You are on page 1of 181

‫نحو إتقان الكتابة باللغة العربية‬

‫سني‬‫كي الح َ‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬م ّ‬


‫) ‪(1/1‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫ترمي هذه الحلقات إلى تحسين أداء الكاتبين باللغة العربية‪ .‬فهي تتحدث عن‬
‫حوية‬
‫الوسائل التي يمكن أن تساعدهم على ذلك‪ ،‬وتنّبه على الخطاء الن ْ‬
‫واللغوية الشائعة في الكتابات المعاصرة‪ ،‬وتبّين وجه الخطأ والصواب فيها‪،‬‬
‫كر بأهم القواعد النحوية والصرفية واللغوية التي تشتد ّ حاجة الكاتبين‬ ‫وتذ ّ‬
‫إليها‪.‬‬
‫وسأتحدث بين يدي هذه الحلقات بتمهيد يتناول‪:‬‬
‫‪ -1‬أهمية اللغة للمة‪ ،‬وضرورة العتزاز بها والدفاع عنها‪.‬‬
‫‪ -2‬أسباب ت َد َّني مستوى الداء بالعربية لدى المتعلمين‪.‬‬
‫كن من اللغة العربية‪ :‬كيف ترتقي بُلغِتك؟‬ ‫سُبل التم ّ‬ ‫‪ُ -3‬‬
‫‪ -4‬الوسائل المساعدة‪.‬‬
‫******‬
‫‪ - 1‬أهمية اللغة للمة وضرورة العتزاز بها والدفاع عنها‪:‬‬
‫وية المة‪ ،‬وأعظم مقومات وجودها‪ ،‬ووطنها الروحي‪ .‬والمم الحية‬ ‫اللغة هُ ُ‬
‫تحافظ على لغاتها حفاظها على أوطانها‪ .‬والعلقة بين مكانة المة ومكانة‬ ‫ُ‬
‫لغتها وثيقة جدًا‪ ،‬فاللغة هي المة!‬
‫هل يكفي أحدنا أن يعرف شيئا ً من العربية ليقول أنا عربي؟ لقد قال طه‬
‫حسين‪" :‬إن المثقفين العرب الذين لم يتقنوا معرفة لغتهم‪ ،‬ليسوا ناقصي‬
‫مهين أيضًا‪".‬‬ ‫الثقافة فحسب‪ ،‬بل في رجولتهم نقص كبير و ُ‬
‫ذود عن‬ ‫ي تأّلم جدا ً من تقاعس الكثيرين عن ال ّ‬ ‫ة عرب ّ‬‫إن هذا القول هو أ َن ّ ُ‬
‫العربية‪ ،‬ومن استخفافهم بهذا المر الخطير‪.‬‬
‫م الشهير‪ ،‬الفارسي‬ ‫قال أبو الريحان البيروني )‪ 440-362‬للهجرة( العال ِ ُ‬
‫ُ‬ ‫ن أُ ْ‬
‫ي من أن أمدح بالفارسية!"‬ ‫ب إل ّ‬
‫هجى بالعربية‪ ،‬أح ّ‬ ‫الصل‪" :‬والله ل َ ْ‬
‫ول داعي هنا للحديث عن عبقرية اللغة العربية وخصائصها الفريدة‪ ،‬فقد ُ‬
‫كتب‬
‫ظمتها العرب‬ ‫عن ذلك عشرات الكتب والدراسات والمقالت‪ ،‬وانحنى لع َ‬
‫ة لها من‬‫والمستشرقون‪ ،‬حتى لقد قال أحدهم‪" :‬ليس على وجه الرض لغ ٌ‬
‫الروعة والعظمة ما لّلغة العربية‪ ،‬ولكن ليس على وجه الرض ُأمة‪ ،‬تسعى‬
‫بوعي أو بل وعي‪ ،‬لتدمير لغتها كالمة العربية!"‬

‫) ‪(2/1‬‬

‫وأود ّ أن أذ ّ‬
‫كر بأن اللغة العربية كانت في الماضي لغة عالمية ‪ -‬وبأنها اليوم ‪-‬‬
‫باعتراف العالم كله ‪ -‬اللغة الرسمية الدولية السادسة‪ :‬في هيئة المم‬
‫المتحدة ووكالتها المختلفة‪ ،‬وفي منظمة المم المتحدة للتربية والعلوم‬
‫والثقافة )اليونسكو(‪.‬‬
‫لقد أدركت القيادات السياسية الواعية في كثير من الدول أهمية اللغة‬
‫ن تعزيزها هو مسألة كرامة‪ ،‬كرامة المة‪ ،‬أي واجب قومي‪.‬‬ ‫الوطنية‪ ،‬وأ ّ‬
‫فعّززت كورية وفيتنام وفنلندة ورومانية وغيرها‪ ،‬لغاِتها الوطنية‪ ،‬وجعلت‬
‫ة ميتة! واستجاب‬ ‫التعليم بها في جميع مراحله؛ بل أحيا الكيان الصهيوني لغ ً‬
‫المواطنون‪ ،‬خصوصا ً المثقفين‪ ،‬لرغبات قياداتهم‪ ،‬وآزروها وساعدوها على‬
‫تطوير اللغة الوطنية وازدهارها وسيادتها‪.‬‬
‫من‬
‫وما أعمق ما قاله الدكتور عثمان أمين في كتابه )فلسفة اللغة العربية(‪َ " :‬‬
‫لم ينشأ على أن ُيحب لغة قومه‪ ،‬استخف بتراث أمته‪ ،‬واستهان بخصائص‬
‫قوميته‪ .‬ومن لم يبذل الجهد في بلوغ درجة التقان في أمر من المور‬
‫الجوهرية‪ ،‬اتسمت حياته بتبّلد الشعور وانحلل الشخصية‪ ،‬والقعود عن‬
‫العمل‪ ،‬وأصبح د َْيدنه التهاون والسطحية في سائر المور"‬
‫إن السعي لتقان العربية ل يعني أبدا ً التخلي عن تعّلم اللغات الجنبية الحية‪،‬‬
‫بل من المهم جدا ً أن يتقن العاِلم العربي لغة أجنبية واحدة على القل! هذا‬
‫ما يفعله علماء البلد المتقدمة‪ ،‬والحرى أن يفعله علماؤنا‪ .‬وليس مقبول ً أن‬
‫يسعى العربي لتقان لغة أجنبية‪ ،‬فيبذل في سبيل ذلك كل جهد ممكن‪ ،‬وأن‬
‫م في تعّلم‬ ‫يهمل في الوقت نفسه لغته العربية! ليس مقبول ً أن يأخذ بال َ‬
‫حز ْ‬
‫النكليزية ‪ -‬مثل ً ‪ -‬وبالتضييع في تعّلم العربية‪ .‬تراه إذا خالف قاعدةً وأخطأ‬
‫التعبير بالنكليزية‪ ،‬ون ُّبه على ذلك‪ ،‬أبدى أسفه وعّبر عن احترامه وخضوعه‬
‫للقاعدة‪ :‬لنه يتمنى أن يكون من المتقنين للنكليزية فيتباهى بذلك‪...‬‬

‫) ‪(2/2‬‬

‫أما إذا ن ُّبه على خطأ بالعربية وقع فيه‪ ،‬فهو ‪ -‬في الغلب ‪ -‬ل يبدي أسفه! وقد‬
‫سن العربية!(‪ .‬ول‬ ‫ح ِ‬
‫ل ول شاعر بخطورة تقصيره )أنا ل أ ْ‬ ‫مبا ٍ‬
‫يقول لك غير ُ‬
‫ً‬
‫تلمس منه ‪ -‬غالبا ‪ -‬رغبة في إتقانها كرغبته في إتقان النكليزية‪ .‬وقد يقول‬
‫لك‪) :‬كثيرون يقولون هذا(‪ .‬فإذا ذكرت له أن هذا الشائع خطأ‪ ،‬رأيته يدافع‬
‫عن البقاء عليه! وأود هنا أن أذكر أن صديقنا الستاذ الدكتور مازن المبارك‪،‬‬
‫عقد في كتابه )نحو وعي لغوي( فصل ً عنوانه‪:‬‬
‫سخف المأثور‪ ،‬في أن الخطأ المشهور‪ ،‬خيٌر من الصواب المهجور!"‬ ‫"ال ّ‬
‫إن رغبة الكثيرين في تجاوز مضمون العنوان المذكور‪ ،‬وتقاعسهم عن‬
‫استدراك ما ينقصهم من معلومات في العربية ‪ -‬إضافة إلى عقدة الشعور‬
‫بالدونّية إزاء الغرب‪ ،‬التي تعانيها نسبة غير ضئيلة من العرب ‪ -‬هو سبب‬
‫الظاهرة الخطيرة الواسعة النتشار‪ :‬التسييب اللغوي‪ .‬بل أكاد أقول‪:‬‬
‫)الباحية اللغوية!( وهذا ما يرمي إليه أعداء العروبة‪.‬‬
‫ً‬
‫انظروا إلى العلنات واللفتات‪ ،‬في الطرقات والمجلت‪ ،‬تجدوا طوفانا من‬
‫كلمات أجنبية بحروف عربية! أو عبارات )عربية( مملوءة بالخطاء! ثم لماذا‬
‫يسمح كثير من الناس لولدهم أو لنفسهم أن يرتدوا ملبس يسيرون بها‬
‫متباهين فرحين‪ ،‬وقد صارت صدورهم وظهورهم دعايات متحركة‬
‫للنكليزية؟!! من غير أن يشعر أحد ٌ بالمهانة‪ ،‬أو أن يحرك ساكنا ً إزاء هذه‬
‫المهانة؟! أليس من واجبنا جميعا ً أن نكافح هذا المرض النفسي الذي‬
‫استشرى‪ ،‬وهذا النحلل في الشخصية‪ ،‬ومظاهر النتماء إلى الغرب‪ ،‬وأن‬
‫ندافع عن كرامتنا بدفاعنا عن لغتنا؟‬
‫وأود ّ هنا أن أذكر أمرا ً مقّررًا‪ ،‬وهو أن الخطأ الشائع ليس ضربا من التطور!‬
‫ً‬
‫ق في البقاء‪ .‬فليس من التطوير ما كسر أصل ً أو‬ ‫وأن شيوعه ل يعطيه أيّ ح ٍ‬
‫هدم قاعدة سارت عليها العربية من القديم حتى يومنا هذا‪.‬‬
‫جاء في مقدمة )المعجم الوسيط( الذي أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة‪:‬‬

‫) ‪(2/3‬‬

‫ت لجنة إعداد المعجم في متنه ما دعت الضرورة إلى إدخاله من‬ ‫"وأدخل ْ‬
‫دثة أو المعّربة أو الدخيلة التي أقّرها المجمع‪،‬‬ ‫اللفاظ الموّلدة أو الم ْ‬
‫ح َ‬
‫ت بها أقلمهم‪ .‬واللجنة على يقين‬ ‫جَر ْ‬ ‫وارتضاها الدباء‪ ،‬فتحركت بها ألسنتهم وَ َ‬
‫من أن إثبات هذه اللفاظ في المعجم‪ ،‬من أهم الوسائل لتطوير اللغة‬
‫وتنميتها وتوسيع دائرتها‪".‬‬
‫جمع‪ ،‬وهو الجهة اللغوية العليا‪ ،‬أن يتخذ جميع الوسائل‬ ‫وجاء أيضًا‪" :‬فرأى الم ْ‬
‫الكفيلة بتحقيق الغراض التي من أجلها أنشئ‪ ،‬وذلك بإنهاض اللغة العربية‬
‫صل ُ ُ‬
‫ح‬ ‫وتطويرها‪ ،‬بحيث تساير النهضة العلمية والفنية في جميع مظاهرها‪ ،‬وت َ ْ‬
‫مواّدها للتعبير عما ُيستحدث من المعاني والفكار‪ ".‬هكذا إذن يجب أن ُيفهم‬
‫التطوير! أي ضمن الحدود المذكورة!‬
‫يقول الرافعي ‪ -‬وهو من أئمة البيان والبلغة في عصرنا ‪" -‬إن فصاحة العربية‬
‫ليست في ألفاظها‪ ،‬ولكن في تركيب ألفاظها‪ ،‬كما أن الهِّزة والطرب ليست‬
‫في النغمات‪ ،‬ولكن في وجوه تأليفها‪) ".‬تحت راية القرآن ‪(19/‬‬
‫ويقول‪" :‬وليس عندنا في وجوه الخطأ اللغوي أكبر ول أعظم من أن يظن‬
‫امرؤٌ أن اللغة بالمفردات‪ ،‬ل بالوضاع والتراكيب‪) ".‬تحت راية القرآن ‪(59/‬‬
‫ق ألفاظه‪ ،‬فقد استقامت له‬ ‫س ِ‬ ‫ب في ألفاظه ون َ ْ‬ ‫ويقول‪" :‬ومتى وُّفق كات ٌ‬
‫الطريقة الدبية‪ ،‬وجاء أسلوبه في الطبقة العالية من الكتابة‪ .‬وأكثر كلم‬
‫العرب يخرج على هذا الوجه‪ ،‬فتراه بليغا ً في أدائه‪ ،‬رصينا ً في ألفاظه‪ ،‬متينا ً‬
‫في عبارته‪ ،‬ول طائل من المعنى وراء ذلك‪) ".‬على السفود ‪(93/‬‬
‫م‬‫ض ّ‬‫حسن استعمالها‪ ،‬هو ما يجب السعي لتعّلمه‪ .‬و َ‬ ‫تركيب اللفاظ إذن‪ ،‬و ُ‬
‫سن ََنها‪ ،‬هو ما‬ ‫ما سليما يراعي خصائص العربية و َ‬‫ً‬ ‫ً‬ ‫الكلمات بعضها إلى بعض‪ ،‬ض ّ‬
‫يجب العمل على إتقانه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ولقد أساء إلى العربية في هذا القرن ‪ -‬جهل بها أو تجاهل ‪ -‬كثير من‬
‫ّ‬
‫المترجمين‪ :‬فنشروا عشرات التراكيب التي ل توافق قواعد اللغة؛ وقلدهم‬
‫في ذلك آلف الكاتبين )ول أقول الكّتاب!(‪.‬‬

‫) ‪(2/4‬‬

‫‪ - 2‬لماذا تدّنى مستوى الداء بالعربية لدى المتعلمين؟‬


‫ّ‬
‫ثمة عدة أسباب‪ :‬ففي مطالع العصر الحديث كان المتعلمون قِلة‪ ،‬ولكن كان‬
‫معظمهم جيد المعرفة بالعربية‪ .‬لنه كان يأخذ علمه عن معلمين مقتدرين‪،‬‬
‫صوغ بلغةٍ عربية جيدة‪ ،‬أو سليمة على‬ ‫م ُ‬
‫ومن الكتب الشائعة آنذاك‪ ،‬وأكثرها َ‬
‫القل‪.‬‬
‫ً‬
‫ثم زادت نسبة المتعلمين‪ ،‬خصوصا في النصف الثاني من هذا القرن‪ ،‬زيادةً‬
‫ط ملحوظ في‬ ‫كبيرة في معظم البلد العربية‪ .‬ورافق هذه الزيادة هبو ٌ‬
‫مستوى التعليم والمعلمين والمتعلمين‪ ،‬والكتب التي يكتبونها ويقرؤونها‪.‬‬
‫وساهم في هذا الهبوط‪:‬‬
‫سع السريع جدا ً في التعليم البتدائي والعدادي في كثير من البلدان‬ ‫أو ً‬
‫ل‪ :‬التو ّ‬
‫العربية‪ ،‬وإناطة التعليم في هاتين المرحلتين الحساستين‪ ،‬بأشخاص معظمهم‬
‫غير مؤهل تأهيل ً يكفي للنهوض بهذه المهمة العظيمة الشأن‪ :‬تكوين الناشئة‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬انتشار ما صار يسمى )وسائل العلم(‪ :‬المقروءة )الصحف والمجلت(‪،‬‬
‫والمسموعة )محطات الذاعة(‪ ،‬والمرئية )محطات التلفزة(‪ .‬ومن المؤلم أن‬
‫سخه‪.‬‬
‫ة العامة‪ ،‬والخطأ اللغوي‪ ،‬وُتر ّ‬ ‫هذه الوسائل كلها‪ ،‬تنشر فيما تنشر‪ ،‬لغ َ‬
‫فيتأثر بها بحكم انتشارها الواسع‪ ،‬عشرات المليين من المتعلمين وغيرهم‪.‬‬
‫وقد يتخذونها قدوة ً لهم‪ ،‬علما ً بأن القائمين على هذه الوسائل غير مؤهلين‬
‫التأهيل الكافي‪ .‬ويؤيد ما أقول‪ ،‬أننا لم نكن نسمع قبل نحو ‪ 40‬سنة الخطاء‬
‫الفادحة التية‪ ،‬وأمثالها‪ ،‬والتي أشاعتها الصحف والذاعات‪:‬‬
‫ر!‬
‫ر! والصواب لن أحض ‍‬ ‫· سوف لن أحض ‍‬
‫· على الراغبين التواجد في الساعة كذا‪ ...‬والصواب‪ :‬الحضور في الساعة‪...‬‬
‫· مبروك! والصواب‪ :‬مبارك!‬
‫وي!‬ ‫َ‬
‫خل ِ‬‫ي! والصواب‪َ :‬‬ ‫ْ‬
‫خلَيو ّ‬‫· وانتشر أخيرا ً التعبيران الشنيعان‪ :‬هاتف ِ‬
‫َ‬
‫· إن هكذا أشياء غير مقبولة‪ ...‬والصواب‪ :‬إن أشياء كهذه ‪...‬‬

‫) ‪(2/5‬‬

‫ثالثًا‪ :‬استخفاف المتعلمين ‪ -‬فضل ً عن بقية الناس ‪ -‬باللغة العربية‪ ،‬والنظُر‬


‫إلى الجهل بها على أنه أمٌر ل يعيب صاحَبه‪ ...‬وكيف يعيبه ومحطات الذاعة‬
‫والتلفزة العربية‪ ،‬بقنواتها التي ل تحصى‪ ،‬تقدم أغلب برامجها بلغة العامة‪ ،‬أو‬
‫بلغة كثيرة الغلط؟‬
‫قال الدكتور محمد خير الحلواني في مقالة له‪" :‬الجيل الناشئ ل يعيش في‬
‫محيط لغوي سليم‪".‬‬
‫وقال الدكتور محمد أحمد الدالي في محاضرة له‪" :‬إذا كانت لغة أكثر من‬
‫يتولى التعليم والعلم ليست عربية الوجه في غير جانب من جوانبها‪ ،‬فما‬
‫فةٍ ل يتجاوز معجمهم اللفظي ُأليفاظا ً ل‬ ‫ضعَ َ‬
‫ة عن َ‬ ‫قى هذه اللغ َ‬ ‫من يتل ّ‬ ‫حال َ‬
‫ّ‬
‫يتجاوزونها في العبارة عن أغراضهم‪ ،‬ل يراعون فيما يتولون قواعد اللغة‬
‫وأساليبها؟"‬
‫‪ - 3‬ما السبيل إلى التمكن من العربية؟‬
‫أود ّ ابتداًء أن أقول إن الحد الدنى المطلوب هو التمكن من العربية السليمة‪،‬‬
‫ويمكن بعد ذلك السعي للتضّلع من الفصيحة‪ ،‬ثم الفصحى في المرحلة‬
‫الخيرة‪.‬‬
‫قال ابن خلدون في مقدمته )ص ‪" :(561‬إن حصول ملكة اللسان العربي‬
‫إنما هو بكثرة الحفظ من كلم العرب حتى يرتسم في خياله ]الضمير عائد‬
‫ج هو عليه‪،‬‬ ‫ل الذي نسجوا عليه تراكيبهم‪ ،‬فينس َ‬ ‫منوا ُ‬
‫لمن يبتغي هذه الملكة[ ال ِ‬
‫من نشأ معهم‪ ،‬وخالط عباراتهم في كلمهم‪ ،‬حتى حصلت‬ ‫ة َ‬ ‫زل َ‬
‫من ْ ِ‬
‫ل بذلك َ‬ ‫ويتن َّز َ‬
‫له الملكة المستقرة في العبارة عن المقاصد على نحو كلمهم‪".‬‬
‫وأشار إلى هذا المعنى الدكتور إبراهيم مدكور ‪ -‬الرئيس السابق لمجمع اللغة‬
‫سب بالحفظ والسماع‪ ،‬أكثر مما‬ ‫العربية بالقاهرة ‪ -‬فقال‪" :‬ملكة اللغة ُتكت َ‬
‫ب بالضابط والقاعدة‪".‬‬ ‫س ُ‬ ‫ت ُك ْت َ َ‬
‫ول عليه في المقام الول هو الحفظ والسماع‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫وهذا يعني أن المع ّ‬
‫يأتي دور كتاب القواعد‪ .‬ولهذا السبب كان الوائل يرسلون أبناءهم صغارا ً‬
‫إلى البادية‪ ،‬ليسمعوا اللغة الصافية ويحفظوها‪ ،‬فتنشأ لديهم السليقة‪.‬‬

‫) ‪(2/6‬‬

‫ومن المهم أن ندرك أننا جميعا ً ‪ -‬في العصور الخيرة ‪ -‬ل نملك سليقة لغوية‬
‫سليمة‪ ،‬للسباب التي ذكرتها في الفقرة السابقة‪ .‬وهذا يعني أن علينا‬
‫اكتساب العربية السليمة‪ ،‬مثلما نكتسب النكليزية السليمة‪ .‬كيف؟‬
‫مت ََروِّية‪ ،‬مع إنعام النظر‬
‫ة ُ‬
‫أ ـ بقراءة الكثير من النصوص الفصيحة قراءةً متأني ّ ً‬
‫في المفردات والتراكيب لحفظها واستعمالها والقياس عليها‪ .‬وحبذا تعويد ُ‬
‫أولدنا‪ ،‬منذ الصغر‪ ،‬قراءة َ هذه النصوص‪ .‬أما السماع فنفتقر إليه‪ :‬إذ أين‬
‫يمكنك في هذه اليام أن تسمع لغة عربية عالية‪ ،‬يمكن القتباس منها؟‬
‫ب ـ بالرجوع المتكرر إلى معجم لغوي جيد‪.‬‬
‫ج ـ بالستعانة بكتاب جيد في قواعد العربية‪.‬‬
‫د ـ بالطلع على بعض معاجم الخطاء الشائعة‪.‬‬
‫‪ - 4‬ما هي الوسائل المساعدة؟‬
‫أ ‪ -‬واضح إذن أن )إدمان( القراءة الواعية للنصوص الفصيحة هو الساس‪.‬‬
‫فأين نجد هذه النصوص؟‬
‫جيدين معاصرين‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫م ِ‬
‫أقترح البدء بأعمال كّتاب ُ‬
‫ي القلم؛ كتاب المساكين؛ إعجاز القرآن(‪.‬‬ ‫ح ُ‬‫· مصطفى صادق الرافعي )و ْ‬
‫· طه حسين )الوعد الحق؛ اليام؛ على هامش السيرة(‪.‬‬
‫كر ومباحث‪.(...،‬‬ ‫· علي الطنطاوي )فِ َ‬
‫· ديوان أحمد شوقي؛‬
‫سن الطلع على بعض أعمال القدامى‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ح ُ‬
‫وبعد ذلك ي َ ْ‬
‫· ابن المقفع )الدب الصغير؛ الدب الكبير؛ كليلة ودمنة‪(...‬‬
‫· الجاحظ )البيان والتبيين؛ الحيوان؛ البخلء‪(...‬‬
‫· ابن قتيبة )عيون الخبار(‪.‬‬
‫مب َّرد )الكامل(‪.‬‬
‫· ال ُ‬
‫· سيرة ابن هشام‪.‬‬
‫· أبو الفرج الصبهاني )الغاني(‪.‬‬
‫· ديوان الفرزدق‪...‬‬
‫أكرر القول‪ :‬ل بد من القراءة ب َِروِي ّةٍ وإنعام نظر‪ ،‬وحفظ التراكيب‬
‫والمفردات‪ ،‬كما نفعل عند تعّلم لغة أجنبية‪.‬‬
‫ّ‬
‫ت أثناء القراءة مفردة ً غير مألوفة‪ ،‬فافتح المعجم لتطلع على‬ ‫ب ‪ -‬فإذا صادف َ‬
‫معانيها واستعمالتها المختلفة‪.‬‬

‫) ‪(2/7‬‬

‫ع‪-‬بالدرجة الولى‪-‬إلى )المعجم الوسيط( )صدرت طبعته‬ ‫وأقترح هنا الرجو َ‬


‫الثالثة سنة ‪ (1985‬وهو من إعداد مجمع اللغة العربية بالقاهرة‪ .‬ولهذا‬
‫المعجم مزايا عديدة تفتقر إليها المعاجم الخرى‪ :‬فهو "أوضح‪ ،‬وأدق‪ ،‬وأضبط‪،‬‬
‫دد ومعاصر‪ ،‬يضع ألفاظ‬ ‫ة‪ .‬وهو فوق كل هذا مج ّ‬ ‫وأحكم منهجًا‪ ،‬وأحدث طريق ً‬
‫القرن العشرين إلى جانب ألفاظ الجاهلية وصدر السلم‪] ".‬هذا بعض ما قاله‬
‫الدكتور مدكور في تصدير الطبعة الولى سنة ‪ .[1960‬وهناك لمن شاء أن‬
‫يعود إلى معاجم أخرى‪:‬‬
‫مْتن اللغة( للشيخ أحمد رضا‪.‬‬‫· )معجم َ‬
‫· )القاموس المحيط( للفيروزبادي‪.‬‬
‫· )لسان العرب( لبن منظور‪.‬‬
‫· )محيط المحيط( لبطرس البستاني‪.‬‬
‫ج ‪ -‬أقترح الستعانة بكتاب )جامع الدروس العربية( للشيخ مصطفى‬
‫الغلييني‪ ،‬فهو ‪ -‬في نظري ‪ -‬أفضل كتاب جامع في الوقت الحاضر )صدرت‬
‫طبعته الولى سنة ‪ ،1912‬وصدرت حديثا ً الطبعة ‪(!34‬‬
‫د ‪ -‬وأقترح الطلع على‪:‬‬
‫· معجم الخطاء الشائعة؛ محمد العدناني؛ مكتبة لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪.1980‬‬
‫· معجم الغلط اللغوية المعاصرة؛ محمد العدناني؛ مكتبة لبنان‪.1984 ،‬‬
‫· اللغة والناس؛ يوسف الصيداوي؛ دار الفكر‪.1996 ،‬‬
‫· لغتنا العربية‪ ،‬صلح الدين الزعبلوي‪ ،‬مؤسسة الوحدة ‪.1983‬‬
‫· مسالك القول في النقد اللغوي؛ صلح الدين الزعبلوي؛ الشركة المتحدة‬
‫للتوزيع‪.1984 ،‬‬
‫· أضواء على لغتنا السمحة؛ محمد خليفة التونسي؛ الكتاب التاسع من‬
‫سلسلة )كتاب العربي(؛ الكويت‪.1985 ،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫· مجموعة القرارات العلمية في خمسين عاما )نحو ‪ 250‬قرارا(‪ ،‬صدرت عن‬
‫مجمع اللغة العربية بالقاهرة‪.1984 ،‬‬

‫) ‪(2/8‬‬

‫فهرس كتاب نحو إتقان الكتابة باللغة العربية‬


‫ملحظة‪ :‬ترتبط بعض المواضيع عند الحاجة بكتاب الكفاف‬
‫تمهيد‬
‫‪ -1‬الخطأ في قولنا‪) :‬سوف لن أذهب(‬
‫جل‪ ،‬بسبب‪ ،‬إْذ‪...‬‬ ‫ن‪ ،‬من أ ْ‬ ‫‪ِ -51‬لـ‪ ،‬ل ّ‬
‫وه‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫وا‪،‬‬‫ت‬
‫ّ ّ َ ّ َِ ّ‬ ‫و‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ر‪،‬‬‫فو ْ ُ‬‫‪ -101‬ال َ‬
‫د(‬
‫ج َ‬
‫وا َ‬
‫‪ -2‬الخطأ في استعمال‪) :‬ت َ َ‬
‫ل‪...‬‬ ‫‪ -52‬وإ ّ‬
‫صْيغتا الفعل‪) :‬الماضي( )المضارع(‬ ‫‪ِ -102‬‬
‫‪ -3‬الخطأ في استعمال‪) :‬مبروك(‬
‫ف والتاء الزائدتين!‬ ‫معُ بالل ِ ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫‪ -53‬ال َ‬
‫‪ -103‬إضافة السم إلى الفعل‪ ،‬أحكام الظرف‬
‫‪ -4‬الخطأ في قولنا‪) :‬هاتف خليوي(‬
‫مع مصادر الفعال‬ ‫ج ْ‬
‫‪َ -54‬‬
‫صل‬ ‫قطع والوَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫مزتا ال َ‬ ‫‪ -104‬هَ َ‬
‫ن هكذا أشياء(‬ ‫‪ -5‬الخطأ في قولنا‪) :‬إ ّ‬
‫ْ‬
‫ملُء‬‫لُء الفراغ )ل‪ :‬إملء الفراغ(؛ ال ِ‬ ‫م ْ‬‫‪ -55‬يجب َ‬
‫دد‬ ‫‪ - 105‬العَ َ‬
‫‪) -6‬كلما( ل تكرر في جملة واحدة‬
‫قد ْرٍ كبير‬‫‪ -56‬إلى حد ّ بعيد؛ ب َ‬
‫‪ - 106‬الوصف بالعدد‪ :‬العداد الترتيبية‬
‫م؛ لذا؛ ‪) ...‬ل‪ :‬بالتالي!(‬ ‫من ث َ ّ‬ ‫‪ِ -7‬‬
‫ي!(‬‫مغْل ِ ّ‬
‫قم )ل‪ :‬ال َ‬ ‫مع ّ‬ ‫مْغلى ُ‬ ‫‪ -57‬الماء ال ُ‬
‫‪ - 107‬التأريخ‪ ،‬وتقسيم ليالي الشهر‬
‫ن!(‬ ‫ما كان ‪) ...‬ل‪ :‬وبما أ ّ‬ ‫‪ -8‬ول ّ‬
‫‪ -58‬الخطأ في‪) :‬لمحة عن حياة المؤلف(‬
‫قد‬ ‫قد والعِ ْ‬ ‫‪ - 108‬العَ ْ‬
‫‪ -9‬مهما‬
‫‪ -59‬بالنسبة إلى كذا‬
‫ما؛ بما فيه‪...‬؛ بما في ذلك‪...‬‬ ‫م ّ‬ ‫‪ -109‬ما؛ فيما؛ ِ‬
‫‪ -10‬أيّ )الشرطية(‬
‫‪ -60‬النكرة ل ُتنعت بمعرفة!‬
‫‪ -110‬الخطأ في‪) :‬ل أعلم ما إذا كان‪(...‬‬
‫م‬‫‪ -11‬ت َ ّ‬
‫‪) -61‬كذلك( و)أيضًا(‬
‫‪ -111‬الخطأ في استعمال‪) :‬ناهيك(‬
‫‪ -12‬الشكل‬
‫ذفها‬ ‫‪ -62‬الواو‪ :‬زيادتها وح ُ‬
‫‪ -112‬أرجو أن ُيوافَِيني كتاُبكم‬
‫كل‬ ‫ش ّ‬‫كل وت َ َ‬ ‫ش ّ‬ ‫‪َ -13‬‬
‫‪ -63‬أسماء الشارة‬
‫ل عليه‬ ‫َ‬
‫موْك ُ‬ ‫ل إليه ‪ /‬ال ُ‬ ‫ل الموكو ُ‬ ‫‪ -113‬العم ُ‬
‫‪ -14‬من خلل‬
‫ض افتراضا ً و فْرضا ً‬ ‫‪ -64‬ا ِفَْتر َ‬
‫‪) -114‬أحد( و)إحدى(‬
‫كد‬‫كد وتأ ّ‬ ‫‪ -15‬أ ّ‬
‫مقام كذا‬ ‫زلة كذا‪ ،‬يقوم َ‬ ‫م َن ْ ِ‬ ‫‪ -65‬ب ِ َ‬
‫ن(‬ ‫و‬
‫ُ ْ َ‬ ‫د‬ ‫)‬ ‫معاني‬ ‫ع‬
‫َ ُ‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫‪-115‬‬
‫غم‬ ‫‪ -16‬على الر ْ‬
‫‪ -66‬لمصلحة كذا‬
‫‪ -116‬ب ِد ُْون‬
‫ً‬
‫سبقا‍(!‬
‫م ْ‬‫قل‪) :‬أعله(‪) ،‬النف الذكر(‪ُ ) ،‬‬ ‫‪ -17‬ل ت َ ُ‬
‫ضد ّ‬ ‫‪ -67‬ال ّ‬
‫م التقوية‬ ‫‪ -117‬ل ُ‬
‫جب(!‬ ‫قل‪) :‬ي ََتو ّ‬ ‫‪ -18‬ل ت ُ‬

‫) ‪(3/1‬‬

‫سَتفاد من ذلك؟(‬ ‫‪ -68‬الخطأ في قولنا‪) :‬ماذا ن َ ْ‬


‫‪ -118‬تحريك الواو والياء بالفتحة بعد الناصب‬
‫مَتعاَرفة‬ ‫‪ -19‬ت َعَّرَفه ‪ -‬ت َعَّرف به‪/‬إليه ‪ -‬مسأل ٌ‬
‫ة ُ‬
‫ي كذا‪...‬‬ ‫وال َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫‪َ -69‬‬
‫صه؛ مخصوص‬ ‫خ ّ‬ ‫ص؛ َ‬ ‫ص؛ خا ّ‬ ‫خ ّ‬ ‫‪َ -119‬‬
‫‪ -20‬ما زال ‪ -‬ل يزال‬
‫وية!(‬ ‫ن‬‫‪ -70‬قَنوات )ل‪ :‬أقنية(؛ ونويات )ل أ َ‬
‫ْ ِ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬
‫مث ََلة(‪...‬‬ ‫‪ -120‬في )الستمثال( و)ال َ‬
‫ْ‬
‫ب ما‬
‫ح َ ِ َ َ َ‬
‫س‬ ‫ح‬ ‫ب‪،‬‬ ‫س‬ ‫ب‪ ،‬على َ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ب‪ ،‬ب ِ َ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫‪َ -21‬‬
‫‪ -71‬الخطأ في استعمال‪) :‬كما(‬
‫‪ -121‬واو العطف و واو المعِّية‬
‫‪ -22‬بينما‬
‫‪ -72‬عبارة عن‪...‬‬
‫‪ -122‬منذ‪ ،‬قْبل‬
‫فذ ُ‬ ‫فذ َ ي َن ْ ُ‬ ‫فد ُ ‪ -‬ن َ َ‬ ‫فد َ ي َن ْ َ‬ ‫‪ -23‬ن َ ِ‬
‫ة‬
‫ة؛ الشاب ُ‬ ‫ب؛ الشاب ُ‬ ‫ُ‬ ‫شو ْ ُ‬ ‫‪ -73‬ال ّ‬
‫‪ -123‬خطأ آخر في استعمال اسم التفضيل‬
‫‪ -24‬حاَفة حافات‬
‫سم وجملة جوابه‬ ‫ق َ‬ ‫‪ -74‬جملة ال َ‬
‫‪ -124‬تراكيب )استثنائية(‪...‬‬
‫سوِّية‪ ،‬والمستوي‪ ،‬والمستوى‬ ‫‪ -25‬ال ّ‬
‫ح والغَل َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ط‬ ‫ص ّ‬ ‫خط َأ‪ ،‬وال ّ‬ ‫صواب وال َ‬ ‫‪ -75‬ال ّ‬
‫كب الضافي‬ ‫‪ -125‬عائدية نعت )صفة( المر ّ‬
‫‪ -26‬بـ ‪ /‬بواسطة ‪ /‬بوساطة‬
‫سريانية الصل‬ ‫‪ -76‬الشهور القمرية‪ ،‬وال ّ‬
‫صة من الخصائص‬ ‫‪ -126‬طريق‪ ،‬طريقة‪ ،‬خا ّ‬
‫فْترة‬ ‫‪ -27‬ال َ‬
‫‪ -77‬الخطأ في استعمال‪) :‬علوة ً على ذلك(‬
‫‪ -127‬من ‪ /‬عن ‪ /‬على طريق كذا‬
‫ذف الجاّر ‪ -‬النصب‬ ‫ح ْ‬ ‫‪َ -28‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ -78‬الخطأ في استعمال‪) :‬عناصر الثر(!‬
‫‪ -128‬بالنظر إلى كذا؛ نظرا ً ِلـ‪/‬إلى كذا‬
‫ح‬
‫ح ‪َ -‬تراوَ َ‬ ‫‪ -29‬راوَ َ‬
‫مه‬ ‫‪ -79‬السم المنقوص وأحكا ُ‬
‫د‪ ،‬أبعاد‬ ‫‪ -129‬ب ُعْ ٌ‬
‫‪ -30‬التقويم والتقييم‬
‫‪ - 80‬في الضافة اللفظية والمعنوية‬
‫صلة إلى المفعول‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫‪ -130‬اللم ال ُ‬
‫صْيص‬ ‫خ ّ‬ ‫صْيصى‪ ،‬ال ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ة‪ ،‬خصوصا‪ِ ،‬‬‫ً‬ ‫‪ -31‬خاص ً‬
‫‪ - 81‬متوازي أضلع‪/‬الضلع‪...‬‬
‫ل مرة!(‬ ‫َ‬
‫مّرة‪) ،‬ل‪ :‬لوّ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫‪ -131‬أ َوّ َ‬
‫شعّ والشعاعي‬ ‫م ِ‬ ‫ي ‪ -‬ال ُ‬ ‫ص والختصاص ّ‬ ‫‪ -32‬المخت ّ‬
‫خر ‍ا(ً‬ ‫مؤ َ ّ‬ ‫‪ -82‬الخطأ في استعمال‪ُ ) :‬‬
‫مدة كذا(‬ ‫مد ّة َ كذا‪) ،‬ل‪ :‬ل ُ ِ‬ ‫‪ُ -132‬‬
‫ي!(‬ ‫‪ -33‬كيلو واط ساعة )ل‪ :‬ساع ّ‬
‫ة‬
‫حد َ ٍ‬ ‫‪ -83‬على ِ‬
‫م‬
‫ّ‬ ‫ها‬ ‫م‪،‬‬
‫ُ ِ ّ‬‫ه‬ ‫م‬ ‫مة؛‬ ‫َ َ ّ‬‫ه‬ ‫م‬ ‫مة‪،‬‬ ‫مهِ ّ‬ ‫‪ُ -133‬‬
‫‪ -34‬النسبة إلى )الطاقة(‬
‫حكايات )ل‪ :‬حكايا!(‬ ‫حكاية ِ‬ ‫‪ِ -84‬‬
‫ي‬
‫مْيم ّ‬
‫صد َُر ال ِ‬‫م ْ‬
‫‪ -134‬ال َ‬
‫‪ -35‬مئة ‪ /‬مائة‬

‫) ‪(3/2‬‬

‫عمود‪ ،‬ل‪ :‬عامود!‬ ‫‪َ -85‬‬


‫‪ -135‬متى ُيجمع مفعول على مفاعيل؟‬
‫ن‬ ‫‪ -36‬إذ َ ْ‬
‫سبا ِلـ )ل‪ :‬من(‬ ‫ً‬ ‫ح ّ‬ ‫‪ -86‬ت َ َ‬
‫ؤتي إيتاًء ‪ -‬آتى ُيؤاتي مؤاتاةً‬ ‫‪ -136‬آتى ي ُ ْ‬
‫‪ -37‬المصدر الصناعي‪ :‬الشفافية‪...‬‬
‫ل(‬ ‫صر بـ )إ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫‪ -87‬الستثناء وال َ‬
‫ي‬
‫‪ -137‬رئيس‪ -‬رئيس ّ‬
‫ن!(‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫معّ َ‬‫ن في النظر )ل‪ :‬ت َ َ‬ ‫معَ َ‬‫م النظر؛ أ ْ‬ ‫‪ -38‬أن ْعَ َ‬
‫عدا(‬ ‫‪ -88‬الخطأ في استعمال‪َ ) :‬‬
‫‪ -138‬النسبة إلى جمع التكسير‪ ،‬وجمع المؤنث‬
‫ت؛ ب َهََر‪ ،‬الباهُِر‬ ‫ت‪ ،‬اللفِ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫‪ - 39‬ل َ َ‬
‫سوى( و)غير(‬ ‫‪ِ ) -89‬‬
‫ت به؟‬ ‫ح النع ُ‬‫ص ّ‬ ‫‪ -139‬السم الجامد‪ ،‬متى ي َ ِ‬
‫مَباع‬
‫مِبيع؛ أباع‪ ،‬ال ُ‬ ‫قْيس؛ باع‪ ،‬ال َ‬ ‫م ِ‬ ‫‪ -40‬قاس‪ ،‬ال َ‬
‫ل( و)لول(‬ ‫‪) -90‬إ ّ‬
‫ل‬‫‪ -140‬ب َ ْ‬
‫مْعقوف والمعكوف‬ ‫‪ -41‬ال َ‬
‫صْرف‪(...‬‬ ‫حض‪ِ ،‬‬ ‫م ْ‬
‫حت‪َ ،‬‬ ‫‪ -91‬استعمال‪) :‬ب َ ْ‬
‫‪ -141‬ثاني أفضل‪/‬أكبر‬
‫ن‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫ن ل‪ ،‬أ ّ‬ ‫َ‬
‫ل؛ يجب أل‪ ،‬ل يجب أ ْ‬ ‫‪ -42‬أ ْ‬
‫صْرف والوقوف على الساكن‬ ‫‪ -92‬تنوين ال ّ‬
‫‪ -142‬المثابة‪ ،‬بمثابة‬
‫‪ -43‬بعض‬
‫صْرف‬ ‫‪ -93‬المنع من التنوين ‪ /‬ال ّ‬
‫ل‪) :‬تحت طائلة الحجز(‬ ‫ق ْ‬ ‫‪ -143‬ل ت َ ُ‬
‫سل‬ ‫مؤ َ ّ‬ ‫مد َّبب( ‪ُ -‬‬ ‫مذ َّبب( ل ) ُ‬ ‫‪ُ ) -44‬‬
‫سب إلى )الكيمياء(‬ ‫‪ -94‬الن ّ َ‬
‫‪ -144‬هذه خامس معركة )ل‪ :‬خامسة(‬
‫َ‬
‫ن ‪ -‬تأمين‬ ‫م ُ‬ ‫ن ي ُؤَ ّ‬ ‫م َ‬ ‫‪ -45‬أ ّ‬
‫فن ِْيد !‬ ‫‪ -95‬ت َب ْي ِْين‪ ،‬ل‪ :‬ت َ ْ‬
‫ما إذا‪...‬‬ ‫ما؛ أ ّ‬ ‫‪ -145‬أ ّ‬
‫‪ -46‬وَفََر؛ وَّفر؛ ت َوَّفر؛ توافر‬
‫حو ْ َ‬
‫ل‬ ‫‪َ -96‬‬
‫‪ -146‬حالت خاصة لجواب الشرط‬
‫‪ -47‬في اسم التفضيل والخطأ في استعماله‬
‫س‪ ،‬انعكس؛ انعكاس‬ ‫‪ -97‬عَك َ َ‬
‫ن( المكسورة الخفيفة‬ ‫‪ -147‬أحكام )إ ْ‬
‫َ‬
‫ئ‪ ،‬أخطأ ‪ -‬غِلط‬ ‫خط ِ َ‬ ‫‪َ -48‬‬
‫‪) -98‬مادام(‬
‫ن( بعد فعل القول؟‬ ‫سر همزة )إ ّ‬ ‫‪ -148‬متى ُتك َ‬
‫سَعى إلى ‪ِ /‬لـ ‪ /‬على ‪ /‬في ‪ /‬بـ‬ ‫‪َ -49‬‬
‫ّ‬
‫‪ -99‬قَلما‪ ،‬طالما‬
‫‪ -149‬دخول حروف الجر على )حيث(‬
‫ل‪ ،‬بديل ً‬
‫دل؛ ب َد َ ً‬ ‫َ‬
‫دل‪ ،‬أب ْ َ‬‫‪ -50‬اسَتبدل‪ ،‬ب َ ّ‬
‫ن( و)إذا(‬ ‫‪) -100‬إ ْ‬
‫‪ -150‬جمع السماء والصفات زَِنة )فَعِْيل(‬

‫) ‪(3/3‬‬

‫‪ -1‬الخطأ في قولنا‪) :‬سوف لن أذهب(‬


‫ْ‬
‫مثَبتة )ل تدخلن على المنفية(‪ .‬ثم إن‬‫السين وسوف ل تدخلن إل على جملة ُ‬
‫في المستقبل‪ ،‬فل حاجة إلى )السين( و)سوف( اللتين هما أيضا ً‬‫)لن( هي لن َ ْ‬
‫تدلن على المستقبل‪.‬‬
‫قل إذن‪ :‬لن أذهب‪.‬‬
‫ول تقل‪) :‬سوف لن أذهب!(‪ ،‬ول‪) :‬سوف ل أذهب(‪..‬‬

‫) ‪(4/1‬‬

‫د(‬‫ج َ‬
‫‪ -2‬الخطأ في استعمال‪َ) :‬توا َ‬
‫جد‪ :‬هو‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مك بالوجد(‪ .‬والو ْ‬‫جد َ )أي‪ :‬تظاهر أو أوْهَ َ‬ ‫فسه الو ْ‬ ‫ن‪ :‬أرى من ن ْ‬
‫جد َ فل ٌ‬
‫َتوا َ‬
‫ق السياق(‪.‬‬ ‫حب الشديد أو الحزن )على وَفْ ِ‬ ‫ال ُ‬
‫مدّرج الول في الساعة كذا‪.‬‬ ‫قل إذن‪ :‬على الطلب الحضور إلى ال ُ‬
‫ول تقل‪) :‬على الطلب التواجد‪.(...‬‬
‫وقل‪ :‬يوجد الحديد في الطبيعة بكثرة‪.‬‬
‫ول تقل‪) :‬يتواجد الحديد في الطبيعة‪.(...‬‬
‫وقل‪ُ :‬يستخرج الحديد الموجود‪...‬‬
‫ول تقل‪) :‬يستخرج الحديد المتواجد‪.(!...‬‬

‫) ‪(5/1‬‬

‫‪ -3‬الخطأ في استعمال‪) :‬مبروك(‬


‫ه الشيَء وفيه وعليه‪ :‬جعل فيه الخيَر‬ ‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬بارك الل ُ‬
‫ً‬
‫وزوا حينا فحذفوا‬‫ج ّ‬
‫ك فيه‪ ،‬ولكن الئمة ت َ َ‬ ‫والبركة" فهو مباَرك‪] .‬الصل‪ :‬مباَر ٌ‬
‫ً‬
‫الصلة في كثير من أسماء المفعول‪ ،‬اصطلحا‪ ،‬وهذا مثال على تجوزهم[‪.‬‬
‫ل لزم(‪" .‬برك‬‫مه‪) ".‬فع ٌ‬ ‫خ في موضٍع فَل َزِ َ‬ ‫وجاء في )الوسيط(‪" :‬ب ََر َ‬
‫ك البعيُر‪ :‬أنا َ‬
‫ب عليه‪.‬‬ ‫مواظ َ ٌ‬ ‫على المر‪ :‬واظب" فالمر مبروك عليه!! أي ُ‬
‫ل إذن‪ :‬نجاحك مبارك‪.‬‬ ‫قُ ْ‬
‫ول تقل‪) :‬نجاحك مبروك(‪.‬‬
‫وقل‪ :‬بيُتك الجديد مبارك؛ وزواجك مبارك‪.‬‬
‫ول تقل‪) :‬مبروك(‪.‬‬

‫) ‪(6/1‬‬

‫‪ -4‬الخطأ في قولنا‪) :‬هاتف خليوي(‬


‫طمة(‪:‬‬ ‫ً‬
‫ختم بتاء التأنيث‪ ،‬حذفَتها وجوبا‪ .‬فتقول في )فا ِ‬ ‫ت إلى ما ُ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫إذا ن َ َ‬
‫كة(‪ :‬م ّ‬
‫كي‪.‬‬ ‫م ّ‬ ‫ي‪ ،‬وفي ) َ‬ ‫طم ّ‬ ‫فا ِ‬
‫ي؛ خلّية؛‬ ‫ي؛ ن َب ِ ّ‬
‫ددة مسبوقة بحرفين‪ ،‬مثل‪ :‬عَدِ ّ‬ ‫م َ‬
‫ش ّ‬ ‫ختم بياء ُ‬‫ت إلى ما ُ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫وإذا ن َ َ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ي؛‬
‫ت الثانية واوا‪ ،‬فتقول‪ :‬عَد َوِ ّ‬ ‫ت الياء الولى وفتحت ما قبلها وقَلب ْ َ‬ ‫أمّية‪ ،‬حذف َ‬
‫ُ‬
‫ي‪...‬‬ ‫مو ِ ّ‬ ‫خل َوِ ّ‬
‫ي‪ ،‬أ َ‬ ‫ي؛ َ‬ ‫ن َب َوِ ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫خلو ِ ّ‬‫َ‬ ‫ل إذن‪ :‬هاتف َ‬ ‫قُ ْ‬
‫ول تقل‪) :‬هاتف خليوي(‪.‬‬

‫) ‪(7/1‬‬

‫ن هكذا أشياء(‬ ‫‪ -5‬الخطأ في قولنا‪) :‬إ ّ‬


‫هكذا = "ها" التنبيه ‪ +‬كاف التشبيه ‪" +‬ذا" اسم الشارة‪.‬‬
‫مثل ذا أشياء!" والعربي ل‬‫ن هكذا أشياء ‪ "...‬كمن يقول‪" :‬إن ِ‬ ‫فمن يقول‪" :‬إ ّ‬
‫يقول هذا!!‬
‫ّ‬
‫ح جدا لمن يلم بالنكليزية أو الفرنسية أن هذا التركيب الشنيع هو‬ ‫ً‬ ‫وواض ٌ‬
‫ترجمة حرفية للتركيبين‪:‬‬
‫"‪ "...Such things are‬و "‪"...de telles choses sont‬‬
‫ل إذن‪ :‬إن مثل هذه الشياء‪ ،‬أو‪ :‬إن أشياء كهذه‪.‬‬ ‫قُ ْ‬
‫ول تقل‪) :‬إن هكذا أشياء(‪.‬‬
‫وفيما يلي نماذج من استعمال كلمة )هكذا( استعمال ً صحيحا‪ً:‬‬
‫‪ -‬هكذا قالت العرب‪....‬‬
‫‪ ... -‬فإذا كانت )ل( للنهي‪ ،‬كان المعنى هكذا‪...:‬‬
‫كت!‬ ‫س ُ‬ ‫من يقول وإل فَْلي ْ‬ ‫ق ْ‬
‫ل َ‬ ‫‪ -‬هكذا فَل ْي َ ُ‬
‫ه خطأ‪ ،‬لنه ل يريد أن يجيء إل هكذا!‬‫ً‬
‫م ُ‬
‫‪ -‬ولكنه مع ذلك يجيء فه ُ‬
‫‪ -‬وهكذا دواليك‪...‬‬

‫) ‪(8/1‬‬

‫‪) -6‬كلما( ل تكرر في جملة واحدة‬


‫ّ‬
‫من أخطاء المترجمين استعمالهم )كلما( مرتين في جملة واحدة‪ ،‬على غرار‬
‫ت في القراءة‬ ‫التركيب الفرنسي أو النكليزي‪ ،‬نحو قولهم‪" :‬كلما تعمق َ‬
‫ذف )كلما( الثانية‪.‬‬ ‫والطلع‪ ،‬كلما زادت حصيلُتك من المعرفة‪ ".‬والصواب ح ْ‬
‫ً‬
‫جد َ عندها ِرزقا?‪.‬‬ ‫وفي التْنزيل العزيز‪? :‬كلما دخل عليها زكرّيا المحراب وَ َ‬
‫عك‪ ،‬اتسعت آفاقك‪.‬‬ ‫يقال‪ :‬كلما زاد اطل ُ‬
‫ل انتقاُده للخرين!‬‫م المرء‪ ،‬ق ّ‬
‫عل ُ‬
‫ويقال‪ :‬كلما زاد ِ‬
‫وقال أحمد شوقي يصف العروبة ولسانها‪:‬‬
‫م والعلماُء‬ ‫ُ‬
‫ن إليها وتؤول العلو ُ‬
‫ة ينتهي البيا ُ‬
‫م ٌ‬
‫أ ّ‬
‫ض جاور الرشد ُ أهَلها والذكاُء‬‫ب لر ٍ‬ ‫ركا َ‬‫كلما حّثت ال ِ‬
‫) ‪(9/1‬‬

‫م؛ لذا؛ ‪) ...‬ل‪ :‬بالتالي!(‬ ‫من ث َ ّ‬ ‫‪ِ -7‬‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫)بالتالي( شبه جملة ركيكة جدا شاعت شيوعا واسعا‪ .‬وقد تبين لي من‬
‫ل محّلها ما يناسب‬‫اطلعي على كثير من المقالت العلمية أن الصواب أن يح ّ‬
‫المقام مما يلي‪:‬‬
‫ن؛‬
‫م يّتضح ‪ /‬نجد ‪ /‬نرى أ ّ‬ ‫من ث َ ّ‬‫ي؛ و ِ‬
‫م؛ لذا؛ وعلى هذا؛ وبذلك؛ إذن؛ أ ْ‬ ‫من ث َ ّ‬‫ِ‬
‫الخ‪...‬‬
‫م( اسم يشار به إلى المكان البعيد بمعنى هناك‪ ،‬وهو ظرف‬ ‫وللفائدة أقول‪) :‬ث َ ّ‬
‫ة( ويوقف عليها بالهاء‪.‬‬ ‫ل يتصرف‪ ،‬وقد تلحقه التاء فيقال )ث َ ّ‬
‫م َ‬
‫م( فهو حرف عطف يدل على الترتيب مع التراخي في الزمن‪ .‬وتلحقه‬ ‫أما )ث ُ ّ‬
‫ت‪ ،‬ويوقف عليها بالتاء‪.‬‬ ‫التاء المفتوحة فيقال‪ :‬ث ُ ّ‬
‫م َ‬

‫) ‪(10/1‬‬

‫ن!(‬
‫ما كان ‪) ...‬ل‪ :‬وبما أ ّ‬ ‫‪ -8‬ول ّ‬
‫َ‬
‫من معنى الشرط‪ ،‬وشرطه وجوابه‬ ‫ض ّ‬‫ما( مجيئها ظرفا ً ت َ َ‬ ‫جه استعمال )ل ّ‬ ‫من أو ُ‬ ‫ِ‬
‫ما جاء خالد ٌ أكرمته‪.‬‬ ‫فِْعلن ماضيان‪ ،‬نحو‪ :‬ل ّ‬
‫فإذا كان الجواب جملة اسمية‪ ،‬وجب اقترانها بالفاء‪ .‬وعلى هذا يمكن القول‪:‬‬
‫· ولما كنا أنجزنا العمل‪ ،‬وجب إعداد تقرير عنه‪.‬‬
‫· ولما كنا أنجزنا العمل‪ ،‬فََعلينا إعداد تقرير عنه‪ .‬ول يقال‪) :‬بما أننا أنجزنا‪(...‬‬
‫· ولما كان التابع ع مستمرًا‪ ،‬كان بالمكان‪...‬‬
‫· ولما كان التابع ع مستمرًا‪ ،‬استنتجنا ‪ /‬فإننا نستنتج‪...‬‬
‫· ولما كان التابع ع مستمرًا‪ ،‬وجب أن يكون ‪ /‬فإنه يجب أن‪...‬‬
‫ل من التابعين المذكورين‪...‬‬ ‫· ولما كان التابع ع مستمرًا‪ ،‬فك ٌ‬
‫ما( إذا كان جملة اسمية‪.‬‬ ‫ول بد ّ من الفاء في جواب )ل ّ‬
‫ول يقال‪) :‬بما أن التابع ‪ ،(....‬لن هذا التركيب دخيل على العربية‪ ،‬وركيك‬
‫وغ له‪.‬‬
‫س ّ‬ ‫جدًا‪ ،‬ول ُ‬
‫م َ‬

‫) ‪(11/1‬‬

‫‪ -9‬مهما‬
‫)مهما( اسم شرط يجزم فعلين‪ :‬الول فعل الشرط والثاني جوابه‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫· مهما تفعلوه تجدوه‪) .‬علمة الجزم‪ :‬حذف النون‪ .‬الصل‪ :‬تفعلونه‪ ،‬تجدونه(‪.‬‬
‫فد ْ منك‪) .‬حذف حرف العلة في الفعلين منعا ً للتقاء‬ ‫ق ْ‬
‫ل أست ِ‬ ‫· مهما ت َ ُ‬
‫ساكن َْين(‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫· مهما يكن الطفل مشاغبا يكن محبوبا‪...‬‬
‫فإذا كان جواب الشرط جملة اسمية وجب اقترانها بالفاء‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫· مهما يكن س فلدينا‪ /...‬فك ّ‬
‫ل تابع‪...‬‬
‫· مهما يكن ع فإننا نستطيع ‪ /...‬ففي وسعنا‪...‬‬

‫) ‪(12/1‬‬

‫‪ -10‬أيّ )الشرطية(‬
‫مْعربة بالحركات الثلث لملزمتها‬ ‫من معنى الشرط‪ ،‬وهي ُ‬ ‫هي اسم مبهم تض ّ‬
‫الضافة إلى المفرد‪ .‬وهي تجزم فعلين‪ .‬وإذا كان جوابها جملة اسمية وجب‬
‫اقترانه بالفاء‪.‬‬
‫مه‪.‬‬ ‫ُ‬
‫مته تخد ُ ْ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ئ يخد ُ ْ‬ ‫· أيّ امر ٍ‬
‫ضعْ هيبُته‪.‬‬ ‫حه ت َ ِ‬ ‫ل َيكث ُْر مز ُ‬ ‫· أيّ الرجا ِ‬
‫هَ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وقد يحذف المضاف إليه فيلحقها التنوين عوضا منه‪ ،‬نحو‪? :‬أي ّا ما تدعوا فَل ُ‬
‫سنى?‪.‬‬ ‫ح ْ‬ ‫السماء ال ُ‬
‫إذ التقدير )أيّ اسم تدعوا(‪ .‬والفعل هنا مجزوم بحذف النون‪ :‬الصل تدعون!‬
‫ي?‪.‬‬ ‫عدوان عل ّ‬ ‫ت فل ُ‬ ‫ن قضي ُ‬ ‫جَلي ْ‬‫· ?أّيما ا َل َ َ‬
‫فد ْ‬ ‫ن مستفيدا ً ‪ /‬ت َ ْ‬
‫ست َ ِ‬ ‫ن تك ُ ْ‬‫ستعِ ْ‬ ‫· بأيّ شيٍء ت َ ْ‬
‫ن ع‪...‬‬ ‫ْ‬ ‫ع‪/...‬يك‬ ‫كان‬ ‫· أي ّا ً كان س‪،‬‬
‫· أي ّا ً كان س‪ ،‬فلدينا‪ /...‬فإن‪ /...‬فالتطبيق‪...‬‬
‫· أيّ كان س جزءا ً من ج‪ ،‬كان‪...‬‬

‫) ‪(13/1‬‬

‫م‬‫‪ -11‬ت َ ّ‬
‫مل‪ ،‬اكتمل(‪ .‬يقال على الصواب‪:‬‬ ‫َ‬
‫هذا الفعل معناه )ك ُ‬
‫م بناُء هذه المدرسة في ‪.12/4/1990‬‬ ‫· تَ ّ‬
‫م المعنى به‪.‬‬ ‫ب يت ّ‬
‫· يحتاج فعل الشرط إلى جوا ٍ‬
‫· ما ل يتم الواجب إل به فهو واجب‪.‬‬
‫م‬‫ب زوال ً إذا قيل ت َ ّ‬ ‫ه ت ََرقّ ْ‬
‫ص ُ‬‫م أمٌر بدا نق ُ‬
‫· إذا ت َ ّ‬
‫ما فسد المعنى ول تغّير‪.‬‬ ‫َ‬
‫م( ل َ‬ ‫ً‬
‫ونلحظ أننا لو وضعنا )اكتمل( بدل من )ت ّ‬
‫ومن الشائع أن يقال‪" :‬يتم جلب الفحم من المناجم‪ ،‬ويتم تخزينه في‬
‫المستودعات‪ ،‬ثم يتم حرقه في الفران‪ ".‬ويكفي ليتضح فساد التركيب وسوُء‬
‫استعمال )يتم( أن يستعاض عنه بـ )يكتمل(!!‬
‫والصواب أن يقال‪ُ :‬يجلب الفحم‪ ...‬وُيخزن‪ ...‬ثم ُيحرق‪) ...‬بالبناء للمجهول(‪.‬‬
‫ث( عوضا ً عن البناء للمجهول‪.‬‬ ‫حد َ َ‬ ‫ويمكن أحيانا ً استعمال فعل )جرى( أو ) َ‬
‫كر بأن اجتماع المجلس سيتم في الساعة ‪ 12‬من‬ ‫جاء في كتاب رسمي‪" :‬نذ ّ‬
‫يوم الحد ‪ ،18/12/1994‬وسيتم تحديد مكان الجتماع قبل نهاية دوام يوم‬
‫السبت في ‪".18/12/1994‬‬
‫دد مكانه قبل‪...‬‬‫والصواب‪ ... :‬الجتماع سُيعقد في الساعة ‪ ...‬وسُيح ّ‬

‫) ‪(14/1‬‬
‫‪ -12‬الشكل‬
‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬الشكل‪ :‬هيئة الشيء وصورته‪ ".‬وجاء‪" :‬تشاك َل‪َ:‬‬
‫تشاب ََها وتماث َ َ‬
‫ل‪".‬‬
‫مْثل‪ .‬هذا على شكل هذا‪ :‬أي‬ ‫وجاء في )لسان العرب(‪" :‬الشكل‪ :‬ال ّ‬
‫شْبه وال ِ‬
‫من شكل هذا‪ :‬أي من‬ ‫ل فلن‪ :‬أي مثله في حالته‪ .‬هذا ِ‬ ‫ن شك ُ‬‫على مثاله‪ .‬فل ٌ‬
‫ضْربه ونحوه‪".‬‬ ‫َ‬
‫ل منهما صاحبه‪".‬‬ ‫وجاء فيه أيضًا‪" :‬تشاكل الشيئان‪ :‬شاكل ك ّ‬
‫وجاء في )أساس البلغة( للزمخشري‪" :‬هذا شكله‪ :‬أي مثله‪" ".‬هذا من شكل‬
‫ذاك‪ :‬من جنسه‪".‬‬
‫كل( استعمال ً صحيحا‪ً:‬‬ ‫ة على استعمال كلمة )ش ْ‬ ‫وفيما يلي أمثل ٌ‬
‫جاء في )المعجم الوسيط(‪:‬‬
‫"المسحوق )في الكيمياء(‪ :‬صفة للمادة الصلبة عندما توجد على شكل دقائق‬
‫صغيرة‪".‬‬
‫سّنن في‬ ‫م َ‬
‫مولة‪ :‬قطعة من الحديد مستديرة أو ذات أضلع‪ ،‬جوفها ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫"ال ّ‬
‫ل حلزوني‪".‬‬ ‫شك ٍ‬
‫جمع منه على شكل كرة أو أسطوانة‪".‬‬ ‫"الك ُّبة من الغْزل‪ :‬ما ُ‬
‫وجاء في كتاب )البخلء( للجاحظ‪:‬‬
‫ن والّلباب من كل شكل )ص ‪.(23‬‬ ‫· ‪ ...‬والناعم من كل ف ّ‬
‫· ‪ ...‬وليس هذا الحديث لهل مرو‪ ،‬ولكنه من شكل الحديث الول )ص ‪.(31‬‬
‫· ‪ ...‬وليس هذا الحديث من حديث المراوزة؛ ولكنا ضممناه إلى ما ُيشاكله‬
‫)ص ‪.(45‬‬
‫مل الن النماذج التالية‪ ،‬وهي من فصيح الكلم أيضا‪ً.‬‬ ‫وْلنتأ ّ‬
‫· الصل في الكلم أن يكون منثورًا‪ ،‬لبانته مقاصد النفس بوجهٍ أوضح وكلفة‬
‫أقل‪) .‬لم يقل‪ :‬بشكل أوضح!(‪.‬‬
‫ّ‬
‫· ‪ ...‬إرسال التخّيل على وجهٍ قلما يخرج عن المكان العقلي والمادي‪) .‬لم‬
‫ل قلما‪(...‬‬ ‫يقل‪ :‬على شك ٍ‬
‫· ‪ ...‬وكان أكثر ما يستعمل في الخطابة والمثال و‪ ...‬والكتابة التي من هذا‬
‫الوجه‪.‬‬
‫ً‬
‫ي على هذا الوجه ل تكون إل موتا على طريقة الحياة‪.‬‬ ‫· ‪ ...‬إن حياة الغن ّ‬
‫)المساكين للرافعي ‪(33/‬‬
‫· ‪ ...‬ليس في الرض شيء من خير أو شر غير ما يلزم لبناء هذا التاريخ‬
‫الرضي على الوجه الذي يتفق مع بناء النسان‪) .‬المساكين للرافعي ‪(220/‬‬
‫· ‪ ...‬ثم يسعدهم بهذه النية على الوجه الذي يعلم أنه من سعادتهم‪.‬‬
‫)المساكين للرافعي ‪(211/‬‬

‫) ‪(15/1‬‬

‫· ‪ ...‬لو فهموه على الوجه الذي يفهم منه‪) .‬تحت راية القرآن للرافعي ‪(52/‬‬
‫والن‪ ،‬ما الرأي في قول بعضهم‪) :‬فلن يقرأ النكليزية بشكل مقبول(؟‬
‫؟!! الواقع أن كلمة )شكل( تستعمل في أيامنا هذه استعمال ً‬
‫أللقراءة شكل ‍‬
‫)جائرًا(‪:‬‬
‫فيقول بعضهم‪:‬‬
‫والصواب‪:‬‬
‫غُّير المخطط بشكل كامل‬
‫غّير المخطط تغييرا ً كامل ً‬
‫دلت الخطة بشكل مدهش‬ ‫عُ ّ‬
‫عدلت الخطة تعديل ً مدهشا ً‬
‫‪ ...‬تتباين بشكل ملحوظ‬
‫تتباين تباينا ً ملحوظًا‪ /‬بدرجةٍ ملحوظة‬
‫دل بشكل ملحوظ‬ ‫‪ ...‬ازداد المع ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ازداد المعدل ازديادا ملحوظا‪/‬بقد ْرٍ ملحوظ‬
‫يعمل بالشكل المطلوب ‪ /‬الصحيح‬
‫يعمل على الوجه المطلوب ‪ /‬الصحيح‬
‫ي‬
‫جد ّ ّ‬ ‫يعمل بشكل سريع ‪ /‬بطيء ‪ِ /‬‬
‫جد ّ‬ ‫يعمل بسرعة ‪ /‬ببطء ‪ /‬ب ِ ِ‬
‫بشكل موضوعي ‪ /‬دائم‬
‫بموضوعية ‪ /‬دائما ً ‪ /‬على الدوام‬
‫بشكل سلس ‪ /‬ذكي‬
‫بسلسة ‪ /‬بذكاء‬
‫يؤكد بشكل قوي‬
‫يؤكد بقوة‬
‫بشكل عام‬
‫بوجهٍ عام ‪ /‬عموما ً ‪ /‬على العموم‬
‫بشكل رئيسي‬
‫في المقام الول ‪ /‬بالدرجة الولى‬
‫ي‪ /‬واسع‬ ‫ف ّ‬ ‫خ ِ‬‫بشكل جيد‪َ /‬‬
‫ة ‪ /‬على نطاق واسع‬ ‫في َ ً‬
‫خ ْ‬‫جيدا ً ‪ِ /‬‬
‫بشكل مستقل‬
‫حد َِتها‬
‫حد َت ِهِ ‪ /‬على ِ‬ ‫دة ‪ /‬على ِ‬ ‫ح َ‬‫على ِ‬
‫بأي شكل من الشكال‬
‫بأي وجه من الوجوه‬
‫ل المشكلة بالشكل المناسب‬ ‫ح ّ‬
‫حل المشكلة على الوجه المناسب‬
‫كان مشغول ً بشكل مكثف‬
‫كان مشغول ً جدا ً‬
‫تعديل الخطة بشكل ينسجم مع الحاجات‬
‫تعديل الخطة بحيث تنسجم مع الحاجات‬
‫تتمثل فيه الصالة بشكل أق ّ‬
‫ل‬
‫‪ ...‬بدرجةٍ أضعف ‪ /‬بنسبة أق ّ‬
‫ل‬
‫ينبغي معالجتها بشكل فّعال‬
‫‪ ...‬بفعالية‬
‫يمكن بشكل نموذجي‪...‬‬
‫يمكن نموذجيًا‪...‬‬
‫تعمل بشكل كامل على الوقود المذكور‬
‫تعمل كلي ّا ً على ‪...‬‬
‫حص الشجرة بشكل يدعو للستغراب‬ ‫تف ّ‬
‫‪...‬الشجرة بكيفيةٍ ‪ /‬بطريقةٍ تدعو‪...‬‬
‫يمكن أن نصوغ ذلك على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ ...‬ذلك كما يلي‪:‬‬

‫) ‪(15/2‬‬

‫ت أخرى‬ ‫‍وقد تبين لي من مراجعتي كثيرا ً من المقالت العلمية أنه في حال ٍ‬


‫سب المعنى المراد ‪ -‬أن‬ ‫ح َ‬
‫)غير المثلة الكثيرة المذكورة( كان الصوب ‪ -‬ب َ‬
‫توضع محل )بشكل( إحدى الكلمات التية‪ :‬بطريقة‪ ،‬بأسلوب‪ ،‬بصفة‪ ،‬بصيغة‪،‬‬
‫بوجه‪ ،‬بدرجة‪ ،‬بكيفية‪ ،‬الخ‪....‬‬
‫شى بصورة‬ ‫م َ‬
‫ل الكّتاب‪َ " :‬‬‫ملحظة‪ :‬أجاز مجمع القاهرة‪ ،‬سنة ‪ ،1973‬قو َ‬
‫دث‪ .‬وعلى هذا‪،‬‬ ‫جيدة‪ ،‬أو سار بشكل حسن"‪ ،‬لنه يتضمن بيانا ً لهيئة ال َ‬
‫ح َ‬
‫للكاتب أن يختار بين هذا القول‪ ،‬والقول المألوف‪" :‬مشى مشيا ً جيدًا؛ سار‬
‫سيرا ً حسنًا‪".‬‬

‫) ‪(15/3‬‬

‫كل‬ ‫ش ّ‬ ‫ش ّ‬
‫كل وت َ َ‬ ‫‪َ -13‬‬
‫لهذين الفعلين صلة وثيقة بكلمة )الشكل(‪ .‬جاء في )المعجم الوسيط(‪:‬‬
‫وره؛ ومنه‪ :‬الفنون التشكيلية‪".‬‬ ‫ص ّ‬ ‫كل الشيَء‪َ :‬‬ ‫ش ّ‬
‫" َ‬
‫مّثل‪".‬‬
‫ور وت َ َ‬
‫ص ّ‬ ‫ش ّ‬
‫كل الشيُء‪ :‬ت َ َ‬ ‫ش ّ‬
‫كله‪ ،‬وت َ َ‬ ‫مطاوع َ‬ ‫كل‪ُ :‬‬ ‫ش ّ‬ ‫وجاء فيه أيضًا‪" :‬ت َ َ‬
‫ولكن‪:‬‬
‫يقول بعضهم‪:‬‬
‫والصواب‪:‬‬
‫هذه القواعد تشكل محور البحث‬
‫هذه القواعد هي محور البحث‬
‫وهي في الحالتين تشكل أدوات هامة‬
‫وهي في الحالتين أدوات هامة‪.‬‬
‫تشكل هذه الطريقة إنجازًا‪...‬‬
‫ُتعد ّ هذه الطريقة إنجازا ً‬
‫كل المصدر‬ ‫ش ّ‬ ‫‪ ...‬الوقود الذي ي ُ َ‬
‫‪...‬الوقود‪ ،‬وهو المصدر‪...‬‬
‫شكّله في المفاعلت‬ ‫بصرف النظر عن ت َ َ‬
‫ونه‪...‬‬ ‫بقطع النظر عن تك ّ‬
‫كل خطرا ً كبيرا ً‬ ‫إن الحقن ل يش ّ‬
‫إن الحقن ليس بالخطر الشديد ‪ /‬العظيم‬

‫) ‪(16/1‬‬

‫‪ -14‬من خلل‬
‫ج ما بين كل شيئين‪ ،‬والجمع‬ ‫فَر ُ‬‫من ْ َ‬
‫ل‪ُ :‬‬ ‫َ‬
‫خل ُ‬‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬ال َ‬
‫خلل‪".‬‬
‫ُ‬
‫سطه في‬ ‫ً‬
‫ح فُتثيُر سحابا فيب ُ‬
‫سل الريا َ‬ ‫وجاء في التْنزيل العزيز‪? :‬الله الذي ُير ِ‬
‫ج من خلله?‪ .‬الوَْدق‪:‬‬ ‫سفا ً فترى الوَد ْقَ يخر ُ‬ ‫السماء كيف يشاء ويجعُله ك ِ َ‬
‫طر‪.‬‬ ‫م َ‬‫ال َ‬
‫وقال البحتري يصف طلوع الشمس‪:‬‬
‫ب‬ ‫ُ‬
‫ْ ِ‬ ‫ل‬ ‫ح‬‫ّ‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫خلل‬ ‫من‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫يلم‬ ‫دى الفجُر من جنباِته كالماِء‬ ‫حتى ت َب َ ّ‬
‫)الضمير في "جنباته" عائد ل ِّليل‪ ،‬و"الطحلب"‪ :‬الخضرة على وجه الماء‬
‫سن(‪.‬‬ ‫ال ِ‬
‫هذان نموذجان من استعمال )من خلل( على الحقيقة‪:‬‬
‫وفيما يلي أمثلة على استعمال )من خلل( على المجاز‪:‬‬
‫· قال أمير البيان‪ ،‬المير شكيب أرسلن‪:‬‬
‫ً‬
‫زعا‪"...‬‬ ‫من ْ ِ‬
‫ح من خلل الكتابات التي يجود بها بعض أدباء الوقت َ‬ ‫"وإنما أْلم ُ‬
‫· وقال الستاذ الدكتور عبد الكريم اليافي‪:‬‬
‫ة‪،‬‬
‫"نتابع نشر مستدركات الب الكرملي على )محيط المحيط(‪ :‬إما مباشر ً‬
‫قد الكرملي لمعجم )البستان(‪) ".‬مجلة التراث العربي‪،‬‬ ‫وإما من خلل ن َ ْ‬
‫افتتاحية العدد ‪(54‬‬
‫ُ‬
‫· وقال الستاذ محمد المبارك في كتّيبه )عبقرية اللغة العربية‪ ،‬ص ‪:(31‬‬
‫"وإن في دراسة العربية وتفّهمها تفّهما ً عميقًا‪ ،‬كشفا ً عن شخصيتنا وترسيخا ً‬
‫لعروبتنا‪ ،‬بل لنسانيتنا‪ ،‬لننا من خلل ألفاظها وقوالبها عرفنا أنفسنا وعرفنا‬
‫النسانية‪ ،‬بل عرفنا الكون والله‪".‬‬
‫ي لغوي‪ ،‬ص ‪:(58‬‬ ‫· وقال الدكتور مازن المبارك في كتابه )نحو وع ٍ‬
‫"‪ ...‬إنه ل بد ّ مع الصمود‪ ،‬من البحث الموضوعي الذي يتناول خصائص اللغة‪،‬‬
‫ويكشف ‪ -‬من خللها ‪ -‬عن محاسن ما يقال‪ ،‬أو مساوئ ما يرا‍د‪".‬‬
‫ل )نهج البلغة ‪:(25/‬‬ ‫· وقال الدكتور صبحي الصالح‪ ،‬في مقدمته ِ‬
‫ت ‪ -‬من خللها ‪ -‬أن‬ ‫"وما أردت بتعليقاتي هذه نقدا ً ول تجريحًا‪ ،‬ولكني ودد ُ‬
‫يميط القراء اللثام عن سّر اهتمامي الشديد بالفهرس الول‪".‬‬
‫وفيما يلي نماذج مأخوذة من كتابات علمية‪ ،‬اسُتعمل فيها )من خلل(‬
‫استعمال ً جان ََبه التوفيق‪:‬‬

‫) ‪(17/1‬‬

‫ل هذه المشكلة بإدارة أفضل للمصادر‪ ،‬ومعالجةٍ جيدة‬ ‫· ل بد من أن يمّر ح ّ‬


‫للضحايا المحتملة‪ ،‬من خلل البدء ‍)!( بتشخيص سريع‪.‬‬
‫أقول‪ ... :‬المحتملة‪ ،‬بدءا ً بتشخيص سريع‪.‬‬
‫· تقوم هذه الوكالة من خلل برنامجها الموضوع لعشر سنوات بتخطيط‬
‫شامل من خلل إجراء تقويم ٍ مقارن لمصادر الطاقة‪.‬‬
‫م‪...‬‬
‫أقول‪ :‬تقوم هذه الوكالة في برنامجها‪ ...‬بتخطيط شامل نتيجة إجراء تقوي ٍ‬
‫· سيتيح هذا القانون للمنشآت الروسية‪ ،‬من خلل نشاطها في هذا المجال‪،‬‬
‫أن تدّر نحو ‪ 6‬مليين دولر في السنة‪.‬‬
‫ن‪...‬‬
‫أقول‪ ... :‬الروسية‪ ،‬بممارسة نشاطها في هذا المجال‪ ،‬أ ْ‬
‫ت مهمة‪ ،‬ولكني لست متأكدا ً )كذا( بأنك )كذا( تستطيع من‬ ‫معْط ََيا ٌ‬
‫· إنها ُ‬
‫خللها الدعاء صراحة بأنها‪...‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ت متحققا أنك تستطيع بناًء عليها ‪ /‬استنادا إليها ‪ /‬الدعاء‬ ‫أقول‪ ... :‬ولكني لس ُ‬
‫صراحة‪...‬‬
‫· وقد تأكد هوفمان )كذا( وزملؤه من خلل أعمالهم أن الكائنات الحية‬
‫اختفت تقريبًا‪.‬‬
‫أقول‪ :‬تأكد لهوفمان وزملئه‪ ،‬نتيجة أعمالهم )أو‪ :‬من أعمالهم( أن‪...‬‬
‫وقد تبين لي من اطلعي على مقالت علمية كثيرة أن الصوب أن ُيختار ‪-‬‬
‫عوضا ً عن )من خلل( ‪ -‬ما يناسب المقام مما يلي‪:‬‬
‫بـ‪ ،‬في‪ ،‬من طريق‪ ،‬بواسطة‪ ،‬أثناء‪ ،‬باستعراض‪ ،‬انطلقا ً من‪ ،‬باستعمال‪،‬‬
‫ل‪ ،‬بالستفادة من‪ ،‬وذلك أن‪ ،‬بإجراء‪،‬‬ ‫بممارسة‪ ،‬بفضل‪ ،‬بسبب‪ ،‬نتيجة ِ‬
‫بالرجوع إلى‪ ،‬الخ‪...‬‬

‫) ‪(17/2‬‬

‫كد وتأ ّ‬
‫كد‬ ‫‪ -15‬أ ّ‬
‫كد الشيَء تأكيدًا‪ :‬وّثقه وأحكمه وقّرره فهو‬ ‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬أ ّ‬
‫مؤ ّ‬
‫كد‪.‬‬
‫كد‪ :‬اشتد وت َوَث ّ َ‬
‫ق‪".‬‬ ‫كده‪ ،‬وتأ ّ‬ ‫كد‪ :‬مطاوع أ ّ‬ ‫تأ ّ‬
‫كد الشيُء(‪.‬‬ ‫كد الشيَء! فتأ ّ‬
‫كد على الشيء(‪ ،‬وإنما يقال‪) :‬أ ّ‬ ‫إذن‪ :‬ل يقال‪) :‬أ ّ‬
‫كد من حدوث كذا(‪ ،‬لن الصواب‬ ‫ل‪) :‬يجب أن نتأ ّ‬ ‫وعلى هذا ل يصح أن نقول مث ً‬
‫قن‬‫كد لنا حدوث كذا( أو )يجب أن نتحقق حدوث كذا‪ ،‬أو نتي ّ‬ ‫هو‪) :‬يجب أن يتأ ّ‬
‫ث كذا‪ ،‬أو ن ََتوّثق من كذا أو نستوثق منه(‪.‬‬ ‫ن حدو َ‬ ‫ق َ‬
‫أو نست َي ْ ِ‬
‫كد؟(‪ ،‬لن الصواب هو‪) :‬هل أنت متحقق؟ ‪/‬‬ ‫ول يصح أن تقول‪) :‬هل أنت متأ ّ‬
‫متيقن؟ ‪ /‬مستيقن؟(‪.‬‬

‫) ‪(18/1‬‬

‫غم‬ ‫‪ -16‬على الر ْ‬


‫غم‪ :‬الّرغام )أي التراب(‪ .‬ويقال‪ :‬فعله على‬ ‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬الّر ْ‬
‫ُ‬
‫ه‪ :‬على كْرهٍ منه‪".‬‬ ‫ف ِ‬‫رغمه‪ ،‬وعلى الرغم منه‪ ،‬وعلى رغم أن ْ ِ‬
‫من كذا‪ ،‬وبرغم كذا‪ ،‬وبالرغم‬ ‫يقال في العربية‪) :‬على رغم كذا‪ ،‬وعلى الرغم ِ‬
‫من كذا(‪.‬‬
‫ً‬ ‫ْ‬
‫ت رغما(‪.‬‬ ‫ب أن أحضر‪ ،‬ولكني حضر ُ‬ ‫ً‬
‫ويقال مثل‪) :‬ما كنت أح ّ‬
‫ول تستعمل كلمة )الرغم( في غير هذه التراكيب التي ‪ -‬لدى استعمالها ‪-‬‬
‫مغال ََبة أو المعاناة ملحوظا ً‬ ‫سرِ أو ال ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫يكون معنى الك ُْرهِ وعدم الرغبة أو ال َ‬
‫غالبًا‪ ،‬نحو‪) :‬أخذ الب طفله إلى المدرسة على الرغم منه‪(...‬‬
‫ت جان ََبها التوفيق‪:‬‬ ‫وفيما يلي نماذج من استعمال ٍ‬
‫· على الرغم من أن هذه المسألة ليست جديدة‪ ،‬هنالك ملحظات حديثة‬
‫أثارتها البحاث العلمية‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ومع أن هذه المسألة ليست‪...‬‬
‫م‬‫· ورغم أن المغنيتارات كانت منذ عام ‪ 1992‬مجرد فكرة نظرية‪ ،‬لم يت ّ‬
‫)كذا( ت َعَّرف أول مغنيتار إل مؤخرا ً )كذا(‪.‬‬
‫حدث ت َعَّرف(‪ ...‬إل أخيرا ً ‪ /‬حديثًا‪.‬‬ ‫أقول‪ :‬ومع أن‪ ...‬نظرية‪ ،‬لم ي ُت َعَّرف )أو‪ :‬لم ي َ ْ‬
‫· العجيب أن خالدا ً على الرغم من فقره كريم!‬
‫أقول‪ :‬العجيب أن خالدا ً على فقره كريم!‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫سِنه كل ّ ول الب َد ُْر الذي يوصف‬
‫ح ْ‬
‫ي على ُ‬ ‫م الظب ُ‬ ‫سل ِ َ‬
‫ما َ‬
‫ف ُيعرف‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن والبدر فيه كل ٌ‬ ‫س ب َي ّ ٌ‬
‫خن َ ٌ‬
‫ي فيه َ‬ ‫الظب ْ ُ‬
‫· على الرغم من كون البلوتونيوم مادة سامة‪ ...‬فإنه ل ُيعد ّ المادة الكثر‬
‫ة‪...‬‬‫سمي ّ ً‬
‫)كذا( ُ‬
‫ة على الرض‪.‬‬ ‫مي ّ ً‬
‫س ّ‬
‫أقول‪ :‬مع أن البلوتونيوم‪ ...‬فهو ل ي ُعَد ّ أكثر المواد ُ‬

‫) ‪(19/1‬‬

‫سبقا ً‍(!‬ ‫م ْ‬‫قل‪) :‬أعله(‪) ،‬النف الذكر(‪ُ ) ،‬‬ ‫‪ -17‬ل ت َ ُ‬


‫ه أن يقول‪" :‬يبين الشكل‬ ‫َ‬
‫ل‪ ،‬فَل ُ‬ ‫ً‬
‫ف في مقاله العلمي مخططا مث ً‬ ‫ّ‬
‫إذا أدرج مؤل ٌ‬
‫حظ في أعله وجوُد‪"...‬‬ ‫مخطط الجهاز المستعمل‪ ،‬ويل َ‬
‫ة معافاة‪.‬‬ ‫الضمير في كلمة )أعله( هنا عائد ٌ إلى المخطط‪ ،‬والجملة سليم ٌ‬
‫أما في العبارة‪" :‬أعلنت أمريكا أنها سوف تتبع الخيار المذكور أعله"‪ ،‬فالهاء‬
‫جع له! وهذا خطأ‪ .‬وقبل أن نذكر وجه الصواب نورد ما جاء في‬ ‫مْر ِ‬ ‫ضمير ل َ‬
‫معاجم اللغة‪:‬‬
‫ت الشيَء آنفا‪ :‬أي في أول وقت يقرب مني‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ففي )لسان العرب(‪" :‬وفعل ُ‬
‫م القاف وفتح الباء على صيغة التصغير‪.‬‬ ‫ل" بض ّ‬ ‫وجاؤوا قُب َي ْ ً‬
‫وفي )المعجم الوسيط(‪" :‬يقال‪ :‬فََعله آنفا ً أو قريبًا‪ ".‬وفي )أساس البلغة(‪:‬‬
‫"أتيته آنفًا‪".‬‬
‫ف(‬ ‫َ‬
‫ونرى أن )آنفًا( جاء في كلم العرب ظرف زمان‪ ،‬ولم يشتق من ِفعل )أن ِ َ‬
‫الذي يعني استنكف وت َن َّزه )واسم الفاعل منه آِنف(‪ .‬وعلى هذا من الخطأ أن‬
‫نقول‪" :‬الخيار المذكور أعله‪ ،‬أو النف الذكر"‪ ،‬والصواب أن يقال‪) :‬المذكور‬
‫آنفًا‪ ،‬أو المتقدم ذكره‪ ،‬أو المذكور قريبًا( )أي المذكور من قريب(‪ .‬وفي‬
‫رهم ولهم عذاب‬ ‫ل الذين من قَب ِْلهم قريبا ً ذاقوا َوبا َ‬
‫ل أم ِ‬ ‫التْنزيل العزيز‪? :‬ك َ َ‬
‫مث َ ِ‬
‫أليم?‪.‬‬
‫ً‬
‫ويقال‪) :‬قلت كذا آنفا وساِلفا‪ .‬وجاؤوا آنفا( )المعجم الكبير ‪ -‬مجمع القاهرة(‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫سبقًا(! ذلك أنه جاء في‬ ‫م ْ‬‫وهناك خطأ شائع آخر‪ ،‬نحو قولهم‪) :‬فََعل ذلك ُ‬
‫م إلى‬ ‫َ‬
‫سب َقَ القو ُ‬
‫)لسان العرب(‪ ،‬وفي )المعجم الوسيط ‪ -‬الطبعة الثالثة(‪" :‬أ ْ‬
‫ق"‬
‫سبقٌ إليه! )ل بد من "إليه" بعد "مسبق" لن "أسب َ َ‬ ‫م ْ‬
‫المر‪ :‬بادروا"‪ ،‬فالمر ُ‬
‫ل لزم ل يتعدى بنفسه وإنما بالحرف!(‪.‬‬ ‫ِفع ٌ‬
‫وليس بين المعنى المعجمي والمعنى المراد بالخطأ الشائع المذكور أي صلة‪.‬‬
‫سَلفًا‪ .‬أو ‪ -‬في سياق آخر ‪ -‬فعل ذلك‬ ‫دما ً وَ َ‬
‫مق ّ‬ ‫والصواب أن نقول‪ :‬فعل ذلك ُ‬
‫ت تعني َقبل‬ ‫ل )إذا كن َ‬‫من قَب ْ ُ‬ ‫ة غيَر معّينة(‪ِ /‬‬ ‫ت قَْبلي ّ ً‬‫سابقًا‪/‬ساِلفًا‪ /‬قَب ْل ً )إذا أرد َ‬
‫شيء معّين(‪.‬‬
‫ولنا أن نقول مث ً‬
‫ل‪:‬‬

‫) ‪(20/1‬‬

‫قب ْل ِّية الصنع( بسرعة‪.‬‬ ‫صْنع )أو‪ :‬ال َ‬


‫· يجري تجميع المباني السابقة ال ّ‬
‫· كان َيتوقع حضوَره فهيأ له سلفا ً بعض السئلة‪.‬‬
‫دمًا‪...‬‬ ‫ع َّ‬ ‫َ‬
‫مق ّ‬
‫دها ُ‬ ‫ضرها‪ /‬أ ِ‬ ‫ح ّ‬‫· ل ترتجل محاضرتك )درسك‪ /‬خطبتك(! َ‬
‫ي ليكون أداؤه جيدًا‪...‬‬
‫· يحتاج هذا الجهاز إلى تسخين َقبل ّ‬
‫· يتطلب هذا المر إذنا ً سالفًا‪ /‬قبلي ًّا‪.‬‬

‫) ‪(20/2‬‬

‫جب(!‬ ‫قل‪) :‬ي ََتو ّ‬‫‪ -18‬ل ت ُ‬


‫ة‪".‬‬
‫ة واحد ً‬‫ن‪ :‬أكل في اليوم والليلة أكل ً‬ ‫جب فل ٌ‬ ‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬ت َوَ ّ‬
‫ومن معاني الوجبة‪ :‬الكلة الواحدة‪.‬‬
‫جب( بدل ً من )يجب(‪ ،‬وهذا خطأ صريح يجب‬ ‫وقد شاع أخيرا ً استعمال )يتو ّ‬
‫علينا مكافحته!‬
‫ول يفّرق بعض الناس بين )يجب( و)ينبغي( من حيث المعنى والتعدية‪،‬‬
‫فيقولون‪ :‬ينبغي علينا )!( أن نفعل كذا‪ .‬ولكن‪ ،‬جاء في )المعجم الوسيط(‪:‬‬
‫ن أن‬ ‫ب له‪ .‬وما ينبغي لفل ٍ‬ ‫سَتح ّ‬
‫سن به وي ُ ْ‬ ‫ح ُ‬‫ن أن يعمل كذا‪ :‬ي َ ْ‬ ‫"يقال‪ :‬ينبغي ِلفل ٍ‬
‫سن منه‪".‬‬ ‫يفعل كذا‪ :‬ل يليق به ول يح ُ‬
‫من أولياء?‪.‬‬ ‫من دوِنك ِ‬‫ن نتخذ َ ِ‬‫وفي التْنزيل العزيز‪? :‬ما كان ينبغي لنا أ ْ‬
‫يقال إذن‪) :‬يجب على فلن‪ ،‬وينبغي لفلن(‪ .‬والفرق بين التركيبين والمعنيين‬
‫واضح وكبير‪.‬‬

‫) ‪(21/1‬‬

‫مَتعاَرفة‬
‫ة ُ‬‫‪ -19‬ت َعَّرَفه ‪ -‬ت َعَّرف به ‪ /‬إليه ‪ -‬مسأل ٌ‬
‫ف الشيُء‪ :‬صار معروفا ً‬ ‫صه الممّيزة‪ ،‬فَت َعَّر َ‬ ‫دده بذكر خوا ّ‬ ‫· عَّرف الشيَء‪ :‬ح ّ‬
‫)فعل لزم‪ :‬مطاوع عَّرف(‪.‬‬
‫يقال‪ :‬عَّرفُتك أخباري وبأخباري‪ :‬أعلمُتك بها؛ جعلُتك تعرفها‪.‬‬
‫ت تقف على حاله وشأنه‪.‬‬ ‫عَّرفُتك صاحبي وبصاحبي‪ :‬جعلُتك تعرفه‪ ،‬فأصبح َ‬
‫صح أن نقول‪ :‬التعريف بالمعلوماتية؛ التعريف بالدب العربي‪...‬‬ ‫لذا ي ّ‬
‫ق؛‬
‫· ت َعَّرف الشيَء وبالشيِء‪ :‬أصبح يعرفه بعد طلب‪ .‬يقال‪ :‬تعّرف الطري َ‬
‫ة المر‪.‬‬ ‫ت َعَّرف حقيق َ‬
‫ً‬
‫ل‪ :‬أصبح يقف على حاله وشأنه؛ صار معروفا عنده‪.‬‬ ‫َ‬
‫· تعّرف الرجل وبالرج ِ‬
‫ول يقال‪ :‬تعّرف على كذا!‬
‫ل المديَر يعرفه؛ عّّرفه بنفسه؛‬ ‫جعَ َ‬
‫َ‬ ‫وللمدير‪:‬‬ ‫المدير‬ ‫ف إلى‬ ‫· ت َعَّرف الموظ ُ‬
‫ن هو‪.‬‬ ‫م ْ‬
‫أعلمه َ‬
‫ف إلى الله في الرخاء َيعرْفك في الشدة" أي‪ِ :‬اجعْله‬ ‫وفي الحديث‪" :‬ت َعَّر ْ‬
‫فك في الشدة‪.‬‬ ‫يعرفك بطاعته في الرخاء ُيسع ْ‬
‫ً‬
‫ضهم بعضا )فعل لزم(‬ ‫ف بع ُ‬
‫م‪ :‬عََر َ‬ ‫ف القو ُ‬ ‫· تعاَر َ‬
‫ل منهما يعرف الخر )من أفعال المشاركة(‪.‬‬ ‫ن وفلن‪ ،‬صار ك ٌ‬ ‫· تعارف فل ٌ‬
‫د(‪ :‬عرفوه فيما بينهم‪ .‬وعلى هذا يقال‪ :‬هذه‬ ‫· تعارفوا الشيَء )فعل متع ّ‬
‫ت متعارفة! أي معروفة شائعة‪ .‬ول يقال‪) :‬متعارف عليها!!(‬ ‫عادا ٌ‬

‫) ‪(22/1‬‬
‫‪ -20‬ما زال ‪ -‬ل يزال‬
‫· تدخل )ما( النافية على الفعلين الماضي والمضارع‪ ،‬نحو‪ :‬ما خرجت‪ ،‬ما‬
‫كّلمته‪ ،‬ما أريد‪ ،‬ما أدري‪ .‬وعلى هذا يقال على الصواب‪ :‬ما زال‪ ،‬ما يزال‪،‬‬
‫ل بهما على الثبات وعلى الستمرار‪ ،‬نحو‪ :‬ما زال الهواء باردًا‪ .‬ما يزال‬ ‫في ُد َ ّ‬
‫الهواء باردًا‪.‬‬
‫· تدخل )ل( النافية على المضارع‪ ،‬نحو‪ :‬ل أريد‪ ،‬ل أدري‪ ،‬ل يزال‪ .‬ول تدخل‬
‫على الماضي لفادة النفي‪ .‬فل يقال‪) :‬ل جاء فلن( بل‪) :‬ما جاء فلن(‪ .‬ول‬
‫يقال‪) :‬ل زال الهواء باردًا( وهذا خطأ شائع جدًا‪ ،‬والصواب‪ :‬ل يزال الهواء‬
‫باردًا‪ ،‬أو ما زال الهواء باردًا‪.‬‬
‫دق ول صّلى?‪.‬‬ ‫· ولكن تستعمل )ل( مع الماضي لتكرار النفي‪ ،‬نحو‪? :‬فل ص ّ‬
‫· تدخل )ل( على الفعل الماضي لتفيد الدعاء‪ ،‬ل النفي‪ .‬فيقال‪ :‬ل سمح الله؛‬
‫دمُتك؛ ل زال بيُتك عامرًا‪.‬‬ ‫در الله؛ ل أراك الله مكروهًا؛ ل ع ِ‬ ‫لق ّ‬
‫ً‬
‫· وتدخل )ل( على الفعل المضارع لتفيد الدعاء أحيانا‪ .‬وَيسَتبين هذا من‬
‫سك!‬‫السياق‪ ،‬نحو‪ :‬ل تزال عناية الله تحر ُ‬
‫سّباقا ً إلى الخير!‬‫ل تزال َ‬
‫ه‪...‬‬ ‫َ‬
‫ه فاك ‪ /‬فا ُ‬
‫ض الل ُ‬ ‫ض ِ‬
‫ف ُ‬ ‫ل يَ ْ‬
‫ل( بمعنى )ل يزال‪ /‬ما يزال(‪.‬‬ ‫ملحظة‪ :‬يستعمل تركيب )لم َيز ْ‬
‫وفيما يلي نماذج من أفصح الكلم‪:‬‬
‫?فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا ً خامدين?‪.‬‬
‫ك مما جاءكم به?‪.‬‬ ‫ل بالبّينات فما زلتم في ش ٍ‬ ‫?ولقد جاءكم يوسف من قَب ْ ُ‬
‫طلع على خائنةٍ منهم إل قليل ً منهم?‪.‬‬ ‫?ول تزال ت ّ‬
‫ة في قلوبهم?‪.‬‬ ‫?ل يزال بنيانهم الذي ب ََنوا ريب ً‬
‫ن استطاعوا?‪.‬‬ ‫?ول يزالون يقاتلونكم حتى َيرّدوكم عن دينكم إ ِ ِ‬
‫) ‪(23/1‬‬

‫ب ما‬‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫ب‪َ ،‬‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ب‪ ،‬على َ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬‫ب‪ ،‬ب ِ َ‬


‫س َ‬ ‫ح َ‬‫‪َ -21‬‬
‫َ‬
‫ب الشيِء‪ :‬قد ُْره وعدُده‪ .‬يقال‪ :‬الجُر‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬‫مما جاء في )المعجم الوسيط(‪َ " :‬‬ ‫ّ‬
‫ب العمل‪".‬‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ب َ‬
‫ب المصيبة‪".‬‬‫س ِ‬‫ح َ‬
‫وجاء في )أساس البلغة(‪" :‬الجُر على َ‬
‫قه‪".‬‬‫ب ما ُذكر‪ :‬أي على قد ِْره وعلى وَف ِْ‬ ‫س َ‬‫ح َ‬ ‫وجاء في )محيط المحيط(‪َ " :‬‬
‫ب ذلك‪ :‬أي على وفاقه وعدده‪".‬‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫وجاء أيضًا‪" :‬ليكن عملك ب َ‬
‫ب ما يقتضيه المقام‪.‬‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ويقال على الصواب‪ :‬على َ‬
‫سب الضرورة‪.‬‬ ‫ح َ‬ ‫در الحاجة‪ ،‬وب َ‬ ‫كما يقال‪ :‬على ق ْ‬
‫ب‬
‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫فل كثيٌر من الدباء حرفي الجر )على( و )الباء(‪ ،‬فيقولون‪ :‬الجر َ‬ ‫· وي ُغْ ِ‬
‫العمل‪.‬‬
‫ً‬
‫ت في الكتابات العلمية المعاصرة‪ ،‬أن )حسب( كثيرا ما ُتستعمل‬ ‫· وقد لحظ ُ‬
‫ً‬
‫وب أن يوضع بدل منها‪ ،‬ما يلئم‬ ‫ص َ‬‫في غير محّلها المناسب‪ ،‬وأن من ال ْ‬
‫السياق مما يلي‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وجب‪ ،‬بناًء على‪ ،‬استنادا إلى‪ ،‬عمل بـ‪،‬‬ ‫م ْ‬‫ل‪ ،‬بمقتضى‪ ،‬ب ُ‬ ‫ً‬
‫ل‪ ،‬وَْفقا ِ‬ ‫ل‪ ،‬ط ِْبقا ً ِ‬ ‫ت ََبعا ً ِ‬
‫انطلقا ً من‪ ،‬الخ‪...‬‬

‫) ‪(24/1‬‬
‫‪ -22‬بينما‬
‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬بينما‪ :‬تكون ظرف زمان بمعنى المفاجأة‪ ،‬ولها‬
‫صدر الكلم‪".‬‬
‫إذن‪) ،‬بينما( لها الصدارة في الجملة‪ ،‬أي يجب أن تكون في بدء الكلم‪.‬‬
‫يقال‪ :‬بينما زيد ٌ جالس‪ ،‬دخل عليه عمرو‪.‬‬
‫ن إليك زيد بينما أنت أسأت إليه‪.‬‬
‫ول يقال‪ :‬أحس َ‬
‫ما أنت‬
‫ن إليك زيد‪ ،‬على حين‪ /‬في حين أسأت أنت إليه )أو‪ :‬أ ّ‬ ‫وإنما ْ يقال‪ :‬أحس َ‬
‫فَأسأت إليه(‪.‬‬

‫) ‪(25/1‬‬

‫فذ ُ‬‫فذ َ ي َن ْ ُ‬
‫فد ُ ‪ -‬ن َ َ‬
‫فد َ ي َن ْ َ‬
‫‪ -23‬ن َ ِ‬
‫ي وذهب‪ ".‬وفي‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فدا وَنفادا‪ :‬فن ِ َ‬ ‫فد ُ ن َ َ‬‫فد َ الشيُء ي َن ْ َ‬ ‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬ن ِ‬
‫فد َ‬ ‫فد َ البحُر قبل أن ت َن ْ َ‬ ‫مدادا لكلمات ربي لن َ ِ‬ ‫ً‬ ‫التْنزيل العزيز‪? :‬قل لو كان البحُر ِ‬
‫ت ربي?‪.‬‬ ‫كلما ُ‬
‫فذ َ‬ ‫فوذا ً وَنفاذًا‪ :‬مضى‪ .‬يقال‪ :‬ن َ َ‬ ‫فذ ُ ن ُ ُ‬‫فذ َ المُر ي َن ْ ُ‬
‫وجاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬ن َ َ‬
‫فذ ُ إلى مكان كذا‪ :‬يصل بالماّر‬ ‫ن‪ :‬وصل إليه؛ وهذا الطريق ين ُ‬ ‫ب إلى فل ٍ‬ ‫كتا ُ‬‫ال ِ‬
‫فذ َ فيه ومنه‪ :‬خرج منه إلى الجهة الخرى‪".‬‬ ‫فيه إلى مكان كذا؛ ون َ‬
‫فهل يجوز ‪ -‬بعد هذا ‪ -‬الخلط بين الفعلين؟!‬

‫) ‪(26/1‬‬

‫‪ -24‬حاَفة حافات‬
‫ددة‪ ،‬وُتجمع على )حاَفات(‪،‬‬ ‫حاَفة( بالتخفيف‪ ،‬أي بفاٍء غير مش ّ‬ ‫ُتلفظ كلمة ) َ‬
‫كما ُتجمع ساعة‪ ،‬ودارة‪ ،‬وطاقة‪ ،‬على‪ :‬ساعات‪ ،‬ودارات‪ ،‬وطاقات‪ .‬ول يجوز‬
‫س‪ ،‬لن هذه تلفظ بالتشديد‪،‬‬ ‫سة على حوا ّ‬ ‫ف‪ ،‬كما تجمع حا ّ‬
‫جمُعها على حوا ّ‬
‫م(‪...‬‬
‫مة )عوا ّ‬
‫ب(‪ ،‬عا ّ‬‫ص(‪ ،‬داّبة )دوا ّ‬
‫صة )خوا ّ‬‫مثل ماّدة )مواّد(‪ ،‬خا ّ‬
‫حَيف‪.‬‬
‫حْيف‪ ،‬و ِ‬‫وُتجمع )حاَفة( جمع تكسير على‪َ :‬‬

‫) ‪(27/1‬‬

‫سوِّية‪ ،‬والمستوي‪ ،‬والمستوى‬ ‫‪ -25‬ال ّ‬


‫ي‪ :‬المستوي؛ المعتدل ل إفراط فيه ول‬ ‫سو ّ‬‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬ال ّ‬
‫سوِيّ )وهم‬ ‫ن َ‬ ‫ن إنسا ٌ‬ ‫تفريط؛ العاديّ ل شذوذ فيه؛ الوسط‪ ".‬يقال‪ :‬فل ٌ‬
‫خلق والعقل‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫مة ال َ‬‫سوِّية‪ :‬أي تا ّ‬
‫سوِّية‪ .‬وامرأةٌ َ‬ ‫ة َ‬‫ة إنسان ٌ‬
‫وياء(‪ .‬وفلن ُ‬
‫س ِ‬
‫أ ْ‬
‫فة" )أي‬ ‫ص َ‬‫دل والن ّ َ‬ ‫سوّية‪ :‬الستواء والعتدال؛ الع ْ‬ ‫وجاء في )الوسيط(‪" :‬ال ّ‬
‫النصاف(‪.‬‬
‫يقال‪ :‬هما على سويةٍ في هذا المر‪ :‬أي على استواء‪ ،‬أي هما مستويان فيه‪:‬‬
‫ة‪ :‬إذا‬
‫ض سوي ّ ٌ‬ ‫سوّية‪ :‬أي بالعدل‪ .‬وأر ٌ‬ ‫ت الشيَء بينهما بال ّ‬ ‫متماثلن‍! وقسم ُ‬
‫ي‬
‫ت فيه أ ّ‬ ‫كانت مستوية‪ .‬وجاء فيه‪" :‬السطح المستوي‪ :‬هو الذي إذا أخذ َ‬
‫نقطتين‪ ،‬كان المستقيم الواصل بينهما منطبقا ً عليه‪ ".‬فهو إذن كسطح الماء‬
‫ويات‪.‬‬
‫الراكد‪ .‬ويجمع على‪ :‬مست ِ‬
‫و‪.‬‬
‫ت على سطٍح مست ٍ‬ ‫ً‬
‫ويا‪ .‬كتب ُ‬‫ست ِ‬
‫م ْ‬ ‫ً‬
‫ت سطحا ُ‬
‫و‪ .‬رسم ُ‬‫ست َ ٍ‬
‫م ْ‬
‫ح ُ‬ ‫يقال‪ :‬هذا سط ٌ‬
‫ستوى‪ :‬الدرجة والمكانة‬ ‫م ْ‬‫وجاء في الطبعة الثالثة من )المعجم الوسيط(‪" :‬ال ُ‬
‫التي استوى عليها الشيُء‪".‬‬
‫ويات‪.‬‬ ‫ست َ‬
‫م ْ‬ ‫ومن معاني فِْعل "استوى‪ :‬استقر وثبت‪ ".‬وُيجمع المسَتوى على ُ‬
‫فالصواب أن يقال‪ :‬يجب رفع مستوى الطلب )ل‪ :‬سوية الطلب!(‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ويات الطاقة في الذ ّّرة )ل‪ :‬سويات الطاقة؛ وهذا خطأ وقع ُ‬
‫ت فيه‬ ‫مست َ‬
‫حساب ُ‬
‫قديمًا!(‪.‬‬
‫ض!‬ ‫ً‬
‫ع‪ ،‬بلغ مستوَىً رفيعا‪ ،‬انطلق من مستوىً منخف ٍ‬ ‫هذا مستوىً رفي ٌ‬

‫) ‪(28/1‬‬

‫‪ -26‬بـ ‪ /‬بواسطة ‪ /‬بوساطة‬


‫داه بـ )باء الستعانة(‪:‬‬ ‫إذا أراد الكاتب إبراز وسيلة إيقاع الفعل‪ ،‬عَ ّ‬
‫· الداخلة على الداة أو اللة التي أوقعت الفعل‪ ،‬نحو‪ :‬كتبت بالقلم؛ سافرت‬
‫ول‪.‬‬ ‫معْ َ‬
‫بالسيارة؛ حفرت بال ِ‬
‫ت بفضل الله؛ أنجزت العمل بَعون‬ ‫ُ‬ ‫نجح‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫آخر‪،‬‬ ‫ل‬‫ٍ‬ ‫فع‬ ‫· الداخلة على مصدر‬
‫ت الرض بوساطة النواعير‪.‬‬ ‫سط فلن؛ سقي ُ‬ ‫ح بيني وبينهم بت َوَ ّ‬ ‫الله؛ حدث الصل ُ‬
‫سط َ ً‬
‫ة‬ ‫سطا ً و ِ‬
‫ه وَ ْ‬‫سط ُ ُ‬ ‫ط الشيَء ي َ ِ‬ ‫س َ‬ ‫· جاء في )المعجم الوسيط( وفي غيره‪" :‬وَ َ‬
‫ن فهو واسط )وهي‬ ‫م والمكا َ‬ ‫ط القو َ‬ ‫س َ‬‫سطه‪ .‬يقال‪ :‬وَ َ‬ ‫سوطًا[‪ :‬صار في وَ َ‬ ‫]ووُ ُ‬
‫ه[‪:‬‬
‫م ِ‬‫ه وفي قو ِ‬ ‫م ُ‬‫ل قو َ‬ ‫سط الرج ُ‬ ‫َ‬ ‫ة ]أي وَ َ‬ ‫م وفيهم وساط ً‬ ‫سط القو َ‬ ‫َ‬ ‫واسطة(‪ .‬ووَ َ‬
‫ط بينهم بالحقّ والعدل‪".‬‬ ‫س َ‬‫تو ّ‬
‫سط‪.‬‬ ‫سط هو المتو ّ‬ ‫َ‬ ‫سط‪ .‬والوا ِ‬ ‫· فالوساطة مصدر‪ ،‬وكذلك الت َوَ ّ‬
‫· وجاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬واسطة القلدة‪ :‬الجوهر الذي في وسطها‪".‬‬
‫ن أن أباه كان الواسطة بينهما‪".‬‬ ‫· وجاء في )أمالي المرتضى(‪" :‬ذكر فل ٌ‬
‫ً‬
‫والواسطة في الصل صفة‪ .‬لكنها انقطعت أحيانا في الستعمال عن‬
‫ُ‬
‫مْنزلة السماء بتقدير )أداة‬ ‫موصوفها‪ ،‬فغَل ََبت عليها السمية‪ ،‬وأنزلت َ‬
‫واسطة(‪ ،‬واستعملها النحاة بهذا المعنى‪.‬‬
‫درة الواسطة للقلدة" أي‪:‬‬ ‫فالصل في "واسطة القلدة"‪" :‬الجوهرة أو ال ّ‬
‫سطة‪.‬‬ ‫المتو ّ‬
‫والتقدير فيما جاء في )المالي(‪" :‬أي كان أبوه الوسيط أو الداة الواسطة‬
‫بينهما‪ ،‬وهذا مجاز‪".‬‬
‫ن مالك في ألفّيته‪:‬‬ ‫· يقول اب ُ‬
‫حكم بل واسطةٍ هو المسمى ب َد َل ْ‬ ‫التابعُ المقصود بال ُ‬
‫شاب‪ :‬لن المتعدي إذا استوفى معموله الذي يتعدى إليه‬ ‫· ويقول ابن الخ ّ‬
‫بنفسه‪ ،‬لم يتعد ّ إلى غيره إل بواسطة‪.‬‬
‫· واستعمل أبو البقاء الكفويّ في )ك ُل ّّياته( كلمة )بواسطة( كثيرا‪ .‬وأبو البقاء‬
‫ً‬
‫ة اطلع‪ .‬من ذلك قوله في الجزء‬ ‫سعَ َ‬ ‫سطا ً في العربية واستبحارا ً و َ‬ ‫ن ت َْعلم تب ّ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫الخامس ص ‪ :235‬الفعل المنفي ل يتعدى إلى المفعول المقصود وقوع‬
‫الفعل عليه إل بواسطة الستثناء‪.‬‬

‫) ‪(29/1‬‬
‫وفي ص ‪ :244‬النصب على الستثناء إنما هو بسبب التشبيه بالمفعول ل‬
‫بالصالة‪ ،‬وبواسطة )إل(‪ ،‬وأما إعراب البدل فهو بالصالة وبغير واسطة‪.‬‬
‫ن ُقدامة )في مختصر منهاج القاصدين‪ ،‬ص ‪ :(280‬أخبرهم الله‬ ‫وقال المام اب ُ‬
‫تعالى بكلم ٍ سمعوه بواسطة رسوله‪.‬‬
‫جمع القاهرة‬‫· وقد أورد )المعجم الوسيط( تعريف )الواسطة( كما وضعه م ْ‬
‫صل به إلى الشيء‪".‬‬ ‫فقال‪" :‬الواسطة‪ :‬ما ي َُتو ّ‬
‫والخلصة‪ :‬إذا أمكن الكتفاء بباء الستعانة لداء المعنى بوضوح‪ ،‬فهذا هو‬
‫الفضل! وإذا دعت الحاجة إلى إبراز الداة أو الوسيلة التي حدث وقوع‬
‫الفعل بها‪ ،‬اسُتعملت الواسطة أو الوساطة‪.‬‬

‫) ‪(29/2‬‬

‫فْترة‬
‫‪ -27‬ال َ‬
‫ة‬
‫حد ّ ٍ‬‫ن بعد ِ‬ ‫َ‬
‫سك َ‬ ‫ن بعد شدة‪ ،‬أو َ‬ ‫ً‬
‫فُتر فُتورا‪ :‬ل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬فَتر ي ْ‬
‫فت ُُرون?‪ .‬أي ل‬ ‫َ‬
‫ونشاط‪ ".‬وفي التْنزيل العزيز‪ُ? :‬يسّبحون الليل والنهاَر ل ي َ ْ‬
‫َيضُعفون عن مداومة التسبيح‪.‬‬
‫وجاء في )الوسيط( أيضًا‪" :‬الفترة‪ :‬الضعف والنكسار‪ .‬والفترة‪ :‬المدة تقع‬
‫بين زمنين أو ن َب ِي ّْين‪ ".‬وفي التْنزيل العزيز‪? :‬يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا‬
‫سل?‪ .‬أي انقطاع من الرسل‪.‬‬ ‫ن لكم على فَْترةٍ من الّر ُ‬ ‫ُيبي ّ ُ‬
‫وجاء في )معجم ألفاظ القرآن الكريم( وهو من إعداد مجمع اللغة العربية‬
‫ي مدةٍ بين رسولين‪".‬‬ ‫ض ّ‬
‫م ِ‬ ‫بالقاهرة‪" :‬فَْترة‪ُ :‬‬
‫ً‬
‫جد في نفسي فَْترةً وفُُتورا إذا‬ ‫وجاء في )أساس البلغة ‪/‬فتر( للزمخشري‪" :‬أ ِ‬
‫ه فَت َْره" أي‪:‬‬ ‫ه كب َْره‪ ،‬وعََرت ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن عَلت ْ ُ‬ ‫ن بعد شدته‪ .‬وتقول‪ :‬فل ٌ‬ ‫دته ول َ‬ ‫ح ّ‬
‫كن عن ِ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫ضْعف‪.‬‬ ‫َ‬
‫مى‪ :‬زمن سكونها بين نوبتين‪".‬‬ ‫ح ّ‬‫وفي )الوسيط(‪" :‬فترةُ ال ُ‬
‫جد أو النشاط فيها‪ .‬وكل حال‬ ‫مدة ٌ تتميز بالفتور وانقطاع ال ِ‬ ‫فالفترة إذن ُ‬
‫جد ّ أو الجتهاد فهي‬ ‫دة أو ال ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫للسكون أو النقطاع تتوسط بين حالين من ال ِ‬
‫صَرت‪ .‬وكل حال من الشدة أعقبتها حال من الضعف أو‬ ‫فترة‪ ،‬طالت أم قَ ُ‬
‫اللين فقد آلت إلى فترة‪.‬‬
‫ة!‬‫ن من الزمن ‍‬ ‫ً‬
‫ومن الخطأ حسبان الفترة زمانا كأيّ زما ٍ‬
‫جد َد َ القلوب‪ ".‬وشرح هذا القول المام ابن ُقدامة‬ ‫· قال ابن مسعود‪" :‬كونوا ُ‬
‫كناية عن عدم الفترة في العبادة‪ ".‬ونقل ابن ُقدامة قول بعضهم‪:‬‬ ‫فقال‪ِ " :‬‬
‫ت إلى وجه محمد بن واسع وإلى‬ ‫ت إذا اعَترْتني فترةٌ في العبادة‪ ،‬نظر ُ‬ ‫"كن ُ‬
‫اجتهاده‪".‬‬
‫· وقال الشيخ علي الطنطاوي‪ ..." :‬كان الشابان يتحادثان وهما يمشيان ‪...‬‬
‫وتكون فترةٌ يصمتان فيها فل ُيسمع إل وَقْعُ أقدامهما‪".‬‬
‫ن‬
‫· وقال مصطفى صادق الرافعي في )كتاب المساكين ‪" :(146/‬ثم لتعلم ّ‬
‫ل من الناس‪ ،‬فقيرا ً أوغنيا ً أو بين ذلك‪ ،‬فما‬ ‫قد َرِ فَْترة ٌ عن رج ٍ‬ ‫أنه إن كانت لل َ‬
‫ً‬
‫ي مد ّا طويل‪"...‬‬‫ً‬ ‫ل الرجل إنما ُيمد ّ له في الغ ّ‬ ‫جَزة‪ ،‬ولع ّ‬ ‫معْ ِ‬‫ة ول َ‬ ‫فل ٌ‬‫هي غَ ْ‬

‫) ‪(30/1‬‬
‫· ولنا أن نقول‪ :‬كانت السنوات ما بين الحربين العالميتين فترةً للمتحاربين‪.‬‬
‫‪ -‬وكان عقد الثلثينيات المنصرم فترةً للقتصاد العالمي‪ ،‬أصابه فيها ُركود‪.‬‬
‫ن على شاطئ البحر فترة ً استراح فيها من عناء العمل‪.‬‬ ‫‪ -‬أمضى فل ٌ‬
‫ة النتاجية في معظم الشركات فترةً مخصصة لستجمام‬ ‫ُ‬ ‫السن‬ ‫‪ -‬تتضمن‬
‫العاملين‪.‬‬
‫‪ -‬توقفت السفينة في المرفأ فترةً للتزود بالوقود والغذية الطازجة‪.‬‬
‫وقد شاع استعمال )الفترة(‪ ،‬في غير ما ُوضعت له‪ ،‬شيوعا ً واسعًا؛ فيقولون‪،‬‬
‫مث ً‬
‫ل‪:‬‬
‫‪ - 1‬سُيعقد المؤتمر ‪ /‬يستقبل المعرض زّواره ‪ /‬تجري مقابلة المرشحين‪...‬‬
‫في الفترة من ‪.6/1999/ 5-1‬‬
‫أقول‪ :‬سيعقد المؤتمر‪ ،‬إلخ‪ ...‬في المدة من ‪.6/1999/ 5-1‬‬
‫‪ - 2‬يجب مراقبة ذلك في فترة إزهار النبات‪...‬‬
‫ور إزهار النبات‪] .‬من معاني الطور‪ :‬التارة‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫أقول‪ :‬مراقبة ذلك في ط َ ْ‬
‫المدة والحين[‪.‬‬
‫‪ - 3‬ل تسطع النجوم إل لفترة محدودة‪.‬‬
‫قبة ‪ /‬برهة ‪ /‬مدة محدودة )تكون خللها في حالة‬ ‫أقول‪ :‬ل تسطع النجوم إل ّ ِ‬
‫ح ْ‬
‫ث َوََران ل فتور!(‪.‬‬
‫شّعها النجوم في أحسن فترات وجودها تأتي من تفاعلت‬ ‫‪ - 4‬الطاقة التي ت ُ ِ‬
‫اندماج نوى الهدروجين‪.‬‬
‫شّعها النجوم في أحسن أوقات ‪ /‬أطوار ‪ /‬مراحل‬ ‫أقول‪ :‬الطاقة التي ت ُ ِ‬
‫وجودها‪...‬‬
‫ول بشكل )كذا( كثيف إلى نجوم في‬ ‫‪ - 5‬والجزء الخر من غاز المجّرات تح ّ‬
‫فترة قصيرة‪.‬‬
‫ً‬
‫ول متكاثفا بشدة إلى نجوم في مدةٍ‬ ‫أقول‪ :‬والجزء الخر من غاز المجّرات تح ّ‬
‫ن قصير‪.‬‬ ‫‪ /‬زم ٍ‬
‫‪ - 6‬على الطلب بذل الجهد أثناء فترة الدراسة )!( وإيلء الفترات التدريبية‬
‫عناية خاصة‪.‬‬
‫أقول‪ :‬على الطلب بذل الجهد أثناء الدراسة ‪ /‬مدة الدراسة‪ ،‬وإيلء الوقات‬
‫التدريبية ‪ /‬أوقات التدريب عناية خاصة‪.‬‬
‫‪ - 7‬حدث من فترة أن اكتشف أحد الباحثين‪...‬‬

