You are on page 1of 4

‫الباب األول‬

‫بيعة العقبة األولى‬

‫البيعة هي العهد على الطاعة‪ ،‬كأن املبايع يعاهد أمريه على أنه يسلم له النظر‬
‫يف أمر نفسه وأمور املسلمني‪ ،‬ال ينازغه يف شيء من ذلك‪ ،‬ويطيعه فيما يكلفه به من‬
‫األمر على املنشط واملكره‪5.‬‬

‫و انتشر اإلسالم خالل تلك السنة يف املدينة ‪ ,‬وملا كان العام الذي يلية ‪ ,‬و‬
‫يف املوسم من األنصار اثنا عشر رجال ‪ ,‬فلقوه با لعقبة ‪ ,‬وهي العقبة‪ 5‬األوىل ‪ ,‬فبايعوا‬
‫رسول اهلل على بيعة النساء ( أي على منطها يف البنود اليت بايع النساء عليها ‪ ,‬أي إنه‬
‫مل بيايعهم فيها على احلرب واجلهاد ‪ ,‬وكانت بيعة النساء يوم الفتح على جبل الصفا‬
‫بعدما فرغ من بيعة الرجال ‪ .‬وكان منهم ‪ :‬أسعد بن زرارة ‪ ,‬ورافع بن مالك ‪,‬‬
‫وعبادة بن الصامةت‪ , 5‬وأبو اهليثم ابن التيهان ‪.‬‬

‫وقد روى عبادة بن الصامت خرب هذه املبايعة ‪ ,‬فقال ‪ :‬كنا اثين عشر رجال ‪,‬‬
‫فقال لنا رسول اهلل ‪ ( :‬تعالوا‪ 5‬بايعين على أن ال تشركوا با اهلل شيئا ‪ ,‬وال تسرقوا ‪,‬‬
‫والتزنوا ‪ ,‬وال تقتلوا أوالدكم ‪ ,‬وال تأتوا‪ 5‬ببهتان تفرتونه بني أيديكم و أرجلكم ‪ ,‬وال‬
‫تعصوين يف معروف ‪ ,‬فمن و يف منكم فأجره على اهلل ‪ ,‬ومن أصاب على ذلك شيئا‬
‫فعوقب به يف الدنيا فهو كفارة له ‪ ,‬و من أصاب من ذلك شيئا فسرته اهلل فأمره إىل‬
‫اهلل إن شاء اهلل عاقبه ‪ ,‬و إن شاء عفا عنه ) ‪ .‬قال عبادة بن الصامت‪( : 5‬فبا يعناه على‬
‫ذلك ) ‪.‬‬

‫فلما أرادوا االنصراف بعث رسول اهلل معهم معصب‪ 5‬بن عمري وأمره أن‬
‫يقرئهم القرآن و يعلمهم اإلسالم‪ 5‬و يفقههم يف الدنيا ‪ ,‬فكان يسمى مقرئ املدينة‪. 5‬‬

‫‪1‬‬
‫الباب الثاني‬

‫بيعة العقبة الثانية‬

‫وكانت لبيعة احلرب حني اذن اهلل لرسوله يف القتال شروطا سوي شرطه عليهم يف‬
‫بيعة العقبة االوىل‪ .‬االوىل على بيعةالنساء وذالك ان اهلل مل يكن اذن لرسوله يف احلرب‬
‫قال عبادة بن الصامت‪ :‬با يعنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بيعة احلرب‪ ,‬على‬
‫السمع والطاعة يف عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا واثرة علينا‪ ,‬وان ال ننازع االمر‬
‫اهله وان نقول احلق اينما كنا الخناف يف اهلل لومة الئم ‪.‬‬

‫قوله تعاىل عن آية ىف االذن باحلرب ‪:‬‬


‫ِ‬ ‫ُِأذ َن لِلَّ ِذين ي َقاتِلُو َن بِاَنَّهم ظُلِموا واِ َّن اهلل علَى نَ ِ ِ‬
‫ص ِره ْم لََقد ْيٌر‪ ,‬الَّذيْ َن ْ‬
‫َأخَر ُج ْوا‬ ‫ُ ْ ُْ َ َ َ ْ‬ ‫َْ ُ ْ‬
‫ض ُه ْم بَِب ْع ٍ‬
‫ض هَّلُد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِإاَّل‬
‫ت‬‫ِّم ْ‬ ‫م ْن ديَاره ْم بغَرْي َح ٍّق َأ ْن َي ُق ْولُْوا َربُّنَا اهللُ‪َ ،‬ولَ ْواَل َدفْ ُع اهلل الن َ‬
‫َّاس َب ْع ُ‬
‫ص ُرهُ‪ِ ،‬إ َّن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صَر َّن اهللَ َم ْن َيْن ُ‬
‫ااس ُم اهلل َكثْيًرا‪َ ,‬ولََيْن ُ‬
‫ات َو َم َساج ُد يُ ْذ َك ُرفْي َه ْ‬ ‫ص َوام ُع َوبِيَ ٌع َو َ‬
‫صلَ َو ٌ‬ ‫َ‬
‫ي َع ِز ْيٌز (سورة احلج ‪)40-39 :‬‬ ‫اهللَ لََق ِو ٌّ‬
‫‪ .‬الفرق بني العقبة االوىل والثاىن‬

