Professional Documents
Culture Documents
البيعة هي العهد على الطاعة ،كأن املبايع يعاهد أمريه على أنه يسلم له النظر
يف أمر نفسه وأمور املسلمني ،ال ينازغه يف شيء من ذلك ،ويطيعه فيما يكلفه به من
األمر على املنشط واملكره5.
و انتشر اإلسالم خالل تلك السنة يف املدينة ,وملا كان العام الذي يلية ,و
يف املوسم من األنصار اثنا عشر رجال ,فلقوه با لعقبة ,وهي العقبة 5األوىل ,فبايعوا
رسول اهلل على بيعة النساء ( أي على منطها يف البنود اليت بايع النساء عليها ,أي إنه
مل بيايعهم فيها على احلرب واجلهاد ,وكانت بيعة النساء يوم الفتح على جبل الصفا
بعدما فرغ من بيعة الرجال .وكان منهم :أسعد بن زرارة ,ورافع بن مالك ,
وعبادة بن الصامةت , 5وأبو اهليثم ابن التيهان .
وقد روى عبادة بن الصامت خرب هذه املبايعة ,فقال :كنا اثين عشر رجال ,
فقال لنا رسول اهلل ( :تعالوا 5بايعين على أن ال تشركوا با اهلل شيئا ,وال تسرقوا ,
والتزنوا ,وال تقتلوا أوالدكم ,وال تأتوا 5ببهتان تفرتونه بني أيديكم و أرجلكم ,وال
تعصوين يف معروف ,فمن و يف منكم فأجره على اهلل ,ومن أصاب على ذلك شيئا
فعوقب به يف الدنيا فهو كفارة له ,و من أصاب من ذلك شيئا فسرته اهلل فأمره إىل
اهلل إن شاء اهلل عاقبه ,و إن شاء عفا عنه ) .قال عبادة بن الصامت( : 5فبا يعناه على
ذلك ) .
فلما أرادوا االنصراف بعث رسول اهلل معهم معصب 5بن عمري وأمره أن
يقرئهم القرآن و يعلمهم اإلسالم 5و يفقههم يف الدنيا ,فكان يسمى مقرئ املدينة. 5
1
الباب الثاني
وكانت لبيعة احلرب حني اذن اهلل لرسوله يف القتال شروطا سوي شرطه عليهم يف
بيعة العقبة االوىل .االوىل على بيعةالنساء وذالك ان اهلل مل يكن اذن لرسوله يف احلرب
قال عبادة بن الصامت :با يعنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بيعة احلرب ,على
السمع والطاعة يف عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا واثرة علينا ,وان ال ننازع االمر
اهله وان نقول احلق اينما كنا الخناف يف اهلل لومة الئم .
الفارق االول :أن عدداملبايعني من اهل املدينة يف املرة االوىل كان اثىن عشر ام
عددهم يف البيعة الثانية 5فقد كان بضعة وسبعني بينهم امراتان مها نسيبة بنت كعب
.وامساء بنت عمروبن عدي
الفارق الثاين :ان البنود املنصوص عليها يف البيعة االوىل ,خالية عن االشارة
إىل اجلهاد بالقوة ,ولكنها يف الثانية تضمنت االشارة بل التصريح بضرورة اجلهاد
والدفاع عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم والدعوة 5إيل دينه بكل وسيلة .
2
الباب الثالث
ملا صدر السبعون من عند رسول اهلل طابت نفسه ،فقد جعل اهلل له منعة
وقوما أهل احلرب ،وجعل البالء يشتد على املسلمني من املشركني ملا يعلمون من
اخلروج ،فضيقوا 5على أصحابه ،ونالواما مل يكونوا ينالون 5من الشتم و األذى.
فشكا ذلك أصحاب رسول اهلل واستأذنواه يف اهلجرة ،فقال :قد أخربت بدار
هجرتكم وهي يثرب ،فمن أراد اجلروج فليخرج إليها .فجعل القوم يتجهزوو و
خيرجون وخيفوون ذلك .وأول من قدم املدينة هو أبو سلمة بن عبد األسد .مث قدم
أصحاب رسول اهلل أرساال فنزلوا على األنصار يف دورهم،فآووهم ونصروهم.
ومل يهاجر أحد من أصحاب رسول اهلل إال متخفيا غري عمر بن اخلطاب .فقد
هم باهلجرة يظهر سيفه و قوسه ،ومضى قِبل الكعبة
روي علي بن أيب طالب أنه ملا ّ
فطاف يف البيت سبعا متمكنا مطمئنا ،مث أتى املقام فصلى ،مث وقف فقال :شاهت
الوجوه ،اليرغم اهلل إال هذه املعطاس ،من أراد أن يكثل أمه أو يومت ولده أو يرمل
زوجته فليلقين وراء هذا الوادي.
قال علي :فما اتّبعه إال قوم من املستضعفني علّمهم ما أرشدهم مث مضى
لوجهه.
وهكذا تتابع املسلمون يف اهلجرة إىل املدينة حىت مل يبق مبكة إال رسول اهلل
صلى اهلل عليه وسلم ،وأبو بكر ،وعلي ،أو معذب حمبوس ،أو مريض أو ضعيف عن
اخلروج.
3
الباب الرابع
ملا رأت قريش أن رسول اهلل صارت له شيعة أو أصحاب بغري بلدهم ،فحذروا
قريش وخافوا أن جيمعوا حلرهبم .فاجتمعوا يف ندوة يتشاورون فيما يصنعون 5بأمر
رسول اهلل.
أخذ من كل قبيلة فىت سبا جلدا ،وأعطى كل منهم صيفا لقتله .فأخرب رسول •
اهلل أن يهجر رسول وينهاه أن ينام يف مضاجعه تلك الليلة.
ويف ليلة هاجر رسول اهلل واجتمع املشركون على باب رسول اهلل ينتظره •
ولكنه خرج من بينهم وترك عليا يف مكانه وهجر يف غار ثور .
4