You are on page 1of 4

‫قضاء صالة العيد‬

‫وحكم الصالة يف البيوت لو اقتضت املصلحة عدم إقامة صالة العيد‬

‫جاء عن الصحابة ثالثة أنواع يف قضاء صالة العيد ‪:‬‬


‫األول ‪ :‬عن أنس ريض اهلل عنه أنه كان‪(:‬جيعم ألله وبنيه‪ ،‬فصىل مهم كصالة أل‬
‫)‪(1‬‬
‫املرص وتكبريلم )‬
‫لكن الصواب أن لذا األثر ليس قضاء ب أداء ألن (أنس مل يفته يف املرص ب كان‬
‫ساكنا خارجا من املرص بعيدا منه ‪ ،‬فهو يف حكم أل القرى وقد أشار إىل ذلك‬
‫اإلمام أمحد ‪ -‬يف رواية عنه)(‪ ،)2‬و أنس بن مالك ‪( :‬كان يسكن خارجا من البرصة‬
‫(‪)3‬‬
‫عىل أميال منها)‬

‫الثاين ‪ :‬ما روي عن ابن مسعود ريض اهلل عنه من غري وجه ‪ :‬أن من فاتته صالة‬
‫العيد م اإلمام صىل أرب ركعات ‪.‬واحتج به اإلمام أمحد ‪.‬‬
‫وعن الثوري‪ ،‬عن مطرف‪ ،‬عن الشعبي قال‪ :‬قال عبد اهلل‪« :‬من فاته العيدان فليص‬
‫أربعا»‬
‫(‪)4‬‬

‫(‪)5‬‬
‫قال ابن رجب ‪( :‬وال عربة بتضعيف ابن املنذر له ؛ فإنه روي بأسانيد صحيحة)‬

‫(‪ )1‬علقه البخاري باجلزم قب احلديث(‪)987‬‬


‫(‪)2‬فتح الباري البن رجب (‪)169 /6‬‬
‫(‪)3‬فتح الباري البن رجب (‪)176 /6‬‬
‫(‪)4‬مصنف عبد الرزاق الصنعاين (‪)300 /3‬‬
‫(‪)5‬فتح الباري البن رجب (‪)171 /6‬‬

‫‪1‬‬
‫وعىل لذا القول ‪:‬‬
‫يصيل وحده من غري مجاعة ‪ ،‬نص عليه أمحد ــ يف رواية حمعمد بن احلكم ــ ‪ ،‬وكذا‬
‫ذكره أبو بكر عبد العزيز ‪.‬وإنام يصيل يف مجاعة إذا قلنا ‪ :‬يصيل صالة العيد عىل‬
‫صفتها(‪.)1‬‬
‫ونص أمحد ــ يف رواية ــ أن األرب بال تكبريات زوائد قال الزركشى‪ :‬لذه‬
‫املشهورة من الروايات‪ .‬اختارلا اخلرقى‪ ،‬والقاىض‪ ،‬والرشيف‪ ،‬وأبو اخلطاب ىف‬
‫(‪)2‬‬
‫«خالفاهتم»‪ .‬وأبو بكر فيام حكاه عنه القاىض والرشيف‬
‫وقول ابن مسعود لذا اختاره ‪ :‬الشعبي والثوري وأمحد ‪-‬يف رواية عنه ‪ ،-‬ولي‬
‫اختيار مجاعة من كبار أصحاب أمحد تقدم ذكرلم‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬عن عيل ريض اهلل عنه ‪ :‬أنه أمر من يصيل بضعفة الناس يف املسجد أربعا ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وال خيطب مهم‬
‫ولذا يف اجلعملة نحوا مما روي عن ابن مسعود‬
‫وقال إسحاق ‪( :‬إن صاللا يف بيته صاللا أربعا كالظهر ‪ ،‬وإن صاللا يف املصىل‬

‫(‪ )1‬فتح الباري البن رجب (‪)171 /6‬‬


‫(‪ )2‬اإلنصاف (‪)365 /5‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه ابن أيب شيبة (‪ ،)185 /2‬البيهقي (‪ ،)310 /3‬وفيه ضعف‪ ،‬لكن ذكر أمحد أثر ابن مسعود‬
‫ريض اهلل عنه ثم قال ‪(:‬ويقوي لذا عندي ما روي عن عيل ريض اهلل ‪« :‬أنه كان يستخلف عىل ضعفة‬
‫الناس من يصيل مهم يف املسجد أربعا» ) املعمت يف رشح املقن (‪ )573 /1‬البن املنجى التنوخي احلنبيل‬
‫وقال ابن قدامة ‪( :‬وقد ثبت أن عليا ‪ ،‬ريض اهلل عنه كان خيرج يوم العيد إىل املصىل ‪ ،‬ويستخلف عىل ضعفة‬
‫الناس أبا مسعود البدري ‪ ،‬فيصيل مهم) املغني (‪)212 /3‬‬

