (4ثم ذكر الرجل يطيل السفر قَناك ُ ْ ما َرَز ْ ت َ طَي َّبا ِ
أشعث أغبر ،يمد يديه إلى السماء يا رب ،يا رب،
يذ َ غ ِومطعمه حرام ،ومشربه حرام ،وملبسه حرام ،و ُ
ب لذلك“).(5 بالحرام فأّنى ُيستجا ُ
19ـ يدعو لوالديه مع نفسه:
ة
مـ ِح َ ن الّر ْ مـ َل ِ ح ال ـذّ ّ جن َــا َ ما َ ه َ ض لَ ُف ْ خ ِ وا ْ
قال الله تعالىَ } :
غيًرا{) .(6وقــال تعــالى عــن ص ِ ما َرب َّياِني َ ما ك َ َ ه َم ُ ح ْ ب اْر َ قل ّر ّ و ُ َ
ي
وال ِ ـدَ ّ ول ِ َ
ف ـْر ل ِــي َ ْ
إبراهيــم عليــه الصــلة والســلمَ} :رب ّن َــا اغ ِ
ب{).(7 سا ُ ح َ م ال ْ ِ قو ُ م يَ ُ و َ ن يَ ْ مِني َ ؤ ِ م ْ ول ِل ْ ُ َ
فْر غ ِ با ْ وقال تعالى إخبارا عن نوح عليه الصلة والسلمَ} :ر ّ ً
ن
مِني َ ؤ ِ م ْ ول ِل ْ ُ
مًنا َ ؤ ِ م ْي ُ ل ب َي ْت ِ َ خ َ من دَ َ ول ِ َ ي َ وال ِدَ ّ ول ِ َ ِلي َ
ن إ ِل ّ ت ََباًرا{ .
)(8
مي َ ظال ِ ِ زِد ال ّ ول ت َ ِ ت َ مَنا ِ ؤ ِ م ْ وال ْ ُ َ
20ـ يدعو للمؤمنين والمؤمنات مع نفسه:
ن
مِني َ ؤ ِم ْ ول ِل ْ ُك َ ذنب ِ َ فْر ل ِ َ غ ِست َ ْ وا ْ قال الله تعالىَ } :
ت{).(9 مَنا ِ ؤ ِ م ْ وال ْ ُ َ
21ـ ل يسأل إل الله وحده:
()1
أبو داود 2/77وصحيح الجامع 3/218برقم 3565وحسنه اللباني في صحيح أبي داود .1/277
()2
أبو داود 1/24وصححه اللباني في صحيح أبي داود 1/21وإرواء الغليل 1/171برقم ،140وأخرجه أحمد .4/87
()3
سورة المؤمنون ،الية.51 :
()4
سورة البقرة ،الية.172 :
()5
مسلم .4/703
()6
سورة السراء ،الية.24 :
()7
سورة إبراهيم ،الية.41 :
()8
سورة نوح ،الية.28 :
()9
سورة محمد ،الية.19 :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :كنت خلف رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال” :يا غلم إني أعلمك كلمات:
احفظ الله يحفظك ،احفظ الله تجده تجاهك ،إذا سألت
فاسأل الله ،وإذا استعنت فاستعن بالله ،واعلم أن المة
لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إل بشيء
قد كتبه الله لك ،وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم
يضروك إل بشيء قد كتبه الله عليك ،رفعت القلم
وجفت الصحف“).(1
()1أخرجه الترمذي ،4/667وقال :حسن صحيح ،وأحمد ،1/293وصححه اللباني في صحيح الترمذي .2/309
()2سورة القدر ،اليات.5-1 :
()3الترمذي 5/534وصححه ،وابن ماجه 2/1265وأحمد 6/182وصححه اللباني في صحيح الترمذي ،3/170وصحيح ابن ماجه
،2/328وانظر :مشكاة المصابيح بتحقق الشيخ اللباني .1/648
()4الترمذي 5/526برقم 3499وحسنه وله شواهد انظرها في جامع الصول ،4/143وحسنه اللباني في صحيح سنن الترمذي .3/168
()5الترمذي 5/569برقم 3579وصححه وهو كما قال وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه والنسائي والحاكم وصححه .انظر :جامع
الصول 4/144وصححه اللباني في صحيح الترمذي .3/173
فأستجيب له ،من يسألني فأعطيه ،من يستغفرني
فأغفر له“).(1
وعن عثمان بن أبي العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
”تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد :هل من
فُيعطى ،هل من ع فيستجاب له ،هل من سائل َ دا ٍ
فرج عنه ،فل يبقى مسلم يدعو بدعوة إل في ُ َ
مكروب َ
استجاب الله تعالى له ،إل زانية تسعى بفرجها ،أو
عشارًا“).(2
وقد مدح الله المستغفرين بالسحار فقال سبحانه وتعالى:
َ
م
ه ْر ُ
حا ِ
س َ
وِبال ْ
نَ ،عو َج ُ
ه َ
ما ي َ ْ ن الل ّي ْ ِ
ل َ م َقِليل ً ّ كاُنوا ْ َ } َ
ن{).(3 فُرو َ غ ِ
ست َ ْ يَ ْ
4ـ بين الذان والقامة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم” :الدعاء ل يرد بين الذان والقامة
فادعوا“).(4
5ـ عند النداء للصلوات المكتوبات:
عن سهل بن سعد قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
”ثنتان ل تردان ،أو قلما تردان :الدعاء عند النداء ،وعند
البأس حين يلحم بعضهم بعضًا“).(5
6ـ عند إقامة الصلة:
وعن سهل رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى اللــه عليــه
وسلم” :ساعتان ل ت َُردّ على داع دعوته :حين تقام الصلة
وفي الصف في سبيل الله“).(6
7ـ عند نزول الغيث وتحت المطر:
عن سهل بن سعد قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
”ثنتان ل تردان أو قلما تردان :الدعاء عند النداء ،وعند
البأس حين يلحم بعضهم بعضًا“ .وفي الحديث من طريق
()1أخرجه أبو داود 3/21وحسنه الشيخ ناصر اللباني في سلسلة الحاديث الصحيحة برقم ،454-3/453 ،1469وأخرجه الحاكم
وصححه ووافقه الذهبي .2/114
()2أبو داود 3/21والدارمي 1/217وصححه اللباني في صحيح أبي داود .2/283
()3مسلم .1/521
()4البخاري ،1/253برقم ،935ومسلم ،2/583برقم .852
()5أحمد 2/272ويشهد له ما بعده.
()6أبو داود 1/275برقم 1048والنسائي 100-3/99في الجمعة باب وقت الجمعة وإسناده جيد وصححه الحاكم 1/279ووافقه الذهبي.
وانظر :زاد المعاد بتحقيق الرناؤوط 2/391والفتح .2/351
()7مسلم ،1/584برقم .853
ورجح ابن القيم رحمه الله تعالى وغيره من أهل العلم :أن
الساعة في يوم الجمعة هي بعد العصر).(8
قال ابن القيم” :وعندي أن ساعة الصلة ساعة ُترجى فيها
الجابة أيضًا ،فكلهما ساعة إجابة ،وإن كانت الساعة المخصوصة
هي آخر ساعة بعد العصر فهي ساعة معينة من اليوم ،ل تتقدم ول
تتأخر .وأما ساعة الصلة فتابعة للصلة تقدمت أو تأخرت ،لن
لجتماع المسلمين وصلتهم وتضرعهم وابتهالهم إلى الله تعالى
تأثيرا ً في الجابة .فساعة اجتماعهم ساعة ُترجى فيها الجابة
وعلى هذا تتفق الحاديث كلها.(2)“...
11ـ عند شرب ماء زمزم مع النية الصالحة:
عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ب له“).(3
ر َ
ش ِ”ماء زمزم لما ُ
12ـ في السجود:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم” :أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد
فأكثروا الدعاء“).(4
13ـ عند الستيقاظ من النوم ليل ً والدعاء بالمأثور:
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ،عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال” :من تعاّر من الليل فقال :ل إله إل الله وحده
ل شريك له ،له الملك ،وله الحمد ،وهو على كل شيء
قدير .الحمد لله ،وسبحان الله ،ول إله إل الله ،والله
أكبر ،ول حول ول قوة إل بالله .ثم قال :اللهم اغفر لي
– أو دعا -استجيب له .فإن توضأ وصلى قبلت صلته“).(5
14ـ عند الدعاء بـ”دعوة ذي النون“:
عن سعد قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” :دعوة
ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت ل إله إل أنت
ع بها رجل مسلم سبحانك إني كنت من الظالمين ،لم يد ُ
في شيء قط إل استجاب الله له“).(6
15ـ عند الدعاء في المصيبة بالمأثور:
()1أخرجه الترمذي 2/488وقال حديث حسن صحيح ،والنسائي ،وأحمد 1/26و 38وصححه اللباني في صحيح الترمذي برقم ،2765
وفي صحيح النسائي برقم .1217
()2أخرجه النسائي 3/44و 45باب فضل التمجيد والصلة على النبي صّلى ال عليه وسّلم والترمذي 5/516قال الشيخ عبد القادر
الرناؤوط :وصححه ابن خزيمة وابن حبان "موارد" برقم 510والحاكم 1/268ووافقه الذهبي .انظر :شرح السنة للمام البغوي بتحقيق
الرناؤوط ،3/187وصححه اللباني في صحيح النسائي .1/275
()3أخرجه أحمد 4/338وأبو داود والنسائي 3/52وصححه اللباني في صحيح النسائي 1/279وقال الشيخ اللباني وأخرجه ابن خزيمة:
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي .انظر :تخريج صفة صلة النبي صّلى ال عليه وسّلم ص .203
()4أخرجه أبو داود 2/80وابن ماجه 2/1268والترمذي 5/550وأحمد 3/120والنسائي 3/52وصححه ابن حبان برقم ) 2382موارد(
والحاكم 1/503ووافقه الذهبي وصححه اللباني في صحيح النسائي .1/279
()5أبو داود 2/79والترمذي 5/515وأحمد 5/360وابن ماجه 2/1267والحاكم 1/504وصححه وأقره الذهبي وصححه اللباني في
صحيح الترمذي .3/163
يقول :أشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له ،وأشهد
ب الجنة ت له أبوا ُ ح ْ فت ِ َأن محمدا ً عبده ورسوله ،إل ُ
الثمانية يدخل من أيها شاء“).(1
28ـ عند الدعاء يوم عرفة في عرفة للحاج:
عن عمرو بن شعيب ،عن أبيه ،عن جده أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال” :خير الدعاء يوم عرفة ،وخير ما قلت أنا
والنبيون من قبلي :ل إله إل الله وحده ل شريك له ،له
الملك ،وله الحمد ،وهو على كل شيء قدير“).(2
29ـ الدعاء بعد زوال الشمس قبل الظهر:
عن عبد الله بن السائب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يصلي أربعا ً بعد أن تزول الشمس قبل الظهر،
وقال” :إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء ،وأحب أن
يصعد لي فيها عمل صالح“).(3
وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال” :إن أبواب السماء تفتح
صّلى الظهر ،فأحب أن إذا زالت الشمس فل ترتج حتى ي ُ َ
يصعد لي إلى السماء خير“).(4
30ـ في شهر رمضان:
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم” :إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت
أبواب جهنم وسلسلت الشياطين“).(5
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صــلى اللــه
فتحــت أبــواب الرحمــة، ن ُ عليــه وســلم” :إذا كــان رمضــا ُ
)(6
وغلقت أبواب جهنم ،وسلسلت الشياطين“ .
