You are on page 1of 5

‫بسم ا الرحمن الرحيم‬

‫الجزيء والذرة‬

‫إن علم اللكترونيات والكهرباء قد تطور بتطور علوم الذرة ‪ ,‬حيث أنها تحتوي على‬
‫الشحنات السالبة والموجبة اللزامة لحدوث تيار كهربائي ‪ ,‬فلبد لكل دارس للكهرباء‬
‫واللكترونيات التعرف على الذرة ومكوناتها بشكل جيد ‪ ,‬ولكي نفهم الذرة ومكوناتها‬
‫‪ ,‬سوف نقوم بالتعرف أول على ما يعرف باسم " الجزيء " ‪.‬‬

‫الجزيء‬

‫لو فرضنا أننا نريد تقسيم قطعة من الورق إلى أصغر أجزاء ممكنه ‪ ,‬فإنه بالعين‬
‫المجرده يمكن تقطيع الورقة إلى قطع صغيرة جدا بحيث ل يستطيع النسان رؤيتها‬
‫بسهولة ‪ ,‬ولكن إذا تم وضع قطعة من تلك القطع الصغيرة تحت عدسة‬
‫الميكروسكوب لتكبيرها ‪ ,‬فإن تلك القطعة ستظهر بحجم كبير ‪ ,‬فيمكن تقسيمها‬
‫باستخدام أدوات خاصة ‪ ,‬ثم يمكن تكبير كل قطعة إلى قطع أكبر باستخدام مجهر آخر‬
‫أكثر قدرة على التكبير‪,‬وهكذا‪.‬‬
‫ولكن السؤال هو ‪ ,‬ما هي أصغر قطعة يمكن أخذها من أي ماده ) قطعة خشب ‪,‬‬
‫قطعة زاجاج ‪ ,‬ماء ‪ ,,,,‬إلخ ( بحيث تكون تلك القطعة غير قابلة للنقسام أكثر من ذلك‬
‫؟؟؟‬

‫هذا ما يسمى بـ "جزيء المادة" ‪ ,‬إذا جزيء المادة هو" أصغر قطعة من المادة ‪,‬‬
‫تحمل خواص المادة كاملة ‪ ,‬وإذا إنقسمت لجزاء فإنها تفقد خواص المادة" ‪.‬‬
‫أي أن أصغر قطعة ورق يمكن الحصول عليها من ورقة هي " جزيء الورقة " ‪,‬‬
‫وأصغر قطعة خشب يمكن الحصول عليها من الخشب هي " جزيء الخشب " ‪,‬‬
‫وأصغر قطرة يمكن الحصول عليها من الماء هي " جزيء الماء " ‪ ........‬إلخ‬

‫ولزيادة التوضيح ‪ ,‬فالمادة يمكن تشبيهها بالحائط ‪ ,‬فالحائط هو " شئ واحد " إسمة‬
‫حائط ‪ ,‬ولكن يتكون أساسا من مجموعة من الطوب تترابط فيما بينها بمادة لحمة‬
‫مثل " السمنت "‬

‫الحائط هنا يمكن تشبيهه بــــ " نسيج المادة " ) خشب ‪ ,‬ورق ‪ ,‬هواء ‪ ,‬ماء ‪ ,‬جلد ‪....‬‬
‫إلخ (‬
‫والطوبة الواحده يقابلها " جزيء المادة "‬

‫‪1‬‬
‫ومادة السمنت هي " الرابطة الكيميائية بين الجزيئات "‬

‫إذا فجزيئات المادة تتجمع وتترابط فيما بينها بروابط " كيميائية " وتكون نسيج المادة‬
‫‪ ,‬والصورة التالية توضح ذلك ‪:‬‬

‫جزيء المادة‬

‫المادة‬
‫روابط كيميائية بين‬
‫الجزيئات‬

‫الذرة ‪.‬‬

‫الن وبعد أن تعرفنا على الجزيء ‪ ,‬سوف نقوم بالتعرف على الذرة ‪.‬‬
‫إن الجزيء نفسه ل يعتبر أصغر كتلة في الكون ‪ ,‬ولكنه يبنى ويتركب أيضا من‬
‫وحدة بناء تسمى " الذرة " ‪.‬‬
‫يتكون الجزيء من عدد من الذرات ترتبط فيما بينها بروابط كيميائية‪ ,‬فمثل ‪ ,‬جزيء‬
‫الماء هو ‪ , H 2 O‬أي يتكون من ذرتي هيدروجين ) ‪ ( H‬مرتبطتين مع ذرة أكسجين‬
‫واحدة ) ‪ , ( O‬لذلك فإن الجزيء إذا تفكك إلى أجزاء أخرى فإنه سوف يفقد‬
‫خاصية المادة النسيج ‪ ,‬ويعطي الذرات المكونة لهذا الجزيء ‪.‬‬

