You are on page 1of 57

‫قصة‬

‫المسيح الدجال‬
‫ونزول عيسى عليه الصالة والسالم‬
‫‪ -43‬فيكون عيسى ابن مرمي عليه السالم يف أميت حكماً عدالً‪ ،‬وإماماً مقسطاً‪ ،‬يدق‬
‫الصليب‪ ،‬ويذبح اخلنزير‪ ،‬ويضع اجلزية‪ ،‬ويرتك الصدقة‪ ،‬فال يسعى على شاة وال بعري‪ ،‬وترفع‬
‫الشحناء والتباغض‪ ،‬وتنزع محة كل ذات محة‪ ،‬حىت يدخل الوليد‪ J‬يده يف احلية فال تضره‪.‬‬
‫يضرها‪ ،‬ويكون الذئب يف الغنم كأنه كلبها‪.‬‬‫وتفر الوليدة األسد فال ّ‬
‫‪ُّ -44‬‬
‫‪ -45‬ومتأل األرض من السلم‪ J‬كما ميأل اإلناء من املاء‪ ،‬وتكون الكلمة واحدة‪ ،‬فال يعبد إال‬
‫اهلل‪ ،‬وتضع احلرب أوزارها‪ ،‬وتسلب قريش ملكها‪ ،‬وتكون األرض كفاثورة الفضة تنبت نباهتا‬
‫بعهد آدم‪ ،‬حىت جيتمع‪ J‬النفر على القطف من العنب‪ J‬فيشبعهم‪ ،‬وجيتمع النفر على الرمانة‬
‫فتشبعهم‪ ،‬يكون الثور‪ J‬بكذا وكذا من املال‪ ،‬وتكون الفرس بالدريهمات‪.‬‬
‫‪ -46‬قالوا‪ :‬يا رسول اهلل! وما يرخص الفرس؟ قال‪ :‬ال تركب حلرب أبداً‪.‬‬
‫‪ -47‬قيل‪ :‬فما يغلي الثور؟‪ J‬قال‪ :‬حترث األرض‪ J‬كلها‪.‬‬
‫‪ -48‬وإن قبل خروج الدجال ثالث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد‪ ،‬يأمر اهلل‬
‫السماء يف السنة األوىل أن حتبس ثلث مطرها‪ ،‬ويأمر األرض فتحبس ثلث نباهتا‪ ،‬مث يأمر‬
‫السماء يف الثانية فتحبس ثلثي مطرا‪ ،‬ويأمر األرض فتحبس ثلثي نباهتا‪ ،‬مث يأمر اهلل السماء يف‬
‫السنة الثالثة فتحبس مطرها كله‪ ،‬فال تقطر قطرة‪ ،‬ويأمر األرض فتحبس نباهتا كلها‪ ،‬فال تنبت‬
‫خضراء‪ ،‬فال تبق ذات ظلف إال هلكت؛ إال ما شاء اهلل‪.‬‬
‫‪ -49‬قيل‪ :‬فما يعيش الناس يف ذلك الزمان؟ قال‪ :‬التهليل‪ ،‬والتكبري‪ ،‬والتسبيح‪ ،‬والتحميد‪J،‬‬
‫وجيري ذلك عليهم جمرى الطعام)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وقتله إياه‬
‫على سياق رواية أبي أمامة رض‬
‫عنهم‬

‫بقلم‬
‫محمد ناصر األلباني‬
‫املكتبة اإلسالمية‬
‫عمان – األردن‬

‫‪2‬‬
‫حديث أبي أمامة رضي اهلل عنه مع تخريجه‬
‫وأنا آخر األنبياء‪ ،‬وأنتم آخر األمم‪.‬‬
‫‪ -4‬وهو خارج فيكم ال حمالة‪.‬‬
‫‪ -5‬فإن خيرج وأنا بني ظهرانيكم؛ فأنا حجيج لكل مسلم‪ ،‬وإن خيرج من بعدي؛ فكل امرٍئ‬
‫حجيج نفسه‪ ،‬واهلل خليفيت على كل مسلم‪.‬‬
‫‪ ،‬وإن ربكم ليس بأعور‪.‬‬
‫‪ -11‬وإنه مكتوب بني عينيه‪ :‬كافر‪.‬‬
‫‪ -12‬يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غري كاتب‪.‬‬
‫‪ -13‬وإن من فتنته؛ أن معه جنة وناراً‪ ،‬فناره‬
‫‪ -‬فيهزم اهلل اليهود‪ ،‬فال يبقى شيء مما خلق اهلل يتوارى به‬
‫ة كنصف السنة‪ ،‬والسنة كالشهر‪ ،‬والشهر‪ J‬كاجلمعة‪.‬‬
‫‪ -40‬وآخر أيامه كالشررة‪.‬‬
‫‪ -41‬يصبح أحدكم على باب املدينة؛ فال يبلغ باهبا اآلخر حىت ميسي‪.‬‬
‫‪ -42‬فقيل له‪ :‬كيف نصلي يف تلك األيام القصار؟ قال‪ :‬تقدرون فيها الصالة كما تقدروهنا‪J‬‬
‫يف هذه األيام الطوال‪ ،‬مث صلوا‪.‬‬
‫‪ -43‬فيكون عيسى ابن مرمي عليه السالم يف أميت حكماً عدالً‪ ،‬وإماماً مقسطاً‪ ،‬يدق‬
‫الصليب‪ ،‬ويذبح اخلنزير‪ ،‬ويضع اجلزية‪ ،‬ويرتك الصدقة‪ ،‬فال يسعى على شاة وال بعري‪ ،‬وترفع‬
‫الشحناء والتباغض‪ ،‬وتنزع محة كل ذات محة‪ ،‬حىت يدخل الوليد‪ J‬يده يف احلية فال تضره‪.‬‬
‫يضرها‪ ،‬ويكون الذئب يف الغنم كأنه كلبها‪.‬‬ ‫وتفر الوليدة األسد فال ّ‬
‫‪ُّ -44‬‬
‫‪ -45‬ومتأل األرض من السلم‪ J‬كما ميأل اإلناء من املاء‪ ،‬وتكون الكلمة واحدة‪ ،‬فال يعبد إال‬
‫اهلل‪ ،‬وتضع احلرب أوزارها‪ ،‬وتسلب قريش ملكها‪ ،‬وتكون األرض كفاثورة الفضة تنبت نباهتا‬
‫بعهد آدم‪ ،‬حىت جيتمع‪ J‬النفر على القطف من العنب‪ J‬فيشبعهم‪ ،‬وجيتمع النفر على الرمانة‬
‫فتشبعهم‪ ،‬يكون الثور‪ J‬بكذا وكذا من املال‪ ،‬وتكون الفرس بالدريهمات‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -46‬قالوا‪ :‬يا رسول اهلل! وما يرخص الفرس؟ قال‪ :‬ال تركب حلرب أبداً‪.‬‬
‫‪ -47‬قيل‪ :‬فما يغلي الثور؟‪ J‬قال‪ :‬حترث األرض‪ J‬كلها‪.‬‬
‫‪ -48‬وإن قبل خروج الدجال ثالث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد‪ ،‬يأمر اهلل‬
‫السماء يف السنة األوىل أن حتبس ثلث مطرها‪ ،‬ويأمر األرض فتحبس ثلث نباهتا‪ ،‬مث يأمر‬
‫السماء يف الثانية فتحبس ثلثي مطرا‪ ،‬ويأمر األرض فتحبس ثلثي نباهتا‪ ،‬مث يأمر اهلل السماء يف‬
‫السنة الثالثة فتحبس مطرها كله‪ ،‬فال تقطر قطرة‪ ،‬ويأمر األرض فتحبس نباهتا كلها‪ ،‬فال تنبت‬
‫خضراء‪ ،‬فال تبق ذات ظلف إال هلكت؛ إال ما شاء اهلل‪.‬‬
‫‪ -49‬قيل‪ :‬فما يعيش الناس يف ذلك الزمان؟ قال‪ :‬التهليل‪ ،‬والتكبري‪ ،‬والتسبيح‪ ،‬والتحميد‪J،‬‬
‫وجيري ذلك عليهم جمرى الطعام)‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫تخريج الحديث‬
‫أخرجه هبذا التمام‪ J‬ابن ماجه (‪)516-2/512‬‬
‫والروياين باختصار (‪ /0-/30/8‬و‪)10/1‬‬
‫عن إمساعيل بن رافع‪ J‬عن أيب زرعة السيباين حيىي ابن أيب عمرو [عن عمرو بن عبد اهلل‬
‫احلضرمي] عن أيب أمامة الباهلي قال‪:‬‬
‫خطبنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فكان أكثر خطبته حديثاً حدثناه عن الدجال‬
‫وحذرناه‪ ،‬فكان من قوله أن قال‪ :‬فذكره بطوله‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا إسناد ضعيف‪ ،‬عمرو بن عبد اهلل احلضري مل يرو عنه غري السيباين‪ ،‬ومل يوثقه غري‬
‫ابن حبان (‪ ،)1/185‬ولذلك قال احلافظ‪:‬‬
‫((مقبول))‪.‬‬
‫وإمساعيل بن رافع ضعيف احلفظ‪.‬‬
‫لكنه قد تابعه ضمرة بن ربيعة‪ :‬نا السيباين به؛ إال قوله‪:‬‬
‫((قالوا‪ :‬يا رسول اهلل ! وما يرخص الفرس‪ )) ....‬إىل آخر احلديث‪.‬‬
‫أخرجه حنبل بن إسحاق الشيباين‪ J-‬ابن عم اإلمام أمحد – يف ((الفنت)) (ق‪)53/2-52/1‬‬
‫ومتامه يف ((الفوائد)) ((‪ ) 38/1 -3/37/1‬واآلجري يف ((الشريعة)) (ص‪ – )375‬ولكنه‬
‫مل يسق لفظه‪ ،‬وإمنا أحال به على حديث النواس اآليت‪ J-‬وابن أب عاصم يف ((السنة)) (رقم‬
‫‪ -391‬بتحقيقي) ‪ ،‬وعبد اهلل بن أمحد يف ((السنة)) (ص‪ ، )13-138‬وأبو داود (‬
‫‪،)2/213‬‬
‫والطرباين يف ((املعجم الكبري)) (‪ 8/7645‬و‪ ،)25/295/48‬وابن عساكر يف ((التاريخ)) (‬
‫‪/614-1/611‬ط)‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وضمرة بن ربيعة قال احلافظ‪:‬‬
‫((صدوق‪ ،‬يهم قليالً))‪.‬‬
‫وتابعه أيضاً عطاء اخلراساين عن حيىي به؛ إال قوله‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫((مث صلوا‪ ،‬فيكون عيسى ابن مرمي يف أميت حكماً ‪ )) ...‬إىل آخر احلديث أخرجه احلاكم (‬
‫‪ )537-4/536‬وقال‪:‬‬
‫((صحيح على شرط مسلم))! ووافقه‪ J‬الذهيب!‬
‫قلت‪ :‬وهذا من أوهامهما‪ ،‬فإن عمراً احلضرمي مل خيرج له مسلم شيئاً وعطاء‪ -‬وهو ابن أيب‬
‫مسلم اخلراساين‪ -‬وإن أخرج له مسلم‪ ،‬فهو يهم كثرياً ويدلس‪ ،‬وقد عنعنه‪ ،‬فأىّن إلسناده‬
‫الصحة؟!‬

‫‪6‬‬
‫القسم الثالث‬
‫تخريج فقرات القصة‬

‫لكن احلديث غالبه صحيح قد جاء مفرقاً يف أحاديث؛ إال قليالً منه‪ ،‬فلم أجد ما يشهد له أو‬
‫يُقويه؛ كما سيأيت بيانه‪ ،‬ولتسهيل توضيح ذلك على القارئ وخترجيه علي؛ جعلته فقرات‬
‫بأرقام متسلسلة‪ ،‬فأقول‪:‬‬
‫جاءت هذه الفقرة يف أحاديث‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫األول عن هشام بن عامر مرفوعاً بلفظ‪:‬‬
‫((ما بني خلق آدم إىل قيام الساعة خلق أكرب من الدجال‬
‫(ويف رواية‪ :‬فتنة أكرب من فتنة الدجال) ))‪.‬‬
‫أخرجه مسلم (‪ ،)8/207‬واحلاكم (‪ ،)4/528‬وأمحد (‪4/20‬و‪ ،)21‬والرواية‪ J‬األخرى‬
‫إحدى روايتيه‪ ،‬وهي رواية احلاكم‪ ،‬وزاد‪:‬‬
‫((عند اهلل))‪ .‬وقال‪:‬‬
‫((صحيح على شرط البخاري ومل خيرجاه))‪.‬‬
‫كذا قال‪ ،‬ولعله يعين بلفظه املشار إليه؛ وإال فمسلم قد أخرجه كما ذكرته‪ ،‬وأخرجه الداين‬
‫أيضاً (‪ ،)177/1-176/2‬وزاد‪(( :‬قد أكل الطعام‪ ،‬ومشى يف األسواق))‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬عن عبد اهلل بن مغفل قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫((ما أهبط اله تعاىل إىل األرض‪ -‬منذ خلق آدم إىل أن تقوم الساعة‪ -‬فتنة أعظم من فتنة‬
‫الدجال ‪ ،‬وقد قلت فيه قوالً مل يقله أحد قبلي‪:‬‬
‫إنه آدم جعد‪ ،‬ممسوح عني اليسار‪ ،‬على عينه ظفرة غليظة‪ ،‬وإنه يربئ األكمه واألبرص‪،‬‬
‫ويقول‪ :‬أنا ربكم‪ .‬فمن قال‪ :‬ريب اهلل‪ ،‬فال فتنة عليه‪ ،‬ومن قال‪ :‬أنت ريب‪ .‬فقد افتنت‪ ،‬يلبث‬
‫فيكم ما شاء اهلل‪ ،‬مث ينزل عيسى ابن مرمي مصدقاً‪ J‬مبحمد صلى اهلل عليه وسلم على ملته‪،‬‬
‫إماماً مهديّاً‪ ،‬وحكماً عدالً‪ ،‬فيقتل الدجال))‪.‬‬
‫فكان احلسن يقولك ونرى ذلك عند الساعة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫رواه الطربين يف ((الكبري)) و((األوسط))‪ ،‬ورجاله ثقات‪ ،‬ويف بعضهم خالف ما ال يضر؛‬
‫كما قال يف ((جممع الزوائد)) (‪.)7/336‬‬
‫وجلملة العني شاهد من حديث أنس بلفظ‪:‬‬
‫((إن الدجال أعور العني الشمال‪ ،‬عليها ظفرة غليظة‪ ،‬مكتوب بني عينيه‪ :‬كافر))‪.‬‬
‫رواه أمحد (‪ 3/115‬و‪ )201‬بسند صحيح‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬عن حذيفة قال‪:‬‬
‫ذكر الدجال عند رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫((ألنا لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدال‪ ،‬ولن ينجو أحد مما قبلها إال جنا منها‪ ،‬وما‬
‫صنعت فتنة منذ كانت الدنيا‪ – J‬صغرية وال كبرية‪ -‬إال لفتنة الدجال))‪.‬‬
‫أخرجه أمحد (‪ ،)5/389‬وابن حبان (‪.)1()1897‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده صحيح‪ ،‬ورجاله ثقات رجال الشيخني‪ ،‬وقال اهليثمي (‪:)7/335‬‬
‫((رواه أمحد والبزار‪ ،‬ورجاله رجال (الصحيح) ))‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬عن جابر بن عبد اهلل‪ ،‬ويأيت حديثه (ص‪.)90-89‬‬
‫‪-2‬ويشهد هلذه الفقرة أحاديث‪:‬‬
‫األول‪ :‬عن عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما قال‪:‬‬
‫قام رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يف الناس‪ ،‬فأثىن على اهلل مبا هو أهله‪ ،‬مث ذكر الدجال‬
‫فقال‪:‬‬
‫(( إين ألنذركموه‪ ،‬وما من نيب إال وقد أنذره قومه؛ [لقد‪ J‬أنذره نوح قومه]‪ ،‬ولكين سأقول‬
‫لكم فيه قوالً مل يقله نيب لقومه‪[ :‬تعلّموا]‪ J‬أنه أعور‪ ،‬وإن اهلل ليس بأعور))‪.‬‬
‫أخرجه عبد الرزاق يف ((املصنف)) (‪ ،)11/390/20820‬وعنه أمحد (‪،)2/149‬‬
‫والبخاري‪81-13/80( J‬فتح)‪ ،‬والسياق له‪ ،‬ومسلم (‪ ،)8/193‬والزيادتان له‪ ،‬وكذا‪J‬‬

‫‪ )?(1‬ولفظة‪(( :‬إنها ليست من فتنة صغيرة وال كبيرة إال تتضع لفتنة الدجال))‪ ،‬وزاد‪(( :‬مكتوب بين عينيه‪:‬‬
‫كافر))‪ .‬زاد مسلم (‪ ،)8/195‬وأحمد (‪(( :)5/386‬يقرؤه ك ّل مؤمن كات ٍ‬
‫ب وغير كاتب))‪ ،‬وهذه الزيادة عند حنبل‬
‫(‪ )51/1‬من طريق آخر عنه‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الرتمذي‪ ،)2236( J‬وأبو داود (‪ ،)4757‬وابن منده يف ((اإلميان)) (‪ )96/2‬من طريق سامل‬
‫بن عبد اهلل عنه ‪ ،‬واخلطيب يف ((التاريخ)) (‪.)184-7/183‬‬
‫ويف رواية ألمحد (‪ ،)2/135‬وابن منده (‪ )97/1‬من طريق حممد بن زيد أيب عمر بن حممد‪J‬‬
‫قال‪ :‬قال عبد اهلل‪ :‬فذكره حنوه بلفظ‪:‬‬
‫((ما بعث اهلل من نيب إال قد أنذره أمته؛ لقد أنذره نوح صلى اهلل عليه وسلم أمته‪ ،‬والنبيون‬
‫عليهم الصالة والسالم من بعده‪ ،‬أال ما خفي عليكم من شأنه فال خيفني عليكم أن ربكم ليس‬
‫بأعور‪ ،‬أال ما خفي عليكم من شأنه فال خيفني عليكم أن ربكم ليس بأعور))‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده صحيح على شرط الشيخني‪.‬‬
‫ورواه ابن حبان (‪ ،)1896‬وابن منده يف ((التوحيد)) (‪ )82/2‬من طريق ثالثة عنه حنوه‪،‬‬
‫وزاد‪:‬‬
‫((وأنه بني عينيه مكتوب‪ :‬كافر؛ يقرؤه كل مؤمن كاتب وغري كاتب))‪.‬‬
‫وسنده صحيح‪.‬‬
‫وروى البخاري (‪ ،)3440‬ومسلم (‪ )1/107‬من طريق نافع عن ابن عمر يف حديث طويل‬
‫وفيه‪:‬‬
‫((إن املسيح الدجال أعور العني اليمىن؛ كأن عينه عنبة طافية)) وهو خمرج يف ((الصحيحة)) (‬
‫‪.)1857‬‬

‫الثاين‪ :‬عن أنس بن مالك رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫((ما من نيب إال وقد أنذر أمته األعور الكذاب‪ ،‬أال إنه أعور‪ ،‬وإن ربكم ليس بأعور‪،‬‬
‫مكتوب بني عينيه‪ :‬ك ف ر؛ [يقرؤه كل مسلم] ))‪.‬‬
‫أخرجه البخاري‪ ،)13/85( J‬ومسلم (‪ ،)8/195‬وأبو داود (‪ ،)2/213‬والرتمذي (‬
‫‪ )2246‬وصححه‪ ،‬وأمحد (‪ 3/103‬و‪ 173‬و‪ 276‬و‪ ،)290‬وحنبل (ق‪ ،)51/2‬وابن‬
‫خزمية يف ((التوحيد)) (ص‪ ،)32‬وابن منده (‪ ،)97/1‬والزيادة ملسلم وأمحد وغريمها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ويف الباب عن أيب سعيد اخلدري يف ((اجملمع)) (‪ ،)337-7/336‬وأمساء بنت يزيد‬
‫األنصارية؛ وسيأيت إن شاء اهلل (ص‪ ،)77-75‬وعن عائشة؛ ويأيت قريباً (ص‪ ،)59‬وعن أم‬
‫سلمة أيضاً (ص‪.)60‬‬
‫‪-2‬هذه الفقرة جاءت مفرقة يف حديثني أو أكثر‪:‬‬
‫األول‪ :‬عن أيب هريرة رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬قلت‪ :‬وذكر‬
‫حديث فضل الصالة يف مسجده صلى اهلل عليه وسلم)‪(( ،‬فإين آخر األنبياء‪ ،‬وإن مسجدي‪J‬‬
‫آخر املساجد))‪.‬‬
‫آخرجه مسلم (‪.)4/135‬‬
‫وشواهده كثرية جداً؛ كاحلديث املشهور يف حق علي‪:‬‬
‫((أنت مين مبنزلة هارون من موسى؛ غري أنه ال نيب بعدي))‪.‬‬
‫أخرجه أمحد والشيخان‪ J‬وغريمها من طرق‪ ،‬وال جمال لذكرها اآلن‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬عن ابن عباس‪ :‬أن النيب صلى اهلل عليه وسلم قال‪:‬‬
‫((حنن آخر األمم‪ ،‬وأول من حياسب‪ ،‬يقال‪ :‬أين األمة األمية؟ فنحن اآلخرون األولون))‪.‬‬
‫أخرجه ابن ماجه(‪.)2/575‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده صحيح؛ كما قال البوصريي يف ((زوائده)) (‪.)265/1‬‬
‫الثالث‪ :‬عن معاوية بن حيدة قال‪ :‬مسعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫((إنكم وفّيتم سبعني أمة‪ ،‬أنتم آخرها‪ ،‬وأكرمها على اهلل عز وجل))‪.‬‬
‫أخرجه الدارمي (‪ ،)2/313‬وأمحد (‪5/3‬و‪.)5‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده حسن‪ ،‬وهو يف ((املشكاة)) (‪ )6294‬بنحوه‪.‬‬
‫‪ -4‬مل أجد هلذه الفقرة شاهداً من لفظها‪ ،‬وأقرب شيء رأيته حديث أيب هريرة قال‪ :‬مسعت‬
‫أبا القاسم‪ J‬الصادق املصدوق يقول‪:‬‬
‫((خيرج أعور الدجال مسيح الضاللة قِبَ َل املشرق يف زمن اختالف الناس وفرقة‪ ،‬فيبلغ ما شاء‬
‫اهلل أن يبلغ من األرض يف أربعني يوماً‪ -‬اهلل أعلم ما مقدارها‪ J-‬فيلقى املؤمنون شدة شديدة‪ ،‬مث‬