31ـ عند اجتماع المسلمين في مجالس الذكر:
عن أبي هريرة رضي الله عنه ،عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال” :إن لله ملئكة يطوفون في الطرق يلتمسون
أهل الذكر ،فإذا وجدوا قوما ً يذكرون الله تنادوا :هلموا
إلى حاجتكم ،قال :فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء
الدنيا ،قال :فيسألهم ربهم عز وجل – وهو أعلم منهم –
ما يقول عبادي؟ قالوا :يقولون يسبحونك ،ويكبرونك،
()1أخرجه مسلم 1/210وأحمد .4/146وانظر :تخريجه بتمامه في إرواء الغليل 1/134برقم .96
()2أخرجه الترمذي ومالك في الموطأ .1/422وحسنه اللباني في صحيح الترمذي .3/184وانظر :تخريج مشكاة المصابيح 2/797برقم
2595وصحيح الجامع 3/121برقم 3269وسلسلة الحاديث الصحيحة 4/6رقم .1503
()3أخرجه الترمذي 2/342برقم 478وصححه اللباني في صحيح الترمذي 1/147انظر :مشكاة المصابيح لللباني 1/237وأخرجه
أيضًا أحمد .3/411
()4أخرجه أحمد مرفوعًا 5/420وأبو داود وحسنه اللباني في صحيح الجامع 2/39برقم 1529وصحيح الترغيب 1/238برقم ،584
وصحيح سنن أبي داود .1/236
()5البخاري مع الفتح 6/336ومسلم .2/758
()6مسلم .2/758
ويحمدونك ،ويمجدونك “...الحديث وفيه” .فيقول:
فأشهدكم أني قد غفرت لهم .قال :يقول ملك من
الملئكة فيهم فلن ليس منهم إنما جاء لحاجة قال :هم
الجلساء ل يشقى بهم جليسهم“).(1
وقال صلى الله عليه وسلم” :ل يقعد قوم يذكرون الله عز
وجل إل حفتهم الملئكة ،وغشيتهم الرحمة ،ونزلت
عليهم السكينة ،وذكرهم الله فيمن عنده“).(2
32ـ عند صياح الديكة:
”إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله،
فإنها رأت ملكًا ،وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله
من الشيطان ،فإنه رأى شيطانًا“).(3
33ـ حالة إقبال القلب على الله واشتداد الخلص:
ومن الدلة على ذلك قصة أصحاب الصخرة).(4
34ـ الدعاء في عشر ذي الحجة:
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال” :ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله
من هذه اليام“ -يعني أيام العشر – قالوا :يا رسول الله! ول
الجهاد في سبيل الله؟ قال” :ول الجهاد في سبيل الله إل
رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء“).(5
()1البخاري 7/168كتاب الدعوات باب فضل ذكر ال عز وجل ،ومسلم 4/2069كتاب الذكر والدعاء.
()2أخرجه مسلم 4/2074في كتاب الذكر والدعاء باب فضل الجتماع على تلوة القرآن والذكر من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري
رضي ال عنهما .رقم .2700
()3أخرجه البخاري بلفظه ،4/89وأخرجه مسلم 4/2092من حديث أبي هريرة رضي ال عنه وأبو داود 4/327والترمذي 5/508
وأحمد .2/307
()4وتقدم تخريج الحديث ،وانظر :صحيح البخاري ،4/37ومسلم .4/2099
()5البخاري برقم ،969وأبو داود واللفظ له برقم ،2438وغيرهما.
فيرميها بسبع حصيات يكبر عند كل حصاة ،ثم ينصرف ول يقف
عندها“).(1
2ـ الدعاء داخل الكعبة أو داخل الحجر:
عن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل
البيت دعا في نواحيه كلها).(2
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة هو وأسامة بن زيد ،وبلل،
وعثمان بن طلحة فأغلقوا عليهم ،فلما فتحوا كنت في أول من
ل ،فسألته هل صلى فيه رسول الله صلى الله عليه ولج ،فلقيت بل ً
وسلم؟ قال :نعم صلى بين العمودين اليمانيين“).(3
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :سألت رسول الله صلى الله
)(4
م
عليه وسلم عن الجدر أمن البيت هو؟ قال” :نعم“ قلت :فل ِ َ
لم يدخلوه في البيت؟ قال” :إن قومك قصرت بهم
النفقة“).(5
جـَر مـن ح ْ
جـرِ فقــد دعــا داخــل الكعبــة ،لن ال ِ ح ْومن دعا داخل ال ِ
البيت ،لما سبق من الحاديث.
3ـ الدعاء على الصفا والمروة للمعتمر والحاج:
قال جابر رضي الله عنه في حديثه الطويل في حجة النبي صلى
الله عليه وسلم ثم خرج من الباب إلى الصفا ،فلما دنا من الصفا
ه{)” (6أبدأ بما بدأ ر الل ّ ِ
عآئ ِ ِ من َ
ش َ وةَ ِمْر َوال ْ َ
فا َ ص َ
ن ال ّ قرأ }إ ِ ّ
الله به“ فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة.
ه ،وقال” :ل إله إل الله وحده ل شريك له، حد الله ،وكّبر ُ فو ّ
له الملك ،وله الحمد ،وهو على كل شيء قدير .ل إله إل
الله وحده ،أنجز وعده ،ونصر عبده ،وهزم الحزاب
وحده“ ثم دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلث مرات .الحديث .وفيه:
”ففعل على المروة كما فعل على الصفا“).(7
4ـ الدعاء عند المشعر الحرام يوم النحر للحاج:
قال جابر رضي الله عنه عن حجة النبي صلى الله عليه وسلم:
ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة ،فدعاه
حده فلم يزل واقفا ً حتى أسفر جدًا ،فدفع قبل وكّبره ،وهّلله ،وو ّ
أن تطلع الشمس“ الحديث.
()1
أخرجه البخاري 2/194من حديث عبد ال بن عمر رضي ال عنهما.
()2
أخرجه مسلم 2/968برقم .1320
()3
أخرجه مسلم 2/967برقم 1329والبخاري مع الفتح 3/463برقم .1598
()4
حجر الكعبة المعروف.
الجدرِ :
()5
أخرجه مسلم 2/973برقم 1333والبخاري مع الفتح 3/439برقم .1584
()6
سورة البقرة ،الية.158 :
()7
مسلم ،2/888برقم .1218
5ـ دعاء الحاج في عرفة يوم عرفة.
عن عمرو بن شعيب ،عن أبيه ،عن جده أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال” :خير الدعاء يوم عرفة ،وخير ما قلت أنا
والنبيون من قبلي :ل إله إل الله وحده ل شريك له ،له
الملك ،وله الحمد ،وهو على كل شيء قدير“).(1
ن
ذي َ وم ِ ال ّ ِ ق ْ ن ال ْ َ م َ صْرَناهُ ِ ون َ َ مَ ، ِ ظي ع ِ ب ال ْ َ ن ال ْك َْر ِ م َ ه ِ هل َ ُ وأ َ ْ َ
َ ْ ْ َ َ َ ْ َ َ
ن{ عي َ م ِ ج َ مأ ْ ه ْ ء فأغَرقَنا ُ و ٍ س ْ م َ و َ م كاُنوا ق ْ ه ْ كذُّبوا ِبآَيات َِنآ إ ِن ّ ُ
عب ْدََنا فك َذُّبوا َْ ح َ م َ َ ت َ .وقال تعالى} :ك َذّب َ ْ
)(7
م َُنو ٍ و ُ ق ْ ه ْ قب ْل ُ
صْر، فانت َ ِ ب َ غُلو ٌ م ْ ه أّني َ عا َرب ّ ُ فدَ َ جَرَ ، واْزدُ ِ ن َ جُنو ٌ م ْ قاُلوا ْ َ و َ َ
عُيوًنا ض ُ َ َ َ َ َ
جْرَنا الْر َ وف ّ رَ ، م ٍ ه ِ من ْ َ ء ّ مآ ٍ ء بِ َ مآ ِ س َ ب ال ّ وا َ حَنآ أب ْ َ ففت َ ْ
ح ْ َ على َ َ ْ قدْ ُ ر َ َ َ ْ فال ْت َ َ َ
وا ٍ ت أل َ ذا ِ ملَناهُ َ ح َ و َ دَرَ ، ق ِ م ٍ على أ ْ
َ
مآءُ َ قى ال َ
ن كُ ِ من َ جَزآءً ل ّ َ
)(8
فَر{ .وقال تعالى: كا َ عي ُن َِنا َ ري ب ِأ ْ ج ِ ر ،ت َ ْ س ٍ ودُ ُ َ
ن دَّياًرا، َ ْ َ َ َ َ َ
ري َ ف ِ ن الكا ِ م َ ض ِ على الْر ِ ب ل ت َذْر َ ح ّر ّ وقال ُنو ٌ } َ
()1أخرجه الترمذي ومالك في الموطأ .1/422وحسنه اللباني في صحيح الترمذي .3/184وانظر :تخريج مشكاة المصابيح 2/797برقم
2595وصحيح الجامع 3/121برقم 3269وسلسلة الحاديث الصحيحة 4/6رقم .1503
()2سورة العراف ،الية.23 :
()3سورة البقرة ،الية.37 :
()4سورة آل عمران ،الية.33 :
()5سورة طه ،الية.122 :
()6سورة الصافات ،اليتان.76 ،75 :
()7سورة النبياء ،اليتان.77 ،76 :
()8سورة القمر ،اليات.14-9 :
فاًرا، جًرا ك َ ّ فا ِ دوا ْ إ ِل ّ َ ول ي َل ِ ُ ك َ عَبادَ َ ضّلوا ْ ِ م يُ ِ ه ْ ك ِإن ت َذَْر ُ إ ِن ّ َ
ن
مِني َ ؤ ِ م ْ ول ِل ْ ُ مًنا َ ؤ ِ م ْ ي ُ ل ب َي ْت ِ َ خ َ من دَ َ ول ِ َ ي َ وال ِدَ ّ ول ِ َ فْر ِلي َ غ ِ با ْ َر ّ
ن إ ِل ّ ت ََباًرا{ .