‫) ‪(30/2‬‬

‫ل )حدث من فترة‪ /‬أو من مدة ‪ (...‬لن مجرد استعمال الفعل‬ ‫أقول‪ :‬ل معنى ِ‬
‫الماضي يعني أن الحدث جرى قبل زمن التكلم‪ .‬فإذا أراد المتكلم ‪ /‬الكاتب‬
‫مزيدا ً من التحديد‪ ،‬وجب عليه تعيين الزمن المنصرم بعد الحدث )حدث قبل‬
‫معّبرة‪ :‬جرى قديما ً ‪ /‬حديثا ً ‪ /‬قريبا ً ‪ /‬قبل أيام‬ ‫‪ 3‬أيام مث ً‬
‫ل‪ (...‬أو إضافة كلمة ُ‬
‫قليلة ‪ /‬قبل مدة قصيرة‪ ،‬إلخ‪...‬‬
‫‪ - 8‬زارني منذ فترة قصيرة‪...‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أقول‪ :‬زارني قبل مدة قصيرة‪ ...‬زارني حديثا ‪ /‬قريبا‪...‬‬
‫‪ - 9‬يجب العناية بذلك في فترة الشباب على القل!‬
‫أقول‪ :‬أتتميز مرحلة الشباب بالفتور أم بالحيوية والنشاط؟! ]الشباب مرحلة‬
‫ب )الشاّبات( هم‬ ‫شوا ّ‬ ‫شّبان وال ّ‬‫من العمر تلي الطفولة وتسبق الرجولة‪ .‬وال ّ‬
‫ب على شباب أيضًا‪.‬‬ ‫الذين يعيشون مرحلة الشباب[‪ .‬وُيجمع الشا ّ‬
‫ولعل من المفيد أن ُأوِرد شيئا ً مما جاء في مقال الدكتور البدراوي زهران‬
‫)مجلة مجمع القاهرة‪ ،‬العدد ‪ 72‬لعام ‪:(1993‬‬
‫صر في‬ ‫ِ َ‬ ‫ق‬ ‫وال‬ ‫الطول‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫ح‬
‫َ َ ِ‬ ‫على‬ ‫"‪ ...‬بل لهذا ُوجدت للوقات كلمات مختلفة‬
‫المدة‪:‬‬
‫فالمدة شاملة لجميع المقادير من امتداد الزمن‪ ،‬وتنطوي فيها اللحظة أو‬
‫اللمحة للوقت القصير‪ ،‬والبرهة والّرَدح للوقت الطويل‪ ،‬والفترة للمدة‬
‫المعترضة بين وقتين‪ ،‬والحين للزمن المقصود المعّين‪ ،‬والعهد للزمن المعهود‬
‫المقترن بمناسباته‪ ،‬والزمن للدللة على جنس الوقت كيفما كان‪ ،‬والدهر‬
‫للمدة المحيطة بجميع الزمنة والعهود والحيان‪".‬‬
‫فها‬‫ص ْ‬‫أقول‪ :‬جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬الُبرهة‪ :‬المدة من الزمان‪) ".‬لم ي َ ِ‬
‫بالطول!( وجاء في المعجم الكبير )الذي أصدره مجمع القاهرة(‪" :‬الب َْرهة‪:‬‬
‫ت عنده‬ ‫م‪ .‬الب ُْرهة‪ :‬الب َْرهة‪ .‬يقال‪ :‬أقم ُ‬
‫المدة الطويلة من الزمان‪ ،‬أو هي أع ّ‬
‫ة من الدهر‪".‬‬ ‫ُبره ً‬
‫ة‪".‬‬ ‫وجاء في )الوسيط(‪" :‬الهُن َْيهة‪ :‬القليل من الزمان‪ .‬يقال‪ :‬أقام هنيه ً‬
‫ب‬‫ق ٌ‬‫ح َ‬‫قبة من الدهر‪ :‬المدة ل وقت لها‪ .‬أو السنة‪) .‬ج( ِ‬ ‫وجاء فيه أيضًا‪" :‬ال ِ‬
‫ح ْ‬
‫ب‪.‬‬
‫قو ٌ‬ ‫ح ُ‬
‫و ُ‬

‫) ‪(30/3‬‬

‫ب‪ :‬المدة الطويلة من الدهر )‪ 80‬سنة أو‬ ‫ق ُ‬


‫ح ُ‬
‫ب وال ُ‬‫ق ُ‬ ‫وجاء فيه أيضًا‪" :‬ال ُ‬
‫ح ْ‬
‫حقاب ‪ /‬أحقاب‪".‬‬ ‫أكثر(‪) .‬ج( ِ‬
‫مْرحلة‪ :‬المسافة يقطعها المسافر في نحو يوم‪ ،‬أو ما بين‬ ‫ً‬
‫وجاء فيه أيضا‪" :‬ال َ‬
‫المن ْزِل َْين‪".‬‬
‫دد من الشيء( وعلى الخصوص )قد ٍْر‬ ‫وتستعمل المرحلة الن بمعنى )قَد ْرٍ مح ّ‬
‫من الزمان(‪.‬‬
‫يقال‪ :‬مرحلة الطفولة‪ ،‬مرحلة الشباب‪ ،‬مرحلة الرجولة‪ ،‬مرحلة الكهولة‪،‬‬
‫مرحلة الشيخوخة‪...‬‬
‫ويقال‪ :‬مرحلة الدراسة البتدائية ‪ /‬العدادية ‪ /‬الثانوية‪ /‬الجامعية‪...‬‬
‫سّبة من الدهر‪ :‬كالبرهة والحقبة‪ ،‬وهي‬ ‫وجاء في معجم )متن اللغة(‪" :‬ال ّ‬
‫سْنبة‪".‬‬ ‫ال ّ‬
‫ن البرد‪ .‬والجمع آوَِنة‪".‬‬‫ن‪ .‬يقال‪ :‬جاء أوا ُ‬ ‫َ‬
‫حي ْ ُ‬
‫ن‪ :‬ال ِ‬‫وجاء في )الوسيط(‪" :‬الوا ُ‬

‫) ‪(30/4‬‬

‫ب‬ ‫ح ْ‬
‫ذف الجاّر ‪ -‬النص ُ‬ ‫‪َ -28‬‬
‫ي‪.‬‬
‫ي‪ ،‬وبعضها سماع ّ‬ ‫حذفت العرب حرف الجر في مواضع‪ ،‬بعضها قياس ّ‬
‫ن(‪.‬‬‫ن( و)أ ْ‬ ‫· فمن القياسي‪ :‬حذف الجار قبل )أ ّ‬
‫ك أنك عالم؛ ول بد أنك ذاهب‪ ،‬ول محالة أنك آت‪.‬‬ ‫يقال على الصواب‪ :‬ل ش ّ‬
‫مك‪ ،‬ول بد من ذهابك‪ ،‬ول‬ ‫مصدر‪ :‬ل شك في عل ِ‬ ‫وأصل الكلم لو قيل على ال َ‬
‫محالة من إتيانك‪ .‬ولك أن تقول‪ :‬ل شك في أنك عالم؛ ول بد من أنك‬
‫م الناَر?‪ .‬أي‪ :‬ل جرم من أن لهم‬‫ن ل َهُ ُ‬
‫مأ ّ‬
‫جَر َ‬
‫ذاهب‪ ...‬وفي التْنزيل العزيز‪? :‬ل َ‬
‫النار‪.‬‬
‫ن محمدا رسول الله‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫ن ل إله إل الله‪ ،‬وأ ّ‬ ‫تقول‪ :‬أشهد أ ْ‬
‫ن محمدا رسول الله‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫ن ل إله إل الله‪ ،‬وبأ ّ‬ ‫أي‪ :‬أشهد بأ ْ‬
‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫في‬ ‫‪...‬‬ ‫أي‪:‬‬ ‫بهما?‪،‬‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫ّ‬
‫ْ َ ّ َ‬‫ط‬ ‫ي‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫عليه‬ ‫جناح‬
‫ُ‬ ‫?فل‬ ‫العزيز‪:‬‬ ‫وفي التْنزيل‬
‫وف‪...‬‬ ‫ي َط ّ ّ‬
‫ن جاءهم‪...‬‬ ‫ل ‪ /‬من أ ْ‬ ‫ن جاءهم منذٌر منهم?‪ ،‬أي‪ :‬عجبوا ِ‬ ‫وفيه أيضًا‪? :‬وعجبوا أ ْ‬
‫صلك‪.‬‬
‫نأ ِ‬‫سن إلى زيد‪ ،‬وحريص أ ْ‬ ‫ن ألقاك‪ ،‬وطامع أن ُتح ِ‬ ‫بأ ْ‬ ‫وتقول‪ :‬أنا راغ ٌ‬
‫ن‬
‫سن إلى زيد‪ ،‬وحريص على أ ْ‬ ‫ن ُتح ِ‬ ‫ب في أن ألقاك‪ ،‬وطامع في أ ْ‬ ‫أي‪ :‬أنا راغ ٌ‬
‫أصلك‪.‬‬
‫ب في‬ ‫ن(‪ .‬تقول‪ :‬أنا راغ ٌ‬ ‫جعل المصدر مكان )أ ْ‬ ‫ولكن ل ُيحذف الجاّر إذا ُ‬
‫َ‬
‫صلِتك‪.‬‬ ‫ص على ِ‬ ‫لقائك‪ ،‬وطامعٌ في إحسانك إليه‪ ،‬وحري ٌ‬
‫ب على الظرفية الزمانية‪:‬‬ ‫ومن القياسي‪ :‬النص ُ‬
‫ً‬
‫مْبهما أم مختصا‪ ،‬نحو‪:‬‬‫ً‬ ‫ً‬
‫إذ ْ ينصب ظرف الزمان مطلقا‪ ،‬سواٌء أكان ُ‬
‫ة‪ ،‬على شرط أن يتضمن معنى )في(!‬ ‫ت ليل ً‬ ‫م ُ‬ ‫ة‪ ،‬ون ِ ْ‬‫ت حينا ً ‪ /‬مد ً‬ ‫سْر ُ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ت من سفري ليل )في الليل(‪ .‬جاءني صباحا‪ ،‬ظهرا‪ ،‬مساًء )في الصباح‪،‬‬ ‫ً‬ ‫دم ُ‬ ‫ق ِ‬
‫في الظهر‪ ،‬في المساء‪.(...‬‬
‫ومن القياسي‪ :‬سقوط الجاّر ‪ -‬الذي تتعدى به الفعال اللزمة ‪ -‬في ظروف‬
‫مبَهمة )وُتعرف بكونها صالحة لكل بقعة(‪ ،‬مثل‪ :‬مكان‪ ،‬ناحية‪ ،‬جهة‪،‬‬ ‫المكان ال ُ‬
‫جانب‪ ،‬فوق‪ ،‬تحت‪ ،‬يمين‪ ،‬شمال‪ ،‬أمام‪ ،‬خلف‪ ،‬أسفل‪...‬‬
‫م قصر العدل‪ ،‬فتنصب )أمام( على الظرفية لنها من‬ ‫ت أما َ‬ ‫تقول‪ :‬مرر ُ‬
‫الظروف المبهمة‪.‬‬
‫ومن السماعي‪" :‬ن َْزعُ الخاِفض" مع ظروف مكان مختصة‪.‬‬

‫) ‪(31/1‬‬

‫والصل الذي قرره جمهور النحاة هو دخول الجاّر على الظروف المختصة‬
‫ت بدار فلن‪ ،‬فُتدخل الجار )بـ( على )الدار( لنها‬ ‫)غير المبهمة(‪ .‬تقول‪ :‬مرر ُ‬
‫ظرف مختص‪.‬‬
‫ذف الجاّر( مع ظروف مختصة‪،‬‬ ‫ح ِ‬‫ذت مواضع ُنزع فيها الخافض )أي ُ‬ ‫وقد ش ّ‬
‫م‪ ...‬فقالوا إن‬
‫ن الشا َ‬ ‫د‪ ،‬وسك َ‬ ‫َ‬
‫ق‪ .‬ون ََزل البل َ‬‫خل الداَر أو المسجد َ أو السو َ‬ ‫َ‬ ‫نحو‪ :‬د َ َ‬
‫النصب هنا على إسقاط الجاّر اتساعا ً ]لن هذه المواضع هي ظروف مكان‬
‫مختصة‪ ،‬والصل فيها الجّر[ وإنها سماع فل يقاس عليها! من ذلك قول جرير‪:‬‬
‫م‬
‫ي إذن حرا ُ‬ ‫جوا كلمكم عل ّ‬ ‫َتمّرون الدياَر ولم ت َُعو ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فنصب )الديار( وليس ظرفا مبهما‪ ،‬فهو منصوب إذن على نزع الخافض‬
‫اتساعًا‪ ،‬لنه على نية الجر‪ .‬وأصله‪ :‬تمّرون بالديار أو على الديار‪.‬‬
‫عدة‪:‬‬‫ل سا ِ‬ ‫وقو ُ‬
‫ب‬‫ل الطريقَ الثعل ُ‬ ‫س َ‬
‫سل متُنه فيه‪ ،‬كما عَ َ‬ ‫ف يع ِ‬ ‫ن يهّز الك ّ‬ ‫ل َد ْ ٌ‬
‫ب‪ :‬سار في‬ ‫ل الثعل ُ‬ ‫س َ‬
‫فنصب )الطريق(‪ ،‬وهو ظرف مختص )غير مبهم(‪] .‬عَ َ‬
‫سرعة واضطراب[‪.‬‬
‫دل بها إلى الظرفية فُنصبت‪ .‬من ذلك‪:‬‬ ‫معَْربة‪ ،‬عُ ِ‬ ‫وهناك أسماٌء ُ‬
‫دل بهذا السم‬ ‫ل‪ :‬وهو الفرجة بين الشيئين‪ .‬هذا هو الصل‪ .‬وقد عُ ِ‬ ‫خل َ ُ‬
‫· ال َ‬
‫ض نار(‪ .‬وقد‬
‫خلل الرماد ومي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫المفرد إلى الظرفية‪ .‬فقال نصر بن سّيار‪) :‬أرى َ‬
‫َ‬
‫خلل(‪ .‬وُنصب في الية‪? :‬فجاسوا خلل الديار?‪.‬‬ ‫جمع الخلل على ) ِ‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫ج كتابي‪ ،‬وط َ ّ‬
‫ي كتابي‪ ،‬وث ِن ْ َ‬ ‫ي وث ِْني‪ :‬فقد جاءا ظرفين أيضًا‪ :‬أنفذ ْ ُ‬
‫ت د َْر َ‬ ‫· طَ ّ‬
‫كتابي‪.‬‬
‫ولكن يقال أيضا )على الصل(‪ ،‬أنفذته في درِج كتابي‪ ،‬وفي طّيه‪ ،‬وفي ث ِن ِْيه‪.‬‬ ‫ً‬
‫· واسُتعملت )أثناء( جمع )ِثني( استعمال السم‪ .‬ولكنها جاءت ظرفا ً في قول‬
‫الشاعر الجاهلي عمر بن ماجد‪:‬‬
‫سول‬‫خنا فيخِبط أثناَء الظلم فُ ُ‬ ‫ينام عن التقوى ويوقظه ال َ‬
‫وجاءت أيضا ً في كلم بعض الئمة‪:‬‬
‫ي في )شرح الكافية(‪ :‬فموضعها أثناَء الكلم‪...‬‬ ‫قال الرض ّ‬
‫وقال ابن خلدون في )مقدمته(‪ :‬ومسائل من اللغة والنحو مبثوثة أثناَء ذلك‪.‬‬
‫س ُ‬
‫ل‬ ‫فح الطيب(‪ :‬وللنسيم أثناَء ذلك المنظر الوسيم ترا ُ‬ ‫وقال ابن الدباغ في )ن َ ْ‬
‫مشي‪.‬‬

‫) ‪(31/2‬‬

‫ن الشيِء وداخله‪ .‬وجاء في )لسان العرب‪/‬ضمن(‪ :‬وأنفذ ُْته‬ ‫ن‪ :‬باط ُ‬‫م ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫· ال ّ‬
‫َ‬
‫ن كتابي أي‪ :‬في طّيه‪.‬‬ ‫ضم َ‬
‫ت الشمس‪ :‬أي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫لع‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫ق‬‫ْ‬
‫َ َ‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫عنده‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫كن‬ ‫يقال‪:‬‬ ‫ءمه‪.‬‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ما‬ ‫ء‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الشي‬ ‫· الوَ ُ َ ُ‬
‫ق‬‫وف‬ ‫ق‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ف‬
‫ة طلعت‪.‬‬ ‫ن طلعت أو ساع َ‬ ‫حي َ‬
‫ق المصلحة ‪ /‬وَفْقَ المصلحة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ل على وَفْ ِ‬ ‫ويقال‪ :‬أنفقَ الما ُ‬
‫ب‪/‬‬‫س ِ‬
‫ح َ‬ ‫ب‪/‬ب َ‬ ‫س ِ‬
‫ح َ‬‫ب الشيِء‪ :‬قد ُْره وعدده‪ .‬يقال‪ :‬الجُر على َ‬ ‫س ُ‬‫ب‪ :‬ح َ‬‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫· ال َ‬
‫ب العمل‪.‬‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬
‫َ‬
‫ملحظة‪ :‬للستزادة انظر )مسالك القول في النقد اللغوي( لمؤلفه الستاذ‬
‫صلح الدين الزعبلوي‪ .‬علما ً بأن معظم مادة هذه الفقرة مقتبس من هذا‬
‫الكتاب‪.‬‬

‫) ‪(31/3‬‬

‫ح‬
‫ح ‪َ -‬تراوَ َ‬ ‫‪ -29‬راوَ َ‬
‫مل هذا مرة وهذا‬ ‫َ‬ ‫جل بين العملين‪ :‬ع ِ‬ ‫ُ‬ ‫ح" فعل لزم‪ .‬يقال‪ :‬راوح الر ُ‬ ‫ٌ‬ ‫· "راوَ َ‬
‫مل هذا مرة وهذا مرة‪.‬‬ ‫جليه‪ ،‬وبين جنب َْيه وأمثال ذلك‪ُ :‬يع ِ‬ ‫ح بين رِ ْ‬ ‫مرة‪ .‬راوَ َ‬
‫م الجنديُ مكاَنه‪،‬‬ ‫ز‬‫يل‬ ‫أن‬ ‫د‬ ‫ك‪ ،‬راوح!" إذا ُ‬
‫أري‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫"مكا‬ ‫العسكري‪:‬‬ ‫اليعاز‬ ‫ومنه‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫َ‬
‫ل الماشي‪.‬‬ ‫ك رجليه بالتناوب فِعْ َ‬ ‫ويحر َ‬
‫ط بين ‪ 50‬و ‪ 60‬كغ‪/‬سم ‪) ،2‬بار(‬ ‫ح الضغ ُ‬ ‫ويمكن ‪ -‬مجازا ً ‪ -‬أن يقال‪ :‬راوَ َ‬
‫وعندئذ ُيفهم أن الضغط كان تارة ً ‪ ،50‬وتارةً أخرى ‪.!60‬‬
‫أما إذا ُأريد َ التعبير عن أن الضغط كان متغيرا ً في المجال ‪ ،60-50‬فيمكن‬
‫قّلب الضغط بين ‪ 50‬و ‪ ،60‬أو كان الضغط واقعا ً في المجال ‪-50‬‬ ‫القول‪ :‬ت َ َ‬
‫‪.60‬‬
‫ً‬
‫ل من أفعال المشاركة )أي يشترك فيه اثنان فصاعدا(‪ .‬وهو‬ ‫ح" فع ٌ‬ ‫· "تراوَ َ‬
‫ب‪ :‬تعاقبت‬ ‫حْته الحقا ُ‬ ‫ل‪ :‬تعاقباه؛ تراوَ َ‬ ‫جلن العم َ‬ ‫ح الر ُ‬ ‫ً‬
‫يأتي متعديا فيقال‪ :‬تراوَ َ‬
‫ن يداه تتراوحان بالمعروف‪ :‬تتعاقبان به‪.‬‬ ‫عليه‪ .‬ويأتي لزمًا‪ :‬فل ٌ‬
‫حّر والب َْرد(‪،‬‬‫ومع ذلك‪ ،‬أجاز )!( مجمع القاهرة أن يقال‪) :‬تراوح الجوّ بين ال َ‬
‫و! والمعنى أنه كان تارة ً حارًا‪ ،‬وتارةً باردا؛ وأن‬
‫ً‬ ‫والفاعل هنا واحد ٌ فقط‪ :‬الج ّ‬
‫سعُر بين الرتفاع والنخفاض(‪ ،‬والفاعل هنا أيضا ً واحد ٌ فقط‪:‬‬ ‫يقال‪) :‬تراوح ال ّ‬
‫السعر! والمعنى أنه كان تارةً مرتفعا ً وتارة ً منخفضا‪ً.‬‬
‫فهل تؤدي العبارة‪) :‬تراوحت درجة الحرارة بين ْ‪ 35‬و ْ‪ (45‬ما يؤديه قولنا‪:‬‬
‫ت درجة الحرارة بين ْ‪ 35‬و‬ ‫قّلب ْ‬
‫)كانت درجة الحرارة بين ْ‪ 35‬و ْ‪(45‬؟!! أو‪ :‬ت َ َ‬
‫ْ‪(45‬؟‬
‫ُثم أل ي ُْغني قوُلنا‪) :‬تقع درجة الحرارة بين ْ‪ 35‬و ْ‪ ،(45‬عن القول‪) :‬تتراوح‬
‫درجة الحرارة بين ْ‪ 35‬و ْ‪(45‬؟‬
‫أو حتى قولنا‪) :‬درجة الحرارة هي بين كذا وكذا(؟‬

‫) ‪(32/1‬‬

‫‪ -30‬التقويم والتقييم‬
‫جاء في معاجم اللغة‪:‬‬
‫قفه‪ :‬جعله يستقيم ويعتدل )متن اللغة(‪.‬‬ ‫وم الشيَء‪ :‬ث ّ‬ ‫‪ -1‬ق ّ‬
‫دله )محيط المحيط(‪.‬‬ ‫‪:‬ع ّ‬
‫وجه )الوسيط(‪.‬‬ ‫ع َ‬ ‫دله وأزال ِ‬ ‫ج‪ :‬ع ّ‬‫معو ّ‬ ‫وم ال ُ‬ ‫ق ّ‬
‫منها )الوسيط(‪.‬‬ ‫سّعرها وث َّ‬ ‫َ‬ ‫سلعة‪:‬‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫وم‬‫ق ّ‬
‫در ثمنها وسّعره )متن اللغة ‪ /‬مجاز!(‪.‬‬ ‫وم السلعة‪ :‬ق ّ‬ ‫ق ّ‬
‫درها )لسان العرب(‪.‬‬ ‫وم السلعة واستقامها‪ :‬ق ّ‬ ‫ق ّ‬
‫وم المتاع َ واستقامه )أساس البلغة(‪.‬‬ ‫ق ّ‬
‫وعلى هذا يكون معنى التقويم‪:‬‬
‫أ ‪ -‬التعديل‪ ،‬نحو‪ :‬تقويم السنان‪...‬‬
‫ب‬‫مته الخش ُ‬ ‫ت ول يلين إذا قوّ ْ‬ ‫متها اعتدل ْ‬ ‫إن الغصون إذا قَوّ ْ‬
‫ومن هذه البابة استعمال )التقويم( في بعض التعابير‪ ،‬نحو‪ :‬تقويم الخلق‪،‬‬
‫تقويم اللسان )أي اللغة(‪ ،‬تقويم التيار الكهربائي المتناوب‪.‬‬
‫ب ‪ -‬التقدير‪ :‬ومنه‪:‬‬
‫التقويم‪ :‬حساب الزمن بالسنين والشهور واليام )الوسيط ‪ +‬محيط‬
‫المحيط(‪.‬‬
‫تقويم البلدان‪ :‬تعيين مواقعها وبيان ظواهرها )الوسيط( ‪ -‬بيان طولها‬
‫وعرضها )محيط المحيط(‪.‬‬
‫م‬
‫ُ‬ ‫التقوي‬ ‫صر‬‫ّ‬ ‫وق‬ ‫عت‬‫ْ‬ ‫ارتف‬ ‫إل‬ ‫ة‬‫ض قيم ً‬ ‫ك أر ٍ‬ ‫متك ملو ُ‬ ‫ما قوّ َ‬
‫)العباس بن الحنف(‬
‫‪ -2‬القيمة‪ :‬ثمن الشيِء بالتقويم )اللسان(‪.‬‬
‫دره؛ قيمة المتاع‪ :‬ثمنه )الوسيط(‪.‬‬ ‫قيمة الشيء‪ :‬ق ْ‬
‫محة(‪ ،‬محمد‬ ‫س ْ‬
‫ثمة قاعدة صرفية مطردة ]انظر كتاب )أضواء على لغتنا ال ّ‬ ‫ّ‬
‫ة بعد حرف مكسور‪ُ ،‬قلبت ياءً‬ ‫خليفة التونسي ‪ :[212/‬إذا وقعت الواو ساكن ً‬
‫لُتناسب الكسرة التي قَْبلها‪.‬‬
‫فعال بقولنا‪ :‬ميزان‪،‬‬ ‫م ْ‬
‫عد( أسماًء على وزن ِ‬ ‫فنصوغ من )وََزن‪ ،‬وََقت‪ ،‬وَ َ‬
‫وعاد!‬ ‫م ْ‬‫وقات‪ِ ،‬‬ ‫م ْ‬
‫وزان‪ِ ،‬‬ ‫م ْ‬ ‫ميقات‪ ،‬ميعاد‪ .‬ول نقول‪ِ :‬‬

‫) ‪(33/1‬‬
‫ونقول‪ :‬قام يقوم قومًا؛ دام يدوم دومًا؛ عاد يعود عودًا‪ .‬ثم نقول ‪ -‬ط ِْبقا ً‬
‫عْيد‪ .‬ونجمعها‬ ‫ل(‪ِ ،‬‬ ‫للقاعدة الصرفية السابقة ‪ -‬قِْيمة‪ ،‬دِْيمة )المطر يدوم طوي ً‬
‫طرد في الشتقاق من هذه اللفاظ ونحوها‪،‬‬ ‫على؛ قَِيم‪ ،‬دَِيم‪ ،‬أعياد‪ .‬والم ّ‬
‫الرجوع إلى أصل الحرف في الفعل الثلثي‪ .‬فإذا اشتققنا من )قيمة( نقول‪:‬‬
‫ت السماُء‪،‬‬ ‫م ِ‬‫ومت الشيَء تقويمًا؛ بإعادة الياء واوا ً كالصل‪ .‬ونقول‪ :‬دوّ َ‬ ‫ق ّ‬
‫بمعنى أنزلت مطرا ً دام طوي ً‬
‫ل‪.‬‬
‫ولكن العرب أهملوا أحيانا ً النظر إلى أصل حرف العلة هذا‪ ،‬فقالوا‪) :‬د َّيم ِ‬
‫ت‬ ‫ّ‬
‫س(‬
‫ت السماء(‪ .‬وقالوا‪) :‬عّيد النا ُ‬ ‫خذا ً من )ديمة(‪ ،‬مثلما قالوا‪) :‬دّوم ِ‬ ‫السماء( أ ْ‬
‫هم أنها من‬ ‫ً‬
‫س( ]وذلك دفعا لت َوَ ّ‬‫إذا شهدوا العيد‪ ،‬ولم يقولوا‪) :‬عوّد َ النا ُ‬
‫)العادة( ل من )العيد([‪.‬‬
‫وز مجمع القاهرة سنة ‪ 1968‬استعمال التقييم بمعنى بيان‬ ‫وعلى هذا ج ّ‬
‫در قيمته‪.‬‬ ‫ً‬
‫القيمة‪ ،‬وأورد في معجمه )الوسيط(‪ :‬قّيم الشيَء تقييما‪ :‬ق ّ‬

‫) ‪(33/2‬‬

‫صْيص‬ ‫خ ّ‬ ‫صْيصى‪ ،‬ال ِ‬ ‫خ ّ‬ ‫ة‪ ،‬خصوصًا‪ِ ،‬‬ ‫‪ -31‬خاص ً‬


‫مصادر الفعل الثلثي سماعية‪ُ ،‬تعرف بالرجوع إلى المعاجم وكتب اللغة‬
‫]بخلف مصادر الرباعي )المجرد والمزيد( والخماسي والسداسي‪ ،‬فهي‬
‫قياسية؛ وشذ ّ بعضها عن القاعدة وخالف القياس[‪.‬‬
‫م( له ‪ -‬كما نرى‬ ‫ضد ّ عَ ّ‬ ‫خصوصًا‪ِ :‬‬ ‫خصوصا ً و َ‬ ‫ص ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫ص الشيُء ي َ ُ‬ ‫والفعل اللزم )خ ّ‬
‫‪ -‬مصدران‪.‬‬
‫مّيزه‪ ،‬له أحد عشر مصدرا!ً‬ ‫ضله دون غيره و َ‬ ‫ه( بمعنى فَ ّ‬ ‫ص ُ‬
‫خ ّ‬‫دي ) َ‬ ‫والفعل المتع ّ‬
‫أهمها‪:‬‬
‫ة‪ .‬ويرى بعض‬ ‫صى وخاص ً‬ ‫صي َ‬ ‫خ ّ‬ ‫ةو ِ‬ ‫صي ّ ً‬‫خصو ِ‬ ‫ً‬
‫خصوصا و ُ‬ ‫ً‬
‫صا و ُ‬ ‫خ ّ‬‫صه َ‬ ‫خ ّ‬ ‫صه ي َ ُ‬‫خ ّ‬
‫اللغويين أن )خاصة( اسم مصدر‪ ،‬أو مصدر جاء على )فاعلة( كالعافية‪.‬‬
‫ب‪] .‬بالواو أو بل واو[‪) .‬ينصب خصوصا ً‬ ‫ُ‬
‫ب الفاكهة )و( خصوصا ً العن َ‬ ‫تقول‪ :‬أح ّ‬
‫سّر الولد ُ بالل َِعب‬ ‫على أنه مصدر نائب عن فعله‪ ،‬وما بعده مفعول به‪ُ :‬‬
‫ل الصغار(‬ ‫خصوصا ً الطفا َ‬
‫ب‪] .‬بالواو أو بل واو[‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ة العن َ‬ ‫ص ً‬ ‫ب الفاكهة )و( خا ّ‬ ‫وتقول‪ :‬أح ّ‬
‫ب ]العنب‪ :‬مبتدأ مؤخر[‪.‬‬ ‫ُ‬
‫صةٍ العن ُ‬ ‫ب الفاكهة وبخا ّ‬ ‫وتقول‪ :‬أح ّ‬
‫صةٍ أبو‬ ‫سمع ثعلب يقول‪ :‬إذا ُذكر الصالحون فَِبخا ّ‬ ‫ص(‪ُ " :‬‬ ‫وجاء في )اللسان ‪ /‬خ ّ‬
‫ي‪".‬‬ ‫بكر‪ ،‬وإذا ُذكر الشراف فبخاصةٍ عل ّ‬
‫صى‬ ‫صي َ‬ ‫خ ّ‬ ‫ت هذا ِ‬ ‫صيصا ً لك(‪ ،‬وهذا خطأ صوابه‪) :‬فعل ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫ت هذا ِ‬ ‫ويقولون‪) :‬فعل ُ‬
‫ون لن‬ ‫صا(‪ .‬ذلك أن المصدر )خصيصى( ل ي ُن َ ّ‬ ‫ً‬ ‫خ ّ‬ ‫لك‪ ،‬أو خاصًا‪ ،‬أو خصوصا‪ ،‬أو َ‬
‫ً‬
‫ص(‪.‬‬ ‫خ ّ‬ ‫فه زائدة وليست من أصل الكلمة ) َ‬ ‫أ َل ِ َ‬
‫وكذلك )سلمى( ل تنون لن ألفها ليست من الصل )سلم(‪.‬‬
‫ص(‪،‬‬ ‫ص من الخا ّ‬ ‫خ ّ‬ ‫من هو أ َ‬ ‫ص‪َ :‬‬ ‫صي ْ ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫على أن في اللغة كلمة أخرى هي‪) :‬ال ِ‬
‫ل‪ :‬جاء في الصفحة ‪ 10‬من كتاب )أسرار الحكماء( لمؤلفه‬ ‫ون! فمث ً‬ ‫وهذه ُتن ّ‬
‫جمال الدين ياقوت المستعصمي البغدادي )توفي ‪ 698‬هـ(‪" :‬وقال عنه ابن‬
‫صْيصا ً عند أستاذه الخليفة‬ ‫خ ّ‬ ‫تغري بردي‪ :‬وكان جمال الدين ياقوت ِ‬
‫ً‬
‫المستعصم بالله العباسي"‪ ،‬أي‪ :‬كان جمال الدين أثيرا عند الخليفة‪ ،‬ومن‬
‫صته‪.‬‬ ‫ص خا ّ‬ ‫أخ ّ‬
‫وهناك مصادر أخرى على وزن فِّعيلى‪ ،‬منها‪:‬‬
‫) ‪(34/1‬‬

‫ه ي َب ُّزه ب َّزا ً وب َّزةً وب ِّزيَزى‪ :‬غَل ََبه‪.‬‬


‫ب َّز قرين َ ُ‬
‫ة‬
‫مّيا( قائم ً‬ ‫ً‬
‫ضهم بعضا‪] .‬تكتب الِلف في )رِ ّ‬ ‫مّيا‪َ :‬رمى بع ُ‬ ‫ً‬
‫م تراميا ورِ ّ‬ ‫ترامى القو ُ‬
‫لنها مسبوقة بياء![‪.‬‬
‫وا ثم تحاجزوا‬ ‫م ْ‬
‫جيَزى‪َ :‬ترا َ‬
‫ح ّ‬ ‫مّيا ثم صاروا إلى ِ‬ ‫ويقال‪ :‬كانت بين القوم رِ ّ‬
‫)انفصل بعضهم عن بعض(‪.‬‬

‫) ‪(34/2‬‬

‫شعّ والشعاعي‬‫م ِ‬
‫ي ‪ -‬ال ُ‬
‫ص والختصاص ّ‬
‫‪ -32‬المخت ّ‬
‫· إذا تأملنا بعض أسماء الفاعلين والمنسوبات إلى المصادر‪ ،‬كالواردة في‬
‫القائمة التالية‪:‬‬
‫الفعل‬
‫اسم الفاعل‬
‫مصدر‬ ‫ال َ‬
‫المنسوب إلى المصدر‬
‫عَّلم‬
‫معّلم‬ ‫ُ‬
‫تعليم‬
‫ي‬
‫تعليم ّ‬
‫أدار‬
‫مدير‬
‫إدارة‬
‫ي‬
‫إدار ّ‬
‫د َّرب‬
‫مدّرب‬
‫تدريب‬
‫ي‬
‫تدريب ِ ّ‬
‫قضى‬
‫ض‬
‫قا ٍ‬
‫قضاء‬
‫ي‬‫قضائ ّ‬
‫ابتدأ‬
‫مبتدئ‬
‫ابتداء‬
‫ي‬‫ابتدائ ّ‬
‫اختص‬
‫مختص‬
‫اختصاص‬
‫ي‬
‫اختصاص ّ‬
‫صص‬ ‫َتخ ّ‬
‫صص‬ ‫متخ ّ‬ ‫ُ‬
‫صص‬ ‫َتخ ّ‬
‫ي‬
‫صص ّ‬ ‫تخ ّ‬
‫ع‬
‫ش ّ‬ ‫أَ َ‬
‫ع‬
‫ش ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ُ‬
‫إشعاع‬
‫ي‬
‫إشعاع ّ‬
‫نجد أنه ل يجوز ‪ -‬غالبا ‪ -‬استعمال المنسوب إلى المصدر في مقام اسم‬ ‫ً‬
‫ي‪ ،‬بدل ً من معّلم! ول‪ :‬قضائ ّ‬
‫ي‪ ،‬بدل ً من‬ ‫ن تعليم ّ‬ ‫الفاعل‪ .‬فل أحد يقول‪ :‬فل ٌ‬
‫ض!‬ ‫قا ٍ‬
‫ْ‬
‫ن خبير اقتصادي‪ ،‬فالمقصود أنه ذو صلة بعِلم القتصاد‪ ،‬ل أنه‬ ‫وإذا قيل‪ :‬فل ٌ‬
‫ب‪ (... ،‬إنه إحصائي‪،‬‬ ‫ص أو شيٍء )منهٍج‪ ،‬أسلو ٍ‬ ‫صد! وإذا قيل عن شخ ٍ‬ ‫مقت ِ‬ ‫ُ‬
‫فالمعنى أنه ذو صلة بِعلم الحصاء‪ ،‬أو قائم عليه‪ ،‬أو يرمي إليه‪ ،‬أو‪ ...‬ل أنه‬
‫حصي!‬ ‫ص يُ ْ‬
‫ح ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫ي‪.‬‬‫صص ّ‬ ‫شفى تخ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫يقال على الصواب‪ :‬كتاب ‪ /‬تدريب‪ /‬معهد ‪َ /‬‬
‫ويقال‪ :‬تعليم تخصصي؛ الفرع التخصصي ]الذي ينتمي ‪ /‬ينتسب إليه‬
‫الطالب[‪.‬‬
‫صص‬
‫خ ّ‬‫ص بـ‪/‬في( أو )مت َ‬ ‫ي( بدل ً من )مخت ّ‬ ‫وغ لستعمال )اختصاص ّ‬ ‫س ّ‬‫م َ‬
‫فهل ثمة ُ‬
‫في‪/‬بـ(؟‬
‫ي هذا من المتخصصين بعِْلم النجوم(‪.‬‬ ‫قال القفطي في تراجمه‪) :‬وعل ّ‬
‫صيَتيه؛‬
‫خ ْ‬ ‫س ّ‬
‫ل ُ‬ ‫خصاًء‪َ :‬‬ ‫ً‬
‫صيا و ِ‬ ‫خ ْ‬‫صاه ‪َ -‬‬ ‫خ َ‬ ‫· جاء في المعاجم‪َ :‬‬
‫وجاء في بعض المعاجم )القاموس المحيط؛ تاج العروس؛ متن اللغة(‪:‬‬
‫م علما ً واحدا ً )مجاز!(‪.‬‬ ‫ل‪ :‬ت َعَل ّ َ‬ ‫صى الرج ُ‬ ‫خ َ‬ ‫أ ْ‬
‫صائي!!!(‪.‬‬ ‫َ‬
‫خ ّ‬‫ي( )ل أ ِ‬ ‫خصائ ّ‬ ‫صدر أخصى هو )إخصاء(‪ ،‬والنسبة إليه )إ ِ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫ل قوم ٍ يتركون المتخصص والمختص‪ ،‬بل والختصاصي‪ ،‬ليستعملوا‬ ‫فما با ُ‬
‫خصاء؟!!‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫خصائي‪ ،‬وهو لفظ ي ُذ َكر بال ِ‬ ‫ال ِ ْ‬

‫) ‪(35/1‬‬

‫ع‪،‬‬
‫مش ّ‬‫· ُيستعمل المنسوب إلى المصدر ‪ -‬أحيانا ً ‪ -‬مع اسم الفاعل‪ ،‬نحو‪ :‬منبعٌ ُ‬
‫منبع إشعاعي‪ ،‬مع اختلف في المعنى ل يخفى على المتأمل‪ .‬ذلك أن كلمة‬
‫ج غالبا ً في الستعمال عن‬ ‫)إشعاع( وإن كانت في الصل مصدرًا‪ ،‬ت َ ْ‬
‫خُر ُ‬
‫دث( وتنجذب إلى السمية‪ .‬وبالفعل‪) :‬الشعاع هو‬ ‫ح َ‬
‫صدريتها )الدللة على ال َ‬
‫م ْ‬
‫َ‬
‫ت أو‬
‫ي‪ ،‬على هيئة موجا ٍ‬‫ّ‬ ‫ماد‬ ‫وسط‬ ‫في‬ ‫أو‬ ‫الفضاء‬ ‫في‬ ‫تنتشر‬ ‫التي‬ ‫الطاقة‬
‫جسيمات(‪.‬‬
‫فالمقصود‪ ،‬إذن‪ ،‬بالمنبع الشعاعي هو‪ ،‬في الواقع‪ ،‬منبع الشعاع!‪.‬‬

‫) ‪(35/2‬‬

‫ي!(‬
‫‪ -33‬كيلو واط ساعة )ل‪ :‬ساع ّ‬
‫جمع اللغة العربية‬‫م ْ‬ ‫ً‬
‫حدثني الستاذ وجيه السمان رحمه الله )وكان عضوا في َ‬
‫ي( مقابل‬ ‫بدمشق( أنه أدخل قبل نحو ‪ 50‬سنة مصطلح )كيلو واط ساع ّ‬
‫‪ kilowatt-heure‬أو ‪ (kilowatt-hour‬حين وضع كتاب الفيزياء لطلب شهادة‬
‫الدراسة الثانوية‪ .‬وأبدى لي أسفه لذلك‪ ،‬لنه رأى بعد مدة أن الصواب هو‪:‬‬
‫كيلو واط ساعة‪ .‬وأنا أوافقه في هذا الرأي‪ ،‬لن ‪ kWh‬هو الطاقة المنَتجة أو‬
‫المستهلكة بجهازٍ استطاعته كيلو واط واحد خلل ساعة واحدة‪ .‬وأقترح‬
‫استعمال هذا المصطلح )كيلو واط ساعة( وإشاعته في الكتب والمقالت‬
‫العلمية‪.‬‬

‫) ‪(36/1‬‬

‫‪ -34‬النسبة إلى )الطاقة(‬


‫ي!(‪ ،‬لن النسبة إلى الطاقة‬ ‫ي( )ل‪ :‬طاقَوِ ّ‬ ‫ٌ‬
‫الصواب أن يقال‪) :‬تخطيط طاقِ ّ‬
‫ي(‪.‬‬
‫كالنسبة إلى الساعة )ساع ّ‬
‫ْ‬
‫سب هي‪ُ :‬تحذف تاء التأنيث‪ ،‬وي َلحق آخَر المنسوب ‪-‬‬ ‫والقاعدة الكلية في الن ّ َ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫إذا كان حرفه الخير صائتا ‪ -‬ياٌء مشددة مكسور ما قبلها‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬إذا‬
‫سب‪.‬‬
‫تحقق الشرط المذكور‪ ،‬ل تظهر الواو قبل ياء الن ّ َ‬

‫) ‪(37/1‬‬

‫‪ -35‬مئة ‪ /‬مائة‬
‫طقه بعضهم )ماءه( بفتح الميم‪،‬‬ ‫ل يزال العدد )‪ُ (100‬يكتب هكذا‪) :‬مائة(‪ ،‬وي َن ْ ِ‬
‫كأّنه مؤنث )ماء(! وسبب الخطأ في النطق هو زيادةُ الِلف )لسباب تاريخية(‬
‫م وضع كسرة تحت الميم‪ .‬والصواب أن تكتب هكذا )مئة(‪ ،‬فهذه الكتابة‬ ‫وعد ُ‬
‫تقتضي كسر الميم‪ ،‬على وزن "فئة‪ ،‬رئة"‪ ،‬ول مجال عندئذ ٍ لتشويه لفظها‪.‬‬
‫ف )مائة(‬ ‫جمع اللغة العربية في القاهرة سنة ‪ 1963‬ح ْ‬
‫ذف أل ِ ِ‬ ‫م ْ‬
‫وقد أقّر َ‬
‫م ذلك‪ .‬وأجاز المجمع فصل العداد من )ثلث( إلى )تسع( عن )مئة(‪.‬‬ ‫والتزا َ‬
‫سمئة‪.‬‬
‫خم ُ‬
‫س مئة‪ ،‬أو‪َ :‬‬
‫خم ُ‬ ‫تقول‪َ :‬‬

‫) ‪(38/1‬‬

‫‪ -36‬إذ َ ْ‬
‫ن‬
‫سم المصحف‬ ‫ً‬
‫ت هذه الكلمة في المصحف بالِلف‪ ،‬هكذا‪) :‬إذا(‪ .‬ولكن َر ْ‬ ‫م ْ‬
‫س َ‬
‫ُر ِ‬
‫ل يقاس عليه‪ ،‬كما يقول صاحب )جامع الدروس العربية( الشيخ مصطفى‬
‫مبّرد‬ ‫الغلييني‪ ،‬الذي يقول أيضًا‪ :‬إن "الشائع أن تكتب بالنون‪ ".‬والمازن ّ‬
‫ي وال ُ‬
‫يكتبانها نونا ً ويقفان عليها بالنون‪ ،‬مثل‪ :‬لن‪ .‬وقد أوردها )المعجم الوسيط(‪،‬‬
‫ن!‬
‫جمع اللغة العربية بالقاهرة‪ ،‬بالنون‪ :‬إذ ْ‬
‫م ْ‬
‫الذي أصدره َ‬

‫) ‪(39/1‬‬

‫‪ -37‬المصدر الصناعي‪ :‬الشفافية‪...‬‬


‫م‬
‫ل‪ :‬عَل ِ َ‬ ‫ً‬
‫المصدر الصلي هو اللفظ الدال على الحدث‪ ،‬مجردا عن الزمان‪ ،‬مث ُ‬
‫عْلمًا‪ ،‬نهض‪ ،‬نهوضًا‪ ...‬وقد ذكرنا في الفقرة ‪ 31‬أن مصادر الفعل الثلثي‬
‫ِ‬
‫سماعية‪ ،‬بخلف مصادر بقية الفعال‪ ،‬فهي قياسية‪.‬‬
‫م ُنوٌر‪) .‬وفي هذه‬ ‫ْ‬
‫والمصدر قد يراد به السم ل حدوث الفعل‪ ،‬كما تقول‪ :‬العِل ُ‬
‫علم على علوم(‪.‬‬ ‫الحالة يجوز جمعه‪ ،‬فُيجمع ِ‬
‫أما المصدر الصناعي فهو قيا سي‪ ،‬ويطلق على كل لفظ )جامد أو مشتق‪،‬‬
‫اسم أو غير اسم( ِزيد في آخره حرفان هما‪ :‬ياء مشددة بعدها تاء تأنيث‬
‫ً‬
‫ى مجرد لم يكن يدل‬ ‫مربوطة‪ ،‬ليصير بعد هذه الزيادة اسما دال ً على معن ً‬
‫صنع منه‪ ،‬أو على ما‬ ‫عليه قبل الزيادة‪ .‬فهو يدل على صفة في اللفظ الذي ُ‬
‫فيه من خصائص‪ ،‬أو على أشياء أخرى كما سنرى‪.‬‬
‫وقد ورد عن العرب بضع عشرات من المصادر الصناعية‪ ،‬منها‪ :‬الجاهلية‪،‬‬
‫الريحية‪ ،‬الفروسية‪ ،‬العبقرية‪ ،‬العبودية‪ ،‬اللمعية‪ ،‬اللوهية‪ ،‬الربوبية‪،‬‬
‫الوحدانية‪...‬‬
‫ُ‬
‫ولت في الصل عن أسماء منسوبة أنزلت‬ ‫وكثير من المصادر الصناعية قد تح ّ‬
‫مْنزلة الصفات المشتقة للدللة على حال الموصوف وهيئته‪ ،‬واسُتعملت‬
‫ُ‬
‫ي‪ .(...‬فإذا أريد‬ ‫ي‪ ،‬كل ّ ّ‬
‫ي‪ ،‬جزئ ّ‬ ‫ي‪ ،‬كيف ّ‬ ‫ي‪ ،‬ك َ ّ‬
‫م ّ‬ ‫ي‪ ،‬حيوان ّ‬
‫كذلك‪ ،‬نحو قولك‪) :‬إنسان ّ‬
‫ُ‬
‫التعبير بها عن جوهر حال الموصوف ومجّرد حقيقته‪ ،‬أحيل الوصف إلى‬
‫)مصدر صناعي( بإلحاق تاء "النقل من الوصفية إلى السمية" نحو‪ :‬النسانية‪،‬‬
‫الحيوانية‪ ،‬الكمية‪ ،‬الكيفية‪ ،‬الجزئية‪ ،‬الك ُّلية‪...‬‬
‫وقد أكثر الموّلدون من هذه المصادر بعد ترجمة العلوم بالعربية‪ .‬وقرر مجمع‬
‫سد ّ حاجة العلوم‬ ‫اللغة العربية بالقاهرة قياسّية صوغ هذا المصدر‪ ،‬ل ِ َ‬
‫ن جديدة‪.‬‬ ‫والصناعات إلى ألفاظ جديدة تعّبر عن معا ٍ‬
‫ة؟‬ ‫ولكن متى نصنع مصدرا ً من المصدر الصلي؟ أو من اسم المعنى عام ً‬

‫) ‪(40/1‬‬

‫الجواب‪ :‬ل معنى للحاق الياء والتاء بالمصدر إذا كنت تبغي معنى المصدر‪ ،‬أو‬
‫سب‪ .‬فإن اتخاذ )العدلية( بمعنى العدل‪ ،‬و)الخيرية( بمعنى الخير‪،‬‬ ‫ح ْ‬
‫السم‪ ،‬و َ‬
‫ل ذلك على جهة‬ ‫جرِ به وإنما قالت‪ :‬فَعَ َ‬
‫غير سائغ‪ ،‬واللغة تأباه‪ ،‬والعرب لم ت َ ْ‬
‫العدل‪ ،‬وعلى جهة الخير‪ ...‬ولم تقل‪ :‬على العدلية‪ ،‬ول على الخيرية‪ ...‬لذلك‬
‫ة‪ ،‬أن تزيد في‬ ‫كان الصل في إلحاق الياء والتاء بالمصدر أو اسم المعنى عام ً‬
‫معناه شيئًا‪ ،‬أو تبتغي خصوصية في دللته‪.‬‬
‫ف )النتاج( مثل ً مصدر‪ .‬فإذا قلت )النتاجية(‪ ،‬فل بد أنك أردت به شيئا ً آخر‬ ‫· َ‬
‫ل يمكن التعبير عنه بمجرد لفظ )النتاج(‪ .‬والنتاجية في القتصاد‪ :‬العائد من‬
‫درا ً بوحدات عينية أو نقدية‪ ،‬منسوبا ً إلى نفقة‬ ‫ما‪ ،‬مق ّ‬ ‫سلعة أو خدمة في مدةٍ ّ‬
‫إنتاجه‪.‬‬
‫مت الموافقة عليه‪ ،‬ويقابله ‪ . agreement‬أما‬ ‫· َو)التفاق( مصدر‪ ،‬وهو ما ت َ ّ‬
‫ك ما اّتفق عليه‪ ،‬ويقابلها ‪.convention‬‬ ‫)التفاقية( فيراد بها ص ّ‬
‫· و)الشتراك( مصدر‪ ،‬معناه معروف‪ .‬أما )الشتراكية( فتعني المذهب‬
‫السياسي والقتصادي القائم على سيطرة الدولة على وسائل النتاج وعدالة‬
‫التوزيع والتخطيط الشامل‪...‬‬
‫· و)التقدم( مصدر معناه معروف‪ .‬أما )التقدمية( فتعني المذهب السياسي‬
‫والقتصادي الذي يدافع عنه أنصار التطور )التقدميون(‪.‬‬
‫ب يقوم على إشاعة‬ ‫· و)الشيوع( مصدر معناه معروف‪ .‬أما )الشيوعية( فمذه ٌ‬
‫الملكية‪ ،‬وأن يعمل الفرد على قدر طاقته‪ ،‬وأن يأخذ على قدر حاجته‪..‬‬
‫· و)الرأسمال( اسم‪ ،‬وهو المال المستثمر في عمل ما‪ .‬أما )الرأسمالية(‬
‫فتعني النظام القتصادي الذي يقوم على الملكية الخاصة لموارد الثروة‪.‬‬
‫ب في النسان‪ .‬أما‬‫· و)الشخص(‪ :‬كل جسم له ارتفاع وظهور‪ ،‬وغَل َ َ‬
‫)الشخصية( فهي مجموعة الصفات التي تميز الشخص من غيره‪ .‬يقال‪ :‬فلن‬
‫ذو شخصية قوية‪.‬‬
‫َ‬
‫ه وأطلقه‪ .‬أما )الباحية( فتعني التحلل من قيود‬ ‫حل ّ ُ‬
‫· و)الباحة( مصدر أباحه‪ :‬أ َ‬
‫القوانين والخلق‪.‬‬

‫) ‪(40/2‬‬

‫· و)العقل(‪ :‬ما يقابل الغريزة التي ل خيار لها؛ وما يكون به التفكير‬
‫والستدلل‪ ،‬وتركيب التصورات والتصديقات‪ .‬أما )العقلية( فهي مجموعة‬
‫الصفات المميزة للعقل‪ .‬يقال‪ :‬عقلية فلن تختلف كليا ً عن عقلية أخيه‪.‬‬
‫]هناك كتاب عنوانه )خطاب إلى العقل العربي(‪ .‬وواضح أنه ل يقال في هذا‬
‫ة([‪.‬‬
‫المقام )خطاب إلى العقلية العربي ‍‬
‫· و)الخاص(‪ :‬خلف العام‪ .‬أما )الخاصية( فهي صفة ل تنفك عن الشيء‬
‫وُتمّيزه من غيره‪.‬‬
‫دره‪ .‬أما )الحصائية( فهي إحصاٌء‬ ‫· و)الحصاء( مصدر أحصى الشيَء‪ :‬عََرف قَ ْ‬
‫مبني على منهج علم الحصاء‪ ،‬لحالةٍ تقع تحت الحصاء‪ ،‬كإحصائية السكان‬
‫في بلد ٍ ما‪.‬‬
‫· و)الخصوص( مصدر‪ .‬ولكن )الخصوصية( تدل على معنى )الخصوص(‬
‫وزيادة‪ .‬وقد أشار الئمة إلى هذا بقولهم‪ :‬التاء فيه للمبالغة‪) ،‬المراد‪ :‬تاء‬
‫النقل(‪.‬‬
‫ولعل من السائغ أن نكرر قول الئمة هذا في توجيه بعض المصادر الصناعية‬
‫التي اسُتعملت حديثًا‪ ،‬مثل‪ :‬الحتفالية والجمالية‪...‬‬
‫فقد بدأت مجلة )العربي( التي تصدر في الكويت‪ ،‬احتفالها في عدد كانون‬
‫الول ‪ 1998‬بمناسبة مرور ‪ 40‬عاما ً على صدورها‪ .‬وتوالت الكلمات‬
‫والمقالت عن هذه المناسبة بل انقطاع حتى تاريخ كتابة هذه المقالة )آب‬
‫‪ .(1999‬وجرى في الكويت )لقاء الشقاء( ُدعي إليه من البلد العربية‪ ،‬الذين‬
‫شاركوا في ميلد هذه المجلة وتابعوا مسيرتها‪ .‬هي إذن احتفالت استمرت‬
‫تسعة أشهر )حتى الن(‪ ،‬وليست احتفال ً واحدًا‪ .‬ولعل هذه المبالغة في‬
‫كتب على غلف عدد حزيران ‪:1999‬‬ ‫وغ صوغ )الحتفالية(! فقد ُ‬ ‫الحتفال ُتس ّ‬
‫)لقاء الشقاء‪ :‬احتفالية العربي بأربعين عاما ً من عمرها(‪.‬‬
‫· و)المنهج(‪ :‬الخطة المرسومة‪ .‬أما )المنهجية( فهي نظام طرق البحث‪.‬‬

‫) ‪(40/3‬‬

‫ل‪ (...‬كما في المصطلحات‬ ‫‪ -‬ويؤدي المصدر الصناعي أحيانا ً معنى )القابلّية ِ‬


‫ل‪ :‬التطورية )قابلية التطور( ‪evolvability‬؛ الصيانّية ‪maintainability‬؛‬ ‫التية مث ً‬
‫ملّية الكلفة ‪ ،affordabiltiy‬اللتصاقية‪ ،‬النفاذية‪...‬‬ ‫ح ّ‬
‫الدائية ‪performability‬؛ ت َ َ‬
‫‪ -‬ويكون أحيانا ً أخرى مصطلحا يعّبر عن حالة الشيء واّتصافه بكونه كذا‪...‬‬
‫ً‬
‫متاحًا( ‪availability‬؛ الموثوقية ‪reliabilty‬‬
‫حّية الشيء )أي كونه ُ‬ ‫متا ِ‬
‫مثل‪ُ :‬‬
‫مّية؛ الحمضية‪ ،‬القلوية‪...‬‬ ‫س ّ‬ ‫الجاهزية؛ ال ّ‬
‫ً‬
‫‪ -‬ويستعمل المصدر الصناعي أيضا للتعبير عن أسماء بعض الفروع أو‬
‫مجراعية‬ ‫مطيافية ‪spectrometry‬؛ ال ِ‬ ‫المقادير الممّيزة العلمية‪ ،‬نحو‪ :‬ال ِ‬
‫حساسية ‪sensitometry‬؛ المعلوماتية‬ ‫ِ ْ‬‫م‬‫ال‬ ‫؛‬ ‫مضوائية ‪photometry‬‬ ‫‪dosimetry‬؛ ال ِ‬
‫‪information technology‬؛ التأثرية؛ الستقطابية؛ النفوذية؛ التحريضية؛‬
‫مية‪ ،‬الناقلية‪ ،‬النتروبية‪ ...‬البرمجية )الحاسوبية(‪.‬‬ ‫المقاو ّ‬
‫وفيما يلي بعض المثلة على استعمال المصدر الصناعي‪:‬‬
‫‪ -1‬إن ما حدث يؤكد ضرورة استقلل القضاء عن السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫ل( فيضمنها الدستور!‬ ‫أما استقللية القضاء )أي‪ :‬كون القضاء مستق ً‬
‫فرض هذه التصالية العالمية الواسعة‪) ...‬أي‪ :‬قابلية التصال العالمية‬ ‫‪ ... -2‬وت َ ْ‬
‫الواسعة‪(...‬‬
‫‪ -3‬إن مركزية الدارة هي السبب في بطء العمل‪) .‬أي كون الدارة مركزية(‪.‬‬
‫‪ -4‬ل مجال في العمل العام للمجهولية والتستر وراء السماء المستعارة‬
‫)أي‪ :‬ل مجال لن يكون النسان الفاعل مجهول ً أو مستترا ً وراء‪.(...‬‬
‫‪ -5‬أخرج )كورساوا( السينما اليابانية من إسار المحّلية إلى رحاب العالمية‪.‬‬
‫)أي من كونها محّلية إلى كونها عالمية(‪.‬‬
‫‪ -6‬إن تمييز السلعة الجيدة من الفاسدة أمر سهل غالبًا‪.‬‬
‫‪ ...‬إن تمييزية هذا السم واضحة‪) .‬أي‪ :‬كونه تمييزا ً منصوبا ً من حيث‬
‫العراب(‪.‬‬
‫دة التعبير‪ .‬ونلحظ بسهولة‬ ‫ج ّ‬
‫جه و ِ‬
‫‪ ... -7‬ويجمع هذا الكاتب بين عصرية التو ّ‬
‫موسيقية أسلوبه النثري البليغ‪...‬‬

‫) ‪(40/4‬‬

‫‪ ... -8‬ويتميز هذا البحث العلمي بمنهجه الفذ‪ ...‬وكان منهج عمله كما يلي‪...‬‬
‫قّره منهجية البحث العلمي‪ ،‬ول ترضاه منطقية التأليف‪...‬‬ ‫‪ ...‬وهذا أمٌر ل ت ُ ِ‬
‫)منهجية البحث العلمي‪ :‬كون البحث العلمي ذا منهج في طرائق إجرائه(‪.‬‬
‫‪ -9‬جرى افتتاح المؤتمر في جوٍ متوّتر‪.‬‬
‫كانت افتتاحية العدد )أي المقال الرئيسي في صحيفة أو مجلة( هجوما ً موفقا ً‬
‫على الفساد والمفسدين‪.‬‬
‫دث لو أن‪...‬‬ ‫ح ُ‬
‫‪ -10‬ما كان هذا الشكال لي ْ‬
‫من أبرز قضايا الفكر إشكالية الثقافة المعاصرة )أي‪ :‬كون الثقافة المعاصرة‬
‫ذات إشكالت(‪.‬‬
‫‪ -11‬إن ضبابية أفكاره هي التي أّدت إلى هذه الشكالت‪...‬‬
‫ومن المصادر الصناعية الشائعة‪:‬‬
‫· الحرية‪ ،‬الوطنية‪ ،‬الهمية‪ ،‬الهُوِّية‪ ،‬النانية‪ ،‬الغَْيرية‪ ،‬الماهِّية‪ ،‬اللفية‪،‬‬
‫الربعينية‪ ،‬الخمسينية‪ ،‬اللية‪ ،‬الولية‪ ،‬الخرية‪ ،‬الولوية‪ ،‬الفضلية‪ ،‬الرجحية‪،‬‬
‫الكثرية‪ ،‬القلية‪ ،‬الجنسية‪ ،‬البشرية‪ ،‬المفوضية‪ ،‬المندوبية‪...‬‬
‫· الفردية‪ ،‬الطائفية‪ ،‬القومية‪ ،‬الحزبية‪ ،‬الروحانية‪ ،‬العدوانية‪ ،‬الهمجية‪،‬‬
‫الوحشية‪...‬‬
‫· الصوفية‪ ،‬الرومانسية‪ ،‬الواقعية‪ ،‬السريانية‪ ،‬التجديدية‪ ،‬الحتمية‪...‬‬
‫· المسؤولية‪ ،‬المصداقية‪ ،‬المشروعية‪ ،‬المديونية‪ ،‬المعقولية‪ ،‬المفهومية‪،‬‬
‫المشغولية‪ ،‬المحدودية‪ ،‬المجهولية‪...‬‬
‫· ويستعمل النحاة‪:‬‬
‫َ‬
‫المصدرية‪ ،‬السمية‪ ،‬العَلمية‪ ،‬الفاعلية‪ ،‬المفعولية‪ ،‬الحالية‪ ،‬الوصفية‪،‬‬
‫الظرفية‪ ،‬المِعية‪...‬‬
‫الشفافية‪:‬‬
‫أختم هذا البحث بتعليق على كلمة )الشفافية( واستعمالها‪.‬‬
‫ساسية المصنوع‬ ‫فاف(‪] .‬مثل الح ّ‬ ‫فافية( مصدر صناعي مصنوع من )الش ّ‬ ‫)الش ّ‬
‫ساس‪ ،‬وقد أجاز مجمع القاهرة تخفيف الفاء والسين المشددتين في‬ ‫من الح ّ‬
‫المصدرين[‪.‬‬
‫والصل ‪ -‬كما ذكرت في بداية هذا البحث ‪ -‬أن يستعمل المصدر الصناعي‬
‫ى ل يؤديه المصدر الصلي‪.‬‬ ‫لداء معن ً‬
‫ً‬
‫فوفا‪َ :‬رقّ حتى ُيرى‬ ‫ف ُ‬
‫ش ُ‬ ‫ش ّ‬
‫وه ي َ ِ‬
‫ب ونح ُ‬‫ف الثو ُ‬
‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬ش ّ‬
‫خل ْ َ‬
‫فه‪".‬‬ ‫ما َ‬
‫فوف هذا الثوب غير مقبول‪...‬‬ ‫ش ُ‬ ‫ً‬
‫تقول‪ ،‬مثل‪ُ :‬‬
‫فما المقصود بـ )الشفافية(؟‬

‫) ‪(40/5‬‬

‫· يستعمل بعض العلميين )الشفافية( اسما ً لُرقاقة لدنة )بلستيكية‪ ،‬تسمى‬


‫ص أو صورةٌ أو مخطط‪ ،‬تمهيدا ً لعرضها‬ ‫طبع عليها ن ّ‬‫بالنكليزية ‪ُ (transparency‬‬
‫في قاعة المحاضرات باستعمال جهاز السقاط الضوئي‪ ،‬ويجمعونها على‬
‫)شفافيات(‪.‬‬
‫شفائف مقابل ‪.(transparencies‬‬ ‫فة( بدل ً منها )وجمعها َ‬‫في َ‬
‫وأقترح استعمال )ش ِ‬
‫فقد جاء في المعجم الوسيط‪ :‬الشفيف‪ :‬الشفاف‪ .‬كما أقترح استعمال‬
‫)شريحة( و)شرائح( مقابل ‪.diaslides‬‬
‫فاف( و)الشفافية( عندما يترجمون عن‬ ‫· أما غير العلميين فيستعملون )الش ّ‬
‫النكليزية‪ .‬جاء في )المورد( لصاحبه منير البعلبكي )وهو من أحسن المعاجم‬
‫النكليزية ‪ -‬العربية(‪:‬‬
‫ي؛ واضح‪.‬‬‫جل ّ‬
‫"‪ (transparent: (1‬شفاف )‪ (2‬صريح )‪َ (3‬‬
‫فاف )‪ (3‬صورة‬ ‫ً‬
‫‪ (transparency: (1‬الشفافية‪ :‬كون الشيء شفافا )‪ (2‬شيء ش ّ‬
‫أو رسم إلخ‪ ،‬على زجاج أو ورق أو فيلم أو قماش رقيق ُتجلى للعيان بنور‬
‫مشع من خلفها‪"...‬‬ ‫ُ‬
‫أقول‪ :‬إن هذا المعجم‪ ،‬على جودته‪ ،‬لم يورد جميع المعاني التي تعّبر عنها‬
‫شفوف( قبل‬ ‫الكلمتان النكليزيتان‪ .‬وكان عليه أن يورد المصدر الصلي )ال ّ‬
‫الصناعي )الشفافية(‪ .‬ومن الجدير بالملحظة أن )المورد( شرح المقصود‬
‫حه سليم ل غبار عليه‪ .‬ولكن المترجمين )وغيرهم( ل يتقيدون‬ ‫بالشفافية‪ .‬وشْر ُ‬
‫به غالبًا‪...‬‬
‫وُيفترض فيمن يترجم عن النكليزية أن يعود إلى المعاجم الكبيرة )أكسفورد‪،‬‬
‫ل المعنى المناسب للسياق‪ ،‬إذا لم يجد في المعجم الثنائي‬ ‫ست َ ّ‬
‫وبستر‪ (...‬لي َ ْ‬
‫ى يناسب المقام‪.‬‬ ‫اللغة معن ً‬
‫بيد أن الذي يحدث في الغلب العم هو أن المترجم يأخذ من )المورد(‬
‫المعنى الول الوارد لكل من الكلمتين النكليزيتين‪ ،‬ويكتفي به‪ ،‬ويستعمله‬
‫كلما صادف اللفظ النكليزي المقابل‪ .‬فتجيء الترجمات )العربية( غريبة‬
‫عجيبة حقًا‪:‬‬
‫فقد جاء في نشرة )التحاد الوروبي( الصادرة باللغات العربية والنكليزية‬
‫والفرنسية‪ ،‬العدد ‪ ،7‬تموز ‪ ،1999‬العبارات التية‪:‬‬

‫) ‪(40/6‬‬

‫ف وفّعال"‪ ،‬مقابل‪A transparent and efficient Union :‬‬ ‫‪" -‬اتحاد ٌ شفا ٌ‬
‫"سيكون على فنلندا أن تنشر شفافية أكبر في عمليات التحاد‪".‬‬
‫‪.Finland will promote greater transparency in Union operations‬‬
‫‪ ..." -‬لزيادة فعالية وشفافية وتوافق فعاليات المفوضية والمجلس ككل‪".‬‬
‫‪to increase the efficiency, transparency and coherence of the activities of ...‬‬
‫‪.the Council and the Union as a whole‬‬
‫؟!!‬‫؟ أيقوله عربي يدرك ما يقول ‍‬ ‫هل لهذا الكلم معنى ‍‬
‫تقول المعاجم الكبيرة )أكسفورد‪ ،‬وبستر( إن كلمة ‪ transparent‬يمكن أن‬
‫تؤدي أحد المعاني التية‪:‬‬
‫فاف‪ ،‬صريح‪ ،‬واضح‪ .‬ظاهر‪ ،‬مفضوح‪ ،‬مكشوف‪ ،‬ل ريب فيه‪ .‬غير مكنون‪،‬‬ ‫"ش ّ‬
‫مخادع‪ُ ،‬يظهر ما‬ ‫مخاِتل‪ ،‬غير ُ‬‫ل من التظاهر‪ ،‬غير ُ‬ ‫غير مستور‪ ،‬غير خفي‪ .‬خا ٍ‬
‫طن‪"...‬‬ ‫ي ُب ْ ِ‬
‫ومن هذه المعاني نستخرج بسهولة معاني الكلمة الثانية‪:‬‬
‫الشفوف‪ ،‬الشفافية‪ ،‬الصراحة‪ ،‬الوضوح‪ ...‬عدم المخاتلة‪ ،‬عدم المخادعة‪...‬‬
‫والقرب إلى المعنى المراد أن يقال‪ :‬اتحاد صريح غير مخاِتل وفعال‪ ،‬إلخ‪...‬‬
‫ة )غير‬
‫وأنكى مما سبق أن تقرأ في مجلة عربية تصدر في الكويت مقال ً‬
‫مترجمة!( يقول مؤلفها )رئيس التحرير( في العنوان الرئيسي لفتتاحية‬
‫العدد‪:‬‬
‫‪" -‬الشفافية مطلوبة عند التصدي لقضايا الهدر المائي وإقامة التوازن الحيوي‬
‫والترشيد‪".‬‬
‫‪ -‬وتقرأ في هذه المقالة‪ ..." :‬يجب أن تتوفر رؤية استراتيجية شفافة تقوم‬
‫على‪"...‬‬
‫‪" -‬إن الحتكام إلى الشفافية عند علج قضية الماء من جوانبها السياسية‬
‫والجيوسياسية‪"...‬‬
‫‪" -‬إن صيغة العقد النساني القائم على مبدأ الشفافية والمراعاة النسانية‬
‫كفيل بـ‪"...‬‬
‫هل ُيفهم من هذا )الكلم( شيء؟‬
‫هذه نماذج من الباحية اللغوية التي صارت لغتنا تعانيها على أيدي‬
‫)المتعلمين( من أبنائها‪ ،‬وهي نماذج بشعة من التخريب اللغوي!‬
‫ومما جاء في المقالة المذكورة آنفا ً "تعذيب المياه" بدل ً من "إعذاب المياه"‬
‫جْعلها عذبة بإزالة ملوحتها!‬‫أي َ‬

‫) ‪(40/7‬‬

‫ن!(‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫معّ َ‬
‫ن في النظر )ل‪ :‬ت َ َ‬
‫معَ َ‬
‫م النظر؛ أ ْ‬
‫‪ -38‬أن ْعَ َ‬
‫تصادف في الكتابات المعاصرة عبارات مثل‪" :‬ل بد ّ للقارئ المتمّعن أن‬
‫قظ‪،‬‬
‫مت َي َ ّ‬
‫مت َن َّبه‪ ،‬ال ُ‬
‫يلحظ قصور التعريف المعطى‪ "...‬يريد الكاتب‪ ... :‬للقارئ ال ُ‬
‫المدّقق‪...‬‬
‫جاء في )المعجم الوسيط(‪:‬‬
‫مّعن‪ :‬تصاغر وت ّذ َّلل انقيادا!ً‬‫"ت َ َ‬
‫أمعن في النظر‪ :‬بالغ في الستقصاء‪.‬‬
‫م النظر في المر‪ :‬أطال الفكرة فيه‪.‬‬ ‫َ‬
‫أن ْعَ َ‬
‫غاَر في المر‪ :‬د َّقق النظر فيه‪".‬‬

‫) ‪(41/1‬‬

‫ت؛ ب َهََر‪ ،‬الباهُِر‬‫ت‪ ،‬اللفِ ُ‬


‫ف َ‬‫‪ - 39‬ل َ َ‬
‫ت‬‫ت( هو )لِفت(‪ .‬وعلى هذا تقول‪) :‬شيٌء لف ٌ‬ ‫ف َ‬‫اسم الفاعل من الفعل )ل َ َ‬
‫فت للنظر‪.(...‬‬‫مل ْ ِ‬
‫للنظر(‪ .‬ول يصح استعمال )ال ُ‬
‫ب‪ ...‬أما‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حي َّر‪ ،‬غل َ‬‫ش‪َ ،‬‬
‫و)الباهر( هو اسم الفاعل من )ب َهََر( الذي من معانيه أد ْهَ َ‬
‫مب ِْهر( فهو اسم الفاعل من )أ َب ْهََر( الذي شرحه المعجم الوسيط كما يلي‪:‬‬ ‫)ال ُ‬
‫أ َب ْهََر‪:‬‬
‫‪ -1‬صار وسط النهار‪.‬‬
‫ة ماجدة‪.‬‬ ‫ج كريم ً‬
‫‪ -2‬تزوّ َ‬
‫‪ -3‬جاء بالعجب‪.‬‬
‫ون في أخلقه‪.‬‬ ‫‪ -4‬ت َل َ ّ‬
‫‪ -5‬استغنى بعد فقر‪.‬‬
‫من شاء استعمال )المبهر( بهذه المعاني فله ذلك‪ ،‬ولكن ل يصح أن يقال‪:‬‬ ‫فَ َ‬
‫مٌر غالب(‪.‬‬ ‫ح باهر؛ ضوء باهر )أي‪ :‬غا ِ‬ ‫مبهر‪ .‬والصواب‪ :‬نجا ٌ‬ ‫مبهر‪ ،‬أو ضوٌء ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫نجا ٌ‬

‫) ‪(42/1‬‬

‫مَباع‬
‫مِبيع؛ أباع‪ ،‬ال ُ‬ ‫قْيس؛ باع‪ ،‬ال َ‬ ‫م ِ‬
‫‪ -40‬قاس‪ ،‬ال َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫َ‬
‫ُيصاغ اسم المفعول من الفعل الثلثي‪ ،‬على وزن مفعول‪ ،‬نحو‪ :‬كت َ َ‬
‫ت منه )واو( مفعول‬ ‫عّلة( حذف َ‬
‫ف )أي ثانيه حرف ِ‬ ‫ل أجو َ‬ ‫مكتوب‪ .‬فإذا كان الفع ُ‬
‫م؛ صاغ يصوغ‬ ‫ُ‬ ‫غالبًا‪ ،‬نحو‪ :‬صا َ‬
‫ملو ِ‬ ‫صوُْون(‪ ،‬لم يلوم َ‬ ‫م ْ‬ ‫ون )الصل‪َ :‬‬ ‫ص ْ‬
‫م ُ‬‫صون َ‬ ‫ني ُ‬
‫معيب‬ ‫مْزُيود(‪ .‬ولكن يقال‪ :‬عاب يعيب فهو َ‬ ‫مزِْيد )الصل‪َ :‬‬ ‫صوغ؛ زاد يزيد َ‬ ‫م ُ‬‫َ‬
‫مد ُْيون‪...‬‬‫َ‬ ‫و‬ ‫ين‬ ‫د‬
‫َ ِْ‬‫م‬ ‫عيوب؛‬ ‫و َ ْ‬
‫م‬
‫أما من الفعل غير الثلثي فُيصاغ اسم المفعول على وزن المضارع‪ ،‬بإبدال‬
‫من َْزل؛‬
‫زل ُ‬ ‫ل ي ُن ْ ِ‬ ‫مْيما ً مضمومة وفَت ِْح ما قبل آخره‪ ،‬نحو‪ :‬أنَز َ‬ ‫حرف المضارعة ِ‬
‫مراد‪...‬‬ ‫مطاع؛ أراد ُيريد ُ‬ ‫مباح؛ أطاع ُيطيع ُ‬ ‫م؛ أباح ُيبيح ُ‬ ‫مك َْر ْ‬‫م ُ‬ ‫أكرم يكرِ ُ‬
‫مباع( فمشتق من )أباع الشيَء‪:‬‬ ‫مبيع‪ .‬أما ) ُ‬‫وعلى هذا يقال‪ :‬باع يبيع فالشيُء َ‬
‫ضه للبيع(‪ .‬أي إن الشيء المبيع هو الذي ب ِْيع‪ ،‬أما المباع فهو المعروض‬ ‫عََر َ‬
‫للبيع‪.‬‬
‫مقاس( فمشتق من الفعل‬ ‫قْيس‪ .‬أما ) ُ‬ ‫م ِ‬‫ويقال‪ :‬قاس يقيس فالشيُء َ‬
‫س‪ ،‬لكنه غير مستعمل‪.‬‬ ‫)أقاس(‪ ،‬وهو بمعنى قا َ‬

‫) ‪(43/1‬‬
‫مْعقوف والمعكوف‬ ‫‪ -41‬ال َ‬
‫واه‪ .‬القوسان‬ ‫َ‬
‫حناهُ ول ّ‬ ‫ً‬
‫قفا‪َ :‬‬‫فه عَ ْ‬‫ق ُ‬
‫ف الشيَء ي َعْ ِ‬
‫ق َ‬
‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬عَ َ‬
‫المعقوفان‬
‫] [‪".‬‬
‫ف فلنا ً‬‫ف(‪ ،‬وهو لزم ومتعد‪ .‬ومن معانيه‪ :‬عَك َ َ‬ ‫وأورد )الوسيط( الفعل )عَك َ َ‬
‫غ‬
‫ن ي َْبل َ‬‫معكوفا ً أ ْ‬
‫سه عنها‪ .‬وفي التْنزيل العزيز‪? :‬والهَد ْيَ َ‬ ‫حب َ َ‬
‫عن حاجته‪َ :‬‬
‫حّله?‪.‬‬
‫م ِ‬
‫َ‬
‫ت هذه الملحظة‪ ،‬لن بعضهم يقول‪ ...) :‬المطبوع بين معكوفين(‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أورد‬
‫والصواب‪ :‬بين معقوفين‪ ،‬لنه يريد هذين ] [‪.‬‬

‫) ‪(44/1‬‬

‫ن‪...‬‬ ‫ل؛ يجب أ ّ‬ ‫ن ل‪ ،‬أ ّ‬ ‫َ‬


‫ل‪ ،‬ل يجب أ ْ‬ ‫‪ -42‬أ ْ‬
‫ن( الناصبة للمضارع الذي يليها‪ ،‬ك ُِتبتا متصلتين‬ ‫إذا جاءت )ل( النافية بعد )أ ْ‬
‫وُأدِغمتا‪ ،‬نحو‪ :‬قّرر أل ّ يسافَِر‪ ،‬وأل يغادَر البيت ثلثة أيام‪...‬‬
‫ّ‬
‫ن( الثقيلة‪ ،‬ك ُِتبتا منفصلتين‬ ‫ففة من )أ ّ‬ ‫ن( المخ ّ‬ ‫وإذا جاءت )ل( النافية بعد )أ ْ‬
‫ن ل إله إل‬‫ْ‬ ‫أ‬ ‫"أشهد‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫نة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫غ‬ ‫بل‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫إدغام‬ ‫ً‬
‫ا‪،‬‬ ‫لفظ‬ ‫غمتين‬ ‫مد ْ َ‬‫طق بهما ُ‬ ‫خط ًّا‪ ،‬ون ُ ِ‬
‫الله‪".‬‬
‫ل‪(...‬‬ ‫إذا أراد المتكلم )أو الكاتب( إلى بيان وجوب ما َينهى عنه‪ ،‬قال‪) :‬يجب أ ّ‬
‫س عن إتقان لغة قومك‪ ،‬وأل ّ تقل ّد َ‬ ‫ق‪ ،‬وأل ّ تتقاعَ َ‬ ‫ب‪ ،‬وأل ّ ُتنافِ َ‬ ‫نحو‪ :‬يجب أل ّ تكذ َ‬
‫الجانب في كل شيء‪.‬‬
‫وإذا أراد المتكلم إلى بيان عدم وجوب ما يتحدث عنه‪ ،‬قال‪) :‬ل يجب أن؛ ل‬
‫يجب كذا(‪ .‬وهذا يعني أن ما يتحدث عنه جائز )مسموح به(‪ ،‬لكنه غير واجب‪،‬‬
‫نحو‪:‬‬
‫ُ‬
‫قف أن يتقن أكثر من ثلث لغات أجنبية‪...‬‬ ‫ل يجب على المث ّ‬
‫ل يجب على الطفل أن يصوم رمضان‪...‬‬

‫) ‪(45/1‬‬

‫‪ -43‬بعض‬
‫جاء في )المعجم الوسيط(‪:‬‬
‫ت أو ك َُثرت‪".‬‬ ‫ة منه قَل ّ ْ‬ ‫ض الشيِء‪ :‬طائف ٌ‬ ‫"بع ُ‬
‫جعََله أقسامًا‪".‬‬ ‫ضه ب َْعضًا‪َ :‬‬ ‫ض الشيَء ي َب ْعَ ُ‬ ‫"بعَ َ‬
‫جّزأ‪".‬‬ ‫جّزأه؛ ت َب َّعض الشيُء‪ :‬ت َ َ‬ ‫ض الشيَء‪َ :‬‬ ‫"ب َعّ َ‬
‫وفي التْنزيل العزيز‪:‬‬
‫ض يوم?‪.‬‬ ‫ت يوما ً أو ب َعْ َ‬ ‫?قال لِبث ُ‬
‫َ‬
‫ب وتكفرون ببعض?‪.‬‬ ‫ض الكتا ِ‬‫منون ببع ِ‬ ‫?‪ ...‬أفَُتؤ ِ‬
‫ض درجات?‪.‬‬ ‫ضكم فوق بع ٍ‬ ‫?وَرفَعَ بع َ‬
‫ضهم على بعض?‪.‬‬ ‫ضلنا بع َ‬‫ْ‬ ‫سل فَ ّ‬ ‫?تلك الّر ُ‬
‫ضهم إلى بعض?‪.‬‬ ‫?وإذا خل بع ُ‬
‫ً‬
‫ضكم بعضا?‪.‬‬ ‫سوا ول ي َغَْتب بع ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ج ّ‬‫?ول ت َ َ‬
‫ضهم‬
‫س واحد‪ :‬أي بع ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫دها على رأ ٍ‬
‫ت وَل َ‬ ‫وجاء في )لسان العرب‪/‬رأس(‪" :‬وَلد َ ْ‬
‫في إث ْرِ بعض‪".‬‬
‫وقال أبو البقاء )صاحب الكليات ‪:(342 ،2/328‬‬
‫ضها مكان بعض‪".‬‬ ‫ظ بع ُ‬ ‫§ "تستعمل هذه اللفا ُ‬
‫ضها من بعض‪".‬‬ ‫معَ الشياِء إدناءُ بع ِ‬ ‫ج ْ‬‫§ "لن َ‬
‫ضهم‪،‬‬
‫وقد اختلف النحاة في دخول اللف واللم على "بعض"‪ ،‬فأجازه بع ُ‬
‫ضهم أنكره! وقد استعمل الجاحظ وابن المقفع كلمة )البعض(‪ .‬قال‬ ‫وبع ُ‬
‫من ُبعث إلى الجميع‪".‬‬
‫ن ب ُِعث إلى البعض‪ ،‬و َ‬‫م ْ‬‫الجاحظ‪" :‬هذا فَْرقُ ما بين َ‬
‫ويخطئ كثيرون في استعمال كلمة )بعض(‪:‬‬
‫فيقولون‬
‫والصواب‬
‫§ انضموا إلى بعضهم البعض‬
‫ك المدعوون ببعضهم البعض‬ ‫§ش ّ‬
‫ضهم البعض‬ ‫س بع َ‬ ‫§ سأل النا ُ‬
‫§ غضبوا من بعضهم البعض‬
‫§ لطباعتها بجوار بعضها البعض‬
‫ة عن بعضها البعض‬ ‫§ ليطبعها مفصول ً‬
‫ة ضمن بعضها البعض‬ ‫§ أقواس متداخل ٌ‬
‫حْرفي "سطر جديد" خلف بعضهما البعض‬ ‫§ نستخدم َ‬
‫جْرمان سماويان يدوران حول بعضهما‬ ‫§ ِ‬
‫ضهم إلى بعض‬ ‫§ انضم بع ُ‬
‫وين في بعض‬ ‫ض المدع ّ‬ ‫§ شك بع ُ‬
‫ضهم في بعض‬ ‫أو‪ :‬شك المدعوون بع ُ‬
‫ضهم بعضا ً‬ ‫س بع ُ‬ ‫§ سأل النا ُ‬
‫ضهم من بعض‬ ‫§ غضب بع ُ‬
‫ضها بجوار بعض‬ ‫§ لطباعة بع ِ‬
‫ضها بجوار بعض‬ ‫أو‪ :‬لطباعتها بع ِ‬
‫ضها عن بعض‬ ‫ً‬
‫§ ليطبعها مفصول بع ُ‬
‫ضها في بعض‬ ‫ل بع ُ‬ ‫س متداخ ٌ‬ ‫§ أقوا ٌ‬
‫خلف الخر‬ ‫ْ‬ ‫§ نستخدم حرفي )سطر جديد(‪ ،‬أحدهما َ‬
‫§ ‪ ...‬يدور أحدهما حول الخر‬

‫) ‪(46/1‬‬

‫مؤ َ ّ‬
‫سل‬ ‫مد َّبب( ‪ُ -‬‬ ‫مذ َّبب( ل ) ُ‬ ‫‪ُ ) -44‬‬
‫جاء في )لسان العرب(‪:‬‬
‫ْ‬
‫ه حين ي َطلع‬ ‫ف الناب‪ :‬ط ََرفُ ُ‬ ‫‪" -i‬أ َن ْ ُ‬
‫مْنتهاه‬
‫ل شيء‪ُ :‬‬ ‫فك ّ‬ ‫‪ -ii‬ط ََر ُ‬
‫قال بشار بن برد‪:‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫أل أيها السائلي جاهدا ِليعرَفني‪ ،‬أنا أْنف الكرم‬
‫دد من كل شيء‪".‬‬ ‫مح ّ‬ ‫مؤَّنف‪ :‬ال ُ‬ ‫‪ -iii‬ال ُ‬
‫َ‬ ‫مؤَّنف‪ ،‬أي المح ّ‬
‫دد )الحاّد( الطَرف!‬ ‫مدّبب( بمعنى ال ُ‬ ‫ويستعمل كثيرون كلمة ) ُ‬
‫ً‬
‫شيا رويدا‪ .‬كما جاء في )المعجم‬‫ً‬ ‫م ْ‬‫ب(‪ ،‬أي‪ :‬يمشي َ‬ ‫جعََله ي َدِ ّ‬ ‫مع أن‪) :‬د َب َّبه‪َ :‬‬
‫الوسيط(‪.‬‬
‫مدّبب( بمعنى )المؤّنف( خطأ ٌ نشأ عن‬ ‫وأرى أن الستعمال الشائع لكلمة ) ُ‬
‫مذ َّبب(‪ ،‬ولم ُأصاِدف تنبيها على هذا الخطأ!‬
‫ً‬ ‫تصحيف كلمة ) ُ‬
‫جاء في )اللسان(‪:‬‬
‫فَرت َْيه ]بعض السيوف له شفرة‬ ‫ش ْ‬ ‫حد ّ ط ََرِفه الذي بين َ‬ ‫سْيف‪َ :‬‬ ‫‪ُ" -i‬ذباب ال ّ‬
‫حد ّْيه‪ :‬ظ ُب ََتاه؛ وقيل‪ُ :‬ذباب السيف‪:‬‬ ‫واحدة‪ ،‬ولبعضها شفرتان[؛ وما حوله من َ‬
‫ده‪.‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ط ََرُفه المت َط َّرف الذي ُيضرب به‪ ،‬وقيل َ‬
‫ده‪ ،‬وهو ما يلي طرف السيف‪.‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ظبة السيف‪َ :‬‬ ‫سْهم‪ :‬ط ََرُفه‪ .‬و ُ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫‪ -ii‬ظ ُب َ ُ‬
‫ومثُله‪ُ :‬ذباُبه‪.‬‬
‫ل من أهل‬ ‫سر‪ ،‬فَأ َوّل ُْته أن يصاب رج ٌ‬ ‫ب سيفي ك ُ ِ‬ ‫ت ُذبا َ‬ ‫‪ -iii‬وفي الحديث‪ :‬رأي ُ‬
‫قتل حمزة‪.‬‬ ‫بيتي‪ ،‬ف ُ‬
‫ُ‬
‫حد ّ من‬‫فَرس‪ :‬ما َ‬ ‫ن النسان وال َ‬ ‫ذباب من أذ ُ ِ‬ ‫دها‪ .‬وال ّ‬ ‫ح ّ‬
‫ن ال ِِبل‪َ :‬‬‫ب أسنا ِ‬ ‫‪ُ -iv‬ذبا ُ‬
‫طرفها‪".‬‬
‫مْنتهاه؛ وهو القطعة التي‬ ‫َ‬
‫ُذباب السيف إذن هو موضعُ التقاِء شفرتيه‪ ،‬طَرُفه‪ُ ،‬‬
‫سرت‪.‬‬ ‫ذكر الحديث السابق أنها ك ُ ِ‬
‫مذ َّبب‪.‬‬ ‫ف حاّد‪ ،‬فهو ُ‬ ‫وكل ما له ُذباب‪ ،‬أي ط ََر ٌ‬
‫جاء في )المعجم الوسيط(‪:‬‬
‫مذ َّبب‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ح طويل ُ‬ ‫م‪ :‬طائر غزير الريش‪ ،... ،‬وله جنا ٌ‬ ‫خ ُ‬ ‫‪ -i‬الّر َ‬
‫مذّببان‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -ii‬الّزْرزور‪ :‬طائر‪ ،...‬وجناحاه طويلن ُ‬
‫مذ َّببة كالشوكة‪ُ ،‬يتناول بها بعض الطعام‪.‬‬ ‫‪ -iii‬الشوكة‪ :‬أداةٌ ذات أصابع دقيقة ُ‬
‫مذ َّببتان‪ ،‬إحداهما ثابتة‬ ‫سّنان ُ‬ ‫مة‪ :‬مقياس من المعدن‪ ،‬ث ُّبت فيه ِ‬ ‫قد َ َ‬ ‫‪ -iv‬ال َ‬
‫قدم‬ ‫ميه في سورية‪ :‬ال َ‬ ‫والخرى متحركة تقاس به الطوال‪) .‬وهو ما نس ّ‬
‫قَنوّية ‪.(Pied à coulisse‬‬ ‫ال َ‬

‫) ‪(47/1‬‬

‫مذ َّببة تساعده في الرتكاز‬ ‫قّراع‪ :‬طائر‪...‬وريشات ذيله ك َّزة ُ‬ ‫‪ -v‬ال َ‬


‫على الشجار‪...‬‬
‫مذ َّبب ذو جوانب ُ‬
‫مزّودة‬ ‫سر‪ :‬طائر من الجوارح ‪ ...‬وله منقار معقوف ُ‬ ‫‪ -vi‬الن ّ ْ‬
‫بقواطع حاّدة‪.‬‬
‫ل(؛ فقد جاء في معاجم اللغة )اللسان‪ ،‬متن‬ ‫س ُ‬‫مؤ َ ّ‬ ‫مذ َب ّ ِ‬
‫ب( )ال ُ‬ ‫ه بـ )ال ُ‬‫وشبي ٌ‬
‫اللغة‪ ،‬الوسيط(‪:‬‬
‫ّ‬
‫ست َد َقه‪.‬‬ ‫سَلة‪ :‬ط ََر ُ‬ ‫َ‬
‫م ْ‬
‫صل أي ُ‬ ‫ق‪ .‬ومنه أسلة الن ّ ْ‬ ‫سَتد ّ‬
‫م ْ‬ ‫ف الشيِء ال ُ‬ ‫ال َ‬
‫صل الرمح(‪.‬‬ ‫سنان )أي طرف ن َ ْ‬ ‫والسلة‪ :‬طرف اللسان وطرف ال ّ‬
‫ف حاّد(‪.‬‬‫َ ٌ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫له‬ ‫ما‬ ‫)أي‬ ‫دد من كل شيء‬ ‫ح ّ‬‫م َ‬‫سل‪ :‬ال ُ‬ ‫والمؤَ ّ‬

‫) ‪(47/2‬‬

‫َ‬
‫ن ‪ -‬تأمين‬ ‫ن ي ُؤَ ّ‬
‫م ُ‬ ‫م َ‬
‫‪ -45‬أ ّ‬
‫جاء في )المعجم الوسيط(‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫م‬ ‫من تأمينًا( فلنًا‪َ :‬‬
‫جعَله في أ ْ‬ ‫من )يؤ ّ‬ ‫§ "أ ّ‬
‫جعََله َأمينا ً عليه‪.‬‬
‫ه عليه؛ وَِثق به واطمأن إليه‪ ،‬أو َ‬
‫َ‬
‫من فلنا ً على كذا‪ :‬أ ِ‬
‫من َ ُ‬
‫َ‬
‫§أ ّ‬
‫جما ً ]أي على أقساط[‬ ‫من على الشيء ]لدى شركة التأمين[‪ :‬د َفَعَ مال ً ُ‬
‫من َ ّ‬ ‫§أ ّ‬
‫َ‬
‫من‬ ‫قد‪ .‬يقال‪ :‬أ ّ‬ ‫ما فَ َ‬ ‫درا ً من المال متفقا ً عليه‪ ،‬أو تعويضا ً ع ّ‬ ‫ل هو أو ورثته قَ ْ‬ ‫لين َا َ َ‬
‫على حياته‪ ،‬أو على داره أو سيارته‪...‬‬
‫من على دعائه‪ :‬قال آمين‪".‬‬ ‫َ‬
‫§أ ّ‬
‫وعلى هذا يمكن القول‪:‬‬
‫ضعُ مسمار المان في وضٍع يجعل السلح مأمونًا‪.‬‬ ‫§ تأمين السلح‪ :‬وَ ْ‬
‫ل استخدامها مأمونا ً )ل يقتل‬ ‫جعْ ُ‬
‫رية‪ :‬أي َ‬ ‫ش ِ‬‫ح َ‬
‫§ تأمين استخدام المبيدات ال َ‬
‫الحيوانات مث ً‬
‫ل(‪.‬‬
‫ً‬
‫من شرطي المرور عبوَر التلميذ للشارع )يجعله مأمونا(‪.‬‬ ‫§ يؤ ّ‬
‫قِله‪،‬‬
‫§ كان هدف هذا البحث العلمي‪ :‬توفير الدم النظيف‪ ،‬وتأمين عملية ن َ ْ‬
‫ن عونا ً حقيقيا ً للمرضى‪ ،‬فل يضيف إلى ما ابتلوا به بلًء أفدح )إيدز مث ً‬
‫ل(‪.‬‬ ‫ليكو َ‬
‫وكثيرا ما يكون استعمال كلمة )تأمين( غير سليم‪ .‬وفي هذه الحالت من‬ ‫ً‬
‫السلم والصوب استعمال ما يناسب السياق من الكلمات التية‪:‬‬
‫تزويد‪ ،‬تحقيق‪ ،‬توفير‪ ،‬إتاحة‪ ،‬إعداد‪ ،‬تهيئة‪ ،‬الحصول على‪ ،‬تجهيز‪ ،‬بحيث يمكن‪،‬‬
‫تحضير‪ ،‬تدبير‪...‬‬
‫فيقول بعضهم‬
‫والصوب‬
‫§ لتأمين راحة المصطافين‬
‫§ ُيرجى تأمين ما يلي لحاسوب الدارة‪:‬‬
‫§ قبل البدء بالتجارب يجب تأمين الجهزة اللزمة‬
‫ب لتأمين مستلزمات الرحلة‬ ‫§ ذ َهَ َ‬
‫سّرّية التصالت‬ ‫§ لتأمين ِ‬
‫منة‬ ‫§ المواصلت إلى مكان الحتفال مؤ ّ‬
‫§ لتوفير الراحة للمصطافين‬
‫§ يرجى تزويد حاسوب الدارة بمايلي‪:‬‬
‫§ قبل البدء بالتجارب يجب توفير الجهزة اللزمة‬
‫§ ذهب لحضار ‪ /‬للتيان بـ ‪ /‬لعداد ‪ /‬للتزود بمستلزمات الرحلة‬
‫سّرية التصالت‬ ‫§ لتحقيق ِ‬
‫ّ‬
‫§ المواصلت إلى مكان الحتفال متوفرة‬

‫) ‪(48/1‬‬

‫‪ -46‬وَفََر؛ وَّفر؛ ت َوَّفر؛ توافر‬


‫جاء في معاجم اللغة وكتبها‪:‬‬
‫فُر وَْفرا ً و وُُفورا‪ :‬ك َُثر واتسع فهو وافر )واسم التفضيل أوفر؛‬
‫ً‬ ‫أ‪ -‬وَفََر الشيُء ي َ ِ‬
‫ً‬
‫ن حظا في النجاح(‪.‬‬ ‫ن أوفُر من فل ٍ‬ ‫يقال‪ :‬فل ٌ‬
‫ل وَفٌْر‬ ‫فالوَْفر مصدٌر بمعنى الكثرة والتساع‪ ،‬كالوفرة‪ .‬ويوصف به فيقال‪ :‬ما ٌ‬
‫ر(‬‫ومتاع ٌ وَفٌْر‪ :‬أي كثير واسع‪ ،‬كالوافر )ومن الموّلد‪ :‬الوفير بمعنى الواف ‍‬
‫والوَْفر‪ :‬الغنى‪] .‬تستعمل العامة )الوفر( بمعنى ما اقُتصد‪ ،‬ما أمكن استبقاؤه‬
‫ن ل أث ََر لهذا المعنى في اللغة[‪.‬‬‫وعدم إنفاِقه ‪ /‬استهلكه‪ .‬ونرى أ ْ‬
‫مه‬‫ره‪ ،‬لم تعد َ ْ‬ ‫ً‬
‫من كان سببا لذهاب وَفْ ِ‬ ‫قال الجاحظ )البخلء‪ ..." :(264 /‬و َ‬
‫ره‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫سرة ُ من نفسه‪ ،‬واللئمة من غيره‪ ،‬وقلة الرحمة وكثرة الشماتة‪] ".‬وَف ِ‬ ‫ح ْ‬‫ال َ‬
‫سعَِته[‪.‬‬‫= َ‬
‫أما الموفور )=الوافر( فهو التام من كل شيء‪ .‬يقال‪ :‬أتمنى لكم موفور‬
‫الصحة‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫ب‪ -‬وَفَّر الشيَء توفيرا‪ :‬كثره‪.‬‬
‫ّ‬
‫جعََله وافرًا‪.‬‬
‫صه و َ‬ ‫مَله ولم ي َن ْ ُ‬
‫ق ْ‬ ‫ن طعامه‪ :‬ك َ ّ‬ ‫وَّفر لفل ٍ‬
‫َ‬
‫قصه‪.‬‬ ‫مه ولم ي َن ْ ُ‬ ‫وّفر له الشيَء توفيرًا‪ :‬إذا أت َ ّ‬
‫جاء في )محيط المحيط(‪" :‬والعامة تستعمل )التوفير( في النفقة بمعنى‬
‫التقتير‪ ،‬وضد السراف‪ ".‬أقول‪ :‬بل الشائع لدى العامة الن هو استعمال‬
‫)التوفير( بمعنى القتصاد في النفقة واختصارها )ل التقتير(‪ .‬ويمكن توجيه‬
‫هذا الستعمال‪ ،‬باعتبار أن القتصاد في النفقة ُيوّفر )ُيكّثر( الباقي في حوزة‬
‫فق‪...‬‬ ‫المن ِ‬
‫ويمكن تخريج التسمية )صندوق توفير البريد( على اعتبار أن الصل هو‬
‫)صندوق التوفير البريدي(‪ ،‬لن الدخار في )مؤسسة البريد( يؤدي إلى توفير‬
‫دخر‪ ،‬أي تكثيره‪.‬‬ ‫المال الم ّ‬
‫ت إلى تفريق أجزائه على العضاء‬ ‫صْر ُ‬‫ما ِ‬ ‫قال الجاحظ )البخلء‪ ..." :(22/‬فل ّ‬
‫]الضمير عائد لماء الوضوء[ وإلى التوفير عليها من وظيفة الماء ]أي التكثير‬
‫ت في العضاء على الماء فضل ً ]أي وجد أعضاًء ل ماء لها[‬ ‫والسباغ[ وجد ُ‬
‫ت القتصاد َ في أوائله‪"...‬‬ ‫ّ‬
‫م كن ْ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫ن لو كن ُ‬‫تأ ْ‬ ‫فعَِلم ُ‬

‫) ‪(49/1‬‬

‫وقال )ص ‪ (22‬في خطاب إلى بخيل‪ ..." :‬وإن إطناَبك في وصف الترويج‬
‫ل على خبيء سوء‪ ،‬وشاهد ٌ‬ ‫سن التعهد والتوفير ]أي التكثير[ دلي ٌ‬ ‫ح ْ‬‫والتثمير و ُ‬
‫ب ود ََبر ]أي انتهاء المر إلى فساد[‪".‬‬ ‫على عي ٍ‬
‫مدة‪ ،‬وَتمّتع بالنعمة‪ ،‬ولم‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬ ‫فق قد ربح ال َ‬ ‫من ْ ِ‬
‫ن ال ُ‬ ‫وقال )ص ‪ ..." :(223‬إل أ ّ‬
‫قها‪ ،‬ووَفَّر عليها نصيَبها ]أي‬ ‫ل خصلة من هذه ح ّ‬ ‫طل المقدرة‪ ،‬ووَّفى ك ّ‬ ‫ي ُعَ ّ‬
‫سه‪ ،‬وبالك َد ّ‬‫ف ِ‬‫صر ن ْ‬‫ح ْ‬ ‫بب َ‬ ‫معذ ّ ٌ‬ ‫ك ُ‬‫س ُ‬‫م ِ‬‫م ْ‬ ‫أعطاها نصيبها كامل ً فاستوفته[ وال ُ‬
‫لغيره‪"...‬‬
‫وعلى هذا يمكن القول‪ :‬توفير الخدمات ‪ /‬المعلومات ‪ /‬المال اللزم‬
‫للمشروع‪...‬‬
‫صل دون نقص‪.‬‬ ‫ح ّ‬‫ج ‪ -‬ت َوَّفر الشيُء )مطاوع وَفر(‪ :‬إذا ت َ َ‬
‫ّ‬
‫عى‬ ‫مته إليه‪ .‬ت َوَّفر على صاحبه‪َ :‬ر َ‬ ‫ومن المجاز‪ :‬توّفر على كذا‪ :‬صرف هِ ّ‬
‫ل هذه المشكلة"‪.‬‬ ‫حُرماِته وب َّره‪") .‬وأرجو مخلصا ً أن يتوفر المؤتمر على ح ّ‬ ‫ُ‬
‫جه إلى مؤتمر مجمع القاهرة(‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مو‬ ‫الكلم‬
‫ع‬
‫ُ‬ ‫ويقط‬ ‫القلب‪،‬‬ ‫ذكاء‬ ‫وي‬ ‫يق‬
‫ُ ّ‬ ‫النظر‬ ‫عدم‬ ‫"إن‬ ‫شار‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ْ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫الغاني‬ ‫صاحب‬ ‫حكى‬
‫سه‪".‬‬ ‫ح ّ‬ ‫عنه الشغل بما ينظر إليه من أشياء‪ ،‬في ََتوّفر ِ‬
‫حلب‪".‬‬ ‫ْ‬ ‫ن على ال َ‬ ‫وقال المرتضى في أماليه‪" :‬فيَتوفُّر اللب ُ‬
‫وقال أبو علي المرزوقي في شرح الحماسة‪" :‬وإن العناية متوّفرة من‬
‫جهتهم‪".‬‬
‫وتان للنسان‬ ‫ق ّ‬‫مقابساته‪" :‬ولهذا ل تتوّفر ال ُ‬ ‫وقال أبو حّيان التوحيدي في ُ‬
‫الواحد‪".‬‬
‫مع‪.‬‬ ‫ج ّ‬‫وبهذا يستبين أن‪) :‬ت َوَّفر الشيُء( يعني وَفََر وت َ َ‬
‫لذا يمكن القول‪ :‬عند َتوّفر الشروط؛ ت َوَّفر فيه الذكاء ‪ /‬المؤهلت ‪ /‬الشروط‬
‫المطلوبة‪...‬‬
‫وافرا‪ :‬كثر واتسع فهو وافر‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫د‪َ -‬توافََر الشيُء‪ :‬ت َ َ‬
‫هم كثير‪ ،‬أو فيهم ك َْثرة‪،‬‬ ‫هم متوافرون‪ُ :‬‬ ‫جاء في معجم )متن اللغة(‪" :‬و ُ‬
‫متكاثرون"‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ونلحظ الفرق بين )توفر( و)توافر(‪ .‬كما نلحظ في القوال )الشواهد(‬
‫الربعة التي أوردناها في الفقرة ج‪ ،‬مجيَء )ت َوَّفر( ل )توافََر(!‬
‫وفيما يلي نماذج من استعمالت جان ََبها التوفيق‪:‬‬
‫ضهم‬‫يقول بع ُ‬
‫والفضل‬
‫ت والمال‬‫§ ‪ ...‬وهذا يوّفر الوق َ‬

‫) ‪(49/2‬‬

‫§ ‪ ...‬وهذا يوّفر الجهد‬


‫§ وبفضل هذا التعديل في العقد أمكن توفير مبلغ ضخم‪.‬‬
‫مه أن يوفر أكبر قد ْرٍ من دخله‪.‬‬ ‫§ كان ه ّ‬
‫ّ‬
‫§ ‪ ...‬وهذا المر وفر عليه مصروفات كثيرة‪.‬‬
‫§ هذا المحرك يوفر الكثير من الوقود‬
‫§ هذه المادة أوفر من تلك )بمعنى أرخص ‍(‬
‫§ وبفضل ترشيد استهلك الطاقة صارت نسبة الوفر في الوقود ‪ 30‬بالمئة‬
‫§ استطاع أن يوفر هذا المبلغ الضخم في سنة واحدة‬
‫§ لتوفير إمكان التحليل الحصائي ِلكذا‪...‬‬
‫§ ‪ ...‬وبهذا استطاع توفير مبلغ مليون ل‪.‬س‪.‬‬
‫§ وفي هذا اقتصاد في الوقت والمال ‪ /‬وهذا يقتصد في الوقت والمال‪.‬‬
‫§ ‪ ...‬وهذا يختصر الجهد )أي‪ :‬يحذف الفضول منه(‪.‬‬
‫ب‪ :‬ربح(‬ ‫س َ‬
‫ب مبلغ‪) ...‬ك ِ‬ ‫س ُ‬
‫§ وبفضل‪ ...‬أمكن ك ْ‬
‫دخر ‪ /‬يستبقي ‪ /‬يستفضل ‪ /‬أكبر قدر من دخله‪.‬‬ ‫§ كان همه أن ي ّ‬
‫ت كثيرة‪.‬‬ ‫§ وهذا المر أعفاه من ‪ /‬أسقط عنه ‪ /‬أتاح له اختصار ‪ /‬نفقا ٍ‬
‫§ هذا المحرك اقتصادي ‪ /‬يستهلك القليل من الوقود ‪ /‬يخفض استهلك‬
‫الوقود كثيرًا‪.‬‬
‫ة أق ّ‬
‫ل‪.‬‬ ‫§ هذه المادة اقتصادية أكثر من تلك ‪ /‬تقتضي نفق ً‬
‫فض ‪ /‬إنقاص ‪ /‬القلل من استهلك الوقود ‪30‬‬ ‫§ وبفضل‪ ...‬صارت نسبة ‪ /‬خ ْ‬
‫بالمئة‬
‫سب في الوقود ‪ 30‬بالمئة مما كان ُيستهلك‪.‬‬ ‫§ ‪ ...‬صار الك ْ‬
‫§ ‪ ...‬صار يمكن اقتصاد ‪ 30‬بالمئة من الوقود الذي كان ُيستهلك‪.‬‬
‫§ ‪ ...‬انخفض استهلك الوقود بنسبة ‪ 30‬بالمئة‬
‫دخر هذا المبلغ الضخم في سنة واحدة‬ ‫§ استطاع أن يقتصد ‪ /‬ي ّ‬
‫ً‬
‫§ لتاحة التحليل الحصائي لكذا‪ / ...‬بحيث يمكن تحليل كذا إحصائيا‪...‬‬
‫§ وبهذا استطاع أن يقتصد مبلغ‪...‬‬
‫§ وبهذا استطاع أن يختصر من النفقات مبلغ‪...‬‬
‫سب بخفض النفقة مبلغ‪...‬‬ ‫§ وبهذا ك َ ِ‬

‫) ‪(49/3‬‬
‫‪ -47‬في اسم التفضيل والخطأ في استعماله‬
‫سن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أو ً‬
‫ح َ‬ ‫ل‪ -‬وزنه‪ :‬لسم التفضيل وزن واحد‪ ،‬وهو )أفَعل( ومؤنثه )فعْلى( كأ ْ‬
‫سنى‪ ،‬وأفضل وُفضلى‪.‬‬ ‫ح ْ‬ ‫و ُ‬
‫مْين‪.‬‬ ‫عظمان ‪ /‬أعظ ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫ين(‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫‪/‬‬ ‫علن‬ ‫ْ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫)‬ ‫على‬ ‫)أفعل(‬ ‫نى‬ ‫يث‬ ‫تثنيته‪:‬‬ ‫ً‬
‫ا‪-‬‬ ‫ثاني‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫سن َي َْين‪.‬‬‫ُ ْ‬ ‫ح‬ ‫‪/‬‬ ‫سنيان‬
‫ُ ْ‬‫ح‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫ين(‪،‬‬ ‫ي‬
‫ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫‪/‬‬ ‫يان‬‫ْ َ‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬‫ُ‬ ‫ف‬‫)‬ ‫على‬ ‫وتثّنى )ُفعلى(‬
‫معه‪ُ :‬يجمع )أفعل( للعاقل جمعَ تصحيح على )أفْعَُلون ‪ /‬أفْعَل ِْين( أو‬ ‫ج ْ‬‫ثالثًا‪َ -‬‬
‫ضلْين؛ أَفاضل‪.‬‬ ‫ضلون ‪ /‬أفْ َ‬ ‫ُ‬ ‫جمعَ تكسير على )أفاعل(‪ ،‬نحو‪ :‬أف َ‬
‫سن ََيات‪.‬‬
‫ح ْ‬
‫ضلَيات‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫وُتجمع‪) :‬فُْعلى( على )فُعْل ََيات(‪ ،‬نحو‪ :‬فُ ْ‬
‫ويرى بعض النحاة أن تأنيث أفعل التفضيل المحّلى بأل )أي‪ :‬الفعل( على‬
‫فْعلى(‪ ،‬وجمَعه على )الفاعل( مقصور على السماع‪ ،‬ويرى آخرون أن ذلك‬ ‫)ال ُ‬
‫قياسي‪ .‬وقد قرر مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة ‪ 1967‬جواز جمع‬
‫ف‬
‫فْعلى(‪ ،‬ويلحق به في ذلك المضا ُ‬ ‫)الفعل( على )الفاعل( وتأنيثه على )ال ُ‬
‫ل الناس‪.‬‬ ‫ل؛ يا أفاض َ‬ ‫إلى معرفة‪ ،‬نحو‪ :‬يا أيها الفاض ُ‬
‫غه‪ :‬يصاغ اسم التفضيل من الفعل الثلثي القابل للتفضيل‪ ،‬غير‬ ‫صوْ ُ‬ ‫رابعًا‪َ -‬‬
‫ل(‪ ،‬فل يقال‪ :‬هذا أعوُر من هذا‪ ،‬ول أكحل‬ ‫ح َ‬‫ة )ك َ ِ‬ ‫حْلي ً‬‫دال على عيب )عَوَِر( أو ِ‬ ‫ال ّ‬
‫منه‪.‬‬
‫وهناك أقوال مسموعة شاذة‪ ،‬ل يقاس عليها!‬
‫وف الشروط المذكورة‪ ،‬يؤتى بمصدره منصوبا ً‬ ‫ست َ ْ‬
‫وإذا أريد َ صوغه مما لم ي َ ْ‬
‫د( أو )أكثر( أو نحوهما‪ .‬تقول‪ :‬هو أشد إيمانًا‪ ،‬وأبلغ عورًا‪ ،‬وأوفر‬ ‫بعد )أش ّ‬
‫كح ً‬
‫ل‪...‬‬
‫ً‬
‫ملحظة‪ :‬قد يستعمل اسم التفضيل عاريا عن معنى التفضيل‪ ،‬كقولك‪:‬‬
‫م أصَغرهم وأكَبرهم( تريد‪ :‬صغيَرهم وكبيَرهم‪.‬‬ ‫ت القو َ‬ ‫)أكرم ُ‬
‫وكقول العروضيين )فاصلة صغرى‪ ،‬وفاصلة كبرى(‪ ،‬أي صغيرة وكبيرة‪.‬‬
‫وكما نقول الن‪) :‬دولة عظمى( أي عظيمة‪ ،‬و)دراسات عليا( أي عالية‪...‬‬
‫خامسًا‪ -‬أحواله وأحكامه‪ :‬لسم التفضيل أربع حالت‪:‬‬
‫أ ‪َ -‬تجّرُده من )أل( والضافة‪:‬‬

‫) ‪(50/1‬‬

‫ضل‪ ،‬وأن تتصل به‬ ‫ف ّ‬


‫م َ‬
‫في هذه الحالة‪ ،‬ل بد من إفراده وتذكيره مهما يكن ال ُ‬
‫ن( الجاّرة للمفضل عليه‪ .‬تقول‪:‬‬ ‫م ْ‬‫) ِ‬
‫ل من القاعدين‪.‬‬ ‫ل من هذا؛ المجاهدون أفض ُ‬ ‫ل من سعيد؛ هذان أفض ُ‬ ‫خالد أفض ُ‬
‫ل من‬‫ل من هذه ‪ /‬هاتين؛ المتعلمات أفض ُ‬ ‫ل من ليلى؛ هاتان أفض ُ‬ ‫سلمى أفض ُ‬
‫درة‪ .‬وقد اجتمع إثباتها وحذفها في التْنزيل‬ ‫من" مق ّ‬ ‫الجاهلت‪ .‬وقد تكون " ِ‬
‫ً‬
‫العزيز‪? :‬أنا أكثُر منك مال ً وأعّز نفرا?‪.‬‬
‫ب ‪ -‬اقترانه بأل‪:‬‬
‫ن الفضل من فلن!‪،‬‬ ‫من(‪ ،‬فل يقال‪ :‬فل ٌ‬ ‫في هذه الحالة يمتنع وصله بـ ) ِ‬
‫ويجب مطابقته للمعرفة ]اسما ً كانت أو ضميرًا[ التي قبله تذكيرا ً وتأنيثا ً‬
‫وعددا ً )أي من حيث الفراد والتثنية والجمع(‪ .‬تقول‪:‬‬
‫هو الفضل‪ ،‬وهما الفضلن‪ ،‬وهم الفضلون‪.‬‬
‫َ‬
‫فضلَيات‪.‬‬ ‫ضل ََيان‪ ،‬وه ّ‬
‫ن ال ُ‬ ‫ف ْ‬‫ضلى‪ ،‬وهما )الفتاتان( ال ُ‬ ‫ف ْ‬
‫وهي ال ُ‬
‫وفي التْنزيل العزيز‪:‬‬
‫م ربك العلى?‪.‬‬ ‫سب ِّح اس َ‬
‫? َ‬
‫?اقرأ وربك الكرم?‪.‬‬
‫ة الله هي العليا?‪.‬‬
‫ل كلمة الذين كفروا السفلى‪ ،‬وكلم ُ‬ ‫جعَ َ‬ ‫?و َ‬
‫سنى? أي العاقبة الحسنى )الجنة(‪.‬‬ ‫ح ْ‬ ‫ً‬
‫?وكل وَعَد َ الله ال ُ‬
‫سن َي َْين?‪.‬‬
‫ُ ْ‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫إحدى‬ ‫إل‬ ‫بنا‬ ‫صون‬ ‫?قل هل ت ََرب ّ ُ‬
‫ويسترعي النتباه التركيب القرآني التي‪:‬‬
‫?ِادفع بالتي هي أحسن? أي بالخصلة التي هي أحسن )كدفع الجهل بالحلم(‬
‫َ‬
‫صوب‪.‬‬‫عدل وأ ْ‬‫م? أي للطريقة التي هي أ ْ‬ ‫?إن هذا القرآن يهدي ل ِّلتي هي أقْوَ ُ‬
‫مع مؤنثا ً )ما عدا جمع المذكر السالم( وجب تأنيث اسم‬ ‫ج ْ‬‫ولما كان كل َ‬
‫التفضيل العائد إليه‪ .‬ولكن إذا كان الجمع لغير العاقل‪ ،‬جاز في اسم التفضيل‬
‫الفراد والجمع‪ .‬تقول‪:‬‬
‫ن الصغريات‪.‬‬ ‫هؤلء الفتيات ه ّ‬
‫ُ‬
‫هذه ‪ /‬هؤلء الشجار هي الكبرى ‪ /‬الكب َْرَيات‪.‬‬
‫هذه المباني ‪ /‬الحدائق هي الكبرى ‪ /‬الكبريات )ول يجوز‪ :‬هي الكبر!!!(‪.‬‬
‫دنا المباني ‪ /‬الحدائق الكبرى‪) .‬ويمكن أداء هذا المعنى بتغيير التركيب‬ ‫شاهَ ْ‬
‫واستعمال اسم التفضيل المجرد من )أل(‪ :‬شاهدنا أكبَر المباني ‪ /‬الحدائق(‪.‬‬
‫ج من أفصِح الكلم وهو التْنزيل العزيز‪:‬‬ ‫وفيما يلي نماذ ُ‬

‫) ‪(50/2‬‬

‫ؤمنين?‪.‬‬ ‫م ْ‬
‫ن كنتم ُ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫م ال َعْل َوْ َ‬ ‫حزنوا وأنت ُ ُ‬ ‫?ول ت َهُِنوا ول ت َ ْ‬
‫ؤكم الْقدمون?‪.‬‬ ‫َ‬ ‫م وآبا ُ‬ ‫?أنت ُ‬
‫عشيرتك الْقربين?‪.‬‬‫َ‬ ‫?وأ َن ْذِْر َ‬
‫ك واّتبَعك ال َْرَذلون?‪.‬‬ ‫ن لَ َ‬ ‫َ‬
‫م ُ‬ ‫?قالوا أن ُؤْ ِ‬
‫خسرون?‪.‬‬ ‫م ال َ ْ‬ ‫خرة هُ ُ‬ ‫م أنهم في ال ِ‬ ‫جَر َ‬ ‫?ل َ‬
‫ً‬
‫خسرين أعمال?‪.‬‬ ‫ُ‬
‫?قل هل ن ُن َب ّئ ُكم بال ْ‬
‫وجاء في )نهج البلغة( من كلم المام علي بن أبي طالب كّرم الله وجهه‬
‫)ص ‪:(497‬‬
‫درا‪ً.‬‬ ‫ً‬
‫‪ ...‬أولئك ‪ -‬والله ‪ -‬القلون عددا‪ ،‬والعظمون عند الله ق ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫ددا ْ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫آ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ت ذاك الَعشيرةُ والثَروْ َ‬ ‫م المجد قد عَِلم ْ‬ ‫سَنا ُ‬ ‫ل الّزب َي ْرِ َ‬
‫َ‬
‫ي(‬‫)الْثرون‪ :‬الكثرون َثراًء‪ ،‬جمع الث َْرى‪ ،‬وهو اسم تفضيل من ث َرِ َ‬
‫ج ‪ -‬إضافته إلى نكرة‪:‬‬
‫من(‪ ،‬ويجب إفراده وتذكيره‪ .‬تقول‪:‬‬ ‫صله بـ ) ِ‬ ‫في هذه الحالة يمتنع و ْ‬
‫ل رجال‪.‬‬ ‫جلين؛ المجاهدون أفض ُ‬ ‫لر ُ‬ ‫ل قائد؛ هذان أفض ُ‬ ‫خالد أفض ُ‬
‫ل نساء‪.‬‬ ‫ل امرأتين؛ المتعلمات أفض ُ‬ ‫ل شاعرة؛ هاتان أفض ُ‬ ‫الخنساء أفض ُ‬
‫د‪ -‬إضافته إلى معرفة‪:‬‬
‫ل القوم من فلن‪،‬‬ ‫في هذه الحالة يمتنع وصله بـ )من(‪ ،‬فل يقال‪ :‬فلن أفض ُ‬
‫ويجوز فيه وجهان‪:‬‬
‫الول‪ :‬إفراده وتذكيره‪ ،‬كالمضاف إلى نكرة‪ ،‬نحو‪ :‬هم أفضل الناس‪.‬‬
‫س على حياة?‪.‬‬ ‫ص النا ِ‬ ‫جد َن ُّهم أحر َ‬ ‫?ول َت َ ِ‬
‫الثاني‪ :‬مطابقته لما قَْبله‪ ،‬كالمقترن بأل‪ ،‬نحو‪ :‬هم أفضلو الناس‪.‬‬
‫?وما نَراك ات ّب ََعك إل الذين هم َأراذُِلنا بادِيَ الرأي?‪.‬‬
‫ي وأ َْقرب ِ ُ‬
‫كم‬ ‫كم إل ّ‬ ‫وقد اجتمع الوجهان في الحديث الشريف‪" :‬أل ُأخبركم بَأحب ّ ُ‬
‫فون‬‫كنافًا‪ ،‬الذين يأ ْل َ ُ‬ ‫مو َ ّ‬
‫طؤون أ ْ‬ ‫كم أخلقًا‪ ،‬ال ُ‬‫سن ُ ُ‬
‫س يوم القيامة‪ ،‬أحا ِ‬ ‫مني مجال َ‬
‫وي ُؤْل َ ُ‬
‫فون‪".‬‬
‫حّبكم‪...‬‬ ‫َ‬
‫المعنى‪ :‬أل أخبركم بالذين هم أ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سن‪ :‬أسماء تفضيل مضافة إلى معارف(‪.‬‬ ‫ب وأْقرب وأحا ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫)أ َ‬
‫صْرف‪:‬‬ ‫من ُْعه من ال ّ‬ ‫سادسًا‪َ -‬‬
‫صْرُفه و َ‬
‫َ‬
‫صفة( على وزن )أفَْعل( ُيمنع من الصرف )أي يمنع‬ ‫من المعلوم أن السم )وال ِ‬
‫من التنوين وُيجّر بالفتحة نيابة عن الكسرة(‪ .‬يقال‪ :‬الجمل ينفع سكان‬
‫الصحراء في أكث ََر من وجه‪.‬‬