‫‪10‬‬
‫ينزل عيسى ابن مرمي صلى اهلل عليه وسلم من السماء‪ ،‬فيؤم الناس(‪ ،)2‬فإذا رفع‪ J‬رأسه من‬
‫ركعته قال‪ :‬مسع اهلل ملن محده‪ ،‬قتل اهلل املسيح الدجال‪ ،‬وظهر املسلمون))‪.‬‬

‫فأحلف أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أبا القاسم الصادق املصدوق قال‪:‬‬
‫آت قريب))‪.‬‬‫((إنه حلق‪ ،‬وإما إنه قريب‪ ،‬فكل ما هو ٍ‬
‫قال اهليثمي(‪:)7/349‬‬
‫((رواه البزار‪ ،‬ورجاله رجال ((الصحيح))؛ غري علي بن املنذر‪ ،‬وهو ثقة))‪.‬‬
‫وقال احلافظ (‪:)13/85‬‬
‫((إسناده جيد)) (‪.)3‬‬
‫املصرحة خبروجه كثري؛ سيأيت بعضها إن شاء اهلل تعاىل؛ لكن ليست فيها لفظ‬ ‫واألحاديث ّ‬
‫مؤكدة كقوله‪(( :‬ال حمالة))؛ أو‪(( :‬إنه حلق))؛ بل إن أحاديث الدجال كلها تؤكد خروجه‪،‬‬
‫وحديثه صلى اهلل عليه وسلم كله حق وصدق؛ سواء كان مقروناً بصيغة من صيغ التأكيد‪ J‬أو‬
‫ال‪﴿ ،‬وما ينطق عن اهلوى‪ .‬إن هو إال وحي يوحى﴾ [النجم‪3 :‬و‪.]4‬‬
‫نعم روى الداين يف ((الفنت)) (‪ )141/1‬عن احلسن مرسالً يف عيسى عليه السالم‪:‬‬
‫((وإنه نازل ال حمالة‪ ،‬فإذا رأيتموه فاعرفوه ‪.)) ...‬‬
‫واحلديث أخرجه ابن حبان أيضاً (‪ )1904‬عن صاحل بن عمر‪ :‬أنبأنا عاصم بن كليب عن‬
‫أبيه قال‪ :‬مسعت أبا هريرة يقولك فذكره دون قوله‪(( :‬أحلف أن رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ‪.)) ...‬‬
‫وإسناده صحيح‪.‬‬

‫ومجلة الغضبة أخرجها مسلم (‪ ،)8/194‬وابن حبان (‪ ،)6755‬وأمحد (‪.)6/284‬‬


‫تيسر‪:‬‬
‫‪ -5‬هلذه الفقرة شواهد كثرية؛ أذكر منها ما ّ‬
‫األول‪ :‬عن النواس‪ J‬بن مسعان قال‪:‬‬

‫‪ )?(2‬يعني ‪ :‬في بيت المقدس‪ ،‬وأما في دمشق أول نزوله؛ فيأت ّم هو بالمهدي عليهما السالم‪.‬‬
‫‪ )?(3‬انظر ‪(( :‬موارد الظمآن)) (‪.)1898‬‬

‫‪11‬‬
‫ذكر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم الدجال ذات غداة‪ ،‬فخفض فيه ورفع‪ ،‬حىت ظنناه يف‬
‫طائفة النخل‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫((غريُ الدجال أخوفين عليكم‪ ،‬إن خيرج وأنا فيكم؛ فأنا حجيجه دونكم‪ ،‬وإن خيرج ولست‪J‬‬
‫فيكم؛ فامرؤ حجيج نفسه‪ ،‬واهلل خليفيت على كل مسلم‪.‬‬
‫إنه شاب قَطط‪ ،‬عينه طافئة؛ كأين أشبّهه بعبد العزى بن قطن‪.‬‬
‫فمن أدركه منكم؛ فليقرأ عليه فواتح سورة (الكهف)؛ [فإهنا جواركم‪ J‬من فتنته]‪.‬‬
‫إنه خارج خلةً بني الشام والعراق‪ ،‬فعاث مييناً وعاث مشاالً‪ ،‬يا عباد اهلل! فاثبتوا))‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬يا رسول اهلل! وما لبثه يف األرض؟‪J‬‬
‫قال‪(( :‬أربعون يوماً؛ يوماً كسنة‪ ،‬ويوم كشهر‪ ،‬ويوم كجمعة‪ ،‬وسائر أيامه كأيامكم))‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬يا رسول اهلل! فذلك اليوم‪ J‬الذي كسنة؛ أتكفينا فيه صالة يوم؟‬
‫قال‪(( :‬ال؛ اقدروا‪ J‬له قدره))‪.‬‬
‫قلنا‪ :‬يا رسول اهلل! وما إسراعه يف األرض؟‪J‬‬
‫قال‪(( :‬كالغيث استدبرته الريح‪.‬‬
‫فيأيت على القوم فيدعوهم‪ ،‬فيؤمنون به‪ ،‬ويستجيبون له‪ ،‬فيأمر السماء فتمطر‪ ،‬واألرض فتنبت‪،‬‬
‫فرتوح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذراً‪ ،‬وأسبغه ضروعاً‪ ،‬وأمده خواصر‪.‬‬
‫القوم فيدعوهم‪ ،‬فريدون عليه قوله‪ ،‬فينصرف عنهم‪ ،‬فيصبحون ممحلني ليس بأيدهم‬ ‫مث يأيت َ‬
‫شيء من أمواهلم‪.‬‬
‫ومير باخلربة فيقول هلا‪ :‬أخرجي كنوزك‪ .‬فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل‪.‬‬
‫مث يدعو رجالً ممتلئاً شباباً‪ ،‬فيضربه بالسيف‪ ،‬فيقطعه جزلتني رمية الغرض‪ ،‬مث يدعوه‪ ،‬فيقبل‪،‬‬
‫ويتهلل وجهه يضحك‪.‬‬
‫فبينما هو كذلك؛ إذ بعث اهلل املسيح ابن مرمي‪ ،‬فينزل عند املنارة البيضاء شرقي دمشق بني‬
‫مهرودتني‪ ،‬واضعاً‪ J‬كفيه على أجنحة ملكني‪ ،‬إذا طأطأ رأسه قطر‪ ،‬وإذا رفعه حتدر منه مجان‬
‫كاللؤلؤ‪ ،‬فال حيل لكافر جيد ريح نفسه إال مات‪ ،‬ونفسه ينتهى حيث ينتهي طرفه‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫قوم قد عصمهم اهلل منه‪ ،‬فيمسح‬ ‫ابن مرميَ ٌ‬
‫فيطلبه حىت يدركه بباب (ل ّد) فيقتله‪ ،‬مث يأيت عيسى َ‬
‫عن وجوههم وحيدثهم‪ J‬بدرجاهتم يف اجلنة‪ ،‬فبينما هو كذلك؛ إذ أوحى اهلل إىل عيسى‪ :‬إين قد‬
‫فحرز عبادي إىل الطور‪ .‬ويبعث اهلل يأجوج‬ ‫بقتاهلم‪،‬‬ ‫أخرجت عباداً يل ال يدان ٍ‬
‫ألحد‬
‫ّ‬
‫ومير‬
‫فيمر أوائلهم على حبرية طربية فيشربون ما فيها‪ّ ،‬‬ ‫ومأجوج‪ ،‬وهم من كل حدب ينسلون‪ّ ،‬‬
‫آخرهم فيقولون‪ :‬لقد كان هبذه مرةً ماءً‪ .‬وحيصر نيب اهلل عيسى وأصحابه؛ حىت يكون رأس‬
‫فريغب نيب اهلل عيسى وأصحابه‪ ،‬فريسل اهلل‬
‫ُ‬ ‫الثور ألحدهم خرياً من مائة دينار ألحدكم‪ J‬اليوم‪،‬‬
‫عليهم النّغف يف رقاهبم‪ ،‬فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة‪ ،‬مث يهبط نيب اهلل عيسى‬
‫نيب اهلل عيسى وأصحابه إىل‬ ‫وأصحاهبم إىل األرض‪ J‬موضع شرب إال مأله زمههم ونتنهم‪ ،‬فريغب ّ‬
‫اهلل‪ ،‬فريسل طرياً كأعناق البُخت‪ ،‬فتحملهم فتطرحهم حيث شاء اهلل‪ ،‬مث يرسل اهلل مطراً ال‬
‫يكن منه بيت مدر وال وبر‪ ،‬فيغسل األرض‪ J‬حىت يرتكها كالزلفة‪ ،‬مث يقال لألرض‪ :‬أنبيت‬ ‫ُّ‬
‫الرمانة‪ ،‬ويستظلون بقحفها‪ ،‬ويُبارك يف‬ ‫وردي بركتك‪ .‬فيومئذ تأكل العصابة من ّ‬ ‫مثركتك‪ّ ،‬‬
‫الرسل؛ حىت أن اللقحة من اإلبل لتكفي الفئام من الناس‪ ،‬واللقحة من البقر لكتفي القبيلة من‬ ‫ّ‬
‫الناس‪ ،‬واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس‪ ،‬فبينما هم كذلك بعث اهلل رحياً طيبة‬
‫فتأخذهم حتت آباطهم‪ ،‬فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم‪ ،‬ويبقى شرار الناس يتهارجون‬
‫فيها هتارج احلمر‪ ،‬فعليهم تقوم الساعة))‪.‬‬
‫أخرجه مسلم (‪ ،)198-8/197‬وأبو داود(‪ -)2/213‬ببعض اختصار‪ ،‬والزيادة له‪،‬‬
‫وإسناده صحيح‪ -‬والرتمذي‪ ،)2241( J‬وابن ماجه (‪ ،)512-2/508‬واألجري يف‬
‫((الشريعة)) (ص‪ ،)376‬وأمحد (‪ ،)182-4/181‬وحنبل (‪ ،)51/1-49/1‬وابن منده يف‬
‫((اإلميان)) (‪ ،)94/1‬وابن عساكر (‪.)609-1/606‬‬

‫الثاين‪ :‬عن جبري بن نفري عن أبيه مرفوعاً مثله؛ دون قوله‪:‬‬


‫(قلنا‪ :‬يا رسول اهلل! وما إسراعه يف األرض ‪.) ....‬‬
‫أخرجه احلاكم (‪ )531-4/530‬وقال‪:‬‬
‫((صحيح اإلسناد))‪ .‬ووافقه الذهيب‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وأقول‪ :‬بل هو صحيح على شرط مسلم‪ ،‬رجاله كلهم ثقات من رجاله‪.‬‬
‫وقال اهليثمي (‪:)7/351‬‬
‫((رواه الطربي‪ ،‬وفيه عبد اهلل بن صاحل‪ ،‬وقد وثّق‪ ،‬وضعفه مجاعة‪ ،‬وبقية رجال ثقات))‪.‬‬
‫وذكره يف مكان آخر (‪ )348-7/347‬إىل قوله‪(( :‬واهلل خليفيت على كل مسلم))‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫وضعفه مجاعة‪ ،‬وبقية رجاله‬
‫((رواه البزار‪ ،‬وفيه عبد اهلل بن صاحل كاتب الليث‪ ،‬وقد وثّق‪ّ ،‬‬
‫رجال (الصحيح) ))‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هو عند احلاكم من غري طريق ابن صاحل‪ ،‬فصح احلديث‪ ،‬واحلمد هلل‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬عن عائشة رضي اهلل عنها قالت‪:‬‬
‫علي رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وأنا أبكي‪ ،‬فقال يل‪(( :‬ما يبكيك؟))‪ ،‬قلت‪ :‬يا‬ ‫دخل ّ‬
‫رسول اهلل! ذكرت الدجال فبكيت‪ .‬فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪:‬‬
‫((إن خيرج الدجال وأنا حي كفيتكموه‪ ،‬وإن خيرج بعدي؛ فإن ربكم ليس بأعور‪ ،‬إنه خيرج‬
‫يف يهودية أصبهان‪ ،‬حىت يأيت املدينة‪ ،‬فينزل ناحيتها‪ ،‬وهلا يومئذ سبعة أبواب‪ ،‬على كل نقب‬
‫منها ملكان‪ ،‬فيخرج إليه أشرار أهلها‪ ،‬حىت يأيت فلسطني باب لد‪ ،‬فينزل عيسى عليه السالم‪،‬‬
‫فيقتله‪ ،‬مث ميكث عيسى عليه السالم يف األرض‪ J‬أربعني سنة إماماً عدالً‪ ،‬وحكماً مقسطاً))‪.‬‬
‫أخرجه ابن حبان (‪ ،)1905‬وأمحد (‪ ،)6/75‬وابنه يف ((السنة)) (ص‪ ،)136‬وابن منده (‬
‫‪ ،)97/2‬والداين (‪ )142/2‬عن حيىي بن أيب كثري قال‪:‬حدثين اخلصرمي بن الحق‪ :‬أن ذكوان‬
‫أبا صاحل أخربه‪ :‬أن عائشة أخربته‪ :‬فذكره‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا إسناد صحيح؛ قال اهليثمي (‪:)7/338‬‬
‫((ورجاله رجال ((الصحيح))؛ غري اخلصرمي بن الحق‪ ،‬وهو ثقة))‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬عن أم سلمة زوج النيب صلى اهلل عليه وسلم قالت‪:‬‬
‫ذكرت املسيح الدجال ليلة فلم يأتين النوم‪ ،‬فلما أصبحت دخلت على رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم فأخربته‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫((ال تفعلي؛ فإنه إن خيرج وأنا حي؛ يكفيكموه اهلل يب‪ ،‬وإن خيرج بعد أن أموت؛ يكفيكموه‬
‫اهلل بالصاحلني))‪ ،‬مث قال‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫((ما من نيب إال وقد حذر امته الدجال‪ ،‬وإين أحذركموه‪ :‬إنه أعور‪ ،‬وإن اهلل ليس بأعور‪ ،‬إنه‬
‫ميشي يف األرض‪ J،‬وإن األرض والسماء هلل‪ ،‬أال إن املسيح عينه اليمىن كأهنا عنبة طافية))‪.‬‬
‫أخرجه ابن خزمية (ص‪.)32‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده على شرط مسلم‪ ،‬وقال اهليثمي (‪:)7/351‬‬
‫((رواه الطرباين‪ ،‬ورجاله ثقات؛ إال أن شيخ الطرباين أمحد بن حممد‪ J‬بن نافع الطحان مل‬
‫أعرفه))‪.‬‬
‫قلت‪ :‬إسناد ابن خزمية سامل منه‪ ،‬ولذا قال احلافظ ابن كثري (‪:)1/138‬‬
‫((قال الذهيب‪ :‬إسناده قوي))‪.‬‬
‫‪ -6‬هذه الفقرة ثبتت من حديث النواس‪ J‬ونفري والد جبري‪ ،‬وقد سبقا يف الفقرة السابقة‪.‬‬
‫‪ -7‬وفيها أحاديث‪:‬‬
‫األول‪ :‬عن أيب هريرة رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫(( أال أحدثكم حديثاً عن الدجال ما ح ّدث به نيب قومه؟ إنه أعور‪ ،‬وإنه جييء معه مبثال اجلنة‬
‫والنار‪ ،‬فاليت يقول‪ :‬إهنا اجلنة‪ .‬هي النار‪ ،‬وإين أنذركم‪ J‬كما أنذر به نوح قومه))‪.‬‬
‫أخرجه البخاري‪ ،)6/286( J‬ومسلم (‪ ،)8/196‬والداين يف ((الفنت)) (ق‪ ،)127/1‬وحنبل‬
‫(‪.)49/1‬‬
‫وأخرجه الطيالسي (‪ )2/218/2779‬من طريق أخرى عنه‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬عن عائشة مرفوعاً بلفظ‪:‬‬
‫((أما فتنة الدجال؛ فإنه مل يكن نيب إال قد حذر أمته‪ ،‬وسأحذركموه حتذيراً مل حيذره نيب‬
‫أمته‪ :‬إنه أعور‪ ،‬واهلل عز وجل ليس بأعور‪ ،‬مكتوب بني عينيه‪ :‬كافر؛ يقرؤه كل مؤمن))‪.‬‬
‫أخرجه أمحد (‪ ،)140-6/139‬وابن منده (‪97/2‬و‪.)100/1‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده صحيح‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫((إنه مل يكن نيب قبلي إال وصفه ألمته‪ ،‬وألصفنّه صفة مل يصفها من كان قبلي‪ :‬إنه أعور‪،‬‬
‫واهلل تبارك وتعاىل ليس بأعور‪ ،‬عينه اليمىن كأهنا عنبة طافية))‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫أخرجه أمحد (‪ ،)2/27‬وابنه يف ((السنة)) (‪ )140‬عن ابن إسحاق عن نافع عنه‪.‬‬
‫وتابعه جويرية عن نافع به حنوه وزاد‪.‬‬
‫وأخرجه الشيخان‪ J‬وغريمها من طريق أخرى عنه حنوه‪ ،‬وقد مضى (ص‪:)51‬‬
‫الرابع‪ :‬عن سعد بن أيب وقاص قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫(( ألصفن الدجال صفة مل يصفها من كان قبلي‪ :‬إنه أعور‪ ،‬واهلل عز وجل ليس بأعور))‪.‬‬
‫أخرجه أمحد (‪1/176‬و‪ ،)182‬وابنه يف ((السنة)) (‪ ،)137‬والداين (‪ )130/2‬عن حممد‪J‬‬
‫بن إسحاق عن داود بن عامر بن سعد بن مالك عن أبيه عن جده‪.‬‬
‫ورجاله ثقات؛ لوال أن ابن إسحاق مدلس‪ ،‬ومن طريقة أخرجه أبو يعلى‪ ،‬وكذا البزار؛ كما‬
‫يف ((اجملمع)) (‪.)7/337‬‬
‫اخلامس‪ :‬عن أيب سعيد اخلدري‪ :‬أنه مسع رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫((أال كل نيب قد أنذر أمته الدجال‪ ،‬وإنه يومه هذا قد أكل الطعام‪ ،‬وإين عاهد عهداً مل يعهده‬
‫نيب ألمته قبلي‪ :‬أال إن عينه اليمىن ممسوحة احلدقة جاحظة‪ ،‬فال ختفى‪ ،‬كأهنا خناعة يف جنب‬
‫حائط‪ ،‬وعينه اليسرى كأهنا كوكب دري‪ ،‬معه مثل اجلنة ومثل النار‪ ،‬فالنار‪ J‬روضة خضراء‪،‬‬
‫واجلنة غرباء ذات دخان‪ )) ...‬احلديث بطوله‪ ،‬وفيه قصة املؤمن الذي يقتله الدجال مث حيييه‪،‬‬
‫مث ال يستطيع قتله‪ ،‬وستأيت‪.‬‬
‫أخرجه حنبل (‪ ،)2-47/1‬وعبد بن محيد (‪ ،)118/2‬وأبو يعلى (ق‪-63/1‬مصورة‬
‫املكتب)‪ ،‬وابن عساكر (‪ ،)611-1/610‬واحلاكم (‪ )539-4/537‬وقال‪:‬‬
‫((هذا أعجب حديث يف ذكر الدجال‪ ،‬تفرد به عطية بن سعد عن ايب سعيد اخلدري‪ ،‬ومل‬
‫حيتج الشيخان بعطية))‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وذلك لضعفه؛ قال اهليثمي (‪ )7/337‬وقد عزاه للبزار أيضاً‪:‬‬
‫((وقد وثّق))‪.‬‬
‫يقر اخلوارج بالدجال؟‬‫قلت‪ :‬لكن قد تابعه جمالد عن أيب الوداك قال‪ :‬قال يل أبو سعيد‪ :‬هل ّ‬
‫فقلت‪ :‬ال‪ .‬فقال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫((إين خامت ألف نيب‪ ،‬وأكثر‪ ،‬ما بعث نيب إال قد حذر أمته الدجال‪ ،‬وإين قد بُنّي يل من أمره‬
‫ما مل يبني ألحد‪ ،‬وإنه أعور‪ ،‬وإن ربكم ليس بأعور‪ ،‬وعينه اليمىن عوراء جاحظة ‪)) ...‬‬
‫احلديث إىل قوله‪(( :‬ذات دخان))‪.‬‬
‫أخرجه أمحد (‪.)3/79‬‬
‫قلت‪ :‬وجمالد ليس بالقوي‪ ،‬وأبو الوداك‪ J‬خري منه‪ ،‬فاحلديث حسن مبجموع الطريقني‪ .‬واهلل‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وقد رواه غري جمالد عن أيب الوداك بلفظ آخر‪ ،‬وسيأيت (ص‪.)80‬‬
‫السادس‪ :‬عن جابر قال‪ :‬قال النيب صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫(( ما من نيب إال قد حذر أمته الدجال‪ ،‬وألخربنكم منه بشيء ما أخرب به أحد كان قبلي))‪،‬‬
‫مث وضع يده على عينيه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫((أشهد أن اهلل عز وجل ليس بأعور))‪.‬‬
‫أخرجه احلاكم (‪ ،)1/24‬وابن منده يف ((التوحيد)) (‪ )82/2‬وقال‪:‬‬
‫((وهذا إسناد مشهور‪ J‬الرواة))‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده جيد ورجاله ثقات‪ ،‬وقد علقه ابن منده من حديث ابن عمر حنوه‪ ،‬وفيه‪:‬‬
‫((وأشار بيده إىل عينيه)) (‪.)4‬‬
‫ومن طريق أخرى عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫((إين خلامت ألف نيب ‪ )) ....‬احلديث مثل الذي‪ J‬قبله دون قوله‪(( :‬وعينه اليمىن ‪ )) ...‬إخل (‪.)5‬‬

