You are on page 1of 1095

‫[ تفسير الجاللين ‪ -‬المحلي والسيوطي ]‬

‫الكتاب ‪ :‬تفسير الجاللين‬


‫المؤلف ‪ :‬جالل الدين محمد بن أحمد المحلي‬
‫وجالل الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي‬
‫الناشر ‪ :‬دار الحديث ‪ -‬القاهرة‬
‫الطبعة األولى‬
‫عدد األجزاء ‪1 :‬‬

‫سورة الفاتحة‬
‫مكية سبع آيات بالبسملة إن كانت منها والسابعة صراط الذين إلى آخرها وان لم يكن منها فالسابعة غير‬
‫المغضوب إلى آخرها ويقدر في أولها قولوا ليكون ما قبل إياك نعبد مناسبا له بكونها من مقول العباد‬
‫‪ - 1‬بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫(‪)2/1‬‬

‫‪ { - 2‬الحمد هلل } جملة خبرية قصد بها الثناء على هللا بمضمونها على أنه تعالى ‪ :‬مالك لجميع الحمد من‬
‫الخلق آو مستحق ألن يحمدوه وهللا علم على المعبود بحق { رب العالمين } أي مالك جميع الخلق من اإلنس‬
‫والجن والمالئكة والدواب وغيرهم وكل منها يطلق عليه عالم يقال عالم اإلنس وعالم الجن إلى غير ذلك‬
‫وغلب في جمعه بالياء والنون أولي العلم على غيرهم وهو من العالمة ألنه عالمة على موجده‬

‫(‪)2/1‬‬

‫‪ { - 3‬الرحمن الرحيم } أي ذي الرحمة وهي إرادة الخير ألهله‬

‫(‪)2/1‬‬

‫‪ { - 4‬مالك يوم الدين } أي الجزاء وهو يوم القيامة وخص بالذكر ألنه ال ملك ظاهرا فيه ألحد إال هلل تعالى‬
‫بدليل { لمن الملك اليوم ؟ هلل } ومن قرأ مالك فمعناه مالك األمر كله في يوم القيامة أو هو موصوف بذلك‬
‫دائما كغافر الذنب فصح وقوعه صفة لمعرفة‬

‫(‪)2/1‬‬
‫‪ { - 5‬إياك نعبد وإياك نستعين } أي نخصك بالعبادة من توحيد وغيره ونطلب المعونة على العبادة وغيرها‬

‫(‪)2/1‬‬

‫‪ { - 6‬اهدنا الصراط المستقيم } أي أرشدنا إليه ويبدل منه‬

‫(‪)2/1‬‬

‫‪ { - 7‬صراط الذين أنعمت عليهم } بالهداية ويبدل من الذين بصلته { غير المغضوب عليهم } وهم اليهود‬
‫{ وال } وغير { الظالمين } وهم النصارى ونكتة البدل إفادة أن المهتدين ليسوا يهودا وال نصارى وهللا أعلم‬
‫بالصواب وإليه المرجع والمآب وصلى هللا على سيدنا محمد و على آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا دائما أبدا‬
‫وحسبنا هللا ونعم الوكيل وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم‬

‫(‪)2/1‬‬

‫سورة البقرة‬
‫مدنية مائتان وست أو سبع وثمانون آية‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬الم } هللا اعلم بمراده بذلك‬

‫(‪)3/1‬‬

‫‪ { - 2‬ذلك } اي هذا { الكتاب } الذي يقرؤه محمد { ال ريب } والشك { فيه } أنه من عند هللا وجملة النفي‬
‫خبر مبتدؤه ذلك واإلشارة به للتعظيم { هدى } خبر ثان أي هاد { للمتقين } الصائرين إلى التقوى بامتثال‬
‫األوامر واجتناب النواهي التقائهم بذلك النار‬

‫(‪)3/1‬‬

‫‪ { - 3‬الذين يؤمنون } يصدقون { بالغيب } بما غاب عنهم من البعث والجنة والنار { ويقيمون الصالة } اي‬
‫يأتون بها بحقوقها { ومما رزقناهم } أعطيناهم { ينفقون } في طاعة هللا‬
‫( ‪)3 / 1‬‬

‫‪ { - 4‬والذين يؤمنون بما أنزل إليك } اي القرآن { وما أنزل من قبلك } اي التوراة واإلنجيل وغيرهما‬
‫{ وباآلخرة هم يوقنون } يعلمون‬

‫(‪)3/1‬‬

‫‪ { - 5‬أولئك } الموصوفون بما ذكر { على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون } الفائزون بالجنة الناجون‬
‫من النار‬

‫(‪)4/1‬‬

‫‪ { - 6‬إن الذين كفروا } كأبي جهل وأبى لهب ونحوهما { سواء عليهم أأنذرتهم } بتحقيق الهمزتين وإبدال‬
‫الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة واألخرى وتركه { أم لم تنذرهم ال يؤمنون } لعلم هللا منهم ذلك‬
‫فال تطمع في أيمانهم واإلنذار إعالم مع تخويف‬

‫(‪)4/1‬‬

‫‪ { - 7‬ختم هللا على قلوبهم } طبع عليها وتستوثق فال يدخلها خير { وعلى سمعهم } اي موضعه فال ينتفعون‬
‫بما يسمعونه من الحق { وعلى أبصارهم غشاوة } وغطاء فال يبصرون الحق { ولهم عذاب عظيم } قوي‬
‫دائم‬

‫(‪)4/1‬‬

‫‪ - 8‬ونزل في المنافقين ‪ { :‬ومن الناس من يقول آمنا باهلل وباليوم اآلخر } اي يوم القيامة ألنه آخر األيام‬
‫{ وما هم بمؤمنين } روعي فيه معنى من وفي ضمير يقول لفظها‬

‫(‪)4/1‬‬
‫‪ { - 9‬يخادعون هللا والذين آمنوا } بإظهار خالف ما أبطنوه من الكفر ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية { وما‬
‫يخدعون إال أنفسهم } ألن وبال خداعهم راجع إليهم فيفتضحون في الدنيا بإطالع هللا نبيه على ما أبطنوه‬
‫ويعاقبون في اآلخرة { وما يشعرون } يعلمون أن خداعهم ألنفسهم والمخادعة هنا من واحد كعاقبة اللص‬
‫وذكر هللا فيها تحسين وفي قراءة وما يخدعون‬

‫(‪)4/1‬‬

‫‪ { - 10‬في قلوبهم مرض } شك ونفاق فهو يمرض قلوبهم أي يضعفها { فزادهم هللا مرضا } بما أنزله من‬
‫القرآن لكفرهم به { ولهم عذاب أليم } مؤلم { بما كانوا يكذبون } بالتشديد أي ‪ :‬نبي هللا وبالتخفيف أي قولهم‬
‫آمنا‬

‫(‪)4/1‬‬

‫‪ { - 11‬وإذا قيل لهم } أي لهؤالء { ال تفسدوا في األرض } بالكفر والتعويق عن اإليمان { قالوا إنما نحن‬
‫مصلحون } وليس ما نحن فيه بفساد قال هللا تعالى ردا عليهم ‪:‬‬

‫(‪)4/1‬‬

‫‪ { - 12‬أال } للتنبيه { إنهم هم المفسدون ولكن ال يشعرون } بذلك‬

‫(‪)4/1‬‬

‫‪ { - 13‬وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس } أصحاب النبي { قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء } الجهال اي ال‬
‫نفعل كفعلهم قال تعالى ردا عليهم ‪ { :‬أال إنهم هم السفهاء ولكن ال يعلمون } ذلك‬

‫(‪)4/1‬‬

‫‪ { - 14‬وإذا لقوا } أصله لقيوا حذفت الضمة لالستثقال ثم الباء اللتقائها ساكنة مع الواو { الذين آمنوا قالوا‬
‫آمنا وإذا خلوا } منهم ورجعوا { إلى شياطينهم } رؤسائهم { قالوا إنا معكم } في الدين { إنما نحن‬
‫مستهزئون } بهم بإظهار اإليمان‬

‫(‪)4/1‬‬
‫‪ { - 15‬هللا يستهزئ بهم } يجازيهم باستهزائهم { ويمدهم } يمهلهم { في طغيانهم } بتجاوزهم الحد في الكفر‬
‫{ يعمهون } يترددون تحيرا حال‬

‫(‪)5/1‬‬

‫‪ { - 16‬أولئك الذين اشتروا الضاللة بالهدى } اي استبدلوها به { فما ربحت تجارتهم } أي ما ربحوا فيها بل‬
‫خسروا لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم { وما كانوا مهتدين } فيما فعلوا‬

‫(‪)5/1‬‬

‫‪ { - 17‬مثلهم } صفتهم في نفاقهم { كمثل الذي استوقد } أوقد { نارا } في ظلمة { فلما أضاءت } أنارت‬
‫{ ما حوله } فأبصر واستدفأ وأمن ممن يخافه { ذهب هللا بنورهم } أطفأه وجمع الضمير مراعاة لمعنى الذي‬
‫{ وتركهم في ظلمات ال يبصرون } ما حولهم متحيرين عن الطريق خائفين فكذلك هؤالء آمنوا بإظهار كلمة‬
‫اإليمان فإذا ماتوا جاءهم الخوف والعذاب‬

‫(‪)5/1‬‬

‫‪ - 18‬هم { صم } عن الحق فال يسمعونه سماع قبول { بكم } خرس عن الخير فال يقولونه { عمي } عن‬
‫طريق الهدى فال يرونه { فهم ال يرجعون } عن الضاللة‬

‫(‪)5/1‬‬

‫‪ { - 19‬أو } مثلهم { كصيب } أي كأصحاب مطر وأصله صيوب من صاب يصوب أي ينزل { من‬
‫السماء } السحاب { فيه } أي السحاب { ظلمات } متكاثفة { ورعد } هو الملك الموكل به وقيل صوته‬
‫{ وبرق } لمعان صوته الذي يزجره به { يجعلون } أي أصحاب الصيب { أصابعهم } أي أناملها { في‬
‫آذانهم من } أجل { الصواعق } شدة صوت الرعد لئال يسمعوها { حذر } خوف { الموت } من سماعها‬
‫كذلك هؤالء ‪ :‬إذ نزل القرآن وفيه ذكر الكفر المشبه بالظلمات والوعيد عليه المشبه بالرعد والحجج البينة‬
‫المشبهة بالبرق يسدون آذانهم لئال يسمعوه فيميلوا إلى اإليمان وترك دينهم وهو عندهم موت { وهللا محيط‬
‫بالكافرين } علما وقدرة فال يفوتونه‬

‫(‪)5/1‬‬
‫‪ { - 20‬يكاد } يقرب { البرق يخطف أبصارهم } يأخذها بسرعة { كلما أضاء لهم مشوا فيه } أي في ضوئه‬
‫{ وإذا أظلم عليهم قاموا } وقفوا تمثيل إلزعاج ما في القرآن من الحجج قلوبهم وتصديقهم لما سمعوا فيه مما‬
‫يحبون ووقوفهم عما يكرهون‬

‫(‪)5/1‬‬

‫‪ { - 21‬يا أيها الناس } أي أهل مكة { اعبدوا } وحدوا { ربكم الذي خلقكم } أنشأكم ولم تكونوا شيئا { و }‬
‫خلق { الذين من قبلكم لعلكم تتقون } بعبادته عقابه ولعل ‪ :‬في األصل للترجي وفي كالمه تعالى للتحقيق‬

‫(‪)6/1‬‬

‫‪ { - 22‬الذي جعل } خلق { لكم األرض فراشا } حال بساطا يفترش ال غاية في الصالبة أو الليونة فال يمكن‬
‫االستقرار عليها { والسماء بناء } سقفا { وأنزل من السماء ماء فأخرج به من } أنواع { الثمرات رزقا لكم‬
‫فال تجعلوا هلل أندادا } شركاء في العبادة { وأنتم تعلمون } أنه الخالق وال تخلقون وال يكون إلها إال من يخلق‬

‫(‪)6/1‬‬

‫‪ { - 23‬وإن كنتم في ريب } شك { مما نزلنا على عبدنا } محمد من القرآن أنه من عند هللا { فاتوا بسورة‬
‫من مثله } أي المنزل ومن للبيان أي هي مثله في البالغة وحسن النظم واإلخبار عن الغيب والسورة قطعة‬
‫لها أول وآخر أقلها ثالث آيات { وادعوا شهداءكم } آلهتكم التي تعبدونها { من دون هللا } أي غيره لتعينكم‬
‫{ إن كنتم صادقين } في أن محمد قاله من عند نفسه فافعلوا ذلك فإنكم عربيون فصحاء مثله ولما عجزوا عن‬
‫ذلك قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)6/1‬‬

‫‪ { - 24‬فإن لم تفعلوا } ما ذكر لعجزكم { ولن تفعلوا } ذلك أبدا لظهور إعجازه ‪ -‬إعتراض ‪ { -‬فاتقوا }‬
‫باأليمان باهلل وأنه ليس من كالم البشر { النار التي وقودها الناس } الكفار { والحجارة } كأصنامهم منها‬
‫يعني أنها مفرطة الحرارة تتقد بما ذكر ال كنار الدنيا تتقد بالحطب ونحوه { أعدت } هيئت { للكافرين }‬
‫يعذبون بها جملة مستأنفة أو حال الزمة‬

‫(‪)6/1‬‬
‫‪ { - 25‬وبشر } أخبر { الذين آمنوا } صدقوا باهلل { وعملوا الصالحات } من الفروض والنوافل { أن } أي‬
‫بأن { لهم جنات } حدائق ذات شجر ومساكن { تجري من تحتها } أي تحت أشجارها وقصورها‬
‫{ األنهار } أي المياه فيها والنهر الموضع الذي يجري فيه الماء ألن الماء ينهره أي يحفره وإسناد الجري إليه‬
‫مجاز { كلما رزقوا منها } أطعموا من تلك الجنات { من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي } أي مثل ما { رزقنا من‬
‫قبل } أي قبله في الجنة لتشابه ثمارها بقرينة { وأتوا به } أي جيئوا بالرزق { متشابها } يشبه بعضه بعضا‬
‫لونا ويختلف طعما { ولهم فيها أزواج } من الحور وغيرها { مطهرة } من الحيض وكل قذر { وهم فيها‬
‫خالدون } ماكثون أبدا ال يفنون وال يخرجون ونزل ردا لقول اليهود لما ضرب هللا المثل بالذباب في قوله ‪:‬‬
‫{ وإن يسلبهم الذباب شيئا } والعنكبوت في قوله ‪ { :‬كمثل العنكبوت } ما أراد هللا بذكر هذه األشياء الخسيسة‬
‫؟ فأنزل هللا ‪:‬‬

‫(‪)6/1‬‬

‫‪ { - 26‬إن هللا ال يستحيي أن يضرب } يجعل { مثال } مفعول أول { ما } نكرة موصوفة بما بعدها مفعول‬
‫ثان أي أي مثل كان أو زائدة لتأكيد الخسة فما بعدها المفعول الثاني { بعوضة } مفرد البعوض وهو صغار‬
‫البق { فما فوقها } أي أكبر منها أي ال يترك بيانه لما فيه من الحكم { فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه } أي‬
‫المثل { الحق } الثابت الواقع موقعه { من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد هللا بهذا مثال } تمييز أي‬
‫بهذا المثل وما استفهام إنكار مبتدأ وذا بمعنى الذي بصلته خبره أي ‪ :‬أي فائدة فيه قال تعالى في جوابهم‬
‫{ يضل به } أي بهذا المثل { كثيرا } عن الحق لكفرهم به { ويهدي به كثيرا } من المؤمنين لتصديقهم به‬
‫{ وما يضل به إال الفاسقين } الخارجين عن طاعته‬

‫(‪)7/1‬‬

‫‪ { - 27‬الذين } نعت { ينقضون عهد هللا } ما عهده إليهم في الكتب من اإليمان بمحمد صلى هللا عليه و سلم‬
‫{ من بعد ميثاقه } توكيده عليهم { ويقطعون ما أمر هللا به أن يوصل } من اإليمان بالنبي والرحم وغير ذلك‬
‫وأن بدل من ضمير به { ويفسدون في األرض } بالمعاصي والتعويق عن اإليمان { أولئك } الموصوفون‬
‫بما ذكر { هم الخاسرون } لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم‬

‫(‪)7/1‬‬

‫‪ { - 28‬كيف تكفرون } يا أهل مكة { باهلل و } وقد { كنتم أمواتا } نطفا في األصالب { فأحياكم } في‬
‫األرحام والدنيا ينفخ الروح فيكم واالستفهام للتعجب من كفرهم مع قيام البرهان أو للتوبيخ { ثم يميتكم } عند‬
‫إنتهاء آجالكم { ثم يحييكم } بالبعث { ثم إليه ترجعون } تردون بعد البعث فيجازيكم بأعمالكم وقال دليال على‬
‫البعث لما أنكروه‬
‫( ‪)7 / 1‬‬

‫‪ { - 29‬هو الذي خلق لكم ما في األرض } أي األرض وما فيها { جميعا } لتنتفعوا به وتعتبروا { ثم‬
‫استوى } بعد خلق األرض أي قصد { إلى السماء فسواهن } الضمير يرجع إلى السماء ألنها في معنى‬
‫الجملة اآليلة إليه ‪ :‬أي صيرها كما في آية أخرى { فقضاهن } { سبع سماوات وهو بكل شيء عليم } مجمال‬
‫ومفصال أفال تعتبرون أن القادر على خلق ذلك ابتداء وهو أعظم منكم قادر على إعادتكم‬

‫(‪)7/1‬‬

‫‪ { - 30‬و } اذكر يا محمد { إذ قال ربك للمالئكة إني جاعل في األرض خليفة } يخلفني في تنفيذ أحكامي‬
‫فيها وهو آدم { قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها } بالمعاصي { ويسفك الدماء } يريقها بالقتل كما فعل بنو‬
‫الجان وكانوا فيها فلما أفسدوا أرسل هللا عليهم المالئكة فطردوهم إلى الجزائر والجبال { ونحن نسبح }‬
‫متلبسين { بحمدك } أي نقول سبحان هللا وبحمده { ونقدس لك } ننزهك عما ال يليق بك فالالم زائدة والجملة‬
‫حال أي فنحن أحق باالستخالف { قال } تعالى { إني أعلم ما ال تعلمون } من المصلحة في استخالف آدم‬
‫وأن ذريته فيهم المطيع والعاصي فيظهر العدل بينهم فقالوا لن يخلق ربنا خلقا أكرم عليه منا وال أعلم لسبقنا‬
‫له ورؤيتنا ما لم يره فخلق هللا تعالى آدم من أديم األرض أي وجهها بأن قبض منها قبضة من جميع ألوانها‬
‫وعجنت بالمياه المختلفة وسواه ونفخ فيه الروح فصار حيوانا حساسا بعد أن كان جمادا‬

‫(‪)7/1‬‬

‫‪ { - 31‬وعلم آدم األسماء } أي أسماء المسميات { كلها } بأن ألقى في قلبه علمها { ثم عرضهم } أي‬
‫المسميات وفيه تغليب العقالء { على المالئكة فقال } لهم تبكيتا { أنبئوني } أخبروني { بأسماء هؤالء }‬
‫المسميات { إن كنتم صادقين } في أني ال أخلق أعلم منكم أو إنكم أحق بالخالفة وجواب الشرط دل عليه ما‬
‫قبله‬

‫(‪)8/1‬‬

‫‪ { - 32‬قالوا سبحانك } تنزيها لك عن االعتراض عليك { ال علم لنا إال ما علمتنا } إياه { إنك أنت } تأكيد‬
‫للكاف { العليم الحكيم } الذي ال يخرج شيء عن علمه وحكمته‬

‫(‪)8/1‬‬
‫‪ { - 33‬قال } تعالى { يا آدم أنبئهم } اي المالئكة { بأسمائهم } المسميات فسمى كل شيء باسمه وذكر‬
‫حكمته التي خلق لها { فلما أنبأهم بأسمائهم قال } تعالى لهم موبخا { ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات‬
‫واألرض } ما غاب فيهما { وأعلم ما تبدون } ما تظهرون من قولكم أتجعل فيها الخ { وما كنتم تكتمون }‬
‫تسرون من قولكم لن يخلق أكرم عليه منا وال أعلم‬

‫(‪)8/1‬‬

‫‪ { - 34‬و } اذكر { إذ قلنا للمالئكة اسجدوا آلدم } سجود تحية باالنحناء { فسجدوا إال إبليس } هو أبو الجن‬
‫كان بين المالئكة { أبى } امتنع من السجود { واستكبر } تكبر عنه وقال ‪ :‬أنا خير منه { وكان من‬
‫الكافرين } في علم هللا‬

‫(‪)8/1‬‬

‫‪ { - 35‬وقلنا يا آدم اسكن أنت } تأكيد للضمير المستتر ليعطف عليه { وزوجك } حواء بالمد وكان خلقها من‬
‫ضلعه األيسر { الجنة وكال منها } أكال { رغدا } واسعا ال حجر فيه { حيث شئتما وال تقربا هذه الشجرة }‬
‫باألكل منها وهي الحنطة أو الكرم أو غيرهما { فتكونا } فتصيرا { من الظالمين } العاصين‬

‫(‪)9/1‬‬

‫‪ { - 36‬فأزلهما الشيطان } إبليس أذهبهما وفي قراءة فأزالهما نحاهما { عنها } أي الجنة بأن قال لهما ‪ :‬هل‬
‫أدلكما على شجرة الخلد وقاسمهما باهلل انه لهما لمن الناصحين فأكال منها { فأخرجهما مما كانا فيه } من‬
‫النعيم { وقلنا اهبطوا } إلى األرض أي أنتما بما اشتملتما عليه من ذريتكما { بعضكم } بعض الذرية‬
‫{ لبعض عدو } من ظلم بعضكم بعضا { ولكم في األرض مستقر } موضع قرار { ومتاع } ما تتمتعون به‬
‫من نباتها { إلى حين } وقت انقضاء آجالكم‬

‫(‪)9/1‬‬

‫‪ { - 37‬فتلقى آدم من ربه كلمات } ألهمه إياها وفي قراءة بنصب آدم ورفع كلمات أي جاءه وهي { ربنا‬
‫ظلمنا أنفسنا } اآلية فدعا بها { فتاب عليه } قبل توبته { إنه هو التواب } على عباده { الرحيم } بهم‬

‫(‪)9/1‬‬
‫‪ { - 38‬قلنا اهبطوا منها } من الجنة { جميعا } كرره ليعطف عليه { فإما } فيه إدغام نون أن الشرطية في‬
‫ما الزائدة { يأتينكم مني هدى } كتاب ورسول { فمن تبع هداي } فآمن بي وعمل بطاعتي { فال خوف عليهم‬
‫وال هم يحزنون } في اآلخرة بأن يدخلوا الجنة‬

‫(‪)9/1‬‬

‫‪ { - 39‬والذ ين كفروا وكذبوا بآياتنا } كتبنا { أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } ماكثون أبدا ال يفنون‬
‫وال يخرجون‬

‫(‪)9/1‬‬

‫‪ { - 40‬يا بني إسرائيل } أوالد يعقوب { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم } أي على آبائكم من اإلنجاء من‬
‫فرعون وفلق البحر وتظليل الغمام وغير ذلك بأن تشكروها بطاعتي { وأوفوا بعهدي } الذي عهدته إليكم من‬
‫اإليمان بمحمد { أوف بعهدكم } الذي عهدت إليكم من الثواب عليه بدخول الجنة { وإياي فارهبون } خافون‬
‫في ترك الوفاء به دون غيري‬

‫(‪)9/1‬‬

‫‪ { - 41‬وآمنوا بما أنزلت } من القرآن { مصدقا لما معكم } من التوراة بموافقته له في التوحيد والنبوة { وال‬
‫تكونوا أول كافر به } من أهل الكتاب ألن خلقكم تبع لكم فإثمهم عليكم { وال تشتروا } تستبدلوا { بآياتي }‬
‫التي في كتابكم من نعت محمد صلى هللا عليه و سلم { ثمنا قليال } عرضا يسيرا من الدنيا أي ال تكتموها‬
‫خوف فوات ما تأخذونه من سفلتكم { وإياي فاتقون } خافون في ذلك دون غيري‬

‫(‪)10/1‬‬

‫‪ { - 42‬وال تلبسوا } تخلطوا { الحق } الذي أنزلت عليكم { بالباطل } الذي تفترونه { و } ال { تكتموا‬
‫الحق } نعت محمد صلى هللا عليه و سلم { وأنتم تعلمون } أنه الحق‬

‫(‪)10/1‬‬

‫‪ { - 43‬وأقيموا الصالة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين } صلوا مع المصلين محمد وأصحابه ونزل في‬
‫علمائهم وكانوا يقولون ألقربائهم المسلمين اثبتوا على دين محمد فإنه حق ‪:‬‬
‫(‪)10/1‬‬

‫‪ { - 44‬أتأمرون الناس بالبر } بمحمد { وتنسون أنفسكم } تتركونها فال تأمرونها به { وأنتم تتلون الكتاب }‬
‫التوراة وفيها الوعيد على مخلفة القول العمل { أفال تعقلون } سوء فعلكم فترجعون فجملة النسيان محل‬
‫االستفهام اإلنكاري‬

‫(‪)10/1‬‬

‫‪ { - 45‬واستعينوا } اطلبوا المعونة على أموركم { بالصبر } الحبس للنفس على ما تكره { والصالة }‬
‫أفردها بالذكر تعظيما لشأنها وفي الحديث كان صلى هللا عليه و سلم إذا حز به أمر بادر إلى الصالة وقيل‬
‫الخطاب لليهود لما عاقهم عن اإليمان الشره وحب الرياسة فأمروا بالصبر وهو الصوم ألنه يكسر الشهوة‬
‫والصالة ألنها تورث الخشوع وتنفي الكبر { وإنها } أي الصالة { لكبيرة } ثقيلة { إال على الخاشعين }‬
‫الساكنين إلى الطاعة‬

‫(‪)10/1‬‬

‫‪ { - 46‬الذين يظنون } يوقنون { أنهم مالقوا ربهم } بالبعث { وأنهم إليه راجعون } في اآلخرة فيجازيهم‬

‫(‪)10/1‬‬

‫‪ { - 47‬يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم } بالشكر عليها بطاعتي { وأني فضلتكم } أي‬
‫آباءكم { على العالمين } عالمي زمانهم‬

‫(‪)10/1‬‬

‫‪ { - 48‬واتقوا } خافوا { يوما ال تجزي } فيه { نفس عن نفس شيئا } وهو يوم القيامة { وال تقبل } بالتاء‬
‫والياء { منها شفاعة } أي ليس لها شفاعة فتقبل { فما لنا من شافعين } { وال يؤخذ منها عدل } فداء { وال‬
‫هم ينصرون } يمنعون من عذاب هللا‬

‫(‪)10/1‬‬
‫‪ { - 49‬و } اذكروا { إذ نجيناكم } أي آباءكم والخطاب به وبما بعده للموجودين في زمن نبينا بما أنعم هللا‬
‫على آبائهم تذكيرا لهم بنعمة هللا تعلى ليؤمنوا { من آل فرعون يسومونكم } يذيقونكم { سوء العذاب } أشده‬
‫والجملة حال من ضمير نجيناكم { يذبحون } بيان لما قبله { أبناءكم } المولودين { ويستحيون } يستبقون‬
‫{ نساءكم } لقول بعض الكهنة له أم مولودا يولد في بني إسرائيل يكون سببا لذهاب ملكك { وفي ذلكم }‬
‫العذاب أو اإلنجاء { بالء } إبتالءأوإنعام { من ربكم عظيم }‬

‫(‪)10/1‬‬

‫‪ { - 50‬و } اذكروا { إذ فرقنا } فلقنا { بكم } بسببكم { البحر } حتى دخلتموه هاربين من عدوكم‬
‫{ فأنجيناكم } من الغرق { وأغرقنا آل فرعون } قومه معه { وأنتم تنظرون } إلى انطباق البحر عليهم‬

‫(‪)11/1‬‬

‫‪ { - 51‬وإذ واعدنا } بألف ودونها { موسى أربعين ليلة } نعطيه عند انقضائها التوراة لتعملوا بها { ثم‬
‫اتخذتم العجل } الذي صاغه لكم السامري إلها { من بعده } أي بعد ذهابه إلى ميعادنا { وأنتم ظالمون }‬
‫باتخاذه لوضعكم العبادة في غير محلها‬

‫(‪)11/1‬‬

‫‪ { - 52‬ثم عفونا عنكم } محونا ذنوبكم { من بعد ذلك } االتخاذ { لعلكم تشكرون } نعمتنا عليكم‬

‫(‪)11/1‬‬

‫‪ { - 53‬وإذ آتينا موسى الكتاب } التوراة { والفرقان } عطف تفسير أي الفارق بين الحق والباطل والحالل‬
‫والحرام { لعلكم تهتدون } به من الضالل‬

‫(‪)11/1‬‬

‫‪ { - 54‬وإذ قال موسى لقومه } الذين عبدوا العجل { يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل } إلها‬
‫{ فتوبوا إلى بارئكم } خالقكم من عبادته { فاقتلوا أنفسكم } أي ليقتل البريء منكم المجرم { ذلكم } القتل‬
‫{ خير لكم عند بارئكم } فوفقكم لفعل ذلك وأرسل عليكم سحابة سوداء لئال يبصر بعضكم بعضا فيرحمه حتى‬
‫قتل منكم نحو سبعين ألفا { فتاب عليكم } قبل توبتكم { إنه هو التواب الرحيم }‬
‫(‪)11/1‬‬

‫‪ { - 55‬وإذ قلتم } وقد خرجتم مع موسى لتعتذروا إلى هللا من عبادة العجل وسمعتم كالمه { يا موسى لن‬
‫نؤمن لك حتى نرى هللا جهرة } عيانا { فأخذتكم الصاعقة } الصيحة فمتم { وأنتم تنظرون } ما حل بكم‬

‫(‪)11/1‬‬

‫‪ { - 56‬ثم بعثناكم } أحييناكم { من بعد موتكم لعلكم تشكرون } نعمتنا بذلك‬

‫(‪)11/1‬‬

‫‪ { - 57‬وظللنا عليكم الغمام } سترناكم بالسحاب الرقيق من حر الشمس في التيه { وأنزلنا عليكم } فيه‬
‫{ المن والسلوى } هما الترنجبين والطير السماني بتخفيف الميم والقصر وقلنا ‪ { :‬كلوا من طيبات ما‬
‫رزقناكم } وال تدخروا فكفروا النعمة وادخروا فقطع عنهم { وما ظلمونا } بذلك { ولكن كانوا أنفسهم‬
‫يظلمون } الن وباله عليهم‬

‫(‪)11/1‬‬

‫‪ { - 58‬وإذ قلنا } لهم بعد خروجهم من التيه { ادخلوا هذه القرية } بيت المقدس أو أريحا { فكلوا منها حيث‬
‫شئتم رغدا } واسعا ال حجر فيه { وادخلوا الباب } أي بابها { سجدا } منحنين { وقولوا } مسألتنا { حطة }‬
‫أي أن تحط عنا خطايانا { نغفر } وفي قراءة بالياء والتاء مبينا للمفعول فيهما { لكم خطاياكم وسنزيد‬
‫المحسنين } بالطاعة ثوابا‬

‫(‪)12/1‬‬

‫‪ { - 59‬فبدل الذين ظلموا } منهم { قوال غير الذي قيل لهم } فقالوا ‪ :‬حبة في شعرة ودخلوا يزحفون على‬
‫استاههم { فأنزلنا على الذين ظلموا } فيه وضع الظاهر موضع المضمر مبالغة في تقبيح شأنهم { رجزا }‬
‫عذابا طاعونا { من السماء بما كانوا يفسقون } بسبب فسقهم أي خروجهم عن الطاعة فهلك منهم في ساعة‬
‫سبعون ألفا أو أقل‬

‫(‪)12/1‬‬
‫‪ { - 60‬و } اذكر { إذ استسقى موسى } أي طلب السقيا { لقومه } وقد عطشوا في التيه { فقلنا اضرب‬
‫بعصاك الحجر } وهو الذي فر بثوبه خفيف مربع كرأس الرجل رخام أو كذان فضربه { فانفجرت } انشقت‬
‫وسالت { منه اثنتا عشرة عينا } بعدد األسباط { قد علم كل أناس } سبط منهم { مشربهم } موضع شربهم‬
‫فال يشركهم فيه غيرهم وقلنا لهم { كلوا واشربوا من رزق هللا وال تعثوا في األرض مفسدين } حال مؤكدة‬
‫لعاملها من عثى بكسر المثلثة أفسد‬

‫(‪)12/1‬‬

‫‪ { - 61‬وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام } أي نوع منه { واحد } وهو المن والسلوى { فادع لنا ربك‬
‫يخرج لنا } شيئا { مما تنبت األرض من } للبيان { بقلها وقثائها وفومها } حنطتها { وعدسها وبصلها قال }‬
‫لهم موسى { أتستبدلون الذي هو أدنى } أخس { بالذي هو خير } أشرف أي أتأخذونه بدله والهمزة لإلنكار‬
‫فأبوا أن يرجعوا فدعا هللا تعالى فقال تعالى { اهبطوا } انزلوا { مصرا } من األمصار { فإن لكم } فيه { ما‬
‫سألتم } من النبات { وضربت } جعلت { عليهم الذلة } الذل والهوان { والمسكنة } أي أثر الفقر من السكون‬
‫والخزي فهي الزمة فهم وإن كانوا أغنياء لزوم الدرهم المضروب لسكته { وباءوا } رجعوا { بغضب من‬
‫هللا ذلك } اي الضرب والغضب { بأنهم } اي بسبب أنهم { كانوا يكفرون بآيات هللا ويقتلون النبيين }‬
‫كزكريا ويحيى { بغير الحق } اي ظلما { ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون } يتجاوزون الحد في المعاصي‬
‫وكرره للتأكيد‬

‫(‪)12/1‬‬

‫‪ { - 62‬إن الذين آمنوا } باألنبياء من قبل { والذين هادوا } هم اليهود { والنصارى والصابئين } طائفة من‬
‫اليهود أو النصارى { من آمن } منهم { باهلل واليوم اآلخر } في زمن نبينا { وعمل صالحا } بشريعته { فلهم‬
‫أجرهم } اي ثواب أعمالهم { عند ربهم وال خوف عليهم وال هم يحزنون } روعي في ضمير آمن وعمل لفظ‬
‫من وفيما بعده معناها‬

‫(‪)13/1‬‬

‫‪ { - 63‬و } اذكر { إذ أخذنا ميثاقكم } عهدكم بالعمل بما في التوراة { و } قد { رفعنا فوقكم الطور } الجبل‬
‫اقتلعناه من أصله عليكم لما أبيتم قبولها وقلنا { خذوا ما آتيناكم بقوة } بجد واجتهاد { واذكروا ما فيه }‬
‫بالعمل به { لعلكم تتقون } النار أو المعاصي‬

‫(‪)13/1‬‬
‫‪ { - 64‬ثم توليتم } أعرضتم { من بعد ذلك } الميثاق عن الطاعة { فلوال فضل هللا عليكم ورحمته } لكم‬
‫بالتوبة أو تأخير العذاب { لكنتم من الخاسرين } الهالكين‬

‫(‪)13/1‬‬

‫‪ { - 65‬ولقد } الم قسم { علمتم } عرفتم { الذين اعتدوا } تجاوزوا الحد { منكم في السبت } بصيد السمك‬
‫وقد نهيناهم عنه وهم أهل أيلة { فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين } مبعدين فكانوا وهلكوا بعد ثالثة أيام‬

‫(‪)13/1‬‬

‫‪ { - 66‬فجعلناها } اي تلك العقوبة { نكاال } عبرة مانعة من ارتكاب مثل ما عملوا { لما بين يديها وما‬
‫خلفها } أي لألمم التي في زمانها وبعدها { وموعظة للمتقين } هللا وخصوا بالذكر ألنهم المنتفعون بخالف‬
‫غيرهم‬

‫(‪)13/1‬‬

‫‪ { - 67‬و } اذكر { إذ قال موسى لقومه } وقد قتل لهم قتيل ال يدرى قاتله وسألوه أن يدعو هللا أن يبينه لهم‬
‫فدعاه { إن هللا يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا } مهزوءا بنا حيث تجيبنا بمثل ذلك { قال أعوذ }‬
‫أمتنع { باهلل أن أكون من الجاهلين } المستهزئين‬

‫(‪)13/1‬‬

‫‪ - 68‬فلما علموا أنه عزم { قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي } اي ما سنها { قال } موسى { إنه } اي هللا‬
‫{ يقول إنها بقرة ال فارض } مسنة { وال بكر } صغيرة { عوان } نصف { بين ذلك } المذكورة من السنين‬
‫{ فافعلوا ما تؤمرون } به من ذبحها‬

‫(‪)13/1‬‬

‫‪ { - 69‬قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها } شديد الصفرة { تسر‬
‫الناظرين } إليها بحسنها اي تعجبهم‬
‫(‪)14/1‬‬

‫‪ { - 70‬قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي } أسائمة أم عاملة { إن البقر } اي جنسه المنعوت بما ذكر { تشابه‬
‫علينا } لكثرته فلم نهتد إلى المقصودة { وإنا إن شاء هللا لمهتدون } إليها وفي الحديث [ لو لم يستثنوا لما‬
‫بينت لهم آخر األبد ]‬

‫(‪)14/1‬‬

‫‪ { - 71‬قال إنه يقول إنها بقرة ال ذلول } غير مذللة بالعمل { تثير األرض } تقلبها للزراعة والجملة صفة‬
‫ذلول داخلة في النهي { وال تسقي الحرث } األرض المهيأة للزراعة { مسلمة } من العيوب وآثار العمل‬
‫{ ال شية } لون { فيها } غير لونها { قالوا اآلن جئت بالحق } نطقت بالبيان التام فطلبوها فوجدوها عند‬
‫الفتى البار بأمه فاشتروها بملء مسكها ذهبا { فذبحوها وما كادوا يفعلون } لغالء ثمنها وفي الحديث ‪ [ :‬لو‬
‫ذبحوا أي بقرة كانت ألجازأتهم ولكن شددوا على أنفسهم فشدد هللا عليهم ]‬

‫(‪)14/1‬‬

‫‪ { - 72‬وإذ قتلتم نفسا فادارأتم } فيه إدغام الدال في التاء أي تخاصمتم وتدافعتم { فيها وهللا مخرج } مظهر‬
‫{ ما كنتم تكتمون } من أمرها وهذا اعتراض وهو أول القصة‬

‫(‪)14/1‬‬

‫‪ { - 73‬فقلنا اضربوه } اي القتيل { ببعضها } فضرب بلسانها أو عجب ذنبها فحيي وقال ‪ :‬قتلني فالن‬
‫وفالن البني عمه ومات فحرما الميراث وقتال قال تعالى ‪ { :‬كذلك } اإلحياء { يحيي هللا الموتى ويريكم‬
‫آياته } دالئل قدرته { لعلكم تعقلون } تتدبرون فتعلمون أن القادر على إحياء نفس واحدة قادر على إحياء‬
‫نفوس كثيرة فتؤمنون‬

‫(‪)14/1‬‬

‫‪ { - 74‬ثم قست قلوبكم } أيها اليهود صلبت عن قبول الحق { من بعد ذلك } المذكور من إحياء القتيل وما‬
‫قبله من اآليات { فهي كالحجارة } في القسوة { أو أشد قسوة } منها { وإن من الحجارة لما يتفجر منه‬
‫األنهار وإن منها لما يشقق } فيه إدغام التاء في األصل في الشين { فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط }‬
‫ينزل من علو إلى أسفل { من خشية هللا } وقلوبكم ال تتأثر وال تلين وال تخشع { وما هللا بغافل عما تعملون }‬
‫وإنما يؤخركم لوقتكم وفي قراءة بالتحتانية وفيه التفات عن الخطاب‬

‫(‪)14/1‬‬

‫‪ { - 75‬أفتطمعون } أيها المؤمنون { أن يؤمنوا لكم } اي اليهود { وقد كان فريق } طائفة { منهم }‬
‫أحبارهم { يسمعون كالم هللا } في التوراة { ثم يحرفونه } يغيرونه { من بعد ما عقلوه } فهموه { وهم‬
‫يعلمون } أنهم مفترون والهمزة لإلنكار اي ال تطمعوا فلهم سابقة بالكفر‬

‫(‪)15/1‬‬

‫‪ { - 76‬وإذا لقوا } اي منافقوا اليهود { الذين آمنوا قالوا آمنا } بأن محمد صلى هللا عليه و سلم نبي وهو‬
‫المبشر به في كتابنا { وإذا خال } رجع { بعضهم إلى بعض قالوا } اي رؤساؤهم الذين لم ينافقوا لمن نافق‬
‫{ أتحدثونهم } اي المؤمنين { بما فتح هللا عليكم } اي عرفكم في التوراة من نعت محمد صلى هللا عليه و سلم‬
‫{ ليحاجوكم } ليخاصموكم والالم للصيرورة { به عند ربكم } في اآلخرة ويقيموا عليكم الحجة في ترك‬
‫اتباعه مع علمكم بصدقه { أفال تعقلون } أنهم يحاجونكم إذا حدثتموهم فتنتهوا ‪:‬‬

‫(‪)15/1‬‬

‫‪ - 77‬قال تعالى { أو ال يعلمون } استفهام للتقرير والواو الداخلة عليها للعطف { أن هللا يعلم ما يسرون وما‬
‫يعلنون } ما يخفون وما يظهرون من ذلك وغيره فيرعووا عن ذلك‬

‫(‪)15/1‬‬

‫‪ { - 78‬ومنهم } اي اليهود { أميون } عوام { ال يعلمون الكتاب } التوراة { إال } لكن { أماني } أكاذيب‬
‫تلقوها من رؤسائهم فاعتمدوها { وإن } ما { هم } في جحد نبوة النبي وغيره مما يختلقونه { إال يظنون }‬
‫ظنا وال علم لهم‬

‫(‪)15/1‬‬

‫‪ { - 79‬فويل } شدة عذاب { للذين يكتبون الكتاب بأيديهم } اي مختلقا من عندهم { ثم يقولون هذا من عند‬
‫هللا ليشتروا به ثمنا قليال } من الدنيا وهم اليهود غيروا صفة النبي في التوراة وآية الرجم وغيرهما وكتبوها‬
‫على خالف ما أنزل { فويل لهم مما كتبت أيديهم } من المختلق { وويل لهم مما يكسبون } من الرشا جمع‬
‫رشوة‬

‫(‪)15/1‬‬

‫‪ { - 80‬وقالوا } لما وعدهم النبي النار { لن تمسنا } تصيبنا { النار إال أياما معدودة } قليلة أربعين يوما مدة‬
‫عبادة آبائهم العجل ثم تزول { قل } يا محمد { أتخذتم } حذفت منه همزة الوصل استغناء بهمزة االستفهام‬
‫{ عند هللا عهدا } ميثاقا منه بذلك { فلن يخلف هللا عهده } به ؟ ال { أم } بل { تقولون على هللا ما ال‬
‫تعلمون }‬

‫(‪)15/1‬‬

‫‪ { - 81‬بلى } تمسكم وتخلدون فيها { من كسب سيئة } شركا { وأحاطت به خطيئته } باإلفراد والجمع أي‬
‫استولت عليه وأحدقت به من كل جانب بأن مات مشركا { فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } روعي فيه‬
‫معنى من‬

‫(‪)16/1‬‬

‫‪ { - 82‬والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون }‬

‫(‪)16/1‬‬

‫‪ { - 83‬و } اذكر { إذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل } في التوراة وقلنا { ال تعبدون } بالتاء والياء { إال هللا }‬
‫خبر بمعنى النهي وقرئ ‪ :‬ال تعبدوا { و } أحسنوا { بالوالدين إحسانا } برا { وذي القربى } القرابة عطف‬
‫على الوالدين { واليتامى والمساكين وقولوا للناس } قوال { حسنا } من األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‬
‫والصدق في شأن محمد والرفق بهم وفي قراءة بضم الحاء وسكون السين مصدر وصف به مبالغة { وأقيموا‬
‫الصالة وآتوا الزكاة } فقبلتم ذلك { ثم توليتم } أعرضتم عن الوفاء به فيه التفات عن الغيبة والمراد آباؤهم‬
‫{ إال قليال منكم وأنتم معرضون } عنه كآبائكم‬

‫(‪)16/1‬‬
‫‪ { - 84‬وإذ أخذنا ميثاقكم } وقلنا { ال تسفكون دماءكم } تريقونها بقتل بعضكم بعضا { وال تخرجون أنفسكم‬
‫من دياركم } ال يخرج بعضكم بعضا من داره { ثم أقررتم } قبلتم ذلك الميثاق { وأنتم تشهدون } على‬
‫أنفسكم‬

‫(‪)16/1‬‬

‫‪ { - 85‬ثم أنتم } يا { هؤالء تقتلون أنفسكم } بقتل بعضكم بعضا { وتخرجون فريقا منكم من ديارهم‬
‫تظاهرون } فيه إدغام التاء في األصل في الظاء وفي قراءة بالتخفيف على حذفها تتعاونون { عليهم باإلثم }‬
‫بالمعصية { والعدوان } الظلم { وإن يأتوكم أسارى } وفي قراءة أسرى { تفادوهم } وفي قراءة تفادوهم ‪:‬‬
‫تنقذوهم من األسر بالمال أو غيره وهو مما عهد إليهم { وهو } أي الشأن { محرم عليكم إخراجهم } متصل‬
‫بقوله وتخرجون والجملة بينهما اعتراض ‪ :‬أي كما حرم ترك الفداء وكانت قريظة حالفوا األوس والنضير‬
‫الخزرج فكان كل فريق يقاتل مع حلفائه ويخرب ديارهم ويخرجهم فإذا أسروا فدوهم وكانوا إذا سئلوا لم‬
‫تقاتلونهم وتفدونهم ؟ قالوا أمرنا بالفداء فيقال فلم تقاتلونهم ؟ فيقولون حياء أن تستذل حلفاؤنا قال تعالى ‪:‬‬
‫{ أفتؤمنون ببعض الكتاب } وهو الفداء { وتكفرون ببعض } وهو ترك القتل واإلخراج والمظاهرة { فما‬
‫جزاء من يفعل ذلك منكم إال خزي } هوان وذل { في الحياة الدنيا } وقد خزوا بقتل قريظة ونفي النضير إلى‬
‫الشام وضرب الجزية‬
‫{ ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما هللا بغافل عما تعملون } بالياء والتاء‬

‫(‪)16/1‬‬

‫‪ { - 86‬أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا باآلخرة } بأن آثروها عليها { فال يخفف عنهم العذاب وال هم‬
‫ينصرون } يمنعون منه‬

‫(‪)17/1‬‬

‫‪ { - 87‬ولقد آتينا موسى الكتاب } التوراة { وقفينا من بعده بالرسل } اي أتبعناهم رسوال في أثر رسول‬
‫{ وآتينا عيسى ابن مريم البينات } المعجزات كإحياء الموتى وإبراء األكمه واألبرص { وأيدناه } قويناه‬
‫{ بروح القدس } من إضافة الموصوف إلى الصفة اي الروح المقدسة جبريل لطهارته يسير معه حيث سار‬
‫فلم تستقيموا { أفكلما جاءكم رسول بما ال تهوى } تحب { أنفسكم } من الحق { استكبرتم } تكبرتم عن‬
‫اتباعه جواب كلما وهو محل االستفهام والمراد به التوبيخ { ففريقا } منهم { كذبتم } كعيسى { وفريقا‬
‫تقتلون } المضارع لحكاية الحال الماضية ‪ :‬اي قتلتم كزكريا ويحيى‬

‫(‪)17/1‬‬
‫‪ { - 88‬وقالوا } للنبي استهزاء { قلوبنا غلف } جمع أغلف اي مغشاة بأغطية فال تعي ما تقول قال تعالى ‪:‬‬
‫{ بل } لإلضراب { لعنهم هللا } أبعدهم عن رحمته وخذلهم عن القبول { بكفرهم } وليس عدم قبولهم لخلل‬
‫في قلوبهم { فقليال ما يؤمنون } ما زائدة لتأكيد القلة أي ‪ :‬إيمانهم قليل جدا‬

‫(‪)17/1‬‬

‫‪ { - 89‬ولما جاءهم كتاب من عند هللا مصدق لما معهم } من التوراة ‪ :‬هو القرآن { وكانوا من قبل } قبل‬
‫مجيئه { يستفتحون } يستنصرون { على الذين كفروا } يقولون اللهم انصرنا عليهم بالنبي المبعوث آخر‬
‫الزمان { فلما جاءهم ما عرفوا } من الحق هو بعثة النبي { كفروا به } حسدا وخوفا على الرياسة وجواب‬
‫لما األولى دل عليه جواب الثانية { فلعنة هللا على الكافرين }‬

‫(‪)17/1‬‬

‫‪ { - 90‬بئسما اشتروا } باعوا { به أنفسهم } أي حظها من الثواب وما ‪ :‬نكرة بمعنى شيئا تمييز لفعل بئس‬
‫والمخصوص بالذم { أن يكفروا } اي كفرهم { بما أنزل هللا } من القرآن { بغيا } مفعول له ليكفروا ‪ :‬اي‬
‫حسدا على { أن ينزل هللا } بالتخفيف والتشديد { من فضله } الوحي { على من يشاء } للرسالة { من عباده‬
‫فباءوا } رجعوا { بغضب } من هللا بكفرهم بما أنزل والتنكير للتعظيم { على غضب } استحقوه من قبل‬
‫بتضييع التوراة والكفر بعيسى { وللكافرين عذاب مهين } ذو إهانة‬

‫(‪)17/1‬‬

‫‪ { - 91‬وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل هللا } القرآن وغيره { قالوا نؤمن بما أنزل علينا } أي التوراة قال تعالى ‪:‬‬
‫{ ويكفرون } الواو للحال { بما وراءه } سواء أو بعده من القرآن { وهو الحق } حال { مصدقا } حال ثانية‬
‫مؤكدة { لما معهم قل } لهم { فلم تقتلون } اي قتلتم { أنبياء هللا من قبل إن كنتم مؤمنين } بالتوراة وقد نهيتم‬
‫فيها عن قتلهم والخطاب للموجودين من زمن نبينا بما فعل آباؤهم لرضاهم به‬

‫(‪)18/1‬‬

‫‪ { - 92‬ولقد جاءكم موسى بالبينات } بالمعجزات كالعصا واليد وفلق البحر { ثم اتخذتم العجل } إلها { من‬
‫بعده } من بعد ذهابه إلى الميقات { وأنتم ظالمون } باتخاذه‬

‫(‪)18/1‬‬
‫‪ { - 93‬وإذ أخذنا ميثاقكم } على العمل بما في التوراة { و } قد { رفعنا فوقكم الطور } الجبل حين امتنعتم‬
‫من قبولها ليسقط عليكم وقلنا { خذوا ما آتيناكم بقوة } بجد واجتهاد { واسمعوا } ما تؤمرون به سماع قبول‬
‫{ قالوا سمعنا } قولك { وعصينا } أمرك { وأشربوا في قلوبهم العجل } اي خالط حبه قلوبهم كما يخالط‬
‫الشراب { بكفرهم قل } لهم { بئسما } شيئا { يأمركم به إيمانكم } بالتوراة عبادة العجل { إن كنتم مؤمنين }‬
‫بها كما زعمتم المعنى لستم بمؤمنين ألن اإليمان ال يأمر بعبادة العجل والمراد آباؤهم ‪ :‬اي فكذلك أنتم لستم‬
‫بمؤمنين بالتوراة وقد كذبتم محمدا واإليمان بها ال يأمر بتكذيبه‬

‫(‪)18/1‬‬

‫‪ { - 94‬قل } لهم { إن كانت لكم الدار اآلخرة } اي الجنة { عند هللا خالصة } خاصة { من دون الناس }‬
‫كما زعمتم { فتمنوا الموت إن كنتم صادقين } تعلق بتمنوا الشرطان على أن األول قيد في الثاني اي إن‬
‫صدقتم في زعمكم أنها لكم ومن كانت له يؤثرها والموصل إليها الموت فتمنوه‬

‫(‪)18/1‬‬

‫‪ { - 95‬ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم } من كفرهم بالنبي المستلزم لكذبهم { وهللا عليم بالظالمين }‬
‫الكافرون فيجازيهم‬

‫(‪)19/1‬‬

‫‪ { - 96‬ولتجدنهم } الم قسم { أحرص الناس على حياة و } أحرص { من الذين أشركوا } المنكرين للبعث‬
‫عليها لعلمهم بأن مصيرهم النار دون المشركين إلنكارهم له { يود } يتمنى { أحدهم لو يعمر ألف سنة } لو‬
‫مصدرية بمعنى أن وهي بصلتها في تأويل مصدر مفعول يود { وما هو } اي أحدهم { بمزحزحه } مبعده‬
‫{ من العذاب } النار { أن يعمر } فاعل مزحزحه اي تعميره { وهللا بصير بما يعملون } بالياء والتاء‬
‫فيجازيهم وسأل ابن صوريا النبي أو عمر عمن يأتي بالوحي من المالئكة فقال جبريل فقال هو عدونا يأتي‬
‫بالعذاب ولو كان ميكائيل آلمنا ألنه يأتي بالخصب والسلم فنزل ‪:‬‬

‫(‪)19/1‬‬

‫‪ { - 97‬قل } لهم { من كان عدوا لجبريل } فليمت غيظا { فإنه نزله } اي القرآن { على قلبك بإذن } بأمر‬
‫{ هللا مصدقا لما بين يديه } قبله من الكتب { وهدى } من الضاللة { وبشرى } بالجنة { للمؤمنين }‬

‫(‪)19/1‬‬
‫‪ { - 98‬من كان عدوا هلل ومالئكته ورسله وجبريل } بكسر الجيم وفتحها بال همز وبه بياء ودونها‬
‫{ وميكال } عطف على المالئكة من عطف الخاص على العالم وفي قراءة ميكائيل بهمزة وياء وفي أخرى‬
‫بال ياء { فإن هللا عدو للكافرين } أوقعه موقع لهم بيانا لحالهم‬

‫(‪)19/1‬‬

‫‪ { - 99‬ولقد أنزلنا إليك } يا محمد { آيات بينات } اي واضحات حال رد لقول ابن صوريا للنبي ما جئتنا‬
‫بشيء { وما يكفر بها إال الفاسقون } كفروا بها‬

‫(‪)19/1‬‬

‫‪ { - 100‬أو كلما عاهدوا } هللا { عهدا } على اإليمان بالنبي إن خرج أو النبي أن ال يعاونوا عليه المشركين‬
‫{ نبذه } طرحه { فريق منهم } بنقضه جواب كلما وهو محل االستفهام اإلنكاري { بل } لالنتقال { أكثرهم‬
‫ال يؤمنون }‬

‫(‪)19/1‬‬

‫‪ { - 101‬ولما جاءهم رسول من عند هللا } محمد صلى هللا عليه و سلم { مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين‬
‫أوتوا الكتاب كتاب هللا } اي التوراة { وراء ظهورهم } اي لم يعملوا بما فيها من اإليمان بالرسول وغيره‬
‫{ كأنهم ال يعلمون } ما فيها من أنه نبي حق أو أنها كتاب هللا‬

‫(‪)19/1‬‬

‫‪ { - 102‬واتبعوا } عطف على نبذ { ما تتلوا } اي تلت { الشياطين على } عهد { ملك سليمان } من السحر‬
‫وكانت دفنته تحت كرسيه لما نزع ملكه أو كانت تسترق السمع وتضم إليه أكاذيب وتلقيه إلى الكهنة فيدونونه‬
‫وفشا ذلك وشاع أن الجن تعلم الغيب فجمع سليمان الكتب ودفنها فلما مات دلت الشياطين عليها الناس‬
‫فاستخرجوها فوجدوا فيها السحر فقالوا إنما ملككم بهذا فتعلموه فرفضوا كتب أنبيائهم قال تعالى تبرئة لسليمان‬
‫وردا على اليهود في قولهم انظروا إلى محمد يذكر سليمان في األنبياء وما كان إال ساحرا ‪ { :‬وما كفر‬
‫سليمان } اي لم يعمل السحر ألنه كفر { ولكن } بالتشديد والتخفيف { الشياطين كفروا يعلمون الناس‬
‫السحر } الجملة حال من ضمير كفروا { و } يعلمونهم { ما أنزل على الملكين } اي ألهماه من السحر وقرئ‬
‫بكسر الالم الكائنين { ببابل } بلد في سواد العراق { هاروت وماروت } بدل أو عطف بيان للملكين قال ابن‬
‫عباس هما ساحران كانا يعلمان السحر وقيل ملكان انزال لتعليمه ابتالء من هللا للناس { وما يعلمان من }‬
‫زائدة { أحد حتى يقوال } له نصحا { إنما نحن فتنة } بلية من هللا إلى الناس ليمتحنهم بتعليمه فمن تعلمه كفر‬
‫ومن تركه فهو مؤمن { فال تكفر } بتعلمه فإن أبى إال التعليم علماه { فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء‬
‫وزوجه } بأن يبغض كال اآلخر { وما هم } اي السحرة { بضارين به } بالسحر { من } زائدة { أحد إال‬
‫بإذن هللا } بإرادته { ويتعلمون ما يضرهم } في اآلخرة { وال ينفعهم } وهو السحر { ولقد } الم قسم‬
‫{ علموا } اي اليهود { لمن } الم ابتداء معلقة لما قبلها ومن موصلة { اشتراه } اختاره آو استبدله بكتاب هللا‬
‫{ ما له في اآلخرة من خالق } نصيب في الجنة { ولبئس ما } شيئا { شروا } باعوا { به أنفسهم } اي‬
‫الشارين ‪ :‬اي حظها من اآلخرة إن تعلموه حيث أوجب لهم النار { لو كانوا يعلمون } حقيقة ما يصيرون إليه‬
‫من العذاب ما تعلموه‬

‫(‪)19/1‬‬

‫‪ { - 103‬ولو أنهم } اي اليهود { آمنوا } بالنبي والقرآن { واتقوا } عقاب هللا بترك معاصيه كالسحر‬
‫وجواب لو محذوف ‪ :‬اي ألثيبوا دل عليه { لمثوبة } ثواب وهو مبتدأ والالم فيه للقسم { من عند هللا خير }‬
‫خبره مما شروا به أنفسهم { لو كانوا يعلمون } أنه خير لما آثروه عليه‬

‫(‪)20/1‬‬

‫‪ { - 104‬يا أيها الذين آمنوا ال تقولوا } للنبي { راعنا } أمر من المراعاة وكانوا يقولون له ذلك وهي بلغة‬
‫اليهود سب من الرعونة فسروا بذلك وخاطبوا بها النبي فنهى المؤمنون عنها { وقولوا } بدلها { انظرنا } اي‬
‫انظر إلينا { واسمعوا } ما تؤمرون به سماع قبول { وللكافرين عذاب أليم } مؤلم هو النار‬

‫(‪)21/1‬‬

‫‪ { - 105‬ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب وال المشركين } من العرب عطف على أهل الكتاب ومن للبيان‬
‫{ أن ينزل عليكم من } زائدة { خير } وحي { من ربكم } حسدا لكم { وهللا يختص برحمته } نبوته { من‬
‫يشاء وهللا ذو الفضل العظيم }‬

‫(‪)21/1‬‬

‫‪ - 106‬ولما طعن الكفار في النسخ وقالوا إن محمدا يأمر أصحابه اليوم بأمر وينهى عنه غدا نزل ‪ { :‬ما }‬
‫شرطية { ننسخ من آية } اي نزل حكمها ‪ :‬إما مع لفظها أو ال وفي قراءة بضم النون من أنسخ ‪ :‬اي نأمرك‬
‫أو جبريل بنسخها { أو ننسها } نؤخرها فال ننزل حكمها ونرفع تالوتها أو نؤخرها في اللوح المحفوظ وفي‬
‫قراءة بال همز من النسيان ‪ :‬اي ننسكها ‪ :‬اي نمحها من قلبك وجواب الشرط { نأت بخير منها } أنفع للعباد‬
‫في السهولة أو كثرة األجر { أو مثلها } في التكليف والثواب { ألم تعلم أن هللا على كل شيء قدير } ومنه‬
‫النسخ والتبديل واالستفهام للتقرير‬

‫(‪)21/1‬‬

‫‪ { - 107‬ألم تعلم أن هللا له ملك السماوات واألرض } يفعل ما يشاء { وما لكم من دون هللا } اي غيره‬
‫{ من } زائدة { ولي } يحفظكم { وال نصير } يمنع عذابه عنكم إن أتاكم ونزل لما سأله أهل مكة أن يوسعها‬
‫ويجعل الصفا ذهبا ‪:‬‬

‫(‪)21/1‬‬

‫‪ { - 108‬أم } بل { تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى } اي سأله قومه { من قبل } من قولهم ‪ :‬أرنا‬
‫هللا جهرة وغير ذلك { ومن يتبدل الكفر باإليمان } اي يأخذه بدله بترك النظر في اآليات واقتراح غيرها‬
‫{ فقد ضل سواء السبيل } أخطأ الطريق الحق والسواء في األصل الوسط‬

‫(‪)21/1‬‬

‫‪ { - 109‬ود كثير من أهل الكتاب لو } مصدرية { يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا } مفعول له كائنا‬
‫{ من عند أنفسهم } اي حملتهم عليه أنفسهم الخبيثة { من بعد ما تبين لهم } في التوراة { الحق } في شأن‬
‫النبي { فاعفوا } عنهم اي اتركوهم { واصفحوا } أعرضوا فال تجازوهم { حتى يأتي هللا بأمره } فيهم من‬
‫القتال { إن هللا على كل شيء قدير }‬

‫(‪)21/1‬‬

‫‪ { - 110‬وأقيموا الصالة وآتوا الزكاة وما تقدموا ألنفسكم من خير } طاعة كصلة وصدقة { تجدوه } أي‬
‫ثوابه { عند هللا إن هللا بما تعملون بصير } فيجازيكم به‬

‫(‪)22/1‬‬

‫‪ { - 111‬وقالوا لن يدخل الجنة إال من كان هودا } جمع هائد { أو نصارى } قال ذلك يهود المدينة ونصارى‬
‫نجران لما تنناظروا بين يدي النبي صلى هللا عليه و سلم اي قال اليهود لن يدخلها إال اليهود وقال النصارى‬
‫لن يدخلها إال النصارى { تلك } القولة { أمانيهم } شهواتهم الباطلة { قل } لهم { هاتوا برهانكم } حجتكم‬
‫على ذلك { إن كنتم صادقين } فيه‬

‫(‪)22/1‬‬

‫‪ { - 112‬بلى } يدخل الجنة غيرهم { من أسلم وجهه هلل } اي انقاد ألمره وخص الوجه ألنه أشرف األعضاء‬
‫فغيره أولى { وهو محسن } موحد { فله أجره عند ربه } اي ثواب عمله الجنة { وال خوف عليهم وال هم‬
‫يحزنون } في اآلخرة‬

‫(‪)22/1‬‬

‫‪ { - 113‬وقالت اليهود ليست النصارى على شيء } معتد به وكفرت بعيسى { وقالت النصارى ليست اليهود‬
‫على شيء } معتد به وكفرت بموسى { وهم } اي الفريقان { يتلون الكتاب } المنزل عليهم وفي كتاب اليهود‬
‫تصديق عيسى وفي كتاب النصارى تصديق موسى والجملة حال { كذلك } كما قال هؤالء { قال الذين ال‬
‫يعلمون } اي المشركون من العرب وغيرهم { مثل قولهم } بيان لمعنى ذلك ‪ :‬اي قالوا لكل ذي دين ليسوا‬
‫على شيء { فاهلل يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون } من أمر الدين فيدخل المحق الجنة والمبطل‬
‫النار‬

‫(‪)22/1‬‬

‫‪ { - 114‬ومن أظلم } اي ال أحد أظلم { ممن منع مساجد هللا أن يذكر فيها اسمه } بالصالة والتسبيح‬
‫{ وسعى في خرابها } بالهدم أو التعطيل نزلت إخبارا عن الروم الذين خربوا بيت المقدس أو في المشركين‬
‫لما صدوا النبي صلى هللا عليه و سلم عام الحديبية عن البيت { أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إال خائفين }‬
‫خبر بمعنى األمر اي أخيفوهم بالجهاد فال يدخلها أحد آمنا { لهم في الدنيا خزي } هوان بالقتل والسبي‬
‫والجزية { ولهم في اآلخرة عذاب عظيم } هو النار‬

‫(‪)22/1‬‬

‫‪ - 115‬ونزل لما طعن اليهود في نسخ القبلة أو في صالة النافلة على الراحلة في السفر حيثما توجهت ‪ { :‬وهلل‬
‫المشرق والمغرب } اي األرض كلها ألنها ناحيتها { فأينما تولوا } وجوهكم في الصالة بأمره { فثم } هناك‬
‫{ وجه هللا } قبلته التي رضيها { إن هللا واسع } يسع فضله كل شيء { عليم } بتدبير خلقه‬

‫(‪)23/1‬‬
‫‪ { - 116‬وقالوا } بواو وبدونها اليهود والنصارى ومن زعم أن المالئكة بنات هللا { اتخذ هللا ولدا } قال‬
‫تعالى { سبحانه } تنزيها له عنه { بل له ما في السماوات واألرض } ملكا وخلقا وعبيدا والملكية تنافي‬
‫الوالدة وغيرها تغليبا لما ال يعقل { كل له قانتون } مطيعون كل بما يراد منه وفيه تغليب العاقل‬

‫(‪)23/1‬‬

‫‪ { - 117‬بديع السماوات واألرض } موجدهم ال على مثال سبق { وإذا قضى } أراد { أمرا } اي إيجاده‬
‫{ فإنما يقول له كن فيكون } اي فهو يكون وفي قراءة بالنصب جوابا لألمر‬

‫(‪)23/1‬‬

‫‪ { - 118‬وقال الذين ال يعلمون } اي كفار مكة للنبي صلى هللا عليه و سلم { لوال } هال { يكلمنا هللا } بأنك‬
‫رسوله { أو تأتينا آية } مما اقترحناه على صدقك { كذلك } كما قال هؤالء { قال الذين من قبلهم } من كفار‬
‫األمم الماضية ألنبيائهم { مثل قولهم } من التعنت وطلب اآليات { تشابهت قلوبهم } في الكفر والعناد فيه‬
‫تسلية للنبي صلى هللا عليه و سلم { قد بينا اآليات لقوم يوقنون } يعلمون أنها آيات فيؤمنون فاقتراح آية معها‬
‫تعنت‬

‫(‪)23/1‬‬

‫‪ { - 119‬إنا أرسلناك } يا محمد { بالحق } بالهدى { بشيرا } من أجاب إليه بالجنة { ونذيرا } من لم يجب‬
‫إليه بالنار { وال تسأل عن أصحاب الجحيم } النار اي الكفار ما لهم لم يؤمنوا إنما عليك البالغ وفي قراءة‬
‫بجزم تسأل نهيا‬

‫(‪)23/1‬‬

‫‪ { - 120‬ولن ترضى عنك اليهود وال النصارى حتى تتبع ملتهم } دينهم { قل إن هدى هللا } اي اإلسالم‬
‫{ هو الهدى } وما عداه ضالل { ولئن } الم قسم { اتبعت أهواءهم } التي يدعونك إليها فرضا { بعد الذي‬
‫جاءك من العلم } الوحي من هللا { ما لك من هللا من ولي } يحفظك { وال نصير } يمنعك منه‬

‫(‪)23/1‬‬
‫‪ { - 121‬الذين آتيناهم الكتاب } مبتدأ { يتلونه حق تالوته } اي يقرؤونه كما أنزل والجملة حال وحق نصب‬
‫على المصدر والخبر { أولئك يؤمنون به } نزلت في جماعة قدموا من الحبشة وأسلموا { ومن يكفر به } اي‬
‫بالكتاب المؤتى بأن يحرفه { فأولئك هم الخاسرون } لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم‬

‫(‪)24/1‬‬

‫‪ { - 122‬يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين } تقدم مثله‬

‫(‪)24/1‬‬

‫‪ { - 123‬واتقوا } خافوا { يوما ال تجزي } تغني { نفس عن نفس } فيه { شيئا وال يقبل منها عدل } فداء‬
‫{ وال تنفعها شفاعة وال هم ينصرون } يمنعون من عذاب هللا‬

‫(‪)24/1‬‬

‫‪ { - 124‬و } اذكر { إذ ابتلى } اختبر { إبراهيم } وفي قراءة إبراهام { ربه بكلمات } بأوامر ونواه كلفه‬
‫بها قبل هي مناسك الحج وقيل المضمضة واالستنشاق والسواك وقص الشارب وفرق الشعر وقلم األظفار‬
‫ونتف اإلبط وحلق العانة والختان واالستنجاء { فأتمهن } أداهن تامات { قال } تعالى له { إني جاعلك للناس‬
‫إماما } قدوة في الدين { قال ومن ذريتي } أوالدي اجعل أئمة { قال ال ينال عهدي } باإلمامة { الظالمين }‬
‫الكافرين منهم دل على أنه ينال غير الظالم‬

‫(‪)24/1‬‬

‫‪ { - 125‬وإذ جعلنا البيت } الكعبة { مثابة للناس } مرجعا يثوبون إليه من كل جانب { وأمنا } مأمنا لهم من‬
‫الظلم واإلغارات الواقعة في غيره كان الرجل يلقى قاتل أبيه فيه فال يهيجه { واتخذوا } أيها الناس { من مقام‬
‫إبراهيم } هو الحجر الذي قام عليه عند بناء البيت { مصلى } مكان صالة بأن تصلوا خلفه ركعتي الطواف‬
‫وفي قراءة بفتح الخاء خبر { وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل } أمرناهما { أن } أي بأن { طهرا بيتي } من‬
‫األوثان { للطائفين والعاكفين } المقيمين فيه { والركع السجود } جمع راكع وساجد المصلين‬

‫(‪)24/1‬‬
‫‪ { - 126‬وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا } المكان { بلدا آمنا } ذا أمن وقد أجاب هللا دعاءه فجعله حرما ال‬
‫يسفك فيه دم إنسان وال يظلم فيه أحد وال يصاد صيده وال يختلي خاله { وارزق أهله من الثمرات } وقد فعل‬
‫بنقل الطائف من الشام إليه وكان أقفر ال زرع فيه وال ماء { من آمن منهم باهلل واليوم اآلخر } بدل من أهله‬
‫وخصهم بالدعاء لهم موافقة لقوله ال ينال عهدي الظالمين { قال } تعالى { و } ارزق { من كفر فأمتعه }‬
‫بالتشديد والتخفيف في الدنيا بالرزق { قليال } مدة حياته { ثم أضطره } ألجئه في اآلخرة { إلى عذاب‬
‫النار } فال يجد عنها محيصا { وبئس المصير } المرجع هي‬

‫(‪)24/1‬‬

‫‪ { - 127‬و } اذكر { إذ يرفع إبراهيم القواعد } األسس أو الجدر { من البيت } يبنيه متعلق بيرفع‬
‫{ وإسماعيل } عطف على إبراهيم يقوالن { ربنا تقبل منا } بناءنا { إنك أنت السميع } للقول { العليم }‬
‫بالفعل‬

‫(‪)25/1‬‬

‫‪ { - 128‬ربنا واجعلنا مسلمين } منقادين { لك و } اجعل { من ذريتنا } أوالدنا { أمة } جماعة { مسلمة‬
‫لك } ومن للتبعيض وأتى به لتقدم قوله ال ينال عهدي الظالمين { وأرنا } علمنا { مناسكنا } شرائع عبادتنا‬
‫أو حجنا { وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم } سأاله التوبة مع عصمتهما تواضعا وتعليما لذريتهما‬

‫(‪)25/1‬‬

‫‪ { - 129‬ربنا وابعث فيهم } اي أهل البيت { رسوال منهم } من أنفسهم وقد أجاب هللا دعاءه بمحمد صلى هللا‬
‫عليه و سلم { يتلو عليهم آياتك } القرآن { ويعلمهم الكتاب } القرآن { والحكمة } اي ما فيه من األحكام‬
‫{ ويزكيهم } يطهرهم من الشرك { إنك أنت العزيز } الغالب { الحكيم } في صنعه‬

‫(‪)25/1‬‬

‫‪ { - 130‬ومن } اي ال { يرغب عن ملة إبراهيم } فيتركها { إال من سفه نفسه } جهل أنها مخلوقة هلل يجب‬
‫عليها عبادته أو استخف بها وامتهنها { ولقد اصطفيناه } اخترناه { في الدنيا } بالرسالة والخلة { وإنه في‬
‫اآلخرة لمن الصالحين } الذين لهم الدرجات العلى‬

‫(‪)25/1‬‬
‫‪ - 131‬واذكر { إذ قال له ربه أسلم } إنقد هلل وأخلص له دينك { قال أسلمت لرب العالمين }‬

‫(‪)25/1‬‬

‫‪ { - 132‬ووصى } وفي قراءة أوصى { بها } بالملة { إبراهيم بنيه ويعقوب } بنيه قال ‪ { :‬يا بني إن هللا‬
‫اصطفى لكم الدين } دين اإلسالم { فال تموتن إال وأنتم مسلمون } نهي عن ترك اإلسالم وأمر بالثبات عليه‬
‫إلى مصادفة الموت‬

‫(‪)25/1‬‬

‫‪ - 133‬ولما قال اليهود للنبي ألست تعلم أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية نزل ‪ { :‬أم كنتم شهداء }‬
‫حضورا { إذ حضر يعقوب الموت إذ } بدل من إذ قبله { قال لبنيه ما تعبدون من بعدي } بعد موتي { قالوا‬
‫نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق } عد إسماعيل من اآلباء تغليب وألن العم بمنزلة األب‬
‫{ إلها واحدا } بدل من إلهك { ونحن له مسلمون } بمعنى همزة اإلنكار اي لم تحضروه وقت موته فكيف‬
‫تنسبون إليه ما ال يليق به‬

‫(‪)25/1‬‬

‫‪ { - 134‬تلك } مبتدأ واإلشارة إلى إبراهيم ويعقوب وبنيهما وأنث لتأنيث خبره { أمة قد خلت } سلفت { لها‬
‫ما كسبت } من العمل أي جزاؤه استئناف { ولكم } الخطاب لليهود { ما كسبتم وال تسألون عما كانوا‬
‫يعملون } كما ال يسألون عن عملكم والجملة تأكيد لما قبلها‬

‫(‪)26/1‬‬

‫‪ { - 135‬وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا } أو للتفصيل وقائل األول يهود المدينة والثاني نصارى‬
‫نجران { قل } لهم { بل } نتبع { ملة إبراهيم حنيفا } حال من إبراهيم مائال عن األديان كلها إلى الدين القيم‬
‫{ وما كان من المشركين }‬

‫(‪)26/1‬‬

‫‪ { - 136‬قولوا } خطاب للمؤمنين { آمنا باهلل وما أنزل إلينا } من القرآن { وما أنزل إلى إبراهيم } من‬
‫الصحف العشر { وإسماعيل وإسحاق ويعقوب واألسباط } أوالده { وما أوتي موسى } من التوراة‬
‫{ وعيسى } من اإلنجيل { وما أوتي النبيون من ربهم } من الكتب واآليات { ال نفرق بين أحد منهم } فنؤمن‬
‫ببعض ونكفر ببعض كاليهود والنصارى { ونحن له مسلمون }‬

‫(‪)26/1‬‬

‫‪ { - 137‬فإن آمنوا } اي اليهود والنصارى { بمثل } مثل زائدة { ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا } عن‬
‫اإليمان به { فإنما هم في شقاق } خالف معكم { فسيكفيكهم هللا } يا محمد شقاقهم { وهو السميع } ألقوالهم‬
‫{ العليم } بأحوالهم وقد كفاه إياهم بقتل قريظة ونفي النضير وضرب الجزية عليهم‬

‫(‪)26/1‬‬

‫‪ { - 138‬صبغة هللا } مصدر مؤكد آلمنا ونصبه بفعل مقدر اي صبغنا هللا والمراد بها دينه الذي فطر الناس‬
‫عليه لظهور أثره على صاحبه كالصبغ في الثوب { ومن } اي ال أحد { أحسن من هللا صبغة } تمييز‬
‫{ ونحن له عابدون } قال اليهود للمسلمين نحن أهل الكتاب األول وقبلتنا أقدم ولم تكن األنبياء من العرب ولو‬
‫كان محمد نبيا لكان منا منزل ‪:‬‬

‫(‪)26/1‬‬

‫‪ { - 139‬قل } لهم { أتحاجوننا } تخاصموننا { في هللا } أن اصطفى نبيا من العرب { وهو ربنا وربكم }‬
‫فله أن يصطفي من يشاء { ولنا أعمالنا } نجازى بها { ولكم أعمالكم } تجازون بها فال يبعد أن يكون في‬
‫أعمالنا ما نستحق به اإلكرام { ونحن له مخلصون } الدين والعمل دونكم فنحن أولى باالصطفاء والهمزة‬
‫لإلنكار والجمل الثالث أحوال‬

‫(‪)27/1‬‬

‫‪ { - 140‬أم } بل أ { تقولون } بالتاء والياء { إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب واألسباط كانوا هودا‬
‫أو نصارى قل } لهم { أأنتم أعلم أم هللا } اي هللا أعلم وقد برأ منهما إبراهيم بقوله { ما كان إبراهيم يهوديا‬
‫وال نصرانيا } والمذكورون معه تبع له { ومن أظلم ممن كتم } أخفى عن الناس { شهادة عنده } كائنة { من‬
‫هللا } اي ال أحد أظلم منه وهم اليهود كتموا شهادة هللا في التوراة إلبراهيم بالحنيفية { وما هللا بغافل عما‬
‫تعملون } تهديد لهم‬

‫(‪)27/1‬‬
‫‪ { - 141‬تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم وال تسألون عما كانوا يعملون } تقدم مثله‬

‫(‪)27/1‬‬

‫‪ { - 142‬سيقول السفهاء } الجهال { من الناس } اليهود والمشركين { ما والهم } اي شيء صرف النبي‬
‫صلى هللا عليه و سلم والمؤمنين { عن قبلتهم التي كانوا عليها } على استقبالها في الصالة وهي بيت المقدس‬
‫واإلتيان بالسين الدالة على االستقبال من األخبار بالغيب { قل هلل المشرق والمغرب } اي الجهات كلها فيأمر‬
‫بالتوجه إلى اي جهة شاء ال اعتراض عليه { يهدي من يشاء } هدايته { إلى صراط } طريق { مستقيم }‬
‫دين اإلسالم اي ومنهم أنتم دل على هذا ‪:‬‬

‫(‪)27/1‬‬

‫‪ { - 143‬وكذلك } كما هديناكم إليه { جعلناكم } يا أمة محمد { أمة وسطا } خيارا عدوال { لتكونوا شهداء‬
‫على الناس } يوم القيامة أن رسلهم بلغتهم { ويكون الرسول عليكم شهيدا } أنه بلغكم { وما جعلنا } صيرنا‬
‫{ القبلة } لك اآلن الجهة { التي كنت عليها } أوال وهي الكعبة وكان صلى هللا عليه و سلم يصلى إليها فلما‬
‫هاجر أمر باستقبال بيت المقدس تألفا لليهود فصلى إليه ستة أو سبعة عشر شهرا ثم حول { إال لنعلم } علم‬
‫ظهور { من يتبع الرسول } فيصدقه { ممن ينقلب على عقبيه } اي يرجع إلى الكفر شكا في الدين وظنا أن‬
‫النبي صلى هللا عليه و سلم في حيرة من أمره وقد ارتد لذلك جماعة { وإن } مخففة من الثقيلة واسمها‬
‫محذوف اي ‪ :‬وإنها { كانت } اي التولية إليها { لكبيرة } شاقة على الناس { إال على الذين هدى هللا } منهم‬
‫{ وما كان هللا ليضيع إيمانكم } اي صالتكم إلى بيت المقدس بل يثيبكم عليه ألن سبب نزولها السؤال عمن‬
‫مات قبل التحويل { إن هللا بالناس } المؤمنين { لرؤوف رحيم } في عدم إضاعة أعمالهم والرأفة شدة‬
‫الرحمة وقدم األبلغ للفاصلة‬

‫(‪)27/1‬‬

‫‪ { - 144‬قد } للتحقيق { نرى تقلب } تصرف { وجهك في } جهة { السماء } متطلعا إلى الوحي ومتشوقا‬
‫لألمر باستقبال الكعبة وكان يود ذلك ألنها قبلة إبراهيم وألنه أدعى إلى إسالم العرب { فلنولينك } نحولنك‬
‫{ قبلة ترضاها } تحبها { فول وجهك } استقبل في الصالة { شطر } نحو { المسجد الحرام } اي الكعبة‬
‫{ وحيث ما كنتم } خطاب لالمة { فولوا وجوهكم } في الصالة { شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون‬
‫أنه } اي التولي إلى الكعبة { الحق } الثابت { من ربهم } لما في كتبهم من نعمت النبي صلى هللا عليه و سلم‬
‫ومن أنه يتحول إليها { وما هللا بغافل عما تعملون } بالتاء أيها المؤمنون من امتثال أمره وبالياء أي اليهود من‬
‫إنكار أمر القبلة‬

‫(‪)28/1‬‬
‫‪ { - 145‬ولئن } الم القسم { أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية } على صدقك في أمر القبلة { ما تبعوا } اي‬
‫يتبعون { قبلتك } عنادا { وما أنت بتابع قبلتهم } قطع لطمعه في إسالمهم وطمعهم في عوده إليها { وما‬
‫بعضهم بتابع قبلة بعض } اي اليهود قبلة النصارى والعكس { ولئن اتبعت أهواءهم } التي يدعونك إليها‬
‫{ من بعد ما جاءك من العلم } الوحي { إنك إذا } إن اتبعتهم فرضا { لمن الظالمين }‬

‫(‪)28/1‬‬

‫‪ { - 146‬الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه } أي محمدا { كما يعرفون أبناءهم } بنعته في كتبهم قال ابن سالم ‪:‬‬
‫لقد عرفته حين رأيته كما أعرف ابني ومعرفتي لمحمد أشد { وإن فريقا منهم ليكتمون الحق } نعته { وهم‬
‫يعلمون } هذا الذي أنت عليه‬

‫(‪)28/1‬‬

‫‪ { - 147‬الحق } كائنا { من ربك فال تكونن من الممترين } الشاكين فيه اي من هذا النوع فهو أبلغ من أن ال‬
‫تمتر‬

‫(‪)28/1‬‬

‫‪ { - 148‬ولكل } من األمم { وجهة } قبلة { هو موليها } وجهه في صالته وفي قراءة موالها { فاستبقوا‬
‫الخيرات } بادروا إلى الطاعات وقبولها { أين ما تكونوا يأت بكم هللا جميعا } يجمعكم يوم القيامة فيجازيكم‬
‫بأعمالكم { إن هللا على كل شيء قدير }‬

‫(‪)28/1‬‬

‫‪ { - 149‬ومن حيث خرجت } لسفر { فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما هللا بغافل‬
‫عما تعملون } بالتاء والياء تقدم مثله وكرره لبيان تساوي حكم السفر وغيره‬

‫(‪)29/1‬‬
‫‪ { - 150‬ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره } كرره‬
‫للتأكيد { لئال يكون للناس } اليهود أو المشركين { عليكم حجة } اي مجادلة في التولي إلى غيره لتنتفي‬
‫مجادلتهم لكم من قول اليهود يجحد ديننا ويتبع قبلتنا وقول المشركين يدعي ملة إبراهيم ويخالف قبلته { إال‬
‫الذين ظلموا منهم } بالعناد فإنهم يقولون ما تحول إليها إال ميال إلى دين آبائه واالستثناء متصل والمعنى ‪ :‬ال‬
‫يكون ألحد عليكم كالم أال كالم هؤالء { فال تخشوهم } تخافوا جدالهم في التولي إليها { واخشوني } بامتثال‬
‫أمري { وألتم } عطف على لئال يكون { نعمتي عليكم } بالهداية إلى معالم دينكم { ولعلكم تهتدون } إلى‬
‫الحق‬

‫(‪)29/1‬‬

‫‪ { - 151‬كما أرسلنا } متعلق بأتم اي إتماما كإتمامها بإرسالنا { فيكم رسوال منكم } محمد صلى هللا عليه و‬
‫سلم { يتلو عليكم آياتنا } القرآن { ويزكيكم } يطهركم من الشرك { ويعلمكم الكتاب } القرآن { والحكمة }‬
‫ما فيه من األحكام { ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون }‬

‫(‪)29/1‬‬

‫‪ { - 152‬فاذكروني } بالصالة والتسبيح ونحوه { أذكركم } قيل معناه أجازيكم وفي الحديث عن هللا [ من‬
‫ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في مأل ذكرته في مأل خير من ملئه ] { واشكروا لي } نعمتي‬
‫بالطاعة { وال تكفرون } بالمعصية‬

‫(‪)29/1‬‬

‫‪ { - 153‬يا أيها الذين آمنوا استعينوا } على اآلخرة { بالصبر } على الطاعة والبالء { والصالة } خصها‬
‫بالذكر لتكررها وعظمها { إن هللا مع الصابرين } بالعون‬

‫(‪)29/1‬‬

‫‪ { - 154‬وال تقولوا لمن يقتل في سبيل هللا } هم { أموات بل } هم { أحياء } أرواحهم في حواصل طيور‬
‫خضر تسرح في الجنة حيث شاءت لحديث بذلك { ولكن ال تشعرون } تعلمون ما هم فيه‬

‫(‪)29/1‬‬
‫‪ { - 155‬ولنبلونكم بشيء من الخوف } للعدو { والجوع } القحط { ونقص من األموال } بالهالك‬
‫{ واألنفس } بالقتل والموت واألمراض { والثمرات } بالحوائج اي لنختبرنكم فننظر أتصبرون أم ال‬
‫{ وبشر الصابرين } على البالء بالجنة‬

‫(‪)30/1‬‬

‫‪ - 156‬هم { الذين إذا أصابتهم مصيبة } بالء { قالوا إنا هلل } ملكا وعبيدا يفعل بناء ما يشاء { وإنا إليه‬
‫راجعون } في اآلخرة فيجازينا وفي الحديث [ من استرجع عند المصيبة آجره هللا فيها وأخلف هللا عليه‬
‫خيرا ] وفيه أن مصباح النبي صلى هللا عليه و سلم طفئ فاسترجع فقالت عائشة ‪ :‬إنما هذا مصباح فقال ‪:‬‬
‫[ كل ما أساء المؤمن فهو مصيبة ] رواه أبو داود في مراسيله‬

‫(‪)30/1‬‬

‫‪ { - 157‬أولئك عليهم صلوات } مغفرة { من ربهم ورحمة } نعمة { وأولئك هم المهتدون } إلى الصواب‬

‫(‪)30/1‬‬

‫‪ { - 158‬إن الصفا والمروة } جبالن بمكة { من شعائر هللا } أعالم دينه جمع شعيرة { فمن حج البيت أو‬
‫اعتمر } اي تلبس بالحج أو العمرة واصلهما القصد والزيارة { فال جناح عليه } إثم عليه { أن يطوف } فيه‬
‫إدغام التاء في األصل في الطاء { بهما } بأن يسعى بينهما سبعا نزلت لما كره المسلمون ذلك ألن أهل‬
‫الجاهلية كانوا يطوفون بهما وعليهما صنمان يمسحونهما وعن ابن عباس أن السعي غير فرض لما أفاده رفع‬
‫اإلثم من التخيير وقال الشافعي وغيره ركن وبين صلى هللا عليه و سلم فرضيته بقوله [ إن هللا كتب عليكم‬
‫السعي ] رواه البيهقي وغيره وقال بدأوا بما بدأ هللا به يعني الصفا رواه مسلم { ومن تطوع } وفي قراءة‬
‫بالتحتية وتشديد الطاء مجزوما وفيه إدغام التاء فيها { خيرا } اي بخير اي عمل ما لم يجب عليه من طواف‬
‫وغيره { فإن هللا شاكر } لعمله باإلثابة عليه { عليم } به‬

‫(‪)30/1‬‬

‫‪ - 159‬ونزل في اليهود ‪ { :‬إن الذين يكتمون } الناس { ما أنزلنا من البينات والهدى } كآية الرجم ونعت‬
‫محمد صلى هللا عليه و سلم { من بعد ما بيناه للناس في الكتاب } التوراة { أولئك يلعنهم هللا } يبعدهم من‬
‫رحمته { ويلعنهم الالعنون } المالئكة والمؤمنون أو كل شيء بالدعاء عليهم باللعنة‬

‫(‪)30/1‬‬
‫‪ { - 160‬إال الذين تابوا } رجعوا عن ذلك { وأصلحوا } عملهم { وبينوا } ما كتموا { فأولئك أتوب عليهم }‬
‫أقبل توبتهم { وأنا التواب الرحيم } بالمؤمنين‬

‫(‪)30/1‬‬

‫‪ { - 161‬إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار } حال { أولئك عليهم لعنة هللا والمالئكة والناس أجمعين } اي هم‬
‫مستحقون ذلك في الدنيا واآلخرة والناس قيل ‪ :‬عام وقيل ‪ :‬المؤمنون‬

‫(‪)31/1‬‬

‫‪ { - 162‬خالدين فيها } اي اللعنة والنار المدلول بها عليها { ال يخفف عنهم العذاب } طرفة عين { وال هم‬
‫ينظرون } يمهلون لتوبة أو لمعذرة‬

‫(‪)31/1‬‬

‫‪ - 163‬ونزل لما قالوا صف لنا ربك ‪ { :‬وإلهكم } المستحق للعبادة منكم { إله واحد } ال نظير له في ذاته‬
‫وال في صفاته { ال إله إال هو } هو { الرحمن الرحيم } وطلبوا آية على ذلك فنزل ‪:‬‬

‫(‪)31/1‬‬

‫‪ { - 164‬إن في خلق السماوات واألرض } وما فيهما من العجائب { واختالف الليل والنهار } بالذهاب‬
‫والمجيء والزيادة والنقصان { والفلك } السفن { التي تجري في البحر } وال ترسب موقرة { بما ينفع‬
‫الناس } من التجارات والحمل { وما أنزل هللا من السماء من ماء } مطر { فأحيا به األرض } بالنبات { بعد‬
‫موتها } يبسها { وبث } فرق ونشر به { فيها من كل دابة } ألنهم ينمون بالخصب الكائن عنه { وتصريف‬
‫الرياح } تقليبها جنوبا وشماال حارة وباردة { والسحاب } الغيم { المسخر } المذلل بأمر هللا تعالى يسير إلى‬
‫حيث شاء هللا { بين السماء واألرض } بال عالقة { آليات } داالت على وحدانيته تعالى { لقوم يعقلون }‬
‫يتدبرون‬

‫(‪)31/1‬‬
‫‪ { - 165‬ومن الناس من يتخذ من دون هللا } اي غيره { أندادا } أصناما { يحبونهم } بالتعظيم والخضوع‬
‫{ كحب هللا } اي كحبهم له { والذين آمنوا أشد حبا هلل } من حبهم لألنداد ألنهم ال يعدلون عنه بحال ما‬
‫والكفار يعدلون في الشدة إلى هللا { ولو يرى } تبصر يا محمد { الذين ظلموا } باتخاذ األنداد { إذ يرون }‬
‫بالبناء للفاعل والمفعول يبصرون { العذاب } لرأيت أمرا عظيما وإذ بمعنى إذا { أن } اي ألن { القوة }‬
‫القدرة والغلبة { هلل جميعا } حال { وأن هللا شديد العذاب } وفي قراءة ترى والفاعل ضمير السامع وقيل‬
‫الذين ظلموا فهي بمعنى يعلم وأن وما بعدها سدت مسد المفعولين وجواب لو محذوف والمعنى لو علموا في‬
‫الدنيا شدة عذاب هللا وأن القدرة هلل وحده وقت معاينتهم له وهو يوم القيامة لما اتخذوا من دونه أندادا‬

‫(‪)31/1‬‬

‫‪ { - 166‬إذ } بدل من إذ قبله { تبرأ الذين اتبعوا } اي الرؤساء { من الذين اتبعوا } اي أنكروا إضاللهم‬
‫{ و } قد { رأوا العذاب وتقطعت } عطف على تبرأ { بهم } عنهم { األسباب } الوصل التي كانت بينهم في‬
‫الدنيا من األرحام والمودة‬

‫(‪)32/1‬‬

‫‪ { - 167‬وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة } رجعة إلى الدنيا { فنتبرأ منهم } اي المتبوعين { كما تبرؤوا‬
‫منا } اليوم ولو للتمني ونتبرأ جوابه { كذلك } اي كما أراهم شدة عذابه وتبرأ بعضهم من بعض { يريهم هللا‬
‫أعمالهم } السيئة { حسرات } حال ندامات { عليهم وما هم بخارجين من النار } بعد دخولها‬

‫(‪)32/1‬‬

‫‪ - 168‬ونزل فيمن حرم السوائب ونحوها ‪ { :‬يا أيها الناس كلوا مما في األرض حالال } حال { طيبا } صفة‬
‫مؤكدة اي مستلذا { وال تتبعوا خطوات } طرق { الشيطان } اي تزيينه { إنه لكم عدو مبين } بين العداوة‬

‫(‪)32/1‬‬

‫‪ { - 169‬إنما يأمركم بالسوء } اإلثم { والفحشاء } القبيح شرعا { وأن تقولوا على هللا ما ال تعلمون } من‬
‫تحريم ما لم يحرم وغيره‬

‫(‪)32/1‬‬
‫‪ { - 170‬وإذا قيل لهم } اي الكفار { اتبعوا ما أنزل هللا } من التوحيد وتحليل الطيبات { قالوا } ال { بل نتبع‬
‫ما ألفينا } وجدنا { عليه آباءنا } من عبادة األصنام وتحريم السوائب والبحائر قال تعالى { أ } يتبعونهم { أو‬
‫لو كان آباؤهم ال يعقلون شيئا } من أمر الدين { وال يهتدون } إلى الحق والهمزة لإلنكار‬

‫(‪)32/1‬‬

‫‪ { - 171‬ومثل } صفة { الذين كفروا } ومن يدعوهم إلى الهدى { كمثل الذي ينعق } يصوت { بما ال‬
‫يسمع إال دعاء ونداء } اي صوتا وال يفهم معناه اي في سماع الموعظة وعدم تدبرها كالبهائم تسمع صوت‬
‫راعيها وال تفهمه هم { صم بكم عمي فهم ال يعقلون } الموعظة‬

‫(‪)32/1‬‬

‫‪ { - 172‬يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات } حالالت { ما رزقناكم واشكروا هلل } على ما أحل لكم { إن‬
‫كنتم إياه تعبدون }‬

‫(‪)32/1‬‬

‫‪ { - 173‬إنما حرم عليكم الميتة } اي أكلها إذ الكالم فيه وكذا ما بعدها وهي ما لم يذك شرعا وألحق بها‬
‫بالسنة ما أبين من حي وخص منها السمك والجراد { والدم } اي المسفوح كما في األنعام { ولحم الخنزير }‬
‫خص اللحم ألنه معظم المقصود وغيره تبع له { وما أهل به لغير هللا } اي ذبح على اسم غيره واإلهالل رفع‬
‫الصوت وكانوا يرفعونه عند الذبح آللهتهم { فمن اضطر } اي ألجأته الضرورة إلى أكل شيء مما ذكر فأكله‬
‫{ غير باغ } خارج على المسلمين { وال عاد } متعد عليهم بقطع الطريق { فال إثم عليه } في أكله { إن هللا‬
‫غفور } ألوليائه { رحيم } بأهل طاعته حيث وسع لهم في ذلك وخرج الباغي والعادي ويلحق بهما كل‬
‫عاص بسفره كاآلبق والمكاس فال يحل لهم أكل شيء من ذلك ما لم يتوبوا وعليه الشافعي‬

‫(‪)32/1‬‬

‫‪ { - 174‬إن الذين يكتمون ما أنزل هللا من الكتاب } المشتمل على نعت محمد صلى هللا عليه و سلم وهم‬
‫اليهود { ويشترون به ثمنا قليال } من الدنيا يأخذونه بدله من سفلتهم فال يظهرونه خوف فوته عليهم { أولئك‬
‫ما يأكلون في بطونهم إال النار } ألنها مآلهم { وال يكلمهم هللا يوم القيامة } غضبا عليهم { وال يزكيهم }‬
‫يطهرهم من دنس الذنوب { ولهم عذاب أليم } مؤلم هو النار‬

‫(‪)33/1‬‬
‫‪ { - 175‬أولئك الذين اشتروا الضاللة بالهدى } أخذوها بدله في الدنيا { والعذاب بالمغفرة } المعدة لهم في‬
‫اآلخرة لو لم يكتموا { فما أصبرهم على النار } اي ما أشد صبرهم وهو تعجب للمؤمنين من ارتكابهم‬
‫موجباتها من غير مباالة وإال فأي صبر لهم‬

‫(‪)33/1‬‬

‫‪ { - 176‬ذلك } الذي ذكر من أكلهم النار وما بعده { بأن } بسبب أن { هللا نزل الكتاب بالحق } متعلق بنزل‬
‫فاختلفوا فيه حيث آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه بكتمه { وإن الذين اختلفوا في الكتاب } بذلك وهم اليهود وقيل‬
‫المشركون في القرآن حيث قال بعضهم شعر وبعضهم سحر وبعضهم كهانة { لفي شقاق } خالف { بعيد }‬
‫عن الحق‬

‫(‪)33/1‬‬

‫‪ { - 177‬ليس البر أن تولوا وجوهكم } في الصالة { قبل المشرق والمغرب } نزل ردا على اليهود‬
‫والنصارى حيث زعموا ذلك { ولكن البر } اي ذا البر وقرئ مفتح الباء اي البار { من آمن باهلل واليوم‬
‫اآلخر والمالئكة والكتاب } اي الكتب { والنبيين وآتى المال على } مع { حبه } له { ذوي القربى } القرابة‬
‫{ واليتامى والمساكين وابن السبيل } المسافر { والسائلين } الطالبين { وفي } فك { الرقاب } المكاتبين‬
‫واألسرى { وأقام الصالة وآتى الزكاة } المفروضة وما قبله في التطوع { والموفون بعهدهم إذا عاهدوا } هللا‬
‫أو الناس { والصابرين } نصب على المدح { في البأساء } شدة الفقر { والضراء } المرض { وحين‬
‫البأس } وقت شدة القتال في سبيل هللا { أولئك } الموصوفون بما ذكر { الذين صدقوا } في أيمانهم أو ادعاء‬
‫البر { وأولئك هم المتقون } هللا‬

‫(‪)33/1‬‬

‫‪ { - 178‬يا أيها الذين آمنوا كتب } فرض { عليكم القصاص } المماثلة { في القتلى } وصفا وفعال‬
‫{ الحر } يقتل { بالحر } وال يقتل بالعبد { والعبد بالعبد واألنثى باألنثى } وبينت السنة أن الذكر يقتل بها‬
‫وأنه تعتبر المماثلة في الدين فال يقتل مسلم ولو عبدا بكافر ولو حرا { فمن عفي له } من القاتلين { من } دم‬
‫{ أخيه } المقتول { شيء } بأن ترك القصاص منه وتنكير شيء يفيد سقوط القصاص بالعفو عن بعضه ومن‬
‫بعض الورثة وفي ذكر أخيه بعطف داع إلى العفو وإيذان بأن القتل ال يقطع أخوة اإليمان ومن مبتدأ شرطية‬
‫أو موصولة والخبر { فاتباع } اي فعل العافي اتباع للقاتل { بالمعروف } بأن يطالبه بالدية بال عنف وترتيب‬
‫االتباع على العفو يفيد أن الواجب أحدهما وهو أحد قولي الشافعي والثاني الواجب القصاص والدية بدل عنه‬
‫فلو عفا ولم يسمها فال شيء ورجح { و } على القاتل { أداء } الدية { إليه } اي العافي وهو الوارث‬
‫{ بإحسان } بال مطل وال بخس { ذلك } الحكم المذكور من جواز القصاص والعفو عنه على الدية‬
‫{ تخفيف } تسهيل { من ربكم } عليكم { ورحمة } بكم حيث وسع في ذلك ولم يحتم واحدا منهما كما حتم‬
‫على اليهود القصاص وعلى النصارى الدية { فمن اعتدى } ظلم القاتل بأن قتله { بعد ذلك } اي العفو { فله‬
‫عذاب أليم } مؤلم في اآلخرة بالنار أو في الدنيا بالقتل‬

‫(‪)34/1‬‬

‫‪ { - 179‬ولكم في القصاص حياة } اي بقاء عظيم { يا أولي األلباب } ذوي العقول ألن القاتل إذا علم أنه‬
‫يقتل ارتدع فأحيا نفسه ومن أراد قتله فشرع { لعلكم تتقون } القتل مخافة القوة‬

‫(‪)34/1‬‬

‫‪ { - 180‬كتب } فرض { عليكم إذا حضر أحدكم الموت } اي أسبابه { إن ترك خيرا } ماال { الوصية }‬
‫مرفوع بكتب ومتعلق بإذا إن كانت ظرفية ودال على جوابها إن كانت شرطية وجواب إن اي فليوص‬
‫{ للوالدين واألقربين بالمعروف } بالعدل بأن ال يزيد على الثلث وال يفضل الغني { حقا } مصدر مؤكد‬
‫لمضمون الجملة قبله { على المتقين } هللا وهذا منسوخ بآية الميراث وبحديث ‪ [ :‬وال وصية لوارث ] رواه‬
‫الترمذي‬

‫(‪)34/1‬‬

‫‪ { - 181‬فمن بدله } اي اإليصاء من شاهد ووصي { بعد ما سمعه } علمه { فإنما إثمه } اي االيصاء‬
‫المبدل { على الذين يبدلونه } فيه إقامة الظاهر مقام المضمر { إن هللا سميع } لقول الموصي { عليم } بفعل‬
‫الوصي فمجاز عليه‬

‫(‪)35/1‬‬

‫‪ { - 182‬فمن خاف من موص } مخففا ومثقال { جنفا } ميال عن الحق خطأ { أو إثما } بأن تعمد ذلك‬
‫بالزيادة على الثلث أو تخصيص غني مثال { فأصلح بينهم } بين الموصي والموصى له باألمر بالعدل { فال‬
‫إثم عليه } في ذلك { إن هللا غفور رحيم }‬

‫(‪)35/1‬‬
‫‪ { - 183‬يا أيها الذين آمنوا كتب } فرض { عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم } من األمم { لعلكم‬
‫تتقون } المعاصي فإنه يكسر الشهوة التي هي مبدؤها‬

‫(‪)35/1‬‬

‫‪ { - 184‬أياما } نصب بالصيام أو يصوموا مقدرا { معدودات } اي قالئل أو مؤقتات بعدد معلوم وهي‬
‫رمضان كما سيأتي وقلله تسهيال على المكلفين { فمن كان منكم } حين شهوده { مريضا أو على سفر } اي‬
‫مسافرا سفر القسر وأجهده الصوم في الحالين فأفطر { فعدة } فعليه عدة ما أفطر { من أيام أخر } يصومها‬
‫بدله { وعلى الذين } ال { يطيقونه } لكبر أو ال يرجى برؤه { فدية } هي { طعام مسكين } اي قدر ما يأكله‬
‫في يومه وهو مد من غالب قوت البلد لكل يوم وفي قراءة بإضافة فدية وهي للبيان وقيل ال غير مقدرة وكانوا‬
‫مخيرين في صدر اإلسالم بين الصوم والفدية ثم نسخ بتعيين الصوم بقوله من شهد منكم الشهر فليصمه قال‬
‫ابن عباس إال الحامل والمرضع إذا أفطرتا خوفا على الولد فإنها باقية بال نسخ في حقهما { فمن تطوع‬
‫خيرا } بالزيادة على القد المذكور في الفدية { فهو } اي التطوع { خير له وأن تصوموا } مبتدأ خبره { خير‬
‫لكم } من اإلفطار والفدية { إن كنتم تعلمون } أنه خير لكم فافعلوه‬

‫(‪)35/1‬‬

‫‪ - 185‬تلك األيام { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر‬
‫منه { هدى } حال هاديا من الظاللة { للناس وبينات } آيات واضحات { من الهدى } بما يهدي إلى الحق‬
‫من األحكام { و } من { الفرقان } بما يفرق بين الحق والباطل { فمن شهد } حضر { منكم الشهر فليصمه‬
‫ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر } تقدم مثله وكرر لئال يتوهم نسخه بتعميم من شهد { يريد‬
‫هللا بكم اليسر وال يريد بكم العسر } ولذا أباح لكم الفطر في المرض والسفر لكون ذلك في معنى العلة أيضا‬
‫لألمر بالصوم عطف عليه { ولتكملوا } بالتخفيف والتشديد { العدة } اي عدة صوم رمضان { ولتكبروا‬
‫هللا } عند إكمالها { على ما هداكم } أرشدكم لمعالم دينه { ولعلكم تشكرون } هللا على ذلك‬

‫(‪)36/1‬‬

‫‪ - 186‬وسأل جماعة النبي صلى هللا عليه و سلم أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فنزل ‪ { :‬وإذا سألك‬
‫عبادي عني فإني قريب } منهم بعلمي فأخبرهم بذلك { أجيب دعوة الداع إذا دعان } بإنالته ما سأل‬
‫{ فليستجيبوا لي } دعائي بالطاعة { وليؤمنوا } يداوموا على اإليمان { بي لعلهم يرشدون } يهتدون‬

‫(‪)36/1‬‬
‫‪ { - 187‬أحل لكم ليلة الصيام الرفث } بمعنى اإلفضاء { إلى نسائكم } بالجماع نزل نسخا لما كان في صدر‬
‫اإلسالم على تحريمه وتحريم األكل والشرب بعد العشاء { هن لباس لكم وأنتم لباس لهن } كناية عن تعانقهما‬
‫أو احتياج كل منهما إلى صاحبه { علم هللا أنكم كنتم تختانون } تخونون { أنفسكم } بالجماع ليلة الصيام وقع‬
‫ذلك لعمر وغيره واعتذروا إلى النبي صلى هللا عليه و سلم { فتاب عليكم } قبل توبتكم { وعفا عنكم فاآلن }‬
‫إذ أحل لكم { باشروهن } جامعوهن { وابتغوا } اطلبوا { ما كتب هللا لكم } اي إباحه من الجماع أو قدره من‬
‫الولد { وكلوا واشربوا } الليل كله { حتى يتبين } يظهر { لكم الخيط األبيض من الخيط األسود من الفجر }‬
‫اي الصادق بيان للخيط األبيض وبيان األسود محذوف اي من الليل شبه ما يبدوا من البياض وما يمتد معه‬
‫من الغبش بخيطين ابيض واسود في االمتداد { ثم أتموا الصيام } من الفجر { إلى الليل } اي إلى دخوله‬
‫بغروب الشمس { وال تباشروهن } اي نساءكم { وأنتم عاكفون } مقيمون بنية االعتكاف { في المساجد }‬
‫متعلق بعاكفون نهي لمن كان يخرج وهو معتكف فيجامع امرأته ويعود { تلك } األحكام المذكورة { حدود‬
‫هللا } حدها لعباده ليقفوا عندها { فال تقربوها } أبلغ من ال تعتدوها المعبر به في آية أخرى { كذلك } كما بين‬
‫لكم ما ذكر { يبين هللا آياته للناس لعلهم يتقون } محارمه‬

‫(‪)36/1‬‬

‫‪ { - 188‬وال تأكلوا أموالكم بينكم } اي يأكل بعضكم مال بعض { بالباطل } الحرام شرعا كالسرقة والغصب‬
‫{ و } ال { تدلوا } تلقوا { بها } اي بحكومتها أو باألموال رشوة { إلى الحكام لتأكلوا } بالتحاكم { فريقا }‬
‫طائفة { من أموال الناس } متلبسين { باإلثم وأنتم تعلمون } أنكم مبطلون‬

‫(‪)37/1‬‬

‫‪ { - 189‬يسألونك } يا محمد { عن األهلة } جمع هالل لم تبدو دقيقة ثم تزيد حتى تمتلئ نورا ثم تعود كما‬
‫بدت وال تكون على حالة واحدة كالشمس { قل } لهم { هي مواقيت } جمع ميقات { للناس } يعلمون بها‬
‫أوقات زرعهم ومتاجرهم وعدد نساءهم وصيامهم وإفطارهم { والحج } عطف على الناس اي يعلم بها وقته‬
‫فلو استمرت على حالة لم يعرف ذلك { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها } في اإلحرام بأن تنقبوا فيها‬
‫نقبا تدخلون منه وتخرجون وتتركوا الباب وكانوا يفعلون ذلك ويزعمونه برا { ولكن البر } اي ذا البر { من‬
‫اتقى } هللا بترك مخالفته { وأتوا البيوت من أبوابها } في اإلحرام { واتقوا هللا لعلكم تفلحون } تفوزون‬

‫(‪)37/1‬‬

‫‪ - 190‬ولما صد صلى هللا عليه و سلم عن البيت عام الحديبية وصالح الكفار على أن يعود العام القابل ويخلوا‬
‫له مكة ثالثة أيام وتجهز لعمرة القضاء وخافوا أن ال تفي قريش ويقاتلوهم وكره المسلمون قتالهم في الحرم‬
‫واإلحرام والشهر الحرام نزل { وقاتلوا في سبيل هللا } اي إلعالء دينه { الذين يقاتلونكم } الكفار { وال‬
‫تعتدوا } عليهم باالبتداء بالقتال { إن هللا ال يحب المعتدين } المتجاوزين ما حد لهم وهذا منسوخ بآية براءة أو‬
‫بقوله ‪:‬‬
‫(‪)37/1‬‬

‫‪ { - 191‬واقتلوهم حيث ثقفتموهم } وجدتموهم { وأخرجوهم من حيث أخرجوكم } اي من مكة وقد فعل بهم‬
‫ذلك عام الفتح { والفتنة } الشرك منهم { أشد } أعظم { من القتل } لهم في الحرم أو اإلحرام الذي‬
‫استعظمتموه { وال تقاتلوهم عند المسجد الحرام } اي في الحرم { حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم } فيه‬
‫{ فاقتلوهم } فيه وفي قراءة بال ألف في األفعال الثالثة { كذلك } القتل واإلخراج { جزاء الكافرين }‬

‫(‪)37/1‬‬

‫‪ { - 192‬فإن انتهوا } عن الكفر وأسلموا { فإن هللا غفور } لهم { رحيم } بهم‬

‫(‪)38/1‬‬

‫‪ { - 193‬وقاتلوهم حتى ال تكون } توجد { فتنة } شرك { ويكون الدين } العبادة { هلل } وحده ال يعبد سواه‬
‫{ فإن انتهوا } عن الشرك فال تعتدوا عليهم دل على هذا { فال عدوان } اعتداء بقتل أو غيره { إال على‬
‫الظالمين } ومن انتهى فليس بظالم فال عدوان عليه‬

‫(‪)38/1‬‬

‫‪ { - 194‬الشهر الحرام } المحرم مقابل { بالشهر الحرام } فكما قاتلوكم فيه فاقتلوهم في مثله رد الستعظام‬
‫المسلمين ذلك { والحرمات } جمع حرمة ما يجب احترامه { قصاص } اي يقتص بمثلها إذا انتهكت { فمن‬
‫اعتدى عليكم } بالقتال في الحرم أو اإلحرام أو الشهر الحرام { فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم } سمى‬
‫مقابلته اعتداء لشبهها بالمقابل به في الصورة { واتقوا هللا } في االنتصار وترك االعتداء { واعلموا أن هللا‬
‫مع المتقين } بالعون والنصر‬

‫(‪)38/1‬‬

‫‪ { - 195‬وأنفقوا في سبيل هللا } طاعته الجهاد وغيره { وال تلقوا بأيديكم } اي أنفسكم والباء زائدة { إلى‬
‫التهلكة } الهالك و اإلمساك عن النفقة في الجهاد أو تركه ألنه يقوي العدو عليكم { وأحسنوا } بالنفقة‬
‫وغيرها { إن هللا يحب المحسنين } اي يثيبهم‬

‫(‪)38/1‬‬
‫‪ { - 196‬وأتموا الحج والعمرة هلل } أدوهما بحقوقهما { فإن أحصرتم } منعتم عن إتمامها بعدو { فما‬
‫استيسر } تيسر { من الهدي } عليكم وهو شاة { وال تحلقوا رؤوسكم } اي ال تتحللوا { حتى يبلغ الهدي }‬
‫المذكور { محله } حيث يحل ذبحه وهو مكان االحصار عند الشافعي فيذبح فيه بنية التحلل ويفرق على‬
‫ساكنيه ويحلق وبه يحصل التحلل { فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه } كقمل وصداع فحلق في‬
‫اإلحرام { ففدية } عليه { من صيام } ثالثة أيام { أو صدقة } بثالثة أصوع من غالب قوت البلد على ستة‬
‫مساكين { أو نسك } اي ذبح شاة وأو للتخيير وألحق به من حلق لغير عذر ألنه أولى بالكفارة وكذا من‬
‫استمتع بغير الحلق كالطيب واللبس والدهن لعذر أو غيره { فإذا أمنتم } العدو بأن ذهب أو لم يكن { فمن‬
‫تمتع } استمتع { بالعمرة } اي بسبب فراغه منها بمحظورات اإلحرام { إلى الحج } اي إلى اإلحرام به بأن‬
‫يكون أحرم بها في أشهره { فما استيسر } تيسر { من الهدي } عليه وهو شاة يذبحها بعد اإلحرام به‬
‫واألفضل يوم النحر { فمن لم يجد } الهدي لفقده أو فقد ثمنه { فصيام } اي فعليه صيام { ثالثة أيام في‬
‫الحج } اي في حال اإلحرام به فيجب حينئذ أن يحرم قبل السابع من ذي الحجة واألفضل قبل السادس لكراهة‬
‫صوم يوم عرفة وال يجوز صومها أيام التشريق على اصح قولي الشافعي { وسبعة إذا رجعتم } إلى وطنكم‬
‫مكة أو غيرها وقيل إذا فرغتم من أعمال الحج وفيه التفات عن الغيبة { تلك عشرة كاملة } جملة تأكيد لما‬
‫قبلها { ذلك } الحكم المذكور من وجوب الهدي أو الصيام على من تمتع { لمن لم يكن أهله حاضري المسجد‬
‫الحرام } بأن لم يكونوا على دون مرحلتين من الحرم عند الشافعي فإن كان فال دم عليه وال صيام وإن تمتع‬
‫فعليه ذلك وهو أحد وجهين عند الشافعي والثاني ال واألهل كناية عن النفس وألحق بالتمتع فيما ذكر بالسنة‬
‫القارن وهو من أحرم بالعمرة والحج معا أو يدخل الحج عليها قبل الطواف { واتقوا هللا } فيما أمركم به‬
‫وينهاكم عنه { واعلموا أن هللا شديد العقاب } لمن خالفه‬

‫(‪)38/1‬‬

‫‪ { - 197‬الحج } وقته { أشهر معلومات } شوال وذو القعدة وعشر ليال من ذي الحجة وقيل كله { فمن‬
‫فرض } على نفسه { فيهن الحج } باإلحرام به { فال رفث } جماع فيه { وال فسوق } معاص { وال جدال }‬
‫خصام { في الحج } وفي قراءة يفتح األولين والمراد في الثالثة النهي { وما تفعلوا من خير } كصدقة‬
‫{ يعلمه هللا } فيجازيكم به ونزل في أهل اليمن وكانوا يحجون بال زاد فيكونون كال على الناس ‪:‬‬
‫{ وتزودوا } ما يبلغكم لسفركم { فإن خير الزاد التقوى } ما يتقى به سؤال الناس وغيره { واتقون يا أولي‬
‫األلباب } ذوي العقول‬

‫(‪)39/1‬‬

‫‪ { - 198‬ليس عليكم جناح } في { أن تبتغوا } تطلبوا { فضال } رزقا { من ربكم } بالتجارة في الحج نزل‬
‫ردا لكراهتهم ذلك { فإذا أفضتم } دفعتم { من عرفات } بعد الوقوف بها { فاذكروا هللا } بعد المبيت بمزدلفة‬
‫بالتلبية والتهليل والدعاء { عند المشعر الحرام } هو جبل في آخر المزدلفة يقال له قزح وفي الحديث أنه‬
‫صلى هللا عليه و سلم وقف به يذكر هللا ويدعوه حتى أسفر جدا رواه مسلم { واذكروه كما هداكم } لمعالم دينه‬
‫ومناسك حجه والكاف للتعليل { وإن } مخففة { كنتم من قبله } قبل هداه { لمن الضالين }‬
‫(‪)39/1‬‬

‫‪ { - 199‬ثم أفيضوا } يا قريش { من حيث أفاض الناس } اي من عرفة بأن تقفوا بها معهم وكانوا يقفون‬
‫بالمزدلفة ترفعا عن الوقوف معهم وثم للترتيب في الذكر { واستغفروا هللا } من ذنوبكم { إن هللا غفور }‬
‫للمؤمنين { رحيم } بهم‬

‫(‪)40/1‬‬

‫‪ { - 200‬فإذا قضيتم } أديتم { مناسككم } عبادات حجكم بأن رميتم جمرة العقبة وطفتم واستقررتم بمنى‬
‫{ فاذكروا هللا } بالتكبير والثناء { كذكركم آباءكم } كما كنتم تذكرونهم عند فراغ حجكم بالمفاخرة { أو أشد‬
‫ذكرا } من ذكركم إياهم ونصب أشد على الحال من ذكر المنصوب باذكروا إذ لو تأخر عنه لكان صفة له‬
‫{ فمن الناس من يقول ربنا آتنا } نصيبنا { في الدنيا } فيؤتاه فيها { وما له في اآلخرة من خالق } نصيب‬

‫(‪)40/1‬‬

‫‪ { - 201‬ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة } نعمة { وفي اآلخرة حسنة } هي الجنة { وقنا عذاب‬
‫النار } بعدم دخولها وهذا بيان لما كان عليه المشركون ولحال المؤمنين والقصد به الحث على طلب خير‬
‫الدارين كما وعد بالثواب عليه بقوله‬

‫(‪)40/1‬‬

‫‪ { - 202‬أولئك لهم نصيب } ثواب { م } ن أجل { ما كسبوا } عملوا من الحج والدعاء { وهللا سريع‬
‫الحساب } يحاسب الخلق كلهم في قدر نصف نهار من أيام الدنيا لحديث بذلك‬

‫(‪)40/1‬‬

‫‪ { - 203‬واذكروا هللا } بالتكبير عند رمي الجمرات { في أيام معدودات } اي أيام التشريق الثالثة { فمن‬
‫تعجل } اي استعجل بالنفر من منى { في يومين } اي في ثاني أيام التشريق بعد رمي جماره { فال إثم‬
‫عليه } بالتعجيل { ومن تأخر } بها حتى بات ليلة الثالث ورمى جماره { فال إثم عليه لمن اتقى } هللا في‬
‫حجه ألنه الحاج في لحقيقة { واتقوا هللا واعلموا أنكم إليه تحشرون } في اآلخرة فيجازيكم بأعمالكم‬

‫(‪)40/1‬‬
‫{ ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا } وال يعجبك في اآلخرة لمخالفته العتقاده { ويشهد هللا على ما‬
‫في قلبه } انه موافق لقوله { وهو ألد الخصام } شديد الخصومة لك وألتباعك لعداوته لك وهو األخنس بن‬
‫شريق كان منافقا حلو الكالم للنبي صلى هللا عليه و سلم يحلف أنه مؤمن به ومحب له فيدني مجلسه فأكذبه هللا‬
‫في ذلك ومر بزرع وحمر لبعض المسمين فأحرقه وعقرها ليال كما قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)40/1‬‬

‫‪ { - 205‬وإذا تولى } انصرف عنك { سعى } مشى { في األرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل } من‬
‫جملة الفساد { وهللا ال يحب الفساد } أي ال يرضى به‬

‫(‪)41/1‬‬

‫‪ { - 206‬وإذا قيل له اتق هللا } في فعلك { أخذته العزة } حملته األنفة والحمية على العمل { باإلثم } الذي‬
‫أمر باتقائه { فحسبه } كافيه { جهنم ولبئس المهاد } الفراش هي‬

‫(‪)41/1‬‬

‫‪ { - 207‬ومن الناس من يشري } يبيع { نفسه } اي يبذلها في طاعة هللا { ابتغاء } طلب { مرضاة هللا }‬
‫رضاه وهو صهيب لما آذاه المشركون هاجر إلى المدينة وترك بهم ماله { وهللا رؤوف بالعباد } حيث‬
‫أرشدهم لما فيه رضاه‬

‫(‪)41/1‬‬

‫‪ - 208‬ونزل في عبد هللا بن سالم وأصحابه لما عظموا السبت وكرهوا اإلبل بعد اإلسالم { يا أيها الذين آمنوا‬
‫ادخلوا في السلم } بفتح السين وكسرها اإلسالم { كافة } حال من السلم اي في جميع شرائعه { وال تتبعوا‬
‫خطوات } طرق { الشيطان } اي تزيينه بالتفريق { إنه لكم عدو مبين } بين العداوة‬

‫(‪)41/1‬‬
‫‪ { - 209‬فإن زللتم } ملتم عن الدخول في جميعه { من بعد ما جاءتكم البينات } الحجج الظاهرة على أنه‬
‫حق { فاعلموا أن هللا عزيز } ال يعجزه شيء عن انتقامه منكم { حكيم } في صنعه‬

‫(‪)41/1‬‬

‫‪ { - 210‬هل } ما { ينظرون } ينتظر التاركون الدخول فيه { إال أن يأتيهم هللا } اي أمره كقوله أو يأتي أمر‬
‫ربك اي عذابه { في ظلل } جمع ظلة { من الغمام } السحاب { والمالئكة وقضي األمر } تم أمر هالكهم‬
‫{ وإلى هللا ترجع األمور } بالبناء للمفعول والفاعل في اآلخرة فيجازي كال بعمله‬

‫(‪)41/1‬‬

‫‪ { - 211‬سل } يا محمد { بني إسرائيل } تبكيتا { كم آتيناهم } كم استفهامية معلقة سل عن المفعول الثاني‬
‫وهي ثاني مفعول آتينا ومميزها { من آية بينة } ظاهرة كفلق البحر وإنزال المن والسلوى فبدلوها كفرا‬
‫{ ومن يبدل نعمة هللا } اي ما أنعم به عليه من اآليات ألنها سبب الهداية { من بعد ما جاءته } كفرا { فإن هللا‬
‫شديد العقاب } له‬

‫(‪)41/1‬‬

‫‪ { - 212‬زين للذين كفروا } من أهل مكة { الحياة الدنيا } بالتمويه فأحبوها { و } هم { يسخرون من الذين‬
‫آمنوا } لفقرهم كبالل وعمار وصهيب اي يستهزؤون بهم ويتعالون عليهم بالمال { والذين اتقوا } الشرك‬
‫وهم هؤالء { فوقهم يوم القيامة وهللا يرزق من يشاء بغير حساب } اي رزقا واسعا في اآلخرة أوالدينا بان‬
‫يملك المسخور منهم أموال الساخرين ورقابهم‬

‫(‪)42/1‬‬

‫‪ { - 213‬كان الناس أمة واحدة } على اإليمان فاختلفوا بأن آمن بعض وكفر بعض { فبعث هللا النبيين } إليهم‬
‫{ مبشرين } من آمن بالجنة { ومنذرين } من كفر بالنار { وأنزل معهم الكتاب } بمعنى الكتب { بالحق }‬
‫متعلق بأنزل { ليحكم } به { بين الناس فيما اختلفوا فيه } من الدين { وما اختلف فيه } أي الدين { إال الذين‬
‫أوتوه } اي الكتاب فآمن بعض وكفر بعض { من بعد ما جاءتهم البينات } الحجج الظاهرة على التوحيد ومن‬
‫متعلقة باختلف وهي وما بعدها مقدم على االستثناء في المعنى { بغيا } من الكافرين { بينهم فهدى هللا الذين‬
‫آمنوا لما اختلفوا فيه من } للبيان { الحق بإذنه } بإرادته { وهللا يهدي من يشاء } هدايته { إلى صراط‬
‫مستقيم } طريق الحق‬
‫(‪)42/1‬‬

‫‪ - 214‬ونزل في جهد أصاب المسلمين { أم } بل أ { حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما } لم { يأتكم مثل } شبه ما‬
‫أتى { الذين خلوا من قبلكم } من المؤمنين من المحن فتصبروا كما صبروا { مستهم } جملة مستأنفة مبينة ما‬
‫قبلها { البأساء } شدة الفقر { والضراء } المرض { وزلزلوا } أزعجوا بأنواع البالء { حتى يقول }‬
‫بالنصب والرفع اي قال { الرسول والذين آمنوا معه } استبطاء للنصر لتناهي الشدة عليهم { متى } يأتي‬
‫{ نصر هللا } الذي وعدناه فأجيبوا من قبل هللا { أال إن نصر هللا قريب } إتيانه‬

‫(‪)42/1‬‬

‫‪ { - 215‬يسألونك } يا محمد { ماذا ينفقون } اي الذي ينفقونه والسائل عمرو بن الجموح وكان شيخا ذا مال‬
‫فسأل صلى هللا عليه و سلم عما ينفق وعلى من ينفق { قل } لهم { ما أنفقتم من خير } بيان لما شامل للقليل‬
‫والكثير وفيه بيان المنفق الذي هو أحد شقي السؤال وأجاب عن المصرف الذي هو الشق اآلخر بقوله ‪:‬‬
‫{ فللوالدين واألقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل } أي هم أولى به { وما تفعلوا من خير } إنفاق أو‬
‫غيره { فإن هللا به عليم } فمجاز عليه‬

‫(‪)42/1‬‬

‫‪ { - 216‬كتب } فرض { عليكم القتال } للكفار { وهو كره } مكروه { لكم } طبعا لمشقته { وعسى أن‬
‫تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم } لميل النفس إلى الشهوات الموجبة لهالكها‬
‫ونفورها عن التكليفات الموجبة لسعادتها فلعل لكم في القتال وإن كرهتموه خيرا ألن فيه إما الظفر والغنيمة أو‬
‫الشهادة واألجر وفي تركه وإن أحببتموه شرا ألن في الذل والفقر وحرمان األجر { وهللا يعلم } ما هو خير‬
‫لكم { وأنتم ال تعلمون } ذلك فبادروا إلى ما يأمركم به‬

‫(‪)43/1‬‬

‫‪ - 217‬وأرسل النبي صلى هللا عليه و سلم أول سراياه وعليها عبد هللا بن جحش فقاتلوا المشركين وقتلوا ابن‬
‫الحضرمي آخر يوم من جمادى اآلخرة والتبس عليهم برجب فعيرهم الكفار باستحالله فنزل ‪ { :‬يسألونك عن‬
‫الشهر الحرام } المحرم { قتال فيه } بدل اشتمال { قل } لهم { قتال فيه كبير } عظيم وزرا مبتدأ وخبر‬
‫{ وصد } مبتدأ منع للناس { عن سبيل هللا } دينه { وكفر به } باهلل { و } صد عن { المسجد الحرام } اي‬
‫مكة { وإخراج أهله منه } وهم النبي صلى هللا عليه و سلم والمؤمنون وخبر المبتدأ { أكبر } أعظم وزرا‬
‫{ عند هللا } من القتال فيه { والفتنة } الشرك منكم { أكبر من القتل } لكم فيه { وال يزالون } اي الكفار‬
‫{ يقاتلونكم } أيها المؤمنون { حتى } كي { يردوكم عن دينكم } إلى الكفر { إن استطاعوا ومن يرتدد منكم‬
‫عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت } بطلت { أعمالهم } الصالحة { في الدنيا واآلخرة } فال اعتداد بها‬
‫وال ثواب عليها والتقيد بالموت عليه يفيد أنه لو رجع إلى اإلسالم لم يبطل عمله فيثاب عليه وال يعيده كالحج‬
‫مثال وعليه الشافعي { وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }‬

‫(‪)43/1‬‬

‫‪ - 218‬ولما ظن السرية أنهم إن سلموا من اإلثم فال يحصل لهم أجر نزل { إن الذين آمنوا والذين هاجروا }‬
‫فارقوا أوطانهم { وجاهدوا في سبيل هللا } إلعالء دينه { أولئك يرجون رحمة هللا } ثوابه { وهللا غفور }‬
‫للمؤمنين { رحيم } بهم‬

‫(‪)43/1‬‬

‫‪ { - 219‬يسألونك عن الخمر والميسر } القمار ما حكمهما { قل } لهم { فيهما } اي في تعاطيهما { إثم‬


‫كبير } عظيم وفي قراءة بالمثلثة لما يحصل بسببهما من المخاصمة والمشاتمة وقول الفحش { ومنافع‬
‫للناس } باللذة والفرح في الخمر وإصابة المال بال كد في الميسر { وإثمهما } اي ما ينشأ عنهما من المفاسد‬
‫{ أكبر } اعظم { من نفعهما } ولما نزلت شربها قوم وامتنع عنها آخرون إلى أن حرمتها آية المائدة‬
‫{ ويسألونك ماذا ينفقون } اي ما قدره { قل } أنفقوا { العفو } اي الفاضل عن الحاجة وال تنفقوا ما تحتاجون‬
‫إليه وتضيعوا أنفسكم وفي قراءة بالرفع بتقدير هو { كذلك } اي كما بين لكم ما ذكر { يبين هللا لكم اآليات‬
‫لعلكم تتفكرون }‬

‫(‪)44/1‬‬

‫‪ { - 220‬في } أمر { الدنيا واآلخرة } فتأخذون باألصلح لكم فيهما { ويسألونك عن اليتامى } وما يلقونه من‬
‫الحرج في شأنهم فإن واكلوهم يأثموا وإن عزلوا ما لهم من أموالهم وصنعوا لهم طعاما وحدهم فحرج { قل‬
‫إصالح لهم } في أموالهم بتنميتها ومداخلتكم { خير } من ترك ذلك { وإن تخالطوهم } اي تخلطوا نفقتكم‬
‫بنفقتهم { فإخوانكم } اي فهم إخوانكم في الدين ومن شأن األخ أن يخالط أخاه اي فلكم ذلك { وهللا يعلم‬
‫المفسد } ألموالهم بمخالطته { من المصلح } بها فيجازي كال منهما { ولو شاء هللا ألعنتكم } لضيق عليكم‬
‫بتحريم المخالطة { إن هللا عزيز } غالب على أمره { حكيم } في صنعه‬

‫(‪)44/1‬‬

‫‪ { - 221‬وال تنكحوا } تتزوجوا آيها المسلمون { المشركات } اي الكافرات { حتى يؤمن وألمة مؤمنة خير‬
‫من مشركة } حرة ألن سبب نزولها العيب على من تزوج أمة وترغيبه في نكاح حرة مشركة { ولو‬
‫أعجبتكم } لجمالها ومالها وهذا مخصوص بغير الكتابيات بآية { والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب } { وال‬
‫تنكحوا } تزوجوا { المشركين } اي الكفار المؤمنات { حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو‬
‫أعجبكم } لماله وجماله { أولئك } اي أهل الشرك { يدعون إلى النار } بدعائهم إلى العمل الموجب لها فال‬
‫تليق مناكحتهم { وهللا يدعو } على لسان رسله { إلى الجنة والمغفرة } اي العمل الموجب لها { بإذنه }‬
‫بإرادته فتجب إجابته بتزويج أوليائه { ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون } يتعظون‬

‫(‪)44/1‬‬

‫‪ { - 222‬ويسألونك عن المحيض } اي الحيض أو مكانه ماذا يفعل بالنساء فيه { قل هو أذى } قذر أو محله‬
‫{ فاعتزلوا النساء } أتركوا وطأهن { في المحيض } اي وقته أو مكانه { وال تقربوهن } بالجماع { حتى‬
‫يطهرن } بسكون الطاء وتشديدها والهاء وفيه إدغام التاء في األصل في الطاء اي يغتسلن بعد انقطاعه { فإذا‬
‫تطهرن فاتوهن } بالجماع { من حيث أمركم هللا } بتجنبه في الحيض وهو القبل وال تعدوه إلى غيره { إن‬
‫هللا يحب } يثيب ويكرم { التوابين } من الذنوب { ويحب المتطهرين } من األقذار‬

‫(‪)45/1‬‬

‫‪ { - 223‬نساؤكم حرث لكم } اي محل زرعكم الولد { فاتوا حرثكم } اي محله وهو القبل { أنى } كيف‬
‫{ شئتم } من قيام وقعود واضطجاع وإقبال وإدبار ونزل ردا لقول اليهود ‪ :‬من أتى امرأته في قبلها اي من‬
‫جهة دبرها جاء الولد أحول { وقدموا ألنفسكم } العمل الصالح كالتسمية عند الجماع { واتقوا هللا } في أمره‬
‫ونهيه { واعلموا أنكم مالقوه } بالبعث فيجازيكم بأعمالكم { وبشر المؤمنين } الذين اتقوه بالجنة‬

‫(‪)45/1‬‬

‫‪ { - 224‬وال تجعلوا هللا } اي الحلف به { عرضة } علة مانعة { أليمانكم } اي نصبا بها بأن تكثروا الحلف‬
‫به { أن } ال { تبروا وتتقوا } فتكره اليمين على ذلك ويسن فيه الحنث ويكفر بخالفها على فعل البر ونحوه‬
‫فهي طاعة { وتصلحوا بين الناس } المعنى ال تمتنعوا من فعل ما ذكر من البر ونحوه إذا حلفتم عليه بل ائتوه‬
‫وكفروا ألن سبب نزولها االمتناع من ذلك { وهللا سميع } ألقوالكم { عليم } بأحوالكم‬

‫(‪)45/1‬‬

‫‪ { - 225‬ال يؤاخذكم هللا باللغو } الكائن { في أيمانكم } وهو ما يسبق إليه اللسان من غير قصد الحلف نحو‬
‫وهللا وبلي وهللا فال إثم عليه وال كفارة { ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم } اي قصدته من اإليمان إذا حنثتم‬
‫{ وهللا غفور } لما كان من اللغو { حليم } بتأخير العقوبة عن مستحقها‬
‫(‪)45/1‬‬

‫‪ { - 226‬للذين يؤلون من نسائهم } اي يحلفون أن ال يجامعوهن { تربص } إنتظار { أربعة أشهر فإن‬
‫فاؤوا } رجعوا فيها أو بعدها عن اليمين إلى الوطء { فإن هللا غفور } لهم ما أتوه من ضرر المرأة بالحلف‬
‫{ رحيم } بهم‬

‫(‪)45/1‬‬

‫‪ { - 227‬وإن عزموا الطالق } اي عليه بأن لم يفيئوا فليوقعوه { فإن هللا سميع } لقولهم { عليم } بعزمهم‬
‫المعنى ليس لهم بعد تربص ما ذكر إال الفيئة أوالطالق‬

‫(‪)45/1‬‬

‫‪ { - 228‬والمطلقات يتربصن } اي لينتظرن { بأنفسهن } عن النكاح { ثالثة قروء } تمضي من حين‬


‫الطالق جمع قرء بفتح القاف وهو الطهر أو الحيض قوالن وهذا في المدخول بهن أما غيرهن فال عدة عليهن‬
‫لقوله ‪ { :‬فما لكم عليهن من عدة } وفي غير اآليسة والصغيرة فعدتهن ثالثة أشهر والحوامل فعدتهن أن‬
‫يضعن حملهن كما في سورة الطالق واإلماء فعدتهن قرءان بالسنة { وال يحل لهن أن يكتمن ما خلق هللا في‬
‫أرحامهن } من الولد والحيض { إن كن يؤمن باهلل واليوم اآلخر وبعولتهن } أزواجهن { أحق بردهن }‬
‫بمراجعتهن ولو أبين { في ذلك } اي في زمن التربص { إن أرادوا إصالحا } بينهما إلضرار المرأة وهو‬
‫تحريض على قصده ال شرط لجواز الرجعة وهذا في الطالق الرجعي وأحق ال تفضيل فيه إذ ال حق لغيرهم‬
‫من نكاحهن في العدة { ولهن } على األزواج { مثل الذي } لهم { عليهن } من الحقوق { بالمعروف }‬
‫شرعا من حسن العشرة وترك اإلضرار ونحو ذلك { وللرجال عليهن درجة } فضيلة في الحق من وجوب‬
‫طاعتهن لهم لما ساقوه من المهر واإلنفاق { وهللا عزيز } في ملكه { حكيم } فيما دبره لخلقه‬

‫(‪)46/1‬‬

‫‪ { - 229‬الطالق } اي التطليق الذي يراجع بعده { مرتان } اي اثنان { فإمساك } اي فعليكم إمساكهن بعدة‬
‫بأن تراجعوهن { بمعروف } من غير ضرار { أو تسريح } اي إرسالهن { بإحسان وال يحل لكم } أيها‬
‫األزواج { أن تأخذوا مما آتيتموهن } من المهور { شيئا } إذا طلقتموهن { إال أن يخافا } أي الزوجان { أ }‬
‫ن { ال يقيما حدود هللا } اي أن ال يأتيا بما حده لهما من الحقوق وفي قراءة يخافا بالبناء للمفعول فأال يقيما‬
‫بدل اشتمال من الضمير فيه وقرئ بالفوقانية في الفعلين { فإن خفتم أ } ن { ال يقيما حدود هللا فال جناح‬
‫عليهما } { فيما افتدت به } نفسها من المال ليطلقها اي ال حرج على الزوج في أخذه وال الزوجة في بذله‬
‫{ تلك } األحكام المذكورة { حدود هللا فال تعتدوها ومن يتعد حدود هللا فأولئك هم الظالمون }‬
‫(‪)46/1‬‬

‫‪ { - 230‬فإن طلقها } الزوج الثنتين { فال تحل له من بعد } بعد الطلقة الثالثة { حتى تنكح } تتزوج { زوجا‬
‫غيره } ويطأها كما في الحديث رواه الشيخان { فإن طلقها } اي الزوج الثاني { فال جناح عليهما } اي‬
‫الزوجة والزوج األول { أن يتراجعا } إلى النكاح بعد انقضاء العدة { إن ظنا أن يقيما حدود هللا وتلك }‬
‫المذكورات { حدود هللا يبينها لقوم يعلمون } يتدبرون‬

‫(‪)47/1‬‬

‫‪ { - 231‬وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن } قاربن انقضاء عدتهن { فأمسكوهن } بأن تراجعوهن‬
‫{ بمعروف } من غير ضرار { أو سرحوهن بمعروف } أتركوهن حتى تنقضي عدتهن { وال تمسكوهن }‬
‫بالرجعة { ضرارا } مفعول ألجله { لتعتدوا } عليهن باإللجاء إلى االفتداء والتطليق وتطويل الحبس { ومن‬
‫يفعل ذلك فقد ظلم نفسه } بتعريضها إلى عذاب هللا { وال تتخذوا آيات هللا هزوا } مهزوءا بها بمخالفتها‬
‫{ واذكروا نعمة هللا عليكم } باإلسالم { وما أنزل عليكم من الكتاب } القرآن { والحكمة } ما فيه من األحكام‬
‫{ يعظكم به } بان تشكروها بالعمل به { واتقوا هللا واعلموا أن هللا بكل شيء عليم } ال يخفى عليه شيء‬

‫(‪)47/1‬‬

‫‪ { - 232‬وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن } انقضت عدتهن { فال تعضلوهن } خطاب لألولياء اي تمنعوهن‬
‫من { أن ينكحن أزواجهن } المطلقين لهن ألن سبب نزولها أن أخت معقل بن يسار طلقها زوجها فأراد أن‬
‫يراجعها فمنعها معقل بن يسار كما رواه الحاكم { إذا تراضوا } اي األزواج والنساء { بينهم بالمعروف }‬
‫شرعا { ذلك } النهي عن العضل { يوعظ به من كان منكم يؤمن باهلل واليوم اآلخر } ألنه المنتفع به‬
‫{ ذلكم } اي ترك العضل { أزكى } خير { لكم وأطهر } لكم ولهم لما يخشى على الزوجين من الريبة بسبب‬
‫العالقة بينهما { وهللا يعلم } ما فيه المصلحة { وأنتم ال تعلمون } ذلك فاتبعوا أوامره‬

‫(‪)47/1‬‬

‫‪ { - 233‬والوالدات يرضعن } ليرضعن { أوالدهن حولين } عامين { كاملين } صفة مؤكدة ذلك { لمن‬
‫أراد أن يتم الرضاعة } وال زيادة عليه { وعلى المولود له } اي األب { رزقهن } إطعام الوالدات‬
‫{ وكسوتهن } على اإلرضاع إذا كن مطلقات { بالمعروف } بقدر طاقته { ال تكلف نفس إال وسعها }‬
‫طاقتها { ال تضار والدة بولدها } اي بسببه بأن تكره على إرضاعه إذا امتنعت { وال } يضار { مولود له‬
‫بولده } اي بسببه بأن يكلف فوق طاقته وإضافة الولد إلى كل منهما في الموضعين لالستعطاف { وعلى‬
‫الوارث } اي وارث األب وهو الصبي اي على وليه في ماله { مثل ذلك } الذي على األب للوالدة من الرزق‬
‫والكسوة { فإن أرادا } اي الولدان { فصاال } فطاما له قبل الحولين صادرا { عن تراض } اتفاق { منهما‬
‫وتشاور } بينهما لتظهر مصلحة الصبي فيه { فال جناح عليهما } في ذلك { وإن أردتم } خطاب لآلباء { أن‬
‫تسترضعوا أوالدكم } مراضع غير الوالدات { فال جناح عليكم } فيه { إذا سلمتم } إليهن { ما آتيتم } اي‬
‫أردتم إيتاءه لهن من األجرة { بالمعروف } بالجميل كطيب النفس { واتقوا هللا واعلموا أن هللا بما تعملون‬
‫بصير } ال يخفى عليه شيء منه‬

‫(‪)47/1‬‬

‫‪ { - 234‬والذين يتوفون } يموتون { منكم ويذرون } يتركون { أزواجا يتربصن } اي ليتربصن‬


‫{ بأنفسهن } بعدهم عن النكاح { أربعة أشهر وعشرا } من الليالي وهذا في غير الحوامل أما الحوامل‬
‫فعدتهن أن يضعن حملهن بآية الطالق واألمة على النصف من ذلك بالسنة { فإذا بلغن أجلهن } انقضت مدة‬
‫تربصهن { فال جناح عليكم } أيها األولياء { فيما فعلن في أنفسهن } من التزين والتعرض للخطاب‬
‫{ بالمعروف } شرعا { وهللا بما تعملون خبير } عالم بباطنه كظاهره‬

‫(‪)48/1‬‬

‫‪ { - 235‬وال جناح عليكم فيما عرضتم } لوحتم { به من خطبة النساء } المتوفى عنهن أزواجهن في العدة‬
‫كقول اإلنسان ‪ :‬مثال إنك لجميلة ومن يجد مثلك ورب راغب فيك { أو أكننتم } أضمرتم { في أنفسكم } من‬
‫قصد نكاحهن { علم هللا أنكم ستذكرونهن } بالخطبة وال تصبرون عنهن فأباح لكم التعريض { ولكن ال‬
‫تواعدوهن سرا } اي نكاحا { إال } لكن { أن تقولوا قوال معروفا } اي ما عرف شرعا من التعريض فلكم‬
‫ذلك { وال تعزموا عقدة النكاح } اي على عقده { حتى يبلغ الكتاب } اي المكتوب من العدة { أجله } بأن‬
‫ينتهي { واعلموا أن هللا يعلم ما في أنفسكم } من العزم وغيره { فاحذروه } أن يعاقبكم إذا عزمتم { واعلموا‬
‫أن هللا غفور } لمن يحذره { حليم } بتأخير العقوبة عن مستحقها‬

‫(‪)48/1‬‬

‫‪ { - 236‬ال جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن } وفي قراءة تماسوهن اي تجامعوهن { أو } لم‬
‫{ تفرضوا لهن فريضة } مهرا وما مصدرية ظرفية اي ال تبعة عليكم ‪ -‬في الطالق زمن عدم المسيس‬
‫والفرض بإثم وال مهر فطلقوهن { ومتعوهن } أعطوهن ما يتمتعن به { على الموسع } الغنى منكم { قدره‬
‫وعلى المقتر } الضيق الرزق { قدره } يفيد أنه ال نظر إلى قدر الزوجة { متاعا } تمتيعا { بالمعروف }‬
‫شرعا صفة متاعا { حقا } صفة ثانية أو مصدر مؤكدة { على المحسنين } المطيعين‬

‫(‪)49/1‬‬
‫‪ { - 237‬وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم } يجب لهن ويرجع‬
‫لكم النصف { إال } لكن { أن يعفون } اي الزوجات فيتركنه { أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح } وهو الزوج‬
‫فيترك لها الكل وعن ابن عباس ‪ :‬الولي إذا كانت محجورة فال حرج في ذلك { وأن تعفوا } مبتدأ خبره‬
‫{ أقرب للتقوى وال تنسوا الفضل بينكم } اي أن يتفضل بعضكم على بعض { إن هللا بما تعملون بصير }‬
‫فيجازيكم به‬

‫(‪)49/1‬‬

‫‪ { - 238‬حافظوا على الصلوات } الخمس بأدائها في أوقاتها { والصالة الوسطى } هي العصر أو الصبح أو‬
‫الظهر أو غيرها أقوال وأفردها بالذكر لفضلها { وقوموا هلل } في الصالة { قانتين } قيل مطيعين لقوله صلى‬
‫هللا عليه و سلم [ كل قنوت في القرآن فهو طاعة ] رواه احمد وغيره وقيل ساكتين لحديث زيد بن أرقم ‪ :‬كنا‬
‫نتكلم في الصالة حتى نزلت فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكالم رواه الشيخان‬

‫(‪)49/1‬‬

‫‪ { - 239‬فإن خفتم } من عدو أو سيل أو سبع { فرجاال } جمع راجل اي مشاة صلوا { أو ركبانا } جمع‬
‫راكب اي كيف أمكن مستقبلي القبلة أو غيرها ويومئ بالركوع والسجود { فإذا أمنتم } من الخوف { فاذكروا‬
‫هللا } اي صلوا { كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون } قبل تعليمه من فرائضها وحقوقها والكاف بمعنى مثل وما‬
‫مصدريةأو موصولة‬

‫(‪)49/1‬‬

‫‪ { - 240‬والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا } فليوصوا { وصية } وفي قراءة بالرفع اي عليهم‬
‫{ ألزواجهم } ويعطوهن { متاعا } ما يتمتعن به من النفقة والكسوة { إلى } تمام { الحول } حال اي غير‬
‫مخرجات من مسكنهن { فإن خرجن } بأنفسهن { فال جناح عليكم } يا أولياء الميت { في ما فعلن في‬
‫أنفسهن من معروف } شرعا كالتزين وترك اإلحداد وقطع النفقة عنها { وهللا عزيز } في ملكه { حكيم } في‬
‫صنعه والوصية المذكورة منسوجة بآية الميراث وتربص الحول بآية أربعة أشهر وعشرا السابقة المتأخرة في‬
‫النزول والسكنى ثابتة لها عند الشافعي رحمه هللا‬

‫(‪)49/1‬‬

‫‪ { - 241‬وللمطلقات متاع } يعطينه { بالمعروف } بقدر اإلمكان { حقا } نصب بفعله المقدر { على‬
‫المتقين } هللا تعالى كرره ليعم الممسوسة أيضا إذ اآلية السابقة في غيرها‬
‫(‪)50/1‬‬

‫‪ { - 242‬كذلك } كما يبين لكم ما ذكر { يبين هللا لكم آياته لعلكم تعقلون } تتدبرون‬

‫(‪)50/1‬‬

‫‪ { - 243‬ألم تر } استفهام تعجيب وتشويق إلى استماع ما بعده أي ينته علمك { إلى الذين خرجوا من ديارهم‬
‫وهم ألوف } أربعة أو ثمانية أو عشرة أو ثالثون أو أربعون أو سبعون ألفا { حذر الموت } مفعول له وهم‬
‫قوم من بني إسرائيل وقع الطاعون ببالدهم ففروا { فقال لهم هللا موتوا } فماتوا { ثم أحياهم } بعد ثمانية أيام‬
‫أو أكثر بدعاء نبيهم حزقيل بكسر المهملة والقاف وسكون الزاي فعاشوا دهرا عليهم أثر الموت ال يلبسون‬
‫ثوبا إال عاد كالكفن واستمرت في أسباطهم { إن هللا لذو فضل على الناس } ومنه إحياء هؤالء { ولكن أكثر‬
‫الناس } وهم الكفار { ال يشكرون } والقصد من ذكر خبر هؤالء تشجيع المؤمنين على القتال ولذا عطف‬
‫عليه‬

‫(‪)50/1‬‬

‫‪ { - 244‬وقاتلوا في سبيل هللا } اي إلعالء دينه { واعلموا أن هللا سميع } ألقوالكم { عليم } بأحوالكم‬
‫فمجازيكم‬

‫(‪)50/1‬‬

‫‪ { - 245‬من ذا الذي يقرض هللا } بإنفاق ماله في سبيل هللا { قرضا حسنا } بأن ينفقه هلل عز و جل عن طيب‬
‫قلب { فيضاعفه } وفي قراءة فيضعفه بالتشديد { له أضعافا كثيرة } من عشر إلى اكثر من سبعمائة كما‬
‫سيأتي { وهللا يقبض } يمسك الرزق عمن يشاء ابتالء { ويبسط } يوسعه لمن يشاء امتحانا { وإليه‬
‫ترجعون } في اآلخرة بالبعث فيجازيكم بأعمالكم‬

‫(‪)50/1‬‬

‫‪ { - 246‬ألم تر إلى المإل } الجماعة { من بني إسرائيل من بعد } موت { موسى } اي إلى قصتهم وخبرهم‬
‫{ إذ قالوا لنبي لهم } هو شمويل { ابعث } أقم { لنا ملكا نقاتل } معه { في سبيل هللا } تنتظم به كلمتنا‬
‫ونرجع إليه { قال } النبي لهم { هل عسيتم } بالفتح والكسر { إن كتب عليكم القتال أ } ن { ال تقاتلوا } خبر‬
‫عسى واالستفهام لتقرير التوقع بها { قالوا وما لنا أ } ن { ال نقاتل في سبيل هللا وقد أخرجنا من ديارنا‬
‫وأبنائنا } بسببهم وقتلهم وقد فعل بهم ذلك قوم جالوت اي ال مانع لنا منه مع وجود مقتضيه قال تعالى ‪ { :‬فلما‬
‫كتب عليهم القتال تولوا } عنه وجبنوا { إال قليال منهم } وهم الذين عبروا النهر مع طالوت كما سيأتي { وهللا‬
‫عليم بالظالمين } فمجازيهم وسأل النبي ربه إرسال ملك فأجابه إلى إرسال طالوت‬

‫(‪)50/1‬‬

‫‪ { - 247‬وقال لهم نبيهم إن هللا قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى } كيف { يكون له الملك علينا ونحن أحق‬
‫بالملك منه } ألنه ليس من سبط المملكة وال النبوة وكان دباغا أو راعيا { ولم يؤت سعة من المال } يستعين‬
‫بها على إقامة الملك { قال } النبي لهم { إن هللا اصطفاه } اختاره للملك { عليكم وزاده بسطة } سعة { في‬
‫العلم والجسم } وكان أعلم بني إسرائيل يومئذ وأجملهم وأتمهم خلقا { وهللا يؤتي ملكه من يشاء } إيتاءه ال‬
‫اعتراض عليه { وهللا واسع } فضله { عليم } بمن هو أهل له‬

‫(‪)51/1‬‬

‫‪ { - 248‬وقال لهم نبيهم } لما طلبوا منه آية على ملكه { إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت } الصندوق كان فيه‬
‫صور األنبياء أنزله هللا على آدم واستمر إليهم فغلبهم العمالقة عليه وأخذوه وكانوا يستفتحون به على عدوهم‬
‫ويقدمونه في القتال ويسكنون إليه كما قال تعالى { فيه سكينة } طمأنينة لقلوبكم { من ربكم وبقية مما ترك آل‬
‫موسى وآل هارون } وهي نعال موسى وعصاه وعمامة هارون وقفيز من المن الذي كان ينزل عليهم‬
‫ورضاض من األلواح { تحمله المالئكة } حال من فاعل يأتيكم { إن في ذلك آلية لكم } على ملكه { إن كنتم‬
‫مؤمنين } فحملته المالئكة بين السماء واألرض وهم ينظرون إليه حتى وضعته عند طالوت فأقروا بملكه‬
‫وتسارعوا إلى الجهاد فاختار من شبابهم سبعين ألفا‬

‫(‪)51/1‬‬

‫‪ { - 249‬فلما فصل } خرج { طالوت بالجنود } من بيت المقدس وكان الحر شديدا وطلبوا منه الماء { قال‬
‫إن هللا مبتليكم } مختبركم { بنهر } ليظهر المطيع منكم والعاصي وهو بين األردن وفلسطين { فمن شرب‬
‫منه } اي من ماءه { فليس مني } اي من أتباعي { ومن لم يطعمه } يذقه { فإنه مني إال من اغترف غرفة }‬
‫بالفتح والضم { بيده } فاكتفى بها ولم يزد عليها فإنه مني { فشربوا منه } لما وافوه بكثرة { إال قليال منهم }‬
‫فاقتصروا على الغرفة روي أنها كفتهم لشربهم ودوابهم وكانوا ثالثمائة وبضعة عشر رجال { فلما جاوزه هو‬
‫والذين آمنوا معه } وهم الذين اقتصروا على الغرفة { قالوا } اي الذين شربوا { ال طاقة } قوة { لنا اليوم‬
‫بجالوت وجنوده } اي بقتالهم وجبنوا ولم يجاوزوه { قال الذين يظنون } يوقنون { أنهم مالقوا هللا } بالبعث‬
‫وهم الذين جاوزوه { كم } خبرية بمعنى كثير { من فئة } جماعة { قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن هللا } بإرادته‬
‫{ وهللا مع الصابرين } بالعون والنصر‬

‫(‪)51/1‬‬
‫‪ { - 250‬ولما برزوا لجالوت وجنوده } اي ظهروا لقتالهم وتصافوا { قالوا ربنا أفرغ } أصبب { علينا‬
‫صبرا وثبت أقدامنا } بتقوية قلوبنا على الجهاد { وانصرنا على القوم الكافرين }‬

‫(‪)52/1‬‬

‫‪ { - 251‬فهزموهم } كسروهم { بإذن هللا } بإرادته { وقتل داود } وكان في عسكر طالوت { جالوت‬
‫وآتاه } اي داود { هللا الملك } في بني إسرائيل { والحكمة } النبوة بعد موت شمويل وطالوت ولم بجتمعا‬
‫ألحد قبله { وعلمه مما يشاء } كصنعة الدروع ومنطق الطير { ولوال دفع هللا الناس بعضهم } بدل بعض من‬
‫الناس { ببعض لفسدت األرض } بغلبة المشركين وقتل المسلمين وتخريب المساجد { ولكن هللا ذو فضل‬
‫على العالمين } فدفع بعضهم ببعض‬

‫(‪)52/1‬‬

‫‪ { - 252‬تلك } هذه اآليات { آيات هللا نتلوها } نقصها { عليك } يا محمد { بالحق } بالصدق { وإنك لمن‬
‫المرسلين } التأكيد بأن وغيرها رد لقول الكفار له لست مرسال‬

‫(‪)52/1‬‬

‫‪ { - 253‬تلك } مبتدأ { الرسل } صفة أو والخبر { فضلنا بعضهم على بعض } بتخصيصه بمنقبة ليست‬
‫لغيره { منهم من كلم هللا } كموسى { ورفع بعضهم } اي محمد صلى هللا عليه و سلم { درجات } على غيره‬
‫بعموم الدعوة وختم النبوة وتفضيل أمته على سائر األمم والمعجزات والمتكاثرة والخصائص العديدة { وآتينا‬
‫عيسى ابن مريم البينات وأيدناه } قويناه { بروح القدس } جبريل يسير معه حيث سار { ولو شاء هللا } هدى‬
‫الناس جميعا { ما اقتتل الذين من بعدهم } بعد الرسل اي أممهم { من بعد ما جاءتهم البينات } الختالفهم‬
‫وتضليل بعضهم بعضا { ولكن اختلفوا } لمشيئته ذلك { فمنهم من آمن } ثبت على إيمانه { ومنهم من كفر }‬
‫كالنصارى بعد المسيح { ولو شاء هللا ما اقتتلوا } تأكيد { ولكن هللا يفعل ما يريد } من توفيق من شاء‬
‫وخذالن من شاء‬

‫(‪)52/1‬‬
‫‪ { - 254‬يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم } زكاته { من قبل أن يأتي يوم ال بيع } فداء { فيه وال خلة }‬
‫صداقة تنفع { وال شفاعة } بغير إذنه وهو يوم القيامة وفي قراءة برفع الثالثة { والكافرون } باهلل أو بما‬
‫فرض عليهم { هم الظالمون } لوضعهم أمر هللا في غير محله‬

‫(‪)53/1‬‬

‫‪ { - 255‬هللا ال إله } اي ال معبود بحق في الوجود { إال هو الحي } الدائم بالبقاء { القيوم } المبالغ في القيام‬
‫بتدبير خلقه { ال تأخذه سنة } نعاس { وال نوم له ما في السماوات وما في األرض } ملكا وخلقا وعبيدا { من‬
‫ذا الذي } اي ال أحد { يشفع عنده إال بإذنه } له فيها { يعلم ما بين أيديهم } اي الخلق { وما خلفهم } اي من‬
‫أمر الدنيا واآلخرة { وال يحيطون بشيء من علمه } اي ال يعلمون شيئا من معلوماته { إال بما شاء } أن‬
‫يعلمهم به منها بأخبار الرسل { وسع كرسيه السماوات واألرض } قيل أحاط علمه بهما وقيل الكرسي نفسه‬
‫مشتمل عليهما لعظمته لحديث ‪ [ :‬ما السماوات السبع في الكرسي إال كدراهم سبعة ألقيت في ترس ] { وال‬
‫يؤوده } يثقله { حفظهما } اي السماوات واألرض { وهو العلي } فوق خلقه بالقهر { العظيم } الكبير‬

‫(‪)53/1‬‬

‫‪ { - 256‬ال إكراه في الدين } على الدخول فيه { قد تبين الرشد من الغي } اي ظهر باآليات البينات أن‬
‫اإليمان رشد والكفر غي نزلت فيمن كان له من األنصار أوالد أراد أن يكرههم على اإلسالم { فمن يكفر‬
‫بالطاغوت } الشيطان أو األصنام وهو يطلق على المفرد والجمع { ويؤمن باهلل فقد استمسك } تمسك‬
‫{ بالعروة الوثقى } بالعقد المحكم { ال انفصام } انقطاع { لها وهللا سميع } لما يقال { عليم } بما يفعل‬

‫(‪)53/1‬‬

‫‪ { - 257‬هللا ولي } ناصر { الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات } الكفر { إلى النور } اإليمان { والذين‬
‫كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات } ذكر اإلخراج إما في مقابلة قوله ‪ :‬يخرجهم من‬
‫الظلمات أو في كل من آمن بالنبي قبل بعثته من اليهود ثم كفر به { أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }‬

‫(‪)53/1‬‬

‫‪ { - 258‬ألم تر إلى الذي حاج } جادل { إبراهيم في ربه } ل { أن آتاه هللا الملك } اي حمله بطره بنعمة هللا‬
‫على ذلك وهو نمروذ { إذ } بد من حاج { قال إبراهيم } لما قال له من ربك الذي تدعونا اليه ‪ { :‬ربي الذي‬
‫يحيي ويميت } اي يخلق الحياة والموت في األجساد { قال } هو { أنا أحيي وأميت } بالقتل والعفو عنه‬
‫ودعا برجلين فقتل أحدهما وترك اآلخر فلما رآه غبيا { قال إبراهيم } منتقال إلى حجة أوضح منها { فإن هللا‬
‫يأتي بالشمس من المشرق فأت بها } أنت { من المغرب فبهت الذي كفر } تحير ودهش { وهللا ال يهدي القوم‬
‫الظالمين } بالكفر إلى محجة االحتجاج‬

‫(‪)54/1‬‬

‫‪ { - 259‬أو } رأيت { كالذي } الكاف زائدة { مر على قرية } وهي بيت المقدس راكبا على حمار ومعه‬
‫سلة تين وقدح عصير وهو عزير { وهي خاوية } ساقطة { على عروشها } سقوفها لما خربها بختنصر‬
‫{ قال أنى } كيف { يحيي هذه هللا بعد موتها } استعظاما لقدرته تعالى { فأماته هللا } وألبثه { مائة عام ثم‬
‫بعثه } أحياه ليريه كيفية ذلك { قال } تعالى له { كم لبثت } مكثت هنا { قال لبثت يوما أو بعض يوم } ألنه‬
‫نام أول النهار فقبض وأحيي عند الغروب فظن أنه يوم النوم { قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك }‬
‫التين { وشرابك } العصير { لم يتسنه } لم يتغير مع طول الزمان والهاء قيل أصل من سانهت وقيل للسكت‬
‫من سانيت وفي قراءة بحذفها { وانظر إلى حمارك } كيف هو فرآه ميتا وعظامه بيض تلوح ! فعلنا ذلك‬
‫لتعلم { ولنجعلك آية } على البعث { للناس وانظر إلى العظام } من حمارك { كيف ننشزها } نحييها بضم‬
‫النون وقرئ بفتحها من أنشر ونشر ‪ -‬لغتان ‪ -‬وفي قراءة بضمها والزاي ‪ -‬نحركها ونرفعها ‪ { -‬ثم نكسوها‬
‫لحما } فنظر إليه وقد تركبت وكسيت لحما ونفخ فيه الروح ونهق { فلما تبين له } ذلك بالمشاهدة { قال‬
‫أعلم } علم مشاهدة { أن هللا على كل شيء قدير } وفي قراءة ‪ -‬إعلم ‪ -‬أمر من هللا له‬

‫(‪)54/1‬‬

‫‪ { - 260‬و } اذكر { إذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال } تعالى له { أولم تؤمن } بقدرتي‬
‫على اإلحياء سأله مع علمه بإيمانه بذلك ليجيبه بما سأل فيعلم السامعون غرضه { قال بلى } آمنت { ولكن }‬
‫سألتك { ليطمئن } يسكن { قلبي } بالمعاينة المضمومة إلى االستدالل { قال فخذ أربعة من الطير فصرهن‬
‫إليك } بكسر الصاد وضمها أملهن إليك وقطعهن واخلط لحمهن وريشهن { ثم اجعل على كل جبل } من‬
‫جبال أرضك { منهن جزءا ثم ادعهن } إليك { يأتينك سعيا } سريعا { واعلم أن هللا عزيز } ال يعجزه شيء‬
‫{ حكيم } في صنعه فأخذ طاووسا ونسرا وغرابا وديكا وفعل بهن ما ذكر وأمسك رؤوسهن عنده ودعاهن‬
‫فتطايرت األجزاء إلى بعضها حتى تكاملت ثم أقبلت إلى رؤوسها‬

‫(‪)54/1‬‬

‫‪ { - 261‬مثل } صفة نفقات { الذين ينفقون أموالهم في سبيل هللا } اي طاعته { كمثل حبة أنبتت سبع سنابل‬
‫في كل سنبلة مائة حبة } فكذلك نفقاتهم تضاعف لسبعمائة ضعف { وهللا يضاعف } اكثر من ذلك { لمن‬
‫يشاء وهللا واسع } فضله { عليم } بمن يستحق المضاعفة‬

‫(‪)55/1‬‬
‫‪ { - 262‬الذين ينفقون أموالهم في سبيل هللا ثم ال يتبعون ما أنفقوا منا } على المنفق عليه بقولهم مثال ‪ :‬قد‬
‫أحسنت إليه وجبرت حاله { وال أذى } له بذكر ذلك إلى من ال يحب وقوفه عليه ونحوه { لهم أجرهم } ثواب‬
‫إنفاقهم { عند ربهم وال خوف عليهم وال هم يحزنون } في اآلخرة‬

‫(‪)55/1‬‬

‫‪ { - 263‬قول معروف } كالم حسن ورد على السائل جميل { ومغفرة } له في إلحاحه { خير من صدقة‬
‫يتبعها أذى } بالمن وتعيير له بالسؤال { وهللا غني } عن صدقة العباد { حليم } بتأخير العقوبة عن المان‬
‫والمؤذي‬

‫(‪)55/1‬‬

‫‪ { - 264‬يا أيها الذين آمنوا ال تبطلوا صدقاتكم } اي أجورها { بالمن واألذى } إبطاال { كالذي } اي‬
‫كإبطال نفقة الذي { ينفق ماله رئاء الناس } مرائيا لهم { وال يؤمن باهلل واليوم اآلخر } هو المنافق { فمثله‬
‫كمثل صفوان } حجر أملس { عليه تراب فأصابه وابل } مطر شديد { فتركه صلدا } صلبا أملس ال شيء‬
‫عليه { ال يقدرون } استئناف لبيان مثل المنافق المنفق رئاء الناس و جمع الضمير باعتبار معنى الذي { على‬
‫شيء مما كسبوا } عملوا اي ال يجدون له ثوابا في اآلخرة كما ال يوجد على الصفوان شيء من التراب الذي‬
‫كان عليه إلذهاب المطر له { وهللا ال يهدي القوم الكافرين }‬

‫(‪)55/1‬‬

‫‪ { - 265‬ومثل } نفقات { الذين ينفقون أموالهم ابتغاء } طلب { مرضاة هللا وتثبيتا من أنفسهم } اي تحقيقا‬
‫للثواب عليه بخالف المنافقين الذي ال يرجونه إلنكارهم له ومن ابتدائية { كمثل جنة } بستان { بربوة } بضم‬
‫الراء وفتحها مكان مرتفع مستو { أصابها وابل فآتت } أعطت { أكلها } بضم الكاف وسكونها ثمرها‬
‫{ ضعفين } مثلي ما يثمر غيرها { فإن لم يصبها وابل فطل } مطر خفيف يصيبها ويكفيها الرتفاعها‬
‫المعنى ‪ :‬تثمر وتزكو كثر المطر أم قل فكذلك نفقات من ذكر تزكو عند هللا كثرت أم قلت { وهللا بما تعملون‬
‫بصير } فيجازيكم به‬

‫(‪)56/1‬‬
‫‪ { - 266‬أيود } أيحب { أحدكم أن تكون له جنة } بستان { من نخيل وأعناب تجري من تحتها األنهار له‬
‫فيها } ثمر { من كل الثمرات و } قد { أصابه الكبر } فضعف من الكبر عن الكسب { وله ذرية ضعفاء }‬
‫أوالد صغار ال يقدرون عليه { فأصابها إعصار } ريح شديدة { فيه نار فاحترقت } ففقدها أحوج ما كان‬
‫إليها وبقي هو وأوالده عجزة متحيرين ال حيلة لهم وهذا تمثيل لنفقة المرائي والمان في ذهابها وعدم نفعها‬
‫أحوج ما يكون ما إليها في اآلخرة واالستفهام بمعنى النفي وعن ابن عباس هو الرجل عمل بالطاعات ثم بعث‬
‫له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أحرق أعماله { كذلك } كما بين ما ذكر { يبين هللا لكم اآليات لعلكم‬
‫تتفكرون } فتعتبرون‬

‫(‪)56/1‬‬

‫‪ { - 267‬يا أيها الذين آمنوا أنفقوا } اي زكوا { من طيبات } جياد { ما كسبتم } من المال { وم } ن طيبات‬
‫{ ما أخرجنا لكم من األرض } من الحبوب والثمار { وال تيمموا } تقصدوا { الخبيث } الرديء { منه } اي‬
‫من المذكور { تنفقون } ه في الزكاة حال من ضمير تيمموا { ولستم بآخذيه } اي الخبيث لو أعطيتموه في‬
‫حقوقكم { إال أن تغمضوا فيه } بالتساهل وغض البصر فكيف تؤدون منه حق هللا { واعلموا أن هللا غني }‬
‫عن نفقاتكم { حميد } محمود على كل حال‬

‫(‪)56/1‬‬

‫‪ { - 268‬الشيطان يعدكم الفقر } يخوفكم به إن تصدقتم فتمسكوا { ويأمركم بالفحشاء } البخل ومنع الزكاة‬
‫{ وهللا يعدكم } على اإلنفاق { مغفرة منه } لذنوبكم { وفضال } رزقا خلفا منه { وهللا واسع } فضله‬
‫{ عليم } بالمنفق‬

‫(‪)56/1‬‬

‫‪ { - 269‬يؤتي الحكمة } اي العلم النافع المؤدي إلى العمل { من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا‬
‫كثيرا } لمصيره إلى السعادة األبدية { وما يذكر } فيه إدغام التاء في األصل في الذال يتعظ { إال أولو‬
‫األلباب } أصحاب العقول‬

‫(‪)57/1‬‬

‫‪ { - 270‬وما أنفقتم من نفقة } أديتم من زكاة أو صدقة { أو نذرتم من نذر } فوفيتم به { فإن هللا يعلمه }‬
‫فيجازيكم عليه { وما للظالمين } بمنع الزكاة والنذر أو بوضع االنفاق في غير محله من معاصي هللا { من‬
‫أنصار } مانعين لهم من عذابه‬
‫(‪)57/1‬‬

‫‪ { - 271‬إن تبدوا } تظهروا { الصدقات } اي النوافل { فنعما هي } اي نعم شيئا إبداؤها { وإن تخفوها }‬
‫تسروها { وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم } من إبدائها وإيتائها األغنياء أما صدقة الفرض فاألفضل إظهارها‬
‫ليقتدى به ولئال يتهم وإيتاؤها الفقراء متعين { ويكفر } بالياء وبالنون مجزوما بالعطف على محل فهو‬
‫ومرفوعا على االستئناف { عنكم من } بعض { سيئاتكم وهللا بما تعملون خبير } عالم بباطنه كظاهره ال‬
‫يخفى عليه شيء منه‬

‫(‪)57/1‬‬

‫‪ - 272‬ولما منع صلى هللا عليه ولسلم من التصدق على المشركين ليسلموا نزل ‪ { :‬ليس عليك هداهم } اي‬
‫الناس إلى الدخول في اإلسالم إنما عليك البالغ { ولكن هللا يهدي من يشاء } هدايته إلى الدخول فيه { وما‬
‫تنفقوا من خير } مال { فألنفسكم } ألن ثوابه لها { وما تنفقون إال ابتغاء وجه هللا } اي ثوابه ال غيره من‬
‫أعراض الدنيا خبر بمعنى النهي { وما تنفقوا من خير يوف إليكم } جزاؤه { وأنتم ال تظلمون } تنقصون منه‬
‫شيئا والجملتان تأكيد لألولى‬

‫(‪)57/1‬‬

‫‪ { - 273‬للفقراء } خبر مبتدأ محذوف اي الصدقات { الذين أحصروا في سبيل هللا } اي حبسوا أنفسهم على‬
‫الجهاد نزلت في أهل الصفة وهم أربعمائة من المهاجرين أرصدوا لتعلم القرآن والخروج مع السرايا { ال‬
‫يستطيعون ضربا } سفرا { في األرض } للتجارة والمعاش لشغلهم عنه بالجهاد { يحسبهم الجاهل } بحالهم‬
‫{ أغنياء من التعفف } اي لتعففهم عن السؤال وتركه { تعرفهم } يا مخاطب { بسيماهم } عالمتهم من‬
‫التواضع وأثر الجهد { ال يسألون الناس } شيئا فيلحفون { إلحافا } اي ال سؤال لهم أصال فال يقع منهم‬
‫إلحاف وهو اإللحاح { وما تنفقوا من خير فإن هللا به عليم } فمجاز عليه‬

‫(‪)57/1‬‬

‫‪ { - 274‬الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعالنية فلهم أجرهم عند ربهم وال خوف عليهم وال هم‬
‫يحزنون }‬

‫(‪)58/1‬‬
‫‪ { - 275‬الذين يأكلون الربا } اي يأخذونه وهو الزيادة في المعاملة بالنقود والمطعومات في القدر أو األجل‬
‫{ ال يقومون } من قبورهم { إال } قياما { كما يقوم الذي يتخبطه } يصرعه { الشيطان من المس } الجنون‬
‫متعلق بيقومون { ذلك } الذي نزل بهم { بأنهم } بسبب أنهم { قالوا إنما البيع مثل الربا } في الجواز وهذا‬
‫من عكس التشبيه مبالغة فقال تعالى ردا عليهم ‪ { :‬وأحل هللا البيع وحرم الربا فمن جاءه } بلغه { موعظة }‬
‫وعظ { من ربه فانتهى } عن أكله { فله ما سلف } قبل النهي اي ال يسترد منه { وأمره } في العفو عنه‬
‫{ إلى هللا ومن عاد } إلى أكله مشبها له بالبيع في الحل { فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }‬

‫(‪)58/1‬‬

‫‪ { - 276‬يمحق هللا الربا } ينقصه ويذهب بركته { ويربي الصدقات } يزيدها وينميها ويضاعف ثوابها‬
‫{ وهللا ال يحب كل كفار } بتحليل الربا { أثيم } فاجر بأكله اي يعاقبه‬

‫(‪)58/1‬‬

‫‪ { - 277‬إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصالة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم وال خوف‬
‫عليهم وال هم يحزنون }‬

‫(‪)58/1‬‬

‫‪ { - 278‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا وذروا } اتركوا { ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين } صادقين في‬
‫إيمانكم فإن من شأن المؤمن امتثال أمر هللا تعالى نزلت لما طالب بعض الصحابة بعد النهي بربا كان له من‬
‫قبل‬

‫(‪)58/1‬‬

‫‪ { - 279‬فإن لم تفعلوا } ما أمرتم به { فأذنوا } اعلموا { بحرب من هللا ورسوله } لكم فيه تهديد شديد لهم‬
‫ولما نزلت قالوا ال يد لنا بحربه { وإن تبتم } رجعتم عنه { فلكم رؤوس } أصول { أموالكم ال تظلمون }‬
‫بزيادة { وال تظلمون } بنقص‬

‫(‪)58/1‬‬
‫‪ { - 280‬وإن كان } وقع غريم { ذو عسرة فنظرة } له اي عليكم تأخيره { إلى ميسرة } بفتح السين وضمها‬
‫اي وقت يسر { وأن تصدقوا } بالتشديد على إدغام التاء في األصل في الصاد وبالتخفيف على حذفها اي‬
‫تتصدقوا على المعسر باإلبراء { خير لكم إن كنتم تعلمون } أنه خير فافعلوه وفي الحديث [ من أنظر معسرا‬
‫أو وضع عنه أظله هللا في ظله يوم ال ظل إال ظله ] رواه مسلم‬

‫(‪)59/1‬‬

‫‪ { - 281‬واتقوا يوما ترجعون } بالبناء للمفعول تردون وللفاعل تصيرون { فيه إلى هللا } هو يوم القيامة‬
‫{ ثم توفى } فيه { كل نفس } جزاء { ما كسبت } عملت من خير وشر { وهم ال يظلمون } بنقص حسنة أو‬
‫زيادة سيئة‬

‫(‪)59/1‬‬

‫‪ { - 282‬يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم } تعاملتم { بدين } كسلم وقرض { إلى أجل مسمى } معلوم‬
‫{ فاكتبوه } استيثاقا ودفعا للنزاع { وليكتب } كتاب الدين { بينكم كاتب بالعدل } بالحق في كتابته ال يزيد في‬
‫المال واألجل وال ينقص { وال يأب } يمتنع { كاتب } من { أن يكتب } إذ دعي إليها { كما علمه هللا } اي‬
‫فضله بالكتابة فال يبخل بها والكاف متعلقة بيأب { فليكتب } تأكيد { وليملل } يمل الكاتب { الذي عليه‬
‫الحق } الدين ألنه المشهود عليه فيقر ليعلم ما عليه { وليتق هللا ربه } في إمالئه { وال يبخس } ينقص‬
‫{ منه } اي الحق { شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها } مبذرا { أو ضعيفا } عن اإلمالء لصغر أو كبر‬
‫{ أو ال يستطيع أن يمل هو } لخرس أو جهل باللغة أو نحو ذلك { فليملل وليه } متولي أمره من والد ووصي‬
‫وقيم ومترجم { بالعدل واستشهدوا } أشهدوا على الدين { شهيدين } شاهدين { من رجالكم } اي بالغي‬
‫المسلمين األحرار { فإن لم يكونا } اي الشهيدان { رجلين فرجل وامرأتان } يشهدون { ممن ترضون من‬
‫الشهداء } لدينه وعدالته وتعدد النساء ألجل { أن تضل } تنسى { إحداهما } الشهادة لنقص عقلهن وضبطهن‬
‫{ فتذكر } بالتخفيف والتشديد { إحداهما } الذاكرة { األخرى } الناسية وجملة اإلذكار محل العلة اي‬
‫لتذكرإن ضلت ودخلت على الضالل ألنه سببه وفي قراءة بكسر أن شرطية ورفع تذكراستئناف جوابه { وال‬
‫يأب الشهداء إذا ما } زائدة { دعوا } إلى تحمل الشهادة وأدائها { وال تسأموا } تملوا من { أن تكتبوه } اي‬
‫ما شهدتم عليه من الحق لكثرة وقوع ذلك { صغيرا } كان { أو كبيرا } قليال أو كثيرا { إلى أجله } وقت‬
‫حلوله حال من الهاء في تكتبوه { ذلكم } اي الكتب { أقسط } أعدل { عند هللا وأقوم للشهادة } اي أعون على‬
‫إقامتها ألنه يذكرها { وأدنى } اقرب إلى { أ } ن { ال ترتابوا } تشكوا في قدر الحق واألجل { إال أن‬
‫تكون } تقع { تجارة حاضرة } وفي قراءة بالنصب فتكون ناقصة واسمها ضمير التجارة { تديرونها بينكم }‬
‫اي تقبضونها وال أجل فيها { فليس عليكم جناح } في { أ } ن { ال تكتبوها } والمراد بها المتجر فيه‬
‫{ وأشهدوا إذا تبايعتم } عليه فإنه ادفع لالختالف وهذا وما قبله أمر ندب { وال يضار كاتب وال شهيد }‬
‫صاحب الحق ومن عليه بتحريف أو امتناع من الشهادة أو الكتابة وال يضرهما صاحب الحق بتكليفهما ما ال‬
‫يليق في الكتابة والشهادة { وإن تفعلوا } ما نهيتم عنه { فإنه فسوق } خروج عن الطاعة ال حق { بكم واتقوا‬
‫هللا } في أمره ونهيه { ويعلمكم هللا } مصالح أموركم حال مقدرة آو مستأنف { وهللا بكل شيء عليم }‬

‫(‪)59/1‬‬
‫‪ { - 283‬وإن كنتم على سفر } اي مسافرين وتداينتم { ولم تجدوا كاتبا فرهان } وفي قراءة فرهان جمع‬
‫رهن { مقبوضة } تستوثقون بها وبينت السنة جواز الرهن في الحضر ووجود الكاتب فالتقييد بما ذكر ألن‬
‫التوثيق فيه اشد وافاد قوله مقبوضة اشتراط القبض في الرهن واالكتفاء به من المرتهن ووكيله { فإن أمن‬
‫بعضكم بعضا } اي الدائن المدين على حقه فلم يرتهن { فليؤد الذي اؤتمن } أي المدين { أمانته } دينه‬
‫{ وليتق هللا ربه } في أدائه { وال تكتموا الشهادة } إذا دعيتن إلقامتها { ومن يكتمها فإنه آثم قلبه } خص‬
‫بالذكر ألنه محل الشهادة وألنه إذا أثم تبعه غيره فيعاقب عليه معاقبة اآلثمين { وهللا بما تعملون عليم } ال‬
‫يخفى عليه شيء منه‬

‫(‪)60/1‬‬

‫‪ { - 284‬هلل ما في السماوات وما في األرض وإن تبدوا } تظهروا { ما في أنفسكم } من السوء والعزم عليه‬
‫{ أو تخفوه } تسروه { يحاسبكم } يخبركم { به هللا } يوم القيامة { فيغفر لمن يشاء } المغفرة له { ويعذب‬
‫من يشاء } تعذيبه والفعالن بالجزم عطف على جواب الشرط والرفع اي فهو { وهللا على كل شيء قدير }‬
‫ومنه محاسبتكم وجزاؤكم‬

‫(‪)60/1‬‬

‫‪ { - 285‬آمن } صدق { الرسول } محمد صلى هللا عليه و سلم { بما أنزل إليه من ربه } من القرآن‬
‫{ والمؤمنون } عطف عليه { كل } تنوينه عوض من المضاف إليه { آمن باهلل ومالئكته وكتبه } بالجمع‬
‫واألفراد { ورسله } يقولون { ال نفرق بين أحد من رسله } فنؤمن ببعض ونكفر ببعض كما فعل اليهود‬
‫والنصارى { وقالوا سمعنا } اي ما امرنا به سماع قبول { وأطعنا } نسألك { غفرانك ربنا وإليك المصير }‬
‫المرجع بالبعث ولما نزلت اآلية التي قبلها شكا المؤمنون من الوسوسة وشق عليهم المحاسبة بها فنزل ‪:‬‬

‫(‪)61/1‬‬

‫‪ { - 286‬ال يكلف هللا نفسا إال وسعها } اي ما تسعه قدرتها { لها ما كسبت } من الخير اي ثوابه { وعليها ما‬
‫اكتسبت } من الشر اي وزره وال يؤاخذ أحد بذنب أحد وال بما لم يكسبه مما وسوست به نفسه قولوا { ربنا ال‬
‫تؤاخذنا } بالعقاب { إن نسينا أو أخطأنا } تركنا الصواب ال عن عمد كما آخذت به من قبلنا وقد رفع هللا ذلك‬
‫عن هذه األمة كما ورد في الحديث فسؤاله اعتراف بنعمة هللا { ربنا وال تحمل علينا إصرا } أمرا يثقل علينا‬
‫حمله { كما حملته على الذين من قبلنا } اي بني إسرائيل من قتل النفس في التوبة وإخراج ربع المال في‬
‫الزكاة وقرض موضع النجاسة { ربنا وال تحملنا ما ال طاقة } قوة { لنا به } من التكاليف والبالء { واعف‬
‫عنا } امسح ذنوبنا { واغفر لنا وارحمنا } في الرحمة زيادة على المغفرة { أنت موالنا } سيدنا ومتولي‬
‫أمورنا { فانصرنا على القوم الكافرين } بإقامة الحجة والغلبة في قتالهم فإن من شأن المولى أن ينصر مواليه‬
‫على األعداء وفي الحديث لما نزلت هذه اآلية فقرأها صلى هللا عليه و سلم قيل له عقب كل كلمة قد فعلت‬

‫(‪)61/1‬‬

‫سورة آل عمران‬
‫[ مدنية وآياتها مائتان أو إال آية نزلت بعد األنفال ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫{ ألم } هللا اعلم بمراده بذلك‬

‫(‪)62/1‬‬

‫‪ { - 2‬هللا ال إله إال هو الحي القيوم }‬

‫(‪)62/1‬‬

‫‪ { - 3‬نزل عليك } يا محمد { الكتاب } القرآن ملتبسا { بالحق } بالصدق في أخباره { مصدقا لما بين‬
‫يديه } قبله من الكتب { وأنزل التوراة واإلنجيل * من قبل } اي قبل تنزيله { هدى } حال بمعنى هادين من‬
‫الضاللة { للناس } ممن تبعهما وعبر فيهما بأنزل وفي القرآن بنزل المقتضي للتكريم النهما أنزال دفعة‬
‫واحدة بخالفه { وأنزل الفرقان } بمعنى الكتب الفارقة بين الحق والباطل وذكره بعد ذكر الثالثة ليعم ما‬
‫عداها‬

‫(‪)62/1‬‬

‫‪ { - 4‬إن الذين كفروا بآيات هللا } القرآن وغيره { لهم عذاب شديد وهللا عزيز } غالب على أمره فال يمنعه‬
‫شيء من إنجاز وعده ووعيده { ذو انتقام } عقوبة شديدة ممن عصاه ال يقدر على مثلها أحد‬

‫(‪)63/1‬‬

‫‪ { - 5‬إن هللا ال يخفى عليه شيء } كائن { في األرض وال في السماء } لعلمه بما يقع في العالم من كلي‬
‫وجزئي وخصهما بالذكر ألن الحس ال يتجاوزهما‬
‫(‪)63/1‬‬

‫‪ { - 6‬هو الذي يصوركم في األرحام كيف يشاء } من ذكورة وأنوثة وبياض وسواد وغير ذلك { ال إله إال‬
‫هو العزيز } في ملكه { الحكيم } في صنعه‬

‫(‪)63/1‬‬

‫‪ { - 7‬هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات } واضحات الداللة { هن أم الكتاب } أصله المعتمد‬
‫عليه في األحكام { وأخر متشابهات } ال تفهم معانيها كأوائل السور وجعله كله محكما في قوله { أحكمت‬
‫آياته } بمعنى أنه ليس فيه عيب ومتشابها في قوله { كتابا متشابها } بمعنى أنه يشبه بعضه بعضا في الحسن‬
‫والصدق { فأما الذين في قلوبهم زيغ } ميل عن الحق { فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء } طلب { الفتنة }‬
‫لجهالهم بوقوعهم في الشبهات واللبس { وابتغاء تأويله } تفسيره { وما يعلم تأويله } تفسيره { إال هللا } وحده‬
‫{ والراسخون } الثابتون المتمكنون { في العلم } مبتدأ خبره { يقولون آمنا به } اي بالمتشابه أنه من عند هللا‬
‫وال نعلم معناه { كل } من المحكم والمتشابه { من عند ربنا وما يذكر } بإدغام التاء في األصل في الذال اي‬
‫يتعظ { إال أولو األلباب } أصحاب العقول ويقولون أيضا إذا رأوا من يتبعه ‪:‬‬

‫(‪)63/1‬‬

‫‪ { - 8‬ربنا ال تزغ قلوبنا } تملها عن الحق بابتغاء تأويله الذي ال يليق بنا كما أزغت قلوب أولئك { بعد إذ‬
‫هديتنا } أرشدتنا إليه { وهب لنا من لدنك } من عندك { رحمة } تثبيتا { إنك أنت الوهاب }‬

‫(‪)63/1‬‬

‫‪ - 9‬يا { ربنا إنك جامع الناس } تجمعهم { ليوم } اي في يوم { ال ريب } ال شك { فيه } هو يوم القيامة‬
‫فتجازيهم بأعمالهم كما وعدت بذلك { إن هللا ال يخلف الميعاد } موعده بالبعث فيه التفات عن الخطاب‬
‫ويحتمل أن يكون من كالمه تعالى والغرض من الدعاء بذلك بيان أن همهم أمر اآلخرة ولذلك سألوا الثبات‬
‫على الهداية لينالوا ثوابها روى الشيخان عن عائشة رضي هللا عنها قالت ‪ :‬تال رسول هللا صلى هللا عليه و‬
‫سلم { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات } إلى آخرها وقال ‪ [ :‬فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه‬
‫منه فأولئك الذين سمى هللا فاحذروهم ] وروى الطبراني في الكبير عن أبي موسى االشعري أنه سمع النبي‬
‫صلى هللا عليه و سلم يقول ‪ [ :‬ما أخاف على أمتي إال ثالث خالل وذكر منها أن يفتح لهم الكتاب فيأخذه‬
‫المؤمن يبتغي تأويله وليس يعلم تأويله إال هللا والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر‬
‫إال أولوا األلباب ] الحديث‬
‫(‪)63/1‬‬

‫‪ { - 10‬إن الذين كفروا لن تغني } تدفع { عنهم أموالهم وال أوالدهم من هللا } اي عذابه { شيئا وأولئك هم‬
‫وقود النار } بفتح الواو ما توقد به‬

‫(‪)64/1‬‬

‫‪ - 11‬دأبهم { كدأب } كعادة { آل فرعون والذين من قبلهم } من األمم كعاد وثمود { كذبوا بآياتنا فأخذهم‬
‫هللا } أهلكهم { بذنوبهم } والجملة مفسرة لما قبلها { وهللا شديد العقاب } ونزل لما أمر النبي صلى هللا عليه و‬
‫سلم اليهود باإلسالم بعد مرجعه من بدر فقالوا ال يغرنك أن قتلت نفرا من قريش أغمارا ال يعرفون القتال ‪:‬‬

‫(‪)64/1‬‬

‫‪ { - 12‬قل } يا محمد { للذين كفروا } من اليهود { ستغلبون } بالتاء والياء في الدنيا بالقتل واألسر وضرب‬
‫الجزية وقد وقع ذلك { وتحشرون } بالوجهين في اآلخرة { إلى جهنم } فتدخلونها { وبئس المهاد } الفراش‬
‫هي‬

‫(‪)64/1‬‬

‫‪ { - 13‬قد كان لكم آية } عبرة وذكر الفعل للفصل { في فئتين } فرقتين { التقتا } يوم بدر للقتال { فئة تقاتل‬
‫في سبيل هللا } اي طاعته وهم النبي وأصحابه وكانوا ثالثمائة وثالثة عشر رجال معهم فرسان وست أدرع‬
‫وثمانية سيوف وأكثرهم رجالة { وأخرى كافرة يرونهم } اي الكفار { مثليهم } اي المسلمين اي اكثر منهم‬
‫وكانوا نحوألف { رأي العين } اي رؤية ظاهرة معاينة وقد نصرهم هللا مع قلتهم { وهللا يؤيد } يقوي‬
‫{ بنصره من يشاء إن في ذلك } المذكور { لعبرة ألولي األبصار } لذوي البصائر أفال تعتبرون بذلك‬
‫فتؤمنون‬

‫(‪)64/1‬‬

‫‪ { - 14‬زين للناس حب الشهوات } ما تشتهيه النفس وتدعو إليه زينها هللا إبالء أو الشيطان { من النساء‬
‫والبنين والقناطير } األموال الكثيرة { المقنطرة } المجمعة { من الذهب والفضة والخيل المسومة } الحسان‬
‫{ واألنعام } اي اإلبل والبقر والغنم { والحرث } الزرع { ذلك } المذكور { متاع الحياة الدنيا } يتمتع به‬
‫فيها ثم يفنى { وهللا عنده حسن المآب } المرجع وهو الجنة فينبغي الرغبة فيه دون غيره‬
‫(‪)64/1‬‬

‫‪ { - 15‬قل } يا محمد لقومك { أؤنبئكم } أخبركم { بخير من ذلكم } المذكور من الشهوات استفهام تقرير‬
‫{ للذين اتقوا } الشرك { عند ربهم } خبر مبتدؤه { جنات تجري من تحتها األنهار خالدين } اي مقدرين‬
‫الخلود { فيها } إذا دخلوها { وأزواج مطهرة } من الحيض وغيره مما يستقذر { ورضوان } بكسر أوله‬
‫وضمه لغتان اي رضا كثير { من هللا وهللا بصير } عالم { بالعباد } فيجازي كال منهم بعمله‬

‫(‪)65/1‬‬

‫‪ { - 16‬الذين } نعت أو بدل من الذين قبله { يقولون } يا { ربنا إننا آمنا } صدقنا بك وبرسولك { فاغفر لنا‬
‫ذنوبنا وقنا عذاب النار }‬

‫(‪)65/1‬‬

‫‪ { - 17‬الصابرين } على الطاعة وعن المعصية نعت { والصادقين } في اإليمان { والقانتين } المطيعين هلل‬
‫{ والمنفقين } المتصدقين { والمستغفرين } هللا بأن يقولوا اللهم اغفر لنا { باألسحار } أواخر الليل خصت‬
‫بالذكر ألنها وقت الغفلة ولذة النوم‬

‫(‪)65/1‬‬

‫‪ { - 18‬شهد هللا } بين لخلقه بالدالئل واآليات { أنه ال إله } اي ال معبود في الوجود بحق { إال هو و } شهد‬
‫بذلك { المالئكة } باإلقرار { وأولو العلم } من األنبياء والمؤمنين باالعتقاد واللفظ { قائما } بتدبير‬
‫مصنوعاته ونصبه على الحال والعامل فيها معنى الجملة اي تفرد { بالقسط } بالعدل { ال إله إال هو } كرره‬
‫تأكيدا { العزيز } في ملكه { الحكيم } في صنعه‬

‫(‪)65/1‬‬

‫‪ { - 19‬إن الدين } المرضي { عند هللا } هو { اإلسالم } اي الشرع المبعوث به الرسل المبني على التوحيد‬
‫وفي قراءة بفتح أن بدل من أنه الخ بدل اشتمال { وما اختلف الذين أوتوا الكتاب } اليهود والنصارى في‬
‫الدين بأن وحد بعض وكفر بعض { إال من بعد ما جاءهم العلم } بالتوحيد { بغيا } من الكافرين { بينهم ومن‬
‫يكفر بآيات هللا } { فإن هللا سريع الحساب } اي المجازاة له‬
‫(‪)65/1‬‬

‫‪ { - 20‬فإن حاجوك } خاصمك الكفار يا محمد في الدين { فقل } لهم { أسلمت وجهي هلل } إنقدت له أنا‬
‫{ ومن اتبعن } وخص الوجه بالذكر لشرفه فغيره أولى { وقل للذين أوتوا الكتاب } اليهود والنصارى‬
‫{ واألميين } مشركي العرب { أأسلمتم } اي أسلموا { فإن أسلموا فقد اهتدوا } من الضالل { وإن تولوا }‬
‫عن اإلسالم { فإنما عليك البالغ } اي التبليغ للرسالة { وهللا بصير بالعباد } فيجازيهم بأعمالهم وهذا قبل‬
‫األمر بالقتال‬

‫(‪)65/1‬‬

‫‪ { - 21‬إن الذين يكفرون بآيات هللا ويقتلون } وفي قراءة يقاتلون { النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون‬
‫بالقسط } بالعدل { من الناس } وهم اليهود روي أنهم قتلوا ثالثة وأربعين نبيا فنهاهم مائة وسبعون من‬
‫عبادهم فقتلوهم من يومهم { فبشرهم } أعلمهم { بعذاب أليم } مؤلم وذكر البشارة تهكم بهم ودخلت الفاء في‬
‫خبرإن لشبه اسمها الموصول بالشرط‬

‫(‪)66/1‬‬

‫‪ { - 22‬أولئك الذين حبطت } بطلت { أعمالهم } ما عملوا من خير كصدقة وصلة رحم { في الدنيا‬
‫واآلخرة } فال اعتداد بها لعدم شرطها { وما لهم من ناصرين } مانعين من العذاب‬

‫(‪)66/1‬‬

‫‪ { - 23‬ألم تر } تنظر { إلى الذين أوتوا نصيبا } حظا { من الكتاب } التوراة { يدعون } حال { إلى كتاب‬
‫هللا ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون } عن قبول حكمه نزل في اليهود زنى منهم اثنان‬
‫فتحاكموا إلى النبي صلى هللا عليه و سلم فحكم عليهما بالرجم فأبوا فجيء بالتوراة فوجد فيها فرجما فغضبوا‬

‫(‪)66/1‬‬

‫‪ { - 24‬ذلك } التولي واألعراض { بأنهم قالوا } اي بسبب قولهم { لن تمسنا النار إال أياما معدودات }‬
‫أربعين يوما مدة عبادة آبائهم العجل ثم تزول عنهم { وغرهم في دينهم } متعلق بقوله { ما كانوا يفترون }‬
‫من قولهم ذلك‬
‫(‪)66/1‬‬

‫‪ { - 25‬فكيف } حالهم { إذا جمعناهم ليوم } اي في يوم { ال ريب } ال شك { فيه } هو يوم القيامة‬
‫{ ووفيت كل نفس } من أهل الكتاب وغيرهم جزاء { ما كسبت } عملت من خير وشر { وهم } اي الناس‬
‫{ ال يظلمون } بنقص حسنة أو زيادة سيئة‬

‫(‪)66/1‬‬

‫‪ - 26‬ونزلت لما وعد صلى هللا عليه و سلم أمته ملك فارس والروم فقال المنافقون هيهات ‪ { :‬قل اللهم } يا‬
‫هللا { مالك الملك تؤتي } تعطي { الملك من تشاء } من خلقك { وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء }‬
‫بإيتائه { وتذل من تشاء } بنزعه منه { بيدك } بقدرتك { الخير } اي والشر { إنك على كل شيء قدير }‬