)(1
مي َ ظال ِ ِ زِد ال ّ ول ت َ ِ ت َ مَنا ِ ؤ ِ م ْ وال ْ ُ َ
3ـ إبراهيم صلى الله عليه وسلم :قال الله تعالى عن دعائه:
عل ّلي ج َ وا ْ نَ ، حي َ صال ِ ِ قِني ِبال ّ ح ْ وأ َل ْ ِ ما َ حك ْ ً ب ِلي ُ ه ْ ب َ }َر ّ
ة
جن ّ ِ ة َ وَرث َ ِ من َ عل ِْني ِ ج َ وا ْ نَ ، ري َ خ ِ في ال ِ ق ِ ص2دْ( ٍ ن ِ سا َ لِ َ
قدْ آت َي َْنآ ف َ م{ .فاستجاب الله له فقال في طلبه الولَ } : )
ِ عي الن ّ ِ
ما{).(3 ظي ً ع ِ كا َ مل ْ ً هم ّ وآت َي َْنا ُ ة َ م َ حك ْ َ وال ْ ِ ب َ م ال ْك َِتا َ هي َ ل إ ِب َْرا ِ آ َ
ة ح ْ وأل ْ ِ َ
خَر ِ في ال ِ ه ِ وإ ِن ّ ُ ن{ } َ حي َ صال ِ ِ قِني ِبال ّ وقال في قولهَ } :
عل ّلي ل ِ َ لَ ِ
( 4 )
ن
سا َ ج َ وا ْ ن{ .وقال في قولهَ } : حي َ صال ِ ِ ن ال ّ م َ
م سل ٌ نَ ، ري َ خ ِ في ال ِ ه ِ عل َي ْ ِ وت ََرك َْنا َ ن{ } َ ري َ خ ِ في ال ِ ق ِ صدْ ٍ ِ
ه
ن ،إ ِن ّ ُ سِني َ ح ِ م ْ زي ال ْ ُ ج ِ ك نَ ْ ن ،إ ِّنا ك َذَل ِ َ مي َ عال َ ِ في ال ْ َ ح ِ ٍ عَلى ُنو َ
م ْ عَباِدَنا ال ْ ُ
)(5
ن{ . مِني َ ؤ ِ ن ِ م ْ ِ
ب إِ ْ
ذ َ
وأّيو َ 4ـ أيوب صلى الله عليه وسلم :قال الله تعالىَ } :
ن، َ ضر َ َنادى رب َ
مي َ ح ِ م الّرا ِ ح ُ ت أْر َ وأن َ ي ال ّ ّ َ َ سن ِ م ّ ه أّني َ َ ّ ُ َ
َ
هم مث ْل َ ُ و ِ ه َ هل َ ُ وآت َي َْناهُ أ ْ ضّر َ من ُ ه ِ ما ب ِ ِ فَنا َ ش ْ فك َ َ ه َ جب َْنا ل َ ُ ست َ َ فا ْ َ
ن{).(6 دي َ عاب ِ ِ وِذك َْرى ل ِل ْ َ دَنا َ عن ِ ن ِ م ْ ة ّ م ً ح َ م َر ْ ه ْ ع ُ م َ ّ
ذا و َ 5ـ يونس صلى الله عليه وسلم :قال الله تعالىَ } :
في دى ِ فَنا َ ه َ عل َي ْ ِ دَر َ ق ِ ن َأن ّلن ن ّ ْ فظ َ ّ ضًبا َ غا ِ م َ ب ُ ه َ ن ِإذ ذّ َ الّنو ِ
َ َ
ن م َ ت ِ كن ُ ك إ ِّني ُ حان َ َ سب ْ َ ت ُ ه ِإل أن َ ت أن ل إ ِل َ َ ما ِ الظّل ُ َ
جي ك ُنن ِ وك َذَل ِ َ م َ غ ّ ن ال ْ َ م َ جي َْناهُ ِ ون َ ّ ه َ جب َْنا ل َ ُ ست َ َ فا ْ نَ ، مي َ ظال ِ ِ ال ّ
ن{).(7 مِني َ ؤ ِ م ْ ال ْ ُ
هَنال ِ َ
ك 6ـ زكريا صلى الله عليه وسلم :قال الله تعالىُ } :
كة إ ِن ّ َ ة طَي ّب َ ً ك ذُّري ّ ً من ل ّدُن ْ َ ب ِلي ِ ه ْ ب َ ل َر ّ قا َ ه َ رّيا َرب ّ ُ عا َزك َ ِ دَ َ
في صّلي ِ م يُ َ قآئ ِ ٌ و َ ه َ و ُ ة َ ملئ ِك َ ُ ه ال ْ َ فَنادَت ْ ُ ءَ ، عا ِ ع الدّ َ مي ُ س ِ َ
ّ ّ َ
ه
ن الل ِ م َ ة ّ م ٍ قا ب ِكل ِ َ َ صدّ ً م َ حَيـى ُ ك ب ِي َ ْ شُر َ ه ي ُب َ ّ ن الل َ بأ ّ حَرا ِ م ْ ال ْ ِ
ن{) .(8وقال تعالى: حي َ صال ِ ِ ن ال ّ م َ ون َب ِّيا ّ صوًرا َ ح ُ و َ دا َ سي ّ ً و َ َ
خي ُْر ت َ أن َ و دا ر ف َ ني َ ْ ِ ر َ ذ ت ل ب ر ه ب ر دى نا ْ ذ إ يا ر َ ك ز و }
َ ْ ً َ َ ّ ُ َ ّ َ َ ِ ّ ِ َ َ
َ َ َ َ َ
ه
ج ُ و َ ه َز ْ حَنا ل ُ صل ْ وأ ْ حَيى َ ه يَ ْ هب َْنا ل ُ و َ و َ ه َ جب َْنا ل ُ ست َ َ فا ْ نَ ، رِثي َ وا ِ ال ْ َ
()1
سورة نوح ،اليات.28-26 :
()2
سورة الشعراء ،اليات.85-83 :
()3
سورة النساء ،الية.54 :
()4
سورة البقرة ،الية.30 :
()5
سورة الصافات ،اليات.111-108 :
()6
سورة النبياء ،اليتان.84 ،83 :
()7
سورة النبياء ،اليتان.88 ،87 :
()8
سورة آل عمران ،اليتان.39 ،38 :
هًبا وَر َ غًبا َ عون ََنا َر َ وي َدْ ُ ت َ خي َْرا ِ في ال ْ َ ن ِ عو َ ر ُ سا ِ كاُنوا ْ ي ُ َ م َ ه ْ إ ِن ّ ُ
ن{).(1 عي َ ش ِ خا ِ كاُنوا ْ ل ََنا َ و َ َ
7ـ يعقوب صلى الله عليه وسلم :قال الله في قصة يعقوب
ت ول َ ْ س ّ ل َ ل بَ ْ قا َ ب َ ذ ٍ ه ب ِدَم ٍ ك َ ِ ص ِ مي ِ ق ِ عَلى َ ءوا ْ َ جآ ُ و َ مع أبنائهَ } :
َ م َأن ُ
ما عَلى َ ن َ عا ُ ست َ َ م ْ ه ال ْ ُ والل ّ ُ ل َ مي ٌ ج ِ صب ٌْر َ ف َ مًرا َ مأ ْ سك ُ ْ ف ُ ل َك ُ ْ
عل َي ْ ِ
ه م َ من ُك ُ ْ لآ َ ه ْ ل َ قا َ ن{) .(2وقال الله تعالى عنهمَ } : فو َ ص ُ تَ ِ
ف ً َ َ
و
ه َ و ُ ظا َ حا ِ خي ٌْر َ ه َ فالل ّ ُ ل َ قب ْ ُ من َ ه ِ خي ِ عَلى أ ِ م َ منت ُك ُ ْ مآ أ ِ إ ِل ّ ك َ َ
َ
م ت ل َك ُ ْ ول َ ْ س ّ ل َ ل بَ ْ قا َ ن{) .(3وقال يعقوبَ } : مي َ ح ِ م الّرا ِ ح ُ أْر َ
ْ عسى الل ّ َ مًرا َ ف سك ُ َ َ
مه ْ ه أن ي َأت ِي َِني ب ِ ِ ُ ل َ َ مي ٌ ج ِ صب ٌْر َ ف َ مأ ْ أن ُ ُ ْ
ل َيآ قا َ و َ م َ ه ْ عن ْ ُ وّلى َ وت َ َ مَ ، كي ُ ح ِ م ال ْ َ عِلي ُ و ال ْ َ ه َ ه ُ عا إ ِن ّ ُ مي ً ج ِ َ
و ن َ ْ َ س َ َ
ه َ ف ُ حْز ِ ن ال ُ م َ عي َْناهُ ِ ت َ ض ْ واب ْي َ ّ ف َ س َ على ُيو ُ فى َ أ َ
ضا حَر ً ن َ كو َ حّتى ت َ ُ ف َ س َ ؤا ْ ت َذْك ُُر ُيو ُ فت َ ُ ه تَ ْ قاُلوا ْ َتالل ّ ِ مَ ، ظي ٌ كَ ِ
حْزِني إ َِلى و ُ كوا ْ ب َّثي َ ش ُ مآ أ َ ْ ل إ ِن ّ َ قا َ نَ ، كي َ هال ِ ِ ن ال ْ َ م َ ن ِ كو َ و تَ ُ أ ْ
َ
هُبوا ْ ي اذْ َ نَ ،يا ب َن ِ ّ مو َ عل َ ُ ما ل َ ت َ ْ ه َ ن الل ّ ِ م َ م ِ عل َ ُ وأ َ ْ ه َ الل ّ ِ
ح الل ّ ِ
ه و)ِ(4 من ّر ْ سوا ْ ِ ول َ ت َا ْي ْئ َ ُ ه َ خي ِ وأ َ ِ ف َ س َ من ُيو ُ سوا ْ ِ س ُ ح ّ فت َ َ َ
ن{ . فُرو َ كا ِ م ال ْ َ و ُ ق ْ ه إ ِل ّ ال ْ َ ح الل ّ ِ و ِ من ّر ْ س ِ ه ل َ ي َا ْي ْئ َ ُ إ ِن ّ ُ
قاُلوا ْ ثم استجاب الله دعاءه ورد عليه يوسف وأخيه قال اللهَ } :
هن الل ّ ُ م ّ قدْ َ خي َ ذآ أ َ ِ هـ َ و َ ف َ س ُ ل أن َا ْ ُيو ُ
قا َ َ ف َ س ُ ت ُيو ُ ك لن َ
أ َإن ّ َ َ
ِ
جَر فإن الل ّه ل َ يضيع أ َ َ ر ب ص ي و ق ت ي من َ
ُ ِ ُ ْ َ ِ ّ َ ّ ِ َ ِ ْ ِ ْ ع ْ َ ِّ ُ َ ه ن إ نآ ي ل َ
ُ
وِإن كّنا علي َْنا َ َ ه َ ك الل ُ ّ قدْ آث ََر َ هل َ َ ّ
قالوا َتالل ِ ْ ُ نَ ، سِني َ ح ِ م ْ ال ُ ْ
وه َ و ُ م َ ه ل َك ُ ْ فُر الل ّ ُ غ ِ م يَ ْ و َ م ال ْي َ ْ عل َي ْك ُ ُ ب َ ل ل َ ت َث َْري َ قا َ نَ ، خاطِِئي َ لَ َ
ه
ج ِ و ْ عَلى َ قوهُ َ فأ َل ْ ُ ذا َ هـ َ صي َ مي ِ ق ِ هُبوا ْ ب ِ َ ن ،اذْ َ مي َ ح ِ م الّرا ِ ح ُ أْر َ
َ
هل ِك ُ َ وأ ُْتوِني ب ِأ َ ْ ْ َ
ت صل َ ِ ف َ ما َ ول َ ّ نَ ، عي َ م ِ ج َ مأ ْ ْ صيًرا َ ت بَ ِ أِبي ي َأ ِ
ن، دو ِ فن ّ ُ ول َ َأن ت ُ َ ف لَ ْ س َ ح ُيو ُ ري َ ِ جدُ َ
م إ ِّني َل ِ ه ْ ل أ َُبو ُ قا َ عيُر َ ال ْ ِ
َ
شيُر جآءَ ال ْب َ ِ مآ أن َ فل َ ّ مَ ، دي ِ ق ِ ك ال ْ َ ضل َل ِ َ في َ ك لَ ِ ه إ ِن ّ َ قاُلوا ْ َتالل ّ ِ َ
َ َ أ َل ْ َ