‫إن الذرة ومكوناتها هي الجزء الهام لدينا في علم اللكترونيات والكهرباء ‪ ,‬وسوف‬
‫نبدأ الن في دراسة الذرة بالتفصيل إن شاء ا ‪.‬‬

‫س ‪ :‬ما هي مكونات الذرة ؟‬

‫تتكون الذرة من عدد من الشحنات الكهربية السالبة وتسمى ) اللكترونات ( ويرمز‬


‫لها بالرمز " ‪" e‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ,‬ويعتبر اللكترون هو أصغر شحنة كهربائية سالبة يمكن الحصول عليها ‪ ,‬وكذلك‬
‫يوجد عدد من الشحنات الكهربائية الموجبة وتسمى )البروتونات( ويرمز لها بالرمز‬
‫" ‪ , "p‬وتعتبر أصغر شحنة موجبة يمكن الحصول عليها ‪ ,‬ولبدلي ذرة ) في حالة‬
‫السإتقرار ( أن تكون " متعادلة كهربيا" ‪ ,‬لذلك يكون عدد اللكترونات مساوي لعدد‬
‫البروتونات ‪.‬‬

‫ويوجد في الذرة أيضا ما يعرف باسم ) النيوترونات ( ويرمز لها بالرمز " ‪, "n‬‬
‫وهي أجسام متعادلة كهربائيا ‪ ,‬ول تهمنا في شيء ‪.‬‬

‫تتواجد البروتونات والنيوترونات في قلب واحد داخل الذرة ويسمى بــ ) النواة ( ‪,‬‬
‫وتتواجد اللكترونات في" مدارات" حول النواة ‪ ,‬وتكون في حالة دوران دائم حول‬
‫النواة ول تسقط فيها ‪ ,‬والشكل التالي يوضح تركيب الذرة بشكل عام ‪:‬‬

‫وهذه صورة أخرى يظهر فيها "النيوترون " ‪:‬‬

‫ولبد أن نعرف أن الشحنات المتشابهة تتنافر والشحنات المختلفة تتجاذب ‪ ,‬أي أن‬
‫)الشحنة السالبة تتنافر مع الشحنة السالبة ( و ) الشحنة الموجبة تتنافر مع الشحنة‬
‫الموجبة ( و ) الشحنة السالبة تنجذب إلى الشحنة الموجبة (‪ .‬ومقدار شدة هذه القوه‬
‫" سواء كانت قوة تنافر أوتجاذب " تعتمد على بعض العوامل ‪ ,‬وهي ‪:‬‬
‫‪ (1‬المسافة الفاصلة بين الشحنتين‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫حيث أنه كلما زاادت المسافة الفاصلة بين الشحنتين ‪ ,‬قلت شدة القوة الناشئة بينهم ‪,‬‬
‫والعكس صحيح‪.‬‬

‫‪ (2‬مقدار الشحنة‪.‬‬

‫حيث تزيد قوة التجاذب أو التنافر بين الشحنتين ‪ ,‬بزيادة مقدار أحد الشحنتين ‪ ,‬أو‬
‫كلهما‪.‬‬

‫‪ (3‬نوع الوسط العازل بين الشحنتين‪.‬‬

‫فإذا كان الوسط العازال يعيق مرور خطوط القوة الكهربية بداخله ‪ ,‬أو ما يسمى بــ‬
‫"خطوط المجال الكهربي " ‪ ,‬تكون قوة التجاذب أو التنافر ضئيلة ‪ ,‬والعكس صحيح ‪.‬‬
‫والشكل التالي يوضح هذه العوامل الثلثة ‪ ,‬حيث أن الوسط العازال هو الفراغ‪:‬‬

‫‪d‬‬
‫‪Q1‬‬ ‫‪Q2‬‬

‫وهذا شكل توضيحي آخر ‪ ,‬يبين تجاذب وتنافر خطوط القوة الكهربية بين الشحنتين‪:‬‬

‫لحظ ‪ :‬تكون خطوط القوة الكهربية " خارجة " من الشحنة الموجبة ‪ ,‬بينما تكون‬
‫" داخلة " في الشحنة السالبة ‪ ,‬ومن هنا جاءت تسمية موجب وسالب ‪.‬‬

‫إذا هناك قوة تجاذب ما بين" اللكترون والبروتون " ‪ ,‬وهنا نتساءل ‪:‬‬
‫لماذا يبقى اللكترون في حالة دوران حول النواة ول يسقط فيها بفعل جذب البروتون‬
‫له ؟ ؟‬

