You are on page 1of 84

‫‪‬‬

‫أدلة التعييد‬
‫في‬
‫التاسع من ربيع‬
‫‪‬‬

‫محمد علي حسين العريبي‬

‫‪ 1435‬هـ ‪ 2015 -‬م‬


‫‪‬‬
1
‫تنبيه‬

‫ال هيتم الكتاب بالبحث يف مسألة الوالية وحكم االبتهاج‬

‫والتعيد يف يوم التاسع من ربيع‪ ،‬وال يسعى للنيل من‬

‫عقائد املؤمنني‪ ،‬بل هو معقود لتقيص األدلة وتتبع‬

‫الشواهد والقرائن من األخبار واآلثار يف سياق البحث‬

‫املوضوعي‬

‫‪2‬‬
3
‫الفصل األول ‪ :‬البحث فيام يناسب‬
‫هذا اليوم من أشخاص ووقائع‬

‫الكتاب من مسودات سنة ‪ 1435‬هـ ‪ 2015 -‬م‪ ،‬وعرض للمناسبة‪ ،‬وهو‬


‫قابل للزيادة والتعديل مستقبال‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫عالقة املتوكل بتاريخ التاسع من ربيع األول‬
‫ومظاهر االحتفال فيه‬

‫[وكان من مجلة ندمائه َع َّبادة املخنث‪ ،‬وكان يشد عىل بطنه حتت‬
‫ثيابه خمدة ويكشف رأسه وهو أصلع ويرقص بني يدي املتوكل]‬
‫قال ابن األثري يف تارخيه يف أحداث سنة ‪ 237‬هـ‪:‬‬
‫(ما فعله املتوكل بمشهد احلسني بن عيل بن أيب طالب عليه‬
‫السالم‬
‫يف هذه السنة (‪ )237‬أمر املتوكل هبدم قرب احلسني بن عيل عليه‬
‫السالم وهدم ما حوله من املنازل والدور‪ ،‬وأن يبذر ويسقى موضع‬
‫قربه وأن يمنع الناس من إتيانه‪ ،‬فنادى [ عامل صاحب الرشطة ]‬
‫بالناس يف تلك الناحية ‪ :‬من وجدناه عند قربه بعد ثالثة حبسناه يف‬
‫املطبق ! فهرب الناس وتركوا زيارته وخرب وزرع ‪.‬‬
‫وكان املتوكل شديد البغض لعيل بن أيب طالب عليه السالم‬
‫وألهل بيته‪ ،‬وكان يقصد من يبلغه عنه أنه يتوىل عليا وأهله بأخذ‬
‫املال والدم‪ ،‬وكان من مجلة ندمائه َع َّبادة املخنث‪ ،‬وكان يشد عىل بطنه‬

‫‪5‬‬
‫حتت ثيابه خمدة ويكشف رأسه وهو أصلع ويرقص بني يدي املتوكل‬
‫واملغنون يغنون‪ :‬قد أقبل األصلع البدين خليفة املسلمني‪ ،‬حيكي‬
‫بذلك عليا عليه السالم واملتوكل يرشب ويضحك‪.‬‬
‫ففعل ذلك يوما واملنترص حارض فأومأ إىل عبادة يتهدده فسكت‬
‫خوفا منه‪ ،‬فقال املتوكل‪ :‬ما حالك ؟ فقام وأخربه‪ ،‬فقال املنترص‪ :‬يا‬
‫أمري املؤمنني إن الذي حيكيه هذا الكلب ويضحك منه الناس هو ابن‬
‫عمك وشيخ أهل بيتك وبه فخرك‪ ،‬فكل أنت حلمه إذا شئت وال‬
‫تطعم هذا الكلب وأمثال منه‪ ،‬فقال املتوكل للمغنني غنوا مجيع ًا ‪:‬‬
‫( غار الفتى البن عمه * رأس الفتى يف حر أمه )‬
‫فكان هذا من األسباب التي استحل هبا املنترص قتل املتوكل ‪.‬‬
‫وقيل إن املتوكل كان يبغض من تقدمه من اخللفاء ‪ :‬املأمون ‪،‬‬
‫واملعتصم ‪ ،‬والواثق يف حمبة عيل وأهل بيته‪ ،‬وإنام كان ينادمه وجيالسه‬
‫مجاعة قد اشتهروا بالنصب والبغض لعيل منهم‪ :‬عيل بن اجلهم‬
‫الشاعر الشامي من بني شامة بن لؤي‪ ،‬وعمرو بن فرخ الرخجي‪،‬‬
‫وأبو السمط من ولد مروان بن أيب حفصة من موايل بني أمية وعبد‬
‫اهلل بن حممد بن داود اهلاشمي املعروف بابن أترجة ‪.‬‬
‫وكانوا خيوفونه من العلويني ويشريون عليه بإبعادهم‬

‫‪6‬‬
‫واإلعراض عنهم واإلساءة إليهم ثم حسنوا له الوقيعة يف أسالفهم‬
‫الذين يعتقد الناس علو منزلتهم يف الدين ومل يربحوا به حتى ظهر منه‬
‫ما كان‪ ،‬فغطت هذه السيئة مجيع حسناته‪ ،‬وكان من أحسن الناس‬
‫سرية ومنع الناس من القول بخلق القرآن إىل غري ذلك من‬
‫املحاسن)‪ .‬تاريخ ابن األثري ‪.56-55 :7‬‬
‫وقال يف أحداث سنة ‪ 247‬هـ‪:‬‬
‫(ثم دخلت سنة سبع وأربعني ومائتني ‪ ..‬ويف هذه السنة قتل‬
‫املتوكل ‪ ..‬وكان قتله ليلة األربعاء ألربع خلون من شوال وقيل ليلة‬
‫اخلميس وكانت خالفته أربع عرشة سنة وعرشة أشهر وثالثة أيام‬
‫وكان مولده بفم الصلح يف شوال سنة ست ومائتني وكان عمره نحو‬
‫أربعني سنة) ‪.‬‬

‫بغض املتوكل للزهراء عليها السالم وبني فاطمة‬

‫وذكر الشيخ يف أماليه أن سبب مقتل املتوكل أن ابنه املنترص‬


‫سمعه يسب الزهراء روحي فداها‪ ،‬فسأل أحد الناس عن حكمه‬

‫( ) تاريخ ابن األثري ‪.100 :7‬‬

‫‪7‬‬
‫فأهدر دمه وأخربه أن اهلل ال يطيل عمره إذا قتله‪ ،‬فامت بعد ابيه‬
‫بسبعة أشهر‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫( قال ابن حشيش ‪ :‬قال أبو الفضل ‪ :‬إن املنترص سمع أباه‬
‫املتوكل يسب فاطمة ( عليها السالم ) فسأل رجال من الناس عن‬
‫ذلك ‪ ،‬فقال له ‪ :‬قد وجب عليه القتل ‪ ،‬إال أنه من قتل أباه مل يطل‬
‫عمره ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ما أبايل إذا أطعت اهلل بقتله أال يطول عمري ‪ ،‬فقتله‬
‫وعاش بعده سبعة أشهر) ‪.‬‬
‫وروى مثله االبن األثري يف الكامل يف التاريخ ‪.‬‬

‫املتوكل يغصب فدكا‬

‫قال البالذري يف تارخيه‪:‬‬


‫(وملا كانت سنة عرش ومائتني أمر أمري املؤمنني املأمون عبد اهلل‬

‫( ) أمايل الشيخ الطويس‪.328 :‬‬


‫( ) الكامل يف التاريخ ‪.55 :7‬‬

‫‪8‬‬
‫بن هارون الرشيد فدفعها إىل ولد فاطمة ‪ ،‬وكتب بذلك إىل قثم بن‬
‫جعفر عامله عىل املدينة‪ ( .. :‬إن فاطمة ريض اهلل عنها ألوىل بأن‬
‫صىل اهلل عليه وآله وس ىلم هلا ‪.) ..‬‬
‫يصدق قوهلا فيام جعل رسول اهلل ى‬
‫فلام استخلف املتوكىل عىل اهلل أمر بر ىدها إىل ما كانت عليه قبل‬
‫املأمون رمحه اهلل ) ‪.‬‬

‫شدته عىل العلويني‬

‫قال أبو الفرج يف مقاتل الطالبني‪:‬‬


‫( وكان املتوكل شديد الوطأة عىل آل أيب طالب ‪ ،‬غليظا عىل‬
‫مجاعتهم مهتام‬
‫بأمورهم شديد الغيظ واحلقد عليهم ‪ ،‬وسوء الظن والتهمة هلم‬
‫‪ ،‬واتفق له ان عبيد اهلل‬
‫ابن حييى بن خاقان وزيره يسئ الرأي فيهم ‪ ،‬فحسن له القبيح‬
‫يف معاملتهم ‪ ،‬فبلغ‬
‫فيهم ما مل يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله ‪ ،‬وكان من‬

‫( ) فتوح البلدان‪.46 :‬‬

‫‪9‬‬
‫ذلك أن كرب قرب احلسني‬
‫وعفى أثاره ‪ ،‬ووضع عىل سائر الطرق مسالح له ال جيدون أحدا‬
‫زاره إال أتوه به‬
‫فقتله أو أهنكه عقوبة ‪.‬‬
‫فحدثني أمحد بن اجلعد الوشاء ‪ ،‬وقد شاهد ذلك ‪ ،‬قال ‪ :‬كان‬
‫السبب يف كرب‬
‫قرب احلسني أن بعض املغنيات كانت تبعث بجوارهيا إليه قبل‬
‫اخلالفة يغنني له إذا‬
‫رشب ‪ ،‬فلام وليها بعث إىل تلك املغنية فعرف أهنا غائبة ‪ ،‬وكانت‬
‫قد زارت قرب‬
‫احلسني ‪ ،‬وبلغها خربه ‪ ،‬فأرسعت الرجوع ‪ ،‬وبعثت إليه بجارية‬
‫من جوارهيا كان‬
‫يألفها ‪ ،‬فقال هلا ‪ :‬أين كنتم ؟ قالت ‪ :‬خرجت مواليت إىل احلج‬
‫وأخرجتنا معها‬
‫وكان ذلك يف شعبان ‪ ،‬فقال ‪ :‬إىل أين حججتم يف شعبان ؟‬
‫قالت ‪ :‬إىل قرب احلسني‬
‫فاستطري غضبا ‪ ،‬وأمر بموالهتا فحبست ‪ ،‬واستصفى أمالكها ‪،‬‬

‫‪10‬‬
‫وبعث برجل من‬
‫أصحابه يقال له ‪ :‬الديزج ‪ ،‬وكان هيوديا فأسلم ‪ ،‬إىل قرب احلسني‬
‫‪ ،‬وأمره بكرب‬
‫قربه وحموه وإخراب كل ما حوله ‪ ،‬فمىض ذلك وخرب ما حوله‬
‫‪ ،‬وهدم البناء وكرب‬
‫ما حوله نحو مائتي جريب ‪ ،‬فلام بلغ إىل قربه مل يتقدم إليه أحد ‪،‬‬
‫فأحرض قوما من‬
‫اليهود فكربوه ‪ ،‬وأجرى املاء حوله ‪ ،‬ووكل به مسالح بني كل‬
‫مسلحتني ميل ‪ ،‬ال‬
‫يزوره زائر إال أخذوه ووجهوا به إليه ‪.‬‬
‫فحدثني حممد بن احلسني األشناين ‪ ،‬قال ‪ :‬بعد عهدي بالزيارة‬
‫يف تلك األيام‬
‫خوفا ‪ ،‬ثم عملت عىل املخاطرة بنفيس فيها وساعدين رجل من‬
‫العطارين عىل ذلك ‪،‬‬
‫فخرجنا زائرين نكمن النهار ونسري الليل حتى أتينا نواحي‬
‫الغارضية ‪ ،‬وخرجنا منها‬
‫نصف الليل فرسنا بني مسلحتني وقد ناموا حتى أتينا القرب‬

‫‪11‬‬
‫فخفي علينا ‪ ،‬فجعلنا‬
‫نشمه ونتحرى جهته حتى أتيناه ‪ ،‬وقد قلع الصندوق الذي كان‬
‫حواليه وأحرق ‪،‬‬
‫وأجري املاء عليه فانخسف موضع اللبن وصار كاخلندق ‪،‬‬
‫فزرناه وأكببنا عليه‬
‫فشممنا منه رائحة ما شممت مثلها قط كشئ من الطيب ‪،‬‬
‫فقلت للعطار الذي كان‬
‫معي ‪ :‬أي رائحة هذه ؟ فقال ‪ :‬ال واهلل ما شممت مثلها كشئ‬
‫من العطر ‪ ،‬فودعناه‬
‫وجعلنا حول القرب عالمات يف عدة مواضع فلام قتل املتوكل‬
‫اجتمعنا مع مجاعة من‬
‫الطالبيني والشيعة حتى رصنا إىل القرب فأخرجنا تلك العالمات‬
‫وأعدناه إىل ما‬
‫كان عليه ‪.‬‬
‫واستعمل عىل املدينة ومكة عمر بن الفرج الرخجي فمنع آل أيب‬
‫طالب من‬
‫التعرض ملسألة الناس ‪ ،‬ومنع الناس من الرب هبم ‪ ،‬وكان ال‬

‫‪12‬‬
‫يبلغه أن أحدا أبر أحدا‬
‫منهم بشئ وان قل إال أهنكه عقوبة ‪ ،‬وأثقله غرما ‪ ،‬حتى كان‬
‫القميص يكون بني‬
‫مجاعة من العلويات يصلني فيه واحدة بعد واحدة ‪ ،‬ثم يرقعنه‬
‫وجيلسن عىل مغازهلن‬
‫عواري حوارس ‪ ،‬إىل أن قتل املتوكل ‪ ،‬فعطف املنترص عليهم‬
‫وأحسن إليهم ‪ ،‬ووجه‬
‫بامل فرقه فيهم ‪ ،‬وكان يؤثر خمالفة أبيه يف مجيع أحواله ومضادة‬
‫مذهبه طعنا عليه‬
‫ونرصة لفعله) ‪.‬‬

‫توهني املتوكل وقتله لغري املنتسبني إىل آل عيل‬

‫فقد روى اجلاحظ يف املحاسن واألضداد قال‪:‬‬


‫(وصف للمتوكل عائشة بنت عمر بن فرج الرخجي ‪ ،‬فوجه يف‬
‫جوف الليل ‪ ،‬والسامء هتطل ‪ ،‬إىل عمر ‪ ،‬أن امحل إيل عائشة ‪ ،‬فسأله‬

‫( ) مقاتل الطالبيني‪.395 :‬‬

‫‪13‬‬
‫أن يصفح عنها ‪ ،‬فإهنا القيمة بأمره ‪ ،‬فأبى فانرصف عمر ‪ ،‬وهو يقول‬
‫‪ :‬اللهم قني رش عبدك جعفر ‪ ،‬ثم محلها بالليل ‪ ،‬فوطئها ‪ ،‬ثم ردها إىل‬
‫منزل أبيها) ‪.‬‬
‫وعمر هذا هو نفسه املوكل عىل إذالل بني هاشم يف مكة‬
‫واملدينة‪ ،‬وهو أشد النواصب من ندماء املتوكل وأخبثهم نفسا‪.‬‬

‫( ) املحاسن واألضداد‪.118 :‬‬

‫‪14‬‬
‫هالك عمر بن فرج الرخجي وفرح الشيعة‬

‫قال اليعقويب يف تعداد من سخط عليهم املتوكل‪:‬‬


‫(وسخط عىل عمر بن فرج الرخجي وعىل أخيه حممد ‪ ،‬وكان‬
‫حممد بن فرج عامل مرص إذ ذاك ‪ ،‬فوجه كتابا يف محله ‪ ،‬وقبضت‬
‫أمواهلام ‪ ،‬وكان ذلك يف سنة ‪ ، 233‬وكان عمر حمبوسا ببغداد وحممد‬
‫حمبوسا برس من رأى فأقاما سنتني) ‪.‬‬
‫لكنه صاحله بعدها وأطلقه‪ ،‬ثم أخذه مرة أخرى ومات ببغداد‪،‬‬
‫ومل أقف عىل تاريخ وفاته‪ ،‬إال أنه بعد سنة ‪235‬هـ‪ ،‬وقد عارص‬
‫املأمون واملعتصم والواثق واملتوكل‪ ،‬وزيرا وقائد جيش وواليا‪ ،‬ومل‬
‫يذكر له حال يف زمن املعتصم بن املتوكل‪ ،‬فريجح أن يكون هالكه‬
‫قبل هالك صاحبه املتوكل سنة ‪237‬هـ‪ ،‬مات ذليال منفيا مغضوبا‬
‫عليه لعنه اهلل‪.‬‬