‫(‪)66/1‬‬

‫‪ { - 27‬تولج } تدخل { الليل في النهار وتولج النهار } تدخله { في الليل } فيزيد كل منهم بما نقص من‬
‫اآلخر { وتخرج الحي من الميت } كاإلنسان والطائر من النطفة والبيضة { وتخرج الميت } كالنطفة‬
‫والبيضة { من الحي وترزق من تشاء بغير حساب } اي رزقا واسعا‬

‫(‪)67/1‬‬

‫‪ { - 28‬ال يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء } يوالونهم { من دون } اي غير { المؤمنين ومن يفعل ذلك } اي‬
‫يواليهم { فليس من } دين { هللا في شيء إال أن تتقوا منهم تقاة } مصدر تقيته اي تخافوا مخافة فلكم مواالتهم‬
‫باللسان دون القلب وهذا قبل عزة اإلسالم ويجري فيمن هو في بلد ليس قويا فيها { ويحذركم } يخوفكم { هللا‬
‫نفسه } أن يغضب عليكم إن واليتموهم { وإلى هللا المصير } المرجع فيجازيكم‬

‫(‪)67/1‬‬

‫‪ { - 29‬قل } لهم { إن تخفوا ما في صدوركم } قلوبكم من مواالتهم { أو تبدوه } تظهروه { يعلمه هللا و }‬
‫هو { يعلم ما في السماوات وما في األرض وهللا على كل شيء قدير } ومنه تعذيب من واالهم‬

‫(‪)67/1‬‬
‫‪ - 30‬اذكر { يوم تجد كل نفس ما عملت } ه { من خير محضرا وما عملت } ه { من سوء } مبتدأ خبره‬
‫{ تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا } غاية في نهاية البعد فال يصل إليها { ويحذركم هللا نفسه } كرر للتأكيد‬
‫{ وهللا رؤوف بالعباد }‬

‫(‪)67/1‬‬

‫‪ - 31‬ونزل لما قالوا ما نعبد األصنام إال حبا هلل ليقربونا إليه { قل } لهم يا محمد { إن كنتم تحبون هللا‬
‫فاتبعوني يحببكم هللا } بمعنى يثيبكم { ويغفر لكم ذنوبكم وهللا غفور } لمن اتبعني ما سلف منه قبل ذلك‬
‫{ رحيم } به‬

‫(‪)67/1‬‬

‫‪ { - 32‬قل } لهم { أطيعوا هللا والرسول } فيما يأمركم به من التوحيد { فإن تولوا } أعرضوا عن الطاعة‬
‫{ فإن هللا ال يحب الكافرين } فيه إقامة الظاهر مقام المضمر اي ال يحبهم بمعنى أنه يعاقبهم‬

‫(‪)67/1‬‬

‫‪ { - 33‬إن هللا اصطفى } اختار { آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران } بمعنى أنفسهما { على العالمين }‬
‫يجعل األنبياء من نسلهم‬

‫(‪)67/1‬‬

‫‪ { - 34‬ذرية بعضها من } ولد { بعض } منهم { وهللا سميع عليم }‬

‫(‪)67/1‬‬

‫‪ - 35‬اذكر { إذ قالت امرأة عمران } حنة لما أسنت واشتاقت للولد فدعت هللا وأحست بالحمل يا { رب إني‬
‫نذرت } أن اجعل { لك ما في بطني محررا } عتيقا خالصا من شواغل الدنيا لخدمة بيتك المقدس { فتقبل‬
‫مني إنك أنت السميع } للدعاء { العليم } بالنيات وهلك عمران وهي حامل‬
‫(‪)68/1‬‬

‫‪ { - 36‬فلما وضعتها } ولدتها جارية وكانت ترجو أن يكون غالما إذ لم يكن يحرر إال الغلمان { قالت }‬
‫معتذرة يا { رب إني وضعتها أنثى وهللا أعلم } اي عالم { بما وضعت } جملة اعتراض من كالمه تعالى‬
‫وفي قراءة بضم التاء { وليس الذكر } الذي طلبت { كاألنثى } التي وهبت ألنه يقصد للخدمة وهي ال تصلح‬
‫لضعفها وعورتها وما يعتريها من الحيض ونحوه { وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها } أوالدها‬
‫{ من الشيطان الرجيم } المطرود في الحديث [ ما من مولود يولد إال مسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا‬
‫إال مريم وابنها ] رواه الشيخان‬

‫(‪)68/1‬‬

‫‪ { - 37‬فتقبلها ربها } اي قبل مريم من أمها { بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا } أنشأها بخلق حسن فكانت‬
‫تنبت في اليوم كما ينبت المولود في العام وأتت بها أمها األحبار سدنة بيت المقدس فقالت ‪ :‬دونكم هذه النذيرة‬
‫فتنافسوا فيها ألنها بنت إمامهم فقال زكريا أنا أحق بها ألن خالتها عندي فقالوا ال حتى نقترع فانطلقوا وهم‬
‫تسعة وعشرون إلى نهر األردن وألقوا أقالمهم على أن من ثبت قلمه في الماء وصعد أولى بها فثبت قلم‬
‫زكريا فأخذها وبنى لها غرفة في المسجد بسلم ال يصعد إليها غيره وكان يأتيها بأكلها وشربها ودهنها فيجد‬
‫عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف كما قال تعالى { وكفلها زكريا } ضمها إليه وفي‬
‫قراءة بالتشديد ونصب زكريا ممدودا ومقصورا والفاعل هللا { كلما دخل عليها زكريا المحراب } الغرفة‬
‫وهي أشرف المجالس { وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى } من أين { لك هذا قالت } وهي صغيرة { هو من‬
‫عند هللا } يأتيني به من الجنة { إن هللا يرزق من يشاء بغير حساب } رزقا واسعا بال تبعة‬

‫(‪)68/1‬‬

‫‪ { - 38‬هنالك } اي لما رأى زكريا ذلك وعلم أن القادر على اإلتيان بالشيء في غير حينه قادرعلى اإلتيان‬
‫بالولد على الكبر وكان أهل بيته انقرضوا { دعا زكريا ربه } لما دخل المحراب للصالة جوف الليل { قال‬
‫رب هب لي من لدنك } من عندك { ذرية طيبة } ولدا صالحا { إنك سميع } مجيب { الدعاء }‬

‫(‪)68/1‬‬

‫‪ { - 39‬فنادته المالئكة } اي جبريل { وهو قائم يصلي في المحراب } اي المسجد { أن } اي بأن وفي قراءة‬
‫بالكسر بتقدير القول { هللا يبشرك } مثقال ومخففا { بيحيى مصدقا بكلمة } كائنة { من هللا } اي بعيسى أنه‬
‫روح هللا وسمي كلمة ألنه خلق بكلمة كن { وسيدا } متبوعا { وحصورا } ممنوعا من النساء { ونبيا من‬
‫الصالحين } روي أنه لم يعمل خطيئة ولم يهم بها‬
‫(‪)69/1‬‬

‫‪ { - 40‬قال رب أنى } كيف { يكون لي غالم } ولد { وقد بلغني الكبر } اي بلغت نهاية السن مائة وعشرين‬
‫سنة { وامرأتي عاقر } بلغت ثمانية وتسعين سنة { قال } األمر { كذلك } من خلق هللا غالما منكما { هللا‬
‫يفعل ما يشاء } ال يعجزه عنه شيء وإلظهار هذه القدرة العظيمة ألهمه السؤال ليجاب بها ولما تاقت نفسه إلى‬
‫سرعة المبشر به‬

‫(‪)69/1‬‬

‫‪ { - 41‬قال رب اجعل لي آية } اي عالمة على حمل امرأتي { قال آيتك } عليه { أ } ن { ال تكلم الناس }‬
‫اي تمتنع من كالمهم بخالف ذكر هللا تعالى { ثالثة أيام } اي بلياليها { إال رمزا } إشارة { واذكر ربك كثيرا‬
‫وسبح } صل { بالعشي واإلبكار } أواخر النهار وأوائله‬

‫(‪)69/1‬‬

‫‪ { - 42‬و } اذكر { إذ قالت المالئكة } اي جبريل { يا مريم إن هللا اصطفاك } اختارك { وطهرك } من‬
‫مسيس الرجال { واصطفاك على نساء العالمين } اي أهل زمانك‬

‫(‪)69/1‬‬

‫‪ { - 43‬يا مريم اقنتي لربك } أطيعيه { واسجدي واركعي مع الراكعين } اي صلي مع المصلين‬

‫(‪)69/1‬‬

‫‪ { - 44‬ذلك } المذكور من أمر زكريا ومريم { من أنباء الغيب } أخبار ما غاب عنك { نوحيه إليك } يا‬
‫محمد { وما كنت لديهم إذ يلقون أقالمهم } في الماء يقترعون ليظهر لهم { أيهم يكفل } يربي { مريم وما‬
‫كنت لديهم إذ يختصمون } في كفالتها فتعرف ذلك فتخبر به وإنما عرفته من جهة الوحي‬

‫(‪)69/1‬‬
‫‪ - 45‬اذكر { إذ قالت المالئكة } اي جبريل { يا مريم إن هللا يبشرك بكلمة منه } اي ولد { اسمه المسيح‬
‫عيسى ابن مريم } خاطبها بنسبته إليها تنبيها على أنها تلده بال أب إذ عادة الرجال نسبتهم إلى آبائهم‬
‫{ وجيها } ذا جاه { في الدنيا } بالنبوة { واآلخرة } بالشفاعة والدرجات العال { ومن المقربين } عند هللا‬

‫(‪)69/1‬‬

‫‪ { - 46‬ويكلم الناس في المهد } اي طفال قبل وقت الكالم { وكهال ومن الصالحين }‬

‫(‪)70/1‬‬

‫‪ { - 47‬قالت رب أنى } كيف { يكون لي ولد ولم يمسسني بشر } بتزوج وال غيره { قال } األمر { كذلك }‬
‫من خلق ولد منك بال أب { هللا يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا } أراد خلقه { فإنما يقول له كن فيكون } اي فهو‬
‫يكون‬

‫(‪)70/1‬‬

‫‪ { - 48‬ولنعلمه } بالنون والياء { الكتاب } الخط { والحكمة والتوراة واإلنجيل }‬

‫(‪)70/1‬‬

‫‪ { - 49‬و } يجعله { رسوال إلى بني إسرائيل } في الصبا أو بعد البلوغ فنفخ جبريل في جيب درعها فحملت‬
‫وكان من أمرها ما ذكر في سورة مريم فلما بعثه هللا إلى بني إسرائيل قال لهم ‪ :‬إني رسول هللا إليكم { أني }‬
‫اي بأني { قد جئتكم بآية } عالمة على صدقي { من ربكم } هي { أني } وفي قراءة بالكسر استئنافا‬
‫{ أخلق } أصور { لكم من الطين كهيئة الطير } مثل صورته فالكاف اسم مفعول { فأنفخ فيه } الضمير‬
‫للكاف { فيكون طيرا } وفي قراءة طائرا { بإذن هللا } بإرادته فخلق لهم الخفاش ألنه أكمل الطير خلفا فكان‬
‫يطير وهم ينظرونه فإذا غاب عن أعينهم سقط ميتا { وأبرئ } اشفي { األكمه } الذي ولد أعمى‬
‫{ واألبرص } وخصا بالذكر النهما داءا إعياء وكان بعثه في زمن الطب فأبرأ في يوم خمسين ألفا بالدعاء‬
‫بشرط اإليمان { وأحيي الموتى بإذن هللا } كرره لنفي توهم األلوهية فيه فأحيا عازر صديقا له وابن العجوز‬
‫وابنة العاشر فعاشوا وولد لهم وسام بن نوح ومات في الحال { وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون } تخبئون‬
‫{ في بيوتكم } مما لم أعاينه فكان يخبر الشخص بما أكل وبما يأكل بعد { إن في ذلك } المذكور { آلية لكم‬
‫إن كنتم مؤمنين }‬

‫(‪)70/1‬‬
‫‪ { - 50‬و } جئتكم { مصدقا لما بين يدي } قبلي { من التوراة وألحل لكم بعض الذي حرم عليكم } فيها‬
‫فأحل لهم من السمك والطير ما ال صيصة له وقيل أحل الجميع فبعض بمعنى كل { وجئتكم بآية من ربكم }‬
‫كرره تأكيدا وليبني عليه { فاتقوا هللا وأطيعون } فيما آمركم به من توحيد هللا وطاعته‬

‫(‪)50/1‬‬

‫‪ { - 51‬إن هللا ربي وربكم فاعبدوه هذا } الذي آمركم به { صراط } طريق { مستقيم } فكذبوه ولم يؤمنوا به‬

‫(‪)71/1‬‬

‫‪ { - 52‬فلما أحس } علم { عيسى منهم الكفر } وأرادوا قتله { قال من أنصاري } أعواني ذاهبا { إلى هللا }‬
‫ألنصر دينه { قال الحواريون نحن أنصار هللا } أعوان دينه وهم أصفياء عيسى أول من آمن به وكانوا اثني‬
‫عشر رجال من الحور وهو البياض والخالص وقيل كانوا قصارين يحورون الثياب اي يبيضونها { آمنا }‬
‫صدقنا { باهلل واشهد } يا عيسى { بأنا مسلمون }‬

‫(‪)71/1‬‬

‫‪ { - 53‬ربنا آمنا بما أنزلت } من اإلنجيل { واتبعنا الرسول } عيسى { فاكتبنا مع الشاهدين } لك بالوحدانية‬
‫ولرسولك بالصدق‬

‫(‪)71/1‬‬

‫‪ - 54‬قال تعالى ‪ { :‬ومكروا } اي كفار بني إسرائيل بعيسى إذ وكلوا به من يقتله غيلة { ومكر هللا } بهم بأن‬
‫ألقى شبه عيسى على من قصد قتله فقتلوه ورفع عيسى إلى السماء { وهللا خير الماكرين } أعلمهم به‬

‫(‪)71/1‬‬

‫‪ - 55‬اذكر { إذ قال هللا يا عيسى إني متوفيك } قابضك { ورافعك إلي } من الدنيا من غير موت‬
‫{ ومطهرك } مبعدك { من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك } صدقوا بنبوتك من المسلمين والنصارى‬
‫{ فوق الذين كفروا } بك وهم اليهود يعلونهم بالحجة والسيف { إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم‬
‫فيما كنتم فيه تختلفون } من أمر الدين‬

‫(‪)71/1‬‬

‫‪ { - 56‬فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا } بالقتل والسبي والجزية { واآلخرة } بالنار { وما‬
‫لهم من ناصرين } مانعين منه‬

‫(‪)71/1‬‬

‫‪ { - 57‬وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم } بالياء والنون { أجورهم وهللا ال يحب الظالمين } اي‬
‫يعاقبهم روي أن هللا تعالى أرسل إليه سحابة فرفعته فتعلقت به أمه وبكت فقال لها إن القيامة تجمعنا وكان ذلك‬
‫ليلة القدر ببيت المقدس وله ثالث وثالثون سنة وعاشت أمه بعده ست سنين وروى الشيخان حديث [ أنه ينزل‬
‫قرب الساعة ويحكم بشريعة نبينا ويقتل الدجال والخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية ] وفي حديث مسلم‬
‫أنه يمكث سبع سنين وفي حديث عن أبى داود الطيالسي أربعين سنة ويتوفى ويصلي عليه فيحتمل أن المراد‬
‫مجموع لبثه في األرض قبل الرفع وبعده‬

‫(‪)71/1‬‬

‫‪ { - 58‬ذلك } المذكور من أمرعيسى { نتلوه } نقصه { عليك } يا محمد { من اآليات } حال من الهاء في‬
‫نتلوه وعامله ما في ذلك من معنى اإلشارة { والذكر الحكيم } المحكم اي القرآن‬

‫(‪)72/1‬‬

‫‪ { - 59‬إن مثل عيسى } شانه الغريب { عند هللا كمثل آدم } كشأنه في خلقه من غير أب وهو من تشبيه‬
‫الغريب باألغرب ليكون اقطع للخصم واوقع في النفس { خلقه } اي آدم اي قالبه { من تراب ثم قال له كن }‬
‫بشرا { فيكون } اي فكان وكذلك عيسى قال له كن من غير أب فكان‬

‫(‪)72/1‬‬

‫‪ { - 60‬الحق من ربك } خبر مبتدأ محذوف اي أمر عيسى { فال تكن من الممترين } الشاكين فيه‬
‫(‪)72/1‬‬

‫‪ { - 61‬فمن حاجك } جادلك من النصارى { فيه من بعد ما جاءك من العلم } بأمره { فقل } لهم { تعالوا‬
‫ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم } فنجمعهم { ثم نبتهل } نتضرع في الدعاء { فنجعل‬
‫لعنة هللا على الكاذبين } بان نقول ‪ :‬اللهم العن الكاذب في شأن عيسى وقد دعا صلى هللا عليه و سلم وفد‬
‫نجران لذلك لما حاجوه فيه فقالوا ‪ :‬حتى ننظر في امرنا ثم نأتيك فقال ذوو رأيهم ‪ :‬لقد عرفتم نبوته وأنه ما‬
‫باهل قوم نبيا إال هلكوا فوادعوا الرجل وانصرفوا فأتوا الرسول صلى هللا عليه و سلم وقد خرج ومعه الحسن‬
‫والحسين وفاطمة وعلي وقال لهم ‪ [ :‬إذا دعوت فأمنوا ] فأبوا أن يالعنوا وصالحوه على الجزية رواه أبو‬
‫نعيم وعن ابن عباس قال ‪ [ :‬لو خرج الذين يباهلون لرجعوا ال يجدون ماال وال أهال ] وروي ‪ [ :‬لو خرجوا‬
‫الحترقوا ]‬

‫(‪)72/1‬‬

‫‪ { - 62‬إن هذا } المذكور { لهو القصص } الخبر { الحق } الذي ال شك فيه { وما من إله إال هللا وإن هللا‬
‫لهو العزيز } في ملكه { الحكيم } في صنعه‬

‫(‪)72/1‬‬

‫‪ { - 63‬فإن تولوا } أعرضوا عن اإليمان { فإن هللا عليم بالمفسدين } فيجازيهم وفيه وضع الظاهر موضع‬
‫المضمر‬

‫(‪)72/1‬‬

‫‪ { - 64‬قل يا أهل الكتاب } اليهود والنصارى { تعالوا إلى كلمة سواء } مصدر بمعنى مستو أمرها { بيننا‬
‫وبينكم } هي { أ } ن { ال نعبد إال هللا وال نشرك به شيئا وال يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون هللا } كما‬
‫أتخذتم األحبار والرهبان { فإن تولوا } أعرضوا عن التوحيد { فقولوا } انتم لهم { اشهدوا بأنا مسلمون }‬
‫موحدون‬

‫(‪)72/1‬‬
‫‪ - 65‬ونزل لما قال اليهود ‪ :‬إبراهيم يهودي ونحن على دينه وقالت النصارى كذلك ‪ { :‬يا أهل الكتاب لم‬
‫تحاجون } تخاصمون { في إبراهيم } بزعمكم أنه على دينكم { وما أنزلت التوراة واإلنجيل إال من بعده }‬
‫بزمن طويل وبعد نزولها حدثت اليهودية والنصرانية { أفال تعقلون } بطالن قولكم‬

‫(‪)73/1‬‬

‫‪ { - 66‬ها } للتنبيه { أنتم } مبتدأ يا { هؤالء } والخبر { حاججتم فيما لكم به علم } من أمر موسى وعيسى‬
‫وزعمكم أنكم على دينهما { فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم } من شأن إبراهيم { وهللا يعلم } شأنه { وأنتم‬
‫ال تعلمون } قال تعالى تبرئة إلبراهيم ‪:‬‬

‫(‪)73/1‬‬

‫‪ { - 67‬ما كان إبراهيم يهوديا وال نصرانيا ولكن كان حنيفا } مائال عن األديان كلها إلى الدين القيم‬
‫{ مسلما } موحدا { وما كان من المشركين }‬

‫(‪)73/1‬‬

‫‪ { - 68‬إن أولى الناس } أحقهم { بإبراهيم للذين اتبعوه } في زمانه { وهذا النبي } محمد لموافقته له في‬
‫اكثر شرعه { والذين آمنوا } من أمته فهم الذين ينبغي أن يقولوا نحن على دينه ال أنتم { وهللا ولي‬
‫المؤمنين } ناصرهم وحافظهم‬

‫(‪)73/1‬‬

‫‪ - 69‬ونزل لما دعا اليهود معاذا وحذيفة وعمارا إلى دينهم ‪ { :‬ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما‬
‫يضلون إال أنفسهم } ألن إثم إضاللهم عليهم والمؤمنون ال يطيعونهم فيه { وما يشعرون } بذلك‬

‫(‪)73/1‬‬

‫‪ { - 70‬يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات هللا } القرأن المشتمل على نعت محمد صلى هللا عليه و سلم { وأنتم‬
‫تشهدون } تعلمون أنه الحق‬

‫(‪)73/1‬‬
‫‪ { - 71‬يا أهل الكتاب لم تلبسون } تخلطون { الحق بالباطل } بالتحريف والتزوير { وتكتمون الحق } اي‬
‫نعت النبي { وأنتم تعلمون } أنه حق‬

‫(‪)73/1‬‬

‫‪ { - 72‬وقالت طائفة من أهل الكتاب } اليهود لبعضهم { آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا } اي القران‬
‫{ وجه النهار } أوله { واكفروا } دينهم إذ يقولون ما رجع هؤالء عنه بعد دخولهم فيه وهم أولوا علم إال‬
‫لعلمهم بطالنه‬

‫(‪)73/1‬‬

‫‪ - 73‬وقالوا أيضا { وال تؤمنوا } تصدقوا { إال لمن } الالم زائدة { تبع } وافق { دينكم } قال تعالى ‪:‬‬
‫{ قل } لهم يا محمد { إن الهدى هدى هللا } الذي هو اإلسالم وما عداه ضالل والجملة اعتراض { أن } اي‬
‫بأن { يؤتى أحد مثل ما أوتيتم } من الكتاب والحكمة والفضائل وأن مفعول تؤمنوا والمستثنى منه أحد قدم‬
‫عليه المستثنى المعنى ‪ :‬ال تقروا بأن أحدا يؤتى ذلك إال لمن اتبع دينكم { أو } بأن { يحاجوكم } اي‬
‫المؤمنون يغلبوكم { عند ربكم } يوم القيامة ألنكم أصح دينا وفي قراءة ‪ :‬أأن بهمزة التوبيخ اي أو إيتاء أحد‬
‫مثله تقرون به قال تعالى { قل إن الفضل بيد هللا يؤتيه من يشاء } فمن أين لكم أنه ال يؤتى أحد مثل ما أوتيتم‬
‫{ وهللا واسع } كثير الفضل { عليم } بمن هو أهله‬

‫(‪)73/1‬‬

‫‪ { - 74‬يختص برحمته من يشاء وهللا ذو الفضل العظيم }‬

‫(‪)74/1‬‬

‫‪ { - 75‬ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار } اي بمال كثير { يؤده إليك } ألمانته كعبد هللا بن سالم أودعه‬
‫رجل ألفا ومائتي أوقية ذهبا فأداها إليه { ومنهم من إن تأمنه بدينار ال يؤده إليك } لخيانته { إال ما دمت عليه‬
‫قائما } ال تفارقه فمتى فارقته أنكره ككعب بن األشرف استودعه قرشي دينارا فجحده { ذلك } اي ترك‬
‫األداء { بأنهم قالوا } بسبب قولهم { ليس علينا في األميين } اي العرب { سبيل } اي إثم الستحاللهم ظلم‬
‫من خالف دينهم ونسبوه إليه تعالى قال تعالى { ويقولون على هللا الكذب } في نسبة ذلك إليه { وهم يعلمون }‬
‫أنهم كاذبون‬
‫(‪)74/1‬‬

‫‪ { - 76‬بلى } عليهم فيهم سبيل { من أوفى بعهده } الذي عاهد عليه أو بعهد هللا إليه من أداء األمانة وغيره‬
‫{ واتقى } هللا بترك المعاصي وعمل الطاعات { فإن هللا يحب المتقين } فيه وضع الظاهر موضع المضمر‬
‫اي يحبهم بمعنى يثيبهم‬

‫(‪)74/1‬‬

‫‪ - 77‬ونزل في اليهود لما بدلوا نعت النبي صلى هللا عليه و سلم وعهد هللا إليهم في التوراة وفيمن حلف كاذبا‬
‫في دعوى أو في بيع سلعة ‪ { :‬إن الذين يشترون } يستبدلون { بعهد هللا } إليهم في اإليمان بالنبي وأداء‬
‫األمانة { وأيمانهم } حلفهم به تعالى كاذبين { ثمنا قليال } من الدنيا { أولئك ال خالق } نصيب { لهم في‬
‫اآلخرة وال يكلمهم هللا } غضبا عليهم { وال ينظر إليهم } يرحمهم { يوم القيامة وال يزكيهم } يطهرهم‬
‫{ ولهم عذاب أليم } مؤلم‬

‫(‪)74/1‬‬

‫‪ { - 78‬وإن منهم } اي أهل الكتاب { لفريقا } طائفة ككعب بن االشرف { يلوون ألسنتهم بالكتاب } اي‬
‫يعطفونها بقراءته عن المنزل إلى ما حرفوه من نعت النبي صلى هللا عليه و سلم ونحوه { لتحسبوه } اي‬
‫المحرف { من الكتاب } الذي أنزله هللا { وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند هللا وما هو من عند هللا‬
‫ويقولون على هللا الكذب وهم يعلمون } أنهم كاذبون‬

‫(‪)74/1‬‬

‫‪ - 79‬ونزل لما قال نصارى نجران إن عيسى أمرهم أن يتخذوه ربا ولما طلب بعض المسلمين السجود له‬
‫النبي صلى هللا عليه و سلم { ما كان } ينبغي { لبشر أن يؤتيه هللا الكتاب والحكم } اي الفهم للشريعة‬
‫{ والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون هللا ولكن } يقول { كونوا ربانيين } علماء عاملين منسوبين‬
‫إلى الرب بزيادة ألف ونون تفخيما { بما كنتم تعلمون } بالتخفيف والتشديد { الكتاب وبما كنتم تدرسون } اي‬
‫بسبب ذلك فإن فائدته أن تعملوا‬

‫(‪)75/1‬‬
‫‪ { - 80‬وال يأمركم } بالرفع استئنافا اي هللا والنصب عطفا على يقول اي البشر { أن تتخذوا المالئكة‬
‫والنبيين أربابا } كما اتخذت الصابئة المالئكة واليهود عزيرا والنصارى عيسى { أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم‬
‫مسلمون } ال ينبغي له هذا‬

‫(‪)75/1‬‬

‫‪ { - 81‬و } اذكر { إذ } حين { أخذ هللا ميثاق النبيين } عهدهم { لما } بفتح الالم لالبتداء وتوكيد معنى‬
‫القسم الذي في اخذ الميثاق وكسرها متعلقة بأخذ وما موصولة على الوجهين اي للذي { آتيتكم } إياه وفي‬
‫قراءة آتيناكم { من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم } من الكتاب والحكمة وهو محمد صلى‬
‫هللا عليه و سلم { لتؤمنن به ولتنصرنه } جواب القسم إن أدركتموه وأممهم تبع لهم في ذل { قال } تعالى لهم‬
‫{ أأقررتم } بذلك { وأخذتم } قبلتم { على ذلكم إصري } عهدي { قالوا أقررنا قال فاشهدوا } على أنفسكم‬
‫وأتباعكم بذلك { وأنا معكم من الشاهدين } عليكم وعليهم‬

‫(‪)75/1‬‬

‫‪ { - 82‬فمن تولى } أعرض { بعد ذلك } الميثاق { فأولئك هم الفاسقون }‬

‫(‪)75/1‬‬

‫‪ { - 83‬أفغير دين هللا يبغون } بالياء والتاء اي المتولون { وله أسلم } انقاد { من في السماوات واألرض‬
‫طوعا } بال إباء { وكرها } بالسيف ومعاينة ما يلجئ إليه { وإليه ترجعون } بالتاء والياء والهمزة في أول‬
‫اآلية لإلنكار‬

‫(‪)75/1‬‬

‫‪ { - 84‬قل } لهم يا محمد { آمنا باهلل وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب‬
‫واألسباط } أوالده { وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم ال نفرق بين أحد منهم } بالتصديق‬
‫والتكذيب { ونحن له مسلمون } مخلصون في العبادة ونزل فيمن ارتد ولحق بالكفار ‪:‬‬

‫(‪)76/1‬‬
‫‪ { - 85‬ومن يبتغ غير اإلسالم دينا فلن يقبل منه وهو في اآلخرة من الخاسرين } لمصيره إلى النار المؤبدة‬
‫عليه‬

‫(‪)76/1‬‬

‫‪ { - 86‬كيف } اي ال { يهدي هللا قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا } اي وشهادتهم { أن الرسول حق و } قد‬
‫{ جاءهم البينات } الحجج الظاهرات على صدق النبي { وهللا ال يهدي القوم الظالمين } اي الكافرين‬

‫(‪)76/1‬‬

‫‪ { - 87‬أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة هللا والمالئكة والناس أجمعين }‬

‫(‪)76/1‬‬

‫‪ { - 88‬خالدين فيها } اي اللعنة أو النار المدلول بها عليها { ال يخفف عنهم العذاب وال هم ينظرون }‬
‫يمهلون‬

‫(‪)76/1‬‬

‫‪ { - 89‬إال الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا } عملهم { فإن هللا غفور } لهم { رحيم } بهم‬

‫(‪)76/1‬‬

‫‪ - 90‬ونزل في اليهود { إن الذين كفروا } بعيسى { بعد إيمانهم } بموسى { ثم ازدادوا كفرا } بمحمد { لن‬
‫تقبل توبتهم } إذا غرغروا أو ماتوا كفارا { وأولئك هم الضالون }‬

‫(‪)76/1‬‬
‫‪ { - 91‬إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء األرض } مقدار ما يملؤها { ذهبا ولو‬
‫افتدى به } ادخل الفاء في خبر إن لشبه الذين بالشرط وإيذانا بتسبب عدم القبول عن الموت على الكفر‬
‫{ أولئك لهم عذاب أليم } مؤلم { وما لهم من ناصرين } مانعين منه‬

‫(‪)76/1‬‬

‫‪ { - 92‬لن تنالوا البر } اي ثوابه وهو الجنة { حتى تنفقوا } تصدقوا { مما تحبون } من أموالكم { وما‬
‫تنفقوا من شيء فإن هللا به عليم } فيجازي عليه‬

‫(‪)76/1‬‬

‫‪ - 93‬ونزل لما قال اليهود إنك تزعم أنك على ملة إبراهيم وكان ال يأكل لحوم اإلبل وألبانها ‪ { :‬كل الطعام‬
‫كان حال } حالال { لبني إسرائيل إال ما حرم إسرائيل } يعقوب { على نفسه } وهو اإلبل لما حصل له عرق‬
‫النسا بالفتح والقصر فنذر إن شفي ال يأكلها فحرم عليه { من قبل أن تنزل التوراة } وذلك بعد إبراهيم ولم‬
‫تكن على عهده حراما كما زعموا { قل } لهم { فاتوا بالتوراة فاتلوها } ليتبين صدق قولكم { إن كنتم‬
‫صادقين } فيه فبهتوا ولم يأتوا بها قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)76/1‬‬

‫‪ { - 94‬فمن افترى على هللا الكذب من بعد ذلك } اي ظهور الحجة بأن التحريم إنما كان من جهة يعقوب ال‬
‫على عهد إبراهيم { فأولئك هم الظالمون } المتجاوزون الحق إلى الباطل‬

‫(‪)77/1‬‬

‫‪ { - 95‬قل صدق هللا } في هذا كجميع ما اخبر به { فاتبعوا ملة إبراهيم } التي أنا عليها { حنيفا } مائال عن‬
‫كل دين إلى اإلسالم { وما كان من المشركين }‬

‫(‪)77/1‬‬

‫‪ - 96‬ونزل لما قالوا قبلتنا قبل قبلتكم { إن أول بيت وضع } متعبدا { للناس } في األرض { للذي ببكة }‬
‫بالباء لغة في مكة سميت بذلك ألنها تبك أعناق الجبابرة اي تدقها بناه المالئكة قبل خلق آدم ووضع بعده‬
‫األقصى وبينهما أربعون سنة كما في حديث الصحيحين وفي حديث [ أنه أول ما ظهر على وجه الماء عند‬
‫خلق السماوات واألرض زبدة بيضاء فدحيت األرض من تحته ] { مباركا } حال من الذي اي ذا بركة‬
‫{ وهدى للعالمين } ألنه قبلتهم‬

‫(‪)77/1‬‬

‫‪ { - 97‬فيه آيات بينات } منها { مقام إبراهيم } اي الحجر الذي قام عليه عند بناء البيت فأثر قدماء فيه وبقى‬
‫إلى اآلن مع تطاول الزمان وتداول األيدي عليه ومنها تضعيف الحسنات فيه وأن الطير ال يعلوه { ومن دخله‬
‫كان آمنا } ال يتعرض إليه بقتل أو ظلم أو غير ذلك { وهلل على الناس حج البيت } واجب بكسر الحاء وفتحها‬
‫لغتان في مصدر حج بمعنى قصد ويبدل من الناس { من استطاع إليه سبيال } طريقا فسره صلى هللا عليه و‬
‫سلم بالزاد والراحلة رواه الحاكم وغيره { ومن كفر } باهلل أو بما فرضه من الحج { فإن هللا غني عن‬
‫العالمين } اإلنس والجن والمالئكة وعن عبادتهم‬

‫(‪)77/1‬‬

‫‪ { - 98‬قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات هللا } القرآن { وهللا شهيد على ما تعملون } فيجازيكم عليه‬

‫(‪)77/1‬‬

‫‪ { - 99‬قل يا أهل الكتاب لم تصدون } تصرفون { عن سبيل هللا } اي دينه { من آمن } بتكذيبكم النبي وكتم‬
‫نعمته { تبغونها } اي تطلبون السبيل { عوجا } مصدر بمعنى معوجة اي مائلة عن الحق { وأنتم شهداء }‬
‫عالمون بأن الدين المرضي القيم هو دين اإلسالم كما في كتابكم { وما هللا بغافل عما تعملون } من الكفر‬
‫والتكذيب وإنما يؤخركم إلى وقتكم ليجازيكم‬

‫(‪)77/1‬‬

‫‪ - 100‬ونزل لما مر اليهود على األوس والخزرج وغاظهم تألفهم فذكروهم بما كان بينهم في الجاهلية من‬
‫الفتن فتشاجروا وكادوا يقتتلون ‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد‬
‫إيمانكم كافرين }‬

‫(‪)78/1‬‬
‫‪ { - 101‬وكيف تكفرون } استفهام تعجيب وتوبيخ { وأنتم تتلى عليكم آيات هللا وفيكم رسوله ومن يعتصم }‬
‫يتمسك { باهلل فقد هدي إلى صراط مستقيم }‬

‫(‪)78/1‬‬

‫‪ { - 102‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا حق تقاته } بأن يطاع فال يعصى ويشكر فال يكفر ويذكر فال ينسى فقالوا‬
‫يا رسول هللا ومن يقوى على هذا فنسخ بقوله تعالى { فاتقوا هللا ما استطعتم } { وال تموتن إال وأنتم‬
‫مسلمون } موحدون‬

‫(‪)78/1‬‬

‫‪ { - 103‬واعتصموا } تمسكوا { بحبل هللا } اي دينه { جميعا وال تفرقوا } بعد اإلسالم { واذكروا نعمة‬
‫هللا } إنعامه { عليكم } يا معشر األوس والخزرج { إذ كنتم } قبل اإلسالم { أعداء فألف } جمع { بين‬
‫قلوبكم } باإلسالم { فأصبحتم } فصرتم { بنعمته إخوانا } في الدين والوالية { وكنتم على شفا } طرف‬
‫{ حفرة من النار } ليس بينكم وبين الوقوع فيها إال أن تمتوا كفارا { فأنقذكم منها } باأليمان { كذلك } كما‬
‫بين لكم ما ذكر { يبين هللا لكم آياته لعلكم تهتدون }‬

‫(‪)78/1‬‬

‫‪ { - 104‬ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير } اإلسالم { ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك }‬
‫الداعون اآلمرون الناهون { هم المفلحون } الفائزون ومن للتبعيض ألن ما ذكر فرض كفاية ال يلزم كل‬
‫األمة وال يليق بكل أحد كالجاهل وقيل زائدة اي لتكونوا أمة‬

‫(‪)87/1‬‬

‫‪ { - 105‬وال تكونوا كالذين تفرقوا } عن دينهم { واختلفوا } فيه { من بعد ما جاءهم البينات } وهم اليهود‬
‫والنصارى { وأولئك لهم عذاب عظيم }‬

‫(‪)78/1‬‬

‫‪ { - 106‬يوم تبيض وجوه وتسود وجوه } اي يوم القيامة { فأما الذين اسودت وجوههم } وهم الكافرون‬
‫فيلقون في النار ويقال لهم توبيخا { أكفرتم بعد إيمانكم } يوم اخذ الميثاق { فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون }‬
‫(‪)78/1‬‬

‫‪ { - 107‬وأما الذين ابيضت وجوههم } وهم المؤمنون { ففي رحمة هللا } اي جنته { هم فيها خالدون }‬

‫(‪)79/1‬‬

‫‪ { - 108‬تلك } اي هذه اآليات { آيات هللا نتلوها عليك } يا محمد { بالحق وما هللا يريد ظلما للعالمين } بأن‬
‫يأخذهم بغير جرم‬

‫(‪)79/1‬‬

‫‪ { - 109‬وهلل ما في السماوات وما في األرض } ملكا وخلقا وعبيدا { وإلى هللا ترجع } تصير { األمور }‬

‫(‪)79/1‬‬

‫‪ { - 110‬كنتم } يا أمة محمد في علم هللا تعالى { خير أمة أخرجت } أظهرت { للناس تأمرون بالمعروف‬
‫وتنهون عن المنكر وتؤمنون باهلل ولو آمن أهل الكتاب لكان } اإليمان { خيرا لهم منهم المؤمنون } كعبد هللا‬
‫بن سالم رضي هللا عنه وأصحابه { وأكثرهم الفاسقون } الكافرون‬

‫(‪)79/1‬‬

‫‪ { - 111‬لن يضروكم } اي اليهود يا معشر المسلمين بشيء { إال أذى } باللسان من سب ووعيد { وإن‬
‫يقاتلوكم يولوكم األدبار } منهزمين { ثم ال ينصرون } عليكم بل لكم النصر عليهم‬

‫(‪)79/1‬‬

‫‪ { - 112‬ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا } حيثما وجدوا فال عز لهم وال اعتصام { إال } كائنين { بحبل من‬
‫هللا وحبل من الناس } المؤمنين وهو عهدهم إليهم باألمان على أداء الجزية اي ال عصمة لهم غير ذلك‬
‫{ وباءوا } رجعوا { بغضب من هللا وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم } اي بسبب انهم { كانوا يكفرون‬
‫بآيات هللا ويقتلون األنبياء بغير حق ذلك } تأكيد { بما عصوا } أمر هللا { وكانوا يعتدون } يتجاوزون‬
‫الحالل إلى الحرام‬

‫(‪)79/1‬‬

‫‪ { - 113‬ليسوا } اي أهل الكتاب { سواء } مستوين { من أهل الكتاب أمة قائمة } مستقيمة ثابتة على الحق‬
‫كعبد هللا بن سالم رضي هللا عنه وأصحابه { يتلون آيات هللا آناء الليل } اي في ساعاته { وهم يسجدون }‬
‫يصلون حال‬

‫(‪)79/1‬‬

‫‪ { - 114‬يؤمنون باهلل واليوم اآلخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات‬
‫وأولئك } الموصوفون بما ذكر هللا { من الصالحين } ومنهم من ليسوا كذلك وليسوا من الصالحين‬

‫(‪)79/1‬‬

‫‪ { - 115‬وما تفعلوا } بالتاء أيتها األمة والياء اي األمة القائمة { من خير فلن يكفروه } بالوجهين اي تعدموا‬
‫ثوابه بل تجزون عليه { وهللا عليم بالمتقين }‬

‫(‪)80/1‬‬

‫‪ { - 116‬إن الذين كفروا لن تغني } تدفع { عنهم أموالهم وال أوالدهم من هللا } اي من عذابه { شيئا }‬
‫وخصهما بالذكر ألن اإلنسان يدفع عن نفسه تارة بفداء المال وتارة باالستعانة باألوالد { وأولئك أصحاب‬
‫النار هم فيها خالدون }‬

‫(‪)80/1‬‬

‫‪ { - 117‬مثل } صفة { ما ينفقون } اي الكفار { في هذه الحياة الدنيا } في عداوة النبي أو صدقة ونحوها‬
‫{ كمثل ريح فيها صر } حر أو برد شديد { أصابت حرث } زرع { قوم ظلموا أنفسهم } بالكفر والمعصية‬
‫{ فأهلكته } فلم ينتفعوا به فكذلك نفقاتهم ذاهبة ال ينتفعون بها { وما ظلمهم هللا } بضياع نفقاتهم { ولكن‬
‫أنفسهم يظلمون } بالكفر الموجب لضياعها‬
‫(‪)80/1‬‬

‫‪ { - 118‬يا أيها الذين آمنوا ال تتخذوا بطانة } أصفياء تطلعونهم على سركم أي غيركم من اليهود والنصارى‬
‫والمنافقين { ال يألونكم خباال } نصب بنزع الخافض أي ال يقصرون لكم في الفساد { ودوا } تمنوا { ما‬
‫عنتم } اي عنتكم وهو شدة الضرر { قد بدت } ظهرت { البغضاء } العداوة لكم { من أفواههم } بالوقيعة‬
‫فيكم وإطالع المشركين على سركم { وما تخفي صدورهم } من العداوة { أكبر قد بينا لكم اآليات } على‬
‫عداوتهم { إن كنتم تعقلون } ذلك فال توالوهم‬

‫(‪)80/1‬‬

‫‪ { - 119‬ها } للتنبيه { أنتم } يا { أوالء } المؤمنين { تحبونهم } لقرابتهم منكم وصداقتهم { وال يحبونكم }‬
‫لمخالفتهم لكم في الدين { وتؤمنون بالكتاب كله } اي بالكتب كلها وال يؤمنون بكتابكم { وإذا لقوكم قالوا آمنا‬
‫وإذا خلوا عضوا عليكم األنامل } أطراف األصابع { من الغيظ } شدة الغضب لما يرون من ائتالفكم ويعبر‬
‫عن شدة الغضب بعض األنامل مجازا وان لم يكن ثم عض { قل موتوا بغيظكم } اي ابقوا عليه إلى الموت‬
‫فلن تروا ما يسركم { إن هللا عليم بذات الصدور } بما في القلوب ومنه ما يضمره هؤالء‬

‫(‪)80/1‬‬

‫‪ { - 120‬إن تمسسكم } تصبكم { حسنة } نعمة كنصر وغنيمة { تسؤهم } تحزنهم { وإن تصبكم سيئة }‬
‫كهزيمة وجدب { يفرحوا بها } وجملة الشرط متصلة بالشرط قبل وما بينهما اعتراض والمعنى أنهم متناهون‬
‫في عداوتكم فلم توالونهم فاجتنبوهم { وإن تصبروا } على أذاهم { وتتقوا } هللا في مواالتهم وغيرها { ال‬
‫يضركم } بكسر الضاد وسكون الراء وضمها وتشديدها { كيدهم شيئا إن هللا بما يعملون } بالياء والتاء‬
‫{ محيط } عالم فيجازيهم به‬

‫(‪)81/1‬‬

‫‪ { - 121‬و } اذكر يا محمد { إذ غدوت من أهلك } من المدينة { تبوء } تنزل { المؤمنين مقاعد } مراكز‬
‫يقفون فيها { للقتال وهللا سميع } ألقوالكم { عليم } بأحوالكم وهو يوم أحد خرج النبي صلى هللا عليه و سلم‬
‫بألف أو إال خمسين رجال والمشركون ثالثة آالف ونزل بالشعب يوم السبت سابع شوال سنة ثالث من الهجرة‬
‫وجعل ظهره وعسكره إلى أحد وسوى صفوفهم وأجلس جيشا من الرماة وأمر عليهم عبد هللا بن جبير بسفح‬
‫الجبل وقال ‪ :‬إنضحوا عنا بالنبل ال يأتونا من ورائنا وال تبرحوا غلبنا أو نصرنا‬

‫(‪)81/1‬‬
‫‪ { - 122‬إذ } بدل من إذ قبله { همت } بنو سلمة وبنو حارثة جناحا العسكر { طائفتان منكم أن تفشال }‬
‫تجبنا عن القتال وترجعا لما رجع عبد هللا بن أبى المنافق وأصحابه وقال ‪ :‬عالم نقتل أنفسنا وأوالدنا وقال‬
‫ألبى جابر السلمي القائل له أنشدكم هللا في نبيكم وأنفسكم لو نعلم قتاال التبعناكم فثبتهما هللا ولم ينصرفا { وهللا‬
‫وليهما } ناصرهما { وعلى هللا فليتوكل المؤمنون } ليثقوا به دون غيره‬

‫(‪)81/1‬‬

‫‪ - 123‬ونزل لما هزموا تذكيرا لهم بنعمة هللا { ولقد نصركم هللا ببدر } موضع بين مكة والمدينة { وأنتم‬
‫أذلة } بقلة العدد والسالح { فاتقوا هللا لعلكم تشكرون } نعمه‬

‫(‪)81/1‬‬

‫‪ { - 124‬إذ } ظرف لنصركم { تقول للمؤمنين } توعدهم تطمينا { ألن يكفيكم أن يمدكم } يعينكم { ربكم‬
‫بثالثة آالف من المالئكة منزلين } بالتخفيف والتشديد‬

‫(‪)82/1‬‬

‫‪ { - 125‬بلى } يكفيكم ذلك وفي األنفال بألف ألنه أمدهم أوال بها ثم صارت ثالثة ثم صارت خمسة كما قال‬
‫تعالى { إن تصبروا } على لقاء العدو { وتتقوا } هللا في المخالفة { ويأتوكم } اي المشركون { من فورهم }‬
‫وقتهم { هذا يمددكم ربكم بخمسة آالف من المالئكة مسومين } بكسر الواو وفتحها اي معلمين وقد صبروا‬
‫وأنجز هللا وعدهم بأن قاتلت معهم المالئكة على خيل بلق عليهم عمائم صفر أو بيض أرسلوها بين أكتافهم‬

‫(‪)82/1‬‬

‫‪ { - 126‬وما جعله هللا } اي اإلمداد { إال بشرى لكم } بالنصر { ولتطمئن } تسكن { قلوبكم به } فال تجزع‬
‫من كثرة العدو وقلتكم { وما النصر إال من عند هللا العزيز الحكيم } يؤتيه من يشاء وليس بكثرة الجند‬

‫(‪)82/1‬‬
‫‪ { - 127‬ليقطع } متعلق بنصركم اي ليهلك { طرفا من الذين كفروا } بالقتل واألسر { أو يكبتهم } يذلهم‬
‫بالهزيمة { فينقلبوا } يرجعوا { خائبين } لم ينالوا ما راموه‬

‫(‪)82/1‬‬

‫‪ - 128‬ونزلت لما كسرت رباعيته صلى هللا عليه و سلم وشج وجهه يوم أحد وقال [ كيف يفلح قوم خضبوا‬
‫وجه نبيهم بالدم ] { ليس لك من األمر شيء } بل األمر هلل فاصبر { أو } بمعنى إلى أن { يتوب عليهم }‬
‫باإلسالم { أو يعذبهم فإنهم ظالمون } بالكفر‬

‫(‪)82/1‬‬

‫‪ { - 129‬وهلل ما في السماوات وما في األرض } ملكا وخلقا وعبيدا { يغفر لمن يشاء } المغفرة له { ويعذب‬
‫من يشاء } تعذيبه { وهللا غفور } ألوليائه { رحيم } بأهل طاعته‬

‫(‪)82/1‬‬

‫‪ { - 130‬يا أيها الذين آمنوا ال تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة } بألف ودونها بأن تزيدوا في المال عند حلول‬
‫األجل وتؤخروا الطلب { واتقوا هللا } بتركه { لعلكم تفلحون } تفوزون‬

‫(‪)82/1‬‬

‫‪ { - 131‬واتقوا النار التي أعدت للكافرين } أن تعذبوا بها‬

‫(‪)83/1‬‬

‫‪ { - 132‬وأطيعوا هللا والرسول لعلكم ترحمون }‬

‫(‪)83/1‬‬
‫‪ { - 133‬وسارعوا } بواو ودونها { إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات واألرض } أي‬
‫كعرضهما لو وصلت إحداهما باألخرى والعرض السعة { أعدت للمتقين } هللا بعمل الطاعات وترك‬
‫المعاصي‬

‫(‪)83/1‬‬

‫‪ { - 134‬الذين ينفقون } في طاعة هللا { في السراء والضراء } اليسر والعسر { والكاظمين الغيظ } الكافين‬
‫عن إمضائه مع القدرة { والعافين عن الناس } من ظلمهم اي التاركين عقوبتهم { وهللا يحب المحسنين }‬
‫بهذه األفعال اي يثيبهم‬

‫(‪)83/1‬‬

‫‪ { - 135‬والذين إذا فعلوا فاحشة } ذنبا قبيحا كالزنا { أو ظلموا أنفسهم } بما دونه كالقبلة { ذكروا هللا } اي‬
‫وعيده { فاستغفروا لذنوبهم ومن } اي ال { يغفر الذنوب إال هللا ولم يصروا } يديموا { على ما فعلوا } بل‬
‫أقلعوا عنه { وهم يعلمون } أن الذي أتوه معصية‬

‫(‪)83/1‬‬

‫‪ { - 136‬أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها } حال مقدرة اي‬
‫مقدرين الخلود فيها إذا دخلوها { ونعم أجر العاملين } بالطاعة هذا األجر‬

‫(‪)83/1‬‬

‫‪ - 137‬ونزل في هزيمة أحد { قد خلت } مضت { من قبلكم سنن } طرائق في الكفار بإمهالهم ثم أخذهم‬
‫{ فسيروا } أيها المؤمنون { في األرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين } الرسل اي آخر أمرهم من‬
‫الهالك فال تحزنوا لغلبتهم فأنا أمهلهم لوقتهم‬

‫(‪)83/1‬‬

‫‪ { - 138‬هذا } القرآن { بيان للناس } كلهم { وهدى } من الضاللة { وموعظة للمتقين } منهم‬

‫(‪)83/1‬‬
‫‪ { - 139‬وال تهنوا } تضعفوا عن قتال الكفار { وال تحزنوا } على ما أصابكم بأحد { وأنتم األعلون }‬
‫بالغلبة عليهم { إن كنتم مؤمنين } حقا وجوابه دل عليه مجموع ما قبله‬

‫(‪)84/1‬‬

‫‪ { - 140‬إن يمسسكم } يصبكم بأحد { قرح } بفتح القاف وضمها جهد من جرح ونحوه { فقد مس القوم }‬
‫الكفار { قرح مثله } ببدر { وتلك األيام نداولها } نصرفها { بين الناس } يوما لفرقة ويوما ألخرى ليتعظوا‬
‫{ وليعلم هللا } علم ظهور { الذين آمنوا } أخلصوا في إيمانهم من غيرهم { ويتخذ منكم شهداء } يكرمهم‬
‫بالشهادة { وهللا ال يحب الظالمين } الكافرين اي يعاقبهم وما ينعم به عليهم استدراج‬

‫(‪)84/1‬‬

‫‪ { - 141‬وليمحص هللا الذين آمنوا } يطهرهم من الذنوب بما يصيبهم { ويمحق } يهلك { الكافرين }‬

‫(‪)84/1‬‬

‫‪ { - 142‬أم } بل أ { حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما } لم { يعلم هللا الذين جاهدوا منكم } علم ظهور { ويعلم‬
‫الصابرين } في الشدائد‬

‫(‪)84/1‬‬

‫‪ { - 143‬ولقد كنتم تمنون } فيه حذف إحدى التاءين في األصل { الموت من قبل أن تلقوه } حيث قلتم ليت‬
‫لنا يوما كيوم بدر لننال ما نال شهداؤه { فقد رأيتموه } اي سبيه الحرب { وأنتم تنظرون } اي بصراء‬
‫تتأملون الحال كيف هي فلم انهزمتم ؟ ونزل في هزيمتهم لما أشيع أن النبي قتل وقال لهم المنافقون إن كان‬
‫قتل فارجعوا إلى دينكم ‪:‬‬

‫(‪)84/1‬‬
‫‪ { - 144‬وما محمد إال رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل } كغيره { انقلبتم على أعقابكم }‬
‫رجعتم إلى الكفر والجملة محل االستفهام اإلنكاري اي ما كان معبودا فترجعوا { ومن ينقلب على عقبيه فلن‬
‫يضر هللا شيئا } وإنما يضر نفسه { وسيجزي هللا الشاكرين } نعمه بالثبات‬

‫(‪)84/1‬‬

‫‪ { - 145‬وما كان لنفس أن تموت إال بإذن هللا } بقضائه { كتابا } مصدر اي ‪ :‬كتب هللا ذلك { مؤجال }‬
‫مؤقتا ال يتقدم واليتأخر فلم انهزمتم ! والهزيمة ال تدفع الموت والثبات ال يقطع الحياة { ومن يرد } بعمله‬
‫{ ثواب الدنيا } اي جزاءه منها { نؤته منها } ما قسم له وال حظ له في اآلخرة { ومن يرد ثواب اآلخرة نؤته‬
‫منها } اي من ثوابها { وسنجزي الشاكرين }‬

‫(‪)84/1‬‬

‫‪ { - 146‬وكأين } كم { من نبي قاتل } وفي قراءة قاتل والفاعل ضميره { معه } خبر مبتدؤه { ربيون‬
‫كثير } جموع كثيرة { فما وهنوا } جبنوا { لما أصابهم في سبيل هللا } من الجراح وقتل أنبيائهم وأصحابهم‬
‫{ وما ضعفوا } عن الجهاد { وما استكانوا } خضعوا لعدوهم كما فعلتم حين قيل قتل النبي { وهللا يحب‬
‫الصابرين } على البالء أي يثيبهم‬

‫(‪)85/1‬‬

‫‪ { - 147‬وما كان قولهم } عند قتل نبيهم مع ثباتهم وصبرهم { إال أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا }‬
‫تجاوزنا الحد { في أمرنا } إيذانا بأن ما أصابهم لسوء فعلهم وهضما ألنفسهم { وثبت أقدامنا } بالقوة على‬
‫الجهاد { وانصرنا على القوم الكافرين }‬

‫(‪)85/1‬‬

‫‪ { - 148‬فآتاهم هللا ثواب الدنيا } النصر والغنيمة { وحسن ثواب اآلخرة } اي الجنة وحسنه ‪ :‬التفضل فوق‬
‫االستحقاق { وهللا يحب المحسنين }‬

‫(‪)85/1‬‬
‫‪ { - 149‬يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا } فيما يأمرونكم به { يردوكم على أعقابكم } إلى الكفر‬
‫{ فتنقلبوا خاسرين }‬

‫(‪)85/1‬‬

‫‪ { - 150‬بل هللا موالكم } ناصركم { وهو خير الناصرين } فأطيعوه دونهم‬

‫(‪)85/1‬‬

‫‪ { - 151‬سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب } بسكون العين وضمها الخوف وقد عزموا بعد ارتحالهم من‬
‫أحد على العود واستئصال المسلمين فرعبوا ولم يرجعوا { بما أشركوا } بسبب إشراكهم { باهلل ما لم ينزل به‬
‫سلطانا } حجة على عبادته وهو األصنام { ومأواهم النار وبئس مثوى } مأوى { الظالمين } الكافرين هي‬

‫(‪)85/1‬‬

‫‪ { - 152‬ولقد صدقكم هللا وعده } إياكم بالنصر { إذ تحسونهم } تقتلونهم { بإذنه } بإرادته { حتى إذا‬
‫فشلتم } جبنتم عن القتال { وتنازعتم } اختلفتم { في األمر } اي أمر النبي صلى هللا عليه و سلم بالمقام في‬
‫سفح الجبل للرمي فقال بعضكم ‪ :‬نذهب فقد نصر أصحابنا وتعضكم ‪ :‬ال نخالف أمر النبي صلى هللا عليه و‬
‫سلم { وعصيتم } أمره فتركتم المركز لطلب الغنيمة { من بعد ما أراكم } هللا { ما تحبون } من النصر‬
‫وجواب إذا دل عليه ما قبله اي منعكم نصره { منكم من يريد الدنيا } فترك المركز للغنيمة { ومنكم من يريد‬
‫اآلخرة } فثبت به حتى قتل كعبد هللا بن جبير وأصحابه { ثم صرفكم } عطف على جواب إذا المقدر ردكم‬
‫بالهزيمة { عنهم } اي الكفار { ليبتليكم } ليمتحنكم فيظهر المخلص من غيره { ولقد عفا عنكم } ما‬
‫ارتكبتموه { وهللا ذو فضل على المؤمنين } بالعفو‬

‫(‪)86/1‬‬

‫‪ - 153‬اذكروا { إذ تصعدون } تبعدون في األرض هاربين { وال تلوون } تعرجون { على أحد والرسول‬
‫يدعوكم في أخراكم } اي من ورائكم يقول إلي عباد هللا إلي عباد هللا { فأثابكم } فجازاكم { غما } بالهزيمة‬
‫{ بغم } بسبب غمكم للرسول بالمخالفة وقيل الباء بمعنى على اي مضاعفا على غم فوت الغنيمة { لكيال }‬
‫متعلق بعفا أو بأثابكم فال زائدة { تحزنوا على ما فاتكم } من الغنيمة { وال ما أصابكم } من القتل والهزيمة‬
‫{ وهللا خبير بما تعملون }‬

‫(‪)86/1‬‬
‫‪ { - 154‬ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة } أمنا { نعاسا } بدل { يغشى } بالياء والتاء { طائفة منكم } وهم‬
‫المؤمنون فكانوا يميدون تحت الحجف وتسقط السيوف منهم { وطائفة قد أهمتهم أنفسهم } اي حملتهم على‬
‫الهم فال رغبة لهم إال نجاتها دون النبي وأصحابه فلم يناموا وهم المنافقون { يظنون باهلل } ظنا { غير }‬
‫الظن { الحق ظن } اي كظن { الجاهلية } حيث اعتقدوا أن النبي قتل أو ال ينصر { يقولون هل } ما { لنا‬
‫من األمر } اي النصر الذي وعدناه { من } زائدة { شيء قل } لهم { إن األمر كله } بالنصب توكيدا والرفع‬
‫مبتدأ وخبره { هلل } اي القضاء له يفعل ما يشاء { يخفون في أنفسهم ما ال يبدون } يظهرون { لك يقولون }‬
‫بيان لما قبله { لو كان لنا من األمر شيء ما قتلنا هاهنا } اي لو كان االختيار إلينا لم نخرج فلم نقتل لكن‬
‫أخرجنا كرها { قل } لهم { لو كنتم في بيوتكم } وفيكم من كتب هللا عليه القتل { لبرز } خرج { الذين‬
‫كتب } فضي { عليهم القتل } منكم { إلى مضاجعهم } مصارعهم فيقتلوا ولم ينجهم قعودهم ألن قضاءه‬
‫تعالى كائن ال محالة { و } فعل ما فعل بأحد { ليبتلي } يختبر { هللا ما في صدوركم } قلوبكم من اإلخالص‬
‫والنفاق { وليمحص } يميز { ما في قلوبكم وهللا عليم بذات الصدور } بما في القلوب ال يخفى عليه شيء‬
‫وإنما يبتلي ليظهر للناس‬

‫(‪)86/1‬‬

‫‪ { - 155‬إن الذين تولوا منكم } عن القتال { يوم التقى الجمعان } جمع المسلمين وجمع الكفار بأحد وهم‬
‫المسلمون إال اثني عشر رجال { إنما استزلهم } أزلهم { الشيطان } بوسوسته { ببعض ما كسبوا } من‬
‫الذنوب وهو مخالفة أمر النبي { ولقد عفا هللا عنهم إن هللا غفور } للمؤمنين { حليم } ال يعجل على العصاة‬

‫(‪)87/1‬‬

‫‪ { - 156‬يا أيها الذين آمنوا ال تكونوا كالذين كفروا } اي المنافقين { وقالوا إلخوانهم } اي في شأنهم { إذا‬
‫ضربوا } سافروا { في األرض } فماتوا { أو كانوا غزى } جمع غاز فقتلوا { لو كانوا عندنا ما ماتوا وما‬
‫قتلوا } اي ال تقولوا كقولهم { ليجعل هللا ذلك } القول في عاقبة أمرهم { حسرة في قلوبهم وهللا يحيي‬
‫ويميت } فال يمنع عن الموت قعود { وهللا بما تعملون } بالتاء والياء { بصير } فيجازيكم به‬

‫(‪)87/1‬‬

‫‪ { - 157‬ولئن } الم قسم { قتلتم في سبيل هللا } اي الجهاد { أو متم } بضم الميم وكسرها من مات يموت‬
‫ويمات اي أتاكم الموت فيه { لمغفرة } كائنة { من هللا } لذنوبكم { ورحمة } منه لكم على ذلك والالم‬
‫ومدخولها جواب القسم وهو في موضع الفعل مبتدأ خبره { خير مما يجمعون } من الدنيا بالتاء والياء‬

‫(‪)87/1‬‬
‫‪ { - 158‬ولئن } الم قسم { متم } بالوجهين { أو قتلتم } في الجهاد وغيره { إللى هللا } ال إلى غيره‬
‫{ تحشرون } في اآلخرة فيجازيكم‬

‫(‪)88/1‬‬

‫‪ { - 159‬فبما رحمة من هللا لنت } يا محمد { لهم } اي سهلت أخالقك إذ خالفوك { ولو كنت فظا } سيء‬
‫الخلق { غليظ القلب } جافيا فأغلظت لهم { النفضوا } تفرقوا { من حولك فاعف } تجاوز { عنهم } ما أتوه‬
‫{ واستغفر لهم } ذنوبهم حتى أغفر لهم { وشاورهم } استخرج آراءهم { في األمر } اي شأنك من الحرب‬
‫وغيره تطييبا لقلوبهم وليستن بك وكان صلى هللا عليه و سلم كثير المشاورة لهم { فإذا عزمت } على إمضاء‬
‫ما تريد بعد المشاورة { فتوكل على هللا } ثق به ال بالمشاورة { إن هللا يحب المتوكلين } عليه‬

‫(‪)88/1‬‬

‫‪ { - 160‬إن ينصركم هللا } يعنكم على عدوكم كيوم بدر { فال غالب لكم وإن يخذلكم } يترك نصركم كيوم‬
‫أحد { فمن ذا الذي ينصركم من بعده } اي بعد خذالنه اي ال ناصر لكم { وعلى هللا } ال غيره { فليتوكل }‬
‫ليثق { المؤمنون }‬

‫(‪)99/1‬‬

‫‪ - 161‬ونزلت لما فقدت قطيفة حمراء يوم أحد فقال بعض الناس ‪ :‬لعل النبي أخذها ‪ { :‬وما كان } ما ينبغي‬
‫{ لنبي أن يغل } يخون في الغنيمة فال تظنوا به ذلك وفي قراءة بالبناء للمفعول أن ينسب إلى الغلول { ومن‬
‫يغلل يأت بما غل يوم القيامة } حامال له على عنقه { ثم توفى كل نفس } الغال وغيره جزاء { ما كسبت }‬
‫عملت { وهم ال يظلمون } شيئا‬

‫(‪)88/1‬‬

‫‪ { - 162‬أفمن اتبع رضوان هللا } فأطاع ولم يغل { كمن باء } رجع { بسخط من هللا } لمعصيته وغلوله‬
‫{ ومأواه جهنم وبئس المصير } المرجع هي‬

‫(‪)88/1‬‬
‫‪ { - 163‬هم درجات } اي أصحاب درجات { عند هللا } اي مختلفوا المنازل فلمن اتبع رضوانه الثواب‬
‫ولمن باء بسخطه العقاب { وهللا بصير بما يعملون } فيجازيهم به‬

‫(‪)89/1‬‬

‫‪ { - 164‬لقد من هللا على المؤمنين إذ بعث فيهم رسوال من أنفسهم } اي عربيا مثلهم ليفهموا عنه ويشرفوا به‬
‫ال ملكا وال عجميا { يتلو عليهم آياته } القرآن { ويزكيهم } يطهرهم من الذنوب { ويعلمهم الكتاب } القرآن‬
‫{ والحكمة } السنة { وإن } مخففة اي إنهم { كانوا من قبل } اي قبل بعثه { لفي ضالل مبين } بين‬

‫(‪)89/1‬‬

‫‪ { - 165‬أو لما أصابتكم مصيبة } بأحد بقتل سبعين منكم { قد أصبتم مثليها } ببدر بقتل سبعين وأسر سبعين‬
‫منهم { قلتم } متعجبين { أنى } من أين لنا { هذا } الخذالن ونحن مسلمون ورسول هللا فينا والجملة األخيرة‬
‫محل االستفهام اإلنكاري { قل } لهم { هو من عند أنفسكم } ألنكم تركتم المركز فخذلتم { إن هللا على كل‬
‫شيء قدير } ومنه النصر ومنعه وقد جازاكم بخالفكم‬

‫(‪)89/1‬‬

‫‪ { - 166‬وما أصابكم يوم التقى الجمعان } بأحد { فبإذن هللا } بإرادته { وليعلم } علم ظهور { المؤمنين }‬
‫حقا‬

‫(‪)89/1‬‬

‫‪ { - 167‬وليعلم الذين نافقوا و } الذين { قيل لهم } لما انصرفوا عن القتال وهم عبد هللا بن أبي وأصحابه‬
‫{ تعالوا قاتلوا في سبيل هللا } أعداءه { أو ادفعوا } عنا القوم بتكثير سوادكم إن لم تقاتلوا { قالوا لو نعلم }‬
‫نحسن { قتاال التبعناكم } قال تعالى تكذيبا لهم ‪ { :‬هم للكفر يومئذ أقرب منهم لإليمان } بما أظهروا من‬
‫خذالنهم للمؤمنين وكانوا قبل أقرب إلى اإليمان من حيث الظاهر { يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم } واو‬
‫علموا قتاال لم يتبعوكم { وهللا أعلم بما يكتمون } من النفاق‬

‫(‪)89/1‬‬
‫‪ { - 168‬الذين } بدل من الذين قبله أو نعت { قالوا إلخوانهم } في الدين { و } قد { قعدوا } عن الجهاد‬
‫{ لو أطاعونا } اي شهداء أحد أو إخواننا في القعود { ما قتلوا قل } لهم { فادرؤوا } ادفعوا { عن أنفسكم‬
‫الموت إن كنتم صادقين } في أن القعود ينجي منه ونزل في الشهداء ‪:‬‬

‫(‪)89/1‬‬

‫‪ { - 169‬وال تحسبن الذين قتلوا } بالتخفيف والتشديد { في سبيل هللا } اي ألجل دينه { أمواتا بل } هم‬
‫{ أحياء عند ربهم } أرواحهم في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاءت كما ورد في الحديث‬
‫{ يرزقون } يأكلون من ثمار الجنة‬

‫(‪)89/1‬‬

‫‪ { - 170‬فرحين } حال من ضمير يرزقون { بما آتاهم هللا من فضله و } هم { يستبشرون } يفرحون‬
‫{ بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم } من إخوانهم المؤمنين ويبدل من الذين { أ } ن اي بأن { ال خوف‬
‫عليهم } اي الذين لم يلحقوا بهم { وال هم يحزنون } في اآلخرة المعنى يفرحون بأمنهم وفرحهم‬

‫(‪)90/1‬‬

‫‪ { - 171‬يستبشرون بنعمة } ثواب { من هللا وفضل } زيادة عليه { وأن } بالفتح عطفا على نعمة والكسر‬
‫استئنافا { هللا ال يضيع أجر المؤمنين } بل يأجرهم‬

‫(‪)90/1‬‬

‫‪ { - 172‬الذين } مبتدأ { استجابوا هلل والرسول } دعاءه بالخروج للقتال لما أراد أبو سفيان وأصحابه العود‬
‫تواعدوا مع النبي صلى هللا عليه و سلم سوق بدر العام المقبل من يوم أحد { من بعد ما أصابهم القرح } بأحد‬
‫وخبر المبتدأ { للذين أحسنوا منهم } بطاعته { واتقوا } مخالفته { أجر عظيم } هو الجنة‬

‫(‪)90/1‬‬

‫‪ { - 173‬الذين } بدل من الذين قبله أو نعت { قال لهم الناس } اي نعيم بن مسعود األشجعي { إن الناس }‬
‫أبا سفيان وأصحابه { قد جمعوا لكم } الجموع ليستأصلوكم { فاخشوهم } وال تأتوهم { فزادهم } ذلك القول‬
‫{ إيمانا } تصديقا باهلل ويقينا { وقالوا حسبنا هللا } كافينا أمرهم { ونعم الوكيل } المفوض إليه األمر هو‬
‫وخرجوا مع النبي صلى هللا عليه و سلم فوافوا سرق بدر وألقى هللا الرعب في قلب أبي سفيان وأصحابه فلم‬
‫يأتوا وكان معهم تجارات فباعوا وربحوا قال هللا تعالى ‪:‬‬

‫(‪)90/1‬‬

‫‪ { - 174‬فانقلبوا } رجعوا من بدر { بنعمة من هللا وفضل } بسالمة وربح { لم يمسسهم سوء } من قتل أو‬
‫جرح { واتبعوا رضوان هللا } بطاعته وطاعة رسوله في الخروج { وهللا ذو فضل عظيم } على أهل طاعته‬

‫(‪)91/1‬‬

‫‪ { - 175‬إنما ذلكم } اي القائل لكم إن الناس الخ { الشيطان يخوفـ } كم { أولياءه } الكفار { فال تخافوهم‬
‫وخافون } في ترك أمري { إن كنتم مؤمنين } حقا‬

‫(‪)91/1‬‬

‫‪ { - 176‬وال يحزنك } بضم الياء وكسر الزاي وبفتحها وضم الزاي من حزنه لغة في أحزنه { الذين‬
‫يسارعون في الكفر } يقعون فيه سريعا بنصرته وهم أهل مكة أو المنافقون اي ال تهتم لكفرهم { إنهم لن‬
‫يضروا هللا شيئا } بفعلهم وإنما يضرون أنفسهم { يريد هللا أن ال يجعل لهم حظا } نصيبا { في اآلخرة } اي‬
‫الجنة فلذلك خذلهم هللا { ولهم عذاب عظيم } في النار‬

‫(‪)91/1‬‬

‫‪ { - 177‬إن الذين اشتروا الكفر باإليمان } اي أخذوه بدله { لن يضروا هللا } بكفرهم { شيئا ولهم عذاب‬
‫أليم } مؤلم‬

‫(‪)91/1‬‬

‫‪ { - 178‬وال يحسبن } بالياء والتاء { الذين كفروا أنما نملي } اي إمالءنا { لهم } بتطويل األعمار‬
‫وتأخيرهم { خير ألنفسهم } وأن ومعمولها سدت مسد المفعولين في قراءة التحتانية ومسد الثاني في األخرى‬
‫{ إنما نملي } نمهل { لهم ليزدادوا إثما } بكثرة المعاصي { ولهم عذاب مهين } ذو إهانة في اآلخرة‬

‫(‪)91/1‬‬
‫‪ { - 179‬ما كان هللا ليذر } ليترك { المؤمنين على ما أنتم } أيها الناس { عليه } من اختالط المخلص بغيره‬
‫{ حتى يميز } بالتخفيف والتشديد يفصل { الخبيث } المنافق { من الطيب } المؤمن بالتكاليف الشاقة المبينة‬
‫لذلك ففعل ذلك يوم أحد { وما كان هللا ليطلعكم على الغيب } فتعرفوا المنافق من غيره قبل التمييز { ولكن‬
‫هللا يجتبي } يختار { من رسله من يشاء } فيطلعه على غيبه كما أطلع النبي صلى هللا عليه و سلم عن حال‬
‫المنافقين { فآمنوا باهلل ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا } النفاق { فلكم أجر عظيم }‬

‫(‪)91/1‬‬

‫‪ { - 180‬وال يحسبن } بالياء والتاء { الذين يبخلون بما آتاهم هللا من فضله } اي بزكاته { هو } اي بخلهم‬
‫{ خيرا لهم } مفعول ثان والضمير للفصل واألول بخلهم مقدرا قبل الموصل على الفوقانية وقبل الضمير‬
‫على التحتانية { بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به } اي بزكاته من المال { يوم القيامة } بأن يجعل حية‬
‫في عنقه تنهشه كما ورد في الحديث { وهلل ميراث السماوات واألرض } يرثهما بعد فناء أهلهما { وهللا بما‬
‫تعملون } بالتاء والياء { خبير } فيجازيكم به‬

‫(‪)92/1‬‬

‫‪ { - 181‬لقد سمع هللا قول الذين قالوا إن هللا فقير ونحن أغنياء } وهم اليهود قالوه لما نزل { من ذا الذي‬
‫يقرض هللا قرضا حسنا } وقالوا لو كان غنيا ما استقرضناه { سنكتب } نأمر بكتب { ما قالوا } في صحائف‬
‫أعمالهم ليجازوا عليه وفي قراءة الياء مبنيا للمفعول { و } نكتب { قتلهم } بالنصب والرفع { األنبياء بغير‬
‫حق ونقول } بالنون والياء اي هللا لهم في اآلخرة على لسان المالئكة { ذوقوا عذاب الحريق } النار ويقال‬
‫لهم إذا ألقوا فيها ‪:‬‬

‫(‪)92/1‬‬

‫‪ { - 182‬ذلك } العذاب { بما قدمت أيديكم } عبر بها عن اإلنسان الن اكثر األفعال تزاول بها { وأن هللا‬
‫ليس بظالم } اي بذي ظلم { للعبيد } فيعذبهم بغير ذنب‬

‫(‪)92/1‬‬

‫‪ { - 183‬الذين } نعت للذين قبله { قالوا } لمحمد { إن هللا } قد { عهد إلينا } في التوراة { أن ال نؤمن‬
‫لرسول } نصدقه { حتى يأتينا بقربان تأكله النار } فال نؤمن لك حتى بأتينا به وهو ما يتقرب به إلى هللا من‬
‫نعم وغيرها فإن قبل جاءت نار بيضاء من السماء فأحرقته وإال بقى مكانه وعهد إلى بني إسرائيل ذلك إال في‬
‫المسيح ومحمد قال تعالى { قل } لهم توبيخا { قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات } بالمعجزات { وبالذي‬
‫قلتم } كزكريا ويحي فقتلتموهم والخطاب لمن في زمن نبينا محمد صلى هللا عليه و سلم وإن كان الفعل‬
‫ألجدادهم لرضاهم به { فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين } في أنكم تؤمنون عند اإلتيان به‬

‫(‪)92/1‬‬

‫‪ { - 184‬فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاؤوا بالبينات } المعجزات { والزبر } كصحف إبراهيم‬
‫{ والكتاب } وفي قراءة بإثبات الباء فيهما { المنير } الواضح هو التوراة واإلنجيل فاصبر كما صبروا‬

‫(‪)93/1‬‬

‫‪ { - 185‬كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم } جزاء أعمالكم { يوم القيامة فمن زحزح } بعد { عن‬
‫النار وأدخل الجنة فقد فاز } نال غاية مطلوبة { وما الحياة الدنيا } اي العيش فيها { إال متاع الغرور }‬
‫الباطل يتمتع به قليال ثم يفنى‬

‫(‪)93/1‬‬

‫‪ { - 186‬لتبلون } حذف منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع اللتقاء الساكنين لتختبرن { في‬
‫أموالكم } بالفرائض فيها والحوائج { وأنفسكم } بالعبادات والبالء { ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من‬
‫قبلكم } اليهود والنصارى { ومن الذين أشركوا } من العرب { أذى كثيرا } من السب والطعن والتشبيب‬
‫بنسائكم { وإن تصبروا } على ذلك { وتتقوا } هللا { فإن ذلك من عزم األمور } اي ‪ :‬من معزماتها التي‬
‫يعزم عليها لوجوبها‬

‫(‪)93/1‬‬

‫‪ { - 187‬و } اذكر { إذ أخذ هللا ميثاق الذين أوتوا الكتاب } اي العهد عليهم في التوراة { لتبيننه } اي الكتاب‬
‫{ للناس وال تكتمونه } اي الكتاب بالياء والتاء في الفعلين { فنبذوه } طرحوا الميثاق { وراء ظهورهم } فلم‬
‫يعملوا به { واشتروا به } اخذوا بدله { ثمنا قليال } من الدنيا من سفلتهم برياستهم في العلم فكتموه خوف فوته‬
‫عليهم { فبئس ما يشترون } شراؤهم هذا‬

‫(‪)93/1‬‬
‫‪ { - 188‬ال تحسبن } بالتاء والياء { الذين يفرحون بما أتوا } فعلوا في إضالل الناس { ويحبون أن يحمدوا‬
‫بما لم يفعلوا } من التمسك بالحق وهم على ضالل { فال تحسبنهم } بالوجهين تأكيد { بمفازة } بمكان ينجون‬
‫فيه { من العذاب } في اآلخرة بل هم في مكان يعذبون فيه وهو جهنم { ولهم عذاب أليم } مؤلم فيها ومفعوال‬
‫يحسب األولى دل عليهما مفعوال الثانية على قراءة التحتانية وعلى الفوقانية حذف الثاني فقط‬

‫(‪)93/1‬‬

‫‪ { - 189‬وهلل ملك السماوات واألرض } خزائن المطر والرزق والنبات وغيرها { وهللا على كل شيء‬
‫قدير } ومنه تعذيب الكافرين وانجاء المؤمنين‬

‫(‪)94/1‬‬

‫‪ { - 190‬وهلل ملك السماوات واألرض } وما فيهما من العجائب { واختالف الليل والنهار } بالمجيء‬
‫والذهاب والزيادة والنقصان { آليات } دالالت على قدرته تعالى { ألولي األلباب } لذوي العقول‬

‫(‪)94/1‬‬

‫‪ { - 191‬الذين } بعت لما قبله أو بدل { يذكرون هللا قياما وقعودا وعلى جنوبهم } مضطجعين اي في كل‬
‫حال وعن ابن عباس يصلون كذلك حسب الطاقة { ويتفكرون في خلق السماوات واألرض } ليستدلوا به‬
‫على قدرة صانعهما يقولون { ربنا ما خلقت هذا } الخلق الذي نراه { باطال } حال عبثا بل دليال على كمال‬
‫قدرتك { سبحانك } تنزيها لك عن العبث { فقنا عذاب النار }‬

‫(‪)94/1‬‬

‫‪ { - 192‬ربنا إنك من تدخل النار } للخلود فيها { فقد أخزيته } أهنته { وما للظالمين } الكافرين فيه وضع‬
‫الظاهر موضع المضمر إشعارا بتخصيص الخزي بهم { من أنصار } يمنعونهم من عذاب هللا تعالى‬

‫(‪)94/1‬‬

‫‪ { - 193‬ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي } يدعو الناس { لإليمان } اي إليه وهو محمد أو القرآن { أن } اي بأن‬
‫{ آمنوا بربكم فآمنا } به { ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر } حط { عنا سيئاتنا } فال تظهرها بالعقاب عليها‬
‫{ وتوفنا } اقبض أرواحنا { مع } في جملة { األبرار } األنبياء والصالحين‬
‫(‪)94/1‬‬

‫‪ { - 194‬ربنا آتنا } اعطنا { ما وعدتنا } به { على } ألسنة { رسلك } من الرحمة والفضل وسؤالهم ذلك‬
‫وإن كان وعده تعالى ال يخلف سؤال أن يجعلهم من مستحقيه ألنهم لم يتيقنوا استحقاقهم له وتكرير ربنا مبالغة‬
‫في التضرع { وال تخزنا يوم القيامة إنك ال تخلف الميعاد } الوعد بالبعث والجزاء‬

‫(‪)94/1‬‬

‫‪ { - 195‬فاستجاب لهم ربهم } دعاءهم { أني } اي بأني { ال أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى‬
‫بعضكم } كائن { من بعض } اي الذكور من اإلناث وبالعكس والجملة مؤكدة لما قبلها اي هم سواء في‬
‫المجازاة باألعمال وترك تضييعها نزلت لما قالت أم سلمة يا رسول هللا إني ال أسمع ذكر النساء في الهجرة‬
‫بشيء { فالذين هاجروا } من مكة إلى المدينة { وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي } ديني { وقاتلوا }‬
‫الكفار { وقتلوا } بالتخفيف والتشديد وفي قراءة بتقديمه { ألكفرن عنهم سيئاتهم } أسترها بالمغفرة‬
‫{ وألدخلنهم جنات تجري من تحتها األنهار ثوابا } مصدر من معنى ألكفرن مؤكدة له { من عند هللا } فيه‬
‫التفات عن التكلم { وهللا عنده حسن الثواب } الجزاء‬

‫(‪)94/1‬‬

‫‪ - 196‬ونزل لما قال المسلمون ‪ :‬أعداء هللا فيما نرى من الخير ونحن في الجهد ‪ { :‬ال يغرنك تقلب الذين‬
‫كفروا } تصرفهم { في البالد } بالتجارة والكسب‬

‫(‪)95/1‬‬

‫‪ - 197‬هو { متاع قليل } يتمتعون به يسيرا في الدنيا ويفنى { ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد } الفراش هي‬

‫(‪)95/1‬‬

‫‪ { - 198‬لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها األنهار خالدين } اي مقدرين بالخلود { فيها‬
‫نزال } وهو ما يعد للضيف ونصبه على الحال من جنات والعامل فيها معنى الظرف { من عند هللا وما عند‬
‫هللا } من الثواب { خير لألبرار } من متاع الدنيا‬

‫(‪)95/1‬‬
‫‪ { - 199‬وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن باهلل } كعبد هللا بن سالم وأصحابه والنجاشي { وما أنزل إليكم } اي‬
‫القرآن { وما أنزل إليهم } اي التوراة واإلنجيل { خاشعين } حال من ضمير يؤمن مراعى فيه معنى من‬
‫اي ‪ :‬متواضعين { هلل ال يشترون بآيات هللا } التي عندهم في التوراة واإلنجيل من نعت النبي صلى هللا عليه‬
‫و سلم { ثمنا قليال } من الدنيا بأن بكتموها خوفا على الرياسة كفعل غيرهم من اليهود { أولئك لهم أجرهم }‬
‫ثواب أعمالهم { عند ربهم } يؤتونه مرتين كما في القصص { إن هللا سريع الحساب } يحاسب الخلق في قدر‬
‫نصف نهار من أيام الدنيا‬

‫(‪)95/1‬‬

‫‪ { - 200‬يا أيها الذين آمنوا اصبروا } على الطاعات والمصائب وعن المعاصي { وصابروا } الكفار فال‬
‫يكونوا اشد صبرا منكم { ورابطوا } أقيموا على الجهاد { واتقوا هللا } في جميع أحوالكم { لعلكم تفلحون }‬
‫تفوزون بالجنة وتنجون من النار‬

‫(‪)96/1‬‬

‫سورة النساء‬
‫[ مدنية وآياتها ‪ 176‬أو ‪ 177‬نزلت بعد الممتحنة ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬يا أيها الناس } اي أهل مكة { اتقوا ربكم } اي عقابه بأن تطيعوه { الذي خلقكم من نفس واحدة } آدم‬
‫{ وخلق منها زوجها } حواء بالمد من ضلع من أضالعه اليسرى { وبث } فرق ونشر { منهما } من آدم‬
‫وحواء { رجاال كثيرا ونساء } كثيرة { واتقوا هللا الذي تساءلون } فيه إدغام التاء في األصل في السين وفي‬
‫قراءة بالتخفيف بحذفها اي تتساءلون { به } فيما بينكم حيث يقول بعضكم لبعض أسألك باهلل وأنشدك باهلل‬
‫{ و } اتقوا { األرحام } أن تقطعوها وفي قراءة بالجر عطفا على الضمير في به وكانوا يتناشدون بالرحم‬
‫{ إن هللا كان عليكم رقيبا } حافظا ألعمالكم فيجازيكم بها اي لم يزل متصفا بذلك‬

‫(‪)97/1‬‬

‫‪ - 2‬ونزل في يتيم طلب من وليه ماله فمنعه ‪ { :‬وآتوا اليتامى } الصغار الذين ال أب لهم { أموالهم } إذا‬
‫بلغوا { وال تتبدلوا الخبيث } الحرام { بالطيب } الحالل اي تأخذوه بدله كما تفعلون من اخذ الجيد من مال‬
‫اليتيم وجعل الرديء من مالكم مكانه { وال تأكلوا أموالهم } مضمومة { إلى أموالكم إنه } اي أكلها { كان‬
‫حوبا } ذنبا { كبيرا } عظيما ولما نزلت تحرجوا من والية اليتامى وكان فيهم من تحته العشر أو الثمان من‬
‫األزواج فال يعدل بينهم فنزل ‪:‬‬
‫(‪)97/1‬‬

‫‪ { - 3‬وإن خفتم أ } ن { ال تقسطوا } تعدلوا { في اليتامى } فتحرجتم من أمرهم فخافوا أيضا آن ال تعدلوا‬
‫بين النساء إذا نكحتموهن { فانكحوا } تزوجوا { ما } بمعنى من { طاب لكم من النساء مثنى وثالث‬
‫ورباع } اي اثنتين اثنتين وثالثا ثالثا أو أربعا أربعا وال تزيدوا على ذلك { فإن خفتم أ } ن { ال تعدلوا }‬
‫فيهن بالنفقة والقسم { فواحدة } انكحوها { أو } اقتصروا على { ما ملكت أيمانكم } من اإلماء إذ ليس لهم‬
‫من الحقوق ما للزوجات { ذلك } اي نكاح األربع فقط أو الواحدة أو التسري { أدنى } اقرب إلى { أن ال‬
‫تعولوا } تجوروا‬

‫(‪)97/1‬‬

‫‪ { - 4‬وآتوا } أعطوا { النساء صدقاتهن } جمع صدقة مهورهن { نحلة } مصدر عطية عن طيب نفس‬
‫{ فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا } تمييز محول عن الفاعل اي طابت أنفسهن لكم عن شيء من الصداق‬
‫فوهبنه لكم { فكلوه هنيئا } طيبا { مريئا } محمود العاقبة ال ضرر فيه عليكم في اآلخرة نزلت ردا على من‬
‫كره ذلك‬

‫(‪)98/1‬‬

‫‪ { - 5‬وال تؤتوا } أيها األولياء { السفهاء } المبذرين من الرجال والنساء والصبيان { أموالكم } اي أموالكم‬
‫التي في أيديكم { التي جعل هللا لكم قياما } مصدر قام اي تقوم بمعاشكم وصالح أوالدكم فيضعوها في غير‬
‫وجهها وفي قراءة قيما جمع قيمة ما تقوم به األمتعة { وارزقوهم فيها } اي أطعموهم منها { واكسوهم‬
‫وقولوا لهم قوال معروفا } عدوهم عدة جميلة بإعطائهم أموالهم إذا رشدوا‬

‫(‪)98/1‬‬

‫‪ { - 6‬وابتلوا } اختبروا { اليتامى } قبل البلوغ في دينهم وتصرفهم في أحوالهم { حتى إذا بلغوا النكاح } اي‬
‫صاروا أهال له باالحتالم آو السن وهو استكمال خمسة عشر سنة عند الشافعي { فإن آنستم } أبصرتم { منهم‬
‫رشدا } صالحا في دينهم ومالهم { فادفعوا إليهم أموالهم وال تأكلوها } أيها األولياء { إسرافا } بغير حق‬
‫حال { وبدارا } اي مبادرين إلى إنفاقها مخافة { أن يكبروا } رشداء فيلزمكم تسليمها إليهم { ومن كان } من‬
‫األولياء { غنيا فليستعفف } اي يعف عن مال اليتيم ويمتنع من أكله { ومن كان فقيرا فليأكل } منه‬
‫{ بالمعروف } بقدر أجرة عمله { فإذا دفعتم إليهم } اي إلى اليتامى { أموالهم فأشهدوا عليهم } أنهم تسلموها‬
‫وبرئتم لئال يقع اختالف فترجعوا إلى البينة وهذا أمر إرشاد { وكفى باهلل } الباء زائدة { حسيبا } حافظا‬
‫ألعمال خلقه ومحاسبتهم‬
‫(‪)98/1‬‬

‫‪ - 7‬ونزل ردا لما كان عليه في الجاهلية من عدم توريث النساء والصغار ‪ { :‬للرجال } األوالد واألقرباء‬
‫{ نصيب } حظ { مما ترك الوالدان واألقربون } المتوفون { وللنساء نصيب مما ترك الوالدان واألقربون‬
‫مما قل منه } اي المال { أو كثر } جعله هللا { نصيبا مفروضا } مقطوعا بتسليمه إليهم‬

‫(‪)98/1‬‬

‫‪ { - 8‬وإذا حضر القسمة } للميراث { أولو القربى } ذوو القرابة ممن ال يرث { واليتامى والمساكين‬
‫فارزقوهم منه } شيئا قبل القسمة { وقولوا } أيها األولياء { لهم } إذا كان الورثة صغارا { قوال معروفا }‬
‫جميال بأن تعتذروا إليهم إنكم ال تملكونه وأنه للصغار وهذا قيل إنه منسوخ وقيل ال ولكن تهاون الناس في‬
‫تركه وعليه فهو ندب وعن ابن عباس واجب‬

‫(‪)99/1‬‬

‫‪ { - 9‬وليخش } اي ليخف على اليتامى { الذين لو تركوا } اي قاربوا أن يتركوا { من خلفهم } اي بعد‬
‫موتهم { ذرية ضعافا } أوالدا صغارا { خافوا عليهم } الضياع { فليتقوا هللا } في أمر اليتامى وليأتوا إليهم‬
‫ما يحبون أن يفعل بذريتهم من بعدهم { وليقولوا } لمن حضرته الوفاة { قوال سديدا } صوابا بأن يأمروه أن‬
‫يتصدق بدون ثلثه ويدع الباقي لورثته وال يتركهم عالة‬

‫(‪)99/1‬‬

‫‪ { - 10‬إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما } بغير حق { إنما يأكلون في بطونهم } اي مألها { نارا } ألنه‬
‫يؤول إليها { وسيصلون } بالبناء للفاعل والمفعول يدخلون { سعيرا } نارا شديدة يحترقون فيها‬

‫(‪)99/1‬‬

‫‪ { - 11‬يوصيكم } يأمركم { هللا في } شأن { أوالدكم } بما يذكر { للذكر } منهم { مثل حظ } نصيب‬
‫{ األنثيين } إذا اجتمعتا معه فله نصف المال ولهما النصف فإن كان معه واحدة فلها الثلث وله الثلثان وان‬
‫انفرد حاز المال { فإن كن } اي األوالد { نساء } فقط { فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك } الميت وكذا االثنتان‬
‫ألنه لألختين بقوله { فلهما الثلثان مما ترك } فهما أولى وألن البنت تستحق الثلث مع الذكر فمع األنثى أولى‬
‫{ وفوق } قيل صلة وقيل لدفع توهم زيادة النصيب بزيادة العدد لما فهم استحقاق البنتين الثلثين من جعل‬
‫الثلث للواحدة مع الذكر { وإن كانت } المولودة { واحدة } وفي قراءة بالرفع فكان تامة { فلها النصف‬
‫وألبويه } أي الميت ويبدل منهما { لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد } ذكر أو أنثى ونكتة‬
‫البدل إفادة أنهما ال يشتركان فيه وألحق بالولد ولد االبن وباألب الجد { فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه } فقط‬
‫أو مع زوج { فألمه } بضم الهمزة وكسرها فرارا من االنتقال من ضمة إلى كسرة لثقله في الموضعين‬
‫{ الثلث } اي ثلث المال أو ما يبقى بعد الزوج والباقي لألب { فإن كان له إخوة } اي اثنان فصاعدا ذكورا أو‬
‫إناثا { فألمه السدس } والباقي لألب وال شيء لألخوة وإرث من ذكر ما ذكر { من بعد } تنفيذ { وصية‬
‫يوصي } بالبناء للفاعل والمفعول { بها أو } قضاء { دين } عليه وتقديم الوصية على الدين وإن كانت‬
‫مؤخرة عنه في الوفاة لالهتمام بها { آباؤكم وأبناؤكم } مبتدأ خبره { ال تدرون أيهم أقرب لكم نفعا } في الدنيا‬
‫واآلخرة فظان أن ابنه انفع له فيعطيه الميراث فيكون األب انفع وبالعكس وإنما العالم بذلك هو هللا ففرض لكم‬
‫الميراث { فريضة من هللا إن هللا كان عليما } بخلقه { حكيما } فيما دبره لهم ‪ :‬اي لم يزل متصفا بذلك‬

‫(‪)99/1‬‬

‫‪ { - 12‬ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد } منكم أو من غيركم { فإن كان لهن ولد فلكم الربع‬
‫مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين } وألحق بالولد في ذلك ولد االبن باإلجماع { ولهن } اي‬
‫الزوجات تعددن أوال { الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد } منهن أو من غيرهن { فلهن‬
‫الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين } وولد االبن في ذلك كالولد إجماعا { وإن كان رجل‬
‫يورث } صفة والخبر { كاللة } اي ال والد له وال ولد { أو امرأة } تورث كاللة { وله } اي للمورث كاللة‬
‫{ أخ أو أخت } اي من أم وقرأ به ابن مسعود وغيره { فلكل واحد منهما السدس } مما ترك { فإن كانوا }‬
‫اي االخوة واألخوات من األم { أكثر من ذلك } اي من واحد { فهم شركاء في الثلث } يستوي فيه ذكرهم‬
‫وأنثاهم { من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار } حال من ضمير يوصى اي غير مدخل الضرر‬
‫على الورثة بأن يوصى بأكثر من الثلث { وصية } مصدر مؤكد ليوصيكم { من هللا وهللا عليم } بما دبره‬
‫لخلقه من الفرائض { حليم } بتأخير العقوبة عمن خالفه وخصت السنة توريث من ذكر بمن ليس فيه مانع من‬
‫قتل أو اختالف دين أو رق‬

‫(‪)100/1‬‬

‫‪ { - 13‬تلك } األحكام المذكورة من أمر اليتامى وما بعده { حدود هللا } شرائعه التي حدها لعباده ليعملوا بها‬
‫وال يتعدوها { ومن يطع هللا ورسوله } فيما حكم به { يدخله } بالياء والنون التفاتا { جنات تجري من تحتها‬
‫األنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم }‬

‫(‪)100/1‬‬

‫‪ { - 14‬ومن يعص هللا ورسوله ويتعد حدوده يدخله } بالوجهين { نارا خالدا فيها وله } فيها { عذاب‬
‫مهين } ذو إهانة روعي في الضمائر في اآليتين لفظ من وفي خالدين معناها‬
‫(‪)101/1‬‬

‫‪ { - 15‬والالتي يأتين الفاحشة } الزنا { من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم } اي من رجالكم المسلمين‬
‫{ فإن شهدوا } عليهن بها { فأمسكوهن } احبسوهن { في البيوت } وامنعوهن من المخالطة الناس { حتى‬
‫يتوفاهن الموت } اي مالئكته { أو } إلى أن { يجعل هللا لهن سبيال } طريق إلى الخروج منها أمروا بذلك‬
‫أول اإلسالم ثم جعل لهم سبيال بجلد البكر مائة وتغريبها عاما ورجم المحصنة وفي الحديث لما بين الحد قال‬
‫[ خذوا عني خذوا عني قد جعل هللا لهن سبيال ] رواه مسلم‬

‫(‪)101/1‬‬

‫‪ { - 16‬واللذان } بتخفيف النون وتشديدها { يأتيانها } اي الفاحشة الزنا أو اللواط { منكم } اي الرجال‬
‫{ فآذوهما } بالسب والضرب بالنعال { فإن تابا } منها { وأصلحا } العمل { فأعرضوا عنهما } وال‬
‫تؤذوهما { إن هللا كان توابا } على من تاب { رحيما } به وهذا منسوخ بالحد إن أريد بها الزنا وكذا إن أريد‬
‫بها اللواط عند الشافعي لكن المفعول به ال يرجم عنده وإن كان محصنا بل يجلد ويغرب وإرداة اللواط أظهر‬
‫بدليل تثنية الضمير واألول قال أراد الزاني والزانية ويرده تبيينهما بمن المتصلة بضمير الرجال واشتراكهما‬
‫في األذى والتوبة واإلعراض وهو مخصوص بالرجال لما تقدم في النساء من الحبس‬

‫(‪)101/1‬‬

‫‪ { - 17‬إنما التوبة على هللا } اي التي كتب على نفسه قبولها بفضله { للذين يعملون السوء } المعصية‬
‫{ بجهالة } حال اي جاهلين إذا عصوا ربهم { ثم يتوبون من } زمن { قريب } قبل أن يغرغروا { فأولئك‬
‫يتوب هللا عليهم } يقبل توبتهم { وكان هللا عليما } بخلقه { حكيما } في صنعه بهم‬

‫(‪)101/1‬‬

‫‪ { - 18‬وليست التوبة للذين يعملون السيئات } الذنوب { حتى إذا حضر أحدهم الموت } واخذ في النزع‬
‫{ قال } عند مشاهدة ما هو فيه { إني تبت اآلن } فال ينفعه ذلك وال يقبل منه { وال الذين يموتون وهم‬
‫كفار } إذا تابوا في اآلخرة عند معاينة العذاب ال تقبل منهم { أولئك أعتدنا } اعددنا { لهم عذابا أليما } مؤلما‬

‫(‪)101/1‬‬
‫‪ { - 19‬يا أيها الذين آمنوا ال يحل لكم أن ترثوا النساء } اي ذاتهن { كرها } بالفتح والضم لغتان اي‬
‫مكرهيهن على ذلك كانوا في الجاهلية يرثون نساء أقربائهم فإن شاءوا تزوجوهن بال صداق أو زوجوهن‬
‫وأخذوا صداقهن أو عضلوهن حتى يفتدين بما ورثنه أو يمتن فيرثوهن فنهوا عن ذلك { وال } أن‬
‫{ تعضلوهن } اي تمنعوا أزواجكم عن نكاح غيركم بإمساكهن وال رغبة لكم فيهن ضرارا { لتذهبوا ببعض‬
‫ما آتيتموهن } من المهر { إال أن يأتين بفاحشة مبينة } بفتح الياء وكسرها اي بينت أو هي بينة اي زنا أو‬
‫نشوز فلكم أن تضاروهن حتى يفتدين منكم ويختلعن { وعاشروهن بالمعروف } اي باإلجمال في القول‬
‫والنفقة والمبيت { فإن كرهتموهن } فاصبروا { فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل هللا فيه خيرا كثيرا } ولعله‬
‫يجعل فيهن ذلك بأن برزقكم منهن ولدا صالحا‬

‫(‪)102/1‬‬

‫‪ { - 20‬وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج } اي أخذها بدلها بأن طلقتموها { و } قد { آتيتم إحداهن } اي‬
‫الزوجات { قنطارا } ماال كثيرا صداقا { فال تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا } ظلما { وإثما مبينا } بينا‬
‫ونصبهما على الحال االستفهام للتوبيخ ولإلنكار في قوله ‪:‬‬

‫(‪)102/1‬‬

‫‪ { - 21‬وكيف تأخذونه } اي بأي وجه { وقد أفضى } وصل { بعضكم إلى بعض } بالجماع المقرر للمهر‬
‫{ وأخذن منكم ميثاقا } عهدا { غليظا } شديدا وهو ما أمر هللا به من إمساكهن بمعروف أو تسريحهن‬
‫بإحسان‬

‫(‪)102/1‬‬

‫‪ { - 22‬وال تنكحوا ما } بمعنى من { نكح آباؤكم من النساء إال } لكن { ما قد سلف } من فعلكم ذلك فانه‬
‫معفو عنه { إنه } اي نكاحهن { كان فاحشة } قبيحا { ومقتا } سببا للمقت من هللا وهو اشد البغض‬
‫{ وساء } بئس { سبيال } طريقا ذلك‬

‫(‪)102/1‬‬

‫‪ { - 23‬حرمت عليكم أمهاتكم } أن تنكحوهن وشملت الجدات من قبل األب أو األم { وبناتكم } وشملت بنات‬
‫األوالد وإن سفلن { وأخواتكم } من جهة األب أو األم { وعماتكم } اي أخوات آبائكم وأجدادكم‬
‫{ وخاالتكم } اي أخوات أمهاتكم وجداتكم { وبنات األخ وبنات األخت } ويدخل فيهن أوالدهم { وأمهاتكم‬
‫الالتي أرضعنكم } قبل استكمال الحولين خمس رضعات كما بينه الحديث { وأخواتكم من الرضاعة }‬
‫ويلحق بذلك بالسنة البنات منها وهن من أرضعتهم موطوأته والعمات والخاالت وبنات األخ وبنات األخت‬
‫منها لحديث ‪ [ :‬يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ] رواه البخاري ومسلم { وأمهات نسائكم وربائبكم }‬
‫جمع ربيبة وهي بنت الزوجة من غيره { الالتي في حجوركم } تربونهن صفة موافقة للغالب فال مفهوم لها‬
‫{ من نسائكم الالتي دخلتم بهن } اي جامعتموهن { فإن لم تكونوا دخلتم بهن فال جناح عليكم } في نكاح‬
‫بناتهن إذا فارقتموهن { وحالئل } أزواج { أبنائكم الذين من أصالبكم } بخالف من تبنيتموهم فلكم نكاح‬
‫حالئلهم { وأن تجمعوا بين األختين } من نسب أو رضاع بالنكاح ويلحق بهما بالسنة الجمع بينها وبين عمتها‬
‫أو خالتها ويجوز نكاح كل واحدة على االنفراد وملكهما معا ويطأ واحدة { إال } لكن { ما قد سلف } في‬
‫الجاهلية من نكاحهم بعض ما ذكر فال جناح عليكم فيه { إن هللا كان غفورا } لما سلف منكم قبل النهي‬
‫{ رحيما } بكم في ذلك‬

‫(‪)102/1‬‬

‫‪ { - 24‬و } حرمت عليكم { المحصنات } اي ذوات األزواج { من النساء } أن تنكحوهن قبل مفارقة‬
‫أزواجهن حرائر مسلمات كن أو ال { إال ما ملكت أيمانكم } من اإلماء بالسبي فلكم وطؤهن وإن كان لهن‬
‫أزواج في دار الحرب بعد االستبراء { كتاب هللا } نصب على المصدر اي كتب ذلك { عليكم وأحل } بالبناء‬
‫للفاعل والمفعول { لكم ما وراء ذلكم } اي سوى ما حرم عليكم من النساء { أن تبتغوا } تطلبوا النساء‬
‫{ بأموالكم } بصداق أو ثمن { محصنين } متزوجين { غير مسافحين } زانين { فما } فمن { استمتعتم }‬
‫تمتعتم { به منهن } ممن تزوجتن بالوطء { فآتوهن أجورهن } مهورهن التي فرضتم لهن { فريضة وال‬
‫جناح عليكم فيما تراضيتم } انتم وهن { به من بعد الفريضة } من حطها أو بعضها أو زيادة عليها { إن هللا‬
‫كان عليما } بخلقه { حكيما } فيما دبره لهم‬

‫(‪)103/1‬‬

‫‪ { - 25‬ومن لم يستطع منكم طوال } اي غنى ل { أن ينكح المحصنات } الحرائر { المؤمنات } هو جري‬
‫على الغالب فال مفهوم له { فمن ما ملكت أيمانكم } ينكح { من فتياتكم المؤمنات وهللا أعلم بإيمانكم } فاكتفوا‬
‫بظاهره وكلوا السرائر إليه فإنه العالم بتفضيلها ورب أمة تفضل حرة فيه وهذا تأنيس بنكاح اإلماء { بعضكم‬
‫من بعض } اي انتم وهن سواء في الدين فال تستنكفوا من نكاحهن { فانكحوهن بإذن أهلهن } مواليهن‬
‫{ وآتوهن } أعطوهن { أجورهن } مهورهن { بالمعروف } من غير مطل ونقص { محصنات } عفائف‬
‫حال { غير مسافحات } زانيات جهرا { وال متخذات أخدان } أخالء يزنون بهن سرا { فإذا أحصن }‬
‫زوجن وفي قراءة بالبناء للفاعل تزوجن { فإن أتين بفاحشة } زنا { فعليهن نصف ما على المحصنات }‬
‫الحرائر األبكار إذا زنين { من العذاب } الحد فيجلدون خمسين ويغربن نصف سنة ويقاس عليهم العبيد ولم‬
‫يجعل اإلحصان شرطا لوجوب الحد إلفادة انه ال رجم عليهن اصال { ذلك } اي نكاح المملوكات عند عدم‬
‫الطول { لمن خشي } خاف { العنت } الزنا واصله المشقة سمي به الزنا ألنه سببها بالحد في الدنيا والعقوبة‬
‫في اآلخرة { منكم } بخالف من ال يخافه من األحرار فال يحل له نكاحها وكذا من استطاع طول حرة وعليه‬
‫الشافعي وخرج بقوله { من فتياتكم المؤمنات } الكافرات ‪ :‬فال يحل له نكاحها ولو عدم وخاف { وأن‬
‫تصبروا } عن نكاح المملوكات { خير لكم } لئال يصير الولد رقيقا { وهللا غفور رحيم } بالتوسعة في ذلك‬
‫(‪)104/1‬‬

‫‪ { - 26‬يريد هللا ليبين لكم } شرائع دينكم ومصالح أمركم { ويهديكم سنن } طرائق { الذين من قبلكم } من‬
‫األنبياء في التحليل والتحريم فتتبعوهم { ويتوب عليكم } يرجع بكم عن معصيته التي كنتم عليها إلى طاعته‬
‫{ وهللا عليم } بكم { حكيم } فيما دبره لكم‬

‫(‪)104/1‬‬

‫‪ { - 27‬وهللا يريد أن يتوب عليكم } كرر ليبنى عليه { ويريد الذين يتبعون الشهوات } اليهود والنصارى أو‬
‫المجوس أو الزناة { أن تميلوا ميال عظيما } تعدلوا عن الحق بارتكاب ما حرم عليكم فتكونوا مثلهم‬

‫(‪)104/1‬‬

‫‪ { - 28‬يريد هللا أن يخفف عنكم } يسهل عليكم أحكام الشرع { وخلق اإلنسان ضعيفا } ال يصبر عن النساء‬
‫والشهوات‬

‫(‪)104/1‬‬

‫‪ { - 29‬يا أيها الذين آمنوا ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } بالحرام في الشرع كالربا والغصب { إال } لكن‬
‫{ أن تكون } تقع { تجارة } وفي قراءة بالنصب أن تكون األموال أموال تجارة صادرة { عن تراض منكم }‬
‫وطيب نفس فلكم أن تأكلوها { وال تقتلوا أنفسكم } بارتكاب ما يؤدي إلى هالكها أيا كان في الدنيا أو اآلخرة‬
‫بقرينة { إن هللا كان بكم رحيما } في منعه لكم من ذلك‬

‫(‪)105/1‬‬

‫‪ { - 30‬ومن يفعل ذلك } اي ما نهي عنه { عدوانا } تجوزا للحالل حال { وظلما } تأكيد { فسوف نصليه }‬
‫ندخله { نارا } يحترق فيها { وكان ذلك على هللا يسيرا } هينا‬

‫(‪)105/1‬‬
‫‪ { - 31‬إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه } وهي ما ورد عليها وعيد كالقتل والزنا والسرقة وعن ابن عباس‬
‫هي إلى السبعمائة أقرب { نكفر عنكم سيئاتكم } الصغائر بالطاعات { وندخلكم مدخال } بضم الميم وفتحها‬
‫أي إدخاال أو موضعا { كريما } هو الجنة‬

‫(‪)105/1‬‬

‫‪ { - 32‬وال تتمنوا ما فضل هللا به بعضكم على بعض } من جهة الدنيا أو الدين لئال يؤدي إلى التحاسد‬
‫والتباغض { للرجال نصيب } ثواب { مما اكتسبوا } بسبب ما عملوا من الجهاد وغيره { وللنساء نصيب‬
‫مما اكتسبن } من طاعة أزواجهن وحفظ فروجهن نزلت لما قالت أم سلمة ‪ :‬ليتنا كنا رجاال فجاهدنا وكان لنا‬
‫مثل أجر الرجال { واسألوا } بهمزة ودونها { هللا من فضله } ما احتجتم إليه يعطيكم { إن هللا كان بكل شيء‬
‫عليما } ومنه محل الفضل وسؤالكم‬

‫(‪)105/1‬‬

‫‪ { - 33‬ولكل } من الرجال والنساء { جعلنا موالي } عصبة يعطون { مما ترك الوالدان واألقربون } لهم‬
‫من المال { والذين عقدت } بألف ودونها { أيمانكم } جمع يمين بمعنى القسم أو اليد أي الحلفاء الذين‬
‫عاهدتموهم في الجاهلية على النصرة واإلرث { فآتوهم } اآلن { نصيبهم } حظوظهم من الميراث وهو‬
‫السدس { إن هللا كان على كل شيء شهيدا } مطلعا ومنه حالكم وهذا منسوخ بقوله { وأولو األرحام بعضهم‬
‫أولى ببعض }‬

‫(‪)105/1‬‬

‫‪ { - 34‬الرجال قوامون } مسلطون { على النساء } يؤدبونهن ويأخذون على أيديهن { بما فضل هللا بعضهم‬
‫على بعض } أي بتفضيله لهم عليهن بالعلم والعقل والوالية وغير ذلك { وبما أنفقوا } عليهن { من أموالهم‬
‫فالصالحات } منهن { قانتات } مطيعات ألزواجهن { حافظات للغيب } أي لفروجهن وغيرها في غيبة‬
‫أزواجهن { بما حفظ } لهن { هللا } حيث أوصى عليهن األزواج { والالتي تخافون نشوزهن } عصيانهن‬
‫لكم بأن ظهرت أمارته { فعظوهن } فخوفوهن هللا { واهجروهن في المضاجع } اعتزلوا إلى فراش آخر إن‬
‫أظهرت النشوز { واضربوهن } ضربا غير مبرح إن لم يرجعن بالهجران { فإن أطعنكم } فيما يراد منهن‬
‫{ فال تبغوا } تطلبوا { عليهن سبيال } طريقا إلى ضربهن ظلما { إن هللا كان عليا كبيرا } فاحذروه أن‬
‫يعاقبكم إن ظلمتموهن‬

‫(‪)105/1‬‬
‫‪ { - 35‬وإن خفتم } علمتم { شقاق } خالف { بينهما } بين الزوجين واإلضافة لالتساع أي شقاقا بينهما‬
‫{ فابعثوا } إليهما برضاهما { حكما } رجال عدال { من أهله } أقاربه { وحكما من أهلها } ويوكل الزوج‬
‫حكمه في طالق وقبول عوض عليه وتوكل هي حكمها في االختالع فيجتهدان ويأمران الظالم بالرجوع أو‬
‫يفرقان إن رأياه قال تعالى { إن يريدا } أي الحكمان { إصالحا يوفق هللا بينهما } بين الزوجين أي يقدرهما‬
‫على ما هو الطاعة من إصالح أو فراق { إن هللا كان عليما } بكل شيء { خبيرا } بالبواطن كالظواهر‬

‫(‪)106/1‬‬

‫‪ { - 36‬واعبدوا هللا } وحدوه { وال تشركوا به شيئا و } أحسنوا { بالوالدين إحسانا } برا ولين جانب‬
‫{ وبذي القربى } القرابة { واليتامى والمساكين والجار ذي القربى } القريب منك في الجوار أو النسب‬
‫{ والجار الجنب } البعيد عنك في الجوار أو النسب { والصاحب بالجنب } الرفيق في سفر أو صناعة وقيل‬
‫الزوجة { وابن السبيل } المنقطع في سفره { وما ملكت أيمانكم } من األرقاء { إن هللا ال يحب من كان‬
‫مختاال } متكبرا { فخورا } على الناس بما أوتي‬

‫(‪)106/1‬‬

‫‪ { - 37‬الذين } مبتدأ { يبخلون } بما يجب عليهم { ويأمرون الناس بالبخل } به { ويكتمون ما آتاهم هللا من‬
‫فضله } من العلم والمال وهم اليهود وخبر المبتدأ لهم وعيد شديد { وأعتدنا للكافرين } بذلك وبغيره { عذابا‬
‫مهينا } ذا إهانة‬

‫(‪)106/1‬‬

‫‪ { - 38‬والذين } عطف على الذين قبله { ينفقون أموالهم رئاء الناس } مرائين لهم { وال يؤمنون باهلل وال‬
‫باليوم اآلخر } كالمنافقين واهل مكة { ومن يكن الشيطان له قرينا } صاحبا يعمل بأمره كهؤالء { فساء }‬
‫بئس { قرينا } هو‬

‫(‪)106/1‬‬

‫‪ { - 39‬وماذا عليهم لو آمنوا باهلل واليوم اآلخر وأنفقوا مما رزقهم هللا } اي ضرر عليهم في ذلك واالستفهام‬
‫لإلنكار ولو مصدرية اي الضرر فيه وإنما الضرر فيما هو عليه { وكان هللا بهم عليما } فيجازيهم بما عملوا‬

‫(‪)107/1‬‬
‫‪ { - 40‬إن هللا ال يظلم } أحد { مثقال } وزن { ذرة } اصغر نملة بان ينقصها من حسناته أو يزيدها في‬
‫سيئاته { وإن تك } الذرة { حسنة } من مؤمن وفي قراءة بالرفع فكان تامة { يضاعفها } من عشر إلى اكثر‬
‫من سبعمائة وفي قراءة يضعفها بالتشديد { ويؤت من لدنه } من عنده مع المضاعفة { أجرا عظيما } ال‬
‫يقدره أحد‬

‫(‪)107/1‬‬

‫‪ { - 41‬فكيف } حال الكفار { إذا جئنا من كل أمة بشهيد } يشهد عليها بعملها وهو نبيها { وجئنا بك } يا‬
‫محمد { على هؤالء شهيدا }‬

‫(‪)107/1‬‬

‫‪ { - 42‬يومئذ } يوم المجيء { يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو } اي أن { تسوى } بالبناء للمفعول‬
‫والفاعل مع حذف إحدى التاءين في األصل ومع إدغامها في السين اي تتسوى { بهم األرض } بأن يكونوا‬
‫ترابا مثلها لعظم هوله كما في آية أخرى { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا } { وال يكتمون هللا حديثا } عما‬
‫عملوه وفي وقت آخر يكتمونه ويقولون { وهللا ربنا ما كنا مشركين }‬

‫(‪)107/1‬‬

‫‪ { - 43‬يا أيها الذين آمنوا ال تقربوا الصالة } أي ال تصلوا { وأنتم سكارى } من الشراب ألن سبب نزولها‬
‫صالة جماعة في حال سكر { حتى تعلموا ما تقولون } بأن تصحوا { وال جنبا } بإيالج أو إنزال ونصبه‬
‫على الحال وهو يطلق على المفرد وغيره { إال عابري } مجتازي { سبيل } طريق أي مسافرين { حتى‬
‫تغتسلوا } فلكم أن تصلوا واستثناء المسافر ألن له حكما آخر سيأتي وقيل المراد النهي عن قربان مواضع‬
‫الصالة اي المساجد إال عبورها من غير مكث { وإن كنتم مرضى } مرضا يضره الماء { أو على سفر }‬
‫اي مسافرين وانتم جنب أو محدثون { أو جاء أحد منكم من الغائط } هو المكان المعد لقضاء الحاجة اي‬
‫احدث { أو المستم النساء } وفي قراءة بال ألف وكالهما بمعنى اللمس هو الجس باليد قاله ابن عمر وعليه‬
‫الشافعي وألحق به الجس بباقي البشرة وعن ابن عباس هو الجماع { فلم تجدوا ماء } تتطهرون به للصالة‬
‫بعد الطلب والتفتيش وهو راجع إلى ما عدا المرضى { فتيمموا } اقصدوا بعد دخول الوقت { صعيدا طيبا }‬
‫ترابا طاهرا فاضربوا به ضربتين { فامسحوا بوجوهكم وأيديكم } مع المرفقين منه ومسح يتعدى بنفسه‬
‫وبالحرف { إن هللا كان عفوا غفورا }‬

‫(‪)107/1‬‬
‫‪ { - 44‬ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا } حظا { من الكتاب } وهم اليهود { يشترون الضاللة } بالهدى‬
‫{ ويريدون أن تضلوا السبيل } تخطئوا الطريق الحق لتكونوا مثلهم‬

‫(‪)108/1‬‬

‫‪ { - 45‬وهللا أعلم بأعدائكم } منكم فيخبركم بهم لتجتنبوهم { وكفى باهلل وليا } حافظا لكم منهم { وكفى باهلل‬
‫نصيرا } مانعا لكم من كيدهم‬

‫(‪)108/1‬‬

‫‪ { - 46‬من الذين هادوا } قوم { يحرفون } يغيرون { الكلم } الذي أنزل هللا في التوراة من نعت محمد صلى‬
‫هللا عليه و سلم { عن مواضعه } التي وضع عليا { ويقولون } للنبي صلى هللا عليه و سلم إذا أمرهم بشيء‬
‫{ سمعنا } قولك { وعصينا } أمرك { واسمع غير مسمع } حال بمعنى الدعاء اي ال سمعت { و } يقولون‬
‫له { راعنا } وقد نهي عن خطابه بها وهي كلمة سب بلغتهم { ليا } تحريفا { بألسنتهم وطعنا } قدحا { في‬
‫الدين } اإلسالم { ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا } بدل وعصينا { واسمع } فقط { وانظرنا } انظر إلينا بدل‬
‫راعنا { لكان خيرا لهم } مما قالوه { وأقوم } اعدل منه { ولكن لعنهم هللا } أبعدهم عن رحمته { بكفرهم فال‬
‫يؤمنون إال قليال } منهم كعبد هللا بن سالم وأصحابه‬

‫(‪)108/1‬‬

‫‪ { - 47‬يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا } من القرآن { مصدقا لما معكم } من التوراة { من قبل أن‬
‫نطمس وجوها } نمحو ما فيها من العين واألنف والحاجب { فنردها على أدبارها } فنجعلها كاألقفاء لوحا‬
‫واحدا { أو نلعنهم } نمسخهم قردة { كما لعنا } مسخنا { أصحاب السبت } منهم { وكان أمر هللا } قضاؤه‬
‫{ مفعوال } ولما نزلت اسلم عبد هللا بن سالم فقيل كان وعيدا بشرط فلما اسلم بعضهم رفع وقيل يكون طمس‬
‫ومسخ قبل قيام الساعة‬

‫(‪)108/1‬‬

‫‪ { - 48‬إن هللا ال يغفر أن يشرك } اي اإلشراك { به ويغفر ما دون } سوى { ذلك } من الذنوب { لمن‬
‫يشاء } المغفرة له بان يدخله الجنة بال عذاب ومن شاء عذبه من المؤمنين بذنوبه ثم يدخله الجنة { ومن‬
‫يشرك باهلل فقد افترى إثما } ذنبا { عظيما } كبيرا‬

‫(‪)108/1‬‬
‫‪ { - 49‬ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم } وهم اليهود حيث قالوا نحن أبناء هللا وأحباؤه اي ليس األمر‬
‫بتزكيتهم أنفسهم { بل هللا يزكي } يطهر { من يشاء } باإليمان { وال يظلمون } ينقصون من أعمالهم‬
‫{ فتيال } قدر قشرة النواة‬

‫(‪)109/1‬‬

‫‪ { - 50‬أنظر } متعجبا { كيف يفترون على هللا الكذب } بذلك { وكفى به إثما مبينا } بينا‬

‫(‪)109/1‬‬

‫‪ - 51‬ونزل في كعب بن االشرف ونحوه من علماء اليهود لما قدموا مكة وشاهدوا قتلى بدر وحرضوا‬
‫المشركين على األخذ بثأرهم ومحاربة النبي صلى هللا عليه و سلم { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب‬
‫يؤمنون بالجبت والطاغوت } صنمان لقريش { ويقولون للذين كفروا } أبي سفيان وأصحابه حين قالوا لهم ‪:‬‬
‫أنحن أهدى سبيال ونحن والة البيت نسقي الحاج ونقري الضيف ونفك العاني ونفعل أم محمد ؟ وقد خالف دين‬
‫آبائه وقطع الرحم وفارق الحرم { هؤالء } اي انتم { أهدى من الذين آمنوا سبيال } أقوم طريقا‬

‫(‪)109/1‬‬

‫‪ { - 52‬أولئك الذين لعنهم هللا ومن يلعنـ } ه { هللا فلن تجد له نصيرا } مانعا من عذابه‬

‫(‪)109/1‬‬

‫‪ { - 53‬أم } بل أ { لهم نصيب من الملك } اي ليس لهم شيء منه ولو كان { فإذا ال يؤتون الناس نقيرا } أي‬
‫شيئا تافها قدر النقرة في ظهر النواة لفرط بخلهم‬

‫(‪)109/1‬‬

‫‪ { - 54‬أم } بل { يحسدون الناس } اي النبي صلى هللا عليه و سلم { على ما آتاهم هللا من فضله } من النبوة‬
‫وكثرة النساء اي يتمنون زواله عنه ويقولون لو كان نبيا ال شتغل عن النساء { فقد آتينا آل إبراهيم } جده‬
‫كموسى وداود وسليمان { الكتاب والحكمة } والنبوة { وآتيناهم ملكا عظيما } فكان لداود تسع وتسعون امرأة‬
‫ولسليمان ألف ما بين حرة وسرية‬

‫(‪)109/1‬‬

‫‪ { - 55‬فمنهم من آمن به } بمحمد صلى هللا عليه و سلم { ومنهم من صد } اعرض { عنه } فلم يؤمن‬
‫{ وكفى بجهنم سعيرا } عذابا لمن ال يؤمن‬

‫(‪)109/1‬‬

‫‪ { - 56‬إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم } ندخلهم { نارا } يحترقون فيها { كلما نضجت } احترقت‬
‫{ جلودهم بدلناهم جلودا غيرها } بان تعاد إلى حالها غير محترقة { ليذوقوا العذاب } ليقاسوا شدته { إن هللا‬
‫كان عزيزا } ال يعجزه شيء { حكيما } في خلقه‬

‫(‪)109/1‬‬

‫‪ { - 57‬والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها‬
‫أزواج مطهرة } من الحيض وكل قذر { وندخلهم ظال ظليال } دائمين ال تنسخه شمس وهو ظل الجنة‬

‫(‪)110/1‬‬

‫‪ { - 58‬إن هللا يأمركم أن تؤدوا األمانات } اي ما اؤتمن عليه من الحقوق { إلى أهلها } نزلت لما اخذ علي‬
‫رضي هللا عنه مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة الحجي سادنها قسرا لما قدم النبي صلى هللا عليه و سلم مكة‬
‫عام الفتح ومنعه وقال لو علمت انه رسول هللا لم أمنعه فأمر رسول هللا صلى هللا عليه و سلم برده إليه وقال‬
‫هاك خالدة فعجب من ذلك فقرأ له على اآلية فأسلم وأعطاه عند موته ألخيه شيبة فبقي في ولده واآلية وان‬
‫وردت على سبب خاص فعمومها معتبر بقرينة الجمع { وإذا حكمتم بين الناس } يأمركم { أن تحكموا بالعدل‬
‫إن هللا نعما } فيه إدغام ميم نعم في ما النكرة الموصوفة اي نعم شيئا { يعظكم به } تأدية األمانة والحكم‬
‫بالعدل { إن هللا كان سميعا } لما يقال { بصيرا } بما يفعل‬

‫(‪)110/1‬‬
‫‪ { - 59‬يا أيها الذين آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولي } أصحاب { األمر } اي الوالة { منكم } إذا‬
‫أمروكم بطاعة هللا ورسوله { فإن تنازعتم } اختلفتم { في شيء فردوه إلى هللا } اي إلى كتابه { والرسول }‬
‫مدة حياته وبعده إلى سنته اي اكشفوا عليه منهما { إن كنتم تؤمنون باهلل واليوم اآلخر ذلك } أي الرد إليهما‬
‫{ خير } لكم من التنازع والقول بالرأي { وأحسن تأويال } مآال‬

‫(‪)110/1‬‬

‫‪ - 60‬ونزل لما اختصم يهودي ومنافق فدعا المنافق إلى كعب بن االشرف ليحكم بينهما ودعا اليهودي إلى‬
‫النبي صلى هللا عليه سلم فأتياه فقضى لليهودي فلم يرض المنافق وأتيا عمر فذكر اليهودي ذلك فقال للمنافق‬
‫كذلك قال نعم فقتله { ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن‬
‫يتحاكموا إلى الطاغوت } الكثير الطغيان وهو كعب بن االشرف { وقد أمروا أن يكفروا به } وال يوالوه‬
‫{ ويريد الشيطان أن يضلهم ضالال بعيدا } عن الحق‬

‫(‪)110/1‬‬

‫‪ { - 61‬وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل هللا } في القرآن من الحكم { وإلى الرسول } ليحكم بينكم { رأيت‬
‫المنافقين يصدون } يعرضون { عنك } إلى غيرك { صدودا }‬

‫(‪)111/1‬‬

‫‪ { - 62‬فكيف } يصنعون { إذا أصابتهم مصيبة } عقوبة { بما قدمت أيديهم } من الكفر والمعاصي اي‬
‫أيقدرون على اإلعراض والفرار منهما ؟ ال { ثم جاؤوك } معطوف على يصدون { يحلفون باهلل إن } من‬
‫{ أردنا } بالمحاكمة إلى غيرك { إال إحسانا } صلحا { وتوفيقا } تأليفا بين الخصمين بالتقريب في الحكم‬
‫دون الحمل على مر الحق‬

‫(‪)111/1‬‬

‫‪ { - 63‬أولئك الذين يعلم هللا ما في قلوبهم } من النفاق وكذبهم في عذرهم { فأعرض عنهم } بالصفح‬
‫{ وعظهم } خوفهم هللا { وقل لهم في } شأن { أنفسهم قوال بليغا } مؤثرا فيهم اي ازجرهم ليرجعوا عن‬
‫كفرهم‬

‫(‪)111/1‬‬
‫‪ { - 64‬وما أرسلنا من رسول إال ليطاع } فيما يأمر به ويحكم { بإذن هللا } بأمره ال ليعصى ويخالف { ولو‬
‫أنهم إذ ظلموا أنفسهم } بتحاكمهم إلى الطاغوت { جاءوك } تائبين { فاستغفروا هللا واستغفر لهم الرسول }‬
‫فيه التفات عن الخطاب تفخيما لشأنه { لوجدوا هللا توابا } عليهم { رحيما } بهم‬

‫(‪)111/1‬‬

‫‪ { - 65‬فال وربك } ال زائدة { ال يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر } اختلط { بينهم ثم ال يجدوا في أنفسهم‬
‫حرجا } ضيقا أو شكا { مما قضيت } به { ويسلموا } ينقادوا لحكمك { تسليما } من غير معارضة‬

‫(‪)111/1‬‬

‫‪ { - 66‬ولو أنا كتبنا عليهم أن } مفسرة { اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم } كما كتبنا على بني إسرائيل‬
‫{ ما فعلوه } اي المكتوب عليهم { إال قليل } بالرفع على البدل والنصب على االستثناء { منهم ولو أنهم‬
‫فعلوا ما يوعظون به } من طاعة الرسول صلى هللا عليه و سلم { لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا } تحقيقا إليمانهم‬

‫(‪)111/1‬‬

‫‪ { - 67‬وإذا } اي لو تثبتوا { آلتيناهم من لدنا } من عندنا { أجرا عظيما } هو الجنة‬

‫(‪)112/1‬‬

‫‪ { - 68‬ولهديناهم صراطا مستقيما } قال بعض الصحابة للنبي صلى هللا عليه و سلم ‪ :‬كيف نراك في الجنة‬
‫وأنت في الدرجات العلى ونحن اسفل منك ؟ فنزل ‪:‬‬

‫(‪)112/1‬‬

‫‪ { - 69‬ومن يطع هللا والرسول } فيما أمر به { فأولئك مع الذين أنعم هللا عليهم من النبيين والصديقين }‬
‫أفاضل أصحاب األنبياء لمبالغتهم في الصدق والتصديق { والشهداء } القتلى في سبيل هللا { والصالحين }‬
‫غير من ذكر { وحسن أولئك رفيقا } رفقاء في الجنة بان يستمتع فيها برؤيتهم وزيارتهم والحضور معهم‬
‫وان كان مقرهم في الدرجات العالية بالنسبة إلى غيرهم‬

‫(‪)112/1‬‬
‫‪ { - 70‬ذلك } اي كونهم مع من ذكر مبتدأ خبره { الفضل من هللا } تفضل به عليهم ال انهم نالوه بطاعتهم‬
‫{ وكفى باهلل عليما } بثواب اآلخرة اي فثقوا بما أخبركم به { وال ينبئك مثل خبير }‬

‫(‪)112/1‬‬

‫‪ { - 71‬يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم } من عدوكم اي احترزوا منه وتيقظوا له { فانفروا } انهظوا إلى‬
‫قتاله { ثبات } متفرقين سرية بعد أخرى { أو انفروا جميعا } مجتمعين‬

‫(‪)112/1‬‬

‫‪ { - 72‬وإن منكم لمن ليبطئن } ليتأخرن عن القتال كعبد هللا بن أبي المنافق وأصحابه وجعله منهم من حيث‬
‫الظاهر واالم في الفعل للقسم { فإن أصابتكم مصيبة } كقتل وهزيمة { قال قد أنعم هللا علي إذ لم أكن معهم‬
‫شهيدا } حاضرا فأصاب‬

‫(‪)112/1‬‬

‫‪ { - 73‬ولئن } الم قسم { أصابكم فضل من هللا } كفتح وغنيمة { ليقولن } نادما { كأن } مخففة واسمها‬
‫محذوف أي كأنه { لم يكن } بالياء والتاء { بينكم وبينه مودة } معرفة وصداقة وهذا راجع إلى قد أنعم هللا‬
‫على اعترض به بين القول ومقوله وهو { يا } للتنبيه { ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما } آخذ حظا‬
‫وافرا من الغنيمة قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)112/1‬‬

‫‪ { - 74‬فليقاتل في سبيل هللا } إلعالء دينه { الذين يشرون } يبيعون { الحياة الدنيا باآلخرة ومن يقاتل في‬
‫سبيل هللا فيقتل } يستشهد { أو يغلب } يظفر بعدوه { فسوف نؤتيه أجرا عظيما } ثوابا جزيال‬

‫(‪)113/1‬‬

‫‪ { - 75‬وما لكم ال تقاتلون } استفهام توبيخ اي ال مانع لكم من القتال { في سبيل هللا و } في تخليص‬
‫{ المستضعفين من الرجال والنساء والولدان } الذين حبسهم الكفار عن الهجرة وآذوهم قال ابن عباس رضي‬
‫هللا عنهما ‪ :‬كنت آنا وامي منهم { الذين يقولون } داعين يا { ربنا أخرجنا من هذه القرية } مكة { الظالم‬
‫أهلها } بالكفر { واجعل لنا من لدنك } من عندك { وليا } يتولى أمورنا { واجعل لنا من لدنك نصيرا }‬
‫يمنعنا منهم فقد استجاب هللا دعاءهم فيسر لبعضهم الخروج وبقى بعضهم إلى أن فتحت مكة وولى صلى هللا‬
‫عليه و سلم عتاب بن أسيد فأنصف مظلومهم من ظالمهم‬

‫(‪)113/1‬‬

‫‪ { - 76‬الذين آمنوا يقاتلون في سبيل هللا والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت } الشيطان { فقاتلوا أولياء‬
‫الشيطان } أنصار دينه تغلبوهم لقوتكم باهلل { إن كيد الشيطان } بالمؤمنين { كان ضعيفا } واهيا ال يقاوم كيد‬
‫هللا بالكافرين‬

‫(‪)113/1‬‬

‫‪ { - 77‬ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم } عن قتال الكفار لما طلبوه بمكة ألذى الكفار لهم وهم جماعة‬
‫من الصحابة { وأقيموا الصالة وآتوا الزكاة فلما كتب } فرض { عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون }‬
‫يخافون { الناس } الكفار اي عذابهم بالقتل { كخشية } هم عذاب { هللا أو أشد خشية } من خشيتهم له‬
‫ونصب اشد على الحال وجواب لما دل عليه إذا وما بعدها اي فاجأتهم الخشية { وقالوا } جزعا من الموت‬
‫{ ربنا لم كتبت علينا القتال لوال } هال { أخرتنا إلى أجل قريب قل } لهم { متاع الدنيا } ما يتمتع به فيها أو‬
‫االستمتاع بها { قليل } آيل إلى الفناء { واآلخرة } اي الجنة { خير لمن اتقى } عقاب هللا بترك معصيته‬
‫{ وال تظلمون } بالتاء والياء تنقصون من أعمالكم { فتيال } قدر قشرة النواة فجاهدوا‬

‫(‪)113/1‬‬

‫‪ { - 78‬أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج } حصون { مشيدة } مرتفعة فال تخشوا القتال خوف‬
‫الموت { وإن تصبهم } اي اليهود { حسنة } خصب وسعة { يقولوا هذه من عند هللا وإن تصبهم سيئة }‬
‫جدب وبالء كما حصل لهم عند قدوم النبي صلى هللا عليه و سلم المدينة { يقولوا هذه من عندك } يا محمد اي‬
‫بشؤمك { قل } لهم { كل } من الحسنة والسيئة { من عند هللا } من قبله { فمال هؤالء القوم ال يكادون‬
‫يفقهون } اي ال يقاربون أن يفهموا { حديثا } يلقى لنبيهم وما استفهام تعجيب من فرط جهلهم ونفي مقاربة‬
‫الفعل اشد من نفيه‬

‫(‪)114/1‬‬
‫‪ { - 79‬وما أصابك } أيها اإلنسان { من حسنة } خير { فمن هللا } أتتك فضال منه { وما أصابك من سيئة }‬
‫بلية { فمن نفسك } أتتك حيث ارتكبت ما يستوجبها من الذنوب { وأرسلناك } يا محمد { للناس رسوال }‬
‫حال مؤكدة { وكفى باهلل شهيدا } على رسالتك‬

‫(‪)114/1‬‬

‫‪ { - 80‬من يطع الرسول فقد أطاع هللا ومن تولى } اعرض عن طاعتك فال يهمنك { فما أرسلناك عليهم‬
‫حفيظا } حافظا الأعمالهم بل نذيرا وإلينا أمرهم فنجازيهم وهذا قبل األمر بالقتال‬

‫(‪)114/1‬‬

‫‪ { - 81‬ويقولون } اي المنافقون إذا جاءوك أمرنا { طاعة } لك { فإذا برزوا } خرجوا { من عندك بيت‬
‫طائفة منهم } بإدغام التاء في الطاء وتركه اي أضمرت { غير الذي تقول } لك في حضورك من الطاعة اي‬
‫عصيانك { وهللا يكتب } يأمر بكتب { ما يبيتون } في صحائفهم ليجازوا عليه { فأعرض عنهم } بالصفح‬
‫{ وتوكل على هللا } ثق به فإنه كافيك { وكفى باهلل وكيال } مفوضا إليه‬

‫(‪)114/1‬‬

‫‪ { - 82‬أفال يتدبرون } يتأملون { القرآن } وما فيه من المعاني البديعة { ولو كان من عند غير هللا لوجدوا‬
‫فيه اختالفا كثيرا } تناقضا في معانيه وتباينا في نظمه‬

‫(‪)114/1‬‬

‫‪ { - 83‬وإذا جاءهم أمر } عن سرايا النبي صلى هللا علي وسلم بما حصل لهم { من األمن } بالنصر { أو‬
‫الخوف } بالهزيمة { أذاعوا به } أفشوه نزل في جماعة من المنافقين أو في ضعفاء المؤمنين كانوا يفعلون‬
‫ذلك فتضعف قلوب المؤمنين ويتأذى النبي { ولو ردوه } اي الخبر { إلى الرسول وإلى أولي األمر منهم }‬
‫اي ذوي الرأي من أكابر الصحابة اي لو سكتوا عنه حتى يخبروا به { لعلمه } هل هو مما ينبغي أن يذاع أو‬
‫ال { الذين يستنبطونه } يتبعونه ويطلبون علمه وهم المذيعون { منهم } من الرسول وأولي األمر { ولوال‬
‫فضل هللا عليكم } باإلسالم { ورحمته } لكم بالقرآن { التبعتم الشيطان } فيما يأمركم به من الفواحش { إال‬
‫قليال }‬

‫(‪)115/1‬‬
‫‪ { - 84‬فقاتل } يا محمد { في سبيل هللا ال تكلف إال نفسك } فال تهتم بتخلفهم عنك المعنى قاتل ولو وحدك‬
‫فإنك موعود بالنصر { وحرض المؤمنين } حثهم على القتال ورغبهم فيه { عسى هللا أن يكف بأس } حرب‬
‫{ الذين كفروا وهللا أشد بأسا } منهم { وأشد تنكيال } تعذيبا منهم فقال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم‬
‫[ والذي نفسي بيده ألخرجن ولو وحدي ] فخرج بسبعين راكبا إلى بدر الصغرى فكف هللا بأس الكفار بإلقاء‬
‫الرعب في قلوبهم ومنع أبي سفيان عن الخروج كما تقدم في آل عمران‬

‫(‪)115/1‬‬

‫‪ { - 85‬من يشفع } بين الناس { شفاعة حسنة } موافقة للشرع { يكن له نصيب } من األجر { منها }‬
‫بسببها { ومن يشفع شفاعة سيئة } مخالفة له { يكن له كفل } يصيب من الوزر { منها } بسببها { وكان هللا‬
‫على كل شيء مقيتا } مقتدرا فيجازي كل أحد بما عمل‬

‫(‪)115/1‬‬

‫‪ { - 86‬وإذا حييتم بتحية } كأن قيل لكم سالم عليكم { فحيوا } المحيي { بأحسن منها } بأن تقولوا له عليك‬
‫السالم ورحمة هللا وبركاته { أو ردوها } بأن تقولوا له كما قال اي الواجب أحدهما واألول افضل { إن هللا‬
‫كان على كل شيء حسيبا } محاسبا فيجازي عليه ومنه رد السالم وخصت السنة الكافر والمبتدع والفاسق‬
‫والمسلم على قاضي الحاجة ومن في الحمام واآلكل فال يجب الرد عليهم بل يكره في غير األخير ويقال للكافر‬
‫وعليك‬

‫(‪)115/1‬‬

‫‪ { - 87‬هللا ال إله إال هو } وهللا { ليجمعنكم } من قبوركم { إلى } في { يوم القيامة ال ريب } شك { فيه‬
‫ومن } اي ال أحد { أصدق من هللا حديثا } قوال‬

‫(‪)116/1‬‬

‫‪ - 88‬ولما رجع ناس من أحد اختلف الناس فيهم فقال فريق أقتلهم وقال فريق ‪ :‬ال فنزل ‪ { :‬فما لكم } ما‬
‫شأنكم صرتم { في المنافقين فئتين } فرقتين { وهللا أركسهم } ردهم { بما كسبوا } من الكفر والمعاصي‬
‫{ أتريدون أن تهدوا من أضل } ه { هللا } اي تعدوهم من جملة المهتدين واالستفهام في الموضعين لإلنكار‬
‫{ ومن يضلل } ه { هللا فلن تجد له سبيال } طريقا إلى الهدى‬

‫(‪)116/1‬‬
‫‪ { - 89‬ودوا } تمنوا { لو تكفرون كما كفروا فتكونون } انتم وهم { سواء } في الكفر { فال تتخذوا منهم‬
‫أولياء } توالونهم وان اظهروا اإليمان { حتى يهاجروا في سبيل هللا } هجرة صحيحة تحقق إيمانهم { فإن‬
‫تولوا } واقاموا على ما هم عليه { فخذوهم } باألسر { واقتلوهم حيث وجدتموهم وال تتخذوا منهم وليا }‬
‫توالونه { وال نصيرا } تنتصرون به على عدوكم‬

‫(‪)116/1‬‬

‫‪ { - 90‬إال الذين يصلون } يلجئون { إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق } عهد باألمان لهم ولمن وصل إليهم كما‬
‫عاهد النبي صلى هللا عليه و سلم هالل بن عويمر األسلمي { أو } الذين { جاءوكم } وقد { حصرت }‬
‫ضاقت { صدورهم } عن { أن يقاتلوكم } مع قومهم { أو يقاتلوا قومهم } معكم اي ممسكين عن قتالكم‬
‫وقتالهم فال تتعرضوا إليهم بأخذ وال قتل وهذا وما بعده منسوخ بآية السيف { ولو شاء هللا } تسليطهم عليكم‬
‫{ لسلطهم عليكم } بان يقوي قلوبهم { فلقاتلوكم } ولكنه لم يشأه فالقى في قلوبهم الرعب { فإن اعتزلوكم فلم‬
‫يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم } الصلح اي انقادوا { فما جعل هللا لكم عليهم سبيال } طريقا باألخذ والقتل‬

‫(‪)116/1‬‬

‫‪ { - 91‬ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم } بإظهار اإليمان عندكم { ويأمنوا قومهم } بالكفر إذا رجعوا‬
‫إليهم وهم اسد وغطفان { كل ما ردوا إلى الفتنة } دعوا إلى الشرك { أركسوا فيها } وقعوا اشد وقوع { فإن‬
‫لم يعتزلوكم } بترك قتالكم { و } لم { يلقوا إليكم السلم و } لم { يكفوا أيديهم } عنكم { فخذوهم } باألسر‬
‫{ واقتلوهم حيث ثقفتموهم } وجدتموهم { وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا } برهانا بينا ظاهرا على‬
‫قتلهم وسبيهم لغدرهم‬

‫(‪)116/1‬‬

‫‪ { - 92‬وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا } اي ما ينبغي أن يصدر منه قتل له { إال خطأ } مخطئا في قتله من‬
‫غير قصد { ومن قتل مؤمنا خطأ } بأن قصد رمي غيره كصيد أو شجرة فأصابه أو ضربه بما ال يقتل غالبا‬
‫{ فتحرير } عتق { رقبة } نسمة { مؤمنة } عليه { ودية مسلمة } مؤداة { إلى أهله } اي ورثة المقتول‬
‫{ إال أن يصدقوا } يتصدقوا عليه بها بأن يعفوا عنها وبينت السنة إنها مائة من اإلبل عشرون بنت مخاض‬
‫وكذا بنات لبون وبنو لبون وحقاق وجذاع وأنها على عاقلة القاتل وهم عصبته في األصل والفرع موزعة‬
‫عليهم على ثالث سنين على الغني منهم نصف دينار والمتوسط ربع كل سنة فان لم يفوا فمن بيت المال فان‬
‫تعذر فعلى الجاني { فإن كان } المقتول { من قوم عدو } حرب { لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة }‬
‫على قاتله كفارة وال دية تسلم إلى أهله لحرابتهم { وإن كان } المقتول { من قوم بينكم وبينهم ميثاق } عهد‬
‫كأهل الذمة { فدية } له { مسلمة إلى أهله } وهي ثلث دية المؤمن إن كان يهوديا أو نصرانيا وثلثا عشرها‬
‫إن كان مجوسيا { وتحرير رقبة مؤمنة } على قاتله { فمن لم يجد } الرقبة بأن فقدها وما يحصلها به‬
‫{ فصيام شهرين متتابعين } عليه كفارة ولم يذكر هللا تعالى االنتقال إلى الطعم كالظهار وبه اخذ الشافعي في‬
‫اصح قوليه { توبة من هللا } مصدر منصوب بفعله المقدر { وكان هللا عليما } بخلقه { حكيما } فيما دبره لهم‬

‫(‪)117/1‬‬

‫‪ { - 93‬ومن يقتل مؤمنا متعمدا } بأن يقصد قتله لما يقتل غالبا بإيمانه { فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب هللا‬
‫عليه ولعنه } أبعده من رحمته { وأعد له عذابا عظيما } في النار وهذا مؤول بمن يستحله أو بأن هذا جزاؤه‬
‫إن جوزي وال بدع في خلف الوعيد لقوله { ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } وعن ابن عباس أنها على‬
‫ظاهرها وإنها ناسخة لغيرها من آيات المغفرة بينت آية البقرة أن قاتل العمد يقتل به وأن عليه الدية إن عفي‬
‫عنه وسبق قدرها وبينت السنة أن بين العمد والخطأ قتال يسمى شبه العمد وهو أن يقتله بما ال يقتل غالبا فال‬
‫قصاص فيه بل دية كالعمد في القتل الخطأ في التأجيل والحمل وهو والعمد أولى بالكفارة من الخطأ‬

‫(‪)117/1‬‬

‫‪ - 94‬ونزل لما مر نفر من الصحابة برجل من بني سليم وهو يسوق غنما فسلم عليهم فقالوا ما سلم علينا إال‬
‫تقية فقتلوه واستاقوا غنمه { يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم } سافرتم للجهاد { في سبيل هللا فتبينوا } وفي‬
‫قراءة فتثبتوا في الموضعين { وال تقولوا لمن ألقى إليكم السالم } بألف أو دونها اي التحية أو االنقياد بكلمة‬
‫الشادة التي هي أمارة على اإلسالم { لست مؤمنا } وإنما قلت هذا تقية لنفسك ومالك فتقتلوه { تبتغون }‬
‫تطلبون لذلك { عرض الحياة الدنيا } متاعها من الغنيمة { فعند هللا مغانم كثيرة } تغنيكم عن قتل مثله لماله‬
‫{ كذلك كنتم من قبل } تعصم دماؤكم وأموالكم بمجرد قولكم الشهادة { فمن هللا عليكم } باالشتهار باإليمان‬
‫واالستقامة { فتبينوا } أن تقتلوا مؤمنا وافعلوا بالداخل في اإلسالم كما فعل بكم { إن هللا كان بما تعملون‬
‫خبيرا } فيجازيكم به‬

‫(‪)118/1‬‬

‫‪ { - 95‬ال يستوي القاعدون من المؤمنين } عن الجهاد { غير أولي الضرر } بالرفع صفة والنصب استثناء‬
‫من زمانة أو عمى ونحوه { والمجاهدون في سبيل هللا بأموالهم وأنفسهم فضل هللا المجاهدين بأموالهم وأنفسهم‬
‫على القاعدين } لضرر { درجة } فضيلة الستوائهما في النية وزيادة المجاهدين بالمباشرة { وكال } من‬
‫الفريقين { وعد هللا الحسنى } الجنة { وفضل هللا المجاهدين على القاعدين } لغير ضرر { أجرا عظيما }‬
‫ويبدل منه‬

‫(‪)119/1‬‬
‫‪ { - 96‬درجات منه } منازل بعضها فوق بعض من الكرامة { ومغفرة ورحمة } منصوبان بفعلهما المقدر‬
‫{ وكان هللا غفورا } ألوليائه { رحيما } بأهل طاعته ونزل في جماعة اسلموا ولم يهاجروا فقتلوا يوم بدر مع‬
‫الكفار ‪:‬‬

‫(‪)118/1‬‬

‫‪ { - 97‬إن الذين توفاهم المالئكة ظالمي أنفسهم } بالمقام مع الكفار وترك الهجرة { قالوا } لهم موبخين‬
‫{ فيم كنتم } اي في اي شيء كنتم في أمر دينكم { قالوا } معتذرين { كنا مستضعفين } عاجزين عن إقامة‬
‫الدين { في األرض } ارض مكة { قالوا } لهم توبيخا { ألم تكن أرض هللا واسعة فتهاجروا فيها } من ارض‬
‫الكفر إلى بلد آخر كما فعل غيركم قال هللا تعالى { فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا } هي‬

‫(‪)118/1‬‬

‫‪ { - 98‬إال المستضعفين من الرجال والنساء والولدان } الذين { ال يستطيعون حيلة } ال قوة لهم على الهجرة‬
‫وال نفقة { وال يهتدون سبيال } طريقا إلى ارض الهجرة‬

‫(‪)119/1‬‬

‫‪ { - 99‬فأولئك عسى هللا أن يعفو عنهم وكان هللا عفوا غفورا }‬

‫(‪)119/1‬‬

‫‪ { - 100‬ومن يهاجر في سبيل هللا يجد في األرض مراغما } مهاجرا { كثيرا وسعة } في الرزق { ومن‬
‫يخرج من بيته مهاجرا إلى هللا ورسوله ثم يدركه الموت } في الطريق كما وقع لجندع بن ضمرة الليثي { فقد‬
‫وقع } ثبت { أجره على هللا وكان هللا غفورا رحيما }‬

‫(‪)119/1‬‬

‫‪ { - 101‬وإذا ضربتم } سافرتم { في األرض فليس عليكم جناح } في { أن تقصروا من الصالة } بان‬
‫تردوها من أربع إلى اثنتين { إن خفتم أن يفتنكم } اي ينالكم بمكروه { الذين كفروا } بيان للواقع إذ ذاك فال‬
‫مفهوم له وبينت السنة المراد بالسفر الطويل وهو أربعة برد وهي مرحلتان ويؤخذ من قوله تعالى { فليس‬
‫عليكم جناح } انه رخصة ال واجب وعليه الشافعي { إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا } بيني العداوة‬
‫(‪)119/1‬‬

‫‪ { - 102‬وإذا كنت } يا محمد حاضرا { فيهم } وانتم تخافون العدو { فأقمت لهم الصالة } وهذا جري على‬
‫عادة القرآن في الخطاب { فلتقم طائفة منهم معك } وتتأخر طائفة { وليأخذوا } اي الطائفة التي قامت معك‬
‫{ أسلحتهم } معهم { فإذا سجدوا } اي صلوا { فليكونوا } اي الطائفة األخرى { من ورائكم } يحرسون إلى‬
‫أن تقضوا الصالة وتذهب هذه الطائفة تحرس { ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم‬
‫وأسلحتهم } معهم إلى أن تقضوا الصالة وقد فعل النبي صلى هللا عليه و سلم كذلك ببطن نخل رواه الشيخان‬
‫{ ود الذين كفروا لو تغفلون } إذا قمتم إلى الصالة { عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة } بأن‬
‫يحملوا عليكم فيأخذوكم وهذا علة األمر بأخذ السالح { وال جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم‬
‫مرضى أن تضعوا أسلحتكم } فال تحملوها وهذا يفيد إيجاب حملها عند عدم العذر وهو أحد قولين للشافعي‬
‫والثاني أنه سنة ورجح { وخذوا حذركم } من العدو اي احترزوا منه ما استطعتم { إن هللا أعد للكافرين عذابا‬
‫مهينا } ذا إهانة‬

‫(‪)119/1‬‬

‫‪ { - 103‬فإذا قضيتم الصالة } فرغتم منها { فاذكروا هللا } بالتهليل والتسبيح { قياما وقعودا وعلى جنوبكم }‬
‫مضطجعين اي في كل حال { فإذا اطمأننتم } أمنتم { فأقيموا الصالة } أدوها بحقوقها { إن الصالة كانت‬
‫على المؤمنين كتابا } مكتوبا اي مفرضا { موقوتا } اي مقدرا وقتها فال تؤخر عنه ونزل لما بعث النبي‬
‫صلى هللا عليه و سلم طائفة في طلب أبي سفيان وأصحابه لما رجعوا من أحد فشكوا الجراحات ‪:‬‬

‫(‪)120/1‬‬

‫‪ { - 104‬وال تهنوا } تضعفوا { في ابتغاء } طلب { القوم } الكفار لتقاتلوهم { إن تكونوا تألمون } تجدون‬
‫ألم الجراح { فإنهم يألمون كما تألمون } اي مثلكم وال يجبنون على قتالكم { وترجون } انتم { من هللا } من‬
‫النصر والثواب عليه { ما ال يرجون } هم فانتم تزيدون عليهم بذلك فينبغي أن تكونوا أرغب منهم فيه‬
‫{ وكان هللا عليما } بكل شيء { حكيما } في صنعه‬

‫(‪)120/1‬‬

‫‪ - 105‬وسرق طعمة بن أبيرق درعا وخبأها عند يهودي فوجدت عنده فرماه طعمة بها وحلف انه ما سرقها‬
‫فسأل قومه النبي صلى هللا عليه و سلم أن يجادل عنه ويبرئه فنزل { إنا أنزلنا إليك الكتاب } القرآن‬
‫{ بالحق } متعلق بانزل { لتحكم بين الناس بما أراك } أعلمك { هللا } فيه { وال تكن للخائنين } كطعمة‬
‫{ خصيما } مخاصما عنهم‬
‫(‪)120/1‬‬

‫‪ { - 106‬واستغفر هللا } مما هممت به { إن هللا كان غفورا رحيما }‬

‫(‪)120/1‬‬

‫‪ { - 107‬وال تجادل عن الذين يختانون أنفسهم } يخونونها بالمعاصي ألن وبال خيانتهم عليهم { إن هللا ال‬
‫يحب من كان خوانا } كثير الخيانة { أثيما } اي يعاقبه‬

‫(‪)121/1‬‬

‫‪ { - 108‬يستخفون } اي طعمة وقومه حياء { من الناس وال يستخفون من هللا وهو معهم } بعلمه { إذ‬
‫يبيتون } يضمرون { ما ال يرضى من القول } من عزمهم على الخلف على نفي السرقة ورمي اليهودي بها‬
‫{ وكان هللا بما يعملون محيطا } علما‬

‫(‪)121/1‬‬

‫‪ { - 109‬ها أنتم } يا { هؤالء } خطاب لقوم طعمة { جادلتم } خاصمتم { عنهم } اي عن طعمة وذويه‬
‫وقرئ عنه { في الحياة الدنيا فمن يجادل هللا عنهم يوم القيامة } إذا عذبهم { أم من يكون عليهم وكيال } يتولى‬
‫أمرهم ويذب عنهم اي ال أحد يفعل ذلك‬

‫(‪)121/1‬‬

‫‪ { - 110‬ومن يعمل سوءا } ذنبا يسوء به غيره كرمي طعمة اليهودي { أو يظلم نفسه } يعمل ذنبا قاصرا‬
‫عليه { ثم يستغفر هللا } منه اي يتب { يجد هللا غفورا } له { رحيما } به‬

‫(‪)121/1‬‬

‫‪ { - 111‬ومن يكسب إثما } ذنبا { فإنما يكسبه على نفسه } ألن وباله عليها وال يضر غيره { وكان هللا‬
‫عليما حكيما } في صنعه‬
‫(‪)121/1‬‬

‫‪ { - 112‬ومن يكسب خطيئة } ذنبا صغيرا { أو إثما } ذنبا كبيرا { ثم يرم به بريئا } منه { فقد احتمل }‬
‫تحمل { بهتانا } برميه { وإثما مبينا } بينا يكسبه‬

‫(‪)121/1‬‬

‫‪ { - 113‬ولوال فضل هللا عليك } يا محمد { ورحمته } بالعصمة { لهمت } أضمرت { طائفة منهم } من‬
‫قوم طعمة { أن يضلوك } عن القضاء بالحق بتلبيسهم عليك { وما يضلون إال أنفسهم وما يضرونك من }‬
‫زائدة { شيء } ألن وبال إضاللهم عليهم { وأنزل هللا عليك الكتاب } القرآن { والحكمة } ما فيه من األحكام‬
‫{ وعلمك ما لم تكن تعلم } من األحكام والغيب { وكان فضل هللا عليك } بذلك وغيره { عظيما }‬

‫(‪)121/1‬‬

‫‪ { - 114‬ال خير في كثير من نجواهم } اي الناس اي ما يتناجون فيه ويتحدثون { إال } نجوى { من أمر‬
‫بصدقة أو معروف } عمل بر { أو إصالح بين الناس ومن يفعل ذلك } المذكور { ابتغاء } طلب { مرضاة‬
‫هللا } ال غيره من أمور الدنيا { فسوف نؤتيه } بالنون والياء اي هللا { أجرا عظيما }‬

‫(‪)122/1‬‬

‫‪ { - 115‬ومن يشاقق } يخالف { الرسول } فيما جاء به من الحق { من بعد ما تبين له الهدى } ظهر له‬
‫الحق بالمعجزات { ويتبع } طريقا { غير سبيل المؤمنين } اي طريقهم الذي هم عليه من الدين بان يكفر‬
‫{ نوله ما تولى } نجعله واليا لما تواله من الضالل بان نخلي بينه وبينه في الدنيا { ونصله } ندخله في‬
‫اآلخرة { جهنم } فيحترق فيها { وساءت مصيرا } مرجعا هي‬

‫(‪)122/1‬‬

‫‪ { - 116‬إن هللا ال يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك باهلل فقد ضل ضالال بعيدا }‬
‫عن الحق‬

‫(‪)122/1‬‬
‫‪ { - 117‬إن } ما { يدعون } يعبد المشركون { من دونه } اي هللا اي غيره { إال إناثا } أصناما مؤنثة‬
‫كالالت والعزى ومناة { وإن } ما { يدعون } يعبدون بعبادتها { إال شيطانا مريدا } خارجا عن الطاعة‬
‫لطاعتهم له فيها وهو إبليس‬

‫(‪)122/1‬‬

‫‪ { - 118‬لعنه هللا } أبعده عن رحمته { وقال } اي الشيطان { ألتخذن } ألجعلن لي { من عبادك نصيبا }‬
‫حظا { مفروضا } مقطوعا أدعوهم إلى طاعتي‬

‫(‪)122/1‬‬

‫‪ { - 119‬وألضلنهم } عن الحق بالوسوسة { وألمنينهم } ألقي في قلوبهم طول الحياة وأن ال بعث وال حساب‬
‫{ وآلمرنهم فليبتكن } يقطعن { آذان األنعام } وقد فعل ذلك بالبحائر { وآلمرنهم فليغيرن خلق هللا } دينه‬
‫بالكفر وإحالل ما حرم هللا وتحريم ما أحل { ومن يتخذ الشيطان وليا } يتواله ويطيعه { من دون هللا } اي‬
‫غيره { فقد خسر خسرانا مبينا } بينا لمصيره إلى النار المؤبدة عليه‬

‫(‪)122/1‬‬

‫‪ { - 120‬يعدهم } طول العمر { ويمنيهم } نيل اآلمال في الدنيا وان ال بعث وال جزاء { وما يعدهم‬
‫الشيطان } بذلك { إال غرورا } باطال‬

‫(‪)123/1‬‬

‫‪ { - 121‬أولئك مأواهم جهنم وال يجدون عنها محيصا } معدال‬

‫(‪)123/1‬‬

‫‪ { - 122‬والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها أبدا وعد هللا‬
‫حقا } اي وعدهم هللا ذلك وحقه حقا { ومن } اي ال احد { أصدق من هللا قيال } اي قوال‬
‫(‪)123/1‬‬

‫‪ - 123‬ونزل لما افتخر المسلمون وأهل الكتاب { ليس } األمر منوطا { بأمانيكم وال أماني أهل الكتاب } بل‬
‫بالعمل الصالح { من يعمل سوءا يجز به } إما في اآلخرة أو في الدنيا بالبالء والمحن كما ورد في الحديث‬
‫{ وال يجد له من دون هللا } اي غيره { وليا } يحفظه { وال نصيرا } يمنعه منه‬

‫(‪)123/1‬‬

‫‪ { - 124‬ومن يعمل } شيئا { من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون } بالبناء للمفعول‬
‫والفاعل { الجنة وال يظلمون نقيرا } قدر نقرة النواة‬

‫(‪)123/1‬‬

‫‪ { - 125‬ومن } اي ال أحد { أحسن دينا ممن أسلم وجهه } اي انقاد واخلص عمله { هلل وهو محسن } موحد‬
‫{ واتبع ملة إبراهيم } الموافقة لملة اإلسالم { حنيفا } حال اي مائال عن األديان كلها إلى الدين القيم { واتخذ‬
‫هللا إبراهيم خليال } صفيا خالص المحبة له‬

‫(‪)123/1‬‬

‫‪ { - 126‬وهلل ما في السماوات وما في األرض } ملكا وخلقا وعبيدا { وكان هللا بكل شيء محيطا } علما‬
‫وقدرة اي لم يزل منصفا بذلك‬

‫(‪)124/1‬‬

‫‪ { - 127‬ويستفتونك } يطلبون منك الفتوى { في } شأن { النساء } وميراثهن { قل } لهم { هللا يفتيكم فيهن‬
‫وما يتلى عليكم في الكتاب } القرآن من آية الميراث ويفتيكم أيضا { في يتامى النساء الالتي ال تؤتونهن ما‬
‫كتب } فرض { لهن } من الميراث { وترغبون } أيها األولياء عن { أن تنكحوهن } لدمامتهن وتعضلوهن‬
‫أن يتزوجن طمعا في ميراثهن اي يفتيكم أن ال تفعلوا ذلك { و } في { المستضعفين } الصغار { من‬
‫الولدان } أن تعطوهم حقوقهم { و } يأمركم { أن تقوموا لليتامى بالقسط } بالعدل في الميراث والمهر { وما‬
‫تفعلوا من خير فإن هللا كان به عليما } فيجازيكم به‬

‫(‪)124/1‬‬
‫‪ { - 128‬وإن امرأة } مرفوع بفعل يفسره { خافت } توقعت { من بعلها } زوجها { نشوزا } ترفعا عليها‬
‫بترك مضاجعتها والتقصير في نفقتها لبغضها وطموح عينية إلى اجمل منها { أو إعراضا } عنها بوجهه‬
‫{ فال جناح عليهما أن يصلحا } فيه إدغام التاء في األصل في الصاد وفي قراءة يصلحا من اصلح { بينهما‬
‫صلحا } في القسم والنفقة بان تترك له شيئا طلبا لبقاء الصحبة فان رضيت بذلك وإال فعلى الزوج أن يوفيها‬
‫حقها أو يفارقها { والصلح خير } من الفرقة والنشوز واإلعراض قال هللا تعالى في بيان ما حمل عليه‬
‫اإلنسان { وأحضرت األنفس الشح } شدة البخل اي جبلت عليه فكأنها حاضرته ال تغيب عنه المعنى أن‬
‫المرأة ال تكاد تسمح بنصيبها من زوجها والرجل ال يكاد يسمح عليها بنفسه إذا احب غيرها { وإن تحسنوا }‬
‫عشرة النساء { وتتقوا } الجور عليهن { فإن هللا كان بما تعملون خبيرا } فيجازيكم به‬

‫(‪)124/1‬‬

‫‪ { - 129‬ولن تستطيعوا أن تعدلوا } تسووا { بين النساء } في المحبة { ولو حرصتم } على ذلك { فال‬
‫تميلوا كل الميل } إلى التي تحبونها في القسم والنفقة { فتذروها } اي تتركوا الممال عنها { كالمعلقة } التي‬
‫ال هي أيم وال هي ذات بعل { وإن تصلحوا } بالعدل بالقسم { وتتقوا } الجور { فإن هللا كان غفورا } لما في‬
‫قلبكم من الميل { رحيما } بكم في ذلك‬

‫(‪)124/1‬‬

‫‪ { - 130‬وإن يتفرقا } اي الزوجان بالطالق { يغن هللا كال } عن صاحبه { من سعته } اي فضله بأن‬
‫يرزقها زوجا غيره ويرزقه غيرها { وكان هللا واسعا } لخلقه في الفضل { حكيما } فيما دبر لهم‬

‫(‪)125/1‬‬

‫‪ { - 131‬وهلل ما في السماوات وما في األرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب } بمعنى الكتب { من قبلكم }‬
‫اي اليهود والنصارى { وإياكم } يا أهل القرآن { أن } اي بان { اتقوا هللا } خافوا عقابه بان تطيعوه { و }‬
‫قلنا لهم ولكم { إن تكفروا } بما وصيتم به { فإن هلل ما في السماوات وما في األرض } خلقا وملكا وعبيدا فال‬
‫يضره كفركم { وكان هللا غنيا } عن خلقه وعبادتهم { حميدا } محمودا في صنعه بهم‬

‫(‪)125/1‬‬
‫‪ { - 132‬وهلل ما في السماوات وما في األرض } كرره تأكيدا لتقرير موجب التقوى { وكفى باهلل وكيال }‬
‫شهيدا بأن ما فيهما له‬

‫(‪)125/1‬‬

‫‪ { - 133‬إن يشأ يذهبكم } يا { أيها الناس ويأت بآخرين } بدلكم { وكان هللا على ذلك قديرا }‬

‫(‪)125/1‬‬

‫‪ { - 134‬من كان يريد } بعمله { ثواب الدنيا فعند هللا ثواب الدنيا واآلخرة } لمن أراده ال عند غيره فلم‬
‫يطلب أحدكم األخس وهال طلب األعلى بإخالصه له حيث كان مطلبه ال يوجد إال عنده { وكان هللا سميعا‬
‫بصيرا }‬

‫(‪)125/1‬‬

‫‪ { - 135‬يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين } قائمين { بالقسط } بالعدل { شهداء } بالحق { هلل ولو } كانت‬
‫الشهادة { على أنفسكم } فاشهدوا عليها بان تقروا بالحق وال تكتموه { أو } على { الوالدين واألقربين إن‬
‫يكن } المشهود عليه { غنيا أو فقيرا فاهلل أولى بهما } منكم واعلم بمصالحهما { فال تتبعوا الهوى } في‬
‫شهادتكم بأن تحابوا الغني لرضاه أو الفقير رحمة له ل { أن } ال { تعدلوا } تميلوا عن الحق { وإن تلووا }‬
‫تحرفوا الشهادة وفي قراءة بحذف الواو األولى تخفيفا { أو تعرضوا } عن أدائها { فإن هللا كان بما تعملون‬
‫خبيرا } فيجازيكم به‬

‫(‪)125/1‬‬

‫‪ { - 136‬يا أيها الذين آمنوا آمنو } داوموا على اإليمان { باهلل ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله }‬
‫محمد صلى هللا عليه و سلم وهو القرآن { والكتاب الذي أنزل من قبل } على الرسل بمعنى الكتب وفي قراءة‬
‫بالبناء للفاعل في الفعلين { ومن يكفر باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر فقد ضل ضالال بعيدا } عن‬
‫الحق‬

‫(‪)126/1‬‬
‫‪ { - 137‬إن الذين آمنوا } بموسى وهم اليهود { ثم كفروا } بعبادتهم العجل { ثم آمنوا } بعده { ثم كفروا }‬
‫بعيسى { ثم ازدادوا كفرا } بمحمد { لم يكن هللا ليغفر لهم } ما أقاموا عليه { وال ليهديهم سبيال } طريقا إلى‬
‫الحق‬

‫(‪)126/1‬‬

‫‪ { - 138‬بشر } اخبر يا محمد { المنافقين بأن لهم عذابا أليما } مؤلما هو عذاب النار‬

‫(‪)126/1‬‬

‫‪ { - 139‬الذين } بدل أو نعت للمنافقين { يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين } لما يتوهمون فيهم من‬
‫القوة { أيبتغون } يطلبون { عندهم العزة } استفهام إنكار اي ال يجدون عندهم { فإن العزة هلل جميعا } في‬
‫الدنيا واآلخرة وال ينالها إال أولياؤه‬

‫(‪)126/1‬‬

‫‪ { - 140‬وقد نزل } بالبناء للفاعل والمفعول { عليكم في الكتاب } القران في سورة األنعام { أن } مخففة‬
‫واسمها محذوف اي انه { إذا سمعتم آيات هللا } القرآن { يكفر بها ويستهزأ بها فال تقعدوا معهم } اي‬
‫الكافرين والمستهزئين { حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا } أن قعدتم معهم { مثلهم } في اإلثم { إن‬
‫هللا جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا } كما اجتمعوا في الدنيا على الكفر واالستهزاء‬

‫(‪)126/1‬‬

‫‪ { - 141‬الذين } بدل عن الذين قبله { يتربصون } ينتظرون { بكم } الدوائر { فإن كان لكم فتح } ظفر‬
‫وغنيمة { من هللا قالوا } لكم { ألم نكن معكم } في الدين والجهاد فأعطونا من الغنيمة { وإن كان للكافرين‬
‫نصيب } من الظفر عليكم { قالوا } لهم { ألم نستحوذ } نستول { عليكم } ونقدر على أخذكم وقتلكم فأبقينا‬
‫عليكم { و } ألم { نمنعكم من المؤمنين } أن يظفروا بكم بتخذيلهم ومراسلتكم بأخبارهم فلنا عليكم المنة قال‬
‫تعالى ‪ { :‬فاهلل يحكم بينكم } وبينهم { يوم القيامة } بأن يدخلكم الجنة ويدخلهم النار { ولن يجعل هللا للكافرين‬
‫على المؤمنين سبيال } طريقا لالستئصال‬

‫(‪)127/1‬‬
‫‪ { - 142‬إن المنافقين يخادعون هللا } بإظهار خالف ما أبطنوه من الكفر ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية‬
‫{ وهو خادعهم } مجازيهم على خداعهم فيفتضحون في الدنيا بإطالع هللا نبيه على ما أبطنوه ويعاقبون في‬
‫اآلخرة { وإذا قاموا إلى الصالة } مع المؤمنين { قاموا كسالى } متثاقلين { يراؤون الناس } بصالتهم { وال‬
‫يذكرون هللا } يصلون { إال قليال } رياء‬

‫(‪)127/1‬‬

‫‪ { - 143‬مذبذبين } مترددين { بين ذلك } الكفر واإليمان { ال } منسوبين { إلى هؤالء } اي الكفار { وال‬
‫إلى هؤالء } اي المؤمنين { من يضلل } ه { هللا فلن تجد له سبيال } طريقا إلى الهدى‬

‫(‪)127/1‬‬

‫‪ { - 144‬يا أيها الذين آمنوا ال تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا هلل عليكم }‬
‫بمواالتهم { سلطانا مبينا } برهانا بينا على نفاقكم‬

‫(‪)127/1‬‬

‫‪ { - 145‬إن المنافقين في الدرك } المكان { األسفل من النار } وهو قعرها { ولن تجد لهم نصيرا } مانعا‬
‫من العذاب‬

‫(‪)128/1‬‬

‫‪ { - 146‬إال الذين تابوا } من النفاق { وأصلحوا } عملهم { واعتصموا } وتقوا { باهلل وأخلصوا دينهم هلل }‬
‫من الرياء { فأولئك مع المؤمنين } فيما يؤتونه { وسوف يؤت هللا المؤمنين أجرا عظيما } في اآلخرة وهو‬
‫الجنة‬

‫(‪)128/1‬‬

‫‪ { - 147‬ما يفعل هللا بعذابكم إن شكرتم } نعمه { وآمنتم } به واالستفهام بمعنى النفي اي ال يعذبكم { وكان‬
‫هللا شاكرا } العمال المؤمنين باإلثابة { عليما } بخلقه‬

‫(‪)128/1‬‬
‫‪ { - 148‬ال يحب هللا الجهر بالسوء من القول } من أحد اي يعاقبه عليه { إال من ظلم } فال يؤاخذه بالجهر به‬
‫بأن يخبر عن ظلم ظالمه ويدعو عليه { وكان هللا سميعا } لما يقال { عليما } بما يفعل‬

‫(‪)128/1‬‬

‫‪ { - 149‬إن تبدوا } تظهروا { خيرا } من أعمال البر { أو تخفوه } تعملوه سرا { أو تعفوا عن سوء } ظلم‬
‫{ فإن هللا كان عفوا قديرا }‬

‫(‪)128/1‬‬

‫‪ { - 150‬إن الذين يكفرون باهلل ورسله ويريدون أن يفرقوا بين هللا ورسله } بان يؤمنوا به دونهم { ويقولون‬
‫نؤمن ببعض } من الرسل { ونكفر ببعض } منهم { ويريدون أن يتخذوا بين ذلك } الكفر واإليمان‬
‫{ سبيال } طريقا يذهبون إليه‬

‫(‪)128/1‬‬

‫‪ { - 151‬أولئك هم الكافرون حقا } مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله { وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا } ذا‬
‫إهانة وهو عذاب النار‬

‫(‪)128/1‬‬

‫‪ { - 152‬والذين آمنوا باهلل ورسله } كلهم { ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم } بالياء والنون‬
‫{ أجورهم } ثواب أعمالهم { وكان هللا غفورا } ألوليائه { رحيما } بأهل طاعته‬

‫(‪)129/1‬‬

‫‪ { - 153‬يسألك } يا محمد { أهل الكتاب } اليهود { أن تنزل عليهم كتابا من السماء } جملة كما انزل على‬
‫موسى تعنتا فان استكبرت ذلك { فقد سألوا } اي آباؤهم { موسى أكبر } اعظم { من ذلك فقالوا أرنا هللا‬
‫جهرة } عيانا { فأخذتهم الصاعقة } الموت عقابا لهم { بظلمهم } حيث تعنتوا في السؤال { ثم اتخذوا‬
‫العجل } إلها { من بعد ما جاءتهم البينات } المعجزات على وحدانية هللا { فعفونا عن ذلك } ولم نستأصلهم‬
‫{ وآتينا موسى سلطانا مبينا } تسلطا بينا ظاهرا عليهم حيث أمرهم بقتل أنفسهم توبة فأطاعوه‬

‫(‪)129/1‬‬

‫‪ { - 154‬ورفعنا فوقهم الطور } الجبل { بميثاقهم } بسبب اخذ الميثاق عليهم ليخافوا فقبلوه { وقلنا لهم }‬
‫وهو مظل عليهم { ادخلوا الباب } باب القرية { سجدا } سجود انحناء { وقلنا لهم ال تعدوا } وفي قراءة بفتح‬
‫العين وتشديد الدال وفيه إدغام التاء في األصل في الدال اي ال تعتدوا { في السبت } باصطياد الحيتان فيه‬
‫{ وأخذنا منهم ميثاقا غليظا } على ذلك فنقضوه‬

‫(‪)129/1‬‬

‫‪ { - 155‬فبما نقضهم } ما زائدة والباء للسببية متعلقة بمحذوف اي لعناهم بسبب نقضهم { ميثاقهم وكفرهم‬
‫بآيات هللا وقتلهم األنبياء بغير حق وقولهم } للنبي صلى هللا عليه و سلم { قلوبنا غلف } ال تعي كالمك { بل‬
‫طبع } ختم { هللا عليها بكفرهم } فال تعي وعظا { فال يؤمنون إال قليال } منهم كعبد هللا بن سالم وأصحابه‬

‫(‪)129/1‬‬

‫‪ { - 156‬وبكفرهم } ثانيا بعيسى وكرر الباء للفصل بينه وبين ما عطف عليه { وقولهم على مريم بهتانا‬
‫عظيما } حيث رموها بالزنا‬

‫(‪)129/1‬‬

‫‪ { - 157‬وقولهم } مفتخرين { إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول هللا } في زعمهم اي بمجموع ذلك‬
‫عذبناهم قال تعالى تكذيبا في قتله ‪ { :‬وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم } المقتول والمصلوب وهو‬
‫صاحبهم بعيسى اي ألقى هللا عليه شبهه فظنوه إياه { وإن الذين اختلفوا فيه } اي في عيسى { لفي شك منه }‬
‫من قتله حيث قال بعضهم لما رأوا المقتول الوجه وجه عيسى والجسد ليس بجسده فليس به وقال آخرون ‪ :‬بل‬
‫هو هو { ما لهم به } بقتله { من علم إال اتباع الظن } استثناء منقطع اي لكم يتبعون فيه الظن الذي تخيلوه‬
‫{ وما قتلوه يقينا } حال مؤكدة لنفي القتل‬

‫(‪)130/1‬‬
‫‪ { - 158‬بل رفعه هللا إليه وكان هللا عزيزا } في ملكه { حكيما } في صنعه‬

‫(‪)130/1‬‬

‫‪ { - 159‬وإن } ما { من أهل الكتاب } أحد { إال ليؤمنن به } بعيسى { قبل موته } اي الكتابي حين يعاين‬
‫مالئكة الموت فال ينفعه إيمانه أو قبل موت عيسى لما ينزل قرب الساعة كما ورد في حديث { ويوم القيامة‬
‫يكون } عيسى { عليهم شهيدا } بما فعلوه لما بعث إليهم‬

‫(‪)130/1‬‬

‫‪ { - 160‬فبظلم } أي فبسبب ظلم { من الذين هادوا } هم اليهود { حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم } هي التي‬
‫في قوله تعالى ‪ { :‬حرمنا كل ذي ظفر } اآلية { وبصدهم } الناس { عن سبيل هللا } دينه صدا { كثيرا }‬

‫(‪)130/1‬‬

‫‪ { - 161‬وأخذهم الربا وقد نهوا عنه } في التوراة { وأكلهم أموال الناس بالباطل } بالرشا في الحكم‬
‫{ وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما } مؤلما‬

‫(‪)130/1‬‬

‫‪ { - 162‬لكن الراسخون } الثابتون { في العلم منهم } كعبد هللا بن سالم { والمؤمنون } المهاجرون‬
‫واألنصار { يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك } من الكتب { والمقيمين الصالة } نصب على المدح‬
‫وقرئ بالرفع { والمؤتون الزكاة والمؤمنون باهلل واليوم اآلخر أولئك سنؤتيهم } بالنون والياء { أجرا‬
‫عظيما } هو الجنة‬

‫(‪)130/1‬‬

‫‪ { - 163‬إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده و } كما { أوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل‬
‫وإسحاق } ابنيه { ويعقوب } ابن إسحاق { واألسباط } أوالده { وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان‬
‫وآتينا } آباه { داود زبورا } بالفتح اسم للكتاب المؤتى والضم مصدر بمعنى مزبورا اي مكتوبا‬

‫(‪)131/1‬‬
‫‪ { - 164‬و } أرسلنا { رسال قد قصصناهم عليك من قبل ورسال لم نقصصهم عليك } روي انه تعالى بعث‬
‫ثمانية آالف نبي أربعة آالف من إسرائيل وأربعة آالف من سائر الناس قاله الشيخ في سورة غافر { وكلم هللا‬
‫موسى } بال واسطة { تكليما }‬

‫(‪)131/1‬‬

‫‪ { - 165‬رسال } بدل من رسال قبله { مبشرين } بالثواب من آمن { ومنذرين } بالعقاب من كفر أرسلناهم‬
‫{ لئال يكون للناس على هللا حجة } تقال { بعد } إرسال { الرسل } إليهم فيقولوا ‪ :‬ربنا لوال أرسلت إلينا‬
‫رسوال فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين فبعثتاهم لقطع عذرهم { وكان هللا عزيزا } في ملكه { حكيما } في‬
‫صنعه‬

‫(‪)131/1‬‬

‫‪ - 166‬ونزل لما سئل اليهود عن نبوته صلى هللا عليه و سلم فأنكروه { لكن هللا يشهد } يبين نبوتك { بما‬
‫أنزل إليك } من القرآن المعجز { أنزله } ملتبسا { بعلمه } اي عالما به أو وفيه علمه { والمالئكة يشهدون }‬
‫لك أيضا { وكفى باهلل شهيدا } على ذلك‬

‫(‪)131/1‬‬

‫‪ { - 167‬إن الذين كفروا } باهلل { وصدوا } الناس { عن سبيل هللا } دين اإلسالم بكتمهم نعت محمد صلى‬
‫هللا عليه و سلم وهم اليهود { قد ضلوا ضالال بعيدا } عن الحق‬

‫(‪)131/1‬‬

‫‪ { - 168‬إن الذين كفروا } باهلل { وظلموا } نبيه بكتمان نعته { لم يكن هللا ليغفر لهم وال ليهديهم طريقا } من‬
‫الطرق‬

‫(‪)131/1‬‬
‫‪ { - 169‬إال طريق جهنم } اي الطريق المؤدي إليها { خالدين } مقدرين الخلود { فيها } إذا دخلوها { أبدا‬
‫وكان ذلك على هللا يسيرا } هينا‬

‫(‪)132/1‬‬

‫‪ { - 170‬يا أيها الناس } اي أهل مكة { قد جاءكم الرسول } محمد صلى هللا عليه و سلم { بالحق من ربكم‬
‫فآمنوا } به واقصدوا { خيرا لكم } مما انتم فيه { وإن تكفروا } به { فإن هلل ما في السماوات واألرض }‬
‫ملكا وخلقا وعبيدا فال يضره كفركم { وكان هللا عليما } بخلقه { حكيما } في صنعه بهم‬

‫(‪)132/1‬‬

‫‪ { - 171‬يا أهل الكتاب } اإلنجيل { ال تغلوا } تتجاوزوا الحد { في دينكم وال تقولوا على هللا إال } القول‬
‫{ الحق } من تنزيه عن الشريك والولد { إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول هللا وكلمته ألقاها } أوصلها هلل‬
‫{ إلى مريم وروح } اي ذو روح { منه } أضيف إليه تعالى تشريفا له وليس كما زعمتم ابن هللا أو إلها معه‬
‫أو ثالث ثالثة ألن ذا الروح مركب واإلله منزه عن التركيب وعن نسبة المركب إليه { فآمنوا باهلل ورسله وال‬
‫تقولوا } اآللهة { ثالثة } هللا وعيسى وأمه { انتهوا } عن ذلك وأتوا { خيرا لكم } منه وهو التوحيد { إنما‬
‫هللا إله واحد سبحانه } تنزيها له عن { أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في األرض } خلقا وملكا‬
‫وعبيدا والملكية تنافي النبوة { وكفى باهلل وكيال } شهيدا على ذلك‬

‫(‪)132/1‬‬

‫‪ { - 172‬لن يستنكف } يتكبر ويأنف { المسيح } الذي زعمتم أنه إله عن { أن يكون عبدا هلل وال المالئكة‬
‫المقربون } عند هللا ال يستنكفون أن يكونوا عبيدا وهذا من احسن االستطراد ذكر للرد على من زعم أنها آلهة‬
‫أو بنات هللا كما رد بما قبله على النصارى الزاعمين ذلك المقصود خطابهم { ومن يستنكف عن عبادته‬
‫ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا } في اآلخرة‬

‫(‪)132/1‬‬

‫‪ { - 173‬فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم } ثواب أعمالهم { ويزيدهم من فضله } ما ال‬
‫عين رأت وال أذن سمعت وال خطر على قلب بشر { وأما الذين استنكفوا واستكبروا } عن عبادته { فيعذبهم‬
‫عذابا أليما } مؤلما هو عذاب النار { وال يجدون لهم من دون هللا } اي غيره { وليا } يدفعه عنهم { وال‬
‫نصيرا } يمنعهم منه‬
‫(‪)133/1‬‬

‫‪ { - 174‬يا أيها الناس قد جاءكم برهان } حجة { من ربكم } عليكم وهو النبي صلى هللا عليه و سلم‬
‫{ وأنزلنا إليكم نورا مبينا } بينا وهو القرآن‬

‫(‪)133/1‬‬

‫‪ { - 175‬فأما الذين آمنوا باهلل واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا } طريقا‬
‫{ مستقيما } هو دين اإلسالم‬

‫(‪)133/1‬‬

‫‪ { - 176‬يستفتونك } في الكاللة { قل هللا يفتيكم في الكاللة إن امرؤ } مرفوع بفعل يفسره { هلك } مات‬
‫{ ليس له ولد } اي وال والد وهو الكاللة { وله أخت } من أبوين أو أب { فلها نصف ما ترك وهو } اي‬
‫األخ كذلك { يرثها } جميع ما تركت { إن لم يكن لها ولد } فان كان لها ولد ذكر فال شيء له أو أنثى فله ما‬
‫فضل من نصيبها ولو كانت األخت أو األخ من أم ففرضه السدس كما تقدم أول السورة { فإن كانتا } اي‬
‫األختان { اثنتين } اي فصاعدا ألنها نزلت في جابر وعد مات عن أخوات { فلهما الثلثان مما ترك } األخ‬
‫{ وإن كانوا } اي الورثة { إخوة رجاال ونساء فللذكر } منهم { مثل حظ األنثيين يبين هللا لكم } شرائع دينكم‬
‫ل { أن } ال { تضلوا وهللا بكل شيء عليم } ومنه الميراث روى الشيخان عن البراء أنها آخر آية نزلت اي‬
‫من الفرائض‬

‫(‪)133/1‬‬

‫سورة المائدة‬
‫[ مدنية وآياتها ‪ 120‬نزلت بعد الفتح ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود } العهود المؤكدة التي بينكم وبين هللا والناس { أحلت لكم بهيمة‬
‫األنعام } اإلبل والبقر والغنم أكال بعد الذبح { إال ما يتلى عليكم } تحريمه في { حرمت عليكم الميتة } اآلية‬
‫فاالستثناء منقطع ويجوز أن يكون متصال والتحريم لما عرض من الموت ونحوه { غير محلي الصيد وأنتم‬
‫حرم } أي محرمون ونصب غير على الحال من ضمير لكم { إن هللا يحكم ما يريد } من التحريم وغيره ال‬
‫اعتراض عليه‬

‫(‪)134/1‬‬
‫‪ { - 2‬يا أيها الذين آمنوا ال تحلوا شعائر هللا } جمع شعيرة اي معالم دينه والصيد في اإلحرام { وال الشهر‬
‫الحرام } بالقتال فيه { وال الهدي } ما أهدي إلى الحرم من النعم بالتعرض له { وال القالئد } جمع قالدة‬
‫وهي ما كان يقلد به من شجر الحرم ليأمن اي فال تتعرضوا لها وال ألصحابها { وال } تحلوا { آمين }‬
‫قاصدين { البيت الحرام } بأن تقاتلوهم { يبتغون فضال } رزقا { من ربهم } بالتجارة { ورضوانا } منه‬
‫بقصده بزعمهم الفاسد وهذا منسوخ بآية براءة { وإذا حللتم } من اإلحرام { فاصطادوا } أمر إباحة { وال‬
‫يجرمنكم } يكسبنكم { شنآن } بفتح النون وسكونها بغض { قوم } ألجل { أن صدوكم عن المسجد الحرام أن‬
‫تعتدوا } عليهم بالقتل وغيره { وتعاونوا على البر } فعل ما أمرتم به { والتقوى } بترك ما نهيتم عنه { وال‬
‫تعاونوا } فيه حذف إحدى التاءين في األصل { على اإلثم } المعاصي { والعدوان } التعدي في حدود هللا‬
‫{ واتقوا هللا } خافوا عقابه بأن تطيعوه { إن هللا شديد العقاب } لمن خالفه‬

‫(‪)134/1‬‬

‫‪ { - 3‬حرمت عليكم الميتة } اي أكلها { والدم } اي المسفوح كما في األنعام { ولحم الخنزير وما أهل لغير‬
‫هللا به } بان ذبح على اسم غيره { والمنخنقة } الميتة خنقا { والموقوذة } المقتولة ضربا { والمتردية }‬
‫الساقطة من علو إلى اسفل فماتت { والنطيحة } المقتولة بنطح أخرى لها { وما أكل السبع } منه { إال ما‬
‫ذكيتم } اي أدركتم فيه الروح من هذه األشياء فذبحتموه { وما ذبح على } اسم { النصب } جمع نصاب وهي‬
‫األصنام { وأن تستقسموا } تطلبوا القسم والحكم { باألزالم } جمع زلم بفتح الزاي وضمها مع فتح الالم قدح‬
‫بكسر القاف صغير ال ريش له وال نصل وكانت سبعة عند سادن الكعبة عليها أعالم وكانوا يحكمونها فان‬
‫أمرتهم ائتمروا وان نهتهم انتهوا { ذلكم فسق } خروج عن الطاعة ونزل يوم عرفة عام حجة الوداع { اليوم‬
‫يئس الذين كفروا من دينكم } أن ترتدوا عنه بعد طمعهم في ذلك لما رأوا من قوته { فال تخشوهم واخشون‬
‫اليوم أكملت لكم دينكم } أحكامه وفرائضه فلم ينزل بعدها حالل وال حرام { وأتممت عليكم نعمتي } بإكماله‬
‫وقيل بدخول مكة امنين { ورضيت } اي اخترت { لكم اإلسالم دينا فمن اضطر في مخمصة } مجاعة إلى‬
‫اي شيء مما حرم عليه فأكله { غير متجانف } مائل { إلثم } معصية { فإن هللا غفور } له ما أكل‬
‫{ رحيم } به في إباحته بخالف المائل إلثم اي المتلبس به كقاطع الطريق والباغي مثال فال يحل له األكل‬

‫(‪)134/1‬‬

‫‪ { - 4‬يسألونك } يا محمد { ماذا أحل لهم } من الطعام { قل أحل لكم الطيبات } المستلذات { و } صيد { ما‬
‫علمتم من الجوارح } الكواسب من الكالب والسباع والطير { مكلبين } حال من كلبت الكلب بالتشديد اي‬
‫أرسلته على الصيد { تعلمونهن } حال من ضمير مكلبين اي تؤدبونهن { مما علمكم هللا } من آداب الصيد‬
‫{ فكلوا مما أمسكن عليكم } وإن قتلته بأن لم يأكلن منه بخالف غير المعلمة فال يحل صيدها وعالمتها أن‬
‫تسترسل إذا أرسلت وتنزجر إذا زجرت وتمسك الصيد وال تأكل منه واقل ما يعرف به ثالث مرات فان أكلت‬
‫منه فليس مما امسكن على صاحبها فال يحل أكله كما في حديث الصحيحين وفيه أن صيد السهم إذا أرسل‬
‫وذكر اسم هللا عليه كصيد المعلم من الجوارح { واذكروا اسم هللا عليه } عند إرساله { واتقوا هللا إن هللا سريع‬
‫الحساب }‬
‫(‪)134/1‬‬

‫‪ { - 5‬اليوم أحل لكم الطيبات } المستلذات { وطعام الذين أوتوا الكتاب } اي ذبائح اليهود والنصارى‬
‫{ حل } حالل { لكم وطعامكم } إياهم { حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات } الحرائر { من‬
‫الذين أوتوا الكتاب من قبلكم } حل لكم أن تنكحوهن { إذا آتيتموهن أجورهن } مهورهن { محصنين }‬
‫متزوجين { غير مسافحين } معلنين بالزنا بهن { وال متخذي أخدان } منهن تسرون بالزنا بهن { ومن يكفر‬
‫باإليمان } أي يرتد { فقد حبط عمله } الصالح قبل ذلك فال يعتد به وال يثاب عليه { وهو في اآلخرة من‬
‫الخاسرين } إذا مات عليه‬

‫(‪)136/1‬‬

‫‪ { - 6‬يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم } أي أردتم القيام { إلى الصالة } وأنتم محدثون { فاغسلوا وجوهكم‬
‫وأيديكم إلى المرافق } أي معها كما بينته السنة { وامسحوا برؤوسكم } الباء لإللصاق اي ألصقوا المسح بها‬
‫من غير إسالة ماء وهو اسم جنس فيكفي اقل ما يصدق عليه وهو مسح بعض شعره وعليه الشافعي‬
‫{ وأرجلكم } بالنصب عطفا على أيديكم وبالجر على الجوار { إلى الكعبين } أي معهما كما بينته السنة وهما‬
‫العظمان الناتئان في كل رجل عند مفصل الساق والقدم والفصل بين األيدي واألرجل المغسولة بالرأس‬
‫الممسوح يفيد وجوب الترتيب في طهارة هذه األعضاء وعليه الشافعي ويؤخذ من السنة وجوب النية فيه‬
‫كغيره من العبادات { وإن كنتم جنبا فاطهروا } فاغتسلوا { وإن كنتم مرضى } مرضا يضره الماء { أو‬
‫على سفر } أي مسافرين { أو جاء أحد منكم من الغائط } أي أحدث { أو المستم النساء } سبق مثله في آية‬
‫النساء { فلم تجدوا ماء } بعد طلبه { فتيمموا } اقصدوا { صعيدا طيبا } ترابا طاهرا { فامسحوا بوجوهكم‬
‫وأيديكم } مع المرفقين { منه } بضربتين والباء لإللصاق وبينت السنة أن المراد استيعاب العضوين بالمسح‬
‫{ ما يريد هللا ليجعل عليكم من حرج } ضيق بما فرض عليكم من الوضوء والغسل والتيمم { ولكن يريد‬
‫ليطهركم } من األحداث والذنوب { وليتم نعمته عليكم } باإلسالم ببيان شرائع الدين { لعلكم تشكرون } نعمه‬

‫(‪)136/1‬‬

‫‪ { - 7‬واذكروا نعمة هللا عليكم } باإلسالم { وميثاقه } عهده { الذي واثقكم به } عاهدكم عليه { إذ قلتم }‬
‫للنبي صلى هللا عليه و سلم حين بايعتموه { سمعنا وأطعنا } في كل ما تأمر به وتنهى مما نحب ونكره‬
‫{ واتقوا هللا } في ميثاقه أن تنقضوه { إن هللا عليم بذات الصدور } بما في القلوب فبغيره أولى‬

‫(‪)137/1‬‬
‫‪ { - 8‬يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين } قائمين { هلل } بحقوقه { شهداء بالقسط } بالعدل { وال يجرمنكم }‬
‫يحملنكم { شنآن } بغض { قوم } أي الكفار { على أن ال تعدلوا } فتنالوا منهم لعداوتهم { اعدلوا } في العدو‬
‫والولي { هو } أي العدل { أقرب للتقوى واتقوا هللا إن هللا خبير بما تعملون } فيجازيكم به‬

‫(‪)137/1‬‬

‫‪ { - 9‬وعد هللا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } وعدا حسنا { لهم مغفرة وأجر عظيم } هو الجنة‬

‫(‪)137/1‬‬

‫‪ { - 10‬والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم }‬

‫(‪)137/1‬‬

‫‪ { - 11‬يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة هللا عليكم إذ هم قوم } هم قريش { أن يبسطوا } يمدوا { إليكم‬
‫أيديهم } ليفتكوا بكم { فكف أيديهم عنكم } وعصمكم مما أرادوا بكم { واتقوا هللا وعلى هللا فليتوكل‬
‫المؤمنون }‬

‫(‪)138/1‬‬

‫‪ { - 12‬ولقد أخذ هللا ميثاق بني إسرائيل } بما يذكر بعد { وبعثنا } فيه التفات عن الغيبة أقمنا { منهم اثني‬
‫عشر نقيبا } من كل سبط نقيب يكون كفيال على قومه بالوفاء بالعهد توثقة عليهم { وقال } لهم { هللا إني‬
‫معكم } بالعون والنصرة { لئن } الم قسم { أقمتم الصالة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم }‬
‫نصرتموهم { وأقرضتم هللا قرضا حسنا } باالنفاق في سبيله { ألكفرن عنكم سيئاتكم وألدخلنكم جنات تجري‬
‫من تحتها األنهار فمن كفر بعد ذلك } الميثاق { منكم فقد ضل سواء السبيل } أخطأ طريق الحق والسواء في‬
‫األصل الوسط فنقضوا الميثاق قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)138/1‬‬

‫‪ { - 13‬فبما نقضهم } ما زائدة { ميثاقهم لعناهم } أبعدناهم عن رحمتنا { وجعلنا قلوبهم قاسية } ال تلين‬
‫لقبول اإليمان { يحرفون الكلم } الذي في التوراة من نعت محمد صلى هللا عليه و سلم وغيره { عن‬
‫مواضعه } التي وضعه هللا عليها اي يبدلونه { ونسوا } تركوا { حظا } نصيبا { مما ذكروا } أمروا { به }‬
‫في التوراة من إتباع محمد { وال تزال } خطاب للنبي صلى هللا عليه و سلم { تطلع } تظهر { على خائنة }‬
‫اي خيانة { منهم } بنقض العهد وغيره { إال قليال منهم } ممن اسلم { فاعف عنهم واصفح إن هللا يحب‬
‫المحسنين } وهذا منسوخ بآية السيف‬

‫(‪)138/1‬‬

‫‪ { - 14‬ومن الذين قالوا إنا نصارى } متعلق بقوله { أخذنا ميثاقهم } كما أخذنا على بني إسرائيل اليهود‬
‫{ فنسوا حظا مما ذكروا به } في اإلنجيل من اإليمان وغيره ونقضوا الميثاق { فأغرينا } أوقعنا { بينهم‬
‫العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة } بتفرقهم واختالف أهوائهم فكل فرقة تكفر األخرى { وسوف ينبئهم هللا }‬
‫في اآلخرة { بما كانوا يصنعون } فيجازيهم عليه‬

‫(‪)138/1‬‬

‫‪ { - 15‬يا أهل الكتاب } اليهود والنصارى { قد جاءكم رسولنا } محمد { يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون }‬
‫تكتمون { من الكتاب } التوراة واإلنجيل كآية الرجم وصفته { ويعفو عن كثير } من ذلك فال يبينه إذا لم يكن‬
‫فيه مصلحة إال افتضاحكم { قد جاءكم من هللا نور } هو النبي صلى هللا عليه و سلم { وكتاب } قرآن‬
‫{ مبين } بين ظاهر‬

