You are on page 1of 25

‫مجلة االجتهاد القضائي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الثاني عشر ‪ -‬سبتمبر ‪6102‬‬

‫دور اإلدارة المحلية في حماية البيئة من أخطار‬


‫التلوث " التجربة الجزائرية "‬

‫الدكتور عبد النور ناجي‬


‫أستاذ محاضر‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫جامعة عنابة ( الجزائر )‬

‫مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ـــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة‬
‫دور اإلدارة المحلية في حماية البيئة من أخطار التلوث "التجربة الجزائرية" ــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يعد موضوع البيئة ومشكالهتا‪ ،‬السيما مشكل التلوث‪ ،‬من أهم املواضيع اليت‬
‫حتظى باهتمام الباحثني واألكادمييني واملنظمات احلكومية املختلفة‪ ،‬حيث حتتل‬
‫قضايا البيئة سلم األولويات الوطنية يف أي دولة كوهنا تؤثر على كافة أنشطة‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬خاصة يف ظل تنامي الوعي بآثار تلوث البيئة‬
‫وأخطارها على صحة ووجود اإلنسان على األرض‪ ،‬وعليه أصبحت البيئة من‬
‫املداخل الرئيسية للتنمية املستدامة‪ ،‬وظلت كلمة البيئة تتالزم مع التنمية‬
‫بأبعادها املختلفة‪ ،‬ألن أي تنمية البد وأن تستند إىل أسس تتالءم والوضع البيئي‪،‬‬
‫فحماية البيئة وإدارهتا تعترب من املؤشرات اهلامة للتنمية الشاملة‪ ،‬وهلذا أدركت‬
‫الدول العربية ومنها اجلزائر أمهية البيئة‪ ،‬وسعت حلمايتها ووضعتها ضمن‬
‫أولوياهتا‪ ،‬فأصدرت منظومة قانونية من تشريعات وأوامر حلماية البيئة من خمتلف‬
‫أنواع التلوث‪ ،‬وأسست إدارات ومصاحل متخصصة ضمن تنظيماهتا احلكومية تابعة‬
‫للوزارات واجلماعات احمللية أوكلت إليها وضع السياسات العامة واخلطط الالزمة‬
‫ملعاجلة املشاكل البيئية‪ ،‬خاصة وأن اجلزائر شهدت يف املدة األخرية نشاطا‬
‫اقتصاديا وجتاريا هاما مع تزايد حركة املواصالت والسيارات‪ ،‬وقد صاحب هذا‬
‫النشاط زيادة وتركزا سكانيا يف املناطق الشمالية الساحلية السياحية‪ ،‬وعليه‬
‫تنامى شعور السلطات العامة واجملتمع احمللي خبطر التلوث وأثاره على صحة‬
‫اإلنسان واالقتصاد واحلياة‪ ،‬فكانت استجابة احلكومة مبؤسساهتا العامة وإدارهتا‬
‫املركزية واحمللية ‪.‬‬
‫ومن هذا املنطلق حتاول هذه الدراسة رصد واقع البيئة يف اجلزائر‪ ،‬وحتليل‬
‫السياسة العامة للبيئة وتبيان وظائف وأدوار وحدات اإلدارة احمللية وجماالت‬
‫تدخلها يف محاية البيئة من التلوث‪.‬‬
‫أسئلة الدراسة‪ :‬حتاول هذه الدراسة اإلجابة عن األسئلة التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ما هي اإلجراءات اليت اختذهتا اجلزائر حلماية وترقية البيئة ؟‬
‫‪ - 2‬هل سطرت الدولة إستراتيجية أو وضعت سياسة عامة حلماية البيئة‬
‫وترقيتها مستقبال ؟‬
‫‪ - 3‬ما مدى هتيؤ النظام احمللي يف اجلزائر للقيام بدور اجيايب يف محاية البيئة ؟‬

‫‪- 90 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬ناجي عبد النور – جامعة عنابة (الجزائر)‬

‫‪ - 4‬فيما تتمثل الوسائل واآلليات املمنوحة لإلدارة احمللية ألداء مهامها البيئية ؟‬
‫‪ - 5‬هل ميكن أن يشجع النظام احمللي يف اجلزائر القطاع اخلاص وتنظيمات اجملتمع‬
‫املدين واملواطن احمللي على املشاركة يف مكافحة التلوث؟‬
‫‪ - 6‬هل يعترب احلكم احمللي اجليد حمركا أساسيا للتنمية املستدامة؟‬
‫‪ - 7‬ماهية العوامل اليت تؤثر على فاعلية دور اجملالس املنتخبة يف محاية البيئة؟‬
‫أمهية الدراسة‪:‬‬
‫تنبع أمهية الدراسة‪ ،‬من خالل أمهية املوضوع الذي تعاجله واملتعلق بدور‬
‫اإلدارة احمللية يف محاية البيئة وحتقيق التنمية املستدامة‪ ،‬إذ تعد الوحدات‬
‫احمللية النواة الرئيسية يف التنمية املستدامة‪ ،‬ألن مسألة محاية البيئة هي قضية‬
‫حملية أكثر منها قضية مركزية‪ ،‬نظرا لقرب اهليئات احمللية من الواقع‪ ،‬ومن‬
‫املواطن‪ ،‬وقد وضعت اإلدارة احمللية أساسا هبدف تسيري شؤون املواطنني وحتسني‬
‫مستوى وضعيتهم االجتماعية واالقتصادية والصحية والبيئية وتنفيذ السياسات‬
‫العامة‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تسعى هذه الدراسة إىل حتقيق األهداف اآلتية‪:‬‬
‫‪ - 1‬حتديد معامل السياسة العامة للبيئة يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ - 2‬حتديد اإلطار القانوين والسياسي للبيئة يف اجلزائر ( احلماية القانونية‬
‫للبيئة )‪.‬‬
‫‪ - 3‬توضيح اختصاصات اإلدارة املركزية واحمللية يف محاية البيئة ووسائل‬
‫تدخلها‪.‬‬
‫‪ - 4‬حتليل السلوك اإلداري للمجالس والوحدات احمللية وإبراز التحديات‬
‫والعراقيل‪.‬‬
‫‪ - 5‬تقدمي توصيات واقتراحات لتفعيل دور الوحدات احمللية يف محاية البيئة‬
‫ونشر الوعي مبخاطرها‪.‬‬
‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫اعتمدت الدراسة علي املنهج الوصفي التحليلي واملقترب القانوين املؤسسي‪.‬‬

‫‪- 91 -‬‬
‫دور اإلدارة المحلية في حماية البيئة من أخطار التلوث "التجربة الجزائرية" ــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫هيكل الدراسة‪ :‬يشتمل علي العناصر اآلتية‪:‬‬


‫أوال‪ :‬مفهوم البيئة والعوامل اليت ساعدت على بداية االهتمام هبا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوضع البيئي يف اجلزائر‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬دور املؤسسات احلكومية اجلزائرية يف محاية البيئة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬دور اإلدارة احمللية اجلزائرية يف محاية البيئة من التلوث‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬العراقيل اليت تؤثر على فاعلية أداء اإلدارة احمللية لوظائفها‬

‫اوال ‪ /‬مفهوم البيئة والعوامل التي ساعدت على بداية االهتمام بالبيئة‪:‬‬
‫ا‪ .‬تعريف البيئة ‪:Environment‬‬
‫لقد عرف الدكتور حممد اخلويل رئيس دائرة اجليولوجي يف اجلامعة‬
‫األمريكية يف بريوت البيئة بأهنا" تشمل نواحي احلياة كافة"‪ ،‬ودعا إىل محاية‬
‫البيئة من التلوث والرقابة على األعمال اإلنشائية ومدى توافقها مع البيئة ورفاه‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫وميكن تعريف البيئة أيضا بأهنا إمجايل األشياء اليت حتيط بنا وتؤثر على‬
‫وجود الكائنات احلية على سطح األرض‪ ،‬متضمنة املاء واهلواء والتربة واملعادن‬
‫والكائنات واملناخ‪ .‬أي ميكن القول بأن البيئة هي كل ما حييط بنا من الكائنات‬
‫احلية واجلماد‪ .‬وعلم البيئة هو ذلك العلم الذي يدرس هذه البيئة ويدرس‬
‫القوانني الطبيعية ويعىن ببقاء التوازن لذلك احمليط(‪.)1‬‬
‫كما تعرف البيئة أيضا على أهنا الوسط احمليط باإلنسان والذي يشمل كافة‬
‫اجلوانب املادية وغري املادية‪ ،‬البشرية منهما وغري البشرية‪ ،‬فهي كل ما هو خارج‬
‫عن اإلنسان وعن كيانه‪ ،‬وكل ما حييط به من موجودات‪.‬‬
‫والبيئة يف أبسط تعريف هلا هي ذلك احليز الذي ميارس فيه البشر خمتلف‬
‫أنشطة حياهتم‪ ،‬وتشمل يف هذا اإلطار كافة الكائنات احلية من حيوان ونبات‪،‬‬
‫واليت يتعايش معها اإلنسان‪ .‬وعلم البيئة ‪ Ecology‬هو ذلك العلم الذي يبحث يف‬
‫أحواهلا الطبيعية أو جمموعات النباتات أو احليوانات اليت تعيش فيها‪ ،‬وبني‬
‫الكائنات احلية املوجودة يف هذه البيئة ‪ Ecology‬مكونة من مقطعني يونانية مها‬
‫‪ Logos‬وهى تعىن دراسة أو علم و‪ Olkos‬وتعين املزنل أو مكان الوجود‪ .‬ولقد درج‬

‫‪- 92 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬ناجي عبد النور – جامعة عنابة (الجزائر)‬