م إ ِّني قل ل ّك ُ ْ مأ ُ ل أل َ ْ قا َ صيًرا َ فاْرت َدّ ب َ ِ ه َ ه ِ ِ ج
و ْ عَلى َ قاهُ َ
فْر ل ََنا َ أَ ْ
غ ِ ست َ ْ قاُلوا ْ َيآ أَباَنا ا ْ نَ ، مو َ عل َ ُ ما ل َ ت َ ْ ه َ ن الل ّ ِ م َ م ِ عل َ ُ
ل سو َ َ
ه
ي إ ِن ّ ُ م َرب ّ َ فُر ل َك ُ ْ غ ِ ست َ ْ فأ ْ قا َ َ ْ نَ ، خاطِِئي َ ذُُنوب ََنآ إ ِّنا ك ُّنا َ
)(5
م{ . حي ُ فوُر الّر ِ غ ُ و ال ْ َ ه َ ُ
8ـ يوسف صلى الله عليه وسلم :قال الله تعالى عنه وعن
عن ه َ ودت ّ ُ قدْ َرا َ ول َ َ ه َ في ِ مت ُن ِّني ِ ذي ل ُ ْ ن ال ّ ِ فذَل ِك ُ ّ ت َ قال َ ْ النسوةَ } :
نجن َ ّ س َ مُرهُ ل َي ُ ْ ءا ُ مآ َ ل َ ع ْ ف َ م يَ ْ ول َِئن ل ّ ْ م َ ص َ ع َ ست َ ْ فا َ ه َ س ِ ف ِ نّ ْ
()1
سورة النبياء ،اليتان.90 ،89 :
()2
سورة يوسف ،الية.18 :
()3
سورة يوسف ،الية.64 :
()4
سورة يوسف ،اليات.87-83 :
()5
سورة يوسف ،اليات.98-90 :
ما ب إ ِل َ َ قا َ نَ ، ول َي َ ُ
م ّ ي ِ ّ ح ّ نأ َ ج ُ س ْ ب ال ّ ل َر ّ ري َ غ ِ صا ِ ن ال ّ م َ كوًنا ّ َ
وأ ُ َ َ َ عّني ك َي ْدَ ُ َ
كن ن َ ه ّ ب إ ِلي ْ ِ ص ُ نأ ْ ه ّ ف َ ر ْ ص ِ وإ ِل ّ ت َ ْ ه َ عون َِني إ ِلي ْ ِ ي َدْ ُ
ه
ن إ ِن ّ ُ ه ّ ه ك َي ْدَ ُ عن ْ ُ ف َ صَر َ ف َ ه َ ه َرب ّ ُ ب لَ ُ جا َ ست َ َ فا ْ نَ ، هِلي َ جا ِ ن ال ْ َ م َ ّ
م{ . 1
عِلي ُ ع ال ْ َ مي ُ س ِ و ال ّ ه َ ُ
لقا َ 9ـ موسى صلى الله عليه وسلم :قال الله عن دعائهَ } :
من ع ْ حل ُ ْ َ با ْ
قدَةً ّ ل ُ وا ْ ريَ ، ِ مسْر ِلي أ ْ وي َ ّ ريَ ، صدْ ِ ح ِلي َ شَر ْ َر ّ
َ
هِلي، نأ ْ م ْ زيًرا ّ و ِ عل ّلي َ ج َ وا ْ وِليَ ، ق ْ هوا ْ َ ق ُ ف َ ساِني ،ي َ ْ لّ َ
َ َ َ َ
ي ري ،ك َ ْ م ِ في أ ْ ه ِ رك ْ ُ ش ِ وأ ْ ريَ ، ه أْز ِ شدُدْ ب ِ ِ خي ،ا ْ نأ ِ هاُرو َ َ
ل قا َ صيًراَ ، ت ب َِنا ب َ ِ كن َ ك ُ ك ك َِثيًرا ،إ ِن ّ َ ون َذْك َُر َ ك ك َِثيًراَ ، ح َ سب ّ َ نُ َ
سى{ .وقال الله تعالى عن موسى )(2 ؤل َ َ س ْ ُ َ
مو َ ك َيا ُ ت ُ قدْ أوِتي َ
ة
زين َ ً ملهُ ِ و َ ن َ و َ ع ْ فْر َ ت ِ ك آت َي ْ َ سى َرب َّنآ إ ِن ّ َ مو َ ل ُ قا َ و َ وهارونَ } :
ضّلوا ْ َ َ
ك َرب َّنا سِبيل ِ َ عن َ ة الدّن َْيا َرب َّنا ل ِي ُ ِ حَيا ِ في ال ْ َ وال ً ِ م َ وأ ْ َ
مُنوا ْ ْ
ؤ ي َ ل ف َ م ه ب لو ُ ق ُ لى َ عُ ْ َ د د ش ْ وا م ه ل وا م َ أ لى َ ع
ِ ْ َ س م ْ ط ا
ُ ِ ِ ِ ْ ْ َ ِ ِ ْ َ
ُ َ
ما وت ُك ُ َ ع َ جيَبت دّ ْ قدْ أ ِ ل َ قا َ مَ ، ب الِلي َ ذا َ ع َ وا ْ ال ْ َ حّتى ي ََر ُ َ
ن{ .وقال )(3
مو َ عل ُ َ ن ل يَ ْ َ ذي َ ّ
ل ال ِ سِبي َ ن َ عآ ّ ول ت َت ّب ِ َ َ ما َ قي َ ست َ ِ فا ْ َ
فْر ِلي غ ِ فا ْ سي َ ف ِ ت نَ ْ م ُ ب إ ِّني ظَل َ ْ ل َر ّ قا َ تعالى عن موسىَ } :
َ
عل َ ّ
ي ت َ م َ ع ْ مآ أن ْ َ ب بِ َ ل َر ّ قا َ مَ ، حي ُ فوُر الّر ِ غ ُ و ال ْ َ ه َ ه ُ ه إ ِن ّ ُ فَر ل َ ُ
َ
غ َ ف َ َ
هيًرا ل ّل ْ ُ كو َ َ نأ ُ فل َ ْ َ
)(4
ن{ . مي َ ر ِ ج ِ م ْ نظ ِ
10ـ محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه :قال تعالى:
َ فاست َجاب ل َك ُ َ
ن م َ ف ّ كم ب ِأل ْ ٍ مدّ ُ م ِ م أّني ُ ْ م َ ْ َ َ ن َرب ّك ُ ْ غيُثو َ ست َ ِ }إ ِذْ ت َ ْ
ه
ن بِ ِ مئ ِ ّ ول ِت َطْ َ شَرى َ ه إ ِل ّ ب ُ ْ ه الل ّ ُ عل َ ُ ج َ ما َ و َ نَ ، في َ مْرِد ِ ة ُ ملئ ِك َ ِ ال ْ َ
م{ كي ٌ ح ِ زيٌز َ ع ِ ه َ ن الل ّ َ ه إِ ّ د الل ّ ِ عن ِ ن ِ م ْ صُر إ ِل ّ ِ ما الن ّ ْ و َ م َ قُلوب ُك ُ ْ ُ
قوا ْ م أِذل ّ ٌ َ َ
فات ّ ُ ة َ م الل ّ ُ صَرك ُ ُ ول َ َ (5 )
وأنت ُ ْ ر َ ٍ ه ب ِب َدْ قدْ ن َ َ .وقال تعالىَ } :
م َأن في َك ُ ْ ن أ ََلن ي َك ْ ِ مِني َ ؤ ِ م ْ ل ل ِل ْ ُ قو ُ ن ،إ ِذْ ت َ ُ شك ُُرو َ م تَ ْ عل ّك ُ ْ ه لَ َ الل ّ َ
ن ،ب ََلى ِإن منَزِلي َ ة ُ ملئ ِك َ ِ ن ال ْ َ م َ ف ّ ة آل َ ٍ كم ب ِث َل َث َ ِ م َرب ّ ُ مدّك ُ ْ يُ ِ
ْ
كم م َرب ّ ُ ددْك ُ ْ م ِ ذا ي ُ ْ هـ َ م َ ه ْ ر ِ و ِ ف ْ من َ كم ّ وي َأُتو ُ قوا ْ َ وت َت ّ ُ صب ُِروا ْ َ تَ ْ
ه إ ِل ّ ه الل ّ ُ عل َ ُ ج َ ما َ و َ نَ ، مي َ و ِ س ّ م َ ة ُ ملئ ِك َ ِ ن ال ْ َ م َ ف ّ ة آل ٍ س ِ م َ خ ْ بِ َ
د
عن ِ ن ِ م ْ صُر إ ِل ّ ِ ما الن ّ ْ و َ ه َ كم ب ِ ِ قُلوب ُ ُ ن ُ مئ ِ ّ ول ِت َطْ َ م َ شَرى ل َك ُ ْ بُ ْ
ل لَ ُ قا َ ن َ م{ .وقال تعالى} :ال ّ ِ ز ال ْ َ ه ال ْ َ الل ّ ِ
( 6 )
مه ُ ذي َ كي ِ ح ِ زي ِ ع ِ
مه ْ فَزادَ ُ م َ ه ْ و ُ ش ْ خ َ فا ْ م َ عوا ْ ل َك ُ ْ م ُ ج َ قدْ َ س َ ن الّنا َ س إِ ّ الّنا ُ
ةم ٍ ع َ قل َُبوا ْ ب ِن ِ ْ فان َ لَ ، كي ُ و ِ م ال ْ َ ع َ ون ِ ْ ه َ سب َُنا الل ّ ُ ح ْ قاُلوا ْ َ و َ مانا ً َ ِإي َ
()1
سورة يوسف ،اليات.34-32 :
()2
سورة طه ،اليات.36-25 :
()3
سورة يونس ،اليتان.89 ،88 :
()4
سورة القصص ،اليتان.17 ،16 :
()5
سورة النفال ،اليتان.10 ،9 :
()6
سورة آل عمران ،اليات.126-123 :
ن الل ّ ِ
ه وا َ
ض َ
ر ْعوا ْ ِ
وات ّب َ ُ
سوءٌ َ م ُ
ه ْ
س ُ
س ْ م َ م يَ ْل لّ ْ
ض ٍ ف ْ و َ ن الل ّ ِ
ه َ م َ ّ
)(1
م{ . ذو َ ه ُ ّ
ظي ٍ ع ِ ل َ ض ٍ ف ْ والل َُ
والدعية التي دعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وشوهدت إجابتها كالشمس في رابعة النهار كثيرة جد ّا ً ل ُتحصر،
ولكن منها على سبيل المثال:
أ ـ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لنس بن مالك رضي الله عنه
قال صلى الله عليه وسلم” :اللهم أكثر ماله ،وولده ،وبارك
له فيما أعطيته)] (2وأطل حياته ،واغفر له[) (3قال أنس:
فوالله إن مالي لكثير ،وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون نحو المائة
اليوم)] (4وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي مقدم الحجاج
البصرة بضع وعشرون ومائة[) (5وطالت حياتي حتى استحييت من
الناس وأرجو المغفرة“).(6
وكان له رضي الله عنه بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين،
وكان فيها ريحان يجيء منها ريح المسك).(7
ب ـ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لم أبي هريرة فأسلمت فورًا،
قال أبو هريرة رضي الله عنه :كنت أدعو أمي إلى السلم وهي
مشركة ،فدعوتها يوما ً فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما أكره ،فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي.