‫الفارق االول ‪ :‬أن عدداملبايعني من اهل املدينة يف املرة االوىل كان اثىن عشر ام‬
‫عددهم يف البيعة الثانية‪ 5‬فقد كان بضعة وسبعني بينهم امراتان مها نسيبة بنت كعب‬
‫‪ .‬وامساء بنت عمروبن عدي‬

‫الفارق الثاين ‪ :‬ان البنود املنصوص عليها يف البيعة االوىل ‪ ,‬خالية عن االشارة‬
‫إىل اجلهاد بالقوة ‪ ,‬ولكنها يف الثانية تضمنت االشارة بل التصريح بضرورة اجلهاد‬
‫والدفاع عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم والدعوة‪ 5‬إيل دينه بكل وسيلة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الباب الثالث‬

‫إذن رسول ألصحابه بالهجرة إلى المدينة‬

‫ملا صدر السبعون من عند رسول اهلل طابت نفسه‪ ،‬فقد جعل اهلل له منعة‬
‫وقوما أهل احلرب‪ ،‬وجعل البالء يشتد على املسلمني من املشركني ملا يعلمون من‬
‫اخلروج‪ ،‬فضيقوا‪ 5‬على أصحابه‪ ،‬ونالواما مل يكونوا ينالون‪ 5‬من الشتم و األذى‪.‬‬

‫فشكا ذلك أصحاب رسول اهلل واستأذنواه يف اهلجرة‪ ،‬فقال ‪ :‬قد أخربت بدار‬
‫هجرتكم وهي يثرب‪ ،‬فمن أراد اجلروج فليخرج إليها‪ .‬فجعل القوم يتجهزوو و‬
‫خيرجون وخيفوون ذلك‪ .‬وأول من قدم املدينة هو أبو سلمة بن عبد األسد‪ .‬مث قدم‬
‫أصحاب رسول اهلل أرساال فنزلوا على األنصار يف دورهم‪،‬فآووهم ونصروهم‪.‬‬

‫ومل يهاجر أحد من أصحاب رسول اهلل إال متخفيا غري عمر بن اخلطاب‪ .‬فقد‬
‫هم باهلجرة يظهر سيفه و قوسه‪ ،‬ومضى قِبل الكعبة‬
‫روي علي بن أيب طالب أنه ملا ّ‬
‫فطاف يف البيت سبعا متمكنا مطمئنا‪ ،‬مث أتى املقام فصلى‪ ،‬مث وقف فقال ‪ :‬شاهت‬
‫الوجوه‪ ،‬اليرغم اهلل إال هذه املعطاس‪ ،‬من أراد أن يكثل أمه أو يومت ولده أو يرمل‬
‫زوجته فليلقين وراء هذا الوادي‪.‬‬

‫قال علي ‪ :‬فما اتّبعه إال قوم من املستضعفني علّمهم ما أرشدهم مث مضى‬
‫لوجهه‪.‬‬

‫وهكذا تتابع املسلمون يف اهلجرة إىل املدينة حىت مل يبق مبكة إال رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وأبو بكر‪ ،‬وعلي‪ ،‬أو معذب حمبوس‪ ،‬أو مريض أو ضعيف عن‬
‫اخلروج‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الباب الرابع‬

‫هجرة الرسول صلى اهلل عليه وسلم‬

‫ملا رأت قريش أن رسول اهلل صارت له شيعة أو أصحاب بغري بلدهم‪ ،‬فحذروا‬
‫قريش وخافوا أن جيمعوا حلرهبم‪ .‬فاجتمعوا يف ندوة يتشاورون فيما يصنعون‪ 5‬بأمر‬
‫رسول اهلل‪.‬‬

‫أخذ من كل قبيلة فىت سبا جلدا‪ ،‬وأعطى كل منهم صيفا لقتله‪ .‬فأخرب رسول‬ ‫•‬
‫اهلل أن يهجر رسول وينهاه أن ينام يف مضاجعه تلك الليلة‪.‬‬

‫ويف ليلة هاجر رسول اهلل واجتمع املشركون على باب رسول اهلل ينتظره‬ ‫•‬
‫ولكنه خرج من بينهم وترك عليا يف مكانه وهجر يف غار ثور ‪.‬‬

‫‪4‬‬

You might also like