‫يف اللغة العربية على إطالق اسم البيئة على التسمية ‪ Ecoglogy‬فاختلط بذلك‬
‫األمر مع مفهوم البيئة مبعىن ‪ Environment‬وأصبح عامل األيكولوجى وعامل‬
‫البيئة وكأهنما تسميتان مرادفتان جملال عمل واحد‪ .‬ولكن الواقع خيتلف عن ذلك‬
‫متاما‪ ،‬فعامل االيكولوجى يعىن كما ذكر " ايوجني ادوم " بدارسة وتركيب ووظيفة‬
‫الطبيعة‪ ،‬أي انه حيدد احلياة وكيفية استخدام الكائنات للعناصر املتاحة‪ ،‬أما عامل‬
‫البيئة ‪ Environmentalis‬فيعىن بدراسة التفاعل بني احلياة والبيئة‪ ،‬أي أنه‬
‫يتناول تطبيق معلومات يف جماالت معرفية يف دراسة السيطرة على البيئة‪ ،‬وهو‬
‫يعىن بوقاية اجملتمعات من التأثريات الضارة(‪.)2‬‬
‫وميكن تقسيم البيئة إىل ثالث أقسام‪:‬‬
‫‪ .1‬بيئة طبيعية‪ :‬وتتمثل يف اهلواء واملاء واألرض وما حتويه من نباتات‬
‫وحيوانات وإنسان‪.‬‬
‫‪ .2‬بيئة اجتماعية‪ :‬وهي جمموعة القوانني والنظم اليت حتكم العالقات‬
‫الداخلية لألفراد إىل جانب املؤسسات واهليئات السياسية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ .3‬بيئة صناعية‪ :‬وهي اليت صنعها اإلنسان من قرى ومدن ومزارع ومصنع‬
‫وشبكات‪...‬اخل‪.‬‬
‫ب‪ .‬العوامل اليت ساعدت على بداية االهتمام بالبيئة‪:‬‬
‫هناك مجلة من العوامل واالعتبارات أدت إىل تزايد االهتمام بالبيئة‪ ،‬سواء‬
‫على مستوى احلكومات أو على مستوى املؤسسات واألفراد‪ ،‬وميكن إمجاهلا يف‪:‬‬
‫‪ .1‬تنامي الوعي باألخطار البيئية خاصة يف اجملتمعات املتقدمة وإدراكها املخاطر‬
‫النامجة النامجة عن ارتفاع معدالت التلوث وإهدار املوارد الطبيعية املصاحبة‬
‫لعمليات التنمية املستمرة‪ ،‬فقد أدى ذلك إىل إحداث تغيريات يف البيئة العاملية‪،‬‬
‫وكذا ظهور بعض القضايا البيئية ذات االهتمام العاملي املشترك‪ ،‬كقضية ثقب‬
‫األوزون وارتفاع درجة حرارة األرض والتغيريات املناخية اليت يشهدها العامل‪.‬‬
‫‪ .2‬دور اإلعالم يف انتشار الوعي البيئي‪ ،‬من خالل اإلعالنات والربامج التلفزيونية‬
‫خاصة ووسائل اإلعالم األخرى‪ ،‬كاإلعالنات اليت تشجع املستهلكني على التقليل من‬
‫استهالك الطاقة واملاء وكذا الربامج التوعوية حول نظافة احمليط وترويج‬
‫االستهالك الرشيد للمصادر الطبيعية‪..‬اخل‪.‬‬

‫‪- 93 -‬‬
‫دور اإلدارة المحلية في حماية البيئة من أخطار التلوث "التجربة الجزائرية" ــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .3‬الدور الذي لعبته األمم املتحدة يف لفت أنظار العامل إىل املخاطر البيئية‬
‫املتنامية وضرورة إدراج االعتبارات البيئية يف الصناعة والتجارة العاملية‪ ،‬من خالل‬
‫مؤمتراهتا ونشاطاها املتعددة وبراجمها للبيئة كمؤمتر األمم املتحدة للبيئة‬
‫والتنمية بريو دي جانريو عام ‪ 1992‬والذي ناشد اجملتمع العاملي من أجل صنع‬
‫السياسات اخلاصة بالبيئة والتجارة وربطه بالتنمية(‪ .)3‬ولقد كان هلذا املؤمتر‬
‫وغريه من املؤمترات أثر واضح على تبين الكثري من الدول للسياسات البيئية‪.‬‬
‫‪ .4‬تنامي دور املنظمات غري احلكومية الوطنية منها والدولية وكذا اجلمعيات‬
‫األهلية يف نشر الوعي ولفت االنتباه إىل املخاطر البيئية املتزايدة ونشاطها يف‬
‫مواجهة هذه األخطار‪.‬‬
‫إن املتغريات االقتصادية اليت صاحبت العوملة(منظمة التجارة العاملية‪،‬‬
‫الشركات العابرة للقارات‪...،‬اخل) فرضت على العامل ضرورة االهتمام بالقضايا‬
‫البيئية‪ ،‬كما فرضت على املشروعات االنتاجية ضرورة مراعاة االعتبارات البيئية‬
‫من أجل البقاء واالستمرارية والقدرة على املنافسة والتصدير لألسواق‬
‫اخلارجية(‪.)4‬‬
‫ثانيا ‪ /‬الوضع البيئي في الجزائر‪:‬‬
‫تعرف اجلزائر كغريها من البلدان املتخلفة وضعا بيئيا سيئا زاد من تفاقم‬
‫من املشاكل التنموية اليت تعاين منها‪.‬‬
‫أ‪ .‬تقييم عام للوضع البيئي يف اجلزائر‪:‬‬
‫رغم االهتمام الذي توليه السلطات العمومية لقضية البيئة ملا هلا من أثر‬
‫مباشر على التنمية‪ ،‬وبالنظر للوضع البيئي املتدهور‪ ،‬فقد كشفت دراسة أجراها‬
‫البنك العاملي أن اجلزائر ختسر سنويا ‪ 078‬مليون دوالر بسبب اإلمهال البيئي‪،‬‬
‫فيما كشفت اجلمعية الوطنية حلماية البيئة يف ‪ 23‬نوفمرب أن اجلزائر تنتج سنويا‬
‫‪ 1114‬مليون طن من النفايات‪ ،‬مل حتقق مشاريع معاجلتها أية نتائج إجيابية‪ .‬وجاء‬
‫يف التقرير االقتصادي لسفارة فرنسا باجلزائر اخلاص بسنة ‪ 2885‬واملوسوم‪ :‬سوق‬
‫البيئة يف اجلزائر‪ ،‬الصادر يف نوفمرب ‪ 2885‬يصف قطاع البيئة بالقطاع العذري‬
‫والقابل لكل أنواع االستثمارات(‪.)5‬‬

‫‪- 94 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬ناجي عبد النور – جامعة عنابة (الجزائر)‬

‫ومن أخطر أنواع التلوث البيئي الذي تعرفه اجلزائر جند تلوث العديد من‬
‫شواطئها بسبب تدفق النفايات الصناعية ومياه اجملاري فيها‪ .‬لقد من اهلل على‬
‫اجلزائر مبناطق حبرية وشاطئية أكسبتها واجهة حبرية رائعة ممتدة على طول‬
‫‪ 1288‬كم‪ ،‬وبالرغم من كون عمق هذه املنطقة الساحلية ال يتعدى ال‪58‬كم‬
‫مبساحة ‪450888‬كم‪ ،2‬إال أهنا تأوي حوايل ‪1205‬مليون نسمة أي ما يعادل ‪43‬‬
‫باملائة من إمجايل السكان بكثافة سكانية تقدر ب‪388‬ن‪/‬كم‪ 2‬مقابل ‪12022‬ن‪/‬كم‪2‬‬
‫بالنسبة جملموع اإلقليم(‪ .)6‬وتسبب هذا التلوث إصابة املئات من األشخاص بأمراض‬
‫عدة كالتهاب العيون واإلسهال والتهابات جلدية خمتلفة‪ ،‬مما دفع السلطات إىل‬
‫إغالق العديد من الشواطئ‪.‬‬
‫ومن أمثلة الشواطئ امللوثة يف اجلزائر شواطئ ازور بالج وبامل بيتش‪،‬‬
‫اللذين كانا يعتربان من اشهر شواطئ غرب العاصمة اجلزائرية‪ ،‬وحيت شاطئ نادي‬
‫الصنوبر‪ ،‬احلي الراقي الذي يقطنه كبار الشخصيات‪ ،‬حظرت فيه السباحة‪ .‬كما‬
‫تلوثت العديد من الشواطئ يف والية جباية (منطقة القبائل الصغري ‪ 062‬كلم‬
‫شرق العاصمة) بالنفايات الصناعية ومياه اجملاري‪ .‬وأدى تلوث مياه السباحة يف‬
‫الغرب اجلزائري إىل انتشار وباء الطاعون والذي يظهر شكل دمل تنتشر علي كافة‬
‫أجزاء اجلسم ترافقها محي‪.‬‬
‫ويعود سبب تلوث مياه البحر يف اجلزائر إىل اختالطها مبياه اجملاري اليت‬
‫تصب مباشرة فيها بدون تصفيتها نظرا لتعطل حمطات التصفية(‪.)7‬‬
‫وأمام التدهور البيئي وعدم القدرة على التنسيق بني اهليئات واجلمعيات‬
‫حول صيغة موحدة حلماية البيئة‪ ،‬باتت اجلزائر حتتل املرتبة الرابعة من حيث‬
‫التلوث البيئي من بني دول الشرق األوسط ومشال إفريقيا‪ ،‬حيث أعابت املنظمات‬
‫الدولية غري احلكومية‪ ،‬منها منظمة السالم األخضر ‪ Green Peace‬فرع الشرق‬
‫األوسط على اجلزائر‪ ،‬عدم االهتمام الفعلي وامليداين بالبيئة‪ ،‬مكتفية بسن‬
‫القوانني اليت ال يتم تنفيذها على أرض الواقع‪ ،‬حيث ال تزال اجلزائر تنعدم فيها‬
‫أدىن الشروط للحفاظ على حميط سليم(‪.)8‬‬
‫ورغم اإلجراءات اليت تقوم هبا الوزارة‪ ،‬تظل النتائج ضئيلة أمام التحديات‬
‫الكبرية اليت تواجهها البيئة يف اجلزائر مما ميكن معه دق ناقوس اخلطر‪ ،‬خاصة‬