‫) ‪(50/3‬‬

‫َ‬
‫ن منها أو ُرّدوها?‪.‬‬‫س َ‬ ‫حّييُتم بتحي ّةٍ فَ َ‬
‫حّيوا ب ِأح َ‬ ‫وفي التْنزيل العزيز‪? :‬وإذا ُ‬
‫َ‬
‫ح من ذاك‪.‬‬ ‫ويقال‪ :‬هذا التركيب أفْ َ‬
‫ص ُ‬
‫د‪.‬‬
‫ج َ‬ ‫ويقال‪ :‬كان خالد ٌ رجل ً عظيما ً أ ْ‬
‫م َ‬
‫ولكن السم )والصفة( ِوزان )أفعل( ُيجّر بالكسرة على الصل في حالتين‪:‬‬
‫ل المجد ِ خالد‪.‬‬ ‫ت إلى الرج ِ‬ ‫الولى‪ :‬إذا اقترن بأل‪ ،‬نحو‪ :‬تحدث ُ‬
‫الثانية‪ :‬إذا أضيف إلى اسم بعده‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫قويم?‪.‬‬ ‫ن تَ ْ‬
‫س ِ‬ ‫ن في أح َ‬ ‫قنا النسا َ‬ ‫خل ْ‬‫?لقد َ‬
‫حك َم ِ الحاكمين?‪.‬‬ ‫ه بأ ْ‬
‫?أليس الل ُ‬
‫سابعًا‪ -‬وفيما يلي قائمة ببعض أسماء التفضيل‪ ،‬المسموعة والمقيسة‪،‬‬
‫وللقارئ ‪ -‬بناء على قرار مجمع القاهرة ‪ -‬أن يقيس عليها فيمل الفراغات في‬
‫القائمة‪ ،‬أو يشتق غيرها من أسماء التفضيل‪.‬‬
‫المفرد المذكر‬
‫جمع المذكر‬
‫)تصحيح‪/‬تكسير(‬
‫المؤنث المفرد‬
‫يقال‪:‬‬
‫أعلى‬
‫علون)‪/(1‬العالي‬ ‫ال َ‬
‫عُْليا)‪(2‬‬
‫أعالي الجبال‪/‬الشجار‪/‬البحار‬
‫أدنى‬
‫د ُْنيا‬
‫أوسط‬
‫‪/‬أواسط‬
‫وسطى‬
‫أقصى‬
‫‪/‬القاصي‬
‫قصوى)‪(3‬‬
‫أقاصي الرض‬
‫أكثر‬
‫الكثرون‪/‬‬
‫كْثرى‬
‫أق ّ‬
‫ل‬
‫ّ‬
‫القلون‪/‬‬
‫قُّلى‬
‫أكرم‬
‫الكرمون‪ /‬الكارم‬
‫كرمى‬
‫يا أكرم الكرمين‬
‫أمثل‬
‫‪/‬أماثل‬
‫مثلى‬
‫أمجد‬
‫‪/‬أماجد‬
‫جدى)‪(4‬‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫أيها السادة الماجد‬
‫أوثق‬
‫ُوثقى‬
‫أفصح‬
‫فصحى‬
‫أسرع‬
‫سرعى‬ ‫ُ‬
‫أ َْولى‬
‫وُْليا‬
‫أسمى‬
‫ميا‬ ‫س ْ‬ ‫ُ‬
‫أقوى‬
‫قُّيا)‪(5‬‬
‫أحلى‬
‫حْلوى)‪(6‬‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫مّر )ضد أحلى(‬ ‫َ‬
‫أ َ‬
‫مّرى‬ ‫ُ‬
‫)‪ (1‬حذفت اللف للتقاء الساكنين )الصل‪ :‬العْل َْون ? العلون(‪.‬‬
‫)‪ (2‬كتبت الِلف المتطرفة قائمة )ل بصورة الياء مثل ُفعلى( لنها مسبوقة‬
‫بياء!‬
‫صيا‪ :‬ويستعمله غير‬ ‫ً‬
‫)‪ (3‬هذا البناء شاذ قياسا‪ ،‬فصيح استعمال ً )القياس‪ :‬قُ ْ‬
‫الحجازيين!(‬
‫)‪ (4‬استعمل المب َّرد )النحوي الشهير( هذه الكلمة‪.‬‬
‫قلبت ياًء‬ ‫)‪ (5‬الصل‪ :‬القويا‪ :‬اجتمعت الواو الصلية الساكنة مع الياء‪ ،‬ف ُ‬
‫مقتضى قواعد العلل‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وأدغمت فيها ب ُ‬
‫حلوى‬ ‫)‪ (6‬هذا البناء شاذ عند الحجازيين وغيرهم‪ .‬وغني عن القول أن ال ُ‬
‫ّ‬
‫سكر أو‬ ‫حلوى‪ ،‬وهي كل ما عولج من الطعام ب ُ‬ ‫)صيغة التفضيل( هي غير ال َ‬
‫عسل‪.‬‬

‫) ‪(50/4‬‬
‫ثامنًا‪ -‬كثيرا ً ما يستعمل اسم التفضيل في الكتابات العلمية المعاصرة‪،‬‬
‫استعمال ً غير صحيح‪.‬‬
‫فيقول بعضهم‬
‫والصواب‬
‫ن على النتائج الفضل‬ ‫أ‪ -‬حصل فل ٌ‬
‫ب ‪ -‬ذرة الهدروجين هي البسط‬
‫ج ‪ -‬الكونكورد هي الطائرة السرع‬
‫د‪ -‬الكونكورد هي الطائرة السرع من الصوت!‬
‫من( مع أنه محلى بأل(‪.‬‬ ‫)هنا خطآن‪ :‬تذكير اسم التفضيل‪ ،‬واتصاله بـ ) ِ‬
‫هـ ‪ ... -‬هما الدولتان العظم‬
‫و‪ ... -‬هي الدولة العظمى والقوى‬
‫ز‪ -‬الصين والهند هما الدولتان الكثر سكانا ً‬
‫ح‪ -‬هذه الحالت هي الكثر شيوعا ً‬
‫ط‪ -‬ماذا نقول عن الحالت الكثر شيوعًا؟‬
‫ي‪ -‬أوجد العداد التامة الكبر من ‪1000‬‬
‫ك‪ -‬هما العزمان الكثر استخداما ً لمتحول عشوائي‬
‫ل‪ -‬فيما يلي المصطلحات الكثر تداول ً في الكتاب‬
‫م‪ -‬ما رأيته هو الماكن الكثر ازدحاما ً‬
‫ضلى‪/‬‬ ‫ف ْ‬‫أ‪ ... -‬على النتائج ال ُ‬
‫ل النتائج‬‫‪ ...‬على أفض ِ‬
‫ب‪ ... -‬هي الُبسطى‪/‬‬
‫‪ ...‬هي أبسط الذرات‬
‫سرعى‪/‬‬ ‫ج‪ ... -‬هي الطائرة ال ّ‬
‫‪ ...‬هي أسرع الطائرات‬
‫د‪ -‬الطائرة التي هي أسرع ُ من الصوت هي الكونكورد‬
‫ة‬
‫ت سرع ً‬ ‫َد‪ -‬الكونكورد هي الطائرة التي تفوق الصو َ‬
‫مَيان‪/‬‬ ‫هـ‪ -‬هما الدولتان العُظ ْ َ‬
‫م الدول‬ ‫هما أعظ ُ‬
‫قّيا‪/‬‬ ‫و‪ -‬هي الدولة العظمى وال ُ‬
‫م الدول وأقواها‬ ‫هي أعظ ُ‬
‫ز‪ ...-‬هما أكثُر الدول سكانا ً‬
‫ح‪ -‬هذه الحالت هي الكثرى شيوعًا‪/‬‬
‫هذه هي أكثُر الحالت شيوعا ً‬
‫ط‪ -‬ماذا نقول عن الحالت التي هي أكثُر شيوعا؟ً‬
‫ي‪ -‬أوجد العداد التامة التي هي أكبُر من ‪1000‬‬
‫ك‪ -‬هما العزمان الكثران استخدامًا‪/...‬‬
‫هما أكثُر العزوم استخدامًا‪...‬‬
‫ل‪ -‬فيما يلي أكثُر المصطلحات تداو ً‬
‫ل‪/...‬‬
‫فيما يلي المصطلحات التي هي أكثُر تداو ً‬
‫ل‪...‬‬
‫م‪ ... -‬هو أكثُر الماكن ازدحاما ً‬

‫) ‪(50/5‬‬
‫ئ‪ ،‬أخطأ ‪ -‬غَِلط‬ ‫خط ِ َ‬‫‪َ -48‬‬
‫جاء في معاجم اللغة‪) :‬الوسيط(؛ )متن اللغة(؛ )أساس البلغة(‪:‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫مد الذْنب‪ ،‬فهو خاطئ ج خواطئ"‪.‬‬ ‫طئًا‪ :‬أذنب أو تع ّ‬ ‫خ ْ‬ ‫خط َأ و ِ‬ ‫خط َأ َ‬ ‫ئ يَ ْ‬‫خط ِ َ‬ ‫أ‪َ " -‬‬
‫وفي التْنزيل العزيز‪? :‬إنا ك ُّنا خاطئين?‪.‬‬
‫ضد ّ الصواب‪.‬‬ ‫مد من الفعل؛ والخطأ ِ‬ ‫فالخطأ مصدر‪ .‬والخطأ أيضًا‪ :‬ما لم ُيتع ّ‬
‫ن‪ :‬سلك سبيل الخطأ‪.‬‬ ‫ئ فل ٌ‬ ‫خط ِ َ‬ ‫وفي )المتن(‪َ :‬‬
‫صدرا"‪ .‬أي يجوز‬ ‫ً‬ ‫م ْ‬ ‫ت)‪َ (93‬‬ ‫قال صاحب )جامع الدروس العربية(‪" :‬ويكون النع ُ‬
‫ف بالمصدر‪.‬‬ ‫الوص ُ‬
‫ق?‪.‬‬
‫ص الح ّ‬ ‫ص ُ‬ ‫ق َ‬ ‫َ‬
‫ل?؛ ?إن هذا لهُوَ ال َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫ل فَ ْ‬
‫قو ْ ٌ‬ ‫َ‬
‫وفي التْنزيل العزيز‪? :‬إنه ل َ‬
‫ويوصف بالمصدر‪ :‬المفرد ُ والمثنى والجمع‪ ،‬والمذكر والمؤنث‪.‬‬
‫ة )المعجم‬ ‫دل ٌ‬‫ل ]وع ْ‬ ‫ل وامرأة ٌ عد ْ ٌ‬ ‫ل عَد ْ ٌ‬ ‫ل وَفٌْر؛ العبارة الخطأ؛ ر ُ‬
‫ج ٌ‬ ‫يقال‪ :‬ما ٌ‬
‫الوسيط([‪.‬‬
‫ت )الوسيط(‪.‬‬ ‫ل ونساٌء ِثقا ٌ‬ ‫ً‬
‫ل ثقة؛ ولكن يقال أيضا‪ :‬رجا ٌ‬ ‫ة‪ ،‬ورجا ٌ‬ ‫ل ثق ٌ‬ ‫ويقال‪ :‬رج ٌ‬
‫وسيأتي الحديث عن جمع المصدر في الفقرة ‪.54‬‬
‫ق‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ة؛ رجل عَد ْل‪ ،‬قول ح ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ل ثق ٌ‬ ‫وعلى هذا يقال‪ :‬رأيٌ خطٌأ‪ ،‬مثلما يقال‪ :‬رج ٌ‬
‫جاء في )مختصر منهاج القاصدين ‪ (236/‬للمام ابن ُقدامة‪" :‬ومن ذلك‬
‫ب بالرأي الخطأ‪".‬‬ ‫ج ُ‬ ‫العَ َ‬
‫وقال عباس حسن صاحب موسوعة )النحو الوافي( في كتابه )اللغة والنحو‬
‫بين القديم والحديث(‪" :‬وهذه نهاية الجمود على الرأي الخاطئ‪".‬‬
‫وقال الب أنستاس ماري الكرملي )مجلة التراث العربي‪ ،‬العدد ‪ ،54‬ص‬
‫طوٌء فيه‪".‬‬ ‫خ ُ‬ ‫م ْ‬‫ف َ‬ ‫‪َ" :(11‬تصحي ٌ‬
‫ة‪:‬‬
‫خطئ إخطاًء وخاطئ ً‬ ‫خطأ ي ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ب‪ -‬جاء في )متن اللغة( وفي )الوسيط(‪ :‬أ ْ‬
‫طئ‪.‬‬ ‫خ ِ‬ ‫م ْ‬‫ط )حاد عن الصواب(؛ سلك سبيل الخطأ‪ ،‬فهو ُ‬ ‫ئ؛ غَل ِ َ‬‫خط ِ َ‬ ‫َ‬
‫خطأ فيها‪.‬‬‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫م ْ‬ ‫طئ فيها‪ ،‬والمسألة ُ‬ ‫أخطأ في المسألة‪ ،‬فهو مخ ِ‬
‫ئ فيها‪.‬‬ ‫أخطأهُ في المسألة‪ :‬أراه أنه مخط ٌ‬
‫مخطئة!‬ ‫قال صاحب )المتن(‪ :‬الخاطئة مصدٌر من أخطأ‪ ،‬وتكون بمعنى ال ُ‬
‫ط به‪.‬‬ ‫وقال‪ :‬أخطأ به‪ :‬عَث ََر به‪ :‬غَل ِ َ‬
‫جاء في كتاب د‪ .‬محمد ضاري حمادي )الحديث النبوي الشريف وأثره في‬
‫طئ‪".‬‬‫الدراسات اللغوية والنحوية ‪ ..." :(435/‬مثلبة الجمود على الرأي المخ ِ‬

‫) ‪(51/1‬‬

‫ط غََلطا ً في الحساب والكتاب وغيرهما‪ :‬وَقَعَ في الغلط‪ ،‬فهو‬ ‫ط ي َغْل َ ُ‬


‫ج‪ -‬غَل ِ َ‬
‫ٌ‬
‫ب مغلوط ]الصل‪ :‬مغلوط فيه‪ ،‬لكن حذفوا‬ ‫ٌ‬
‫ن وغل ّط‪ .‬والكتا ُ‬ ‫ط وغلطا ُ‬ ‫غال ٌ‬
‫الصلة )فيه( تخفيفًا[‪.‬‬

‫) ‪(51/2‬‬

‫سَعى إلى ‪ِ /‬لـ ‪ /‬على ‪ /‬في ‪ /‬بـ‬ ‫‪َ -49‬‬


‫سْعيا‪ً:‬‬
‫سعى َ‬
‫سعى ي َ ْ‬ ‫مما جاء في )لسان العرب(‪َ :‬‬
‫د‪ .‬وفي الحديث‪" :‬إذا أتيتم الصلة فل تأُتوها وأنتم‬ ‫ي‪ :‬عَد ْوٌ دون ال ّ‬
‫ش ّ‬ ‫سعْ ُ‬
‫أ‪ -‬ال ّ‬
‫موا‪".‬‬ ‫ّ‬
‫صلوا‪ ،‬وما فاتكم فأت ِ ّ‬ ‫َ‬
‫ون‪ ،‬ولكن ائتوها وعليكم السكينة؛ فما أدركُتم ف َ‬ ‫سعَ ْ‬
‫تَ ْ‬
‫د‪ .‬وإذا كان بمعنى‬ ‫ص ُ‬‫ق ْ‬ ‫ي‪ :‬ال َ‬‫صد‪ ،‬والسعْ ُ‬ ‫سَعى إذا مشى؛ وسعى إذا قَ َ‬ ‫ب‪ -‬و َ‬
‫ي‬
‫ي عُد ّيَ بـ )إلى(‪ :‬وفي التْنزيل العزيز‪? :‬يا أيها الذين آمنوا إذا ن ُوْدِ َ‬ ‫ض ّ‬ ‫م ِ‬
‫ال ُ‬
‫ضوا إلى ذكر الله‬ ‫م ُ‬‫وا إلى ذِكر الله? أي‪ :‬فا ْ‬ ‫ْ‬ ‫سعَ ْ‬ ‫َ‬
‫للصلة من يوم الجمعة فا ْ‬
‫دو(‪.‬‬ ‫َ ْ‬ ‫ع‬‫ال‬ ‫هو‬ ‫الذي‬ ‫السعي‬ ‫صدوا )وليس من‬ ‫واق ِ‬
‫سب‪ .‬وإذا كان بمعنى العمل عُد ّيَ باللم‪.‬‬ ‫ي‪ :‬الك ْ‬ ‫مل؛ والسع ُ‬ ‫ج‪ -‬وسعى إذا عَ ِ‬
‫ن يسعى على عياله‪ ،‬أي‬ ‫سب‪ .‬فل ٌ‬ ‫ل لهم وك َ َ‬ ‫م َ‬‫يقال‪ :‬سعى لهم وعليهم‪ :‬أي ع ِ‬
‫يتصرف لهم‪.‬‬
‫جاج‪ :‬أصل السعي في كلم العرب‪ :‬التصرف في كل عمل‪ .‬ومنه‬ ‫د‪ -‬قال الز ّ‬
‫ن ليس للنسان إل ما سعى?‪.‬‬ ‫ما جاء في التْنزيل العزيز‪? :‬وأ ْ‬
‫ى واحد‪ ،‬لنك تقول للرجل‪ :‬هو يسعى‬ ‫جاج‪ :‬السعي والذهاب بمعن ً‬ ‫هـ‪ -‬وقال الز ّ‬
‫في الرض‪.‬‬
‫]في عبارة الزجاج )تقول للرجل( حرف الجر )ِلـ( ل يفيد التبليغ ‪ -‬أي ليس‬
‫جه الكلم للرجل ‪ -‬وإنما يفيد المجاوزة‪ ،‬أي بمعنى )عن(‪ .‬قال‬ ‫المراد أنك تو ّ‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫سدا وب ُْغضا‪ :‬إنه لذميم‬ ‫ً‬ ‫ح َ‬ ‫جهها َ‬ ‫ن لو ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫كضرائر الحسناء قل َ‬
‫أي‪ :‬مذموم‪/‬معيوب‪ .‬قلن لوجهها = قلن عن وجهها‪[.‬‬
‫و‪ -‬والسعي يكون في الصلح‪ ،‬ويكون في الفساد؛ وفي التْنزيل العزيز‪:‬‬
‫مه وسعى في خرابها?‪.‬‬ ‫ن ُيذكَر فيها اس ُ‬ ‫من َعَ مساجد َ اللهِ أ ْ‬ ‫م ممن َ‬ ‫?ومن أظ ْل َ ُ‬
‫ون في الرض فسادًا‪ .?...‬أي‪:‬‬ ‫ه ورسوَله وي َ ْ‬
‫سعَ ْ‬ ‫?إنما جزاء الذين يحاربون الل َ‬
‫ون في الرض للفساد‪.‬‬ ‫سعَ ْ‬‫يَ ْ‬
‫سعى به إلى الوالي‪ :‬وشى‪.‬‬
‫§ جاء في )المعجم الوسيط(‪:‬‬
‫صد ومشى‪ ،‬سعى إلى الصلة‪ :‬ذهب إليها؛‬ ‫‪ -1‬سعى إليه‪ :‬قَ َ‬
‫دا؛‬
‫شيه‪ :‬عَ َ‬ ‫م ْ‬
‫‪ -2‬سعى في َ‬
‫مل في أخذها من أربابها؛‬ ‫ن على الصدقة‪ :‬عَ ِ‬ ‫‪ -3‬سعى فل ٌ‬
‫م؛‬ ‫ة‪ :‬وشى ون َ ّ‬ ‫سعاي ً‬ ‫‪ -4‬سعى به ِ‬

‫) ‪(52/1‬‬

‫ة بين الناس‪.‬‬ ‫ث‪ :‬سعى به لُيوقعَ فتن ً‬ ‫م الحدي َ‬


‫‪ -5‬ن َ ّ‬
‫ل يسعى على عَد َّو‬ ‫ٍ‬ ‫لرج‬ ‫طالب‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫علي‬ ‫المام‬ ‫قال‬ ‫البلغة‪:‬‬ ‫نهج‬ ‫في‬ ‫جاء‬ ‫§‬
‫ل رِْدفه‪) " .‬أي الذي‬‫سه ليقت َ‬
‫ف َ‬‫ت كالطاعن ن ْ‬ ‫سه‪" :‬إنما أن َ‬ ‫ف ِ‬ ‫له بما فيه إضراٌر بن ْ‬
‫خْلفه(‬ ‫َ‬
‫§ وقال عروة بن أذينة )توفي سنة ‪ 130‬للهجرة(‪:‬‬
‫ن الذي هو رزقي سوف يأتيني‬ ‫خُلقي أ ّ‬ ‫ف من ُ‬ ‫ت وما السرا ُ‬ ‫لقد علم ُ‬
‫ت أتاني ل ي ُعَّنيني‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫أسعى له في ُعَّنيني ت َطلُبه ولو قَعَد ْ ُ‬
‫§ وقال الشاعر في إخوان السوء‪:‬‬
‫ي لقد صدقوا‪ ،‬ولكن في فسادي‬ ‫سعْ ٍ‬‫ل َ‬ ‫سعَْينا ك ّ‬
‫وقالوا قد َ‬
‫§ وعلى هذا‪ ،‬يقال على الصواب‪:‬‬
‫· إذا سعى المتحول س إلى اللنهاية‪ ،‬سعى التابع ع إلى الصفر‪.‬‬
‫· ‪ ...‬وسعى جاهدا ً لبلوغ تلك المنزلة السامية‪.‬‬
‫· الساعي في الخير كفاعله‪.‬‬
‫ن طويل ً في إيجاد مأوى لولئك اليتام‪.‬‬ ‫· وقد سعى فل ٌ‬
‫) ‪(52/2‬‬

‫من‪/‬عن‪ ،‬بديل ً من‪/‬عن‬ ‫َ‬


‫دل؛ ب َد َل ً ِ‬ ‫دل‪ ،‬أب ْ َ‬ ‫‪ -50‬اسَتبدل‪ ،‬ب َ ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أ‪ -‬يقال‪ :‬استبدل بثوبه القديم ثوبا جديدا‪ ،‬أي‪ :‬ترك الثوب القديم وأخذ الجديد‪.‬‬
‫دى بحرف الباء الذي َيدخل على الشيء‬ ‫ونلحظ أن ِفعل )استبدل( َيتع ّ‬
‫المتروك‪ ،‬ل على المأخوذ!‬
‫خْير؟?‪.‬‬ ‫دلون الذي هو أدنى بالذي هو َ‬ ‫ستب ِ‬ ‫وفي التْنزيل العزيز‪? :‬أت َ ْ‬
‫سّيئ؛ ل تستبدل السيئ بالجيد!‬ ‫ل الجيد بال ّ‬ ‫يقال إذن‪ :‬استبد َ‬
‫ل السيئ؛ ل تأخذ السيئ بدل الجيد!‬ ‫خذ َ الجيد ب َد َ َ‬ ‫والمعنى‪ :‬أ َ َ‬
‫ب بالنحاس؛ ل تستبدل النحاس بالذهب!‬ ‫ل الذه َ‬ ‫استبد َ‬
‫دل الله‬ ‫ل الشيَء شيئا ً آخر‪ .‬وفي التْنزيل العزيز‪? :‬فأولئك ُيب ّ‬ ‫ب‪ -‬يقال‪ :‬ب َد ّ َ‬
‫ت?‪.‬‬ ‫سنا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫سّيئاِتهم َ‬
‫دل الجديد بالقديم )بإدخال الباء على المتروك(‪.‬‬ ‫ويقال‪ :‬ب َ ّ‬
‫دل الفاسد بالصالح!‬ ‫دل الصالح بالفاسد؛ ل ُتب ّ‬ ‫بَ ّ‬
‫ل الباء‪ ،‬فُيدخلونها‬ ‫وُيخطئ كثيرون في استعمال هذين الفعلين من حيث إدخا ُ‬
‫على المأخوذ!‬
‫مْندوحة‪ :‬إذ يقال‪ :‬استعاض عن ثوبه القديم بثوبه الجديد‪.‬‬ ‫ولهم عنهما َ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫من‪/‬عن قلمه الضائع قلما جديدا‪ ،‬أو‪ :‬بقلم ٍ جديد‪.‬‬ ‫وضه ِ‬ ‫ويقال‪ :‬عَ ّ‬
‫قال المعّري في )رسالة الغفران ‪:(240/‬‬
‫ما فعل!‪".‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وراَء‪ ،‬ل َ‬ ‫ح ْ‬
‫وض منها في الخرة‪ .‬ب َ‬ ‫وراَء‪ُ ،‬يع ّ‬ ‫ة عَ ْ‬ ‫م ً‬ ‫سئل أ َ‬ ‫"ولو ُ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫م جديدا‪ .‬أي‪ :‬أبدل المتروك شيئا آخر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ج‪ -‬كما يقال‪ :‬أب ْد َل القدي َ‬
‫ً‬
‫خلفا له‪.‬‬‫َ‬ ‫وضا عنه و َ‬ ‫ً‬ ‫ع َ‬‫ويقال أيضًا‪ :‬أبدل الشيَء من غيره وبغيره‪ :‬اتخذه ِ‬
‫نحو‪ :‬أبدل الجديد من القديم )أي أخذ الجديد بدل ً من القديم‪ ،‬بدل ً من‬
‫المتروك!(‬
‫أبدل التلفاز من المذياع؛ أبدل السيارة من الحصان‪...‬‬
‫ل( بالباء‪ ،‬يدخل هذا الحرف ‪ -‬في الغلب ‪ -‬على المأخوذ!‬ ‫دى )أ َب ْد َ َ‬ ‫وحين ُيع ّ‬
‫فيقال‪ :‬أبدل القديم بالجديد )بإدخال الباء على المأخوذ!(‬
‫دل العلم بالجهل!‬ ‫ل بالِعلم؛ ل ت ُب ْ ِ‬ ‫أبدل الجه َ‬
‫ل منه‪".‬‬ ‫ل من هذا وبدي ٌ‬ ‫د‪ -‬جاء في )أساس البلغة(‪" :‬هذا ب َد َ ٌ‬
‫ت هذا ب َد َل ً من ذاك‪.‬‬ ‫ويقال‪ :‬أخذ ُ‬
‫قال ابن زيدون‪:‬‬

‫) ‪(53/1‬‬

‫ب لُ ْ‬
‫قيانا َتجاِفينا‬ ‫طي ْ‬ ‫ب عن ِ‬ ‫أضحى التنائي بديل ً من تدانينا ونا َ‬
‫دل!‬‫ت هذا بدل ً عن ذاك‪ :‬لن من معاني )عن( الب َ َ‬ ‫ح أن تقول‪ :‬أخذ ُ‬ ‫ولكن يص ّ‬
‫ل‪ ،‬وجعلوا البحَر عنهم‬‫س للملوك مث ً‬ ‫َ‬ ‫الشم‬ ‫ضربوا‬ ‫"كما‬ ‫الهمذاني‪:‬‬ ‫رسائل‬ ‫وفي‬
‫ل‪".‬‬‫بد ً‬
‫وض‪ .‬والجمع‪ :‬أْبدال‪.‬‬ ‫خل َ ُ‬
‫ف والعِ َ‬ ‫دل من الشيء‪ :‬ال َ‬ ‫ه‪ -‬الب َ َ‬
‫دلء‪.‬‬ ‫وض‪ .‬والجمع‪ :‬أبدال وب ُ َ‬ ‫خل َ ُ‬
‫ف والعِ َ‬ ‫البديل‪ :‬ال َ‬
‫وُتجمع البديلة على بدائل‪.‬‬
‫) ‪(53/2‬‬

‫جل‪ ،‬بسبب‪ ،‬إْذ‪...‬‬ ‫ن‪ ،‬من أ ْ‬ ‫‪ِ -51‬لـ‪ ،‬ل ّ‬


‫سن لحسانه؛ العمل ضروري‬ ‫ح ِ‬ ‫أ‪-‬من معاني )اللم( التعليل؛ يقال‪ :‬اشكر الم ْ‬
‫لدْفع الفاقة؛ ُأحّبه لنه كريم الخلق‪ /‬ل ِك ََرم أخلقه‪...‬‬
‫وهناك حروف أخرى تستعمل للتعليل‪:‬‬
‫ل يكافأ بعمله‪ ،‬ويعاَقب بتقصيره‪.‬‬ ‫الباء‪ :‬ك ّ‬
‫من‪ :‬نام من شدة التعب‪ .‬قال المام البوصيري‪:‬‬
‫قم ِ‬
‫س َ‬‫م الماء من َ‬ ‫م طع َ‬ ‫ن ضوَء الشمس من َرمدٍ وينك ُِر الف ُ‬ ‫كر العي ُ‬ ‫قد ُتن ِ‬
‫في‪ :‬اشتهر هذا المحامي في قضية خطيرة )أي عظيمة الشأن(‪.‬‬
‫ب منك‪.‬‬ ‫حضر إل عن طل ٍ‬ ‫عن‪ :‬لم أ ْ‬
‫سن على إحسانه‪...‬‬ ‫ح ِ‬‫على‪ :‬أشكر الم ْ‬
‫جِلك‪:‬‬ ‫ك ومن أ ْ‬ ‫َ‬
‫جل َ‬‫ت ذلك أ ْ‬ ‫جل‪ :‬يقال‪ :‬فعل ُ‬ ‫ب‪ -‬جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬أ ْ‬
‫بسببك‪".‬‬
‫جل‪ :‬كلمة َتدخل على‬ ‫وجاء في )المعجم الكبير‪-‬إعداد مجمع القاهرة(‪" :‬أ ْ‬
‫ج َ‬
‫ل‬ ‫جل كذا‪ .‬ويقال‪ :‬أ ْ‬ ‫جل كذا‪ ،‬ول ْ‬ ‫ت ذلك من أ ْ‬ ‫عّلته‪ .‬يقال‪ :‬فعل ُ‬ ‫سبب الشيِء و ِ‬
‫كذا‪".‬‬
‫جل ذلك كَتبنا على بني إسرائيل‪.?...‬‬ ‫َ‬ ‫وفي التْنزيل العزيز‪? :‬من أ ْ‬
‫ل( مفعول ً‬ ‫صدر )إجل ً‬ ‫م ْ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫وإذا قيل‪) :‬وقف الطلب إجلل للمعلم( كان إعراب ال َ‬
‫عّلة حصول الفعل‪ ،‬بحيث يص ّ‬
‫ح‬ ‫جِله(‪ .‬أي إن هذا المصدر هو ِ‬ ‫جِله )أو من أ ْ‬ ‫لَ ْ‬
‫جل إجلل المعلم‪.‬‬ ‫م وقفوا؟( ‪ -‬ل ْ‬ ‫أن يقع جوابا ً لقولك‪) :‬ل ِ َ‬
‫جل‬ ‫س؟ ‪ -‬ل ْ‬ ‫م يدر َ‬ ‫حب ّا ً للِعلم‪ .‬ل ِ َ‬‫درس ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫سه في قولنا‪ :‬فل ٌ‬ ‫ح الشيُء نف ُ‬ ‫ويص ّ‬
‫ب الِعلم‪.‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ُ‬
‫يقال على الصواب‪:‬‬
‫جل‬‫§ قامت حرب البسوس بين بكر وتغلب في الجاهلية أربعين سنة من أ ْ‬
‫ناقة )أي بسبب ناقة(‪.‬‬
‫§ قامت حرب داحس والغبراء بين عبس وذبيان من أجل فرس!‬
‫§ كانت هذه الدولة أول دولة في التاريخ تعلن الحرب من أجل انتزاع حقوق‬
‫ديق أول من حارب من أجل‬ ‫ص ّ‬‫الفقراء عند الغنياء‪ ،‬وكان الخليفة أبو بكر ال ّ‬
‫هذا!‬
‫ويستعمل بعض المترجمين اليوم )من أجل( مقابل الكلمة النكليزية ‪for‬‬
‫ح أنه يمكن أحيانا ً ترجمة هاتين الكلمتين بـ )من أجل(‪،‬‬ ‫والفرنسية ‪pour‬صحي ٌ‬
‫ن كثيرة أخرى‪ ،‬من أهمها )في حال(‪ .‬فإذا كان لدينا التابع = ‪y‬‬ ‫ن لهما معا ٍ‬ ‫ولك ْ‬
‫ً‬
‫‪ 2x‬مثل‪ ،‬قالوا‪:‬‬

‫) ‪(54/1‬‬

‫‪ y = 6‬من أجل )‪pour, for) x = 3‬؛‬


‫و ‪ y = 10‬من أجل )‪.pour, for) x = 5‬‬
‫والصح أن يقال‪ :‬في حال ‪) x = 3، y = 6‬أو‪ :‬إذا كان ‪ ،x = 3‬كان ‪ ،y = 6‬إلخ‪(...‬‬
‫لنتأمل العبارات العلمية التية‪:‬‬
‫ة‬
‫ة )بالمر( "من أجل!" ‪ ،"n = 2 "for‬وسلسل َ‬ ‫ة )بور( سلسل َ‬‫§ تعطي صيغ ُ‬
‫)باشن( "من أجل" ‪."n = 3 "for‬‬
‫أليس الحسن أن يقال‪ :‬في حال ‪ ،n = 2‬وفي حال ‪n = 3‬؟‬
‫§ يكون التناسب "من أجل!" الطاقات الدنى )كذا!( كما يلي‪...‬‬
‫الحسن أن يقال‪ :‬يكون التناسب في حالة الطاقات الدنيا ]أو )التي هي‬
‫أدنى( بحسب المعنى المراد[ كما يلي‪...‬‬
‫ي بالبارن‪ ،‬وله قيمة محددة من أجل )!( مادة معينة‬ ‫§ يقاس المقطع العَْرض ّ‬
‫وتفاعل معين‪.‬‬
‫ي بالبارن‪ ،‬وله قيمة محددة لمادة معينة‬ ‫والصواب‪ :‬يقاس المقطع العَْرض ّ‬
‫وتفاعل معين‪.‬‬
‫ً‬
‫ج‪ -‬ومما يستعمل للتعليل أو لبيان الدافع‪ ،‬الكلمات التية أيضا‪ :‬بسبب كذا‪،‬‬
‫ذ‪ ...‬جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬الب ُْغية‪ :‬ما‬ ‫ب من كذا‪ ،‬كي‪ ،‬بغية كذا‪ ،‬إ ْ‬ ‫بسب ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ُيبتغى‪ .‬ابتغى الشيَء‪ :‬أراده وطلَبه"‪ .‬يقال على الصواب‪:‬‬
‫§ الطريق مغلق )مغلقة( بسبب تراكم الثلوج‪.‬‬
‫ب من كونها خاصة في أوزانها وقوافيها وبناء‬ ‫شعر ُيتسامح فيها بسب ٍ‬ ‫§ ولغة ال ِ‬
‫جملها‪ ،‬من حيث التقديم والتأخير )د‪ .‬إبراهيم السامرائي‪ :‬الفعل‪ ،‬زمانه‬ ‫ُ‬
‫وأبنيته‪ ،‬ص ‪.(215‬‬
‫مْرضاته‪ /‬كي ينال‬ ‫ة ن َْيل رضاه‪ /‬ابتغاء َ‬ ‫ن يتفانى في خدمة رئيسه ب ُغْي َ َ‬ ‫§ فل ٌ‬
‫رضاه‪...‬‬
‫§ يقول الفرزدق‪:‬‬
‫شُر‬‫مث ْل َُهم ب َ َ‬
‫هم قريش‪ ،‬وإذ ْ ما ِ‬ ‫فأصبحوا قد أعاد الله ن ِْعمَتهم إذ ْ ُ‬

‫) ‪(54/2‬‬

‫ل‪...‬‬‫‪ -52‬وإ ّ‬
‫ر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫"إ ّ‬
‫ص ٍ‬
‫ح ْ‬
‫ق‪ .‬وتكون أداة َ‬ ‫س إل المناف َ‬ ‫ب النا َ‬‫ل" تكون أداة استثناء‪ ،‬نحو‪ :‬أح ّ‬
‫سوُر‪.‬‬ ‫ج ُ‬ ‫نحو‪ :‬ما فاز إل ّ ال َ‬
‫ع‪،‬‬
‫ل مضار ٌ‬ ‫شرطية و)ل( النافية‪ ،‬وذلك إن وَل َِيها فع ٌ‬ ‫ن( ال ّ‬ ‫كبة من )إ ْ‬ ‫وتكون مر ّ‬
‫هو فعل الشرط‪ ،‬ويأتي بعده جواب الشرط فعل ً مضارعا ً مجزومًا‪ ،‬أو إحدى‬
‫درة بـ‪ :‬ما ‪ /‬لن ‪/‬‬ ‫ص ّ‬ ‫م َ‬‫جمل التية‪ :‬جملة اسمية أو طلبية أو فِْعلها جامد‪ ،‬أو ُ‬ ‫ال ُ‬
‫قد ‪ /‬س ‪ /‬سوف‪.‬‬
‫ول بد ّ من اقتران هذه الجمل بالفاء الرابطة لجواب الشرط‪ .‬ففي التْنزيل‬
‫مني أكن من الخاسرين?‪ .‬وفيه أيضًا‪? :‬إل َتنصروه‬ ‫ح ْ‬ ‫العزيز‪? :‬وإل َتغفْر لي وتر َ‬
‫صَره الله? فعل الشرط مجزوم بحذف النون )لنه من الفعال‬ ‫فقد ن َ َ‬
‫الخمسة( والفاء رابطة لجواب الشرط‪.‬‬
‫ت! أي‪ :‬وإل ّ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫م بخيرٍ وإل ّ فا ْ‬ ‫ّ‬
‫ل( هذه‪ ،‬نحو‪ :‬ت َك َل ْ‬ ‫وقد ُيحذف فعل الشرط بعد )إ ّ‬
‫تتكلم بخير فاسكت‪.‬‬
‫ل عقابا‪) .‬الصل قبل الجزم‪ :‬تنال(‪.‬‬ ‫ً‬ ‫م بخير وإل ّ ت َن َ ْ‬ ‫أو‪ :‬تكل ْ‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫م‬‫سا ُ‬‫ح َ‬ ‫َ‬
‫فرِقَك ال ُ‬‫م ْ‬
‫ل َ‬ ‫ّ‬
‫فٍء وإل ي َعْ ُ‬ ‫ُ‬
‫ت لها بك ْ‬ ‫قها فلس َ‬ ‫فطل ّ ْ‬
‫ل الحسام‪) ...‬الصل قبل الجزم‪ :‬يعلو(‬ ‫قها ي َعْ ُ‬‫أي‪ :‬وإل ّ تطل ِ ْ‬
‫م!‬‫ل‪ ،‬وإل ّ فسوف َتند ُ‬ ‫قب َ َ‬ ‫عليك أن ت َ ْ‬
‫ب متعذرا‪ً.‬‬ ‫ّ‬
‫ل‪ :‬يجب أن ُنحد ّد َ مجال ت َغَي ّرِ المتحول س‪ ،‬وإل يكن الحسا ُ‬ ‫نقول مث ً‬
‫ح أن يقال هنا‪ :‬وإل ّ يكون الحساب‪....‬‬ ‫دد‪ ...‬يكن‪ ...‬ل يص ّ‬ ‫أي‪ :‬وإل ّ ُنح ّ‬
‫) ‪(55/1‬‬

‫ف والتاء الزائدتين!‬ ‫مع بالل ِ ِ‬ ‫ج ْ‬


‫‪ -53‬ال َ‬
‫كرة‪:‬‬‫تذ ِ‬
‫م‬
‫الجمع لفظ ينوب عن ثلثة فأكثر‪ ،‬بزيادةٍ في آخره‪ .‬وهو قسمان‪ :‬سال ٌ‬
‫م بناء مفرده عند الجمع )ويسمى أيضا ً جمعَ السلمة‬ ‫سل ِ َ‬
‫سر‪ .‬فالسالم ما َ‬ ‫مك ّ‬ ‫و ُ‬
‫ث سالم‪ .‬فالول ما‬ ‫م‪ ،‬وجمع مؤن ٍ‬ ‫ّ‬
‫معُ مذكر سال ٌ‬ ‫ج ْ‬
‫أو التصحيح(‪ .‬وهو قسمان‪َ :‬‬
‫ن في حالة الرفع‪ ،‬مثل‪ :‬مدير مديرون‪ ،‬وياٍء ونون في‬ ‫جمع بزيادة واوٍ ونو ٍ‬ ‫ُ‬
‫حالتي النصب والجر‪ ،‬مثل‪ :‬مديرين‪.‬‬
‫مْريمات‪ ،‬غابة غابات‪ ،‬حاَفة‬‫َ‬ ‫ريم‬
‫َ ْ‬ ‫م‬ ‫مثل‪:‬‬ ‫ف وتاٍء زائدتين‪،‬‬ ‫جمع بأل ِ ٍ‬ ‫والثاني ما ُ‬
‫حاَفات‪ .‬والحقّ أن الجمع باللف والتاء ل يقتصر ‪ -‬كما سنرى ‪ -‬على الناث‬
‫والمؤنث‪...‬‬
‫ً‬
‫سر )ويسمى جمعَ التكسير أيضا( فهو ما َتغّير بناء مفرده عند‬ ‫أما الجمع المك ّ‬
‫الجمع‪ .‬ومما جاء في )جامع الدروس العربية للغلييني‪ 2/29 ،‬و ‪ 30‬و ‪:(31‬‬
‫"وُيجمع جمعَ تكسيرٍ السماُء‪ ،‬أي الموصوفات التي ُتحمل عليها الصفات‪:‬‬
‫م طويل‪ ،‬ودار كبيرة‪ ،‬ودرهم زائف‪.‬‬ ‫صفها فتقول‪ :‬قل ٌ‬ ‫كقلم ودار ودرهم‪ ،‬فإنك ت ِ‬
‫والمراد بالصفات ما يكون لغيره من السماء‪ :‬كطويل وكبيرة وزائف‪.‬‬
‫أما الصفات‪ ،‬فالصل فيها أن ُتجمع جمعَ السلمة‪ ،‬وذلك هو قياس جمعها‪.‬‬
‫خلف الصل في جمعها(‪ .‬يقول المام ابن يعيش‪:‬‬ ‫وتكسيرها ضعيف‪) ،‬لنه ِ‬
‫ل دخول التكسير‬ ‫ويت الوصفية وق ّ‬ ‫))إذا كثر استعمال الصفة مع الموصوف ق ِ‬
‫ل استعمال الصفة مع الموصوف ]أي إذا استغنت عن موصوفها[‬ ‫فيها‪ .‬وإذا قَ ّ‬
‫ه‪ ،‬غََلبت السمية عليها وقوي التكسير فيها‪((.‬‬ ‫مقام ُ‬ ‫وك َُثر إقامُتها ُ‬
‫وحقّ الصفات أن ُيجمع المذكر العاقل منها جمعَ المذكر السالم‪ ،‬وأن يجمع‬
‫المؤنث منها‪ ،‬والمذكر غير العاقل‪ ،‬جمع المؤنث السالم‪ .‬لكنهم اتسعوا في‬
‫سروا السماء‪".‬‬ ‫تكسيرها )لتساع ميدان البيان( كما ك ّ‬

‫) ‪(56/1‬‬

‫بيد أنهم لم يكسروا كل الصفات‪ :‬فامتنعوا من تكسير اسم الفاعل من فوق‬


‫الثلثي‪ :‬نحو‪ ،‬مدير )من أدار( ومنطِلق )من انطَلق( و ُ‬
‫مْهرِول )من هَْروَ َ‬
‫ل(‬
‫مدراء!(‪ ،‬منطِلقون‪،‬‬‫خَرج(‪ ،‬فقالوا‪ :‬مديرون )ل‪ُ :‬‬ ‫رج )من است ْ‬ ‫ومستخ ِ‬
‫مهرِولون‪ ،‬مستخرجون‪ ...‬وامتنعوا من تكسير اسم المفعول إذا اسُتعمل‬ ‫ُ‬
‫ة خالصة‪ .‬فيقال‪ :‬الب مربوط بأولده والباء مربوطون بأولدهم والمهات‬ ‫صف ً‬
‫مربوطات بأولدهن )ول يقال مرابيط!(‪ .‬أما إذا اسُتعمل استعمال السماء‬
‫سر على مفاعيل‪ :‬مواضيع‪ ،‬مجاهيل‪،‬‬ ‫)نحو‪ :‬موضوع‪ ،‬مجهول‪ ،‬مضمون‪ (...‬فيك ّ‬
‫سب أو العاهات أو غير ذلك‬ ‫مضامين‪ .‬وكذلك الكلمات التي تدل على الن ّ َ‬
‫سر على‪ :‬مشاهير‪ ،‬مجانين‪ ،‬مماليك‪.‬‬ ‫)نحو‪ :‬مشهور‪ ،‬مجنون‪ ،‬مملوك( فتك ّ‬
‫طرد الجمع باللف والتاء في حالت أهمها‪:‬‬ ‫وي َ ّ‬
‫أ‪ -‬في أعلم الناث من غير تاء‪ ،‬نحو‪ ،‬سلمى‪ ،‬هند‪ ،‬زينب؛ فُتجمع على‪:‬‬
‫مَيات‪ ،‬هِْندات‪َ ،‬زي َْنبات‪...‬‬‫سل ْ َ‬ ‫َ‬
‫ب‪ -‬في أعلم الناث المختومة بالتاء المربوطة )التي تحذف عند الجمع( نحو‪:‬‬
‫فّيات‪ ،‬بارعات‪ ،‬جميلت‪.‬‬ ‫ص ِ‬‫فّية‪ ،‬بارعة‪ ،‬جميلة‪ ،‬فتجمع على‪َ :‬‬ ‫ص ِ‬‫َ‬
‫ج‪ -‬في أعلم الذكور المختومة بالتاء المربوطة )التي تحذف عند الجمع(‪ ،‬نحو‬
‫معاويات‪ ،‬طلحات‪،‬‬ ‫عطّية‪ ...‬فتجمع على‪ :‬حمزات‪ُ ،‬‬ ‫حمزة‪ ،‬معاوية‪ ،‬طلحة‪َ ،‬‬
‫عَط ِّيات‪...‬‬
‫ختم بتاء التأنيث المربوطة )التي تحذف عند الجمع(‪ ،‬نحو‪ :‬حاَفة‬ ‫د‪ -‬فيما ُ‬
‫حاَفات‪ ،‬سيدة سيدات‪ ،‬كلمة كلمات‪ ...‬وهناك كلمات مختومة بتاء التأنيث‬
‫المربوطة‪ ،‬ومع ذلك فقد شاع جمُعها جمعَ تكسير أكثر من جمِعها باللف‬
‫ل‪ ...‬مدرسة مدارس‪ ،‬مقبرة‬ ‫س‪ ،‬مادة مواّد‪ ،‬داّلة دوا ّ‬‫سة حوا ّ‬ ‫والتاء‪ ،‬نحو‪ ،‬حا ّ‬
‫مقابر‪ ،‬رهينة رهائن‪ ،‬رائعة روائع‪...‬‬

‫) ‪(56/2‬‬

‫سر أيضا ً الصفات زَِنة )فاعلة( التي تكون التاء فيها للمبالغة‪ ،‬فل ُتجمع‬ ‫وتك ّ‬
‫ه( نابغة )نوابغ(‬ ‫سر‪ ،‬نحو‪ :‬طاغية )طواٍغ(‪ ،‬داهية )َدوا ٍ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫باللف والتاء غالبا‪ ،‬بل تك ّ‬
‫داعية )َدواٍع( راوية )روايا([‪ .‬ويستثنى مما في آخره التاء المربوطة كلمات‬
‫مّلة‬ ‫مة )أمم( شاة )شياه( َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫شفاه(‪ِ ،‬‬ ‫فة ) ِ‬ ‫ش َ‬ ‫مة )إماء( أ ّ‬ ‫منها‪ :‬امرأة )نساء(‪ ،‬أ َ‬
‫مَلل(‪...‬‬ ‫) ِ‬
‫مهات‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫مات‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫أخوات‪،‬‬ ‫أخت‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫اللفاظ‪،‬‬ ‫بعض‬ ‫والتاء‬ ‫باللف‬ ‫جمع‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫و ُ‬
‫مع‬ ‫ج ْ‬ ‫معُ ال َ‬ ‫ج ْ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫َ‬ ‫جم‬ ‫يسمى‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ‫عربة‪،‬‬ ‫م‬
‫ُ َ‬ ‫ال‬ ‫السماء‬ ‫جموع‬ ‫ُ ُ‬ ‫ض‬ ‫بع‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫سالم‬ ‫ث‬
‫ٍ‬ ‫مؤن‬ ‫ع‬
‫ْ َ‬‫م‬ ‫ج‬ ‫جمع‬ ‫ُ‬
‫مع‬‫َ ْ‬‫ج‬ ‫و‬ ‫العاقل‪.‬‬ ‫المذكر‬ ‫جمع‬ ‫باستثناء‬ ‫معلوم‬ ‫هو‬ ‫كما‬ ‫مؤنثة‬ ‫جموع‬ ‫ُ‬ ‫وال‬ ‫الجمع‪.‬‬
‫جل ِرجال رجالت‪ ،‬طريق‬ ‫ر‬
‫َ ُ‬ ‫بيوتات‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫بيوت‬ ‫ُ‬ ‫بيت‬ ‫سمع‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ومما‬ ‫ي!‬
‫ّ‬ ‫سماع‬ ‫الجمع‬
‫طيات‪ ،‬فْتح فتوح فتوحات‪ ،‬فَْيض ُفيوض‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عطية أعْ ِ‬ ‫عطاء أ ْ‬ ‫طرق طرقات‪َ ،‬‬
‫فُُيوضات‪.‬‬
‫جمع الجمع عند الحاجة! فهل ثمة حاجة إلى‬ ‫وقد أجاز مجمع القاهرة َ‬
‫شروطات‪ُ ،‬فحوصات‪ ،‬رسومات؟"‬ ‫" ُ‬
‫جمع بعض الجموع جمعَ تكسير‪ ،‬نحو‪ :‬قول أقوال أقاويل‪ ،‬إناء آنية‬ ‫]ملحظة‪ُ :‬‬
‫َ‬
‫ن‪ ،‬وعاء أوعية أواٍع‪.[....‬‬ ‫أوا ٍ‬
‫جمع المذكر من أسماء ما ل ي َْعقل‪ ،‬بالِلف والتاء‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫سماع‪ .‬على أن من‬ ‫مذهب جمهور النحاة في هذا الجمع هو التعويل على ال ّ‬
‫سْيفات‪،‬‬ ‫سْيف على َ‬ ‫ن جعله قياسًا‪ .‬ولو أخذنا برأي هؤلء لجاز جمع َ‬ ‫م ْ‬ ‫النحاة َ‬
‫كينات‪ ،‬وقََلم على‬ ‫س ّ‬ ‫ِ‬ ‫على‬ ‫ين‬ ‫ّ‬ ‫وسك‬ ‫هرات‪،‬‬ ‫َْ‬ ‫ن‬ ‫على‬ ‫هر‬‫َْ‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫غصنات‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫على‬ ‫غصن‬ ‫و ُ‬
‫قََلمات‪...‬‬
‫خَيال‪،‬‬‫مام‪ ،‬خان‪َ ،‬‬ ‫ح ّ‬ ‫وق‪ ،‬جواب‪َ ،‬‬ ‫جمع قديما ً باللف والتاء‪ :‬اصطبل‪ ،‬ب ُ ْ‬ ‫ومما ُ‬
‫صلَيات(‪ ،‬مقام‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫م َ‬ ‫صلى ) ُ‬ ‫ّ‬ ‫م َ‬ ‫زل‪ُ ،‬‬ ‫من ْ ِ‬
‫مَغار‪َ ،‬‬ ‫عنوان‪َ ،‬‬ ‫علج‪ُ ،‬‬ ‫ل سرادق‪ِ ،‬‬ ‫ج ّ‬ ‫س ِ‬ ‫ِ‬
‫خَراج‪ ،‬سرطان‪ ،‬طاس‪،‬‬ ‫وض(‪ ،‬تّيار‪ ،‬جماد‪ُ ،‬‬ ‫ع َ‬‫دل )بمعنى ِ‬ ‫مع المتأخرون‪ :‬ب َ َ‬ ‫ج َ‬‫ثم َ‬
‫خيار‪ ،‬صاد ّ )حيوي(‪ ،‬صادر‪،‬‬ ‫دثون‪ِ :‬‬ ‫ح َ‬‫كأ )متكآت( نموذج‪) ...‬وأضاف الم ْ‬ ‫مت ّ َ‬ ‫عيار‪ُ ،‬‬
‫قار(‪.‬‬ ‫وارد‪ ،‬ع َ َ‬
‫معَّربة‪:‬‬ ‫جمع حديثا باللف والتاء من السماء ال ُ‬ ‫ً‬ ‫ومما ُ‬

‫) ‪(56/3‬‬
‫§ إلكترون‪ ،‬بروتون‪ ،‬نترون‪ ،‬فوتون‪ ،‬هرمون )باص‪ ،‬بالون‪ ،‬صالون!!( فيتامين‪،‬‬
‫رادار‪ ،‬استديو )استديوهات(‪ ،‬نترينو )نترينوهات(‪ ،‬سيناريو‪ ،‬بيانو‪ ،‬شاليه‪...‬‬
‫مْين‪) ...،‬ألدهيدات‪ ،‬أميدات‪ ،‬أمينات‪.(...‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مْيد‪ ،‬أ ِ‬ ‫وفي الكيمياء‪ :‬ألدِهِْيد‪ ،‬أ ِ‬
‫وأقّر مجمع اللغة العربية بالقاهرة‪ ،‬في سنة ‪ ،1973‬إجازة الجموع التية )وإن‬
‫ضها جموع ُ تكسير(‪ .‬وبين هذه الجموع مصادُر مجموعة )سيأتي‬ ‫كان يقابل بع َ‬
‫صدر(‪:‬‬ ‫م ْ‬‫مع ال َ‬ ‫قريبا ً الكلم على َ‬
‫ج ْ‬
‫§ إطارات‪ ،‬بلغات‪ ،‬جزاءات‪ ،‬جوازات‪ ،‬حسابات‪ ،‬خطابات‪ ،‬خلفات‪ ،‬خيالت‪،‬‬
‫عطاءات‪ ،‬غازات‪،‬‬ ‫مامات‪ ،‬ضمانات‪ ،‬طلبات‪َ ،‬‬ ‫ص َ‬ ‫سندات‪ ،‬شعارات‪ ،‬صراعات‪ِ ،‬‬
‫معجمات‪،‬‬ ‫فراغات‪ ،‬قرارات‪ ،‬قطارات‪ ،‬قطاعات‪ ،‬مجالت‪ ،‬معاشات‪ُ ،‬‬
‫مفردات‪ ،‬نتوءات‪ ،‬نداءات‪ ،‬نزاعات‪ ،‬نشاطات‪ ،‬نطاقات‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ل!‬‫حا ّ‬‫م َ‬ ‫ل( فُيجمع على َ‬ ‫ح ّ‬ ‫حّلة! أما ) َ‬
‫م َ‬ ‫م َ‬‫جمعُ َ‬ ‫لت َ‬ ‫ح ّ‬‫م َ‬
‫ملحظة‪َ :‬‬
‫فاز‬‫مع ك َْبل وقُ ّ‬
‫ج ْ‬ ‫َ‬
‫فازات(‪.‬‬ ‫َ‬
‫نلحظ أن اللفاظ التي أقرها المجمع ل تشتمل على )كْبلت( ول )قُ ّ‬
‫ل‪ :‬القيد من أي شيء كان‪) .‬ج( أكُبل‬ ‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬الك َب ْ ُ‬
‫ق‪.‬‬‫ل معدني تحيط به مادة عازلة لها غلف وا ٍ‬ ‫وك ُُبول وأكبال‪ .‬والكبل‪ :‬حب ٌ‬
‫ة في غلف‬ ‫ضها عن بعض‪ ،‬موضوع ٌ‬ ‫ل بع ُ‬‫ة من السلك معزو ٌ‬ ‫والكبل‪ :‬مجموع ٌ‬
‫ي )مج(‪".‬‬ ‫ّ‬ ‫الكهرب‬ ‫التيار‬ ‫توصيل‬ ‫في‬ ‫قبله‬ ‫وما‬ ‫هذا‬ ‫واق‪ .‬ويستعمل‬
‫ومن المعلوم أن )فَْعل( ُيجمع على )ِفعال( إذا لم يكن أوله أو ثانيه ياًء‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫حْبل‬‫ل أيضًا‪ ،‬مثل‪َ :‬‬ ‫جمع كْبل جمعا ً قياسيا ً على ِ‬
‫كبا ٍ‬ ‫حر ِبحار‪ .‬وعلى هذا يجوز َ‬ ‫بَ ْ‬
‫حبال!‬ ‫ِ‬
‫جلد‪ .‬وهما‬ ‫ف من نسيج أو ِ‬ ‫فاز‪ :‬لباس الك ّ‬ ‫ق ّ‬
‫وجاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬ال ُ‬
‫فازان )ج( َقفافِْيز‪".‬‬ ‫قُ ّ‬

‫) ‪(56/4‬‬

‫عّلة‬
‫ون من خمسة أحرف‪ ،‬وقبل آخره حرف ِ‬ ‫ومن المعلوم أن السم المك ّ‬
‫طيف‪،‬‬ ‫َ‬
‫خطا ِ‬ ‫خطاف َ‬ ‫ّ‬ ‫معِهِ فََعال ِْيل‪ ،‬نحو‪ُ :‬‬ ‫ج ْ‬
‫ساكن‪ ،‬يكون إيقاع )ول أقول وزن( َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫كاز عكاكيز‪ ،‬كلب كلليب‪ ،‬قنطار قناطير‪،‬‬‫ُ‬ ‫كان دكاكين‪ ،‬شّباك شبابيك‪ ،‬عُ ّ‬ ‫د ّ‬
‫شّبوط شبابيط‪ ،‬فروج‬ ‫سنجاب سناجيب‪ ،‬عصفور عصافْير‪ ...‬دّبوس دبابيس‪َ ،‬‬
‫هليز َدهاليز‪] .‬أما‬
‫كين سكاكين‪ ،‬دِ ْ‬ ‫س ّ‬ ‫كوك مكاكيك‪ ....،‬قنديل قناديل‪ِ ،‬‬ ‫م ّ‬
‫فراريج‪َ ،‬‬
‫كاز([‪.‬‬ ‫كازة = عُ ّ‬ ‫كازات( فهي جمع )عُ ّ‬ ‫)ع ُ ّ‬
‫كر غير العاقل‪:‬‬ ‫جمع الوصف لمذ ّ‬ ‫َ‬
‫س لخلف فيه! والمقصود بالوصف هو‬ ‫ٌ‬ ‫قيا‬ ‫والتاء‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫بال‬ ‫الوصف‬ ‫هذا‬ ‫مع‬‫َ ْ‬‫ج‬
‫المشتق‪ :‬اسم الفاعل أو اسم المفعول‪ ،‬والصفة المشبهة‪ ،‬وكذلك المصّغر‬
‫ل شاهق شامخ‬ ‫جب َ ٌ‬
‫والمنسوب واسم المكان‪ ،‬ففيها معنى الصفة؛ فيقال‪َ :‬‬
‫س ‪ -‬جبال شاهقات شامخات راسيات‪ .‬حصان سابق ‪ -‬أحصنة سابقات ‪-‬‬ ‫را ٍ‬
‫ماء )نهر( جارٍ ‪ -‬مياهٌ جاريات‪ .‬شهر معلوم ‪ -‬أشهر معلومات ‪ -‬أيام معدودات‬
‫‪ -‬بستان جميل ‪ -‬بساتين جميلت‪...‬‬
‫خمات‬ ‫منظمات ‪ -‬مض ّ‬ ‫ّ‬ ‫ولت ‪ُ -‬‬ ‫ّ‬
‫§ ويقال‪ :‬جهاٌز محّرك ‪ -‬محركات ‪ -‬مولدات ‪ -‬مح ّ‬
‫‪ -‬مكّبرات ‪ -‬رشاشات‪.‬‬
‫كنات ‪ -‬ملّينات ‪ -‬مطّهرات ‪ -‬منعشات ‪ -‬مبّنجات ‪-‬‬ ‫كن ‪ -‬مس ّ‬ ‫ج مس ّ‬ ‫§ عل ٌ‬
‫سهلت‪.‬‬ ‫مقويات ‪ -‬م ْ‬
‫ب أو مستحضٌر مبيد ‪ -‬مبيدات‪.‬‬ ‫§ مرك ّ ٌ‬
‫قربة‬ ‫قدر والّرحى والدْلو وال ِ‬ ‫ح ّ‬
‫لت‪ :‬ال ِ‬ ‫م ِ‬
‫وجاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬ال ُ‬
‫حل حيث يشاء‬ ‫ّ‬ ‫فنة والسكين والفأس والّزند‪ ،‬لن من كانت معه ي َ ُ‬ ‫ج ْ‬
‫وال َ‬
‫ً‬
‫مستغنيا عن مجاورة الناس‪".‬‬
‫§ مأكولت ‪ -‬مشروبات ‪ -‬ملبوسات ‪ -‬مزروعات ‪ -‬محفوظات ‪ -‬ممنوعات ‪-‬‬
‫مخلوقات ‪ -‬مختارات ‪ -‬مصطلحات ‪ -‬مطبوعات ‪ -‬مخطوطات ‪ -‬منشورات ‪-‬‬
‫كبات ‪ -‬مبتكرات ‪ -‬مقترحات ‪-‬‬ ‫ملحقات ‪ -‬مربعات ‪ -‬مكعبات ‪ -‬مر ّ‬
‫محتوى محت َوََيات ‪-‬‬ ‫مستحضرات ‪ -‬مستوردات ‪ -‬مسروقات‪ ...‬مستحدثات ‪ُ -‬‬
‫معْط ََيات‪...‬‬
‫معطى ُ‬ ‫ُ‬

‫) ‪(56/5‬‬

‫سْيمات ‪ -‬جبل جبيل جبيلت ‪ -‬درهم‬ ‫ج َ‬ ‫جسيم ُ‬ ‫جسم ُ‬ ‫§ ن َْهر ن ُهَْير ن ُهَْيرات ‪ِ -‬‬
‫ُ‬
‫ُدرْيهم دريهمات ‪ -‬كتاب كتّيب كتّيبات ‪ -‬ثوب ثوْيب ثويبات ‪ -‬قرن ُقرين‬
‫ص فصيص ُفصيصات‪...‬‬ ‫ُقرينات ‪ -‬ف ّ‬
‫منتدى منتديات ‪ -‬من ْت ََزه‬ ‫فعات ‪ -‬مستشفى مستشفيات ‪ُ -‬‬ ‫فع مرت َ‬ ‫§ مرت َ‬
‫منتزهات ‪ -‬مطار مطارات ‪ -‬مسار مسارات ‪ -‬مدار مدارات‪...‬‬
‫ي رياضّيات ‪ -‬بصرّيات ‪ -‬سمعّيات ‪-‬‬ ‫ي غيبّيات ‪ -‬رياض ّ‬ ‫ي كلّيات ‪ -‬غيب ّ‬ ‫§ كل ّ‬
‫إلكترونيات ‪ -‬فوتونّيات ‪ -‬لسانيات ‪ -‬ماديات ‪ -‬معنويات ‪ -‬كونيات ‪ -‬جرثوميات‬
‫دانّيات ‪ -‬ثدييات ‪ -‬حوتيات ‪-‬‬ ‫‪ -‬لمفاويات ‪ -‬سموميات ‪ -‬فطريات ‪ -‬سكريات ‪ -‬غُ ّ‬
‫عصفوريات ‪ -‬خفاشيات ‪ -‬مفصليات الرجل ‪ -‬مزدوجات الصابع الجسئيات‪...‬‬
‫§ وهناك أسماء آلةٍ قياس جمعها التكسير‪ ،‬ومع ذلك يجمعها بعض المحدثين‬
‫مشد ّ‬
‫مفكات ‪ِ -‬‬ ‫مفا ّ‬
‫ك( ِ‬ ‫ك) َ‬‫مف ّ‬ ‫صات ‪ِ -‬‬
‫مق ّ‬‫ص( ِ‬ ‫مقا ّ‬‫ص) َ‬ ‫ق ّ‬
‫م َ‬‫باللف والتاء‪ ،‬نحو‪ِ :‬‬
‫شدات‪...‬‬ ‫م َ‬
‫مشاّد( ِ‬ ‫) َ‬

‫) ‪(56/6‬‬

‫مع مصادر الفعال‬ ‫ج ْ‬


‫‪َ -54‬‬
‫المصدر اسم معنى يدل على حدث مجرد‪ ،‬غير مقيد بزمان ول بمكان‪ ،‬ول‬
‫هيئة حدوثة أو مرات حدوثه‪ ،‬ول يدل على من أحدثه أو اتصف به‪ ،‬ول على‬
‫من وقع الحدث عليه‪ .‬فهو يدل على معنى ذهني مطَلق من كل القيود‬
‫والعلقات‪.‬‬
‫كد لفعله هو )المطَلق( حقًا‪ ،‬فل وجه لتثنيته أو جمعه‪ .‬ولكن‬ ‫والمصدر المؤ ّ‬
‫مبّينا ً لنوعه أو عدده‪ ،‬ل يكون )مطلقًا( بل مقيدا ً بنوعه أو عدده‪.‬‬‫حين يكون ُ‬
‫كل هذين‬ ‫وهذا يدل على أن لهذا المصدر أكثر من نوع وأكثر من مرة‪ .‬ف ِ‬
‫صدرْين ‪ -‬إذن ‪ -‬قد خرج من الطلق والشمول إلى التقييد والتحديد‪.‬‬ ‫الم ْ‬
‫عه وتعد ُّده يجعلنه قابل ً للتثنية والجمع‪ .‬فيقال‪ :‬تمهيدان انفجاران‬‫وتنوّ ُ‬
‫َقومّيتان‪ ،‬تمهيدات انفجارات قومّيات‪.‬‬
‫وكثيرا ً ما ُيستعمل المصدر كأنه اسم مشتق )اسم فاعل أو صفة مشبهة‬
‫ل(‪ .‬فيبقى على إفراده )اّتباعا ً لصله( أو يثنى ويجمع إذا ساغ‪ ،‬حين يكون‬ ‫مث ً‬
‫موصوفه مثنى أو جمعا ً )اّتباعا ً لقاعدة مطابقة الصفة للموصوف عددًا(‪.‬‬
‫دل )أي عادل(‪ ،‬والقاضية عدل؛ وكذلك القاضيان أو‬ ‫فيقال‪ :‬القاضي عَ ْ‬
‫دل‪ .‬كما يقال‪ :‬القاضيان أو القاضيتان‬ ‫القضاة‪ ،‬أو القاضيتان أو القاضيات ‪ -‬عَ ْ‬
‫دول‪.‬‬‫دلن‪ ،‬والقضاة أو القاضيات عُ ُ‬ ‫عَ ْ‬
‫ما ُوضع له‪ ،‬ولم يبق له من‬ ‫دل به ع ّ‬
‫والخلصة‪ ،‬ل ُيجمع المصدر إل إذا عُ ِ‬
‫ْ‬
‫علم‬‫صدريته إل اللفظ‪ .‬أي خرج عن المصدرية وانجذب إلى السمية‪ ،‬نحو‪ِ :‬‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ظنون‪...‬‬‫ن ُ‬ ‫ّ‬ ‫ظ‬ ‫عقول‪،‬‬ ‫عقل‬ ‫علوم‪،‬‬
‫ولن نتوقف طويل ً عند جمع المصادر المختومة بتاء التأنيث أو أِلف التأنيث‬
‫ن جمعها باللف والتاء قياسي‪ .‬ومن هذه المصادر ما هو‬ ‫المقصورة‪ ،‬ذلك أ ّ‬
‫كرة‪...‬‬
‫أصلي‪ ،‬نحو‪ :‬تحّية‪ ،‬تهنئة‪ ،‬صناعة‪ ،‬بطولة‪ ،‬عبادة‪ ،‬توصية‪ ،‬تجلية‪ ،‬تذ ِ‬
‫فيقال في جمعها‪ :‬تحيات‪ ،‬تهنئات‪ ...‬وكذلك عند الوصف بمصدرٍ كهذا‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫َرج ٌ‬
‫ل ثقة‪ ،‬رجال ِثقات‪.‬‬
‫جعى‪ ،‬فحوى‪ ،‬طوبى‪ ..‬فيقال في جمعها‪ِ :‬ذكريات‪،‬‬ ‫§ وهناك‪ :‬ذكرى‪ ،‬فكرى‪ُ ،‬ر ْ‬
‫فكريات‪...‬‬

‫) ‪(57/1‬‬

‫سعاة‪ ،‬مغامرة‪ ،‬مسامرة‪،‬‬ ‫م ْ‬ ‫شغلة‪َ ،‬‬ ‫م ْ‬


‫ي‪ ،‬نحو‪َ :‬‬‫§ ومن هذه المصادر ما هو ميم ّ‬
‫جرى(‪ ،‬مقتضى‪ ...‬فتجمع‬ ‫َ‬
‫جرى )من أ ْ‬ ‫م ْ‬
‫جَرى(‪ُ ،‬‬‫جرى )من َ‬ ‫م ْ‬
‫مهاترة‪ ،‬مصارعة‪َ ،‬‬
‫جَرَيات‪ ،‬مقتضيات‪...‬‬ ‫ُ ْ‬‫م‬ ‫يات‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ج‬
‫َ ْ َ َ‬‫م‬ ‫مغامرات‪...‬‬ ‫يات‪،‬‬ ‫م ْ َ َ‬
‫ع‬ ‫س‬ ‫شغلت‪َ ،‬‬ ‫م ْ‬ ‫على‪َ :‬‬
‫§ ومنها ما هو صناعي‪ ،‬نحو‪ :‬عبقرية‪ ،‬شاعرية‪ ،‬مدنّية‪ ،‬ماهّية‪ ...‬فتجمع على‪:‬‬
‫عبقريات‪ ،‬شاعرّيات‪...‬‬
‫مع ما‬ ‫َ‬
‫أما المصادر الخرى‪ ،‬التي ل تنتهي بعلمة التأنيث‪ ،‬فقد أقَ ّ‬
‫ج ْ‬
‫من َ‬ ‫ل الئمة ِ‬
‫كان فِْعلها ثلثيًا‪ ،‬وأكثروا من جمع مصادر ما فوق الثلثي‪" .‬واستسهلوا فيما‬
‫مع السلمة أو منتهى الجموع‪ ،‬وذلك‬ ‫ج ْ‬
‫جمعوه من مصادر ما فوق الثلثي َ‬
‫لظهور القياس فيه‪ .‬وقد استحّبوا جمع المصادر بالِلف والتاء فيما لم ُيسمع‬
‫مُنوا سلمة صيغته‪ .‬وأكثروا من جمع ما ساغ جمعه‬ ‫جمعه عن العرب‪ ،‬وقد ض ِ‬
‫ف واحده‪) ".‬مذاهب‬ ‫ٌ‬
‫على صيغة منتهى الجموع فل يعترضهم شك في ت َعَّر ِ‬
‫وآراء للزعبلوي ‪.(265 /‬‬
‫ذكارات ‪ -‬شذوذ‬ ‫ذكار )من ذكر( ويجمع على ت َ ْ‬ ‫فمن مصادر الثلثي‪ :‬ت َ ْ‬
‫شذوذات‪ ...‬بيان بيانات ‪ -‬قياس قياسات‪.‬‬
‫ومما جمع الئمة من مصادر الرباعي‪:‬‬
‫§ على وزن )فّعل(‪ :‬تأويلت ‪ -‬تحديدات ‪ -‬ترخيصات ‪ -‬تصحيفات ‪ -‬تدقيقات ‪-‬‬
‫تعريفات ‪ -‬تفريعات ‪ -‬تقريرات ‪ -‬تنبيهات ‪ -‬تْنزيلت ‪ -‬تخريجات‪.‬‬
‫§ وعلى وزن )أفعل(‪ :‬إكرامات ‪ -‬إلزامات ‪ -‬إلحاقات ‪ -‬إشكالت ‪ -‬إعرابات ‪-‬‬
‫إفسادات ‪ -‬إنشاءات‪...‬‬
‫ومما جمع الئمة من مصادر الخماسي على أوزان )افتعل( و)انفعل(‬
‫و)تفّعل(‪:‬‬
‫§ اعتقادات ‪ -‬احتجاجات ‪ -‬احتمالت ‪ -‬التزامات ‪ -‬اعتمادات ‪ -‬انتقالت ‪-‬‬
‫اختيارات ‪ -‬ابتداءات ‪ -‬اختراعات ‪ -‬انطلقات ‪ -‬تصّرفات‪.‬‬
‫ومن السداسي )استفعل( قالوا‪ :‬استعمالت‪...‬‬
‫سر الئمة بعض مصادر الرباعي )فّعل( فقالوا‪:‬‬ ‫]كما ك ّ‬
‫§ تفعيل تفاعيل ‪ -‬تقاسيم ‪ -‬تعابير ‪ -‬تصاريف ‪ -‬تفاسير ‪ -‬تضاعيف ‪ -‬تراكيب ‪-‬‬
‫تقاليب ‪ -‬تعاليل ‪ -‬تكابير ‪ -‬تصاغير ‪ -‬تصانيف ‪ -‬تآليف ‪ -‬تخاريج ‪ -‬تكاليف‪[...‬‬

‫) ‪(57/2‬‬
‫سر غيرهم فقالوا‪ :‬تقارير ‪ -‬تسابيح ‪ -‬تشابيه ‪ -‬تعاجيب ‪ -‬تصاميم‪...‬‬ ‫§ وك ّ‬
‫ثم جمع المتأخرون والمحدثون من مصادر الفعل الرباعي والخماسي‬
‫والسداسي )على الوزان المذكورة( فقالوا‪:‬‬
‫§ تقسيمات ‪ -‬تعليلت ‪ -‬تصميمات ‪ -‬تمرينات ‪ -‬تدريبات ‪ -‬تفسيرات ‪ -‬تعقيبات‬
‫‪ -‬تسبيحات ‪ -‬تعليقات ‪ -‬تحميدات ‪ -‬تحسينات ‪ -‬توشيحات ‪ -‬تحليلت‪...‬‬
‫§ إفرازات ‪ -‬إعلنات ‪ -‬إحسانات ‪ -‬إقرارات ‪ -‬إرهاصات ‪ -‬إجراءات ‪-‬‬
‫إجهاضات ‪ -‬إمكانات‪...‬‬
‫ن(‪.‬‬
‫من قاَر َ‬ ‫§ ِقرانات ) ِ‬
‫§ افتعالت‪ :‬اتصالت ‪ -‬اجتماعات ‪ -‬اجتهادات ‪ -‬اعتبارات ‪ -‬اختلفات ‪-‬‬
‫امتحانات ‪ -‬اتحادات ‪ -‬اتفاقات ‪ -‬امتيازات ‪ -‬اتجاهات ‪ -‬انتقادات ‪ -‬انتصارات ‪-‬‬
‫التهابات ‪ -‬التصاقات ‪ -‬اقتراحات ‪ -‬اهتمامات‪...‬‬
‫§ انفعالت‪ :‬انكسارات ‪ -‬انهزامات ‪ -‬انقسامات ‪ -‬انفتاحات ‪ -‬انعطافات ‪-‬‬
‫انبعاثات ‪ -‬انحسارات ‪ -‬انقلبات‪...‬‬
‫§ تجمعات ‪ -‬تعصبات ‪ -‬تحزبات ‪ -‬تعسفات ‪ -‬تكهنات ‪ -‬تنبؤات ‪ -‬توقعات ‪-‬‬
‫كسات ‪ -‬تحديات‪...‬‬ ‫ولت ‪ -‬تهكمات ‪ -‬تمحكات ‪ -‬تشنجات ‪ -‬تن ّ‬ ‫حلت ‪ -‬تق ّ‬ ‫تم ّ‬
‫§ تساؤلت ‪ -‬تسابقات ‪ -‬تجاوزات ‪ -‬تسارعات ‪ -‬تساميات ‪ -‬تناحرات‪...‬‬
‫§ استجوابات ‪ -‬استحكامات ‪ -‬استحسانات ‪ -‬استطلعات ‪ -‬استعلمات ‪-‬‬
‫استعدادات ‪ -‬استغللت ‪ -‬استفزازات ‪ -‬استفسارات ‪ -‬استهجانات‪...‬‬
‫أما المصادر الممدودة‪ ،‬فإن همزتها تبقى عند الجمع إن كانت أصلية )إنشاء‬
‫ة من حرف أصلي‪ :‬إجراء إجراءات ‪-‬‬ ‫مب ْد َل َ ً‬
‫إنشاءات ‪ -‬ابتداء ابتداءات( أو ُ‬
‫إحصاء إحصاءات ‪ -‬ادعاءات ‪ -‬اعتداءات ‪ -‬افتراءات ‪ -‬انتماءات ‪ -‬لقاءات ‪...‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫ة‬
‫سرة نياب ً‬ ‫َ‬
‫كم الجمع بالِلف والتاء المزيدتين أنه ُيرفع بالضمة وُينصب بالك ْ‬ ‫ح ْ‬
‫ُ‬
‫عن الفتحة‪ ،‬وُيجّر بالكسرة‪.‬‬
‫ف زائدةٍ وتاٍء أصلية‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ول يدخل في هذا الجمع جمعُ التكسير المختوم بأل ِ ٍ‬
‫ت أشتات ‪ -‬صوت أصوات ‪ -‬قوت أقوات ‪ -‬وقت أوقات ‪...‬‬ ‫بيت أبيات ‪ -‬ش ّ‬
‫سعاة‬‫ف أصلية وتاٍء زائدة مربوطة‪ ،‬نحو‪ُ :‬‬ ‫وكذلك جمعُ التكسير المختوم بأل ِ ٍ‬
‫م( ‪ُ -‬دعاة )داٍع(‪...‬‬ ‫)جمعُ ساٍع( ‪ُ -‬رماة )را ٍ‬
‫) ‪(57/3‬‬

‫ت‬ ‫ي عن القول أنه ل يدخل في الجمع باللف والتاء المزيدتين الكلما ُ‬ ‫وغن ّ‬
‫ف وتاٍء مبسوطة أصليتين‪ ،‬نحو‪ُ :‬رفات )بمعنى الحطام(‬ ‫المفردة المختومة بأل ِ ٍ‬
‫سبات )نوم‪ ،‬راحة‪ ،‬فقدان الوعي( ‪ -‬شتات‬ ‫سَر من الشيء( ‪ُ -‬‬ ‫‪ُ -‬فتات )ما َتك ّ‬
‫)بمعنى التفرق(‪...‬‬
‫دها ملحقا ً‬ ‫من يعد ّ كلمة )بنات( جمع تكسير‪ .‬غير أن الكثرية تع ّ‬ ‫ومن النحاة َ‬
‫بجمع المؤنث السالم‪ .‬وقد وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم منصوبة‬
‫عر عَْبدة‬ ‫ول الشا ِ‬ ‫بالكسرة عدة مرات‪ .‬أما الشاهد على أنها جمع تكسير فَ َ‬
‫ق ْ‬
‫بن الطبيب‪:‬‬
‫دعوا‬‫ي ثم تص ّ‬
‫ن وزوجتي والظاعنون إل ّ‬ ‫جوَهُ ّ‬
‫ش ْ‬‫فبكى بناتي َ‬
‫فعل )بكى(‪ ،‬ولو كانت )بنات( جمع مؤنث سالما ً ل َن ّثهَ‬ ‫ّ‬
‫ونرى أن الشاعر ذكر ال ِ‬
‫ت(! لن التأنيث واجب ‪ -‬في الرأي القوى ‪ -‬إذا كان الفاعل جمع مؤنث‬ ‫)ب َك َ ْ‬
‫سالمًا‪...‬‬

‫) ‪(57/4‬‬

‫م ْ‬
‫لءُ‬ ‫لُء الفراغ )ل‪ :‬إملء الفراغ(؛ ال ِ‬ ‫م ْ‬ ‫‪ -55‬يجب َ‬
‫مليه إملًء(‪ :‬قاله له فكتبه عنه"‪.‬‬ ‫َ‬
‫ب )ي ُ ْ‬ ‫ملى عليه الكتا َ‬ ‫جاء في معاجم اللغة‪" :‬أ ْ‬
‫ن أخرى‪.‬‬ ‫َ‬
‫ل عليه الكتاب‪ .‬ولهذا الفعل معا ٍ‬ ‫م ِ‬ ‫يقال في صيغة المر‪ :‬أ ْ‬
‫وجاء أيضًا‪" :‬مل َ ي َ ُ‬
‫در ما‬ ‫لٌء(‪ :‬وضع فيه من الماء وغيره ق ْ‬ ‫م ْ‬‫مْلئا ً ) َ‬
‫مل الشيَء َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مل‬ ‫لُء الفراغ بالكلمة المناسبة‪ ،‬أو‪ :‬ا ِْ‬ ‫م ْ‬‫َ‬ ‫يجب‬ ‫الصواب‪:‬‬ ‫على‬ ‫سع"‪ .‬يقال‬ ‫يَ َ‬
‫الفراغ‪ .‬ومن الخطأ أن يقال‪ :‬يجب إملء الفراغ!!‪.‬‬
‫لُء‪ :‬قدر ما يأخذه الناء ونحوه إذا امتل‪ .‬وفي التْنزيل العزيز‪:‬‬ ‫م ْ‬‫وجاء أيضًا‪ :‬ال ِ‬
‫ي‪:‬‬‫ض ذهبًا?‪ .‬قال المتنب ّ‬ ‫لُء الر ِ‬ ‫م ْ‬ ‫? ِ‬
‫م‬
‫م ُ‬‫ص َ‬‫من به َ‬ ‫ت كلماتي َ‬ ‫أنا الذي نظر العمى إلى أدبي وأسمعَ ْ‬
‫م‬
‫ختص ُ‬ ‫جّراها وي َ ْ‬‫خلق َ‬ ‫ْ‬ ‫سهَُر ال َ‬ ‫فوني عن شواردها وي َ ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ْ‬
‫لَء ُ‬ ‫م ِ‬‫أنا ُ‬
‫م بها‪ .‬شوارد اللغة‪ :‬غرائبها ونوادرها[‪.‬‬ ‫فل عنها ولم يهت ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫] نام عن حاجته‪ :‬غ َ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫)‬ ‫يقال‬ ‫أن‬ ‫والصل‬ ‫الشعرية‪،‬‬ ‫للضرورة‬ ‫راها(‬ ‫ّ‬ ‫)ج‬ ‫قبل‬ ‫من(‬ ‫ف الشاعُر ) ِ‬ ‫]حذ َ َ‬
‫جّراها(‪[.‬‬

‫) ‪(58/1‬‬

‫قد ْرٍ كبير‬


‫‪ -56‬إلى حد ّ بعيد؛ ب َ‬
‫ة ب َْرمجةٍ اشتقت‬ ‫ت في مقالة علمية الجملة التية‪" :‬لغة ‪ logo‬هي لغ ُ‬ ‫ورد ْ‬
‫سماتها بشكل كبير من لغة ‪ ."LISP‬من الواضح أن كلمة )شكل( هنا‬
‫ت في الفقرة ‪ 12‬أن كلمة )شكل(‬ ‫اسُتعملت في غير محّلها‪] .‬وكنت ذكر ُ‬
‫ة كثيرة على الخطأ في‬ ‫كثيرا ً ما تستعمل في غير ما ُوضعت له‪ ،‬وأورد ُ‬
‫ت أمثل ً‬
‫استعمالها[‪.‬‬
‫قد ْرٍ كبير‪ /‬بنسبة كبيرة‬‫وصواب الجملة السابقة أن يقال‪..." :‬اشتقت سماتها ب َ‬
‫م آخر أن يقال‪ ..." :‬بدرجة عالية‪"...‬‬ ‫من لغة ‪ ."LISP‬وقد يقتضي مقا ٌ‬
‫وجاء في مقالة أخرى الجملة التية‪ ..." :‬وهذا البحث يختلف إلى حد كبير عن‬
‫البحث النف الذكر )كذا( ‪".‬‬
‫والصواب‪ ..." :‬يختلف إلى حد ّ بعيد عن البحث المذكور آنفًا" )راجع الفقرة‬
‫‪.(17‬‬
‫د( كما جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬حد ّ الشيء‪ :‬منتهاه‪.‬‬ ‫فمن معاني )الح ّ‬
‫ويقال‪ :‬وضع حدا ً للمر‪ :‬أنهاه"‪ .‬ويقال أيضًا‪ :‬ذهب إلى أبعد حد )إلى أبعد‬
‫مدى(‪ .‬ول يقال‪ :‬ذهب إلى أكبر حد‪ ،‬أو إلى حد كبير!‬
‫ب في مقالة ثالثة الجملة التية‪ ..." :‬وبالتالي فإن حساسية ودقة‬ ‫وأورد كات ٌ‬
‫سن بشكل كبير‪".‬‬ ‫القياس تتح ّ‬
‫ً‬
‫سن كثيرا ‪ /‬بنسبة‬ ‫والصواب‪ ..." :‬لذا فإن حساسية القياس ودقته تتح ّ‬
‫كبيرة‪"...‬‬

‫) ‪(59/1‬‬
‫ي!(‬ ‫مغْل ِ ّ‬
‫قم )ل‪ :‬ال َ‬ ‫مع ّ‬ ‫مْغلى ُ‬ ‫‪ -57‬الماء ال ُ‬
‫يقال‪ :‬غلى الماُء ي َْغلي غَْليا ً وغََليانا‪ً.‬‬
‫قم الدوات بوضعها في الماء الغالي )اسم الفاعل(‪.‬‬ ‫ويقال‪ُ :‬تع ّ‬
‫مْغلة؛‬ ‫ُ‬ ‫وهي‬ ‫المفعول(‪.‬‬ ‫)اسم‬ ‫غلى‬ ‫ُ ْ‬‫م‬ ‫فهو‬ ‫ً‬ ‫ء‬ ‫إغل‬ ‫غليه‬ ‫ُْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ء‬‫الما‬ ‫غلى‬ ‫ويقال‪ :‬أ َ ْ‬
‫مْعطاة(؛‬ ‫مْعطى )وهي ُ‬ ‫وأعطى الشيَء يعطيه إعطاًء فالشيُء ُ‬
‫مل َْغى )أو‪ :‬لٍغ‪ ،‬من َلغا الشيُء ]ب َط َ َ‬
‫ل[‬ ‫وألغى المشروعَ ي ُْلغيه إلغاًء فالمشروع ُ‬
‫ي َْلغو ل َْغوا ً فهو لٍغ ]أي باطل[‪.‬‬
‫ة لغية‪ :‬فاحشة )المعجم الوسيط(‪.‬‬ ‫أما )اللغية( فهي ما ل ُيعتد ّ به‪ .‬وكلم ٌ‬
‫ي الماءَ ‪/‬‬ ‫ن الماِء لتعقيمه )أي يجب أن ن ُغْل ِ َ‬ ‫ي ‪ /‬غََليا ُ‬ ‫كما يقال‪ :‬يجب إغلُء ‪ /‬غَل ْ ُ‬
‫ي الماُء(‪.‬‬ ‫أن ي َغْل ِ َ‬
‫ي(‪ :‬لن الفعل اللزم‬ ‫مغْل ِ ّ‬ ‫ح )ال َ‬ ‫قم‪ ،‬ول يص ّ‬ ‫مْغلى مع ّ‬ ‫يقال على الصواب‪ :‬الماء ال ُ‬
‫دى بنفسه أو بحرف الجر‪ ،‬مثل )على( ‪ -‬ل يصاغ منه اسم‬ ‫‪ -‬الذي ل يتع ّ‬
‫ل ينام فهو نائم؛ صفا الماُء يصفو‬ ‫ج ُ‬‫المفعول‪ ،‬بل اسم الفاعل‪ .‬فيقال‪ :‬نام الر ُ‬
‫فاًء‬
‫خ َ‬
‫خفى َ‬ ‫ي الشيُء )استتر( ي َ ْ‬ ‫ف َ‬‫خ ِ‬‫ض؛ َ‬ ‫ف؛ مضى المُر يمضي فهو ما ٍ‬ ‫فهو صا ٍ‬
‫جنا مما نخاف!(‪.‬‬ ‫ي اللطاف‪ ،‬ن ّ‬ ‫ْ‬ ‫ف ّ‬ ‫خ ِ‬‫ي؛ )يا َ‬ ‫ف ّ‬‫خ ِ‬‫فو َ‬ ‫فهو خا ٍ‬
‫ن اسم المفعول يصاغ )انظر الفقرة ‪:(40‬‬ ‫ولك ّ‬
‫ي؛ دعا‬ ‫َ ْ ّ‬ ‫رئ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ء‬‫فالشي‬ ‫يراه‬ ‫َ‬ ‫ء‬ ‫الشي‬ ‫رأى‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫بنفسه‪،‬‬ ‫المتعدي‬ ‫الفعل‬ ‫من‬ ‫أ‪-‬‬
‫فى الشيءَ‬ ‫خ َ‬ ‫ي؛ َ‬ ‫م ّ‬ ‫مْر ِ‬
‫و؛ رمى الحجَر يرميه فالحجر َ‬ ‫مد ْعُ ّ‬‫ل َ‬ ‫ل يدعوه فالرج ُ‬ ‫الرج َ‬
‫ي‪ .‬وهذه الفعال المتعدية بنفسها كلها‬ ‫ف ّ‬ ‫خ ِ‬ ‫م ْ‬‫في ّا ً فالشيُء َ‬ ‫خ ِ‬‫فيا ً و ُ‬ ‫خ ْ‬
‫فيه َ‬ ‫خ ِ‬‫)كتمه( ي َ ْ‬
‫خفى الشيَء )كتمه‬ ‫َ‬
‫ل‪ :‬أ ْ‬ ‫ثلثية‪ .‬ومثال الفعل الرباعي من هذه الفئة‪ ،‬الفع ُ‬
‫فى؛ وكذلك‪ :‬أعطى‪ ،‬ألغى‪ ،‬أغلى‪....‬‬ ‫خ َ‬‫م ْ‬‫فيه إخفاًء فالشيُء ُ‬ ‫ست ََره( ُيخ ِ‬ ‫و َ‬

‫) ‪(60/1‬‬

‫ة‬
‫ب صيغ َ‬ ‫ق َ‬
‫ل يتعدى بالحرف‪ .‬ول بد ّ في هذه الحالة من أن ت َعْ ُ‬ ‫ب‪ -‬من فع ٍ‬
‫وت عن المر‪ ،‬فالمر‬ ‫سهَ ْ‬ ‫ت ت ُْثبُتها بعد فِْعله‪ .‬فتقول‪َ :‬‬ ‫ة التي كن َ‬ ‫المفعول الصل ُ‬
‫مُبوح به‪ ،‬شك في المر‪ ،‬فالمر مشكوك‬ ‫ّ‬ ‫سّر َ‬ ‫سّر فال ّ‬‫ت بال ّ‬ ‫ح ُ‬‫مسهُوّ عنه‪ ،‬وب ُ ْ‬‫َ‬
‫ً‬
‫وزوا حينا فحذفوا‬ ‫ج ّ‬‫ن الئمة قد ت َ َ‬ ‫ب عليهم‪ .‬لك ّ‬ ‫م مغضو ٌ‬ ‫َ‬
‫فيه؛ غضب عليهم‪ ،‬فهُ ْ‬
‫ة واصطلحا‪ ،‬وأنزلوا اسم المفعول‬ ‫ً‬ ‫الصلة في كثير من أسماء المفعول‪ ،‬تسمي ً‬
‫سمع‪ .‬ففي‬ ‫من ْزَِلة الصفة المشبهة‪ ،‬وذلك قياسا على ما ُ‬
‫ً‬ ‫ف الصلة َ‬ ‫المحذو َ‬
‫ضيا ً عنها‪.‬‬ ‫َ ْ ِ‬‫ر‬ ‫م‬ ‫أي‬ ‫ة?‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫ً َ ْ ِ ّ ً‬ ‫ة‬ ‫راضي‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫َ ّ ِ‬‫ب‬ ‫ر‬ ‫إلى‬ ‫?ارجعي‬ ‫العزيز‪:‬‬ ‫التْنزيل‬
‫ن كثيرة( كالعَْين‪ ،‬للباصرة‪ ،‬وعين‬ ‫معا ٍ‬
‫شت ََرك )تشترك فيه َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫وقالوا‪ :‬اس ٌ‬
‫شت ََرك فيه( بإثبات الصلة‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫الماء‪ ،‬وعين الشمس‪ ،‬وللدينار أو المال‪ .‬والصل ) ُ‬
‫صله )المأذون له‪ ،‬والمحجور عليه(‪.‬‬ ‫وقالوا‪ :‬المأذون والمحجور؛ وأ ْ‬
‫مْغلوط )أي مغلوط فيه(‪.‬‬ ‫ب َ‬ ‫ب ‪ /‬كتا ٌ‬ ‫وقالوا‪ :‬حسا ٌ‬
‫ق من الرض يذهب" أي موثوق به‪ .‬ولم‬ ‫وقال الشاعر‪ ..." :‬إلى غير موثو ٍ‬
‫يحمل ابن جني )الخصائص ‪ (1/199‬هذا القول على الغلط‪ ،‬بل على حذف‬
‫حرف الجر‪) .‬انظر كتاب )مسالك القول( لصلح الدين الزعبلوي ‪.(175 /‬‬
‫ة في )رغب‬ ‫ب المَر( وهو لغ ٌ‬ ‫ب فيه‪ ،‬إذ يقال‪) :‬رغ َ‬ ‫ويقال‪ :‬أمٌر مرغوب ومرغو ٌ‬
‫في المر(‪.‬‬
‫ٌ‬
‫كما يقال‪ :‬شيٌء مبارك‪ ،‬ومبارك فيه‪ ،‬ومبارك عليه‪ ،‬إذ يقال‪ :‬بارك الله‬‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الشيَء وفيه وعليه‪.‬‬
‫) ‪(60/2‬‬

‫‪ -58‬الخطأ في‪) :‬لمحة عن حياة المؤلف(‬


‫جاء في )المعجم الوسيط(‪:‬‬
‫أ‪" -‬الّنبذة‪ :‬القطعة من الشيء‪ .‬يقال‪ُ :‬نبذة من كتاب‪ ،‬أو ُنبذة من رواية‪ ،‬أو‬
‫قصة‪".‬‬
‫ت سيرةَ فلن‪ :‬تاريخ حياته(‪.‬‬ ‫ب‪) -‬قرأ ُ‬
‫وعلى هذا‪ ،‬إذا قلت‪) :‬نبذة من سيرة المؤلف(‪ ،‬كان الكلم سليما ً مستقيما‪ً.‬‬
‫ة البرق‪ .‬ويقال‪ :‬في فلن‬ ‫ج‪) -‬اللمحة‪ :‬النظرة العجلى‪ .‬ويقال‪ :‬رأيُته لمح َ‬
‫ه(‪ .‬يقال على الصواب‪ :‬لمحة تاريخية‪.‬‬ ‫ة من أبيه‪َ :‬‬
‫شب َ ٌ‬ ‫لمح ٌ‬
‫م َ‬
‫شابه‪.‬‬ ‫ملمح‪ :‬ما بدا من محاسن الوجه أو مساويه‪ .‬والملمح‪ :‬ال َ‬ ‫د‪) -‬ال َ‬
‫]مفرده‪ :‬لمحة‪ ،‬على غير قياس[(‪.‬‬
‫وقد شاع الن استعمال )الملمح( بمعنى )أوصاف الوجه(‪ ،‬و)مظهر النسان(‪،‬‬
‫شرب‬ ‫مح(‪ ،‬على غرار‪ :‬المأكل )ما يؤكل( والم ْ‬ ‫مح( بمعنى )ما ي ُل ْ َ‬ ‫مل ْ َ‬
‫ل) َ‬‫معا ً ِ‬ ‫ج ْ‬
‫و َ‬
‫معالم(؛ فقد جاء في مقال نشرته مجلة مجمع‬ ‫ً‬
‫)ما يشرب(؛ وأحيانا بدل ً من ) َ‬
‫ن‬
‫حي ْ‬ ‫م َ‬ ‫ْ‬
‫مل َ‬ ‫دم الكلم على َ‬ ‫اللغة العربية بدمشق )مج ‪/74‬ج ‪" :(3/523‬إل أّنا نق ّ‬
‫علميين كبيرين من أبرز ملمح العصر‪ :‬الحاسوب والفضائيات"‪ .‬وُنشر في‬
‫ف )مجموعة‬ ‫مل ّ‬‫مجلة )العربي( التي تصدر في الكويت )العدد ‪ِ (493/86‬‬
‫مل!‪.‬‬ ‫ن مضى(! فتأ ّ‬ ‫ح من قر ٍ‬ ‫مقالت( عنوانه‪) :‬ملم ُ‬
‫ح إليه‪ :‬أبصره بنظرٍ خفيف‪ ،‬أو اختلس النظر‪ ،‬فهو لمح(‪.‬‬ ‫هـ‪) -‬ل َ َ‬
‫م َ‬
‫و‪) -‬أوجز كلمه وفي كلمه‪ :‬قَّلله واختصره(‪.‬‬
‫وعلى هذا يكون معنى التركيب الشائع )لمحة موجزة‪ :‬نظرة عجلى قليلة ‪/‬‬
‫مختصرة!( وهذا ‪ -‬في رأيي ‪ -‬كلم ظاهر الفساد‪ .‬ثم هناك من يقول )لمحة‬
‫عن كذا‪ (...‬أي‪ :‬نظرة عجلى عن كذا‪ ،‬وهذا أيضا ً كلم غير مستقيم‪.‬‬
‫وقد أشار محمد العدناني في )معجم الخطاء الشائعة( إلى هذا فقال‪:‬‬
‫"ويقولون‪ :‬هذه لمحة عن حياته‪ ،‬والصواب‪ :‬لمحة إلى حياته‪".‬‬
‫وجاء في )المعجم المدرسي(‪" :‬ويقال‪ :‬لمحة إلى حياة الديب‪".‬‬
‫وأذكُر أن الديب عباس محمود العقاد استعمل في كتاباته )لمحة إلى‪ ،(...‬أي‪:‬‬
‫ح إلى( كما رأينا‪ ،‬ويقال‪:‬‬ ‫نظرة عجلى إلى‪ ...‬وهذا تركيب سليم‪ ،‬إذ يقال‪) :‬ل َ َ‬
‫م َ‬
‫)نظر إلى‪.(...‬‬

‫) ‪(61/1‬‬

‫ويمكن المرَء )أو للمرِء( أن يقول‪) :‬كلمة موجزة عن‪(...‬؛ فقد جاء في‬
‫ة‪ ،‬أو‬ ‫)المعجم الوسيط( ما يلي‪" :‬الكلمة‪ :‬الكلم المؤّلف المط ّ‬
‫ول‪ ،‬قصيد ً‬
‫ة‪".‬‬
‫ة‪ ،‬أو رسال ً‬
‫ة‪ ،‬أو مقال ً‬
‫خطب ً‬

‫) ‪(61/2‬‬

‫‪ -59‬بالنسبة إلى كذا‬


‫من معاني )النسبة( كما جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬نتيجة مقارنة إحدى‬
‫كميتين من نوٍع واحد ٍ بالخرى‪ .‬يقال‪ُ :‬يضاف هذا إلى هذا بنسبة كذا‪ :‬بمقدار‬
‫سة( عليه‪ ،‬وإليه‪.‬‬‫مقاي َ َ‬
‫كذا‪ .‬ويقال‪ :‬بالنسبة إلى كذا‪ :‬بالنظر إليه"‪ ،‬والقياس )ال ُ‬
‫يقال على الصواب‪ :‬السيارة بطيئة بالنسبة إلى الطائرة‪ .‬الحصاة صغيرة‬
‫بالنسبة إلى الصخرة‪.‬‬
‫وكثيرا ً ما ُيستعمل )بالنسبة إلى كذا( في الكتابات العلمية وغيرها استعمال ً‬
‫ض النماذج‪:‬‬ ‫غير سليم‪ .‬ودونك بع َ‬
‫أ‪ ... -‬هذا بالنسبة إلى المقررات النظرية‪ ،‬أما بالنسبة إلى المقررات العملية‬
‫فـ‪...‬‬
‫ص المقررات‪...‬‬ ‫الصواب‪ :‬هذا ما يتعلق بالمقررات النظرية‪ ،‬أما ما يخ ّ‬
‫ب‪ -‬أما بالنسبة إلى بناء الكلية فيجب‪...‬‬
‫الصواب‪ :‬أما بناء الكلية فيجب‪...‬‬
‫ج‪ -‬وبالنسبة إلى اليفادات يمكن القول‪....‬‬
‫الصواب‪ :‬وفيما يتعلق بـ ‪ /‬وفي شأن اليفادات يمكن‪...‬‬
‫د‪ -‬هذا ل يعني شيئا ً بالنسبة لنا!‬
‫الصواب‪ :‬هذا ل يعني لنا شيئًا!‬
‫وم المقالة‪ ،‬فإنه َيعتبر أن‪...‬‬ ‫مق ّ‬‫هـ‪ -‬وبالنسبة إلى ُ‬
‫الصواب‪ :‬ويرى مقوم المقالة‪ /‬وفي نظر مقوم المقالة‪...‬‬

‫) ‪(62/1‬‬

‫‪ -60‬النكرة ل ُتنعت بمعرفة!‬


‫ب‬‫فها )وي ُعَْر ُ‬
‫ص َ‬
‫م معرفة‪ .‬وهو يأتي بعد المعرفة لي َ ِ‬ ‫السم الموصول هو اس ٌ‬
‫صفة(‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ت الموسوعة التي حدثتني عنها‪.‬‬ ‫ب الذي اشتريته‪ .‬تصفح ُ‬ ‫قرأت الكتا َ‬
‫ة )أي‬‫ت عليها‪ ،‬أسماًء موصول ً‬ ‫ّ‬
‫ت في عدد من المقالت التي اطلع ُ‬ ‫وقد صادف ُ‬
‫ً‬
‫يَء بها بعد نكرات‪ ،‬خلفا لقاعدةِ مطابقة الصفة للموصوف‪.‬‬ ‫ج ْ‬‫معارف( ِ‬
‫ج مما قرأت‪:‬‬ ‫ودونك نماذ َ‬
‫ً‬
‫قد ٍ لبناِء مترجم ٍ حّر والذي يسمى حاليا‪...‬‬ ‫أ‪ ... -‬بعَ ْ‬
‫ب‪ ... -‬اعتمد على منصة عمل والتي إذا أدخلت إليها برمجيات‪...‬‬
‫ج‪ -‬ولكل نمط بالطبع خط تطوّرٍ خاص به والذي عليه أن يسير بالتوازي مع‬
‫الخيارات‪...‬‬
‫د‪ ... -‬وقناة َتوارد ٍ شعاعية والتي تكرر ثماني مرات‪...‬‬
‫ت رياضية التي تطبق على جميع عناصر الفهرس‪.‬‬ ‫هـ‪ ... -‬وتعريف علقا ٍ‬
‫ذف السماء الموصولة وحروف‬ ‫ولكي تستقيم العبارات السابقة‪ ،‬يكفي ح ْ‬
‫الواو التي تسبقها؛ فنقول على الصواب‪:‬‬
‫قد ٍ لبناِء مترجم ٍ حّر يسمى حاليًا‪...‬‬ ‫أ‪ ... -‬بعَ ْ‬
‫ب‪ ... -‬اعتمد على منصة عمل إذا أدخلت إليها برمجيات‪...‬‬
‫ج‪ -‬ولكل نمط بالطبع خط تطوّرٍ خاص به عليه أن يسير بالتوازي مع‬
‫الخيارات‪...‬‬
‫د‪ ... -‬وقناة َتوارد ٍ شعاعية تكرر ثماني مرات‪...‬‬
‫ت رياضية تطبق على جميع عناصر الفهرس‪.‬‬ ‫هـ‪ ... -‬وتعريف علقا ٍ‬
‫صلِته )أي الجملة التي تليه(‪ ،‬وجب‬ ‫َ‬ ‫دد ِ‬ ‫ولكن إذا تكرر السم الموصول لت َعَ ّ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫خل َ‬ ‫م رّبك العلى‪ ،‬الذي َ‬ ‫سب ِّح اس َ‬‫عطفه بالواو‪ .‬ففي التْنزيل العزيز‪َ ? :‬‬
‫خرج المرعى‪.?...‬‬ ‫دى‪ ،‬والذي أ َ ْ‬‫در فَهَ َ‬
‫وى‪ ،‬والذي قَ ّ‬ ‫فَ َ‬
‫س ّ‬
‫) ‪(63/1‬‬

‫‪) -61‬كذلك( و)أيضًا(‬


‫مْثل(‪ ،‬فيكون )كذلك( بمعنى‬ ‫أ‪ -‬كذلك = ك ‪ +‬ذلك‪ .‬الكاف للتشبيه بمعنى ) ِ‬
‫مْثل ذلك(‪ .‬جاء في التْنزيل العزيز‪:‬‬ ‫) ِ‬
‫ض بعد موتها‬ ‫ي‪ ،‬وُيحيي الر َ‬ ‫رج الميت من الح ّ‬ ‫ي من الميت وُيخ ِ‬ ‫رج الح ّ‬ ‫خ ِ‬‫§ ?ي ُ ْ‬
‫جون?‪.‬‬ ‫خَر ُ‬ ‫وكذلك ت ُ ْ‬
‫خرجون‪ .‬وجاء أيضا‪ً:‬‬ ‫مثل ذلك الخراج ت ُ ْ‬ ‫أي‪ :‬و ِ‬
‫خرجون?‪.‬‬ ‫مْيتا‪ ،‬كذلك ت ُ ْ‬‫ً‬ ‫قد َرٍ فأن ْشْرنا به بلدة ً َ‬‫َ‬ ‫§ ?والذي نّزل من السماء ماًء ب َ‬
‫مْيتة ومْيت(‪.‬‬ ‫َ‬
‫حْيينا‪ .‬يقال للنثى‪َ :‬‬ ‫)أنشرنا = أ َ‬
‫خَرجون من قبوركم أحياء‪.‬‬ ‫مثل ذلك الحياء )إحياء البلدة الميتة( ت ُ ْ‬ ‫والمعنى‪ِ :‬‬
‫م أنه كما جاز أن تجعل‬ ‫عل ْ‬ ‫§ قال ابن جني في )سّر الصناعة ‪" :(1/290‬وا ْ‬
‫مبتدأة‬‫جعل ُ‬ ‫هذه الكاف فاعلة في بيت العشى وغيره‪ ،‬فكذلك يجوز أن ت ُ ْ‬
‫ل زيد ٍ جاءني"‪ .‬هذه الحالة‬ ‫مث ْ ُ‬ ‫فتقول على هذا‪ :‬كزيدٍ جاءني‪ ،‬وأنت تريد‪ِ :‬‬
‫مأخوذة من كتاب )الكفاف ‪ (1105/‬لمؤلفه يوسف الصيداوي‪.‬‬
‫§ قال الجاحظ في )البخلء ‪:(94/‬‬
‫ن بدا لي في استحسان حديث الناس كما يستحسنه مني من أكون عنده‪،‬‬ ‫"وإ ْ‬
‫صْرت من إخوان‬ ‫ت إخواني من المصلحين‪ ،‬و ِ‬ ‫سرفين‪ ،‬وفارق ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ت ال ُ‬ ‫فقد شارك ُ‬
‫سبي من مال غيري‪ ،‬وصار غيري‬ ‫ت كذلك‪ ،‬فقد ذهب ك ْ‬ ‫الشياطين‪ .‬فإذا صر ُ‬
‫سب مني‪".‬‬ ‫يك ِ‬
‫ت‪ :‬قد حدث من البرد بمقداره ]الضمير عائد‬ ‫§ وقال )ص ‪ ..." :(87‬قل ُ‬
‫ً‬
‫ث في تموز وآب‪ ،‬لكان إّبانا لهذا الكساء‪.‬‬ ‫للكساء[‪ .‬ولو كان هذا البرد الحاد ُ‬
‫وة‪ ،‬فإنها تقوم‬ ‫ش‬‫ُ‬ ‫ح‬
‫ُ ّ ً َ ْ ّ‬ ‫م‬ ‫ة‬‫ب‬ ‫ج‬ ‫طنة‬ ‫ّ‬ ‫مب‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫هذه‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ل ب َد َ‬ ‫جع ْ‬‫ن كان ذلك كذلك‪ ،‬فا ْ‬ ‫قال‪ :‬إ ْ‬
‫س الصوف اليوم‪ ،‬فهو غير‬ ‫ت من الخطأ‪ .‬فأما لب ْ ُ‬ ‫ن قد خرج َ‬ ‫هذا المقام‪ ،‬وتكو ُ‬
‫جائز‪".‬‬
‫ل صوُتها‪.‬‬ ‫فها‪ ،‬وكذلك د َوِيّ النح ِ‬ ‫حفي ُ‬ ‫§ د َوِيّ الريح َ‬
‫§ سافر سعيد لطلب الِعلم‪ ،‬وكذلك َفعل خالد‪.‬‬
‫ب‪ -‬أيضا ً‬
‫ة‪".‬‬‫§ جاء في )لسان العرب(‪" :‬قال الليث‪ :‬وتفسير أيضا ً زياد ٌ‬
‫وجاء في )القاموس المحيط(‪َ" :‬فعل ذلك أيضًا‪ :‬فعله معاودًا‪".‬‬
‫ة‪".‬‬ ‫وجاء في )متن اللغة(‪" :‬فعل كذا أيضًا‪ :‬أي زياد ً‬
‫جعًا‪".‬‬ ‫جد(‪" :‬أيضًا‪ :‬تكرارا ً و ُ‬
‫مرا ِ‬ ‫من ْ ِ‬
‫وجاء في )ال ُ‬

‫) ‪(64/1‬‬

‫ض( ول يستعمل إل ّ مع شيئين بينهما‬‫وقال صاحب )الك ُّليات(‪" :‬أيضًا‪ :‬مصدر )آ َ‬


‫ل منهما عن الخر‪".‬‬ ‫َتواُفق‪ ،‬ويمكن استغناء ك ّ‬
‫س أيضًا( إذ ل بد ّ من اثنين ليحصل التخاصم‬ ‫أي ل يقال )تخاصم زيد ٌ وقي ٌ‬
‫بينهما‪ .‬ولكن يقال على الصواب‪:‬‬
‫§ سافر زيد‪ ،‬وسافر قيس أيضا ً )زيادة(‪.‬‬
‫ً‬ ‫ن كذا وكذا‪ ،...‬وقال أيضا ً ) ُ‬
‫معاِودا(‪...:‬‬ ‫§ قال فل ٌ‬
‫§ "جاء في مفردات ابن البيطار أن المقدونس هو الك ََرْفس الماقدوني‪ ،‬وقال‬
‫)متن اللغة( إنه يسمى الكرفس الرومي أيضًا‪) ".‬معجم الخطاء الشائعة‬
‫لمحمد العدناني ‪.(40/‬‬
‫ً‬
‫س أيضا )زيادة(‪.‬‬‫ن ل يعشق السباحة فقط‪ ،‬بل الغط َ‬ ‫§ فل ٌ‬
‫م أيضًا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وأص‬ ‫أعمى‪،‬‬ ‫ن‬
‫ٌ‬ ‫فل‬ ‫§ كان‬
‫§ جاء هذا الكلم في المعجم الوسيط‪ .‬انظر أيضا ً معجم )متن اللغة(‪.‬‬
‫§ سافر سعيد لطلب الِعلم‪ ،‬وللسياحة أيضًا‪.‬‬
‫ً‬
‫أليس الفرق في المعنى بين )كذلك( و)أيضا( أكبَر من أن َيترك مجال ً للخلط‬
‫بينهما؟‬
‫وهذا الخلط ‪ -‬في أيامنا ‪ -‬كثير‪...‬‬

‫) ‪(64/2‬‬

‫‪ -62‬الواو‪ :‬زيادتها وح ُ‬
‫ذفها‬
‫كثيرا ً ما ُيزاد هذا الحرف حيث ل داعي لوجوده‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫§ سيبدأ قريبا ً الفصل الدراسي الثاني والذي مدته ثلثة أشهر‪.‬‬
‫درها‪....‬‬
‫ن على مكافأة وق ْ‬ ‫§ حصل فل ٌ‬
‫وغ له‪.‬‬ ‫س‬ ‫م‬
‫ُ َ ّ‬ ‫ل‬ ‫وأشباههما‬ ‫السابقين‬ ‫المثالين‬ ‫في‬ ‫الواو‬ ‫إقحام‬ ‫أن‬ ‫من الواضح‬
‫ل‪ ،‬نسمع من محطة تلفزة‬ ‫وكثيرا ً ما ُيحذف هذا الحرف حيث يجب إثباته‪ .‬فمث ً‬
‫عربية العبارة التية‪) :‬نذيع عليكم فيما يلي الخبار المحلية العربية القليمية‬
‫والعالمية‪".‬‬
‫حذفت إل قبل المعطوف الخير!‬ ‫ونلحظ أن حروف العطف الضرورية قد ُ‬
‫لماذا؟ لن الفرنسيين والنكليز يفعلون ذلك!‬
‫والصواب في العربية أن يقال‪ ... :‬الخبار المحلية والعربية والقليمية‬
‫والعالمية‪.‬‬
‫ً‬
‫س إلى رئيس التحرير معترضا على ما صنعه المدقق‬ ‫كتب دكتوٌر مهند ٌ‬
‫اللغوي‪ ،‬ومستنكرًا‪" :‬الكثاَر من استخدام حرف الواو بعد الفواصل والنقاط‬
‫وفي بدايات المقاطع‪ .‬أعتقد أن تلك الظاهرة موروثة من الكتب التراثية التي‬
‫يندر فيها استخدام علمات التنقيط )كذا( وكان حرف الواو يلعب )كذا‪ ،‬يريد‬
‫يؤدي( دورا ً رئيسيا ً للتعويض عن ذلك‪".‬‬
‫]جاء في المعجم الوسيط‪" :‬الترقيم‪ :‬علمات اصطلحية توضع في أثناء‬
‫الكلم أو في آخره‪ ،‬كالفاصلة‪ ،‬والنقطة‪ ،‬وعلمتي الستفهام والتعجب"[‪.‬‬
‫نحن إزاء مشكلة حقيقية‪ ،‬هي أن بعض المتعلمين يريدون تطبيق خصائص‬
‫النكليزية )أو الفرنسية( وأساليبها على العربية! كأنه ل يكفينا تقليد الغربيين‬
‫في كثير من أنماط سلوكهم غير الحميدة‪...‬‬
‫مل النكليزية ‪ -‬مثل ً ‪ -‬المتلحقة ل توصل بحروف عطف‪ ،‬فهذا‬ ‫ج َ‬
‫وإذا كانت ال ُ‬
‫ملها‪ ،‬وترابطها بحروف‬ ‫ج َ‬
‫صر ُ‬ ‫شأن تلك اللغة‪ .‬أما العربية فمن خصائصها قِ َ‬
‫عطف أو استئناف‪ ،‬وعدم تقطيع أوصالها‪...‬‬

‫) ‪(65/1‬‬

‫]كان أجدادنا العلماء ‪ -‬قبل ابتكار علمات الترقيم ‪ -‬يكتبون بالعربية الفصيحة‪.‬‬
‫ولم يستعملوا الواو )للتعويض(‪ ،‬إذ ْ لم يكن واردا ً التعويض عن شيٍء ل وجود‬
‫ن يقرأ الكتب التراثية‬ ‫م ْ‬ ‫له‪ ...‬وإنما استعملوها حيث يجب استعمالها‪ ...‬و َ‬
‫القديمة يجد ْ صعوبة أحيانا ً في إيجاد موضع الوقف للفصل بين جملتين‪ ،‬برغم‬
‫حروف الواو التي أكث ََر علماؤنا ‪ -‬كما قال صاحبنا ‪ -‬من استعمالها‪.[...‬‬
‫أرجو القارئ أن ينظر في المقطع السابق المحصور بين معقوفين‪ ،‬وأن‬
‫يحذف في ذهنه حروف الواو المطبوعة بحرف ثخين‪ .‬كيف تصبح العبارة‬
‫ف السلسة؟‬ ‫خت ِ‬
‫م تَ ْ‬ ‫حينئذ؟ أل ْ‬
‫هذا عن الكلم المكتوب‪ .‬فماذا عن الكلم المنطوق به؟ هل كان فصحاء‬
‫وضون؟!!!‬ ‫م يع ّ‬
‫المتحدثين ُيقحمون الواو للتعويض؟! وعَ ّ‬
‫جاء عن أفصح العرب‪ ،‬عليه الصلة والسلم‪ ،‬أنه قال‪:‬‬
‫َ‬
‫م أْفناه‪ ،‬وعن عمله‬ ‫ره فِي ْ َ‬ ‫م ِ‬‫ما ْ عبد ٍ يوم القيامة حتى ُيسأل عن عُ ُ‬ ‫ل قَد َ َ‬ ‫"ل تزو ُ‬
‫َ‬
‫ل‪ ،‬وعن مال ِهِ من أين اكتسبه وفيم أنفقه‪ ،‬وعن جسمه فيم أْبله‪".‬‬ ‫فيم فَعَ َ‬
‫وجاء في الدعاء المأثور عن النبي العربي الكريم‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫دني فِْيمن هديت‪ ،‬وعافني فيمن عافيت‪ ،‬وت َوَلني فيمن ت َوَلْيت‪،‬‬ ‫م اهْ ِ‬‫"الله ّ‬
‫شّر ما قضيت‪ ،‬فإّنك تقضي ول ُيقضى عليك‪،‬‬ ‫ي َ‬ ‫وبارك لي فيما أعطيت‪ ،‬وقِن ِ ْ‬
‫ت رّبنا وتعاليت‪".‬‬ ‫من عاديت‪ ،‬تبارك َ‬ ‫من واليت‪ ،‬ول ي َعِّز َ‬ ‫ل َ‬ ‫وإنه ل ي َذِ ّ‬
‫ت قبلها فواصل؟!!‬ ‫ذف الواوات التي وضع ُ‬ ‫هل يمكن ح ْ‬
‫ل أرى ‪ -‬بعد هذا ‪ -‬حاجة إلى إيراد نماذج أخرى من كلم أئمة البلغة‬
‫كالجاحظ وغيره‪...‬‬
‫قال صاحب )الكلّيات( أبو البقاء الكفوي )‪" :(5/8‬وما يذكره أهل اللغة من أن‬
‫الواو قد تكون للبتداء والستئناف‪ ،‬فمرادهم أن يبتدئ الكلم بعد تقدم جملة‬
‫مفيدة‪ ،‬من غير أن تكون الجملة الثانية تشارك الولى‪ .‬وأما وقوعها في‬
‫البتداء من غير أن يتقدم عليها شيء‪ ،‬فََعلى البتدائية المجردة‪ ،‬أو لتحسين‬
‫الكلم وتزيينه‪ ،‬أو للزيادة المطلقة‪".‬‬

‫) ‪(65/2‬‬

‫ة‪ ،‬أو‪-‬أحيانًا‪ ،‬عند التعداد مث ً‬


‫ل‪-‬‬ ‫ف يكون بحروف العطف ملفوظ ً‬ ‫أخيرًا‪ ،‬العط ُ‬
‫مْلحوظة‪.‬‬ ‫َ‬
‫ديق‪،‬‬‫ص ّ‬
‫قاد‪ :‬عبقرية محمد‪ ،‬وعبقرية ال ّ‬ ‫فالملفوظة كقولنا‪ :‬من عبقريات العَ ّ‬
‫وعبقرية عمر‪ ،‬وعبقرية المام‪.‬‬
‫والملحوظة كقولنا‪ ،‬مع التنغيم والتقطيع بين المفردات‪:‬‬
‫ديق‪ ،‬عبقرية عمر‪ ،‬عبقرية‬ ‫ص ّ‬
‫من عبقريات العقاد‪ :‬عبقرية محمد‪ ،‬عبقرية ال ّ‬
‫المام‪.‬‬

‫) ‪(65/3‬‬

‫‪ -63‬أسماء الشارة‬
‫ُيراعى عند استعمال أسماء الشارة أمران‪:‬‬
‫‪ -1‬المشار إليه من حيث العدد ُ والجنس )مذكر ‪ /‬مؤنث(‪.‬‬
‫قرب‬ ‫‪ -2‬المشار إليه أيضًا‪ ،‬ولكن من ناحية ُقربه أو ُبعده‪ ،‬أو تو ّ‬
‫سطه بين ال ُ‬
‫والبعد‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫كما ُيراعى ‪ -‬أحيانا ‪ -‬المخاطب من حيث الجنس والعدد‪.‬‬
‫فإذا كان المشار إليه مفردا ً مذكرا ً قريبًا‪ ،‬اسُتعمل السم )ذا(‪.‬‬
‫وإذا كان المشار إليه مفردا ً مذكرا ً متوسطًا‪ ،‬اسُتعمل السم )ذاك( وهذه‬
‫الكاف هي كاف الخطاب‪.‬‬
‫وإذا كان المشار إليه مفردا ً مذكرا ً بعيدًا‪ ،‬اسُتعمل السم )ذلك( وهذه اللم‬
‫هي لم الُبعد‪.‬‬
‫إن الكاف هي حرف خطاب يدل على التوسط )بين القرب والُبعد( ول محل‬
‫لها من العراب‪ .‬وهي ليست ضميرًا‪ ،‬ومع ذلك فإنها تتصرف كما تتصرف‬
‫سب‬‫طب )أي على ح َ‬ ‫الكاف )التي هي ضمير خطاب( نظرا ً إلى المخا َ‬
‫ة تجعل كاف‬ ‫ن‪ .‬وهناك لغ ٌ‬‫ك‪ ،‬ذلكما‪ ،‬ذلكم‪ ،‬ذلك ّ‬ ‫ك‪ ،‬ذل ِ‬ ‫المخاطب(‪ .‬فيقال‪ :‬ذل َ‬
‫َ‬
‫الخطاب مبنية على الفتح مهما يكن المخاطب من حيث الجنس والعدد‪.‬‬
‫)انظر النحو الوافي ‪(1/324‬‬
‫ح دخول حرف التنبيه )ها( على اسم الشارة الخالي من كاف الخطاب‪،‬‬ ‫ويص ّ‬
‫نحو‪ :‬هذا )أصل الكتابة‪ :‬هاذا(‪ ،‬هذه )هاذه(‪ ،‬هذان‪ ،‬هؤلء‪ .‬وقد تجتمع مع‬
‫الكاف‪ ،‬نحو‪ :‬هذاك‪ ،‬هاتيك‪ ،‬ولكنها ل تجتمع مع الكاف المسبوقة باللم‪ ،‬فل‬
‫يقال‪ :‬هذلك!‬
‫ويبين الجدول التي أسماء الشارة في أحوالها المختلفة‪.‬‬
‫المشار إليه‬
‫اسم الشارة‬
‫نماذج‬
‫للقريب‬
‫للمتوسط‬
‫للبعيد‬
‫المخاطب‬
‫كر‪ ،‬معهد مثل ً‬ ‫مفرد مذ ّ‬
‫ذا‬
‫ذاكَ‬
‫ك‬‫ذل َ‬
‫مفرد مذكر‪ /‬للعموم‬
‫َ‬
‫ك‪ ،‬ذلك معهدكم‬ ‫ك معهد ِ‬ ‫ك‪ ،‬ذل َ‬
‫ك معهد َ‬ ‫ذل َ‬
‫ذا‬
‫ك‬ ‫ذا ِ‬
‫ك‬ ‫ذل ِ‬
‫مفرد مؤنث‬
‫ك‬‫ك معهد ِ‬ ‫ذل ِ‬
‫ذا‬
‫ذاكما‬ ‫ُ‬
‫ذلكما‬
‫مثنى‬
‫? ذلكما مما علمني ربي ?‬
‫ذا‬
‫م‬
‫ذاك ُ‬
‫ذلكم‬
‫جمع الذكور‬
‫?ذلكم خيٌر لكم عند بارئكم?‬
‫ذا‬
‫ن‬
‫ذاك ّ‬‫ُ‬
‫ذلك ُ ّ‬
‫ن‬
‫جمع الناث‬
‫ن الذي ُلمت ُّنني فيه?‬ ‫?قالت فذلك ّ‬
‫مؤنث مفرد أو جمع غير العاقل نحو‪ :‬مدرسة‪/‬ك ُُتب‬
‫ه‬
‫ي‪ ،‬ت ِ ْ‬
‫ه‪ ،‬ت ِ ْ‬
‫ي‪ ،‬ذِ ْ‬ ‫ذ ْ‬
‫ك‬ ‫تي َ‬
‫ك‬‫ت ِل ْ َ‬
‫للعموم‬
‫ك الداُر الخرة?‬ ‫? تل َ‬
‫? وتلك اليام نداولها بين الناس?‬
‫ك‬ ‫ت ِل ْ ِ‬