يقلت :يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى السلم فتأبى عل ّ
م أبي فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره ،فادع ُ الله أن يهدي أ ّ
مهريرة ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” :اللهم اهد أ ّ
أبي هريرة“ فخرجت مستبشرا ً بدعوة نبي الله صّلى الله عليه
ف) (8فسمعت أمي وسّلم فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجا ٌ
)(9
ت خضخضة ي فقالت :مكانك يا أبا هريرة ،وسمع ُ خشف قدم ّ
الماء) (10قال :فاغتسلت ولبست درعها ،وعجلت عن خمارها
ففتحت الباب ثم قالت :يا أبا هريرة :أشهد أن ل إله إل الله وأشهد
أن محمدا ً عبده ورسوله .قال :فرجعت إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأتيته وأنا أبكي من الفرح ،قال قلت :يا رسول الله
م أبي هريرة ،فحمد الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أ ّ
()1سورة آل عمران ،اليتان.174 ،173 :
()2البخاري مع الفتح 4/228و ،11/144ومسلم .4/1928
()3البخاري في الدب المفرد برقم ،653وصححه اللباني في صحيح الدب المفرد ص .214
()4مسلم .4/1929
()5البخاري مع الفتح .4/228
()6الدب المفرد وصححه اللباني في صحيح الدب المفرد ص .244
()7الترمذي ،5/683وانظر :صحيح الترمذي .3/234
()8أي مغلق.
()9أي صوتهما في الرض.
()10خضخضة الماء :أي صوت تحريكه.
وأثنى عليه وقال خيرًا ،قال :قلت يا رسول الله! ادع ُ الله أن
يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا .قال :فقال
عبيدك هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم” :اللهم حبب ُ
مه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين“ فما وأ ّ
ن يسمع بي ول يراني إل أحببني).(1 م ٌ
مؤ ِ
خل ِقَ ُ
ُ
جـ ـ دعاؤه صلى الله عليه وسلم لعروة بن أبي الجعد البارقي،
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه دينارا ً يشتري له به
شاة ،فاشترى له به شاتين فباع إحداهما بدينار ،فجاء بدينار وشاة،
فدعا له بالبركة في بيعه ،وكان لو اشترى التراب لربح فيه) .(2وفي
مسند المام أحمد أنه قال له” :اللهم بارك له في صفقة
يمينه“ فكان يقف في الكوفة ويربح أربعين ألفا ً قبل أن يرجع
إلى أهله).(3
د ـ دعاؤه صلى الله عليه وسلم على بعض أعدائه فلم تتخلف
الجابة ،ومن ذلك أن المشركين آذوا رسول الله صلى الله عليه
وسلم في مكة وأمر أبو جهل بعض القوم أن يضع سل الجزور بين
كتفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد ففعل ذلك عقبة بن
أبي معيط فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلته رفع صوته
ثم دعا عليهم” :اللهم عليك بقريش“ ثلث مرات .فلما سمعوا
صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته ثم قال” :اللهم عليك
بأبي جهل بن هشام ،وعتبة بن ربيعة ،وشيبة بن ربيعة،
والوليد بن عتبة ،وأمية بن خلف ،وعقبة بن أبي معيط“.
قال ابن مسعود :فوالذي بعث محمدا ً صلى الله عليه وسلم بالحق
حبوا إلى القليب، س ِ
مى صرعى يوم بدر ،ثم ُ لقد رأيت الذي س ّ
قليب) (4بدر“) .(5وفي رواية :فأقسم بالله لقد رأيتهم صرعى على
بدر قد غيرتهم الشمس وكان يوما ً حاّرًا“).(6
هـ ـ دعاؤه صلى الله عليه وسلم على سراقة بن مالك رضي
الله عنه .لحق سراقة النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يقتله
وأبا بكر ،لكي يحصل على دية كل واحد ٍ منهما ،لن قريشا ً جعلوا
لمن يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر أو أسرهما
دية كل واحد منهما ،فلحق سراقة النبي صلى الله عليه وسلم
س قد لحق بنا، وعندما رآه أبو بكر قال :يا رسول الله! هذا فار ٌ
()1
مسلم .4/1939
()2
البخاري مع الفتح .6/632
()3
مسند أحمد .4/376
()4
القليب :البئر التي لم تطَو.
()5
مسلم .3/1418
()6
مسلم .3/1420
فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال” :اللهم
اصرعه“ وساخت يدا فرس سراقة في الرض حتى بلغت
الركبتين .فقال سراقة :يا رسول الله! ادع الله لي ،فدعا له
رسول الله صلى الله عليه وسلم ونجحت فرسه ،ورجع يخفي
عنهما ،فكان أول النهار جاهدا ً على النبي صلى الله عليه وسلم
وكان آخر النهار مسلحة) (1له يخفي عنه).(2
و ـ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم بدر ،عن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه قال :لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف ،وأصحابه ثلثمائة وتسعة
ل ،فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ،ثم مد عشر رج ً
يديه فجعل يهتف) (3بربه” :اللهم أنجز لي ما وعدتني ،اللهم
ت ما وعدتني ،اللهم إن ُتهلك هذه العصابة من أهل آ ِ
السلم ل تعبد في الرض“ فما زال يهتف بربه ماد ّا ً يديه
مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأتاه أبو بكر فأخذ
رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال :يا نبي الله
كذاك) (4مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك .فأنزل الله عز
مدّ ُ فاست َجاب ل َك ُ َ
كم م ِ
م أّني ُ
ْ م َ ْ َ َ ن َرب ّك ُ ْغيُثو َ ست َ ِوجل} :إ ِذْ ت َ ْ
َ
ملئ ِك َ ِ ن ال ْ َ ب ِأل ْ ٍ
)(6 )(5
ن{ .فأمده الله بالملئكة .قال في َ مْرِد ِة ُ م َ ف ّ
ابن عباس :بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من
المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه ،وصوت الفارس
يقول أقدم حيزوم ،فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيًا .فنظر
إليه فإذا هو قد خطم أنفه ،وشق وجهه كضربة السوط فاخضّر
ذلك أجمع ،فجاء النصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال” :صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة“ فقتلوا
يومئذ سبعين وأسروا سبعين).(7
ز ـ دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم الحزاب ،كان المحاربون
لرسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الحزاب خمسة
أصناف هم :المشركون من أهل مكة ،والمشركون من قبائل
العرب ،واليهود من خارج المدينة ،وبنو قريظة ،والمنافقون ،وكان
من حضر الخندق من الكفار عشرة آلف ،والمسلمون مع النبي
()1المسلحة :القوم الذين يحفظون الثغور من العدو ،ويرقبون العدو لئل يطرقهم ،فكذلك سراقة كان مدافعًا ومخفيًا عن النبي صّلى ال عليه
وسّلم ،انظر النهاية ،2/388والقاموس المحيط ص .287
()2البخاري مع الفتح 7/238و 240و ،249برقم .3911 ،3908 ،3906
()3يهتف :يستغيث بال ويدعوه.
()4كذاك :أي كفاك ،وفي بعض النسخ كفاك ،والمعنى صحيح.
()5سورة النفال ،الية.9 :
()6مسلم .3/1384
()7مسلم .1385-3/1384
صلى الله عليه وسلم ثلثة آلف ،وقد حاصروا النبي صلى الله
عليه وسلم شهرا ً ولم يكن بينهم قتال إل ما كان من عمرو بن وُد ّ
العامري مع علي بن أبي طالب فقتله علي رضي الله عنه ،وكان
ذلك في السنة الرابعة من الهجرة) .(1ودعا رسول الله صلى الله
عليه وسلم عليهم فقال” :اللهم منزل الكتاب ،سريع
)(2
الحساب ،اهزم الحزاب ،اللهم اهزمهم وزلزلهم“ .
وض خيامهم، وأرسل الله على الحزاب جندا ً من الريح فجعلت تق ّ
ول تدع لهم قدرا ً إل كفأته ،ول طنبا ً إل قلعته ،ول يقر لهم قرار،
وجند الله من الملئكة يزلزلونهم ويلقون في قلوبهم الرعب
َ
ة
م َ ع َمُنوا ْ اذْك ُُروا ْ ن ِ ْ نآ َ ذي َها ال ّ ِ والخوف .قال الله تعالىَ} :يآ أي ّ َ
)(3
()1
انظر :زاد المعاد .276-3/269
()2
البخاري مع الفتح 7/406برقم .415
()3
زاد المعاد .3/274
()4
سورة الحزاب ،اليات.11-9 :
()5
شاهت الوجوه :أي قبحت.
()6
مسلم .3/1402
عن أم الدرداء رضي الله عنها أنها قالت لصفوان :أتريد الحج
العام ؟ قال :فقلت :نعم ،قالت :فادع ُ الله لنا بخير فإن النبي صلى
الله عليه وسلم كان يقول” :دعوةُ المرء المسلم لخيه
بظهر الغيب مستجابة ،عند رأسه ملك كلما دعا لخيه
بخير قال الملك الموكل به :آمين ولك بمثل“) .(1وعن أبي
الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
”ما من عبد مسلم يدعو لخيه بظهر الغيب إل قال
ل“).(2مث ٍ
ك بِ ِ مل َ ُ
ك ول َ ال َ
2ـ دعوة المظلوم:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم
ق دعوة ”واتِ (3 بعث معاذا ً إلى اليمن وساق الحديث وقال فيه:
المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب“) .ومن هذه
الجابة قصة سعد رضي الله عنه مع أبي سعدة عندما قال لمن
سأله عن سعد” :أما إذ نشدتنا فإن سعدا ً كان ل يسير بالسرية ،ول
يقسم بالسوية ،ول يعدل في القضية ،قال سعد :أما والله لدعون
بثلث :اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا ً قام رياء وسمعة فأطل
عمره ،وأطل فقره ،وعرضه بالفتن ،وكان بعد إذا سئل يقول :شيخ
كبير مفتون أصابتني دعوة سعد ،قال عبد الملك :فأنا رأيته بعد قد
سقط حاجباه على عينيه من الك َِبر ،وإنه ليتعرض للجواري في
هن“).(4الطريق يغمُز ُ
وخاصمت أروى بنت أويس سعيد بن زيد رضي الله عنه عند
مروان ابن الحكم وادعت عليه أنه أخذ من أرضها ،فقال :أنا كنت
آخذ من أرضها شيئا ً بعد الذي سمعته من رسول الله صلى الله
عليه وسلم؟ قال :وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه
وسلم؟ قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
وقه إلى سبعين ”من أخذ شبرا ً من الرض بغير حقه طُ ّ
أرضين“ ثم قال :اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها ،واجعل
قبرها في دارها ،قال :فرأيتها عمياء تتلمس الجدر تقول :أصابتني
دعوة سعيد بن زيد ،فبينما هي تمشي في الدار مرت على بئر في
الدار فوقعت فيها فكانت قبرها).(5
()1
مسلم 4/2094برقم .2733
()2
مسلم .4/2094
()3
البخاري برقم .2448 ،1395
()4
البخاري 2/236برقم 755ومسلم 1/334برقم ،453وهو أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة.