‫‪- 95 -‬‬
‫دور اإلدارة المحلية في حماية البيئة من أخطار التلوث "التجربة الجزائرية" ــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وأن الثقافة البيئية مل تترسخ بعد يف السلوك اليومي للجزائريني‪ ،‬لتبقى بذلك‬
‫معنية باملشاكل البيئية العاملية والنقاشات البيئية الكربى الدائرة يف العامل من‬
‫دون أن تتمكن من إجياد حل جدي وهنائي ملشكل البيئة الداخلي‪.‬‬
‫‪ .2‬التصحر‪:‬‬
‫أما مسألة التصحر يف اجلزائر فقد أصبحت قضية استعجاليه‪ ،‬نظرا‬
‫لتهديدها جملموع اجملال السهيب الواسع‪ ،‬وهو املنطقة الرعوية عالية اجلودة يف‬
‫البالد‪ ،‬حيث أظهرت الصور امللتقطة باألقمار الصناعية أمهية املساحات املهددة‬
‫بظاهرة التصحر واملقدرة بــ ‪ 1300210171‬هكتار أي ‪ 61‬باملائة من مساحة‬
‫السهوب(‪ ،)9‬وهذا يرجع ألسباب عديدة منها اجلفاف‪ ،‬األنشطة البشرية‪.‬‬
‫‪ -3‬التوسع العمراين يف املناطق الشمالية الساحلية‪ :‬يعترب التوسع العمراين‬
‫(ضغط دميغرايف شديد ومشاكل حضرية تؤثر سلبا على األوضاع صحية) غري‬
‫املدروس وتغري منط االستهالك فيه من العوامل املباشرة للتدهور التدرجيي لإلطار‬
‫املعيشي‪ ،‬هذا التركز الكبري للسكان وما يتبعه من متركز ملعظم األنشطة الصناعية‬
‫والسياحية والتجهيزات القاعدية املتنامية‪ ،‬أثر على املساحة الشاطئية (ضياع‬
‫حوايل ‪ 17‬باملائة من املساحة اإلمجالية للمنطقة الشاطئية) وعلى املوارد املائية‪،‬‬
‫حيث سجل التلوث البحري املتولد عن األقطاب الصناعية نسبا تبعث على القلق‪،‬‬
‫خاصة التسربات البترولية فحوايل ‪ 188‬مليون طن من احملروقات متر سنويا‬
‫بالقرب من الشواطئ اجلزائرية‪ ،‬و‪ 58‬مليون طن تشحن سنويا من املوانئ‬
‫اجلزائرية‪ ،‬و‪ 180888‬طن تفقد وتتسرب يف البحر أثناء هذه العمليات‪ ،‬فهل ميكن‬
‫ختيل تأثري ترسب املعادن الثقيلة على األحياء البحرية ؟ وقد مت منع االستحمام‬
‫يف ‪ 103‬شاطئ ضمن ‪ 511‬شاطئا أي أكثر من الثلث‪ ،‬ضف إىل ذلك مشكل االجنراف‬
‫الشاطئ واالقتالع املفرط للرمال من الشواطئ‪.‬‬
‫‪ .4‬اآلثار االجتماعية الصحية النامجة عن هذا الواقع‪ :‬بالرغم من أن‬
‫منظمة الصحة العاملية تعرف الصحة بأهنا "حالة من الراحة اجلسمية والنفسية‬
‫(‪)11‬‬
‫إال أننا سنتحدث عن األمراض‬ ‫واالجتماعية وليست فقط اخللو من األمراض"‬
‫الناجتة عن واقع بيئتنا يف اجلزائر لنتمكن من استنتاج أمهية البيئة يف احلفاظ‬

‫‪- 96 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬ناجي عبد النور – جامعة عنابة (الجزائر)‬

‫سالمتنا الصحية من خالل االقتصاد يف التكاليف املرتبطة بالعالج‪ ،‬وبالتايل‬


‫حتمية وضرورة محايتها‪ ،‬ومما ال شك فيه أن هذه اآلثار عديدة ومتنوعة‪.‬‬
‫‪ .5‬البيئة احلضرية يف اجلزائر‪:‬‬
‫تعيش املدن اجلزائرية يف أزمة تتمثل أهم مؤشراهتا يف تنامي البناء‬
‫العشوائي بشكل سريع والذي يعود إىل أسباب عديدة أمهها‪:‬‬
‫الضغط السكاين على املدن‪ ،‬افتقار هذه املدن إىل التصاميم الضرورية‬
‫كتصاميم التهيئة‪ ،‬ضعف مراقبة البلديات لقطاع التعمري على مستوى احترام‬
‫التصاميم‪ ،‬انتشار املضاربات العقارية‪ ...‬وهي ظواهر جد خطرية حتدث أثرا بالغا‬
‫على البيئات احلضرية وتساهم يف تلويثها على مستويات عديدة أمهها‪:‬‬
‫‪ -‬اختالل التوازن بني املساحات املبنية واملساحات اخلضراء‪.‬‬
‫‪ -‬تدمري احلزام األخضر للمدن‪.‬‬
‫‪ -‬انتشار أحياء ال تتوفر على الشروط واملعايري الصحية األساسية للسكن الالئق‪.‬‬
‫‪ -‬االفتقار إىل التجهيزات األساسية املرتبطة بالصرف الصحي ومجع النفايات‬
‫الصلبة‪.‬‬
‫وعموما فإن هذه العوامل حتول السكن العشوائي إىل أحد أخطر عوامل‬
‫اختالل التوازن داخل البيئة احلضرية باجلزائر‪ ،‬مما يعرض حياة سكاهنا آلفات‬
‫جد خطرية(‪.)11‬‬
‫ثالثا ‪ /‬دور المؤسسات الحكومية الجزائرية في حماية البيئة‪:‬‬
‫موضوع محاية البيئة حتكمه جمموعة من القوانني العامة واخلاصة‪،‬‬
‫وتتدخل يف عمليات تطبيقها والسهر على ذلك عدة هيئات وجهات (وزارات‪ ،‬وهيئات‬
‫مركزية وجهوية وحملية)‪ ،‬فإنه من الطبيعي أن يكون هلذه اهليئات امتدادا جهويا‬
‫وحمليا على مستوى الواليات والبلديات حتت تسميات ومهام خمتلفة‪ ،‬تارة يف شكل‬
‫مديريات وتارة أخرى يف شكل مفتشيات‪ ،‬أو ما شابه ذلك‪ ،‬حيث تلعب هذه اهليئات‬
‫احمللية دور املنسق الفعال والعملي على املستوى اجلهوي بني خمتلف املتعاملني يف‬
‫جمال البي ئة‪ ،‬سواء الذين يشكل نشاطهم خطرا عليها‪ ،‬مثل املصانع والورشات‬
‫املختلفة‪ ،‬أو الذين يعملون على تفادي هذا اخلطر مثل اإلدارات العمومية‬
‫واجلمعيات املهتمة حبماية البيئة من التلوث‪.‬‬

‫‪- 97 -‬‬
‫دور اإلدارة المحلية في حماية البيئة من أخطار التلوث "التجربة الجزائرية" ــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أ‪ .‬التطور املؤسسايت لقطاع البيئة يف اجلزائـــر‪:‬‬


‫فيما يتعلق باإلطار املؤسسايت شهد قطاع البيئة يف اجلزائر تشكيالت‬
‫متنوعة خالل ربع قرن من الزمن‪ ،‬مما جعله يكون تابعا لعدة قطاعات (الري‪،‬‬
‫الغابات‪ ،‬الفالحة‪ ،‬البحث العلمي‪ ،‬التربية والداخلية) مما يدل على أنه متيز‬
‫بالتحويل واإللغاء واإلحلاق واحلل‪ ،‬تلك هي القرارات الرئيسية اليت طغت على‬
‫هذه املراحل مما أضفى على القطاع مسة الالإستقرار املزمن‪.‬‬
‫كانت البداية يف سنة ‪ 1174‬أين مت إنشاء اجمللس الوطين للبيئة‪ ،‬وهو‬
‫هيئة مكونة من عدة جلان من ميادين خمتلفة (الغابات‪ ،‬الري‪ ،‬البحار‪ ،‬التهيئة‬
‫الساحلية‪.)...‬‬
‫يف شهر أوت ‪ 1177‬حل اجمللس الوطين للبيئة‪ ،‬ومت حتويل مصاحله إىل‬
‫و زارة الري واستصالح األراضي ومحاية البيئة‪ ،‬حيث مت استحداث مديرية للبيئة‬
‫ضمن خمطط الوزارة‪.‬‬
‫يف شهر مارس ‪ ،1101‬مت إلغاء مديرية البيئة وحتويل مصاحلها إىل كتابة‬
‫الدولة للغابات واستصالح األراضي حبيث مت تسميتها مبديرية احملافظة على‬
‫الطبيعة وترقيتها‪.‬‬
‫يف جويلية ‪ 1103‬تأسست الوكالة الوطنية حلماية البيئة (‪.)ANPE‬‬
‫ولقد كلفت هذه اهليئة باملهام التالية‪:‬‬
‫‪ -‬القيام جبميع الدراسات واألحباث قصد تقدير سائر األخطار اليت حيتمل أن‬
‫تصيب البيئة وتقييمها‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء شبكة وطنية لتتوىل مراعاة ومراقبة وضع البيئة‪.‬‬
‫مجع املعلومات املتعلقة حبماية البيئة‪.‬‬
‫يف سنة ‪ ،1104‬أسندت املصاحل املتعلقة بالبيئة إىل وزارة الري والبيئة‬
‫والغابات‪ ،‬حيث أنشئت أربع مديريات مركزية تتكفل كل منها جبانب حلماية‬
‫البيئة‪.‬‬
‫يف سنة ‪ ،1100‬حتويل االختصاصات املتعلقة حبماية الطبيعة إىل وزارة‬
‫الفالحة‪.‬‬