‫وذكره الكليني رمحه اهلل يف الكايف يف باب مولد أيب جعفر حممد‬

‫( ) تاريخ اليعقويب ‪.485 :2‬‬

‫‪15‬‬
‫بن عيل الثاين عليهام السالم‪ ،‬ومنها يظهر عداوته ألهل البيت عليهم‬
‫السالم ونصبه لشخص األئمة اهلداة‪ ،‬قال الكليني‪:‬‬
‫(احلسني بن حممد ‪ ،‬عن معىل بن حممد ‪ ،‬عن أمحد بن حممد بن‬
‫عبد اهلل ‪ ،‬عن حممد بن‬
‫سنان قال ‪ :‬دخلت عىل أيب احلسن عليه السالم فقال‪ :‬يا حممد حدث‬
‫بآل فرج حدث ؟ ‪ ،‬فقلت‪ :‬مات عمر‪ ،‬فقال‪ :‬احلمد هلل ‪ ،‬حتى‬
‫أحصيت له أربعا وعرشين مرة ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا سيدي لو علمت أن هذا‬
‫يرسك جلئت حافيا أعدو إليك‪ ،‬قال ‪ :‬يا حممد أو ال تدري ما قال لعنه‬
‫اهلل ملحمد بن عيل أيب ؟ قال‪ :‬قلت ‪ :‬ال ‪ ،‬قال ‪ :‬خاطبه يف يشء فقال ‪:‬‬
‫أظنك سكران ‪ ،‬فقال أيب‪ :‬اللهم إن كنت تعلم أين أمسيت لك صائام‬
‫فأذقه طعم احلرب وذل األرس ‪ ،‬فواهلل إن ذهبت األيام حتى حرب ما‬
‫له وما كان له‪ ،‬ثم أخذ أسريا‪ ،‬وهو ذا قد مات ‪ -‬ال رمحه اهلل ‪ -‬وقد‬
‫أدال اهلل عز وجل منه‪ ،‬وما زال يديل أولياءه من أعدائه" ‪.‬‬
‫احلسني بن حممد بن عامر ثقة‪ ،‬ومعىل بن حممد البرصي ضعيف‬
‫مضطرب كام يف النجايش ‪.‬‬

‫( ) الكايف ‪.497 :1‬‬


‫( ) فهرست النجايش‪ ،418 :‬رقم ‪.1117‬‬

‫‪16‬‬
‫وأمحد بن حممد بن عبد اهلل هو السياري ضعيف يف احلديث‪ ،‬صاحب‬
‫كتاب القراءات‪.‬‬
‫وأشكل عىل سندها ومتنها بأمور‪:‬‬
‫منها أنه ال يمكن أن يروي حممد بن سنان الزهري ‪-‬املنرصف‬
‫إليه من بني الرواة‪ -‬املتوىف سنة ‪ 220‬هـ عن عيل اهلادي بن حممد‬
‫اجلواد عليهام السالم املستشهد بالسم سنة ‪245‬هـ (توىل اإلمامة سنة‬
‫‪220‬ه) عن حادثة متأخرة عن وفاة بن سنان وقعت سنة ‪ 233‬هـ‬
‫حتى سنة ‪235‬ه زمن املتوكل‪ ،‬وهو إشكال يف حمله‪ ،‬هذا فضال عن‬
‫ضعف ابن سنان فيام يرويه من أخبار املعارف والعقيدة‪.‬‬
‫والنسخ متفقة يف ضبط الرواة كام هم‪.‬‬
‫وحيتمل أن يكون يف السند سقط‪ ،‬وأن الصحيح هو عيل بن‬
‫حممد بن سنان؛ فقد روى الشهيد الثاين رمحه اهلل يف إجازته للشيخ‬
‫حسني بن عبد الصمد العاميل البحراين املدفون يف قرية املصىل‬
‫بالبحرين قال‪:‬‬
‫بن الكويف ‪ ،‬عن‬ ‫حمم ِد ِ‬ ‫ِ‬
‫شمس الدين بن مكَّي ‪ ،‬عن ى‬ ‫(وعن الشيخ‬
‫ئيل ‪ ،‬عن‬ ‫شاذان ِ‬
‫بن َج ررب َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫سعيد ‪ ،‬عن الس ىيد فخار ‪ ،‬عن‬ ‫نج ِم الدين ِ‬
‫بن‬

‫( ) فهرست النجايش‪ ،328 :‬رقم ‪.888‬‬

‫‪17‬‬
‫حمم ِد ِ‬
‫بن‬ ‫ٍ‬
‫جعفر ى‬
‫ِ‬
‫الصدوق أيب‬ ‫ِ‬
‫املفيد ‪ ،‬عن‬ ‫جعفر الدوريستي ‪ ،‬عن‬
‫يوسف اب ُن‬
‫ُ‬ ‫بن القاس ِم اجلُ ررجاين قال ‪ :‬حدى ثنا‬
‫حممدُ ُ‬ ‫بابويه َ‬
‫قال ‪ :‬حدى ثنا َّ‬
‫أبو رهيِام ‪ ،‬عن موالنا‬
‫سنان ‪ ،‬عن َ‬‫َ‬ ‫حمم ِد ِ‬
‫بن‬ ‫بن ّ‬‫وعيل ُ‬‫ّ‬
‫بن ٍ‬
‫زياد‬ ‫حمم ِد ِ‬
‫ى‬
‫ِ‬
‫جعفر‬ ‫عيل بن موسى ِ‬
‫بن‬ ‫حمم ِد ِ‬
‫بن ى‬ ‫عيل بن ى‬ ‫بن ى‬‫احلسن ِ‬
‫ِ‬ ‫حمم ٍد‬
‫وس ىيدنا أيب ى‬
‫عيل ِ‬
‫بن‬ ‫عيل بن احلسني بن ى‬
‫حممد بن ى‬ ‫ِ‬
‫بن َّ‬
‫صلوات اهلل ِ‬
‫عليهم أمجعني ) عن أبيه ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫طالب (‬ ‫أيب‬
‫أبيه ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن‬
‫ٍ‬
‫طالب ( صلوا ُت اهلل وسالمه عليهم أمجعني ) قال ‪:‬‬ ‫عيل ِ‬
‫بن أيب‬ ‫ى‬
‫ذات‬
‫أصحابه َ‬ ‫قال رسول اهلل َّ‬
‫صىل اهلل عليه وآله وسلم ل َب رعض ر‬
‫يوم ‪ « :‬يا عبدَ اهلل أحبِ ر‬
‫ب يف اهلل ‪ )..‬احلديث‪.‬‬

‫أو هو عبد اهلل بن حممد بن سنان ويف السند تصحيف ( عن ) إىل‬


‫( ابن )‪ ،‬والصحيح فيه‪( :‬عن أمحد بن حممد‪ ،‬عن عبد اهلل عن حممد بن‬
‫سنان )‪ ،‬حيث روى الكليني يف الكايف عن‪( :‬حممد بن حييى ‪ ،‬عن‬
‫سلمة بن اخلطاب ‪ ،‬عن عبد اهلل بن اخلطاب ‪ ،‬عن عبد اهلل بن حممد‬
‫بن سنان ‪ ،‬عن مسمع ‪ ،‬عن يونس بن عبد الرمحن ‪ ،‬عن حنان ‪ ،‬عن‬

‫( ) رسائل الشهيد الثاين ‪.1138 :2‬‬

‫‪18‬‬
‫أبيه قال ‪ :‬قال أبو عبد اهلل ( عليه السالم ) ‪ :‬يا سدير تزور قرب احلسني‬
‫عليه السالم يف كل يوم ؟ قلت ‪ :‬جعلت فداك ال ‪ ،‬قال ‪ :‬فام أجفاكم‬
‫‪ ) ..‬احلديث‪.‬‬

‫وحيتمل أن يكون هو حممد بن حسان ال ابن سنان‪ ،‬شبيهة برواية‬


‫الكليني السابقة‪ ،‬والتي رواها الشيخ يف التهذيب عن حممد بن‬
‫حسان بدل بن سنان‪ ،‬واخلطأ يف أمثاهلا وارد جدا‪ ،‬لكن من البعيد أن‬
‫يكون هو بن حسان بلحاظ كونه من أصحاب الصادق عليه السالم؛‬
‫فيكون معمرا لو صح فرض روايته هنا‪.‬‬
‫فالرواي غري معلوم احلال‪ ،‬مهمل مل يذكر‪ ،‬وليس هو حممد بن‬
‫سنان الزهري‪ ،‬هذا فضال عن ضعف سند اخلرب‪.‬‬
‫ولو مل يكن ال هذا وال ذاك‪ ،‬فاخلطأ من الرواة؛ خاصة مع ما‬
‫عرفت من تضعيفهم ‪.‬‬
‫لكن يبقى احتامل صحة اخلرب مع تأييده بواقع حال عمر املوصوف‬
‫عىل لسان اإلمام عليه السالم‪.‬‬

‫( ) الكايف ‪ /589 :4‬ح‪ 8‬ب النوادر‪.‬‬


‫( ) التهذيب ‪ /116 :6‬ح‪.205‬‬

‫‪19‬‬
‫خالفة املنترص وإظهار الرباءة‬

‫فلام قتله ابنه املنترص أعاد للعلويني وقوفهم وأمالكهم وأرجع‬


‫فدك وسمح بزيارة األئمة عليهم السالم‪ ،‬حتى مات سنة ‪248‬هـ‪،‬‬
‫التي ذهب البعض إىل كوهنا سنة والدة اإلمام احلجة عليه السالم‪.‬‬
‫ثم تبعه خلفاء تفننوا يف عذابات العلويني‪ ،‬حتى حكم بنو بويه‬
‫اإلسامعيليون البالد ووضعوا اخلليفة العبايس رهن ترصفهم‬
‫وأظهروا شعار مذهب الشيعة وأجازوا يف بغداد وغريها إظهار‬
‫الرباءة من أعدائهم طوال قرن من الزمان دون أن يمنعهم مانع‪،‬‬
‫ومنها بدأت مظاهر مواكب التعزية وامليش للمراقد الطاهرة‬
‫وعمراهنا الواسع وإقامة أفراح عيد الغدير‪.‬‬
‫وقد سبق لنا تتبع كثري من املظاهر اإلحيائية‪ ،‬فوجدنا أصلها بدأ‬
‫لفرتة زمن السالجقة الذين رشدوا‬‫ٍ‬ ‫من هذا الزمان‪ ،‬ثم طمست‬
‫الشيعة وأحرقوا الكرخ ففر الشيخ الطويس قدس اهلل نفسه إىل‬
‫النجف‪ ،‬ثم أحييت مرة أخرى بعد إسالم التتار‪ ،‬وما أكثر شبه حقبة‬
‫الصفويني يف القرن العارش واحلادي عرش بحقبة حكم بني بويه يف‬
‫القرن الرابع‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫احلاصل‬

‫واحلاصل‪ :‬أنه ال يمكن الوقوف عىل رابط بني تاريخ التاسع من‬
‫ربيع وبني هذين الشخصني؛ املتوكل وعمر بن فرج الرخجي‪ ،‬وال‬
‫التعيد املسنون يف أيام خاصة بعد املتوكل أو يف حكم البوهييني‬
‫وغريهم‪.‬‬
‫وقد تركنا التعليق عن التعليق بالعبارة فالقارئ من أهل‬
‫اإلشارة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬روايات التاسع‬
‫من ربيع‬

‫‪22‬‬
‫ما روي يف التاسع من ربيع وتقييمه‬

‫ال جيد الباحث أثرا مقرتنا بقرائن الصحة لواقعة خاصة يف اليوم‬
‫التاسع من ربيع األول‪ ،‬عدا ما استدل به البعض من أمور‪:‬‬
‫منها ما رواه السيد بن طاووس االبن رمحه اهلل يف كتاب زوائد‬
‫الفوائد وحكاه عنه صاحب البحار‪ ،‬ومل أر نسخة من هذا‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫ومثله روى احلسن بن سليامن احليل يف املحترض إال أنه قال‬
‫يف أوله‪( :‬ما نقله الشيخ الفاضل عيل بن مظاهر الواسطي‬
‫حممد بن العال اهلمداين الواسطي وحييى بن جريح‬
‫عن ى‬
‫البغدادي قال ‪ :‬تنازعنا يف أمر ابن اخل ىطاب فاشتبه علينا أمره‬
‫‪( ...‬حتى قال‪ ):‬ويوم النحر‪ ،‬ويوم البقر‪ ،‬قال حذيفة ‪:‬‬
‫فقمت من عنده وقلت يف نفيس ‪ :‬لو مل أدرك من أفعال اخلري‬
‫وما أرجو به الثواب إالى فضل هذا اليوم لكان مناي ‪.‬‬
‫حممد بن العال اهلمداين وحييى بن جريح ‪ :‬فقام ى‬
‫كل‬ ‫قال ى‬
‫القمي وقلنا‬
‫واحد منىا وق ىبل رأس أمحد بن إسحاق بن سعيد ى‬
‫‪23‬‬
‫رشفتنا بفضل هذا اليوم‬
‫له ‪ :‬احلمد هلل الذي ق ىيضك لنا حتىى ى‬
‫‪ ،‬ث ىم رجعنا عنه ‪ ،‬وتع ىيدنا يف ذلك) ‪.‬‬
‫ورواه حممد بن احلسن القمي ‪-‬وهو جمهول احلال والطبقة‬
‫وحيتمل أنه عاش يف املائة السادسة‪ -‬يف كتابه العقد النضيد والدر‬
‫الفريد ‪-‬ونسخته الوحيدة كثرية السقط واخلطأ‪ -‬يف احلديث السادس‬
‫واألربعني ‪ ،‬زاد يف أوله ما حذفه السيد ابن طاووس ولعله طريق‬
‫آخر للرواية ‪ ،‬قال‪ ( :‬عن احلسن بن احلسني السامري قال ‪ :‬كنت أنا‬
‫البغدادي فتنازعنا يف ابن اخل ىطاب )‪ ،‬فأبدل‬
‫ى‬ ‫وحييى بن أمحد بن جريح‬
‫حممد بن العالء باحلسن بن احلسني السامري‪ ،‬ولعله من خطأ النساخ‬
‫أو قدم النسخة وختلل الساقط بينها‪ ،‬والتعاضد من مصدرين عىل‬
‫كون الرواية عن ابن بابويه عن عيل بن مظاهر الواسطي عن حممد بن‬

‫( ) املحترض‪ .89 :‬يف هامشه‪( :‬وقد روى هذا احلديث مسند ًا ى‬


‫حممد بن جرير‬
‫الطربي من علامء اإلمام ىية يف املائة الرابعة يف الفصل املتع ىلق بأمري املؤمنني‬
‫( عليه السالم ) من « دالئل اإلمامة » ‪ ،‬ورواه مسند ًا يف « مصباح األنوار‬
‫حممد من علامء اإلمام ىية يف القرن السادس ‪ ،‬وترمجه‬
‫» الشيخ هاشم بن ى‬
‫احلر العاميل يف « أمل اآلمل » ‪ ،‬واخلونساري يف « روضات اجلنىات » ص‬
‫ى‬
‫‪.)768‬‬
‫( ) العقد النضيد والدر املفيد‪.60 :‬‬

‫‪24‬‬
‫العالء اهلمداين الواسطي وحيي بن أمحد بن جريح البغدادي عن أمحد‬
‫بن إسحاق القمي‪.‬‬