()5
مسلم برقم .2/1230 ،1610
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم” :دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرا ً
ففجوره على نفسه“).(1
وأنشد بعضهم فقال:
مقتدرا ً
ن إذا ما كنت ُ
ل تظلم ّ
فالظالم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم
()1أحمد ،2/367وأبو داود الطيالسي في مسنده برقم ،1266وحسنه اللباني في سلسلة الحاديث الصحيحة 2/407برقم ،767وفي
صحيح الجامع 3/145برقم .3377
()2الترمذي 4/314برقم ،5/502 ،1905برقم ،3448وأبو داود ،2/89وابن ماجه ،2/1270وحسنه اللباني في صحيح أبي داود
،1/286وفي صحيح الترمذي 3/156وصحيح ابن ماجه .2/331
()3الترمذي ،5/502برقم ،3448وأحمد .2/258
()4الترمذي بلفظه ،5/578برقم 3598ورواه الترمذي بإسناد آخر بعد شيخه عن أبي هريرة رضي ال عنه ولكن قال” :الصائم حين
يفطر“ 4/672برقم 2526وصححه اللباني في صحيح سنن الترمذي ،2/311وابن ماجه ،1/557وأخرجه أيضًا البغوي .5/196
ب عز وجل :وعزتي لنصرنك ولو بعد السماء ،ويقول الر ّ
حين“).(1
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يرفعه” :إن للصائم
عند فطره لدعوةً ما ُترد“).(2
د
وعــن أبــي هريــرة رضــي اللــه عنــه يرفعــه” :ثلثــة ل ُيــر ّ
ؤهم :الــذاكر للــه كــثيرًا ،ودعــوة المظلــوم ،والمــام دعــا ُ
)(3
سط“ . مق ِ ال ُ
9ـ دعوة الولد الصالح:
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه” :إذا مات النسان
ة ،أو علم ٍ ة جاري ٍانقطع عمله إل من ثلث :إل من صدق ٍ
ح يدعو له“).(4 د صال ٍ ينتفع به ،أو ول ٍ
10ـ دعوة المستيقظ من النوم إذا دعا بالمأثور:
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال” :من تعاّر من الليل فقال :ل إله إل الله
وحده ل شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل
شيء قدير ،الحمد لله ،وسبحان الله ،ول إله إل الله
والله أكبر ،ول حول ول قوة إل بالله ثم قال :اللهم
اغفر لي أو دعا اسُتجيب ]له[ ]فإن عزم فتوضأ ثم صلى
قبلت صلته[“).(5
11ـ دعوة المضطر:
ف
ش َعاهُ ويك ِب المضطَّر إذا د َ من ُيجي ُ قال الله تعالى} :أ ّ
ء{).(6 سو َ ال ّ
ومما يدل على أن من أقوى أسباب الجابة الضطرار حديث
الثلثة الذين آواهم المبيت إلى غار فانحطت على فم الغار صخرة
من الجبل أغلقت الغار عليهم ،فقال بعضهم لبعض :انظروا أعمال ً
عملتموها صالحة لله تعالى واسألوا الله بها لعله يفرجها عنكم،
فدعوا الله تعالى بصالح أعمالهم فارتفعت الصخرة فخرجوا
يمشون).(7
)(8
ي من وعن عائشة رضي الله عنها أن وليدة كانت سوداء لح ّ
العرب فأعتقوها فكانت معهم .قالت :فخرجت صبية لهم عليها
()1
الترمذي ،4/672برقم ،2526وصححه اللباني في صحيح الترمذي .2/311
()2
ابن ماجه 1/557وحسنه الحافظ في تخريج الذكار .4/342
()3
البيهقي في الشعب ،2/399وحسنه اللباني في سلسلة الحاديث الصحيحة 3/212برقم .1211
()4
مسلم .3/1255
()5
ب“ برقم .3414
البخاري برقم 1154والترمذي بلفظه إل قوله :اللهم فإنها عنده ”ر ّ
()6
سورة النمل ،الية.62 :
()7
البخاري ،كتاب الدب ،باب إجابة دعاء من بر والديه ،برقم ،5974ومسلم .4/2099
()8
وفي رواية للبخاري في حديث رقم ” 3835أسلمت امرأة سوداء لبعض العرب“.
وشاح أحمر من سيور ،قالت فوضعته أو وقع منها فمرت به
حدّياة) (1وهو ملقى فحسبته لحما ً فخطفته قالت :فطفقوا يفتشوا ُ
حتى فتشوا قُُبلها .قالت :والله إني لقائمة معهم إذ مرت الحدّياةُ
فألقته ،قالت :فوقع بينهم .قالت :فقلت هذا الذي اتهمتموني به
زعمتم وأنا منه بريئة وهوذا ،قالت فجاءت إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأسلمت .قالت عائشة فكانت لها خباء في
المسجد أو حفش) (2قالت فكانت تأتيني فتحدث عندي ،قالت :ل
تجلس عندي مجلسا ً إل قالت:
ب رّبنا
ح من تعاجي ِ
ويوم الوشا ِ
أل إنه من بلدةِ الكفر أنجاني
قالت عائشة :فقلت لها :ما شأنك ل تقعدين معي مقعدا ً إل قلت
هذا؟ قالت :فحدثتني بهذا الحديث) (3وهذا سبب إسلمها ،فرب
ضارة نافعة.
12ـ دعوة من بات طاهرا ً على ذكر الله:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
ت على ذكر الله طاهرا ً فيتعاّر قال” :ما من مسلم يبي ُ
من الليل فيسأل الله خيرا ً من الدنيا والخرة إل أعطاه
الله إياه“).(4
13ـ دعوة من دعا بدعوة ذي النون:
ن أن ّلن َ
فظ َ ّ ضًبا َغا ِ م َب ُ ه َ ن ِإذ ذّ َ ذا الّنو ِ و َ قال الله تعالىَ } :
َ َ
حان َ َ
ك سب ْ َ ت ُ ه ِإل أن َ ت أن ل إ ِل َ َ ما ِفي الظّل ُ َ دى ِ فَنا َه َ عل َي ْ ِ
دَر َ ق ِنّ ْ
م
غ ّن ال ْ َ م َ جي َْناهُ ِ
ون َ ّه َ جب َْنا ل َ ُ ست َ َ
فا ْ نَ ، مي َظال ِ ِ ن ال ّ م َت ِ كن ُ إ ِّني ُ
جي ال ْ ُ
م ْ وك َذَل ِ َ
)(5
ن{ . مِني َؤ ِ ك ُنن ِ َ
عن سعيد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال :قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم” :دعوة ِذي النون إذ دعا بها وهو في
بطن الحوت :ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من
م في شيء قط إل ل مسل ٌ الظالمين ،فإنه لم يدع بها رج ٌ
استجاب الله له“).(6
14ـ دعوة من أصيب بمصيبة إذا دعا بالمأثور:
حديا“ رقم .3835 ()1وفي رواية البخاري ”ال ُ
()2الحفش :هو البيت الضيق الصغير.
()3البخاري برقم ،439و .3835
()4أبو داود برقم ،5042وأحمد 4/114وصححه اللباني في صحيح أبي داود ،3/951وصحيح الترغيب والترهيب .1/245
()5سورة النبياء ،اليتان.88 ،87 :
()6أخرجه الترمذي ،5/529وأحمد في المسند ،1/170والحاكم ،1/505وصححه ووافقه الذهبي ،قال عبد القادر الرناؤوط في تخريج
الكلم :ص :86وهو كما قال .وحسنه ابن حجر ،وصححه اللباني في صحيح الترمذي ،3/168وانظر :ص ،56وص 79من هذا الكتاب.
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت :سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول” :ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول:
جرني في مصيبتي ْ
إنا لله وإنا إليه راجعون ،اللهم أ ُ
خِلف لي خيرا ً منها إل آجره الله في مصيبته وأخلف وأ َ ْ
له خيرا ً منها“ .قالت :فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخلف لي خيرا ً منه .رسول الله
صلى الله عليه وسلم).(1
15ـ دعوة من دعا بالسم العظم:
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال :سمع النبي صلى الله عليه
وسلم رجل ً يدعو وهو يقول :اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت
الله ل إله إل أنت الحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ،ولم يكن له
كفوا ً أحد ،قال فقال” :والذي نفسي بيده لقد سأل الله
سئل به دعي به أجاب ،وإذا ُ باسمه العظم الذي إذا ُ
عطى“).(2 أ ْ
وعن أنس رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم جالسا ً ورجل يصلي ثم دعا :اللهم إني أسألك بأن لك الحمد
ل إله إل أنت ،المنان ،بديع السماوات والرض ،يا ذا الجلل
والكرام ،يا حي يا قيوم .فقال النبي صلى الله عليه وسلم” :لقد
سئل دعي به أجاب وإذا ُ دعا الله باسمه العظيم الذي إذا ُ
به أعطى“).(3
16ـ دعوة الولد البار بوالديه:
عن مالك عن يحيى بن سعيد أن سعيد بن المسيب كان يقول:
إن الرجل ليرفع بدعاء ولده من بعده وقال بيده نحو السماء
فرفعهما) .(4وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم” :إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح
ب أّنى لي هذه ؟ فيقول في الجنة فيقول :يا ر ّ
باستغفار ولدك لك“).(5
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال” :إذا مات النسان انقطع عمله إل من ثلثة:
إل من صدقة جارية ،أو علم ينتفع به ،أو ولد صالح يدعو
له“).(6
()1مسلم 2/632برقم .918
()2الترمذي 5/515وأبو داود ،2/79وأحمد ،5/360وابن ماجه ،2/1267والحاكم ،1/504وصححه اللباني في صحيح الترمذي
.3/163
()3أبو داود ،2/80والترمذي ،5/550وابن ماجه ،2/1268والنسائي ،3/52وصححه اللباني في صحيح النسائي .1/279
()4أخرجه المام مالك 1/217وقال المحقق عبد الباقي :قال ابن عبد البر هذا ل يدرك بالرأي وقد جاء بسند جيد.