‫‪- 98 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬ناجي عبد النور – جامعة عنابة (الجزائر)‬

‫يف سنيت ‪ ،1112 -1118‬حتويل االختصاصات البيئية إىل كتابة الدولة‬


‫املكلفة بالبحث العلمي لدى وزارة اجلامعات‪.‬‬
‫يف سنة ‪ ، 1114‬إحلاق قطاع البيئة بوزارة الداخلية واجلماعات احمللية‬
‫والبيئة حيث أنشأت املديرية العامة للبيئة احلالية‪.‬‬
‫يف شهر سبتمرب ‪ 1114‬أنشأ اجمللس األعلى للبيئة والتنمية املستدامة الذي‬
‫يضم ‪ 12‬وزارة وغريها من اجلمعيات البيئية والباحثني‪.‬‬
‫يف سنة ‪ 1111-1110‬أنشأت كتابة الدولة املكلفة بالبيئة تشرف على‬
‫السياسة العامة للبيئة ومصاحل أخرى‪.‬‬
‫يف سنة ‪ 1110‬إحداث كل املفتشيات الوالئية للبيئة (‪ 40‬والية)‪.‬‬
‫ب‪ .‬هياكل تسيري البيئــة‪:‬‬
‫بغية حتقيق اجلزائر ألهدافها لبلوغ وجتاوز مشكلة التلوث ومحاية البيئة‬
‫من األخطار اليت تتعرض هلا‪ ،‬وضعت عدة هيئات وهياكل أوكلت هلا مهمة السهر‬
‫على تنفيذ القوانني واإلشراف على حسن سري األنشطة البيئية‪ ،‬من بني هذه‬
‫اهليئات ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬املديريات العامة للبيئة‪:‬‬
‫وهي عبارة عن هيئات حملية إدارية‪ ،‬تتمتع بالشخصية املعنوية دون‬
‫االستقالل املايل التام‪ ،‬تابعة لوزارة الداخلية‪ ،‬موزعة على كافة مناطق البالد قصد‬
‫التنسيق بني املستوى الوطين واحمللي‪ ،‬يشرف على كل مديرية مدير عام‪ ،‬يساعده‬
‫عدد من املوظفني‪ ،‬وتتمثل مهام واختصاصات هذه املديريات فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الوقاية من مجيع أشكال التلوث واألضرار‪.‬‬
‫‪ -‬الوقاية من مجيع أشكال تدهور الوسط الطبيعي واحلفاظ على التنوع‬
‫البيولوجي‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على احترام القوانني والتنظيمات املعمول هبا‪.‬‬
‫‪ -‬تسليم التأشريات والرخص يف ميدان البيئة واملوافقة على إجراء تعديالت‬
‫ودراسات بالبيئة‪.‬‬
‫‪ -‬ترقية األعمال املتعلقة باإلعالم والتربية والتوعية يف جمال البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬ترقية التعاون الدويل يف جمال البيئة‪.‬‬

‫‪- 99 -‬‬
‫دور اإلدارة المحلية في حماية البيئة من أخطار التلوث "التجربة الجزائرية" ــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وتشمل كل مديرية عامة على مديريات فرعية نذكر منها‪:‬‬


‫مديرية الوقاية من التلوث واألضرار‪ :‬واليت تتوىل القيام بالدراسات‬
‫واألحباث حول التلوث وكيفية جتاوزها‪ ،‬تضم املديريات التالية‪ :‬املديرية الفرعية‬
‫للمدينة والبيئة احلضرية‪ ،‬املديرية الفرعية للبيئة الصناعية‪ ،‬املديرية الفرعية‬
‫لألخطار الكربى والتكنولوجيات النظيفة‪.‬‬
‫مديرية احملافظة على التنوع البيولوجي‪ :‬تتوىل احملافظة على الثروة‬
‫البيولوجية احليوانية والنباتية وتضم‪ :‬املديرية الفرعية لألنواع واملناطق‬
‫احملمية‪ ،‬املديرية الفرعية حلماية املوارد الطبيعية واألنظمة البيئية‪.‬‬
‫مديرية تطبيق التنظيم‪ :‬وتضم‪:‬‬
‫‪ -‬املديرية الفرعية لدراسات التأثري والرخص والتأشريات‪.‬‬
‫‪ -‬املديرية الفرعية للمتابعة واملنازعات‪.‬‬
‫‪ -‬املديرية الفرعية ملراقبة البيئة‪.‬‬
‫مديرية التربية البيئية والعمل الدويل‪ :‬تعمل على نشر التوعية‬
‫والتحسيس مبخاطر التلوث تضم‪:‬‬
‫‪ -‬املديرية الفرعية لإلعالم وبنك املعطيات‪ ،‬املديرية الفرعية للتكوين والتربية‬
‫والتوعية واملديرية الفرعية للنشاط الدويل‪.‬‬
‫مديرية اإلدارة والوسائل‪ :‬وتضم‪:‬‬
‫‪ -‬املديرية الفرعية للميزانية واحملاسبة‪.‬‬
‫‪ -‬املديرية الفرعية للمستخدمني والوسائل‪.‬‬
‫‪ -‬املديرية الفرعية للصندوق الوطين للبيئة‪.‬‬
‫تتكون كل مديرية فرعية من مكتبني إىل أربع مكاتب‪ ،‬وتنقل إىل املديرية‬
‫العامة للبيئة املمتلكات والوسائل املادية والبشرية التابعة للوكالة‪.‬‬
‫‪ .2‬املفتشيات العامة للبيئة‪:‬‬
‫وهي عبارة عن هيئات إدارية حملية‪ ،‬توجد على مستوى الواليات‪ ،‬تساعد‬
‫املديرية العامة للبيئة يف أدائها ملهامها على اعتبار أهنا أقرب أكثر من املواطن‪،‬‬
‫تتمثل مهامها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬السهر على تطبيق التشريع والتنظيم املعمول هبما يف جمال محاية البيئة‪.‬‬

‫‪- 100 -‬‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬ناجي عبد النور – جامعة عنابة (الجزائر)‬

‫‪ -2‬التنسيق بني ا ملصاحل اخلارجية يف إدارة البيئة‪ ،‬وتقترح أي إجراءات تؤدي‬


‫إىل حتسني فعاليتها‪.‬‬
‫‪ -3‬تقوم دوريا بتدابري املراقبة والتفتيش‪.‬‬
‫‪ -4‬اقتراح التدابري القانونية أو املادية قصد تعزيز عمل الدولة يف جمال‬
‫محاية البيئة‪.‬‬
‫‪ -5‬القيام بالزيارات التقوميية والتفتيشية لكل وضعية حيتمل أهنا تشكل‬
‫خطرا على البيئة‪.‬‬
‫‪ -6‬تقوم يف حالة حدوث تلوث بالتحقيقات اليت يكون غرضها حتديد األسباب‬
‫وتقومي األضرار‪.‬‬
‫‪ -7‬السهر على املراجعات الدورية ألجهزة اإلنذار والوقاية من حوادث التلوث‬
‫احملتمل وقوعها وتقوم املفتشية العامة مبهامها انطالقا من برنامج نشاط سنوي‬
‫يوافق عليه الوزير املكلف بالبيئة‪ ،‬يسريها مفتش عام يساعده يف أداء مهامه ثالثة‬
‫مفتشني‪.‬‬
‫‪ .3‬املرصد الوطين للبيئة والتنمية املستدامة‪:‬‬
‫وهو عبارة عن مؤسسة وطنية عمومية ذات طابع صناعي أو جتاري‪ ،‬يتمتع‬
‫بالشخصية املعنوية واالستقالل املايل‪ ،‬يكلف بالتنسيق مع املؤسسات الوطنية‬
‫واهليئات املعنية بـ‪:‬‬
‫‪ -‬مجع املعلومات البيئية على الصعيد العلمي والتقين واإلحصائي ومعاجلتها‬
‫وإعدادها وتوزيعها وكذا وضع شبكات الرصد وقياس التلوث وحراسة األوساط‬
‫الطبيعية‪.‬‬
‫‪ -‬مجع املعلومات واملعطيات املتعلقة بالبيئة ومعاجلتها قصد إعداد أدوات اإلعالم‬
‫واملبادرة بالدراسات الرامية إىل حتسني املعرفة البيئية لألوساط ونشر املعلومات‬
‫البيئية وتوزيعها‪ ،‬لذا فهو يتوفر على خمابر وحمطات تساعده على البحث‪ .‬يديره‬
‫جملس إدارة ومدير عام ويساعده جملس علمي‪ ،‬جيتمع مرتني يف السنة وقد جيتمع‬
‫يف دورة غري عادية إذا ما اقتضت الضرورة ذلك‪ ،‬وبإمكانه االستعانة خبرباء‬
‫وخمتصني حسب الضرورة(‪.)13‬‬

