You are on page 1of 5

‫التصوير‬

‫‪1‬‬
‫تاريخ التصوير‬
‫يعود تاريخ التصوير ألقل من ‪ 200‬عام حيث تطورت عملية التصوير وشهدت تغييرات‪ ،‬فقد بدأت‬
‫باستخدام المواد الكيميائية الكاوية والكاميرات الثقيلة والبطيئة‪ ،‬وتطورت لتصبح وسيلة بسيطة وأكثر‬
‫تطوراً‪ ،‬ويمكن التعرف على تاريخ تطور عملية التصوير من خالل النقاط اآلتية‪ :‬لم يتم استخدام أول‬
‫الكاميرات إلنشاء الصور ولكن لدراسة البصريات‪ ،‬ويُنسب الفضل في ذلك إلى الباحث العربي ابن الهيثم‬
‫(‪945‬م‪1040 -‬م)‪ ،‬حيث اخترع حجرة التصوير المظلمة ؛ والتي كانت البداية الختراع الكاميرا ذات‬
‫الثقب‪ ،‬وذلك لشرح كيفية استخدام الضوء لعرض الصور على سطح مست ٍو‪ ،‬وذُكرت حجرة التصوير في‬
‫النصوص الصينية التي يعود تاريخها لحوالي ‪ 400‬قبل الميالد‪ ،‬وفي كتابات أرسطو أي قبل حوالي ‪330‬‬
‫قبل الميالد‪ .‬بحلول منتصف القرن السابع عشر تم اختراع العدسات المصنوعة بدقة‪ ،‬وبالتالي تم استخدام‬
‫حجرة التصوير من أجل تشكيل صور واقعية في العالم‪ ،‬كما تم استخدام الفوانيس السحرية( باإلنجليزية ‪:‬‬
‫)‪ ،Magic lanterns‬وتشبه فكرتها فكرة أجهزة العرض الحديثة‪ ،‬التي ساعدت في عرض صور مرسومة‬
‫على شرائح زجاجية على أسطح كبيرة‪ .‬استخدام المواد الكيميائية الحساسة في إنتاج الصور الفوتوغرافية‬
‫من قبل العالم األلماني يوهان هاينريش في عام ‪1727‬م‪ .‬طبع أول صورة فوتوغرافية باستخدام الحجرة‬
‫المظلمة من قبل العالم جوزيف نيسيفور عام ‪1827‬م‪ .‬تكوين شراكة بين العالم لويس داجير والعالم نيسيفور‬
‫في عام ‪1829‬م؛ من أجل تحسين وتطوير تجارب التصوير‪ ،‬وبعد عدة سنوات من التجارب استطاع‬
‫س ّميت باسمه‪ .‬بدء عملية التصوير األولية التي‬
‫داجير تطوير طريقة أكثر فاعلية للتصوير الفوتوغرافي و ُ‬
‫أطلق عليها العملية الداجيرية( باإلنجليزية )‪: Daguerreotype‬من خالل تثبيت الصور على ورقة من‬
‫ساس للضوء‪ ،‬ثم وضع‬
‫النحاس المطلي بالفضة‪ ،‬ثم صقل الفضة وطالها باليود من أجل خلق سطح ح ّ‬
‫اللوح في الكاميرا وكشفها لبضع دقائق‪ ،‬وبعد رسم الصورة بالضوء‪ ،‬تم استخدام محلول كلوريد الفضة‬
‫بتعرضها للضوء‪ .‬اكتساب العملية الداجيرية‬
‫لنقع اللوح فيه‪ ،‬وذلك من أجل صنع صورة دائمة‪ ،‬وال تتغير ّ‬
‫شعبية كبيرة في أوروبا والواليات المتحدة بحلول عام ‪1850‬م‪ ،‬وتم فتح العديد من استوديوهات التصوير‬
‫التي تتبع هذه التقنية للتصوير‪.‬‬