‫) ‪(66/1‬‬

‫مفرد مؤنث‬
‫كما‬ ‫ِتل ُ‬
‫مثنى‬
‫كما عن تلكما الشجرة?‬ ‫َ‬
‫? ألم أْنه ُ‬
‫كم‬ ‫ِتل ُ‬
‫جمع الذكور‬
‫ن تلكم الجنة أُورثتموها?‬ ‫ودوا أ ْ‬ ‫? ون ُ ْ‬
‫ً‬
‫ولكن جاء أيضا ?وتلك الجنة التي أورثتموها?‬
‫تلك ُ ّ‬
‫ن‬
‫جمع الناث‬
‫ّ‬
‫معلمان‬‫مثنى مذكر‪ :‬نحو‪ :‬كتابان ُ‬
‫ن)‪(1‬‬ ‫ن ‪ /‬ذ َي ْ ِ‬ ‫ذا ِ‬
‫ك‪ /‬ذ َي ْن ِكَ‬ ‫ذان ِ َ‬
‫‪-‬‬
‫للعموم‬
‫مل َِئه?‬
‫ك برهانان من ربك إلى فرعون و َ‬ ‫? فذان ِ َ‬
‫كما ‪ /‬ذ َْينكما‬ ‫ذان ِ ُ‬
‫‪-‬‬
‫مثنى‬
‫ذاِنكم ‪ /‬ذ َْينكم‬
‫‪-‬‬
‫جمع الذكور‬
‫ن‬
‫ن ‪ /‬ذيِنك ّ‬ ‫ذاِنك ّ‬
‫‪-‬‬
‫جمع الناث‬
‫مثّنى مؤّنث نحو‪ :‬مدرستان‪ ،‬شاعرتان‬
‫ن)‪(1‬‬ ‫ن ‪ /‬ت َي ْ ِ‬ ‫تا ِ‬
‫ك ‪ /‬ت َي ِْنك‬ ‫تان ِ َ‬
‫‪-‬‬
‫للعموم‬
‫تاِنكما ‪ /‬ت َي ِْنكما‬
‫‪-‬‬
‫مثنى‬
‫تاِنكم ‪ /‬ت َي ِْنكم‬
‫‪-‬‬
‫جمع الذكور‬
‫ن‬
‫ن ‪ /‬ت َي ِْنك ّ‬ ‫تاِنك ّ‬
‫‪-‬‬
‫جمع الناث‬
‫الجمعُ مطْلقا ً‬
‫أُولء‬
‫ُأولى)‪(2‬‬
‫ُأولئ َ‬
‫ك‬
‫ك)‪(2‬‬ ‫ُأول َ‬
‫‪-‬‬
‫ك)‪(2‬‬ ‫أولل ِ َ‬ ‫ُ‬
‫)‪ (1‬في حالتي النصب والجر‪ (2) .‬الواو ل ت ُْلفظ‪.‬‬
‫وبناًء على ماذكر‪ ،‬فمن الخطأ القول‪) :‬أنشئت مدرسة للطب في دمشق‬
‫ك ‪ /‬ت َي ْن ِ ُ‬
‫كم المدرستين(‪.‬‬ ‫س تلكما المدرستين" والصواب‪ ...) :‬لتنافس ت َي ْن ِ َ‬ ‫ل ُِتناف َ‬

‫) ‪(66/2‬‬

‫ض فْرضا ً‬ ‫ض افتراضا ً ‪ -‬افَْتر َ‬ ‫‪ -64‬ا ِفَْتر َ‬


‫ض المَر‪ :‬أوجبه‪ ،‬يقال‪ :‬فََر َ‬
‫ضه‬ ‫مما جاء في )المعجم الوسيط ‪/‬فرض(‪" :‬فََر َ‬
‫عليه‪ :‬ك َت ََبه عليه‪".‬‬
‫ل مسألة )مج( ‪".‬‬ ‫ث‪ :‬اتخذ َ فَْرضا ً ليصل إلى ح ّ‬ ‫ض الباح ُ‬ ‫"ِافَتر َ‬
‫ض‪ :‬فكرة ُيؤخذ بها في‬ ‫فْر ُ‬‫رضه النسان على نفسه‪ .‬وال َ‬ ‫ف ِ‬
‫ض‪ :‬ما ي َ ْ‬
‫فْر ُ‬ ‫"ال َ‬
‫ل مسألة )مج(‪".‬‬ ‫البرهنة على قضية أو ح ّ‬
‫ح في الكتابة العلمية أن يقال‪:‬‬ ‫وعلى هذا ل يص ّ‬
‫رض أن س أكبر من ص؛‬ ‫ف ِ‬‫ل ِن َ ْ‬
‫فَرض‪.‬‬ ‫أو‪ :‬وهذا مقبول بمقتضى ال َ‬
‫والصواب هو‪ :‬ل َِنفَترض أن س أكبر من ص؛‬
‫فْرض(!‬
‫ض التي‪ ...:‬بتسكين الراء في )ال َ‬ ‫فْر َ‬ ‫ض ال ْ َ‬
‫فتر ِ‬ ‫فْرض؛ ل ِن َ ْ‬‫و‪ ...‬بمقتضى ال َ‬

‫) ‪(67/1‬‬

‫مقام كذا‪َ ،‬‬


‫كـ‪...‬‬ ‫زلة كذا‪ ،‬يقوم َ‬ ‫من ْ ِ‬
‫‪ -65‬ب ِ َ‬
‫ة‪ :‬البيت‪ .‬والمثابة‪ :‬الملجأ‪ .‬وفي‬‫مَثاب َ ُ‬
‫ب وال َ‬‫مثا ُ‬‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬ال َ‬
‫ً‬
‫منا?‪ .‬والمثابة‪ :‬مجتمع الناس‪.‬‬
‫ة للناس وأ ْ‬ ‫مثاب ً‬‫ت َ‬ ‫التْنزيل العزيز‪? :‬وإذ ْ َ‬
‫جَعلنا البي َ‬
‫والمثابة‪ :‬الجزاء‪".‬‬
‫ويخطئ كثيرون في استعمال كلمة )مثابة(‪:‬‬
‫فيقولون‪:‬‬
‫والصواب‪:‬‬
‫§ هو عندي بمثابة أبي‪.‬‬
‫§ هذه الداة البسيطة هي بمثابة حاسوب‪.‬‬
‫ضع بمثابة الم الرؤوم‪.‬‬ ‫مر ِ‬ ‫§ وكانت له هذه ال ُ‬
‫§ وسنعتبر عدم إجابتكم بمثابة موافقةٍ على المشروع‪.‬‬
‫مْنزلة أبي‪.‬‬ ‫§ هو عندي ب َ‬
‫سد ّ حاسوب صغير‪.‬‬ ‫م َ‬
‫سد ّ َ‬
‫مقام‪ /‬ت َ ُ‬‫§ ‪ ...‬البسيطة تقوم َ‬
‫§ ‪ ...‬المرضع كالم ِ الرؤوم‪.‬‬
‫ة على المشروع‪...‬‬ ‫ق ً‬‫§ ‪ ...‬إجابتكم موافَ َ‬

‫) ‪(68/1‬‬

‫‪ -66‬لمصلحة كذا )ل‪ :‬لصالح كذا(‬


‫كثيرا ً ما نصادف عبارات مثل‪) :‬وكان هذا التعديل لصالح شركة‬
‫مايكروسوفت(‪ .‬أو‪) :‬وراحت الصهيونية تصادر التاريخ لصالح أسطورة‬
‫صَلح‬
‫ح(‪ .‬يقال‪َ :‬‬‫صل َ َ‬
‫الهولوكوست(‪ .‬وهذا خطأ‪ ،‬لن )صالح( اسم الفاعل من ) َ‬
‫الشيُء فهو صالح‪.‬‬
‫ً‬
‫ح الشيُء‪ :‬زال عنه الفساد؛ كان نافعا أو‬ ‫َ‬
‫صل َ‬ ‫وجاء في )المعجم الوسيط(‪َ " .‬‬
‫صُلح لك‪".‬‬ ‫مناسبًا‪ .‬يقال‪ :‬هذا الشيُء ي َ ْ‬
‫وجاء فيه‪" :‬المصلحة‪ :‬الصلح والمنفعة‪".‬‬
‫ل فلن وهو على حالةٍ صالحة‪".‬‬ ‫حت حا ُ‬ ‫صل َ َ‬
‫وجاء في )أساس البلغة(‪َ " :‬‬
‫م المصلحة في ذلك ونظر في مصالح‬ ‫وجاء فيه أيضًا‪" :‬ورعى الما ُ‬
‫المسلمين‪".‬‬
‫وجاء في )المصباح المنير(‪" :‬وفي المر مصلحة أي خير‪ ،‬والجمع مصالح‪".‬‬
‫الصواب إذن أن يقال‪:‬‬
‫هذا في مصلحتك )ل‪ :‬لصالحك(‪،‬‬
‫وكان التعديل لمصلحة شركة‪...‬‬
‫ة للمصلحة العامة )ل‪ :‬للصالح العام!(‪.‬‬ ‫فعلوا ذلك خدم ً‬

‫) ‪(69/1‬‬

‫ضد ّ‬
‫‪ -67‬ال ّ‬
‫منافي‪) .‬ج( أضداد‪".‬‬‫ف وال ُ‬ ‫د‪ :‬المخال ِ ُ‬
‫ض ّ‬
‫مما جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬ال ِ‬
‫ضد ّ البياض‪.‬‬ ‫سواد ُ ِ‬
‫وجاء فيه )سود(‪ :‬ال ّ‬
‫مخاِلف والمناِفس‪ ،‬للواحد‬ ‫د‪ ،‬ال ُ‬ ‫وجاء في معجم ألفاظ القرآن الكريم‪" :‬الض ّ‬
‫دا? المراد‪:‬‬
‫ض ّ‬
‫فرون بعبادتهم ويكونون عليهم ِ‬ ‫والجمع‪ .‬قال تعالى‪? :‬ك َل ّ سيك ُ‬
‫الخصوم‪".‬‬
‫ضد ّ العوجاج‪".‬‬‫فِهم( للمام القرطبي‪" :‬العتدال ِ‬ ‫م ْ‬
‫وجاء في )ال ُ‬
‫ب‬
‫مَته الخش ُ‬ ‫َ‬
‫ت ول يلين إذا قوّ ْ‬ ‫َ‬
‫مَتها اعتدل ْ‬ ‫ن الُغصون إذا قوّ ْ‬ ‫إ ّ‬
‫ضد ّ‬‫صر؛ الروح ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ضد ّ ال ِ‬
‫ضد ّ المرض؛ الطول ِ‬ ‫ضد ّ الخطأ؛ الصحة ِ‬ ‫يقال‪ :‬الصواب ِ‬
‫ضد ّ قيس )ل يأتلفان(؛‬ ‫ده؛ زيد ٌ ِ‬ ‫ض ّ‬‫ده انقلب إلى ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫الجسد؛ كل شيٍء زاد على َ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫مَر به )أي فعل ِفعل مخالفا لما أمر به(‪.‬‬‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فَعَ َ‬
‫ضد ّ ما أ ِ‬ ‫ل زيد ٌ ِ‬
‫قال المتنبي‪:‬‬
‫ن الشياُء‬ ‫دها تتبي ّ ُ‬‫ه وِبض ّ‬ ‫ضل َ ُ‬ ‫مُهم وبهم عََرْفنا فَ ْ‬ ‫ذي ُ‬ ‫ون َ ِ‬
‫ه )المعجم الوسيط(‪.‬‬ ‫م ُ‬ ‫ه وذ َ ّ‬ ‫ه ذ َْيمًا‪ :‬عاب َ ُ‬ ‫م ُ‬‫ه َيذي ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ذا َ‬
‫ي‪:‬‬ ‫وقال أبو الحسن التهام ّ‬
‫ذوةَ ناِر‬ ‫ج ْ‬ ‫ب في الماِء َ‬ ‫ّ‬
‫طباعها متطل ٌ‬ ‫ضد ّ ِ‬ ‫ف اليام ِ‬ ‫ومكل ّ ُ‬
‫ي أيضًا(‪:‬‬
‫ج ّ‬
‫من ْب ِ ِ‬‫جَبلة )وُيعزى هذان البيتان إلى د َْوقلة ال َ‬ ‫ن َ‬ ‫يب ُ‬ ‫كوك‪ ،‬عل ّ‬ ‫وقال العَ ّ‬
‫سوَد ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ل الليل ُ‬ ‫شْعر مث ُ‬ ‫ج وال ّ‬ ‫مْنبل ٌ‬ ‫ل الصب ِْح ُ‬ ‫مث ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ج ُ‬
‫فالو ْ‬
‫ضد ّ‬ ‫سَنه ال ِ‬ ‫ح ْ‬
‫ضد ّ ُيظِهر ُ‬ ‫سنا وال ِ‬ ‫ح ُ‬ ‫معا َ‬ ‫ج ِ‬‫ما است ُ ْ‬ ‫دان ل ّ‬ ‫ض ّ‬ ‫ِ‬
‫هذه نماذج من استعمال )الضد( استعمال ً صحيحا‪ً.‬‬
‫ب ل تجري على كلم العرب‪:‬‬ ‫ف تراكي ُ‬ ‫ولكن كثيرا ً ما ُتصاد َ ُ‬
‫فيقولون‪:‬‬
‫والصواب‪:‬‬
‫§ مناعة ضد المرض‬
‫§ كافح ضد المرض‪ /‬العدّو‬
‫§ تأمين ضد جميع الخطار‬
‫§ مستندات ضد الدفع )!(‬
‫ن ضد الجهل‬ ‫§ حارب فل ٌ‬
‫§ ثار ضد المستعمر‬
‫§ ساعة ضد الماء‬
‫§ ساعة ضد الصدمات‬
‫§ مناعة‪ /‬حصانة من المرض‬
‫ض ‪ /‬العدّو‬ ‫§ كافح المر َ‬
‫§ تأمين من جميع الخطار‬
‫§ تسليم المستندات مقابل دفع القيمة‬
‫ن الجه َ‬
‫ل‬ ‫§ حارب فل ٌ‬
‫§ ثار على المستعمر‬
‫§ ساعة كتيمة‬
‫§ ساعة تتحمل الصدمات‪ /‬ل تتأثر بالصدمات‬

‫) ‪(70/1‬‬

‫سَتفاد من ذلك؟(!‬ ‫‪ -68‬الخطأ في قولنا‪) :‬ماذا ن َ ْ‬


‫َ‬
‫ستعار منك‬ ‫كثيرا ً ما أسمع من جامعيين )!( وغيرهم عبارات مثل‪) :‬أريد ُ أن أ ْ‬
‫سّر ذيوعه الواسع‪ .‬فكيف‬ ‫هذا الكتاب(‪ .‬ول أدري كيف نشأ هذا الخطأ‪ ،‬ول ِ‬
‫تستسيغ كثرةٌ من المتعلمين استعمال صيغة هجينة من المضارع والماضي‬
‫معًا؟ ومن المتكلم والغائب معًا؟!‬
‫فعِ ُ‬
‫ل(‬ ‫ست ْ‬ ‫َ‬
‫فَعل( وفي المضارع )أ ْ‬ ‫ست َ ْ‬
‫في لغتنا أفعال كثيرة وزنها في الماضي )ا ِ ْ‬
‫ً‬
‫ل( إذا كان المتكلمون جمعا‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫فعِ ُ‬
‫ست ْ‬
‫للمتكلم المفرد‪ ،‬و)ن َ ْ‬
‫ِاستفاد ? أستفيد‪ ،‬نستفيد‪ِ ،‬استفادة‬
‫ِاستعار ? أستعير‪ ،‬نستعير‪ِ ،‬استعارة‬
‫ِاستراح ? أستريح‪ ،‬نستريح‪ِ ،‬استراحة‬
‫ِاستعان ? أستعين‪ ،‬نستعين‪ِ ،‬استعانة‬
‫ِاستبان ? أستبين‪ ،‬نستبين‪ِ ،‬استبانة!‬
‫ل ذلك الفعا ُ‬
‫ل‪ِ :‬استقال‪ِ ،‬استباح‪ِ ،‬استمال‪ ...‬ومن الجدير بالملحظة أن‬ ‫مث ُ‬
‫و ِ‬
‫همزة الماضي والمصدر والمر هي همزة وصل‪ ،‬ل ُتلفظ إل ّ إذا وقعت في‬
‫بدء الكلم‪.‬‬

‫) ‪(71/1‬‬

‫وال َ ْ‬
‫ي كذا‪...‬‬ ‫ح َ‬
‫‪َ -69‬‬
‫ل الشيِء‪ :‬في الجهات المحيطة‬ ‫وا َ‬‫ح َ‬‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬يقال‪ :‬قَعَد َ َ‬
‫مطيفين به من جوانبه‪".‬‬ ‫ه‪ُ :‬‬ ‫حوال َي ْ ِ‬‫به‪ .‬ورأيت الناس َ‬
‫خى‬‫ومن الشائع الن استعمال هذه الكلمة للشارة إلى عددٍ إشارةً ل تتو ّ‬
‫ي عشرين شخصًا‪.‬‬ ‫حوال َ ْ‬ ‫ضَر َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫الضبط‪ .‬فيقولون مث ً‬
‫ة ‪ُ /‬زهاُء ‪ِ /‬لواذ ُ عشرين شخصًا‪.‬‬ ‫من ‪ُ /‬قراب ُ‬ ‫حو ٌ ِ‬‫حو ُ ‪ /‬ن َ ْ‬
‫والفصيح أن يقال‪ :‬حضر ن َ ْ‬
‫حدث هذا َقبل ِلواذ ِ ثلثين سنة‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ...‬أجاز مجمع اللغة العربية في القاهرة )سنة ‪ (1974‬استعمال‬
‫ي‬‫ي( بمعنى )زهاء( أو )نحو(‪ .‬أي أجاز أن يقال‪ :‬بدأ الحتفال حوال َ ْ‬ ‫كلمة )حوال َ ْ‬
‫الساعة العاشرة!‬
‫مد ْعُوًّا‪ ،‬وَتخّلف‬
‫قُرب من عشرين َ‬ ‫ضَر ما ي َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫كما أجاز )سنة ‪ (1976‬أن يقال‪َ :‬‬
‫مد ْعُوًّا‪.‬‬ ‫ما يزيد عن أربعين َ‬
‫والفصيح أن يقال‪ :‬تخلف أكثر‪ /‬أْزي َد ُ من أربعين‪...‬‬ ‫ّ‬
‫وللكاتب أن ي ََتخّير بين الفصيح وما هو دونه‪...‬‬

‫) ‪(72/1‬‬

‫َ‬
‫وية!(‬ ‫وى )ل أن ْ ِ‬ ‫‪ -70‬قناة قََنوات )ل‪ :‬أقنية(؛ ن َ َ‬
‫واة ن َوََيات ون َ َ‬
‫فزِيّ )قناة فضائية(‪ ،‬وفي‬ ‫ُتستعمل كلمة )قناة( كثيرا ً في مجال البث الت ّل َ‬
‫ْ‬
‫المعلوماتية )قناة افتراضية(‪.‬‬
‫ً‬
‫وَيستعمل بعض إخواننا المصريين كلمة )أنوية( جمعا لنواة‪ ،‬وهذا خطأ! كما‬
‫أن جمع )قناة( على )أقنية( خطأ أيضًا‪ .‬ولو كان هذا صحيحا ً لكانت )أدوية(‬
‫جمعا ً ِلـ )د ََواة(! ذلك أن جموع التكسير قسمان‪ :‬سماعية )يجدها الباحث في‬
‫المعاجم أو في كتب اللغة(‪ ،‬وقياسية تخضع لقواعد القياس‪.‬‬
‫ة في كل مفرد يكون اسما ً )ل‬ ‫س ٌ‬ ‫قي ْ َ‬‫م ِ‬‫ة بشروط‪ :‬فهي َ‬ ‫إن صيغة )أ َفْعَِلة( قياسي ٌ‬
‫د‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫كرا ً ُرباعيا ً قبل آخره حرف م ّ‬ ‫ة( مذ ّ‬ ‫صف ً‬
‫َ‬
‫دعاء أدعية؛ عمود أعمدة؛ قَُعود أقِْعدة )ال َ‬
‫قُعود‪:‬‬ ‫طعام أطعمة؛ دواء أدوية؛ ُ‬
‫صِعدة‬ ‫خْرفان(‪ .‬رغيف أرغفة؛ صعيد أ ْ‬ ‫خراف و ِ‬ ‫خُروف أخرفة )و ِ‬ ‫ي(‪َ .‬‬‫فت ِ ّ‬‫مل ال َ‬ ‫ج َ‬‫ال َ‬
‫صُعد(‪.‬‬ ‫)و ُ‬
‫ح جمع السماء المختومة بتاء التأنيث )مثل قناة‪ ،‬ونواة( على‬ ‫وعلى هذا ل يص ّ‬
‫ّ‬
‫الصيغة الخاصة بالمذكر‪.‬‬
‫فيقال‪:‬‬
‫صلة‬
‫غداة‬
‫فلة‬
‫ل ََهاة‬
‫مهاة‬
‫صل َ َ‬
‫وات‬ ‫َ‬
‫دوات‬ ‫غَ َ‬
‫وات‬ ‫فَل َ َ‬
‫ل ََهوات‬
‫مها ً‬ ‫مَهوات ‪َ +‬‬ ‫َ‬
‫صاة‬‫َ‬ ‫ح‬‫َ‬
‫دواة‬
‫قناة‬
‫نواة‬
‫وفاة‬
‫فتاة‬
‫ي‬
‫ص ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫صى ‪ُ +‬‬ ‫ح َ‬ ‫صَيات ‪َ +‬‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫و‬
‫ُ ِ ّ‬ ‫د‬ ‫‪+‬‬ ‫وى‬ ‫َ َ‬ ‫د‬ ‫‪+‬‬ ‫يات‬ ‫دَ َ َ‬
‫و‬
‫قنوات ‪ +‬قنا ‪ +‬قُن ِ ّ‬
‫ي‬
‫ي‬
‫وى ‪ +‬ن ُوِ ّ‬ ‫ويات ‪ +‬ن َ َ‬ ‫نَ َ‬
‫وَفََيات )ل‪ :‬وَفِّيات!!(‬
‫فََتيات‬
‫ح قياسا‪ً.‬‬ ‫ً‬
‫رد سماعا‪ ،‬ول تص ّ‬
‫فكلمة )أنوية‪ ،‬أو أقنية( لم ت َ ِ‬
‫ب والّنوى?‪.‬‬
‫ح ّ‬
‫فْتح النون‪ :‬قال تعالى‪? :‬إن الله فالقُ ال َ‬ ‫وى( هي ب ِ َ‬ ‫ثم إن كلمة )ن َ َ‬
‫م النون!‬ ‫حض ّ‬ ‫ول يص ّ‬

‫) ‪(73/1‬‬

‫‪ -71‬الخطأ في استعمال‪) :‬كما(‬


‫صدرّية‪ ،‬فيكون‪) :‬كما(‬ ‫م ْ‬ ‫مثل(‪ ،‬و)ما( َ‬‫ْ‬ ‫كما = ك ‪ +‬ما‪ .‬الكاف للتشبيه بمعنى ) ِ‬
‫مْثلما(‪.‬‬
‫بمعنى ) ِ‬
‫وكثيرا ً ما توضع هذه الداة في غير موضعها‪ .‬وفيما يلي نماذج من أفصح‬
‫الكلم وفصيحه‪ ،‬تبّين استعمالها الصحيح‪.‬‬
‫صب ََر أولو العَْزم‬
‫صِبر كما َ‬ ‫أ ‪ -‬فهي تقع بين ِفعلين متماثلين‪ ،‬كقوله تعالى‪? :‬فا ْ‬
‫سل?‪? .‬فإنهم َيألمون كما تألمون?‪.‬‬ ‫من الّر ُ‬
‫ص ّ‬
‫ل‬ ‫وجاء في الدعاء المأثور عن النبي العربي عليه الصلة والسلم‪) :‬اللهم َ‬
‫ت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم(‪.‬‬ ‫صّلي َ‬
‫على محمد ٍ وعلى آل محمد‪ ،‬كما َ‬
‫مْرت?؛ ?‬ ‫ُ‬
‫م كما أ ِ‬ ‫ق ْ‬
‫ست َ ِ‬‫ب‪ -‬وتقع بين ِفعلين مختلفين‪ .‬ففي التْنزيل العزيز‪? :‬فا ْ‬
‫جئُتمونا كما خلقناكم أول مرة?‪.‬‬ ‫لقد ِ‬
‫ف‪ ...‬كما يجب!‬
‫صّر ْ‬‫ث ‪ /‬تَ َ‬ ‫حد ّ ْ‬
‫تَ َ‬
‫ل سائٌر(‪.‬‬ ‫مث َ ٌ‬
‫ن ُتدان ) َ‬
‫ج‪ -‬وتدخل على الجمل الفعلية‪ ،‬نحو‪ :‬كما َتدي ُ‬
‫م حديثا ً عن النبي عليه الصلة والسلم‪ ،‬ويخشى أن يكون‬ ‫وحين يروي مسل ٌ‬
‫أخطأ في الرواية‪ ،‬يختم كلمه بالعبارة‪) :‬أو كما قال(‪.‬‬
‫د‪ -‬وتدخل على الجمل السمية‪ ،‬نحو‪ :‬أخي جريٌء كما أخوك جريء؛ ما عندي‬
‫ق كما هو!‬ ‫كما عند أخي؛ ‪ ...‬أما الد ّْين القديم فبا ٍ‬
‫مثْيل هذا‪ ،‬يريدون أن‬ ‫َ‬ ‫جاء في )لسان العرب ‪/‬مثل(‪" :‬والعرب تقول‪ :‬هو ُ‬
‫شّبه به حقير‪ ،‬كما أن هذا حقير‪".‬‬ ‫م َ‬
‫ال ُ‬
‫وقال مصطفى صادق الرافعي )إعجاز القرآن ‪ ..." :(14/‬إذ يكون )أي‬
‫ة العقل البياني العربي في كل الزمنة‪ ،...‬كما أنه‬ ‫شغَل َ َ‬
‫م ْ‬
‫القرآن( في إعجازه َ‬
‫س أسمى نظام ٍ للنسانية‪".‬‬ ‫ُ‬
‫مشغلة الفكر النساني إذا أريد َ د َْر ُ‬
‫َ‬
‫مْثلما أّنكم تنطقون?‪.‬‬ ‫حق ّ ِ‬‫ومن هذا القبيل قوله تعالى‪? :‬إنه ل َ َ‬
‫ل )بسبب( هدايته لكم‪.‬‬ ‫هـ‪ -‬وتأتي أحيانا ً للتعليل‪? :‬واذكروه كما هداكم? أي ل َِ ْ‬
‫ج ِ‬
‫?فاذكروا الله كما عَّلمكم ما لم تكونوا تعلمون?‪،‬‬
‫ب ارحمهما كما َرّبياني صغيرًا?‪.‬‬ ‫?‪...‬وُقل ر ّ‬

‫) ‪(74/1‬‬

‫يستبين بما سبق أن )كما( ليست بمعنى )و(! لذا كان استعمالها أو استعمال‬
‫ن( في موضع العطف أو الستئناف خطأ‪ .‬وهناك من يضيف إلى هذا‬ ‫)كما أ ّ‬
‫سر همزة )ان( بعد )كما(‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫خطأ ثانيا بك ْ‬
‫ضعت له‪.‬‬ ‫وفيما يلي نماذج من استعمال )كما( في غير ما وُ ِ‬
‫ً‪ -1‬كان لنظام )لينوكس( تأثير كبير على البنية الساسية المعلوماتية في‬
‫الدول النامية‪ .‬كما أن )كذا( استخدامه وأهميته ستزدادان في المستقبل‬
‫القريب‪.‬‬
‫ت‬
‫ً‪ -2‬إن حواسيب ‪ 386‬يمكن أن تشّغل نظام لينوكس وأن تعمل كطرفّيا ٍ‬
‫محرفية‪ .‬كما )كذا( يمكن لمتطلبات هذا النظام أن تستقر على قرص واحد‪.‬‬
‫ً‬ ‫دم تن ّ ً‬
‫وعا غنيا من الدوات إلى عالم ٍ‬ ‫ً‪ -3‬لينوكس نظام مجاني‪ ،‬كما أنه )كذا( يق ّ‬
‫م‪.‬‬
‫نا ٍ‬
‫ويتضح الخطأ في هذه النماذج بالتعويض عن )كما( بـ )مثلما(‪ .‬وكان في‬
‫ل من )كما( هو‪) :‬ثم إن( في‬ ‫ب الخطأ باستعمال بدي ٍ‬ ‫جن ّ ُ‬
‫مقدور الكاتب ت َ َ‬
‫النموذج الول؛ )و( في النموذج الثاني؛ )وهو إلى ذلك( في النموذج الثالث‪:‬‬
‫ً‪ -1‬كان لنظام )لينوكس( تأثير كبير على البنية الساسية المعلوماتية في‬
‫الدول النامية‪ .‬ثم إن استخدامه وأهميته ستزدادان في المستقبل القريب‪.‬‬
‫ت‬‫ً‪ -2‬إن حواسيب ‪ 386‬يمكن أن تشّغل نظام لينوكس وأن تعمل كطرفّيا ٍ‬
‫محرفية‪ .‬ويمكن لمتطلبات هذا النظام أن تستقر على قرص واحد‪.‬‬
‫ً‬ ‫دم تن ّ ً‬
‫وعا غنيا من الدوات إلى عالم ٍ‬ ‫ً‪ -3‬لينوكس نظام مجاني‪ ،‬وهو إلى ذلك يق ّ‬
‫م‪.‬‬‫نا ٍ‬
‫) ‪(74/2‬‬

‫‪ -72‬عبارة عن‪...‬‬
‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬العبارة‪ :‬الكلم الذي ُيبّين به ما في النفس من‬
‫ن‪ .‬يقال‪ :‬هذا الكلم عبارة ٌ عن كذا‪ :‬معناه كذا‪".‬‬ ‫معا ٍ‬
‫وجاء في )محيط المحيط(‪" :‬هذا عبارةٌ عن هذا‪ :‬أي بمعناه أو مساوٍ له في‬
‫ن العبارة‪ ،‬أي الَبيان‪".‬‬
‫س ُ‬
‫ح َ‬‫ن َ‬‫دللة‪ .‬وفل ٌ‬‫ال ّ‬
‫والتعبير‪ :‬العراب والتبيين بالكلم أو بالكتابة‪.‬‬
‫إذن‪ :‬هذا الكلم عبارة عن كذا ? تعبير عن كذا ? معناه كذا ? ذو َدللة على‬
‫كذا‪.‬‬
‫وفيما يلي أمثلة على استعمال هذا التركيب )عبارة عن( استعمال ً سليما‪ً:‬‬
‫صُر )عند المناطقة(‪ :‬عبارة عن كون القضية‬ ‫ح ْ‬
‫جاء في )الوسيط(‪" :‬ال َ‬
‫ة‪".‬‬
‫محصور ً‬
‫وقال صاحب )الكليات ‪" :(3/208‬والتغاير اعتباري‪ ،‬وذلك أن الِعلم عبارة عن‬
‫الحقيقة‪ ،‬المجردةِ عن الغواشي الجسمانية‪"...‬‬
‫وقال أيضا ً )‪" :(5/16‬الوجود الخارجي‪ :‬عبارة عن كون الشيء في العيان‪،‬‬
‫والوجود الذهني‪ :‬عبارة عن كون الشيء في الذهان‪".‬‬
‫ما‬‫ة‪ :‬عبارة ع ّ‬ ‫وجاء في محيط المحيط‪" :‬وقال في التعريفات‪ :‬العِل ّ ُ‬
‫ة شريع ً‬
‫يجب الحكم به معه‪".‬‬
‫ضع الطاقة بمقدار ‪3-10×8.7‬‬ ‫يقال على الصواب‪ :‬الرونتغن‪ :‬عبارة عن ت َوَ ّ‬
‫جول من الشعة السينية أو غاما في كيلوغرام واحد من الهواء الجاف‪.‬‬
‫وكثيرا ً ما ُيستعمل التركيب )عبارة عن( في الكتابات العلمية وغيرها استعمال ً‬
‫طوءا ً فيه‪ ،‬فُيسيُء إلى المعنى؛ أو يستعمل بل داٍع فيكون حشوًا‪...‬‬ ‫خ ُ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫ج من هذه الستعمالت‪:‬‬ ‫ودونك نماذ َ‬
‫فقد قال بعضهم‪:‬‬
‫والصواب‪:‬‬
‫§ وهذا الجهاز عبارة عن صندوق يحتوي على‪...‬‬
‫§ أشعة غاما هي عبارة عن فوتونات‪...‬‬
‫§ ‪ ...‬فهو عبارة عن صفحة برمجية فقط‪.‬‬
‫§ المقطع العَْرضي للمتصاص هو عبارة عن مجموع أربعة معاملت‪.‬‬
‫§ وهذا الجهاز صندوقٌ يحتوي على‪...‬‬
‫§ الشعة غاما هي فوتونات‪...‬‬
‫§ ‪ ...‬فهو مجرد صفحة برمجية فقط‪.‬‬
‫§ ‪ ...‬هو مجموع أربعة معاملت‪.‬‬
‫وض عن )عبارة عن( بـ )تعبير‬ ‫ويتضح فساد المعنى في هذه النماذج إذا عُ ّ‬
‫عن(‪...‬‬

‫) ‪(75/1‬‬

‫ة‬
‫ة؛ الشاب ُ‬ ‫لشاب ُ‬‫ب؛ ا ُ‬ ‫شو ْ ُ‬ ‫‪ -73‬ال ّ‬
‫مما جاء في )المعجم الوسيط(‪:‬‬
‫ب )اسم الفاعل(‪،‬‬ ‫ه‪ ،‬فهو شائ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وبا‪ :‬خالط ُ‬ ‫ً‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ب الشيُء غَي َْره ُ ي َ ُ‬
‫شوْب ُ ُ‬ ‫ل‪ :‬شا َ‬ ‫أو ً‬
‫ب )اسم المفعول(‪.‬‬ ‫شو ْ ٌ‬ ‫م ُ‬ ‫وذاك َ‬
‫الشائبة‪ :‬الشيء الغريب يختلط بغيره‪) .‬ج( شوائب‪.‬‬
‫ب الشيَء بالشيِء‪ :‬خلطه به‪.‬‬ ‫شا َ‬
‫ب‪:‬‬ ‫شو ْ ُ‬ ‫ثانيًا‪ :‬ال ّ‬
‫ط الشيِء بالشيِء‪.‬‬ ‫خل ْ ُ‬‫مخالطة الشيِء ل ِغَْيره؛ و َ‬ ‫ب( أي‪ُ :‬‬ ‫صدر )شا َ‬ ‫م ْ‬ ‫أ‪َ -‬‬
‫ب ‪ -‬ما اختلط بغيره من الشياء‪ ،‬وبخاصةٍ السوائ ُ‬
‫ل‪.‬‬
‫َ‬ ‫شْيبا ً و َ‬
‫شَيب‪.‬‬‫ب وأ ْ‬
‫ه‪ ،‬فهو شائ ٌ‬ ‫شعُْر ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ة‪ :‬ا ِب ْي َ ّ‬
‫شْيب ً‬ ‫ب َ‬ ‫شي ْ ُ‬
‫ن يَ ِ‬
‫ب فل ٌ‬ ‫ثالثًا‪ :‬شا َ‬
‫ه(‪.‬‬ ‫مثل َ‬
‫شي ّب َ ُ‬ ‫ض َ‬
‫شْعره‪ِ ) ،‬‬ ‫ه وب َي ّ َ‬‫م ُ‬‫ة‪ :‬هَّر َ‬ ‫ه إشاب ً‬ ‫ف فلنا ً ُيشي ْب ُ ُ‬ ‫ن أو الخو ُ‬ ‫حْز ُ‬ ‫ب ال ُ‬ ‫أشا َ‬
‫رابعًا‪ :‬الشابة من الناس‪ :‬الخلط‬ ‫ُ‬
‫لشابة )في الكيمياء(‪ :‬مادة مكونة من اتحاد معدنين‪ ،‬أو من اتحاد معدن‬ ‫وا ُ‬
‫بَغير معدن‪) .‬ج( أشائب‪.‬‬
‫ح أن يقال في الكتابة العلمية‬ ‫َ‬
‫ة إذن‪َ :‬تبييض الشْعر! وعلى هذا ل يص ّ‬ ‫فالشاب ُ‬
‫)دراسة أنصاف النواقل(‪" :‬تسمى عملية إضافة الشوائب بمقدار معلوم‬
‫ب(‪ .‬وإذا كان المصطلح النكليزي‬ ‫الشابة"! والصواب‪) :‬تسمى‪ ...‬ال ّ‬
‫شو ْ َ‬
‫المقابل هو ‪ doping‬فقد ترجمه )معجم المصطلحات العلمية والتقنية( الذي‬
‫أصدرته هيئة الطاقة الذرية في سورية بـ )تطعيم(‪.‬‬
‫كبه فيه‬‫وه‪َ :‬ر ّ‬
‫ف ونح ِ‬ ‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬ط َّعم الخشب بال ّ‬
‫صد َ ِ‬
‫للزخرفة والزينة‪".‬‬

‫) ‪(76/1‬‬

‫ن‪...‬‬ ‫ن تكو َ‬ ‫ن كنت‪...‬؛ َل َ ْ‬ ‫سم وجملة جوابه؛ ل َئ ِ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫‪ -74‬جملة ال َ‬


‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أو ً‬
‫ف‪ (...‬وفاعله‪ .‬وُتحذف‬ ‫حل ِ ُ‬ ‫م‪ ،‬أ ْ‬ ‫س ُ‬‫من ِفعل القسم )أقْ ِ‬ ‫سم ِ‬ ‫ق َ‬‫ل‪ :‬تتكون جملة ال َ‬
‫جوبا ً )في حالت!( أو جوازًا‪.‬‬ ‫سم وُ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫جملة ال َ‬ ‫ُ‬
‫ب القسم‪ ،‬وتكون هذه‬ ‫ول بد ّ لجملة القسم من جملةٍ بعدها تسمى جوا َ‬
‫الجملة الجوابية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬فعلية ما ضوية‪ ،‬والكثير الفصيح اقترانها بـ )اللم( و)قد(‪ :‬لقد‪.‬‬
‫مضاِرعية‪ ،‬والغلب القوى اقترانها بـ )اللم( ونون التوكيد‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬فعلية ُ‬
‫سم(‪.‬‬ ‫م جواب الق َ‬ ‫وتسمى هذه اللم في الحالتين المذكورتين )ل َ‬
‫ن(‪ ،‬و)لم البتداء( في خبر‬ ‫ج ‪ -‬اسمية‪ ،‬والحسن اقترانها بحرفين معا ً هما )إ ّ‬
‫حَلقة([‪ .‬وفيما يلي بعض النماذج‪:‬‬ ‫مَز ْ‬‫مى هذه اللم )اللم ال ُ‬ ‫ن ]ُتس ّ‬ ‫إ ّ‬
‫ت أتوّقعه!‬ ‫أ‪ -‬بالله العظيم لقد حصل ما كن ُ‬
‫ُ‬
‫سم بالله العظيم لقد حصل‪[...‬‬ ‫سم فيقال‪ :‬أقْ ِ‬ ‫]ويجوز إظهار ِفعل الق َ‬
‫سم هنا محذوفة‪.‬‬ ‫ه علينا?‪ .‬جملة الق َ‬ ‫ك الل ُ‬ ‫?تاللهِ لقد آث ََر َ‬
‫ن يدي ولساني عن الذى‪) .‬جملة القسم محذوفة(‪.‬‬ ‫س ّ‬‫حب ِ َ‬ ‫ب ‪ -‬واللهِ ل َ ْ‬
‫ن من الخاسرين?‪.‬‬ ‫منا َلنكون َ ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫فْر لنا وت َْر َ‬ ‫سنا‪ ،‬وإن لم ت َغْ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫منا أن ُ‬ ‫?َرّبنا ظ َل َ ْ‬
‫سم وأداته محذوفة‪ ،‬والدليل على هذا وجود الجملة‬ ‫سم مع الق َ‬ ‫هنا جملة الق َ‬
‫م‬
‫س ٌ‬ ‫َ‬
‫مق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة كهذه‪ ،‬فث ّ‬ ‫جد ْ جمل ٌ‬ ‫المضارعية المقترنة باللم ونون التوكيد‪ .‬وحيثما ُتو َ‬
‫محذوف‪.‬‬
‫صُره?‪.‬‬ ‫ين‬
‫ُ َ َ ُ‬‫من‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫ن‬
‫صَر ّ‬ ‫?ول َي َن ْ ُ‬
‫ه ِرزقا ً حسنًا?‪.‬‬ ‫م الل ُ‬ ‫?والذين هاجروا في سبيل الله ُثم ُقتلوا أو ماتوا ل َي َْرُزقَن ّهُ ُ‬
‫طباع‪.‬‬ ‫ح ال ّ‬ ‫ن الغَد َْر لقب َ ُ‬ ‫ج ‪ -‬والله إ ّ‬
‫ن(‪.‬‬‫شْرط )إ ْ‬ ‫سم‪ ،‬وأداة ال ّ‬ ‫ق َ‬ ‫طئة لل َ‬ ‫مو ّ‬ ‫ونة من اللم ال ُ‬ ‫مك ّ‬ ‫ن( ُ‬ ‫ثانيًا‪) :‬ل َئ ِ ْ‬
‫حذوفا(‪ ،‬ول بد ّ من إيراد جملةِ جوابه‬ ‫ً‬ ‫م ْ‬ ‫ً‬
‫سما )ظاهرا أو َ‬ ‫ً‬ ‫وهي تعني أن هناك قَ َ‬
‫م‬
‫س ٌ‬‫سم ل تدخل عليه الفاء(‪ .‬ذلك أنه إذا اجتمع ق َ‬ ‫)بل فاء! لن جواب الق َ‬
‫ً‬
‫سم عموما ‪-‬‬ ‫ط فالجواب للسابق منهما‪) .‬وغني عن القول‪ ،‬إن الق َ‬ ‫وشْر ٌ‬
‫وكذلك القسم الذي تشير إليه لم "لئن" ‪ -‬يفيد التوكيد(‪.‬‬

‫) ‪(77/1‬‬
‫وفيما يلي عدد ٌ من النماذج‪:‬‬
‫سم )الله( وأداته )الواو(‬ ‫ق َ‬ ‫ن لك‪ ] .‬هنا ال َ‬ ‫ص ّ‬ ‫خل ِ َ‬‫ت لي ل ُ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫§ واللهِ لِئن أخل ْ‬
‫ظاهران[‪.‬‬
‫ة‪) .‬القسم يسبق الشرط‪ ،‬والجواب‬ ‫ً‬ ‫صح‬ ‫يفيد‬ ‫إنه‬ ‫ً‬
‫ا‪،‬‬ ‫عب‬ ‫ت‬
‫ُ ُ ِْ‬‫م‬ ‫ي‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫كان‬ ‫§ لئن‬
‫سم(‪.‬‬ ‫للق َ‬
‫ي واللهِ متعبًا‪ ،‬فإنه يفيد صحة‪) .‬الشرط يسبق القسم‪ ،‬ولذا‬ ‫ن كان المش ُ‬ ‫§إ ْ‬
‫ة اسمية(‪.‬‬ ‫جاءت الفاء الرابطة لجواب الشرط لكونه ‪ -‬هنا ‪ -‬جمل ً‬
‫وتلوا ل ينصرونهم‪ ،‬ولئن نصروهم‬ ‫خرجون معهم‪ ،‬ولئن قُ ْ‬ ‫رجوا ل ي َ ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫?لئن أ ُ ْ‬
‫ن الدبار ثم ل ُينصرون?‪.‬‬ ‫ل َي ُوَل ّ ّ‬
‫سم‪ .‬فأما الول والثاني‪ ،‬أي )ل يخرجون( و)ل‬ ‫ق َ‬ ‫في هذه الية ثلثة أجوبة لل َ‬
‫ينصرونهم( فلم تتصل بهما اللم الرابطة لجواب القسم‪ ،‬فامت َن َعَ ‪ -‬لهذا السبب‬
‫ب‬ ‫ج َ‬‫ن( فقد اقترنت به اللم فَوَ َ‬ ‫‪ -‬توكيدهما بالنون‪ .‬وأما الثالث وهو )ل َي ُوَل ّ ّ‬
‫توكيده بالنون‪.‬‬
‫م?‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ش َ‬ ‫?لئن َ‬
‫كرُتم لزِْيدن ّك ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ة ثم نزعناها منه إنه لي َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫فور?‪.‬‬‫سك ُ‬ ‫ؤو ٌ‬ ‫مّنا رحم ً‬ ‫ن ِ‬ ‫?ولئن أذ َقنا النسا َ‬
‫سنى?‪.‬‬ ‫ح ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن لي عنده لل ُ‬ ‫ت إلى رّبي إ ّ‬ ‫جعْ ُ‬ ‫?ولئن ُر ِ‬
‫ب أليم?‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫عذا‬ ‫منا‬ ‫كم‬‫ُ‬ ‫ن‬ ‫س‬
‫َ َ ّ ّ‬ ‫م‬‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫م‬ ‫نك‬ ‫م‬ ‫ج‬
‫َْ ُ َ ّ ُ‬ ‫ر‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫تنتهوا‬ ‫لم‬ ‫لئن‬ ‫بكم‬ ‫رنا‬ ‫َ‬
‫?قالوا إنا َ ّ ْ‬
‫ي‬ ‫ط‬ ‫ت‬
‫ن من الخاسرين?‪.‬‬ ‫فر لنا لنكون َ ّ‬ ‫منا َرّبنا وي َغْ ْ‬ ‫?لئن لم يرح ْ‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫ت ببالكا!‬ ‫خط َْر ُ‬ ‫سّرني أّني َ‬ ‫ساءةٍ لقد َ‬ ‫م َ‬ ‫ن ن ِل َْتني ب َ‬ ‫لئن ساءني أ ْ‬
‫وقال غيره‪:‬‬
‫ج‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫حو َ ُ‬‫جهل في بعض الحايين أ ْ‬ ‫حلم ِ إنني إلى ال َ‬ ‫ت محتاجا إلى ال ِ‬ ‫لئن كن ُ‬
‫صدر‪،‬‬ ‫م ْ‬‫صدرية تدخل على الفعل المضارع فتنصبه وت ُؤَّول معه ب َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن" ال َ‬ ‫ثالثًا‪" :‬أ ْ‬
‫نحو‪:‬‬
‫خب َُره‬ ‫مكم خيٌر لكم‪)] .‬صيامكم( مبتدأ‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫ن تصوموا خيٌر لكم? أي‪ :‬صيا ُ‬ ‫?وأ ْ‬
‫)خيٌر([‪.‬‬
‫ّ‬
‫محله‪،‬‬ ‫ل َ‬‫ل عليها )لم البتداء( التي تدخل على المبتدأ وما يح ّ‬ ‫ن تدخ َ‬ ‫ويمكن أ ْ‬
‫فتفيد التوكيد‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ح نادما‪ً.‬‬ ‫ن تصب َ‬ ‫ن واثقا ً خيٌر من أ ْ‬ ‫ن تكو َ‬ ‫َل َ ْ‬
‫ُ‬ ‫ن أُ ْ‬
‫ب في العقوبة )صلح الدين‬ ‫ي من أن أصي َ‬ ‫ب إل ّ‬ ‫ئ في العفو‪ ،‬أح ّ‬ ‫خط ِ َ‬ ‫َل َ ْ‬
‫اليوبي(‪.‬‬

‫) ‪(77/2‬‬

‫ح بالفارسية )أبو الريحان البيروني(‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َل َ ُ‬


‫ي من أن أمد َ‬ ‫ب إل ّ‬ ‫جى بالعربية‪ ،‬أح ّ‬ ‫ن أهْ َ‬
‫ْ‬
‫ه وجهه‪:‬‬ ‫ي كّرم الل ُ‬ ‫قال عليه الصلة والسلم ل َِعل ّ‬
‫مُر الن َّعم‪.‬‬
‫ح ْ‬‫ن لك ُ‬‫ه بك رجل ً واحدا ً خيٌر لك من أن تكو َ‬ ‫ن يهديَ الل ُ‬ ‫َل َ ْ‬
‫وقال أيضًا‪:‬‬
‫َ‬
‫ي مما‬ ‫ب إل ّ‬‫ل سبحان الله‪ ،‬والحمد لله‪ ،‬ول إله إل ّ الله‪ ،‬والله أكبر‪ ،‬أح ّ‬ ‫ن أقو َ‬ ‫َل َ ْ‬
‫ت عليه الشمس‪.‬‬ ‫طلع ْ‬ ‫َ‬
‫مه‬ ‫ن )ل َِئن( تدخل على الفعل الماضي أو ما هو في ُ‬
‫حك ْ ِ‬ ‫والجدير بالملحظة‪ ،‬أ ّ‬
‫ن( فتدخل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض(‪ .‬أما )ل ْ‬ ‫ب زمنه إلى ما ٍ‬ ‫قل ِ ُ‬ ‫)أي المضارع المجزوم بـ )لم( التي ت َ ْ‬
‫على الفعل المضارع فتنصبه‪ .‬وعلى هذا يمكن أن نقول‪:‬‬
‫َ‬
‫من‪...‬‬
‫ي( ِ‬
‫ب إل ّ‬
‫ح ّ‬
‫ي )أ َ‬‫ب إل ّ‬‫ح ّ‬ ‫ن خطئي ل َ َ‬‫ت في العفو‪ ،‬إ ّ‬ ‫لِئن أخطأ ُ‬
‫ي من‪...‬‬ ‫َ‬ ‫ن أُ ْ‬
‫ب إل ّ‬
‫ح ّ‬
‫ن خطئي أ َ‬ ‫ئ في العفو‪ ،‬فإ ّ‬
‫خط ِ ْ‬ ‫أو‪ :‬إ ْ‬

‫) ‪(77/3‬‬

‫ح والغَل َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ط‬ ‫ص ّ‬ ‫خط َأ‪ ،‬وال ّ‬ ‫صواب وال َ‬ ‫‪ -75‬ال ّ‬
‫ه‪ :‬قال له‬ ‫صوّب َ ُ‬
‫ضد ّ الخطأ‪ .‬و َ‬ ‫ب‪ِ :‬‬ ‫صوا ُ‬ ‫§ مما جاء في )اللسان ‪/‬صوب(‪" :‬وال ّ‬
‫ه‪ :‬رآه صوابًا‪".‬‬ ‫َ‬
‫صوب َ ُ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ت‪ .‬وا ْ‬ ‫صب ْ َ‬ ‫أ َ‬
‫§ وجاء في )المعجم الوسيط(‪:‬‬
‫ً‬
‫ب فلنا‪ :‬قال‬ ‫ه‪ .‬وصوّ َ‬ ‫ح ُ‬
‫ح َ‬‫ص ّ‬‫ب الخطأ‪َ :‬‬ ‫صوّ َ‬ ‫وب قوَله أو فِْعله‪ :‬عَد ّه ُ صوابا‪ .‬و َ‬
‫ً‬ ‫"ص ّ‬
‫ت‪.‬‬ ‫َ‬
‫صب ْ َ‬ ‫له أ َ‬
‫خطئ‪.‬‬ ‫أصاب‪ :‬لم ي ُ ْ‬
‫ححه‪ :‬أزال خطأه أو عَْيبه‪.‬‬ ‫ص ّ‬ ‫َ‬
‫ق‪.‬‬‫داد‪ ،‬والصواب‪ :‬الح ّ‬ ‫س َ‬ ‫ب‪ :‬ال ّ‬ ‫صوا ُ‬ ‫ال ّ‬
‫داد‪ :‬الستقامة‪".‬‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫§ وجاء في )المعجم الوسيط( أيضا‪ً:‬‬
‫رئ من كل عَْيب أو َرْيب‪ .‬يقال‪:‬‬ ‫صحاحًا‪ :‬ب َ ِ‬ ‫حة و َ‬ ‫ص ّ‬ ‫حا ً و ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ص ّ‬‫ح الشيُء ي َ ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫" َ‬
‫ح‪) .‬ج(‬ ‫قد ُ فهو صحي ٌ‬ ‫ح العَ ْ‬‫ص ّ‬ ‫ً‬
‫ت الصلة‪ ،‬و َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫خب َُر‪ ،‬و َ‬ ‫ح ال َ‬ ‫ض‪ ،‬وص ّ‬ ‫ح المري ُ‬ ‫ص ّ‬
‫ح‪".‬‬‫ح وصحائ ُ‬ ‫صحا ٌ‬ ‫حاُء للعاقل‪ .‬وهي صحيحة‪) .‬ج( ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫ح للعاقل وغيره‪ ،‬وأ ِ‬ ‫صحا ٌ‬ ‫ِ‬
‫جمعٌ شاذ ّ جاء منه‪:‬‬ ‫َ‬ ‫وهو‬ ‫للعاقل‪،‬‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫حة(‬ ‫ِ ّ‬ ‫ص‬ ‫)أ‬ ‫على‬ ‫ح(‬ ‫ٌ‬ ‫)صحي‬ ‫يجمع‬ ‫§ ُ‬ ‫و‬
‫عّزة‪.‬‬ ‫حة‪ ،‬وذليل أذِلة‪ ،‬وعزيز أ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ش ّ‬ ‫شحيح أ ِ‬
‫ح‪ :‬البراءة من العيوب‪.‬‬ ‫ص ّ‬ ‫§ فال ّ‬
‫قم؛ وهي البراءة من العلل والعيوب‪) :‬صحة التعبير(؛‬ ‫س ْ‬‫ضد ّ ال ّ‬ ‫صحة‪ِ :‬‬ ‫§ وال ّ‬
‫وهي مطاَبقة الواقع‪) :‬صحة الخبر(‪.‬‬
‫ريُء من المراض‪ .‬والصحيح من‬ ‫ح‪ :‬السليم من العيوب‪ ،‬والب َ ِ‬ ‫§ والصحي ُ‬
‫صد َقَ وطاب َقَ الواقع‪ .‬والصحيح‪ :‬الحق والصدق‪:‬‬ ‫القوال‪ :‬ما ُيعتمد عليه‪ ،‬وما َ‬
‫ب(‪.‬‬ ‫ح‪ ،‬هذا ك َذِ ٌ‬ ‫)هذا صحي ٌ‬
‫ح أن تفعل كذا وكذا(؟‬ ‫ص ّ‬
‫ه لقول بعض المعاصرين‪) :‬ال ّ‬ ‫§ هل ثمة وج ٌ‬
‫دل والستقامة‪ ...،‬فتكون العبارةُ‬ ‫دم‪ ،‬كالحقّ والعَ ْ‬ ‫ق ّ‬ ‫صدٌر كما ت َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ص ّ‬ ‫ال ّ‬
‫س‬
‫مل النا َ‬ ‫َ‬ ‫سلك الطريق القويم‪ ،‬وُتعا ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ة أن ت ْ‬ ‫مثل قوِْلك‪ :‬الستقام ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫المذكورة ِ‬
‫ي المرَء ماله وتأخذ ما‬ ‫َ‬ ‫تعط‬ ‫ُ‬ ‫وأن‬ ‫ف‪،‬‬ ‫ُْ ِ َ‬‫ص‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫أن‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫د‬
‫َ ْ‬ ‫ع‬‫ال‬ ‫لك‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫وقو‬ ‫وأمانة‪،‬‬ ‫ق‬‫صد ْ ٍ‬ ‫ب ِ‬
‫عليه‪.‬‬
‫وهذا كلم مستقيم ل عيب فيه‪.‬‬
‫م‪ ،‬إلخ )وهذه كلها مصادر(‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫سداد ُ ‪ /‬الظل ُ‬ ‫ل ‪ /‬ال ّ‬ ‫ل‪ :‬ذاك هو العَد ْ ُ‬ ‫§ وإذا قيل‪ ،‬مث ً‬
‫سديد ‪ /‬الظالم‪...‬‬ ‫فالمقصود‪ :‬ذاك هو الشيُء العادل ‪ /‬ال ّ‬

‫) ‪(78/1‬‬

‫ح( بمعنى )الصحيح(‪ .‬وقد أجاز الناقد اللغوي‬


‫ص ّ‬
‫وغ استعمال )ال ّ‬
‫س ّ‬
‫وهذا ي ُ َ‬
‫ح أن تقول‬
‫ص ّ‬
‫الستاذ صلح الدين الزعبلوي أن يقال‪ :‬الخطأ أن تقول كذا‪ ،‬وال ّ‬
‫كذا بمعنى الصحيح المستقيم‪ .‬أما إذا قيل‪ :‬الخطأ أن تقول كذا‪ ،‬والصواب أن‬
‫تقول كذا فهذا قول صحيح فصيح ل يحتاج إلى إجازة!‬
‫ل‪:‬‬‫§ وإذا كان المر كذلك‪ ،‬أفليس من السائغ أن يقال مث ً‬
‫ح أن يفعل كذا )بمعنى الصحيح السليم من‬ ‫ص ّ‬
‫‪ -‬من العَْيب أن يفعل كذا‪ ،‬وال ّ‬
‫العيوب(‪،‬‬
‫ح )الصحيح المطابق للواقع(‪ ،‬ومن‬ ‫ّ‬ ‫الص‬ ‫الحل‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ‫خطأ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ح‬
‫‪ -‬ذلك ال َ‬
‫صدر جائز!‬ ‫م ْ‬ ‫المعلوم أن النعت بال َ‬
‫ه الصواب‪ .‬يقال‪:‬‬ ‫ط غََلطًا‪ :‬أخطأ وج َ‬‫ط ي َغْل َ ُ‬
‫§ جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬غَل ِ َ‬
‫ن‪".‬‬ ‫ْ‬
‫غِلط في المر‪ ،‬أو في الحساب‪ ،‬أو في المنطق‪ ،‬فهو غَلطا ُ‬
‫ط )الصل‪ :‬مغلوط فيه!( ]انظر )متن اللغة([‪.‬‬ ‫مغُلو ٌ‬ ‫يقال‪ :‬هذا كتاب َ‬
‫َ‬
‫§ قال ابن جني في )المحتسب ‪" :(1/236‬ليس ينبغي أن ُيطلق على شيءٍ‬
‫ط‪".‬‬ ‫م ‪ -‬وإن كان غيُره أقوى منه ‪ -‬إنه غَل َ ٌ‬ ‫ه من العربية قائ ٌ‬ ‫له وج ٌ‬
‫§ وقال أبو هلل العسكري في )الفروق في اللغة ‪" :(45/‬والخطأ ل يكون‬
‫ط ما يكون‬ ‫ب خلَفه‪ ،‬وليس الغل ُ‬ ‫صوابا ً على وجه‪ .‬فالخطأ ما كان الصوا ُ‬
‫ضعُ الشيِء في غير موضعه‪".‬‬ ‫ب خلفه‪ ،‬بل هو و ْ‬ ‫الصوا ُ‬

‫) ‪(78/2‬‬

‫سريانية الصل‬ ‫‪ -76‬أسماء الشهور القمرية‪ ،‬والشهور ال ّ‬


‫اّتبع العرب منذ القديم التقويم القمري‪ ،‬وجعل المسلمون الوائل السنة‬
‫ة قمرية‪ .‬حدث هذا في عهد الخليفة عمر بن الخطاب‪ ،‬الذي أمر‬ ‫الهجرية سن ً‬
‫بالتأريخ بدءا ً من سنة الهجرة‪ ،‬وذلك سنة ‪ 17‬بعد الهجرة‪ .‬واّتفق على أن‬
‫ل من المحّرم‪.‬‬ ‫ة السنة الو َ‬ ‫تكون بداي ُ‬
‫م على هذه الشهور ل يجوز‬ ‫وفيما يلي أسماء الشهور العربية‪ ،‬وهي أعل ٌ‬
‫جماد َي َْين فإنهما مؤنثتان‪:‬‬‫كرة ‪ -‬كما قال الفّراء ‪ -‬إل ُ‬ ‫تحريفها‪ .‬وكّلها مذ ّ‬
‫حّرم )باللف واللم دائمًا!(‬ ‫م َ‬ ‫ال ُ‬
‫صفٌر‬
‫ربيعٌ الول )ول يقال‪ :‬ربيع أول(‬
‫ربيعٌ الخر )ول يقال‪ :‬ربيع ثاني ول الثاني(‬
‫جمادى الول(‬ ‫لولى )ول يقال‪ُ :‬‬ ‫جمادى ا ُ‬ ‫ُ‬
‫جمادى الثاني ول الثانية(‬ ‫خرة )ول يقال‪ُ :‬‬ ‫جمادى ال ِ‬ ‫ُ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ج ٌ‬ ‫َر َ‬
‫ن‪،‬‬‫ش ْ ُ‬ ‫عبا‬ ‫َ‬
‫ن‪،‬‬ ‫مضا ُ‬ ‫َر َ‬
‫ل‪،‬‬ ‫وا ٌ‬ ‫ش ّ‬ ‫َ‬
‫قْعدة )وفي حالة الجّر‪ :‬ذي القعدة(‬ ‫ذو ال َِ‬
‫جة )وفي حالة الجّر‪ :‬ذي الحجة(‬ ‫ح ّ‬ ‫ذو ال ِ‬
‫ً‬
‫فظ )شهر( قبل )ربيع(‪ ،‬تمييزا له من )ربيٍع( الفصل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫بل ْ‬ ‫ت العر ُ‬‫وقد التَزم ِ‬
‫ح تقديم كلمة شهر على كل أسماء الشهور‪.‬‬ ‫ص ّ‬ ‫وي َ ِ‬
‫محّرم )ول يصح‪ :‬في‬ ‫يقال على الصواب‪ :‬حدث هذا في الخامس من ال ُ‬
‫محّرم(‪.‬‬‫الخامس من ُ‬
‫خر )ول يصح‪ :‬في العاشر من ربيع‬ ‫وحدث ذاك في العاشر من شهر ربيٍع ال ِ‬
‫الثاني(‪.‬‬
‫ً‬
‫شَر شهرا في كتاب الله‬ ‫دة الشهور عند الله اثنا عَ َ‬ ‫ع ّ‬
‫ن ِ‬ ‫وفي التْنزيل العزيز‪? :‬إ ّ‬
‫حُرم?‪.‬‬ ‫م خلق السموات والرض‪ ،‬منها أربعة ُ‬ ‫يو َ‬
‫والشهر الحرم التي كان العرب ُيحّرمون فيها القتال‪ ،‬هي‪:‬‬
‫َ‬
‫سْرد ٌ )متتالية(‪ ،‬وواحد ٌ فْرٌد‪.‬‬
‫حّرم‪ ،‬ورجب‪ :‬ثلثة َ‬
‫م َ‬
‫حجة وال ُ‬
‫ذو القعدة وذو ال ِ‬

‫) ‪(79/1‬‬

‫سريانيون ‪ -‬أهل سورستان )أي بلد الشام( ‪ -‬فاّتبعوا التقويم الشمسي‪،‬‬ ‫أما ال ّ‬
‫ووضعوا لشهور السنة أسماًء اقتبسوها من البابليين‪ ،‬وت َعَّربت هذه السماء‬
‫شباط‪،‬‬‫ن الثاني )ل‪ :‬كانون ثان‪ ،‬ول ثاني(‪ُ ،‬‬ ‫باستعمال العرب لها فصارت‪ :‬كانو ُ‬
‫ن الول )ل‪ :‬تشرين أول(‪،‬‬ ‫َ‬
‫موز‪ ،‬آب‪ ،‬أيلول‪ِ ،‬تشري ُ‬ ‫حزِْيران‪ ،‬ت َ ّ‬
‫آذار‪ ،‬ن َْيسان‪ ،‬أّيار‪َ ،‬‬
‫ن الول )ل‪ :‬كانون أول(‪.‬‬ ‫ن الثاني )ل‪ :‬تشرين ثان ول ثاني(‪ ،‬كانو ُ‬ ‫ِتشري ُ‬
‫وكانت هذه الشهور ‪ -‬وَْفق ترتيبها القديم ‪ -‬تبدأ بشهر تشرين الول‪ ،‬وتنتهي‬
‫بشهر أيلول‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ن الول‬ ‫ِتشري ُ‬
‫‪5‬‬
‫شباط‬
‫‪9‬‬
‫حزيران‬
‫‪2‬‬
‫ن الثاني‬ ‫ِتشري ُ‬
‫‪6‬‬
‫آذار‬
‫‪10‬‬
‫تموز‬
‫‪3‬‬
‫ن الول‬ ‫كانو ُ‬
‫‪7‬‬
‫نيسان‬
‫‪11‬‬
‫آب‬
‫‪4‬‬
‫ن الثاني‬ ‫كانو ُ‬
‫‪8‬‬
‫أيار‬
‫‪12‬‬
‫أيلول‬
‫ولهذا نجد )المعجم الوسيط( يقول‪:‬‬
‫سريانية‪ ،‬يقابله مارس من الشهور‬ ‫آذار‪ :‬الشهر السادس من الشهور ال ّ‬
‫الرومية )الميلدية(‪.‬‬
‫سريانية‪ ،‬يقابله أبريل من الشهور‬ ‫نيسان‪ :‬الشهر السابع من الشهور ال ّ‬
‫الرومية )الميلدية(‬
‫سريانية‪ ،‬يقابله مايو من الشهور الرومية‬ ‫أيار‪ :‬الشهر الثامن من الشهور ال ّ‬
‫)الميلدية(‬
‫سريانية‪ ،‬يقابله يونية من الشهور‬‫حزيران‪ :‬الشهر التاسع من الشهور ال ّ‬
‫الرومية )الميلدية(‬
‫سريانية‪ ،‬يقابله يولية من الشهور الرومية‬‫تموز‪ :‬الشهر العاشر من الشهور ال ّ‬
‫)الميلدية(‬
‫سريانية‪ ،‬يقابله أغسطس من الشهور‬ ‫آب‪ :‬الشهر الحادي عشر من الشهور ال ّ‬
‫الرومية )الميلدية(‬
‫سريانية‪ ،‬يقابله سبتمبر من الشهور‬‫أيلول‪ :‬الشهر الثاني عشر من الشهور ال ّ‬
‫الرومية )الميلدية(‬

‫) ‪(79/2‬‬

‫‪ -77‬الخطأ في استعمال‪) :‬علوة ً على ذلك(‬


‫ة إلى ذلك‪ ،‬يمكن أن نفعل كذا‪،(...‬‬ ‫§ حين أقول في بداية الجملة‪) :‬إضاف ً‬
‫ة إلى ذلك‪ ،...‬وكلمة )إضافة( هنا منصوبة على‬ ‫ف إضاف ً‬‫ضي ُ‬ ‫ُ‬
‫فالتقدير‪ :‬أ ِ‬
‫المصدرية )مفعول مطلق(‪ .‬وبهذا المعنى الحسن أل ّ يقال‪) :‬بالضافة إلى‬
‫ذلك‪ (...‬لن معنى هذا التركيب هو‪ :‬بسبب ‪ /‬بعملية الضافة إلى ذلك‪...‬‬
‫ل‪ ،‬يقال على الصواب‪ :‬ثمة حالت يكتسب فيها السم تعريفًا‪ ،‬بالضافة‬ ‫فمث ً‬
‫ب إضافته إلى اسم ٍ معرفة‪) .‬ونحن ل نقول‪:‬‬ ‫إلى اسم ٍ معرفة‪ .‬أي‪ :‬ب ِعِل ّةِ ‪ /‬بسب ِ‬
‫وبالزيادة على ذلك ‪ /‬وبالفضل على ذلك‪ ،‬يمكن أن نفعل كذا‪.(....‬‬
‫§ وحين أقول في مقام ٍ مماثل لما سبق‪) :‬زيادة ً على ذلك‪ ،‬يمكن كذا‪،(...‬‬
‫فالتقدير‪ :‬أ َِزيد زيادة ً على ذلك‪ ...‬وكلمة )زيادة( منصوبة أيضا ً على المصدرية‪.‬‬
‫ل‪ :‬زاد على الحاجة"‪.‬‬ ‫ض ً‬
‫ل فَ ْ‬‫ض ُ‬‫ف ُ‬ ‫ل الشيُء ي َ ْ‬ ‫ض َ‬ ‫§ جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬فَ َ‬
‫َ‬
‫سب والشرف‪ :‬زاد عليه‬ ‫ح َ‬‫ل عليه في ال َ‬ ‫ض َ‬ ‫فالفضل مصدر‪ .‬وجاء فيه أيضًا‪" :‬أفْ َ‬
‫فيهما‪".‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ل فضل على‬ ‫ض ُ‬ ‫§ وحين أقول‪) :‬فضل على ذلك‪ ،‬يمكن كذا‪ ،(...‬فالتقدير‪ :‬أفْ ِ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ملقي المصدر المنصوب )فضل(ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ل" وهو ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ن "إفضال" هو مصدر الفعل "أفْ َ‬ ‫إ ّ‬
‫ً‬
‫م تعليما(‪ ،‬فـ )تعليما( مصدر ُيلقي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫في الشتقاق‪ .‬ومثل هذا كثير‪ ،‬يقال‪) :‬ت َعَل َ‬
‫ً‬
‫ضأ وضوءا(‪ ،‬إلخ‪...‬‬ ‫)ت َعَّلمًا( في الشتقاق‪ ،‬وكذلك )تو ّ‬
‫ن ل يملك درهما ً فضل ً عن‬ ‫أما استعمال )فضل ً عن( في مثل قولهم‪) :‬فل ٌ‬
‫دينار(‪ ،‬فمعناه‪ :‬ل يملك درهما ً ول دينارًا‪ .‬كأنه قيل‪ :‬ل يملك درهما ً فكيف‬
‫يملك دينارًا؟‬
‫قال الحافظ بن حجر‪) ،‬توفي سنة ‪ 852‬هـ(‪ ... :‬وكفى بهذه الجملة وعيدا ً‬
‫ب‪ ،‬فضل ً عن أن يتحقق ذلك‬ ‫ن أنه ك َذِ ٌ‬ ‫ث فيظ ّ‬ ‫شديدا ً في حق من روى الحدي َ‬
‫ول ُيبي ُّنه‪.‬‬
‫وقال مصطفى صادق الرافعي )وحي القلم ‪ ... :(3/402‬وإن الكلمة نفسها‬
‫مْيزة واحدة‪ ،‬فضل ً عن ثلث‪...‬‬ ‫لتبرأ إلى الله من أن تكون لها على الية ِ‬

‫) ‪(80/1‬‬

‫§ جاء في )لسان العرب(‪" :‬الِعلوة‪ :‬أعلى الرأس‪ ،‬وقيل أعلى العُُنق‪...‬‬


‫دلين‪ ...‬وقيل‪:‬‬‫والِعلوة‪ :‬ما ُيحمل على البعير وغيره‪ ،‬وهو ما ُوضع بين العِ ْ‬
‫علوة كل شيء‪ :‬ما زاد عليه‪"...‬‬
‫فالِعلوة ‪ -‬كما نرى ‪ -‬ليست مصدرًا‪ ،‬بخلف المصادر الثلثة المذكورة آنفا ً‬
‫ل تلك المصادر‪.‬‬ ‫ح استعماُلها استعما َ‬‫)إضافة‪ ،‬زيادة‪ ،‬فضل(‪ ،‬فل يص ّ‬
‫ة؛‬
‫ٌ‬ ‫علو‬ ‫وهذه‬ ‫سورية‪،‬‬ ‫ليرة‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫مئ‬ ‫ن‬
‫ٍ‬ ‫فل‬ ‫تب‬‫مر ّ‬‫ح أن نقول‪ :‬زِي ْد َ ُ‬ ‫ولكن يص ّ‬
‫ن علوة ً على مرّتبه قدرها مئة ليرة )علوة هنا مفعول به‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ي فل ٌ‬‫أو‪ :‬أعط ِ َ‬
‫وليست منصوبة على المصدرية‪ ،‬لنها ليست مصدرًا(؛‬
‫ة‪ :‬منصوبة‬ ‫ة ليرة علوة ً على مرّتبه )مئة‪ :‬مفعول به؛ علو ً‬ ‫ن مئ َ‬‫أو‪ :‬أعطي فل ٌ‬
‫ل من مئة(‪.‬‬ ‫على البدلية‪ :‬بد ٌ‬

‫) ‪(80/2‬‬

‫‪ -78‬العناصر الكيميائية الن ّْزَرة أو الشائبة‪ ،‬ل )عناصر ال ََثر(!‬


‫سم ِ الفاعل واسم المفعول‬ ‫§ الصل في النعت أن يكون اسما ً مشتقًا‪ ،‬كا ْ‬
‫والصفة المشّبهة واسم التفضيل‪ ،‬نحو‪ :‬جاء الرجل المحسن‪ ،‬المحبوب‪،‬‬
‫الكريم‪ ،‬المجد‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬
‫‪ -‬وقد يكون جملة فِْعلية أو اسمية‪ ،‬نحو‪ :‬جاء رجل يحمل كتابا؛ جاء رجل أبوه‬
‫كريم‪.‬‬
‫ور‪ ،‬إحداها‪ :‬ما د َ ّ‬
‫ل‬ ‫‪ -‬وقد يكون اسما ً جامدا ً مؤول ً بمشتق‪ ،‬وذلك في ِتسع ُ‬
‫ص َ‬
‫ل ثعلب‪ ،‬أي محتال )محتال‪ :‬مشتق(‪ .‬ومنها‪:‬‬ ‫ن رج ٌ‬
‫على تشبيه؛ نحو‪ :‬فل ٌ‬
‫ل ِثقة‪ ،‬أي موثوق به‪.‬‬ ‫ن رج ٌ‬
‫المصدر؛ نحو‪ :‬فل ٌ‬
‫قه علمة‬ ‫ً‬
‫‪ -‬وفي حالة السم الجامد الذي يصف مؤنثا‪ ،‬القَْيس والفصح أل ّ تلح َ‬
‫التأنيث‪ ،‬ول مانع من دخولها عليه بتخريٍج مقبول )أورده ابن جني( هو‬
‫علم كذا‪...‬‬ ‫ة الستاذ ‪ /‬الستاذة في ِ‬ ‫استعماله استعمال الصفة‪ :‬جاءت فلن ُ‬
‫§ جاء في )المعجم الوسيط(‪:‬‬
‫"العضو‪ :‬جزٌء من مجموع الجسد‪ ،‬كاليد والرجل والذن‪.‬‬
‫رك في حزب أو شركة أو جماعة أو نحو ذلك‪.‬‬ ‫والعضو‪ :‬المشت ِ‬
‫عضوة )مج(‪) .‬ج( أعضاء‪".‬‬ ‫عضوٌ و ُ‬ ‫وهي ُ‬
‫ركة في منظمة دولية أو‬ ‫وعلى هذا يقال‪ :‬الدولة العضو )بتأويل العضو‪ :‬المشت ِ‬
‫إقليمية‪(...‬‬
‫ولما كان النعت يتبع منعوته في حركة العراب‪ ،‬والتعريف والتنكير‪ ،‬والعدد‬
‫)الفراد والتثنية والجمع( والجنس )التذكير والتأنيث(‪ ،‬فإنه يقال )الدول‬
‫العضاء( ول يقال )الدول العضو(‪.‬‬
‫§ جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬أ َث َُر الشيء‪ :‬بقّيته‪".‬‬
‫ب أن يقال في الكيمياء‬ ‫ج َ‬
‫ح أن ننعت )العنصر الكيميائي( بـ )الثر(‪ ،‬وَ َ‬ ‫فإن ص ّ‬
‫وبعض العلوم الخرى‪) :‬العناصر الثار( ل )العناصر الثر(‪] ،‬وبإدخال أل على‬
‫كلمة العناصر![‪.‬‬
‫والحسن أن يقال‪) :‬العناصر الن ّْزَرة(؛ فقد جاء في )لسان العرب(‪" :‬الن ّْزُر‪:‬‬
‫القليل التافه‪".‬‬

‫) ‪(81/1‬‬
‫أما التركيب الشائع‪) :‬عناصر الثر( ]بتنكير كلمة عناصر[ فهو مثل )عناصر‬
‫ون منها الموضوع‪ ،‬ومعنى‬ ‫الموضوع(‪ ...‬ومعنى هذا التركيب‪ :‬العناصر التي يتك ّ‬
‫َ‬
‫صلة بين هذا المعنى‪،‬‬ ‫ر! ول ِ‬ ‫ون منها الث ‍‬‫التركيب الول‪ :‬العناصر التي يتك ّ‬
‫والمعنى المراد بـ )العناصر الن ّْزَرة(‪...‬‬
‫ل‪) :‬العناصر الن ّْزَرة( أو )العناصر الشائبة( مقابل ‪.trace elements‬‬ ‫لذا قُ ْ‬

‫) ‪(81/2‬‬

‫مه‬ ‫‪ -79‬السم المنقوص وأحكا ُ‬


‫و‪ :‬النادي‪،‬‬ ‫السم المنقوص‪ :‬هو اسم مفرد آخره ياٌء مكسوٌر ما قبلها‪ ،‬نح ُ‬
‫الراعي‪ ،‬الداني‪ ،‬القاصي‪ ...‬فإذا لم يكن ما قبله مكسورًا‪ ،‬فليس اسما ً‬
‫جرى الصحيح )الذي ليس‬ ‫منقوصًا‪ ،‬بل كالصحيح‪ ،‬لنه ‪ -‬بتعبير النحاة ‪ -‬جارٍ َ‬
‫م ْ‬
‫ي؛‬‫ي؛ رأ ٌ‬ ‫ص( في كل أحواله‪ ،‬نحو‪ :‬ظب ْ ٌ‬ ‫ق ُ‬ ‫عّلة(‪ ،‬فتبقى ياؤه )ل ت ُن ْ َ‬ ‫آخره حرف ِ‬
‫ي‪...‬‬ ‫سعْ ٌ‬ ‫َ‬
‫ي‪...‬‬ ‫ي‪ ،‬ترك ّ‬ ‫ي‪ ،‬عرب ّ‬ ‫س ّ‬ ‫ُ‬
‫ددة‪ ،‬نحو‪ :‬كر ِ‬ ‫وليس من المنقوص ما كان آخره ياء مش ّ‬
‫أحكامه‪:‬‬
‫ً‬
‫ى بأل )انظر الجدول‪ ،‬المثال ‪ (1‬أو مضافا )المثال‬ ‫‪ - 1‬تْثبت ياؤه إذا كان ُ‬
‫حل ّ‬‫م َ‬
‫‪.(2‬‬
‫ون‬ ‫حذف( ياؤه إذا كان مفردا ً مجردا ً من )أل( والضافة‪ ،‬وُين ّ‬ ‫قص )ت ُ ْ‬ ‫‪ - 2‬ت ُن ْ َ‬
‫ون‬‫بالكسر في حالتي رفعه وجّره فقط؛ أما في حالة النصب فتبقى الياء وين ّ‬
‫)المثال ‪.(3‬‬
‫محام ٍ قدير!‬ ‫ل ُ‬ ‫ومن الخطأ الشائع حذف الياء في حالة النصب‪ ،‬كقولهم‪ :‬وَك ّ ْ‬
‫محاميا ً قديرًا‪.‬‬ ‫كل ُ‬ ‫والصواب‪ :‬و ّ‬
‫ن‬
‫ن الجان ِي ْ َ‬ ‫مو ْ َ‬ ‫ض المحا ُ‬ ‫حذفت ياؤه‪ ،‬نحو‪ :‬عََر َ‬ ‫ً‬
‫معَ مذكر سالما ُ‬ ‫ّ‬ ‫ج ْ‬ ‫جمع َ‬ ‫‪ - 3‬إذا ُ‬
‫قضاة(‪.‬‬ ‫ن )ال ُ‬ ‫ضي ْ َ‬
‫على القا ِ‬
‫جمع مؤنث سالما فتثبت ياؤه‪ ،‬نحو‪ :‬الراعيان ‪ /‬الراعي َْين؛‬ ‫ً‬ ‫جمع َ‬ ‫ي أو ُ‬ ‫أما إذا ث ُن ّ َ‬
‫الراعيات‪.‬‬
‫ملحظة مهمة‪:‬‬
‫صَيغ منتهى الجموع‪ ،‬أسماٌء آخرها ياٌء‬ ‫عل( من ِ‬ ‫فا ِ‬ ‫م َ‬
‫مما جاء على إيقاع ) َ‬
‫مكسوٌر ماقبلها‪ ،‬نحو‪ :‬المعاني‪ ،‬المباني‪ ،‬المشافي‪ ،‬الجواري‪ ،‬الحواشي‪،‬‬
‫النوادي‪ ،‬المقاهي‪ ،‬التلقي‪ ،‬التفاني‪...‬‬
‫مل هذه السماء معاملة المنقوص في جميع الحوال‪ ،‬إل في حالة النصب‬ ‫وُتعا َ‬
‫حين تكون مجردة من )أل( والضافة‪ ،‬فُتنصب بل تنوين )المثلة ‪.(6 ،5 ،4‬‬
‫ش‬
‫ب حوا ٍ‬ ‫ومن الخطأ الشائع حذف الياء في حالة النصب‪ ،‬كقول بعضهم‪ :‬اكت ْ‬
‫ة‪.‬‬
‫ي مختصر ً‬ ‫ة! والصواب‪ :‬اكتب حواش َ‬ ‫مختصر ً‬
‫المثلة‬
‫حالة الرفع‬
‫حالة الجّر‬
‫صب‬ ‫حالة الن ْ‬
‫محّلى بأ ْ‬
‫ل‬ ‫‪ُ -1‬‬
‫ذهب الراعي‬
‫ي‬
‫ت بالراع ْ‬ ‫مَرْر ُ‬ ‫َ‬
‫ي العجوز‬ ‫ت الراع َ‬ ‫رأي ُ‬
‫مضاف‬ ‫‪ُ -2‬‬
‫جاء راعي الغنم‬
‫ت براعي الغنم‬ ‫مرر ُ‬
‫ي الغنم‬
‫َ‬ ‫راع‬ ‫رأيت‬
‫مجّرد من أل والضافة‬ ‫‪ُ -3‬‬
‫محام ٍ قدير‬ ‫جاء ُ‬
‫محام ٍ قدير‬‫ت بِ ُ‬‫مرر ُ‬

‫) ‪(82/1‬‬

‫رأيت محاميا ً قديرا ً‬


‫‪ -4‬محّلى بأل‬
‫سست المباني الجديدة‬ ‫ُ‬
‫أ ّ‬
‫مررت بالمباني الجديدة‬
‫ي الجديدة‬ ‫ت المبان َ‬ ‫شاهد ُ‬
‫مضاف‬ ‫‪ُ -5‬‬
‫ُأنشئت مشافي الجامعة‬
‫مررت بمشافي الجامعة‬
‫ي الجامعة‬ ‫ُزرت مشافِ َ‬
‫‪ -6‬مجرد من أل والضافة‬
‫ة‬
‫ن حديث ٌ‬ ‫ُ‬
‫مبا ٍ‬ ‫أقيمت َ‬
‫ة‬
‫ن حديث ٍ‬ ‫مررت بمبا ٍ‬
‫ة‬
‫ي حديث ً‬ ‫شاهدت مبان َ‬
‫أمثلة إضافية‪:‬‬
‫ة‪.‬‬
‫ش مفيد ٌ‬‫ة‪ ،‬ومع ذلك فهي حوا ٍ‬ ‫ي موجز ً‬ ‫ت لك حواش َ‬ ‫‪ -‬كتب ُ‬
‫ة‪.‬‬
‫ة ‪ /‬مسقوف ً‬ ‫ة‪ ،‬لكنه صادف نواديَ مغلق ً‬ ‫‪ -‬يحب سعيد ٌ اللعب في نواد ٍ مكشوف ٍ‬
‫ي رائعة‪.‬‬
‫ة ومعان َ‬
‫ي متين ً‬
‫ة الخطيب مبان َ‬ ‫منت كلم ُ‬ ‫‪َ -‬تض ّ‬
‫ملحظة‪:‬‬
‫عل( مع‬‫مفا ِ‬‫ي( ‪ -‬التي ُتستعمل مع المعدود المؤنث ‪ -‬لها إيقاع ) َ‬ ‫كلمة )َثمان ِ ْ‬
‫مفردة وليست جمعًا‪ .‬وتنطبق عليها الحكام السابقة‪ ،‬أو ‪ -‬في حالة‬ ‫أنها ُ‬
‫النصب ‪ -‬أحكام المنقوص المجرد من )أل( والضافة؛ ويتضح هذا من الجدول‬
‫التي‪:‬‬
‫المثلة‬
‫حالة الرفع‬
‫حالة الجّر‬
‫حالة النصب‬
‫ل‬‫ى بأ ْ‬ ‫ّ‬
‫‪ -1‬محل ً‬
‫ت الثماني‬ ‫جاءت الفتيا ُ‬
‫ت الثماني‬ ‫مررت بالفتيا ِ‬
‫ت الثماني‬ ‫رأيت الفتيا ِ‬
‫‪ -2‬مضاف)‪(1‬‬
‫مضى ثماني ساعات‬
‫أنجز عمله بثماني ساعات‬
‫ي ساعات‬ ‫أمضى في المتحف ثمان َ‬
‫‪ -3‬مجرد من أل والضافة‬
‫ن‬‫مضى من الليالي ثما ٍ‬
‫ن وعشرين درجة‬ ‫حصل على ثما ٍ‬
‫ت من الشاعرات ثمانيا ً أو ثمان َ‬
‫ي‬ ‫عرف ُ‬
‫)‪ (1‬جاء في )النحو الوافي ‪" :(4/537‬إذا كان العدد ‪ 8‬مضافا ً إلى معدوده‬
‫المؤنث‪ ،‬فالفصح إثبات الياء في آخره في جميع حالته"‪ .‬وعلى هذا ليس‬
‫ن ساعات(‪ .‬وفي التْنزيل العزيز‪ ...? :‬على أن‬‫بخطأ أن يقال‪) :‬أنجز عمله بثما ِ‬
‫جٍج?‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ح َ‬‫ي ِ‬
‫جَرني ثمان ِ َ‬
‫ت َأ ُ‬

‫) ‪(82/2‬‬

‫‪ - 80‬في الضافة اللفظية والمعنوية‬


‫ُ‬
‫ح أن يقال‪ :‬إعداد المساري عالية السرعة؛ فوائد ن ُظم التشغيل‬ ‫لماذا ل يص ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ح العق ِ‬ ‫متعددة الستخدامات؛ مزايا العمليات ثنائية النمط؛ جاء خالد ٌ راج ُ‬
‫ظم التشغيل‬ ‫والصواب أن يقال‪ :‬إعداد المساري العالية السرعة؛ فوائد ن ُ ُ‬
‫المتعددة الستخدامات؛ مزايا العمليات الثنائية النمط‪ .‬جاء خالد ٌ الراجح‬
‫العقل؟‬
‫ح أن يوصف به‬ ‫ف بالضافة‪ ،‬فيص ّ‬ ‫ف( التعري َ‬ ‫بعبارة أخرى‪ :‬متى يكتسب )الوص ُ‬
‫الموصوف المعّرف؟ أي متى يتعّرف الوصف بالضافة؟‬
‫الضافة نوعان‪:‬‬
‫أ‪ -‬الضافة اللفظية‪:‬‬
‫وهي إضافة الوصف ]أي أحد المشتقات العاملة )اسم الفاعل‪ ،‬اسم‬
‫المفعول‪ ،‬الصفة المشبهة([ إلى ما يعمل فيه )إضافة "عالية" مثل ً إلى‬
‫"السرعة"(‪ .‬وهي ل تفيد تعريفا ً ]أي ل يكتسب المضاف تعريفا ً من إضافته‬
‫ح أن تقع مواقع النكرات )حين يكون المضاف‬ ‫ل([ ولذا يص ّ‬ ‫إلى المعّرف بـ )أ ْ‬
‫مجردا ً من أل(‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫م الطبِع‪.‬‬‫ة‪ ،‬كري َ‬‫ل‪ ،‬مرموقَ المكان ِ‬ ‫ح العق ِ‬‫أعرف صديقا ً راج َ‬
‫ة مكانُته‪ ،‬كريما ً طبُعه‪.‬‬ ‫والصل‪ :‬أعرف صديقا ً راجحا ً عقُله‪ ،‬مرموق ً‬
‫ف اسم الفاعل )راجحًا( إلى فاعله‪ ،‬واسم المفعول )مرموقة( إلى‬ ‫ثم أضي َ‬
‫نائب فاعله‪ ،‬والصفة المشبهة )كريمًا( إلى فاعلها‪ ،‬وذلك بغية التخفيف‬
‫اللفظي بحذف التنوين‪.‬‬
‫ة‪ ،‬وجب إدخال أل على المضاف‪ ،‬لن‬ ‫فإذا أردنا أن نصف بهذه الوصاف معرف ً‬
‫الصفة والموصوف يتطابقان في التعريف والتنكير‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫م الطبع‪.‬‬ ‫ة‪ ،‬الكري ُ‬
‫ل الراجح العقل‪ ،‬المرموقُ المكان ِ‬ ‫جاء خالد ٌ ‪ /‬الرج ُ‬
‫وقد شاع استعمال الضافة اللفظية في الكتابات العلمية الحديثة‪ ،‬ولكن مع‬
‫عدم مراعاة قاعدة َتطاُبق الصفة والموصوف في التعريف‪ ،‬وهذا ما أشار‬
‫إليه عنوان البحث‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الضافة المعنوية‪:‬‬
‫ً‬
‫وهي تفيد المضاف تعريفا يكتسبه من المضاف إليه المعرفة‪ .‬ويمتنع فيها‬
‫دخول )أل( على المضاف )لن المعّرف ل يعّرف‪ ،‬كما يقولون!‪.(...‬‬

‫) ‪(83/1‬‬
‫س )ول يقال‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وضابطها أن يكون المضاف فيها اسما جامدا‪ ،‬نحو‪ :‬نوُر الشم ِ‬
‫س!(‪،‬‬ ‫النوُر الشم ِ‬
‫ل الناس‪ ،‬ومعبودِ‬ ‫§ أو وصفا ً مضافا ً إلى غير معموله‪ ،‬كقاضي الولية‪ ،‬ومأكو ِ‬
‫م‬
‫فد َ الطعا ُ‬
‫ك العصر‪ ،...‬تقول‪ :‬جاء الشيخ قاضي الولية؛ ن َ ِ‬ ‫مل ِ ِ‬ ‫الجماهير‪ ،‬و َ‬
‫ر‪...‬‬ ‫س؛ سافر المغّني معبود ُ الجماهي ِ‬ ‫ل النا ِ‬ ‫مأكو ُ‬
‫رينة‪ ،‬وللقرينة العتبار الول(‪،‬‬ ‫ق ِ‬ ‫ض فقط )ب ِ َ‬ ‫ل على زمن ما ٍ‬ ‫ل يد ّ‬ ‫م فاع ٍ‬ ‫§ أو اس َ‬
‫ل من الغرق‪.‬‬ ‫منقذ ُ الطف ِ‬ ‫ل ُ‬ ‫م الرج ُ‬ ‫نحو‪ :‬ك ُّر َ‬
‫مطلقَ الزمن(‪ ،‬نحو‪ :‬جاء الفتى‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل خاليا من الدللة الزمنية ) ُ‬ ‫ً‬ ‫م فاع ٍ‬ ‫§ أو اس َ‬
‫قائد ُ الطائرة‪.‬‬
‫وسنبحث فيما يلي أحوال إضافة المشتقات العاملة‪.‬‬
‫صفة المشّبهة )باسم الفاعل(‪:‬‬ ‫‪ -1‬ال ّ‬
‫ً‬
‫إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها لفظية أبدا‪ .‬تقول‪:‬‬
‫ة‪...‬‬‫ة‪ ،‬قويّ العزيم ِ‬ ‫ب الروم ِ‬ ‫ة‪ ،‬طي ّ َ‬ ‫ن الهيئ ِ‬ ‫س َ‬‫ح َ‬ ‫ة‪َ ،‬‬ ‫ل الصور ِ‬ ‫أعرف رجل ً جمي َ‬
‫ب‪ ،‬كثيَر الولد‪...‬‬ ‫ة‪ ،‬سريعَ الغض ِ‬ ‫ح السير ِ‬ ‫وأعرف رجل ً قبي َ‬
‫خ بعيد ‪ /‬قريب المدى‪...‬‬ ‫هذا صارو ٌ‬
‫ة هيئُته إلخ‪...‬‬ ‫ة صورُته‪ ،‬حسن ً‬ ‫والصل‪ :‬أعرف رجل ً جميل ً‬
‫ة‬
‫فإذا عُّرف الموصوف وجب إدخال )أل( على المضاف‪ ،‬لُتطابق الصف ُ‬
‫الموصوف في التعريف‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ل‪.‬‬‫ن الزل ِ‬ ‫ل‪ ،‬المي َ‬ ‫ف القو ِ‬ ‫ق‪ ،‬العَ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ل ُتجاِدل إل الرج َ‬
‫خل ِ‬ ‫ح ال ُ‬ ‫م َ‬ ‫س ْ‬‫ل ال ّ‬
‫ب‪.‬‬
‫م الطبِع‪ ،‬الشجاعُ القل ِ‬ ‫ل‪ ،‬الكري ُ‬ ‫ْ‬
‫س الحلوُ القو ِ‬ ‫إنما يفوز برضا النا ِ‬
‫ة للرجل الرفيِع القد ِْر‪ ،‬المتواضِع‪.‬‬ ‫تحي ً‬
‫خ البعيد ‪ /‬القريب المدى‪....‬‬ ‫طلقَ الصارو ُ‬ ‫أُ ْ‬
‫شعر‪...‬‬ ‫م الجيد ُ ال ّ‬ ‫يعجبني الناظ ُ‬
‫ت عليها السمية فصارت كالسم الجامد‪ ،‬وإضافتها معنوية‬ ‫§ ثمة صفات غلب ْ‬
‫بدليل أننا نصفها بمعرفة‪ .‬تقول‪:‬‬
‫د(؛ جاء أمين المكتبة‬ ‫م الطائفةِ )الجدي ُ‬ ‫د(؛ وصل زعي ُ‬ ‫س القسم ِ )الجدي ُ‬ ‫جاء رئي ُ‬
‫)الجديد(‪...‬‬
‫ة إلى غلبة السمية على الصفة المشبهة‪ ،‬عند استعمالها‬ ‫§ قد تشير القرين ُ‬
‫أحيانا ً في تراكيب معينة‪ ،‬فتكون إضافتها معنوية أيضًا‪.‬‬
‫م القوم ِ ‪ /‬كبير الكهنة‪) ...‬هنا يمتنع دخول أل على‬ ‫ل عظي ُ‬ ‫تقول‪ :‬جاء الرج ُ‬
‫المضاف(‪.‬‬

‫) ‪(83/2‬‬

‫ة فائدُته( ‪ /‬الكبيَر النفع‬


‫م الفائدة َ )العظيم َ‬
‫ب العظي َ‬
‫ب الكتا َ‬
‫ولكن تقول‪ :‬أح ّ‬
‫)الكبيَر نفُعه(‪.‬‬
‫§ ملحظة مهمة‪:‬‬
‫من المعلوم أن في النسبة معنى الصفة‪ ،‬كما قال صاحب )جامع الدروس‬
‫فَته بهذه النسبة‪.‬‬ ‫ي( فقد وص ْ‬ ‫ل بيروت ّ‬‫العربية ‪ .(2/71‬لنك إذا قلت )هذا رج ٌ‬
‫ت بعد إضافتها‬ ‫وهناك ألفاظ منسوبة ُتستعمل ‪ -‬في الكتابات العلمية ‪ -‬صفا ٍ‬
‫إلى معرفة‪ ،‬وتكون إضافتها لفظية‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ي التركيب‪.‬‬ ‫ت الطلَء الفحم ّ‬ ‫ي التركيب ? استعمل ُ‬ ‫طلٌء فحم ّ‬
‫عزل الحاكم العنصريّ الّنزعة‪.‬‬ ‫م عنصريّ الّنزعة ? ُ‬ ‫حاك ٌ‬
‫من مصطلحات المعلوماتية‪:‬‬
‫ُ‬
‫جه‪.‬‬‫ي التو ّ‬‫ج الغرض ّ‬ ‫جه ? أنجَز البرنام ُ‬ ‫ي الت ّوَ ّ‬ ‫ض ّ‬ ‫ج غََر ِ‬ ‫برنام ٌ‬
‫‪ -2‬اسم المفعول‪:‬‬
‫ف اسم المفعول )من الفعل المتعدي لمفعول واحد( إلى مرفوعه‪،‬‬ ‫إذا ُأضي َ‬
‫م الصفة المشبهة‪ ،‬فتكون إضافته لفظية‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫حك ْ َ‬‫مه ُ‬ ‫حك ْ ُ‬‫صار ُ‬
‫ة‪.‬‬
‫ة‪ ،‬محمود ُ السير ِ‬ ‫ة‪ ،‬مرموقُ المكان ِ‬ ‫ل مسموعُ الكلم ِ‬ ‫جاء رج ٌ‬
‫ة مكانُته‪ ،‬محمودة ٌ سيرُته‪.‬‬ ‫ة كلمُته‪ ،‬مرموق ٌ‬ ‫ل مسموع ٌ‬ ‫والصل‪ :‬جاء رج ٌ‬
‫فإذا عُّرف الموصوف‪ ،‬وجب إدخال )أل( على المضاف‪ ،‬تقول‪:‬‬
‫ة‪.‬‬
‫ة‪ ،‬المحمود ُ السير ِ‬ ‫ة‪ ،‬المرموقُ المكان ِ‬ ‫جاء الرجل المسموع ُ الكلم ِ‬
‫وفيما يلي أمثلة على اسم المفعول المضاف إلى مرفوعه‪:‬‬
‫مَرّوع القلب‪،‬‬‫در‪ ،‬مكتوف اليدين‪ُ ،‬‬ ‫ق ْ‬‫مث َّبط المناعة‪ ،‬مسلوب الحّرية‪ ،‬مجهول ال َ‬ ‫ُ‬
‫مأمون القيادة‪...‬‬
‫‪ -3‬اسم الفاعل‪:‬‬
‫‪ -3-1‬إضافة اسم الفاعل )من الفعل اللزم( إلى فاعله تجعل حكمه حكم‬
‫الصفة المشبهة‪ ،‬فتكون إضافته لفظية ل تفيد التعريف‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ل‪ ،‬مستدير الوجه‪...‬‬ ‫ح العق ِ‬ ‫ل راج ُ‬ ‫جاء رج ٌ‬
‫ت متعددة الجنسيات ومعها أسلحة متوسطة المدى‪...‬‬ ‫ت قوا ٌ‬ ‫وصل ْ‬
‫ة قامته‪...‬‬ ‫ب رأُيه‪ ...‬معتدل ٌ‬ ‫ح عقُله‪ ،‬صائ ٌ‬ ‫ل راج ٌ‬ ‫والصل‪ :‬جاء رج ٌ‬
‫ط مداها‪.‬‬ ‫ة متوس ٌ‬ ‫وصلت قوات متعددةٌ جنسياتها‪ ،‬ومعها أسلح ٌ‬
‫ة‬
‫فإذا عُّرف الموصوف‪ ،‬وجب إدخال )أل( على المضاف‪ ،‬لُتطابق الصف ُ‬
‫الموصوف في التعريف‪.‬‬
‫ي‪ ...‬المعتدل القامة‪...‬‬ ‫ب الرأ ِ‬ ‫ل‪ ،‬الصائ ُ‬ ‫ح العق ِ‬ ‫تقول‪ :‬جاء الرجل الراج ُ‬

‫) ‪(83/3‬‬

‫وصلت القوات المتعددة الجنسيات ومعها السلحة المتوسطة المدى‪.‬‬


‫د( إلى مفعوله‪:‬‬ ‫متع ّ‬ ‫ل ُ‬
‫‪ -2 -3‬وتكون إضافة اسم الفاعل )المشتق من فع ٍ‬
‫ة إذا دّلت على الحال أو الستقبال‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫§ لفظي ً‬
‫ت?‪.‬‬ ‫ة المو ِ‬ ‫س ذائق ُ‬ ‫ف ٍ‬ ‫لن ْ‬‫?ك ّ‬
‫مط ُِرنا?‪.‬‬ ‫م ْ‬‫ض ُ‬‫?هذا عار ٌ‬
‫ف الناس‪ ،‬حاف َ‬
‫ظ الوّد‪...‬‬ ‫ص َ‬‫ة‪ ،‬من ْ ِ‬‫ص المود ّ ِ‬ ‫خل َ‬ ‫ت رجل ً م ْ‬ ‫عرف ُ‬
‫ِ‬
‫ل عابُر النهرِ الن ‪ /‬غدًا‪.‬‬ ‫هذا رج ٌ‬
‫أرى ضوءا فائقَ الشدة‪) .‬فائق هنا ليس اسم فاعل من فعل فاق المتعدي‪،‬‬ ‫ً‬
‫بل صفة بمعنى الممتاز(‪.‬‬
‫فإذا عُّرف الموصوف‪ ،‬وجب إدخال )أل( على المضاف‪ .‬تقول‪:‬‬
‫م بُأخراها‪.‬‬
‫ت أن تهت ّ‬ ‫س الذائقةِ المو ِ‬ ‫على النف ِ‬
‫ن ‪ /‬غدا‪] .‬ولنا أن نقول‪ ،‬بإعمال اسم الفاعل‬ ‫ً‬ ‫ل العابَر النهرِ ال َ‬ ‫انظر الرج َ‬
‫ب النهَر‪ ،‬ل‬
‫ص ِ‬ ‫ً‬
‫س ‪ /‬الن ‪ /‬غدا )بن ْ‬ ‫المحّلى بأل‪ :‬انظر الرج َ‬
‫ل العابَر النهَر أم ِ‬
‫بإضافته إلى العابر!(‪[.‬‬
‫س‪ ،‬الحافظ الوّد‪...‬‬ ‫ف النا ِ‬‫ة‪ ،‬المْنص ُ‬ ‫ص المود ِ‬ ‫ل المخل ُ‬ ‫جاء الرج ُ‬
‫أرى الضوَء الفائقَ الشدة‪.‬‬
‫ً‬
‫ث مستمرا(‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫حد َ ِ‬
‫ة إذا أفادت الستمرار المتجدد )تجد ّد َ ال َ‬ ‫§ لفظي ً‬
‫ة‪،‬‬
‫م الصل ِ‬ ‫مقي َ‬ ‫ف‪ُ ،‬‬
‫ف‪ ،‬صانعَ المعرو ِ‬ ‫م الضي ِ‬ ‫د‪ ،‬مك ْرِ َ‬ ‫عرفت رجل ً صادقَ الوع ِ‬
‫ج الزكاة‪...‬‬ ‫خر َ‬
‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫فإذا عُّرف الموصوف‪ ،‬وجب إدخال )أل( على المضاف‪:‬‬
‫ة‪...‬‬‫ِ‬ ‫الصل‬ ‫م‬
‫ف‪ ... ،‬المقي ُ‬
‫د‪ ،‬المكرم الضي ِ‬ ‫ل الصادق الوع ِ‬ ‫جاء الرج ُ‬
‫ة‪) ?...‬الحج ‪(35 /‬‬ ‫مقيمي الصل ِ‬ ‫?‪ ...‬والصابرين على ما أصابهم وال ُ‬
‫‪ -3-3‬وتكون إضافة اسم الفاعل )من الفعل المتعدي( إلى مفعوله معنوية‬
‫فتقع مواقع المعارف‪ ،‬ويمتنع إدخال )أل( على المضاف في الحالت التية‪:‬‬
‫قرْينة‪ ،‬وللقرينة العتبار الول(‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ي )ب ِ َ‬ ‫ض ّ‬ ‫§ إذا دّلت على ال ُ‬
‫م ِ‬
‫?الحمد لله فاطرِ السموات والرض?‪.‬‬
‫س‪.‬‬‫ل عابُر النهرِ أم ِ‬ ‫جاء الرج ُ‬
‫ل من الغرق‪.‬‬ ‫قذ الطف ِ‬ ‫من ِ‬‫ل ُ‬ ‫جاء الرج ُ‬
‫ق‪.‬‬‫ل قاطعُ الطري ِ‬ ‫اعُتقل الرج ُ‬
‫ف‪.‬‬ ‫صرِ ِ‬ ‫ل سارق الم ْ‬ ‫سجن الرج ُ‬ ‫ُ‬
‫§ إذا دلت على الدوام والستمرار‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ّ‬
‫وب?‪.‬‬
‫ل الت ّ ْ‬‫ب وقاب ِ‬ ‫زيل الكتاب من الله العزيز العليم‪ ،‬غافرِ الذن ْ‬ ‫?حم‪ ،‬ت َن ْ ِ‬
‫) ‪(83/4‬‬

‫ب إلى الله واسِع الرحمة والمغفرة‪.‬‬ ‫تُ ْ‬


‫انتصَر الحقّ قاهُر الباطل‪.‬‬
‫§ إذا كانت خالية من الدللة الزمنية‪ ،‬أي ل دليل معها على نوع الزمن الذي‬
‫تحقق فيه معناها‪ .‬بعبارة أخرى إذا كان المضاف والمضاف إليه معا ً يعّبران‬
‫طلقةِ الزمن‪ ،‬تشير إلى أن الموصوف معروف بأنه كذا‪.‬‬ ‫عن صفةٍ م ْ‬
‫صفه بمعرفة فنقول‪ :‬وصل مدير‬ ‫ل‪) :‬مدير المدرسة( معرفة‪ ،‬بدليل أننا ن ِ‬ ‫فمث ً‬
‫المدرسة الجديد‪ .‬لذا نقول‪ :‬وصل الستاذ مدير المدرسة‪ :‬يمتنع هنا دخول أل‬
‫على المضاف )مدير(‪.‬‬
‫‪ -‬تأخرت الفتاة بائعة الحليب‪.‬‬
‫‪ -‬قرأت قصة الصحابي كاتب الوحي‪.‬‬
‫‪ -‬انقرضت الدينصورات آكلة اللحم‪.‬‬
‫خ عابرة ُ القارات‪.‬‬‫جّهزت الصواري ُ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫حرت الغواصة قاذفة الصواريخ‪.‬‬ ‫‪ -‬أب ْ َ‬
‫مراجع في هذا البحث‪:‬‬
‫‪ -‬عباس حسن‪) ،‬النحو الوافي( الجزء الثالث ‪ -‬دار المعارف بمصر‪.‬‬
‫‪ -‬صلح الدين الزعبلوي‪) ،‬اسم الفاعل(‪ ،‬مجلة التراث العربي‪ ،‬العدد ‪،58‬‬
‫اتحاد الكّتاب العرب بدمشق‪.‬‬

‫) ‪(83/5‬‬

‫‪ - 81‬متوازي أضلع؛ متوازي الضلع؛ المتوازي الضلع‬


‫كثير حدود؛ كثير الحدود؛ الكثير الحدود‬
‫في التراكيب المكونة من مضاف ومضاف إليه مثل‪ :‬صغير البعاد‪ ،‬متماثل‬
‫م وعدم تحديد‪.‬‬‫المناحي‪ ،‬كثير اللغات‪ ،‬متساوي الضلع‪ ،‬كثير الضلع‪ ...‬إبها ٌ‬
‫وحين يقرؤها المرء أو يسمعها ل يتبادر إلى ذهنه شيٌء محدد‪ ،‬لنها أوصاف‬
‫تنطبق على عدة أشياء‪ .‬ثم إن المضاف فيها لم يكتسب تعريفا ً بإضافته إلى‬
‫معرفة )انظر الفقرة السابقة(‪ .‬فهذه التراكيب نكرات‪.‬‬
‫ف‪ .‬فإن كان نكرة أمكن نعته بها‪،‬‬ ‫ب موصو ٌ‬ ‫ويزول البهام إذا سبق تلك التراكي َ‬
‫م كثير اللغات؛ مضل ّعٌ كثير الضلع؛ مثّلث متساوي الضلع‪ .‬قصٌر‬ ‫نحو‪ :‬معج ٌ‬
‫كبير الغرف‪ ،‬فيه قاعة عظيمة المرايا‪ ،‬ومسبح صغير البعاد‪...‬‬
‫جاء في )المعجم الوسيط(‪:‬‬
‫مسطحا]نكرة[ متساويَ الضلع]نكرة[ الربعة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫معَّين‪ :‬ما كان شكله ُ‬ ‫"ال ُ‬
‫المستقيمة المحيطة به‪ ،‬غير قائم الزوايا]نكرة[‪".‬‬
‫ل وأردنا نعته قلنا‪:‬‬ ‫§ فإذا عَّرفنا الموصوف بأ ْ‬
‫‪ -‬المعجم الكثير اللغات مفيد‪.‬‬
‫‪ -‬المثلث المتساوي الضلع زواياه متساوية‪.‬‬
‫‪ -‬يسمى المضّلع الرباعي المتساوي الضلع والقائم الزوايا مرّبعا‪ً.‬‬
‫خل )أل( على المضاف ليصبح التركيب )المضاف ‪ +‬المضاف إليه(‬ ‫أي ُند ِ‬
‫معرفة )لن النعت يطابق المنعوت في التعريف والتنكير(‪.‬‬
‫أما المصطلحات‪) :‬متوازي الضلع(‪) ،‬متوازي السطوح(‪) ،‬كثير الحدود(‪ ...‬فل‬
‫ة عن موصوفها‪،‬‬ ‫دها كما أوردناها الن؛ وهي مستغني ٌ‬ ‫كرت وح َ‬ ‫إبهام فيها إذا ذ ُ ِ‬
‫متعارفة‪ ،‬وَيفهم القارئ أو السامع المقصود بها‬ ‫ددةٍ ُ‬ ‫م على أشياَء مح ّ‬ ‫لنها أعل ٌ‬
‫فورًا‪ ،‬فهي معارف اصطلحًا‪] ،‬أورد )المعجم الوسيط( أسماء بعض الشكال‬
‫دس‪ ،‬المعّين‪ ،‬متوازي‬ ‫مس‪ ،‬المس ّ‬ ‫الهندسية كما يلي‪ :‬المثلث‪ ،‬المربع‪ ،‬المخ ّ‬
‫الضلع‪ ،‬متوازي السطوح[‪.‬‬
‫ذلك أن‪:‬‬
‫ّ‬
‫مضلعات‪،‬‬ ‫دد معروف من ال ُ‬ ‫ف مح ّ‬ ‫متوازي الضلع صن ٌ‬
‫سمات‪،‬‬‫دد معروف من المج ّ‬ ‫ف مح ّ‬ ‫متوازي السطوح صن ٌ‬
‫دد معروف من التوابع‪.‬‬ ‫ف مح ّ‬‫كثير الحدود صن ٌ‬

‫) ‪(84/1‬‬

‫ونلحظ أنه يمكن أن يلي التراكيب السابقة )اسم موصول( ‪ -‬وهو ل يلي إل‬
‫ف محّلى بأل ‪ -‬والنعت يطابق منعوته في التعريف‬ ‫المعرفة ! ‪ -‬أو وص ٌ‬
‫والتنكير ‪ -‬فنقول‪:‬‬
‫‪ -‬إن متوازي الضلع الذي أنشأناه هو‪...‬‬
‫‪ -‬إن متوازي الضلع المرسوم في أعلى الصفحة هو‪...‬‬
‫‪ -‬إن كثير الحدود الذي درسناه هو من الدرجة الثالثة‪.‬‬
‫‪ -‬إن كثير الحدود المدروس آنفا ً له أهمية خاصة‪...‬‬
‫وإذا أردنا تنكير هذه المصطلحات‪ ،‬نجّرد المضاف إليه من )أل(‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫‪ -‬ارسم متوازيَ أضلٍع بحيث يكون‪...‬‬
‫‪ ... -‬وبذلك نحصل على كثير حدودٍ من الدرجة الثانية‪.‬‬
‫صف‬ ‫دها‪ ،‬فتكون حينئذٍ نكرات ت ِ‬ ‫رد التراكيب المذكورة آنفا ً وح َ‬‫§ أما إذا لم ت َ ِ‬
‫أشياء أخرى غير التي ُتفهم منها وحدها‪ .‬فإن كان الموصوف نكرة أمكن نعته‬
‫بها‪ ،‬فنقول مث ً‬
‫ل‪:‬‬
‫‪-‬‬
‫) ‪(84/2‬‬

‫خر‍ًا!‬ ‫َ‬
‫خَرةٍ ‪ /‬حديثا ً ‪ /‬قبل مدة قصيرة ‪ /‬قريبًا‪ ...‬ل‪ُ :‬‬
‫مؤ َ ّ‬ ‫‪ -82‬وَقَعَ ذلك أخيرا ً ‪ /‬ب ِأ َ‬
‫خر‬‫مؤ َ ّ‬‫خْلف‪ .‬يقال‪ُ :‬‬ ‫خر‪ :‬نهاية الشيِء من ال َ‬ ‫مؤ َ ّ‬
‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬ال ُ‬
‫صداق ]بفتح الصاد وكسرها[‪:‬‬ ‫خر من الد ّْين أو ال ّ‬ ‫خر البناء‪ .‬والمؤ ّ‬ ‫مؤ َ ّ‬
‫السفينة‪ ،‬و ُ‬
‫جل منه‪".‬‬ ‫ُ‬
‫ما أ ّ‬
‫ل شيء‪".‬‬ ‫خَر ك ّ‬‫قي ُْته أخيرًا‪ ،‬وجاء أخيرًا‪ :‬آ ِ‬ ‫وجاء أيضا ً )أخيرًا(‪" :‬يقال‪ :‬ل َ ِ‬
‫َ‬ ‫من قَْبلهم قريبا ً ذاقوا َوبا َ‬
‫رهم? أي‪:‬‬ ‫م ِ‬
‫لأ ْ‬ ‫ل الذين ِ‬ ‫وفي التْنزيل العزيز‪? :‬ك َ َ‬
‫مث َ ِ‬
‫ن قريب )تفسير الجللين(‪.‬‬ ‫مَثل الذين من قَْبلهم بزم ٍ‬ ‫مث َُلهم ك َ َ‬
‫َ‬

‫) ‪(85/1‬‬

‫حدى‪ ،‬ول‪:‬‬ ‫حدا‪ ،‬ول‪ :‬على ِ‬ ‫حد َِتها )ل‪ :‬على ِ‬ ‫ه‪ ،‬على ِ‬ ‫حد َت ِ ِ‬
‫ة‪ ،‬على ِ‬ ‫حد َ ٍ‬ ‫‪ -83‬على ِ‬
‫ده!(‬ ‫ح َ‬‫على ِ‬
‫جاء في معجم )متن اللغة ‪/‬وحد(‪:‬‬
‫ده"‪ .‬وجاء فيه‪:‬‬ ‫ح َ‬
‫ة‪ :‬صار وَ ْ‬ ‫حد َ ً‬ ‫حدا ً و ِ‬ ‫حد ُ و َ ْ‬ ‫حد َ ي َ ِ‬ ‫"وَ َ‬
‫ه‪ .‬وتقول‪:‬‬ ‫حد َ ُ‬ ‫ً‬
‫مْنفردا وَ ْ‬
‫ة‪ ،‬أي ُ‬ ‫حد َ ٍ‬ ‫َ‬
‫جعَله على ِ‬ ‫صدر(‪ .‬تقول‪َ :‬‬ ‫م ْ‬ ‫دة ) َ‬ ‫ة‪ :‬كالعِ َ‬ ‫حد َ ُ‬ ‫"ال ِ‬
‫سه ومن‬‫ف ِ‬‫حد َِته‪ ،‬أي من ذات ن َ ْ‬ ‫حد َِته ومن ذي ِ‬ ‫ه‪ ،‬وعلى ذات ِ‬ ‫فَعََله من ذات ِ‬
‫حد َت ِ ِ‬
‫حد َِتهم‪ ،‬وعلى‬ ‫حد َِتهما‪ ،‬وعلى ِ‬ ‫حد َِته‪ ،‬وعلى ِ‬‫س على ِ‬ ‫جل َ َ‬‫ذات رأيه‪ .‬وتقول‪َ :‬‬
‫ن‪".‬‬ ‫حد َت ِهِ ّ‬
‫ِ‬
‫ن‬
‫ول بد ّ من التفريق بين الهاء والتاء المربوطة‪ ،‬بوضع نقطتين فوق التاء‪ ،‬وإ ْ‬
‫كنا نقف عليها هاًء!‪.‬‬
‫قال مصطفى صادق الرافعي )وحي القلم ‪:(2/266‬‬
‫"قال‪ :‬هذا مجنون وليس بنابغة؛ بل هذا من جهلء المجانين؛ بل هو مجنون‬
‫ه‪".‬‬ ‫حد َت ِ ِ‬ ‫على ِ‬

‫) ‪(86/1‬‬

‫حكايات )ل‪ :‬حكايا!(‬ ‫حكاية ِ‬ ‫‪ِ -84‬‬


‫ُتجمع )حكاية( باللف والتاء‪ :‬حكايات‪ ،‬مثل‪ :‬دعاية )دعايات(‪ ،‬بداية )بدايات(‪،‬‬
‫نهاية )نهايات(‪ ،‬رماية )رمايات(‪ ،‬إلخ‪...‬‬
‫مزِّية‪ ،‬قضّية‪ ...‬فهذه كلها تجمع جمع تكسير‬ ‫حّية‪ ،‬تك ِّية‪ ،‬هدّية‪ ،‬صبّية‪َ ،‬‬
‫أما‪ :‬ت َ ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مزايا‪ ،‬قضايا‪ ...‬وتجمع جمعا قياسيا باللف‬ ‫على‪َ :‬تحايا‪ ،‬تكايا‪ ،‬هدايا‪ ،‬صبايا‪َ ،‬‬
‫مزِّيات‪،‬‬ ‫ً‬
‫والتاء )بعد حذف التاء المربوطة طبعا!(‪ ،‬فنقول‪ :‬هدّيات‪ ،‬صبّيات‪َ ،‬‬
‫قضّيات‪.‬‬
‫مرائي والمرايا‪.‬‬ ‫مرآة فُتجمع على ال َ‬
‫حاءة‪ .‬وأما ال ِ‬ ‫س َ‬
‫سحايا فمفردها ِ‬ ‫وأما ال ّ‬

‫) ‪(87/1‬‬
‫عمود‪ ،‬ل‪ :‬عامود!‬
‫‪َ -85‬‬
‫د‪،‬‬
‫م ٍ‬
‫مد ٍ و ع َ َ‬
‫مع على‪ :‬أعمدةٍ وعُ ُ‬
‫ج َ‬
‫ن عديدة توردها المعاجم‪ .‬وت ُ ْ‬
‫لهذه الكلمة معا ٍ‬
‫ول وجه لكتابتها بالِلف! كما يفعل الن غير قليل من الناس!‪.‬‬

‫) ‪(88/1‬‬

‫سبا ً من كل طارئ!(‬ ‫ح ّ‬
‫كل طارئ )ل‪ ... :‬ت َ َ‬ ‫سبا ً ل ِ ّ‬
‫ح ّ‬
‫ل ذلك ت َ َ‬‫‪ -86‬فَعَ َ‬
‫مْعنيان؛‬
‫سب َ‬ ‫للتح ّ‬
‫سبان الخبار‪:‬‬ ‫خَرجا ي ََتح ّ‬
‫الول‪ :‬الت َعَّرف‪ .‬جاء في معجم )أساس البلغة(‪َ " :‬‬
‫ي َت َعَّرفاِنها‪".‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫حّينه‪ ،‬أي ت َطلب وقِته وحيِنه‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬توقّعُ المر وت َ َ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫سبا لكل طارئ‪ ،‬فالمعنى‪ ... :‬توّقعا واستعدادا له‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فإذا قيل‪ :‬فعل ذلك تح ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فظا من كل طارئ‪ ،‬أي احترازا منه وت َوَّقيا له‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ح ّ‬
‫ويصح أن يقال‪ :‬فعل ذلك ت َ َ‬