‫‪- 101 -‬‬


‫دور اإلدارة المحلية في حماية البيئة من أخطار التلوث "التجربة الجزائرية" ــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .4‬املعهد الوطين للتكوينات البيئية‪:‬‬


‫وهو عبارة عن مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي أو جتاري تتمتع‬
‫بالشخصية املعنوية واالستقالل املايل‪ ،‬خيضع للقواعد املطبقة على اإلدارة يف‬
‫عالقاته بالدولة‪ ،‬ويعد تاجرا يف عالقاته مع الغري‪ ،‬تتمثل مهامه يف‪:‬‬
‫أ‪ -‬يف جمال التكوين‪:‬‬
‫تقدمي تكوينات خاصة يف جمال البيئة لفائدة كافة املتدخلني العموميني أو‬
‫اخلواص‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير أنشطة خاصة يف جمال تكوين املكونني‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين رصيد وثائقي‪.‬‬
‫ب‪ -‬يف جمال التربية البيئية والتحسيس‪:‬‬
‫‪ -‬وضع برامج التربية البيئية وتنشيطها‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بأعمال حتسيسية تالئم كل مجهور‪.‬‬
‫يدير املعهد جملس إدارة ويسريه مدير عام ويزود مبجلس توجيهي‪.‬‬
‫ميكن للمعهد االستعانة خبرباء وخمتصني من خارج الدولة‪ ،‬جيتمع جملسه‬
‫يف دورتني عاديتني كل سنة حبضور األغلبية‪ ،‬ويضم ممثلني عن وزارة التكوين‬
‫املهين‪ ،‬وزارة الفالحة‪ ،‬وزارة الصحة‪ ،‬املوارد املائية‪ ،‬النقل‪ ،‬التعليم العايل والبحث‬
‫العلمي‪ ،‬التربية الوطنية‪ ،‬الطاقة واملناجم‪ ،‬املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬وزارة‬
‫الداخلية واجلماعات احمللية‪ ،‬املالية والدفاع الوطين‪.‬‬
‫يضمن املعهد مهمة اخلدمة العمومية يف جمال التربية البيئة والتحسيس‬
‫وأنشطة التكوين‪ ،‬تتمثل موارده يف‪ :‬مسامهات الدولة وعائد اخلدمات اليت يقدمها‬
‫املعهد واهلبات والوصايا واالقتراض(‪.)14‬‬
‫ب‪ .‬اإلطـار القانوين حلمـاية البيئة يف اجلزائر‬
‫‪ -1‬التشريعات املتعلقة بتسيري النفايات‪:‬‬
‫إن القانون ‪ 11-81‬املؤرخ يف ‪ 12‬ديسمرب ‪ 2881‬املتعلق بتسيري النفايات‬
‫ومراقبتها وإزالتها يهدف إىل حتديد كيفيات تسيري النفايات ومراقبتها ومعاجلتها‬
‫وهو يرتكز على املبادئ اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬الوقاية والتقليص من إنتاج ضرر النفايات من املصدر‪.‬‬

‫‪- 102 -‬‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬ناجي عبد النور – جامعة عنابة (الجزائر)‬

‫‪ ‬تنظيم فرز النفايات ومجعها ونقلها ومعاجلتها‪.‬‬


‫‪ ‬تثمني النفايات بإعادة استعماهلا‪ ،‬أو برسكلتها أو بكل طريقة متكن من‬
‫احلصول باستعمال تلك النفايات على مواد قابلة إلعادة االستعمال أو احلصول‬
‫على الطاقة‪.‬‬
‫‪ ‬املعاجلة البيئية العقالنية للنفايات‪.‬‬
‫‪ ‬إعالم وحتسيس املواطنني باألخطار النامجة عن النفايات وآثارها على‬
‫الصحة والبيئة‪ ،‬وكذلك التدابري املتخذة للوقاية من هذه األخطار واحلد منها أو‬
‫تعريضها(‪.)15‬‬
‫‪ .2‬التشريعات املتعلقة حبماية الساحل‪:‬‬
‫إن القانون رقم ‪ 28-81‬املؤرخ يف ‪ 12‬ديسمرب ‪ 2881‬واملتعلق بتهيئة اإلقليم‬
‫وتنميته املستدامة يهدف إىل حتديد األحكام اخلاصة املتعلقة حبماية الساحل‬
‫وتثمينه وهو يرتكز على املبادئ األساسية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تندرج مجيع أعمال التنمية يف الساحل ضمن بعد وطين لتهيئة اإلقليمي‬
‫والبيئة ويقتضي تنسيق األعمال بني الدولة واجلماعات اإلقليمية واملنظمات‬
‫واجلمعيات اليت تنشط يف هذا اجملال‪ ،‬وترتكز على مبادئ التنمية املستدامة‬
‫والوقاية واحمليطة‪.‬‬
‫‪ ‬جيب على الدولة واجلماعات اإلقليمية يف إطار إعداد أدوات التهيئة‬
‫والتعمري املعنية أن(‪:)16‬‬
‫‪ -‬تسهر على توجيه توسع املراكز احلضرية القائمة حنو مناطق بعيدة عن الساحل‬
‫والشاطئ البحري‪.‬‬
‫‪ -‬تصنف املواقع ذات الطابع اإليكولوجي أو الطبيعي أو الثقايف أو السياحي يف‬
‫وثائق هتيئة الساحل‪ ،‬كمساحات مصنفة خاضعة الرتفاقات منع البناء عليها‪.‬‬
‫‪ -‬تشجع وتعمل على حتويل املنشآت الصناعية القائمة اليت يعد نشاطها مضرا‬
‫بالبيئة الساحلية إىل مواقع مالئمة‪.‬‬
‫‪ -‬جيب االلتزام يف تطوير األنشطة على الساحل وترقيتها حبتمية شغل الفضاء‬
‫على حنو اقتصادي‪ ،‬ومبا ال يتسبب يف تدهور الوسط البيئي‪ ،‬تتخذ الدولة التدابري‬
‫التنظيمية من أجل استغالل املوارد الساحلية بصورة مستدامة‪.‬‬

‫‪- 103 -‬‬


‫دور اإلدارة المحلية في حماية البيئة من أخطار التلوث "التجربة الجزائرية" ــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ‬الساحل يشمل يف مفهوم هذا القانون‪ :‬مجيع اجلزر واجلزيرات واجلرف‬


‫القاري‪ ،‬وكذا شريطا ترابيا بعرض أقله مثامنائة متر على طول البحر‪.‬‬
‫‪ -‬يتضمن هذا القانون أحكام عامة تتعلق بالساحل‪ ،‬وذلك يف املواد‪،18 ،1 :‬‬
‫‪ ،16 ،15 ،14 ،13 ،12 ،11‬حيث‪:‬‬
‫‪ ‬مينع املساس بوضعية الساحل الطبيعية‪ ،‬وجيب محايته واستعماله‬
‫وتثمينه وفقا لوجهته الطبيعية‪.‬‬
‫‪ ‬جيب أن يتم شغل األراضي الساحلية واستعماهلا مبا يكفل محاية‬
‫الفضاءات الربية والبحرية الفريدة أو الضرورية‪ ،‬للحفاظ على التوازنات‬
‫الطبيعية‪.‬‬
‫‪ ‬حتدد الفضاءات املخصصة لألنشطة السياحية‪ ،‬السيما األنشطة‬
‫االستجمامية والرياضات البحرية‪ ،‬والتخييم القار أو املتنقل ولو كان مؤقتا‪،‬‬
‫وشروط استعماهلا عن طريق التنظيم‪.‬‬
‫‪ .3‬التشريعات املتعلقة حبماية البيئة يف إطار التنمية املستدامة‪:‬‬
‫إن القانون ‪ 18-83‬املؤرخ يف ‪ 11‬يوليو ‪ 2883‬يتعلق حبماية البيئة يف إطار‬
‫التنمية املستدامة وحيدد قواعد محايتها‪.‬‬
‫هتدف محاية البيئة يف إطار التنمية املستدامة على اخلصوص إىل ما يأيت‪:‬‬
‫‪ -‬حتديد املبادئ األساسية وقواعد تسيري البيئة كذلك ترقية تنمية وطنية‬
‫مستدامة بتحسني شروط املعيشة والعمل على ضمان إطار معيشي سليم‪.‬‬
‫‪ -‬الوقاية من كل أشكال التلوث واألضرار امللحقة بالبيئة‪ ،‬وذلك بضمان احلفاظ‬
‫على مكوناهتا‪.‬‬
‫‪ -‬إصالح األوساط املتضررة وترقية االستعمال اإليكولوجي العقالين للموارد‬
‫الطبيعية املتوفرة وكذلك استعمال التكنولوجيات األكثر نقاء‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم اإلعالم والتحسيس ومشاركة اجلمهور وخمتلف املتدخلني يف تدابري‬
‫محاية البيئة‪.‬‬
‫يتأسس هذا القانون على املبادئ العامة التالية(‪:)11‬‬
‫‪ -‬مبدأ احملافظة على التنوع البيولوجي‪ :‬الذي ينبغي مبقتضاه على كل‬
‫نشاط جتنب إحلاق ضرر معترب بالتنوع البيولوجي‪.‬‬

‫‪- 104 -‬‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬ناجي عبد النور – جامعة عنابة (الجزائر)‬