‫(‪)139/1‬‬

‫‪ { - 16‬يهدي به } اي بالكتاب { هللا من اتبع رضوانه } بأن آمن { سبل السالم } طرق السالمة‬
‫{ ويخرجهم من الظلمات } الكفر { إلى النور } اإليمان { بإذنه } بإرادته { ويهديهم إلى صراط مستقيم }‬
‫دين اإلسالم‬

‫(‪)139/1‬‬

‫‪ { - 17‬لقد كفر الذين قالوا إن هللا هو المسيح ابن مريم } حيث جعلوه إلها وهم اليعقوبية فرقة من النصارى‬
‫{ قل فمن يملك } اي يدفع { من } عذاب { هللا شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في األرض‬
‫جميعا } اي ال أحد يملك ذلك واو كان المسيح إلها لقدر عليه { وهلل ملك السماوات واألرض وما بينهما يخلق‬
‫ما يشاء وهللا على كل شيء } شاءه { قدير }‬

‫(‪)139/1‬‬
‫‪ { - 18‬وقالت اليهود والنصارى } أي كل منهما { نحن أبناء هللا } أي كأبنائه في القرب والمنزلة وهو كأبينا‬
‫في الرحمة والشفقة { وأحباؤه قل } لهم يا محمد { فلم يعذبكم بذنوبكم } ان صدقتم في ذلك وال يعذب األب‬
‫ولده وال الحبيب حبيبه وقد عذبكم فانتم كاذبون { بل أنتم بشر ممن } من جملة من { خلق } من البشر لكم ما‬
‫لهم وعليكم ما عليهم { يغفر لمن يشاء } المغفرة له { ويعذب من يشاء } تعذيبه ال اعتراض عليه { وهلل ملك‬
‫السماوات واألرض وما بينهما وإليه المصير } المرجع‬

‫(‪)140/1‬‬

‫‪ { - 19‬يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا } محمد { يبين لكم } شرائع الدين { على فترة } انقطاع { من‬
‫الرسل } إذ لم يكن بينه وبين عيسى رسول ومدة ذلك خمسمائة وتسع وستون سنة ل { أن } ال { تقولوا } إذا‬
‫عذبتم { ما جاءنا من } زائدة { بشير وال نذير فقد جاءكم بشير ونذير } فال عذر لكم إذا { وهللا على كل‬
‫شيء قدير } ومنه تعذيبكم إن لم تتبعوه‬

‫(‪)140/1‬‬

‫‪ { - 20‬و } اذكر { إذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة هللا عليكم إذ جعل فيكم } اي منكم { أنبياء‬
‫وجعلكم ملوكا } أصحاب خدم وحشم { وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين } من المن والسلوى وفلق البحر‬
‫وغير ذلك‬

‫(‪)140/1‬‬

‫‪ { - 21‬يا قوم ادخلوا األرض المقدسة } المطهرة { التي كتب هللا لكم } أمركم بدخولها وهي الشام { وال‬
‫ترتدوا على أدباركم } تنهزموا خوف العدو { فتنقلبوا خاسرين } في سعيكم‬

‫(‪)140/1‬‬

‫‪ { - 22‬قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين } من بقايا عاد طواال ذي قوة { وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا‬
‫منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون } لها‬

‫(‪)140/1‬‬
‫‪ { - 23‬قال } لهم { رجالن من الذين يخافون } مخالفة أمر هللا وهما يوشع وكالب من النقباء الذين بعثهم‬
‫موسى في كشف أحوال الجبابرة { أنعم هللا عليهما } بالعصمة فكتما ما اطلعا عليه من حالهم إال عن موسى‬
‫بخالف بقية النقباء فأفشوه فجبنوا { ادخلوا عليهم الباب } باب القرية وال تخشوهم فإنهم أجساد بال قلوب‬
‫{ فإذا دخلتموه فإنكم غالبون } قاال ذلك تيقنا بنصر هللا وإنجاز وعده { وعلى هللا فتوكلوا إن كنتم مؤمنين }‬

‫(‪)141/1‬‬

‫‪ { - 24‬قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتال } هم { إنا هاهنا قاعدون }‬
‫عن القتال‬

‫(‪)141/1‬‬

‫‪ { - 25‬قال } موسى حينئذ { رب إني ال أملك إال نفسي و } إال { أخي } وال أملك غيرهما فأجبرهم على‬
‫الطاعة { فافرق } فافصل { بيننا وبين القوم الفاسقين }‬

‫(‪)141/1‬‬

‫‪ { - 26‬قال } تعالى له { فإنها } اي األرض المقدسة { محرمة عليهم } أن يدخلوها { أربعين سنة يتيهون }‬
‫يتحيرون { في األرض } وهي تسعة فراسخ قاله ابن عباس { فال تأس } تحزن { على القوم الفاسقين }‬
‫روي انهم كانوا يسيرون الليل جادين فإذا اصبحوا إذا هم في الموضع الذي ابتدأوا منه ويسيرون النهار كذلك‬
‫حتى انقرضوا كلهم إال من لم يبلغ العشرين قيل ‪ :‬وكانوا ستمائة ألف ومات هارون وموسى في التيه وكان‬
‫رحمة لهما وعذابا ألولئك وسأل موسى ربه عند موته أن يدنيه من األرض المقدسة رمية بحجر فأدناه كما في‬
‫الحديث ونبئ يوشع بعد األربعين وأمر بقتال الجبار فمار بمن بقي معه وقاتلهم وكان يوم الجمعة ووقفت له‬
‫الشمس ساعة حتى فرغ من قتالهم وروى احمد في مسنده حديث [ إن الشمس لم تحبس على بشر إال ليوشع‬
‫ليالي سار إلى بيت المقدس ]‬

‫(‪)141/1‬‬

‫‪ { - 27‬واتل } يا محمد { عليهم } على قومك { نبأ } خبر { ابني آدم } هابيل وقابيل { بالحق } بأتل { إذ‬
‫قربا قربانا } إلى هللا وهو كبش لهابيل وزرع لقابيل { فتقبل من أحدهما } وهو هابيل بان نزلت نار من‬
‫السماء فأكلت قربانه { ولم يتقبل من اآلخر } وهو قابيل فغضب وأضمر الحسد في نفسه إلى أن حج آدم‬
‫{ قال } له { ألقتلنك } قال ‪ :‬لم قال لتقبل قربانك دوني { قال إنما يتقبل هللا من المتقين }‬
‫(‪)141/1‬‬

‫‪ { - 28‬لئن } الم قسم { بسطت } مددت { إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك ألقتلك إني أخاف هللا رب‬
‫العالمين } في قتلك‬

‫(‪)142/1‬‬

‫‪ { - 29‬إني أريد أن تبوء } ترجع { بإثمي } بإثم قتلي { وإثمك } الذي ارتكبته من قبل { فتكون من‬
‫أصحاب النار } وال أريد أن أبوء بإثمك إذا قتلتك فأكون منهم قال تعالى ‪ { :‬وذلك جزاء الظالمين }‬

‫(‪)142/1‬‬

‫‪ { - 30‬فطوعت } زينت { له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح } فصار { من الخاسرين } بقتله ولم يدر ما‬
‫يصنع به ألنه أول ميت على وجه األرض من بني آدم فحمله على ظهره‬

‫(‪)142/1‬‬

‫‪ { - 31‬فبعث هللا غرابا يبحث في األرض } ينبش التراب بمنقاره وبرجليه ويثيره على غراب ميت حتى‬
‫واراه { ليريه كيف يواري } يستر { سوآة } جيفة { أخيه قال يا ويلتى أعجزت } عن { أن أكون مثل هذا‬
‫الغراب فأواري سوآة أخي فأصبح من النادمين } على حمله وحفر له وواراه‬

‫(‪)142/1‬‬

‫‪ { - 32‬من أجل ذلك } الذي فعله قابيل { كتبنا على بني إسرائيل أنه } اي الشأن { من قتل نفسا بغير نفس }‬
‫قتلها { أو } بغير { فساد } أتاه { في األرض } من كفر أو زنا أو قطع طريق أو نحوه { فكأنما قتل الناس‬
‫جميعا ومن أحياها } بأن امتنع عن قتلها { فكأنما أحيا الناس جميعا } قال ابن عباس من حيث انتهاك حرمتها‬
‫وصونها { ولقد جاءتهم } اي بني إسرائيل { رسلنا بالبينات } المعجزات { ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في‬
‫األرض لمسرفون } مجاوزون الحد بالكفر والقتل وغير ذلك‬

‫(‪)142/1‬‬
‫‪ - 33‬ونزل في العرنيين لما قدموا المدينة وهم مرضى فأذن النبي صلى هللا عليه و سلم أن يخرجوا إلى اإلبل‬
‫ويشربوا من أبوالها وألبانها فلما صحوا قتلوا راعي النبي صلى هللا عليه و سلم واستاقوا اإلبل { إنما جزاء‬
‫الذين يحاربون هللا ورسوله } بمحاربة المسلمين { ويسعون في األرض فسادا } بقطع الطريق { أن يقتلوا أو‬
‫يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خالف } اي أيديهم اليمنى وأرجلهم اليسرى { أو ينفوا من األرض } أو‬
‫لترتيب األحوال فالقتل لمن قتل فقط والصلب لمن قتل واخذ المال والقطع لمن اخذ المال ولم يقتل والنفي لمن‬
‫أخاف فقط قاله ابن عباس وعليه الشافعي وأصح قوليه أن الصلب ثالثا بعد القتل وقيل قبله قليال ويلحق بالنفي‬
‫ما أشبهه في التنكيل من الحبس وغيره { ذلك } الجزاء المذكور { لهم خزي } ذل { في الدنيا ولهم في‬
‫اآلخرة عذاب عظيم } هو عذاب النار‬

‫(‪)143/1‬‬

‫‪ { - 34‬إال الذين تابوا } من المحاربين والقطاع { من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن هللا غفور } لهم ما‬
‫أتوه { رحيم } بهم عبر بذلك دون فال تحدوهم ليفيد انه ال يسقط عنه بتوبته إال حدود هللا دون حقوق اآلدميين‬
‫كذا ظهر لي ولم أر من تعرض له وهللا اعلم فإذا قتل واخذ المال بقتل ويقطع وال يصلب وهو اصح قولي‬
‫الشافعي وال تفيد توبته بعد القدرة عليه شيئا وهو اصح قوليه أيضا‬

‫(‪)143/1‬‬

‫‪ { - 35‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا } خافوا عقابه بأن تطيعوه { وابتغوا } اطلبوا { إليه الوسيلة } ما يقربكم‬
‫إليه من طاعته { وجاهدوا في سبيله } العالء دينه { لعلكم تفلحون } تفوزون‬

‫(‪)143/1‬‬

‫‪ { - 36‬إن الذين كفروا لو } ثبت { أن لهم ما في األرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة‬
‫ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم }‬

‫(‪)143/1‬‬

‫‪ { - 37‬يريدون } يتمنون { أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم } دائم‬

‫(‪)143/1‬‬
‫‪ { - 38‬والسارق والسارقة } أل فيهما موصولة مبتدأ ولشبهه بالشرط دخلت الفاء في خبره وهو { فاقطعوا‬
‫أيديهما } اي يمين كل منهما من الكوع وبينت السنة أن الذي يقطع فيه ربع دينار فصاعدا وانه إذا عاد قطعت‬
‫رجله اليسرى من مفصل القدم ثم اليد اليسرى ثم الرجل اليمنى وبعد ذلك يعزر { جزاء } نصب على‬
‫المصدر { بما كسبا نكاال } عقوبة لهما { من هللا وهللا عزيز } غالب على أمره { حكيم } في خلقه‬

‫(‪)143/1‬‬

‫‪ { - 39‬فمن تاب من بعد ظلمه } رجع عن السرقة { وأصلح } عمله { فإن هللا يتوب عليه إن هللا غفور‬
‫رحيم } في التعبير بهذا ما تقدم فال يسقط بتوبته حق اآلدمي من القطع ورد المال نعم بينت السنة أنه إن عفا‬
‫عنه قبل الرفع إلى اإلمام سقط القطع وعليه الشافعي‬

‫(‪)144/1‬‬

‫‪ { - 40‬ألم تعلم } االستفهام فيه للتقرير { أن هللا له ملك السماوات واألرض يعذب من يشاء } تعذيبه‬
‫{ ويغفر لمن يشاء } المفغرة له { وهللا على كل شيء قدير } ومنه التعذيب والمغفرة‬

‫(‪)144/1‬‬

‫‪ { - 41‬يا أيها الرسول ال يحزنك } صنع { الذين يسارعون في الكفر } يقعون فيه بسرعة اي يظهرونه إذا‬
‫وجدوا فرصة { من } للبيان { الذين قالوا آمنا بأفواههم } بألسنتهم متعلق بقالوا { ولم تؤمن قلوبهم } وهم‬
‫المنافقون { ومن الذين هادوا } قوم { سماعون للكذب } الذي افترته أحبارهم سماع قبول { سماعون } منك‬
‫{ لقوم } ألجل قوم { آخرين } من اليهود { لم يأتوك } وهم أهل خيبر زنى فيهم محصنان فكرهوا رجمهما‬
‫فبعثوا قريظة ليسألوا النبي صلى هللا عليه و سلم عن حكمهما { يحرفون الكلم } الذي في التوراة كآية الرجم‬
‫{ من بعد مواضعه } التي وضعه هللا عليها اي يبدلونه { يقولون } لمن أرسلوهم { إن أوتيتم هذا } الحكم‬
‫المحرف اي الجلد الذي أفتاكم به محمد { فخذوه } فاقبلوه { وإن لم تؤتوه } بل أفتاكم بخالفه { فاحذروا }‬
‫أن تقبلوه { ومن يرد هللا فتنته } إضالله { فلن تملك له من هللا شيئا } في دفعها { أولئك الذين لم يرد هللا أن‬
‫يطهر قلوبهم } من الكفر ولو أراده لكان { لهم في الدنيا خزي } ذل بالفضيحة والجزية { ولهم في اآلخرة‬
‫عذاب عظيم }‬

‫(‪)144/1‬‬

‫‪ - 42‬هم { سماعون للكذب أكالون للسحت } بضم الحاء وسكونها أي الحرام كالرشا { فإن جاؤوك } لتحكم‬
‫بينهم { فاحكم بينهم أو أعرض عنهم } هذا التخيير منسوخ بقوله تعالى { وأن احكم بينهم } اآلية فيجب‬
‫الحكم بينهم إذا ترافقوا إلينا وهو أصح قولي الشافعي فلو ترافعوا إلينا مع مسلم وجب إجماعا { وإن تعرض‬
‫عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت } بينهم { فاحكم بينهم بالقسط } بالعدل { إن هللا يحب المقسطين }‬
‫العادلين في الحكم أي يثيبهم‬

‫(‪)144/1‬‬

‫‪ { - 43‬وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم هللا } بالرجم استفهام تعجب اي لم يقصدوا بذلك معرفة‬
‫الحق بل ما هو أهون عليهم { ثم يتولون } يعرضون عن حكمك بالرجم الموافق لكتابهم { من بعد ذلك }‬
‫التحكيم { وما أولئك بالمؤمنين }‬

‫(‪)145/1‬‬

‫‪ { - 44‬إنا أنزلنا التوراة فيها هدى } من الضاللة { ونور } بيان لألحكام { يحكم بها النبيون } من بني‬
‫إسرائيل { الذين أسلموا } انقادوا هلل { للذين هادوا والربانيون } العلماء منهم { واألحبار } الفقهاء { بما }‬
‫أي بسبب الذي { استحفظوا } استودعوه أي استحفظهم هللا إياه { من كتاب هللا } أن يبدلوه { وكانوا عليه‬
‫شهداء } أنه حق { فال تخشوا الناس } أيها اليهود في إظهار ما عندكم من نعت محمد صلى هللا عليه و سلم‬
‫والرجم وغيرها { واخشون } في كتمانه { وال تشتروا } تستبدلوا { بآياتي ثمنا قليال } من الدنيا تأخذونه‬
‫على كتمانها { ومن لم يحكم بما أنزل هللا فأولئك هم الكافرون } به‬

‫(‪)145/1‬‬

‫‪ { - 45‬وكتبنا } فرضنا { عليهم فيها } أي التوراة { أن النفس } تقتل { بالنفس } إذا قتلتها { والعين } تفقأ‬
‫{ بالعين واألنف } يجدع { باألنف واألذن } تقطع { باألذن والسن } تقلع { بالسن } وفي قراءة بالرفع في‬
‫األربعة { والجروح } بالوجهين { قصاص } أي يقتص فيها إذا أمكن كاليد والرجل ونحو ذلك وما ال يمكن‬
‫فيه الحكومة وهذا الحكم وإن كتب عليهم فهو مقرر في شرعنا { فمن تصدق به } أي بالقصاص بأن مكن من‬
‫نفسه { فهو كفارة له } لما أتاه { ومن لم يحكم بما أنزل هللا } في القصاص وغيره { فأولئك هم الظالمون }‬

‫(‪)145/1‬‬

‫‪ { - 46‬وقفينا } اتبعنا { على آثارهم } اي النبي { بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه } قبله { من التوراة‬
‫وآتيناه اإلنجيل فيه هدى } من الضاللة { ونور } بيان لألحكام { ومصدقا } حال { لما بين يديه من‬
‫التوراة } لما فيها من األحكام { وهدى وموعظة للمتقين }‬
‫(‪)146/1‬‬

‫‪ { - 47‬و } قلنا { ليحكم أهل اإلنجيل بما أنزل هللا فيه } من األحكام وفي قراءة ينصب يحكم وكسر المه‬
‫عطفا على مفعول آتيناه { ومن لم يحكم بما أنزل هللا فأولئك هم الفاسقون }‬

‫(‪)146/1‬‬

‫‪ { - 48‬وأنزلنا إليك } يا محمد { الكتاب } القرآن { بالحق } متعلق بأنزلنا { مصدقا لما بين يديه } قبله‬
‫{ من الكتاب ومهيمنا } شاهدا { عليه } والكتاب بمعنى الكتب { فاحكم بينهم } بين أهل الكتاب إذا ترافعوا‬
‫إليك { بما أنزل هللا } إليك { وال تتبع أهواءهم } عادال { عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم } أيها األمم‬
‫{ شرعة } شريعة { ومنهاجا } طريق واضحا في الدين يمشون عليه { ولو شاء هللا لجعلكم أمة واحدة }‬
‫على شريعة واحدة { ولكن } فرقكم فرقا { ليبلوكم } ليختبركم { في ما آتاكم } من الشرائع المختلفة لينظر‬
‫المطيع منكم والعاصي { فاستبقوا الخيرات } سارعوا إليها { إلى هللا مرجعكم جميعا } بالبعث { فينبئكم بما‬
‫كنتم فيه تختلفون } من أمر الدين ويجزي كال منكم بعمله‬

‫(‪)146/1‬‬

‫‪ { - 49‬وأن احكم بينهم بما أنزل هللا وال تتبع أهواءهم واحذرهم } ل { أن } ال { يفتنوك } يضلوك { عن‬
‫بعض ما أنزل هللا إليك فإن تولوا } عن الحكم المنزل وأرادوا غيره { فاعلم أنما يريد هللا أن يصيبهم }‬
‫بالعقوبة في الدنيا { ببعض ذنوبهم } التي أتوها ومنها التولي ويجازيهم على جميعها في األخرى { وإن كثيرا‬
‫من الناس لفاسقون }‬

‫(‪)147/1‬‬

‫‪ { - 50‬أفحكم الجاهلية يبغون } بالياء والتاء يطلبون من المداهنة والميل إذا تولوا ؟ استفهام إنكاري‬
‫{ ومن } اي ال أحد { أحسن من هللا حكما لقوم } عند قوم { يوقنون } به خصوا بالذكر ألنهم الذين يتدبرونه‬

‫(‪)147/1‬‬

‫‪ { - 51‬يا أيها الذين آمنوا ال تتخذوا اليهود والنصارى أولياء } توالونهم وتوادونهم { بعضهم أولياء بعض }‬
‫التحادهم في الكفر { ومن يتولهم منكم فإنه منهم } من جملتهم { إن هللا ال يهدي القوم الظالمين } بمواالتهم‬
‫الكفار‬
‫(‪)147/1‬‬

‫‪ { - 52‬فترى الذين في قلوبهم مرض } ضعف اعتقاد كعبد هللا بن أبي المنافق { يسارعون فيهم } في‬
‫مواالتهم { يقولون } معتذرين عنها { نخشى أن تصيبنا دائرة } يدور بها الدهر علينا من جدب أو غلبة وال‬
‫يتم أمر محمد فال يميزونا قال تعالى ‪ { :‬فعسى هللا أن يأتي بالفتح } بالنصر لنبيه بإظهار دينه { أو أمر من‬
‫عنده } يهتك ستر المنافقين وافتضاحهم { فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم } من الشك ومواالة الكفار‬
‫{ نادمين }‬

‫(‪)147/1‬‬

‫‪ { - 53‬ويقول } بالرفع استئنافا بواو ودونها وبالنصب عطفا على يأتي { الذين آمنوا } لبعضهم إذا هتك‬
‫سترهم تعجبا { أهؤالء الذين أقسموا باهلل جهد أيمانهم } غاية اجتهادهم فيها { إنهم لمعكم } في الدين قال‬
‫تعالى ‪ { :‬حبطت } بطلت { أعمالهم } الصالحة { فأصبحوا } صاروا { خاسرين } الدنيا بالفضيحة‬
‫واآلخرة بالعقاب‬

‫(‪)147/1‬‬

‫‪ { - 54‬يا أيها الذين آمنوا من يرتد } بالفك واإلدغام يرجع { منكم عن دينه } إلى الكفر إخبار بما علم هللا‬
‫وقوعه وقد ارتد جماعة بعد موت النبي صلى هللا عليه و سلم { فسوف يأتي هللا } بدلهم { بقوم يحبهم‬
‫ويحبونه } قال صلى هللا عليه و سلم ‪ [ :‬هم قوم هذا وأشار إلى أبي موسى االشعري ] رواه الحاكم في‬
‫صحيحه { أذلة } عاطفين { على المؤمنين أعزة } أشداء { على الكافرين يجاهدون في سبيل هللا وال يخافون‬
‫لومة الئم } فيه كما يخاف المنافقون لوم الكفار { ذلك فضل هللا يؤتيه من يشاء وهللا واسع } كثير الفضل‬
‫{ عليم } بمن هو أهله ونزل لما قال ابن سالم يا رسول اله إن قومنا هجرونا‬

‫(‪)148/1‬‬

‫‪ { - 55‬إنما وليكم هللا ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصالة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } خاشعون أو‬
‫يصلون صالة التطوع‬

‫(‪)148/1‬‬
‫‪ { - 56‬ومن يتول هللا ورسوله والذين آمنوا } فيعينهم وينصرهم { فإن حزب هللا هم الغالبون } لنصره إياهم‬
‫أوقعه موقع فانهم بينا ألنهم من حزبه اي أتباعه‬

‫(‪)148/1‬‬

‫‪ { - 57‬يا أيها الذين آمنوا ال تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا } مهزؤا به { ولعبا من } للبيان { الذين أوتوا‬
‫الكتاب من قبلكم والكفار } المشركين بالجر والنصب { أولياء واتقوا هللا } بترك مواالتهم { إن كنتم‬
‫مؤمنين } صادقين في إيمانكم‬

‫(‪)148/1‬‬

‫‪ { - 58‬و } الذين { إذا ناديتم } دعوتم { إلى الصالة } باألذان { اتخذوها } اي الصالة { هزوا ولعبا } بأن‬
‫يستهزئوا بها ويتضاحكوا { ذلك } االتخاذ { بأنهم } اي بسبب انهم { قوم ال يعقلون }‬

‫(‪)148/1‬‬

‫‪ - 59‬ونزل لما قال اليهود للنبي صلى هللا عليه و سلم ‪ :‬بمن تؤمن من الرسل فقال ‪ { :‬باهلل وما أنزل إلينا }‬
‫اآلية فلما ذكر عيسى قالوا ‪ :‬ال نعلم دينا شرا من دينكم { قل يا أهل الكتاب هل تنقمون } تنكرون { منا إال أن‬
‫آمنا باهلل وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل } إلى األنبياء { وأن أكثركم فاسقون } عطف على أن آمنا ‪ -‬المعنى‬
‫ما تنكرون إال أيماننا ومخالفتكم في عدم قبوله المعبر عنه بالفسق الالزم عنه وليس هذا مما ينكر‬

‫(‪)149/1‬‬

‫‪ { - 60‬قل هل أنبئكم } اخبركم { بشر من } أهل { ذلك } الذي تنقمونه { مثوبة } ثوابا بمعنى جزاء { عند‬
‫هللا } هو { من لعنه هللا } أبعده عن رحمته { وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير } بالمسخ { و }‬
‫من { عبد الطاغوت } الشيطان بطاعته وراعى في منهم معنى من وفيما قبله لفظها اليهود وفي قراءة بضم‬
‫باء عبد وإضافته إلى ما بعد اسم جمع لعبد ونصبه بالعطف على القردة { أولئك شر مكانا } تمييز الن مأواهم‬
‫النار { وأضل عن سواء السبيل } طريق الحق وأصل السواء الوسط وذكر شر واضل في مقابلة قولهم ال‬
‫نعلم دينا شرا من دينكم‬

‫(‪)149/1‬‬
‫‪ { - 61‬وإذا جاؤوكم } أي منافقو اليهود { قالوا آمنا وقد دخلوا } إليكم متلبسين { بالكفر وهم قد خرجوا }‬
‫من عندكم متلبسين { به } ولم يؤمنوا { وهللا أعلم بما كانوا يكتمون } ه من النفاق‬

‫(‪)149/1‬‬

‫‪ { - 62‬وترى كثيرا منهم } أي اليهود { يسارعون } يقعون سريعا { في اإلثم } الكذب { والعدوان } الظلم‬
‫{ وأكلهم السحت } الحرام كالرشا { لبئس ما كانوا يعملون } ه عملهم هذا‬

‫(‪)149/1‬‬

‫‪ { - 63‬لوال } هال { ينهاهم الربانيون واألحبار } منهم { عن قولهم اإلثم } الكذب { وأكلهم السحت لبئس ما‬
‫كانوا يصنعون } ه ترك نهيهم‬

‫(‪)149/1‬‬

‫‪ { - 64‬وقالت اليهود } لما ضيق عليهم بتكذيبهم النبي صلى هللا عليه و سلم بعد أن كانوا أكثر الناس ماال‬
‫{ يد هللا مغلولة } مقبوضة عن إدرار الرزق علينا كنوا به عن البخل ‪ -‬قال تعالى عن ذلك ـ قال تعالى ‪:‬‬
‫{ غلت } أمسكت { أيديهم } عن فعل الخيرات دعاء عليهم { ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان } مبالغة‬
‫في الوصف بالجود وثنى اليد إلفادة الكثرة إذ غاية ما يبذله السخي من ماله أن يعطي بيديه { ينفق كيف‬
‫يشاء } من توسيع وتضييق ال اعتراض عليه { وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك } من القرآن‬
‫{ طغيانا وكفرا } لكفرهم به { وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة } فكل فرقة منهم تخالف‬
‫األخرى { كلما أوقدوا نارا للحرب } اي لحرب النبي صلى هللا عليه و سلم { أطفأها هللا } اي كلما أرادوه‬
‫ردهم { ويسعون في األرض فسادا } اي مفسدين بالمعاصي { وهللا ال يحب المفسدين } بمعنى انه يعاقبهم‬

‫(‪)149/1‬‬

‫‪ { - 65‬ولو أن أهل الكتاب آمنوا } بمحمد صلى هللا عليه و سلم { واتقوا } الكفر { لكفرنا عنهم سيئاتهم‬
‫وألدخلناهم جنات النعيم }‬

‫(‪)150/1‬‬
‫‪ { - 66‬ولو أنهم أقاموا التوراة واإلنجيل } بالعمل بما فيهما ومنه اإليمان بالنبي صلى هللا عليه و سلم { وما‬
‫أنزل إليهم } من الكتب { من ربهم ألكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم } بأن يوسع عليهم الرزق ويفيض من‬
‫كل جهة { منهم أمة } جماعة { مقتصدة } تعمل به وهم من آمن بالنبي صلى هللا عليه و سلم كعبد هللا بن‬
‫سالم وأصحابه { وكثير منهم ساء } بئس { ما } شيئا { يعملون } ه‬

‫(‪)150/1‬‬

‫‪ { - 67‬يا أيها الرسول بلغ } جميع { ما أنزل إليك من ربك } وال تكتم شيئا منه خوفا أن تنال بمكروه { وإن‬
‫لم تفعل } اي لم تبلغ جميع ما انزل إليك { فما بلغت رسالته } باإلفراد والجمع ألن كتمان بعضها ككتمان‬
‫كلها { وهللا يعصمك من الناس } أن يقتلوك وكان النبي صلى هللا عليه و سلم يحرس حتى نزلت فقال ‪:‬‬
‫[ انصرفوا فقد عصمني هللا ] رواه الحاكم { إن هللا ال يهدي القوم الكافرين }‬

‫(‪)150/1‬‬

‫‪ { - 68‬قل يا أهل الكتاب لستم على شيء } من الدين معتد به { حتى تقيموا التوراة واإلنجيل وما أنزل إليكم‬
‫من ربكم } بأن تعملوا بما فيه ومنه اإليمان بي { وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك } من القرآن‬
‫{ طغيانا وكفرا } لكفرهم به { فال تأس } تحزن { على القوم الكافرين } إن لم يؤمنوا بك اي ال تهتم بهم‬

‫(‪)151/1‬‬

‫‪ { - 69‬إن الذين آمنوا والذين هادوا } هم اليهود مبتدأ { والصابئون } فرقة منهم { والنصارى } ويبدل من‬
‫المبتدأ { من آمن } منهم { باهلل واليوم اآلخر وعمل صالحا فال خوف عليهم وال هم يحزنون } في اآلخرة‬
‫خبر المبتدأ ودال على خبر إن‬

‫(‪)151/1‬‬

‫‪ { - 70‬لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل } على اإليمان باهلل ورسله { وأرسلنا إليهم رسال كلما جاءهم رسول }‬
‫منهم { بما ال تهوى أنفسهم } من الحق كذبوه { فريقا } منهم { كذبوا وفريقا } منهم { يقتلون } كزكريا‬
‫والتعبير به دون قتلوا حكاية للحال الماضية للفاصلة‬

‫(‪)151/1‬‬
‫‪ { - 71‬وحسبوا } ظنوا { أ } ن { ال تكون } بالرفع فأن مخففة والنصب فهي ناصبة اي تقع { فتنة } عذاب‬
‫بهم على تكذيب الرجل وقتلهم { فعموا } عن الحق فلم يبصروه { وصموا } عن استماعه { ثم تاب هللا‬
‫عليهم } لما تابوا { ثم عموا وصموا } ثانيا { كثير منهم } بدل من الضمير { وهللا بصير بما يعملون }‬
‫فيجازيهم به‬

‫(‪)151/1‬‬

‫‪ { - 72‬لقد كفر الذين قالوا إن هللا هو المسيح ابن مريم } سبق مثله { وقال } لهم { المسيح يا بني إسرائيل‬
‫اعبدوا هللا ربي وربكم } فإني عبد ولست بإله { إنه من يشرك باهلل } في العبادة غيره { فقد حرم هللا عليه‬
‫الجنة } منعه أن يدخلها { ومأواه النار وما للظالمين من } زائدة { أنصار } يمنعونهم من عذاب هللا‬

‫(‪)151/1‬‬

‫‪ { - 73‬لقد كفر الذين قالوا إن هللا ثالث } آلهة { ثالثة } اي أحدها واآلخران عيسى وأمه وهم فرقة من‬
‫النصارى { وما من إله إال إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون } من التثليث ويوحدوا { ليمسن الذين كفروا }‬
‫اي ثبتوا على الكفر { منهم عذاب أليم } مؤلم وهو النار‬

‫(‪)152/1‬‬

‫‪ { - 74‬أفال يتوبون إلى هللا ويستغفرونه } مما قالوا استفهام توبيخ { وهللا غفور } لمن تاب { رحيم } به‬

‫(‪)152/1‬‬

‫‪ { - 75‬ما المسيح ابن مريم إال رسول قد خلت } مضت { من قبله الرسل } فهو يمضي مثلهم وليس بإله كما‬
‫زعموا وإال لما مضى { وأمه صديقة } مبالغة في الصدق { كانا يأكالن الطعام } كغيرهما من الناس ومن‬
‫كان كذلك ال يكون إلها لتركيبه وضعفه وما ينشأ منه من البول والغائط { أنظر } متعجبا { كيف نبين لهم‬
‫اآليات } على وحدانيتنا { ثم انظر أنى } كيف { يؤفكون } يصرفون عن الحق مع قيام البرهان‬

‫(‪)152/1‬‬

‫‪ { - 76‬قل أتعبدون من دون هللا } اي غيره { ما ال يملك لكم ضرا وال نفعا وهللا هو السميع } ألقوالكم‬
‫{ العليم } بأحوالكم واالستفهام لإلنكار‬
‫(‪)152/1‬‬

‫‪ { - 77‬قل يا أهل الكتاب } اليهود والنصارى { ال تغلوا } تجاوزوا الحد { في دينكم } غلوا { غير الحق }‬
‫بان تضعوا عيسى أو ترفعوه فوق حقه { وال تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل } بغلوهم وهم أسالفهم‬
‫{ وأضلوا كثيرا } من الناس { وضلوا عن سواء السبيل } عن طريق الحق والسواء في األصل الوسط‬

‫(‪)152/1‬‬

‫‪ { - 78‬لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود } بأن دعا عليهم فمسخوا قردة وهم أصحاب أيلة‬
‫{ وعيسى ابن مريم } بأن دعا عليهم فمسخوا خنازير وهم أصحاب المائدة { ذلك } اللعن { بما عصوا‬
‫وكانوا يعتدون }‬

‫(‪)153/1‬‬

‫‪ { - 79‬كانوا ال يتناهون } اي ال ينهى بعضهم بعضا { عن } معاودة { منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون }‬
‫فعلهم هذا‬

‫(‪)153/1‬‬

‫‪ { - 80‬ترى } يا محمد { كثيرا منهم يتولون الذين كفروا } من أهل مكة بغضا لك { لبئس ما قدمت لهم‬
‫أنفسهم } من العمل لمعادهم الموجب لهم { أن سخط هللا عليهم وفي العذاب هم خالدون }‬

‫(‪)153/1‬‬

‫‪ { - 81‬ولو كانوا يؤمنون باهلل والنبي } محمد { وما أنزل إليه ما اتخذوهم } اي الكفار { أولياء ولكن كثيرا‬
‫منهم فاسقون } خارجون عن األيمان‬

‫(‪)153/1‬‬
‫‪ { - 82‬لتجدن } يا محمد { أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا } من أهل مكة لتضاعف‬
‫كفرهم وجهلهم وانهماكهم في إتباع الهوى { ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك }‬
‫اي قرب مودتهم للمؤمنين { بأن } بسبب أن { منهم قسيسين } علماء { ورهبانا } عبادا { وأنهم ال‬
‫يستكبرون } عن إتباع الحق كما يستكبر اليهود واهل مكة نزلت في وفد النجاشي القادمين عليه من الحبشة‬
‫قرأ صلى هللا عليه و سلم سورة يس فبكوا واسلموا وقالوا ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)153/1‬‬

‫‪ { - 83‬وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول } من القرآن { ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق‬
‫يقولون ربنا آمنا } صدقنا بنبيك وكتابك { فاكتبنا مع الشاهدين } المقربين بتصديقهم‬

‫(‪)153/1‬‬

‫‪ { - 84‬و } قالوا في جواب من عيرهم باإلسالم من اليهود { ما لنا ال نؤمن باهلل وما جاءنا من الحق }‬
‫القرآن اي ال مانع لنا من اإليمان مع وجود مقتضيه { ونطمع } عطف على نؤمن { أن يدخلنا ربنا مع القوم‬
‫الصالحين } المؤمنين الجنة قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)154/1‬‬

‫‪ { - 85‬فأثابهم هللا بما قالوا جنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين } باإليمان‬

‫(‪)154/1‬‬

‫‪ { - 86‬والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم }‬

‫(‪)154/1‬‬

‫‪ - 87‬ونزل لما هم قوم من الصحابة أن يالزموا الصوم والقيام وال يقربوا النساء والطيب وال يأكلوا اللحم وال‬
‫يناموا على الفراش { يا أيها الذين آمنوا ال تحرموا طيبات ما أحل هللا لكم وال تعتدوا } تتجاوزوا أمر هللا‬
‫{ إن هللا ال يحب المعتدين }‬

‫(‪)154/1‬‬
‫‪ { - 88‬وكلوا مما رزقكم هللا حالال طيبا } مفعول والجار والمجرور قبله حال متعلق به { واتقوا هللا الذي‬
‫أنتم به مؤمنون }‬

‫(‪)154/1‬‬

‫‪ { - 89‬ال يؤاخذكم هللا باللغو } الكائن { في أيمانكم } هو ما يسبق إليه اللسان من غير قصد الحلف كقول‬
‫اإلنسان ‪ :‬ال وهللا وبلى وهللا { ولكن يؤاخذكم بما عقدتم } بالتخفيف والتشديد وفي قراءة عاقدتم { األيمان }‬
‫عليه بأن حلفتم عن قصد { فكفارته } اي اليمين إذا حنثتم فيه { إطعام عشرة مساكين } لكل مسكين مد { من‬
‫أوسط ما تطعمون } منه { أهليكم } اي اقصده واغلبه ال أعاله وال ادناه { أو كسوتهم } بما يسمى كسوة‬
‫كقميص وعمامة وازار وال يكفي دفع ما ذكر إلى مسكين واحد وعليه الشافعي { أو تحرير } عتق { رقبة }‬
‫مؤمنة كما في كفارة القتل والظهار حمال للمطلق على المقيد { فمن لم يجد } واحدا مما ذكر { فصيام ثالثة‬
‫أيام } كفارته وظاهره انه ال يشترط التتابع وعليه الشافعي { ذلك } المذكور { كفارة أيمانكم إذا حلفتم }‬
‫وحنثتم { واحفظوا أيمانكم } أن تنكثوها ما لم تكن على فعل بر أو إصالح بين الناس كما في سورة البقرة‬
‫{ كذلك } اي مثل ما بين لكم ما ذكر { يبين هللا لكم آياته لعلكم تشكرون } ه على ذلك‬

‫(‪)154/1‬‬

‫‪ { - 90‬يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر } السكر الذي يخمر العقل { والميسر } القمار { واألنصاب } األصنام‬
‫{ واألزالم } قداح االستقسام { رجس } خبيث مستقذر { من عمل الشيطان } الذي يزينه { فاجتنبوه } اي‬
‫الرجس المعبر عن هذه األشياء أن تفعلوه { لعلكم تفلحون }‬

‫(‪)155/1‬‬

‫‪ { - 91‬إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر } إذا أتيتموهما لما يحصل‬
‫فيهما من الشر والفتن { ويصدكم } باالشتغال بهما { عن ذكر هللا وعن الصالة } خصها بالذكر تعظيما لها‬
‫{ فهل أنتم منتهون } عن إتيانهما اي انتهوا‬

‫(‪)155/1‬‬

‫‪ { - 92‬وأطيعوا هللا وأطيعوا الرسول واحذروا } المعاصي { فإن توليتم } عن الطاعة { فاعلموا أنما على‬
‫رسولنا البالغ المبين } اإلبالغ البين وجزاؤكم علينا‬
‫(‪)155/1‬‬

‫‪ { - 93‬ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا } أكلوا من الخمر والميسر قبل التحريم‬
‫{ إذا ما اتقوا } المحرمات { وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا } ثبتوا على التقوى واإليمان { ثم‬
‫اتقوا وأحسنوا } العمل { وهللا يحب المحسنين } بمعنى أنه يثيبهم‬

‫(‪)155/1‬‬

‫‪ { - 94‬يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم } ليختبرنكم { هللا بشيء } يرسله لكم { من الصيد تناله } اي الصغار منه‬
‫{ أيديكم ورماحكم } الكبار منه وكان ذلك بالحديبية وهم محرمون فكانت الوحش والطير تغشاهم في رماحهم‬
‫{ ليعلم هللا } علم ظهور { من يخافه بالغيب } حال اي غائبا لم يره فيجتنب الصيد { فمن اعتدى بعد ذلك }‬
‫النهي عنه فاصطاد { فله عذاب أليم }‬

‫(‪)155/1‬‬

‫‪ { - 95‬يا أيها الذين آمنوا ال تقتلوا الصيد وأنتم حرم } محرمون بحج أو عمرة { ومن قتله منكم متعمدا‬
‫فجزاء } بالتنوين ورفع ما بعده اي فعليه جزاء هو { مثل ما قتل من النعم } اي شبهه في الخلقة وفي قراءة‬
‫بإضافة جزاء { يحكم به } اي بالمثل رجالن { ذوا عدل منكم } لهما فطنة يميزان بها أشبه األشياء به وقد‬
‫حكم ابن عباس وعمر وعلى رضي هللا عنهم في النعامة ببدنة و ابن عباس وأبو عبيدة في بقر الوحش‬
‫وحماره ببقرة و ابن عمر و ابن عوف في الظبي بشاة وحكم بهاابن عباس وعمر وغيرهما في الحمام ألنه‬
‫يشبهها في العب { هديا } حال من جزاء { بالغ الكعبة } اي يبلغ به الحرم فيذبح فيه ويتصدق به على‬
‫مساكينه وال يجوز أن يذبح حيث كان ونصبه نعتا لما قبله وإن أضيف ألن إضافته لفظية ال تفيد تعريفا فان لم‬
‫يكن للصيد مثل من النعم كالعصفور والجراد فعليه قيمته { أو } عليه { كفارة } غير الجزاء وإن وجده هي‬
‫{ طعام مساكين } من غالب قوت البلد ما يساوي قيمة الجزاء لكل مسكين مد وفي قراءة بإضافة كفارة لما‬
‫بعده وهي للبيان { أو } عليه { عدل } مثل { ذلك } الطعام { صياما } يصومه عن كل مد يوم وإن وجده‬
‫وجب ذلك عليه { ليذوق وبال } ثقل جزاء { أمره } الذي فعله { عفا هللا عما سلف } من قبل الصيد قبل‬
‫تحريمه { ومن عاد } إليه { فينتقم هللا منه وهللا عزيز } غالب على أمره { ذو انتقام } ممن عصاه وألحق‬
‫بقتله متعمدا فيما ذكر الخطأ‬

‫(‪)156/1‬‬

‫‪ { - 96‬أحل لكم } أيها الناس حالال كنتم أو محرمين { صيد البحر } أن تأكلوه وهو ما ال يعيش إال فيه‬
‫كالسمك بخالف ما يعيش فيه وفي البر كالسرطان { وطعامه } ما يقذفه ميتا { متاعا } تمتيعا { لكم }‬
‫تأكلونه { وللسيارة } المسافرين منكم يتزودونه { وحرم عليكم صيد البر } وهو ما يعيش فيه من الوحش‬
‫المأكول أن تصيدوه { ما دمتم حرما } فلو صاده محل فللمحرم أكله كما بينته السنة { واتقوا هللا الذي إليه‬
‫تحشرون }‬

‫(‪)156/1‬‬

‫‪ { - 97‬جعل هللا الكعبة البيت الحرام } المحرم { قياما للناس } يقوم به أمر دينهم بالحج إليه ودنياهم بأمن‬
‫داخله وعدم التعرض له وجبي ثمرات كل شيء إليه وفي قراءة قيما بال ألف مصدر قام غير معل { والشهر‬
‫الحرام } بمعنى األشهر الحرم ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب قياما لهم بأمنهم من القتال فيها‬
‫{ والهدي والقالئد } قياما لهم بأمن صاحبهما من التعرض له { ذلك } الجعل المذكور { لتعلموا أن هللا يعلم‬
‫ما في السماوات وما في األرض وأن هللا بكل شيء عليم } فإن جعله ذلك لجلب المصالح لكم ودفع المضار‬
‫عنكم قبل وقوعها دليل على علمه بما هو في الوجود وما هو كائن‬

‫(‪)157/1‬‬

‫‪ { - 98‬اعلموا أن هللا شديد العقاب } ألعدائه { وأن هللا غفور } ألوليائه { رحيم } بهم‬

‫(‪)157/1‬‬

‫‪ { - 99‬ما على الرسول إال البالغ } لكم { وهللا يعلم ما تبدون } تظهرون من العمل { وما تكتمون } تخفون‬
‫منه فيجازيكم به‬

‫(‪)157/1‬‬

‫‪ { - 100‬قل ال يستوي الخبيث } الحرام { والطيب } الحالل { ولو أعجبك } اي سرك { كثرة الخبيث‬
‫فاتقوا هللا } في تركه { يا أولي األلباب لعلكم تفلحون } تفوزون‬

‫(‪)157/1‬‬

‫‪ - 101‬ونزل لما اكثروا سؤاله صلى هللا عليه و سلم { يا أيها الذين آمنوا ال تسألوا عن أشياء إن تبد } تظهر‬
‫{ لكم تسؤكم } لما فيها من المشقة { وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن } في زمن النبي صلى هللا عليه و‬
‫سلم { تبد لكم } المعنى إذا سألتم عن أشياء في زمنه ينزل القرآن بإبدائها ومتى أبداها ساءتكم فال تسألوا عنها‬
‫قد { عفا هللا عنها } عن مساءلتكم فال تعودوا { وهللا غفور حليم }‬

‫(‪)157/1‬‬

‫‪ { - 102‬قد سألها } أي األشياء { قوم من قبلكم } أنبيائهم فأجيبوا ببيان أحكامها { ثم أصبحوا } صاروا‬
‫{ بها كافرين } بتركهم العمل بها‬

‫(‪)157/1‬‬

‫‪ { - 103‬ما جعل } شرع { هللا من بحيرة وال سائبة وال وصيلة وال حام } كما كان أهل الجاهلية يفعلونه‬
‫روى البخاري عن سعيد بن المسيب قال ‪ :‬البحيرة التي يمنع درها للطواغيت فال يحلبها أحد من الناس‬
‫والسائبة التي كانوا يسيبونها آللهتهم فال يحمل عليها شيء والوصيلة الناقة البكر تبكر في أول نتاج اإلبل‬
‫بأنثى ثم تثني بعد بأنثى وكانوا يسيبونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بأخرى ليس بينهما ذكر والحام فحل‬
‫اإلبل يضرب الصراب المعدودة فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت وأعفوه من أن يحمل عليه شيء وسموه‬
‫الحامي { ولكن الذين كفروا يفترون على هللا الكذب } في ذلك وفي نسبته إليه { وأكثرهم ال يعقلون } أن ذلك‬
‫افتراء ألنهم قلدوا ما فيه آباءهم‬

‫(‪)157/1‬‬

‫‪ { - 104‬وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل هللا وإلى الرسول } اي إلى حكمه من تحليل ما حرمتم { قالوا‬
‫حسبنا } كافينا { ما وجدنا عليه آباءنا } من الدين والشريعة قال تعالى ‪ { :‬أ } حسبهم ذلك { أو لو كان‬
‫آباؤهم ال يعلمون شيئا وال يهتدون } إلى الحق واالستفهام لإلنكار‬

‫(‪)158/1‬‬

‫‪ { - 105‬يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم } اي احفظوها وقوموا بصالحها { ال يضركم من ضل إذا‬
‫اهتديتم } قيل المراد ال يضركم من ضل من أهل الكتاب وقيل المراد غيرهم لحديث أبى ثعلبة الخشني ‪:‬‬
‫سألت عنها رسول هللا صلى هللا عليه و سلم فقال ‪ [ :‬إئتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت‬
‫شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة واعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك نفسك ] رواه الحاكم وغيره { إلى‬
‫هللا مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون } فيجازيكم به‬

‫(‪)158/1‬‬
‫‪ { - 106‬يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت } أي أسبابه { حين الوصية اثنان ذوا عدل‬
‫منكم } خبر بمعنى األمر أي ليشهد وإضافة شهادة لبين على االتساع وحين بدل من إذا أو ظرف لحضر { أو‬
‫آخران من غيركم } اي غير ملتكم { إن أنتم ضربتم } سافرتم { في األرض فأصابتكم مصيبة الموت‬
‫تحبسونهما } توقفونهما صفة آخران { من بعد الصالة } أي صالة العصر { فيقسمان } يحلفان { باهلل إن‬
‫ارتبتم } شككتم فيها ويقوالن { ال نشتري به } باهلل { ثمنا } عوضا نأخذه بدله من الدنيا بان نحلف به أو‬
‫نشهد كذبا ألجله { ولو كان } المقسم له أو المشهود له { ذا قربى } قرابة منا { وال نكتم شهادة هللا } التي‬
‫امرنا بها { إنا إذا } إن كتمناها { لمن األثمين }‬

‫(‪)158/1‬‬

‫‪ { - 107‬فإن عثر } اطلع بعد حلفهما { على أنهما استحقا إثما } أي فعال ما يوجبه من خيانة أو كذب في‬
‫الشهادة بأن وجد عندهما مثال ما اتهما به وادعيا أنهما ابتاعاه من الميت أو وصى لهما { فآخران يقومان‬
‫مقامهما } في توجه اليمين عليهما { من الذين استحق عليهم } الوصية وهم الورثة ويبدل من آخران‬
‫{ األوليان } بالميت اي األقربان إليه وفي قراءة األولين جمع أول صفة أو بدل من الذين { فيقسمان باهلل }‬
‫على خيانة الشاهدين ويقوالن { لشهادتنا } يميننا { أحق } اصدق { من شهادتهما } يمينهما { وما اعتدينا }‬
‫تجاوزنا الحق في اليمين { إنا إذا لمن الظالمين } المعنى ليشهد المحتضر على وصيته اثنين أو يوصي إليهما‬
‫من أهل دينه أو غيرهم إن فقدهم لسفر ونحوه فإن ارتاب الورثة فيهما فادعوا أنهما خانا بأخذ شيء أو دفعه‬
‫إلى شخص زعما أن الميت أوصى له به فليحلفا إلى آخره فإن اطلع على أمارة تكذيبهما فادعيا دافعا له حلف‬
‫أقرب الورثة على كذبهما وصدق ما ادعوه والحكم ثابت في الوصيين منسوخ في الشاهدين وكذا شهادة غير‬
‫أهل الملة منسوخة واعتبار صالة العصر للتغليظ وتخصيص الحلف في اآلية باثنين من اقرب الورثة‬
‫لخصوص الواقعة التي نزلت لها وهي ما رواه البخاري أن رجال من بني سهم خرج مع تميم الداري و عدي‬
‫بن بداء اي وهما نصرانيان فمات السهمي بأرض ليس فيها مسلم فلما قدما بتركته فقدوا جاما من فضة‬
‫مخوصا بالذهب فرفعا إلى النبي صلى هللا عليه و سلم فنزلت فأحلفهما ثم وجد الجام بمكة فقالوا ابتعناه من‬
‫تميم وعدي فنزلت اآلية الثانية فقام رجالن من أولياء السهمي فحلفا وفي رواية الترمذي فقام عمرو بن‬
‫العاص ورجل آخر منهم فحلفا وكان اقرب إليه وفي رواية فمرض فاوصى إليهما وأمرهما أن يبلغا ما ترك‬
‫أهله فلما مات أخذا الجام ودفعا إلى أهله ما بقي‬

‫(‪)158/1‬‬

‫‪ { - 108‬ذلك } الحكم المذكور من رد اليمين على الورثة { أدنى } اقرب إلى { أن يأتوا } اي الشهود أو‬
‫األوصياء { بالشهادة على وجهها } الذي تحملوها عليه من غير تحريف وال خيانة { أو } اقرب إلى أن‬
‫{ يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم } على الورثة المدعين فيحلفون على خيانتهم وكذبهم فيفتضحون‬
‫ويغرمون فال يكذبوا { واتقوا هللا } بترك الخيانة والكذب { واسمعوا } ما تؤمرون به سماع قبول { وهللا ال‬
‫يهدي القوم الفاسقين } الخارجين عن طاعته إلى سبيل الخير‬
‫(‪)159/1‬‬

‫‪ - 109‬اذكر { يوم يجمع هللا الرسل } هو يوم القيامة { فيقول } لهم توبيخا لقومهم { ماذا } اي الذي‬
‫{ أجبتم } به حين دعوتم إلى التوحيد { قالوا ال علم لنا } بذلك { إنك أنت عالم الغيوب } ما غاب عن العباد‬
‫وذهب عنهم علمه لشدة هول يوم القيامة وفزعهم ثم يشهدون على أممهم لما يسكنون‬

‫(‪)160/1‬‬

‫‪ - 110‬اذكر { إذ قال هللا يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك } بشكرها { إذ أيدتك } قويتك‬
‫{ بروح القدس } جبريل { تكلم الناس } حال من الكاف في أيدتك { في المهد } اي طفال { وكهال } يفيد‬
‫نزوله قبل الساعة ألنه رفع قبل الكهولة كما سبق في آل عمران { وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة‬
‫واإلنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة } كصورة { الطير } والكاف اسم بمعنى مثل مفعول { بإذني فتنفخ فيها‬
‫فتكون طيرا بإذني } بإرادتي { وتبرئ األكمه واألبرص بإذني وإذ تخرج الموتى } من قبورهم أحياء‬
‫{ بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك } حين هموا بقتلك { إذ جئتهم بالبينات } المعجزات { فقال الذين كفروا‬
‫منهم إن } ما { هذا } الذي جئت به { إال سحر مبين } وفي قراءة ساحر اي عيسى‬

‫(‪)160/1‬‬

‫‪ { - 111‬وإذ أوحيت إلى الحواريين } أمرتهم على لسانه { أن } اي بان { آمنوا بي وبرسولي } عيسى‬
‫{ قالوا آمنا } بهما { واشهد بأننا مسلمون }‬

‫(‪)160/1‬‬

‫‪ - 112‬اذكر { إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع } اي يفعل { ربك } وفي قراءة بالفوقانية‬
‫ويصب ما بعده اي تقدر أن تسأله { أن ينزل علينا مائدة من السماء قال } لهم عيسى { اتقوا هللا } في اقتراح‬
‫اآليات { إن كنتم مؤمنين }‬

‫(‪)160/1‬‬

‫‪ { - 113‬قالوا نريد } سؤالها من اجل { أن نأكل منها وتطمئن } تسكن { قلوبنا } بزيادة اليقين { ونعلم }‬
‫نزداد علما { أن } مخففة اي أنك { قد صدقتنا } في ادعاء النبوة { ونكون عليها من الشاهدين }‬
‫(‪)160/1‬‬

‫‪ { - 114‬قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا } اي يوم نزولها { عيدا }‬
‫نعظمه ونشرفه { ألولنا } بدل من لنا بإعادة الجار { وآخرنا } ممن يأتي بعدنا { وآية منك } على قدرتك‬
‫ونبوتي { وارزقنا } إياها { وأنت خير الرازقين }‬

‫(‪)160/1‬‬

‫‪ { - 115‬قال هللا } مستجيبا له { إني منزلها } بالتخفيف والتشديد { عليكم فمن يكفر بعد } اي بعد نزولها‬
‫{ منكم فإني أعذبه عذابا ال أعذبه أحدا من العالمين } فنزلت المالئكة بها من السماء عليها سبعة أرغفة‬
‫وسبعة أحوات فأكلوا منها حتى شبعوا قاله ابن عباس وفي حديث أنزلت المائدة من السماء خبزا ولحما فأمروا‬
‫أن ال يخونوا وال يدخروا لغد فخانوا وادخروا فمسخوا قردة وخنازير‬

‫(‪)160/1‬‬

‫‪ { - 116‬و } اذكر { إذ قال } أي يقول { هللا } لعيسى في القيامة توبيخا لقومه { يا عيسى ابن مريم أأنت‬
‫قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون هللا قال } عيسى وقد أرعد { سبحانك } تنزيها لك عما ال يليق بك‬
‫من شريك وغيره { ما يكون } ما ينبغي { لي أن أقول ما ليس لي بحق } خبر ليس ولي للتبيين { إن كنت‬
‫قلته فقد علمته تعلم ما } أخفيه { في نفسي وال أعلم ما في نفسك } اي ما تخفيه من معلوماتك { إنك أنت‬
‫عالم الغيوب }‬

‫(‪)161/1‬‬

‫‪ { - 117‬ما قلت لهم إال ما أمرتني به } وهو { أن اعبدوا هللا ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا } رقيبا أمنعهم‬
‫مما يقولون { ما دمت فيهم فلما توفيتني } قبضتني بالرفع إلى السماء { كنت أنت الرقيب عليهم } الحفيظ‬
‫ألعمالهم { وأنت على كل شيء } من قولي لهم وقولهم بعدي وغير ذلك { شهيد } مطلع عالم به‬

‫(‪)161/1‬‬

‫‪ { - 118‬إن تعذبهم } اي من أقام على الكفر منهم { فإنهم عبادك } وأنت مالكهم تتصرف فيهم كيف شئت ال‬
‫اعتراض عليك { وإن تغفر لهم } اي لمن آمن منهم { فإنك أنت العزيز } على أمره { الحكيم } في صنعه‬
‫(‪)161/1‬‬

‫‪ { - 119‬قال هللا هذا } اي يوم القيامة { يوم ينفع الصادقين } في الدنيا كعيس { صدقهم } ألنه يوم الجزاء‬
‫{ لهم جنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها أبدا رضي هللا عنهم } بطاعته { ورضوا عنه } بثوابه‬
‫{ ذلك الفوز العظيم } وال ينفع الكاذبين في الدنيا صدقهم فيه كالكفار لما يؤمنون عند رؤية العذاب‬

‫(‪)161/1‬‬

‫‪ { - 120‬هلل ملك السماوات واألرض } خزائن المطر والنبات والرزق وغيرها { وما فيهن } أتى بما تغليبا‬
‫لغير العاقل { وهو على كل شيء قدير } ومنه إثابة الصادق وتعذيب الكاذب وخص العقل ذاته فليس عليها‬
‫بقادر‬

‫(‪)161/1‬‬

‫سورة األنعام‬
‫[ مكية إال اآليات ‪ 20 :‬و ‪ 23‬و ‪ 91‬و ‪ 93‬و ‪ 114‬و ‪ 141‬و ‪ 151‬و ‪ 152‬و ‪ 153‬فمدنية وآياتها ‪] 165‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬الحمد } وهو الوصف بالجميل ثابت { هلل } وهل المراد االعالم بذلك لإليمان به أو الثناء به أوهما ؟‬
‫احتماالت أفيدها الثالث قاله الشيخ في سورة الكهف { الذي خلق السماوات واألرض } خصهما بالذكر ألنهما‬
‫اعظم المخلوقات للناظرين { وجعل } خلق { الظلمات والنور } اي كل ظلمة ونور وجمعها دونه لكثير‬
‫أسبابها وهذا من دالئل وحدانيته { ثم الذين كفروا } مع قيام هذا الدليل { بربهم يعدلون } يسوون غيره في‬
‫العبادة‬

‫(‪)162/1‬‬

‫‪ { - 2‬هو الذي خلقكم من طين } بخلق أبيكم آدم منه { ثم قضى أجال } لكم تموتون عند انتهائه { وأجل‬
‫مسمى } مضروب { عنده } لبعثكم { ثم أنتم } أيها الكفار { تمترون } تشكون في البعث بعد علمكم أنه بتدأ‬
‫خلقكم ومن قدر على االبتداء فهو على اإلعادة أقدر‬

‫(‪)162/1‬‬
‫‪ { - 3‬وهو هللا } مستحق للعبادة { في السماوات وفي األرض يعلم سركم وجهركم } ما تسرون وما‬
‫تجهرون به بينكم { ويعلم ما تكسبون } تعملون من خير وشر‬

‫(‪)162/1‬‬

‫‪ { - 4‬وما تأتيهم } اي أهل مكة { من } صلة { آية من آيات ربهم } من القرآن { إال كانوا عنها معرضين }‬

‫(‪)162/1‬‬

‫‪ { - 5‬فقد كذبوا بالحق } بالقرآن { لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء } عواقب { ما كانوا به يستهزئون }‬

‫(‪)162/1‬‬

‫‪ { - 6‬ألم يروا } في أسفارهم إلى الشام وغيرها { كم } خبرية بمعنى كثيرا { أهلكنا من قبلهم من قرن } أمة‬
‫من األمم الماضية { مكناهم } أعطيناهم مكانا { في األرض } بالقوة والسعة { ما لم نمكن } نعط { لكم }‬
‫فيه التفات عن الغيبة { وأرسلنا السماء } المطر { عليهم مدرارا } متتابعا { وجعلنا األنهار تجري من‬
‫تحتهم } تحت مساكنهم { فأهلكناهم بذنوبهم } بتكذيبهم األنبياء { وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين }‬

‫(‪)162/1‬‬

‫‪ { - 7‬ولو نزلنا عليك كتابا } مكتوبا { في قرطاس } رق كما اقترحوه { فلمسوه بأيديهم } ابلغ من عاينوه‬
‫النه أنفى للشك { لقال الذين كفروا إن } ما { هذا إال سحر مبين } تعنتا وعنادا‬

‫(‪)163/1‬‬

‫‪ { - 8‬وقالوا لوال } هال { أنزل عليه } على محمد صلى هللا عليه سلم { ملك } يصدقه { ولو أنزلنا ملكا }‬
‫كما اقترحوا فلم يؤمنوا { لقضي األمر } بهالكهم { ثم ال ينظرون } يمهلون لتوبة أو معذرة كعادة هللا فيمن‬
‫قبلهم من إهالكهم عند وجود مقترحهم إذا لم يؤمنوا‬

‫(‪)163/1‬‬
‫‪ { - 9‬ولو جعلناه } اي المنزل اليهم { ملكا لجعلناه } اي الملك { رجال } اي على صورته ليتمكنوا من‬
‫رؤيته إذ ال قوة للبشر على رؤية الملك { و } لو أنزلناه وجعلنه رجال { للبسنا } شبهنا { عليهم ما يلبسون }‬
‫على أنفسهم بأن يقولوا ما هذا إال بشر مثلكم‬

‫(‪)163/1‬‬

‫‪ { - 10‬ولقد استهزئ برسل من قبلك } فيه تسلية للنبي صلى هللا عليه سلم { فحاق } نزل { بالذين سخروا‬
‫منهم ما كانوا به يستهزئون } وهو العذاب فكذا يحيق بمن استهزأ بك‬

‫(‪)163/1‬‬

‫‪ { - 11‬قل } لهم { سيروا في األرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين } الرسل من هالكهم بالعذاب‬
‫ليعتبروا‬

‫(‪)163/1‬‬

‫‪ { - 12‬قل لمن ما في السماوات واألرض قل هلل } إن لم يقولوا ال جواب غيره { كتب على نفسه } قضى‬
‫على نفسه { الرحمة } فضال منه وفيه تلطف في دعائهم إلى األيمان { ليجمعنكم إلى يوم القيامة } ليجازيكم‬
‫بأعمالكم { ال ريب } شك { فيه الذين خسروا أنفسهم } بتعريضها للعذاب مبتدأ خبره { فهم ال يؤمنون }‬

‫(‪)163/1‬‬

‫‪ { - 13‬وله } تعالى { ما سكن } حل { في الليل والنهار } اي كل شئ فهو ربه وخالقه ومالكه { وهو‬
‫السميع } لما يقال { العليم } بما يفعل‬

‫(‪)164/1‬‬

‫‪ { - 14‬قل } لهم { أغير هللا أتخذ وليا } أعبده { فاطر السماوات واألرض } مبدعهما { وهو يطعم } يرزق‬
‫{ وال يطعم } يرزق { قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم } هلل من هذه األمة { و } قيل لي { ال تكونن من‬
‫المشركين } به‬

‫(‪)164/1‬‬
‫‪ { - 15‬قل إني أخاف إن عصيت ربي } بعبادة غيره { عذاب يوم عظيم } هو يوم القيامة‬

‫(‪)164/1‬‬

‫‪ { - 16‬من يصرف } بالبناء للمفعول اي العذاب وللفاعل اي هللا والعائد محذوف { عنه يومئذ فقد رحمه }‬
‫تعالى اي أراد له الخير { وذلك الفوز المبين } النجاة الظاهرة‬

‫(‪)164/1‬‬

‫‪ { - 17‬وإن يمسسك هللا بضر } بالء كمرض وفقر { فال كاشف } رافع { له إال هو وإن يمسسك بخير }‬
‫كصحة وغنى { فهو على كل شيء قدير } ومنه مسك به وال يقدر على رده عنك غيره‬

‫(‪)164/1‬‬

‫‪ { - 18‬وهو القاهر } القادر الذي ال يعجزه شيء مستعليا { فوق عباده وهو الحكيم } في خلقه { الخبير }‬
‫ببواطنهم كظواهرهم‬

‫(‪)164/1‬‬

‫‪ - 19‬ونزل لما قالوا للنبي صلى هللا عليه سلم ‪ :‬إئتنا بمن يشهد لك بالنبوة فإن أهل الكتاب أنكروك { قل } لهم‬
‫{ أي شيء أكبر شهادة } تمييز محول عن المبتدأ { قل هللا } إن لم يقولوه ال جواب غيره وهو { شهيد بيني‬
‫وبينكم } على صدقى { وأوحي إلي هذا القرآن ألنذركم } أخوفكم يا أهل مكة { به ومن بلغ } عطف على‬
‫ضمير أنذركم اي بلغة القرآن من اإلنس والجن { أإنكم لتشهدون أن مع هللا آلهة أخرى } استفهام انكاري‬
‫{ قل } لهم { ال أشهد } بذلك { قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون } معه من األصنام‬

‫(‪)164/1‬‬

‫‪ { - 20‬الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه } اي محمدا بنعته في كتابهم { كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا‬
‫أنفسهم } منهم { فهم ال يؤمنون } به‬
‫(‪)165/1‬‬

‫‪ { - 21‬ومن } اي ال أحد { أظلم ممن افترى على هللا كذبا } بنسبة الشريك إليه { أو كذب بآياته } القرآن‬
‫{ إنه } اي الشأن { ال يفلح الظالمون } بذلك‬

‫(‪)165/1‬‬

‫‪ { - 22‬و } اذكر { يوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا } توبيخا { أين شركاؤكم الذين كنتم‬
‫تزعمون } انهم شركاء هللا‬

‫(‪)165/1‬‬

‫‪ { - 23‬ثم لم تكن } بالتاء والياء { فتنتهم } بالنصب والرفع اي معذرتهم { إال أن قالوا } اي قولهم { وهللا‬
‫ربنا } بالجر نعت والنصب نداء { ما كنا مشركين }‬

‫(‪)165/1‬‬

‫‪ - 24‬قال تعالى { أنظر } يا محمد { كيف كذبوا على أنفسهم } بنفي الشرك عنهم { وضل } غاب { عنهم‬
‫ما كانوا يفترون } ه على هللا من شركاء‬

‫(‪)165/1‬‬

‫‪ { - 25‬ومنهم من يستمع إليك } إذا قرأت { وجعلنا على قلوبهم أكنة } أغطية ل { أن } ال { يفقهوه }‬
‫يفهموا القرآن { وفي آذانهم وقرا } صمما فال يسمعونه سماع قبول { وإن يروا كل آية ال يؤمنوا بها حتى إذا‬
‫جاؤوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن } ما { هذا } القرآن { إال أساطير } أكاذيب { األولين } كاألضاحيك‬
‫واألعاجيب جمع أسطورة بالضم‬

‫(‪)165/1‬‬
‫‪ { - 26‬وهم ينهون } الناس { عنه } عن إتباع النبي صلى هللا عليه سلم { وينأون } يتباعدون { عنه } فال‬
‫يؤمنون به وقيل ‪ :‬نزلت في أبي طالب كان ينهى عن أذاه وال يؤمن به { وإن } ما { يهلكون } بالنأي عنه‬
‫{ إال أنفسهم } ألن ضرره عليهم { وما يشعرون } بذلك‬

‫(‪)166/1‬‬

‫‪ { - 27‬ولو ترى } يا محمد { إذ وقفوا } عرضوا { على النار فقالوا يا } للتنبيه { ليتنا نرد } إلى الدنيا‬
‫{ وال نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين } برفع الفعلين استئنافا ونصبهما في جواب التمنى ورفع األول‬
‫ونصب الثاني وجواب لو رأيت أمرا عظيما‬

‫(‪)166/1‬‬

‫‪ - 28‬قال تعالى ‪ { :‬بل } لإلضراب عن إرادة اإليمان المفهوم من التمني { بدا } ظهر { لهم ما كانوا يخفون‬
‫من قبل } يكتمون بقولهم { وهللا ربنا ما كنا مشركين } بشهادة جوارحهم فتمنوا ذلك { ولو ردوا } إلى الدنيا‬
‫فرضا { لعادوا لما نهوا عنه } من الشرك { وإنهم لكاذبون } في وعدهم باإليمان‬

‫(‪)166/1‬‬

‫‪ { - 29‬وقالوا } اي منكرو البعث { إن } ما { هي } اي الحياة { إال حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين }‬

‫(‪)166/1‬‬

‫‪ { - 30‬ولو ترى إذ وقفوا } عرضوا { على ربهم } لرأيت أمرا عظيما { قال } لهم على لسان المالئكة‬
‫توبيخا { أليس هذا } البعث والحساب { بالحق قالوا بلى وربنا } إنه لحق { قال فذوقوا العذاب بما كنتم‬
‫تكفرون } به في الدنيا‬

‫(‪)166/1‬‬

‫‪ { - 31‬قد خسر الذين كذبوا بلقاء هللا } بالبعث { حتى } غاية للتكذيب { إذا جاءتهم الساعة } القيامة‬
‫{ بغتة } فجأة { قالوا يا حسرتنا } هي شدة التألم ونداؤها مجاز اي هذا أوانك فاحضري { على ما فرطنا }‬
‫قصرنا { فيها } اي الدنيا { وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم } بأن تأتيهم عند البعث في أقبح شيء‬
‫صورة وأنتنه ريحا فتركبهم { أال ساء } بئس { ما يزرون } يحملونه حملهم ذلك‬
‫(‪)166/1‬‬

‫‪ { - 32‬وما الحياة الدنيا } اي االشتغال بها { إال لعب ولهو } وأما الطاعة وما يعين عليها فمن أمور اآلخرة‬
‫{ وللدار اآلخرة } وفي قراءة ولدار اآلخرة اي الجنة { خير للذين يتقون } الشرك { أفال يعقلون } بالياء‬
‫والتاء ذلك فيؤمنون‬

‫(‪)167/1‬‬

‫‪ { - 33‬قد } للتحقيق { نعلم إنه } اي الشأن { ليحزنك الذي يقولون } لك من التكذيب { فإنهم ال يكذبونك }‬
‫في السر لعلمهم أنك صادق وفي قراءة بالتخفيف اي ال ينسبونك إلى الكذب { ولكن الظالمين } وضعه‬
‫موضع المضمر { بآيات هللا } القرآن { يجحدون } يكذبون‬

‫(‪)167/1‬‬

‫‪ { - 34‬ولقد كذبت رسل من قبلك } فيه تسلية للنبي صلى هللا عليه سلم { فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى‬
‫أتاهم نصرنا } بإهالك قومهم فاصبر حتى يأتيك النصر بإهالك قومك { وال مبدل لكلمات هللا } مواعيده‬
‫{ ولقد جاءك من نبإ المرسلين } ما يسكن به قلبك‬

‫(‪)167/1‬‬

‫‪ { - 35‬وإن كان كبر } عظم { عليك إعراضهم } عن اإلسالم لحرصك عليهم { فإن استطعت أن تبتغي‬
‫نفقا } سربا { في األرض أو سلما } مصعدا { في السماء فتأتيهم بآية } مما اقترحوا فافعل المعنى أنك ال‬
‫تستطيع ذلك فاصبر حتى يحكم هللا { ولو شاء هللا } هدايتهم { لجمعهم على الهدى } ولكن لم يشأ ذلك فلم‬
‫يؤمنوا { فال تكونن من الجاهلين } بذلك‬

‫(‪)167/1‬‬

‫‪ { - 36‬إنما يستجيب } دعاءك إلى اإليمان { الذين يسمعون } سماع تفهم واعتبار { والموتى } أي الكفار‬
‫شبههم بهم في عدم السماع { يبعثهم هللا } في اآلخرة { ثم إليه يرجعون } يردون فيجازيهم بأعمالهم‬

‫(‪)167/1‬‬
‫‪ { - 37‬وقالوا } اي كفار مكة { لوال } هال { نزل عليه آية من ربه } كالناقة والعصا والمائدة { قل } لهم‬
‫{ إن هللا قادر على أن ينزل } بالتشديد والتخفيف { آية } مما اقترحوا { ولكن أكثرهم ال يعلمون } أن نزولها‬
‫بالء عليهم لوجوب هالكهم إن جحدوها‬

‫(‪)167/1‬‬

‫‪ { - 38‬وما من } زائدة { دابة } تمشي { في األرض وال طائر يطير } في الهواء { بجناحيه إال أمم‬
‫أمثالكم } في تدبير خلقها ورزقها وأحوالها { ما فرطنا } تركنا { في الكتاب } اللوح المحفوظ { من } زائدة‬
‫{ شئ } فلم نكتبه { ثم إلى ربهم يحشرون } فيقضي بينهم للجماء من القرناء ثم يقول لهم كونوا ترابا‬

‫(‪)168/1‬‬

‫‪ { - 39‬والذين كذبوا بآياتنا } القرآن { صم } عن سماعها سماع قبول { وبكم } عن النطق بالحق { في‬
‫الظلمات } الكفر { من يشاء } إضالله { يضلله ومن يشأ } هدايته { يجعله على صراط } طريق‬
‫{ مستقيم } دين اإلسالم‬

‫(‪)168/1‬‬

‫‪ { - 40‬قل } يا محمد ألهل مكة { أرأيتكم } اخبروني { إن أتاكم عذاب هللا } في الدنيا { أو أتتكم الساعة }‬
‫القيامة المشتملة عليه بغتة { أغير هللا تدعون } ال { إن كنتم صادقين } في أن األصنام تنفعكم فادعوها‬

‫(‪)168/1‬‬

‫‪ { - 41‬بل إياه } ال غيره { تدعون } في الشدائد { فيكشف ما تدعون إليه } أن يكشفه عنكم من الضر‬
‫ونحوه { إن شاء } كشفه { وتنسون } تتركون { ما تشركون } معه من األصنام فال تدعونه‬

‫(‪)168/1‬‬

‫‪ { - 42‬ولقد أرسلنا إلى أمم من } زائدة { قبلك } رسال فكذبوهم { فأخذناهم بالبأساء } شدة الفقر‬
‫{ والضراء } المرض { لعلهم يتضرعون } يتذللون فيؤمنون‬
‫(‪)168/1‬‬

‫‪ { - 43‬فلوال } فهال { إذ جاءهم بأسنا } عذابنا { تضرعوا } أي لم يفعلوا ذلك مع قيام المقتضي له { ولكن‬
‫قست قلوبهم } فلم تلن لإليمان { وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون } من المعاصي فأصروا عليها‬

‫(‪)168/1‬‬

‫‪ { - 44‬فلما نسوا } تركوا { ما ذكروا } وعظوا وخوفوا { به } من البأساء والضراء فلم يتعظوا { فتحنا }‬
‫بالتخفيف والتشديد { عليهم أبواب كل شيء } من النعم استدراجا لهم { حتى إذا فرحوا بما أوتوا } فرح بطر‬
‫{ أخذناهم } بالعذاب { بغتة } فجأة { فإذا هم مبلسون } آيسون من كل خير‬

‫(‪)168/1‬‬

‫‪ { - 45‬فقطع دابر القوم الذين ظلموا } اي آخرهم بان استؤصلوا { والحمد هلل رب العالمين } على نصر‬
‫الرسل واهالك الكافرين‬

‫(‪)169/1‬‬

‫‪ { - 46‬قل } ألهل مكة { أرأيتم } اخبروني { إن أخذ هللا سمعكم } أصمكم { وأبصاركم } أعماكم‬
‫{ وختم } طبع { على قلوبكم } فال تعرفون شيئا { من إله غير هللا يأتيكم به } بما أخذه منكم بزعمكم { انظر‬
‫كيف نصرف } نبين { اآليات } الدالالت على وحدانيتنا { ثم هم يصدفون } يعرضون عنها فال يؤمنون‬

‫(‪)169/1‬‬

‫‪ { - 47‬قل } لهم { أرأيتكم إن أتاكم عذاب هللا بغتة أو جهرة } ليال أو نهارا { هل يهلك إال القوم الظالمون }‬
‫الكافرون اي ما يهلك إال هم‬

‫(‪)169/1‬‬
‫‪ { - 48‬وما نرسل المرسلين إال مبشرين } من آمن بالجنة { ومنذرين } من كفر بالنار { فمن آمن } بهم‬
‫{ وأصلح } عمله { فال خوف عليهم وال هم يحزنون } في اآلخرة‬

‫(‪)169/1‬‬

‫‪ { - 49‬والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون } يخرجون عن الطاعة‬

‫(‪)169/1‬‬

‫‪ { - 50‬قل } لهم { ال أقول لكم عندي خزائن هللا } التي منها يرزق { وال } إني { أعلم الغيب } ما غاب‬
‫عني ولم يوح إلي { وال أقول لكم إني ملك } من المالئكة { إن } ما { أتبع إال ما يوحى إلي قل هل يستوي‬
‫األعمى } الكافر { والبصير } المؤمن ؟ ال { أفال تتفكرون } في ذلك فتؤمنون‬

‫(‪)169/1‬‬

‫‪ { - 51‬وأنذر } خوف { به } أي القرآن { الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه } اي غيره‬
‫{ ولي } ينصرهم { وال شفيع } يشفع لهم وجملة النفي حال من ضمير يحشروا وهي محل الخوف والمراد‬
‫بهم المؤمنون العاصون { لعلهم يتقون } هللا بإقالعهم عما هم فيه وعمل الطاعات‬

‫(‪)170/1‬‬

‫‪ { - 52‬وال تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون } بعبادتهم { وجهه } تعالى ال شيئا من‬
‫أعراض الدنيا وهم الفقراء وكان المشركون طعنوا فيهم وطلبوا أن يطردهم ليجالسوه وأراد النبي صلى هللا‬
‫عليه و سلم ذلك طمعا في إسالمهم { ما عليك من حسابهم من } زائدة { شيء } إن كان باطنهم غير مرضي‬
‫{ وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم } جواب النفي { فتكون من الظالمين } إن فعلت ذلك‬

‫(‪)170/1‬‬

‫‪ { - 53‬وكذلك فتنا } ابتلينا { بعضهم ببعض } اي الشريف بالوضيع والغني بالفقير بأن قدمناه بالسبق إلى‬
‫اإليمان { ليقولوا } اي الشرفاء واألغنياء منكرين { أهؤالء } الفقراء { من هللا عليهم من بيننا } بالهداية اي‬
‫لو كان ما هم عليه هدى ما سبقونا إليه قال تعالى ‪ { :‬أليس هللا بأعلم بالشاكرين } له فيهديهم ‪ :‬بلى‬
‫(‪)170/1‬‬

‫‪ { - 54‬وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل } لهم { سالم عليكم كتب } قضى { ربكم على نفسه الرحمة‬
‫أنه } اي الشأن وفي قراءة بالفتح بدل من الرحمة { من عمل منكم سوءا بجهالة } منه حيث ارتكبه { ثم‬
‫تاب } رجع { من بعده } بعد عمله عنه { وأصلح } عمله { فإنه } اي هللا { غفور } له { رحيم } به وفي‬
‫قراءة بالفتح اي فالمغفرة له‬

‫(‪)170/1‬‬

‫‪ { - 55‬وكذلك } كما بينا ما ذكر { نفصل } نبين { اآليات } القرآن ليظهر الحق فيعمل به { ولتستبين }‬
‫تظهر { سبيل } طريق { المجرمين } فتجتنب وفي قراءة بالتحتانية وفي أخرى بالفوقانية ونصب سبيل‬
‫خطاب للنبي صلى هللا عليه و سلم‬

‫(‪)170/1‬‬

‫‪ { - 56‬قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون } تعبدون { من دون هللا قل ال أتبع أهواءكم } في عبادتها { قد‬
‫ضللت إذا } إن اتبعتها { وما أنا من المهتدين }‬

‫(‪)171/1‬‬

‫‪ { - 57‬قل إني على بينة } بيان { من ربي و } قد { كذبتم به } بربي حيث أشركتم { ما عندي ما‬
‫تستعجلون به } من العذاب { إن } ما { الحكم } في ذلك وغيره { وهللا يقضي } القضاء { الحق وهو خير‬
‫الفاصلين } الحاكمين وفي قراءة يقص اي يقول‬

‫(‪)171/1‬‬

‫‪ { - 58‬قل } لهم { لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي األمر بيني وبينكم } بأن أعجله لكم وأستريح ولكنه‬
‫عند هللا { وهللا أعلم بالظالمين } متى يعاقبهم‬

‫(‪)171/1‬‬
‫‪ { - 59‬وعنده } تعالى { مفاتح الغيب } خزائنه أو الطرق الموصلة إلى علمه { ال يعلمها إال هو } وهي‬
‫الخمسة التي في قوله { إن هللا عنده علم الساعة } اآلية كما رواه البخاري { ويعلم ما } يحدث { في البر }‬
‫القفار { والبحر } القرى التي على األنهار { وما تسقط من } زائدة { ورقة إال يعلمها وال حبة في ظلمات‬
‫األرض وال رطب وال يابس } عطف على ورقة { إال في كتاب مبين } هو اللوح المحفوظ واالستثناء بدل‬
‫اشتمال من االستثناء قبله‬

‫(‪)171/1‬‬

‫‪ { - 60‬وهو الذي يتوفاكم بالليل } يقبض أرواحكم عند النوم { ويعلم ما جرحتم } كسبتم { بالنهار ثم يبعثكم‬
‫فيه } اي النهار برد أرواحكم { ليقضى أجل مسمى } هو أجل الحياة { ثم إليه مرجعكم } بالبعث { ثم ينبئكم‬
‫بما كنتم تعملون } فيجازيكم به‬

‫(‪)171/1‬‬

‫‪ { - 61‬وهو القاهر } مستعليا { فوق عباده ويرسل عليكم حفظة } مالئكة تحصي أعمالكم { حتى إذا جاء‬
‫أحدكم الموت توفته } وفي قراءة توفاه { رسلنا } المالئكة الموكلون بقبض األرواح { وهم ال يفرطون }‬
‫يقصرون فيما يؤمرون به‬

‫(‪)172/1‬‬

‫‪ { - 62‬ثم ردوا } اي الخلق { إلى هللا موالهم } مالكهم { الحق } الثابت العدل ليجازيهم { أال له الحكم }‬
‫القضاء النافذ فيهم { وهو أسرع الحاسبين } يحاسب الخلق كلهم في قدر نصف نهار من أيام الدنيا لحديث‬
‫بذلك‬

‫(‪)172/1‬‬

‫‪ { - 63‬قل } يا محمد ألهل مكة { من ينجيكم من ظلمات البر والبحر } أهوالهما في أسفاركم حين { تدعونه‬
‫تضرعا } عالنية { وخفية } سرا تقولون { لئن } الم قسم { أنجيتنا } وفي قراءة أنجانا اي هللا { من هذه }‬
‫الظلمات والشدائد { لنكونن من الشاكرين } المؤمنين‬

‫(‪)172/1‬‬
‫‪ { - 64‬قل } لهم { هللا ينجيكم } بالتخفيف والتشديد { منها ومن كل كرب } غم سواها { ثم أنتم تشركون }‬
‫به‬

‫(‪)172/1‬‬

‫‪ { - 65‬قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم } من السماء كالحجارة والصيحة { أو من تحت‬
‫أرجلكم } كالخسف { أو يلبسكم } يخلطكم { شيعا } فرقا مختلفة األهواء { ويذيق بعضكم بأس بعض }‬
‫بالقتال قال صلى هللا عليه و سلم ‪ :‬لما نزلت [ هذا أهون وأيسر ] ولما نزل ما قبله [ أعوذ بوجهك ] رواه‬
‫البخاري وروى مسلم حديث [ سألت ربي أال يجعل بأس أمتي بينهم فمنعنيها ] وفي حديث [ لما نزلت قال أما‬
‫إنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد ] { انظر كيف نصرف } نبين لهم { اآليات } الدالالت على قدرتنا { لعلهم‬
‫يفقهون } يعلمون أن ما هم عليه باطل‬

‫(‪)172/1‬‬

‫‪ { - 66‬وكذب به } بالقرآن { قومك وهو الحق } الصدق { قل } لهم { لست عليكم بوكيل } فأجازيكم إنما‬
‫أنا منذر وأمركم إلي هللا وهذا قبل األمر بالقتال‬

‫(‪)172/1‬‬

‫‪ { - 67‬لكل نبإ } خبر { مستقر } وقت يقع فيه ويستقر ومنه عذابكم { وسوف تعلمون } تهديد لهم‬

‫(‪)172/1‬‬

‫‪ { - 68‬وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا } القرآن باالستهزاء { فأعرض عنهم } وال تجالسهم { حتى‬
‫يخوضوا في حديث غيره وإما } فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة { ينسينك } بسكون النون‬
‫والتخفيف وفتحها والتشديد { الشيطان } فقعدت معهم { فال تقعد بعد الذكرى } اي تذكرة { مع القوم‬
‫الظالمين } فيه وضع الظاهر موضع المضمر وقال المسلمون إن قمنا كلما خاضوا لم نستطع أن نجلس في‬
‫المسجد وأن نطوف فنزل ‪:‬‬

‫(‪)173/1‬‬
‫‪ { - 69‬وما على الذين يتقون } هللا { من حسابهم } اي الخائضين { من } زائدة { شيء } إذا جالسوهم‬
‫{ ولكن } عليهم { ذكرى } تذكرة لهم وموعظة { لعلهم يتقون } الخوض‬

‫(‪)173/1‬‬

‫‪ { - 70‬وذر } اترك { الذين اتخذوا دينهم } الذي كلفوه { لعبا ولهوا } باستهزائهم به { وغرتهم الحياة‬
‫الدنيا } فال تتعرض لهم وهذا قبل األمر بالقتال { وذكر } عظ { به } بالقرآن الناس ل { أن } ال { تبسل‬
‫نفس } تسلم إلى الهالك { بما كسبت } عملت { ليس لها من دون هللا } اي غيره { ولي } ناصر { وال‬
‫شفيع } يمنع عنها العذاب { وإن تعدل كل عدل } تفد كل فداء { ال يؤخذ منها } ما تفدي به { أولئك الذين‬
‫أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم } ماء بالغ نهاية الحرارة { وعذاب أليم } مؤلم { بما كانوا يكفرون }‬
‫بكفرهم‬

‫(‪)173/1‬‬

‫‪ { - 71‬قل أندعوا } أنعبد { من دون هللا ما ال ينفعنا } بعبادته { وال يضرنا } بتركها وهو األصنام { ونرد‬
‫على أعقابنا } نرجع مشركين { بعد إذ هدانا هللا } إلى اإلسالم { كالذي استهوته } أضلته { الشياطين في‬
‫األرض حيران } متحيرا ال يدري أين يذهب حال من الهاء { له أصحاب } رفقة { يدعونه إلى الهدى } اي‬
‫ليهدوه الطريق يقولون له { ائتنا } فال يجيبهم فيهلك واالستفهام لإلنكار وجملة التشبيه حال من ضمير نرد‬
‫{ قل إن هدى هللا } الذي هو االسالم { هو الهدى } وما عداه ضالل { وأمرنا لنسلم } اي بأن نسلم { لرب‬
‫العالمين }‬

‫(‪)173/1‬‬

‫‪ { - 72‬وأن } اي بان { أقيموا الصالة واتقوه } تعالى { وهو الذي إليه تحشرون } تجمعون يوم القيامة‬
‫للحساب‬

‫(‪)174/1‬‬

‫‪ { - 73‬وهو الذي خلق السماوات واألرض بالحق } اي محقا { و } اذكر { يوم يقول } للشيء { كن‬
‫فيكون } هو يوم القيامة يقول للخلق قوموا فيقوموا { قوله الحق } الصدق الواقع ال محالة { وله الملك يوم‬
‫ينفخ في الصور } القرن النفخة الثانية من اسرافيل ال ملك فيه لغيره { لمن الملك اليوم ؟ هلل } { عالم الغيب‬
‫والشهادة } ما غاب وما شوهد { وهو الحكيم } في خلقه { الخبير } بباطن األشياء كظاهرها‬
‫(‪)174/1‬‬

‫‪ { - 74‬و } اذكر { إذ قال إبراهيم ألبيه آزر } هو لقبه واسمه تارخ { أتتخذ أصناما آلهة } تعبدها استفهام‬
‫توبيخ { إني أراك وقومك } باتخاذها { في ضالل } عن الحق { مبين } بين‬

‫(‪)174/1‬‬

‫‪ { - 75‬وكذلك } كما أريناه إضالل أبيه وقومه { نري إبراهيم ملكوت } ملك { السماوات واألرض }‬
‫ليستدل به على وحدانيتنا { وليكون من الموقنين } بها وجملة وكذلك وما بعدها اعتراض وعطف على قال‬

‫(‪)174/1‬‬

‫‪ { - 76‬فلما جن } اظلم { عليه الليل رأى كوكبا } قيل هو الزهرة { قال } لقومه وكانوا نجامين { هذا‬
‫ربي } في زعمكم { فلما أفل } غاب { قال ال أحب األفلين } أن اتخذتهم أربابا ألن الرب ال يجوز عليه‬
‫التغير واالنتقال ألنهما من شأن الحوادث فلم ينجع فيهم ذلك‬

‫(‪)174/1‬‬

‫‪ { - 77‬فلما رأى القمر بازغا } طالعا { قال } لهم { هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي } يثبتني على‬
‫الهدى { ألكونن من القوم الضالين } تعريض لقومه بأنهم على ضالل فلم ينجع فيهم ذلك‬

‫(‪)174/1‬‬

‫‪ { - 78‬فلما رأى الشمس بازغة قال هذا } ذكره لتذكير خبره { ربي هذا أكبر } من الكوكب والقمر { فلما‬
‫أفلت } وقويت عليهم الحجة ولم يرجعوا { قال يا قوم إني بريء مما تشركون } باهلل من األصنام واألجرام‬
‫المحدثة المحتاجة إلى محدث فقالوا له ما تعبد ؟‬

‫(‪)175/1‬‬
‫‪ - 79‬قال { إني وجهت وجهي } قصدت بعبادتي { للذي فطر } خلق { السماوات واألرض } اي هللا‬
‫{ حنيفا } مائال إلى الدين القيم { وما أنا من المشركين } به‬

‫(‪)175/1‬‬

‫‪ { - 80‬وحاجه قومه } جادلوه في دينه وهددوه باألصنام أن تصيبه بسوء إن تركها { قال أتحاجوني }‬
‫بتشديد النون وتخفيفها بحذف إحدى النونين وهي نون الرفع عند النحاة ونون الوقاية عند القراء أتجادلونني‬
‫{ في } وحدانية { هللا وقد هدان } تعالى اليها { وال أخاف ما تشركون } ه { به } من األصنام أن تصيبني‬
‫بسوء لعدم قدرتها على شيء { إال } لكن { أن يشاء ربي شيئا } من المكروه يصيبني فيكون { وسع ربي‬
‫كل شيء علما } اي وسع علمه كل شئ { أفال تتذكرون } هذا فتؤمنون‬

‫(‪)175/1‬‬

‫‪ { - 81‬وكيف أخاف ما أشركتم } باهلل وهي ال تضر وال تنفع { وال تخافون } انتم من هللا { أنكم أشركتم‬
‫باهلل } في العبادة { ما لم ينزل به } بعبادته { عليكم سلطانا } حجة وبرهانا وهو القادر على كل شيء { فأي‬
‫الفريقين أحق باألمن } أنحن أم انتم { إن كنتم تعلمون } من األحق به ‪ :‬اي وهو نحن فاتبعوه قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)175/1‬‬

‫‪ { - 82‬الذين آمنوا ولم يلبسوا } يخلطوا { إيمانهم بظلم } اي شرك كما فسر بذلك في حديث الصحيحن‬
‫{ أولئك لهم األمن } من العذاب { وهم مهتدون }‬

‫(‪)175/1‬‬

‫‪ { - 83‬وتلك } مبتدأ ويبدل منه { حجتنا } التي احتج بها إبراهيم على وحدانية هللا من أفول الكوكب وما‬
‫بعده والخبر { آتيناها إبراهيم } أرشدناه لها حجة { على قومه نرفع درجات من نشاء } باإلضافة والتنوين‬
‫في العلم والحكمة { إن ربك حكيم } في صنعه { عليم } بخلقه‬

‫(‪)175/1‬‬
‫‪ { - 84‬ووهبنا له إسحاق ويعقوب } ابنه { كال } منهما { هدينا ونوحا هدينا من قبل } اي قبل إبراهيم‬
‫{ ومن ذريته } اي نوح { داود وسليمان } ابنه { وأيوب ويوسف } ابن يعقوب { وموسى وهارون‬
‫وكذلك } كما جزيناهم { نجزي المحسنين }‬

‫(‪)176/1‬‬

‫‪ { - 85‬وزكريا ويحي } ابنه { وعيسى } ابن مريم يفيد أن الذرية تتناول أوالد البنت { وإلياس } ابن أخي‬
‫هارون أخي موسى { كل } منهم { من الصالحين }‬

‫(‪)176/1‬‬

‫‪ { - 86‬وإسماعيل } بن إبراهيم { واليسع } الالم زائدة { ويونس ولوطا } ابن هاران أخي إبراهيم‬
‫{ وكال } منهم { فضلنا على العالمين } بالنبوة‬

‫(‪)176/1‬‬

‫‪ { - 87‬ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم } عطف على كال أو نوحا ومن للتبعيض ألن بعضهم لم يكن له ولد‬
‫وبعضهم كان في ولده كافر { واجتبيناهم } اخترناهم { وهديناهم إلى صراط مستقيم }‬

‫(‪)176/1‬‬

‫‪ { - 88‬ذلك } الدين الذي هدوا إليه { هدى هللا يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا } فرضا { لحبط‬
‫عنهم ما كانوا يعملون }‬

‫(‪)176/1‬‬

‫‪ { - 89‬أولئك الذين آتيناهم الكتاب } بمعنى الكتب { والحكم } الحكمة { والنبوة فإن يكفر بها } اي بهذه‬
‫الثالثة { هؤالء } اي أهل مكة { فقد وكلنا بها } أرصدنا لها { قوما ليسوا بها بكافرين } هم المهاجرون‬
‫واألنصار‬

‫(‪)176/1‬‬
‫‪ { - 90‬أولئك الذين هدى } هم { هللا فبهداهم } طريقهم من التوحيد والصبر { اقتده } بهاء السكت وقفا‬
‫ووصال وفي قراءة بحذفها وصال { قل } ألهل مكة { ال أسألكم عليه } اي القرآن { أجرا } تعطونيه { إن‬
‫هو } ما القرآن { إال ذكرى } عظة { للعالمين } اإلنس والجن‬

‫(‪)176/1‬‬

‫‪ { - 91‬وما قدروا } اي اليهود { هللا حق قدره } اي ما عظموه حق عظمته أو ما عرفوه حق معرفته { إذ‬
‫قالوا } للنبي صلى هللا عليه و سلم وقد خاصموه في القرآن { ما أنزل هللا على بشر من شيء قل } لهم { من‬
‫أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه } بالياء والتاء في المواضع الثالثة { قراطيس }‬
‫اي يكتبونه في دفاتر مقطعة { تبدونها } أي ما يحبون إبداؤه منها { وتخفون كثيرا } مما فيها كنعت محمد‬
‫صلى هللا عليه و سلم { وعلمتم } أيها اليهود في القرآن { ما لم تعلموا أنتم وال آباؤكم } من التوراة ببيان ما‬
‫التبس عليكم واختلفتم فيه { قل هللا } أنزله إن لم يقولوه ال جواب غيره { ثم ذرهم في خوضهم } باطلهم‬
‫{ يلعبون }‬

‫(‪)177/1‬‬

‫‪ { - 92‬وهذا } القرآن { كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه } قبله من الكتب { ولتنذر } بالتاء والياء‬
‫عطف على معنى ما قبله اي أنزلناه للبركة والتصديق ولتنذر به { أم القرى ومن حولها } اي أهل مكة‬
‫وسائر الناس { والذين يؤمنون باآلخرة يؤمنون به وهم على صالتهم يحافظون } خوفا من عقابها‬

‫(‪)177/1‬‬

‫‪ { - 93‬ومن } اي ال أحد { أظلم ممن افترى على هللا كذبا } بادعاء النبوة ولم ينبأ { أو قال أوحي إلي ولم‬
‫يوح إليه شيء } نزلت في مسيلمة { ومن قال سأنزل مثل ما أنزل هللا } وهم المستهزئون قالوا لو نشاء لقلنا‬
‫مثل هذا { ولو ترى } يا محمد { إذ الظالمون } المذكورون { في غمرات } سكرات { الموت والمالئكة‬
‫باسطوا أيديهم } إليهم بالضرب والتعذيب يقولون لهم تعنيفا { أخرجوا أنفسكم } إلينا لنقبضها { اليوم تجزون‬
‫عذاب الهون } اله وان { بما كنتم تقولون على هللا غير الحق } بدعوى النبوة واإليحاء كذبا { وكنتم عن آياته‬
‫تستكبرون } تتكبرون عن اإليمان بها وجواب لو لرأيت أمرا فظيعا‬

‫(‪)177/1‬‬
‫‪ { - 94‬و } يقال لهم إذا بعثوا { لقد جئتمونا فرادى } منفردين عن األهل والمال والولد { كما خلقناكم أول‬
‫مرة } اي حفاة عراة غرال { وتركتم ما خولناكم } اعطيناكم من األموال { وراء ظهوركم } في الدنيا بغير‬
‫اختياركم { و } يقال لهم توبيخا { ما نرى معكم شفعاءكم } األصنام { الذين زعمتم أنهم فيكم } اي في‬
‫استحقاق عبادتكم { شركاء } هلل { لقد تقطع بينكم } وصلكم اي تشتت جمعكم وفي قراءة بالنصب ظرف اي‬
‫وصلكم بينكم { وضل } ذهب { عنكم ما كنتم تزعمون } في الدنيا من شفاعتها‬

‫(‪)178/1‬‬

‫‪ { - 95‬إن هللا فالق } شاق { الحب } عن النبات { والنوى } عن النخل { يخرج الحي من الميت }‬
‫كاإلنسان والطائر من النطفة والبيضة { ومخرج الميت } النطفة والبيضة { من الحي ذلكم } الفالق المخرج‬
‫{ هللا فأنى تؤفكون } فكيف تصرفون عن اإليمان مع قيام البرهان‬

‫(‪)178/1‬‬

‫‪ { - 96‬فالق اإلصباح } مصدر بمعنى الصبح اي شاق عمود الصبح وهو أول ما يبدو من نور النهار عن‬
‫ظلمة الليل { وجعل الليل سكنا } تسكن فيه الخلق من التعب { والشمس والقمر } بالنصب عطفا على محل‬
‫الليل { حسبانا } حسابا لألوقات أو الباء محذوفة وهو حال من مقدر اي يجريان بحسبان كما في آية الرحمن‬
‫{ ذلك } المذكور { تقدير العزيز } في ملكه { العليم } بخلقه‬

‫(‪)178/1‬‬

‫‪ { - 97‬وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر } في األسفار { قد فصلنا } بينا‬
‫{ اآليات } الدالالت على قدرتنا { لقوم يعلمون } يتدبرون‬

‫(‪)178/1‬‬

‫‪ { - 98‬وهو الذي أنشأكم } خلقكم { من نفس واحدة } هي آدم { فمستقر } منكم في الرحم { ومستودع }‬
‫منكم في الصلب وفي قراءة بفتح القاف اي مكان قرار لكم { قد فصلنا اآليات لقوم يفقهون } ما يقال لهم‬

‫(‪)179/1‬‬
‫‪ { - 99‬وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا } فيه التفات عن الغيبة { به } بالماء { نبات كل شيء }‬
‫ينبت { فأخرجنا منه } اي النبات شيئا { خضرا } بمعنى اخضر { نخرج منه } من الخضر { حبا‬
‫متراكبا } يركب بعضه بعضا كسنابل الحنطة ونحوها { ومن النخل } خبر ويبدل منه { من طلعها } أول ما‬
‫يخرج منها والمبتدأ { قنوان } عراجين { دانية } قريب بعضها من بعض { و } أخرجنا به { جنات }‬
‫بساتين { من أعناب والزيتون والرمان مشتبها } ورقهما حال { وغير متشابه } ثمرها { انظروا } يا‬
‫مخاطبون نظر اعتبار { إلى ثمره } بفتح الثاء والميم وبضمهما وهو جمع ثمرة كشجرة وشجر وخشبة‬
‫وخشب { إذا أثمر } أول ما يبدوا كيف هو { و } إلى { ينعه } نضجه إذا أدرك كيف يعود { إن في ذلكم‬
‫آليات } دالالت على قدرته تعالى على البعث وغيره { لقوم يؤمنون } خصوا بالذكر ألنهم المنتفعون بها في‬
‫اإليمان بخالف الكافرين‬

‫(‪)179/1‬‬

‫‪ { - 100‬وجعلوا هلل } مفعول ثان { شركاء } مفعول أول ويبدل منه { الجن } حيث أطاعوهم في عبادة‬
‫األوثان { و } قد { خلقهم } فكيف يكونون شركاء { وخرقوا } بالتخفيف والتشديد اي اختلقوا { له بنين‬
‫وبنات بغير علم } حيث قالوا عزير ابن هللا والمالئكة بنات هللا { سبحانه } تنزيها له { وتعالى عما‬
‫يصفون } بأن له ولدا‬

‫(‪)179/1‬‬

‫‪ - 101‬هو { بديع السماوات واألرض } مبدعهما من غير مثال سبق { أنى } كيف { يكون له ولد ولم تكن‬
‫له صاحبة } زوجة { وخلق كل شيء } من شأنه أن يخلق { وهو بكل شيء عليم }‬

‫(‪)179/1‬‬

‫‪ { - 102‬ذلكم هللا ربكم ال إله إال هو خالق كل شيء فاعبدوه } وحدوه { وهو على كل شيء وكيل } حفيظ‬

‫(‪)180/1‬‬

‫‪ { - 103‬ال تدركه األبصار } اي ال تراه وهذا مخصوص لرؤية المؤمنين له في اآلخرة لقوله تعالى ‪:‬‬
‫{ وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة } وحديث الشيخين [ إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر ]‬
‫وقيل المراد ال تحيط به { وهو يدرك األبصار } اي يراها وال تراه وال يجوز في غيره أن يدرك البصر وهو‬
‫ال يدركه أو يحيط به علما { وهو اللطيف } بأوليائه { الخبير } بهم‬
‫(‪)180/1‬‬

‫‪ - 104‬قل يا محمد لهم ‪ { :‬قد جاءكم بصائر } حجج { من ربكم فمن أبصر } ها فآمن { فلنفسه } أبصر الن‬
‫ثواب إبصاره له { ومن عمي } عنها فضل { فعليها } وبال إضالله { وما أنا عليكم بحفيظ } رقيب‬
‫ألعمالكم إنما أنا نذير‬

‫(‪)180/1‬‬

‫‪ { - 105‬وكذلك } كما بينا ما ذكر { نصرف } نبين { اآليات } ليعتبروا { وليقولوا } اي الكفار في عاقبة‬
‫األمر { درست } ذاكرت أهل الكتاب وفي قراءة درست اي كتب الماضين وجئت بهذا منها { ولنبينه لقوم‬
‫يعلمون }‬

‫(‪)180/1‬‬

‫‪ { - 106‬اتبع ما أوحي إليك من ربك } اي القرآن { ال إله إال هو وأعرض عن المشركين }‬

‫(‪)180/1‬‬

‫‪ { - 107‬ولو شاء هللا ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا } رقيبا فنجازيهم بأعمالهم { وما أنت عليهم‬
‫بوكيل } فتجبرهم على اإليمان وهذا قبل األمر بالقتال‬

‫(‪)180/1‬‬

‫‪ { - 108‬وال تسبوا الذين يدعون } هم { من دون هللا } اي األصنام { فيسبوا هللا عدوا } اعتداء وظلما‬
‫{ بغير علم } اي جهال منهم باهلل { كذلك } كما زينا لهؤالء ما هم عليه { زينا لكل أمة عملهم } من الخير‬
‫والشر فأتوه { ثم إلى ربهم مرجعهم } في اآلخرة { فينبئهم بما كانوا يعملون } فيجازيهم به‬

‫(‪)180/1‬‬
‫‪ { - 109‬وأقسموا } اي كفار مكة { باهلل جهد أيمانهم } اي غاية اجتهادهم فيها { لئن جاءتهم آية } مما‬
‫اقترحوا { ليؤمنن بها قل } لهم { إنما اآليات عند هللا } ينزلها كما يشاء وانما أنا نذير { وما يشعركم }‬
‫يدريكم بإيمانهم إذا جاءت ‪ :‬اي انتم ال تدرون ذلك { أنها إذا جاءت ال يؤمنون } لما سبق في علمي وفي‬
‫قراءة بالتاء خطابا للكفار وفي أخرى بفتح أن بمعنى لعل أو معمولة لما قبلها‬

‫(‪)181/1‬‬

‫‪ { - 110‬ونقلب أفئدتهم } نحول قلوبهم عن الحق فال يفهمونه { وأبصارهم } عنه فال يبصرونه فال يؤمنون‬
‫{ كما لم يؤمنوا به } اي بما انزل من اآليات { أول مرة ونذرهم } نتركهم { في طغيانهم } ضاللهم‬
‫{ يعمهون } يترددون متحيرين‬

‫(‪)181/1‬‬

‫‪ { - 111‬ولو أننا نزلنا إليهم المالئكة وكلمهم الموتى } كما اقترحوا { وحشرنا } جمعنا { عليهم كل شيء‬
‫قبال } بضمتين جمع قبيل اي فوجا فوجا وبكسر القاف وفتح الباء اي معاينة فشهدوا بصدقك { ما كانوا‬
‫ليؤمنوا } لما سبق في علم هللا { إال } لكن { أن يشاء هللا } إيمانهم فيؤمنوا { ولكن أكثرهم يجهلون } ذلك‬

‫(‪)181/1‬‬

‫‪ { - 112‬وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا } كما جعلنا هؤالء أعداءك ويبدل منه { شياطين } مردة { اإلنس‬
‫والجن يوحي } يوسوس { بعضهم إلى بعض زخرف القول } مموهه من الباطل { غرورا } اي ليغروهم‬
‫{ ولو شاء ربك ما فعلوه } اي اإليحاء المذكور { فذرهم } دع الكفار { وما يفترون } من الكفر وغيره مما‬
‫زين لهم وهذا قبل األمر بالقتال‬

‫(‪)181/1‬‬

‫‪ { - 113‬ولتصغى } عطف على غرورا أي تميل { إليه } أي الزخرف { أفئدة } قلوب { الذين ال يؤمنون‬
‫باآلخرة وليرضوه وليقترفوا } يكتسبوا { ما هم مقترفون } من الذنوب فيعقبوا عليه‬

‫(‪)182/1‬‬
‫‪ - 114‬ونزل لما طلبوا من النبي صلى هللا عليه و سلم أن يجعل بينه وبينهم حكما قل { أفغير هللا أبتغي }‬
‫اطلب { حكما } قاضيا بيني وبينكم { وهو الذي أنزل إليكم الكتاب } القرآن { مفصال } مبينا فيه الحق من‬
‫الباطل { والذين آتيناهم الكتاب } التوراة كعبد هللا بن سالم واصحابه { يعلمون أنه منزل } بالتخفيف‬
‫والتشديد { من ربك بالحق فال تكونن من الممترين } الشاكين فيه والمراد بذلك التقرير للكفار أنه حق‬

‫(‪)182/1‬‬

‫‪ { - 115‬وتمت كلمة ربك } باألحكام والمواعيد { صدقا وعدال } تمييز { ال مبدل لكلماته } بنقص أو خلف‬
‫{ وهو السميع } لما يقال { العليم } بما يفعل‬

‫(‪)182/1‬‬

‫‪ { - 116‬وإن تطع أكثر من في األرض } اي الكفار { يضلوك عن سبيل هللا } دينه { إن } ما { يتبعون إال‬
‫الظن } في مجادلتهم لك في أمر الميتة إذ قالوا ما قتل هللا أحق أن تأكلوه مما قتلتم { وإن } ما { هم إال‬
‫يخرصون } يكذبون في ذلك‬

‫(‪)182/1‬‬

‫‪ { - 117‬إن ربك هو أعلم } اي عالم { من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } فيجازي كال منهم‬

‫(‪)182/1‬‬

‫‪ { - 118‬فكلوا مما ذكر اسم هللا عليه } اي ذبح على اسمه { إن كنتم بآياته مؤمنين }‬

‫(‪)182/1‬‬

‫‪ { - 119‬وما لكم أ } ن { أن ال تأكلوا مما ذكر اسم هللا عليه } من الذبائح { وقد فصل } بالبناء للمفعول‬
‫وللفاعل في الفعلين { لكم ما حرم عليكم } في آية { حرمت عليكم الميتة } { إال ما اضطررتم إليه } منه‬
‫فهو أيضا حالل لكم ‪ -‬المعنى ال مانع لكم من أكل ما ذكر وقد بين لكم المحرم أكله وهذا ليس منه ‪ { -‬وإن‬
‫كثيرا ليضلون } بفتح الياء وضمها { بأهوائهم } بما تهواه أنفسهم من تحليل الميتة وغيرها { بغير علم }‬
‫يعتمدونه في ذلك { إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } المتجاوزين‬
‫(‪)182/1‬‬

‫‪ { - 120‬وذروا } اتركوا { ظاهر اإلثم وباطنه } عالنيته وسره واإلثم قيل الزنا وقيل كل معصية { إن‬
‫الذين يكسبون اإلثم سيجزون } في اآلخرة { بما كانوا يقترفون } يكتسبون‬

‫(‪)183/1‬‬

‫‪ { - 121‬وال تأكلوا مما لم يذكر اسم هللا عليه } بأن مات أو ذبح على اسم غيره وإال فما ذبحه المسلم ولم يسم‬
‫فيه عمدا أو نسيانا فهو حالل قاله ابن عباس وعليه الشافعي { وإنه } اي األكل منه { لفسق } خروج عما‬
‫يحل { وإن الشياطين ليوحون } يوسوسون { إلى أوليائهم } الكفار { ليجادلوكم } في تحليل الميتة { وإن‬
‫أطعتموهم } فيه { إنكم لمشركون }‬

‫(‪)183/1‬‬

‫‪ - 122‬ونزل في أبي جهل وغيره ‪ { :‬أو من كان ميتا } بالكفر { فأحييناه } بالهدى { وجعلنا له نورا يمشي‬
‫به في الناس } يتبصر به الحق من غيره وهو اإليمان { كمن مثله } مثل زائدة اي كمن هو { في الظلمات‬
‫ليس بخارج منها } وهو الكافر ؟ ال { كذلك } كما زين للمؤمنين اإليمان { زين للكافرين ما كانوا يعملون }‬
‫من الكفر والمعاصي‬

‫(‪)183/1‬‬

‫‪ { - 123‬وكذلك } كما جعلنا فساق مكة أكابرها { جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها } بالصد‬
‫عن اإليمان { وما يمكرون إال بأنفسهم } الن وباله عليهم { وما يشعرون } بذلك‬

‫(‪)183/1‬‬

‫‪ { - 124‬وإذا جاءتهم } اي أهل مكة { آية } على صدق النبي صلى هللا عليه و سلم { قالوا لن نؤمن } به‬
‫{ حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل هللا } من الرسالة والوحي إلينا ألنا اكثر ماال واكبر سنا قال تعالى ‪ { :‬هللا‬
‫أعلم حيث يجعل رسالته } بالجمع واإلفراد وحيث مفعول به لفعل دل عليه اعلم ‪ :‬اي يعلم الموضع الصالح‬
‫لوضعها فيه فيضعها وهؤالء ليسوا أهال لها { سيصيب الذين أجرموا } بقولهم ذلك { صغار } ذل { عند هللا‬
‫وعذاب شديد بما كانوا يمكرون } أي بسبب مكرهم‬
‫(‪)183/1‬‬

‫‪ { - 125‬فمن يرد هللا أن يهديه يشرح صدره لإلسالم } بأن يقذف في قلبه نورا فينفسح له ويقبله كما ورد في‬
‫حديث { ومن يرد } هللا { أن يضله يجعل صدره ضيقا } بالتخفيف والتشديد عن قبوله { حرجا } شديد‬
‫الضيق بكسر الراء صفة وفتحها مصدر وصف فيه مبالغة { كأنما يصعد } وفي قراءة يصاعد وفيهما إدغام‬
‫التاء في األصل في الصاد وفي أخرى بسكونها { في السماء } إذا كلف اإليمان لشدته عليه { كذلك } الجعل‬
‫{ يجعل هللا الرجس } العذاب أو الشيطان اي يسلطه { على الذين ال يؤمنون }‬

‫(‪)184/1‬‬

‫‪ { - 126‬وهذا } الذي أنت عليه يا محمد { صراط } طريق { ربك مستقيما } ال عوج فيه ونصبه على‬
‫الحال المؤكد للجملة والعامل فيها معنى اإلشارة { قد فصلنا } بينا { اآليات لقوم يذكرون } فيه إدغام التاء‬
‫في األصل في الذال اي يتعظون وخصوا بالذكر ألنهم المنتفعون‬

‫(‪)184/1‬‬

‫‪ { - 127‬لهم دار السالم } اي السالمة وهي الجنة { عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون }‬

‫(‪)184/1‬‬

‫‪ { - 128‬و } اذكر { يوم نحشرهم } بالنون والياء أي هللا الخلق { جميعا } ويقال لهم { يا معشر الجن قد‬
‫استكثرتم من اإلنس } بإغوائكم { وقال أولياؤهم } الذين أطاعوهم { من اإلنس ربنا استمتع بعضنا ببعض }‬
‫انتفع اإلنس بتزيين الجن لهم الشهوات والجن بطاعة اإلنس لهم { وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا } وهو يوم‬
‫القيامة وهذا تحسر منهم { قال } تعالى لهم على لسان المالئكة ‪ { :‬النار مثواكم } مأواكم { خالدين فيها إال‬
‫ما شاء هللا } من األوقات التي يخرجون فيها لشرب الحميم فإنه خارجها كما قال تعالى { ثم إن مرجعهم إللى‬
‫الجحيم } وعن ابن عباس انه فيمن علم هللا أنهم يؤمنون فما بمعنى من { إن ربك حكيم } في صنعه { عليم }‬
‫بخلقه‬

‫(‪)184/1‬‬

‫‪ { - 129‬وكذلك } كما متعنا عصاة اإلنس والجن ببعض { نولي } من الوالية { بعض الظالمين بعضا } اي‬
‫على بعض { بما كانوا يكسبون } من المعاصي‬
‫(‪)185/1‬‬

‫‪ { - 130‬يا معشر الجن واإلنس ألم يأتكم رسل منكم } اي من مجموعكم اي بعضكم الصادق باإلنس أو رسل‬
‫الجن نذرهم الذين يسمعون كالم الرسل فيبلغون قومهم { يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا‬
‫شهدنا على أنفسنا } اي قد بلغنا قال تعالى { وغرتهم الحياة الدنيا } فلم يؤمنوا { وشهدوا على أنفسهم أنهم‬
‫كانوا كافرين }‬

‫(‪)185/1‬‬

‫‪ { - 131‬ذلك } اي إرسال الرسل { أن } الالم مقدرة وهي مخففة اي ألنه { لم يكن ربك مهلك القرى‬
‫بظلم } منها { وأهلها غافلون } لم يرسل إليهم رسول يبين لهم ؟‬

‫(‪)185/1‬‬

‫‪ { - 132‬ولكل } من العاملين { درجات } جزاء { مما عملوا } من خير وشر { وما ربك بغافل عما‬
‫يعملون } بالياء والتاء‬

‫(‪)185/1‬‬

‫‪ { - 133‬وربك الغني } عن خلقه وعبادتهم { ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم } يا أهل مكة باإلهالك { ويستخلف‬
‫من بعدكم ما يشاء } من الخلق { كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين } أذهبهم ولكنه أبقاكم رحمة لكم‬

‫(‪)185/1‬‬

‫‪ { - 134‬إنما توعدون } من الساعة والعذاب { آلت } ال محالة { وما أنتم بمعجزين } فائتين عذابنا‬

‫(‪)186/1‬‬
‫‪ { - 135‬قل } لهم { يا قوم اعملوا على مكانتكم } حالتكم { إني عامل } على حالتي { فسوف تعلمون من }‬
‫موصولة مفعول العلم { تكون له عاقبة الدار } اي العاقبة المحمودة في الدار اآلخرة أنحن أم انتم { إنه ال‬
‫يفلح } يسعد { الظالمون } الكافرون‬

‫(‪)186/1‬‬

‫‪ { - 136‬وجعلوا } اي كفار مكة { هلل مما ذرأ } خلق { من الحرث } الزرع { واألنعام نصيبا } يصرفونه‬
‫إلى الضيفان والمساكين ولشركائهم نصيبا يصرفونه إلى سدنتها { فقالوا هذا هلل بزعمهم } بالفتح والضم‬
‫{ وهذا لشركائنا } فكانوا إذا سقط في نصيب هللا شيء من نصيبها التقطوه أو في نصيبها شيء من نصيبه‬
‫تركوه وقالوا إن هللا غني عن هذا كما قال تعالى { فما كان لشركائهم فال يصل إلى هللا } اي لجهته { وما كان‬
‫هلل فهو يصل إلى شركائهم ساء } بئس { ما يحكمون } حكمهم هذا‬

‫(‪)186/1‬‬

‫‪ { - 137‬وكذلك } كما زين لهم ما ذكر { زين لكثير من المشركين قتل أوالدهم } بالوأد { شركاؤهم } من‬
‫الجن بالرفع فاعل زين وفي قراءة ببناءه للمفعول ورفع قتل ونصب األوالد به وجر شركائهم بإضافته وفيه‬
‫الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول ‪ -‬وال يضر ‪ -‬وإضافة القتل إلى الشركاء ألمرهم به‬
‫{ ليردوهم } يهلكوهم { وليلبسوا } يخلطوا { عليهم دينهم ولو شاء هللا ما فعلوه فذرهم وما يفترون }‬

‫(‪)186/1‬‬

‫‪ { - 138‬وقالوا هذه أنعام وحرث حجر } حرام { ال يطعمها إال من نشاء } من خدمة األوثان وغيرهم‬
‫{ بزعمهم } أي ال حجة لهم فيه { وأنعام حرمت ظهورها } فال تركب كالسوائب والحوامي { وأنعام ال‬
‫يذكرون اسم هللا عليها } عند ذبحها بل يذكرون اسم أصنامهم انسبوا ذلك إلى هللا { افتراء عليه سيجزيهم بما‬
‫كانوا يفترون } عليه‬

‫(‪)186/1‬‬

‫‪ { - 139‬وقالوا ما في بطون هذه األنعام } المحرمة وهي السوائب والبحائر { خالصة } حالل { لذكورنا‬
‫ومحرم على أزواجنا } أي النساء { وإن يكن ميتة } بالرفع والنصب مع تأنيث الفعل وتذكيره { فهم فيه‬
‫شركاء سيجزيهم } هللا { وصفهم } ذلك بالتحليل والتحريم اي جزاءه { إنه حكيم } في صنعه { عليم }‬
‫بخلقه‬
‫(‪)187/1‬‬

‫‪ { - 140‬قد خسر الذين قتلوا } بالتخفيف والتشديد { أوالدهم } بالوأد { سفها } جهال { بغير علم وحرموا‬
‫ما رزقهم هللا } مما ذكر { افتراء على هللا قد ضلوا وما كانوا مهتدين }‬

‫(‪)187/1‬‬

‫‪ { - 141‬وهو الذي أنشأ } خلق { جنات } بساتين { معروشات } مبسوطات على األرض كالبطيخ { وغير‬
‫معروشات } بأن ارتفعت على ساق كالنخل { و } أنشأ { النخل والزرع مختلفا أكله } ثمره وحبه في الهيئة‬
‫والطعم { والزيتون والرمان متشابها } ورقهما حال { وغير متشابه } طعمهما { كلوا من ثمره إذا أثمر }‬
‫قبل النضج { وآتوا حقه } زكاته { يوم حصاده } بالفتح والكسر من العشر أو نصفه { وال تسرفوا } بإعطاء‬
‫كله فال يبقى لعيالكم شيء { إنه ال يحب المسرفين } المتجاوزين ما حد لهم‬

‫(‪)187/1‬‬

‫‪ { - 142‬و } أنشأ { من األنعام حمولة } صالحة للحمل عليها كاإلبل الكبار { وفرشا } ال تصلح له كاإلبل‬
‫الصغار والغنم سميت فرشا ألنها كالفرش لألرض لدنوها منها { كلوا مما رزقكم هللا وال تتبعوا خطوات‬
‫الشيطان } طرائقه من التحريم والتحليل { إنه لكم عدو مبين } بين العداوة‬

‫(‪)187/1‬‬

‫‪ { - 143‬ثمانية أزواج } أصناف بدل من حمولة وفرشا { من الضأن } زوجين { اثنين } ذكر وأنثى‬
‫{ ومن المعز } بالفتح والسكون { اثنين قل } يا محمد لمن حرم ذكور األنعام تارة وإناثها أخرى ونسب ذلك‬
‫إلى هللا { آلذكرين } من الضأن والمعز { حرم } هللا عليكم { أم األنثيين } منهما { أما اشتملت عليه أرحام‬
‫األنثيين } ذكرا كان أو أنثى { نبئوني بعلم } عن كيفية تحريم ذلك { إن كنتم صادقين } فيه المعنى من أين‬
‫جاء التحريم ؟ فإن كان من قبل الذكورة فجميع الذكور حرام أو األنوثة فجميع اإلناث أو اشتمال الرحم‬
‫فالزوجان فمن أين التخصيص ؟ واالستفهام لإلنكار‬

‫(‪)188/1‬‬
‫‪ { - 144‬ومن اإلبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم األنثيين أما اشتملت عليه أرحام األنثيين أم }‬
‫بل { كنتم شهداء } حضورا { إذ وصاكم هللا بهذا } التحريم فاعتمدتم ذلك ! ال بل انتم كاذبون فيه { فمن }‬
‫اي ال أحد { أظلم ممن افترى على هللا كذبا } بذلك { ليضل الناس بغير علم إن هللا ال يهدي القوم الظالمين }‬

‫(‪)188/1‬‬

‫‪ { - 145‬قل ال أجد في ما أوحي إلي } شيئا { محرما على طاعم يطعمه إال أن يكون } بالياء والتاء‬
‫{ ميتة } بالنصب وفي قراءة بالرفع مع التحتانية { أو دما مسفوحا } سائال بخالف غيره كالكبد والطحال‬
‫{ أو لحم خنزير فإنه رجس } حرام { أو } إال أن يكون { فسقا أهل لغير هللا به } اي ذبح على اسم غيره‬
‫{ فمن اضطر } إلى شيء مما ذكر فأكله { غير باغ وال عاد فإن ربك غفور } له ما أكل { رحيم } به‬
‫ويلحق بما ذكر بالسنة كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير‬

‫(‪)188/1‬‬

‫‪ { - 146‬وعلى الذين هادوا } اي اليهود { حرمنا كل ذي ظفر } وهو ما لم تفرق أصابعه كاإلبل والنعام‬
‫{ ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما } الثروب وشحم الكلى { إال ما حملت ظهورهما } اي ما علق‬
‫بها منه { أو } حملته { الحوايا } األمعاء جمع حاوياء أو حاوية { أو ما اختلط بعظم } منه وهو شحم اإللية‬
‫فإنه أحل لهم { ذلك } التحريم { جزيناهم } به { ببغيهم } بسبب ظلمهم بما سبق في سورة النساء { وإنا‬
‫لصادقون } في أخبارنا ومواعيدنا‬

‫(‪)188/1‬‬

‫‪ { - 147‬فإن كذبوك } فيما جئت به { فقل } لهم { ربكم ذو رحمة واسعة } حيث لم يعاجلكم بالعقوبة وفيه‬
‫تلطف بدعائهم إلى اإليمان { وال يرد بأسه } عذابه إذا جاء { عن القوم المجرمين }‬

‫(‪)189/1‬‬

‫‪ { - 148‬سيقول الذين أشركوا لو شاء هللا ما أشركنا } نحن { وال آباؤنا وال حرمنا من شيء } فإشراكنا‬
‫وتحريمنا بمشيئته فهو راض به قال تعالى ‪ { :‬كذلك } كما كذب هؤالء { كذب الذين من قبلهم } رسلهم‬
‫{ حتى ذاقوا بأسنا } عذابنا { قل هل عندكم من علم } بأن هللا راض بذلك { فتخرجوه لنا } اي ال علم عندكم‬
‫{ إن } ما { تتبعون } في ذلك { إال الظن وإن } ما { أنتم إال تخرصون } تكذبون فيه‬

‫(‪)189/1‬‬
‫‪ { - 149‬قل } إن لم يكن لكم حجة { فلله الحجة البالغة } التامة { فلو شاء } هدايتكم { لهداكم أجمعين }‬

‫(‪)189/1‬‬

‫‪ { - 150‬قل هلم } احضروا { شهداءكم الذين يشهدون أن هللا حرم هذا } الذي حرمتموه { فإن شهدوا فال‬
‫تشهد معهم وال تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين ال يؤمنون باآلخرة وهم بربهم يعدلون } يشركون‬

‫(‪)189/1‬‬

‫‪ { - 151‬قل تعالوا أتل } أقرأ { ما حرم ربكم عليكم أ } ن مفسرة { ال تشركوا به شيئا و } أحسنوا‬
‫{ بالوالدين إحسانا وال تقتلوا أوالدكم } بالوأد { من } اجل { إمالق } فقر تخافونه { نحن نرزقكم وإياهم وال‬
‫تقربوا الفواحش } الكبائر كالزنا { ما ظهر منها وما بطن } اي عالنيتها وسرها { وال تقتلوا النفس التي حرم‬
‫هللا إال بالحق } كالقود وحد الردة ورجم المحصن { ذلكم } المذكور { وصاكم به لعلكم تعقلون } تتدبرون‬

‫(‪)189/1‬‬

‫‪ { - 152‬وال تقربوا مال اليتيم إال بالتي } اي بالخصلة التي { هي أحسن } وهي ما فيه صالحه { حتى يبلغ‬
‫أشده } بأن يحتلم { وأوفوا الكيل والميزان بالقسط } بالعدل وترك البخس { ال نكلف نفسا إال وسعها }‬
‫طاقتها في ذلك فإن أخطأ في الكيل والوزن وهللا يعلم صحة نيته فال مؤاخذة عليه كما ورد في حديث { وإذا‬
‫قلتم } في حكم أو غيره { فاعدلوا } بالصدق { ولو كان } المقول له أو عليه { ذا قربى } قرابة { وبعهد هللا‬
‫أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون } بالتشديد والسكون تتعظون‬

‫(‪)190/1‬‬

‫‪ { - 153‬وأن } بالفتح على تقدير الالم والكسر استئنافا { هذا } الذي وصيتكم به { صراطي مستقيما } حال‬
‫{ فاتبعوه وال تتبعوا السبل } الطرق المخالفة له { فتفرق } فيه حذف إحدى التاءين تميل { بكم عن سبيله }‬
‫دينه { ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون }‬

‫(‪)190/1‬‬
‫‪ { - 154‬ثم آتينا موسى الكتاب } التوراة وثم لترتيب األخبار { تماما } للنعمة { على الذي أحسن } بالقيام‬
‫به { وتفصيال } بيانا { لكل شيء } يحتاج إليه في الدين { وهدى ورحمة لعلهم } اي بني إسرائيل { بلقاء‬
‫ربهم } بالبعث { يؤمنون }‬

‫(‪)190/1‬‬

‫‪ { - 155‬وهذا } القرآن { كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه } يا أهل مكة بالعمل بما فيه { واتقوا } الكفر { لعلكم‬
‫ترحمون }‬

‫(‪)190/1‬‬

‫‪ - 156‬أنزلناه ل { أن } ال { تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين } اليهود والنصارى { من قبلنا وإن }‬
‫مخففة واسمها محذوف اي إنا { كنا عن دراستهم } قراءتهم { لغافلين } لعدم معرفتنا لها إذ ليست بلغتنا‬

‫(‪)190/1‬‬

‫‪ { - 157‬أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم } لجودة أذهاننا { فقد جاءكم بينة } بيان { من‬
‫ربكم وهدى ورحمة } لمن اتبعه { فمن } أي ال أحد { أظلم ممن كذب بآيات هللا وصدف } أعرض { عنها‬
‫سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب } أي أشده { بما كانوا يصدفون }‬

‫(‪)191/1‬‬

‫‪ { - 158‬هل ينظرون } ما ينتظر المكذبون { إال أن تأتيهم } بالتاء والياء { المالئكة } لقبض أرواحهم { أو‬
‫يأتي ربك } أي أمره بمعنى عذابه { أو يأتي بعض آيات ربك } أي أمره بمعنى عذابه { أو يأتي بعض آيات‬
‫ربك } أي عالماته الدالة على الساعة { يوم يأتي بعض آيات ربك } وهي طلوع الشمس من مغربها كما في‬
‫حديث الصحيحين { ال ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل } الجملة صفة النفس { أو } نفسا لم تكن‬
‫{ كسبت في إيمانها خيرا } طاعة أي ال تنفعها توبتها كما في الحديث { قل انتظروا } أحد هذه األشياء { إنا‬
‫منتظرون } ذلك‬

‫(‪)191/1‬‬
‫‪ { - 159‬إن الذين فرقوا دينهم } باختالفهم فيه فأخذوا بعضه وتركوا بعضه { وكانوا شيعا } فرقا في ذلك‬
‫وفي قراءة فارقوا اي تركوا دينهم الذي أمروا به وهم اليهود والنصارى { لست منهم في شيء } اي فال‬
‫تتعرض لهم { إنما أمرهم إلى هللا } يتواله { ثم ينبئهم } في اآلخرة { بما كانوا يفعلون } فيجازيهم به وهذا‬
‫منسوخ بآية السيف‬

‫(‪)191/1‬‬

‫‪ { - 160‬من جاء بالحسنة } اي ال إله إال هللا { فله عشر أمثالها } اي جزاء عشر حسنات { ومن جاء‬
‫بالسيئة فال يجزى إال مثلها } اي جزاءه { وهم ال يظلمون } ينقصون من جزائهم شيئا‬

‫(‪)191/1‬‬

‫‪ { - 161‬قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم } ويبدل من محله { دينا قيما } مستقيما { ملة إبراهيم حنيفا‬
‫وما كان من المشركين }‬

‫(‪)191/1‬‬

‫‪ { - 162‬قل إن صالتي ونسكي } عبادتي من حج وغيره { ومحياي } حياتي { ومماتي } موتي { هلل رب‬
‫العالمين }‬

‫(‪)192/1‬‬

‫‪ { - 163‬ال شريك له } في ذلك { وبذلك } اي التوحيد { أمرت وأنا أول المسلمين } من هذه األمة‬

‫(‪)192/1‬‬

‫‪ { - 164‬قل أغير هللا أبغي ربا } إلها اي ال اطلب غيره { وهو رب } مالك { كل شيء وال تكسب كل‬
‫نفس } ذنبا { إال عليها وال تزر } تحمل نفس { وازرة } آثمة { وزر } نفس { أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم‬
‫فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون }‬

‫(‪)192/1‬‬
‫‪ { - 165‬وهو الذي جعلكم خالئف األرض } جمع خليفة ‪ :‬اي يخلف بعضكم بعضا فيها { ورفع بعضكم فوق‬
‫بعض درجات } بالمال والجاه وغير ذلك { ليبلوكم } ليختبركم { في ما آتاكم } أعطاكم ليظهر المطيع منكم‬
‫والعاصي { إن ربك سريع العقاب } لمن عصاه { وإنه لغفور } للمؤمنين { رحيم } بهم‬

‫(‪)192/1‬‬

‫سورة األعراف‬
‫[ مكية إال من آية ‪163‬إلى غاية ‪ 170‬فمدنية وآياتها ‪ 205‬أو ‪ 206‬نزلت بعد ص ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬المص } هللا اعلم بمراده بذلك‬

‫(‪)192/1‬‬

‫‪ - 2‬هذا { كتاب أنزل إليك } خطاب للنبي صلى هللا عليه و سلم { فال يكن في صدرك حرج } ضيق‬
‫{ منه } أن تبلغه مخافة أن تكذب { لتنذر } متعلق بأنزل اي لإلنذار { به وذكرى } تذكرة { للمؤمنين } به‬

‫(‪)192/1‬‬

‫‪ - 3‬قل لهم { اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم } اي القرآن { وال تتبعوا } تتخذوا { من دونه } اي هللا اي غيره‬
‫{ أولياء } تطيعونهم في معصيته تعالى { قليال ما تذكرون } بالتاء والياء تتعظون وفيه إدغام التاء في‬
‫األصل في الذال وفي قراءة بسكونها وما زائدة لتأكيد القلة‬

‫(‪)192/1‬‬

‫‪ { - 4‬وكم } خبرية مفعول { من قرية } أريد أهلها { أهلكناها } أردنا إهالكها { فجاءها بأسنا } عذابنا‬
‫{ بياتا } ليال { أو هم قائلون } نائمون بالظهيرة والقيلولة استراحة نصف النهار وإن لم يكن معها نوم اي‬
‫مرة جاءها ليال ومرة جاءها نهارا‬

‫(‪)192/1‬‬
‫‪ { - 5‬فما كان دعواهم } قولهم { إذ جاءهم بأسنا إال أن قالوا إنا كنا ظالمين }‬

‫(‪)193/1‬‬

‫‪ { - 6‬فلنسألن الذين أرسل إليهم } اي األمم عن إجابتهم الرسل وعملهم فيما بلغهم { ولنسألن المرسلين } عن‬
‫اإلبالغ‬

‫(‪)193/1‬‬

‫‪ { - 7‬فلنقصن عليهم بعلم } لنخبرنهم عن عما فعلوه { وما كنا غائبين } عن إبالغ الرسل واألمم الخالية فيما‬
‫عملوا‬

‫(‪)193/1‬‬

‫‪ { - 8‬والوزن } لألعمال أو لصحائفها بميزان له لسان وكفتان كما ورد في حديث كائن { يومئذ } اي يوم‬
‫السؤال المذكور وهو يوم القيامة { الحق } العدل صفة الوزن { فمن ثقلت موازينه } بالحسنات { فأولئك هم‬
‫المفلحون } الفائزون‬

‫(‪)193/1‬‬

‫‪ { - 9‬ومن خفت موازينه } بالسيئات { فأولئك الذين خسروا أنفسهم } بتصييرها إلى النار { بما كانوا بآياتنا‬
‫يظلمون } يجحدون‬

‫(‪)193/1‬‬

‫‪ { - 10‬ولقد مكناكم } يا بني آدم { في األرض وجعلنا لكم فيها معايش } بالياء أسبابا تعيشون بها جمع‬
‫معيشة { قليال ما } لتأكيد القلة { تشكرون } على ذلك‬

‫(‪)193/1‬‬
‫‪ { - 11‬ولقد خلقناكم } اي أباكم آدم { ثم صورناكم } اي صورناه وانتم في ظهره { ثم قلنا للمالئكة اسجدوا‬
‫آلدم } سجود تحية باالنحناء { فسجدوا إال إبليس } أبا الجن كان بين المالئكة { لم يكن من الساجدين }‬

‫(‪)193/1‬‬

‫‪ { - 12‬قال } تعالى { ما منعك أن } { ال } زائدة { تسجد إذ } حين { أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من‬
‫نار وخلقته من طين }‬

‫(‪)193/1‬‬

‫‪ { - 13‬قال فاهبط منها } اي من الجنة وقيل من السماوات { فما يكون } ينبغي { لك أن تتكبر فيها‬
‫فاخرج } منها { إنك من الصاغرين } الذليلين‬

‫(‪)193/1‬‬

‫‪ { - 14‬قال أنظرني } أخرني { إلى يوم يبعثون } اي الناس‬

‫(‪)193/1‬‬

‫‪ { - 15‬قال إنك من المنظرين } وفي آية أخرى { إلى يوم الوقت المعلوم } اي يوم النفخة األولى‬

‫(‪)194/1‬‬

‫‪ { - 16‬قال فبما أغويتني } أي بإغوائك لي والباء للقسم وجوابه { ألقعدن لهم } أي لبني آدم { صراطك‬
‫المستقيم } أي على الطريق الموصل إليك‬

‫(‪)194/1‬‬
‫‪ { - 17‬ثم آلتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم } اي من كل جهة فأمنعهم عن‬
‫سلوكه قال ابن عباس وال يستطيع أن يأتي من فوقهم لئال يحول بين العبد وبين رحمة هللا تعالى { وال تجد‬
‫أكثرهم شاكرين } مؤمنين‬

‫(‪)194/1‬‬

‫‪ { - 18‬قال اخرج منها مذؤوما } بالهمزة معيبا أو ممقوتا { مدحورا } مبعدا عن الرحمة { لمن تبعك‬
‫منهم } من الناس والالم لالبتداء أو موطئة للقسم وهو { ألمألن جهنم منكم أجمعين } اي منك بذريتك ومن‬
‫الناس وفيه تغليب الحاضر على الغائب وفي الجملة معنى جزاء من الشرطية اي من تبعك أعذبه‬

‫(‪)194/1‬‬

‫‪ { - 19‬و } قال { يا آدم اسكن أنت } تأكيد للضمير في اسكن ليعطف عليه { وزوجك } حواء بالمد { الجنة‬
‫فكال من حيث شئتما وال تقربا هذه الشجرة } باألكل منها وهي الحنطة { فتكونا من الظالمين }‬

‫(‪)194/1‬‬

‫‪ { - 20‬فوسوس لهما الشيطان } إبليس { ليبدي } يظهر { لهما ما وري } فوعل من المواراة { عنهما من‬
‫سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إال } كراهة { أن تكونا ملكين } وقرئ بكسر الالم { أو تكونا‬
‫من الخالدين } اي وذلك الزم عن األكل منها كما في آية أخرى { هل أدلك على شجرة الخلد وملك ال يبلى }‬

‫(‪)194/1‬‬

‫‪ { - 21‬وقاسمهما } اي اقسم لهما باهلل { إني لكما لمن الناصحين } في ذلك‬

‫(‪)194/1‬‬

‫‪ { - 22‬فدالهما } حطهما عن منزلتهما { بغرور } منه { فلما ذاقا الشجرة } اي أكال منها { بدت لهما‬
‫سوآتهما } اي ظهر لكل منهما قبله وقبل اآلخر ودبره وسمي كل منهما سوأة ألن انكشافه يسوء صاحبه‬
‫{ وطفقا يخصفان } أخذا يلزقان { عليهما من ورق الجنة } ليستترا به { وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما‬
‫الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين } بين العداوة واالستفهام للتقرير‬
‫(‪)195/1‬‬

‫‪ { - 23‬قاال ربنا ظلمنا أنفسنا } بمعصيتنا { وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين }‬

‫(‪)195/1‬‬

‫‪ { - 24‬قال اهبطوا } اي آدم وحواء بما اشتملتا عليه من ذريتكما { بعضكم } بعض الذرية { لبعض عدو }‬
‫من ظلم بعضهم بعضا { ولكم في األرض مستقر } اي مكان استقرار { ومتاع } تمتع { إلى حين } تنقضي‬
‫فيه آجالكم‬

‫(‪)195/1‬‬

‫‪ { - 25‬قال فيها } اي األرض { تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون } بالبعث بالبناء للفاعل والمفعول‬

‫(‪)195/1‬‬

‫‪ { - 26‬يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا } اي خلقناه لكم { يواري } يستر { سوآتكم وريشا } وهو ما يتجمل‬
‫به من الثياب { ولباس التقوى } العمل الصالح والسمت الحسن بالنصب عطف على لباسا والرفع مبتدأ خبره‬
‫جملة { ذلك خير ذلك من آيات هللا } دالئل قدرته { لعلهم يذكرون } فيؤمنون فيه التفات عن الخطاب‬

‫(‪)195/1‬‬

‫‪ { - 27‬يا بني آدم ال يفتننكم } يضلنكم { الشيطان } اي ال تتبعوه فتفتنوا { كما أخرج أبويكم } بفتنته { من‬
‫الجنة ينزع } حال { عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه } اي الشيطان { يراكم هو وقبيله } جنوده { من‬
‫حيث ال ترونهم } للطافة أجسادهم أو عدم ألوانهم { إنا جعلنا الشياطين أولياء } أعوانا وقرناء { للذين ال‬
‫يؤمنون }‬

‫(‪)195/1‬‬
‫‪ { - 28‬وإذا فعلوا فاحشة } كالشرك وطوافهم بالبيت عراة قائلين ‪ :‬ال نطوف في ثياب عصينا هللا فيها فنهوا‬
‫عنها { قالوا وجدنا عليها آباءنا } فاقتدينا بهم { وهللا أمرنا بها } ايضا { قل } لهم { إن هللا ال يأمر بالفحشاء‬
‫أتقولون على هللا ما ال تعلمون } انه قاله استفهام إنكار‬

‫(‪)196/1‬‬

‫‪ { - 29‬قل أمر ربي بالقسط } بالعدل { وأقيموا } معطوف على معنى بالقسط اي قال اقسطوا واقيموا أو قبله‬
‫فاقبلوا مقدرا { وجوهكم } هلل { عند كل مسجد } اي أخلصوا له سجودكم { وادعوه } اعبدوه { مخلصين له‬
‫الدين } من الشك { كما بدأكم } خلقكم ولم تكونوا شيئا { تعودون } اي يعيدكم أحياء يوم القيامة‬

‫(‪)196/1‬‬

‫‪ { - 30‬فريقا } منكم { هدى وفريقا حق عليهم الضاللة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون هللا } اي غيره‬
‫{ ويحسبون أنهم مهتدون }‬

‫(‪)196/1‬‬

‫‪ { - 31‬يا بني آدم خذوا زينتكم } ما يستر عورتكم { عند كل مسجد } عند الصالة والطواف { وكلوا‬
‫واشربوا } ما شئتم { وال تسرفوا إنه ال يحب المسرفين }‬

‫(‪)196/1‬‬

‫‪ { - 32‬قل } إنكارا عليهم { من حرم زينة هللا التي أخرج لعباده } من اللباس { والطيبات } المستلذات‬
‫{ من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا } باالستحقاق وإن شاركهم فيها غيرهم { خالصة } خاصة‬
‫بهم بالرفع والنصب حال { يوم القيامة كذلك نفصل اآليات } نبينها مثل ذلك التفصيل { لقوم يعلمون }‬
‫يتدبرون فإنهم المنتفعون بها‬

‫(‪)196/1‬‬

‫‪ { - 33‬قل إنما حرم ربي الفواحش } الكبائر كالزنا { ما ظهر منها وما بطن } اي جهرها وسرها‬
‫{ واإلثم } المعصية { والبغي } على الناس { بغير الحق } هو الظلم { وأن تشركوا باهلل ما لم ينزل به }‬
‫بإشراكه { سلطانا } حجة { وأن تقولوا على هللا ما ال تعلمون } من تحريم ما لم يحرم وغيره‬
‫(‪)197/1‬‬

‫‪ { - 34‬ولكل أمة أجل } مدة { فإذا جاء أجلهم ال يستأخرون } عنه { ساعة وال يستقدمون } عليه‬

‫(‪)197/1‬‬

‫‪ { - 35‬يا بني آدم إما } فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة { يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي‬
‫فمن اتقى } الشرك { وأصلح } عمله { فال خوف عليهم وال هم يحزنون } في اآلخرة‬

‫(‪)197/1‬‬

‫‪ { - 36‬والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا } تكبروا { عنها } فلم يؤمنوا بها { أولئك أصحاب النار هم فيها‬
‫خالدون }‬

‫(‪)197/1‬‬

‫‪ { - 37‬فمن } أي ال أحد { أظلم ممن افترى على هللا كذبا } بنسبة الشريك والولد إليه { أو كذب بآياته }‬
‫القرآن { أولئك ينالهم } يصيبهم { نصيبهم } حظهم { من الكتاب } مما كتب لهم في اللوح المحفوظ من‬
‫الرزق واألجل وغير ذلك { حتى إذا جاءتهم رسلنا } أي المالئكة { يتوفونهم قالوا } لهم تبكيتا { أين ما كنتم‬
‫تدعون } تعبدون { من دون هللا قالوا ضلوا } غبوا { عنا } فلم نرهم { وشهدوا على أنفسهم } عند الموت‬
‫{ أنهم كانوا كافرين }‬

‫(‪)197/1‬‬

‫‪ { - 38‬قال } تعالى لهم يوم القيامة { ادخلوا في } جملة { أمم قد خلت من قبلكم من الجن واإلنس في‬
‫النار } متعلق بأدخلوا { كلما دخلت أمة } النار { لعنت أختها } التي قبلها لضاللها بها { حتى إذا اداركوا }‬
‫تالحقوا { فيها جميعا قالت أخراهم } وهم األتباع { ألوالهم } اي إلجالئهم وهم المتبوعون { ربنا هؤالء‬
‫أضلونا فآتهم عذابا ضعفا } مضعفا { من النار قال } تعالى { لكل } منكم ومنهم { ضعف } عذاب مضعف‬
‫{ ولكن ال يعلمون } بالياء والتاء ما لكل فريق‬

‫(‪)197/1‬‬
‫‪ { - 39‬وقالت أوالهم ألخراهم فما كان لكم علينا من فضل } ألنكم لم تكفروا بسببنا فنحن وأنتم سواء قال‬
‫تعالى لهم { فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون }‬

‫(‪)198/1‬‬

‫‪ { - 40‬إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا } تكبروا { عنها } فلم يؤمنوا بها { ال تفتح لهم أبواب السماء } إذا‬
‫عرج بأرواحهم إليها بعد الموت فيهبط بها إلى سجين بخالف المؤمن فتفتح له ويصعد بروحه إلى السماء‬
‫السابعة كما ورد في حديث { وال يدخلون الجنة حتى يلج } يدخل { الجمل في سم الخياط } ثقب اإلبرة وهو‬
‫غير ممكن فكذا دخولهم { وكذلك } الجزاء { نجزي المجرمين } بالكفر‬

‫(‪)198/1‬‬

‫‪ { - 41‬لهم من جهنم مهاد } فراش { ومن فوقهم غواش } أغطية من النار جمع غاشية وتنوينه عوض من‬
‫الياء المحذوفة { وكذلك نجزي الظالمين }‬

‫(‪)198/1‬‬

‫‪ { - 42‬والذين آمنوا وعملوا الصالحات } مبتدأ وقوله { ال نكلف نفسا إال وسعها } طاقتها من العمل‬
‫اعتراض بينه وبين خبره وهو { أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون }‬

‫(‪)198/1‬‬

‫‪ { - 43‬ونزعنا ما في صدورهم من غل } حقد كان بينهم في الدنيا { تجري من تحتهم } تحت قصورهم‬
‫{ األنهار وقالوا } عند االستقرار في منازلهم { الحمد هلل الذي هدانا لهذا } العمل الذي هذا جزاؤه { وما كنا‬
‫لنهتدي لوال أن هدانا هللا } حذف جواب لوال لداللة ما قبله عليه { لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن }‬
‫مخففة اي أنه أو مفسرة في المواضع الخمسة { تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون }‬

‫(‪)198/1‬‬
‫‪ { - 44‬ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار } تقريرا أو تبكيتا { أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا } من الثواب‬
‫{ حقا فهل وجدتم ما وعد } كم { ربكم } من العذاب { حقا ؟ قالوا نعم فأذن مؤذن } نادى مناد { بينهم } بين‬
‫الفريقين أسمعهم { أن لعنة هللا على الظالمين }‬

‫(‪)199/1‬‬

‫‪ { - 45‬الذين يصدون } الناس { عن سبيل هللا } دينه { ويبغونها } اي يطلبون السبيل { عوجا } معوجة‬
‫{ وهم باآلخرة كافرون }‬

‫(‪)199/1‬‬

‫‪ { - 46‬وبينهما } اي أصحاب الجنة والنار { حجاب } حاجز قيل هو سور األعراف { وعلى األعراف }‬
‫وهو سور الجنة { رجال } استوت حسناتهم وسيئاتهم كما في الحديث { يعرفون كال } من أهل الجنة والنار‬
‫{ بسيماهم } بعالمتهم وهي بياض الوجوه للمؤمنين وسوادها للكافرين لرؤيتهم لهم إذ موضعهم عال‬
‫{ ونادوا أصحاب الجنة أن سالم عليكم } قال تعالى { لم يدخلوها } اي أصحاب األعراف الجنة { وهم‬
‫يطمعون } في دخولها قال الحسن ‪ :‬لم يطمعهم ال لكرامة يريدها بهم وروى الحاكم عن حذيفة قال ‪ :‬بينما هم‬
‫كذلك إذ طلع عليهم ربك فقال قوموا ادخلوا الجنة فقد غفرت لكم‬

‫(‪)199/1‬‬

‫‪ { - 47‬وإذا صرفت أبصارهم } اي أصحاب األعراف { تلقاء } جهة { أصحاب النار قالوا ربنا ال تجعلنا }‬
‫في النار { مع القوم الظالمين }‬

‫(‪)199/1‬‬

‫‪ { - 48‬ونادى أصحاب األعراف رجاال } من أصحاب النار { يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم } من‬
‫النار { جمعكم } المال أو كثرتكم { وما كنتم تستكبرون } اي واستكباركم عن األيمان ويقولون لهم مشيرين‬
‫إلى ضعفاء المسلمين ‪:‬‬

‫(‪)200/1‬‬
‫‪ { - 49‬أهؤالء الذين أقسمتم ال ينالهم هللا برحمة } قد قيل لهم { ادخلوا الجنة ال خوف عليكم وال أنتم‬
‫تحزنون } وقرئ ‪ :‬ادخلوا بالبناء للمفعول ودخلوا فجملة النفي حال اي مقوال لهم ذلك‬

‫(‪)200/1‬‬

‫‪ { - 50‬ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم هللا } من الطعام { قالوا‬
‫إن هللا حرمهما } منعهما { على الكافرين }‬

‫(‪)200/1‬‬

‫‪ { - 51‬الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم } نتركهم في النار { كما نسوا لقاء‬
‫يومهم هذا } بتركهم العمل له { وما كانوا بآياتنا يجحدون } اي وكما جحدوا‬

‫(‪)200/1‬‬

‫‪ { - 52‬ولقد جئناهم } اي أهل مكة { بكتاب } قرآن { فصلناه } بيناه باألخبار والوعد والوعيد { على‬
‫علم } حال اي عالمين بما فصل فيه { هدى } حال من الهاء { ورحمة لقوم يؤمنون } به‬

‫(‪)200/1‬‬

‫‪ { - 53‬هل ينظرون } ما ينتظرون { إال تأويله } عاقبة ما فيه { يوم يأتي تأويله } هو يوم القيامة { يقول‬
‫الذين نسوه من قبل } تركوا اإليمان به { قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو } هل‬
‫{ نرد } إلى الدنيا { فنعمل غير الذي كنا نعمل } نوحد هللا ونترك الشرك فيقال لهم ‪ :‬ال قال تعالى { قد‬
‫خسروا أنفسهم } إذ صاروا إلى الهالك { وضل } ذهب { عنهم ما كانوا يفترون } من دعوى الشريك‬

‫(‪)200/1‬‬

‫‪ { - 54‬إن ربكم هللا الذي خلق السماوات واألرض في ستة أيام } من أيام الدنيا اي في قدرها ألنه لم يكن ثم‬
‫شمس ولو شاء خلقهن في لمحة والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت { ثم استوى على العرش } هو في اللغة ‪:‬‬
‫سرير الملك استواء يليق به { يغشي الليل النهار } مخففا ومشددا اي يغطي كال منهما باآلخر { يطلبه }‬
‫يطلب كل منهما باآلخر طلبا { حثيثا } سريعا { والشمس والقمر والنجوم } بالنصب عطفا على السماوات‬
‫والرفع مبتدأ خبره { مسخرات } مذلالت { بأمره } بقدرته { أال له الخلق } جميعا { واألمر } كله‬
‫{ تبارك } تعظم { هللا رب } مالك { العالمين }‬

‫(‪)201/1‬‬

‫‪ { - 55‬ادعوا ربكم تضرعا } حال تذلال { وخفية } سرا { إنه ال يحب المعتدين } في الدعاء بالتشدق ورفع‬
‫الصوت‬

‫(‪)201/1‬‬

‫‪ { - 56‬وال تفسدوا في األرض } بالشرك والمعاصي { بعد إصالحها } ببعث الرسل { وادعوه خوفا } من‬
‫عقابه { وطمعا } في رحمته { إن رحمة هللا قريب من المحسنين } المطيعين وتذكير قريب المخبر به عن‬
‫رحمة إلضافتها إلى هللا‬

‫(‪)201/1‬‬

‫‪ { - 57‬وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته } اي متفرقة قدام المطر وفي قراءة بسكون الشين‬
‫تخفيفا وفي أخرى بسكونها وفتح النون ومصدرا وفي أخرى بسكونها وضم الموحدة بدل النون ‪ :‬اي مبشرا‬
‫ومفرد األولى نشور كرسول واألخيرة بشير { حتى إذا أقلت } حملت الرياح { سحابا ثقاال } بالمطر‬
‫{ سقناه } اي السحاب وفيه التفات عن الغيبة { لبلد ميت } ال نبات فيه اي إلحيائها { فأنزلنا به } بالبلد‬
‫{ الماء فأخرجنا به } بالماء { من كل الثمرات كذلك } اإلخراج { نخرج الموتى } من قبورهم باإلحياء‬
‫{ لعلكم تذكرون } فتؤمنون‬

‫(‪)201/1‬‬

‫‪ { - 58‬والبلد الطيب } العذب التراب { يخرج نباته } حسنا { بإذن ربه } هذا مثل للمؤمن يسمع الموعظة‬
‫فينتفع بها { والذي خبث } ترابه { ال يخرج } نباته { إال نكدا } عسرا بمشقة وهذا مثل للكافر { كذلك } كما‬
‫بينا ما ذكر { نصرف } نبين { اآليات لقوم يشكرون } هللا فيؤمنون‬

‫(‪)202/1‬‬
‫‪ { - 59‬لقد } جواب قسم محذوف { أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا هللا ما لكم من إله غيره } بالجر‬
‫صفة إلله والرفع بدل من محله { إني أخاف عليكم } إن عبدتم غيره { عذاب يوم عظيم } هو يوم القيامة‬

‫(‪)202/1‬‬

‫‪ { - 60‬قال المأل } األشراف { من قومه إنا لنراك في ضالل مبين } بين‬

‫(‪)202/1‬‬

‫‪ { - 61‬قال يا قوم ليس بي ضاللة } هي أعم من الضالل فنفيها ابلغ من نفيه { ولكني رسول من رب‬
‫العالمين }‬

‫(‪)202/1‬‬

‫‪ { - 62‬أبلغكم } بالتخفيف والتشديد { رساالت ربي وأنصح } أريد الخير { لكم وأعلم من هللا ما ال‬
‫تعلمون }‬

‫(‪)202/1‬‬

‫‪ { - 63‬أ } كذبتم { وعجبتم أن جاءكم ذكر } موعظة { من ربكم على } لسان { رجل منكم لينذركم }‬
‫العذاب إن لم تؤمنوا { ولتتقوا } هللا { ولعلكم ترحمون } بها‬

‫(‪)202/1‬‬

‫‪ { - 64‬فكذبوه فأنجيناه والذين معه } من الغرق { في الفلك } السفينة { وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا }‬
‫بالطوفان { إنهم كانوا قوما عمين } عن الحق‬

‫(‪)202/1‬‬
‫‪ { - 65‬و } أرسلنا { إلى عاد } األولى { أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا هللا } وحدوه { ما لكم من إله غيره‬
‫أفال تتقون } تخافونه فتؤمنون‬

‫(‪)202/1‬‬

‫‪ { - 66‬قال المأل الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة } جهالة { وإنا لنظنك من الكاذبين } في رسالتك‬

‫(‪)203/1‬‬

‫‪ { - 67‬قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين }‬

‫(‪)203/1‬‬

‫‪ { - 68‬أبلغكم رساالت ربي وأنا لكم ناصح أمين } مأمون على الرسالة‬

‫(‪)203/1‬‬

‫‪ { - 69‬أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على } لسان { رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء } في‬
‫األرض { من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة } قوة وطوال وكان طويلهم مائة ذراع وقصيرهم ستين‬
‫{ فاذكروا آالء هللا } نعمه { لعلكم تفلحون } تفوزون‬

‫(‪)203/1‬‬

‫‪ { - 70‬قالوا أجئتنا لنعبد هللا وحده ونذر } نترك { ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا } به من العذاب { إن‬
‫كنت من الصادقين } في قولك‬

‫(‪)203/1‬‬
‫‪ { - 71‬قال قد وقع } وجب { عليكم من ربكم رجس } عذاب { وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها }‬
‫أي سميتم بها { أنتم وآباؤكم } أصناما تعبدونها { ما نزل هللا بها } اي بعبادتها { من سلطان } حجة وبرهان‬
‫{ فانتظروا } العذاب { إني معكم من المنتظرين } ذلكم بتكذيبكم لي فأرسلت عليهم الريح العقيم‬

‫(‪)203/1‬‬

‫‪ { - 72‬فأنجيناه } اي هودا { والذين معه } من المؤمنين { برحمة منا وقطعنا دابر } القوم { الذين كذبوا‬
‫بآياتنا } اي استأصلناهم { وما كانوا مؤمنين } عطف على كذبوا‬

‫(‪)203/1‬‬

‫‪ { - 73‬و } أرسلنا { إلى ثمود } بترك الصرف مرادا به القبيلة { أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا هللا ما لكم‬
‫من إله غيره قد جاءتكم بينة } معجزة { من ربكم } على صدقي { هذه ناقة هللا لكم آية } حال عاملها معاملة‬
‫اإلشارة وكانوا سألوه أن يخرجها لهم من صخرة عينوها { فذروها تأكل في أرض هللا وال تمسوها بسوء }‬
‫بعقر أو ضرب { فيأخذكم عذاب أليم }‬

‫(‪)204/1‬‬

‫‪ { - 74‬واذكروا إذ جعلكم خلفاء } في األرض { من بعد عاد وبوأكم } أسكنكم { في األرض تتخذون من‬
‫سهولها قصورا } تسكنونها في الصيف { وتنحتون الجبال بيوتا } تسكنونها في الشتاء ونصبه على الحال‬
‫المقدرة { فاذكروا آالء هللا وال تعثوا في األرض مفسدين }‬

‫(‪)204/1‬‬

‫‪ { - 75‬قال المأل الذين استكبروا من قومه } تكبروا عن اإليمان به { للذين استضعفوا لمن آمن منهم } اي‬
‫من قومه بدل مما قبله بإعادة الجار { أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه } إليكم { قالوا } نعم { إنا بما أرسل‬
‫به مؤمنون }‬

‫(‪)204/1‬‬

‫‪ { - 76‬قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون }‬


‫(‪)204/1‬‬

‫‪ - 77‬وكانت الناقة لها يوم في الماء ولهم يوم فملوا ذلك { فعقروا الناقة } عقرها قدار بأمرهم بأن قتلها‬
‫بالسيف { وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا } به من العذاب على قتلها { إن كنت من‬
‫المرسلين }‬

‫(‪)204/1‬‬

‫‪ { - 78‬فأخذتهم الرجفة } الزلزلة الشديدة من األرض والصيحة من السماء { فأصبحوا في دارهم جاثمين }‬
‫باركين على الركب ميتين‬

‫(‪)205/1‬‬

‫‪ { - 79‬فتولى } أعرض صالح { عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن ال تحبون‬
‫الناصحين }‬

‫(‪)205/1‬‬

‫‪ { - 80‬و } اذكر { لوطا } ويبدل منه { إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة } أي أدبار الرجال { ما سبقكم بها من‬
‫أحد من العالمين } اإلنس والجن‬

‫(‪)205/1‬‬

‫‪ { - 81‬أإنكم } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال األلف بينهما على الوجهين وفي قراءة إنكم { لتأتون‬
‫الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون } متجاوزون الحالل إلى الحرام‬

‫(‪)205/1‬‬

‫‪ { - 82‬وما كان جواب قومه إال أن قالوا أخرجوهم } أي لوطا وأتباعه { من قريتكم إنهم أناس يتطهرون }‬
‫من أدبار الرجال‬
‫(‪)205/1‬‬

‫‪ { - 83‬فأنجيناه وأهله إال امرأته كانت من الغابرين } الباقين في العذاب‬

‫(‪)205/1‬‬

‫‪ { - 84‬وأمطرنا عليهم مطرا } هو حجارة السجيل فأهلكتهم { فانظر كيف كان عاقبة المجرمين }‬

‫(‪)205/1‬‬

‫‪ { - 85‬و } أرسلنا { إلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا هللا ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة }‬
‫معجزة { من ربكم } على صدقي { فأوفوا } أتموا { الكيل والميزان وال تبخسوا } تنقصوا { الناس أشياءهم‬
‫وال تفسدوا في األرض } بالكفر والمعاصي { بعد إصالحها } ببعث الرسل { ذلكم } المذكور { خير لكم إن‬
‫كنتم مؤمنين } مريدي اإليمان فبادروا إليه‬

‫(‪)205/1‬‬

‫‪ { - 86‬وال تقعدوا بكل صراط } طريق { توعدون } تخوفون الناس بأخذ ثيابهم أو المكس منهم‬
‫{ وتصدون } تصرفون { عن سبيل هللا } دينه { من آمن به } بتوعدكم إياه بالقتل { وتبغونها } تطلبون‬
‫الطريق { عوجا } معوجة { واذكروا إذ كنتم قليال فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين } قبلكم‬
‫بتكذيب رسلهم أي آخر أمرهم من الهالك‬

‫(‪)206/1‬‬

‫‪ { - 87‬وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا } به { فاصبروا } انتظروا { حتى‬
‫يحكم هللا بيننا } وبينكم بإنجاء المحق وإهالك المبطل { وهو خير الحاكمين } أعدلهم‬

‫(‪)206/1‬‬
‫‪ { - 88‬قال المأل الذين استكبروا من قومه } عن اإليمان { لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا‬
‫أو لتعودن } ترجعن { في ملتنا } ديننا وغلبوا في الخطاب الجمع على الواحد ألن شعيبا لم يكن في ملتهم قط‬
‫وعلى نحوه أجاب { قال أ } نعود فيها { أو لو كنا كارهين } لها استفهام إنكار‬

‫(‪)206/1‬‬

‫‪ { - 89‬قد افترينا على هللا كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا هللا منها وما يكون } ينبغي { لنا أن نعود فيها‬
‫إال أن يشاء هللا ربنا } ذلك فيخذلنا { وسع ربنا كل شيء علما } أي وسع علمه كل شيء ومنه حالي وحالكم‬
‫{ على هللا توكلنا ربنا افتح } احكم { بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين } الحاكمين‬

‫(‪)206/1‬‬

‫‪ { - 90‬وقال المأل الذين كفروا من قومه } أي قال بعضهم لبعض { لئن } الم قسم { اتبعتم شعيبا إنكم إذا‬
‫لخاسرون }‬

‫(‪)207/1‬‬

‫‪ { - 91‬فأخذتهم الرجفة } الزلزلة الشديدة { فأصبحوا في دارهم جاثمين } باركين على الركب ميتين‬

‫(‪)207/1‬‬

‫‪ { - 92‬الذين كذبوا شعيبا } مبتدأ خبره { كأن } مخففة واسمها محذوف أي كأنهم { لم يغنوا } يقيموا‬
‫{ فيها } في ديارهم { الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين } التأكيد بإعادة الموصول وغيره للرد عليهم في‬
‫قولهم السابق‬

‫(‪)207/1‬‬

‫‪ { - 93‬فتولى } أعرض { عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رساالت ربي ونصحت لكم } فلم تؤمنوا { فكيف‬
‫آسى } أحزن { على قوم كافرين } استفهام بمعنى النفي‬

‫(‪)207/1‬‬
‫‪ { - 94‬وما أرسلنا في قرية من نبي } فكذبوه { إال أخذنا } عاقبنا { أهلها بالبأساء } شدة الفقر‬
‫{ والضراء } المرض { لعلهم يضرعون } يتذللون فيؤمنون‬

‫(‪)207/1‬‬

‫‪ { - 95‬ثم بدلنا } أعطيناهم { مكان السيئة } العذاب { الحسنة } الغنى والصحة { حتى عفوا } كثروا‬
‫{ وقالوا } كفرا للنعمة { قد مس آباءنا الضراء والسراء } كما مسنا وهذه عادة الدهر وليست بعقوبة من هللا‬
‫فكونوا على ما أنتم عليه قال تعالى ‪ { :‬فأخذناهم } بالعذاب { بغتة } فجأة { وهم ال يشعرون } بوقت مجيئه‬
‫قبله‬

‫(‪)207/1‬‬

‫‪ { - 96‬ولو أن أهل القرى } المكذبين { آمنوا } باهلل ورسلهم { واتقوا } الكفر والمعاصي { لفتحنا }‬
‫بالتخفيف والتشديد { عليهم بركات من السماء } بالمطر { واألرض } بالنبات { ولكن كذبوا } الرسل‬
‫{ فأخذناهم } عاقبناهم { بما كانوا يكسبون }‬

‫(‪)207/1‬‬

‫‪ { - 97‬أفأمن أهل القرى } المكذبون { أن يأتيهم بأسنا } عذابنا { بياتا } ليال { وهم نائمون } غافلون عنه‬

‫(‪)208/1‬‬

‫‪ { - 98‬أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى } نهارا { وهم يلعبون }‬

‫(‪)208/1‬‬

‫‪ { - 99‬أفأمنوا مكر هللا } إستدراجه إياهم بالنعمة وأخذهم بغتة { فال يأمن مكر هللا إال القوم الخاسرون }‬

‫(‪)208/1‬‬
‫‪ { - 100‬أولم يهد } يتبين { للذين يرثون األرض } بالسكنى { من بعد } هالك { أهلها أن } فاعل مخففة‬
‫واسمها محذوف أي أنه { لو نشاء أصبناهم } بالعذاب { بذنوبهم } كما أصبنا من قبلهم والهمزة في المواضع‬
‫األربعة للتوبيخ والفاء والواو الداخلة عليهما للعطف وفي قراءة بسكون الواو في الموضع األول عطفا بأو‬
‫{ و } نحن { نطبع } نختم { على قلوبهم فهم ال يسمعون } الموعظة سماع تدبر‬

‫(‪)208/1‬‬

‫‪ { - 101‬تلك القرى } التي مر ذكرها { نقص عليك } يا محمد { من أنبائها } أخبار أهلها { ولقد جاءتهم‬
‫رسلهم بالبينات } المعجزات الظاهرات { فما كانوا ليؤمنوا } عند مجيئهم { بما كذبوا } كفروا به { من‬
‫قبل } قبل مجيئهم بل استمروا على الكفر { كذلك } الطبع { يطبع هللا على قلوب الكافرين }‬

‫(‪)208/1‬‬

‫‪ { - 102‬وما وجدنا ألكثرهم } أي الناس { من عهد } أي وفاء بعهدهم يوم أخذ الميثاق { وإن } مخففة‬
‫{ وجدنا أكثرهم لفاسقين }‬

‫(‪)208/1‬‬

‫‪ { - 103‬ثم بعثنا من بعدهم } أي الرسل المذكورين { موسى بآياتنا } التسع { إلى فرعون وملئه } قومه‬
‫{ فظلموا } كفروا { بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين } بالكفر من إهالكهم‬

‫(‪)208/1‬‬

‫‪ { - 104‬وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين } إليك فكذبه فقال ‪ :‬أنا‬

‫(‪)208/1‬‬

‫‪ { - 105‬حقيق } جدير { على أن } اي بأن { ال أقول على هللا إال الحق } وفي قراءة بتشديد الياء فحقيق‬
‫مبتدأ خبره أن وما بعده { قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي } إلى الشام { بني إسرائيل } وكان استعبدهم‬
‫(‪)209/1‬‬

‫‪ { - 106‬قال } فرعون له { إن كنت جئت بآية } على دعواك { فأت بها إن كنت من الصادقين } فيها‬

‫(‪)209/1‬‬

‫‪ { - 107‬فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين } حية عظيمة‬

‫(‪)209/1‬‬

‫‪ { - 108‬ونزع يده } اخرجها من جيبه { فإذا هي بيضاء } ذات شعاع { للناظرين } خالف ما كانت عليه‬
‫من األدمة‬

‫(‪)209/1‬‬

‫‪ { - 109‬قال المأل من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم } فائق في علم السحر وفي الشراء أنه من قول‬
‫فرعون نفسه فكأنهم قالوه معه على سبيل التشاور‬

‫(‪)209/1‬‬

‫‪ { - 110‬يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون }‬

‫(‪)209/1‬‬

‫‪ { - 111‬قالوا أرجه وأخاه } أخر أمرهما { وأرسل في المدائن حاشرين } جامعين‬

‫(‪)209/1‬‬
‫‪ { - 112‬يأتوك بكل ساحر } وفي قراءة سحار { عليم } يفضل موسى في علم السحر فجمعوا‬

‫(‪)209/1‬‬

‫‪ { - 113‬وجاء السحرة فرعون قالوا إن } بتحقق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين‬
‫{ لنا ألجرا إن كنا نحن الغالبين }‬

‫(‪)209/1‬‬

‫‪ { - 114‬قال نعم وإنكم لمن المقربين }‬

‫(‪)209/1‬‬

‫‪ { - 115‬قالوا يا موسى إما أن تلقي } عصاك { وإما أن نكون نحن الملقين } ما معنا‬

‫(‪)209/1‬‬

‫‪ { - 116‬قال ألقوا } أمر لإلذن بتقديم إلقائهم توصال به إلى إظهار الحق { فلما ألقوا } حبالهم وعصيهم‬
‫{ سحروا أعين الناس } صرفوها عن حقيقة إدراكها { واسترهبوهم } خوفوهم حيث خيلوها حيات تسعى‬
‫{ وجاؤوا بسحر عظيم }‬

‫(‪)209/1‬‬

‫‪ { - 117‬وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف } بحذف إحدى التاءين في األصل تبتلع { ما‬
‫يأفكون } يقلبون بتمويههم‬

‫(‪)210/1‬‬

‫‪ { - 118‬فوقع الحق } ثبت وظهر { وبطل ما كانوا يعملون } صاروا ذليلين‬


‫(‪)210/1‬‬

‫‪ { - 119‬فغلبوا } اي فرعون وقومه { هنالك وانقلبوا صاغرين } صاروا ذليلين‬

‫(‪)210/1‬‬

‫‪ { - 120‬وألقي السحرة ساجدين }‬

‫(‪)210/1‬‬

‫‪ { - 121‬قالوا آمنا برب العالمين }‬

‫(‪)210/1‬‬

‫‪ { - 122‬رب موسى وهارون } لعلمهم بأن ما شاهدوه من العصا ال يتأتى بالسحر‬

‫(‪)210/1‬‬

‫‪ { - 123‬قال فرعون آمنتم } بتحقيق الهمزتين وابدال الثانية ألفا { به } بموسى { قبل أن آذن } أنا { لكم إن‬
‫هذا } الذي صنعتموه { لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون } ما ينالكم مني‬

‫(‪)210/1‬‬

‫‪ { - 124‬ألقطعن أيديكم وأرجلكم من خالف } اي يد كل واحد اليمنى ورجله اليسرى { ثم ألصلبنكم‬


‫أجمعين }‬

‫(‪)210/1‬‬
‫‪ { - 125‬قالوا إنا إلى ربنا } بعد موتتنا بأي وجه كان { منقلبون } راجعون في اآلخرة‬

‫(‪)210/1‬‬

‫‪ { - 126‬وما تنقم } تنكر { منا إال أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا } عند فعل ما توعدنا‬
‫به لئال نرجع كفارا { وتوفنا مسلمين }‬

‫(‪)210/1‬‬

‫‪ { - 127‬وقال المأل من قوم فرعون } له { أتذر } تترك { موسى وقومه ليفسدوا في األرض } بالدعاء إلى‬
‫مخالفتك { ويذرك وآلهتك } وكان صنع لهم أصناما صغارا يعبدونها وقال أنا ربكم وربها ولذا قال أنا ربكم‬
‫األعلى { قال سنقتل } بالتشديد والتخفيف { أبناءهم } المولودين { ونستحيي } تستبقي { نساءهم } كفعلنا‬
‫بهم من قبل { وإنا فوقهم قاهرون } قادرون ففعلوا بهم ذلك فشكا بنو إسرائيل‬

‫(‪)211/1‬‬

‫‪ { - 128‬قال موسى لقومه استعينوا باهلل واصبروا } على أذاهم { إن األرض هلل يورثها } يعطيها { من‬
‫يشاء من عباده والعاقبة } المحمودة { للمتقين } هللا‬

‫(‪)211/1‬‬

‫‪ { - 129‬قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في‬
‫األرض فينظر كيف تعملون } فيها‬

‫(‪)211/1‬‬

‫‪ { - 130‬ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين } بالقحط { ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون } يتعظون فيؤمنون‬

‫(‪)211/1‬‬
‫‪ { - 131‬فإذا جاءتهم الحسنة } الخصب والغنى { قالوا لنا هذه } أي نستحقها ولم يشكروا عليها { وإن‬
‫تصبهم سيئة } جدب وبالء { يطيروا } يتشاءموا { بموسى ومن معه } من المؤمنين { أال إنما طائرهم }‬
‫شؤمهم { عند هللا } يأتيهم به { ولكن أكثرهم ال يعلمون } أن ما يصيبهم من عنده‬

‫(‪)211/1‬‬

‫‪ { - 132‬وقالوا } لموسى { مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين } فدعا عليهم‬

‫(‪)211/1‬‬

‫‪ { - 133‬فأرسلنا عليهم الطوفان } وهو ماء دخل بيوتهم ووصل إلى حلوق الجالسين سبعة أيام { والجراد }‬
‫فأكل زرعهم وثمارهم كذلك { والقمل } السوس أو نوع من القراد فتتبع ما تركه الجراد { والضفادع }‬
‫فمألت بيوتهم وطعمهم { والدم } في مياههم { آيات مفصالت } مبينات { فاستكبروا } عن اإليمان بها‬
‫{ وكانوا قوما مجرمين }‬

‫(‪)211/1‬‬

‫‪ { - 134‬ولما وقع عليهم الرجز } العذاب { قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك } من كشف العذاب‬
‫عنا إن آمنا { لئن } الم قسم { كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل }‬

‫(‪)212/1‬‬

‫‪ { - 135‬فلما كشفنا } بدعاء موسى { عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون } ينقضون عندهم‬
‫ويصرون على كفرهم‬

‫(‪)212/1‬‬

‫‪ { - 136‬فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم } البحر الملح { بأنهم } بسبب انهم { كذبوا بآياتنا وكانوا عنها‬
‫غافلين } ال يتدبرونها‬

‫(‪)212/1‬‬
‫‪ { - 137‬وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون } باالستعباد وهم بنو إسرائيل { مشارق األرض ومغاربها‬
‫التي باركنا فيها } بالماء والشجر صفة لألرض وهي الشام { وتمت كلمة ربك الحسنى } وهي قوله تعالى‬
‫{ ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في األرض } الخ { على بني إسرائيل بما صبروا } على أذى عدوهم‬
‫{ ودمرنا } اهلكنا { ما كان يصنع فرعون وقومه } من العمارة { وما كانوا يعرشون } بكسر الراء وضمها‬
‫يرفعون من البنيان‬

‫(‪)212/1‬‬

‫‪ { - 138‬وجاوزنا } عبرنا { ببني إسرائيل البحر فأتوا } فمروا { على قوم يعكفون } بضم الكاف وكسرها‬
‫{ على أصنام لهم } يقيمون على عبادتها { قالوا يا موسى اجعل لنا إلها } صنما نعبده { كما لهم آلهة قال‬
‫إنكم قوم تجهلون } حيث قابلتم نعمة هللا عليكم بما قلتموه‬

‫(‪)212/1‬‬

‫‪ { - 139‬إن هؤالء متبر } هالك { ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون }‬

‫(‪)213/1‬‬

‫‪ { - 140‬قال أغير هللا أبغيكم إلها } معبودا واصله ابغي لكم { وهو فضلكم على العالمين } في زمانكم بما‬
‫ذكره في قوله‬

‫(‪)213/1‬‬

‫‪ { - 141‬و } اذكروا { إذ أنجيناكم } وفي قراءة أنجاكم { من آل فرعون يسومونكم } يكلفونكم ويذيقونكم‬
‫{ سوء العذاب } اشده وهو { يقتلون أبناءكم ويستحيون } يستبقون { نساءكم وفي ذلكم } االنجاء أو العذاب‬
‫{ بالء } إنعام أو ابتالء { من ربكم عظيم } أفال تتعظون فتنتهوا عما قلتم‬

‫(‪)213/1‬‬
‫‪ { - 142‬وواعدنا } بألف ودونها { موسى ثالثين ليلة } نكلمه عند انتهائها بأن يصومها وهي ذو القعدة‬
‫فصامها فلما تمت أنكر خلوف فمه فاستاك فأمره هللا بعشرة أخرى ليكلمه بخلوف فمه كما قال تعالى‬
‫{ وأتممناها بعشر } من ذي الحجة { فتم ميقات ربه } وقت وعده بكالمه إياه { أربعين } حال { ليلة }‬
‫تمييز { وقال موسى ألخيه هارون } عند ذهابه إلى الجبل للمناجاة { اخلفني } كن خليفتي { في قومي‬
‫وأصلح } أمرهم { وال تتبع سبيل المفسدين } بموافقتهم على المعاصي‬

‫(‪)213/1‬‬

‫‪ { - 143‬ولما جاء موسى لميقاتنا } اي للوقت الذي وعدناه بالكالم فيه { وكلمه ربه } بال واسطة كالما‬
‫سمعه من كل جهة { قال رب أرني } نفسك { أنظر إليك قال لن تراني } اي ال تقدر على رؤيتي والتعبير به‬
‫دون لن أرى يفيد إمكان رؤيته تعالى { ولكن انظر إلى الجبل } الذي هو أقوى منك { فإن استقر } ثبت‬
‫{ مكانه فسوف تراني } اي تثبت لرؤيتي وإال فال طاقة لك { فلما تجلى ربه } اي ظهر من نوره قدر نصف‬
‫أنملة الخنصر كما في حديث صححه الحاكم { للجبل جعله دكا } بالقصر والمد اي مدكوكا مستويا في‬
‫األرض { وخر موسى صعقا } مغشيا عليه لهول ما رأى { فلما أفاق قال سبحانك } تنزيها لك { تبت إليك }‬
‫من سؤالي ما لم أؤمر به { وأنا أول المؤمنين } في زماني‬

‫(‪)213/1‬‬

‫‪ { - 144‬قال } تعالى له { يا موسى إني اصطفيتك } اخترتك { على الناس } أهل زمانك { برساالتي }‬
‫بالجمع واإلفراد { وبكالمي } اي تكليمي إياك { فخذ ما آتيتك } من الفضل { وكن من الشاكرين } ألنعمي‬

‫(‪)213/1‬‬

‫‪ { - 145‬وكتبنا له في األلواح } اي ألواح التوراة وكانت من سدر الجنة أو زبرجد أو زمرد سبعة أو عشرة‬
‫{ من كل شيء } يحتاج إليه في الدين { موعظة وتفصيال } تبينا { لكل شيء } بدل من الجار والمجرور‬
‫قبله { فخذها } قبله قلنا مقدرا { بقوة } بجد واجتهاد { وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين }‬
‫فرعون وأتباعه وهي مصر لتعتبروا بهم‬

‫(‪)213/1‬‬

‫‪ { - 146‬سأصرف عن آياتي } دالئل قدرتي من المصنوعات وغيرها { الذين يتكبرون في األرض بغير‬
‫الحق } بأن أخذلهم فال يتكبرون فيها { وإن يروا كل آية ال يؤمنوا بها وإن يروا سبيل } طريق { الرشد }‬
‫الهدى الذي جاء من عند هللا { ال يتخذوه سبيال } يسلكوه { وإن يروا سبيل الغي } الضالل { يتخذوه سبيال‬
‫ذلك } الصرف { بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين } تقدم مثله‬

‫(‪)213/1‬‬

‫‪ { - 147‬والذين كذبوا بآياتنا ولقاء اآلخرة } البعث وغيره { حبطت } بطلت { أعمالهم } ما عملوه في‬
‫الدنيا من خير كصلة رحم وصدقة فال ثواب لهم لعدم شرطه { هل } ما { يجزون إال } جزاء { ما كانوا‬
‫يعملون } من التكذيب والعاصي‬

‫(‪)214/1‬‬

‫‪ { - 148‬واتخذ قوم موسى من بعده } اي بعد ذهابه إلى المناجاة { من حليهم } الذي استعاروه من قوم‬
‫فرعون بعلة عرس فبقي عندهم { عجال } صاغه لهم منه السامري { جسدا } بدل لحما ودما { له خوار }‬
‫اي صوت يسمع انقلب كذلك برضع التراب الذي أخذه من حافر فرس جبريل في فمه فإن أثره الحياة فيما‬
‫يوضع فيه ومفعول اتخذ الثاني محذوف اي إلها { ألم يروا أنه ال يكلمهم وال يهديهم سبيال } فكيف يتخذ إلها‬
‫{ اتخذوه } إلها { وكانوا ظالمين } باتخاذه‬

‫(‪)214/1‬‬

‫‪ { - 149‬ولما سقط في أيديهم } اي ندموا على عبادته { ورأوا } علموا { أنهم قد ضلوا } بها وذلك بعد‬
‫رجوع موسى { قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا } بالياء والتاء فيهما { لنكونن من الخاسرين }‬

‫(‪)214/1‬‬

‫‪ { - 150‬ولما رجع موسى إلى قومه غضبان } من جهتهم { أسفا } شديد الحزن { قال بئسما } أي بئس‬
‫بئس خالفة { خلفتموني } ها { من بعدي } خالفتكم هذه حيث أشركتم { أعجلتم أمر ربكم وألقى األلواح }‬
‫ألواح التوراة غضبا لربه فتكسرت { وأخذ برأس أخيه } أي بشعره بيمينه ولحيته بشماله { يجره إليه }‬
‫غضبا { قال } يا { ابن أم } بكسر الميم وفتحها أراد أمي وذكرها أعطف لقلبه { إن القوم استضعفوني‬
‫وكادوا } قاربوا { يقتلونني فال تشمت } تفرح { بي األعداء } بإهانتك إياي { وال تجعلني مع القوم‬
‫الظالمين } بعبادة العجل في المؤاخذة‬

‫(‪)214/1‬‬
‫‪ { - 151‬قال رب اغفر لي } ما صنعت بأخي { وألخي } أشركه في الدعاء إرضاء له ودفعا للشماتة به‬
‫{ وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين } قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)215/1‬‬

‫‪ { - 152‬إن الذين اتخذوا العجل } إلها { سينالهم غضب } عذاب { من ربهم وذلة في الحياة الدنيا } فعذبوا‬
‫باألمر بقتل أنفسهم وضربت عليهم الذلة إلى يوم القيامة { وكذلك } كما جزيناهم { نجزي المفترين } على‬
‫هللا باإلشراك وغيره‬

‫(‪)215/1‬‬

‫‪ { - 153‬والذين عملوا السيئات ثم تابوا } رجعوا عنها { من بعدها وآمنوا } باهلل { إن ربك من بعدها } اي‬
‫التوبة { لغفور } لهم { رحيم } بهم‬

‫(‪)215/1‬‬

‫‪ { - 154‬ولما سكت } سكن { عن موسى الغضب أخذ األلواح } التي ألقاها { وفي نسختها } اي ما نسخ‬
‫فيها اي كتب { هدى } من الضاللة { ورحمة للذين هم لربهم يرهبون } يخافون وأدخل الالم على المفعول‬
‫لتقدمه‬

‫(‪)216/1‬‬

‫‪ { - 155‬واختار موسى قومه } اي من قومه { سبعين رجال } ممن لم يعبدوا العجل بأمره تعالى‬
‫{ لميقاتنا } اي للوقت الذي وعدناه بإتيانهم فيه ليعتذروا من عبادة أصحابهم العجل فخرج بهم { فلما أخذتهم‬
‫الرجفة } الزلزلة الشديدة قال ابن عباس ‪ :‬ألنهم لم يزايلوا قومهم حين عبدوا العجل قال ‪ :‬وهم غير الذين‬
‫سألوا الرؤية وأخذتهم الصاعقة { قال } موسى { رب لو شئت أهلكتهم من قبل } اي قبل خرجي بهم ليعاين‬
‫بنو إسرائيل ذلك وال يتهموني { وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا } استفهام استعطاف اي ال تعذبنا بذنب‬
‫غيرنا { إن } ما { هي } اي الفتنة التي وقع فيها السفهاء { إال فتنتك } ابتالؤك { تضل بها من تشاء }‬
‫إضالله { وتهدي من تشاء } هدايته { أنت ولينا } متولي أمورنا { فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين }‬

‫(‪)216/1‬‬
‫‪ { - 156‬واكتب } أوجب { لنا في هذه الدنيا حسنة وفي اآلخرة } حسنة { إنا هدنا } تبنا { إليك قال }‬
‫تعالى ‪ { :‬عذابي أصيب به من أشاء } تعذيبه { ورحمتي وسعت } عمت { كل شيء } في الدنيا‬
‫{ فسأكتبها } في اآلخرة { للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون }‬

‫(‪)217/1‬‬

‫‪ { - 157‬الذين يتبعون الرسول النبي األمي } محمدا صلى هللا عليه و سلم { الذي يجدونه مكتوبا عندهم في‬
‫التوراة واإلنجيل } باسمه وصفته { يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات } مما حرم في‬
‫شرعهم { ويحرم عليهم الخبائث } من الميتة ونحوها { ويضع عنهم إصرهم } ثقلهم { واألغالل } الشدائد‬
‫{ التي كانت عليهم } كقتل النفس في التوبة وقطع أثر النجاسة‬

‫(‪)217/1‬‬

‫‪ { - 158‬قل } خطاب للنبي صلى هللا عليه و سلم { يا أيها الناس إني رسول هللا إليكم جميعا الذي له ملك‬
‫السماوات واألرض ال إله إال هو يحيي ويميت فآمنوا باهلل ورسوله النبي األمي الذي يؤمن باهلل وكلماته }‬
‫القرآن { واتبعوه لعلكم تهتدون } ترشدون‬

‫(‪)217/1‬‬

‫‪ { - 159‬ومن قوم موسى أمة } جماعة { يهدون } الناس { بالحق وبه يعدلون } في الحكم‬

‫(‪)217/1‬‬

‫‪ { - 160‬وقطعناهم } فرقنا بني إسرائيل { اثنتي عشرة } حال { أسباطا } بدل منه اي قبائل { أمما } بدل‬
‫مما قبله { وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه } في التيه { أن اضرب بعصاك الحجر } فضربه‬
‫{ فانبجست } انفجرت { منه اثنتا عشرة عينا } بعدد األسباط { قد علم كل أناس } سبط منهم { مشربهم‬
‫وظللنا عليهم الغمام } في التيه من حر الشمس { وأنزلنا عليهم المن والسلوى } هما الترنجبين والطير‬
‫السماني بتخفيف الميم والقصر وقلنا لهم { كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم‬
‫يظلمون }‬

‫(‪)217/1‬‬
‫‪ { - 161‬و } اذكر { إذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية } بيت المقدس { وكلوا منها حيث شئتم وقولوا } أمرنا‬
‫{ حطة وادخلوا الباب } اي باب القرية { سجدا } سجود انحناء { نغفر } بالنون والتاء مبنيا للمفعول { لكم‬
‫خطاياكم وسنزيد المحسنين } بالطاعة ثوابا‬

‫(‪)218/1‬‬

‫‪ { - 162‬فبدل الذين ظلموا منهم قوال غير الذي قيل لهم } فقالوا ‪ :‬حبة في شعرة ودخلوا يزحفون على‬
‫أستاههم { فأرسلنا عليهم رجزا } عذابا { من السماء بما كانوا يظلمون }‬

‫(‪)218/1‬‬

‫‪ { - 163‬واسألهم } يا محمد توبيخا { عن القرية التي كانت حاضرة البحر } مجاورة بحر القلزم وهي أيلة‬
‫ما وقع بأهلها { إذ يعدون } يعتدون { في السبت } بصيد السمك المأمورين بتركه فيه { إذ } ظرف ليعبدون‬
‫{ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا } ظاهرة على الماء { ويوم ال يسبتون } ال يعظمون السبت اي سائر األيام‬
‫{ ال تأتيهم } ابتالء من هللا { كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون } ولما صادوا السمك افترقت القرية أثالثا ثلث‬
‫صادوا معهم وثلث نهوهم وثلث امسكوا عن الصيد والنهي‬

‫(‪)218/1‬‬

‫‪ { - 164‬وإذ } عطف على إذ قبله { قالت أمة منهم } لم تصد ولم تنه لمن نهى { لم تعظون قوما هللا مهلكهم‬
‫أو معذبهم عذابا شديدا قالوا } موعظتنا { معذرة } نعتذر بها { إلى ربكم } لئال ننسب إلى تقصير في ترك‬
‫النهي { ولعلهم يتقون } الصيد‬

‫(‪)218/1‬‬

‫‪ { - 165‬فلما نسوا } تركوا { ما ذكروا } وعظوا { به } فلم يرجعوا { أنجينا الذين ينهون عن السوء‬
‫وأخذنا الذين ظلموا } باالعتداء { بعذاب بئيس } شديد { بما كانوا يفسقون }‬

‫(‪)219/1‬‬
‫‪ { - 166‬فلما عتوا } تكبروا { عن } ترك { ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين } صاغرين فكانوها‬
‫وهذا تفصيل لما قبله قال ابن عباس ‪ :‬ما أدري ما فعل بالفرقة الساكتة وقال عكرمة ‪ :‬لم تهلك ألنها كرهت ما‬
‫فعلوه وقالت ‪ :‬لم تعظون الخ وروى الحاكم عن ابن عباس ‪ :‬أنه رجع إليه وأعجبه‬

‫(‪)219/1‬‬

‫‪ { - 167‬وإذ تأذن } أعلم { ربك ليبعثن عليهم } اي اليهود { إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب }‬
‫بالذل واخذ الجزية فبعث عليهم سليمان وبعده بختنصر فقتلهم وسباهم وضرب عليهم الجزية فكانوا يؤدونها‬
‫إلى المجوس إلى أن بعث نبينا صلى هللا عليه و سلم فضربها عليهم { إن ربك لسريع العقاب } لمن عصاه‬
‫{ وإنه لغفور } ألهل طاعته { رحيم } بهم‬

‫(‪)219/1‬‬

‫‪ { - 168‬وقطعناهم } فرقناهم { في األرض أمما } فرقا { منهم الصالحون ومنهم } ناس { دون ذلك }‬
‫الكفار والفاسقون { وبلوناهم بالحسنات } بالنعم { والسيئات } النقم { لعلهم يرجعون } عن فسقهم‬

‫(‪)219/1‬‬

‫‪ { - 169‬فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب } التوراة عن آبائهم { يأخذون عرض هذا األدنى } اي حطام‬
‫هذا الشيء الدنيء اي الدنيا من حالل وحرام { ويقولون سيغفر لنا } ما فعلناه { وإن يأتهم عرض مثله‬
‫يأخذوه } الجملة حال اي يرجون المغفرة وهم عائدون إلى ما فعلوه مصرون عليه وليس في التوراة وعد‬
‫المغفرة مع اإلصرار { ألم يؤخذ } استفهام تقرير { عليهم ميثاق الكتاب } اإلضافة بمعنى في { أن ال يقولوا‬
‫على هللا إال الحق ودرسوا } عطف على يؤخذ قرأوا { ما فيه } فلم كذبوا عليه بنسبة المغفرة إليه مع‬
‫اإلصرار { والدار اآلخرة خير للذين يتقون } الحرام { أفال يعقلون } بالياء والتاء إنها خير فيؤثرونها على‬
‫الدنيا‬

‫(‪)219/1‬‬

‫‪ { - 170‬والذين يمسكون } بالتشديد والتخفيف { بالكتاب } منهم { وأقاموا الصالة } كعبد هللا بن سالم‬
‫وأصحابه { إنا ال نضيع أجر المصلحين } الجملة خبر الذين وفيه وضع الظاهر موضع المضمر أي أجرهم‬

‫(‪)220/1‬‬
‫‪ { - 171‬و } اذكر { إذ نتقنا الجبل } رفعناه من أصله { فوقهم كأنه ظلة وظنوا } أيقنوا { أنه واقع بهم }‬
‫ساقط عليهم بوعد هللا إياهم بوقوعه إن لم يقبلوا أحكام التوراة وكانوا أبوها لثقلها وقلنا لهم { خذوا ما آتيناكم‬
‫بقوة } بجد واجتهاد { واذكروا ما فيه } بالعمل به { لعلكم تتقون }‬

‫(‪)220/1‬‬

‫‪ { - 172‬و } اذكر { إذ } حين { أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم } بدل اشتمال مما قبله بإعادة الجار‬
‫{ ذرياتهم } بأن أخرج بعضهم من صلب بعض من صلب آدم نسال بعد نسل كنحو ما يتوالدون كالذر بنعمان‬
‫يوم عرفة ونصب لهم دالئل على ربوبيته وركب فيهم عقال { وأشهدهم على أنفسهم } قال { ألست بربكم‬
‫قالوا بلى } أنت ربنا { شهدنا } بذلك واإلشهاد لـ { أن } ال { يقولوا } بالياء والتاء في الموضعين أي الكفار‬
‫{ يوم القيامة إنا كنا عن هذا } التوحيد { غافلين } ال نعرفه‬

‫(‪)220/1‬‬

‫‪ { - 173‬أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل } أي قبلنا { وكنا ذرية من بعدهم } فاقتدينا بهم { أفتهلكنا }‬
‫تعذبنا { بما فعل المبطلون } من آبائنا بتأسيس الشرك المعنى ال يمكنهم االحتجاج بذلك مع إشهادهم على‬
‫أنفسهم بالتوحيد والتذكير به على لسان صاحب المعجزة قائم مقام ذكره في النفوس‬

‫(‪)220/1‬‬

‫‪ { - 174‬وكذلك نفصل اآليات } نبينها مثل ما بينا الميثاق ليتدبروها { ولعلهم يرجعون } عن كفرهم‬

‫(‪)221/1‬‬

‫‪ { - 175‬واتل } يا محمد { عليهم } أي اليهود { نبأ } خبر { الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها } خرج بكفره‬
‫كما تخرج الحية من جلدها وهو بلعم بن باعوراء من علماء بني إسرائيل سئل أن يدعو على موسى وأهدي‬
‫إليه شيء فدعا فانقلب عليه واندلع لسانه على صدره { فأتبعه الشيطان } فأدركه فصار قرينه { فكان من‬
‫الغاوين }‬

‫(‪)221/1‬‬
‫‪ { - 176‬ولو شئنا لرفعناه } إلى منازل العلماء { بها } بأن نوفقه للعمل { ولكنه أخلد } سكن { إلى‬
‫األرض } أي الدنيا ومال إليها { واتبع هواه } في دعائه إليها فوضعناه { فمثله } صفته { كمثل الكلب إن‬
‫تحمل عليه } بالطرد والزجر { يلهث } يدلع لسانه { أو } إن { تتركه يلهث } وليس غيره من الحيوان‬
‫كذلك وجملتا الشرط حال أي الهثا ذليال بكل حال والقصد التشبيه في الوضع والخسة بقرينة الفاء المشعرة‬
‫بترتيب ما بعدها على ما قبلها من الميل إلى الدنيا واتباع الهوى وبقرينة قوله { ذلك } المثل { مثل القوم‬
‫الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص } على اليهود { لعلهم يتفكرون } يتدبرون فيه فيؤمنون‬