()5أخرجه أحمد في المسند ،2/509وصحح إسناده ابن كثير في تفسيره.4/243 ،
()6أخرجه مسلم 3/1255في كتاب الوصية باب ما يلحق النسان من الثواب بعد وفاته رقم .1631
ومن ذلك حديث الثلثة الذين انحدرت عليهم الصخرة ،فإن منهم
رجل ً كان بّرا ً بوالديه فتوسل بذلك العمل الصــالح ،فاســتجاب اللــه
دعاءه.1
ومن ذلك إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل التابعين،
وأنه لو أقسم على الله لبره ،والسبب أن له والدة هو بها بٌر.
فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول” :يأتي عليكم أويس بن عامر مع
أمداد أهل اليمن ،من مراد ،ثم من قرن ،كان به برص
فبرأ منه إل موضع درهم ،له والدة هو بها بر ،لو أقسم
على الله لبره ،فإن استطعت أن يستغفر لك
فافعل“).(2
17ـ دعوة الحاج.
18ـ دعوة المعتمر.
19ـ دعوة الغازي في سبيل الله:
لحديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال” :الغازي
في سبيل الله ،والحاج ،والمعتمر وفد الله :دعاهم
فأجابوه ،وسألوه فأعطاهم“).(3
20ـ دعوة الذاكر لله كثيرًا:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
ؤهم :الذاكر لله كثيرًا ،ودعوة دعا ُ
قال” :ثلثة ل ُيردّ ُ
)(4
المظلوم ،والمام المقسط“ .
21ـ دعوة من أحبه الله ورضي عنه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم” :إن الله تعالى قال :من عادى لي وليا ً فقد
ي مما ب إل ّ ي عبدي بشيء أح ّ آذنته بالحرب ،وما تقرب إل ّ
افترضته عليه ،وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل
حتى أحبه ،فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به،
وبصره الذي يبصر به ،ويده التي يبطش بها ،ورجله
التي يمشي بها ،وإن سألني لعطيّنه ،ولئن استعاذني
لعيذنه ،وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس
ه“).(5
ءت ُ
المؤمن يكره المؤت وأنا أكره مسا َ
()1
سورة فاطر ،الية.15 :
()2
مسلم برقم 2577وغيره.
()3
جامع العلوم والحكم لبن رجب رحمه ال .2/37
المبحث الثاني :أهم ما يسأل العبد ربه
العبد يسأل ربه كل شيء يحتاجه في أمر دينه ودنياه ،لن
ء
ن من شي ٍ الخزائن كلها بيده سبحانه وتعالى ،قال سبحانه} :وإ ْ
م{) .(1وهو سبحانه معلو ٍ ر ّ ه إل بقدَ ٍ ه وما ن ُن َّزل ُ دنا خزآئ ِن ُ ُ إل عن َ
ل مانع لما أعطى ول معطي لما منع ،كما كان النبي صلى الله
عليه وسلم يقول” :اللهم ل مانع لما أعطيت ول معطي
د“) .(2أي ل ينفع ذا لما منعت ول ينفع ذا الجدّ منك الج ّ
)(3
الغنى منك غناه وإنما ينفعه اليمان والطاعة .
والله تعالى يحب أن يسأله العباد جميع مصالح دينهم ودنياهم،
من المطاعم والمشارب ،كما يسألونه الهداية ،والمغفرة ،والعفو
والعافية في الدنيا والخرة ،قال الله تعالى} :وسئ َُلوا ْ الل َ
)(4
ه من
ء عليمًا{) .(5وعن أبي مسعود ل شي ٍ ن بك ّ ه كا َ ن الل َ هإ ّ فضل ِ ِ
البدري رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
”سلوا الله من فضله فإن الله يحب أن ُيسأل وأفضل
العبادة انتظار الفرج“) .(6وعن أنس بن مالك رضي الله عنه
قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” :ليسأل أحدكم
ه إذا انقطع“).(7 عل ِ ِ عن ْ س َش ْ ه كّلها حتى يسأل ِ رّبه حاجت ُ
ولكن العبد يهتم اهتماما ً عظيمـا ً بــالمور المهمــة العظيمــة الــتي
فيها السعادة الحقيقية ومن أهم ذلك ما يأتي:
و
ه َف ُه َ د الل ّ ُ
ه ِمن ي َ ْ 1ـ سؤال الله الهداية ،لقوله تعالىَ } :
جدَ ل َ ُ
فَلن ت َ ِ ل َضل ِ ْ ال ْ ُ
)(8
دا{ .والهداية ش ً مْر ِ ول ِّيا ّ ه َ من ي ُ ْ و َد َ هت َ ِم ْ
نوعان :هداية مجملة ،وهي الهداية لليمان والسلم وهي حاصلة
للمؤمن ،وهداية مفصلة ،وهي هدايته إلى معرفة تفاصيل أجزاء
اليمان والسلم ،وإعانته على فعل ذلك ،وهذا يحتاج إليه كل
مؤمن ليل ً ونهارًا ،ولهذا أمر الله عباده أن يقرأوا في كل ركعة من
ن{) .(9وكان ك نسَتعي ُ ك نعب ُدُ وإّيا َ صلتهم قوله تعالى} :إّيا َ
النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه الذي يستفتح به صلته
بالليل ...” :اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك
()1سورة الحجر ،الية.21 :
()2أخرجه مسلم .1/415
()3النهاية في غريب الحديث لبن الثير .1/244
()4انظر :جامع العلوم والحكم لبن رجب .40-2/38
()5سورة النساء ،الية.32 :
()6الترمذي برقم 3571في الدعوات ،باب رقم ،116وحسنه الشيخ عبد القادر الرناؤوط في تحقيقه لجامع الصول .4/166
()7أخرجه الترمذي ،ولم أجده في نسختي قال عبد القادر الرناؤوط في تحقيقه لجامع الصول ” :4/166أخرجه الترمذي رقم ،3607
3608في الدعوات ،باب ،149وحسنه الترمذي وهو كما قال“.
()8سورة الكهف ،الية.17 :
()9سورة الفاتحة ،الية.6 :
تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم“) .(1وأوصى معاذ بن
جبل رضي الله عنه أن يقول دبر كل صلة” :اللهم أعني على
ذكرك وشكرك وحسن عبادتك“) .(2ومن دعائه صلى الله
عليه وسلم في استفتاح صلة الليل ...” :اهدني لحسن
الخلق ل يهدي لحسنها إل أنت ،واصرف عني سّيئها ل
يصرف عني سيئها إل أنت“) .(3وقد أمر النبي صلى الله عليه
وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يسأل الله الُهدى
هدى والسداد“) .(4وعلم والسداد” :اللهم إني أسألك ال ُ
الحسن بن علي رضي الله عنهما أن يقول في قنوت الوتر:
”اللهم اهدني فيمن هديت“).(5
2ـ سؤال الله مغفرة الذنوب ،لن من أهم ما يسأل العبد
ربه مغفرة ذنوبه أو ما يستلزم ذلك كالنجاة من النار ودخول
الجنة).(6
والعبد محتاج إلى الستغفار من الذنوب ،وطلب مغفرة ذنوبه
من الله تعالى ،لنه يخطئ بالليل والنهار ،والله يغفر الذنوب
جميعًا ،ولعظم هذا المر قال عليه الصلة والسلم” :يا أيها
الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم إليه مائة
مرة“) .(7وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال :إن كّنا لنعد ّ لرسول
الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقول:
ب الرحيم“).(8 ي إنك أنت التوا ُ ب اغفر لي وتب عل ّ ”ر ّ
ولفظ الترمذي ورواية عند المام أحمد” :رب اغفر لي وتب
ي إنك أنت التواب الغفور“).(9 عل ّ
وقال صلى الله عليه وسلم” :من قال أستغفر الله
العظيم الذي ل إله إل هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر
الله له وإن كان فّر من الزحف“).(10
ل سو ً َ
ه
س ُف َ و ي َظْل ِ ْ
م نَ ْ ءا أ ْ م ْ ُ ع َمن ي َ ْ و َوالله عز وجل يقولَ } :
ه َ
غ ُ د الل ّ َ ر الل ّ َ ثُ ّ
)(11
وإ ِّنيما{ .وقالَ } : حي ًفوًرا ّر ِ ج ِ
ه يَ ِ ف ِ
غ ِ
ست َ ْ
م يَ ْ
()1مسلم ،1/534برقم .770
()2أبو داود ،2/86والنسائي 3/53وصححه اللباني في صحيح أبي داود .1/284
()3مسلم ،1/534برقم .771
()4مسلم 4/209برقم .2725
()5أخرجه أصحاب السنن ،وصححه اللباني في إرواء الغليل ،2/172وفي صحيح سنن الترمذي ،1/144وفي صحيح ابن ماجه
.1/194
()6جامع العلوم والحكم .404 ،2/41
()7مسلم .4/2076
()8أبو داود برقم ،1516وابن ماجه برقم ،3814وصححه اللباني في صحيح أبي داود ،1/283وصحيح ابن ماجه ،2/321وأخرجه
أحمد بهذا اللفظ أيضًا .1/21
()9الترمذي برقم 3444وأحمد بلفظ الترمذي إل أنه قال بالشك ”التواب الرحيم أو التواب الغفور“ .1/67
()10أبو داود 2/85والترمذي واللفظ له 5/569والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ،1/511وصححه اللباني في صحيح الترمذي ،3/182
وانظر :تحقيق الرناؤوط لجامع الصول .4/389
()11سورة النساء ،الية.110 :
دى{) .(1وعن هت َ َ
ما ْحا ث ُ ّ
صال ِ ً م َ
ل َ ع ِ
و َن َ م َ
وآ َ
ب َ
من َتا َ فاٌر ل ّ َ لَ َ
غ ّ
أنس رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول” :قال الله تعالى :يا ابن آدم إنك ما دعوتني
ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ول أبالي ،يا ابن
ن السماء ثم استغفرتني غفرت عَنا َ
آدم لو بلغت ذنوبك َ
لك ول أبالي ،يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الرض خطايا
ثم لقيتني ل تشرك بي شيئا ً لتيتك بقرابها مغفرة“).(2
ن الستغفار بذكر التوبة فيكون الستغفار حينئذ وكثيرا ً ما ي ُ ْ
قَر ُ
عبارة عن طلب المغفرة باللسان ،والتوبة عبارة عن القلع عن
)(3
الذنوب بالقلوب والجوارح ،وقد وعد الله في سورة آل عمران
بالمغفرة لمن استغفر من ذنوبه ولم يصر على ما فعله فتحمل
النصوص المطلقة في الستغفار كلها على هذا المقيد ،وأما
استغفار اللسان مع إصرار القلب على الذنب فهو دعاء مجرد إن
شاء الله أجابه وإن شاء رده ،وقد يكون الصرار مانعا ً من
الجابة) ،(4فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال” :ارحموا ُترحموا ،واغفروا
يغفر الله لكم ،ويل لقماع القول) (5ويل للمصرين
الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون“).(6
وإن قال أستغفر الله وأتوب إليه فله حالتان:
الحالة الولى :أن يقول ذلك وهو مصر بقلبه على المعصية
فهذا كاذب في قوله :وأتوب إليه ،لنه غير تائب ،فهو يخبر عن
نفسه بأنه تائب وهو غير تائب.