‫صلَه البخاري (‪ ،)13/332‬ويشهد لهذه الزيادة حديث جابر اآلتي (ص‪ )90-89‬وحديث أبي هريرة قال في‬ ‫‪َ )?(4‬و َ‬
‫هذه اآلية‪﴿ :‬إن هللا يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن هللا نع ّما‬
‫يعظكم به إن هللا كان سميعا ً بصيراً﴾ [النساء‪:]58 :‬‬
‫((رأيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يضع إبهامه على أذنه‪ ،‬وأصبعه التي تليها على عينه‪ ،‬قال أبو هريرة‪:‬‬
‫رأيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يفعل ذلك ))‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود (‪ ،)278-2/277‬وابن خزيمة في ((التوحيد)) (ص‪ ،)31‬والحاكم (‪ ،)1/24‬والبيهقي في‬
‫((األسماء)) ص (‪ ،)178‬وابن منده أضا ً (‪ )82/2‬وقال ‪(( :‬رواه أبو معشر عن المقبري عن أبي هريرة‪ ،‬ورواه‬
‫ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد هللا عن عقبة ابن عامر‪ .‬وروي عن الحسن بن‬
‫ثوبان عن أبي الخير عن عقبة بن عامر نحوه))‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناد حديث أبي هريرة صحيح على شرط مسلم ‪ ،‬وكذا قال الحاكم والذهبي والحافظ (‪ ،)13/318‬وقد‬
‫أعله الكوثري في تعليقه على ((األسماء)) بدون حجة كعادته في أحاديث الصفات‪.‬‬
‫‪ ) ?(5‬انظر ‪(( :‬موارد الظمآن)) (‪.)1899‬‬

‫‪17‬‬
‫قال اهليثمي (‪:)7/347‬‬
‫((رواه البزار‪ ،‬وفيه جمالد‪ J‬بن سعيد‪ ،‬وقد ضعفه اجلمهور‪ ،‬وفيه توثيق))‪.‬‬
‫وقال احلافظ ابن كثري يف ((النهاية)) (‪:)1/128‬‬
‫((وإسناده حسن‪ ،‬ولفظه غريب جداً))‪.‬‬
‫‪ -8‬مل أجد هلذه الفقرة شاهداً معترباً‪ ،‬فقد روى سليمان بن شهاب قال‪:‬‬
‫علي عبد اهلل بن َم ْغنَم‪ -‬وكان من أصحاب النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬فحدثين عن النيب‬ ‫نزل ّ‬
‫صلى اهلل عليه وسلم أنه قال‪:‬‬
‫((الدجال ليس به خفاء إنه جييء من قبل املشرق‪ ،‬فيدعو يل‪ ،‬فيتبع‪ ،‬وينصب للناس فيقاتله‪،‬‬
‫ويظهر عليهم‪ ،‬فال يزال على ذلك حىت يقدم الكوفة‪ ،‬فيظهر دين اهلل‪ ،‬ويعمل به‪ ،‬فيتبع‪،‬‬
‫لب ويفارقه‪،‬‬
‫وحيب على ذلك‪ ،‬مث يقول بعد ذلك ‪ :‬إين نيب‪ .‬فيفزع من ذلك كل ذي ّ‬
‫فيمكث بعد ذلك حىت يقول‪ :‬أنا اهلل‪ .‬فتغشى عينه‪ ،‬وتقطع أذنه‪ ،‬ويكتب بني عينه ‪:‬‬
‫كافر‪ )) ...‬احلديث‪.‬‬
‫قال اهليثمي (‪:)341-7/340‬‬
‫((رواه الطرباين‪ ،‬وفيه سعيد بن حممد‪ J‬الوراق‪ ،‬وهو مرتوك))‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لكن قال احلافظ يف ((التقريب))‪:‬‬
‫((ضعيف))‪ ،‬ولذلك قال يف ((الفتح)) (‪:)13/77‬‬
‫ولكل وجهة وسلف‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬‫((سنده ضعيف))‪ ،‬فلم يبالغ يف تضعيفه‪ّ ،‬‬
‫ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (‪.)218-1/217‬‬
‫مث وجد له شاهداً قويّاً من حديث أيب هريرة مرفوعاً بلفظ‪:‬‬
‫((بني يدي الساعة قريب من ثالثني دجالني كذابني كلهم يقول‪ :‬أنا نيب‪ ،‬أنا نيب))‪.‬‬
‫أخرجه أمحد (‪ )2/429‬هبذا‪ J‬اللفظ‪ ،‬والشيخان‪ J‬وغريمها بنحوه وإسناد أمحد صحيح‪.‬‬
‫ووجه داللة احلديث وشهادته هلذه الفقرة؛ أن الظاهر أن املسيح الدجال من مجلة هؤالء‪ -‬بل‬
‫هو شرهم‪ -‬ويؤيد ما ذكرت حديث مسرة مرفوعاً‪:‬‬
‫واهلل؛ ال تقوم الساعة حىت خيرج ثالثون كذاباً‪ J‬آخرهم األعور الدجال‪ )) ...‬احلديث‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ويف سنده ضعف‪.‬‬
‫‪-9‬هذه الفقرة‪ -‬دون التثنية‪ -‬وردت يف أحاديث‪:‬‬
‫األول‪ :‬عن عمر بن ثابت األنصاري‪ :‬أنه أخربه بعض أصحاب رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪ :‬أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال يوم ح ّذر الناس الدجال‪:‬‬
‫((إنه مكتوب بني عينيه‪ :‬كافر؛ يقرؤه من كره عمله‪ ،‬أو يقرؤه كل مؤمن))‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫((تعلّموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حىت ميوت))‪.‬‬
‫أخرجه مسلم (‪ ،)8/193‬وعبد الرزاق يف املصنف (‪ ،)20820‬وعنه الرتمذي (‪)2236‬‬
‫وصححه‪ ،‬وكذا‪ J‬أمحد (‪ ،)5/433‬والداين (‪ )2-129/1‬دون قوله‪:‬‬
‫((أو يقرؤه كل مؤمن))‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬عن عبادة بن الصامت قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫(( إين قد حدثتكم عن الدجال حىت خشيت أال تعقلوا‪ :‬إن مسيح الدجال رجل قصري أفحج‪،‬‬
‫دعج‪ ،‬مطموس العني‪ ،‬ليست بناتئة وال حجراء‪ ،‬فإن التبس عليكم؛ فاعلموا أن ربكم عز‬
‫وجل ليس بأعور‪ ،‬وأنكم لن تروا ربكم حىت متوتوا))‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود (‪ ،)2/213‬واآلجري يف ((الشريعة)) (ص‪ ،)375‬وأبو نعيم يف ((احللية)) (‬
‫‪5/157‬و‪221‬و‪ ،)9/235‬وابن منده يف ((التوحيد)) (‪.)83/1‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده جيد‪ ،‬رجاله كلهم ثقات‪ .‬وقال اهليثمي (‪:)7/348‬‬
‫((رواه البزار‪ ،‬وفيه بقية‪ ،‬وهو مدلس))‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قد صرح بالتحديث‪ J‬عند أيب نعيم يف رواياته الثالث املشار إليها‪ ،‬وابن منده‪ ،‬وكذا‪ J‬عند‬
‫أيب داود؛ إال أنه مل يقع يف روايته موضع الشاهد‪ J‬منه‪.‬‬
‫وهو قوله‪:‬‬
‫((وإنكم لن تروا ربكم حىت متوتوا))‪.‬‬
‫‪ -10‬هذه الفقرة متواترة عن النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬قد وردت عن مجع من الصحابة‪،‬‬
‫تقدم ختريج أحاديث أكثرهم‪ ،‬فأكتفي باإلشارة إىل حماهلا‪:‬‬
‫األول‪ :‬عبد اهلل بن عمر (ص ‪51‬و‪52‬و‪.)62‬‬

‫‪19‬‬
‫الثاين‪ :‬أنس بن مالك (ص‪.)53‬‬
‫الثالث‪ :‬عائشة (ص‪59‬و‪.)61‬‬
‫الرابع‪ :‬أم سلمة (ص‪.)60‬‬
‫اخلامس‪ :‬سعد بن أيب وقاص (ص‪.)62‬‬
‫السادس‪ :‬أبو سعيد اخلدري (ص‪.)64‬‬
‫السابع‪ :‬جابر بن عبد اهلل (ص‪.)64‬‬
‫الثامن‪ :‬عبادة بن الصامت‪( J‬ص‪.)67‬‬
‫التاسع‪ :‬أمساء بنت يزيد األنصارية‪ ،‬ويأيت حديثها (ص‪.)76-57‬‬
‫العاشر‪ :‬رجل من أصحاب النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ويأيت أيضاً (ص‪.)71‬‬
‫احلادي عشر‪ :‬عن ابن عباس عن النيب صلى اهلل عليه وسلم أنه قال‪:‬‬
‫فإما هلك اهلُلك؛ فإن ربكم‬
‫((الدجال‪ :‬هو أعور هجان‪ ،‬أشبه الناس بعبد العزى بن قطن‪ّ ،‬‬
‫ليس بأعور))‪.‬‬
‫أخرجه ابن خزمية يف ((التوحيد)) (ص‪ ،)31‬وابن حبان (‪ ،)1900‬وأمحد (‪1/240‬و‬
‫‪ ،)313‬وابنه يف ((السنة)) (ص‪ ،)137‬والطرباين يف ((الكبري)) (‪ ،)11711‬وحنبل يف‬
‫((الفنت)) (‪ ،)45/1‬وابن منده يف ((التوحيد)) (‪.)83/1‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده صحيح على شرط مسلم‪.‬‬
‫‪ -11‬جاءت هذه الفقرة عن مجع من الصحابة‪:‬‬
‫األول‪ :‬أنس بن مالك‪ ،‬وقد مضى حديثه (ص‪.)53‬‬
‫الثاين‪ :‬عائشة‪ ،‬وقد مضى حديثها (ص‪.)61‬‬
‫الثالث‪ :‬بعض أصحابه صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وقد مضى حديثه (ص‪.)67‬‬
‫الرابع‪ :‬عبد اهلل بن عمر‪ ،‬وقد مضى حديثه (ص‪.)52‬‬
‫اخلامس‪ :‬حذيفة بن اليمان‪ ،‬وقد مضى حديثه (ص‪ 51‬حاشية)‪.‬‬
‫السادس‪ :‬نفري والد جبري‪ ،‬وسبق ختريج حديثه (ص‪.)59‬‬
‫السابع‪ :‬أبو بكرة الثقفي قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫((الدجال أعور عني الشمال‪ ،‬بني عينيه مكتوب‪ :‬كافر؛ يقرؤه األمي والكاتب))‪.‬‬
‫أخرجه أمحد (‪.)5/38‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده صحيح‪ ،‬وقال اهليثمي (‪:)7/337‬‬
‫((ورجاله ثقات))‪.‬‬
‫الثامن‪ :‬عن سفينة‪ ،‬ويأيت (ص‪.)73‬‬
‫التاسع‪ :‬عن جابر بن عبد اهلل‪ ،‬ويأيت أيضاً (ص‪.)73-71‬‬
‫العاشر‪ :‬عن أمساء بنت يزيد األنصارية‪ ،‬ويأيت (ص‪.)76-75‬‬
‫‪ -12‬هذه الفقرة متواترة أيضاً عن النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وردت يف أحاديث أكثر‬
‫الصحابة الذين أشرت إىل أحاديثهم آنفاً‪.‬‬
‫‪ -13‬وهذه وردت عن مجاعة من الصحابة‪:‬‬
‫األول‪ :‬حذيفة بن اليمان‪ J‬قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫((الدجال أعور العني اليسرى‪ ،‬جفال الشعر‪ ،‬معه جنة ونار‪ ،‬فناره جنة‪ ،‬وجنته نار))‪ .‬زاد يف‬
‫وحط‬‫رواية ‪(( :‬فمن دخل هنره حط أجره‪ ،‬ووجب وزره‪ ،‬ومن دخل ناره وجب أجره‪ُ ،‬‬
‫وزره))‪.‬‬
‫أخرجه مسلم (‪ ،)8/195‬وابن ماجه (‪ ،)2/506‬وأمحد (‪.)5/397‬‬
‫والرواية األخرى له (‪ ،)5/403‬وسندها حسن‪ ،‬وصححه احلاكم (‪ ،)4/433‬ووافقه‬
‫الذهيب‪ ،‬ورواه أبو داود (‪ ،)4244‬وهو خمرج يف ((املشكاة)) (رقم ‪/5396‬التحقيق الثاين)‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬رجل من أصحاب النيب صلى اهلل عليه وسلم قال‪ :‬مسعت رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم يقول‪:‬‬
‫((أنذرتكم فتنة الدجال‪ ،‬فليس من نيب إال أنذره قومه أو أمته‪ :‬وإنه آدم‪ ،‬جعد‪ ،‬أعور عينه‬
‫اليسرى‪ ،‬وإنه ميطر وال ينبت الشجرة‪ ،‬وإنه يسلط على نفس فيقتلها‪ ،‬مث حيييها‪ ،‬وال يسلط‬
‫على غريها‪.‬‬
‫وإنه معه جنة ونار‪ ،‬وهنر وماء‪ ،‬وجبل خبز‪ ،‬وإن جنته نار‪ ،‬وناره جنة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫وإنه يلبث فيكم أربعني صباحاً يرد فيها كل منهل؛ إال أربع مساجد‪ :‬مسجد احلرام‪ ،‬ومسجد‪J‬‬
‫املدينة‪ ،‬والطور‪ ،‬ومسجد‪ J‬األقصى‪ ،‬وإن شكل عليكم أو شبه؛ فإن اهلل عز وجل ليس‬
‫بأعور))‪.‬‬
‫أخرجه أمحد (‪5/434‬و‪ ،)435‬وحنبل (‪.)55/2-54/2‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده صحيح‪ ،‬وروى ابن منده يف ((التوحيد)) (‪ )83/1‬طرفه األول؛ وزاد‪:‬‬
‫((فاعلموا أن اهلل عز وجل ليس بأعور‪ ،‬ليس اهلل بأعور‪ ،‬ليس اهلل بأعور))‪ .‬وقال‪(( :‬إسناده‬
‫مقبول الرواة باالتفاق))‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬عن جابر بن عبد اهلل قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫((خيرج الدجال يف خ ّفة من الدين‪ ،‬وإدبار من العلم‪ ،‬فله أربعون ليلة يسيحها يف األرض؛‪J‬‬
‫اليوم منها كالسنة‪ ،‬واليوم‪ J‬منها كالشهر‪ ،‬واليوم‪ J‬منها كاجلمعة‪ ،‬مث سائر أيامه كأيامكم هذه‪.‬‬
‫وله محار يركبه عرض ما بني أذنيه أربعون ذراعاً‪.‬‬
‫فيقول للناس‪ :‬أنا ربكم‪ .‬وهو أعور‪ ،‬وإن ربكم ليس بأعور‪ ،‬مكتوب بني عينيه‪ :‬كافر‪ -‬ك ف‬
‫مهجاة‪ -‬يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غري كاتب‪.‬‬ ‫ر؛ ّ‬
‫حرمهما اهلل عليه‪ ،‬وقامت‪ J‬املالئكة بأبواهبا‪.‬‬‫يرد كل ماء ومنهل؛ إال املدينة ومكة؛ ّ‬
‫ومعه جبال من خبز‪ ،‬والناس يف جهد؛ إال من تبعه‪.‬‬
‫ومعه هنران‪ -‬أنا أعلم هبما منه‪ -‬هنر يقول‪ :‬اجلنة‪ ،‬وهنر يقول‪ :‬النار‪ ،‬فمن أدخل الذي‪ J‬يسميه‬
‫اجلنة فهو النار‪ ،‬ومن أدخل الذي‪ J‬يسميه النار‪ J‬فهو اجلنة‪.‬‬
‫(قال)‪ :‬ويبعث اهلل معه شياطني تكلم الناس‪ ،‬ومعه فتنة عظيمة؛ يأمر السماء‪ J‬فتمطر فيما يرى‬
‫الناس‪.‬‬
‫ويقتل نفساً‪ ،‬مث حيييها فيما يرى الناس‪ ،‬ال يسلط على غريها من الناس‪ ،‬ويقول‪ :‬أيها الناس!‬
‫هل يفعل مثل هذا إال الرب عز وجل؟! قال‪:‬‬
‫فيفر املسلمون إىل جبل الدخان بالشام‪ ،‬فيأتيهم‪ ،‬فيحاصرهم‪ ،‬فيشتد حصارهم‪ ،‬وجيهدهم‬ ‫ّ‬
‫جهداً شديداً‪.‬‬
‫مث ينزل عيسى ابن مرمي‪ ،‬فينادي من السحر‪ J‬فيقول‪ :‬يا أيها الناس!‬

‫‪22‬‬
‫ما مينعكم أن خترجوا إىل الكذاب‪ J‬اخلبيث؟ فيقولون‪ :‬هذا رجل جين‪ .‬فينطلقون‪ ،‬فإذا هم‬
‫بعيسى ابن مرمي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فتقام الصالة‪ ،‬فيقال تقدم‪ :‬يا روح اهلل! فيقول‪ :‬ليتقدم‬
‫إمامكم فليصل بكم‪ .‬فإذا صلى صالة الصبح خرجوا إليه‪ ،‬قال‪ :‬فحني يرى الكذاب‪ J‬ينماث‬
‫كما ينماث امللح يف املاء‪ ،‬فيمشي إليه فيقتله‪ ،‬حىت إن الشجرة واحلجر ينادي‪ :‬يا روح اهلل!‬
‫هذا يهودي‪ .‬فال يرتكم‪ J‬من كان يتبعه أحداً إال قتله))‪.‬‬
‫أخرجه أمحد (‪ : )368-3/367‬ثنا حممد بن سابق‪ :‬ثنا إبراهيم بن طهمان عن أيب الزبري عن‬
‫جابر‪.‬‬
‫وأخرجه ابن خزمية يف ((التوحيد)) (ص‪ ،)32-31‬واحلاكم (‪ )4/530‬من طريقني آخرين‬
‫عن إبراهيم به خمتصراً‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا إسناد رجاله ثقات رجال(( الصحيح))؛ إال أن أبا الزبري مدلس‪ ،‬وقد عنعنه‪ ،‬ومع‬
‫ذلك قال احلاكم‪:‬‬
‫((صحيح اإلسناد))! ووافقه الذهيب!‬
‫الرابع‪ :‬عن سفينة موىل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال‪:‬‬
‫خطبنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فقال‪:‬‬
‫((إال إنه مل يكن نيب قبلي إال قد حذر الدجال أمته‪ :‬هو أعور عينه اليسرى‪ ،‬بعينه اليمىن ظفرة‬
‫غليظة‪ ،‬مكتوب بني عينيه‪ :‬كافر‪ ،‬خيرج معه واديان‪ :‬أحدمها جنة‪ ،‬واآلخر نار‪ ،‬فناره جنة‪،‬‬
‫وجنته نار‪ ...‬مث يسري حىت يأيت الشام‪ ،‬فيهلكه اهلل عز وجل عند عقبة أفيق))‪.‬‬
‫أخرجه أمحد (‪ ،)222-5/221‬وحنبل يف ((الفنت)) (‪ ،)49/1‬وابن عساكر (‪.)1/617‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده حسن يف الشواهد‪ ،‬وقال ابن كثري يف ((النهاية)) (‪(( :)1/124‬وإسناده ال‬
‫بأس به))!‬
‫اخلامس‪ :‬عن أيب هريرة‪ ،‬وقد مضى لفظه خمرجاً (ص‪.)61‬‬
‫‪-14‬هذه الفقرة وردت يف حديثني دون االستغاثة‪:‬‬
‫األول‪ :‬عن النواس‪ J‬بن مسعان‪ ،‬وقد مضى (ص‪.)58-56‬‬
‫الثاين‪ :‬عن نفري والد‪ J‬جبري‪ ،‬وقد مضى (ص‪.)59‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -15‬مل أجد اآلن ما يشهد هلذه الفقرة‪ ،‬ولو ثبتت فهي صرحية يف أن نار الدجال نار‬
‫حقيقية‪ ،‬وليست متويلهاً منه لعنه اهلل‪.‬‬
‫نعم روى الداين يف ((الفنت)) (‪ )134/2‬عن األصبغ‪ J‬بن نباتة عن علي يف حديث له موقوفاً‪:‬‬
‫((فمن ابتُلي بناره؛ فليقرأ آخر سورة (الكهف) تصري عليه النار برداً وسالماً ‪ ...‬وأشياعه‬
‫يومئذ أصحاب الربا‪ -‬العشرة باثين عشرة ‪ -‬وأوالد الزنا))‪.‬‬
‫لكن األصبغ هذا مرتوك شديد الضعف‪ ،‬فال يصلح لالستشهاد به‪.‬‬