‫) ‪(89/1‬‬

‫صر بالداة )إ ّ‬
‫ل(‬ ‫ح ْ‬ ‫‪ -87‬الستثناء وال َ‬
‫ل(‪:‬‬‫ل‪ :‬المستثنى بـ )إ ّ‬ ‫أو ً‬
‫ب إل زيدًا(‪ ،‬فإن )زيدًا( هو المستثنى‪ ،‬ولفظ )الطلب( هو‬ ‫إذا قلنا‪) :‬نجح الطل ُ‬
‫المستثنى منه‪ ،‬و)إل( هي أداة الستثناء‪ .‬وعلى هذا ل يكون مستثنى بغير‬
‫مستثنى منه‪.‬‬
‫ونلحظ في المثال السابق أن المستثنى منه جاء قبل )إل(‪ ،‬وأن الكلم قبل‬
‫)إل( تام المعنى‪ ،‬وهذا ما نصادفه في معظم حالت المستثنى بـ )إل(‪ .‬ولكن‬
‫ل( غير‬ ‫يمكن أن يتقدم المستثنى على المستثنى منه فيكون الكلم قبل )إ ّ‬
‫ب‪ .‬قال الشاعر‪:‬‬ ‫تام‪ ،‬نحو‪ :‬نجح إل ّ زيدا ً الطل ُ‬
‫ب‬‫ب الحقّ مذه ُ‬ ‫ي إل مذه َ‬ ‫ة مال َ‬ ‫ل أحمد َ شيع ٌ‬ ‫ي إل آ َ‬ ‫ومال َ‬
‫ح حينئذٍ‬ ‫ً‬
‫سننظر الن في الحالت التي يكون فيها الكلم قبل )إل( تاما؛ فيص ّ‬
‫ي أو استفهام‪،‬‬ ‫ي أو ن َهْ ٌ‬‫ف ٌ‬‫ب دائمًا‪ .‬غير أنه إذا سبقه ن َ ْ‬ ‫ل( النص ُ‬ ‫في المستثنى بـ )إ ّ‬
‫عه على البدلية مما قبله‪:‬‬ ‫جاز مع النصب إتبا ُ‬
‫مث َْبت‪ ،‬نحو‪ :‬جاء الصدقاء إل سعيدا‪ً.‬‬ ‫أ‪ -‬الكلم قبل )إل( تام و ُ‬
‫ب‪ -‬الكلم قبل )إل( تام ومسبوق بنفي‪ ،‬نحو‪ :‬ما جاء الصدقاء إل سعيدًا‪.‬‬
‫د‪ :‬بدل من "الصدقاُء"(‪.‬‬ ‫د‪) .‬سعي ٌ‬ ‫ح هنا‪ :‬ما جاء الصدقاُء إل سعي ٌ‬ ‫ويص ّ‬
‫حد ٌ إل‬ ‫َ‬
‫ت منكم أ َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ج‪ -‬الكلم قبل )إل( تام ومسبوق بنهي‪ ،‬نحو‪? :‬ول َيلت ِ‬
‫امرأَتك?‪.‬‬
‫د(‪.‬‬ ‫َ‬
‫ح ٌ‬ ‫ح في غير القرآن‪ :‬امرأُتك‪ :‬بدل من )أ َ‬ ‫ويص ّ‬
‫د‪ -‬الكلم قبل )إل( تام ومسبوق باستفهام‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫من رحمة َرب ّهِ إل ّ الضاّلون?؟‬ ‫ط ِ‬ ‫قن َ ُ‬
‫ن يَ ْ‬‫م ْ‬ ‫?و َ‬
‫ل من‬ ‫ح في غير القرآن‪ :‬الضالين‪ :‬مستثنى منصوب‪ .‬أما الضالون‪ ،‬فبد ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ويص ّ‬
‫ُ‬
‫ضمير )يقنط( وهو فاعل‪.‬‬
‫ي بـ )ل( النافية للجنس)‪ ،(164‬وهو ‪ -‬مع خبر )ل(‬ ‫مْنف ّ‬‫هـ ‪ -‬الكلم قبل )إل( َ‬
‫المذكور أو المحذوف ‪ -‬تام المعنى‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ل في الدار إل ّ زيدًا‪ /‬زي ٌ‬
‫د‪.‬‬ ‫ج َ‬
‫§ ل َر ُ‬
‫ه?‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ه إل الل ُ‬ ‫َ‬
‫م أنه ل إل َ‬
‫عل ْ‬‫§ ?فا ْ‬

‫) ‪(90/1‬‬

‫ه ]النصب على الستثناء‪ ،‬والرفع‬ ‫ويجوز في غير القرآن أن نقول‪ :‬ل إله إل الل َ‬
‫ل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف وتقديره‬ ‫على البدلية‪ :‬بد ٌ‬
‫د(‪ ،‬وتقدير الضمير )هو([‪.‬‬ ‫)موجو ٌ‬
‫صر‪:‬‬ ‫ق ْ‬ ‫صر أو ال َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ثانيًا‪ :‬ال َ‬
‫في أو ن َْهي أو‬‫م المعنى‪ ،‬ويعتمد على ن َ ْ‬ ‫إذا كان الكلم قبل )إل( غير تا ّ‬
‫استفهام‪ ،‬وليس في العبارة مستثنى منه‪ ،‬فل يكون التركيب استثناًء‪ ،‬بل‬
‫كم الكلمة بعد )إل( من حيث العراب تابعا ً للسياق‪.‬‬ ‫ح ْ‬ ‫صرًا‪ ،‬ويكون ُ‬ ‫ح ْ‬
‫َ‬
‫ن النافية( أو )ل(‪ ،‬والنهي والستفهام‪.‬‬ ‫أ ‪ -‬النفي بـ )ما( أو )لم( أو )إ ْ‬
‫ب!‬‫ل( وأداة َ النفي أو النهي أو الستفهام وأعْرِ ْ‬ ‫ل )إ ّ‬ ‫جاهَ ْ‬ ‫في هذه الحالت‪ ،‬ت َ َ‬
‫نحو‪:‬‬
‫ت )لم أ ََر( منه إل ّ خيرا‪ً.‬‬ ‫‪ -‬ما رأي ُ‬
‫صر هو‪ :‬رأيت منه خيرًا‪ ] .‬النفي بـ )لم( أقوى منه بـ )ما(‪? :‬لم‬ ‫ْ‬ ‫ح‬ ‫بل‬ ‫التركيب‬
‫د?[‪.‬‬‫ي َل ِد ْ ولم ُيول َ ْ‬
‫غ?‪.‬‬ ‫‪? -‬ما على الرسول إل ّ البل ُ‬
‫خر‪.‬‬‫غ‪ :‬مبتدأ مؤ ّ‬‫غ‪ .‬البل ُ‬ ‫التركيب بل حصر هو‪ :‬على الرسول البل ُ‬
‫ن = ما(‪.‬‬ ‫ت إل ّ نذيٌر?‪) .‬إ ْ‬ ‫ن أن َ‬ ‫‪? -‬إ ْ‬
‫ت نذيٌر‪ .‬نذيٌر‪ :‬خبر للمبدأ أنت‪.‬‬ ‫التركيب بل حصر هو‪ :‬أن َ‬
‫ه‪.‬‬ ‫ب إل الل ُ‬ ‫م الغي َ‬ ‫‪ -‬ل ي َْعل ُ‬
‫‪ -‬ل يجوز أن يقود هذه السيارات إل السائقون المكلفون بذلك‪.‬‬
‫ن‪:‬‬‫ولك ْ‬
‫حد ٌ إل السائقون ‪ /‬السائقين‪...‬‬ ‫َ‬
‫ل يجوز أن يقود هذه السيارات أ َ‬
‫ل( تام! والتركيب تركيب استثناء[‪.‬‬ ‫] لن الكلم الن قبل )إ ّ‬
‫ق?‪) .‬ل( الناهية‪ ،‬تجزم الفعل المضارع )بحذف‬ ‫‪? -‬ل تقولوا على الله إل الح ّ‬
‫النون هنا(‪.‬‬
‫ق‪.‬‬‫التركيب بل حصر هو‪ :‬تقولون على الله الح ّ‬
‫م الفاسقون?؟‬ ‫ك إل القو ُ‬ ‫ل ي ُهْل َ ُ‬ ‫‪? -‬فَهَ ْ‬
‫م الفاسقون‪.‬‬ ‫ك القو ُ‬ ‫التركيب بل حصر هو‪ُ :‬يهل ُ‬
‫ن انعكس المعنى!‬ ‫َ‬ ‫جاهَ ْ‬
‫ب‪ ،‬وإ ِ‬ ‫ل )إل( وأعْرِ ْ‬ ‫ب ‪ -‬النفي بـ )ليس(‪ .‬ت َ َ‬
‫ل‪ :‬اسم ليس(‪.‬‬ ‫ل‪) .‬رج ٌ‬ ‫ج ٌ‬ ‫‪ -‬ليس في الدار إل ّ َر ُ‬
‫ل‪) .‬ليال‪ :‬اسم ليس(‪.‬‬ ‫‪ -‬ليس بينهما إل ليا ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬ليست الشهادةُ إل خلودا‪) .‬خلودا‪ :‬خبر ليس(‪.‬‬

‫) ‪(90/2‬‬

‫عدا(‬
‫‪ -88‬الخطأ في استعمال‪َ ) :‬‬
‫ة تستعمل للستثناء‪ ،‬وتكون‪:‬‬ ‫عدا( كلم ٌ‬
‫‪َ )-‬‬
‫‪ -1‬غير مسبوقة بـ )ما(‪:‬‬
‫فُينصب السم بعدها على المفعولية ]لن )عدا( هنا فعل[‪ ،‬نحو‪ :‬جاء أصدقائي‬
‫عدا سعيدًا‪.‬‬
‫د‪.‬‬
‫أو ُيجّر السم بعدها ]لن )عدا( هنا حرف جّر[‪ ،‬نحو‪ :‬جاء أصدقائي عدا سعي ٍ‬
‫ول يجوز أن يليها الحرف )عن( بوجهٍ من الوجوه! فمن الخطأ أن يقال‪ :‬تتسع‬
‫ف )عن(!‬ ‫حذ ْ ُ‬
‫ب‪َ :‬‬ ‫لحين‪ .‬والصوا ُ‬ ‫الطائرة لمئة راكب عدا عن الم ّ‬
‫وعلى هذا فقط أخطأ الكاتب الديب ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬حين قال‪ ..." :‬وذلك‬
‫ما في ذلك من نفقات قد‬ ‫ل قد ُيضّيع الغاية من إقامة الدعوى‪ ،‬عدا ع ّ‬ ‫تطوي ٌ‬
‫ّ‬
‫دعي‪ ،‬المفروض فيه أن ل يجد ما يتبلغ به"‪ .‬والصواب‪ ..." :‬عدا‬ ‫يعجز عنها الم ّ‬
‫دعي‪ ،‬المفترض فيه أنه ل يجد ما‬ ‫ما في ذلك من نفقات قد يعجز عنها الم ّ‬
‫يتبّلغ به‪".‬‬
‫‪ -2‬مسبوقة بـ )ما(‪ ،‬وفي هذه الحالة ل يجوز إل النصب على المفعولية‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫جاء أصدقائي ما عدا سعيدًا‪.‬‬
‫إذا كان المستثنى بـ )عدا( ضميرا ً للمتكلم )الياء(‪ ،‬نحو‪) :‬أطال الخطباء الكل َ‬
‫م‬
‫ي(‪ ،‬كان )عدا( حرف جر‪ ،‬و)الياء( مبني عل الفتح في محل جر‪.‬‬ ‫عدا َ‬
‫ً‬
‫وإذا كان ضمير المتكلم مسبوقا بنون الوقاية‪ ،‬كان هذا الضمير )الياء( في‬
‫محل نصب )مفعول ً به(‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫موْل َ ُ‬
‫ع‬ ‫داني فإنني بكل الذي يهوى نديمي ُ‬ ‫ل الّندامى ما عَ ِ‬ ‫م ّ‬
‫تُ َ‬
‫‪ -‬يجب عدم خلط )عدا( التي للستثناء‪ ،‬بالفعل )عدا(‪ ،‬الذي من معانيه‪:‬‬
‫جْريًا‪.‬‬‫دوا ً وعُد ُّوا وعَد ََوانًا‪ :‬جرى َ‬ ‫دو عَ ْ‬ ‫عدا ي َعْ ُ‬‫َ‬
‫مَثل المشهور‪" :‬ما‬ ‫شَغله‪ .‬ومنه ال َ‬ ‫هو َ‬ ‫دوانًا‪َ :‬‬
‫صَرفَ ُ‬ ‫دوا ً وعُ ْ‬ ‫عدا فلنا ً عن المر عَ ْ‬
‫ك عما بدأت به؟ أو‪ :‬ما منعك مما ظهر لك؟‬ ‫صَرفَ َ‬ ‫عدا مما بدا؟" أي‪ :‬ما َ‬
‫دوانا‪ :‬جاوزه وتركه‬‫ً‬ ‫دوا وعُ ْ‬ ‫ً‬ ‫عدا المَر‪ ،‬وعن المر عَ ْ‬
‫د‪.‬‬ ‫َ‬
‫دوانا‪ :‬ظلمه وتجاوز الح ّ‬‫َ‬ ‫ً‬ ‫عُ ْ‬
‫عداًء و ِ‬‫دوا ً و َ‬‫عدا عليه عَ ْ‬

‫) ‪(91/1‬‬

‫سوى( و)غير( وإضافتهما إلى السماء‬ ‫‪ِ ) -89‬‬


‫ً‬
‫)سوى( و)غير( تضافان أبدا إلى السم‪ ،‬الظاهر أو الضمير )ل إلى الحرف!(‬
‫ويشترط في السم بعدهما أن يعَرب مضافا ً إليه دائمًا‪ ،‬فهو مجرور أو في‬
‫محل جر‪.‬‬
‫ستِعن سوى‬ ‫َ ْ‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫واحد‪.‬‬ ‫كتاب‬ ‫على‬ ‫سوى‬ ‫أحصل‬ ‫لم‬ ‫يقال‪:‬‬ ‫أن‬ ‫الخطأ‬ ‫لذا من‬
‫)غير( بالله‪.‬‬
‫سوى )بغير(‬ ‫ستِعن ب ِ‬ ‫والصواب أن يقال‪ :‬لم أحصل على سوى كتاب واحد‪ .‬ل ت َ ْ‬
‫الله‪.‬‬
‫والضمائر أسماء‪ .‬ومنها ما هو للرفع‪ ،‬ومنها ما هو للنصب والجر‪ .‬ومنها ما هو‬
‫متصل ومنها ما هو منفصل‪.‬‬
‫أما ضمائر النصب والجر المتصلة فهي‪ :‬الياء والكاف والهاء و)نا(‪] .‬الضمير‬
‫الخير يكون للرفع أيضًا[‪.‬‬
‫رنا‪.‬‬ ‫سوانا‪ .‬غيري‪َ ،‬‬
‫غي ِ‬ ‫سواي‪ِ ،‬‬ ‫يقال‪ :‬للمتكلم‪ِ :‬‬
‫ّ‬
‫سواكما‪) ،‬الميم مع اللف تدلن على‬ ‫ك )الكاف للخطاب(‪ِ ،‬‬ ‫َ‬ ‫سوا ِ‬
‫وللمخاطب‪ِ :‬‬
‫ن )النون‬ ‫ُ‬
‫سواك ّ‬ ‫سواكم )الميم حرف يدل على جمع الذكور(‪ِ ،‬‬ ‫التثنية(‪ِ ،‬‬
‫ك‪ ،‬غيَركما‪ ،‬إلخ‪....‬‬ ‫سوة(‪ ،‬غيَر ِ‬ ‫ّ‬
‫ددة المفتوحة حرف يدل على جمع الن ّ ْ‬ ‫المش ّ‬
‫مثل الهاء في الحكم‪ ،‬الضمائر المتصلة‪ :‬ها‪ ،‬هما‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫سواه‪ ،...‬غيَره‪ِ ] ...‬‬ ‫وللغائب‪ِ :‬‬
‫ن؛ علما ً بأن الثلثة الخيرة تكون ضمائر رفع منفصلة أيضًا[‪.‬‬ ‫هم‪ ،‬ه ّ‬
‫ول يجوز أن تضاف )سوى( أو )غير( إلى ضمائر الرفع المنفصلة‪ ،‬لنها مبنية‬
‫ن‪ ،‬هو‪ ،‬هي(‪ ،‬فل‬ ‫ت‪ ،‬أنتما‪ ،‬أنتم‪ ،‬أنت ُ ّ‬
‫ن(‪ ،‬أو في محل رفع )أنا‪ ،‬أن ِ‬ ‫على الضم )نح ُ‬
‫تكون مضافا ً إليه!‬
‫سوى أنا‪ /‬سوى نحن )كما قال أحد المتحدثين في‬ ‫ح أن يقال‪ِ :‬‬ ‫أي ل يص ّ‬
‫الذاعة!(‬
‫أو‪ :‬غير أنا ‪ /‬غير نحن‪....‬‬
‫بدل ً من‪ :‬سواي‪ ،‬سوانا‪ ،‬غيري‪ ،‬غيرنا‪...‬‬

‫) ‪(92/1‬‬

‫ل( و)لول(‪ :‬دخولهما على الضمير‬ ‫‪) -90‬إ ّ‬


‫ب أو‬‫م ظاهٌِر منصو ٌ‬ ‫صر‪ ،‬يمكن أن َيلَيها اس ٌ‬ ‫ح ْ‬ ‫ل( أداة استثناء أو َ‬ ‫سواء كانت )إ ّ‬
‫مرفوعٌ أو مجرور؛ وأن يليها ضمير منفصل )أو متصل أحيانًا( للرفع أو النصب‬
‫ت ََبعا ً للمقام‪.‬‬
‫ه?‪.‬‬
‫ه إل الل ُ‬ ‫م أنه ل إل َ‬ ‫فمثال السم الظاهر قوله تعالى‪ ? :‬فاعْل َ ْ‬
‫قّيوم?‪.‬‬ ‫ي ال َ‬
‫ه إل هوَ الح ّ‬ ‫ه ل إل َ‬ ‫ومثال ضمير الرفع المنفصل قوله تعالى‪ ?:‬الل ُ‬
‫ت سبحانك?‪.‬‬ ‫ه إل ّ أن َ‬
‫وقوله تعالى‪ ?:‬ل إل َ‬
‫وقول عمرو بن معدي كرب‪:‬‬
‫س إل ّ أنا‬ ‫ت سلمى وجاراُتها ما قَن ْط ََر الفار َ‬ ‫قد عِلم ْ‬
‫ف إل ّ إيا َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫س الضيو ُ‬ ‫ومثال ضمير النصب المنفصل‪ :‬جاءني أم ِ‬
‫ن إل إّياه?‪.‬‬ ‫دعو َ‬ ‫ن تَ ْ‬‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ضّر في البحر ض ّ‬ ‫م ال ّ‬ ‫سك ُ ُ‬‫م ّ‬ ‫? وإذا َ‬
‫ف إل ّ َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫س الضيو ُ‬ ‫ومثال ضمير النصب المتصل‪ :‬جاءني أم ِ‬
‫ل المتنبي لسيف الدولة‪:‬‬ ‫وقو ُ‬
‫ُ‬
‫مسلو ُ‬
‫ل‬ ‫ضهِ َ‬ ‫عْر ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫فه دو َ‬ ‫م سي ُ‬ ‫هما ٌ‬‫ي ُ‬ ‫َ‬
‫ليس إلك يا عل ّ‬ ‫ّ‬
‫وقول الخر‪:‬‬
‫ّ‬
‫ض إلهُ ناصُر‬ ‫ي فمالي عَوْ ُ‬ ‫ت عل ّ‬ ‫ش من فِْتيةٍ ب َغَ ْ‬ ‫ب العر ِ‬ ‫أعوذ ُ بر ّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫أي‪ :‬فمالي أبدا ناصٌر إل إياه‪.‬‬
‫ملحظة‪ :‬جاء في كتاب الدكتور إبراهيم السامرائي‪) :‬الفعل زماُنه وأبنيُته ‪/‬‬
‫‪ ،(12‬نقل ً عن الستاذ إبراهيم مصطفى في كتابه )إحياء النحو( ما يلي‪:‬‬
‫سهم‬ ‫ح ّ‬ ‫ل ِ‬‫"ون َْعلم من أسلوب العرب أن الداة إذا دخلت على الضمير‪ ،‬ما َ‬
‫اللغوي إلى أن يصلوا بينهما‪ ،‬فيستبدلون بضمير الرفع ضمير النصب‪ ،‬لن‬
‫صل إل بالفعل‪ ،‬ولن الضمير المتصل أكثر في لسانهم‪ ،‬وهم‬ ‫ضمير الرفع ل يو َ‬
‫أحب استعمال ً له من المنفصل‪ .‬قال ابن مالك )صاحب اللفية(‪:‬‬
‫وفي اختيارٍ ل يجيء المنفصل إذا َتأّتى أن يجيء المتصل‪".‬‬

‫) ‪(93/1‬‬

‫ومن ذلك الداة )لول(‪ :‬إذ ل يكون السم الظاهر بعدها إل مرفوعًا؛ ففي‬
‫كا منكم من أحدٍ أبدًا?‪.‬‬
‫ل اللهِ عليكم ورحمُته ما َز َ‬
‫ض ُ‬‫التْنزيل العزيز‪? :‬ولول فَ ْ‬
‫ت بعدها اسم ظاهر مرفوع‪ ،‬وَل َِيها ضمير رفع منفصل‪.‬‬ ‫وعلى هذا إذا لم يأ ِ‬
‫و‪ ،‬ولولكم ولول أنتم‪ :‬يستعملون ضمير‬ ‫ولكن العرب يقولون‪ :‬لوله ُ ولول هُ َ‬
‫النصب المتصل‪ ،‬وضمير الرفع المنفصل‪.‬‬
‫وقد صّرح ابن النباري بجواز وقوع الضمير المتصل محل المنفصل‪] .‬انظر‬
‫مقالة الستاذ صلح الدين الزعبلوي في مجلة التراث العربي )العدد ‪،53‬‬
‫الصفحة ‪.[(45‬‬

‫) ‪(93/2‬‬

‫صْرف‪ ،‬قليل‪ ،‬كثير‪،‬‬ ‫حض‪ِ ،‬‬ ‫م ْ‬ ‫حت‪َ ،‬‬ ‫‪ -91‬جواز استعمال بعض الكلمات‪ ،‬مثل‪) :‬ب َ ْ‬
‫كر والمؤنث والمفرد والجمع‬ ‫د‪ ،‬قريب‪ ،‬بعيد( لوصف المذ ّ‬ ‫ض ّ‬‫ِ‬
‫خلص ولم‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫حتا‪َ :‬‬‫ة وب َ ْ‬ ‫حوت َ ً‬ ‫ت بُ ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ت الشيُء ي َب ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫‪ -‬جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬ب َ ُ‬
‫ُ‬
‫ف الخالص ل يخالطه غيُره‪" .‬‬ ‫صْر ُ‬ ‫ت‪ :‬ال ّ‬ ‫طه غيُره‪ .‬الْبح ُ‬ ‫يخال ْ‬
‫كر‬ ‫صدر‪ ،‬لذا يجوز الوصف به‪ ،‬ويستوي حينئذ المذ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫فالبحت ‪ -‬كما نرى ‪َ -‬‬
‫والمؤّنث والمفرد والمثنى والجمع‪) :‬انظر حاشية الفقرة ‪ ،48‬الوصف‬
‫ن عربي بحت‪ :‬أي‬ ‫ت‪ :‬غير ممزوج‪ ،‬ويقال‪ :‬إنسا ٌ‬ ‫ح ٌ‬ ‫ب بَ ْ‬ ‫بالمصدر(‪ .‬يقال‪ :‬شرا ٌ‬
‫ة؛‬‫حت َ ٌ‬‫ة بَ ْ‬
‫ة بحت‪ .‬وقد يؤنث وي ُثّنى وُيجمع‪ ،‬فيقال‪ :‬عربي ٌ‬ ‫َ‬ ‫سب‪ ،‬وعربي ّ ٌ‬ ‫خالص الن ّ َ‬
‫ت‪.‬‬ ‫َ‬
‫حو ٌ‬ ‫ت وب ُ ُ‬ ‫ح ٌ‬ ‫ب بَ ْ‬‫عرا ٌ‬ ‫رياضيات بحتة ‪ /‬بحت؛ أ ْ‬
‫ف‪ :‬غير‬ ‫ِ ْ ٌ‬‫ر‬ ‫ص‬ ‫شراب‬ ‫يقال‪:‬‬ ‫بغيره‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ْ‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫لم‬ ‫الخالص‬ ‫ف‪:‬‬‫صْر ُ‬ ‫‪ -‬وجاء فيه‪" :‬ال ّ‬
‫ممزوج‪".‬‬
‫ب لعقول الرجال من‬ ‫صْرفا ً بأذ ْهَ َ‬ ‫مُر ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫قال الخليفة عمر بن الخطاب‪ :‬ما ال َ‬
‫الطمع‪) .‬الخمر مؤنثة(‪.‬‬
‫صْرف‪.‬‬ ‫ل‪ :‬المواقف الوطنية ال ّ‬ ‫صْرف‪ .‬ويقال‪ ،‬مث ً‬ ‫مٌر ِ‬ ‫يقال‪ :‬خ ْ‬
‫ض‬
‫ح َ‬ ‫م َ‬ ‫ً‬
‫حضا‪ :‬سقاه لبنا خالصا ل ماء فيه‪ .‬و َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫م ْ‬ ‫ضه َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م َ‬ ‫ً‬
‫ض فلنا ي َ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫م َ‬‫‪ -‬وجاء فيه‪َ " :‬‬
‫ه‬
‫ص حتى ل يشوب َ ُ‬ ‫خل َ‬ ‫َ‬ ‫ض‪ :‬كل شيء َ‬ ‫ح ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ح‪ :‬أخلصه إياه‪".‬؛ "ال َ‬ ‫ص َ‬ ‫فلنا ً الوُد ّ أو الن ّ ْ‬
‫شيٌء يخالطه"‪ .‬فالمحض ‪ -‬كما نرى ‪ -‬مصدر‪ .‬لذا يجوز الوصف به‪ ،‬ويستوي‬
‫ض‪:‬‬‫ح ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬‫مْعت‪ .‬يقال‪ :‬لب ٌ‬ ‫ج َ‬ ‫تو َ‬ ‫ت ث َّني ُ‬ ‫حينئذٍ الذكر والنثى والجمع‪ .‬وإن شئ َ‬
‫ص لم يخالطه ماء‪ ،‬حلوا ً كان أو حامضا‪ .‬ويقال‪ :‬الظرفية المحض؛ الضافة‬ ‫ً‬ ‫خال ٌ‬
‫المحضة )أي المعنوية أو الحقيقية(‪.‬‬
‫م قليل‪".‬‬ ‫ضد ّ الكثير‪ .... ،‬ويقال‪ :‬قو ٌ‬ ‫‪ -‬وجاء فيه‪" :‬القليل‪ِ :‬‬
‫وءل‪:‬‬ ‫م ْ‬
‫س َ‬‫قال ال ّ‬
‫كرام قليلُ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫ت لها إ ّ‬ ‫دنا فقل ُ‬ ‫ٌ‬
‫ت ُعَّيرنا أّنا قليل عدي ُ‬
‫ل‬‫ل وجاُرنا عزيٌز‪ ،‬وجاُر الكثرين ذلي ُ‬ ‫ضّرنا أّنا قلي ٌ‬ ‫وما َ‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫َ‬
‫ل؟‬ ‫م قلي ُ‬ ‫ن الكرا ُ‬ ‫م على حي ِ‬ ‫ك الله أنني كري ٌ‬ ‫مَر ِ‬ ‫م ت َْعلمي‪ ،‬يا عَ ْ‬ ‫أل َ ْ‬

‫) ‪(94/1‬‬

‫ل كثير وكثيرة وكثيرون؛ ونساء‬ ‫‪ -‬وجاء فيه‪" :‬الكثير‪ :‬نقيض القليل؛ يقال رجا ٌ‬
‫كثير وكثيرة وكثيرات‪".‬‬
‫د‪ :‬المخاِلف والمناِفس‪،‬‬
‫ض ّ‬‫‪ -‬وجاء في )معجم ألفاظ القرآن الكريم(‪" :‬ال ِ‬
‫فرون بعبادتهم ويكونون عليهم‬ ‫للواحد والجمع‪ .‬وفي التْنزيل العزيز‪ ?:‬ك َل ّ سيك ُ‬
‫مراد‪ :‬الخصوم‪".‬‬‫دا? ال ُ‬
‫ض ّ‬
‫ِ‬
‫داني في المكان أو الزمان أو‬ ‫‪ -‬وجاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬القريب‪ :‬ال ّ‬
‫ن قريب‪ .‬وفي‬ ‫م وهُ ّ‬‫ما وهُ ْ‬
‫ة قريب‪ ،‬وهُ َ‬ ‫حل ّ ٌ‬
‫م َ‬
‫سب‪ .‬يقال‪ :‬مكان قريب‪ ،‬و َ‬ ‫الن ّ َ‬
‫سنين?‪".‬‬ ‫ح ِ‬‫م ْ‬‫ب من ال ُ‬
‫ة الله قري ٌ‬ ‫التْنزيل العزيز‪ ?:‬إن رحم َ‬
‫مّنا ببعيد(‪ :‬جعلوا المفرد‬
‫‪ -‬وجاء فيه‪" :‬البعيد‪ :‬المتنائي‪ ...‬وقالوا‪) :‬ما أنتم ِ‬
‫وغيره‪ ،‬والمؤنث وغيره في هذه الكلمة سواء‪".‬‬

‫) ‪(94/2‬‬

‫صْرف والوقوف على الساكن‬ ‫‪ -92‬حول تنوين ال ّ‬


‫حق لفظا أواخر السماء النكرات‪ ،‬وُتفارُقها‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫ة‪ ،‬ت َل َ‬
‫ة زائد ٌ‬ ‫ن ساكن ٌ‬ ‫التنوين‪ :‬نو ٌ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫خ ّ‬
‫ب‪ ،‬كتابا‪ .‬ونلحظ أن تنوين النصب يقتضي زيادة َ أل ِ ٍ‬ ‫ب‪ ،‬كتا ٍ‬ ‫و‪ :‬كتا ٌ‬ ‫ح ُ‬‫طا‪ ،‬ن ْ‬
‫كرة‪.‬‬ ‫من َ ّ‬ ‫على أواخر الكلمات المنصوبة ال ُ‬
‫ف تنوين النصب الهمزة َ المتطّرَفة‪ ،‬فإنها تبقى منفردةً على‬ ‫ت أل ِ ُ‬‫ق ْ‬ ‫ح َ‬
‫وإذا ل ِ‬
‫و‪ :‬أخذت جزءا ً‬ ‫َ‬
‫السطر‪ ،‬إذا كان الحرف الذي قب ْلها ل يتصل بما بعدها‪ ،‬نح ُ‬
‫و‪ :‬حملت‬ ‫يسيرًا‪ .‬أما إذا كان ما قبَلها يتصل بما بعدها فُتكتب على ن َْبرة‪ ،‬نح ُ‬
‫بء(‪.‬‬ ‫ع ْ‬ ‫عبئا ً ثقيل ً )الصل ِ‬
‫ف تنوين النصب وجوبا ً في المواضع التالية‪:‬‬ ‫وُتحذف أل ِ ُ‬
‫‪ -1‬من أواخر الكلمات المنتهية بهمزة قبَلها أِلف‪ ،‬نحو‪ :‬بناًء‪ ،‬ماًء‪ ،‬سماًء‪ ،‬دعاًء‪،‬‬
‫ح أن ُيكتب‪" :‬بناءا ً على القرار‪ ،"...‬أو "شربت ماءا ً‬ ‫إلخ‪ ....‬وعلى هذا ل يص ّ‬
‫باردًا‪"...‬‬
‫ة‪.‬‬ ‫ة لطيف ً‬ ‫ت رسال ً‬ ‫قي ُ‬ ‫و‪ :‬تل ّ‬‫ة‪ ،‬نح ُ‬
‫‪ -2‬من أواخر الكلمات المنتهية بتاٍء مربوط ٍ‬
‫ً‬
‫‪ -3‬من أواخر الكلمات المنتهية بهمزةٍ فوق الِلف‪ ،‬نحو‪ :‬دخل ملجأ‪ ،‬ارتكب‬
‫خطًأ‪.‬‬
‫ف لّينة )قائمة‪ ،‬أو بصورة الياء( نحو‪:‬‬ ‫‪ -4‬من أواخر الكلمات المنتهية بأل ِ ٍ‬
‫ى نحيل‪ً.‬‬ ‫ة؛ رأيت فت ً‬ ‫ت عصا ً طويل ً‬ ‫كسر ُ‬
‫قاعدة مهمة‪ :‬العربي ل يقف على متحرك!‬
‫م(‬‫ضم الميم( ويسكت‪ ،‬بل يقول )جاء المعل ْ‬ ‫م )ب ّ‬ ‫ل‪ :‬جاء المعل ّ ُ‬ ‫فل يقول مث ً‬
‫سكون؛ فل‬ ‫مّنون‪ ،‬مع أن التنوين ُ‬ ‫فيقف على الساكن‪ .‬ثم إنه ل يقف على ُ‬
‫ن(‪ ،‬بل‬ ‫خطئ ِ ْ‬‫َ‬ ‫ن( و)هو على َ‬ ‫يقول مثل ً ‪ -‬في حالتي الرفع والجّر ‪) -‬جاء َبشيُر ْ‬
‫كن!‬ ‫س ّ‬ ‫ْ‬
‫يقول )جاء بشيْر( و)هو على خطأ(‪ ،‬فيحذف التنوين وي ُ َ‬
‫قل ُِبه أِلفا ً )لفظا ً‬ ‫أما في حالة النصب‪ ،‬فإنه ل يحذف التنوين عند الوقوف‪ ،‬بل ي َ ْ‬
‫ن( بل يقول‬ ‫ت بشي َ ْ‬
‫ر‬ ‫فقط‪ ،‬ول ُتكتب اللف بعد الهمزة!(‪ ،‬فل يقول مثل ً )رأي ُ‬
‫ت ماْء(‪،‬‬ ‫ن( ول )شرب ُ‬ ‫ت ماَء ْ‬ ‫ح أن تقول‪) :‬شرب ُ‬ ‫)رأيت بشيرْا(‪ .‬وعلى هذا ل يص ّ‬
‫ب خطأ)ْا(( و)هذا أيضْا(‪ ،‬وهكذا‪....‬‬ ‫َ‬
‫ت ماء)ْا(( و)ارتك َ‬ ‫بل تقول‪) :‬شرب ُ‬
‫ملحظة‪:‬‬

‫) ‪(95/1‬‬

‫ح مساَء" ‪ -‬الذي يفيد الدأب والستمرار ‪ -‬فإنه‬ ‫حين ُيستعمل التركيب "صبا َ‬
‫ح مساَء منذ أسابيع(‪ .‬فإذا‬ ‫ً‬
‫ُيبنى على فْتح جزأيه‪ .‬يقال مثل‪) :‬إنها تزوره صبا َ‬
‫ُ‬
‫أريد َ الوقف على كلمة )مساء( يوَقف عليها بالسكون )صبا َ‬
‫ح مساْء( لنها‪ ،‬في‬
‫ونة أص ً‬
‫ل‪.‬‬ ‫هذا التركيب‪ ،‬غير من ّ‬
‫ل نهاَر" ‪ -‬الذي يفيد الدوام والستمرار ‪ -‬نحو‪) :‬يعمل‬ ‫وكذلك التركيب "لي َ‬
‫طوال الشتاء(‪ .‬فإذا ُأريد َ الوقوف على كلمة )نهار( يوقف‬ ‫ل نهاَر َ‬ ‫صنعُ لي َ‬ ‫الم ْ‬
‫ل نهاْر( لنها‪ ،‬في هذا التركيب‪ ،‬غير منونة أصل‪ً.‬‬ ‫عليها بالسكون )لي َ‬
‫ل‪ :‬تذاع الخبار صباحا ً ومساَء)ْا(‪ .‬تتواصل الدوريات ليل ً ونهارْا‪.‬‬ ‫ولكن يقال مث ً‬
‫ل يوم؛ وكذلك‬ ‫ج المتكلم‪ ،‬نحو‪ ...:‬صباحا ً ومساًء ك ّ‬ ‫ون إذا د ََر َ‬ ‫لن )مساًء( تن ّ‬
‫)نهارًا(‪.‬‬
‫أما في قصيدة أحمد شوقي في رثاء عمر المختار )من الكامل(‪:‬‬
‫ساَءا ْ‬
‫م َ‬‫ح َ‬ ‫ض الواديْ صبا َ‬ ‫ك في الّرمال ِلواًء َيست َْنه ُ‬ ‫َرك َُزوا ُرفات َ َ‬
‫ف الطلق(‪ :‬مساَءا‪ْ.‬‬ ‫شعر إشباعَ حركة الروي )القافية( بـ )أل َِ‬
‫ِ‬ ‫ّ ِ ّ‬ ‫فقد اقتضى ال ّ ْ ُ‬
‫ونة‪ِ :‬لواًء!‬ ‫وُتلفظ )ِلواءْا( على المنهاج‪ ،‬لنها في الصل ُ‬
‫من َ ّ‬
‫ملحظة ثانية‪:‬‬
‫ب‬
‫مّنا ب َعْد ُ وإما ِفداًء حتى تضعَ الحر ُ‬ ‫ما َ‬‫من يقرأ الية‪ ... ?:‬فإ ّ‬ ‫ضط ُّر َ‬ ‫نا ْ‬ ‫إ ِ‬
‫ن أراد‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫أوزاَرها‪ ?...‬إلى الوقوف على كلمة )فداًء( ن َطقَ بها ]ِفداَء)ا([! أما إ ْ‬
‫َ‬
‫ب الذين كفروا أن ي َّتخذوا‬ ‫س َ‬ ‫ح ِ‬‫الوقوف على كلمة )أولياَء( في الية‪ ? :‬أفَ َ‬
‫ل? فَي َْنطق بها )أولياْء( لنها‬ ‫م للكافرين ن ُُز ً‬ ‫َ‬
‫جهَن ّ َ‬
‫دنا َ‬
‫عبادي من دوني أولياَء إّنا أعْت َ ْ‬
‫صْرف(‪.‬‬ ‫ونة )ممنوعة من ال ّ‬ ‫من َ ّ‬
‫في الصل غير ُ‬

‫) ‪(95/2‬‬

‫صْرف(‬ ‫‪ -93‬حول بعض حالت المنع من التنوين )المنع من ال ّ‬


‫سرة‪ .‬أما السم‬ ‫صروف هو الذي يجوز أن يلحقه التنوين والجّر بالك ْ‬ ‫م ْ‬‫السم ال َ‬
‫ة عن الكسرة‪ .‬وهناك أسماٌء‬ ‫ون‪ ،‬وُيجّر بالفتحة نياب ً‬ ‫صْرف فل ُين ّ‬ ‫الممنوع من ال ّ‬
‫ّ‬
‫ف زائدة‪ .‬وهذه كلها ‪-‬‬ ‫على وزن )أ َْفعال( تنتهي بهمزة )غير زائدة( قَْبلها أل ِ ٌ‬
‫مل معاملة‬ ‫ون‪ .‬ومن الخطأ أن ُتعا َ‬ ‫صروفة أي ُتن ّ‬ ‫م ْ‬ ‫باستثناء كلمة )أشياء( ‪َ -‬‬
‫)أشياء(! تقول‪ :‬أنباٌء؛ أنباًء؛ أنباٍء‪.‬‬
‫ومن هذه السماء‪ :‬آراٌء‪ ،‬أخطاٌء‪ ،‬أضواٌء‪ ،‬أجزاٌء‪ ،‬أعباٌء‪ ،‬أبناٌء‪ ،‬آباٌء‪ ،‬أنحاٌء‪،‬‬
‫أرجاٌء‪ ،‬أزياٌء‪ ،‬أحياٌء‪ ،‬أبهاٌء‪ ،‬أعداٌء‪ ،‬إلخ‪...‬‬
‫ون‪ ،‬وُتجّر بالفتحة نيابة عن الكسرة‪،‬‬ ‫ذت سماعًا‪ :‬فهي ل ت ُن َ ّ‬ ‫أما )أشياء( فش ّ‬
‫ة‪) .‬ل يقال‪ :‬أشياٌء‪ ،‬أشياًء!( وفي‬ ‫ت أشياَء جميل ً‬ ‫ة؛ رأي ُ‬ ‫نحو‪ :‬هذه أشياُء جميل ٌ‬
‫ؤكم?‪.‬‬ ‫س ْ‬ ‫ن ت ُب ْد َ لكم ت َ ُ‬
‫التْنزيل العزيز‪ ?:‬يا أيها الذين آمنوا ل َتسألوا عن أشياَء إ ْ‬
‫ل )أفعال( المذكورة )إْفعال(‪ ،‬نحو‪ :‬إملٌء‪ ،‬إحياٌء‪ ،‬إعطاٌء‪ ،‬إعياٌء‪...‬‬ ‫مث ُ‬
‫‪-‬و ِ‬
‫‪ -‬ومن الممنوع من التنوين‪:‬‬
‫ف‬‫مٍع كان بعد أل ِ ِ‬ ‫ج ْ‬‫ل َ‬ ‫عيل( أي ك ّ‬ ‫مفا ِ‬ ‫عل( أو ) َ‬ ‫مفا ِ‬ ‫أ‪ -‬كل اسم إيقاع وزنه ) َ‬
‫تكسيره‪:‬‬
‫دغما في الخر(‪ ،‬نحو‪ :‬مساجد‪ ،‬معابد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫م ْ‬‫حْرفان )وقد يكون أحد الحرفين ُ‬ ‫‪َ -‬‬
‫ب‪...‬‬ ‫م‪ ،‬دوا ّ‬ ‫عوا ّ‬‫مواّد‪َ ،‬‬ ‫ص‪َ ،‬‬ ‫خوا ّ‬ ‫دراهم‪ ،‬تجارب‪ ،‬طبائع‪ ،‬جواهر‪َ ... ،‬‬
‫طها ساكن‪ ،‬نحو‪ :‬مصابيح‪ ،‬قناديل‪ ،‬دنانير‪ ،‬عصافير‪ ،‬مناديل‪،‬‬ ‫س ُ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬ثلثة أحرف أو َ‬
‫ي )جمع إنسان(‪...‬‬ ‫ي‪ ،‬أناس ّ‬ ‫أحاديث‪ ،‬تهاويل‪ ،‬كراس ّ‬
‫م هذه السماء ما كان‬ ‫ف زائدة‪ .‬وأه ّ‬ ‫ب‪ -‬السماء المنتهية بهمزة زائدة قَْبلها أل ِ ٌ‬
‫على وزن‪:‬‬
‫‪ -‬فَْعلء‪ ،‬نحو‪ :‬صحراء‪ ،‬حسناء‪ ،‬شقراء‪ ،‬شمطاء‪ ،‬نجلء‪ ،‬عمياء‪ ،‬لمياء‪ ،‬عرجاء‪...‬‬
‫‪ -‬فَُعلء‪ ،‬نحو‪ :‬علماء‪ ،‬شعراء‪ ،‬جهلء‪ ،‬شهداء‪ ،‬كرماء‪ ،‬زملء‪ُ ،‬دنآء )ج د َِنيء(‪...‬‬

‫) ‪(96/1‬‬
‫َ‬
‫ل منها رباعي معت ّ‬
‫ل‬ ‫‪ -‬أفِْعلء‪ ،‬نحو‪ :‬أنبياء‪ ،‬أولياء‪ ،‬أوفياء‪ ،‬أغنياء‪ ،‬أذكياء )مفرد ك ٍ‬
‫داء‪) ...‬طبيب‪ ،‬حبيب‪ ،‬عزيز‪ ،‬ذليل‪،‬‬ ‫لء‪ ،‬أش ّ‬ ‫حّباء‪ ،‬أعّزاء‪ ،‬أذ ّ‬ ‫اللم(‪ ،‬أطّباء‪ ،‬أ ِ‬
‫شديد(‪.‬‬
‫ة مؤنثها فَْعلء )نحو‪ :‬أحمر‬ ‫َ‬
‫ج‪ -‬ما كان من السماء وزنه )أفَْعل( سواء كان صف ً‬
‫ة!( أو عََلما ً )أحمد؛ أسعد( أو‬ ‫م ٌ‬
‫ل أرمل ٌ‬ ‫َ‬
‫حمراء‪ ،‬فل يدخل في هذه المجموعة أْر َ‬
‫ضلى(‪.‬‬ ‫اسم تفضيل مؤنثه فُْعلى )أفضل‪ ،‬فُ ْ‬
‫ملحظة‪ :‬ل ُيجّر الممنوع من الصرف بالكسرة إل في حالتين‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا اقترن بـ )أل( كقول الشاعر‪:‬‬
‫ل‬‫جد ْ ذخرا يكون كصالح العما ِ‬ ‫ً‬ ‫ت إلى الذخائ ِرِ لم ت َ ِ‬ ‫وإذا افتقْر َ‬
‫ده‪:‬‬ ‫ُ‬
‫‪ -1‬إذا أضيف إلى اسم ٍ ب َعْ َ‬
‫ن تقويم?‪.‬‬ ‫ن في أحس ِ‬ ‫قنا النسا َ‬ ‫خل َ ْ‬
‫? لقد َ‬
‫ومن مظاهرِ الثقافة‪...‬‬

‫) ‪(96/2‬‬

‫سب إلى )الكيمياء(‬ ‫‪ -94‬الن ّ َ‬


‫القاعدة‪ ،‬عند النسب إلى السم الممدود‪ ،‬هي النظر في همزته‪ :‬فإن كانت‬
‫أصلية بقيت على حالها‪ ،‬وإن كانت للتأنيث ُقلبت واوًا‪ ،‬وإن كانت منقلبة عن‬
‫ل جاز إبقاؤها وقلبها واوًا‪.‬‬ ‫أص ٍ‬
‫وقد أعاد مجمع القاهرة سنة ‪ 1969‬النظر في النسبة إلى )كيمياء(‪ ،‬بعد أن‬
‫ناقشتها لجنة الصول مناقشة تامة‪ ،‬وانتهى إلى القرار التي‪:‬‬
‫َ‬
‫سب إلى )كيمياء( ‪ ...‬ولكن قْلبها واوا أْولى‪".‬‬
‫ً‬ ‫"يجوز إثبات الهمزة في الن ّ َ‬
‫وعلى هذا نقول‪ :‬كيميائي وكيمياوي‪ ،‬وهذا ما أورده )المعجم الوسيط(‪.‬‬
‫سلف‪ ،‬فهو‬ ‫كيماء(‪ ،‬وهذا ما قاله بعض القدمين من ال ّ‬ ‫أما النسب إلى )ال ِ‬
‫جمع القاهرة‪ -‬هذه الكلمة‬ ‫م ْ‬
‫)الكيماوي(‪ ،‬ولم يورد )المعجم الوسيط( ‪-‬معجم َ‬
‫ة للعاقل ولغيره!‬ ‫إل في الطبعة الثالثة! ثم إنه استعمل لفظ )كيميائي( صف ً‬
‫ي( مثل‪ ،‬تستعمل صفة‬ ‫ً‬ ‫ول داعي للتمييز بينهما كما اقترح بعضهم‪ :‬فكلمة )لغو ّ‬
‫م لغوي‪ ،‬وبحث لغوي‪.‬‬ ‫للعاقل ولغيره‪ .‬تقول‪ :‬عال ِ ٌ‬
‫مشاكلة ‪ -‬أن‬ ‫ُ‬ ‫لل‬ ‫‪-‬‬ ‫وأرى‬ ‫وغيره‪.‬‬ ‫العاقل‬ ‫لوصف‬ ‫)فيزيائي(‬ ‫أخيرًا‪ُ :‬تستعمل كلمة‬
‫نقتصر على استعمال كلمة )كيميائي(‪.‬‬
‫كندي اسمه‪:‬‬ ‫جاء في )أخبار الحكماء( للقفطي أن ثمة كتابا ً للفيلسوف ال ِ‬
‫)التنبيه على خدع الكيميائيين( عاش الكندي من ‪ 796‬إلى ‪ 873‬م‪.‬‬

‫) ‪(97/1‬‬

‫فن ِْيد !‬‫‪ -95‬ت َب ْي ِْين‪ ،‬ل‪ :‬ت َ ْ‬


‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه وأب ْطله‪ .‬فَن ّد َ فلنا =‬ ‫َ‬
‫ف ُ‬ ‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬فَّند رأيَ فلن‪ :‬أ ْ‬
‫ضعَ َ‬
‫َ‬
‫ح‬
‫ة عن يعقوب‪? :‬إني لجد ُ ِري َ‬ ‫خط ّأ رْأيه‪ ".‬وفي التْنزيل العزيز حكاي ً‬ ‫ه‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫أفْن َد َ ُ‬
‫سفّهوا رأيي ل َ َ‬
‫صد ّ‬ ‫ن تُ َ‬‫فّندوني)‪ :(1‬لول أ ْ‬ ‫ن تُ َ‬
‫ن? أي لول أ ْ‬
‫فّندوْ ِ‬ ‫ن تُ َ‬ ‫ف لول أ ْ‬ ‫يوس َ‬
‫قتموني‪.‬‬
‫يقال على الصواب‪:‬‬
‫م َيسُهل تفنيده‪ :‬أي يسهل إبطاله وبيان َزْيفه‪.‬‬ ‫· هذا َزعْ ٌ‬
‫· يمكن بسهولة تفنيد هذا الدعاء !‬
‫ضعت له‪ ،‬فيقولون‪،‬‬ ‫ً‬
‫وَيستعمل بعض الناس هذه المادة‪ ،‬خطأ‪ ،‬في غير ما وُ ِ‬
‫ن لي تفصيلتها‪.‬‬ ‫ل‪ :‬فَن ّد ْ لي هذه النفقات الجمالية ! يريدون‪ :‬ب َي ّ ْ‬ ‫مث ً‬
‫ن‬ ‫)‪ (1‬حذف الياء التي هي ضمير المتكلم من آخر الفعال جائز‪ ،‬مثل‪ :‬أك َْر َ‬
‫م ِ‬
‫ن = فاعبدوني‪ ) .‬النحو الوافي ‪/1‬ح‬ ‫َ‬
‫ن = أهانني؛ إيايّ فاعبدو ِ‬
‫= أكرمني‪ ،‬أهان َ ِ‬
‫‪.(186‬‬

‫) ‪(98/1‬‬

‫حو ْ َ‬
‫ل‬ ‫‪َ -96‬‬
‫ل من الشيء‪ :‬الجهات المحيطة به‪ .‬يقال‪:‬‬ ‫حو ْ ُ‬ ‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬ال َ‬
‫حوَْله‪".‬‬ ‫س َ‬ ‫ت النا َ‬ ‫رأي ُ‬
‫ل الشيء‪".‬‬ ‫حو ْ َ‬‫وجاء فيه‪َ" :‬داَر‪ :‬طاف َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫ومانا‪ :‬داَر‪ .‬وفي الحديث‪َ ) :‬‬ ‫ً‬ ‫ح َ‬ ‫وما و َ‬ ‫ً‬ ‫ح ْ‬ ‫ل الشيء وعليه َ‬ ‫حو ْ َ‬‫م َ‬ ‫وجاء فيه‪" :‬حا َ‬
‫ه لها‪".‬‬ ‫ب اقتراف ُ‬ ‫َ‬
‫ب الثام قُر َ‬ ‫من قاَر َ‬ ‫شك أن يقع فيه( أي‪َ :‬‬ ‫مى ُيو ِ‬ ‫ح َ‬‫ل ال ِ‬ ‫م حو َ‬ ‫حا َ‬
‫ف به من جوانبه‪".‬‬ ‫طي‬
‫َ ِ ُ‬ ‫ي‬ ‫أي‬ ‫الشيء‪:‬‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫و‬
‫َ ْ‬ ‫ح‬ ‫"هو‬ ‫اللغة(‪:‬‬ ‫)متن‬ ‫معجم‬ ‫في‬ ‫وجاء‬
‫طوف[‪.‬‬ ‫طيف = ي َ ُ‬ ‫]ي َ ِ‬
‫حوَْله‪".‬‬ ‫ف َ‬ ‫ل البيت‪ :‬طا َ‬ ‫حو ْ َ‬‫وجاء فيه‪" :‬داَر َ‬
‫حوَْله‪".‬‬ ‫دوا َ‬ ‫وجاء في معجم )أساس البلغة(‪" :‬قَعَ ُ‬
‫ل الشيء‪ :‬ما ُيحيط به‪،‬‬ ‫حو ْ ُ‬ ‫وجاء في )معجم ألفاظ القرآن الكريم(‪َ " :‬‬
‫ن‪".‬‬ ‫م ْ‬ ‫وُيستعمل منصوبًا‪ ،‬وتارةً مجرورا ً ب ِ ِ‬
‫مُعون?‪.‬‬ ‫ست ِ‬ ‫حوَْله أل ت َ ْ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬‫وفي التْنزيل العزيز‪? :‬قال ل ِ َ‬
‫حوِْلك?‪.‬‬ ‫من َ‬ ‫ضوا ِ‬‫ف ّ‬
‫ت فظا غليظ القلب ل ن ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وفي التْنزيل العزيز‪? :‬ولو كن َ‬
‫ل الشمس‪ ،‬كان الكلم‬ ‫حو ْ َ‬ ‫ض َ‬ ‫يستبين بما سبق أنه إذا قلنا‪ :‬تدور الر ُ‬
‫محوره‪ ،‬كان الكلم سليما‪ً.‬‬ ‫ل ِ‬ ‫حو ْ َ‬ ‫مستقيمًا‪ .‬وإذا قلنا‪ :‬يدور الدولب َ‬
‫ل الموضوع الفلني‪ ،‬كان الكلم مجازًا‪ ،‬بمعنى أن‬ ‫حو ْ َ‬ ‫وإذا قلنا‪ :‬داَر النقاش َ‬
‫النقاش تناول الموضوع من جوانبه المختلفة‪.‬‬
‫ث حول الزكاة‪.‬‬ ‫ضُر الحدي َ‬ ‫حا ِ‬ ‫وكذلك إذا قلنا‪ :‬أداَر الم ُ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ُ‬
‫مو ِ ّ‬‫ب البرنامج الذاعي الحلقة حول الدب ال َ‬ ‫أو إذا قلنا‪ :‬أداَر صاح ُ‬
‫ومن المجاز أيضًا‪:‬‬
‫‪ ..." -‬فقلت أنت تحوم حول أبي ُنواس في قوله ‪) "...‬الغاني ‪.(7/220‬‬
‫‪... " -‬وفي المناقضات التي دارت بين الفرزدق وجرير حول زواج بنت‬
‫ض الشاعُر الشاعَر‪ :‬قال أحدهما قصيدةً‬ ‫زيق‪) "...‬الغاني ‪] .(10/303‬ناق َ‬
‫ضها صاحُبه عليه راد ّا ً على ما فيها معارضا له )المعجم الوسيط(‪ .‬ثم إن‬
‫ً‬ ‫ق َ‬ ‫فن َ َ‬
‫ل منهما بين شخصين فأكثر‪ ،‬فكأنهما‬ ‫مساجلة أيضا يجري ك ّ‬‫ً‬ ‫حوار وال ُ‬ ‫ال ِ‬
‫) فكأنهم( يتناولون الموضوع من جوانب مختلفة‪[.‬‬
‫حوار حول تبذيره المال‪) ".‬الغاني ‪.(12/37‬‬ ‫‪ِ ... " -‬‬

‫) ‪(99/1‬‬
‫ل جارية يقال لها مليحة‪) ".‬الغاني ‪.(23/39‬‬ ‫جلة حو َ‬ ‫مسا َ‬ ‫‪ُ ... " -‬‬
‫ً‬
‫ول( في هذه اليام استعمال ُيجانبه التوفيق‪:‬‬ ‫وغالبا ً ما تستعمل كلمة ) َ‬
‫ح ْ‬
‫والوجه أن يقال‪:‬‬
‫‪ -‬دراسات في اللغة‪.‬‬
‫مع اللغة العربية بالقاهرة تضمين حرف الجر‬ ‫مج ْ‬
‫‪ -‬تقرير عن الجلسة‪) .‬أجاز َ‬
‫ى ‪ُ -‬يضاف إلى معانيه المعروفة‪ -‬هو "التصال والتعّلق والرتباط"(‬ ‫)عن( معن ً‬
‫‪ -‬ألقى محاضرة عن‪...‬‬
‫‪ -‬حديث عن الجاحظ‪.‬‬
‫‪ -‬معلومات عن المقاييس‪.‬‬
‫‪ -‬معطيات عن كذا‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب في الهندسة‪.‬‬
‫مراجع في المقاييس‪.‬‬ ‫‪َ -‬‬
‫‪ -‬آراء القراء في الكتاب‪.‬‬
‫‪ -‬كتب فصل ً في ‪ /‬عن البلغة‪.‬‬
‫ح لفتوى فلن‪.‬‬ ‫ح فتوى‪/‬توضي ٌ‬ ‫‪ -‬توضي ُ‬
‫‪ -‬ملحظات )على‪ /‬تتعلق بـ( السباب ‪ ]...‬بمعنى تعقيب‪ /‬استدراك على[‬
‫صلة ‪ /‬تتصل ب كذا‪..‬‬ ‫‪ -‬إرشادات ذات ِ‬
‫ك في الدللة‪...‬‬ ‫‪... -‬ش ّ‬
‫‪... -‬تعاليمه الخاصة بإدارة الجودة‪...‬‬
‫‪ -‬جاءنا تساؤلت عن مرض )الجمرة الخبيثة(‬
‫م ي ََتساِءلون عن النبأ العظيم?‬ ‫وفي التْنزيل العزيز‪? :‬عَ ّ‬
‫ضهم‪:‬‬‫فقد قال بع ُ‬
‫‪ -‬دراسات حول اللغة‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير حول الجلسة‪.‬‬
‫‪ -‬ألقى محاضرة حول‪.....‬‬
‫‪ -‬حديث حول الجاحظ‬
‫‪ -‬معلومات حول المقاييس‪.‬‬
‫معطيات حول كذا‪.‬‬ ‫‪ُ -‬‬
‫‪ -‬كتاب حول الهندسة‪.‬‬
‫مراجع حول المقاييس‪.‬‬ ‫‪َ -‬‬
‫قّراء حول الكتاب‪.‬‬ ‫‪ -‬آراء ال ُ‬
‫صل ً حول البلغة‪.‬‬ ‫ب فَ ْ‬ ‫‪ -‬ك َت َ َ‬
‫‪ -‬توضيح حول فَْتوى فلن‪.‬‬
‫‪ -‬ملحظات حول السباب الموجبة للقانون‪..‬‬
‫‪ -‬إرشادات حول كذا‪...‬‬
‫ك حول الدللة على‪...‬‬ ‫‪ -‬ل يوجد أيّ ش ّ‬
‫‪ -‬أفادت تعاليمه حول إدارة الجودة كثيرا ً‬
‫‪ -‬جاءنا تساؤلت حول مرض )الجمرة الخبيثة(‬

‫) ‪(99/2‬‬

‫س‪ ،‬انعكس؛ انعكاس‬‫‪ -97‬عَك َ َ‬


‫مما جاء في )المعجم الوسيط(‪:‬‬
‫ه‪َ :‬رّده عليه‪.‬‬ ‫كسًا‪ :‬قََلبه؛ وعَك َس على ُفل َ‬ ‫كسه ع ْ‬
‫مر ُ‬
‫نأ ْ‬‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫س الشيَء يع ِ‬ ‫"عك َ‬
‫َ‬
‫س الشيُء‪ :‬ارتد ّ آخُره ُ على أّوله‪".‬‬ ‫انعك َ‬
‫وقد استعمل العالم العربي الشهير ابن الهيثم )قبل ألف سنة( الفعل‬
‫المطاوع )انعكس( كثيرا ً في بحوثه في علم الضوء‪ ،‬مثل‪) :‬إذا لقي الضوء‬
‫جسما ً صقيل ً فهو ينعكس عليه( أي يرت ّد ّ عنه‪ .‬هذا هو الصل في الستعمال‪.‬‬
‫ة للكلمة النكليزية )أو‬ ‫وَيستعمل الن كثيٌر من الناس )النعكاس( ترجم ً‬
‫الفرنسية( ‪ .Repercussion‬ول بأس في هذا‪ :‬فقد شرح المعجم )المورد( هذه‬
‫الكلمة كما يلي‪:‬‬
‫كئ )أو نتيجة غير‬ ‫متل ّ‬‫ل أو ُ‬ ‫عف‪ :‬أثٌر تا ٍ‬‫"‪ -1‬ارتداد ‪ -2‬ترجيع صدى ‪ -3‬المضا َ‬
‫مباشرة("‬
‫وهذا يعني أنه يمكن ‪ -‬عند ترجمة الكلمة النكليزية )أو الفرنسية( ‪ -‬استعمال‬
‫)الرتداد أو النعكاس أو رد ّ الفعل( أحيانًا‪ ،‬ل دائما ً !‬
‫طرة لهجوم‬ ‫ذر الرئيسان‪ ...‬من النعكاسات الخ ِ‬ ‫فل بأس في قولهم‪" :‬وقد ح ّ‬
‫ذرا من ردود‬ ‫عسكري على أفغانستان يجري خارج المم المتحدة‪ ".‬أي‪ :‬ح ّ‬
‫طرة‪...‬‬‫الفعال الخ ِ‬
‫أما قولهم‪ ... ) :‬وهذه الرقام تبّين انعكاس )!( فقدان المن على الحالة‬
‫القتصادية‪(.‬‬
‫فالوجه أن يقال‪ُ ...) :‬تبّين أثر فقدان المن في الحالة القتصادية‪(.‬‬
‫والن‪ ،‬ما الرأي في الستعمالت التية‪ ،‬التي نصادفها في مجلت هذه اليام؟‬
‫أليس البديل )المذكور بين قوسين( هو الكلمة أو العبارة التي ل تحتاج إلى‬
‫تخريج متكّلف؟‬
‫ع‬
‫ش ّ‬
‫‪ ... -1‬وله ) فكتور هيغو( عينان واسعتان عميقتان تنعكس )فيهما(! )ت ُ ِ‬
‫منهما ‪ /‬تتجّلى فيهما( عبقريته ونبوغه‪.‬‬
‫ول )!( حقيقة ما ذهبت إليه جان دارك‪ ،‬هل‬ ‫‪ ... -2‬فقد تعددت آراء الباحثين ح ْ‬
‫ل )نتيجة ‪ /‬تعبير عن( أحاسيس عامة كانت سائدة بين‬ ‫س ِ‬ ‫هو انعكا ٌ‬
‫الفرنسيين؟‬
‫ل )!( مباشر على )كان لهما أثٌر مباشر‬ ‫‪ ... -3‬فهذان الحدثان انعكسا بشك ٍ‬
‫في( حياة جان داْرك‪.‬‬

‫) ‪(100/1‬‬

‫كس )تشير إلى ‪ /‬تعّبر عن ‪ُ /‬تظِهر ‪ /‬تفضح( خوف‬ ‫‪ ... -4‬ثم إن الرقابة هنا تع ِ‬
‫السلطات واهتزاز موقفها‪...‬‬
‫‪ ... -5‬وانعكس ذلك على )وتأثرت بذلك( حالة النتاج والتجارة‪ .‬وانعكس‬
‫بدرجةٍ أكبر على )وتأثرت بقد ْرٍ أكبر( حالة العمالة‪.‬‬
‫كس )يظِهر ‪ /‬يبّين ‪/‬‬ ‫‪ ... -6‬انخفضت نسبة المشتغلين بالتشييد‪ ،‬وهو ِقطاعٌ يع ِ‬
‫رز( حالة الستقرار أو حالة التوتر‪.‬‬ ‫ُيب ِ‬
‫رز ‪/‬‬‫وضح ‪ /‬لُتبّين ‪ /‬لُتب ِ‬ ‫ْ‬
‫‪ ... -7‬وجرى تحديث هذه النسخة لتعكس )لت ُظِهر ‪ /‬لت ُ ِ‬
‫ح( الوضع العالمي الراهن والتحديات الجديدة‪.‬‬ ‫ف ‪ /‬لتشَر َ‬‫ص َ‬
‫لت ِ‬
‫كتب طه حسين ) جريدة الجمهورية الصادرة بتاريخ ‪ (18/12/1953‬مقال ً‬
‫كل أدب في أي أمة من المم‪ ،‬إنما يصور نوعا ً من‬ ‫طول ً جاء فيه‪ ..." :‬ف ّ‬‫م ّ‬
‫أنواع حياتها‪ ،‬ولونا ً من ألوان شعورها وذوقها وتفكيرها وانعكاس )!( الحياة‬
‫في نفوسها‪"...‬‬
‫جمع القاهرة بعد ذلك؟ فقد‬ ‫م ْ‬‫ُترى‪ ،‬هل ساهم كلم طه حسين فيما صنعه َ‬
‫ل قولهم‪:‬‬ ‫مث ْ َ‬
‫أجاز هذا المجمع ِ‬
‫ة آثارا طيبة على وجوه المشتركين فيها" أي رّدت إلى‬ ‫ً‬ ‫ت الرحل ُ‬‫س ِ‬
‫]"عك َ‬
‫نفوسهم آثارا ً حميدةً واضحة تب َّين تأثيُرها على وجوههم واتضح‪.‬‬
‫وقولهم‪" :‬انعكس على العمال إهمال رؤسائهم فتهاونوا في أعمالهم‪ ".‬أي‬
‫ارتد إليهم إهمال الرؤساء فأثّر فيهم‪ ،‬وتبّين تأثيره في إهمالهم‪.‬‬
‫س هو الرد ّ والتأثير والتوضيح‪ ،‬والنعكاس هو الرتداد والتأثير‬ ‫فالعك ُ‬
‫والتضاح"[‪.‬‬
‫انتهى كلم المجمع القاهري !!‬
‫َ‬
‫ه‪!".‬‬
‫جعَ ُ‬
‫ه؛ أْر َ‬ ‫صَرفَ ُ‬
‫من ََعه و َ‬
‫ه‪َ :‬‬
‫جاء في معجم المجمع )المعجم الوسيط(‪َ" :‬رد ّ ُ‬
‫قلت‪ :‬أليس الوجه أن يقال‪:‬‬
‫ة على وجوه المشتركين فيها‪.‬‬ ‫ة آثارا ً طيب ً‬ ‫ت الرحل ُ‬‫‪ -‬ترك ِ‬
‫‪ -‬انتقلت عدوى الهمال من الرؤساء إلى العمال فتهاونوا في أعمالهم‪ .‬أو‪:‬‬
‫ة لهمال رؤسائهم‪.‬‬ ‫تهاون العمال في أعمالهم نتيج ً‬
‫أخيرًا‪ ،‬للكاتب‪ -‬في كل حال‪ -‬أن ي ََتخّير بين )الجيد( و)المقبول(‪...‬‬

‫) ‪(100/2‬‬

‫‪) -98‬مادام( المصدرية الشرطية أو الظرفية الشرطية‬


‫ت‪) .‬مادام(‪:‬‬ ‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬دام الشيء يدوم د َْوما ً ودوامًا‪ :‬ث َب َ َ‬
‫ت قائمًا‪ :‬مدة َ ِقيامك‪".‬‬ ‫م َ‬‫س ما د ُ ْ‬‫يقال‪ :‬ل أجل ُ‬
‫مْرُء الحترام والتكريم مادام شريفا‪ً.‬‬ ‫يقال على الصواب‪ :‬يستحق ال َ‬
‫ح أن تجيء في صدر‬ ‫دم )مادام( ‪ -‬أي ل يص ّ‬ ‫ق ّ‬ ‫ح تَ َ‬ ‫ويرى بعض العلماء أنه ل يص ّ‬
‫ي مجتهدا في دروسه فسيكتب له النجاح‪ - (.‬وأنه‬ ‫ً‬ ‫الجملة‪ ،‬نحو‪) :‬مادام عل ّ‬
‫ً‬
‫يجب تأخّر )مادام( عما يكون مظروفا أو جملة‪ ،‬نحو‪ ... ? :‬وأوصاني بالصلة‬
‫حي ًّا?‪ .‬ونحو‪:‬‬ ‫ت َ‬‫م ُ‬ ‫والزكاة ما د ُ ْ‬
‫ةل ّ‬ ‫َ‬
‫ت والهََرم ِ‬ ‫ذاُته باد ّ كار المو ِ‬ ‫ص ً‬‫ل ط ِْيب للعيش مادامت منغّ َ‬
‫دم )مادام( هذه قديم صحيح‪ ،‬ورد في كلم الفصحاء‪ .‬قال عبد‬ ‫ق ّ‬ ‫والحق‪ ،‬أن ت َ َ‬
‫الرحمن الداخل )ت ‪171‬هـ(‪ ،‬وكان من البلغة بالمكان العالي‪:‬‬
‫ت متواص ُ‬
‫ل‬ ‫ك فيكم ثاب ٌ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫م فال ُ‬ ‫م قائ ٌ‬
‫سلي إما ٌ‬ ‫مادام من ن َ ْ‬
‫فاح والمنصور(‬ ‫م الس ّ‬ ‫ّ‬ ‫)ع‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫سليمان‬ ‫لرسول‬ ‫الفراهيدي‬ ‫وقال الخليل‬
‫وهو يشير إلى خبزٍ بيده‪" :‬مادمت أجده فل حاجة لي إلى سليمان‪".‬‬
‫مع اللغة‬ ‫ج َ‬‫م ْ‬ ‫صام ‪ -‬في مقالة نشرتها مجلة ) َ‬ ‫وقد أورد الستاذ صبحي الب ّ‬
‫العربية بدمشق‪ ،‬المجلد ‪ ،57‬الجزء الرابع‪ ،‬ص ‪ 24 - (639‬شاهدا ً قديما ً‬
‫فصيحا ً على استعمال )مادام( المصدرية الشرطية‪ .‬ونلحظ اقتران جوابها‬
‫بالفاء‪ ،‬على المنهاج في الحالت التي يقتضيها جواب الشرط‪.‬‬
‫حظ في أيامنا هذه أن )مادام( ُتستعمل في غير ما ُوضعت له‪:‬‬ ‫والمل َ‬
‫فيقولون‪:‬‬
‫م لم ت َُزْرني؟‬ ‫ت قد جئت إلى دمشق فَل ِ َ‬ ‫م َ‬‫‪ -‬وماد ُ ْ‬
‫دته!‬
‫جم عن مساعدته مادمت وَعَ ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬عليك أل ت ُ ْ‬
‫طر فيجب أن نحتاط‬ ‫منا نعرف أثره الخ ِ‬ ‫‪ -‬وماد ُ ْ‬
‫جه أن يقال‪:‬‬ ‫والو ْ‬
‫م لم ت َُزْرني؟‬ ‫َ‬
‫‪ -‬وإذ قد جئت إلى دمشق فل ِ َ‬
‫‪ -‬عليك أل ّ تحجم عن مساعدته بعد أن وعَ ْ‬
‫دته!‬
‫طر‪ ،‬يجب أن نحتاط‪.‬‬ ‫‪ -‬ولننا نعرف أثره الخ ِ‬

‫) ‪(101/1‬‬

‫وقديما ً قال الجاحظ )الحيوان ‪" :(2/261‬وإذ قد وجدناه‪ ،...‬فكيف ل‬


‫ده )اللسان ‪" :(14/301‬وإذ هي خمسة‪ ،‬فظاهر‬ ‫سي ْ َ‬
‫نقضي‪ "...‬وقال ابن ِ‬
‫أمرها‪"...‬‬

‫) ‪(101/2‬‬

‫‪ -99‬قَّلما‪ ،‬طالما‬
‫هاتان الكلمتان ل يليهما إل ِفعل‪) :‬قّلما( يليها فعل مضارع أو ماض؛ أما‬
‫)طالما( فمخصوصة بالماضي‪.‬‬
‫ص‪.‬‬‫ق َ‬ ‫ة‪ :‬ن َد ََر‪ .‬وق ّ‬
‫ل‪ :‬ن َ َ‬ ‫ّ‬
‫ل قِل ً‬ ‫ق ّ‬‫ل الشيُء ي َ ِ‬ ‫َ‬
‫‪ -1‬جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬ق ّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ل عن كذا‪ :‬يصُغر عنه‪ .‬وقد تتصل )ما( بـ )قل( فتفيد النفي‬ ‫ويقال‪ :‬هو يق ّ‬
‫ده‪ .‬قّلما تجد‬ ‫ف النبيل وعْ َ‬ ‫خل ِ ُ‬‫صرف أو إثبات الشيِء القليل‪ .‬يقال‪ :‬قّلما ي ُ ْ‬ ‫ال ّ‬
‫ي‪".‬‬ ‫ّ‬ ‫الوف‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫الصدي‬
‫قال مصطفى صادق الرافعي )وحي القلم ‪ ..." :(2/220‬وقّلما رأيت رجل ً‬
‫يستحقها إل وهو ل يحتاج إليها‪".‬‬
‫د‪".‬‬ ‫‪ -2‬جاء في معجم )متن اللغة(‪" :‬طال الشيُء‪ :‬امت ّ‬
‫ل‪ :‬عل وارتفع‪".‬‬ ‫طو ً‬ ‫وجاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬طال يطول ُ‬
‫كبة من )طال( و) ما(‪ .‬ومعناها‪ :‬طال‪ ،‬كقول الحريري في مقالته‬ ‫)طالما( مر ّ‬
‫الصنعانية‪:‬‬
‫ست‪] ".‬أيقظ‪ :‬فعل ماض ![‪ .‬أي طال إيقاظ‬ ‫"طالما أيقظك الدهُر فتناعَ ْ‬
‫الدهر إياك‪.‬‬
‫ؤك بوعدك‪.‬‬ ‫ت بوعدك‪ :‬طال إيفا ُ‬ ‫طالما أوْفَي ْ َ‬
‫مغَّبة هذه‬ ‫ذرتك )من( َ‬ ‫طالما نصحت لك أل تشارك هذا الرجل‪ .‬طالما ح ّ‬‫ّ‬
‫العمال!‬
‫خطئون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫في هذه النماذج اسُتعملت )طالما( استعمال صحيحا‪ .‬ولكن كثيرا ما ي ُ ْ‬
‫في استعمالها‪ :‬فيقولون‪:‬‬
‫‪ -‬لن ينجح فلن طالما هو منغمس في اللهو‪.‬‬
‫‪ -‬طالما أنت بخير فأنا بخير! )يليها هنا ضمير!(‬
‫م ل يشتري سيارة طالما يملك مال ً كثيرًا؟ ]يليها هنا مضارع‪ ،‬ل ماض !![‬ ‫‪ -‬لِ َ‬
‫‪ -‬سوف تنجح طالما تسهر الليالي في الدراسة‪.‬‬
‫ه أن يقال‪:‬‬ ‫والوج ُ‬
‫ً‬
‫‪ -‬لن ينجح فلن ما بقي ‪ /‬مادام منغمسا‪...‬‬
‫ت بخير‪.‬‬‫م َ‬
‫‪ -‬أنا بخير ما د ُ ْ‬
‫‪ -‬لم ل يشتري سيارة‪ ،‬وهو يملك الكثير من المال؟‬
‫‪ -‬سوف تنجح لنك تسهر الليالي‪...‬‬

‫) ‪(102/1‬‬
‫ن( و)إذا( الشرطيتان‪ :‬أوجه الشبه والختلف بينهما‬ ‫‪) -100‬إ ْ‬
‫ً‬
‫ن( و)إذا( الشرطيتين‪ ،‬علما بأنهما تكونان‬ ‫صر الحديث فيما يلي على )إ ْ‬ ‫ق ِ‬‫سن ْ‬
‫غير شرطيتين أيضا‪ً.‬‬
‫]قد تتجرد )إذا( للظرفية المحض‪ ،‬غير متضمنة معنى الشرط‪ .‬فتكون ظرفا ً‬
‫سم‪ ،‬نحو‪? :‬والنجم إذا هوى?؛ ?والليل إذا يغشى? فهي هنا‬ ‫ق َ‬‫للحال بعد ال َ‬
‫صد َفَْين‬
‫بمعنى )حين(‪ .‬وتكون للزمان الماضي‪ ،‬نحو‪ ?:‬حتى إذا ساوى بين ال ّ‬
‫خوا?؛ وللستمرار في الماضي دون الشرط‪ ،‬نحو‪? :‬وإذا رأوا تجارةً أو‬ ‫ف ُ‬‫قال ان ُ‬
‫مّنا?‪ .‬وتكون للوقت المجّرد‪،‬‬ ‫قوا الذين آمنوا قالوا آ َ‬ ‫ضوا إليها?؛ ?وإذا ل ُ‬ ‫ل َْهوا ً انف ّ‬
‫ت طلوعه‪[.‬‬ ‫ل إذا طلع الفجر‪ ،‬أي وق َ‬ ‫ص ّ‬‫نحو‪َ :‬‬
‫للشرط جملتان‪ :‬جملة للشرط‪ ،‬وأخرى للجواب )أو الجزاء(‪.‬‬
‫ن( أداة شرط جازمة ‪ -‬ومن المقرر أن أداة الشرط الجازمة ‪ -‬مهما تكن‬ ‫)إ ْ‬
‫صيغة فعل الشرط أو جوابه ‪ -‬تجعل زمن شرطها وجوابها مستقب َل ً خالصا‪ً،‬‬
‫نحو‪:‬‬
‫مك‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫جئني أكر ْ‬ ‫ن جئتني أكرمُتك‪ .‬إن ت َ ِ‬ ‫إ ْ‬
‫ً‬
‫ف للمستقبل غالبا‪ ،‬متضمن معنى الشرط غالبا‪ .‬وقد اجتمع النوعان‬ ‫ً‬ ‫)إذا( ظر ٌ‬
‫‪-‬الظرفية الشرطية والظرفية المحضة ‪ -‬في قول الشاعر‪:‬‬
‫فّرقا‬ ‫ة ‪ -‬إذا َزّلها ‪ -‬أو شكتما أن ت َ َ‬ ‫ك أخاك وَزل ّ ً‬ ‫إذا أنت لم ت َْتر ْ‬
‫وتضاف )إذا( الظرفية الشرطية إلى جملة فعلية خبرية هي ‪-‬في الكثر‪-‬‬
‫ماضوية‪ .‬وقد اجتمع النوعان في قول الشاعر‪:‬‬
‫ع‬
‫قن ُ‬ ‫ل تَ ْ‬‫ة إذا رغّب َْتها وإذا ت َُرد ّ إلى قلي ٍ‬ ‫والنفس راغب ٌ‬
‫ومثال الجملة الخبرية المضارعية أيضا‪ً:‬‬
‫ب‬ ‫وإذا تكون كريه ٌ ُ‬
‫جن ْد ُ ُ‬‫س يدعى ُ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫س ال َ‬ ‫ة أدعى لها وإذا ُيحا ُ‬
‫ل الزمن‪ ،‬سواء أكان ماضي اللفظ أم‬ ‫والماضي في شرطها أو جوابها مستقب َ ُ‬
‫م(‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫كما ً دون لفظ‪ ،‬وهو المضارع المجزوم بـ )ل ْ‬
‫َ‬ ‫ح ْ‬‫ىو ُ‬ ‫ً‬
‫كان ماضيا معن ً‬
‫ن من الّثم ِ‬
‫ر‬ ‫ك الرض عن دا ٍ‬ ‫قل َُتها لم تضح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ٌ‬ ‫ن السماء إذا لم ت َب ْ ِ‬ ‫إ ّ‬
‫سرت كاف تضحك للتقاء الساكنين(‪.‬‬ ‫)ك ِ‬ ‫ُ‬
‫مّردا‬ ‫ت اللئيم ت َ َ‬ ‫م َ‬ ‫ن أنت أكر ْ‬ ‫ه وإ ْ‬‫ملكت َ ُ‬‫ْ‬ ‫م َ‬ ‫ت الكري َ‬ ‫إذا أنت أكرم َ‬
‫ن( و)إذا(‬ ‫أحكام )إ ْ‬

‫) ‪(103/1‬‬

‫ن‬
‫ح أن نقول‪ :‬إ ْ‬ ‫ة‪ ،‬فل يص ّ‬ ‫ي المعنى حقيق ً‬ ‫ً‪ -1‬يمتنع وقوع فعل الشرط ماض َ‬
‫س يشرب النبات‪ .‬وأما قوله تعالى على لسان عيسى عليه‬ ‫َ‬
‫هَطل المطر أم ِ‬
‫ن يْثب ْ‬
‫ت‬ ‫ت قلُته فقد عَِلمَته? فالقرائن تدل على أن المراد‪ :‬إ ْ‬ ‫السلم‪? :‬إن كن ُ‬
‫في المستقبل أني قلّته فقد عَِلمَته‪.‬‬
‫قق الحصول( أو المظنون‬ ‫قن )أي المح ّ‬ ‫ً‪ -2‬تختص )إذا( الشرطية بالمر المتي ّ‬
‫قه(‪ ،‬ولكن الول هو الغلب‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ق ُ‬
‫ح ّ‬
‫جح حصوله وت َ َ‬ ‫)أي المر ّ‬
‫م عندكم‪) .‬ل بد أن يأتي الشتاء!(‬ ‫‪ -‬إذا أقبل الشتاء أقي ُ‬
‫‪ -‬إذا جئت أكرمُتك‪) .‬أنت على يقين من مجيئه(‬
‫طبا‪ً.‬‬
‫سُر ل بد أن يحمّر فهو التمر قبل أن يصبح ُر َ‬ ‫سُر‪ ،‬والب ُ ْ‬ ‫مّر الب ُ ْ‬‫ح َ‬
‫‪ -‬آتيك إذا ا ْ‬
‫ّ‬
‫ن( الشرطية بالمشكوك فيه )الذي يتساوى فيه ت َوَقع الحصول‬ ‫ً‪ -3‬وتختص )إ ْ‬
‫قق )لنكتة بلغية(‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ً‬
‫وعدم التوّقع( أو بالمستحيل‪ ،‬أو ‪-‬أحيانا‪ -‬بالمح ّ‬
‫ح‪) .‬الدراسة مشكوك فيها‪ :‬قد تحصل وقد ل تحصل!(‪.‬‬ ‫س تنج ْ‬ ‫ن تدر ْ‬‫‪-‬إ ْ‬
‫ت أكرمُتك‪.‬‬ ‫ن جئ َ‬ ‫‪-‬إ ْ‬
‫‪? -‬قل إن كان للرحمن ولد ٌ فأنا أول العابدين? هنا استحالة! الرحمن لم يلد‬ ‫ْ‬
‫ولم ُيوَلد!‬
‫ُ‬
‫م الخالدون؟? أنزل الموت‬‫ت َفه ُ‬‫م ّ‬
‫ن ِ‬‫خْلد‪ ،‬أَفإ ْ‬
‫شرٍ من قبلك ال ُ‬ ‫‪? -‬وما جعْلنا لب َ َ‬
‫مْنزلة المشكوك فيه لبهام زمنه‪.‬‬ ‫قق‪َ -‬‬ ‫‪-‬وهو مح ّ‬
‫قق! والغرض‬ ‫مح ّ‬
‫ل كذا( فالشرط ُ‬ ‫ت ابني َفاْفع ْ‬ ‫ن كن َ‬
‫‪ -‬إذا قال الب لبنه‪) :‬إ ْ‬
‫استنهاض الهمة!‬
‫قن الوجود بحكم معنى الظرف‪ ،‬كما‬ ‫وعلى هذا تختص )إذا( الشرطية بمتي ّ‬
‫ن( بالمستحيل‪ .‬وتشتركان في المشكوك فيه‬ ‫تختص أداة الشرط )إ ْ‬
‫مل بحكم معنى الشرط‪.‬‬ ‫والمحت َ َ‬
‫دها هي التي تعّين اليقين‪ ،‬أو الظن‪ ،‬أو الشك‪ ،‬أو الستحالة‪...‬مع‬ ‫ن وح َ‬ ‫والقرائ ُ‬
‫الدللة على الشرطية في كل حالة‪.‬‬

‫) ‪(103/2‬‬

‫ن( ‪-‬في الكثر‪ -‬لتعليق الجواب تعليقا ً مجردا ً يراد منه الدللة‬ ‫ت )إ ْ‬ ‫ً‪ -4‬وقد ُوضع ْ‬
‫قه ]سواء أكان الشرط سببا ً‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ق‬ ‫تح‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫الشرط‬ ‫بوقوع‬ ‫ققه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تح‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫الجواب‬ ‫على وقوع‬
‫ف الليل‪ ،‬أم غير سبب‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫خت َ ِ‬‫في وجود الجواب‪ ،‬نحو‪ :‬إن تطلع الشمس ي َ ْ‬
‫إن كان النهار موجودا ً كانت الشمس طالعة[‪.‬‬
‫سْبكم به‬
‫خفوه يحا ِ‬ ‫سكم أو ت ُ ْ‬ ‫دوا ما في أنف ِ‬ ‫ن ت ُب ْ ُ‬
‫مثال ذلك قوله تعالى‪? :‬وإ ْ‬
‫الله?‪.‬‬
‫كم )إذا( ‪-‬مع أنها غير جازمة‪ -‬هو حكم أدوات الشرط الجازمة ]ومنها‬ ‫ح ْ‬‫ً‪ُ -5‬‬
‫مه‪ .‬وهناك قاعدتان‪:‬‬ ‫ن جوابها بالفاء أو عد ُ‬ ‫ن([ من حيث اقترا ُ‬ ‫)إ ْ‬
‫القاعدة الولى‪:‬‬
‫ة‪ ،‬أو فعلية‬
‫ة اسمي ً‬ ‫ن كان جمل ً‬ ‫ً‬
‫صلح الجواب لن يكون شرطا ‪-‬وذلك بأ ْ‬ ‫إذا لم ي َ ْ‬
‫ي أو جامد أو مسبوق بـ )ما( النافية‪ ،‬أو )قد(‪ ،‬أو )لن( أو )س( أو‬ ‫فِْعلها طلب ّ‬
‫م هذه‬ ‫خص معظ َ‬ ‫ب اقترانه بالفاء؛ ويل ّ‬ ‫ج َ‬‫)سوف( أو )رّبما( أو )كأنما(‪ -‬وَ َ‬
‫ت التي‪:‬‬ ‫القواعد البي ُ‬
‫ة وبجامدٍ وبما وقد وِبلن وبالتنفيس‬ ‫ة طلبي ٌ‬ ‫ِاسمي ٌ‬
‫وفيما يلي نماذج فصيحة تبّين كل حالة‪:‬‬
‫ً‪ -1‬السمية‪:‬‬
‫شّر فذو ُدعاٍء عريض?‪) .‬ذو( من السماء الخمسة‪.‬‬ ‫ه ال ّ‬ ‫س ُ‬‫م ّ‬ ‫· ?وإذا َ‬
‫ن( حرف مشّبه بالفعل يدخل على‬ ‫ك عبادي عني فإني قريب?‪) .‬إ ّ‬ ‫· ?وإذا سأل َ َ‬
‫ً‬
‫السم والضمير )وهو اسم أيضا(‪.‬‬
‫· إذا ُأقيمت الصلة فل صلة َ إل المكتوبة )حديث شريف(‪.‬‬
‫· إذا أتيتم الصلة َ فعليكم السكينة‪) .‬حديث شريف(‪ .‬حرف الجر )على( دخل‬
‫على ضمير )اسم(!‬
‫م‬‫· ِابدأ بنفسك فان ْهََها عن غَّيها فإذا انتهت عنه فأنت حكي ُ‬
‫)أنت ضمير منفصل(‪.‬‬
‫ً‬
‫ى وجاها‪ ،‬فما أشقى بني الحكماء‬ ‫مْثرون أبناَءهم ِغن ً‬ ‫ث ال ُ‬ ‫· إذا وَّر َ‬
‫)ما( اسمية للتعجب )نكرة تامة(‪.‬‬
‫ن من الله للفتى فأكثُر ما يجني عليه اجتهاُده‬ ‫· إذا لم يكن عو ٌ‬
‫)أكثر( اسم تفضيل‪.‬‬
‫ت إنسان‪.‬‬
‫ت أن يسمع صو َ‬‫ت الحق‪ ،‬فَهَْيها َ‬‫· إذا كان ل يريد أن يسمعَ صو َ‬
‫)هيهات( اسم فعل‪.‬‬
‫· إذا لم ينتفع بهذا الدواء فعندئذ ٍ ل ب ُد ّ من الجراحة‪) .‬عندئذ( ظرف‪ ،‬أي اسم‪.‬‬

‫) ‪(103/3‬‬

‫صْركم الله فل غالب لكم?؛ )غالب( اسم فاعل‪.‬‬ ‫ن ين ُ‬ ‫· ?إ ْ‬


‫ح أجمل‪.‬‬ ‫ح فالصف ُ‬ ‫ن َتصف ْ‬ ‫·إ ْ‬
‫ن أسأتم فَلها?‪ .‬الضمير )ها( اسم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ن أحسنتم أحسنتم لنفسكم‪ ،‬وإ ْ‬ ‫· ?إ ْ‬
‫ً‪ -2‬الطلبية‪:‬‬
‫ي‪ ،‬والدعاء‪ ،‬والستفهام‪ ،‬والعَْرض‪ ،‬والتحضيض‪ ،‬والتمني‪،‬‬ ‫ومنها المر‪ ،‬والنهْ ُ‬
‫جي‪.‬‬ ‫والتر ّ‬
‫المر‪:‬‬
‫ح بحمد ربك?‪...‬‬ ‫سب ّ ْ‬ ‫َ‬
‫صُر الله والفتح‪.......،‬ف َ‬ ‫· ?إذا جاء ن ْ‬
‫ل أحدكم فليأكل بيمينه‪) .‬حديث شريف(‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫· إذا أك َ َ‬
‫ف بقدرك )المام الشافعي(‪.‬‬ ‫معترِ ٍ‬ ‫صد ْ ل ُ‬ ‫ت لحاجةٍ فاقْ ِ‬ ‫· وإذا َقصد ْ َ‬
‫النهي‪:‬‬
‫· ?يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فل تتناجوا بالثم?‪) .‬ل( الناهية جزمت‬
‫المضارع بحذف النون‪.‬‬
‫حْبني?‪.‬‬ ‫دها فل تصا ِ‬ ‫ن سأل ُْتك عن شيٍء ب َعْ َ‬ ‫· ?قال إ ْ‬
‫س حتى يركع ركعتين‪) .‬حديث شريف(‪.‬‬ ‫دكم المسجد فل يجل ْ‬ ‫· إذا دخل أح ُ‬
‫الدعاء‪:‬‬
‫دني‬ ‫ش ْ‬ ‫ْ‬
‫ه لما يغضُبك فَلُتر ِ‬ ‫ن أّتج ْ‬ ‫ب‪ ،‬وإ ْ‬ ‫عك لما يرضيك فاستج ْ‬ ‫ن أد ْ ُ‬ ‫بإ ْ‬ ‫·ر ّ‬
‫سداد‪.‬‬ ‫لل ّ‬
‫اللم هنا لم الدعاء الجازمة!‬
‫مت المجاهد‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫مه الله! )برفع يرحمه!( ]ل يقال‪ :‬إ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫مت المجاهد فير َ‬ ‫ني ُ‬ ‫·إ ْ‬
‫مه الله )بل فاء( لن هذا غير معلوم لنا على جهة القطع![‬ ‫ح ْ‬ ‫ير َ‬
‫الستفهام‪:‬‬
‫صُركم من بعده؟?‪.‬‬ ‫ن ذا الذي َين ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ن يخذلكم ف َ‬ ‫ْ‬ ‫· ‪?...‬وإ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫· ‪...‬وإذا كان ذلك كذلك‪ ،‬فكيف يكون )شعَل( هو الفصيح؟‬
‫فّر؟ )الفاء( تدخل على أدوات‬ ‫كها ت َ ِ‬ ‫ل تتر ُ‬ ‫· إذا سنحت لك الفرصة‪ ،‬فَهَ ْ‬
‫الستفهام‪) :‬هل‪ ،‬كيف‪ ،‬أين‪.(...‬‬
‫قعُد ُ عن السعي وراءها؟ )الفاء تأتي بعد همزة‬ ‫· إذا لحت لك المال‪ ،‬أ َفَت َ ْ‬
‫الستفهام(‪.‬‬
‫سوغُ أن ن ْ‬ ‫َ‬
‫قطع بالتخطئة؟‬ ‫ولْين‪ ،‬أَفي ُ‬ ‫ن في المسألة قَ ْ‬ ‫حأ ّ‬ ‫· إذا ص ّ‬
‫ً‪ -3‬الفعل الجامد‪:‬‬
‫جن ِّتك?‪.‬‬ ‫ً‬
‫ن خيرا من َ‬ ‫ل منك مال ً وولدا‪ ،‬فعسى ربي أن ي ُؤِْتي ِ‬
‫ً‬ ‫ن أنا أ َقَ ّ‬ ‫ن ت ََر ِ‬ ‫· ?إ ْ‬
‫جناح?‪...‬‬ ‫· ?وإذا ضربتم في الرض فليس عليكم ُ‬
‫خّزان!‬ ‫سواه ب ِ َ‬ ‫ن عليه لساَنه فليس على شيٍء ِ‬ ‫خُز ْ‬ ‫· إذا المرُء لم ي َ ْ‬
‫ً‪) -4‬ما( النافية‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫فد ْ علما فما ذاك من عمري‬ ‫خذ ْ يدا ولم أست ِ‬ ‫م ولم أت ّ ِ‬ ‫· إذا مّر بي يو ٌ‬

‫) ‪(103/4‬‬
‫جر?‪.‬‬ ‫ن ت َوَل ّي ُْتم فما سألتكم من أ ْ‬ ‫· ?فإ ْ‬
‫ب‬‫ُ‬ ‫وعذا‬ ‫ة‬ ‫حن‬
‫ِ ْ ٌ‬‫م‬ ‫إل‬ ‫هي‬ ‫فما‬ ‫بالذى‬ ‫در‬‫ّ‬ ‫تك‬ ‫نعمى‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫كانت‬ ‫· إذا‬
‫ً‪ -5‬قد‪:‬‬
‫خ له من قَْبل?‪.‬‬ ‫سَرقَ أ ٌ‬ ‫سرِقْ فقد َ‬ ‫· ?إن ي َ ْ‬
‫· ?إل ّ تنصروه فقد نصره الله?‪.‬‬
‫وت‪) .‬حديث‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت يوم الجمعة والمام يخطب‪ ،‬فقد لغَ ْ‬ ‫ص ْ‬‫ت لصاحبك أن ْ ِ‬ ‫· إذا قل َ‬
‫شريف(‪.‬‬
‫ً‪ -6‬لن‪:‬‬
‫جد ّ ونشاط فلن تنجح وتْبلغَ الُعل‪.‬‬ ‫· إذا لم تعمل ب ِ‬
‫ل فلن ُيهابا )المام الشافعي(‪.‬‬ ‫قَر الرجا َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َتهي ُّبوهُ و َ‬ ‫ب الرجا َ‬ ‫ن ها َ‬ ‫م ْ‬ ‫·و َ‬
‫ن‪ :‬أداة شرط جازمة!(‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫) َ‬
‫ً‪ -7‬س ‪ /‬سوف‪:‬‬
‫ة فسوف ُيغنيكم الله من فضله?‪.‬‬ ‫فُتم عَْيل ً‬ ‫خ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫· ?وإ ْ‬
‫ت على هذا مدة أسبوع‪ ،‬فسيكون بمقدورك الستمرار فيه طويل‪ً.‬‬ ‫· إذا صبر َ‬
‫ً‪ُ -8‬رّبما ‪ /‬كأّنما‪:‬‬
‫ب ضارة‬ ‫ب( تدخل على اسم نكرة مجرور‪ ،‬فجملتها جملة اسمية! نحو‪ُ :‬ر ّ‬ ‫· )ُر ّ‬
‫نافعة‪.‬‬
‫ن( حرف مشّبه بالفعل ينصب السم ويرفع الخبر‪ ،‬فجملته جملة اسمية‪.‬‬ ‫· )كأ ّ‬
‫جمل ماضوية ومضارعية‪.‬‬ ‫تختص )رّبما( بالدخول على ال ُ‬
‫تدخل )كأّنما( على الجمل السمية والفعلية‪.‬‬
‫ئ فَُرّبما أجيُء‪.‬‬ ‫ج ْ‬ ‫نت ِ‬ ‫·إ ْ‬
‫س‬
‫س أو فسادٍ في الرض فكأّنما قتل النا ً‬ ‫ً‬
‫ف ٍ‬ ‫فسا بغير ن ْ‬ ‫ن قتل ن ْ‬ ‫م ْ‬ ‫· ?‪..‬أنه َ‬
‫جميعًا?‪.‬‬
‫فائدة‪ :‬يكثر وقوع )ما( الزائدة بعد )إذا(‪ .‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫ن هي ناجْتني فك ُّلي مسامع‬ ‫ن وإ ْ‬ ‫عي ُ‬ ‫ت ليلى فك ُّلي أ ْ‬ ‫إذا ما ب َد َ ْ‬
‫)كل( اسم‪.‬‬
‫سّرا‬ ‫ً‬
‫سّر ‪ -‬مذيعا له ِ‬ ‫ن عهد َه ُ وعندي له ِ‬ ‫ب خا َ‬ ‫ت ‪-‬إذا ما صاح ٌ‬ ‫ولس ُ‬
‫القاعدة الثانية‪ :‬أحكام فعل الجواب‪:‬‬
‫ة بـ )ل(‪ .‬وقد‬ ‫ي‬ ‫ف‬
‫َ ْ ِ ّ ً‬‫ن‬ ‫م‬ ‫أو‬ ‫ة‬ ‫بت‬‫ْ‬
‫ُ َ ً‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫الجازم‬ ‫للشرط‬ ‫يجوز أن تكون الجملة الجوابية‬
‫اجتمع المران في قول الشاعر‪:‬‬
‫ن ل يكّرم نفسه ل يكّرم ِ‬ ‫م ْ‬‫هو َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ب عدوّا ً صدي َ‬ ‫س ْ‬ ‫ح َ‬ ‫ب يَ ْ‬ ‫ن يغتر ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ن كان فعل الجواب ماضيا متصّرفا مجردا من )قد( و)ما( وغيرهما مما‬ ‫ً‬ ‫ل‪ :‬إ ْ‬ ‫أو ً‬
‫ه ثلثة أضرب‪:‬‬ ‫َ‬
‫يتصل به ويوجب اقترانه بالفاء‪ ،‬فَل ُ‬

‫) ‪(103/5‬‬

‫ى‪ ،‬فالواجب اقترانه بالفاء على تقدير )قد(‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫ن كان ماضيا لفظا ومعن ً‬ ‫أ ( فإ ْ‬
‫ل فصدقت?‪ .‬أي‪ :‬فقد صدقت‪.‬‬ ‫ن كان قميصه قُد ّ من قُب ُ ٍ‬ ‫قبله‪ ،‬كقوله تعالى‪? :‬إ ْ‬
‫ً‬
‫حكمه( مستقبل في معناه‪ ،‬غير مقصود به‬ ‫ْ‬ ‫ن كان ماضيا ً في لفظه )أو ُ‬ ‫ب ( وإ ْ‬
‫وعد ٌ أو وعيد‪ ،‬امتنع اقترانه بالفاء‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫· ?إن أحسنتم أحسنتم لنفسكم?‪.‬‬
‫ن خان‪) .‬حديث‬ ‫م َ‬ ‫ْ‬
‫خلف‪ ،‬وإذا اؤت ُ ِ‬‫ذب‪ ،‬وإذا وَعَد َ أ ْ‬‫ثك َ‬‫حد ّ َ‬
‫ث‪ :‬إذا َ‬ ‫· آية المنافق ثل ٌ‬
‫شريف(‪.‬‬
‫ت‪ ،‬وأيّ الناس تصفو مشاربه؟‬ ‫مئ َ‬ ‫ً‬
‫· إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظ ِ‬
‫)بشار بن برد(‬
‫قها هوانا ً بها‪ ،‬كانت على الناس أهونا‬ ‫ف لنفسك ح ّ‬ ‫ْ‬ ‫تعر‬ ‫· إذا أنت لم َ‬
‫جْز استعمال الضمير المنفصل؛‬ ‫· إذا أمكن استعمال الضمير المتصل‪ ،‬لم ي َ ُ‬
‫ت( ل )سافََر أنا!(‪.‬‬ ‫تقول )سافر ُ‬
‫سّرهم نكدي‬ ‫ن رأوني ب ِ َ‬ ‫َ‬
‫شّر َ‬ ‫· وإن رأْوني بخيرٍ ساءهم فرحي وإ ْ‬
‫)المام الشافعي(‬
‫مَتهم فَ َ‬
‫سدوا‬ ‫ن أكر ْ‬ ‫حوا على الهوان‪ ،‬وإ ْ‬ ‫صل ُ‬‫َ‬ ‫ن اللئام إذا أذل َلتهم َ‬
‫ْ‬ ‫·إ ّ‬
‫صد بالماضي الذي معناه المستقبل وعد ٌ أو وعيد‪ ،‬جاز اقترانه بالفاء‬ ‫ن قُ ِ‬ ‫ج‪ -‬وإ ْ‬
‫قق‬‫ى‪ ،‬للمبالغة في َتح ّ‬ ‫ً‬
‫جرى الماضي لفظا ومعن ً‬ ‫م ْ‬‫على تقدير )قد(‪ ،‬إجراًء له ُ‬
‫ت‬ ‫ُ‬
‫ن جاء بالسيئة فَكب ّ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫وقوعه‪ ،‬وأنه بمنزلة ما وقع‪ .‬ومنه قوله تعالى‪? :‬و َ‬
‫وجوههم?؛ وجاز عدم اقترانه مراعاة ً للواقع‪ ،‬وأنه مستقبل في حقيقته وليس‬
‫ماضيًا‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫شْينا إليه بالسيوف نعاتبه‬ ‫م َ‬ ‫خد ّه ُ َ‬ ‫صّعر َ‬ ‫ك الجّبار َ‬ ‫· إذا المل ِ ُ‬
‫ويندرج تحت الوعد والوعيد ما كان غير صريح في أحدهما‪ ،‬ولكنه ملحوظ في‬
‫الكلم‪ ،‬مراد ٌ منه‪ ،‬فيدخل الدعاء بنوعيه )الخير والشّر(‪ .‬فمن الدعاء بالخير‬
‫قول الشاعر‪:‬‬
‫مدراُر‬ ‫ة ِ‬ ‫ت ودِْيم ٌ‬ ‫ة حيث اتجهْ َ‬ ‫ك سلم ٌ‬ ‫شي ّعَت ْ َ‬ ‫ت فَ َ‬ ‫· وإذا ارتحل ْ َ‬
‫ومن الدعاء بالشّر‪:‬‬
‫ت‬‫من شجرا ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن الل ُ‬ ‫ى فأب َْعدك ُ ّ‬‫جن َ ً‬ ‫ل ول َ‬ ‫ن ظِ ّ‬ ‫· إذا لم يكن فِي ْك ُ ّ‬
‫) ‪(103/6‬‬

‫مْنفيا ً بـ‬
‫مْثبتا ً أو َ‬
‫صُلح فعل ً للشرط‪ ،‬وكان ُ‬ ‫ن كان فعل الجواب مضارعا ً ي َ ْ‬ ‫ثانيًا‪ :‬إ ْ‬
‫ن كانت الداة جازمة(‪ ،‬وجاز‬ ‫جّرُده من الفاء )مع وجوب جزمه إ ْ‬ ‫)ل(‪ ،‬جاز ت َ َ‬
‫اقترانه بالفاء مع وجوب رْفعه‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫د?؛‬ ‫ن تعودوا نعُ ْ‬ ‫· ?وإ ْ‬
‫دوا نعمة الله ل تحصوها?‪.‬‬ ‫ن ت َعُ ّ‬ ‫· ?وإ ْ‬
‫ً‬
‫سلْبهم الذباب شيئا ل يستنقذوه منه?‪.‬‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫· ?وإ ْ‬
‫قني عنك نائيا ً‬ ‫ن ت َن ْأ َ عني ت َل ْ َ‬
‫ْ‬ ‫وإ‬ ‫مودتي‬ ‫منك‬ ‫ن‬ ‫ن َ ْ ُ ِ ّ َ ْ ُ‬
‫د‬ ‫ت‬ ‫ني‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫د‬ ‫ت‬ ‫· فإ ْ‬
‫)المام الشافعي(‪.‬‬
‫ظما‬ ‫محبا ً شرابا ً ل ُيضام و ل ي َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫· أذِْقنا شرا َ‬
‫ب النس يا من إذا سقى ُ‬
‫)المام الشافعي(‪.‬‬
‫ب‬ ‫ُ‬
‫جن ْد ُ ُ‬
‫حْيس يدعى ُ‬ ‫· وإذا تكون كريهة أدعى لها وإذا ُيحاس ال َ‬
‫)أبو العيناء(‬
‫ع‬
‫ل َتقن ُ‬ ‫ة إذا رغّب َْتها وإذا ُترد ّ إلى قلي ٍ‬ ‫· والنفس راغب ٌ‬
‫ه منه?‪.‬‬‫م الل ُ‬ ‫· ?ومن عاد فينتق ُ‬
‫ً‬
‫هقا?‪.‬‬ ‫خسا ول َر َ‬ ‫ً‬ ‫فب ْ‬ ‫ن يؤمن برّبه فل يخا ُ‬ ‫م ْ‬ ‫· ?ف َ‬
‫مهم?‪.‬‬ ‫· ?وإذا رأيَتهم تْعجُبك أجسا ُ‬
‫ب أن يق ّ‬
‫ل‬ ‫ول عليها هكذا وعلى هذا‪ ،‬فيج ُ‬ ‫· إذا كان المر في اللغة المع ّ‬
‫استعمالها‬
‫)ابن جّني(‪.‬‬
‫ب أن ي َد ِْفن! )الكليات لبي البقاء الكفوي‬ ‫م أظافيره أو جّز َ‬
‫شعَْرهُ يج ْ‬ ‫ن قَل ّ َ‬
‫·إ ْ‬
‫‪.(5/127‬‬
‫ب([‪.‬‬‫ستح ّ‬ ‫ً‬
‫]ُيستعمل )يجب( في كلمهم أحيانا بمعنى )ي ُ ْ‬
‫مصادر البحث‬
‫‪ -1‬النحو الوافي؛ عباس حسن ‪-‬دار المعارف بمصر‪.‬‬
‫‪ -2‬جامع الدروس العربية؛ الشيخ مصطفى الغلييني ‪ -‬المكتبة العصرية‪ ،‬صيدا‬
‫‪ -‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -3‬الكفاف؛ يوسف الصيداوي ‪ -‬دار الفكر بدمشق‪.‬‬
‫‪ -4‬الدوات النحوية؛ صلح الدين الزعبلوي ‪ -‬مجلة التراث العربي‪ ،‬العدد ‪-53‬‬
‫اتحاد الكتاب العرب بدمشق‪.‬‬
‫سم؛ صلح الدين الزعبلوي ‪ -‬مجلة التراث العربي‪ ،‬العدد‬ ‫ق َ‬‫‪ -5‬الشرط وال َ‬
‫‪ -50‬اتحاد الكتاب العرب بدمشق‪.‬‬
‫‪ -6‬الكليات‪ ،‬لبي البقاء الكفوي ‪ -‬وزارة الثقافة والرشاد القومي )إحياء‬
‫التراث العربي(‪.‬‬

‫) ‪(103/7‬‬

‫وه‬‫وا‪ ،‬ل ِت َ ّ‬
‫و‪ ،‬ت َ ّ‬‫فوُْر‪ ،‬الت ّ ّ‬ ‫‪ -101‬ال َ‬
‫‪ (1‬جاء في معاجم اللغة‪:‬‬
‫وري‪ ،‬أي قبل‬ ‫ت فلنا ً من فَ ْ‬ ‫ت في حاجةٍ ثم أتي ُ‬ ‫ور‪ :‬أول الوقت‪ .‬يقال‪ :‬ذهب ُ‬ ‫ف ْ‬
‫"ال َ‬
‫كن‪".‬‬ ‫س ُ‬‫أن أ ْ‬
‫ت ذلك من فوري‪ ،‬وفورا‪ ،‬وفَوَْر وصولي‪ ،‬أي في غليان الحال‪،‬‬ ‫ً‬ ‫كما يقال‪ :‬فعل ُ‬
‫وقبل سكون المر‪.‬‬
‫مدِْدكم‬
‫ن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا ي ُ ْ‬ ‫وفي التْنزيل العزيز‪? :‬بلى إ ْ‬
‫َرّبكم‪?...‬‬
‫جاء في )معجم ألفاظ القرآن الكريم(‪ :‬أي من أول وقتهم بل إبطاء‪.‬‬
‫وا‪ ،‬إذا جاء وحده‪".‬‬ ‫فْرد‪ .‬جاء الرجل ت َ ّ‬ ‫و‪ :‬ال َ‬ ‫‪ (2‬جاء في معجم )الصحاح(‪" :‬الت ّ ّ‬
‫وا أي‬ ‫و‪ :‬الفرد‪ .‬يقال‪ :‬جاء ت َ ّ‬ ‫وجاء في )اللسان( و)القاموس المحيط(‪" :‬الت ّ ّ‬
‫و‪".‬‬‫ن أقام ببعض الطريق فليس بت َ ّ‬ ‫صدا ً ل ي ُعَّرجه شيء‪ ،‬فإ ْ‬ ‫فْردًا‪ ،‬أو جاء قا ِ‬
‫ة‪ :‬الساعة من النهار أو الليل‪".‬‬ ‫‪ (3‬جاء في المعجم )الوسيط(‪" :‬الت ّوّ ُ‬
‫ن!‬ ‫ة ‪ /‬ال َ‬ ‫ة‪ :‬أي الساع َ‬ ‫يقال‪ :‬جاء الت ّوّ َ‬
‫وا‪ ،‬يريدون به‪ :‬جاء الن‪.‬‬ ‫ل قولهم‪ :‬جاء ت َ ّ‬ ‫مث ُ‬ ‫وقد شاع في اللغة المعاصرة ِ‬
‫ذه من قول‬ ‫خ ُ‬ ‫َ‬
‫جمعُ القاهرة هذا الستعمال الشائع باعتبار أنه يمكن أ ْ‬ ‫م ْ‬‫وأجاز َ‬
‫ف في الطريق‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫وا‪ :‬أي قاصدا لم ي ََتخل ْ‬ ‫العرب‪ :‬جاء ت َ ّ‬
‫حي القلم ‪..." :(2/42‬فََيرى بداية كل شيٍء‬ ‫قال مصطفى صادق الرافعي )وَ ْ‬
‫ً‬
‫ماّدي هي نهايته في الت ّوّ واللحظة‪ ،‬فل وجود له إل عارضا ماّرا‪"...‬‬
‫وقال )وحي القلم ‪" :(2/258‬كأنه قائم ل ِت َوّهِ من النوم‪ ،‬فل تزال في عينيه‬
‫سَنة‪"...‬‬‫ِ‬
‫وها وساعتها‪"...‬‬ ‫معِد َةٍ تهضم ل ِت َ ّ‬ ‫وقال )وحي القلم ‪ ..." :(1/169‬ب َ‬

‫) ‪(104/1‬‬
‫صْيغتا الفعل‪) :‬الماضي( )المضارع( ودللتهما الزمنية‬ ‫‪ِ -102‬‬
‫صل الزمان من بناء‬ ‫صَيغه عن الزمان‪ ،‬وإنما يتح ّ‬ ‫الفعل في العربية ل ُيفصح ب ِ‬
‫الجملة‪ :‬من السياق !‬
‫ل( أي الماضي‪ ،‬لها دللت كثيرة في العراب عن الزمان‬ ‫ل‪ :‬فصيغة ) فَعَ َ‬ ‫أو ً‬
‫)تتجاوز الَعشر (‪:‬‬
‫م في زمن ماض‪ ،‬قد ل نستطيع‬ ‫ث تَ ّ‬
‫‪ -1‬فهي في أغلب الحوال تدل على حد ٍ‬
‫ضبطه وتعيينه‪ ،‬نحو‪ :‬سافر زيد‪.‬‬
‫‪ -2‬وتأتي لتشير إلى أن الحدث جرى في اللحظة التي وقع فيها الكلم‪ ،‬كما‬
‫جُتك‪.‬‬
‫يجري في العقود‪ ،‬نحو‪ :‬ب ِعُْتك وزوّ ْ‬
‫قرب من الحال ) زمن‬ ‫‪ -3‬وتستعمل للعراب عن وقوع أحداث في زمان ي َ ْ‬
‫ت‬‫التكلم(‪ ،‬نحو قول مقيم الصلة‪ :‬قد قامت الصلة‪ ،‬ونحو قولنا‪ :‬قد وَعَي ْ ُ‬
‫جي ُْبك عن سؤالك‪.‬‬ ‫م ِ‬
‫مقالك‪ ،‬وهاأنا ُ‬
‫‪ -4‬وتأتي مع الظرف الشرطي ) إذا ( للشارة إلى الزمان المستقبل‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫إذا جئَتني أكرمُتك‪.‬‬
‫‪ -5‬وتستعمل في أسلوب الدعاء بالخير‪ ،‬وهو ‪ -‬من غير شك ‪ -‬يشير إلى‬
‫المستقبل‪ ،‬نحو‪ :‬رضي الله عنه‪ ،‬رحمه الله‪ ،‬غفر الله له‪ ،‬أحسن الله إليك‬
‫رج الكلم في صورة الخبر ثقة بالستجابة!(‪.‬‬ ‫خ ِ‬‫)أ ُ ْ‬
‫مه الله‪...‬‬ ‫ح َ‬‫كما تأتي في الدعاء بالشر منفية بـ )ل(‪ ،‬نحو‪ :‬ل رّده الله‪ ،‬ل ر ِ‬
‫دثان وقعا في الماضي‪ ،‬بحيث‬ ‫ح َ‬‫ما( في جملةٍ فيها َ‬ ‫‪ -6‬وتستعمل مع الظرف )ل ّ‬
‫مُته‪.‬‬
‫ما جاءني أكر ْ‬ ‫تم الول في اللحظة التي بدأ فيها الثاني‪ ،‬نحو‪ :‬ل ّ‬
‫‪ -7‬وقد تقع موقع المضارع ‪ -‬الذي هو غالبا ً للحال والستقبال ‪ -‬كقوله تعالى‪:‬‬
‫ب النار? )العراف ‪.(44/‬‬ ‫ب الجنة أصحا َ‬ ‫?ونادى أصحا ُ‬
‫وهذا النداء إنما يكون يوم القيامة!‬
‫وقوِله‪? :‬وبرزوا لله جميعًا? )إبراهيم ‪ .(21/‬والمراد‪ :‬يبرزون يوم القيامة‪.‬‬
‫مثله‪َ? :‬أتى أمُر الله فل تستعجلوه? )النحل ‪ .(1/‬والمراد‪ :‬يأتي‪.‬‬ ‫و ِ‬
‫دلناهم جلودا غيرها? )النساء ‪.(56/‬‬ ‫ً‬ ‫جلوُدهم ب َ ّ‬‫ضجت ُ‬ ‫مثله‪? :‬كلما ن َ ِ‬ ‫و ِ‬
‫ة لحالهم يوم الحساب ! قال الحطيئة‪:‬‬ ‫وكل أولئك حكاي ٌ‬
‫م ي َلقى رّبه! أن الوليد َ أحقّ بالعُذ ِْر‬‫ْ‬ ‫ة‪ -‬يو َ‬ ‫شهد الحطيئ ُ‬
‫)شهد( هنا بمعنى )يشهد(!‬

‫) ‪(105/1‬‬

‫ثانيًا‪ :‬ويأتي بناء )ي َ ْ‬


‫فعَ ُ‬
‫ل( أي المضارع‪:‬‬
‫ل‬‫ث من قبيل الحقائق الثابتة‪ ،‬نحو‪ :‬تشرق الشمس ك ّ‬ ‫‪ -1‬للعراب عن حد ٍ‬
‫ي يموت‪.‬‬ ‫لح ّ‬ ‫يوم‪ ،‬ك ّ‬
‫ً‬
‫ث جرى وقوعه عند التكلم‪ ،‬واستمر واقعا‪ ،‬وهذا ما‬ ‫‪ -2‬وللعراب عن حد ٍ‬
‫حْيرة من أمرك‪ ،‬فقال لي‪:‬‬ ‫ك في ِ‬ ‫َ‬
‫يسمى بـ )الحال( نحو‪ :‬فقلت لصاحبي‪ :‬أرا َ‬
‫دركا ً أمري‪.‬‬ ‫َ‬
‫م ْ‬
‫حسُبك ُ‬ ‫أ ْ‬
‫ب( فكأنه‬ ‫‪ -3‬الشارة إلى الماضي إذا كان مسبوقا ً بـ )لم(‪ :‬فإذا قيل‪) :‬لم َيكت ْ‬
‫قيل‪) :‬ما ك ََتب(‪ ،‬بيد أن النفي بـ )لم ‪ +‬المضارع( أقوى‪? :‬لم يلد ولم يولد? !‬
‫ض‪ ،‬وذلك إذا سبقه‬ ‫ً‬
‫‪ -4‬الدللة على أن الحدث كان مستمرا في زمان ما ٍ‬
‫)كان(‪ ،‬نحو‪ :‬كان النبي )عليه الصلة والسلم( يوصي بمعاملة الجار‬
‫حسنى‪.‬‬ ‫بال ُ‬
‫‪ -5‬للدللة على الماضي‪ ،‬فل يكون معناه الحال ول الستقبال‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬
‫عدنا الله ورسوُله إل‬ ‫?إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض‪ :‬ما وَ َ‬
‫غرورًا?‪) .‬الحزاب ‪(12/‬‬ ‫ُ‬
‫وقوله ?‪...‬إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه ل تحزن‪) .?...‬التوبة ‪.(40/‬‬
‫وقوله ?‪...‬إذ تمشي ُأخُتك فتقول هل أدّلكم على من ي َك ْ ُ‬
‫فُله‪)?. ...‬طه ‪.(40/‬‬
‫ومثله ?ويسألونك عن الروح‪ ،‬قل الروح من أمر ربي? )السراء ‪.(85/‬‬
‫ل!? )البقرة ‪.(102/‬‬ ‫م تقتلون أنبياء الله من قَب ْ ُ‬
‫ومثله ?فل ِ َ‬
‫ض أو حاضرٍ أو مستقبل‪،‬‬ ‫‪ -6‬للدللة على استمرار العمل‪ ،‬دون التقيد بما ٍ‬
‫كقوله تعالى‪? :‬إن الله يأمر بالعدل والحسان وإيتاء ذي القربى‪ ،‬وينهى عن‬
‫الفحشاء والمنكر والبغي? )النحل ‪.(90/‬‬
‫و?وعنده مفاتح الغيب ل يْعلمها إل هو‪ ،‬ويْعلم ما في البر والبحر‪ ،‬وما تسقط‬
‫من ورقة إل يْعلمها? )النعام ‪.(59/‬‬
‫‪ -7‬للدللة على المستقبل‪ ،‬إذا دخلت عليه السين أو سوف ‪...‬‬
‫ثالثًا‪ :‬قد يقع المضارع موقع المر‪ ،‬من ذلك قوله تعالى‪:‬‬
‫?قل لعباديَ الذين آمنوا يقيموا الصلة وينفقوا مما رزقناهم‪) ?...‬إبراهيم‪/‬‬
‫‪.(31‬‬
‫?وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن? )السراء ‪.(53/‬‬
‫أي‪ :‬أقيموا الصلة‪ ،‬وأنفقوا مما رزقكم الله‪ ،‬وقولوا التي هي أحسن ‪...‬‬

‫) ‪(105/2‬‬

‫ضوا من أبصارهم ويحفظوا ُفروجهم‪) ?...‬النور ‪/‬‬


‫ومثله‪? :‬قل للمؤمنين يغُ ّ‬
‫‪.(30‬‬
‫مصادر البحث‪:‬‬
‫‪ -‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪) -‬اللباب في النحو( عبد الوهاب الصابوني‪ ،‬مكتبة دار الشرق ‪ -‬بيروت‬
‫‪.1973‬‬
‫َ‬
‫‪) -‬الفعل‪ ،‬زمانه وأب ِْنيته(‪ ،‬د‪ .‬إبراهيم السامرائي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬

‫) ‪(105/3‬‬

‫ح إضافة السم إلى الفعل؟ بعض أحكام الظرف‬ ‫ص ّ‬


‫‪ -103‬متى ي َ ِ‬
‫كثيرا ً ما نصادف في هذه اليام تراكيب مثل‪) :‬في حال قام بذلك فإنه‬
‫يعاَقب(‪.‬‬
‫والوجه أن يقال‪) :‬في حال قيامه بذلك(‪.‬‬
‫ة الرتفاع المتوقع في درجة حرارة‬ ‫· جاء في مجلة علمية‪" :‬تمثل هذه القيم ُ‬
‫ت كمية ثنائي أكسيد الكربون في الهواء‪".‬‬ ‫الكرة الرضية في حالة تضاعف ْ‬
‫ف ‪...‬‬
‫والوجه أن يقال‪ ... :‬في حال تضاعُ ِ‬
‫· جاء في معجم علمي‪..." :‬بحيث يمك ِّنه من قياس المدى في حال ط َرأ َ‬
‫َ‬
‫تشويش على رادار الت ّت َّبع‪".‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫والوجه أن يقال‪... :‬في حال طْرِء‪/‬طُروِْء تشويش‪...‬‬
‫· جاء في فقه اللغة للثعالبي‪" :‬إضافة السم إلى الفعل من سنن العرب كأن‬
‫م يدخل المير‪".‬‬ ‫م ُيغاث الناس‪ ،‬وهذا يو ُ‬ ‫تقول‪ :‬هذا عا ُ‬
‫ً‬
‫تبدو عبارة الثعالبي مطلقة‪ ،‬والحق أن ثمة قيدا يقيدها وهو أن يكون السم‬
‫المضاف‪:‬‬
‫ث(‪ ،‬وهو مبني على الضم‪ ،‬ويضاف في الكثر إلى‬ ‫ُ‬ ‫)حي‬ ‫المكان‬ ‫ف‬‫‪ -1‬ظر َ‬
‫خرجوكم?‪.‬‬ ‫َ‬
‫ثأ ْ‬ ‫جوهم من حي ُ‬ ‫َ‬
‫خرِ ُ‬ ‫الجملة الفعلية‪ ،‬نحو قوله تعالى‪? :‬وأ ْ‬
‫سب?‪.‬‬ ‫حت َ ِ‬‫ث ل يَ ْ‬‫خرجا ً وي َْرُزْقه من حي ُ‬‫م ْ‬
‫ل له َ‬ ‫ه يجع ْ‬‫ن ي َّتق الل َ‬‫م ْ‬‫?و َ‬
‫مريح‪ ،‬فإن تلها‬ ‫س ُ‬ ‫ث الجلو ُ‬ ‫ت حي ُ‬‫ويضاف إلى الجملة السمية‪ ،‬نحو‪ :‬جلس ُ‬
‫ل‪ ،‬أي مكثنا حيث الظ ّ‬
‫ل‬ ‫مفرد فهو مبتدأ محذوف الخبر‪ ،‬نحو‪ :‬مكثنا حيث الظ ِ ّ‬
‫د‪.‬‬
‫ممت ٌ‬
‫ن غير محدود ببداية ونهاية‪،‬‬ ‫ً‬
‫مْبهما‪ ،‬أي نكرة تدل على زم ٍ‬ ‫ف زمان ُ‬ ‫‪ -2‬ظر َ‬
‫مثل‪:‬‬
‫إذ‪ ،‬حين‪ ،‬وقت‪ ،‬مدة‪ ،‬زمن؛ وكذلك‪ :‬يوم وساعة‪ ،‬بشرط أل يراد بواحد منهما‬
‫ومما سبقهما مدةٌ محدودة بساعات محصورة ودقائق معدودة‪ ،‬وإنما يراد‬
‫حض‪.‬‬ ‫م ْ‬‫مدة َ‬
‫معَْرَبة إلى الجمل الفعلية فإنها ُتبنى ‪-‬‬ ‫فإذا أضيفت أسماء الزمان المبهمة ال ُ‬
‫جوازًا‪ -‬على الفتح‪ ،‬ويجوز فيها العراب‪ ،‬ولكن البناء على الفتح أفضل إذا‬
‫أضيفت إلى جملة فعلية فِْعلها مبني بناًء أصليا ً )هو بناء الماضي( أو عارضا ً‬
‫)هو البناء الطارئ على المضارع بسبب اتصاله بنون التوكيد أو نون النسوة(‪.‬‬
‫فمثال الصلي‪:‬‬