‫(‪)221/1‬‬

‫‪ { - 177‬ساء } بئس { مثال القوم } أي مثل القوم { الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون } بالتكذيب‬

‫(‪)221/1‬‬

‫‪ { - 178‬من يهد هللا فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون }‬

‫(‪)222/1‬‬

‫‪ { - 179‬ولقد ذرأنا } خلقنا { لجهنم كثيرا من الجن واإلنس لهم قلوب ال يفقهون بها } الحق { ولهم أعين ال‬
‫يبصرون بها } دالئل قدرة هللا بصر اعتبار { ولهم آذان ال يسمعون بها } اآليات والمواعظ سماع تدبر‬
‫واتعاظ { أولئك كاألنعام } في عدم الفقه والبصر واالستماع { بل هم أضل } من األنعام ألنها تطلب منافعها‬
‫وتهرب من مضارها وهؤالء يقدمون على النار معاندة { أولئك هم الغافلون }‬

‫(‪)222/1‬‬

‫‪ { - 180‬وهلل األسماء الحسنى } التسعة والتسعون الواردة بها الحديث والحسنى مؤنث األحسن { فادعوه }‬
‫سموه { بها وذروا } أتركوا { الذين يلحدون } من ألحد ولحد يميلون عن الحق { في أسمائه } حيث اشتقوا‬
‫منها أسماء آللهتهم ‪ :‬كالالت من هللا والعزى من العزيز ومناة من المنان { سيجزون } في اآلخرة جزاء { ما‬
‫كانوا يعملون } وهذا قبل األمر بالقتال‬

‫(‪)222/1‬‬

‫‪ { - 181‬وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون } هم أمة محمد صلى هللا عليه و سلم كما في حديث‬
‫(‪)222/1‬‬

‫‪ { - 182‬والذين كذبوا بآياتنا } القرآن من أهل مكة { سنستدرجهم } نأخذهم قليال قليال { من حيث ال‬
‫يعلمون }‬

‫(‪)222/1‬‬

‫‪ { - 183‬وأملي لهم } أمهلهم { إن كيدي متين } شديد ال يطاق‬

‫(‪)222/1‬‬

‫‪ { - 184‬أولم يتفكروا } فيعلموا { ما بصاحبهم } محمد صلى هللا عليه و سلم { من جنة } جنون { إن } ما‬
‫{ هو إال نذير مبين } بين اإلنذار‬

‫(‪)222/1‬‬

‫‪ { - 185‬أولم ينظروا في ملكوت } ملك { السماوات واألرض و } في { ما خلق هللا من شيء } بيان لما‬
‫فيستدلوا به على قدرة صانعه ووحدانيته { و } في { أن } أي أنه { عسى أن يكون قد اقترب } قرب‬
‫{ أجلهم } فيموتوا كفارا فيصيروا إلى النار فيبادروا إلى اإليمان { فبأي حديث بعده } أي القرآن‬
‫{ يؤمنون }‬

‫(‪)223/1‬‬

‫‪ { - 186‬من يضلل هللا فال هادي له ويذرهم } بالياء والنون مع الرفع استئنافا والجزم عطفا على محل ما بعد‬
‫الفاء { في طغيانهم يعمهون } يترددون تحيرا‬

‫(‪)223/1‬‬

‫‪ { - 187‬يسألونك } أي أهل مكة { عن الساعة } القيامة { أيان } متى { مرساها قل } لهم { إنما علمها }‬
‫متى تكون { عند ربي ال يجليها } يظهرها { لوقتها } الالم بمعنى في { إال هو ثقلت } عظمت { في‬
‫السماوات واألرض } على أهلها لهولها { ال تأتيكم إال بغتة } فجأة { يسألونك كأنك حفي } مبالغ في السؤال‬
‫{ عنها } حتى علمتها { قل إنما علمها عند هللا } تأكيد { ولكن أكثر الناس ال يعلمون } أن علمها عنده تعالى‬

‫(‪)223/1‬‬

‫‪ { - 188‬قل ال أملك لنفسي نفعا } أجلبه { وال ضرا } أدفعه { إال ما شاء هللا ولو كنت أعلم الغيب } ما‬
‫غاب عني { الستكثرت من الخير وما مسني السوء } من فقر وغيره الحترازي عنه باجتناب المضار‬
‫{ إن } ما { أنا إال نذير } بالنار للكافرين { وبشير } بالجنة { لقوم يؤمنون }‬

‫(‪)223/1‬‬

‫‪ { - 189‬هو } أي هللا { الذي خلقكم من نفس واحدة } أي آدم { وجعل } خلق { منها زوجها } حواء‬
‫{ ليسكن إليها } ويألفها { فلما تغشاها } جامعها { حملت حمال خفيفا } هو النطفة { فمرت به } ذهبت‬
‫وجاءت لخفته { فلما أثقلت } بكبر الولد في بطنها وأشفقا أن يكون بهيمة { دعوا هللا ربهما لئن آتيتنا } ولدا‬
‫{ صالحا } سويا { لنكونن من الشاكرين } لك عليه‬

‫(‪)223/1‬‬

‫‪ { - 190‬فلما آتاهما } ولدا { صالحا جعال له شركاء } وفي قراءة بكسر الشين والتنوين أي شريكا { فيما‬
‫آتاهما } بتسمية عبد الحارث وال ينبغي أن يكون عبدا إال هلل وليس بإشراك في العبودية لعصمة آدم وروى‬
‫سمرة عن النبي صلى هللا عليه و سلم قال ‪ [ :‬لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان ال يعيش لها ولد فقال ‪:‬‬
‫سميه عبدالحارث فإنه يعيش فسمته فعاش فكان ذلك من وحي الشيطان وأمره ] رواه الحاكم وقال صحيح و‬
‫الترمذي وقال حسن غريب { فتعالى هللا عما يشركون } أي أهل مكة به من األصنام والجملة مسببه عطف‬
‫على خلقكم وما بينهما اعتراض‬

‫(‪)224/1‬‬

‫‪ { - 191‬أيشركون } به في العبادة { ما ال يخلق شيئا وهم يخلقون }‬

‫(‪)224/1‬‬
‫‪ { - 192‬وال يستطيعون لهم } أي لعابديهم { نصرا وال أنفسهم ينصرون } بمنعها ممن أراد بهم سوءا من‬
‫كسر أو غيره واالستفهام للتوبيخ‬

‫(‪)224/1‬‬

‫‪ { - 193‬وإن تدعوهم } أي األصنام { إلى الهدى ال يتبعوكم } بالتخفيف والتشديد { سواء عليكم‬
‫أدعوتموهم } إليه { أم أنتم صامتون } عن دعائهم ال يتبعوه لعدم سماعهم‬

‫(‪)224/1‬‬

‫‪ { - 194‬إن الذين تدعون } تعبدون { من دون هللا عباد } مملوكة { أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم }‬
‫دعاءكم { إن كنتم صادقين } في أنها آلهة ثم بين غاية عجزهم وفضل عابديهم عليهم فقال ‪:‬‬

‫(‪)224/1‬‬

‫‪ { - 195‬ألهم أرجل يمشون بها أم } بل أ { لهم أيد } جمع يد { يبطشون بها أم } بل أ { لهم أعين يبصرون‬
‫بها أم } بل أ { لهم آذان يسمعون بها } استفهام انكاري أي ليس لهم شيء من ذلك مما هو لكم فكيف تعبدونهم‬
‫وأنتم أتم حاال منهم { قل } لهم يا محمد { ادعوا شركاءكم } إلى هالكي { ثم كيدون فال تنظرون } تمهلون‬
‫فإني ال أبالي بكم‬

‫(‪)224/1‬‬

‫‪ { - 196‬إن وليي هللا } متولي أموري { الذي نزل الكتاب } القرآن { وهو يتولى الصالحين } بحفظه‬

‫(‪)225/1‬‬

‫‪ { - 197‬والذين تدعون من دونه ال يستطيعون نصركم وال أنفسهم ينصرون } فكيف أبالي بهم‬

‫(‪)225/1‬‬
‫‪ { - 198‬وإن تدعوهم } أي األصنام { إلى الهدى ال يسمعوا وتراهم } أي األصنام يا محمد { ينظرون‬
‫إليك } أي يقابلونك كالناظر { وهم ال يبصرون }‬

‫(‪)225/1‬‬

‫‪ { - 199‬خذ العفو } اليسر من أخالق الناس وال تبحث عنها { وأمر بالعرف } بالمعروف { وأعرض عن‬
‫الجاهلين } فال تقابلهم بسفههم‬

‫(‪)225/1‬‬

‫‪ { - 200‬وإما } فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة { ينزغنك من الشيطان نزغ } أي إن يصرفك‬
‫عما أمرت به صارف { فاستعذ باهلل } جواب الشرط وجواب األمر محذوف أي يدفعه عنك { إنه سميع }‬
‫للقول { عليم } بالفعل‬

‫(‪)225/1‬‬

‫‪ { - 201‬إن الذين اتقوا إذا مسهم } أصابهم { طيف } وفي قراءة طائف أي شيء ألم بهم { من الشيطان‬
‫تذكروا } عقاب هللا وثوابه { فإذا هم مبصرون } الحق من غيره فيرجعون‬

‫(‪)225/1‬‬

‫‪ { - 202‬وإخوانهم } أي إخوان الشياطين من الكفار { يمدونهم } أي الشياطين { في الغي ثم } هم { ال‬


‫يقصرون } يكفون عنه بالتبصر كما تبصر المتقون‬

‫(‪)225/1‬‬

‫‪ { - 203‬وإذا لم تأتهم } أي أهل مكة { بآية } مما اقترحوا { قالوا لوال } هال { اجتبيتها } أنشأتها من قبل‬
‫نفسك { قل } لهم { إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي } وليس لي أن آتي من عند نفسي بشيء { هذا } القرآن‬
‫{ بصائر } حجج { من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون }‬

‫(‪)225/1‬‬
‫‪ { - 204‬وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا } عن الكالم { لعلكم ترحمون } نزلت في ترك الكالم في‬
‫الخطبة وعبر فيها بالقرآن الشتمالها عليه وقيل في قراءة القرآن مطلقا‬

‫(‪)226/1‬‬

‫‪ { - 205‬واذكر ربك في نفسك } أي سرا { تضرعا } تذلال { وخيفة } خوفا منه { و } فوق السر { دون‬
‫الجهر من القول } أي قصدا بينهما { بالغدو واآلصال } أوائل النهار وأواخره { وال تكن من الغافلين } عن‬
‫ذكر هللا‬

‫(‪)226/1‬‬

‫‪ { - 206‬إن الذين عند ربك } أي المالئكة { ال يستكبرون } يتكبرون { عن عبادته ويسبحونه } ينزهونه‬
‫عما ال يليق به { وله يسجدون } أي يخصونه بالخضوع والعبادة فكونوا مثلهم‬

‫(‪)226/1‬‬

‫سورة األنفال‬
‫[ مدنية إال من آية ‪ 30‬إلى غاية ‪ 36‬فمكية وآياتها ‪ 75‬أو ‪ 76‬أو ‪ 77‬نزلت بعد البقرة ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫لما اختلف المسلمون في غنائم بدر فقال الشبان ‪ :‬هي لنا ألننا باشرنا القتال وقال الشيوخ ‪ :‬كنا ردءا لكم تحت‬
‫الرايات ولو انكشفتم لفئتم إلينا فال تستأثروا بها فنزل ‪:‬‬
‫‪ { - 1‬يسألونك } يا محمد { عن األنفال } الغنائم لمن هي { قل } لهم { األنفال هلل } يجعلها حيث شاء‬
‫{ والرسول } يقسمها بأمر هللا فقسمها صلى هللا عليه و سلم بينهم على السواء رواه الحاكم في المستدرك‬
‫{ فاتقوا هللا وأصلحوا ذات بينكم } أي حقيقة ما بينكم بالمودة وترك النزاع { وأطيعوا هللا ورسوله إن كنتم‬
‫مؤمنين } حقا‬

‫(‪)226/1‬‬

‫‪ { - 2‬إنما المؤمنون } الكاملون اإليمان { الذين إذا ذكر هللا } أي وعيده { وجلت } خافت { قلوبهم وإذا‬
‫تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا } تصديقا { وعلى ربهم يتوكلون } به يثقون ال بغيره‬

‫(‪)227/1‬‬
‫‪ { - 3‬الذين يقيمون الصالة } يأنون بها بحقوقها { ومما رزقناهم } أعطيناهم { ينفقون } في طاعة هللا‬

‫(‪)227/1‬‬

‫‪ { - 4‬أولئك } الموصوفون بما ذكر { هم المؤمنون حقا } صدقا بال شك { لهم درجات } منازل في الجنة‬
‫{ عند ربهم ومغفرة ورزق كريم } في الجنة‬

‫(‪)227/1‬‬

‫{ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق } متعلق بأخرج { وإن فريقا من المؤمنين لكارهون } الخروج والجملة‬
‫حال من كاف أخرجك وكما خبر مبتدأ محذوف أي هذه الحال في كراهتهم وقد كان خيرا لهم فكذلك أيضا‬
‫وذلك أن أبا سفيان قدم بعير من الشام فخرج النبي صلى هللا عليه و سلم وأصحابه ليغنموها فعلمت قريش‬
‫فخرج أبوجهل أرجع فأبى وسار إلى بدر فشاور النبي صلى هللا عليه و سلم أصحابه وقال إن هللا وعدني‬
‫إحدى الطائفتين فوافقوه على قتال النفير وكره بعضهم ذلك وقالوا لم نستعد له كما قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)227/1‬‬

‫‪ { - 6‬يجادلونك في الحق } القتال { بعد ما تبين } ظهر لهم { كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون } إليه‬
‫عيانا في كراهتهم له‬

‫(‪)227/1‬‬

‫‪ { - 7‬و } اذكر { إذ يعدكم هللا إحدى الطائفتين } العير أو النفير { أنها لكم وتودون } تريدون { أن غير‬
‫ذات الشوكة } أي البأس والسالح وهي العير { تكون لكم } لقلة عددها ومددها بخالف النفير { ويريد هللا أن‬
‫يحق الحق } يظهره { بكلماته } السابقة بظهور اإلسالم { ويقطع دابر الكافرين } آخرهم باالستئصال‬
‫فأمركم بقتال النفير‬

‫(‪)228/1‬‬

‫‪ { - 8‬ليحق الحق ويبطل } يمحق { الباطل } الكفر { ولو كره المجرمون } المشركون ذلك‬
‫(‪)228/1‬‬

‫‪ - 9‬اذكر { إذ تستغيثون ربكم } تطلبون منه الغوث بالنصر عليهم { فاستجاب لكم أني } أي بأني { ممدكم }‬
‫معينكم { بألف من المالئكة مردفين } متتابعين يردف بعضهم بعضا وعدهم بها أوال ثم صارت ثالثة آالف ثم‬
‫خمسة كما في آل عمران وقرئ بآلف كأفلس جمع‬

‫(‪)228/1‬‬

‫‪ { - 10‬وما جعله هللا } أي اإلمداد { إال بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إال من عند هللا إن هللا عزيز‬
‫حكيم }‬

‫(‪)228/1‬‬

‫‪ - 11‬اذكر { إذ يغشيكم النعاس أمنة } أمنا مما حصل لكم من الخوف { منه } تعالى { وينزل عليكم من‬
‫السماء ماء ليطهركم به } من األحداث والجنابات { ويذهب عنكم رجز الشيطان } وسوسته إليكم بأنكم لو‬
‫كنتم على الحق ما كنتم ظمأى محدثين والمشركون على الماء { وليربط } يحبس { على قلوبكم } باليقين‬
‫والصبر { ويثبت به األقدام } أن تسوخ في الرمل‬

‫(‪)228/1‬‬

‫‪ { - 12‬إذ يوحي ربك إلى المالئكة } الذين أمد بهم المسلمين { أني } أي بأني { معكم } بالعون والنصر‬
‫{ فثبتوا الذين آمنوا } باإلعانة والتبشير { سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب } الخوف { فاضربوا فوق‬
‫األعناق } أي الرؤوس { واضربوا منهم كل بنان } أي أطراف اليدين والرجلين فكان الرجل يقصد ضرب‬
‫رقبة الكافر فتسقط قبل أن يصل إليه سيفه ورماهم صلى هللا عليه و سلم بقبضة من الحصى فلم يبق مشرك إال‬
‫دخل في عينيه منها شيء فهزموا‬

‫(‪)228/1‬‬

‫‪ { - 13‬ذلك } العذاب الواقع بهم { بأنهم شاقوا } خالفوا { هللا ورسوله ومن يشاقق هللا ورسوله فإن هللا شديد‬
‫العقاب } له‬

‫(‪)229/1‬‬
‫‪ { - 14‬ذلكم } العذاب { فذوقوه } أيها الكفار في الدنيا { وأن للكافرين } في اآلخرة { عذاب النار }‬

‫(‪)229/1‬‬

‫‪ { - 15‬يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا } أي مجتمعين كأنهم لكثرتهم يزحفون { فال تولوهم‬
‫األدبار } منهزمين‬

‫(‪)229/1‬‬

‫‪ { - 16‬ومن يولهم يومئذ } أي يوم لقائهم { دبره إال متحرفا } منعطفا { لقتال } بأن يريهم الفرة مكيدة وهو‬
‫يريد الكرة { أو متحيزا } منضما { إلى فئة } جماعة من المسلمين يستنجد بها { فقد باء } رجع { بغضب‬
‫من هللا ومأواه جهنم وبئس المصير } المرجع هي وهذا مخصوص بما إذا لم يزد الكفار على الضعف‬

‫(‪)229/1‬‬

‫‪ { - 17‬فلم تقتلوهم } ببدر بقوتكم { ولكن هللا قتلهم } بنصره إياكم { وما رميت } يا محمد أعين القوم { إذ‬
‫رميت } بالحصى ألن كفا من الحصى ال يمأل عيون الجيش الكثير برمية بشر { ولكن هللا رمى } بإيصال‬
‫ذلك إليهم فعل ذلك ليقهر الكافرين { وليبلي المؤمنين منه بالء } عطاء { حسنا } هو الغنيمة { إن هللا‬
‫سميع } ألقوالهم { عليم } بأحوالهم‬

‫(‪)229/1‬‬

‫‪ { - 18‬ذلكم } اإلبالء حق { وأن هللا موهن } مضعف { كيد الكافرين }‬

‫(‪)229/1‬‬

‫‪ { - 19‬إن تستفتحوا } أيها الكفار إن تطلبوا الفتح أي القضاء حيث قال أبوجهل منكم ‪ :‬اللهم أينا كان أقطع‬
‫للرحمن وأتانا بما ال نعرف فأحنه الغداة أي أهلكه { فقد جاءكم الفتح } القضاء بهالك من هو كذلك وهو‬
‫أبوجهل ومن قتل معه دون النبي صلى هللا عليه و سلم والمؤمنين { وإن تنتهوا } عن الكفر والحرب { فهو‬
‫خير لكم وإن تعودوا } لقتال النبي صلى هللا عليه و سلم { نعد } لنصره عليكم { ولن تغني } تدفع { عنكم‬
‫فئتكم } جماعاتكم { شيئا ولو كثرت وأن هللا مع المؤمنين } بكسر إن استئنافا وفتحها على تقدير الالم‬

‫(‪)229/1‬‬

‫‪ { - 20‬يا أيها الذين آمنوا أطيعوا هللا ورسوله وال تولوا } تعرضوا { عنه } بمخالفة أمره { وأنتم‬
‫تسمعون } القرآن والمواعظ‬

‫(‪)230/1‬‬

‫‪ { - 21‬وال تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم ال يسمعون } سماع تدبر واتعاظ وهم المنافقون أو المشركون‬

‫(‪)230/1‬‬

‫‪ { - 22‬إن شر الدواب عند هللا الصم } عن سماع الحق { البكم } عن النطق به { الذين ال يعقلون } ه‬

‫(‪)230/1‬‬

‫‪ { - 23‬ولو علم هللا فيهم خيرا } صالحا بسماع الحق { ألسمعهم } سماع تفهم { ولو أسمعهم } فرضا وقد‬
‫علم أن ال خير فيهم { لتولوا } عنه { وهم معرضون } عن قبوله عنادا وجحودا‬

‫(‪)230/1‬‬

‫‪ { - 24‬يا أيها الذين آمنوا استجيبوا هلل وللرسول } بالطاعة { إذا دعاكم لما يحييكم } من أمر الدين ألنه سبب‬
‫الحياة األبدية { واعلموا أن هللا يحول بين المرء وقلبه } فال يستطيع أن يؤمن أو يكفر إال بإرادته { وأنه إليه‬
‫تحشرون } فيجازيكم بأعمالكم‬

‫(‪)230/1‬‬
‫‪ { - 25‬واتقوا فتنة } إن أصابتكم { ال تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة } بل تعمهم وغيرهم واتقاؤها بإنكار‬
‫موجبها من المنكر { واعلموا أن هللا شديد العقاب } لمن خالفه‬

‫(‪)230/1‬‬

‫‪ { - 26‬واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في األرض } أرض مكة { تخافون أن يتخطفكم الناس } يأخذكم‬
‫الكفار بسرعة { فآواكم } إلى المدينة { وأيدكم } قواكم { بنصره } يوم بدر بالمالئكة { ورزقكم من‬
‫الطيبات } الغنائم { لعلكم تشكرون } نعمه‬

‫(‪)230/1‬‬

‫‪ - 27‬ونزل في أبي لبابة مروان بن عبدالمنذر وقد بعثه صلى هللا عليه و سلم إلى بني قريظة لينزلوا على‬
‫حكمه فاستشاروه فأشار إليهم أنه الذبح ألن عياله وماله فيهم { يا أيها الذين آمنوا ال تخونوا هللا والرسول و }‬
‫ال { تخونوا أماناتكم } ما ائتمنتم عليه من الدين وغيره { وأنتم تعلمون }‬

‫(‪)231/1‬‬

‫‪ { - 28‬واعلموا أنما أموالكم وأوالدكم فتنة } لكم صادة عن أمور اآلخرة { وأن هللا عنده أجر عظيم } فال‬
‫تفوتوه بمراعاة األموال واألوالد والخيانة ألجلهم ونزل في توبته ‪:‬‬

‫(‪)231/1‬‬

‫‪ { - 29‬يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا هللا } باإلنابة وغيرها { يجعل لكم فرقانا } بينكم وبين ما تخافون فتنجون‬
‫{ ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم } ذنوبكم { وهللا ذو الفضل العظيم }‬

‫(‪)231/1‬‬

‫‪ { - 30‬و } اذكر يا محمد { إذ يمكر بك الذين كفروا } وقد اجتمعوا للمشاورة في شأنك بدار الندوة‬
‫{ ليثبتوك } يوثقوك ويحبسوك { أو يقتلوك } كلهم قتلة رجل واحد { أو يخرجوك } من مكة { ويمكرون }‬
‫بك { ويمكر هللا } بهم بتدبير أمرك بأن أوحى إليك ما دبروه وأمرك بالخروج { وهللا خير الماكرين }‬
‫أعلمهم به‬
‫(‪)231/1‬‬

‫‪ { - 31‬وإذا تتلى عليهم آياتنا } القرآن { قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا } قاله النضر ابن الحارث ألنه‬
‫كان يأتي الحيرة يتجرفيشتري كتب أخبار األعاجم ويحدث بها أهل مكة { إن } ما { هذا } القرآن { إال‬
‫أساطير } أكاذيب { األولين }‬

‫(‪)231/1‬‬

‫‪ { - 32‬وإذ قالوا اللهم إن كان هذا } الذي يقرؤه محمد { هو الحق } المنزل { من عندك فأمطر علينا حجارة‬
‫من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } مؤلم على إنكاره قال النضر وغيره استهزاء وإيهاما أنه على بصيرة وجزم‬
‫ببطالنه‬

‫(‪)232/1‬‬

‫‪ - 33‬قال تعالى ‪ { :‬وما كان هللا ليعذبهم } بما سألوه { وأنت فيهم } ألن العذاب إذا نزل عم ولم تعذب أمة إال‬
‫بعد خروج نبيها والمؤمنين منها { وما كان هللا معذبهم وهم يستغفرون } حيث يقولون في طوافهم ‪ :‬غفرانك‬
‫غفرانك وقيل هم المؤمنون المستضعفون فيهم كما قال تعالى ‪ ( :‬لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا‬
‫أليما )‬

‫(‪)232/1‬‬

‫‪ { - 34‬وما لهم أ } ن { ال يعذبهم هللا } بالسيف بعد خروجك والمستضعفين وعلى القول األول وهي ناسخة‬
‫لما قبلها وقد عذبهم هللا ببدر وغيره { وهم يصدون } يمنعون النبي صلى هللا عليه و سلم والمسلمين { عن‬
‫المسجد الحرام } أن يطوفوا به { وما كانوا أولياءه } كما زعموا { إن } ما { أولياؤه إال المتقون ولكن‬
‫أكثرهم ال يعلمون } أن ال والية لهم عليه‬

‫(‪)232/1‬‬

‫‪ { - 35‬وما كان صالتهم عند البيت إال مكاء } صفيرا { وتصدية } تصفيقا أي جعلوا ذلك موضع صالتهم‬
‫التي أمروا بها { فذوقوا العذاب } ببدر { بما كنتم تكفرون }‬

‫(‪)232/1‬‬
‫‪ { - 36‬إن الذين كفروا ينفقون أموالهم } في حرب النبي صلى هللا عليه و سلم { ليصدوا عن سبيل هللا‬
‫فسينفقونها ثم تكون } في عاقبة األمر { عليهم حسرة } ندامة لفواتها وفوات ماقصدوه { ثم يغلبون } في‬
‫الدنيا { والذين كفروا } منهم { إلى جهنم } في اآلخرة { يحشرون } يساقون‬

‫(‪)232/1‬‬

‫‪ { - 37‬ليميز } متعلق بتكون بالتخفيف والتشديد أي يفصل { هللا الخبيث } الكافر { من الطيب } المؤمن‬
‫{ ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا } يجمعه متراكما بعضه على بعض { فيجعله في جهنم‬
‫أولئك هم الخاسرون }‬

‫(‪)232/1‬‬

‫‪ { - 38‬قل للذين كفروا } كأبي سفيان وأصحابه { إن ينتهوا } عن الكفر وقتال النبي صلى هللا عليه و سلم‬
‫{ يغفر لهم ما قد سلف } من أعمالهم { وإن يعودوا } إلى قتاله { فقد مضت سنة األولين } أي سنتنا فيهم‬
‫باإلهالك فكذا نفعل بهم‬

‫(‪)233/1‬‬

‫‪ { - 39‬وقاتلوهم حتى ال تكون } توجد { فتنة } شرك { ويكون الدين كله هلل } وحده وال يعبد غيره { فإن‬
‫انتهوا } عن الكفر { فإن هللا بما يعملون بصير } فيجازيهم به‬

‫(‪)233/1‬‬

‫‪ { - 40‬وإن تولوا } عن اإليمان { فاعلموا أن هللا موالكم } ناصركم ومتولي أموركم { نعم المولى } هو‬
‫{ ونعم النصير } أي الناصر لكم‬

‫(‪)233/1‬‬

‫‪ { - 41‬واعلموا أنما غنمتم } أخذتم من الكفار قهرا { من شيء فأن هلل خمسه } يأمر فيه بما يشاء‬
‫{ وللرسول ولذي القربى } قرابة النبي صلى هللا عليه و سلم من بني هاشم وبني المطلب { واليتامى } أطفال‬
‫المسلمين الذين هلك آباؤهم وهم فقراء { والمساكين } ذوي الحاجة من المسلمين { وابن السبيل } المنقطع‬
‫في سفره من المسلمين أي يستحقه النبي صلى هللا عليه و سلم واألصناف األربعة على ما كان يقسمه من أن‬
‫لكل خمس الخمس واألخماس األربعة الباقية للغانمين { إن كنتم آمنتم باهلل } فاعلموا ذلك { وما } عطف‬
‫على باهلل { أنزلنا على عبدنا } محمد صلى هللا عليه و سلم من المالئكة واآليات { يوم الفرقان } أي يوم بدر‬
‫الفارق بين الحق والباطل { يوم التقى الجمعان } المسلمون والكفار { وهللا على كل شيء قدير } ومنه‬
‫نصركم مع قلتكم وكثرتهم‬

‫(‪)233/1‬‬

‫‪ { - 42‬إذ } بدل من يوم { أنتم } كائنون { بالعدوة الدنيا } القربى من المدينة وهي بضم العين وكسرها‬
‫جانب الوادي { وهم بالعدوة القصوى } البعدى منها { والركب } العير كائنون بمكان { أسفل منكم } مما‬
‫يلي البحر { ولو تواعدتم } أنتم والنفير للقتال { الختلفتم في الميعاد ولكن } جمعكم بغير ميعاد { ليقضي هللا‬
‫أمرا كان مفعوال } في علمه وهو نصر اإلسالم ومحق الكفر فعل ذلك ‪ { :‬ليهلك } يكفر { من هلك عن‬
‫بينة } أي بعد حجة ظاهرة قامت عليه وهي نصر المؤمنين مع قلتهم على الجيش الكثير { ويحيى } يؤمن‬
‫{ من حي عن بينة وإن هللا لسميع عليم }‬

‫(‪)234/1‬‬

‫‪ - 43‬اذكر { إذ يريكهم هللا في منامك } أي نومك { قليال } فأخبرت به أصحابك فسروا { ولو أراكهم كثيرا‬
‫لفشلتم } جبنتم { ولتنازعتم } اختلفتم { في األمر } أمر القتال { ولكن هللا سلم } كم من الفشل والتنازع { إنه‬
‫عليم بذات الصدور } بما في القلوب‬

‫(‪)234/1‬‬

‫‪ { - 44‬وإذ يريكموهم } أيها المؤمنون { إذ التقيتم في أعينكم قليال } نحو سبعين أو مائة وهم ألف لتقدموا‬
‫عليهم { ويقللكم في أعينهم } ليقدموا وال يرجعوا عن قتالكم وهذا قبل التحام الحرب فلما التحم أراهم إياهم‬
‫مثليهم كما في آل عمران { ليقضي هللا أمرا كان مفعوال وإلى هللا ترجع } تصير { األمور }‬

‫(‪)234/1‬‬

‫‪ { - 45‬يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة } جماعة كافرة { فاثبتوا } لقتالهم وال تنهزموا { واذكروا هللا كثيرا }‬
‫ادعوه بالنصر { لعلكم تفلحون } تفوزون‬
‫(‪)234/1‬‬

‫‪ { - 46‬وأطيعوا هللا ورسوله وال تنازعوا } تختلفوا فيما بينكم { فتفشلوا } تجبنوا { وتذهب ريحكم } قوتكم‬
‫ودولتكم { واصبروا إن هللا مع الصابرين } بالنصر والعون‬

‫(‪)234/1‬‬

‫‪ { - 47‬وال تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم } ليمنعوا غيرهم ولم يرجعوا بعد نجاتها { بطرا ورئاء‬
‫الناس } حيث قالوا ال نرجع حتى نشرب الخمر وننحر الجزور وتضرب علينا القيان ببدر فيتسامع بذلك‬
‫الناس { ويصدون } الناس { عن سبيل هللا وهللا بما يعملون } بالياء والتاء { محيط } علما فيجازيهم به‬

‫(‪)235/1‬‬

‫‪ { - 48‬و } اذكر { إذ زين لهم الشيطان } إبليس { أعمالهم } بأن شجعهم على لقاء المسلمين لما خافوا‬
‫الخروج من أعدائهم بني بكر { وقال } لهم { ال غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم } من كنانة وكان‬
‫أتاهم في صورة سراقة بن مالك سيد تلك الناحية { فلما تراءت } التقت { الفئتان } المسلمة والكافرة ووأى‬
‫المالئكة وكان يده في يد الحارث بن هشام { نكص } رجع { على عقبيه } هاربا { وقال } لما قالوا له أتخذ‬
‫لنا على هذه الحال ‪ { :‬إني بريء منكم } من جواركم { إني أرى ما ال ترون } من المالئكة { إني أخاف‬
‫هللا } أن يهلكني { وهللا شديد العقاب }‬

‫(‪)235/1‬‬

‫‪ { - 49‬إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض } ضعف اعتقاد { غر هؤالء } أي المسلمين { دينهم }‬
‫إذ خرجوا مع قلتهم يقاتلون الجمع الكثير توهما أنهم ينصرون بسببه قال تعالى في جوابهم ‪ { :‬ومن يتوكل‬
‫على هللا } يثق به يغلب { فإن هللا عزيز } غالب على أمره { حكيم } في صنعه‬

‫(‪)235/1‬‬

‫‪ { - 50‬ولو ترى } يا محمد { إذ يتوفى } بالياء والتاء { الذين كفروا المالئكة يضربون } حال { وجوههم‬
‫وأدبارهم } بمقامع من حديد { و } يقولون لهم { ذوقوا عذاب الحريق } أي النار وجواب لو ‪ :‬لرأيت أمرا‬
‫عظيما‬
‫(‪)235/1‬‬

‫‪ { - 51‬ذلك } التعذيب { بما قدمت أيديكم } عبر بها دون غيرها ألن أكثر األفعال تزاول بها { وأن هللا ليس‬
‫بظالم } أي بذي ظلم { للعبيد } فيعذبهم بغير ذنب‬

‫(‪)236/1‬‬

‫‪ - 52‬دأب هؤالء { كدأب } كعادة { آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات هللا فأخذهم هللا } بالعقاب‬
‫{ بذنوبهم } جملة كفروا وما بعدها مفسرة لما قبلها { إن هللا قوي } على مايريده { شديد العقاب }‬

‫(‪)236/1‬‬

‫‪ { - 53‬ذلك } أي تعذيب الكفرة { بأن } أي بسبب أن { هللا لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم } مبدال لها‬
‫بالنقمة { حتى يغيروا ما بأنفسهم } يبدلوا نعمتهم كفرا كتبديل كفار مكة إطعامهم من جوع وأمنهم من خوف‬
‫وبعث النبي صلى هللا عليه و سلم إليهم بالكفر والصد عن سبيل هللا وقتال المؤمنين { وأن هللا سميع عليم }‬

‫(‪)236/1‬‬

‫‪ { - 54‬كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون } قومه‬
‫معه { وكل } من األمم المكذبة { كانوا ظالمين }‬

‫(‪)236/1‬‬

‫‪ - 55‬ونزل في قريظة ‪ { :‬إن شر الدواب عند هللا الذين كفروا فهم ال يؤمنون }‬

‫(‪)236/1‬‬

‫‪ { - 56‬الذين عاهدت منهم } أن اليعينوا المشركين { ثم ينقضون عهدهم في كل مرة } عاهدوا فيها { وهم‬
‫ال يتقون } هللا في غدرهم‬
‫(‪)236/1‬‬

‫‪ { - 57‬فإما } فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة { تثقفنهم } تجدنهم { في الحرب فشرد } فرق‬
‫{ بهم من خلفهم } من المحاربين بالتنكيل بهم والعقوبة { لعلهم } أي الذين خلفهم { يذكرون } يتعظون بهم‬

‫(‪)236/1‬‬

‫‪ { - 58‬وإما تخافن من قوم } عاهدوك { خيانة } في عهد بأمارة تلوح لك { فانبذ } اطرح عهدهم { إليهم‬
‫على سواء } حال أي مستويا أنت وهم في العلم بنقض العهد بأن تعلمهم به لئال يتهموك بالغدر { إن هللا ال‬
‫يحب الخائنين }‬

‫(‪)236/1‬‬

‫‪ - 59‬ونزل فيمن أفلت يوم بدر { وال تحسبن } يا محمد { الذين كفروا سبقوا } هللا أي فاتوه { إنهم ال‬
‫يعجزون } ال يفوتونه وفي قراءة بالتحتانية فالمفعول األول محذوف أي أنفسهم وفي أخرى بفتح إن على‬
‫تقدير الالم‬

‫(‪)237/1‬‬

‫‪ { - 60‬وأعدوا لهم } لقتالهم { ما استطعتم من قوة } قال صلى هللا عليه و سلم ( هي الرمي ) رواه مسلم‬
‫{ ومن رباط الخيل } مصدر بمعنى حبسها في سبيل هللا { ترهبون } تخوفون { به عدو هللا وعدوكم } أي‬
‫كفار مكة { وآخرين من دونهم } أي غيرهم وهم المنافقون واليهود { ال تعلمونهم هللا يعلمهم وما تنفقوا من‬
‫شيء في سبيل هللا يوف إليكم } جزاؤه { وأنتم ال تظلمون } تنقصون منه شيئا‬

‫(‪)237/1‬‬

‫‪ { - 61‬وإن جنحوا } مالوا { للسلم } بكسر السين وفتحها ‪ :‬الصلح { فاجنح لها } وعاهدهم وقال ابن‬
‫عباس ‪ :‬هذا منسوخ بآية السيف وقال مجاهد ‪ :‬مخصوص بأهل الكتاب إذ نزلت في بني قريظة { وتوكل على‬
‫هللا } ثق به { إنه هو السميع } للقول { العليم } بالفعل‬

‫(‪)237/1‬‬
‫‪ { - 62‬وإن يريدوا أن يخدعوك } بالصلح ليستعدوا لك { فإن حسبك } كافيك { هللا هو الذي أيدك بنصره‬
‫وبالمؤمنين }‬

‫(‪)237/1‬‬

‫‪ { - 63‬وألف } جمع { بين قلوبهم } بعد اإلحن { لو أنفقت ما في األرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن‬
‫هللا ألف بينهم } بقدرته { إنه عزيز } غالب على أمره { حكيم } ال يخرج شيء عن حكمته‬

‫(‪)237/1‬‬

‫‪ { - 64‬يا أيها النبي حسبك هللا و } حسبك { من اتبعك من المؤمنين }‬

‫(‪)237/1‬‬

‫‪ { - 65‬يا أيها النبي حرض } حث { المؤمنين على القتال } للكفار { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا‬
‫مائتين } منهم { وإن يكن } بالياء والتاء { منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم } أي بسبب أنهم { قوم‬
‫ال يفقهون } وهذا خبر بمعنى األمر أي ليقاتل العشرون منكم المائتين والمائة األلف ويثبتوا لهم ثم نسخ لما‬
‫كثروا بقوله ‪:‬‬

‫(‪)237/1‬‬

‫‪ { - 66‬اآلن خفف هللا عنكم وعلم أن فيكم ضعفا } بضم الضاد وفتحها عن قتال عشرة أمثالكم { فإن يكن }‬
‫بالياء والتاء { منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين } منهم { وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن هللا } بإرادته‬
‫وهو خبر بمعنى األمر أي لتقاتلوا مثليكم وتثبتوا لهم { وهللا مع الصابرين } بعونه‬

‫(‪)238/1‬‬

‫‪ - 67‬ونزل لما أخذوا الفداء من أسرى بدر ‪ { :‬ما كان لنبي أن يكون } بالتاء والياء { له أسرى حتى يثخن‬
‫في األرض } يبالغ في قتل الكفار { تريدون } أيها المؤمنون { عرض الدنيا } حطامها بأخذ الفداء { وهللا‬
‫يريد } لكم { اآلخرة } أي ثوابها بقتلهم { وهللا عزيز حكيم } وهذا منسوخ بقوله { فإما منا بعد وإما فداء }‬
‫(‪)238/1‬‬

‫‪ { - 68‬لوال كتاب من هللا سبق } بإحالل الغنائم واألسرى لكم { لمسكم فيما أخذتم } من الفداء { عذاب‬
‫عظيم }‬

‫(‪)238/1‬‬

‫‪ { - 69‬فكلوا مما غنمتم حالال طيبا واتقوا هللا إن هللا غفور رحيم }‬

‫(‪)238/1‬‬

‫‪ { - 70‬يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من األسرى } وفي قراءة األسرى { إن يعلم هللا في قلوبكم خيرا }‬
‫إيمانا وإخالصا { يؤتكم خيرا مما أخذ منكم } من الفداء بأن يضعفه لكم في الدنيا ويثيبكم في اآلخرة { ويغفر‬
‫لكم } ذنوبكم { وهللا غفور رحيم }‬

‫(‪)238/1‬‬

‫‪ { - 71‬وإن يريدوا } أي األسرى { خيانتك } بما أظهروا من القول { فقد خانوا هللا من قبل } قبل بدر‬
‫بالكفر { فأمكن منهم } ببدر قتال وأسرا فليتوقعوا مثل ذلك إن عادوا { وهللا عليم } بخلقه { حكيم } في‬
‫صنعه‬

‫(‪)238/1‬‬

‫‪ { - 72‬إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل هللا } وهم المهاجرون { والذين آووا }‬
‫النبي صلى هللا عليه و سلم { ونصروا } وهم األنصار { أولئك بعضهم أولياء بعض } في النصرة واإلرث‬
‫{ والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من واليتهم } بكسر الواو وفتحها { من شيء } فال إرث بينكم وبينهم وال‬
‫نصيب لهم في الغنيمة { حتى يهاجروا } وهذا منسوخ بآخر السورة { وإن استنصروكم في الدين فعليكم‬
‫النصر } لهم على الكفار { إال على قوم بينكم وبينهم ميثاق } عهد فال تنصروهم عليهم وتنقضوا عهدهم‬
‫{ وهللا بما تعملون بصير }‬

‫(‪)238/1‬‬
‫‪ { - 73‬والذين كفروا بعضهم أولياء بعض } في النصرة واإلرث فال إرث بينكم وبينهم { إال تفعلوه } أي‬
‫تولي المسلمين وقمع الكفار { تكن فتنة في األرض وفساد كبير } بقوة الكفر وضعف اإلسالم‬

‫(‪)239/1‬‬

‫‪ { - 74‬والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل هللا والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة‬
‫ورزق كريم } في الجنة‬

‫(‪)239/1‬‬

‫‪ { - 75‬والذين آمنوا من بعد } أي بعد السابقين إلى اإليمان والهجرة { وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك‬
‫منكم } أيها المهاجرون واألنصار { وأولو األرحام } ذوو القرابات { بعضهم أولى ببعض } في اإلرث من‬
‫التوارث في اإليمان والهجرة المذكورة في اآلية السابقة { في كتاب هللا } اللوح المحفوظ { إن هللا بكل شيء‬
‫عليم } ومنه حكمة الميراث‬

‫(‪)239/1‬‬

‫سورة التوبة‬
‫[ مدنية إال اآليتين األخيرتين فمكيتان وآياتها ‪ 129‬نزلت بعد المائدة ]‬
‫ولم تكتب فيها البسملة ألنه صلى هللا عليه و سلم لم يأمر بذلك كما يؤخذ من حديث رواه الحاكم وأخرج في‬
‫معناه عن علي أن البسملة أمان وهي نزلت لرفع األمن بالسيف وعن حذيفة ( إنكم تسمونها سورة التوبة وهي‬
‫سورة العذاب ) وروى البخاري عن البراء أنها آخر سورة نزلت‬
‫‪ - 1‬هذه { براءة من هللا ورسوله } وأصله { إلى الذين عاهدتم من المشركين } عهدا مطلقا أو دون أربعة‬
‫أشهر أو فوقها ونص العهد بما يذكر في قوله ‪:‬‬

‫(‪)239/1‬‬

‫‪ { - 2‬فسيحوا } سيروا آمنين أيها المشركون { في األرض أربعة أشهر } أولها شوال بدليل ما سيأتي وال‬
‫أمان لكم بعدها { واعلموا أنكم غير معجزي هللا } أي فائتي عذابه { وأن هللا مخزي الكافرين } مذلهم في‬
‫الدنيا بالقتل واألخرى بالنار‬

‫(‪)239/1‬‬
‫‪ { - 3‬وأذان } إعالم { من هللا ورسوله إلى الناس يوم الحج األكبر } يوم النحر { أن } أي بأن { هللا بريء‬
‫من المشركين } وعهودهم { ورسوله } بريء أيضا وقد بعث النبي صلى هللا عليه و سلم عليا من السنة وهي‬
‫سنة تسع فأذن يوم النحر بمنى بهذه اآليات وأن ال يحج بعد العام مشرك وال يطوف بالبيت عريان رواه‬
‫البخاري { فإن تبتم } من الكفر { فهو خير لكم وإن توليتم } عن اإليمان { فاعلموا أنكم غير معجزي هللا‬
‫وبشر } أخبر { الذين كفروا بعذاب أليم } مؤلم وهو القتل واألسر في الدنيا والنار في اآلخرة‬

‫(‪)240/1‬‬

‫‪ { - 4‬إال الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا } من شروط العهد { ولم يظاهروا } يعاونوا‬
‫{ عليكم أحدا } من الكفار { فأتموا إليهم عهدهم إلى } انقضاء { مدتهم } التي عاهدتم عليها { إن هللا يحب‬
‫المتقين } بإتمام العهود‬

‫(‪)240/1‬‬

‫‪ { - 5‬فإذا انسلخ } خرج { األشهر الحرم } وهي آخر مدى التأجيل { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم }‬
‫في حل أو حرم { وخذوهم } باألسر { واحصروهم } في القالع والحصون حتى يضطروا إلى القتل أو‬
‫اإلسالم { واقعدوا لهم كل مرصد } طريق يسلكونه ونصب كل على نزع الخافض { فإن تابوا } من الكفر‬
‫{ وأقاموا الصالة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم } وال تتعرضوا لهم { إن هللا غفور رحيم } لمن تاب‬

‫(‪)240/1‬‬

‫‪ { - 6‬وإن أحد من المشركين } مرفوع بفعل يفسره { استجارك } استأمنك من القتل { فأجره } أمنه { حتى‬
‫يسمع كالم هللا } القرآن { ثم أبلغه مأمنه } وهو دار قومه إن لم يؤمن لينظر في أمره { ذلك } المذكور‬
‫{ بأنهم قوم ال يعلمون } دين هللا فال بد لهم من سماع القرآن ليعلموا‬

‫(‪)240/1‬‬

‫‪ { - 7‬كيف } أي ال { يكون للمشركين عهد عند هللا وعند رسوله } وهم كافرون بهما غادرون { إال الذين‬
‫عاهدتم عند المسجد الحرام } يوم الحديبية وهم قريش المستثنون من قبل { فما استقاموا لكم } أقاموا على‬
‫العهد ولم ينقضوه { فاستقيموا لهم } على الوفاء به وما شرطية { إن هللا يحب المتقين } وقد استقام النبي‬
‫صلال هللا عليه وسلم على عهدهم حتى نقضوا بإعانة بني بكر على خراعة‬
‫(‪)241/1‬‬

‫‪ { - 8‬كيف } يكون لهم عهد { وإن يظهروا عليكم } يظفروا بكم { ال يرقبوا } يراعوا { فيكم إال } قرابة‬
‫{ وال ذمة } عهدا بل يؤذوكم ما استطاعوا وجملة الشرط حال { يرضونكم بأفواههم } بكالمهم الحسن‬
‫{ وتأبى قلوبهم } الوفاء به { وأكثرهم فاسقون } ناقضون للعهد‬

‫(‪)241/1‬‬

‫‪ { - 9‬اشتروا بآيات هللا } القرآن { ثمنا قليال } من الدنيا أي تركوا اتباعها للشهوات والهوى { فصدوا عن‬
‫سبيله } دينه { إنهم ساء } بئس { ما كانوا يعملون } ه عملهم هذا‬

‫(‪)241/1‬‬

‫‪ { - 10‬ال يرقبون في مؤمن إال وال ذمة وأولئك هم المعتدون }‬

‫(‪)241/1‬‬

‫‪ { - 11‬فإن تابوا وأقاموا الصالة وآتوا الزكاة فإخوانكم } أي فهم إخوانكم { في الدين ونفصل } نبين‬
‫{ اآليات لقوم يعلمون } يتدبرون‬

‫(‪)241/1‬‬

‫‪ { - 12‬وإن نكثوا } نقضوا { أيمانهم } مواثيقهم { من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم } عابوه { فقاتلوا أئمة‬
‫الكفر } رؤساءه فيه وضع الظاهر موضع المضمر { إنهم ال أيمان } عهود { لهم } وفي قراءة بالكسر‬
‫{ لعلهم ينتهون } عن الكفر‬

‫(‪)241/1‬‬

‫‪ { - 13‬أال } للتحضيض { تقاتلون قوما نكثوا } نقضوا { أيمانهم } عهودهم { وهموا بإخراج الرسول }‬
‫من مكة لما تشاوروا فيه بدار الندوة { وهم بدؤوكم } بالقتال { أول مرة } حيث قاتلوا خزاعة حلفاءكم مع‬
‫بني بكر فما يمنعكم أن تقاتلوا { أتخشونهم } أتخافونهم { فاهلل أحق أن تخشوه } في ترك قتالهم { إن كنتم‬
‫مؤمنين }‬

‫(‪)241/1‬‬

‫‪ { - 14‬قاتلوهم يعذبهم هللا } يقتلهم { بأيديكم ويخزهم } يذلهم باألسر والقهر { وينصركم عليهم ويشف‬
‫صدور قوم مؤمنين } بما فعل بهم هم بنو خزاعة‬

‫(‪)242/1‬‬

‫‪ { - 15‬ويذهب غيظ قلوبهم } كربها { ويتوب هللا على من يشاء } بالرجوع إلى اإلسالم كأبي سفيان { وهللا‬
‫عليم حكيم }‬

‫(‪)242/1‬‬

‫‪ { - 16‬أم } بمعنى همزة اإلنكار { حسبتم أن تتركوا ولما } لم { يعلم هللا } علم ظهور { الذين جاهدوا‬
‫منكم } بإخالص { ولم يتخذوا من دون هللا وال رسوله وال المؤمنين وليجة } بطانة وأولياء المعنى ولم يظهر‬
‫المخلصون وهم الموصوفون بما ذكر من غيرهم { وهللا خبير بما تعملون }‬

‫(‪)242/1‬‬

‫‪ { - 17‬ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد هللا } باإلفراد والجمع بدخوله والقعود فيه { شاهدين على‬
‫أنفسهم بالكفر أولئك حبطت } بطلت { أعمالهم } لعدم شرطها { وفي النار هم خالدون }‬

‫(‪)242/1‬‬

‫‪ { - 18‬إنما يعمر مساجد هللا من آمن باهلل واليوم اآلخر وأقام الصالة وآتى الزكاة ولم يخش } أحدا { إال هللا‬
‫فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين }‬

‫(‪)242/1‬‬
‫‪ { - 19‬أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام } أي أهل ذلك { كمن آمن باهلل واليوم اآلخر وجاهد في‬
‫سبيل هللا ال يستون عند هللا } في الفضل { وهللا ال يهدي القوم الظالمين } الكافرين نزلت ردا على من قال‬
‫ذلك وهو العباس أو غيره‬

‫(‪)242/1‬‬

‫‪ { - 20‬الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل هللا بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة } رتبة { عند هللا } من‬
‫غيرهم { وأولئك هم الفائزون } الظافرون بالخير‬

‫(‪)243/1‬‬

‫‪ { - 21‬يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم } دائم‬

‫(‪)243/1‬‬

‫‪ { - 22‬خالدين } حال مقدرة { فيها أبدا إن هللا عنده أجر عظيم }‬

‫(‪)243/1‬‬

‫‪ - 23‬ونزل فيمن ترك الهجرة ألجل أهله وتجارته ‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا ال تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن‬
‫استحبوا } اختاروا { الكفر على اإليمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون }‬

‫(‪)243/1‬‬

‫‪ { - 24‬قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم } أقرباؤكم وفي قراءة عشيراتكم‬
‫{ وأموال اقترفتموها } اكتسبتموها { وتجارة تخشون كسادها } عدم نفاذها { ومساكن ترضونها أحب إليكم‬
‫من هللا ورسوله وجهاد في سبيله } فقعدتم ألجله عن الهجرة والجهاد { فتربصوا } انتظروا { حتى يأتي هللا‬
‫بأمره } تهديد لهم { وهللا ال يهدي القوم الفاسقين }‬

‫(‪)243/1‬‬
‫‪ { - 25‬لقد نصركم هللا في مواطن } للحرب { كثيرة } كبدر وقريظة والنضير { و } واذكر { يوم حنين }‬
‫واد بين مكة والطائف أي يوم قتالكم فيه هوازن وذلك في شوال سنة ثمان { إذ } بدل من يوم { أعجبتكم‬
‫كثرتكم } فقلتم لن نغلب اليوم من قلة وكانوا اثني عشر ألفا والكفار أربعة آالف { فلم تغن عنكم شيئا وضاقت‬
‫عليكم األرض بما رحبت } ما مصدرية أي مع رحبها أي سعتها فلم تجدوا مكانا تطمئنون إليه لشدة ما لحقكم‬
‫من الخوف { ثم وليتم مدبرين } منهزمين وثبت النبي صلى هللا عليه و سلم على بغلته البيضاء وليس معه‬
‫غير العباس و أبوسفيان آخذ بركابه‬

‫(‪)243/1‬‬

‫‪ { - 26‬ثم أنزل هللا سكينته } طمأنينته { على رسوله وعلى المؤمنين } فردوا إلى النبي صلى هللا عليه و‬
‫سلم لما ناداهم العباس بإذنه وقاتلوا { وأنزل جنودا لم تروها } مالئكة { وعذب الذين كفروا } بالقتل واألسر‬
‫{ وذلك جزاء الكافرين }‬

‫(‪)244/1‬‬

‫‪ { - 27‬ثم يتوب هللا من بعد ذلك على من يشاء } منهم باإلسالم { وهللا غفور رحيم }‬

‫(‪)244/1‬‬

‫‪ { - 28‬يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس } قذر لخبث باطنهم { فال يقربوا المسجد الحرام } أي ال‬
‫يدخلوا الحرم { بعد عامهم هذا } عام تسع من الهجرة { وإن خفتم عيلة } فقرا بانقطاع تجارتهم عنكم‬
‫{ فسوف يغنيكم هللا من فضله إن شاء } وقد أغناهم بالفتوح والجزية { إن هللا عليم حكيم }‬

‫(‪)244/1‬‬

‫‪ { - 29‬قاتلوا الذين ال يؤمنون باهلل وال باليوم اآلخر } وإال آلمنوا بالنبي صلى هللا عليه و سلم { وال يحرمون‬
‫ما حرم هللا ورسوله } كالخمر { وال يدينون دين الحق } الثابت الناسخ لغيره من األديان وهو دين اإلسالم‬
‫{ من } بيان للذين { الذين أوتوا الكتاب } أي اليهود والنصارى { حتى يعطوا الجزية } الخراج المضروب‬
‫عليهم كل عام { عن يد } حال أي منقادين أو بأيديهم ال يوكلون بها { وهم صاغرون } أذالء منقادون لحكم‬
‫اإلسالم‬

‫(‪)244/1‬‬
‫‪ { - 30‬وقالت اليهود عزير ابن هللا وقالت النصارى المسيح } عيسى { ابن هللا ذلك قولهم بأفواههم } ال‬
‫مستند لهم عليه بل { يضاهئون } يشابهون به { قول الذين كفروا من قبل } من آبائهم تقليدا لهم { قاتلهم }‬
‫لعنهم { هللا أنى } كيف { يؤفكون } يصرفون عن الحق مع قيام الدليل‬

‫(‪)244/1‬‬

‫‪ { - 31‬اتخذوا أحبارهم } علماء اليهود { ورهبانهم } عباد النصارى { أربابا من دون هللا } حيث اتبعوهم‬
‫في تحليل ما حرم هللا وتحريم ما أحل { والمسيح ابن مريم وما أمروا } في التوراة واإلنجيل { إال ليعبدوا }‬
‫أي بأن يعبدوا { إلها واحدا ال إله إال هو سبحانه } تنزيها له { عما يشركون }‬

‫(‪)245/1‬‬

‫‪ { - 32‬يريدون أن يطفئوا نور هللا } شرعه وبراهينه { بأفواههم } بأقوالهم فيه { ويأبى هللا إال أن يتم }‬
‫يظهر { نوره ولو كره الكافرون } ذلك‬

‫(‪)245/1‬‬

‫‪ { - 33‬هو الذي أرسل رسوله } محمدا صلى هللا عليه و سلم { بالهدى ودين الحق ليظهره } يعليه { على‬
‫الدين كله } جميع األديان المخالفة له { ولو كره المشركون } ذلك‬

‫(‪)245/1‬‬

‫‪ { - 34‬يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من األحبار والرهبان ليأكلون } يأخذون { أموال الناس بالباطل } كالرشا‬
‫في الحكم { ويصدون } الناس { عن سبيل هللا } دينه { والذين } مبتدأ { يكنزون الذهب والفضة وال‬
‫ينفقونها } أي الكنوز { في سبيل هللا } أي ال يؤدون منها حقه من الزكاة والخبر { فبشرهم } أخبرهم‬
‫{ بعذاب أليم } مؤلم‬

‫(‪)245/1‬‬

‫‪ { - 35‬يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى } تحرق { بها جباههم وجنوبهم وظهورهم } وتوسع جلودهم‬
‫حتى توضع عليها كلها ويقال لهم { هذا ما كنزتم ألنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون } أي جزاءه‬
‫(‪)245/1‬‬

‫‪ { - 36‬إن عدة الشهور } المعتد بها للسنة { عند هللا اثنا عشر شهرا في كتاب هللا } اللوح المحفوظ { يوم‬
‫خلق السماوات واألرض منها } أي الشهور { أربعة حرم } محرمة ذو القعدة وذو الحجةوالمحرم ورجب‬
‫{ ذلك } أي تحريمها { الدين القيم } المستقيم { فال تظلموا فيهن } أي األشهر الحرم { أنفسكم } بالمعاصي‬
‫فإنها فيها أعظم وزرا وقيل في األشهر كلها { وقاتلوا المشركين كافة } جميعا في كل الشهور { كما يقاتلونكم‬
‫كافة واعلموا أن هللا مع المتقين } بالعون والنصر‬

‫(‪)245/1‬‬

‫‪ { - 37‬إنما النسيء } أي التأخير لحرمة شهر إلى آخر كما كانت الجاهلية تفعله من تأخير حرمة المحرم إذا‬
‫هل وهم في القتال إلى صفر { زيادة في الكفر } لكفرهم بحكم هللا فيه { يضل } بضم الياء وفتحها { به الذين‬
‫كفروا يحلونه } أي النسيء { عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا } يوافقوا بتحليل شهر وتحريم آخر بدله‬
‫{ عدة } عدد { ما حرم هللا } من األشهر فال يزيدوا على تحريم أربعة وال ينقصوا وال ينظروا إلى أعيانها‬
‫{ فيحلوا ما حرم هللا زين لهم سوء أعمالهم } فظنوه حسنا { وهللا ال يهدي القوم الكافرين }‬

‫(‪)246/1‬‬

‫‪ - 38‬ونزل لما دعا النبي صلى هللا عليه و سلم إلى غزوة تبوك وكانوا في عسرة وشدة حر فشق عليهم { يا‬
‫أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل هللا اثاقلتم } بإدغام التاء في األصل في المثلثة واجتالب‬
‫همزة الوصل أي تباطأتم وملتم عن الجهاد { إلى األرض } والقعود فيها واالستفهام للتوبيخ { أرضيتم بالحياة‬
‫الدنيا } ولذاتها { من اآلخرة } أي بدل نعيمها { فما متاع الحياة الدنيا في } جنب متاع { اآلخرة إال قليل }‬
‫حقير‬

‫(‪)246/1‬‬

‫‪ { - 39‬إال } بإدغام ال في نون إن الشرطية في الموضعين { تنفروا } تخرجوا مع النبي صلى هللا عليه و‬
‫سلم للجهاد { يعذبكم عذابا أليما } مؤلما { ويستبدل قوما غيركم } أي يأت بهم بدلكم { وال تضروه } أي هللا‬
‫أو النبي صلى هللا عليه و سلم { شيئا } بترك نصره فإن هللا ناصر دينه { وهللا على كل شيء قدير } ومنه‬
‫نصر دينه ونبيه‬

‫(‪)246/1‬‬
‫‪ { - 40‬إال تنصروه } أي النبي صلى هللا عليه و سلم { فقد نصره هللا إذ } حين { أخرجه الذين كفروا } من‬
‫مكة أي ألجؤوه إلى الخروج لما أرادوا قتله أو حبسه أو نفيه بدار الندوة { ثاني اثنين } حال أي أحد اثنين‬
‫واآلخر أبوبكر ‪ -‬المعنى نصره هللا في مثل تلك الحالة فال يخذله في غيرها ‪ { -‬إذ } بدل من إذ قبله { هما في‬
‫الغار } نقب في جبل ثور { إذ } بدل ثان { يقول لصاحبه } أبي بكر وقد قال له لما رأى أقدام المشركين ‪ :‬لو‬
‫نظر أحدهم تحت قدميه ألبصرنا { ال تحزن إن هللا معنا } بنصره { فأنزل هللا سكينته } طمأنينته { عليه }‬
‫قيل على النبي صلى هللا عليه و سلم وقيل على أبي بكر { وأيده } أي النبي صلى هللا عليه و سلم { بجنود لم‬
‫تروها } مالئكة في الغار ومواطن قتاله { وجعل كلمة الذين كفروا } أي دعوة الشرك { السفلى } المغلوبة‬
‫{ وكلمة هللا } أي كلمة الشهادة { هي العليا } الظاهرة الغالبة { وهللا عزيز } في ملكه { حكيم } في صنعه‬

‫(‪)247/1‬‬

‫‪ { - 41‬انفروا خفافا وثقاال } نشاطا وغير نشاط وقيل أقوياء وضعفاء أو أغنياء وفقراء وهي منسوخة بآية‬
‫( ليس على الضعفاء ) { وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل هللا ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون } أنه خير لكم‬
‫فال تثاقلوا ونزل في المنافقين الذين تخلفوا ‪:‬‬
‫ونزل في المنافقين الذين تخلفوا ‪:‬‬

‫(‪)247/1‬‬

‫‪ { - 42‬لو كان } ما دعوتهم إليه { عرضا } متاعا من الدنيا { قريبا } سهل المأخذ { وسفرا قاصدا } وسطا‬
‫{ التبعوك } طلبا للغنيمة { ولكن بعدت عليهم الشقة } المسافة فتخلفوا { وسيحلفون باهلل } إذا رجعتم إليهم‬
‫{ لو استطعنا } الخروج { لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم } بالحلف الكاذب { وهللا يعلم إنهم لكاذبون } في‬
‫قولهم ذلك‬

‫(‪)247/1‬‬

‫‪ - 43‬وكان صلى هللا عليه و سلم أذن لجماعة في التخلف باجتهاد منه فنزل عتابا له وقدم العفو تطمينا لقلبه‬
‫{ عفا هللا عنك لم أذنت لهم } في التخلف وهال تركتهم { حتى يتبين لك الذين صدقوا } في العذر { وتعلم‬
‫الكاذبين } فيه‬

‫(‪)248/1‬‬
‫‪ { - 44‬ال يستأذنك الذين يؤمنون باهلل واليوم اآلخر } في التخلف عن { أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم وهللا‬
‫عليم بالمتقين }‬

‫(‪)248/1‬‬

‫‪ { - 45‬إنما يستأذنك } في التخلف { الذين ال يؤمنون باهلل واليوم اآلخر وارتابت } شكت { قلوبهم } في‬
‫الدين { فهم في ريبهم يترددون } يتحيرون‬

‫(‪)248/1‬‬

‫‪ { - 46‬ولو أرادوا الخروج } معك { ألعدوا له عدة } أهبة من اآللة والزاد { ولكن كره هللا انبعاثهم } أي لم‬
‫يرد خروجهم { فثبطهم } كسلهم { وقيل } لهم { اقعدوا مع القاعدين } المرضى والنساء والصبيان أي قدر‬
‫هللا تعالى ذلك‬

‫(‪)248/1‬‬

‫‪ { - 47‬لو خرجوا فيكم ما زادوكم إال خباال } فسادا بتخذيل المؤمنين { وألوضعوا خاللكم } أي أسرعوا‬
‫بينكم بالمشي بالنميمة { يبغونكم } يطلبون لكم { الفتنة } بإلقاء العداوة { وفيكم سماعون لهم } ما يقولون‬
‫سماع قبول { وهللا عليم بالظالمين }‬

‫(‪)248/1‬‬

‫‪ { - 48‬لقد ابتغوا } لك { الفتنة من قبل } أول ما قدمت المدينة { وقلبوا لك األمور } أي أجالوا الفكر في‬
‫كيدك وإبطال دينك { حتى جاء الحق } النصر { وظهر } عز { أمر هللا } دينه { وهم كارهون } له فدخلوا‬
‫فيه ظاهرا‬

‫(‪)248/1‬‬

‫‪ { - 49‬ومنهم من يقول ائذن لي } في التخلف { وال تفتني } وهو الجد بن قيس قال له النبي صلى هللا عليه و‬
‫سلم ‪ [ :‬هل لك في جالد بني األصفر ؟ ] فقال ‪ :‬إني مغرم بالنساء وأخشى إن رأيت نساء بني األصفر أن ال‬
‫أصبر عنهن فأفتن قال تعالى { أال في الفتنة سقطوا } بالتخلف وقرىء سقط { وإن جهنم لمحيطة بالكافرين }‬
‫ال محيص لهم عنها‬
‫(‪)249/1‬‬

‫‪ { - 50‬إن تصبك حسنة } كنصر وغنيمة { تسؤهم وإن تصبك مصيبة } شدة { يقولوا قد أخذنا أمرنا }‬
‫بالحزم حين تخلفنا { من قبل } قبل هذه المعصية { ويتولوا وهم فرحون } بما أصابك‬

‫(‪)249/1‬‬

‫‪ { - 51‬قل } لهم { لن يصيبنا إال ما كتب هللا لنا } إصابته { هو موالنا } ناصرنا ومتولي أمورنا { وعلى‬
‫هللا فليتوكل المؤمنون }‬

‫(‪)249/1‬‬

‫‪ { - 52‬قل هل تربصون } فيه حذف إحدى التاءين من األصل أي تنتظرون أن يقع { بنا إال إحدى }‬
‫العاقبتين { الحسنيين } تثنية حسنى تأنيث أحسن ‪ :‬النصر أو الشهادة { ونحن نتربص } ننتظر { بكم أن‬
‫يصيبكم هللا بعذاب من عنده } بقارعة من السماء { أو بأيدينا } بأن يؤذن لنا في قتالكم { فتربصوا } بنا ذلك‬
‫{ إنا معكم متربصون } عاقبتكم‬

‫(‪)249/1‬‬

‫‪ { - 53‬قل أنفقوا } في طاعة هللا { طوعا أو كرها لن يتقبل منكم } ما أنفقتموه { إنكم كنتم قوما فاسقين }‬
‫واألمر هنا بمعنى الخبر‬

‫(‪)249/1‬‬

‫‪ { - 54‬وما منعهم أن تقبل } بالياء والتاء { منهم نفقاتهم إال أنهم } فاعل وأن تقبل مفعول { كفروا باهلل‬
‫وبرسوله وال يأتون الصالة إال وهم كسالى } متثاقلون { وال ينفقون إال وهم كارهون } النفقة ألنهم يعدونها‬
‫مغرما‬

‫(‪)249/1‬‬
‫‪ { - 55‬فال تعجبك أموالهم وال أوالدهم } أي ال تستحسن نعمنا عليهم فهي استدراج { إنما يريد هللا ليعذبهم }‬
‫أي أن يعذبهم { بها في الحياة الدنيا } بما يلقون في جمعها من المشقة وفيها من المصائب { وتزهق } تخرج‬
‫{ أنفسهم وهم كافرون } فيعذبهم في اآلخرة أشد العذاب‬

‫(‪)250/1‬‬

‫‪ { - 56‬ويحلفون باهلل إنهم لمنكم } أي مؤمنون { وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون } يخافون أن تفعلوا بهم‬
‫كالمشركين فيحلفون تقية‬

‫(‪)250/1‬‬

‫‪ { - 57‬لو يجدون ملجأ } يلجأون إليه { أو مغارات } سراديب { أو مدخال } موضعا يدخلونه { لولوا إليه‬
‫وهم يجمحون } يسرعون في دخوله واالنصراف عنكم إسراعا ال يرده شيء كالفرس الجموح‬

‫(‪)250/1‬‬

‫‪ { - 58‬ومنهم من يلمزك } يعيبك { في } قسم { الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم‬
‫يسخطون }‬

‫(‪)250/1‬‬

‫‪ { - 59‬ولو أنهم رضوا ما آتاهم هللا ورسوله } من الغنائم ونحوها { وقالوا حسبنا } كافينا { هللا سيؤتينا هللا‬
‫من فضله ورسوله } من غنيمة أخرى ما يكفينا { إنا إلى هللا راغبون } أن يغنينا وجواب لو لكان خيرا لهم‬

‫(‪)250/1‬‬

‫‪ { - 60‬إنما الصدقات } الزكوات مصروفة { للفقراء } الذين ال يجدون ما يقع موقعا من كفايتهم‬
‫{ والمساكين } الذين ال يجدون ما يكفيهم { والعاملين عليها } أي الصدقات من جاب وقاسم وكاتب وحاشر‬
‫{ والمؤلفة قلوبهم } ليسلموا أويثبت إسالمهم أو يسلم نظراؤهم أو يذبوا عن المسلمين أقسام األول واألخير ال‬
‫يعطيان اليوم عند الشافعي رضي هللا تعالى عنه لعز اإلسالم بخالف اآلخرين فيعطيان على األصح { وفي }‬
‫فك { الرقاب } أي المكاتبين { والغارمين } أهل الدين إن استدانوا لغير معصية أو تابوا وليس لهم وفاء أو‬
‫إلصالح ذات البين ولو أغنياء { وفي سبيل هللا } أي القائمين بالجهاد ممن ال فيء لهم ولو أغنياء { وابن‬
‫السبيل } المنقطع في سفره { فريضة } نصب بفعله المقدر { من هللا وهللا عليم } بخلقه { حكيم } في صنعه‬
‫فال يجوز صرفها لغير هؤالء وال منع صنف منهم إذا وجد فيقسمها اإلمام عليهم على السواء وله تفضيل‬
‫بعض آحاد الصنف على بعض وأفادت الالم وجوب استغراق أفراده لكن ال يجب على صاحب المال إذا قسم‬
‫لعسره بل يكفي إعطاء ثالثة من كل صنف وال يكفي دونها كما أفادته صيغة الجمع وبينت السنة أن شرط‬
‫المعطى منها اإلسالم وأن ال يكون هاشميا وال مطلبيا‬

‫(‪)250/1‬‬

‫‪ { - 61‬ومنهم } أي المنافقين { الذين يؤذون النبي } بعيبه وبنقل حديثه { ويقولون } إذا نهوا عن ذلك لئال‬
‫يبلغه { هو أذن } أي يسمع كل قيل ويقبله فإذا حلفنا له أنا لم نقل صدقنا { قل } هو { أذن } مستمع { خير‬
‫لكم } ال مستمع شر { يؤمن باهلل ويؤمن } يصدق { للمؤمنين } فيما أخبروه به ال لغيرهم والالم زائدة للفرق‬
‫بين إيمان التسليم وغيره { ورحمة } بالرفع عطفا على أذن والجر عطفا على خير { للذين آمنوا منكم والذين‬
‫يؤذون رسول هللا لهم عذاب أليم }‬

‫(‪)251/1‬‬

‫‪ { - 62‬يحلفون باهلل لكم } أيها المؤمنون فيما بلغكم عنهم من أذى الرسول أنهم ما أتوه { ليرضوكم وهللا‬
‫ورسوله أحق أن يرضوه } بالطاعة { إن كانوا مؤمنين } حقا وتوحيد الضمير لتالزم الرضاءين أو خبر هللا‬
‫ورسوله محذوف‬

‫(‪)251/1‬‬

‫‪ { - 63‬ألم يعلموا } ب { أنه } أي الشأن { من يحادد } يشاقق { هللا ورسوله فأن له نار جهنم } جزاء‬
‫{ خالدا فيها ذلك الخزي العظيم }‬

‫(‪)252/1‬‬

‫‪ { - 64‬يحذر } يخاف { المنافقون أن تنزل عليهم } أي المؤمنين { سورة تنبئهم بما في قلوبهم } من النفاق‬
‫وهم مع ذلك يستهزئون { قل استهزئوا } أمر تهديد { إن هللا مخرج } مظهر { ما تحذرون } إخراجه من‬
‫نفاقكم‬

‫(‪)252/1‬‬
‫‪ { - 65‬ولئن } الم قسم { سألتهم } عن استهزائهم بك والقرآن وهم سائرون معك إلى تبوك { ليقولن }‬
‫معتذرين { إنما كنا نخوض ونلعب } في الحديث لنقطع به الطريق ولم نقصد ذلك { قل } لهم { أباهلل وآياته‬
‫ورسوله كنتم تستهزئون }‬

‫(‪)252/1‬‬

‫‪ { - 66‬ال تعتذروا } عنه { قد كفرتم بعد إيمانكم } أي ظهر كفركم بعد إظهار اإليمان { أن يعفو } بالياء‬
‫مبنيا للمفعول والنون مبنيا للفاعل { عن طائفة منكم } بإخالصها وتوبتها كجحش بن حمير { تعذب } بالتاء‬
‫والنون { طائفة بأنهم كانوا مجرمين } مصرين على النفاق واالستهزاء‬

‫(‪)252/1‬‬

‫‪ { - 67‬المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض } أي متشابهون في الدين كأبعاض الشيء الواحد { يأمرون‬
‫بالمنكر } الكفر والمعاصي { وينهون عن المعروف } اإليمان والطاعة { ويقبضون أيديهم } عن اإلنفاق في‬
‫الطاعة { نسوا هللا } تركوا طاعته { فنسيهم } تركهم من لطفه { إن المنافقين هم الفاسقون }‬

‫(‪)252/1‬‬

‫‪ { - 68‬وعد هللا المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم } جزاء وعقابا { ولعنهم‬
‫هللا } هللا أبعدهم عن رحمته { ولهم عذاب مقيم } دائم‬

‫(‪)252/1‬‬

‫‪ - 69‬أنتم أيها المنافقون { كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أمواال وأوالدا فاستمتعوا } تمتعوا‬
‫{ بخالقهم } نصيبهم من الدنيا { فاستمتعتم } أيها المنافقون { بخالقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخالقهم‬
‫وخضتم } في الباطل والطعن في النبي صلى هللا عليه و سلم { كالذي خاضوا } أي كخوضهم { أولئك‬
‫حبطت أعمالهم في الدنيا واآلخرة وأولئك هم الخاسرون }‬

‫(‪)253/1‬‬
‫‪ { - 70‬ألم يأتهم نبأ } خبر { الذين من قبلهم قوم نوح وعاد } قوم هود { وثمود } قوم صالح { وقوم إبراهيم‬
‫وأصحاب مدين } قوم شعيب { والمؤتفكات } قرى قوم لوط أي أهلها { أتتهم رسلهم بالبينات } بالمعجزات‬
‫فكذبوه فأهلكوا { فما كان هللا ليظلمهم } بأن يعذبهم بغير ذنب { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } بارتكاب الذنب‬

‫(‪)253/1‬‬

‫‪ { - 71‬والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصالة‬
‫ويؤتون الزكاة ويطيعون هللا ورسوله أولئك سيرحمهم هللا إن هللا عزيز } ال يعجزه شيء عن إنجاز وعده‬
‫ووعيده { حكيم } ال يضع شيئا إال في محله‬

‫(‪)253/1‬‬

‫‪ { - 72‬وعد هللا المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات‬
‫عدن } إقامة { ورضوان من هللا أكبر } أعظم من ذلك كله { ذلك هو الفوز العظيم }‬

‫(‪)253/1‬‬

‫‪ { - 73‬يا أيها النبي جاهد الكفار } بالسيف { والمنافقين } باللسان والحجة { واغلظ عليهم } باإلنتهار‬
‫والمقت { ومأواهم جهنم وبئس المصير } المرجع هي‬

‫(‪)253/1‬‬

‫‪ { - 74‬يحلفون } أي المنافقون { باهلل ما قالوا } ما بلغك عنهم من السب { ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد‬
‫إسالمهم } أظهروا الكفر بعد إظهار اإلسالم { وهموا بما لم ينالوا } من الفتك بالنبي ليلة العقبة عند عوده من‬
‫تبوك وهم بضعة عشر رجال فضرب عمار بن ياسر وجوه الرواحل لما غشوه فردوا { وما نقموا } أنكروا‬
‫{ إال أن أغناهم هللا ورسوله من فضله } بالغنائم بعد شدة حاجتهم المعنى لم ينلهم منه إال هذا وليس مما ينقم‬
‫{ فإن يتوبوا } عن النفاق ويؤمنوا بك { يك خيرا لهم وإن يتولوا } عن اإليمان { يعذبهم هللا عذابا أليما في‬
‫الدنيا } بالقتل { واآلخرة } بالنار { وما لهم في األرض من ولي } يحفظهم منه { وال نصير } يمنعهم‬

‫(‪)253/1‬‬
‫‪ { - 75‬ومنهم من عاهد هللا لئن آتانا من فضله لنصدقن } فيه إدغام التاء في األصل في الصاد { ولنكونن من‬
‫الصالحين } وهو ثعلبة بن حاطب سأل النبي صلى هللا عليه و سلم أن يدعوا له أن يرزقه هللا ماال ويؤدي منه‬
‫كل ذي حق حقه فدعا له فوسع عليه فانقطع عن الجمعة والجماعة ومنع الزكاة كما قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)254/1‬‬

‫‪ { - 76‬فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا } عن طاعة هللا { وهم معرضون }‬

‫(‪)254/1‬‬

‫‪ { - 77‬فأعقبهم } أي فصير عاقبتهم { نفاقا } ثابتا { في قلوبهم إلى يوم يلقونه } أي هللا وهو يوم القيامة‬
‫{ بما أخلفوا هللا ما وعدوه وبما كانوا يكذبون } فيه فجاء بعد ذلك إلى النبي صلى هللا عليه و سلم بزكاته‬
‫فقال ‪ [ :‬إن هللا منعني أن أقبل منك ] فجعل يحثو التراب على رأسه ثم جاء إلى أبي بكر فلم يقبلها ثم إلى عمر‬
‫فلم يقبلها ثم إلى عثمان فلم يقبلها ومات في زمانه‬

‫(‪)254/1‬‬

‫‪ { - 78‬ألم يعلموا } أي المنافقون { أن هللا يعلم سرهم } ما أسروه في أنفسهم { ونجواهم } ما تناجوا به‬
‫بينهم { وأن هللا عالم الغيوب } ما غاب عن العيان ولما نزلت آية الصدقة جاء رجل فتصدق بشيء كثير فقال‬
‫المنافقون ‪ :‬مراء وجاء رجل فتصدق بصاع فقالوا ‪ :‬إن هللا غني عن صدقة هذا فنزل ‪:‬‬

‫(‪)254/1‬‬

‫‪ { - 79‬الذين } مبتدأ { يلمزون } يعيبون { المطوعين } المتنفلين { من المؤمنين في الصدقات والذين ال‬
‫يجدون إال جهدهم } طاقتهم فيأتون به { فيسخرون منهم } والخبر { سخر هللا منهم } جازاهم على سخريتهم‬
‫{ ولهم عذاب أليم }‬

‫(‪)255/1‬‬

‫‪ { - 80‬استغفر } يا محمد { لهم أو ال تستغفر لهم } تخيير له في االستغفار وتركه قال صلى هللا عليه و‬
‫سلم ‪ [ :‬إني خيرت فاخترت يعني االستغفار ] رواه البخاري { إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر هللا لهم }‬
‫قيل المراد بالسبعين المبالغة في كثرة االستغفار وفي البخاري حديث [ لو أعلم أني لو زدت على السبعين‬
‫غفر لزدت عليها ] وقيل المراد العدد المخصوص لحديثه أيضا [ وسأزيد على السبعين ] فبين له حسم‬
‫المفغرة بآية { سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم } { ذلك بأنهم كفروا باهلل ورسوله وهللا ال يهدي‬
‫القوم الفاسقين }‬

‫(‪)255/1‬‬

‫‪ { - 81‬فرح المخلفون } عن تبوك { بمقعدهم } أي بقعودهم { خالف } أي بعد { رسول هللا وكرهوا أن‬
‫يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل هللا وقالوا } أي قال بعضهم لبعض { ال تنفروا } تخرجوا إلى الجهاد‬
‫{ في الحر قل نار جهنم أشد حرا } من تبوك فاألولى أن يتقوها بترك التخلف { لو كانوا يفقهون } يعلمون‬
‫ذلك ما تخلفوا‬

‫(‪)255/1‬‬

‫‪ { - 82‬فليضحكوا قليال } في الدنيا { وليبكوا } في اآلخرة { كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون } خبر عن‬
‫حالهم بصيغة األمر‬

‫(‪)255/1‬‬

‫‪ { - 83‬فإن رجعك } ردك { هللا } من تبوك { إلى طائفة منهم } ممن تخلف بالمدينة من المنافقين‬
‫{ فاستأذنوك للخروج } معك إلى غزوة أخرى { فقل } لهم { لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا‬
‫إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين } المتخلفين عن الغزو من النساء والصبيان وغيرهم‬

‫(‪)256/1‬‬

‫‪ - 84‬ولما صلى النبي صلى هللا عليه و سلم على ابن أبي نزل { وال تصل على أحد منهم مات أبدا وال تقم‬
‫على قبره } لدفن أو زيارة { إنهم كفروا باهلل ورسوله وماتوا وهم فاسقون } كافرون‬

‫(‪)256/1‬‬

‫‪ { - 85‬وال تعجبك أموالهم وأوالدهم إنما يريد هللا أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق } تخرج { أنفسهم وهم‬
‫كافرون }‬
‫(‪)256/1‬‬

‫‪ { - 86‬وإذا أنزلت سورة } أي طائفة من القرآن { أن } أي بأن { آمنوا باهلل وجاهدوا مع رسوله استأذنك‬
‫أولو الطول } ذوو الغنى { منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين }‬

‫(‪)256/1‬‬

‫‪ { - 87‬رضوا بأن يكونوا مع الخوالف } جمع خالفة أي النساء الالتي تخلفن في البيوت { وطبع على قلوبهم‬
‫فهم ال يفقهون } الخير‬

‫(‪)256/1‬‬

‫‪ { - 88‬لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات } في الدنيا واآلخرة‬
‫{ وأولئك هم المفلحون } أي الفائزون‬

‫(‪)256/1‬‬

‫‪ { - 89‬أعد هللا لهم جنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم }‬

‫(‪)256/1‬‬

‫‪ { - 90‬وجاء المعذرون } بإدغام التاء في األصل في الدال أي المعتذرون بمعنى المعذورين وقرئ به { من‬
‫األعراب } إلى النبي صلى هللا عليه و سلم { ليؤذن لهم } في القعود لعذرهم فأذن لهم { وقعد الذين كذبوا هللا‬
‫ورسوله } في ادعاء اإليمان من منافقي األعراب من المجيء لالعتذار { سيصيب الذين كفروا منهم عذاب‬
‫أليم }‬

‫(‪)256/1‬‬

‫‪ { - 91‬ليس على الضعفاء } كالشيوخ { وال على المرضى } كالعمي والزمنى { وال على الذين ال يجدون‬
‫ما ينفقون } في الجهاد { حرج } إثم في التخلف عنه { إذا نصحوا هلل ورسوله } في حال قعودهم بعدم‬
‫اإلرجاف والتثبيط والطاعة { ما على المحسنين } بذلك { من سبيل } طريق بالمؤاخذة { وهللا غفور } لهم‬
‫{ رحيم } بهم في التوسعة في ذلك‬

‫(‪)257/1‬‬

‫‪ { - 92‬وال على الذين إذا ما أتوك لتحملهم } معك إلى الغزو وهم سبعة من األنصار وقيل بنو مقرن { قلت‬
‫ال أجد ما أحملكم عليه } حال { تولوا } جواب إذا أي انصرفوا { وأعينهم تفيض } تسيل { من } للبيان‬
‫{ الدمع حزنا } ألجل { أن ال يجدوا ما ينفقون } في الجهاد‬

‫(‪)257/1‬‬

‫‪ { - 93‬إنما السبيل على الذين يستأذنونك } في التخلف { وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع‬
‫هللا على قلوبهم فهم ال يعلمون } تقدم مثله‬

‫(‪)257/1‬‬

‫‪ { - 94‬يعتذرون إليكم } في التخلف { إذا رجعتم إليهم } من الغزو { قل } لهم { ال تعتذروا لن نؤمن لكم }‬
‫نصدقكم { قد نبأنا هللا من أخباركم } أي أخبرنا بأحوالكم { وسيرى هللا عملكم ورسوله ثم تردون } بالبعث‬
‫{ إلى عالم الغيب والشهادة } أي هللا { فينبئكم بما كنتم تعملون } فيجازيكم عليه‬

‫(‪)257/1‬‬

‫‪ { - 95‬سيحلفون باهلل لكم إذا انقلبتم } رجعتم { إليهم } من تبوك أنهم معذورون في التخلف { لتعرضوا‬
‫عنهم } بترك المعاتبة { فأعرضوا عنهم إنهم رجس } قذر لخبث باطنهم { ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا‬
‫يكسبون }‬

‫(‪)257/1‬‬

‫‪ { - 96‬يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن هللا ال يرضى عن القوم الفاسقين } أي عنهم وال ينفع‬
‫رضاكم مع سخط هللا‬

‫(‪)258/1‬‬
‫‪ { - 97‬األعراب } أهل البدو { أشد كفرا ونفاقا } من أهل المدن لجفائهم وغلظ طباعهم وبعدهم عن سماع‬
‫القرآن { وأجدر } أولى { أ } ن أي بأن { أن ال يعلموا حدود ما أنزل هللا على رسوله } من األحكام‬
‫والشرائع { وهللا عليم } بخلقه { حكيم } في صنعه بهم‬

‫(‪)258/1‬‬

‫‪ { - 98‬ومن األعراب من يتخذ ما ينفق } في سبيل هللا { مغرما } غرامة وخسرانا ألنه ال يرجو ثوابه بل‬
‫ينفقه خوفا وهم بنو أسد وغطفان { ويتربص } ينتظر { بكم الدوائر } دوائر الزمان أن تنقلب عليكم فيتخلص‬
‫{ عليهم دائرة السوء } بالضم والفتح أي يدور العذاب والهالك عليهم ال عليكم { وهللا سميع } ألقوال عباده‬
‫{ عليم } بأفعالهم‬

‫(‪)258/1‬‬

‫‪ { - 99‬ومن األعراب من يؤمن باهلل واليوم اآلخر } كجهينة ومزينة { ويتخذ ما ينفق } في سبيل هللا‬
‫{ قربات } تقربه { عند هللا و } وسيلة إلى { صلوات } دعوات { الرسول } له { أال إنها } أي نفقتهم‬
‫{ قربة } بضم الراء وسكونها { لهم } عنده { سيدخلهم هللا في رحمته } جنته { إن هللا غفور } ألهل طاعته‬
‫{ رحيم } بهم‬

‫(‪)258/1‬‬

‫‪ { - 100‬والسابقون األولون من المهاجرين واألنصار } وهم من شهد بدرا أو جميع الصحابة { والذين‬
‫اتبعوهم } إلى يوم القيامة { بإحسان } في العمل { رضي هللا عنهم } بطاعته { ورضوا عنه } بثوابه‬
‫{ وأعد لهم جنات تجري تحتها األنهار } وفي قراءة بزيادة من { خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم }‬

‫(‪)258/1‬‬

‫‪ { - 101‬وممن حولكم } يا أهل المدينة { من األعراب منافقون } كأسلم وأشجع وغفار { ومن أهل‬
‫المدينة } منافقون أيضا { مردوا على النفاق } لجوا فيه واستمروا { ال تعلمهم } خطاب للنبي صلى هللا عليه‬
‫و سلم { نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين } بالفضيحة أو القتل في الدنيا وعذاب القبر { ثم يردون } في اآلخرة‬
‫{ إلى عذاب عظيم } هو النار‬

‫(‪)259/1‬‬
‫‪ { - 102‬و } قوم { آخرون } مبتدأ { اعترفوا بذنوبهم } من التخلف نعته والخبر { خلطوا عمال صالحا }‬
‫وهو جهادهم قبل ذلك أو اعترافهم بذنوبهم أو غير ذلك { وآخر سيئا } وهو تخلفهم { عسى هللا أن يتوب‬
‫عليهم إن هللا غفور رحيم } نزلت في أبي لبابة وجماعة أوثقوا أنفسهم في سواري المسجد لما بلغهم ما نزل‬
‫في المتخلفين وحلفوا ال يحلهم إال النبي صلى هللا عليه و سلم فحلهم لما نزلت‬

‫(‪)259/1‬‬

‫‪ { - 103‬خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } من ذنوبهم فأخذ ثلث أموالهم وتصدق بها { وصل‬
‫عليهم } أي أدع لهم { إن صالتك سكن } رحمة { لهم } وقيل طمأنينة بقبول توبتهم { وهللا سميع عليم }‬

‫(‪)259/1‬‬

‫‪ { - 104‬ألم يعلموا أن هللا هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ } يقبل { الصدقات وأن هللا هو التواب } على‬
‫عباده بقبول توبتهم { الرحيم } بهم واالستفهام للتقرير والقصد به هو تهييجهم إلى التوبه والصدقة‬

‫(‪)259/1‬‬

‫‪ { - 105‬وقل } لهم أو للناس { اعملوا } ما شئتم { فسيرى هللا عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون }‬
‫بالبعث { إلى عالم الغيب والشهادة } أي هللا { فينبئكم بما كنتم تعملون } فيجازيكم به‬

‫(‪)260/1‬‬

‫‪ { - 106‬وآخرون } من المتخلفين { مرجون } بالهمز وتركه ‪ :‬مؤخرون عن التوبة { ألمر هللا } فيهم بما‬
‫يشاء { إما يعذبهم } بأن يميتهم بال توبة { وإما يتوب عليهم وهللا عليم } بخلقه { حكيم } في صنعه بهم وهم‬
‫الثالثة اآلتون بعد ‪ :‬مرارة بن الربيع وكعب بن مالك وهالل بن أمية تخلفوا كسال وميال إلى الدعة ال نفاقا ولم‬
‫يعتذروا إلى النبي صلى هللا عليه و سلم كغيرهم فوقف أمرهم خمسين ليلة وهجرهم الناس حتى نزلت توبتهم‬
‫بعد‬

‫(‪)260/1‬‬
‫‪ { - 107‬و } منهم { الذين اتخذوا مسجدا } وهم اثنا عشر من المنافقين { ضرارا } مضارة ألهل مسجد‬
‫قباء { وكفرا } ألنهم بنوه بأمر عامر الراهب ليكون معقال له يقدم فيه من يأتي من عنده وكان ذهب ليأتي‬
‫بجنود من قيصر لقتال النبي صلى هللا عليه و سلم { وتفريقا بين المؤمنين } الذين يصلون بقباء بصالة‬
‫بعضهم في مسجدهم { وإرصادا } ترقبا { لمن حارب هللا ورسوله من قبل } أي قبل بناءئه وهو أبوعامر‬
‫المذكور { وليحلفن إن } ما { أردنا } ببنائه { إال } الفعلة { الحسنى } من الرفق بالمسكين في المطر والحر‬
‫والتوسعة على المسلمين { وهللا يشهد إنهم لكاذبون } في ذلك وكانوا سألوا النبي صلى هللا عليه و سلم أن‬
‫يصلي فيه فنزل ‪:‬‬

‫(‪)260/1‬‬

‫‪ { - 108‬ال تقم } تصل { فيه أبدا } فأرسل جماعة هدموه وحرقوه وجعلوا مكانة كناسة تلقى فيها الجيف‬
‫{ لمسجد أسس } بنيت قواعده { على التقوى من أول يوم } وضع يوم حللت بدار الهجرة وهو مسجد قباء‬
‫كما في البخاري { أحق } منه { أن } أي بأن { تقوم } تصلي { فيه فيه رجال } هم األنصار { يحبون أن‬
‫يتطهروا وهللا يحب المطهرين } أي يثيبهم فيه إدغام التاء في األصل في الطاء روى ابن خزيمة في صحيحه‬
‫عن عويمر بن ساعدة ‪ [ :‬أنه صلى أتاهم في مسجد قباء فقال ‪ :‬إن هللا تعالى قد أحسن عليكم الثناء في الطهور‬
‫في قصة مسجدكم فما هذا الظهور الذي تطهرون به ؟ قالوا ‪ :‬وهللا يارسول هللا ما نعلم شيئا إال أنه لنا جيران‬
‫من اليهود وكانوا يضلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا ] وفي حديث رواه البزار فقالوا نتبع الحجارة‬
‫بالماء فقال هو ذاك فعليكموه‬

‫(‪)260/1‬‬

‫‪ { - 109‬أفمن أسس بنيانه على تقوى } مخافة { من هللا و } رجاء { رضوان } منه { خير أم من أسس‬
‫بنيانه على شفا } طرف { جرف } بضم الراء وسكونها جانب { هار } مشرف على السقوط { فانهار به }‬
‫سقط مه بانيه { في نار جهنم } خير تمثيل للبناء على ضد التقوى بما يؤول إليه واالستفهام للتقرير أي األول‬
‫خير وهو خير مثال مسجد قباء والثاني مثال مسجد الضرار { وهللا ال يهدي القوم الظالمين }‬

‫(‪)260/1‬‬

‫‪ { - 110‬ال يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة } شكا { في قلوبهم إال أن تقطع } تنفصل { قلوبهم } بأن يموتوا‬
‫{ وهللا عليم } بخلقه { حكيم } في صنعه بهم‬

‫(‪)261/1‬‬
‫‪ { - 111‬إن هللا اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم } بأن يبذلوها في طاعته كالجهاد { بأن لهم الجنة‬
‫يقاتلون في سبيل هللا فيقتلون ويقتلون } جملة استئناف بيان للشراء وفي قراءة بتقديم المبني للمفعول أي فيقتل‬
‫بعضهم ويقاتل الباقي { وعدا عليه حقا } مصدران منصوبان بفعلهما المحذوف { في التوراة واإلنجيل‬
‫والقرآن ومن أوفى بعهده من هللا } أي ال أحد أوفى منه { فاستبشروا } فيه التفات عن الغيبة { ببيعكم الذي‬
‫بايعتم به وذلك } البيع { هو الفوز العظيم } المنيل غاية المطلوب‬

‫(‪)261/1‬‬

‫‪ { - 112‬التائبون } رفع على المدح بتقدير مبتدأ من الشرك والنفاق { العابدون } المخلصون العبادة هلل‬
‫{ الحامدون } له على كل حال { السائحون } الصائمون { الراكعون الساجدون } أي المصلون { اآلمرون‬
‫بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود هللا } ألحكامه بالعمل بها { وبشر المؤمنين } بالجنة‬

‫(‪)261/1‬‬

‫‪ - 113‬ونزل في استغفاره صلى هللا عليه و سلم لعمه أبي طالب واستغفار بعض الصحابة ألبويه المشركين‬
‫{ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى } ذوي قرابة { من بعد ما تبين لهم‬
‫أنهم أصحاب الجحيم } النار بأن ماتوا على الكفر‬

‫(‪)262/1‬‬

‫‪ { - 114‬وما كان استغفار إبراهيم ألبيه إال عن موعدة وعدها إياه } بقوله ( سأستغفر لك ربي ) رجاء أن‬
‫يسلم { فلما تبين له أنه عدو هلل } بموته على الكفر { تبرأ منه } وترك االستغفار له { إن إبراهيم ألواه }‬
‫كثير التضرع والدعاء { حليم } صبور على األذى‬

‫(‪)262/1‬‬

‫‪ { - 115‬وما كان هللا ليضل قوما بعد إذ هداهم } لإلسالم { حتى يبين لهم ما يتقون } من العمل فال يتقوه‬
‫فيستحقوا اإلضالل { إن هللا بكل شيء عليم } ومنه مستحق اإلضالل والهداية‬

‫(‪)262/1‬‬
‫‪ { - 116‬إن هللا له ملك السماوات واألرض يحيي ويميت وما لكم } أيها الناس { من دون هللا } أي غيره‬
‫{ من ولي } يحفظكم منه { وال نصير } يمنعكم عن ضرورة‬

‫(‪)262/1‬‬

‫‪ { - 117‬لقد تاب هللا } أي أدام توبته { على النبي والمهاجرين واألنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة }‬
‫أي وقتها وهي حالهم في غزوة تبوك كان الرجالن يقتسمان ثمرة والعشرة يعتقبون البعير الواحد واشتد الحر‬
‫حتى شربوا الفرث { من بعد ما كاد يزيغ } بالتاء والياء تميل { قلوب فريق منهم } عن اتباعه إلى التخلف‬
‫لما هم فيه من الشدة { ثم تاب عليهم } بالثبات { إنه بهم رؤوف رحيم }‬

‫(‪)262/1‬‬

‫‪ { - 118‬و } تاب { على الثالثة الذين خلفوا } عن التوبة عليهم بقرينة { حتى إذا ضاقت عليهم األرض بما‬
‫رحبت } أي مع رحبها أي سمتها فال يجدون مكانا يطمئنون إليه { وضاقت عليهم أنفسهم } قلوبهم للغم‬
‫والوحشة بتأخير توبتهم فال يسعها سرور وال أنس { وظنوا } أيقنوا { أن } مخففة { ال ملجأ من هللا إال إليه‬
‫ثم تاب عليهم } وفقهم للتوبة { ليتوبوا إن هللا هو التواب الرحيم }‬

‫(‪)262/1‬‬

‫‪ { - 119‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا } بترك معاصيه { وكونوا مع الصادقين } في اإليمان والعهود بأن‬
‫تلزموا الصدق‬

‫(‪)263/1‬‬

‫‪ { - 120‬ما كان ألهل المدينة ومن حولهم من األعراب أن يتخلفوا عن رسول هللا } إذا غزا { وال يرغبوا‬
‫بأنفسهم عن نفسه } بأن يصونوها عما رضيه لنفسه من الشدائد وهو نهي بلفظ الخبر { ذلك } أي النهي عن‬
‫التخلف { بأنهم } بسبب أنهم { ال يصيبهم ظمأ } عطش { وال نصب } تعب { وال مخمصة } جوع { في‬
‫سبيل هللا وال يطؤون موطئا } مصدر بمعنى وطأ { يغيظ } يغضب { الكفار وال ينالون من عدو } هلل‬
‫{ نيال } قتال أو أسرا أو نهبا { إال كتب لهم به عمل صالح } ليجازوا عليه { إن هللا ال يضيع أجر‬
‫المحسنين } أي أجرهم بل يثيبهم‬

‫(‪)263/1‬‬
‫‪ { - 121‬وال ينفقون } فيه { نفقة صغيرة } ولو تمرة { وال كبيرة وال يقطعون واديا } بالسير { إال كتب‬
‫لهم } به عمل صالح { ليجزيهم هللا أحسن ما كانوا يعملون } أي جزاءهم‬

‫(‪)263/1‬‬

‫‪ - 122‬ولما وبخوا على التخلف وأرسل النبي صلى هللا عليه و سلم سرية نفروا جميعا فنزل ‪ { :‬وما كان‬
‫المؤمنون لينفروا } إلى الغزو { كافة فلوال } فهال { نفر من كل فرقة } قبيلة { منهم طائفة } جماعة ومكث‬
‫الباقون { ليتفقهوا } أي الماكثون { في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم } من الغزو بتعليمهم ما تعلموه‬
‫من األحكام { لعلهم يحذرون } عقاب هللا بامتثال أمره ونهيه قال ابن عباس فهذه مخصوصة بالسرايا والتي‬
‫قبلها بالنهي عن تخلف واحد فيما إذا خرج النبي صلى هللا عليه و سلم‬

‫(‪)263/1‬‬

‫‪ { - 123‬يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار } أي األقرب منهم { وليجدوا فيكم غلظة } شدة أي‬
‫اغلظوا عليهم { واعلموا أن هللا مع المتقين } بالعون والنصر‬

‫(‪)264/1‬‬

‫‪ { - 124‬وإذا ما أنزلت سورة } من القرآن { فمنهم } أي المنافقين { من يقول } ألصحابه استهزاء { أيكم‬
‫زادته هذه إيمانا } تصديقا قال تعالى ‪ { :‬فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا } لتصديقهم بها { وهم يستبشرون }‬
‫بفرحون بها‬

‫(‪)264/1‬‬

‫‪ { - 125‬وأما الذين في قلوبهم مرض } ضعف اعتقاد { فزادتهم رجسا إلى رجسهم } كفرا إلى كفرهم‬
‫لكفرهم بها { وماتوا وهم كافرون }‬

‫(‪)264/1‬‬

‫‪ { - 126‬أو ال يرون } بالياء أي المنافقون والتاء أيها المؤمنون { أنهم يفتنون } يبتلون { في كل عام مرة أو‬
‫مرتين } بالقحط واألمراض { ثم ال يتوبون } من نفاقهم { وال هم يذكرون } يتعظون‬
‫(‪)264/1‬‬

‫‪ { - 127‬وإذا ما أنزلت سورة } فيها ذكرهم وقرأها النبي صلى هللا عليه و سلم { نظر بعضهم إلى بعض }‬
‫يريدون الهرب يقولون { هل يراكم من أحد } إذا قمتم فإن لم يرهم أحد قاموا وإال ثبتوا { ثم انصرفوا } على‬
‫كفرهم { صرف هللا قلوبهم } عن الهدى { بأنهم قوم ال يفقهون } الحق لعدم تدبرهم‬

‫(‪)264/1‬‬

‫‪ { - 128‬لقد جاءكم رسول من أنفسكم } أي منكم ‪ :‬محمد صلى هللا عليه و سلم { عزيز } شديد { عليه ما‬
‫عنتم } أي عنتكم أي مشقتكم ولقاؤكم المكروه { حريص عليكم } أن تهتدوا { بالمؤمنين رؤوف } شديد‬
‫الرحمة { رحيم } يريد لهم الخير‬

‫(‪)264/1‬‬

‫‪ { - 129‬فإن تولوا } عن اإليمان بك { فقل حسبي } كافي { هللا ال إله إال هو عليه توكلت } به وثقت ال‬
‫بغيره { وهو رب العرش } الكرسي { العظيم } خصه بالذكر أنه أعظم المخلوقات وروى الحاكم في‬
‫المستدرك عن أبي ابن كعب قال ‪ :‬آخر آية نزلت { لقد جاءكم رسول } إلى آخر السورة‬

‫(‪)264/1‬‬

‫سورة يونس‬
‫[ مكية إال اآليات ‪ 40‬و‪ 94‬و‪ 95‬و‪ 96‬فمدنية وآياتها ‪ 109‬أو ‪ 110‬نزلت بعد اإلسراء ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬الر } هللا أعلم بمراده بذلك { تلك } أي هذه اآليات { آيات الكتاب } القرآن واإلضافة بمعنى من‬
‫{ الحكيم } المحكم‬

‫(‪)265/1‬‬

‫‪ { - 2‬أكان للناس } أي أهل مكة استفهام إنكار والجار والمجرور حال من قوله { عجبا } بالنصب خبر كان‬
‫وبالرفع اسمها والخبر وهو اسمها على األولى { أن أوحينا } أي إيحاؤنا { إلى رجل منهم } محمد صلى هللا‬
‫عليه و سلم { أن } مفسرة { أنذر } خوف { الناس } الكافرين بالعذاب { وبشر الذين آمنوا أن } أي بأن‬
‫{ لهم قدم } سلف { صدق عند ربهم } أي أجرا حسنا بما قدموه من األعمال { قال الكافرون إن هذا }‬
‫القرآن المشتمل على ذلك { لسحر مبين } بين وفي قراءة لساحر والمشار إليه النبي صلى هللا عليه و سلم‬

‫(‪)265/1‬‬

‫‪ { - 3‬إن ربكم هللا الذي خلق السماوات واألرض في ستة أيام } من أيام الدنيا أي في قدرها ألنه لم يكن ثم‬
‫شمس وال قمر ولو شاء لخلقهن في لمحة والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت { ثم استوى على العرش } استواء‬
‫يليق به { يدبر األمر } بين الخالئق { ما من } صلة { شفيع } يشفع ألحد { إال من بعد إذنه } رد لقولهم إن‬
‫األصنام تشفع لهم { ذلكم } الخالق المدبر { هللا ربكم فاعبدوه } وحدوه { أفال تذكرون } بإدغام التاء في‬
‫األصل في الذال‬

‫(‪)265/1‬‬

‫‪ { - 4‬إليه } تعالى { مرجعكم جميعا وعد هللا حقا } مصدران منصوبان بفعلهما المقدر { إنه } بالكسر‬
‫استئنافا والفتح على تقدير الالم { يبدأ الخلق } أي بدأه باإلنشاء { ثم يعيده } بالبعث { ليجزي } يثيب‬
‫{ الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم } ماء بالغ نهاية الحرارة‬
‫{ وعذاب أليم } مؤلم { بما كانوا يكفرون } أي بسبب كفرهم‬

‫(‪)266/1‬‬

‫‪ { - 5‬هو الذي جعل الشمس ضياء } ذات ضياء أي نور { والقمر نورا وقدره } من حيث سيره { منازل }‬
‫ثمانية وعشرين منزال في ثمان وعشرين ليلة من كل شهر ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثالثين يوما أو ليلة إن‬
‫كان تسعة وعشرين يوما { لتعلموا } بذلك { عدد السنين والحساب ما خلق هللا ذلك } المذكور { إال بالحق }‬
‫ال عبثا تعالى عن ذلك { يفصل } بالياء والنون يبين { اآليات لقوم يعلمون } يتدبرون‬

‫(‪)266/1‬‬

‫‪ { - 6‬إن في اختالف الليل والنهار } بالذهاب والمجيء والزيادة والنقصان { وما خلق هللا في السماوات }‬
‫من مالئكة وشمس وقمر ونجوم وغير ذلك { و } في { األرض } من حيوان وجبال وبحار وأنهار وأشجار‬
‫وغيرها { آليات } دالالت على قدرته تعالى { لقوم يتقون } ه فيؤمنون خصهم بالذكر ألنهم المنتفعون بها‬

‫(‪)266/1‬‬
‫‪ { - 7‬إن الذين ال يرجون لقاءنا } بالبعث { ورضوا بالحياة الدنيا } بدل اآلخرة إلنكارهم لها { واطمأنوا‬
‫بها } سكنوا إليها { والذين هم عن آياتنا } دالئل وحدانيتنا { غافلون } تاركون النظر فيها‬

‫(‪)266/1‬‬

‫‪ { - 8‬أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون } من الشرك والمعاصي‬

‫(‪)266/1‬‬

‫‪ { - 9‬إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم } يرشدهم { ربهم بإيمانهم } به بأن يجعل لهم نورا يهتدون‬
‫به يوم القيامة { تجري من تحتهم األنهار في جنات النعيم }‬

‫(‪)267/1‬‬

‫‪ { - 10‬دعواهم فيها } طلبهم يشتهونه في الجنه أن يقولوا { سبحانك اللهم } أي يا هللا فإذا ما طلبوه وجدوه‬
‫بين أيديهم { وتحيتهم } فيما بينهم { فيها سالم وآخر دعواهم أن } مفسرة { الحمد هلل رب العالمين } ونزل‬
‫لما استعجل المشركون العذاب ‪:‬‬

‫(‪)267/1‬‬

‫‪ { - 11‬ولو يعجل هللا للناس الشر استعجالهم } أي كاستعجالهم { بالخير لقضي } بالبناء للمفعول وللفاعل‬
‫{ إليهم أجلهم } بالرفع والنصب بأن يهلكوا ولكن يمهلهم { فنذر } نترك { الذين ال يرجون لقاءنا في‬
‫طغيانهم يعمهون } يترددون متحيرين‬

‫(‪)267/1‬‬

‫‪ { - 12‬وإذا مس اإلنسان } الكافر { الضر } المرض والفقر { دعانا لجنبه } أي مضطجعا { أو قاعدا أو‬
‫قائما } أي في كل حال { فلما كشفنا عنه ضره مر } على كفره { كأن } مخففة واسمها محذوف أي كأنه‬
‫{ لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك } كما زين له الدعاء عند الضرر واإلعراض عند الرخاء { زين للمسرفين }‬
‫المشركين { ما كانوا يعملون }‬

‫(‪)267/1‬‬
‫‪ { - 13‬ولقد أهلكنا القرون } األمم { من قبلكم } يا أهل مكة { لما ظلموا } بالشرك { و } قد { جاءتهم‬
‫رسلهم بالبينات } الداالت على صدقهم { وما كانوا ليؤمنوا } عطف على ظلموا { كذلك } كما أهلكنا أولئك‬
‫{ نجزي القوم المجرمين } الكافرين‬

‫(‪)267/1‬‬

‫‪ { - 14‬ثم جعلناكم } يا أهل مكة { خالئف } جمع خليفة { في األرض من بعدهم لننظر كيف تعملون } فيها‬
‫وهل تعتبرون بهم فتصدقوا رسلنا‬

‫(‪)267/1‬‬

‫‪ { - 15‬وإذا تتلى عليهم آياتنا } القرآن { بينات } ظاهرات حال { قال الذين ال يرجون لقاءنا } ال يخافون‬
‫البعث { ائت بقرآن غير هذا } ليس فيه عيب آلهتنا { أو بدله } من تلقاء نفسك { قل } لهم { ما يكون }‬
‫ينبغي { لي أن أبدله من تلقاء } قبل { نفسي إن } ما { أتبع إال ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي }‬
‫بتبديله { عذاب يوم عظيم } هو يوم القيامة‬

‫(‪)268/1‬‬

‫‪ { - 16‬قل لو شاء هللا ما تلوته عليكم وال أدراكم } أعلمكم { به } وال نافية على ما قبله وفي قراءة بالم‬
‫جواب لو ‪ :‬أي العلمكم به على لسان غير { فقد لبثت } مكثت { فيكم عمرا } سنينا أربعين { من قبله } ال‬
‫أحدثك بشيء { أفال تعقلون } أنه ليس من قبلي‬

‫(‪)268/1‬‬

‫‪ { - 17‬فمن } أي ال أحد { أظلم ممن افترى على هللا كذبا } بنسبه الشريك إليه { أو كذب بآياته } القرآن‬
‫{ إنه } أي الشأن { ال يفلح } يسعد { المجرمون } المشركون‬

‫(‪)268/1‬‬
‫‪ { - 18‬ويعبدون من دون هللا } أي غيره { ما ال يضرهم } إن لم يعبدوه { وال ينفعهم } إن عبدوه وهو‬
‫األصنام { ويقولون } عنها { هؤالء شفعاؤنا عند هللا قل } لهم { أتنبئون هللا } تخبرونه { بما ال يعلم في‬
‫السماوات وال في األرض } استفهام إنكار إذ لم كان له شريك لعلمه إذ ال يخفى عليه شيء { سبحانه } تنزيها‬
‫له { وتعالى عما يشركون } ه معه‬

‫(‪)268/1‬‬

‫‪ { - 19‬وما كان الناس إال أمة واحدة } على دين واحد وهو اإلسالم من لدن آدم إلى نوح وقيل من عهد‬
‫إبراهيم إلى عمرو بن لحي { فاختلفوا } بأن ثبت بعض وكفر بعض { ولوال كلمة سبقت من ربك } بتأخير‬
‫الجزاء إلى يوم القيامة { لقضي بينهم } أي الناس في الدنيا { فيما فيه يختلفون } من الدين بتعذيب الكافرين‬

‫(‪)268/1‬‬

‫‪ { - 20‬ويقولون } أي أهل مكة { لوال } هال { أنزل عليه } على محمد صلى هللا عليه و سلم { آية من‬
‫ربه } كما كان لألنبياء من الناقة والعصا واليد { فقل } لهم { إنما الغيب } ما غاب عن العباد أي أمره‬
‫{ هلل } ومنه اآليات فال يأتي بها إال هو وغنما علي التبليغ { فانتظروا } العذاب إن لم تؤمنوا { إني معكم من‬
‫المنتظرين }‬

‫(‪)269/1‬‬

‫‪ { - 21‬وإذا أذقنا الناس } أي كفار مكة { رحمة } مطرا وخصبا { من بعد ضراء } بؤس وجدب { مستهم‬
‫إذا لهم مكر في آياتنا } باالستهزاء والتكذيب { قل } لهم { هللا أسرع مكرا } مجازاة { إن رسلنا } الحفظة‬
‫{ يكتبون ما تمكرون } بالتاء والياء‬

‫(‪)269/1‬‬

‫‪ { - 22‬هو الذي يسيركم } وفي قراءة ينشركم { في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك } السفن { وجرين‬
‫بهم } فيه التفات عن الخطاب { بريح طيبة } لينة { وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف } شديدة الهبوب تكسر‬
‫كل شيء { وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم } أي أهلكوا { دعوا هللا مخلصين له الدين }‬
‫الدعاء { لئن } الم قسم { أنجيتنا من هذه } األهوال { لنكونن من الشاكرين } الموحدين‬

‫(‪)269/1‬‬
‫‪ { - 23‬فلما أنجاهم إذا هم يبغون في األرض بغير الحق } بالشرك { يا أيها الناس إنما بغيكم } ظلمكم‬
‫{ على أنفسكم } ألن إثمه عليها هو { متاع الحياة الدنيا } تمتعون فيها قليال { ثم إلينا مرجعكم } بعد الموت‬
‫{ فننبئكم بما كنتم تعملون } فنجازيكم عليه وفي قراءة بنصب متاع ‪ :‬أي تتمتعون‬

‫(‪)269/1‬‬

‫‪ { - 24‬إنما مثل } صفة { الحياة الدنيا كماء } مطر { أنزلناه من السماء فاختلط به } بسببه { نبات‬
‫األرض } واشتبك بعضه ببعض { مما يأكل الناس } من البر والشعير وغيرهما { واألنعام } من الكأل‬
‫{ حتى إذا أخذت األرض زخرفها } بهجتها من النبات { وازينت } بالزهر وأصله تزينت أبدلت التاء زايا‬
‫وأدغمت في الزاي { وظن أهلها أنهم قادرون عليها } متمكنون من تحصيل ثمارها { أتاها أمرنا } قضاؤنا‬
‫أو عذابنا { ليال أو نهارا فجعلناها } أي زرعها { حصيدا } كالمحصود بالمناجل { كأن } مخففة أي كأنها‬
‫{ لم تغن } تكن { باألمس كذلك نفصل } نبين { اآليات لقوم يتفكرون }‬

‫(‪)270/1‬‬

‫‪ { - 25‬وهللا يدعو إلى دار السالم } أي السالمة وهي الجنة بالدعاء إلى اإليمان { ويهدي من يشاء } هدايته‬
‫{ إلى صراط مستقيم } دين اإلسالم‬

‫(‪)270/1‬‬

‫‪ { - 26‬للذين أحسنوا } باإليمان { الحسنى } الجنة { وزيادة } هي النظر إليه تعالى كما في حديث مسلم‬
‫{ وال يرهق } يغشى { وجوههم قتر } سواد { وال ذلة } كآبة { أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون }‬

‫(‪)270/1‬‬

‫‪ { - 27‬والذين } عطف على للذين أحسنوا أي وللذين { كسبوا السيئات } عملوا الشرك { جزاء سيئة بمثلها‬
‫وترهقهم ذلة ما لهم من هللا من } زائدة { عاصم } مانع { كأنما أغشيت } ألبست { وجوههم قطعا } بفتح‬
‫الطاء جمع قطعة وإسكانها أي جزاء { من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }‬

‫(‪)270/1‬‬
‫‪ { - 28‬و } اذكر { يوم نحشرهم } أي الخلق { جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم } نصب بإلزموا مقدرا‬
‫{ أنتم } تأكيد للضمير المستتر في الفعل المقدر ليعطف عليه { وشركاؤكم } أي األصنام { فزيلنا } ميزنا‬
‫{ بينهم } وبين المؤمنين كما في اآلية ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون ) { وقال } لهم { شركاؤهم ما كنتم‬
‫إيانا تعبدون } ما نافية وقدم المفعول للفاصلة‬

‫(‪)270/1‬‬

‫‪ { - 29‬فكفى باهلل شهيدا بيننا وبينكم إن } مخففة أي إنا { كنا عن عبادتكم لغافلين }‬

‫(‪)271/1‬‬

‫‪ { - 30‬هنالك } أي ذلك اليوم { تبلو } من البلوى وفي قراءة بتاءين من التالوة { كل نفس ما أسلفت }‬
‫قدمت من العمل { وردوا إلى هللا موالهم الحق } الثابت الدائم { وضل } غاب { عنهم ما كانوا يفترون }‬
‫عليه من الشركاء‬

‫(‪)271/1‬‬

‫‪ { - 31‬قل } لهم { من يرزقكم من السماء } بالمطر { واألرض } بالنبات { أمن يملك السمع } بمعنى‬
‫األسماع أي خلقها { واألبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر األمر } بين‬
‫الخالئق { فسيقولون } هو { هللا فقل } لهم { أفال تتقون } ه فتؤمنون‬

‫(‪)271/1‬‬

‫‪ { - 32‬فذلكم } الفاعل لهذه األشياء { هللا ربكم الحق } الثابت { فماذا بعد الحق إال الضالل } إستفهام تقرير‬
‫أي ليس بعده غيره فمن أخطأ الحق وهو عبادة هللا وقع في الضالل { فأنى } كيف { تصرفون } عن اإليمان‬
‫مع قيام البرهان‬

‫(‪)271/1‬‬

‫‪ { - 33‬كذلك } كما صرف هؤالء عن اإليمان { حقت كلمة ربك على الذين فسقوا } كفروا وهي ( ألمألن‬
‫جهنم ) اآلية أو هي { أنهم ال يؤمنون }‬
‫(‪)271/1‬‬

‫‪ { - 34‬قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل هللا يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون } تصرفون عن‬
‫عبادته مع قيام الدليل‬

‫(‪)271/1‬‬

‫‪ { - 35‬قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق } ينصب الحجيج وخلق االهتداء { قل هللا يهدي للحق أفمن‬
‫يهدي إلى الحق } وهو هللا { أحق أن يتبع أمن ال يهدي } يهتدي { إال أن يهدى } أحق أن يتبع ؟ إستفهام‬
‫تقرير وتوبيخ أي األول أحق { فما لكم كيف تحكمون } هذا الحكم من اتباع ما ال يحق اتباعه‬

‫(‪)272/1‬‬

‫‪ { - 36‬وما يتبع أكثرهم } في عبادة األصنام { إال ظنا } حيث قلدوا فيه آباءهم { إن الظن ال يغني من الحق‬
‫شيئا } فيما المطلوب منه العلم { إن هللا عليم بما يفعلون } فيجازيهم عليه‬

‫(‪)272/1‬‬

‫‪ { - 37‬وما كان هذا القرآن أن يفترى } أي افتراء { من دون هللا } أي غيره { ولكن } أنزل { تصديق الذي‬
‫بين يديه } من الكتب { وتفصيل الكتاب } تبيين ما كتبه هللا من األحكام وغيرها { ال ريب } شك { فيه من‬
‫رب العالمين } متعلق بتصديق أو بأنزل المحذوف وقرئ برفع تصديق وتفصيل بتقدير هو‬

‫(‪)272/1‬‬

‫‪ { - 38‬أم } بل { يقولون افتراه } اختلقه محمد { قل فاتوا بسورة مثله } في الفصاحة والبالغة على وجه‬
‫االفتراء فإنكم عربيون فصحاء مثلي { وادعوا } لإلعانة عليه { من استطعتم من دون هللا } أي غيره { إن‬
‫كنتم صادقين } في أنه افتراء فلم تقدروا على ذلك قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)272/1‬‬
‫‪ { - 39‬بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه } أي القرآن ولم يتدبروه { ولما } لم { يأتهم تأويله } عاقبة ما فيه من‬
‫الوعيد { كذلك } التكذيب { كذب الذين من قبلهم } رسلهم { فانظر كيف كان عاقبة الظالمين } بتكذيب‬
‫الرسل أي آخر أمرهم من الهالك فكذلك نهلك هؤالء‬

‫(‪)272/1‬‬

‫‪ { - 40‬ومنهم } أي أهل مكة { من يؤمن به } لعلم هللا ذلك منهم { ومنهم من ال يؤمن به } أبدا { وربك‬
‫أعلم بالمفسدين } تهديد لهم‬

‫(‪)273/1‬‬

‫‪ { - 41‬وإن كذبوك فقل } لهم { لي عملي ولكم عملكم } أي لكل جزاء عمله { أنتم بريئون مما أعمل وأنا‬
‫بريء مما تعملون } وهذا منسوخ بآية السيف‬

‫(‪)273/1‬‬

‫‪ { - 42‬ومنهم من يستمعون إليك } إذا قرأت القرآن { أفأنت تسمع الصم } شبههم بهم في عدم االنتفاع بما‬
‫يتلى عليهم { ولو كانوا } مسع الصمم { ال يعقلون } يتدبرون‬

‫(‪)273/1‬‬

‫‪ { - 43‬ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا ال يبصرون } شبههم بهم في عدم االهتداء بل‬
‫أعظم فإنها ال تعمى األبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور‬

‫(‪)273/1‬‬

‫‪ { - 44‬إن هللا ال يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون }‬

‫(‪)273/1‬‬
‫‪ { - 45‬ويوم يحشرهم كأن } أي كأنهم { لم يلبثوا } في الدنيا أو القبور { إال ساعة من النهار } لهول ما‬
‫رأوا وجملة التشبيه حال من الضمير { يتعارفون بينهم } يعرف بعضهم بعضا إذا بعثوا ثم ينقطع التعارف‬
‫لشدة األهوال والجملة حال مقدرة أو متعلق الظرف { قد خسر الذين كذبوا بلقاء هللا } بالبعث { وما كانوا‬
‫مهتدين }‬

‫(‪)273/1‬‬

‫‪ { - 46‬وإما } فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة { نرينك بعض الذي نعدهم } به من العذاب في‬
‫حياتك وجواب الشرط محذوف أي فذاك { أو نتوفينك } قبل تعذيبهم { فإلينا مرجعهم ثم هللا شهيد } مطلع‬
‫{ على ما يفعلون } من تكذيبهم وكفرهم فيعذبهم أشد العذاب‬

‫(‪)273/1‬‬

‫‪ { - 47‬ولكل أمة } من األمم { رسول فإذا جاء رسولهم } إليهم فكذبوه { قضي بينهم بالقسط } بالعدل‬
‫فيعذبون وينجى الرسول ومن صدقه { وهم ال يظلمون } بتعذيبهم بغير جرم فكذلك نفعل بهؤالء‬

‫(‪)274/1‬‬

‫‪ { - 48‬ويقولون متى هذا الوعد } بالعذاب { إن كنتم صادقين } فيه‬

‫(‪)274/1‬‬

‫‪ { - 49‬قل ال أملك لنفسي ضرا } أدفعه { وال نفعا } أجلبه { إال ما شاء هللا } أن يقدرني عليه فكيف أملك‬
‫لكم حلول العذاب { لكل أمة أجل } مدة معلومة لهالكهم { إذا جاء أجلهم فال يستأخرون } يتأخرون عن‬
‫{ ساعة وال يستقدمون } يتقدمون عليه‬

‫(‪)274/1‬‬

‫‪ { - 50‬قل أرأيتم } أخبروني { إن أتاكم عذابه } أي هللا { بياتا } ليال { أو نهارا ماذا } أي شيء { يستعجل‬
‫منه } أي العذاب { المجرمون } المشركون فيه وضع الظاهر موضع المضمر وجملة االستفهام جواب‬
‫الشرط ‪ :‬كقولك إذا أتيتك ماذا تعطيني والمراد به التهويل أي ما أعظم ما استعجلوه‬
‫(‪)274/1‬‬

‫‪ { - 51‬أثم إذا ما وقع } حل بكم { آمنتم به } أي هللا أو العذاب عند نزوله والهمزة إلنكار التأخير فال يقبل‬
‫منكم ويقال لكم { اآلن } تؤمنون { وقد كنتم به تستعجلون } باستهزاء‬

‫(‪)274/1‬‬

‫‪ { - 52‬ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد } أي الذي تخلدون فيه { هل } ما { تجزون إال } جزاء { بما‬
‫كنتم تكسبون }‬

‫(‪)274/1‬‬

‫‪ { - 53‬ويستنبئونك } يستخبرونك { أحق هو } أي ما وعدتنا به من العذاب والبعث { قل إي } نعم { وربي‬


‫إنه لحق وما أنتم بمعجزين } بفائتين العذاب‬

‫(‪)274/1‬‬

‫‪ { - 54‬ولو أن لكل نفس ظلمت } كفرت { ما في األرض } جميعا من األموال { الفتدت به } من العذاب‬
‫يوم القيامة { وأسروا الندامة } على ترك اإليمان { لما رأوا العذاب } أخفاها رؤساؤهم عن الضعفاء الذين‬
‫أضلوهم مخافة التعبير { وقضي بينهم } بين الخالئق { بالقسط } بالعدل { وهم ال يظلمون } شيئا‬

‫(‪)275/1‬‬

‫‪ { - 55‬أال إن هلل ما في السماوات واألرض أال إن وعد هللا } بالبعث والجزاء { حق } ثابت { ولكن‬
‫أكثرهم } أي الناس { ال يعلمون } ذلك‬

‫(‪)275/1‬‬

‫‪ { - 56‬هو يحيي ويميت وإليه ترجعون } في اآلخرة فيجازيكم بأعمالكم‬


‫(‪)275/1‬‬

‫‪ { - 57‬يا أيها الناس } أي أهل مكة { قد جاءتكم موعظة من ربكم } كتاب فيه مالكم وما عليكم وهو القرآن‬
‫{ وشفاء } دواء { لما في الصدور } من العقائد الفاسدة والشكوك { وهدى } من الضالل { ورحمة‬
‫للمؤمنين } به‬

‫(‪)275/1‬‬

‫‪ { - 58‬قل بفضل هللا } اإلسالم { وبرحمته } القرآن { فبذلك } الفضل والرحمة { فليفرحوا هو خير مما‬
‫يجمعون } من الدنيا بالياء والتاء‬

‫(‪)275/1‬‬

‫‪ { - 59‬قل أرأيتم } أخبروني { ما أنزل هللا } خلق { لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحالال } كالبحيرة‬
‫والسائبة والميتة { قل آهلل أذن لكم } في ذلك بالتحليل والتحريم ال { أم } بل { على هللا تفترون } تكذبون‬
‫بنسبة ذلك إليه‬

‫(‪)275/1‬‬

‫‪ { - 60‬وما ظن الذين يفترون على هللا الكذب } أي أي شيء ظنهم به { يوم القيامة } أيحسبون أنه ال‬
‫يعاقبهم ! ال { إن هللا لذو فضل على الناس } بإمهالهم واإلنعام عليهم { ولكن أكثرهم ال يشكرون }‬

‫(‪)275/1‬‬

‫‪ { - 61‬وما تكون } يا محمد { في شأن } أمر { وما تتلوا منه } أي من الشأن أو هللا { من القرآن } أنزله‬
‫عليك { وال تعملون } خاطبه وأمته { من عمل إال كنا عليكم شهودا } رقباء { إذ تفيضون } تأخذون‬
‫{ فيه } أي العمل { وما يعزب } يغيب { عن ربك من مثقال } وزن { ذرة } أصغر نملة { في األرض وال‬
‫في السماء وال أصغر من ذلك وال أكبر إال في كتاب مبين } بين هو اللوح المحفوظ‬

‫(‪)276/1‬‬
‫‪ { - 62‬أال إن أولياء هللا ال خوف عليهم وال هم يحزنون } في اآلخرة‬

‫(‪)276/1‬‬

‫‪ - 63‬هم { الذين آمنوا وكانوا يتقون } هللا بامتثال أمرة ونهيه‬

‫(‪)276/1‬‬

‫‪ { - 64‬لهم البشرى في الحياة الدنيا } فسرت في حديث صححه الحاكم بالرؤيا الصالحة يراها الرجل أو‬
‫ترى له { وفي اآلخرة } الجنة والثواب { ال تبديل لكلمات هللا } ال خلف لمواعيده { ذلك } المذكور { هو‬
‫الفوز العظيم }‬

‫(‪)276/1‬‬

‫‪ { - 65‬وال يحزنك قولهم } لك لست مرسال وغيره { إن } استئناف { العزة } القوة { هلل جميعا هو‬
‫السميع } للقول { العليم } بالفعل فيجازيهم وينصرك‬

‫(‪)276/1‬‬

‫‪ { - 66‬أال إن هلل من في السماوات ومن في األرض } عبيدا وملكا وخلقا { وما يتبع الذين يدعون } يعبدون‬
‫{ من دون هللا } أي غيره أصناما { شركاء } له على الحقيقة تعالى عن ذلك { إن } ما { يتبعون } في ذلك‬
‫{ إال الظن } أي ظنهم أنها آلهة تشفع لهم { وإن } ما { هم إال يخرصون } يكذبون في ذلك‬

‫(‪)276/1‬‬

‫‪ { - 67‬هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا } إسناد اإلبصار إليه مجاز ألنه يبصر فيه { إن‬
‫في ذلك آليات } دالالت على وحدانيته تعالى { لقوم يسمعون } سماع تدبر واتعاظ‬

‫(‪)277/1‬‬
‫‪ { - 68‬قالوا } أي اليهود والنصارى ومن زعم أن المالئكة بنات هللا { اتخذ هللا ولدا } قال تعالى لهم‬
‫{ سبحانه } تنزيها له عن الولد { هو الغني } عن كل أحد وإنما يطلب الولد من يحتاج إليه { له ما في‬
‫السماوات وما في األرض } ملكا وخلقا وعبيدا { إن } ما { عندكم من سلطان } حجة { بهذا } الذي تقولونه‬
‫{ أتقولون على هللا ما ال تعلمون } استفهام توبيخ‬

‫(‪)277/1‬‬

‫‪ { - 69‬قل إن الذين يفترون على هللا الكذب } بنسبة الولد إليه { ال يفلحون } ال يسعدون‬

‫(‪)277/1‬‬

‫‪ - 70‬لهم { متاع } قليل { في الدنيا } يتمتعون به مدة حياتهم { ثم إلينا مرجعهم } بالموت { ثم نذيقهم‬
‫العذاب الشديد } بعد الموت { بما كانوا يكفرون }‬

‫(‪)277/1‬‬

‫‪ { - 71‬واتل } يا محمد { عليهم } أي كفار مكة { نبأ } خبر { نوح } ويبدل منه { إذ قال لقومه يا قوم إن‬
‫كان كبر } شق { عليكم مقامي } لبثي فيكم { وتذكيري } وعظي إياكم { بآيات هللا فعلى هللا توكلت فأجمعوا‬
‫أمركم } اعزموا على أمر تفعلونه بي { وشركاءكم } الواو بمعنى مع { ثم ال يكن أمركم عليكم غمة }‬
‫مستورا بل أظهروه وجاهروني به { ثم اقضوا إلي } امضوا فيما أردتموه { وال تنظرون } تمهلون فإني‬
‫لست مباليا بكم‬

‫(‪)277/1‬‬

‫‪ { - 72‬فإن توليتم } عن تذكيري { فما سألتكم من أجر } ثواب عليه فتولوا { إن } ما { أجري } { إال على‬
‫هللا وأمرت أن أكون من المسلمين }‬

‫(‪)277/1‬‬

‫‪ { - 73‬فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك } السفينة { وجعلناهم } أي من معه { خالئف } في األرض‬
‫{ وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا } بالطوفان { فانظر كيف كان عاقبة المنذرين } من الهالك فكذلك نفعل بمن‬
‫كذب‬
‫(‪)278/1‬‬

‫‪ { - 74‬ثم بعثنا من بعده } أي نوح { رسال إلى قومهم } كإبراهيم وهود وصالح { فجاؤوهم بالبينات }‬
‫المعجزات { فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل } أي قبل بعث الرسل إليهم { كذلك نطبع } نختم { على‬
‫قلوب المعتدين } فال تقبل اإليمان كما طبعنا على قلوب أولئك‬

‫(‪)278/1‬‬

‫‪ { - 75‬ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه } قومه { بآياتنا } التسع { فاستكبروا } عن‬
‫اإليمان بها { وكانوا قوما مجرمين }‬

‫(‪)278/1‬‬

‫‪ { - 76‬فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا إن هذا لسحر مبين } بين ظاهر‬

‫(‪)278/1‬‬

‫‪ { - 77‬قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم } إنه لسحر { أسحر هذا } وقد أفلح من أتى به وأبطل سحر‬
‫السحرة { وال يفلح الساحرون } واالستفهام في الموضعين لإلنكار‬

‫(‪)278/1‬‬

‫‪ { - 78‬قالوا أجئتنا لتلفتنا } لتردنا { عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء } الملك { في األرض }‬
‫أرض مصر { وما نحن لكما بمؤمنين } مصدقين‬

‫(‪)278/1‬‬

‫‪ { - 79‬وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم } فائق في علم السحر‬

‫(‪)278/1‬‬
‫‪ { - 80‬فلما جاء السحرة قال لهم موسى } بعد ما قالوا له ( إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين ) ‪ { :‬ألقوا‬
‫ما أنتم ملقون }‬

‫(‪)279/1‬‬

‫‪ { - 81‬فلما ألقوا } حبالهم وعصيهم { قال موسى ما } إستفهامية مبتدأ خبره { جئتم به السحر } بدل وفي‬
‫قراءة بهمزة واحدة اخبار فما اسم موصول مبتدأ { إن هللا سيبطله } أي سيمحقة { إن هللا ال يصلح عمل‬
‫المفسدين }‬

‫(‪)279/1‬‬

‫‪ { - 82‬ويحق } يثبت ويظهر { هللا الحق بكلماته } بمواعيده { ولو كره المجرمون }‬

‫(‪)279/1‬‬

‫‪ { - 83‬فما آمن لموسى إال ذرية } طائفة { من } أوالد { قومه } أي فرعون { على خوف من فرعون‬
‫وملئهم أن يفتنهم } يصرفهم عن دينه بتعذيبه { وإن فرعون لعال } متكبر { في األرض } أرض مصر‬
‫{ وإنه لمن المسرفين } المتجاوزين الحد بإدعاء الربوبية‬

‫(‪)279/1‬‬

‫‪ { - 84‬وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم باهلل فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين }‬

‫(‪)279/1‬‬

‫‪ { - 85‬فقالوا على هللا توكلنا ربنا ال تجعلنا فتنة للقوم الظالمين } أي ال تظهرهم علينا فيظنوا أنهم على الحق‬
‫فيفتتنوا بنا‬

‫(‪)279/1‬‬
‫‪ { - 86‬ونجنا برحمتك من القوم الكافرين }‬

‫(‪)279/1‬‬

‫‪ { - 87‬وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا } إتخذا { لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة } مصلى‬
‫تصلون فيه لتأمنوا من الخوف وكان فرعون منعهم من الصالة { وأقيموا الصالة } أتموها { وبشر‬
‫المؤمنين } بالنصر والجنة‬

‫(‪)279/1‬‬

‫‪ { - 88‬وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون ومأله زينة وأمواال في الحياة الدنيا ربنا } آتيتهم ذلك { ليضلوا }‬
‫في عاقبته { عن سبيلك } دينك { ربنا اطمس على أموالهم } امسخها { واشدد على قلوبهم } اطبع عليها‬
‫واستوثق { فال يؤمنوا حتى يروا العذاب األليم } المؤلم وأمن هارون على دعائه‬

‫(‪)279/1‬‬

‫‪ { - 89‬قال } تعالى { قد أجيبت دعوتكما } فمسخت أموالهم حجارة ولم يؤمن فرعون حتى أدركه الغرق‬
‫{ فاستقيما } على الرسالة والدعوة إلى أن يأتيهم العذاب { وال تتبعان سبيل الذين ال يعلمون } في استعجال‬
‫قضائي روي أنه مكث بعدها أربعين سنة‬

‫(‪)280/1‬‬

‫‪ { - 90‬وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم } لحقهم { فرعون وجنوده بغيا وعدوا } مفعول له { حتى إذا‬
‫أدركه الغرق قال آمنت أنه } أي بأنه وفي قراءة بالكسر استئنافا { ال إله إال الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا‬
‫من المسلمين } كرره ليقبل منه فلم يقبل ودس جبريل في فيه من حمأة البحر مخافة أن تناله الرحمة وقال له ‪:‬‬

‫(‪)280/1‬‬

‫‪ { - 91‬آآلن } تؤمن { وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين } بضاللك وإضاللك عن اإليمان‬
‫(‪)280/1‬‬

‫‪ { - 92‬فاليوم ننجيك } نخرجك من البحر { ببدنك } جسدك الذي ال روح فيه { لتكون لمن خلفك } بعدك‬
‫{ آية } عبرة فيعرفوا عبوديتك وال يقدموا على مثل فعلك وعن أبي عباس أن بعض بني إسرائيل شكوا في‬
‫موته فأخرج لهم ليروه { وإن كثيرا من الناس } أي أهل مكة { عن آياتنا لغافلون } ال يعتبرون بها‬

‫(‪)280/1‬‬

‫‪ { - 93‬ولقد بوأنا } أنزلنا { بني إسرائيل مبوأ صدق } منزل كرامة وهو الشام ومصر { ورزقناهم من‬
‫الطيبات فما اختلفوا } بأن آمن بعض وكفر بعض { حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما‬
‫كانوا فيه يختلفون } من أمر الدين بإنجاء المؤمنين وتعذيب الكافرين‬

‫(‪)281/1‬‬

‫‪ { - 94‬فإن كنت } يا محمد { في شك مما أنزلنا إليك } من القصص فرضا { فاسأل الذين يقرؤون الكتاب }‬
‫التوراة { من قبلك } فإنه ثابت عندهم يخبروك بصدقه قال صلى هللا عليه و سلم ‪ [ :‬ال أشك وال أسأل ] { لقد‬
‫جاءك الحق من ربك فال تكونن من الممترين } الشاكين فيه‬

‫(‪)281/1‬‬

‫‪ { - 95‬وال تكونن من الذين كذبوا بآيات هللا فتكون من الخاسرين }‬

‫(‪)281/1‬‬

‫‪ { - 96‬إن الذين حقت } وجبت { عليهم كلمة ربك } بالعذاب { ال يؤمنون }‬

‫(‪)281/1‬‬

‫‪ { - 97‬ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب األليم } فال ينفعهم حينئذ‬
‫(‪)281/1‬‬

‫‪ { - 98‬فلوال } فهال { كانت قرية } أريد أهلها { آمنت } قبل نزول العذاب بها { فنفعها إيمانها إال } لكن‬
‫{ قوم يونس لما آمنوا } عند رؤية أمارة العذاب ولم يؤخروا إلى حلوله { كشفنا عنهم عذاب الخزي في‬
‫الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين } انقضاء آجالهم‬

‫(‪)281/1‬‬

‫‪ { - 99‬ولو شاء ربك آلمن من في األرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس } بما لم يشأه هللا منهم { حتى‬
‫يكونوا مؤمنين } ال‬

‫(‪)282/1‬‬

‫‪ { - 100‬وما كان لنفس أن تؤمن إال بإذن هللا } بإرادته { ويجعل الرجس } العذاب { على الذين ال يعقلون }‬
‫يتدبرون آيات هللا‬

‫(‪)282/1‬‬

‫‪ { - 101‬قل } لكفار مكة { انظروا ماذا } أي الذي { في السماوات واألرض } من اآليات على وحدانية هللا‬
‫تعالى { وما تغني اآليات والنذر } جمع نذير أي الرسل { عن قوم ال يؤمنون } في علم هللا أي ما تنفعهم‬

‫(‪)282/1‬‬

‫‪ { - 102‬فهل } فما { ينتظرون } بتكذيبك { إال مثل أيام الذين خلوا من قبلهم } من األمم أي مثل وقائعهم‬
‫من العذاب { قل فانتظروا } ذلك { إني معكم من المنتظرين }‬

‫(‪)282/1‬‬

‫‪ { - 103‬ثم ننجي } المضارع لحكاية الحال الماضي { رسلنا والذين آمنوا } من العذاب { كذلك } اإلنجاء‬
‫{ حقا علينا ننج المؤمنين } النبي صلى هللا عليه و سلم وأصحابه حين تعذيب المشركين‬
‫(‪)282/1‬‬

‫‪ { - 104‬قل يا أيها الناس } أي أهل مكة { إن كنتم في شك من ديني } أنه حق { فال أعبد الذين تعبدون من‬
‫دون هللا } أي غيره وهو األصنام لشككم فيه { ولكن أعبد هللا الذي يتوفاكم } يقبض أرواحكم { وأمرت أن }‬
‫أي بأن { أكون من المؤمنين }‬

‫(‪)282/1‬‬

‫‪ { - 105‬و } قيل لي { أن أقم وجهك للدين حنيفا } مائال إليه { وال تكونن من المشركين }‬

‫(‪)282/1‬‬

‫‪ { - 106‬وال تدع } تعبد { من دون هللا ما ال ينفعك } إن عبدته { وال يضرك } إن لم تعبده { فإن فعلت }‬
‫ذلك فرضا { فإنك إذا من الظالمين }‬

‫(‪)282/1‬‬

‫‪ { - 107‬وإن يمسسك } يصبك { هللا بضر } كفقر ومرض { فال كاشف } رافع { له إال هو وإن يردك‬
‫بخير فال راد } دافع { لفضله } الذي أراد به { يصيب به } أي بالخير { من يشاء من عباده وهو الغفور‬
‫الرحيم }‬

‫(‪)283/1‬‬

‫‪ { - 108‬قل يا أيها الناس } أي أهل مكة { قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه } ألن‬
‫ثواب اهتدائه له { ومن ضل فإنما يضل عليها } ألن وبال ضالله عليها { وما أنا عليكم بوكيل } فأجبركم‬
‫على الهدى‬

‫(‪)283/1‬‬
‫‪ { - 109‬واتبع ما يوحى إليك } من ربك { واصبر } على الدعوة وأذاهم { حتى يحكم هللا } فيهم بأمره‬
‫{ وهو خير الحاكمين } أعد لهم وقد صبر حتى حكم على المشركين بالقتال وأهل الكتاب بالجزية‬

‫(‪)283/1‬‬

‫سورة هود‬
‫[ مكية إال اآليات ‪ 12‬و ‪ 17‬و ‪ 114‬فمدنية وآياتها ‪ 123‬نزلت بعد سورة يونس ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬الر } هللا أعلم بمراده بذلك هذا { كتاب أحكمت آياته } بعجيب النظم وبديع المعاني { ثم فصلت }‬
‫بينت باألحكام والقصص والمواعظ { من لدن حكيم خبير } أي هللا‬

‫(‪)283/1‬‬

‫‪ { - 2‬أن } أي بأن { أن ال تعبدوا إال هللا إنني لكم منه نذير } بالعذاب إن كفرتم { وبشير } بالثواب إن آمنتم‬

‫(‪)283/1‬‬

‫‪ { - 3‬وأن استغفروا ربكم } من الشرك { ثم توبوا } ارجعوا { إليه } بالطاعة { يمتعكم } في الدنيا { متاعا‬
‫حسنا } بطيب عيش وسعة رزق { إلى أجل مسمى } هو الموت { ويؤت } في اآلخرة { كل ذي فضل } في‬
‫العمل { فضله } جزاءه { وإن تولوا } فيه حذف إحدى التاءين أي تعرضوا { فإني أخاف عليكم عذاب يوم‬
‫كبير } هو يوم القيامة‬

‫(‪)284/1‬‬

‫‪ { - 4‬إلى هللا مرجعكم وهو على كل شيء قدير } ومنه الثواب والعذاب‬

‫(‪)284/1‬‬

‫‪ - 5‬ونزل كما رواه البخاري عن ابن عباس فيمن كان يستحي أن يتخلى أو يجامع فيفضي إلى السماء وقيل‬
‫في المنافقين { أال إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه } أي هللا { أال حين يستغشون ثيابهم } يتغطون بها‬
‫{ يعلم } تعالى { ما يسرون وما يعلنون } فال يغني استخفاؤهم { إنه عليم بذات الصدور } أي بما في‬
‫القلوب‬
‫(‪)284/1‬‬

‫‪ { - 6‬وما من } زائدة { دابة في األرض } هي ما دب عليها { إال على هللا رزقها } تكفل به فضال منه‬
‫تعالى { ويعلم مستقرها } مسكنها في الدنيا أو الصلب { ومستودعها } بعد الموت أو في الرحم { كل } مما‬
‫ذكر { في كتاب مبين } بين هو اللوح المحفوظ‬

‫(‪)284/1‬‬

‫‪ { - 7‬وهو الذي خلق السماوات واألرض في ستة أيام } أولها األحد وآخرها الجمعة { وكان عرشه } قبل‬
‫خلقهما { على الماء } وهو على متن الريح { ليبلوكم } متعلق بخلق أي خلقهما وما فيهما من منافع لكم‬
‫ومصالح ليختبركم { أيكم أحسن عمال } أي أطوع هلل { ولئن قلت } يا محمد لهم { إنكم مبعوثون من بعد‬
‫الموت ليقولن الذين كفروا إن } ما { هذا } القرآن الناطق بالبعث أو الذي تقوله { إال سحر مبين } بين وفي‬
‫قراءة ساحر والمشار إليه بالنبي صلى هللا عليه و سلم‬

‫(‪)284/1‬‬

‫‪ { - 8‬ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى } مجيء { أمة } أوقات { معدودة ليقولن } استهزاء { ما يحبسه } ما‬
‫يمنعه من النزول قال تعالى ‪ { :‬أال يوم يأتيهم ليس مصروفا } مدفوعا { عنهم وحاق } نزل { بهم ما كانوا‬
‫به يستهزئون } من العذاب‬

‫(‪)285/1‬‬

‫‪ { - 9‬ولئن أذقنا اإلنسان } الكافر { منا رحمة } غنى وصحة { ثم نزعناها منه إنه ليؤوس } قنوط من‬
‫رحمة هللا { كفور } شديد الكفر به‬

‫(‪)285/1‬‬

‫‪ { - 10‬ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء } فقر وشدة { مسته ليقولن ذهب السيئات } المصائب { عني } ولم‬
‫يتوقع زوالها وال شكر عليها { إنه لفرح } بطر { فخور } على الناس بما أوتي‬

‫(‪)285/1‬‬
‫‪ { - 11‬إال } لكن { الذين صبروا } على الضراء { وعملوا الصالحات } في النعماء { أولئك لهم مغفرة‬
‫وأجر كبير } هو الجنة‬

‫(‪)285/1‬‬

‫‪ { - 12‬فلعلك } يا محمد { تارك بعض ما يوحى إليك } فال تبلغهم إياه لتهاونهم به { وضائق به صدرك }‬
‫بتالوته عليهم ألجل { أن يقولوا لوال } هال { أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك } يصدقه كما اقترحنا { إنما‬
‫أنت نذير } فما عليك إال البالغ ال اإلتيان بما اقترحوه { وهللا على كل شيء وكيل } حفيظ فيجازيهم‬

‫(‪)285/1‬‬

‫‪ { - 13‬أم } بل أ { يقولون افتراه } أي القرآن { قل فاتوا بعشر سور مثله } في الفصاحة والبالغة‬
‫{ مفتريات } فإنكم عربيون فصحاء مثلي تحداهم بها أوال ثم بسورة { وادعوا } للمعاونة على ذلك { من‬
‫استطعتم من دون هللا } أي غيره { إن كنتم صادقين } في أنه افتراء‬

‫(‪)285/1‬‬

‫‪ { - 14‬فإ } ن { لم يستجيبوا لكم } أي من دعوتموهم للمعاونة { فاعلموا } خطاب للمشركين { أنما أنزل }‬
‫ملتبسا { بعلم هللا } وليس افتراء عليه { وأن } مخففة أي أنه { ال إله إال هو فهل أنتم مسلمون } بعد هذه‬
‫الحجة القاطعة أي أسلموا‬

‫(‪)286/1‬‬

‫‪ { - 15‬من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها } بأن أصر على الشرك وقيل هي في المرائين { نوف إليهم‬
‫أعمالهم } أي جزاء ما عملوه من خير كصدقة وصلة الرحم { فيها } بأن نوسع عليهم رزقهم { وهم فيها }‬
‫أي الدنيا { ال يبخسون } ينقصون شيئا‬

‫(‪)286/1‬‬
‫‪ { - 16‬أولئك الذين ليس لهم في اآلخرة إال النار وحبط } بطل { ما صنعو } ه { فيها } أي اآلخرة فال ثواب‬
‫له { وباطل ما كانوا يعملون }‬

‫(‪)286/1‬‬

‫‪ { - 17‬أفمن كان على بينة } بيان { من ربه } وهو النبي صلى هللا عليه و سلم أو المؤمنون وهي القرآن‬
‫{ ويتلوه } يتبعه { شاهد } له بصدقه { منه } أي من هللا وهو جبريل { ومن قبله } القرآن { كتاب موسى }‬
‫التوراه شاهد له أيضا { إماما ورحمة } حال كمن ليس كذلك ؟ ال { أولئك } أي من كان على بينة { يؤمنون‬
‫به } أي بالقرآن فلهم الجنة { ومن يكفر به من األحزاب } جميع الكفار { فالنار موعده فال تك في مرية }‬
‫شك { منه } من القرآن { إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس } أي أهل مكة { ال يؤمنون }‬

‫(‪)286/1‬‬

‫‪ { - 18‬ومن } أي ال أحد { أظلم ممن افترى على هللا كذبا } بنسبة الشريك والولد إليه { أولئك يعرضون‬
‫على ربهم } يوم القيامة في جملة الخلق { ويقول األشهاد } جمع شاهد وهم المالئكة يشهدون للرسل بالبالغ‬
‫وعلى الكفار بالتكذيب { هؤالء الذين كذبوا على ربهم أال لعنة هللا على الظالمين } المشركين‬

‫(‪)286/1‬‬

‫‪ { - 19‬الذين يصدون عن سبيل هللا } دين اإلسالم { ويبغونها } يطلبون السبيل { عوجا } معوجة { وهم‬
‫باآلخرة هم } تأكيد { كافرون }‬

‫(‪)286/1‬‬

‫‪ { - 20‬أولئك لم يكونوا معجزين } هللا { في األرض وما كان لهم من دون هللا } أي غيره { من أولياء }‬
‫أنصار يمنعونهم من عذابه { يضاعف لهم العذاب } بإضاللهم غيرهم { ما كانوا يستطيعون السمع } للحق‬
‫{ وما كانوا يبصرون } ه أي لفرط كراهتهم له كأنهم لم يستطيعوا ذلك‬

‫(‪)287/1‬‬

‫‪ { - 21‬أولئك الذين خسروا أنفسهم } لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم { وضل } غاب { عنهم ما كانوا‬
‫يفترون } على هللا من دعوى الشريك‬
‫(‪)287/1‬‬

‫‪ { - 22‬ال جرم } حقا { أنهم في اآلخرة هم األخسرون }‬

‫(‪)287/1‬‬

‫‪ { - 23‬إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا } سكنوا واطمأنوا أو أنابوا { إلى ربهم أولئك أصحاب‬
‫الجنة هم فيها خالدون }‬

‫(‪)287/1‬‬

‫‪ { - 24‬مثل } صفة { الفريقين } الكفار والمؤمنين { كاألعمى واألصم } هذا مثل الكافر { والبصير‬
‫والسميع } هذا مثل المؤمن { هل يستويان مثال } ال { أفال تذكرون } فيه إدغام التاء في األصل في الذال‬
‫تتعظون‬

‫(‪)287/1‬‬

‫‪ { - 25‬ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني } أي بأني وفي قراءة بالكسر على حذف القول { لكم نذير مبين }‬
‫بين األنذار‬

‫(‪)287/1‬‬

‫‪ { - 26‬أن } أي بأن { ال تعبدوا إال هللا إني أخاف عليكم } إن عبدتم غيره { عذاب يوم أليم } مؤلم في الدنيا‬
‫واآلخرة‬

‫(‪)287/1‬‬

‫‪ { - 27‬فقال المأل الذين كفروا من قومه } وهم األشراف { ما نراك إال بشرا مثلنا } وال فضل لك علينا‬
‫{ وما نراك اتبعك إال الذين هم أراذلنا } أسافلنا كالحاكة واألساكفة { بادي الرأي } بالهمز وتركه أي ابتداء‬
‫من غير تفكر فيك ونصبه على الظرف أي وقت حدوث أول رأيهم { وما نرى لكم علينا من فضل }‬
‫فتستحقون به االتباع منا { بل نظنكم كاذبين } في دعوى الرسالة أدرجوا قومه معه الخطاب‬

‫(‪)288/1‬‬

‫‪ { - 28‬قال يا قوم أرأيتم } أخبروني { إن كنت على بينة } بيان { من ربي وآتاني رحمة } نبوة { من عنده‬
‫فعميت } خفيت { عليكم } وفي قراءة بتشديد الميم والبناء للمفعول { أنلزمكموها } أنجبركم على قبولها‬
‫{ وأنتم لها كارهون } ال نقدر على ذلك‬

‫(‪)288/1‬‬

‫‪ { - 29‬ويا قوم ال أسألكم عليه } على تبليغ الرسالة { ماال } تعطونيه { إن } ما { أجري } ثوابي { إال‬
‫على هللا وما أنا بطارد الذين آمنوا } كما أمرتموني { إنهم مالقوا ربهم } بالبعث فيجازيهم ويأخذ لهم ممن‬
‫ظلمهم وطردهم { ولكني أراكم قوما تجهلون } عاقبة أمركم‬

‫(‪)288/1‬‬

‫‪ { - 30‬ويا قوم من ينصرني } يمنعني { من هللا } أي عذابه { إن طردتهم } أي ال ناصر لي { أفال } فهال‬
‫{ تذكرون } بإدغام التاء الثانية في األصل في الذال تتعظون‬

‫(‪)288/1‬‬

‫‪ { - 31‬وال أقول لكم عندي خزائن هللا وال } إني { أعلم الغيب وال أقول إني ملك } بل أنا بشر مثلكم { وال‬
‫أقول للذين تزدري } تحتقر { أعينكم لن يؤتيهم هللا خيرا هللا أعلم بما في أنفسهم } قلوبهم { إني إذا } إن قلت‬
‫ذلك { لمن الظالمين }‬

‫(‪)288/1‬‬

‫‪ { - 32‬قالوا يا نوح قد جادلتنا } خاصمتنا { فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا } به من العذاب { إن كنت من‬
‫الصادقين } فيه‬

‫(‪)289/1‬‬
‫‪ { - 33‬قال إنما يأتيكم به هللا إن شاء } تعجيله لكم فإن أمره إليه ال إلي { وما أنتم بمعجزين } بفائتين هللا‬

‫(‪)289/1‬‬

‫‪ { - 34‬وال ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان هللا يريد أن يغويكم } أي إغواءكم وجواب الشرط‬
‫دل عليه ( وال ينفعكم نصحي ) { هو ربكم وإليه ترجعون } قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)289/1‬‬

‫‪ { - 35‬أم } بل أ { يقولون } أي كفار مكة { افتراه } اختلق محمد القرآن { قل إن افتريته فعلي إجرامي }‬
‫إثمي أي عقوبته { وأنا بريء مما تجرمون } من إجرامكم في نسبة اإلفتراء إلي‬

‫(‪)289/1‬‬

‫‪ { - 36‬وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إال من قد آمن فال تبتئس } تحزن { بما كانوا يفعلون } من‬
‫الشرك فدعا عليهم بقوله ( رب ال تذر على األرض ) الخ فأجاب هللا دعاءه فقال ‪:‬‬

‫(‪)289/1‬‬

‫‪ { - 37‬واصنع الفلك } السفينة { بأعيننا } بمرأى منا وحفظنا { ووحينا } أمرنا { وال تخاطبني في الذين‬
‫ظلموا } كفروا بترك إهالكهم { إنهم مغرقون }‬

‫(‪)289/1‬‬

‫‪ { - 38‬ويصنع الفلك } حكاية حال ماضيه { وكلما مر عليه مأل } جماعة { من قومه سخروا منه }‬
‫استهزؤوا به { قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون } إذا نجونا وغرقتم‬

‫(‪)289/1‬‬
‫‪ { - 39‬فسوف تعلمون من } موصولة مفعول العلم { يأتيه عذاب يخزيه ويحل } ينزل { عليه عذاب مقيم }‬

‫(‪)289/1‬‬

‫‪ { - 40‬حتى } غاية للصنع { إذا جاء أمرنا } بإهالكهم { وفار التنور } للخباز بالماء وكان ذلك عالمة‬
‫لنوح { قلنا احمل فيها } في السفينة { من كل زوجين } ذكرا وأنثى أي من كل أنواعهما { اثنين } ذكرا‬
‫وأنثى وهو مفعول وفي القصة أن هللا حشر لنوح السباع والطير وغيرها فجعل يضرب بسببه في كل نوع‬
‫فتقع يده اليمنى على الذكر واليسرى على األنثى فيحملهما في السفينة { وأهلك } أي زوجته وأوالده { إال من‬
‫سبق عليه القول } أي منهم باإلهالك وهو وزوجته وولده كنعان بخالف سام وحام ويافث فحملهم وزوجاتهم‬
‫الثالثة { ومن آمن وما آمن معه إال قليل } قيل كانوا ستة رجال ونساءهم وقيل ‪ :‬جميع ما كان في السفينة‬
‫ثمانون نصفهم رجال ونصفهم نساء‬

‫(‪)290/1‬‬

‫‪ { - 41‬وقال } نوح { اركبوا فيها بسم هللا مجريها ومرساها } بفتح اليمين وضمها مصدران أي جريها‬
‫ورسوها أي منتهى سيرها { إن ربي لغفور رحيم } حيث لم يهلكنا‬

‫(‪)290/1‬‬

‫‪ { - 42‬وهي تجري بهم في موج كالجبال } في االرتفاع والعظم { ونادى نوح ابنه } كنعان { وكان في‬
‫معزل } عن السفينة { يا بني اركب معنا وال تكن مع الكافرين }‬

‫(‪)290/1‬‬

‫‪ { - 43‬قال سآوي إلى جبل يعصمني } يمنعني { من الماء قال ال عاصم اليوم من أمر هللا } عذابه { إال }‬
‫لكن { من رحم } هللا فهو المعصوم قال تعالى { وحال بينهما الموج فكان من المغرقين }‬

‫(‪)290/1‬‬

‫‪ { - 44‬وقيل يا أرض ابلعي ماءك } الذي نبع منك فشربته دون ما نزل من السماء فصار أنهارا وبحارا‬
‫{ ويا سماء أقلعي } أمسكي عن المطر فأمسكت { وغيض } نقص { الماء وقضي األمر } تم أمر هالك قوم‬
‫نوح { واستوت } وقفت السفينة { على الجودي } جبل بالجزيرة بقرب الموصل { وقيل بعدا } هالكا‬
‫{ للقوم الظالمين } الكافرين‬

‫(‪)290/1‬‬

‫‪ { - 45‬ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني } كنعان { من أهلي } وقد وعدتني بنجاتهم { وإن وعدك الحق }‬
‫الذي ال خلف فيه { وأنت أحكم الحاكمين } أعلمهم وأعدلهم‬

‫(‪)290/1‬‬

‫‪ { - 46‬قال } تعالى { يا نوح إنه ليس من أهلك } الناجين أو من أهل دينك { إنه } أي سؤالك إياي بنجاته‬
‫{ عمل غير صالح } فإنه كافر وال نجاة للكافرين وفي قراءة بكسر ميم عمل فعل ونصب غير فالضمير البنه‬
‫{ فال تسألن } بالتشديد والتخفيف { ما ليس لك به علم } من إنجاء ابنك { إني أعظك أن تكون من‬
‫الجاهلين } بسؤالك ما لم تعلم‬

‫(‪)290/1‬‬

‫‪ { - 47‬قال رب إني أعوذ بك } من { أن أسألك ما ليس لي به علم وإال تغفر لي } ما فرط مني { وترحمني‬
‫أكن من الخاسرين }‬

‫(‪)291/1‬‬

‫‪ { - 48‬قيل يا نوح اهبط } إنزل من السفينة { بسالم } بسالمة أو بتحية { منا وبركات } خيرات { عليك‬
‫وعلى أمم ممن معك } في السفينة أي من أوالدهم وذريتهم وهم المؤمنون { وأمم } بالرفع ممن معك‬
‫{ سنمتعهم } في الدنيا { ثم يمسهم منا عذاب أليم } في اآلخرة وهم الكفار‬

‫(‪)291/1‬‬

‫‪ { - 49‬تلك } أي هذه اآليات المتضمنة قصة نوح { من أنباء الغيب } أخبار ما غاب عنك { نوحيها إليك }‬
‫يا محمد { ما كنت تعلمها أنت وال قومك من قبل هذا } القرآن { فاصبر } على التبليغ وأذى قومك كما صبر‬
‫نوح { إن العاقبة } المحمودة { للمتقين }‬
‫(‪)291/1‬‬

‫‪ { - 50‬و } أرسلنا { إلى عاد أخاهم } من القبيلة { هودا قال يا قوم اعبدوا هللا } وحدوه { ما لكم من }‬
‫زائدة { إله غيره إن } ما { أنتم } في عبادتكم األوثان { إال مفترون } كاذبون على هللا‬

‫(‪)291/1‬‬

‫‪ { - 51‬يا قوم ال أسألكم عليه } على التوحيد { أجرا إن } ما { أجري إال على الذي فطرني } خلقني { أفال‬
‫تعقلون }‬

‫(‪)291/1‬‬

‫‪ { - 52‬ويا قوم استغفروا ربكم } من الشرك { ثم توبوا } ارجعوا { إليه } بالطاعة { يرسل السماء }‬
‫المطر وكانوا قد منعوه { عليكم مدرارا } كثير الدرور { ويزدكم قوة إلى } مع { قوتكم } بالمال والولد‬
‫{ وال تتولوا مجرمين } مشركين‬

‫(‪)291/1‬‬

‫‪ { - 53‬قالوا يا هود ما جئتنا ببينة } برهان على قولك { وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك } أي لقولك { وما‬
‫نحن لك بمؤمنين }‬

‫(‪)291/1‬‬

‫‪ { - 54‬إن } ما { نقول } في شأنك { إال اعتراك } أصابك { بعض آلهتنا بسوء } فخبلك لسبك إياها فأنت‬
‫تهذي { قال إني أشهد هللا } علي { واشهدوا أني بريء مما تشركون } ه به‬

‫(‪)292/1‬‬

‫‪ { - 55‬من دونه فكيدوني } احتالوا في هالكي { جميعا } أنتم وأوثانكم { ثم ال تنظرون } تمهلون‬
‫(‪)292/1‬‬

‫‪ { - 56‬إني توكلت على هللا ربي وربكم ما من } زائدة { دابة } نسمة تدب على األرض { إال هو آخذ‬
‫بناصيتها } أي مالكها وقاهرها فال نفع وال ضرر إال بإذنه وخص الناصبة بالذكر ألن من أخذ بناصيته يكون‬
‫في غاية الذل { إن ربي على صراط مستقيم } أي طريق الحق والعدل‬

‫(‪)292/1‬‬

‫‪ { - 57‬فإن تولوا } فيه حذف إحدى التاءين أي تعرضوا { فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي‬
‫قوما غيركم وال تضرونه شيئا } بإشراككم { إن ربي على كل شيء حفيظ } رقيب‬

‫(‪)292/1‬‬

‫‪ { - 58‬ولما جاء أمرنا } عذابنا { نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة } هداية { منا ونجيناهم من عذاب‬
‫غليظ } شديد‬

‫(‪)292/1‬‬

‫‪ { - 59‬وتلك عاد } إشارة إلى آثارهم أي فسيحوا في األرض وانظروا إليها ثم وصف أحوالهم فقال‬
‫{ جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله } جمع ألن من عصى رسوال عصى جميع الرسل الشتراكهم في أصل‬
‫ما جاءوا به وهو التوحيد { واتبعوا } أي السفلة { أمر كل جبار عنيد } معاند للحق من روؤسائهم‬

‫(‪)292/1‬‬

‫‪ { - 60‬وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة } من الناس { ويوم القيامة } لعنة على رؤوس الخالئق { أال إن عادا‬
‫كفروا } جحدوا { ربهم أال بعدا } من رحمة هللا { لعاد قوم هود }‬

‫(‪)292/1‬‬
‫‪ { - 61‬و } أرسلنا { إلى ثمود أخاهم } من القبيلة { صالحا قال يا قوم اعبدوا هللا } وحدوه { ما لكم من إله‬
‫غيره هو أنشأكم } ابتدأ خلقكم { من األرض } بخلق أبيكم آدم منها { واستعمركم فيها } جعلكم عمارا‬
‫تسكنون بها { فاستغفروه } من الشرك { ثم توبوا } ارجعوا { إليه } بالطاعة { إن ربي قريب } من خلقه‬
‫بعلمه { مجيب } لمن سأله‬

‫(‪)293/1‬‬

‫‪ { - 62‬قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا } نرجو أن تكون سيدا { قبل هذا } الذي صدر منك { أتنهانا أن‬
‫نعبد ما يعبد آباؤنا } من األوثان { وإننا لفي شك مما تدعونا إليه } من التوحيد { مريب } موقع في الريب‬

‫(‪)293/1‬‬

‫‪ { - 63‬قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة } بيان { من ربي وآتاني منه رحمة } نبوة { فمن ينصرني }‬
‫يمنعني { من هللا } أي عذابه { إن عصيته فما تزيدونني } بأمركم لي بذلك { غير تخسير } تضليل‬

‫(‪)293/1‬‬

‫‪ { - 64‬ويا قوم هذه ناقة هللا لكم آية } حال عامله اإلشارة { فذروها تأكل في أرض هللا وال تمسوها بسوء }‬
‫عقر { فيأخذكم عذاب قريب } إن عقرتموها‬

‫(‪)293/1‬‬

‫‪ { - 65‬فعقروها } عقرها قدار بأمرهم { فقال } صالح { تمتعوا } عيشوا { في داركم ثالثة أيام } ثم‬
‫تهلكون { ذلك وعد غير مكذوب } فيه‬

‫(‪)294/1‬‬

‫‪ { - 66‬فلما جاء أمرنا } بإهالكهم { نجينا صالحا والذين آمنوا معه } وهم أربعة آالف { برحمة منا و }‬
‫نجيناهم { من خزي يومئذ } بكسر الميم إعرابا وفتحها بناء إلضافته إلى مبني وهو األكثر { إن ربك هو‬
‫القوي العزيز } الغالب‬

‫(‪)294/1‬‬
‫‪ { - 67‬وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين } باركين على الركب ميتين‬

‫(‪)294/1‬‬

‫‪ { - 68‬كأن } مخففة واسمها محذوف أي كأنهم { لم يغنوا } يقيموا { فيها } في دارهم { أال إن ثمود كفروا‬
‫ربهم أال بعدا لثمود } بال صرف وتركه على معنى الحي والقبيلة‬

‫(‪)294/1‬‬

‫‪ { - 69‬ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى } بإسحاق ويعقوب بعده { قالوا سالما } مصدر { قال سالم }‬
‫عليكم { فما لبث أن جاء بعجل حنيذ } مشوي‬

‫(‪)294/1‬‬

‫‪ { - 70‬فلما رأى أيديهم ال تصل إليه نكرهم } بمعنى أنكرهم { وأوجس } أضمر في نفسه { منهم خيفة }‬
‫خوفا { قالوا ال تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط } لنهلكهم‬

‫(‪)294/1‬‬

‫‪ { - 71‬وامرأته } أي امرأة إبراهيم سارة { قائمة } تخدمهم { فضحكت } استبشارا بهالكهم { فبشرناها‬
‫بإسحاق ومن وراء } بعد { إسحاق يعقوب } ولده تعيش إلى أن تراه‬

‫(‪)294/1‬‬

‫‪ { - 72‬قالت يا ويلتى } كلمة تقال عند أمر عظيم واأللف مبدلة من ياء اإلضافة { أألد وأنا عجوز } لي تسع‬
‫وتسعون سنة { وهذا بعلي شيخا } له مائة أو عشرون سنة ونصبه على الحال والعامل فيه ما في ذا من‬
‫اإلشارة { إن هذا لشيء عجيب } أن يولد ولد لهرمين‬

‫(‪)294/1‬‬
‫‪ { - 73‬قالوا أتعجبين من أمر هللا } قدرته { رحمة هللا وبركاته عليكم } يا { أهل البيت } بيت إبراهيم { إنه‬
‫حميد } محمود { مجيد } كريم‬

‫(‪)295/1‬‬

‫‪ { - 74‬فلما ذهب عن إبراهيم الروع } الخوف { وجاءته البشرى } بالولد أخذ { يجادلنا } يجادل رسلنا‬
‫{ في } شأن { قوم لوط }‬

‫(‪)295/1‬‬

‫‪ { - 75‬إن إبراهيم لحليم } كثير األناة { أواه منيب } رجاع فقال لهم أتهلكون قرية فيها فيها ثالثمائة مؤمن ؟‬
‫قالوا ال قال أفتهلكون قرية فيها أربعون مؤمنا قالوا ‪ :‬ال قال أفتهلكون قرية فيها أربعة عشر مؤمنا قالوا ال قال‬
‫أفرأيتم إن كان فيها مؤمن واحد قالوا ال قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها الخ‬

‫(‪)295/1‬‬

‫‪ - 76‬فلما أطال مجادلتهم قالوا ‪ { :‬يا إبراهيم أعرض عن هذا } الجدال { إنه قد جاء أمر ربك } بهالكهم‬
‫{ وإنهم آتيهم عذاب غير مردود }‬

‫(‪)295/1‬‬

‫‪ { - 77‬ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم } حزن بسببهم { وضاق بهم ذرعا } صدرا ألنهم حسان الوجوه‬
‫في صورة أضياف فخاف عليهم قومه { وقال هذا يوم عصيب } شديد‬

‫(‪)295/1‬‬

‫‪ { - 78‬وجاءه قومه } لما علموا بهم { يهرعون } يسرعون { إليه ومن قبل } قبل مجيئهم { كانوا يعملون‬
‫السيئات } وهي إتيان الرجال في األدبار { قال } لوط { يا قوم هؤالء بناتي } فتزوجوهن { هن أطهر لكم‬
‫فاتقوا هللا وال تخزون } تفضحون { في ضيفي } أضيافي { أليس منكم رجل رشيد } يأمر بالمعروف وينهى‬
‫عن المنكر‬
‫(‪)295/1‬‬

‫‪ { - 79‬قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق } حاجة { وإنك لتعلم ما نريد } من إتيان الرجال ‪ { 80‬قال‬
‫لو أن لي بكم قوة } طاقة { أو آوي إلى ركن شديد } عشيرة تنصرني لبطشت بكم فلما رأت المالئكة ذلك ‪:‬‬

‫(‪)296/1‬‬

‫‪ { - 80‬قال لو أن لي بكم قوة } طاقة { أو آوي إلى ركن شديد } عشيرة تنصرني لبطشت بكم فلما رأت‬
‫المالئكة ذلك ‪:‬‬

‫(‪)296/1‬‬

‫‪ { - 81‬قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك } بسوء { فأسر بأهلك بقطع } طائفة { من الليل وال يلتفت‬
‫منكم أحد } لئال يرى عظيم ما ينزل بهم { إال امرأتك } بالرفع بدل من أحد وفي قراءة بالنصب اسثناء من‬
‫األهل أي فال تسر بها { إنه مصيبها ما أصابهم } فقيل لم يخرج بها وقيل خرجت والتفتت فقالت واقوماه‬
‫فجاءها حجر فقتلها وسألهم عن وقت هالكهم فقالوا { إن موعدهم الصبح } فقال أريد أعجل من ذلك قالوا‬
‫{ أليس الصبح بقريب }‬

‫(‪)296/1‬‬

‫‪ { - 82‬فلما جاء أمرنا } بإهالكهم { جعلنا عاليها } أي قراهم { سافلها } أي بأن رفعها جبريل إلى السماء‬
‫وأسقطها مقلوبة إلى األرض { وأمطرنا عليها حجارة من سجيل } طين طبخ بالنار { منضود } متتابع‬

‫(‪)296/1‬‬

‫‪ { - 83‬مسومة } معلمة عليها اسم من يرمى بها { عند ربك } ظرف لها { وما هي } الحجارة أو بالدهم‬
‫{ من الظالمين } أي أهل مكة { ببعيد }‬

‫(‪)296/1‬‬
‫‪ { - 84‬و } أرسلنا { إلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا هللا } وحدوه { ما لكم من إله غيره وال‬
‫تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير } نعمة تغنيكم عن التطفيف { وإني أخاف عليكم } إن لم تؤمنوا‬
‫{ عذاب يوم محيط } بكم يهلككم ووصف اليوم به مجاز لوقوعه فيه‬

‫(‪)296/1‬‬

‫‪ { - 85‬ويا قوم أوفوا المكيال والميزان } أتموهما { بالقسط } بالعدل { وال تبخسوا الناس أشياءهم } ال‬
‫تنقصوهم من حقهم شيئا { وال تعثوا في األرض مفسدين } بالقتل وغيره من عثي بكسر المثلثة أفسد‬
‫ومفسدين حال مؤكدة لمعنى عاملها تعثوا‬

‫(‪)297/1‬‬

‫‪ { - 86‬بقية هللا } رزقه الباقي لكم بعد إيفاء الكيل والوزن { خير لكم } من البخس { إن كنتم مؤمنين }‬
‫{ وما أنا عليكم بحفيظ } رقيب أجازيكم بأعمالكم إنما بعثت نذيرا‬

‫(‪)297/1‬‬

‫‪ { - 87‬قالوا } له استهزاء { يا شعيب أصالتك تأمرك } بتكليف { أن نترك ما يعبد آباؤنا } من األصنام‬
‫{ أو } نترك { أن نفعل في أموالنا ما نشاء } المعنى هذا أمر باطل ال يدعو إليه داع بخير { إنك ألنت الحليم‬
‫الرشيد } قالوا ذلك استهزاء‬

‫(‪)297/1‬‬

‫‪ { - 88‬قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا } حالال أفأشوبه بالحرام من‬
‫البخس والتطفيف { وما أريد أن أخالفكم } وأذهب { إلى ما أنهاكم عنه } فأرتكبه { إن } ما { أريد إال‬
‫اإلصالح } لكم بالعدل { ما استطعت وما توفيقي } قدرتي على ذلك وغيره من الطاعات { إال باهلل عليه‬
‫توكلت وإليه أنيب } أرجع‬

‫(‪)297/1‬‬
‫‪ { - 89‬ويا قوم ال يجرمنكم } يكسبنكم { شقاقي } خالفي فاعل يجرم والضمير مفعول أول والثاني { أن‬
‫يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح } من العذاب { وما قوم لوط } أي منازلهم أو زمن‬
‫هالكهم { منكم ببعيد } فاعتبروا‬

‫(‪)297/1‬‬

‫‪ { - 90‬واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم } بالمؤمنين { ودود } محب لهم‬

‫(‪)298/1‬‬

‫‪ { - 91‬قالوا } إيذانا بقلة المباالة { يا شعيب ما نفقه } نفهم { كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا } ذليال‬
‫{ ولوال رهطك } عشيرتك { لرجمناك } بالحجارة { وما أنت علينا بعزيز } كريم عن الرجم وإنما رهطك‬
‫هم األعزة‬

‫(‪)298/1‬‬

‫‪ { - 92‬قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من هللا } فتتركوا قتلي ألجلهم وال تحفظوني هلل { واتخذتموه } أي هللا‬
‫{ وراءكم ظهريا } منبوذا خلف ظهوركم ال تراقبونه { إن ربي بما تعملون محيط } علما فيجازيكم‬

‫(‪)298/1‬‬

‫‪ { - 93‬ويا قوم اعملوا على مكانتكم } حالتكم { إني عامل } على حالتي { سوف تعلمون من } موصولة‬
‫مفعول العلم { يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا } انتظروا عاقبة أمركم { إني معكم رقيب }‬
‫منتظر‬

‫(‪)298/1‬‬

‫‪ { - 94‬ولما جاء أمرنا } بإهالكهم { نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا‬
‫الصيحة } صاح بهم جبريل { فأصبحوا في ديارهم جاثمين } باركين على الركب ميتين‬

‫(‪)298/1‬‬
‫‪ { - 95‬كأن } مخففة ‪ :‬أي كأنهم { لم يغنوا } يقيموا { فيها أال بعدا لمدين كما بعدت ثمود }‬

‫(‪)298/1‬‬

‫‪ { - 96‬ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين } برهان بين ظاهر‬

‫(‪)298/1‬‬

‫‪ { - 97‬إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد } سديد‬

‫(‪)298/1‬‬

‫‪ { - 98‬يقدم } يتقدم { قومه يوم القيامة } فيتبعونه كما اتبعوا في الدنيا { فأوردهم } أدخلهم { النار وبئس‬
‫الورد المورود } هي‬

‫(‪)298/1‬‬

‫‪ { - 99‬وأتبعوا في هذه } أي الدنيا { لعنة ويوم القيامة } لعنة { بئس الرفد } العون { المرفود } رفدهم‬

‫(‪)298/1‬‬

‫‪ { - 100‬ذلك } المذكور مبتدأ خبره { من أنباء القرى نقصه عليك } يا محمد { منها } أي القرى { قائم }‬
‫هلك أهله دونه { و } منها { حصيد } هلك بأهله فال أثر له كالزرع المحصود بالمناجل‬

‫(‪)298/1‬‬
‫‪ { - 101‬وما ظلمناهم } بإهالكهم بغير ذنب { ولكن ظلموا أنفسهم } بالشرك { فما أغنت } دفعت { عنهم‬
‫آلهتهم التي يدعون } يعبدوت { من دون هللا } أي غيره { من } زائدة { شيء لما جاء أمر ربك } عذابه‬
‫{ وما زادوهم } بعبادتهم لها { غير تتبيب } تخسير‬

‫(‪)299/1‬‬

‫‪ { - 102‬وكذلك } مثل ذلك األخذ { أخذ ربك إذا أخذ القرى } أريد أهلها { وهي ظالمة } بالذنوب ‪ :‬أي فال‬
‫يغني عنهم من أخذه شيء { إن أخذه أليم شديد } روى الشيخان عن أبي موسى األشعري قال ‪ :‬قال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ [ :‬إن هللا ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ] ثم قرأ رسول هللا صلى هللا عليه و‬
‫سلم ‪ { :‬وكذلك أخذ ربك } اآلية‬

‫(‪)299/1‬‬

‫‪ { - 103‬إن في ذلك } المذكور من القصص { آلية } لعبرة { لمن خاف عذاب اآلخرة ذلك } أي يوم القيامة‬
‫{ يوم مجموع له } فيه { الناس وذلك يوم مشهود } يشهده جميع الخالئق‬

‫(‪)299/1‬‬

‫‪ { - 104‬وما نؤخره إال ألجل معدود } لوقت معلوم عند هللا‬

‫(‪)299/1‬‬

‫‪ { - 105‬يوم يأت } ذلك اليوم { ال تكلم } فيه حذف إحدى التاءين { نفس إال بإذنه } تعالى { فمنهم } أي‬
‫الخلق { شقي و } منهم { سعيد } كتب كل في األزل‬

‫(‪)299/1‬‬

‫‪ { - 106‬فأما الذين شقوا } في علمه تعالى { ففي النار لهم فيها زفير } صوت شديد { وشهيق } صوت‬
‫ضعيف‬

‫(‪)300/1‬‬
‫‪ { - 107‬خالدين فيها ما دامت السماوات واألرض } أي مدة دوامهما في الدنيا { إال } غير { ما شاء ربك }‬
‫من الزيادة على مدتهما مما المنتهى له والمعنى خالدين والمعنى خالدين فيها أبدا { إن ربك فعال لما يريد }‬

‫(‪)300/1‬‬

‫‪ { - 108‬وأما الذين سعدوا } بفتح السين وضمها { ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات واألرض إال }‬
‫غير { ما شاء ربك } كما تقدم ودل عليه فيهم قوله { عطاء غير مجذوذ } مقطوع وما تقدم من التأويل هو‬
‫الذي ظهر وهو خال من التكلف وهللا أعلم بمراده‬

‫(‪)300/1‬‬

‫‪ { - 109‬فال تك } يا محمد { في مرية } شك { مما يعبد هؤالء } من األصنام إنا نعذبهم كما عذبنا من قبلهم‬
‫وهذا تسلية للنبي صلى هللا عليه و سلم { ما يعبدون إال كما يعبد آباؤهم } أي كعبادتهم { من قبل } وقد‬
‫عذبناهم { وإنا لموفوهم } مثلهم { نصيبهم } حظهم من العذاب { غير منقوص } أي تاما‬

‫(‪)300/1‬‬

‫‪ { - 110‬ولقد آتينا موسى الكتاب } التوراة { فاختلف فيه } بالتصديق والتكذيب كالقرآن { ولوال كلمة سبقت‬
‫من ربك } بتأخير الحساب والجزاء للخالئق إلى يوم القيامة { لقضي بينهم } في الدنيا فيما اختلفوا فيه‬
‫{ وإنهم } أي المكذبين به { لفي شك منه مريب } موقع في الريبة‬

‫(‪)300/1‬‬

‫‪ { - 111‬وإن } بالتخفيف والتشديد { كال } أي كل الخالئق { لما } ما زائدة والالم موطئة لقسم مقدر أو‬
‫فارقة وفي قراءة بتشديد لما بمعنى إال فإن نافية { ليوفينهم ربك أعمالهم } أي جزاءها { إنه بما يعملون‬
‫خبير } عالم ببواطنه كظواهره‬

‫(‪)300/1‬‬
‫‪ { - 112‬فاستقم } على العمل بأمر ربك والدعاء إليه { كما أمرت } ليستقم { كما أمرت و } ليستقم { من‬
‫تاب } آمن { معك وال تطغوا } تجاوزوا حدود هللا { إنه بما تعملون بصير } فيجازيكم به‬

‫(‪)301/1‬‬

‫‪ { - 113‬وال تركنوا } تميلوا { إلى الذين ظلموا } بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم { فتمسكم } تصيبكم‬
‫{ النار وما لكم من دون هللا } أي غيره { من } زائدة { أولياء } يحفظونكم منه { ثم ال تنصرون } تمنعون‬
‫من عذابه‬

‫(‪)301/1‬‬

‫‪ { - 114‬وأقم الصالة طرفي النهار } الغداة والعشي أي ‪ :‬الصبح والظهر والعصر { وزلفا } جمع زلفة‬
‫أي ‪ :‬طائفة { من الليل } المغرب والعشاء { إن الحسنات } كالصلوات الخمس { يذهبن السيئات } الذنوب‬
‫الصغائر نزلت فيمن قبل أجنبية فأخبره النبي صلى هللا عليه و سلم فقال إلي هذا ؟ فقال ( لجميع أمتي كلهم )‬
‫رواه الشيخان { ذلك ذكرى للذاكرين } عظة للمتعظين‬

‫(‪)301/1‬‬

‫‪ { - 115‬واصبر } يا محمد على أذى قومك أو على الصالة { فإن هللا ال يضيع أجر المحسنين } بالصبر‬
‫على الطاعة‬

‫(‪)301/1‬‬

‫‪ { - 116‬فلوال } فهال { كان من القرون } األمم الماضية { من قبلكم أولو بقية } أصحاب دين وفضل‬
‫{ ينهون عن الفساد في األرض } المراد به النفي ‪ :‬أي ما كان فيهم ذلك { إال } لكن { قليال ممن أنجينا‬
‫منهم } نهوا فنجوا ومن للبيان { واتبع الذين ظلموا } بالفساد وترك النهي { ما أترفوا } نعموا { فيه وكانوا‬
‫مجرمين }‬

‫(‪)301/1‬‬

‫‪ { - 117‬وما كان ربك ليهلك القرى بظلم } منه لها { وأهلها مصلحون } مؤمنون‬
‫(‪)301/1‬‬

‫‪ { - 118‬ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة } أهل دين واحد { وال يزالون مختلفين } في الدين‬

‫(‪)301/1‬‬

‫‪ { - 119‬إال من رحم ربك } أراد لهم الخير فال يختلفون فيه { ولذلك خلقهم } أي أهل االختالف له وأهل‬
‫الرحمة لها { وتمت كلمة ربك } وهي { ألمألن جهنم من الجنة والناس أجمعين }‬

‫(‪)301/1‬‬

‫‪ { - 120‬وكال } نصب بنقص وتنويه عوض عن المضاف إليه أي كل ما يحتاج إليه { نقص عليك من أنباء‬
‫الرسل ما } بد من كال { نثبت } نطمن { به فؤادك } قلبك { وجاءك في هذه } األنباء أو اآليات { الحق‬
‫وموعظة وذكرى للمؤمنين } خصوا بالذكر النتفاعهم بها في اإليمان بخالف الكفار‬

‫(‪)302/1‬‬

‫‪ { - 121‬وقل للذين ال يؤمنون اعملوا على مكانتكم } حالتكم { إنا عاملون } على حالتنا تهديد لهم‬

‫(‪)302/1‬‬

‫‪ { - 122‬وانتظروا } عاقبة أمركم { إنا منتظرون } ذلك‬

‫(‪)302/1‬‬

‫‪ { - 123‬وهلل غيب السماوات واألرض } أي علم ما غاب فيهما { وإليه يرجع } بالبناء لفاعل يعود‬
‫وللمفعول يرد { األمر كله } فينتقم ممن عصى { فاعبده } وحده { وتوكل عليه } ثق به فإنه كافيك { وما‬
‫ربك بغافل عما تعملون } وإنما يؤخرهم لوقتهم وفي قراءة بالفوقانية‬

‫(‪)302/1‬‬
‫سورة يوسف‬
‫[ مكية إال اآليات ‪ 1‬و‪ 2‬و‪ 3‬و‪ 7‬فمدنية وآياتها ‪ 111‬نزلت بعد سورة هود ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬الر } هللا أعلم بمراده بذلك { تلك } هذه اآليات { آيات الكتاب } القرآن واإلضافة بمعنى من‬
‫{ المبين } المظهر للحق من الباطل‬

‫(‪)302/1‬‬

‫‪ { - 2‬إنا أنزلناه قرآنا عربيا } بلغة العرب { لعلكم } يا أهل مكة { تعقلون } تفقهون معانيه‬

‫(‪)302/1‬‬

‫‪ { - 3‬نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا } بإيحائنا { إليك هذا القرآن وإن } مخففة أي وإنه { كنت‬
‫من قبله لمن الغافلين }‬

‫(‪)303/1‬‬

‫‪ - 4‬اذكر { إذ قال يوسف ألبيه } يعقوب { يا أبت } بالكسر داللة على ياء اإلضافة المحذوفة والفتح داللة‬
‫على ألف محذوفة قلبت عن الياء { إني رأيت } في المنام { أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم } تأكيد‬
‫{ لي ساجدين } جمع بالياء والنون للوصف بالسجود الذي هو من صفات العقالء‬

‫(‪)303/1‬‬

‫‪ { - 5‬قال يا بني ال تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا } يحتالون في هالكك جسدا لعلمهم بتأويلها‬
‫من أنهم الكواكب والشمس أمك والقمر أبوك { إن الشيطان لإلنسان عدو مبين } ظاهر العداوة‬

‫(‪)303/1‬‬
‫‪ { - 6‬وكذلك } كما رأيت { يجتبيك } يختارك { ربك ويعلمك من تأويل األحاديث } تعبير الرؤيا { ويتم‬
‫نعمته عليك } بالنبوة { وعلى آل يعقوب } أوالده { كما أتمها } بالنبوة { على أبويك من قبل إبراهيم‬
‫وإسحاق إن ربك عليم } بخلقه { حكيم } في صنعه بهم‬

‫(‪)303/1‬‬

‫‪ { - 7‬لقد كان في } خبر { يوسف وإخوته } وهم أحد عشر { آيات } عبر { للسائلين } عن خبرهم‬

‫(‪)303/1‬‬

‫‪ - 8‬ذكر { إذ قالوا } أي بعض إخوة يوسف لبعضهم { ليوسف } مبتدأ { وأخوه } شقيقه بنيامين { أحب }‬
‫خبر { إلى أبينا منا ونحن عصبة } جماعة { إن أبانا لفي ضالل } خطأ { مبين } بين بإيثارهما علينا‬

‫(‪)303/1‬‬

‫‪ { - 9‬اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا } أي بأرض بعيدة { يخل لكم وجه أبيكم } بأن يقبل عليكم وال يلتفت‬
‫لغيركم { وتكونوا من بعده } أي بعد قتل يوسف أو طرحه { قوما صالحين } بأن تتوبوا‬

‫(‪)303/1‬‬

‫‪ { - 10‬قال قائل منهم } هو يهوذا { ال تقتلوا يوسف وألقوه } اطرحوه { في غيابة الجب } مظلم البئر وفي‬
‫قراءة بالجمع { يلتقطه بعض السيارة } المسافرين { إن كنتم فاعلين } ما أردتم من التفريق فاكتفوا بذلك‬

‫(‪)304/1‬‬

‫‪ { - 11‬قالوا يا أبانا ما لك ال تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون } لقائمون بمصالحه‬

‫(‪)304/1‬‬
‫‪ { - 12‬أرسله معنا غدا } إلى الصحراء { نخوض ونلعب } بالنون والياء فيهما ننشط ونتسع { وإنا له‬
‫لحافظون }‬

‫(‪)304/1‬‬

‫‪ { - 13‬قال إني ليحزنني أن تذهبوا } أي ذهابكم { به } لفراقه { وأخاف أن يأكله الذئب } المراد به الجنس‬
‫وكانت أرضهم كثيرة الذئاب { وأنتم عنه غافلون } مشغولون‬

‫(‪)304/1‬‬

‫‪ { - 14‬قالوا لئن } ال قسم { أكله الذئب ونحن عصبة } جماعة { إنا إذا لخاسرون } عاجزون فأرسله معهم‬

‫(‪)304/1‬‬

‫‪ { - 15‬فلما ذهبوا به وأجمعوا } عزموا { أن يجعلوه في غيابة الجب } وجواب لما محذوف أي فعلوا ذلك‬
‫بأن نزعوا قميصه بعد ضربه وإهانته وإرادة قتله وأدلوه فلما وصل إلى نصف البئر ألقوه ليموت فسقط في‬
‫الماء ثم أوى إلى صخرة فنادوه فأجابهم يظن رحمتهم فأرادوا رضخه بصخرة فمنعهم يهوذا { وأوحينا إليه }‬
‫في الجب وحي حقيقة وله سبع عشرة سنة أو دونها تطمينا لقلبه { لتنبئنهم } بعد اليوم { بأمرهم } بصنيعهم‬
‫{ هذا وهم ال يشعرون } بك حال اإلنباء‬

‫(‪)304/1‬‬

‫‪ { - 16‬وجاؤوا أباهم عشاء } وقت المساء { يبكون }‬

‫(‪)304/1‬‬

‫‪ { - 17‬قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق } نرمي { وتركنا يوسف عند متاعنا } ثيابنا { فأكله الذئب وما أنت‬
‫بمؤمن } بمصدق { لنا ولو كنا صادقين } عندك التهمتنا في هذه القصة لمحبة يوسف فكيف وأنت تسيء‬
‫الظن بنا‬

‫(‪)304/1‬‬
‫‪ { - 18‬وجاؤوا على قميصه } محله نصب على الظرفية أي فوقه { بدم كذب } أي ذي كذب بأن ذبحوا‬
‫سخلة ولطخوه بدمها وذهلوا عن شقه وقالوا إنه دمه { قال } يعقوب لما رآه صحيحا ولم كذبهم { بل سولت }‬
‫زينت { لكم أنفسكم أمرا } ففعلتموه به { فصبر جميل } ال جزع فيه وهو خبر مبتدأ محذوف أي أمري‬
‫{ وهللا المستعان } المطلوب منه العون { على ما تصفون } تذكرون من أمر يوسف‬

‫(‪)305/1‬‬

‫‪ { - 19‬وجاءت سيارة } مسافرون من مدين إلى مصر فنزلوا قريبا من جب يوسف { فأرسلوا واردهم }‬
‫الذي يرد الماء ليستقي منه { فأدلى } أرسل { دلوه } في البئر فتعلق بها يوسف فأخرجه فلما رآه { قال يا‬
‫بشرى } وفي قراءة بشرى ونداؤها مجاز أي احضري فهذا وقتك { هذا غالم } فعلم به إخوته فأتوه‬
‫{ وأسروه } أي أخفوا أمره جاعليه { بضاعة } بأن قالوا هذا عبدنا أبق وسكت يوسف خوفا من أن يقتلوه‬
‫{ وهللا عليم بما يعملون }‬

‫(‪)305/1‬‬

‫‪ { - 20‬وشروه } باعوه منهم { بثمن بخس } ناقص { دراهم معدودة } عشرين أو اثنين وعشرين‬
‫{ وكانوا } أي إخوته { فيه من الزاهدين } فجاءت به السيارة إلى مصر فباعه الذي اشتراه بعشرين دينارا‬
‫وزوجي نعل وثوبين‬

‫(‪)304/1‬‬

‫‪ { - 21‬وقال الذي اشتراه من مصر } وهو قطفير العزيز { المرأته } زليخا { أكرمي مثواه } مقامه عندنا‬
‫{ عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا } وكان حصورا { وكذلك } كما نجيناه من القتل والجب وعطفنا عليه قلب‬
‫العزيز { مكنا ليوسف في األرض } أرض مصر حتى بلغ ما بلغ { ولنعلمه من تأويل األحاديث } تعبير‬
‫الرؤيا عطف على مقدر متعلق بمكنا أي لنملكه أو الوارو زائدة { وهللا غالب على أمره } تعالى ال يعجزه‬
‫شيء { ولكن أكثر الناس } وهم الكفار { ال يعلمون } ذلك‬

‫(‪)305/1‬‬

‫‪ { - 22‬ولما بلغ أشده } وهو ثالثون سنة أو وثالث { آتيناه حكما } حكمة { وعلما } فقها في الدين قبل أن‬
‫يبعث نبيا { وكذلك } كما جزيناه { نجزي المحسنين } ألنفسهم‬
‫(‪)306/1‬‬

‫‪ { - 23‬وراودته التي هو في بيتها } هي زليخا { عن نفسه } أي طلبت منه أن يواقعها { وغلقت األبواب }‬
‫للبيت { وقالت } له { هيت لك } أي هلم والالم للتبيين وفي قراءة بكسر الهاء وأخرى بضم التاء { قال معاذ‬
‫هللا } أعوذ باهلل من ذلك { إنه } الذي اشتراني { ربي } سيدي { أحسن مثواي } مقامي فال أخونه في أهله‬
‫{ إنه } أي الشأن { ال يفلح الظالمون } الزناة‬

‫(‪)306/1‬‬

‫‪ { - 24‬ولقد همت به } قصدت منه الجماع { وهم بها } قصد ذلك { لوال أن رأى برهان ربه } قال ابن‬
‫عباس مثل له يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته من أنامله وجواب لوال لجامعها { كذلك } أريناه‬
‫البرهان { لنصرف عنه السوء } الخيانة { والفحشاء } الزنا { إنه من عبادنا المخلصين } في الطاعة وفي‬
‫قراءة بفتح الالم أي المختارين‬

‫(‪)306/1‬‬

‫‪ { - 25‬واستبقا الباب } بادر إليه يوسف للفرار وهي للتشبث به فأمسكت ثوبه وجذبته إليها { وقدت } شقت‬
‫{ قميصه من دبر وألفيا } وجدا { سيدها } زوجها { لدى الباب } فنزهت نفسها ثم { قالت ما جزاء من أراد‬
‫بأهلك سوءا } زنا { إال أن يسجن } يحبس في سجن { أو عذاب أليم } مؤلم بأن يضرب‬

‫(‪)306/1‬‬

‫‪ { - 26‬قال } يوسف متبرئا { هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها } ابن عمها روي أنه كان في‬
‫المهد فقال { إن كان قميصه قد من قبل } قدام { فصدقت وهو من الكاذبين }‬

‫(‪)306/1‬‬

‫‪ { - 27‬وإن كان قميصه قد من دبر } خلف { فكذبت وهو من الصادقين }‬

‫(‪)307/1‬‬
‫‪ { - 28‬فلما رأى } زوجها { قميصه قد من دبر قال إنه } أي قولك ( ما جزاء من أراد ) الخ { من كيدكن }‬
‫أيها النساء { إن كيدكن عظيم }‬