‫‪ -16‬هذه الفقرة يشهد هلا حديثان‪:‬‬


‫األول‪ :‬حديث أمساء بنت يزيد األنصارية؛ يرويه شهر بن حوشب عنها قالت‪:‬‬
‫أتاين رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ .‬يف طائفة من أصحابه‪ ،‬فذكر الدجال‪ ،‬فقال رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫((إن قبل خروجه ثالث سنني؛ متسك السماء السنة األوىل ثلث قطرها واألرض ثلث نباهتا‪،‬‬
‫والسنة الثانية متسك السماء‪ J‬ثلثي قطرها واألرض‪ J‬ثلثي نباهتا‪ ،‬والسنة الثالثة متسك السماء‪ J‬ما‬
‫فيها واألرض ما فيها‪ ،‬حىت يهلك كل ذي ضرس وظلف‪.‬‬
‫وإن من أشد فتنة أن يقول لألعرايب‪ :‬أرأيت إن أحييت لك إبلك عظيمة ضروعها طويلة‬
‫أسنمتها جترت؛ تعلم أين ربك؟ قال‪ :‬فيقول‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فيتمثل له الشياطني [على صورة إبله‪،‬‬
‫فيتبعه]‪ ،‬قال‪ :‬ويقول للرجل‪ :‬أرأيت إن أحييت لك أباك وأخاك وأمك؛ أتعلم أين ربك؟ قال‪:‬‬
‫فيقول‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فيتمثل له الشيطان [على صورهم‪ ،‬فيتبعه]‪.‬‬
‫ت له وضوءاً‪ ،‬فانتحب القوم‬ ‫فوض ْع ُ‪J‬‬
‫قال‪ :‬مث خرج رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم حلاجته‪َ ،‬‬
‫حىت ارتفعت أصواهتم‪ ،‬فأخذ رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بلحميت (ويف رواية‪ :‬عضاديت)‬
‫الباب‪ ،‬فقال‪(( :‬مهيم؟))‪[ .‬وكانت كلمة من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إذا سأل عن أمر‬
‫خلعت قلوهبم بالدجال‪ .‬فقال رسول‬ ‫َ‬ ‫يقول‪(( :‬مهيم))‪ ،‬قالت أمساء‪ ]:‬فقلت‪ :‬يا رسول اهلل!‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫مت؛ فاهلل خليفيت على كل‬
‫(([ليس عليكم بأس]‪ ،‬إن خيرج وأنا فيكم؛ فأنا حجيجه‪ ،‬وإن ّ‬
‫مؤمن))‪.‬‬
‫[قالت‪ :‬قلت‪ :‬أمعنا ٍ‬
‫يومئذ قلوبنا هذه يا رسول اهلل؟‬
‫قال‪(( :‬نعم؛ أو خري‪ ،‬إنه توىف إليه مثرات األرضني وأطعمتها))‪.‬‬
‫قالت‪ :‬واهلل؛ إن أهلي ليختمرون مخريهتم؛ فما يد ِرك حىت أخشى أن أفنت من اجلوع]‪ ،‬وما‬
‫جيزي املؤمنني ٍ‬
‫يومئذ؟‬
‫قال‪(( :‬جيزيهم ما جيزي أهل السماء))‪.‬‬
‫[قالت‪ :‬يا نيب اهلل! ولقد‪ J‬علمنا أن ال تأكل املالئكة وال تشرب‪.‬‬
‫قال‪(( :‬ولكنهم يُسبّحون ويق ّدسون‪ ،‬وهو طعام املؤمنني يومئذ وشراهبم]؛ التسبيح والتقديس‪،‬‬
‫[فمن حضر جملسي ومسع قويل؛ فليبلغ الشاهد‪ J‬الغائب‪ ،‬واعلموا أن اهلل صحيح ليس بأعور‪،‬‬
‫وأن الدجال أعور‪ ،‬ممسوح العني‪ ،‬بني عينيه مكتوب‪ :‬كافر؛ فيقرؤه كل مؤمن كاتب أو غري‬
‫كاتب]))‪.‬‬
‫أخرجه عبد الرزاق يف ((املصنف)) (‪ ،)11/391/20821‬والطيالسي‪،)2/217/2775( J‬‬
‫وأمحد (‪ 6/453‬و‪ 454‬و‪ ،)455‬وحنبل بن إسحاق الشيباين يف ((الفنت)) (ق‪ 2-45/1‬و‬
‫‪ ،)46/1‬وابن عساكر يف ((التاريخ)) (‪ ،)617-1/616‬وعبد اهلل يف ((السنة)) (‪،)141‬‬
‫وكذا أبو عمرو الداين يف ((الفنت)) (‪ )126/1‬طرفه األخري من طرق عن شهر به‪.‬‬
‫وقال ابن كثري (‪:)1/135‬‬
‫((وهذا إسناد ال بأس به))‪.‬‬
‫ويف رواية ألمحد (‪ ،)6/454‬وحنبل(‪ ،)2-54/1‬وعبد الرزاق أيضاً (‪ )20822‬من طريق‬
‫ابن خيثم عن شهر به مرفوعاً بلفظ‪:‬‬
‫((ميكث الدجال يف األرض‪ J‬أربعني سنة؛ السنة كالشهر‪ ،‬والشهر كاجلمعة‪ ،‬واجلمعة كاليوم‪،‬‬
‫واليوم كاضطرام السعفة يف النار))‪.‬‬
‫وقال اهليثمي (‪:)7/347‬‬

‫‪25‬‬
‫((رواه الطرباين‪ ،‬وفيه شهر بن حوشب‪ ،‬وال حيتمل خمالفته لألحاديث الصحيحة‪ :‬أنه يلبث يف‬
‫األرض أربعني يوماً‪ .‬ويف هذا أربعني سنة‪ .‬وبقية رجاله ثقات))‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬حديث جابر املتقدم (ص‪ ،)73-71‬وفيه‪:‬‬
‫((ويبعث اهلل معه شياطني تكلّم الناس))‪.‬‬

‫‪ -17‬فيها أحاديث‪:‬‬
‫األول‪ :‬عن أيب سعيد اخلدري قال‪ :‬حدثنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم حديثاً طويالً عن‬
‫الدال‪ ،‬فقال فيما حيدثا‪:‬‬
‫((يأيت الدجال‪ ،‬وهو حمرم عليه أن يدخل نقاب املدينة‪ ،‬فيخرج إليه رجل [ميتلئ شباباً] ٍ‬
‫يومئذ‬ ‫ّ‬
‫[من املؤمنني]‪ ،‬هو خري الناس أو من خريهم؛‬
‫فيقول‪ :‬أشهد أنك الدجال الذي‪ J‬حدثنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم حديثه‪ .‬فيقول‬
‫الدجال‪ :‬أرأيتم إن قتلت هذا مث أحييته؛ أتشكون يف األمر؟ فيقولون‪ :‬ال‪ .‬فيقتله مث حيييه‪ ،‬يقول‬
‫حني حيىي‪ :‬واهلل؛ ما كنت قط أشد بصرية فيك مين اآلن! قال‪ :‬فرييد‪ J‬قتله الثانية‪ ،‬فال يسلط‬
‫عليه))‪.‬‬
‫أخرجه عبد الرزاق (‪ :)20824‬أخربنا معمر عن الزهري قال‪ :‬أخربين عبيد اهلل بن عبد اهلل‬
‫بن عتبة‪ :‬أن أبا سعيد اخلدري قال‪ :‬فذكره‪ ،‬وزاد‪:‬‬
‫((قال معمر‪ :‬وبلغين أنه جيعل على حلقه صفيحة من حناس‪ .‬وبلغين أنه اخلضر؛ الذي‪ J‬يقتله‬
‫الدجال مث حيييه))‪.‬‬
‫ابن حبان (‪.)6763‬‬ ‫ِ‬
‫ومن طريق عبد الرزاق ُ‬
‫وأخرجه أمحد (‪ )3/36‬أيضاً عن عبد الرزاق دون قول معمر املذكور‪.‬‬
‫وكذلك أخرجه البخاري‪ ،)88-13/86( J‬ومسلم (‪ ،)8/199‬وابن منده (‪ )95/1‬من‬
‫طرق أخرى عن الزهري به‪ ،‬وزاد مسلم‪:‬‬
‫((قال أبو إسحاق‪ :‬يقال‪ :‬إن هذا الرجل هو اخلضر عليه السالم))‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫قلت‪ :‬وأبو إسحاق هذا إمنا هو إبراهيم بن حممد بن سفيان الزاهد‪ ،‬راوي ((صحيح مسلم))‬
‫عنه؛ كما جزم به احلافظ (‪ )89-13/88‬تبعاً لعياض والنووي وغريمها‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وسلفه يف ذلك بالغ معمر املتقدم‪ ،‬وال حجة فيه؛ ألنه بالغ ال يُدرى قائله‪ ،‬ولو دري‬
‫فهو مقطوع‪ ،‬واخلضر قد مات قبل النيب صلى اهلل عليه وسلم ومل يدركه؛ على ما هو الراجح‬
‫عند احملققني‪ ،‬ولذلك قال ابن العريب‪:‬‬
‫((مسعت من يقول‪ :‬إن الذي يقتله ال ّدجال هو اخلضر‪ .‬وهذه دعوى ال برهان هلا))‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬عن رجل من أصحاب النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وقد مضى(ص‪ ،)71‬وفيه‪:‬‬
‫((وإنه يسلط على نفس فيقتلها مث حيييها‪ ،‬وال يسلط على غريها))‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬عن النواس‪ J‬بن مسعان‪ ،‬وقد مضى (ص‪ ،)58-56‬وفيه‪:‬‬
‫((مث يدعو رجالً ممتلئاً شباباً‪ ،‬فيضربه بالسيف‪ ،‬فيقطعه جزلتني رمية الغرض‪ ،‬مث يدعوه‪ ،‬فيقبل‬
‫ويتهلل وجهه يضحك))‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬عن عبد اهلل بن مغنم‪ ،‬وقد مضى طرف حديثه األول (ص‪ ،)66‬ومتامه‪:‬‬
‫((مث يدعو برجل – فيما يرون‪ -‬فيؤمر به فيقتل‪ ،‬مث يقطع أعضاءه كل عضو على حدة‪،‬‬
‫فيفرق بينها حىت يراه الناس‪ ،‬مث جيمع‪ J‬بينها‪ ،‬مث يضرب بعصاه فإذا هو قائم‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا اهلل‬
‫أحيي وأميت‪ .‬وذلك كله سحر يسحر به أعني الناس؛ ليس يعمل من ذلك شيئاً))‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وسنده ضعيف‪ ،‬وهو هبذا‪ J‬السياق منكر‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫اخلامس‪ :‬عن عبد اهلل بن عمرو‪ ،‬ويأيت يف الفقرة التالية‪.‬‬

‫‪ -18‬فيها حديثان‪:‬‬
‫األول‪ :‬عن أيب سعيد اخلدري قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪:‬‬
‫((خيرج الدجال‪ ،‬فيتوجه َقبلَه رجل من املؤمنني‪ ،‬فتلقاه املساحل‪ -‬مساحل الدجال‪ -‬فيقولون‪ J‬له‪:‬‬
‫أين تعمد؟ فيقول‪ :‬أعمد إىل هذا الذي‪ J‬خرج‪ .‬قال‪ :‬فيقولون‪ J‬له‪َ :‬أو ما تؤمن بربنا؟ فيقول‪ :‬ما‬
‫بربنا خفاء‪ .‬فيقولون‪ :‬اقتلوه‪ .‬فيقول بعضهم لبعض‪ :‬أليس قد هناكم‪ J‬ربكم أن تقتلوا أحداً‬
‫دونه؟ قال‪ :‬فينطلقون به إىل الدجال‪ ،‬فإذا رآه املؤمن قال‪ :‬يا أيهاالناس! هذا الدجال الذي‪J‬‬

‫‪27‬‬
‫وشبحوه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ذكر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬قال‪ :‬فيأمر الدجال به فيُشبّح‪ ،‬فيقول‪ :‬خذوه‬
‫فيوسع ظهره وبطنه ضرباً‪ ،‬قال‪ :‬فيقول‪َ :‬أو ما تؤمن يب؟ قال‪:‬فيقول‪ :‬أنت املسيح الكذاب‪.‬‬
‫قال‪ :‬فيؤمر به‪ ،‬فيؤشر باملئشار من مفرقه حىت يفرق بني رجليه‪ ،‬قال‪ :‬مث ميشي الدجال بني‬
‫القطعتني‪ ،‬مث يقول له‪ :‬قم‪ .‬فيستوى‪ J‬قائماً‪ ،‬قال‪ :‬مث يقول له‪ :‬أتؤمن يب؟ فيقول‪ :‬ما ازددت‬
‫فيك إال بصرية‪ .‬قال‪ :‬مث يقول‪ :‬يا أيها الناس! إنه ال يفعل بعدي بأحد من الناس‪ .‬قال‪ :‬فيأخذه‬
‫الدجال ليذحبه‪ ،‬فيجعل ما بني رقبته إىل ترقوته حناساً‪ ،‬فال يستطيع إليه سبيالً‪ ،‬قال‪ :‬فيأخذ‬
‫بيديه ورجليه فيقذف به‪ ،‬فيحسب الناس أمنا قذفه إىل النار‪ ،‬وإمنا ألقي يف اجلنة))‪ .‬فقال رسول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫((هذا أعظم الناس شهادة عند رب العاملني))‪.‬‬
‫أخرجه مسلم (‪ ،)8/200‬وابن منده (‪ )95/1‬من طريق قيس بن وهب عن أيب الوداك عنه‪.‬‬
‫وأخرجه احلاكم وغريه ممن سبق (ص‪ )63‬من طريق عطية عنه حنوه‪.‬‬
‫واآلخر‪ :‬عن عبد اهلل بن عمرو عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ :‬أنه قال يف الدجال‪:‬‬
‫((ما شبه عليكم منه فإن اهلل ليس بأعور‪ ،‬خيرج فيكون يف األرض‪ J‬أربعني صباحاً‪ ،‬يرد منها‬
‫كل منهل؛ إال الكعبة‪ ،‬وبيت املقدس‪ ،‬واملدينة‪ ،‬الشهر‪ J‬كاجلمعة‪ ،‬واجلمعة كاليوم‪ ،‬ومعه جنة‬
‫ونار‪ ،‬فناره جنة‪ ،‬وجنته نار‪ ،‬معه جبل من خبز‪ ،‬وهنر من ماء‪.‬‬
‫يف؟ فيقول‪ :‬أنت عدو اهلل‪ ،‬وأنت‬ ‫يدعو رجالً فال يسلطه اهلل إال عليه‪ ،‬فيقول‪ :‬ما تقول ّ‬
‫الدجال الكذاب‪ .‬فيدعو مبنشار‪ ،‬فيضعه حذو رأسه‪ ،‬فيشقه حىت يقع على األرض‪ J،‬مث حيييه‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬ما تقول؟ فيقول‪ :‬واهلل؛ ما كنت أشد بصرية مين فيك اآلن‪ ،‬أنت عدو اهلل الدجال‬
‫الذي أخربنا عنك رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬قال‪ :‬فيهوي‪ J‬إليه بسيفه فال يستطيعه‪،‬‬
‫أخروه عين))‪.‬‬
‫فيقول‪ّ :‬‬
‫قال اهليثمي (‪:)7/350‬‬
‫((رواه الطرباين‪ ،‬وفيه من مل أعرفهم))‪.‬‬
‫ولذلك استغربه الذهيب؛ كما نقله عنه احلافظ ابن كثري يف ((النهاية)) (‪.)1/134‬‬

‫‪28‬‬
‫(تنبيه)‪ :‬يف هذين احلديثني أن الرجل املؤمن ينشره الدجال باملنشار‪ ،‬ويف حديث النواس املتقدم‬
‫أنه ((يضربه بالسيف فيقطعه جزلتني))‪.‬‬
‫فقال احلافظ (‪ :)13/87‬قال ابن العريب‪:‬‬
‫((فيجمع بأهنما رجالن يقتل كالً منهما قتلة غري قتلة اآلخر))‪.‬‬
‫قال احلافظ‪:‬‬
‫((كذا قال‪ ،‬واألصل عدم التعدد‪ ،‬ورواية املئشار تفسر رواية الضرب بالسيف‪ ،‬فلعل السيف‬
‫كان فيه فلول فصار كاملئشار‪ ،‬وأراد املبالغة يف تعذيبه بالقتلة املذكورة‪ ،‬ويكون قوله‪:‬‬
‫((فضربه بالسيف)) مفسراً لقوله‪ :‬إنه نشره‪ ،‬وقوله‪(( :‬فيقطعه جزلتني))؛ إشارة إىل آخر أمره‬
‫ملا ينتهي نشره))‪.‬‬
‫‪ -19‬يشهد هلا حديثان‪:‬‬
‫األول‪ :‬حديث النواس‪ J‬بن مسعان املتقدم (ص‪.)58-56‬‬
‫واآلخر‪ :‬حديث أمساء بنت يزيد األنصارية املتقدم أيضاً (ص‪.)76-75‬‬
‫‪ -20‬يشهد هلا أيضاً احلديثان املشار إليهما آنفاً‪.‬‬
‫‪ -21‬يشهد هلا أيضاً احلديثان املشار إليهما‪.‬‬
‫‪ -22‬هذه الفقرة جاءت يف أحاديث مجاعة من الصحابة‪:‬‬
‫األول‪ :‬أنس بن مالك‪ ،‬وسيأيت حديثه يف ختريج الفقرة (‪( )24‬ص‪.)90‬‬
‫الثاين‪ :‬فاطمة بنت قيس يف قصة اجلساسة والدجال(‪ )6‬من رواية متيم الداري‪ ،‬وفيه أن الدجال‬
‫قال‪:‬‬
‫((وإين خمربكم‪ J‬عين‪ :‬إين أنا املسيح‪ ،‬وإين أوشك أن يؤذن يل يف اخلروج‪ ،‬فأخرج فأسري يف‬
‫علي كلتامها‪،‬‬
‫األرض‪ ،‬فال أع قرية إال هبطتها يف أربعني ليلة؛ غري مكة وطيبة‪ ،‬فهما حمرمتان ّ‬
‫ملك بيده السيف صلتا يصدين‬‫كلما أردت أن أدخل واحدة‪ -‬أو‪ :‬واحداً‪ -‬منهما؛ استقبلين ٌ‬
‫عنها‪ ،‬وإن على كل نقب منها مالئكة حيرسوهنا‪ ،‬قالت‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬

‫‪ ) ?(6‬اعلم ّ‬
‫أن هذه القصة صحيحة – بل متواترة‪ -‬لم ينفرد بها تميم الداري؛ كما يظن بعض الجهلة من المعلقين‬
‫على ((النهاية)) البن كثير (ص‪ -96‬طبعة الرياض)‪ ،‬فقد تابعه عليها أبو هريرة وعائشة وجابر؛ كما يأتي (ص‬
‫‪ 83‬و‪.)87‬‬

‫‪29‬‬
‫– وطعن خمصرته يف املنرب ‪ : -‬هذه طيبة‪ ،‬هذه طيبة‪ ،‬هذه طيبة( يعين‪ :‬املدينة)‪ ،‬أال هل كنت‬
‫حدثتكم ذلك؟ ))‪ .‬فقال الناس‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال‪(( :‬فإنه أعجبين حديث متيم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه‪ ،‬وعن املدينة ومكة))‪.‬‬
‫أخرجه مسلم (‪ ،)8/205‬وأمحد (‪ 6/413‬و‪ ،)418‬وكذا الطيالسي (‪)219-2/218‬‬
‫خمتصاً‪ ،‬وأبو داود (‪ ،)215-2/214‬وحنبل (‪ ،)45/1-44/2‬وابن منده (‪)2-98/1‬‬
‫من طرق عن عامر الشعيب عنها‪.‬‬
‫وكذا أخرجه الرتمذي (‪ ،)2254‬وابن ماجه (‪ ،)508-2/506‬واآلجري (ص‪-376‬‬
‫‪ )379‬خمتصراً؛ لكنهم مل يذكروا مكة‪ ،‬وهو رواية لإلمام أمحد (‪ ،)374-6/373‬وابن‬
‫منده (‪.)97/2‬‬
‫الثالث‪ :‬عائشة رضي اهلل عنها‪ ،‬فقد قال الشعيب يف رواية أمحد األخرية اآلنفة الذكر‪:‬‬
‫فلقيت احملرر بن أيب هريرة‪ ،‬فحدثته حديث فاطمة بنت قيس‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أشهد على أيب أنه حدثين كما حدثتك فاطمة؛ غري أنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ‪ (( :‬إنه حنو املشرق))‪ .‬قال‪ :‬مث لقيت القاسم بن حممد‪ ،‬فذكرت له حديث فاطمة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أشهد على عائشة أهنا حدثتين كما حدثتك فاطمة؛ غري أهنا قالت‪(( :‬احلرمان عليه‬
‫حرام‪ :‬مكة واملدينة))‪.‬‬
‫أخرجه (‪ 374-6/373‬و‪ )418-417‬من طريق جمالد‪ J‬عن عامر‪.‬‬
‫وجمالد – وهو ابن سعيد‪ -‬ليس بالقوي‪ ،‬ومل حيفظ ذكر مكة يف حديث فاطمة‪ ،‬ولذلك غاير‬
‫بني حديثها وحديث عائشة‪ ،‬ومها يف احلقيقة متفقان؛ ألن ما ذكر مكة ثابت يف حديث‬
‫فاطمة أيضاً عند مسلم وغريه؛ كما سبق من طرق عن عامر عنها‪.‬‬
‫ويف رواية ألمحد (‪ )6/241‬من طريق داود‪ -‬وهو ابن أيب هند – عن عامر عن عائشة‬
‫مرفوعاً خمتصراً بلفظ‪:‬‬
‫((ال يدخل الدجال مكة وال املدينة))‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده صحيح على شرط مسلم‪.‬‬
‫وأخرجه ابن منده حنوه‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الرابع‪ :‬عن أيب هريرة رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪:‬‬
‫(( على أنقاب املدينة مالئكة‪ ،‬ال يدخلها الطاعون وال الدجال))‪.‬‬
‫أخرجه البخاري‪ ،)4/76( J‬ومسلم (‪ ،)4/120‬وأمحد (‪ 2/237‬و‪ )331‬والداين (‬
‫‪ )128/2‬من طرق عنه‪.‬‬
‫ويف طريق أخرى ألمحد (‪ )2/483‬بلفظ‪:‬‬
‫((املدينة ومكة حمفوفتان‪ J‬باملالئكة‪ ،‬على كل نقب منها ‪.)) ...‬‬
‫ويف أخرى ملسلم‪ ،‬وأيب يعلى أيضاً (‪-292/2‬مصورة املكتب)‪:‬‬
‫((يأيت املسيح من قبل املشرق‪ ،‬مهته املدينة‪ ،‬حىت ينزل دبر أحد‪ ،‬مث تصرف املالئكة وجهه قبل‬
‫الشام ‪ ،‬وهنالك يهلك))‪.‬‬
‫اخلامس‪ :‬أبو بكرة الثقفي قال‪:‬‬
‫أكثر الناس يف مسيلمة قبل أن يقول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فيه شيئاً‪ ،‬فقام رسول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم خطيباً فقال‪:‬‬
‫((أما بعد؛ ففي شأن هذا الرجل الذي‪ J‬قد أكثرمت فيه‪ ،‬وإنه كذاب من ثالثني كذاباً‪ J‬خيرجون‬
‫عب املسيح؛ إال املدينة؛ على كل نقب من‬ ‫بني يدي الساعة‪ ،‬وإنه ليس من بلدة إال يبلغها ُر ُ‬
‫نقاهبا ملكان يذبّان عنها رعب املسيح))‪.‬‬
‫أخرجه عبد الرزاق (‪ ،)20823‬وأمحد (‪5/41‬و‪ )47‬عنه وعن غريه عن معمر عن الزهري‬
‫عن طلحة بن عبد اهلل بن عوف عنه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا إسناد ظاهره الصحة‪ ،‬فإن رجاله ثقات رجال البخاري؛ لكن معمراً قد خالفه‬
‫ثقتان‪ ،‬ومها عُقيل‪ -‬وهو ابن خالد اإليلي‪ -‬وابن أخي ابن شهاب‪ -‬وامسه حممد بن عبد اهلل بن‬
‫مسلم – فقاال‪ :‬عن ابن شهاب عن طلحة‪ :‬أن عياض بن مسافع أخربه عن أيب بكرة‪.‬‬
‫أخرجه أمحد (‪.)5/46‬‬