‫) ‪(106/1‬‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ب وازعُ‬‫ح والشي ُ‬‫ص ُ‬‫ما أ ْ‬ ‫ت‪ :‬أل َ ّ‬ ‫صبا وقل ُ‬ ‫ب على ال ّ‬ ‫شي َ‬ ‫م ِ‬ ‫ن عاتبت ال َ‬ ‫على حي ِ َ‬
‫ومثال العارض‪:‬‬
‫نك ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫حليم ِ‬ ‫ل َ‬ ‫صب ِي ْ َ‬
‫ست َ ْ‬‫ن يَ ْ‬ ‫حلما على حي ِ َ‬ ‫ن قلبي ت َ َ‬ ‫ن منه ّ‬ ‫لجتذب ْ‬
‫فيجوز في الظرف )حين( في البيتين إما العراب والجر المباشر بـ )على(‪،‬‬
‫وإما البناء على الفتح في محل جر‪ ،‬والبناء أحسن‪.‬‬
‫ل مضارع معرب‪ ،‬فيجوز‬ ‫معَْرب إلى فع ٍ‬ ‫ف ظرف الزمان المبهم ال ُ‬ ‫أما إذا ُأضي َ‬
‫في المضاف العراب والبناء على الفتح‪ ،‬ولكن العراب أفضل‪.‬‬
‫صد ُْقهم?‪ .‬يجوز في كلمة )يوم(‬ ‫م ينفعُ الصادقين ِ‬ ‫ففي قوله تعالى‪? :‬هذا يو َُ‬
‫الرفع والنصب‪ ،‬والرفع أولى‪.‬‬
‫ملحظة‪) :‬إْذ( هي في أكثر أحوالها ظرف للزمان الماضي المبهم‪ ،‬ومعناها‪:‬‬
‫زمن؛ وقت؛ حين‪ .‬وتضاف إلى الجملة الفعلية والسمية نحو‪:‬‬
‫عي ْد ُ‬ ‫ؤياك في اليام ِ‬ ‫سعْدٍ وإذ ْ ُر ْ‬ ‫م َ‬ ‫ت ُقدو َ‬ ‫م َ‬ ‫حنا إذ ْ قَدِ ْ‬ ‫فَرِ ْ‬
‫وفيما يلي نماذج فصيحة من إضافة ظرف الزمان المبهم إلى الفعل‪ ،‬ففي‬
‫التْنزيل العزيز‪:‬‬
‫ب فأن ْظ ِْرني إلى يوم ِ ُيبعثون?‪.‬‬ ‫?قال َر ّ‬
‫ث حيا?‪.‬‬ ‫ً‬ ‫م ي ُْبع ُ‬ ‫ت ويو َ‬ ‫م يمو ُ‬ ‫م وُل ِد َ ويو َ‬ ‫م عليه يو َ‬ ‫?وسل ٌ‬
‫وقال عليه الصلة والسلم‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫مه(‪.‬‬ ‫هأ ّ‬ ‫م وَلد َت ْ ُ‬ ‫َ‬
‫جعَ كي َوْ َ‬ ‫سق َر َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ث ولم ي َ ْ‬ ‫م ي َْرفُ ْ‬ ‫ج فل َ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫) َ‬
‫م( مبنية على الفتح‪.‬‬ ‫ونرى أن كلمة )كيو َ‬
‫ُ‬
‫مه‪ ،‬إذ ل يستقيم تشبيه النسان‬ ‫م ولدته أ ّ‬ ‫ه كحال ِهِ يو َ‬ ‫والمعنى‪ :‬رجع وحال ُ ُ‬
‫باليوم!‬
‫مراجع البحث‪‍ :‬‬
‫‪ -1‬النحو الوافي ) عباس حسن (‪303-2/300 :‬؛‪ 3/28‬و ‪ 78‬و ‪ 84‬و ‪.88‬‬
‫‪ -2‬الكفاف ) يوسف الصيداوي (‪.1/459 :‬‬

‫) ‪(106/2‬‬

‫صل‬ ‫طع والوَ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫مزتا ال َ‬


‫‪ -104‬هَ َ‬
‫ُيخطئ كثيرون في كتابة الهمزة البتدائية )في أول الكلمة( ‪ -‬فضل ً على‬
‫الهمزة المتوسطة والمتطرفة ‪ -‬كما يخطئون في القراءة‪ :‬فينطقون بالهمزة‬
‫حيث يجب عدم النطق بها‪ .‬وسأتحدث هنا عن الهمزة البتدائية فقط‪ ،‬من‬
‫حيث كتابتها والنطقُ بها‪.‬‬
‫الهمزة حرف يقبل الحركة‪ ،‬وهي أول حروف المعجم‪ .‬وهي صوت شديد‬
‫مخرجه من الحنجرة‪.‬‬
‫ذ‪ ،‬إلى(‪ ،‬أو وسطها؛ نحو‪) :‬بئر‪،‬‬ ‫خ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وتكون في أول الكلمة؛ نحو‪) :‬أب‪ ،‬أم‪ ،‬أ َ‬
‫يء(‪.‬‬
‫مئ‪ ،‬برِ ْ‬ ‫فء‪ ،‬ظ ِ‬ ‫سأل‪ ،‬لئن(‪ ،‬أو آخرها؛ نحو‪) :‬دِ ْ‬
‫ً‬
‫ف يابسة(‪ .‬وهي تسمى أِلفا على‬ ‫وحين تأتي في أول الكلمة يقال لها )أل ِ ٌ‬
‫المجاز ل على الحقيقة‪] .‬لن الِلف ل تكون إل ساكنة‪ ،‬ول تقبل أيّ حركة‪،‬‬
‫د؛ كالحرف الثالث من )كتاب‪،‬‬ ‫م ّ‬ ‫وهذه هي )اللف الّلينة( أحد حروف ال َ‬
‫حصان( والحرف الخير من )يحيى‪ ،‬كبرى‪ ،‬صغرى(‪ .‬ونلحظ أن اللف اللينة‬
‫سلة‪،‬‬ ‫مْر َ‬‫المتطّرفة )أي الواقعة في آخر الكلمة( ُترسم أحيانا ً بصورة الياء ال ُ‬
‫أي المهملة )غير المنقوطة( كما في‪ :‬متى‪ ،‬سلمى‪ ،‬عظمى‪ .‬وفي حالت‬
‫عليا‪.[ ...‬‬ ‫أخرى )ُتبي ُّنها قواعد معروفة( تكون أِلفا ً قائمة‪ ،‬كما في دنيا‪ُ ،‬‬
‫طقا ً في‬ ‫‪ُ -1‬ترسم الهمزة )همزة القطع( في أول الكلمة أِلفًا‪ ،‬وهي ت َث ُْبت ن ُ ْ‬
‫ميت )همزة القطع( أو الفصل‪.‬‬ ‫س ّ‬‫ه‪ ،‬ولهذا ُ‬ ‫ج ِ‬‫ابتداء الكلم ود َْر ِ‬
‫ضم‪ ،‬وتحتها في حالة‬ ‫وتوضع علمة القطع )ء( فوق الِلف في حالتي الفتح وال َ‬
‫ُ‬
‫ب لخيه أسامة‪.‬‬ ‫ن ما ُأهدي إليه من ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كت ٍ‬ ‫سر‪ ،‬نحو‪ :‬أهدى أحمد ُ أحس َ‬ ‫الك ْ‬
‫ملحظة‪ :‬هناك غير قليل من الفعال الثلثية المهموزة الول )أي المبدوءة‬
‫م‪،‬‬ ‫بهمزة القطع‪ ،‬نحو‪ :‬أبى‪ ،‬أتى‪ ،‬أخذ‪ ،‬أرق‪ ،‬أسر‪ ،‬أسف‪ ،‬أفل‪ ،‬أكل‪ ،‬أ َل ِ َ‬
‫ف‪ ،‬أل ِ َ‬
‫أمر‪ ،‬أمل‪ ،‬أمن‪ ،‬أنس‪ ،‬أِنف‪.(...‬‬
‫وهناك الكثير من الفعال الرباعية المهموزة الول )وهي ثلثية ِزيد في أولها‬
‫َ‬
‫د‪ ،‬أقام‪.(...‬‬ ‫همزة القطع‪ ،‬نحو‪ :‬أك َْر َ‬
‫م‪ ،‬أب ْعَ َ‬
‫جّردة مهموزة الول‪.‬‬ ‫م َ‬ ‫وليس في اللغة أفعال رباعية ُ‬

‫) ‪(107/1‬‬

‫مرِهِ هي همزة قطع‪،‬‬ ‫َ‬


‫صدِره وأ ْ‬‫م ْ‬
‫إن همزة ماضي الفعل الرباعي المهموز‪ ،‬و َ‬
‫َ‬
‫م‪.‬‬‫ة‪ ،‬أقِ ْ‬ ‫كرامًا‪ ،‬أك ْرِ ْ‬
‫م؛ أقام إقام ً‬ ‫مإ ْ‬ ‫نحو‪ :‬أك َْر َ‬
‫سفًا‪.‬‬ ‫َ‬
‫سف أ َ‬ ‫وكذلك همزة ماضي الثلثي المهموز ومصدره‪ ،‬نحو‪ :‬أ ِ‬
‫أما همزة المر من الثلثي المهموز فسنتحدث عنها فيما بعد )وهي همزة‬
‫وصل!(‪.‬‬
‫ً‬ ‫ْ‬
‫ت ن ُطقا في البتداء‬ ‫ً‬
‫صل‪ -‬وتسمى أيضا همزة َ الوصل‪ -‬وهي ت َْثب ُ‬ ‫‪ -2‬أِلف الوَ ْ‬
‫وتسقط في الد ّْرج‪.‬‬
‫ت ‪ -‬كما قال الخليل ‪ -‬لئل ُيبدأ بساكن‪ ،‬لتكون هذه الِلف‬ ‫وهي "إنما اجُتلب ْ‬
‫سّلما ً للوصول إلى الساكن‪".‬‬ ‫عمادا ً و ُ‬
‫ع(‪ .‬وهي ُترسم في أول الكلمة أِلفا ً بل‬ ‫م ْ‬
‫س َ‬‫ع( بل يقال )ا ِ ْ‬ ‫م ْ‬‫س َ‬ ‫فل يقال مثل ً ) ْ‬
‫طع )ء( دائمًا‪.‬‬ ‫علمة الق ْ‬
‫ولبيان حركتها عند النطق بها إذا بدأ بها الكلم‪ ،‬يوضع فوقها فتحة )ا َْلكتاب( أو‬
‫سم‪ِ ،‬ابن(‪.‬‬ ‫مُرؤ( أو يوضع تحتها كسرة )ا ِ ْ‬ ‫ضمة )ا ُ ْ‬
‫صل )د َْرج( الكلم‪ .‬ولبيان أنها أِلف‬ ‫وتسقط همزة الوصل في النطق عند و ْ‬
‫وصل‪ُ ،‬يرسم فوقها أحيانا ً كثيرة علمة الوصل )صـ( ‪ -‬وهي صاد ٌ صغيرة كأنها‬
‫ف!‬
‫صرِ ْ‬ ‫ك؟(؛ قُ ْ‬
‫م وان ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ُ‬‫م ْ‬ ‫ك؟ )ُتلفظ‪َ :‬‬ ‫م ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ل! ‪ -‬نحو‪ :‬ماا ْ‬ ‫ص ْ‬ ‫تقول ِ‬
‫أحكام همزة الوصل‪:‬‬
‫قمر‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل(‪ ،‬نحو‪ :‬ال َ‬‫أ ‪ُ -‬ترسم همزة الوصل قبل لم التعريف الساكنة في )أ ْ‬
‫ف قمري؛ والحروف‬ ‫جَبل‪ ،‬ا َْلجامعة‪] ...‬تلفظ لم التعريف هذه إذا تلها حر ٌ‬ ‫ا َل ْ َ‬
‫ف عقيمه(‪ .‬أما بقية الحروف‬ ‫خ ْ‬
‫كو َ‬ ‫ج َ‬ ‫ح ّ‬ ‫القمرية تجمعها العبارة التالية‪) :‬إب ِْغ َ‬
‫فهي شمسية‪.‬‬
‫دد الحرف الشمسي‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫أما إذا وَل َِيها حرف شمسي فل تلفظ‪ ،‬وُيش ّ‬
‫ً‬
‫ة دائما )إذا بدأ بها الكلم!(‪.‬‬ ‫مس‪َ ،‬الط ّْير؛ َالّنبات‪ [...‬وتكون مفتوح ً‬ ‫َال ّ‬
‫ش ْ‬
‫ب ‪ -‬وهي همزة السماء التالية‪ِ :‬اسم‪ِ ،‬ابن‪ِ ،‬ابنة‪ِ ،‬اثنان‪ِ ،‬اثنتان‪ِ ،‬امرأة؛ ا َي ْ ُ‬
‫م‪،‬‬
‫سم )َايم( فُتفتح‬ ‫ق َ‬ ‫سُر إل في كلمة ال َ‬ ‫ُامرؤ‪ .‬وحركتها‪ -‬إذا بدأ بها الكلم‪ -‬الك ْ‬
‫م في )ُامرؤ( إذا ُ‬ ‫َ‬
‫مت الراء‪ ،‬وتكسر إذا‬ ‫ض ّ‬ ‫ض ّ‬ ‫ن كذا(‪ .‬وت ُ َ‬ ‫م الله َلفعل ّ‬ ‫)يقال‪ :‬ا َي ْ ُ‬
‫رئ‪.‬‬ ‫م ِ‬‫مَرأ‪ ،‬ا ِ ْ‬‫سرت‪ :‬ا ِ ْ‬ ‫ُفتحت الراء أو ك ُ ِ‬

‫) ‪(107/2‬‬

‫سداسي )المبدوءين بهمزة‬ ‫ج ‪ -‬وهي همزة ماضي الفعلين الخماسي وال ّ‬


‫رهما‪ ،‬وتكون مكسورة مطلقا‪ً.‬‬ ‫َ‬
‫م ِ‬ ‫زائدة( ومصدرهما وأ ْ‬
‫ب(‬ ‫ح ْ‬‫سحاب‪ ،‬ا ِْنس ِ‬ ‫ب‪ ،‬ا ِن ْ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫س َ‬ ‫ل‪ِ :‬ان َ‬ ‫فعَ َ‬ ‫‪ -‬الخماسي‪ِ :‬زنة )ا ِن ْ َ‬
‫رع(‬ ‫خت ِ‬ ‫ختراع‪ ،‬ا ِ ْ‬ ‫ع‪ ،‬ا ِ ْ‬ ‫ختر َ‬ ‫‪ -‬و زَِنة )ا ِفْت ََعل‪ :‬ا ِ ْ‬
‫دوا أنتم!(‬ ‫ْ‬
‫د‪ ،‬ا ِْرتداد‪ِ ،‬ارتد ّ ‪ /‬ا ِْرت َدِد ْ *)ولكن‪ :‬ا ِْرت ّ‬ ‫ل‪ :‬ا ِْرت ّ‬ ‫‪ -‬و زَِنة )ا ِفْعَ ّ‬
‫*ملحظة‪ :‬في الفعال المشددة الخر‪ ،‬يجوز الدغام والف ّ‬
‫ك في حالتين‪:‬‬
‫‪ -‬حالة المر المبني على السكون )أي صيغة المر للمفرد ل للجمع!(‬
‫‪ -‬حالة الفعل المضارع المجزوم بالسكون‪.‬‬
‫ل(‬‫م ْ‬‫ل‪ِ ،‬استعمال‪ِ ،‬استع ِ‬ ‫ستعم َ‬ ‫ل‪ :‬ا ِ ْ‬ ‫فعَ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫سداسي‪ :‬زَِنة )ا ِ ْ‬ ‫ال ّ‬
‫ب(‬ ‫ع ْ‬ ‫ب‪ِ ،‬استيعاب‪ِ ،‬استو ِ‬ ‫)ِاستوعَ َ‬
‫ن(‬‫ش ْ‬‫شو ِ‬ ‫ن‪ِ ،‬اخشيشان‪ِ ،‬اخ َ‬ ‫ش َ‬ ‫شو َ‬ ‫خ َ‬ ‫ل‪ :‬ا ِ ْ‬ ‫و زَِنة )ا ِفْعَوْعَ َ‬
‫ب(‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ل‪ ،‬ا ِ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ل‪ :‬ا ِقْ َ‬ ‫و زنة )ا ِفْعَل َ ّ‬
‫شَرأ ّ‬ ‫م َ‬‫ض َ‬ ‫شعَّر‪ ،‬ا ِ ْ‬
‫خضارِْر(‪.‬‬ ‫ة‪ِ ،‬اخضا ّْر‪ ،‬ا ِ ْ‬ ‫خضاّر ً‬ ‫خضاّر‪ ،‬ا ِ ْ‬ ‫ل‪ :‬ا ِ ْ‬ ‫و زنة )ا ِفَْعا ّ‬
‫ملحظة )‪ُ :(1‬تضم همزة الوصل في ماضي الخماسي والسداسي المبني‬
‫ي الذي‬
‫ج‪ .‬يستثنى من هذا الحكم‪ ،‬الخماس ّ‬ ‫خرِ َ‬ ‫ست ُ ْ‬ ‫ق‪ ،‬ا ُ ْ‬ ‫للمجهول‪ ،‬نحو‪ :‬ا ُن ْط ُل ِ َ‬
‫عتاد‪ ،‬ا ِْقتاد )مبني للمعلوم(‪-‬‬ ‫د‪ ،‬فتكسر في أوله‪ ،‬نحو‪ :‬ا ِ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫قبل آخره حرف َ‬
‫د‪ ،‬ا ِقْت ِي ْد َ )مبني للمجهول(‪.‬‬ ‫ا ِعْت ِي ْ َ‬
‫ن‬
‫ملحظة )‪ :(2‬الحرف الثاني من مصادر الفعال الخماسية والسداسية ساك ٌ‬
‫ل( وفيها اللم ساكنة‬‫حّلى بـ )أ ْ‬ ‫كما نرى‪ .‬وهذه السماء‪ -‬المصادر يمكن أن ت ُ َ‬
‫ختراع )لن همزة المصدر تسقط عند الوصل(‪.‬‬ ‫أيضًا‪ ،‬فيلتقي ساكنان‪ ،‬نحو ا َْل ْ‬
‫معَّرف كما يلي‪:‬‬‫ل( ويلفظ هذا السم ال ُ‬ ‫وبسبب التقاء الساكنين ت ُك ْ َ‬
‫سر لم )أ ْ‬
‫ما‪ ،‬سقطت همزة الوصل منه عند وصل‬ ‫سبق هذا السم بكلمةٍ ّ‬ ‫ختراع‪ .‬فإذا ُ‬ ‫ا َل ِ ْ‬
‫تلك الكلمة به‪ ،‬نحو‪) :‬قيمة الختراع(‪ ،‬وتلفظ الكلمتان موصولتين معا ً كما‬
‫ختراع‪.‬‬‫مت ُل ِ ْ‬
‫يلي‪ :‬قِي ْ َ‬
‫د‪ -‬وهي همزة صيغة المر من الفعل الثلثي‪.‬‬
‫يصاغ المر من المضارع بحذف حرف المضارعة وبناء آخره‪:‬‬

‫) ‪(107/3‬‬

‫جِلس‪.‬‬ ‫س‪ -‬ا ِ ْ‬‫جل ِ َ‬ ‫ب‪ ،‬ي َ ْ‬ ‫ب‪ -‬ا ُك ْت ُ ْ‬ ‫ح‪َ -‬يكت ُ ُ‬ ‫ح‪ -‬ا ِفْت َ ْ‬ ‫فت َ ُ‬ ‫‪ -‬على السكون‪ ،‬نحو‪ :‬ي َ ْ‬
‫ديك‪.‬‬ ‫صح وال َ‬ ‫ن نُ ْ‬ ‫معَ ّ‬ ‫س َ‬‫ديك؛ ا ِ ْ‬ ‫ن وال َ‬ ‫م ْ‬ ‫حت َرِ َ‬ ‫م‪ -‬ا ِ ْ‬ ‫حتر ُ‬ ‫‪ -‬على الفتح‪ ،‬نحو‪ :‬ي َ ْ‬
‫سعَ )الصل‪ِ :‬اسعى(‬ ‫‪ -‬على حذف حرف العلة‪ ،‬نحو‪ :‬يسعى _ ا ِ ْ‬
‫ع‪.‬‬‫يدعو ‪ -‬ا ُد ْ ُ‬
‫م‪.‬‬ ‫يرمي ‪ -‬ا ِْر ِ‬
‫خُرجا‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪ -‬على حذف النون نحو‪ :‬يخرجان‪ -‬ا ْ‬
‫يذهبون ‪ -‬ا ِْذهبوا‪.‬‬
‫ي‪.‬‬ ‫سعَ ْ‬ ‫ن ‪ -‬اِ ْ‬ ‫سعَي ْ َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ونلحظ أن همزة الوصل في صيغة المر تكون‪ -‬في ب َد ِْء الكلم‪ -‬مكسورة إل‬
‫مةٍ أصلية‪ ،‬فُتضم حينئذ‪،‬‬ ‫ض ّ‬‫إذا كان الحرف الثالث من صيغة المر مضموما ً ب َ‬
‫خُرجا‪.‬‬ ‫ع‪ ،‬ا ُ ْ‬ ‫مثل‪ُ :‬اكُتب‪ ،‬ا ُد ْ ُ‬
‫قال المام ابن الجزري‪:‬‬
‫ض ّْ‬
‫م‬ ‫ض ّْ‬ ‫ْ‬
‫ث من الفعل ي ُ َ‬ ‫م إن كان ثال ٌ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫صل من ِفع ٍ‬ ‫مز الوَ ْ‬ ‫واْبدأ ب ِهَ ْ‬
‫سُرها‪ ،‬وفي‬ ‫فتِح‪ ،‬وفي السماء ‪ -‬غيَر اللم‪ -‬ك ْ‬ ‫سرِ وال َ‬ ‫ل الك َ ْ‬ ‫سْره ُ حا َ‬ ‫واك ْ ِ‬
‫سم ٍ مع اث ْن َت َْين‬ ‫ن وامرأةٍ وا ْ‬ ‫ئ واث ْن َي ْ ِ‬ ‫مرِ ٍ‬ ‫ن مع ابنةِ ا ْ‬ ‫ا ِب ْ ٍ‬
‫وفيما يلي نماذج خاصة بالفعل الثلثي المهموز الول‪:‬‬
‫ل‬‫ل يأ ُْفل ا ُؤْفُ ْ‬ ‫ل؛ أفَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ا ُؤْ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ل يأ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ف؛ أ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ف ا ِئ ْ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ف يأ َ‬ ‫س َ‬ ‫أ ِ‬
‫خذ َ و‬ ‫َ‬
‫ب على أن َتحذف في صيغة المر همزة الفعلين‪ :‬أ َ‬ ‫جَرت العر ُ‬ ‫ملحظة‪َ :‬‬
‫ل!‬ ‫ُ‬
‫خذ ْ و ك ْ‬ ‫ل! فتقول‪ُ :‬‬ ‫أ َك َ َ‬
‫ولكن متى تكون ضمة الحرف الثالث غير أصلية؟‬
‫الجواب‪ :‬في صيغة المر للجمع من الفعل المعتل الخر بالياء‪ ،‬فهذه تحذف‬
‫في صيغة المر كما ذكرنا‪ .‬تقول‪:‬‬
‫ش )للمفرد‪ ،‬بعد حذف الياء(‬ ‫م ِْ‬ ‫مشي? ا ِ ْ‬ ‫يمشي? ا ِ ْ‬
‫وا )للجمع‪ ،‬بعد حذف الياء(‬ ‫ش ْ‬ ‫شيوا ? ِام ِ‬ ‫م ِ‬ ‫اِ ْ‬
‫شوا!‬ ‫م ُ‬ ‫ولكن الضمة هي التي تناسب الواو‪ ،‬فتقول إذن‪ :‬ا ِ ْ‬
‫شوا( غير أصلية‪ ،‬ولذلك كسرت همزة الوصل‪ ،‬ول‬ ‫م ُ‬ ‫فضمة الشين في )ا ِ ْ‬
‫شوا!‬ ‫م ُ‬ ‫يقال‪ :‬ا ُ ْ‬
‫موا‬ ‫موا‪ -‬ا ِْر ُ‬ ‫م‪ -‬ا ِْرميوا‪ -‬ا ِْر ِ‬ ‫ومثله‪ :‬يرمي‪ِ -‬ارمي‪ -‬ا ِْر ِ‬
‫ت‪ِ -‬ائِتيوا‪ -‬ا ِئ ِْتوا‪ -‬ا ِئ ُْتوا‬ ‫يأتي‪ -‬ا ِْئتي‪ -‬ا ِئ ْ ِ‬
‫خر بالواو‪ ،‬إذا اتصل‬ ‫ملحظة‪ :‬أجازوا ضم وكسر همزة الوصل‪ ،‬في المعتل ال ِ‬
‫ي‬‫ع ْ‬ ‫ي و ا ِد ْ ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ح أن تقول‪ :‬ا ُد ْ ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫بياء المخاطبة‪ ،‬فَ َ‬

‫) ‪(107/4‬‬
‫دد‬‫‪ - 105‬العَ َ‬
‫ة عن وجود صيغتين ‪ -‬بدل ً‬ ‫ة ناشئ ً‬‫كثيرون يعانون في التعبير عن العدد‪ ،‬صعوب ً‬
‫من واحدة ‪ -‬وذلك ت ََبعا ً لكون المعدود مذكرا ً أو مؤنثا‪ً.‬‬
‫مفردة‪ ،‬تمييزا ً لها من‬ ‫فالعداد العشرة الولى ‪ -‬المسماة اصطلحا ً أعدادا ً ُ‬
‫كبة والمعطوفة‪ -‬هي‪:‬‬ ‫العداد المر ّ‬
‫شرة‪.‬‬ ‫كر‪ :‬واحد‪ ،‬اثنان‪ ،‬ثلثة‪ ....‬ثمانية‪ ،‬تسعة‪ ،‬ع َ‬ ‫للمعدود المذ ّ‬
‫ع‪ ،‬عَ ْ‬
‫شٌر‪.‬‬ ‫ن‪ِ ،‬تس ٌ‬‫للمعدود المؤنث‪ :‬واحدة‪ ،‬اثنتان‪ ،‬ثلث‪َ .....‬ثما ٍ‬
‫ونلحظ ما يلي‪:‬‬
‫العداد )‪ (10-3‬للمذكر مختومة بتاء التأنيث‪ ،‬أي إن صيغتها مؤنثة‪.‬‬
‫العداد)‪ (10-3‬للمؤنث مجردة من تاء التأنيث‪ ،‬أي إن صيغتها مذكرة‪.‬‬
‫وفيما يلي نماذج من استعمال العداد المفردة والمركبة والمعطوفة والعقود‪:‬‬
‫المعدود مؤنث‬
‫المعدود مذكر‬
‫غرفة واحدة‪ ،‬طالبة واحدةٌ‬
‫قلم واحد‬
‫العداد المفردة‬
‫غرفتان اثنتان‪ ،‬طالبتان اثنتان‬
‫قلمان اثنان‬
‫ت‬‫ف‪ ،‬ثلث طالبا ٍ‬ ‫ث غَُر ٍ‬ ‫ثل ُ‬
‫ة أقلم‬ ‫ثلث ُ‬
‫ت‬‫ي طالبا ٍ‬ ‫ف‪ ،‬ثمان ْ‬ ‫ي غر ٍ‬ ‫ثمان ْ‬
‫ة أقلم‬ ‫ثماني ُ‬
‫ت‬
‫شر طالبا ٍ‬ ‫شر غرف‪ ،‬ع ْ‬ ‫عَ ْ‬
‫شرةُ أقلم‬ ‫ع َ‬
‫ة‬
‫ة‪ ،‬إحدى عشرة طالب ً‬ ‫شرة غرف ً‬ ‫إحدى ع ْ‬
‫شر قلما ً‬ ‫أحد َ ع َ‬
‫العداد المركبة‬
‫ة‬
‫ة‪ ،‬اثنتا عشرة طالب ً‬ ‫شرة غرف ً‬ ‫اثنتا ع ْ‬
‫شَر قلما ً‬ ‫اثنا ع َ‬
‫ة‬
‫ً‬ ‫طالب‬ ‫شرة‬ ‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ثلث‬ ‫ة‪،‬‬
‫ً‬ ‫غرف‬ ‫شرة‬ ‫ْ‬ ‫ثع‬ ‫َثل َ‬
‫شَر قلما ً‬ ‫ةع َ‬ ‫ثلث َ‬
‫ة‬
‫شرة طالب ً‬ ‫يع ْ‬ ‫ة‪ ،‬ثمان ْ‬ ‫شرةَ غرف ً‬ ‫يع ْ‬ ‫ثمان ْ‬
‫شَر قلما ً‬ ‫ة عَ َ‬ ‫ثماني َ‬
‫ة‬
‫ة ‪ ...‬تسعون طالب ً‬ ‫عشرون غرف ً‬
‫عشرون‪ ،‬ثلثون‪ ،‬أربعون‪ ...‬تسعون قلما ً‬
‫ألفاظ العقود‬
‫ة‬
‫ة‪/‬طالب ً‬ ‫إحدى وعشرون غرف ً‬
‫واحد ٌ وعشرون قلما ً‬
‫العداد المعطوفة‬
‫ة‬‫ة‪/‬طالب ً‬ ‫اثنتان وعشرون غرف ً‬
‫اثنان وعشرون قلما ً‬
‫ة‬
‫ة‪/‬طالب ً‬ ‫ث وعشرون غرف ً‬ ‫ثل ٌ‬
‫ثلثة وعشرون قلما ً‬
‫ة‬
‫ة‪/‬طالب ً‬ ‫ن وعشرون غرف ً‬ ‫ثما ٍ‬
‫ثمانية وعشرون قلما ً‬
‫ة‬
‫ة‪/‬طالب ً‬ ‫سعٌ وتسعون غرف ً‬
‫تِ ْ‬
‫تسعة وتسعون قلما ً‬
‫نستنتج مما سبق القواعد التية‪:‬‬
‫‪ -1‬الواحد والثنان يوافقان المعدود في التذكير والتأنيث‪.‬‬

‫) ‪(108/1‬‬

‫شرة تخالف المعدود في التذكير والتأنيث‪ ،‬أي‬ ‫‪ -2‬ألفاظ العدد من ثلثة إلى ع َ‬
‫ة أو‬ ‫ّ‬
‫تكون على عكسه‪ ،‬وذلك في الحوال الثلثة‪ :‬سواٌء كانت مفردةً أو مركب ً‬
‫معطوفا ً عليها‪.‬‬
‫فإذا كان مفرد المعدود مذكرا ً )قلم ‪ /‬رجل( اسُتعملت صيغة العدد المؤنثة‪،‬‬
‫وبالعكس‪ ،‬إذا كان مفرد المعدود مؤنثا ً )غرفة ‪ /‬طالبة( اسُتعملت صيغة العدد‬
‫المذكرة‪ .‬هذا هو معنى المخالفة ‍!‬
‫‪ -3‬العدد )‪ (10‬يوافق المعدود في العداد المركبة )على حين يخالفه ‪ -‬كما‬
‫رأينا‪ -‬إذا كان مفردًا‪(.‬‬
‫كن مع المؤنث‪ ،‬سواء أكان‬ ‫س ّ‬‫‪ُ -4‬تفتح شين الَعشرة والَعشر مع المذكر‪ ،‬وت ُ َ‬
‫كب‪.‬‬ ‫ذلك في عدد مفرد أم مر ّ‬
‫شرة َ عينًا‪.‬‬
‫ت‪ ،‬واثنتا ع ْ‬ ‫شَر كوكبًا؛ وعَ ْ‬ ‫حد َ ع َ َ‬ ‫َ‬ ‫تقول‪ :‬عَ َ‬
‫شُر فتيا ٍ‬ ‫ل‪ ،‬أ َ‬ ‫شرةُ رجا ٍ‬
‫‪ -5‬ألفاظ الُعقود ل ت ََتغّير في التذكير والتأنيث‪.‬‬
‫أحكام العدد والمعدود‪:‬‬
‫محلها من الجملة‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫‪ -1‬العداد المفردة )‪ُ (10-3‬تعرب ت ََبعا ل ِ َ‬
‫ت‪ ،‬مررت‬ ‫س فتيا ٍ‬
‫ل ‪ /‬خم َ‬ ‫ة رجا ٍ‬ ‫ت‪ ،‬رأيت خمس َ‬ ‫س فتيا ٍ‬ ‫م ُ‬ ‫خ ْ‬‫ل‪َ /‬‬ ‫ة رجا ٍ‬ ‫جاء خمس ُ‬
‫ت‪.‬‬‫س فتيا ٍ‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬ ‫ل‪/‬ب َ‬ ‫بخمسةِ رجا ٍ‬
‫· إذا كانت هذه العداد بالصيغة المؤنثة فمعدودها جمع تكسير مجرور )لنه‬
‫ب وخمسة أقلم ٍ )ولكن‪:‬‬ ‫مضاف إليه‪ ،‬والعدد هو المضاف(‪ ،‬نحو‪ :‬أربعة طل ٍ‬
‫ة عصافيَر!(‬ ‫ست ُ‬
‫عصافير‪ :‬مضاف إليه مجرور‪ ،‬وعلمة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لنه‬
‫ممنوع من الصرف‪.‬‬
‫ث‬‫· وإذا كانت بالصيغة المذكرة فمعدودها جمعُ تكسير مجرور‪ ،‬أو جمعُ مؤن ٍ‬ ‫ّ‬
‫سال ِم‪ ،‬نحو‪ :‬ثل ُ َ‬
‫س‪ :‬لن‬ ‫سب ْعُ مدار َ‬ ‫ت ]ولكن‪َ :‬‬ ‫س طالبا ٍ‬ ‫ف‪ ،‬خم ُ‬ ‫ح ٍ‬ ‫ث أذ ُْرٍع‪ ،‬أربعُ ت ُ َ‬ ‫ٌ‬
‫)مدارس( ممنوعة من الصرف[‪.‬‬
‫خر‬ ‫مْبنّية على فَْتح الجزأين )البناء هو لزوم آ ِ‬ ‫‪ -2‬العداد المركبة )‪َ (19-11‬‬
‫ة واحدة(‪.‬‬ ‫الكلمة حال ً‬
‫ً‬
‫ما مفتوحان أبدا‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫َفه ُ‬
‫شَر رج ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫حد َ ع َ َ‬ ‫شَر رج ً‬ ‫حد َ ع َ َ‬ ‫َ‬ ‫شَر رج ً‬ ‫حد َ ع َ َ‬ ‫َ‬
‫ت بأ َ‬ ‫ل‪ ،‬مرر ُ‬ ‫ل‪ ،‬رأيت أ َ‬ ‫جاء أ َ‬
‫شرةَ‬ ‫ت بإحدى ع ْ‬ ‫ة‪ ،‬مرر ُ‬ ‫شرةَ امرأ ً‬ ‫ت إحدى ع ْ‬ ‫ة‪ ،‬رأي ُ‬ ‫شرةَ امرأ ً‬ ‫جاء إحدى ع ْ‬
‫ة‪.‬‬
‫امرأ ً‬

‫) ‪(108/2‬‬
‫ة‪.‬‬
‫شرةَ امرأ ً‬ ‫ت بأربعَ ع ْ‬ ‫ة‪ ،‬مرر ُ‬ ‫شرةَ امرأ ً‬ ‫ثع ْ‬ ‫ت ثل َ‬ ‫ة‪ ،‬رأي ُ‬ ‫شرةَ امرأ ً‬ ‫سع ْ‬ ‫جاء خم َ‬
‫أما العدد)‪ (12‬فُيعامل جزؤه الول معاملة المثنى‪ .‬تقول‪:‬‬
‫شَر رجل‪ً.‬‬ ‫ت باثني ع َ‬ ‫ل‪ ،‬مرر ُ‬ ‫شَر رج ً‬ ‫يع َ‬ ‫ل‪ ،‬رأيت اثن ْ‬ ‫شَر رج ً‬ ‫جاء اثنا ع َ‬
‫ة‪.‬‬
‫شرةَ امرأ ً‬ ‫ت باثنتي ع ْ‬ ‫ة‪ ،‬مرر ُ‬ ‫شرةَ امرأ ً‬ ‫ة‪ ،‬رأيت اثنتي ع ْ‬ ‫شرةَ امرأ ً‬ ‫جاء اثنتا ع ْ‬
‫‪ -3‬العداد المعطوفة ُتعرب ت ََبعا ً لمحلها من الجملة‪ ،‬تقول‪:‬‬
‫ة‪ ،‬وحصل على‬ ‫ن خمسا ً وعشرين ليل ً‬ ‫ة وعشرون طالبًا‪ ،‬أمضى فل ٌ‬ ‫جاء خمس ٌ‬
‫ة‪.‬‬
‫ن وعشرين درج ً‬ ‫ثما ٍ‬
‫ةل‬ ‫ً‬
‫ة وعشرين يوما‪) ،‬فلن ُ‬ ‫ة خمس ً‬ ‫ت فلن ُ‬ ‫ة‪ ،‬أمض ْ‬ ‫س وعشرون طالب ً‬ ‫جاء خم ٌ‬
‫ون‪ :‬ممنوعة من الصرف!(‪.‬‬ ‫تن ّ‬
‫ً‬
‫‪ -4‬العداد )‪ (99-11‬بما فيها من عقود‪ ،‬معدودها مفرد منصوب أبدا‪ ،‬سواء‬
‫أكان المعدود مذكرا ً أم مؤنثًا‪.‬‬
‫‪ -5‬ألفاظ العقود ملحقة بجمع المذكر السالم فُتعرب إعرابه‪ُ :‬ترفع بالواو‬
‫والنون‪ ،‬وُتنصب وُتجّر بالياء والنون‪.‬‬
‫‪ -6‬يستعمل العدد )‪ (8‬مع المعدود المؤنث استعمال السم المنقوص‪ ،‬وهو‬
‫غير ممنوع من الصرف )انظر الفقرة ‪ .(79‬تقول‪:‬‬
‫ي‬
‫ت بثمان ْ‬ ‫ت‪ -‬مرر ُ‬ ‫ي طالبا ٍ‬ ‫ت ثمان َ‬ ‫ت ‪ -‬رأي ُ‬ ‫ي طالبا ٍ‬ ‫العدد مفرد‪ :‬جاء ثمان ْ‬
‫ت‪.‬‬
‫طالبا ٍ‬
‫ت‬
‫ة‪ -‬مرر ُ‬ ‫شرة َ طالب ً‬ ‫يع ْ‬ ‫ت ثمان ْ‬ ‫ة‪ -‬رأي ُ‬ ‫شرة َ طالب ً‬ ‫العدد مركب‪ :‬جاء ثماني ع ْ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫نع ْ‬ ‫يع ْ‬
‫ة‪ ،‬بفتح جزأ ْ‬ ‫شرة َ طالب ً‬ ‫ت ثما َ‬ ‫ح أن تقول‪ :‬رأي ُ‬ ‫ة‪] .‬يص ّ‬ ‫شرة َ طالب ً‬ ‫بثمان ْ‬
‫العدد كبقية العداد المركبة‪[.‬‬
‫ت ثمانيا وعشرين‬ ‫ً‬ ‫ة ‪ -‬رأي ُ‬ ‫ن طالب ً‬ ‫ن وعشرو َ‬ ‫العدد معطوف عليه‪ :‬جاء ثما ٍ‬
‫ي وعشرين‬ ‫ت ثمان َ‬ ‫ة‪] .‬ويجوز أن تقول‪ :‬رأي ُ‬ ‫ن وعشرين طالب ً‬ ‫ت بثما ٍ‬‫ة‪ -‬مرر ُ‬ ‫طالب ً‬
‫مٍع ‪ -‬لن‬ ‫ج ْ‬ ‫ً‬
‫ة‪ ،‬باعتبار )ثماني( اسما ممنوعا من الصرف ‪ -‬مع أنه ليس ب َ‬ ‫ً‬ ‫طالب ً‬
‫عل(![‬ ‫فا ِ‬ ‫م َ‬ ‫إيقاعه ) َ‬
‫مئة وأ َْلف‬
‫· لفظ )مئة( مؤنث‪ ،‬يقال‪ :‬مئة واحدة )انظر الفقرة ‪ ،(35‬ويستعمل هذا‬
‫مثّناه )مئتان( في حالة الرفع‪،‬‬ ‫اللفظ نفسه للمعدود المذكر أو المؤنث‪ُ .‬‬
‫جر‪.‬‬‫و)مئتين( في حالتي النصب وال ّ‬
‫والمئة ومثناها وحين يضاف إليها عدد مفَرد‪ ،‬معدودها مفرد مجرور‪ ،‬تقول‪:‬‬

‫) ‪(108/3‬‬

‫ة‪.‬‬‫ة‪ ،‬وثلُثمئةِ ديناٍر‪ /‬لير ٍ‬


‫ب‪ ،‬ومئتا رواي ٍ‬ ‫ة كتا ٍ‬ ‫عندي مئ ُ‬
‫ة‪ ،‬وأنفقت ثلَثمئةِ ديناٍر‪ /‬لير ٍ‬
‫ة‪.‬‬ ‫ب‪ ،‬ومئتي رواي ٍ‬ ‫ة كتا ٍ‬ ‫قرأت مئ َ‬
‫ب‪.‬‬‫ب ‪ -‬حصلت على ثمانمئةِ كتا ٍ‬ ‫ب ‪ -‬اشتريت ثمانمئةِ كتا ٍ‬ ‫عندي ثمانمئةِ كتا ٍ‬
‫صل العداد من ثلث إلى تسع عن )مئة(‪.‬‬ ‫ملحظة‪ :‬أجاز مجمع القاهرة ف ْ‬
‫والحق أن الوصل أحسن من الفصل‪ ،‬وقد جرى عليه علماء المة الثقات عدة‬
‫قرون )منهم‪ :‬سيبويه‪ ،‬المبّرد‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬الفيروزآبادي‪ ،‬الّزبيدي‪ ،‬إلخ‪ .(...‬لذا‬
‫الفضل أن تكتب‪ :‬ثلثمئة‪ ،‬خمسمئة‪ ،‬ثمانمئة‪...‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫· تجمع )مئة( على )مئات( ويكون معدودها جمعا مجرورا‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ت‪ ،‬قرأت‬ ‫ت التلميذا ِ‬ ‫صورِ لمئا ِ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫ل مئا ُ‬‫ل‪ ،‬في هذا السج ّ‬ ‫ت الرجا ِ‬ ‫سافر مئا ُ‬
‫ت‪.‬‬‫ت الصفحا ِ‬ ‫مئا ِ‬
‫ِ‬
‫ت من الجنود‪.‬‬ ‫ً‬
‫ويقال أيضا‪ :‬شاهدت مئا ٍ‬
‫· لفظ )أ َْلف( مذكر وجمعه آلف وُألوف‪ ،‬وُيستعمل هذا اللفظ نفسه للمعدود‬
‫فْين( في حالتي النصب‬ ‫المذكر أو المؤنث‪ ،‬مثناه )أ َْلفان( في حالة الرفع‪ ،‬و)أ َل ْ َ‬
‫جر‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫وال ّ‬
‫ل‪.‬‬ ‫رج‬
‫ِ َ ٍ‬ ‫ف‬ ‫بأل‬ ‫دهم‬ ‫ُ‬ ‫عد‬ ‫در‬‫ّ‬ ‫يق‬ ‫ة‪-‬‬‫ٍ‬ ‫صفح‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫أل‬ ‫قرأت‬ ‫ب‪-‬‬
‫ٍ‬ ‫كتا‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫أل‬ ‫المكتبة‬ ‫في‬
‫ل‪.‬‬
‫ي َرج ٍ‬ ‫ف ْ‬‫در عدُدهم بأل َ‬ ‫ة‪ -‬يق ّ‬ ‫ي صفح ٍ‬ ‫ف ْ‬ ‫ب‪ -‬قرأت أل ْ َ‬ ‫في المكتبة ألفا كتا ٍ‬
‫ب‬
‫ف كتا ٍ‬ ‫ة آل ِ‬ ‫· تضاف العداد المفردة )‪ (10-3‬إلى )آلف(‪ ،‬تقول‪ :‬عندي ثلث ُ‬
‫ة‪.‬‬
‫ف لير ٍ‬‫ة آل ِ‬ ‫وأربع ُ‬
‫· العداد المركبة والعقود تلحقها كلمة )ألف( المفردة المنصوبة‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ن ألفًا‪.‬‬ ‫ن عشري َ‬ ‫شَر ألفًا‪ ،‬وصار ال َ‬ ‫كان عدد ُ سكان بلدتنا سبعة ع َ‬
‫ف‬
‫ب‪ ،‬وفي مكتبة المدينة عشرون أل َ‬ ‫ف كتا ٍ‬ ‫حد َ ع َ‬
‫شَر أل َ‬ ‫في مكتبة البلدة أ َ‬
‫ب‪.‬‬
‫كتا ٍ‬
‫في الحالت السابقة جميعًا‪ ،‬يكون المعدود الذي يلي كلمة )ألف( مفردا ً‬
‫ُ‬
‫قْتها كلمة مئات‬ ‫مجرورًا‪ .‬أما إذا اسُتعملت كلمة )ألوف‪/‬آلف( وحدها‪ ،‬أو َ‬
‫سب َ َ‬
‫ص‪،‬‬
‫ف الشخا ِ‬ ‫ج آل ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫أو عشرات‪ ،‬فيكون المعدود جمعا ً مجرورًا‪ ،‬نحو‪ :‬سافر ل ِل ْ َ‬
‫ف الشخاص‪.‬‬ ‫ت آل ِ‬ ‫ص‪ ،‬بل مئا ُ‬ ‫ف الشخا ِ‬ ‫ت آل ِ‬ ‫بل عشرا ُ‬
‫ف من الجنود‪.‬‬ ‫ة آل ٍ‬ ‫ويقال أيضا‪ :‬استعرض القائد ثلث َ‬ ‫ً‬
‫تعريف العدد‬

‫) ‪(108/4‬‬

‫خلت الداة )أل(‪:‬‬ ‫إذا ُأريد تعريف العدد وكان العدد مضافًا‪ُ ،‬أد ِ‬
‫ة‬
‫ة الصفح ِ‬ ‫ت مئ َ‬‫ة الطلبةِ الذين فازوا‪ -‬قرأ ُ‬ ‫أ ‪ -‬على المعدود‪ ،‬نحو‪ :‬جاء سبع ُ‬
‫التي حدثتني عنها‪.‬‬
‫ف الليرة الذي ادخرُته‪ -‬أنفقت ستة آلف الليرة التي ادخرتها‪.‬‬ ‫ت أل َ‬ ‫أنفق ُ‬
‫قرأت عن حرب ستةِ اليام ٍ )بين العرب واليهود(‪ ،‬ولكن‪ :‬حرب اليام الستة‪.‬‬
‫فذ مشروع‬ ‫م‪ ،‬قرأت المئة صفحة‪ -‬ن ُ ّ‬ ‫ب ‪ -‬أو على العدد‪ ،‬نحو‪ :‬حرب الستة أيا ٍ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ف كتا ٍ‬ ‫الل ِ‬
‫ً‬
‫ج ‪ -‬أو على العدد والمعدود معا‪ ،‬نحو‪ :‬حرب الستة اليام‪ -‬قرأت المئة‬
‫الصفحة‪.‬‬
‫ْ‬
‫ث عشرةَ‬ ‫دره‪ ،‬نحو‪ :‬قرأت الثل َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ص ْ‬‫خلت )أل( على َ‬ ‫· وإذا كان العدد مركبا أد ِ‬
‫ة‪.‬‬‫رواي ً‬
‫شَر حرفا ً الولى من البجدية‪) ،‬الولى‪ :‬صفة لمجموع الربعة‬ ‫ةع َ‬ ‫ب الربع َ‬ ‫كت َ َ‬
‫عشر حرفا ً (‪.‬‬
‫خلت )أل( على‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫· وإذا كان العدد مكونا من معطوف ومعطوف عليه‪ ،‬أد ِ‬
‫الجزأين‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ة‪) ،‬صغيرة‪ :‬صفة لكل دجاجة‪ ،‬لذلك‬ ‫ة صغير ً‬
‫ن دجاج ً‬ ‫ت الربعَ والعشري َ‬ ‫‪ -‬أطعم ُ‬
‫منكرة(‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بقيت ُ‬
‫ن ساعة الماضية في المزرعة‪) ،‬الماضية صفة للربع‬ ‫ت الربعَ والعشري َ‬ ‫‪ -‬أمضي ُ‬
‫والعشرين ساعة‪ ،‬لذلك عُّرفت(‪.‬‬
‫· وإذا كان العدد من العقود دخلت )أل( عليه‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ة الخيرةَ في التدريس‪.‬‬ ‫ن سن ً‬ ‫‪ -‬أمضى سعيد ٌ الربعي َ‬
‫ً‬
‫م من التسعين قسما المتساوية‪ ،‬التي تنقسم‬ ‫‪ -‬الدرجة )في الهندسة(‪ :‬قس ٌ‬
‫إليها الزاوية القائمة )المعجم الوسيط(‪.‬‬
‫) ‪(108/5‬‬

‫‪ - 106‬الوصف بالعدد‪ :‬العداد الترتيبية‬


‫شرة‪،‬‬ ‫· يصاغ اسم على وزن )فاعل( من العداد المفردة من اثنين إلى ع َ‬
‫صف ما قبله ويدل على ترتيبه‪.‬‬ ‫لي َ ِ‬
‫َ‬
‫أما العدد واحد فيقابله الوصف )أّول(‪.‬‬
‫صدور العداد المركبة )‪ .(19-11‬ويكون اسم الفاعل‬ ‫· ويصاغ مثل ذلك من ُ‬
‫ً‬
‫صوغ من العداد المركبة مبنيا‪ -‬كأصله‪ -‬على فتح الجزأين‪ ،‬ماعدا الجزء‬ ‫الم ُ‬
‫َ‬
‫ي عشر‪ ،‬فإنهما ي ُب ْن ََيان على‬ ‫َ‬
‫الول من العددين الترتيبي ّْين‪ :‬الحاديْ عشر‪ ،‬والثان ْ‬
‫السكون‪.‬‬
‫قد‬ ‫ة )فاعل( وُيذكر بعدها العِ ْ‬ ‫ف عليها صيغ ُ‬ ‫· وُيشتق من العداد المعطو ِ‬
‫معطوفا ً عليها بالواو‪.‬‬
‫ً‬
‫معَْربا كأصله‪.‬‬ ‫ويكون اسم الفاعل من العداد المتعاطفة ُ‬
‫· والعدد الترتيبي يوافق موصوفه من حيث التذكير والتأنيث والتعريف‬
‫والتنكير‪ ،‬فيقال‪:‬‬
‫س عَ َ‬
‫شَر؛‬ ‫ب الخام َ‬ ‫ث؛ الفتاة الثانية؛ البا ُ‬ ‫تلميذ ٌ ثال ٌ‬
‫شرة؛‬ ‫ةع ْ‬ ‫ة الرابع َ‬ ‫ة ‪ /‬الطبع ُ‬ ‫ْ‬
‫ة ‪ /‬الحلق ُ‬ ‫الساع ُ‬
‫س والعشرون من هذا الشهر‪.‬‬ ‫م الخام ُ‬ ‫غدا ً هو اليو ُ‬
‫سيصل سعيد ٌ في اليوم ِ السابِع والعشرين‪ .‬ذلك لن الصفة )العدد الترتيبي‬
‫كران‪ ،‬ويتطابقَ المؤنثان!‬ ‫هنا( تطابق الموصوف دائمًا! فيجب أن يتطابقَ المذ ّ‬
‫مرّتب‪.‬‬‫· ُيستعمل أحيانا ً )تنوين النصب للعداد الترتيبية( وذلك عند التعداد ال ُ‬
‫ل‪ ،‬ثانيًا‪...‬‬ ‫فيقال‪ :‬أو ً‬
‫وفيما يلي قائمة تبين العداد الصلية والترتيبية وتنوين النصب للترتيبية‪.‬‬
‫تنوين النصب‬
‫العداد الترتيبية‬
‫العداد الصلية‬
‫أول ً‬
‫ل )الّول(‬‫َ‬ ‫أوّ ٌ‬
‫واحد‬
‫ثانيا ً‬
‫ن )الثاني(‬ ‫ثا ٍ‬
‫اثنان‬
‫ثالثا ً‬
‫ث )الثالث(‬ ‫ثال ٌ‬
‫ثلثة‬
‫شر‬ ‫حاديْ ع َ‬
‫شر )الحادي عشر(‬ ‫حاديْ ع َ‬
‫شر‬ ‫حد َ ع َ َ‬ ‫َ‬
‫أ َ‬
‫شر‬ ‫يع َ‬ ‫ثان ْ‬
‫شر )الثاني عشر(‬ ‫يع َ‬ ‫ثان ْ‬
‫شر‬ ‫اثنا ع َ‬
‫شر‬ ‫ثع َ‬ ‫ثال َ‬
‫شر )الثالث عشر(‬ ‫ثع َ‬ ‫ثال َ‬
‫ثلثة عشر‬
‫عشرين‬
‫عشرون )العشرون(‬
‫عشرون‬
‫حاديا ً وعشرين‬
‫حادٍ وعشرون )الحادي والعشرون( )‪(2‬‬
‫واحد وعشرون )‪(1‬‬
‫ثانيا ً وعشرين‬
‫ن وعشرون )الثاني والعشرون(‬ ‫ثا ٍ‬
‫اثنان وعشرون‬
‫مئة‬
‫مئة )المئة(‬ ‫ِ‬
‫مئة‬
‫ً‬
‫أول بعد المئة )‪(4‬‬
‫الول بعد المئة )‪(3‬‬
‫واحد ومئة‬

‫) ‪(109/1‬‬

‫)‪ (1‬يقال أيضًا‪ :‬أحد ٌ وعشرون‪.‬‬


‫)‪ (2‬يقال أيضًا‪ :‬الواحد والعشرون‪ ،‬والحد والعشرون‪.‬‬
‫)‪ (3‬يقال أيضًا‪ :‬الحادي والمئة‪.‬‬
‫)‪ (4‬يقال أيضًا‪ :‬حاديا ً ومئة‪.‬‬
‫قد المنسوب يدل على العدد المعطوف عليه‪ ،‬من الواحد إلى‬ ‫فائدة‪ :‬لفظ العِ ْ‬
‫التاسع‪ ،‬فيقال‪ :‬حدث هذا في الربعينّيات‪ ،‬أي في العوام المعطوفة على‬
‫الربعين‪ :‬من الواحد والربعين إلى التاسع والربعين‪.‬‬
‫مع الربعين‪ ،‬وإنما‬
‫ج ْ‬
‫وفي هذا المعنى ل يقال‪) :‬أربعينات(‪ ،‬لن المتكلم ل يريد َ‬
‫قد الذي يلي الربعين‪) .‬مجمع القاهرة ‪ -‬كتاب اللفاظ‬ ‫يريد أعداد العِ ْ‬
‫والساليب‪.(84 ، 78 ، 1/77 :‬‬

‫) ‪(109/2‬‬

‫‪ - 107‬التأريخ‪ ،‬وتقسيم ليالي الشهر‬


‫ت‪ ،‬وفي‬ ‫خل َ ْ‬
‫يؤرخ العرب بالليالي‪ ،‬ففي اليوم الول من الشهر يقولون‪ِ :‬لليلةٍ َ‬
‫ن من شهر كذا‪ ...‬وهكذا إلى اليوم الرابع‬ ‫خل َوْ َ‬‫س َ‬ ‫م ٍ‬ ‫خ ْ‬
‫الخامس يقولون‪ :‬ل ِ َ‬
‫صف من شهر كذا‪.‬‬ ‫شَر يقولون‪ :‬للن ِ ْ‬‫سع َ‬ ‫شَر‪ ،‬وفي اليوم الخام َ‬ ‫ع َ‬
‫ت من شهر كذا‪،‬‬ ‫ة َبقي َ ْ‬ ‫َ‬
‫شرة َ ليل ً‬ ‫لربعَ ع ْ‬ ‫سع َ‬
‫شَر‪ِ :‬‬ ‫ويقولون في اليوم الساد َ‬
‫خرِ ليلةٍ بقيت‪ ،‬وفي اليوم الثلثين‪ :‬لخر يوم ٍ من‬ ‫وفي التاسع والعشرين‪ :‬ل ِ‬
‫شهر كذا‪.‬‬
‫ل منها عَ ْ‬
‫شَر‬ ‫مك ّ‬‫سم ليالي الشهر الثلثون إلى ثلثة أقسام متساوية‪َ ،‬يض ّ‬ ‫ق َ‬ ‫وت ُ ْ‬
‫ل‪ ،‬فيقال‪:‬‬ ‫َليا ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫شُر الَول )أو الْولى‪ ،‬مفرد الول(‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أ ‪ -‬العَ ْ‬
‫سط(‪.‬‬ ‫سطى‪ ،‬مفرد الوُ َ‬ ‫سط )أو الوُ ْ‬ ‫شُر الوُ َ‬ ‫ب ‪ -‬العَ ْ‬
‫خرة‪ ،‬مفرد الواخر(‪.‬‬ ‫خر )أو ال ِ‬ ‫َ‬
‫شر الَوا ِ‬ ‫ج ‪ -‬العَ ْ‬
‫ُ‬
‫خر(‪] .‬تجيء )الخرى( في الستعمال‬ ‫ُ‬
‫خرى‪ ،‬مفرد ال َ‬ ‫ُ‬
‫خر )أو ال ْ‬ ‫ُ‬
‫شُر ال َ‬ ‫ج ‪ -‬العَ ْ‬ ‫َ‬
‫خر(‪ ،‬وهي هنا بهذا المعنى?‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫)مؤنث‬ ‫النتهاء‬ ‫على‬ ‫تدل‬ ‫التي‬ ‫خرة(‬ ‫ِ‬ ‫)ال‬ ‫بمعنى‬
‫شر‬ ‫خر(‪ :‬فاعلة ? فواعل‪ .‬ولهذا لك أن تقول‪ :‬العَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫أوا‬ ‫َ‬ ‫)‬ ‫على‬ ‫خرة(‬ ‫وتجمع )آ ِ‬
‫شئت !(‪[.‬‬ ‫ن ِ‬ ‫خرات إ ْ‬ ‫خر )أو ال ِ‬ ‫خر أو الوا ِ‬ ‫ال ُ َ‬
‫· ومن الخطأ ‪ -‬كما يقول صاحب )المصباح المنير ‪/‬عشر( ‪ -‬قول العامة‪:‬‬
‫ع‬
‫م ُ‬
‫ج ْ‬‫شر‪ ،‬الليالي؛ وهي َ‬ ‫خر‪" :‬لن المراد بالعَ ْ‬ ‫شر ال َّول‪ ،‬أو الوسط أو ال ِ‬ ‫العَ ْ‬
‫ث فل توصف بمفرد مذكر بل بمثلها‪".‬‬ ‫مؤن ٍ‬
‫· بيد أن جمع مؤنث ما ل يعقل يوصف بمثله )بجمٍع مؤنث(‪ ،‬وبمفرد مؤنث‬
‫وارٍ وجارية!‬‫ج َ‬‫تو َ‬ ‫سفينات( جاريا ٌ‬ ‫ن )ال ّ‬ ‫ف ُ‬
‫س ُ‬ ‫أيضًا‪ .‬تقول‪ :‬ال ّ‬

‫) ‪(110/1‬‬

‫قد‬‫قد والعِ ْ‬ ‫‪ - 108‬العَ ْ‬


‫قد المعاني‬ ‫أورد )المعجم الوسيط( الذي أصدره مجمع القاهرة‪ ،‬لكلمة العَ ْ‬
‫المتباينة التية‪:‬‬
‫قد من البناء‪.‬‬ ‫‪ -1‬ما عُ ِ‬
‫‪ -2‬العَْهد‪.‬‬
‫‪ -3‬اتفاق بين طرفين‪ ...‬كعقد البيع والزواج والعمل‪.‬‬
‫شرة والعشرون‪ ...‬إلى التسعين‪.‬‬ ‫قد من العداد‪ :‬الع َ‬ ‫‪ -4‬العَ ْ‬
‫ً‬
‫ى واحدا هو‪:‬‬‫قد معن ً‬ ‫وأورد المعجم نفسه لكلمة العِ ْ‬
‫وه يحيط بالعنق‪.‬‬ ‫ط ي ُْنظم فيه الخرز ونح ُ‬ ‫‪ -‬خي ُ‬
‫ة إلى المعاني‬ ‫ن‪ ،‬إضاف ً‬ ‫قد خمسة معا ٍ‬ ‫وأورد معجم )متن اللغة( لكلمة العَ ْ‬
‫الثلثة الولى التي أوردها )الوسيط( وليس فيها ما يتعلق بالعداد! وقال عن‬
‫الِعقد‪ :‬القلدة‪.‬‬
‫قد بالمعنى العددي في )لسان العرب( ول في )القاموس‬ ‫ولم أجد العَ ْ‬
‫المحيط(! في حين أوَرَدها بالفتح‪ ،‬بهذا المعنى ‪ -‬كما يقول العدناني في‬
‫)معجم الغلط اللغوية المعاصرة‪ - (458/‬بطرس البستاني )في محيط‬
‫المحيط( وسعيد الشرتوني )في أقرب الموارد( و إدوَْرد ل َْين )في َ‬
‫مد ّ‬
‫القاموس(‪.‬‬
‫ولكن أوردها بالكسر‪ ،‬بالمعنى العددي‪ -‬كما يقول العدناني‪ -‬الزمخشري )في‬
‫مقدمة الدب( وفرايتاغ‪.‬‬
‫ووجد ُْتها‪ ،‬بالمعنى العددي‪ ،‬مضبوطة بالكسر في سبعة مواضع بالمجلد الرابع‬
‫)الطبعة الثالثة( من )النحو الوافي( وذلك عند الكلم على العدد‪ ،‬في‬
‫الصفحات‪518 :‬؛ ‪) 522‬مرة في المتن‪ ،‬وثلث مرات في الحاشية(؛ ‪562‬؛‬
‫‪! 563‬‬
‫ويعجبني رأي الزمخشري‪ -‬الذي تابعه عليه عباس حسن صاحب النحو‬
‫شرة أعداد‪،‬‬ ‫م( ع َ‬ ‫ظم )يض ّ‬ ‫الوافي‪ ،‬عضو مجمع القاهرة ‪ -‬لن الِعقد العددي ي َن ْ ِ‬
‫ظم القلدة الخرز‪.‬‬ ‫مثلما ت َن ْ ِ‬
‫م ل يكون للِعقد معنيان متقاربان؟!‬ ‫َ‬
‫ن متباينة‪ ،‬فل ِ َ‬ ‫وإذا كان للَعقد ثمانية معا ٍ‬
‫) ‪(111/1‬‬
‫ما؛ بما فيه‪...‬؛ بما في ذلك‪...‬‬ ‫م ّ‬ ‫‪ -109‬ما؛ فيما؛ ِ‬
‫‪ -1‬تأتي الداة )ما( على وجوهٍ كثيرة تزيد على عشرة‪ :‬فتكون موصولية‬
‫)بمعنى الذي ‪ /‬التي‪ ...‬لغير العاقل(‪ ،‬واستفهامية‪ ،‬ونافية‪ ،‬ومصدرية‪ ...‬الخ؛‬
‫وتجيء أحيانا ً بمعنى ) شيء( )مغني اللبيب ‪.(392/‬‬
‫ضّلوا‬
‫م به )فـ( لن ت َ ِ‬‫ت فيكم ما إن اعتصمت ُ‬ ‫قال عليه الصلة والسلم‪" :‬ترك ُ‬
‫سّنة نب ِّيه‪] ".‬يجوز في هذه الحالة ومثيلتها اقتران جواب‬ ‫أبدًا‪ :‬كتاب الله و ُ‬
‫الشرط بالفاء وعدم اقترانه‪ ،‬لن فعل الشرط ماض![‬
‫قال الناقد اللغوي إبراهيم اليازجي )في تقريظ الجزء الول من ديوان‬
‫من من فنون المجاز وضروب‬ ‫مصطفى صادق الرافعي(‪ ..." :‬في كلم ٍ تض ّ‬
‫شعُْر بعينه‪".‬‬‫الخيال‪ ،‬ما إذا ت َد َب ّْرَته وجدته هو ال ّ‬
‫‪ -2‬تدخل )في( على )ما( الموصولية فتتصل بها‪ :‬فيما‪ .‬وفي التْنزيل العزيز‪:‬‬
‫ي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون?‪.‬‬ ‫· ?ثم إل ّ‬
‫م القيامة فيما كانوا فيه يختلفون?‪ .‬يقال‪:‬‬ ‫ُ‬
‫صل بينهم يو َ‬ ‫ف ِ‬ ‫· ?إن ربك هو ي َ ْ‬
‫اختلفوا في الشيء‪.‬‬
‫ن فيما خططوا وفيما صنعوا‪) .‬يقال‪ :‬شارك في المر‪(.‬‬ ‫· شارك فل ٌ‬
‫ل ُيستبشر به‪ ،‬وقد يستعمل فيما ُيكره‪) .‬المعجم‬ ‫ل أو فع ٌ‬ ‫ل‪ :‬قو ٌ‬‫فأ ْ ُ‬
‫· ال َ‬
‫الوسيط(‪.‬‬
‫ضنا له‪ ...‬فإنما ينبغي أن يشير إلى محل‬ ‫ض فيما عََر ْ‬‫ل لمعترِ ٍ‬ ‫· " فإذا بدا قو ٌ‬
‫اعتراضه‪".‬‬
‫· "‪ ...‬لكن أقواله فيما عدا ذلك سديدة غزيرة المادة‪".‬‬
‫ن كتبا ً كثيرة لم ي َْنته إلينا منها‪ -‬فيما أعلم إل خمسة‪.‬‬ ‫صّنف فل ٌ‬ ‫· َ‬
‫ت تحوي التركيب )فيما إذا(‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫وكثيرا ما تصادف عبارا ٌ‬ ‫ً‬
‫ً‬
‫· ‪ ...‬هذا كله فيما إذا كان المأثور قطعيا‪ ،‬أما إذا كان‪...‬‬
‫· إنما يشترط الدليل فيما إذا كان المحذوف الجملة بأسرها‪...‬‬
‫ة معافاة‪ .‬والفضل أحيانا ً‬ ‫ذف )فيما( من العبارتين يجعل كل ً منها سليم ً‬ ‫ح ْ‬‫إن َ‬
‫تغيير بنية العبارة‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ُ‬
‫· ‪...‬ومحل الخلف فيما إذا أطلق هذا اللفظ بل قرينة‪.‬‬
‫وبعد التغيير‪ :‬ومحل الخلف هو إطلق هذا اللفظ بل قرينة‪.‬‬

‫) ‪(112/1‬‬

‫· واختلف أهل العلم فيما إذا كان أحد الزوجين رقيقًا‪ ،‬فذهب أكثرهم إلى‪...‬‬
‫وبعد التغيير‪ :‬واختلف أهل العلم في حالة كون أحد الزوجين رقيقًا‪...‬‬
‫ما‪ .‬يقال‪:‬‬ ‫م ّ‬
‫من( على )ما( الموصولية فُتدغم النون هكذا‪ِ :‬‬ ‫‪ -3‬تدخل ) ِ‬
‫م‪.‬‬‫ت مما أكلت ُ‬ ‫ت مما اشتريتم وأكل ُ‬ ‫· اشتري ُ‬
‫· ومما هو جدير بالذكر والتنبيه‪...‬‬
‫صفاء والحشم‪) ".‬نفح الطيب ‪.(1/359‬‬ ‫صلح للوُ َ‬‫· "‪ ...‬وثمانون فََرسا ً مما ي َ ْ‬
‫وقد اعترض الناقد اللغوي صلح الدين الزعبلوي‪ ،‬رحمه الله‪ ،‬على قول‬
‫ي‪ ،‬مما دعاني إلى‪ (...‬لنه ليس‬ ‫ح عل ّ‬‫ن كذا وكذا وأل ّ‬ ‫القائل‪) :‬كّلفني فل ٌ‬
‫ي‪ ،‬وهذا ما ‪ /‬مما دعاني إلى‪(...‬‬ ‫ح عل ّ‬‫حه هكذا‪) :‬كلفني‪ ،...‬وأل ّ‬ ‫ح َ‬‫بمستقيم‪ ،‬وص ّ‬
‫ً‬
‫ن فلنا كلفني‬ ‫ويمكن أيضا ً قلب العبارة بقولك‪) :‬ومما دعاني إلى فعل كذا أ ّ‬
‫ي بشأنه(‪.‬‬ ‫إياه وألح عل ّ‬
‫‪ -4‬تدخل الباء على )ما( الموصولية‪ ،‬نحو‪ :‬اشترى بما معه من المال‪.‬‬
‫· وإذا قلت‪ :‬صادر رجال الجمارك حقائبه بما فيها )أي‪ :‬مع الذي فيها(‪،‬‬
‫ن المنزل بما فيه )أي‪ :‬مع الذي فيه(‪،‬‬ ‫· أو قلت‪ :‬اشترى فل ٌ‬
‫كان كلمك سليما ً مستقيمًا‪.‬‬
‫ولكن شاع في أيامنا استعمال )بما( استعمال ً ل وجه لتأويله!‬
‫· من ذلك قولهم‪ :‬اشترى البيت بما فيه الثاث‪.‬‬
‫والصواب‪ :‬اشترى البيت بما فيه من أثاث‪.‬‬
‫أو‪ :‬اشترى البيت بأثاثه ‪ /‬مع أثاثه‪.‬‬
‫· وقولهم‪ :‬اشترى المزرعة بما فيها الدار‪.‬‬
‫والوجه أن يقال‪ :‬اشترى المزرعة وفيها ‪ /‬ومعها الدار‪.‬‬
‫وون بما فيهم سعيد وعمر‪.‬‬ ‫· وقولهم‪ :‬جاء المدع ّ‬
‫وون ومنهم ‪ /‬بينهم سعيد وعمر‪.‬‬ ‫والصواب‪ :‬جاء المدع ّ‬
‫ت حقيبتها بما فيها النقود ومفاتيح السيارة‪.‬‬ ‫· وقولهم‪ :‬فقد ْ‬
‫ت حقيبتها بما فيها من نقودٍ ومفاتيح‪.‬‬ ‫والوجه أن يقال‪ :‬فقد ْ‬
‫ت حقيبتها وفيها نقود ٌ ومفاتيح السيارة‪.‬‬ ‫أو‪ :‬فقد ْ‬
‫· وقولهم‪ُ :‬نهبت محتويات المكتبة بما فيها المخطوطات الثمينة‪.‬‬
‫والصواب‪ُ :‬نهبت محتويات المكتبة ومنها ‪ /‬وضمنها ‪ /‬ومعها المخطوطات‬
‫الثمينة‪.‬‬
‫ه على‬
‫عدت ُ‬
‫· وقول أحدهم‪ ... :‬على سلسلة من العوامل بما في ذلك مسا َ‬
‫مقاومة‪...‬‬

‫) ‪(112/2‬‬

‫ه على‬
‫عدت َ ُ‬
‫والوجه أن يقال‪ ... :‬على سلسلة من العوامل ويشمل ذلك مسا َ‬
‫مقاومة‪...‬‬
‫ه على مقاومة‪...‬‬ ‫عدت ُ ُ‬
‫أو‪ ... :‬على سلسلة من العوامل يدخل فيها مسا َ‬

‫) ‪(112/3‬‬

‫‪ -110‬الخطأ في التراكيب الشبيهة بـ )ل أعلم ما إذا كان‪(...‬‬


‫كثيرا ً ما ُتصاَدف تراكيب ‪ -‬يبدو أنها ناجمة عن الترجمة الحرفية ‪ -‬من النمط‬
‫التي‪:‬‬
‫‪.1‬ل أعرف ما إذا كنت راضيا ً أو غاضبًا‪.‬‬
‫‪.2‬أسألكم عما إذا كنتم ترغبون في ذلك‪.‬‬
‫‪.3‬أعلمونا فيما إذا كنتم تريدون البقاء هناك‪.‬‬
‫ن كان قد حدث هذا‪) .‬أين جواب الشرط؟!!(‪.‬‬ ‫‪.4‬ل أدري إ ْ‬
‫ويمكن تصحيح العبارات السابقة باستعمال صيغة الستفهام‪ ،‬أو بتغيير بنية‬
‫العبارة‪:‬‬
‫ت راضيا ً أم غاضبا؟ً‬
‫‪.1‬ل أعرف‪ ،‬أكن َ‬
‫‪.2‬أسألكم‪ ،‬أترغبون في ذلك أم ل ؟‬
‫‪.3‬أعلمونا‪ ،‬أتريدون البقاء هناك؟ أو‪ :‬إذا كنتم تريدون البقاء هناك فأعلمونا‪.‬‬
‫ث هذا أم ل؟‬‫حد َ َ‬ ‫َ‬
‫‪.4‬ل أدري‪ ،‬أ َ‬
‫وفيما يلي نماذج من أفصح الكلم‪ .‬فقد جاء في التْنزيل العزيز‪:‬‬
‫َ‬
‫ت من الكاذبين?؟‬ ‫ت أم كن َ‬ ‫? قال سننظ ُُر أ َ‬
‫صد َقْ َ‬
‫فُر?؟‬‫وني أ ََأشكُر أم أ َك ْ ُ‬
‫?‪ ...‬قال هذا من فضل ربي ل ِي َب ْل ُ َ‬
‫ن من الذين ل يهتدون?؟‬ ‫شها ن َن ْظ ُْر أتهتدي أم تكو ُ‬ ‫كروا لها عر َ‬ ‫? قال ن َ ّ‬
‫? قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللعبين?؟‬
‫وفيما يلي نماذج صادفُْتها أثناء مراجعتي لبعض المقالت العلمية‪ ،‬مع‬
‫تصحيحها‪:‬‬
‫‪ .1‬أما مسألة ما إذا كان إرضاء المستهلك يسفر عن‪...‬‬
‫أما السؤال‪ :‬أ َُيسفر إرضاء المستهلك عن‪ ...‬فجواُبه‪...‬‬
‫‪ .2‬يجدون صعوبة في تحديد ما إذا كانت المعلومات كافية أم ل ؟‬
‫يجدون صعوبة في اتخاذ قرار بشأن المعلومات‪ :‬أهي كافية أم ل ؟‬
‫‪ .3‬تحدد المقاييس ما إذا كان العلن يعّزز المقدرة أو ل‪.‬‬
‫تحدد المقاييس ما يلي‪ :‬أ َُيعّزز العلن المقدرة أم ل؟‬
‫‪ .4‬يوضح هذا المثال ما إذا كانت القرارات تؤدي دورا ً هامًا‪.‬‬
‫وهذا المثال يوضح النقطة التية‪ :‬هل تؤدي القرارات دورا ً هامًا؟‬
‫‪ .5‬ليست القضية فيما إذا كان العلن فعال ً أو ل‪.‬‬
‫ليست المسألة مركوزة في كون العلن فعال ً أو ل‪.‬‬
‫‪ ... .6‬لتحديد فيما إذا كانت السلسلتان متساويتين أم ل‪.‬‬
‫حكم على تساوي السلسلتين أو عدمه‪.‬‬ ‫‪ ...‬لل ُ‬

‫) ‪(113/1‬‬

‫‪ ... .7‬لمعرفة إن كان المفتاح مضغوطًا‪.‬‬


‫‪ ...‬لنعرف‪ :‬هل المفتاح مضغوط؟‬

‫) ‪(113/2‬‬

‫مك‪/‬جازيك من رجل!‬ ‫سُبك‪ /‬هَ ّ‬ ‫لح ْ‬ ‫ل ناهيك من رجل! هذا رج ٌ‬ ‫ج ٌ‬ ‫‪ -111‬هذا ر ُ‬


‫ف لك من‬‫سبك من رجل‪ :‬أي كا ٍ‬ ‫َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ٌ‬
‫· جاء في )القاموس المحيط(‪" :‬هذا رجل َ‬
‫غيره‪".‬‬
‫يقال‪:‬‬
‫عه‪ :‬يكفيك أن تسمعه لتشمئّز منه‪.‬‬ ‫سُبك من شّر سما ُ‬ ‫‪-‬ح ْ‬
‫حه!‬‫سُبه فخرا ً نجا ُ‬ ‫‪-‬ح ْ‬
‫ف به؛ يكفيك!‬ ‫كت ِ‬‫م‪ :‬ا ِ ْ‬‫سِبك( دره ٌ‬ ‫ح ْ‬ ‫سُبك )ب َ‬ ‫‪-‬ح ْ‬
‫ف!‬‫ب(‪ :‬وهذا كا ٍ‬ ‫س ُ‬‫ب )ح ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ت ثلثة كتب وح ْ‬ ‫‪ -‬قرأ ُ‬
‫ب‪ :‬أي ل غير )فقط(!‬ ‫س ُ‬ ‫ت ثلثة كتب فح ْ‬ ‫‪ -‬قرأ ُ‬
‫ك من رجل‪:‬‬ ‫مت ُ َ‬
‫مك من رجل‪ ،‬وهِ ّ‬ ‫له ّ‬ ‫م(‪" :‬هذا رج ٌ‬ ‫· قال في )لسان العرب ‪/‬ه ّ‬
‫سُبك‪".‬‬
‫أي ح ْ‬
‫ل ن َهُْيك من رجل‪ ،‬وناهيك من رجل‪ ،‬ونهاك من رجل‪ :‬أي‬ ‫وقال )نهى(‪" :‬رج ٌ‬
‫غنائه ينهاك عن تطلب‬ ‫ده و َ‬‫ج ّ‬
‫ب‪ .‬وتأويله أنه ب ِ ِ‬ ‫س ُ‬‫كافيك من رجل‪ ،‬كله بمعنى ح ْ‬
‫غيره‪".‬‬
‫وقال‪" :‬وهذه امرأة ناهيُتك من امرأة! "‬
‫جَزَأه‪:‬‬
‫م ْ‬
‫جزأ ُ‬
‫غناء فلن‪ :‬ناب عنه وأ ْ‬ ‫· جاء في معجم )متن اللغة(‪" :‬أغنى عنه َ‬
‫كفاه‪".‬‬
‫م‪ ،‬أي كافيك من رجل‪".‬‬ ‫ب واستعظا ٍ‬ ‫ج ٍ‬‫وجاء فيه‪" :‬ناهيك منه‪ :‬كلمة تع ّ‬
‫طب!‬‫خ َ‬ ‫ُ‬ ‫من‬ ‫ناهيك‬ ‫طبا ً‬‫خ َ‬ ‫حّبروا ُ‬ ‫· وقال بشار‪... :‬و َ‬
‫· وجاء في نفح الط ّْيب )‪:(1/110‬‬
‫َ‬
‫سد ِ‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬
‫حّر الكلم ُ‬ ‫حب ال ّ‬
‫ذرا ُ‬ ‫مد ٍّح َر ْ‬ ‫ناهيك من فْرد ٍ أغَّر ُ‬
‫م َ‬
‫ذرا‪ :‬كريم الطبيعة‪ .‬وال ّ‬
‫ذرا‪ :‬الملجأ‪(.‬‬ ‫) يقال‪ :‬هو كريم ال ّ‬
‫ّ‬
‫وجاء فيه )‪ ..." :(1/176‬وناهيك بهما )أي ب ِت َي ِْنك الشاعرتين( في الظرف‬
‫والدب‪".‬‬
‫· وجاء في الكليات )‪" :(4/360‬ناهيك منه ‪ /‬به‪ :‬صيغة مدٍح مع تأكيد طلب‪،‬‬
‫سُبك وكافيك‪".‬‬ ‫أي ح ْ‬
‫· وجاء في )البصائر والذخائر( لبي حيان التوحيدي‪" :‬ناهيك بأبي القاسم‬
‫عالما ً وراويا ً وثقة‪".‬‬
‫· قال الفّراء‪ :‬ناهيك بأخينا )الباء للمبالغة في المدح(‪.‬‬
‫ن أديبا ً نابغًا‪.‬‬ ‫سُبنا بفل ٍ‬‫يقال‪ :‬ح ْ‬
‫ويقال‪ :‬ناهيك باليجاز هدفا‪ً.‬‬
‫ة تبين الستعمال الصحيح لكلمة )ناهيك( التي ل يندر في‬ ‫ج فصيح ٌ‬ ‫هذه نماذ ُ‬
‫هذه اليام أن ُتستعمل استعمال ً غير سليم‪.‬‬

‫) ‪(114/1‬‬

‫‪ -‬فقد قال كاتب معروف ) في مجلة واسعة النتشار جدًا!(‪ ...) :‬إضافة‬
‫لبرامج اللعاب اللكترونية التي يدمن عليها مليين الطفال على كوكب‬
‫أرضنا‪ ،‬ناهيك عن مغامرات البحار عبر شبكة النترنيت‪(.‬‬
‫ه مغامرات‪...‬؛ أو‪ :‬د َع ْ عنك مغامرات‪...‬‬ ‫والوجه أن يقال‪ ... :‬ب َل ْ َ‬
‫‪ -‬وجاء في مجلة أخرى راقية‪ ..." :‬فالمعروف أن ما يبدو حياةً رخّية‪ ،‬يمكن‬
‫ن تآكل ً )كذا( روحيًا‪ ،‬ناهيك عن المرض‪".‬‬ ‫ث أيّ إنسا ٍ‬
‫أن ُيورِ َ‬
‫ً‬
‫ن لم ُيسّبب المرض ‪ /‬فضل على المرض ‪ /‬د َع ْ عنك‬ ‫والوجه أن يقال هنا‪ ... :‬إ ْ‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫المرض؛ وذلك بحسب المعنى الذي يريده الكاتب‪ .‬والوجه أن يقال‪ :‬ت َأكل ل‬
‫تآك ً‬
‫ل‪.‬‬
‫جه اهتمام المؤلف إلى الشواهد بحيث‬ ‫‪ -‬وجاء في تقديم أحد المعاجم‪َ" :‬تو ّ‬
‫)كذا( استقى من القرآن الكريم‪ ،‬والحديث النبوي الشريف‪ ،‬والشعر العربي‬
‫القديم‪ ،‬ناهيك بلفتاته الصرفية المتعلقة بالفراد والتثنية والجمع و‪"...‬‬
‫والوجه أن يقال‪ ... :‬إلى الشواهد‪ ،‬فاستقى من‪ ...‬القديم‪ ،‬إضافة إلى‬
‫لفتاته‪...‬‬

‫) ‪(114/2‬‬

‫‪ -112‬أرجو أن ُيوافَِيني كتاُبكم‬


‫من الخطأ الشائع قولهم مث ً‬
‫ل‪ :‬أرجو أن توافوني بكتابكم قبل نهاية الشهر‬
‫الحالي‪.‬‬
‫أو‪ :‬أرجو أن توافوني بمعلوماتكم حول الموضوع الفلني‪.‬‬
‫والصواب‪ :‬أرجو أن يوافَيني كتاُبكم‪...‬؛‬
‫أرجو أن توافَيني معلوماُتكم عن الموضوع ‪...‬‬
‫ت‬ ‫َ‬
‫ة‪ :‬أتاهم‪ .‬وافى المو ُ‬
‫م ُيوافيهم موافا ً‬
‫فقد جاء في معاجم اللغة‪" :‬وافى القو َ‬
‫ب فلنًا‪ :‬أدركه‪".‬‬
‫أو الكتا ُ‬

‫) ‪(115/1‬‬

‫ل عليه‬‫موْك َ َ‬ ‫ل إليه ‪ /‬ال ُ‬ ‫ل الموكو َ‬ ‫‪ -113‬أّدى العم َ‬


‫ن في أداء العمل الموكل إليه!‬ ‫ل‪ :‬نجح فل ٌ‬ ‫من الخطأ الشائع قولهم مث ً‬
‫والصواب‪ :‬نجح فلن في أداء العمل الموكول إليه ‪ /‬الموكل عليه‪.‬‬
‫فقد جاء في معاجم اللغة‪:‬‬
‫ّ‬
‫سلمه إليه؛ فَوّ َ‬
‫ضه إليه واكتفى به‪.‬‬ ‫ً‬
‫ه وَكل و ُوكول‪َ :‬‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ن ي َك ِل ُ ُ‬‫ل المر إلى فل ٍ‬ ‫وَك َ َ‬
‫فالمر موكول إليه‪.‬‬
‫ض أمري إلى الله?‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وفي التْنزيل العزيز‪? :‬وأفوّ ُ‬
‫ّ‬
‫خله كله عليه‪.‬‬‫ّ‬ ‫ً‬
‫ه إيكال‪َ :‬‬ ‫ُ‬
‫ن ي ُوْك ِل ُ‬
‫ل على فل ٍ‬ ‫ل العم َ‬ ‫وجاء أيضًا‪ :‬أ َوْك َ َ‬
‫ل عليه‪.‬‬ ‫موْك َ ُ‬ ‫فالعمل ُ‬

‫) ‪(116/1‬‬

‫‪) -114‬أحد( و)إحدى(‬


‫ل منها في المثالين السابقين يصف ما‬ ‫)أحد( و)إحدى( من أسماء العدد‪ .‬وك ّ‬
‫قبله‪ ،‬ويضاف إلى ما بعده‪ .‬والمضاف إليه‪ :‬إما جمعٌ لمذ ّ‬
‫كر )نحو‪ :‬مخت ََرع‬
‫مخترعات( أو لمؤنث )نحو‪ :‬أداة أدوات(‪.‬‬
‫فرد َ المضاف إليه في‬ ‫م ْ‬
‫والصل أن ُتراعي كلمة )أحد ‪ /‬إحدى( المضافة ُ‬
‫دث‬
‫ح ّ‬
‫م َ‬‫ح مراعاة ال ُ‬‫التذكير والتأنيث‪ ،‬كما جاء في المثالين المذكورين‪ .‬فهل َيص ّ‬
‫عنه )الموصوف بأحد أو بإحدى(؟ أي هل يقال‪:‬‬
‫التلفزة إحدى المخترعات العجيبة؛ الهاتف الخلوي أحد الدوات المدهشة‪.‬‬
‫ضي َْر في ذلك‪ ،‬قياسا ً على الضمير واسم الشارة إذا اختلف‬ ‫الجواب‪ :‬ل َ‬
‫مرجعهما مع ما بعدهما‪ ،‬إذ يقال‪:‬‬
‫‪ -(1‬في حالة الضمير‪ :‬المطالعة نافعة‪ ،‬وهي أمٌر محمود ‪ /‬وهو أمر محمود‪.‬‬
‫‪ -(2‬في حالة اسم الشارة‪ :‬الفاكهة مفيدة‪ ،‬وهذه غذاء جيد ‪ /‬وهذا غذاء جيد‪.‬‬
‫سهيلي )‪ 581‬هـ(‬ ‫ل من الزمخشري )‪ 538‬هـ( وال ّ‬ ‫وقد بحث هذه المسألة ك ٌ‬
‫وابن خروف )‪ 616‬هـ(‪ .‬ويجد القارئ مزيدا ً من الشرح والتفصيل في كتاب‬
‫)ُلغويات ‪ (1/130‬لمحمد علي النجار‪.‬‬
‫صنع إحدى المعجمات(‪ ،‬إذ ليس‬ ‫ح أن يقال‪) :‬دار النقاش حول ُ‬ ‫ولكن ل يص ّ‬
‫ث عنه يسبق )إحدى(! ول بد إذن من مراعاة مفرد‬ ‫حد ٌ‬
‫مت ّ‬
‫في هذه العبارة ُ‬
‫المضاف إليه المذكر )معجم(‪ ،‬أي‪ :‬دار النقاش حول صنع أحد المعجمات ‪/‬‬
‫المعاجم‪.‬‬

‫) ‪(117/1‬‬
‫ن(‬
‫شي َعُ معاني )د ُوْ َ‬ ‫‪ -115‬أ َ ْ‬
‫ن كثيرة‪ ...‬فهي تأتي‪:‬‬ ‫معا ٍ‬‫لهذه الكلمة َ‬
‫ه‪ :‬أي‬ ‫َ‬
‫مشى دون َ ُ‬ ‫‪ -1‬بمعنى )تحت(؛ ‪ -2‬بمعنى )فوق(؛ ‪ -3‬بمعنى )أمام(‪ .‬يقال‪َ :‬‬
‫أمامه‪.‬‬
‫د" أي‪ :‬ل يقف عطاء اليوم‬ ‫نغ ِ‬‫ل عطاُء اليوم ِ دو َ‬ ‫حو ُ‬‫قال النابغة‪ ..." :‬ول ي َ ُ‬
‫حاجزا ً أمام عطاء الغد‪ .‬وقال حسان بن ثابت‪:‬‬
‫مّرةٍ و ِلجام ِ‬ ‫جا برأس ط ِ ِ‬ ‫ة لم يقاتل دوَنهم ون َ َ‬ ‫ك الحب ّ َ‬ ‫ت ََر َ‬
‫ه‪.‬‬
‫ف ُ‬ ‫ْ‬
‫خل َ‬‫س دون المير‪ :‬أي َ‬ ‫جل َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -4‬بمعنى )وراء(‪ .‬يقال‪َ :‬‬
‫ن جيحون‪ ،‬أي على ما وراءه‪.‬‬ ‫ويقال‪ :‬هذا أميٌر على ما دو َ‬
‫ن النهرِ قتال‪ ،‬أي قبل أن تصل‬ ‫ن النصر أهوال؛ دو َ‬ ‫‪ -5‬بمعنى )قَْبل(‪ .‬يقال‪ :‬دو َ‬
‫إلى ذلك‪.‬‬
‫خْرط القتاَد" ُيضرب للشيء ل ُينال إل بمشقة‬ ‫ُ‬ ‫ن ذلك َ‬ ‫مَثل‪" :‬دو َ‬ ‫وفي ال َ‬
‫عظيمة‪.‬‬
‫‪ -6‬بمعنى استبعاد ما ُتضاف إليه‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ن الثاني‪.‬‬ ‫ب الستعمال الول دو َ‬ ‫صو ّ َ‬ ‫· ‪ ...‬فَ َ‬
‫سر‪.‬‬ ‫ن الك ْ‬ ‫فْتح دو َ‬ ‫· ‪ ...‬واقتصر على ال َ‬
‫ن المواد الخرى‪.‬‬ ‫َ‬ ‫دو‬ ‫الحديد‬ ‫هو‬ ‫بالحديث‬ ‫· ‪ ...‬المقصود‬
‫· قال الرافعي في )إعجاز القرآن ‪" :(323/‬فنأخذ بالجملة دون تفصيلها‪".‬‬
‫هم دوَننا عددا ً !‬ ‫ن ذلك لمن يشاء?؛ ُ‬ ‫ل من(‪ ،‬نحو‪? :‬وي َْغفر ما دو َ‬ ‫‪ -7‬بمعنى )أ َقَ ّ‬
‫دعون من دونه إل إناثًا?‪.‬‬ ‫ن يَ ْ‬‫‪ -8‬بمعنى )غير ‪ /‬سوى(‪ ،‬نحو‪? :‬إ ْ‬
‫ونحو‪ :‬قام من فَوْرِهِ دون إبطاء‪ ،‬أي من غير إبطاء‪.‬‬
‫ه‬
‫ة المال صاحب َ ُ‬ ‫ّ‬
‫س قِل ُ‬ ‫حب ِ ُ‬
‫‪ -9‬بمعنى التقصير عن الغاية‪ .‬قال المرزوقي‪" :‬وقد ي َ ْ‬
‫صر عن غايته‬ ‫ن ما يهتم له أو يهتم به‪ ".‬أي قد تجعل قلة المال صاحَبه ُيق ّ‬ ‫دو َ‬
‫في تحقيق ما يهتم له‪.‬‬
‫ي الشركة‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ف َ‬
‫‪ -10‬بمعنى يفيد الختصاص ون ْ‬
‫ن‪...‬‬
‫ن كثيرٍ من الخرين أ ْ‬ ‫ي دو َ‬ ‫· ‪ ...‬ولقد كان من فضله عل ّ‬
‫ن الكائنات الحية الخرى‪.‬‬ ‫ده دو َ‬ ‫· ‪ ...‬وليس هذا أمرا ً خاصا ً بالنسان وح َ‬

‫) ‪(118/1‬‬

‫صمي البغدادي‪" :‬قالت‬ ‫· جاء في )كتاب أسرار الحكماء ‪ (149/‬للمستع ِ‬


‫صلحني‬
‫سري‪ :‬ونصيحتي للمير أن يأمر لي بخادم ٍ وما ي ُ ْ‬ ‫أعرابية للمير خالد الق ْ‬
‫ك أجُرها‬ ‫ك دوننا! قالت‪ :‬ما هي لي دوَنك! ل َ‬ ‫وإياها‪ .‬قال خالد‪ :‬هذه نصيحة ل ِ‬
‫كرها وثناؤها وعلؤها‪ ،‬ولي نفُعها‪".‬‬ ‫وذ ْ‬
‫خذ ْ ُ‬
‫ه!‬ ‫ب‪ُ :‬‬
‫م ‪ /‬الكتا َ‬ ‫ذ(‪ :‬دون َ َ‬
‫ك الدره َ‬ ‫خ ْ‬
‫مر بمعنى ) ُ‬‫‪ -11‬اسم فِْعل أ ْ‬
‫معان أخرى أوردها )معجم‬ ‫هذا‪ ،‬وقد جاءت كلمة )دون( في القرآن الكريم ب َ‬
‫مجمع القاهرة‪،‬‬ ‫ألفاظ القرآن الكريم( الذي أصدره َ‬
‫منها‪ :‬التجاوز‪? :‬أ ََفتّتخذونه وذ ُّريته أولياَء من دوني? )الكهف ‪.(50/‬‬
‫ل لهم من دونها سترًا? )الكهف ‪.(90/‬‬ ‫ومنها‪ :‬من جهتها‪ ...? :‬لم نجع ْ‬

‫) ‪(118/2‬‬
‫‪ -116‬ب ِد ُْون‬
‫ً‬
‫· جاء في كتاب مصطفى صادق الرافعي )تحت راية القرآن ‪ (40/‬نقل عن‬
‫حجة الدب‪ ،‬وسيد ّ ك ُّتاب‬ ‫فه الرافعي بأنه‪ُ :‬‬‫ص َ‬‫المير شكيب أرسلن‪ ،‬الذي وَ َ‬
‫العصر‪:‬‬
‫ل جديد كيف كان‪ ،‬وبدون محاكمة‪ ،‬وذلك ليقال إنهم ُرقاةٌ‬ ‫جحوا ك ّ‬ ‫"‪ ...‬فََر ّ‬
‫عصريون‪".‬‬
‫وجاء في الصفحة ‪ 41‬على لسان المير نفسه‪ ..." :‬فليس صواب الشيء‬
‫ي‬
‫وعدمه هو الحاكم عند هذه الفئة‪ ،‬بل هو مصدر الشيء بدون نظرٍ إلي أ ّ‬
‫اعتبار آخر‪".‬‬
‫وسي وضع )الباء( مكان )من( قْبل )دون( مادام‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫· أجاز ابن جّني والب َطلي َ ْ‬
‫المعنى ل يتغير ! انظر )معجم الغلط اللغوية المعاصرة ‪.(235/‬‬
‫· قال الرافعي في كتابه )إعجاز القرآن ‪ ..." :(103/‬استقلل الدارة وقوتها‪،‬‬
‫وهذا هو الذي يكون عنه المر بالمعروف‪ ،‬ول يكون بدونه البتة‪"...‬‬
‫سر العادات والوهام‪ ،‬ول يكون اليمان على‬ ‫َ‬
‫· "‪ ...‬استقلل النفس من أ ْ‬
‫الحقيقة بدونه‪".‬‬
‫· وقال طه حسين في كتابه )اليام( الجزء ‪:3‬‬
‫"وجعل الفتى يبحث عن كاتب هذين البيتين بدون أن يصل من بحثه إلى‬
‫شيء‪".‬‬
‫وقال‪ ..." :‬وامتداد حياته على هذا النحو بدون أن يتغير قليل ً أو كثيرًا‪".‬‬
‫قْرض(‪:‬‬ ‫· وجاء في )المعجم الوسيط ‪/‬ال َ‬
‫ض بدون ربٍح أو فائدة تجارية)مو(‪".‬‬ ‫قْرض الحسن‪ :‬قر ٌ‬ ‫"ال َ‬

‫) ‪(119/1‬‬

‫م التقوية‬‫‪ -117‬ل ُ‬
‫· من المعلوم أن المفعول به قد يتقدم على فاعله‪ ،‬أو على فاعله وفِْعله‬
‫أيضًا؛ تقول‪ :‬قرأ خالد كتابين؛ قرأ كتابين خالد؛ كتابين قرأ خالد‪.‬‬
‫م ِفعَله‪ ،‬نحو قوله تعالى‪:‬‬ ‫· وقد تدخل اللم على المفعول به إذا تقد ّ َ‬
‫ن كنتم ِللرؤيا ت َعُْبرون?‬ ‫?الذين هم ِلرّبهم ي َْرهبون?‪ ،‬و?إ ْ‬
‫· وقد تدخل عليه إذا تأخر عما يعمل عمل الفعل‪ ،‬كالمصدر والصفات )أي‪:‬‬
‫دقا ً ِلما معهم?‪ ،‬و?فّعا ٌ‬
‫ل‬ ‫مص ّ‬‫اسم الفاعل وصيغ المبالغة(‪ ،‬نحو قوله تعالى‪ُ ? :‬‬
‫ِلما يريد?‪.‬‬
‫ى كّرم الله وجهه )النحو الوافي ‪" :(2/475‬لعن الله المرين‬ ‫ونحو قول عل ّ‬
‫بالمعروف التاركين له‪ ،‬والناهين عن المنكر العاملين به‪ ".‬وأصل الكلم‪..." :‬‬
‫التاركينه‪"...‬‬
‫دهم فيه‬‫ي )كتاب اللمات ‪ِ" :(23/‬لطول معاناتهم له وك ّ‬ ‫جاج ّ‬
‫· قال الّز ّ‬
‫وت َْأميلهم إياه‪ ".‬فالمعاناة مصدر فعل )عانى( المتعدي بنفسه‪ .‬يقال عانى‬
‫الشيَء‪ .‬وكان في وسع الزجاجي أن يقول )لطول معاناتهم إياه( كما فََعل مع‬
‫ضْربي لزيد ٍ حسن[‪.‬‬ ‫المصدر الثاني )تأميلهم(‪] .‬جاء في )مغني اللبيب ‪َ :(287/‬‬
‫· وعلى هذا‪:‬‬
‫ف‪.‬‬
‫ف ‪ِ /‬للضعي ِ‬ ‫سن مساعدَتك الضعي َ‬ ‫‪ -1‬تقول‪ :‬أستح ِ‬
‫ٌ‬
‫‪ -2‬وتقول‪ :‬أنا فاعل الشيَء ‪ِ /‬للشيِء‪.‬‬
‫كّله عربي جيد‪ .‬ومجيء لم التقوية مع الصفات أكثر ما يكون‪ .‬ففي التْنزيل‬
‫العزيز‪:‬‬
‫ة‬
‫واح ٌ‬ ‫َ‬
‫وى?‪ ،‬و ?ل ّ‬ ‫ش َ‬‫ة لل ّ‬
‫?فمنهم ظالم لنفسه?‪ ،‬و ?حافظات للغيب?‪ ،‬و ?ن َّزاع ً‬
‫حت?‪.‬‬ ‫س ْ‬ ‫ماعون للكذب‪ ،‬أ ّ‬
‫كالون لل ّ‬ ‫شر?‪ ،‬و?س ّ‬ ‫للب َ َ‬
‫ل ما تشاء؛ وما تشاء أفعل؛ ولما تشاء أفعل‪.‬‬ ‫‪ -3‬وتقول‪ :‬أفع ُ‬
‫]قال الب أنستاس ماري الكرملي )النحو الوافي‪ ،2/476 ،‬الحاشية(‪:‬‬
‫"زعموا أنه ل يقال‪) :‬يمكن لحدكم‪ ،(...‬وعندي أنه يجوز‪ .‬والنحاة تسمي هذه‬
‫اللم )اللم المعترضة بين الفعل المتعدي ومفعوله(‪ ،‬وهي كثيرة الورود في‬
‫كلمهم‪ ".‬وهذه اللم للتوكيد )مغني اللبيب ‪[.(284/‬‬
‫ل المسلمين?‪.‬‬ ‫ن أكون أو َ‬ ‫ُ‬
‫تل ْ‬ ‫مْر ُ‬
‫· وفي التْنزيل العزيز‪? :‬وأ ِ‬
‫قال ُ‬
‫كثي ُّر عَّزة‪:‬‬

‫) ‪(120/1‬‬

‫ل لي ليلى بكل سبيل‪.‬‬ ‫مث ّ ُ‬


‫كرها‪ ،‬فكأنما ت َ َ‬‫أريد لنسى ذ ْ‬
‫سر"‪ ،‬فالفعل‬ ‫سهُ َ‬
‫ل وتي ّ‬ ‫· قلت‪ :‬جاء في )المصباح المنير(‪" :‬أمكنني المُر‪َ :‬‬
‫ح فصيح‪.‬‬ ‫متعد ّ كما نرى‪ .‬وقولك‪) :‬ل يمكن أحدا ً أن يفعل هذا(‪ ،‬صحي ٌ‬ ‫)أمكن( ُ‬
‫سر" فالفعل لزم‪ .‬وقولك‪) :‬ل‬ ‫ّ‬ ‫تي‬ ‫إذا‬ ‫ُ‬ ‫ء‬‫الشي‬ ‫أمكن‬ ‫"تقول‬ ‫ية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫القوط‬ ‫وقال ابن‬
‫يمكن لحدٍ أن يفعل هذا(‪ ،‬صحيح فصيح كذلك‪.‬‬
‫حقّ لحد ٍ أن‪...‬‬ ‫حقّ المُر؛ )الفعل لزم(‪ .‬يقال‪ :‬ل ي ِ‬ ‫ومثله‪َ :‬‬
‫ح لي على فلن كذا = ثبت لي عليه‬ ‫ح قوُله؛ )الفعل لزم(‪ .‬يقال‪ :‬ص ّ‬ ‫ص ّ‬‫ومثله‪َ :‬‬
‫كذا‪.‬‬
‫وم ما‬
‫قف ما يقول ويق ّ‬ ‫قال التوحيدي في مقابساته‪" :‬ل يمكن للنسان أن يث ّ‬
‫يعمل"!‬
‫ن‪...‬‬
‫ن‪ / ...‬يمكن للنسان أ ْ‬ ‫· تقول‪ :‬يمكن النسان أ ْ‬

‫) ‪(120/2‬‬

‫‪ -118‬تحريك الواو والياء بالفتحة بعد الناصب‬


‫إذا وقع السم أو الفعل المختوم بواوٍ أو ياٍء في محل نصب‪ ،‬وجب إظهار‬
‫الفتحة على الواو أو الياء‪ .‬تستبين صحة هذه القاعدة بالنظر في أفصح‬
‫الكلم‪ ،‬وهو التْنزيل العزيز؛ قال تعالى‪:‬‬
‫وه? )يوسف ‪.(19/‬‬ ‫‪? -‬وجاءت سّيارةٌ فأرسلوا وارَدهم فأْدلى د َل ْ َ‬
‫شوَ من الكلم ل خير فيه‪ .‬وإن‬ ‫ح ْ‬ ‫سهوَ من طبيعة النسان‪ .‬وإن ال َ‬ ‫يقال‪ :‬إن ال ّ‬
‫الل ّغْوَ من الكلم ل ي ُعْت َد ّ به‪.‬‬
‫مي ْد َ بكم‪) ?...‬لقمان ‪.(10/‬‬ ‫ي أن ت َ ِ‬‫?‪ ...‬وألقى في الرض رواس َ‬
‫قال الحطيئة‪:‬‬
‫س‬
‫ب العُْرف بين اللهِ والنا ِ‬ ‫وازَيه ل يذه ُ‬ ‫ج َ‬
‫م َ‬ ‫ل الخيَر ل ي َعْد َ ْ‬ ‫فع ِ‬‫من ي َ ْ‬
‫ة‪.‬‬
‫ي رائع ً‬ ‫ة ومعان َ‬ ‫ي متين ً‬ ‫مَنت القصيدة مبان َ‬ ‫ض ّ‬‫تقول‪ :‬ت َ َ‬
‫ي مفيدة‪.‬‬ ‫مراجع حواش َ‬ ‫وتقول‪ :‬كتب ال ُ‬
‫ي الله‪) ?...‬الحقاف ‪.(31/‬‬ ‫منا أجيبوا داع َ‬ ‫‪? -‬يا قَوْ َ‬
‫ق? )القيامة ‪ 26/‬و ‪.(27‬‬ ‫ن را ٍ‬ ‫م ْ‬
‫ل َ‬ ‫ي وقِي ْ َ‬‫ت التراق َ‬ ‫َ‬
‫‪? -‬ك َل ّ إذا ب َلغَ ِ‬
‫ف أي ْدِيَ الناس عنكم‪) ?...‬الفتح ‪.(20/‬‬ ‫‪...? -‬وك َ ّ‬
‫طن م ّ‬
‫كة‪) ?...‬الفتح ‪.(24/‬‬ ‫ف أي ْدَِيهم عنكم وأي ْدَِيكم عنهم بب ْ‬ ‫?وهو الذي ك ّ‬ ‫‪-‬‬
‫فوَ عنهم‪) ?...‬النساء ‪.(99/‬‬ ‫ه أن يع ُ‬ ‫?فأولئك عسى الل ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫? لن ن َد ْعُوَ من دونه إلها‪) ?...‬الكهف ‪.(14/‬‬ ‫‪-‬‬
‫شدًا? )الكهف ‪.(24/‬‬ ‫من هذا َر َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ن َرّبي لْقر َ‬ ‫ل عسى أن ي َْهدي َ ِ‬ ‫?وقُ ْ‬ ‫‪-‬‬
‫جن ِّتك‪) ?...‬الكهف ‪.(40/‬‬ ‫ن خيرا ً من َ‬ ‫?فعسى ََرّبي أن ي ُؤْت ِي َ ِ‬ ‫‪-‬‬
‫قبًا? )الكهف ‪.(60/‬‬ ‫ح ُ‬
‫ي ُ‬‫حرين أو أمض َ‬ ‫جمعَ اَلب ْ‬ ‫م ْ‬ ‫?‪...‬حتى أب ْل ُغَ َ‬ ‫‪-‬‬
‫فُر? )النمل ‪.(40/‬‬ ‫وني أأشكُر أم أك ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫?قال هذا من فضل ربي ِليبل َ‬ ‫‪-‬‬
‫?‪ ...‬لن ي ُؤْت َِيهم الله خيرًا‪) ?...‬هود ‪.(31/‬‬ ‫‪-‬‬
‫ن ي ُغْوَِيكم‪) ?...‬هود ‪.(34/‬‬ ‫?‪ُ ...‬يريد ُ أ ْ‬ ‫‪-‬‬
‫مره‪) ?...‬الجاثية ‪.(12/‬‬ ‫فلك فيه بأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫جريَ ال ُ‬ ‫?‪ ...‬ل ِت َ ْ‬ ‫‪-‬‬
‫ي الموتى? )الحقاف ‪.(33/‬‬ ‫حي ِ َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫?‪...‬بقادرٍ على أ ْ‬ ‫‪-‬‬
‫قربان‪) ?...‬آل عمران ‪.(183/‬‬ ‫?‪ ...‬حتى يأتَينا ب ُ ْ‬ ‫‪-‬‬
‫?‪ ...‬ل ِي ُرَِيكم من آياته‪) ?...‬لقمان ‪.(31/‬‬ ‫‪-‬‬
‫ن ما كانوا يعملون? )التوبة ‪.(121/‬‬ ‫ه أحس َ‬ ‫جزَِيهم الل ُ‬ ‫?‪ ...‬ل ِي َ ْ‬ ‫‪-‬‬

‫) ‪(121/1‬‬

‫م المجاهدين منكم والصابرين ون َب ْل ُوَ أخباركم? )محمد ‪/‬‬


‫كم حتى نعل َ‬‫‪? -‬ول َن َب ْل ُوَن ّ ُ‬
‫‪.(31‬‬
‫· ومع كل هذا‪ ،‬نرى أن )الضرورة الشعرية( التي أجازها بعض النحاة‪ ،‬وعابها‬
‫آخرون بشدة‪ ،‬ألجأت بعض الشعراء ‪ -‬وبينهم علماء كبار كالمتنّبي والمعّري ‪-‬‬
‫إلى مخالفة القاعدة المذكورة آنفًا‪ .‬انظر على سبيل المثال نقد أبي هلل‬
‫العسكري لهذه الضرورات في كتاب )الّلباب في النحو ‪ ،(355/‬تأليف عبد‬
‫الوهاب الصابوني‪.‬‬

‫) ‪(121/2‬‬

‫ه كذا ‪ /‬بكذا؛ مخصوص‬ ‫ص ُ‬


‫خ ّ‬
‫ص بكذا ‪ /‬لكذا؛ َ‬ ‫ص؛ خا ّ‬ ‫خ ّ‬‫‪َ -119‬‬
‫جاء في معاجم اللغة‪:‬‬
‫ص‬ ‫ّ‬
‫م‪َ ،‬تعلق بجهة معّينة"؛ فالخا ّ‬ ‫ً‬
‫ص خصوصا‪ :‬نقيض عَ ّ‬ ‫خ ّ‬ ‫ص الشيُء ي َ ُ‬ ‫‪" -1‬خ ّ‬
‫م ‪ /‬الشامل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫العا‬ ‫نقيض‬
‫صة! قطاع خاص‪.‬‬ ‫تقول‪ :‬حالة ‪ /‬سيارة ‪ /‬مدرسة ‪ /‬مؤسسة ‪ /‬ظاهرة خا ّ‬
‫ص بكذا‪ /‬لكذا‪ :‬مقصوٌر عليه‪ /‬له فقط‪.‬‬ ‫خا ّ‬
‫تقول‪ :‬موقف خاص بالوزارة ‪ /‬بالسفارة ‪ /‬للشركة‪...‬‬
‫كر‪ ،‬وإنما هو خاص للمؤنث )اللم‬ ‫ظ فيه للمذ ّ‬‫فلح ّ‬ ‫فراء‪ :‬هذا وص ٌ‬ ‫قال ال ّ‬
‫للختصاص!(‪.‬‬
‫ّ‬
‫ص لله!"‬‫وقال ابن خالويه‪..." :‬لن الرحمن خا ّ‬
‫وقال مصطفى صادق الرافعي )تاريخ آداب العرب ‪" :(3/36‬وقد اخترعوا في‬
‫تلك الدولة أثواب المنادمة‪ ،‬وهي خاصة بالشعراء والدباء‪".‬‬
‫صه الشيُء‪ :‬تعّلق به‪.‬‬ ‫خ ّ‬‫‪َ -2‬‬
‫صني وحدي‪ :‬يتعلق بي وحدي‪.‬‬ ‫تقول‪ :‬هذا أمٌر يخ ّ‬
‫صني‪ :‬ليس من شأني ‪ /‬ل يهمني‪.‬‬ ‫وتقول‪ :‬وهذا أمر ل يخ ّ‬
‫فيما يخص كذا‪ = ...‬فيما يتعلق بكذا‪...‬‬
‫َ‬
‫صا ً وخصوصا ً وخصوصية‪ :...‬آثره به على نفسه )أفرده به‬
‫ْ‬ ‫ص فلنا ً بكذا خ ّ‬ ‫‪ -3‬خ ّ‬
‫ص )اسم الفاعل( وذاك مخصوص‬ ‫دون غيره‪ ،‬كما جاء في اللسان(‪ ،‬فهو خا ّ‬
‫)اسم المفعول(‪.‬‬
‫صه باُلود ّ ‪ /‬بعنايته‪...‬‬‫تقول‪ :‬خ ّ‬
‫وباستقراء مجموعة من التعابير المتضمنة كلمة )مخصوص( تبّين لي ما يلي‪:‬‬
‫ص بكذا‪ :‬مفَرد ٌ بكذا‪ ،‬متميز بكذا ‪ /‬كذا مقصور عليه‪.‬‬ ‫ن مخصو ٌ‬ ‫أ‪ -‬فل ٌ‬
‫شّرف بالشفاعة‪،‬‬ ‫م َ‬‫· قال ابن منظور في مقدمة )اللسان(‪... :‬سيدنا محمد ال ُ‬
‫شريعته إلى يوم الساعة‪.‬‬ ‫المخصوص ببقاء َ‬
‫· وقال محمد بن أحمد بن جبير الكناني )‪ 614‬هـ( الندلسي حين كان في‬
‫بغداد وحضر مجلس عبد الرحمن ابن علي الجوزي‪" :‬فشاهدنا مجلس رجل‬
‫ل الصيد‪ ،‬آية الزمان‪ ،‬وقُّرة عين‬ ‫ليس من عمرو ول زيد‪ ،‬وفي جوف الفرا ك ّ‬
‫اليمان‪ ،‬رئيس الحنبلية والمخصوص في العلوم بالرتب العلّية‪ ،‬إمام‬
‫الجماعة‪"...‬‬
‫فلني مخصوص بكذا‪:‬‬ ‫ب‪ -‬الشيء ال ُ‬
‫ل‪ :‬متفّرد بكذا ‪ /‬متميز بكذا‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫· جاء في )نفح الطيب ‪" :(1/130‬وأما الثغر َوجهاته والجبال المخصوصة ببْرد‬
‫الهواء فيتأخر بالكثير من ثمره‪".‬‬

‫) ‪(122/1‬‬

‫وجاء في )نفح الطيب ‪" :(1/130‬وله خواص في كرم النبات‪ ،‬يوافق بعضها‬
‫أرض الهند المخصوصة بجواهر النبات‪".‬‬
‫ل بحر من‬ ‫· وجاء في )تاريخ آداب العرب ‪ (3/26‬للرافعي‪" :‬فإنك ترى ك ّ‬
‫شعرية( مخصوصا ً بنوع من المعاني‪".‬‬ ‫البحور )ال ّ‬
‫ثانيًا‪ :‬مقصور على كذا‪:‬‬
‫· قال أبو البقاء الكفوي )‪ 1094‬هـ( صاحب )الكليات ‪:(3/153‬‬
‫"الدعاء مخصوص بالطلب من الله تعالى‪".‬‬
‫· وقال ابن قتيبة‪:‬‬
‫"القافلة مخصوصة بالجماعة الراجعين إلى وطنهم‪".‬‬
‫فر‪(.‬‬‫س َ‬
‫ل‪ :‬رجع من ال ّ‬‫فو ً‬‫قفل قُ ُ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫)ق َ َ‬
‫ف َ‬
‫س مخصوص بالشجر؛ والزرع مخصوص بالحب والبذر‪.‬‬ ‫· الغَْر ُ‬
‫· وقال ابن قّيم الجوزية في )بدائع الفوائد ‪" :(2/280‬لم تكن فيه التاء‬
‫)المربوطة( المخصوصة بالتحديد والنهاية‪".‬‬
‫ن أشياُء مخصوصة به‪ :‬مقصورة عليه‪.‬‬ ‫ج‪ -‬لفل ٍ‬
‫ب‬
‫· قال ابن خلدون في )مقدمته( عن أهل التصوف‪..." :‬ثم لهم مع ذلك آدا ٌ‬
‫مخصوصة بهم‪".‬‬
‫د‪ -‬كذا مخصوص بفلن ‪ /‬لفلن‪ :‬مقصور عليه‪.‬‬
‫فر‬
‫ص ْ‬
‫· جاء في )نفح الطيب ‪" :(1/223‬وغفائر الصوف )جمع ِغفارة( ال ّ‬
‫مم البتة‪".‬‬
‫مخصوصة باليهود‪ ،‬ول سبيل إلى يهودي أن يتع ّ‬
‫جاجي في كتابه )اللمات(‪" :‬لنها وإن كانت صفات مشتقات فلن‬ ‫· وقال الز ّ‬
‫ً‬
‫تطلق معّرفة بالِلف واللم إل مخصوصة لمن ُوضعت له اتفاقا‪".‬‬
‫هـ‪ -‬مخصوص‪ :‬معّين‪.‬‬
‫صي َغٌ مخصوصة‪".‬‬
‫مع ِ‬ ‫· قال الشيخ الحملوي في )شذا ال َْعرف ‪" :(87/‬لل َ‬
‫ج ْ‬
‫· وقال الراغب الصبهاني في )معجم مفردات ألفاظ القرآن(‪..." :‬بل إنما‬
‫قّبل إن كان على وجهٍ مخصوص‪".‬‬‫ي ُت َ َ‬
‫· وقال الجواليقي‪ ..." :‬فمنها )الخطاء!( ما يضعه الناس في غير موضعه أو‬
‫صَرونه على مخصوص وهو شائع‪".‬‬‫ق ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫· وتقول كتب النحو‪" :‬النداء‪ :‬هو الدعاء بأحرف مخصوصة تسمى أدوات‬
‫النداء‪".‬‬
‫ً‬
‫· جاء في )نفح الطيب ‪" :(1/614‬لن لها أرضا يسيح عليها نهُر في وقت‬
‫مخصوص من السنة‪".‬‬
‫· جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬الحال‪ :‬في البلغة‪ :‬المر الداعي إلى إيراد‬
‫الكلم الفصيح على وجهٍ مخصوص وكيفيةٍ معّينة‪".‬‬

‫) ‪(122/2‬‬

‫صصه من الجملة‪".‬‬ ‫· وجاء فيه‪" :‬عّين الشيَء‪ :‬خ ّ‬


‫ص من الجملة‪.‬‬ ‫ص ٌ‬
‫ن؛ أي‪ :‬مخ ّ‬‫فالشيُء معي ّ ٌ‬
‫ه عَْينا ً مخصوصة به" أي‪ :‬مقصورة على‬
‫جعَل َُ‬
‫َ‬ ‫لفلن‪:‬‬ ‫المال‬ ‫ين‬
‫وجاء فيه‪" :‬ع ّ‬
‫فلن‪.‬‬

‫) ‪(122/3‬‬

‫مث ََلة(‪...‬‬ ‫َ‬


‫‪ -120‬في )الستمثال( و)ال ْ‬
‫ض َ‬
‫ل‪.‬‬ ‫من فَ ُ‬‫ل"‪ ،‬أي ِ‬ ‫مث ُ َ‬ ‫مَثل‪ :‬تفضي ٌ‬ ‫َ‬
‫من َ‬ ‫ل ِ‬ ‫أ‪ -‬جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬ال ْ‬
‫ضلى‪.‬‬ ‫ف ْ‬‫مْثلى = ال ُ‬ ‫فالمثل = الفضل؛ وهي ال ُ‬
‫ح ّ‬
‫ل‬ ‫ون!(؛ تقول‪ :‬هذا َ‬ ‫ومن المعلوم أن اسم التفضيل ممنوع من الصرف )ل ُين ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‪.‬‬ ‫مث َ َ‬ ‫ت حل ّ أ ْ‬ ‫ل؛ وجد ُ‬ ‫مث َ ُ‬
‫أ ْ‬
‫ب‪ -‬ثمة حاجة في كثير من العلوم إلى ترجمة الفعل ‪ to optimize sth‬الذي‬
‫ل‪ ،‬وإلى ترجمة مصدره ‪ .optimization‬فهل يمكن‬ ‫مث َ َ‬ ‫َ‬ ‫جعَ َ‬
‫ل الشيَء أ ْ‬ ‫يعني َ‬
‫ل رباعي همزته مزيدة وُتحذف‬ ‫مثال(؟ وهو ِفع ٌ‬ ‫ً‬ ‫مث ِ ُ‬ ‫َ‬
‫ترجمته بالفعل )أمث َ َ‬
‫لإ ْ‬ ‫ل يُ ْ‬
‫م‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫في المضارع‪ ،‬كما تحذف في بقية الفعال الرباعية المشابهة‪ ،‬نحو‪ :‬أكَر َ‬
‫م إكرامًا‪.‬‬ ‫ُيكرِ ُ‬
‫ل( له معًنى مغاير!‬ ‫مث َ َ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫)‬ ‫الفعل‬ ‫لن‬ ‫يمكن‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ل‪،‬‬ ‫الجواب‪:‬‬
‫ْ‬
‫قوَد ٍ )أي ِقصاصًا(‪.‬‬ ‫هب َ‬ ‫ل‪ :‬قَت َل َُ‬ ‫ج َ‬‫ل الّر ُ‬ ‫جاء في )لسان العرب(‪" :‬أمث َ َ‬
‫ة‪ ،‬أي جدع أنفه وأذنه وشيئا ً من أطرافه‪"...‬‬ ‫مث ْل َ ً‬‫ه ُ‬ ‫جعَل َ ُ‬ ‫ل‪َ :‬‬ ‫ل القتي َ‬ ‫وَأمث َ َ‬
‫ج‪ -‬قد يقول قائل‪ :‬إن الفعل )أمثل( المذكور هو فعل رباعي مزيد بالهمزة‬
‫مَثل( باعتباره فعل ً رباعيا ً مجردًا‪ ،‬أي همزته‬ ‫َ‬
‫م ل نعتمد الفعل )أ ْ‬ ‫في أّوله‪ .‬فل ِ َ‬
‫أصيلة‪ ،‬ل تحذف في المضارع‪ ،‬وُيصّرف كما يلي‪:‬‬
‫مث َل َ ً‬ ‫ل يؤَمث ِ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ة‪،‬‬
‫سب يحوسب حوسب ً‬ ‫حو ْ َ‬ ‫ة؛ َ‬
‫ة )على غرار‪ :‬نمذج ينمذج نمذج ً‬ ‫لأ ْ‬ ‫مث َ َ ُ ْ‬ ‫أ ْ‬
‫دحرج يدحرج دحرجة‪(...‬؟‬
‫في الجواب نقول‪ :‬ليس في العربية أفعال رباعية مجردة مهموزة الول‪ ،‬هذا‬
‫من جهة‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬إذا اسُتعمل المصدُر )أمثلة( مقابل ‪optimization‬‬
‫ضبط بالشكل ) بفتح الثاء( أمكن النطق به خطأ ً بكسر الثاء‪ ،‬كأنه جمع‬ ‫ولم ي ُ ْ‬
‫)مثال(‪ ،‬وهذا مدعاة لللتباس والغموض وضياع المعنى!‬
‫د‪ -‬يمكن أن نشتقّ من مادة )م ث ل( فعل ً سداسيا ً ِوزان )استفعل( أي‪:‬‬
‫سين‬
‫ل‪ .‬إذ من المعلوم أن من َدللت هذه الصيغة )بال ّ‬ ‫سِتمثا ً‬ ‫مث ِ ُ‬
‫لا ْ‬ ‫مث َ َ‬
‫ل َيست َ ْ‬ ‫است َ ْ‬
‫والتاء( أنها تفيد الطلب‪ .‬يقال‪ :‬استنجد‪ :‬طلب النجدة؛ استقدم فلنًا‪ :‬طلب‬
‫قدومه‪ ،‬إلخ‪...‬‬