‫(‪)307/1‬‬

‫‪ - 29‬ثم قال يا { يوسف أعرض عن هذا } األمر وال تذكره لئال يشيع { واستغفري } يا زليخا { لذنبك إنك‬
‫كنت من الخاطئين } اآلثمين واشتهر الخبر وشاع‬

‫(‪)307/1‬‬

‫‪ { - 30‬وقال نسوة في المدينة } مدينة مصر { امرأة العزيز تراود فتاها } عبدها { عن نفسه قد شغفها‬
‫حبا } تمييز أي دخل حبه شغاف قلبها أي غالفه { إنا لنراها في ضالل } أي في خطأ { مبين } بين بحبها‬
‫إياه‬

‫(‪)307/1‬‬

‫‪ { - 31‬فلما سمعت بمكرهن } غيبتهن لها { أرسلت إليهن وأعتدت } أعدت { لهن متكئا } طعاما يقطع‬
‫بالسكين لالتكاء عنده وهو األترج { وآتت } أعطت { كل واحدة منهن سكينا وقالت } ليوسف { اخرج‬
‫عليهن فلما رأينه أكبرنه } أعظمنه { وقطعن أيديهن } بالسكاكين ولم يشعرن باأللم لشغل قلبهن بيوسف‬
‫{ وقلن حاش هلل } تنزيها له { ما هذا } أي يوسف { بشرا إن } ما { هذا إال ملك كريم } لما حواه من‬
‫الحسن الذي ال يكون عادة في النسمة البشرية وفي الحديث [ إنه أعطي شطر الحسن ]‬

‫(‪)307/1‬‬

‫‪ { - 32‬قالت } امرأة العزيز لما رأت ما حل بهن { فذلكن } فهذا هو { الذي لمتنني فيه } في حبه بيان‬
‫لعذرها { ولقد راودته عن نفسه فاستعصم } امتنع { ولئن لم يفعل ما آمره } به { ليسجنن وليكونا من‬
‫الصاغرين } الذليلين فقلن له أطع موالتك‬

‫(‪)307/1‬‬

‫‪ { - 33‬قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإال تصرف عني كيدهن أصب } أمل { إليهن وأكن }‬
‫أصر { من الجاهلين } المذنبين والقصد بذلك الدعاء فلذا قال تعالى ‪:‬‬
‫(‪)308/1‬‬

‫‪ { - 34‬فاستجاب له ربه } دعاءه { فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع } للقول { العليم } بالفعل‬

‫(‪)308/1‬‬

‫‪ { - 35‬ثم بدا } ظهر { لهم من بعد ما رأوا اآليات } الداالت على براءة يوسف أن يسجنوه دل على هذا‬
‫{ ليسجننه حتى } إلى { حين } ينقطع فيه كالم الناس فسجن‬

‫(‪)308/1‬‬

‫‪ { - 36‬ودخل معه السجن فتيان } غالمان للملك أحدهما ساقيه واآلخر صاحب طعامه فرأياه يعبر الرؤيا‬
‫فقاال لنختبرنه { قال أحدهما } وهو الساقي { إني أراني أعصر خمرا } أي عنبا { وقال اآلخر } وهو‬
‫صاحب الطعام { إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا } خبرنا { بتأويله } بتعبيره { إنا‬
‫نراك من المحسنين }‬

‫(‪)308/1‬‬

‫‪ { - 37‬قال } لهما مخبرا أنه عالم بتعبير الرؤيا { ال يأتيكما طعام ترزقانه } في منامكما { إال نبأتكما‬
‫بتأويله } في اليقظة { قبل أن يأتيكما } تأويله { ذلكما مما علمني ربي } فيه حث على إيمانهما ثم قواه بقوله‬
‫{ إني تركت ملة } دين { قوم ال يؤمنون باهلل وهم باآلخرة هم } تأكيد { كافرون }‬

‫(‪)308/1‬‬

‫‪ { - 38‬واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان } ينبغي { لنا أن نشرك باهلل من } زائدة‬
‫{ شيء } لعصمتنا { ذلك } التوحيد { من فضل هللا علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس } وهم الكفار { ال‬
‫يشكرون } هللا فيشركون ثم صرح بدعائهما إلى اإليمان فقال ‪:‬‬

‫(‪)308/1‬‬
‫‪ { - 39‬يا صاحبي } ساكني { السجن أأرباب متفرقون خير أم هللا الواحد القهار } خير ؟ استفهام تقرير‬

‫(‪)309/1‬‬

‫‪ { - 40‬ما تعبدون من دونه } أي غيره { إال أسماء سميتموها } سميتم بها أصناما { أنتم وآباؤكم ما أنزل هللا‬
‫بها } بعبادتها { من سلطان } حجة وبرهان { إن } ما { الحكم } القضاء { إال هلل } وحده { أمر أن ال‬
‫تعبدوا إال إياه ذلك } التوحيد { الدين القيم } المستقيم { ولكن أكثر الناس } وهم الكفار { ال يعلمون } ما‬
‫يصيرون إليه من العذاب فيشركون‬

‫(‪)309/1‬‬

‫‪ { - 41‬يا صاحبي السجن أما أحدكما } أي الساقي فيخرج بعد ثالث { فيسقي ربه } سيده { خمرا } على‬
‫عادته { وأما اآلخر } فيخرج بعد ثالث { فيصلب فتأكل الطير من رأسه } هذا تأويل رؤياكما فقاال ما رأينا‬
‫شيئا فقال { قضي } تم { األمر الذي فيه تستفتيان } سألتما عنه صدقتما أم كذبتما‬

‫(‪)309/1‬‬

‫‪ { - 42‬وقال للذي ظن } أيقن { أنه ناج منهما } وهو الساقي { اذكرني عند ربك } سيدك فقل له إن في‬
‫السجن غالما محبوسا ظلما فخرج { فأنساه } أي الساقي { الشيطان ذكر } يوسف عند { ربه فلبث } مكث‬
‫يوسف { في السجن بضع سنين } قيل سبعا وقيل اثنتي عشرة‬

‫(‪)309/1‬‬

‫‪ { - 43‬وقال الملك } ملك مصر الريان بن الوليد { إني أرى } أي رأيت { سبع بقرات سمان يأكلهن }‬
‫يبتلعهن { سبع } من البقر { عجاف } جمع عجفاء { وسبع سنبالت خضر وأخر } أي سبع سنبالت‬
‫{ يابسات } قد التوت على الخضر وعلت عليها { يا أيها المأل أفتوني في رؤياي } بينوا لي تعبيرها { إن‬
‫كنتم للرؤيا تعبرون } فاعبروها‬

‫(‪)309/1‬‬

‫‪ { - 44‬قالوا } هذه { أضغاث أحالم } أخالط { وما نحن بتأويل األحالم بعالمين }‬
‫(‪)309/1‬‬

‫‪ { - 45‬وقال الذي نجا منهما } أي من الفتيين وهو الساقي { وادكر } فيه إبدال التاء في األصل داال‬
‫وإدغامها في الدال أي تذكر { بعد أمة } حين حال يوسف قال { أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون } فأرسلوه فأتى‬
‫يوسف فقال ‪:‬‬

‫(‪)310/1‬‬

‫‪ - 46‬يا { يوسف أيها الصديق } الكثير الصدق { أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع‬
‫سنبالت خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس } أي الملك وأصحابه { لعلهم يعلمون } تعبيرها‬

‫(‪)310/1‬‬

‫‪ { - 47‬قال تزرعون } أي ازرعوا { سبع سنين دأبا } متتابعة وهي تأويل السبع السمان { فما حصدتم‬
‫فذروه } أي اتركوه { في سنبله } لئال يفسد { إال قليال مما تأكلون } فادرسوه‬

‫(‪)310/1‬‬

‫‪ { - 48‬ثم يأتي من بعد ذلك } أي السبع المخصبات { سبع شداد } مجدبات صعاب وهي تأويل السبع‬
‫العجاف { يأكلن ما قدمتم لهن } من الحب المزروع في السنين المخصبات أي تأكلونه فيهن { إال قليال مما‬
‫تحصنون } تدخرون‬

‫(‪)310/1‬‬

‫‪ { - 49‬ثم يأتي من بعد ذلك } أي السبع المجدبات { عام فيه يغاث الناس } بالمطر { وفيه يعصرون }‬
‫األعناب وغيرها لخصبه‬

‫(‪)310/1‬‬
‫‪ { - 50‬وقال الملك } لما جاءه الرسول وأخبره بتأويلها { ائتوني به } أي بالذي عبرها { فلما جاءه } أي‬
‫يوسف { الرسول } وطلبه للخروج { قال } قاصدا إظهار براءته { ارجع إلى ربك فاسأله } أن يسأل { ما‬
‫بال } حال { النسوة الالتي قطعن أيديهن إن ربي } سيدي { بكيدهن عليم } فرجع فأخبر الملك فجمعهن‬

‫(‪)310/1‬‬

‫‪ { - 51‬قال ما خطبكن } شأنكن { إذ راودتن يوسف عن نفسه } هل وجدتن منه ميال إليكن { قلن حاش هلل‬
‫ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز اآلن حصحص } وضح { الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن‬
‫الصادقين } في قوله ‪ { :‬هي راودتني عن نفسي } فأخبر يوسف بذلك فقال ‪:‬‬

‫(‪)310/1‬‬

‫‪ { - 52‬ذلك } أي طلب البراءة { ليعلم } العزيز { أني لم أخنه } في أهله { بالغيب } حال { وأن هللا ال‬
‫يهدي كيد الخائنين } ثم تواضع هلل فقال ‪:‬‬

‫(‪)311/1‬‬

‫‪ { - 53‬وما أبرئ نفسي } من الزلل { إن النفس } الجنس { ألمارة } كثيرة األمر { بالسوء إال ما } بمعنى‬
‫من { رحم ربي } فعصمه { إن ربي غفور رحيم }‬

‫(‪)311/1‬‬

‫‪ { - 54‬وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي } أجعله خالصا لي دون شريك فجاءه الرسول وقال ‪ :‬أجب‬
‫الملك فقام وودع أهل السجن ودعا لهم ثم اغتسل ولبس ثيابا حسانا ودخل عليه { فلما كلمه قال } له { إنك‬
‫اليوم لدينا مكين أمين } ذو مكانة وأمانة على أمرنا فماذا ترى أن نفعل ؟ قال ‪ :‬اجمع الطعام وازرع زرعا‬
‫كثيرا في هذه السنين المخصبة وادخر الطعام في سنبله فتأتي إليك الخلق ليمتاروا منك فقال ‪ :‬ومن لي بهذا ؟‬

‫(‪)311/1‬‬

‫‪ { - 55‬قال } يوسف { اجعلني على خزائن األرض } أرض مصر { إني حفيظ عليم } ذو حفظ وعلم‬
‫بأمرها وقيل كاتب حاسب‬
‫(‪)311/1‬‬

‫‪ { - 56‬وكذلك } كإنعامنا عليه بالخالص من السجن { مكنا ليوسف في األرض } أرض مصر { يتبوأ }‬
‫ينزل { منها حيث يشاء } بعد الضيق والحبس وفي القصة أن الملك توجه وختمه وواله مكان العزيز وعزله‬
‫ومات بعد فزوجه امرأته فوجدها عذراء وولدت له ولدين وأقام العدل بمصر ودانت له الرقاب { نصيب‬
‫برحمتنا من نشاء وال نضيع أجر المحسنين }‬

‫(‪)311/1‬‬

‫‪ { - 57‬وألجر اآلخرة خير } من أجر الدنيا { للذين آمنوا وكانوا يتقون } ودخلت سنو القحط وأصاب أرض‬
‫كنعان والشام‬

‫(‪)312/1‬‬

‫‪ { - 58‬وجاء إخوة يوسف } إال بنيامين ليمتاروا لما بلغهم إن عزيز مصر يعطي الطعام بثمنه { فدخلوا عليه‬
‫فعرفهم } أنهم إخوته { وهم له منكرون } ال يعرفونه لبعد عهدهم به وظنهم هالكه فكلموه بالعبرانية فقال‬
‫كالمنكر عليهم ‪ :‬ما أقدمكم بالدي ؟ فقالوا للميرة فقال لعلكم عيون قالوا معاذ هللا قال فمن أين أنتم ؟ قالوا من‬
‫بالد كنعان وأبونا يعقوب نبي هللا قال وله أوالد غيركم ؟ قالوا نعم كنا اثني عشر فذهب أصغرنا هلك في‬
‫البرية وكان أحبنا إليه وبقي شقيقه فاحتسبه ليتسلى به عنه فأمر بإنزالهم وإكرامهم‬

‫(‪)312/1‬‬

‫‪ { - 59‬ولما جهزهم بجهازهم } وفى لهم كيلهم { قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم } أي بنيامين ألعلم صدقكم‬
‫فيما قلتم { أال ترون أني أوفي الكيل } أتمه من غير بخس { وأنا خير المنزلين }‬

‫(‪)312/1‬‬

‫‪ { - 60‬فإن لم تأتوني به فال كيل لكم عندي } أي ميرة { وال تقربون } نهي أو عطف على محل فال كيل أي‬
‫تحرموا وال تقربوا‬

‫(‪)312/1‬‬
‫‪ { - 61‬قالوا سنراود عنه أباه } سنجتهد في طلبه منه { وإنا لفاعلون } ذلك‬

‫(‪)312/1‬‬

‫‪ { - 62‬وقال لفتيانه } وفي قراءة لفتيانه غلمانه { اجعلوا بضاعتهم } التي أتوا بها ثمن الميرة وكانت دراهم‬
‫{ في رحالهم } أوعيتهم { لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم } وفرغوا أوعيتهم { لعلهم يرجعون } إلينا‬
‫ألنهم ال يستحلون إمساكها‬

‫(‪)312/1‬‬

‫‪ { - 63‬فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا ‪ :‬يا أبانا منع منا الكيل } إن لم ترسل أخانا إليه { فأرسل معنا أخانا‬
‫نكتل } بالنون والياء { وإنا له لحافظون }‬

‫(‪)312/1‬‬

‫‪ { - 64‬قال هل } ما { آمنكم عليه إال كما أمنتكم على أخيه } يوسف { من قبل } وقد فعلتم ما فعلتم { فاهلل‬
‫خير حافظا } وفي قراءة حافظا تمييز كقولهم هلل دره فارسا { وهو أرحم الراحمين } فأرجوا أن يمن بحفظة‬

‫(‪)313/1‬‬

‫‪ { - 65‬ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي } ما استفهامية أي أي شيء‬
‫نطلب من إكرام الملك أعظم من هذا وقريء بالفوقانية خطابا ليعقوب وكانوا ذكروا له إكرامه لهم { هذه‬
‫بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا } نأتي بالميرة لهم وهي الطعام { ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير } ألخينا‬
‫{ ذلك كيل يسير } سهل على الملك لسخائه‬

‫(‪)313/1‬‬

‫‪ { - 66‬قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا } عهدا { من هللا } بأن تحلفوا { لتأتنني به إال أن يحاط بكم }‬
‫بأن تموتوا أو تغلبوا فال تطيقوا اإلتيان به فأجابوه إلى ذلك { فلما آتوه موثقهم } بذلك { قال هللا على ما‬
‫نقول } نحن وأنتم { وكيل } شهيد وأرسله معهم‬
‫(‪)313/1‬‬

‫‪ { - 67‬وقال يا بني ال تدخلوا } مصر { من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة } لئال تصيبكم العين { وما‬
‫أغني } أدفع { عنكم } بقولي ذلك { من هللا من } زائدة { شيء } قدره عليكم وإنما ذلك شفقة { إن } ما‬
‫{ الحكم إال هلل } وحده { عليه توكلت } به وثقت { وعليه فليتوكل المتوكلون }‬

‫(‪)313/1‬‬

‫‪ - 68‬قال تعالى ‪ { :‬ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم } أي متفرقين { ما كان يغني عنهم من هللا } أي‬
‫قضائه { من } زائدة { شيء إال } لكن { حاجة في نفس يعقوب قضاها } وهي إرادة دفع العين شفقة { وإنه‬
‫لذو علم لما علمناه } لتعليمنا إياه { ولكن أكثر الناس } وهم الكفار { ال يعلمون } إلهام هللا ألصفيائه‬

‫(‪)313/1‬‬

‫‪ { - 69‬ولما دخلوا على يوسف آوى } ضم { إليه أخاه قال إني أنا أخوك فال تبتئس } تحزن { بما كانوا‬
‫يعملون } من الحسد لنا وأمره أن ال يخبرهم وتواطأ معه على أنه سيحتال على أن يبقيه عنده‬

‫(‪)313/1‬‬

‫‪ { - 70‬فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية } هي صاع من الذهب مرصع بالجواهر { في رحل أخيه }‬
‫بنيامين { ثم أذن مؤذن } نادى مناد بعد انفصالهم عن مجلس يوسف { أيتها العير } القافلة { إنكم‬
‫لسارقون }‬

‫(‪)314/1‬‬

‫‪ { - 71‬قالوا و } قد { أقبلوا عليهم ماذا } ما الذي { تفقدون } ه‬

‫(‪)314/1‬‬
‫‪ { - 72‬قالوا نفقد صواع } صاع { الملك ولمن جاء به حمل بعير } من الطعام { وأنا به } بالحمل‬
‫{ زعيم } كفيل‬

‫(‪)314/1‬‬

‫‪ { - 73‬قالوا تاهلل } قسم فيه معنى التعجب { لقد علمتم ما جئنا لنفسد في األرض وما كنا سارقين } ما سرقنا‬
‫قط‬

‫(‪)314/1‬‬

‫‪ { - 74‬قالوا } أي المؤذن وأصحابه { فما جزاؤه } أي السارق { إن كنتم كاذبين } في قولكم ما كنا سارقين‬
‫ووجد فيكم‬

‫(‪)314/1‬‬

‫‪ { - 75‬قالوا جزاؤه } مبتدأ خبره { من وجد في رحله } يسترق ثم أكد بقوله { فهو } أي السارق‬
‫{ جزاؤه } أي المسروق ال غير وكانت سنة آل يعقوب { كذلك } الجزاء { نجزي الظالمين } بالسرقة‬
‫فصرحوا ليوسف بتفتيش أوعيتهم‬

‫(‪)314/1‬‬

‫‪ { - 76‬فبدأ بأوعيتهم } ففتشها { قبل وعاء أخيه } لئال يتهم { ثم استخرجها } أي السقاية { من وعاء‬
‫أخيه } قال تعالى ‪ { :‬كذلك } الكيد { كدنا ليوسف } علمناه االحتيال في أخذ أخيه { ما كان } يوسف‬
‫{ ليأخذ أخاه } رقيقا عن السرقة { في دين الملك } حكم ملك مصر ألن جزاءه عنده الضرب وتغريم مثلي‬
‫المسروق ال االسترقاق { إال أن يشاء هللا } أخذه بحكم أبيه أي لم يتمكن من أخذه إال بمشيئة هللا بإلهامه سؤال‬
‫إخوته وجوابهم بسنتهم { نرفع درجات من نشاء } باإلضافة والتنوين في العلم كيوسف { وفوق كل ذي‬
‫علم } من المخلوقين { عليم } أعلم منه حتى ينتهي إلى هللا تعالى‬

‫(‪)314/1‬‬

‫‪ { - 77‬قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل } أي يوسف وكان سرق ألبي أمه صنما من ذهب فكسره لئال‬
‫يعبده { فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها } يظهرها { لهم } والضمير للكلمة التي في قوله { قال } في نفسه‬
‫{ أنتم شر مكانا } من يوسف وأخيه لسرقتكم أخاكم من أبيكم وظلمكم له { وهللا أعلم } عالم { بما تصفون }‬
‫تذكرون من أمره‬

‫(‪)315/1‬‬

‫‪ { - 78‬قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا } يحبه أكثر منا ويتسلى به عن ولده الهالك ويحزنه فراقه‬
‫{ فخذ أحدنا } استعبده { مكانه } بدال منه { إنا نراك من المحسنين } في أفعالك‬

‫(‪)315/1‬‬

‫‪ { - 79‬قال معاذ هللا } نصب على المصدر حذف فعله وأضيف إلى المفعول أي نعوذ باهلل من { أن نأخذ إال‬
‫من وجدنا متاعنا عنده } لم يقل من سرق تحرزا من الكذب { إنا إذا } إن أخذنا غيره { لظالمون }‬

‫(‪)315/1‬‬

‫‪ { - 80‬فلما استيأسوا } يئسوا { منه خلصوا } اعتزلوا { نجيا } مصدر يصلح للواحد وغيره أي يناجي‬
‫بعضهم بعضا { قال كبيرهم } سنا روبيل أو رأيا ‪ :‬يهوذا { ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا } عهدا‬
‫{ من هللا } في أخيكم { ومن قبل ما } زائدة { فرطتم في يوسف } وقيل ما مصدرية مبتدأ خبره من قبل‬
‫{ فلن أبرح } أفارق { األرض } أرض مصر { حتى يأذن لي أبي } بالعود إليه { أو يحكم هللا لي }‬
‫بخالص أخي { وهو خير الحاكمين } أعدلهم‬

‫(‪)315/1‬‬

‫‪ { - 81‬ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق وما شهدنا } عليه { إال بما علمنا } تيقنا من مشاهدة‬
‫الصاع في رحله { وما كنا للغيب } لما غاب عنا حين إعطاء الموثق { حافظين } ولو علمنا أنه يسرق لم‬
‫نأخذه‬

‫(‪)315/1‬‬

‫‪ { - 82‬واسأل القرية التي كنا فيها } هي مصر أي أرسل إلى أهلها فاسألهم { والعير } أصحاب العير‬
‫{ التي أقبلنا فيها } وهم قوم من كنعان { وإنا لصادقون } في قولنا فرجعوا إليه وقالوا له ذلك‬
‫(‪)315/1‬‬

‫‪ { - 83‬قال بل سولت } زينت { لكم أنفسكم أمرا } ففعلتموه إتهمهم لما سبق منهم من أمر يوسف { فصبر‬
‫جميل } صبري { عسى هللا أن يأتيني بهم } بيوسف وأخويه { جميعا إنه هو العليم } بحالي { الحكيم } في‬
‫صنعه‬

‫(‪)316/1‬‬

‫‪ { - 84‬وتولى عنهم } تاركا خطابهم { وقال يا أسفى } االلف بدل من ياء اإلضافة أي يا حزني { على‬
‫يوسف وابيضت عيناه } انمحق سوادهما وبدل بياضا من بكائه { من الحزن } عليه { فهو كظيم } مغموم‬
‫مكروب ال يظهر كربه‬

‫(‪)316/1‬‬

‫‪ { - 85‬قالوا تاهلل } ال { تفتأ } تزال { تذكر يوسف حتى تكون حرضا } مشرفا على الهالك لطول مرضك‬
‫وهو مصدر يستوي فيها الواحد وغيره { أو تكون من الهالكين } الموتى‬

‫(‪)316/1‬‬

‫‪ { - 86‬قال } لهم { إنما أشكو بثي } هو عظيم الحزن الذي ال يصبر عليه حتى يبث إلى الناس { وحزني‬
‫إلى هللا } ال إلى غيره فهو الذي تنفع الشكوى إليه { وأعلم من هللا ما ال تعلمون } من أن رؤيا يوسف صدق‬
‫وهو حي ثم قال ‪:‬‬

‫(‪)316/1‬‬

‫‪ { - 87‬يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه } اطلبوا خبرهما { وال تيأسوا } تقنطوا { من روح هللا }‬
‫رحمته { إنه ال ييأس من روح هللا إال القوم الكافرون } فانطلقوا نحو مصر ليوسف‬

‫(‪)316/1‬‬
‫‪ { - 88‬فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر } الجوع { وجئنا ببضاعة مزجاة } مدفوعة‬
‫يدفعها كل من رآها لرداءتها وكانت دراهم زيوفا أو غيرها { فأوف } أتم { لنا الكيل وتصدق علينا }‬
‫بالمسامحة عن رداءة بضاعتنا { إن هللا يجزي المتصدقين } يثيبهم فرق عليهم وأدركته الرحمة ورفع‬
‫الحجاب بينه وبينهم‬

‫(‪)316/1‬‬

‫‪ - 89‬ثم { قال } لهم توبيخا { هل علمتم ما فعلتم بيوسف } من الضرب والبيع وغير ذلك { وأخيه } من‬
‫هضمكم له بعد فراق أخيه { إذ أنتم جاهلون } ما يؤول إليه أمر يوسف‬

‫(‪)317/1‬‬

‫‪ { - 90‬قالوا } بعد أن عرفوه لما ظهر من شمائله متثبتين { أإنك } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال‬
‫ألف بينهما على الوجهين { ألنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من } أنعم { هللا علينا } باالجتماع { إنه‬
‫من يتق } يخف هللا { ويصبر } على ما يناله { فإن هللا ال يضيع أجر المحسنين } فيه وضع الظاهر موضع‬
‫المضمر‬

‫(‪)317/1‬‬

‫‪ { - 91‬قالوا تاهلل لقد آثرك } فضلك { هللا علينا } بالملك وغيره { وإن } مخففة أي إنا { كنا لخاطئين }‬
‫آثمين في أمرك فأذللناك‬

‫(‪)317/1‬‬

‫‪ { - 92‬قال ال تثريب } عتب { عليكم اليوم } خصه بالذكر ألنه مظنة التثريب فغيره أولى { يغفر هللا لكم‬
‫وهو أرحم الراحمين } وسألهم عن أبيه فقالوا ذهبت عيناه فقال ‪:‬‬

‫(‪)317/1‬‬

‫‪ { - 93‬اذهبوا بقميصي هذا } وهو قميص إبراهيم الذي لبسه حين ألقي في النار كان في عنقه في الجب وهو‬
‫من الجنة أمره جبريل بإرساله وقال إن فيه ريحها وال يلقى على مبتلى إال عوفي { فألقوه على وجه أبي‬
‫يأت } يصر { بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين }‬
‫(‪)317/1‬‬

‫‪ { - 94‬ولما فصلت العير } خرجت من عريش مصر { قال أبوهم } لمن حضر من بنيه وأوالدهم { إني‬
‫ألجد ريح يوسف } أوصلته إليه الصبا بإذنه تعالى من مسير ثالثة أيام أو ثمانية أو أكثر { لوال أن تفندون }‬
‫تسفهون لصدقتموني‬

‫(‪)317/1‬‬

‫‪ { - 95‬قالوا } له { تاهلل إنك لفي ضاللك } خطئك { القديم } من إفراطك في محبته ورجاء لقائه على بعد‬
‫العهد‬

‫(‪)317/1‬‬

‫‪ { - 96‬فلما أن } زائدة { جاء البشير } يهوذا بالقميص وكان قد حمل قميص الدم فأحب أن يفرحه كما‬
‫أحزنه { ألقاه } طرح القميص { على وجهه فارتد } رجع { بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من هللا ما ال‬
‫تعلمون }‬

‫(‪)317/1‬‬

‫‪ { - 97‬قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين }‬

‫(‪)318/1‬‬

‫‪ { - 98‬قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم } أخر ذلك إلى السحر ليكون أقرب إلى اإلجابة أو‬
‫إلى ليلة الجمعة ثم توجهوا إلى مصر وخرج يوسف واألكابر لتلقيهم‬

‫(‪)318/1‬‬

‫‪ { - 99‬فلما دخلوا على يوسف } في مضربه { آوى } ضم { إليه أبويه } أباه وأمه وخالته { وقال } لهم‬
‫{ ادخلوا مصر إن شاء هللا آمنين } فدخلوا وجلس يوسف على سريره‬
‫(‪)318/1‬‬

‫‪ { - 100‬ورفع أبويه } أجلسهما معه { على العرش } السرير { وخروا } أي أبواه وإخوته { له سجدا }‬
‫سجود انحناء ال وضع جبهة وكان تحيتهم في ذلك الزمان { وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها‬
‫ربي حقا وقد أحسن بي } إلي { إذ أخرجني من السجن } لم يقل من الجب تكرما لئال تخجل إخوته { وجاء‬
‫بكم من البدو } البادية { من بعد أن نزغ } أفسد { الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو‬
‫العليم } بخلقه { الحكيم } في صنعه وأقام عنده أبوه أربعا وعشرين سنة أو سبع عشرة سنة وكانت مدة فراقه‬
‫ثماني عشرة أو أربعين أو ثمانين سنة وحضره الموت فوصى يوسف أن يحمله ويدفنه عند أبيه فمضى بنفسه‬
‫ودفنه ثمة ثم عاد إلى مصر وأقام بعده ثالثا وعشرين سنة ولما تم أمره وعلم أنه ال يدوم تاقت نفسه إلى الملك‬
‫الدائم فقال ‪:‬‬

‫(‪)318/1‬‬

‫‪ { - 101‬رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل األحاديث } تعبير الرؤيا { فاطر } خالق { السماوات‬
‫واألرض أنت وليي } متولي مصالحي { في الدنيا واآلخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين } من آبائي‬
‫فعاش بعد ذلك أسبوعا أو أكثر ومات وله مائة وعشرون سنة وتشاح المصريون في قبره فجعلوه في صندوق‬
‫من مرمر ودفنوه في أعلى النيل لتعم البركة جانبيه فسبحان من ال انقضاء لملكه‬

‫(‪)318/1‬‬

‫‪ { - 102‬ذلك } المذكور من أمر يوسف { من أنباء } أخبار { الغيب } ما غاب عنك يا محمد { نوحيه إليك‬
‫وما كنت لديهم } لدى إخوة يوسف { إذ أجمعوا أمرهم } في كيده أي عزموا عليه { وهم يمكرون } به أي لم‬
‫تحضرهم فتعرف قصتهم فتخبر بها وإنما حصل لك علمها من جهة الوحي‬

‫(‪)319/1‬‬

‫‪ { - 103‬وما أكثر الناس } أي أهل مكة { ولو حرصت } على إيمانهم { بمؤمنين }‬

‫(‪)319/1‬‬

‫‪ { - 104‬وما تسألهم عليه } أي القرآن { من أجر } تأخذه { إن } ما { هو } أي القرآن { إال ذكر } عظة‬
‫{ للعالمين }‬
‫(‪)319/1‬‬

‫‪ { - 105‬وكأين } وكم { من آية } دالة على وحدانية هللا { في السماوات واألرض يمرون عليها }‬
‫يشاهدونها { وهم عنها معرضون } ال يتفكرون بها‬

‫(‪)319/1‬‬

‫‪ { - 106‬وما يؤمن أكثرهم باهلل } حيث يقرون بأنه الخالق الرازق { إال وهم مشركون } به بعبادة األصنام‬
‫ولذا كانوا يقولون في تلبيتهم ‪ :‬لبيك ال شريك لك إال شريكا هو لك تملكه وما ملك يعنونها‬

‫(‪)319/1‬‬

‫‪ { - 107‬أفأمنوا أن تأتيهم غاشية } نقمة تغشاهم { من عذاب هللا أو تأتيهم الساعة بغتة } فجأة { وهم ال‬
‫يشعرون } بوقت إتيانها قبله‬

‫(‪)319/1‬‬

‫‪ { - 108‬قل } لهم { هذه سبيلي } وفسرها بقوله { أدعو إلى } دين { هللا على بصيرة } حجة واضحة { أنا‬
‫ومن اتبعني } آمن بي عطف على أنا المبتدأ المخبر عنه بما قبله { وسبحان هللا } تنزيها عن الشركاء { وما‬
‫أنا من المشركين } من جملة سبيله أيضا‬

‫(‪)319/1‬‬

‫‪ { - 109‬وما أرسلنا من قبلك إال رجاال نوحي } وفي قراءة بالنون وكسر الحاء { إليهم } ال مالئكة { من‬
‫أهل القرى } األمصار ألنهم أعلم وأحلم بخالف أهل البوادي لجفائهم وجهلهم { أفلم يسيروا } أي أهل مكة‬
‫{ في األرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } أي آخر أمرهم من إهالكهم بتكذيبهم رسلهم { ولدار‬
‫اآلخرة } أي الجنة { خير للذين اتقوا } هللا { أفال تعقلون } بالياء والتاء يا أهل مكة هذا فتؤمنون‬

‫(‪)319/1‬‬
‫‪ { - 110‬حتى } غاية لما دل عليه { وما أرسلنا من قبلك إال رجاال } أي فتراخى نصرهم حتى { إذا‬
‫استيأس } يئس { الرسل وظنوا } أيقن الرسل { أنهم قد كذبوا } بالتشديد تكذيبا ال إيمان بعده والتخفيف أي‬
‫ظن األمم أن الرسل أخلفوا ما وعدوا به من النصر { جاءهم نصرنا فنجي } بنونين مشددا ومخففا وبنون‬
‫مشددا ماض { من نشاء وال يرد بأسنا } عذابنا { عن القوم المجرمين } المشركين‬

‫(‪)320/1‬‬

‫‪ { - 111‬لقد كان في قصصهم } أي الرسل { عبرة ألولي األلباب } أصحاب العقول { ما كان } هذا القرآن‬
‫{ حديثا يفترى } يختلق { ولكن } كان { تصديق الذي بين يديه } قبله من الكتب { وتفصيل } تبيين { كل‬
‫شيء } يحتاج إليه في الدين { وهدى } من الضاللة { ورحمة لقوم يؤمنون } خصوا بالذكر النتفاعهم به‬
‫دون غيرهم‬

‫(‪)320/1‬‬

‫سورة الرعد‬
‫[ مكية إال { وال يزال الذين كفروا } اآلية { ويقول الذين كفروا لست مرسال } اآلية أو مدنية إال { ولو أن‬
‫قرآنا } اآليتين ‪ 43‬أو ‪ 44‬أو‪ 45‬أو ‪ 46‬آية ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬المر } هللا أعلم بمراده بذلك { تلك } هذه اآليات { آيات الكتاب } القرآن واإلضافة بمعنى من‬
‫{ والذي أنزل إليك من ربك } أي القرآن مبتدأ خبره { الحق } ال شك فيه { ولكن أكثر الناس } أي أهل مكة‬
‫{ ال يؤمنون } بأنه من عند هللا تعالى‬

‫(‪)320/1‬‬

‫‪ { - 2‬هللا الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها } أي العمد جمع عماد وهو األسطوانة وهو صادق بأن ال‬
‫عمد أصال { ثم استوى على العرش } استواء يليق به { وسخر } ذلل { الشمس والقمر كل } منهما‬
‫{ يجري } في فلكه { ألجل مسمى } يوم القيامة { يدبر األمر } يقضي أمر ملكه { يفصل } يبين‬
‫{ اآليات } دالالت قدرته { لعلكم } يا أهل مكة { بلقاء ربكم } بالبعث { توقنون }‬

‫(‪)321/1‬‬
‫‪ { - 3‬وهو الذي مد } بسط { األرض وجعل } خلق { فيها رواسي } جباال ثوابت { وأنهارا ومن كل‬
‫الثمرات جعل فيها زوجين اثنين } من كل نوع { يغشي } يغطي { الليل } بظلمته { النهار إن في ذلك }‬
‫المذكور { آليات } دالالت على وحدانيته تعالى { لقوم يتفكرون } في صنع هللا‬

‫(‪)321/1‬‬

‫‪ { - 4‬وفي األرض قطع } بقاع مختلفة { متجاورات } متالصقات فمنها طيب وسبخ وقليل الريع وكثيره‬
‫وهو من دالئل قدرته تعالى { وجنات } بساتين { من أعناب وزرع } بالرفع عطفا على جنات والجر على‬
‫أعناب وكذا قوله { ونخيل صنوان } جمع صنو وهي النخالت يجمعها أصل واحد وتتشعب فروعها { وغير‬
‫صنوان } منفردة { تسقى } بالتاء أي الجنات وما فيها والياء أي المذكور { بماء واحد ونفضل } بالنون‬
‫والياء { بعضها على بعض في األكل } بضم الكاف وسكونها فمن حلو وحامض وهو من دالئل قدرته تعالى‬
‫{ إن في ذلك } المذكور { آليات لقوم يعقلون } يتدبرون‬

‫(‪)321/1‬‬

‫‪ { - 5‬وإن تعجب } يا محمد من تكذيب الكفار لك { فعجب } حقيق بالعجب { قولهم } منكرين للبعث { أإذا‬
‫كنا ترابا أإنا لفي خلق جديد } ألن القادر على إنشاء الخلق وما تقدم على غير مثال قادر على إعادتهم وفي‬
‫الهمزتين في الموضعين التحقيق وتحقيق األولى وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين وتركها‬
‫وفي قراءة باإلستفهام في األول والخبر في الثاني وأخرى وعكسه { أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك‬
‫األغالل في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }‬

‫(‪)321/1‬‬

‫‪ - 6‬ونزل في استعجالهم العذاب استهزاء { ويستعجلونك بالسيئة } العذاب { قبل الحسنة } الرحمة { وقد‬
‫خلت من قبلهم المثالت } جمع المثلة بوزن الثمرة أي عقوبات أمثالهم من المكذبين أفال يعتبرون بها ؟ { وإن‬
‫ربك لذو مغفرة للناس على } مع { ظلمهم } وإال لم يترك على ظهرها دابة { وإن ربك لشديد العقاب } لمن‬
‫عصاه‬

‫(‪)322/1‬‬

‫‪ { - 7‬ويقول الذين كفروا لوال } هال { أنزل عليه } على محمد { آية من ربه } كالعصا واليد والناقة قال‬
‫تعالى ‪ { :‬إنما أنت منذر } مخوف الكافرين وليس عليك إتيان اآليات { ولكل قوم هاد } نبي يدعوهم إلى‬
‫ربهم بما يعطيه من اآليات ال بما يقترحون‬
‫(‪)322/1‬‬

‫‪ { - 8‬هللا يعلم ما تحمل كل أنثى } من ذكر وأنثى وواحد ومتعدد وغير ذلك { وما تغيض } تنقص‬
‫{ األرحام } من مدة الحمل { وما تزداد } منه { وكل شيء عنده بمقدار } بقدر وحد ال يتجاوزه‬

‫(‪)322/1‬‬

‫‪ { - 9‬عالم الغيب والشهادة } ما غاب وما شوهد { الكبير } العظيم { المتعال } على خلقه بالقهر بياء‬
‫ودونها‬

‫(‪)322/1‬‬

‫‪ { - 10‬سواء منكم } في علمه تعالى { من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف } مستتر { بالليل }‬
‫بظالمه { وسارب } ظاهر بذهابه في سربه أي طريقه { بالنهار }‬

‫(‪)322/1‬‬

‫‪ { - 11‬له } لإلنسان { معقبات } مالئكة تتعقبه { من بين يديه } قدامه { ومن خلفه } ورائه { يحفظونه من‬
‫أمر هللا } أي بأمرهم من الجن وغيرهم { إن هللا ال يغير ما بقوم } ال يسلبهم نعمته { حتى يغيروا ما‬
‫بأنفسهم } من الحالة الجميلة بالمعصية { وإذا أراد هللا بقوم سوءا } عذابا { فال مرد له } من المعقبات وال‬
‫غيرها { وما لهم } لمن أراد هللا بهم سوءا { من دونه } أي غير هللا { من } زائدة { وال } يمنعه عنهم‬

‫(‪)322/1‬‬

‫‪ { - 12‬هو الذي يريكم البرق خوفا } للمسافرين من الصواعق { وطمعا } للمقيم في المطر { وينشئ }‬
‫يخلق { السحاب الثقال } بالمطر‬

‫(‪)323/1‬‬
‫‪ { - 13‬ويسبح الرعد } هو ملك موكل السحاب يسوقه متلبسا { بحمده } أي يقول سبحان هللا وبحمده { و }‬
‫يسبح { المالئكة من خيفته } أي هللا { ويرسل الصواعق } وهي نار تخرج من السحاب { فيصيب بها من‬
‫يشاء } فتحرقه نزل في رجل بعث إليه النبي صلى هللا عليه و سلم من يدعوه فقال من رسول هللا وما هللا أمن‬
‫ذهب هو أم من فضة أم نحاس فنزلت به صاعقة فذهبت بقحف رأسه { وهم } أي الكفار { يجادلون }‬
‫يخاصمون النبي صلى هللا عليه و سلم { في هللا وهو شديد المحال } القوة أو األخذ‬

‫(‪)323/1‬‬

‫‪ { - 14‬له } تعالى { دعوة الحق } أي كلمته وهي ال إله إال هللا { والذين يدعون } بالياء والتاء يعبدون‬
‫{ من دونه } أي غيره وهم األصنام { ال يستجيبون لهم بشيء } مما يطلبونه { إال } استجابة { كباسط }‬
‫أي كاستجابة باسط { كفيه إلى الماء } على شفير البئر يدعوه { ليبلغ فاه } بارتفاعه من البئر إليه { وما هو‬
‫ببالغه } أي فاه أبدا فكذلك ما هم بمستجبين لهم { وما دعاء الكافرين } عبادتهم األصنام أو حقيقة الدعاء‬
‫{ إال في ضالل } ضياع‬

‫(‪)323/1‬‬

‫‪ { - 15‬وهلل يسجد من في السماوات واألرض طوعا } كالمؤمنين { وكرها } كالمنافقين ومن أكره بالسيف‬
‫{ و } يسجد { ظاللهم بالغدو } البكر { واآلصال } العشايا‬

‫(‪)323/1‬‬

‫‪ { - 16‬قل } يا محمد لقومك { من رب السماوات واألرض قل هللا } إن لم يقولوه ال جواب غيره { قل }‬


‫لهم { أفاتخذتم من دونه } أي غيره { أولياء } أصناما تعبدونها { ال يملكون ألنفسهم نفعا وال ضرا } وتركتم‬
‫مالكهما ؟ استفهام توبيخ { قل هل يستوي األعمى والبصير } الكافر والمؤمن { أم هل تستوي الظلمات }‬
‫الكفر { والنور } اإليمان ؟ ال { أم جعلوا هلل شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق } أي خلق الشركاء بخلق هللا‬
‫{ عليهم } فاعتقدوا استحقاق عبادتهم بخلقهم ؟ استفهام إنكار ؟ أي ليس األمر كذلك وال يستحق العبادة إال‬
‫الخالق { قل هللا خالق كل شيء } ال شريك فيه فال شريك له في العبادة { وهو الواحد القهار } لعباده‬

‫(‪)324/1‬‬

‫‪ - 17‬ثم ضرب مثال للحق والباطل فقال ‪ { :‬أنزل } تعالى { من السماء ماء } مطرا { فسالت أودية‬
‫بقدرها } بمقدار مثلها { فاحتمل السيل زبدا رابيا } عاليا عليه هو ما على وجهه من قذر ونحوه { منه‬
‫توقدون } بالتاء والياء { عليه في النار } من جواهر األرض كالذهب والفضة والنحاس { ابتغاء } طلب‬
‫{ حلية } زينة { أو متاع } ينتفع به كاألواني إذا أذيبت { زبد مثله } أي مثل زبد السيل وهو خبثه الذي ينفيه‬
‫الكير { كذلك } المذكور { يضرب هللا الحق والباطل } أي مثلهما { فأما الزبد } من السيل وما أوقد عليه‬
‫من الجواهر { فيذهب جفاء } باطال مرميا به { وأما ما ينفع الناس } من الماء والجواهر { فيمكث } يبقى‬
‫{ في األرض } زمانا كذلك الباطل يضمحل وينمحق وإن عال على الحق في بعض األوقات والحق ثابت باق‬
‫{ كذلك } المذكور { يضرب } يبين { هللا األمثال }‬

‫(‪)324/1‬‬

‫‪ { - 18‬للذين استجابوا لربهم } أجابوه بالطاعة { الحسنى } الجنة { والذين لم يستجيبوا له } وهم الكفار‬
‫{ لو أن لهم ما في األرض جميعا ومثله معه الفتدوا به } من العذاب { أولئك لهم سوء الحساب } وهو‬
‫المؤاخذة بكل ما عملوه ال يغفر منه شيء { ومأواهم جهنم وبئس المهاد } الفراش هي‬

‫(‪)324/1‬‬

‫‪ - 19‬ونزل في حمزة وأبي جهل { أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق } فآمن به { كمن هو أعمى } ال‬
‫يعلمه وال يؤمن به ال { إنما يتذكر } يتعظ { أولو األلباب } أصحاب العقول‬

‫(‪)325/1‬‬

‫‪ { - 20‬الذين يوفون بعهد هللا } المأخوذ عليهم وهم في عالم الذر أو كل عهد { وال ينقضون الميثاق } بترك‬
‫اإليمان أو الفرائض‬

‫(‪)325/1‬‬

‫‪ { - 21‬والذين يصلون ما أمر هللا به أن يوصل } من اإليمان والرحم وغير ذلك { ويخشون ربهم } أي‬
‫وعيده { ويخافون سوء الحساب } تقدم مثله‬

‫(‪)325/1‬‬

‫‪ { - 22‬والذين صبروا } على الطاعة والبالء وعن المعصية { ابتغاء } طلب { وجه ربهم } ال غيره من‬
‫أعراض الدنيا { وأقاموا الصالة وأنفقوا } في الطاعة { مما رزقناهم سرا وعالنية ويدرؤون } يدفعون‬
‫{ بالحسنة السيئة } كالجهل بالحلم واألذى بالصبر { أولئك لهم عقبى الدار } أي العاقبة المحمودة في الدار‬
‫اآلخرة هي ‪:‬‬

‫(‪)325/1‬‬

‫‪ { - 23‬جنات عدن } إقامة { يدخلونها } هم { ومن صلح } آمن { من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم } وإن لم‬
‫يعملوا بعملهم يكونون في درجاتهم تكرمة لهم { والمالئكة يدخلون عليهم من كل باب } من أبواب الجنة أو‬
‫القصور أول دخولهم للتهنئة‬

‫(‪)325/1‬‬

‫‪ - 24‬يقولون { سالم عليكم } هذا الثواب { بما صبرتم } بصبركم في الدنيا { فنعم عقبى الدار } عقباكم‬

‫(‪)325/1‬‬

‫‪ { - 25‬والذين ينقضون عهد هللا من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر هللا به أن يوصل ويفسدون في األرض }‬
‫بالكفر والمعاصي { أولئك لهم اللعنة } البعد من رحمة هللا { ولهم سوء الدار } العاقبة السيئة في الدار‬
‫اآلخرة وهي جهنم‬

‫(‪)325/1‬‬

‫‪ { - 26‬هللا يبسط الرزق } يوسعه { لمن يشاء ويقدر } يضيقه لمن يشاء { وفرحوا } أي أهل مكة فرح بطر‬
‫{ بالحياة الدنيا } أي بما نالوه فيها { وما الحياة الدنيا في } جنب حياة { اآلخرة إال متاع } شيء قليل يتمتع‬
‫به ويذهب‬

‫(‪)325/1‬‬

‫‪ { - 27‬ويقول الذين كفروا } من أهل مكة { لوال } هال { أنزل عليه } على محمد { آية من ربه } كالعصا‬
‫واليد والناقة { قل } لهم { إن هللا يضل من يشاء } إضالله فال تغني عنه اآليات شيئا { ويهدي } يرشد‬
‫{ إليه } إلى دينه { من أناب } رجع إليه ويبدل من من‬

‫(‪)326/1‬‬
‫‪ { - 28‬الذين آمنوا وتطمئن } تسكن { قلوبهم بذكر هللا } أي وعده { أال بذكر هللا تطمئن القلوب } أي قلوب‬
‫المؤمنين‬

‫(‪)326/1‬‬

‫‪ { - 29‬الذين آمنوا وعملوا الصالحات } مبتدأ خبره { طوبى } مصدر من الطيب أو شجرة في الجنة يسير‬
‫الراكب في ظلها مائة عام ما يقطعها { لهم وحسن مآب } مرجع‬

‫(‪)326/1‬‬

‫‪ { - 30‬كذلك } كما أرسلنا األنبياء قبلك { أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو } تقرأ { عليهم الذي‬
‫أوحينا إليك } أي القرآن { وهم يكفرون بالرحمن } حيث قالوا لما أمروا بالسجود له وما الرحمن ؟ { قل }‬
‫لهم يا محمد { هو ربي ال إله إال هو عليه توكلت وإليه متاب }‬

‫(‪)326/1‬‬

‫‪ - 31‬ونزل لما قالوا له إن كنت نبيا فسير عنا جبال مكة واجعل لنا فيها أنهارا وعيونا لنغرس ونزرع وابعث‬
‫لنا آباءنا الموتى يكلمونا أنك نبي { ولو أن قرآنا سيرت به الجبال } نقلت عن أماكنها { أو قطعت } شققت‬
‫{ به األرض أو كلم به الموتى } بأن يحيوا لما آمنوا { بل هلل األمر جميعا } ال لغيره فال يؤمن إال من شاء‬
‫إيمانه دون غيره إن أوتوا ما اقترحوا ونزل لما أراد الصحابة إظهار ما اقترحوا طمعا في إيمانهم { أفلم‬
‫ييأس } يعلم { الذين آمنوا أن } مخففة أي أنه { لو يشاء هللا لهدى الناس جميعا } إلى اإليمان من غير آية‬
‫{ وال يزال الذين كفروا } من أهل مكة { تصيبهم بما صنعوا } بصنعهم أي كفرهم { قارعة } داهية تقرعهم‬
‫بصنوف البالء من القتل واألسر والحرب والجدب { أو تحل } يا محمد بجيشك { قريبا من دارهم } مكة‬
‫{ حتى يأتي وعد هللا } بالنصر عليهم { إن هللا ال يخلف الميعاد } وقد حل بالحديبية حتى أتى فتح مكة‬

‫(‪)326/1‬‬

‫‪ { - 32‬ولقد استهزئ برسل من قبلك } كما استهزئ بك وهذا تسلية للنبي صلى هللا عليه و سلم { فأمليت }‬
‫أمهلت { للذين كفروا ثم أخذتهم } بالعقوبة { فكيف كان عقاب } أي هو واقع موقعه فكذلك أفعل بمن استهزأ‬
‫بك‬

‫(‪)327/1‬‬
‫‪ { - 33‬أفمن هو قائم } رقيب { على كل نفس بما كسبت } عملت من خير وشر وهو هللا كمن ليس كذلك من‬
‫األصنام ال دل على هذا { وجعلوا هلل شركاء قل سموهم } له من هم ؟ { أم } بل أ { تنبئونه } تخبرون هللا‬
‫{ بما } أي بشريك { ال يعلم } ه { في األرض } استفهام إنكار أي ال شريك له إذ لو كان لعلمه تعالى عن‬
‫ذلك { أم } بل تسمونهم شركاء { بظاهر من القول } بظن باطل ال حقيقة له في الباطل { بل زين للذين‬
‫كفروا مكرهم } كفرهم { وصدوا عن السبيل } طريق الهدى { ومن يضلل هللا فما له من هاد }‬

‫(‪)327/1‬‬

‫‪ { - 34‬لهم عذاب في الحياة الدنيا } بالقتل واألسر { ولعذاب اآلخرة أشق } أشد منه { وما لهم من هللا } أي‬
‫عذابه { من واق } مانع‬

‫(‪)327/1‬‬

‫‪ { - 35‬مثل } صفة { الجنة التي وعد المتقون } مبتدأ خبره محذوف أي فيما نقص عليكم { تجري من‬
‫تحتها األنهار أكلها } ما يؤكل فيها { دائم } ال يفنى { وظلها } دائم ال تنسخه شمس لعدمها فيها { تلك } أي‬
‫الجنة { عقبى } عاقبة { الذين اتقوا } الشرك { وعقبى الكافرين النار }‬

‫(‪)327/1‬‬

‫‪ { - 36‬والذين آتيناهم الكتاب } كعبدهللا بن سالم وغيره من مؤمني اليهود { يفرحون بما أنزل إليك }‬
‫لموافقته ما عندهم { ومن األحزاب } الذين تحزبوا عليك بالمعاداة من المشركين واليهود { من ينكر‬
‫بعضه } كذكر الرحمن وما عدا القصص { قل إنما أمرت } فيما أنزل إلي { أن } أي بأن { أعبد هللا وال‬
‫أشرك به إليه أدعو وإليه مآب } مرجعي‬

‫(‪)327/1‬‬

‫‪ { - 37‬وكذلك } اإلنزال { أنزلناه } أي القرآن { حكما عربيا } بلغة العرب تحكم به بين الناس { ولئن‬
‫اتبعت أهواءهم } أي الكفار فيما يدعونك إليه من ملتهم فرضا { بعد ما جاءك من العلم } بالتوحيد { ما لك‬
‫من هللا من } زائدة { ولي } ناصر { وال واق } مانع من عذابه‬

‫(‪)327/1‬‬
‫‪ - 38‬ونزل لما عيروه بكثر النساء ‪ { :‬ولقد أرسلنا رسال من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية } أوالدا وأنت‬
‫مثلهم { وما كان لرسول } منهم { أن يأتي بآية إال بإذن هللا } ألنهم عبيد مربوبون { لكل أجل } مدة‬
‫{ كتاب } مكتوب فيه تحديده‬

‫(‪)328/1‬‬

‫‪ { - 39‬يمحو هللا } منه { ما يشاء ويثبت } بالتخفيف والتشديد فيه ما يشاء من األحكام وغيرها { وعنده أم‬
‫الكتاب } أصله الذي ال يتغير منه شيء وهو ما كتبه في األزل‬

‫(‪)328/1‬‬

‫‪ { - 40‬وإما } فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة { نرينك بعض الذي نعدهم } به من العذاب في‬
‫حياتك وجواب الشرط محذوف أي فذاك { أو نتوفينك } قبل تعذيبهم { فإنما عليك البالغ } ما عليك إال‬
‫التبليغ { وعلينا الحساب } إذا صاروا إلينا فنجازيهم‬

‫(‪)328/1‬‬

‫‪ { - 41‬أو لم يروا } أي أهل مكة { أنا نأتي األرض } نقصد أرضهم { ننقصها من أطرافها } بالفتح على‬
‫النبي صلى هللا عليه و سلم { وهللا يحكم } في خلقه بما يشاء { ال معقب } ال راد { لحكمه وهو سريع‬
‫الحساب }‬

‫(‪)328/1‬‬

‫‪ { - 42‬وقد مكر الذين من قبلهم } من األمم بأنبيائهم كما مكروا بك { فلله المكر جميعا } وليس مكرهم‬
‫كمكرة ألنه تعالى { يعلم ما تكسب كل نفس } فيعد لها جزاءه وهذا هو المكر كله ألنه يأتيهم به من حيث ال‬
‫يشعرون { وسيعلم الكفار } المراد به الجنس وفي قراءة الكفار { لمن عقبى الدار } أي العاقبة المحمودة في‬
‫الدار اآلخرة ألهم أم للنبي صلى هللا عليه و سلم وأصحابه‬

‫(‪)328/1‬‬
‫‪ { - 43‬ويقول الذين كفروا } لك { لست مرسال قل } لهم { كفى باهلل شهيدا بيني وبينكم } على صدقي‬
‫{ ومن عنده علم الكتاب } من مؤمني اليهود والنصارى‬

‫(‪)328/1‬‬

‫سورة إبراهيم‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫[ مكية إال آيتي ‪ 28‬و‪ 29‬فمدنيتان وآياتها ‪ 52‬أو ‪ 54‬أو ‪ 55‬آية ]‬
‫‪ { - 1‬الر } هللا أعلم بمراده بذلك هذا القرآن { كتاب أنزلناه إليك } يا محمد { لتخرج الناس من الظلمات }‬
‫الكفر { إلى النور } اإليمان { بإذن } بأمر { ربهم } ويبدل من ‪ :‬إلى النور { إلى صراط } طريق‬
‫{ العزيز } الغالب { الحميد } المحمود‬

‫(‪)329/1‬‬

‫‪ { - 2‬هللا } بالجر بدل أو عطف بيان وما بعده صفة والرفع مبتدأ خبره { الذي له ما في السماوات وما في‬
‫األرض } ملكا وخلقا وعبيدا { وويل للكافرين من عذاب شديد }‬

‫(‪)329/1‬‬

‫‪ { - 3‬الذين } نعت { يستحبون } يختارون { الحياة الدنيا على اآلخرة ويصدون } الناس { عن سبيل هللا }‬
‫دين اإلسالم { ويبغونها } أي السبيل { عوجا } معوجة { أولئك في ضالل بعيد } عن الحق‬

‫(‪)329/1‬‬

‫‪ { - 4‬وما أرسلنا من رسول إال بلسان } بلغة { قومه ليبين لهم } ليفهمهم ما أتى به { فيضل هللا من يشاء‬
‫ويهدي من يشاء وهو العزيز } في ملكه { الحكيم } في صنعه‬

‫(‪)329/1‬‬

‫‪ { - 5‬ولقد أرسلنا موسى بآياتنا } التسع وقلنا له { أن أخرج قومك } بني إسرائيل { من الظلمات } الكفر‬
‫{ إلى النور } اإليمان { وذكرهم بأيام هللا } بنعمه { إن في ذلك } التذكير { آليات لكل صبار } على‬
‫الطاعة { شكور } للنعم‬
‫(‪)329/1‬‬

‫‪ { - 6‬و } أذكر { إذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة هللا عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء‬
‫العذاب ويذبحون أبناءكم } المولودين { ويستحيون } يستبقون { نساءكم } لقول بعض الكهنة إن مولودا يولد‬
‫في بني إسرائيل يكون سبب ذهاب ملك فرعون { وفي ذلكم } اإلنجاء أو العذاب { بالء } إنعام أو ابتالء‬
‫{ من ربكم عظيم }‬

‫(‪)330/1‬‬

‫‪ { - 7‬وإذ تأذن } أعلم { ربكم لئن شكرتم } نعمتي بالتوحيد والطاعة { ألزيدنكم ولئن كفرتم } جحدتم النعمة‬
‫بالكفر والمعصية ألعذبنكم دل عليه { إن عذابي لشديد }‬

‫(‪)330/1‬‬

‫‪ { - 8‬وقال موسى } لقومه { إن تكفروا أنتم ومن في األرض جميعا فإن هللا لغني } عن خلقه { حميد }‬
‫محمود في صنعه بهم‬

‫(‪)330/1‬‬

‫‪ { - 9‬ألم يأتكم } استفهام تقرير { نبأ } خبر { الذين من قبلكم قوم نوح وعاد } قوم هود { وثمود } قوم‬
‫صالح { والذين من بعدهم ال يعلمهم إال هللا } لكثرتهم { جاءتهم رسلهم بالبينات } بالحجج الواضحة على‬
‫صدقهم { فردوا } أي األمم { أيديهم في أفواههم } أي إليها ليعضوا عليها من شدة الغيظ { وقالوا إنا كفرنا‬
‫بما أرسلتم به } في زعمكم { وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب } موقع في الريبة‬

‫(‪)330/1‬‬

‫‪ { - 10‬قالت رسلهم أفي هللا شك } استفهام إنكار أي ال شك في توحيده للدالئل الظاهرة عليه { فاطر } خالق‬
‫{ السماوات واألرض يدعوكم } إلى طاعته { ليغفر لكم من ذنوبكم } من زائدة فإن اإلسالم يغفر به ما قبله‬
‫أو تبعيضية إلخراج حقوق العباد { ويؤخركم } بال عذاب { إلى أجل مسمى } أجل الموت { قالوا إن } ما‬
‫{ أنتم إال بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا } من األصنام { فأتونا بسلطان مبين } حجة‬
‫ظاهرة على صدقكم‬
‫(‪)330/1‬‬

‫‪ { - 11‬قالت لهم رسلهم إن } ما { نحن إال بشر مثلكم } كما قلتم { ولكن هللا يمن على من يشاء من عباده }‬
‫بالنبوة { وما كان } ما ينبغي { لنا أن نأتيكم بسلطان إال بإذن هللا } بأمره ألننا عبيد مربوبون { وعلى هللا‬
‫فليتوكل المؤمنون } يثقوا به‬

‫(‪)331/1‬‬

‫‪ { - 12‬وما لنا أ } أن { ال نتوكل على هللا } أي ال مانع لنا من ذلك { وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما‬
‫آذيتمونا } على أذاكم { وعلى هللا فليتوكل المتوكلون }‬

‫(‪)331/1‬‬

‫‪ { - 13‬وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن } لنصبرن { في ملتنا } ديننا { فأوحى‬
‫إليهم ربهم لنهلكن الظالمين } الكافرين‬

‫(‪)331/1‬‬

‫‪ { - 14‬ولنسكننكم األرض } أرضهم { من بعدهم } بعد هالكهم { ذلك } النصر وإيراث األرض { لمن‬
‫خاف مقامي } أي مقامه بين يدي { وخاف وعيد } بالعذاب‬

‫(‪)331/1‬‬

‫‪ { - 15‬واستفتحوا } استنصر الرسل باهلل على قومهم { وخاب } خسر { كل جبار } متكبر عن طاعة هللا‬
‫{ عنيد } معاند للحق‬

‫(‪)331/1‬‬

‫‪ { - 16‬من ورائه } أي أمامه { جهنم } يدخلها { ويسقى } فيها { من ماء صديد } هو ما يسيل من جوف‬
‫أهل النار مختلطا بالقيح والدم‬
‫(‪)331/1‬‬

‫‪ { - 17‬يتجرعه } يبتلعه مرة بعد مرة لمرارته { وال يكاد يسيغه } يزدرده لقبحه وكراهته { ويأتيه الموت }‬
‫أي أسبابه المقتضية له من أنواع العذاب { من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه } بعد ذلك العذاب { عذاب‬
‫غليظ } قوي متصل‬

‫(‪)331/1‬‬

‫‪ { - 18‬مثل } صفة { الذين كفروا بربهم } مبتدأ ويبدل منه { أعمالهم } الصالحة كصلة وصدقة في عدم‬
‫االنتفاع بها { كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف } شديد هبوب الريح فجملته هباء منثورا ال يقدر عليه‬
‫والمجرور خبر المبتدأ { ال يقدرون } أي الكفار { مما كسبوا } عملوا في الدنيا { على شيء } أي ال يجدون‬
‫له ثوابا لعدم شرطه { ذلك هو الضالل } الهالك { البعيد }‬

‫(‪)332/1‬‬

‫‪ { - 19‬ألم تر } تنظر يا مخاطب استفهام تقرير { أن هللا خلق السماوات واألرض بالحق } متعلق بخلق‬
‫{ إن يشأ يذهبكم } أيها الناس { ويأت بخلق جديد } بدلكم‬

‫(‪)332/1‬‬

‫‪ { - 20‬وما ذلك على هللا بعزيز } شديد‬

‫(‪)332/1‬‬

‫‪ { - 21‬وبرزوا } أي الخالئق والتعبير فيه وفيما بعده بالماضي لتحقق وقوعه { هلل جميعا فقال الضعفاء }‬
‫األتباع { للذين استكبروا } المتبوعين { إنا كنا لكم تبعا } جمع تابع { فهل أنتم مغنون } دافعون { عنا من‬
‫عذاب هللا من شيء } من األولى للتبيين والثانية للتبعيض { قالوا } المتبوعين { لو هدانا هللا لهديناكم }‬
‫لدعوناكم إلى الهدى { سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من } زائدة { محيص } ملجأ‬

‫(‪)332/1‬‬
‫‪ { - 22‬وقال الشيطان } إبليس { لما قضي األمر } وأدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار واجتمعوا عليه‬
‫{ إن هللا وعدكم وعد الحق } بالبعث والجزاء فصدقكم { ووعدتكم } أنه غير كائن { فأخلفتكم وما كان لي‬
‫عليكم من } زائدة { سلطان } قوة وقدرة أقهركم على متابعتي { إال } لكن { أن دعوتكم فاستجبتم لي فال‬
‫تلوموني ولوموا أنفسكم } على إجابتي { ما أنا بمصرخكم } بمغيثكم { وما أنتم بمصرخي } بفتح الياء‬
‫وكسرها { إني كفرت بما أشركتمون } بإشراككم إياي مع هللا { من قبل } في الدنيا قال تعالى { إن‬
‫الظالمين } الكافرين { لهم عذاب أليم } مؤلم‬

‫(‪)332/1‬‬

‫‪ { - 23‬وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها األنهار خالدين } حال مقدرة { فيها‬
‫بإذن ربهم تحيتهم فيها } من هللا ومن المالئكة وفيما بينهم { سالم }‬

‫(‪)333/1‬‬

‫‪ { - 24‬ألم تر } تنظر { كيف ضرب هللا مثال } ويبدل منه { كلمة طيبة } أي ال إله إال هللا { كشجرة‬
‫طيبة } هي النخلة { أصلها ثابت } في األرض { وفرعها } غصنها { في السماء }‬

‫(‪)333/1‬‬

‫‪ { - 25‬تؤتي } تعطي { أكلها } ثمرها { كل حين بإذن ربها } بإرادته كذلك كلمة اإليمان ثابتة في قلب‬
‫المؤمن وعلمه يصعد إلى السماء ويناله بركته وثوابه كل وقت { ويضرب } يبين { هللا األمثال للناس لعلهم‬
‫يتذكرون } يتعظون فيؤمنون‬

‫(‪)333/1‬‬

‫‪ { - 26‬ومثل كلمة خبيثة } هي كلمة الكفر { كشجرة خبيثة } هي الحنظل { اجتثت } استؤصلت { من فوق‬
‫األرض ما لها من قرار } مستقر وثابت كذلك كلمة الكفر ال ثبات لها وال فرع وال بركة‬

‫(‪)333/1‬‬
‫‪ { - 27‬يثبت هللا الذين آمنوا بالقول الثابت } هي كلمة التوحيد { في الحياة الدنيا وفي اآلخرة } أي في القبر‬
‫لما يسألهم الملكان عن ربهم ودينهم ونبيهم فيجيبون بالصواب كما في حديث الشيخين { ويضل هللا‬
‫الظالمين } الكفار فال يهتدون للجواب بالصواب بل يقولون ال ندري كما في الحديث { ويفعل هللا ما يشاء }‬

‫(‪)333/1‬‬

‫‪ { - 28‬ألم تر } تنظر { إلى الذين بدلوا نعمة هللا } أي شكرها { كفرا } هم كفار قريش { وأحلوا } أنزلوا‬
‫{ قومهم } بإضاللهم إياهم { دار البوار } الهالك‬

‫(‪)334/1‬‬

‫‪ { - 29‬جهنم } عطف بيان { يصلونها } يدخلونها { وبئس القرار } المقر هي‬

‫(‪)334/1‬‬

‫‪ { - 30‬وجعلوا هلل أندادا } شركاء { ليضلوا } بفتح الياء وضمها { عن سبيله } دين اإلسالم { قل } لهم‬
‫{ تمتعوا } بدنياكم قليال { فإن مصيركم } مرجعكم { إلى النار }‬

‫(‪)334/1‬‬

‫‪ { - 31‬قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصالة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعالنية من قبل أن يأتي يوم ال بيع }‬
‫فداء { فيه وال خالل } مخالة أي صداقة تنفع هو يوم القيامة‬

‫(‪)334/1‬‬

‫‪ { - 32‬هللا الذي خلق السماوات واألرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم‬
‫الفلك } السفن { لتجري في البحر } بالركوب والحمل { بأمره } بإذنه { وسخر لكم األنهار }‬

‫(‪)334/1‬‬
‫‪ { - 33‬وسخر لكم الشمس والقمر دائبين } جاريين في فلكهما ال يفتران { وسخر لكم الليل } لتسكنوا فيه‬
‫{ والنهار } لتبتغوا فيه من فضله‬

‫(‪)334/1‬‬

‫‪ { - 34‬وآتاكم من كل ما سألتموه } على حسب مصالحكم { وإن تعدوا نعمة هللا } بمعنى إنعامه { ال‬
‫تحصوها } ال تطيقوا عدها { إن اإلنسان } الكافر { لظلوم كفار } كثير الظلم لنفسه بالمعصية والكفر لنعمة‬
‫ربه‬

‫(‪)334/1‬‬

‫‪ { - 35‬و } اذكر { إذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد } مكة { آمنا } ذا أمن وقد أجاب هللا دعاءه فجعله‬
‫حرما ال يسفك فيه دم إنسان وال يظلم فيه أحد وال يصاد صيده وال يتخلى خاله { واجنبني } بعدني { وبني }‬
‫عن { أن نعبد األصنام }‬

‫(‪)334/1‬‬

‫‪ { - 36‬رب إنهن } أي األصنام { أضللن كثيرا من الناس } بعبادتهم لها { فمن تبعني } على التوحيد { فإنه‬
‫مني } من أهل ديني { ومن عصاني فإنك غفور رحيم } هذا قبل علمه أنه تعالى ال يغفر الشرك‬

‫(‪)335/1‬‬

‫‪ { - 37‬ربنا إني أسكنت من ذريتي } أي بعضها وهو إسماعيل مع أمه هاجر { بواد غير ذي زرع } هو‬
‫مكة { عند بيتك المحرم } الذي كان قبل الطوفان { ربنا ليقيموا الصالة فاجعل أفئدة } قلوبا { من الناس‬
‫تهوي } تميل وتحن { إليهم } قال ابن عباس لو قال أفئدة الناس لحنت إليه فارس والروم والناس كلهم‬
‫{ وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون } وقد فعل بنقل الطائف إليه‬

‫(‪)335/1‬‬

‫‪ { - 38‬ربنا إنك تعلم ما نخفي } نسر { وما نعلن وما يخفى على هللا من } زائدة { شيء في األرض وال في‬
‫السماء } يحتمل أن يكون من كالمه تعالى أو كالم إبراهيم‬
‫(‪)335/1‬‬

‫‪ { - 39‬الحمد هلل الذي وهب لي } أعطاني { على } مع { الكبر إسماعيل } ولد وله تسع وتسعون سنة‬
‫{ وإسحاق } ولد وله مائة واثنتا عشرة سنة { إن ربي لسميع الدعاء }‬

‫(‪)335/1‬‬

‫‪ { - 40‬رب اجعلني مقيم الصالة و } اجعل { من ذريتي } ومن يقيمها وأتى بمن إلعالم هللا تعالى له أن‬
‫منهم كفارا { ربنا وتقبل دعاء } المذكور‬

‫(‪)335/1‬‬

‫‪ { - 41‬ربنا اغفر لي ولوالدي } هذا قبل أن يتبين له عداوتهما هلل عز و جل وقيل أسلمت أمه وقريء والدي‬
‫مفردا وولدي { وللمؤمنين يوم يقوم } يثبت { الحساب } قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)336/1‬‬

‫‪ { - 42‬وال تحسبن هللا غافال عما يعمل الظالمون } الكافرون من أهل مكة { إنما يؤخرهم } بال عذاب‬
‫{ ليوم تشخص فيه األبصار } لهول ما ترى يقال شخص بصر فالن أي فتحه فلم يغمضه‬

‫(‪)336/1‬‬

‫‪ { - 43‬مهطعين } مسرعين حال { مقنعي } رافعي { رؤوسهم } إلى السماء { ال يرتد إليهم طرفهم }‬
‫بصرهم { وأفئدتهم } قلوبهم { هواء } خالية من العقل لفزعهم‬

‫(‪)336/1‬‬

‫‪ { - 44‬وأنذر } خوف يا محمد { الناس } الكفار { يوم يأتيهم العذاب } هو يوم القيامة { فيقول الذين‬
‫ظلموا } كفروا { ربنا أخرنا } بأن تردنا إلى الدنيا { إلى أجل قريب نجب دعوتك } بالتوحيد { ونتبع‬
‫الرسل } فيقال لهم توبيخا { أولم تكونوا أقسمتم } حلفتم { من قبل } في الدنيا { ما لكم من } زائدة‬
‫{ زوال } عنها إلى اآلخرة‬

‫(‪)336/1‬‬

‫‪ { - 45‬وسكنتم } فيها { في مساكن الذين ظلموا أنفسهم } بالكفر من األمم السابقة { وتبين لكم كيف فعلنا‬
‫بهم } من العقوبة فلم تنزجروا { وضربنا } بينا { لكم األمثال } في القرآن فلم تعتبروا‬

‫(‪)336/1‬‬

‫‪ { - 46‬وقد مكروا } بالنبي صلى هللا عليه و سلم { مكرهم } حيث أرادوا قتله أو تقييده أو إخراجه { وعند‬
‫هللا مكرهم } أي علمه أو جزاؤه { وإن } ما { كان مكرهم } وإن عظم { لتزول منه الجبال } المعنى ال يعبأ‬
‫به وال يضر إال أنفسهم والمراد بالجبال هنا قيل حقيقتها وقيل شرائع اإلسالم المشبهة بها في القرار والثبات‬
‫وفي قراءة بفتح الم لتزول ورفع الفعل فإن مخففة والمراد تعظيم مكرهم وقيل المراد بالمكر كفرهم ويناسبه‬
‫على الثانية { تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق األرض وتخر الجبال هدا } وعلى األول ما قريء وما كان‬

‫(‪)336/1‬‬

‫‪ { - 47‬فال تحسبن هللا مخلف وعده رسله } بالنصر { إن هللا عزيز } غالب ال يعجزه شيء { ذو انتقام }‬
‫ممن عصاه‬

‫(‪)337/1‬‬

‫‪ - 48‬اذكر { يوم تبدل األرض غير األرض والسماوات } هو يوم القيامة فيحشر الناس على أرض بيضاء‬
‫نقية كما في حديث الصحيحين وروى مسلم حديث ‪ :‬سئل النبي صلى هللا عليه و سلم أين الناس يومئذ قال ‪:‬‬
‫[ على الصراط ] { وبرزوا } خرجوا من القبور { هلل الواحد القهار }‬

‫(‪)337/1‬‬

‫‪ { - 49‬وترى } يا محمد تبصر { المجرمين } الكافرين { يومئذ مقرنين } مشدودين مع شياطينهم { في‬
‫األصفاد } القيود أو األغالل‬
‫(‪)337/1‬‬

‫‪ { - 50‬سرابيلهم } قمصهم { من قطران } ألنه أبلغ الشتعال النار { وتغشى } تعلو { وجوههم النار }‬

‫(‪)337/1‬‬

‫‪ { - 51‬ليجزي } متعلق ببرزوا { هللا كل نفس ما كسبت } من خير وشر { إن هللا سريع الحساب } يحاسب‬
‫جميع الخلق في قد نصف نهار من أيام الدنيا لحديث بذلك‬

‫(‪)3370/1‬‬

‫‪ { - 52‬هذا } القرآن { بالغ للناس } أي أنزل لتبليغهم { ولينذروا به وليعلموا } بما فيه من الحجج { أنما‬
‫هو } أي هللا { إله واحد وليذكر } بإدغام التاء في األصل في الذال يتعظ { أولو األلباب } أصحاب العقول‬

‫(‪)337/1‬‬

‫سورة الحجر‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬الر } هللا أعلم بمراده بذلك { تلك } هذه اآليات { آيات الكتاب } القرآن واإلضافة بمعنى من { وقرآن‬
‫مبين } مظهر للحق من الباطل عطف بزيادة صفة‬

‫(‪)237/1‬‬

‫‪ { - 2‬ربما } بالتشديد والتخفيف { يود } بتمنى { الذين كفروا } يوم القيامة إذا عاينوا حالهم وحال المسلمين‬
‫{ لو كانوا مسلمين } ورب للتكثير فإنه يكثر منهم تمني ذلك وقيل للتقليل فإن األهوال تدهشهم فال يفيقون‬
‫حتى يتمنوا ذلك إال في أحيان قليلة‬

‫(‪)338/1‬‬
‫‪ { - 3‬ذرهم } أترك الكفار يا محمد { يأكلوا ويتمتعوا } بدنياهم { ويلههم } يشغلهم { األمل } بطول العمر‬
‫وغيره عن اإليمان { فسوف يعلمون } عاقبة أمرهم وهذا قبل األمر بالقتال‬

‫(‪)338/1‬‬

‫‪ { - 4‬وما أهلكنا من } زائدة { قرية } أريد أهلها { إال ولها كتاب } أجل { معلوم } محدود إلهالكها‬

‫(‪)338/1‬‬

‫‪ { - 5‬ما تسبق من } زائدة { أمة أجلها وما يستأخرون } يتأخرون عنه‬

‫(‪)338/1‬‬

‫‪ { - 6‬وقالوا } أي كفار مكة للنبي صلى هللا عليه و سلم { يا أيها الذي نزل عليه الذكر } القرآن في زعمه‬
‫{ إنك لمجنون }‬

‫(‪)338/1‬‬

‫‪ { - 7‬لو ما } هال { تأتينا بالمالئكة إن كنت من الصادقين } في قولك إنك نبي وإن هذا القرآن من عند هللا‬

‫(‪)338/1‬‬

‫‪ - 8‬قال تعالى { ما تنزل } فيه حذف إحدى التائين { المالئكة إال بالحق } بالعذاب { وما كانوا إذا } أي حين‬
‫نزول المالئكة بالعذاب { منظرين } مؤخرين‬

‫(‪)338/1‬‬

‫‪ { - 9‬إنا نحن } تأكيد السم إن أو فصل { نزلنا الذكر } القرآن { وإنا له لحافظون } من التبديل والتحريف‬
‫والزيادة والنقص‬
‫(‪)338/1‬‬

‫‪ { - 10‬ولقد أرسلنا من قبلك } رسال { في شيع } فرق { األولين }‬

‫(‪)338/1‬‬

‫‪ { - 11‬وما } كان { يأتيهم من رسول إال كانوا به يستهزئون } كاستهزاء قومك بك وهذا تسلية له صلى هللا‬
‫عليه و سلم‬

‫(‪)338/1‬‬

‫‪ { - 12‬كذلك نسلكه } أي مثل إدخالنا التكذيب في قلوب أولئك ندخله { في قلوب المجرمين } أي كفار مكة‬

‫(‪)339/1‬‬

‫‪ { - 13‬ال يؤمنون به } بالنبي صلى هللا عليه و سلم { وقد خلت سنة األولين } أي سنة هللا فيهم من تعذيبهم‬
‫بتكذيبهم أنبياءهم وهؤالء مثلهم‬

‫(‪)339/1‬‬

‫‪ { - 14‬ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه } في الباب { يعرجون } يصعدون‬

‫(‪)339/1‬‬

‫‪ { - 15‬لقالوا إنما سكرت } سدت { أبصارنا بل نحن قوم مسحورون } يخيل إلينا ذلك‬

‫(‪)339/1‬‬
‫‪ { - 16‬ولقد جعلنا في السماء بروجا } إثنى عشر ‪ :‬الحمل والثور والجوزاء والسرطان واألسد والسنبلة‬
‫والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت وهي منازل الكواكب السبعة السيارة ‪ :‬المريخ وله الحمل‬
‫والعقرب والزهرة ولها الثور والميزان وعطارد وله الجوزاء والسنبلة والقمر وله السرطان والشمس ولها‬
‫األسد والمشتري وله القوس والحوت وزحل له الجدي والدلو { وزيناها } بالكواكب { للناظرين }‬

‫(‪)339/1‬‬

‫‪ { - 17‬وحفظناها } بالشهب { من كل شيطان رجيم } مرجوم‬

‫(‪)339/1‬‬

‫‪ { - 18‬إال } لكن { من استرق السمع } خطفه { فأتبعه شهاب مبين } كوكب يضيء ويحرقه أو يثقبه أو‬
‫يخبله‬

‫(‪)339/1‬‬

‫‪ { - 19‬واألرض مددناها } بسطناها { وألقينا فيها رواسي } جباال ثوابت لئال تتحرك بأهلها { وأنبتنا فيها‬
‫من كل شيء موزون } معلوم مقدر‬

‫(‪)339/1‬‬

‫‪ { - 20‬وجعلنا لكم فيها معايش } بالياء من الثمار والحبوب { و } جعلنا لكم { من لستم له برازقين } من‬
‫العبيد والدواب واألنعام فإنما يرزقهم هللا‬

‫(‪)339/1‬‬

‫‪ { - 21‬وإن } ما { من } زائدة { شيء إال عندنا خزائنه } مفاتيح خزائنه { وما ننزله إال بقدر معلوم } على‬
‫حسب المصالح‬

‫(‪)339/1‬‬
‫‪ { - 22‬وأرسلنا الرياح لواقح } تلقح السحاب فيمتلئ ماء { فأنزلنا من السماء } السحاب { ماء } مطرا‬
‫{ فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين } أي ليست خزائنه بأيديكم‬

‫(‪)340/1‬‬

‫‪ { - 23‬وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون } الباقون نرث جميع الخلق‬

‫(‪)340/1‬‬

‫‪ { - 24‬ولقد علمنا المستقدمين منكم } أي من تقدم من الخلق من لدن آدم { ولقد علمنا المستأخرين }‬
‫المتأخرين إلى يوم القيامة‬

‫(‪)340/1‬‬

‫‪ { - 25‬وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم } في صنعه { عليم } بخلقه‬

‫(‪)340/1‬‬

‫‪ { - 26‬ولقد خلقنا اإلنسان } آدم { من صلصال } طين يابس يسمع له صلصلة إذا نقر { من حمإ } طين‬
‫أسود { مسنون } متغير‬

‫(‪)340/1‬‬

‫‪ { - 27‬والجان } أبا الجان وهو إبليس { خلقناه من قبل } أي قبل خلق آدم { من نار السموم } هي نار ال‬
‫دخان لها تنفذ من المسام‬

‫(‪)340/1‬‬

‫‪ { - 28‬و } اذكر { إذ قال ربك للمالئكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون }‬
‫(‪)340/1‬‬

‫‪ { - 29‬فإذا سويته } أتممته { ونفخت } أجريت { فيه من روحي } فصار حيا وإضافة الروح إليه تشريف‬
‫آلدم { فقعوا له ساجدين } سجود تحية باالنحناء‬

‫(‪)340/1‬‬

‫‪ { - 30‬فسجد المالئكة كلهم أجمعون } فيه تأكيدان‬

‫(‪)340/1‬‬

‫‪ { - 31‬إال إبليس } هو أبوالجن كان بين المالئكة { أبى } امتنع من { أن يكون مع الساجدين }‬

‫(‪)340/1‬‬

‫‪ { - 32‬قال } تعالى { يا إبليس ما لك } ما منعك { أ } ن { ال } زائدة { تكون مع الساجدين }‬

‫(‪)340/1‬‬

‫‪ { - 33‬قال لم أكن ألسجد } ال ينبغي لي أن أسجد { لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون }‬

‫(‪)340/1‬‬

‫‪ { - 34‬قال فاخرج منها } أي من الجنة وقيل من السماوات { فإنك رجيم } مطرود‬

‫(‪)341/1‬‬

‫‪ { - 35‬وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين } الجزاء‬


‫(‪)341/1‬‬

‫‪ { - 36‬قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون } أي الناس‬

‫(‪)341/1‬‬

‫‪ { - 37‬قال فإنك من المنظرين }‬

‫(‪)341/1‬‬

‫‪ { - 38‬إلى يوم الوقت المعلوم } وقت النفخة األولى‬

‫(‪)341/1‬‬

‫‪ { - 39‬قال رب بما أغويتني } أي بإغوائك لي والباء للقسم وجوابه { ألزينن لهم في األرض } المعاصي‬
‫{ وألغوينهم أجمعين }‬

‫(‪)341/1‬‬

‫‪ { - 40‬إال عبادك منهم المخلصين } أي المؤمنين‬

‫(‪)341/1‬‬

‫‪ { - 41‬قال } تعالى { هذا صراط علي مستقيم }‬

‫(‪)341/1‬‬
‫‪ - 42‬وهو { إن عبادي } أي المؤمنين { ليس لك عليهم سلطان } قوة { إال } لكن { من اتبعك من‬
‫الغاوين } الكافرين‬

‫(‪)341/1‬‬

‫‪ { - 43‬وإن جهنم لموعدهم أجمعين } أي من ابتعك معك‬

‫(‪)341/1‬‬

‫‪ { - 44‬لها سبعة أبواب } أطباق { لكل باب } منها { منهم جزء } نصيب { مقسوم }‬

‫(‪)341/1‬‬

‫‪ { - 45‬إن المتقين في جنات } بساتين { وعيون } تجري فيها‬

‫(‪)341/1‬‬

‫‪ - 46‬ويقال لهم { ادخلوها بسالم } أي سالمين من كل مخوف أو مع سالم أي سلموا وادخلوا { آمنين } من‬
‫كل فزع‬

‫(‪)341/1‬‬

‫‪ { - 47‬ونزعنا ما في صدورهم من غل } حقد { إخوانا } حال منهم { على سرر متقابلين } حال أيضا أي‬
‫ال ينظر بعضهم إلى قفا بعض لدوران األسرة بهم‬

‫(‪)341/1‬‬

‫‪ { - 48‬ال يمسهم فيها نصب } تعب { وما هم منها بمخرجين } أبدا‬

‫(‪)341/1‬‬
‫‪ { - 49‬نبئ } خبر يا محمد { عبادي أني أنا الغفور } للمؤمنين { الرحيم } بهم‬

‫(‪)342/1‬‬

‫‪ { - 50‬وأن عذابي } للعصاة { هو العذاب األليم } المؤلم‬

‫(‪)342/1‬‬

‫‪ { - 51‬ونبئهم عن ضيف إبراهيم } وهم المالئكة اثنا عشر أو عشرة أو ثالثة منهم جبريل‬

‫(‪)342/1‬‬

‫‪ { - 52‬إذ دخلوا عليه فقالوا سالما } أي هذا اللفظ { قال } إبراهيم لما عرض عليهم األكل فلم يأكلوا { إنا‬
‫منكم وجلون } خائفون‬

‫(‪)342/1‬‬

‫‪ { - 53‬قالوا ال توجل } ال تخف { إنا } رسل ربك { نبشرك بغالم عليم } ذي علم كثير هو إسحاق كما ذكر‬
‫في سورة هود‬

‫(‪)342/1‬‬

‫‪ { - 54‬قال أبشرتموني } بالولد { على أن مسني الكبر } حال أي مع مسه إياي { فبم } فبأي شيء‬
‫{ تبشرون } إستفهام تعجب‬

‫(‪)342/1‬‬

‫‪ { - 55‬قالوا بشرناك بالحق } بالصدق { فال تكن من القانطين } اآليسين‬


‫(‪)342/1‬‬

‫‪ { - 56‬قال ومن } أي ال { يقنط } بكسر النون وفتحها { من رحمة ربه إال الضالون } الكافرون‬

‫(‪)342/1‬‬

‫‪ { - 57‬قال فما خطبكم } شأنكم { أيها المرسلون }‬

‫(‪)342/1‬‬

‫‪ { - 58‬قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين } كافرين أي قوم لوط إلهالكهم‬

‫(‪)342/1‬‬

‫‪ { - 59‬إال آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين } إليمانهم‬

‫(‪)342/1‬‬

‫‪ { - 60‬إال امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين } الباقين في العذاب لكفرها‬

‫(‪)342/1‬‬

‫‪ { - 61‬فلما جاء آل لوط } أي لوطا { المرسلون }‬

‫(‪)342/1‬‬

‫‪ { - 62‬قال } لهم { إنكم قوم منكرون } ال أعرفكم‬


‫(‪)342/1‬‬

‫‪ { - 63‬قالوا بل جئناك بما كانوا } أي قومك { فيه يمترون } يشكون وهو العذاب‬

‫(‪)342/1‬‬

‫‪ { - 64‬وأتيناك بالحق وإنا لصادقون } في قولنا‬

‫(‪)342/1‬‬

‫‪ { - 65‬فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم } إمش خلفهم { وال يلتفت منكم أحد } لئال يرى عظيم ما‬
‫ينزل بهم { وامضوا حيث تؤمرون } وهو الشام‬

‫(‪)343/1‬‬

‫‪ { - 66‬وقضينا } أوحينا { إليه ذلك األمر } وهو { أن دابر هؤالء مقطوع مصبحين } حال أي يتم‬
‫استئصالهم في الصباح‬

‫(‪)343/1‬‬

‫‪ { - 67‬وجاء أهل المدينة } مدينة سدوم وهم قوم لوط لما أخبروا أن في بيت لوط مردا حسانا وهم المالئكة‬
‫{ يستبشرون } حال طمعا في فعل الفاحشة بهم‬

‫(‪)343/1‬‬

‫‪ { - 68‬قال } لوط { إن هؤالء ضيفي فال تفضحون }‬

‫(‪)343/1‬‬
‫‪ { - 69‬واتقوا هللا وال تخزون } بقصدكم إياهم بفعل الفاحشة بهم‬

‫(‪)343/1‬‬

‫‪ { - 70‬قالوا أولم ننهك عن العالمين } عن إضافتهم‬

‫(‪)343/1‬‬

‫‪ { - 71‬قال هؤالء بناتي إن كنتم فاعلين } ما تريدون من قضاء الشهوة فتزوجوهن قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)343/1‬‬

‫‪ { - 72‬لعمرك } خطاب للنبي صلى هللا عليه و سلم ‪ :‬أي وحياتك { إنهم لفي سكرتهم يعمهون } يترددون‬

‫(‪)343/1‬‬

‫‪ { - 73‬فأخذتهم الصيحة } صيحة جبريل { مشرقين } وقت شروق الشمس‬

‫(‪)343/1‬‬

‫‪ { - 74‬فجعلنا عاليها } أي قراهم { سافلها } بأن رفعها جبريل إلى السماء وأسقطها مقلوبة إلى األرض‬
‫{ وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل } طين طبخ بالنار‬

‫(‪)343/1‬‬

‫‪ { - 75‬إن في ذلك } المذكور { آليات } دالالت على وحدانية هللا { للمتوسمين } للناظرين المعتبرين‬

‫(‪)343/1‬‬
‫‪ { - 76‬وإنها } أي قرى قوم لوط { لبسبيل مقيم } طريق قريش إلى الشام لم تندرس أفال يعتبرون بهم ؟‬

‫(‪)343/1‬‬

‫‪ { - 77‬إن في ذلك آلية } لعبرة { للمؤمنين }‬

‫(‪)343/1‬‬

‫‪ { - 78‬وإن } مخففة أي إنه { كان أصحاب األيكة } هي غيضة شجر بقرب مدين وهم قوم شعيب‬
‫{ لظالمين } بتكذيبهم شعيبا‬

‫(‪)344/1‬‬

‫‪ { - 79‬فانتقمنا منهم } بأن أهلكناهم بشدة الحر { وإنهما } أي قرى قوم لوط واأليكة { لبإمام } طريق‬
‫{ مبين } واضح أفال تعتبرون بهم يا أهل مكة‬

‫(‪)344/1‬‬

‫‪ { - 80‬ولقد كذب أصحاب الحجر } واد بين المدينة والشام وهم ثمود { المرسلين } بتكذيبهم صالحا ألنه‬
‫تكذيب لباقي الرسل الشتراكهم في المجيء بالتوحيد‬

‫(‪)344/1‬‬

‫‪ { - 81‬وآتيناهم آياتنا } في الناقة { فكانوا عنها معرضين } ال يتفكرون فيها‬

‫(‪)344/1‬‬

‫‪ { - 82‬وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين }‬

‫(‪)344/1‬‬
‫‪ { - 83‬فأخذتهم الصيحة مصبحين } وقت الصباح‬

‫(‪)344/1‬‬

‫‪ { - 84‬فما أغنى } دفع { عنهم } العذاب { ما كانوا يكسبون } من بناء الحصون وجمع األموال‬

‫(‪)344/1‬‬

‫‪ { - 85‬وما خلقنا السماوات واألرض وما بينهما إال بالحق وإن الساعة آلتية } ال محالة فيجازى كل أحد‬
‫بعمله { فاصفح } يا محمد عن قومك { الصفح الجميل } أعرض عنهم إعراضا ال جزع فيه وهذا منسوخ‬
‫بآية السيف‬

‫(‪)344/1‬‬

‫‪ { - 86‬إن ربك هو الخالق } لكل شيء { العليم } بكل شيء‬

‫(‪)344/1‬‬

‫‪ { - 87‬ولقد آتيناك سبعا من المثاني } قال صلى هللا عليه و سلم [ هي الفاتحة ] رواه الشيخان ألنها تثنى في‬
‫كل ركعة { والقرآن العظيم }‬

‫(‪)344/1‬‬

‫‪ { - 88‬ال تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا } أصنافا { منهم وال تحزن عليهم } إن لم يؤمنوا { واخفض‬
‫جناحك } ألن جانبك { للمؤمنين }‬

‫(‪)344/1‬‬
‫‪ { - 89‬وقل إني أنا النذير } من عذاب هللا ان ينزل عليكم { المبين } البين اإلنذار‬

‫(‪)344/1‬‬

‫‪ { - 90‬كما أنزلنا } العذاب { على المقتسمين } اليهود والنصارى‬

‫(‪)344/1‬‬

‫‪ { - 91‬الذين جعلوا القرآن } أي كتبهم المنزلة عليهم { عضين } أجزاء حيث آمنوا ببعض وكفروا ببعض‬
‫وقيل المراد بهم الذين اقتسموا طرق مكة يصدون الناس عن اإلسالم وقال بعضهم في القرآن سحر وبعضهم‬
‫كهانة وبعضهم شعر‬

‫(‪)345/1‬‬

‫‪ { - 92‬فوربك لنسألنهم أجمعين } سؤال توبيخ‬

‫(‪)345/1‬‬

‫‪ { - 93‬عما كانوا يعملون }‬

‫(‪)345/1‬‬

‫‪ { - 94‬فاصدع } يا محمد { بما تؤمر } به أي إجهر به وأمضه { وأعرض عن المشركين } هذا قبل األمر‬
‫بالجهاد‬

‫(‪)345/1‬‬

‫‪ { - 95‬إنا كفيناك المستهزئين } بك بإهالكنا كال منهم بآفة وهم الوليد بن المغيرة والعاصي بن وائل وعدي‬
‫بن قيس واألسود بن المطلب واألسود بن عبد يغوث‬
‫(‪)345/1‬‬

‫‪ { - 96‬الذين يجعلون مع هللا إلها آخر } صفة وقيل مبتدأ ولتضمنه معنى الشرط دخلت الفاء في خبره وهو‬
‫{ فسوف يعلمون } عاقبة أمرهم‬

‫(‪)345/1‬‬

‫‪ { - 97‬ولقد } للتحقيق { نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون } من االستهزاء والتكذيب‬

‫(‪)345/1‬‬

‫‪ { - 98‬فسبح } ملتبسا { بحمد ربك } أي قل سبحان هللا وبحمده { وكن من الساجدين } المصلين‬

‫(‪)345/1‬‬

‫‪ { - 99‬واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } الموت‬

‫(‪)345/1‬‬

‫سورة النحل‬
‫[ مكية إال اآليات الثالث األخيرة فمدنية وآياتها ‪ 128‬نزلت بعد الكهف ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ - 1‬لما استبطأ المشركون العذاب نزل ‪ { :‬أتى أمر هللا } أي الساعة وأتى بصيغة الماضي لتحقق وقوعه أي‬
‫قرب { فال تستعجلوه } تطلبوه قبل حينه فإنه واقع ال محالة { سبحانه } تنزيها له { وتعالى عما يشركون }‬
‫به غيره‬

‫(‪)345/1‬‬

‫‪ { - 2‬ينزل المالئكة } أي جبريل { بالروح } بالوحي { من أمره } بإرادته { على من يشاء من عباده }‬
‫وهم األنبياء { أن } مفسرة { أنذروا } خوفوا الكافرين بالعذاب وأعلموهم { أنه ال إله إال أنا فاتقون } خافون‬
‫(‪)345/1‬‬

‫‪ { - 3‬خلق السماوات واألرض بالحق } أي محقا { تعالى عما يشركون } به من األصنام‬

‫(‪)346/1‬‬

‫‪ { - 4‬خلق اإلنسان من نطفة } مني إلى أن صيره قويا شديدا { فإذا هو خصيم } شديد الخصومة { مبين }‬
‫بينها في نفي البعث قائال { من يحيي العظام وهي رميم }‬

‫(‪)346/1‬‬

‫‪ { - 5‬واألنعام } اإلبل والبقر والغنم ونصبه بفعل مقدر يفسره { خلقها لكم } من جملة الناس { فيها دفء }‬
‫ما تستدفئون به من األكسية واألردية من أشعارها وأصوافها { ومنافع } من النسل والدر والركوب { ومنها‬
‫تأكلون } قدم الظرف للفاصلة‬

‫(‪)346/1‬‬

‫‪ { - 6‬ولكم فيها جمال } زينة { حين تريحون } تردونها إلى مراحها بالعشي { وحين تسرحون } تخرجونها‬
‫إلى المرعى بالغداة‬

‫(‪)346/1‬‬

‫‪ { - 7‬وتحمل أثقالكم } أحمالكم { إلى بلد لم تكونوا بالغيه } واصلين إليه على غير اإلبل { إال بشق‬
‫األنفس } بجهدها { إن ربكم لرؤوف رحيم } بكم حيث خلقها لكم‬

‫(‪)346/1‬‬

‫‪ { - 8‬و } خلق { الخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة } مفعول له والتعليل بهما بتعريف النعم ال ينافي‬
‫خلقها لغير ذلك كاألكل في الخيل الثابت بحديث الصحيحين { ويخلق ما ال تعلمون } من األشياء العجيبة‬
‫الغريبة‬
‫(‪)346/1‬‬

‫‪ { - 9‬وعلى هللا قصد السبيل } أي بيان الطريق المستقيم { ومنها } أي السبيل { جائر } حائد عن االستقامة‬
‫{ ولو شاء } هدايتكم { لهداكم } إلى قصد السبيل { أجمعين } فتهتدون إليه باختيار منكم‬

‫(‪)346/1‬‬

‫‪ { - 10‬هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب } تشربونه { ومنه شجر } يبنبت بسببه { فيه‬
‫تسيمون } ترعون دوابكم‬

‫(‪)347/1‬‬

‫‪ { - 11‬ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل واألعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك } المذكور { آلية }‬
‫دالة على وحدانيته تعالى { لقوم يتفكرون } في صنعه فيؤمنون‬

‫(‪)347/1‬‬

‫‪ { - 12‬وسخر لكم الليل والنهار والشمس } بالنصب عطفا على ما قبله والرفع مبتدأ { والقمر والنجوم }‬
‫بالوجهين { مسخرات } بالنصب حال والرفع خبر { بأمره } بإرادته { إن في ذلك آليات لقوم يعقلون }‬
‫يتدبرون‬

‫(‪)347/1‬‬

‫‪ { - 13‬و } سخر لكم { ما ذرأ } خلق { لكم في األرض } من الحيوان والنبات وغير ذلك { مختلفا ألوانه }‬
‫كأحمر وأصفر وأخضر وغيرها { إن في ذلك آلية لقوم يذكرون } يتعظون‬

‫(‪)347/1‬‬

‫‪ { - 14‬وهو الذي سخر البحر } ذهلل لركوبه والغوص فيه { لتأكلوا منه لحما طريا } هو السمك‬
‫{ وتستخرجوا منه حلية تلبسونها } هي اللؤلؤ والمرجان { وترى } تبصر { الفلك } السفن { مواخر فيه }‬
‫تمخر الماء أي تشقه بجريها فيه مقبلة ومدبرة بريح واحدة { ولتبتغوا } عطف على لتأكلوا تطلبوا { من‬
‫فضله } تعالى بالتجارة { ولعلكم تشكرون } هللا على ذلك‬

‫(‪)347/1‬‬

‫‪ { - 15‬وألقى في األرض رواسي } جباال ثوابت ل { أن } ال { تميد } تتحرك { بكم و } جعل فيها‬
‫{ أنهارا } كالنيل { وسبال } طرقا { لعلكم تهتدون } إلى مقاصدكم‬

‫(‪)347/1‬‬

‫‪ { - 16‬وعالمات } تستدلون بها على الطرق كالجبال بالنهار { وبالنجم } بمعنى النجوم { هم يهتدون } إلى‬
‫الطرق والقبلة بالليل‬

‫(‪)347/1‬‬

‫‪ { - 17‬أفمن يخلق } وهو هللا { كمن ال يخلق } وهو األصنام حيث تشركونها معه في العبادة ؟ ال { أفال‬
‫تذكرون } هذا فتؤمنون‬

‫(‪)347/1‬‬

‫‪ { - 18‬وإن تعدوا نعمة هللا ال تحصوها } تضبطوها فضال أن تطيقوا شكرها { إن هللا لغفور رحيم } حيث‬
‫ينعم عليكم تقصيركم وعصيانكم‬

‫(‪)348/1‬‬

‫‪ { - 19‬وهللا يعلم ما تسرون وما تعلنون }‬

‫(‪)348/1‬‬
‫‪ { - 20‬والذين تدعون } بالتاء والياء تعبدون { من دون هللا } وهم األصنام { ال يخلقون شيئا وهم يخلقون }‬
‫يصورون من الحجارة وغيرها‬

‫(‪)348/1‬‬

‫‪ { - 21‬أموات } ال روح فيهم خبر ثان { غير أحياء } تأكيد { وما يشعرون } أي األصنام { أيان } وقت‬
‫{ يبعثون } أي الخلق فكيف يعبدون إذ ال يكون إلها إال الخالق الحي العالم بالغيب‬

‫(‪)348/1‬‬

‫‪ { - 22‬إلهكم } المستحق للعبادة منكم { إله واحد } ال نظير له في ذاته وال في صفاته وهو هللا تعالى‬
‫{ فالذين ال يؤمنون باآلخرة قلوبهم منكرة } جاحدة للوحدانية { وهم مستكبرون } متكبرون عن اإليمان بها‬

‫(‪)348/1‬‬

‫‪ { - 23‬ال جرم } حقا { أن هللا يعلم ما يسرون وما يعلنون } فيجازيهم بذلك { إنه ال يحب المستكبرين }‬
‫بمعنى أنه يعاقبهم‬

‫(‪)348/1‬‬

‫‪ - 24‬ونزل في النضر بن الحارث ‪ { :‬وإذا قيل لهم ما } إستفهامية { ذا } موصولة { أنزل ربكم } على‬
‫محمد { قالوا } هو { أساطير } أكاذيب { األولين } إضالال للناس‬

‫(‪)348/1‬‬

‫‪ { - 25‬ليحملوا } في عاقبة األمر { أوزارهم } ذنوبهم { كاملة } لم يكفر منها شيء { يوم القيامة ومن }‬
‫بعض { أوزار الذين يضلونهم بغير علم } ألنهم دعوهم إلى الضالل فاتبعوهم فاشتركوا في اإلثم { أال ساء }‬
‫بئس { ما يزرون } يحملونه حملهم هذا‬

‫(‪)348/1‬‬
‫‪ { - 26‬قد مكر الذين من قبلهم } وهو نمروذ بنى صرحا طويال ليصعد منه إلى السماء ليقاتل أهلها { فأتى‬
‫هللا } قصد { بنيانهم من القواعد } األساس فأرسل عليه الريح والزلزلة فهدمتها { فخر عليهم السقف من‬
‫فوقهم } أي هم تحته { وأتاهم العذاب من حيث ال يشعرون } من جهة ال تخطر ببالهم وقيل هذا تمثيل إلفساد‬
‫ما أبرموه من المكر بالرسل‬

‫(‪)348/1‬‬

‫‪ { - 27‬ثم يوم القيامة يخزيهم } يذلهم { ويقول } هللا لهم على لسان المالئكة توبيخا { أين شركائي }‬
‫بزعمكم { الذين كنتم تشاقون } تخالفون المؤمنين { فيهم } في شأنهم { قال } أي يقول { الذين أوتوا العلم }‬
‫من األنبياء والمؤمنين { إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين } يقولونه شماتة بهم‬

‫(‪)349/1‬‬

‫‪ { - 28‬الذين تتوفاهم } بالتاء والياء { المالئكة ظالمي أنفسهم } بالكفر { فألقوا السلم } انقادوا واستسلموا‬
‫عند الموت قائلين { ما كنا نعمل من سوء } شرك فتقول المالئكة { بلى إن هللا عليم بما كنتم تعملون }‬
‫فيجازيكم به‬

‫(‪)349/1‬‬

‫‪ - 29‬ويقال لهم { فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى } مأوى { المتكبرين }‬

‫(‪)349/1‬‬

‫‪ { - 30‬وقيل للذين اتقوا } الشرك { ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا } باإليمان { في هذه الدنيا‬
‫حسنة } حياة طيبة { ولدار اآلخرة } أي الجنة { خير } من الدنيا وما فيها قال تعالى فيها { ولنعم دار‬
‫المتقين } هي‬

‫(‪)349/1‬‬

‫‪ { - 31‬جنات عدن } إقامة مبتدأ خبره { يدخلونها تجري من تحتها األنهار لهم فيها ما يشاؤون كذلك }‬
‫الجزاء { يجزي هللا المتقين }‬
‫(‪)349/1‬‬

‫‪ { - 32‬الذين } نعت { تتوفاهم المالئكة طيبين } طاهرين من الكفر { يقولون } لهم عند الموت { سالم‬
‫عليكم } ويقال لهم في اآلخرة { ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون }‬

‫(‪)349/1‬‬

‫‪ { - 33‬هل } ما { ينظرون } ينتظر الكفار { إال أن تأتيهم } بالتاء والياء { المالئكة } لقبض أرواحهم { أو‬
‫يأتي أمر ربك } العذاب أو القيامة المشتملة عليه { كذلك } كما فعل هؤالء { فعل الذين من قبلهم } من األمم‬
‫كذبوا رسلهم فأهلكوا { وما ظلمهم هللا } بإهالكهم بغير ذنب { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } بالكفر‬

‫(‪)349/1‬‬

‫‪ { - 34‬فأصابهم سيئات ما عملوا } أي جزاؤها { وحاق } نزل { بهم ما كانوا به يستهزئون } أي العذاب‬

‫(‪)350/1‬‬

‫‪ { - 35‬وقال الذين أشركوا } من أهل مكة { لو شاء هللا ما عبدنا من دونه من شيء نحن وال آباؤنا وال‬
‫حرمنا من دونه من شيء } من البحائر والسوائب فإشراكنا وتحريمنا بمشيئته فهو أرض به قال تعالى ‪:‬‬
‫{ كذلك فعل الذين من قبلهم } أي كذبوا رسلهم فيما جاؤوا به { فهل } فما { على الرسل إال البالغ المبين }‬
‫وليس عليهم الهداية‬

‫(‪)350/1‬‬

‫‪ { - 36‬ولقد بعثنا في كل أمة رسوال } كما بعثناك في هؤالء { أن } أي بأن { اعبدوا هللا } وحدوه‬
‫{ واجتنبوا الطاغوت } األوثان أن تعبدوها { فمنهم من هدى هللا } فآمن { ومنهم من حقت } وجبت { عليه‬
‫الضاللة } في علم هللا فلم يؤمن { فسيروا } يا كفار مكة { في األرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين }‬
‫رسلهم من الهالك‬

‫(‪)350/1‬‬
‫‪ { - 37‬إن تحرص } يا محمد { على هداهم } وقد أضلهم هللا ال تقدر على ذلك { فإن هللا ال يهدي } بالبناء‬
‫للمفعول وللفاعل { من يضل } من يريد إضالله { وما لهم من ناصرين } مانعين من عذاب هللا‬

‫(‪)350/1‬‬

‫‪ { - 38‬وأقسموا باهلل جهد أيمانهم } أي غاية اجتهادهم فيها { ال يبعث هللا من يموت } قال تعالى { بلى }‬
‫يبعثهم { وعدا عليه حقا } مصدران مؤكدان منصوبان بفعلهما المقدر أي وعد ذلك وحقه حقا { ولكن أكثر‬
‫الناس } أي أهل مكة { ال يعلمون } ذلك‬

‫(‪)350/1‬‬

‫‪ { - 39‬ليبين } متعلق بيبعثهم المقدر { لهم الذي يختلفون } مع المؤمنين { فيه } من أمر الدين بتعذيبهم‬
‫وإثابة المؤمنين { وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين } في إنكار البعث‬

‫(‪)351/1‬‬

‫‪ { - 40‬إنما قولنا لشيء إذا أردناه } أي أردنا إيجاده وقولنا مبتدأ خبره { أن نقول له كن فيكون } أي فهو‬
‫يكون وفي قراءة بالنصب عطفا على نقول واآلية لتقرير القدرة على البعث‬

‫(‪)351/1‬‬

‫‪ { - 41‬والذين هاجروا في هللا } إلقامة دينه { من بعد ما ظلموا } باألذى من أهل مكة وهم النبي صلى هللا‬
‫عليه و سلم وأصحابه { لنبوئنهم } ننزلهم { في الدنيا } دارا { حسنة } هي المدينة { وألجر اآلخرة } أي‬
‫الجنة { أكبر } أعظم { لو كانوا يعلمون } أي الكفار أو المتخلفون عن الهجرة ما للمهاجرين من الكرامة‬
‫لوافقوهم‬

‫(‪)351/1‬‬

‫‪ - 42‬هم { الذين صبروا } على أذى المشركين والهجرة إلظهار الدين { وعلى ربهم يتوكلون } فيرزقهم‬
‫من حيث ال يحتسبون‬

‫(‪)351/1‬‬
‫‪ { - 43‬وما أرسلنا من قبلك إال رجاال نوحي إليهم } ال مالئكة { فاسألوا أهل الذكر } العلماء بالتوراة‬
‫واإلنجيل { إن كنتم ال تعلمون } ذلك فإنهم يعلمونه وأنتم إلى تصديقهم أقرب من تصديق المؤمنين بمحمد‬
‫صلى هللا عليه و سلم‬

‫(‪)351/1‬‬

‫‪ { - 44‬بالبينات } متعلق بمحذوف أي أرسلناهم بالحجج الواضحة { والزبر } الكتب { وأنزلنا إليك الذكر }‬
‫القرآن { لتبين للناس ما نزل إليهم } فيه من الحالل والحرام { ولعلهم يتفكرون } في ذلك فيعتبرون‬

‫(‪)351/1‬‬

‫‪ { - 45‬أفأمن الذين مكروا } المكرات { السيئات } بالنبي صلى هللا عليه و سلم في دار الندوة من تقييده أو‬
‫قتله أو إخراجه كما ذكر في األنفال { أن يخسف هللا بهم األرض } كقارون { أو يأتيهم العذاب من حيث ال‬
‫يشعرون } أي من جهة ال تخطر ببالهم وقد أهلكوا ببدر ولم يكونوا يقدرون ذلك‬

‫(‪)351/1‬‬

‫‪ { - 46‬أو يأخذهم في تقلبهم } في أسفارهم للتجارة { فما هم بمعجزين } بفائتي العذاب‬

‫(‪)352/1‬‬

‫‪ { - 47‬أو يأخذهم على تخوف } تنقص شيئا فشيئا حتى يهلك الجميع حال من الفاعل أو المفعول { فإن ربكم‬
‫لرؤوف رحيم } حيث لم يعاجلهم بالعقوبة‬

‫(‪)352/1‬‬

‫‪ { - 48‬أو لم يروا إلى ما خلق هللا من شيء } له ظل كشجرة وجبل { يتفيأ } تتميل { ظالله عن اليمين‬
‫والشمائل } جمع شمال أي عن جانبيهما أول النهار وآخره { سجدا هلل } حال أي خاضعين له بما يراد منهم‬
‫{ وهم } أي الظالل { داخرون } صاغرون نزلوا منزلة العقالء‬
‫(‪)352/1‬‬

‫‪ { - 49‬وهلل يسجد ما في السماوات وما في األرض من دابة } أي نسمة تدب عليها أي تخضع له بما يراد‬
‫منها وغلب في اإلتيان بما ال يعقل لكثرته { والمالئكة } خصهم بالذكر تفضيال { وهم ال يستكبرون }‬
‫يتكبرون عن عبادته‬

‫(‪)352/1‬‬

‫‪ { - 50‬يخافون } أي المالئكة حال من ضمير يستكبرون { ربهم من فوقهم } حال من هم أي عاليا عليهم‬
‫بالقهر { ويفعلون ما يؤمرون } به‬

‫(‪)352/1‬‬

‫‪ { - 51‬وقال هللا ال تتخذوا إلهين اثنين } تأكيد { إنما هو إله واحد } أتى به إلثبات اإللهية والوحدانية { فإياي‬
‫فارهبون } خافون دون غيري وفيه التفات عن الغيبة‬

‫(‪)352/1‬‬

‫‪ { - 52‬وله ما في السموات واألرض } ملكا وخلقا وعبيدا { وله الدين } الطاعة { واصبا } دائما حال من‬
‫الدين والعامل فيه معنى الظرف { أفغير هللا تتقون } وهو اإلله الحق وال إله غيره واالستفهام لإلنكار‬
‫والتوبيخ‬

‫(‪)352/1‬‬

‫‪ { - 53‬وما بكم من نعمة فمن هللا } ال يأتي بها غيره وما شرطية أو موصولة { ثم إذا مسكم } أصابكم‬
‫{ الضر } الفقر والمرض { فإليه تجأرون } ترفعون أصواتكم باالستغاثة والدعاء وال تدعون غيره‬

‫(‪)352/1‬‬

‫‪ { - 54‬ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون }‬
‫(‪)352/1‬‬

‫‪ { - 55‬ليكفروا بما آتيناهم } من النعمة { فتمتعوا } باجتماعكم على عبادة األصنام أمر تهديد { فسوف‬
‫تعلمون } عاقبة ذلك‬

‫(‪)353/1‬‬

‫‪ { - 56‬ويجعلون } أي المشركون { لما ال يعلمون } أنها تضر وال تنفع وهي األصنام { نصيبا مما‬
‫رزقناهم } من الحرث واألنعام بقولهم هذا هلل وهذا لشركائنا { تاهلل لتسألن } سؤال توبيخ وفيه التفات عن‬
‫الغيبة { عما كنتم تفترون } على هللا من أنه أمركم بذلك‬

‫(‪)353/1‬‬

‫‪ { - 57‬ويجعلون هلل البنات } بقولهم المالئكة بنات هللا { سبحانه } تنزيها له عما زعموا { ولهم ما‬
‫يشتهون } ه أي البنون والجملة في محل رفع أو نصب بيجعل المعنى يجعلون له البنات التي يكرهونها وهو‬
‫منزه عن الولد ويجعلون لهم األبناء الذين يختارونهم فيختصون باألسنى كقوله { فاستفتهم ألربك البنات ولهم‬
‫البنون }‬

‫(‪)353/1‬‬

‫‪ { - 58‬وإذا بشر أحدهم باألنثى } تولد له { ظل } صار { وجهه مسودا } متغيرا تغير مغتم { وهو كظيم }‬
‫ممتلئ غما فكيف تنسب البنات إليه تعالى‬

‫(‪)353/1‬‬

‫‪ { - 59‬يتوارى } يختفي { من القوم } أي قومه { من سوء ما بشر به } خوفا من التعبير مترددا فيما يفعل‬
‫به { أيمسكه } يتركه بال قتل { على هون } هوان وذل { أم يدسه في التراب } بأن يئده { أال ساء } بئس‬
‫{ ما يحكمون } حكمهم هذا حيث نسبوا لخالقهم البنات الالتي هن عندهم بهذا المحل‬

‫(‪)353/1‬‬
‫‪ { - 60‬للذين ال يؤمنون باآلخرة } أي الكفار { مثل السوء } أي الصفة السوأى بمعنى القبيحة وهي وأدهم‬
‫البنات مع احتياجهم إليهن للنكاح { وهلل المثل األعلى } الصفة العليا وهو أنه ال إله إال هو { وهو العزيز }‬
‫في ملكه { الحكيم } في خلقه‬

‫(‪)353/1‬‬

‫‪ { - 61‬ولو يؤاخذ هللا الناس بظلمهم } بالمعاصي { ما ترك عليها } أي األرض { من دابة } نسمة تدب‬
‫عليها { ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم ال يستأخرون } عنه { ساعة وال يستقدمون } عليه‬

‫(‪)353/1‬‬

‫‪ { - 62‬ويجعلون هلل ما يكرهون } ألنفسهم من البنات والشريك في الرياسة وإهانة الرسل { وتصف } تقول‬
‫{ ألسنتهم } مع ذلك { الكذب } وهو { أن لهم الحسنى } عند هللا أي الجنة لقوله ‪ { :‬لئن رجعت إلى ربي إن‬
‫لي عنده للحسنى } قال تعالى { ال جرم } حقا { أن لهم النار وأنهم مفرطون } متروكون فيها أو مقدمون‬
‫إليها وفي قراءة بكسر الراء أي متجاوزون الحد‬

‫(‪)354/1‬‬

‫‪ { - 63‬تاهلل لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك } رسال { فزين لهم الشيطان أعمالهم } السيئة فرأوها حسنة فكذبوا‬
‫الرسل { فهو وليهم } متولي أمورهم { اليوم } أي في الدنيا { ولهم عذاب أليم } مؤلم في اآلخرة وقيل‬
‫المراد باليوم يوم القيامة على حكاية الحال اآلتية أي ال ولي لهم غيره وهو عاجز عن نصر نفسه فكيف‬
‫ينصرهم !‬

‫(‪)354/1‬‬

‫‪ { - 64‬وما أنزلنا عليك } يا محمد { الكتاب } القرآن { إال لتبين لهم الذي اختلفوا فيه } من أمر الدين‬
‫{ وهدى } عطف على لتبين { ورحمة لقوم يؤمنون } به‬

‫(‪)354/1‬‬

‫‪ { - 65‬وهللا أنزل من السماء ماء فأحيا به األرض } بالنبات { بعد موتها } يبسها { إن في ذلك } المذكور‬
‫{ آلية } دالة على البعث { لقوم يسمعون } سماع تدبر‬
‫(‪)354/1‬‬

‫‪ { - 66‬وإن لكم في األنعام لعبرة } اعتبار { نسقيكم } بيان للعبرة { مما في بطونه } أي األنعام { من }‬
‫لإلبتداء متعلقة بنسقيكم { بين فرث } ثفل الكرش { ودم لبنا خالصا } ال يشوبه شيء من الفرث والدم من‬
‫طعم أو ريح أو لون أو بينهما { سائغا للشاربين } سهل المرور في حلقهم ال يغص به‬

‫(‪)354/1‬‬

‫‪ { - 67‬ومن ثمرات النخيل واألعناب } ثمر { تتخذون منه سكرا } خمرا يسكر سميت بالمصدر وهذا قبل‬
‫تحريمها { ورزقا حسنا } كالتمر والزبيب والخل والدبس { إن في ذلك } المذكور { آلية } دالة على قدرته‬
‫تعالى { لقوم يعقلون } يتدبرون‬

‫(‪)354/1‬‬

‫‪ { - 68‬وأوحى ربك إلى النحل } وحي إلهام { أن } مفسرة أو مصدرية { اتخذي من الجبال بيوتا } تأوين‬
‫إليها { ومن الشجر } بيوتا { ومما يعرشون } أي الناس يبنون لك من األماكن وإال لم تأو إليها‬

‫(‪)355/1‬‬

‫‪ { - 69‬ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي } ادخلى { سبل ربك } طرقه في طلب المرعى { ذلال } جمع ذلول‬
‫حال من السبل أي مسخرة لك فال تعسر عليك وإن توعرت وال تضلي على العود منها وإن بعدت وقيل من‬
‫الضمير في اسلكي أي منقادة لما يراد منك { يخرج من بطونها شراب } هو العسل { مختلف ألوانه فيه شفاء‬
‫للناس } من األوجاع قيل لبعضها كما دل عليه تنكير شفاء أو لكلها بضميمته إلى غيره أقول وبدونها بنيته وقد‬
‫أمر به صلى هللا عليه و سلم من استطلق عليه بطنه رواه الشيخان { إن في ذلك آلية لقوم يتفكرون } في‬
‫صنعه تعالى‬

‫(‪)355/1‬‬

‫‪ { - 70‬وهللا خلقكم } ولم تكونوا شيئا { ثم يتوفاكم } عند انقضاء آجالكم { ومنكم من يرد إلى أرذل العمر }‬
‫أي أخسه من الهرم والخرف { لكي ال يعلم بعد علم شيئا } قال عكرمة ‪ :‬من قرأ القرآن لم يصر بهذه الحالة‬
‫{ إن هللا عليم } بتدبير خلقه { قدير } على مايريده‬
‫(‪)355/1‬‬

‫‪ { - 71‬وهللا فضل بعضكم على بعض في الرزق } فمنكم غني وفقير ومالك ومملوك { فما الذين فضلوا }‬
‫أي الموالي { برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم } أي بجاعلي ما رزقناهم من األموال وغيرها شركة بينهم‬
‫وبين ممالكيهم { فهم } أي المماليك والموالي { فيه سواء } شركاء المعنى ليس لهم شركاء من مماليكهم في‬
‫أموالهم فكيف يجعلون بعض مماليك هللا شركاء له { أفبنعمة هللا يجحدون } يكفرون حيث يجعلون له شركاء‬

‫(‪)355/1‬‬

‫‪ { - 72‬وهللا جعل لكم من أنفسكم أزواجا } فخلق حواء من ضلع آدم وسائر الناس من نطف الرجال والنساء‬
‫{ وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة } أوالد األوالد { ورزقكم من الطيبات } من أنواع الثمار والحبوب‬
‫والحيوان { أفبالباطل } الصنم { يؤمنون وبنعمة هللا هم يكفرون } بإشراكهم‬

‫(‪)356/1‬‬

‫‪ { - 73‬ويعبدون من دون هللا } أي غيره { ما ال يملك لهم رزقا من السماوات } بالمطر { واألرض }‬
‫بالنبات { شيئا } بدل من رزقا { وال يستطيعون } يقدرون على شيء وهو األصنام‬

‫(‪)356/1‬‬

‫‪ { - 74‬فال تضربوا هلل األمثال } ال تجعلوا هلل أشباها تشركونهم به { إن هللا يعلم } أن ال مثل له { وأنتم ال‬
‫تعلمون } ذلك‬

‫(‪)356/1‬‬

‫‪ { - 75‬ضرب هللا مثال } ويبدل منه { عبدا مملوكا } صفة تميزه من الحر فإنه عبدهللا { ال يقدر على‬
‫شيء } لعدم ملكه { ومن } نكرة موصوفة أي حرا { رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا } أي‬
‫يتصرف فيه كيف يشاء واألول مثل األصنام والثاني مثله تعالى { هل يستوون } أي العبيد العجزة والحر‬
‫المتصرف ؟ ال { الحمد هلل } وحده { بل أكثرهم } أي أهل مكة { ال يعلمون } ما يصيرون إليه من العذاب‬
‫فيشركون‬

‫(‪)356/1‬‬
‫‪ { - 76‬وضرب هللا مثال } ويبدل منه { رجلين أحدهما أبكم } ولد أخرس { ال يقدر على شيء } ألنه ال‬
‫يفهم وال يفهم { وهو كل } ثقيل { على مواله } ولي أمره { أينما يوجهه } يصرفه { ال يأت } منه‬
‫{ بخير } ينجح وهذا مثل الكافر { هل يستوي هو } أي األبكم المذكور { ومن يأمر بالعدل } أي ومن هو‬
‫ناطق نافع للناس حيث يأمر به ويحث عليه { وهو على صراط } طريق { مستقيم } وهو الثاني المؤمن ؟ ال‬
‫وقيل هذا مثل هللا واألبكم لألصنام والذي قبله مثل الكافر والمؤمن‬

‫(‪)356/1‬‬

‫‪ { - 77‬وهلل غيب السماوات واألرض } أي علم ما غاب فيهما { وما أمر الساعة إال كلمح البصر أو هو‬
‫أقرب } ألنه بلفظ كن فيكون { إن هللا على كل شيء قدير }‬

‫(‪)356/1‬‬

‫‪ { - 78‬وهللا أخرجكم من بطون أمهاتكم ال تعلمون شيئا } الجملة حال { وجعل لكم السمع } بمعنى األسماع‬
‫{ واألبصار واألفئدة } القلوب { لعلكم تشكرون } ه على ذلك فتؤمنون‬

‫(‪)357/1‬‬

‫‪ { - 79‬ألم يروا إلى الطير مسخرات } مذلالت للطيران { في جو السماء } أي الهواء بين السماء واألرض‬
‫{ ما يمسكهن } عند قبض أجنحتهن أو بسطها أن يقعن { إال هللا } بقدرته { إن في ذلك آليات لقوم يؤمنون }‬
‫هي خلقها بحيث يمكنها الطيران وخلق الجو يمكن الطيران فيه وإمساكها‬

‫(‪)357/1‬‬

‫‪ { - 80‬وهللا جعل لكم من بيوتكم سكنا } موضعا تسكنون فيه { وجعل لكم من جلود األنعام بيوتا } كالخيام‬
‫والقباب { تستخفونها } للحمل { يوم ظعنكم } سفركم { ويوم إقامتكم ومن أصوافها } أي الغنم‬
‫{ وأوبارها } أي اإلبل { وأشعارها } أي المعز { أثاثا } متاعا لبيوتكم كبسط وأكسية { ومتاعا } تتمتعون‬
‫به { إلى حين } يبلى فيه‬

‫(‪)357/1‬‬
‫‪ { - 81‬وهللا جعل لكم مما خلق } من البيوت والشجر والغمام { ظالال } جمع ظل تقيكم حر الشمس‬
‫{ وجعل لكم من الجبال أكنانا } جمع كن وهو ما يستكن فيه كالغار والسرب { وجعل لكم سرابيل } قمصا‬
‫{ تقيكم الحر } أي والبرد { وسرابيل تقيكم بأسكم } حربكم أي الطعن والضرب فيها كالدروع والجواشن‬
‫{ كذلك } كما خلق هذه األشياء { يتم نعمته } في الدنيا { عليكم } بخلق ما تحتاجون إليه { لعلكم } يا أهل‬
‫مكة { تسلمون } توحدونه‬

‫(‪)357/1‬‬

‫‪ { - 82‬فإن تولوا } أعرضوا عن اإلسالم { فإنما عليك } يا محمد { البالغ المبين } اإلبالغ البين وهذا قبل‬
‫األمر بالقتال‬

‫(‪)357/1‬‬

‫‪ { - 83‬يعرفون نعمة هللا } أي يقرون بأنها من عنده { ثم ينكرونها } بإشراكهم { وأكثرهم الكافرون }‬

‫(‪)357/1‬‬

‫‪ { - 84‬و } أذكر { يوم نبعث من كل أمة شهيدا } هو نبيها يشهد لها وعليها وهو يوم القيامة { ثم ال يؤذن‬
‫للذين كفروا } في االعتذار { وال هم يستعتبون } ال يطلب منهم العتبى أي الرجوع إلى ما يرضي هللا‬

‫(‪)358/1‬‬

‫‪ { - 85‬وإذا رأى الذين ظلموا } كفروا { العذاب } النار { فال يخفف عنهم } العذاب { وال هم ينظرون }‬
‫يمهلون عنه إذا رأوه‬

‫(‪)358/1‬‬

‫‪ { - 86‬وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم } من الشياطين وغيرها { قالوا ربنا هؤالء شركاؤنا الذين كنا‬
‫ندعوا } نعبدهم { من دونك فألقوا إليهم القول } أي قالوا لهم { إنكم لكاذبون } في قولكم إنكم عبدتمونا كما‬
‫في آية أخرى { ما كانوا إيانا يعبدون } سيكفرون بعبادتهم‬

‫(‪)358/1‬‬
‫‪ { - 87‬وألقوا إلى هللا يومئذ السلم } أي استسلموا لحكمه { وضل } غاب { عنهم ما كانوا يفترون } من أن‬
‫آلهتهم تشفع لهم‬

‫(‪)358/1‬‬

‫‪ { - 88‬الذين كفروا وصدوا } الناس { عن سبيل هللا } دينه { زدناهم عذابا فوق العذاب } الذي استحقوه‬
‫بكفرهم قال ابن مسعود ‪ :‬عقارب أنيابها كالنخل الطوال { بما كانوا يفسدون } بصدهم الناس عن اإليمان‬

‫(‪)358/1‬‬

‫‪ { - 89‬و } اذكر { يوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم } وهو نبيهم { وجئنا بك } يا محمد‬
‫{ شهيدا على هؤالء } أي قومك { ونزلنا عليك الكتاب } القرآن { تبيانا } بيانا { لكل شيء } يحتاج إليه‬
‫الناس من أمر الشريعة { وهدى } من الضاللة { ورحمة وبشرى } بالجنة { للمسلمين } الموحدين‬

‫(‪)358/1‬‬

‫‪ { - 90‬إن هللا يأمر بالعدل } التوحيد أو اإلنصاف { واإلحسان } أداء الفرائض أو أن تعبد هللا كأنك تراه كما‬
‫في الحديث { وإيتاء } إعطاء { ذي القربى } القرابة خصه بالذكر اهتماما به { وينهى عن الفحشاء } الزنا‬
‫{ والمنكر } شرعا من الكفر والمعاصي { والبغي } الظلم للناس خصه بالذكر اهتماما كما بدأ بالفحشاء‬
‫كذلك { يعظكم } باألمر والنهي { لعلكم تذكرون } تتعظون وفيه إدغام التاء في األصل في الذال وفي‬
‫المستدرك عن ابن مسعود وهذه أجمع آية في القرآن للخير والشر‬

‫(‪)358/1‬‬

‫‪ { - 91‬وأوفوا بعهد هللا } من البيع واأليمان وغيرها { إذا عاهدتم وال تنقضوا األيمان بعد توكيدها } توثيقها‬
‫{ وقد جعلتم هللا عليكم كفيال } بالوفاء حيث حلفتم به والجملة حال { إن هللا يعلم ما تفعلون } تهديد لهم‬

‫(‪)359/1‬‬
‫‪ { - 92‬وال تكونوا كالتي نقضت } أفسدت { غزلها } ما غزلته { من بعد قوة } إحكام له وبرم { أنكاثا }‬
‫حال جمع نكث وهو ما ينكث أي بحل إحكامه وهي امرأة حمقاء من مكة كانت تغزل طول يومها ثم تنقضه‬
‫{ تتخذون } حال من ضمير تكونوا ‪ :‬أي ال تكونوا مثلها في اتخاذكم { أيمانكم دخال } هو ما يدخل في‬
‫الشيء وليس منه أي فسادا أو خديعة { بينكم } بأن تنقضوها { أن } أي ألن { تكون أمة } جماعة { هي‬
‫أربى } أكثر { من أمة } وكانوا يحالفون الحلفاء فإذا وجد أكثر منهم وأعز نقضوا حلف أولئك وحالفوهم‬
‫{ إنما يبلوكم } يختبركم { هللا به } أي بما أمره به من الوفاء بالعهد لينظر المطيع منكم والعاصي أو بكون‬
‫أمة أربى لينظر أتفون أم ال { وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون } في الدنيا من أمر العهد وغيره‬
‫بأن يعذب الناكث ويثيب الوافي‬

‫(‪)359/1‬‬

‫‪ { - 93‬ولو شاء هللا لجعلكم أمة واحدة } أهل دين واحد { ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن }‬
‫يوم القيامة سؤال تبكيت { عما كنتم تعملون } لتجازوا عليه‬

‫(‪)359/1‬‬

‫‪ { - 94‬وال تتخذوا أيمانكم دخال بينكم } كرره تأكيدا { فتزل قدم } أي أقدامكم عن محجة اإلسالم { بعد‬
‫ثبوتها } استقامتها عليها { وتذوقوا السوء } أي العذاب { بما صددتم عن سبيل هللا } أي بصدكم عن الوفاء‬
‫بالعهد أو بصدكم غيركم عنه ألنه يستن بكم { ولكم عذاب عظيم } في اآلخرة‬

‫(‪)359/1‬‬

‫‪ { - 95‬وال تشتروا بعهد هللا ثمنا قليال } من الدنيا بأن تنقضوه ألجله { إنما عند هللا } من الثواب { هو خير‬
‫لكم } مما في الدنيا { إن كنتم تعلمون } ذلك فال تنقضوا‬

‫(‪)360/1‬‬

‫‪ { - 96‬ما عندكم } من الدنيا { ينفد } يفنى { وما عند هللا باق } دائم { ولنجزين } بالياء والنون { الذين‬
‫صبروا } من الوفاء بالعهود { أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } أحسن بمعنى حسن‬

‫(‪)360/1‬‬
‫‪ { - 97‬من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة } قيل هي حياة الجنة وقيل في الدنيا‬
‫بالقناعة أو الرزق الحالل { ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون }‬

‫(‪)360/1‬‬

‫‪ { - 98‬فإذا قرأت القرآن } أي أردت قراءته { فاستعذ باهلل من الشيطان الرجيم } أي قل ‪ :‬أعوذ باهلل من‬
‫الشيطان الرجيم‬

‫(‪)360/1‬‬

‫‪ { - 99‬إنه ليس له سلطان } تسلط { على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون }‬

‫(‪)360/1‬‬

‫‪ { - 100‬إنما سلطانه على الذين يتولونه } بطاعته { والذين هم به } أي هللا { مشركون }‬

‫(‪)360/1‬‬

‫‪ { - 101‬وإذا بدلنا آية مكان آية } بنسخها وإنزال غيرها لمصلحة العباد { وهللا أعلم بما ينزل قالوا } أي‬
‫الكفار للنبي صلى هللا عليه و سلم { إنما أنت مفتر } كذاب تقوله من عندك { بل أكثرهم ال يعلمون } حقيقة‬
‫القرآن وفائدة النسخ‬

‫(‪)360/1‬‬

‫‪ { - 102‬قل } لهم { نزله روح القدس } جبريل { من ربك بالحق } متعلق بنزل { ليثبت الذين آمنوا }‬
‫بإيمانهم به { وهدى وبشرى للمسلمين }‬

‫(‪)360/1‬‬
‫‪ { - 103‬ولقد } للتحقيق { نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه } القرآن { بشر } وهو قين نصراني كان النبي صلى‬
‫هللا عليه و سلم يدخل عليه قال تعالى { لسان } لغة { الذي يلحدون } يميلون { إليه } أنه يعلمه { أعجمي‬
‫وهذا } القرآن { لسان عربي مبين } ذو بيان وفصاحة فكيف يعلمه أعجمي‬

‫(‪)360/1‬‬

‫‪ { - 104‬إن الذين ال يؤمنون بآيات هللا ال يهديهم هللا ولهم عذاب أليم } مؤلم‬

‫(‪)361/1‬‬

‫‪ { - 105‬إنما يفتري الكذب الذين ال يؤمنون بآيات هللا } القرآن بقولهم هذا من قول البشر { وأولئك هم‬
‫الكاذبون } والتأكيد بالتكرار وإن غيرهما رد لقولهم { إنما أنت مفتر }‬

‫(‪)361/1‬‬

‫‪ { - 106‬من كفر باهلل من بعد إيمانه إال من أكره } على التلفظ بالكفر فتلفظ به { وقلبه مطمئن باإليمان }‬
‫ومن مبتدأ أو شرطية والخبر أو الجواب لهم وعيد شديد دل على هذا { ولكن من شرح بالكفر صدرا } له أي‬
‫فتحه ووسعه بمعنى طابت به نفسه { فعليهم غضب من هللا ولهم عذاب عظيم }‬

‫(‪)361/1‬‬

‫‪ { - 107‬ذلك } الوعيد لهم { بأنهم استحبوا الحياة الدنيا } اختاروها { على اآلخرة وأن هللا ال يهدي القوم‬
‫الكافرين }‬

‫(‪)361/1‬‬

‫‪ { - 108‬أولئك الذين طبع هللا على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون } عما يراد بهم‬

‫(‪)361/1‬‬
‫‪ { - 109‬ال جرم } حقا { أنهم في اآلخرة هم الخاسرون } لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم‬

‫(‪)361/1‬‬

‫‪ { - 110‬ثم إن ربك للذين هاجروا } إلى المدينة { من بعد ما فتنوا } عذبوا وتلفظوا بالكفر وفي قراءة بالبناء‬
‫للفاعل أي كفروا أو فتنوا الناس عن اإليمان { ثم جاهدوا وصبروا } على الطاعة { إن ربك من بعدها } أي‬
‫الفتنة { لغفور } لهم { رحيم } بهم وخبر إن األولى دل عليه خبر الثانية‬

‫(‪)361/1‬‬

‫‪ - 111‬اذكر { يوم تأتي كل نفس تجادل } تحاج { عن نفسها } ال يهمها غيرها وهو يوم القيامة { وتوفى كل‬
‫نفس } جزاء { ما عملت وهم ال يظلمون } شيئا‬

‫(‪)361/1‬‬

‫‪ { - 112‬وضرب هللا مثال } ويبدل منه { قرية } هي مكة والمراد أهلها { كانت آمنة } من الغارات ال تهاج‬
‫{ مطمئنة } ال يحتاج إلى االنتقال عنها لضيق أو خوف { يأتيها رزقها رغدا } واسعا { من كل مكان‬
‫فكفرت بأنعم هللا } بتكذيب النبي صلى هللا عليه و سلم { فأذاقها هللا لباس الجوع } فقحطوا سبع سنين‬
‫{ والخوف } بسرايا النبي صلى هللا عليه و سلم { بما كانوا يصنعون }‬

‫(‪)362/1‬‬

‫‪ { - 113‬ولقد جاءهم رسول منهم } محمد صلى هللا عليه و سلم { فكذبوه فأخذهم العذاب } الجوع والخوف‬
‫{ وهم ظالمون }‬

‫(‪)362/1‬‬

‫‪ { - 114‬فكلوا } أيها المؤمنون { مما رزقكم هللا حالال طيبا واشكروا نعمة هللا إن كنتم إياه تعبدون }‬

‫(‪)362/1‬‬
‫‪ { - 115‬إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير هللا به فمن اضطر غير باغ وال عاد فإن‬
‫هللا غفور رحيم }‬

‫(‪)362/1‬‬

‫‪ { - 116‬وال تقولوا لما تصف ألسنتكم } أي لوصف ألسنتكم { الكذب هذا حالل وهذا حرام } لما لم يحله هللا‬
‫ولم يحرمه { لتفتروا على هللا الكذب } بنسبة ذلك إليه { إن الذين يفترون على هللا الكذب ال يفلحون }‬

‫(‪)362/1‬‬

‫‪ - 117‬لهم { متاع قليل } في الدنيا { ولهم } في اآلخرة { عذاب أليم } مؤلم‬

‫(‪)362/1‬‬

‫‪ { - 118‬وعلى الذين هادوا } أي اليهود { حرمنا ما قصصنا عليك من قبل } في آية { وعلى الذين هادوا‬
‫حرمنا كل ذي ظفر } إلى آخرها { وما ظلمناهم } بتحريم ذلك { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } بارتكاب‬
‫المعاصي الموجبة لذلك‬

‫(‪)362/1‬‬

‫‪ { - 119‬ثم إن ربك للذين عملوا السوء } الشرك { بجهالة ثم تابوا } رجعوا { من بعد ذلك وأصلحوا }‬
‫عملهم { إن ربك من بعدها } أي الجهالة أو التوبة { لغفور } لهم { رحيم } بهم‬

‫(‪)362/1‬‬

‫‪ { - 120‬إن إبراهيم كان أمة } إماما قدوة جامعا لخصال الخير { قانتا } مطيعا { هلل حنيفا } مائال إلى الدين‬
‫القيم { ولم يك من المشركين }‬

‫(‪)362/1‬‬
‫‪ { - 121‬شاكرا ألنعمه اجتباه } اصطفاه { وهداه إلى صراط مستقيم }‬

‫(‪)363/1‬‬

‫‪ { - 122‬وآتيناه } فيه التفات عن الغيبة { في الدنيا حسنة } هي الثناء الحسن في كل أهل األديان { وإنه في‬
‫اآلخرة لمن الصالحين } الذين لهم الدرجات العلى‬

‫(‪)363/1‬‬

‫‪ { - 123‬ثم أوحينا إليك } يا محمد { أن اتبع ملة } دين { إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين } كرر ردا‬
‫على زعم اليهود والنصارى أنهم على دينه‬

‫(‪)363/1‬‬

‫‪ { - 124‬إنما جعل السبت } فرض تعظيمه { على الذين اختلفوا فيه } على نبيهم وهم اليهود أمروا أن‬
‫يتفرغوا للعبادة يوم الجمعة فقالوا ‪ :‬ال نريده واختاروا السبت فشدد عليهم فيه { وإن ربك ليحكم بينهم يوم‬
‫القيامة فيما كانوا فيه يختلفون } من أمره بأن يثيب الطائع ويعذب العاصي بانتهاك حرمته‬

‫(‪)363/1‬‬

‫‪ { - 125‬ادع } الناس يا محمد { إلى سبيل ربك } دينه { بالحكمة } بالقران { والموعظة الحسنة }‬
‫مواعظه أو القول الرقيق { وجادلهم بالتي } أي المجادلة التي { هي أحسن } كالدعاء إلى هللا بآياته والدعاء‬
‫إلى حججه { إن ربك هو أعلم } أي عالم { بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } فيجازيهم وهذا قبل‬
‫األمر بالقتال ونزل لما قتل حمزة ومثل به فقال صلى هللا عليه و سلم وقد رآه ‪ :‬ألمثلن بسبعين منهم مكانك ‪:‬‬

‫(‪)363/1‬‬

‫‪ { - 126‬وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم } عن االنتقام { لهو } أي الصبر { خير‬
‫للصابرين } فكف صلى هللا عليه و سلم وكفر عن يمينه رواه البزاز‬

‫(‪)363/1‬‬
‫‪ { - 127‬واصبر وما صبرك إال باهلل } بتوفيقه { وال تحزن عليهم } أي الكفار إن لم يؤمنوا لحرصك على‬
‫إيمانهم { وال تك في ضيق مما يمكرون } أي ال تهتم بمكرهم فأنا ناصرك عليهم‬

‫(‪)363/1‬‬

‫‪ { - 128‬إن هللا مع الذين اتقوا } الكفر والمعاصي { والذين هم محسنون } بالطاعة والصبر بالعون والنصر‬

‫(‪)363/1‬‬

‫سورة اإلسراء‬
‫[ مكية إال اآليات ‪ 26‬و‪ 32‬و‪ 57‬ومن آية ‪ 73‬إلى غاية ‪ 80‬فمدنية وآياتها ‪ 111‬نزلت بعد القصص ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬سبحان } أي تنزيه { الذي أسرى بعبده } محمد صلى هللا عليه و سلم { ليال } نصب على الظرف‬
‫واإلسراء سير الليل وفائد ذكره اإلشارة بتنكيره إلى تقليل مدته { من المسجد الحرام } أي مكة { إلى المسجد‬
‫األقصى } بيت المقدس لبعده منه { الذي باركنا حوله } بالثمار واألنهار { لنريه من آياتنا } عجائب قدرتنا‬
‫{ إنه هو السميع البصير } أي العالم بأقوال النبي صلى هللا عليه و سلم وأفعاله فأنعم عليه باإلسراء المشتمل‬
‫على اجتماعه باألنبياء وعروجه إلى السماء ورؤية عجائب الملكوت ومناجاته له تعالى فإنه صلى هللا عليه و‬
‫سلم قال ‪ [ :‬أتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه فركبته‬
‫فسار بي حتى أتيت بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي تربط فيها األنبياء ثم دخلت فصليت فيه ركعتين‬
‫ثم خرجت فجائني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن قال جبريل ‪ :‬أصبت الفطرة قال ‪ :‬ثم‬
‫عرج بي إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل قيل ‪ :‬من أنت قال ‪ :‬جبريل قيل ومن معك ؟ قال ‪ :‬محمد قيل ‪ :‬أو‬
‫قد أرسل إليه ؟ قال ‪ :‬قد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بالخير ثم عرج إلى السماء الثانية‬
‫فاستفتح جبريل فقيل ‪ :‬من أنت فقال ‪ :‬جبريل قيل ‪ :‬ومن معك قال ‪ :‬محمد قيل أو قد بعث إليه قال ‪ :‬قد بعث‬
‫إليه ففتح لنا فإذا بابني الخالة يحي وعيسى فرحبا بي ودعوا لي بالخير ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح‬
‫جبريل فقيل ‪ :‬من أنت ؟ قال ‪ :‬جبريل فقيل ‪ :‬ومن معك قال ‪ :‬محمد فقيل ‪ :‬أو أرسل إليه قال ‪ :‬قد أرسل إليه‬
‫ففتح لنا فإذا أنا بيوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء‬
‫الرابعة فاستفتح جبريل فقيل ‪ :‬من أنت قال جبريل فقيل ‪ :‬ومن معك قال ‪ :‬محمد فقيل ‪ :‬أو قد بعث إليه قال ‪ :‬قد‬
‫بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل ‪:‬‬
‫فقيل من أنت قال ‪ :‬جبريل فقيل ‪ :‬ومن معك قال ‪ :‬محمد فقيل ‪ :‬أو قد بعث إليه قال ‪ :‬قد بعث إليه ففتح لنا فإذا‬
‫أنا بهارون فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل ‪ :‬من أنت فقال ‪:‬‬
‫جبريل فقيل ‪ :‬ومن معك قال ‪ :‬محمد فقيل ‪ :‬أو قد بعث إليه قال ‪ :‬قد بعث إليث ففتح لنا فإذا أنا بموسى فرحب‬
‫بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل ‪ :‬من أنت فقال ‪ :‬جبريل قيل ومن معك‬
‫فقال ‪ :‬محمد قيل ‪ :‬أو قد بعث إليه قال ‪ :‬قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم فإذا هو مستند إلى البيت المعمور‬
‫وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم ال يعودون إليه ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى فإذا أوراقها كآذان‬
‫الفيلة وإذا ثمرها كالقالل فلما غشيها من أمر هللا ما غشيها تغيرت فما أحد من خلق هللا تعالى يستطيع أن‬
‫يصفها من حسنها قال ‪ :‬فأوحى هللا إلي ما أوحى وفرض علي في كل يوم وليلة خمسين صالة فنزلت حتى‬
‫انتهيت إلى موسى فقال ‪ :‬ما فرض ربك على أمتك قلت ‪ :‬خمسين صالة في كل يوم وليلة قال ‪ :‬ارجع إلى‬
‫ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك ال تطيق ذلك وإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم قال ‪ :‬فرجعت إلى ربي‬
‫فقلت ‪ :‬أي رب خفف عن أمتي فحط عني خمسا فرجعت إلى موسى قال ‪ :‬ما فعلت فقلت حط عني خمسا‬
‫قال ‪ :‬إن أمتك ال تطيق ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ألمتك قال ‪ :‬فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى‬
‫ويحط عني خمسا خمسا حتى قال ‪ :‬يا محمد هي خمس صلوات في كل يوم وليلة بكل صالة عشر فتلك‬
‫خمسون صالة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة ولم يعملها‬
‫لم تكتب فإن عملها كتبت له سيئة واحدة فنزلت حتى انتهت إلى موسى فأخبرته فقال ‪ :‬ارجع إلى ربك فاسأله‬
‫التخفيف ألمتك فإن أمتك ال تطيق ذلك فقلت ‪ :‬قد رجعت إلى ربي حتى استحييت ] رواه الشيخان واللفظ‬
‫لمسلم وروى الحاكم في المستدرك عن ابن عباس قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم [ رأيت ربي عز‬
‫و جل ]‬

‫(‪)364/1‬‬

‫‪ - 2‬قال تعالى { وآتينا موسى الكتاب } التوراة { وجعلناه هدى لبني إسرائيل } لـ { أ } ن { ال تتخذوا من‬
‫دوني وكيال } يفوضون إليه أمرهم وفي قراءة تتخذوا بالفوقانية التفاتا فأن زائدة والقول مضمر‬

‫(‪)366/1‬‬

‫‪ - 3‬يا { ذرية من حملنا مع نوح } في السفينة { إنه كان عبدا شكورا } كثير الشكر لنا حامدا في جميع‬
‫أحواله‬

‫(‪)366/1‬‬

‫‪ { - 4‬وقضينا } أوحينا { إلى بني إسرائيل في الكتاب } التوراة { لتفسدن في األرض } أرض الشام‬
‫بالمعاصي { مرتين ولتعلن علوا كبيرا } تبغون بغيا عظيما‬

‫(‪)366/1‬‬

‫‪ { - 5‬فإذا جاء وعد أوالهما } أولى مرتي الفساد { بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد } أصحاب قوة في‬
‫الحرب والبطش { فجاسوا } أترددوا لطلبكم { خالل الديار } وسط دياركم ليقتلوكم ويسبوكم { وكان وعدا‬
‫مفعوال } وقد أفسدوا األولى بقتل زكريا فبعث عليهم جالوت وجنوده فقتلوهم وسبوا أوالدهم وخربوا بيت‬
‫المقدس‬
‫(‪)366/1‬‬

‫‪ { - 6‬ثم رددنا لكم الكرة } الدولة والغلبة { عليهم } بعد مائة سنة بقتل جالوت { وأمددناكم بأموال وبنين‬
‫وجعلناكم أكثر نفيرا } عشيرة‬

‫(‪)366/1‬‬

‫‪ - 7‬وقلنا { إن أحسنتم } بالطاعة { أحسنتم ألنفسكم } ألن ثوابه لها { وإن أسأتم } بالفساد { فلها } إساءتكم‬
‫{ فإذا جاء وعد } المرة { اآلخرة } بعثناهم { ليسوءوا وجوهكم } يجزونكم بالقتل والسبي حزنا يظهر في‬
‫وجوهكم { وليدخلوا المسجد } بيت المقدس فيخربوه { كما دخلوه } وخربوه { أول مرة وليتبروا } يهلكوا‬
‫{ ما علوا } غلبوا عليه { تتبيرا } هالكا وقد أفسدوا ثانيا بقتل يحي فبعث عليهم بختنصر فقتل منهم ألوفا‬
‫سبي ذريتهم وخرب بيت المقدس‬

‫(‪)366/1‬‬

‫‪ - 8‬وقلنا في الكتاب { عسى ربكم أن يرحمكم } بعد المرة الثانية إن تبتم { وإن عدتم } إلى الفساد { عدنا }‬
‫إلى العقوبة وقد عادوا بتكذيب محمد صلى هللا عليه و سلم فسلط عليهم بقتل قريظة ونفي النضير وضرب‬
‫الجزية عليهم { وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا } محبسا وسجنا‬

‫(‪)366/1‬‬

‫‪ { - 9‬إن هذا القرآن يهدي للتي } أي للطريقة التي { هي أقوم } أعدل وأصوب { ويبشر المؤمنين الذين‬
‫يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا }‬

‫(‪)367/1‬‬

‫‪ { - 10‬و } يخبر { أن الذين ال يؤمنون باآلخرة أعتدنا } أعددنا { لهم عذابا أليما } مؤلما هو النار‬

‫(‪)367/1‬‬
‫‪ { - 11‬ويدع اإلنسان بالشر } على نفسه وأهله إذا ضجر { دعاءه } أي كدعائه له { بالخير وكان اإلنسان }‬
‫الجنس { عجوال } بالدعاء على نفسه وعدم النظر في عاقبته‬

‫(‪)367/1‬‬

‫‪ { - 12‬وجعلنا الليل والنهار آيتين } دالتين على قدرتنا { فمحونا آية الليل } طمسنا نورها بالظالم لتسكنوا‬
‫فيه واإلضاءة للبيان { وجعلنا آية النهار مبصرة } أي مبصرا فيها بالضوء { لتبتغوا } فيه { فضال من‬
‫ربكم } بالكسب { ولتعلموا } بهما { عدد السنين والحساب } لألوقات { وكل شيء } يحتاج إليه { فصلناه‬
‫تفصيال } بيناه تبيينا‬

‫(‪)367/1‬‬

‫‪ { - 13‬وكل إنسان ألزمناه طائره } عمله يحمله { في عنقه } خص بالذكر ألن اللزوم فيه أشد وقال مجاهد ‪:‬‬
‫ما من مولود يولد إال وفي عنقه ورقة مكتوب فيها شقي أو سعيد { ونخرج له يوم القيامة كتابا } مكتوبا فيه‬
‫عمله { يلقاه منشورا } صفتان لكتابا‬

‫(‪)367/1‬‬

‫‪ - 14‬ويقال له { اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا } محاسبا‬

‫(‪)367/1‬‬

‫‪ { - 15‬من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه } ألن ثواب اهتدائه له { ومن ضل فإنما يضل عليها } ألن إثمه عليها‬
‫{ وال تزر } نفس { وازرة } آثمة أي ال تحمل { وزر } نفس { أخرى وما كنا معذبين } أحدا { حتى نبعث‬
‫رسوال } يبين له ما يجب عليه‬

‫(‪)367/1‬‬

‫‪ { - 16‬وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها } منعميها بمعنى رؤسائها بالطاعة على لسان رسلنا { ففسقوا‬
‫فيها } فخرجوا عن أمرنا { فحق عليها القول } بالعذاب { فدمرناها تدميرا } أهلكناها بإهالك أهلها وتخريبها‬

‫(‪)367/1‬‬
‫‪ { - 17‬وكم } أي كثيرا { أهلكنا من القرون } األمم { من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا‬
‫بصيرا } عالما ببواطنها وظواهرها وبه يتعلق بذنوب‬

‫(‪)368/1‬‬

‫‪ { - 18‬من كان يريد } بعمله { العاجلة } أي الدنيا { عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد } التعجيل له بدل من‬
‫له بإعادة الجار { ثم جعلنا له } في اآلخرة { جهنم يصالها } يدخلها { مذموما } ملوما { مدحورا }‬
‫مطرودا عن الرحمة‬

‫(‪)368/1‬‬

‫‪ { - 19‬ومن أراد اآلخرة وسعى لها سعيها } عمل عملها الالئق بها { وهو مؤمن } حال { فأولئك كان‬
‫سعيهم مشكورا } عند هللا مقبوال مثابا عليه‬

‫(‪)368/1‬‬

‫‪ { - 20‬كال } من الفريقين { نمد } نعطي { هؤالء وهؤالء } بد { من } متعلق بنمد { عطاء ربك } في‬
‫الدنيا { وما كان عطاء ربك } فيها { محظورا } ممنوعا عن أحد‬

‫(‪)368/1‬‬

‫‪ { - 21‬انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض } في الرزق والجاه { ولآلخرة أكبر } أعظم { درجات وأكبر‬
‫تفضيال } من الدنيا فينبغي االعتناء بها دونها‬

‫(‪)368/1‬‬

‫‪ { - 22‬ال تجعل مع هللا إلها آخر فتقعد مذموما مخذوال } ال ناصر لك‬

‫(‪)368/1‬‬
‫‪ { - 23‬وقضى } أمر { ربك أ } ن أي بأن { ال تعبدوا إال إياه و } أن تحسنوا { بالوالدين إحسانا } بأن‬
‫تبروهما { إما يبلغن عندك الكبر أحدهما } فاعل { أو كالهما } وفي قراءة يبلغان فأحدهما بدل من ألفه { فال‬
‫تقل لهما أف } بفتح الفاء وكسرها منونا وغير منون مصدر بمعنى تبا وقبحا { وال تنهرهما } تزجرهما‬
‫{ وقل لهما قوال كريما } جميال لينا‬

‫(‪)368/1‬‬

‫‪ { - 24‬واخفض لهما جناح الذل } ألن لهما جانبك الذليل { من الرحمة } أي لرقتك عليهما { وقل رب‬
‫ارحمهما كما } رحماني حين { ربياني صغيرا }‬

‫(‪)368/1‬‬

‫‪ { - 25‬ربكم أعلم بما في نفوسكم } من إضمار البر والعقوق { إن تكونوا صالحين } طائعين هلل { فإنه كان‬
‫لألوابين } الرجاعين إلى طاعته { غفورا } لما صدر منهم في حق الوالدين من بادرة وهم ال يضمرون‬
‫عقوقا‬

‫(‪)368/1‬‬

‫‪ { - 26‬وآت } أعط { ذا القربى } القرابة { حقه } من البر والصلة { والمسكين وابن السبيل وال تبذر‬
‫تبذيرا } باالنفاق في غير طاعة هللا‬

‫(‪)368/1‬‬

‫‪ { - 27‬إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين } أي على طريقتهم { وكان الشيطان لربه كفورا } شديد الكفر‬
‫لنعمه فكذلك أخوه المبذر‬

‫(‪)369/1‬‬
‫‪ { - 28‬وإما تعرضن عنهم } أي المذكورين من ذي القربى وما بعدهم فلم تعطهم { ابتغاء رحمة من ربك‬
‫ترجوها } أي لطلب رزق تنتظره يأتيك فتعطيهم منه { فقل لهم قوال ميسورا } لينا سهال بأن تعدهم باإلعطاء‬
‫عند مجيء الرزق‬

‫(‪)369/1‬‬

‫‪ { - 29‬وال تجعل يدك مغلولة إلى عنقك } أي ال تمسكها عن االنفاق كل المسك { وال تبسطها } في اإلنفاق‬
‫{ كل البسط فتقعد ملوما } راجع لألول { محسورا } منقطعا ال شيء عندك راجع للثاني‬

‫(‪)369/1‬‬

‫‪ { - 30‬إن ربك يبسط الرزق } يوسعه { لمن يشاء ويقدر } يضيقه لمن يشاء { إنه كان بعباده خبيرا‬
‫بصيرا } عالما ببواطنهم وظواهرهم فيرزقهم على حسب مصالحهم‬

‫(‪)369/1‬‬

‫‪ { - 31‬وال تقتلوا أوالدكم } بالوأد { خشية } مخافة { إمالق } فقر { نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان‬
‫خطأ } إثما { كبيرا } عظيما‬

‫(‪)369/1‬‬

‫‪ { - 32‬وال تقربوا الزنى } أبلغ من ال تأتوه { إنه كان فاحشة } قبيحا { وساء } بئس { سبيال } طريقا هو‬

‫(‪)369/1‬‬

‫‪ { - 33‬وال تقتلوا النفس التي حرم هللا إال بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه } لوارثه { سلطانا } تسلطا‬
‫على القاتل { فال يسرف } يتجاوز الحد { في القتل } بأن يقتل غير قاتله أو بغير ما قتل به { إنه كان‬
‫منصورا }‬

‫(‪)369/1‬‬
‫‪ { - 34‬وال تقربوا مال اليتيم إال بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا بالعهد } إذا عاهدتم هللا أو الناس‬
‫{ إن العهد كان مسؤوال } عنه‬

‫(‪)369/1‬‬

‫‪ { - 35‬وأوفوا الكيل } أتموه { إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم } الميزان السوي { ذلك خير وأحسن‬
‫تأويال } مآال‬

‫(‪)369/1‬‬

‫‪ { - 36‬وال تقف } تتبع { ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد } القلب { كل أولئك كان عنه‬
‫مسؤوال } صاحبه ماذا فعل به‬

‫(‪)369/1‬‬

‫‪ { - 37‬وال تمش في األرض مرحا } أي ذا مرح بالكبر والخيالء { إنك لن تخرق األرض } تثقبها حتى تبلغ‬
‫آخرها بكبرك { ولن تبلغ الجبال طوال } المعنى أنك لن تبلغ هذا المبلغ فكيف تختال‬

‫(‪)369/1‬‬

‫‪ { - 38‬كل ذلك } المذكور { كان سيئه عند ربك مكروها }‬

‫(‪)370/1‬‬

‫‪ { - 39‬ذلك مما أوحى إليك } يا محمد { ربك من الحكمة } الموعظة { وال تجعل مع هللا إلها آخر فتلقى في‬
‫جهنم ملوما مدحورا } مطروداص عن رحمة هللا‬

‫(‪)370/1‬‬
‫‪ { - 40‬أفأصفاكم } أخلصكم يا أهل مكة { ربكم بالبنين واتخذ من المالئكة إناثا } بنات لنفسه بزعمكم { إنكم‬
‫لتقولون } بذلك { قوال عظيما }‬

‫(‪)370/1‬‬

‫‪ { - 41‬ولقد صرفنا } بينا { في هذا القرآن } من األمثال والوعد والوعيد { ليذكروا } يتعظوا { وما‬
‫يزيدهم } ذلك { إال نفورا } عن الحق‬

‫(‪)370/1‬‬

‫‪ { - 42‬قل } لهم { لو كان معه } أي هللا { آلهة كما يقولون إذا البتغوا } طلبوا { إلى ذي العرش } أي هللا‬
‫{ سبيال } ليقاتلوه‬

‫(‪)370/1‬‬

‫‪ { - 43‬سبحانه } تنزيها له { وتعالى عما يقولون } من الشركاء { علوا كبيرا }‬

‫(‪)370/1‬‬

‫‪ { - 44‬تسبح له } تنزهه { السماوات السبع واألرض ومن فيهن وإن } ما { من شيء } من المخلوقات‬
‫{ إال يسبح } متلبسا { بحمده } أي يقول سبحان هللا وبحمده { ولكن ال تفقهون } تفهمون { تسبيحهم } ألنه‬
‫ليس بلغتكم { إنه كان حليما غفورا } حيث لم يعاجلكم بالعقوبة‬

‫(‪)370/1‬‬

‫‪ { - 45‬وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين ال يؤمنون باآلخرة حجابا مستورا } أي ساترا لك عنهم فال‬
‫يرونك نزل فيمن أراد الفتك به صلى هللا عليه و سلم‬

‫(‪)370/1‬‬
‫‪ { - 46‬وجعلنا على قلوبهم أكنة } أغطية { أن يفقهوه } من أن يفهموا القرآن أي فال يفهمونه { وفي آذانهم‬
‫وقرا } ثقال فال يسمعونه { وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا } عنه‬

‫(‪)370/1‬‬

‫‪ { - 47‬نحن أعلم بما يستمعون به } بسببه من الهزء { إذ يستمعون إليك } قراءتك { وإذ هم نجوى }‬
‫يتناجون بينهم أي يتحدثون { إذ } بدل من إذ قبله { يقول الظالمون } في تناجيهم { إن } ما { تتبعون إال‬
‫رجال مسحورا } مخدوعا مغلوبا على عقله قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)370/1‬‬

‫‪ { - 48‬انظر كيف ضربوا لك األمثال } بالمسحور والكاهن والشاعر { فضلوا } بذلك عن الهدى { فال‬
‫يستطيعون سبيال } طريقا إليه‬

‫(‪)370/1‬‬

‫‪ { - 49‬وقالوا } منكرين للبعث { أإذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا }‬

‫(‪)371/1‬‬

‫‪ { - 50‬قل } لهم { كونوا حجارة أو حديدا }‬

‫(‪)371/1‬‬

‫‪ { - 51‬أو خلقا مما يكبر في صدوركم } يعظم عن قبول الحياة فضال عن العظام والرفات فال بد من إيجاد‬
‫الروح فيكم { فسيقولون من يعيدنا } إلى الحياة { قل الذي فطركم } خلقكم { أول مرة } ولم تكونوا شيئا ألن‬
‫القادر على البدء قادر على اإلعادة بل هي أهون { فسينغضون } يحركون { إليك رؤوسهم } تعجبا‬
‫{ ويقولون } استهزاء { متى هو } أي البعث { قل عسى أن يكون قريبا }‬

‫(‪)371/1‬‬
‫‪ { - 52‬يوم يدعوكم } يناديكم من القبور على لسان إسرافيل { فتستجيبون } فتجيبون دعوته من القبور‬
‫{ بحمده } بأمره وقيل وله الحمد { وتظنون إن } ما { لبثتم } في الدنيا { إال قليال } لهول ما ترون‬

‫(‪)371/1‬‬

‫‪ { - 53‬وقل لعبادي } المؤمنين { يقولوا } للكفار الكلمة { التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ } يفسد { بينهم‬
‫إن الشيطان كان لإلنسان عدوا مبينا } بين العداوة والكلمة التي هي أحسن هي ‪:‬‬

‫(‪)371/1‬‬

‫‪ { - 54‬ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم } بالتوبة واإليمان { أو إن يشأ } تعذيبكم { يعذبكم } بالموت على‬
‫الكفر { وما أرسلناك عليهم وكيال } فتجبرهم على اإليمان وهذا قبل األمر بالقتال‬

‫(‪)371/1‬‬

‫‪ { - 55‬وربك أعلم بمن في السماوات واألرض } فيخصهم بما شاء على قدر أحوالهم { ولقد فضلنا بعض‬
‫النبيين على بعض } بتخصيص كل منهم بفضيلة كموسى بالكالم وإبراهيم بالخلة ومحمد باإلسراء { وآتينا‬
‫داود زبورا }‬

‫(‪)371/1‬‬

‫‪ { - 56‬قل } لهم { ادعوا الذين زعمتم } أنهم آلهة { من دونه } كالمالئكة وعيسى وعزير { فال يملكون‬
‫كشف الضر عنكم وال تحويال } له إلى غيركم‬

‫(‪)371/1‬‬

‫‪ { - 57‬أولئك الذين يدعون } هم آلهة { يبتغون } يطلبون { إلى ربهم الوسيلة } القربة بالطاعة { أيهم }‬
‫بدل من واو يبتغون أي يبتغيها الذي هو { أقرب } إليه فكيف بغيره { ويرجون رحمته ويخافون عذابه }‬
‫كغيرهم فكيف تدعونهم آلهة { إن عذاب ربك كان محذورا }‬

‫(‪)371/1‬‬
‫‪ { - 58‬وإن } ما { من قرية } أريد أهلها { إال نحن مهلكوها قبل يوم القيامة } بالموت { أو معذبوها عذابا‬
‫شديدا } بالقتل وغيره { كان ذلك في الكتاب } اللوح المحفوظ { مسطورا } مكتوبا‬

‫(‪)372/1‬‬

‫‪ { - 59‬وما منعنا أن نرسل باآليات } التي اقترحها أهل مكة { إال أن كذب بها األولون } لما أرسلناها‬
‫فأهلكناهم ولو أرسلناها إلى هؤالء لكذبوا بها واستحقوا اإلهالك وقد حكمنا بإمهالهم إلتمام أمر محمد صلى‬
‫هللا عليه و سلم { وآتينا ثمود الناقة } آية { مبصرة } بينة واضحة { فظلموا } كفروا { بها } فأهلكوا { وما‬
‫نرسل باآليات } المعجزات { إال تخويفا } للعباد فيؤمنوا‬

‫(‪)372/1‬‬

‫‪ { - 60‬و } اذكر { إذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس } علما وقدرة فهم في قبضته فبلغهم وال تخف أحدا فهو‬
‫يعصمك منهم { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك } عيانا ليلة اإلسراء { إال فتنة للناس } أهل مكة إذ كذبوا بها‬
‫وارتد بعضهم لما أخبرهم بها { والشجرة الملعونة في القرآن } وهي الزقوم التي تنبت في أصل الجحيم‬
‫جعلناها فتنة لهم إذ قالوا ‪ :‬النار تحرق الشجر فكيف تنبته { ونخوفهم } بها { فما يزيدهم } تخويفنا { إال‬
‫طغيانا كبيرا }‬

‫(‪)372/1‬‬

‫‪ { - 61‬و } اذكر { إذ قلنا للمالئكة اسجدوا آلدم } سجود تحية باإلنحناء { فسجدوا إال إبليس قال أأسجد لمن‬
‫خلقت طينا } نصب بنزع الخافض أي من طين‬

‫(‪)372/1‬‬

‫‪ { - 62‬قال أرأيتك } أي أخبرني { هذا الذي كرمت } فضلت { علي } باألمر بالسجود له { أنا خير منه‬
‫خلقتني من نار } { لئن } الم قسم { أخرتن إلى يوم القيامة ألحتنكن } ألستأصلن { ذريته } باإلغواء { إال‬
‫قليال } منهم ممن عصمته‬

‫(‪)372/1‬‬
‫‪ { - 63‬قال } تعالى له { اذهب } منظرا إلى وقت النفخة األولى { فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم } أنت‬
‫وهم { جزاء موفورا } وافرا كامال‬

‫(‪)372/1‬‬

‫‪ { - 64‬واستفزز } استخف { من استطعت منهم بصوتك } بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية‬
‫{ وأجلب } صح { عليهم بخيلك ورجلك } وهم الركاب والمشاة في المعاصي { وشاركهم في األموال }‬
‫المحرمة كالربا والغصب { واألوالد } من الزنى { وعدهم } بأن ال بعث وال جزاء { وما يعدهم الشيطان }‬
‫بذلك { إال غرورا } باطال‬

‫(‪)372/1‬‬

‫‪ { - 65‬إن عبادي } المؤمنين { ليس لك عليهم سلطان } تسلط وقوة { وكفى بربك وكيال } حافظا لهم منك‬

‫(‪)373/1‬‬

‫‪ { - 66‬ربكم الذي يزجي } يجري { لكم الفلك } السفن { في البحر لتبتغوا } تطلبوا { من فضله } تعالى‬
‫بالتجارة { إنه كان بكم رحيما } في تسخيرها لكم‬

‫(‪)373/1‬‬

‫‪ { - 67‬وإذا مسكم الضر } الشدة { في البحر } خوف الغرق { ضل } غاب عنكم { من تدعون } تعبدون‬
‫من اآللهة فال تدعونه { إال إياه } تعالى فإنكم تدعونه وحده ألنكم في شدة ال يشكفها إال هو { فلما نجاكم }‬
‫من الغرق وأوصلكم { إلى البر أعرضتم } عن التوحيد { وكان اإلنسان كفورا } جحودا للنعم‬

‫(‪)373/1‬‬

‫‪ { - 68‬أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر } أي األرض كقارون { أو يرسل عليكم حاصبا } أي نرميكم‬
‫بالحصباء كقوم لوط { ثم ال تجدوا لكم وكيال } حافظا منه‬

‫(‪)373/1‬‬
‫‪ { - 69‬أم أمنتم أن يعيدكم فيه } أي البحر { تارة } مرة { أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح } أي ريحا‬
‫شديدة ال تمر بشيء إال قصفته فتكسر فلككم { فيغرقكم بما كفرتم } بكفركم { ثم ال تجدوا لكم علينا به تبيعا }‬
‫ناصرا وتابعا يطالبنا بما فعلنا بكم‬

‫(‪)373/1‬‬

‫‪ { - 70‬ولقد كرمنا } فضلنا { بني آدم } بالعلم والنطق واعتدال الخلق وغير ذلك ومنه طهارتهم بعد الموت‬
‫{ وحملناهم في البر } على الدواب { والبحر } على السفن { ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير‬
‫ممن خلقنا } كالبهائم والوحوش { تفضيال } فمن بمعنى ما أو على بابها وتشمل المالئكة والمراد تفضيل‬
‫الجنس وال يلزم تفضيل أفراده إذ هم أفضل من البشر غير األنبياء‬

‫(‪)373/1‬‬

‫‪ - 71‬اذكر { يوم ندعوا كل أناس بإمامهم } نبيهم فيقال يا أمة فالن أو بكتاب أعمالهم فيقال يا صاحب الشر‬
‫وهو يوم القيامة { فمن أوتي } منهم { كتابه بيمينه } وهم السعداء أولوا البصائر في الدنيا { فأولئك يقرؤون‬
‫كتابهم وال يظلمون } ينقصون من أعمالهم { فتيال } قدر قشرة النواة‬

‫(‪)373/1‬‬

‫‪ { - 72‬ومن كان في هذه } أي الدنيا { أعمى } عن الحق { فهو في اآلخرة أعمى } عن طريق النجاة‬
‫وقراءة القرآن { وأضل سبيال } أبعد طريقا عنه ونزل في ثقيف وقد سألوه صلى هللا عليه و سلم أن يحرم‬
‫واديهم وألحوا عليه ‪:‬‬

‫(‪)374/1‬‬

‫‪ { - 73‬وإن } مخففة { كادوا } قاربوا { ليفتنونك } ليستنزلونك { عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره‬
‫وإذا } لو فعلت ذلك { التخذوك خليال }‬

‫(‪)374/1‬‬
‫‪ { - 74‬ولوال أن ثبتناك } على الحق بالعصمة { لقد كدت } قاربت { تركن } تميل { إليهم شيئا } ركونا‬
‫{ قليال } لشدة احتيالهم وإلحاحهم وهو صريح في أنه صلى هللا عليه و سلم لم يركن وال قارب‬

‫(‪)374/1‬‬

‫‪ { - 75‬إذا } لو ركنت { ألذقناك ضعف } عذاب { الحياة وضعف } عذاب { الممات } أي مثلي ما يعذب‬
‫غيرك في الدنيا واآلخرة { ثم ال تجد لك علينا نصيرا } مانعا منه‬

‫(‪)374/1‬‬

‫‪ - 76‬ونزل لما قال له اليهود ‪ :‬إن كنت نبيا فالحق بالشام فإنها أرض األنبياء { وإن } مخففة { كادوا‬
‫ليستفزونك من األرض } أرض المدينة { ليخرجوك منها وإذا } لو أخرجوك { ال يلبثون خالفك } فيها { إال‬
‫قليال } ثم يهلكون‬

‫(‪)374/1‬‬

‫‪ { - 77‬سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا } أي كسنتنا فيهم من إهالك من أخرجهم { وال تجد لسنتنا‬
‫تحويال } تبديال‬

‫(‪)374/1‬‬

‫‪ { - 78‬أقم الصالة لدلوك الشمس } أي من وقت زوالها { إلى غسق الليل } إقبال ظلمته أي الظهر والعصر‬
‫والمغرب والعشاء { وقرآن الفجر } صالة الصبح { إن قرآن الفجر كان مشهودا } تشهده مالئكة الليل‬
‫ومالئكة النهار‬

‫(‪)374/1‬‬

‫‪ { - 79‬ومن الليل فتهجد } فصل { به } بالقرآن { نافلة لك } فريضة زائدة لك دون أمتك أو فضيلة على‬
‫الصلوات المفروضة { عسى أن يبعثك } يقيمك { ربك } في اآلخرة { مقاما محمودا } يحمدك فيه األولون‬
‫واآلخرون وهو مقام الشفاعة في فصل القضاء ونزل لما أمر بالهجرة‬

‫(‪)374/1‬‬
‫‪ { - 80‬وقل رب أدخلني } المدينة { مدخل صدق } إدخاال مرضيا ال أرى فيه ما أكره { وأخرجني } من‬
‫مكة { مخرج صدق } إخراجا ال ألتفت بقلبي إليها { واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا } قوة تنصرني بها‬
‫على أعدائك‬

‫(‪)374/1‬‬

‫‪ { - 81‬وقل } عند دخولك مكة { جاء الحق } اإلسالم { وزهق الباطل } بطل الكفر { إن الباطل كان‬
‫زهوقا } مضمحال زائال وقد دخلها صلى هللا عليه و سلم وحول البيت ثالثمائة وستون صنما فجعل يطعنها‬
‫بعود في يده ويقول ذلك حتى سقطت رواه الشيخان‬

‫(‪)375/1‬‬

‫‪ { - 82‬وننزل من } للبيان { القرآن ما هو شفاء } من الضاللة { ورحمة للمؤمنين } به { وال يزيد‬


‫الظالمين } الكافرين { إال خسارا } لكفرهم به‬

‫(‪)375/1‬‬

‫‪ { - 83‬وإذا أنعمنا على اإلنسان } الكافر { أعرض } عن الشكر { ونأى بجانبه } ثنى عطفه متبخترا‬
‫{ وإذا مسه الشر } الفقر والشدة { كان يؤوسا } قنوطا من رحمة هللا‬

‫(‪)375/1‬‬

‫‪ { - 84‬قل كل } منا ومنكم { يعمل على شاكلته } طريقته { فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيال } طريقا فيثيبه‬

‫(‪)375/1‬‬

‫‪ { - 85‬ويسألونك } أي اليهود { عن الروح } الذي يحيا به البدن { قل } لهم { الروح من أمر ربي } أي‬
‫علمه ال تعلمونه { وما أوتيتم من العلم إال قليال } بالنسبة إلى علمه تعالى ‪:‬‬

‫(‪)375/1‬‬
‫‪ { - 86‬ولئن } الم قسم { شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك } أي القرآن بأن نمحوه من الصدور والمصاحف‬
‫{ ثم ال تجد لك به علينا وكيال }‬

‫(‪)375/1‬‬

‫‪ { - 87‬إال } لكن أبقيناه { رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا } عظيما حيث أنزله عليك وأعطاك‬
‫المقام المحمود وغير ذلك من الفضائل‬

‫(‪)375/1‬‬

‫‪ { - 88‬قل لئن اجتمعت اإلنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن } في الفصاحة والبالغة { ال يأتون‬
‫بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا } معينا نزل ردا لقولهم { لو نشاء لقلنا مثل هذا }‬

‫(‪)375/1‬‬

‫‪ { - 89‬ولقد صرفنا } بينا { للناس في هذا القرآن من كل مثل } صفة لمحذوف أي مثال من جنس كل مثل‬
‫ليتعظوا { فأبى أكثر الناس } أي أهل مكة { إال كفورا } جحودا للحق‬

‫(‪)375/1‬‬

‫‪ { - 90‬وقالوا } عطف على أبى { لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من األرض ينبوعا } عينا يبنع منها الماء‬

‫(‪)375/1‬‬

‫‪ { - 91‬أو تكون لك جنة } بستان { من نخيل وعنب فتفجر األنهار خاللها } وسطها { تفجيرا }‬

‫(‪)376/1‬‬
‫‪ { - 92‬أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا } قطعا { أو تأتي باهلل والمالئكة قبيال } مقابلة وعيانا فنراهم‬

‫(‪)376/1‬‬

‫‪ { - 93‬أو يكون لك بيت من زخرف } ذهب { أو ترقى } تصعد { في السماء } بسلم { ولن نؤمن لرقيك }‬
‫لو رقيت فيها { حتى تنزل علينا } منها { كتابا } فيه تصديقك { نقرؤه قل } لهم { سبحان ربي } تعجب‬
‫{ هل } ما { كنت إال بشرا رسوال } كسائر الرسل ولم يكونوا يأتون بآية إال بإذن هللا‬

‫(‪)376/1‬‬

‫‪ { - 94‬وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إال أن قالوا } أي قولهم منكرين { أبعث هللا بشرا رسوال }‬
‫ولم يبعث ملكا‬

‫(‪)376/1‬‬

‫‪ { - 95‬قل } لهم { لو كان في األرض } بدل البشر { مالئكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا‬
‫رسوال } إذ ال يرسل إلى قوم رسول إال من جنسهم ليمكنهم مخاطبته والفهم عنه‬

‫(‪)376/1‬‬

‫‪ { - 96‬قل كفى باهلل شهيدا بيني وبينكم } على صدقي { إنه كان بعباده خبيرا بصيرا } عالما ببواطنهم‬
‫وظواهرهم‬

‫(‪)376/1‬‬

‫‪ { - 97‬ومن يهد هللا فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء } يهدونهم { من دونه ونحشرهم يوم القيامة }‬
‫ماشين { على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت } سكن لهبها { زدناهم سعيرا } تلهبا‬
‫واشتعاال‬

‫(‪)376/1‬‬
‫‪ { - 98‬ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا وقالوا } منكرين للبعث { أإذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا‬
‫جديدا }‬

‫(‪)376/1‬‬

‫‪ { - 99‬أولم يروا } يعلموا { أن هللا الذي خلق السماوات واألرض } مع عظمهما { قادر على أن يخلق‬
‫مثلهم } أي األناسي في الصغر { وجعل لهم أجال } للموت والبعث { ال ريب فيه فأبى الظالمون إال كفورا }‬
‫جحودا له‬

‫(‪)376/1‬‬

‫‪ { - 100‬قل } لهم { لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي } من الرزق والمطر { إذا ألمسكتم } لبخلتم‬
‫{ خشية اإلنفاق } خوف نفادها باإلنفاق فتقتروا { وكان اإلنسان قتورا } بخيال‬

‫(‪)376/1‬‬

‫‪ { - 101‬ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات } وهي اليد والعصا والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم أو‬
‫الطمس ونقص الثمرات { فاسأل } يا محمد { بني إسرائيل } عنه سؤال تقرير للمشركين على صدقك أو‬
‫فقلنا له ‪ :‬اسأل وفي قراءة بلفظ الماضي { إذ جاءهم فقال له فرعون إني ألظنك يا موسى مسحورا } مخدوعا‬
‫مغلوبا على عقلك‬

‫(‪)377/1‬‬

‫‪ { - 102‬قال لقد علمت ما أنزل هؤالء } اآليات { إال رب السماوات واألرض بصائر } عبرا ولكنك تعاند‬
‫وفي قراءة بضم التاء { وإني ألظنك يا فرعون مثبورا } هالكا أو مصروفا عن الخير‬

‫(‪)377/1‬‬

‫‪ { - 103‬فأراد } فرعون { أن يستفزهم } يخرج موسى وقومه { من األرض } أرض مصر { فأغرقناه‬
‫ومن معه جميعا }‬

‫(‪)377/1‬‬
‫‪ { - 104‬وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا األرض فإذا جاء وعد اآلخرة } أي الساعة { جئنا بكم لفيفا }‬
‫جميعا أنتم وهم‬

‫(‪)377/1‬‬

‫‪ { - 105‬وبالحق أنزلناه } أي القرآن { وبالحق } المشتمل عليه { نزل } كما أنزل لم يعتره تبديل { وما‬
‫أرسلناك } يا محمد { إال مبشرا } من آمن بالجنة { ونذيرا } من كفر بالنار‬

‫(‪)377/1‬‬

‫‪ { - 106‬وقرآنا } منصوب بفعل يفسره { فرقناه } نزلناه مفرقا في عشرين سنة أو ثالث { لتقرأه على‬
‫الناس على مكث } مهل وتؤدة ليفهموه { ونزلناه تنزيال } شيئا بعد شيء على حسب المصالح‬

‫(‪)377/1‬‬

‫‪ { - 107‬قل } لكفار مكة { آمنوا به أو ال تؤمنوا } تهديد لهم { إن الذين أوتوا العلم من قبله } قبل نزوله‬
‫وهم مؤمنوا أهل الكتاب { إذا يتلى عليهم يخرون لألذقان سجدا }‬

‫(‪)377/1‬‬

‫‪ { - 108‬ويقولون سبحان ربنا } تنزيها له عن خلف الوعد { إن } مخففة { كان وعد ربنا } بنزوله وبعث‬
‫النبي صلى هللا عليه و سلم { لمفعوال }‬

‫(‪)377/1‬‬

‫‪ { - 109‬ويخرون لألذقان يبكون } عطف بزيادة صفة { ويزيدهم } القرآن { خشوعا } تواضعا هلل‬

‫(‪)377/1‬‬
‫‪ - 110‬وكان صلى هللا عليه و سلم يقول [ ياأهلل يا رحمن ] فقالوا ‪ :‬ينهانا أن نعبد إلهين وهو يدعو إلها آخر‬
‫معه فنزل { قل } لهم { ادعوا هللا أو ادعوا الرحمن } أي سموه بأيهما أو نادوه بأن تقولوا ‪ :‬ياهلل يا رحمن‬
‫{ أيا } شرطية { ما } زائدة أي أي هذين { تدعوا } فهو حسن دل على هذا { فله } أي لمسماهما { األسماء‬
‫الحسنى } وهذان منها فإنها كما في الحديث [ هللا الذي ال إله إال هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السالم‬
‫المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم‬
‫القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور‬
‫الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد‬
‫الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحيي المميت الحي القيوم‬
‫الواجد الماجد الواحد األحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر األول اآلخر الظاهر الباطن الوالي المتعالي‬
‫البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك ذو الجالل واإلكرام المقسط الجامع الغني المانع الضار النافع‬
‫النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور ] رواه الترمذي قال تعالى ‪ { :‬وال تجهر بصالتك }‬
‫بقراءتك بها فيسمعك المشركون فيسبوك ويسبوا القرآن ومن أنزله { وال تخافت } تسر { بها } لينتفع‬
‫أصحابك { وابتغ } اقصد { بين ذلك } الجهر والمخافتة { سبيال } طريقا وسطا‬

‫(‪)377/1‬‬

‫‪ { - 111‬وقل الحمد هلل الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك } في األلوهية { ولم يكن له ولي }‬
‫ينصره { من } أجل { الذل } أي لم يذل فيحتاج إلى ناصر { وكبره تكبيرا } عظمه عظمة تامة عن اتخاذ‬
‫الولد الشريك والذل وكل ما ال يليق به وترتيب الحمد على ذلك للداللة على أنه استحق لجميع المحامد لكمال‬
‫ذاته وتفرده في صفاته وروى اإلمام أحمد في مسنده عن معاذ الجهني عن رسول هللا صلى هللا عليه و سلم أنه‬
‫كان يقول ‪ [ :‬آية العز الحمد هلل الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ] إلى آخر السورة وهللا تعالى‬
‫أعلم قال مؤلفه هذا آخر ما كملت به تفسير القرآن الكريم الذي ألفه الشيخ اإلمام العالم المحقق جالل الدين‬
‫المحلي الشافعي رضي هللا عنه وقد أفرغت فيه جهدي وبذلت فكري فيه نفائس أراها إن شاء هللا تعالى تجدي‬
‫وألفته في مدة قدر ميعاد الكليم وجعلته وسيلة للفوز بجنات النعيم وهو في الحقيقة مستفاد من الكتاب المكمل‬
‫وعليه في اآلي المتشابهة االعتماد والمعول فرحم هللا امرءا نظر بعين اإلنصاف إليه ووقف فيه على خطأ‬
‫فأطلعني عليه وقد قلت ‪ :‬حمدت هللا ربي إذ هداني لما أبديت مع عجزي وضعفي فمن لي بالخطأ فأرد عنه‬
‫ومن لي بالقبول ولو بحرف هذا ولم يكن قط في خلدي أن أتعرض لذلك لعلمي بالعجز عن الخوض في هذه‬
‫المسالك وعسى هللا أن ينفع به نفعا جما ويفتح به قلوبا غلفا وأعينا وآذانا صما وكأني بمن اعتاد المطوالت‬
‫وقد أضرب عن هذه التكملة وأصلها حسما وعدل إلى صريح العناد ولم يوجه إلى دقائقها فهما { ومن كان في‬
‫هذه أعمى فهو في اآلخرة أعمى } رزقنا هللا به هداية إلى سبيل الحق وتوفيقا واطالعا على دقائق كلماته‬
‫وتحقيقا وجعلنا به { مع الذين أنعم هللا عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك‬
‫رفيقا } وفرغ من تأليفه يوم األحد عاشر شوال سنة سبعين وثمانمائة وكان االبتداء في يوم األربعاء مستهل‬
‫رمضان من السنة المذكورة وفرغ من تبييضه يوم األربعاء سادس صفر سنة إحدى وسبعين وثمانمائة وهللا‬
‫أعلم قال الشيخ شمس الدين محمد بن أبي بكر الخطيب الطوخي أخبرني صديقي الشيخ العالمة كمال الدين‬
‫المحلي أخو شيخنا الشيخ جالل الدين المحلي رحمهما هللا تعالى أنه رأى أخاه الشيخ جالل الدين المذكور في‬
‫النوم وبين يديه صديقنا الشيخ العالمة المحقق جالل الدين السيوطي مصنف هذه التكملة وقد أخذ الشيخ هذه‬
‫التكملة في يديه وتصفحها ويقول لمصنفها المذكور أيهما أحسن وضعي أو وضعك فقال وضعي فقال ‪ :‬انظر‬
‫وعرض عليه مواضع فيها وكأنه يشير إلى اعتراض فيها بلطف ومصنف هذه التكملة كلما أورد عليه شيئا‬
‫يجيبه والشيخ يبتسم ويضحك قال شيخنا اإلمام العالمة جالل الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي مصنف‬
‫هذه التكملة ‪ :‬الذي أعتقده وأجزم به أن الوضع الذي وضعه الشيخ جالل الدين المحلي رحمه هللا تعالى في‬
‫قطعته أحسن من وضعي أنا بطبقات كثيرة كيف وغالب ما وضعته هنا مقتبس من وضعه ومستفاد منه ال‬
‫مرية عندي في ذلك وأما الذي رؤي في المنام المكتوب أعاله فلعل الشيخ أشار به إلى المواضع القليلة التي‬
‫خالفت وضعه فيها لنكتة وهي يسيرة جدا ما أظنها تبلغ عشرة مواضع منها أن الشيخ قال في سورة ص ‪:‬‬
‫والروح جسم لطيف يحيا به اإلنسان بنفوذه فيه وكنت تبعته أوال فذكرت هذا الحد في سورة الحجر ثم ضربت‬
‫عليه لقوله تعالى { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي } اآلية فهي صريحة أو كالصريحة في أن‬
‫الروح من علم هللا تعالى ال نعلمه فاإلمساك عن تعريفها أولى ولذا قال الشيخ تاج الدين بن السبكي في جمع‬
‫الجوامع ‪ :‬والروح لم يتكلم عليها محمد صلى هللا عليه و سلم فنمسك عنها ومنها أن الشيخ قال في سورة‬
‫الحج ‪ :‬الصائبون فرقة من اليهود فذكرت ذلك في سورة البقرة وزدت أو النصارى بيانا لقول ثان فإنه‬
‫المعروف خصوصا عند أصحابنا الفقهاء وفي المنهاج وإن خالفت السامرة اليهود والصابئة النصارى في‬
‫أصل دينهم وفي شرحه أن الشافعي رضي هللا عنه نص على أن الصابئين فرقة من النصارى وال أستحضر‬
‫اآلن موضعا ثالثا فكأن الشيخ رحمه هللا تعالى يشير إلى مثل هذا وهللا أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب‬

‫(‪)378/1‬‬

‫سورة الكهف‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫[ مكية إال واصبر نفسك اآلية وهي مائة وعشر آيات أو خمس عشرة آية نزلت بعد سورة الغاشية ]‬
‫‪ { - 1‬الحمد } وهو الوصف بالجميل ثابت { هلل } تعالى وهل المراد اإلعالم بذلك لإليمان به أو الثناء به أو‬
‫هما ؟ احتماالت أفيدها الثالث { الذي أنزل على عبده } محمد { الكتاب } القرآن { ولم يجعل له } أي فيه‬
‫{ عوجا } اختالفا أو تناقضا والجملة حال من الكتاب‬

‫(‪)380/1‬‬

‫‪ { - 2‬قيما } مستقيما حال ثانية مؤكدة { لينذر } يخوف بالكتاب الكافرين { بأسا } عذابا { شديدا من لدنه }‬
‫من قبل هللا { ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا }‬

‫(‪)380/1‬‬

‫‪ { - 3‬ماكثين فيه أبدا } هو الجنة‬

‫(‪)381/1‬‬
‫‪ { - 4‬وينذر } من جملة الكافرين { الذين قالوا اتخذ هللا ولدا }‬

‫(‪)381/1‬‬

‫‪ { - 5‬ما لهم به } بهذا القول { من علم وال آلبائهم } من قبلهم القائلين له { كبرت } عظمت { كلمة تخرج‬
‫من أفواههم } كلمة تمييز مفسر للضمير المبهم والمخصوص بالذم محذوف أي مقالتهم المذكورة { إن } ما‬
‫{ يقولون } في ذلك { إال } مقوال { كذبا }‬

‫(‪)381/1‬‬

‫‪ { - 6‬فلعلك باخع } مهلك { نفسك على آثارهم } بعدهم أي بعد توليهم عنك { إن لم يؤمنوا بهذا الحديث }‬
‫القرآن { أسفا } غيظا وحزنا منك لحرصك على إيمانهم ونصبه على المفعول له‬

‫(‪)381/1‬‬

‫‪ { - 7‬إنا جعلنا ما على األرض } من الحيوان والنبات والشجر واألنهار وغير ذلك { زينة لها لنبلوهم }‬
‫لنختبر الناس ناظرين إلى ذلك { أيهم أحسن عمال } فيه أي أزهد له‬

‫(‪)381/1‬‬

‫‪ { - 8‬وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا } فتاتا { جرزا } يابسا ال ينبت‬

‫(‪)381/1‬‬

‫‪ { - 9‬أم حسبت } أي ظننت { أن أصحاب الكهف } الغار في الجبل { والرقيم } اللوح المكتوب فيه‬
‫أسماؤهم وأنسابهم وقد سئل صلى هللا عليه و سلم عن قصتهم { كانوا } في قصتهم { من } جملة { آياتنا‬
‫عجبا } خبر كان وما قبله حال أي كانوا عجبا دون باقي اآليات أو أعجبها ليس األمر كذلك‬

‫(‪)381/1‬‬
‫‪ - 10‬اذكر { إذ أوى الفتية إلى الكهف } جمع فتى وهو الشاب الكامل خائفين على إيمانهم من قومهم الكفار‬
‫{ فقالوا ربنا آتنا من لدنك } من قبلك { رحمة وهيئ } أصلح { لنا من أمرنا رشدا } هداية‬

‫(‪)381/1‬‬

‫‪ { - 11‬فضربنا على آذانهم } أي أنمناهم { في الكهف سنين عددا } معدودة‬

‫(‪)381/1‬‬

‫‪ { - 12‬ثم بعثناهم } أيقظناهم { لنعلم } علم مشاهدة { أي الحزبين } الفريقين المختلفين في مدة لبثهم‬
‫{ أحصى } أفعل بمعنى أضبط { لما لبثوا } للبثهم متعلق بما بعده { أمدا } غاية‬

‫(‪)381/1‬‬

‫‪ { - 13‬نحن نقص } نقرأ { عليك نبأهم بالحق } بالصدق { إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى }‬

‫(‪)381/1‬‬

‫‪ { - 14‬وربطنا على قلوبهم } قويناها على قول الحق { إذ قاموا } بين يدي ملكهم وقد أمرهم بالسجود‬
‫لألصنام { فقالوا ربنا رب السماوات واألرض لن ندعوا من دونه } أي غيره { إلها لقد قلنا إذا شططا } أي‬
‫قوال ذا شطط أي إفراط في الكفر إن دعونا إلها غير هللا فرضا‬

‫(‪)381/1‬‬

‫‪ { - 15‬هؤالء } مبتدأ { قومنا } عطف بيان { اتخذوا من دونه آلهة لوال } هال { يأتون عليهم } على‬
‫عبادتهم { بسلطان بين } بحجة ظاهرة { فمن أظلم } أي ال أحد أظلم { ممن افترى على هللا كذبا } بنسبة‬
‫الشريك إليه تعالى قال بعض الفتية لبعض ‪:‬‬

‫(‪)382/1‬‬
‫‪ { - 16‬وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إال هللا فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم‬
‫مرفقا } لكسر الميم وفتح الفاء وبالعكس ما ترتفقون به من غداء وعشاء‬

‫(‪)382/1‬‬

‫‪ { - 17‬وترى الشمس إذا طلعت تزاور } بالتشديد والتخفيف تميل { عن كهفهم ذات اليمين } ناحيته { وإذا‬
‫غربت تقرضهم ذات الشمال } تتركهم وتتجاوز عنهم فال تصيبهم البتة { وهم في فجوة منه } متسع من‬
‫الكهف ينالهم برد الريح ونسيمها { ذلك } المذكور { من آيات هللا } دالئل قدرته { من يهد هللا فهو المهتد‬
‫ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا }‬

‫(‪)382/1‬‬

‫‪ { - 18‬وتحسبهم } لو رأيتهم { أيقاظا } أي منتبهين ألن أعينهم منفتحة جمع يقظ بكسر القاف { وهم‬
‫رقود } نيام جمع راقد { ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال } لئال تأكل األرض لحومهم { وكلبهم باسط‬
‫ذراعيه } يديه { بالوصيد } بفناء الكهف وكانوا إذا انقلبوا انقلب هو مثلهم في النوم واليقظة { لو اطلعت‬
‫عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت } بالتشديد والتخفيف { منهم رعبا } بسكون العين وضمها منعهم هللا‬
‫بالرعب من دخول أحد عليهم‬

‫(‪)382/1‬‬

‫‪ { - 19‬وكذلك } كما فعلنا بهم ما ذكرنا { بعثناهم } أيقظناهم { ليتساءلوا بينهم } عن حالهم ومدة لبثهم‬
‫{ قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم } ألنهم دخلوا الكهف عند طلوع الشمس وبعثوا عند‬
‫غروبها فظنوا أنه غروب يوم الدخول ثم { قالوا } متوقفين في ذلك { ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم‬
‫بورقكم } بسكون الراء وكسرها بفضتكم { هذه إلى المدينة } يقال أنها المسماة اآلن طرسوس بفتح الراء‬
‫{ فلينظر أيها أزكى طعاما } أي أي أطعمة المدينة أحل { فليأتكم برزق منه وليتلطف وال يشعرن بكم أحدا }‬

‫(‪)382/1‬‬

‫‪ { - 20‬إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم } يقتلوكم بالرجم { أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا } أي إن‬
‫عدتم في ملتهم { أبدا }‬