‫نص رواية ابن طاووس‪:‬‬

‫وأما ما رواه السيد ابن طاووس فقد نقله املجليس يف البحار عن‬
‫كتاب زوائد الفوائد للسيد ريض الدين ابن طاووس ابن السيد‬
‫ريض الدين بن طاووس ‪ ،‬ونحن ننقل الرواية بتاممها‪ ،‬قال‪:‬‬
‫َاب َز َو ِائ ِد ا رل َف َو ِائ ِد‪:‬‬
‫س ره ِيف ِكت ِ‬ ‫او ٍ‬ ‫( َق َال َّ‬
‫الس ِّيدُ رب ُن َط ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حي َيى رب ُن‬ ‫َر َوى ا رب ُن َأ ِيب ا رل َع َالء راهل َ رمدَ ُّ‬
‫اين ا رل َواسط ُّي َو َ ر‬

‫( ) ليس لدينا نسخته‪.‬‬


‫قال األفندي‪:‬‬
‫ريض الدين أيب القاسم عيل بن‬
‫ى‬ ‫عيل بن الس ىيد‬
‫ريض الدين أبو القاسم ى‬
‫ى‬ ‫الس ىيد‬
‫ثم قال) املسمى باسم أبيه املكنى‬
‫موسى ‪( ...‬ثم ساق نسبه الرشيف ى‬
‫بكنيته و امللقب بلقبه يف حياته‪ ،‬و هذا غريب عند العجم لكن عند‬
‫العرب شائع سيام يف األزمنة السالفة‪ ،‬و عىل املشهور هو صاحب كتاب‬
‫زوائد الفوائد يف األدعية أ ىلفه تتميام لكتب والده كاإلقبال و نحوه و أكثره‬
‫مأخوذ من اإلقبال لوالده و قد رأيت نسخا منه ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ُحمَم ِد ب ِن حوي ٍج ا رلب رغدَ ِ‬
‫اد ُّي َقاال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َّ ر ُ َ ر‬
‫اب َو راش َت َب َه َع َل رينَا َأ رم ُر ُه‪َ ،‬ف َق َصدر نَا‬ ‫َتن ََاز رعنَا ِيف ا رب ِن ر‬
‫اخلَ َّط ِ‬

‫احل َس ِن‬ ‫ِ‬ ‫َمجِيع ًا َأ رمحَدَ رب َن إِ رس َح َ‬


‫ب َأ ِيب ر َ‬ ‫اق ا رل ُق ِّم َّي َصاح َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اب َف َخ َر َج رت‬ ‫ا رل َع رسك َِر ِّي ع بِ َمدينَة ُق َّم‪َ ،‬ف َق َر رعنَا َع َل ريه ا رل َب َ‬
‫ِ ِ‬
‫ول‬ ‫اها َعنر ُه َف َقا َل رت ُه َو َم رش ُغ ٌ‬ ‫َع َل رينَا َصبِ َّي ٌة ع َراق َّي ٌة‪َ -‬ف َس َأ رلنَ َ‬
‫ان اهللَِّ إِن ََّام راألَ رع َيا ُد‬‫يد‪َ -‬ف ُق رل ُت ُس رب َح َ‬ ‫يد ِه َفإِ َّنه يوم ِع ٍ‬ ‫بِ ِع ِ‬
‫ُ َر ُ‬
‫لشي َع ِة‪ -‬ا رل ِف رط ُر َو راألَ رض َحى َو ا رل َغ ِد ُير َو ر‬
‫اجلُ ُم َع ُة‬ ‫َأ رر َب َع ٌة ل ِ ِّ‬
‫احلَ َس ِن‬‫اق َي رر ِوي َع رن َس ِّي ِد ِه َأ ِيب ر‬
‫َقا َل رت َفإِ َّن َأ رمحَدَ رب َن إِ رس َح َ‬
‫يد َو ُه َو‬ ‫َع ِيل ب ِن ُحمَم ٍد ا رلعسك َِري ع َأ َّن ه َذا ا رليوم يوم ِع ٍ‬
‫َر َ َر ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ َ ر‬ ‫ِّ ر‬
‫ت ع َو ِعنردَ َم َوال ِ ِيه رم‪-‬‬ ‫اد‪ِ -‬عنردَ َأه ِل ا رلبي ِ‬
‫َر‬ ‫ر‬
‫َأ رف َض ُل راألَ رعي ِ‬
‫َ‬
‫است رَأ ِذ ِين َع َل ري ِه َو َع ِّرفِ ِيه َمكَا َننَا َقاال‪َ -‬فدَ َخ َل رت َع َل ري ِه‬
‫ُق رلنَا َف ر‬
‫ِ‬
‫وح‬ ‫ور بِم رئ َز ٍر َي ُف ُ‬ ‫َف َع َّر َف رت ُه َف َخ َر َج َع َل رينَا‪َ -‬و ُه َو َم رس ُت ٌ‬
‫ِم رسك ًا‪َ -‬و ُه َو َي رم َس ُح َو رج َه ُه َف َأ رنك رَرنَا َذل ِ َك َع َل ري ِه‪َ -‬ف َق َال‬
‫يد‪ُ -‬ق رلنَا َأو ًال ه َذا يوم ِع ٍ‬ ‫اغتَس رل ُت ل ِ رل ِع ِ‬
‫يد‬ ‫َّ َ َ ر ُ‬ ‫َال َع َل ري ُك َام َفإِ ِّين ر َ‬
‫َّاس ِع ِم رن َش ره ِر َربِي ٍع راألَ َّو ِل‪-‬‬
‫َان يوم الت ِ‬
‫َق َال َن َع رم‪َ -‬و ك َ َ ر ُ‬
‫َقاال َف َأ رد َخ َلنَا َد َار ُه َو َأ رج َل َسنَا‪ُ -‬ث َّم َق َال إِ ِّين َق َصدر ُت‬

‫يف باقي املصادر‪ :‬جريح‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ِ‬
‫رس َم رن َر َأى‬ ‫احل َس ِن ع‪ -‬ك ََام َق َصدر ُُتَاين بِ ُ َّ‬ ‫َم رو َال َي أيب [ َأ َبا ر َ‬
‫رت َع َل ري ِه َف َأ ِذ َن ِيل‪َ -‬فدَ َخ رل ُت َع َل ري ِه ع ِيف ِم رث ِل َه َذا‬
‫است رَأ َذن ُ‬
‫َف ر‬
‫َّاس ِع ِم رن َش ره ِر َربِي ٍع راألَ َّو ِل‪َ -‬ف َر َأ ري ُت‬
‫ا رليو ِم‪ -‬و هو يوم الت ِ‬
‫َر َ ُ َ َر ُ‬
‫اح ٍد‬ ‫سيدَ نَا َع َلي ِه و َع َىل آب ِائ ِه الس َالم‪َ -‬قدر َأو َع َز إِ َىل ُك ِّل و ِ‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ر َ‬ ‫َ ِّ‬
‫اجلُدُ ِد‪َ -‬و‬ ‫اب ر‬ ‫ِم رن َخدَ ِم ِه‪َ -‬أ رن َي رل َب َس َما ُي رم ِكنُ ُه رم ِم َن ال ِّث َي ِ‬

‫حي ِر ُق ا رل ُعو َد فِ َيها بِنَ رف ِس ِه‪َ -‬ف ُق رل ُت َل ُه‬ ‫ِ ِ‬


‫ني َيدَ ريه جم ر َم َر ٌة ُ ر‬ ‫ك َ‬
‫َان َب ر َ‬
‫ول اهللَِّ‪َ -‬ه رل ََتَدَّ َد ِألَ ره ِل‬
‫بِآ َب ِائنَا َو ُأم َهاتِنَا َيا ا رب َن رس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َّ‬
‫ا رلبي ِ‬
‫ت ِيف َه َذا ا رل َي رو ِم َف َر ٌح‪َ -‬ف َق َال ع َو َأ ُّي َي رو ٍم َأ رع َظ ُم‬ ‫َر‬
‫َّاس ِع ِم رن َش ره ِر‬ ‫ت‪ِ -‬من ه َذا ا رليو ِم الت ِ‬
‫َر‬ ‫ر َ‬
‫حرم ًة ِعنردَ َأه ِل ا رلبي ِ‬
‫َر‬ ‫ر‬ ‫ُر َ‬
‫َربِي ٍع راألَ َّو ِل‪َ -‬و َل َقدر َحدَّ َثنِي َأ ِيب ع َأ َّن ُح َذ ري َف َة رب َن ا رل َي َام ِن‪-‬‬
‫ول اهللَِّ ص‪َ -‬ق َال‬ ‫َد َخ َل ِيف ِم رث ِل َه َذا ا رل َي رو ِم َع َىل َجدِّ ي رس ِ‬
‫َ ُ‬
‫ون َم َع‬‫ني ع َو َو َلدَ ري ِه ع‪َ -‬ي رأ ُك ُل َ‬ ‫ُح َذ ري َف ُة َر َأ ري ُت َأ ِم َري ا رُمل رؤ ِمنِ َ‬
‫ول‬ ‫وه ِه رم‪َ -‬و َي ُق ُ‬ ‫ول اهللَِّ ص و ُهو ي َتبسم ِيف وج ِ‬ ‫رس ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ َ َ َ َّ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ني ع‪ُ -‬ك َال َهنِيئ ًا َل ُك َام َب َر َك ُة َه َذا‬ ‫احلُ َس ر ِ‬ ‫احل َس ِن َو ر‬ ‫ِ‬
‫ل َو َلدَ ريه ر َ‬
‫ِ‬

‫ا رل َي رو ِم َو َس َعا َد ُت ُه‪َ -‬فإِ َّن ُه ا رل َي رو ُم ا َّل ِذي ُ رهي ِل ُك اهللَُّ فِ ِيه َعدُ َّو ُه َو‬
‫َعدُ َّو َجدِّ ُك َام‪َ -‬و إِ َّن ُه ا رل َي رو ُم ا َّل ِذي َي رق َب ُل اهللَُّ َأ رع َام َل ِشي َعتِ ُك َام‬
‫َو ُ ِحم ِّبي ُك َام‪َ -‬و ا رل َي رو ُم ا َّل ِذي ُي َصدَّ ُق فِ ِيه َق رو ُل اهللَِّ َج َّل‬

‫‪27‬‬
‫او َي ًة بِ ٰام َظ َل ُموا‪َ -‬و ا رل َي رو ُم ا َّل ِذي‬
‫وهت رم ٰخ ِ‬ ‫ِ‬
‫َج َال ُل ُه‪َ -‬فت رل َك ُب ُي ُ ُ‬
‫املِهم و َغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُن ِس َ ِ ِ ِ‬
‫اص ُب ُه رم‬ ‫ف فيه ف رر َع رو ُن َأ ره ِل ا رل َب ريت‪َ -‬و َظ ُ ُ ر َ‬
‫َح َّق ُه رم‪َ -‬و ا رل َي رو ُم ا َّل ِذي ُي رق ِد ُم اهللَُّ إِ َىل ٰما َع ِم ُلوا ِم رن‬
‫َع َم ٍل‪َ -‬ف َج َع رلنٰا ُه َه ٰبا ًء َمنر ُثور ًا‪َ -‬ق َال ُح َذ ري َف ُة َف ُق رل ُت َيا‬
‫ول اهللَِّ ص‪َ -‬و ِيف ُأ َّمتِ َك َو َأ رص َحابِ َك َم رن َينرت َِه َك‬ ‫َر ُس َ‬
‫ني‬‫ار َم َق َال َن َع رم‪َ -‬يا ُح َذ ري َف ُة ِج رب ٌت ِم َن ا رُملنَافِ ِق َ‬ ‫َه ِذ ِه ا رَمل َح ِ‬

‫حي ِم ُل‬ ‫الر رؤ َيا‪َ -‬و َ ر‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َاس َع َل ري ِه رم‪َ -‬و َي رس َت رعم ُل ِيف ُأ َّمتي ُّ‬ ‫َي ررت ُ‬
‫َّاس َع رن َسبِ ِ‬ ‫َع َىل َعاتِ ِق ِه ِدر َة ر ِ‬
‫يل اهللَِّ‪-‬‬ ‫اخل رز ِي‪َ -‬و َي ُصدُّ الن َ‬ ‫َّ‬
‫ث‬ ‫ف ِكتَاب اهللَِّ و ي َغري سنَّتِي‪ -‬و ي رشت َِم ُل َع َىل إِر ِ‬ ‫حي ِّر ُ‬
‫ر‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ ِّ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫او ُل َع َىل إِ َم ِام ِه ِم رن‬‫ب َن رف َس ُه َع َل ًام‪َ -‬و َي َت َط َ‬
‫ِ‬
‫ُو رلدي َو َينرص ُ‬
‫ِ‬

‫َّاس ِم رن َغ ر ِري ِح ِّل َها‪َ -‬و‬


‫ب َأ رم َو َال الن ِ‬ ‫ِ‬
‫َب رعدي‪َ -‬و َي رست رَخل ُ‬
‫ِ‬

‫اع ِة اهللَِّ‪َ -‬و ُيك َِّذ ُبنِي َو ُيك َِّذ ُب َأ ِخي َو‬
‫ُين ِرف ُق َها ِيف َغ ر ِري َط َ‬
‫حي ُسدُ ا ربنَتِي َع رن َح ِّق َها َفتَدر ُعو اهللََّ َع َّز َو َج َّل‬
‫َو ِز ِيري‪َ -‬و َ ر‬
‫يب ُد َعا َء َها ِيف ِم رث ِل َه َذا ا رل َي رو ِم‪َ -‬ق َال‬ ‫ِ‬
‫َع َل ريه‪َ -‬ف َي رست َِج ُ‬
‫ول اهللَِّ ص‪َ -‬فا رد ُع َر َّب َك لِ ُي ره ِل َك ُه ِيف‬
‫ُح َذ ري َف ُة َف ُق رل ُت َيا َر ُس َ‬
‫ب‪َ -‬أ رن‬ ‫ِ‬ ‫َح َياتِ َك‪َ -‬ف َق َال َر ُس ُ‬
‫ول اهللَِّ ص َيا ُح َذ ري َف ُة َال ُأح ُّ‬
‫َأج َ ِرتئ ع َىل َقض ِ‬
‫اء اهللَِّ َع َّز َو َج َّل َملِا َقدر َس َب َق ِيف ِع رل ِم ِه‪-‬‬ ‫َ‬ ‫ر َ َ‬

‫‪28‬‬
‫جي َع َل لِ رل َي رو ِم ا َّل ِذي‪ ُ -‬رهي ِل ُك ُه‬ ‫ِ‬
‫َلك رن َس َأ رل ُت اهللََّ َع َّز َو َج َّل َأ رن َ ر‬
‫ون َذل ِ َك ُسنَّ ًة َي رس َت ُّن ِ َهبا‬‫فِ ِيه َف ِضي َل ًة َع َىل َس ِائ ِر راألَ َّيا ِم‪ -‬لِ َي ُك َ‬
‫وه رم‪-‬‬ ‫َأ ِحب ِائي‪ -‬و ِشيع ُة َأه ِل بيتِي و حمبيهم ُ ِ‬
‫[حم ُّب ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ر َر‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫َان ِيف َسابِ ِق‬ ‫َف َأ رو َحى اهللَُّ إِ َ َّيل َج َّل ِم رن َق ِائ ٍل َيا ُحم َ َّمدُ ‪ -‬إِ َّن ُه ك َ‬
‫ِع رل ِمي َأ رن َُت َ َّس َك َو َأ ره َل َب ريتِ َك‪ِ -‬حم َ ُن الدُّ رن َيا َو َب َال ُؤ َها َو‬
‫ني ِمن ِعب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُظ رل ُم ا رُملنَافِ ِق َ‬
‫ادي‪َ -‬م رن ن ََص رح َت‬ ‫ني َو ا رل َغاصبِ َ ر َ‬
‫وك َو َحم َ رض َت َهل ُ رم َو َغ ُّش َ‬
‫وك‪َ -‬و َصا َف ريت َُه رم َو‬ ‫َهل ُ رم َو َخا ُن َ‬
‫وك‪َ -‬و َجنَ ريت َُه رم َو َأ رس َل ُم َ‬
‫وك‬ ‫وك َو َأ رر َض ريت َُه رم َو ك ََّذ ُب َ‬
‫ك ََش ُح َ‬
‫َفإِ ِّين بِ َح رو ِيل َو ُق َّو ِيت َو ُس رل َط ِاين‪َ -‬ألَ رفت ََح َّن َع َىل َم رن‬
‫اب ِمن النِّري ِ‬ ‫ب َب رعدَ َك َع ِل ىي ًا َو ِص َّي َك َح ىق ًا َأ رل َ‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫ف َب ٍ َ َ‬ ‫َي رغص ُ‬
‫ف‬ ‫رش ُ‬‫وق‪َ -‬و َألُ رص ِل َينَّ ُه َو َأ رص َحا َب ُه َق رعر ًا ُي ر ِ‬ ‫ِم رن َأس َف ِل ا رل َف ري ُل ِ‬
‫ر‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َع َل ريه إِ ربل ُ‬
‫يس آ َد َم َف َي رل َعنُ ُه‪َ -‬و َألَ رج َع َل َّن َذل َك ا رُملنَاف َق ع ر َ‬
‫رب ًة‬
‫ين ِيف‬ ‫اء َو َأ رعدَ ِاء الدِّ ِ‬ ‫اعن َِة راألَنربِي ِ‬
‫َ‬
‫ِيف ا رل ِقيام ِة‪َ -‬ك َفر ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫يع ال َّظ َل َم ِة َو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رش‪َ -‬و َألَ رح ُ َ‬
‫رش َّهنُ رم َو َأ رول َيا َء ُه رم َو َمج َ‬ ‫ا رَمل رح َ ِ‬