‫‪31‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا أصح(‪ ،)7‬وعياض هذا جمهول؛ لكنه قد توبع على الشطر األخري منه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده عن أيب بكرة رضي اهلل عنه عن النيب صلى اهلل عليه وسلم‬
‫قال‪:‬‬
‫يومئذ سبعة أبواب‪ ،‬على كل باب ملكان))‪.‬‬ ‫((ال يدخل املدينة رعب املسيح الدجال‪ ،‬هلا ٍ‬
‫أخرجه البخاري‪ ،)4/76( J‬وأمحد (‪5/43‬و‪ ،)47‬واستدركه احلاكم (‪ )4/542‬فوهم! وله‬
‫شاهد من حديث أيب هريرة عند البخاري‪ J‬أيضاً رقم‪ )5731( J‬من طريق مالك‪ ،‬وهذا يف‬
‫((املوطأ)) (‪.)3/88‬‬
‫السادس‪ :‬رجل من أصحاب النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وقد مضى حديثه (ص‪.)71‬‬
‫السابع‪ :‬جابر بن عبد اهلل‪ ،‬وقد مضى حديثه أيضاً (ص‪ .)73-71‬ويأيت بطريق آخر قريباً‪.‬‬
‫الثامن‪ :‬أبو سعيد اخلدري‪ ،‬وقد مضى (ص‪.)78-77‬‬
‫التاسع‪ :‬عبد اهلل بن عمرو‪ ،‬وقد مضى أيضاً (ص‪.)81‬‬
‫العاشر‪ :‬عن أنس مثل حديث أيب هريرة عند الشيخني‪.‬‬
‫أخرجه البخاري‪ ،)7134( J‬والرتمذي (‪ ،)2243‬وابن حبان (‪ ،)6766‬وأمحد (‪ 3/202‬و‬
‫‪ 206‬و‪.)277‬‬
‫‪ -23‬فيها أحاديث‪:‬‬
‫األول‪ :‬عن فاطمة بنت قيس‪ ،‬وقد ذكرت لفظه قريباً (ص‪.)83-82‬‬
‫الثاين‪ :‬عن جابر أيضاً قال‪:‬‬
‫قام رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ذات يوم على املنرب فقال‪:‬‬
‫((يا أيها الناس! إين مل أقم فيكم خلرب جاءين من السماء‪( J‬فذكر حديث اجلساسة خمتصراً‪،‬‬
‫وفيه‪ ) :‬قال‪ :‬هو املسيح تطوى له األرض‪ J‬يف أربعني يوماً؛ إال ما كان من طيبة))‪.‬‬
‫صلِّ ٌ‬
‫ت‬ ‫قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬وطيبة املدينة‪ ،‬ما باب من أبواهبا إال عليه ملك ُم َ‬
‫سيفه مينعه‪ ،‬ومبكة مثل ذلك))‪.‬‬
‫‪ )?(7‬ثم رأيت الحاكم قد أخرج الحديث (‪ )4/541‬من طريق عبد الرزاق وغيره عن معمر به‪ ،‬وقال‪(( :‬قد أعضل‬
‫معمر وشعيب بن أبي حمزة هذا اإلسناد عن الزهري‪ ،‬فإن طلحة بن عبد هللا ابن عوف لم يسمعه من أبي بكرة؛‬
‫إنما سمعه من عياض بن مسافح عن أبي بكرة‪ ،‬هكذا رواه يونس بن يزيد وعقيل بن خالد عن الزهري))‪ ،‬ثم‬
‫ساق إسناده إليهما‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫أخرجه أبو يعلى يف ((مسنده)) (ص‪ 112/2‬و‪ )113/2‬من طريقني عن حممد‪ J‬بن فضيل‪ :‬ثنا‬
‫الوليد‪ J‬بن مجيع عن أيب سلمة بن عبد الرمحن عنه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا إسناد حسن‪ ،‬وهو على شرط مسلم‪ .‬وقال اهليثمي (‪:)7/346‬‬
‫((رواه أبو يعلى بإسنادين رجال أحدمها رجال (الصحيح) ))‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬حِم ْ َجن بن األدرع‪ ،‬قال‪:‬‬
‫بعثين رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم حلاجة‪ ،‬مث عارضين يف بعض طرق املدينة‪ ،‬مث صعد على‬
‫أحد‪ ،‬وصعدت معه‪ ،‬فأقبل بوجهه حنو املدينة‪ ،‬فقال هلا قوالً مث قال‪(( :‬ويل أمك‪ -‬أو‪ :‬ويح‬
‫أمها‪ ! -‬قرية يدعها أهلها أينع ما يكون‪ ،‬يأكلها عافية الطري والسباع؛ يأكل مثرها‪ ،‬وال‬
‫يدخلها الدجال إن شاء اهلل‪ ،‬كلما أراد دخوهلا تلقاه بكل نقب من نقاهبا ملك مصلت مينعه‬
‫عنها))‪.‬‬
‫أخرجه احلاكم (‪ )4/427‬وقال‪:‬‬
‫((صحيح اإلسناد)) ! ووافقه الذهيب!‬
‫قلت‪ :‬فيه انقطاع كما يأيت بيانه‪.‬‬
‫‪-24‬فيها أحاديث‪:‬‬
‫األول‪ :‬عن ابن عمر رضي اهلل عنهما قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪:‬‬
‫مبر قناة‪ ،‬فيكون أكثر من خيرج إليه النساء‪ ،‬حىت أن الرجل‬ ‫((ينزل الدجال يف هذه السبخة؛ ّ‬
‫لريجع إىل محيمه‪ ،‬وإىل أمه‪ ،‬وابنته‪ ،‬وأخته‪ ،‬وعمته‪ ،‬فيوثقها رباطاً؛ خمافة أن خترج إليه‪ ،‬مث‬
‫يسلط اهلل املسلمني عليه‪ ،‬فيقتلونه‪ ،‬ويقتلونه شيعته‪ ،‬حىت أن اليهودي‪ J‬ليختبئ حتت الشجرة أو‬
‫احلجر‪ ،‬فيقول احلجر أو الشجرة للمسلم ‪ :‬هذا يهودي حتيت فاقتله))‪.‬‬
‫أخرجه أمحد (‪ ،)2/67‬وحنبل يف ((الفنت)) (‪.)52/1-51/2‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده حسن؛ لوال عنعنة حممد‪ J‬بن إسحاق‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬عن أيب سعيد اخلدري‪ J‬مرفوعاً‪:‬‬
‫((يأيت الدجال‪ -‬وهو حمرم عليه أن يدخل نقاب املدينة‪ -‬فينزل بعض السباخ‪ J‬اليت تلي املدينة‪،‬‬
‫فيخرج إليه يومئذ رجل‪ )) ...‬احلديث‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫أخرجه الشيخان وغريمها‪ ،‬وقد مضى بلفظ عبد الرزاق (ص‪.)78-77‬‬
‫الثالث‪ :‬عن حمجن بن األدرع‪ :‬أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم خطب الناس فقال‪:‬‬
‫((يوم اخلالص‪ ،‬وما يوم اخلالص؟ يوم اخلالص‪ ،‬وما يوم اخلالص؟ يوم خالص وما يوم‬
‫اخلالص؟ )) (ثالثاً)‪ ،‬فقيل له‪ :‬وما يوم اخلالص؟ قال‪:‬‬
‫((جييء الدجال فيصعد أحداً‪ ،‬فينظرون املدينة‪ ،‬فيقول ألصحابه‪ :‬أترون هذا القصر األبيض؟‬
‫هذا مسجد أمحد‪ .‬مث يأيت املدينة‪ ،‬فيجد بكل نقب منها ملكاً مصلتا‪ ،‬فيأيت سبخة اجلُُرف‪،‬‬
‫فيضرب رواقه‪ ،‬مث ترجف املدينة ثالث رجفات‪ ،‬فال يبقى منافق وال منافقة وال فاسق وال‬
‫فاسقة إال خرج إليه‪ ،‬فذلك يوم اخلالص))‪.‬‬
‫أخرجه أمحد (‪ ،)4/338‬وحنبل (‪ ،)47/1 -46/2‬واحلاكم (‪ 4/427‬و‪ )543‬وقال‪:‬‬
‫((صحيح على شرط مسلم)) ‪ ،‬ووافقه الذهيب‪.‬‬
‫وهو كما قاال إن سلم من االنقطاع بني عبد اهلل بن شقيق وحمجن‪ ،‬فقد ُأدخل بينهما رجاء‬
‫بن أيب رجاء الباهلي يف رواية ألمحد وحنبل (‪ ،)46/1‬وإسنادها أصح من إسناده الرواية؛‬
‫لكنها على كل حال ال بأس هبا يف الشواهد‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬عن جابر بن عبد اهلل رضي اهلل عنه قال‪:‬‬
‫أشرف رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم على فلق من أفالق احلرة وحنن معه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫((نعمت األرض املدينة‪ ،‬إذا خرج الدجال على كل نقب من أنقاهبا ملك ال يدخلها‪ ،‬فإذا‬
‫كان كذلك؛ رجفت املدينة بأهلها ثالث رجفات‪ ،‬ال يبقى منافق وال منافقة إال خرج إليه‪،‬‬
‫وأكثر – يعين‪ -‬من خيرج إليه النساء‪ ،‬وذلك يوم اخلالص‪ ،‬وذلك يوم تنفي املدينة اخلبث كما‬
‫ينفي الكري خبث احلديد‪ ،‬يكون معه سبعون ألفاً من اليهود‪ ،‬على كل رجل منهم ساج‬
‫وسيف حملّى‪ ،‬فتضرب رقبته هبذا‪ J‬الضرب الذي‪ J‬عند جمتمع‪ J‬السيول))‪.‬‬
‫مث قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪:‬‬
‫((ما كانت فتنة‪ -‬وال تكون حىت تقوم الساعة‪ -‬أكرب من فتنة الدجال‪ ،‬وال من نيب إال وقد‬
‫نيب أمته قبلي))‪ ،‬مث وضع يده على عينه‪ ،‬مث قال‪:‬‬
‫حذر أمته‪ ،‬وألخربنكم بشيء ما أخربه ّ‬
‫((أشهد أن اهلل عز وجل ليس بأعور))‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫أخرجه أمحد (‪ ،)3/292‬وابنه يف ((السنة)) (‪.)138‬‬
‫قلت‪ :‬ورجاله ثقات رجال الشيخني؛ غري زهري‪ -‬وهو ابن حممد‪ J‬اخلراساين‪ -‬وفيه ضعف‪.‬‬
‫وقال ابن كثرية (‪:)1/127‬‬
‫((وإسناده جيد‪ ،‬وصححه احلاكم))‪.‬‬
‫وله طريق أخرى خمتصراً يف ((اإلحسان)) (‪.)6616‬‬
‫اخلامس‪ :‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪:‬‬
‫(( جييء الدجال فيطأ األرض؛ إال مكة واملدينة‪ ،‬فيأيت املدينة‪ .‬فيجد بكل نقب من نقاهبا‬
‫صفوفاً من املالئكة‪ ،‬فيأيت سبخة اجلرف‪ ،‬فيضرب رواقه فرتجف املدينة ثالث رجفات‪،‬‬
‫فيخرج إليه كل منافق ومنافقة))‪.‬‬
‫أخرجه البخاري‪-1/466( J‬أوروبا)‪ ،‬ومسلم (‪ ،)207-8/206‬وأمحد (‪ 3/191‬و‪ 206‬و‬
‫‪ 238‬و‪ ،)292‬وحنبل (‪ ،)48/2 -47/1‬والداين يف ((الفنت)) (‪.)128/1 -127/2‬‬
‫‪ -25‬فيها ثالثة أحاديث‪:‬‬
‫األول‪ :‬عن أنس‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬عن جابر‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬عن حمجن‪.‬‬
‫ومضت ثالثتها آنفاً‪.‬‬
‫الرابع عن رجل من األنصار‪ J‬عن بعض أصحاب حممد‪ J‬صلى اهلل عليه وسلم قال‪:‬‬
‫ذكر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم الدجال‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫((يأيت سباخ املدينة‪ ،‬وهو حمرم عليه أن يدخل نقاهبا‪ ،‬فتنتفض املدينة بأهلها نفضة أو نفضتني‬
‫– وهي الزلزلة‪ -‬فيخرج إليه منها كل منافق ومنافقة‪ ،‬مث يويل الدجال قبَل الشام‪ ،‬حىت يأيت‬
‫بعض جبال الشام‪ ،‬فيحاصرهم الدجال نازالً بأصله‪ ،‬حىت إذا طال عليهم البالء؛ قال رجل من‬
‫املسلمني‪ :‬يا معشر املسلمني! حىت مىت أنتم هكذا وعدو اهلل نال بأرضكم هكذا؟! هل أنتم إال‬
‫بني إحدى احلسنيني؛ بني أن يستشهدكم اهلل أو يظهركم؟ فيبايعون على املوت بيعة يعلم اهلل‬
‫أهنا الصدق من أنفسهم‪ ،‬مث تأخذهم ظلمة ال يبصر امرؤ فيها كفه‪ ،‬قال‪ :‬فينزل ابن مرمي‬

‫‪35‬‬
‫فيحسر عن أبصارهم‪ ،‬وبني أظهره رجل عليه ألمته‪ ،‬فيقولون‪ :‬من أنت يا عبد اهلل؟ فيقول‪ :‬أنا‬
‫عبد اهلل ورسوله‪ ،‬وروحه‪ ،‬وكلمته‪ ،‬عيسى ابن مرمي‪ ،‬اختاروا بني إحدى ثالث‪ :‬بني أن يبعث‬
‫اهلل على الدجال وجنوده عذاباً من السماء‪ ،‬أو خيسف هبم األرض‪ ،‬أو يسلط عليهم سالحكم‬
‫ويكف سالحهم عنكم‪ .‬فيقولون‪ :‬هذه يا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم! أشفى لصدورنا‪J‬‬
‫تقل يده سيفه من الرعدة‪،‬‬‫وألنفسنا‪ .‬فيومئذ‪ J‬ترى اليهودي العظيم الطويل األكول الشروب ال ّ‬
‫فيقومون إليهم فيسلطون عليهم‪ ،‬ويذوب الدجال حني يرى ابن مرمي كما يذوب الرصاص‪،‬‬
‫حىت يأتيه أو يدركه عيسى فيقتله))‪.‬‬
‫أخرجه عبد الرزاق(‪ )20834‬عن عمرو بن أيب سفيان الثقفي عنه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده ثقات رجال الشيخني؛ غري الرجل األنصاري؛ فإنه مل يسم‪ ،‬وحيتمل أن يكون‬
‫صحابيّاً؛ ألن الثقفي هذا تابعي روى عن أيب موسى األشعري وغريه‪ ،‬فإن كان كذلك فالسند‬
‫صحيح؛ ألن جهالة الصحايب ال تضر عند أهل السنة‪.‬‬
‫‪ -26‬يشهد هلا حديثان‪:‬‬
‫األول‪ :‬حديث جابر املتقدم (ص‪ ،)90-89‬وفيه‪:‬‬
‫((وذلك يوم اخلالص‪ ،‬وذلك يوم تنفي املدينة اخلبث كما ينفي الكبري خبث احلديد))‪.‬‬
‫واآلخر‪ :‬حديث أيب هريرة‪ :‬أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال‪:‬‬
‫((أال إن املدينة كالكري خترج اخلبيث‪ ،‬ال تقوم الساعة حىت تنفي املدينة شرارها كما ينفي‬
‫الكري خبث احلديد))‪.‬‬
‫أخرجه مسلم (‪.)4/120‬‬
‫‪ -27‬فيها حديثان‪:‬‬
‫األول‪ :‬حديث حمجن بن األدرع‪ ،‬وقد مضى (ص‪.)89‬‬
‫اآلخر‪ :‬حديث جابر بن عبد اهلل‪ ،‬وقد مضى أيضاً (‪.)90-89‬‬
‫‪ -28‬فيها حديثان أيضاً‪:‬‬
‫األول‪ :‬عن أم شريك نفسها قالت‪ :‬مسعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫((ليفر ّن الناس من الدجال يف اجلبال))‪ ،‬قالت‪ :‬أم شريك‪ :‬يا رسول اهلل! فأين العرب ٍ‬
‫يومئذ؟‬
‫قال‪(( :‬هم قليل))‪.‬‬
‫أخرجه مسلم (‪ ،)8/207‬والرتمذي (‪ ،)8()3926‬وأمحد (‪.)6/462‬‬
‫اآلخر‪ :‬عن عائشة ‪:‬‬
‫أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ذكر جهداً شديداً يكون بني يدي الدجال‪ ،‬فقلت‪ :‬يا‬
‫رسول اهلل! فأين العرب ٍ‬
‫يومئذ؟ قال‪:‬‬
‫((يا عائشة! العرب يومئذ قليل))‪ .‬فقلت‪ :‬ما جيزي املؤمنني ٍ‬
‫يومئذ من الطعام؟ قال‪(( :‬ما‬
‫جيزي املالئكة؛ التسبيح والتكبري والتحميد‪ J‬والتهليل))‪ .‬قلت‪ :‬فأي املال يومئذ خري؟ قال‪:‬‬
‫((غالم شديد يسقي أهله من املاء‪ ،‬وأما الطعام فال طعام))‪.‬‬
‫أخرجه أمحد (‪ ،)6/125‬وحنبل (‪ ،)47/2‬وأبو يعلى (‪ )3/1133‬عن محاد بن سلمة عن‬
‫علي بن زيد عن احلسن عنها‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا إسناد ضعيف؛ احلسن – وهو البصري‪ -‬مدلس‪.‬‬
‫وعلي بن زيد – وهو ابن جدعان‪ -‬ضعيف‪.‬‬
‫وذهب عنه اهليثمي فقال‪:)7/335( :‬‬
‫((رواه أمحد وأبو يعلى‪ ،‬ورجاله رجال (الصحيح) ))!‬
‫‪-29‬مل أجد هلا شاهداً‪.‬‬
‫‪-30‬يشهد هلا حديث علي رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪:‬‬
‫((املهدي منا آل البيت؛ يصلحه اهلل يف ليلة))‪.‬‬
‫وهو حديث ثابت خمرج يف ((الصحيحة)) (‪.)2371‬‬
‫‪ -31‬يشهد هلذه الفقرة أحاديث‪:‬‬
‫األول‪ :‬عن عثمان بن أيب العاص‪ J‬قال‪ :‬مسعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫((يكون للمسلمني ثالثة أمصار‪ :‬مصر مبلتقى البحرين‪ ،‬ومصر باحلرية ومصر بالشام‪ ،‬فيفزع‬
‫الناس ثالث فزعات‪ ،‬فيخرج الدجال يف إعراض الناس‪ ،‬فيهزم من قبل املشرق‪ ،‬فاول مصر‬