‫الجابة هي ‪ ,‬أن اللكترون يطبق عليه قوتين ‪ ,‬قوة جذب بفعل الشحنة الموجبة‬
‫) البروتون ( ‪ ,‬وقوة طرد بفعل " القوة الطاردة المركزية" ‪ ,‬والتي تنشأ نتيجة‬
‫لدوران الشياء ‪ ,‬وتكون القوتان متعاكستا التجاه ‪ ,‬ومتساويتا الشدة ‪ ,‬لذا ليسقط‬
‫اللكترون في الذرة ‪ ,‬بل يبقى في مكانه في حالة دوران ‪.‬‬
‫فمثل ‪ ,‬لو قمنا بربط حجر في حبل ‪ ,‬ثم قمنا بتدوير ذلك الحجر باليد ‪ ,‬وبعد فترة‬
‫تركنا الحبل ‪ ,‬فإننا سنجد أن الحجر يندفع بعيدا عن الدائرة التي كان يدور فيها وليس‬

‫‪4‬‬
‫إلى داخلها ‪ ,‬وهذا هو ما يعرف بالقوة الطاردة المركزية ‪ ,‬وتعتمد شدة هذه القوة‬
‫على سرعة الدوران‪ ,‬فكلما زاادت السرعة زاادت القوة ‪ ,‬والعكس صحيح‪.‬‬

‫س ‪ :‬هل يختلف اللكترون في ذرة ما ) مثل ذرة الهيدروجين ( عن اللكترون‬


‫الموجود في ذرة أخرى ) مثل الكسجين ( ؟‬

‫الجابة ل ‪ ,‬وكذلك البروتون والنيترون ‪ ,‬فاللكترون الموجود في " أي حتة " هو‬
‫إلكترون واحد ‪ ,‬ول يختلف عن أي إلكترون آخر ‪.‬‬

‫حسنا ‪ ,‬إذا ما الذي يجعل الذرة تختلف من واحده لخرى ؟ فهناك ذرة الحديد ‪,‬‬
‫وذرة الكسجين ‪ ,‬وذرة النيتروجين ‪ ,‬وذرة الكربون‪................‬إلخ ‪ ,‬واللكترونات‬
‫والبروتونات والنيوترونات " هي هي " ؟؟؟‬

‫الجابة هي ) عدد ما تحتويه كل ذرة من إلكترونات ( أو عدد ما تحتويه من‬


‫بروتونات ‪ ,‬فهم متساوون في العدد لي ذرة مستقرة ) متعادلة كهربيا (‪.‬‬

‫فمثل ‪ ,‬ذرة الهيدروجين تحتوي على إلكترون واحد فقط في مدار واحد ‪ ,‬وبالتالي‬
‫بروتون واحد داخل النواة ‪ ,‬وإذا استطعنا تغيير هذا العدد من اللكترونات‬
‫والبروتونات ‪ ,‬فلن تصبح ذرة هيدروجين ‪ ,‬بل ستتحول إلى ذرة أخرى ‪.‬‬

‫س‪ :‬هل جميع اللكترونات في الذرة تدور في نفس المدار نفسه ؟‬

‫الجابة ل ‪ ,‬فهناك عدد من المدارات حول النواة ‪ ,‬في كل مدار يدور عدد من‬
‫اللكترونات حسب " طاقتها " ‪ ,‬فاللكترونات التي تدور في أقرب مدارحول النواة‬
‫تكون أقل اللكترونات طاقة وأكثرها إرتباطا بالذرة ‪ ,‬واللكترونات التي تدور في‬
‫أبعد مدار حول النواة تكون أكثر اللكترونات طاقة وأقلها إرتباطا بالذرة ‪ ,‬وإذا‬
‫أكسبنا الذرة طاقة خارجية ) مثل الحرارة ( فإن جميع اللكترونات ستكتسب طاقة‬
‫إضافية ‪ ,‬وبالتالي تبدأ في النتقال من مدار أقل في الطاقة إلى مدار أعلى في الطاقة‬
‫وهكذا ‪.‬‬

‫وإذا تم تطبيق طاقة خارجية كافية ‪ ,‬فإن اللكترونات التي تدرو في المدار الخير‬
‫للذرة ‪ ,‬سوف تبدأ بالتباعد عن الذرة حتى تطرد وتخرج من الذرة ) أي تفقد قوة‬
‫الجذب المطبقة عليها بواسطة البروتون المقابل لها ( ‪ ,‬في تلك الحالة يسمى هذا‬
‫اللكترون بـــ " اللكترون الحر " وتصبح الذرة في تلك الحالة غير متعادلة كهربائيا‬
‫‪ ,‬بل تصبح " موجبة الشحنة " ‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like