‫ني‪-‬‬ ‫َاد ِم َ‬
‫ني َأ ِذ َّل ًة حيارى ن ِ‬
‫ََ َ‬ ‫احل َ‬ ‫ني‪ -‬إِ َىل جهنَّم ُزرق ًا َك ِ‬
‫َ َ َ ر‬ ‫ا رُملنَافِ ِق َ‬
‫ين‪َ -‬يا ُحم َ َّمدُ إِ َّن ُم َرافِ َق َك َو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َألُض َّلن َُّه رم ف َيها َأ َبدَ راآلبِد َ‬
‫َو ِص َّي َك ِيف َمن ِرز َلتِ َك َي َم َّس ُه ا رل َب رل َوى‪ِ -‬م رن فِ رر َع رونِ ِه َو‬

‫‪29‬‬
‫رش ُك ِيب َو‬ ‫جي َ ِرت ُئ َو ُي َبدِّ ُل ك ََال ِمي‪َ -‬و ُي ر ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َغاصبِه ا َّلذي َ ر‬
‫ب ِم رن َن رف ِس ِه ِع رج ًال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّاس َع رن َسبِييل‪َ -‬و َينرص ُ‬ ‫َي ُصدُّ الن َ‬
‫ِألُ َّمتِ َك َو َي رك ُف ُر ِيب ِيف َع رر ِيش‪ -‬إِ ِّين َقدر َأ َم رر ُت َم َال ِئكَتِي‪-‬‬
‫يك‪َ -‬أ رن ُي َع ِّيدُ وا ِيف‬‫ِيف َس رب ِع َس َام َو ِايت َو ِشي َعت ََك َو ُ ِحم ِّب َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يس‬‫ا رل َي رو ِم ا َّلذي َأ ره َل رك ُت ُه فيه َو َأ َم رر ُ ُهت رم َأ رن َينرص ُبوا ُك رر َّ‬
‫ور َو ُي رثنُوا َع َ َّيل‪َ -‬و‬ ‫ت ا رَمل رع ُم ِ‬ ‫كَرامتِي‪ -‬بِإِ َز ِاء ا رلبي ِ‬
‫َر‬ ‫َ َ‬
‫يك ِم رن ُو رل ِد آ َد َم َيا ُحم َ َّمدُ ‪َ -‬و‬
‫ون ل ِ ِشي َعتِ َك َو ُملِ ِح ِّب َ‬ ‫َي رس َت رغ ِف ُر َ‬
‫اخلَ رل ِق ِيف‬
‫ني َأ رن َي رر َف ُعوا ا رل َق َل َم َع ِن ر‬ ‫َأ َم رر ُت ا رل ِك َرا َم ا رلكَاتِبِ َ‬
‫اه رم ك ََرا َم ًة َل َك‬ ‫ِ‬ ‫َذلِ َك ا رل َي رو ِم‪َ -‬و َال َي رك ُت ُب َ‬
‫ون َش ريئ ًا م رن َخ َطا َي ُ‬
‫َو لِ َو ِص ِّي َك‪َ -‬يا ُحم َ َّمدُ إِ ِّين َقدر َج َع رل ُت َذل ِ َك ا رل َي رو َم‪َ -‬ي رو َم‬
‫ني َو‬ ‫يد َل َك َو ِألَ ره ِل َب ريتِ َك‪َ -‬و َملِ رن َي رت َب ُع ُه رم ِم َن ا رُمل رؤ ِمن ِ َ‬ ‫ِع ٍ‬

‫ِشي َعتِ ِه رم‪َ -‬و آ َل ري ُت َع َىل َن رف ِيس بِ ِع َّز ِيت َو َج َال ِيل َو ُع ُل ِّوي‬
‫َاين‪َ -‬ألَ رح ُب َو َّن َم رن ُي َع ِّيدُ ِيف َذلِ َك ا رل َي رو ِم ُحمرت َِسب ًا ِيف‬ ‫ِيف مك ِ‬
‫َ‬
‫ني‪َ -‬و َألُ َش ِّف َعنَّ ُه ِيف َذ ِوي َر ِمحِ ِه َو َألَ ِزيدَ َّن ِيف‬ ‫اب ر َ‬
‫احلا ِّف َ‬ ‫َث َو ِ‬

‫َمالِ ِه‪ -‬إِ رن َو َّس َع َع َىل َن رف ِس ِه َو ِع َيالِ ِه َو َألُ رعتِ َق َّن ِم َن الن َِّار‪-‬‬
‫ِيف ُك ِّل َح رو ٍل ِيف ِم رث ِل َذلِ َك‪ -‬ا رل َي رو ِم َآالف ًا‪ِ -‬م رن ِشي َعتِ ُك رم َو‬
‫ُ ِحم ِّبي ُك رم َو َم َوالِي ُك رم‪َ -‬و َألَ رج َع َل َّن َس رع َي ُه رم َم رش ُكور ًا َو‬

‫‪30‬‬
‫وال‪َ -‬ق َال ُح َذ ري َف ُة ُث َّم َق َ‬
‫ام‬ ‫َذ رن َب ُه رم َم رغ ُفور ًا َو َع َم َل ُه رم َم رق ُب ً‬
‫ِ‬
‫يض اهللَُّ َعن َرها َو‬ ‫ول اهللَِّ ص‪َ -‬فدَ َخ َل َب ري َت ُأ ِّم َس َل َم َة َر َ‬ ‫َر ُس ُ‬
‫اك ِيف َأ رم ِر ال َّث ِاين‪َ -‬حتَّى َر َأ ري ُت‬ ‫َر َج رع ُت َعنر ُه‪َ -‬و َأنَا َغ ر ُري َش ٍّ‬
‫ِ‬ ‫َب رعدَ َو َف ِاة رس ِ‬
‫او َد ا رل ُك رف َر َو‬
‫الرش َو َع َ‬
‫يح َّ َّ‬ ‫ول اهللَِّ ص‪َ -‬و ُأت َ‬ ‫َ ُ‬
‫ين‪َ -‬و َش َّم َر ل ِ رل ُم رل ِك َو َح َّر َ‬
‫ف ا رل ُق رر َ‬
‫آن‪َ -‬و‬ ‫رارتَدَّ َع ِن الدِّ ِ‬

‫السن ََن َو َغ َّ َري َها‪َ -‬و َغ َّ َري‬ ‫َأ رح َر َق َب ري َت ا رل َو رح ِي َو ا ربتَدَ َع ُّ‬


‫ني ع‪َ -‬و ك ََّذ َب‬ ‫السنَّ َة َو َر َّد َش َها َد َة َأ ِم ِري ا رُمل رؤ ِمن ِ َ‬ ‫ِ‬
‫ا رمل َّل َة َو َن َق َل ُّ‬
‫ب َفدَ َك ِمن َرها‪َ -‬و َأ رر ََض‬
‫اغت ََص َ‬ ‫َفاطِم َة بِن َرت رس ِ‬
‫ول اهللَِّ َو ر‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ني‬ ‫وس‪َ -‬و َأ رس َخ َط ُق َّر َة َع ر ِ‬ ‫ا رل َي ُهو َد َو الن ََّص َارى َو املرَ ُج َ‬
‫السن ََن ُك َّل َها‪َ -‬و َد َّب َر َع َىل‬ ‫ِ‬
‫ا رُمل رص َط َفى َو َمل ر ُي ررض َها َو َغ َّ َري ُّ‬
‫اجل رو َر‪َ -‬و َح َّر َم َما َح َّل َل ُه ا َُّ‬
‫هلل‬ ‫َقت ِرل َأ ِم ِري ا رُمل رؤ ِمنِ َ‬
‫ني ع َو َأ رظ َه َر ر َ‬
‫َوبحار األنوار‪ ،‬ج‪ ،95‬ص‪َ 354 :‬ح َّل َل َما َح َّر َم اهللَُّ‪َ -‬و‬
‫اإلبِ ِل‪َ -‬و َل َط َم‬ ‫َأب َقى النَّاس َأ رن َحيت َُذوا النَّ رقدَ ِمن ج ُل ِ‬
‫ود ر ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ر‬
‫ول اهللَِّ ص ُظ رل ًام َو‬ ‫الز ِك َّي ِة ع‪َ -‬و َص ِعدَ ِمنررب رس ِ‬ ‫َو رج َه َّ‬
‫ََ َ ُ‬
‫ني َو َعانَدَ ُه َو َس َّف َه‬ ‫رتى َع َىل َأ ِم ِري ا رُمل رؤ ِمنِ َ‬
‫ُعدر َوان ًا‪َ -‬و ا رف َ َ‬
‫اب اهللَُّ َد رع َو َة َم رو َال َي‪َ -‬ع َل ري ِه‬ ‫َر رأ َي ُه‪َ -‬ق َال ُح َذ ري َف ُة َف ر‬
‫است ََج َ‬
‫الس َال ِم َع َىل َذلِ َك ا رُملنَافِ ِق‪َ -‬و َج َرى ك ََام‬ ‫ِ‬
‫الص َالة َو َّ‬ ‫َأ رف َض ُل َّ‬

‫‪31‬‬
‫مح ُة اهللَِّ َع َىل َقاتِ ِل ِه‪َ -‬ق َال‬ ‫َج َرى َق رت ُل ُه َع َىل َي ِد َقاتِ ِل ِه َر ر َ‬
‫ني ع‪ََّ -‬ملا ُقتِ َل َذلِ َك‬ ‫ُح َذ ري َف ُة َفدَ َخ رل ُت َع َىل َأ ِم ِري ا رُمل رؤ ِمنِ َ‬
‫اخل رز ِي َو‬ ‫ا رُملنَافِ ُق ِألُهنِّ َئه بِ َقت ِرل ِه‪ -‬و م ِص ِري ِه إِ َىل َذلِ َك ر ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ني ع َيا ُح َذ ري َف ُة‪ -‬ت رَذ ُك ُر ا رل َي رو َم‬ ‫االنرتِ َقا ِم‪َ -‬ف َق َال َأ ِم ُري ا رُمل رؤ ِمن ِ َ‬
‫ِ‬

‫ول اهللَِّ ص‪َ -‬و َأنَا َو ِس رب َطا ُه‬ ‫ا َّل ِذي َد َخ رل َت فِ ِيه َع َىل رس ِ‬
‫َ ُ‬
‫ن رَأ ُك ُل َم َع ُه َفدَ َّل َك َع َىل َف رض ِل َه َذا ا رل َي رو ِم‪َ -‬د َخ رل َت فِ ِيه‬
‫ول اهللَِّ ص‪َ -‬ف َق َال ع ُه َو َو‬ ‫َع َل ري ِه َف ُق رل ُت َن َعم َيا َأ َخا رس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ر‬
‫اهللَِّ َه َذا ا رل َي رو ُم ا َّل ِذي‪َ -‬أ َق َّر اهللَُّ َت َب َار َك َو َت َع َاىل فِ ِيه ُع ُي َ‬
‫ون‬
‫ف ِهل َذا ا رل َي رو ِم ا رثن ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َني َو‬ ‫َأ رو َالد َر ُسول اهللَِّ ص‪َ -‬و إِ ِّين َألَ رع ِر ُ َ‬
‫ني ع‪ -‬إِ ِّين‬ ‫اس ًام‪َ -‬ق َال ُح َذ ري َف ُة َف ُق رل ُت َيا َأ ِم َري ا رُمل رؤ ِمنِ َ‬ ‫ني ر‬ ‫َس رب ِع َ‬
‫َّاس ِع ِم رن َش ره ِر‬ ‫ُأ ِحب َأ رن ُتس ِمعنِي َأسامء ه َذا ا رليو ِم الت ِ‬
‫َر‬ ‫رَ َ َ‬ ‫ر َ‬ ‫ُّ‬
‫اح ِة‪َ -‬و‬ ‫رت َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َربِي ٍع راألَ َّول‪َ -‬ف َق َال ع َيا ُح َذ ري َف ُة َه َذا َي رو ُم اال رس َ‬
‫ب و ا رل َغ ِدير ال َّث ِاين و يوم َ رَتطِ ِ‬ ‫َي رو ُم َتن ِرف ِ‬
‫يط‬ ‫َ َر ُ‬ ‫ُ‬ ‫يس راهل َ ِّم َو ا رلك رَر ِ َ‬
‫احل رب َو ِة‪َ -‬و َي رو ُم َر رف ِع ا رل َق َل ِم َو َي رو ُم راهلَدر ي‪-‬‬ ‫راألَ رو َز ِار َو َي رو ُم ر َ‬
‫ات‪َ -‬و ِعيدُ اهللَِّ‬ ‫و يوم ا رلع ِقي َق ِة و يوم ا رلربك َِة و يوم ال َّثار ِ‬
‫َ َر ُ ََ َ َر ُ َ‬ ‫َ َر ُ َ‬
‫ات‪ -‬و يوم ا رَملو ِق ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ف‬ ‫اب فيه الدَّ َع َو ُ َ َ ر ُ ر‬ ‫راألَك َ ُ‬
‫ررب َو َي رو ٌم ُي رست ََج ُ‬
‫الرش ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ط َو َي رو ُم ن رَز ِع‬ ‫راألَ رع َظ ِم َو َي رو ُم الت رَّول َية‪َ -‬و َي رو ُم َّ ر‬

‫‪32‬‬
‫ني و يوم ان ِ‬
‫رك َس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ار الشيعة‬ ‫راألَ رس َو ِار‪َ -‬و َي رو ُم نَدَ ا َمة ال َّظامل َ َ َ ر ُ‬
‫[الش روك َِة‪َ -‬و َي رو ُم َن رف ِي راهل ُ ُمو ِم َو َي رو ُم ا رل َفت ِرح َو َي رو ُم‬
‫َّ‬
‫يح‪َ -‬و َي رو ُم َف َر ِح‬ ‫ض‪َ -‬و َي رو ُم ا رل ُقدر َر ِة َو َي رو ُم الت رَّص ِف ِ‬
‫ا رل َع رر ِ‬
‫الزك ِ‬
‫َاة‬ ‫اإلنَا َب ِة‪َ -‬و َي رو ُم َّ‬
‫الرت ِو َي ِة َو َي رو ُم ر ِ‬ ‫ِّ ِ‬
‫الشي َعة َو َي رو ُم َّ ر‬
‫يل اهللَِّ َت َع َاىل َو‬ ‫ا رل ُع رظ َمى َو َي رو ُم ا رل ِف رط ِر ال َّث ِاين‪َ -‬و َي رو ُم َسبِ ِ‬