‫‪ -‬مبدأ تدهور املوارد الطبيعية‪ :‬الذي ينبغي مبقتضاه جتنب إحلاق الضرر‬
‫باملوارد الطبيعية‪ ،‬كاملاء واهلواء‪ ،‬األرض واليت تعترب يف كل احلاالت جزء ال يتجزأ‬
‫من مسار التنمية‪ ،‬وجيب أن ال تؤخذ بصفة منعزلة يف حتقيق تنمية مستدامة‪.‬‬
‫‪ -‬مبدأ االستبدال‪ :‬الذي ميكن مبقتضاه‪ ،‬استبدال عمل مضر بالبيئة بآخر‬
‫يكون أقل خطرا عليها‪ ،‬وخيتار هذا النشاط األخري حىت ولو كانت تكلفته مرتفعة‪،‬‬
‫ما دامت مناسبة للقيم البيئية موضوع احلماية‪.‬‬
‫‪ -‬مبدأ اإلدماج‪ :‬الذي جيب مبقتضاه دمج الترتيبات املتعلقة حبماية البيئية‬
‫والتنمية املستدامة عند إعداد املخططات والربامج القطاعية وتطبيقها‪.‬‬
‫‪ -‬مبدأ النشاط الوقائي وتصحيح األضرار البيئية باألولوية عند املصدر‪:‬‬
‫يكون ذلك باستعمال أحسن التقنيات املتوفرة وبتكلفة اقتصادية مقبولة‪ ،‬ويلزم كل‬
‫شخص ميكن أن يلحق نشاطه ضررا كبريا بالبيئة مراعاة مصاحل الغري قبل‬
‫التصرف‪.‬‬
‫‪ -‬مبدأ احليطة‪ :‬الذي مبقتضاه‪ ،‬أال يكون عدم توفر التقنيات نظرا للمعارف‬
‫العلمية والتقنية احلالية‪ ،‬سببا يف تأخري اختاذ التدابري احمللية واملناسبة للوقاية‬
‫من خطر األضرار اجلسمية املضرة بالبيئة‪ ،‬ويكون ذلك بتكلفة اقتصادية مقبولة‪.‬‬
‫مبدأ امللوث الدافع‪ :‬الذي يتحمل مبقتضاه كل شخص يتسبب نشاطه أو ميكن‬
‫أن يتسبب يف إحلاق الضرر بالبيئة‪ ،‬نفقات كل تدابري الوقاية من التلوث والتقليص‬
‫منه وإعادة األماكن وبيئتها إىل حالتهما األصلية‪.‬‬
‫مبدأ اإلعالم واملشاركة‪ :‬الذي يكون مبقتضاه لكل شخص احلق يف أن يكون‬
‫على علم حبالة البيئة واملشاركة يف اإلجراءات املسبقة عند اختاذ القرارات اليت‬
‫قد تضر بالبيئة‪.‬‬
‫رابعا ‪ /‬دور اإلدارة المحلية الجزائرية في حماية البيئة من التلوث‪:‬‬
‫تعترب اإلدارة احمللية امتدادا لإلدارة املركزية يف جمال محاية البيئة من‬
‫التلوث‪ ،‬على اعتبار أن هذه املهمة من املهام الرئيسية للدولة مبختلف مؤسساهتا‬
‫املركزية واحمللية‪.‬‬

‫‪- 105 -‬‬


‫دور اإلدارة المحلية في حماية البيئة من أخطار التلوث "التجربة الجزائرية" ــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫تتمثل مستويات اإلدارة احمللية اجلزائرية يف ثالثة هي‪ :‬الواليات (‪40‬‬


‫والية) والدوائر (و‪ 742‬دائرة ) والبلديات (‪ 1541‬بلدية )‪ ،‬هي نتيجة لكثافة‬
‫الشبكة العمرانية ومنوّها السريع‪.‬‬
‫تضم الوالية مناطق حضرية وريفية‪ ،‬تتمتع بالشخصية املعنوية‬
‫واالستقالل املايل تتألف من دوائر وعدد من البلديات‪.‬‬
‫أ‪ .‬الوحدات احمللية املكلفة حبماية البيئة من التلوث‪:‬‬
‫ميكن مالحظة وجود نوعني من الوحدات احمللية املختصة بالعناية مبوضوع‬
‫البيئة‪ ،‬أوهلا وحدات متعددة التمثيل‪ ،‬والثانية وحدات إدارية تقليدية (الوالية‬
‫والبلدية)‪.‬‬
‫‪ :1‬الوحدات احمللية املتعددة التمثيل‪:‬‬
‫وهي عادة ما تكون ذات مهام حمددة ومعينة‪ ،‬يتم إنشاؤها ملواجهة قضية‬
‫تشغل بال السلطات العمومية‪ ،‬نظرا لكون مهمة محاية البيئة يف هذا املوضوع هي‬
‫مهمة عدة أطراف‪ ،‬وعدة هيئات ومؤسسات مستقلة عن بعضها البعض‪ ،‬مما حيتم‬
‫مجع ممثلي هذه اهليئات يف جلنة أو جهاز تشاوري وتنسيقي للتشاور والبحث‬
‫املشترك للموضوع املراد معاجلته عرب هذه اهليئة‪ .‬ونظرا لكثرة هذا النوع من‬
‫اهليئات‪ ،‬نكتفي باإلشارة إىل اللجان اجلهوية‪ ،‬والوالئية اليت مت إنشاؤها مبقتضى‬
‫املرسوم التنفيذي املتعلق مبكافحة تلوث البحر‪ ،‬حيث أنشأ هذا النص إىل جانب‬
‫اللجنة الوطنية‪ ،‬جلانا جهوية ووالئية‪ ،‬تشترك يف تشكيلها كل اهليئات احمللية‬
‫املعنية مبوضوع محاية البحر من التلوث‪.‬‬
‫‪ :2‬الوحدات احمللية التقليدية (الوالية والبلدية)‪:‬‬
‫على مستوى الوالية‪ :‬تعترب مفتشيه البيئة يف الوالية‪ ،‬من التنظيمات‬
‫احمللية املهمة على مستوى الوالية املكلفة حبماية البيئة‪ ،‬مهمتها مراقبة تطبيق‬
‫القوانني والتنظيمات املتعلقة حبماية البيئة‪ ،‬واقتراح التشريعات والتنظيمات اليت‬
‫هلا صلة حبماية البيئة‪ ،‬تسلم الرخص والتأشريات وتتخذ كل التدابري الرامية إىل‬
‫الوقاية من كل أشكال تدهور البيئة قصد حتسني إطار احلياة وجودهتا‪.‬‬
‫على مستوى البلدية‪ :‬يعرف القانون البلدية " هي اجلماعة اإلقليمية‬
‫األساسية ذات شخصية معنوية واستقالل مايل يديرها ويسريها رئيس اجمللس‬

‫‪- 106 -‬‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬ناجي عبد النور – جامعة عنابة (الجزائر)‬

‫البلدي املنتخب‪ ،‬ويساعده نائبا أو أكثر‪ ،‬تكلف هذه اهليئة مبساعدة جلان خمتلفة‬
‫بتطبيق مداوالت اجمللس الشعيب البلدي والسياسات العامة الوطنية املختلفة علي‬
‫املستوي احمللي"‪.‬‬
‫تقوم البلديات مبهامها يف إطار محاية البيئة بطرق مباشرة عن طريق إنشاء‬
‫مصاحل إدارية متخصصة تكلف بإدارة وتسيري مهامها‪ ،‬أو بطرق غري مباشرة عن‬
‫طريق تكليف القطاع اخلاص أو املنظمات غري احلكومية أو تكليف أشخاص معنوية‬
‫أو طبيعية‪.‬‬
‫املصاحل اإلدارية‪ :‬ميكن للبلدية يف إطار هياكلها أن تنشأ أو تؤسس مصاحل‬
‫عم ومية لتوفري االحتياجات اجلماعية ملواطنيها‪ ،‬السيما يف جمال البيئة‪( :‬املادة‬
‫رقم ‪ 132‬من قانون البلدية)‬
‫‪ -‬املياه الصاحلة للشرب والتنظيف‪.‬‬
‫‪ -‬مجع القمامات املزنلية وغريها من الفضالت‪.‬‬
‫‪ -‬تتألف املصاحل من مكاتب خاصة بالنظافة وحفظ الصحة توضع حتت تصرف‬
‫رئيس البلدية‪.‬‬
‫اللجان البلدية‪ :‬لغرض متكني اجملالس البلدية من أداء مهامها أجازت املادة‬
‫(‪ ) 24‬من قانون البلدية إنشاء جلان دائمة وأخرى مؤقتة تتشكل من النواب‪ ،‬فمن‬
‫بني اللجان الثالثة توجد جلنة التهيئة العمرانية والتعمري املكلفة حبماية املواقع‬
‫الطبيعية واحلفاظ على البيئة والسهر على النظافة العمومية وطرق معاجلة املياه‬
‫ومحاية التربة والثروة املائية‪.‬‬
‫ويتلخص األمر بصفة أساسية يف مصاحل النظافة ومجع النفايات‪ ،‬اليت‬
‫تعترب مصاحل تابعة للبلدية‪ ،‬هذه املصاحل اليت كانت مهمتها ال هتدف بصفة مباشرة‬
‫إىل محاية البيئة من التلوث‪ ،‬إال أن نتائج عملها تؤدي إىل نفس النتيجة‪ .‬ميكن‬
‫لبلديتني أو أكثر أن تتجمع لالشتراك يف تسيري جزء من النفايات املزنلية وما‬
‫شاهبها‪ ،‬وذلك من خالل وضع خمطط بلدي لتسيري النفايات وتسخري اإلمكانيات‬
‫الضرورية لذلك‪.‬‬
‫وميكن للبلدية أن تسند حسب دفتر شروط منوذجية لتسيري النفايات‬
‫الناجتة عن األشغال املزنلية إىل أشخاص طبيعيني أو معنويني خاضعني للقانون‬