‫‪2‬‬
‫صاللا ركعتني بالتكبري ؛ ألن عليا أمر الذي يصيل بضعفة الناس يف املسجد أن‬
‫(‪)1‬‬
‫يصيل أربعا ‪ ،‬ركعتني مكان صالة العيد ‪ ،‬وركعتني مكان خروجهم إىل اجلبان)‬

‫قلت ‪ :‬قد يقال ما جاء عن عيل ليس قضاء‪.‬‬


‫لكن يف اجلعملة‪ :‬يتوافق ابن مسعود وعيل ريض اهلل عنهام أن من مل يص م اإلمام‬
‫فيصيل أربعا وهلذا ذكر يف املبدع أثر ابن مسعود وأثر عيل لالستدالل مهام عىل‬
‫األرب (‪ )2‬وتكون بال خطبة‪ ،‬وال تكبريات زوائد‪ .‬ألنه مل يص العيد عىل صفتها ب‬
‫أربعا‪ ،‬وتقدم ذلك‪.‬‬

‫اخلالصة ‪:‬‬
‫األقرب أن من صىل العيد يف بيته فيصيل أربعا بال خطبة‪ ،‬وال تكبريات زوائد عىل‬
‫ظالر ما روي عن ابن مسعود ريض اهلل عنه‪ .‬ويصيل منفردا كام تقدم عن اإلمام‬
‫أمحد‪ ،‬وجيوز مجاعة كام لو رأي ابن تيعمية‪.‬‬

‫ولذا اختيار ابن تيعمية ــ أعني الصالة أربعا ــ لكن خصه بغري القادر عىل اخلروج‬
‫كام سيأيت‪ .‬أما القادر إذا مل يص فال يقيض عنده‪.‬‬
‫قال ابن تيعمية‪( :‬وأما من كان يوم العيد مريضا أو حمبوسا وعادته يصيل العيد فهذا‬
‫ال يعمكنه اخلروج فهؤالء بعمنزلة الذين استخلف عيل من يصيل مهم فيصلون مجاعة‬

‫(‪ )1‬فتح الباري البن رجب (‪ ،)172 /6‬وأثر عيل أن الركعتني مكان اخلروج أخرجه البيهقي (‪)434 /3‬‬
‫وفيه ضعف‪.‬‬
‫(‪ )2‬املبدع يف رشح املقن (‪)192 /2‬‬

‫‪3‬‬
‫وفرادى ويصلون أربعا كام يصلون يوم اجلعمعة بال تكبري وال جهر بالقراءة‪)1()...‬‬
‫وقال أيضا ‪ (:‬ودل ما فعله أمري املؤمنني عيل عىل الفرق بني القادر عىل اخلروج إىل‬
‫املصىل والعاجز عنه)‬
‫(‪)2‬‬

‫تنبيهات ‪:‬‬
‫‪1‬ــ بالنسبة للعمذالب األربعة فالثالثة يرون مرشوعية قضاء العيد يف اجلعملة م‬
‫اخلالف يف كيفية القضاء‪ ،‬ويرى أبو حنيفة عدم مرشوعيته ويوافقه ابن تيعمية(‪.)3‬‬
‫‪2‬ــ اخلالف يف لذه املسألة قوي‪ ،‬وليس فيها نص عن املعصوم جيب املصري إليه‪،‬‬
‫لكن رجحت ما دلت عليه اآلثار‪.‬‬
‫‪3‬ـ املروي عن عيل ريض اهلل عنه‪ ،‬فيه شبه من واقعنا فيام لو اقتضت املصلحة عدم‬
‫إقامة صالة العيد‪ ،‬فعمن أراد أن يصليها يف البيت‪ ،‬فتصىل أربعا بال خطبة وال‬
‫تكبريات زوائد‪ ،‬ولذا متوافق باجلعملة م أثر ابن مسعود‪ ،‬وليس هلام خمالف من‬
‫الصحابة إذا اعتربنا أثر أنس ليس يف القضاء كام تقدم عن اإلمام أمحد‪.‬‬

‫كتبه‪/‬‬
‫أمحد اخللي‬
‫‪ / 15‬رمضان ‪1441/‬لــ‬

‫(‪)1‬جمعموع الفتاوى (‪)181 /24‬‬


‫(‪)2‬جمعموع الفتاوى (‪)181 /24‬‬
‫(‪)3‬الفروع (‪ ،)199 /3‬االختيارات(ص‪)129‬‬

‫‪4‬‬

You might also like