‫ت‬ ‫يوم التَّجر ِع بِالر ِيق‪ -‬و يوم الر َضا و ِعيدُ َأه ِل ا رلبي ِ‬
‫َر‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ َ ر ُ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ر ُ َ ُّ‬
‫رس ِائ َيل‪َ -‬و َي رو ٌم َقبِ َل اهللَُّ َأ رع َام َل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ع‪َ -‬و َي رو ٌم َظف َر رت بِه َبنُو إ ر َ‬
‫الز َيا َد ِة َو‬ ‫ب ِّ‬ ‫الصدَ َق ِة‪َ -‬و َي رو ُم َط َل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ ِ‬
‫الشي َعة َو َي رو ُم َت رقدي ِم َّ‬
‫ور‬‫ت ا رَمل رع ُلو ِم َو َي رو ُم ُرس ِ‬ ‫يوم َقت ِرل ا رُملنَافِ ِق‪ -‬و يوم ا رلو رق ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َر ُ َ‬ ‫َر ُ‬
‫ود و يوم يع ُّض ال َّظ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫امل ُ َع َىل‬ ‫َأ ره ِل ا رل َب ريت ع‪َ -‬و َي رو ُم ا رَمل رش ُه َ َ ر ٌ َ َ‬
‫الض َال َل ِة َو َي رو ُم النَّ ري َل ِة َو َي رو ُم‬ ‫َيدَ ري ِه‪َ -‬و َي رو ُم َهدر ِم َّ‬
‫ني َو َي رو ُم‬ ‫او ِز َع ِن ا رُمل رؤ ِمنِ َ‬ ‫الش َها َدة‪َ -‬و َي رو ُم الت ََّج ُ‬
‫َّ ِ‬

‫ان ا رُملنَافِ ِق َو َي رو ُم‬ ‫اب س رل َط ِ‬


‫اب‪َ -‬و َي رو ُم َذ َه ِ ُ‬ ‫ا رُمل رس َت َط ِ‬

‫اه َل ِة‪-‬‬ ‫يح فِ ِيه ا رُمل رؤ ِمنُ َ‬


‫ون َو َي رو ُم ا رُمل َب َ‬
‫ِ ِ‬
‫الت رَّسديد‪َ -‬و َي رو ٌم َي رس َ ِرت ُ‬
‫يل َو‬ ‫ول راألَ رع َام ِل‪َ -‬و َي رو ُم الن َِّح ِ‬ ‫اخر ِة َو َي روم َق ُب ِ‬
‫ُ‬ ‫َو َي رو ُم ا رُمل َف َ َ‬
‫رص ِة ا رَمل رظ ُلو ِم َو َي رو ُم‬ ‫َي رو ُم الن َِّحي َل ِة َو َي رو ُم ُّ ِ‬
‫الشكرر‪َ -‬و َي رو ُم ُن ر َ‬
‫ول‪-‬‬ ‫يب َو َي روم ا رل ُو ُص ِ‬
‫ُ‬ ‫الز َي َار ِة‪َ -‬و َي رو ُم الت ََّو ُّد ِد َو َي رو ُم النَّ ِح ِ‬
‫ِّ‬

‫‪33‬‬
‫الز ره ِد ِيف‬ ‫ف ا رلبِدَ ِع َو َي رو ُم ُّ‬ ‫و يوم ا رلربك َِة‪ -‬و يوم ك رَش ِ‬
‫َ َر ُ‬ ‫َ َر ُ ََ‬
‫َادي َو َي رو ُم ا رَمل رو ِع َظ ِة‪َ -‬و َي رو ُم ا رل ِع َبا َد ِة َو‬ ‫ا رل َكب ِائ ِر‪ -‬و يوم ا رُملن ِ‬
‫َ َر ُ‬ ‫َ‬
‫ني‬‫اإل رس َال ِم‪َ -‬ق َال ُح َذ ري َف ُة َف ُق رم ُت ِم رن ِعن ِرد َأ ِم ِري ا رُمل رؤ ِمن ِ َ‬ ‫َي رو ُم ر ِ‬

‫اخلَ ر ِري‪َ -‬ما‬ ‫ال ر‬ ‫ع‪َ -‬و ُق رل ُت ِيف َن رف ِيس َل رو َمل ُأ رد ِر رك ِم رن َأ رف َع ِ‬


‫ر‬
‫ِ‬
‫َاي‪َ -‬ق َال‬ ‫َان ُمن َ‬ ‫ب َه َذا ا رل َي رو ِم َلك َ‬ ‫اب إِ َّال ُح َّ‬ ‫َأ رر ُجو بِه ال َّث َو َ‬
‫حي َيى رب ُن َج ِر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يح‪َ -‬ف َق َ‬
‫ام‬ ‫اين َو َ ر‬ ‫ُحم َ َّمدُ رب ُن َأ ِيب ا رل َع َالء راهل َ رمدَ ُّ‬
‫اق‪َ -‬و ُق رلنَا‬ ‫اح ٍد ِمنَّا ُن َق ِّب ُل َر رأ َس َأ رمحَدَ رب ِن إِ رس َح َ‬ ‫ُك ُّل و ِ‬
‫َ‬
‫رش َفنَا بِ َف رض ِل َه َذا‬ ‫ِ‬
‫احل رمدُ هللَِّ ا َّلذي َما َق َب َضنَا‪َ -‬حتَّى َ َّ‬ ‫رَ‬
‫ررص رفنَا ِم رن ِعن ِرد ِه َو ِعيدُ نَا فِ ِيه‪َ -‬ف ُه َو‬ ‫ِ‬
‫ا رل َي رو ِم ا رُمل َب َارك‪َ -‬و ان َ َ‬
‫رب‪.‬و احلمد هلل وحده و صىل اهلل عىل‬ ‫الشي َع ِة ت ََّم ر‬
‫اخلَ َ ُ‬ ‫ِعيدُ ِّ‬
‫حممد و آله و سلم من خط حممد بن عيل بن حممد بن‬
‫طي ره و وجدنا فيام تصفحنا من الكتب عدة روايات‬
‫موافقة هلا فاعتمدنا عليها فينبغي تعظيم هذا اليوم‬
‫املشار إليه و إظهار الرسور فيه مطلقا لرس يكون يف‬
‫مطاويه عىل الوجه الذي ظهر احتياطا للروايات‬
‫فيستحب أن يسمي ذلك اليوم يوم العيد جمازا)‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ومنها‪ :‬ما رواه املريزا النوري يف املستدرك قال‪:‬‬
‫( السيد عيل بن طاووس يف كتاب زوائد الفوائد ‪ :‬عن ابن أيب‬
‫العالء اهلمداين الواسطي وحييى بن حممد بن جريح البغدادي يف خرب‬
‫طويل أهنام استأذنا للدخول عىل أمحد بن إسحاق القمي صاحب أيب‬
‫احلسن العسكري ( عليه السالم ) يف اليوم التاسع من ربيع األول‬
‫بمدينة قم ‪ ،‬قاال ‪ :‬فخرج علينا وهو مستور بميزر يفوح مسكا وهو‬
‫يمسح وجهه ‪ ،‬فأنكرنا ذلك عليه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬ال عليكام فإين اغتسلت‬
‫للعيد " ‪ ،‬قلنا ‪ :‬أو هذا يوم عيد ؟ ! قال ‪ " :‬نعم " ‪ ،‬اخلرب ‪ .‬ورواه‬
‫احلسن بن سليامن احليل يف كتاب املحترض ‪ ،‬عن الشيخ الفقيه الفاضل‬
‫عيل بن مظاهر الواسطي ‪ ،‬بإسناد متصل عن حممد بن عالء اهلمداين ‪،‬‬
‫مثله باختالف يسري ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬قال الشيخ املفيد يف كتاب مسار الشيعة‪ :‬ويف اليوم‬
‫التاسع منه ‪ ،‬يعني ‪ :‬الربيع األول يوم العيد الكبري وله رشح كبري يف‬
‫غري هذا املوضع وعيد فيه النبي ( صىل اهلل عليه وآله ) وأمر الناس أن‬
‫يعيدوا فيه ويتخذ فيه املريس ‪ ،‬انتهى ‪ .‬وفيه إشارة إىل اعتبار اخلرب‬
‫املذكور ) ‪.‬‬

‫( ) املستدرك ‪ /522 :2‬ح‪ 4‬ب نوادر ما يتعلق بأبواب األغسال‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ومل نجد ما أحال عليه يف طبعات مسار الشيعة احلارضة‪ ،‬وليس‬
‫بني يدي نسخة خمطوطة له‪ ،‬هذا فضال عن الشك القوي بل عدم‬
‫ثبوت نسبة الكتاب للشيخ املفيد رمحه اهلل‪.‬‬
‫ويف هذا الكتاب املذكور من التواريخ‪ ،‬ما ذكره يف اليوم األول‬
‫منه عند ذكر اهلجرة والغار قال‪:‬‬
‫" أول يوم منه ‪ ...‬و يف هذا اليوم يتجدى د رسور الشيعة بنجاة‬
‫صىل اهللى عليه و آله و س ىلم من أعدائه‪ ،‬و ما أظهره اهللى‬
‫رسول اهللى ى‬
‫تعاىل من آياته و ما أ ىيده به من نرصه‪ ،‬و هو يوم حزن للناصبية‬
‫املرسة يف وقت أحزانه ‪...‬‬
‫القتدائهم ‪ ...‬يف ذلك و اجتناهبم ى‬
‫الرابع منه سنة ستني و مائتني‪ ،‬كانت وفاة س ىيدنا أيب‬
‫و يف اليوم ى‬
‫السالم و له يومئذ‬
‫الرضا عليهم ى‬
‫عيل ى‬
‫حممد بن ى‬
‫عيل بن ى‬
‫حممد احلسن بن ى‬
‫ى‬
‫ثامن و عرشون سنة و مصري اخلالفة إىل القائم باحلق ‪...‬‬
‫و يف اليوم الثاين عرش منه كان قدوم النبي ى‬
‫صىل اهللى عليه و آله و‬
‫س ىلم املدينة مع زوال ى‬
‫الشمس‪.‬‬
‫و يف مثله سنة اثنتني و ثالثني و مائة من اهلجرة كان هالك‬
‫امللحد امللعون يزيد بن معاوية بن أيب سفيان ضاعف اهللى عليه‬
‫العذاب األليم‪ ،‬و كان سنىه يومئذ ثامين و ثالثني سنة و هو يوم يتجدى د‬

‫‪36‬‬
‫فيه رسور املؤمنني‪.‬‬
‫"‪.‬‬
‫حتى أن السيد ابن طاووس رصح بفقد القرينة أو املوافق هلا‪،‬‬
‫قال رمحه اهلل‪:‬‬
‫(اعلم أن هذا اليوم وجدنا فيه رواية عظيمة الشأن ‪ ،‬ووجدنا‬
‫مجاعة من العجم واإلخوان يعظمون الرسور فيه ‪ ،‬ويذكرون أنه يوم‬
‫هالك بعض من كان هيون باهلل جل جالله ورسوله صلوات اهلل عليه‬
‫ويعاديه ‪ ،‬ومل أجد فيام تصفحت من الكتب إىل اآلن موافقة أعتمد‬
‫عليها للرواية التي رويناها عن ابن بابويه تغمده اهلل بالرضوان ‪ ،‬فإن‬
‫أراد أحد تعظيمه مطلقا لرس يكون يف مطاويه غري الوجه الذي ظهر‬
‫فيه احتياطا للرواية ‪ ،‬فكذا عادة ذوي الرعاية) ‪.‬‬
‫فإذا كان السيد ابن طاووس نفسه وهو أقدم من روى لنا‬
‫احلديث عن مصدر مل نظفر به وهو العمدة يف تأسيس هذه السرية‪ ،‬ال‬
‫يعرف هذا اليوم والعيد يف حارضته وال يف الشيعة إال أولئك الفئة‬
‫املذكورين‪ ،‬فيكف يدعي بعض املتأخرين انجبار اخلرب بالعمل بل‬

‫جمموعة نفيسة يف تاريخ األئمة‪.53-52 :‬‬


‫( ) اإلقبال ‪.113 :3‬‬

‫‪37‬‬
‫والسرية القطعية !‪.‬‬
‫فقد اجتمع فيها هبذا أوجه الضعف؛ فالرواية غري مشهورة‪،‬‬
‫شاذة‪ ،‬ال عمل عليها بني مشاهري العلامء وأصحاب العلم‪ ،‬كام هو‬
‫ظاهر تعبريه رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫املالحظ عىل الرواية أيضا‬

‫تفردها‪ ،‬وهو من مضعفات اخلرب‪.‬‬


‫عدم شهرهتا بني املتقدمني‪.‬‬
‫اشتامهلا عىل جزئيات طويلة وتفصيلية ال تتناسب لشخص املبني له‬
‫وال أقل من غرابتها االصطالحية‪.‬‬
‫اختصاص الناقلني هلا بفئة من العلامء موصوفني بالتساهل عند أهل‬
‫احلديث ‪ -‬وإن كانوا معروفني وحمل اعتامد مجاعة ‪ -‬بل وامليل لبعض‬
‫مرويات أهل الغلو‪ ،‬بمعناه املوصوف عند الرجاليني وهو اعتامد‬
‫مرويات املتهمني وتصديق قوهلم يف املسموعات‪ ،‬ال مثل الرشك‬
‫والتجسيم واحللول‪.‬‬
‫وغريها من املالحظات‪ ،‬التي ال نريد االنشغال بتفصيلها يف هذا‬
‫املقام‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫احلاصل‬

‫هذا ما وقفت عليه وأثبته يف هذه العجالة‪ ،‬وحاصله‪:‬‬


‫أنه ال أثر رصيا يفرس لنا إرصار بعض الشيعة املتأخرين ‪-‬أعزهم‬
‫اهلل‪ -‬عىل االعتقاد بأن الثاين قد قبض يوم التاسع من ربيع األول‪،‬‬
‫خالفا لالتفاق العظيم بني طوائف املسلمني من أنه طعن يوم‬
‫السادس والعرشين وقبض يوم التاسع والعرشين من شهر ذي‬
‫احلجة أو غرة حمرم‪.‬‬
‫فيبقى أن نفرس الواقعة بحسب القرائن املذكورة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬يف استدالل‬
‫املحقق العاميل ومناقشته‬

‫‪41‬‬
‫كالم السيد جعفر مرتىض حول تاريخ وفاة عمر‬
‫بن اخلطاب‬

‫تويف أبو بكر يف الثاين والعرشين من مجادى األوىل سنة ثالثة‬


‫عرش للهجرة‪.‬‬
‫قال الطربي يف تاريخ األمم وامللوك يف مدة تويل الثاين‪:‬‬
‫" فكانت واليته عرش سنني ومخسة أشهر وإحدى وعرشين ليلة‬
‫من متوىف أيب بكر عىل رأس اثنتني وعرشين سنة وتسعة أشهر وثالثة‬
‫عرش يوما من اهلجرة"‪.‬‬
‫وقال ابن عساكر يف تاريخ مدية دمشق‪:‬‬
‫" طعن عمر بن اخلطاب يوم األربعاء ألربع ليال بقني من ذي‬
‫احلجة سنة ثالث وعرشين‪ ،‬ودفن يوم األحد صباح هالل املحرم‬
‫سنة أربع وعرشين‪ ،‬فكانت واليته عرش سنني ومخسة أشهر وإحدى‬
‫وعرشين ليلة من متوىف أيب بكر الصديق‪ ،‬عىل رأس اثنتني وعرشين‬
‫سنة وتسعة أشهر وثالثة عرش يوما من اهلجرة " ‪.‬‬

‫تاريخ مدينة دمشق ‪.464 :44‬‬

‫‪42‬‬
‫وللسيد جعفر مرتىض أدام اهلل فوائده قول يف الصحيح من سرية‬
‫اإلمام عيل ع ينبغي التعرض له لدخالته يف االستدالل عىل صحة‬
‫التعيد بإثبات موضوعه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫" تاريخ قتل عمر‪:‬‬
‫وعن تاريخ قتل عمر نقول‪:‬‬
‫إننا نريد أن نتعامل مع خمتلف األقوال‪ :‬ونقيس بعضها إىل‬
‫بعض‪ ،‬وسوف نجد فيام نعرضه من افرتاضات خمتلفة‪ ،‬أن ثمة‬
‫انسجام ًا فيام بينها‪ ،‬جيعل الباحث يقف متعجب ًا من مؤدياهتا‪ ،‬وهي‬
‫تتوافق عىل نفس األمر الذي حياولون َتاشيه وتالفيه‪.‬‬