‫‪- 107 -‬‬


‫دور اإلدارة المحلية في حماية البيئة من أخطار التلوث "التجربة الجزائرية" ــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫العام أو اخلاص‪ ،‬وذلك من خالل وضع نظام لفرز النفايات وتنظيم مجع النفايات‬
‫وتنظيف الطرقات ونقلها ومعاجلتها واختاذ إجراءات حتفيزية‪ ،‬قصد تطوير‬
‫وترقية نظام فرز النفايات‪ ،‬والسهر على تنظيم البناءات الفوضوية‪.‬‬
‫ونسجل هنا أن نشاط وجمال تدخل مثل هذه اهليئات احمللية يف جمال‬
‫محاية البيئة من التلوث‪ ،‬هو جمال واسع يشمل مجيع األعمال والنشاطات واملهام‬
‫املختلفة اليت تقتضيها عمليات احلماية‪ ،‬على النحو الذي سنبينه فيما بعد‪ ،‬عكس‬
‫اهليئات املتعددة التمثيل اليت عادة ما ختتص مبهام معينة وحمددة يف نصوص‬
‫إنشائها‪.‬‬
‫ب‪ .‬وسائل وطرق تدخل الوحدات احمللية يف جمال محاية البيئة من‬
‫التلوث‪:‬‬
‫ال ختتلف اهليئات احمللية عن اهليئات املركزية يف جمال التدخل لتنفيذ‬
‫مهامها الرامية حلماية البيئة من خمتلف أشكال التلوث‪ ،‬حيث ختتلف وسائل تدخل‬
‫اإلدارة احمللية حسب طبيعة املهمة املراد حتقيقها‪ ،‬فتارة تتدخل بصفة انفرادية‬
‫انطالقا من سلطات وصالحيات الضبط اإلداري اليت خيوهلا إياها القانون‪ ،‬حيث‬
‫عادة ما يأخذ التدخل يف هذه احلالة شكل القرار اإلداري‪ ،‬مثل حالة منح الرخص‪،‬‬
‫وحالة فرض بعض القيود على املتعاملني مبا حيافظ على سالمة البيئة‪ ،‬أو منع‬
‫بعض األعمال أو التصرفات على املتعاملني االقتصاديني واالجتماعيني(‪.)11‬‬
‫‪ :1‬الوسائل القانونية واملادية‪:‬‬
‫متتلك اإلدارة بصفة عامة‪ ،‬ومنها اإلدارة احمللية وسائل قانونية عديدة‪ ،‬يف‬
‫إطار سلطة الضبط اإلداري اليت مينحها القانون لإلدارة العمومية‪ ،‬باعتبارها‬
‫اهليئة املكلفة بتطبيق القانون‪ .‬تعترب القرارات اإلدارية والعقود واالتفاقيات من‬
‫الوسائل الشائعة يف العمل اإلداري‪ ،‬حيث كثريا ما متنح القوانني املتعلقة بالبيئة‬
‫صالحيات واسعة لإلدارة يف جمال محاية البيئة‪ ،‬مثل تقييد بعض األعمال‬
‫والتصرفات اليت من شأهنا أن تلحق أضرارا بالبيئة بوجوب احلصول على رخص‬
‫إدارية مسبقة متنحها اإلدارة وحتقيقات تتعلق حباالت خاصة خارج هذا الربنامج‪،‬‬
‫إما بطلب من الوزير املكلف حبماية البيئة‪ ،‬أو من طرف الوايل املعين‪ ،‬على أن تنتهي‬
‫مهامهم بتقارير يرفعوهنا إما إىل الوزير املكلف حبماية البيئة‪ ،‬أو إىل الوايل املعين‬

‫‪- 108 -‬‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬ناجي عبد النور – جامعة عنابة (الجزائر)‬

‫باملهمة موضوع التقرير‪ .‬كما يقومون مبهامهم وفق ما مينحه هلم قانون محاية‬
‫البيئة‪.‬‬
‫‪ .2‬الوسائل القضائيــة‪:‬‬
‫يتمتع األعوان واملفتشني املكلفني حبماية البيئة بسلطات ضبطية قضائية‬
‫مقيدة حبدود املهام املوكلة إليهم يف جمال محاية البيئة من التلوث حمددة يف‬
‫قوانني املياه‪ ،‬والغابات‪ ،‬والعمران‪ ،‬إىل جانب قانون محاية البيئة‪ ،‬وتتمثل هذه‬
‫الصالحيات يف حترير حماضر املخالفات من قبل مفتشي البيئة‪ ،‬وتقدميها إىل‬
‫اجلهات املختصة إقليميا وموضوعيا‪ ،‬وبصفة خاصة إىل النيابة العامة يف هذه‬
‫احملاكم املختصة‪ ،‬هبدف القيام بالتحريات والتحقيقات القضائية الالزمة‪ ،‬وحتريك‬
‫الدعوى العمومية‪ ،‬وتقدمي املخالفني للتشريعات املنظمة للموضوع حمل املخالفة‪ ،‬مع‬
‫اإلشارة إىل أهلية هؤالء املفتشني لتمثيل اإلدارة املكلفة حبماية البيئة دون‬
‫احلاجة إىل وكالة أو تكليف خاص بذلك‪.‬‬
‫‪ .3‬الوسائل البشرية‪:‬‬
‫تتمثل يف سلك مفتشي محاية البيئة الذي حددت صالحياته يف السهر علي‬
‫احترام وتطبيق القوانني والنظم املعمول هبا يف جمال محاية الطبيعة واملياه‬
‫واحمليط البحري ومراقبة كافة مصادر التلوث‪.‬‬
‫ج‪ .‬جماالت تدخل الوحدات احمللية يف جمال محاية البيئة من التلوث‪:‬‬
‫تعد البلدية املؤسسة احمللية الرئيسية لتطبيق تدابري محاية البيئة‬
‫والتدخل يف امليادين التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬يف ميدان الرعاية الصحية‪:‬‬
‫تتكفل البلدية حبفظ الصحة واحملافظة على النظافة العمومية‪( .‬املادة‬
‫‪187‬من قانون البلدية) يف اجملاالت التالية‪:‬‬
‫‪ .‬توزيع املياه الصاحلة للشرب‪.‬‬
‫‪ .‬صرف املياه القذرة والنفايات اجلامدة احلضرية‪.‬‬
‫‪ .‬مكافحة ناقالت األمراض املعدية‪.‬‬
‫‪ .‬نظافة األغذية واألماكن واملؤسسات اليت تستقبل اجلمهور‪ .‬هذا ما أدى‬
‫إىل تأسيس مكاتب حلفظ الصحة ونظافة البلدية(‪.)19‬‬

‫‪- 109 -‬‬


‫دور اإلدارة المحلية في حماية البيئة من أخطار التلوث "التجربة الجزائرية" ــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .‬السهر على نظافة املواد االستهالكية املعروضة للبيع(‪.)21‬‬


‫‪ .2‬يف ميدان مكافحة التلوث‪:‬‬
‫هذا اإلجراء يضع على عاتق البلدية مكافحة كل أشكال التلوث يف إطار‬
‫صالحياهتا مبا فيها التلوث املائي‪ ،‬التلوث البحري والتلوث اجلوي‪.‬‬
‫إن البلدية تتخذ يف إطار صالحياهتا اإلجراءات الضرورية ملكافحة التلوث‪.‬‬
‫‪ .3‬يف جمال محاية الوسط الطبيعي‪:‬‬
‫تسهر البلدية على محاية الوسط الطبيعي وخاصة االحتياطات املائية‬
‫من أي صرف أو روافد حضرية وصناعية(‪.)21‬‬
‫‪ .4‬يف ميدان مشاكل العمران‪ :‬إن املشكل احلساس هو املساس باملناطق‬
‫الزراعية وذلك عن طريق البناء الفوضوي‪ .‬إن القانون البلدي يلزم البلدية‬
‫مبطابقة خمططات التنمية مع أهداف خمططات التهيئة العمرانية اليت تساهم يف‬
‫إعدادها‪ .‬إذا كان هدف التهيئة العمرانية قبل كل شيء اختيار التوزيع يف جمال‬
‫األنشطة االقتصادية والسكان‪ ،‬فال يفوتنا أن نذكر أن التهيئة العمرانية متنح‬
‫للبيئة مكانة واسعة حبيث أن املادة ‪ 24‬من القانون تنص على أن التهيئة العمرانية‬
‫تأخذ بعني اإلعتبار‪:‬‬
‫‪ .‬محاية البيئة‪.‬‬
‫‪ .‬حفظ املواقع الطبيعية‪.‬‬
‫‪ .‬ترقية املواقع السياحية والترفيهية‪.‬‬
‫‪ .‬محاية اآلثار التارخيية وترميمها‪.‬‬
‫إن البلدية جيب عليها عند مسامهتها يف حتضري خمططات التهيئة العمرانية‬
‫إعطاء آرائها وقراراهتا حول كل مشروع وطين من املمكن إقامته على إقليمها‪،‬‬
‫وحيدث انعكاسات على بيئتها‪.‬‬
‫‪ .5‬تشجيع تأسيس مجعيات محاية البيئة‪:‬‬
‫إن املادة ‪ 131‬تعطي للبلدية إمكانية تشجيع إنشاء مجعيات حلماية البيئة‬
‫يكون هدفها محاية البيئة وحتسني نوعية احليلة ومكافحة كل إشكال املتلوثات‬
‫واملضار‪.‬‬

‫‪- 110 -‬‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬ناجي عبد النور – جامعة عنابة (الجزائر)‬