‫تصنف صور االستشعار عن بُعد حسب مخرجات أجهزة التصوير إلى نوعين هما الصورة الرقمية‬
‫(المرئية الرقمية) ‪ digital image‬وهي األكثر شيوعا في الوقت الحاضر‪ .‬أما النوع الثاني فهو الصـورة‬
‫الفوتوغرافية ‪ photograph‬التي تكون في األصل مصورة باستخدام فيلم ‪ film‬ثم تطبع على ورق أو‬
‫على شفافيات بالستيكية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫التصوير الفوتوغرافي‬
‫يعرف التصوير باإلنجليزية ‪: Photography‬أو التصوير الفوتوغرافي بأنه تقنية تسجيل صورة كائن‬
‫ّ‬
‫ما من خالل الضوء أو اإلشعاع على مادة حساسة للضوء‪ ،‬وقد اشتقت كلمة فوتوغرافي من الكلمة اليونانية‬
‫التي تعني الضوء)‪ ، (Photos‬وكلمة )‪ (graphein‬اليونانية التي تعني الرسم‪ ،‬واستُخدمت ألول مرة في‬
‫الثالثينيات من القرن التاسع عشر‪ ،‬ويتم تشكيل الصورة عادة من خالل تشكيلها عبر عدسة الكاميرا‪،‬‬
‫وبسبب التعرض للضوء‪ ،‬تخضع المواد الحساسة لتغيير في تركيبتها وبهذا تتشكل صورة معكوسة تُسمى‬
‫الصورة السلبية‪ ،‬لتصبح الصورة مرئية عن طريق تثبيتها بمادة ثيوكبريتات الصوديوم ‪(sodium‬‬
‫)‪ ،thiosulfate‬وقد تتم عملية المعالجة بشكل فوري أو قد تتأخر ألسابيع أو ألشهر مع تطور المواد‬
‫المستخدمة لتثبيت الصور‪.‬‬

‫مبدأ عمل التصوير الفوتوغرافي‬

‫يتكون الفليم الضوئي من صفيحة بالستيكية رقيقة مطلية بمادة غروية‬


‫تحتوي على بروميد الفضة‪. AgBr‬‬

‫عندما يسقط الضوء المنعكس من الجسم المراد تصويره تتأثر حبيبات‬


‫‪ AgBr‬بالضوء الساقط عليها حيت تتأكسد أيونات البروميد وتختزل‬
‫ايونات الفضة كما يلي‪:‬‬

‫عملية تأكسد‪:‬‬

‫‪2Br- --------- Br2 + 2e-‬‬

‫عملية اختزال‪:‬‬

‫‪Ag+ + e - --------- Ag‬‬

‫‪3‬‬
‫بعد ذلك في المختبر المظلم يتم اختزال بقية ايونات الفضة في المناطق التي تعرت للضوء بواسطة عامل‬
‫مختزل مناسب‪.‬‬

‫ثم ينقل الفلم إلى محلول يعمل على إذابة بروميد الفضة في مناطق لم تتأثر بالضوء وبالتالي تتكون صورة‬
‫سلبية ‪.‬‬

‫بعد ذلك تطبع الصورة السلبية في ورق فوتوغرافي خاص تتكون الصورة االيجابية‪.‬‬

‫المناطق التي تتأكسد وتختزل هي المناطق التي تتعرض للضوء‪ .‬فكما نعلم أن بروميد الفضة حساس‬
‫للضوء فعند تعرضه للضوء المنعكس من الجسم الذي نقوم بتصويره‬

‫يتأثر فيختزل ويتأكسد وتكون المنطقة التي حدث لها تأكسد واختزال هي بنفس شكل الجسم المصور ‪.‬‬

‫أي نستطيع القول بأن الكيمياء تلعب دورا كبيرا في كلتا مرحلتي التصوير الفوتوغرافي وهي مرحلة‬
‫التقاط الصورة واظهارها (تحميضها) واالفالم الفوتوغرافيه االبيض واالسود تحتوي على طبقة من‬
‫بروميد الفضة اما االفالم الملونة فتحتوي على ‪ 3‬طبقات حساسة لاللوان المختلفة (االلوان الثالث الرئيسية)‬
‫وفي مرحلة اظهار الصورة فان بروميد الفضة المنشط يتفاعل مع المظهر ليرسب الفضة الفلزية واي‬
‫بروميد فضة لم ينشط سوف يذوب في محلول يسمى المثبت(مكون من ثيوسلفات الصوديوم) وبعد اظهار‬
‫الفيلم (تحميضه) يصبح مايسمى بالصور السالبة جاهزة والمساحات التي تعرضت للضوء من الفيلم اصبح‬
‫لونها غامقا (مغطاة بالفضة) في حين ان المساحات التي لم تتعرض للضوء تكون ذات لون فاتح ثم يحول‬
‫السالب الى صور عادية بطبعها خالل ضوء ساطع على ورق حساس ‪.‬يمر الضوء خالل عدسة الكاميرا‬