‫فإذا رجعنا إىل أقوال املؤرخني فسنجد أن معظم مؤرخي أهل‬


‫السنة يرصون عىل أن عمر قد قتل يف السادس والعرشين من شهر‬
‫ذي احلجة سنة ثالث وعرشين للهجرة‪ ،..‬أو نحو ذلك‪ ..‬بل لقد‬
‫ادعي اإلمجاع عىل ذلك‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬قتل يف التاسع من شهر ربيع األول‪.‬‬
‫وهذا القول كان متداوالً ومعروف ًا من زمن ابن إدريس املتوىف‬

‫‪43‬‬
‫يف القرن السادس اهلجري‪.‬‬

‫وعىل كل حال‪ ،‬فقد قال املجليس‪( :‬املشهور بني الشيعة يف‬


‫األمصار واألقطار يف زماننا هذا‪ ،‬هو أنه اليوم التاسع من ربيع‬
‫األول) ‪.‬‬

‫وقـال الكفعمي‪( :‬مجهور الشيعـة يزعمون‪ :‬أن فيـه قتـل عمر بن‬
‫اخلطـاب) ‪.‬‬

‫وأنكر ابن إدريس ذلك وتابعه الكفعمي عليه‪ ،‬قال ابن إدريس‪:‬‬
‫من زعم أن عمر قتل فيه‪ ،‬فقد أخطأ بإمجاع أهل التواريخ والسري‪،‬‬
‫وكذلك قال املفيد (رمحه اهلل) يف كتاب التواريخ الرشعية ‪.‬‬

‫بحار األنوار ج‪ 31‬ص‪ 119‬و ‪.120‬‬


‫راجع‪ :‬املصباح للكفعمي (ط مؤسسة األعلمي سنة ‪1414‬هـ) ص‪ 677‬و‬
‫(ط مؤسسة األعلمي) ص‪ 511‬وبحار األنوار ج‪ 31‬ص‪.119‬‬
‫بحار األنوار ج‪ 31‬ص‪ 119‬وراجع‪ :‬الرسائر (ط حجرية) ص‪ 96‬و (ط‬
‫مركز = = النرش اإلسالمي) ج‪ 1‬ص‪ 419‬واملصباح للكفعمي (ط‬

‫‪44‬‬
‫ونحن ال نوافق ابن إدريس عىل تشدده يف إنكاره هلذا األمر‪،‬‬
‫وذلك ملا ييل‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬إن عمر بن اخلطاب قد توىل اخلالفة لثامن بقني من مجادى‬


‫اآلخرة سنة ‪ 13‬للهجرة ‪.‬‬

‫مؤسسة األعلمي سنة ‪1414‬هـ) ص‪ 677‬و (ط مؤسسة األعلمي)‬


‫ص‪.511‬‬
‫املستدرك للحاكم ج‪ 3‬ص‪ 238‬و ‪ 63‬وتاريخ اخللفاء (ط دار اجليل بريوت)‬
‫ص‪ 153‬عن احلاكم‪ ،‬والطبقات الكربى البن سعد ج‪ 3‬ص‪ 49‬و ‪274‬‬
‫والتعديل والتجريح للباجي ج‪ 3‬ص‪ 1054‬والبداية والنهاية ج‪5‬‬
‫ص‪ 345‬وج‪ 7‬ص‪ 22‬وإمتاع األسامع ج‪ 6‬ص‪ 315‬والسرية النبوية‬
‫البن كثري ج‪ 4‬ص‪ 638‬وتاريخ املدينة البن شبة ج‪ 2‬ص‪ 673‬وتاريخ‬
‫مدينة دمشق ج‪ 4‬ص‪ 298‬وج‪ 44‬ص‪ 14‬و ‪ 392‬وراجع ج‪ 30‬ص‪13‬‬
‫و ‪ 450‬و ‪ 451‬و ‪ 452‬وعمدة القاري ج‪ 7‬ص‪ 142‬وراجع‪ :‬ج‪8‬‬
‫ص‪ 218‬و ‪ 219‬وراجع‪ :‬بحار األنوار ج‪ 30‬ص‪ 517‬و ‪ 521‬والسنن‬
‫الكربى للبيهقي ج‪ 3‬ص‪ 397‬وفتح الباري ج‪ 3‬ص‪ 201‬وج‪ 7‬ص‪34‬‬
‫وَتفة األحوذي ج‪ 10‬ص‪ 96‬واآلحاد واملثاين ج‪ 1‬ص‪ 89‬ورشح هنج‬
‫البالغة للمعتزيل ج‪ 1‬ص‪ 166‬وتاريخ خليفة بن خياط ص‪ 80‬والتاريخ‬

‫‪45‬‬
‫وقد رصح اليعقويب وغريه‪ :‬بأن مدة والية عمر كانت عرش‬
‫سنني وثامنية أشهر ‪.‬‬
‫وهذا يدل عىل أن وفاة عمر قد تأخرت عن شهر ذي احلجة‬
‫حوايل شهرين‪ ،‬األمر الذي يشري إىل صحة قوهلم‪ :‬إنه تويف أوائل‬
‫شهر ربيع األول‪ ،‬خصوص ًا إذا الحظنا أهنم يسقطون الزيادات‬
‫اليسرية يف مثل هذه املوارد‪.‬‬

‫وال يلتفت هنا إىل التناقض الذي وقع فيه اليعقويب‪ ،‬حني ذكر أن‬

‫الصغري للبخاري ج‪ 1‬ص‪ 59‬وأسد الغابة ج‪ 3‬ص‪ 224‬وهتذيب الكامل‬


‫ج‪ 15‬ص‪ 285‬وتذكرة احلفاظ للذهبي ج‪ 1‬ص‪ 5‬وتاريخ األمم وامللوك‬
‫ج‪ 2‬ص‪ 612‬والكامل يف التاريخ ج‪ 2‬ص‪ 418‬وتاريخ = = اإلسالم‬
‫للذهبي ج‪ 3‬ص‪ 115‬والوايف بالوفيات ج‪ 17‬ص‪ 168‬وج‪ 19‬ص‪289‬‬
‫وسبل اهلدى والرشاد ج‪ 11‬ص‪.260‬‬
‫تاريخ اليعقويب (ط دار الفكر ـ بريوت سنة ‪ 1375‬هـ) ج‪ 2‬ص‪ 111‬و (ط‬
‫دار صادر) ج‪ 2‬ص‪ 159‬ومناقب آل أيب طالب ج‪ 3‬ص‪ 92‬عن الفريايب‪،‬‬
‫وبحار األنوار ج‪ 42‬ص‪ 200‬والفايق يف غريب احلديث للزخمرشي ج‪2‬‬
‫ص‪ 28‬وتاريخ مدينة دمشق ج‪ 44‬ص‪ 13‬وكتاب املحرب للبغدادي‬
‫ص‪.13‬‬

‫‪46‬‬
‫عمر قد قتل يف ذي احلجة أيض ًا ؛ فإن هذه الغفلة نشأت من ارتكاز‬
‫لديه نشأ عن قراءته ألقوال املؤرخني الذين يرصون عىل مقولتهم يف‬
‫تاريخ قتله‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬إن مما يشري إىل عدم التسليم بصحة قوهلم‪( :‬إنه قتل يف ذي‬
‫احلجة)‪ ،‬قول ابن العامد‪ ،‬واليافعي‪ :‬إن مدة خالفة عمر هي عرش‬
‫سنني وسبعة أشهر ومخس ليال‪ ،‬وقيل غري ذلك ‪.‬‬

‫تاريخ اليعقويب (ط دار الفكر) ج‪ 2‬ص‪ 111‬و (ط دار صادر) ج‪ 2‬ص‪159‬‬


‫واملصباح للكفعمي (ط مؤسسة األعلمي) ص‪ 677‬و (ط أخرى)‬
‫ص‪ 511‬وبحار األنوار ج‪ 31‬ص‪ 118‬و ‪ 119‬وج‪ 55‬ص‪ 372‬وجممع‬
‫الزوائد ج‪ 9‬ص‪ 79‬وفتح الباري ج‪ 9‬ص‪ 15‬واإلستيعاب ج‪3‬‬
‫ص‪ 1152‬وتاريخ خليفة بن خياط ص‪ 109‬وتاريخ مدينة دمشق ج‪44‬‬
‫ص‪ 463‬و ‪ 466‬وتاريخ األمم وامللوك ج‪ 3‬ص‪ 266‬والوايف بالوفيات‬
‫ج‪ 22‬ص‪ 304‬والبداية والنهاية ج‪ 7‬ص‪.155‬‬
‫شذرات الذهب ج‪ 1‬ص‪ 33‬ومرآة اجلنان ج‪ 1‬ص‪ 80‬واآلحاد واملثاين ج‪1‬‬
‫ص‪ 96‬وتاريخ مدينة دمشق ج‪ 44‬ص‪ 13‬وراجع ص‪ 463‬و ‪ 467‬و‬
‫‪ 478‬وصحيح ابن حبان ج‪ 15‬ص‪ 37‬واإلستيعاب ج‪ 3‬ص‪1152‬‬
‫والثقات البن حبان ج‪ 2‬ص‪ 241‬ومشاهري علامء األمصار ص‪ 23‬وأسد‬

‫‪47‬‬
‫فإذا قارنا ذلك بام يقولونه من أن أبا بكر قد مات بعد وفاة النبي‬
‫(صىل اهلل عليه وآله) بسنتني ونصف‪ ،‬كام روي عن عائشة بسند‬
‫حسن‪ ،‬وروي مثله عن اهليثم بن عمران‪ ،‬عن جده بسند رجاله‬
‫ثقات ‪.‬‬
‫فإن النتيجة تكون هي التالية‪:‬‬
‫إذا كان النبي (صىل اهلل عليه وآله) قد تويف يف آخر شهر صفر‪،‬‬
‫ٍ‬
‫منذئذ‪ ،‬واستمرت سنتني وستة أشهر‪ ،‬فذلك‬ ‫وبدأت خالفة أيب بكر‬
‫يعني‪ :‬أن أبا بكر قد تويف يف آخر شهر شعبان‪ ،‬فبدأت خالفة عمر‬
‫ٍ‬
‫منذئذ‪ ،‬واستمرت عرش سنني وستة أشهر وأيام ًا كام يقولون ‪،‬‬

‫الغابة ج‪ 4‬ص‪ 77‬واملعارف البن قتيبة ص‪ 183‬و تاريخ املدينة البن شبة‬
‫ج‪ 3‬ص‪ 943‬والبداية والنهاية ج‪ 7‬ص‪.155‬‬
‫راجع‪ :‬املعجم الكبري ج‪ 1‬ص‪ 58‬و ‪ 61‬وجممع الزوائد ج‪ 9‬ص‪ 60‬وتاريخ‬
‫اخلميس ج‪ 2‬ص‪ 237‬وراجع‪ :‬املصنف البن أيب شيبة ج‪ 8‬ص‪51‬‬
‫وتاريخ مدينة دمشق ج‪ 30‬ص‪ 452‬واآلحاد واملثاين ج‪ 1‬ص‪.89‬‬
‫اإلستيعاب (هبامش اإلصابة) ج‪ 2‬ص‪ 467‬و ‪ 468‬وبحار األنوار ج‪31‬‬
‫ص‪ 118‬وراجع‪ :‬البدء والتاريخ ج‪ 5‬ص‪ 88‬و ‪167‬وعمدة القاري‬
‫ج‪ 16‬ص‪ 74‬وَتفة األحوذي ج‪ 6‬ص‪ 395‬وعون املعبود ج‪12‬‬

‫‪48‬‬
‫وانتهت يف آخر شهر صفر‪ ،‬أو أوائل شهر ربيع األول‪.‬‬
‫وقد قلنا‪ :‬إهنم يسقطون الزيادات واأليام اليسرية يف حاالت‬
‫كهذه‪ ،‬فكيف إذا كان املسعودي يقول‪ :‬إن خالفة عمر قد استمرت‬
‫عرش سنني وستة أشهر وثامنية عرش يوم ًا ‪ ،‬وعند ابن إسحاق‪ :‬ومخس‬
‫ليال ‪.‬‬

‫ص‪ 259‬وصحيح ابن حبان ج‪ 15‬ص‪ 37‬والتمهيد البن عبد الرب ج‪23‬‬
‫ص‪ 93‬وفيض القدير ج‪ 3‬ص‪ 678‬وتاريخ خليفة بن خياط‬
‫ص‪110‬والتاريخ الصغري ج‪ 1‬ص‪ 118‬والثقات البن حبان ج‪2‬‬
‫ص‪ 241‬ومشاهري علامء األمصار ص‪ 23‬وتاريخ مدينة دمشق ج‪44‬‬
‫ص‪ 11‬و ‪ 14‬و ‪ 450‬و ‪ 465‬و ‪ 466‬و ‪ 467‬و ‪ 478‬وأسد الغابة ج‪4‬‬
‫ص‪ 77‬واملعارف البن قتيبة ص‪ 183‬وتاريخ املدينة البن شبة ج‪3‬‬
‫ص‪ 944‬وتاريخ األمم وامللوك ج‪ 3‬ص‪ 266‬والتنبيه واإلرشاف‬
‫ص‪ 251‬والكامل يف التاريخ ج‪ 3‬ص‪ 52‬والبداية والنهاية ج‪ 6‬ص‪220‬‬
‫وج‪ 7‬ص‪.155‬‬
‫التنبيه واإلرشاف ص‪ 251‬والتاريخ الصغري للبخاري ج‪ 1‬ص‪ .118‬ولكن‬
‫ذكر يف تاريخ املدينة البن شبة ج‪ 3‬ص‪ :944‬أن خالفة عمر كانت عرش‬
‫سنني وستة أشهر وواحد ًا وعرشين يوم ًا‪.‬‬
‫املعارف البن قتيبة ص‪ 79‬و (ط دار املعارف) ص‪ 183‬والفايق يف غريب‬

‫‪49‬‬
‫وعند أيب الفداء‪ :‬وثامنية أيام ‪.‬‬
‫وذلك كله‪ ..‬إنام يناسب القول‪ :‬بأنه قد قتل يف شهر ربيع األول‪،‬‬
‫ألننا إذا أضفنا سنتني ونصف ًا (مدة خالفة أيب بكر) إىل عرش سنوات‬
‫وستة أشهر وأيام‪( :‬مخسة‪ ،‬أو ثامنية‪ ،‬أو‪( )..‬وهي مدة خالفة عمر بن‬
‫اخلطاب) فاملجموع هو ثالث عرشة سنة وأيام‪ ،‬فإذا بدأنا العد من‬
‫حني وفاة النبي (صىل اهلل عليه وآله) يف ‪ 28‬صفر‪ ،‬فإن النتيجة هي‪:‬‬
‫أن قتله قد كان يف أوائل شهر ربيع األول‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬إذا أخذنا بام أخرجه احلاكم عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬ويل أبو‬
‫بكر سنتني وسبعة أشهر ‪ ،‬فإن معنى ذلك‪ :‬أن والية عمر قد بدأت‬

‫احلديث للزخمرشي (ط دار الكتب العلمية) ج‪ 2‬ص‪ 128‬وتاريخ مدينة‬


‫دمشق (ط دار الفكر) ج‪ 44‬ص‪ 467‬وأسد الغابة (ط دار الكتاب العريب‬
‫ـ بريوت) ج‪ 4‬ص‪ 77‬وتاريخ املدينة البن شبة ج‪ 3‬ص‪ 944‬وجممع‬
‫البحرين ج‪ 1‬ص‪ 689‬ونخبة الآليل رشح بدأ األمايل ص‪.79‬‬
‫املخترص يف أخبار البرش ج‪ 1‬ص‪ 165‬وَتفة األحوذي ج‪ 6‬ص‪ 395‬وعون‬
‫املعبود ج‪ 12‬ص‪ 259‬وفيض القدير ج‪ 3‬ص‪ 678‬وتاريخ مدينة دمشق‬
‫ج‪ 44‬ص‪ 14‬والكامل يف التاريخ ج‪ 3‬ص‪.52‬‬
‫راجـع‪ :‬تاريخ اخللفاء (ط دار اجليـل) ص‪ 100‬والتاريـخ الصغري للبخـاري‬