والثانية :أن يكون مقلعا ً عن المعصية بقلبه ،ويسأله توبة
نصوحا ً ويعاهد ربه على أن ل يعود إلى المعصية ،فإن العزم على
ذلك واجب عليه فقوله ”وأتوب إليه“ يخبر بما عزم عليه في
الحال).(7
3ـ سؤال الله الجنة والستعاذة بــه مــن النــار ،لحــديث أبــي
هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليــه وســلم
ل” :ما تقول في الصـلة“؟ قــال :أتشــهد ثــم أســأل اللــه لرج ٍ
()1سورة طه ،الية.82 :
()2الترمذي 4/122والدارمي ،2/230وحسنه اللباني في صحيح الجامع ،5/548وانظر :تحفة الحوذي 9/525وجامع العلوم والحكم
.418-2/400
()3سورة آل عمران ،الية.135 :
()4جامع العلوم والحكم .411-2/407
()5جمع :قمع كضلع وهو الناء الذي يترك في رؤوس الظروف لتمل بالمائعات من الشربة والدهان شبه أسماع اللذين يستمعون القول
ول يعونه ول يحفظونه ول يعملون كالقماع التي ل تعي شيئًا مما يفرغ فيها فكأنه يمر عليها مجازًا كما يمر الشراب في القماع اجتيازًا.
()6أخرجه أحمد ،219 ،2/165ورواه البخاري في الدب المفرد برقم 380وحسنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري ،1/112وصححه
اللباني في صحيح الدب المفرد ص ،151وفي سلسلة الحاديث الصحيحة برقم .482
()7انظر :جامع العلوم والحكم .412-2/410
الجنة ،وأعوذ به من النار .أما والله مــا أحســن دنــدنتك ،ول دندنــة
ن“) (1يعني حول سؤال الجنــة والنجــاة معاذ .فقال” :حولها ندند ُ ُ
من النار .وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :قال رسول اللــه
صلى اللــه عليــه وســلم” :من سأل اللــه الجنــة ثلث مــرات
قالت الجنة :اللهم أدخله الجنة ،ومن اســتجار مــن النــار
ثلث مرات قالت النار :اللهم أجره من النار“).(2
وعن ربيعة بن كعب السلمي رضي الله عنه قال :كنت أبيت مع
ضوئهِ وحاجته فقال لي: ه ب ِوَ ُ
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأت َي ْت ُ ُ
ل“ فقلت :أسألك مرافقتك في الجنة .قال” :أو غير س ْ
” َ
ذلك“؟ قلت :هو ذاك .قال” :فأعني على نفسك بكثرة
السجود“) .(3وهذا يدل على كمال عقل ربيعة رضي الله عنه
ورغبة في أعظم المطالب العالية الباقية وقد دله صلى الله عليه
وسلم على كثرة السجود ،لحديث ثوبان أنه قال للنبي صلى الله
عليه وسلم :أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة أو قال:
بأحب العمال إلى الله فقال” :عليك بكثرة السجود ،فإنك ل
تسجد لله سجدة إل رفعك الله بها درجة وحط عنك بها
خطيئة“).(4
4ـ سؤال الله العفو والعافية في الدنيا والخرة ،لحديث
العباس ابن عبد المطلب قال :قلت يا رسول الله علمني شيئا ً
أسأله الله ؟ قال” :سل الله العافية“ فمكثت أياما ً ثم جئت
فقلت يا رسول الله علمني شيئا ً أسأله الله ؟ فقال لي” :يا
م رسول الله :سل الله العافية في الدنيا س ،يا ع ّ عبا ُ
)(5
والخرة“ .
ولحديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن النبي صّلى الله
عليه وسّلم قال على المنبر” :سلوا الله العفو والعافية،
فإن أحدا ً لم يعط بعد اليقين خيرا ً من العافية“).(6
5ـ سؤال الله تعالى الثبات على دينه وحسن العاقبة
في المور كلها ،لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله
ن قلوب عنهما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول” :إ ّ
بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب
()1أبو داود برقم 793 ،792عن جابر وبعض أصحاب النبي صّلى ال عليه وسّلم ،وابن ماجه عن أبي هريرة برقم 910وصححه
اللباني في صحيح أبي داود 1/150وصحيح ابن ماجه .1/150
()2الترمذي 4/700وابن ماجه ،2/1453وغيرهما ،وصححه اللباني في صحيح الترمذي 2/319وصحيح النسائي .3/1121
()3مسلم 1/353برقم .489
()4مسلم 1/353برقم .488
()5الترمذي 5/534برقم 3761وصححه اللباني في صحيح الترمذي .3/170
()6الترمذي برقم 3811وحسنه اللباني في صحيح الترمذي ،3/180وصحيح ابن ماجه برقم .3849وللحديثين شواهد في مسند المام
أحمد بترتيب أحمد شاكر .157-1/156ومن حديث أنس بن مالك في الترمذي برقم ،3846وانظر :صحيح الترمذي ،180 ،3/170
.185
واحد ،يصّرفه حيث شاء" ثم قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم” :اللهم مصرف القلوب صّرف قلوبنا على
)(1
سِئلت عن طاعتك“ .وحديث أم سلمة رضي الله عنها عندما ُ
أكثر دعائه إذا كان عندها قالت :كان أكثر دعائه” :يا مقلب
القلوب ثبت قلبي على دينك“ .قالت :قلت :يا رسول الله
ل أكثر دعائك” :يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك“؟ ما ِ
قال” :يا أم سلمة ،إنه ليس آدمي إل وقلبه بين إصبعين
من أصابع الله فمن شاء أقام ،ومن شاء أزاغ“).(2
ولحديث بسر بن أرطأة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يدعو” :اللهم أحسن عاقبتنا في
المور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الخرة“).(3
6ـ سؤال الله تعالى دوام النعمة والستعاذة به من
زوالها ،وأعظم النعم نعمة الدين ،لحديث أبي هريرة رضي الله
عنه قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول” :اللهم
أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ،وأصلح لي دنياي
التي فيها معاشي ،وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي،
واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ،واجعل الموت
راحة لي من كل شر“) .(4وعن عبد الله ابن عمر رضي الله
عنهما قال :كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم:
”اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك ،وتحول عافيتك،
وفجاءة نقمتك ،وجميع سخطك“).(5
7ـ الستعاذة بالله من جهد البلء ودرك الشقاء ،وسوء
القضاء وشماتة العداء ،لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم” :كان يتعوذ من سوء القضاء،
ومن درك الشقاء ،ومن شماتة العداء ،ومن جهد
البلء“).(6
فلهــا،
وهذه نماذج من أهم المطــالب الــتي ينبغــي للعبــد أن ل ي ُغْ ِ
وعليــه أل يغفــل الــدعاء بالصــلح لــه ولــذريته ولجميــع المســلمين.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومــن
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
()1
مسلم 4/2045برقم .2654
()2
الترمذي ،5/238وأحمد ،4/182والحاكم 1/525و 528وصححه ووافقه الذهبي ،وصححه اللباني في صحيح الترمذي .3/171
()3
أحمد 4/181وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد 10/178إلى الطبراني في الكبير وقال :رجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني ثقات.
()4
مسلم 4/2087برقم .2720
()5
مسلم 4/2097برقم .2739
()6
مسلم 4/2080برقم .2707
الفهـرس
الموضـوع
المقدمة ..........................................
الفصل الول :مفهوم الدعاء وأنواعه .............
المبحث الول :مفهوم الدعاء .......................
المبحث الثاني :أنواع الدعاء ........................
النوع الول :دعاء العبادة ................................
النوع الثاني :دعاء المسألة .............................
الفصل الثاني :فضل الدعاء ........................
الفصل الثالث :شروط الدعاء وموانع الجابة ....
المبحث الول :شروط الدعاء ......................
الشرط الول :الخلص .................................
الشرط الثاني :المتابعة .................................
الشرط الثالث :الثقة بالله تعالى واليقين بالجابة ..
الشرط الرابع :حضور القلب والرغبة فيما عند الله
الشرط الخامس :العزم والجزم والجد في الدعاء .
المبحث الثاني :موانع إجابة الدعاء ................
المانع الول :التوسع في الحرام .......................
المانع الثاني :الستعجال وترك الدعاء ................
المانع الثالث :ارتكاب المعاصي والمحرمات ........
المانع الرابع :ترك الواجبات ............................
المانع الخامس :الدعاء بإثم أو قطيعة رحم .........
المانع السادس :الحكمة الربانية فُيعطى خير مما سأل
الفصل الرابع :آداب الدعاء وأماكن وأوقــات وأحــوال الجابــة
..................................................................
المبحث الول :آداب الدعاء .........................
-1يبدأ الداعي بحمد الله والثناء عليه والصــلة علــى النــبي
صّلى الله عليه وسّلم
....................-2الدعاء في الرخاء والشدة
..........-3ل يدعو على أهله أو ماله أو ولده
-4يخفض صوته في الدعاء بين المخافتة والجهر
....................-5يتضرع في دعائه إلى ربه
...................................-6يلح في دعائه
-7يتوسل إلى الله تعالى بأنواع التوسل المشروعة
أنواع التوسل ثلثة....................................... :
النوع الول :التوسل باسم من أسماء الله أو صــفة مــن صــفاته
...............................................................
النوع الثاني :التوسل إلى الله تعالى بعمل صالح قام به الداعي
...............................................................
النــوع الثــالث :التوســل إلــى اللــه تعــالى بــدعاء المســلم الحــي
الحاضر .....................................................
-8العتراف بالذنب والتوبة منه والعتراف بالنعمــة وشــكر
الله عليها...............................................
...............-9عدم تكلف السجع في الدعاء
....................................-10الدعاء ثلثا ً
................................-11استقبال القبلة
.......................-12رفع اليدي في الدعاء
..............-13الوضوء قبل الدعاء إن تيسر
. .-14البكاء في الدعاء من خشية الله تعالى
-15إظهار الفتقار إلى الله تعالى والشكوى إليه
..........-16يبدأ الداعي بنفسه إذا دعا لغيره
..........................-17ل يعتدي في الدعاء
..........................-18التوبة ورد المظالم
......................-19يدعو لوالديه مع نفسه
.....-20يدعو للمؤمنين والمؤمنات مع نفسه
.......................-21ل يسأل إل الله وحده
المبحث الثاني :أوقات وأحوال وأوضاع الجابة .
........................................-1ليلة القدر
......................-2دبر الصلوات المكتوبات
..............................-3جوف الليل الخر
............................-4بين الذان والقامة
..............-5عند النداء للصلوات المكتوبات
...............................-6عند إقامة الصلة
..............-7عند نزول الغيث وتحت المطر
.........-8عند زحف الصفوف في سبيل الله
................................-9ساعة من الليل
............-10ساعة من ساعات يوم الجمعة
. .-11عند شرب ماء زمزم مع النية الصالحة
....................................-12في السحر
-13عند الستيقاظ من النوم ليل ً والدعاء بالمأثور
-14عند الدعاء بـ ـ ل إلــه إل أنــت ســبحانك إنــي كنــت مــن
الظالمين ..............................................
-15عند الدعاء في المصيبة بـ إنــا للــه وإنــا إليــه راجعــون