‫‪4‬‬
‫وينشط جزيئات بروميد الفضة النشطة الى فضة بواسطة المظهر وتزال أي بقايا من بروميد الفضة‬
‫بواسطة المثبت تاركا التيجاتيف ويمر الضوء خالل النيجاتيف على ورق التصوير الضوئي وينتج اخيرا‬
‫الصورة النهائية الموجبة‪.‬‬

‫التصوير الرقمي‬
‫هي ناتج استخدام األجهزة الرقمية مثل الكاميرات الرقمية ‪ ،‬حيث يتم تخزين الصور القيم الرقمية في‬
‫الصورة بنظام ‪ raster‬على شكل أعمدة ‪ columns‬وصفوف ‪ ،rows‬حيث تتكون الصورة الرقمية من‬
‫مناطق صغيرة متساوية المساحة تسمى عناصر الصورة ‪ Picture Elements‬أو خاليا ‪ Pixels‬الصورة‪.‬‬
‫تمثل كل خلية من خاليا الصورة منطقة جغرافية معينة قد تكون صغيرة أو كبيرة وفقا للوضوح المكاني‬
‫فيها‪ .‬ولقد أصبح باإلمكان وبسرعة وسهولة تحويل الصور الفوتوغرافية إلى صور رقمية وذلك من خالل‬
‫الماسحات الضوئية ‪ ،scanners‬األمر الذي يمكن من معالجتها باستخدام الحاسب اآللي لجعلها تتطابق‬
‫مع مصادر المعلومات الرقمية األخرى (الصور الرقمية والخرائط الرقمية) التي تغطي المنطقة نفسها‪.‬‬

‫بدأ إدخال الكاميرات الحديثة والذكية في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينات من القرن العشرين‪ ،‬حيث‬
‫تصور من تلقاء نفسها‪ ،‬كما أصبحت الكاميرات األوتوماتيكية ذات‬
‫ّ‬ ‫تم تطوير الكاميرات المدمجة التي‬
‫شعبية كبيرة بين المصورين‪ ،‬وتم بدء محاولة تصنيع الكاميرات الرقمية في الثمانينيات والتسعينيات حيث‬
‫تم تطوير الكاميرات التي ّ‬
‫تخزن الصور بشكل إلكتروني‪ ،‬وأول هذه الكاميرات استطاعت استخدام الوسائط‬
‫الرقمية بدالً من األفالم‪ ،‬وبحلول عام ‪1991‬م ُ‬
‫صنعت أول كاميرا رقمية متقدمة من قبل شركة كوداك وتم‬
‫استخدامها بنجاح من قبل المتخصصين‪.‬‬

‫تتم عمليات معالجة الصور رقميا باستخدام الحاسب االلي‪ .‬وقد بدأت هذه التقنية في الستينات من هذا القرن‬
‫على ايدي باحثين قاموا بتحليل بعض من الصور الجوية الرقمية المتعددة االطياف وبعد ان كانت البرامج‬
‫واجهزة الحاسب مكلفة في ذلك الوقت فأنها في الوقت الراهن تحسنت الوسائل والسبل وتوفرت المعلومات‬
‫وتطورت الحاسبات والبرامج وانخفضت تكلفتها واصبحت مصادر الصور متعددة ‪ ,‬وبالتالي يمكن تلخيص‬
‫فكرة معالجة الصور رقميا بانها عبارة عن ادخال الصورة الى الحاسب االلي نطاقا نطاقا وعنصرا عنصرا‬
‫حتى اكتمال تخزينها على شكل مصفوفة‪ .‬ثم تطبيق الخوارزميات التي تمثل انواع المعالجة المطلوبة على‬
‫الصورة‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like