‫(‪)383/1‬‬
‫‪ { - 21‬وكذلك } كما بعثناهم { أعثرنا } أطلعنا { عليهم } قومهم والمؤمنين { ليعلموا } أي قومهم { أن‬
‫وعد هللا } بالبعث { حق } بطريق أن القادر على إنامتهم المدة الطويلة وإبقائهم على حالهم بال غذاء قادر‬
‫على إحياء الموتى { وأن الساعة ال ريب } شك { فيها إذ } معمول ألعثرنا { يتنازعون } أي المؤمنون‬
‫والكفار { بينهم أمرهم } أمر الفتية في البناء حولهم { فقالوا } أي الكفار { ابنوا عليهم } أي حولهم‬
‫{ بنيانا } يسترهم { ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم } أمر الفتية وهم المؤمنون { لنتخذن عليهم }‬
‫حولهم { مسجدا } يصلى فيه وفعل ذلك على باب الكهف‬

‫(‪)383/1‬‬

‫‪ { - 22‬سيقولون } أي المتنازعون في عدد الفتية في زمن النبي صلى هللا عليه و سلم أي يقول بعضهم هم‬
‫{ ثالثة رابعهم كلبهم ويقولون } أي بعضهم { خمسة سادسهم كلبهم } والقوالن لنصارى نجران { رجما‬
‫بالغيب } أي ظنا في الغيبة عنهم وهو راجع إلى القولين معا ونصبه على المفعول له أي لظنهم ذلك‬
‫{ ويقولون } أي المؤمنون { سبعة وثامنهم كلبهم } الجملة من المبتدأ وخبره صفة سبعة بزيادة الواو وقيل‬
‫تأكيد أو داللة على لصوق الصفة بالموصوف ووصف األولين بالرجم دون الثالث دليل على أنه مرضي‬
‫وصحيح { قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إال قليل } قال ابن عباس أنا من القليل وذكرهم سبعة { فال تمار }‬
‫تجادل { فيهم إال مراء ظاهرا } بما أنزل عليك { وال تستفت فيهم } تطلب الفتيا { منهم } من أهل الكتاب‬
‫اليهود { أحدا } وسأله أهل مكة عن خبر أهل الكهف فقال أخبركم به غدا ولم يقل إن شاء هللا فنزل ‪:‬‬

‫(‪)383/1‬‬

‫‪ { - 23‬وال تقولن لشيء } أي ألجل شيء { إني فاعل ذلك غدا } أي فيما يستقبل من الزمان‬

‫(‪)383/1‬‬

‫‪ { - 24‬إال أن يشاء هللا } أي إال ملتبسا بمشيئة هللا تعالى بأن تقول إن شاء هللا { واذكر ربك } أي مشيئته‬
‫معلقا بها { إذا نسيت } ويكون ذكرها بعد النسيان كذكرها مع القول قال الحسن وغيره ما دام في المجلس‬
‫{ وقل عسى أن يهدين ربي ألقرب من هذا } من خبر أهل الكهف في الداللة على نبوتي { رشدا } هداية وقد‬
‫فعل هللا ذلك‬

‫(‪)383/1‬‬
‫‪ { - 25‬ولبثوا في كهفهم ثالث مائة } بالتنوين { سنين } عطف بيان لثالثمائة وهذه السنون الثالثمائة عند‬
‫أهل الكهف شمسية وتزيد القمرية عليها عند العرب تسع سنين وقد ذكرت في قوله { وازدادوا تسعا } أي‬
‫تسع سنين فالثالثمائة الشمسية ‪ :‬ثالثمائة وتسع قمرية‬

‫(‪)384/1‬‬

‫‪ { - 26‬قل هللا أعلم بما لبثوا } ممن اختلفوا فيه وهو ما تقدم ذكره { له غيب السماوات واألرض } أي علمه‬
‫{ أبصر به } أي باهلل هي صيغة تعجب { وأسمع } به كذلك بمعنى ماأبصره وما أسمعه وهما على جهة‬
‫المجاز والمراد أنه تعالى ال يغيب عن بصره وسمعه شيء { مالهم } ألهل السماوات واألرض { من دونه‬
‫من ولي } ناصر { وال يشرك في حكمه أحدا } ألنه غني عن الشريك‬

‫(‪)384/1‬‬

‫‪ { - 27‬واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك ال مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا } ملجأ‬

‫(‪)384/1‬‬

‫‪ { - 28‬واصبر نفسك } احبسها { مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون } بعبادتهم { وجهه }‬
‫تعالى ال شيئا من أعراض الدنيا وهم الفقراء { وال تعد } تنصرف { عيناك عنهم } عبر بهما عن صاحبهما‬
‫{ تريد زينة الحياة الدنيا وال تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا } أي القرآن هو عيينة بن حصن وأصحابه‬
‫{ واتبع هواه } في الشرك { وكان أمره فرطا } إسرافا‬

‫(‪)384/1‬‬

‫‪ { - 29‬وقل } له وألصحابه هذا القرآن { الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } تهديد لهم { إنا‬
‫أعتدنا للظالمين } أي الكافرين { نارا أحاط بهم سرادقها } ما أحاط بها { وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل }‬
‫كعكر الزيت { يشوي الوجوه } من حره إذا قرب إليها { بئس الشراب } هو { وساءت } أي النار‬
‫{ مرتفقا } تمييز منقول عن الفاعل أي قبح مرتفقها وهو مقابل لقوله اآلتي في الجنة { وحسنت مرتفقا } وإال‬
‫فأي ارتفاق في النار‬

‫(‪)384/1‬‬
‫‪ { - 30‬إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا ال نضيع أجر من أحسن عمال } الجملة خبر إن الذين وفيها‬
‫إقامة الظاهر مقام المضمر والمعنى أجرهم أي نثيبهم بما تضمنه‬

‫(‪)384/1‬‬

‫‪ { - 31‬أولئك لهم جنات عدن } إقامة { تجري من تحتهم األنهار يحلون فيها من أساور } قيل من زائدة‬
‫وقيل للتبعيض وهي جمع أسورة كأحمرة جمع سوار { من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس } ما رق‬
‫من الديباج { وإستبرق } ما غلظ منه وفي آية الرحمن { بطائنها من إستبرق } { متكئين فيها على األرائك }‬
‫جمع أريكة وهي السرير في الحجلة وهي بيت يزين بالثياب والستور للعروس { نعم الثواب } الجزاء الجنة‬
‫{ وحسنت مرتفقا }‬

‫(‪)385/1‬‬

‫‪ { - 32‬واضرب } اجعل { لهم } للكفار مع المؤمنين { مثال رجلين } بدل وهو وما بعده تفسير للمثل‬
‫{ جعلنا ألحدهما } الكافر { جنتين } بستانين { من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا } يقتات به‬

‫(‪)385/1‬‬

‫‪ { - 33‬كلتا الجنتين } كلتا مفرد يدل على التثنية مبتدأ { آتت } خبره { أكلها } ثمرها { ولم تظلم } تنقص‬
‫{ منه شيئا } { وفجرنا } أي شققنا { خاللهما نهرا } يجري بينهما‬

‫(‪)385/1‬‬

‫‪ { - 34‬وكان له } مع الجنتين { ثمر } بفتح الثاء والميم وبضمها وبضم األول وسكون الثاني وهو جمع‬
‫ثمرة كشجرة وشجر وخشبة وخشب وبدنة وبدن { فقال لصاحبه } المؤمن { وهو يحاوره } يفاخره { أنا‬
‫أكثر منك ماال وأعز نفرا } عشيرة‬

‫(‪)385/1‬‬

‫‪ { - 35‬ودخل جنته } بصاحبه يطوف به فيها ويريه أثمارها ولم يقل جنتيه إرادة للروضة وقيل اكتفاء‬
‫بالواحد { وهو ظالم لنفسه } بالكفر { قال ما أظن أن تبيد } تنعدم { هذه أبدا }‬
‫(‪)385/1‬‬

‫‪ { - 36‬وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي } في اآلخرة على زعمك { ألجدن خيرا منها منقلبا }‬
‫مرجعا‬

‫(‪)385/1‬‬

‫‪ { - 37‬قال له صاحبه وهو يحاوره } يجاوبه { أكفرت بالذي خلقك من تراب } ألن آدم خلق منه { ثم من‬
‫نطفة } مني { ثم سواك } عدلك وصيرك { رجال }‬

‫(‪)385/1‬‬

‫‪ { - 38‬لكنا } أصله لكن أنا نقلت حركة الهمزة إلى النون أو حذفت الهمزة ثم أدغمت النون في مثلها { هو }‬
‫ضمير الشأن تفسره الجملة بعده والمعنى أنا أقول { هللا ربي وال أشرك بربي أحدا }‬

‫(‪)385/1‬‬

‫‪ { - 39‬ولوال } هال { إذ دخلت جنتك قلت } عند إعجابك بها هذا { ما شاء هللا ال قوة إال باهلل } وفي الحديث‬
‫[ من أعطي خيرا من أهل أو مال فيقول عند ذلك ما شاء هللا ال قوة إال باهلل لم ير فيه مكروها ] { إن ترن‬
‫أنا } ضمير فصل بين المفعولين { أقل منك ماال وولدا }‬

‫(‪)385/1‬‬

‫‪ { - 40‬فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك } جواب الشرط { ويرسل عليها حسبانا } جمع حسبانة أي‬
‫صواعق { من السماء فتصبح صعيدا زلقا } أرضا ملساء ال يثبت عليها قدم‬

‫(‪)386/1‬‬

‫‪ { - 41‬أو يصبح ماؤها غورا } بمعنى غائرا عطف على يرسل دون تصبح ألن غور الماء ال يتسبب عن‬
‫الصواعق { فلن تستطيع له طلبا } حيلة تدركه بها‬
‫(‪)486/1‬‬

‫‪ { - 42‬وأحيط بثمره } بأوجه الضبط السابقة مع جنته بالهالك فهلكت { فأصبح يقلب كفيه } ندما وتحسرا‬
‫{ على ما أنفق فيها } في عمارة جنته { وهي خاوية } ساقطة { على عروشها } دعائمها للكرم بأن سقطت‬
‫ثم سقط الكرم { ويقول يا } للتنبيه { ليتني لم أشرك بربي أحدا }‬

‫(‪)386/1‬‬

‫‪ { - 43‬ولم تكن } بالتاء والياء { له فئة } جماعة { ينصرونه من دون هللا } عند هالكها { وما كان‬
‫منتصرا } عند هالكها بنفسه‬

‫(‪)386/1‬‬

‫‪ { - 44‬هنالك } أي يوم القيامة { الوالية } بفتح الواو النصرة وبكسرها الملك { هلل الحق } بالرفع صفة‬
‫الوالية وبالجر صفة الجاللة { هو خير ثوابا } من ثواب غيره لو كان يثيب { وخير عقبا } بضم القاف‬
‫وسكونها عاقبة للمؤمنين ونصبهما على التمييز‬

‫(‪)386/1‬‬

‫‪ { - 45‬واضرب } صير { لهم } لقومك { مثل الحياة الدنيا } مفعول أول { كماء } مفعول ثان { أنزلناه‬
‫من السماء فاختلط به } تكاثف بسبب نزول الماء { نبات األرض } أو امتزج الماء بالنبات فروي وحسن‬
‫{ فأصبح } صار النبات { هشيما } يابسا متفرقة أجزاؤه { تذروه } تنثره وتفرقه { الرياح } فتذهب به‬
‫المعنى ‪ :‬شبه الدنيا بنبات حسن فيبس فتكسر ففرقته الرياح وفي قراءة الريح { وكان هللا على كل شيء‬
‫مقتدرا } قادرا‬

‫(‪)386/1‬‬

‫‪ { - 46‬المال والبنون زينة الحياة الدنيا } يتحمل بهما فيها { والباقيات الصالحات } هي سبحان هللا والحمد‬
‫هلل وال إله إال هللا وهللا أكبر زاد بعضهم وال حول وال قوة إال باهلل { خير عند ربك ثوابا وخير أمال } أي ما‬
‫يأمله اإلنسان ويرجوه عند هللا تعالى‬

‫(‪)386/1‬‬
‫‪ { - 47‬و } اذكر { يوم نسير الجبال } يذهب بها عن وجه األرض فتصير هباء منبثا وفي قراءة بالنون‬
‫وكسر الياء ونصب الجبال { وترى األرض بارزة } ظاهرة ليس عليها شيء من جبل وال غيره‬
‫{ وحشرناهم } المؤمنين والكافرين { فلم نغادر } نترك { منهم أحدا }‬

‫(‪)387/1‬‬

‫‪ { - 48‬وعرضوا على ربك صفا } حال أي مصطفين كل أمة صف ويقال لهم { لقد جئتمونا كما خلقناكم‬
‫أول مرة } أي فرادى حفاة عراة عزال ويقال لمنكري البعث { بل زعمتم ألن } مخففة من الثقيلة أي أنه { لن‬
‫نجعل لكم موعدا } للبعث‬

‫(‪)387/1‬‬

‫‪ { - 49‬ووضع الكتاب } كتاب كل امرئ في يمينه من المؤمنين وفي شماله من الكافرين { فترى‬
‫المجرمين } الكافرين { مشفقين } خائفين { مما فيه ويقولون } عند معاينتهم ما فيه من السيئات { يا }‬
‫للتنبيه { ويلتنا } هلكتنا وهو مصدر ال فعل له من لفظه { مال هذا الكتاب ال يغادر صغيرة وال كبيرة } من‬
‫ذنوبنا { إال أحصاها } عدها وأثبتها تعجبوا منه في ذلك { ووجدوا ما عملوا حاضرا } مثبتا في كتابهم { وال‬
‫يظلم ربك أحدا } ال يعاقبه بغير جرم وال ينقص من ثواب مؤمن‬

‫(‪)387/1‬‬

‫‪ { - 50‬وإذ } منصوب بأذكر { قلنا للمالئكة اسجدوا آلدم } سجود انحناء ال وضع جبهة تحية له { فسجدوا‬
‫إال إبليس كان من الجن } قيل هم نوع من المالئكة فاالستثناء متصل وقيل هو منقطع وإبليس هو أبوالجن فله‬
‫ذرية ذكرت معه بعد والمالئكة ال ذرية لهم { ففسق عن أمر ربه } أي خرج عن طاعته بترك السجود‬
‫{ أفتتخذونه وذريته } الخطاب آلدم وذريته والهاء في الموضعين إلبليس { أولياء من دوني } تطيعونهم‬
‫{ وهم لكم عدو } أي أعداء حال { بئس للظالمين بدال } إبليس وذريته في إطاعتهم بدل إطاعة هللا‬

‫(‪)387/1‬‬

‫‪ { - 51‬ما أشهدتهم } أي إبليس وذريته { خلق السماوات واألرض وال خلق أنفسهم } أي لم أحضر بعضهم‬
‫خلق بعض { وما كنت متخذ المضلين } الشياطين { عضدا } أعوانا في الخلق فكيف تطيعونهم ؟‬

‫(‪)387/1‬‬
‫‪ { - 52‬ويوم } منصوب بأذكر { يقول } بالياء والنون { نادوا شركائي } األوثان { الذين زعمتم } ليشفعوا‬
‫لكم بزعمكم { فدعوهم فلم يستجيبوا لهم } لم يجيبوهم { وجعلنا بينهم } بين األوثان وعابديها { موبقا } واديا‬
‫من أودية جهنم يهلكون فيه جميعا وهو من وبق بالفتح هلك‬

‫(‪)387/1‬‬

‫‪ { - 53‬ورأى المجرمون النار فظنوا } أي أيقنوا { أنهم مواقعوها } أي واقعون فيها { ولم يجدوا عنها‬
‫مصرفا } معدال‬

‫(‪)388/1‬‬

‫‪ { - 54‬ولقد صرفنا } بينا { في هذا القرآن للناس من كل مثل } صفة لمحذوف أي مثال من جنس كل مثل‬
‫ليتعظوا { وكان اإلنسان } أي الكافر { أكثر شيء جدال } خصومة في الباطل وهو تمييز منقول من اسم كان‬
‫المعنى ‪ :‬وكان جدل اإلنسان أكثر شيء فيه‬

‫(‪)388/1‬‬

‫‪ { - 55‬وما منع الناس } أي كفار مكة { أن يؤمنوا } مفعول ثان { إذ جاءهم الهدى } القرآن { ويستغفروا‬
‫ربهم إال أن تأتيهم سنة األولين } فاعل أيسنتنا فيهم وهي اإلهالك المقدر عليهم { أو يأتيهم العذاب قبال }‬
‫مقابلة وعيانا وهو القتل يوم بدر وفي قراءة بضمتين جمع قبيل أي أنواعا‬

‫(‪)388/1‬‬

‫‪ { - 56‬وما نرسل المرسلين إال مبشرين } للمؤمنين { ومنذرين } مخوفين للكافرين { ويجادل الذين كفروا‬
‫بالباطل } بقولهم ‪ { :‬أبعث هللا بشرا رسوال } ونحوه { ليدحضوا به } ليبطلوا بجدالهم { الحق } القرآن‬
‫{ واتخذوا آياتي } أي القرآن { وما أنذروا } به ومن النار { هزوا } سخرية‬

‫(‪)388/1‬‬
‫‪ { - 57‬ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه } ما عمل من الكفر والمعاصي‬
‫{ إنا جعلنا على قلوبهم أكنة } أغطية { أن يفقهوه } أي من أن يفهموا القرآن أي فال يفهمونه { وفي آذانهم‬
‫وقرا } ثقال فال يسمعونه { وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا } أي بالجعل المذكور { أبدا }‬

‫(‪)388/1‬‬

‫‪ { - 58‬وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم } في الدنيا { بما كسبوا لعجل لهم العذاب } فيها { بل لهم‬
‫موعد } وهو يوم القيامة { لن يجدوا من دونه موئال } ملجأ‬

‫(‪)388/1‬‬

‫‪ { - 59‬وتلك القرى } أي أهلها كعاد وثمود وغيرهما { أهلكناهم لما ظلموا } كفروا { وجعلنا لمهلكهم }‬
‫إلهالكهم وفي قراءة بفتح الميم أي لهالكهم { موعدا }‬

‫(‪)388/1‬‬

‫‪ { - 60‬و } اذكر { إذ قال موسى } هو ابن عمران { لفتاه } يوشع بن نون كان يتبعه ويخدمه ويأخذ عنه‬
‫العلم { ال أبرح } ال أزال أسير { حتى أبلغ مجمع البحرين } ملتقى بحر الروم وبحر فارس مما يلي المشرق‬
‫أي المكان الجامع لذلك { أو أمضي حقبا } دهرا طويال في بلوغه إن بعد‬

‫(‪)389/1‬‬

‫‪ { - 61‬فلما بلغا مجمع بينهما } بين البحرين { نسيا حوتهما } نسي يوشع حمله عند الرحيل ونسي موسى‬
‫تذكيره { فاتخذ } الحوت { سبيله في البحر } أي جعله بجعل هللا { سربا } أي مثل السرب وهو الشق‬
‫الطويل ال نفاذ له وذلك أن هللا تعالى أمسك عن الحوت جري الماء فانجاب عنه فبقي كالكوة لم يلتئم وجمد ما‬
‫تحته منه‬

‫(‪)389/1‬‬

‫‪ { - 62‬فلما جاوزا } ذلك المكان بالسير إلى وقت الغداء من ثاني يوم { قال } موسى { لفتاه آتنا غداءنا }‬
‫هو ما يؤكل أول النهار { لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا } تعبا وحصوله بعد المجاوزة‬
‫(‪)389/1‬‬

‫‪ { - 63‬قال أرأيت } أي تنبه { إذ أوينا إلى الصخرة } بذلك المكان { فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إال‬
‫الشيطان } يبدل من الهاء { إال تذكرة } بدل اشتمال أي أنساني ذكره { واتخذ } الحوت { سبيله في البحر‬
‫عجبا } مفعول ثان أي يتعجب منه موسى وفتاه لما تقدم في بيانه‬

‫(‪)389/1‬‬

‫‪ { - 64‬قال } موسى { ذلك } أي فقدنا الحوت { ما } أي الذي { كنا نبغ } نطلبه فإنه عالمة لنا على وجود‬
‫من نطلبه { فارتدا } رجعا { على آثارهما } يقصانها { قصصا } فأتيا الصخرة‬

‫(‪)389/1‬‬

‫‪ { - 65‬فوجدا عبدا من عبادنا } هو الخضر { آتيناه رحمة من عندنا } نبوة في قول ووالية في آخر وعليه‬
‫أكثر العلماء { وعلمناه من لدنا } من قبلنا { علما } مفعول ثان أي معلوما من المغيبات روى البخاري حديث‬
‫[ إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم ؟ فقال ‪ :‬أنا فعتب هللا عليه إذ لم يرد العلم إليه‬
‫فأوحى إليه ‪ :‬إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك قال موسى ‪ :‬يا رب كيف لي به قال ‪ :‬تأخذ معك حوتا‬
‫فتجعله في مكتل فحيثما فقدت الحوت فهو ثم فأخذ حوتا فجعله في مكتل ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن‬
‫نون حتى أتيا بالصخرة ووضعا رأسيهما فناما واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر‬
‫{ فاتخذ سبيله في البحر سربا } وأمسك هللا عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق فلما استيقظ نسي‬
‫صاحبه أن يخبره بالحوت فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كانا من الغداة قال موسى لفتاه آتنا غداءنا إلى‬
‫قوله واتخذ سبيله في البحر عجبا قال وكان الحوت عجبا قال وكان للحوت سربا و لموسى ولفتاه عجبا الخ ]‬

‫(‪)389/1‬‬

‫‪ { - 66‬قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا } أي صوابا أرشد به وفي قراءة بضم الراء‬
‫وسكون الشين وسأله ذلك ألن الزيادة في العلم مطلوبة‬

‫(‪)390/1‬‬

‫‪ { - 67‬قال إنك لن تستطيع معي صبرا }‬


‫(‪)390/1‬‬

‫‪ { - 68‬وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا } في الحديث السابق عقب هذه اآلية [ يا موسى إني على علم‬
‫من هللا علمنيه ال تعلمه وأنت على علم من هللا علمكه هللا ال أعلمه ] وقوله خبرا مصدر بمعنى لم تحط أي لم‬
‫تخبر حقيقته‬

‫(‪)390/1‬‬

‫‪ { - 69‬قال ستجدني إن شاء هللا صابرا وال أعصي } أي وغير عاص { لك أمرا } تأمرني به وقيد بالمشيئه‬
‫ألنه لم يكن على ثقة من نفسه فيما التزم وهذه عادة األنبياء واألولياء أن اليثقوا إلى أنفسهم طرفة عين‬

‫(‪)390/1‬‬

‫‪ { - 70‬قال فإن اتبعتني فال تسألني } وفي قراءة بفتح الالم وتشديد النون { عن شيء } تنكره مني في علمك‬
‫واصبر { حتى أحدث لك منه ذكرا } أي أذكره لك بعلته فقبل موسى شرطه رعاية ألدب المتعلم مع العالم‬

‫(‪)390/1‬‬

‫‪ { - 71‬فانطلقا } يمشيان على ساحل البحر { حتى إذا ركبا في السفينة } التي مرت بهما { خرقها } الخضر‬
‫بأن اقتلع لوحا أو لوحين منها من جهة البحر بفأس لما بلغت اللجج { قال } له موسى { أخرقتها لتغرق‬
‫أهلها } وفي قراءة بفتح التحتانية والراء ورفع أهلها { لقد جئت شيئا إمرا } أي عظيما منكرا روي أن الماء‬
‫لم يدخلها‬

‫(‪)390/1‬‬

‫‪ { - 72‬قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا }‬

‫(‪)391/1‬‬
‫‪ { - 73‬قال ال تؤاخذني بما نسيت } أي غفلت عن التسليم لك وترك اإلنكار عليك { وال ترهقني } تكلفني‬
‫{ من أمري عسرا } مشقة في صحبتي إياك أي عاملني فيها بالعفو واليسر‬

‫(‪)391/1‬‬

‫‪ { - 74‬فانطلقا } بعد خروجهما من السفينة يمشيان { حتى إذا لقيا غالما } لم يبلغ الحنث يلعب مع الصبيان‬
‫أحسنهم وجها { فقتله } الخضر بأن ذبحه بالسكين مضطجعا أو اقتلع رأسه بيده أو ضرب رأسه بالجدار‬
‫أقوال وأتى هنا بالفاء العاطفة ألن القتل عقب اللقاء وجواب إذا { قال } له موسى { أقتلت نفسا زكية } أي‬
‫طاهرة لم تبلغ حد التكليف وفي قراءة زكية بتشديد الياء بال ألف { بغير نفس } أي لم تقتل نفسا { لقد جئت‬
‫شيئا نكرا } بسكون الكاف وضمها أي منكرا‬

‫(‪)391/1‬‬

‫‪ { - 75‬قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا } زاد لك على ماقبله لعدم العذر هنا‬

‫(‪)391/1‬‬

‫‪ - 76‬ولهذا { قال إن سألتك عن شيء بعدها } أي بعد هذه المرة { فال تصاحبني } ال تتركني أتبعك { قد‬
‫بلغت من لدني } بالتشديد والتخفيف من قبلي { عذرا } في مفارقتك لي‬

‫(‪)391/1‬‬

‫‪ { - 77‬فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية } هي أنطاكية { استطعما أهلها } طلبا منهم الطعام بضيافة { فأبوا أن‬
‫يضيفوهما فوجدا فيها جدارا } ارتفاعه مائة ذراع { يريد أن ينقض } أي يقرب أن يسقط لميالنه { فأقامه }‬
‫الخضر بيده { قال } له موسى { لو شئت التخذت } وفي قراءة التخذت { عليه أجرا } جعال حيث لم‬
‫يضيفونا مع حاجتنا إلى الطعام‬

‫(‪)391/1‬‬

‫‪ { - 78‬قال } له الخضر { هذا فراق } أي وقت فراق { بيني وبينك } فيه إضافة بين إلى غير متعدد سوغها‬
‫تكريره بالعطف بالواو { سأنبئك } قبل فراقي لك { بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا }‬
‫(‪)391/1‬‬

‫‪ { - 79‬أما السفينة فكانت لمساكين } عشرة { يعملون في البحر } بها مؤاجرة لها طلبا للكسب { فأردت أن‬
‫أعيبها وكان وراءهم } إذا رجعوا أو أمامهم اآلن { ملك } كافر { يأخذ كل سفينة } صالحة { غصبا }‬
‫نصبه على المصدر المبين لنوع األخذ‬

‫(‪)391/1‬‬

‫‪ { - 80‬وأما الغالم فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا } فإنه كما في حديث مسلم طبع كافرا‬
‫ولوعاش ألرهقهما ذلك لمحبتهما له يتبعانه في ذلك‬

‫(‪)392/1‬‬

‫‪ { - 81‬فأردنا أن يبدلهما } بالتشديد والتخفيف { ربهما خيرا منه زكاة } أي صالحا وتقى { وأقرب } منه‬
‫{ رحما } بسكون الحاء وضمها رحمة وهي البر بوالديه فأبدلهما تعالى جارية تزوجت نبيا فولدت نبيا فهدى‬
‫هللا تعالى به أمة‬

‫(‪)392/1‬‬

‫‪ { - 82‬وأما الجدار فكان لغالمين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز } مال مدفون من ذهب وفضة { لهما‬
‫وكان أبوهما صالحا } فحفظا بصالحه في أنفسهما ومالهما { فأراد ربك أن يبلغا أشدهما } أي إيناس‬
‫رشدهما { ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك } مفعول له عامله أراد { وما فعلته } أي ما ذكر من خرق‬
‫السفينة وقتل الغالم وإقامة الجدار { عن أمري } أي اختياري بل بأمر إلهمام من هللا { ذلك تأويل ما لم تسطع‬
‫عليه صبرا } يقال اسطاع واستطاع بمعنى أطاق ففي هذا وما قبله جمع بين اللغتين ونوعت العبارة في ‪:‬‬
‫فأردت فأردنا فأراد ربك‬

‫(‪)392/1‬‬

‫‪ { - 83‬ويسألونك } أي اليهود { عن ذي القرنين } اسمه االسكندر ولم يكن نبيا { قل سأتلو } سأقص‬
‫{ عليكم منه } من حاله { ذكرا } خبرا‬

‫(‪)392/1‬‬
‫‪ { - 84‬إنا مكنا له في األرض } بتسهيل السير فيها { وآتيناه من كل شيء } يحتاج إليه { سببا } طريقا‬
‫يوصله إلى مراده‬

‫(‪)392/1‬‬

‫‪ { - 85‬فأتبع سببا } سلك طريقا نحو الغرب‬

‫(‪)392/1‬‬

‫‪ { - 86‬حتى إذا بلغ مغرب الشمس } موضع غروبها { وجدها تغرب في عين حمئة } ذات حمأة وهي‬
‫الطين األسود وغروبها في العين في رأي العين وإال فهي أعظم من الدنيا { ووجد عندها } أي العين‬
‫{ قوما } كافرين { قلنا يا ذا القرنين } بإلهام { إما أن تعذب } القوم بالقتل { وإما أن تتخذ فيهم حسنا }‬
‫باألسر‬

‫(‪)392/1‬‬

‫‪ { - 87‬قال أما من ظلم } بالشرك { فسوف نعذبه } نقتله { ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا } بسكون‬
‫الكاف وضمها شديدا في النار‬

‫(‪)393/1‬‬

‫‪ { - 88‬وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى } أي الجنة واإلضافة للبيان وفي قراءة بنصب جزاء‬
‫وتنوينه قال الفراء ‪ :‬ونصبه على التفسير أي لجهة النسبة { وسنقول له من أمرنا يسرا } أي نأمره بما يسهل‬
‫عليه‬

‫(‪)393/1‬‬

‫‪ { - 89‬ثم أتبع سببا } نحو المشرق‬

‫(‪)393/1‬‬
‫‪ { - 90‬حتى إذا بلغ مطلع الشمس } موضع طلوعها { وجدها تطلع على قوم } هم الزنج { لم نجعل لهم من‬
‫دونها } أي الشمس { سترا } من لباس وال سقف ألن أرضهم ال تحمل بناء ولهم سروب يغيبون فيها عند‬
‫طلوع الشمس ويظهرون عند ارتفاعها‬

‫(‪)393/1‬‬

‫‪ { - 91‬كذلك } أي األمر كما قلنا { وقد أحطنا بما لديه } أي عند ذي القرنين من اآلالت والجند وغيرهما‬
‫{ خبرا } علما‬

‫(‪)393/1‬‬

‫‪ { - 92‬ثم أتبع سببا }‬

‫(‪)393/1‬‬

‫‪ { - 93‬حتى إذا بلغ بين السدين } بفتح السين وضمها هنا وبعد هما جبالن بمنقطع بالد الترك سد اإلسكندر‬
‫ما بينهما كما سيأتي { وجد من دونهما } أي أمامهما { قوما ال يكادون يفقهون قوال } أي ال يفهمونه إال بعد‬
‫بطء وفي قراءة بضم الياء وكسر القاف‬

‫(‪)393/1‬‬

‫‪ { - 94‬قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج } بالهمز وتركه ‪ :‬هما اسمان أعجميان لقبيلتين فلم ينصرفا‬
‫{ مفسدون في األرض } بالنهب والبغي عند خروجهم إلينا { فهل نجعل لك خرجا } جعال من المال وفي‬
‫قراءة خراجا { على أن تجعل بيننا وبينهم سدا } حاجزا فال يصلون إلينا‬

‫(‪)393/1‬‬

‫‪ { - 95‬قال ما مكني } وفي قراءة بنونين من غير إدغام { فيه ربي } من المال وغيره { خير } من خرجكم‬
‫الذي تجعلونه لي فال حاجة بي إليه وأجعل لكم السد تبرعا { فأعينوني بقوة } لما أطلبه منكم { أجعل بينكم‬
‫وبينهم ردما } حاجزا حصينا‬
‫(‪)393/1‬‬

‫‪ { - 96‬آتوني زبر الحديد } قطعه على قدر الحجارة التي يبنى بها فبنى بها وجعل بينها الحطب والفحم‬
‫{ حتى إذا ساوى بين الصدفين } بضم الحرفين وفتحهما وضم األول وسكون الثاني أي جانبي الجبلين بالبناء‬
‫ووضع المنافخ والنار حول ذلك { قال انفخوا } فنفخوا { حتى إذا جعله } أي الحديد { نارا } أي كالنار‬
‫{ قال آتوني أفرغ عليه قطرا } هوالنحاس المذاب تنازع فيه الفعالن وحذف من األول إلعمال الثاني فأفرغ‬
‫النحاس المذاب على الحديدالمحمي فدخل بين زبره فصارا شيئا واحدا‬

‫(‪)394/1‬‬

‫‪ { - 97‬فما اسطاعوا } أي يأجوج ومأجوج { أن يظهروه } يعلوا ظهره الرتفاعه ومالسته { وما استطاعوا‬
‫له نقبا } لصالبته وسمكه‬

‫(‪)394/1‬‬

‫‪ { - 98‬قال } ذو القرنين { هذا } أي السد أي اإلقدار عليه { رحمة من ربي } نعمة ألنه مانع من خروجهم‬
‫{ فإذا جاء وعد ربي } بخروجهم القريب من البعث { جعله دكاء } مدكوكا مبسوطا { وكان وعد ربي }‬
‫بخروجهم وغيره { حقا } كائنا قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)394/1‬‬

‫‪ { - 99‬وتركنا بعضهم يومئذ } يوم خروجهم { يموج في بعض } يختلط به لكثرتهم { ونفخ في الصور }‬
‫أي القرن للبعث { فجمعناهم } أي الخالئق في مكان واحد يوم القيامة { جمعا }‬

‫(‪)394/1‬‬

‫‪ { - 100‬وعرضنا } قربنا { جهنم يومئذ للكافرين عرضا }‬

‫(‪)394/1‬‬
‫‪ { - 101‬الذين كانت أعينهم } بدل من الكافرين { في غطاء عن ذكري } أي القرآن فهم عمي ال يهتدون به‬
‫{ وكانوا ال يستطيعون سمعا } أي ال يقدرون أن يسمعوا من النبي ما يتلوه عليهم بغضا له فال يؤمنون به‬

‫(‪)394/1‬‬

‫‪ { - 102‬أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي } أي مالئكتي و عيسى و عزيرا { من دوني أولياء } أربابا‬
‫مفعول ثان ليتخذوا والمفعول الثاني لحسب محذوف ‪ -‬المعنى أظنوا أن االتخاذ المذكور ال يغضبني وال‬
‫أعاقبهم عليه ؟ كال ‪ { -‬إنا أعتدنا جهنم للكافرين } هؤالء وغيرهم { نزال } أي هي معدة لهم كالمنزل المعد‬
‫للضيف‬

‫(‪)394/1‬‬

‫‪ { - 103‬قل هل ننبئكم باألخسرين أعماال } تمييز طابق المميز وبينهم بقول ‪:‬‬

‫(‪)395/1‬‬

‫‪ { - 104‬الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا } بطل عملهم { وهم يحسبون } يظنون { أنهم يحسنون صنعا }‬
‫عمال يجازون عليه‬

‫(‪)395/1‬‬

‫‪ { - 105‬أولئك الذين كفروا بآيات ربهم } بدالئل توحيده من القرآن وغيره { ولقائه } أي وبالبعث والحساب‬
‫والثواب والعقاب { فحبطت أعمالهم } بطلت { فال نقيم لهم يوم القيامة وزنا } أي ال نجعل لهم قدرا‬

‫(‪)395/1‬‬

‫‪ { - 106‬ذلك } أي األمر الذي ذكرت من حبوط أعمالهم وغيره وابتدأ { جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا‬
‫آياتي ورسلي هزوا } أي مهزوءا بهما‬

‫(‪)395/1‬‬
‫‪ { - 107‬إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم } في علم هللا { جنات الفردوس } هو وسط الجنة‬
‫وأعالها واإلضافة إليه للبيان { نزال } منزال‬

‫(‪)395/1‬‬

‫‪ { - 108‬خالدين فيها ال يبغون } يطلبون { عنها حوال } تحوال إلى غيرها‬

‫(‪)395/1‬‬

‫‪ { - 109‬قل لو كان البحر } أي ماؤه { مدادا } هو ما يكتب به { لكلمات ربي } الدالة على حكمه وعجائبه‬
‫بأن تكتب به { لنفد البحر } في كتابتها { قبل أن تنفد } بالتاء والياء ‪ :‬تفرغ { كلمات ربي ولو جئنا بمثله }‬
‫أي البحر { مددا } زيادة فيه لنفد ولم تفرغ هي ‪ :‬ونصبه على التمييز‬

‫(‪)395/1‬‬

‫‪ { - 110‬قل إنما أنا بشر } آدمي { مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد } أن المكفوفة بما باقية على‬
‫مصدريتها والمعنى ‪ :‬يوحى إلي وحدانية اإلله { فمن كان يرجو } يأمل { لقاء ربه } بالبعث والجزاء‬
‫{ فليعمل عمال صالحا وال يشرك بعبادة ربه } أي فيها بأن يرائي { أحدا }‬

‫(‪)395/1‬‬

‫سورة مريم‬
‫[ مكية إال سجدتها فمدنية أو إال فخلف من بعدهم خلف اآليتين فمدنيتان وهي ثمان أو تسع وتسعون آية نزلت‬
‫بعد فاطر ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬كهيعص } هللا أعلم بمراده بذلك‬

‫(‪)396/1‬‬

‫‪ { - 2‬ذكر رحمة ربك عبده } مفعول رحمة { زكريا } بيان له‬

‫(‪)396/1‬‬
‫‪ { - 3‬إذ } متعلق برحمة { نادى ربه نداء } مشتمال على دعاء { خفيا } سرا جوف الليل ألنه أسرع لإلجابة‬

‫(‪)396/1‬‬

‫‪ { - 4‬قال رب إني وهن } ضعف { العظم } جميعه { مني واشتعل الرأس } مني { شيبا } تمييز محول‬
‫عن الفاعل أي ‪ :‬انتشر الشيب في شعره كما ينتشر شعاع النار في الحطب وإني أريد أن أدعوك { ولم أكن‬
‫بدعائك } أي ‪ :‬بدعائي إياك { رب شقيا } أي ‪ :‬خائبا فيما مضى فال تخيبني فيما يأتي‬

‫(‪)396/1‬‬

‫‪ { - 5‬وإني خفت الموالي } أي الذين يلوني في النسب كبني العم { من ورائي } أي بعد موتي على الدين أن‬
‫يضيعوه كما شاهدته في بني إسرائيل من تبديل الدين { وكانت امرأتي عاقرا } ال تلد { فهب لي من لدنك }‬
‫من عندك { وليا } إبنا‬

‫(‪)396/1‬‬

‫‪ { - 6‬يرثني } بالجزم جواب األمر وبالرفع صفة وليا { ويرث } بالوجهين { من آل يعقوب } جدي العلم‬
‫والنبوة { واجعله رب رضيا } أي ‪ :‬مرضيا عندك‬
‫قال تعالى في إجابة طلبه االبن الحاصل به رحمته ‪:‬‬

‫(‪)396/1‬‬

‫‪ { - 7‬يا زكريا إنا نبشرك بغالم } يرث كما سألت { اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا } أي مسمى‬
‫بيحيى‬

‫(‪)396/1‬‬

‫‪ { - 8‬قال رب أنى } كيف { يكون لي غالم وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا } من عتا ‪ :‬يبس‬
‫أي نهاية السن مائة وعشرين سنة وبلغت امرأته ثمانية وتسعين سنةوأصل عتي ‪ :‬عتو وكسرت التاء تخفيفا‬
‫وقلبت الواو األولى ياء لمناسبة الكسرة والثانية ياء لتدغم فيها الياء‬
‫(‪)396/1‬‬

‫‪ { - 9‬قال } األمر { كذلك } من خلق غالم منكما { قال ربك هو علي هين } أي ‪ :‬بأن أرد عليك قوة الجماع‬
‫وأفتق رحم امرأتك للعلوق { وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا } قبل خلقك وإلظهار هللا هذه القدرة العظيمة‬
‫ألهمه السؤال ليجاب بما يدل عليها ولما تاقت نفسه إلى سرعة المبشر به ‪:‬‬

‫(‪)397/1‬‬

‫‪ { - 10‬قال رب اجعل لي آية } أي عالمة على حمل امرأتي { قال آيتك } عليه { أن ال تكلم الناس } أي‬
‫تمتنع من كالمهم بخالف ذكر هللا { ثالث ليال } أي بأيامها كما في آل عمران ‪ :‬ثالثة أيام { سويا } حال من‬
‫فاعل تكلم أي بال علة‬

‫(‪)397/1‬‬

‫‪ { - 11‬فخرج على قومه من المحراب } أي المسجد وكانوا ينتظرون فتحه ليصلوا فيه بأمره على العادة‬
‫{ فأوحى } أشار { إليهم أن سبحوا } صلوا { بكرة وعشيا } أوائل النهار وأواخره على العادة فعلم بمنعه‬
‫من كالمهم حملها بيحيى وبعد والدته بسنتين قال هللا تعالى له ‪:‬‬

‫(‪)397/1‬‬

‫‪ { - 12‬يا يحيى خذ الكتاب } أي التوراة { بقوة } بجد { وآتيناه الحكم } النبوة { صبيا } ابن ثالث سنين‬

‫(‪)397/1‬‬

‫‪ { - 13‬وحنانا } رحمة للناس { من لدنا } من عندنا { وزكاة } صدقة عليهم { وكان تقيا } روي أنه لم‬
‫يعمل خطيئة ولم يهم بها‬

‫(‪)397/1‬‬

‫‪ { - 14‬وبرا بوالديه } أي محسنا إليهما { ولم يكن جبارا } متكبرا { عصيا } عاصيا لربه‬
‫(‪)397/1‬‬

‫‪ { - 15‬وسالم } منا { عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا } أي في هذه األيام المخوفة التي يرى مالم‬
‫يره قبلها فهو آمن من فيها‬

‫(‪)397/1‬‬

‫‪ { - 16‬واذكر في الكتاب } القرآن { مريم } أي خبرها { إذا } حين { انتبذت من أهلها مكانا شرقيا } أي‬
‫اعتزلت في مكان نحو الشرق من الدار‬

‫(‪)397/1‬‬

‫‪ { - 17‬فاتخذت من دونهم حجابا } أرسلت سترا تستتر به لتفلي رأسها أو ثيابها أو تغتسل من حيضها‬
‫{ فأرسلنا إليها روحنا } جبريل { فتمثل لها } بعد لبسها ثيابها { بشرا سويا } تام الخلق‬

‫(‪)397/1‬‬

‫‪ { - 18‬قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا } فتنتهي عني بتعوذي‬

‫(‪)398/1‬‬

‫‪ { - 19‬قال إنما أنا رسول ربك ألهب لك غالما زكيا } بالنبوة‬

‫(‪)398/1‬‬

‫‪ { - 20‬قالت أنى يكون لي غالم ولم يمسسني بشر } بتزوج { ولم أك بغيا } زانية‬

‫(‪)398/1‬‬
‫‪ { - 21‬قال } األمر { كذلك } من خلق غالم منك من غير أب { قال ربك هو علي هين } أي ‪ :‬بأن ينفخ‬
‫بأمري جبريل فيك فتحملي به ولكون ما ذكر في معنى العلة عطف عليه { ولنجعله آية للناس } على قدرتنا‬
‫{ ورحمة منا } لمن آمن به { وكان } خلقه { أمرا مقضيا } به في علمي فنفخ جبريل في جيب درعها‬
‫فأحست بالحمل في بطنها مصورا‬

‫(‪)398/1‬‬

‫‪ { - 22‬فحملته فانتبذت } تنحت { به مكانا قصيا } بعيدا عن أهلها‬

‫(‪)398/1‬‬

‫‪ { - 23‬فأجاءها } جاء بها { المخاض } وجع الوالدة { إلى جذع النخلة } لتعتمد عليه فولدت والحمل‬
‫والتصوير والوالدة في ساعة { قالت يا } للتنبيه { ليتني مت قبل هذا } األمر { وكنت نسيا منسيا } شيئا‬
‫متروكا ال يعرف وال يذكر‬

‫(‪)398/1‬‬

‫‪ { - 24‬فناداها من تحتها } أي ‪ :‬جبريل وكان أسفل منها { أن ال تحزني قد جعل ربك تحتك سريا } نهر ماء‬
‫كان قد انقطع‬

‫(‪)398/1‬‬

‫‪ { - 25‬وهزي إليك بجذع النخلة } كانت يابسة والباء زائدة { تساقط } أصله بتاءين قلبت الثانية سينا‬
‫وأدغمت في السين وفي قراءة تركها { عليك رطبا } تمييز { جنيا } صفته‬

‫(‪)398/1‬‬

‫‪ { - 26‬فكلي } من الرطب { واشربي } من السري { وقري عينا } بالولد تمييز محول من الفاعل أي ‪ :‬لتقر‬
‫عينك به أي ‪ :‬تسكن فال تطمح إلى غيره { فإما } فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة { ترين } حذفت‬
‫منه الم الفعل وعينه وألقيت حركتها على الراء وكسرت ياء الضمير إللتقاء الساكنين { من البشر أحدا }‬
‫فيسألك عن ولدك { فقولي إني نذرت للرحمن صوما } أي إمساكا عن الكالم في شأنه وغيره من األناسي‬
‫بدليل { فلن أكلم اليوم إنسيا } أي بعد ذلك‬
‫(‪)398/1‬‬

‫‪ { - 27‬فأتت به قومها تحمله } حال فرأوه { قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا } عظيما حيث أتيت بولد من‬
‫غير أب‬

‫(‪)399/1‬‬

‫‪ { - 28‬يا أخت هارون } وهو رجل صالح أي ‪ :‬سا شبيهته في العفة { ما كان أبوك امرأ سوء } أي ‪ :‬زانيا‬
‫{ وما كانت أمك بغيا } أي ‪ :‬زانية فمن أين لك هذا الولد‬

‫(‪)399/1‬‬

‫‪ { - 29‬فأشارت } لهم { إليه } أن كلموه { قالوا كيف نكلم من كان } أي وجد { في المهد صبيا }‬

‫(‪)399/1‬‬

‫‪ { - 30‬قال إني عبد هللا آتاني الكتاب } أي ‪ :‬اإلنجيل { وجعلني نبيا }‬

‫(‪)399/1‬‬

‫‪ { - 31‬وجعلني مباركا أين ما كنت } أي ‪ :‬نفاعا للناس إخبار بما كتب له { وأوصاني بالصالة والزكاة }‬
‫أمرني بهما { ما دمت حيا }‬

‫(‪)399/1‬‬

‫‪ { - 32‬وبرا بوالدتي } منصوب بجعلني مقدرا { ولم يجعلني جبارا } متعاظما { شقيا } عاصيا لربه‬

‫(‪)399/1‬‬
‫‪ { - 33‬والسالم } من هللا { علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا } يقال فيه ما تقدم في السيد يحيى‬

‫(‪)399/1‬‬

‫‪ - 34‬قال تعالى { ذلك عيسى ابن مريم قول الحق } بالرفع خبر مبتدأ مقدر أي ‪ :‬قول ابن مريم وبالنصب‬
‫بتقدير قلت والمعنى القول الحق { الذي فيه يمترون } من المرية أي ‪ :‬يشكون وهم النصارى ‪ :‬قالوا إن‬
‫عيسى ابن هللا كذبوا ‪:‬‬

‫(‪)399/1‬‬

‫‪ { - 35‬ما كان هلل أن يتخذ من ولد سبحانه } تنزيها له عن ذلك { إذا قضى أمرا } أي ‪ :‬أراد أن يحدثه‬
‫{ فإنما يقول له كن فيكون } بالرفع بتقدير هو وبالنصب بتقدير أن ومن ذلك خلق عيسى من غير أب‬

‫(‪)399/1‬‬

‫‪ { - 36‬وإن هللا ربي وربكم فاعبدوه } بفتح أن بتقدير اذكر وبكسرها بتقدير قل بدليل { ما قلت لهم إال ما‬
‫أمرتني به أن اعبدوا هللا ربي وربكم } { هذا } المذكور { صراط } طريق { مستقيم } مؤد إلى الجنة‬

‫(‪)399/1‬‬

‫‪ { - 37‬فاختلف األحزاب من بينهم } أي النصارى في عيسى أهو ابن هللا أو إله معه أو ثالث ثالثة { فويل }‬
‫فشدة عذاب { للذين كفروا } بما ذكر وغيره { من مشهد يوم عظيم } أي ‪ :‬حضور يوم القيامة وأهواله‬

‫(‪)399/1‬‬

‫‪ { - 38‬أسمع بهم وأبصر } بهم صيغتا تعجب بمعنى ما أسمعهم وما أبصرهم { يوم يأتوننا } وفي اآلخرة‬
‫{ لكن الظالمون } من إقامة الظاهر مقام المضمر { اليوم } أي ‪ :‬في الدنيا { في ضالل مبين } أي بين به‬
‫صموا عن سماع الحق وعموا عن إبصاره أي ‪ :‬إعجب منهم يا مخاطب في سمعهم وإبصارهم في اآلخرة بعد‬
‫أن كانوا في الدنيا صما عميا‬

‫(‪)400/1‬‬
‫‪ { - 39‬وأنذرهم } خوف يا محمد كفار مكة { يوم الحسرة } هو يوم القيامة يتحسر فيه المسيء على ترك‬
‫اإلحسان في الدنيا { إذ قضي األمر } لهم فيه بالعذاب { وهم } في الدنيا { في غفلة } عنه { وهم ال‬
‫يؤمنون } به‬

‫(‪)400/1‬‬

‫‪ { - 40‬إنا نحن } تأكيد { نرث األرض ومن عليها } من العقالء وغيرهم بإهالكهم { وإلينا يرجعون } فيه‬
‫للجزاء‬

‫(‪)400/1‬‬

‫‪ { - 41‬واذكر } لهم { في الكتاب إبراهيم } أي ‪ :‬خبره { إنه كان صديقا } مبالغا في الصدق { نبيا } ويبدل‬
‫من خبره‬

‫(‪)400/1‬‬

‫‪ { - 42‬إذ قال ألبيه } آزر { يا أبت } التاء عوض عن ياء اإلضافة وال يجمع بينهما وكان يعبد األصنام { لم‬
‫تعبد ما ال يسمع وال يبصر وال يغني عنك } ال يكفيك { شيئا } من نفع أو ضر‬

‫(‪)400/1‬‬

‫‪ { - 43‬يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا } طريقا { سويا } مستقيما‬

‫(‪)400/1‬‬

‫‪ { - 44‬يا أبت ال تعبد الشيطان } بطاعتك إياه في عبادة األصنام { إن الشيطان كان للرحمن عصيا } كثير‬
‫العصيان‬

‫(‪)400/1‬‬
‫‪ { - 45‬يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن } إن لم تتب { فتكون للشيطان وليا } ناصرا وقرينا‬
‫في النار‬

‫(‪)400/1‬‬

‫‪ { - 46‬قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم } فتعيبها { لئن لم تنته } عن التعرض لها { ألرجمنك }‬
‫بالحجارة أو بالكالم القبيح فاحذرني { واهجرني مليا } دخرا طويال‬

‫(‪)400/1‬‬

‫‪ { - 47‬قال سالم عليك } مني أي ال أصيبك بمكروه { سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا } من حفي أي‬
‫بارا فيجيب دعائي وقد أوفى بوعده المذكور في الشعراء { واغفر ألبي } وهذا قبل أن يتبين له أنه عدو هلل‬
‫كما ذكره في براءة‬

‫(‪)400/1‬‬

‫‪ { - 48‬وأعتزلكم وما تدعون } تعبدون { من دون هللا وأدعو } أعبد { ربي عسى أ } ن { ال أكون بدعاء‬
‫ربي } بعبادته { شقيا } كما شقيتم بعبادة األصنام‬

‫(‪)401/1‬‬

‫‪ { - 49‬فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون هللا } بأن ذهب الىاألرض المقدسة { وهبنا له } ابنين يأنس بهما‬
‫{ إسحاق ويعقوب وكال } منهما { جعلنا نبيا }‬

‫(‪)401/1‬‬

‫‪ { - 50‬ووهبنا لهم } للثالثة { من رحمتنا } المال والولد { وجعلنا لهم لسان صدق عليا } رفيعا هو الثناء‬
‫الحسن في جميع أهل األديان‬

‫(‪)401/1‬‬
‫‪ { - 51‬واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا } بكسر الالم وفتحها من أخلص في عبادته وخلصه هللا من‬
‫الدنس { وكان رسوال نبيا }‬

‫(‪)401/1‬‬

‫‪ { - 52‬وناديناه } بقول { يا موسى إني أنا هللا } { من جانب الطور } اسم جبل { األيمن } أي الذي يلي‬
‫يمين موسى حين أقبل من مدين { وقربناه نجيا } مناجيا بأن أسمعه هللا تعالى كالمه‬

‫(‪)401/1‬‬

‫‪ { - 53‬ووهبنا له من رحمتنا } نعمتنا { أخاه هارون } بدل أو عطف بيان { نبيا } حال هي المقصودة‬
‫بالهبة إجابة لسؤاله أن يرسل أخاه معه وكان أسن منه‬

‫(‪)401/1‬‬

‫‪ { - 54‬واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد } لم يعد شيئا إال وفى به وانتظر من وعده ثالثة أيام‬
‫أو حوال حتى رجع إليه في مكانه { وكان رسوال } إلى جرهم { نبيا }‬

‫(‪)401/1‬‬

‫‪ { - 55‬وكان يأمر أهله } أي قومه { بالصالة والزكاة وكان عند ربه مرضيا } أصله مرضوو قلبت الواوان‬
‫يائين والضمة كسرة‬

‫(‪)401/1‬‬

‫‪ { - 56‬واذكر في الكتاب إدريس } هو جد أبي نوح { إنه كان صديقا نبيا }‬

‫(‪)401/1‬‬
‫‪ { - 57‬ورفعناه مكانا عليا } هو حي في السماء الرابعة أو السادسة أو السابعة أو في الجنة أدخلها بعد أن‬
‫أذيق الموت وأحيي ولم يخرج منها‬

‫(‪)401/1‬‬

‫‪ { - 58‬أولئك } مبتدأ { الذين أنعم هللا عليهم } صفة له { من النبيين } بيان له وهو في معنى الصفة وما‬
‫بعده إلى جملة الشرط صفة للنبيين فقوله { من ذرية آدم } أي إدريس { وممن حملنا مع نوح } في السفينةأي‬
‫إبراهيم ابن ابنه سام { ومن ذرية إبراهيم } أي إسماعيل وإسحاق ويعقوب { و } من ذرية { إسرائيل } هو‬
‫يعقوب أي موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى { وممن هدينا واجتبينا } أي من جملتهم وخبر أولئك‬
‫{ إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا و بكيا } جمع ساجد وباك أي فكونوا مثلهم وأصل بكي بكوي‬
‫قلبت الواو يا والضمة كسرة‬

‫(‪)401/1‬‬

‫‪ { - 59‬فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصالة } بتركها كاليهود والنصارى { واتبعوا الشهوات } من‬
‫المعاصي { فسوف يلقون غيا } هو واد في جهنم أي يقعون فيه‬

‫(‪)402/1‬‬

‫‪ { - 60‬إال } لكن { من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة وال يظلمون } ينقصون { شيئا } من‬
‫ثوابهم‬

‫(‪)402/1‬‬

‫‪ { - 61‬جنات عدن } إقامة بدل من الجنة { التي وعد الرحمن عباده بالغيب } حال أي غائبين عنها { إنه‬
‫كان وعده } أي موعوده { مأتيا } بمعنى آتيا وأصله مأتوي أو موعوده هنا الجنة يأتيه أهله‬

‫(‪)402/1‬‬

‫‪ { - 62‬ال يسمعون فيها لغوا } من الكالم { إال } لكن يسمعون { سالما } من المالئكة عليهم أو من بعضهم‬
‫على بعض { ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا } أي على قدرهما في الدنيا وليس في الجنة نهار وال ليل بل‬
‫ضوء ونور أبدا‬
‫(‪)402/1‬‬

‫‪ { - 63‬تلك الجنة التي نورث } نعطي وننزل { من عبادنا من كان تقيا } بطاعته ونزل لما تأخر الوحي‬
‫أياما وقال النبي صلى هللا عليه و سلم لجبريل ‪ [ :‬ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا ؟ ]‬

‫(‪)402/1‬‬

‫‪ { - 64‬وما نتنزل إال بأمر ربك له ما بين أيدينا } أي أمامنا من أمور اآلخرة { وما خلفنا } من أمور الدنيا‬
‫{ وما بين ذلك } أي ‪ :‬ما يكون في هذاالوقت إلى قيام الساعة أي له علم ذلك جميعه { وما كان ربك نسيا }‬
‫بمعنى ناسيا أي ‪ :‬تاركا لك بتأخير الوحي عنك‬

‫(‪)402/1‬‬

‫‪ - 65‬هو { رب } مالك { السماوات واألرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته } أي ‪ :‬اصبر عليها { هل‬
‫تعلم له سميا } أي مسمىبذلك ؟ ال‬

‫(‪)402/1‬‬

‫‪ { - 66‬ويقول اإلنسان } المنكر للبعث أبي بن خلف أو الوليد بن المغيرة النازل فيه اآلية ‪ { :‬أإذا } بتحقيق‬
‫الهمزة الثانية وتسهيلها وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين األخرى { ما مت لسوف أخرج حيا } من القبر كما‬
‫يقول محمد فاالستفهام بمعنى النفي أي ‪ :‬ال أحيا بعد الموت وما زائدة للتأكيد وكذا الالم ورد عليه بقوله‬
‫تعالى ‪:‬‬

‫(‪)403/1‬‬

‫‪ { - 67‬يوم يتذكر اإلنسان } أصله يتذكر أبدلت التاء ذاال وأدغمت في الذال وفي قراءة تركها وسكون الذال‬
‫وضم الكاف { أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا } فيستدل باالبتداء على اإلعادة‬

‫(‪)403/1‬‬
‫‪ { - 68‬فوربك لنحشرنهم } أي المنكرين للبعث { والشياطين } أي نجمع كال منهم وشيطانه في سلسلة { ثم‬
‫لنحضرنهم حول جهنم } من خارجها { جثيا } على الركب جمع جاث وأصله جثوو أو جثوي من جثا يجثو‬
‫أو يجثي لغتان‬

‫(‪)403/1‬‬

‫‪ { - 69‬ثم لننزعن من كل شيعة } فرقة منهم { أيهم أشد على الرحمن عتيا } جراءة‬

‫(‪)403/1‬‬

‫‪ { - 70‬ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها } أحق بجهنم األشد وغيره منهم { صليا } دخوال واحتراقا فنبدأ بهم‬
‫وأصله صلوي من صلي بكسر الالم وفتحها‬

‫(‪)403/1‬‬

‫‪ { - 71‬وإن } أي ما { منكم } أحد { إال واردها } أي داخل جهنم { كان على ربك حتما مقضيا } حتمه‬
‫وقضى به ال يتركه‬

‫(‪)403/1‬‬

‫‪ { - 72‬ثم ننجي } مشددا ومخففا { الذين اتقوا } الشرك والكفر منها { ونذر الظالمين } بالشرك والكفر‬
‫{ فيها جثيا } على الركب‬

‫(‪)403/1‬‬

‫‪ { - 73‬وإذا تتلى عليهم } أي المؤمنين والكافرين { آياتنا } من القرآن { بينات } واضحات حال { قال‬
‫الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين } نحن وأنتم { خير مقاما } منزال ومسكنا بالفتح من قام وبالضم من أقام‬
‫{ وأحسن نديا } بمعنى النادي وهو مجتمع القوم يتحدثون فيه يعنون نحن فنكون خيرا منكم قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)403/1‬‬
‫‪ { - 74‬وكم } أي كثيرا { أهلكنا قبلهم من قرن } أي أمة من األمم الماضية { هم أحسن أثاثا } ماال ومتاعا‬
‫{ ورئيا } منظرا من الرؤية فكما أهلكناهم لكفرهم نهلك هؤالء‬

‫(‪)403/1‬‬

‫‪ { - 75‬قل من كان في الضاللة } شرط جوابه { فليمدد } بمعنى الخبر أي يمد { له الرحمن مدا } في الدنيا‬
‫يستدرجه { حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب } كالقتل واألسر { وإما الساعة } المشتملة على جهنم‬
‫فيدخلونها { فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا } أعوانا أهم أم المؤمنون وجندهم الشياطين وجند‬
‫المؤمنين عليهم المالئكة‬

‫(‪)404/1‬‬

‫‪ { - 76‬ويزيد هللا الذين اهتدوا } باإليمان { هدى } بما ينزل عليهم من اآليات { والباقيات الصالحات } هي‬
‫الطاعةتبقى لصاحبها { خير عند ربك ثوابا وخير مردا } أي ما يرد إليه ويرجع‬
‫بخالف أعمال الكفار والخيرية هنا في مقابلة قولهم أي الفريقين خير مقاما‬

‫(‪)404/1‬‬

‫‪ { - 77‬أفرأيت الذي كفر بآياتنا } العاصي بن وائل { وقال } لخباب بن األرت القائل له تبعث بعد الموت‬
‫والمطالب له بمال { ألوتين } علىتقدير البعث { ماال وولدا } فأقضيك قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)404/1‬‬

‫‪ { - 78‬أطلع الغيب } أي أعلمه وأن يؤتى ما قاله واستغنى بهمزة اإلستفهام عن همزة الوصل فحذفت { أم‬
‫اتخذ عند الرحمن عهدا } بأن يؤتى ما قاله‬

‫(‪)404/1‬‬

‫‪ { - 79‬كال } أي ال يؤتى ذلك { سنكتب } نأمر بكتب { ما يقول ونمد له من العذاب مدا } نزيده بذلك عذابا‬
‫فوق عذاب كفره‬

‫(‪)404/1‬‬
‫‪ { - 80‬ونرثه ما يقول } من المال والولد { ويأتينا } يوم القيامة { فردا } ال مال له وال ولد‬

‫(‪)404/1‬‬

‫‪ { - 81‬واتخذوا } أي كفار مكة { من دون هللا } األوثان { آلهة } يعبدونهم { ليكونوا لهم عزا } شفعاء عند‬
‫هللا بأن ال يعذبوا‬

‫(‪)404/1‬‬

‫‪ { - 82‬كال } أي ال مانع من عذابهم { سيكفرون } أي اآللهة { بعبادتهم } أي ينفونها كما في آية أخرى‬
‫{ ما كانوا إيانا يعبدون } { ويكونون عليهم ضدا } أعوانا وأعداء‬

‫(‪)404/1‬‬

‫‪ { - 83‬ألم تر أنا أرسلنا الشياطين } سلطناهم { على الكافرين تؤزهم } تهيجهم إلى المعاصي { أزا }‬

‫(‪)404/1‬‬

‫‪ { - 84‬فال تعجل عليهم } بطلب العذاب { إنما نعد لهم } األيام والليالي أو األنفاس { عدا } إلى وقت عذابهم‬

‫(‪)404/1‬‬

‫‪ - 85‬اذكر { يوم نحشر المتقين } بإيمانهم { إلى الرحمن وفدا } جمع وافد بمعنى ‪ :‬راكب‬

‫(‪)405/1‬‬

‫‪ { - 86‬ونسوق المجرمين } بكفرهم { إلى جهنم وردا } جمع وارد بمعنىماش عطشان‬
‫(‪)405/1‬‬

‫‪ { - 87‬ال يملكون } أي الناس { الشفاعة إال من اتخذ عند الرحمن عهدا } أي شهادة أن ال إله إال هللا وال‬
‫حول وال قوة إال باهلل‬

‫(‪)405/1‬‬

‫‪ { - 88‬وقالوا } أي اليهود والنصارى ومن زعم أن المالئكة بنات هللا { اتخذ الرحمن ولدا } قال تعالى لهم ‪:‬‬

‫(‪)405/1‬‬

‫‪ { - 89‬لقد جئتم شيئا إدا } أي منكرا عظيما‬

‫(‪)405/1‬‬

‫‪ { - 90‬تكاد } بالتاء والياء { السماوات يتفطرن } بالتاء وتشديد الطاء باإلنشقاق وفي قراءة بالنون { منه‬
‫وتنشق األرض وتخر الجبال هدا } أي تنطبق عليهم من أجل ‪:‬‬

‫(‪)405/1‬‬

‫‪ { - 91‬أن دعوا للرحمن ولدا } قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)405/1‬‬

‫‪ { - 92‬وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا } أي ما يليق به ذلك‬

‫(‪)405/1‬‬
‫‪ { - 93‬وإن } أي ما { كل من في السماوات واألرض إال آتي الرحمن عبدا } ذليال خاضعا يوم القيامة منهم‬
‫عزير وعيسى‬

‫(‪)405/1‬‬

‫‪ { - 94‬لقد أحصاهم وعدهم عدا } فال يخفى عليه مبلغ جميعهم وال واحد منهم‬

‫(‪)405/1‬‬

‫‪ { - 95‬وكلهم آتيه يوم القيامة فردا } بال مال وال ننصير يمنعه‬

‫(‪)405/1‬‬

‫‪ { - 96‬إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا } فيما بينهم يتوادون ويتحابون ويحبهم هللا‬
‫تعالى‬

‫(‪)405/1‬‬

‫‪ { - 97‬فإنما يسرناه } أي القرآن { بلسانك } العربي { لتبشر به المتقين } الفائزين باإليمان { وتنذر }‬
‫تخوف { به قوما لدا } جمع ألد أي جدل بالباطل وهم كفار مكة‬

‫(‪)405/1‬‬

‫‪ { - 98‬وكم } أي كثيرا { أهلكنا قبلهم من قرن } أي أمة من األمم الماضية بتكذيبهم الرسل { هل تحس }‬
‫تجد { منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا } صوتا خفيا ؟ ال فكما أهلكنا أولئك نهلك هؤالء‬

‫(‪)405/1‬‬

‫سورة طه‬
‫[ مكية إال آيتي ‪ 120‬و‪ 121‬فمدنيتان وآياتها ‪ 135‬أو أربعون أو واثنتان نزلت بعد مريم ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬طه } هللا أعلم بمراده بذلك‬

‫(‪)406/1‬‬

‫‪ { - 2‬ما أنزلنا عليك القرآن } يا محمد { لتشقى } لتتعب بما فعلت بعد نزوله من طول قيامك بصالة الليل‬
‫أي خفف عن نفسك‬

‫(‪)406/1‬‬

‫‪ { - 3‬إال } لكن أنزلناه { تذكرة } به { لمن يخشى } يخاف هللا‬

‫(‪)406/1‬‬

‫‪ { - 4‬تنزيال } بدل من اللفظ بفعله الناصب له { ممن خلق األرض والسماوات العلى } جمع عليا ككبرى‬
‫وكبر‬

‫(‪)406/1‬‬

‫‪ - 5‬هو { الرحمن على العرش } وهو في اللغة سرير الملك { استوى } استواء يليق به‬

‫(‪)406/1‬‬

‫‪ { - 6‬له ما في السماوات وما في األرض وما بينهما } من المخلوقات { وما تحت الثرى } هو التراب الندي‬
‫والمراد األرضون السبع ألنها تحته‬

‫(‪)406/1‬‬

‫‪ { - 7‬وإن تجهر بالقول } في ذكر أو دعاء فاهلل غني عن الجهر به { فإنه يعلم السر وأخفى } منه ‪ :‬أي ما‬
‫حدثت به النفس وما خطر ولم تحدث به فال تجهد نفسك بالجهر‬
‫(‪)406/1‬‬

‫‪ { - 8‬هللا ال إله إال هو له األسماء الحسنى } التسعة والتسعون الوارد بها الحديث والحسنى مؤنث األحسن‬

‫(‪)406/1‬‬

‫‪ { - 9‬وهل } قد { أتاك حديث موسى }‬

‫(‪)406/1‬‬

‫‪ { - 10‬إذ رأى نارا فقال ألهله } المرأته { امكثوا } هنا وذلك في مسيره من مدين طالبا مصر { إني‬
‫آنست } أبصرت { نارا لعلي آتيكم منها بقبس } بشعلة في رأس فتيلة أو عود { أو أجد على النار هدى } أي‬
‫هاديا يدلني على الطريق وكان أخطأهم لظلمة الليل وقال لعل لعدم الجزم بوفاء الوعد‬

‫(‪)406/1‬‬

‫‪ { - 11‬فلما أتاها } وهي شجرة عوسج { نودي يا موسى }‬

‫(‪)407/1‬‬

‫‪ { - 12‬إني } بكسر الهمزة بتأويل نودي بقيل وبفتحها بتقدير الباء { أنا } تأكيد لياء المتكلم { ربك فاخلع‬
‫نعليك إنك بالواد المقدس } المطهر أو المبارك { طوى } بدل أو عطف بيان بالتنوين وتركه مصروف‬
‫باعتبار المكان وغير مصروف للتأنيث باعتبار البقعة مع العلمية‬

‫(‪)407/1‬‬

‫‪ { - 13‬وأنا اخترتك } من قومك { فاستمع لما يوحى } إليك مني‬

‫(‪)407/1‬‬
‫‪ { - 14‬إنني أنا هللا ال إله إال أنا فاعبدني وأقم الصالة لذكري } فيها‬

‫(‪)407/1‬‬

‫‪ { - 15‬إن الساعة آتية أكاد أخفيها } عن الناس ويظهر لهم قربها بعالماتها { لتجزى } فيها { كل نفس بما‬
‫تسعى } به من خير أو شر‬

‫(‪)407/1‬‬

‫‪ { - 16‬فال يصدنك } يصرفنك { عنها } أي عن اإليمان بها { من ال يؤمن بها واتبع هواه } في إنكارها‬
‫{ فتردى } أي فتهلك إن صددت عنها‬

‫(‪)407/1‬‬

‫‪ { - 17‬وما تلك } كائنة { بيمينك يا موسى } االستفهام للتقرير ليرتب عليه المعجزة فيها‬

‫(‪)407/1‬‬

‫‪ { - 18‬قال هي عصاي أتوكأ } أعتمد { عليها } عند الوثوب والمشي { وأهش } أخبط ورق الشجر‬
‫{ بها } ليسقط { على غنمي } فتأكله { ولي فيها مآرب } جمع مأربة مثلث الراء أي ‪ :‬حوائج { أخرى }‬
‫كحمل الزاد والسقاء وطرد الهوام زاد في الجواب بيان حاجاته بها‬

‫(‪)407/1‬‬

‫‪ { - 19‬قال ألقها يا موسى }‬

‫(‪)407/1‬‬
‫‪ { - 20‬فألقاها فإذا هي حية } ثعبان عظيم { تسعى } تمشي على بطنها سريعا كسرعة الثعبان الصغير‬
‫المسمى بالجان المعبر به فيها في آية أخرى‬

‫(‪)407/1‬‬

‫‪ { - 21‬قال خذها وال تخف } منها { سنعيدها سيرتها } منصوب بنزع الخافض أي ‪ :‬إلى حالتها { األولى }‬
‫فأدخل يده في فمها فعادت عصا فتبين أن موضع اإلدخال موضع مسكها بين شعبتيها وأري ذلك السيد موسى‬
‫لئال يجزع إذا انقلبت حية لدى فرعون‬

‫(‪)407/1‬‬

‫‪ { - 22‬واضمم يدك } اليمنى بمعنى الكف { إلى جناحك } أي جنبك األيسر تحت العضد إلى اإلبط‬
‫وأخرجها { تخرج } خالف ما كانت عليه من األدمة { بيضاء من غير سوء } أي برص تضيء كشعاع‬
‫الشمس تغشى البصر { آية أخرى } وهي بيضاء حاالن من ضمير تخرج‬

‫(‪)407/1‬‬

‫‪ { - 23‬لنريك } بها إذا فعلت ذلك إلظهارها { من آياتنا } اآلية { الكبرى } أي العظمى على رسالتك وإذا‬
‫أراد عودها إلى حالتها األولى ضمها إلى جناحه كما تقدم وأخرجها‬

‫(‪)408/1‬‬

‫‪ { - 24‬اذهب } رسوال { إلى فرعون } ومن معه { إنه طغى } جاوز الحد في كفره إلى ادعاء اإللهية‬

‫(‪)408/1‬‬

‫‪ { - 25‬قال رب اشرح لي صدري } وسعه لتحمل الرسالة‬

‫(‪)408/1‬‬
‫‪ { - 26‬ويسر } سهل { لي أمري } ألبلغها‬

‫(‪)408/1‬‬

‫‪ { - 27‬واحلل عقدة من لساني } حدثت من احتراقه بجمرة وضعها بفيه وهو صغير‬

‫(‪)408/1‬‬

‫‪ { - 28‬يفقهوا } يفهموا { قولي } عند تبليغ الرسالة‬

‫(‪)408/1‬‬

‫‪ { - 29‬واجعل لي وزيرا } معينا عليها { من أهلي }‬

‫(‪)408/1‬‬

‫‪ { - 30‬هارون } مفعول ثاني { أخي } عطف بيان‬

‫(‪)408/1‬‬

‫‪ { - 31‬اشدد به أزري } ظهري‬

‫(‪)408/1‬‬

‫‪ { - 32‬وأشركه في أمري } أي الرسالة والفعالن بصيغيتي األمر والمضارع المجزوم وهو جواب الطلب‬

‫(‪)408/1‬‬
‫‪ { - 33‬كي نسبحك } تسبيحا { كثيرا }‬

‫(‪)408/1‬‬

‫‪ { - 34‬ونذكرك } ذكرا { كثيرا }‬

‫(‪)408/1‬‬

‫‪ { - 35‬إنك كنت بنا بصيرا } عالما فأنعمت بالرسالة‬

‫(‪)408/1‬‬

‫‪ { - 36‬قال قد أوتيت سؤلك يا موسى } منا عليك‬

‫(‪)408/1‬‬

‫‪ { - 37‬ولقد مننا عليك مرة أخرى }‬

‫(‪)408/1‬‬

‫‪ { - 38‬إذ } للتعليل { أوحينا إلى أمك } مناما أو إلهاما لما ولدتك وخافت أن يقتلك فرعون في جملة من يولد‬
‫{ ما يوحى } في أمرك ويبدل منه‬

‫(‪)408/1‬‬

‫‪ { - 39‬أن اقذفيه } ألقيه { في التابوت فاقذفيه } بالتابوت { في اليم } بحر النيل { فليلقه اليم بالساحل } أي‬
‫شاطئه واألمر بمعنى الخبر { يأخذه عدو لي وعدو له } وهو فرعون { وألقيت } بعد أن أخذك { عليك محبة‬
‫مني } لتحب في الناس فأحبك فرعون وكل من رآك { ولتصنع على عيني } تربى على رعايتي وحفظي لك‬

‫(‪)408/1‬‬
‫‪ { - 40‬إذ } للتعليل { تمشي أختك } مريم لتتعرف من خبرك وقد أحضروا مراضع وأنت ال تقبل ثدي‬
‫واحدة منهن { فتقول هل أدلكم على من يكفله } فأجيبت فجاءت بأمه فقبل ثديها { فرجعناك إلى أمك كي تقر‬
‫عينها } بلقائك { وال تحزن } حينئذ { وقتلت نفسا } هو القبطي بمصر فاغتممت لقتله من جهة فرعون‬
‫{ فنجيناك من الغم وفتناك فتونا } اختبرناك باإليقاع في غير ذلك وخلصناك منه { فلبثت سنين } عشرا‬
‫{ في أهل مدين } بعد مجيئك إليها من مصر عند شعيب النبي وتزوجك بابنته { ثم جئت على قدر } في‬
‫علمي بالرسالة وهو أربعون سنة من عمرك { يا موسى }‬

‫(‪)408/1‬‬

‫‪ { - 41‬واصطنعتك } اخترتك { لنفسي } بالرسالة‬

‫(‪)409/1‬‬

‫‪ { - 42‬اذهب أنت وأخوك } إلى الناس { بآياتي } التسع { وال تنيا } تفترا { في ذكري } بتسبيح وغيره‬

‫(‪)409/1‬‬

‫‪ { - 43‬اذهبا إلى فرعون إنه طغى } بادعائه الربوبية‬

‫(‪)409/1‬‬

‫‪ { - 44‬فقوال له قوال لينا } في رجوعه عن ذلك { لعله يتذكر } يتعظ { أو يخشى } هللا فيرجع والترجي‬
‫بالنسبة إليهما لعلمه تعالى بأنه ال يرجع‬

‫(‪)409/1‬‬

‫‪ { - 45‬قاال ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا } أي يعجل بالعقوبة { أو أن يطغى } علينا أي يتكبر‬

‫(‪)409/1‬‬
‫‪ { - 46‬قال ال تخافا إنني معكما } بعوني { أسمع } ما يقول { وأرى } ما يفعل‬

‫(‪)409/1‬‬

‫‪ { - 47‬فأتياه فقوال إنا رسوال ربك فأرسل معنا بني إسرائيل } إلى الشام { وال تعذبهم } أي خل عنهم من‬
‫استعمالك إياهم في أشغالك الشاقة كالحفر والبناء وحمل الثقيل { قد جئناك بآية } بحجة { من ربك } على‬
‫صدقنا بالرسالة { والسالم على من اتبع الهدى } أي السالمة له من العذاب‬

‫(‪)409/1‬‬

‫‪ { - 48‬إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب } ما جئنا به { وتولى } أعرض عنه فأتياه وقاال جميع ما‬
‫ذكر‬

‫(‪)409/1‬‬

‫‪ { - 49‬قال فمن ربكما يا موسى } اقتصر عليه ألنه األصل وإلدالله عليه التربية‬

‫(‪)409/1‬‬

‫‪ { - 50‬قال ربنا الذي أعطى كل شيء } من الخلق { خلقه } الذي هو عليه متميز به عن غيره { ثم هدى }‬
‫الحيوان منه إلى مطعمه ومشربه ومنكحه وغير ذلك‬

‫(‪)409/1‬‬

‫‪ { - 51‬قال } فرعون { فما بال } حال { القرون } األمم { األولى } كقوم نوح وهود ولوط وصالح في‬
‫عبادتهم األوثان‬

‫(‪)410/1‬‬
‫‪ { - 52‬قال } موسى { علمها } أي علم حالهم محفوظ { عند ربي في كتاب } هو اللوح المحفوظ يجازيهم‬
‫عليا يوم القيامة { ال يضل } يغيب { ربي } عن شيء { وال ينسى } ربي شيئا‬

‫(‪)410/1‬‬

‫‪ - 53‬هو { الذي جعل لكم } في جملة الخلق { األرض مهادا } فراشا { وسلك } سهل { لكم فيها سبال }‬
‫طرقا { وأنزل من السماء ماء } مطرا قال تعالى تتميما لما وصفه به موسى وخطابا ألهل مكة { فأخرجنا به‬
‫أزواجا } أصنافا { من نبات شتى } صفة أزواجا أي مختلفة األلوان والطعوم وغيرهما وشتى جمع شتيت‬
‫كمريض ومرضى من شت األمر تفرق‬

‫(‪)410/1‬‬

‫‪ { - 54‬كلوا } منها { وارعوا أنعامكم } فيها جمع نعم وهي اإلبل والبقر والغنم يقال رعت األنعام ورعيتها‬
‫واألمر لإلباحة وتذكير النعمة والجملة حال من ضمير أخرجنا أي مبيحين لكم األكل ورعي األنعام { إن في‬
‫ذلك } المذكور هنا { آليات } لعبرا { ألولي النهى } ألصحاب العقول جمع نهية كغرفة وغرف وسمي به‬
‫العقل ألنه ينهى صاحبه عن ارتكاب القبائح‬

‫(‪)410/1‬‬

‫‪ { - 55‬منها } أي من األرض { خلقناكم } بخلق أبيكم آدم منها { وفيها نعيدكم } مقبورين بعد الموت‬
‫{ ومنها نخرجكم } عند البعث { تارة } مرة { أخرى } كما أخرجناكم عند ابتداء خلقكم‬

‫(‪)410/1‬‬

‫‪ { - 56‬ولقد أريناه } أي أبصرنا فرعون { آياتنا كلها } التسع { فكذب } بها وزعم أنها سحر { وأبى } أن‬
‫يوحد هللا تعالى‬

‫(‪)410/1‬‬

‫‪ { - 57‬قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا } مصر ويكون لك الملك فيها { بسحرك يا موسى }‬

‫(‪)410/1‬‬
‫‪ { - 58‬فلنأتينك بسحر مثله } يعارضه { فاجعل بيننا وبينك موعدا } لذلك { ال نخلفه نحن وال أنت مكانا }‬
‫منصوب بنزع الخافض في { سوى } بكسر أوله وضمه أي وسطا تستوي إليه مسافة الجائي من الطرفين‬

‫(‪)410/1‬‬

‫‪ { - 59‬قال } موسى { موعدكم يوم الزينة } يوم عيد لهم يتزينون فيه ويجتمعون { وأن يحشر الناس }‬
‫يجمع أهل مصر { ضحى } وقته للنظر فيما يقع‬

‫(‪)410/1‬‬

‫‪ { - 60‬فتولى فرعون } أدبر { فجمع كيده } أي ذوي كيده من السحرة { ثم أتى } بهم الموعد‬

‫(‪)411/1‬‬

‫‪ { - 61‬قال لهم موسى } وهم اثنان وسبعون من كل واحد حبل وعصا { ويلكم } أي ألزمكم هللا الويل { ال‬
‫تفتروا على هللا كذبا } بإشراك أحد معه { فيسحتكم } بضم الياء وكسر الحاء وبفتحها أي يهلككم { بعذاب }‬
‫من عنده { وقد خاب } خسر { من افترى } كذب على هللا‬

‫(‪)411/1‬‬

‫‪ { - 62‬فتنازعوا أمرهم بينهم } في موسى وأخيه { وأسروا النجوى } أي الكالم بينهم فيهما‬

‫(‪)411/1‬‬

‫‪ { - 63‬قالوا } ألنفسهم { إن هذان } وهو موافق للغة من يأتي في المثنى باأللف في أحواله الثالث وألبي‬
‫عمرو ‪ :‬هذين { لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى } مؤنث أمثل‬
‫بمعنى أشرف أي بأشرافكم بميلهم إليهما لغلبتهما‬

‫(‪)411/1‬‬
‫‪ { - 64‬فأجمعوا كيدكم } من السحر بهمزة وصل وفتح الميم من جمع أي لم وبهمزة قطع وكسر الميم من‬
‫أجمع أحكم { ثم ائتوا صفا } حال أي مصطفين { وقد أفلح } فاز { اليوم من استعلى } غلب‬

‫(‪)411/1‬‬

‫‪ { - 65‬قالوا يا موسى } اختر { إما أن تلقي } عصاك أوال { وإما أن نكون أول من ألقى } عصاه‬

‫(‪)411/1‬‬

‫‪ { - 66‬قال بل ألقوا } فألقوا { فإذا حبالهم وعصيهم } أصله عصوو قلبت الواوان يائين وكسرت العين‬
‫والصاد { يخيل إليه من سحرهم أنها } حيات { تسعى } على بطونها‬

‫(‪)411/1‬‬

‫‪ { - 67‬فأوجس } أحس { في نفسه خيفة موسى } أي خاف من جهة أن سحرهم من جنس معجزته أن يلتبس‬
‫أمره على الناس فال يؤمنوا به‬

‫(‪)411/1‬‬

‫‪ { - 68‬قلنا } له { ال تخف إنك أنت األعلى } عليهم بالغلبة‬

‫(‪)411/1‬‬

‫‪ { - 69‬وألق ما في يمينك } وهي عصاه { تلقف } تبتلع { ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر } أي جنسه‬
‫{ وال يفلح الساحر حيث أتى } بسحره فألقى موسىعصاه فتلقفت كل ما صنعوه‬

‫(‪)411/1‬‬
‫‪ { - 70‬فألقي السحرة سجدا } خروا ساجدين هلل تعالى { قالوا آمنا برب هارون وموسى }‬

‫(‪)412/1‬‬

‫‪ { - 71‬قال } فرعون { آمنتم } بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا { له قبل أن آذن } أنا { لكم إنه‬
‫لكبيركم } معلمكم { الذي علمكم السحر فألقطعن أيديكم وأرجلكم من خالف } حال بمعنى مختلفة أي األيدي‬
‫اليمنى واألرجل اليسرى { وألصلبنكم في جذوع النخل } أي عليها { ولتعلمن أينا } يعني نفسه ورب موسى‬
‫{ أشد عذابا وأبقى } أدوم على مخالفته‬

‫(‪)412/1‬‬

‫‪ { - 72‬قالوا لن نؤثرك } نختارك { على ما جاءنا من البينات } الدالة على صدق موسى { والذي فطرنا }‬
‫خلقنا قسم أو عطف على ما { فاقض ما أنت قاض } أي إصنع ما قلته { إنما تقضي هذه الحياة الدنيا }‬
‫النصب على االتساع أي فيها وتجزى عليه في اآلخرة‬

‫(‪)412/1‬‬

‫‪ { - 73‬إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا } من اإلشراك وغيره { وما أكرهتنا عليه من السحر } تعلما وعمال‬
‫لمعارضة موسى { وهللا خير } منك ثوابا إذا أطيع { وأبقى } منك عذابا إذا عصي‬

‫(‪)412/1‬‬

‫‪ - 74‬قال تعالى { إنه من يأت ربه مجرما } كافرا كفرعون { فإن له جهنم ال يموت فيها } فيستريح { وال‬
‫يحيا } حياة تنفعه‬

‫(‪)412/1‬‬

‫‪ { - 75‬ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات } الفرائض والنوافل { فأولئك لهم الدرجات العلى } جمع عليا‬
‫مؤنث أعلى‬

‫(‪)412/1‬‬
‫‪ { - 76‬جنات عدن } أي إقامة بيان له { تجري من تحتها األنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى } تطهر‬
‫من الذنوب‬

‫(‪)412/1‬‬

‫‪ { - 77‬ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي } بهمزة قطع من أسرى وبهمز وصل وكسر النون من سرى‬
‫لغتان أي سر بهم ليال من أرض مصر { فاضرب } إجعل { لهم } بالضرب بعصاك { طريقا في البحر‬
‫يبسا } أي يابسا فامتثل ما أمر به وأيبس هللا األرض فمروا فيها { ال تخاف دركا } أي أن يدركك فرعون‬
‫{ وال تخشى } غرقا‬

‫(‪)412/1‬‬

‫‪ { - 78‬فأتبعهم فرعون بجنوده } وهو معهم { فغشيهم من اليم } أي البحر { ما غشيهم } فأغرقهم‬

‫(‪)412/1‬‬

‫‪ { - 79‬وأضل فرعون قومه } بدعائهم إلى عبادته { وما هدى } بل أوقعهم في الهالك خالف قوله { وما‬
‫أهديكم إال سبيل الرشاد }‬

‫(‪)413/1‬‬

‫‪ { - 80‬يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم } فرعون بإغراقه { وواعدناكم جانب الطور األيمن } فنؤتي‬
‫موسى التوراة للعمل بها { ونزلنا عليكم المن والسلوى } هما الترنجبين والطير السماني بتخفيف الميم‬
‫والقصر والمنادى من وجد من اليهود زمن النبي صلى هللا عليه و سلم وخوطبوا بما أنعم هللا به على أجدادهم‬
‫زمن النبي موسى توطئة لقوله تعالى لهم ‪:‬‬

‫(‪)413/1‬‬
‫‪ { - 81‬كلوا من طيبات ما رزقناكم } أي المنعم به عليكم { وال تطغوا فيه } بأن تكفروا النعمة به { فيحل‬
‫عليكم غضبي } بكسر الحاء ‪ :‬أي يجب وبضمها أي ينزل { ومن يحلل عليه غضبي } بكسر الالم وضمها‬
‫{ فقد هوى } سقط في النار‬

‫(‪)413/1‬‬

‫‪ { - 82‬وإني لغفار لمن تاب } من الشرك { وآمن } وحد هللا { وعمل صالحا } يصدق بالفرض والنفل { ثم‬
‫اهتدى } باستمراره على ما ذكر إلى موته‬

‫(‪)413/1‬‬

‫‪ { - 83‬وما أعجلك عن قومك } لمجيء ميعاد أخذ التوراة { يا موسى }‬

‫(‪)413/1‬‬

‫‪ { - 84‬قال هم أوالء } أي بالقرب مني يأتون { على أثري وعجلت إليك رب لترضى } عني ‪ :‬أي زيادة في‬
‫رضاك وقبل الجواب أتى باالعتذار حسب ظنه وتخلف المظنون لما ‪:‬‬

‫(‪)413/1‬‬

‫‪ { - 85‬قال } تعالى { فإنا قد فتنا قومك من بعدك } أي بعد فراقك لهم { وأضلهم السامري } فعبدوا العجل‬

‫(‪)413/1‬‬

‫‪ { - 86‬فرجع موسى إلى قومه غضبان } من جهتهم { أسفا } شديد الحزن { قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا‬
‫حسنا } أي صدقا أنه يعطيكم التوراة { أفطال عليكم العهد } مدة مفارقتي إياكم { أم أردتم أن يحل } يجب‬
‫{ عليكم غضب من ربكم } بعبادتكم العجل { فأخلفتم موعدي } وتركتم المجيء بعدي‬

‫(‪)413/1‬‬
‫‪ { - 87‬قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا } مثلث الميم أي بقدرتنا أو أمرنا { ولكنا حملنا } بفتح الحاء مخففا‬
‫وبضمها وكسر الميم مشددا { أوزارا } أثقاال { من زينة القوم } أي حلي قوم فرعون استعارها منهم بنو‬
‫إسرائيل بعلة عرس فبقيت عندهم { فقذفناها } طرحناها في النار بأمر السامري { فكذلك } كما ألقينا { ألقى‬
‫السامري } ما معه من حليهم ومن التراب الذي أخذه من أثر حافر فرس جبريل على الوجه اآلتي‬

‫(‪)413/1‬‬

‫‪ { - 88‬فأخرج لهم عجال } صاغه من الحلي { جسدا } لحما ودما { له خوار } أي صوت يسمع أي انقلب‬
‫كذلك بسبب التراب الذي أثره الحياة فيما يوضع فيه ووضعه بعد صوغه في فمه { فقالوا } أي السامري‬
‫وأتباعه { هذا إلهكم وإله موسى فنسي } موسى ربه وذهب يطلبه قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)414/1‬‬

‫‪ { - 89‬أفال يرون أن } مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي أنه { ال يرجع } العجل { إليهم قوال } أي ال‬
‫يرد لهم جوابا { وال يملك لهم ضرا } أي دفعه { وال نفعا } أي جلبه أي فكيف يتخذ إلها ؟‬

‫(‪)414/1‬‬

‫‪ { - 90‬ولقد قال لهم هارون من قبل } أي قبل أن يرجع موسى { يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن‬
‫فاتبعوني } في عبادته { وأطيعوا أمري } فيها‬

‫(‪)414/1‬‬

‫‪ { - 91‬قالوا لن نبرح } نزال { عليه عاكفين } علىعبادته مقيمين { حتى يرجع إلينا موسى }‬

‫(‪)414/1‬‬

‫‪ { - 92‬قال } موسى بعد رجوعه { يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا } بعبادته‬

‫(‪)414/1‬‬
‫‪ { - 93‬أ } ن { ال تتبعن } ال زائدة { أفعصيت أمري } بإقامتك بين من يعبد غير هللا تعالى‬

‫(‪)414/1‬‬

‫‪ { - 94‬قال } هارون { يا ابن أم } بكسر الميم وفتحها أراد أمي وذكرها أعطف لقلبه { ال تأخذ بلحيتي }‬
‫وكان أخذها بشماله { وال برأسي } وكان أخذ شعره بيمينه غضبا { إني خشيت } لو اتبعتك وال بد أن يتبعني‬
‫جمع ممن لم يعبدوا العجل { أن تقول فرقت بين بني إسرائيل } وتغضب علي { ولم ترقب } تنتظر‬
‫{ قولي } فيما رأيته في ذلك‬

‫(‪)414/1‬‬

‫‪ { - 95‬قال فما خطبك } شأنك الداعي إلى ما صنعت { يا سامري }‬

‫(‪)414/1‬‬

‫‪ { - 96‬قال بصرت بما لم يبصروا به } بالياء والتاء أي علمت ما لم يعلموه { فقبضت قبضة من } تراب‬
‫{ أثر } حافر فرس { الرسول } جبريل { فنبذتها } القيتها في صورة العجل المصاغ { وكذلك سولت }‬
‫زينت { لي نفسي } والقي فيها أن آخذ قبضة من تراب ما ذكر والقيها على ما ال روح له يصير له روح‬
‫ورأيت قومك طلبوا منك ان تجعل لهم الها فحدثتني نفسي أن يكون ذلك العدل الههم‬

‫(‪)415/1‬‬

‫‪ { - 97‬قال } له موسى { فاذهب } من بيننا { فإن لك في الحياة } أي مدة حياتك { أن تقول } لمن رأيته‬
‫{ ال مساس } أي ال تقربين فكان يهيم في البرية وإذا مس أحدا أو مسه أحد حما جميعا { وإن لك موعدا }‬
‫لعذابك { لن تخلفه } بكسر الالم ‪ :‬أي لن تغيب عنه وبفتحها أي بل تبعث اليه { وانظر إلى إلهك الذي‬
‫ظلت } أصله ظللت بالمين أوالهما مكسورة حذفت تخفيفا أي دمت { عليه عاكفا } أي مقيما تعبده‬
‫{ لنحرقنه } بالنار { ثم لننسفنه في اليم نسفا } نذرينه في هواء البحر وفعل موسى بعد ذبحه ما ذكره‬

‫(‪)415/1‬‬

‫‪ { - 98‬إنما إلهكم هللا الذي ال إله إال هو وسع كل شيء علما } تمييز محول عن الفاعل أي وسع علمه كل‬
‫شيء‬
‫(‪)415/1‬‬

‫‪ { - 99‬كذلك } أي كما قصصنا عليك يا محمد هذه القصة { نقص عليك من أنباء } أخبار { ما قد سبق }‬
‫من األمم { وقد آتيناك } أعطيناك { من لدنا } من عندنا { ذكرا } قرآنا‬

‫(‪)415/1‬‬

‫‪ { - 100‬من أعرض عنه } فلم يؤمن به { فإنه يحمل يوم القيامة وزرا } حمال ثقيال من اإلثم‬

‫(‪)415/1‬‬

‫‪ { - 101‬خالدين فيه } أي في عذاب الوزر { وساء لهم يوم القيامة حمال } تمييز مفسر للضمير في ساء‬
‫والمخصوص بالذم محذوف تقديره وزرهم والالزم للبيان ويبدل من يوم القيامة‬

‫(‪)415/1‬‬

‫‪ { - 102‬يوم ينفخ في الصور } القرن النفخة الثانية { ونحشر المجرمين } الكافرين { يومئذ زرقا } عيونهم‬
‫مع سواد وجوههم‬

‫(‪)415/1‬‬

‫‪ { - 103‬يتخافتون بينهم } يتسارون { إن } ما { لبثتم } في الدنيا { إال عشرا } من الليالي بأيامها‬

‫(‪)416/1‬‬

‫‪ { - 104‬نحن أعلم بما يقولون } في ذلك ‪ :‬أي ليس كما قالوا { إذ يقول أمثلهم } أعدلهم { طريقة } فيه { إن‬
‫لبثتم إال يوما } يستلقون لبثهم في الدنيا جدا لما يعاينونه في اآلخرة من أهوالها‬

‫(‪)416/1‬‬
‫‪ { - 105‬ويسألونك عن الجبال } كيف تكون يوم القيامة { فقل } لهم { ينسفها ربي نسفا } بأن يفتتها كالرمل‬
‫السائل ثم يطيرها بالرياح‬

‫(‪)416/1‬‬

‫‪ { - 106‬فيذرها قاعا } منبسطا { صفصفا } مستويا‬

‫(‪)416/1‬‬

‫‪ { - 107‬ال ترى فيها عوجا } انخفاضا { وال أمتا } إرتفاعا‬

‫(‪)416/1‬‬

‫‪ { - 108‬يومئذ } أي يوم إذ نسفت الجبال { يتبعون } أي الناس بعد القيام من القبور { الداعي } إلى‬
‫المحشر بصوته وهو إسرافيل يقول ‪ :‬هلموا إلى عرض الرحمن { ال عوج له } أي ال تباعهم ‪ :‬أي ال يقدرون‬
‫أن ال يتبعوا { وخشعت } سكنت { األصوات للرحمن فال تسمع إال همسا } صوت وطء األقدام في نقلها إلى‬
‫المحشر كصوت أخفاف اإلبل في مشيها‬

‫(‪)416/1‬‬

‫‪ { - 109‬يومئذ ال تنفع الشفاعة } أحدا { إال من أذن له الرحمن } أن يشفع له { ورضي له قوال } بأن‬
‫يقول ‪ :‬ال إله إال هللا‬

‫(‪)416/1‬‬

‫‪ { - 110‬يعلم ما بين أيديهم } من أمور اآلخرة { وما خلفهم } من أمور الدنيا { وال يحيطون به علما } ال‬
‫يعلمون ذلك‬

‫(‪)416/1‬‬
‫‪ { - 111‬وعنت الوجوه } خضعت { للحي القيوم } أي هللا { وقد خاب } خسر { من حمل ظلما } أي شركا‬

‫(‪)416/1‬‬

‫‪ { - 112‬ومن يعمل من الصالحات } الطاعات { وهو مؤمن فال يخاف ظلما } بزيادة في سيئاته { وال‬
‫هضما } بنقص من حسناته‬

‫(‪)416/1‬‬

‫‪ { - 113‬وكذلك } معطوف على كذلك نقص ‪ :‬أي مثل إنزال ما ذكر { أنزلناه } أي القرآن { قرآنا عربيا‬
‫وصرفنا } كررنا { فيه من الوعيد لعلهم يتقون } الشرك { أو يحدث } القرآن { لهم ذكرا } بهالك من‬
‫تقدمهم من األمم فيعتبرون‬

‫(‪)416/1‬‬

‫‪ { - 114‬فتعالى هللا الملك الحق } عما يقول المشركون { وال تعجل بالقرآن } أي بقراءته { من قبل أن‬
‫يقضى إليك وحيه } أي يفرغ جبيرل من إبالغه { وقل رب زدني علما } أي بالقرآن فكلما أنزل عليه شيء‬
‫منه زاد به علمه‬

‫(‪)417/1‬‬

‫‪ { - 115‬ولقد عهدنا إلى آدم } وصيناه أن ال ياكل من الشجرة { من قبل } أي قبل أكله منها { فنسي } ترك‬
‫عهدنا { ولم نجد له عزما } حزما وصبرا عما نهيناه عنه‬

‫(‪)417/1‬‬

‫‪ { - 116‬و } اذكر { إذ قلنا للمالئكة اسجدوا آلدم فسجدوا إال إبليس } وهو أبو الجن كان يصحب المالئكة‬
‫ويعبد هللا معهم { أبى } عن السجود آلدم { قال أنا خير منه }‬

‫(‪)417/1‬‬
‫‪ { - 117‬فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك } حواء بالمد { فال يخرجنكما من الجنة فتشقى } تتعب‬
‫بالحرث والزرع والحصد والطحن والخبر وغير ذلك واقتصر على شقائه ألن الرجل يسعى على زوجته‬

‫(‪)417/1‬‬

‫‪ { - 118‬إن لك أ } ن { ال تجوع فيها وال تعرى }‬

‫(‪)417/1‬‬

‫‪ { - 119‬وأنك } بفتح الهمزة وكسرها عطف على اسم إن وجملتها { ال تظمأ فيها } تعطش { وال تضحى }‬
‫ال يحصل لك حر شمس الضحى النتفاء الشمس في الجنة‬

‫(‪)417/1‬‬

‫‪ { - 120‬فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد } أي التي يخلد من يأكل منها { وملك‬
‫ال يبلى } ال يفنى وهو الزم الخلد‬

‫(‪)417/1‬‬

‫‪ { - 121‬فأكال } أي آدم وحواء { منها فبدت لهما سوآتهما } أي ظهر لكل منهما قبله وقبل اآلخر ودبره‬
‫وسمي كل منهما سوأة ألن انكشافه يسوء صاحبه { وطفقا يخصفان } أخذا يلزقان { عليهما من ورق الجنة }‬
‫ليستترا به { وعصى آدم ربه فغوى } باألكل من الشجرة‬

‫(‪)417/1‬‬

‫‪ { - 122‬ثم اجتباه ربه } قربه { فتاب عليه } قبل توبته { وهدى } أي هداه إلى المداومة على التوبة‬

‫(‪)417/1‬‬
‫‪ { - 123‬قال اهبطا } أي آدم وحواء بما اشتملتما عليه من ذريتكما { منها } من الجنة { جميعا بعضكم }‬
‫بعض الذرية { لبعض عدو } من ظلم بعضهم بعضا { فإما } فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة‬
‫{ يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي } القرآن { فال يضل } في الدنيا { وال يشقى } في اآلخرة‬

‫(‪)418/1‬‬

‫‪ { - 124‬ومن أعرض عن ذكري } القرآن فلم يؤمن به { فإن له معيشة ضنكا } بالتنوين مصدر بمعنى‬
‫ضيقة وفسرت في حديث بعذاب الكافر في قبره { ونحشره } أي المعرض عن القرآن { يوم القيامة أعمى }‬
‫أعمى البصر‬

‫(‪)418/1‬‬

‫‪ { - 125‬قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا } في الدنيا وعند البعث‬

‫(‪)418/1‬‬

‫‪ { - 126‬قال } األمر { كذلك أتتك آياتنا فنسيتها } تركتها ولم تؤمن بها { وكذلك } مثل نسيانك آياتنا‬
‫{ اليوم تنسى } تترك في النار‬

‫(‪)418/1‬‬

‫‪ { - 127‬وكذلك } ومثل جزائنا من أعرض عن القرآن { نجزي من أسرف } أشرك { ولم يؤمن بآيات ربه‬
‫ولعذاب اآلخرة أشد } من عذاب الدنيا وعذاب القبر { وأبقى } أدوم‬

‫(‪)418/1‬‬

‫‪ { - 128‬أفلم يهد } يتبين { لهم } لكفار مكة { كم } خبرية مفعول { أهلكنا } أي كثيرا إهالكنا { قبلهم من‬
‫القرون } أي األمم الماضية بتكذيب الرسل { يمشون } حال من ضمير لهم { في مساكنهم } في سفرهم إلى‬
‫الشام وغيرها فيعتبروا وما ذكر من أخذ إهالك من فعله الخالي عن حرف مصدري لرعاية المعنى ال مانع‬
‫منه { إن في ذلك آليات } لعبرا { ألولي النهى } لذوي العقول‬

‫(‪)418/1‬‬
‫‪ { - 129‬ولوال كلمة سبقت من ربك } بتأخير العذاب عنهم إلى اآلخرة { لكان } اإلهالك { لزاما } الزما‬
‫لهم في الدنيا { وأجل مسمى } مضروب لهم معطوف على الضمير المستتر في كان وقام الفصل بخبرها‬
‫مكان التأكيد‬

‫(‪)418/1‬‬

‫‪ { - 130‬فاصبر على ما يقولون } منسوخ بآية القتال { وسبح } صل { بحمد ربك } حال ‪ :‬أي ملتبسا به‬
‫{ قبل طلوع الشمس } صالة الصبح { وقبل غروبها } صالة العصر { ومن آناء الليل } ساعاته { فسبح }‬
‫صل المغرب والعشاء { وأطراف النهار } عطف على محل من آناء المنصوب ‪ :‬أي صل الظهر ألن وقتها‬
‫يدهل بزوال الشمس فهو طرف النصف األول وطرف النصف الثاني { لعلك ترضى } بما تعطى من الثواب‬

‫(‪)419/1‬‬

‫‪ { - 131‬وال تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا } أصنافا { منهم زهرة الحياة الدنيا } زينتها وبهجتها‬
‫{ لنفتنهم فيه } بأن يطغوا { ورزق ربك } في الجنة { خير } مما أوتوه في الدنيا { وأبقى } أدوم‬

‫(‪)419/1‬‬

‫‪ { - 132‬وأمر أهلك بالصالة واصطبر } اصبر { عليها ال نسألك } نكلفك { رزقا } لنفسك وال لغيرك‬
‫{ نحن نرزقك والعاقبة } الجنة { للتقوى } ألهلها‬

‫(‪)419/1‬‬

‫‪ { - 133‬وقالوا } أي المشركون { لوال } هال { يأتينا } محمد { بآية من ربه } مما يقترحونه { أولم‬
‫تأتهم } بالتاء والياء { بينة } بيان { ما في الصحف األولى } المشتمل عليه بالقرآن من أنباء األمم الماضية‬
‫وإهالكهم بتكذيب الرسل‬

‫(‪)419/1‬‬
‫‪ { - 134‬ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله } قبل محمد الرسول { لقالوا } يوم القيامة { ربنا لوال } هال‬
‫{ أرسلت إلينا رسوال فنتبع آياتك } المرسل بها { من قبل أن نذل } في القيامة { ونخزى } في جهنم‬

‫(‪)419/1‬‬

‫‪ { - 135‬قل } لهم { كل } منا ومنكم { متربص } منتظر ما يؤول إليه األمر { فتربصوا فستعلمون } في‬
‫القيامة { من أصحاب الصراط } الطريق { السوي } المستقيم { ومن اهتدى } من الضاللة أنحن أم أنتم‬

‫(‪)419/1‬‬

‫سورة األنبياء‬
‫[ مكية وهي مائة واثنتاعشرة آية نزلت بعد سورة إبراهيم ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬اقترب } قرب { للناس } أهل مكة منكرب البعث { حسابهم } يوم القيامة { وهم في غفلة } عنه‬
‫{ معرضون } عن التأهب له باإليمان‬

‫(‪)420/1‬‬

‫‪ { - 2‬ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث } شيئا فشيئا أي لفظ قرآن { إال استمعوه وهم يلعبون } يستهزءون‬

‫(‪)420/1‬‬

‫‪ { - 3‬الهية } غافلة { قلوبهم } عن معناه { وأسروا النجوى } الكالم { الذين ظلموا } بدل من واو‬
‫{ وأسروا النجوى } { هل هذا } أي محمد { إال بشر مثلكم } فما يأتي به سحر { أفتأتون السحر } تتبعونه‬
‫{ وأنتم تبصرون } تعلمون أنه سحر‬

‫(‪)420/1‬‬

‫‪ { - 4‬قال } لهم { ربي يعلم القول } كائنا { في السماء واألرض وهو السميع } لما أسروه { العليم } به‬

‫(‪)420/1‬‬
‫‪ { - 5‬بل } لالنتقال من غرض إلى آخر في المواضع الثالثة { قالوا } فيما أتى به من القرآن هو { أضغاث‬
‫أحالم } أخالط رآها في النوم { بل افتراه } اختلقه { بل هو شاعر } فما أتى به شعر { فليأتنا بآية كما أرسل‬
‫األولون } كالناقة والعصا واليد قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)420/1‬‬

‫‪ { - 6‬ما آمنت قبلهم من قرية } أي أهلها { أهلكناها } بتكذيبها ما أتاها من اآليات { أفهم يؤمنون } ال‬

‫(‪)420/1‬‬

‫‪ { - 7‬وما أرسلنا قبلك إال رجاال نوحي } وفي قراءة بالياء وفتح الحاء { إليهم } ال مالئكة { فاسألوا أهل‬
‫الذكر } العلماء بالتوارة واإلنجيل { إن كنتم ال تعلمون } ذلك فإنهم يعلمونه وانتم إلى تصديقهم أقرب من‬
‫تصديق المؤمنين بمحمد‬

‫(‪)420/1‬‬

‫‪ { - 8‬وما جعلناهم } أي الرسل { جسدا } بمعنى أجسادا { ال يأكلون الطعام } بل يأكلونه { وما كانوا‬
‫خالدين } في الدنيا‬

‫(‪)421/1‬‬

‫‪ { - 9‬ثم صدقناهم الوعد } بإنجائهم { فأنجيناهم ومن نشاء } المصدقين لهم { وأهلكنا المسرفين } المكذبين‬
‫لهم‬

‫(‪)420/1‬‬

‫‪ { - 10‬لقد أنزلنا إليكم } يا معشر قريش { كتابا فيه ذكركم } ألنه بلغتكم { أفال تعقلون } فتؤمنون به‬

‫(‪)421/1‬‬
‫‪ { - 11‬وكم قصمنا } أهلكنا { من قرية } أي أهلها { كانت ظالمة } كافرة { وأنشأنا بعدها قوما آخرين }‬

‫(‪)421/1‬‬

‫‪ { - 12‬فلما أحسوا بأسنا } شعر أهل القرية باإلهالك { إذا هم منها يركضون } يهربون مسرعين‬

‫(‪)421/1‬‬

‫‪ - 13‬فقالت لهم المالئكة استهزاء { ال تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم } نعمتم { فيه ومساكنكم لعلكم‬
‫تسألون } شيئا من دنياكم على العادة‬

‫(‪)421/1‬‬

‫‪ { - 14‬قالوا يا } للتنبيه { ويلنا } هالكنا { إنا كنا ظالمين } بالكفر‬

‫(‪)421/1‬‬

‫‪ { - 15‬فما زالت تلك } الكلمات { دعواهم } يدعون بها ويرددونها { حتى جعلناهم حصيدا } كالزرع‬
‫المحصود بالمناجل بأن قتلوا بالسيف { خامدين } ميتين كخمود النار إذا طفئت‬

‫(‪)421/1‬‬

‫‪ { - 16‬وما خلقنا السماء واألرض وما بينهما العبين } عابثين بل دالين على قدرتنا ونافعين عبادنا‬

‫(‪)421/1‬‬

‫‪ { - 17‬لو أردنا أن نتخذ لهوا } ما يلهى به من زوجة أو ولد { التخذناه من لدنا } من عندنا من الحور العين‬
‫والمالئكة { إن كنا فاعلين } ذلك لكنا لم نفعله فلم نرده‬
‫(‪)421/1‬‬

‫‪ { - 18‬بل نقذف } نرمي { بالحق } اإليمان { على الباطل } الكفر { فيدمغه } يذهبه { فإذا هو زاهق }‬
‫ذاهب ودمغه في األصل ‪ :‬أصاب دماغه بالضرب وهو مقتل { ولكم } يا كفار مكة { الويل } العذاب الشديد‬
‫{ مما تصفون } هللا به من الزوجة أو الولد‬

‫(‪)421/1‬‬

‫‪ { - 19‬وله } تعالى { من في السماوات واألرض } ملكا { ومن عنده } أي المالئكة مبتدأ خبره { ال‬
‫يستكبرون عن عبادته وال يستحسرون } ال يعيون‬

‫(‪)421/1‬‬

‫‪ { - 20‬يسبحون الليل والنهار ال يفترون } عنه فهو منهم كالنفس منا ال يشغلنا عنه شاغل‬

‫(‪)422/1‬‬

‫‪ { - 21‬أم } يمعنى بل لالنتقال والهمزة لإلنكار { اتخذوا آلهة } كائنة { من األرض } كحجر وذهب وفضة‬
‫{ هم } أي اآللهة { ينشرون } أي يحيون الموتى ؟ ال وال يكون إلها إال من يحيي الموتى‬

‫(‪)422/1‬‬

‫‪ { - 22‬لو كان فيهما } أي السماوات واألرض { آلهة إال هللا } أي غيره { لفسدتا } أي خرجتا عن نظامهما‬
‫المشاهد لوجود التمانع بينهم على وفق العادة عند تعدد الحاكم من التمانع في الشيء وعدم االتفاق عليه‬
‫{ فسبحان } تنزيه { هللا رب } خالق { العرش } الكرسي { عما يصفون } أي الكفار هللا به من الشريك له‬
‫وغيره‬

‫(‪)422/1‬‬

‫‪ { - 23‬ال يسأل عما يفعل وهم يسألون } عن أفعالهم‬


‫(‪)422/1‬‬

‫‪ { - 24‬أم اتخذوا من دونه } تعالى أي سواه { آلهة } فيه استفهام توبيخ { قل هاتوا برهانكم } على ذلك وال‬
‫سبيل إليه { هذا ذكر من معي } أي أمتى وهو القرآن { وذكر من قبلي } من األمم وهو التوراة واإلنجيل‬
‫وغيرهما من كتب هللا ليس في واحد منها أن مع هللا إلها مما قالوا تعالىعن ذلك { بل أكثرهم ال يعلمون‬
‫الحق } توحيد هللا { فهم معرضون } عن النظر الموصل إليه‬

‫(‪)422/1‬‬

‫‪ { - 25‬وما أرسلنا من قبلك من رسول إال نوحي } وفي قراءة بالياء وفتح الحاء { إليه أنه ال إله إال أنا‬
‫فاعبدون } أي وحدوني‬

‫(‪)422/1‬‬

‫‪ { - 26‬وقالوا اتخذ الرحمن ولدا } من المالئكة { سبحانه بل } هم { عباد مكرمون } عنده والعبودية تنافي‬
‫الوالدة‬

‫(‪)422/1‬‬

‫‪ { - 27‬ال يسبقونه بالقول } ال يأتون بقولهم إال بعد قوله { وهم بأمره يعملون } أي بعده‬

‫(‪)422/1‬‬

‫‪ { - 28‬يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم } ما عملوا وما هم عاملون { وال يشفعون إال لمن ارتضى } تعالى أن‬
‫يشفع له { وهم من خشيته } تعالى { مشفقون } خائفون‬

‫(‪)422/1‬‬

‫‪ { - 29‬ومن يقل منهم إني إله من دونه } أي هللا أي غيره وهو إبليس دعا إلىعبادة نفسه وامر بطاعتها‬
‫{ فذلك نجزيه جهنم كذلك } كما نجزيه { نجزي الظالمين } أي المشركين‬
‫(‪)422/1‬‬

‫‪ { - 30‬أولم } بواو وتركها { ير } يعلم { الذين كفروا أن السماوات واألرض كانتا رتقا } سدا بمعنى‬
‫مسدودة { ففتقناهما } جعلنا السماء سبعا واألرض سبعا أو فتق السماء أن كانت ال تمطر فأمطرت وفتق‬
‫األرض أن كانت ال تنبت فأنبتت { وجعلنا من الماء } النازل من السماء والنابع من األرض { كل شيء‬
‫حي } من نبات وغيره أي فالماء سبب لحياته { أفال يؤمنون } بتوحيدي‬

‫(‪)423/1‬‬

‫‪ { - 31‬وجعلنا في األرض رواسي } جباال ثوابت { أن } ال { تميد } تتحرك { بهم وجعلنا فيها } الرواسي‬
‫{ فجاجا } مسالك { سبال } بدل طرقا نافذة واسعة { لعلهم يهتدون } إلى مقاصدهم في األسفار‬

‫(‪)423/1‬‬

‫‪ { - 32‬وجعلنا السماء سقفا } لألرض كالسقف للبيت { محفوظا } عن الوقوع { وهم عن آياتها } من‬
‫الشمس والقمر والنجوم { معرضون } ال يتفكرون فيها فيعلمون أن خالقها ال شريك له‬

‫(‪)423/1‬‬

‫‪ { - 33‬وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل } تنوينه عوض عن المضاف إليه من الشمس‬
‫والقمر وتابعه وهو النجوم { في فلك } أي مستدير كالطاحونة في السماء { يسبحون } يسيرون بسرعة‬
‫كالسابح في الماء وللتشبيه به أتى بضمير جمع من يعقل‬

‫(‪)423/1‬‬

‫‪ - 34‬ونزل لما قال الكفار إن محمدا سيموت ‪ { :‬وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد } أي البقاء في الدنيا { أفإن‬
‫مت فهم الخالدون } فيها ؟ ال فالجملة األخيرة محل االستفهام اإلنكاري‬

‫(‪)423/1‬‬
‫‪ { - 35‬كل نفس ذائقة الموت } في الدنيا { ونبلوكم } نختبركم { بالشر والخير } كفقر وغنى وسقم وصحة‬
‫{ فتنة } مفعول له أي لننظر أتصبرون وتشكرون أم ال { وإلينا ترجعون } فنجازيكم‬

‫(‪)423/1‬‬

‫‪ { - 36‬وإذا رآك الذين كفروا إن } ما { يتخذونك إال هزوا } أي مهزوءا به يقولون { أهذا الذي يذكر‬
‫آلهتكم } أي يعيبها { وهم بذكر الرحمن } لهم { هم } تاكيد { كافرون } به إذ قالوا ما نعرفه‬

‫(‪)423/1‬‬

‫‪ - 37‬ونزل في استعجالهم العذاب { خلق اإلنسان من عجل } أي إنه لكثرة عجله في أحواله كأنه خلق منه‬
‫{ سأريكم آياتي } مواعيدي بالعذاب { فال تستعجلون } فيه فأراهم القتل ببدر‬

‫(‪)424/1‬‬

‫‪ { - 38‬ويقولون متى هذا الوعد } بالقيامة { إن كنتم صادقين } فيه‬

‫(‪)424/1‬‬

‫‪ - 39‬قال تعالى ‪ { :‬لو يعلم الذين كفروا حين ال يكفون } يدفعون { عن وجوههم النار وال عن ظهورهم وال‬
‫هم ينصرون } يمنعون منها في القيامة وجواب ما قالوا ذلك‬

‫(‪)424/1‬‬

‫‪ { - 40‬بل تأتيهم } القيامة { بغتة فتبهتهم } تحيرهم { فال يستطيعون ردها وال هم ينظرون } يمهلون لتوبة‬
‫أو معذرة‬

‫(‪)424/1‬‬
‫‪ { - 41‬ولقد استهزئ برسل من قبلك } فيه تسلية للنبي صلى هللا عليه و سلم { فحاق } نزل { بالذين سخروا‬
‫منهم ما كانوا به يستهزئون } وهو العذاب فكذا يحيق بمن استهزأ بك‬

‫(‪)424/1‬‬

‫‪ { - 42‬قل } لهم { من يكلؤكم } يحفظكم { بالليل والنهار من الرحمن } من عذابه إن نزل بكم أي ‪ :‬ال أحد‬
‫يفعل ذلك والمخاطبون ال يخافون عذاب هللا إلنكارهم له { بل هم عن ذكر ربهم } أي القرآن { معرضون }‬
‫ال يتفكرون فيه‬

‫(‪)424/1‬‬

‫‪ { - 43‬أم } فيها معنى الهمزة لإلنكار ‪ :‬أي أ { لهم آلهة تمنعهم } مما يسوؤهم { من دوننا } أي ألهم من‬
‫يمنعهم منه غيرنا ؟ ال { ال يستطيعون } أي اآللهة { نصر أنفسهم } فال ينصرونهم { وال هم } أي الكفار‬
‫{ منا } من عذابنا { يصحبون } يجارون يقال صحبك هللا ‪ :‬أي حفظك وأجارك‬

‫(‪)424/1‬‬

‫‪ { - 44‬بل متعنا هؤالء وآباءهم } بما أنعمنا عليهم { حتى طال عليهم العمر } فاغتروا بذلك { أفال يرون أنا‬
‫نأتي األرض } نقصد أرضهم { ننقصها من أطرافها } بالفتح على النبي { أفهم الغالبون } ؟ ال بل النبي‬
‫وأصحابه‬

‫(‪)424/1‬‬

‫‪ { - 45‬قل } لهم { إنما أنذركم بالوحي } من هللا ال من قبل نفسي { وال يسمع الصم الدعاء إذا } بتحقيق‬
‫الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الياء { ما ينذرون } لتركهم العمل بما سمعوه من اإلنذار كالصم‬

‫(‪)424/1‬‬

‫‪ { - 46‬ولئن مستهم نفحة } وقعة خفيفة { من عذاب ربك ليقولن يا } للتنبيه { ويلتنا } هالكنا { إنا كنا‬
‫ظالمين } باإلشراك وتكذيب محمد‬

‫(‪)425/1‬‬
‫‪ { - 47‬ونضع الموازين القسط } ذوات العدل { ليوم القيامة } أي فيه { فال تظلم نفس شيئا } من نقص‬
‫حسنة أو زيادة سيئة { وإن كان } العمل { مثقال } زنة { حبة من خردل أتينا بها } بموزونها { وكفى بنا‬
‫حاسبين } محصين كل شيء‬

‫(‪)425/1‬‬

‫‪ { - 48‬ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان } أي التوراة الفارقة بين الحق والباطل والحالل والحرام‬
‫{ وضياء } بها { وذكرا } عظة بها { للمتقين }‬

‫(‪)425/1‬‬

‫‪ { - 49‬الذين يخشون ربهم بالغيب } عن الناس أي في الخالء عنهم { وهم من الساعة } أي أهوالها‬
‫{ مشفقون } خائفون‬

‫(‪)425/1‬‬

‫‪ { - 50‬وهذا } أي القرآن { ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون } االستفهام فيه للتوبيخ‬

‫(‪)425/1‬‬

‫‪ { - 51‬ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل } أي هداه قبل بلوغه { وكنا به عالمين } أي بأنه أهل لذلك‬

‫(‪)425/1‬‬

‫‪ { - 52‬إذ قال ألبيه وقومه ما هذه التماثيل } األصنام { التي أنتم لها عاكفون } أي على عبادتها مقيمون‬

‫(‪)425/1‬‬
‫‪ { - 53‬قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين } فاقتدينا بهم‬

‫(‪)425/1‬‬

‫‪ { - 54‬قال } لهم { لقد كنتم أنتم وآباؤكم } بعبادتها { في ضالل مبين } بين‬

‫(‪)425/1‬‬

‫‪ { - 55‬قالوا أجئتنا بالحق } في قولك هذا { أم أنت من الالعبين } فيه‬

‫(‪)425/1‬‬

‫‪ { - 56‬قال بل ربكم } المستحق للعبادة { رب } مالك { السماوات واألرض الذي فطرهن } خلقهن على‬
‫غير مثال سبق { وأنا على ذلكم } الذي قلته { من الشاهدين } به‬

‫(‪)425/1‬‬

‫‪ { - 57‬وتاهلل ألكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين }‬

‫(‪)425/1‬‬

‫‪ { - 58‬فجعلهم } بعد ذهابهم إلى مجتمعهم في يوم عيد لهم { جذاذا } بضم الجيم وكسرها ‪ :‬فتاتا بفأس { إال‬
‫كبيرا لهم } علق الفأس في عنقه { لعلهم إليه } أي إلى الكبير { يرجعون } فيرون ما فعل بغيره‬

‫(‪)426/1‬‬

‫‪ { - 59‬قالوا } بعد رجوعهم ورؤيتهم ما فعل { من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين } فيه‬

‫(‪)426/1‬‬
‫‪ { - 60‬قالوا } أي بعضهم لبعض { سمعنا فتى يذكرهم } أي يعيبهم { يقال له إبراهيم }‬

‫(‪)426/1‬‬

‫‪ { - 61‬قالوا فاتوا به على أعين الناس } أي ظاهرا { لعلهم يشهدون } عليه أنه الفاعل‬

‫(‪)426/1‬‬

‫‪ { - 62‬قالوا } له بعد إتيانه { أأنت } بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانيةألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة‬
‫واألخرى وتركه { فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم }‬

‫(‪)426/1‬‬

‫‪ { - 63‬قال } ساكتا عن فعله { بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم } عن فاعله { إن كانوا ينطقون } فيه تقديم‬
‫جواب الشرط وفيما قبله تعريض لهم بأن الصنم المعلوم عجزه عن الفعل ال يكون إلها‬

‫(‪)426/1‬‬

‫‪ { - 64‬فرجعوا إلى أنفسهم } بالتفكر { فقالوا } ألنفسهم { إنكم أنتم الظالمون } بعبادتكم من ال ينطق‬

‫(‪)426/1‬‬

‫‪ { - 65‬ثم نكسوا } من هللا { على رؤوسهم } أي ردوا الى كفرهم وقالوا وهللا { لقد علمت ما هؤالء‬
‫ينطقون } أي فكيف تأمرنا بسؤالهم‬

‫(‪)426/1‬‬
‫‪ { - 66‬قال أفتعبدون من دون هللا } أي بدله { ما ال ينفعكم شيئا } من رزق وغيره { وال يضركم } شيئا إذا‬
‫لم تعبدوه‬

‫(‪)426/1‬‬

‫‪ { - 67‬أف } بكسر الفاء وفتحها بمعنى مصدر أي نتنا وقبحا { لكم ولما تعبدون من دون هللا } أي غيره‬
‫{ أفال تعقلون } أن هذه األصنام ال تستحق العبادة وال تصلح لها وإنما يستحقها هللا تعالى‬

‫(‪)426/1‬‬

‫‪ { - 68‬قالوا حرقوه } أي إبراهيم { وانصروا آلهتكم } أي بتحريقه { إن كنتم فاعلين } نصرتها فجمعوا له‬
‫الحطب الكثير وأضرموا النار في جميعه وأوثقوا إبراهيم وجعلوه في منجنيق ورموه في النار قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)426/1‬‬

‫‪ { - 69‬قلنا يا نار كوني بردا وسالما على إبراهيم } فلم تحرق منه غير وثاقه وذهبت حرارتها وبقيت‬
‫إضاءتها وبقوله { وسالما } سلم من الموت ببردها‬

‫(‪)427/1‬‬

‫‪ { - 70‬وأرادوا به كيدا } وهو التحريق { فجعلناهم األخسرين } في مرادهم‬

‫(‪)427/1‬‬

‫‪ { - 71‬ونجيناه ولوطا } ابن أخيه هاران من العراق { إلى األرض التي باركنا فيها للعالمين } بكثرة األنهار‬
‫واألشجار وهي الشام نزل إبراهيم بفلسطين ولوط بالمؤتفكة وبينهما يوم‬

‫(‪)427/1‬‬
‫‪ { - 72‬ووهبنا له } أي إلبراهيم وكان سأل ولدا كما ذكر في الصافات { إسحاق ويعقوب نافلة } أي زيادة‬
‫على المسؤول أو هو ولدالولد { وكال } أي هو وولداه { جعلنا صالحين } أنبياء‬

‫(‪)427/1‬‬

‫‪ { - 73‬وجعلناهم أئمة } بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء يقتدى بهم في الخير { يهدون } الناس‬
‫{ بأمرنا } إلى ديننا { وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصالة وإيتاء الزكاة } أي أن تفعل وتقام وتؤتى‬
‫منهم ومن أتباعهم وحذف هاء إقامة تخفيف { وكانوا لنا عابدين }‬

‫(‪)427/1‬‬

‫‪ { - 74‬ولوطا آتيناه حكما } فصال بين الخصوم { وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل } أي أهلها‬
‫األعمال { الخبائث } من اللواط والرمي بالبندق واللعب بالطيور وغير ذلك { إنهم كانوا قوم سوء } مصدر‬
‫ساءه نقيض سره { فاسقين }‬

‫(‪)427/1‬‬

‫‪ { - 75‬وأدخلناه في رحمتنا } بأن أنجيناه من قومه { إنه من الصالحين }‬

‫(‪)427/1‬‬

‫‪ { - 76‬و } اذكر { نوحا } وما بعده بدل منه { إذ نادى } دعا على قومه بقوله { رب ال تذر } ألخ { من‬
‫قبل } أي قبل إبراهيم ولوط { فاستجبنا له فنجيناه وأهله } الذين في سفينته { من الكرب العظيم } أي الغرق‬
‫وتكذيب قومه له‬

‫(‪)427/1‬‬

‫‪ { - 77‬ونصرناه } منعناه { من القوم الذين كذبوا بآياتنا } الدالة على رسالته أن ال يصلوا إليه بسوء { إنهم‬
‫كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين }‬

‫(‪)427/1‬‬
‫‪ { - 78‬و } اذكر { داود وسليمان } أي قصتهما ويبدل منهما { إذ يحكمان في الحرث } هو زرع أو كرم‬
‫{ إذ نفشت فيه غنم القوم } أي رعته ليال بال راع بأن انفلتت { وكنا لحكمهم شاهدين } فيه استعمال ضمير‬
‫الجمع الثنين قال داود ‪ :‬لصاحب الحرث رقاب الغنم وقال سليمان ‪ :‬ينتفع بدرها ونسلها وصوفها إلى أن يعو‬
‫الحرث كما كان بإصالح صاحبها فيردها إليه‬

‫(‪)427/1‬‬

‫‪ { - 79‬ففهمناها } أي الحكومة { سليمان } وحكمهما باجتهاد ورجع داود إلى سليمان وقيل بوحي والثاني‬
‫ناسخ لألول { وكال } منهما { آتينا } ه { حكما } نبوة { وعلما } بأمور الدين { وسخرنا مع داود الجبال‬
‫يسبحن والطير } كذلك سخرا للتسبيح معه ألمره به إذا وجد فترة لينشط له { وكنا فاعلين } تسخير تسبيحهما‬
‫معه وإن كان عجبا عندكم ‪ :‬أي مجاوبته للسيد داود‬

‫(‪)428/1‬‬

‫‪ { - 80‬وعلمناه صنعة لبوس } وهي الدرع ألنها تلبس وهو أول من صنعها وكان قبلها صفائح { لكم } في‬
‫جملة الناس { لتحصنكم } بالنون هلل وبالتحتانية لداود وبالفوقانية للبوس { من بأسكم } حربكم مع أعدائكم‬
‫{ فهل أنتم } يا أهل مكة { شاكرون } نعمي بتصديق الرسول ‪ :‬أي اشكروني بذلك‬

‫(‪)428/1‬‬

‫‪ { - 81‬و } سخرنا { لسليمان الريح عاصفة } وفي آية أخرى ‪ :‬رخاء أي شديدة الهبوب وخفيفته حسب‬
‫إرادته { تجري بأمره إلى األرض التي باركنا فيها } وهي الشام { وكنا بكل شيء عالمين } من ذلك علم هللا‬
‫تعالى بأن ما يعطيه سليمان يدعوه إلى الخضوع لربه ففعله تعالى على مقتضى علمه‬

‫(‪)428/1‬‬

‫‪ { - 82‬و } سخرنا { من الشياطين من يغوصون له } يدخلون في البحر فيخرجون منه الجواهر لسليمان‬
‫{ ويعملون عمال دون ذلك } أي سوى الغوص من البناء وغيره { وكنا لهم حافظين } من أن يفسدوا ما‬
‫عملوا ألنهم كانوا إذا فرغوا من عمل قبل الليل أفسدوه إن لم يشتغلوا بغيره‬

‫(‪)428/1‬‬
‫‪ { - 83‬و } اذكر { أيوب } ويبدل منه { إذ نادى ربه } لما ابتلي بفقد جميع ماله وولده وتمزيق جسده‬
‫وهجر جميع الناس له إال زوجته سنين ثالثا أو سبعا أو ثماني عشرة وضيق عيشه { أني } بفتح الهمزة‬
‫بتقدير الياء { مسني الضر } أي الشدة { وأنت أرحم الراحمين }‬

‫(‪)428/1‬‬

‫‪ { - 84‬فاستجبنا له } نداءه { فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله } أوالده الذكور واإلناث بأن أحيوا له وكل‬
‫من الصنفين ثالث أو سبع { ومثلهم معهم } من زوجته وزيد في شبابها وكان له أندر للقمح وأندر للشعير‬
‫فبعث هللا سحابتين أفرغت إحداهما على أندر القمح الذهب وأفرغت األخرى على أندر الشعير الورق حتى‬
‫فاض { رحمة } مفعول له { من عندنا } صفة { وذكرى للعابدين } ليصبروا فيثابوا‬

‫(‪)428/1‬‬

‫‪ { - 85‬و } اذكر { إسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين } على طاعة هللا وعن معاصيه‬

‫(‪)429/1‬‬

‫‪ { - 86‬وأدخلناهم في رحمتنا } من النبوة { إنهم من الصالحين } لها وسمي ذا الكفل ألنه تكفل بصيام جميع‬
‫نهاره وقيام جميع ليله وأن يقضي بين الناس وال يغضب فوفى بذلك وقيل لم يكن نبيا‬

‫(‪)429/1‬‬

‫‪ { - 87‬و } اذكر { ذا النون } صاحب الحوت وهو يونس بن متى ويبدل منه { إذ ذهب مغاضبا } لقومه أي‬
‫غضبان عليهم مما قاسى منهم ولم يؤذن له في ذلك { فظن أن لن نقدر عليه } أي نقضي عليه بما قضيناه من‬
‫حبسه في بطن الحوت أو نضيق عليه بذلك { فنادى في الظلمات } ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن‬
‫الحوت { أن } أي بأن { ال إله إال أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } في ذهابي من بين قومي بال إذن‬

‫(‪)429/1‬‬
‫‪ { - 88‬فاستجبنا له ونجيناه من الغم } بتلك الكلمات { وكذلك } كما نجيناه { ننجي المؤمنين } من كربهم إذا‬
‫استغاثوا بنا داعين‬

‫(‪)429/1‬‬

‫‪ { - 89‬و } اذكر { زكريا } ويبدل منه { إذ نادى ربه } بقوله { رب ال تذرني فردا } أي بال ولد يرثني‬
‫{ وأنت خير الوارثين } الباقي بعد فناء خلقك‬

‫(‪)429/1‬‬

‫‪ { - 90‬فاستجبنا له } نداءه { ووهبنا له يحيى } ولدا { وأصلحنا له زوجه } فأتت بالولد بعد عقمها { إنهم }‬
‫أي من ذكر من األنبياء { كانوا يسارعون } يبادرون { في الخيرات } الطاعات { ويدعوننا رغبا } في‬
‫رحمتنا { ورهبا } من عذابنا { وكانوا لنا خاشعين } متواضعين في عبادتهم‬

‫(‪)429/1‬‬

‫‪ { - 91‬و } اذكر مريم { التي أحصنت فرجها } حفظته من أن ينال { فنفخنا فيها من روحنا } أي جبريل‬
‫حيث نفخ في جيب درعها فحملت بعيسى { وجعلناها وابنها آية للعالمين } اإلنس والجن والمالئكة حيث‬
‫ولدته من غير فحل‬

‫(‪)429/1‬‬

‫‪ { - 92‬إن هذه } أي ملة اإلسالم { أمتكم } دينكم أيها المخاطبون أي يجب أن تكونوا عليها { أمة واحدة }‬
‫حال الزمة { وأنا ربكم فاعبدون } وحدون‬

‫(‪)430/1‬‬

‫‪ { - 93‬وتقطعوا } أي بعض المخاطبين { أمرهم بينهم } أي تفرقوا أمر دينهم متخالفين فيه وهم طوائف‬
‫اليهود والنصارى قال تعالى ‪ { :‬كل إلينا راجعون } أي فنجازيه بعمله‬

‫(‪)430/1‬‬
‫‪ { - 94‬فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فال كفران } أي ال جحود { لسعيه وإنا له كاتبون } بأن نأمر‬
‫الحفظة بكبته فنجازيه عليه‬

‫(‪)430/1‬‬

‫‪ { - 95‬وحرام على قرية أهلكناها } أريد أهلها { أنهم ال } زائدة { يرجعون } أي ممتنع رجوعهم إلى الدنيا‬

‫(‪)430/1‬‬

‫‪ { - 96‬حتى } غاية المتناع رجوعهم { إذا فتحت } بالتخفيف والتشديد { يأجوج ومأجوج } بالهمز وتركه‬
‫إسمان أعجميان لقبيلتين ويقدر قبله مضاف أي سدهما وذلك قرب القيامة { وهم من كل حدب } مرتفع من‬
‫األرض { ينسلون } يسرعون‬

‫(‪)430/1‬‬

‫‪ { - 97‬واقترب الوعد الحق } أي يوم القيامة { فإذا هي } أي القصة { شاخصة أبصار الذين كفروا } في‬
‫ذلك اليوم لشدته يقولون { يا } للتنبيه { ويلنا } هالكنا { قد كنا } في الدنيا { في غفلة من هذا } اليوم { بل‬
‫كنا ظالمين } أنفسنا بتكذيبنا للرسل‬

‫(‪)430/1‬‬

‫‪ { - 98‬إنكم } يا أهل مكة { وما تعبدون من دون هللا } أي غيره من األوثان { حصب جهنم } وقودها‬
‫{ أنتم لها واردون } داخلون فيها‬

‫(‪)430/1‬‬

‫‪ { - 99‬لو كان هؤالء } األوثان { آلهة } كما زعمتم { ما وردوها } دخلوها { وكل } من العابدين‬
‫والمعبودين { فيها خالدون }‬

‫(‪)430/1‬‬
‫‪ { - 100‬لهم } للعابدين { فيها زفير وهم فيها ال يسمعون } شيئا لشدة غليانها ونزل لما قال ابن الزبعري‬
‫عبد عزير والمسيح والمالئكة فهم في النار على مقتضى ما تقدم‬

‫(‪)430/1‬‬

‫‪ { - 101‬إن الذين سبقت لهم منا } المنزلة { الحسنى } ومنهم من ذكر { أولئك عنها مبعدون }‬

‫(‪)430/1‬‬

‫‪ { - 102‬ال يسمعون حسيسها } صوتها { وهم في ما اشتهت أنفسهم } من النعيم { خالدون }‬

‫(‪)431/1‬‬

‫‪ { - 103‬ال يحزنهم الفزع األكبر } وهو أن يؤمر بالعبد إلى النار { وتتلقاهم } تستقبلهم { المالئكة } عند‬
‫خروجهم من القبور يقولون لهم { هذا يومكم الذي كنتم توعدون } في الدنيا‬

‫(‪)431/1‬‬

‫‪ { - 104‬يوم } منصوب باذكر مقدرا قبله { نطوي السماء كطي السجل } اسم ملك { الكتاب } صحيفة ابن‬
‫آدم عند موته والالم زائدة أو السجل الصحيفة والكتاب بمعنى المكتوب والالم بمعنى على وفي قراءة للكتب‬
‫جمعا { كما بدأنا أول خلق } من عدم { نعيده } بعد إعدامه فالكاف متعلقة بنعيد وضميره عائد إلى أول وما‬
‫مصدرية { وعدا علينا } منصوب بوعدنا مقدرا قبله وهو مؤكد لمضمون ما قبله { إنا كنا فاعلين } ما‬
‫وعدناه‬

‫(‪)431/1‬‬

‫‪ { - 105‬ولقد كتبنا في الزبور } بمعنى الكتاب أي كتب هللا المنزلة { من بعد الذكر } بمعنى أم الكتاب الذي‬
‫عند هللا { أن األرض } أرض الجنة { يرثها عبادي الصالحون } عام في كل صالح‬

‫(‪)431/1‬‬
‫‪ { - 106‬إن في هذا } القرآن { لبالغا } كفاية في دخول الجنة { لقوم عابدين } عاملين به‬

‫(‪)431/1‬‬

‫‪ { - 107‬وما أرسلناك } يا محمد { إال رحمة } أي للرحمة { للعالمين } اإلنس والجن بك‬

‫(‪)431/1‬‬

‫‪ { - 108‬قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد } أي ما يوحي إلي في أمر اإلله إال وحدانيته { فهل أنتم‬
‫مسلمون } منقادون لما يوحى إلي من وحدانية اإلله واالستفهام بمعنى األمر‬

‫(‪)431/1‬‬

‫‪ { - 109‬فإن تولوا } عن ذلك { فقل آذنتكم } أعلمتكم بالحرب { على سواء } حال من الفاعل والمفعول أي‬
‫مستوين في علمه ال أستبد به دونكم لتتأهبوا { وإن } ما { أدري أقريب أم بعيد ما توعدون } من العذاب أو‬
‫القيامة المشتملة عليه وإنما يعلمه هللا‬

‫(‪)431/1‬‬

‫‪ { - 110‬إنه } تعالى { يعلم الجهر من القول } والفعل منكم ومن غيركم { ويعلم ما تكتمون } أنتم وغيركم‬
‫من السر‬

‫(‪)432/1‬‬

‫‪ { - 111‬وإن } ما { أدري لعله } أي ما أعلمتكم به ولم يعلم وقته { فتنة } اختبار { لكم } ليرى كيف‬
‫صنعكم { ومتاع } تمتع { إلى حين } أي انقضاء آجالكم مقابل لألول المترجى بلعل وليس الثاني محال‬
‫للترجي‬

‫(‪)432/1‬‬
‫‪ { - 112‬قل } وفي قراءة قال { رب احكم } بيني وبين مكذبي { بالحق } بالعذاب لهم أو النصر عليهم‬
‫فعذبوا ببدر وأحد وحنين واألحزاب والخندق ونصر عليهم { وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون } من‬
‫كذبكم على هللا في قولكم اتخذ ولدا وعلي في قولكم ‪ :‬ساحر وعلى القرآن في قولكم ‪ :‬شعر‬

‫(‪)432/1‬‬

‫سورة الحج‬
‫[ مكية إال ومن الناس من يعبد هللا اآليتين أو إال هذان خصمان الست آيات فمدنيات وآياتها ‪ 78‬نزلت بعد‬
‫النور ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬يا أيها الناس } أي أهل مكة وغيرهم { اتقوا ربكم } أي عقابه بأن تطيعوه { إن زلزلة الساعة } أي‬
‫الحركة الشديدة لألرض التي يكون بعدها طلوع الشمس من مغربها الذي هو قرب الساعة { شيء عظيم }‬
‫في إزعاج الناس الذي هو نوع من العقاب‬

‫(‪)432/1‬‬

‫‪ { - 2‬يوم ترونها تذهل } بسببها { كل مرضعة } بالفعل { عما أرضعت } أي تنساه { وتضع كل ذات‬
‫حمل } أي حبلى { حملها وترى الناس سكارى } من شدة الخوف { وما هم بسكارى } من الشراب { ولكن‬
‫عذاب هللا شديد } فهم يخافونه‬

‫(‪)433/1‬‬

‫‪ - 3‬ونزل في النضر بن الحارث وجماعته { ومن الناس من يجادل في هللا بغير علم } قالوا ‪ :‬المالئكة بنات‬
‫هللا والقرآن أساطير األولين وأنكروا البعث وإحياء من صار تربا { ويتبع } في جداله { كل شيطان مريد }‬
‫أي متمرد‬

‫(‪)433/1‬‬

‫‪ { - 4‬كتب عليه } قضي على الشيطان { أنه من تواله } أي اتبعه { فأنه يضله ويهديه } يدعوه { إلى عذاب‬
‫السعير } أي النار‬

‫(‪)433/1‬‬
‫‪ { - 5‬يا أيها الناس } أي أهل مكة { إن كنتم في ريب } شك { من البعث فإنا خلقناكم } أي أصلكم آدم { من‬
‫تراب ثم } خلقنا ذريته { من نطفة } مني { ثم من علقة } وهي الدم الجامد { ثم من مضغة } وهي لحمة‬
‫قدر ما يمضغ { مخلقة } مصورة تامة الخلق { وغير مخلقة } أي غير تامة الخلق { لنبين لكم } كمال‬
‫قدرتنا لتستدلوا بها في ابتداء الخلق على إعادته { ونقر } مستأنف { في األرحام ما نشاء إلى أجل مسمى }‬
‫وقت خروجه { ثم نخرجكم } من بطون أمهاتكم { طفال } بمعنى أطفاال { ثم } نعمركم { لتبلغوا أشدكم }‬
‫أي الكمال والقوة وهو ما بين الثالثين إلى األربعين سنة { ومنكم من يتوفى } يموت قبل بلوغ األشد { ومنكم‬
‫من يرد إلى أرذل العمر } أخسه من الهرم والخرف { لكيال يعلم من بعد علم شيئا } قال عكرمة ‪ :‬من قرأ‬
‫القرآن لم يصر بهذه الحالة { وترى األرض هامدة } يابسة { فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت } تحركت‬
‫{ وربت } ارتفعت وزادت { وأنبتت من } زائدة { كل زوج } صنف { بهيج } حسن‬

‫(‪)433/1‬‬

‫‪ { - 6‬ذلك } المذكور من بدء خلق اإلنسان إلى آخر إحياء األرض { بأن } بسبب أن { هللا هو الحق }‬
‫الثابت الدائم { وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير }‬

‫(‪)433/1‬‬

‫‪ { - 7‬وأن الساعة آتية ال ريب } شك { فيها وأن هللا يبعث من في القبور } ونزل في أبي جهل ‪:‬‬

‫(‪)434/1‬‬

‫‪ { - 8‬ومن الناس من يجادل في هللا بغير علم وال هدى } معه { وال كتاب منير } له نور معه‬

‫(‪)434/1‬‬

‫‪ { - 9‬ثاني عطفه } حال أي الوي عنقه تكبرا عن اإليمان والعطف الجانب عن يمين أو شمال { ليضل }‬
‫بفتح الياء وضمها { عن سبيل هللا } أي دينه { له في الدنيا خزي } عذاب فقتل يوم بدر { ونذيقه يوم القيامة‬
‫عذاب الحريق } أي اإلحراق بالنار ويقال له ‪:‬‬

‫(‪)434/1‬‬
‫‪ { - 10‬ذلك بما قدمت يداك } أي قدمته عبر عنه بهما دون غيرهما ألن أكثر األفعال تزاول بهما { وأن هللا‬
‫ليس بظالم } أي بذي ظلم { للعبيد } فيعذبهم بغير ذنب‬

‫(‪)434/1‬‬

‫‪ { - 11‬ومن الناس من يعبد هللا على حرف } أي شك في عبادته شبه بالحال على حرف جبل في عدم ثباته‬
‫{ فإن أصابه خير } صحة وسالمة في نفسه وماله { اطمأن به وإن أصابته فتنة } محنة وسقم في نفسه ومال‬
‫{ انقلب على وجهه } أي رجع إلى الكفر { خسر الدنيا } بفوات ما أمله منها { واآلخرة } بالكفر { ذلك هو‬
‫الخسران المبين } البين‬

‫(‪)434/1‬‬

‫‪ { - 12‬يدعو } يعبد { من دون هللا } من الصنم { ما ال يضره } إن لم يعبده { وما ال ينفعه } إن عبده‬
‫{ ذلك } الدعاء { هو الضالل البعيد } عن الحق‬

‫(‪)434/1‬‬

‫‪ { - 13‬يدعو لمن } الالم زائدة { ضره } بعبادته { أقرب من نفعه } إن نفع بتخيله { لبئس المولى } هو أي‬
‫الناصر { ولبئس العشير } الصاحب هو وعقب ذكر الشاك بالخسران بذكر المؤمنين بالثواب في ‪:‬‬

‫(‪)434/1‬‬

‫‪ { - 14‬إن هللا يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات } من الفروض والنوافل { جنات تجري من تحتها‬
‫األنهار إن هللا يفعل ما يريد } من إكرام من يطيعه وإهانة من يعصيه‬

‫(‪)434/1‬‬

‫‪ { - 15‬من كان يظن أن لن ينصره هللا } أي محمدا نبيه { في الدنيا واآلخرة فليمدد بسبب } بحبل { إلى‬
‫السماء } أي سقف بيته يشده فيه وفي عنقه { ثم ليقطع } أي ليختنق به بأن يقطع نفسه من األرض كما في‬
‫الصحاح { فلينظر هل يذهبن كيده } في عدم نصرة النبي { ما يغيظ } منها المعنى فليختنق غيظا منها فال بد‬
‫منها‬
‫(‪)434/1‬‬

‫‪ { - 16‬وكذلك } أي مثل إنزالنا اآلية السابقة { أنزلناه } أي القرآن الباقي { آيات بينات } ظاهرات حال‬
‫{ وأن هللا يهدي من يريد } هداه معطوف على هاء أنزلناه‬

‫(‪)435/1‬‬

‫‪ { - 17‬إن الذين آمنوا والذين هادوا } هم اليهود { والصابئين } طائفة منهم { والنصارى والمجوس والذين‬
‫أشركوا إن هللا يفصل بينهم يوم القيامة } بإدخال المؤمنين الجنة وإدخال غيرهم النار { إن هللا على كل‬
‫شيء } من عملهم { شهيد } عالم به علم مشاهدة‬

‫(‪)435/1‬‬

‫‪ { - 18‬ألم تر } تعلم { أن هللا يسجد له من في السماوات ومن في األرض والشمس والقمر والنجوم والجبال‬
‫والشجر والدواب } أي يخضع له بما يراد منه { وكثير من الناس } وهم مؤمنون بزيادة على الخضوع في‬
‫سجود الصالة { وكثير حق عليه العذاب } وهم الكافرون ألنهم أبوا السجود المتوقف على اإليمان { ومن‬
‫يهن هللا } يشقه { فما له من مكرم } مسعد { إن هللا يفعل ما يشاء } من اإلهانة واإلكرام‬

‫(‪)435/1‬‬

‫‪ { - 19‬هذان خصمان } أي المؤمنون خصم والكفار الخمسة خصم وهو يطلق على الواحد والجماعة‬
‫{ اختصموا في ربهم } أي في دينه { فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار } يلبسونها يعني أحيطت بهم‬
‫النار { يصب من فوق رؤوسهم الحميم } الماء البالغ نهاية الحرارة‬

‫(‪)435/1‬‬

‫‪ { - 20‬يصهر } يذاب { به ما في بطونهم } من شحوم وغيرها { و } تشوى به { الجلود }‬

‫(‪)435/1‬‬
‫‪ { - 21‬ولهم مقامع من حديد } لضرب رؤوسهم‬

‫(‪)435/1‬‬

‫‪ { - 22‬كلما أرادوا أن يخرجوا منها } أي النار { من غم } يلحقهم بها { أعيدوا فيها } ردوا إليها بالمقامع‬
‫{ و } قيل لهم { ذوقوا عذاب الحريق } أي البالغ نهاية اإلحراق‬

‫(‪)435/1‬‬

‫‪ - 23‬وقال في المؤمنين { إن هللا يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها األنهار يحلون‬
‫فيها من أساور من ذهب ولؤلؤ } بالجر أي منهما بأن يرصع اللؤلؤ بالذهب وبالنصب عطفا على محل من‬
‫أساور { ولباسهم فيها حرير } هو المحرم لبسه على الرجال في الدنيا‬

‫(‪)436/1‬‬

‫‪ { - 24‬وهدوا } في الدنيا { إلى الطيب من القول } وهو ال إله إال هللا { وهدوا إلى صراط الحميد } أي‬
‫طريق هللا المحمودة ودينه‬

‫(‪)436/1‬‬

‫‪ { - 25‬إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل هللا } طاعته { و } عن { المسجد الحرام الذي جعلناه } منسكا‬
‫ومتعبدا { للناس سواء العاكف } المقيم { فيه والباد } الطارئ { ومن يرد فيه بإلحاد } الباء زائدة { بظلم }‬
‫أي بسببه بأن ارتكب منهيا ولو شتم الخادم { نذقه من عذاب أليم } مؤلم ‪ :‬أي بعضه ومن هذا يؤخذ خبر إن ‪:‬‬
‫أي نذيقهم من عذاب أليم‬

‫(‪)436/1‬‬

‫‪ { - 26‬و } اذكر { إذ بوأنا } بينا { إلبراهيم مكان البيت } ليبينه وكان قد رفع زمن الطوفان وأمرناه { أن‬
‫ال تشرك بي شيئا وطهر بيتي } من األوثان { للطائفين والقائمين } المقيمين به { والركع السجود } جمع‬
‫راكع وساجد ‪ :‬المصلين‬

‫(‪)436/1‬‬
‫‪ { - 27‬وأذن } ناد { في الناس بالحج } فنادى على جبل أبي قبيس ‪ :‬يا أيها الناس إن ربكم بنى بيتا وأوجب‬
‫عليكم الحج إليه فأجيبوا ربكم والتفت بوجهه يمينا وشماال وشرقا وغربا فأجابه كل من كتب له أن يحج من‬
‫أصالب الرجال وأرحام األمهات ‪ :‬لبيك اللهم لبيك وجواب األمر { يأتوك رجاال } مشاة جمع راجل كقائم‬
‫وقيام { و } ركبانا { على كل ضامر } أي بعير مهزول وهو يطلق على الذكر واألنثى { يأتين } أي‬
‫الضوامر حمال على المعنى { من كل فج عميق } طريق بعيد‬

‫(‪)436/1‬‬

‫‪ { - 28‬ليشهدوا } أي يحضروا { منافع لهم } في الدنيا بالتجارة أو في اآلخرة أو فيهما أقوال { ويذكروا‬
‫اسم هللا في أيام معلومات } أي عشر ذي الحجة أو يوم عرفة أو يوم النحر إلى آخر أيام التشريق أقوال‬
‫{ على ما رزقهم من بهيمة األنعام } اإلبل والبقر والغنم التي تنحر في يوم العيد وما بعده من الهدايا‬
‫والضحايا { فكلوا منها } إذا كانت مستحبة { وأطعموا البائس الفقير } أي الشديد الفقر‬

‫(‪)437/1‬‬

‫‪ { - 29‬ثم ليقضوا تفثهم } أي يزيلوا أوساخهم وشعثهم كطول الظفر { وليوفوا } بالتخفيف والتشديد‬
‫{ نذورهم } من الهدايا والضحايا { وليطوفوا } طواف اإلفاضة { بالبيت العتيق } أي القديم ألنه أول بيت‬
‫وضع للناس‬

‫(‪)437/1‬‬

‫‪ { - 30‬ذلك } خبر مبتدأ مقدر ‪ :‬أي األمر أو الشأن ذلك المذكور { ومن يعظم حرمات هللا } هي ما ال يحل‬
‫انتهاكه { فهو } أي تعظيمها { خير له عند ربه } في اآلخرة { وأحلت لكم األنعام } أكال بعد الذبح { إال ما‬
‫يتلى عليكم } تحريمه في { حرمت عليكم الميتة } اآلية فاالستثناء منقطع ويجوز أن يكون متصال والتحريم‬
‫لما عرض من الموت ونحوه { فاجتنبوا الرجس من األوثان } من للبيان أي الذي هو األوثان { واجتنبوا قول‬
‫الزور } أي الشرك باهلل في تلبيتكم أو شهادة الزور‬

‫(‪)437/1‬‬
‫‪ { - 31‬حنفاء هلل } مسلمين عادلين عن كل دين سوى دينه { غير مشركين به } تأكيد لما قبله وهما حاالن‬
‫من الواو { ومن يشرك باهلل فكأنما خر } سقط { من السماء فتخطفه الطير } أي تأخذه بسرعة { أو تهوي به‬
‫الريح } أي تسقطه { في مكان سحيق } بعيد فهو ال يرجى خالصه‬

‫(‪)437/1‬‬

‫‪ { - 32‬ذلك } يقدر قبله األمر مبتدأ { ومن يعظم شعائر هللا فإنها } أي فإن تعظيمها وهي البدن التي تهدى‬
‫للحرم بأن تستحسن وتستسمن { من تقوى القلوب } منهم وسميت شعائر إلشعارها بما تعرف به أنه هدي‬
‫كطعن حديدة بسنامها‬

‫(‪)437/1‬‬

‫‪ { - 33‬لكم فيها منافع } كركوبها والحمل عليها ما ال يضرها { إلى أجل مسمى } وقت نحرها { ثم محلها }‬
‫أي مكان حل نحرها { إلى البيت العتيق } أي عنده والمراد الحرم جميعه‬

‫(‪)438/1‬‬

‫‪ { - 34‬ولكل أمة } أي جماعة مؤمنة سلفت قبلكم { جعلنا منسكا } بفتح السين مصدر وبكسرها اسم مكان ‪:‬‬
‫أي ذبحا قربانا أو مكانة { ليذكروا اسم هللا على ما رزقهم من بهيمة األنعام } عند ذبحها { فإلهكم إله واحد‬
‫فله أسلموا } انقادوا { وبشر المخبتين } المطيعين المتواضعين‬

‫(‪)438/1‬‬

‫‪ { - 35‬الذين إذا ذكر هللا وجلت } خافت { قلوبهم والصابرين على ما أصابهم } من الباليا { والمقيمي‬
‫الصالة } في أوقاتها { ومما رزقناهم ينفقون } يتصدقون‬

‫(‪)438/1‬‬

‫‪ { - 36‬والبدن } جمع بدنة ‪ :‬وهي اإلبل { جعلناها لكم من شعائر هللا } أعالم دينه { لكم فيها خير } نفع في‬
‫الدنيا كما تقدم وأجر في العقبى { فاذكروا اسم هللا عليها } عند نحرها { صواف } قائمة على ثالث معقولة‬
‫اليد اليسرى { فإذا وجبت جنوبها } سقطت إلى األرض بعد النحر وهو وقت األكل منها { فكلوا منها } إن‬
‫شئتم { وأطعموا القانع } الذي يقنع بما يعطى وال يسأل وال يتعرض { والمعتر } والسائل أو المتعرض‬
‫{ كذلك } أي مثل ذلك التسخير { سخرناها لكم } بأن تنحر وتركب وإال لم تطق { لعلكم تشكرون } إنعامي‬
‫عليكم‬

‫(‪)438/1‬‬

‫‪ { - 37‬لن ينال هللا لحومها وال دماؤها } أي ال يرفعان إليه { ولكن يناله التقوى منكم } أي يرفع إليه منكم‬
‫العمل الصالح الخالص له مع اإليمان { كذلك سخرها لكم لتكبروا هللا على ما هداكم } أرشدكم لمعالم دينه‬
‫ومناسك حجه { وبشر المحسنين } أي الموحدين‬

‫(‪)438/1‬‬

‫‪ { - 38‬إن هللا يدافع عن الذين آمنوا } غوائل المشركين { إن هللا ال يحب كل خوان } في أمانته { كفور }‬
‫لنعمته وهم المشركون المعنى أنه يعاقبهم‬

‫(‪)438/1‬‬

‫‪ { - 39‬أذن للذين يقاتلون } أي للمؤمنين أن يقاتلوا وهذه أو آية نزلت في الجهاد { بأنهم } أي بسبب أنهم‬
‫{ ظلموا } لظلم الكافرين إياهم { وإن هللا على نصرهم لقدير }‬

‫(‪)438/1‬‬

‫‪ - 40‬هم { الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق } في اإلخراج ما أخرجوا { إال أن يقولوا } أي بقولهم { ربنا‬
‫هللا } وحده وهذا القول حق فاإلخراج به إخراج بغير حق { ولوال دفع هللا الناس بعضهم } بدل بعض من‬
‫الناس { ببعض لهدمت } بالتشديد للتكثير وبالتخفيف { صوامع } للرهبان { وبيع } كنائس للنصارى‬
‫{ وصلوات } كنائس لليهود بالعبرانية { ومساجد } للمسلمين { يذكر فيها } أي المواضع المذكورة { اسم‬
‫هللا كثيرا } وتنقطع العبادات بخرابها { ولينصرن هللا من ينصره } أي ينصر دينه { إن هللا لقوي } على‬
‫خلقه { عزيز } منيع في سلطانه وقدرته‬

‫(‪)439/1‬‬
‫‪ { - 41‬الذين إن مكناهم في األرض } بنصرهم على عدوهم { أقاموا الصالة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف‬
‫ونهوا عن المنكر } جواب الشرط وهو وجوابه صلة الموصول ويقدر قبله هم مبتدأ { وهلل عاقبة األمور }‬
‫أي إليه مرجعها في االخرة‬

‫(‪)439/1‬‬

‫‪ { - 42‬وإن يكذبوك } إلى آخره فيه تسلية للنبي صلى هللا عليه و سلم { فقد كذبت قبلهم قوم نوح } تأنيث‬
‫قوم باعتبار المعنى { وعاد } قوم هود { وثمود } قوم صالح‬

‫(‪)439/1‬‬

‫‪ { - 43‬وقوم إبراهيم وقوم لوط }‬

‫(‪)439/1‬‬

‫‪ { - 44‬وأصحاب مدين } قوم شعيب { وكذب موسى } كذبه القبط ال قومه بنو إسرائيل ‪ :‬أي كذب هؤالء‬
‫رسلهم فلك أسوة بهم { فأمليت للكافرين } أمهلتهم بتأخير العقاب لهم { ثم أخذتهم } بالعذاب { فكيف كان‬
‫نكير } أي إنكاري عليهم بتكذيبهم بإهالكهم واالستفهام للتقرير ‪ :‬أي هو واقع موقعه‬

‫(‪)439/1‬‬

‫‪ { - 45‬فكأين } أي كم { من قرية أهلكناها } وفي قراءة أهلكناها { وهي ظالمة } أي أهلها بكفرهم { فهي‬
‫خاوية } ساقطة { على عروشها } سقوفها { و } كم من { بئر معطلة } متروكة بموت أهلها { وقصر‬
‫مشيد } رفيع خال بموت أهله‬

‫(‪)439/1‬‬

‫‪ { - 46‬أفلم يسيروا } أي كفار مكة { في األرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها } ما نزل بالمكذبين قبلهم { أو‬
‫آذان يسمعون بها } أخبارهم باإلهالك وخراب الديار فتيعتبروا { فإنها } أي القصة { ال تعمى األبصار‬
‫ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } تأكيد‬

‫(‪)440/1‬‬
‫‪ { - 47‬ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف هللا وعده } بإنزال العذاب فأنزله يوم بدر { وإن يوما عند ربك }‬
‫من أيام اآلخرة بسبب العذاب { كألف سنة مما تعدون } بالتاء والياء في الدنيا‬

‫(‪)440/1‬‬

‫‪ { - 48‬وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها } المراد أهلها { وإلي المصير } المرجع‬

‫(‪)440/1‬‬

‫‪ { - 49‬قل يا أيها الناس } أي أهل مكة { إنما أنا لكم نذير مبين } بين اإلنذار وأنا بشير للمؤمنين‬

‫(‪)440/1‬‬

‫‪ { - 50‬فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة } من الذنوب { ورزق كريم } هو الجنة‬

‫(‪)440/1‬‬

‫‪ { - 51‬والذين سعوا في آياتنا } القرآن بإبطالها { معجزين } من اتبع النبي أي ينسبونهم إلىالعجز ويثبطونهم‬
‫عن اإليمان أو مقدرين عجزنا عنهم وفي قراءة معاجزين ‪ :‬مسابقين لنا أي يظنون أن يفوتونا بإنكارهم البعث‬
‫والعقاب { أولئك أصحاب الجحيم } النار‬

‫(‪)440/1‬‬

‫‪ { - 52‬وما أرسلنا من قبلك من رسول } هو نبي أمر بالتبليغ { وال نبي } أي لم يؤمر بالتبليغ { إال إذا‬
‫تمنى } قرأ { ألقى الشيطان في أمنيته } قراءته ما ليس من القرآن مما يرضاه المرسل إليهم وقد قرأ النبي‬
‫صلى هللا عليه و سلم في سورة النجم بمجلس من قريش بعد ‪ { :‬أفرأيتم الالت والعزى * ومناة الثالثة‬
‫األخرى } ففرحوا بذلك ثم أخبره جبريل بما ألقاه الشيطان على لسانه من ذلك فحزن فسلي بهذه اآلية ليطمئن‬
‫{ فينسخ هللا } يبطل { ما يلقي الشيطان ثم يحكم هللا آياته } يثبتها { وهللا عليم } بإلقاء الشيطان ما ذكر‬
‫{ حكيم } في تمكينه منه بفعل ما يشاء‬
‫(‪)440/1‬‬

‫‪ { - 53‬ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة } محنة { للذين في قلوبهم مرض } شقاق ونفاق { والقاسية قلوبهم }‬
‫أي المشركين عن قبول الحق { وإن الظالمين } الكافرين { لفي شقاق بعيد } خالف طويل مع النبي صلى‬
‫هللا عليه و سلم والمؤمنين حيث جرى على لسانه ذكر آلهتهم بما يرضيهم ثم أبطل ذلك‬

‫(‪)441/1‬‬

‫‪ { - 54‬وليعلم الذين أوتوا العلم } التوحيد والقرآن { أنه } أي القرآن { الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت }‬
‫تطمئن { له قلوبهم وإن هللا لهاد الذين آمنوا إلى صراط } طريق { مستقيم } أي دين اإلسالم‬

‫(‪)441/1‬‬

‫‪ { - 55‬وال يزال الذين كفروا في مرية } شك { منه } أي القرآن بما ألقاه الشيطان على لسان النبي ثم أبطل‬
‫{ حتى تأتيهم الساعة بغتة } أي ساعة موتهم أو القيامة فجأة { أو يأتيهم عذاب يوم عقيم } هو يوم بدر ال‬
‫خير فيه للكفار كالريح القيم التي ال تأتي بخير أو هو يوم القيامة ال ليل بعده‬

‫(‪)441/1‬‬

‫‪ { - 56‬الملك يومئذ } أي يوم القيامة { هلل } وحده وما تضمنه من االستقرار ناصب للظرف { يحكم بينهم }‬
‫بين المؤمنين والكافرين بما بين بعده { فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم } فضال من هللا‬

‫(‪)441/1‬‬

‫‪ { - 57‬والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين } شديد بسبب كفرهم‬

‫(‪)441/1‬‬

‫‪ { - 58‬والذين هاجروا في سبيل هللا } أي طاعته من مكة إلى المدينة { ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم هللا رزقا‬
‫حسنا } هو رزق الجنة { وإن هللا لهو خير الرازقين } أفضل المعطين‬
‫(‪)441/1‬‬

‫‪ { - 59‬ليدخلنهم مدخال } بضم الميم وفتحها أي إدخاال أو موضعا { يرضونه } وهو الجنة { وإن هللا‬
‫لعليم } بنياتهم { حليم } عن عقابهم‬

‫(‪)441/1‬‬

‫‪ - 60‬األمر { ذلك } الذي قصصناه عليك { ومن عاقب } جازي من المؤمنين { بمثل ما عوقب به } ظلما‬
‫من المشركين ‪ :‬أي قاتلهم كما قاتلوه في الشهر الحرام { ثم بغي عليه } منهم أي ظلم بإخراجه من منزله‬
‫{ لينصرنه هللا إن هللا لعفو } عن المؤمنين { غفور } لهم عن قتالهم في الشهر الحرام‬

‫(‪)442/1‬‬

‫‪ { - 61‬ذلك } النصر { بأن هللا يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل } أي يدخل كال منهما في اآلخر‬
‫بأن يزيد به وذلك من أثر قدرته تعالى التي بها النصر { وأن هللا سميع } دعاء المؤمنين { بصير } بهم حيث‬
‫جعل فيهم اإليمان فأجاب دعاءهم‬

‫(‪)442/1‬‬

‫‪ { - 62‬ذلك } النصر أيضا { بأن هللا هو الحق } الثابت { وأن ما يدعون } بالياء والتاء يعبدون { من‬
‫دونه } وهو األصنام { هو الباطل } الزائل { وأن هللا هو العلي } أي العالي على كل شيء بقدرته‬
‫{ الكبير } الذي يصغر كل شيء سواه‬

‫(‪)442/1‬‬

‫‪ { - 63‬ألم تر } تعلم { أن هللا أنزل من السماء ماء } مطرا { فتصبح األرض مخضرة } بالنبات وهذا من‬
‫أثر قدرته { إن هللا لطيف } بعباده في إخراج النبات بالماء { خبير } بما في قلوبهم عند تأخير المطر‬

‫(‪)442/1‬‬
‫‪ { - 64‬له ما في السماوات وما في األرض } على جهة الملك { وإن هللا لهو الغني } عن عباده { الحميد }‬
‫ألوليائه‬

‫(‪)442/1‬‬

‫‪ { - 65‬ألم تر } تعلم { أن هللا سخر لكم ما في األرض } من البهائم { والفلك } السفن { تجري في البحر }‬
‫للركوب والحمل { بأمره } بإذنه { ويمسك السماء } من { أن } أو لئال { تقع على األرض إال بإذنه }‬
‫فتهلكوا { إن هللا بالناس لرؤوف رحيم } في التسخير واإلمساك‬

‫(‪)442/1‬‬

‫‪ { - 66‬وهو الذي أحياكم } باإلنشاء { ثم يميتكم } عند انتهاء آجالكم { ثم يحييكم } عند البعث { إن‬
‫اإلنسان } أي ‪ :‬المشرك { لكفور } لنعم هللا بتركه توحيده‬

‫(‪)443/1‬‬

‫‪ { - 67‬لكل أمة جعلنا منسكا } بفتح السين وكسرها شريعة { هم ناسكوه } عاملون به { فال ينازعنك } يراد‬
‫به ال تنازعهم { في األمر } أي أمر الذبيحة إذ قالوا ‪ :‬ما قتل هللا أحق أن تأكلوه مما قتلتم { وادع إلى ربك }‬
‫إلى دينه { إنك لعلى هدى } دين { مستقيم }‬

‫(‪)443/1‬‬

‫‪ { - 68‬وإن جادلوك } في أمر الدين { فقل هللا أعلم بما تعملون } فيجازيكم عليه وهذا قبل األمر بالقتال‬

‫(‪)443/1‬‬

‫‪ { - 69‬هللا يحكم بينكم } أيها المؤمنون والكافرون { يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون } بأن يقول كل من‬
‫الفريقين خالف قول اآلخر‬

‫(‪)443/1‬‬
‫‪ { - 70‬ألم تعلم } االستفهام فيه للتقرير { أن هللا يعلم ما في السماء واألرض إن ذلك } أي ما ذكر { في‬
‫كتاب } هو اللوح المحفوظ { إن ذلك } أي علم ما ذكر { على هللا يسير } سهل‬

‫(‪)443/1‬‬

‫‪ { - 71‬ويعبدون } أي المشركون { من دون هللا ما لم ينزل به } هو األصنام { سلطانا } حجة { وما ليس‬
‫لهم به علم } أنها آلهة { وما للظالمين } باإلشراك { من نصير } يمنع عنهم عذاب هللا‬

‫(‪)443/1‬‬

‫‪ { - 72‬وإذا تتلى عليهم آياتنا } من القرآن { بينات } ظاهرات حال { تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر }‬
‫أي اإلنكار لها ‪ :‬أي أثره من الكراهة والعبوس { يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا } أي يقعون فيهم‬
‫بالبطش { قل أفأنبئكم بشر من ذلكم } باكره إليكم من القرآن المتلو عليكم هو { النار وعدها هللا الذين‬
‫كفروا } بأن مصيرهم إليها { وبئس المصير } هي‬

‫(‪)443/1‬‬

‫‪ { - 73‬يا أيها الناس } أي أهل مكة { ضرب مثل فاستمعوا له } وهو { إن الذين تدعون } تعبدون { من‬
‫دون هللا } أي غيره وهم األصنام { لن يخلقوا ذبابا } اسم جنس واحده ذبابة يقع على المذكر والمؤنث { ولو‬
‫اجتمعوا له } لخلقه { وإن يسلبهم الذباب شيئا } مما عليهم من الطيب والزعفران الملطخين به { ال‬
‫يستنقذوه } ال يستردوه { منه } لعجزهم فكيف يعبدون شركاء هلل تعالى ؟ هذا أمر مستغرب عبر عنه بضرب‬
‫مثل { ضعف الطالب } العابد { والمطلوب } المعبود‬

‫(‪)444/1‬‬

‫‪ { - 74‬ما قدروا هللا } عظموه { حق قدره } عظمته إذ أشركوا به ما لم يمتنع من الذباب وال ينتصف منه‬
‫{ إن هللا لقوي عزيز } غالب‬

‫(‪)444/1‬‬
‫‪ { - 75‬هللا يصطفي من المالئكة رسال ومن الناس } رسال نزل لما قال المشركون { أأنزل عليه الذكر من‬
‫بيننا } { إن هللا سميع } لمقالتهم { بصير } بمن يتخذه رسوال كجبريل وميكائيل وإبراهيم ومحمد وغيرهم‬
‫صلى هللا عليهم وسلم‬

‫(‪)444/1‬‬

‫‪ { - 76‬يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم } أي ما قدموا وما خلفوا وما عملوا وما هم عاملون بعد { وإلى هللا‬
‫ترجع األمور }‬

‫(‪)444/1‬‬

‫‪ { - 77‬يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا } أي صلوا { واعبدوا ربكم } وحدوه { وافعلوا الخير }‬
‫كصلةالرحم ومكارم األخالق { لعلكم تفلحون } تفوزون بالبقاء في الجنة‬

‫(‪)444/1‬‬

‫‪ { - 78‬وجاهدوا في هللا } إلقامة دينه { حق جهاده } باستفراغ الطاقة فيه ونصب حق على المصدر { هو‬
‫اجتباكم } اختاركم لدينه { وما جعل عليكم في الدين من حرج } أي ضيق بأن سهله عند الضرورات‬
‫كالقصر والتيمم وأكل الميتة والفطر للمرض والسفر { ملة أبيكم } منصوب بنزع الخافض الكاف‬
‫{ إبراهيم } عطف بيان { هو } أي هللا { سماكم المسلمين من قبل } أي قبل هذا الكتاب { وفي هذا } أي‬
‫القرآن { ليكون الرسول شهيدا عليكم } يوم القيامة أنه بلغكم { وتكونوا } أنتم { شهداء على الناس } أن‬
‫أرسلهم بلغوهم { فأقيموا الصالة } داوموا عليها { وآتوا الزكاة واعتصموا باهلل } ثقوا به { هو موالكم }‬
‫ناصركم ومتولي أموركم { فنعم المولى } هو { ونعم النصير } الناصر لكم‬

‫(‪)445/1‬‬

‫سورة المؤمنون‬
‫[ مكية وآياتها ‪ 118‬أو ‪ 119‬نزلت بعد األنبياء ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬قد } للتحقيق { أفلح } فاز { المؤمنون }‬

‫(‪)445/1‬‬
‫‪ { - 2‬الذين هم في صالتهم خاشعون } متواضعون‬

‫(‪)445/1‬‬

‫‪ { - 3‬والذين هم عن اللغو } من الكالم وغير { معرضون }‬

‫(‪)445/1‬‬

‫‪ { - 4‬والذين هم للزكاة فاعلون } مؤدون‬

‫(‪)445/1‬‬

‫‪ { - 5‬والذين هم لفروجهم حافظون } عن الحرام‬

‫(‪)446/1‬‬

‫‪ { - 6‬إال على أزواجهم } أي من زوجاتهم { أو ما ملكت أيمانهم } أي السراري { فإنهم غير ملومين } في‬
‫إتيانهن‬

‫(‪)446/1‬‬

‫‪ { - 7‬فمن ابتغى وراء ذلك } من الزوجات والسراري كاالستمناء باليد في إتيانهن { فأولئك هم العادون }‬
‫المتجاوزون الىما ال يحل لهم‬

‫(‪)446/1‬‬

‫‪ { - 8‬والذين هم ألماناتهم } جمعا ومفردا { وعهدهم } فيما بينهم أو فيما بينهم وبين هللا من صالة وغيرها‬
‫{ راعون } حافظون‬

‫(‪)446/1‬‬
‫‪ { - 9‬والذين هم على صلواتهم } جمعا ومفردا { يحافظون } يقيمونها في أوقاتها‬

‫(‪)446/1‬‬

‫‪ { - 10‬أولئك هم الوارثون } ال غيرهم‬

‫(‪)446/1‬‬

‫‪ { - 11‬الذين يرثون الفردوس } هو جنة أعلى الجنان { هم فيها خالدون } في ذلك إشارة إلى المعاد ويناسبه‬
‫ذكر المبدأ بعده‬

‫(‪)446/1‬‬

‫‪ { - 12‬و } هللا { لقد خلقنا اإلنسان } آدم { من ساللة } هي من سللت الشيء من الشيء أي استخرجته منه‬
‫وهو خالصته { من طين } متعلق بساللة‬

‫(‪)446/1‬‬

‫‪ { - 13‬ثم جعلناه } أي اإلنسان نسل آدم { نطفة } منيا { في قرار مكين } هو الرحم‬

‫(‪)446/1‬‬

‫‪ { - 14‬ثم خلقنا النطفة علقة } دما جامدا { فخلقنا العلقة مضغة } لحمة قدر ما يمضغ { فخلقنا المضغة‬
‫عظاما فكسونا العظام لحما } وفي قراءة عظما في الموضعين وخلقنا في المواضع الثالث بمعنى صيرنا { ثم‬
‫أنشأناه خلقا آخر } بنفخ الروح فيه { فتبارك هللا أحسن الخالقين } أي المقدرين ومميز أحسن محذوف للعلم‬
‫به ‪ :‬أي خلقا‬

‫(‪)446/1‬‬
‫‪ { - 15‬ثم إنكم بعد ذلك لميتون }‬

‫(‪)446/1‬‬

‫‪ { - 16‬ثم إنكم يوم القيامة تبعثون } للحساب والجزاء‬

‫(‪)446/1‬‬

‫‪ { - 17‬ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق } أي سماوات ‪ :‬جمع طريقة ألنها طرق المالئكة { وما كنا عن‬
‫الخلق } التي تحتها { غافلين } أن تسقط عليهم فتهلكهم بل نمسكها كآية { ويمسك السماء أن تقع على‬
‫األرض }‬

‫(‪)446/1‬‬

‫‪ { - 18‬وأنزلنا من السماء ماء بقدر } من كفياتهم { فأسكناه في األرض وإنا على ذهاب به لقادرون }‬
‫فيموتون مع دوابهم عطشا‬

‫(‪)447/1‬‬

‫‪ { - 19‬فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب } هما أكثر فواكه العرب { لكم فيها فواكه كثيرة ومنها‬
‫تأكلون } صيفا وشتاء‬

‫(‪)447/1‬‬

‫‪ { - 20‬و } أنشأنا { شجرة تخرج من طور سيناء } جبل بكسر السين وفتحها ومنع الصرف للعلمية‬
‫والتانيث للبقعة { تنبت } من الرباعي والثالثي { بالدهن } الباء زائدة على األول ومعدية على الثاني وهي‬
‫شجرة الزيتون { وصبغ لآلكلين } عطف على الدهن أي إدام يصبغ اللقمة بغمسها فيه وهو الزيت‬

‫(‪)447/1‬‬
‫‪ { - 21‬وإن لكم في األنعام } اإلبل والبقر والغنم { لعبرة } عظة تعتبرون بها { نسقيكم } بفتح النون‬
‫وضمها { مما في بطونها } اللبن { ولكم فيها منافع كثيرة } من األصواف واألوبار واألشعار وغير ذلك‬
‫{ ومنها تأكلون }‬

‫(‪)447/1‬‬

‫‪ { - 22‬وعليها } أي اإلبل { وعلى الفلك } أي السفن { تحملون }‬

‫(‪)447/1‬‬

‫‪ { - 23‬ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا هللا } أطيعوا هللا ووحدوه { ما لكم من إله غيره } وهو‬
‫اسم ما وما قبله الخبر ومن زائدة { أفال تتقون } تخافون عقوبته بعبادتكم غيره‬

‫(‪)447/1‬‬

‫‪ { - 24‬فقال المأل الذين كفروا من قومه } ألتباعهم { ما هذا إال بشر مثلكم يريد أن يتفضل } يتشرف‬
‫{ عليكم } بأن يكون متبوعا وأنتم أتباعه { ولو شاء هللا } أن ال يعبد غيره { ألنزل مالئكة } بذلك ال بشرا‬
‫{ وما سمعنا بهذا } الذي دعا إليه نوح من التوحيد { في آبائنا األولين } أي األمم الماضية‬

‫(‪)447/1‬‬

‫‪ { - 25‬إن هو } ما نوح { إال رجل به جنة } حالة جنون { فتربصوا به } انتظروه { حتى حين } إلى زمن‬
‫موته‬

‫(‪)448/1‬‬

‫‪ { - 26‬قال } نوح { رب انصرني } عليهم { بما كذبون } بسببتكذيبهم إياي بأن تهلكهم قال تعالى مجيبا‬
‫دعاءه ‪:‬‬

‫(‪)448/1‬‬
‫‪ { - 27‬فأوحينا إليه أن اصنع الفلك } السفينة { بأعيننا } بمرأى منا وحفظنا { ووحينا } أمرنا { فإذا جاء‬
‫أمرنا } بإهالكهم { وفار التنور } للخباز بالماء وكان ذلك عالمة لنوح { فاسلك فيها } أي أدخل في السفينة‬
‫{ من كل زوجين } ذكر وأنثى أي من كل أنواعهما { اثنين } ذكرا وأنثى وهو مفعول ومن متعلقة باسلك‬
‫وفي القصة أن هللا تعالى حشر لنوح السباع والطير وغيرهما فجعل يضرب بيديه في كل نوع فتقع يده اليمنى‬
‫على الذكر واليسرى على األنثى فيحملهما في السفينة وفي قراءة كل بالتنوين فزوجين مفعول واثنين تأكيد له‬
‫{ وأهلك } زوجته وأوالده { إال من سبق عليه القول منهم } باإلهالك وهو زوجته وولده كنعان بخالف سام‬
‫وحام ويافث فحملهم وزوجاتهم ثالثة وفي سورة هود { ومن آمن وما آمن معه إال قليل } قيل كانوا ستة‬
‫رجال ونساؤهم وقيل جميع من كان في السفينة ثمانية وسبعون نصفهم رجال ونصفهم نساء { وال تخاطبني‬
‫في الذين ظلموا } كفروا بترك إهالكهم { إنهم مغرقون }‬

‫(‪)448/1‬‬

‫‪ { - 28‬فإذا استويت } اعتدلت { أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد هلل الذي نجانا من القوم الظالمين }‬
‫الكافرين وإهالكهم‬

‫(‪)448/1‬‬

‫‪ { - 29‬وقل } عند نزولك من الفلك { رب أنزلني منزال } بضم الميم وفتح الزاي مصدرا واسم وبفتح الميم‬
‫وكسر الزاي مكان النزول { مباركا } ذلك اإلنزال أو المكان { وأنت خير المنزلين } ما ذكر‬

‫(‪)448/1‬‬

‫‪ { - 30‬إن في ذلك } المذكور من أمر نوح والسفينة وإهالك الكفار { آليات } دالالت على قدرة هللا تعالى‬
‫{ وإن } مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن { كنا لمبتلين } مختبرين قوم نوح بإرساله إليهم ووعظه‬

‫(‪)449/1‬‬

‫‪ { - 31‬ثم أنشأنا من بعدهم قرنا } قوما { آخرين } هم عاد‬

‫(‪)449/1‬‬
‫‪ { - 32‬فأرسلنا فيهم رسوال منهم } هودا { أن } أي بأن { اعبدوا هللا ما لكم من إله غيره أفال تتقون } عقابه‬
‫فتؤمنون‬

‫(‪)449/1‬‬

‫‪ { - 33‬وقال المأل من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء اآلخرة } بالمصير إليها { وأترفناهم } نعمناهم { في‬
‫الحياة الدنيا ما هذا إال بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون }‬

‫(‪)449/1‬‬

‫‪ { - 34‬و } هللا { لئن أطعتم بشرا مثلكم } فيه قسم وشرط والجواب ألولهما وهو مغن عن جواب الثاني‬
‫{ إنكم إذا } أي إذا أطعتموه { لخاسرون } أي مغبونون‬

‫(‪)449/1‬‬

‫‪ { - 35‬أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون } هو خبر أنكم األولى وأنكم الثانية تأكيد لها‬
‫لما طال الفصل‬

‫(‪)449/1‬‬

‫‪ { - 36‬هيهات هيهات } اسم فعل ماض بمعنى مصدر ‪ :‬أي بعد بعد { لما توعدون } من اإلخراج من القبور‬
‫والالم زائدة للبيان‬

‫(‪)449/1‬‬

‫‪ { - 37‬إن هي } أي ما الحياة { إال حياتنا الدنيا نموت ونحيا } بحياة أبنائنا { وما نحن بمبعوثين }‬

‫(‪)449/1‬‬
‫‪ { - 38‬إن هو } ما الرسول { إال رجل افترى على هللا كذبا وما نحن له بمؤمنين } مصدقين بالبعث بعد‬
‫الموت‬

‫(‪)449/1‬‬

‫‪ { - 39‬قال رب انصرني بما كذبون }‬

‫(‪)449/1‬‬

‫‪ { - 40‬قال عما قليل } من الزمان وما زائدة { ليصبحن } ليصيرن { نادمين } على كفرهم وتكذيبهم‬

‫(‪)449/1‬‬

‫‪ { - 41‬فأخذتهم الصيحة } صيحةالعذاب والهالك كائنة { بالحق } فماتوا { فجعلناهم غثاء } وهو نبت يبس‬
‫أي صيرناهم مثله في اليبس { فبعدا } من الرحمة { للقوم الظالمين } المكذبين‬

‫(‪)450/1‬‬

‫‪ { - 42‬ثم أنشأنا من بعدهم قرونا } أقواما { آخرين }‬

‫(‪)450/1‬‬

‫‪ { - 43‬ما تسبق من أمة أجلها } بأن تموت قبله { وما يستأخرون } عنه ذكر الضمير بعد تأنيثه رعاية‬
‫للمعنى‬

‫(‪)450/1‬‬

‫‪ { - 44‬ثم أرسلنا رسلنا تترا } بالتنوين وعدمه متتابعين بين كل اثنين زمان طويل { كلما جاء أمة } بتحقيق‬
‫الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الواو { رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا } في الهالك { وجعلناهم‬
‫أحاديث فبعدا لقوم ال يؤمنون }‬
‫(‪)450/1‬‬

‫‪ { - 45‬ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين } حجة بينة وهي اليد والعصا وغيرهما من‬
‫اآليات‬

‫(‪)450/1‬‬

‫‪ { - 46‬إلى فرعون وملئه فاستكبروا } عن افيمان بها وباهلل { وكانوا قوما عالين } قاهرين بني اسرائيل‬
‫بالظلم‬

‫(‪)450/1‬‬

‫‪ { - 47‬فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون } مطيعون خاضعون‬

‫(‪)450/1‬‬

‫‪ { - 48‬فكذبوهما فكانوا من المهلكين }‬

‫(‪)450/1‬‬

‫‪ { - 49‬ولقد آتينا موسى الكتاب } التوراة { لعلهم } قومه بني إسرائيل { يهتدون } به من الضاللة وأوتيها‬
‫بعد هالك فرعون وقومه جملة واحدة‬

‫(‪)450/1‬‬

‫‪ { - 50‬وجعلنا ابن مريم } عيسى { وأمه آية } لم يقل آيتين ألن اآلية فيهما واحدة ‪ :‬والدته من غير فحل‬
‫{ وآويناهما إلى ربوة } مكان مرتفع وهو بيت المقدس أو دمشق أو فلسطين أقوال { ذات قرار } أي مستوية‬
‫يستقر عليها ساكنوها { ومعين } أي ماء جار ظواهر تراه العيون‬

‫(‪)450/1‬‬
‫‪ { - 51‬يا أيها الرسل كلوا من الطيبات } الحالالت { واعملوا صالحا } من فرض ونفل { إني بما تعملون‬
‫عليم } فأجازيكم عليه‬

‫(‪)450/1‬‬

‫‪ { - 52‬و } اعلموا { إن هذه } أي ملة اإلسالم { أمتكم } دينكم أيها المخاطبون أي يجب أن تكونوا عليها‬
‫{ أمة واحدة } حال الزمة وفي قراءة بتخفيف النون وفي أخرى بكسرها مشددة استئنافا { وأنا ربكم‬
‫فاتقون } فاحذرون‬

‫(‪)451/1‬‬

‫‪ { - 53‬فتقطعوا } أي األتباع { أمرهم } دينهم { بينهم زبرا } حال من فاعل تقطعوا أي أحزابا متخالفين‬
‫كاليهود والنصارى وغيرهم { كل حزب بما لديهم } أي عندهم من الدين { فرحون } مسرورون‬

‫(‪)451/1‬‬

‫‪ { - 54‬فذرهم } اترك كفار مكة { في غمرتهم } ضاللتهم { حتى حين } إلى حين موتهم‬

‫(‪)451/1‬‬

‫‪ { - 55‬أيحسبون أنما نمدهم به } نعطيهم { من مال وبنين } في الدنيا‬

‫(‪)451/1‬‬

‫‪ { - 56‬نسارع } نعجل { لهم في الخيرات } ال { بل ال يشعرون } أن ذلك استدراج لهم‬

‫(‪)451/1‬‬
‫‪ { - 57‬إن الذين هم من خشية ربهم } خوفهم منه { مشفقون } خائفون من عذابه‬

‫(‪)451/1‬‬

‫‪ { - 58‬والذين هم بآيات ربهم } القرآن { يؤمنون } يصدقون‬

‫(‪)451/1‬‬

‫‪ { - 59‬والذين هم بربهم ال يشركون } معه غيره‬

‫(‪)451/1‬‬

‫‪ { - 60‬والذين يؤتون } يعطون { ما آتوا } أعطوا من الصدقة واألعمال الصالحة { وقلوبهم وجلة } خائفة‬
‫أن ال تقبل منهم { أنهم } يقدر قبله الم الجر { إلى ربهم راجعون }‬

‫(‪)451/1‬‬

‫‪ { - 61‬أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون } في علم هللا‬

‫(‪)451/1‬‬

‫‪ { - 62‬وال نكلف نفسا إال وسعها } طاقتها فمن لم يستطع أن يصلي قائما فليصل جالسا ومن لم يستطع أن‬
‫يصوم فليأكل { ولدينا } عندنا { كتاب ينطق بالحق } بما عملته وهو اللوح المحفوظ تسطر فيه األعمال‬
‫{ وهم } أي النفوس العاملة { ال يظلمون } شيئا منها فال ينقص من ثواب أعمال الخيرات وال يزاد في‬
‫السيئات‬

‫(‪)451/1‬‬

‫‪ { - 63‬بل قلوبهم } أي الكفار { في غمرة } جهالة { من هذا } القرآن { ولهم أعمال من دون ذلك }‬
‫المذكور للمؤمنين { هم لها عاملون } فيعذبون عليها‬
‫(‪)451/1‬‬

‫‪ { - 64‬حتى } ابتدائية { إذا أخذنا مترفيهم } أغنياءهم ورؤساءهم { بالعذاب } أي السيف يوم بدر { إذا هم‬
‫يجأرون } يضجون يقال لهم ‪:‬‬

‫(‪)451/1‬‬

‫‪ { - 65‬ال تجأروا اليوم إنكم منا ال تنصرون } ال تمنعون‬

‫(‪)452/1‬‬

‫‪ { - 66‬قد كانت آياتي } من القرآن { تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون } ترجعون القهقرى‬

‫(‪)452/1‬‬

‫‪ { - 67‬مستكبرين } عن اإليمان { به } أي بالبيت أو الحرم بأنهم أهله في أمن بخالف سائر الناس في‬
‫مواطنهم { سامرا } حال أي جماعة يتحدقون بالليل حول البيت { تهجرون } من الثالثي تتركون القرآن‬
‫ومن الرباعي أي تقولون غير الحق في النبي والقرآن قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)452/1‬‬

‫‪ { - 68‬أفلم يدبروا } أصله يتدبروا فأدغمت التاء في الدال { القول } أي القرآن الدال على صدق النبي { أم‬
‫جاءهم ما لم يأت آباءهم األولين }‬

‫(‪)452/1‬‬

‫‪ { - 69‬أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون }‬

‫(‪)452/1‬‬
‫‪ { - 70‬أم يقولون به جنة } االستفهام للتقرير بالحق من صدق النبي ومجيء الرسل لألمم الماضية ومعرفة‬
‫رسولهم بالصدق واألمانة وأن ال جنون به { بل } لالنتقال { جاءهم بالحق } أي القرآن المشتمل على‬
‫التوحيد وشرائع اإلسالم { وأكثرهم للحق كارهون }‬

‫(‪)452/1‬‬

‫‪ { - 71‬ولو اتبع الحق } أي القرآن { أهواءهم } بأن جاء بما يهوونه من الشريك والولد هلل تعالى هللا عن‬
‫ذلك ‪ { :‬لفسدت السماوات واألرض ومن فيهن } خرجت عن نظامها المشاهد لوجود التمانع في الشيء عادة‬
‫عند تعدد الحاكم { بل أتيناهم بذكرهم } أي القرآن الذي فيه ذكرهم وشرفهم { فهم عن ذكرهم معرضون }‬

‫(‪)452/1‬‬

‫‪ { - 72‬أم تسألهم خرجا } أجرا على ما جئتهم به من اإليمان { فخراج ربك } أجره وثوابه ورزقه { خير }‬
‫وفي قراءة خرجا في الموضعين وفي قراءة أخرى خراجا فيهما { وهو خير الرازقين } أفضل من أعطى‬
‫وآجر‬

‫(‪)452/1‬‬

‫‪ { - 73‬وإنك لتدعوهم إلى صراط } طريق { مستقيم } أي دين اإلسالم‬

‫(‪)452/1‬‬

‫‪ { - 74‬وإن الذين ال يؤمنون باآلخرة } بالبعث والثواب والعقاب { عن الصراط } أي الطريق { لناكبون }‬
‫عادلون‬

‫(‪)452/1‬‬

‫‪ { - 75‬ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر } أي جوع أصابهم بمكة سبع سنين { للجوا } تمادوا { في‬
‫طغيانهم } ضاللتهم { يعمهون } يترددون‬
‫(‪)453/1‬‬

‫‪ { - 76‬ولقد أخذناهم بالعذاب } الجوع { فما استكانوا } تواضعوا { لربهم وما يتضرعون } يرغبون إلى‬
‫هللا بالدعاء‬

‫(‪)453/1‬‬

‫‪ { - 77‬حتى } ابتدائية { إذا فتحنا عليهم بابا ذا } صاحب { عذاب شديد } هو يوم بدر بالقتل { إذا هم فيه‬
‫مبلسون } آيسون من كل خير‬

‫(‪)453/1‬‬

‫‪ { - 78‬وهو الذي أنشأ } خلق { لكم السمع } بمعنى األسماع { واألبصار واألفئدة } القلوب { قليال ما }‬
‫تأكيد للقلة { تشكرون }‬

‫(‪)453/1‬‬

‫‪ { - 79‬وهو الذي ذرأكم } خلقكم { في األرض وإليه تحشرون } تبعثون‬

‫(‪)453/1‬‬

‫‪ { - 80‬وهو الذي يحيي } ينفخ الروح في المضغة { ويميت وله اختالف الليل والنهار } بالسواد والبياض‬
‫والزيادة والنقصان { أفال تعقلون } صنعه تعالى فتعتبرون‬

‫(‪)453/1‬‬

‫‪ { - 81‬بل قالوا مثل ما قال األولون }‬

‫(‪)453/1‬‬
‫‪ { - 82‬قالوا } أي األولون { أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون } ال وفي الهمزتين في الموضعين‬
‫التحقيق وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين‬

‫(‪)453/1‬‬

‫‪ { - 83‬لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا } أي البعث بعد الموت { من قبل إن } ما { هذا إال أساطير } أكاذيب‬
‫{ األولين } كاألضاحيك واألعاجيب جمع أسطورة بالضم‬

‫(‪)453/1‬‬

‫‪ { - 84‬قل } لهم { لمن األرض ومن فيها } من الخلق { إن كنتم تعلمون } خالقها ومالكها‬

‫(‪)453/1‬‬

‫‪ { - 85‬سيقولون هلل قل } لهم { أفال تذكرون } بإدغام التاء الثانية في الذال تتعظون فتعلمون أن القادر على‬
‫الخلق ابتداء قادر على اإلحياء بعد الموت‬

‫(‪)453/1‬‬

‫‪ { - 86‬قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم } الكرسي‬

‫(‪)453/1‬‬

‫‪ { - 87‬سيقولون هلل قل أفال تتقون } تحذرون عبادة غيره‬

‫(‪)453/1‬‬
‫‪ { - 88‬قل من بيده ملكوت } ملك { كل شيء } والتاء للمبالغة { وهو يجير وال يجار عليه } يحمي وال‬
‫يحمى عليه { إن كنتم تعلمون }‬

‫(‪)453/1‬‬

‫‪ { - 89‬سيقولون هللا } وفي قراءة هلل بالم الجر في الموضعين نظرا إلى أن المعنى من له ما ذكر { قل فأنى‬
‫تسحرون } تخدعون وتصرفون عن الحق عبادة هللا وحده أي كيف تخيل لكم أنه باطل‬

‫(‪)454/1‬‬

‫‪ { - 90‬بل أتيناهم بالحق } بالصدق { وإنهم لكاذبون } في نفيه وهو ‪:‬‬

‫(‪)454/1‬‬

‫‪ { - 91‬ما اتخذ هللا من ولد وما كان معه من إله إذا } أي لو كان معه إله { لذهب كل إله بما خلق } انفرد به‬
‫ومنع اآلخر من االستيالء عليه { ولعال بعضهم على بعض } مغالبة كفعل ملوك الدنيا { سبحان هللا } تنزيها‬
‫له { عما يصفون } ه به مما ذكر‬

‫(‪)454/1‬‬

‫‪ { - 92‬عالم الغيب والشهادة } ماغاب وما شوهد بالجر صفة والرفع خبر هو مقدرا { فتعالى } تعظم { عما‬
‫يشركون } ه معه‬

‫(‪)454/1‬‬

‫‪ { - 93‬قل رب إما } فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة { تريني ما يوعدون } ه من العذاب‬
‫هوصادق بالقتل ببدر‬