‫‪ .6‬املساحات اخلضراء‪:‬‬
‫إنشاء وتوسيع وصيانة املساحات اخلضراء والسهر على محاية التربة‬
‫واملوارد املائية واملسامهة يف استعماهلا األمثل‪ ،‬حسب ما نصت عليه املادة (‪ )180‬من‬
‫القانون البلدي‪.‬‬
‫باالضافة اىل إنشاء احلدائق واملنتزهات وصيانة الطرق(‪.)22‬‬
‫خامسا ‪ /‬العراقيل التي تؤثر على فاعلية أداء اإلدارة المحلية لوظائفها‪:‬‬
‫أ‪ .‬العراقيل اليت تواجه البلدية يف عالقاهتا بالسلطة املركزية‪ :‬يرتبط‬
‫عمل البلدية مبؤسسات وأجهزة تابعة للدولة متارس الرقابة اإلدارية واملالية على‬
‫عمل البلديات‪.‬‬
‫إن دراسة مدى التأثري على البيئة تبقى إحدى الوسائل الفعالة إن متت‬
‫جبدية للتوفيق بني النمو االقتصادي ومحاية البيئة لكن هذا اإلجراء يبق بيد‬
‫الوزير‪.‬‬
‫ب‪ .‬العراقيل اليت تواجه البلدية يف املشاركة الفعالة يف محاية البيئة من‬
‫خالل اختاذ القرار ج‪ .‬نقص اإلطار البشري املتخصص على املستوى احمللي‪ :‬تعاين‬
‫الوحدات احمللية من نقص اإلطار البشري املالئم هلذه املهمة اجلديدة وهي محاية‬
‫البيئة‪ ،‬والدور احملوري الذي ميكن أن تلعبه اإلدارة احمللية من خالل مدها بأساليب‬
‫حديثة يف تسيري البيئة من خالل التخطيط والتسيري والتنفيذ والتقييم‪.‬‬

‫خاتمـة‪:‬‬
‫تعرف اجلزائر وكغريها من البلدان وضعا بيئيا متدهورا أهم مساته التلوث‬
‫بأشكاله املختلفة‪ :‬تلوث للهواء وللبحر وللمحيط‪ .‬ونظرا ألمهية موضوع البيئة‬
‫الرتباطه بالتنمية املستدامة واعتبار مسالة البيئة مسألة حملية أكثر منها‬
‫مركزية‪ ،‬لقرب الوحدات احمللية من الواقع‪ ،‬جتلى موقف السلطات اجلزائرية يف‬
‫زيادة االهتمام بالبيئة واالرتقاء مبستوى الوعي البيئي لدى املواطنني من خالل‬
‫وضع إستراتيجية وسياسة عامة قائمة على منظومة قانونية من التشريعات‬
‫اخلاصة بالبيئة ومحايتها من التلوث‪ ،‬ورسم خمططات حملية مع منح الوحدات‬

‫‪- 111 -‬‬


‫دور اإلدارة المحلية في حماية البيئة من أخطار التلوث "التجربة الجزائرية" ــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫احمللية سلطات وصالحيات لقمع كل حماولة ملساس بالبيئة أو خرق للقوانني اليت‬
‫حتميها والعمل على خلق ثقافة بيئية أصيلة وراسخة‪.‬‬
‫ورغم اجملهودات اليت بذلتها اجلماعات احمللية يف جمال محاية البيئة‬
‫واألعمال والترتيبات اليت قامت هبا واملخططات اليت تسعى من خالهلا إىل توعية‬
‫املواطن وإشعاره بأمهية البيئة وإصدارها لقرارات تسعى من خالهلا للحد من‬
‫املشاكل البيئية‪ ،‬إال أهنا حتتاج إىل فعالية أكثر‪ ،‬وهذا راجع لعدم خصوصية‬
‫املشاكل البيئية واملتمثلة يف انتقال مظاهر التلوث الربي‪ ،‬البحري‪ ،‬واجلوي‪ ،‬كذلك‬
‫لعدم مواجهة اجليل اجلديد للمشاكل البيئية اجلديدة جبدية وحزم‪ ،‬كما أن معظم‬
‫القوانني واملخططات تبق جمردة وبعيدة كل البعد عن الواقعية العلمية‪ ،‬إال أن‬
‫األمل يبقى يف إجياد بيئة صحية وسليمة تلقى االهتمام من كافة املؤسسات‬
‫واهليئات املختصة‪ ،‬مع ربط عالقات متينة مع تنظيمات اجملتمع املدين املهتمة‬
‫بالبيئة والقطاع اخلاص‪ ،‬ووسائل اإلعالم اجلواري لنشر الثقافة البيئية‪ .‬إضافة‬
‫إىل تفعيل العمل البلدي البيئي على مستوى أصغر‪ ،‬وتعميم مفهوم" جلان األحياء‬
‫البيئية وتفعيل النصوص املتعلقة بالبلدية يف جمال محاية البيئة‪ ،‬مع تأهيل‬
‫وحتسني مستوى اإلداريني ورفع مهاراهتم وكفاءهتم‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫(‪ )1‬عامر حممود طراف‪ ،‬أخطار البيئة والنظام الدويل‪ ،‬بريوت‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات‬
‫والنشر‪ ،1110 ،‬ص ‪15‬‬
‫(‪ )2‬عبد احلكيم حممود‪ ،‬البيئة والتلوث‪:‬‬
‫‪:2884/11/28 http://www.4eco.com/2004/11/__99‬‬
‫(‪ ) 3‬رانيا مصطفى‪" ،‬دور املنظمات غري احلكومية يف محاية البيئة"‪ ،‬يف‪ :‬دور املنظمات غري‬
‫احلكومية يف ظل العوملة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مركز الدراسات اآلسيوية‪ ،2882 ،‬ص ص ‪141 - 140‬‬
‫(‪ )4‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫(‪ )5‬عبد احلق عباس‪ ،‬عام للنسيان‪ ..‬البيئة‪:‬‬
‫‪http://www.chihab.net/modules.php?name=News&file=article&sid=1113‬‬
‫(‪ )6‬الديوان الوطين لإلحصاء‪1110،‬‬
‫(‪ )7‬تلوث العديد من الشواطئ اجلزائرية يف عز فصل الصيف‪:‬‬
‫‪http://www.algeria-voice.org/Akhbar/Akhbar6/hauptteil_akhbar6.html‬‬
‫(‪ )0‬نفس املرجع‪.‬‬

‫‪- 112 -‬‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬ناجي عبد النور – جامعة عنابة (الجزائر)‬
‫(‪ )1‬تقرير حول حالة ومستقبل البيئة يف اجلزائر‪.2888،‬‬
‫(‪ )18‬رمضان حممد القذايف‪.1110 ،‬‬
‫(‪ )11‬نورالدين صادق‪:‬عوامل تلوث البيئة احلضرية‪www. perso.menara.ma:‬‬
‫(‪ )12‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬وزارة هتيئة اإلقليم والبيئة‪ ،‬قانون ‪82-82‬‬
‫املتعلق حبماية البيئة‪ ،2882 ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 3 ،22‬أفريل ‪ ،2882‬ص ص ‪15-14‬‬
‫(‪ ) 13‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬وزارة هتيئة اإلقليم والبيئة‪ ،‬قانون ‪،82-82‬‬
‫‪ ،2882‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 10 ،56‬أوت ‪ ،2882‬ص ص ‪.11-18‬‬
‫(‪ ) 14‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬وزارة هتيئة اإلقليم والبيئة‪ ،‬قانون ‪11-81‬‬
‫املتعلق بتسيري النفايات ومراقبتها وإزالتها‪ ،2881 ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 15 ،77‬ديسمرب‬
‫‪ ،2881‬املادة ‪ ،82‬ص‪.18‬‬
‫(‪ )15‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬وزارة هتيئة اإلقليم والبيئة‪ ،‬قانون رقم ‪-82‬‬
‫‪ 82‬املتعلق حبماية الساحل وتثمينه‪ ،2882 ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 5 ،18‬فرباير ‪ ،2882‬املادة‬
‫‪ ،84‬ص‪.25‬‬
‫(‪ ) 16‬اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬وزارة هتيئة اإلقليم والبيئة‪ ،‬قانون ‪18-83‬‬
‫املتعلق حبماية البيئة يف إطار التنمية املستدامة‪ ،2883 ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 11 ،43‬يوليو‬
‫‪ ،2883‬املادة ‪ ،83‬ص‪.1‬‬
‫(‪ ) 17‬علي سليمان‪ ،‬محاية البيئة يف القانون اجلزائري‪ ،‬اجلزائر‪:‬الدار اخللدونية ‪ ،2880‬ص‬
‫‪.231‬‬
‫(‪ )10‬أنظر املرسوم رقم ‪ 146/07‬املؤرخ يف ‪ 1107/86/38‬واملتضمن إنشاء مكاتب حلفظ نظافة‬
‫البلدية يوضع حتت تصرف رئيس اجمللس الشعيب البلدي‬
‫(‪ )11‬أنظر املنشور الوزاري املشترك املؤرخ يف ‪ 1115/82/85‬احملدد لكيفيات االستغالل ومراقبة‬
‫املطاعم ذات املأكوالت اخلفيفة واملشروبات‪.‬‬
‫(‪ )28‬أنظر مرسوم رقم ‪ 371/01‬املؤرخ يف ‪ 26‬ديسمرب ‪ ،1101‬حيدد صالحيات البلدية والوالية‬
‫واختصاصاهتما يف قطاع املياه‪.‬‬
‫(‪ )21‬ملزيد من التوضيح حول دور البلدية يف محاية البيئة أنظر‪:‬‬
‫بن ناصر يوسف "معطية جديدة يف التنمية احمللية‪ -‬محاية البيئة"‪ ،‬اجمللة اجلزائرية للعلوم‬
‫القانونية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪3‬ن ‪ ،1115‬ص ‪ ،611‬ص ‪.784‬‬

‫‪- 113 -‬‬

You might also like