‫‪50‬‬
‫يف آخر شهر رمضان املبارك‪ ،‬سنة ثالث عرشة للهجرة‪ ،‬فإذا أضفنا‬
‫إليها عرش سنوات وستة أشهر‪ ،‬هي مدة والية عمر‪ ،‬فإن تاريخ قتله‬
‫يكون آخر ربيع األول‪.‬‬

‫رابع ًا‪ :‬إن الطربي يقول‪ :‬إن مدة والية عمر هي عرش سنني‪،‬‬
‫ومخسة أشهر‪ ،‬وإحدى وعرشين ليلة‪ ،‬من متوىف أيب بكر‪ ،‬عىل رأس‬
‫اثنتني وعرشين سنة‪ ،‬وتسعة أشهر‪ ،‬وثالثة عرش يوم ًا من اهلجرة ‪.‬‬

‫فإذا انضم ذلك إىل قوهلم‪ :‬إن مدة والية أيب بكر هي سنتان‬
‫وسبعة أشهر‪ ،‬أو ستة أشهر‪ ،‬كانت النتيجة هي رجحان القول بأنه‬
‫قتل يف شهر ربيع األول أيض ًا‪.‬‬

‫= = (ط دار املعرفة) ج‪ 1‬ص‪ 58‬واملستدرك للحاكم (ط دار املعرفة) ج‪3‬‬


‫ص‪ 65‬وتاريخ مدينة دمشق (ط دار الفكر) ج‪ 28‬ص‪ 247‬والسرية‬
‫احللبية (ط دار املعرفة) ج‪ 1‬ص‪.266‬‬
‫راجع‪ :‬تاريخ األمم وامللوك (ط مؤسسة عز الدين) املجلد الثاين ص‪407‬‬
‫وعمدة القاري ج‪ 8‬ص‪ 229‬والطبقات الكربى البن سعد ج‪ 3‬ص‪365‬‬
‫وتاريخ مدينة دمشق ج‪ 44‬ص‪ 464‬و (ط مؤسسة األعلمي) ج‪3‬‬
‫ص‪.266‬‬

‫‪51‬‬
‫خامس ًا‪ :‬ومما يدل عىل أن قتل عمر كان يف شهر ربيع األول‪،‬‬
‫رواية مطولة رواها أمحد بن إسحاق القمي (رمحه اهلل)‪ ،‬عن اإلمام‬
‫اهلادي (عليه السالم)‪ ،‬مفادها‪ [ :‬ثم ذكر اخلرب وقال ]‬
‫قال املجليس‪( :‬قال السيد‪ :‬نقلته من خط حممد بن عيل بن حممد‬
‫بن طي (رمحه اهلل)‪.‬‬
‫ووجدنا فيام تصفحنا من الكتب عدة روايات موافقة هلا‪،‬‬
‫فاعتمدنا عليها) ‪.‬‬
‫وقال املجليس أيض ًا معلق ًا عىل ما ورد يف اإلقبال‪( :‬ويظهر من‬
‫كالم خلفه اجلليل ورود عدة روايات دالة عىل كون قتله (يعني عمر)‬
‫يف ذلك اليوم‪ ،‬فاستبعاد ابن إدريس‪ ،‬وغريه رمحة اهلل عليهم‪ ،‬ليس يف‬
‫حمله‪ ،‬إذ اعتبار تلك الروايات مع الشهرة بني أكثر الشيعة‪ ،‬سلف ًا‬
‫وخلف ًا‪ ،‬ال يقرص عام ذكره املؤرخون من املخالفني‪.‬‬
‫غريوا هذا اليوم‪ ،‬ليشتبه األمر عىل الشيعة‬
‫وحيتمل أن يكونوا َّ‬
‫الخ‪. )..‬‬

‫بحار األنوار ج‪ 95‬ص‪ 355‬وج‪ 31‬ص‪ 120‬ـ ‪.132‬‬


‫بحار األنوار ج‪ 31‬ص‪.132‬‬

‫‪52‬‬
‫ويالحظ عليه‪:‬‬

‫أوال‪:‬‬
‫أن أصول التحقيق تقتيض ترجيح األقوال بحسب درجة اعتبارها‪،‬‬
‫وهي ترتويه من مستوى اعتبار القائلني واملصادر‪ ،‬وال يصح بأي‬
‫حال رضب األقوال وخلطها؛ إذ هبذا ال يثبت لدينا أي تاريخ أو‬
‫حدث الختالف الرواة وما يروون يف كل يشء‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬‬
‫أن دعوى وجود انسجام بني األقوال املذكورة خيطئوه الوجدان‪ ،‬بل‬
‫االنسجام صار بعد حماولة التأليف بينها باالجتهادات الشخصية‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬‬
‫أن االعرتاف بأن " معظم مؤرخي أهل السنة يرصون عىل أن عمر قد‬
‫قتل يف السادس والعرشين من شهر ذي احلجة سنة ثالث وعرشين‬
‫للهجرة " خاصة من كرباء وعلية أهل الفن منهم ‪ ،‬يقرب من َتقق‬
‫االتفاق والتسامل عليه بل ادعي عليه اإلمجاع كام نقله عن مجاعة‬
‫ومنهم الشيخ املفيد وابن إدريس كام نقل عنهم ذلك عنه‪ ، ،‬مما يورث‬
‫العلم بوقوعه‪ ،‬والشك يف وجود غرض لتحريفه خالف األصل‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫رابعا‪:‬‬
‫أن قوله‪" :‬وهذا القول كان متداوالً ومعروف ًا من زمن ابن إدريس‬
‫املتوىف يف القرن السادس اهلجري"‪ ،‬تصوير غري واقعي ال أثر له‪،‬‬
‫ومعارض بام ذكرناه من كالم السيد ابن طاووس من عدم معروفيته‬
‫إال بني فئة خاصة‪ ،‬وابن إدريس من أعالم القرن الثامن بعد ابن‬
‫إدريس ومل يطلع عىل شهرته !‪ ،‬قال يف اإلقبال‪( :‬اعلم أن هذا اليوم‬
‫وجدنا فيه رواية عظيمة الشأن ‪ ،‬ووجدنا مجاعة من العجم واإلخوان‬
‫يعظمون الرسور فيه ‪ ،‬ويذكرون أنه يوم هالك بعض من كان هيون‬
‫باهلل جل جالله ورسوله صلوات اهلل عليه ويعاديه ‪ ،‬ومل أجد فيام‬
‫تصفحت من الكتب إىل اآلن موافقة أعتمد عليها للرواية التي‬
‫رويناها عن ابن بابويه تغمده اهلل بالرضوان ‪ ،‬فإن أراد أحد تعظيمه‬
‫مطلقا لرس يكون يف مطاويه غري الوجه الذي ظهر فيه احتياطا‬
‫للرواية ‪ ،‬فكذا عادة ذوي الرعاية)‪.‬‬
‫بل إن السيد دام عزه أحسبه قد زاغ برصه الرشيف عن مفاد كالم‬
‫الكفعمي الذي نسب اإلمجاع عىل وقوعه حادثة قتل عمر بن‬
‫اخلطاب يف السادس والعرشين من ذي احلجة إىل الشيعة والسنة معا‪،‬‬
‫وخطأ اجلمهور وليس من بينهم املجمعني قطعا؛ ألن املراد‬

‫‪54‬‬
‫باملجمعني هم أهل التحقيق من القدماء إىل زمانه‪ ،‬ونص كالمه يف‬
‫املصباح‪:‬‬
‫" و مجهور الشيعة يزعمون أن فيه قتل عمر بن اخلطاب و ليس‬
‫بصحيح‪ ،‬قال حممد بن إدريس ره يف رسائره من زعم أن عمر قتل فيه‬
‫فقد أخطأ بإمجاع أهل التواريخ و السري و كذلك قال املفيد ره يف‬
‫كتاب التواريخ و إنام قتل عمر يوم اإلثنني ألربع ليال بقني من ذي‬
‫احلجة سنة ثالث و عرشين من اهلجرة نص عىل ذلك صاحب الغرة‬
‫و صاحب املعجم و صاحب الطبقات و صاحب كتاب مسار الشيعة‬
‫و ابن طاوس‪ ،‬بل اإلمجاع حاصل من الشيعة و السنة عىل ذلك " ‪.‬‬
‫نعم التاريخ واملناسبة متداولة الذكر يف كتب اخلصيبية ككتاب‬
‫األعياد للطرباين وعيد كبري من أعيادهم يسموهنم بعيد دالم‪.‬‬

‫خامسا‪:‬‬
‫التمسك بأخطاء حساب مدة اخلالفة‪ ،‬وتسمية املجمع عليه وما هو‬
‫رصيح بالغفلة !‪.‬‬
‫منه قوله‪" :‬إن عمر بن اخلطاب قد توىل اخلالفة لثامن بقني من مجادى‬
‫اآلخرة سنة ‪ 13‬للهجرة ‪.‬‬
‫وقد رصح اليعقويب وغريه‪ :‬بأن مدة والية عمر كانت عرش سنني‬

‫‪55‬‬
‫وثامنية أشهر "‪.‬‬
‫فإن اليعقويب رصح بأنه توىل اخلالفة لليلتني بقيتا من مجادى اآلخرة ‪،‬‬
‫ثم ضعف القول بسبع بقني‪ ،‬ال لثامن !‪.‬‬
‫قال اليعقويب ضابطا للتاريخ ‪ " :‬ثم استخلف عمر بن اخلطاب بن‬
‫نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد اهلل ابن قرط بن رزاح بن عدي‬
‫بن كعب‪ ،‬وأمه حنتمة بنت هاشم بن املغرية بن عبد اهلل بن عمر بن‬
‫خمزوم‪ ،‬يوم الثالثاء لليلتني بقيتا من مجادى اآلخرة‪ ،‬وقيل لسبع بقني‬
‫منه سنة ‪ ،13‬وكان ذلك من شهور العجم يف آب‪ ،‬وكانت الشمس‬
‫يومئذ يف األسد ست عرشة درجة‪ ،‬والقمر يف العقرب أربعا وعرشين‬
‫درجة وعرش دقائق‪ ،‬وزحل يف القوس ثالثني درجة راجعا‪،‬‬
‫واملشرتي يف احلوت تسع درج وثالثني دقيقة راجعا‪ ،‬واملريخ يف الثور‬
‫إحدى وعرشين درجة ومخسني دقيقة‪ ،‬والزهرة يف احلوت تسع‬
‫درجات‪ ،‬وعطارد يف السنبلة عرش درجات وثالثني دقيقة‪ ،‬والرأس‬
‫يف القوس اثنتي عرشة درجة ومخسا وثالثني دقيقة" ‪.‬‬
‫وقال يف تاريخ احلادثة والوفاة ضابطا هلا كام املشهور أهنا يف ‪ 26‬من‬
‫ذي احلجة‪:‬‬
‫" فطعن عمر يوم األربعاء ألربع ليال بقني من ذي احلجة سنة ‪،23‬‬

‫‪56‬‬
‫وكان ذلك من شهور العجم يف ترشين اآلخر‪ ،‬وكان الذي طعنه أبو‬
‫لؤلؤة‪ ،‬عبد للمغرية بن شعبة‪ ،‬وجأه بخنجر مسموم‪ ،‬وكانت سنو‬
‫عمر يومئذ ثالثا وستني سنة‪ ،‬وقيل أربعا ومخسني سنة‪ ،‬وكانت‬
‫واليته عرش سنني وثامنية أشهر " ‪.‬‬
‫وجيب محل َتديد واليته بعرش سنني وثامنية أشهر عىل وجه ال يتناىف‬
‫ورصاحته يف التحديد باأليام‪ ،‬وإال فهو خطأ منه يف احلساب جزما ‪،‬‬
‫وهو يريد ستة أشهر‪ ،‬ال أن يعمد إىل حذف كالمه الرصيح َتديد‬
‫التاريخ واألخذ بام أخطأ فيه من حساب املدة أو كان من أخطاء‬
‫التصحيف‪.‬‬
‫والذي وجدته حتى اآلن هو تفرد الواقدي هبذا اخلطأ !‪ ،‬فكيف يبنى‬
‫عليه قول !‬

‫سادسا‪:‬‬
‫قوله‪ " :‬إن مما يشري إىل عدم التسليم بصحة قوهلم‪( :‬إنه قتل يف ذي‬
‫احلجة)‪ ،‬قول ابن العامد‪ ،‬واليافعي‪ :‬إن مدة خالفة عمر هي عرش‬
‫سنني وسبعة أشهر ومخس ليال‪ ،‬وقيل غري ذلك "‪.‬‬
‫أما اليافعي فقد قال يف مرآة اجلنان وعربة اليقظان‪:‬‬
‫" وتويف وعمره ثالث وستون سنة‪ ،‬وقيل مخس ومخسون‪ ،‬وخالفته‬

‫‪57‬‬
‫عرش سنني وسبعة أشهر ومخس ليال‪ ،‬وقيل غري ذلك " ‪.‬‬
‫وأما ابن العامد احلنبيل فقال يف شذرات الذهب يف أخبار من ذهب‪:‬‬
‫" واستشهد وله ثالث وستون سنة‪ ،‬وقيل‪ :‬مخس وستون‪ ،‬ومدة‬
‫خالفته عرش سنني‪ ،‬وسبعة أشهر‪ ،‬ومخس ليال‪ ،‬وقيل‪ :‬غري ذلك " ‪.‬‬
‫ومن الراجع تصحيف ستة هنا إىل سبعة لقرب رسميهام وهو‬
‫كثريالوقوع جدا‪ ،‬وابن العامد مكرر للفظ من سبقه وليس قوال آخر‬
‫كام هي عادة املصنفني‪.‬‬
‫ومل صحت النسخة‪ ،‬فخرق هذا الواحد لإلمجاع واالتفاق غري مرض‬
‫باملجموع‪.‬‬

‫سابعا‪:‬‬
‫قوله حفظه اهلل يف وفاة النبي ص يريد ترتيب مقدمات للوصول إىل‬
‫تاريخ وفاة عمر‪:‬‬
‫" إذا كان النبي (صىل اهلل عليه وآله) قد تويف يف آخر شهر صفر‪،‬‬
‫ٍ‬
‫منذئذ‪ ،‬واستمرت سنتني وستة أشهر‪ ،‬فذلك‬ ‫وبدأت خالفة أيب بكر‬
‫يعني‪ :‬أن أبا بكر قد تويف يف آخر شهر شعبان‪ ،‬فبدأت خالفة عمر‬
‫ٍ‬
‫منذئذ‪ ،‬واستمرت عرش سنني وستة أشهر وأيام ًا كام يقولون ‪،‬‬
‫وانتهت يف آخر شهر صفر‪ ،‬أو أوائل شهر ربيع األول "‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫فإنه مهام اختلفوا يف مدد خالفتهم إال أهنم متفقون عىل كون وفاة‬
‫عمر يف آخر ذي احلجة سنة أو غرة حمرم احلرام بعدها‪ ،‬وهذا رصيح‬
‫منهم يف القول ال يقدم عليه يشء‪.‬‬
‫وما ذكروه من املدد يمكن أن يكون خلالفهم يف تاريخ قبض‬
‫املصطفى صىل اهلل عليه وآله أو تاريخ تويل أيب بكر ومدته‪ ،‬وقد‬
‫اعرتف السيد دام عزه أهنم ال يضبطون املدة كام يضبطون التواريخ‪،‬‬
‫وعملهم فيها عىل التقريب‪ ،‬بخالف األيام واألشهر‪.‬‬
‫ثم إن فيه أنه إلزام بام ال يلتزم به مشهورهم فكيف نخطئهم؛ فإن‬
‫مشهورهم يقول بأن النبي ص تويف يف يوم اإلثنني ‪ 12‬من ربيع‬
‫األول من السنة ‪ 11‬للهجرة‪ ،‬وعليها يتم احلساب‪.‬‬
‫وُتثليه باملختلفني يف األقوال لتأليف قول جديد غريب جدا؛ فإهنا ال‬
‫ُتثل مذهبا يوصفون به ويلزمون‪.‬‬
‫ولو مثل بام أخرجه احلاكم أو الطربي أيضا فهذا غري سائغ يف‬
‫االستدالل حتى لو صح طريقه حتى يعرض عىل موازين الصحة‬
‫عندهم ورشوطها وخلوها عن املعارض‪ ،‬فضال عن كون أصحاب‬
‫هذه املجامع يف غري وارد االعتامد‪ ،‬فالطربي مثال كتابه جامع بني‬
‫املرويات ال معتمد لألقوال‪ ،‬وقد روى يف وفاة النبي ص أنه ُقبض‪" :‬‬