‫‪ )?(8‬قلت‪ :‬وفات األستاذ الدعاس أنه في ((مسلم))؛ فقال في تعليقه على ((الترمذي))‪(( :‬تفرد به الترمذي))‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫شامه ننظر ما هو؟‬
‫يرده املصر الذي‪ J‬مبلتقى البحرين‪ ،‬فيصري أهله ثالثة فرق‪ :‬فرقة تقول‪ :‬نُ ّ‬
‫وفرقة تلحق باألعراب‪ ،‬وفرقة تلحق باملصر الذي يليهم‪ ،‬ومع الدجال سبعون ألفاً عليهم‬
‫السيجان‪ ،‬وأكثر تبعه اليهود والنساء‪ ،‬مث يأيت املصر الذي يليه‪ ،‬فيصري أهله ثالث فرق‪ :‬فرقة‬
‫نشامه ننظر ما هو؟ وفرقة تلحق باألعراب وفرقة تلحق باملصر الذي‪ J‬يليهم بغريب‬‫تقول‪ّ :‬‬
‫الشام‪.‬‬
‫وينحاز املسلمون إىل عقبة أفيق‪ ،‬فيبعثون سرحاً هلم‪ ،‬فيصاب سرحهم‪ ،‬فيشتد ذلك عليهم‪،‬‬
‫وتصيبهم جماعة شديدة وجهد شديد‪ ،‬حىت أن أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله‪.‬‬
‫فبينما هم كذلك؛ إذ نادى مناد من السحر‪ :‬يا أيها الناس! أتاكم الغوث (ثالثاً)‪ .‬فيقول‬
‫بعضهم لبعض‪ :‬إن هذا لصوت رجل شبعان!‬
‫صل‪.‬‬
‫وينزل عيسى ابن مرمي عليه السالم عند صالة الفجر‪ ،‬فيقول له أمريهم‪ :‬روح اهلل! تقدم ّ‬
‫فيقول‪ :‬هذه األمة أمراء بعضهم على بعض‪ .‬فيتقدم أمريهم فيصلي‪ ،‬فإذا قضى صالته؛ أخذ‬
‫عيسى حربته‪ ،‬فيذهب حنو الدجال؛ فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص‪ ،‬فيضع حربته‬
‫بني ثندوته فيقتله‪ ،‬وينهزم أصحابه‪ ،‬فليس يومئذ شيء يواري منهم أحداً‪ ،‬حىت أن الشجرة‬
‫لتقول له‪ :‬يا مؤمن! هذا كافر‪ .‬ويقول احلجر‪ :‬يا مؤمن! هذا كافر))‪.‬‬
‫أخرجه أمحد (‪ ،)217-4/216‬واحلاكم (‪.)479 – 4/478‬‬
‫قلت‪ :‬ورجاله ثقات رجال مسلم؛ غري علي بن زيد‪ -‬وهو ابن جدعان‪ -‬وهو ضعيف‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬عن جابر بن عبد اهلل ‪ ،‬وقد مضى حديثه (‪.)73-71‬‬
‫وقد أخرج مسلم (‪ )1/95‬موضع الشاهد منه من طريق أخرى عن أيب الزبري‪ :‬أنه مسع جابر‬
‫بن عبد اهلل مرفوعاً بلفظ‪:‬‬
‫((ال تزال طائفة من أيت يقاتلون على احلق ظاهرين إىل يوم القيامة‪ .‬قال‪ :‬فينزل عيسى ابن‬
‫مرمي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فيقول أمريهم‪ :‬تعال صل لنا‪.‬فيقول‪ :‬ال؛ إن بعضكم على بعض‬
‫أمراء؛ تكرمة اهلل هذه األمة))‪.‬‬
‫هو خمرج يف ((الصحيحة)) (‪ ،)1960‬وقد أخرجه الداين أيضاً (‪.)142/2‬‬
‫الثالث‪ :‬عن أيب هريرة‪ ،‬وقد مضى حديثه (ص‪ )54‬بلفظ‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫((مث ينزل عيسى ابن مرمي صلى اهلل عليه وسلم من السماء فيؤم الناس‪ ،‬فإذا رفع رأسه من‬
‫ركعته قال‪ :‬مسع اهلل ملن محده‪ ،‬قتل اهلل املسيح الدجال‪ ،‬وظهر املسلمون))‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬عن النواس‪ J‬بن مسعان‪ ،‬وقد مضى حديثه (ص‪.)58-56‬‬
‫اخلامس‪ :‬عن عائشة‪ ،‬وقد مضى حديثها (ص‪.)60-59‬‬
‫السادس‪ :‬بعض أصحاب حممد‪ J‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وقد مضى (‪.)92-91‬‬
‫السابع‪ :‬عن مسرة‪ :‬أن النيب صلى اهلل عليه وسلم كان يقول‪:‬‬
‫((إن الدجال خارج‪ ،‬وهو أعور عني الشمال‪ ،‬عليها ظفرة غليظة‪ ،‬وإنه يربئ األكمه‬
‫واألبرص‪ ،‬وحييي املوتى‪ ،‬ويقول للناس‪ :‬أنا ربكم‪ .‬فمن قال‪ :‬أنت ريب‪ :‬فقد فنت‪ ،‬ومن قال‪:‬‬
‫ريب اهلل‪ .‬حىت ميوت؛ فقد عصم من فتنته‪ ،‬وال فتنة بعده‪ ،‬وال عذاب عليه‪ ،‬فيلبث ما شاء اهلل‪.‬‬
‫مث جييء عيسى ابن مرمي عليهما السالم من قبل املغرب؛ مصدقاً‪ J‬مبحمد صلى اهلل عليه وسلم‬
‫وعلى ملته‪ ،‬فيقتل الدجال‪ ،‬مث إمنا هو قيام الساعة))‪.‬‬
‫أخرجه أمحد (‪. )5/13‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده صحيح؛ لوال عنعنة احلسن البصري‪ ،‬وأما احلافظ يف ((الفتح)) (‪ )6/478‬؛‬
‫فجزم بأن إسناده حسن!‬
‫الثامن ‪ :‬عن أيب هريرة أيضاً‪ :‬أن النيب صلى اهلل عليه وسلم قال‪:‬‬
‫وأمكم) منكم؟))‪.‬‬ ‫((كيف أنتم إذا نزل ابن مرمي [من السماء] فيكم‪ ،‬وإمامكم (ويف رواية‪ّ :‬‬
‫قال‪ :‬ابن أيب ذئب‪ -‬أحد رواته‪ : -‬تدري ما ((أمكم منكم))؟ أمكم بكتاب ربكم تبارك‬
‫وتعاىل وسنة نبيكم صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫أخرجه البخاري‪ ،)6/384( J‬ومسلم (‪ ،)1/94‬وعبد الرزاق (‪ ،)20841‬وأمحد (‪2/272‬‬
‫و‪ ،)336‬وابن منده (‪ ،)41/2‬والبيهقي يف ((األمساء)) (ص‪ ،)424‬والزيادة له‪.‬‬
‫ومن طريق ثانية عنه مرفوعاً بلفظ‪:‬‬
‫((والذي‪ J‬نفسي بيده؛ ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مرمي حكماً عدالً‪ ،‬فيكسر الصليب‪ ،‬ويقتل‬
‫اخلنزير‪ ،‬ويضع احلرب‪ ،‬ويفيض املال حىت ال يقبله أحد‪ ،‬حىت تكون السجدة الواحدة خرياً من‬

‫‪39‬‬
‫الدنيا وما فيها))‪ ،‬مث يقول أبو هريرة‪ :‬اقرؤوا إن شئتم‪﴿ :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به‬
‫قبل موته ويوم القيامة يكو ُن عليهم شهيداً﴾ [النساء‪.]159 :‬‬
‫أخرجه البخاري‪ ،)383-6/382( J‬ومسلم (‪ ،)94-93‬والرتمذي‪ )2234( J‬وصححه‪،‬‬
‫والطيالسي (‪ ،)2/219/2782‬وأمحد (‪ 2/240‬و‪ 272‬و‪ ،)538‬وليس عند هؤالء الثالثة‬
‫قراءة اآلية‪ ،‬وهو رواية للشيخني‪ ،‬وابن ماجه (‪ ،)2/516‬واآلجري (ص‪ ،)381‬وعبد الرزاق‬
‫(‪ ،)20840‬والداين (‪ ،)2-142/1‬وابن منده يف ((اإلميان)) (‪.)41/1‬‬
‫ومن طريق ثالثة عنه بلفظ‪:‬‬
‫((واهلل؛ لينزلن ابن مرمي حكماً عادالً‪ ،‬فليكسر ّن الصليب‪ ،‬وليقتلن اخلنزير‪ ،‬وليضعن اجلزية‪،‬‬
‫القالص فال يسعى عليها ‪ ،‬ولتذهنب الشحناء‪ J‬والتباغض والتحاسد‪ ،‬وليدعون إىل‬
‫ُ‬ ‫ولترتكن‬
‫املال فال يقبله أحد))‪.‬‬
‫أخرجه مسلم (‪ ،)1/94‬وأمحد (‪ ،)2/494‬واآلجري (ص‪ ،)380‬وابن منده (‪.)41/2‬‬
‫ويف رابعة‪ -‬وهي عن حممد بن سريين‪ -‬عنه مرفوعاً‪:‬‬
‫((يوشك من عاش منكم أن يلقى عيسى ابن مرمي إماماً مهدياً وحكماً عدالً‪ ،‬فيكسر‬
‫الصليب‪ ،‬ويقتل اخلنزير‪ ،‬ويضع اجلزية‪ ،‬وتضع احلرب أوزارها))‪.‬‬
‫أخرجه أمحد (‪.)2/411‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده صحيح على شرط الشيخني‪.‬‬
‫ويف رواية عن ابن سريين قال‪:‬‬
‫((ينزل ابن مرمي عليه ألمته وممصرتان بني األذان واإلقامة‪ ،‬فيقولون له‪ :‬تقدم‪ .‬فيقول‪ :‬بل‬
‫يصلي بكم إمامكم‪ ،‬أنتم أمراء بعضكم على بعض))‪.‬‬
‫أخرجه عبد الرزاق (‪.)20838‬‬
‫وإسناده صحيح مقطوع‪ ،‬وهو يف حكم املرفوع مرسالً‪.‬‬
‫ويف أخرى عن معمر قال‪:‬‬
‫((كان ابن سريين أنه املهدي الذي‪ J‬يصلي وراءه عيسى))‪.‬‬
‫أخرجه عبد الرزاق (‪.)20839‬‬

‫‪40‬‬
‫ويف طريق خامسة عن أيب هريرة مرفوعا بلفظ‪:‬‬
‫((ينزل عيسى ابن مرمي‪ ،‬فيقتل اخلنزير‪ ،‬وميحو الصليب‪ ،‬وجتمع له الصالة‪ ،‬ويعطي املال حىت‬
‫ال يقبل‪ ،‬ويضع اخلراج‪ ،‬وينزل الروحاء‪ ،‬فيحج منها أو يعتمر أو جيمعهما))‪ ،‬قال‪ :‬وتال أبو‬
‫هريرة‪﴿ :‬وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً﴾‬
‫[النساء‪ .]159 :‬فزعم حنظلة أن أبا هريرة قال‪( :‬يؤمن به قبل موته)‪ :‬عيسى‪ ،‬فال أدري هذا‬
‫كله حديث النيب صلى اهلل عليه وسلم أو شيء قاله أبو هريرة؟‬
‫أخرجه أمحد (‪.)291-2/290‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده صحيح على شرط مسلم‪ ،‬وقد أخرج منه نزوله بـ(الروحاء) واإلهالل (‬
‫‪ ،)4/60‬وكذلك رواه عبد الرزاق (‪ ،)20842‬والداين (‪ ،)144/1‬وابن منده (‪.)41/2‬‬
‫ويف سادسة عنه مرفوعاً‪:‬‬
‫((ليس بيين وبينه نيب( يعين‪ :‬عيسى)‪ ،‬وإنه نازل‪ ،‬فإذا رأيتموه فاعرفوه‪ :‬رجل مربوع إىل‬
‫احلمرة والبياض بني ممصرتني‪ ،‬كأن رأسه يقطر وإن مل يصبه بلل‪ ،‬فيقاتل الناس على اإلسالم‪،‬‬
‫فيدق الصليب‪ ،‬ويقتل اخلنزير‪ ،‬ويضع اجلزية‪ ،‬ويهلك اهلل يف زمانه امللل كلها إال اإلسالم‪،‬‬
‫ويهلك [اهلل يف زمانه] املسيح [الكذاب]‪ J‬الدجال‪[ ،‬وتقع األمنة على األرض؛ حىت ترتع‬
‫األسود مع اإلبل‪ ،‬والنمار مع البقر‪ ،‬والذئاب الغنم‪ ،‬ويلعب الصبيان باحليات ال تضرهم]‪،‬‬
‫فيمكث يف األرض أربعني سنة‪ ،‬مث يتوىف‪ ،‬فيصلي عليه املسلمون [ويدفنونه]))‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود (‪ ،)2/214‬والسياق له‪ ،‬وابن حبان (‪1902‬و‪ ،)1903‬وأمحد (‪2/406‬و‬
‫‪ ،)437‬وابن جرير يف ((التفسري)) (رقم ‪ ،)7145‬واآلجري (ص‪ ،)380‬وعبد الرزاق (‬
‫‪ )20845‬وزاد‪(( :‬وتكون الدعوة واحدة لرب العاملني))‪.‬‬
‫وهلا شاهد يف الطريق التالية‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده صحيح‪ ،‬وصححه احلافظ‪ ،‬وهو خمرج يف ((سلسلة األحاديث الصحيحة)) (‬
‫‪.)2182‬‬
‫ويف سابعة عنه مرفوعاً‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫((يوشك عيسى ابن مرمي أن ينزل حكماً قسطاً‪ ،‬وإماماً عدالً‪ ،‬فيقتل اخلنزير‪ ،‬ويكسر‬
‫الصليب‪ ،‬وتكون الدعوة واحدة))‪.‬‬
‫أخرجه أمحد (‪.)2/394‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده حسن‪.‬‬
‫ويف ثامنة عنه مرفوعاً حنوه دون اجلملة األخرية‪ ،‬وزاد‪:‬‬
‫((ويرجع السلم‪ ،‬وتتخذ السيوف مناجل‪ ،‬وتذهب محة كل ذات محة‪ ،‬وتنزل السماء رزقها‪،‬‬
‫وخترج األرض بركتها‪ ،‬حىت يعلب الصيب بالثعبان فال يضره‪ ،‬ويراعي الغنم الذئب‪ J‬فال يضرها‪،‬‬
‫ويراعي األسد البقر فال يضرها))‪.‬‬
‫أخرجه أمحد (‪ )483 -2/482‬عن فليح عن احلارث بن فضيل األنصاري‪ J‬عن زياد بن سعد‬
‫عنه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده على ماقال ابن كثري (‪:)1/169‬‬
‫((جيد‪ ،‬قوي ‪ ،‬صاحل)) !‬
‫وفيه نظر عندي من وجهني‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن زياد بن سعد هذا‪ -‬وهو املدين األنصاري‪ -‬أورده ابن أيب حامت (‪ )1/2/532‬من‬
‫رواية ابنه سعد بن زياد أيضاً عنه‪ ،‬ومل يذكر فيه جرحاً وال تعديالً‪ ،‬وأورده ابن حبان يف‬
‫((الثقات)) (‪.)1/73‬‬
‫واآلخر‪ :‬أن فليحاً هذا – وهو ابن سليمان اخلزاعي‪ -‬وإن كان من رجال الشيخني؛ فهو كثري‬
‫اخلطأ؛ كما قال احلافظ يف ((التقريب))‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فاألوىل أن يقال‪ :‬إنه قوي مبا قبله‪.‬‬
‫ويف تاسعة عنه مرفوعاً بلفظ‪:‬‬
‫((ال تقوم الساعة حىت ينزل الروم باألعماق أو بدابق‪ ،‬فيخرج إليهم جيش من املدينة من خيار‬
‫أهل األرض ٍ‬
‫يومئذ‪ ،‬فإذا تصافّوا‪ J‬قالت الروم‪ :‬خلوا بيننا وبني الذين سبَوا منا نقاتلهم فيقول‬
‫املسلمون‪ :‬ال واهلل؛ ال خنلي بينكم وبني إخواننا‪ .‬فيقاتلوهنم‪ ،‬فينهزم ثلث ال يتوب اهلل عليهم‬

‫‪42‬‬
‫أبداً‪ ،‬فيفتتحون قسطنطينية (ويف رواية‪ :‬فيبلغون قسطنطينية فيغنمون)‪ ،‬و(يف طريق أخرى عنه‪:‬‬
‫مسعتم مبدينة جانب منها يف الرب وجانب منها يف البحر؟))‪ ،‬قالوا‪ :‬نعم يا رسول اهلل!‬
‫قال‪(( :‬ال تقوم الساعة حىت يغزوها سبعون ألفاً من بين إسحاق‪ ،‬فإذا جاؤوها نزلوا فلم‬
‫يقاتلوا بسالح ‪ ،‬ومل يرموا بسهم‪ ،‬قالوا‪ :‬ال إله إال اهلل‪ ،‬واهلل أكرب‪ .‬فيسقط أحد جانبيها الذي‬
‫يف البحر‪ ،‬مث يقولوا الثانية‪ :‬ال إله إال اهلل‪ ،‬واهلل أكرب‪ .‬فيسقط جانبها اآلخر‪ ،‬مث يقولوا الثالث‪J:‬‬
‫ال إله إال اهلل ‪ ،‬واهلل أكرب‪ .‬فيفرج هلم فيدخلوها فيغنموا)‪ ،‬فبينما هم يقتسمون الغنائم‪ J‬قد‬
‫علقوا سيوفهم بالزيتون؛ إذ صاح فيهم الشيطان‪ :‬إن املسيح [الدجال] قد خلفكم يف أهليكم‪.‬‬
‫فيخرجون‪ ،‬وذلك باطل‪[ ،‬فيرتكون‪ J‬كل شيء ويرجعون]‪ ،‬فإذا جاؤوا الشام‪ J‬خرج‪.‬‬
‫فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف؛ إذا أقيمت الصالة [صالة الصبح]‪ ،‬فينزل عيسى‬
‫ابن مرمي صلى اهلل عليه وسلم فأمهم‪ ،‬فإذا رآه عدو اهلل ذاب كما يذوب امللح يف املاء‪ ،‬فلو‬
‫تركه النذاب حىت يهلك‪ ،‬ولكن يقتله اهلل بيده‪ ،‬فرييه دمه يف حربته))‪.‬‬
‫أخرجه مسلم (‪ ،)176-8/175‬والسياق له‪ ،‬وكذا‪ J‬الطريق األخرى له (‪،)188-8/187‬‬
‫والزيادات منها‪ ،‬والداين (‪ 2-113/1‬و‪ )121/2‬من الطريقني‪ ،‬واحلاكم (‪،)4/482‬‬
‫والرواية األخرى والزيادة له‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫((صحيح على شرط مسلم‪ ،‬ومل خيرجاه)) !‬
‫فوهم يف استدراكه على مسلم !‬
‫قلت‪ :‬ولبعضه شاهد من حديث عبد اهلل بن مسعود ؛ يرويه يسري بن جابر قال‪:‬‬
‫هاجت ريح محراء بالكوفة‪ ،‬فجاء رجل ليس له هجريي إال ‪ :‬يا عبد اهلل ابن مسعود! جاءت‬
‫الساعة‪ .‬قال‪ :‬فقعد – وكان متكئاً‪ -‬فقال‪:‬‬
‫إن الساعة ال تقوم حىت ال يقسم مرياث وال يفرح بغنيمة‪ .‬مث قال بيده هكذا وحناها حنو‬
‫الشام‪ ،‬فقال‪ :‬عدو جيمعون ألهل اإلسالم وجيمع هلم أهل اإلسالم‪ .‬قلت‪ :‬الروم تعين؟ قال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة‪ ،‬فيشرتط املسلمون شرطةً للموت ال ترجع إال‬
‫غالبة‪ ،‬فيقتتلون حىت حيجز بينهم الليل‪ ،‬فيفيء هؤالء وهؤالء‪ ،‬كل غري غالب‪ ،‬وتفىن الشرطة‪،‬‬
‫مث يشرتط املسلمون شرطة للموت ال ترجع إال غالبة‪ ،‬فيقتتلون حىت حيجز بينهم الليل‪ ،‬فيفيء‬

‫‪43‬‬
‫هؤالء وهؤالء‪ ،‬كل غري غالب‪ ،‬وتفىن الشرطة‪ ،‬مث يشرتط املسلمون شرطة للموت ال ترجع‬
‫إال غالبة‪ ،‬فيقتتلون حىت ميسوا‪ ،‬فيفيء هؤالء وهؤالء‪ ،‬كل غري غالب‪ ،‬وتفىن الشرطة‪ ،‬فإذا‬
‫كان اليوم‪ J‬الرابع هند إليهم بقية أهل اإلسالم‪ ،‬فيجعل اهلل الدبرة عليهم‪ ،‬فيقتتلون مقتلة – إما‬
‫خير‬
‫قال‪ :‬ال يرى مثلها؛ وإما قال‪ :‬مل ير مثلها‪ -‬حىت إن الطائر ليمر جبنباهتم؛ فما خيلفهم حىت ّ‬
‫فيتعاد بنو األب؛ كانوا مائة؛ فال جيدونه بقي منهم إال الرجل الواحد‪ ،‬فبأي غنيمة‬
‫ميتاً؛ ّ‬
‫يفرح؟ أو أي مرياث يقاسم؟ فبينما هم كذلك؛ إذ مسعوا ببأس هو أكرب من ذلك ‪ ،‬فجاءهم‬
‫الصريخ إن الدجال قد خلفهم يف ذراريهم‪ .‬فريفضون‪ J‬ما يف أيديهم‪ ،‬ويقبلون‪ ،‬فيبعثون عشرة‬
‫فوارس طليعة‪ .‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪(( :‬إين ألعرف أمساءهم‪ ،‬وأمساء آبائهم‪،‬‬
‫وألوان خيوهلم‪ ،‬هم خري فوارس‪ J‬على ظهر األرض‪ٍ J‬‬
‫يومئذ))‪.‬‬
‫أخرجه أمحد (‪ ،)1/435‬ومسلم (‪.)178-8/177‬‬
‫ويف عاشرة عنه مرفوعاً‪:‬‬
‫((ينزل عيسى ابن مرمي‪ ،‬فيدق الصليب‪ ،‬ويقتل اخلنزير‪ ،‬ويضع اجلزية‪ ،‬ويهلك اهلل عز وجل يف‬
‫زمانه الدجال‪ ،‬وتقوم الكلمة هلل رب العاملني))‪.‬‬
‫أخرجه الداين (‪ ،)143/2‬وابن منده (‪ ،)41/2‬وسنده جيد‪.‬‬
‫فهذه عشر طرق حلديث أيب هريرة حده‪ ،‬فهو متواتر عنه يف اجلملة؛ ال يف التفصيل‪.‬‬
‫احلديث التاسع‪ :‬عن حذيفة بن اليمان‪ J‬مثل حديث أيب هريرة الذي‪ J‬سقته آنفاً‪ ،‬وأمت منه‪ ،‬وفيه‪:‬‬
‫ذكر عقبة أفيق‪ ،‬وفيه‪:‬‬
‫((فلما قاموا‪ J‬يصلّون؛ نزل عيسى ابن مرمي صلوات اهلل عليه إمامهم‪ ،‬فصلى هبم(‪،)9‬فلما‬
‫انصرف قال‪ :‬هكذا‪ :‬أفرجوا بيين وبني عدو اهلل‪( .‬قال أبو حازم‪ :‬قال أبو هريرة‪ :‬فيذوب كما‬
‫تذوب اإلهالة يف الشمس‪ ،‬وقال عبد اهلل بن عمرو‪ :‬ما يذوب امللح يف املاء)‪ ،‬وسلط اهلل‬
‫عليهم املسلمني‪ ،‬فيكسرون الصليب‪ ،‬ويقتلون اخلنزير‪ ،‬ويضعون اجلزية))‪.‬‬
‫أخرجه ابن منده (‪ ،)95/2‬واحلاكم (‪ )491-4/490‬وقال‪:‬‬
‫((صحيح على شرط مسلم ))‪ ،‬وأقره الذهيب‪.‬‬