‫(‪)454/1‬‬
‫‪ { - 94‬رب فال تجعلني في القوم الظالمين } فأهلك بإهالكهم‬

‫(‪)454/1‬‬

‫‪ { - 95‬وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون }‬

‫(‪)454/1‬‬

‫‪ { - 96‬ادفع بالتي هي أحسن } أي الخصلة من الصفح واإلعراض عنهم { السيئة } أذاهم إياك وهذا قبل‬
‫األمر بالقتال { نحن أعلم بما يصفون } يكذبون ويقولون فنجازيهم عليه‬

‫(‪)454/1‬‬

‫‪ { - 97‬وقل رب أعوذ } أعتصم { بك من همزات الشياطين } نزعاتهم بما يوسوسون به‬

‫(‪)454/1‬‬

‫‪ { - 98‬وأعوذ بك رب أن يحضرون } في أموري ألنهم إنما يحضرون بسوء‬

‫(‪)454/1‬‬

‫‪ { - 99‬حتى } ابتدائية { إذا جاء أحدهم الموت } ورأى مقعده من النار ومقعده من الجنة لو آمن { قال رب‬
‫ارجعون } الجمع للتعظيم‬

‫(‪)454/1‬‬

‫‪ { - 100‬لعلي أعمل صالحا } بأن أشهد أن ال إله إال هللا يكون { فيما تركت } ضيعت من عمري أي في‬
‫مقابلته قال تعالى ‪ { :‬كال } أي ال رجوع { إنها } أي رب ارجعون { كلمة هو قائلها } وال فائدة له فيها‬
‫{ ومن ورائهم } أمامهم { برزخ } حاجز يصدهم عن الرجوع { إلى يوم يبعثون } وال رجوع بعده‬
‫(‪)454/1‬‬

‫‪ { - 101‬فإذا نفخ في الصور } القرن النفخة األولى أو الثانية { فال أنساب بينهم يومئذ } يتفاخرون بها‬
‫{ وال يتساءلون } عنها خالف حالهم في الدنيا لما يشغلهم من عظم األمر عن ذلك في بعض مواطن القيامة‬
‫وفي بعضها يفيقون وفي آية { فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون }‬

‫(‪)454/1‬‬

‫‪ { - 102‬فمن ثقلت موازينه } بالحسنات { فأولئك هم المفلحون } الفائزون‬

‫(‪)455/1‬‬

‫‪ { - 103‬ومن خفت موازينه } بالسيئات { فأولئك الذين خسروا أنفسهم } فهم { في جهنم خالدون }‬

‫(‪)455/1‬‬

‫‪ { - 104‬تلفح وجوههم النار } تحرقها { وهم فيها كالحون } شمرت شفاههم العليا والسفلى عن أسنانهم‬
‫ويقال لهم ‪:‬‬

‫(‪)455/1‬‬

‫‪ { - 105‬ألم تكن آياتي } من القرآن { تتلى عليكم } تخوفون بها { فكنتم بها تكذبون }‬

‫(‪)455/1‬‬

‫‪ { - 106‬قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا } وفي قراءة شقواتنا بفتح أوله وألف وهما مصدران بمعنى { وكنا‬
‫قوما ضالين } عن الهداية‬

‫(‪)455/1‬‬
‫‪ { - 107‬ربنا أخرجنا منها فإن عدنا } إلى المخالفة { فإنا ظالمون }‬

‫(‪)455/1‬‬

‫‪ { - 108‬قال } لهم بلسان مالك بعد قدر الدنيا مرتين { اخسؤوا فيها } ابعدوا في النار أذالء { وال تكلمون }‬
‫في رفع العذاب عنكم لينقطع رجاؤهم‬

‫(‪)455/1‬‬

‫‪ { - 109‬إنه كان فريق من عبادي } هم المهاجرون { يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير‬
‫الراحمين }‬

‫(‪)455/1‬‬

‫‪ { - 110‬فاتخذتموهم سخريا } بضم السين وكسرها مصدر بمعنى الهزء منهم ‪ :‬بالل وصهيب وعمار‬
‫وسلمان { حتى أنسوكم ذكري } فتركتموه الشتغالكم باالستهزاء بهم فهم سبب اإلنساء فنسب إليهم { وكنتم‬
‫منهم تضحكون }‬

‫(‪)455/1‬‬

‫‪ { - 111‬إني جزيتهم اليوم } النعيم المقيم { بما صبروا } على استهزائكم بهم وأذاكم إياهم { إنهم } بكسر‬
‫الهمزة { هم الفائزون } بمطلوبهم استئناف وبفتحها مفعول ثان لجزيتهم‬

‫(‪)455/1‬‬

‫‪ { - 112‬قال } تعالى لهم بلسان مالك وفي قراءة قل { كم لبثتم في األرض } في الدنيا وفي قبوركم { عدد‬
‫سنين } تمييز‬

‫(‪)455/1‬‬
‫‪ { - 113‬قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم } شكوا في ذلك واستقصروه لعظم ما هم فيه من العذاب { فاسأل‬
‫العادين } أي المالئكة المحصين أعمال الخلق‬

‫(‪)455/1‬‬

‫‪ { - 114‬قال } تعالى بلسان مالك وفي قراءة قل { إن } أي ما { لبثتم إال قليال لو أنكم كنتم تعلمون } مقدار‬
‫لبثكم من الطول كان قليال بالنسبة إلى لبثكم في النار‬

‫(‪)456/1‬‬

‫‪ { - 115‬أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا } ال لحكمة { وأنكم إلينا ال ترجعون } بالبناء للفاعل وللمفعول ؟ ال بل‬
‫لنتعبدكم باألمر والنهي وترجعوا إلينا ونجازي على ذلك { وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون }‬

‫(‪)456/1‬‬

‫‪ { - 116‬فتعالى هللا } عن العبث وغيره مما ال يليق به { الملك الحق ال إله إال هو رب العرش الكريم }‬
‫الكرسي ‪ :‬هو السرير الحسن‬

‫(‪)456/1‬‬

‫‪ { - 117‬ومن يدع مع هللا إلها آخر ال برهان له به } صفة كاشفة ال مفهوم لها { فإنما حسابه } جزاؤه { عند‬
‫ربه إنه ال يفلح الكافرون } ال يسعدون‬

‫(‪)456/1‬‬

‫‪ { - 118‬وقل رب اغفر وارحم } المؤمنين في الرحمة زيادة عن المغفرة { وأنت خير الراحمين } أفضل‬
‫راحم‬

‫(‪)456/1‬‬
‫سورة النور‬
‫[ مدنية وهي اثنتان أو أربع وستون آية ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ - 1‬هذه { سورة أنزلناها وفرضناها } مخففا ومشددا لكثرة المفروض فيها { وأنزلنا فيها آيات بينات }‬
‫واضحات الدالالت { لعلكم تذكرون } بإدغام التاء الثانية في الذال تتعظون‬

‫(‪)456/1‬‬

‫‪ { - 2‬الزانية والزاني } أي غير المحصنين لرجمهما بالسنة وأل فيما ذكر موصولة وهو مبتدأ ولشبهه‬
‫بالشرط دخلت الفاء في خبره وهو { فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة } أي ضربة يقال جلدة ‪ :‬ضرب جلده‬
‫ويزاد على ذلك بالسنة تغريب عام والرقيق على النصف مما ذكر { وال تأخذكم بهما رأفة في دين هللا } أي‬
‫حكمة بأن تتركوا شيئا من حدهما { إن كنتم تؤمنون باهلل واليوم اآلخر } أي يوم البعث في هذا تحريض على‬
‫ما قبل الشرط وهو جوابه أو دال على جوابه { وليشهد عذابهما } أي الجلد { طائفة من المؤمنين } قيل ثالثة‬
‫وقيل أربعة عدد شهود الزنا‬

‫(‪)457/1‬‬

‫‪ { - 3‬الزاني ال ينكح } يتزوج { إال زانية أو مشركة والزانية ال ينكحها إال زان أو مشرك } أي المناسب‬
‫لكل منهما ما ذكر { وحرم ذلك } أي نكاح الزواني { على المؤمنين } األخيار نزل ذلك لما هم فقراء‬
‫المهاجرين أن يتزوجوا بغايا المشركين وهن موسرات لينفقن عليهم فقيل التحريم خاص بهم وقيل عام ونسخ‬
‫بقوله تعالى { وأنكحوا األيامى منكم }‬

‫(‪)457/1‬‬

‫‪ { - 4‬والذين يرمون المحصنات } العفيفات بالزنا { ثم لم يأتوا بأربعة شهداء } على زناهن برؤيتهم‬
‫{ فاجلدوهم } أي كل واحد منهم { ثمانين جلدة وال تقبلوا لهم شهادة } في شيء { أبدا وأولئك هم الفاسقون }‬
‫إلتيانهم كبيرة‬

‫(‪)457/1‬‬
‫‪ { - 5‬إال الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا } عملهم { فإن هللا غفور } لهم قذفهم { رحيم } بهم بإلهامهم‬
‫التوبة فبها ينتهي فسقهم وتقبل شهادتهم وقيل ال تقبل رجوعا باالستثناء إلى الجملة األخيرة‬

‫(‪)457/1‬‬

‫‪ { - 6‬والذين يرمون أزواجهم } بالزنا { ولم يكن لهم شهداء } عليه { إال أنفسهم } وقع ذلك لجماعة من‬
‫الصحابة { فشهادة أحدهم } مبتدأ { أربع شهادات } نصب علىالمصدر { باهلل إنه لمن الصادقين } فيما رمى‬
‫به زوجته من الزنا‬

‫(‪)457/1‬‬

‫‪ { - 7‬والخامسة أن لعنة هللا عليه إن كان من الكاذبين } في ذلك وخبر المبتدأ ‪ :‬تدفع عنه حد القذف‬

‫(‪)457/1‬‬

‫‪ { - 8‬ويدرأ } يدفع { عنها العذاب } أي حد الزنا الذي ثبت بشهاداته { أن تشهد أربع شهادات باهلل إنه لمن‬
‫الكاذبين } فيما رماها به من الزنا‬

‫(‪)458/1‬‬

‫‪ { - 9‬والخامسة أن غضب هللا عليها إن كان من الصادقين } في ذلك‬

‫(‪)458/1‬‬

‫‪ { - 10‬ولوال فضل هللا عليكم ورحمته } بالستر في ذلك { وأن هللا تواب } بقبوله التوبة في ذلك وغيره‬
‫{ حكيم } فيما حكم به في ذلك وغيره ليبين الحق في ذلك وعاجل بالعقوبة من يستحقها‬

‫(‪)458/1‬‬
‫‪ { - 11‬إن الذين جاؤوا باإلفك } أسوأ الكذب على عائشة رضي هللا عنها أم المؤمنين بقذفها { عصبة منكم }‬
‫جماعة من المؤمنين قالت ‪ :‬حسان بن ثابت وعبدهللا بن أبي ومسطح وحمنة بن جحش { ال تحسبوه } أيها‬
‫المؤمنون غير العصبة { شرا لكم بل هو خير لكم } يأجركم هللا به ويظهر براءة عائشة ومن جاء معها منه‬
‫وهو صفوان فإنها قالت ‪ :‬كنت مع النبي صلى هللا عليه و سلم في غزوة بعدما أنزل الحجاب ففرغ منها ورجع‬
‫ودنا من المدينة وآذن بالرحيل ليلة فمشيت وقضيت شأني وأقبلت إلى الرحل فإذا عقدي انقطع ‪ -‬هو بكسر‬
‫المهلمة ‪ :‬القالدة ‪ -‬فرجعت ألتمسه وحملوا هودجي ‪ -‬هو ما يركب فيه ‪ -‬على بعيري يحسبونني فيه وكانت‬
‫النساء خفافا إنما يأكلن العلقة ‪ -‬هو بضم المهملة وسكون الالم من الطعام ‪ :‬أي القليل ‪ -‬ووجدت عقدي وجئت‬
‫بعدما ساروا فجلست في المنزل الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون إلي فغلبتني عيناي فنمت‬
‫وكان صفوان قد عرس من وراء الجيش فادلج ‪ -‬هما بتشديد الراء والدال أي نزل من آخر الليل لالستراحة ‪-‬‬
‫فسار منه فأصبح في منزله فرأى سواد إنسان نائم ‪ -‬أي شخصه ‪ -‬فعرفني حين رآني وكان يراني قبل‬
‫الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني ‪ -‬أي قوله إنا هلل وإنا إليه راجعون ‪ -‬فخمرت وجهي بجلبابي أي‬
‫غطيته بالمالءة وهللا ما كلمني بكلمة وال سمعت منه كلمة غير استرجاعه حين أناخ راحلته ووطئ علىيدها‬
‫فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة ‪ -‬أي من أوغر‬
‫واقفين في مكان وغر من شدة الحر ‪ -‬فهلك من هلك في وكان الذي تولى كبره منهم ‪ :‬عبدهللا بن أبي ابن‬
‫سلول قولها رواه الشيخان قال تعالى { لكل امرئ منهم } أي عليه { ما اكتسب من اإلثم } في ذلك { والذي‬
‫تولى كبره منهم } أي تحمل معظمه فبدأ بالخوض فيه وأشاعه وهو عبدهللا بن أبي { له عذاب عظيم } هو‬
‫النار في اآلخرة‬

‫(‪)458/1‬‬

‫‪ { - 12‬لوال } هال { إذ } حين { سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم } أي ظن بعضهم ببعض‬


‫{ خيرا وقالوا هذا إفك مبين } كذب بين فيه التفات عن الخطاب أي ظننتم أيها العصبة وقلتم‬

‫(‪)459/1‬‬

‫‪ { - 13‬لوال } هال { جاؤوا } أي العصبة { عليه بأربعة شهداء } شاهدوه { فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك‬
‫عند هللا } أي في حكمه { هم الكاذبون } فيه‬

‫(‪)459/1‬‬

‫‪ { - 14‬ولوال فضل هللا عليكم ورحمته في الدنيا واآلخرة لمسكم في ما أفضتم } أيها العصبة أي خضتم { فيه‬
‫عذاب عظيم } في اآلخرة‬

‫(‪)459/1‬‬
‫‪ { - 15‬إذ تلقونه بألسنتكم } أي يرويه بعضكم عن بعض وحذف من الفعل إحدى التاءين وإذ منصوب بمسكم‬
‫أو بأفضتم { وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا } ال إثم فيه { وهو عند هللا عظيم } في‬
‫اإلثم‬

‫(‪)459/1‬‬

‫‪ { - 16‬ولوال } هال { إذ } حين { سمعتموه قلتم ما يكون } ما ينبغي { لنا أن نتكلم بهذا سبحانك } هو‬
‫للتعجيب هنا { هذا بهتان } كذب { عظيم }‬

‫(‪)459/1‬‬

‫‪ { - 17‬يعظكم هللا } ينهاكم { أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين } تتعظون بذلك‬

‫(‪)459/1‬‬

‫‪ { - 18‬ويبين هللا لكم اآليات } في األمر والنهي { وهللا عليم } بما يأمر به وينهى عنه { حكيم } فيه‬

‫(‪)460/1‬‬

‫‪ { - 19‬إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة } باللسان { في الذين آمنوا } بنسبتها إليهم وهم العصبة { لهم‬
‫عذاب أليم في الدنيا } بحد القذف { واآلخرة } بالنار لحق هللا { وهللا يعلم } انتفاءها عنهم { وأنتم } أيها‬
‫العصبة بما قلتم من اإلفك { ال تعلمون } وجودها فيهم‬

‫(‪)460/1‬‬

‫‪ { - 20‬ولوال فضل هللا عليكم } أيها العصبة { ورحمته وأن هللا رؤوف رحيم } بكم لعاجلكم بالعقوبة‬

‫(‪)460/1‬‬
‫‪ { - 21‬يا أيها الذين آمنوا ال تتبعوا خطوات الشيطان } أي طرق تزيينه { ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه }‬
‫أي المتبع { يأمر بالفحشاء } أي القبيح { والمنكر } شرعا باتباعها { ولوال فضل هللا عليكم ورحمته ما زكا‬
‫منكم } أيها العصبة بما قلتم من اإلفك { من أحد أبدا } أي ما صلح وطهر من هذا الذنب بالتوبة منه { ولكن‬
‫هللا يزكي } يطهر { من يشاء } من الذنب بقبول توبته منه { وهللا سميع } بما قلتم { عليم } بما قصدتم‬

‫(‪)460/1‬‬

‫‪ { - 22‬وال يأتل } يحلف { أولو الفضل } أصحاب الغنى { منكم والسعة أن } ال { يؤتوا أولي القربى‬
‫والمساكين والمهاجرين في سبيل هللا } نزلت في أبي بكر حلف ان ال ينفق على مسطح وهو ابن خالته مسكين‬
‫مهاجر بدري لما خاض في اإلفك بعد أن كان ينفق عليه وناس من الصحابة أقسموا أن ال يتصدقوا على من‬
‫تكلم بشيء من اإلفك { وليعفوا وليصفحوا } عنهم في ذلك { أال تحبون أن يغفر هللا لكم وهللا غفور رحيم }‬
‫للمؤمنين قال أبو بكر ‪ :‬بلى أنا أحب أن يغفر هللا لي ورجع إلى مسطح ما كان ينفقه عليه‬

‫(‪)460/1‬‬

‫‪ { - 23‬إن الذين يرمون } بالزنا { المحصنات } العفائف { الغافالت } عن الفواحش بأن ال يقع في قلوبهن‬
‫فعلها { المؤمنات } باهلل ورسوله { لعنوا في الدنيا واآلخرة ولهم عذاب عظيم }‬

‫(‪)460/1‬‬

‫‪ { - 24‬يوم } ناصبه االستقرار الذي تعلق به لهم { تشهد } الفوقانية والتحتانية { عليهم ألسنتهم وأيديهم‬
‫وأرجلهم بما كانوا يعملون } من قول وفعل وهو يوم القيامة‬

‫(‪)460/1‬‬

‫‪ { - 25‬يومئذ يوفيهم هللا دينهم الحق } يجازيهم جزاءه الواجب عليهم { ويعلمون أن هللا هو الحق المبين }‬
‫حيث حقق لهم جزاءه الذي كانوا يشكون فيه ومنهم عبدهللا بن أبي والمحصنات هنا أزواج النبي صلى هللا‬
‫عليه و سلم لم يذكر في قذفهن توبة ومن ذكر في قذفهن أول سورة التوبة غيرهن‬

‫(‪)461/1‬‬
‫‪ { - 26‬الخبيثات } من النساء ومن الكلمات { للخبيثين } من الناس { والخبيثون } من الناس‬
‫{ للخبيثات } مما ذكر { والطيبات } مما ذكر { للطيبين } من الناس { والطيبون } منهم { للطيبات } مما‬
‫ذكر أي الالئق بالخبيث مثله وبالطيب مثله { أولئك } الطيبون والطيبات من النساء وومنهم‬
‫عائشة وصفوان { مبرؤون مما يقولون } أي الخبيثون والخبيثات من الرجال والنساء فيهم { لهم }‬
‫للطيبين والطيبات من النساء { مغفرة ورزق كريم } في الجنة وقد افتخرت عائشة بأشياء منها‬
‫أنها خلقت طيبة ووعدت مغفرة ورزقا كريما‬

‫(‪)461/1‬‬

‫‪ { - 27‬يا أيها الذين آمنوا ال تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا } أي تستأذنوا { وتسلموا على أهلها }‬
‫فيقول الواحد السالم عليكم أأدخل ؟ كما ورد في حديث { ذلكم خير لكم } من الدخول بغير استئذان { لعلكم‬
‫تذكرون } بإدغام التاء الثانية في الذال خيريته فتعملون به‬

‫(‪)461/1‬‬

‫‪ { - 28‬فإن لم تجدوا فيها أحدا } يأذن لكم { فال تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم } بعد االستئذان‬
‫{ ارجعوا فارجعوا هو } أي الرجوع { أزكى } أي خير { لكم } من القعود على الباب { وهللا بما تعملون }‬
‫من الدخول بإذن وغير إذن { عليم } فيجازيكم عليه‬

‫(‪)461/1‬‬

‫‪ { - 29‬ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع } أي منفعة { لكم } باستكنان وغيره كبيوت‬
‫الربط والخانات المسبلة { وهللا يعلم ما تبدون } تظهرون { وما تكتمون } تخفون في دخول غير بيوتكم من‬
‫قصد صالح أو غيره وسيأتي أنهم إذا دخلوا بيوتهم يسلمون على أنفسهم‬

‫(‪)461/1‬‬

‫‪ { - 30‬قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } عما ال يحل لهم نظره ومن زائدة { ويحفظوا فروجهم } عما ال‬
‫يحل لهم فعله بها { ذلك أزكى } أي خير { لهم إن هللا خبير بما يصنعون } باألبصار والفروج فيجازيهم‬
‫عليه‬

‫(‪)462/1‬‬
‫‪ { - 31‬وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن } عما ال يحل لهن نظره { ويحفظن فروجهن } عما ال يحل‬
‫لهن فعله بها { وال يبدين } يظهرن { زينتهن إال ما ظهر منها } وهو الوجه والكفان فيجوز نظره ألجنبي إن‬
‫لم يخف فتنة في أحد وجهين والثاني يحرم ألنه مظنة الفتنة ورجح حسما للباب { وليضربن بخمرهن على‬
‫جيوبهن } أي يسترن الرؤوس واألعناق والصدور بالمقانع { وال يبدين زينتهن } الخفية وهي ما عدا الوجه‬
‫والكفين { إال لبعولتهن } جمع بعل ‪ :‬أي زوج { أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو‬
‫إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن } فيجوز لهم نظرة إال ما بين السرة‬
‫والركبة فيحرم نظره لغير األزواج وخرج بنسائهن الكافرات فال يجوز للمسلمات الكشف لهن وشمل ما ملكت‬
‫أيمانهن العبيد { أو التابعين } في فضول الطعام { غير } بالجر صفة والنصب استثناء { أولي اإلربة }‬
‫أصحاب الحاجة إلى النساء { من الرجال } بأن لم ينتشر ذكر كل { أو الطفل } بمعنى األطفال { الذين لم‬
‫يظهروا } يطلعوا { على عورات النساء } للجماع فيجوز أن يبدين لهم ما عدا ما بين السرة والركبة { وال‬
‫يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن } من خلخال يتقعقع‬
‫{ وتوبوا إلى هللا جميعا أيها المؤمنون } مما وقع لكم من النظر الممنوع منه ومن غيره { لعلكم تفلحون }‬
‫تنجون من ذلك لقبول التوبة منه وفي اآلية تغليب الذكور على اإلناث‬

‫(‪)462/1‬‬

‫‪ { - 32‬وأنكحوا األيامى منكم } جمع أيم ‪ :‬وهي من ليس لها زوج بكرا كانت أو ثيبا ومن ليس له زوج وهذا‬
‫في األحرار والحرائر { والصالحين } أي المؤمنين { من عبادكم وإمائكم } وعباد من جموع عبد { إن‬
‫يكونوا } أي األحرار { فقراء يغنهم هللا } بالتزوج { من فضله وهللا واسع } لخلقه { عليم } بهم‬

‫(‪)462/1‬‬

‫‪ { - 33‬وليستعفف الذين ال يجدون نكاحا } ما ينكحون به من مهر ونفقة عن الزنا { حتى يغنيهم هللا } يوسع‬
‫عليهم { من فضله } فينكحون { والذين يبتغون الكتاب } بمعنى المكاتبة { مما ملكت أيمانكم } من العبيد‬
‫واإلماء { فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا } أي أمانة وقدرة على الكسب ألداء مال الكتابة وصيغتها مثال ‪:‬‬
‫كاتبتك على ألفين في شهرين كل شهر ألف فإذا أديتهما فأنت حر فيقول قبلت { وآتوهم } أمر للسادة { من‬
‫مال هللا الذي آتاكم } ما يستعينون به في أداء ما التزمتموه لكم وفي معنى اإليتاء حط شيء مما التزموه { وال‬
‫تكرهوا فتياتكم } أي إماءكم { على البغاء } أي الزنا { إن أردن تحصنا } تعففا عنه وهذه اإلرادة محل‬
‫اإلكراه فال مفهوم للشرط { لتبتغوا } باإلكراه { عرض الحياة الدنيا } نزلت في عبدهللا بن أبي كان يكره‬
‫جورايه على الكسب بالزنا { ومن يكرههن فإن هللا من بعد إكراههن غفور } لهن { رحيم } بهن‬

‫(‪)463/1‬‬

‫‪ { - 34‬ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات } بفتح الياء وكسرها في هذه السورة بين فيها ما ذكر أو بينة { ومثال }‬
‫خبرا عجيبا وهو خبر عائشة { من الذين خلوا من قبلكم } أي من جنس أمثالهم أي أخبارهم العجيبة كخبر‬
‫يوسف ومريم { وموعظة للمتقين } في قوله تعالى { وال تأخذكم بهما رأفة في دين هللا } { لوال إذ سمعتموه‬
‫ظن المؤمنون } الخ { ولوال إذ سمعتموه قلتم } الخ { يعظكم هللا أن تعودوا } الخ وتخصيصها بالمتقين ألنهم‬
‫المنتفعون بها‬

‫(‪)463/1‬‬

‫‪ { - 35‬هللا نور السموات واألرض } أي منورهما بالشمس والقمر { مثل نوره } أي صفته في قلب المؤمن‬
‫{ كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة } هي القنديل والمصباح السراج ‪ :‬أي الفتيلة الموقودة والمشكاة ‪:‬‬
‫الطاقة غير النافذة أي األنبوبة في القنديل { الزجاجة كأنها } والنور فيها { كوكب دري } أي مضيء بكسر‬
‫الدال وضمها من الدرء بمعنى الدفع لدفعها الظالم وبضمها وتشديد الياء منسوب إلى الدر ‪ :‬اللؤلؤ { توقد }‬
‫المصباح بالماضي وفي قراءة بمضارع أو قد مبنيا للمفعول بالتحتانية وفي أخرى توقد بالفوقانية أي الزجاجة‬
‫{ من } زيت { شجرة مباركة زيتونة ال شرقية وال غربية } بل بينهما فال يتمكن منها حر وال برد مضران‬
‫{ يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار } لصفائه { نور } به { على نور } بالنار ونور هللا ‪ :‬أي هداه‬
‫للمؤمن نور على نور اإليمان { يهدي هللا لنوره } أي دين اإلسالم { من يشاء ويضرب } يبين { هللا األمثال‬
‫للناس } تقريبا ألفهامهم ليعتبروا فيؤمنوا { وهللا بكل شيء عليم } ومنه ضرب األمثال‬

‫(‪)463/1‬‬

‫‪ { - 36‬في بيوت } متعلق بيسبح اآلتي { أذن هللا أن ترفع } تعظم { ويذكر فيها اسمه } بتوحيده { يسبح }‬
‫بفتح الموحدةوكسرها ‪ :‬أي يصلي { له فيها بالغدو } مصدر بمعنى الغدوات ‪ :‬أي البكر { واآلصال } العشايا‬
‫من بعد الزوال‬

‫(‪)464/1‬‬

‫‪ { - 37‬رجال } فاعل يسبح بكسر الباء وعلى فتحها نائب الفاعل له ورجال فاعل فعل مقدر جواب سؤال‬
‫مقدر كأنه قيل ‪ :‬من يسبحه { ال تلهيهم تجارة } أي شراء { وال بيع عن ذكر هللا وإقام الصالة } حذف هاء‬
‫إقامة تخفيف { وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب } تضطرب { فيه القلوب واألبصار } من الخوف القلوب‬
‫بين النجاة والهالك واألبصار بين ناحيتي اليمين والشمال ‪ :‬هو يوم القيامة‬

‫(‪)464/1‬‬

‫‪ { - 38‬ليجزيهم هللا أحسن ما عملوا } أي ثوابه وأحسن بمعنى حسن { ويزيدهم من فضله وهللا يرزق من‬
‫يشاء بغير حساب } يقال فالن ينفق بغير حساب ‪ :‬أي يوسع كأنه ال يحسب ما ينفقه‬
‫(‪)464/1‬‬

‫‪ { - 39‬والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة } جمع قاع ‪ :‬أي في فالة وهو شعاع يرى فيها نصف النهار في‬
‫شدة الحر يشبه الماء الجاري { يحسبه } يظنه { الظمآن } أي العطشان { ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا }‬
‫مما حسبه كذلك الكافر يحسب أن عمله كصدقه ينفعه حتى إذا مات وقدم على ربه لم يجد عمله أي لم ينفعه‬
‫{ ووجد هللا عنده } أي عند عمله { فوفاه حسابه } أي جازاه عليه في الدنيا { وهللا سريع الحساب } أي‬
‫الجازاة‬

‫(‪)465/1‬‬

‫‪ { - 40‬أو } الذين كفروا أعمالهم السيئة { كظلمات في بحر لجي } عميق { يغشاه موج من فوقه } أي‬
‫الموج { موج من فوقه } أي الموج الثاني { سحاب } أي غيم هذه { ظلمات بعضها فوق بعض } ظلمة‬
‫البحر وظلمة الموج األول وظلمة الثاني وظلمة السحاب { إذا أخرج } الناظر { يده } في هذه الظلمات { لم‬
‫يكد يراها } أي لم يقرب من رؤيتها { ومن لم يجعل هللا له نورا فما له من نور } أي من لم يهده هللا لم يهتد‬

‫(‪)465/1‬‬

‫‪ { - 41‬ألم تر أن هللا يسبح له من في السماوات واألرض } ومن التسبيح صالة { والطير } جمع طائر بين‬
‫السماء واألرض { صافات } حال باسطات أجنحتهن { كل قد علم } هللا { صالته وتسبيحه وهللا عليم بما‬
‫يفعلون } فيه تغليب العاقل‬

‫(‪)465/1‬‬

‫‪ { - 42‬وهلل ملك السماوات واألرض } خزائن المطر والرزق والنبات { وإلى هللا المصير } المرجع‬

‫(‪)465/1‬‬

‫‪ { - 43‬ألم تر أن هللا يزجي سحابا } يسوقه برفق { ثم يؤلف بينه } يضم بعضه إلى بعض فيجعل القطع‬
‫المتفرقة قطعة واحدة { ثم يجعله ركاما } بعضه فوق بعض { فترى الودق } المطر { يخرج من خالله }‬
‫مخارجه { وينزل من السماء من } زائدة { جبال فيها } في السماء بدل بإعادة الجار { من برد } أي بعضه‬
‫{ فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد } يقرب { سنا برقه } لمعانه { يذهب باألبصار } الناظرة‬
‫له ‪ :‬أي يخطفها‬
‫(‪)465/1‬‬

‫‪ { - 44‬يقلب هللا الليل والنهار } أي يأتي بكل منهما بدل اآلخر { إن في ذلك } التقليب { لعبرة } داللة‬
‫{ ألولي األبصار } ألصحاب البصائر على قدرة هللا تعالى‬

‫(‪)466/1‬‬

‫‪ { - 45‬وهللا خلق كل دابة } أي حيوان { من ماء } أي نطفة { فمنهم من يمشي على بطنه } كالحيات‬
‫والهوام { ومنهم من يمشي على رجلين } كاإلنسان والطير { ومنهم من يمشي على أربع } كالبهائم واألنعام‬
‫{ يخلق هللا ما يشاء إن هللا على كل شيء قدير }‬

‫(‪)466/1‬‬

‫‪ { - 46‬لقد أنزلنا آيات مبينات } أي بينات هي القرآن { وهللا يهدي من يشاء إلى صراط } طريق‬
‫{ مستقيم } أي دين اإلسالم‬

‫(‪)466/1‬‬

‫‪ { - 47‬ويقولون } أي المنافقون { آمنا } صدقنا { باهلل } بتوحيده { وبالرسول } محمد { وأطعنا } هما‬
‫فيما حكما به { ثم يتولى } يعرض { فريق منهم من بعد ذلك } عنه { وما أولئك } المعرضون‬
‫{ بالمؤمنين } المعهودين الموافق قلوبهم أللسنتهم‬

‫(‪)466/1‬‬

‫‪ { - 48‬وإذا دعوا إلى هللا ورسوله } المبلغ عنه { ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون } عن المجيء إليه‬

‫(‪)466/1‬‬

‫‪ { - 49‬وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين } مسرعين طائعين‬


‫(‪)466/1‬‬

‫‪ { - 50‬أفي قلوبهم مرض } كفر { أم ارتابوا } أي شكوا في نبوته { أم يخافون أن يحيف هللا عليهم‬
‫ورسوله } في الحكم أي فيظلموا فيه ؟ ال { بل أولئك هم الظالمون } باإلعراض عنه‬

‫(‪)466/1‬‬

‫‪ { - 51‬إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى هللا ورسوله ليحكم بينهم } فالقول الالئق بهم { أن يقولوا سمعنا‬
‫وأطعنا } باإلجابة { وأولئك } حينئذ { هم المفلحون } الناجون‬

‫(‪)466/1‬‬

‫‪ { - 52‬ومن يطع هللا ورسوله ويخش هللا } يخافه { ويتقه } بسكون الهاء وكسرها بأن يطيعه { فأولئك هم‬
‫الفائزون } بالجنة‬

‫(‪)466/1‬‬

‫‪ { - 53‬وأقسموا باهلل جهد أيمانهم } غايتها { لئن أمرتهم } بالجهاد { ليخرجن قل } لهم { ال تقسموا طاعة‬
‫معروفة } للنبي خير من قسمكم الذي ال تصدقون فيه { إن هللا خبير بما تعملون } من طاعتكم بالقول‬
‫ومخالفتكم بالفعل‬

‫(‪)467/1‬‬

‫‪ { - 54‬قل أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول فإن تولوا } عن طاعته بحذف إحدى التاءين خطاب لهم { فإنما عليه‬
‫ما حمل } من التبليغ { وعليكم ما حملتم } من طاعته { وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إال البالغ‬
‫المبين } أي التبليغ البين‬

‫(‪)467/1‬‬
‫‪ { - 55‬وعد هللا الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في األرض } بدال عن الكفار { كما‬
‫استخلف } بالبناء للفاعل والمفعول { الذين من قبلهم } من بني اسرائيل بدال عن الجبابرة { وليمكنن لهم‬
‫دينهم الذي ارتضى لهم } وهو اإلسالم بأن يظهره على جميع األديان ويوسع لهم في البالد فيملكوها‬
‫{ وليبدلنهم } بالتخفيف والتشديد { من بعد خوفهم } من الكفار { أمنا } وقد أنجز هللا وعده لهم بما ذكر‬
‫وأثنى عليهم بقوله ‪ { :‬يعبدونني ال يشركون بي شيئا } هو مستأنف في حكم التعليل { ومن كفر بعد ذلك }‬
‫اإلنعام منهم به { فأولئك هم الفاسقون } وأول من كفر به قتلة عثمان رضي هللا عنه فصاروا يقتتلون بعد أن‬
‫كانوا إخوانا‬

‫(‪)467/1‬‬

‫‪ { - 56‬وأقيموا الصالة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون } أي رجاء الرحمة‬

‫(‪)467/1‬‬

‫‪ { - 57‬ال تحسبن } بالفوقانية والتحتانية والفاعل الرسول { الذين كفروا معجزين } لنا { في األرض } بأن‬
‫يفوتونا { ومأواهم } مرجعهم { النار ولبئس المصير } المرجع هي‬

‫(‪)467/1‬‬

‫‪ { - 58‬يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم } من العبيد واإلماء { والذين لم يبلغوا الحلم منكم }‬
‫من األحرار وعرفوا أمر النساء { ثالث مرات } في ثالثة أوقات { من قبل صالة الفجر وحين تضعون‬
‫ثيابكم من الظهيرة } أي وقت الظهر { ومن بعد صالة العشاء ثالث عورات لكم } بالرفع خبر مبتدأ مقدر‬
‫بعده مضاف إليه مقامه ‪ :‬أي هي أوقات وبالنصب بتقدير أوقات منصوبا بدال من محل ما قبله مقام المضاف‬
‫إليه مقامه وهي إللقاء الثياب تبدو فيها العورات { ليس عليكم وال عليهم } أي المماليك والصبيان { جناح }‬
‫في الدخول عليكم بغير استئذان { بعدهن } أي بعد األوقات الثالثة هم { طوافون عليكم } للخدمة‬
‫{ بعضكم } طائف { على بعض } والجملة مؤكدة لما قبلها { كذلك } كما بين ما ذكر { يبين هللا لكم‬
‫اآليات } أي األحكام { وهللا عليم } بأمور خلقه { حكيم } بما دبره لهم وآية االستئذان قيل منسوخة وقيل ال‬
‫ولكن تهاون الناس في ترك االستئذان‬

‫(‪)467/1‬‬

‫‪ { - 59‬وإذا بلغ األطفال منكم } أيها األحرار { الحلم فليستأذنوا } في جميع األوقات { كما استأذن الذين من‬
‫قبلهم } أي األحرار الكبار { كذلك يبين هللا لكم آياته وهللا عليم حكيم }‬
‫(‪)468/1‬‬

‫‪ { - 60‬والقواعد من النساء } قعدن عن الحيض والولد لكبرهن { الالتي ال يرجون نكاحا } لذلك { فليس‬
‫عليهن جناح أن يضعن ثيابهن } من الجلباب والرداء والقناع فوق الخمار { غير متبرجات } مظهرات‬
‫{ بزينة } خفية كقالدة وسوار وخلخال { وأن يستعففن } بأن ال يضعنها { خير لهن وهللا سميع } لقولكم‬
‫{ عليم } بما في قلوبكم‬

‫(‪)468/1‬‬

‫‪ { - 61‬ليس على األعمى حرج وال على األعرج حرج وال على المريض حرج } في مؤاكلة مقابليهم‬
‫{ وال } حرج { على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم } أي بيوت أوالدكم { أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو‬
‫بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خاالتكم أو ما‬
‫ملكتم مفاتحه } أي خزنتموه لغيركم { أو صديقكم } وهو من صدقكم في مودته المعنى يجوز األكل من بيوت‬
‫من ذكر وإن لم يحضروا إذا علم رضاهم به { ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا } مجتمعين { أو أشتاتا }‬
‫متفرقين جمع شت نزل فيمن تحرج أن يأكل وحده وإذا لم يجد من يؤاكله يترك األكل { فإذا دخلتم بيوتا } لكم‬
‫ال أهل بها { فسلموا على أنفسكم } أي قولوا السالم علينا وعلى عباد هللا الصالحين فإن المالئكة ترد عليكم‬
‫وإن كان بها أهل فسلموا عليهم { تحية } مصدر حيا { من عند هللا مباركة طيبة } يثاب عليها { كذلك يبين‬
‫هللا لكم اآليات } يفصل لكم معالم دينكم { لعلكم تعقلون } لكي تفهموا ذلك‬

‫(‪)468/1‬‬

‫‪ { - 62‬إنما المؤمنون الذين آمنوا باهلل ورسوله وإذا كانوا معه } أي الرسول { على أمر جامع } كخطبة‬
‫الجمعة { لم يذهبوا } لعروض عذر لهم { حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون باهلل‬
‫ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم } أمرهم { فأذن لمن شئت منهم } باالنصراف { واستغفر لهم هللا إن هللا‬
‫غفور رحيم }‬

‫(‪)469/1‬‬

‫‪ { - 63‬ال تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا } بأن تقولوا يا محمد بل قولوا ‪ :‬يا نبي هللا يا‬
‫رسول هللا في لين وتواضع وخفض صوت { قد يعلم هللا الذين يتسللون منكم لواذا } أي يخرجون من المسجد‬
‫في الخطبة من غير استئذان خفية مستترين بشيء وقد للتحقيق { فليحذر الذين يخالفون عن أمره } أي هللا‬
‫ورسوله { أن تصيبهم فتنة } بالء { أو يصيبهم عذاب أليم } في اآلخرة‬
‫(‪)469/1‬‬

‫‪ { - 64‬أال إن هلل ما في السماوات واألرض } ملكا وخلقا وعبيدا { قد يعلم ما أنتم } أيها المكلفون { عليه }‬
‫من اإليمان والنفاق { و } يعلم { يوم يرجعون إليه } فيه التفات عن الخطاب أي متى يكون { فينبئهم } فيه‬
‫{ بما عملوا } من الخير والشر { وهللا بكل شيء } من أعمالهم وغيرها { عليم }‬

‫(‪)469/1‬‬

‫سورة الفرقان‬
‫[ مكية إال اآليات ‪ 68‬و‪ 69‬و‪ 70‬فمدنية وآياتها ‪ 77‬نزلت بعد يس ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬تبارك } تعالى { الذي نزل الفرقان } القرآن ألنه فرق بين الحق والباطل { على عبده } محمد‬
‫{ ليكون للعالمين } أي اإلنس والجن دون المالئكة { نذيرا } مخوفا من عذاب هللا‬

‫(‪)470/1‬‬

‫‪ { - 2‬الذي له ملك السماوات واألرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء } من شأنه‬
‫أن يخلق { فقدره تقديرا } سواه تسوية‬

‫(‪)470/1‬‬

‫‪ { - 3‬واتخذوا } أي الكفار { من دونه } أي هللا ‪ :‬أي غيره { آلهة } هي األصنام { ال يخلقون شيئا وهم‬
‫يخلقون وال يملكون ألنفسهم ضرا } أي دفعة { وال نفعا } أي جره { وال يملكون موتا وال حياة } أي إماتة‬
‫ألحد وإحياء ألحد { وال نشورا } أي بعثا لألموات‬

‫(‪)470/1‬‬

‫‪ { - 4‬وقال الذين كفروا إن هذا } أي ما القرآن { إال إفك } كذب { افتراه } محمد { وأعانه عليه قوم‬
‫آخرون } وهم من أهل الكتاب قال تعالى ‪ { :‬فقد جاؤوا ظلما وزورا } كفر وكذبا ‪ :‬أي بهما‬

‫(‪)470/1‬‬
‫‪ { - 5‬وقالوا } أيضا هو { أساطير األولين } أكاذيبهم ‪ :‬جمع أسطورة بالضم { اكتتبها } انتسخها من ذلك‬
‫القوم بغيره { فهي تملى } تقرأ { عليه } ليحفظها { بكرة وأصيال } غدوة وعشيا قال تعالى ردا عليهم ‪:‬‬

‫(‪)470/1‬‬

‫‪ { - 6‬قل أنزله الذي يعلم السر } الغيب { في السماوات واألرض إنه كان غفورا } للمؤمنين { رحيما } بهم‬

‫(‪)470/1‬‬

‫‪ { - 7‬وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في األسواق لوال } هال { أنزل إليه ملك فيكون معه‬
‫نذيرا } يصدقه‬

‫(‪)471/1‬‬

‫‪ { - 8‬أو يلقى إليه كنز } من السماء ينفقه وال يحتاج إلى المشي في األسواق لطلب المعاش { أو تكون له‬
‫جنة } بستان { يأكل منها } أي من ثمارها فيكتفي بها وفي قراءة نأكل بالنون ‪ :‬أي نحن فيكون له مزية علينا‬
‫بها { وقال الظالمون } أي الكافرون للمؤمنين { إن } ما { تتبعون إال رجال مسحورا } مخدوعا مغلوبا على‬
‫عقله قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)471/1‬‬

‫‪ { - 9‬انظر كيف ضربوا لك األمثال } بالمسحور والمحتاج إلى ما ينفقه وإلى ملك يقوم معه باألمر‬
‫{ فضلوا } بذلك عن الهدى { فال يستطيعون سبيال } طريقا إليه‬

‫(‪)471/1‬‬

‫‪ { - 10‬تبارك } تكاثر خير { الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك } الذي قالوه من الكنز والبستان { جنات‬
‫تجري من تحتها األنهار } أي في الدنيا ألنه شاء أن يعطيه إياها في اآلخرة { ويجعل } بالجزم { لك‬
‫قصورا } أيضا وفي قراءة بالرفع استئنافا‬
‫(‪)471/1‬‬

‫‪ { - 11‬بل كذبوا بالساعة } القيامة { وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا } نارا مسعرة ‪ :‬أي مشتدة‬

‫(‪)471/1‬‬

‫‪ { - 12‬إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا } غليانا كالغضبان إذا غلى صدره من الغضب { وزفيرا }‬
‫صوتا شديدا أوسماع التغيظ رؤيته وعلمه‬

‫(‪)471/1‬‬

‫‪ { - 13‬وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا } بالتشديد والتخفيف بأن يضيق عليهم ومنها حال من مكانا ألنه في‬
‫األصل صفة له { مقرنين } مصفدين قد قرنت أي جمعت أيديهم إلى أعناقهم في األغالل والتشديد للتكثير‬
‫{ دعوا هنالك ثبورا } هالكا فيقال لهم ‪:‬‬

‫(‪)471/1‬‬

‫‪ { - 14‬ال تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا } كعذابكم‬

‫(‪)471/1‬‬

‫‪ { - 15‬قل أذلك } المذكور من الوعيد وصفة النار { خير أم جنة الخلد التي وعد } ها { المتقون كانت لهم }‬
‫في علمه تعالى { جزاء } ثوابا { ومصيرا } مرجعا‬

‫(‪)471/1‬‬

‫‪ { - 16‬لهم فيها ما يشاؤون خالدين } حال الزمة { كان } وعدهم ما ذكر { على ربك وعدا مسؤوال } يسأله‬
‫من وعد به { ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك } أو تسأله لهم المالئكة { ربنا وأدخلهم جنات عدن التي‬
‫وعدتهم }‬
‫(‪)472/1‬‬

‫‪ { - 17‬ويوم نحشرهم } بالنون والتحتانية { وما يعبدون من دون هللا } أي غيره من المالئكة وعيسى‬
‫وعزير والجن { فيقول } تعالى بالتحتانية والنون للمعبودين إثباتا للحجة على العابدين ‪ { :‬أأنتم } بتحقيق‬
‫الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة واألخرى وتركه { أضللتم عبادي هؤالء }‬
‫أوقعتموهم في الضالل بأمركم إياهم بعبادتكم { أم هم ضلوا السبيل } طريق الحق بأنفسهم‬

‫(‪)472/1‬‬

‫‪ { - 18‬قالوا سبحانك } تنزيها لك عما ال يليق بك { ما كان ينبغي } يستقيم { لنا أن نتخذ من دونك } أي‬
‫غيرك { من أولياء } مفعول أول ومن زائدة لتأكيد النفي وما قبله الثاني فكيف نأمر بعبادتنا ؟ { ولكن متعتهم‬
‫وآباءهم } من قبلهم بإطالة العمر وسعة الرزق { حتى نسوا الذكر } تركوا الموعظة واإليمان بالقرآن‬
‫{ وكانوا قوما بورا } هلكى قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)472/1‬‬

‫‪ { - 19‬فقد كذبوكم } أي كذب المعبودين العابدين { بما تقولون } بالفوقانية أنهم آلهة { فما تستطيعون }‬
‫بالتحتانية والفوقانية ‪ :‬أي ال هم وال أنتم { صرفا } دفعا للعذاب عنكم { وال نصرا } منعا لكم منه { ومن‬
‫يظلم } يشرك { منكم نذقه عذابا كبيرا } شديدا في اآلخرة‬

‫(‪)472/1‬‬

‫‪ { - 20‬وما أرسلنا قبلك من المرسلين إال إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في األسواق } فأنت مثلهم في ذلك وقد‬
‫قيل لهم مثل ما قيل لك { وجعلنا بعضكم لبعض فتنة } بلية ابتلى الغني بالفقير والصحيح بالمريض والشريف‬
‫بالوضيع يقول الثاني في كل ‪ :‬ما لي ال أكون كاألول في كل ‪ { :‬أتصبرون } على ما تسمعون ممن ابتليتم‬
‫بهم استفهام بمعنى األمر ‪ :‬أي اصبروا { وكان ربك بصيرا } بمن يصبر وبمن يجزع‬

‫(‪)472/1‬‬

‫‪ { - 21‬وقال الذين ال يرجون لقاءنا } ال يخافون البعث { لوال } هال { أنزل علينا المالئكة } فكانوا رسال‬
‫إلينا { أو نرى ربنا } فنخبر بأن محمدا رسوله قال تعالى ‪ { :‬لقد استكبروا } تكبروا { في } شأن { أنفسهم‬
‫وعتوا } طغوا { عتوا كبيرا } بطلبهم رؤية هللا تعالى في الدنيا وعتوا بالواو على أصله بخالف عتى باإلبدال‬
‫في مريم‬

‫(‪)472/1‬‬

‫‪ { - 22‬يوم يرون المالئكة } في جملة الخالئق هو يوم القيامة ونصبه با ذكر مقدرا { ال بشرى يومئذ‬
‫للمجرمين } أي الكافرين بخالف المؤمنين فلهم البشرى بالجنة { ويقولون حجرا محجورا } على عادتهم في‬
‫الدنيا إذا نزلت بهم شدة ‪ :‬أي عوذا معاذا يستعيذون من المالئكة قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)473/1‬‬

‫‪ { - 23‬وقدمنا } عمدنا { إلى ما عملوا من عمل } من الخير كصدقة وصلة رحم وقرى ضيف وإغاثة‬
‫ملهوف في الدنيا { فجعلناه هباء منثورا } هو ما يرى في الكوى التي عليها الشمس كالغبار المفرق ‪ :‬أي مثله‬
‫في عدم النفع به إذ ال ثواب فيه لعدم شرطه ويجازون عليه في الدنيا‬

‫(‪)473/1‬‬

‫‪ { - 24‬أصحاب الجنة يومئذ } يوم القيامة { خير مستقرا } من الكافرين في الدنيا { وأحسن مقيال } منهم ‪:‬‬
‫أي موضع قائلة فيها وهي االستراحة نصف النهار في الحر وأخذ من ذلك انقضاء الحساب في نصف نهار‬
‫كما ورد في حديث‬

‫(‪)473/1‬‬

‫‪ { - 25‬ويوم تشقق السماء } أي كل سماء { بالغمام } أي معه وهو غيم أبيض { ونزل المالئكة } من كل‬
‫سماء { تنزيال } هو يوم القيامة ونصبه با ذكر مقدرا وفي قراءة بتشديد شين تشقق بإدغام التاء الثانية في‬
‫األصل فيها وفي أخرى ‪ :‬ننزل بنونين الثانية ساكنة وضم الالم ونصب المالئكة‬

‫(‪)473/1‬‬

‫‪ { - 26‬الملك يومئذ الحق للرحمن } ال يشركه فيه أحد { وكان } اليوم { يوما على الكافرين عسيرا }‬
‫بخالف المؤمنين‬
‫(‪)473/1‬‬

‫‪ { - 27‬ويوم يعض الظالم } المشرك ‪ :‬عقبة بن أبي معيط كان نطق بالشهادتين ثم رجع إرضاء ألبي بن‬
‫خلف { على يديه } ندما وتحسرا في يوم القيامة { يقول يا } للتنبيه { ليتني اتخذت مع الرسول } محمد‬
‫{ سبيال } طريقا إلى الهدى‬

‫(‪)473/1‬‬

‫‪ { - 28‬يا ويلتى } ألفه عوض عن ياء اإلضافة أي ويلتي ومعناه هلكتي { ليتني لم أتخذ فالنا } أي أبيا‬
‫{ خليال }‬

‫(‪)474/1‬‬

‫‪ { - 29‬لقد أضلني عن الذكر } أي القرآن { بعد إذ جاءني } بأن ردني عن اإليمان به قال تعالى ‪ { :‬وكان‬
‫الشيطان لإلنسان } الكافر { خذوال } بأنيرتكه ويتبرأ منه عند البالء‬

‫(‪)474/1‬‬

‫‪ { - 30‬وقال الرسول } محمد { يا رب إن قومي } قريشا { اتخذوا هذا القرآن مهجورا } متروكا قال‬
‫تعالى ‪:‬‬

‫(‪)474/1‬‬

‫‪ { - 31‬وكذلك } كما جعلنا لك عدوا من مشركي قومك { جعلنا لكل نبي } قبلك { عدوا من المجرمين }‬
‫المشركين فاصبر كما صبروا { وكفى بربك هاديا } لك { ونصيرا } ناصرا لك على أعدائك‬

‫(‪)474/1‬‬
‫‪ { - 32‬وقال الذين كفروا لوال } هال { نزل عليه القرآن جملة واحدة } كالتوارة واإلنجيل والزبور قال‬
‫تعالى ‪ :‬نزلناه { كذلك } متفرقا { لنثبت به فؤادك } نقوي قلبك { ورتلناه ترتيال } أي أتينا به شيئا بعد شيء‬
‫بتمهل وتؤدة لتيسير فهمه وحفظه‬

‫(‪)474/1‬‬

‫‪ { - 33‬وال يأتونك بمثل } في إبطال أمرك { إال جئناك بالحق } الدافع له { وأحسن تفسيرا } بيانا‬

‫(‪)474/1‬‬

‫‪ - 34‬هم { الذين يحشرون على وجوههم } أي يساقون { إلى جهنم أولئك شر مكانا } هو جهنم { وأضل‬
‫سبيال } أخطأ طريقا من غيرهم وهو كفرهم‬

‫(‪)474/1‬‬

‫‪ { - 35‬ولقد آتينا موسى الكتاب } التوراة { وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا } معينا‬

‫(‪)474/1‬‬

‫‪ { - 36‬فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا } أي القبط فرعون وقومه فذهبا إليهم بالرسالة فكذبوهما‬
‫{ فدمرناهم تدميرا } أهلكناهم إهالكا‬

‫(‪)474/1‬‬

‫‪ { - 37‬و } اذكر { قوم نوح لما كذبوا الرسل } بتكذيبهم نوحا لطول لبثه فيهم فكأنه رسل أو ألن تكذيبه‬
‫تكذيب لباقي الرسل الشتراكهم في الجيء بالتوحيد { أغرقناهم } جواب لما { وجعلناهم للناس } بعدهم‬
‫{ آية } عبرة { وأعتدنا } في اآلخرة { للظالمين } الكافرين { عذابا أليما } مؤلما سوى ما يحل بهم في‬
‫الدنيا‬

‫(‪)474/1‬‬
‫‪ { - 38‬و } اذكر { عادا } قوم هود { وثمود } قوم صالح { وأصحاب الرس } اسم بئر ونبيهم قيل شعيب‬
‫وقيل غيره كانوا قعودا حولها فانهارت بهم وبمنازلهم { وقرونا } أقواما { بين ذلك كثيرا } أي بين عاد‬
‫وأصحاب الرس‬

‫(‪)475/1‬‬

‫‪ { - 39‬وكال ضربنا له األمثال } في إقامةالحجة عليهم فلم نهلكهم إال بعد اإلنذار { وكال تبرنا تتبيرا } أهلكنا‬
‫إهالكا بتكذيبهم أنبياءهم‬

‫(‪)475/1‬‬

‫‪ { - 40‬ولقد أتوا } أي مر كفار مكة { على القرية التي أمطرت مطر السوء } مصدر ساء أي بالحجارة‬
‫وهي عظمى قرى قوم لوط فأهلك هللا أهلها لفعلهم الفاحشة { أفلم يكونوا يرونها } في سفرهم إلى الشام‬
‫فيعتبرون واالستفهام للتقرير { بل كانوا ال يرجون } يخافون { نشورا } بعثا فال يؤمنون‬

‫(‪)475/1‬‬

‫‪ { - 41‬وإذا رأوك إن } ما { يتخذونك إال هزوا } مهزوءا به يقولون { أهذا الذي بعث هللا رسوال } في‬
‫دعواه محتقرين له عن الرسالة‬

‫(‪)475/1‬‬

‫‪ { - 42‬إن } مخففة من الثقيلة واسمها محذوف ‪ :‬أي إنه { كاد ليضلنا } يصرفنا { عن آلهتنا لوال أن صبرنا‬
‫عليها } لصرفنا عنها قال تعالى ‪ { :‬وسوف يعلمون حين يرون العذاب } عيانا في اآلخرة { من أضل‬
‫سبيال } أخطأ طريقا أهم أم المؤمنون‬

‫(‪)475/1‬‬

‫‪ { - 43‬أرأيت } أخبرني { من اتخذ إلهه هواه } أي مهوية قدم المفعول الثاني ألنه أهم وجملة من اتخذ‬
‫مفعول أول لرأيت والثاني { أفأنت تكون عليه وكيال } حافظا تحفظه عن اتباع هواه ؟ ال‬

‫(‪)475/1‬‬
‫‪ { - 44‬أم تحسب أن أكثرهم يسمعون } سماع تفهم { أو يعقلون } ما تقول لهم { إن } ما { هم إال كاألنعام‬
‫بل هم أضل سبيال } أخطأ طريقا منها ألنها تنقاد لمن يتعهدها وهم ال يطيعون موالهم المنعم عليهم‬

‫(‪)475/1‬‬

‫‪ { - 45‬ألم تر } تنظر { إلى } فعل { ربك كيف مد الظل } من وقت اإلسفار إلى وقت طلوع الشمس { ولو‬
‫شاء } ربك { لجعله ساكنا } مقيما ال يزول بطلوع الشمس { ثم جعلنا الشمس عليه } أي الظل { دليال }‬
‫فلوال الشمس ما عرف الظل‬

‫(‪)475/1‬‬

‫‪ { - 46‬ثم قبضناه } أي الظل الممدود { إلينا قبضا يسيرا } خفيا بطلوع الشمس‬

‫(‪)476/1‬‬

‫‪ { - 47‬وهو الذي جعل لكم الليل لباسا } ساترا كاللباس { والنوم سباتا } راحة لألبدان بقطع األعماأل‬
‫{ وجعل النهار نشورا } منشورا فيه البتغاء الرزق وغيره‬

‫(‪)476/1‬‬

‫‪ { - 48‬وهو الذي أرسل الرياح } وفي قراءة الريح { بشرا بين يدي رحمته } متفرقة قدام المطر وفي قراءة‬
‫بسكون الشين تخفيفا وفي أخرى بسكونها ونون مفتوحة مصدر وفي أخرى بسكونها وضم الموحدة بدل‬
‫النون ‪ :‬أي مبشرات ومفرد األولى نشور كرسول واألخيرة بشير { وأنزلنا من السماء ماء طهورا } مطهرا‬

‫(‪)476/1‬‬

‫‪ { - 49‬لنحيي به بلدة ميتا } بالتخفيف يستوي فيه المذكر والمؤنث ذكره باعتبار المكان { ونسقيه } أي الماء‬
‫{ مما خلقنا أنعاما } إبال وبقرا وغنما { وأناسي كثيرا } جمع إنسان وأصله أناسين فأبدلت النون ياء‬
‫وأدغمت فيها الياء أو جمع إنسي‬
‫(‪)476/1‬‬

‫‪ { - 50‬ولقد صرفناه } أي الماء { بينهم ليذكروا } أصله يتذكروا أدغمت التاء في الذال وفي قراءة ليذكروا‬
‫بسكون الذال وضم الكاف ‪ :‬أي نعمة هللا به { فأبى أكثر الناس إال كفورا } جحودا للنعمة حيث قالوا ‪ :‬مطرنا‬
‫بنوء كذا‬

‫(‪)476/1‬‬

‫‪ { - 51‬ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا } يخوف أهلها ولكن بعثناك إلى أهل القرى كلها نذيرا ليعظم أجرك‬

‫(‪)476/1‬‬

‫‪ { - 52‬فال تطع الكافرين } في هواهم { وجاهدهم به } أي القرآن { جهادا كبيرا }‬

‫(‪)476/1‬‬

‫‪ { - 53‬وهو الذي مرج البحرين } أرسلهما متجاورين { هذا عذب فرات } شديد العذوبة { وهذا ملح‬
‫أجاج } شديد الملوحة { وجعل بينهما برزخا } حاجزا ال يختلط أحدهما باآلخر { وحجرا محجورا } أي‬
‫سترا ممنوعا به اختالطهما‬

‫(‪)476/1‬‬

‫‪ { - 54‬وهو الذي خلق من الماء بشرا } من المني إنسانا { فجعله نسبا } ذا نسب { وصهرا } ذا صهر بأن‬
‫يتزوج ذكرا كان أو أنثى طلبا للتناسل { وكان ربك قديرا } قادرا على ما يشاء‬

‫(‪)477/1‬‬

‫‪ { - 55‬ويعبدون } أي الكفار { من دون هللا ما ال ينفعهم } بعبادته { وال يضرهم } بتركها وهو األصنام‬
‫{ وكان الكافر على ربه ظهيرا } معينا للشيطان بطاعته‬
‫(‪)477/1‬‬

‫‪ { - 56‬وما أرسلناك إال مبشرا } بالجنة { ونذيرا } مخوفا من النار‬

‫(‪)477/1‬‬

‫‪ { - 57‬قل ما أسألكم عليه } أي على تبليغ ما أرسلت به { من أجر إال } لكن { من شاء أن يتخذ إلى ربه‬
‫سبيال } طريقا بإنفاق ماله في مرضاته تعالى فال أمنعه من ذلك‬

‫(‪)477/1‬‬

‫‪ { - 58‬وتوكل على الحي الذي ال يموت وسبح } متلبسا { بحمده } أي قل ‪ :‬سبحان هللا والحمد هلل { وكفى‬
‫به بذنوب عباده خبيرا } عالما تعلق به بذنوب‬

‫(‪)477/1‬‬

‫‪ - 59‬هو { الذي خلق السماوات واألرض وما بينهما في ستة أيام } من أيام الدنيا ‪ :‬أي في قدرها ألنه لم يكن‬
‫ثم شمس ولو شاء لخلقهن في لمحة والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت { ثم استوى على العرش } هو في اللغة‬
‫سرير الملك { الرحمن } بدل من ضمير استوى ‪ :‬أي استواء يليق به { فاسأل } أيها اإلنسان { به }‬
‫بالرحمن { خبيرا } يخبرك بصفاته‬

‫(‪)477/1‬‬

‫‪ { - 60‬وإذا قيل لهم } لكفار مكة { اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا } بالفوقانية‬
‫والتحتانية واآلمر محمد وال نعرفه ؟ ال { وزادهم } هذا القول لهم { نفورا } عن اإليمان قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)477/1‬‬

‫‪ { - 61‬تبارك } تعاظم { الذي جعل في السماء بروجا } اثنى عشر ‪ :‬الحمل والثور والجوزاء والسرطان‬
‫واألسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت وهي منازل الكواكب السبعة السيارة‬
‫المريخ وله الحمل والعقرب والزهرة ولها الثور والميزان وعطارد وله الجوزاء والسنبلة والقمر وله‬
‫السرطان والشمس ولها األسد والمشتري وله القوس والحوت وزحل وله الجدي والدلو { وجعل فيها } أيضا‬
‫{ سراجا } هو الشمس { وقمرا منيرا } وفي قراءة سرجا بالجمع ‪ :‬أي نيرات وخص القمر منها بالذكر لنوع‬
‫فضيلة‬

‫(‪)477/1‬‬

‫‪ { - 62‬وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة } أي يخلف كل منهما اآلخر { لمن أراد أن يذكر } بالتشديد‬
‫والتخفيف كما تقدم ‪ :‬ما فاته في أحدهما من خير فيفعله في اآلخر { أو أراد شكورا } أي شكرا لنعمة ربه‬
‫عليه فيهما‬

‫(‪)478/1‬‬

‫‪ { - 63‬وعباد الرحمن } مبتدأ وما بعده صفات له إلى أولئك يجزون غير المعترض فيه { الذين يمشون على‬
‫األرض هونا } أي بسكينة وتواضع { وإذا خاطبهم الجاهلون } بما يكرهونه { قالوا سالما } أي قوال‬
‫يسلمون فيه من اإلثم‬

‫(‪)478/1‬‬

‫‪ { - 64‬والذين يبيتون لربهم سجدا } جمع ساجد { وقياما } بمعنى قائمين يصلون الليل‬

‫(‪)478/1‬‬

‫‪ { - 65‬والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما } أي الزما‬

‫(‪)478/1‬‬

‫‪ { - 66‬إنها ساءت } بئست { مستقرا ومقاما } هي ‪ :‬أي موضع استقرار وإقامة‬

‫(‪)478/1‬‬
‫‪ { - 67‬والذين إذا أنفقوا } على عيالهم { لم يسرفوا ولم يقتروا } بفتح أوله وضمه ‪ :‬أي يضيقوا { وكان }‬
‫إنفاقهم { بين ذلك } اإلسراف واإلقتار { قواما } وسطا‬

‫(‪)478/1‬‬

‫‪ { - 68‬والذين ال يدعون مع هللا إلها آخر وال يقتلون النفس التي حرم هللا } قتلها { إال بالحق وال يزنون ومن‬
‫يفعل ذلك } أي واحدا من الثالثة { يلق أثاما } أي عقوبة‬

‫(‪)478/1‬‬

‫‪ { - 69‬يضاعف } وفي قراءة يضعف بالتشديد { له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه } بجزم الفعلين بدال‬
‫وبرفعهما استئنافا { مهانا } حال‬

‫(‪)478/1‬‬

‫‪ { - 70‬إال من تاب وآمن وعمل عمال صالحا } منهم { فأولئك يبدل هللا سيئاتهم } المذكورة { حسنات } في‬
‫اآلخرة { وكان هللا غفورا رحيما } أي لم يزل متصفا بذلك‬

‫(‪)478/1‬‬

‫‪ { - 71‬ومن تاب } من ذنوبه غير من ذكر { وعمل صالحا فإنه يتوب إلى هللا متابا } أي يرجع إليه رجوعا‬
‫يجازيه خيرا‬

‫(‪)478/1‬‬

‫‪ { - 72‬والذين ال يشهدون الزور } أي الكذب والباطل { وإذا مروا باللغو } من الكالم القبيح وغيره { مروا‬
‫كراما } معرضين عنه‬

‫(‪)478/1‬‬
‫‪ { - 73‬والذين إذا ذكروا } وعظوا { بآيات ربهم } أي القرآن { لم يخروا } يسقطوا { عليها صما‬
‫وعميانا } بل خروا سامعين ناظرين منتفعين‬

‫(‪)479/1‬‬

‫‪ { - 74‬والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا } بالجمع واإلفراد { قرة أعين } لنا بأن نراهم‬
‫مطيعين لك { واجعلنا للمتقين إماما } في الخير‬

‫(‪)479/1‬‬

‫‪ { - 75‬أولئك يجزون الغرفة } الدرجة العليا في الجنة { بما صبروا } على طاعة هللا { ويلقون } بالتشديد‬
‫والتخفيف مع فتح الياء { فيها } في الغرفة { تحية وسالما } من المالئكة‬

‫(‪)479/1‬‬

‫‪ { - 76‬خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما } موضع إقامة لهم وأولئك وما بعده خبر عباد الرحمن المبتدأ‬

‫(‪)479/1‬‬

‫‪ { - 77‬قل } يا محمد ألهل مكة { ما } نافية { يعبأ } يكترث { بكم ربي لوال دعاؤكم } إياه في الشدائد‬
‫فيكشفها { فقد } أي فكيف يعبأ بكم وقد { كذبتم } الرسول والقرآن { فسوف يكون } العذاب { لزاما }‬
‫مالزما لكم في اآلخرة بعد ما يحل بكم في الدنيا فقتل منهم يوم بدر سبعون وجواب لوال دل عليه ما قبلها‬

‫(‪)479/1‬‬

‫سورة الشعراء‬
‫[ مكية إال آية ‪ 197‬و‪ 224‬إلى آخر السورة فمدينة وآياتها ‪ 227‬آية نزلت بعد الواقعة ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬طسم } هللا أعلم بمراده بذلك‬

‫(‪)479/1‬‬
‫‪ { - 2‬تلك } أي هذه اآليات { آيات الكتاب } القرآن واإلضافة بمعنى من { المبين } المظهر الحق من‬
‫الباطل‬

‫(‪)479/1‬‬

‫‪ { - 3‬لعلك } يا محمد { باخع نفسك } قاتلها غما من أجل { أن ال يكونوا } أي أهل مكة { مؤمنين } ولعل‬
‫هنا لإلشفاق أي أشفق عليها بتخفيف هذا الغم‬

‫(‪)479/1‬‬

‫‪ { - 4‬إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت } بمعنى المضارع ‪ :‬أي تظل أي تدوم { أعناقهم لها‬
‫خاضعين } فيؤمنون ولما وصفت األعناق بالخضوع الذي هو ألربابها جمعت الصفة منه جمع العقالء‬

‫(‪)479/1‬‬

‫‪ { - 5‬وما يأتيهم من ذكر } قرآن { من الرحمن محدث } صفة كاشفة { إال كانوا عنه معرضين }‬

‫(‪)480/1‬‬

‫‪ { - 6‬فقد كذبوا } به { فسيأتيهم أنباء } عواقب { ما كانوا به يستهزئون }‬

‫(‪)480/1‬‬

‫‪ { - 7‬أو لم يروا } ينظروا { إلى األرض كم أنبتنا فيها } أي كثيرا { من كل زوج كريم } نوع حسن‬

‫(‪)480/1‬‬
‫‪ { - 8‬إن في ذلك آلية } داللة على كمال قدرته تعالى { وما كان أكثرهم مؤمنين } في علم هللا وكان قال‬
‫سيبويه ‪ :‬زائدة‬

‫(‪)480/1‬‬

‫‪ { - 9‬وإن ربك لهو العزيز } ذو العزة ينتقم من الكافرين { الرحيم } يرحم المؤمنين‬

‫(‪)480/1‬‬

‫‪ { - 10‬و } اذكر يا محمد لقومك { إذ نادى ربك موسى } ليلة رأى النار والشجرة { أن } أي بأن { ائت‬
‫القوم الظالمين } رسوال‬

‫(‪)480/1‬‬

‫‪ { - 11‬قوم فرعون } معه ظلموا أنفسهم بالكفر باهلل وبني إسرائيل باستعبادهم { أال } الهمزة لالستفهام‬
‫اإلنكاري { يتقون } هللا بطاعته فيوحدونه‬

‫(‪)480/1‬‬

‫‪ { - 12‬قال } موسى { رب إني أخاف أن يكذبون }‬

‫(‪)480/1‬‬

‫‪ { - 13‬ويضيق صدري } من تكذيبهم لي { وال ينطلق لساني } بأداء الرسالة للعقدة التي فيه { فأرسل‬
‫إلى } أخي { هارون } معي‬

‫(‪)480/1‬‬

‫‪ { - 14‬ولهم علي ذنب } بقتل القبطي منهم { فأخاف أن يقتلون } به‬


‫(‪)480/1‬‬

‫‪ { - 15‬قال } تعالى ‪ { :‬كال } أي ال يقتلونك { فاذهبا } أي أنت وأخوك ففيه تغليب الحاضر على الغائب‬
‫{ بآياتنا إنا معكم مستمعون } ما تقولون وما يقال لكم أجريا مجرى الجماعة‬

‫(‪)480/1‬‬

‫‪ { - 16‬فأتيا فرعون فقوال إنا } كال منا { رسول رب العالمين } إليك‬

‫(‪)480/1‬‬

‫‪ { - 17‬أن } أي بأن { أرسل معنا } إلى الشام { بني إسرائيل } فأتياه فقاال له ما ذكر‬

‫(‪)481/1‬‬

‫‪ { - 18‬قال } فرعون لموسى { ألم نربك فينا } في منازلنا { وليدا } صغيرا قريبا من الوالدة بعد فطامه‬
‫{ ولبثت فينا من عمرك سنين } ثالثين سنة يلبس من مالبس فرعون ويركب من مراكبه وكان يسمى ابنه‬

‫(‪)481/1‬‬

‫‪ { - 19‬وفعلت فعلتك التي فعلت } هي قتله القبطي { وأنت من الكافرين } الجاحدين لنعمتي عليك بالتربية‬
‫وعدم االستعباد‬

‫(‪)481/1‬‬

‫‪ { - 20‬قال } موسى { فعلتها إذا } أي حينئذ { وأنا من الضالين } عما آتاني هللا بعدها من العلم والرسالة‬

‫(‪)481/1‬‬
‫‪ { - 21‬ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما } علما { وجعلني من المرسلين }‬

‫(‪)481/1‬‬

‫‪ { - 22‬وتلك نعمة تمنها علي } أصله تمن بها علي { أن عبدت بني إسرائيل } بيان لتلك ‪ :‬أي اتخذتهم عبيدا‬
‫ولم تستعبدني ال نعمة لك بذلك لظلمك باستعبادهم وقدر بعضهم أول الكالم همزة استفهام لإلنكار‬

‫(‪)481/1‬‬

‫‪ { - 23‬قال فرعون } لموسى { وما رب العالمين } الذي قلت إنك رسوله أي ‪ :‬أي شيء هو ولما لم يكن‬
‫سبيل للخلق إلى معرفة حقيقته تعالى وإنما يعرفونه بصفاته أجابه موسى عليه الصالة و السالم ببعضها ‪:‬‬

‫(‪)481/1‬‬

‫‪ { - 24‬قال رب السماوات واألرض وما بينهما } أي خالق ذلك { إن كنتم موقنين } بأنه تعالىخالقه فآمنوا به‬
‫وحده‬

‫(‪)481/1‬‬

‫‪ { - 25‬قال } فرعون { لمن حوله } من أشراف قومه { أفال تسمعون } جوابه الذي لم يطابق السؤال‬

‫(‪)481/1‬‬

‫‪ { - 26‬قال } موسى { ربكم ورب آبائكم األولين } وهذا وإن كان داخال فيما قبله يغيظ فرعون ولذلك ‪:‬‬

‫(‪)481/1‬‬

‫‪ { - 27‬قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون }‬

‫(‪)481/1‬‬
‫‪ { - 28‬قال } موسى { رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون } أنه كذلك فآمنوا به وحده‬

‫(‪)482/1‬‬

‫‪ { - 29‬قال } فرعون لموسى { لئن اتخذت إلها غيري ألجعلنك من المسجونين } كان سجنه شديدا يحبس‬
‫الشخص في مكان تحت األرض وحده ال يبصر وال يسمع فيه أحدا‬

‫(‪)482/1‬‬

‫‪ { - 30‬قال } له موسى { أولو } أي ‪ :‬أتفعل ذلك ولو { جئتك بشيء مبين } برهان بين على رسالتي‬

‫(‪)482/1‬‬

‫‪ { - 31‬قال } فرعون له { فأت به إن كنت من الصادقين } فيه‬

‫(‪)482/1‬‬

‫‪ { - 32‬فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين } حية عظيمة‬

‫(‪)482/1‬‬

‫‪ { - 33‬ونزع يده } أخرجها من جيبه { فإذا هي بيضاء } ذات شعاع { للناظرين } خالف ما كنت عليه من‬
‫األدمة‬

‫(‪)482/1‬‬

‫‪ { - 34‬قال } فرعون { للمإل حوله إن هذا لساحر عليم } فائق في علم السحر‬
‫(‪)482/1‬‬

‫‪ { - 35‬يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون }‬

‫(‪)482/1‬‬

‫‪ { - 36‬قالوا أرجه وأخاه } أخر أمرهما { وابعث في المدائن حاشرين } جامعين‬

‫(‪)482/1‬‬

‫‪ { - 37‬يأتوك بكل سحار عليم } يفضل موسى في علم السحر‬

‫(‪)482/1‬‬

‫‪ { - 38‬فجمع السحرة لميقات يوم معلوم } وهو وقت الضحى من يوم الزينة‬

‫(‪)482/1‬‬

‫‪ { - 39‬وقيل للناس هل أنتم مجتمعون }‬

‫(‪)482/1‬‬

‫‪ { - 40‬لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين } االستفهام للحث على االجتماع والترجي على تقدير غلبتهم‬
‫ليستمروا على دينهم فال يتبعوا موسى‬

‫(‪)482/1‬‬
‫‪ { - 41‬فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أإن } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على‬
‫الوجهين { لنا ألجرا إن كنا نحن الغالبين }‬

‫(‪)482/1‬‬

‫‪ { - 42‬قال نعم وإنكم إذا } أي حينئذ { لمن المقربين }‬

‫(‪)482/1‬‬

‫‪ { - 43‬قال لهم موسى } بعد ما قالوا له { إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين } { ألقوا ما أنتم ملقون }‬
‫فاألمر فيه لإلذن بتقديم إلقائهم توسال به إلى إظهار الحق‬

‫(‪)483/1‬‬

‫‪ { - 44‬فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون }‬

‫(‪)483/1‬‬

‫‪ { - 45‬فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف } بحذف إحدى التاءين من األصل تبتلع { ما يأفكون } يقلبونه‬
‫بتمويههم فيخيلون حبالهم وعصيهم أنها حيات تسعى‬

‫(‪)483/1‬‬

‫‪ { - 46‬فألقي السحرة ساجدين }‬

‫(‪)483/1‬‬

‫‪ { - 47‬قالوا آمنا برب العالمين }‬

‫(‪)483/1‬‬
‫‪ { - 48‬رب موسى وهارون } لعلمهم بأن ما شاهدوه من العصا ال يتأتى بالسحر‬

‫(‪)483/1‬‬

‫‪ { - 49‬قال } فرعون { أأمنتم } بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا { له } لموسى { قبل أن آذن } أنا { لكم‬
‫إنه لكبيركم الذي علمكم السحر } فعلمكم شيئا منه وغلبكم بآخر { فلسوف تعلمون } ما ينالكم مني { ألقطعن‬
‫أيديكم وأرجلكم من خالف } أي يد كل واحد اليمنى ورجله اليسرى { وألصلبنكم أجمعين }‬

‫(‪)483/1‬‬

‫‪ { - 50‬قالوا ال ضير } ال ضرر علينا في ذلك { إنا إلى ربنا } بعد موتنا بأي وجه كان { منقلبون }‬
‫راجعون في اآلخرة‬

‫(‪)483/1‬‬

‫‪ { - 51‬إنا نطمع } نرجو { أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن } أي بأن { كنا أول المؤمنين } في زماننا‬

‫(‪)483/1‬‬

‫‪ { - 52‬وأوحينا إلى موسى } بعد سنين أقامها بينهم يدعوهم بآيات هللا إلى الحق فلم يزيدوا إال عتوا { أن‬
‫أسر بعبادي } بني إسرائيل وفي قراءة بكسر النون ووصل همزة أسر من سرى لغة في أسرى أي سر بهم‬
‫ليال إلى البحر { إنكم متبعون } يتبعكم فرعون وجنوده فيلجون وراءكم البحر فأنجيكم وأغرقهم‬

‫(‪)483/1‬‬

‫‪ { - 53‬فأرسل فرعون } حين أخبر بسيرهم { في المدائن } قيل كان له ألف مدينة واثنا عشر ألف قرية‬
‫{ حاشرين } جامعين الجيش قائال ‪:‬‬

‫(‪)483/1‬‬
‫‪ { - 54‬إن هؤالء لشرذمة } طائفة { قليلون } قيل كانوا ستمائة ألف وسبعين ألفا ومقدمة جيشه سبعمائة ألف‬
‫فقللهم بالنظر إلى كثرة جيشه‬

‫(‪)484/1‬‬

‫‪ { - 55‬وإنهم لنا لغائظون } فاعلون ما يغيظنا‬

‫(‪)484/1‬‬

‫‪ { - 56‬وإنا لجميع حاذرون } مستعدون وفي قراءة حاذرون متيقظون‬

‫(‪)484/1‬‬

‫‪ - 57‬قال تعالى ‪ { :‬فأخرجناهم } أي فرعون وقومه من مصر ليلحقوا موسى وقومه { من جنات } بساتين‬
‫كانت على جانبي النيل { وعيون } أنهار جارية في الدور من النيل‬

‫(‪)484/1‬‬

‫‪ { - 58‬وكنوز } أموال ظاهرة من الذهب والفضة وسميت كنوزا ألنه لم يعط حق هللا تعالى منها { ومقام‬
‫كريم } مجلس حسن لألمراء والوزراء يحفه أتباعهم‬

‫(‪)484/1‬‬

‫‪ { - 59‬كذلك } أي إخراجنا كما وصفنا { وأورثناها بني إسرائيل } بعد إغراق فرعون وقومه‬

‫(‪)484/1‬‬

‫‪ { - 60‬فأتبعوهم } لحقوهم { مشرقين } وقت شروق الشمس‬


‫(‪)484/1‬‬

‫‪ { - 61‬فلما تراء الجمعان } رأى كل منهما اآلخر { قال أصحاب موسى إنا لمدركون } يدركنا جمع فرعون‬
‫وال طاقة لنا به‬

‫(‪)484/1‬‬

‫‪ { - 62‬قال } موسى { كال } أي لن يدركونا { إن معي ربي } بنصره { سيهدين } طريق النجاة‬

‫(‪)484/1‬‬

‫‪ - 63‬قال تعالى ‪ { :‬فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر } فضربه { فانفلق } فانشق اثنى عشر‬
‫فرقا { فكان كل فرق كالطود العظيم } الجبل الضخم بينهما مسالك سلكوها لم يبتل منها سرج الراكب وال‬
‫لبده‬

‫(‪)484/1‬‬

‫‪ { - 64‬وأزلفنا } قربنا { ثم } هناك { اآلخرين } فرعون وقومه حتى سلكوا مسالكهم‬

‫(‪)484/1‬‬

‫‪ { - 65‬وأنجينا موسى ومن معه أجمعين } بإخراجهم من البحر على هيئته المذكورة‬

‫(‪)484/1‬‬

‫‪ { - 66‬ثم أغرقنا اآلخرين } فرعون وقومه بإطباق البحر عليهم لما تم دخولهم في البحر وخروج بني‬
‫إسرائيل منه‬

‫(‪)484/1‬‬
‫‪ { - 67‬إن في ذلك } إغراق فرعون وقومه { آلية } عبرة لمن بعدهم { وما كان أكثرهم مؤمنين } باهلل لم‬
‫يؤمن منهم غير آسية امرأة فرعون وحزقيل مؤمن آل فرعون ومريم بن ناموصى التي دلت على عظام‬
‫يوسف عليه السالم‬

‫(‪)485/1‬‬

‫‪ { - 68‬وإن ربك لهو العزيز } فانتقم من الكافرين بإغراقهم { الرحيم } بالمؤمنين فأنجاهم من الغرق‬

‫(‪)485/1‬‬

‫‪ { - 69‬واتل عليهم } أي كفار مكة { نبأ } خبر { إبراهيم } ويبدل منه‬

‫(‪)485/1‬‬

‫‪ { - 70‬إذ قال ألبيه وقومه ما تعبدون }‬

‫(‪)485/1‬‬

‫‪ { - 71‬قالوا نعبد أصناما } صرحوا بالفعل ليعطفوا عليه { فنظل لها عاكفين } نقيم نهارا على عبادتها‬
‫زوادة في الجواب افتخارا به‬

‫(‪)485/1‬‬

‫‪ { - 72‬قال هل يسمعونكم إذ } حين { تدعون }‬

‫(‪)485/1‬‬

‫‪ { - 73‬أو ينفعونكم } إن عبدتموهم { أو يضرون } كم إن لم تعبدوهم‬


‫(‪)485/1‬‬

‫‪ { - 74‬قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون } أي مثل فعلنا‬

‫(‪)485/1‬‬

‫‪ { - 75‬قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون }‬

‫(‪)485/1‬‬

‫‪ { - 76‬أنتم وآباؤكم األقدمون }‬

‫(‪)485/1‬‬

‫‪ { - 77‬فإنهم عدو لي } ال أعبدهم { إال } لكن { رب العالمين } فإني أعبده‬

‫(‪)485/1‬‬

‫‪ { - 78‬الذي خلقني فهو يهدين } إلى الدين‬

‫(‪)485/1‬‬

‫‪ { - 79‬والذي هو يطعمني ويسقين }‬

‫(‪)485/1‬‬

‫‪ { - 80‬وإذا مرضت فهو يشفين }‬


‫(‪)485/1‬‬

‫‪ { - 81‬والذي يميتني ثم يحيين }‬

‫(‪)485/1‬‬

‫‪ { - 82‬والذي أطمع } أرجو { أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين } الجزاء‬

‫(‪)485/1‬‬

‫‪ { - 83‬رب هب لي حكما } علما { وألحقني بالصالحين } النبيين‬

‫(‪)485/1‬‬

‫‪ { - 84‬واجعل لي لسان صدق } ثناء حسنا { في اآلخرين } الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة‬

‫(‪)485/1‬‬

‫‪ { - 85‬واجعلني من ورثة جنة النعيم } ممن يعطاها‬

‫(‪)485/1‬‬

‫‪ { - 86‬واغفر ألبي إنه كان من الضالين } بأن تتوب عليه فتغفر له وهذا قبل أن يتبين له أنه عدو هلل كما ذكر‬
‫في سورة براءة‬

‫(‪)486/1‬‬

‫‪ { - 87‬وال تخزني } تفضحني { يوم يبعثون } الناس‬


‫(‪)486/1‬‬

‫‪ - 88‬قال تعالى فيه ‪ { :‬يوم ال ينفع مال وال بنون } أحدا‬

‫(‪)486/1‬‬

‫‪ { - 89‬إال } لكن { من أتى هللا بقلب سليم } من الشرك والنفاق وهوقلب المؤمن فإنه ينفعه ذلك‬

‫(‪)486/1‬‬

‫‪ { - 90‬وأزلفت الجنة } قربت { للمتقين } فيرونها‬

‫(‪)486/1‬‬

‫‪ { - 91‬وبرزت الجحيم } أظهرت { للغاوين } الكافرين‬

‫(‪)486/1‬‬

‫‪ { - 92‬وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون }‬

‫(‪)486/1‬‬

‫‪ { - 93‬من دون هللا } أي غيره من األصنام { هل ينصرونكم } بدفع العذاب عنكم { أو ينتصرون } بدفعه‬
‫عن أنفسهم ال‬

‫(‪)486/1‬‬

‫‪ { - 94‬فكبكبوا } ألقوا { فيها هم والغاوون }‬


‫(‪)486/1‬‬

‫‪ { - 95‬وجنود إبليس } أتباعه ومن أطاعه من الجن واإلنس { أجمعون }‬

‫(‪)486/1‬‬

‫‪ { - 96‬قالوا } أي الغاوون { وهم فيها يختصمون } مع معبوديهم‬

‫(‪)486/1‬‬

‫‪ { - 97‬تاهلل إن } مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنه { كنا لفي ضالل مبين } بين‬

‫(‪)486/1‬‬

‫‪ { - 98‬إذ } حيث { نسويكم برب العالمين } في العبادة‬

‫(‪)486/1‬‬

‫‪ { - 99‬وما أضلنا } عن الهدى { إال المجرمون } أي الشياطين أو أولونا الذي اقتدينا بهم‬

‫(‪)486/1‬‬

‫‪ { - 100‬فما لنا من شافعين } كما للمؤمنين من المالئكة والنبيين والمؤمنين‬

‫(‪)486/1‬‬

‫‪ { - 101‬وال صديق حميم } أي يهمه أمرنا‬


‫(‪)486/1‬‬

‫‪ { - 102‬فلو أن لنا كرة } رجعة إلى الدنيا { فنكون من المؤمنين } لو هنا للتمني ونكون جوابه‬

‫(‪)486/1‬‬

‫‪ { - 103‬إن في ذلك } المذكور من قصة إبراهيم وقومه { آلية وما كان أكثرهم مؤمنين }‬

‫(‪)487/1‬‬

‫‪ { - 104‬وإن ربك لهو العزيز الرحيم }‬

‫(‪)487/1‬‬

‫‪ { - 105‬كذبت قوم نوح المرسلين } بتكذيبهم له الشتراكهم في المجيء بالتوحيد أو ألنه لطول لبثه فيهم كأنه‬
‫رسل وتأنيث قوم باعتبار معناه وتذكيره باعتبر لفظه‬

‫(‪)487/1‬‬

‫‪ { - 106‬إذ قال لهم أخوهم } نسبا { نوح أال تتقون } هللا‬

‫(‪)487/1‬‬

‫‪ { - 107‬إني لكم رسول أمين } على تبليغ ما أرسلت به‬

‫(‪)487/1‬‬

‫‪ { - 108‬فاتقوا هللا وأطيعون } فيما آمركم به من توحيد هللا وطاعته‬


‫(‪)487/1‬‬

‫‪ { - 109‬وما أسألكم عليه } على تبليغه { من أجر إن } ما { أجري } أي ثوابي { إال على رب العالمين }‬

‫(‪)487/1‬‬

‫‪ { - 110‬فاتقوا هللا وأطيعون } كرره تاكيدا‬

‫(‪)487/1‬‬

‫‪ { - 111‬قالوا أنؤمن } نصدق { لك } لقولك { واتبعك } وفي قراءة وأتباعك جمع تابع مبتدأ { األرذلون }‬
‫السفلة كالحاكة واألساكفة‬

‫(‪)487/1‬‬

‫‪ { - 112‬قال وما علمي } أي علم لي { بما كانوا يعملون }‬

‫(‪)487/1‬‬

‫‪ { - 113‬إن } ما { حسابهم إال على ربي } فيجازيهم { لو تشعرون } تعلمون ذلك ما عبدتموهم‬

‫(‪)487/1‬‬

‫‪ { - 114‬وما أنا بطارد المؤمنين }‬

‫(‪)487/1‬‬

‫‪ { - 115‬إن } ما { أنا إال نذير مبين } بين اإلنذار‬


‫(‪)487/1‬‬

‫‪ { - 116‬قالوا لئن لم تنته يا نوح } عما تقول لنا { لتكونن من المرجومين } بالحجارة أو بالشتم‬

‫(‪)487/1‬‬

‫‪ { - 117‬قال } نوح { رب إن قومي كذبون }‬

‫(‪)487/1‬‬

‫‪ { - 118‬فافتح بيني وبينهم فتحا } أي احكم { ونجني ومن معي من المؤمنين }‬

‫(‪)487/1‬‬

‫‪ - 119‬قال تعالى ‪ { :‬فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون } الملموء من الناس والحيوان والطير‬

‫(‪)487/1‬‬

‫‪ { - 120‬ثم أغرقنا بعد } بعد إنجائهم { الباقين } من قومه‬

‫(‪)488/1‬‬

‫‪ { - 121‬إن في ذلك آلية وما كان أكثرهم مؤمنين }‬

‫(‪)488/1‬‬

‫‪ { - 122‬وإن ربك لهو العزيز الرحيم }‬


‫(‪)488/1‬‬

‫‪ { - 123‬كذبت عاد المرسلين }‬

‫(‪)488/1‬‬

‫‪ { - 124‬إذ قال لهم أخوهم هود أال تتقون }‬

‫(‪)488/1‬‬

‫‪ { - 125‬إني لكم رسول أمين }‬

‫(‪)488/1‬‬

‫‪ { - 126‬فاتقوا هللا وأطيعون }‬

‫(‪)488/1‬‬

‫‪ { - 127‬وما أسألكم عليه من أجر إن } ما { أجري إال على رب العالمين }‬

‫(‪)488/1‬‬

‫‪ { - 128‬أتبنون بكل ريع } مكان مرتفع { آية } بناء علما للمارة { تعبثون } بمن يمر بكم وتسخرون منهم‬
‫والجملة حال من ضمير تبنون‬

‫(‪)488/1‬‬

‫‪ { - 129‬وتتخذون مصانع } للماء تحت األرض { لعلكم } كأنكم { تخلدون } فيها ال تموتون‬
‫(‪)488/1‬‬

‫‪ { - 130‬وإذا بطشتم } بضرب أو قتل { بطشتم جبارين } من غير رأفة‬

‫(‪)488/1‬‬

‫‪ { - 131‬فاتقوا هللا } في ذلك { وأطيعون } فيما أمرتكم به‬

‫(‪)488/1‬‬

‫‪ { - 132‬واتقوا الذي أمدكم } أنعم عليكم { بما تعلمون }‬

‫(‪)488/1‬‬

‫‪ { - 133‬أمدكم بأنعام وبنين }‬

‫(‪)488/1‬‬

‫‪ { - 134‬وجنات } بساتين { وعيون } أنهار‬

‫(‪)488/1‬‬

‫‪ { - 135‬إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم } في الدنيا واآلخرة إن عصيتموني‬

‫(‪)488/1‬‬

‫‪ { - 136‬قالوا سواء علينا } مستو عندنا { أوعظت أم لم تكن من الواعظين } أصال أي ال نرعوي لوعظك‬
‫(‪)488/1‬‬

‫‪ { - 137‬إن } ما { هذا } الذي خوفتنا به { إال خلق األولين } أي اختالقهم وكذبهم وفي قراءة بضم الخاء‬
‫والالم أي ما هذا الذي نحن عليه من إنكار للبعث إال خلق األولين أي طبيعتهم وعادتهم‬

‫(‪)488/1‬‬

‫‪ { - 138‬وما نحن بمعذبين }‬

‫(‪)488/1‬‬

‫‪ { - 139‬فكذبوه } بالعذاب { فأهلكناهم } في الدنيا بالريح { إن في ذلك آلية وما كان أكثرهم مؤمنين }‬

‫(‪)488/1‬‬

‫‪ { - 140‬وإن ربك لهو العزيز الرحيم }‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 141‬كذبت ثمود المرسلين }‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 142‬إذ قال لهم أخوهم صالح أال تتقون }‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 143‬إني لكم رسول أمين }‬


‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 144‬فاتقوا هللا وأطيعون }‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 145‬وما أسألكم عليه من أجر إن } ما { أجري إال على رب العالمين }‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 146‬أتتركون في ما هاهنا } من الخرات { آمنين }‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 147‬في جنات وعيون }‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 148‬وزروع ونخل طلعها هضيم } لطيف لين‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 149‬وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين } بطرين وفي قراءة فارهين حاذقين‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 150‬فاتقوا هللا وأطيعون } فيما أمرتكم به‬


‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 151‬وال تطيعوا أمر المسرفين }‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 152‬الذين يفسدون في األرض } بالمعاصي { وال يصلحون } بطاعة هللا‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 153‬قالوا إنما أنت من المسحرين } الذين سحروا كثيرا حتى غلب على عقلهم‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 154‬ما أنت } أيضا { إال بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين } في رسالتك‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 155‬قال هذه ناقة لها شرب } نصيب من الماء { ولكم شرب يوم معلوم }‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 156‬وال تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم } بعظم العذاب‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 157‬فعقروها } عقرها بعضهم برضاهم { فأصبحوا نادمين } على عقرها‬


‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 158‬فأخذهم العذاب } الموعود به فهلكوا { إن في ذلك آلية وما كان أكثرهم مؤمنين }‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 159‬وإن ربك لهو العزيز الرحيم }‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 160‬كذبت قوم لوط المرسلين }‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 161‬إذ قال لهم أخوهم لوط أال تتقون }‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 162‬إني لكم رسول أمين }‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 163‬فاتقوا هللا وأطيعون }‬

‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 164‬وما أسألكم عليه من أجر إن } ما { أجري إال على رب العالمين }‬


‫(‪)489/1‬‬

‫‪ { - 165‬أتأتون الذكران من العالمين } أي من الناس‬

‫(‪)490/1‬‬

‫‪ { - 166‬وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم } أقبالهن { بل أنتم قوم عادون } متجاوزون الحالل إلى‬
‫الحرام‬

‫(‪)490/1‬‬

‫‪ { - 167‬قالوا لئن لم تنته يا لوط } عن إنكارك علينا { لتكونن من المخرجين } من بلدتنا‬

‫(‪)490/1‬‬

‫‪ { - 168‬قال } لوط { إني لعملكم من القالين } المبغضين‬

‫(‪)490/1‬‬

‫‪ { - 169‬رب نجني وأهلي مما يعملون } أي من عذابه‬

‫(‪)490/1‬‬

‫‪ { - 170‬فنجيناه وأهله أجمعين }‬

‫(‪)490/1‬‬

‫‪ { - 171‬إال عجوزا } امرأته { في الغابرين } الباقين أهلكناها‬


‫(‪)490/1‬‬

‫‪ { - 172‬ثم دمرنا اآلخرين } أهلكناهم‬

‫(‪)490/1‬‬

‫‪ { - 173‬وأمطرنا عليهم مطرا } حجارة من جملة اإلهالك { فساء مطر المنذرين } مطرهم‬

‫(‪)490/1‬‬

‫‪ { - 174‬إن في ذلك آلية وما كان أكثرهم مؤمنين }‬

‫(‪)490/1‬‬

‫‪ { - 175‬وإن ربك لهو العزيز الرحيم }‬

‫(‪)490/1‬‬

‫‪ { - 176‬كذب أصحاب األيكة } وفي قراءة بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على الالم وفتح الهاء ‪ :‬هي غيضة‬
‫شجر قرب مدين { المرسلين }‬

‫(‪)490/1‬‬

‫‪ { - 177‬إذ قال لهم شعيب } لم يقل أخوهم ألنه لم يكن منهم { أال تتقون }‬

‫(‪)490/1‬‬

‫‪ { - 178‬إني لكم رسول أمين }‬


‫(‪)490/1‬‬

‫‪ { - 179‬فاتقوا هللا وأطيعون }‬

‫(‪)490/1‬‬

‫‪ { - 180‬وما أسألكم عليه من أجر إن } ما { أجري إال على رب العالمين }‬

‫(‪)490/1‬‬

‫‪ { - 181‬أوفوا الكيل } أتموه { وال تكونوا من المخسرين } الناقصين‬

‫(‪)490/1‬‬

‫‪ { - 182‬وزنوا بالقسطاس المستقيم } الميزان السوي‬

‫(‪)490/1‬‬

‫‪ { - 183‬وال تبخسوا الناس أشياءهم } ال تنقصوهم من حقهم شيئا { وال تعثوا في األرض مفسدين } بالقتل‬
‫وغيره من عثي بكسر المثلثة أفسد ومفسدين حال مؤكدة لمعنى عاملها‬

‫(‪)490/1‬‬

‫‪ { - 184‬واتقوا الذي خلقكم والجبلة } الخليقة { األولين }‬

‫(‪)491/1‬‬

‫‪ { - 185‬قالوا إنما أنت من المسحرين }‬


‫(‪)491/1‬‬

‫‪ { - 186‬وما أنت إال بشر مثلنا وإن } مخففة من الثقيلة وأسمها محذوف أي إنه { نظنك لمن الكاذبين }‬

‫(‪)491/1‬‬

‫‪ { - 187‬فأسقط علينا كسفا } بسكون السين وفتحها قطعا { من السماء إن كنت من الصادقين } في رسالتك‬

‫(‪)491/1‬‬

‫‪ { - 188‬قال ربي أعلم بما تعملون } فيجازيكم به‬

‫(‪)491/1‬‬

‫‪ { - 189‬فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة } هي سحابة أظلتهم بعد حر شديد أصابهم فأمطرت عليهم نارا‬
‫فاحترقوا { إنه كان عذاب يوم عظيم }‬

‫(‪)491/1‬‬

‫‪ { - 190‬إن في ذلك آلية وما كان أكثرهم مؤمنين }‬

‫(‪)491/1‬‬

‫‪ { - 191‬وإن ربك لهو العزيز الرحيم }‬

‫(‪)491/1‬‬

‫‪ { - 192‬وإنه } أي القرآن { لتنزيل رب العالمين }‬


‫(‪)491/1‬‬

‫‪ { - 193‬نزل به الروح األمين } جبريل‬

‫(‪)491/1‬‬

‫‪ { - 194‬على قلبك لتكون من المنذرين }‬

‫(‪)491/1‬‬

‫‪ { - 195‬بلسان عربي مبين } بين وفي قراءة بتشديد نزل ونصب الروح والفاعل هللا‬

‫(‪)491/1‬‬

‫‪ { - 196‬وإنه } أي ذكر القرآن المنزل على محمد { لفي زبر } كتب { األولين } كالتوراة واإلنجيل‬

‫(‪)491/1‬‬

‫‪ { - 197‬أو لم يكن لهم } لكفار مكة { آية } على ذلك { أن يعلمه علماء بني إسرائيل } كعبد هللا بن سالم‬
‫وأصحابه ممن آمنوا فإنهم يخبرون بذلك ويكن بالتحتانية ونصب آية بالفوقانية ورفع آية‬

‫(‪)491/1‬‬

‫‪ { - 198‬ولو نزلناه على بعض األعجمين } جمع أعجم‬

‫(‪)491/1‬‬

‫‪ { - 199‬فقرأه عليهم } أي كفار مكة { ما كانوا به مؤمنين } أنفة من اتباعه‬


‫(‪)491/1‬‬

‫‪ { - 200‬كذلك } أي مثل إدخالنا التكذيب به بقراءة األعجمي { سلكناه } أدخلنا التكذيب به { في قلوب‬
‫المجرمين } أي كفار مكة بقراءة النبي‬

‫(‪)491/1‬‬

‫‪ { - 201‬ال يؤمنون به حتى يروا العذاب األليم }‬

‫(‪)492/1‬‬

‫‪ { - 202‬فيأتيهم بغتة وهم ال يشعرون }‬

‫(‪)492/1‬‬

‫‪ { - 203‬فيقولوا هل نحن منظرون } لنؤمن فيقال لهم ‪ :‬ال قالوا ‪ :‬متى هذا العذاب قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)492/1‬‬

‫‪ { - 204‬أفبعذابنا يستعجلون }‬

‫(‪)492/1‬‬

‫‪ { - 205‬أفرأيت } أخبرني { إن متعناهم سنين }‬

‫(‪)492/1‬‬

‫‪ { - 206‬ثم جاءهم ما كانوا يوعدون } من العذاب‬


‫(‪)492/1‬‬

‫‪ { - 207‬ما } إستفهامية بمعنى ‪ :‬أي شيء { أغنى عنهم ما كانوا يمتعون } في دفع العذاب أو تخفيفه أي ‪ :‬لم‬
‫يغن‬

‫(‪)492/1‬‬

‫‪ { - 208‬وما أهلكنا من قرية إال لها منذرون } رسل تنذر أهلها‬

‫(‪)492/1‬‬

‫‪ { - 209‬ذكرى } عظة لهم { وما كنا ظالمين } في إهالكهم بعد إنذارهم ونزل ردا لقول المشركين ‪:‬‬

‫(‪)492/1‬‬

‫‪ { - 210‬وما تنزلت به } بالقرآن { الشياطين }‬

‫(‪)492/1‬‬

‫‪ { - 211‬وما ينبغي } يصلح { لهم } أن ينزلوا به { وما يستطيعون } ذلك‬

‫(‪)492/1‬‬

‫‪ { - 212‬إنهم عن السمع } لكالم المالئكة { لمعزولون } بالشهب‬

‫(‪)492/1‬‬

‫‪ { - 213‬فال تدع مع هللا إلها آخر فتكون من المعذبين } إن فعلت ذلك الذي دعوك إليه‬
‫(‪)492/1‬‬

‫‪ { - 214‬وأنذر عشيرتك األقربين } وهم بنو هاشم وبنو المطلب [ وقد أنذرهم جهارا ] رواه البخاري و‬
‫مسلم‬

‫(‪)492/1‬‬

‫‪ { - 215‬واخفض جناحك } ألن جانبك { لمن اتبعك من المؤمنين } الموحدين‬

‫(‪)492/1‬‬

‫‪ { - 216‬فإن عصوك } أي عشيرتك { فقل } لهم { إني بريء مما تعملون } من عبادة غير هللا‬

‫(‪)492/1‬‬

‫‪ { - 217‬وتوكل } بالواو والفاء { على العزيز الرحيم } هللا أي فوض إليه جميع أمورك‬

‫(‪)492/1‬‬

‫‪ { - 218‬الذي يراك حين تقوم } إلى الصالة‬

‫(‪)492/1‬‬

‫‪ { - 219‬وتقلبك } في أركان الصالة قائما وقاعدا وراكعا وساجدا { في الساجدين } أي المصلين‬

‫(‪)493/1‬‬

‫‪ { - 220‬إنه هو السميع العليم }‬


‫(‪)493/1‬‬

‫‪ { - 221‬هل أنبئكم } أي يا كفار مكة { على من تنزل الشياطين } بحذف إحدى التاءين من األصل‬

‫(‪)493/1‬‬

‫‪ { - 222‬تنزل على كل أفاك } كذاب { أثيم } فاجر مثل مسيلمة وغيره من الكهنة‬

‫(‪)493/1‬‬

‫‪ { - 223‬يلقون } أي الشياطين { السمع } أي ما سمعوه من المالئكة إلى الكهنة { وأكثرهم كاذبون }‬


‫يضمون إلى المسموع كذبا كثيرا وكان هذا قبل أن حجبت الشياطين عن السماء‬

‫(‪)493/1‬‬

‫‪ { - 224‬والشعراء يتبعهم الغاوون } في شعرهم فيقولون به ويروونه عنهم فهم مذمومون‬

‫(‪)493/1‬‬

‫‪ { - 225‬ألم تر } تعلم { أنهم في كل واد } من أودية الكالم وفنونه { يهيمون } يمضون فيجاوزون الحد‬
‫مدحا وهجاء‬

‫(‪)493/1‬‬

‫‪ { - 226‬وأنهم يقولون } فعلنا { ما ال يفعلون } يكذبون‬

‫(‪)493/1‬‬
‫‪ { - 227‬إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات } من الشعراء { وذكروا هللا كثيرا } أي لم يشغلهم الشعر عن‬
‫الذكر { وانتصروا } بهجوهم الكفار { من بعد ما ظلموا } بهجو الكفار لهم في جملة المؤمنين فليسوا‬
‫مذمومين قال هللا تعالى ‪ { :‬ال يحب هللا الجهر بالسوء من القول إال من ظلم } وقال تعالى ‪ { :‬فمن اعتدى‬
‫عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم } { وسيعلم الذين ظلموا } من الشعراء وغيرهم { أي منقلب }‬
‫مرجع { ينقلبون } يرجعون بعد الموت‬

‫(‪)493/1‬‬

‫سورة النمل‬
‫[ مكية وآياتها ‪ 93‬أو ‪ 94‬أو ‪ 95‬آية نزلت بعد سورة الشعراء ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬طس } هللا أعلم بمراده بذلك { تلك } أي هذه اآليات { آيات القرآن } آيات منه { وكتاب مبين }‬
‫مظهر للحق من الباطل عطف بزيادة صفة‬

‫(‪)494/1‬‬

‫‪ { - 2‬هدى } أي هاد من الضاللة { وبشرى للمؤمنين } المصدقين به بالجنة‬

‫(‪)494/1‬‬

‫‪ { - 3‬الذين يقيمون الصالة } يأتون بها على وجهها { ويؤتون } يعطون { الزكاة وهم باآلخرة هم يوقنون }‬
‫يعلمونها باالستدالل وأعيدهم لما فصل بينه وبين الخبر‬

‫(‪)494/1‬‬

‫‪ { - 4‬إن الذين ال يؤمنون باآلخرة زينا لهم أعمالهم } القبيحة بتركيب الشهوة حتى رأوها حسنة { فهم‬
‫يعمهون } يتحيرون فيها لقبحها عندنا‬

‫(‪)494/1‬‬

‫‪ { - 5‬أولئك الذين لهم سوء العذاب } أشده في الدنيا القتل واألسر { وهم في اآلخرة هم األخسرون }‬
‫لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم‬
‫(‪)494/1‬‬

‫‪ { - 6‬وإنك } خطاب للنبي صلى هللا عليه و سلم { لتلقى القرآن } يلقى عليك بشدة { من لدن } من عند‬
‫{ حكيم عليم } في ذلك‬

‫(‪)494/1‬‬

‫‪ - 7‬اذكر ‪ { :‬إذ قال موسى ألهله } زوجته عند مسيرة من مدين إلى مصر { إني آنست } أبصرت من بعيد‬
‫{ نارا سآتيكم منها بخبر } عن حال الطريق وكان قد ضلها { أو آتيكم بشهاب قبس } باإلضافة للبيان وتركها‬
‫أي شعلة نار في رأس فتيلة أو عود { لعلكم تصطلون } والطاء بدل من تاء االفتعال من صلي بالنار بكسر‬
‫الالم وفتحها ‪ :‬تستدفئون من البرد‬

‫(‪)494/1‬‬

‫‪ { - 8‬فلما جاءها نودي أن } أي بأن { بورك } أي بارك هللا { من في النار } أي موسى { ومن حولها }‬
‫أي المالئكة أو العكس وبارك يتعدى بنفسه وبالحرف ويقدر بعد في مكان { وسبحان هللا رب العالمين } من‬
‫جملة ما نودي ومعناه تنزيه هللا من السوء‬

‫(‪)495/1‬‬

‫‪ { - 9‬يا موسى إنه } أي الشأن { أنا هللا العزيز الحكيم }‬

‫(‪)495/1‬‬

‫‪ { - 10‬وألق عصاك } فألقاها { فلما رآها تهتز } تتحرك { كأنها جان } حية خفيفة { ولى مدبرا ولم‬
‫يعقب } يرجع قال تعالى { يا موسى ال تخف } منها { إني ال يخاف لدي } عندي { المرسلون } من حية‬
‫وغيرها‬

‫(‪)495/1‬‬
‫‪ { - 11‬إال } لكن { من ظلم } نفسه { ثم بدل حسنا } أتاه { بعد سوء } أي تاب { فإني غفور رحيم } أقبل‬
‫التوبة وأغفر له‬

‫(‪)495/1‬‬

‫‪ { - 12‬وأدخل يدك في جيبك } طوق قميصك { تخرج } خالف لونها من األدمة { بيضاء من غير سوء }‬
‫برص لها شعاع يغشى البصر آية { في تسع آيات } مرسال بها { إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما‬
‫فاسقين }‬

‫(‪)495/1‬‬

‫‪ { - 13‬فلما جاءتهم آياتنا مبصرة } مضيئة واضحة { قالوا هذا سحر مبين } بين ظاهر‬

‫(‪)495/1‬‬

‫‪ { - 14‬وجحدوا بها } لم يقروا { و } قد { استيقنتها أنفسهم } أي تيقنوا أنها من عندهللا { ظلما وعلوا }‬
‫تكبرا عن اإليمان بما جاء به موسى راجع إلى الجحد { فانظر } يا محمد { كيف كان عاقبة المفسدين } التي‬
‫علمتها من إهالكهم‬

‫(‪)495/1‬‬

‫‪ { - 15‬ولقد آتينا داود وسليمان } ابنه { علما } بالقضاء بين الناس ومنطق الطير وغير ذلك { وقاال }‬
‫شكرا هلل { الحمد هلل الذي فضلنا } بالنبوة وتسخير الجن واإلنس والشياطين { على كثير من عباده‬
‫المؤمنين }‬

‫(‪)495/1‬‬

‫‪ { - 16‬وورث سليمان داود } النبوة والعلم دون باقي أوالده { وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير } أي ‪:‬‬
‫فهم أصواته { وأوتينا من كل شيء } تؤتاه األنبياء والملوك { إن هذا } المؤتى { لهو الفضل المبين } البين‬
‫الظاهر‬

‫(‪)495/1‬‬
‫‪ { - 17‬وحشر } جمع { لسليمان جنوده من الجن واإلنس والطير } في مسير له { فهم يوزعون } يجمعون‬
‫ثم يساقون‬

‫(‪)496/1‬‬

‫‪ { - 18‬حتى إذا أتوا على واد النمل } هو بالطائف أو بالشام نملة صغار أو كبار { قالت نملة } ملكة النمل‬
‫وقد رأت جند سليمان { يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ال يحطمنكم } يكسرنكم { سليمان وجنوده وهم ال‬
‫يشعرون } نزل النمل منزلة العقالء في الخطاب بخطابهم‬

‫(‪)496/1‬‬

‫‪ { - 19‬فتبسم } سليمان ابتداء { ضاحكا } انتهاء { من قولها } وقد سمعه من ثالثة أميال حملته إليه الريح‬
‫فحبس جنده حين أشرف على واديهم حتى دخلوا بيوتهم وكان جنده ركبانا ومشاة في هذا السير { وقال رب‬
‫أوزعني } ألهمني { أن أشكر نعمتك التي أنعمت } بها { علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه‬
‫وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين } األنبياء واألولياء‬

‫(‪)496/1‬‬

‫‪ { - 20‬وتفقد الطير } ليرى الهدهد الذي يرى الماء تحت األرض ويدل عليه بنقره فيها فتستخرجه الشياطين‬
‫الحتياج سليمان إليه للصالة فلم يره { فقال ما لي ال أرى الهدهد } أي أعرض لي ما منعني من رؤيته ؟ { أم‬
‫كان من الغائبين } فلم أره لغيبته فلما تحققها‬

‫(‪)496/1‬‬

‫‪ - 21‬قال { ألعذبنه عذابا } تعذيبا { شديدا } بنتف ريشه وذنبه ورميه في الشمس فال يمتنع من الهوام { أو‬
‫ألذبحنه } بقطع حلقومه { أو ليأتيني } بنون مشددة مكسورة أو مفتوحة يليها نون مكسورة { بسلطان مبين }‬
‫ببرهان بين ظاهر على عذره‬

‫(‪)496/1‬‬
‫‪ { - 22‬فمكث } بضم الكاف وفتحها { غير بعيد } يسيرا من الزمن وحضر لسليمان متواضعا برفع رأسه‬
‫وإرخاء ذنبه وجناحيه فعفا عنه وسأله عما لقي في غيبته { فقال أحطت بما لم تحط به } أي ‪ :‬اطلعت على ما‬
‫لم تطلع عليه { وجئتك من سبإ } بالصرف وتركه قبيلة باليمن سميت باسم جد لهم باعتباره صرف { بنبإ }‬
‫خبر { يقين }‬

‫(‪)496/1‬‬

‫‪ { - 23‬إني وجدت امرأة تملكهم } أي ‪ :‬هي ملكة لهم اسمها بلقيس { وأوتيت من كل شيء } يحتاج إليه‬
‫الملوك من اآللة والعدة { ولها عرش } سرير { عظيم } طوله ثمانون ذراعا وعرضه أربعون ذراعا‬
‫وارتفاعه ثالثون ذراعا مضروب من الذهب والفضة مكلل بالدر والياقوت األحمر والزبرجد األخضر‬
‫والزمرد وقوائمه من الياقوت األحمر والزبرجد األخضر والزمرد عليه سبعة أبواب على كل بيت باب مغلق‬

‫(‪)496/1‬‬

‫‪ { - 24‬وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون هللا وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل }‬
‫طريق الحق { فهم ال يهتدون }‬

‫(‪)497/1‬‬

‫‪ { - 25‬أن ال يسجدوا هلل } أي ‪ :‬أن يسجدوا له فزيدت ال وادغم فيها نون أن كما في قوله تعالى ‪ { :‬لئال يعلم‬
‫أهل الكتاب } والجملة في محل مفعول يهتدون بإسقاط إلى { الذي يخرج الخبء } مصدر بمعنى المخبوء‬
‫من المطر والنبات { في السماوات واألرض ويعلم ما تخفون } في قلوبهم { وما يعلنون } بألسنتهم‬

‫(‪)497/1‬‬

‫‪ { - 26‬هللا ال إله إال هو رب العرش العظيم } استئناف جملة ثناء مشتمل على عرش الرحمن في مقابلة‬
‫عرش بلقيس وبينهما بون عظيم‬

‫(‪)497/1‬‬

‫‪ { - 27‬قال } سليمان للهدهد { سننظر أصدقت } فيما أخبرتنا به { أم كنت من الكاذبين } أي من هذا النوع‬
‫فهو أبلغ من أم كذبت فيه ثم دلهم على الماء فاستخرج وارتووا وتوضؤوا وصلوا ثم كتب سليمان كتابا‬
‫صورته ( من عبد هللا سليمان بن داود إلى بلقيس ملكة سبأ بسم هللا الرحمن الرحيم السالم على من اتبع الهدى‬
‫أما بعد فال تعلوا علي وأتوني مسلمين ) ثم طبعه بالمسك وختمه بخاتمه ثم قال للهدهد ‪:‬‬

‫(‪)497/1‬‬

‫‪ { - 28‬اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم } أي بلقيس وقومها { ثم تول } انصرف { عنهم } وقف قريبا منهم‬
‫{ فانظر ماذا يرجعون } يردون من الجواب فأخذه وأتاها وحولها جندها وألقاه في حجرها فلما رأته ارتعدت‬
‫وخضعت خوفا ثم وقفت على ما فيه‬

‫(‪)497/1‬‬

‫‪ - 29‬ثم { قالت } ألشراف قومها { يا أيها المأل إني } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بقلبها واوا مكسورة‬
‫{ ألقي إلي كتاب كريم } مختوم‬

‫(‪)497/1‬‬

‫‪ { - 30‬إنه من سليمان وإنه } أي مضمونه { بسم هللا الرحمن الرحيم }‬

‫(‪)497/1‬‬

‫‪ { - 31‬أن ال تعلوا علي وأتوني مسلمين }‬

‫(‪)498/1‬‬

‫‪ { - 32‬قالت يا أيها المأل أفتوني } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بقلبها واوا أي أشيروا علي { في أمري‬
‫ما كنت قاطعة أمرا } قاضيته { حتى تشهدون } تحضرون‬

‫(‪)498/1‬‬
‫‪ { - 33‬قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد } أي ‪ :‬أصحاب شدة في الحرب { واألمر إليك فانظري ماذا‬
‫تأمرين } نا نطعك‬

‫(‪)498/1‬‬

‫‪ { - 34‬قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها } بالتخريب { وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون } أي ‪:‬‬
‫مرسلوا الكتاب‬

‫(‪)498/1‬‬

‫‪ { - 35‬وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون } من قبول الهدية أو ردها إن كان ملكا قبلها أو‬
‫نبيا لم يقبلها فأرسلت خدما ذكورا وإناثا ألفا بالسوية وخمسمائة لبنة من الذهب وتاجا مكلال بالجواهر ومسكا‬
‫وعنبرا وغير ذلك مع رسول بكتاب فأسرع الهدهد إلى سليمان يخبره الخبر فأمر أن تضرب لبنات الذهب‬
‫والفضة وأن تبسط من موضعه إلى تسعة فراسخ ميدانا وأن يبنوا حوله حائطا مشرفا من الذهب والفضة وأن‬
‫يؤتى بأحسن دواب البر والبحر مع أوالد الجن عن يمين الميدان وشماله‬

‫(‪)498/1‬‬

‫‪ { - 36‬فلما جاء } الرسول بالهدية ومعه أتباعه { سليمان قال أتمدونن بمال فما آتاني هللا } من النبوة والملك‬
‫{ خير مما آتاكم } من الدنيا { بل أنتم بهديتكم تفرحون } لفخركم بزخارف الدنيا‬

‫(‪)498/1‬‬

‫‪ { - 37‬ارجع إليهم } بما أتيت من الهدية { فلنأتينهم بجنود ال قبل } ال طاقة { لهم بها ولنخرجنهم منها } من‬
‫بلد سبأ سميت باسم أبي قبيلتهم { أذلة وهم صاغرون } إن لم يأتوني مسلمين فلما رجع إليها الرسول بالهدية‬
‫جعلت سريرها داخل سبعة أبواب داخل قصرها وقصرها داخل سبعة قصور وغلقت األبواب وجعلت عليها‬
‫حرسا وتجهزت للمسير إلى سليمان لتنظر ما يأمرها به فارتحلت في اثني عشر ألف فيل مع كل فيل ألوف‬
‫كثيرة إلى أن قربت منه على فرسخ شعر بها‬

‫(‪)498/1‬‬
‫‪ { - 38‬قال يا أيها المأل أيكم } في الهمزتين ما تقدم { يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين } منقادين‬
‫طائعين فلي أخذه قبل ذلك ال بعده‬

‫(‪)498/1‬‬

‫‪ { - 39‬قال عفريت من الجن } هو القوي الشديد { أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك } الذي تجلس فيه‬
‫للقضاء وهو من الغداة إلى نصف النهار { وإني عليه لقوي } أي على حمله { أمين } على ما فيه من‬
‫الجواهر وغيرها قال سليمان أريد أسرع من ذلك‬

‫(‪)499/1‬‬

‫‪ { - 40‬قال الذي عنده علم من الكتاب } أي المنزل وهو آصف بن برخيا كان صديقا يعلم اسم هللا األعظم‬
‫الذي إذا دعا به أجيب { أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك } إذا نظرت به إلى شيء فقال له انظر إلى‬
‫السماء فنظر إليها ثم رد بطرفه فوجده موضوعا بين يديه ففي نظره إلى السماء دعا آصف باالسم األعظم أن‬
‫يأتي هللا به فحصل بأن جرى تحت األرض حتى نبع تحت كرسي سليمان { فلما رآه مستقرا } ساكنا { عنده‬
‫قال هذا } أي اإلتيان لي به { من فضل ربي ليبلوني } ليختبرني { أأشكر } بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية‬
‫ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة األخرى وتركه { أم أكفر } النعمة { ومن شكر فإنما يشكر لنفسه }‬
‫أي ألجلها ألن ثواب شكره له { ومن كفر } النعمة { فإن ربي غني } عن شكره { كريم } باإلفضال على‬
‫من يكفرها‬

‫(‪)499/1‬‬

‫‪ { - 41‬قال نكروا لها عرشها } أي غيروه إلى حال تنكره إذا رأته { ننظر أتهتدي } إلى معرفته { أم تكون‬
‫من الذين ال يهتدون } إلى معرفة ما يغير عليهم قصد بذلك اختبار عقلها لما قيل إن فيه شيئا فغيروه بزيادة أو‬
‫نقص وغير ذلك‬

‫(‪)499/1‬‬

‫‪ { - 42‬فلما جاءت قيل } لها { أهكذا عرشك } أي أمثل هذا عرشك { قالت كأنه هو } فعرفته وشبهت‬
‫عليهم كما شبهوا عليها إذ لم يقل أهذا عرشك ولو قيل هذا قالت ‪ :‬نعم قال سليمان ‪ :‬لما رأى لها معرفة وعلما‬
‫{ وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين }‬

‫(‪)499/1‬‬
‫‪ { - 43‬وصدها } عن عبادة هللا { ما كانت تعبد من دون هللا } أي غيره { إنها كانت من قوم كافرين }‬

‫(‪)499/1‬‬

‫‪ { - 44‬قيل لها } أيضا { ادخلي الصرح } هو سطح من زجاج أبيض شفاف تحته ماء عذب جار فيه سمك‬
‫اصطنعه سليمان لماقيل له إن ساقيها وقدمها كقدمي الحمار‬
‫{ فلما رأته حسبته لجة } من الماء { وكشفت عن ساقيها } لتخوضه وكان سليمان على سريره في‬
‫صدرالصرح فرأى ساقيها وقدميها حسانا { قال } لها { إنه صرح ممرد } مملس { من قوارير } من زجاج‬
‫ودعاها إلى اإلسالم { قالت رب إني ظلمت نفسي } بعبادة غيرك { وأسلمت } كائنة { مع سليمان هلل رب‬
‫العالمين } وأراد تزوجها فكره شعر ساقيها فعلمت له الشياطين النورة فأزالته بها فتزوجها وأحبها وأقرها‬
‫على ملكها وكا يزورها في كل شهر مرة ويقيم عندها ثالثة أيام وانقضى ملكها بانقضاء ملك سليمان روي أنه‬
‫ملك وهو ابن ثالث عشرة سنة ومات وهو ابن ثالث وخمسين سنة فسبحان من ال انقضاء لدوام ملكه‬

‫(‪)499/1‬‬

‫‪ { - 45‬ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم } من القبيلة { صالحا أن } أي بأن { اعبدوا هللا } وحدوه { فإذا هم‬
‫فريقان يختصمون } في الدين فريق مؤمنون من حين إرساله إليهم وفريق كافرون ‪:‬‬

‫(‪)500/1‬‬

‫‪ { - 46‬قال } للمكذبين { يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة } أي بالعذاب قبل الرحمة حيث قلتم إن‬
‫كان ما أتينا به حقا فأتنا بالعذاب { لوال } هال { تستغفرون هللا } من الشرك { لعلكم ترحمون } فال تعذبون‬

‫(‪)500/1‬‬

‫‪ { - 47‬قالوا اطيرنا } أصله تطيرنا أدغمت التاء فيه الطاء واجتلبت همزة الوصل أي تشاءمنا { بك وبمن‬
‫معك } أي المؤمنين حيث قحطوا المطر وجاعوا { قال طائركم } شؤمكم { عند هللا } أتاكم به { بل أنتم قوم‬
‫تفتنون } تختبرون بالخير والشر‬

‫(‪)500/1‬‬
‫‪ { - 48‬وكان في المدينة } مدينة ثمود { تسعة رهط } أي رجال { يفسدون في األرض } بالمعاصي منها‬
‫قرضهم الدنانير والدارهم { وال يصلحون } بالطاعة‬

‫(‪)500/1‬‬

‫‪ { - 49‬قالوا } أي قال بعضهم لبعض { تقاسموا } أي إحلفوا { باهلل لنبيتنه } بالنون والتاء وضم التاء الثانية‬
‫{ وأهله } أي من آمن به أي نقتلهم ليال { ثم لنقولن } بالنون والتاء وضم الالم الثانية { لوليه } لولي دمه‬
‫{ ما شهدنا } حضرنا { مهلك أهله } بضم الميم وفتحها أي إهالكهم أو هالكهم فال ندري من قتلهم { وإنا‬
‫لصادقون }‬

‫(‪)500/1‬‬

‫‪ { - 50‬ومكروا } في ذلك { مكرا ومكرنا مكرا } أي جازيناهم بتعجيل عقوبتهم { وهم ال يشعرون }‬

‫(‪)500/1‬‬

‫‪ { - 51‬فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم } أهلكناهم { وقومهم أجمعين } بصيحة جبريل أو برمي‬
‫المالئكة بحجارة وال يرونهم‬

‫(‪)501/1‬‬

‫‪ { - 52‬فتلك بيوتهم خاوية } أي خالية ونصبه على الحال والعامل فيها معنى اإلشارة { بما ظلموا } بظلمهم‬
‫أي كفرهم { إن في ذلك آلية } لعبرة { لقوم يعلمون } قدرتنا فيتعظون‬

‫(‪)501/1‬‬

‫‪ { - 53‬وأنجينا الذين آمنوا } بصالح وهم أربعة آالف { وكانوا يتقون } الشرك‬

‫(‪)501/1‬‬
‫‪ { - 54‬ولوطا } منصوب باذكر مقدرا قبله ويبدل منه { إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة } أي اللواط { وأنتم‬
‫تبصرون } أي يبصر بعضكم بعضا أنهماكا في المعصية‬

‫(‪)501/1‬‬

‫‪ { - 55‬أإنكم } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين { لتأتون الرجال شهوة من‬
‫دون النساء بل أنتم قوم تجهلون } عاقبة فعلكم‬

‫(‪)501/1‬‬

‫‪ { - 56‬فما كان جواب قومه إال أن قالوا أخرجوا آل لوط } أهله { من قريتكم إنهم أناس يتطهرون } من‬
‫أدبار الرجال‬

‫(‪)501/1‬‬

‫‪ { - 57‬فأنجيناه وأهله إال امرأته قدرناها } جعلناها بتقديرنا { من الغابرين } الباقين في العذاب‬

‫(‪)501/1‬‬

‫‪ { - 58‬وأمطرنا عليهم مطرا } هو حجارة السجيل فأهلكتهم { فساء } بئس { مطر المنذرين } بالعذاب‬
‫مطرهم‬

‫(‪)501/1‬‬

‫‪ { - 59‬قل } يا محمد { الحمد هلل } على هالك الكفار من األمم الخالية { وسالم على عباده الذين اصطفى }‬
‫هم { آهلل } بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة واألخرى وتركه { خير }‬
‫لمن يعبده { مما تشركون } بالتاء والياء أي أهل مكة به اآللهة خير لعابديها‬

‫(‪)501/1‬‬
‫‪ { - 60‬أمن خلق السماوات واألرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا } فيه التفات من الغيبة إلى التكلم { به‬
‫حدائق } جمع حديقة وهو البستان المحوط { ذات بهجة } حسن { ما كان لكم أن تنبتوا شجرها } لعدم‬
‫قدرتكم عليه { أإله } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في مواضعه السبعة‬
‫{ مع هللا } أعانه على ذلك أي ليس معه إله { بل هم قوم يعدلون } يشركون باهلل غيره‬

‫(‪)501/1‬‬

‫‪ { - 61‬أمن جعل األرض قرارا } ال تميد بأهلها { وجعل خاللها } فيما بينها { أنهارا وجعل لها رواسي }‬
‫جباال أثبت بها األرض { وجعل بين البحرين حاجزا } بين العذاب والملح ال يختلط أحدهما باآلخر { أإله مع‬
‫هللا بل أكثرهم ال يعلمون } توحيده‬

‫(‪)502/1‬‬

‫‪ { - 62‬أمن يجيب المضطر } المكروب الذي مسه الضر { إذا دعاه ويكشف السوء } عنه وعن غيره‬
‫{ ويجعلكم خلفاء األرض } اإلضافة بمعنى في أي يخلف كل قرن القرن الذي قبله { أإله مع هللا قليال ما‬
‫تذكرون } تتعظون بالفوقانية والتحتانية وفيه إدغام التاء في الذال وما زائدة لتقليل القليل‬

‫(‪)502/1‬‬

‫‪ { - 63‬أمن يهديكم } يرشدكم إلى مقاصدكم { في ظلمات البر والبحر } بالنجوم ليال وبعالمات األرض‬
‫نهارا { ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته } قدام المطر { أإله مع هللا تعالى هللا عما يشركون } به‬
‫غيره‬

‫(‪)502/1‬‬

‫‪ { - 64‬أمن يبدأ الخلق } في األرحام من نطفة { ثم يعيده } بعد الموت وإن لم تعترفوا باإلعادة لقيام‬
‫البراهين عليها { ومن يرزقكم من السماء } بالمطر { واألرض } بالنبات { أإله مع هللا } أي ال يفعل شيئا‬
‫مما ذكر إال هللا وال إله معه { قل } يا محمد { هاتوا برهانكم } حجتكم { إن كنتم صادقين } أن معي إلها‬
‫فعل شيئا مما ذكر وسألوه عن وقت قيام الساعة فنزل ‪:‬‬

‫(‪)502/1‬‬
‫‪ { - 65‬قل ال يعلم من في السماوات واألرض } من المالئكة والناس { الغيب } أي ما غاب عنهم { إال }‬
‫لكن { هللا } يعلمه { وما يشعرون } أي كفار مكة كغيرهم { أيان } وقت { يبعثون }‬

‫(‪)502/1‬‬

‫‪ { - 66‬بل } بمعنى هل { أدرك } وزن أكرم وفي قراءة أخرى ادراك بتشديد الدال وأصله تدارك أبدلت‬
‫التاء داال وأدغمت في الدال واجتلبت همزة الوصل أي بلغ ولحق أو تتابع وتالحق { علمهم في اآلخرة } أي‬
‫بها حتى سألوا عن وقت مجيئها ليس األمر كذلك { بل هم في شك منها بل هم منها عمون } من عمى القلب‬
‫وهو أبلغ مما قبله واألصل عميون استثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى الميم بعد حذف كسرتها‬

‫(‪)502/1‬‬

‫‪ { - 67‬وقال الذين كفروا } أيضا في إنكار البعث { أإذا كنا ترابا وآباؤنا أإنا لمخرجون } من القبور‬

‫(‪)503/1‬‬

‫‪ { - 68‬لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن } ما { هذا إال أساطير األولين } جمع أسطورة بالضم أي ما‬
‫سطر من الكذب‬

‫(‪)503/1‬‬

‫‪ { - 69‬قل سيروا في األرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين } بإنكارهم وهي هالكهم بالعذاب‬

‫(‪)503/1‬‬

‫‪ { - 70‬وال تحزن عليهم وال تكن في ضيق مما يمكرون } تسلية للنبي صلى هللا عليه و سلم أي ال تهتم‬
‫بمكرهم عليك فإنا ناصروك عليهم‬

‫(‪)503/1‬‬
‫‪ { - 71‬ويقولون متى هذا الوعد } بالعذاب { إن كنتم صادقين } فيه‬

‫(‪)503/1‬‬

‫‪ { - 72‬قل عسى أن يكون ردف } قرب { لكم بعض الذي تستعجلون } فحصل لهم القتل ببدر وباقي العذاب‬
‫يأتيهم بعد الموت‬

‫(‪)503/1‬‬

‫‪ { - 73‬وإن ربك لذو فضل على الناس } ومنه تأخير العذاب عن الكفار { ولكن أكثرهم ال يشكرون }‬
‫فالكفار ال يشكرون تأخير العذاب إلنكارهم وقوعه‬

‫(‪)503/1‬‬

‫‪ { - 74‬وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم } تخفيه { وما يعلنون } بألسنتهم‬

‫(‪)503/1‬‬

‫‪ { - 75‬وما من غائبة في السماء واألرض } الهاء للمبالغة ‪ :‬أي شيء في غاية الخفاء على الناس { إال في‬
‫كتاب مبين } بين هو اللوح المحفوظ ومكنون علمه تعالى ومنه تعذيب الكفار‬

‫(‪)503/1‬‬

‫‪ { - 76‬إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل } الموجودين في زمان نبينا { أكثر الذي هم فيه يختلفون }‬
‫أي ببيان ما ذكر على وجهه الرافع لالختالف بينهم لو أخذوا به وأسلموا‬

‫(‪)503/1‬‬

‫‪ { - 77‬وإنه لهدى } من الضاللة { ورحمة للمؤمنين } من العذاب‬


‫(‪)503/1‬‬

‫‪ { - 78‬إن ربك يقضي بينهم } كغيرهم يوم القيامة { بحكمه } أي عدله { وهو العزيز } الغالب { العليم }‬
‫بما يحكم به فال يمكن أحدا مخالفته كما خالف الكفار في الدنيا أنبياءه‬

‫(‪)503/1‬‬

‫‪ { - 79‬فتوكل على هللا } ثق به { إنك على الحق المبين } الدين البين فالعاقبة لك بالنصر على الكفار ثم‬
‫ضرب أمثاال لهم بالموتى وبالصم وبالعمي فقال ‪:‬‬

‫(‪)503/1‬‬

‫‪ { - 80‬إنك ال تسمع الموتى وال تسمع الصم الدعاء إذا } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينهما وبين الياء‬
‫{ ولوا مدبرين }‬

‫(‪)504/1‬‬

‫‪ { - 81‬وما أنت بهاد العمي عن ضاللتهم إن } ما { تسمع } سماع إفهام وقبول { إال من يؤمن بآياتنا }‬
‫القرآن { فهم مسلمون } مخلصون بتوحيد هللا‬

‫(‪)504/1‬‬

‫‪ { - 82‬وإذا وقع القول عليهم } حق العذاب أن ينزل بهم في جملة الكفار { أخرجنا لهم دابة من األرض‬
‫تكلمهم } أي تكلم الموجودين حين خروجها بالعربية تقول لهم من جملة كالمها عنا { إن الناس } أي كفار‬
‫مكة وعلى قراءة فتح همزة إن تقدر الباء بعد تكلمهم { كانوا بآياتنا ال يوقنون } ال يؤمنون بالقرآن المشتمل‬
‫على البعث والحساب والعقاب وبخروجها ينقطع األمر بالمعروف والنهي عن المنكر وال يؤمن كافر كما‬
‫أوحى هللا إلى نوح { أنه لن يؤمن من قومك إال من قد آمن }‬

‫(‪)504/1‬‬
‫‪ { - 83‬و } اذكر { يوم نحشر من كل أمة فوجا } جماعة { ممن يكذب بآياتنا } وهم رؤساؤهم المتبعون‬
‫{ فهم يوزعون } أي يجمعون برد آخرهم إلى أولهم ثم يساقون‬

‫(‪)504/1‬‬

‫‪ { - 84‬حتى إذا جاؤوا } مكان الحساب { قال } تعالى لهم { أكذبتم } أنبيائي { بآياتي ولم تحيطوا } من‬
‫جهة تكذيبكم { بما علمنا وما } فيه إدغام ما األستفهامية { ذا } موصول أي ما الذي { كنتم تعملون } مما‬
‫أمرتم به‬

‫(‪)504/1‬‬

‫‪ { - 85‬ووقع القول } حق العذاب { عليهم بما ظلموا } أي أشركوا { فهم ال ينطقون } إذ ال حجة لهم‬

‫(‪)504/1‬‬

‫‪ { - 86‬ألم يروا أنا جعلنا } خلقنا { الليل ليسكنوا فيه } كغيرهم { والنهار مبصرا } بمعنى يبصر فيه‬
‫ليتصرفوا فيه { إن في ذلك آليات } دالالت على قدرته تعالى { لقوم يؤمنون } خصوا بالذكر النتفاعهم بها‬
‫في اإليمان بخالف الكافرين‬

‫(‪)504/1‬‬

‫‪ { - 87‬ويوم ينفخ في الصور } القرن النفخة األولى من إسرافيل { ففزع من في السماوات ومن في‬
‫األرض } خافوا الخوف المفضي إلى الموت كما في آية أخرى فصعق والتعبير فيه بالماضي لتحقق وقوعه‬
‫{ إال من شاء هللا } أي جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وعن ابن عباس هم الشهداء إذ هم أحياء عند‬
‫ربهم يرزقون { وكل } تنوينه عوض عن المضاف إليه أي وكلهم بعد إحيائهم يوم القيامة { أتوه } بصيغة‬
‫الفعل واسم الفاعل { داخرين } صاغرين والتعبير في اإلتيان بالماضي لتحقق وقوعه‬

‫(‪)504/1‬‬

‫‪ { - 88‬وترى الجبال } تبصرها وقت النفخة { تحسبها } تظنها { جامدة } واقفة مكانها لعظمها { وهي تمر‬
‫مر السحاب } المطر إذا ضربته الريح أي تسير سيره حتى تقع على األرض فتستوي بها مبثوثة ثم تصير‬
‫كالعهن ثم تصير هباء منثورا { صنع هللا } مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله أضيف إلى فاعله بعد حذف‬
‫عامله أي صنع هللا ذلك صنعا { الذي أتقن } أحكم { كل شيء } صنعه { إنه خبير بما تفعلون } بالياء والتاء‬
‫أي أعداؤه من المعصية وأولياؤه من الطاعة‬

‫(‪)505/1‬‬

‫‪ { - 89‬من جاء بالحسنة } أي ال إله إال هللا يوم القيامة { فله خير } ثواب { منها } أي بسببها وليس‬
‫للتفضيل إذا ال فعل خير منها وفي آية أخرى { عشر أمثالها } { وهم } الجاءون بها { من فزع يومئذ }‬
‫باإلضافة وكسر الميم وفتحها وفزع منونا وفتح الميم { آمنون }‬

‫(‪)505/1‬‬

‫‪ { - 90‬ومن جاء بالسيئة } أي الشرك { فكبت وجوههم في النار } بأن وليتها وذكرت الوجوه ألنها موضع‬
‫الشرف من الحواس فغيرها من باب أولى ويقال لهم تبكيتا { هل } ما { تجزون إال } جزاء { ما كنتم‬
‫تعملون } من الشرك والمعاصي قل لهم ‪:‬‬

‫(‪)505/1‬‬

‫‪ { - 91‬إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة } أي مكة { الذي حرمها } جعلها حرما آمنا ال يسفك فيها دم‬
‫إنسان وال يظلم فيها أحد وال يصاد صيدها وال يختلى خالها وذلك من النعم على قريش أهلها في رفع هللا عن‬
‫بلدهم العذاب والفتن الشائعة في جميع بالد العرب { وله } تعالى { كل شيء } فهو ربه وخالقه ومالكه‬
‫{ وأمرت أن أكون من المسلمين } هلل بتوحيده‬

‫(‪)505/1‬‬

‫‪ { - 92‬وأن أتلو القرآن } عليكم تالوة الدعوى إلى اإليمان { فمن اهتدى } له { فإنما يهتدي لنفسه } أي‬
‫ألجلها فإن ثواب اهتدائه له { ومن ضل } عن اإليمان وأخطأ طريق الهدى { فقل } له { إنما أنا من‬
‫المنذرين } المخوفين فليس علي إال التبيلغ وهذا قبل األمر بالقتال‬

‫(‪)505/1‬‬

‫‪ { - 93‬وقل الحمد هلل سيريكم آياته فتعرفونها } فأراهم هللا يوم بدر القتل والسبي وضرب المالئكة وجوههم‬
‫وأدبارهم وعجلهم هللا إلى النار { وما ربك بغافل عما يعملون } بالياء والتاء وإنما يمهلهم لوقتهم‬
‫(‪)505/1‬‬

‫سورة القصص‬
‫[ مكية إال من آية ‪ 52‬إلى آية ‪ 55‬فمدنية وآية ‪ 85‬فبالجحفة نزلت أثناء الهجرة وآياتها ‪] 88‬‬
‫نزلت بعد النمل‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬طسم } هللا أعلم بمراده بذلك‬

‫(‪)506/1‬‬

‫‪ { - 2‬تلك } أي هذه اآليات { آيات الكتاب } اإلضافة بمعنى من { المبين } المظهر الحق من الباطل‬

‫(‪)506/1‬‬

‫‪ { - 3‬نتلوا } نقص { عليك من نبإ } خبر { موسى وفرعون بالحق } الصدق { لقوم يؤمنون } ألجلهم‬
‫ألنهم المنتفعون به‬

‫(‪)506/1‬‬

‫‪ { - 4‬إن فرعون عال } تعظم { في األرض } أرض مصر { وجعل أهلها شيعا } فرقا في خدمته‬
‫{ يستضعف طائفة منهم } هم بنو إسرائيل { يذبح أبناءهم } المولودين { ويستحيي نساءهم } يستبقيهن أحياء‬
‫لقول بعض الكهنة له ‪ :‬إن مولودا يولد في بني اسرائيل يكون سبب زوال ملكك { إنه كان من المفسدين }‬
‫بالقتل وغيره‬

‫(‪)506/1‬‬

‫‪ { - 5‬ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في األرض ونجعلهم أئمة } بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء ‪:‬‬
‫يقتدى بهم في الخير ‪ { :‬ونجعلهم الوارثين } ملك فرعون‬

‫(‪)506/1‬‬
‫‪ { - 6‬ونمكن لهم في األرض } أرض مصر والشام { ونري فرعون وهامان وجنودهما } وفي قراءة ويرى‬
‫بفتح التحتانية والراء ورفع األسماء الثالثة { منهم ما كانوا يحذرون } يخافون من المولود الذي يذهب ملكهم‬
‫على يديه‬

‫(‪)506/1‬‬

‫‪ { - 7‬وأوحينا } وحي إلهام أو منام { إلى أم موسى } وهو المولود المذكور ولم يشعر بوالدته غير أخته‬
‫{ أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم } البحر أي النيل { وال تخافي } غرقه { وال تحزني } لفراقه‬
‫{ إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين } فأرضعته ثالثة أشهر ال يبكي وخافت عليه فوضعته في تابوت‬
‫مطلي بالقار من داخل ممهد له فيه وأغلقته وألقته في بحر النيل ليال‬

‫(‪)507/1‬‬

‫‪ { - 8‬فالتقطه } بالتابوت صبيحة الليل { آل } أعوان { فرعون } فوضعوه بين يديه وفتح وأخرج موسى‬
‫منه وهو يمص من إبهامه لبنا { ليكون لهم } في عاقبة األمر { عدوا } يقتل رجالهم { وحزنا } يستعبد‬
‫نساءهم وفي قراءة بضم الحاء وسكون الزاي لغتان في المصدر وهو هنا بمعنى اسم الفاعل من حزنه كأحزنه‬
‫{ إن فرعون وهامان } وزيره { وجنودهما كانوا خاطئين } من الخطيئة أي عاصين فعوقبوا على يديه‬

‫(‪)507/1‬‬

‫‪ { - 9‬وقالت امرأة فرعون } وقد هم مع أعوانه بقتله هو { قرة عين لي ولك ال تقتلوه عسى أن ينفعنا أو‬
‫نتخذه ولدا } فأطاعوها { وهم ال يشعرون } بعاقبة أمرهم معه‬

‫(‪)507/1‬‬

‫‪ { - 10‬وأصبح فؤاد أم موسى } لما علمت بالتقاطه { فارغا } مما سواه { إن } مخففة من الثقيلة واسمها‬
‫محذوف أي إنها { كادت لتبدي به } أي بأنه ابنها { لوال أن ربطنا على قلبها } بالصبر أي سكناه { لتكون‬
‫من المؤمنين } المصدقين بوعد هللا وجواب لوال دل عليه ما قبلها‬

‫(‪)507/1‬‬
‫‪ { - 11‬وقالت ألخته } مريم { قصيه } أي اتبعي أثره حتى تعلمي خبره { فبصرت به } أبصرته { عن‬
‫جنب } من مكان بعيد اختالسا { وهم ال يشعرون } أنها أخته وأنها ترقبه‬

‫(‪)507/1‬‬

‫‪ { - 12‬وحرمنا عليه المراضع من قبل } أي قبل رده إلى أمه أي منعناه من قبول ثدي مرضعة غير أمه فلم‬
‫يقبل ثدي واحدة من المراضع المحضرة له { فقالت } أخته { هل أدلكم على أهل بيت } لما رأت حنوهم‬
‫عليه { يكفلونه لكم } باإلرضاع وغيره { وهم له ناصحون } وفسرت ضمير له بالملك جوابا لهم فأجيبت‬
‫فجاءت بأمه فقبل ثديها وأجابتهم عن قبوله بأنها طيبة الريح طيبة اللبن فأذن لها في إرضاعه في بيتها‬
‫فرجعت به كما قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)507/1‬‬

‫‪ { - 13‬فرددناه إلى أمه كي تقر عينها } بلقائه { وال تحزن } حينئذ { ولتعلم أن وعد هللا } برده إليها { حق‬
‫ولكن أكثرهم } أي الناس { ال يعلمون } بهذا الوعد وال بأن هذه أخته وهذه أمه فمكث عندها إلى أن فطمته‬
‫وأجرى عليها أجرتها لكل يوم ديناروأخذتها ألنها مال حربي فأتت به فرعون فتربى عنده كما قال تعالى‬
‫حكاية عنه في سورة الشعراء { ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين }‬

‫(‪)508/1‬‬

‫‪ { - 14‬ولما بلغ أشده } وهو ثالثون سنة أو ثالث { واستوى } أي بلغ أربعين سنة { آتيناه حكما } حكمة‬
‫{ وعلما } فقها في الدين قبل أن يبعث نبيا { وكذلك } كما جزيناه { نجزي المحسنين } ألنفسهم‬

‫(‪)508/1‬‬

‫‪ { - 15‬ودخل } موسى { المدينة } مدينة فرعون وهي منف بعد أن غاب عنه مدة { على حين غفلة من‬
‫أهلها } وقت القيلولة { فوجد فيها رجلين يقتتالن هذا من شيعته } أي إسرائيلي { وهذا من عدوه } أي قبطي‬
‫يسخر إسرائليا ليحمل حطبا إلى مطبخ فرعون { فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه } فقال له‬
‫موسى خل سبيله فقيل إنه قال لموسى لقد هممت أن أحمله عليك { فوكزه موسى } أي ضربه بجمع كفه‬
‫وكان شديد القوة والبطش { فقضى عليه } أي قتله ولم يكن قصد قتله ودفنه في الرمل { قال هذا } أي قتله‬
‫{ من عمل الشيطان } المهيج غضبي { إنه عدو } البن آدم { مضل } له { مبين } بين اإلضالل‬

‫(‪)508/1‬‬
‫‪ { - 16‬قال } نادما { رب إني ظلمت نفسي } بقتله { فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم } أي‬
‫المتصف بهما أزال وأبدا‬

‫(‪)509/1‬‬

‫‪ { - 17‬قال رب بما أنعمت } بحق إنعامك { علي } بالمغفرة اعصمني { فلن أكون ظهيرا } عونا‬
‫{ للمجرمين } الكافرين بعد هذه إن عصمتني‬

‫(‪)509/1‬‬

‫‪ { - 18‬فأصبح في المدينة خائفا يترقب } ينتظر ما يناله من جهة القتيل { فإذا الذي استنصره باألمس‬
‫يستصرخه } يستغيث به على قبطي آخر { قال له موسى إنك لغوي مبين } بين الغواية لما فعلته باألمس‬
‫واليوم‬

‫(‪)509/1‬‬

‫‪ { - 19‬فلما أن } زائدة { أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما } لموسى والمستغيث به { قال } المستغيث‬
‫ظانا أنه يبطش به لما قال له { يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا باألمس إن } ما { تريد إال أن تكون‬
‫جبارا في األرض وما تريد أن تكون من المصلحين } فسمع القبطي ذلك فعلم أن القاتل موسى فانطلق إلى‬
‫فرعون فأخبره بذلك فأمر فرعون الذباحين بقتل موسى فأخذوا في الطريق إليه‬

‫(‪)509/1‬‬

‫‪ { - 20‬وجاء رجل } هو مؤمن آل فرعون { من أقصى المدينة } آخرها { يسعى } يسرع في مشيه من‬
‫طريق أقرب من طريقهم { قال يا موسى إن المأل } من قوم فرعون { يأتمرون بك } يتشاورون فيك‬
‫{ ليقتلوك فاخرج } من المدينة { إني لك من الناصحين } في األمر بالخروج‬

‫(‪)509/1‬‬
‫‪ { - 21‬فخرج منها خائفا يترقب } لحوق طالب أو غوث هللا إياه { قال رب نجني من القوم الظالمين } قوم‬
‫فرعون‬

‫(‪)509/1‬‬

‫‪ { - 22‬ولما توجه } قصد بوجهه { تلقاء مدين } جهتها وهي قرية شعيب مسيرة ثمانية أيام من مصر سميت‬
‫بمدين بن إبراهيم ولم يكن يعرف طريقها { قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل } أي قصد الطريق أي‬
‫الطريق الوسط إليها فأرسل هللا ملكا بيده عنزة فانطلق به إليها‬

‫(‪)509/1‬‬

‫‪ { - 23‬ولما ورد ماء مدين } بئر فيها أي وصل إليها { وجد عليه أمة } جماعة { من الناس يسقون }‬
‫مواشيهم { ووجد من دونهم } أي سواهم { امرأتين تذودان } تمنعان أغناهما عن الماء { قال } موسى لهما‬
‫{ ما خطبكما } أي ما شأنكما ال تسقيان { قالتا ال نسقي حتى يصدر الرعاء } جمع راع أي يرجعون من‬
‫سقيهم خوف الزحام فنسقي وفي قراءة يصدر من الرباعي أي يصرفوا مواشيهم عن الماء { وأبونا شيخ‬
‫كبير } ال يقدر أن يسقي‬

‫(‪)510/1‬‬

‫‪ { - 24‬فسقى لهما } من بئر أخرى بقربهما رفع حجرا عنها ال يرفعه إال عشرة أنغس { ثم تولى } انصرف‬
‫{ إلى الظل } لسمرة من شدة حر الشمس وهو جائع { فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير } طعام‬
‫{ فقير } محتاج فرجعتا إلى أبيهما في زمن أقل مما كانتا ترجعان فيه فسألهما عن ذلك فأخبرتاه بمن سقى‬
‫لهما فقال إلحداهما ‪ :‬ادعيه لي قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)510/1‬‬

‫‪ { - 25‬فجاءته إحداهما تمشي على استحياء } أي واضعة كم درعها على وجهها حياء منه { قالت إن أبي‬
‫يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا } فأجابها منكرا في نفسه أخذ األجرة كأنها قصدت المكافأة إن كان ممن‬
‫يريدها فمشت بين يديه فجعلت الريح تضرب ثوبها فتكشف ساقيها فقال لها ‪ :‬امشي خلفي ودليني على‬
‫الطريق ففعلت إلى أن جاء أباها وهو شعيب عليه السالم وعنده عشاء فقال ‪ :‬اجلس فتعش قال ‪ :‬أخاف أن‬
‫يكون عوضا مما سقيت لهما وإنا أهل بيت ال نطلب على عمل خير عوضا قال ‪ :‬ال عادتي وعادة آبائي نقري‬
‫الضيف ونطعم الطعام فأكل وأخبره بحاله قال تعالى { فلما جاءه وقص عليه القصص } مصدر بمعنى‬
‫المقصوص من قتله القبطي وقصدهم قتله وخوفه من فرعون { قال ال تخف نجوت من القوم الظالمين } إذ ال‬
‫سلطان لفرعون على مدين‬

‫(‪)510/1‬‬

‫‪ { - 26‬قالت إحداهما } وهي المرسلة الكبرى أو الصغرى { يا أبت استأجره } اتخذه أجيرا يرعى غنمنا‬
‫بدلنا { إن خير من استأجرت القوي األمين } أي استأجره لقوته وأمانته فسألها فأخبرته بما تقدم من رفعه‬
‫حجر البئر ومن قوله لها ‪ :‬إمشي خلفي وزيادة أنها لما جاءته وعلم بها صوب رأسه فلم يرفعه فرغب في‬
‫إنكاحه‬

‫(‪)511/1‬‬

‫‪ { - 27‬قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين } وهي الكبرى أو الصغرى { على أن تأجرني } تكون‬
‫أجيرا لي في رعي غنمي { ثماني حجج } أي سنين { فإن أتممت عشرا } أي رعي عشر سنين { فمن‬
‫عندك } التمام { وما أريد أن أشق عليك } باشتراط العشر { ستجدني إن شاء هللا } للتبرك { من‬
‫الصالحين } الوافين بالعهد‬

‫(‪)511/1‬‬

‫‪ { - 28‬قال } موسى { ذلك } الذي قتلته { بيني وبينك أيما األجلين } الثمان أو العشر وما زائدة أي رعيه‬
‫{ قضيت } به أي فرغت منه { فال عدوان علي } بطلب الزيادة عليه { وهللا على ما نقول } أنا وأنت‬
‫{ وكيل } حفيظ أو شهيد فتم العقد بذلك وأمر شعيب ابنته أن تعطي موسى عصا يدفع بها السباع عن غنمه‬
‫وكانت عصي األنبياء عنده فوقع في يدها عصا آدم من آس الجنة فأخذها موسى بعلم شعيب‬

‫(‪)511/1‬‬

‫‪ { - 29‬فلما قضى موسى األجل } أي رعيه وهو ثمان أو عشر سنين وهو المظنون به { وسار بأهله }‬
‫زوجته بإذن أبيها نحو مصر { آنس } أبصر من بعيد { من جانب الطور } اسم جبل { نارا قال ألهله‬
‫امكثوا } هنا { إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر } عن الطريق وكان قد أخطأها { أو جذوة } بتثليث‬
‫الجيم قطعة وشعلى { من النار لعلكم تصطلون } تستدفئون والطاء بدل من تاء اإلفتعال من صلي بكسر الالم‬
‫وفتحها‬

‫(‪)511/1‬‬
‫‪ { - 30‬فلما أتاها نودي من شاطئ } جانب { الواد األيمن } لموسى { في البقعة المباركة } لموسى لسماعه‬
‫كالم هللا فيها { من الشجرة } بدل من شاطىء بإعادة الجار لنباتها فيه وهو شجرة عناب أو عليق أو عوسج‬
‫{ أن } مفسرة ال مخففة { يا موسى إني أنا هللا رب العالمين }‬

‫(‪)512/1‬‬

‫‪ { - 31‬وأن ألق عصاك } فألقاها { فلما رآها تهتز } تتحرك { كأنها جان } وهو الحية الصغيرة من سرعة‬
‫حركتها { ولى مدبرا } هاربا منها { ولم يعقب } أي يرجع فنودي { يا موسى أقبل وال تخف إنك من‬
‫اآلمنين }‬

‫(‪)512/1‬‬

‫‪ { - 32‬اسلك } أدخل { يدك } اليمنى بمعنى الكف { في جيبك } هو طرق القميص وأخرجها { تخرج }‬
‫خالف ما كانت عليه من األدمة { بيضاء من غير سوء } أي برص فأدخلها وأخرجها تضيء كشعاع الشمس‬
‫تغشى البصر { واضمم إليك جناحك من الرهب } بفتح الحرفين وسكون الثاني مع فتح األول وضمه أي‬
‫الخوف الحاصل من إضاءة اليد بأن تدخلها في جيبك فتعود إلى حالتها األولى وعبر عنها بالجناح ألنها‬
‫لإلنسان كالجناح للطائر { فذانك } بالتشديد والتخفيف أي العصا واليد هما مؤنثان وإنما ذكر المشار به إليهما‬
‫المبتدأ لتذكير خبره { برهانان } مرسالن { من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين }‬

‫(‪)512/1‬‬

‫‪ { - 33‬قال رب إني قتلت منهم نفسا } هو القبطي السابق { فأخاف أن يقتلون } به‬

‫(‪)512/1‬‬

‫‪ { - 34‬وأخي هارون هو أفصح مني لسانا } أبين { فأرسله معي ردءا } معينا وفي قراءة بفتح الدال بال‬
‫همزة { يصدقني } بالجزم جواب الدعاء وفي قراءة بالرفع وجملته صفة ردءا { إني أخاف أن يكذبون }‬

‫(‪)512/1‬‬
‫‪ { - 35‬قال سنشد عضدك } نقويك { بأخيك ونجعل لكما سلطان } غلبة { فال يصلون إليكما } بسوء اذهبا‬
‫{ بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون } لهم‬

‫(‪)513/1‬‬

‫‪ { - 36‬فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات } واضحات حال { قالوا ما هذا إال سحر مفترى } مختلق { وما‬
‫سمعنا بهذا } كائنا { في } أيام { آبائنا األولين }‬

‫(‪)513/1‬‬

‫‪ { - 37‬وقال } بواو وبدونها { موسى ربي أعلم } عالم { بمن جاء بالهدى من عنده } الضمير للرب‬
‫{ ومن } عطف على من قبلها { تكون } بالفوقانية والتحتانية { له عاقبة الدار } أي العاقبة المحمودة في‬
‫الدار اآلخرة أي هو أنا في الشقين فأنا محق فيما جئت به { إنه ال يفلح الظالمون } الكافرون‬

‫(‪)513/1‬‬

‫‪ { - 38‬وقال فرعون يا أيها المأل ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين } فاطبخ لي‬
‫اآلجر { فاجعل لي صرحا } قصرا عاليا { لعلي أطلع إلى إله موسى } انظر إليه وأقف عليه { وإني ألظنه‬
‫من الكاذبين } في ادعائه إلها آخر وأنه رسوله‬

‫(‪)513/1‬‬

‫‪ { - 39‬واستكبر هو وجنوده في األرض } أرض مصر { بغير الحق وظنوا أنهم إلينا ال يرجعون } بالبناء‬
‫للفاعل وللمفعول‬

‫(‪)513/1‬‬

‫‪ { - 40‬فأخذناه وجنوده فنبذناهم } طرحناهم { في اليم } البحر المالح فغرقوا { فانظر كيف كان عاقبة‬
‫الظالمين } حين صاروا إلى الهالك‬

‫(‪)513/1‬‬
‫‪ { - 41‬وجعلناهم } في الدنيا { أئمة } بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء رؤساء في الشرك { يدعون إلى‬
‫النار } بدعائهم إلى الشرك { ويوم القيامة ال ينصرون } بدفع العذاب عنهم‬

‫(‪)513/1‬‬

‫‪ { - 42‬وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة } خزيا { ويوم القيامة هم من المقبوحين } المبعدين‬

‫(‪)513/1‬‬

‫‪ { - 43‬ولقد آتينا موسى الكتاب } التوراة { من بعد ما أهلكنا القرون األولى } قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم‬
‫{ بصائر للناس } حال من الكتاب جمع بصيرة وهي نور القلب أي أنوارا للقلوب { وهدى } من الضاللة‬
‫لمن عمل به { ورحمة } لمن آمن به { لعلهم يتذكرون } يتعظون بما فيه من المواعظ‬

‫(‪)513/1‬‬

‫‪ { - 44‬وما كنت } يا محمد { بجانب } الجبل أو الوادي أو المكان { الغربي } من موسى حين المناجاة { إذ‬
‫قضينا } أوحينا { إلى موسى األمر } بالرسالة إلى فرعون وقومه { وما كنت من الشاهدين } لذلك فتعلمه‬
‫فتخبر به‬

‫(‪)514/1‬‬

‫‪ { - 45‬ولكنا أنشأنا قرونا } أمما من بعد موسى { فتطاول عليهم العمر } أي طالت أعمارهم فنسوا العهود‬
‫واندرست العلوم وانقطع الوحي فجئنا بك رسوال وأوحينا اليك خبر موسى وغيره { وما كنت ثاويا } مقيما‬
‫{ في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا } خبر ثان فتعرف قصتهم فتخبر بها { ولكنا كنا مرسلين } لك وإليك بأخبار‬
‫المتقدمين‬

‫(‪)514/1‬‬

‫‪ { - 46‬وما كنت بجانب الطور } الجبل { إذا } حين { نادينا } موسى أن خذ الكتاب بقوة { ولكن }‬
‫أرسلناك { رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك } وهم أهل مكة { لعلهم يتذكرون } يتعظون‬
‫(‪)514/1‬‬

‫‪ { - 47‬ولوال أن تصيبهم مصيبة } عقوبة { بما قدمت أيديهم } من الكفر وغيره { فيقولوا ربنا لوال } هال‬
‫{ أرسلت إلينا رسوال فنتبع آياتك } المرسل بها { ونكون من المؤمنين } وجواب لوال محذوف وما بعدها‬
‫مبتدأ والمعنى لوال اإلصابة المسبب عنها قولهم أو لوال قولهم المسبب عنها أي لعاجلناهم بالعقوبة ولما‬
‫أرسلناك إليهم رسوال‬

‫(‪)514/1‬‬

‫‪ { - 48‬فلما جاءهم الحق } محمد { من عندنا قالوا لوال } هال { أوتي مثل ما أوتي موسى } من اآليات‬
‫كاليد البيضاء والعصا وغيرهما أو الكتاب جملة واحدة قال تعالى { أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل }‬
‫حيث { قالوا } فيه وفي محمد { ساحران } وفي قراءة سحران أي القرآن والتوراة { تظاهرا } تعاونا‬
‫{ وقالوا إنا بكل } من النبيين والكتابين { كافرون }‬

‫(‪)514/1‬‬

‫‪ { - 49‬قل } لهم { فاتوا بكتاب من عند هللا هو أهدى منهما } من الكتابين { أتبعه إن كنتم صادقين } في‬
‫قولكم‬

‫(‪)515/1‬‬

‫‪ { - 50‬فإن لم يستجيبوا لك } دعاءك باإلتيان بكتاب { فاعلم أنما يتبعون أهواءهم } في كفرهم { ومن أضل‬
‫ممن اتبع هواه بغير هدى من هللا } أي ال أضل منه { إن هللا ال يهدي القوم الظالمين } الكافرين‬

‫(‪)515/1‬‬

‫‪ { - 51‬ولقد وصلنا } بينا { لهم القول } القرآن { لعلهم يتذكرون } يتعظون فيؤمنون‬

‫(‪)515/1‬‬
‫‪ { - 52‬الذين آتيناهم الكتاب من قبله } أي القرآن { هم به يؤمنون } أيضا نزلت في جماعة أسلموا من‬
‫اليهود كعبد هللا بن سالم وغيره ومن النصارى قدموا من الحبشة ومن الشام‬

‫(‪)515/1‬‬

‫‪ { - 53‬وإذا يتلى عليهم } القرآن { قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين } موحدين‬

‫(‪)515/1‬‬

‫‪ { - 54‬أولئك يؤتون أجرهم مرتين } بإيمانهم بالكتابين { بما صبروا } بصبرهم على العمل بهما‬
‫{ ويدرؤون } يدفعون { بالحسنة السيئة } منهم { ومما رزقناهم ينفقون } يتصدقون‬

‫(‪)515/1‬‬

‫‪ { - 55‬وإذا سمعوا اللغو } الشتم واألذى من الكفار { أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سالم‬
‫عليكم } سالم متاركة ‪ :‬أي سلمتم منا من الشتم وغيره { ال نبتغي الجاهلين } ال نصحبهم‬

‫(‪)515/1‬‬

‫‪ - 56‬ونزل في حرصه صلى هللا عليه و سلم على إيمان عمه أبي طالب { إنك ال تهدي من أحببت } هدايته‬
‫{ ولكن هللا يهدي من يشاء وهو أعلم } أي عالم { بالمهتدين }‬

‫(‪)515/1‬‬

‫‪ { - 57‬وقالوا } أي قومه { إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا } أي ننتزع منها بسرعة قال تعالى‬
‫{ أولم نمكن لهم حرما آمنا } يأمنون فيه من اإلغارة والقتل الواقعين من بعض العرب على بعض { نجبي }‬
‫بالفوقانية والتحتانية { إليه ثمرات كل شيء } من كل أوب { رزقا } لهم { من لدنا } أي عندنا { ولكن‬
‫أكثرهم ال يعلمون } أن ما نقوله حق‬

‫(‪)515/1‬‬
‫‪ { - 58‬وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها } أي عيشها وأريد بالقرية أهلها { فتلك مساكنهم لم تسكن من‬
‫بعدهم إال قليال } للمارة يوما أو بعضه { وكنا نحن الوارثين } منهم‬

‫(‪)516/1‬‬

‫‪ { - 59‬وما كان ربك مهلك القرى } بظلم منها { حتى يبعث في أمها } أي أعظمها { رسوال يتلو عليهم‬
‫آياتنا وما كنا مهلكي القرى إال وأهلها ظالمون } بتكذيب الرسل‬

‫(‪)516/1‬‬

‫‪ { - 60‬وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها } أي تتمتعون وتتزينون به أيام حياتكم ثم يفنى { وما‬
‫عند هللا } أي ثوابه { خير وأبقى أفال تعقلون } بالتاء والياء أن الباقي خير من الفاني‬

‫(‪)516/1‬‬

‫‪ { - 61‬أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو القيه } وهو مصيبه وهو الجنة { كمن متعناه متاع الحياة الدنيا } فيزول‬
‫عن قريب { ثم هو يوم القيامة من المحضرين } النار األول المؤمن والثاني الكافر أي ال تساوي بينهما‬

‫(‪)516/1‬‬

‫‪ { - 62‬و } اذكر { يوم يناديهم } هللا { فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون } هم شركائي‬

‫(‪)516/1‬‬

‫‪ { - 63‬قال الذين حق عليهم القول } بدخول النار وهم رؤساء الضاللة { ربنا هؤالء الذين أغوينا } هم مبتدأ‬
‫وصفة { أغويناهم } خبره فغووا { كما غوينا } لم نكرههم على الغي { تبرأنا إليك } منهم { ما كانوا إيانا‬
‫يعبدون } ما نافية وقدم المفعول للفاصلة‬

‫(‪)516/1‬‬
‫‪ { - 64‬وقيل ادعوا شركاءكم } أي األصنام الذين تزعمون أنهم شركاء هللا { فدعوهم فلم يستجيبوا لهم }‬
‫دعاءهم { ورأوا } هم { العذاب } أبصروه { لو أنهم كانوا يهتدون } في الدنيا لما رأوه في اآلخرة‬

‫(‪)516/1‬‬

‫‪ { - 65‬و } اذكر { يوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين } إليكم‬

‫(‪)517/1‬‬

‫‪ { - 66‬فعميت عليهم األنباء } األخبار المنجية في الجواب { يومئذ } أي لم يجدوا خبرا لهم فيه نجاة { فهم‬
‫ال يتساءلون } عنه فيسكتون‬

‫(‪)517/1‬‬

‫‪ { - 67‬فأما من تاب } من الشرك { وآمن } صدق بتوحيد هللا { وعمل صالحا } أدى الفرائض { فعسى أن‬
‫يكون من المفلحين } الناجين بوعد هللا‬

‫(‪)517/1‬‬

‫‪ { - 68‬وربك يخلق ما يشاء ويختار } ما يشاء { ما كان لهم } للمشركين { الخيرة } اإلختيار في شيء‬
‫{ سبحان هللا وتعالى عما يشركون } عن إشراكهم‬

‫(‪)517/1‬‬

‫‪ { - 69‬وربك يعلم ما تكن صدورهم } تسر قلوبهم من الكفر وغيره { وما يعلنون } بألسنتهم من ذلك‬

‫(‪)517/1‬‬

‫‪ { - 70‬وهو هللا ال إله إال هو له الحمد في األولى } الدنيا { واآلخرة } الجنة { وله الحكم } القضاء النافذ في‬
‫كل شيء { وإليه ترجعون } بالنشور‬
‫(‪)517/1‬‬

‫‪ { - 71‬قل } ألهل مكة { أرأيتم } أي أخبروني { إن جعل هللا عليكم الليل سرمدا } دائما { إلى يوم القيامة‬
‫من إله غير هللا } بزعمكم { يأتيكم بضياء } نهار تطلبون فيه المعيشة { أفال تسمعون } ذلك سماع تفهم‬
‫فترجعون عن اإلشراك‬

‫(‪)517/1‬‬

‫‪ { - 72‬قل } لهم { أرأيتم إن جعل هللا عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير هللا } بزعمكم { يأتيكم‬
‫بليل تسكنون } تستريحون { فيه } من التعب { أفال تبصرون } ما أنتم عليه من الخطأ في اإلشراك‬
‫فترجعون عنه‬

‫(‪)517/1‬‬

‫‪ { - 73‬ومن رحمته } تعالى { جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه } في الليل { ولتبتغوا من فضله } في‬
‫النهار للكسب { ولعلكم تشكرون } النعمة فيهما‬

‫(‪)517/1‬‬

‫‪ { - 74‬و } اذكر { يوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون } ذكر ثانيا ليبنى عليه‬

‫(‪)517/1‬‬

‫‪ { - 75‬ونزعنا } أخرجنا { من كل أمة شهيدا } وهو نبيهم يشهد عليهم بما قالوا { فقلنا } لهم { هاتوا‬
‫برهانكم } على ما قلتم من اإلشراك { فعلموا أن الحق } في اإللهية { هلل } ال يشاركه فيه أحد { وضل }‬
‫غاب { عنهم ما كانوا يفترون } في الدنيا من أن معه شريكا تعالى عن ذلك‬

‫(‪)518/1‬‬
‫‪ { - 76‬إن قارون كان من قوم موسى } ابن عمه وابن خالته وآمن به { فبغى عليهم } بالكبر والعلو وكثرة‬
‫المال { وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء } تثقل { بالعصبة } الجماعة { أولي } أصحاب { القوة } أي‬
‫تثقلهم فالباء للتعدية وعدتهم قيل سبعون وقيل أربعون وقيل عشرة وقيل غير ذلك اذكر { إذ قال له قومه }‬
‫المؤمنون من بني اسرائيل { ال تفرح } بكثرة المال فرح بطر { إن هللا ال يحب الفرحين } بذلك‬

‫(‪)518/1‬‬

‫‪ { - 77‬وابتغ } اطلب { فيما آتاك هللا } من المال { الدار اآلخرة } بأن تنفقه في طاعة هللا { وال تنس }‬
‫تترك { نصيبك من الدنيا } أي أن تعمل فيها لآلخرة { وأحسن } للناس بالصدقة { كما أحسن هللا إليك وال‬
‫تبغ } تطلب { الفساد في األرض } بعمل المعاصي { إن هللا ال يحب المفسدين } بمعنى أنه يعاقبهم‬

‫(‪)518/1‬‬

‫‪ { - 78‬قال إنما أوتيته } أي المال { على علم عندي } أي في مقابلته وكان أعلم بني إسرائيل بالتوراة بعد‬
‫موسى وهارون قال تعالى { أولم يعلم أن هللا قد أهلك من قبله من القرون } األمم { من هو أشد منه قوة‬
‫وأكثر جمعا } للمال ‪ :‬أي هو عالم بذلك ويهلكهم هللا { وال يسأل عن ذنوبهم المجرمون } لعلمه تعالى بها‬
‫فيدخلون النار بال حساب‬

‫(‪)518/1‬‬

‫‪ { - 79‬فخرج } قارون { على قومه في زينته } بأتباعه الكثيرين ركبانا متحلين بمالبس الذهب والحرير‬
‫على خيول وبغال متحلية { قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا } للتنبيه { ليت لنا مثل ما أوتي قارون } في‬
‫الدنيا { إنه لذو حظ } نصيب { عظيم } واف فيها‬

‫(‪)518/1‬‬

‫‪ { - 80‬وقال } لهم { الذين أوتوا العلم } بما وعد هللا في اآلخرة { ويلكم } كلمة زجر { ثواب هللا } في‬
‫اآلخرة بالجنة { خير لمن آمن وعمل صالحا } مما أوتي قارون في الدنيا { وال يلقاها } أي الجنة المثاب بها‬
‫{ إال الصابرون } على الطاعة وعن المعصية‬

‫(‪)519/1‬‬
‫‪ { - 81‬فخسفنا به } بقارون { وبداره األرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون هللا } أي غيره بأن‬
‫يمنعوا عنه الهالك { وما كان من المنتصرين } منه‬

‫(‪)519/1‬‬

‫‪ { - 82‬وأصبح الذين تمنوا مكانه باألمس } أي من قريب { يقولون ويكأن هللا يبسط } يوسع { الرزق لمن‬
‫يشاء من عباده ويقدر } يضيق على من يشاء و { وي } اسم فعل بمعنى ‪ :‬أعجب أي أنا والكاف بمعنى الالم‬
‫{ لوال أن من هللا علينا لخسف بنا } بالبناء للفاعل والمفعول { ويكأنه ال يفلح الكافرون } لنعمة هللا كقارون‬

‫(‪)519/1‬‬

‫‪ { - 83‬تلك الدار اآلخرة } أي الجنة { نجعلها للذين ال يريدون علوا في األرض } بالبغي { وال فسادا }‬
‫بعمل المعاصي { والعاقبة } المحمودة { للمتقين } عقاب هللا بعمل الطاعات‬

‫(‪)519/1‬‬

‫‪ { - 84‬من جاء بالحسنة فله خير منها } ثواب بسببها وهو عشر أمثالها { ومن جاء بالسيئة فال يجزى الذين‬
‫عملوا السيئات إال } جزاء { ما كانوا يعملون } أي ‪ :‬مثله‬

‫(‪)519/1‬‬

‫‪ { - 85‬إن الذي فرض عليك القرآن } أنزله { لرادك إلى معاد } إلى مكة وكان قد اشتاقها { قل ربي أعلم‬
‫من جاء بالهدى ومن هو في ضالل مبين } نزل جوابا لقول كفار مكة له ‪ :‬إنك في ضالل أي فهو الجائي‬
‫بالهدى وهم في ضالل وأعلم بمعنى ‪ :‬عالم‬

‫(‪)519/1‬‬

‫‪ { - 86‬وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب } القرآن { إال } لكن ألقي إليك { رحمة من ربك فال تكونن‬
‫ظهيرا } معينا { للكافرين } على دينهم الذي دعوك إليه‬

‫(‪)520/1‬‬
‫‪ { - 87‬وال يصدنك } أصله يصدوننك حذفت نون الرفع للجازم والواو للفاعل اللتقائها مع النون الساكنة‬
‫{ عن آيات هللا بعد إذ أنزلت إليك } أي ال ترجع إليهم في ذلك { وادع } الناس { إلى ربك } بتوحيده‬
‫وعبادته { وال تكونن من المشركين } بإعانتهم ولم يؤثر الجازم في الفعل لبنائه‬

‫(‪)520/1‬‬

‫‪ { - 88‬وال تدع } تعبد { مع هللا إلها آخر ال إله إال هو كل شيء هالك إال وجهه } إال إياه { له الحكم }‬
‫القضاء النافذ { وإليه ترجعون } بالنشور من قبوركم‬

‫(‪)520/1‬‬

‫سورة العنكبوت‬
‫[ مكية إال من آية ‪ 1‬لغاية ‪ 11‬فمدنية وآياتها ‪ 69‬نزلت بعد الروم ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬الم } هللا أعلم بمراده بذلك‬

‫(‪)520/1‬‬

‫‪ { - 2‬أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا } أي ‪ :‬بقولهم { آمنا وهم ال يفتنون } يختبرون بما يتبين به حقيقة‬
‫إيمانهم نزل في جماعة آمنوا فآذاهم المشركون‬

‫(‪)520/1‬‬

‫‪ { - 3‬ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن هللا الذين صدقوا } في إيمانهم علم مشاهدة { وليعلمن الكاذبين } فيه‬

‫(‪)520/1‬‬

‫‪ { - 4‬أم حسب الذين يعملون السيئات } الشرك والمعاصي { أن يسبقونا } يفوتونا فال ننتقم منهم { ساء }‬
‫بئس { ما } الذي { يحكمون } ه حكمهم هذا‬
‫(‪)521/1‬‬

‫‪ { - 5‬من كان يرجو } يخاف { لقاء هللا فإن أجل هللا } به { آلت } فليستعد له { وهو السميع } ألقوال العباد‬
‫{ العليم } بأفعالهم‬

‫(‪)521/1‬‬

‫‪ { - 6‬ومن جاهد } جهاد حرب أو نفس { فإنما يجاهد لنفسه } فإن منفعة جهاده له ال هلل { إن هللا لغني عن‬
‫العالمين } اإلنس والجن والمالئكة وعن عبادتهم‬

‫(‪)521/1‬‬

‫‪ { - 7‬والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم } بعمل الصالحات { ولنجزينهم أحسن }‬
‫بمعنى ‪ :‬حسن ونصبه بنزع الخافض الباء { الذي كانوا يعملون } وهو الصالحات‬

‫(‪)521/1‬‬

‫‪ { - 8‬ووصينا اإلنسان بوالديه حسنا } أي إيصاء ذا حسن بأن يبرهما { وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك‬
‫به } بإشراكه { علم } موافقة للواقع فال مفهوم له { فال تطعهما } في اإلشراك { إلي مرجعكم فأنبئكم بما‬
‫كنتم تعملون } فأجازيكم به‬

‫(‪)521/1‬‬

‫‪ { - 9‬والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين } األنبياء واألولياء بأن نحشرهم معهم‬

‫(‪)521/1‬‬

‫‪ { - 10‬ومن الناس من يقول آمنا باهلل فإذا أوذي في هللا جعل فتنة الناس } أي أذاهم له { كعذاب هللا } في‬
‫الخوف منه فيطيعهم فينافق { ولئن } الم قسم { جاء نصر } للمؤمنين { من ربك } فغنموا { ليقولن }‬
‫حذفت منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع اللتقاء الساكنين { إنا كنا معكم } في اإليمان‬
‫فأشركونا في الغنيمة قال تعالى ‪ { :‬أو ليس هللا بأعلم } أي بعالم { بما في صدور العالمين } قلوبهم من‬
‫اإليمان والنفاق ؟ بلى‬

‫(‪)521/1‬‬

‫‪ { - 11‬وليعلمن هللا الذين آمنوا } بقلوبهم { وليعلمن المنافقين } فيجازي الفريقين والالم في الفعلين الم قسم‬

‫(‪)522/1‬‬

‫‪ { - 12‬وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا } ديننا { ولنحمل خطاياكم } في اتباعنا إن كانت واألمر‬
‫بمعنى الخبر قال تعالى ‪ { :‬وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون } في ذلك‬

‫(‪)522/1‬‬

‫‪ { - 13‬وليحملن أثقالهم } أوزارهم { وأثقاال مع أثقالهم } بقولهم للمؤمنين { اتبعوا سبيلنا } وإضاللهم‬
‫مقلدين { وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون } يكذبون على هللا سؤال توبيخوالالمفي الفعلين الم قسم‬
‫وحذف فاعلها الواو ونون الرفع‬

‫(‪)522/1‬‬

‫‪ { - 14‬ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه } وعمره أربعون سنة أو أكثر { فلبث فيهم ألف سنة إال خمسين عاما }‬
‫يدعوهم إلى توحيد هللا فكذبوه { فأخذهم الطوفان } أي الماء الكثير طاف بهم وعالهم فغرقوا { وهم‬
‫ظالمون } مشركون‬

‫(‪)522/1‬‬

‫‪ { - 15‬فأنجيناه } أي نوحا { وأصحاب السفينة } أي الذين كانوا معه فيها { وجعلناها آية } عبرة‬
‫{ للعالمين } لمن بعدهم من الناس إن عصوا رسلهم وعاش نوح بعد الطوفان ستين سنة أو أكثر حتى كثر‬
‫الناس‬

‫(‪)522/1‬‬
‫‪ { - 16‬و } اذكر { إبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا هللا واتقوه } خافوا عقابه { ذلكم خير لكم } مما أنتم عليه‬
‫من عبادة األصنام { إن كنتم تعلمون } الخير من غيره‬

‫(‪)522/1‬‬

‫‪ { - 17‬إنما تعبدون من دون هللا } أي غيره { أوثانا وتخلقون إفكا } تقولون كذبا إن األوثان شركاء هلل { إن‬
‫الذين تعبدون من دون هللا ال يملكون لكم رزقا } ال يقدرون أن يرزقوكم { فابتغوا عند هللا الرزق } اطلبوه‬
‫منه { واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون }‬

‫(‪)522/1‬‬

‫‪ { - 18‬وإن تكذبوا } أي تكذبوني يا أهل مكة { فقد كذب أمم من قبلكم } من قبلي { وما على الرسول إال‬
‫البالغ المبين } إال البالغ البين في هاتين القصتين تسلية للنبي صلى هللا عليه و سلم وقال تعالى في قومه ‪:‬‬

‫(‪)522/1‬‬

‫‪ { - 19‬أو لم يروا } بالياء والتاء ينظرروا { كيف يبدئ هللا الخلق } هو بضم أوله وقرىء بفتحه من بدأ‬
‫وأبدأ بمعنى أي يخلقهم ابتداء { ثم } هو { يعيده } أي الخلق كما بدأهم { إن ذلك } المذكور من الخلق األول‬
‫والثاني { على هللا يسير } فكيف ينكرون الثاني‬

‫(‪)523/1‬‬

‫‪ { - 20‬قل سيروا في األرض فانظروا كيف بدأ الخلق } لمن كان قبلكم وأماتهم { ثم هللا ينشئ النشأة‬
‫اآلخرة } مدا وقصرا مع سكون الشين { إن هللا على كل شيء قدير } ومنه البدء واإلعادة‬

‫(‪)523/1‬‬

‫‪ { - 21‬يعذب من يشاء } تعذيبه { ويرحم من يشاء } رحمته { وإليه تقلبون } تردون‬

‫(‪)523/1‬‬
‫‪ { - 22‬وما أنتم بمعجزين } ربكم عن إدراككم { في األرض وال في السماء } لو كنتم فيها ‪ :‬أي ال تفوتونه‬
‫{ وما لكم من دون هللا } أي غيره { من ولي } يمنعكم منه { وال نصير } ينصركم من عذابه‬

‫(‪)523/1‬‬

‫‪ { - 23‬والذين كفروا بآيات هللا ولقائه } أي القرآن والبعث { أولئك يئسوا من رحمتي } أي جنتي { وأولئك‬
‫لهم عذاب أليم } مؤلم‬

‫(‪)523/1‬‬

‫‪ - 24‬قال تعالى في قصة إبراهيم عليه السالم ‪ { :‬فما كان جواب قومه إال أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه هللا‬
‫من النار } التي قذفوه فيها بأن جعلها عليه بردا وسالما { إن في ذلك } أي إنجائه منها { آيات } هي عدم‬
‫تأثيرها فيه مع عظمها وإخمادها وإنشاء روض مكانها في زمن يسير { لقوم يؤمنون } يصدقون بتوحيد هللا‬
‫وقدرته ألنهم المنتفعون بها‬

‫(‪)523/1‬‬

‫‪ { - 25‬وقال } إبراهيم { إنما اتخذتم من دون هللا أوثانا } تعبدونها وما مصدرية { مودة بينكم } خبر إن‬
‫وعلى قراءة النصب مفعول له وما كافة المعنى ‪ :‬تواددتم على عبادتها { في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر‬
‫بعضكم ببعض } يتبرأ القادة من األتباع { ويلعن بعضكم بعضا } يلعن األتباع القادة { ومأواكم } مصيركم‬
‫جميعا { النار وما لكم من ناصرين } مانعين منها‬

‫(‪)523/1‬‬

‫‪ { - 26‬فآمن له } صدق بإبراهيم { لوط } وهو ابن أخيه هاران { وقال } إبراهيم { إني مهاجر } من‬
‫قومي { إلى ربي } أي إلى حيث أمرني ربي وهجر قومه وهاجر من سواد العراق إلى الشام { إنه هو‬
‫العزيز } في ملكه { الحكيم } في صنعه‬

‫(‪)524/1‬‬
‫‪ { - 27‬ووهبنا له } بعد إسماعيل { إسحاق ويعقوب } بعد إسحاق { وجعلنا في ذريته النبوة } فكل األنبياء‬
‫بعد إبراهيم من ذريته { والكتاب } بمعنى الكتب ‪ :‬أي التوراة واإلنجيل والزبور والفرقان { وآتيناه أجره في‬
‫الدنيا } وهو الثناء الحسن في كل أهل األديان { وإنه في اآلخرة لمن الصالحين } الذين لهم الدرجات العلى‬

‫(‪)524/1‬‬

‫‪ { - 28‬و } اذكر { لوطا إذ قال لقومه أتأتون } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على‬
‫الوجهين في الموضعين { لتأتون الفاحشة } أي أدبار الرجال { ما سبقكم بها من أحد من العالمين } اإلنس‬
‫والجن‬

‫(‪)524/1‬‬

‫‪ { - 29‬أإنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل } طريق المارة بفعلكم الفاحشة بمن يمر بكم فترك الناس الممر‬
‫بكم { وتأتون في ناديكم } أي متحدثكم { المنكر } فعل الفاحشة بعضكم ببعض { فما كان جواب قومه إال أن‬
‫قالوا ائتنا بعذاب هللا إن كنت من الصادقين } في استقباح ذلك وأن العذاب نازل بفاعليه‬

‫(‪)524/1‬‬

‫‪ { - 30‬قال رب انصرني } بتحقيق قولي في إنزال العذاب { على القوم المفسدين } العاصين بإتيان الرجال‬
‫فاستجاب هللا دعاءه‬

‫(‪)524/1‬‬

‫‪ { - 31‬ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى } بإسحاق ويعقوب بعده { قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية } أي‬
‫قرية لوط { إن أهلها كانوا ظالمين } كافرين‬

‫(‪)525/1‬‬

‫‪ { - 32‬قال } إبراهيم { إن فيها لوطا قالوا } أي الرسل { نحن أعلم بمن فيها لننجينه } بالتخفيف والتشديد‬
‫{ وأهله إال امرأته كانت من الغابرين } الباقين في العذاب‬

‫(‪)525/1‬‬
‫‪ { - 33‬ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم } حزن بسببهم { وضاق بهم ذرعا } صدرا ألنهم حسان‬
‫الوجوه في صورة أضياف فخاف عليهم قومه فأعلموه أنهم رسل ربه { وقالوا ال تخف وال تحزن إنا‬
‫منجوك } بالتشديد والتخفيف { وأهلك إال امرأتك كانت من الغابرين } ونصب أهلك عطف على محل الكاف‬

‫(‪)525/1‬‬

‫‪ { - 34‬إنا منزلون } بالتخفيف والتشديد { على أهل هذه القرية رجزا } عذابا { من السماء بما } بالفعل‬
‫الذي { كانوا يفسقون } به أي بسبب فسقهم‬

‫(‪)525/1‬‬

‫‪ { - 35‬ولقد تركنا منها آية بينة } ظاهرة هي آثار خرابها { لقوم يعقلون } يتدبرون‬

‫(‪)525/1‬‬

‫‪ { - 36‬و } أرسلنا { إلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا هللا وارجوا اليوم اآلخر } اخشوه هو يوم‬
‫القيامة { وال تعثوا في األرض مفسدين } حال مؤكدة لعاملها من عثي بكسر المثلثة أفسد‬

‫(‪)525/1‬‬

‫‪ { - 37‬فكذبوه فأخذتهم الرجفة } الزلزلة الشديدة { فأصبحوا في دارهم جاثمين } باركين على الركب ميتين‬

‫(‪)525/1‬‬

‫‪ { - 38‬و } أهلكنا { عادا وثمود } بالصرف وتركه بمعنى الحي والقبيلة { وقد تبين لكم } إهالكهم { من‬
‫مساكنهم } بالحجر واليمن { وزين لهم الشيطان أعمالهم } من الكفر والمعاصي { فصدهم عن السبيل }‬
‫سبيل الحق { وكانوا مستبصرين } ذوي بصائر‬

‫(‪)525/1‬‬
‫‪ { - 39‬و } أهلكنا { قارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم } من قبل { موسى بالبينات } الحجج الظاهرات‬
‫{ فاستكبروا في األرض وما كانوا سابقين } فائتين عذابنا‬

‫(‪)526/1‬‬

‫‪ { - 40‬فكال } من المذكورين { أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا } ريحا عاصفة فيها حصباء كقوم‬
‫لوط { ومنهم من أخذته الصيحة } كثمود { ومنهم من خسفنا به األرض } كقارون { ومنهم من أغرقنا }‬
‫كقوم نوح وفرعون وقومه { وما كان هللا ليظلمهم } فيعذبهم بغير ذنب { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون }‬
‫بارتكاب الذنب‬

‫(‪)526/1‬‬

‫‪ { - 41‬مثل الذين اتخذوا من دون هللا أولياء } أي أصناما يرجون نفعها { كمثل العنكبوت اتخذت بيتا }‬
‫لنفسها تأوي إليه { وإن أوهن } أضعف { البيوت لبيت العنكبوت } ال يدفع عنها حرا وال بردا كذلك األصنام‬
‫ال تنفع عابديها { لو كانوا يعلمون } ذلك ما عبدوها‬

‫(‪)526/1‬‬

‫‪ { - 42‬إن هللا يعلم ما } بمعنى الذي { يدعون } يعبدون بالياء والتاء { من دونه } غيره { من شيء وهو‬
‫العزيز } في ملكه { الحكيم } في صنعه‬

‫(‪)526/1‬‬

‫‪ { - 43‬وتلك األمثال } في القرآن { نضربها } نجعلها { للناس وما يعقلها } أي يفهمها { إال العالمون }‬
‫المتدبرون‬

‫(‪)526/1‬‬

‫‪ { - 44‬خلق هللا السموات واألرض بالحق } أي محقا { إن في ذلك آلية } دالة على قدرته تعالى‬
‫{ للمؤمنين } خصوا بالذكر ألنهم المنتفعون بها في اإليمان بخالف الكافرين‬
‫(‪)526/1‬‬

‫‪ { - 45‬اتل ما أوحي إليك من الكتاب } القرآن { وأقم الصالة إن الصالة تنهى عن الفحشاء والمنكر }‬
‫شرعا ‪ :‬أي من شأنها ذلك ما دام المرء فيها { ولذكر هللا أكبر } من غيره من الطاعات { وهللا يعلم ما‬
‫تصنعون } فيجازيكم به‬

‫(‪)526/1‬‬

‫‪ { - 46‬وال تجادلوا أهل الكتاب إال بالتي } أي المجادلة التي { هي أحسن } كالدعاء إلى هللا بآياته والتنبيه‬
‫على حججه { إال الذين ظلموا منهم } بأن حاربوا وأبوا أن يقروا بالجزية فجادلوهم بالسيف حتى يسلموا أو‬
‫يعطوا الجزية { وقولوا } لمن قبل اإلقرار بالجزية إذا أخبروكم بشيء مما في كتبهم { آمنا بالذي أنزل إلينا‬
‫وأنزل إليكم } وال تصدقوهم وال تكذبوهم في ذلك { وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون } مطيعون‬

‫(‪)527/1‬‬

‫‪ { - 47‬وكذلك أنزلنا إليك الكتاب } القرآن كما أنزلنا إليهم التوراة وغيرها { فالذين آتيناهم الكتاب } التوراة‬
‫كعبد هللا بن سالم وغيره { يؤمنون به } بالقرآن { ومن هؤالء } أي أهل مكة { من يؤمن به وما يجحد‬
‫بآياتنا } بعد ظهورها { إال الكافرون } أي اليهود وظهر لهم أن القرآن حق والجائي به محق وجحدوا ذلك‬

‫(‪)527/1‬‬

‫‪ { - 48‬وما كنت تتلو من قبله } أي القرآن { من كتاب وال تخطه بيمينك إذا } أي ‪ :‬لو كنت قارئا كاتبا‬
‫{ الرتاب } شك { المبطلون } اليهود فيك وقالوا ‪ :‬الذي في التوراة أنه أمي ال يقرأ وال يكتب‬

‫(‪)527/1‬‬

‫‪ { - 49‬بل هو } أي القرآن الذي جئت به { آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم } أي المؤمنون يحفظونه‬
‫{ وما يجحد بآياتنا إال الظالمون } أي اليهود وجحدوها بعد ظهورها لهم‬

‫(‪)527/1‬‬
‫‪ { - 50‬وقالوا } أي كفار مكة { لوال } هال { أنزل عليه } أي محمد { آية من ربه } وفي قراءة ‪ :‬آيات‬
‫كناقة صالح وعصا موسى ومائدة عيسى { قل } لهم { إنما اآليات عند هللا } ينزلها كيف يشاء { وإنما أنا‬
‫نذير مبين } مظهر إنذاري بالنار أهل المعصية‬

‫(‪)527/1‬‬

‫‪ { - 51‬أولم يكفهم } فيما طلبوا { أنا أنزلنا عليك الكتاب } القرآن { يتلى عليهم } فهو آية مستمرة ال انقضاء‬
‫لها بخالف ما ذكر من اآليات { إن في ذلك } الكتاب { لرحمة وذكرى } عظة { لقوم يؤمنون }‬

‫(‪)528/1‬‬

‫‪ { - 52‬قل كفى باهلل بيني وبينكم شهيدا } بصدقي { يعلم ما في السماوات واألرض } ومنه حالي وحالكم‬
‫{ والذين آمنوا بالباطل } وهو ما يعبد من دون هللا { وكفروا باهلل } منكم { أولئك هم الخاسرون } في‬
‫صفقتهم حيث اشتروا الكفر باإليمان‬

‫(‪)528/1‬‬

‫‪ { - 53‬ويستعجلونك بالعذاب ولوال أجل مسمى } له { لجاءهم العذاب } عاجال { وليأتينهم بغتة وهم ال‬
‫يشعرون } بوقت إتيانه‬

‫(‪)528/1‬‬

‫‪ { - 54‬يستعجلونك بالعذاب } في الدنيا { وإن جهنم لمحيطة بالكافرين }‬

‫(‪)528/1‬‬

‫‪ { - 55‬يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول } فيه بالنون أي ‪ :‬نأمر بالقول وبالياء يقول ‪:‬‬
‫أي ‪ :‬الموكل بالعذاب { ذوقوا ما كنتم تعملون } أي ‪ :‬جزاءه فال تفوتوننا‬

‫(‪)528/1‬‬
‫‪ { - 56‬يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون } في أي أرض تيسرت فيها العبادة بأن‬
‫تهاجروا إليها من أرض لم تتيسر فيها نزل في ضعفاء مسلمي مكة كانوا في ضيق من إظهار اإلسالم بها‬

‫(‪)528/1‬‬

‫‪ { - 57‬كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون } بالتاء والياء بعد البعث‬

‫(‪)528/1‬‬

‫‪ { - 58‬والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم } ننزلنهم وفي قراءة بالمثلثة بعد النون من الثواء ‪ :‬اإلقامة‬
‫وتعديته إلى غرفا بحذف في { من الجنة غرفا تجري من تحتها األنهار خالدين } مقدرين الخلود { فيها نعم‬
‫أجر العاملين } هذا األجر‬

‫(‪)528/1‬‬

‫‪ - 59‬هم { الذين صبروا } أي على أذى المشركين والهجرة إلظهار الدين { وعلى ربهم يتوكلون } فيرزقهم‬
‫من حيث ال يحتسبون‬

‫(‪)529/1‬‬

‫‪ { - 60‬وكأين } كم { من دابة ال تحمل رزقها } لضعفها { هللا يرزقها وإياكم } أيها المهاجرون وإن لم يكن‬
‫معكم زاد وال نفقة { وهو السميع } ألقوالكم { العليم } بضمائركم‬

‫(‪)529/1‬‬

‫‪ { - 61‬ولئن } الم قسم { سألتهم } أي الكفار { من خلق السماوات واألرض وسخر الشمس والقمر ليقولن‬
‫هللا فأنى يؤفكون } يصرفون عن توحيده بعد إقرارهم بذلك‬

‫(‪)529/1‬‬
‫‪ { - 62‬هللا يبسط الرزق } يوسعه { لمن يشاء من عباده } امتحانا { ويقدر } يضيق { له } بعد البسط أي‬
‫لمن يشاء ابتالءه { إن هللا بكل شيء عليم } ومنه محل البسط والتضييق‬

‫(‪)529/1‬‬

‫‪ { - 63‬ولئن } الم قسم { سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به األرض من بعد موتها ليقولن هللا } فكيف‬
‫يشركون به { قل } لهم { الحمد هلل } على ثبوت الحجة عليكم { بل أكثرهم ال يعقلون } تناقضهم في ذلك‬