‫‪59‬‬
‫ِيف ليال بقني من صفر‪ ،‬أو ِيف أول شهر ربيع األول " ‪ ،‬وذكروا أنه "‬
‫تويف أبو بكر وهو ابن ثالث وستني سنة يف مجادى اآلخرة يوم االثنني‬
‫َت ِخال َف ُت ُه َسنَت رَني‬ ‫َان َأ ُبو َم رع َ ٍ‬
‫رش َي ُق ُ‬
‫ول‪ :‬كَان ر‬ ‫لثامن بقني منه " ‪َ " ،‬وك َ‬
‫َو َأ رر َب َع َة َأ رش ُه ٍر إِال َأ رر َب َع َل َيال " ‪ ،‬ثم وليها عمر حتى تويف سنة ‪ 23‬يف‬
‫أواخر ذي احلجة أو غرة حمرم‪ " ،‬فكانت واليته عرش سنني ومخسة‬
‫أشهر وإحدى وعرشين ليلة‪ ،‬من متوىف أيب بكر‪ ،‬عىل رأس اثنتني‬
‫وعرشين سنة وتسعة أشهر وثالثة عرش يوما من اهلجرة" ألن اهلجرة‬
‫وقعت يف ربيع األول‪ ،‬وذكر روايات أخرى غريها‪.‬‬
‫وهذه طريقة جدلية غري برهانية‪ ،‬ال تليق بأن يلزم هبا اخلصم وأن‬
‫يقال أنه هذا ( قوهلم ) ويضم إىل ( قوهلم ) !‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬كيف وتاريخ قبض النبي صىل اهلل عليه وآله عندنا خمتلف فيه‬
‫أيضا‪ ،‬وكذا تاريخ شهادة احلسن عليه السالم‪ ،‬فهل يبنى عىل هذا‬
‫االختالف قول مؤلف من مقدمات ختالف نتيجتها وقوع فاجعة‬
‫الطف يوم العارش من حمرم احلرام !‪.‬‬

‫ثامنا‪:‬‬
‫غريوا هذا‬
‫أنه يظهر من نقله لقول املجليس ( وحيتمل أن يكونوا َّ‬
‫اليوم‪ ،‬ليشتبه األمر عىل الشيعة )‪ ،‬انقداح هذا االحتامل عن السيد‬

‫‪60‬‬
‫اجلليل دام عزه نشأ من هذا املوضع وتابعه عليه وشيد اختياره به‪،‬‬
‫وهي مصادرة جيب أن يتخىل عنها الباحث‪ ،‬وإن احتملها فاألحرى‬
‫أن يذكرها يف آخر بحثه وأن ال يرتكب ألجلها التأويل والتأليف بني‬
‫ما ال يأتلف‪ ،‬كام فعل املجليس الذي أوقف اختياره عىل الرواية وقد‬
‫عرفت تقييمها‪ ،‬وعىل الشهرة وقد مر عليك َتقيقها‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الرابع‪:‬عيد التاسع من‬
‫ربيع يف تراث اخلصيبية‬

‫‪62‬‬
‫ما ذكره اخلصيبيون حول التاسع من ربيع‬

‫جاء عن بعض املحققني يف تعليقة عىل كتاب جمموع األعياد أليب‬


‫سعيد رسور بن القاسم الطرباين اخلصيبي ( ت ‪ 426‬هـ )‪:‬‬
‫منه نسخة خمطوط جمموع األعياد للشاب الثقة أيب سعيد رسور‬
‫بن القاسم الطرباين ( ت ‪ 426‬هـ ) ‪ ..‬نسخ عام ‪ 1186‬هـ بقلم‬
‫حسن بن حيدر األعرجي البحيني ‪..‬‬
‫تم َتقيقه ِمن قبل كل ِمن ‪:‬‬
‫الكتاب ى‬
‫ونرش ُه يف مهبورغ ‪،‬‬
‫َ‬ ‫‪ -1‬املسترشق األملاين رودولف شرتوُتان ‪،‬‬
‫يف جملة ( ‪ ) Der Islam‬العدد ‪ 44‬لعام ‪ 1943‬م املجلد ‪.. 27‬‬
‫ورمز لنسختنا هذه باحلرف ( ق ) ‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ -2‬املحقق السيد حممد حسني اجلاليل احلسيني ‪ ،‬حقق الكتاب‬
‫عىل هذه النسخة ‪ ،‬ونرشها ( بشكل حمدود ) عام ‪ 2001‬م يف‬
‫شيكاغو ( ‪. ) Open School‬‬
‫وهنالك مقالة هامة للمرحوم عبد احلميد الدجييل أسامها (‬
‫رشت يف جملة املجمع‬
‫كتاب جمموع األعياد والطريقة اخلصيبية ) ُن ر‬
‫العلمي العراقي املجلد الرابع ج ‪ 2‬لسنة ‪ 1956‬الصفحات ‪- 218 :‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ .. ) 229‬إىل آخر كالمه‪.‬‬

‫والكتاب هام جد ًا كونه معن ىي ًا بإيراد أعياد الطائفة النصريية ‪-‬‬


‫العلوية وطقوسها يف مثل هذه املناسبات التي يشرتكون ببعضها مع‬
‫مجاعة من الطائفة اإلثني عرشية ‪.‬‬
‫واملؤلف ( الطرباين ) ينقل يف كتابه هذا ( الصفحة ‪ ) 140‬نص ىا‬
‫عن ( املقنعة ) للشيخ املفيد ( ت ‪ 413‬هـ ) وبعد نقله لنص الشيخ‬
‫مسم ىي ًا اإلثني عرشية منتقصا منهم بـ ( أهل التقصري واحلرية )‪،‬‬
‫يع ىقب ى‬
‫ونقله عن مقنعة الشيخ يؤكىد لنا شهرة كتاب الشيخ املفيد وذياع‬
‫ألن الطرباين أ ىلف كتا َبه هذا عام ‪ 399‬هـ ‪.‬‬
‫صيته زمن املؤلف نفسه‪ ،‬ى‬
‫ويف ط ىيات الكتاب ( جمموع األعياد ) ثالث روايات مهمة‬
‫منسوبة ألهل البيت عليهم السالم حول عيد التاسع من ربيع األول‬
‫‪ -‬يأيت عرض صورها من الكتاب ‪: -‬‬

‫األوىل ) ‪ :‬عن الشيخ اخلصيبي ( ت ‪ 346‬هـ ) يروهيا عن حممد‬


‫بن سنان ( ت ‪ 220‬هـ ؟ ) عن اإلمام الصادق عليه السالم ‪( ..‬‬
‫راجع النسخة املحققة ‪ -‬شرتوُتان ‪ ) 11 - 4 :‬وهذه الرواية من غري‬

‫‪64‬‬
‫املمكن أن تكون هي ذات الرواية املروية عن اإلمام الصادق ( ع )‬
‫أشارت ‪،‬‬
‫ر‬ ‫والتي ذكرها الشيخ الصدوق ( ت ‪ 381‬هـ ) وهي التي‬
‫َتديد ًا ‪ ،‬إىل ى‬
‫أن مقتل الرجل كان يف هذا اليوم بالذات ( راجع اإلقبال‬
‫للسيد إبن طاووس ( ت ‪ 664‬هـ ) ج ‪ ) 114 - 113 : 3‬فرواية‬
‫هي‬
‫اخلصيبي هذه ‪ ،‬ال تشري إىل املقتل ‪ ،‬ال من قريب وال من بعيد ‪َ ،‬‬
‫فقط ‪ ،‬تؤكىد أنه يوم عيد ‪.‬‬

‫الثانية ) ‪ :‬عن الشيخ اخلصيبي ‪ ،‬أيض ًا ‪ ،‬يروهيا عن اإلمام اهلادي‬


‫عليه السالم ( راجع نسخة شرتوُتان ‪ ،) 143 - 133 :‬وهذه‬
‫الرواية قريبة الشبه ‪ ،‬حلد فيه غرابة ‪ ،‬مع الرواية رقم ‪.3‬‬

‫الثالثة ) ‪ :‬عن الشاب الثقة نفسه ( أي شيخهم الطرباين ) يروي‬


‫لنا الرواية الشهرية حول هذا اليوم ( رواية حذيفة بن اليامن التي‬
‫رواها لنا أمحد بن إسحاق القمي عن اإلمام اهلادي ) ( راجع نسخة‬
‫شرتوُتان ‪.) 153 - 147 :‬‬

‫وهناك رواية رابعة غري موجودة يف الكتاب‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الرابعة ) ‪ :‬رواها لنا حممد بن نصري النمريي ( ت ‪ 270‬هـ ) عن‬
‫اإلمام اهلادي ‪ ،‬بشكل مبارش ‪ ( ..‬راجع كتاب األكوار النورانية‬
‫واألدوار الروحانية ) ملحمد بن نصري النمريي ‪ ،‬ضمن سلسلة الرتاث‬
‫العلوي ‪ : 1 -‬الصفحة ‪.) 103 - 98 :‬‬
‫ّ‬
‫ولعل هذه الرواية هي األقدم من بني كل املرو ّيات األربع‪.‬‬

‫َ‬
‫وصل إلينا أربع روايات حول عيد التاسع من‬ ‫وهبذا يكون قد‬
‫ظن منذ ما قبل عرص العالّمة‬
‫ربيع األول‪ ،‬ال رواية واحدة‪ ،‬كام كان ُي ّ‬
‫املجليس ( ت ‪ 1111‬هـ ) ‪ ،‬وإىل يومنا هذا ‪.‬‬
‫فقد كان ُيعت َقد ‪ ،‬خطأ ‪ ،‬بأنه مل يصلنا سوى رواية واحدة حول‬
‫التاسع من ربيع األول ‪ ،‬هي رواية حذيفة بن اليامن ( ت ‪ 36‬هـ )‬
‫تم قبوهلا‬
‫التي رواها القمي عن اإلمام اهلادي عليه السالم ‪ ،‬والتي ى‬
‫والعمل هبا ‪ ،‬كوهنا حمفوفة بالقرائن التي تستدعي َ‬
‫قبوهلا واعتبارها ‪،‬‬
‫ذهب إىل ذلك ( عىل سبيل املثال ) املرجع الديني املعارص السيد‬
‫َ‬ ‫كام‬
‫صادق الشريازي ( راجع كتابه الغدير الثاين وأعامل عيد الغدير ) ‪..‬‬
‫وصلنا ( ‪ ) 4‬روايات ‪ ،‬ال رواية واحدة ‪ ،‬كام كان‬
‫فاحلقيقة هي أنه قد َ‬
‫ُيعت َقد‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫كل ما هنالك ى‬
‫أن الروايات الثالث األخرى حفظتها لنا كتب‬
‫الطائفة النصريية ‪ -‬العلوية ‪ ،‬وقد أصاب الشيخ أبو احلسني اخلوئيني‬
‫( معارص ) يف احتامله ‪ -‬مع تسليمه ى‬
‫بأن ما وصلنا هو رواية واحدة‬
‫فقط ‪ -‬ى‬
‫بأن هنالك ( عىل األقل ) أربع روايات هبذا الشأن ( راجع‬
‫كتاب فصل اخلطاب يف تاريخ قتل إبن اخلطاب للشيخ اخلوئيني ‪:‬‬
‫‪. ) 87‬‬
‫بل ليس فقط روايات ‪ ،‬وإنام أدعية مسنونة هلذا اليوم َتديد ًا (‬
‫راجع جمموع األعياد نسخة شرتوُتان ‪ :‬الصفحة ‪ 143‬والصفحة‬
‫‪. ) 146‬‬
‫وال خيفى عىل الباحث اختالط هؤالء الغالء بالشيعة يف القرنني‬
‫السابع والثامن‪ ،‬وترسب تراثهم بصورة ‪ -‬جزئية ‪ -‬عززهتا رغبة‬
‫مجاعات بالظهور وحمفزة باخلوف غري املربر من االنطامر بعد الفتن‬
‫الطائفية التي أبادت األلوف يف العراق والشام‪ ،‬فضال عام عاناه أتباع‬
‫املذهب بعد فتن بغداد من ضعف تلقي احلديث وتفيش إمهال العلم‬
‫وَتمله يف بعض البقاع واحلوارض وَتايش نقده وتنقيته وبروز‬
‫املتساهلني يف تدوينه ونرشه‪.‬‬
‫وبضم ما سبق يف قبضة التحقيق‪ ،‬يكون احتامل الوضع يف هذا‬

‫‪67‬‬
‫اخلرب غري ملغى‪ ،‬وصحة دعاوى انعقاد السرية العملية أو شهرة‬
‫الرواية أو انجبارها بعيدة املنال جدا‪ ،‬ويبقى باب التحقيق مفتوحا‪،‬‬
‫شغلنا اهلل باملهم من العلم‪ ،‬وجنبنا املضالت من الفتن واألهواء‪،‬‬
‫وكفانا رش التنازع والألواء‪.‬‬
‫وأصيل عىل البدر املنري‬
‫نبينا حممد وآله‬
‫يف اإلعالن ويف الضمري‬

‫حرر هذه الصفحات ومل خيرجها من سوادها‬


‫أقل العباد اجلاين‬
‫حممد عيل حسني العريبي‬
‫بلغه اهلل يف الدارين األماين‬

‫املعامري ‪ -‬البحرين‬
‫‪ 1435‬هـ ‪ 2015 -‬م‬

‫‪68‬‬
‫امللحقات‬

‫صور الروايات األربع من كتب اخلصيبية‬

‫مل يسعني الوقت حني تنضيد احلروف لنقل نصها‪.‬‬

‫‪69‬‬
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
‫وأما الرواية الرابعة فصورهتا من الكتاب املذكور‪:‬‬

‫‪80‬‬
‫الفهرس‬
‫تنبيه‪2 .......................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬البحث فيام يناسب هذا اليوم من أشخاص‬
‫ووقائع ‪4 .........................................................‬‬
‫عالقة املتوكل بتاريخ التاسع من ربيع األول ومظاهر االحتفال‬
‫فيه ‪5 .............................................................‬‬
‫بغض املتوكل للزهراء عليها السالم وبني فاطمة ‪7 ........‬‬
‫املتوكل يغصب فدكا ‪8 ...................................‬‬
‫شدته عىل العلويني ‪9 .....................................‬‬
‫توهني املتوكل وقتله لغري املنتسبني إىل آل عيل‪13...........‬‬
‫هالك عمر بن فرج الرخجي وفرح الشيعة ‪15.................‬‬
‫خالفة املنترص وإظهار الرباءة ‪20..............................‬‬
‫احلاصل ‪21..................................................‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬روايات التاسع من ربيع‪22.....................‬‬
‫ما روي يف التاسع من ربيع وتقييمه ‪23........................‬‬
‫نص رواية ابن طاووس‪25.............................. :‬‬
‫املالحظ عىل الرواية أيضا ‪39.................................‬‬
‫احلاصل ‪40..................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬يف استدالل املحقق العاميل ومناقشته ‪41.......‬‬
‫كالم السيد جعفر مرتىض حول تاريخ وفاة عمر بن اخلطاب ‪42‬‬
‫ويالحظ عليه‪53........................................ :‬‬
‫أوال‪53............................................. :‬‬
‫ثانيا‪53..............................................:‬‬
‫ثالثا‪53..............................................:‬‬
‫رابعا‪54............................................. :‬‬
‫خامسا‪55........................................... :‬‬
‫سادسا‪57........................................... :‬‬
‫سابعا‪58............................................ :‬‬
‫ثامنا‪60............................................. :‬‬
‫الفصل الرابع‪:‬عيد التاسع من ربيع يف تراث اخلصيبية ‪62......‬‬

‫‪82‬‬
‫ما ذكره اخلصيبيون حول التاسع من ربيع ‪63..................‬‬
‫امللحقات ‪69.................................................‬‬
‫الفهرس ‪81..................................................‬‬

‫‪83‬‬

You might also like