‫‪ ) ?(9‬أي ‪ :‬في بيت المقدس ‪ ،‬وأما في دمشق؛ فيصلي مقتديا ً بالمهدي؛ كما تدل عليه سائر األحاديث المتقدمة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫وأقول‪ :‬فيه خلف بن خليفة األشجعي‪ ،‬وهو وإن كان صدوقاً‪ J‬من رجال مسلم ؛ فقد كان‬
‫اختلط يف اآلخر‪ ،‬فحديثه جيد يف الشواهد‪ ،‬وأما قول احلافظ يف (‪ )6/478‬بعد ما عزاه البن‬
‫منده ‪(( :‬إسناد صحيح )) ؛ فهو سهو أو تساهل‪.‬‬
‫العاشر‪ :‬عن حذيفة بن أسيد قال‪:‬‬
‫((‪ ...‬ولكن الدجال خيرج يف بغض من الناس‪ ،‬وخ ّفة من الدين‪ ،‬وسوء ذات بني‪ ،‬فريد كل‬
‫طي فروة الكبش‪ ،‬حىت يأيت املدينة‪ ،‬فيغلب على خارجها‪ ،‬ومينع‬ ‫منهل‪ ،‬فتطوى له األرض ّ‬
‫داخلها‪ ،‬مث جبل إيلياء‪ ،‬فيحاصر عصابة من املسلمني‪ ،‬فيقول هلم الذين عليهم‪ :‬ما تنتظرون‬
‫هبذا الطاغية أن تقاتلوه حىت تلحقوا باهلل أو يفتح لكم؟ فيأمترون أن يقاتلوه إذا أصبحوا‪،‬‬
‫فيصبحون ومعهم عيسى ابن مرمي‪ ،‬فيقتل الدجال ويهزم أصحابه‪ ،‬حىت أن الشجر واحلجر‬
‫واملدر يقول‪ :‬يا مؤمن ! هذا يهودي عندي فاقتله))‪.‬‬
‫أخرجه احلاكم (‪ ،)530-4/529‬وعبد الرزاق (‪ )20827‬خمتصراً‪ ،‬وقال احلاكم‪:‬‬
‫((صحيح اإلسناد))‪ ،‬ووافقه الذهيب‪ ،‬وهو كما قاال‪.‬‬
‫احلادي عشر‪ :‬عن بعض أصحاب حممد‪ J‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وقد مضى حديثه (‪.)92-91‬‬
‫‪ -32‬يشهد هلا حديث حذيفة بن اليمان املاضي قريباً‪ ،‬وفه‪(( :‬فلما انصرف( يعين ‪ :‬عيسى‬
‫من الصالة) قال هكذا ‪ :‬أفرجوا بيين وبني عدو اهلل))‪.‬‬
‫‪ -33‬يشهد هلا أحاديث‪:‬‬
‫األول‪ :‬عن أنس قال‪:‬‬
‫((يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة))‪.‬‬
‫أخرجه مسلم (‪ ،)8/207‬وابن حبان (‪ ،)6760‬وأمحد (‪ ،)3/224‬وانظر‪(( :‬الصحيحة)) (‬
‫‪.)3080‬‬
‫الثاين‪ :‬عن جابر ‪ ،‬وقد مضى( ص‪ )90-89‬بلفظ‪:‬‬
‫((يكون معه سبعون ألفاً من اليهود‪ ،‬على كل رجل منهم ساج وسيف حملى))‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬عن عثمان بن أيب العاص‪ J‬مثله دون ذكر السيف‪ ،‬وقد مضى (ص‪.)95-94‬‬
‫الرابع‪ :‬عن أيب سعيد مرفوعاً مثله أيضاً دون السيف‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫أخرجه عبد الرزاق (‪ )20825‬عن أيب هارون عنه‪.‬‬
‫لكن أبو هارون مرتوك‪.‬‬
‫اخلامس‪ :‬عن أيب هريرة مرفوعاً بلفظ‪:‬‬
‫(خوز) و(كرمان) يف سبعني ألفاً وجوههم كاجملان املطرقة))‪.‬‬ ‫((لينزلن الدجال ُ‬
‫أخرجه أمحد (‪ ،)2/337‬ورجاله ثقات؛ لوال عنعة ابن إسحاق‪.‬‬
‫‪-34‬هذه الفقرة تقدمت شواهدها من رواية مجع من الصحابة‪:‬‬
‫األول‪ :‬جابر (ص‪.)73-71‬‬
‫الثاين‪ :‬بعض أصحاب حممد‪ J‬صلى اهلل عليه وسلم (ص‪.)92-91‬‬
‫الثالث‪ :‬عثمان بن أيب العاص (ص‪.)95-94‬‬
‫الرابع‪ :‬أبو هريرة (ص‪.)103-102‬‬
‫اخلامس ‪ :‬حذيفة بن اليمان (ص‪.)105‬‬
‫‪ -35‬مل أجد هلا شاهداً‪.‬‬
‫‪ -36‬فيها أحاديث‪:‬‬
‫األول‪ :‬عن جممع‪ J‬بن جارية األنصاري‪ J‬قال‪ :‬مسعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يول‪:‬‬
‫((يقتل ابن مرمي الدجال بباب لد))‪.‬‬
‫أخرجه الرتمذي‪ ،)2245( J‬وابن حبان (‪ ،)1901‬والطيالسي (‪ ،)2/219‬وعبد الرزاق (‬
‫‪ ،)20835‬وأمحد (‪ ،)3/420‬والداين (‪ 143/1‬و‪ ،)2‬وقال الرتمذي‪J:‬‬
‫((حديث حسن صحيح))‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لعله يعين لشواهده‪ J‬اآلتية‪ ،‬وإال ففي إسناده عبيد هلل بن عبد اهلل ابن ثعلبة األنصاري‪،‬‬
‫وهو جمهور‪ J‬ال يعرف‪ ،‬ويف امسه اختالف‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬عن النواس بن مسعان مرفوعاً مثله‪ ،‬وقد مضى حديثه (ص‪.)58-56‬‬
‫الثالث‪ :‬عن عائشة رضي اهلل عنها مرفوعاً حنوه‪ ،‬وقد مضى حديثها (ص‪.)60-59‬‬

‫‪46‬‬
‫وروى عبد الرزاق (‪ )20836‬بسند صحيح‪ :‬أن عمر سأل رجالً من اليهود عن شيء؟‬
‫فحدثه‪ ،‬فصدقه عمر‪ ،‬فقال له عمر‪ :‬قد بلوت صدقك‪ ،‬فأخربين عن الدجال‪ .‬قال‪ :‬وإله‬
‫اليهود؛ ليقتلنه ابن مرمي بفناء (لُ ّد)‪.‬‬
‫‪-37‬فيها أحاديث‪:‬‬
‫األول‪ :‬عن عثمان بن أيب العاص‪ ،‬وهو يف آخر حديثه املتقدم (ص‪.)95-94‬‬
‫الثاين‪ :‬عن جابر‪ ،‬وهو أيضاً يف آخر حديثه السابق (‪.)73-71‬‬
‫الثالث‪ :‬عن حذيفة بن أسيد‪ ،‬وتقدم أيضاً (‪.)106-105‬‬
‫الرابع‪ :‬عن ابن عمر‪ ،‬وقد مضى (ص‪.)88‬‬
‫لكن له طريق أخرى أصح من تلك بلفظ‪:‬‬
‫((تقاتلكم اليهود‪ ،‬فتسلطون عليهم‪ ،‬حىت يقول احلجر ‪ :‬يا مسلم! هذا يهودي ورائي‬
‫فاقتله))‪.‬‬
‫أخرجه عبد الرزاق (‪ ،)20837‬وعنه أمحد (‪ ،)2/149‬والرتمذي (‪ )2237‬وقال‪:‬‬
‫((حديث حسن صحيح))‪.‬‬
‫مث أخرجه أمحد (‪ 2/122‬و‪ ،)131‬والبخاري (‪ 6/78‬و‪ ،)478‬ومسلم (‪ )8/188‬من غري‬
‫طريق عبد الرزاق به‪ ،‬وأخرجه الداين (‪.)65/1‬‬
‫اخلامس‪ :‬عن أيب هريرة‪ :‬أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال‪:‬‬
‫((ال تقوم الساعة حىت يقاتل املسلمون اليهود‪ ،‬فيقتلهم املسلمون‪ ،‬حىت خيتبئ اليهودي من‬
‫رواء احلجر والشجر‪ ،‬فيقول احلجر أو الشجر‪ :‬يا مسلم ! يا عبد اهلل! هذا يهودي خلفي‬
‫فتعال فاقتله‪ .‬إال الغرقد؛‪ J‬فإنه من شجر اليهود))‪.‬‬
‫أخرجه الشيخان‪ ،‬وأمحد (‪ 2/398‬و ‪ 417‬و‪ ،)530‬واخلطيب (‪ ،)7/207‬والداين (‬
‫‪.)65/1 -64/2‬‬
‫‪ -38‬اتفقت مجيع األحاديث على أن أيام الدجال اليت يسيح فيها يف األرض‪ J‬إمنا هي أربعون‪.‬‬
‫ولكنها اختلفت يف هذه األيام؛ هل هي أربعون سنة كما يف هذه الرواية؛ أم أربعون يوماً‬
‫وليلة كما يف روايات أخرى؟‬

‫‪47‬‬
‫والصحيح الذي جيب القطع به هو الثاين؛ ألهنا أصح وأكثر؛ كما سيأيت بيانه‪.‬‬
‫وأما هذه الرواية؛ فهي مع ضعف إسنادها كما تقدم بيانه يف أول هذا البحث‪ -‬فإين مل أجد‬
‫هلا شاهداً معترباً ميكن االعتضاد به؛ اللهم! إال حديث شهر بن حوشب املتقدم (ص‪ )77‬عن‬
‫أمساء بنت يزيد يف روايته له عنها بلفظ ‪:‬‬
‫((ميكث الدجال يف األرض‪ J‬أربعني سنة؛ السنة كالشهر‪ ،‬والشهر كاجلمعة‪ ،‬واجلمعة كاليوم‪،‬‬
‫واليوم كاضطرام السعفة يف النار))‪.‬‬
‫ولكنه حديث منكر لضعف شهر وتفرده به؛ فال يصلح شاهداً‪.‬‬
‫وال يقويه ما رواه سهيل بن أيب صاحل عن أبيه عن أيب هريرة مرفوعاً‪:‬‬
‫((ال تقوم الساعة حىت يتقارب الزمان‪ ،‬فتكون السنة كالشهر‪ ،‬ويكون الشهر كاجلمعة‪،‬‬
‫وتكون اجلمعة كاليوم‪ ،‬ويكون اليوم‪ J‬كالساعة‪ ،‬وتكون الساعة كاحرتاق السعفة أو‬
‫اخلوصة))‪.‬‬
‫أخرجه أمحد (‪ ،)538-2/537‬وأبو يعلى (‪ ،)302/1‬وابن حبان (‪.)1888‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده صحيح على شرط مسلم‪ ،‬وكذا‪ J‬قال ابن كثري (‪.)1/213‬‬
‫وله شاهد من حديث أنس بن مالك مرفوعاً به‪ .‬أخرجه الرتمذي‪ )2333( J‬واستغربه‪ .‬وآخر‬
‫من مرسل سعيد بن املسيب أخرجه الداين (‪.)14/1‬‬
‫قلت‪ :‬فهذا ال يقوي حديث شهر؛ ألنه مل يذكر فيه الدجال كما هو ظاهر‪ ،‬فهو مطلق‪ ،‬وال‬
‫جيوز تقييده – أعين ‪ :‬حديث شهر لضعفه‪ -‬ال سيما واحلاصل منه بعد تقييده يتعارض مع‬
‫الروايات األخرى‪ ،‬وهذا ال جيوز كما ال خيفى على أويل النهى‪.‬‬
‫وأما الروايات املشار إليها واملصرحة بأن أربعني الدجال إمنا هي أيام وليست سنيناً؛ فهي من‬
‫رواية مجع من الصحابة‪ ،‬وقد تقدمت كلها‪ ،‬فاكتفي باإلشارة إىل رواياهتم‪:‬‬
‫األول‪ :‬النواس بن مسعان‪ ،‬وقد مضى (ص‪.)58-56‬‬
‫الثاين‪ :‬نفري والد جبري ‪ ،‬وقد مضى(ص‪.)59‬‬
‫الثالث‪ :‬رجل من أصحاب النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وقد مضى (ص‪.)71‬‬
‫الرابع‪ :‬جابر بن عبد اهلل‪ ،‬وقد مضى (ص‪ 73-71‬و‪.)87‬‬

‫‪48‬‬
‫اخلامس‪ :‬أبو هريرة‪ ،‬وقد مضى (ص‪.)54‬‬
‫قلت‪ :‬ال خيالف هذه األحاديث الصحيحة‪ J‬حديث عبد اهلل بن عمرو قال‪ :‬قال رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ‪:‬‬
‫(( خيرج الدجال يف أميت‪ ،‬فيلبث فيهم أربعني يوماً‪ ،‬أو أربعني ليلة‪ ،‬أو أربعني شهراً‪ ،‬فيبعث‬
‫اهلل عز وجل عيسى ابن مرمي‪ -‬كأنه عروة بن مسعود الثقفي‪ J-‬فيظهر‪ ،‬فيهلكه‪ ،‬مث يلبث الناس‬
‫بعده سنني سبعاً ليس بني اثنني عداوة‪ ،‬مث يرسل اهلل رحياً باردة من قِبَ ِل الشام‪ ،‬فال يبقى أحد‬
‫يف قلبه مثقال ذرة من إميان إال قبضته ‪.)) ...‬‬
‫أخرجه أمحد (‪ ،)2/166‬ومسلم (‪ ،)8/201‬واستدركه عليه احلاكم (‪ 544-4/543‬و‬
‫‪ )551-550‬فوهم ‪ ،‬وابن حبان (‪ ،)7309‬وابن منده (‪.)98/2‬‬
‫أقول‪ :‬ال خيالف هذا ما تقدم من األحاديث ملا فيه من الرتدد‪ ،‬والظاهر أنه من أحد رواته‪،‬‬
‫واملرتدد ال علم عنده‪ ،‬وأولئك جزموا باألربعني يوماً‪ ،‬ومن علم حجة على من مل يعلم ‪ ،‬ومن‬
‫احملتمل أن الرتدد من النيب صلى اهلل عليه وسلم نفسه‪ ،‬ويكون ذلك من قبل أن يأتيه الوحي‬
‫مبقدار تلك األيام‪ ،‬مث جاءه بذلك‪ ،‬ويؤيده حديث أيب هريرة‪(( :‬يف أربعني يوماً اهلل أعلم ما‬
‫مقدارها))‪ ،‬زاد ابن حبان‪(( :‬اهلل أعلم ما مقدارها (مرتني) ))‪.‬‬
‫‪ -39‬هذا السياق ضعيف غريب خمالف لألحاديث الصحيحة‪ J‬اليت سبقت اإلشارة إليها‪ ،‬فإن‬
‫احملفوظ فيها‪:‬‬
‫((أربعون يوماً؛ يوم كسنة‪ ،‬ويوم كشهر‪ ،‬ويوم كجمعة‪ ،‬وسائر أيامه كأيامكم هذه))‪.‬‬
‫‪-40‬ليس هلذه الفقرة ذكر يف تلك األحاديث الصحيحة‪ ،‬وإمنا ثبتت يف حديث أيب هريرة‬
‫املتقدم (ص‪ )110‬بلفظ‪:‬‬
‫((ال تقوم الساعة حىت يتقارب الزمان‪ ...‬وتكون الساعة كاحرتاق السعفة))‪ ،‬فليس فيه ذكر‬
‫الدجال كما سبق‪.‬‬
‫‪ -41‬مل أجد هلا شاهداً أصالً‪.‬‬
‫‪ -42‬مل أجد هلا أصالً هبذا‪ J‬السياق الذي فيه ذكر األيام القصار‪ J،‬واحملفوظ ما تقدم يف حديث‬
‫النواس ونفري والد‪ J‬جبري‪:‬‬

‫‪49‬‬
‫((قلنا ‪ :‬يا رسول اهلل! فذلك اليوم الذي‪ J‬كسنة؛ أتكفينا فيه صالة يوم؟ قال‪ :‬ال؛ اقدروا‪ J‬له‬
‫قدره))‪.‬‬
‫‪ -43‬هذه الفقرة حبذافريها جاءت يف حديث أيب هريرة املتقم من طرق عديدة (ص‪-96‬‬
‫‪.)103‬‬
‫‪ -44‬يشهد هلا حديث طاوس يرويه قال‪:‬‬
‫((ينزل عيسى ابن مرمي إماماً هادياً‪ ،‬ومقسطاً عادالً‪ ،‬فإذا نزل كسر الصليب‪ ،‬وقتل اخلنزير‪،‬‬
‫ووضع اجلزية‪ ،‬وتكون امللة واحدة‪ ،‬ويوضع‪ J‬األمن يف األرض‪ ،‬حىت أن األسد ليكون مع البقر‬
‫حتسبه ثورها‪ ،‬ويكون الذئب مع الغنم حتسبه كلبها‪ ،‬وترفع محة كل ذات محة‪ ،‬حىت يضع‬
‫يفر ولد الكلب الصغري‪J،‬‬ ‫تفر اجلارية االسد كما ّ‬
‫الرجل يده على رأس احلنش فال يضره‪ ،‬وحىت ّ‬
‫ويقوم الثور بكذا وكذا‪ ،‬وتعود األرض كهيئتها على‬‫ويقوم الفرس العريب بعشرين درمها‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫عهد آدم‪ ،‬ويكون القطف – يعين‪ :‬العنقاد‪ J-‬يأكل منه النفر ذو العدد‪ ،‬وتكون الرمانة يأكل‬
‫منها النفر ذو العدد))‪.‬‬
‫أخرجه عبد الرزاق (‪.)20843‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده مرسل صحيح‪ ،‬رجاله ثقات رجال الشيخني‪.‬‬
‫‪ -45‬هذه الفقرة تقدم ما يشهد هلا يف حديث طاوس الذي قبلها‪ ،‬ويف طرق حديث أيب‬
‫هريرة املشار إليه آنفا‪ ،‬وقد بقي طريق واحد من طرقه فيه ما يشهد ملا مل يسبق له شاهد منها‬
‫– كاجلملة األوىل منها وغريها‪ -‬فكان ال بد من سوقه ‪ ،‬وهو من روية زيد بن أسلم عن‬
‫رجل عن أيب هريرة قال‪:‬‬
‫((ال تقوم الساعة حىت ينزل عيسى ابن مرمي إماماً مقسطاً‪ ،‬و[تسلب]‪ )10(J‬قريش اإلمارة‪،‬‬
‫ويقتل اخلنزير‪ ،‬ويكسر الصليب‪ ،‬وتوضع اجلزية ‪ ،‬وتكون السجدة واحدة لرب العاملني ‪،‬‬
‫وتضع احلرب أوزارها‪ ،‬ومتأل األرض‪ J‬من اإلسالم كما متأل اآلبار من املاء‪ ،‬وتكون األرض‪J‬‬