‫) ‪(123/1‬‬

‫مث َ َ‬
‫ل‪.‬‬ ‫ل‪ ،‬أو‪ -‬توسعًا‪ -‬جعل َ‬ ‫جعَْله أمث َ‬
‫هأ ْ‬‫َ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫فيكون‪ :‬استمثل الشيَء‪ :‬طلب َ‬
‫ً‬
‫دث التباسا في المعنى‪.‬‬ ‫ح ِ‬‫ونرى أن هذه الصيغة تحقق الغرض المطلوب‪ ،‬ول ت ْ‬
‫والخلصة‪:‬‬
‫صد َرِهِ ‪ optimization‬بـ‬ ‫م ْ‬‫يمكن ترجمة الفعل ‪ optimize‬بـ)استمثل( وترجمة َ‬
‫)استمثال(‪.‬‬

‫) ‪(123/2‬‬

‫‪ -121‬تذكرة ببعض أحكام واو العطف و واو المعِّية‬


‫جواز قولك‪) :‬تتناسب المسافة مع السرعة(‪ ،‬وقولك‪) :‬يتحد الكبريت مع‬
‫الحديد(‪.‬‬
‫ل‪:‬‬‫أو ً‬
‫د‪.‬‬
‫· ُيعطف السم الظاهر على الظاهر‪ ،‬نحو‪ :‬جاء زيد ٌ وخال ٌ‬
‫· ويعطف الضمير على الضمير‪ ،‬نحو‪ :‬أنا وأنت زميلن )ضميرا رفع(‪.‬‬
‫أكرمتهم وإياكم )ضميرا نصب(‪.‬‬
‫· ويعطف الضمير على السم الظاهر‪ ،‬نحو‪ :‬جاءني زيد ٌ وأنت )ضمير رفع(‪.‬‬
‫أكرمت سعيدا ً وإياك )ضمير نصب(‪.‬‬
‫· ويعطف السم الظاهر على الضمير‪ ،‬نحو‪ :‬ما جاءني إل أنت وزيد ٌ )ضمير‬
‫رفع منفصل(‪.‬‬
‫ً‬
‫ت إل إياك وزيدا )ضمير نصب منفصل(‪.‬‬ ‫ما رأي ُ‬
‫جوْك وأهْلك?‪) .‬ضمير نصب متصل(‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫من َ ّ‬‫?إّنا ُ‬
‫سن العطف )وبعض النحاة يمنعه!( على الضمير المتصل والضمير‬ ‫ح ُ‬ ‫ولكن ل ي َ ْ‬
‫المستتر المرفوعَْين إل بعد توكيدهما بالضمير المنفصل‪:‬‬
‫د‪.‬‬‫ٌ‬ ‫وزي‬ ‫أنا‬ ‫ت‬‫د‪ ،‬لن الوجه أن تقول‪ :‬جئ ُ‬ ‫ت وزي ٌ‬ ‫سن أن تقول‪ :‬جئ ُ‬ ‫فل يح ُ‬
‫د‪.‬‬
‫د‪ ،‬لن الوجه أن تقول‪ :‬زيد ٌ جاء هو وسعي ٌ‬ ‫سن أن تقول‪ :‬زيد ٌ جاء وسعي ٌ‬ ‫ول يح ُ‬
‫ت ورّبك فقات ِل ْ إّنا هاهنا قاعدون?‪.‬‬ ‫ب أن َ‬ ‫وفي التْنزيل العزيز‪? :‬فاذ ْهَ ْ‬
‫كري?‪.‬‬‫ت وأخوك بآياتي ول ت َِنيا في ذِ ْ‬ ‫ب أن َ‬ ‫?ِاذه ْ‬
‫جاء في )نفح الطْيب ‪..." :(1/412‬كان يعمل هو وأولُده بأيديهم‪".‬‬ ‫ّ‬
‫وة‪".‬‬ ‫صب ْ َ‬
‫ي َ‬‫ف ْ‬‫ب الروض المدفون بإزائه أ َل ِي ْ َ‬ ‫وجاء فيه )‪" :(1/635‬وكان هو وصاح ُ‬
‫ت به‬ ‫· وُيعطف على الضمير المجرور‪ .‬والكثير الغالب إعادة الجاّر‪ ،‬نحو‪ :‬مرر ُ‬
‫ت إليك وإلى وأخيك‪.‬‬ ‫وب ِِهم‪ .‬أحسن ُ‬
‫ثانيًا‪:‬‬
‫د( ل يلزم من مجيئهما هذا أن يتصاحبا فيه‪.‬‬ ‫ت‪) :‬جاء زيد ٌ وخال ٌ‬ ‫إذا قل َ‬
‫فإذا أردت المصاحبة فعل ً قلت‪) :‬جاء زيد ٌ مع خالد( والمعنى أنهما جاءا معا‪ً،‬‬
‫في وقت واحد‪.‬‬
‫معِّية‬ ‫ً‬
‫ويمكن أداء هذا المعنى بقولك‪) :‬جاء زيد ٌ وخالدا( بالنصب على ال َ‬
‫)المفعول معه(‪.‬‬
‫هذه الواو التي بمعنى )مع( هي )واو المعية(‪.‬‬
‫طف في الكلم جاز الوجهان )مع اختلف المعنى!(‪:‬‬ ‫ونرى أنه إذا جاز الع َ‬
‫‪ .1‬العطف‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ت أنا وهو‪.‬‬‫د؛ ثم دخل ُ‬
‫ت أنا وزي ٌ‬
‫د؛ جئ ُ‬
‫جاء زيد ٌ وخال ٌ‬

‫) ‪(124/1‬‬

‫مجّرد إشراك الفاعلين في الحدث‪ :‬المجيء أو‬ ‫]من خصوص العطف بالواو ُ‬
‫الدخول‪[.‬‬
‫‪ .2‬النصب على المعية )المفعول معه(‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫جاء زيد ٌ وخالدًا؛ جئت أنا وزيدًا‪ ،‬ثم دخلت أنا وإّياه‪) .‬التعبير الخير شائع على‬
‫ألسنة الناس!(‬
‫ً‬
‫حبة والشراك في الحدث أحيانا‪ ،‬إذا احتمل معنى‬ ‫]تفيد واو المعية المصا َ‬
‫ت والبحَر( فليس بيني وبين البحر‬ ‫ي‬
‫َ ْ ُ‬‫َ‬
‫ش‬ ‫م‬ ‫)‬ ‫ت‪:‬‬
‫ُ‬ ‫قل‬ ‫الفعل المشاركة‪ .‬فإذا‬
‫مشاركة‪ ،‬إذ البحر ل يمشي! والمعنى المقصود هو أني كنت مصاحبا ً له في‬
‫شيي ومقارنا ً له‪ [.‬أي‪:‬‬ ‫م ْ‬‫َ‬
‫ت معه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫دخل‬ ‫ثم‬ ‫زيد‪،‬‬ ‫مع‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫جئ‬ ‫خالد؛‬ ‫مع‬ ‫ٌ‬ ‫د‬‫زي‬ ‫جاء‬
‫د[ َتعّين النصب على المعية‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫وزي‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫جئ‬ ‫يقال‪:‬‬ ‫ل‬ ‫أنه‬ ‫]ذكرنا‬ ‫العطف‬ ‫وإذا لم َ ُ ِ‬
‫ز‬ ‫ج‬ ‫ي‬
‫ت وإّياه‪.‬‬ ‫ً‬
‫ت وزيدا ثم دخل ُ‬ ‫أي‪ :‬جئ ُ‬
‫ت‪) :‬زيد ٌ جاء( بتأخير الفعل‪ ،‬وأردت العطف على ضمير الرفع‬ ‫· وإذا قل َ‬
‫المستتر )الفاعل( فالفصح ‪ -‬كما ذكرنا ‪ -‬أن تؤكده بضمير رفع منفصل قبل‬
‫ت‪) :‬زيد ُ جاء وخالدًا( كان المعنى‬ ‫العطف فتقول‪ :‬زيد ٌ جاء هو وخالد‪ .‬فإذا قل َ‬
‫أنهما جاءا معًا‪ ،‬أي‪ :‬زيد جاء مع خالد‪.‬‬
‫§ مما سبق نلحظ ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬واو العطف ل ت َِلي مباشرة ضمير الرفع المتصل‪.‬‬
‫‪ -2‬واو العطف تلي ضمير الرفع المنفصل‪.‬‬
‫‪ -3‬واو المعية تلي ضميَريْ الرفع‪ :‬المتصل والمنفصل‪.‬‬
‫ت والعزيزان زيد ٌ وخالد ٌ بخير‪.‬‬ ‫وعلى هذا لك أن تقول‪ :‬أرجو أن تكون أن َ‬
‫حكم )كون الجميع‬ ‫هنا يكفي العطف‪ ،‬لنه يفيد التشريك )الشراك( في ال ُ‬
‫بخير!( وهو المراد بالكلم‪ .‬ولكن لك أن تقول‪:‬‬
‫أرجو أن تزورنا أنت والعزيزان‪) ...‬تشريك(‪ :‬الزيارة ليست جماعية بالضرورة‬
‫‍ ‍‍!‬
‫و أرجو أن تزورنا أنت والعزيزين‪ / ...‬مع العزيزين ‪) ...‬مصاحبة ‪ /‬معّية(‪.‬‬
‫ل معه‪:‬‬ ‫َتفاعَ َ‬
‫ة‬
‫رض أربع ً‬ ‫ن )دللت(‪ :‬سَنع ِ‬ ‫مَعا ٍ‬
‫ل( في خمسة َ‬ ‫فاعَ َ‬ ‫اشتهرت الفعال ِوزان )ت َ َ‬
‫منها باختصار‪ ،‬ثم نبحث الخامس بشيٍء من التفصيل‪.‬‬
‫م‪،‬‬ ‫ل‪ ،‬تجاهَ َ‬
‫ل‪ ،‬تناوَ َ‬ ‫ل‪ ،‬تغافَ َ‬ ‫ض‪ ،‬تشاغَ َ‬ ‫‪ -1‬التظاهر بالفعل دون حقيقة‪ ،‬نحو‪َ :‬تماَر َ‬
‫ق‪ ،‬تعامى‪...‬‬ ‫م َ‬‫ى‪ ،‬تحا َ‬ ‫تغاب َ َ‬
‫) ‪(124/2‬‬
‫ت البل‪...‬‬ ‫ل؛ تواَرد َ ِ‬ ‫‪ -2‬حصول الشيء تدريجًا‪ ،‬نحو‪ :‬تزايد الن ّي ْ ُ‬
‫د‪...‬‬ ‫ل‪ ،‬نحو‪ :‬باعَد ُْته فتباعَ َ‬ ‫‪ -3‬مطاوعة فاعَ َ‬
‫ب؛ تفانى في العمل )أجهد نفسه فيه حتى‬ ‫‪ -4‬مجرد وقوع الحدث‪ ،‬نحو‪ :‬تثاَء َ‬
‫كاد يفنى(‪...‬‬
‫‪ -5‬التشريك بين اثنين فأكثر‪ ،‬أي يتعدد الفاعل‪ ،‬إذ ل يكتفي الفعل بفاعل‬
‫م‪:‬‬
‫ل القو ُ‬ ‫م القوم‪ :‬اختصموا؛ تقات َ َ‬ ‫ص َ‬ ‫م‪ :‬اختلفوا؛ تخا َ‬ ‫فَْرد‪ ،‬نحو‪ :‬تناَزع َ القو ُ‬
‫ضهم بعضا في الحرب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ى بع ُ‬‫م‪ :‬أفن َ‬‫اقتتلوا؛ تفانى القو ُ‬
‫د‪.‬‬‫تباري َْا؛ تبارى الفتيان‪ ،‬تبارى زيد ٌ وخال ٌ‬
‫ل منهما الخر؛ تصافح زيد وخالد‪.‬‬ ‫جلن‪ :‬صافح ك ٌ‬ ‫تصافح الر ُ‬
‫ْ‬
‫قا؛ تجاد َل‪ ،‬الخ‪...‬‬‫ْ‬ ‫سا؛ تساب َ َ‬ ‫ْ‬ ‫جلن أو تخاصم زيد وعمرو‪ .‬تنافَ َ‬ ‫تخاصم الر ُ‬
‫كما نرى ُيعطف الفاعل الثاني على الول بالواو‪ ،‬لن من خصوص العطف‬
‫بالواو إشراك الفاعلين في الحدث‪.‬‬
‫فإذا أريد عطف الفاعل الثاني على ضمير رفع مستتر‪ ،‬فالفصح تأكيده‬
‫بضمير رفع منفصل قبل العطف‪ .‬تقول‪:‬‬
‫· سعيد ٌ تبارى هو وزيد‪.‬‬
‫ة العمل‪.‬‬ ‫· اخِتيرت المواد بحيث تتناسب هي وحاج ُ‬
‫طب‪.‬‬ ‫· ‪...‬كلم المرء يتناسب هو ومستوى المخا َ‬
‫ن و فلن( صحيحا ً فصيحًا‪،‬‬ ‫مهم‪ :‬إذا كان قولنا‪) :‬تبارى فل ٌ‬ ‫‪ -‬هنا ينشأ سؤال ُ‬
‫ح أن نقول‪) :‬تبارى فلن مع فلن(؟ بتعبير آخر‪ ،‬إذا كان معنى الفعل‬ ‫فهل يص ّ‬
‫يفيد اشتراك الفاعلين في الحدث ?والشتراك في الحدث )في حالة أفعال‬
‫المشاركة‪ :‬التشريك( يقتضي المصاحبة بطبيعة الحال?‪ ،‬فهل ثمة مح ّ‬
‫ل‬
‫لحلل أداة المصاحبة )مع( محل العاطف )و(؟‬
‫قاد إلى امتناع قول القائل )تفاعل معه(‪ ،‬ورأى بعضهم‬ ‫الجواب‪ :‬ذهب بعض الن ّ‬
‫الخذ بما جاء في كلم الفصحاء والقياس عليه!‬
‫· قال ابن جني في )الخصائص ‪..." :(1/453‬أما تزاحم الرباعي مع الخماسي‬
‫فقليل‪".‬‬
‫· جاء في )خزانة الدب ‪ (1/122‬للبغدادي‪" :‬روى المرزباني‪ ...‬أن الوليد بن‬
‫سَلمة‪".‬‬ ‫م ْ‬
‫عبد الملك تشاجر مع أخيه َ‬
‫صَرف‬ ‫َ‬ ‫من‬ ‫عند‬ ‫ج‬‫ّ‬ ‫حا‬ ‫مع‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫بدو‬ ‫"وتخاصم‬ ‫للبشيهي‪:‬‬ ‫· جاء في )المست َط َْرف(‬
‫الناس‪".‬‬

‫) ‪(124/3‬‬

‫· وقال الجاحظ في بعض رسائله )كتاب الحجاب(‪" :‬يتلقى مع المعارف‬


‫جلساء‪".‬‬‫والخوان وال ُ‬
‫ً‬
‫وقال المرزوقي‪..." :‬طلبا للتلحق معها‪".‬‬
‫وعلى هذا لك أن تقول‪:‬‬
‫د‪.‬‬
‫ت مع سعي ٍ‬‫د‪ ،‬أو تنافس ُ‬‫ت أنا وسعي ٌ‬‫‪ -‬تنافس ُ‬
‫س‪.‬‬
‫س ‪ /‬تخاصم خالد ٌ مع قي ٍ‬ ‫‪ -‬تخاصم خالد ٌ وقي ٌ‬
‫م هو وقيس أو متخاصم معه‪.‬‬ ‫‪ -‬خالد ٌ متخاص ٌ‬
‫‪ -‬تسابق أحمد ُ وأخوه ‪ /‬مع أخيه‪.‬‬
‫‪ -‬الجور تتناسب )ل تتناسب( هي ومقداُر العمل‪.‬‬
‫‪ -‬الجور تتناسب )ل تتناسب( مع مقدارِ العمل‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬يتفاعل هذا الحمض و‪ /‬مع المعدن )الحديد مثل(‪.‬‬
‫ةِ الحركة‪.‬‬
‫سرع ُ‬ ‫‪ -‬في الحركة المنتظمة تتناسب المسافة المقطوعة و‪ /‬مع ُ‬
‫ة الحركة ‪/‬‬ ‫ُ‬ ‫وسرع‬ ‫‪ -‬في الحركة المنتظمة المسافة المقطوعة تتناسب هي‬
‫تتناسب مع سرعة الحركة‪.‬‬
‫‪ -‬في الحركة المنتظمة تكون المسافة المقطوعة متناسبة مع سرعة الحركة‪.‬‬
‫افتعل معه‪:‬‬
‫ن‪ ،‬منها التشارك )المشاركة ‪/‬‬ ‫ل( اشتهرت في ستة معا ٍ‬ ‫الفعال زنة )ا ِفْت َعَ َ‬
‫التشريك(‪ ،‬نحو‪ :‬اختصم زيد ٌ وعمرو‪ ،‬بعطف الفاعل الثاني بالواو على الول‪.‬‬
‫جلن؛ اتفق الشيئان‪ .‬ولكن‪:‬‬ ‫م؛ اتحد الر ُ‬
‫جاء في معاجم اللغة‪ :‬اجتمع القو ُ‬
‫‪ -‬جاء أيضا ً في )الصحاح( للجوهري‪" :‬اجتمع معه‪".‬‬
‫‪ -‬وجاء في )اللسان( لبن منظور‪" :‬اجتمع معه‪ ،‬واتفق معه‪".‬‬
‫‪ -‬وفي )الكليات ‪ (1/35‬لبي البقاء الكفوي‪..." :‬اتحاد النفس مع العقل‪".‬‬
‫سّر الفصاحة( للخفاجي‪..." :‬بانفرادها واشتراكها مع المعاني‪".‬‬ ‫‪ -‬وفي ) ِ‬
‫هم مشتركون فيه مع سائر‬ ‫‪ -‬وفي )زهر الداب( للحصري القيرواني‪..." :‬ما ُ‬
‫الحيوان‪".‬‬
‫‪ -‬وفي )النهاية( لبن الثير‪ ..." :‬أي أيدينا تلتقي مع يده وتجتمع‪".‬‬
‫‪ -‬وفي )شرح الحماسة( للمرزوقي‪ ..." :‬قالت هذه المرأة لما التقيت معها‪".‬‬
‫وعلى هذا لنا أن نقول‪:‬‬
‫‪ -‬يتحد الكبريت و‪ /‬مع الحديد‪.‬‬
‫‪ -‬زيد ٌ مختصم هو وقيس‪ ،‬أو مختصم معه‪.‬‬
‫ملحظة‪ :‬للستزادة انظر كتاب )مع النحاة ‪ (363-350/‬للستاذ صلح الدين‬
‫الزعبلوي‪ ،‬علما ً بأن الكثير من مادة هذه الفقرة وسابقتها مقتبس من هذا‬
‫الكتاب‪.‬‬

‫) ‪(124/4‬‬

‫‪ -122‬منذ‪ ،‬قْبل‬
‫ف جّر‪ ،‬وتكون اسما ً مجردا ً‬ ‫)منذ( ظرف للزمان مبني على الضم )وتكون حر َ‬
‫من الظرفية(‪.‬‬
‫مب َْهم ل يفهم معناه إل‬ ‫ُ‬ ‫وهو‬ ‫السابق؛‬ ‫المكان‬ ‫أو‬ ‫السابق‬ ‫للزمان‬ ‫و)قَْبل( ظرف‬
‫بالضافة لفظا ً أو تقديرًا‪ .‬وهو مبني على الضم إذا ُقطع عن الضافة‪ ،‬وينصب‬
‫إذا ُأضيف‪ .‬تقول‪:‬‬
‫ل داره‪ .‬في هذين المثالين أضيف الظرف )قبل(‬ ‫ن؛ داري قب َ‬‫ن قبل فل ٍ‬ ‫جاء فل ٌ‬
‫لفظًا‪.‬‬
‫د?‪.‬‬ ‫ومثال إضافته تقديرا ً قوله تعالى‪? :‬لله المُر من قب ْ ُ‬
‫ل ومن ب َعْ ُ‬
‫ن ما دعاني إلى الحديث عن هذين الظرفين )منذ( و)قبل( هو أن الخلط‬ ‫إ ّ‬
‫بينهما في الستعمال صار واسع الشيوع في أيامنا‪ ...‬وفي هذا إساءة جديدة‬
‫إلى لغتنا الشريفة‪.‬‬
‫ح استعمال )منذ(؟‬ ‫فمتى يص ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ف جّر أصليا‪ ،‬بشرط أن يكون المجرور وقتا‪ ،‬معّينا ل‬ ‫ل‪ُ :‬تستعمل )منذ( حر َ‬ ‫أو ً‬
‫مْبهمًا‪ ،‬ماضيا ً أو حاضرًا‪.‬‬‫ُ‬
‫ت‬ ‫ً‬
‫يقال في السؤال‪ :‬منذ كم يوما سافرت؟ منذ متى سافرت؟ منذ أيّ وق ٍ‬
‫سافرت؟‬
‫ويقال‪ :‬ما رأيته منذ قدوم ِ خالد )أي‪ :‬ما رأيته منذ وقت قدوم خالد!(‬
‫وتكون بمعنى‪:‬‬
‫ن(؛ نحو‪:‬‬ ‫م ْ‬
‫‪ِ ) -1‬‬
‫· ما رأيُته منذ يوم ِ السبت الخير )أي‪ :‬بدءا ً من يوم السبت الخير(‪.‬‬
‫مار إذن منذ اليوم ِ )طه حسين‪ ،‬الوعد الحق ‪(27/‬‬ ‫ب على ابنك ع ّ‬ ‫· أنت حر ٌ‬
‫ن لي منذ اليوم ِ )طه حسين‪ ،‬الوعد الحق ‪.(93/‬‬ ‫· أنت اب ٌ‬
‫· إذن‪ ،‬أنت صديقي منذ الن!‬
‫· قال الجاحظ )البيان والتبيين(‪" :‬وكان عندنا منذ نحوِ خمسين سنة شاعر‬
‫ي َت ََزّيا ب ِزِيّ الماضين‪".‬‬
‫من و إلى( معًا‪ ،‬أي من بداية المدة المذكورة إلى نهايتها؛ بشرط أن‬ ‫‪ِ ) -2‬‬
‫ً‬
‫ى ليكون معّينا! نحو‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يكون الزمان نكرة‪ ،‬معدودا لفظا أو معن ً‬
‫· ما رأيته منذ ثلثة أيام )أي‪ :‬من بدايتها إلى نهايتها(‪.‬‬
‫هر‪ ،‬لنهما في حكم المعدود )الدهر متعدد في‬ ‫· ويجوز أن تقول‪ :‬منذ شهرٍ ‪ /‬د َ ْ‬
‫المعنى!(‪.‬‬
‫ويكون الفعل قبلها‪:‬‬
‫ح أن يتكرر معناه‪ ،‬نحو‪ :‬ما رأيته منذ يوم ِ الجمعة‪.‬‬ ‫في ّا ً يص ّ‬ ‫· ماضيا ً َ‬
‫من ِ‬

‫) ‪(125/1‬‬

‫مْثبتًا‪ ،‬معناه ممتد متطاول ]أي‪ :‬في طبيعة الحدث معنى الستمرار‪،‬‬ ‫· ماضيا ً ُ‬
‫سْير والنوم والكلم‪ [...‬نحو‪:‬‬ ‫كال ّ‬
‫ت منذ طلوِع الشمس‪.‬‬ ‫سْر ُ‬ ‫‪ِ -‬‬
‫ل سنتين!‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬سجنوه منذ سنتين )وهو ل يزال سجينا(‪ .‬ولكن‪ :‬سجنوه شهرا قب َ‬
‫ت قريب مؤتمر في دمشق‪) .‬انعقاد المؤتمر فيه استمرار(‪.‬‬ ‫قد منذ وق ٍ‬ ‫‪ -‬عُ ِ‬
‫ً‬
‫والوصف )قريب( فيه نوع من تعيين الوقت )والتعيين شرط كما ذكر آنفا(‪.‬‬
‫مْثبتًا‪ ،‬معناه غير‬ ‫ملحظة)‪ :(1‬ل يصح استعمال )منذ( إذا كان الفعل قبلها ُ‬
‫ل‪ِ ،‬انهاَر‪،‬‬ ‫َ‬
‫سَر‪ ،‬قت َ َ‬ ‫َ‬
‫ل )ليس في طبيعته معنى الستمرار؛ نحو‪ :‬ك َ‬ ‫ممتدٍ ومتطاو ٍ‬
‫ع‪ ،‬وصل‪ ،‬جاء‪.(...‬‬ ‫وَقَ َ‬
‫فل يقال‪ :‬والوجه أن يقال‪:‬‬
‫· انكسر الصحن منذ يومين‬
‫· انكسر الصحن قبل يومين‬
‫· ِانهار الجسر منذ شهر‬
‫· ِانهار الجسر قبل شهر‬
‫· حدثت الجريمة منذ أسبوع‬
‫· وقعت الجريمة قبل أسبوع‬
‫· بدأت ثورة المعلومات منذ عشر سنوات‬
‫· ‪ ...‬المعلومات قبل عشر سنوات‬
‫ً‬
‫ملحظة)‪ :(2‬يمكن أن يكون الفعل قبل )منذ( مضارعا بمعنى الماضي )انظر‬
‫ماٌر منذ ذلك اليوم زعيما ً من زعماء‬ ‫الفقرة ‪(102‬؛ نحو‪..." :‬ويصبح ع ّ‬
‫المعارضة‪) ".‬الوعد الحق ‪.(152/‬‬
‫ن لها زوجا منذ الن‪) ".‬الوعد الحق‪/‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ويمكن أن يكون بصيغة المر؛ نحو‪.." :‬فك ْ‬
‫‪.(56‬‬
‫وفيما يلي نماذج من استعمال )منذ(‪ -‬وردت في مجلة شهيرة واسعة‬
‫النتشار‪ -‬بعضها سليم وبعضها غير صائب‪:‬‬
‫ت السنين للذود عن التراث العربي‬ ‫‪ -‬هذه السيدة نذرت نفسها منذ عشرا ِ‬
‫السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬هذه المشكلة ليست وليدة أيامنا هذه‪ ،‬فهي مطروحة لدى الدوائر الحكومية‬
‫المختصة منذ ربِع قرن أو يزيد‪.‬‬
‫في هذين المثالين استعمال )منذ( سليم‪ .‬لننظر الن في هاتين العبارتين‪:‬‬
‫· ُأنشئت مدينة ?ينيسيا منذ ألف سنة تقريبًا‪ .‬والوجه أن يقال‪... :‬قبل ألف‬
‫سنة‪ ،...‬لن النشاء لم يمتد ألف سنة!‬
‫ً‬
‫· سبق أن أصدر هذا الكاتب منذ بضع سنوات كتابا بعنوان )شخصيات في‬
‫تاريخ(‪ .‬والوجه أن يقال‪... :‬قبل بضع سنوات‪ ،...‬لن الصدار ليس له صفة‬
‫المتداد والتطاول‪.‬‬
‫ويمكن القول‪:‬‬

‫) ‪(125/2‬‬

‫س دمشقَ منذ خمسة آلف سنة )ول يزالون!(‪.‬‬ ‫· سكن النا ُ‬


‫ت في مقالة علمية النماذج التية‪:‬‬ ‫وصادف ُ‬
‫قد ٍ مضى! الصواب‪ :‬قَْبل عقد‪ ،‬لن الزيارة‬ ‫ع ْ‬
‫ن المكان المذكور منذ ِ‬ ‫‪ -‬زار فل ٌ‬
‫لم تمتد عشر سنين!‬
‫‪ -‬رأى العالم النكليزي روبرت هوك الحقيقة الجديدة عبر عدسات مجهر‬
‫)مكروسكوب( منذ! ‪ 300‬سنة‪.‬‬
‫قراب )تلسكوب( منذ!‬ ‫م ْ‬
‫‪ -‬رأى عالم الفلك المريكي إدوين هابل الحقيقة عبر ِ‬
‫‪ 80‬عامًا‪.‬‬
‫ت منذ! سنتين تقريبا ً بأول محاولة لي للتنبؤ بـ‪...‬‬ ‫‪ -‬لقد قم ُ‬
‫ل( مكان )منذ(‪.‬‬ ‫والصواب في هذه النماذج استعمال )قَب ْ َ‬
‫ثانيًا‪ُ :‬تستعمل )منذ( اسما ً ظرفًا‪ ،‬وتدخل على‪:‬‬
‫ب‪.‬‬‫ت منذ الجوّ مضطر ٌ‬ ‫· جملة اسمية‪ :‬ما سافر ُ‬
‫ضَرت‬‫ح َ‬
‫ت إليك منذ دعوتني؛ ركب أخي منذ َ‬ ‫وية‪ :‬أسرع ُ‬ ‫· جملة فعلية ماض ِ‬
‫السيارة‪.‬‬
‫م مرفوع )ل‬ ‫ٌ‬ ‫اس‬ ‫بعدها‬ ‫وقع‬ ‫إذا‬ ‫الظرفية‬ ‫من‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫مجرد‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫اسم‬ ‫)منذ(‬ ‫تستعمل‬ ‫ثالثًا‪:‬‬
‫جملة!(؛ نحو‪:‬‬
‫ت منذ الشهُر الماضي )منذ‪ :‬مبتدأ؛ الشهر‪ :‬خبر(‪.‬‬ ‫· ما سافر ُ‬
‫· ما رأيته منذ يومان‪.‬‬
‫خزاعي‪:‬‬ ‫· قال دِعِْبل ال ُ‬
‫ت‬ ‫ح وأ ْ‬ ‫َ‬ ‫مذ ْ ثلثون ِ‬
‫سرا ِ‬
‫ح َ‬‫غدو دائم ال َ‬ ‫ة أُروْ ُ‬ ‫ج ً‬ ‫ح ّ‬ ‫ألم ت ََر أني ُ‬
‫ذ( تتماثلن في كل شيء إل اللفظ‪ ،‬ول يمتنع بعدهما إل‬ ‫من ْ ُ‬‫ذ( و) ُ‬‫م ْ‬ ‫ملحظة‪ُ ) :‬‬
‫مجيء السم منصوبا‪ً.‬‬
‫مراجع في البحث‪:‬‬
‫· )النحو الوافي ‪ (2/518‬لعباس حسن‪.‬‬
‫· )جامع الدروس العربية ‪ (219 ،187 ،3/68‬للشيخ مصطفى الغلييني‪.‬‬
‫· )الكفاف ‪ (588/‬ليوسف الصيداوي‪.‬‬
‫) ‪(125/3‬‬

‫‪ -123‬خطأ آخر في استعمال اسم التفضيل‬


‫ر!‬
‫سبق في الفقرة )‪ (47‬ذكر الخطاء التي ينبغي تجّنبها‪ ،‬وفيما يلي خطأ آخ ‍‬
‫· جاء في إحدى المجلت‪" :‬مدينة مومباسا ثاني أكبر مدينة في كينيا‪".‬‬
‫وفي هذا التركيب نظر )ثاني أكبر!(‪ ،‬وهو من جنايات الترجمة الحرفية!‬
‫‪second largest‬‬
‫إن الصيغة )أكبر( تعني ‪-‬حين ُتضاف‪ -‬أن ما يتصف بها يحتل المرتبة الولى‬
‫من حيث الك َِبر؛ وهذا يقتضي أل ّ يشاركه في هذه المرتبة شيٌء آخر‪ ،‬فهو‬
‫متفّرد بهذه الصفة )أكبر(‪ .‬بعبارة أخرى‪ ،‬ليس هناك أول أكبر‪ ،‬وثاني‬ ‫وحيد ُ‬
‫أكبر‪ ،‬وثالث أكبر‪ !...‬خلفا ً لما يقال في النكليزية‪...‬‬
‫لذا فالوجه أن يقال‪ :‬مدينة مومباسا هي الثانية بعد أكبر مدينة في كينيا‪.‬‬
‫أو‪ :‬مدينة مومباسا هي الثانية ك َِبرا ً في كينيا‪.‬‬
‫· وجاء في المجلة نفسها‪" :‬وإفريقيا هي موطن )!( ثاني أكبر بحيرة للماء‬
‫العذب )بحيرة ?كتوريا(‪".‬‬
‫ً‬
‫والوجه أن يقال‪" :‬وفي إفريقّية توجد البحيرة العذبة الثانية ك َِبرا )بحيرة ?‬
‫كتوريا(‪".‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫أو‪" :‬وتقع في إفريقية بحيرة ?كتوريا‪ ،‬وهي الثانية ك َِبرا بين بحيرات العالم‬
‫العذبة المياه‪".‬‬
‫َ‬
‫· وجاء في مجلة أخرى‪" :‬القهوة هي ثاني أكبر سلعة متداولة في العالم‪".‬‬
‫والوجه أن يقال‪" :‬القهوة هي الثانية بعد أوسع )ل أكبر!( السلع تداول ً في‬
‫العالم‪".‬‬
‫ل( هي سلعة وحيدة متفردة بهذه الصفة‪ ،‬وليس‬ ‫ذلك بأن )أوسع السلع تداو ً‬
‫لها ثانية وثالثة‪..‬‬
‫ل في العالم‪".‬‬‫ة تداو ٍ‬
‫سعَ َ‬
‫ويمكن القول‪" :‬القهوة هي السلعة الثانية َ‬
‫· وجاء في أحد الكتب‪" :‬الّزهََرة ُ هي ثاني أقرب كوكب إلى الشمس‪".‬‬
‫عطارد(‪.‬‬‫)القرب هو ُ‬
‫ً‬
‫والوجه أن يقال‪" :‬الّزهََرة هي الكوكب الثاني قُْربا من الشمس‪".‬‬
‫وفي اللغة النكليزية يقولون‪:‬‬
‫‪.Jupiter is the largest planet of the solar system, fifth in order from the sun‬‬
‫)المشتري( هو أضخم كواكب المنظومة الشمسية‪ ،‬وهو الخامس من حيث‬
‫الُبعد من الشمس )عن الشمس(‪.‬‬

‫) ‪(126/1‬‬

‫ة‪ ،‬وأن )بعد القرب(‬ ‫] من الواضح أن )َبعد الضخم( يأتي ما هو أقل ضخام ً‬
‫يأتي منطقيا ً ما هو أبعد‪[.‬‬
‫لذا يمكن أن نقول عن المشتري‪ ... :‬هو الخامس بعد أقرب الكواكب إلى‬
‫الشمس )من الشمس(‪.‬‬
‫‪Venus is the sixth largest planet of the solar system and second in order‬‬
‫‪.from the sun‬‬
‫)الّزهََرة( هي الكوكب السادس بعد أضخم كواكب المنظومة الشمسية‪ ،‬وهي‬
‫الكوكب الثاني بعد أقرب الكواكب من ‪ /‬إلى الشمس‪.‬‬
‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬الّزهََرة‪ :‬أحد كواكب المجموعة الشمسية‬
‫ب في الُبعد عن الشمس‪ ،‬يقع بين عطارد والرض‪ .‬وهو‬ ‫التسعة‪ ،‬ثاني كوك ٍ‬
‫ألمع جرم سماوي باستثناء الشمس والقمر‪".‬‬

‫) ‪(126/2‬‬

‫‪ -124‬تراكيب )استثنائية(‪...‬‬
‫هذه الفقرة تكمل الفقرة ‪ .88‬يقال‪:‬‬
‫ن في كل شيء عدا كذا ‪ /‬ما عدا كذا؛ ])ما( هنا مصدرية[‪.‬‬ ‫ن وفل ٌ‬ ‫· اتفق فل ٌ‬
‫· اختلفا في كذا وكذا‪ ،‬واتفقا فيما عدا ذلك‪)] .‬ما( هنا موصولية[‪.‬‬
‫· نجح جميع الطلب عدا خالد ٍ ‪ /‬ما عدا خالدًا‪.‬‬
‫ن إل الرابعة‪.‬‬ ‫ست َث ْ ِ‬
‫فرق‪ ،‬ولم ي َ ْ‬ ‫· أورد المؤلف أخبار جميع ال ِ‬
‫ي‪" :‬وطوله )أي جامع الزهراء( من‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫قرِ ّ‬‫فح الط ّْيب ‪ (1/564‬للم ّ‬ ‫· جاء في )ن َ ْ‬
‫ً‬
‫ة‪ -‬ثلثون ذراعا‪".‬‬ ‫القبلة إلى الجوف‪ -‬حاشا المقصور ِ‬
‫وفي ص ‪" :1/564‬فطول هذا المسجد أجمع من القبلة إلى الجوف‪ -‬سوى‬
‫ب‪ -‬سبعة وتسعون ذراعًا‪".‬‬ ‫المحرا ِ‬
‫جمع القاهرة‪:‬‬ ‫م ْ‬
‫· جاء في )المعجم الكبير( ‪ -‬إصدار َ‬
‫ف يمينا ً ليس فيها ث َن ِّية‪".‬‬ ‫حل َ َ‬
‫"الث ّن ِّية‪ :‬الستثناء‪ .‬يقال‪َ :‬‬
‫· وجاء في )نفح الطيب ‪:(1/116‬‬
‫كم الشافية من كل‬ ‫ح َ‬
‫صّيته لهم‪ ...‬المشتملة على النصائح الكافية‪ ،‬وال ِ‬ ‫"‪ ...‬و وَ ِ‬
‫ض بل ث ُن َْيا‪"...‬‬ ‫مَر ٍ‬ ‫َ‬
‫· لم ينجح من أولئك الطلب أحد‪ ،‬باستثناء سعيد‪.‬‬
‫ولك‪) :‬باستثناء كذا(‪،‬‬ ‫حَبة"‪ ،‬فَ َ‬
‫ق ُ‬ ‫]من المعلوم أن من معاني )الباء(‪" :‬المصا َ‬
‫يكافئ قولك‪) :‬مع استثناء كذا(‪[.‬‬
‫· أورد المؤلف أخبار جميع الغََزوات بل استثناء ‪ /‬بغير استثناء ‪ /‬بدون استثناء ‪/‬‬
‫ست َْثن منها واحدة‪.‬‬ ‫ولم ي َ ْ‬
‫مْغني‬
‫]يقال‪) :‬جاء بل زاٍد(؛ و)غضب بل سبب( أي‪ :‬غضب من ل شيء‪ُ ) .‬‬
‫اللبيب ‪) .(322/‬ل( في العبارتين الولى والثانية نافية معترضة بين الخافض‬
‫والمخفوض‪.‬‬
‫يقول الكوفيون‪ :‬إن )ل( اسم مجرور بالباء‪ ،‬و)زاٍد( مضاف إليه )هذا السم(‪.‬‬
‫ويقول غيرهم‪ :‬إن )ل( حرف )زائد(‪ ،‬و)زاٍد( مجرور بالباء‪.‬‬
‫وثمة تراكيب كثيرة شائعة ٌُتستعمل فيها )بل(‪ .‬يقال‪ :‬ل دخا َ‬
‫ن بل ناٍر؛ عاقبهم‬
‫بل شفقةٍ أو رحمة؛ حرب بل هوادة أّدت إلى استسلم ٍ بل قيد ٍ أو شرط‪ ،‬الخ‪...‬‬

‫) ‪(127/1‬‬

‫وجاء في معجم )متن اللغة(‪)" :‬غير( تكون بمعنى )ل(‪? :‬فمن اضط ُّر غيَر باٍغ‬
‫ول عاٍد?؛ )غير( في الية منصوبة على الحالية‪ .‬وعلى هذا تقول‪ :‬بغير‬
‫استثناء ‪ /‬بل استثناء‪[.‬‬
‫· جاء عنوان أحد قرارات مجمع اللغة العربية في القاهرة كما يلي‪:‬‬
‫ل بغير استثناء‪".‬‬ ‫مِع )فَعْ ٍ‬
‫ل( على أفعا ٍ‬ ‫ج ْ‬
‫" إباحة َ‬
‫· جاء في )المعجم الوسيط(‪ " :‬الّزهََرة‪ :‬أحد كواكب المجموعة الشمسية‬
‫عطارد والرض‪ .‬وهو‬
‫التسعة‪ ،‬ثاني كوكب في البعد عن الشمس‪ ،‬يقع بين ُ‬
‫ألمع جرم سماوي باستثناء الشمس والقمر‪".‬‬

‫) ‪(127/2‬‬

‫كب الضافي‬ ‫‪ -125‬عائدية نعت )صفة( المر ّ‬


‫ت في مقالة علمية العناوين الفرعية التية‪:‬‬ ‫صادف ُ‬
‫جاء في المقال‪:‬‬
‫والوجه أن يقال‪:‬‬
‫· السطورةُ الخاطئة للتاريخ‬
‫· أسطورةُ التاريخ الخاطئة‬
‫· السطورة ُ الخاطئة للحجم‬
‫· أسطورةُ الحجم الخاطئة‬
‫· السطورة ُ الخاطئة لللتزام‬
‫· أسطورةُ اللتزام الخاطئة‬
‫دقة‬ ‫· السطورة ُ الخاطئة لل ّ‬
‫ة‬
‫· أسطورةُ الدقةِ الخاطئ ُ‬
‫ت شبيهات هذه العبارات في مقالت أخرى‪.‬‬ ‫وقد ورد ْ‬
‫من الواضح أن عبارات المقال ركيكة‪ ...‬أما العبارات المقابلة لها فهي‬
‫الصحيحة!‬
‫ة(‬‫قد يقول قائل‪ :‬في العبارة الصحيحة الخيرة‪ ،‬إذا لم ُتضبط كلمة )الخاطئ ُ‬
‫بضمةٍ فوق التاء المربوطة‪ ،‬فقد ينصرف ذهن القارئ إلى أنها صفة للدقة‪.‬‬
‫وفي الجواب أقول‪ :‬إن هذا الكلم يخالف القاعدة )التي سأوردها بعد قليل(‪،‬‬
‫ثم إن السياق يبين أن )الخاطئة( صفة للسطورة‪ ،‬لن الدقة توصف بأنها‬
‫عالية أو منخفضة‪ ،‬لكنها ل توصف بأنها خاطئة!! أما في بقية العبارات‬
‫كر‪ ،‬فهو حتما ً‬ ‫الصحيحة فالنعت المؤنث ل يمكن أن يكون للمضاف إليه المذ ّ‬
‫للمضاف المؤنث!‬
‫وأما القاعدة التي أوردها صاحب )النحو الوافي ‪ (3/167‬فتنص على أنه‪:‬‬
‫ت‪ ،‬فهو للمضاف؛ لن المضاف هو المقصود‬ ‫كب الضافي نع ٌ‬ ‫"إذا وقع بعد المر ّ‬
‫د‪ ".‬نحو‪:‬‬‫حكم‪ .‬أما المضاف إليه فهو قَي ْ ٌ‬ ‫الساسي بال ُ‬
‫د‪] .‬المضاف )تلميذ( هو المقصود بالحكم‪ ،‬بالجتهاد‪ ،‬ل‬ ‫ي المجته ُ‬‫· جاء تلميذ ُ عل ّ‬
‫مه![‬ ‫معَل ّ ُ‬
‫ُ‬
‫ُيستثنى من القاعدة السابقة حالتان‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يقوم دليل على أن المقصود بالنعت هو المضاف إليه؛ نحو‪:‬‬
‫ق لنقاذها واجب‪.‬‬ ‫ل الجهدِ الصاد ِ‬ ‫ة الفتاةِ الملهوفةِ واجب؛ وب َذ ْ ُ‬ ‫معاَون ُ‬
‫سر )المعجم الوسيط([‬ ‫]الملهوف‪ :‬المظلوم المضطر يستغيث ويتح ّ‬
‫من الواضح أن الملهوفة هي الفتاة )ل المعاونة!(‪ ،‬وأن الصادق هو الجهد )ل‬
‫البذل!(‪.‬‬
‫ل(‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪ -2‬أن يكون المضاف هو لفظة )ك ّ‬
‫فالحسن في هذه الحالة مراعاة المضاف إليه‪ ،‬لنه المقصود الساسي‪.‬‬

‫) ‪(128/1‬‬
‫أما المضاف )كل( فجيء به لفادة الشمول والتعميم؛‬
‫نحو‪:‬‬
‫ي وطنها‪) .‬مراعاة المضاف )كل( ضعيفة‬ ‫ل حكومةٍ رشيدة هي دعامة لرق ّ‬ ‫·ك ّ‬
‫هنا!(‪.‬‬
‫ونحو‪:‬‬
‫ى مجتهدٍ فائٌز‪ .‬فالنعت )مجتهد( هو للمضاف إليه )فتى(‪ ،‬لن‬ ‫ل فت ً‬ ‫·ك ّ‬
‫المضاف جاء لفادة التعميم ل للحكم عليه‪.‬‬
‫ي الظريف‪ ...‬فالنعت للمضاف‪ ،‬ول يكون‬ ‫ل عل ّ‬‫· وأما نحو‪ :‬جاءني رسو ُ‬
‫للمضاف إليه إل بدليل‪ ،‬لن المضاف إليه جاء لغرض التخصيص‪ ،‬ولم يجئ‬
‫لذاته‪.‬‬
‫وفي التْنزيل العزيز‪:‬‬
‫ه رّبك ذو الجلل والكرام ? )الرحمن ‪.(27/‬‬ ‫· ?ويبقى وج ُ‬
‫د? )البروج ‪ 14/‬و ‪.(15‬‬‫ش المجي ُ‬
‫فور الوَُدود ذو العَْر ِ‬‫· ?وهو الغَ ُ‬
‫م رّبك ذي الجلل والكرام? )الرحمن ‪.(78/‬‬ ‫ك اس ُ‬ ‫· ?َتبار َ‬

‫) ‪(128/2‬‬

‫صة من الخصائص‬ ‫‪ -126‬طريق‪ ،‬طريقة‪ ،‬طريقة من الط ُّرق‪ ،‬خا ّ‬


‫جاء في معاجم اللغة )الوسيط‪ ،‬ومتن اللغة‪ ،‬وغيرهما( أن من معاني‪:‬‬
‫الطريق‪:‬‬
‫سلوكة؛ السبيل يطرقها الناس وغيرهم‪.‬‬ ‫م ْ‬
‫‪ -1‬السبيل ال َ‬
‫‪ -2‬الممر الواسع الممتد‪ ،‬أوسع من الشارع‪.‬‬
‫ّ‬
‫وفة‪ .‬وهذه اللفظة تذكر وتؤنث وتجمع على‬ ‫ص ّ‬‫مت َ َ‬‫‪ -3‬مسلك الطائفة من ال ُ‬
‫)ط ُُرق(‪.‬‬
‫ط ُُرق الطعن )في قانون المرافعات(‪ :‬الوسائل القضائية التي يلجأ إليها‬
‫المحكوم عليه ابتغاء إلغاء الحكم أو تعديله )مجمع القاهرة(‪.‬‬
‫ه ليغفَر لهم ول‬ ‫ن الل ُ‬‫وفي التْنزيل العزيز‪? :‬إن الذين كفروا وظلموا لم يك ِ‬
‫ل ِي َْهدي َُهم طريقا ً إل طريقَ جهّنم خالدين فيها أبدًا‪?...‬‬
‫ب لهم طريقا ً في البحر يبسًا‪.?...‬‬ ‫?‪...‬فاضرِ ْ‬
‫ق مستقيم‪.?...‬‬ ‫?‪َ...‬يهدي إلى الحق وإلى طري ٍ‬
‫الطريقة‪:‬‬
‫‪ -1‬الطريق؛ ‪ -2‬السيرة؛ ‪ -3‬المذهب والسلوب )مجاز(؛ ‪ - 4‬الطبقة‪.‬‬
‫وتجمع )الطريقة( على )طرائق(‪ .‬وفي التْنزيل العزيز‪:‬‬
‫ضلى‪.‬‬ ‫ف ْ‬ ‫مْثلى? أي بمذهبكم وشريعتكم ال ُ‬ ‫?‪ ...‬وي َذ ْهَب َا ْ بطريقتكم ال ُ‬
‫ن لب ِْثتم إل يومًا?‪ :‬أعدلهم رأيا ً ومذهبًا‪.‬‬ ‫ةإ ْ‬ ‫?‪...‬إذ يقول أمثلهم طريق ً‬
‫ملة السلم‪.‬‬ ‫ً‬
‫سقيناهم ماًء غدقا? الطريقة‪ِ :‬‬ ‫?وأن لو استقاموا على الطريقة ل ْ‬
‫ب وأحوال مختلفة الهواء‪.‬‬‫ً‬ ‫?‪ ...‬ك ُّنا طرائقَ ِقددًا?‪ :‬مذاه َ‬
‫خْلق غافلين?‪ :‬سبع سماوات‬ ‫?ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما ك ُّنا عن ال َ‬
‫طباقًا‪ :‬سبع طبقات بعضها فوق بعض‪.‬‬
‫· قال الشيخ محمد الخضر حسين )محاضرات إسلمية ‪:(225/‬‬
‫قن تعاليم الدين على طريقة الستدلل الصحيح‪".‬‬ ‫ت نفوسا ً لم تتل ّ‬ ‫"‪...‬وجد ْ‬
‫نلحظ أن الطريقة ل تختلف عن الطريق في المبنى إل بالهاء )التاء‬
‫المربوطة(‪ ،‬أما في المعنى فمن معانيها )الطريق( أيضًا! وليس هذا شأن كل‬
‫محة‬‫كلمتين زادت إحداهما على الخرى بالهاء‪ :‬فثمة فرق كبير بين الل ْ‬
‫د‪ ،‬الخ‪...‬‬
‫م ّ‬
‫دة وال ُ‬
‫م ّ‬
‫مْهل‪ ،‬وال ُ‬
‫مهلة وال ُ‬
‫مح‪ ،‬وكذلك بين ال ُ‬
‫والل ْ‬

‫) ‪(129/1‬‬

‫مح‪ :‬يقال ل ُِريّنك لمحا ً باصرًا‪ :‬أمرا ً واضحًا! وأكثر‬ ‫جلى؛ الل ْ‬ ‫]اللمحة‪ :‬النظرة العَ ْ‬
‫استعماله في الوعيد![‬
‫ً‬
‫منا هنا هو أنه إذا اسُتعملت )الطريقة( مجازا بمعنى‪ :‬السبيل ‪ /‬النهج ‪/‬‬ ‫الذي يه ّ‬
‫ً‬
‫السلوب‪ ،‬لم يكن غريبا أن يقال‪) :‬طريقة من الطرق( مثلما يقال‪) :‬طريق‬
‫من الطرق(‪.‬‬
‫قال الرافعي في كتابه )تحت راية القرآن ‪:(61/‬‬
‫علم أو يقف عليه طريق من‬ ‫ضوا فيه بإجماٍع معروف ينتهي إليه ِ‬ ‫· "ول أم َ‬
‫طرق الرواية‪".‬‬
‫· وقال )ص ‪" :(131‬وهذه الطريقة التي تسمى علمية هي في التاريخ أجهلُ‬
‫الطرق"‪ :‬الطريقة‪ :‬السلوب هنا‪.‬‬
‫من‬‫َ‬ ‫على‬ ‫وخاصة‬ ‫الطرق‪،‬‬ ‫أيسر‬ ‫هي‬ ‫الطريقة‬ ‫· وقال )ص ‪..." :(131‬ثم تلك‬
‫كان قليل الطلع"‪ :‬الطريقة‪ :‬النهج‪...‬‬
‫· وقال الشيخ محمد الخضر حسين )محاضرات إسلمية ‪..." :(169/‬وأرشد‬
‫إليها على طريقة أقرب إلى العقول‪ ،‬وأدعى إلى العمل عليها من الطرق‬
‫التي سلكها الفلسفة‪".‬‬
‫وفين‪ ،‬يتحدثون عن الطّرق المنتمية إلى‬ ‫مَتص ّ‬
‫وف وال ُ‬ ‫· عند الحديث عن التص ّ‬
‫الصوفّية‪ .‬فيذكرون الطريقة الصوفية الشاذلية‪ ،‬والطريقة النقشبندية‪ ،‬الخ‪...‬‬
‫ل "شيخ الطريقة‪".‬‬ ‫ويترجمون ِ‬
‫وف‪ ".‬وجاء‪:‬‬ ‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬الصوفي‪ :‬من يتبع طريقة التص ّ‬
‫وف‪".‬‬ ‫"الصوفّية‪ :‬التص ّ‬
‫قد َ الشيخ محمد الخضر حسين في كتابه )محاضرات إسلمية ‪ (91/‬فصل ً‬ ‫وع َ َ‬
‫عنوانه‪) :‬الطرق الصوفية في الوقت الحاضر(‬ ‫ّ‬
‫طرق( ل )الطرائق(!‬ ‫ونلحظ أنهم يقولون )الطريقة( و)ال ّ‬
‫· جاء في كتاب )مباهج اللغة والدب ‪ (339/‬للدكتور عبد الكريم اليافي‪:‬‬
‫شق منقبة من مناقب النسان عندهم‪ ،‬وخاصة من خصائصه‪".‬‬ ‫"فالعِ ْ‬
‫صه‪ ،‬أو خصيصة من خصائصه!‬ ‫صة من خوا ّ‬ ‫نلحظ أنه لم يقل‪ :‬وخا ّ‬

‫) ‪(129/2‬‬

‫‪ -127‬من طريق كذا؛ على طريق كذا؛ عن طريق كذا‬


‫أو ً‬
‫ل‪:‬‬
‫· قال أبو هلل العسكري )الفروق في اللغة ‪:(45/‬‬
‫"وكذلك يكون المخطئ من طريق الجتهاد مطيعًا‪ ،‬لنه قصد الحقّ واجتهد‬
‫في إصابته‪".‬‬
‫· وقال المام الُغماري في كتابه )القناع(‪:‬‬
‫ي‬
‫"‪ ...‬لقوله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬في الحديث الصحيح المتفق عليه‪ ،‬والمْروِ ّ‬
‫عنه من طريق أ َْزي َد َ من عشرة من الصحابة‪"...‬‬
‫· وقال الشيخ محمد الخضر حسين )دراسات في اللغة ‪:(13/‬‬
‫"‪ ...‬والناظر في العلوم و‪ ...‬من اللفاظ التي دخلت في اللغة من هذا‬
‫الطريق فاتسع به نطاقها‪".‬‬
‫· وقال الرافعي )تحت راية القرآن ‪:(157/‬‬
‫شعر إل من الطريق التي جاءت منها الساطير والتاريخ‪"...‬‬ ‫"وهل جاء هذا ال ّ‬
‫· وقال في المرجع السابق )ص ‪:(40‬‬
‫ض قواعد القرآن( من طريق نبذ القديم‬ ‫ق َ‬ ‫"‪...‬و)هذه الفئة( تأتي ذلك )أي ن َ ْ‬
‫والبالي والخذ بالجديد والحالي‪".‬‬
‫· وجاء في )المعجم الوسيط ‪/‬نقل(‪:‬‬
‫علم من طريق الرواية أو السماع‪ ،‬كعلم اللغة أو الحديث‬ ‫" المنقول‪ :‬ما ُ‬
‫ونحوهما‪ ،‬وهو يقابل المعقول‪".‬‬
‫· وقال الرافعي )وحي القلم ‪:(3/288‬‬
‫مّرون في بعض بيانهم من طريق هذه الكلمة‪ :‬بيضة‬ ‫"‪ ...‬بل هم )العرب( ي َ ُ‬
‫الخدر‪".‬‬
‫· وقال الشيخ محمد الخضر حسين )محاضرات إسلمية ‪:(138/‬‬
‫"‪ ...‬ولم يكن بينهما اتصال إل من طريق المراسلة‪".‬‬
‫· وقال الشيخ محمد الخضر حسين )محاضرات إسلمية ‪:(175/‬‬
‫"‪ ...‬في أن يصل إليها ولو من طريق غير مشروعة‪".‬‬
‫ثانيًا‪:‬‬
‫· قال في )اللسان ‪/‬فجر(‪:‬‬
‫جَرة تفسيٌر على‬‫ف ْ‬‫ة عن ال َ‬‫" قال ابن جني‪ :‬وقول سيبويه إن َفجارِ معدول ٌ‬
‫طريق المعنى ل على طريق اللفظ‪".‬‬
‫· وقال الرافعي )تحت راية القرآن ‪:(200/‬‬
‫"‪ ...‬على أن ما قاله‪ ...‬هو كاستنتاج الرافضة وعلى طريقهم في الرأي‬
‫والفكر‪".‬‬
‫صام )مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق‬ ‫· وقال اللغوي المعاصر صبحي الب ّ‬
‫‪:(58/4/829‬‬
‫ً‬
‫"‪ ...‬دخلت العلوم الجنبية في الحضارة السلمية قديما على طريق النقل‪"...‬‬
‫· وجاء في )الكلّيات ‪ (3/153‬للكفوي‪:‬‬

‫) ‪(130/1‬‬

‫ب إن كان بطريق العُْلو‪ ،‬سواء كان عاليا ً حقيقة أوْ ل‪ ،‬فهو أ ْ‬


‫مر؛ وإن‬ ‫"والطل ُ‬
‫فل‪ ،‬سواء كان سافل ً في الواقع أم ل‪ ،‬فدعاء‪".‬‬ ‫س ْ‬
‫كان على طريق ال ّ‬
‫فح الطيب ‪" :(1/93‬فقال على طريق التضمين‪ ،‬وقد غلب عليه‬ ‫· وجاء في )ن َ ْ‬
‫الشوق والحنين‪"...‬‬
‫· وقال الشيخ محمد الخضر حسين )محاضرات إسلمية ‪:(224/‬‬
‫ط من شأن علماء‬ ‫"‪...‬تقتحمها أقلم تسعى للتنفير من الدين على طريق الح ّ‬
‫الدين‪".‬‬
‫ثالثًا‪:‬‬
‫· جاء في )الكلّيات ‪ (5/104‬للكفوي‪:‬‬
‫"ويثبت الوجود له تعالى بطريق البرهان لستلزام الوجود‪".‬‬
‫· وجاء فيها )‪:(5/64‬‬
‫دال على التأنيث غير اللف بطريق عموم‬ ‫ّ‬ ‫"وقد ُيراد بالهاء الحرف ال ّ‬
‫المجاز‪"...‬‬
‫· وجاء في )المعجم الوسيط ‪/‬ضمن(‪:‬‬
‫ى‪ :‬أفادْته بطريق الشارة أو الستنباط‪".‬‬ ‫منت العبارةُ معن ً‬ ‫"تض ّ‬
‫جار )لغويات ‪:(27/‬‬ ‫· وقال الشيخ محمد علي الن ّ‬
‫وز‪".‬‬
‫سع والتج ّ‬‫"‪ ...‬هو استعمال جاء بطريق التو ّ‬
‫· وقال الشيخ محمد الخضر حسين )محاضرات إسلمية ‪:(88/‬‬
‫"‪ ...‬وَأنكر أن تكون هذه المعاني مأخوذة من القرآن ولو بطريق الشارة‪".‬‬
‫رابعًا‪:‬‬
‫· جاء في )المعجم الوسيط ‪/‬الذاعة(‪:‬‬
‫"الذاعة‪ :‬نقل الكلم والموسيقى وغيرهما عن طريق الجهاز اللسلكي‪".‬‬
‫نلحظ أن القدمين ومن تابعهم على أساليبهم لم يستعملوا )عن طريق(‪.‬‬
‫لزهِّية في علم‬ ‫ولكن قال علي ابن محمد الهروي )‪ 415‬هـ( صاحب كتاب )ا ُ‬
‫َ َ ِ ّ‬ ‫ّ‬
‫الحروف ‪" :(278/‬تكون )عن( مكان )من( و)على( و)الباء("؛ وأورد على هذا‬
‫شواهد من أفصح الكلم‪ .‬وربما كان ذلك وراء الستعمال الحديث الشائع‪:‬‬
‫جمعُ اللغة‬ ‫م ْ‬‫)عن طريق(‪ ،‬كما ورد آنفا ً في المعجم الوسيط الذي أصدر َ‬
‫العربية في القاهرة طبعته الولى سنة ‪ 1960‬والثالثة سنة ‪.1985‬‬
‫?? ُتبين النماذج المذكورة آنفا ً استعمال كلمة )طريق( في التراكيب )من‬
‫طريق‪ ،‬على طريق‪ ،‬بطريق‪ ،‬عن طريق( استعمال ً مجازيا ً مقبو ً‬
‫ل‪.‬‬
‫ه التوفيق‬ ‫وقد شاع في أيامنا استعمال بعض هذه التراكيب استعمال ً ُيجان ِب ُ ُ‬
‫غالبًا‪.‬‬

‫) ‪(130/2‬‬

‫لت‪.‬‬‫مج ّ‬ ‫وفيما يلي نماذج مأخوذة من بعض ال َ‬


‫خذ ُ الحرب إليهم عن طريق‬ ‫َ‬
‫· ‪ ...‬الطريقة الوحيدة لهزيمة )الرهابيين( هي أ ْ‬
‫ملحقتهم أينما كانوا‪.‬‬
‫)الحسن‪ ... :‬بملحقتهم أينما كانوا!(‪.‬‬
‫حجٍج قوية‬
‫· ‪ ...‬يحاول الكاتب أن ُيقنع القارئ بنظريته عن طريق ُ‬
‫وموضوعية‪.‬‬
‫)الحسن‪ ... :‬وذلك بإيراد حجٍج‪(...‬‬
‫مشاهد الغربي عليها عادة ً عن‬ ‫· ‪ ...‬لنه ُيبين التطورات التي ل يحصل ال ُ‬
‫طريق التقارير الخبارية المحدودة‪.‬‬
‫)الحسن‪ :‬عادة ً من التقارير‪.(...‬‬
‫· ‪ ...‬محاولة مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل عن طريق وضع قواعد‬
‫وضوابط جماعية‪.‬‬
‫ضع قواعد و‪(...‬‬ ‫)الحسن‪ ... :‬الشامل بو ْ‬
‫· ‪ ...‬العمل على رفع مستوى كفاية خريجي مدارسنا عن طريق تطوير‬
‫أساليب التعليم و‪...‬‬
‫)الحسن‪ ... :‬مدارسنا‪ ،‬وذلك بتطوير أساليب‪(...‬‬
‫دفة أو عمدا‪ً.‬‬ ‫ص ْ‬ ‫· ‪ ...‬قد يحدث النتقال عن طريق ال ّ‬
‫ة أو عمدًا(‬ ‫)الحسن‪... :‬النتقال مصادف ًً‬
‫و‪.‬‬
‫ن بطريق الب َّر ‪ /‬بطريق البحر ‪ /‬بطريق الج ّ‬ ‫· سافر فل ٌ‬
‫ن ب َّرا ً ‪ /‬بحرا ً ‪ /‬جوا(ً‬
‫)الحسن‪ :‬سافر فل ٌ‬

‫) ‪(130/3‬‬

‫‪ -128‬بالنظر إلى كذا؛ نظرا ً إلى كذا؛ نظرا ً لكذا‬


‫مما جاء في )المعجم الوسيط(‪:‬‬
‫كر فيه‪.‬‬ ‫‪ -1‬ن َظ ََر الشيَء‪ :‬أبصره‪ -3 .‬ن َظ ََر فيه‪ :‬ت َد َّبره وت َ َ‬
‫ف ّ‬
‫‪ -2‬نظر إلى الشيِء‪ :‬أبصره وتأمله بعينه‪ -4 .‬ن َظ ََر لفلن‪َ :‬رثى له وأعانه‪.‬‬
‫دره وتقيسه‪".‬‬ ‫قال في )القاموس المحيط(‪" :‬الن ّظ َُر‪ :‬الفكر في الشيء ت ُ َ‬
‫ق ّ‬
‫ة واعتبارا ً‬‫وجاء في )محيط المحيط(‪" :‬نظرا ً إلى كذا‪ ،‬وبالنظر إليه‪ :‬ملحظ ً‬
‫له‪".‬‬
‫ويعّزز هذا التفسيَر عبارةٌ وردت في كتاب الشيخ محمد الخضر حسين‬
‫ك النظر‬‫ح ّ‬‫م َ‬‫ضعُ آثار النفوس العالية على ِ‬ ‫)محاضرات إسلمية ‪ ..." :(8/‬وَ ْ‬
‫والعتبار‪".‬‬
‫· جاء في )الكلّيات ‪ (5/250‬للكفوي‪)" :‬السْين( فرع )سوف(‪ :‬فمن استعمل‬
‫)سوف( ن َظ ََر إلى الصل‪ ،‬ومن استعمل )السين( نظر إلى اليجاز‬
‫والختصار‪] ".‬أي‪ :‬اعتبر الصل[‪] ،‬أي‪ :‬اعتبر اليجاز والختصار[‪.‬‬
‫وقال الشيخ محمد الخضر حسين في كتابه )محاضرات إسلمية ‪:(22/‬‬
‫"ونظرا ً إلى قاعدة المساواة قال علماء الصول‪] "...‬أي‪ :‬واعتبارا ً لقاعدة‬
‫المساواة‪[..‬‬
‫· وقال الشيخ نفسه في كتابه )دراسات في العربية وتاريخها ‪" :(46/‬وهذا‬
‫المذهب‪ -‬بالنظر إلى ما يحتمله التركيب من الوجوه المقبولة في القياس‪-‬‬
‫مذهب وجيه‪] ".‬أي‪ :‬باعتبار ما يحتمله التركيب‪.[...‬‬
‫وفي )ص ‪" :(49‬وقد يختلفون في القياس نظرا ً إلى ما يقف لهم من الحوال‬
‫التي تعارض السماع‪] ".‬أي‪ :‬اعتبارا ً لما يقف لهم‪.[...‬‬
‫وفي )ص ‪" :(178‬أما الحديث الوارد على وجهٍ واحد‪ ،‬فالظاهر صحة الحتجاج‬
‫به‪ ،‬نظرا ً إلى أن الصل الرواية باللفظ‪ ،‬وإلى تشديدهم في الرواية بالمعنى‪".‬‬
‫]أي‪ :‬على اعتبار أن الصل‪ ...‬وباعتبار تشديدهم‪.[...‬‬
‫· وقال الشيخ محمد علي النجار في كتابه )لغويات ‪:(139/‬‬
‫صف به ل يتغير في العدد‪ ،‬وذلك نظرا ً إلى أصله‪ :‬فإن‬ ‫صدر الذي يو َ‬‫م ْ‬‫"ال َ‬
‫ل أو كُثر‪] ".‬أي‪ :‬اعتبارا ً لصله‪ُ ،...‬يريد‪ :‬المصدر ل‬ ‫دث قَ ّ‬
‫ح َ‬
‫المصدر يقع على ال َ‬
‫يتغير إذا ُوصف به مفرد أو مثنى أو جمع [‪.‬‬

‫) ‪(131/1‬‬

‫ورد في بداية هذه الفقرة معنى )ن َظ ََر لفلن(‪.‬‬


‫· قال مصطفى صادق الرافعي )تحت راية القرآن ‪:(294/‬‬
‫سُعوه إشفاقا ً‬
‫س ذلك منه‪َ ،‬فو ِ‬‫م النا ُ‬ ‫"‪...‬كان ُيبطن الكفر وُيظهر السلم‪ .‬فََتعال َ َ‬
‫عليه ونظرا ً له‪".‬‬
‫أما )نظرا ً لكذا( فقد اسُتعمل هذا التركيب أحيانا ً بمعنى )نظرا ً إلى كذا(‪ ،‬كما‬
‫اسُتعمل بمعنى )بسبب كذا(‪.‬‬
‫· جاء في )نفح الطيب ‪" :(1/276‬وأ َقَّره بمدينة إشبيلية لتصالها بالبحر نظرا ً‬
‫لقربه من مكان المجاز‪".‬‬
‫ً‬
‫· وجاء فيه )‪..." :(1/516‬انصرفنا من منازلة قرطبة نظرا للحشود التي‬
‫دات أ َْزوادها‪".‬‬ ‫معِ ّ‬
‫ت ُ‬‫فد َ ْ‬
‫نَ ِ‬
‫· وقال الدكتور عبد الكريم اليافي )مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،74‬الجزء الول‪ ،‬سنة ‪:(1999‬‬
‫ً‬
‫§ "‪ ...‬وإذا ظهرت )الُزهرة( في الصباح قيل لها نجم الصباح نظرا لوضاءتها‪".‬‬
‫)ص ‪.(165‬‬
‫ً‬
‫§ قال الستاذ الجنبي الجليل‪ " :‬إننا نتحدث دائما بالعربية حين نتكلم في‬
‫الفلك‪ ،‬وذلك نظرا ً لكثرة أسماء النجوم بالعربية‪) ".‬صفحة ‪.(171‬‬
‫ل أقسام البلغة نظرا ً‬ ‫§ "وعالجه علماء البلغة العربية في قسم المعاني‪ ،‬أو ِ‬
‫لمكانته‪) ".‬صفحة ‪.(175‬‬
‫فْيه‪ :‬حفني ناصف ورفاقه‪ ،‬في‬ ‫§ وجاء في كتاب )قواعد اللغة العربية( لمؤل ِ ِ‬
‫مبحث اسم الشارة‪:‬‬
‫ن نظرا ً للمخاطب‪] ".‬أي‪ :‬اعتبارا ً‬ ‫ك وذلكما وذلكم وذلك ّ‬ ‫"تقول‪ :‬ذل ِ َ‬
‫ك وذل ِ ِ‬
‫سب المخاطب ‪ /‬وفقا ً للمخاطب‪[.‬‬ ‫ح َ‬‫للمخاطب ‪ /‬على َ‬

‫) ‪(131/2‬‬

‫د‪ ،‬أبعاد‬
‫‪ -129‬ب ُعْ ٌ‬
‫كثيرا ً ما ُتستعمل في الكتابات المعاصرة ك َل ِ َ‬
‫متا )ب ُْعد( و)أبعاد( استعمال ً ل هو‬
‫على الحقيقة‪ ،‬ول على المجاز‪.‬‬
‫· جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬الُبعد‪ :‬اتساع المدى‪ .‬ويقولون في الدعاء‬
‫عليه‪ُ :‬بعدا ً له‪ :‬أي هلكًا‪ .‬وقالوا‪ :‬إنه لذو ُبعد‪ :‬ذو رأي عميق وحزم‪ .‬ويقال‬
‫فه‪".‬‬ ‫خل ْ ِ‬
‫ذره شيئا ً من َ‬ ‫دك(‪ُ :‬يح ّ‬ ‫)ب ُعْ َ‬
‫وجاء فيه‪" :‬المدى‪ :‬المسافة‪ .‬والمدى‪ :‬الغاية"‪.‬‬
‫هذه معاني كلمة )ب ُْعد( العربية‪.‬‬
‫· أما كلمة ‪ dimension‬النكليزية فقد شرحها معجم أكسفورد على النحو‬
‫التي‪:‬‬
‫ل‪ :‬في حالة إفرادها‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫‪ -1‬قياس‪ُ ،‬بعد )من أي صنف‪ :‬طول‪ ،‬عرض‪ ،‬ارتفاع‪ ،‬ثخانة‪ ،‬الخ‪(...‬؛ مدى‪.‬‬
‫يقال‪ :‬ما هي أبعاد الغرفة؟‬
‫مظهر‪ ،‬جانب‪ ،‬نحو‪ :‬للمسألة جانب لم نناقشه‪.‬‬ ‫‪ -2‬مجازًا‪َ :‬‬
‫معها بحرف ‪:s‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬في حال َ‬
‫ج ْ‬
‫در؛ شأن‪ ،‬نحو‪ :‬مخلوق عظيم الحجم )ل البعاد(‪.‬‬ ‫‪ -1‬حجم؛ مقدار؛ قَ ْ‬
‫‪ -2‬حجم بالمعنى المجازي؛ نحو‪ :‬لم أدرك حجم المشكلة!‬
‫ويعطي معجم وبستر شروحا ً مماثلة‪.‬‬
‫ويلحظ القارئ المدقق فيما ُينشر في مجلت ومطبوعات هذه اليام‬
‫استعمال كلمتي )ب ُْعد وأبعاد( استعمال ً يجانبه التوفيق‪ ،‬ويجعل الجملة في‬
‫غاية الركاكة‪.‬‬
‫فقد جاء في عدة أعداد من مجلة راقية و واسعة النتشار العبارات التية‪:‬‬
‫‪..." -1‬بيد أن المصطلح )التسامح( اتخذ أبعادا ً غير البعاد اللغوية‪ ،‬وصار يعّبر‬
‫عن موقف ثقافي‪ -‬اجتماعي‪".‬‬
‫ت غير الدللة اللغوية‪...‬‬‫والوجه أن يقال‪... :‬اتخذ دلل ٍ‬
‫‪..." -2‬ويقود إلى التفكير في أصول هذا المصطلح ومناب ِعِهِ وأبعاده الثقافية‬
‫والجتماعية والنفسية‪"...‬‬
‫والوجه أن يقال‪... :‬ومناب ِعِهِ وآثاره الثقافية و‪...‬‬
‫‪ -3‬عنوان المقال‪) :‬البرمجيات‪ :‬الُبعد الثقافي(!‬
‫والوجه أن يقال‪ :‬البرمجيات‪ :‬الوجه ‪ /‬الجانب الثقافي‪.‬‬
‫‪ ..." -4‬وُتلقي الضوء على البعاد الجديدة للمعلوماتية‪"...‬‬
‫والوجه أن يقال‪ ... :‬على الجوانب ‪ /‬المظاهر الجديدة للمعلوماتية‪...‬‬

‫) ‪(132/1‬‬

‫ب )للكاتب( الحريص على سلمة اللغة‪ ،‬أن‬ ‫وإضافة إلى ما ذكر‪ ،‬يمكن الكات َ‬
‫يستعمل بدل ً من )ُبعد( و)أبعاد( ما يقتضيه السياق من الكلمات التية‪:‬‬
‫ن؛ مغزى؛ صعيد؛ عواقب؛ حجم‪ ،‬إلخ‪...‬‬ ‫معا ٍ‬
‫معنى ‪َ /‬‬
‫َ‬

‫) ‪(132/2‬‬

‫صلة إلى المفعول‬ ‫مو ْ ِ‬


‫‪ -130‬اللم ال ُ‬
‫· قال صاحب )جامع الدروس العربية ‪" :(3/14‬فإذا كان الفعل ناصبا ً‬
‫ُ‬
‫ن(‪،‬‬ ‫ل تقديم المفعول الول‪ ،‬لن أصَله المبتدأ‪ ،‬في باب )ظ َ ّ‬ ‫لمفعول َْين‪ ،‬فالص ُ‬
‫ت الب َد َْر طالعًا( ]الصل‪:‬‬ ‫ل في المعنى في باب )أعطى(‪ ،‬نحو‪) :‬ظ َن َن ْ ُ‬ ‫ولنه فاع ٌ‬
‫ب( ])سعيد( و)الكتاب( ليس أصلهما‬ ‫ت سعيدا الكتا َ‬ ‫ً‬ ‫ع[‪ ،‬ونحو‪) :‬أعطي ُ‬ ‫الب َد ُْر طال ٌ‬
‫ت طالعا البدَر(‪ ،‬ونحو‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ن اللْبس‪ ،‬نحو‪) :‬ظنن ُ‬ ‫م َ‬ ‫نأ ِ‬ ‫مبتدأ وخبر[‪ .‬ويجوز العكس إ ْ‬
‫ب سعيدًا(‪".‬‬ ‫ت الكتا َ‬ ‫)أعطي ُ‬
‫ب‬‫ي بتحقيق د‪ .‬مازن المبارك‪ ،‬با ٌ‬ ‫جاج ّ‬ ‫· جاء في كتاب )اللمات ‪ (161/‬للّز ّ‬
‫ة لبعض الفعال إلى مفعول ِْيها وقد يجوز‬ ‫صل ً‬ ‫عنوانه‪) :‬باب اللم التي تكون مو ِ‬
‫ت لزيد‪ ،‬والمعنى واحد‪.‬‬ ‫ت زيدا‪ ،‬ونصح ُ‬ ‫ً‬ ‫حذفها(‪" :‬وذلك قوُلك‪ :‬نصح ُ‬
‫م وك ِل ْت ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ت لزيدٍ الطعا َ‬ ‫ه‪ ...‬وكذلك تقول‪ :‬ك ِل ْ ُ‬ ‫ت لزيدٍ وشكرت ُ ُ‬ ‫وكذلك تقول‪ :‬شكر ُ‬
‫م!‬‫ت لزيدٍ الطعا َ‬ ‫م = كل ُ‬ ‫ت زيدا الطعا َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫م‪ ".‬وعلى هذا‪ :‬ك ِل ُ‬ ‫الطعا َ‬
‫قْيس‪ ،‬أعني إدخال هذه اللم بين‬ ‫م ِ‬
‫جاجي فيقول‪" :‬وهذا ليس ب ِ َ‬ ‫ثم يستدرك الز ّ‬
‫ت‬
‫ُ‬ ‫وأكرم‬ ‫ٍ‬ ‫د‬ ‫لزي‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ضرب‬ ‫يقال‪:‬‬ ‫أن‬ ‫ٍ‬ ‫ز‬ ‫جائ‬ ‫غير‬ ‫أنه‬ ‫ترى‬ ‫أل‬ ‫والفعل‪...‬‬ ‫المفعول‬
‫مرًا‪".‬‬ ‫ت عَ ْ‬ ‫ت زيدا ً وأكرم ُ‬ ‫رو‪ ،‬وأنت تريد‪ :‬ضرب ُ‬ ‫م ٍ‬
‫لعَ ْ‬
‫ون! ممنوع‬ ‫مر( ل ُين ّ‬ ‫[ل حاجة إلى زيادة واو )عمرو( عند تنوين النصب‪ ،‬لن )عُ َ‬
‫صْرف(]‪.‬‬ ‫من التنوين )ال ّ‬
‫علة عدم جواز القياس هي‬ ‫ّ‬ ‫· وقوُله )وهذا ليس بمقيس‪ ،‬إلخ‪ (...‬معناه أن ِ‬
‫فساد المعنى‪.‬‬
‫فإذا لم يتغير المعنى أمكن القياس؛ أي في وسعنا استعمال هذه اللم مع‬
‫بعض الفعال المتعدية بنفسها إلى مفعول َْين ليس أصلهما مبتدأ وخبر‪ ،‬على‬
‫م(‪.‬‬ ‫ل زيدا ً الطعا َ‬ ‫غرار )كا َ‬
‫د( يؤدي‬ ‫ب لسعي ٍ‬ ‫ت الكتا َ‬ ‫ب( أو )أعطي ُ‬ ‫ت لسعيدٍ الكتا َ‬ ‫َ‬
‫أل ترى أن قولك‪) :‬أعطي ُ‬
‫ب(؟‬ ‫ت سعيدا ً الكتا َ‬ ‫معنى )أعطي ُ‬
‫َ‬
‫ه إليه‪.‬‬ ‫· يقال في اللغة‪ :‬أوَْلى فلنا ً معروفًا‪ :‬أي َ‬
‫صن َعَ ُ‬
‫ه إّياها‪.‬‬
‫ح ُ‬
‫من َ َ‬
‫ه‪ :‬أي َ‬ ‫أولى فلنا ً ث ِ َ‬
‫قت َ ُ‬

‫) ‪(133/1‬‬

‫ن معروفا ً ‪ /‬أولى معروفا ً‬ ‫قلت‪ :‬أل يبقى المعنى على حاله إذا قيل‪ :‬أولى لفل ٍ‬
‫قَته ‪ /‬أولى ثقَته لفلن؟‬ ‫ن ثِ َ‬‫لفلن‪ .‬أولى لفل ٍ‬
‫ملحظة مهمة‪:‬‬
‫إن جواز تقديم المفعول الثاني على المفعول الول ل يعنى أن المعنى ل‬
‫يتغير البتة‪ .‬وتبحث كتب البلغة دواعي التقديم والتأخير ودللتهما‪.‬‬
‫· استنادا ً إلى ما سبق أرى أنه لم يخطئ الذي قال‪:‬‬
‫"‪...‬مع إيلِء عنايةٍ خاصةٍ للطرفين"‬
‫ة‪"...‬‬‫ة خاص ً‬‫والصل أن يقول‪..." :‬مع إيلء الطرفين عناي ً‬
‫ة خاصة بالفروق بين اللفاظ‪"...‬‬ ‫ولى عناي ٌ‬‫· وليس هذا شأن الذي قال‪..." :‬ت ُ ْ‬
‫ولى عناية خاصة للفروق‪"...‬‬ ‫والوجه أن يقول‪..." :‬ت ُ ْ‬
‫ة خاصة‪"...‬‬ ‫والصل‪ُ..." :‬تولى الفروق عناي ً‬
‫ه‪".‬‬ ‫ح فلنا ً ث ِ َ‬
‫قت َ ُ‬ ‫من َ َ‬
‫· يقال‪َ ..." :‬‬
‫ن ِثقَته ‪ /‬منح ِثقَته لفلن‪".‬‬ ‫ويمكن القول‪" :‬منح لفل ٍ‬
‫ة"‪) ،‬كأنه قيل‪ :‬أعطاه إياه وقتيا ً‬ ‫· يقال‪" :‬أعار فلنا ً الشيَء‪ :‬أعطاه إّياه عاري ّ ً‬
‫)موقتًا(‪ ،‬لن العارِّية = العاَرة‪ :‬ما تعطيه غيَرك على أن ُيعيده إليك‪ .‬يقال‪ :‬ك ّ‬
‫ل‬
‫ست ََرّدة(‪.‬‬‫م ْ‬
‫عارةٍ ُ‬
‫سد ّ هذا النقص الكبير في‬ ‫م لِ َ‬ ‫ً‬
‫ب‪" :‬ون ُعِْير اهتماما أعظ َ‬ ‫ومن المجاز ما قاله كات ٌ‬
‫المعاجم‪".‬‬
‫الصل‪ُ :‬نعير سد ّ النقص اهتماما‪ً.‬‬
‫أو‪ :‬نعير اهتماما ً لسد ّ النقص‪.‬‬

‫) ‪(133/2‬‬

‫ل مرة!(‬ ‫َ‬
‫مّرة‪) ،‬ل‪ :‬لوّ ِ‬ ‫‪ -131‬أ َوّ َ‬
‫ل َ‬
‫وََرد َ التركيب )أول مرة( في التْنزيل العزيز تسع مرات‪ ،‬منها‪ُ? :‬قل ي ُ ْ‬
‫حييها‬
‫الذي أنشأها أول مرة?‪.‬‬
‫وكثيرا ً ما نصادف في أيامنا هذا التركيب بعد إدخال اللم عليه‪) :‬لول مرة!(‪،‬‬
‫ول أرى لهذه اللم وجهًا‪ ،‬إذ ل يستقيم في هذا التركيب أيّ من معانيها‬
‫الكثيرة‪ .‬فمث ً‬
‫ل‪:‬‬
‫يقولون‪:‬‬
‫‪ُ -1‬يقام في دمشق معرض المخطوطات لول مرة‪.‬‬
‫والوجه أن يقال‪ُ :‬يقام في دمشق معرض المخطوطات أول مرة‪.‬‬
‫والحسن‪ :‬يقام في دمشق أول معرض للمخطوطات‪.‬‬
‫ويقولون‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -2‬المير فلن يزور دمشق غدا لول مرة‪.‬‬
‫والوجه أن يقال‪ :‬غدا ً المير فلن يزور دمشق أول مرة‪.‬‬
‫ويقولون‪:‬‬
‫‪ -3‬وقد شمل القصف المدينة كّلها لول مرة‪.‬‬
‫والوجه أن يقال‪ :‬وهذه أول مرة يشمل فيها القصف المدينة كلها‪.‬‬
‫ويقولون‪:‬‬
‫‪ -4‬سمحت السلطات للصحفيين لول مرة بحضور محاكمات المعتقلين‪.‬‬
‫والوجه أن يقال‪ :‬سمحت السلطات للصحفيين ‪ -‬وهذه أول مرة ‪ /‬وهذا أول‬
‫سماح بحضور‪...‬‬
‫ويقولون‪:‬‬
‫حْتها الكاديمية الفرنسية ولول مرة في تاريخها جائزة‬ ‫من َ َ‬
‫‪ -5‬الديبة فلنة التي َ‬
‫البلغة والشعر‪.‬‬
‫والوجه أن يقال‪... :‬التي كانت أّول امرأة تمنحها الكاديمية‪...‬‬
‫من منحتها الكاديمية في تاريخها‪...‬‬ ‫ل َ‬ ‫أو‪ :‬التي كانت أ َوّ َ‬
‫لولى في تاريخ الكاديمية التي حصلت على‪...‬‬ ‫أو‪ :‬التي كانت ا ُ‬
‫ويقولون‪:‬‬
‫جه أمس إلى فلن تحذير للمرة الخيرة‪.‬‬ ‫‪ -6‬وُ ّ‬
‫جه‪ ......‬تحذير أخير‪.‬‬ ‫والوجه أن يقال‪ :‬وُ ّ‬
‫ويقولون‪:‬‬
‫مّرَر يده على جذع شجرته المفضلة للمرة الخيرة‪.‬‬ ‫‪َ -7‬‬
‫مّرَر يده‪ ... ...‬مرةً أخيرة‪.‬‬ ‫والوجه أن يقال‪َ :‬‬
‫ويقولون‪:‬‬
‫ن للمرة الثالثة‪.‬‬ ‫عوقب فل ٌ‬ ‫‪ -8‬أمس ُ‬
‫عوقب فلن مرةً ثالثة‪.‬‬ ‫والوجه أن يقال‪ :‬أمس ُ‬
‫‪ -9‬جاء في إحدى الدراسات عن الذخيرة اللغوية‪:‬‬

‫) ‪(134/1‬‬

‫"أما اللغوي فلول مرة في تاريخ البحوث اللغوية ستكون تحت تصرفه أعظم‬
‫صي ّةٍ شهدها التاريخ ‪ -‬ما عدا دواوين العرب اللغوية ‪ -‬ولول مرة‬ ‫مد َّونة ن َ ّ‬
‫ُ‬
‫ل هذه المدونة على شكل مندمج‪ ،‬أي بصورة قاعدة معطيات؛‬ ‫ة سيستغ ّ‬ ‫حقيق ً‬
‫ً‬
‫ولول مرة أيضا يمكنه أن يستغل ما فيها أينما كان‪"...‬‬
‫أقول‪ :‬ليته قال‪:‬‬
‫أما اللغوي فستكون تحت تصرفه‪ -‬وهذه أول مرة في تاريخ البحوث اللغوية‪-‬‬
‫أعظم مدونة‪ ...‬وسوف تكون المرة الولى التي َيستغل فيها هذه المدونة‪...‬‬
‫والمرة الولى التي يستغل فيها‪...‬‬
‫ل مرة في تاريخ البحوث اللغوية ُيوضع فيها‬ ‫أو‪ :‬أما اللغوي فستكون هذه أو َ‬
‫مد َّونة‪.‬‬
‫م ُ‬
‫تحت تصرفه أعظ ُ‬
‫من قال‪:‬‬ ‫‪ -10‬ل عيب في قول َ‬
‫ب عربي إحدى الملحم‬ ‫جم فيها أدي ٌ‬
‫‪...‬كانت تلك هي المرة الولى التي يتر ِ‬
‫الوربية‪.‬‬

‫) ‪(134/2‬‬
‫مدة كذا(‬ ‫مد ّة َ كذا‪) ،‬ل‪ :‬ل ُ ِ‬‫‪ُ -132‬‬
‫صب على الظرفية )وُتعرب‬ ‫ظروف الزمان وأسماء الزمان كلها صالحة للن ْ‬
‫ت‬
‫صَبر ُ‬ ‫ً‬
‫ت زمنا؛ َ‬ ‫سْر ُ‬‫ة؛ ِ‬ ‫مد ً‬ ‫ت ُ‬ ‫مة‪ ،‬نحو‪ :‬انتظر ُ‬ ‫مفعول ً فيه( سواء أكانت ُ‬
‫مب ْهَ َ‬
‫دهرًا‪.‬‬
‫م الخميس‪.‬‬ ‫ُ‬
‫أو مختصة صالحة للجواب على )متى(‪ ،‬نحو‪ :‬أسافر يو َ‬
‫ل )كم(‪ :‬نحو‪ :‬سأغيب يومين ‪ /‬شهرين‪...‬‬ ‫أو معدودة تصلح جوابا ً ِ‬
‫ومما َينوب عن الظرف فُينصب على أنه مفعول فيه‪:‬‬
‫العدد الممّيز بالظرف‪ ،‬نحو‪ :‬سافرت ثلثين يومًا‪.‬‬
‫) الصل‪ :‬سافرت مدةَ ثلثين يومًا(‪.‬‬
‫ع‬
‫ت أرب َ‬ ‫م؛ سافر ُ‬ ‫ة أيا ٍ‬ ‫ت الداَر ست َ‬ ‫‪ -1‬العدد المضاف إلى الظرف‪ ،‬نحو‪ :‬لزم ُ‬
‫ساعات‪.‬‬
‫) الصل‪ :‬لزمت الدار مدة َ ستة أيام‪ .‬سافرت مدة أربع ساعات(‪.‬‬
‫ت زمانا ً طوي ً‬
‫ل‪.‬‬ ‫ل‪ ،‬أي‪ :‬وقف ُ‬ ‫ت طوي ً‬ ‫‪ -2‬صفة الظرف‪ ،‬نحو‪ :‬وقف ُ‬
‫ُ‬
‫دة( أو غيره وقد أدخلت‬ ‫وكثيرا ً ما نصادف في هذه اليام ظرف الزمان ) ُ‬
‫م ّ‬
‫عليه اللم‪ .‬ول أرى لهذه اللم وجهًا‪ .‬فعلى سبيل المثال‪:‬‬
‫والوجه أن يقال‬
‫يقولون‬
‫‪ -1‬يستمر المعرض ‪ /‬المؤتمر مدة أسبوعين‬
‫والوجز‪ :‬يستمر المعرض أسبوعين!‬
‫رض‪ /‬المؤتمر لمدة أسبوعين‬ ‫‪ -1‬يستمر المع ِ‬
‫‪ -2‬عمل فلن في الشركة يومين فقط‪.‬‬
‫‪ -2‬عمل فلن في الشركة ليومين فقط‪.‬‬
‫‪ -3‬حصل فلن على إجازة مدتها ‪ 4‬أيام‪.‬‬
‫‪ -3‬حصل فلن على إجازة لمدة ‪ 4‬أيام‪.‬‬
‫‪ -4‬سافر في جولة‪ ...‬مدتها أسبوع‪.‬‬
‫أو‪ ... :‬تستغرق أسبوعًا‪ /‬تمتد أسبوعا‪...‬‬
‫ً‬
‫‪ -4‬سافر فلن في جولة تفتيشية لمدة أسبوع‪.‬‬
‫طوال ثلثة أيام مؤتمر‪...‬‬ ‫‪ ... -5‬بيروت َ‬
‫أو‪ :‬عقد‪ ...‬وقد دام المؤتمر ثلثة أيام‪.‬‬
‫عقد في بيروت‪ ،‬ولمدة ثلثة أيام مؤتمر إشهار )المؤسسة العربية‬ ‫‪ُ -5‬‬
‫للتحديث الفكري(‪.‬‬
‫ل‪ /‬وتدوم زمنا ً قصيرًا‪..‬‬ ‫‪ -6‬تأثيرات هذا الدواء الجانبية ضعيفة‪ ،‬ول تدوم طوي ً‬
‫‪ -6‬التأثيرات الجانبية لهذا الدواء تكون)كذا( خفيفة)كذا( ولمدة قصيرة‪.‬‬
‫‪ ... -7‬صالح سنتين بدءا ً من تاريخ إصداره‪.‬‬
‫ح لمدة سنتين بدءًا‪...‬‬ ‫‪ -7‬جواز السفر هذا صال ِ ٌ‬
‫ب‪...‬‬ ‫ة منص َ‬ ‫ت طويل ً‬ ‫‪ -8‬شغل فلن سنوا ٍ‬

‫) ‪(135/1‬‬

‫ن لسنوات طويلةٍ منصب المدير العام‪..‬‬ ‫شغ َ‬


‫ل فل ٌ‬ ‫‪َ -8‬‬
‫‪ -9‬انتخب فلن ليرأس الجمعية مدة سنتين‪.‬‬
‫دته سنتان‪.‬‬ ‫أو‪ :‬انتخب فلن رئيسا ً للجمعية و ُ‬
‫م ّ‬
‫ل يصح‪ :‬انتخب رئيسا ً مدة سنتين‪ ،‬لن النتخاب ليس له ديمومة!‬
‫ن رئيسا ً للجمعية لمدة سنتين‪.‬‬
‫‪ -9‬انُتخب فل ٌ‬

‫) ‪(135/2‬‬

‫م‬‫م‪ ،‬ها ّ‬ ‫مهِ ّ‬ ‫مة؛ ُ‬ ‫مهَ ّ‬‫مة‪َ ،‬‬ ‫مهِ ّ‬ ‫‪ُ -133‬‬
‫صْينا ً في كتابه‬ ‫أورد الناقد اللغوي صلح الدين الزعبلوي رحمه الله بحثا ً َر ِ‬
‫)لغة العرب(‪ ،‬رأيت أن أقتبس منه تعميما ً للفائدة‪.‬‬
‫ن؛‬ ‫معا ٍ‬ ‫ما( َ‬ ‫م هَ ّ‬ ‫م ي َهُ ّ‬ ‫· للفعل الثلثي )هَ ّ‬
‫م‪ -‬شائع الستعمال بهذا المعنى]‪.‬‬ ‫صدر‪ -‬الهَ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫منها ما يتعلق بالحزن والقلق [ال َ‬
‫موم )اسم‬ ‫َ‬ ‫ه المُر‪ :‬أ َقْل َ َ‬
‫مهْ ُ‬
‫م )اسم الفاعل(‪ ،‬وهو َ‬ ‫ه‪ ،‬فالمُر ها ّ‬ ‫حَزن َ ُ‬‫ه وأ ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫م ُ‬‫يقال‪ :‬هَ ّ‬
‫المفعول(‪.‬‬
‫م بذلك‬ ‫َ‬
‫ة لي‪ :‬أي ل أهُ ّ‬ ‫م َ‬
‫مهَ ّ‬ ‫ومنها ما يتعلق بالطلب والقصد والرادة‪ .‬يقال‪ :‬ل َ‬
‫ول أفعله‪ ،‬أو ل ُأريد‪.‬‬
‫ة‪،‬‬ ‫م ٍ‬‫مهَ ّ‬ ‫ن في َ‬ ‫م‪ .‬فإذا قيل‪ :‬ذهب فل ٌ‬ ‫ي من الفعل هَ ّ‬ ‫صدر ميم ّ‬ ‫م ْ‬ ‫مة( هنا‪َ ،‬‬ ‫مهَ ّ‬ ‫و) َ‬
‫مطلب‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫صدٍ أو َ‬ ‫َ‬
‫فالمعنى‪ :‬مضى في ق ْ‬
‫م( بمعنى واحد‪.‬‬ ‫ه‬‫)‬ ‫والثلثي‬ ‫م(‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫)‬ ‫الرباعي‬ ‫الفعلين‪:‬‬ ‫أن‬ ‫صت المعاجم على‬
‫َ ّ‬ ‫َ ّ‬ ‫· نَ ّ‬
‫ولكن زيادة الهمزة تعني التأكيد والمبالغة‪ .‬ومن أجل هذا قالت العرب‬
‫م(! وهذا فَْرقُ ما بينهما‪.‬‬ ‫م( للمر الشديد‪ ،‬ولم يقولوا )الها ّ‬ ‫مهِ ّ‬ ‫)ال ُ‬
‫همامًا( بمعنيين‪:‬‬ ‫مإ ْ‬ ‫َ‬
‫م ي ُهِ ّ‬
‫وقد اسُتعمل الفعل )أهَ ّ‬
‫مةٍ )اسم الفاعل(‪ ،‬أي َتناد َْوا‬ ‫مهِ ّ‬
‫م أو ُ‬ ‫مه ّ‬‫م لِ ُ‬ ‫‪ -1‬المر الشديد‪ ،‬نحو‪ :‬تداعى القو ُ‬
‫لمرٍ شديد ٍ نزل بهم‪.‬‬
‫شغلك وي َْعنيك‪.‬‬ ‫‪ -2‬المر تضطلع به في ْ‬
‫ه‪،‬‬‫ل مؤونته وت َب ِعَت َ ُ‬ ‫م ُ‬
‫ح ِ‬ ‫ّ‬
‫وض إليك فتتولهُ وت َ ْ‬ ‫ت التعبير عن المر الذي ُيف ّ‬ ‫فإذا أرد َ‬
‫مة( في هذا الستعمال‪ ،‬وألصق بالمعنى‬ ‫َ‬ ‫ق ْ‬
‫مهَ ّ‬ ‫مة‪ ،‬لنها أْولى من ) َ‬ ‫مهِ ّ‬‫ل‪ُ :‬‬ ‫ف ُ‬
‫المراد‪.‬‬
‫م‪ :‬ما يسترعي الهتمام من المور؛ وما يدعو إلى اليقظة‬ ‫مهِ ّ‬
‫ملحظة‪ :‬ال ُ‬
‫والتدبير‪.‬‬

‫) ‪(136/1‬‬

‫ي‬
‫مْيم ّ‬‫صد َُر ال ِ‬‫م ْ‬
‫‪ -134‬ال َ‬
‫َ‬
‫موْهُ‬ ‫هو مصدٌر قياسي ُيبدأ أبدا ً بميم ٍ زائدة )وبسبب لزوم هذه الميم أوَّله‪َ ،‬‬
‫س ّ‬
‫ميميًا(‪ ،‬ويساوي‬
‫ً‬
‫دث؛ وقيل أيضا إنه آك َد ُ من‬
‫ح َ‬
‫المصدَر الصلي في المعنى والدللة على ال َ‬
‫معنى المصدر‬
‫الصلي‪.‬‬
‫فَعل(‪ ،‬بفتح الميم والعين وسكون‬ ‫م ْ‬
‫وهو ُيصاغ من الفعل الثلثي على وزن ) َ‬
‫ضرب؛ ويلزم الفراد والتذكير‪ ،‬ول تلحقه تاء‬ ‫م ْ‬ ‫مذ ْ َ‬
‫هب و َ‬ ‫صر و َ‬‫من ْ َ‬‫الفاء‪ ،‬نحو‪َ :‬‬
‫ً‬
‫التأنيث إل سماعا في رأي كثير من النحاة‪.‬‬
‫وُيصاغ من غير الثلثي على زِن َةِ اسم المفعول‪.‬‬
‫ل‪ :‬نماذج من المصدر الميمي المشتق من الثلثي‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫فّر )‬
‫م َ‬‫مرام ) = َرْوم(؛ َ‬ ‫قدم ) = ُقدوم(؛ َ‬ ‫م ْ‬ ‫مْغنم ) = غُْنم(‪َ ،‬‬ ‫كل(؛ َ‬ ‫كل ) = أ َ ْ‬ ‫مأ َ‬ ‫· َ‬
‫خل ) = ُدخول(‪.‬‬ ‫مد ْ َ‬ ‫= ِفرار(‪َ ،‬‬
‫فِعل( بكسر العين‪:‬‬ ‫م ْ‬‫شذ ّ فجاء على ) َ‬ ‫·و َ‬
‫ضع )‬ ‫مو ِ‬ ‫عد(؛ َ‬ ‫عد ) = وَ ْ‬ ‫مو ْ ِ‬ ‫زيد‪َ ،‬‬ ‫م ِ‬‫صير‪َ ،‬‬ ‫شيب‪ ،‬م ِ‬ ‫سير‪ ،‬م ِ‬ ‫جع‪ ،‬م ِ‬ ‫مبيت‪ ،‬مجيء‪ ،‬مر ِ‬ ‫َ‬
‫موِْثق ) = ثقة(‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ولدة(؛‬ ‫=‬ ‫)‬ ‫لد‬ ‫مو‬
‫َ ِ‬ ‫ضع(‪،‬‬ ‫َ ْ‬ ‫و‬ ‫=‬
‫قْته تاء التأنيث‪:‬‬ ‫ح َ‬‫· ومما ل ِ‬
‫حَزَنة‪.‬‬ ‫م ْ‬ ‫جَبنة‪َ ،‬‬ ‫م ْ‬ ‫خَلة‪َ ،‬‬ ‫مب ْ َ‬ ‫‪ -‬الوَل َد ُ َ‬
‫من ِْعم‪.‬‬
‫ة لنفس ال ُ‬ ‫خب َث َ ٌ‬‫م ْ‬‫فر َ‬ ‫ضل‪ ،‬والك ُ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ة لنفس ال ُ‬ ‫مب ْعَث َ ٌ‬ ‫‪ -‬الشكر َ‬
‫مْهلكة‪،‬‬ ‫سدة‪َ ،‬‬ ‫ف َ‬‫م ْ‬
‫مدة‪َ ،‬‬ ‫ح َ‬ ‫م ْ‬‫مقالة‪َ ،‬‬ ‫مخافة‪َ ،‬‬ ‫حبا(؛ َ‬‫ّ‬ ‫حبا و ِ‬ ‫ّ‬ ‫ب ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ب يَ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫من َ‬ ‫حّبة ) ِ‬ ‫م َ‬ ‫‪َ -‬‬
‫سعاة‪،‬‬‫م ْ‬ ‫مسعى و َ‬ ‫وز(‪َ ،‬‬ ‫مفازة ) = فَ ْ‬ ‫مفاز و َ‬ ‫منالة ) = ن َْيل(‪َ ،‬‬ ‫منال و َ‬ ‫صَبة‪َ ...‬‬ ‫من ْ َ‬ ‫َ‬
‫قة‪...‬‬‫ش ّ‬‫م َ‬‫مب َّرة‪َ ،‬‬ ‫مة‪َ ،‬‬ ‫مذ َ ّ‬ ‫سّرة‪َ ،‬‬‫م َ‬ ‫مة‪َ ،‬‬ ‫مهَ ّ‬‫موَّدة‪َ ،‬‬ ‫مَعابة‪َ ،‬‬ ‫مَعاب و َ‬ ‫مْندمة‪َ ،‬‬ ‫مْندم و َ‬ ‫َ‬
‫فِعلة( بكسر العين‪:‬‬ ‫م ْ‬ ‫وشذ ّ فجاء على ) َ‬
‫عظة‪...‬‬ ‫مو ِ‬ ‫درة‪َ ،‬‬ ‫ق ِ‬ ‫م ْ‬
‫معِْيشة‪َ ،‬‬ ‫فرة‪َ ،‬‬ ‫صية‪ ،‬مغْ ِ‬ ‫معْ ِ‬ ‫مِعرفة‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫ثانيا‪ :‬نماذج من المصدر الميمي المشتق من غير الثلثي‪:‬‬ ‫ً‬
‫مقامة )إقامة(‪،‬‬ ‫مقام و ُ‬ ‫جرى )إجراء(‪ُ ،‬‬ ‫م ْ‬‫خَرِج )إخراج(‪ُ ،‬‬ ‫م ْ‬‫خل ) = إدخال(‪ُ ،‬‬ ‫مد ْ َ‬ ‫ُ‬
‫مصاب )إصابة(‪...‬‬ ‫قلب )انقلب(‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫من َ‬ ‫منطلق )انطلق(‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مْغناة )إغناء(‪ُ ،‬‬ ‫مغَْنى و ُ‬ ‫ُ‬

‫) ‪(137/1‬‬

‫فَعل( أسماُء الزمان والمكان‬ ‫م ْ‬


‫ي في وزن ) َ‬ ‫ملحظة‪ُ :‬تشارك المصدَر الميم ّ‬
‫المشتقة من الفعل الثلثي‪ ،‬إذا كان مضارعه مفتوح العين أو مضمومها‬
‫خل‪.‬‬
‫مد ْ َ‬
‫خل َ‬
‫خل يد ُ‬ ‫مذ ْ َ‬
‫هب‪ ،‬د َ‬ ‫هب َ‬‫هب يذ َ‬ ‫خر‪ ،‬نحو‪ :‬ذ َ َ‬
‫وصحيح ال ِ‬
‫أما أسماء الزمان والمكان من الثلثي الذي مضارعه مكسور العين صحيح‬
‫رس‬ ‫جِلس؛ يغ ِ‬‫م ْ‬‫فِعل( بكسر العين‪ ،‬نحو‪ :‬يجِلس َ‬ ‫م ْ‬
‫الخر فتصاغ على وزن ) َ‬
‫مغَْرس!(‪.‬‬ ‫َ‬
‫جلس‪َ ،‬‬ ‫م ْ‬‫رس )على حين المصدر الميمي من هذين الفعلين هو‪َ :‬‬ ‫مغْ ِ‬
‫َ‬

‫) ‪(137/2‬‬

‫‪ -135‬متى ُيجمع مفعول على مفاعيل؟‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫نشرت مجلة )العربي( ]العدد ‪225‬؛ آب ‪ (1977‬بحثا رصينا للناقد اللغوي‬
‫محمد خليفة التونسي رحمه الله‪ ،‬عنوانه هو عنوان هذه الفقرة‪ .‬وقد رأيت‬
‫خصه لفائدته الكبيرة‪.‬‬‫أن أل ّ‬
‫‪ -‬ذهب كثير من النحاة القدامى إلى أن جموع التكسير سماعية‪ ،‬خلفا ً لما‬
‫ذهب إليه مجمع اللغة العربية في القاهرة سنة ‪.1937‬‬
‫سمع‪ ،‬وأن‬ ‫]قرر مجمع القاهرة سنة ‪ 1937‬جواز قياس ما لم ُيسمع على ما ُ‬
‫مقيس على كلم العرب هو من كلم العرب‪.‬‬ ‫ال َ‬
‫هم أن كل جموع التكسير سماعية‪ :‬فهناك جموع التكسير‬ ‫من يتو ّ‬
‫"ُيخطئ َ‬
‫طردة التي قد يكون إلى جانبها جموع سماعية للمفردات المدروسة‪".‬‬ ‫الم ّ‬
‫انظر )النحو الوافي ‪ ،(4/634‬لمؤلفه عباس حسن‪[.‬‬
‫‪ -‬وجد القدماء في المعاجم مثالين فقط‪ :‬ملعون ملعين‪ ،‬مشؤوم مشائيم‪،‬‬
‫فمنعوا القياس عليهما‪.‬‬
‫‪ -‬وجد بعض المتأخرين في النصوص الدبية المأثورة عن الفصحاء أمثلة‬
‫أخرى‪ :‬مجنون مجانين‪ ،‬منكود مناكيد‪ ،‬مشهور مشاهير‪ ،‬مملوك مماليك‪،‬‬
‫ميمون ميامين‪...‬‬
‫‪ -‬الكلمات التي وردت على وزن )مفعول( أربعة أنواع‪:‬‬
‫‪ -1‬الول ُيستعمل مصدرا ً محضا ً للدللة على الحدث؛ وما كان كذلك ل ُيجمع‬
‫جمع المصدر]‪ ،‬نحو قولنا‪" :‬هذا الرجل ل معقول له‪،‬‬ ‫البتة [انظر الفقرة ‪َ :54‬‬
‫ول مجلود‪ ،‬ول ميسور" أي ل عقل له‪ ،‬ول جلد‪ ،‬ول يسار‪ .‬وأمثلة هذا النوع‬
‫نادرة‪.‬‬
‫ل أب مربوط بأولده(‪ .‬فإذا‬ ‫ة خالصة كما في قولنا‪) :‬ك ّ‬
‫‪ -2‬الثاني ُيستعمل صف ً‬
‫جمعنا كلمة )مربوط( هنا قلنا‪) :‬الباء مربوطون بأولدهم‪ ،‬والمهات‬
‫ن( أي‪ُ :‬تجمع جمع سلمة )مذكر سالم أو مؤنث سالم(‪ ،‬ول‬ ‫مربوطات بأولده ّ‬
‫ً‬
‫تجمع جمع تكسير )مرابيط!!(‪ .‬وأمثلة هذا النوع كثيرة جدا‪ ،‬منها‪ :‬مسرور‬
‫مسرورون‪ ،‬مبتور‪ ،‬معقود‪ ،...‬شاعر مطبوع‪ ،‬شعراء مطبوعون‪...‬‬

‫) ‪(138/1‬‬

‫‪ -3‬الثالث‪ :‬أسماء مصطلحات‪ ،‬أو أسماء ذوات وهيئات‪ ،‬نحو‪ :‬مفعول‬


‫ي( مفاعيل‪ ،‬موضوع )محور الكلم( مواضيع‪ ،‬محلول )سائل فيه‬ ‫حو ّ‬ ‫)مصطلح ن َ ْ‬
‫منحّلة( محاليل‪ ،‬مولود مواليد‪ ،‬محصول محاصيل‪ ،‬مكتوب )رسالة(‬ ‫مادة ُ‬
‫مكاتيب‪ ،‬مجهول مجاهيل‪ ،‬مشروع مشاريع‪ ،‬مرسوم مراسيم‪ ،‬منشور‬
‫محتوى( مضامين‪ ،‬مشروب مشاريب‪،‬‬ ‫مناشير‪ ،‬مفهوم مفاهيم‪ ،‬مضمون ) ُ‬
‫سّر( مساتير‪ ،‬مركوب‬ ‫مستوى( مناسيب‪ ،‬مستور ) ِ‬ ‫معجون معاجين‪ ،‬منسوب ) ُ‬
‫ُ‬
‫)نوع من النعال( مراكيب‪ ،‬مرجوع )الوشم الذي أعيد سواده( مراجيع‪،‬‬
‫مشحوف )نوع من الزوارق الصغار( مشاحيف‪] ...‬مرجوحة مراجيح‪ ،‬مقصورة‬
‫مقاصير‪ ،‬مطمورة مطامير‪]...‬‬
‫سب‪:‬‬ ‫‪ -4‬الرابع‪ :‬كلمات تدل على الن ّ َ‬
‫ي‪،‬‬
‫‪ُ -‬ينسب إلى السم عادة بزيادة ياء مشددة في آخره‪ ،‬نحو‪ :‬عرب عرب ّ‬
‫حجاز حجازي‪...‬‬
‫سّياف‪ :‬ذو‬‫‪ -‬وهناك كلمات تدل على النسب بغير هذه الصيغة اليائية‪ ،‬نحو‪َ :‬‬
‫سيف؛ ل َّبان‪ :‬ذو لبن‪...‬‬
‫سب‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫‪ -‬وثمة كلمات كثيرة على وزن مفعول تدل على الن ّ َ‬
‫مجنون )ذو جنون( مجانين؛ منكود )ذو نكد( مناكيد؛ مشهور )ذو شهرة(‬
‫ؤم( مشائيم؛ متبوع )ذو‬ ‫مشاهير؛ ملعون )ذو لعنة( ملعين؛ مشؤوم )ذو ش ْ‬
‫أتباع( متابيع؛ معتوه‪ ،‬مخبول‪ ،‬مهبول‪ ،‬منكور‪ ،‬مملوك‪ ،‬منحوس‪...‬‬
‫ملحظة‪:‬‬
‫ن ل ميسور له؛‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بعض الكلمات قد ُتستعمل مصدرا بحتا )فل ُتجمع!(‪ ،‬نحو‪ :‬فل ٌ‬
‫سورو اللقاء )جمع‬ ‫مي ْ ُ‬
‫أو صفة خالصة )فُتجمع!( نحو‪ :‬هو ميسور اللقاء? هم َ‬
‫مذكر سالم(‪.‬‬
‫أما إذا أردناها نسبة بمعنى ذي يسار فتجمع جمع تكسير على )مياسير(‪.‬‬
‫فالمهم في جمع مفعول أو عدم جمعه على مفاعيل هو الدللة في‬
‫الستعمال‪.‬‬
‫ً‬
‫سْيروا إلى الله عُْرجا ومكاسير‪ ،‬فإن انتظار‬ ‫ّ‬
‫فح الطْيب ‪ِ " :(2/57‬‬ ‫]جاء في )ن َ ْ‬
‫الصحة ِبطالة‪".‬‬
‫ً‬
‫من المفيد أن أذكر بما ورد سابقا )الفقرة ‪ (53‬عن قياسية "جمع الوصف‬ ‫ّ‬
‫لمذ ّ‬
‫كر غير العاقل" باللف والتاء‪ .‬ومن الوصف اسم المفعول‪ .‬يقال‪ :‬مأكول‬
‫مأكولت‪ ،‬مشروب مشروبات‪ ،‬ملبوسات‪ ،‬مزروعات‪ ،‬محفوظات‪ ،‬ممنوعات‬
‫مخطوطات‪ ،‬مسروقات منشورات‪ ،‬إلخ‪...‬‬

‫) ‪(138/2‬‬

‫ؤتي إيتاًء ‪ -‬آتى ُيؤاتي مؤاتاةً‬ ‫‪ -136‬آتى ي ُ ْ‬


‫ل‪ .‬ومن المعلوم‪:‬‬ ‫ل وفاعَ َ‬ ‫َ‬
‫في العربية أفعال تحتمل صيغُتها وزنين‪ :‬أفْعَ َ‬
‫ل إْفعا ً‬
‫ل‪،‬‬ ‫فعِ ُ‬ ‫ل? ي ُ ْ‬ ‫أن مضارع الوزن الول ومصدَره هما‪ :‬أفعَ َ‬
‫ة‪.‬‬
‫مفاعل ً‬ ‫ل ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ل? يفا ِ‬ ‫وأن مضارع الوزن الثاني ومصدَره هما‪ :‬فاعَ َ‬
‫جَرة ً ‪ -‬آنس ي ُؤَْنس إيناسا‪ً-‬‬ ‫جُر مؤا َ‬ ‫ؤجُر إيجارا ً ‪ -‬آجر ُيؤا ِ‬ ‫جَر ي ُ ْ‬ ‫من هذه الفعال‪ :‬آ َ‬
‫ة‪...‬‬‫آنس ُيؤانس مؤانس ً‬
‫ملحظة‪ :‬ثمة أفعال شبيهة بالمذكورة‪ ،‬ولكن لها وزن واحد فقط‪:‬‬
‫ؤلي إيلًء )إن‬ ‫ؤوي إيواًء؛ آلى ي ُ ْ‬ ‫ؤمن إيمانًا؛ آوى ي ُ ْ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫م َ‬‫ل(‪ ،‬مثل‪ :‬آ َ‬ ‫· إما )أ َفْعَ َ‬
‫صيغة مصدر هذا الفعل‪ -‬الذي يعنى حل َ َ َ‬
‫م‪ -‬تطابق صيغة مصدر‬ ‫س َ‬ ‫ف ‪ /‬أقْ َ‬ ‫َ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ولي إيلًء! يقال‪ :‬أولى فلنا معروفا؛ أو‪ :‬أْوله اهتماما‪(...‬‬ ‫الفعل‪ :‬أوَْلى ي ُ ْ‬
‫ة‪...‬‬ ‫ل( مثل‪ :‬آسى ُيؤاسي مؤاساة‪ -‬آخى يؤاخي مؤاخا ً‬ ‫· وإما )فاعَ َ‬
‫ومما يستوقف النظر أن معاجم اللغة ل تشير غالبا ً إلى أن ثمة وزنين للفعل؛‬
‫ل‬
‫ل فع ٍ‬ ‫يك ّ‬ ‫وبعضها يشرح الفعلين بحيث تتداخل معانيهما! سنشرح هنا معان َ‬
‫حد َِته‪.‬‬
‫على ِ‬
‫ت!‬ ‫َ‬
‫ل( يؤتي إيتاًء )أصله أأتى بهمزتين!(؛ صيغة المر‪ :‬أفْعِ ْ‬ ‫ل‪ :‬آتى )أفعَ َ‬ ‫أو ً‬
‫ل‪ :‬آ ِ‬
‫فَتاةُ آِتنا غداَءنا?‪.‬‬ ‫‪ -1‬آتاه ُ الشيَء‪ :‬جاء به إليه‪ .‬وفي التْنزيل العزيز‪ ?:‬قال ل ِ َ‬
‫‪ -2‬آتى فلنا ً الشيَء‪ :‬أعطاه إياه‪ .‬وفي التْنزيل العزيز‪:‬‬
‫ة?‪.‬‬ ‫خرة حسن ً‬ ‫ة وفي ال ِ‬ ‫?رّبنا آِتنا في الدنيا حسن ً‬
‫قربى واليتامى والمساكين?‪.‬‬ ‫حّبه ذوي ال ُ‬ ‫ل على ُ‬ ‫?وآتى الما َ‬
‫قه?‪.‬‬ ‫قربى ح ّ‬ ‫ت ذا ال ُ‬ ‫?وآ ِ‬
‫ه?‪.‬‬ ‫فقْ مما آتاه الل ُ‬ ‫ْ‬
‫من قُدَِر عليه رُِزُقه فلي ُن ْ ِ‬ ‫?و َ‬
‫َ‬
‫‪ -3‬آتى الزكاة‪ :‬أّداها‪ ،‬د َفعها‪.‬‬
‫من آتى إليكم معروفا ً‬ ‫‪ -4‬آتى إليه الشيَء‪ :‬ساقه إليه‪ .‬وفي الحديث‪َ " :‬‬
‫فكاِفئوه‪".‬‬
‫ت!‬
‫ِ‬ ‫آ‬ ‫ل‪:‬‬‫ْ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫فا‬ ‫المر‪:‬‬ ‫صيغة‬ ‫أاتى(؛‬ ‫)أصله‬ ‫مؤاتاة‬ ‫ُ‬ ‫يؤاتي‬ ‫َ‬
‫ل(‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫)فا‬ ‫ثانيًا‪ :‬آتى‬
‫‪ -1‬آتى فلنا ً على المر‪ :‬وافقه وطاوعه وجاراه‪ .‬وفي الحديث‪" :‬خير النساء‬
‫المؤاتية ‪ /‬المواتية لزوجها‪".‬‬

‫) ‪(139/1‬‬

‫ن كريم المواتاة جميل المواساة‪ .‬وهذا أمر‬‫وفي )أساس البلغة(‪" :‬تقول‪ :‬فل ٌ‬
‫ل يواتيني‪".‬‬
‫مْعصية!‬ ‫يقال‪ :‬ل ُتؤات ِهِ على َ‬
‫ت له‪.‬‬
‫ض ْ‬
‫ت ‪ /‬عََر َ‬
‫ح ْ‬‫سن َ َ‬
‫فرصة‪َ :‬‬‫ت فلنا ً ال ُ‬‫‪ -2‬آت َ ْ‬
‫ً‬
‫‪ -3‬آتى فلنا بكذا‪ :‬جازاه به‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬أهل اليمن ل يهمزون هذا الفعل فيقولون‪ :‬واتاه على المر يواتيه مواتاةً‬
‫و ِوتاًء ]ِزنة )ِفعال([‪.‬‬

‫) ‪(139/2‬‬

‫ي )‪(1‬‬ ‫‪ -137‬رئيس‪ -‬رئيس ّ‬


‫جاء في كتاب )جامع الدروس العربية( للشيخ مصطفى الغلييني‪:‬‬
‫ي( فقد وصفته‬ ‫فة‪ ،‬لنك إذا قلت )هذا رج ٌ‬
‫ل بيروت ّ‬ ‫ص َ‬
‫أ ‪" -‬في النسبة معنى ال ّ‬
‫ة‪ ،‬ففي النسبة إليه معنى المبالغة في‬ ‫بهذه النسبة‪ .‬فإن كان السم صف ً‬
‫الصفة‪"...‬‬
‫سب( إلى السم وإلى الصفة‪.‬‬ ‫إذن تجوز النسبة )أو الن ّ َ‬
‫ل‬ ‫ً‬
‫ب النتماَء أو الصلة أو الرتباط‪ .‬فإذا قلنا مثل‪) :‬هذا رج ٌ‬ ‫ب ‪ -‬يفيد النس ُ‬
‫ي(‪ ،‬فالمعنى أن المنسوب )دمشقي( ينتمي إلى المنسوب إليه‬ ‫دمشق ّ‬
‫)دمشق(‪.‬‬
‫ي‪،‬‬
‫ي‪ ،‬وذاك سائل حليب ّ‬ ‫ب عجين ّ‬ ‫ّ‬
‫مرك ٌ‬ ‫ه أحيانا‪ :‬فإذا قلنا‪) :‬هذا ُ‬ ‫ً‬ ‫كما يفيد ال ّ‬
‫شب َ َ‬
‫ّ‬
‫ي(‪ ،‬فالمعنى أن للمركب صفات العجين )أو يشبه‬ ‫جلد ٌ حرير ّ‬ ‫ولهذا الطفل ِ‬
‫العجين(‪ ،‬وأن السائل يشبه الحليب‪ ،‬وأن جلد الطفل كالحرير‪...‬‬
‫سّيد‬
‫ج ‪ -‬كلمة ) رئيس( في الصل صفة تعنى في دللتها اللغوية‪ :‬الشريف‪ ،‬و َ‬
‫من له الصدارة والتقدم على سواه‪ .‬لذا يوصف بها ‪ -‬على سبيل‬ ‫القوم‪ ،‬أي َ‬
‫مبّرز في علمه أو فّنه أو فضله‪ .‬وقديما ً قالوا‪ :‬الشيخ‬ ‫التشبيه ‪ -‬الشخص ال ُ‬
‫الرئيس ابن سينا‪.‬‬
‫مْنزلة السيد من‬ ‫كما يوصف بها الشيء الذي ي َْنزل من غيره من الشياء َ‬
‫قومه‪ .‬ففي الجسم البشري أعضاٌء ل يعيش النسان بفقد واحد منها )هي‪:‬‬
‫صفت قديما ً بأنها‬ ‫القلب‪ ،‬والدماغ‪ ،‬والكبد‪ ،‬والرئتان‪ ،‬والكليتان( وقد وُ ِ‬
‫)العضاء الرئيسة(‪.‬‬
‫ي‪ ،‬وظيفة‬ ‫دثين عبارات مثل‪ :‬عنصر رئيس ّ‬ ‫ح َ‬‫م ْ‬‫د ‪-‬كثيرا ً ما نصادف في كتابات ال ُ‬
‫قاد هذا الستعمال‪ ،‬أي‬ ‫ض الن ّ‬
‫طئ بع ُ‬ ‫خ ّ‬ ‫رئيسية‪ ،‬شخصيات رئيسية‪ ،‬الخ‪ ...‬وي ُ َ‬
‫ح إل بدون ياء‬ ‫سب إلى )رئيس(‪ ،‬قائلين بأن التعبير ل يص ّ‬ ‫الوصف بصيغة الن َ‬
‫سب المشددة!‬ ‫الن َ‬
‫جتهم في ذلك فهي أن الوصف بـ )رئيسي( لم يرد في الكتابات‬ ‫ح ّ‬
‫أما ُ‬
‫القديمة‪ ،‬وأن المنسوب يختلف عن المنسوب إليه‪ .‬فالدمشقي هو غير‬
‫مِلك!‬ ‫ي هو غير ال َ‬ ‫دمشق‪ ،‬مثلما أن الملك ّ‬
‫) ‪(140/1‬‬