‫‪ )?(10‬بياض في األصل‪ ،‬وعلى هامشه‪(( :‬رسم الكلمة في موضع النقاط (بيتر) ))‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وأنا ّ‬
‫أظن أن الصواب ما أثبته بين المعكوفتين‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫كفاثور(‪ )11‬الورق (يعين‪ :‬املائدة)‪ ،‬وترفع الشحناء‪ J‬والعداوة‪ ،‬ويكون الذئب يف الغنم كأنه‬
‫كلبها‪ ،‬ويكون األسد يف اإلبل كأنه فحلها))‪.‬‬
‫أخرجه عبد الرزاق (‪ )20844‬عن معمر عنه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناده كلهم ثقات؛ غري الرجل الذي مل يسم‪،‬وهو من كبار التابعني إن مل يكن‬
‫صحابياً‪ ،‬فإن زيداً هذا تابعي روى عن مجاعة من الصحابة؛ منهم أبو هريرة نفسه وابن عمر‬
‫وغريمها‪.‬‬
‫وهو إن كان موقوفاً‪ J‬فهو يف حكم املرفوع؛ ألنه من املغيبات اليت ال تقال مبجرد الرأي؛ ال‬
‫سيما وأكثره قد جاء مرفوعاً كما تقدم ‪.‬‬
‫صلى اهلل عليه وسلم سئل عن طعام املؤمنني يف زمن الدجال؟ قال‪(( :‬طعام املالئكة))‪ .‬قالوا‪:‬‬
‫وما طعام املالئكة؟ قال‪(( :‬طعامهم منطقهم بالتسبيح والتقديس‪ ،‬فمن كان منطقه يومئذ‬
‫التسبيح والتقديس أذهب اهلل عنه اجلوع‪ ،‬فلم خيش جوعاً))‪.‬‬
‫أخرجه احلاكم (‪ )4/511‬وقال‪:‬‬
‫((صحيح اإلسناد على شرط مسلم )) ! ورده الذهيب بقوله ‪:‬‬
‫((قلت‪ :‬كال؛ فسعيد‪ J‬متهم تالف))‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يعين سعيد بن سنان احلمصي‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬عن أمساء بنت عميس‪:‬‬
‫أن النيب صلى اهلل عليه وسلم دخل عليها لبعض حاجته‪ ،‬مث خرج‪،‬‬
‫يف صاليت؛ فكيف بنا إذا كان ذلك ؟ قال‪:‬‬
‫((إن اهلل يعصم املؤمنني يومئذ مبا عصم به املالئكة من التسبيح‪ ،‬إن بني عينيه ‪ :‬كافر؛ يقرؤه‬
‫كل مؤمن كاتب وغري كاتب))‪.‬‬
‫قال اهليثمي (‪:)7/346‬‬
‫((رواه الطرباين‪ ،‬وفيه را ٍو مل يسم‪ ،‬وبقية رجاله رجال (الصحيح)‬

‫‪ )?(11‬األصل‪(( :‬كماثور))‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ -1‬يا أيها الناس! إهنا مل تكن فتنة على وجه األرض‪ J‬منذ ذرأ اهلل ذرية آدم‪[ -‬وال تكون حىت‬
‫تقوم الساعة]‪ J-‬أعظم من فتنة الدجال‪[ ،‬ولن ينجو أحد مما قبلها إال جنا منها] ‪[ ،‬وإنه ال يضر‬
‫مسلماً]‪.‬‬
‫‪ -2‬وإن اهلل عز وجل مل يبعث نبياً إال ح ّذر أمته [األعور] الدجال‪[ ،‬إين ألنذركموه]‪.‬‬
‫‪ -3‬وأنا آخر األنبياء‪ ،‬وأنتم آخر األمم‪.‬‬
‫‪ -4‬وهو خارج فيكم ال حمالة‪[ .‬إنه حلق‪ ،‬وأما إنه قريب‪ ،‬فكل ما هو آت قريب]‪[ .‬إمنا خيرج‬
‫لغضبة يغضبها]‪ ،‬و[ال خيرج حىت ال يقسم مرياث‪ ،‬وال يفرح بغنيمة]‪.‬‬
‫‪ -5‬فإن خيرج وأنا بني ظهرانيكم؛ فأنا حجيج لكل مسلم‪ ،‬وإن خيرج من بعدي؛ فكل امرٍئ‬
‫حجيج نفسه‪ ،‬واهلل خليفيت على كل مسلم‪( .‬ويف حديث أم سلمة‪ :‬وإن‬
‫‪ .‬وال ترون ربكم حىت متوتوا‪.‬‬
‫‪ -10‬وإنه أعور‪[،‬ممسوح]‪[ J‬العني اليسرى]‪[ ،‬عليها ظفرة غليظة]‪[ ،‬خضراء كأهنا كوكب‪J‬‬
‫دري]‪[ ،‬عينه اليمىن كأهنا عنبة طافية]‪[ ،‬ليست بناتئة‪ ،‬وال حجراء]‪[ ،‬جفال الشعر]‪[ ،‬أال ما‬
‫خفي عليكم من شأنه؛ فال خيفني عليكم] إن ربكم ليس بأعور‪[ ،‬أال ما خفي عليكم من‬
‫شأنه؛ فال خيفني عليكم أن ربكم ليس بأعور]‪[ ،‬ثالثاً]‪[ ،‬وأشار بيده‬
‫‪ -15‬وإن من فتنته؛ أن معه جنة وناراً‪[،‬وهنراً وماء]‪[ ،‬وجبل خبز]‪[ ،‬وإنه جييء معه مثل‬
‫اجلنة والنار]‪ ،‬فناره جنة‪ ،‬وجنته نار‪.‬‬
‫‪[-‬وسأله املغرية بن شعبة عنه؟ فقال‪ :‬قلت‪ :‬إهنم يقولون‪ :‬معه جبال من خبز وحلم وهنر من‬
‫ماء؟ قال‪ :‬هو أهون على اهلل من ذلك]‪.‬‬
‫(ويف حديث آخر‪[ :‬معه هنران جيريان‪ ،‬أحدمها‪ -‬رأي العني‪ -‬ماء أبيض‪ ،‬واآلخر‪ -‬رأي‬
‫العني‪ -‬نار تأجج]‪[ ،‬فمن أدرك ذلك منكم‪ ،‬فأراد املاء؛ فليشرب من الذي يراه أنه نار]‪،‬‬
‫[وليغمض [عينيه]‪ ،‬مث ليطأطئ [رأسه]؛ فإنه جيده ماءً [بارداً عذباً] [طيباً]‪[ ،‬فال هتللوا]‪ .‬ويف‬
‫ط‬
‫ط أجره‪ ،‬ووجب وزره‪ ،‬ومن دخل ناره وجب أجره‪ ،‬وح ّ‬ ‫أخرى‪ :‬فمن دخل هنره ح ّ‬
‫وزره)‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -16‬فمن ابتلي بناره؛ فليستغث باهلل‪ ،‬وليقرأ [عليه] فواتح سورة (الكهف)‪[ ،‬فإهنا‪ J‬جواركم‬
‫من فتنته]‪.‬‬
‫‪ -17‬وإن من فتنته؛ أن يقول لألعرايب‪ :‬أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك؛ أتشهد أين ربك؟‬
‫فيقول‪ :‬نعم‪ .‬فيتمثل له شيطانان يف صورة أبيه وأمه‪ ،‬فيقوالن‪ :‬يا بين! اتّبعه‬
‫؛ أن مير باحلي [فيدعوهم]‪ ،‬فيص ّدقونه‪[ ،‬ويستجيبون‪ J‬له]‪ ،‬فيأمر السماء أن متطر فتمطر‪،‬‬
‫واألرض‪ J‬أن تنبت فتنبت‪ ،‬حىت تروح مواشيهم من يومهم ذلك أمسن ما كانت وأعظمه‪،‬‬
‫وأدره ضروعاً‪.‬‬ ‫وأم ّده خواصر‪ّ ،‬‬
‫‪ -21‬ومير باخلريبة فيقول هلا أخرجي كنوزك‪ ،‬فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل‪.‬‬
‫‪[ -22‬خيرج يف[زمان اختالف من الناس‪ ،‬وفرقة] (و) بغض من الناس‪ ،‬وخفة من الدين‪،‬‬
‫وسوء ذات بني‪ ،‬فريد كل منهل‪ ،‬فتطوى له األرض طي فروة الكبش]‪.‬‬
‫‪[ -23‬وال خيرج حىت تنزل الروم باألعماق‪ ،‬أو بدابق‪[ ،‬جيمعون‪ J‬ألهل اإلسالم‪ ،‬وجيمع هلم‬
‫ض يومِئ ٍذ‪ .‬فَِإ َذا تَصافّوا‪ J‬قَالَ ِ‬ ‫أهل اإلسالم]‪ ،‬فيخرج إليهم جيش من املدينة م ِ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ِن خيَا ِر َْأه ِل ْ‬
‫اَألر ِ‪َ ْ َ J‬‬ ‫ْ‬
‫ول الْ ُم ْسلِ ُمو َن‪ :‬الَ‪ .‬إما قال‪ :‬ال يرى‬ ‫ين ُسُب ْوا ِمنّا نُ َقاتِْل ُه ْم‪َ .‬فَي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫وم‪َ :‬خلّوا َبْيَننَا َو َبنْي َ الّذ َ‬
‫ا ّلر ُ‬
‫فيتعاد‬
‫خير ميتاً؛ ّ‬ ‫مثلها؛ وإما قال‪ :‬مل ير مثلها‪ ،‬حىت إن الطائر ليمر جبنباهتم؛ فما خيلفهم حىت ّ‬
‫بنو األب؛ كانوا مائة؛ فال جيدونه بقي منهم إال الرجل الواحد‪ ،‬فبأي غنيمة يفرح أو أي‬
‫مرياث يقاسم؟]‪ ،‬فيبلغون قسطنطينية فيفتحوهنا‪( J‬ويف رواية‪ :‬مسعتم مبدينة جانب منها يف الرب‬
‫وجانب منها يف البحر؟‪ ،‬قالوا‪ :‬نعم يا رسول اهلل! ‪ [ ،‬فيبعثون عشرة فوارس‪ J‬طليعة‪ .‬قال‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪(( :‬إين ألعرف أمساءهم‪ ،‬وأمساء آبائهم‪ ،‬وألوان خيوهلم‪ ،‬هم‬
‫يومئذ]‪ ،‬فإذا جاؤوا الشام‪ ،‬خرج]‪.‬‬ ‫خري فوارس على ظهر األرض ٍ‬
‫‪-24‬وإنه ال يبقى شيء من األرض إال وطئه وظهر عليه؛ إال [أربع مساجد‪ :‬مسجد]‪ J‬مكة‪،‬‬
‫و[مسجد]‪ J‬املدينة‪[ ،‬والطور‪ J،‬ومسجد األقصى]‪.‬‬
‫‪ -25‬وإن أيامه أربعون يوماً؛ يوماً كسنة‪ ،‬ويوم كشهر‪ ،‬ويوم كجمعة‪ ،‬وسائر أيامه‬
‫كأيامكم‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬فذلك اليوم الذي‪ J‬كسنة؛ أتكفينا فيه صالة يوم؟ قال‪ :‬ال؛ اقدروا‪ J‬له قدره‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫قالوا‪ :‬وما إسراعه يف األرض؟ قال‪ :‬كالغيث استدبرته الريح]‪.‬‬
‫‪ -26‬وإن قبل خروج الدجال ثالث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد‪ ،‬يأمر اهلل‬
‫السماء يف السنة األوىل أن حتبس ثلث مطرها‪ ،‬ويأمر األرض فتحبس ثلث‬
‫ينة من نقب من نقاهبا إال لقيته املالئكة بالسيوف صلتة‪.‬‬
‫عب املسيح[الدجال]؛ إال املدينة؛[هلا يومئذ سبعة‬‫‪[ -28‬وإنه ليس من بلدة إال يبلغها ُر ُ‬
‫أبواب]‪ ،‬على كل نقب من نقاهبا ملكان يذبان عنها رعب املسيح‬
‫يومئذ خري الناس‪ ،‬أو من خريهم]‪ ،‬فتلقاه املساحل‪-‬‬ ‫جل من املؤمنني‪[،‬ممتليء شباباً]‪[ ،‬هو ٍ‬
‫مساحل الدجال‪ -‬فيقولون‪ J‬له‪ :‬أين تعمد؟ فيقول‪ :‬أعمد إىل هذا الذي خرج‪ .‬قال‪َ :‬أو ما تؤمن‬
‫بربنا؟ فيقول‪ :‬ما بربنا خفاء‪ .‬فيقولون‪ :‬اقتلوه‪ .‬فيقول بعضهم لبعض‪ :‬أليس قد هناكم ربكم أن‬
‫تقتلوا أحداً دونه؟‬
‫قال‪ :‬فينطلقون به إىل الدجال‪ ،‬فإذا رآه املؤمن قال‪ :‬يا أيهاالناس! [أشهد أن] هذا الدجال‬
‫بالسيف فيقطعه جزلتني رمية الغرض)‪ .‬قال‪ :‬مث ميشي الدجال بني القطعتني‪ ،‬مث يقول له‪ :‬قم‪.‬‬
‫فيستوى قائماً‪ ،‬قال‪[:‬مث يدعوه‪ ،‬فيقبل ويتهلل وجهه ويضحك]‪ ،‬مث يقول له‪ :‬أتؤمن يب؟‬
‫فيقول‪[ :‬واهلل؛] ما ازددت فيك إال بصرية‪ .‬قال‪ :‬مث يقول‪ :‬يا أيها الناس! إنه ال يفعل بعدي‬
‫بأحد من الناس‪ .‬قال‪ :‬فيأخذه الدجال ليذحبه‪ ،‬فيجعل ما بني رقبته إىل ترقوته حناساً‪ ،‬فال‬
‫]‪ ،‬ويفر الناس من الدجال يف اجلبال]‪ ،‬فقالت‪ J‬أم شريك بنت أيب العكر‪ ،‬يا رسول اهلل! فأين‬
‫يومئذ؟ قال‪ :‬هم ٍ‬
‫يومئذ قليل‪.‬‬ ‫العرب ٍ‬
‫‪ -33‬وإمامهم رجل صاحل‪[ ،‬وقال صلى اهلل عليه وسلم ‪ :‬املهدي منا آل البيت؛ [من أوالد‬
‫فاطمة] يصلحه اهلل يف ليلة][يواطئ امسه امسي‪ ،‬واسم أبيه اسم أيب]‪[ ،‬أجلى اجلبهة‪ ،‬أقىن‬
‫األنف]‪[ ،‬ميأل األرض‪ J‬قسطاً وعدالً؛ كما ملئت جوراً وظلماً]‪[ ،‬ميلك سبع سنني]‪.‬‬
‫‪-‬وقال صلى اهلل عليه وسلم ‪(( :‬عصابتان من أميت أحرزمها اهلل من النار‪ :‬عصابة تغزو اهلند‪،‬‬
‫وعصابة تكون مع عيسى ابن مرمي عليه السالم))‪.‬‬
‫‪-‬وقال‪(( :‬من أدركه منكم‪ ،‬فليقرئه مين السالم))‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ -34‬فبينما إمامهم قد تقدم يصلي هبم الصبح؛ إذ نزل عليهم [من السماء]‪ J‬عيسى بن مرمي‬
‫الصبح]‪[،‬عند املنارة البيضاء شرقي دمشق‪ ،‬بني مهرودتني‪ ،‬واضعاً كفيه على أجنحة ملكني‪،‬‬
‫إذا طأطأ رأسه قطر‪ ،‬وإذا رفعه حتدر منه مجان كاللؤلؤ‪ ،‬فال حيل لكافر جيد ريح نفسه إال‬
‫مات‪ ،‬ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه]‪ .‬فيمسح عن وجوههم‪ ،‬وحيدثهم‪ J‬بدرجاهتم يف اجلنة‪.‬‬
‫فبينما هو كذلك؛ إذا أوحي اهلل إىل عيسى‪ :‬إين قد أخرجت عباداً يل ال يدان ألحد بقتاهلم‪،‬‬
‫فحرز عبادي إىل الطور‪.‬‬
‫ّ‬
‫فيمر أوائلهم على حبرية طربية‬
‫ويبعث اهلل يأجوج ومأجوج‪ ،‬وهم من كل حدب ينسلون‪ّ ،‬‬
‫ومير آخرهم فيقولون‪ :‬لقد كان هبذه مر ًة ماءً‪[ .‬مث يسريون حىت ينتهوا إىل‬
‫فيشربون ما فيها‪ّ ،‬‬
‫جبل اخلمر‪ -‬وهو جبل اخلمر‪ -‬وهو جبل بيت املقدس‪ -‬فيقولون‪ :‬لقد قلنا من يف األرض‪J،‬‬
‫هلم فلنقتل من يف السماء‪ .‬فريمون بنشاهبم‪ J‬إىل السماء‪ ،‬فريد اهلل عليهم نشاهبم خمضوبة دماً]‪.‬‬
‫وحيصر نيب اهلل عيسى وأصحابه؛ حىت يكون رأس الثور ألحدهم‬
‫يكن منه بيت مدر وال وبر‪ ،‬فيغسل األرض‪ J‬حىت يرتكها كالزلفة‪.‬‬‫مث يرسل اهلل مطراً ال ُّ‬
‫وردي بركتك‪.‬‬‫مث يقال لألرض‪ :‬أنبيت مثرتك‪ّ ،‬‬

‫‪[-35‬ليس بيين وبينه نيب( يعين‪ :‬عيسى)‪ ،‬وإنه نازل‪ ،‬فإذا رأيتموه فاعرفوه‪ :‬رجل مربوع إىل‬
‫احلمرة والبياض بني ممصرتني‪ ،‬كأن رأسه يقطر وإن مل يصبه بلل‪ ،‬فيقاتل‬
‫يده بني كتفيه‪ ،‬مث يقول له‪[:‬ال؛ إن بعضكم على بعض أمراء؛ تكرمة اهلل هلذه األمة]‪ ،‬تقدم‬
‫فصل‪ .‬فيصلي هبم إمامهم ‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪[-37‬مث يأيت الدجال جبل (إيلياء)‪ ،‬فيحاصر عصابة من املسلمني]‪[ ،‬فيقول هلم الذين عليهم‪:‬‬
‫ما تنتظرون هبذا‪ J‬الطاغية[إال] أن تقاتلوه حتلى تلحقوا‪ J‬باهلل‪ ،‬أو يفتح لكم‪ ،‬فيأمترون أن يقاتلوه‬
‫إذا أصبحوا]‪.‬‬
‫‪[ -38‬فبينما هم يعدون للقتال‪ ،‬ويسوون الصفوف؛ إذ أقيمت الصالة]‪[ ،‬‬
‫اهلل عز وجل عند عقبة أفيق]‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ -40‬فيهزم اهلل اليهود‪[،‬ويسلط‪ J‬عليهم املسلمون]‪[ ،‬ويقتلوهنم]‪ ،‬فال يبقى شيء مما خلق اهلل‬
‫يتوارى به يهودي إال أنطق اهلل ذلك الشيء؛ ال حجر‪ ،‬وال شجر‪ ،‬وال حائط‪ ،‬وال دابة‪ -‬إال‬
‫الغرقدة؛ فإهنا من شجرهم ال تنطق‪ -‬إال قال يا عبد اهلل املسلم! هذا يهودي [ورائي]‪ J‬فتعال‬
‫فاقتله‪.‬‬
‫‪[-41‬مث يلبث الناس بعده سنني سبعاً ليس بني اثنني عداوة]‪[ .‬وتكون الدعوة واحدة لرب‬
‫العاملني]‪[– .‬والذي‪ J‬نفسي بيده؛ ليُهلّن ابن مرمي بفج (الروحاء) حاجا أو معتمراً‪ ،‬أو‬
‫ليثنينهما]‪.‬‬
‫قوم قد عصمهم اهلل منه‪ ،‬فيمسح عن وجوههم‪ ،‬وحيدثهم‪J‬‬ ‫‪-43‬مث يأيت عيسى ابن مرمي ٌ‬
‫بدرجاهتم يف اجلنة‪.‬‬
‫فبينما هو كذلك؛ إذا أوحي اهلل إىل عيسى‪ :‬إين قد أخرجت عباداً يل ال يدان ألحد بقتاهلم‪،‬‬
‫فحرز عبادي إىل الطور‪.‬‬
‫ّ‬
‫فيمر أوائلهم على حبرية طربية‬
‫ويبعث اهلل يأجوج ومأجوج‪ ،‬وهم من كل حدب ينسلون‪ّ ،‬‬
‫ومير آخرهم فيقولون‪ :‬لقد كان هبذه مر ًة ماءً‪[ .‬مث يسريون حىت ينتهوا إىل‬ ‫فيشربون ما فيها‪ّ ،‬‬
‫جبل اخلمر‪ -‬وهو جبل اخلمر‪ -‬وهو جبل بيت املقدس‪ -‬فيقولون‪ :‬لقد قلنا من يف األرض‪J،‬‬
‫هلم فلنقتل من يف السماء‪ .‬فريمون بنشاهبم‪ J‬إىل السماء‪ ،‬فريد اهلل عليهم نشاهبم خمضوبة دماً]‪.‬‬
‫وحيصر نيب اهلل عيسى وأصحابه؛ حىت يكون رأس الثور ألحدهم‬
‫يكن منه بيت مدر وال وبر‪ ،‬فيغسل األرض‪ J‬حىت يرتكها كالزلفة‪.‬‬ ‫مث يرسل اهلل مطراً ال ُّ‬
‫وردي بركتك‪.‬‬
‫مث يقال لألرض‪ :‬أنبيت مثرتك‪ّ ،‬‬
‫الرسل؛‬
‫الرمانة‪ ،‬ويستظلون بقحفها‪ ،‬ويُبارك يف ّ‬‫فيومئذ تأكل العصابة من ّ‬
‫من املاء‪ ،‬وتكون الكلمة واحدة‪ ،‬فال يعبد إال اهلل‪ ،‬وتضع احلرب أوزارها‪ ،‬وتسلب قريش‬
‫ملكها‪[ ،‬مث يقال ‪ :‬تكون األرض‪ J‬كفاثور الفضة تنبت‪ ،‬نباهتا بعهد آدم]‪.‬‬
‫‪[-45‬فيمكث‪ J‬عيسى عليه الصالة والسالم يف األرض أربعني سنة‬
‫رجل يلوط حوض إبله‪ ،‬فيصعق‪ ،‬ويصعق‬ ‫أحد إال أصغى ليتاً‪ ،‬ورفع‪ J‬ليتاً‪ ،‬أول من يسمع ٌ‬
‫الناس‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫مث يرسل اهلل – و قال‪ :‬ينزل اهلل‪ -‬مطراً كأنه الطل أو الظّل‪-‬‬
‫ة]‪ .‬الناشر‪.‬‬

‫‪57‬‬

You might also like