‫قبا ً‬‫هـ ‪ -‬بيد أن استعمال كلمة )رئيس( اتسع في العصر الحديث‪ ،‬وصارت ل َ َ‬
‫ل في الستعمال على منصب أو وظيفة؛ من ذلك‪ :‬رئيس‬ ‫ة‪ ،‬ي َد ُ ّ‬
‫للشخاص عاد ً‬
‫الدولة‪ ،‬رئيس الجمهورية‪ ،‬رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬رئيس المحكمة‪ ،‬رئيس‬
‫الجامعة‪ ،‬الخ‪...‬‬
‫ت عليها السمّية‪ ،‬فصارت ‪ -‬في العصر‬ ‫وبعبارة أخرى‪ ،‬الصفة )رئيس( َ‬
‫غلب ْ‬
‫فها‬ ‫ص ُ‬ ‫ً‬
‫الحديث ‪ -‬كالسم الجامد‪ ،‬إضافتها معنوية )ُتكسبها تعريفا( بدليل أننا ن َ ِ‬
‫د‪.‬‬
‫س الدولة الـ جدي ُ‬
‫بمعرفة فنقول‪ :‬رئي ُ‬
‫ومن المعلوم أن السم الجامد )الذي ل ُيؤّول بمشتق( ل يوصف به إل إذا‬
‫ددة! )انظر الفقرة ‪.(139‬‬ ‫سب المش ّ‬ ‫حقْته ياء الن َ‬ ‫لَ ِ‬
‫سب إلى )رئيس( في أصل معناه‪ ،‬بأن‬ ‫ح الن َ‬
‫ددين "يص ّ‬ ‫قاد المتش ّ‬ ‫وفي رأي الن ّ‬
‫ي]‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ملك‬ ‫مرسوم‬ ‫يقال‬ ‫[كما‬ ‫الرئيس"!‬ ‫عن‬ ‫صادر‬ ‫أي‬ ‫ي(‬ ‫ّ‬ ‫رئيس‬ ‫)مرسوم‬ ‫يقال‪:‬‬
‫لكن هذا غير مألوف البتة‪ ،‬والمألوف أن يقال‪ :‬مرسوم جمهوري‪ ،‬أو مرسوم‬
‫رئاسي‪...‬‬
‫قاد ‪ -‬من التقابل بين )مرسوم رئيسي( و) مرسوم‬ ‫ويترّتب على رأي الن ّ‬
‫مِلك(‪ ،‬وهذا‬ ‫ي(‪ -‬أن لفظ )رئيس( انجذب إلى السمية وصار يقابل لفظ ) َ‬ ‫ملك ّ‬
‫يؤيد ما ذهبنا إليه آنفا‪ً.‬‬
‫و‪ -‬لكن الحياة حافلة بالشخاص والشياء والفكار والتجاهات‪ ،‬الخ‪ ...‬ذوات‬
‫مّيز على أشباهها‪ ،‬أو التأثير في سواها‪ .‬وك ّ‬
‫ل‬ ‫الهمية الخاصة في بابها أو الت َ َ‬
‫ّ‬
‫منها بهذا ينتمي إلى مفهوم )رئيس( ويأخذ بحظ منه‪ .‬وللدللة على ذلك‬
‫سب‪ ،‬فيقولون‪) :‬الشخصيات‪ ،‬أو‬ ‫دثون الوصف بصيغة الن َ‬ ‫يستعمل المح َ‬
‫العناصر‪ ،‬أو التجاهات( الرئيسية‪.‬‬
‫سب إلى‬ ‫ي( فإنه يقصد إلى أن َين ُ‬‫وحين يصف الكاتب )العنصر( بأنه )رئيس ّ‬
‫العنصر صفات المنسوب إليه )رئيس( على جهة التشبيه )انظر الفقرة ب(‪.‬‬
‫ي في الموضوع(‪ ،‬عََنى أن العنصر ي َْنزل من‬ ‫فإذا قال‪) :‬هذا عنصر رئيس ّ‬
‫ة‪ .‬فهو إنما يريد‬ ‫مْنزلة الرئيس ممن يليه في الترتيب مكان ً‬ ‫عناصر الموضوع َ‬
‫تشبيه العنصر في مكانه من العناصر الخرى بالرئيس في مكانه‪ ،‬وهو مكان‬
‫در‪.‬‬
‫ص ّ‬ ‫الرئاسة والت ّ َ‬

‫) ‪(140/2‬‬

‫ي( هذه قد استقرت في دللتها المشار‬ ‫والجدير بالملحظة أن صيغة )رئيس ّ‬


‫ح استعمالها إل إذا كان الموصوف )عنصر‪ ،‬عضو‪ ،‬شخصية( جزءا ً‬ ‫إليها؛ ول يص ّ‬
‫من مجموعة من جنسه‪ .‬وقد أصدر مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة ‪1968‬‬
‫ي(‪.‬‬
‫وغ فيه استعمال الوصف )رئيس ّ‬ ‫قرارا ً س ّ‬
‫)‪ (1‬استفدت عند إعداد هذا البحث من مناقشات أعضاء مجمع اللغة العربية‬
‫بالقاهرة‪ ،‬الواردة في )كتاب اللفاظ والساليب( الجزء الول الصادر سنة‬
‫ت المسألة من زاوية مختلفة جدًا‪.‬‬‫‪1977‬؛ غير أني عالج ُ‬

‫) ‪(140/3‬‬

‫ف والتاء من العلم‬ ‫مع بالل ِ ِ‬ ‫ج ِ‬


‫‪ -138‬جواز النسبة إلى جمع التكسير‪ ،‬وإلى ما ُ‬
‫جمع اللغة العربية في القاهرة سنة ‪ 1937‬القرار التي‪:‬‬ ‫م ْ‬
‫أصدر َ‬
‫ه‪ ،‬ثم‬ ‫حد ِ ِ‬
‫سب إلى جمع التكسير أن ي َُرد ّ إلى وا ِ‬ ‫صريّ في الن َ‬
‫"المذهب الب َ ْ‬
‫سب إلى هذا الواحد‪ .‬ويرى المجمع أن ُينسب إلى لفظ الجمع عند الحاجة‪،‬‬ ‫ُين َ‬
‫كإرادة التمييز أو نحو ذلك‪".‬‬
‫ق‬
‫ن وأد ّ‬ ‫َ‬
‫جمع أن النسبة إلى الجمع قد تكون في بعض الحيان أب ْي َ َ‬ ‫فقد رأى الم ْ‬
‫ل عن مذهب البصريين‬ ‫في التعبير عن المراد من النسبة إلى المفرد‪ .‬لذا عَد َ َ‬
‫خصين في‬ ‫صر النسبة على المفرد‪ ،‬إلى مذهب الكوفيين المتر ّ‬ ‫ق ْ‬‫القائلين ب َ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫إباحة النسبة إلى الجمع توضيحا وتبيينا‪ ،‬علما بأن المسموع عن العرب من‬
‫المنسوب إلى جمع التكسير غير قليل‪ .‬وفيما يأتي نماذج شائعة‪.‬‬
‫ة إلى النصار أهل مدينة الرسول الذين ناصروه حين هاجر‬ ‫ي‪ :‬نسب ً‬ ‫‪ -‬أنصار ّ‬
‫إليهم‪.‬‬
‫عرف بهذه‬ ‫ُ‬ ‫وقد‬ ‫شتى؛‬ ‫العرب‬ ‫من‬ ‫قبائل‬ ‫وهي‬ ‫ثعالب‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫نسب‬ ‫ي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الثعالب‬ ‫‪-‬‬
‫النسبة غير واحد‪.‬‬
‫صوف أو َ‬
‫شْعر أو‬ ‫جوالق‪ ،‬وهو وعاء من ُ‬ ‫ة إلى جواليق جمع ُِ‬ ‫ي‪ :‬نسب ً‬ ‫‪ -‬الجواليق ّ‬
‫ُ‬
‫ب عال ِم ٍ لغويّ توفي ببغداد‬‫وال(‪ .‬لق ُ‬ ‫ش َ‬ ‫غيرهما‪ ،‬كالِغرارة‪) ،‬وهو عند العامة ُ ِ‬
‫سنة ‪539‬هـ‪.‬‬
‫م ملوكي‪ :‬يليق بالملوك‪.‬‬ ‫س ‪ /‬طعا ٌ‬‫ل‪ :‬لبا ٌ‬‫ي‪ :‬يقال مث ً‬ ‫ملوك ّ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫ي‪ :‬كوجه الملئكة!‬ ‫ه ملئك ّ‬‫ج ٌ‬ ‫ي‪ :‬يقال مث ً‬
‫ل‪ :‬و ْ‬ ‫‪ -‬ملئك ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫م عشائر ّ‬ ‫‪ -‬عشائري‪ :‬نسبة إلى عشائر‪ .‬يقال‪ :‬نظا ٌ‬
‫سوق الك ُُتبّية‪.‬‬ ‫كتب‪ .‬يقال‪ :‬ال ّ‬ ‫ي‪ :‬هو بائع ال ُ‬ ‫‪ -‬ك ُت ُب ِ ّ‬
‫م أحيائي‪.‬‬ ‫ي‪ :‬نسبة إلى أحياء‪ .‬يقال‪ :‬عال ِ ٌ‬ ‫‪ -‬أحيائ ّ‬
‫ي‪ :‬هو من يصنع الجواهر أو يبيعها‪ .‬وهو لقب محمد حسن باقر‬ ‫‪ -‬الجواهر ّ‬
‫)توفي ‪ 1266‬هـ(؛ ولقب الشاعر مهدي الجواهريّ )من فحول شعراء القرن‬
‫العشرين(‪.‬‬
‫ي‪ :‬لقب من يصنع السكاكين أو يبيعها‪.‬‬ ‫‪ -‬سكاكين ّ‬
‫‪ -‬صناديقي‪ :‬لقب من يصنع الصناديق أو يبيعها‪.‬‬
‫ي عليه الصلة والسلم‬ ‫من لقي النب ّ‬ ‫حابة( فهو َ‬ ‫ص َ‬
‫ي )وُيجمع على َ‬ ‫صحاب ّ‬ ‫‪ -‬أما ال ّ‬
‫مؤمنا ً به ومات على السلم‪.‬‬

‫) ‪(141/1‬‬

‫عراب( فهو أحد سكان البادية‪.‬‬ ‫ي )وُيجمع على أ َ ْ‬ ‫َ‬


‫‪ -‬وأما العراب ّ‬
‫ة من الناس كان منشؤها‬ ‫م ٌ‬ ‫ُ‬
‫هم أ ّ‬ ‫ي‪ ،‬فهو المنسوب إلى العرب‪ ،‬و ُ‬ ‫‪ -‬وأما الَعرب ّ‬
‫شبه جزيرة العرب‪.‬‬
‫فاللفاظ‪ :‬صحابة وأعراب وعرب ليست جموع تكسير!‬
‫رض دمشق الد َّولي‪.‬‬ ‫مع ِ‬‫ي )نسبة إلى الد َّول(‪ :‬يقال‪ :‬مطار ‪َ /‬‬ ‫ي‪ :‬العالم ّ‬ ‫‪ -‬الد َّول ّ‬
‫ي‪...‬‬
‫قد مؤتمر د َُول ّ‬ ‫عُ ِ‬
‫ً‬
‫[الد ّْولي‪ :‬المنسوب إلى الد ّْولة‪ .‬يقال‪ :‬جامعة د َْولية‪ ،‬تمييزا لها من الجامعات‬
‫الهلية الخاصة‪].‬‬
‫مع‬ ‫ج ِ‬
‫سب إلى ما ُ‬ ‫وفي عام ‪ 1974‬أصدر مجمع القاهرة قرارا ً أجاز فيه الن ّ َ‬
‫بالِلف والتاء من العلم وما يجري مجراها‪ ،‬دون حذف الِلف والتاء‪.‬‬
‫من اسمه السادات‪.‬‬ ‫ي‪ :‬هي النسبة إلى َ‬ ‫سادات ّ‬ ‫فال ّ‬
‫من اسمها عطيات‪.‬‬ ‫ي‪ :‬هي النسبة إلى َ‬ ‫وعَط ِّيات ّ‬
‫حَرف والمصطلحات‪،‬‬ ‫وكذلك ما يجري مجرى العلم من أسماء الجناس وال ِ‬
‫ي‪ ،‬والمخّللتي‪ ...‬وذلك ِفرارا من‬
‫ً‬ ‫ي‪ ،‬واللت ّ‬ ‫معَّين‪ ،‬مثل‪ :‬الساعات ّ‬ ‫ل على ُ‬ ‫مما يد ّ‬
‫حذفت الِلف والتاء عند النسب‪.‬‬ ‫الل ّْبس إذا ُ‬
‫جمع‪-‬‬ ‫جمع‪ -‬تكسيرًا‪ -‬على علئق‪ ،‬وت ُ ْ‬ ‫· من المعلوم أن كلمة )علقة( مثل ً ت ُ ْ‬
‫ُ‬
‫ي! إذ‬‫سب إلى جملة علقات قيل‪ :‬علئق ّ‬ ‫تصحيحًا‪ -‬على علقات‪ .‬فإذا أريد َ الن ّ َ‬
‫ح النسب إلى ) علقات( لعدم انطباق القرار المجمعي عليها!‬ ‫ل يص ّ‬
‫مراجع البحث‬
‫‪ -‬النحو الوافي ‪ ،741-4/724‬لعّباس حسن‪.‬‬
‫جمع القاهرة(‪.‬‬‫‪ -‬كتاب في أصول اللغة ‪) 2/90‬من مطبوعات م ْ‬
‫جمع القاهرة(‪.‬‬‫‪ -‬كتاب في أصول اللغة ‪) 4/698‬من مطبوعات م ْ‬

‫) ‪(141/2‬‬

‫ت به؟‬ ‫ح النع ُ‬ ‫ص ّ‬
‫‪ -139‬السم الجامد‪ ،‬متى ي َ ِ‬
‫الصل في النعت )الصفة ‪ /‬الوصف( أن يكون اسما ً مشتقًا‪ ،‬كاسم الفاعل‪،‬‬
‫د‪.‬‬‫ل المجاه ُ‬ ‫واسم المفعول‪ ،‬والصفة المشّبهة‪ ،‬واسم التفضيل‪ ،‬نحو‪ :‬جاء الرج ُ‬
‫ل أشجعُ من غيره‪ .‬وقد يكون جملة‬ ‫م‪ .‬خالد ٌ بط ٌ‬ ‫م عظي ٌ‬ ‫ل‪ .‬هذا عال ِ ٌ‬ ‫ل مقبو ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫هذا َ‬
‫اسمية أو فْعلّية‪.‬‬
‫صوٍَر‪ ،‬منها‪:‬‬‫مؤَوّل بمشتق‪ ،‬وذلك في تسِع ُ‬ ‫ً‬ ‫وقد يكون اسما ً جامدا ُ‬
‫ً‬
‫ت رجل ً‬ ‫ت رجل ً أسدًا‪ ،‬أي شجاعا ً كالسد‪ .‬رأي ُ‬ ‫ل على تشبيه‪ ،‬نحو‪ :‬قابل ُ‬ ‫‪ -1‬ما د َ ّ‬
‫ً‬
‫حشا‪ ،‬أي قاسيا كالوحش‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫جان رجل وَ ْ‬ ‫س ّ‬ ‫ثعلبًا‪ ،‬أي محتال كالثعلب‪ .‬كان ال ّ‬ ‫ً‬
‫‪ -2‬المصدر‪ ،‬بشرط‪:‬‬
‫مذ َكرا)‪.(2‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫أ ‪ -‬أن يكون مفردًا)‪ُ (1‬‬
‫ل ثلثي‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬أن يكون مصدر فِعْ ٍ‬
‫ج‪ -‬أل ّ يكون ميميًا‪.‬‬
‫ويقول علماء البلغة إن النعت بالمصدر أبلغ في أداء الغرض من النعت‬
‫بالمشتق‪ ،‬وإنه يكون من باب المبالغة )أو من باب مجاز الحذف أو المجاز‬
‫سل(‪ .‬وقد ورد كثيرا ً في التْنزيل العزيز وفي غيره‪:‬‬ ‫المر َ‬
‫ن ‪ ،(1‬أي عجيبا‪ً.‬‬ ‫ج ّ‬ ‫جبا? )ال ِ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫معنا قرآنا عَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫· ?‪ ...‬إّنا َ‬
‫دقًا? )الجن ‪ ،(16‬أي كثيرا‪ً.‬‬ ‫هم ماًء غَ َ‬ ‫سقينا ُ‬ ‫َ‬
‫· ?‪ ...‬ل ْ‬
‫صَعدًا? )الجن ‪ ،(17‬أي شديد‬ ‫ه عذابا ً َ‬ ‫سل ُك ْ ُ‬ ‫رض عن ذِك ْرِ َرّبه ي َ ْ‬ ‫من ي ُعْ ِ‬ ‫· ?و َ‬
‫المشقة‪.‬‬
‫ب? )يوسف ‪ ،(18‬أي كاذب‪.‬‬ ‫· ?وجاؤوا على قميصه ب ِد َم ٍ كذِ ٍ‬
‫ق‪ ،‬أي صادقون‪.‬‬ ‫صد ْ ٌ‬ ‫شهود ٌ ِ‬ ‫· هؤلء ُ‬
‫ب‪.‬‬‫حلو ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ب‪ ،‬أي َ‬ ‫حل ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ن َ‬ ‫· عندي ل َب َ ٌ‬
‫ل على ‪ /‬المشير إلى( طموحات شعبه‬ ‫مز إلى )الدا ّ‬ ‫مز‪ :‬أي الرا ِ‬ ‫· القائد الّر ْ‬
‫وأمانيه‪.‬‬
‫ددة‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫َ‬
‫سب المش ّ‬ ‫ه ياء الن ّ َ‬ ‫قت ْ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫َ‬
‫‪ -3‬السم الجامد الذي ل ِ‬
‫حَلب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫إلى‬ ‫ب‬ ‫ٌ‬ ‫منسو‬ ‫ي‪ ،‬أي‬ ‫حل َب ِ ّ‬ ‫ل َ‬ ‫· هذا رج ٌ‬
‫ع‬ ‫ت إليه صفة قسوة الوحش‪[ .‬ل يقال‪ :‬هذا قَ ْ‬
‫م ٌ‬ ‫ي‪ ،‬أي ُنسب ْ‬ ‫حش ّ‬ ‫مع ٌ و َ ْ‬ ‫· هذا قَ ْ‬
‫ش!]‪.‬‬ ‫ح ٌ‬ ‫وَ ْ‬
‫س‬
‫ح هو المبدأ السا ُ‬ ‫لت الشهيرة‪" :‬إن الحواَر والتسام َ‬ ‫§ جاء في إحدى المج َ‬
‫في علقات الَبشر‪".‬‬
‫ي في‬ ‫وجاء في المقال نفسه)!(‪":‬أما شركات النتاج فهي العامل الساس ّ‬
‫رفع الدراما السورية وفي أْزمِتها اليوم‪".‬‬

‫) ‪(142/1‬‬

‫أقول‪) :‬الساس( ليس مصدرا ً لي ُْنع َ‬


‫ت به‪ :‬المبدأ الساس! وقبل إبداء الرأي‬
‫في هذا التركيب‪ِ ،‬لننظر في بعض معاني كلمتي )مبدأ( و)أساس( في معاجم‬
‫اللغة‪.‬‬
‫قه؛ قواعده الساسية التي يقوم عليها ول يخرج‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫من ْطل ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫مبدأ الشيء‪ :‬أوّله؛ ‪ُ -‬‬
‫عنها‪.‬‬
‫علم الميكانيك‪ :‬قواعده الساسية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مبادئ‬ ‫ً‬
‫ل‪:‬‬ ‫مث‬ ‫يقال‬
‫الساس‪:‬‬
‫‪ -‬قاعدة البناء التي ُيقام عليها‪.‬‬
‫‪ -‬أصل كل شيء ومبدؤه؛ ومنه‪ :‬أساس الفكرة‪ ،‬وأساس البحث‪.‬‬
‫ي‪ :‬الخبرة العلمية والعملية التي ل غنى عنها للناشئ‪.‬‬ ‫‪ -‬التعليم الساس ّ‬
‫حوار والتسامح هما أساس العلقات بين البشر‪.‬‬ ‫لذا فالوجه أن يقال‪ :‬ال ِ‬
‫ي في التعامل‬ ‫ي( فمعناه‪ :‬القاعدة الصلية‪ .‬فالمبدأ الساس ّ‬ ‫أما )المبدأ الساس ّ‬
‫ل‪ ،‬هو الحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية‬ ‫بين الد َّول مث ً‬
‫للخرين‪.‬‬
‫و )الفكرة الساسية( لروايةٍ تمثيلية‪ ،‬هي الفكرة الصلية التي انطلقت منها‬
‫الرواية‪.‬‬
‫ي( الذي جاء في المقال‪ ،‬فهو تركيب سليم‬ ‫وأما التركيب )العامل الساس ّ‬
‫ُيفهم منه نسبة صفات الساس إلى أحد عوامل رفع الدراما السورية‪...‬‬
‫ق آخر بمعنى )العامل الذي‬ ‫سيا ٍ‬‫ي( في ِ‬ ‫ولكن يمكن استعمال )العامل الساس ّ‬
‫ل غنى عنه(‪ :‬نحو‪ :‬العامل الساسي في النمو القتصادي لدولةٍ ما هو‬
‫التخطيط السليم ومتابعة تنفيذه‪.‬‬
‫ي(‪ ،‬أي بخلف )الثانوي(‪...‬‬ ‫ي( أيضا ً بمعنى )جوهر ّ‬ ‫ويستعمل الوصف )أساس ّ‬
‫يقال‪ :‬أساسّيات الموضوع‪ :‬مبادئه أو أصوله الجوهرية‪.‬‬
‫العامل الساسي‪ :‬العامل الجوهري؛ العامل الذي ل غنى عنه‪...‬‬
‫ه‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫معُ ُ‬
‫ج ْ‬
‫هو َ‬ ‫ت عليه الوصفية لكثرة استعماله نعتا ً فيجوز تثنيت ُ ُ‬ ‫)‪ (1‬إل إذا غلب ْ‬
‫ل )أي عادلة(‪.‬‬ ‫ة عَد ْ ٌ‬
‫ل )أي عادل(‪ .‬هذه قاضي ٌ‬ ‫ض عَد ْ ٌ‬ ‫هذا قا ٍ‬
‫دلن(‪.‬‬ ‫دلن(‪ .‬هاتان قاضيتان عدل )أو عَ ْ‬ ‫هذان قاضيان عدل )أو عَ ْ‬
‫عدول(‪ .‬هؤلء قاضيات عدل )أو عدول(‪.‬‬ ‫هؤلء ُقضاة عدل )أو ُ‬
‫حمة‪ ،‬شفقة‪...‬‬ ‫ً‬
‫مع بالتأنيث أصل‪ ،‬نحو َر ْ‬ ‫س ِ‬‫)‪ (2‬إل ّ إذا ُ‬

‫) ‪(142/2‬‬

‫ون!(‪.‬‬
‫ة‪) .‬فلنة ل ت ُن َ ّ‬
‫ة امرأة ٌ ِثق ٌ‬
‫ة‪ ،‬أي موثوقٌ )به(‪ .‬فلن ُ‬ ‫ن رج ٌ‬
‫ل ِثق ٌ‬ ‫فل ٌ‬
‫م‪.‬‬
‫ة‪ ،‬أي رحي ٌ‬ ‫حم ٌ‬‫ب َر ْ‬ ‫هذا طبي ٌ‬
‫م ث َب َ ٌ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ة‪ ،‬أي عال ِ ٌ‬ ‫ج ٌ‬‫ح ّ‬
‫ن ُ‬‫فل ٌ‬

‫) ‪(142/3‬‬

‫‪ -140‬ب َ ْ‬
‫ل‬
‫)بل(‪ :‬أداةٌ تكون‪:‬‬
‫فرد )أي ما ليس جملة(‪:‬‬‫م ْ‬
‫أ‪ -‬حرف عطف إذا دخلت على ال ُ‬
‫خَر‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ت أو أمٌر‪ ،‬كانت للُعدول عنه إلى شيٍء آ َ‬ ‫مث ْب َ ٌ‬
‫‪ -1‬فإذا سبقها كلم ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شعرا‪ ،‬بل نثرا(‪،‬‬ ‫ً‬
‫شعرا(‪) ،‬جاء سعيد‪ ،‬بل خالد(‪) ،‬قل ِ‬ ‫)قال زهيٌر نثرًا‪ ،‬بل ِ‬
‫ب ماًء‪ ،‬بل حليبًا(‪.‬‬ ‫)ِاشر ْ‬
‫قّرُر ما قَْبلها‬‫كن(‪ :‬ت ُ َ‬ ‫ي كانت للستدراك بمعنى )ل ْ‬ ‫ي أو ن َهْ ٌ‬‫ف ٌ‬ ‫‪ -2‬وإذا سبقها ن َ ْ‬
‫ب بل‬ ‫ً‬
‫ت قمحا‪ ،‬بل قطنا(‪) ،‬ما زهيُر خطي ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫خلفه لما بعدها‪ ،‬نحو‪) :‬ما زرع ُ‬ ‫وت ُث ِْبت ِ‬
‫ل‪ ،‬بل عاِلمًا(‪ ) ،‬ل‬ ‫ب جاه ً‬ ‫ق(‪) ،‬ل ُتصاح ْ‬ ‫شاعٌر(‪) .‬ل ن َُزوُْر العدّو‪ ،‬بل الصدي َ‬
‫ق الحمق‪ ،‬بل العاق َ‬
‫ل(‪.‬‬ ‫ُتصاد ِ‬
‫‪ -3‬وإذا كان الكلم قبلها منفيا ً بـ )ليس( أو )ما( الحجازية العاملةِ عمل‬
‫ب(‪ ،‬كاتب‪ :‬خبر‬ ‫)ليس(‪ ،‬وجب َرفْعُ ما بعدها‪ ،‬نحو‪) :‬ليس خالد ٌ شاعرًا‪ ،‬بل كات ٌ‬
‫ً‬
‫شرا‪ ،‬بل‬ ‫ل‪ ،‬بل مجتهد(‪) .‬ما هذا ب َ َ‬ ‫لمبتدأ محذوف تقديره ) هو(‪) .‬ما سعيد ٌ كسو ً‬
‫ملك(‪.‬‬ ‫َ‬
‫مفرد(‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫)ل‬ ‫الجملة‬ ‫على‬ ‫دخلت‬ ‫إذا‬ ‫ابتداء‪،‬‬ ‫حرف‬ ‫‪-‬‬ ‫ب‬
‫‪ -1‬فُتفيد حينا ً إبطال المعنى الذي قبلها والرد ّ عليه بما بعدها‪ ،‬نحو‪? :‬أم‬
‫ق? )المؤمنون ‪) .(70‬قيل‪ :‬زيد ٌ شجاع‪ ،‬بل هو‬ ‫ة‪ ،‬بل جاءهم بالح ّ‬ ‫جن ّ ٌ‬
‫يقولون به ِ‬
‫جبان(‪ ،‬فتكون هنا )للضراب البطالي(‪.‬‬
‫ً‬
‫ن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا‪ ،‬بل أحياٌء عند ربهم يرزقون?‬ ‫?ول تحسب ّ‬
‫)آل عمران ‪.(169‬‬
‫ت‪ ،‬بل أحياٌء ولكن ل تشعرون?‬ ‫?ول تقولوا لمن ُيقتل في سبيل الله أموا ٌ‬
‫)البقرة ‪.(154‬‬
‫خي ٌْر لكم? )النور ‪.(11‬‬ ‫َ‬ ‫هو‬ ‫بل‬ ‫لكم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ر‬
‫ش ّ‬‫سبوه َ‬ ‫ح َ‬‫?ل ت َ ْ‬
‫قال عمر بن شأس‪:‬‬
‫ؤنا القت ُ‬
‫ل‬ ‫سنا نموت على مضاجعنا بالليل‪ ،‬بل أدوا ُ‬ ‫لَ ْ‬
‫طل‪،‬‬ ‫ض الول ول ي ُب ْ َ‬ ‫ق ُ‬ ‫ى آخر‪ ،‬فل ي ُن ْ َ‬ ‫ً‬
‫ى إلى معن ً‬ ‫‪ -2‬وتفيد حينا النتقال من معن ً‬
‫نحو‪:‬‬
‫ؤثرون الحياة الدنيا? )العلى‬ ‫صلى* بل ت ُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫م َرّبه فَ َ‬ ‫كى وذكر اس َ‬ ‫من ت ََز ّ‬ ‫?قد أفلح َ‬
‫‪ ،(16-14‬فتكون هنا )للضراب النتقالي(‪.‬‬
‫ن‪ ،‬بل هاتان السورتان من‬ ‫ن القرآ َ‬ ‫جوزّية‪" :‬وهذا يشهد بأ ّ‬ ‫قال ابن قَّيم ال َ‬
‫وة‪".‬‬ ‫أعظم أعلم الن ّب ُ ّ‬
‫) ‪(143/1‬‬

‫م(‪ .‬بل‪ :‬حرف‬ ‫م‪ ،‬ل بل عال ٌ‬‫· قد ُتزاد )ل( قبل )بل( للتوكيد‪ ،‬نحو‪) :‬خالد ٌ متعل ٌ‬
‫ُ‬
‫س والطمأنينة(‪ .‬بل‪:‬‬‫ت الن َ‬ ‫م سفره‪ ،‬ل بل ود ّعْ ُ‬ ‫ت زهيرا ً يو َ‬‫عطف‪) .‬ما وّدع ُ‬
‫حرف ابتداء‪.‬‬
‫· قد ُتزاد )الواو( بعد )بل( فتفيد هذه الداة الجديدة )بل و( الستدراك مع‬
‫الضافة‪ .‬وقد استعملها القدمون منذ القرن الثاني الهجري‪ ،‬وتتابع استعمالها‬
‫في كل القرون اللحقة حتى أيامنا هذه‪ .‬فهي‪ -‬خلفا ً لما جاء في المعجم‬
‫دثين! جاء في ديوان أبي ُنواس )توفي سنة‬ ‫ح َ‬
‫م ْ‬
‫الوسيط‪ -‬ليست من كلم ال ُ‬
‫‪ 195‬هـ تقريبًا(‪:‬‬
‫ذري؟‬ ‫ي‪ ،‬بل وما عُ ْ‬ ‫ولي لرب ّ‬ ‫ت وما قَ ْ‬‫جتي فيما أتي ُ‬ ‫ح ّ‬‫ما ُ‬
‫خلدون‪ ،‬وابن‬ ‫واستعملها ابن الرومي‪ ،‬وابن سينا‪ ،‬وابن رشد‪ ،‬والمدي‪ ،‬وابن َ‬
‫الجزري‪ ،‬وكثير غيرهم‪.‬‬
‫جه إلى ما قبلها‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫جر المو ّ‬ ‫ل( قبل )بل( فتفيد الرد ْعَ والّز ْ‬ ‫· تجيء )ك ّ‬
‫شرة * كل ّ بل ل يخافون الخرة?‬ ‫حفا ً ُ‬
‫من َ ّ‬ ‫ص ُ‬
‫رىٍء منهم أن ُيؤَتى ُ‬ ‫م ِ‬
‫لا ْ‬ ‫?بل ُيريد ك ّ‬
‫دثر ‪ .(53‬ردع ٌ لهم عما أرادوه‪.‬‬ ‫)الم ّ‬
‫) ‪(143/2‬‬

‫‪ -141‬صحة قولك‪) :‬ب ِّر الوالدين ثاني أفضل العمال()‪(1‬‬


‫جاء في إحدى المجلت‪" :‬مدينة مومباسا ثاني أكبر مدينة في كينيا‪ ".‬وفي هذا‬
‫التركيب نظر )ثاني أكبر!(‪ .‬وهو من جنايات الترجمة الحرفية‪second :‬‬
‫‪! largest‬‬
‫فردة‪ ،‬تعني‬ ‫م ْ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫كرةٍ ُ‬‫· إن صيغة التفضيل )أفَعل( [أكبر‪ ،‬مثل] حين ُتضاف إلى ن ِ‬
‫ضل الموصوف بها يحتل المرتبة الولى من حيث الك َِبر؛ وهذا يقتضي‬ ‫أن المف ّ‬
‫أل ّ يشاركه في هذه المرتبة شيء آخر‪ ،‬فهو وحيد متفّرد بهذه الصفة‪ :‬أكبر‪.‬‬
‫بعبارة أخرى‪ ،‬ليس هناك أول أكبر وثاني أكبر‪ ،‬وثالث أكبر‪ ...‬خلفا ً لما يقال‬
‫في النكليزية‪.‬‬
‫لذا فالوجه أن يقال‪ :‬مدينة مومباسا هي الثانية بعد أكبر مدينةٍ في كينيا‪.‬‬
‫أو‪ :‬مدينة مومباسا هي الثانية ك َِبرا ً في كينيا‪.‬‬
‫ضل‬ ‫ى نكرة أو جمٍع نكرة‪ ،‬يكون المف ّ‬ ‫· وحين تضاف صيغة )أفعل( إلى مثن ّ‬
‫ل رجال‪.‬‬ ‫جلين؛ المجاهدون أفض ُ‬ ‫لر ُ‬‫ى أو جمعًا‪ ،‬نحو‪ :‬هذان أفض ُ‬ ‫مثن ّ‬
‫· أما إذا أضيفت صيغة )أفعل( إلى معرفة‪ ،‬ففي هذه الحالة يمكن أن يكون‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫ضل مفردا ً أو مثنى أو جمعًا! ذلك أنه يقال‪ :‬هو ‪ /‬هي ‪ /‬هما ‪ /‬هم ‪ /‬هُ ّ‬ ‫المف ّ‬
‫أفضل القوم‪.‬‬
‫ً‬
‫ضل مفردا‪ ،‬أو‬ ‫ً‬ ‫ي مف ّ‬ ‫ً‬
‫م الرجال( مثل‪ ،‬يمكن أن َتعن َ‬ ‫وعلى هذا فإن عبارة )أكر ُ‬
‫سب ما يقتضيه السياق‪ .‬فإذا قلنا‪:‬‬ ‫جمعًا‪ ،‬بح َ‬
‫ل مفردًا‪.‬‬ ‫م أكرم الرجال‪ ،‬كان المفض ّ‬ ‫حات ٌ‬
‫ي واحد ٌ منهم‪ .‬وفي‬ ‫ً‬
‫ي من أكرم الرجال‪ ،‬كان المفضل جمعا‪ ،‬وعل ّ‬ ‫وإذا قلنا‪ :‬عل ّ‬
‫ضلة‪ .‬فيمكن أن‬ ‫هذه الحالة يمكن وضع ترتيب للشخاص )أو الشياء( المف ّ‬
‫ي ثاني أكرم الرجال‪ ،‬وسعيد ٌ ثالث أكرم‬ ‫م أكرم الرجال‪ ،‬وعل ٌ‬‫نقول‪ :‬حات ٌ‬
‫الرجال‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫) ‪(144/1‬‬

‫حوي )‪ 654/745‬هـ( في تفسير قوله‬ ‫جاء في )البحر المحيط( لبي حّيان الن ْ‬
‫سنًا‪) ?...‬العنكبوت ‪" :(8‬إذ كان ب ِّر الوالدين‬ ‫ح ْ‬‫صْينا النسان بوالديه ُ‬ ‫تعالى‪? :‬ووَ ّ‬
‫ثاني أفضل العمال‪ ،‬إذ في الحديث الصحيح‪ ،‬أيّ العمال أفضل؟ فقال‪:‬‬
‫عقوقهما‬‫ي؟ قال‪ :‬ثم ب ِّر الوالدين‪ ،‬وإن كان ُ‬ ‫الصلة على ميقاتها‪ (2)،‬قال‪ :‬ثم أ ّ‬
‫ُ‬
‫ثاني أكبر الكبائر‪ ،‬إذ قال عليه الصلة والسلم‪ :‬أل أن َّبئكم بأكبر الكبائر؟)‪(3‬‬
‫الشراك بالله وعقوق الوالدين‪".‬‬
‫مل الفقرة ‪.123‬‬ ‫)‪ (1‬هذه الفقرة ت ُك ْ ِ‬
‫ل العمال‪.‬‬ ‫ل العمال‪ ،‬وب ِّر الوالدين ثاني أفض ِ‬ ‫)‪ (2‬أقول‪ :‬إذن‪ ،‬الصلة أفض ُ‬
‫)‪ (3‬واضح من السياق أن )أكبر الكبائر( كبيرتان‪ ،‬ل كبيرة واحدة‪(1) :‬‬
‫الشراك بالله‪ (2) +‬عقوق الوالدين‪.‬‬

‫) ‪(144/2‬‬
‫‪ -142‬المثابة‪ ،‬بمثابة‬
‫ة لكلمة )المثابة( بمعنى‬ ‫ت في الفقرة ‪ 65‬استعمالت عصري ً‬ ‫كنت أورد ُ‬
‫ت عليها استنادا إلى معنى هذه الكلمة الذي أورده‬ ‫ً‬ ‫زلة( واعترض ُ‬ ‫من ْ ِ‬‫مكانة‪َ ،‬‬ ‫) َ‬
‫)المعجم الوسيط(‪.‬‬
‫وقد تبّين لي أني لست أول المعترضين‪ ،‬إذ سبقني‪:‬‬
‫‪ -1‬عّباس أبو السعود في كتابه )أزاهير الفصحى(‪.‬‬
‫‪ -2‬محمد العدناني في )معجم الخطاء الشائعة(‪.‬‬
‫‪ -3‬صلح الدين الزعبلوي في كلمة نشرتها جريدة )الثورة( الدمشقية بتاريخ‬
‫‪.2/10/1983‬‬
‫وغ الستعمال‬ ‫س ّ‬
‫وسبب النتقاد لدى الجميع‪ ،‬هو أن المعاني المعجمية ل ت ُ َ‬
‫المعت ََرض عليه‪.‬‬
‫والحقيقة التي ل شك فيها‪ -‬كما جاء في مقدمة الجزء الول من )المعجم‬ ‫ّ‬
‫جمع اللغة العربية بالقاهرة‪ -‬هي أن )العربية ليست‬ ‫م ْ‬‫صدره َ‬ ‫الكبير( الذي ي ُ ْ‬
‫ن أخرى يجب ت َت َب ُّعها‬ ‫مظا ّ‬ ‫َ‬ ‫مقصورة ً على ما جاء في المعجمات وحدها‪ ،‬بل لها َ‬
‫والخذ عنها‪ ،‬وفي مقدمتها كتب الدب والعلم‪(.‬‬
‫ت في أثناء مطالعاتي لبعض ما قاله أو كتبه عدد ٌ من البلغاء‬ ‫وبالفعل وقف ُ‬
‫رد في المعاجم‪،‬‬ ‫َ ِ‬ ‫ي‬ ‫لم‬ ‫ما‬ ‫منها‬ ‫ن‪،‬‬ ‫عا‬‫م‬
‫ِ َ َ ٍ‬ ‫ب‬ ‫)المثابة(‬ ‫كلمة‬ ‫استعمال‬ ‫على‬ ‫والفصحاء‪،‬‬
‫جب إدخال المعاني غير المعجمية في المعاجم الحديثة‪.‬‬ ‫وهذا ما ُيو ِ‬
‫جع‪ ،‬المْنزل‪،‬‬ ‫مر ِ‬ ‫· جاء في )المعجم الكبير(‪" :‬المثابة‪ :‬مجتمع الناس‪ ،‬الملجأ‪ ،‬ال َ‬
‫مُثوبة = الثواب(‪.‬‬ ‫حبالة الصائد‪ ،‬الجزاء‪ ) ".‬للطاعة‪ ،‬أي ال َ‬ ‫موضع ِ‬
‫مع مائها‪.‬‬ ‫ج ّ‬
‫موم مائها"‪ ،‬أي‪ :‬منتهى ت َ َ‬ ‫ج ُ‬‫وجاء فيه‪" :‬مثابة البئر‪ :‬مبلغ ُ‬
‫مرجعا يثوبون‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫منا? أي‪َ :‬‬ ‫ة للناس وأ ْ‬ ‫وفي التْنزيل العزيز‪? :‬وإذ جعلنا البيت مثاب ً‬
‫إليه من كل جانب‪ ،‬كما جاء في )تفسير الجللين(‪.‬‬
‫· وجاء في )لسان العرب ‪/‬جمم(‪" :‬وفي حديث عائشة‪ :‬بلغها أن الحنف قال‬
‫ؤه إّياي‪،‬‬ ‫م الحنف هجا ُ‬ ‫حل ْ َ‬ ‫شعرا ً يلومها فيه فقالت‪ :‬سبحان الله‪ ،‬لقد استفرغ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫فِهه؟ أرادت أنه كان حليما عن الناس‪ ،‬فلما صار‬ ‫ً‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫ة َ‬ ‫م مثاب َ‬ ‫ج ّ‬‫ست ِ‬
‫ي كان ي َ ْ‬ ‫أل ِ َ‬
‫حه ويجمعه‪".‬‬ ‫فَهه لها‪ ،‬أي ُيري ُ‬ ‫س َ‬
‫م َ‬
‫ج ّ‬ ‫ه‪ ،‬فكأنه كان ي ُ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫س ِ‬
‫إليها َ‬

‫) ‪(145/1‬‬

‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫فهَ ُ‬
‫س َ‬
‫ي كان يترك َ‬ ‫مع‪ .‬فالمعنى‪ :‬أل ِ َ‬ ‫ه‪ :‬تركه يتج ّ‬ ‫م ُ‬‫ج ّ‬
‫م الماَء ونحوه ي ُ ِ‬ ‫ج ّ‬
‫أقول‪ :‬أ َ‬
‫ه )مثابُته( هذا الهجاء؟‬ ‫معُ ُ‬
‫جت َ َ‬
‫م ْ‬
‫مع حتى صار ُ‬ ‫يتج ّ‬
‫ومن المعلوم أن الحنف بن قيس اشتهر بالحلم‪ ،‬وأن كلم أم المؤمنين قيل‬
‫في القرن الهجري الول!‬
‫· وجاء في رسالة )ألفاظ الشمول والعموم( للمرزوقي )توفي ‪ 421‬هـ(‪،‬‬
‫وهي منشورة في كتاب‪) :‬رسائل ونصوص في اللغة والدب والتاريخ( بتحقيق‬
‫د‪ .‬إبراهيم السامرائي‪ ،‬مكتبة المنارة‪ ،‬الزرقاء‪ ،‬الردن‪ ،‬في الصفحة ‪:130‬‬
‫"‪ ...‬بدللة أن قوله تعالى‪? :‬السارق والسارقة فاقطعوا َأيديهما? بمثابة قوله‬
‫ده‪".‬‬‫لو قال‪ :‬من سرق فاقطعوا ي َ َ‬
‫وجاء في كتاب )دلئل العجاز( للمام عبد القاهر الجرجاني )‪ 471‬هـ( في‬
‫مبحث )مواضع التقديم والتأخير(‪:‬‬
‫ت‪) :‬أَزْيدا َتضرب؟( كنت قد أنكرت أن يكون‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫‪ -‬في الصفحة ‪" :121‬فإذا قل َ‬
‫ستجاَز ذلك فيه‪".‬‬ ‫جترأ عليه وي ُ ْ‬
‫)زيد( بمثابة أن ُيضرب‪ ،‬أو بموضع أن ي ُ ْ‬
‫جَعله كأنه قد ظن أن طنين الذباب بمثابة ما‬ ‫‪ -‬وفي الصفحة نفسها‪َ ..." :‬‬
‫ضْير‪".‬‬
‫يَ ِ‬
‫ت‪ ...‬كان في التناقض ِبمْنزلة أن تقول‪"...‬‬ ‫‪ -‬وفي الصفحة ‪..." :125‬فلو قل َ‬
‫ن المعنى في‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫تزعم‬ ‫أن‬ ‫محال‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫ن‬‫‪ -‬وفي الصفحة ‪ ..." :118‬أل ترى ّ‬
‫أ‬
‫ج في هذا الوقت؟(‪ ...‬أنه أنكر أن يكون بمثابة من‬ ‫قول الرجل لصاحبه‪) :‬أتخر ُ‬
‫من يجيء منه ذاك‪"...‬‬ ‫يفعل ذلك‪ ،‬وبموضع َ‬
‫نلحظ أن إمام البلغة يستعمل )بمثابة( بمعنى‪ :‬بموضع‪ ،‬بمْنزلة‪ ،‬بمكانة‪،‬‬
‫بمرتبة‪.‬‬
‫كتّيب )تاج العروس‪ ،‬الحاوي لتهذيب النفوس( لبن عطاء‬ ‫· وجاء في ُ‬
‫السكندري )‪ 709‬هـ(‪ ،‬في الصفحة ‪" :53‬فالقلب بمثابة العين‪"...‬‬
‫وفي الصفحة ‪" :54‬فالقلب بمثابة السقف‪ ،‬فإذا ُأوِقد في البيت نار صِعد‬
‫وده‪ ،‬فكذلك دخان الشهوة إذا نبت في البدن صِعد‬ ‫الدخان إلى السقف فَ َ‬
‫س ّ‬
‫وده‪".‬‬ ‫دخانه إلى القلب فَ َ‬
‫س ّ‬
‫حوي )‪ 745‬هـ(‪ ،‬في الصفحة ‪:112‬‬ ‫· وجاء في )البحر المحيط( لبي حّيان الن ْ‬

‫) ‪(145/2‬‬

‫"‪ ...‬والحجة له وعليه مذكورة في علم النحو؛ وما كان بهذه المثابة‪ -‬ممنوعا ً‬
‫عند بعضهم‪ ،‬عزيزا ً حذُفه عند الجمهور‪ -‬ينبغي أل ّ ُيحمل عليه كلم الله‬
‫تعالى‪".‬‬
‫· وجاء في كتاب )بدائع الفوائد( لبن قَّيم الجوزّية )‪ 751‬هـ(‪ ،‬في الصفحة‬
‫‪:673‬‬
‫عه وبين الماء ثلمة يدخل منها‬ ‫من بْين َزْر ِ‬
‫"‪...‬وما هذا [النسان] إل بمثابة َ‬
‫الماء‪"...‬‬
‫يستبين بالشواهد المذكورة أن كلمة )مثابة‪ ،‬بمثابة( اسُتعملت في اللغة‬
‫الفصحى بمعنى‪ :‬المرجع‪ ،‬المنزلة‪ ،‬المكانة‪ ،‬المرتبة‪ ،‬كاف التشبيه‪...‬‬
‫ت عليه في الفقرة ‪ 65‬مقبول؛‬ ‫إن ما سبق ل يعني أن جميع ما اعترض ُ‬
‫ة هذه النتيجة إذا أعاد النظر في تلك الفقرة‪.‬‬ ‫ويتحقق القارئُ صح َ‬

‫) ‪(145/3‬‬

‫ل‪ ...) :‬تحت طائلة الحجز ‪ /‬القانون‪(...‬‬ ‫ق ْ‬


‫‪ -143‬ل ت َ ُ‬
‫مما جاء في معاجم اللغة )لسان العرب وغيره( قوُلهم‪:‬‬
‫ة‪ ،‬والعُل ُ ّ‬
‫و‪.‬‬ ‫سعَ ُ‬
‫ول والطائل والطائلة‪ :‬الفضل والقدرة‪ ،‬والِغنى‪ ،‬وال ّ‬ ‫الط ّ ْ‬
‫أصل الطائل‪ :‬النفع والفائدة‪ .‬يقال‪:‬‬
‫مزِّية؛ ل فائدة ُترجى منه‪.‬‬ ‫غناء و َ‬‫‪) -‬هذا أمٌر ل طائل فيه( إذا لم يكن فيه َ‬
‫‪) -‬لم يظفر منه بطائل( أي بفائدة‪.‬‬
‫‪) -‬ما هو بطائل( يقال للشيء الخسيس الد ّْون‪.‬‬
‫‪) -‬أموال طائلة( أي كثيرة غزيرة‪.‬‬
‫ولكن يقال أيضًا‪ :‬بينهم طائلة‪ ،‬أي عداوةٌ وت َِرةٌ )الترة‪ :‬الثأر(‪.‬‬
‫كما نرى‪ ،‬ل صلة بين معنى الطائلة في اللغة‪ ،‬وبين المراد من هذه الكلمة‬
‫في الستعمال الخاطئ الشائع‪ .‬ومصدر الخطأ‪ -‬على الرجح‪ -‬الترجمة‬
‫الحرفية!‬
‫ل‪ ،‬مقابل العبارة الشائعة‪) :‬ممنوعٌ وقوف السيارات تحت طائلة الحجز(‬ ‫فمث ً‬
‫يقال في النكليزية‪ .NO PARKING :‬وغالبا ً ما تكون هذه الكلمة كافية في‬
‫التحذير‪ .‬فإذا ُأريد َ بيان ما يترتب على المخالفة‪ ،‬يقال في النكليزية‪:‬‬
‫ظ كلمة ‪ :under‬تحت!(‪.‬‬ ‫ح ْ‬ ‫‪) ...Under penalty of‬ل ِ‬
‫ويقال في الفرنسية‪:‬‬
‫ظ كلمة ‪ :sous‬تحت!(‪.‬‬ ‫ح ْ‬ ‫‪) ... Sous peine de‬ل ِ‬
‫ف السيارات! )من الضروري رسم إشارة‬ ‫ه أن يقال‪ :‬ممنوعٌ وقو ُ‬ ‫ج ُ‬
‫فالو ْ‬
‫التنبيه‪.(! :‬‬
‫وإذا كان هذا التحذير غير رادع لبعض الناس‪ ،‬فيمكن أن يقال‪:‬‬
‫‪ -‬ممنوعٌ وقوف السيارات‪ ،‬وي ََتعّرض المخالف للعقوبة!‬
‫ت للحجز!‬ ‫ف سيارَتك هنا‪ ،‬و إل ّ ت َعَّرض ْ‬ ‫ق ْ‬‫أو‪ - :‬ل ت َ ِ‬
‫أو‪ - :‬وقوف السيارة هنا ُيعّرضها للحجز!‬
‫وفي مقام ٍ آخر يمكن أن يقال‪:‬‬
‫ك القانون!‪...‬‬ ‫ل كذا و إل ّ عاقَب َ َ‬ ‫‪ -‬ل تفع ْ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬ل تفعل كذا‪ ،‬و إل فالقانون ي َطوْلك! [ل‪َ :‬يطالك!]‪.‬‬

‫) ‪(146/1‬‬

‫س معارك‬ ‫م ِ‬ ‫خ ْ‬‫خُر َ‬‫‪ -144‬هذه خامس معركة )ل‪ :‬خامسة معركة!( أو‪ :‬هذا آ ِ‬
‫تعقيب على قولين‪ :‬للرافعي والعدناني‬
‫ت الفقرة ‪ 106‬العداد الترتيبية‪ ،‬وهي أسماٌء يوصف بها؛ وتصاغ من‬ ‫‪ -1‬عالج ِ‬
‫علة(‬‫عل( للمذكر‪ ،‬و)فا ِ‬ ‫العداد المفردة )من اثنين إلى عشرة( على وزن )فا ِ‬
‫للمؤنث‪ .‬أما العدد )واحد( فيقابله الوصف )أ َّول( للمذكر‪ ،‬و)أْولى( للمؤنث‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ل على ترتيبه‪ ،‬وهو يطابق موصوفه من‬ ‫والعدد الترتيبي يصف ما قَْبله ليد ّ‬
‫ع‪ ،‬قناةٌ ثانية؛‬
‫ل راب ٌ‬ ‫ً‬
‫حيث التذكير والتأنيث والتعريف والتنكير‪ ،‬فيقال مثل‪ :‬فص ٌ‬
‫الباب السابع‪ ،‬الطبعة الخامسة‪.‬‬
‫‪ -2‬جاء في )معجم الخطاء الشائعة ‪ (86/‬لمحمد العدناني‪:‬‬
‫"ويقولون‪ :‬هذه خامس معركة انتصر فيها جيشنا‪ .‬والصواب‪ :‬هذه خامسة‬
‫معركة؛ لن العدد الترتيبي يطابق المعدود في التذكير والتأنيث‪ ،‬سواٌء أكان‬
‫صفة‪ ،‬أم مضافا ً إلى المعدود‪".‬‬
‫اعتراض العدناني هو إذن على تذكير كلمة )خامس( المضافة إلى المعدود‬
‫المفرد المؤنث النكرة‪ :‬معركة‪ .‬لكنه لم ُيورد شاهدا ً على كلمه‪ ،‬ولم يذكر‬
‫مرجعا ً يؤيده‪ .‬وسنبّين أن كلمه جان َ َ‬
‫ب الصواب‪.‬‬
‫ل‪) :‬استمعتم إلى ثانية النشرات الخبارية(‪ ،‬لكن )ثانية( هنا‬ ‫صحيح أنه يقال‪ ،‬مث ً‬
‫مٍع ومعرفة!‬ ‫ج ْ‬‫ث َ‬ ‫مضافة إلى معدودٍ مؤن ٍ‬
‫ة‬
‫فّية(‪ :‬أي رماه بداهي ٍ‬ ‫ُ‬
‫مْثله قول العرب‪) :‬رماه بثالثة الثافي( )جمع الث ْ ِ‬ ‫و ِ‬
‫كالجبل!‬
‫‪ -3‬وكان مصطفى صادق الرافعي )توفي سنة ‪ (1937‬قال قبل العدناني‬
‫خُر أربع مرات‬ ‫بزمن طويل )وحي القلم ‪" :(1/114‬قلت‪ :‬يا أبا محمد‪ ،‬هذا آ ِ‬
‫ت َْغضب عليك غضب الطلق‪".‬‬
‫وقال في حاشية الصفحة المذكورة‪" :‬هذا هو التعبير الصحيح لمثل قول‬
‫الناس )هذه رابع مرة(‪ .‬ولم يذكر الرافعي أيضا ً مرجعا ً يؤيد كلمه‪ .‬وربما تأثر‬
‫في قوله هذا بما جاء في )لسان العرب( و)القاموس المحيط( و)تاج‬
‫خرةَ مرتين‪ :‬المرة الثانية من المرتين‪".‬‬
‫خَر مرتين وآ ِ‬
‫العروس(‪" :‬يقال‪ :‬أتيُتك آ ِ‬

‫) ‪(147/1‬‬

‫طلع كذلك على كلم الصحابي الشهير أبي هريرة‪ ،‬الذي قال لمن أتاه‬ ‫وربما ا ّ‬
‫ل‪ ،‬وهو ي َعِد ُ في كل مرة أنه لن يعود ثم يعود‪ ...‬قال‬ ‫ثلث مرات في ثلث َليا ٍ‬
‫له‪:‬‬
‫خر ثلث مرات إنك تزعم ل ت َُعود ثم تعود‪[ "...‬انظر الحديث ‪ 2311‬في‬ ‫"هذا آ ِ‬
‫صحيح البخاري بشرح القسطلني‪].‬‬
‫فما الرأي في حاشية الرافعي وكلم العدناني؟‬
‫صل لحكام )إضافة الصفة إلى‬ ‫ً‬ ‫‪ -4‬لم أجد فيما لديّ من كتب النحو شرحا ً مف ّ‬
‫موصوفها‪".‬‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫فني ب ِطل َِبتي بأ ْ‬ ‫ي الستاذ الفاضل محمد علي حمد الله فساع َ َ‬ ‫ول عل ّ‬ ‫وقد ت َط َ ّ‬
‫حكم العام‪.‬‬ ‫زّودني بال ُ‬
‫وقبل أن ُأوِرد ما ذكره لي أقول‪ :‬جاء في الكلم الفصيح إضافة الوصف‬
‫المذكر إلى الموصوف المؤنث‪.‬‬
‫حي ِْيها الذي أنشأها أّول مرة?‪.‬‬ ‫ففي التْنزيل العزيز‪? :‬قل ي ُ ْ‬
‫وقال عنترة‪:‬‬
‫ون العَْندم‬ ‫ش نافذةٍ ك َل َ ْ‬ ‫شا ِ‬ ‫ل طعنةٍ وَر َ‬ ‫ج ِ‬‫في بعا ِ‬ ‫ت له ك ّ‬ ‫جاد ْ‬
‫)العَْندم‪ :‬نبات أحمر(‪.‬‬
‫قال الستاذ الكريم‪) :‬الطعنة( اسم مؤنث‪ ،‬فلماذا لم يقل )عاجلة( بتاء‬
‫تأنيث؟‬
‫من ُْعوته )موصوفه(‪،‬‬ ‫ت )الوصف ‪ /‬الصفة( بعد َ‬ ‫الجواب‪ :‬الصل أن يأتي النع ُ‬
‫ت الن ّعْت ِّية‬ ‫جيء بالوصف قبل موصوفه سقط ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ة‪ .‬ولكن ل ّ‬ ‫هكذا‪ :‬بطعنةٍ عاجل ٍ‬
‫جنسا ً وعددا ً ومحل؛ّ‬ ‫حوية‪ ،‬وسقط معها واجب الت ّب َعِّية للموصوف ِ‬ ‫الن ْ‬
‫وبسقوطها اللفظي سقطت المطابقة الجنسية‪ ،‬فعاد اللفظ إلى التذكير‪ ،‬لنه‬
‫الصل في السماء‪ ،‬والتأنيث عارض‪.‬‬
‫ف مشتق أيضا‪ ،‬عندما يضاف إلى‬ ‫ً‬ ‫ومثل هذا يقع لسم التفضيل‪ ،‬وهو وص ٌ‬
‫ة‪.‬‬
‫ل طعن ‍ٍ‬ ‫في بأعج ِ‬ ‫ت له ك ّ‬ ‫نكرة‪ ،‬نحو‪ :‬جاد ْ‬
‫سّرني ما عندك من‬ ‫َ‬ ‫)‬ ‫قولنا‪:‬‬ ‫ع‪،‬‬‫ٌ‬ ‫فر‬ ‫والتأنيث‬ ‫ٌ‬
‫ل‬ ‫أص‬ ‫التذكير‬ ‫أن‬ ‫ومن الدلة على‬
‫جيَء بـ‬ ‫سّرْتني‪ ،‬مع أن الحكمة هي المقصودة هنا‪ ،‬ثم ِ‬ ‫كمة(‪ .‬ول نقول‪َ :‬‬ ‫ح ْ‬ ‫ِ‬
‫مبَهم‪ ،‬وهو هنا )ما( الصالحة‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫الموصول‬ ‫م‬‫َ‬ ‫اس‬ ‫يز(‬ ‫تم‬
‫ُ ّ‬ ‫ل‬ ‫)أو‬ ‫ين‬‫ّ‬ ‫لتب‬ ‫ية‬ ‫ِ‬ ‫ن‬
‫ِّْْ ّ‬‫ي‬‫ي‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫من(‬ ‫) ِ‬
‫لمذكر ومؤنث‪.‬‬
‫ح أيضا‪ً،‬‬ ‫ص ّ‬‫هذا ك ُّله إذا كان المضاف إليه مفردا نكرة؛ فإن جاء مفردا معرفة َ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫داُر الن ّْبرة‪ .‬أ هـ‪.‬‬ ‫نحو‪ :‬واثق الخطوة‪ ،‬قوِيّ العزيمة‪ ،‬هَ ّ‬

‫) ‪(147/2‬‬

‫‪ -5‬أقول‪ :‬الكلم السابق هو على إضافة الوصف بوجهٍ عام‪ .‬فإذا كان الوصف‬
‫كرا ً إلى مفرد نكرة‬ ‫المضاف عددا ً ترتيبيا ً )ثا ٍ‬
‫ن‪ ،‬ثالث‪ ،‬رابع‪ (...‬فإنه يضاف مذ ّ‬
‫)نحو‪ :‬هذا خامس زلزال‪ ،‬وهذه خامس معركة‪ ،‬ول يقال‪ :‬هذه خامسة‬
‫ة(؛ ول يضاف إلى مفرد معرفة‪ ،‬أي ل يقال‪ :‬هذا خامس العصار‪ ،‬وهذه‬ ‫معرك ‍‬
‫خامس المعركة‪.‬‬
‫ت المطابقة الجنسية )أي من حيث التذكير‬ ‫جب ِ‬‫وإذا أضيف إلى جمٍع معرفة وَ َ‬
‫ة عليه‪ .‬يقال‪ :‬هذا ثاني‬ ‫دم‬
‫ُ ّ ً‬‫َ‬ ‫ق‬‫م‬ ‫إليه‬ ‫للمضاف‬ ‫ة‬
‫والتأنيث( وخرج عن كونه صف ً‬
‫الفائزين‪ .‬وهذه خامسة المعارك‪.‬‬
‫‪ -6‬أما العدد الترتيبي )أ َّول( فتنطبق عليه أحكام اسم التفضيل لن وزنه‬
‫)أ َفَْعل(‪ .‬فإذا أضيف إلى نكرة )مذكر ‪ /‬مؤنث ‪ /‬مفرد ‪ /‬مثنى ‪ /‬جمع( وجب‬
‫إفراده وتذكيره في كل الحوال‪ .‬يقال‪:‬‬
‫ة ! بل المرة الولى(‪.‬‬ ‫ُ‬
‫هذا أول قرار؛ هذه أول مرة )ول يقال‪ :‬أْولى مر ‍‬
‫لب من اليمن‪.‬‬ ‫هما ‪ /‬هم أول طالب َْين ‪ /‬ط ّ‬
‫ن أول طالبتين ‪ /‬طالبات من اليمن‪.‬‬ ‫هما ‪ /‬هُ ّ‬
‫ة عليه‪ .‬وُنمّيز‬
‫دم ً‬
‫مق ّ‬‫ة للمضاف إليه ُ‬ ‫وإذا أضيف إلى معرفة خرج عن كونه صف ً‬
‫هنا حالتين‪:‬‬
‫أ ‪-‬المعرفة مفردة‪ ،‬نحو‪ :‬أول الشهر ‪ /‬الفصل؛ أول السنة ‪ /‬الدراسة‪ .‬فكلمة‬
‫)أول( هنا ل يفيد الترتيب لن المعنى هو‪ :‬بداية الشهر ‪ /‬الفصل ‪ /‬السنة ‪/‬‬
‫الدراسة‪...‬‬
‫ب ‪ -‬المعرفة جمع‪ ،‬نحو‪ :‬هو أول التلميذ؛ هي أول ‪ /‬أ ُْولى الطالبات؛ ونحو‪:‬‬
‫ن أول ‪ /‬أ ُوْل ََيات الطالبات‪.‬‬ ‫هم أول ‪ /‬أوائل الطلب؛ هُ ّ‬
‫أي يجوز هنا إفراد المضاف وتذكيره‪ ،‬ويجوز مطابقته ِلما قَْبله‪.‬‬
‫خر( للشارة إلى ما يكون‬ ‫دم‪ .‬وتستعمل كلمة )آ ِ‬ ‫خر( نقيض المتق ّ‬ ‫ملحظة‪) :‬ال ِ‬
‫ترتيبه في النهاية‪ ،‬فتضاف إلى المذكر والمؤنث والمفرد والجمع‪ .‬يقال‪:‬‬
‫خر مرة رأيته فيها‪ .‬هذه العبارة‬ ‫وين‪ ،‬تلك آ ِ‬ ‫خر المدعُ ّ‬ ‫خر امتحان‪ .‬هذا آ ِ‬ ‫هذا آ ِ‬
‫خر كلمات خطبته‪...‬‬ ‫هي آ ِ‬
‫‪ -7‬وإليك أقوال مقتبسة من كلم بعض أئمة القرون الهجرية السابع والتاسع‬ ‫ً‬
‫والثاني عشر والثالث عشر‪.‬‬

‫) ‪(147/3‬‬

‫صبح العشى في صناعة النشا ‪ (3/32‬للقلقشندي )‪ 821‬هـ(‪:‬‬ ‫· جاء في ) ُ‬


‫ن منها إلى‬ ‫س ّ‬‫سْين من أول ِ‬ ‫مساحة رأس ال ّ‬ ‫"قال ابن عبد السلم )‪ 660‬هـ(‪ :‬و ِ‬
‫ن مؤنثة(‪.‬‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫المعلوم‬ ‫ف‪ ) ".‬من‬ ‫َ‬
‫ّ ّ‬ ‫ن كثلثي أل ِ ٍ‬‫س ّ‬
‫ثالث ِ‬
‫· وجاء فيه )‪" :(3/493‬ثم وَل َِيها عنه أبو منصور ثالث مرة في السنة‬
‫المذكورة‪".‬‬
‫· وجاء في مقدمة )فتح الباري ‪ (1/107‬لمام ابن حجر العسقلني )‪ 852‬هـ(‪:‬‬
‫ميت بذلك‬‫س ّ‬‫ت في رابع سنة من البل‪ .‬قيل ُ‬ ‫"قوله )حقة( هي التي دخل ْ‬
‫لنها‪"...‬‬
‫· وجاء في )فتح الباري ‪" :(3/27‬فقد صّرح البخاري في خامس ترجمة من‬
‫ه‪"...‬‬
‫جد بخلفِ ِ‬‫أبواب الته ّ‬
‫مه‬ ‫ُ‬
‫· وجاء فيه ) ‪" :(3/319‬وابن اللبون الذي دخل في ثالث سنة فصارت أ ّ‬
‫لبونا ً بوضع الحمل‪"...‬‬
‫· وجاء في )لسان الميزان ‪ (5/242‬لبن حجر العسقلني‪" :‬وهو في رابع‬
‫سنة‪".‬‬
‫سلم سادس‬ ‫َ‬
‫· وجاء في )تهذيب التهذيب ‪" :(3/115‬وحكى البارودي أنه أ ْ‬
‫سنة‪"...‬‬
‫· وجاء في )شرح الزرقاني ‪ (2/463‬للمام الزرقاني )‪ 1122‬هـ(‪" :‬ولو لم‬
‫ي َد َع ْ لهم ثالث مسألة ما سألوه‪".‬‬
‫· وجاء في )نيل الوطار ‪ (4/366‬للمام الشوكاني )‪ 1255‬هـ(‪" :‬الثامن‬
‫خر‬
‫والثلثون‪ :‬أول ليلة أو تاسع ليلة أو سابع عشرة أو إحدى وعشرين أو آ ِ‬
‫ليلة‪".‬‬
‫· وجاء في )التبيان‪ ،‬شرح بديعة البيان( لبن ناصر الدين )وهو من رجال‬
‫جها‬
‫ح ّ‬
‫جة َ‬ ‫ح ّ‬
‫القرن التاسع الهجري( وهو يترجم للمام البرزالي‪" :‬وفي خامس ِ‬
‫مت ِْهمًا‪ :‬أي قاصدا ً الطريق السهلة البحرية ل ِِتهامة‪(.‬‬ ‫مت ِْهما ً مات‪ُ ) ".‬‬ ‫ُ‬
‫‪ -8‬الخلصة‪:‬‬
‫يستبين بما سبق صحة التراكيب الشائعة الستعمال التية‪:‬‬
‫ك مّني عاطُر التحية ‪ /‬خالص الموّدة ‪ /‬عميق المحبة‪...‬‬ ‫ل َ‬
‫ب الّنية‪...‬‬
‫سّرة ‪ /‬ط ِي ْ َ‬
‫م َ‬
‫مة ‪ /‬عظيم ال َ‬ ‫ت منه صادق اله ّ‬ ‫س ُ‬‫لم ْ‬
‫ح العمال ) ُدعا‍ء! (‪.‬‬ ‫ه صال َ‬ ‫قب ّ َ‬
‫ل الل ُ‬ ‫تَ َ‬

‫) ‪(147/4‬‬

‫ما إذا‪...‬‬ ‫ما؛ أ ّ‬ ‫‪ -145‬أ ّ‬


‫ما( المشددة الميم حرف شرط وتوكيد‪ ،‬وَتلزم الفاُء جواَبها أبدًا‪ .‬ول‬ ‫· )أ ّ‬
‫ما( وفائها إ ّ‬
‫ل‪:‬‬ ‫َيفصل بين )أ ّ‬
‫ة فكانت لمساكين يعملون في‬ ‫ما السفين ُ‬‫م‪ ،‬نحو قوله تعالى‪? :‬أ ّ‬ ‫أ‪ -‬اس ٌ‬
‫البحر‪.?...‬‬
‫دث?‪.‬‬ ‫ح ّ‬
‫كف َ‬ ‫قهر‪ ،‬وأما السائل فل ت َْنهر‪ ،‬وأما بنعمة َرب ّ َ‬ ‫ما اليتيم فل ت َ ْ‬ ‫?فأ ّ‬
‫الكسول يخسر‪ ،‬أما المجتهد فيربح‪.‬‬
‫ويعرب السم الواقع بين )أما( وفائها على حسب موقعه من العبارة‪ :‬مبتدأ‪ً،‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ‬
‫ما(‬‫ما( على حالته قبل أن تدخل )أ ّ‬ ‫مفعول به‪ ،‬الخ‪ ...‬بتعبير آخر‪" :‬الكلم بعد )أ ّ‬ ‫ً‬
‫عليه"‪:‬‬
‫د‪.‬‬
‫ما خالد ٌ فمجته ٌ‬ ‫خالد ٌ مجتهد ٌ ? أ ّ‬
‫ب‪ -‬أو شرط‪ ،‬نحو ما جاء في التْنزيل العزيز‪:‬‬
‫م لك من أصحاب اليمين?‪.‬‬ ‫ن كان من أصحاب اليمين فسل ٌ‬ ‫ما إ ْ‬ ‫?وأ ّ‬
‫ن كنت جاد ّا ً في كلمك فلي موقف آخر!‬ ‫أما إ ْ‬
‫· )إذا)‪] :((100‬انظر الفقرة ‪.[100‬‬
‫ن معنى الشرط غالبًا‪.‬‬ ‫)إذا( ظرف للمستقبل غالبًا‪ ،‬متضم ٌ‬
‫والماضي في شرطها أو جوابها مستقَبل الزمن‪ ،‬سواء أكان ماضي اللفظ‪ ،‬أم‬
‫حكما ً دون لفظ‪ ،‬وهو المضارع المجزوم بـ )لم( نحو‪:‬‬ ‫ىو ُ‬ ‫ً‬
‫كان ماضيا معن ً‬
‫مشارُبه‬‫ت‪ ،‬وأيّ الناس تصفو َ‬ ‫إذا أنت لم تشرب مرارا ً على القذى ظ ِ‬
‫مئ َ‬
‫ومن أحكام فعل جواب )إذا( ]حين يكون ماضيا ً متصرفا ً مجردا ً من )قد(‬
‫ن كان ماضيا ً في‬ ‫و)ما( وغيرهما مما يتصل به ويوجب اقترانه بالفاء[ أنه إ ْ‬
‫لفظه )أو حكمه( مستقبل ً في معناه‪ ،‬غير مقصود به وعد أو وعيد‪ ،‬امتنع‬
‫اقترانه بالفاء‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ذب‪ ،‬وإذا وعد أخلف‪ ،‬وإذا اؤُتمن خان‪) ".‬حديث‬ ‫حدث ك َ‬ ‫"آية المنافق ثلث‪ :‬إذا ّ‬
‫شريف(‪.‬‬
‫ما إذا‪...‬‬ ‫·أ ّ‬
‫ى‬
‫ت(‪ ،‬وهذا كلم صحيح مبن ً‬ ‫ت رسب َ‬‫ت‪ ،‬وإذا تقاعس َ‬
‫ت نجح َ‬ ‫يقال مث ً‬
‫ل‪) :‬إذا درس َ‬
‫ى‪.‬‬
‫ومعن ً‬
‫ونلحظ أن جواب )إذا( في العبارتين فعل ماض في لفظه يفيد المستقبل‬
‫في معناه‪ ،‬لذا لم يقترن بالفاء لن القتران ممتنع في هذه الحالة كما بّينا‬
‫آنفًا‪.‬‬
‫ولكن كيف نكمل العبارة التية‪:‬‬
‫ما إذا تقاعست‪(...‬؟‬‫ت نجحت‪ ،‬أ ّ‬ ‫)إذا درس َ‬

‫) ‪(148/1‬‬

‫ت(‬
‫ح أن يقال هنا )رسب َ‬ ‫ما( يقتضي الفاء في الجواب قطعًا‪ ،‬فل يص ّ‬ ‫ن وجود )أ ّ‬ ‫إ ّ‬
‫ً‬
‫ح أيضا أن‬ ‫بل فاء‪ .‬ويمتنع اقتران الفاء بفعل ماض يفيد المستقبل‪ ،‬أي ل يص ّ‬
‫سب‪.‬‬ ‫ت(‪ .‬والصواب هو‪ :‬فتر ُ‬ ‫يقال )فرسب ْ َ‬
‫ه فيقول‬ ‫م ُ‬
‫ه ون َعّ َ‬‫م ُ‬
‫ما النسان إذا ما ابتله َرّبه فأكَر َ‬ ‫وفي التْنزيل العزيز‪? :‬فأ ّ‬
‫قد ََر عليه رزقه فيقول رّبي أهانن? )الفجر ‪15‬‬ ‫َ‬
‫ما إذا ما ابتله ف َ‬ ‫من وأ ّ‬ ‫رّبي أ ْ‬
‫كر َ‬
‫و ‪.(16‬‬
‫ولكن لك طبعا ً أن تقول‪:‬‬
‫ت‬‫سب(‪ ،‬لن )فلعب َ‬ ‫ت فَتر ُ‬‫ت ول َهَوْ َ‬‫ت فل َعِب ْ َ‬‫ما إذا تقاعس َ‬ ‫ت‪ ،‬أ ّ‬
‫ت نجح َ‬ ‫)إذا درس َ‬
‫ف عليه‪.‬‬ ‫ت( جزٌء من جملة الشرط معطو ٌ‬ ‫وَلهو َ‬
‫ت ورود العبارات التية في مقال يتحدث عن العراب وحركاته‪:‬‬ ‫وقد استغرب ُ‬
‫‪" -‬أما إذا تغيرت دللته بعد أداة‪ ،‬استحق النصب!"‬
‫والوجه أن يقال‪ :‬أما إذا‪ ،...‬فيستحق النصب‪.‬‬
‫ما( وسكن‬ ‫ُ‬
‫‪" -‬أما إذا أريد َ له أن يدل على الزمن الماضي‪ ،‬اتصل بـ )لم( أو )ل ّ‬
‫آخره!‪".‬‬
‫والوجه أن يقال‪ :‬أما إذا‪ ،...‬فيتصل بـ‪ ...‬ويسكن آخره‪.‬‬
‫‪" -‬أما إذا قُّيد ذاتيًا‪ ،‬ب ُِني على أخف الحركات وهي الفتحة"!‬
‫والوجه أن يقال‪ :‬أما إذا‪ ،...‬فَُيبنى على أخف الحركات‪...‬‬
‫ه‪ ،‬فأما إذا‬ ‫ف ُ‬‫ض ْ‬
‫· جاء في )اللسان ‪/‬ويل(‪" :‬قال الجوهري‪ ... :‬هذا إذا لم ت ُ ِ‬
‫ت‪ ،‬فليس إل النصب‪"...‬‬ ‫أضف َ‬
‫هنا دخلت الفاء على )ليس( وهي كلمة تدل على نفي الحال )ل الماضي(!‬
‫ت‬‫· وجاء في )مجمع المثال ‪" :(1/130‬قال المنذر‪ :‬أما إذا استثنيت‪ ،‬فلس ُ‬
‫قابل ً منك شيئًا‪"...‬‬
‫· وجاء في )الدب المفرد ‪ ..." :(1/393‬أما إذا أبيتم‪ ،‬فأعطوا الطريق‬
‫قه‪"...‬‬ ‫ح ّ‬
‫هنا دخلت الفاء على فعل أمر‪.‬‬
‫· وجاء في )نفح الطيب ‪:(6/66‬‬
‫أما إذا استنجدتني من بعد ما ركدت لما جنت الخطوب رياحي‬
‫ت سلحي‬ ‫طرح ُ‬ ‫فإليكها مهزولة وأنا امرؤ قررت عجزي وا ّ‬
‫· وجاء في )صبح العشى ‪" :(1/307‬أما إذا أبيت‪ ،‬فإني أحببت علي ّا ً على‬
‫سوِّية‪"...‬‬ ‫سمه بال ّ‬ ‫عدله في الرعية وقَ ْ‬
‫هنا دخلت الفاء على جملة اسمية‪.‬‬

‫) ‪(148/2‬‬
‫ضعَ السجع في مواضعه من الكلم‪ ،‬فل‬ ‫· وجاء في )اللسان ‪/‬كفأ(‪" :‬فأما إذا وَ َ‬
‫م فيه‪"...‬‬
‫ذ ّ‬
‫ه المتواخين خيرا ً‬‫· وجاء في )جمهرة خطب العرب ‪" :(2/401‬أما إذا جزى الل ُ‬
‫ه عني أفضل الجزاء‪"...‬‬ ‫بفضل تواصلهما‪ ،‬فجزاك الل ُ‬
‫ل ماض‪ ،‬يفيد المستقبل في معناه‪ ،‬لكنه يفيد الدعاء‪:‬‬ ‫هنا دخلت الفاء على فع ٍ‬
‫عد(‪ ،‬لن الدعاء بنوعيه )بالخير والشر( يندرج تحت الوعد أو‬ ‫أي مقصود به )وَ ْ‬
‫الوعيد‪ ،‬ولهذا جاز اقتران هذا الفعل الماضي بالفاء‪.‬‬

‫) ‪(148/3‬‬

‫‪ -146‬حالت خاصة لجواب الشرط‬


‫ل‪ :‬جواز عدم اقتران جواب الشرط بالفاء ‪ -‬حين يكون جملة اسمية ‪ -‬إذا‬ ‫أو ً‬
‫كان فعل الشرط ماضيًا‪ .‬ذكرنا في الفقرة )‪ (100‬الحالت التي يجب فيها‬
‫اقتران جواب الشرط بالفاء‪ .‬ومن هذه الحالت أن يكون الجواب جملة‬
‫ح فالصفح أفضل‪.‬‬ ‫ن تصف ْ‬ ‫اسمية‪ ،‬نحو‪ :‬إ ْ‬
‫ولكن يجوز عدم اقتران الجواب بالفاء إذا كان فعل الشرط ماضيًا‪.‬‬
‫ن به الرحمن من وجوه العراب‬ ‫م ّ‬‫قال المام العكبري في كتابه‪) :‬إملء ما َ‬
‫هم إنكم‬ ‫مو ُ‬
‫ن أطعت ُ ُ‬
‫والقراءات في جميع القرآن ‪" :(1/260‬قوله تعالى‪...? :‬وإ ْ‬
‫ن إذا كان الشرط بلفظ‬ ‫س ٌ‬‫ح َ‬ ‫لمشركون?‪ .‬حذف الفاء من جواب الشرط‪ ،‬وهو َ‬
‫الماضي‪ ،‬وهو هنا كذلك‪ ،‬وهو قوله‪) :‬وإن أطعتموهم(‪".‬‬
‫ت أنت فائز‪.‬‬ ‫ن اجتهد َ‬ ‫ت فائز إ ِ‬ ‫ت فأن َ‬ ‫ن اجتهد َ‬ ‫إ ِ‬
‫فك‪.‬‬‫ح حلي ُ‬ ‫فك إن لم تتقاعس النجا ُ‬ ‫ح حلي ُ‬ ‫ن لم تتقاعس فالنجا ُ‬ ‫إ ْ‬
‫ثانيا‪ :‬جواز عدم اقتران جواب الشرط بالفاء ‪ -‬حين يكون ِفعل أمر ‪ -‬إذا كان‬ ‫ً‬
‫فعل الشرط ماضيًا‪.‬‬
‫ن الله ع ّ‬
‫ظم‬ ‫‪ -‬قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ]تاريخ الطبري ‪" :[4/94‬إ ّ‬
‫وا لهم‪.‬‬ ‫وا؛ مادمتم في شك أجيزوهم وفُ ْ‬ ‫ف ْ‬ ‫الوفاء‪ ،‬فل تكونون أوفياَء حتى ت َ ُ‬
‫صام )مجلة مجمع دمشق ‪(58/4/833‬‬ ‫علق الناقد اللغوي الكبير صبحي الب ّ‬
‫ذف الفاء من )أجيزوهم( من الفصيح‪".‬‬ ‫على قول ابن الخطاب بقوله‪" :‬وح ْ‬
‫كر هنا بأن )مادام( مصدرية شرطية![‬ ‫]نذ ّ‬
‫‪ -‬وجاء في )نفح الط ّْيب ‪:(1/485‬‬
‫ل َ‬
‫شّر‬ ‫ن بك ّ‬ ‫شْر بخيرٍ أول‪ ،‬فأيق ْ‬ ‫مّنا أب ِ ِ‬
‫ت ِ‬
‫ن كن َ‬ ‫إ ْ‬
‫ثالثًا‪ :‬جواز الجزم والرفع في جواب الشرط ‪ -‬حين يكون فعل ً مضارعا ً إذا‬
‫كان فعل الشرط ماضيًا‪.‬‬
‫يقول الشيخ مصطفى الغلييني في كتابه )جامع الدروس العربية ‪:(2/200‬‬
‫ن‪ ،‬والجزم أحسن!"‬ ‫س ٌ‬‫"الرفْعُ ح َ‬
‫ف إليهم أعمالهم?‪ ،‬بجزم‬ ‫من كان يريد زينة الحياة الدنيا ن ُوَ ّ‬ ‫‪ -‬قال تعالى‪َ ? :‬‬
‫جواب الشرط‪.‬‬
‫سلمى‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫‪ -‬ومن الرفع قول زهير بن أبي ُ‬
‫م‬
‫سغبةٍ يقول ل غائب مالي ول حر ُ‬ ‫م ْ‬‫م َ‬ ‫ل يو َ‬ ‫ن أتاه خلي ٌ‬ ‫وإ ْ‬
‫‪ -‬وقول عروة بن الورد‪:‬‬

‫) ‪(149/1‬‬
‫مت َن َظ ّرِ‬
‫ل الغائب ال ُ‬ ‫ف أه ِ‬ ‫شو ّ َ‬ ‫دوا ل يأمُنون اقترابه ت َ َ‬ ‫ن ب َعُ ُ‬‫وإ ْ‬
‫‪ -‬وقول أحمد شوقي‪:‬‬
‫ك بيني وبينها أشياُء‬ ‫ن لم ت َ ُ‬‫ل عني كأ ْ‬ ‫مي ُ‬ ‫ن رأتني ت َ ِ‬ ‫إ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م!‬ ‫قم أقُ ْ‬
‫م ‪ /‬أقو ُ‬ ‫م؛ إن لم ت َ ُ‬ ‫ت أقُ ْ‬
‫م ‪ /‬أقو ُ‬ ‫م َ‬‫ن قُ ْ‬ ‫‪-‬إ ْ‬

‫) ‪(149/2‬‬

‫ن( المكسورة الخفيفة‬ ‫‪ -147‬أحكام )إ ْ‬


‫ه‪:‬‬ ‫َ‬
‫ج ٍ‬‫ن( على أوْ ُ‬ ‫ترِد ُ )إ ْ‬
‫ح(‪ .‬ونلحظ أن الجواب ‪/‬‬ ‫س تنج ْ‬ ‫ن َتدُر ْ‬ ‫شرطية‪ ،‬نحو‪) :‬إ ْ‬ ‫‪ -1‬أّولها‪ :‬أن تكون َ‬
‫ق‬ ‫ّ‬
‫معل ٌ‬ ‫ب عن الشرط )تدرس(‪ .‬بعبارة أخرى‪ ،‬النجاح ُ‬ ‫سب ّ ٌ‬
‫م َ‬ ‫الجزاء‪ ،‬أي )تنجح( ُ‬
‫على تحقيق الدراسة‪.‬‬
‫فْر لهم?‪.‬‬ ‫ن ي َن ْت َُهوا ي ُغْ َ‬
‫د?؛ ?إ ْ‬ ‫ودوا ن َعُ ْ‬ ‫ن َتع ْ‬‫· وفي التْنزيل العزيز‪? :‬وإ ْ‬
‫ً‬
‫ن( الشرطية‪ ،‬فُتدغم فيها النون نطقا وكتابة؛‬ ‫· ويكثر وقوع )ما( الزائدة بعد )إ ْ‬
‫قلْ‬‫ن عندك الك ِب ََر أحدهما أو كلهما فل ت َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ما ي َب ْلغ ّ‬ ‫كقوله تعالى في الوالدين‪? :‬إ ّ‬
‫كدة بـ )ما(‪.‬‬ ‫ن( المؤ ّ‬ ‫ْ‬ ‫)إ‬ ‫الصورة‪:‬‬ ‫مى في هذه‬ ‫ف‪ ?...‬وتس ّ‬ ‫لهما أ ُ ّ‬
‫ل الشرط‪ ،‬أو جواب الشرط‪ ،‬أو‬ ‫· ملحظة‪ :‬هنالك حالت ُيحذف فيها فع ُ‬
‫م بخير‬ ‫ن( المرَدفة بـ )ل(‪ ،‬نحو‪ :‬تكل ْ‬ ‫ل‪ُ :‬يحذف فعل الشرط بعد )إ ْ‬ ‫كلهما‪ .‬فمث ً‬
‫ت )أي‪ :‬وإل تتكلم بخير فاسكت(‪.‬‬ ‫وإل ّ فاسك ُ ْ‬
‫شرطها( جواب! وليس‬ ‫شرطية معترضة()‪ (1‬ول يكون )ل َ‬ ‫‪ -2‬ثانيها‪ :‬أن تكون ) َ‬
‫ب أمر على‬ ‫المراد بـ )الشرط( هنا حقيقة )التعليق(‪ ،‬لن التعليق يقتضي َترت ّ َ‬
‫أمر )كما في إن تدرس تنجح(‪.‬‬
‫وفيما يلي بعض المثلة‪:‬‬
‫· قال أبو العلء المعّري‪:‬‬
‫ت بما لم تستط ِْعه الوائ ُ‬
‫ل‬ ‫ت الخيَر زماُنه ل ٍ‬ ‫ن كن ُ‬ ‫وإني وإ ْ‬
‫س الخليل‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫· وقال ابن الرومي متحدثا ُعن ُأن ْ ِ‬
‫خْلقا جديدا‬ ‫ً‬ ‫ل إذا زارني كأني أْنشأ َ‬ ‫ل أظ ّ‬ ‫خلي ٌ‬
‫ن كُثر المؤنسون‪ -‬ما غاب عني‪ ،‬وحيدا ً فريدا‬ ‫أراني‪-‬وإ ْ‬
‫ن إل حميدا‬ ‫ه‬ ‫من‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ب‬ ‫بل َوت سجاياه في النائبات فلم أ َ‬
‫ْ ِ ُ ّ‬ ‫ْ ُ‬
‫طوال غيابه عني‪[.‬‬ ‫ن( حالية‪ .‬ما غاب عني = َ‬ ‫ْ‬ ‫)إ‬ ‫قبل‬ ‫])الواو(‬
‫ن كُثر ماُله‪ -‬بخيل‪.‬‬ ‫· الحريص‪ -‬وإ ْ‬
‫ت من‬ ‫ن لم يسقط منها أوراق وأبواب بتمامها‪ -‬قد عَرِي َ ْ‬ ‫· هذه النسخة‪ -‬وإ ْ‬
‫سمات الصالة‪.‬‬
‫ب ابني وإن عصاني‪.‬‬ ‫ُ‬
‫· أح ّ‬
‫ت آثاره‪.‬‬ ‫ن بقي َ ْ‬ ‫· ذلك دوٌر مضى‪ ،‬وإ ْ‬
‫ن( بالمعنى المذكور تقول عنها بعض المراجع أنها بمعنى )لو(؛‬ ‫ملحظة‪) :‬إ ْ‬
‫ْ‬
‫ن أهان َك[‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مه وإ ْ‬ ‫فقد جاء في معجم )متن اللغة(‪] :‬وتكون بمعنى )لو(‪ ،‬نحو أكرِ ْ‬

‫) ‪(150/1‬‬
‫والمراد بـ )لو( هنا )لو الوصلية( أي حين تكون حرف وصل لتقوية المعنى‪،‬‬
‫صل بعض الكلم ببعض‪ ،‬نحو قوله تعالى‪:‬‬ ‫وو ْ‬
‫ُ‬
‫?‪ ...‬ل نشتري به ثمنا ولو كان ذا قْربى? )المائدة ‪.(106‬‬ ‫ً‬
‫ن لنا ولو كنا صادقين? )يوسف ‪.(17‬‬ ‫مؤم ٍ‬ ‫تب ُ‬ ‫?‪ ...‬وما أن َ‬
‫وفيما يلي مزيد من المثلة‪:‬‬
‫جاء في )المعجم الوسيط ‪/‬بنو(‪:‬‬
‫ن ن ََز ْ‬
‫ل‪.‬‬ ‫ن البن وإ ْ‬ ‫البن‪ :‬اب ُ‬
‫وجاء فيه )لو(‪:‬‬
‫ْ‬
‫ش وي َطرب‬ ‫ت صدى ليلى ي َهِ ّ‬ ‫ة ِلصو ِ‬ ‫م ً‬‫ت رِ ّ‬‫ن كن ُ‬ ‫ل صدى صوتي وإ ْ‬ ‫ل َظ َ ّ‬
‫ة بمعنى )ما(‪ ،‬وتدخل‪:‬‬ ‫مل ً‬‫مه َ‬‫‪ -3‬ثالثها‪ :‬أن تكون نافية ُ‬
‫ْ‬
‫ن سعيد ٌ إل شاعر‪? .‬إن الكافرون إل في‬ ‫أ‪ -‬على الجمل السمية‪ ،‬نحو‪ :‬إ ْ‬
‫غرور?‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫ب‪ -‬على الجمل الفعلية‪ ،‬نحو‪? :‬إن يقولون إل كذبا?‪ .‬و ?إن أردنا إل‬
‫سنى?‪.‬‬ ‫ح ْ‬ ‫ال ُ‬
‫ً‬
‫‪ -4‬رابعها‪ :‬أن تكون نافية تعمل عمل )ليس(‪ ،‬نحو‪ :‬إن أحد ٌ خيرا من أحدٍ إل‬
‫بالعافية‪ .‬أي‪ :‬إل بكثرة ضيوفه‪) .‬العافية( جمع )العافي( وهو الضيف‪.‬‬
‫صْرف الذى‪.‬‬ ‫أو‪ :‬إل بدْفع المكروه و َ‬
‫ن(‪ -‬فتكون للتوكيد‪ -‬في هذه الحال‬ ‫ففة من )إ ّ‬ ‫مخ ّ‬ ‫‪ -5‬خامسها‪ :‬أن تكون ُ‬
‫ُتهمل‪ ،‬أي‪ :‬ل تعمل‪ ،‬ويؤتى بعدها في الكلم بلم ٍ تسمى )اللم الفارقة(‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ن نظّنه لمن الناجحين‪.‬‬ ‫د‪ ،‬وإ ْ‬ ‫ن خالد ٌ لمجته ٌ‬ ‫إ ْ‬
‫‪ -6‬سادسها‪ :‬أن تكون زائدة‪ ،‬وتدخل على الجمل السمية والفعلية‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ن جاء زهير حتى انصرف‪.‬‬ ‫ما إ ْ‬
‫وقول الشاعر‪:‬‬
‫ة آخرينا‬ ‫َ‬
‫ن ولكن منايانا ود َوْل ُ‬ ‫جب ْ ٌ‬‫ن ط ِّبنا ُ‬ ‫فما إ ْ‬
‫]ط ِّبنا= عادتنا[‬
‫‪ -7‬سابعها‪ :‬أن تكون بمعنى )إذا(‪ ،‬نحو قوله تعالى‪? :‬يا أيها الذين آمنوا ل‬
‫كفر على اليمان‪) ?...‬التوبة‬ ‫حّبوا ال ُ‬‫ست َ َ‬‫نا ْ‬ ‫تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إ ِ‬
‫‪.(23‬‬
‫ً‬
‫‪ -8‬ثامنها‪ :‬أن تكون للتفصيل‪ ،‬فل تجزم ول تعمل شيئا‪ ،‬وإنما تفيد التفصيل‪،‬‬
‫نحو‪:‬‬
‫ل إذا قيل ؟‬ ‫ن كذبا ً فما اعتذارك من قو ٍ‬ ‫صدقا َ وإ ْ‬ ‫ن)‪ِ (2‬‬ ‫‪ -‬قد قيل ما قيل إ ْ‬
‫ن ماشيًا‪.‬‬ ‫ن راكبا ً وإ ْ‬ ‫سرعا ً إ ْ‬ ‫م ْ‬‫سْر ُ‬ ‫‪ِ -‬‬
‫ن غائبًا‪.‬‬ ‫ن حاضرا ً وإ ْ‬ ‫حإ ْ‬ ‫ممتد ٌ‬ ‫‪ -‬زهير ُ‬
‫ن في الخارج‪.‬‬ ‫‪ -‬هذه البضاعة رائجة إن في الداخل وإ ْ‬

‫) ‪(150/2‬‬

‫ن معنى حرف‬ ‫م ٍ‬
‫ونة من )اسم شرط( متض ّ‬ ‫رد أيضا ً في الجمل المك ّ‬‫وهي ت ِ‬
‫ن( من غير ذكرٍ صريح لهذا الحرف‪.‬‬ ‫الشرط )إ ْ‬
‫ن(‪ ،‬وأسماء الشرط‪،‬‬ ‫]من المعلوم أن أدوات الشرط هي‪ :‬حرف الشرط )إ ْ‬
‫من‪ ،‬ما‪ ،‬متى‪ ،‬حيثما‪[.‬‬ ‫ومنها‪َ :‬‬
‫دل منه( ظهر مع‬ ‫صل مجمل اسم الشرط )المب َ‬ ‫ً‬
‫فإذا اقتضى المر )بدل( يف ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن( ليوافق المبدل المبدل منه في تأدية المعنى‪ ،‬نحو‪:‬‬‫البدل حرف الشرط )إ ْ‬
‫ه‪ .‬الصل قبل‬ ‫مل ْ ُ‬
‫ن عَد ُوّ أجا ِ‬ ‫ن صديقٌ وإ ْ‬ ‫ن ُيجامْلني إ ْ‬ ‫م ْ‬‫· الشرط للعاقل‪َ :‬‬
‫ن(‬
‫م ْ‬
‫من يجاملني أجامله(‪ .‬فكلمة )صديق( بدل تفصيل من ) َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫التفصيل‪َ ) :‬‬
‫ن( للتفصيل‪.‬‬ ‫الشرطية‪ ،‬و)إ ْ‬
‫سك‪.‬‬ ‫نف‬ ‫به‬ ‫ر‬ ‫تتأث‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫رديئ‬ ‫وإن‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫جيد‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫· الشرط لغير العاقل‪ :‬ما تقرأ ْ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫فكلمة )جيدًا( بدل من كلمة )ما(‪ ،‬و)إن( للتفصيل‪.‬‬
‫ن بعد غد أسعد ْ بلقائك‪.‬‬ ‫ن غدا ً وإ ْ‬ ‫· الشرط الدال على الزمان‪ :‬متى تُزْرني إ ْ‬
‫ن( للتفصيل‪.‬‬ ‫فكلمة )غدًا( بدل من )متى(‪ ،‬و)إ ْ‬
‫ن فوق‬ ‫ن فوق الكرسي وإ ْ‬ ‫سإ ْ‬ ‫· الشرط الدال على المكان‪ :‬حيثما تجل ْ‬
‫ن( للتفصيل‪.‬‬ ‫الريكة تجد ْ راحة‪ .‬فكلمة )فوق( بدل من )حيثما(‪ ،‬و)إ ْ‬
‫§ مصادر البحث‪:‬‬
‫· )النحو الوافي( لعباس حسن‪.4/434 ،‬‬
‫· )جامع الدروس العربية( للشيخ مصطفى الغلييني‪.2/193 ،‬‬
‫· )الكفاف( ليوسف الصيداوي‪.418 ،‬‬
‫صل ِّية(‪ ،‬وقيل إن معناها )التعميم( ل )التعليق(‪.‬‬ ‫)‪ (1‬وقيل إنها )وَ ْ‬
‫ن( الشرطية‪،‬‬ ‫)‪ (2‬كثيرا ً ما ُتحذف )كان( هي واسمها ويبقى خبرها بعد )إ ْ‬
‫و)لو( التي للتقليل‪.‬‬
‫قول صدقا ً وإن كان كذبًا‪...‬‬ ‫م ُ‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫كان‬ ‫ن‬
‫فالصل هنا‪ ... :‬إ ْ‬
‫‪ ...‬إن كنت راكبا ً وإن كنت ماشيًا‪...‬‬
‫‪ ...‬إن كان حاضرا ً وإن كان غائبًا‪...‬‬
‫س )ما‬
‫م ُ‬ ‫مل ْت َ َ‬‫س ولو خاتما ً من حديد‪ .‬والتقدير‪ :‬ولو كان ال ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وفي الحديث‪ :‬الت ِ‬
‫سه( خاتما ً من حديد‪.‬‬ ‫م ُ‬
‫تلت ِ‬

‫) ‪(150/3‬‬

‫ن( بعد فعل القول؟‬ ‫سر همزة )إ ّ‬ ‫‪ -148‬متى ُتك َ‬


‫َ‬
‫ن تقع مع معمولْيها )أي‬ ‫ن( في موضع واحد هو‪ :‬أ ْ‬ ‫ل‪ :‬يجب فتح همزة )إ ّ‬ ‫أو ً‬
‫اسمها وخبرها( جزءا ً من جملة مفتقرة إلى اسم مرفوع‪ ،‬أو منصوب‪ ،‬أو‬
‫مجرور‪ ،‬ول سبيل للحصول على ذلك السم المطلوب إل من طريق مصدر‬
‫سّرني أنك باّر أهَلك( ل نجد فاعل ً‬ ‫ن( مع معموليها‪ .‬ففي مثل‪َ ) :‬‬ ‫ك من )أ ّ‬ ‫سبو ٍ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫سّر( مع حاجة كل فعل إلى فاعل‪ .‬ول وسيلة هنا للوصول إليه‬ ‫صريحا للفعل ) َ‬ ‫ً‬
‫ك‬‫سّرني ب ِّر َ‬ ‫َ‬ ‫التقدير‪:‬‬ ‫فيكون‬ ‫معموليها‪،‬‬ ‫مع‬ ‫ن(‬
‫ّ‬ ‫)أ‬ ‫من‬ ‫ول‬ ‫ّ‬ ‫مؤ‬ ‫سْبك مصدر‬ ‫إل ب َ‬
‫أهَلك‪.‬‬
‫ت سفرك‬ ‫علمت أنك مسافر علم ُ‬
‫ن صديقي مريض تألمت من مرض صديقي‬ ‫ت من أ ّ‬ ‫تألم ُ‬
‫]انظر )النحو الوافي ‪.(1/642‬‬
‫ب كسر همزتها‪،‬‬ ‫ج َ‬
‫ن( ومما بعدها مصدر‪ ،‬وَ َ‬ ‫سبك من )أ ّ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫حأ ْ‬ ‫ص ّ‬ ‫ثانيًا‪ :‬إذا لم ي َ ِ‬
‫نحو‪:‬‬
‫ن رب ّك ليحكم بينهم?‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫?إ ّ‬
‫َ‬
‫ن في ذلك لعِْبرة?‪.‬‬ ‫?إ ّ‬
‫ً‬
‫مبينا?‪.‬‬ ‫ً‬
‫?إنا فتحنا لك فتحا ُ‬
‫قول‬ ‫م ُ‬ ‫ثالثًا‪ :‬إذا كان الكلم بعد فعل )القول( أو مشتقاته يحكي)َيروي( ن َ ّ‬
‫ص ال َ‬
‫ن(‪ ،‬نحو‪? :‬قال إني عبد الله?‪.‬‬ ‫سر همزة )إ ّ‬ ‫بك ْ‬ ‫ج َ‬ ‫بلفظه‪ ،‬وَ َ‬
‫?قال إنه يقول إنها بقرة ٌ صفراء?‪.‬‬
‫ن هذا نص كلم سيدنا موسى‪ ،‬و)إنها بقرة صفراء(‬ ‫فتعبير )إنه يقول( يعني أ ّ‬
‫نص كلم رّبه تعالى‪.‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫م قلي ُ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫الكرا‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫إ‬ ‫لها‪:‬‬ ‫فقلت‬ ‫دنا‬
‫ُ‬ ‫عدي‬ ‫ٌ‬
‫ل‬ ‫ت ُعَي ُّرنا أّنا قلي‬
‫سر همزة )إن(‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫· أما إذا كان )القول( بمعنى الظن فل تك َ‬
‫)أتقول المراصد أن الجوّ بارد في السبوع المقبل؟( أي‪ :‬أتظن ذلك؟‬
‫ة مفعولها‪ ،‬نحو‪:‬‬‫م حكاي َ‬
‫ن( بعد )قال( إذا لم ي ُرِدِ المتكل ُ‬ ‫‪ -‬وكذلك ُتفتح همزة )أ ّ‬
‫قال القاضي أّنه يوافق على مقترحات المحامي‪.‬‬
‫ولكن‪ :‬قال القاضي‪ :‬إني أوافق على مقترحات المحامي‪.‬‬
‫شعر‪.‬‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ُ‬
‫‪ -‬لننظر في هذه العبارة‪ :‬قال اني أح ّ‬
‫شعر‪.‬‬‫ص كلمه‪ ،‬أي هو ُيحب ال ّ‬ ‫ت همزة )إّني(‪ ،‬فالمعنى أن هذا هو ن َ ّ‬ ‫إذا كسر َ‬
‫وإذا فتحتها‪) :‬أّني(‪ ،‬كان معنى كلمك أنه قصد أنك أنت تحب الشعر‪.‬‬

‫) ‪(151/1‬‬

‫· تأتي الباء بعد فعل )قال( ومشتقاته إذا كان المقصود به العتقاد أو الرأي‪،‬‬
‫نحو‪:‬‬
‫ن الكون يتمدد(‪ ،‬أي‪ :‬يقولون بتمدد الكون‪ ،‬هم ي ََرْون‬ ‫)يقول بعض العلماء بأ ّ‬
‫ذلك‪ ،‬يعتقدونه‪.‬‬
‫فضلى!(‬ ‫ن النظرية الفلنية هي ال ُ‬‫ن بأ ّ‬
‫)يقول فل ٌ‬
‫ت الحكاية‪ :‬وهي نقل الجملة‬ ‫ن( بعد القول إذا قصد َ‬‫والخلصة‪ :‬تكسر همزة )إ ّ‬
‫بلفظها‪.‬‬
‫ن( بعد القول إذا لم تقصد الحكاية!‬ ‫وتفتح همزة )أ ّ‬

‫) ‪(151/2‬‬

‫‪ -149‬دخول حروف الجر على )حيث(‬


‫) حيث( ظرف مكان مبني على الضم‪ .‬هذا هو المشهور‪ .‬ومما جاء في‬
‫)المعجم الكبير( الذي يصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة‪:‬‬
‫"حيث‪ :‬أشهر استعمالتها أن تكون ظرف مكان‪ ،‬يضاف إلى الجملة السمية‬
‫ة أم منفّية‪ .‬وتكون مجرورة أو‬ ‫أو الفعلية‪ ،‬وإلى الفعلية أكثُر‪ ،‬سواء أكانت مثب َت َ ً‬
‫من‪ ،‬الباء‪ ،‬في‪ ،‬إلى؛ أو إذا كانت مضافا ً‬ ‫جر‪ِ :‬‬‫مب ِْنية في محل جر بعد حروف ال ّ‬ ‫َ‬
‫إليه بعد )لدى(‪".‬‬
‫§ فمثال إضافتها إلى جملة فعلية مثبتة‪:‬‬
‫غدًا? )البقرة ‪.(58‬‬‫?فَك ُُلوا منها حيث شئتم َر َ‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫ل‬
‫جعَ ِ‬ ‫س َ‬
‫ك فا ْ‬ ‫ف َ‬
‫سه ففي صالح الخلق ن ْ‬ ‫ل نف َ‬ ‫وما المرء إل حيث َيجع ُ‬
‫§ ومثال إضافتها إلى جملة فعلية منفية‪:‬‬
‫?وأتاهم العذاب من حيث ل يشعرون? )النحل ‪.(26‬‬
‫مخرجا ً ويرُزْقه من حيث ل يحتسب? )الطلق ‪.(3‬‬ ‫ل له َ‬‫ه يجع ْ‬‫ق الل َ‬
‫?ومن ي َت ّ ِ‬
‫§ ومثال إضافتها إلى جملة اسمية‪:‬‬
‫مريح‪.‬‬ ‫س ُ‬‫ت حيث الجلو ُ‬ ‫‪ -‬جلس ُ‬
‫م وحيث الجمع مؤتلف‪.‬‬ ‫‪ -‬هنا تطيب الحياة حيث الشمل ملتئ ٌ‬
‫مفرد ٌ )أي ما ليس جملة( فهو مبتدأ محذوف الخبر‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫فإن َتلها ُ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫)مكثنا حيث الظل(‪ ،‬أي مكثنا حيث الظل ممتد‪.‬‬
‫ث‬
‫ُ‬ ‫وحي‬ ‫ِ‬ ‫ء‬ ‫الهدو‬ ‫ث‬
‫ُ‬ ‫حي‬ ‫م‬
‫ٌ‬ ‫مقي‬ ‫ومن النحاة الكبار من يجّر هذا المفرد‪ ،‬نحو‪ :‬أنا‬
‫ن‪.‬‬‫الطمئنا ِ‬
‫ة مسموعة فصيحة‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬ ‫جتُهم أمثل ٌ‬ ‫ح ّ‬ ‫و ُ‬
‫َ‬
‫ي العمائم ِ‬ ‫ثل ّ‬ ‫حبا بعد ضربهم ب ِب ِْيض المواضي حي ُ‬ ‫ويطعنهم تحت ال ُ‬
‫وقد أجاز مجمع القاهرة قياسية إضافة )حيث( إلى السم المفرد‪ ،‬على أن‬
‫دها‪.‬‬ ‫جّر ما بع َ‬ ‫يُ َ‬
‫ث‪:‬‬ ‫من حي ُ‬ ‫· ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وَرد َ هذا التركيب كثيرا في التْنزيل العزيز‪ .‬وقد ذكرنا آنفا مثالين من سورتي‬
‫النحل والطلق‪.‬‬
‫وفيما يلي أمثلة أخرى‪:‬‬
‫رجوهم من حيث أخرجوكم? )البقرة ‪.(191‬‬ ‫?وأ َ ْ‬
‫خ ِ‬
‫?إنه يراكم هو وقبيُله من حيث ل َتروَنهم? )العراف ‪.(27‬‬
‫جهم من حيث ل يعلمون? )العراف ‪.(182‬‬ ‫?سنستدرِ ُ‬
‫قال أبو العتاهية‪:‬‬
‫حذ َُر‬ ‫َ‬
‫ث يَ ْ‬ ‫ن اللهِ من حي ُ‬ ‫من ِهِ وينجو بإذ ِ‬
‫وقد يهِلك النسان من باب أ ْ‬
‫ث‪:‬‬‫· بحي ُ‬

‫) ‪(152/1‬‬

‫حطيئة )توفي ‪ 45‬هـ‪ 665/‬م(‪:‬‬ ‫§ قال ال ُ‬


‫حداُء‬ ‫ستمعُ ال ُ‬‫ت بحيث ي ُ ْ‬ ‫حد َوْ ُ‬‫سبا ولكن َ‬ ‫ً‬ ‫ح َ‬‫م لكم َ‬ ‫م أشت ُ ْ‬ ‫فَل َ ْ‬
‫§ وجاء في كتاب )دلئل العجاز( للمام عبد القاهر الجرجاني )‪ 474‬هـ(‪:‬‬
‫هم‬‫ن قلبه قلب ل يخامره الذعر ول يدخله الّروع‪ ،‬بحيث ي َُتو ّ‬ ‫ص ‪ ..." :425‬وأ ّ‬
‫أنه السد بعينه‪".‬‬
‫قص عن السد‪".‬‬ ‫ً‬
‫ص ‪ ..." :427‬رأيت رجل هو من الشجاعة بحيث ل ي َن ْ ُ‬
‫شَبه وكوَنه بحيث ل َيتمّيز‬ ‫ص ‪ ..." :448‬إن الستعارة‪ ،‬ل ََعمري‪ ،‬تقتضي قوةَ ال ّ‬
‫ه عن المشّبه به‪".‬‬ ‫شب ّ ُ‬‫الم َ‬
‫وتكرر هذا الستعمال كثيرا ً في هذا الكتاب‪...‬‬
‫§ وجاء في )رسائل إخوان الصفا ‪] (3/33‬من القرن الرابع الهجري[‪:‬‬
‫مهم بحيث أنهم ل يفقهون أمر المعاد‪".‬‬ ‫"‪ ...‬بل إنما ذ ّ‬
‫§ وجاء في )أساس البلغة ‪/‬عقب( ]توفي الزمخشري ‪ 538‬هـ(‪:‬‬
‫سداد والصحة بحيث‬ ‫حصًا‪ ،‬يعني أنه من ال ّ‬ ‫ف ّ‬ ‫قبا ً أي ُ‬
‫مت َ َ‬ ‫مت َعَ ّ‬
‫"ولم أجد من قولك ُ‬
‫قب‪".‬‬ ‫ل يحتاج إلى ت َعَ ّ‬
‫ث‪:‬‬
‫· في حي ُ‬
‫§ جاء في )نهج البلغة ‪ (177/‬تحقيق المام محمد عبده‪:‬‬
‫علم ذاته‬
‫ل ِ‬‫مضت مداخل العقول في حيث ل تبل ُُغه الصفات ِلتناوُ ِ‬ ‫"وغَ ُ‬
‫سبحانه‪".‬‬
‫مة المقدسي )‪ 689‬هـ(‪:‬‬ ‫ُ‬
‫§ وجاء في )المغني ‪ (6/133‬للمام ابن قدا َ‬
‫صل إل في حيث يحتاج إلى مؤنة كثيرة‪"...‬‬ ‫"‪ ...‬وقد يكون الصبغ ل يح ّ‬
‫§ وجاء في )الغاني ‪:(13/37‬‬
‫حباشة السدي؛ فقال‪:‬‬ ‫سهَّية أنه هجا ُ‬ ‫"روى ابن العرابي عن أرطأة َ بن ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ه إذ كان ما كانا‬ ‫ة أني غيُر تارك ِهِ حتى أذ َل ّل َ ُ‬ ‫حباش َ‬ ‫أب ْل ِغْ ُ‬
‫‪........... ...........‬‬
‫ث يلقانا"‬‫ُ‬ ‫حي‬ ‫في‬ ‫يحبسنا‬ ‫ّ‬ ‫ق‬ ‫والح‬ ‫وزنا‬ ‫يجا‬
‫ُ ِ‬ ‫ما‬ ‫حتى‬ ‫حِبس الحقّ‬ ‫قد ن َ ْ‬
‫§ وجاء في )نفح الطيب ‪:(1/652‬‬
‫"قال أبو القاسم العطار‪ ،‬أحد أدباء إشبيلية وُنحاِتها‪:‬‬
‫جمالها وبلوغ نفسي منتهى آمالها‬ ‫شّية في ُرواء َ‬ ‫ما كالعَ ِ‬
‫ي رحالها‬
‫مط ِ ّ‬
‫ت َ‬‫شد ّ ْ‬‫سنا والشمس قد َ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫شرِقَ َ‬‫م ْ‬
‫ت شمس الرض ُ‬ ‫ما شئ ُ‬
‫ً‬
‫في حيث تنساب المياه أراقما وت ُعِْيرك الفياُء ب ُْرد َ ظللها"‬
‫ث‪:‬‬‫· إلى حي ُ‬
‫§ جاء في )أساس البلغة ‪/‬أرب(‪:‬‬

‫) ‪(152/2‬‬

‫شئت‪".‬‬ ‫ب إلى حيث ِ‬ ‫حق بمآربك من الرض‪ ،‬أي اذه ْ‬ ‫"يقولون‪ :‬أ َل ْ ِ‬
‫§ وجاء فيه )ثني(‪:‬‬
‫جعه إلى حيث جاء‪".‬‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫إذا‬ ‫وجهه‪،‬‬ ‫"ثنيت فلنا ً على‬
‫§ وجاء فيه )خوص(‪ :‬قال ذو الرمة‪:‬‬
‫عناق الواعس‬ ‫ل ما بين شارٍع إلى حيث حادت عن َ‬ ‫ك الجا َ‬ ‫مراعات َ ِ‬ ‫ُ‬
‫§ وقال إبراهيم بن هرمة )‪ 176‬هـ(‪:‬‬
‫سالت به شعبة الوفاء إلى حيث انتهى السهل وانتهى الجبل‬
‫§ وقال إبراهيم بن العباس الصولي )‪ 243‬هـ(‪:‬‬
‫وذه دائما ً بالقرآن وأرمي بط َْرفي إلى حيث ح ْ‬
‫ل‬ ‫ُ‬
‫أعَ ّ‬
‫ل فلم يرتح ْ‬
‫ل‬ ‫فأضحت يدي قصدها واحد ٌ إلى حيث ح ّ‬
‫ث‪:‬‬
‫حي ْ ُ‬
‫· لِ َ‬
‫§ قال الْعرجي )‪ 120‬هـ(‪:‬‬ ‫َ‬
‫ب في الهوى مثل‬ ‫ح ّ‬ ‫ف قد صار لل ُ‬ ‫ت فهو معتر ٌ‬ ‫شئ ِ‬ ‫لحيث ما ِ‬
‫§ وقال أبو نواس ) ت ‪ 198‬هـ(‪:‬‬
‫وصاحب الفرحة مستوفز لحيث ما يبلغه عّني‬
‫ث‪:‬‬ ‫· لدى حي ُ‬
‫سْلمى )أساس البلغة ‪/‬رحل(‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫قال زهير‬
‫م قَ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ث أل ْ َ‬
‫شد ّ ولم يفزع بيوتا ً كثيرة لدى حي ُ‬ ‫ف َ‬
‫شعَم ِ‬ ‫حلها أ ّ‬ ‫ت َر ْ‬
‫ق ُ‬
‫من ِّية‪.‬‬‫أم قشعم‪ :‬ال َ‬
‫ث‪:‬‬ ‫· على حي ُ‬
‫جاء في )نهج البلغة ‪ (185/‬تحقيق المام محمد عبده‪:‬‬
‫ة تحبسها على حيث انتهت من الحدود المتناهية‪".‬‬ ‫فاف ٌ‬ ‫ح هَ ّ‬ ‫"وتحتها ري ٌ‬

‫) ‪(152/3‬‬

‫‪ -150‬جمع السماء والصفات زَِنة )فَعِْيل(‬


‫ً‬
‫ل‪ُ :‬تجمع السماء ِوزان )فعيل( على ‪ 13‬وزنا‪ ،‬منها خمسة أوزان قياسية‪،‬‬ ‫أو ً‬
‫والبقية سماعية‪...‬‬
‫فالقياسية‪:‬‬
‫فُْعلن‪ ،‬نحو‪ :‬قميص قمصان‪ ،‬قضيب قضبان‪ ،‬رغيف‪ ،‬خليج‪ ،‬كثيب‪...‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫من‪...‬‬‫أفُْعل )للمؤنث المعنوي(‪ ،‬نحو‪ :‬طريق أط ُْرق‪ ،‬سبيل أسُبل؛ يمين أي ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سّرة‪...‬‬‫أفِْعلة )للمذكر(‪ ،‬نحو‪ :‬رغيف أرغفة‪ ،‬سرير أ ِ‬
‫َفعائل )للمؤنث المعنوي(‪ ،‬نحو‪ :‬خريق خرائق‪ ) ...‬أي‪ :‬الريح الباردة؛‬
‫شذ ّ )لنه‬ ‫والمنخفض من الرض وفيه نبات بين أرضين ل نبات فيهما!(‪ .‬و َ‬
‫مذكر(‪ :‬مديح مدائح‪ ،‬ضمير‪ ،‬ضريح‪ ،‬فريد‪...‬‬
‫ُ‬
‫غف‪ ،‬طريق طرق‪،‬‬ ‫معتل اللم( نحو‪ :‬رغيف ُر ُ‬ ‫فُُعل )لغير المضّعف وغير ُ‬
‫قضيب‪ ،‬غدير‪ ،‬خليج‪...‬‬
‫ثانيًا‪ :‬تجمع الصفات ِوزان )فعيل( على ‪ 15‬وزنا‪ ،‬منها أربعة قياسية‪ ،‬والبقية‬
‫ً‬
‫سماعية‪...‬‬
‫فالقياسية‪:‬‬
‫َ‬
‫ي‪ ،‬غني‪ ،‬ذكي‪ ،‬تقي‪...‬‬ ‫ي أنبياء‪ ،‬قو ّ‬‫أفِْعلء )المعتل اللم( ‪ ،‬نحو‪ :‬نب ّ‬
‫)أو المضّعف للمذكر العاقل(‪ ،‬نحو‪ :‬عزيز أعزاء‪ ،‬طبيب‪ ،‬شحيح‪ ،‬خليل‪،‬‬
‫ضرير‪...‬‬
‫ذ‪ :‬صديق‪ ،‬بريء‪...‬‬ ‫وش ّ‬
‫كرام‪ ،‬صغير‪ ،‬طويل‪ ،‬ظريف‪،‬‬ ‫ِفعال )الصحيح اللم بمعنى فاعل(‪ ،‬نحو‪ :‬كريم ِ‬
‫سمين‪ ،‬قويم‪ ،‬صبيح‪...‬‬
‫فَْعلى )إذا كان الوصف بمعنى مفعول‪ ،‬دا ّل ً على آفة أو مكروه يصاب به‬
‫ي(‪ ،‬نحو‪ :‬قتيل قَْتلى‪ ،‬جريح جرحى‪ ،‬أسير أسرى‪ ،‬صريع صرعى‪...‬‬ ‫الح ّ‬
‫جع( نحو‪ :‬مريض مرضى‪،‬‬ ‫ك أو َتو ّ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫)أو إذا كان وصفا للفاعل للدللة على هُل ٍ‬
‫سرى‪...‬‬‫سير ك ْ‬ ‫شّتى‪ ،‬ك َ ِ‬ ‫شتيت َ‬
‫لء )الصحيح اللم وغير المضّعف لمذكر عاقل بمعنى اسم الفاعل يد ّ‬
‫ل‬ ‫فُعَ َ‬
‫م(‪ ،‬نحو‪ :‬لطيف لطفاء‪ ،‬حكيم حكماء‪ ،‬كريم‪ ،‬ظريف‪ ،‬خبير‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫على مدٍح أو ذ َ ّ‬
‫رحيم‪ ،‬حليم‪ ،‬نظير‪ ،‬شريك‪ ،‬وسيط‪ ،‬عميل‪...‬‬
‫وشذ )لنه بمعنى مفعول( شهيد‪ ،‬أسير‪ ،‬سجين‪ ،‬قتيل )ومن الفصيح الذي‬
‫تستعمله العامة‪ :‬قَُتلء!(‬
‫ويستثنى أربعة ألفاظ ل ُتجمع على ُفعلء وإنما على ِفعال‪ ،‬وهي‪ :‬صغير‪،‬‬
‫طويل‪ ،‬سمين‪ ،‬صبيح‪...‬‬

‫) ‪(153/1‬‬

‫ف لغير مذكر عاقل إل نادرًا‪ ،‬إذا كان‬ ‫جمع على ُفعلء( وص ٌ‬ ‫ح َ‬


‫ك )مما ُ‬ ‫ولم ي ُ ْ‬
‫أصله أن يكون للعاقل‪ .‬فقد جاء في معجم )متن اللغة(‪" :‬القرين‪ :‬البعير‬
‫سن‪ ،‬والمصاحب المقارن‪ ،‬ج‪ :‬قَُرناء‪"...‬‬ ‫المقرون بآخر‪ ،‬والقرين‪ :‬اِلمْثل في ال ّ‬
‫جمع على ُفعلء ما هو للعاقل المؤنث كما‬ ‫فيكون جمعه هذا على المجاز‪ .‬و ُ‬
‫هو الحال في القرينة‪ .‬فقد جاء في )متن اللغة(‪" :‬القرينة‪ :‬الزوجة ) مجاز(‪...‬‬
‫ج قَُرناء!‪".‬‬
‫وكذلك جمعوا فقيهة على ُفقهاء )كأن الفقه في الصل للمذكر(‪.‬‬
‫ن‬
‫مساوي‪ .‬وفل ٌ‬ ‫مْثل وال ُ‬
‫مناظر‪ ،‬وال ِ‬ ‫جاء في )المعجم الوسيط(‪" :‬النظير‪ :‬ال ُ‬
‫ظراء‪".‬‬ ‫منقطع النظير‪ :‬منفرد في بابه‪ .‬ج ن ُ َ‬
‫ت لعنصر واحد‪...‬‬ ‫شّعة‪ :‬ذّرا ٌ‬‫م ِ‬
‫النظيرة‪ :‬مؤنث النظير‪ ...‬ج نظائر‪ ...‬النظائر ال ُ‬
‫واحدتها‪ :‬النظيرة المشعة‪..‬‬
‫وقد جمع نظير على نظراء لغير العاقل‪ .‬فقد جاء في )المعجم الوسيط‬
‫ده من بين ُنظرائه!‪".‬‬
‫‪/‬فرد(‪" :‬استفرد الشيَء‪ :‬اختاره وح َ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫وعلى هذا يصح أن نجمع القرين والوسيط والنظير على فعلء )مجازا( ولو لم‬
‫يكن لمذكر عاقل‪.‬‬

‫) ‪(153/2‬‬

You might also like