‫(‪)529/1‬‬

‫‪ { - 64‬وما هذه الحياة الدنيا إال لهو ولعب } وأما القرب فمن أمور اآلخرة لظهور ثمرتها فيها { وإن الدار‬
‫اآلخرة لهي الحيوان } بمعنى الحياة { لو كانوا يعلمون } ذلك ما آثروا الدنيا عليها‬

‫(‪)529/1‬‬

‫‪ { - 65‬فإذا ركبوا في الفلك دعوا هللا مخلصين له الدين } أي الدعاء أي ‪ :‬ال يدعون معه غيره ألنهم في شدة‬
‫ال يكشفها إال هو { فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون } به‬

‫(‪)529/1‬‬

‫‪ { - 66‬ليكفروا بما آتيناهم } من النعمة { وليتمتعوا } باجتماعهم على عبادة األصنام وفي قراءة بسكون‬
‫الالم أمر تهديد { فسوف يعلمون } عاقبة ذلك‬

‫(‪)530/1‬‬

‫‪ { - 67‬أولم يروا } يعلموا { أنا جعلنا } بلدهم مكة { حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم } قتال وسبيا‬
‫دونهم { أفبالباطل } الصنم { يؤمنون وبنعمة هللا يكفرون } بإشراكهم‬

‫(‪)530/1‬‬
‫‪ { - 68‬ومن } أي ال أحد { أظلم ممن افترى على هللا كذبا } بأن أشرك به { أو كذب بالحق } النبي أو‬
‫الكتاب { لما جاءه أليس في جهنم مثوى } مأوى { للكافرين } أي فيها ذلك وهو منهم‬

‫(‪)530/1‬‬

‫‪ { - 69‬والذين جاهدوا فينا } في حقنا { لنهدينهم سبلنا } أي طرق السير إلينا { وإن هللا لمع المحسنين }‬
‫المؤمنين بالنصر والعون‬

‫(‪)530/1‬‬

‫سورة الروم‬
‫[ مكية إال آية ‪ 17‬فمدنية وآياتها ‪ 60‬نزلت بعد اإلنشقاق ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬الم } هللا أعلم بمراده في ذلك‬

‫(‪)530/1‬‬

‫‪ { - 2‬غلبت الروم } وهم أهل الكتاب غلبتها فارس وليسوا أهل كتاب بل يعبدون األوثان ففرح كفار مكة‬
‫بذلك وقالوا للمسلمين ‪ :‬نحن نغلبكم كما غلبت فارس الروم‬

‫(‪)530/1‬‬

‫‪ { - 3‬في أدنى األرض } أي أقرب أرض الروم إلى فارس بالجزيرة التقى فيها الجيشان والبادي بالغزو‬
‫الفرس { وهم } أي الروم { من بعد غلبهم } أضيف المصدر إلى المفعول ‪ :‬أي غلبة فارس إياهم‬
‫{ سيغلبون } فارس‬

‫(‪)531/1‬‬

‫‪ { - 4‬في بضع سنين } هو ما بين الثالث إلى التسع أو العشر فالتقى الجيشان في السنة السابعة من اإللتقاء‬
‫األول وغلبت الروم فارس { هلل األمر من قبل ومن بعد } أي من قبل غلب الروم ومن بعده المعنى أن غلبة‬
‫فارس أوال وغلبة الروم ثانيا بأمر هللا ‪ :‬أي إرادته { ويومئذ } أي يوم تغلب الروم { يفرح المؤمنون }‬
‫(‪)531/1‬‬

‫‪ { - 5‬بنصر هللا } إياهم على فارس وقد فرحوا بذلك وعلموا به يوم وقوعه أي يوم بدر بنزول جبريل بذلك‬
‫مع فرحهم بنصرهم على المشركين فيه { ينصر من يشاء وهو العزيز } الغالب { الرحيم } بالمؤمنين‬

‫(‪)531/1‬‬

‫‪ { - 6‬وعد هللا } مصدر بدل من اللفظ بفعله واألصل وعدهم هللا النصر { ال يخلف هللا وعده } به { ولكن‬
‫أكثر الناس } أي كفار مكة { ال يعلمون } وعده تعالى بنصرهم‬

‫(‪)531/1‬‬

‫‪ { - 7‬يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا } أي معايشها من التجارة والزراعة والبناء والغرس وغير ذلك { وهم‬
‫عن اآلخرة هم غافلون } إعادة هم تأكيد‬

‫(‪)531/1‬‬

‫‪ { - 8‬أولم يتفكروا في أنفسهم } ليرجعوا عن غفلتهم { ما خلق هللا السماوات واألرض وما بينهما إال بالحق‬
‫وأجل مسمى } لذلك تفنى عند انتهائه وبعده البعث { وإن كثيرا من الناس } أي كفار مكة { بلقاء ربهم‬
‫لكافرون } أي ال يؤمنون بالبعث بعد الموت‬

‫(‪)531/1‬‬

‫‪ { - 9‬أولم يسيروا في األرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } من األمم وهي إهالكهم بتكذيبهم‬
‫رسلهم { كانوا أشد منهم قوة } كعاد وثمود { وأثاروا األرض } حرثوها وقلبوها للزرع والغرس‬
‫{ وعمروها أكثر مما عمروها } أي كفار مكة { وجاءتهم رسلهم بالبينات } بالحجج الظاهرات { فما كان‬
‫هللا ليظلمهم } بإهالكهم بغير جرم { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } بتكذيبهم رسلهم‬

‫(‪)531/1‬‬
‫‪ { - 10‬ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى } تأنيث األسوأ ‪ :‬األقبح خبر كان على رفع عاقبة واسم كان على‬
‫نصب عاقبة والمراد بها جهنم وإساءتهم { أن } أي بأن { كذبوا بآيات هللا } القرآن { وكانوا بها‬
‫يستهزئون }‬

‫(‪)532/1‬‬

‫‪ { - 11‬هللا يبدأ الخلق } أي ينشيء خلق الناس { ثم يعيده } أي خلقهم بعد موتهم { ثم إليه يرجعون } بالياء‬
‫والتاء‬

‫(‪)532/1‬‬

‫‪ { - 12‬يوم تقوم الساعة يبلس المجرمون } يسكت المشركون النقطاع حجتهم‬

‫(‪)532/1‬‬

‫‪ { - 13‬ولم يكن } أي ال يكون { لهم من شركائهم } ممن أشركوهم باهلل وهم األصنام ليشفعوا لهم { شفعاء‬
‫وكانوا } أي يكونون { بشركائهم كافرين } أي ‪ :‬متبرئين منهم‬

‫(‪)532/1‬‬

‫‪ { - 14‬ويوم تقوم الساعة يومئذ } تأكيد { يتفرقون } أي المؤمنون والكافرون‬

‫(‪)532/1‬‬

‫‪ { - 15‬فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة } جنة { يحبرون } يسرون‬

‫(‪)532/1‬‬

‫‪ { - 16‬وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا } القرآن { ولقاء اآلخرة } البعث وغيره { فأولئك في العذاب‬
‫محضرون }‬
‫(‪)532/1‬‬

‫‪ { - 17‬فسبحان هللا } أي سبحوا هللا بمعنى صلوا { حين تمسون } أي تدخلون في المساء وفيه صالتان ‪:‬‬
‫المغرب والعشاء { وحين تصبحون } تدخلون في الصباح وفيه صالة الصبح‬

‫(‪)532/1‬‬

‫‪ { - 18‬وله الحمد في السماوات واألرض } اعتراض ومعناه يحمده أهلهما { وعشيا } عطف على حين‬
‫وفيه صالة العصر { وحين تظهرون } تدخلون في الظهيرة وفيه صالة الظهر‬

‫(‪)533/1‬‬

‫‪ { - 19‬يخرج الحي من الميت } كاإلنسان من النطفة والطائر من البيضة { ويخرج الميت } النطفة‬
‫والبيضة { من الحي ويحيي األرض } بالنبات { بعد موتها } أي يبسها { وكذلك } اإلخراج { تخرجون }‬
‫من القبور بالبناء للفاعل والمفعول‬

‫(‪)533/1‬‬

‫‪ { - 20‬ومن آياته } تعالى الدالة على قدرته { أن خلقكم من تراب } أي أصلكم آدم { ثم إذا أنتم بشر } من‬
‫دم ولحم { تنتشرون } في األرض‬

‫(‪)533/1‬‬

‫‪ { - 21‬ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا } فخلقت حواء من ضلع آدم وسائر الناس من نطف الرجال‬
‫والنساء { لتسكنوا إليها } وتألفوها { وجعل بينكم } جميعا { مودة ورحمة إن في ذلك } المذكور { آليات‬
‫لقوم يتفكرون } في صنع هللا تعالى‬

‫(‪)533/1‬‬
‫‪ { - 22‬ومن آياته خلق السماوات واألرض واختالف ألسنتكم } أي لغاتكم من عربية وعجمية وغيرها‬
‫{ وألوانكم } من بياض وسواد وغيرهما وأنتم أوالد رجل واحد وامرأة واحدة { إن في ذلك آليات } دالالت‬
‫على قدرته تعالى { للعالمين } بفتح الالم وكسرها أي ذوي العقول وأولي العلم‬

‫(‪)533/1‬‬

‫‪ { - 23‬ومن آياته منامكم بالليل والنهار } بإرادته راحة لكم { وابتغاؤكم } بالنهار { من فضله } أي‬
‫تصرفكم في طلب المعيشة بإرادته { إن في ذلك آليات لقوم يسمعون } سماع تدبر واعتبار‬

‫(‪)533/1‬‬

‫‪ { - 24‬ومن آياته يريكم } أي إراءتكم { البرق خوفا } للمسافر من الصواعق { وطمعا } للمقيم في المطر‬
‫{ وينزل من السماء ماء فيحيي به األرض بعد موتها } أي ‪ :‬يبسطها بأن تنبت { إن في ذلك } المذكور‬
‫{ آليات لقوم يعقلون } يتدبرون‬

‫(‪)533/1‬‬

‫‪ { - 25‬ومن آياته أن تقوم السماء واألرض بأمره } بإرادته من غير عمد { ثم إذا دعاكم دعوة من األرض }‬
‫بأن ينفخ إسرافيل في الصور للبعث من القبور { إذا أنتم تخرجون } منها أحياء فخروجكم منها بدعوة من‬
‫آياته تعالى‬

‫(‪)534/1‬‬

‫‪ { - 26‬وله من في السماوات واألرض } ملكا وخلقا وعبيدا { كل له قانتون } مطيعون‬

‫(‪)534/1‬‬

‫‪ { - 27‬وهو الذي يبدأ الخلق } للناس { ثم يعيده } بعد هالكهم { وهو أهون عليه } من البدء بالنظر إلى ما‬
‫عند المخاطبين من أن إعادة الشيء أسهل من ابتدائه وإال فهما عند هللا تعالى سواء في السهولة { وله المثل‬
‫األعلى في السماوات واألرض } أي الصفة العليا وهي أنه ال اله إال هللا { وهو العزيز } في ملكه { الحكيم }‬
‫في خلقه‬
‫(‪)534/1‬‬

‫‪ { - 28‬ضرب } جعل { لكم } أيها المشركون { مثال } كائنا { من أنفسكم } وهو { هل لكم من ما ملكت‬
‫أيمانكم } أي من مماليككم { من شركاء } لكم { في ما رزقناكم } من األموال وغيرها { فأنتم } وهم { فيه‬
‫سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم } أي أمثالكم من األحرار واإلستفهام بمعنى النفي المعنى ‪ :‬ليس مماليككم‬
‫شركاء لكم إلى آخره عندكم فكيف تجعلون بعض مماليك هللا شركاء له { كذلك نفصل اآليات } نبينها مثل‬
‫ذلك التفصيل { لقوم يعقلون } يتدبرون‬

‫(‪)534/1‬‬

‫‪ { - 29‬بل اتبع الذين ظلموا } باإلشراك { أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل هللا } أي ‪ :‬ال هادي له‬
‫{ وما لهم من ناصرين } مانعين من عذاب هللا‬

‫(‪)534/1‬‬

‫‪ { - 30‬فأقم } يا محمد { وجهك للدين حنيفا } مائال إليه ‪ :‬أي أخلص دينك هلل أنت ومن تبعك { فطرة هللا }‬
‫خلقته { التي فطر الناس عليها } وهي دينه أي ‪ :‬الزموها { ال تبديل لخلق هللا } لدينه أي ‪ :‬ال تبدلوه بأن‬
‫تشركوا { ذلك الدين القيم } المستقيم توحيد هللا { ولكن أكثر الناس } أي كفار مكة { ال يعلمون } توحيد هللا‬

‫(‪)535/1‬‬

‫‪ { - 31‬منيبين } راجعين { إليه } تعالى فيما أمر به ونهى عنه حال من فاعل أقم وما أريد به أي أقيموا‬
‫{ واتقوه } خافوه { وأقيموا الصالة وال تكونوا من المشركين }‬

‫(‪)535/1‬‬

‫‪ { - 32‬من الذين } بدل بإعادة الجار { فرقوا دينهم } باختالفهم فيما يعبدونه { وكانوا شيعا } فرقا في ذلك‬
‫{ كل حزب } منهم { بما لديهم } عندهم { فرحون } مسرورون وفي قراءة فارقوا ‪ :‬أي تركوا دينهم الذي‬
‫أمروا به‬

‫(‪)535/1‬‬
‫‪ { - 33‬وإذا مس الناس } أي كفار مكة { ضر } شدة { دعوا ربهم منيبين } راجعين { إليه } دون غيره‬
‫{ ثم إذا أذاقهم منه رحمة } بالمطر { إذا فريق منهم بربهم يشركون }‬

‫(‪)535/1‬‬

‫‪ { - 34‬ليكفروا بما آتيناهم } أريد به التهديد { فتمتعوا فسوف تعلمون } عاقبة تمتعكم فيه التفات عن الغيبة‬

‫(‪)535/1‬‬

‫‪ { - 35‬أم } بمعنى همزة اإلنكار { أنزلنا عليهم سلطانا } حجة وكتابا { فهو يتكلم } تكلم داللة { بما كانوا‬
‫به يشركون } أي يأمرهم باإلشراك ! ال‬

‫(‪)535/1‬‬

‫‪ { - 36‬وإذا أذقنا الناس } كفار مكة وغيرهم { رحمة } نعمة { فرحوا بها } فرح بطر { وإن تصبهم‬
‫سيئة } شدة { بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون } ييأسون من الرحمة ومن شأن المؤمن أن يشكر عند النعمة‬
‫ويرجو ربه عند الشدة‬

‫(‪)535/1‬‬

‫‪ { - 37‬أو لم يروا } يعلموا { أن هللا يبسط الرزق } يوسعه { لمن يشاء } امتحانا { ويقدر } بضيقه لمن‬
‫يشاء ابتالء { إن في ذلك آليات لقوم يؤمنون } بها‬

‫(‪)536/1‬‬

‫‪ { - 38‬فآت ذا القربى } القرابة { حقه } من البر والصلة { والمسكين وابن السبيل } المسافر من الصدقة‬
‫وأمة النبي تبع له في ذلك { ذلك خير للذين يريدون وجه هللا } أي ثوابه بما يعملون { وأولئك هم المفلحون }‬
‫الفائزون‬

‫(‪)536/1‬‬
‫‪ { - 39‬وما آتيتم من ربا } بأن يعطي هبة أو هدية ليطلب أكثر منه فسمي باسم المطلوب م الزيادة في‬
‫المعاملة { ليربو في أموال الناس } المعطين أي يزيد { فال يربو } يزكو { عند هللا } أي ال ثواب فيه‬
‫للمعطين { وما آتيتم من زكاة } صدقة { تريدون } بها { وجه هللا فأولئك هم المضعفون } ثوابهم بما أرادوه‬
‫فيه التفات عن الخطاب‬

‫(‪)536/1‬‬

‫‪ { - 40‬هللا الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم } ممن أشركتم باهلل { من يفعل من‬
‫ذلكم من شيء } ال { سبحانه وتعالى عما يشركون } به‬

‫(‪)536/1‬‬

‫‪ { - 41‬ظهر الفساد في البر } أي القفار بقحط المطر وقلة النبات { والبحر } أي البالد التي على األنهار‬
‫بقلة مائها { بما كسبت أيدي الناس } من المعاصي { ليذيقهم } بالياء والنون { بعض الذي عملوا } أي‬
‫عقوبته { لعلهم يرجعون } يتوبون‬

‫(‪)536/1‬‬

‫‪ { - 42‬قل } لكفار مكة { سيروا في األرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين }‬
‫فأهلكوا بإشراكهم ومساكنهم ومنازلهم خاوية‬

‫(‪)536/1‬‬

‫‪ { - 43‬فأقم وجهك للدين القيم } دين اإلسالم { من قبل أن يأتي يوم ال مرد له من هللا } هو يوم القيامة‬
‫{ يومئذ يصدعون } فيه إدغام التاء في األصل في الصاد ‪ :‬يتفرقون بعد الحساب إلى الجنة والنار‬

‫(‪)536/1‬‬

‫‪ { - 44‬من كفر فعليه كفره } وبال كفره وهو النار { ومن عمل صالحا فألنفسهم يمهدون } يوطئون منازلهم‬
‫في الجنة‬
‫(‪)537/1‬‬

‫‪ { - 45‬ليجزي } متعلق بيصدعون { الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله } يثيبهم { إنه ال يحب‬
‫الكافرين } أي يعاقبهم‬

‫(‪)537/1‬‬

‫‪ { - 46‬ومن آياته } تعالى { أن يرسل الرياح مبشرات } بمعنى لتبشركم بالمطر { وليذيقكم } بها { من‬
‫رحمته } المطر والخصب { ولتجري الفلك } السفن بها { بأمره } بإرادته { ولتبتغوا } تطلبوا { من‬
‫فضله } الرزق بالتجارة في البحر { ولعلكم تشكرون } هذه النعم يا أهل مكة فتوحدونه‬

‫(‪)537/1‬‬

‫‪ { - 47‬ولقد أرسلنا من قبلك رسال إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات } بالحجج الواضحات على صدقهم في‬
‫رسالتهم إليهم فكذبوهم { فانتقمنا من الذين أجرموا } أهلكنا الذين كذبوهم { وكان حقا علينا نصر المؤمنين }‬
‫على الكافرين بإهالكهم وإنجاء المؤمنين‬

‫(‪)537/1‬‬

‫‪ { - 48‬هللا الذي يرسل الرياح فتثير سحابا } تزعجه { فيبسطه في السماء كيف يشاء } من قلة وكثرة‬
‫{ ويجعله كسفا } بفتح السين وسكونها قطعا متفرقة { فترى الودق } المطر { يخرج من خالله } أي وسطه‬
‫{ فإذا أصاب به } بالودق { من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون } يفرحون بالمطر‬

‫(‪)537/1‬‬

‫‪ { - 49‬وإن } وقد { كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله } تأكيد { لمبلسين } آيسين من إنزاله‬

‫(‪)537/1‬‬
‫‪ { - 50‬فانظر إلى آثار } وفي قراءة آثار { رحمة هللا } أي نعمته بالمطر { كيف يحيي األرض بعد موتها }‬
‫أي يبسها بأن تنبت { إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير }‬

‫(‪)537/1‬‬

‫‪ { - 51‬ولئن } الم قسم { أرسلنا ريحا } مضرة على نبات { فرأوه مصفرا لظلوا } صاروا جواب القسم‬
‫{ من بعده } أي بعد اصفراره { يكفرون } يجحدون النعمة بالمطر‬

‫(‪)538/1‬‬

‫‪ { - 52‬فإنك ال تسمع الموتى وال تسمع الصم الدعاء إذا } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانبة بينها وبين الياء‬
‫{ ولوا مدبرين }‬

‫(‪)538/1‬‬

‫‪ { - 53‬وما أنت بهاد العمي عن ضاللتهم إن } ما { تسمع } سماع إفهام وقبول { إال من يؤمن بآياتنا }‬
‫القرآن { فهم مسلمون } مخلصون بتوحيد هللا‬

‫(‪)538/1‬‬

‫‪ { - 54‬هللا الذي خلقكم من ضعف } ماء مهين { ثم جعل من بعد ضعف } آخر وهو ضعف الطفولية‬
‫{ قوة } أي قوة الشباب { ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة } ضعف الكبر وشيب الهرم والضعف في الثالثة‬
‫بضم أوله وفتحه { يخلق ما يشاء } من الضعف والقوة والشباب والشيبة { وهو العليم } بتدبير خلقه‬
‫{ القدير } على ما يشاء‬

‫(‪)538/1‬‬

‫‪ { - 55‬ويوم تقوم الساعة يقسم } يحلف { المجرمون } الكافرون { ما لبثوا } في القبور { غير ساعة } قال‬
‫تعالى ‪ { :‬كذلك كانوا يؤفكون } يصرفون عن الحق البعث كما صرفوا عن الحق الصدق في مدة اللبث‬

‫(‪)538/1‬‬
‫‪ { - 56‬وقال الذين أوتوا العلم واإليمان } من المالئكة وغيرهم { لقد لبثتم في كتاب هللا } فيما كتبه في سابق‬
‫علمه { إلى يوم البعث فهذا يوم البعث } الذي أنكرتموه { ولكنكم كنتم ال تعلمون } وقوعه‬

‫(‪)538/1‬‬

‫‪ { - 57‬فيومئذ ال ينفع } بالياء والتاء { الذين ظلموا معذرتهم } في إنكارهم له { وال هم يستعتبون } ال‬
‫يطلب منهم العتبى ‪ :‬أي الرجوع إلى ما يرضي هللا‬

‫(‪)538/1‬‬

‫‪ { - 58‬ولقد ضربنا } جعلنا { للناس في هذا القرآن من كل مثل } تنبيها لهم { ولئن } الم قسم { جئتهم } يا‬
‫محمد { بآية } مثل العصا واليد لموسى { ليقولن } حذف منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع‬
‫إللتقاء الساكنين { الذين كفروا } منهم { إن } ما { أنتم } أي محمد وأصحابه { إال مبطلون } أصحاب‬
‫أباطيل‬

‫(‪)539/1‬‬

‫‪ { - 59‬كذلك يطبع هللا على قلوب الذين ال يعلمون } التوحيد كما طبع على قلوب هؤالء‬

‫(‪)539/1‬‬

‫‪ { - 60‬فاصبر إن وعد هللا } بنصرك عليهم { حق وال يستخفنك الذين ال يوقنون } بالبعث ‪ :‬أي ال يحملنك‬
‫على الخفة والطيش بترك الصبر ‪ :‬أي ال تتركه‬

‫(‪)539/1‬‬

‫سورة لقمان‬
‫[ مكية إال اآليات ‪ 27‬و‪ 28‬و‪ 29‬فمدنية وآياتها ‪ 34‬نزلت بعد الصافات ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬الم } هللا أعلم بمراده به‬
‫(‪)539/1‬‬

‫‪ { - 2‬تلك } أي هذه اآليات { آيات الكتاب } القرآن { الحكيم } ذي الحكمة واإلضافة بمعنى من‬

‫(‪)539/1‬‬

‫‪ - 3‬هو { هدى ورحمة } بالرفع { للمحسنين } وفي قراءة العامة بالنصب حاال من اآليات العامل فيها ما في‬
‫{ تلك } من معنى اإلشارة‬

‫(‪)539/1‬‬

‫‪ { - 4‬الذين يقيمون الصالة } بيان للمحسنين { ويؤتون الزكاة وهم باآلخرة هم يوقنون } هم الثاني تأكيد‬

‫(‪)539/1‬‬

‫‪ { - 5‬أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون } الفائزون‬

‫(‪)539/1‬‬

‫‪ { - 6‬ومن الناس من يشتري لهو الحديث } أي ما يلهي منه عما يعني { ليضل } بفتح الياء وضمها { عن‬
‫سبيل هللا } طريق اإلسالم { بغير علم ويتخذها } بالنصب عطفا على يضل وبالرفع عطفا على يشتري‬
‫{ هزوا } مهزوءا بها { أولئك لهم عذاب مهين } ذو إهانة‬

‫(‪)540/1‬‬

‫‪ { - 7‬وإذا تتلى عليه آياتنا } أي القرآن { ولى مستكبرا } متكبرا { كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا }‬
‫صمما وجملتا التشبيه حاالن من ضمير ولى أو الثانية بيان لألولى { فبشره } أعلمه { بعذاب أليم } مؤلم‬
‫وذكر البشارة تهكم به وهو النضر بن الحارث كان يأتي الحيرة يتجر فيشتري كتب أخبار األعاجم ويحدث بها‬
‫أهل مكة ويقول ‪ :‬إن محمدا يحدثكم أحاديث عاد وثمود وأنا أحدثكم أحاديث فارس والروم فيستملحون حديثه‬
‫ويتركون استماع القرآن‬
‫(‪)540/1‬‬

‫‪ { - 8‬إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم }‬

‫(‪)540/1‬‬

‫‪ { - 9‬خالدين فيها } حال مقدرة أي مقدرا خلودهم فيها إذا دخلوها { وعد هللا حقا } أي وعدهم هللا ذلك وحقه‬
‫حقا { وهو العزيز } الذي ال يغلبه شيء فيمنعه من إنجاز وعده ووعيده { الحكيم } الذي ال يضع شيئا إال في‬
‫محله‬

‫(‪)540/1‬‬

‫‪ { - 10‬خلق السماوات بغير عمد ترونها } أي العمد جمع عماد وهو اإلسطوانة وهو صادق بأن ال عمد‬
‫أصال { وألقى في األرض رواسي } جباال مرتفعة لـ { أن } ال { تميد } تتحرك { بكم وبث فيها من كل دابة‬
‫وأنزلنا } فيه التفات عن الغيبة { من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم } صنف حسن‬

‫(‪)540/1‬‬

‫‪ { - 11‬هذا خلق هللا } أي مخلوقه { فأروني } أخبروني يا أهل مكة { ماذا خلق الذين من دونه } غيره ‪ :‬أي‬
‫آلهتكم حتى أشركتموها به تعالى وما إستفهام إنكار مبتدأ وذا بمعنى الذي يصلته خبره وأروني معلق عن‬
‫العمل وما بعده سد مسد المفعولين { بل } لإلنتقال { الظالمون في ضالل مبين } بين بإشراكهم وأنتم منهم‬

‫(‪)541/1‬‬

‫‪ { - 12‬ولقد آتينا لقمان الحكمة } منها العلم والديانة واإلصابة في القول وحكمه كثيرة مأثورة كان يفتي قبل‬
‫بعثه داود وأدرك بعثته وأخذ عنه العلم وترك الفتيا وقال في ذلك ‪ :‬أال أكتفي إذا كفيت وقيل له أي الناس شر ؟‬
‫قال ‪ :‬الذي ال يبالي إن رآه الناس مسيئا { أن } أي وقلنا له أن { اشكر هلل } على ما أعطال من الحكمة‬
‫{ ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه } ألن ثواب شكره له { ومن كفر } النعمة { فإن هللا غني } عن خلقه‬
‫{ حميد } محمود في صنعه‬

‫(‪)540/1‬‬
‫‪ { - 13‬و } أذكر { إذ قال لقمان البنه وهو يعظه يا بني } تصغير إشفاق { ال تشرك باهلل إن الشرك } باهلل‬
‫{ لظلم عظيم } فرجع إليه وأسلم‬

‫(‪)541/1‬‬

‫‪ { - 14‬ووصينا اإلنسان بوالديه } أمرناه أن يبرهما { حملته أمه } فوهنت { وهنا على وهن } أي ضعفت‬
‫للحمل وضعفت للطلق وضعفت للوالدة { وفصاله } أي فطامه { في عامين } وقلنا له { أن اشكر لي‬
‫ولوالديك إلي المصير } أي المرجع‬

‫(‪)541/1‬‬

‫‪ { - 15‬وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم } موافقة للواقع { فال تطعهما وصاحبهما في الدنيا‬
‫معروفا } أي بالمعروف ‪ :‬البر والصلة { واتبع سبيل } طريق { من أناب } رجع { إلي } بالطاعة { ثم إلي‬
‫مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون } فأجازيكم عليه وجملة الوصية وما بعدها اعتراض‬

‫(‪)541/1‬‬

‫‪ { - 16‬يا بني إنها } أي الخصلة السيئة { إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو‬
‫في األرض } أي في أخفى مكان من ذلك { يأت بها هللا } فيحاسب عليها { إن هللا لطيف } باستخراجها‬
‫{ خبير } بمكانها‬

‫(‪)542/1‬‬

‫‪ { - 17‬يا بني أقم الصالة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك } بسبب األمر والنهي‬
‫{ إن ذلك } المذكور { من عزم األمور } أي معزوماتها التي يعزم عليها لوجوبها‬

‫(‪)542/1‬‬

‫‪ { - 18‬وال تصعر } وفي قراءة تصاعر { خدك للناس } ال تمل وجهك عنهم تكبرا { وال تمش في األرض‬
‫مرحا } أي خيالء { إن هللا ال يحب كل مختال } متبختر في مشيه { فخور } على الناس‬
‫(‪)542/1‬‬

‫‪ { - 19‬واقصد في مشيك } توسط فيه بين الدبيب واإلسراع وعليك السكينة والوقار { واغضض } اخفض‬
‫{ من صوتك إن أنكر األصوات } أقبحها { لصوت الحمير } أوله زفير وآخره شهيق‬

‫(‪)542/1‬‬

‫‪ { - 20‬ألم تروا } تعلموا يا مخاطبين { أن هللا سخر لكم ما في السماوات } من الشمس والقمر والنجوم‬
‫لتنتفعوا بها { وما في األرض } من الثمار واألنهار والدواب { وأسبغ } أوسع وأتم { عليكم نعمه ظاهرة }‬
‫وهي حسن الصورة وتسوية األعضاء وغير ذلك { وباطنة } هي المعرفة وغيرها { ومن الناس } أي أهل‬
‫مكة { من يجادل في هللا بغير علم وال هدى } من رسول { وال كتاب منير } أنزله هللا بل بالتقليد‬

‫(‪)542/1‬‬

‫‪ { - 21‬وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل هللا قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا } قال تعالى ‪ { :‬أ } يتبعونه { أو لو‬
‫كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير } أي موجباته ؟ ال‬

‫(‪)542/1‬‬

‫‪ { - 22‬ومن يسلم وجهه إلى هللا } أي يقبل على طاعته { وهو محسن } موحد { فقد استمسك بالعروة‬
‫الوثقى } بالطرف األوثق الذي ال يخاف انقطاعه { وإلى هللا عاقبة األمور } مرجعها‬

‫(‪)543/1‬‬

‫‪ { - 23‬ومن كفر فال يحزنك } يا محمد { كفره } ال تهتم بكفره { إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن هللا عليم‬
‫بذات الصدور } أي بما فيها كغيره فمجاز عليه‬

‫(‪)543/1‬‬
‫‪ { - 24‬نمتعهم } في الدنيا { قليال } أيام حياتهم { ثم نضطرهم } في اآلخرة { إلى عذاب غليظ } وهو‬
‫عذاب النار ال يجدون عنه محيصا‬

‫(‪)543/1‬‬

‫‪ { - 25‬ولئن } الم قسم { سألتهم من خلق السماوات واألرض ليقولن هللا } حذف منه نون الرفع لتوالي‬
‫األمثال وواو الضمير اللتقاء الساكنين { قل الحمد هلل } على ظهور الحجة عليهم بالتوحيد { بل أكثرهم ال‬
‫يعلمون } وجوبه عليهم‬

‫(‪)543/1‬‬

‫‪ { - 26‬هلل ما في السماوات واألرض } ملكا وخلقا وعبيدا فال يستحق العبادة فيهما غيره { إن هللا هو‬
‫الغني } عن خلقه { الحميد } المحمود في صنعه‬

‫(‪)543/1‬‬

‫‪ { - 27‬ولو أنما في األرض من شجرة أقالم والبحر } عطف على اسم أن { يمده من بعده سبعة أبحر }‬
‫مدادا { ما نفدت كلمات هللا } المعبر بها عن معلوماته بكتبها بتلك األقالم بذلك المداد وال بأكثر من ذلك ألن‬
‫معلوماته تعالى غير متناهية { إن هللا عزيز } ال يعجزه شيء { حكيم } ال يخرج شيء عن علمه وحكمته‬

‫(‪)543/1‬‬

‫‪ { - 28‬ما خلقكم وال بعثكم إال كنفس واحدة } خلقا وبعثا ألنه بكلمة كن فيكون { إن هللا سميع } يسمع كل‬
‫مسموع { بصير } يبصر كل مبصر ال يشغله عن شيء‬

‫(‪)543/1‬‬

‫‪ { - 29‬ألم تر } تعلم يا مخاطب { أن هللا يولج } يدخل { الليل في النهار ويولج النهار } يدخله { في الليل }‬
‫فيزيد كل منهما بما نقص من اآلخر { وسخر الشمس والقمر كل } منهما { يجري } في فلكه { إلى أجل‬
‫مسمى } هو يوم القيامة { وأن هللا بما تعملون خبير }‬

‫(‪)543/1‬‬
‫‪ { - 30‬ذلك } المذكور { بأن هللا هو الحق } الثابت { وأن ما يدعون } بالياء والتاء يعبدون { من دونه‬
‫الباطل } الزائل { وأن هللا هو العلي } على خلقه بالقهر { الكبير } العظيم‬

‫(‪)543/1‬‬

‫‪ { - 31‬ألم تر أن الفلك } السفن { تجري في البحر بنعمة هللا ليريكم } يا مخاطبين بذلك { من آياته إن في‬
‫ذلك آليات } عبرا { لكل صبار } عن معاصي هللا { شكور } لنعمته‬

‫(‪)544/1‬‬

‫‪ { - 32‬وإذا غشيهم } أي عال الكفار { موج كالظلل } كالجبال التي تظل من تحتها { دعوا هللا مخلصين له‬
‫الدين } أي الدعاء بأن ينجيهم أي ال يدعون معه غيره { فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد } متوسط بين‬
‫الكفر واإليمان ومنهم باق على كفره { وما يجحد بآياتنا } ومنها اإلنجاء من الموج { إال كل ختار } غدار‬
‫{ كفور } لنعم هللا تعالى‬

‫(‪)544/1‬‬

‫‪ { - 33‬يا أيها الناس } أي أهل مكة { اتقوا ربكم واخشوا يوما ال يجزي } يغني { والد عن ولده } فيه شيئا‬
‫{ وال مولود هو جاز عن والده } فيه { شيئا إن وعد هللا حق } بالبعث { فال تغرنكم الحياة الدنيا } عن‬
‫اإلسالم { وال يغرنكم باهلل } في حلمه وإمهاله { الغرور } الشيطان‬

‫(‪)544/1‬‬

‫‪ { - 34‬إن هللا عنده علم الساعة } متى تقوم { وينزل } بالتخفيف والتشديد { الغيث } بوقت يعلمه { ويعلم‬
‫ما في األرحام } أذكر أم أنثى وال يعلم واحدا من الثالثة غير هللا تعالى { وما تدري نفس ماذا تكسب غدا }‬
‫من خير أو شر ويعلمه هللا تعالى { وما تدري نفس بأي أرض تموت } ويعلمه هللا تعالى { إن هللا عليم } بكل‬
‫شيء { خبير } بباطنه كظاهره روى البخاري عن ابن عمر حديث ‪ [ :‬مفاتيح الغيب خمسة إن هللا عنده علم‬
‫الساعة إلى آخر السورة ]‬

‫(‪)544/1‬‬
‫سورة السجدة‬
‫[ مكية وآياتها ثالثون ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬الم } هللا أعلم بمراده به‬

‫(‪)544/1‬‬

‫‪ { - 2‬تنزيل الكتاب } القرآن مبتدأ { ال ريب } شك { فيه } خبر أول { من رب العالمين } خبر ثان‬

‫(‪)545/1‬‬

‫‪ { - 3‬أم } بل { يقولون افتراه } محمد ؟ ال { بل هو الحق من ربك لتنذر } به { قوما ما } نافية { أتاهم من‬
‫نذير من قبلك لعلهم يهتدون } بإنذارك‬

‫(‪)545/1‬‬

‫‪ { - 4‬هللا الذي خلق السماوات واألرض وما بينهما في ستة أيام } أولها األحد وآخرها الجمعة { ثم استوى‬
‫على العرش } هو في اللغة سرير الملك استواء يليق به { مالكم } يا كفار مكة { من دونه } أي غيره { من‬
‫ولي } اسم ما بزيادة من أي ‪ :‬ناصر { وال شفيع } يدفع عذابه عنكم { أفال تتذكرون } هذا فتؤمنون‬

‫(‪)545/1‬‬

‫‪ { - 5‬يدبر األمر من السماء إلى األرض } مدة الدنيا { ثم يعرج } يرجع األمر والتدبير { إليه في يوم كان‬
‫مقداره ألف سنة مما تعدون } في الدنيا وفي سورة { سأل } خمسين ألف سنة وهو يوم القيامة لشدة أهواله‬
‫بالنسبة إلى الكافر وأما المؤمن فيكون أخف عليه من صالة مكتوبة يصليها في الدنيا كما جاء في الحديث‬

‫(‪)545/1‬‬

‫‪ { - 6‬ذلك } الخالق المدبر { عالم الغيب والشهادة } أي ما غاب عن الخلق وما حضر { العزيز } المنيع في‬
‫ملكه { الرحيم } بأهل طاعته‬

‫(‪)545/1‬‬
‫‪ { - 7‬الذي أحسن كل شيء خلقه } بفتح الالم فعال ماضيا صفة وبسكونها بدل استمال { وبدأ خلق اإلنسان }‬
‫آدم { من طين }‬

‫(‪)545/1‬‬

‫‪ { - 8‬ثم جعل نسله } ذريته { من ساللة } علقة { من ماء مهين } ضعيف هو النطفة‬

‫(‪)545/1‬‬

‫‪ { - 9‬ثم سواه } أي خلق آدم { ونفخ فيه من روحه } أي جعله حيا حساسا بعد أن كان جمادا { وجعل لكم }‬
‫لذريته { السمع } بمعنى األسماع { واألبصار واألفئدة } القلوب { قليال ما تشكرون } ما زائدة مؤكدة للقلة‬

‫(‪)545/1‬‬

‫‪ { - 10‬وقالوا } أي منكروا البعث { أإذا ضللنا في األرض } غبنا فيها بأن صرنا ترابا مختلطا بترابها { أإنا‬
‫لفي خلق جديد } إستفهام إنكار بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في‬
‫الموضعين قال تعالى ‪ { :‬بل هم بلقاء ربهم } بالعبث { كافرون }‬

‫(‪)546/1‬‬

‫‪ { - 11‬قل } لهم { يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم } أي يقبض أرواحكم { ثم إلى ربكم ترجعون } أحياء‬
‫فيجازيكم بأعمالكم‬

‫(‪)546/1‬‬

‫‪ { - 12‬ولو ترى إذ المجرمون } الكافرون { ناكسوا رؤوسهم عند ربهم } مطأطئوها حياء يقولون { ربنا‬
‫أبصرنا } ما أنكرنا من البعث { وسمعنا } منك تصديق الرسل فيما كذبناهم فيه { فارجعنا } إلى الدنيا‬
‫{ نعمل صالحا } فيها { إنا موقنون } اآلن فما ينفعهم ذلك وال يرجعون وجواب لو ‪ :‬لرأيت أمرا فظيعا قال‬
‫تعالى ‪:‬‬
‫(‪)546/1‬‬

‫‪ { - 13‬ولو شئنا آلتينا كل نفس هداها } فتهتدي باإليمان والطاعة باختيار منها { ولكن حق القول مني }‬
‫وهو { ألمألن جهنم من الجنة } الجن { والناس أجمعين } وتقول لهم الخزنة إذا دخلوها ‪:‬‬

‫(‪)546/1‬‬

‫‪ { - 14‬فذوقوا } العذاب { بما نسيتم لقاء يومكم هذا } أي بترككم اإليمان به { إنا نسيناكم } تركناكم في‬
‫العذاب { وذوقوا عذاب الخلد } الدائم { بما كنتم تعملون } من الكفر والتكذيب‬

‫(‪)546/1‬‬

‫‪ { - 15‬إنما يؤمن بآياتنا } القرآن { الذين إذا ذكروا } وعظوا { بها خروا سجدا وسبحوا } متلبسين { بحمد‬
‫ربهم } أي قالوا ‪ :‬سبحان هللا وبحمده { وهم ال يستكبرون } عن اإليمان والطاعة‬

‫(‪)546/1‬‬

‫‪ { - 16‬تتجافى جنوبهم } ترتفع ‪ { :‬عن المضاجع } مواضع اإلضطجاع بفرشها لصالتهم بالليل تهجدا‬
‫{ يدعون ربهم خوفا } من عقابه { وطمعا } في رحمته { ومما رزقناهم ينفقون } يتصدقون‬

‫(‪)546/1‬‬

‫‪ { - 17‬فال تعلم نفس ما أخفي } خبىء { لهم من قرة أعين } ما تقر به أعينهم وفي قراءة بسكون الياء‬
‫مضارع { جزاء بما كانوا يعملون }‬

‫(‪)547/1‬‬

‫‪ { - 18‬أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا ال يستوون } أي المؤمنون والفاسقون‬

‫(‪)547/1‬‬
‫‪ { - 19‬أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزال } هو ما يعد للضيف { بما كانوا يعملون }‬

‫(‪)547/1‬‬

‫‪ { - 20‬وأما الذين فسقوا } بالكفر والتكذيب { فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل‬
‫لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون }‬

‫(‪)547/1‬‬

‫‪ { - 21‬ولنذيقنهم من العذاب األدنى } عذاب الدنيا بالقتل واألسر والجدب سنين واألمراض { دون } قبل‬
‫{ العذاب األكبر } عذاب اآلخرة { لعلهم } أي من بقي منهم { يرجعون } إلى اإليمان‬

‫(‪)547/1‬‬

‫‪ { - 22‬ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه } القرآن { ثم أعرض عنها } أي ال أحد أظلم منه { إنا من‬
‫المجرمين } المشركين { منتقمون }‬

‫(‪)547/1‬‬

‫‪ { - 23‬ولقد آتينا موسى الكتاب } التوراة { فال تكن في مرية } شك { من لقائه } وقد التقيا ليلة اإلسراء‬
‫{ وجعلناه } أي موسى أو الكتاب { هدى } هاديا { لبني إسرائيل }‬

‫(‪)547/1‬‬

‫‪ { - 24‬وجعلنا منهم أئمة } بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء ‪ :‬قادة { يهدون } الناس { بأمرنا لما‬
‫صبروا } على دينهم وعلى البالء من عدوهم وفي قراءة بكسر الالم وتخفيف الميم { وكانوا بآياتنا } الدالة‬
‫على قدرتنا ووحدانيتنا { يوقنون }‬

‫(‪)547/1‬‬
‫‪ { - 25‬إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون } من أمر الدين‬

‫(‪)548/1‬‬

‫‪ { - 26‬أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم } أي يتبين لكفار مكة إهالكنا كثيرا { من القرون } األمم بكفرهم‬
‫{ يمشون } حال من ضمير لهم { في مساكنهم } في أسفارهم إلى الشام وغيرها فيعتبروا { إن في ذلك‬
‫آليات } دالالت على قدرتنا { أفال يسمعون } سماع تدبر واتعاظ‬

‫(‪)548/1‬‬

‫‪ { - 27‬أولم يروا أنا نسوق الماء إلى األرض الجرز } اليابسة التي ال نبات فيها { فنخرج به زرعا تأكل منه‬
‫أنعامهم وأنفسهم أفال يبصرون } هذا فيعلمون أنا نقدر على إعادتهم‬

‫(‪)548/1‬‬

‫‪ { - 28‬ويقولون } للمؤمنين { متى هذا الفتح } بيننا وبينكم { إن كنتم صادقين }‬

‫(‪)548/1‬‬

‫‪ { - 29‬قل يوم الفتح } فإنزال العذاب بهم { ال ينفع الذين كفروا إيمانهم وال هم ينظرون } يمهلون لتوبة أو‬
‫معذرة‬

‫(‪)548/1‬‬

‫‪ { - 30‬فأعرض عنهم وانتظر } إنزال العذاب بهم { إنهم منتظرون } بك حادث موت أو قتل فيستريحون‬
‫منك وهذا قبل األمر بقتالهم‬

‫(‪)548/1‬‬
‫سورة األحزاب‬
‫[ مدنية وآياتها ‪ 73‬نزلت بعد آل عمران ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬يا أيها النبي اتق هللا } دم على تقواه { وال تطع الكافرين والمنافقين } فيما يخالف شريعتك { إن هللا‬
‫كان عليما } بما يكون قبل كونه { حكيما } فيما يخلقه‬

‫(‪)548/1‬‬

‫‪ { - 2‬واتبع ما يوحى إليك من ربك } أي القرآن { إن هللا كان بما تعملون خبيرا } وفي قراءة بالتحتانية‬

‫(‪)548/1‬‬

‫‪ { - 3‬وتوكل على هللا } في أمرك { وكفى باهلل وكيال } حافظا لك وأمته تبع له في ذلك كله‬

‫(‪)549/1‬‬

‫‪ { - 4‬ما جعل هللا لرجل من قلبين في جوفه } ردا على من قال من الكفار إن له قلبين يعقل بكل منهما أفضل‬
‫من عقل محمد { وما جعل أزواجكم الالئي } بهمزة وياء وبال ياء { تظهرون } بال ألف قبل الهاء وبها‬
‫والتاء الثانية في األصل مدغمة في الظاء { منهن } يقول الواحد مثال لزوجته أنت علي كظهر أمي‬
‫{ أمهاتكم } أي كاألمهات في تحريمها بذلك المعد في الجاهلية طالقا وإنما تجب به الكفارة بشرطه كما ذكر‬
‫في سورة المجادلة { وما جعل أدعياءكم } جمع دعي وهو من يدعي لغير أبيه ابنا له { أبناءكم } حقيقة‬
‫{ ذلكم قولكم بأفواهكم } أي اليهود والمنافقين قالوا لما تزوج النبي صلى هللا عليه و سلم زينب بنت جحش‬
‫التي كانت امرأة زيد ابن حارثة الذي تبناه النبي صلى هللا عليه و سلم قالوا ‪ :‬تزوج محمد امرأة ابنه فأكذبهم‬
‫هللا تعالى في ذلك { وهللا يقول الحق } في ذلك { وهو يهدي السبيل } سبيل الحق‬

‫(‪)549/1‬‬

‫‪ - 5‬لكن { ادعوهم آلبائهم هو أقسط } أعدل { عند هللا فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم }‬
‫بنو عمكم { وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به } في ذلك { ولكن } في { ما تعمدت قلوبكم } فيه هو بعد‬
‫النهي { وكان هللا غفورا } لما كان من قولكم قبل النهي { رحيما } بكم في ذلك‬

‫(‪)549/1‬‬
‫‪ { - 6‬النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } فيما دعاهم إليه ودعتهم أنفسهم إلى خالفه { وأزواجه أمهاتهم } في‬
‫حرمة نكاحهن عليهم { وأولو األرحام } ذوو القرابات { بعضهم أولى ببعض } في اإلرث { في كتاب هللا‬
‫من المؤمنين والمهاجرين } أي من ارث باإليمان والهجرة الذي كان أول اإلسالم فنسخ { إال } لكن { أن‬
‫تفعلوا إلى أوليائكم معروفا } بوصية فجائز { كان ذلك } أي نسخ اإلرث باإليمان والهجرة بإرث ذوي‬
‫األرحام { في الكتاب مسطورا } وأريد بالكتاب في الموضعين اللوح المحفوظ‬

‫(‪)549/1‬‬

‫‪ { - 7‬و } أذكر { إذ أخذنا من النبيين ميثاقهم } حين أخرجوا من صلب آدم كالذر جمع ذرة وهي أصغر‬
‫النمل { ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم } بأن يعبدوا هللا ويدعوا إلى عبادته وذكر‬
‫الخمسة من عطف الخاص على العام { وأخذنا منهم ميثاقا غليظا } شديدا بالوفاء وهو اليمين باهلل تعالى ثم‬
‫أخذ الميثاق‬

‫(‪)550/1‬‬

‫‪ { - 8‬ليسأل } هللا { الصادقين عن صدقهم } في تبليغ الرسالة تكبيتا للكافرين بهم { وأعد } تعالى‬
‫{ للكافرين } بهم { عذابا أليما } مؤلما هو عطف على أخذنا‬

‫(‪)550/1‬‬

‫‪ { - 9‬يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة هللا عليكم إذ جاءتكم جنود } من الكفار متحزبون أيام حفر الخندق‬
‫{ فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها } من المالئكة { وكان هللا بما تعملون } بالتاء من حفر الخندق‬
‫وبالياء من تحزيب المشركين { بصيرا }‬

‫(‪)550/1‬‬

‫‪ { - 10‬إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم } من أعلى الوادي وأسفله من المشرق والمغرب { وإذ زاغت‬
‫األبصار } مالت عن كل شيء إلى عدوها من كل جانب { وبلغت القلوب الحناجر } جمع حنجرة وهي‬
‫منتهى الحلقوم من شدة الخوف { وتظنون باهلل الظنونا } المختلفة بالنصر واليأس‬

‫(‪)550/1‬‬
‫‪ { - 11‬هنالك ابتلي المؤمنون } اختبروا ليتبين المخلص من غيره { وزلزلوا } حركوا { زلزاال شديدا }‬
‫من شدة الفزع‬

‫(‪)550/1‬‬

‫‪ { - 12‬و } اذكر { إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض } ضعف اعتقاد { ما وعدنا هللا ورسوله }‬
‫بالنصر { إال غرورا } باطال‬

‫(‪)551/1‬‬

‫‪ { - 13‬وإذ قالت طائفة منهم } أي المنافقون { يا أهل يثرب } هي أرض المدينة ولم تصرف للعلمية ووزن‬
‫الفعل { ال مقام لكم } بضم الميم وفتحها ‪ :‬أي ال إقامة وال مكانة { فارجعوا } إلى منازلكم من المدينة وكانوا‬
‫خرجوا مع النبي صلى هللا عليه و سلم إلى سلع جبل خارج المدينة للقتال { ويستأذن فريق منهم النبي } في‬
‫الرجوع { يقولون إن بيوتنا عورة } غير حصينة يخشى عليها قال تعالى ‪ { :‬وما هي بعورة إن } ما‬
‫{ يريدون إال فرارا } من القتال‬

‫(‪)551/1‬‬

‫‪ { - 14‬ولو دخلت } أي المدينة { عليهم من أقطارها } نواحيها { ثم سئلوا } أي سألهم الداخلون { الفتنة }‬
‫الشرك { ألتوها } بالمد والقصر أي أعطوها وفعلوها { وما تلبثوا بها إال يسيرا }‬

‫(‪)551/1‬‬

‫‪ { - 15‬ولقد كانوا عاهدوا هللا من قبل ال يولون األدبار وكان عهد هللا مسؤوال } عن الوفاء به‬

‫(‪)551/1‬‬

‫‪ { - 16‬قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا } إن فررتم { ال تمتعون } في الدنيا بعد‬
‫فراركم { إال قليال } بقية آجالكم‬

‫(‪)551/1‬‬
‫‪ { - 17‬قل من ذا الذي يعصمكم } يجيركم { من هللا إن أراد بكم سوءا } هالكا وهزيمة { أو } يصيبكم‬
‫بسوء إن { أراد } هللا { بكم رحمة } خيرا { وال يجدون لهم من دون هللا } أي غيره { وليا } ينفعهم { وال‬
‫نصيرا } يدفع الضر عنهم‬

‫(‪)551/1‬‬

‫‪ { - 18‬قد يعلم هللا المعوقين } المثبطين { منكم والقائلين إلخوانهم هلم } تعالوا { إلينا وال يأتون البأس }‬
‫القتال { إال قليال } رياء وسمعة‬

‫(‪)551/1‬‬

‫‪ { - 19‬أشحة عليكم } بالمعاونة جمع شحيح وهو حال من ضمير يأتون { فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون‬
‫إليك تدور أعينهم كالذي } كنظر أو كدوران الذي { يغشى عليه من الموت } أي سكراته { فإذا ذهب‬
‫الخوف } وحيزت الغنائم { سلقوكم } آذوكم أو ضربوكم { بألسنة حداد أشحة على الخير } أي الغنيمة‬
‫يطلبونها { أولئك لم يؤمنوا } حقيقة { فأحبط هللا أعمالهم وكان ذلك } اإلحباط { على هللا يسيرا } بإرادته‬

‫(‪)552/1‬‬

‫‪ { - 20‬يحسبون األحزاب } من الكفار { لم يذهبوا } إلى مكة لخوفهم منهم { وإن يأت األحزاب } كرة‬
‫أخرى { يودوا } يتمنوا { لو أنهم بادون في األعراب } أي كائنون في البادية { يسألون عن أنبائكم }‬
‫أخباركم مع الكفار { ولو كانوا فيكم } هذه الكرة { ما قاتلوا إال قليال } رياء وخوفا من التعيير‬

‫(‪)552/1‬‬

‫‪ { - 21‬لقد كان لكم في رسول هللا أسوة } بكسر الهمزة وضمها { حسنة } اقتداء به في القتال والثبات في‬
‫مواطنه { لمن } بدل من لكم { كان يرجو هللا } يخافه { واليوم اآلخر وذكر هللا كثيرا } بخالف من ليس‬
‫كذلك‬

‫(‪)552/1‬‬
‫‪ { - 22‬ولما رأى المؤمنون األحزاب } من الكفار { قالوا هذا ما وعدنا هللا ورسوله } من اإلبتالء والنصر‬
‫{ وصدق هللا ورسوله } في الوعد { وما زادهم } ذلك { إال إيمانا } تصديقا بوعد هللا { وتسليما } ألمره‬
‫ء‬

‫(‪)552/1‬‬

‫‪ { - 23‬من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا هللا عليه } من الثبات مع النبي صلى هللا عليه و سلم { فمنهم‬
‫من قضى نحبه } مات أو قتل في سبيل هللا { ومنهم من ينتظر } ذلك { وما بدلوا تبديال } في العهد وهم‬
‫بخالف حال المنافقين‬

‫(‪)552/1‬‬

‫‪ { - 24‬ليجزي هللا الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء } بأن يميتهم على نفاقهم { أو يتوب عليهم إن‬
‫هللا كان غفورا } لمن تاب { رحيما } به‬

‫(‪)553/1‬‬

‫‪ { - 25‬ورد هللا الذين كفروا } أي األحزاب { بغيظهم لم ينالوا خيرا } مرادهم من الظفر بالمؤمنين { وكفى‬
‫هللا المؤمنين القتال } بالريح والمالئكة { وكان هللا قويا } على إيجاد ما يريده { عزيزا } غالبا على أمره‬

‫(‪)553/1‬‬

‫‪ { - 26‬وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب } أي قريظة { من صياصيهم } حصونهم جمع صيصة وهو‬
‫ما يتحصن به { وقذف في قلوبهم الرعب } الخوف { فريقا تقتلون } منهم وهم المقاتلة { وتأسرون فريقا }‬
‫منهم أي الذراري‬

‫(‪)553/1‬‬

‫‪ { - 27‬وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها } بعد وهي خيبر أخذت بعد قريظة { وكان‬
‫هللا على كل شيء قديرا }‬

‫(‪)553/1‬‬
‫‪ { - 28‬يا أيها النبي قل ألزواجك } وهن تسع وطلبن منه من زينة الدنيا ما ليس عنده { إن كنتن تردن الحياة‬
‫الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن } أي متعة الطالق { وأسرحكن سراحا جميال } أطلقكن من غير ضرار‬

‫(‪)553/1‬‬

‫‪ { - 29‬وإن كنتن تردن هللا ورسوله والدار اآلخرة } أي الجنة { فإن هللا أعد للمحسنات منكن } بإرادة‬
‫اآلخرة { أجرا عظيما } أي الجنة فاخترن اآلخرة على الدنيا‬

‫(‪)553/1‬‬

‫‪ { - 30‬يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة } بفتح الياء وكسرها أي بينت أو هي بينة { يضاعف }‬
‫وفي قراءة يضعف بالتشديد وفي أخرى نضعف بالنون معه ونصب العذاب { لها العذاب ضعفين } ضعفي‬
‫عذاب غيرهن أي مثليه { وكان ذلك على هللا يسيرا }‬

‫(‪)553/1‬‬

‫‪ { - 31‬ومن يقنت } يطع { منكن هلل ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين } أي مثلي ثواب غيرهن‬
‫من النساء وفي قراءة بالتحتانية في تعمل ونؤتها { وأعتدنا لها رزقا كريما } في الجنة زيادة‬

‫(‪)554/1‬‬

‫‪ { - 32‬يا نساء النبي لستن كأحد } كجماعة { من النساء إن اتقيتن } هللا فإنكن أعظم { فال تخضعن بالقول }‬
‫للرجال { فيطمع الذي في قلبه مرض } نفاق { وقلن قوال معروفا } من غير خضوع‬

‫(‪)554/1‬‬

‫‪ { - 33‬وقرن } بكسر القاف وفتحها { في بيوتكن } من القرار وأصله ‪ :‬أقررن بكسر الراء وفتحها من‬
‫قررت بفتح الراء وكسرها نقلت حركة الراء إلى القاف وحذفت مع همزة الوصل { وال تبرجن } بترك إحدى‬
‫التاءين من أصله { تبرج الجاهلية األولى } أي ما قبل اإلسالم من إظهار النساء محاسنهن للرجال واإلظهار‬
‫بعد اإلسالم مذكور في آية { وال يبدين زينتهن إال ما ظهر منها } { وأقمن الصالة وآتين الزكاة وأطعن هللا‬
‫ورسوله إنما يريد هللا ليذهب عنكم الرجس } اإلثم يا { أهل البيت } أي نساء النبي صلى هللا عليه و سلم‬
‫{ ويطهركم } منه { تطهيرا }‬

‫(‪)554/1‬‬

‫‪ { - 34‬واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات هللا } القرآن { والحكمة } السنة { إن هللا كان لطيفا } بأوليائه‬
‫{ خبيرا } بجميع خلقه‬

‫(‪)554/1‬‬

‫‪ { - 35‬إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات } الطيعات { والصادقين‬


‫والصادقات } في اإليمان { والصابرين والصابرات } على الطاعات { والخاشعين } المتواضعين‬
‫{ والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات } عن‬
‫الحرام { والذاكرين هللا كثيرا والذاكرات أعد هللا لهم مغفرة } للمعاصي { وأجرا عظيما } على الطاعات‬

‫(‪)554/1‬‬

‫‪ { - 36‬وما كان لمؤمن وال مؤمنة إذا قضى هللا ورسوله أمرا أن يكون } بالتاء والياء { لهم الخيرة } أي‬
‫اإلختيار { من أمرهم } خالف أمر هللا ورسوله نزلت في عبد هللا بن جحش وأخته زينب خطبها النبي صلى‬
‫هللا عليه و سلم لزيد بن حارثة فكرها ذلك حين علما لظنهما قبل أن النبي صلى هللا عليه و سلم خطبها لنفسه‬
‫ثم رضيا لآلية { ومن يعص هللا ورسوله فقد ضل ضالال مبينا } بينا فزوجها النبي صلى هللا عليه و سلم لزيد‬
‫وفي نفس زيد كراهتها ثم قال للنبي صلى هللا عليه و سلم أريد فراقها فقال ‪ [ :‬أمسك عليك زوجك ] كما قال‬
‫تعالى ‪:‬‬

‫(‪)555/1‬‬

‫‪ { - 37‬وإذ } منصوب باذكر { تقول للذي أنعم هللا عليه } باإلسالم { وأنعمت عليه } باإلعتاق وهو زيد بن‬
‫حارثة كان من سبي الجاهلية اشتراه رسول هللا صلى هللا عليه و سلم قبل البعثة وأعتقه وتبناه { أمسك عليك‬
‫زوجك واتق هللا } في أمر طالقها { وتخفي في نفسك ما هللا مبديه } مظهره من محبتها وأن لو فارقها زيد‬
‫تزوجتها { وتخشى الناس } أن يقولوا تزوج زوجة ابنه { وهللا أحق أن تخشاه } في كل شيء وتزوجها وال‬
‫عليك من قول الناس ثم طلقها زيد وانقضت عدتها قال تعالى ‪ { :‬فلما قضى زيد منها وطرا } حاجة‬
‫{ زوجناكها } فدخل عليها النبي صلى هللا عليه و سلم بغير إذن وأشبع المسلمين خبزا ولحما { لكي ال يكون‬
‫على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر هللا } مقضيه { مفعوال }‬
‫(‪)555/1‬‬

‫‪ { - 38‬ما كان على النبي من حرج فيما فرض } أحل { هللا له سنة هللا } أي كسنة هللا فنصب بنزع الخافض‬
‫{ في الذين خلوا من قبل } من األنبياء أن ال حرج عليهم في ذلك توسعة لهم في النكاح { وكان أمر هللا }‬
‫فعله { قدرا مقدورا } مقضيا‬

‫(‪)556/1‬‬

‫‪ { - 39‬الذين } نعت للذين قبله { يبلغون رساالت هللا ويخشونه وال يخشون أحدا إال هللا } فال يخشون مقالة‬
‫الناس فيما أحل هللا لهم { وكفى باهلل حسيبا } حافظا ألعمال خلقه ومحاسبتهم‬

‫(‪)556/1‬‬

‫‪ { - 40‬ما كان محمد أبا أحد من رجالكم } فليس أبا زيد ‪ :‬أي والده فال يحرم عليه التزوج بزوجته زينب‬
‫{ ولكن } كان { رسول هللا وخاتم النبيين } فال يكون له ابن رجل بعده يكون نبيا وفي قراءة بفتح التاء كآلة‬
‫الختم ‪ :‬أي به ختموا { وكان هللا بكل شيء عليما } منه بأن ال نبي بعده وإذا نزل السيد عيسى يحكم بشريعته‬

‫(‪)556/1‬‬

‫‪ { - 41‬يا أيها الذين آمنوا اذكروا هللا ذكرا كثيرا }‬

‫(‪)556/1‬‬

‫‪ { - 42‬وسبحوه بكرة وأصيال } أول النهار وآخره‬

‫(‪)556/1‬‬

‫‪ { - 43‬هو الذي يصلي عليكم } أي يرحمكم { ومالئكته } أي يستغفرون لكم { ليخرجكم } ليديم إخراجه‬
‫إياكم { من الظلمات } أي الكفر { إلى النور } أي اإليمان { وكان بالمؤمنين رحيما }‬
‫(‪)556/1‬‬

‫‪ { - 44‬تحيتهم } منه تعالى { يوم يلقونه سالم } بلسان المالئكة { وأعد لهم أجرا كريما } هو الجنة‬

‫(‪)556/1‬‬

‫‪ { - 45‬يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا } على من أرسلت إليهم { ومبشرا } من صدقك بالجنة { ونذيرا }‬
‫منذرا من كذبك بالنار‬

‫(‪)556/1‬‬

‫‪ { - 46‬وداعيا إلى هللا } إلى طاعته { بإذنه } بأمره { وسراجا منيرا } أي مثله في اإلهتداء به‬

‫(‪)556/1‬‬

‫‪ { - 47‬وبشر المؤمنين بأن لهم من هللا فضال كبيرا } هو الجنة‬

‫(‪)557/1‬‬

‫‪ { - 48‬وال تطع الكافرين والمنافقين } فيما يخالف شريعتك { ودع } اترك { أذاهم } ال تجازهم عليه إلى‬
‫أن تؤمر فيهم بأمر { وتوكل على هللا } فهو كافيك { وكفى باهلل وكيال } مفوضا إليه‬

‫(‪)557/1‬‬

‫‪ { - 49‬يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن } وفي قراءة تماسوهن أي‬
‫تجامعوهن { فما لكم عليهن من عدة تعتدونها } تحصونها باألقراء وغيرها { فمتعوهن } أعطوهن ما‬
‫يستمتعن به أي إن لم يسم لهن أصدقة وإال فلهن نصف المسمى فقط قاله ابن عباس وعليه الشافعي‬
‫{ وسرحوهن سراحا جميال } خلوا سبيلهن من غير إضرار‬

‫(‪)557/1‬‬
‫‪ { - 50‬يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك الالتي آتيت أجورهن } مهورهن { وما ملكت يمينك مما أفاء هللا‬
‫عليك } من الكفار بالسبي كصفية وجويرية { وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خاالتك الالتي‬
‫هاجرن معك } بخالف من لم يهاجرن { وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها }‬
‫يطلب نكاحها بغير صداق { خالصة لك من دون المؤمنين } النكاح بلفظ الهبة من غير صداق { قد علمنا ما‬
‫فرضنا عليهم } أي المؤمنين { في أزواجهم } من األحكام بأن ال يزيدوا على أربع نسوة وال يتزوجوا إال‬
‫بولي وشهود ومهر { و } في { ما ملكت أيمانهم } من اإلماء بشراء وغيره بأن تكون األمة ممن تحل‬
‫لمالكها كالكتابية بخالف المجوسية والوثنية أن تستبرأ قبل الوطء { لكيال } متعلق بما قبل ذلك { يكون عليك‬
‫حرج } ضيق في النكاح { وكان هللا غفورا } فيما يعسر التحرز عنه { رحيما } بالتوسعة في ذلك‬

‫(‪)557/1‬‬

‫‪ { - 51‬ترجي } بالهمزة والياء بدله ‪ :‬تؤخر { من تشاء منهن } أي أزواجك عن نوبتها { وتؤوي } تضم‬
‫{ إليك من تشاء } منهن فتأتيها { ومن ابتغيت } طلبت { ممن عزلت } من القسمة { فال جناح عليك } في‬
‫طلبها وضمها إليك خير في ذلك بعد أن كان القسم واجبا عليه { ذلك } التخيير { أدنى } أقرب إلى { أن تقر‬
‫أعينهن وال يحزن ويرضين بما آتيتهن } ما ذكر المخير فيه { كلهن } تأكيد للفاعل في يرضين { وهللا يعلم‬
‫ما في قلوبكم } من أمر النساء والميل إلى بعضهن وإنما خيرناك فيهن تيسيرا عليك في كل ما أردت { وكان‬
‫هللا عليما } بخلقه { حليما } عن عقابهم‬

‫(‪)558/1‬‬

‫‪ { - 52‬ال تحل } بالتاء وبالياء { لك النساء من بعد } بعد التسع التي أخترنك { وال أن تبدل } بترك إحدى‬
‫التاءين في األصل { بهن من أزواج } بأن تطلقهن أو بعضهن وتنكح بدل من طلقت { ولو أعجبك حسنهن‬
‫إال ما ملكت يمينك } من اإلماء فتحل لك وقد ملك صلى هللا عليه و سلم بعدهن مارية وولدت له إبراهيم‬
‫ومات في حياته { وكان هللا على كل شيء رقيبا } حفيظا‬

‫(‪)558/1‬‬

‫‪ { - 53‬يا أيها الذين آمنوا ال تدخلوا بيوت النبي إال أن يؤذن لكم } في الدخول بالدعاء { إلى طعام } فتدخلوا‬
‫{ غير ناظرين } منتظرين { إناه } نضجه مصدر أني يأني { ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا‬
‫وال } تمكثوا { مستأنسين لحديث } من بعضكم لبعض { إن ذلكم } المكث { كان يؤذي النبي فيستحيي‬
‫منكم } أن يخرجكم { وهللا ال يستحيي من الحق } أن يخرجكم أي ال يترك بيانه وقرىء يستحي بياء واحدة‬
‫{ وإذا سألتموهن } أي أزواج النبي صلى هللا عليه و سلم { متاعا فاسألوهن من وراء حجاب } ستر { ذلكم‬
‫أطهر لقلوبكم وقلوبهن } من الخواطر المريبة { وما كان لكم أن تؤذوا رسول هللا } بشيء { وال أن تنكحوا‬
‫أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند هللا } ذنبا { عظيما }‬

‫(‪)558/1‬‬

‫‪ { - 54‬إن تبدوا شيئا أو تخفوه } من نكاحهن بعده { فإن هللا كان بكل شيء عليما } فيجازيكم عليه‬

‫(‪)559/1‬‬

‫‪ { - 55‬ال جناح عليهن في آبائهن وال أبنائهن وال إخوانهن وال أبناء إخوانهن وال أبناء أخواتهن وال‬
‫نسائهن } أي المؤمنات { وال ما ملكت أيمانهن } من اإلماء والعبيد أن يروهن ويكلموهن من غير حجاب‬
‫{ واتقين هللا } فيما أمرتن به { إن هللا كان على كل شيء شهيدا } ال يخفى عليه شيء‬

‫(‪)559/1‬‬

‫‪ { - 56‬إن هللا ومالئكته يصلون على النبي } محمد صلى هللا عليه و سلم { يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه‬
‫وسلموا تسليما } أي قولوا ‪ :‬اللهم صل على سيدنا محمد وسلم‬

‫(‪)559/1‬‬

‫‪ { - 57‬إن الذين يؤذون هللا ورسوله } وهم الكفار يصفون هللا بما هو منزه عنه من الولد والشريك ويكذبون‬
‫رسوله { لعنهم هللا في الدنيا واآلخرة } أبعدهم { وأعد لهم عذابا مهينا } ذا إهانة وهو النار‬

‫(‪)559/1‬‬

‫‪ { - 58‬والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا } يرمونهم بغير ما عملوا { فقد احتملوا بهتانا }‬
‫تحملوا كذبا { وإثما مبينا } بينا‬

‫(‪)559/1‬‬
‫‪ { - 59‬يا أيها النبي قل ألزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جالبيبهن } جمع جلباب وهي‬
‫المالءة التي تشتمل بها المرأة أي يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجن لحاجتهن إال عينا واحدة { ذلك‬
‫أدنى } أقرب إلى { أن يعرفن } بأنهن حرائر { فال يؤذين } بالتعرض لهن بخالف اإلماء فال يغطين‬
‫وجوههن فكان المنافقون يتعرضون لهن { وكان هللا غفورا } لما سلف منهن من ترك الستر { رحيما } بهن‬
‫إذ سترهن‬

‫(‪)559/1‬‬

‫‪ { - 60‬لئن } الم قسم { لم ينته المنافقون } عن نفاقهم { والذين في قلوبهم مرض } بالزنا { والمرجفون في‬
‫المدينة } المؤمنين بقولهم قد أتاكم العدو وسراياكم قتلوا أو هزموا { لنغرينك بهم } لنسلطنك عليهم { ثم ال‬
‫يجاورونك } يساكنونك { فيها إال قليال } ثم يخرجون‬

‫(‪)560/1‬‬

‫‪ { - 61‬ملعونين } مبعدين عن الرحمة { أينما ثقفوا } وجدوا { أخذوا وقتلوا تقتيال } أي الحكم فيهم هذا على‬
‫جهة األمر به‬

‫(‪)560/1‬‬

‫‪ { - 62‬سنة هللا } أي سن هللا ذلك { في الذين خلوا من قبل } من األمم الماضية في منافقيهم المرجفين‬
‫المؤمنين { ولن تجد لسنة هللا تبديال } منه‬

‫(‪)560/1‬‬

‫‪ { - 63‬يسألك الناس } أي أهل مكة { عن الساعة } متى تكون { قل إنما علمها عند هللا وما يدريك } يعلمك‬
‫بها ‪ :‬أي أنت ال تعلمها { لعل الساعة تكون } توجد { قريبا }‬

‫(‪)560/1‬‬

‫‪ { - 64‬إن هللا لعن الكافرين } أبعدهم { وأعد لهم سعيرا } نارا شديدة يدخلونها‬

‫(‪)560/1‬‬
‫‪ { - 65‬خالدين } مقدرا خلودهم { فيها أبدا ال يجدون وليا } عنها { وال نصيرا } يدفعها عنهم‬

‫(‪)560/1‬‬

‫‪ { - 66‬يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا } للتنبيه { ليتنا أطعنا هللا وأطعنا الرسوال }‬

‫(‪)560/1‬‬

‫‪ { - 67‬وقالوا } أي األتباع منهم { ربنا إنا أطعنا سادتنا } وفي قراءة ساداتنا جمع الجمع { وكبراءنا‬
‫فأضلونا السبيال } طريق الهدى‬

‫(‪)560/1‬‬

‫‪ { - 68‬ربنا آتهم ضعفين من العذاب } أي مثلي عذابنا { والعنهم } عذبهم { لعنا كبيرا } عدده وفي قراءة‬
‫بالموحدة أي عظيما‬

‫(‪)560/1‬‬

‫‪ { - 69‬يا أيها الذين آمنوا ال تكونوا } مع نبيكم { كالذين آذوا موسى } بقولهم مثال ‪ :‬ما يمنعه أن يغتسل معنا‬
‫إال أنه آدر { فبرأه هللا مما قالوا } بأن وضع ثوبه على حجر ليغتسل ففر الحجر به حتى وقف بين مأل من‬
‫بني إسرائيل فأدركه موسى فأخذ ثوبه فاستتر به فرأوه وال أدرة به وهي نفخة في الخصية { وكان عند هللا‬
‫وجيها } ذا جاه ‪ :‬ومما أوذي به نبينا صلى هللا عليه و سلم أنه قسم قسما فقال رجل هذه قسمة ما أريد بها وجه‬
‫هللا تعالى فغضب النبي صلى هللا عليه و سلم من ذلك وقال ‪ [ :‬يرحم هللا موسى لقد أوذي بأكثر من هذا‬
‫فصبر ] رواه البخاري‬

‫(‪)561/1‬‬

‫‪ { - 70‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا وقولوا قوال سديدا } صوابا‬

‫(‪)561/1‬‬
‫‪ { - 71‬يصلح لكم أعمالكم } يتقبلها { ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع هللا ورسوله فقد فاز فوزا عظيما } نال‬
‫غاية مطلوبه‬

‫(‪)561/1‬‬

‫‪ { - 72‬إنا عرضنا األمانة } الصلوات وغيرهما مما في فعلها من الثواب وتركها من العقاب { على‬
‫السماوات واألرض والجبال } بأن خلق فيهما فهما ونطقا { فأبين أن يحملنها وأشفقن } خفن { منها وحملها‬
‫اإلنسان } آدم بعد عرضها عليه { إنه كان ظلوما } لنفسه بما حمله { جهوال } به‬

‫(‪)561/1‬‬

‫‪ { - 73‬ليعذب هللا } الالم متعلقة بعرضنا المترتب عليه حمل آدم { المنافقين والمنافقات والمشركين‬
‫والمشركات } المضيعين األمانة { ويتوب هللا على المؤمنين والمؤمنات } المؤدين األمانة { وكان هللا‬
‫غفورا } للمؤمنين { رحيما } بهم‬

‫(‪)561/1‬‬

‫سورة سبأ‬
‫[ مكية إال اآلية ‪ 6‬فمدنية وآياتها ‪ 54‬أو‪ 55‬آية نزلت بعد لقمان ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬الحمد هلل } حمد تعالى نفسه بذلك والمراد به الثناء بمضمونه من ثبوت الحمد وهو الوصف بالجميل هلل‬
‫تعالى { الذي له ما في السماوات وما في األرض } ملكا وخلقا { وله الحمد في اآلخرة } كالدنيا يحمده‬
‫أولياؤه إذا دخلوا الجنة { وهو الحكيم } في فعله { الخبير } في خلقه‬

‫(‪)562/1‬‬

‫‪ { - 2‬يعلم ما يلج } يدخل { في األرض } كماء وغيره { وما ينزل من السماء } من رزق وغيره { وما‬
‫يعرج } يصعد { فيها } من عمل وغيره { وهو الرحيم } بأوليائه { الغفور } لهم‬

‫(‪)562/1‬‬
‫‪ { - 3‬وقال الذين كفروا ال تأتينا الساعة } القيامة { قل } لهم { بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب } بالجر صفة‬
‫والرفع خبر مبتدأ وعالم بالجر { ال يعزب } يغيب { عنه مثقال } وزن { ذرة } أصغر نملة { في‬
‫السماوات وال في األرض وال أصغر من ذلك وال أكبر إال في كتاب مبين } بين هو اللوح المحفوظ‬

‫(‪)562/1‬‬

‫‪ { - 4‬ليجزي } فيها { الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم } حسن في الجنة‬

‫(‪)562/1‬‬

‫‪ { - 5‬والذين سعوا في } إبطال { آياتنا } القرآن { معجزين } وفي قراءة هنا وفيما يأتي معاجزين أي‬
‫مقدرين عجزنا أو مسابقين لنا فيفوتونا لظنهم أن ال بعث وال عقاب { أولئك لهم عذاب من رجز } سيء‬
‫العذاب { أليم } مؤلم بالجر والرفع صفة لرجز أو عذاب‬

‫(‪)562/1‬‬

‫‪ { - 6‬ويرى } يعلم { الذين أوتوا العلم } مؤمنو أهل الكتاب كعبد هللا بن سالم وأصحابه { الذي أنزل إليك‬
‫من ربك } أي القرآن { هو } فصل { الحق ويهدي إلى صراط } طريق { العزيز الحميد } أي هللا ذي العزة‬
‫المحمود‬

‫(‪)563/1‬‬

‫‪ { - 7‬وقال الذين كفروا } أي قال بعضهم على جهة التعجب لبعض { هل ندلكم على رجل } وهو محمد‬
‫{ ينبئكم } يخبركم أنكم { إذا مزقتم } قطعتم { كل ممزق } بمعنى تمزيق { إنكم لفي خلق جديد }‬

‫(‪)563/1‬‬

‫‪ { - 8‬أفترى } بفتح الهمزة لإلستفهام واستغني بها عن همزة الوصل { على هللا كذبا } في ذلك { أم به‬
‫جنة } جنون تخيل به ذلك قال تعالى ‪ { :‬بل الذين ال يؤمنون باآلخرة } المشتملة على البعث والعذاب { في‬
‫العذاب } فيها { والضالل البعيد } عن الحق في الدنيا‬

‫(‪)563/1‬‬
‫‪ { - 9‬أفلم يروا } ينظروا { إلى ما بين أيديهم وما خلفهم } ما فوقهم وما تحتهم { من السماء واألرض إن‬
‫نشأ نخسف بهم األرض أو نسقط عليهم كسفا } بسكون السين وفتحها قطعا { من السماء } وفي قراءة في‬
‫األفعال الثالثة بالياء { إن في ذلك } المرئي { آلية لكل عبد منيب } راجع إلى ربه تدل على قدرة هللا على‬
‫البعث وما يشاء‬

‫(‪)563/1‬‬

‫‪ { - 10‬ولقد آتينا داود منا فضال } نبوة وكتابا وقلنا { يا جبال أوبي } رجعي { معه } بالتسبيح { والطير }‬
‫بالنصب عطفا على محل الجبال أي ودعوناها تسبح معه { وألنا له الحديد } فكان في يده كالعجين‬

‫(‪)563/1‬‬

‫‪ - 11‬وقلنا { أن اعمل } منه { سابغات } دروعا كوامل يجرها البسها على األرض { وقدر في السرد } أي‬
‫نسج الدروع قيل لصانعها سراد أي اجعله بحيث تتناسب حلقه { واعملوا } أي آل داود معه { صالحا إني بما‬
‫تعملون بصير } فأجازيكم به‬

‫(‪)563/1‬‬

‫‪ { - 12‬و } سخرنا { لسليمان الريح } وقراءة الرفع بتقدير تسخير { غدوها } مسيرها من الغدوة بمعنى‬
‫الصباح إلى الزوال { شهر ورواحها } سيرها من الزوال إلى الغروب { شهر } أي مسيرته { وأسلنا } أذبنا‬
‫{ له عين القطر } أي النحاس فأجريت ثالثة أيام بلياليهن كجري الماء وعمل الناس إلى اليوم مما أعطي‬
‫سليمان { ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن } بأمر { ربه ومن يزغ } يعدل { منهم عن أمرنا } له بطاعته‬
‫{ نذقه من عذاب السعير } النار في اآلخرة وقيل في الدنيا بأن يضربه ملك بسوط منها ضربة تحرقه‬

‫(‪)564/1‬‬

‫‪ { - 13‬يعملون له ما يشاء من محاريب } أبنية مرتفعة يصعد إليها بدرج { وتماثيل } جمع تمثال وهو كل‬
‫شيء مثلته بشيء أي صور من نحاس وزجاج ورخام ولم يكن اتخاذ الصور حراما في شريعته { وجفان }‬
‫جمع جفنة { كالجواب } ي جمع جابية وهو حوض كبير يجتمع على الجفنة ألف رجل يأكلون منها { وقدور‬
‫راسيات } ثابتات لها قوائم ال تتحرك عن أماكنها تتخذ من الجبال باليمن يصعد إليها بالساللم وقلنا‬
‫{ اعملوا } يا { آل داود } بطاعة هللا { شكرا } له على ما آتاكم { وقليل من عبادي الشكور } العامل‬
‫بطاعتي شكرا لنعمتي‬

‫(‪)564/1‬‬

‫‪ { - 14‬فلما قضينا عليه } على سليمان { الموت } أي مات ومكث قائما على عصاه حوال ميتا والجن تعمل‬
‫تلك األعمال الشاقة على عادتها ال تشعر بموته حتى أكلت األرضة عصاه فخر ميتا { ما دلهم على موته إال‬
‫دابة األرض } مصدر أرضت الخشبة بالبناء للمفعول أكلتها األرضة { تأكل منسأته } بالهمز وتركه بألف‬
‫عصاه ألنها ينسأ يطرد ويزجر بها { فلما خر } ميتا { تبينت الجن } انكشف لهم { أن } مخففة ‪ :‬أي أنهم‬
‫{ لو كانوا يعلمون الغيب } ومنه ما غاب عنهم من موت سليمان { ما لبثوا في العذاب المهين } العمل الشاق‬
‫لهم لظنهم حياته خالف ظنهم علم الغيب وعلم كونه سنة بحساب ما أكلته األرضة من العصا بعد موته يوما‬
‫وليلة مثال‬

‫(‪)564/1‬‬

‫‪ { - 15‬لقد كان لسبإ } بالصرف وعدمه قبيلة سميت باسم جد لهم من العرب { في مساكنهم } باليمن { آية }‬
‫دالة على قدرة هللا تعالى { جنتان } بدل { عن يمين وشمال } عن يمين واديهم وشماله وقيل لهم ‪ { :‬كلوا من‬
‫رزق ربكم واشكروا له } على ما رزقكم من النعمة في أرض سبأ { بلدة طيبة } ليس فيها سباخ وال بعوضة‬
‫وال ذبابة وال برغوث وال عقرب وال حية ويمر الغريب فيها وفي ثيابه قمل فيموت لطيب هوائها { و } هللا‬
‫{ رب غفور }‬

‫(‪)565/1‬‬

‫‪ { - 16‬فأعرضوا } عن شكره وكفروا { فأرسلنا عليهم سيل العرم } جمع عرمة وهو ما يمسك الماء من‬
‫بناء وغيره إلى وقت حاجته أس سيل واديهم الممسوك بما ذكر فأغرق جنتيهم وأموالهم { وبدلناهم بجنتيهم‬
‫جنتين ذواتي } تثنية ذوات مفرد على األصل { أكل خمط } مر بشع بإضافة أكل بمعنى مأكول وتركها‬
‫ويعطف عليه { وأثل وشيء من سدر قليل }‬

‫(‪)565/1‬‬

‫‪ { - 17‬ذلك } التبديل { جزيناهم بما كفروا } بكفرهم { وهل نجازي إال الكفور } بالياء والنون مع كسر‬
‫الزاي ونصب الكفور أي ما يناقش إال هو‬
‫(‪)565/1‬‬

‫‪ { - 18‬وجعلنا بينهم } بين سبأ وهم باليمن { وبين القرى التي باركنا فيها } بالماء والشجر وهي قرى الشام‬
‫التي يسيرون إليها للتجارة { قرى ظاهرة } متواصلة من اليمن إلى الشام { وقدرنا فيها السير } بحيث‬
‫يقيلون في واحدة ويبيتون في أخرى إلى انتهاء سفرهم وال يحتاجون فيه إلى حمل زاد وماء أي وقلنا { سيروا‬
‫فيها ليالي وأياما آمنين } ال تخافون في ليل وال في نهار‬

‫(‪)565/1‬‬

‫‪ { - 19‬فقالوا ربنا باعد } وفي قراءة باعد { بين أسفارنا } إلى الشام اجعلها مفاوز ليتطاولوا على الفقراء‬
‫بركوب الرواحل وحمل الزاد والماء فبطروا النعمة { وظلموا أنفسهم } بالكفر { فجعلناهم أحاديث } لمن‬
‫بعدهم في ذلك { ومزقناهم كل ممزق } فرقناهم في البالد كل التفريق { إن في ذلك } المذكور { آليات }‬
‫عبرا { لكل صبار } عن المعاصي { شكور } على النعم‬

‫(‪)566/1‬‬

‫‪ { - 20‬ولقد صدق } بالتخفيف والتشديد { عليهم } أي الكفار منهم سبأ { إبليس ظنه } أنهم بإغوائه يتبعونه‬
‫{ فاتبعوه } فصدق بالتخفيف في ظنه أو صدق بالتشديد ظنه أي وجده صادقا { إال } بمعنى لكن { فريقا من‬
‫المؤمنين } للبيان ‪ :‬أي هم المؤمنون لم يتبعوه‬

‫(‪)566/1‬‬

‫‪ { - 21‬وما كان له عليهم من سلطان } تسليط { إال لنعلم } علم ظهور { من يؤمن باآلخرة ممن هو منها في‬
‫شك } فنجازي كال منهما { وربك على كل شيء حفيظ } رقيب‬

‫(‪)566/1‬‬

‫‪ { - 22‬قل } يا محمد لكفار مكة { ادعوا الذين زعمتم } أي زعمتموهم آلهة { من دون هللا } أي غيره‬
‫لينفعوكم بزعمكم قال تعالى فيهم ‪ { :‬ال يملكون مثقال } وزن { ذرة } من خير أو شر { في السماوات وال‬
‫في األرض وما لهم فيهما من شرك } شركة { وما له } تعالى { منهم } من اآللهة { من ظهير } معين‬

‫(‪)566/1‬‬
‫‪ { - 23‬وال تنفع الشفاعة عنده } تعالى ردا لقولهم إن آلهتهم تشفع عنده { إال لمن أذن } بفتح الهمزة وضمها‬
‫{ له } فيها { حتى إذا فزع } بالبناء للفاعل والمفعول { عن قلوبهم } كشف عنها الفزع باإلذن فيها { قالوا }‬
‫قال بعضهم لبعض استبشارا { ماذا قال ربكم } فيها { قالوا } القول { الحق } أي قد أذن فيها { وهو‬
‫العلي } فوق خلقه بالقهر { الكبير } العظيم‬

‫(‪)566/1‬‬

‫‪ { - 24‬قل من يرزقكم من السماوات } المطر { واألرض } النبات { قل هللا } إن لم يقولوه ال جواب غيره‬
‫{ وإنا أو إياكم } أي أحد الفريقين { لعلى هدى أو في ضالل مبين } بين في اإلبهام تلطف بهم داع إلى‬
‫اإليمان إذا وفقوا له‬

‫(‪)567/1‬‬

‫‪ { - 25‬قل ال تسألون عما أجرمنا } أذنبنا { وال نسأل عما تعملون } ألنا بريئون منكم‬

‫(‪)567/1‬‬

‫‪ { - 26‬قل يجمع بيننا ربنا } يوم القيامة { ثم يفتح } يحكم { بيننا بالحق } فيدخل المحقين الجنة والمبطلين‬
‫النار { وهو الفتاح } الحاكم { العليم } بما يحكم به‬

‫(‪)567/1‬‬

‫‪ { - 27‬قل أروني } أعلموني { الذين ألحقتم به شركاء } في العبادة { كال } ردع لهم عن اعتقاد شريك له‬
‫{ بل هو هللا العزيز } الغالب على أمره { الحكيم } في تدبيره لخلقه فال يكون له شريك في ملكه‬

‫(‪)567/1‬‬

‫‪ { - 28‬وما أرسلناك إال كافة } حال من الناس قدم لإلهتمام { للناس بشيرا } مبشرا للمؤمنين بالجنة‬
‫{ ونذيرا } منذرا للكافرين بالعذاب { ولكن أكثر الناس } أي كفار مكة { ال يعلمون } ذلك‬
‫(‪)567/1‬‬

‫‪ { - 29‬ويقولون متى هذا الوعد } بالعذاب { إن كنتم صادقين } فيه‬

‫(‪)567/1‬‬

‫‪ { - 30‬قل لكم ميعاد يوم ال تستأخرون عنه ساعة وال تستقدمون } عليه وهو يوم القيامة‬

‫(‪)567/1‬‬

‫‪ { - 31‬وقال الذين كفروا } من أهل مكة { لن نؤمن بهذا القرآن وال بالذي بين يديه } أي تقدمه كالتوراة‬
‫واإلنجيل الدالين على البعث إلنكارهم له قال تعالى فيهم { ولو ترى } يا محمد { إذ الظالمون } الكافرون‬
‫{ موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا } االتباع { للذين استكبروا }‬
‫الرؤساء { لوال أنتم } صددتمونا عن اإليمان { لكنا مؤمنين } بالنبي‬

‫(‪)567/1‬‬

‫‪ { - 32‬قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم } ال { بل كنتم‬
‫مجرمين } في أنفسكم‬

‫(‪)568/1‬‬

‫‪ { - 33‬وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار } أي مكر فيهما منكم بنا { إذ تأمروننا‬
‫أن نكفر باهلل ونجعل له أندادا } شركاء { وأسروا } أي الفريقان { الندامة } على ترك اإليمان به { لما رأوا‬
‫العذاب } أي أخفاها كل عن رفيقه مخافة التعبير { وجعلنا األغالل في أعناق الذين كفروا } في النار‬
‫{ هل } ما { يجزون إال } جزاء { ما كانوا يعملون } في الدنيا‬

‫(‪)568/1‬‬

‫‪ { - 34‬وما أرسلنا في قرية من نذير إال قال مترفوها } رؤساؤها المتنعمون { إنا بما أرسلتم به كافرون }‬
‫(‪)568/1‬‬

‫‪ { - 35‬وقالوا نحن أكثر أمواال وأوالدا } ممن آمن { وما نحن بمعذبين }‬

‫(‪)568/1‬‬

‫‪ { - 36‬قل إن ربي يبسط الرزق } يوسعه { لمن يشاء } امتحانا { ويقدر } يضيقه لمن يشاء ابتالء { ولكن‬
‫أكثر الناس } أي كفار مكة { ال يعلمون } ذلك‬

‫(‪)568/1‬‬

‫‪ { - 37‬وما أموالكم وال أوالدكم بالتي تقربكم عندنا زلفى } قربى أي تقريبا { إال } لكن { من آمن وعمل‬
‫صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا } أي جزاء العمل ‪ :‬الحسنة مثال بعشر فأكثر { وهم في‬
‫الغرفات } من الجنة { آمنون } من الموت وغيره وفي قراءة الغرفة بمعنى الجمع‬

‫(‪)568/1‬‬

‫‪ { - 38‬والذين يسعون في آياتنا } القرآن باإلبطال { معجزين } لنا مقدرين عجزنا وأنهم بفوتوننا { أولئك‬
‫في العذاب محضرون }‬

‫(‪)568/1‬‬

‫‪ { - 39‬قل إن ربي يبسط الرزق } يوسعه { لمن يشاء من عباده } امتحانا { ويقدر } يضيقه { له } بعد‬
‫البسط أو لمن يشاء ابتالء { وما أنفقتم من شيء } في الخير { فهو يخلفه وهو خير الرازقين } يقال ‪ :‬كل‬
‫إنسان يرزق عائلته أي من رزق هللا‬

‫(‪)569/1‬‬

‫‪ { - 40‬و } اذكر { يوم نحشرهم جميعا } أي المشركين { ثم يقول للمالئكة أهؤالء إياكم } بتحقيق الهمزتين‬
‫وإبدال األولى ياء وإسقاطها { كانوا يعبدون }‬
‫(‪)569/1‬‬

‫‪ { - 41‬قالوا سبحانك } تنزيها لك عن الشريك { أنت ولينا من دونهم } أي ال مواالة بيننا وبينهم من جهتنا‬
‫{ بل } لإلنتقال { كانوا يعبدون الجن } الشياطين أي يطيعونهم في عبادتهم إيانا { أكثرهم بهم مؤمنون }‬
‫مصدقون فيما يقولون لهم‬

‫(‪)569/1‬‬

‫‪ - 42‬قال تعالى ‪ { :‬فاليوم ال يملك بعضكم لبعض } أي بعض المعبودين لبعض العابدين { نفعا } شفاعة‬
‫{ وال ضرا } تعذيبا { ونقول للذين ظلموا } كفروا { ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون }‬

‫(‪)569/1‬‬

‫‪ { - 43‬وإذا تتلى عليهم آياتنا } أي القرآن { بينات } واضحات بلسان نبينا محمد صلى هللا عليه و سلم‬
‫{ قالوا ما هذا إال رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم } من األصنام { وقالوا ما هذا } أي القرآن { إال‬
‫إفك } كذب { مفترى } على هللا { وقال الذين كفروا للحق } القرآن { لما جاءهم إن } ما { هذا إال سحر‬
‫مبين } بين‬

‫(‪)569/1‬‬

‫‪ - 44‬قال تعالى ‪ { :‬وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير } فمن أين كذبوك‬

‫(‪)569/1‬‬

‫‪ { - 45‬وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا } أي هؤالء { معشار ما آتيناهم } من القوة وطول العمر وكثرة‬
‫المال { فكذبوا رسلي } إليهم { فكيف كان نكير } إنكاري عليهم العقوبة واإلهالك أي هو واقع موقعه‬

‫(‪)569/1‬‬
‫‪ { - 46‬قل إنما أعظكم بواحدة } هي { أن تقوموا هلل } أي ألجله { مثنى } أي اثنين اثنين { وفرادى }‬
‫واحدا واحدا { ثم تتفكروا } فتعلموا { ما بصاحبكم } محمد { من جنة } جنون { إن } ما { هو إال نذير لكم‬
‫بين يدي } أي قبل { عذاب شديد } في اآلخرة إن عصيتموه‬

‫(‪)570/1‬‬

‫‪ { - 47‬قل } لهم { ما سألتكم } على اإلنذار والتبليغ { من أجر فهو لكم } أي ال أسألكم عليه أجرا { إن‬
‫أجري } ما ثوابي { إال على هللا وهو على كل شيء شهيد } مطلع يعلم صدقي‬

‫(‪)570/1‬‬

‫‪ { - 48‬قل إن ربي يقذف بالحق } يلقيه إلى أنبيائه { عالم الغيوب } ما غاب عن خلقه في السماوات‬
‫واألرض‬

‫(‪)570/1‬‬

‫‪ { - 49‬قل جاء الحق } اإلسالم { وما يبدئ الباطل } الكفر { وما يعيد } أي لم يبق له أثر‬

‫(‪)570/1‬‬

‫‪ { - 50‬قل إن ضللت } عن الحق { فإنما أضل على نفسي } أي إثم ضاللي عليها { وإن اهتديت فبما يوحي‬
‫إلي ربي } من القرآن والحكمة { إنه سميع } للدعاء { قريب }‬

‫(‪)570/1‬‬

‫‪ { - 51‬ولو ترى } يا محمد { إذ فزعوا } عند البعث لرأيت أمرا عظيما { فال فوت } لهم منا أي ال يفوتوننا‬
‫{ وأخذوا من مكان قريب } أي القبور‬

‫(‪)570/1‬‬
‫‪ { - 52‬وقالوا آمنا به } بمحمد أو القرآن { وأنى لهم التناوش } بواو وبالهمزة بدلها أي تناول اإليمان { من‬
‫مكان بعيد } عن محله إذ هم في اآلخرة ومحله الدنيا‬

‫(‪)570/1‬‬

‫‪ { - 53‬وقد كفروا به من قبل } في الدنيا { ويقذفون } يرمون { بالغيب من مكان بعيد } أي بما غاب علمه‬
‫عنهم غيبة بعيدة حيث قالوا في النبي ‪ :‬ساحر شاعر كاهن وفي القرآن ‪ :‬سحر شعر كهانة‬

‫(‪)570/1‬‬

‫‪ { - 54‬وحيل بينهم وبين ما يشتهون } من اإليمان أي قبوله { كما فعل بأشياعهم } أشباههم في الكفر { من‬
‫قبل } أي قبلهم { إنهم كانوا في شك مريب } موقع في الريبة لهم فيما آمنوا به اآلن ولم يعتدوا بدالئله في‬
‫الدنيا‬

‫(‪)570/1‬‬

‫سورة فاطر‬
‫[ مكية وآياتها ‪ 45‬أو ‪ 46‬نزلت بعد الفرقان ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬الحمد هلل } حمد تعالى نفسه بذلك كما بين في أول سورة سبأ { فاطر السماوات واألرض } خالقهما‬
‫على غير مثال سبق { جاعل المالئكة رسال } إلى األنبياء { أولي أجنحة مثنى وثالث ورباع يزيد في‬
‫الخلق } في المالئكة وغيرها { ما يشاء إن هللا على كل شيء قدير }‬

‫(‪)571/1‬‬

‫‪ { - 2‬ما يفتح هللا للناس من رحمة } كرزق ومطر { فال ممسك لها وما يمسك } من ذلك { فال مرسل له من‬
‫بعده } أي بعد إمساكه { وهو العزيز } الغالب على أمره { الحكيم } في فعله‬

‫(‪)571/1‬‬

‫‪ { - 3‬يا أيها الناس } أي أهل مكة { اذكروا نعمة هللا عليكم } بإسكانكم الحرم ومنع الغارات عنكم { هل من‬
‫خالق } من زائدة وخالق مبتدأ { غير هللا } بالرفع والجر نعت لخالق لفظا ومحال وخبر المبتدأ { يرزقكم من‬
‫السماء } المطر { و } من { األرض } النبات واإلستفهام للتقرير أي ال خالق رازق غيره { ال إله إال هو‬
‫فأنى تؤفكون } من أين تصرفون عن توحيده مع إقراركم بأنه الخالق الرازق‬

‫(‪)571/1‬‬

‫‪ { - 4‬وإن يكذبوك } يا محمد في مجيئك بالتوحيد والبعث والحساب والعقاب { فقد كذبت رسل من قبلك }‬
‫في ذلك فاصبر كما صبروا { وإلى هللا ترجع األمور } في اآلخرة فيجازي المكذبين وينصر المرسلين‬

‫(‪)571/1‬‬

‫‪ { - 5‬يا أيها الناس إن وعد هللا } بالبعث وغيره { حق فال تغرنكم الحياة الدنيا } عن اإليمان بذلك { وال‬
‫يغرنكم باهلل } في حلمه وإمهاله { الغرور } الشيطان‬

‫(‪)571/1‬‬

‫‪ { - 6‬إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا } بطاعة هللا وال تطيعوه { إنما يدعو حزبه } أتباعه في الكفر‬
‫{ ليكونوا من أصحاب السعير } النار الشديدة‬

‫(‪)572/1‬‬

‫‪ { - 7‬الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير } هذا بيان ما‬
‫لموافقي الشيطان وما لمخالفيه‬

‫(‪)572/1‬‬

‫‪ - 8‬ونزل في أبي جهل وغيره { أفمن زين له سوء عمله } بالتمويه { فرآه حسنا } من مبتدأ خبره ‪ :‬كمن‬
‫هداه هللا ؟ ال دل عليه { فإن هللا يضل من يشاء ويهدي من يشاء فال تذهب نفسك عليهم } على المزين لهم‬
‫{ حسرات } باغتمامك أن ال يؤمنوا { إن هللا عليم بما يصنعون } فيجازيهم عليه‬

‫(‪)572/1‬‬
‫‪ { - 9‬وهللا الذي أرسل الرياح } وفي قراءة الريح { فتثير سحابا } المضارع لحكاية الحال الماضية أي‬
‫تزعجه { فسقناه } فيه التفات عن الغيبة { إلى بلد ميت } بالتشديد والتخفيف ال نبات بها { فأحيينا به‬
‫األرض } من البلد { بعد موتها } يبسها أي أنبتنا به الزرع والكأل { كذلك النشور } أي البعث واإلحياء‬

‫(‪)572/1‬‬

‫‪ { - 10‬من كان يريد العزة فلله العزة جميعا } أي في الدنيا واآلخرة فال تنال منه إال بطاعته فليطعه { إليه‬
‫يصعد الكلم الطيب } يعلمه وهو ال إله هللا ونحوها { والعمل الصالح يرفعه } يقبله { والذين يمكرون }‬
‫المكرات { السيئات } بالنبي في دار الندوة من تقييده أو قتله أو إخراجه كما ذكر في األنفال { لهم عذاب‬
‫شديد ومكر أولئك هو يبور } يهلك‬

‫(‪)572/1‬‬

‫‪ { - 11‬وهللا خلقكم من تراب } بخلق أبيكم آدم منه { ثم من نطفة } أي مني بخلق ذريته منها { ثم جعلكم‬
‫أزواجا } ذكورا وإناثا { وما تحمل من أنثى وال تضع إال بعلمه } حال أي معلومة له { وما يعمر من‬
‫معمر } أي ما يزاد في عمر طويل العمر { وال ينقص من عمره } أي ذلك المعمر أو معمر آخر { إال في‬
‫كتاب } هو اللوح المحفوظ { إن ذلك على هللا يسير } هين‬

‫(‪)572/1‬‬

‫‪ { - 12‬وما يستوي البحران هذا عذب فرات } شديد العذوبة { سائغ شرابه } شربه { وهذا ملح أجاج }‬
‫شديد الملوحة { ومن كل } منهما { تأكلون لحما طريا } هو السمك { وتستخرجون } من الملح وقيل منهما‬
‫{ حلية تلبسونها } هي اللؤلؤ والمرجان { وترى } تبصر { الفلك } السفن { فيه } في كل منهما { مواخر }‬
‫تمخر الماء أي تشقه بجريها فيه مقبلة ومدبرة بريح واحدة { لتبتغوا } تطلبوا { من فضله } تعالى بالتجارة‬
‫{ ولعلكم تشكرون } هللا على ذلك‬

‫(‪)573/1‬‬

‫‪ { - 13‬يولج } يدخل هللا { الليل في النهار } فيزيد { ويولج النهار } يدخله { في الليل } فيزيد { وسخر‬
‫الشمس والقمر كل } منهما { يجري } في فلكه { ألجل مسمى } يوم القيامة { ذلكم هللا ربكم له الملك والذين‬
‫تدعون } تعبدون { من دونه } أي غيره وهم األصنام { ما يملكون من قطمير } لفافة النواة‬

‫(‪)573/1‬‬
‫‪ { - 14‬إن تدعوهم ال يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا } فرضا { ما استجابوا لكم } ما أجابوكم { ويوم القيامة‬
‫يكفرون بشرككم } بإشراككم إياهم مع هللا أي يتبرؤون منكم ومن عبادتكم إياهم { وال ينبئك } بأحوال‬
‫الدارين { مثل خبير } عالم هو هللا تعالى‬

‫(‪)573/1‬‬

‫‪ { - 15‬يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى هللا } بكل حال { وهللا هو الغني } عن خلقه { الحميد } المحمود في‬
‫صنعه بهم‬

‫(‪)573/1‬‬

‫‪ { - 16‬إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد } بدلكم‬

‫(‪)574/1‬‬

‫‪ { - 17‬وما ذلك على هللا بعزيز } شديد‬

‫(‪)574/1‬‬

‫‪ { - 18‬وال تزر } نفس { وازرة } آثمة أي ال تحمل { وزر } نفس { أخرى وإن تدع } نفس { مثقلة }‬
‫بالوزر { إلى حملها } منه أحدا ليحمل بعضه { ال يحمل منه شيء ولو كان } المدعو { ذا قربى } قرابة‬
‫كاألب واالبن وعدم الحمل في الشقين حكم من هللا { إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب } أي يخافونه وما‬
‫رأوه ألنهم المنتفعون باإلنذار { وأقاموا الصالة } أداموها { ومن تزكى } تطهر من الشرك وغيره { فإنما‬
‫يتزكى لنفسه } فصالحه مختص به { وإلى هللا المصير } المرجع فيجزي بالعمل في اآلخرة‬

‫(‪)574/1‬‬

‫‪ { - 19‬وما يستوي األعمى والبصير } الكافر والمؤمن‬

‫(‪)574/1‬‬
‫‪ { - 20‬وال الظلمات } الكفر { وال النور } اإليمان‬

‫(‪)574/1‬‬

‫‪ { - 21‬وال الظل وال الحرور } الجنة والنار‬

‫(‪)574/1‬‬

‫‪ { - 22‬وما يستوي األحياء وال األموات } المؤمنون وال الكفار وزيادة ال في الثالثة تأكيد { إن هللا يسمع من‬
‫يشاء } هدايته فيجيبه باإليمان { وما أنت بمسمع من في القبور } أي الكفار شبههم بالموتى فيجيبون‬

‫(‪)574/1‬‬

‫‪ { - 23‬إن } ما { أنت إال نذير } منذر لهم‬

‫(‪)574/1‬‬

‫‪ { - 24‬إنا أرسلناك بالحق } بالهدى { بشيرا } من أجاب إليه { ونذيرا } من لم يجب إليه { وإن } ما { من‬
‫أمة إال خال } سلف { فيها نذير } نبي ينذرها‬

‫(‪)574/1‬‬

‫‪ { - 25‬وإن يكذبوك } أي أهل مكة { فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات } المعجزات‬
‫{ وبالزبر } كصحف إبراهيم { وبالكتاب المنير } هو التوراة واإلنجيل فاصبر كما صبروا‬

‫(‪)574/1‬‬
‫‪ { - 26‬ثم أخذت الذين كفروا } بتكذيبهم { فكيف كان نكير } إنكاري عليهم بالعقوبة واإلهالك أي هو واقع‬
‫موقعه‬

‫(‪)575/1‬‬

‫‪ { - 27‬ألم تر } تعلم { أن هللا أنزل من السماء ماء فأخرجنا } فيه التفات عن الغيبة { به ثمرات مختلفا‬
‫ألوانها } كأخضر وأحمر وأصفر وغيرها { ومن الجبال جدد } جمع جدة طريق في الجبل وغيره { بيض‬
‫وحمر } وصفر { مختلف ألوانها } بالشدة والضعف { وغرابيب سود } عطف على جدد أي صخور شديدة‬
‫السواد يقال كثيرا ‪ :‬أسود غربيب وقليال ‪ :‬غربيب أسود‬

‫(‪)575/1‬‬

‫‪ { - 28‬ومن الناس والدواب واألنعام مختلف ألوانه كذلك } كاختالف الثمار والجبال { إنما يخشى هللا من‬
‫عباده العلماء } بخالف الجهال ككفار مكة { إن هللا عزيز } في ملكه { غفور } لذنوب عباده المؤمنين‬

‫(‪)575/1‬‬

‫‪ { - 29‬إن الذين يتلون } يقرءون { كتاب هللا وأقاموا الصالة } أداموها { وأنفقوا مما رزقناهم سرا‬
‫وعالنية } زكاة وغيرها { يرجون تجارة لن تبور } تهلك‬

‫(‪)575/1‬‬

‫‪ { - 30‬ليوفيهم أجورهم } ثواب أعمالهم المذكورة { ويزيدهم من فضله إنه غفور } لذنوبهم { شكور }‬
‫لطاعتهم‬

‫(‪)575/1‬‬

‫‪ { - 31‬والذي أوحينا إليك من الكتاب } القرآن { هو الحق مصدقا لما بين يديه } تقدمه من الكتب { إن هللا‬
‫بعباده لخبير بصير } عالم بالبواطن والظواهر‬

‫(‪)575/1‬‬
‫‪ { - 32‬ثم أورثنا } أعطينا { الكتاب } القرآن { الذين اصطفينا من عبادنا } وهم أمتك { فمنهم ظالم لنفسه }‬
‫بالتقصير في العمل به { ومنهم مقتصد } يعمل به أغلب األوقات { ومنهم سابق بالخيرات } يضم إلى العلم‬
‫التعليم واإلرشاد إلى العمل { بإذن هللا } بإرادته { ذلك } أي إيراثهم الكتاب { هو الفضل الكبير }‬

‫(‪)575/1‬‬

‫‪ { - 33‬جنات عدن } أي إقامة { يدخلونها } الثالثة بالبناء للفاعل وللمفعول خبر جنات المبتدأ { يحلون }‬
‫خبر ثان { فيها من } بعض { أساور من ذهب ولؤلؤا } مرصع بالذهب { ولباسهم فيها حرير }‬

‫(‪)576/1‬‬

‫‪ { - 34‬وقالوا الحمد هلل الذي أذهب عنا الحزن } جميعه { إن ربنا لغفور } للذنوب { شكور } للطاعة‬

‫(‪)576/1‬‬

‫‪ { - 35‬الذي أحلنا دار المقامة } اإلقامة { من فضله ال يمسنا فيها نصب } تعب { وال يمسنا فيها لغوب }‬
‫إعياء من التعب لعدم التكليف فيها وذكر الثاني التابع لألول للتصريح بنفيه‬

‫(‪)576/1‬‬

‫‪ { - 36‬والذين كفروا لهم نار جهنم ال يقضى عليهم } بالموت { فيموتوا } يستريحوا { وال يخفف عنهم من‬
‫عذابها } طرفة عين { كذلك } كما جزيناهم { نجزي كل كفور } كافر بالياء والنون المفتوحة مع كسر‬
‫الزاي ونصب كل‬

‫(‪)576/1‬‬

‫‪ { - 37‬وهم يصطرخون فيها } يستغيثون بشدة وعويل يقولون { ربنا أخرجنا } منها { نعمل صالحا غير‬
‫الذي كنا نعمل } فيقال لهم { أولم نعمركم ما } وقتا { يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير } الرسول فما أجبتم‬
‫{ فذوقوا فما للظالمين } الكافرين { من نصير } يدفع العذاب عنهم‬
‫(‪)576/1‬‬

‫‪ { - 38‬إن هللا عالم غيب السماوات واألرض إنه عليم بذات الصدور } بما في القلوب فعلمه بغيره أولى‬
‫بالنظر إلى حال الناس‬

‫(‪)576/1‬‬

‫‪ { - 39‬هو الذي جعلكم خالئف في األرض } جمع خليفة أي يخلف بعضكم بعضا { فمن كفر } منكم‬
‫{ فعليه كفره } أي وبال كفره { وال يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إال مقتا } غضبا { وال يزيد الكافرين‬
‫كفرهم إال خسارا } لآلخرة‬

‫(‪)577/1‬‬

‫‪ { - 40‬قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون } تعبدون { من دون هللا } أي غيره وهم األصنام الذين زعمتم أنهم‬
‫شركاء هللا تعالى { أروني } أخبروني { ماذا خلقوا من األرض أم لهم شرك } شركة مع هللا { في } خلق‬
‫{ السماوات أم آتيناهم كتابا فهم على بينة } حجة { منه } بأن لهم معي شركة ؟ ال شيء من ذلك { بل إن }‬
‫ما { يعد الظالمون } الكافرون { بعضهم بعضا إال غرورا } باطال بقولهم األصنام تشفع لهم‬

‫(‪)577/1‬‬

‫‪ { - 41‬إن هللا يمسك السماوات واألرض أن تزوال } أي يمنعهما من الزوال { ولئن } الم قسم { زالتا إن }‬
‫ما { أمسكهما } يمسكهما { من أحد من بعده } أي سواه { إنه كان حليما غفورا } في تأخير عقاب الكفار‬

‫(‪)577/1‬‬

‫‪ { - 42‬وأقسموا } أي كفار مكة { باهلل جهد أيمانهم } غاية اجتهادهم فيها { لئن جاءهم نذير } رسول‬
‫{ ليكونن أهدى من إحدى األمم } اليهود والنصارى وغيرهم أي أي واحدة منها لما رأوا من تكذيب بعضهم‬
‫بعضا إذ قالت اليهود ‪ :‬ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ‪ :‬ليست اليهود على شيء { فلما جاءهم‬
‫نذير } محمد صلى هللا عليه و سلم { ما زادهم } مجيئه { إال نفورا } تباعدا عن الهدى‬

‫(‪)577/1‬‬
‫‪ { - 43‬استكبارا في األرض } عن اإليمان مفعول له { ومكر } العمل { السيئ } من الشرك وغيره { وال‬
‫يحيق } يحيط { المكر السيئ إال بأهله } وهو الماكر ووصف المكر بالسيء أصل وإضافته إليه قيل ‪:‬‬
‫استعمال آخر قدر فيه مضاف حذرا من اإلضافة إلى الصفة { فهل ينظرون } ينتظرون { إال سنة األولين }‬
‫سنة هللا فيهم من تعذيبهم بتكذيبهم رسلهم { فلن تجد لسنة هللا تبديال ولن تجد لسنة هللا تحويال } أي ال يبدل‬
‫بالعذاب غيره وال يحول إلى غير مستحقه‬

‫(‪)577/1‬‬

‫‪ { - 44‬أولم يسيروا في األرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة } فأهلكهم هللا‬
‫بتكذيبهم رسلهم { وما كان هللا ليعجزه من شيء } يسبقه ويفوته { في السماوات وال في األرض إنه كان‬
‫عليما } أي باألشياء كلها { قديرا } عليها‬

‫(‪)578/1‬‬

‫‪ { - 45‬ولو يؤاخذ هللا الناس بما كسبوا } من المعاصي { ما ترك على ظهرها } أي األرض { من دابة }‬
‫نسمة تدب عليها { ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى } أي يوم القيامة { فإذا جاء أجلهم فإن هللا كان بعباده‬
‫بصيرا } فيجازيهم على أعمالهم بإثابة المؤمنين وعقاب الكافرين‬

‫(‪)578/1‬‬

‫سورة يس‬
‫[ مكية إال آية ‪ 45‬فمدنية وآياتها ‪] 83‬‬
‫نزلت بعد سورة الجن‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬يس } هللا أعلم بمراده به‬

‫(‪)578/1‬‬

‫‪ { - 2‬والقرآن الحكيم } المحكم بعجيب النظم وبديع المعاني‬

‫(‪)578/1‬‬
‫‪ { - 3‬إنك } يا محمد { لمن المرسلين }‬

‫(‪)578/1‬‬

‫‪ { - 4‬على } متعلق بما قبله { صراط مستقيم } أي طريق األنبياء قبلك التوحيد والهدى والتأكيد بالقسم‬
‫وغيره رد لقول الكفار له { لست مرسال }‬

‫(‪)578/1‬‬

‫‪ { - 5‬تنزيل العزيز } في ملكه { الرحيم } بخلقه خبر مبتدأ مقدر أي القرآن‬

‫(‪)579/1‬‬

‫‪ { - 6‬لتنذر } به { قوما } متعلق بتنزيل { ما أنذر آباؤهم } أي لم ينذروا في زمن الفترة { فهم } أي القوم‬
‫{ غافلون } عن اإليمان والرشد‬

‫(‪)579/1‬‬

‫‪ { - 7‬لقد حق القول } وجب { على أكثرهم } بالعذاب { فهم ال يؤمنون } أي األكثر‬

‫(‪)579/1‬‬

‫‪ { - 8‬إنا جعلنا في أعناقهم أغالال } بأن تضم إليها األيدي ألن الغل يجمع اليد إلى العنق { فهي } أي األيدي‬
‫مجموعة { إلى األذقان } جمع ذقن وهي مجتمع اللحيين { فهم مقمحون } رافعون رؤوسهم ال يستطيعون‬
‫خفضها وهذا تمثيل والمراد أنهم ال يذعنون لإليمان وال يخفضون رؤوسهم له‬

‫(‪)579/1‬‬
‫‪ { - 9‬وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا } بفتح السين وضمها في الموضعين { فأغشيناهم فهم ال‬
‫يبصرون } تمثيل أيضا لسد طرق اإليمان عليهم‬

‫(‪)579/1‬‬

‫‪ { - 10‬وسواء عليهم أأنذرتهم } بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة‬
‫واآلخرى وتركه { أم لم تنذرهم ال يؤمنون }‬

‫(‪)579/1‬‬

‫‪ { - 11‬إنما تنذر } ينفع إنذارك { من اتبع الذكر } القرآن { وخشي الرحمن بالغيب } خافه ولم يره { فبشره‬
‫بمغفرة وأجر كريم } هو الجنة‬

‫(‪)579/1‬‬

‫‪ { - 12‬إنا نحن نحيي الموتى } للبعث { ونكتب } في اللوح المحفوظ { ما قدموا } في حياتهم من خير وشر‬
‫ليجازوا عليه { وآثارهم } ما استن به بعدهم { وكل شيء } نصبه بفعل يفسره { أحصيناه } ضبطناه { في‬
‫إمام مبين } كتاب بين هو اللوح المحفوظ‬

‫(‪)579/1‬‬

‫‪ { - 13‬واضرب } اجعل { لهم مثال } مفعول أول { أصحاب } مفعول ثان { القرية } أنطاكية { إذ‬
‫جاءها } إلى آخره بدل اشتمال من أصحاب القرية { المرسلون } أي رسل عيسى‬

‫(‪)579/1‬‬

‫‪ { - 14‬إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما } إلى آخره بدل من إذ األولى { فعززنا } بالتخفيف والتشديد ‪ :‬قوينا‬
‫اإلثنين { بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون }‬

‫(‪)580/1‬‬
‫‪ { - 15‬قالوا ما أنتم إال بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن } ما { أنتم إال تكذبون }‬

‫(‪)580/1‬‬

‫‪ { - 16‬قالوا ربنا يعلم } جار مجرى القسم وزيد التأكيد به وبالالم على ما قبله لزيادة اإلنكار في { إنا إليكم‬
‫لمرسلون }‬

‫(‪)580/1‬‬

‫‪ { - 17‬وما علينا إال البالغ المبين } التبليغ البين الظاهر باألدلة الواضحة وهي إبراء األكمه واألبرص‬
‫والمريض وإحياء الميت‬

‫(‪)580/1‬‬

‫‪ { - 18‬قالوا إنا تطيرنا } تشاءمنا { بكم } إلنقطاع المطر عنا بسببكم { لئن } الم قسم { لم تنتهوا‬
‫لنرجمنكم } بالحجارة { وليمسنكم منا عذاب أليم } مؤلم‬

‫(‪)580/1‬‬

‫‪ { - 19‬قالوا طائركم } شؤمكم { معكم } بكفركم { أإن } همزة استفهام دخلت على إن الشرطية وفي‬
‫همزتها التحقيق والتسهيل وإدخال ألف يبنها بوجهيها وبين األخرى { ذكرتم } وعظتم وخوفتم وجواب‬
‫الشرط محذوف أي تطيرتم وكفرتم وهو محل اإلستفهام والمراد به التوبيخ { بل أنتم قوم مسرفون }‬
‫متجاوزون الحد بشرككم‬

‫(‪)580/1‬‬

‫‪ { - 20‬وجاء من أقصى المدينة رجل } هو حبيب النجار كان قد كان آمن بالرسل ومنزله بأقصى البلد‬
‫{ يسعى } يشتد عدوا لما سمع بتكذيب القوم الرسل { قال يا قوم اتبعوا المرسلين }‬

‫(‪)580/1‬‬
‫‪ { - 21‬اتبعوا } تأكيد لألول { من ال يسألكم أجرا } على رسالته { وهم مهتدون } فقيل له ‪ :‬أنت على دينهم‬

‫(‪)580/1‬‬

‫‪ - 22‬فقال { وما لي ال أعبد الذي فطرني } خلقني أي ال مانع لي من عبادته الموجود مقتضيها وأنتم كذلك‬
‫{ وإليه ترجعون } بعد الموت فيجازيكم بكفركم‬

‫(‪)580/1‬‬

‫‪ { - 23‬أأتخذ } في الهمزتين منه ما تقدم في أأندرتهم وهو استفهام بمعنى النفي { من دونه } أي غيره‬
‫{ آلهة } أصناما { إن يردن الرحمن بضر ال تغن عني شفاعتهم } التي زعمتموها { شيئا وال ينقذون }‬
‫صفة آلهة‬

‫(‪)581/1‬‬

‫‪ { - 24‬إني إذا } أي إن عبدت غير هللا { لفي ضالل مبين } بين‬

‫(‪)581/1‬‬

‫‪ { - 25‬إني آمنت بربكم فاسمعون } أي اسمعوا قولي فرجموه فمات‬

‫(‪)581/1‬‬

‫‪ { - 26‬قيل } له عند موته { ادخل الجنة } وقيل دخلها حيا { قال يا } حرف تنبيه { ليت قومي يعلمون }‬

‫(‪)581/1‬‬

‫‪ { - 27‬بما غفر لي ربي } بغفرانه { وجعلني من المكرمين }‬

‫(‪)581/1‬‬
‫‪ { - 28‬وما } نافية { أنزلنا على قومه } أي حبيب { من بعده } بعد موته { من جند من السماء } أي‬
‫مالئكة إلهالكهم { وما كنا منزلين } مالئكة إلهالك أحد‬

‫(‪)581/1‬‬

‫‪ { - 29‬إن } ما { كانت } عقوبتهم { إال صيحة واحدة } صاح بهم جبريل { فإذا هم خامدون } ساكنون‬
‫ميتون‬

‫(‪)581/1‬‬

‫‪ { - 30‬يا حسرة على العباد } هؤالء ونحوهم ممن كذبوا الرسل فأهلكوا وهي شدة التألم ونداؤها مجاز أي‬
‫هذا أوانك فاحضري { ما يأتيهم من رسول إال كانوا به يستهزئون } مسوق لبيان سببها إلشتماله على‬
‫استهزائهم المؤدي إلى اهالكهم المسبب عنه الحسرة‬

‫(‪)581/1‬‬

‫‪ { - 31‬ألم يروا } أي أهل مكة القائلون للنبي { لست مرسال } واإلستفهام للتقرير ‪ :‬أي عملوا { كم } خبرية‬
‫بمعنى كثيرا معمولة لها بعدها معلقة لما قبلها عن العمل والمعنى إنا { أهلكنا قبلهم } كثيرا { من القرون }‬
‫األمم { أنهم } أي المهلكين { إليهم } أي المكذبين { ال يرجعون } أفال يعتبرون بهم وأنه الخ ‪ :‬بدل مما قبله‬
‫برعاية المعنى المذكور‬

‫(‪)581/1‬‬

‫‪ { - 32‬وإن } نافية أو مخففة { كل } أي كل الخالئق مبتدأ { لما } بالتشديد بمعنى إال أو بالتخفيف فالالم‬
‫فارقة وما مزيدة { جميع } خبر المبتدأ أي مجموعون { لدينا } عندنا في الموقف بعد بعثهم { محضرون }‬
‫للحساب خبر ثان‬

‫(‪)582/1‬‬
‫‪ { - 33‬وآية لهم } على البعث خبر مقدم { األرض الميتة } بالتخفيف والتشديد { أحييناها } بالماء مبتدأ‬
‫{ وأخرجنا منها حبا } كالحنطة { فمنه يأكلون }‬

‫(‪)582/1‬‬

‫‪ { - 34‬وجعلنا فيها جنات } بساتين { من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون } أي بعضها‬

‫(‪)582/1‬‬

‫‪ { - 35‬ليأكلوا من ثمره } بفتحتين وضمتين أي ثمر المذكور من النخيل وغيره { وما عملته أيديهم } أي لم‬
‫تعمل الثمر { أفال يشكرون } أنعمه تعالى عليهم‬

‫(‪)582/1‬‬

‫‪ { - 36‬سبحان الذي خلق األزواج } األصناف { كلها مما تنبت األرض } من الحبوب وغيرها { ومن‬
‫أنفسهم } من الذكور واإلناث { ومما ال يعلمون } من المخلوقات العجيبة الغريبة‬

‫(‪)582/1‬‬

‫‪ { - 37‬وآية لهم } على القدرة العظيمة { الليل نسلخ } نفصل { منه النهار فإذا هم مظلمون } داخلون في‬
‫الظالم‬

‫(‪)582/1‬‬

‫‪ { - 38‬والشمس تجري } إلى آخره من جملة اآلية لهم ‪ :‬أو آية أخرى والقمر كذلك { لمستقر لها } أي إليه‬
‫ال تتجاوزه { ذلك } أي جريها { تقدير العزيز } في ملكه { العليم } بخلقه‬

‫(‪)582/1‬‬
‫‪ { - 39‬والقمر } بالرفع والنصب وهو منصوب بفعل يفسره ما بعده { قدرناه } من حيث سيره { منازل }‬
‫ثمانية وعشرين منزال في ثمان وعشرين ليلة من كل شهر ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثالثين يوما وليلة إن‬
‫كان تسعة وعشرين يوما { حتى عاد } في آخر منازله في رأي العين { كالعرجون القديم } أي كعود‬
‫الشماريخ إذا عتق فإنه يرق ويتقوس ويصفر‬

‫(‪)582/1‬‬

‫‪ { - 40‬ال الشمس ينبغي } يسهل ويصح { لها أن تدرك القمر } فتجتمع معه في الليل { وال الليل سابق‬
‫النهار } فال يأتي قبل انقضائه { وكل } تنوينه عوض عن المضاف إليه من الشمس والقمر والنجوم { في‬
‫فلك } مستدير { يسبحون } يسيرون نزلوا منزلة العقالء‬

‫(‪)582/1‬‬

‫‪ { - 41‬وآية لهم } على قدرتنا { أنا حملنا ذريتهم } وفي قراءة ‪ :‬ذرياتهم أي آباءهم األصول { في الفلك }‬
‫أي سفينة نوح { المشحون } المملوء‬

‫(‪)583/1‬‬

‫‪ { - 42‬وخلقنا لهم من مثله } أي مثل فلك نوح وهو ما عملوه على شكله من السفن الصغار والكبار بتعليم هللا‬
‫تعالى { ما يركبون } فيه‬

‫(‪)583/1‬‬

‫‪ { - 43‬وإن نشأ نغرقهم } مع إيجاد السفن { فال صريخ } مغيث { لهم وال هم ينقذون } ينجون‬

‫(‪)583/1‬‬

‫‪ { - 44‬إال رحمة منا ومتاعا إلى حين } أي ال ينجيهم إال رحمتنا لهم وتمتيعنا إياهم بلذاتهم إلى انقضاء‬
‫آجالهم‬

‫(‪)583/1‬‬
‫‪ { - 45‬وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم } من عذاب الدنيا كغيرهم { وما خلفكم } من عذاب اآلخرة { لعلكم‬
‫ترحمون } أعرضوا‬

‫(‪)583/1‬‬

‫‪ { - 46‬وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إال كانوا عنها معرضين }‬

‫(‪)583/1‬‬

‫‪ { - 47‬وإذا قيل } أي قال فقراء الصحابة { لهم أنفقوا } علينا { مما رزقكم هللا } من األموال { قال الذين‬
‫كفروا للذين آمنوا } استهزاء بهم { أنطعم من لو يشاء هللا أطعمه } في معتقدكم هذا { إن } ما { أنتم } في‬
‫قولكم لنا ذلك مع معتقدكم هذا { إال في ضالل مبين } بين وللتصريح بكفرهم موقع عظيم‬

‫(‪)583/1‬‬

‫‪ { - 48‬ويقولون متى هذا الوعد } بالبعث { إن كنتم صادقين } فيه‬

‫(‪)583/1‬‬

‫‪ - 49‬قال تعالى ‪ { :‬ما ينظرون } أي ينتظرون { إال صيحة واحدة } وهي نفخة إسرافيل األولى { تأخذهم‬
‫وهم يخصمون } بالتشديد أصله يختصمون نقلت حركة التاء إلى الخاء وأدغمت في الصاد أي وهم في غفلة‬
‫عنها بتخاصم وتبايع وأكل وشرب وغير ذلك وفي قراءة يخصمون كيضربون أي يخصم بعضهم بعضا‬

‫(‪)583/1‬‬

‫‪ { - 50‬فال يستطيعون توصية } أي يوصوا { وال إلى أهلهم يرجعون } من أسواقهم وأشغالهم بل يموتون‬
‫فيها‬

‫(‪)583/1‬‬
‫‪ { - 51‬ونفخ في الصور } هو قرن النفخة الثانية للبعث وبين النفختين أربعون سنة { فإذا هم } أي‬
‫المقبورون { من األجداث } القبور { إلى ربهم ينسلون } يخرجون بسرعة‬

‫(‪)584/1‬‬

‫‪ { - 52‬قالوا } أي الكفار منهم { يا } للتنبيه { ويلنا } هالكنا وهو مصدر ال فعل له من لفظه { من بعثنا من‬
‫مرقدنا } ألنهم كانوا بين النفختين نائمين لم يعذبوا { هذا } أي البعث { ما } أي الذي { وعد } به { الرحمن‬
‫وصدق } فيه { المرسلون } أقروا حين ال ينفعهم اإلقرار وقيل ‪ :‬يقال لهم ذلك‬

‫(‪)584/1‬‬

‫‪ { - 53‬إن } ما { كانت إال صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا } عندنا { محضرون }‬

‫(‪)584/1‬‬

‫‪ { - 54‬فاليوم ال تظلم نفس شيئا وال تجزون إال } جزاء { ما كنتم تعملون }‬

‫(‪)584/1‬‬

‫‪ { - 55‬إن أصحاب الجنة اليوم في شغل } بسكون الغين وضمها عما فيه أهل النار مما يتلذذون به‬
‫كافتضاض األبكار ال شغل يتعبون فيه ألن الجنة ال نصب فيها { فاكهون } ناعمون خبر ثان ألن واألول في‬
‫شغل‬

‫(‪)584/1‬‬

‫‪ { - 56‬هم } مبتدأ { وأزواجهم في ظالل } جمع ظلة أو ظل خبر ‪ :‬أي ال تصيبهم الشمس { على األرائك }‬
‫جمع أريكة وهو السرير في الحجلة أو الفرش فيها { متكئون } خبر ثان متعلق على‬

‫(‪)584/1‬‬
‫‪ { - 57‬لهم فيها فاكهة ولهم } فيها { ما يدعون } يتمنون‬

‫(‪)584/1‬‬

‫‪ { - 58‬سالم } مبتدأ آل { قوال } أي بالقول خبره { من رب رحيم } بهم أي يقول لهم ‪ :‬سالم عليكم‬

‫(‪)584/1‬‬

‫‪ { - 59‬و } يقول { امتازوا اليوم أيها المجرمون } أي انفردوا عن المؤمنين عند اختالطهم بهم‬

‫(‪)584/1‬‬

‫‪ { - 60‬ألم أعهد إليكم } آمركم { يا بني آدم } على لسان رسلي { أن ال تعبدوا الشيطان } ال تطيعوه { إنه‬
‫لكم عدو مبين } بين العداوة‬

‫(‪)584/1‬‬

‫‪ { - 61‬وأن اعبدوني } وحدوني وأطيعوني { هذا صراط } طريق { مستقيم }‬

‫(‪)584/1‬‬

‫‪ { - 62‬ولقد أضل منكم جبال } خلقا جمع جبيل كقديم وفي قراءة بضم الباء { كثيرا أفلم تكونوا تعقلون }‬
‫عداوته وإضالله أو ما حل بهم من العذاب فتؤمنون ويقال لهم في اآلخرة ‪:‬‬

‫(‪)585/1‬‬

‫‪ { - 63‬هذه جهنم التي كنتم توعدون } بها‬


‫(‪)585/1‬‬

‫‪ { - 64‬اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون }‬

‫(‪)585/1‬‬

‫‪ { - 65‬اليوم نختم على أفواههم } أي الكفار لقولهم { وهللا ربنا ما كنا مشركين } { وتكلمنا أيديهم وتشهد‬
‫أرجلهم } وغيرها { بما كانوا يكسبون } فكل عضو ينطق بما صدر منه‬

‫(‪)585/1‬‬

‫‪ { - 66‬ولو نشاء لطمسنا على أعينهم } ألعميناها طمسا { فاستبقوا } ابتدروا { الصراط } الطريق ذاهبين‬
‫كعادتهم { فأنى } فكيف { يبصرون } حينئذ ؟ ‪ :‬أي ال يبصرون‬

‫(‪)585/1‬‬

‫‪ { - 67‬ولو نشاء لمسخناهم } قردة وخنازير أو حجارة { على مكانتهم } وفي قراءة ‪ :‬مكاناتهم جمع مكانة‬
‫بمعنى مكان ‪ :‬أي في منازلهم { فما استطاعوا مضيا وال يرجعون } أي لم يقدروا على ذهاب وال مجيء‬

‫(‪)585/1‬‬

‫‪ { - 68‬ومن نعمره } بإطالة أجله { ننكسه } وفي قراءة بالتشديد من التنكيس { في الخلق } فيكون بعد قوته‬
‫وشبابه ضعيفا وهرما { أفال يعقلون } أن القادر على ذلك المعلوم عندهم قادر على البعث فيؤمنون وفي‬
‫قراءة بالتاء‬

‫(‪)585/1‬‬

‫‪ { - 69‬وما علمناه } أي النبي { الشعر } رد لقولهم ‪ :‬إن ما أتى به من القرآن شعر { وما ينبغي } يسهل‬
‫{ له } الشعر { إن هو } ليس الذي أتى به { إال ذكر } عظة { وقرآن مبين } مظهر لألحكام وغيرها‬
‫(‪)585/1‬‬

‫‪ { - 70‬لينذر } بالياء والتاء به { من كان حيا } يعقل ما يخاطب به وهم المؤمنون { ويحق القول } بالعذاب‬
‫{ على الكافرين } وهم كالميتين ال يعقلون ما يخاطبون به‬

‫(‪)585/1‬‬

‫‪ { - 71‬أو لم يروا } يعلموا واإلستفهام للتقرير والواو الداخلة عليها للعطف { أنا خلقنا لهم } في جملة الناس‬
‫{ مما عملت أيدينا } عملناه بال شريك وال معين { أنعاما } هي اإلبل والبقر والغنم { فهم لها مالكون }‬
‫ضابطون‬

‫(‪)585/1‬‬

‫‪ { - 72‬وذللناها } سخرناها { لهم فمنها ركوبهم } مركوبهم { ومنها يأكلون }‬

‫(‪)585/1‬‬

‫‪ { - 73‬ولهم فيها منافع } كأصوافها وأوبارها وأشعارها { ومشارب } من لبنها جمع مشرب بمعنى شرب‬
‫أو موضعه { أفال يشكرون } المنعم عليهم بها فيؤمنون ‪ :‬أي ما فعلوا ذلك‬

‫(‪)585/1‬‬

‫‪ { - 74‬واتخذوا من دون هللا } أي غيره { آلهة } أصناما يعبدونها { لعلهم ينصرون } يمنعون من عذاب هللا‬
‫تعالى بشفاعة آلهتهم بزعمهم‬

‫(‪)586/1‬‬

‫‪ { - 75‬ال يستطيعون } أي آلهتهم نزلوا منزلة العقالء { نصرهم وهم } أي آلهتهم من األصنام { لهم جند }‬
‫بزعمهم نصرهم { محضرون } في النار معهم‬
‫(‪)586/1‬‬

‫‪ { - 76‬فال يحزنك قولهم } لك ‪ :‬لست مرسال وغير ذلك { إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون } من ذلك وغيره‬
‫فتجازيهم عليه‬

‫(‪)586/1‬‬

‫‪ { - 77‬أولم ير اإلنسان } يعلم وهو العاصي بن وائل { أنا خلقناه من نطفة } مني إلى أن صيرناه شديدا قويا‬
‫{ فإذا هو خصيم } شديد الخصومة لنا { مبين } بينها في نفي البعث‬

‫(‪)585/1‬‬

‫‪ { - 78‬وضرب لنا مثال } في ذلك { ونسي خلقه } من المني وهو أغرب من مثله { قال من يحيي العظام‬
‫وهي رميم } أي بالية ولم يقل رميمة بالتاء ألنه اسم ال صفة وروي أنه أخذ عظما رميما ففتته وقال للنبي‬
‫صلى هللا عليه و سلم ‪ :‬أترى يحيي هللا هذا بعد ما بلي ورم ؟ فقال النبي صلى هللا عليه و سلم ‪ [ :‬نعم ويدخلك‬
‫النار ]‬

‫(‪)586/1‬‬

‫‪ { - 79‬قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق } مخلوق { عليم } مجمال ومفصال قبل خلقه وبعد‬
‫خلقه‬

‫(‪)586/1‬‬

‫‪ { - 80‬الذي جعل لكم } في جملة الناس { من الشجر األخضر } المرخ والعفار أو كل شجر إال العناب‬
‫{ نارا فإذا أنتم منه توقدون } تقدحون وهذا دال على القدرة على البعث فإنه جمع فيه بين الماء والنار‬
‫والخشب فال الماء يطفىء النار وال النار تحرق الخشب‬

‫(‪)586/1‬‬
‫‪ { - 81‬أوليس الذي خلق السماوات واألرض } مع عظمهما { بقادر على أن يخلق مثلهم } أي األناسي في‬
‫الصغر { بلى } أي هو قادر على ذلك أجاب نفسه { وهو الخالق } الكثير الخلق { العليم } بكل شيء‬

‫(‪)586/1‬‬

‫‪ { - 82‬إنما أمره } شأنه { إذا أراد شيئا } أي خلق شيء { أن يقول له كن فيكون } أي فهو يكون وفي‬
‫قراءة بالنصب عطفا على يقول‬

‫(‪)586/1‬‬

‫‪ { - 83‬فسبحان الذي بيده ملكوت } ملك زيدت الواو والتاء للمبالغة أي القدرة على { كل شيء وإليه‬
‫ترجعون } تردون في اآلخرة‬

‫(‪)586/1‬‬

‫سورة الصافات‬
‫[ مكية وآياتها ‪ 182‬نزلت بعد األنعام ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬والصافات صفا } المالئكة تصف نفوسها في العبادة أو أجنحتها في الهواء تنتظر ما تؤمر به‬

‫(‪)587/1‬‬

‫‪ { - 2‬فالزاجرات زجرا } المالئكة تزجر السحاب أي تسوقه‬

‫(‪)587/1‬‬

‫‪ { - 3‬فالتاليات } أي قراء القرآن يتلونه { ذكرا } مصدر من معنى التاليات‬

‫(‪)587/1‬‬
‫‪ { - 4‬إن إلهكم } يا أهل مكة { لواحد }‬

‫(‪)587/1‬‬

‫‪ { - 5‬رب السماوات واألرض وما بينهما ورب المشارق } أي والمغارب للشمس لها كل يوم مشرق‬
‫ومغرب‬

‫(‪)587/1‬‬

‫‪ { - 6‬إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } أي بضوئها أو بها واإلضافة للبيان كقراءة تنوين زينة المبينة‬
‫بالكواكب‬

‫(‪)587/1‬‬

‫‪ { - 7‬وحفظا } منصوب بفعل مقدر ‪ :‬أي حفظناها بالشهب { من كل } متعلق بالمقدر { شيطان مارد }‬
‫عات خارج عن الطاعة‬

‫(‪)587/1‬‬

‫‪ { - 8‬ال يسمعون } أي الشياطين مستأنف وسماعهم هو في المعنى المحفوظ عنه { إلى المإل األعلى }‬
‫المالئكة في السماء وعدي السماع بإلى لتضمنه معنى اإلصغاء وفي قراءة بتشديد الميم والسين أصله‬
‫يتسمعون أدغمت التاء في السين { ويقذفون } أي الشياطين بالشهب { من كل جانب } من آفاق السماء‬

‫(‪)587/1‬‬

‫‪ { - 9‬دحورا } مصدر دحره ‪ :‬أي طرده وأبعده وهو مفعول له { ولهم } في اآلخرة { عذاب واصب } دائم‬

‫(‪)587/1‬‬
‫‪ { - 10‬إال من خطف الخطفة } مصدر ‪ :‬أي المرة واإلستثناء من ضمير يسمعون ‪ :‬أي ال يسمع إال الشيطان‬
‫الذي سمع الكلمة من المالئكة فأخذها بسرعة { فأتبعه شهاب } كوكب مضيء { ثاقب } يثقبه أو يحرقه أو‬
‫يخبله‬

‫(‪)587/1‬‬

‫‪ { - 11‬فاستفتهم } استخبر كفار مكة تقريرا أو توبيخا { أهم أشد خلقا أم من خلقنا } من المالئكة والسماوات‬
‫واألرضين وما فيهما وفي اإلتيان بمن تغليب العقالء { إنا خلقناهم } أي أصلهم آدم { من طين الزب } الزم‬
‫يلصق باليد ‪ :‬المعنى أن خلقهم ضعيف فال يتكبروا بإنكار النبي والقرآن المؤدي إلى هالكهم اليسير‬

‫(‪)588/1‬‬

‫‪ { - 12‬بل } لإلنتقال من غرض إلى آخر وهو اإلخبار بحاله وحالهم { عجبت } بفتح التاء خطابا للنبي‬
‫صلى هللا عليه و سلم أي من تكذيبهم إياك { و } هم { يسخرون } من تعجبك‬

‫(‪)588/1‬‬

‫‪ { - 13‬وإذا ذكروا } وعظوا بالقرآن { ال يذكرون } ال يتعظون‬

‫(‪)588/1‬‬

‫‪ { - 14‬وإذا رأوا آية } كانشقاق القمر { يستسخرون } يستهزءون بها‬

‫(‪)588/1‬‬

‫‪ { - 15‬وقالوا } فيها { إن } ما { هذا إال سحر مبين } بين وقالوا منكرين للبعث ‪:‬‬

‫(‪)588/1‬‬
‫‪ { - 16‬أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون } في الهمزتين في الموضعين التحقيق وتسهيل الثانية‬
‫وإدخال ألف بينهما على الوجهين‬

‫(‪)588/1‬‬

‫‪ { - 17‬أو آباؤنا األولون } بسكون الواو عطفا بأو وبفتحها والهمزة لإلستفهام والعطف بالواو والمعطوف‬
‫عليه محل إن واسمها أو الضمير في لمبعوثون والفاصل همزة اإلستفهام‬

‫(‪)588/1‬‬

‫‪ { - 18‬قل نعم } تبعثون { وأنتم داخرون } صاغرون‬

‫(‪)588/1‬‬

‫‪ { - 19‬فإنما هي } ضميره مبهم يفسره { زجرة } أي صيحة { واحدة فإذا هم } أي الخالئق أحياء‬
‫{ ينظرون } ما يفعل بهم‬

‫(‪)588/1‬‬

‫‪ { - 20‬وقالوا } أي الكفار { يا } للتنبيه { ويلنا } هالكنا وهو مصدر ال فعل له من لفظه وتقول لهم‬
‫المالئكة ‪ { :‬هذا يوم الدين } أي يوم الحساب والجزاء‬

‫(‪)588/1‬‬

‫‪ { - 21‬هذا يوم الفصل } بين الخالئق { الذي كنتم به تكذبون } ويقال للمالئكة ‪:‬‬

‫(‪)588/1‬‬

‫‪ { - 22‬احشروا الذين ظلموا } أنفسهم بالشرك { وأزواجهم } قرناءهم من الشياطين { وما كانوا يعبدون }‬
‫(‪)588/1‬‬

‫‪ { - 23‬من دون هللا } أي غيره من األوثان { فاهدوهم } دلوهم وسوقوهم { إلى صراط الجحيم } طريق‬
‫النار‬

‫(‪)589/1‬‬

‫‪ { - 24‬وقفوهم } احبسوهم عند الصراط { إنهم مسؤولون } عن جميع أقوالهم وأفعالهم ويقال لهم توبيخا ‪:‬‬

‫(‪)589/1‬‬

‫‪ { - 25‬ما لكم ال تناصرون } ال ينصر بعضكم بعضا كحالكم في الدنيا ويقال لهم ‪:‬‬

‫(‪)589/1‬‬

‫‪ { - 26‬بل هم اليوم مستسلمون } منقادون أذالء‬

‫(‪)589/1‬‬

‫‪ { - 27‬وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } يتالومون ويتخاصمون‬

‫(‪)589/1‬‬

‫‪ { - 28‬قالوا } أي األتباع منهم للمتبوعين { إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين } عن الجهة التي كنا نأمنكم لحلفكم‬
‫أنكم على الحق فصدقناكم واتبعناكم المعنى أنكم أضللتمونا‬

‫(‪)589/1‬‬
‫‪ { - 29‬قالوا } أي المتبعون لهم { بل لم تكونوا مؤمنين } وإنما يصدق اإلضالل منا أن لو كنتم مؤمنين‬
‫فرجعتم عن اإليمان إلينا‬

‫(‪)589/1‬‬

‫‪ { - 30‬وما كان لنا عليكم من سلطان } قوة وقدرة تقهركم على متابعتنا { بل كنتم قوما طاغين } ضالين‬
‫مثلنا‬

‫(‪)589/1‬‬

‫‪ { - 31‬فحق } وجب { علينا } جميعا { قول ربنا } بالعذاب ‪ :‬أي قوله { ألمألن جهنم من الجنة والناس‬
‫أجمعين } { إنا } جميعا { لذائقون } العذاب بذلك القول ونشأ عنه قولهم‬

‫(‪)589/1‬‬

‫‪ { - 32‬فأغويناكم } المعلل بقولهم { إنا كنا غاوين }‬

‫(‪)589/1‬‬

‫‪ - 33‬قال تعالى ‪ { :‬فإنهم يومئذ } يوم القيامة { في العذاب مشتركون } الشتراكهم في الغواية‬

‫(‪)589/1‬‬

‫‪ { - 34‬إنا كذلك } كما نفعل بهؤالء { نفعل بالمجرمين } غير هؤالء ‪ :‬أي نعذبهم التابع منهم والمتبوع‬

‫(‪)589/1‬‬

‫‪ { - 35‬إنهم } أي هؤالء بقرينة ما بعده { كانوا إذا قيل لهم ال إله إال هللا يستكبرون }‬

‫(‪)589/1‬‬
‫‪ { - 36‬ويقولون أإنا } في همزتيه ما تقدم { لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون } أي ألجل محمد‬

‫(‪)589/1‬‬

‫‪ - 37‬قال تعالى ‪ { :‬بل جاء بالحق وصدق المرسلين } الجائين به وهو أن ال إله إال هللا‬

‫(‪)589/1‬‬

‫‪ { - 38‬إنكم } فيه التفات { لذائقوا العذاب األليم }‬

‫(‪)589/1‬‬

‫‪ { - 39‬وما تجزون إال } جزاء { ما كنتم تعملون }‬

‫(‪)590/1‬‬

‫‪ { - 40‬إال عباد هللا المخلصين } أي المؤمنين استثناء منقطع أي ذكر جزاؤهم في قوله ‪:‬‬

‫(‪)590/1‬‬

‫‪ { - 41‬أولئك لهم } في الجنة { رزق معلوم } بكرة وعشيا‬

‫(‪)590/1‬‬

‫‪ { - 42‬فواكه } بدل أو بيان للرزق وهو ما يؤكل تلذذا ال لحفظ صحة ألن أهل الجنة مستغنون عن حفظها‬
‫بخلق أجسامهم لألبد { وهم مكرمون } بثواب هللا سبحانه وتعالى‬

‫(‪)590/1‬‬
‫‪ { - 43‬في جنات النعيم }‬

‫(‪)590/1‬‬

‫‪ { - 44‬على سرر متقابلين } ال يرى بعضهم قفا بعض‬

‫(‪)590/1‬‬

‫‪ { - 45‬يطاف عليهم } على كل منهم { بكأس } هو اإلناء بشرابه { من معين } من خمر يجري على وجه‬
‫األرض كأنهار الماء‬

‫(‪)590/1‬‬

‫‪ { - 46‬بيضاء } أشد بياضا من اللبن { لذة } لذيذة { للشاربين } بخالف خمر الدنيا فإنها كريهة عند الشرب‬

‫(‪)590/1‬‬

‫‪ { - 47‬ال فيها غول } ما يغتال عقولهم { وال هم عنها ينزفون } بفتح الزاي وكسرها من نزف الشارب‬
‫وأنزف ‪ :‬أي يسكرون بخالف خمر الدنيا‬

‫(‪)590/1‬‬

‫‪ { - 48‬وعندهم قاصرات الطرف } حابسات األعين على أزواجهن ال ينظرن إلى غيرهم لحسنهم عندهن‬
‫{ عين } ضخام األعين حسانها‬

‫(‪)590/1‬‬
‫‪ { - 49‬كأنهن } في اللون { بيض } للنعام { مكنون } مستور بريشة ال يصل إليه غبار ولونه وهو البياض‬
‫في صفرة أحسن ألوان النساء‬

‫(‪)590/1‬‬

‫‪ { - 50‬فأقبل بعضهم } بعض أهل الجنة { على بعض يتساءلون } عما مر بهم في الدنيا‬

‫(‪)590/1‬‬

‫‪ { - 51‬قال قائل منهم إني كان لي قرين } صاحب ينكر البعث‬

‫(‪)590/1‬‬

‫‪ { - 52‬يقول } لي تبكيتا { أإنك لمن المصدقين } بالبعث‬

‫(‪)590/1‬‬

‫‪ { - 53‬أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا } في الهمزتين في الثالثة مواضع ما تقدم { لمدينون } مجزيون‬
‫ومحاسبون ؟ أنكر ذلك أيضا‬

‫(‪)590/1‬‬

‫‪ { - 54‬قال } ذلك القائل إلخوانه ‪ { :‬هل أنتم مطلعون } معي إلى النار لننظر حاله ؟ فيقولون ‪ :‬ال‬

‫(‪)590/1‬‬

‫‪ { - 55‬فاطلع } ذلك القائل من بعض كوى الجنة { فرآه } أي رأى قرينه { في سواء الجحيم } في وسط‬
‫النار‬

‫(‪)591/1‬‬
‫‪ { - 56‬قال } له تشميتا { تاهلل إن } مخففة من الثقيلة { كدت } قاربت { لتردين } لتهلكني بإغوائك‬

‫(‪)591/1‬‬

‫‪ { - 57‬ولوال نعمة ربي } علي باإليمان { لكنت من المحضرين } معك في النار وتقول أهل الجنة ‪:‬‬

‫(‪)591/1‬‬

‫‪ { - 58‬أفما نحن بميتين }‬

‫(‪)591/1‬‬

‫‪ { - 59‬إال موتتنا األولى } أي التي في الدنيا { وما نحن بمعذبين } هو استفهام تلذذ وتحدث بنعمة هللا تعالى‬
‫من تأبيد الحياة وعدم التعذيب‬

‫(‪)591/1‬‬

‫‪ { - 60‬إن هذا } الذي ذكرت ألهل الجنة { لهو الفوز العظيم }‬

‫(‪)591/1‬‬

‫‪ { - 61‬لمثل هذا فليعمل العاملون } قيل يقال لهم ذلك وقيل هم يقولونه‬

‫(‪)591/1‬‬

‫‪ { - 62‬أذلك } المذكور لهم { خير نزال } وهو ما يعد للنازل من ضيف وغيره { أم شجرة الزقوم } المعدة‬
‫ألهل النار وهي من أخبث الشجر المر بتهامة ينبتها هللا في الجحيم كما سيأتي‬
‫(‪)591/1‬‬

‫‪ { - 63‬إنا جعلناها } بذلك { فتنة للظالمين } أي الكافرين من أهل مكة إذ قالوا ‪ :‬النار تحرق الشجر فكيف‬
‫تنبته‬

‫(‪)591/1‬‬

‫‪ { - 64‬إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم } أي قعر جهنم وأغصانها ترتفع إلى دركاتها‬

‫(‪)591/1‬‬

‫‪ { - 65‬طلعها } المشبه بطلع النخل { كأنه رؤوس الشياطين } الحيات القبيحة المنظر‬

‫(‪)591/1‬‬

‫‪ { - 66‬فإنهم } أي الكفار { آلكلون منها } مع قبحها لشدة جوعهم { فمالئون منها البطون }‬

‫(‪)591/1‬‬

‫‪ { - 67‬ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم } أي ماء حار يشربونه فيختلط بالمأكول منها فيصير شوبا له‬

‫(‪)591/1‬‬

‫‪ { - 68‬ثم إن مرجعهم إللى الجحيم } يفيد أنهم يخرجون منها لشرب الحميم وأنه خارجها‬

‫(‪)591/1‬‬

‫‪ { - 69‬إنهم ألفوا } وجدوا { آباءهم ضالين }‬


‫(‪)591/1‬‬

‫‪ { - 70‬فهم على آثارهم يهرعون } يزعجون إلى اتباعهم فيسرعون إليه‬

‫(‪)591/1‬‬

‫‪ { - 71‬ولقد ضل قبلهم أكثر األولين } من األمم الماضية‬

‫(‪)591/1‬‬

‫‪ { - 72‬ولقد أرسلنا فيهم منذرين } من الرسل مخوفين‬

‫(‪)591/1‬‬

‫‪ { - 73‬فانظر كيف كان عاقبة المنذرين } الكافرين ‪ :‬أي عاقبتهم العذاب‬

‫(‪)592/1‬‬

‫‪ { - 74‬إال عباد هللا المخلصين } أي المؤمنين فإنهم نجوا من العذاب إلخالصهم في العبادة أو ألن هللا‬
‫أخلصهم لها على قراءة فتح الالم‬

‫(‪)592/1‬‬

‫‪ { - 75‬ولقد نادانا نوح } بقوله { ربه أني مغلوب فانتصر } { فلنعم المجيبون } له نحن ‪ :‬أي دعانا على‬
‫قومه فأهلكناهم بالغرق‬

‫(‪)592/1‬‬
‫‪ { - 76‬ونجيناه وأهله من الكرب العظيم } أي الغرق‬

‫(‪)592/1‬‬

‫‪ { - 77‬وجعلنا ذريته هم الباقين } فالناس كلهم من نسله عليه السالم وكان له ثالثة أوالد ‪ :‬سام وهو أبو‬
‫العرب والفرس والروم وحام وهو أبو السودان ويافث وهو أبو الترك والخزر ويأجوج ومأجوج وما هنالك‬

‫(‪)592/1‬‬

‫‪ { - 78‬وتركنا } أبقينا { عليه } ثناء حسنا { في اآلخرين } من األنبياء واألمم إلى يوم القيامة‬

‫(‪)592/1‬‬

‫‪ { - 79‬سالم } منا { على نوح في العالمين }‬

‫(‪)592/1‬‬

‫‪ { - 80‬إنا كذلك } كما جزيناهم { نجزي المحسنين }‬

‫(‪)592/1‬‬

‫‪ { - 81‬إنه من عبادنا المؤمنين }‬

‫(‪)592/1‬‬

‫‪ { - 82‬ثم أغرقنا اآلخرين } كفار قومه‬

‫(‪)592/1‬‬
‫‪ { - 83‬وإن من شيعته } أي ممن تابعه في أصل الدين { إلبراهيم } وإن طال الزمان بينهما وهو ألفان‬
‫وستمائة وأربعون سنة وكان بينهما هود وصالح‬

‫(‪)592/1‬‬

‫‪ { - 84‬إذ جاء ربه } أي تابعه وقت مجيئه { بقلب سليم } من الشك وغيره‬

‫(‪)592/1‬‬

‫‪ { - 85‬إذ قال } في هذه الحالة المستمرة له { ألبيه وقومه } موبخا { ماذا } ما الذي { تعبدون }‬

‫(‪)592/1‬‬

‫‪ { - 86‬أئفكا } في همزتيه ما تقدم { آلهة دون هللا تريدون } وإفكا مفعول له وآلهة مفعول به لتريدون‬
‫واإلفك ‪ :‬أسوأ الكذب أي أتعبدون غير هللا ؟‬

‫(‪)592/1‬‬

‫‪ { - 87‬فما ظنكم برب العالمين } إذا عبدتم غيره أنه يترككم بال عقاب ؟ ال وكانوا نجامين فخرجوا إلى عيد‬
‫لهم وتركوا طعامهم عند أصنامهم زعموا التبرك عليه فإذا رجعوا أكلوه وقالوا للسيد إبراهيم ‪ :‬اخرج معنا‬

‫(‪)592/1‬‬

‫‪ { - 88‬فنظر نظرة في النجوم } إيهاما لهم أنه يعتمد عليها ليعتمدوه‬

‫(‪)592/1‬‬

‫‪ { - 89‬فقال إني سقيم } عليل أي سأسقم‬

‫(‪)593/1‬‬
‫‪ { - 90‬فتولوا عنه } إلى عيدهم { مدبرين }‬

‫(‪)593/1‬‬

‫‪ { - 91‬فراغ } مال في خفية { إلى آلهتهم } وهي األصنام وعندها الطعام { فقال } استهزاء { أال تأكلون }‬
‫فلم ينطقوا‬

‫(‪)593/1‬‬

‫‪ - 92‬فقال { ما لكم ال تنطقون } فلم يجب‬

‫(‪)593/1‬‬

‫‪ { - 93‬فراغ عليهم ضربا باليمين } بالقوة فكسرها فبلغ قومه ممن رآه‬

‫(‪)593/1‬‬

‫‪ { - 94‬فأقبلوا إليه يزفون } أي يسرعون المشي فقالوا له ‪ :‬نحن نعبدها وأنت تكسرها‬

‫(‪)593/1‬‬

‫‪ { - 95‬قال } لهم موبخا { أتعبدون ما تنحتون } من الحجارة وغيرها أصناما‬

‫(‪)593/1‬‬

‫‪ { - 96‬وهللا خلقكم وما تعملون } من نحتكم ومنحوتكم فاعبدوه وحده وما مصدرية وقيل موصوله وقيل‬
‫موصوفة‬
‫(‪)593/1‬‬

‫‪ { - 97‬قالوا } بينهم { ابنوا له بنيانا } فاملؤوه حطبا وأضرموه بالنار فإذا التهب { فألقوه في الجحيم } النار‬
‫الشديدة‬

‫(‪)593/1‬‬

‫‪ { - 98‬فأرادوا به كيدا } بإلقائه في النار لتهلكه { فجعلناهم األسفلين } المقهورين فخرج من النار سالما‬

‫(‪)593/1‬‬

‫‪ { - 99‬وقال إني ذاهب إلى ربي } مهاجر إليه من دار الكفر { سيهدين } إلى حيث أمرني ربي بالمصير‬
‫إليه وهو الشام فلما وصل إلى األرض المقدسة قال ‪:‬‬

‫(‪)593/1‬‬

‫‪ { - 100‬رب هب لي } ولدا { من الصالحين }‬

‫(‪)593/1‬‬

‫‪ { - 101‬فبشرناه بغالم حليم } أي ذي حلم كثير‬

‫(‪)593/1‬‬

‫‪ { - 102‬فلما بلغ معه السعي } أي أن يسعى معه ويعينه قيل بلغ سبع سنين وقيل ثالث عشرة سنة { قال يا‬
‫بني إني أرى } أي رأيت { في المنام أني أذبحك } ورؤيا األنبياء حق وأفعالهم بأمر هللا تعالى { فانظر ماذا‬
‫ترى } من الرأي شاوره ليأنس بالذبح وينقاد لألمر به { قال يا أبت } التاء عوض عن ياء اإلضافة { افعل ما‬
‫تؤمر } به { ستجدني إن شاء هللا من الصابرين } على ذلك‬

‫(‪)593/1‬‬
‫‪ { - 103‬فلما أسلما } خضعا وانقادا ألمر هللا تعالى { وتله للجبين } صرعه عليه ولكل إنسان جبينان بينهما‬
‫الجبهة وكان ذلك بمنى وأمر السكين على حلقه فلم تعمل شيئا بمانع من القدرة اإللهية‬

‫(‪)593/1‬‬

‫‪ { - 104‬وناديناه أن يا إبراهيم }‬

‫(‪)593/1‬‬

‫‪ { - 105‬قد صدقت الرؤيا } بما أتيت به مما أمكنك من أمر الذبح ‪ :‬أي يكفيك ذلك فجملة ناديناه جواب لما‬
‫بزيادة الواو { إنا كذلك } كما جزيناك { نجزي المحسنين } ألنفسهم بامتثال األمر بإفراج الشدة عنهم‬

‫(‪)594/1‬‬

‫‪ { - 106‬إن هذا } الذبح المأمور به { لهو البالء المبين } أي االختبار الظاهر‬

‫(‪)594/1‬‬

‫‪ { - 107‬وفديناه } أي المأمور بذبحه وهو إسماعيل أو إسحاق قوالن { بذبح } بكبش { عظيم } من الجنة‬
‫وهو الذي قربه هابيل جاء به جبريل عليه السالم فذبحه السيد إبراهيم مكبرا‬

‫(‪)594/1‬‬

‫‪ { - 108‬وتركنا } أبقينا { عليه في اآلخرين } ثناء حسنا‬

‫(‪)504/1‬‬

‫‪ { - 109‬سالم } منا { على إبراهيم }‬


‫(‪)594/1‬‬

‫‪ { - 110‬كذلك } كما جزيناه { نجزي المحسنين } ألنفسهم‬

‫(‪)594/1‬‬

‫‪ { - 111‬إنه من عبادنا المؤمنين }‬

‫(‪)594/1‬‬

‫‪ { - 112‬وبشرناه بإسحاق } استدل بذلك على أن الذبيح غيره { نبيا } حال مقدرة ‪ :‬أي يوجد مقدرا نبوته‬
‫{ من الصالحين }‬

‫(‪)594/1‬‬

‫‪ { - 113‬وباركنا عليه } بتكثير ذريته { وعلى إسحاق } ولده بجعلنا أكثر األنبياء من نسله { ومن ذريتهما‬
‫محسن } مؤمن { وظالم لنفسه } كافر { مبين } بين الكفر‬

‫(‪)594/1‬‬

‫‪ { - 114‬ولقد مننا على موسى وهارون } بالنبوة‬

‫(‪)594/1‬‬

‫‪ { - 115‬ونجيناهما وقومهما } بني إسرائيل { من الكرب العظيم } أي استعباد فرعون إياهم‬

‫(‪)594/1‬‬
‫‪ { - 116‬ونصرناهم } على القبط { فكانوا هم الغالبين }‬

‫(‪)594/1‬‬

‫‪ { - 117‬وآتيناهما الكتاب المستبين } البليغ البيان فيما أتى به من الحدود واألحكام وغيرها وهو التوراة‬

‫(‪)594/1‬‬

‫‪ { - 118‬وهديناهما الصراط } الطريق { المستقيم }‬

‫(‪)594/1‬‬

‫‪ { - 119‬وتركنا } أبقينا { عليهما في اآلخرين } ثناء حسنا‬

‫(‪)594/1‬‬

‫‪ { - 120‬سالم } منا { على موسى وهارون }‬

‫(‪)594/1‬‬

‫‪ { - 121‬إنا كذلك } كما جزيناهما { نجزي المحسنين }‬

‫(‪)594/1‬‬

‫‪ { - 122‬إنهما من عبادنا المؤمنين }‬

‫(‪)594/1‬‬
‫‪ { - 123‬وإن إلياس } بالهمزة أوله وتركه { لمن المرسلين } قيل هو ابن أخي هارون أخي موسى وقيل‬
‫غيره أرسل إلى قوم ببعلبك ونواحيها‬

‫(‪)504/1‬‬

‫‪ { - 124‬إذ } منصوب باذكر مقدرا { قال لقومه أال تتقون } هللا‬

‫(‪)594/1‬‬

‫‪ { - 125‬أتدعون بعال } اسم صنم لهم من ذهب وبه سمي البلد أيضا مضافا إلى بك ‪ :‬أي أتعبدونه‬
‫{ وتذرون } تتركون { أحسن الخالقين } فال تعبدونه‬

‫(‪)595/1‬‬

‫‪ { - 126‬هللا ربكم ورب آبائكم األولين } برفع الثالثة على إضمار هو وبنصبها على البدل من أحسن‬

‫(‪)595/1‬‬

‫‪ { - 127‬فكذبوه فإنهم لمحضرون } في النار‬

‫(‪)595/1‬‬

‫‪ { - 128‬إال عباد هللا المخلصين } أي المؤمنين منهم فإنهم نجوا منها‬

‫(‪)595/1‬‬

‫‪ { - 129‬وتركنا عليه في اآلخرين } ثناء حسنا‬

‫(‪)595/1‬‬
‫‪ { - 130‬سالم } منا { على إل ياسين } قيل هو إلياس المتقدم ذكره وقيل هو ومن آمن معه فجمعوا معه‬
‫تغليبا كقولهم للمهلب وقومه المهلبون وعلى قراءة آل ياسين بالمد أي أهله المراد به إلياس أيضا‬

‫(‪)595/1‬‬

‫‪ { - 131‬إنا كذلك } كما جزيناه { نجزي المحسنين }‬

‫(‪)595/1‬‬

‫‪ { - 132‬إنه من عبادنا المؤمنين }‬

‫(‪)595/1‬‬

‫‪ { - 133‬وإن لوطا لمن المرسلين }‬

‫(‪)595/1‬‬

‫‪ - 134‬اذكر { إذ نجيناه وأهله أجمعين }‬

‫(‪)595/1‬‬

‫‪ { - 135‬إال عجوزا في الغابرين } أي الباقين في العذاب‬

‫(‪)595/1‬‬

‫‪ { - 136‬ثم دمرنا } أهلكنا { اآلخرين } كفار قومه‬

‫(‪)595/1‬‬
‫‪ { - 137‬وإنكم لتمرون عليهم } على آثارهم ومنازلهم في أسفاركم { مصبحين } أي وقت الصباح يعني‬
‫بالنهار‬

‫(‪)595/1‬‬

‫‪ { - 138‬وبالليل أفال تعقلون } يا أهل مكة ما حل بهم فتعتبرون به‬

‫(‪)595/1‬‬

‫‪ { - 139‬وإن يونس لمن المرسلين }‬

‫(‪)595/1‬‬

‫‪ { - 140‬إذ أبق } هرب { إلى الفلك المشحون } السفينة المملوءة حين غاضب قومه لما لم ينزل بهم العذاب‬
‫الذي وعدهم به فركب السفينة فوقفت في لجة البحر فقال المالحون ‪ :‬هنا عبد أبق من سيده تظهره القرعة‬

‫(‪)595/1‬‬

‫‪ { - 141‬فساهم } قارع أهل السفينة { فكان من المدحضين } المغلوبين بالقرعة فألقوه في البحر‬

‫(‪)595/1‬‬

‫‪ { - 142‬فالتقمه الحوت } ابتلعه { وهو مليم } أي آت بما يالم عليه من ذهابه إلى البحر وركوبه السفينه بال‬
‫إذن من ربه‬

‫(‪)595/1‬‬
‫‪ { - 143‬فلوال أنه كان من المسبحين } الذاكرين بقوله كثيرا في بطن الحوت { ال إله إال أنت سبحانك إني‬
‫كنت من الظالمين }‬

‫(‪)595/1‬‬

‫‪ { - 144‬للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } لصار بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة‬

‫(‪)596/1‬‬

‫‪ { - 145‬فنبذناه } أي ألقيناه من بطن الحوت { بالعراء } بوجه األرض ‪ :‬أي بالساحل من يومه أو بعد ثالثة‬
‫أو سبعة أيام أو عشرين أو أربعين يوما { وهو سقيم } عليل كالفرخ الممعط‬

‫(‪)596/1‬‬

‫‪ { - 146‬وأنبتنا عليه شجرة من يقطين } وهي القرع تظله بساق على خالف العادة في القرع معجزة له‬
‫وكانت تأتيه وعلة صباحا ومساء يشرب من لبنها حتى قوي‬

‫(‪)596/1‬‬

‫‪ { - 147‬وأرسلناه } بعد ذلك كقبله إلى قوم بنينوى من أرض الموصل { إلى مائة ألف أو } بل { يزيدون }‬
‫عشرين أو ثالثين أو سبعين ألفا‬

‫(‪)596/1‬‬

‫‪ { - 148‬فآمنوا } عند معاينة العذاب الموعودين به { فمتعناهم } أبقيناهم ممتعين بمالهم { إلى حين }‬
‫تنقضي آجالهم فيه‬

‫(‪)596/1‬‬
‫‪ { - 149‬فاستفتهم } استخبر كفار مكة توبيخا لهم { ألربك البنات } بزعمهم أن المالئكة بنات هللا { ولهم‬
‫البنون } فيختصون باألسنى‬

‫(‪)596/1‬‬

‫‪ { - 150‬أم خلقنا المالئكة إناثا وهم شاهدون } خلقنا فيقولون ذلك‬

‫(‪)596/1‬‬

‫‪ { - 151‬أال إنهم من إفكهم } كذبهم { ليقولون }‬

‫(‪)596/1‬‬

‫‪ { - 152‬ولد هللا } بقولهم المالئكة بنات هللا { وإنهم لكاذبون } فيه‬

‫(‪)596/1‬‬

‫‪ { - 153‬أصطفى } بفتح الهمزة لإلستفهام واستغني بها عن همزة الوصل فحذفت أي أختار { البنات على‬
‫البنين }‬

‫(‪)596/1‬‬

‫‪ { - 154‬ما لكم كيف تحكمون } هذا الحكم الفاسد‬

‫(‪)596/1‬‬

‫‪ { - 155‬أفال تذكرون } بإدغام التاء في الذال أنه سبحانه وتعالى منزه عن الولد‬

‫(‪)596/1‬‬
‫‪ { - 156‬أم لكم سلطان مبين } حجة واضحة أن هلل ولدا‬

‫(‪)596/1‬‬

‫‪ { - 157‬فاتوا بكتابكم } التوراة فأروني ذلك فيه { إن كنتم صادقين } في قولكم ذلك‬

‫(‪)596/1‬‬

‫‪ { - 158‬وجعلوا } أي المشركون { بينه } تعالى { وبين الجنة } أي المالئكة الجتنانهم عن األبصار‬


‫{ نسبا } بقولهم إنها بنات هللا { ولقد علمت الجنة إنهم } أي قائلي ذلك { لمحضرون } للنار يعذبون فيها‬

‫(‪)596/1‬‬

‫‪ { - 159‬سبحان هللا } تنزيها له { عما يصفون } بأن هلل ولدا‬

‫(‪)596/1‬‬

‫‪ { - 160‬إال عباد هللا المخلصين } أي المؤمنين استثناء منقطع أي فإنهم ينزهون هللا تعالى عما يصفه هؤالء‬

‫(‪)596/1‬‬

‫‪ { - 161‬فإنكم وما تعبدون } من األصنام‬

‫(‪)596/1‬‬

‫‪ { - 162‬ما أنتم عليه } أي على معبودكم وعليه متعلق بقوله { بفاتنين } أي أحدا‬

‫(‪)597/1‬‬
‫‪ { - 163‬إال من هو صال الجحيم } في علم هللا تعالى‬

‫(‪)597/1‬‬

‫‪ - 164‬قال جبريل للنبي صلى هللا عليه و سلم { وما منا } معشر المالئكة أحد { إال له مقام معلوم } في‬
‫السماوات يعبد هللا فيه ال يتجاوزه‬

‫(‪)597/1‬‬

‫‪ { - 165‬وإنا لنحن الصافون } أقدامنا في الصالة‬

‫(‪)597/1‬‬

‫‪ { - 166‬وإنا لنحن المسبحون } المنزهون هللا عما ال يليق به‬

‫(‪)597/1‬‬

‫‪ { - 167‬وإن } مخففة من الثقيلة { كانوا } أي كفار مكة { ليقولون }‬

‫(‪)597/1‬‬

‫‪ { - 168‬لو أن عندنا ذكرا } كتابا { من األولين } أي من كتب األمم الماضية‬

‫(‪)597/1‬‬

‫‪ { - 169‬لكنا عباد هللا المخلصين } العبادة له‬

‫(‪)597/1‬‬
‫‪ - 170‬قال تعالى ‪ { :‬فكفروا به } بالكتاب الذي جاءهم وهو القرآن األشرف من تلك الكتب { فسوف‬
‫يعلمون } عاقبة كفرهم‬

‫(‪)597/1‬‬

‫‪ { - 171‬ولقد سبقت كلمتنا } بالنصر { لعبادنا المرسلين } وهي { ألغلبن أنا ورسلي }‬

‫(‪)597/1‬‬

‫‪ - 172‬أو هي قوله { إنهم لهم المنصورون }‬

‫(‪)597/1‬‬

‫‪ { - 173‬وإن جندنا } أي المؤمنين { لهم الغالبون } الكفار بالحجة والنصرة عليهم في الدنيا وإن لم ينتصر‬
‫بعض منهم في الدنيا ففي اآلخرة‬

‫(‪)597/1‬‬

‫‪ { - 174‬فتول عنهم } أي أعرض عن كفار مكة { حتى حين } تؤمر فيه بقتالهم‬

‫(‪)597/1‬‬

‫‪ { - 175‬وأبصرهم } إذ نزل بهم العذاب { فسوف يبصرون } عاقبة كفرهم‬

‫(‪)597/1‬‬

‫‪ - 176‬فقالوا استهزاء ‪ :‬متى نزول هذا العذاب ؟ قال تعالى تهديدا لهم ‪ { :‬أفبعذابنا يستعجلون }‬
‫(‪)597/1‬‬

‫‪ { - 177‬فإذا نزل بساحتهم } بفنائهم قال الفراء ‪ :‬العرب تكتفي بذكر الساحة عن القوم { فساء } بئس‬
‫صباحا { صباح المنذرين } فيه إقامة الظاهر مقام المضمر‬

‫(‪)597/1‬‬

‫‪ { - 178‬وتول عنهم حتى حين }‬

‫(‪)597/1‬‬

‫‪ { - 179‬وأبصر فسوف يبصرون } كرر تأكيدا لتهديدهم وتسلية له صلى هللا عليه و سلم‬

‫(‪)597/1‬‬

‫‪ { - 180‬سبحان ربك رب العزة } الغلبة { عما يصفون } بأن له ولدا‬

‫(‪)597/1‬‬

‫‪ { - 181‬وسالم على المرسلين } المبلغين عن هللا التوحيد والشرائع‬

‫(‪)597/1‬‬

‫‪ { - 182‬والحمد هلل رب العالمين } على نصرهم وهالك الكافرين‬

‫(‪)597/1‬‬
‫سورة ص‬
‫[ مكية وآياتها ‪ 86‬أو ‪ 88‬آية نزلت بعد القمر ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬ص } هللا أعلم بمراده به { والقرآن ذي الذكر } أي البيان أو الشرف وجواب هذا القسم محذوف ‪ :‬أي‬
‫ما األمر كما قال كفار مكة من تعدد اآللهة‬

‫(‪)598/1‬‬

‫‪ { - 2‬بل الذين كفروا } من أهل مكة { في عزة } حمية وتكبر عن اإليمان { وشقاق } خالف وعداوة للنبي‬
‫صلى هللا عليه و سلم‬

‫(‪)598/1‬‬

‫‪ { - 3‬كم } أي كثيرا { أهلكنا من قبلهم من قرن } أي أمة من األمم الماضية { فنادوا } حين نزول العذاب‬
‫بهم { والت حين مناص } أي ليس الحين حين فرار والتاء زائدة والجملة حال من فاعل نادوا أي استغاثوا‬
‫والحال أن ال مهرب وال منجى وما اعتبر بهم كفار مكة‬

‫(‪)598/1‬‬

‫‪ { - 4‬وعجبوا أن جاءهم منذر منهم } رسول من أنفسهم ينذرهم ويخوفهم النار بعد البعث وهو النبي صلى‬
‫هللا عليه و سلم { وقال الكافرون } فيه وضع الظاهر موضع المضمر { هذا ساحر كذاب }‬

‫(‪)598/1‬‬

‫‪ { - 5‬أجعل اآللهة إلها واحدا } حيث قال لهم قولوا ‪ :‬ال إله إال هللا أي كيف يسع الخلق كلهم إله واحد { إن‬
‫هذا لشيء عجاب } أي عجيب‬

‫(‪)598/1‬‬

‫‪ { - 6‬وانطلق المأل منهم } من مجلس اجتماعهم عند أبي طالب وسماعهم فيه من النبي صلى هللا عليه و سلم‬
‫قولوا ‪ :‬ال إله إال هللا { أن امشوا } يقول بعضهم لبعض امشوا { واصبروا على آلهتكم } اثبتوا على عبادتها‬
‫{ إن هذا } المذكور من التوحيد { لشيء يراد } منا‬
‫(‪)598/1‬‬

‫‪ { - 7‬ما سمعنا بهذا في الملة اآلخرة } أي ملة عيسى { إن } ما { هذا إال اختالق } كذب‬

‫(‪)598/1‬‬

‫‪ { - 8‬أأنزل } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين وتركه { عليه } على محمد‬
‫{ الذكر } أي القرآن { من بيننا } وليس بأكبرنا وال أشرفنا ‪ :‬أي لم ينزل عليه قال تعالى ‪ { :‬بل هم في شك‬
‫من ذكري } وحيي أي القرآن حيث كذبوا الجائي به { بل لما } لم { يذوقوا عذاب } ولو ذاقوه لصدقوا النبي‬
‫صلى هللا عليه و سلم فيما جاء به وال ينفعهم التصديق حينئذ‬

‫(‪)598/1‬‬

‫‪ { - 9‬أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز } الغالب { الوهاب } من النبوة وغيرها فيعطونها من شاؤوا‬

‫(‪)698/1‬‬

‫‪ { - 10‬أم لهم ملك السماوات واألرض وما بينهما } إن زعموا ذلك { فليرتقوا في األسباب } الموصلة إلى‬
‫السماء فيأتوا بالوحي فيخصوا به من شاؤوا وأم في الموضعين بمعنى همزة اإلنكار‬

‫(‪)599/1‬‬

‫‪ { - 11‬جند ما } أي هم جند حقير { هنالك } في تكذيبهم لك { مهزوم } صفة جند { من األحزاب } صفة‬
‫جند أيضا ‪ :‬أي كاألجناد من جنس األحزاب المتحزبين على األنبياء قبلك وأولئك قد قهروا وأهلكوا فكذا نهلك‬
‫هؤالء‬

‫(‪)599/1‬‬

‫‪ { - 12‬كذبت قبلهم قوم نوح } تأنيث قوم باعتبار المعنى { وعاد وفرعون ذو األوتاد } كان يتد لكل من‬
‫يغضب عليه أربعة أوتاد يشد إليها يديه ورجليه ويعذبه‬
‫(‪)599/1‬‬

‫‪ { - 13‬وثمود وقوم لوط وأصحاب األيكة } أي الغيضة وهم قوم شعيب عليه السالم { أولئك األحزاب }‬

‫(‪)599/1‬‬

‫‪ { - 14‬إن } ما { كل } من األحزاب { إال كذب الرسل } ألنهم إذا كذبوا واحدا منهم فقد كذبوا جميعهم ألن‬
‫دعوتهم واحدة وهي دعوة التوحيد { فحق } وجب { عقاب }‬

‫(‪)599/1‬‬

‫‪ { - 15‬وما ينظر } ينتظر { هؤالء } أي كفار مكة { إال صيحة واحدة } هي نفخة القيامة تحل بهم العذاب‬
‫{ ما لها من فواق } بفتح الفاء وضمها ‪ :‬رجوع‬

‫(‪)599/1‬‬

‫‪ { - 16‬وقالوا } لما نزل { فأما من أوتي كتابه بيمينه } الخ { ربنا عجل لنا قطنا } أي كتاب أعمالنا { قبل‬
‫يوم الحساب } قالوا ذلك استهزاء‬

‫(‪)599/1‬‬

‫‪ - 17‬قال تعالى ‪ { :‬اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا األيد } أي القوة في العبادة كان يصوم يوما‬
‫ويفطر يوما ويقوم نصف الليل وينام ثلثه ويقوم سدسه { إنه أواب } رجاع إلى مرضاة هللا‬

‫(‪)599/1‬‬

‫‪ { - 18‬إنا سخرنا الجبال معه يسبحن } بتسبيحه { بالعشي } وقت صالة العشاء { واإلشراق } وقت صالة‬
‫الضحى وهو أن تشرق الشمس ويتناهى ضوءها‬

‫(‪)599/1‬‬
‫‪ { - 19‬و } سخرنا { الطير محشورة } مجموعة إليه تسبح معه { كل } من الجبال والطير { له أواب }‬
‫رجاع إلى طاعته بالتسبيح‬

‫(‪)600/1‬‬

‫‪ { - 20‬وشددنا ملكه } قويناه بالحرس والجنود وكان يحرس محرابه في كل ليلة ثالثون ألف رجل { وآتيناه‬
‫الحكمة } النبوة واإلصابة في األمور { وفصل الخطاب } البيان الشافي في كل قصد‬

‫(‪)600/1‬‬

‫‪ { - 21‬وهل } معنى االستفهام هنا التعجب والتشويق إلى استماع ما بعده { أتاك } يا محمد { نبأ الخصم إذ‬
‫تسوروا المحراب } محراب داود ‪ :‬أي مسجده حيث منعوا الدخول عليه من الباب لشغله بالعبادة أي خبرهم‬
‫وقصتهم‬

‫(‪)600/1‬‬

‫‪ { - 22‬إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا ال تخف } نحن { خصمان } قيل فريقان ليطابق ما قبله من‬
‫ضمير الجمع وقيل اثنان والضمير بمعناهما والخصم يطلق على الواحد وأكثر وهما ملكان جاءا في صورة‬
‫خصمين وقع لهما ما ذكر على سبيل الفرض لتنبيه داود عليه السالم على ما وقع منه وكان له تسع وتسعون‬
‫امرأة وطلب امرأة شخص ليس له غيرها وتزوجها ودخل بها { بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق وال‬
‫تشطط } تجر { واهدنا } ارشدنا { إلى سواء الصراط } وسط الطريق الصواب‬

‫(‪)600/1‬‬

‫‪ { - 23‬إن هذا أخي } أي على ديني { له تسع وتسعون نعجة } يعبر بها عن المرأة { ولي نعجة واحدة فقال‬
‫أكفلنيها } أي اجعلني كافلها { وعزني } غلبني { في الخطاب } أي الجدال وأقره اآلخر على ذلك‬

‫(‪)600/1‬‬
‫‪ { - 24‬قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك } ليضمها { إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء } الشركاء { ليبغي‬
‫بعضهم على بعض إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم } ما لتأكيد القلة فقال الملكان صاعدين في‬
‫صورتيهما إلى السماء ‪ :‬قضى الرجل على نفسه فتنبه داود قال تعالى ‪ { :‬وظن } أي أيقن { داود أنما فتناه }‬
‫أوقعناه في فتنة أي بلية بمحبته تلك المرأة { فاستغفر ربه وخر راكعا } أي ساجدا { وأناب }‬

‫(‪)600/1‬‬

‫‪ { - 25‬فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى } أي زيادة خير في الدنيا { وحسن مآب } مرجع في اآلخرة‬

‫(‪)601/1‬‬

‫‪ { - 26‬يا داود إنا جعلناك خليفة في األرض } تدبر أمر الناس { فاحكم بين الناس بالحق وال تتبع الهوى }‬
‫أي هوى نفس { فيضلك عن سبيل هللا } أي عن الدالئل الدالة على توحيده { إن الذين يضلون عن سبيل هللا }‬
‫أي عن اإليمان باهلل { لهم عذاب شديد بما نسوا } بنسيانهم { يوم الحساب } المرتب عليه تركهم اإليمان ولو‬
‫أيقنوا بيوم الحساب آلمنوا في الدنيا‬

‫(‪)601/1‬‬

‫‪ { - 27‬وما خلقنا السماء واألرض وما بينهما باطال } أي عبثا { ذلك } أي خلق ما ذكر ال لشيء { ظن‬
‫الذين كفروا } من أهل مكة { فويل } واد { للذين كفروا من النار }‬

‫(‪)601/1‬‬

‫‪ { - 28‬أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في األرض أم نجعل المتقين كالفجار } نزل لما‬
‫قال كفار مكة للمؤمنين إنا نعطى في اآلخرة مثل ما تعطون وأم بمعنى همزة اإلنكار‬

‫(‪)601/1‬‬

‫‪ { - 29‬كتاب } خبر مبتدأ محذوف أي هذا { أنزلناه إليك مبارك ليدبروا } أصله يتدبروا أدغمت التاء في‬
‫الدال { آياته } ينظروا في معانيها فيؤمنوا { وليتذكر } يتعظ { أولو األلباب } أصحاب العقول‬

‫(‪)601/1‬‬
‫‪ { - 30‬ووهبنا لداود سليمان } ابنه { نعم العبد } أي سليمان { إنه أواب } رجاع في التسبيح والذكر في‬
‫جميع األوقات‬

‫(‪)601/1‬‬

‫‪ { - 31‬إذ عرض عليه بالعشي } هو ما بعد الزوال { الصافنات } الخيل جمع صافنة وهي القائمة على‬
‫ثالث وإقامة األخرى على طرف الحافر وهو من صفن يصفن صفونا { الجياد } جمع جواد وهو السابق‬
‫المعنى أنها إذا استوقفت سكنت وإن ركضت سبقت وكانت ألف فرس عرضت عليه بعد أن صلى الظهر‬
‫الرادته الجهاد عليها لعدو فعند بلوغ العرض منها تسعمائة غربت الشمس ولم يكن صلى العصر فاغتم‬

‫(‪)601/1‬‬

‫‪ { - 32‬فقال إني أحببت } أي أردت { حب الخير } أي الخيل { عن ذكر ربي } أي صالة العصر { حتى‬
‫توارت } أي الشمس { بالحجاب } أي استترت بما يحجبها عن األبصار‬

‫(‪)601/1‬‬

‫‪ { - 33‬ردوها علي } أي الخيل المعروضة فردوها { فطفق مسحا } بالسيف { بالسوق } جمع ساق‬
‫{ واألعناق } أي ذبحها وقطع أرجلها تقربا إلى هللا حيث اشتغل بها عن الصالة وتصدق بلحمها فعوضه هللا‬
‫خيرا منها وأسرع وهي الريح تجري بأمره كيف شاء‬

‫(‪)602/1‬‬

‫‪ { - 34‬ولقد فتنا سليمان } ابتليناه بسلب ملكه وذلك لتزوجه بامرأة هواها وكانت تعبد الصنم في داره من‬
‫غير علمه وكان ملكه في خاتمه فنزعه مرة عند إرادةالخالء ووضعه عند امرأته المسماة باألمينة على عادته‬
‫فجاءها جني في صورة سليمان فأخذه منها { وألقينا على كرسيه جسدا } هو ذلك الجني وهو صخر أو غيره‬
‫جلس على كرسي سليمان وعكفت عليه الطير وغيرها فخرج سليمان في غير هيئته فرآه على كرسيه وقال‬
‫للناس أنا سليمان فأنكروه { ثم أناب } رجع سليمان إلى ملكه بعد أيام بأن وصل إلى الخاتم فلبسه وجلس على‬
‫كرسيه‬

‫(‪)602/1‬‬
‫‪ { - 35‬قال رب اغفر لي وهب لي ملكا ال ينبغي } ال يكون { ألحد من بعدي } أي سواي نحو { فمن يهديه‬
‫من بعد هللا } أي سوى هللا { إنك أنت الوهاب }‬

‫(‪)602/1‬‬

‫‪ { - 36‬فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء } لينة { حيث أصاب } أراد‬

‫(‪)602/1‬‬

‫‪ { - 37‬والشياطين كل بناء } يبني األبنية العجيبة { وغواص } في البحر يستخرج اللؤلؤ‬

‫(‪)602/1‬‬

‫‪ { - 38‬وآخرين } منهم { مقرنين } مشدودين { في األصفاد } القيود بجمع أيديهم إلى أعناقهم‬

‫(‪)602/1‬‬

‫‪ - 39‬وقلنا له { هذا عطاؤنا فامنن } أعط منه من شئت { أو أمسك } عن اإلعطاء { بغير حساب } أي ال‬
‫حساب عليك في ذلك‬

‫(‪)602/1‬‬

‫‪ { - 40‬وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب } تقدم مثله‬

‫(‪)602/1‬‬

‫‪ { - 41‬واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني } أي بأني { مسني الشيطان بنصب } ضر { وعذاب } ألم‬
‫ونسب ذلك إلى الشيطان وإن كانت األشياء كلها من هللا تأدبا معه تعالى‬
‫(‪)602/1‬‬

‫‪ - 42‬وقيل له { اركض } اضرب { برجلك } األرض فضرب فنبعت عين ماء فقيل ‪ { :‬هذا مغتسل } ماء‬
‫تغتسل به { بارد وشراب } تشرب منه فاغتسل وشرب فذهب عنه كل داء كان بباطنه وظاهره‬

‫(‪)602/1‬‬

‫‪ { - 43‬ووهبنا له أهله ومثلهم معهم } أي أحيا هللا له من مات من أوالده ورزقه مثلهم { رحمة } نعمة { منا‬
‫وذكرى } عظة { ألولي األلباب } ألصحاب العقول‬

‫(‪)603/1‬‬

‫‪ { - 44‬وخذ بيدك ضغثا } هو حزمة من حشيش أو قضبان { فاضرب به } زوجتك وكان قد حلف‬
‫ليضربنها مائة ضربة إلبطائها عليه يوما { وال تحنث } بترك ضربها فأخذ مائة عود من األذخر أو غيره‬
‫فضربها به ضربة واحدة { إنا وجدناه صابرا نعم العبد } أيوب { إنه أواب } رجاع إلى هللا تعالى‬

‫(‪)603/1‬‬

‫‪ { - 45‬واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي األيدي } أصحاب القوى في العبادة { واألبصار }‬
‫البصائر في الدين وفي قراءة عبدنا وإبراهيم بيان له وما بعده عطف على عبدنا‬

‫(‪)603/1‬‬

‫‪ { - 46‬إنا أخلصناهم بخالصة } هي { ذكرى الدار } اآلخرة أي ذكرها والعمل لها وفي قراءة ‪ :‬باإلضافة‬
‫وهي للبيان‬

‫(‪)603/1‬‬

‫‪ { - 47‬وإنهم عندنا لمن المصطفين } المختارين { األخيار } جمع خير بالتشديد‬


‫(‪)603/1‬‬

‫‪ { - 48‬واذكر إسماعيل واليسع } وهونبي والالم زائدة { وذا الكفل } اختلف في نبوته قيل كفل مئة نبي فروا‬
‫إليه من القتل { وكل } أي كلهم { من األخيار } جمع خير بالتثقيل‬

‫(‪)603/1‬‬

‫‪ { - 49‬هذا ذكر } لهم بالثناء الجميل هنا { وإن للمتقين } الشاملين لهم { لحسن مآب } مرجع في اآلخرة‬

‫(‪)603/1‬‬

‫‪ { - 50‬جنات عدن } بدل أوعطف بيان لحسن مآب { مفتحة لهم األبواب } منها‬

‫(‪)603/1‬‬

‫‪ { - 51‬متكئين فيها } على األرائك { يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب }‬

‫(‪)603/1‬‬

‫‪ { - 52‬وعندهم قاصرات الطرف } حابسات العين على أزواجهن { أتراب } أسنانهن واحدة وهن بنات‬
‫ثالث وثالثين سنة جمع ترب‬

‫(‪)603/1‬‬

‫‪ { - 53‬هذا } المذكور { ما يوعدون } بالغيبة وبالخطاب التفاتا { ليوم الحساب } أي ألجله‬

‫(‪)603/1‬‬
‫‪ { - 54‬إن هذا لرزقنا ما له من نفاد } أي انقطاع والجملة حال من رزقنا أوخبر ثان إلن أي دائما أو دائم‬

‫(‪)603/1‬‬

‫‪ { - 55‬هذا } المذكور للمؤمنين { وإن للطاغين } مستأنف { لشر مآب }‬

‫(‪)603/1‬‬

‫‪ { - 56‬جهنم يصلونها } يدخلونها { فبئس المهاد } الفراش‬

‫(‪)603/1‬‬

‫‪ { - 57‬هذا } أي العذاب المفهوم مما بعده { فليذوقوه حميم } أي ماء حار محرق { وغساق } بالتخفيف‬
‫والتشديد ‪ :‬ما يسيل من صديد أهل النار‬

‫(‪)603/1‬‬

‫‪ { - 58‬وأخر } بالجمع واإلفراد { من شكله } أي مثل المذكور من الحميم والغساق { أزواج } أصناف أي‬
‫عذابهم من أنواع مختلفة‬

‫(‪)604/1‬‬

‫‪ - 59‬ويقال لهم عند دخولهم النار بأتباعهم { هذا فوج } جمع { مقتحم } داخل { معكم } النار بشدة فيقول‬
‫المتبعون { ال مرحبا بهم } أي ال سعة عليهم { إنهم صالوا النار }‬

‫(‪)604/1‬‬

‫‪ { - 60‬قالوا } أي األتباع { بل أنتم ال مرحبا بكم أنتم قدمتموه } أي الكفر { لنا فبئس القرار } لنا ولكم النار‬

‫(‪)604/1‬‬
‫‪ { - 61‬قالوا } أيضا { ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا } أي مثل عذابه على كفره { في النار }‬

‫(‪)604/1‬‬

‫‪ { - 62‬وقالوا } أي كفار مكة وهم في النار { ما لنا ال نرى رجاال كنا نعدهم } في الدنيا { من األشرار }‬

‫(‪)604/1‬‬

‫‪ { - 63‬أتخذناهم سخريا } بضم السين وكسرها ‪ :‬كنا نسخر بهم في الدنيا والياء للنسب ‪ :‬أي أمفقودون هم‬
‫{ أم زاغت } مالت { عنهم األبصار } فلم ترهم وهم فقراء المسلمين كعمار وبالل وصهيب وسلمان‬

‫(‪)604/1‬‬

‫‪ { - 64‬إن ذلك لحق } واجب وقوعه وهو { تخاصم أهل النار } كما تقدم‬

‫(‪)604/1‬‬

‫‪ { - 65‬قل } يا محمد لكفار مكة { إنما أنا منذر } مخوف بالنار { وما من إله إال هللا الواحد القهار } لخلقه‬

‫(‪)604/1‬‬

‫‪ { - 66‬رب السماوات واألرض وما بينهما العزيز } الغالب على أمره { الغفار } ألوليائه‬

‫(‪)604/1‬‬

‫‪ { - 67‬قل } لهم { هو نبأ عظيم }‬

‫(‪)604/1‬‬
‫‪ { - 68‬أنتم عنه معرضون } أي القرآن الذي أنبأتكم به وجئتكم فيه بما ال يعلم إال بوحي وهو قوله ‪:‬‬

‫(‪)604/1‬‬

‫‪ { - 69‬ما كان لي من علم بالمإل األعلى } أي المالئكة { إذ يختصمون } في شأن آدم حين قال هللا تعالى ‪:‬‬
‫{ إني جاعل في األرض خليفة } الخ‬

‫(‪)604/1‬‬

‫‪ { - 70‬إن } ما { يوحى إلي إال أنما أنا } أي أني { نذير مبين } بين اإلنذار‬

‫(‪)604/1‬‬

‫‪ - 71‬اذكر { إذ قال ربك للمالئكة إني خالق بشرا من طين } هو آدم‬

‫(‪)604/1‬‬

‫‪ { - 72‬فإذا سويته } أتممته { ونفخت } أجريت { فيه من روحي } فصار حيا وإضافة الروح إليه تشريف‬
‫آلدم والروح جسم لطيف يحيا به اإلنسان بنفوذه فيه { فقعوا له ساجدين } سجود تحية باالنحناء‬

‫(‪)604/1‬‬

‫‪ { - 73‬فسجد المالئكة كلهم أجمعون } فيه تأكيدان‬

‫(‪)604/1‬‬

‫‪ { - 74‬إال إبليس } هو أبو الجن كان بين المالئكة { استكبر وكان من الكافرين } في علم هللا تعالى ‪:‬‬
‫(‪)604/1‬‬

‫‪ { - 75‬قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } أي توليت خلقه وهذا تشريف آلدم فإن كل مخلوق‬
‫تولى هللا خلقه { أستكبرت } اآلن عن السجود استفهام توبيخ { أم كنت من العالين } المتكبرين فتكبرت عن‬
‫السجود لكونك منهم‬

‫(‪)605/1‬‬

‫‪ { - 76‬قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين }‬

‫(‪)605/1‬‬

‫‪ { - 77‬قال فاخرج منها } أي من الجنة وقيل من السماوات { فإنك رجيم } مطرود‬

‫(‪)605/1‬‬

‫‪ { - 78‬وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين } الجزاء‬

‫(‪)605/1‬‬

‫‪ { - 79‬قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون } أي الناس‬

‫(‪)605/1‬‬

‫‪ { - 80‬قال فإنك من المنظرين }‬

‫(‪)605/1‬‬
‫‪ { - 81‬إلى يوم الوقت المعلوم } وقت النفخة األولى‬

‫(‪)605/1‬‬

‫‪ { - 82‬قال فبعزتك ألغوينهم أجمعين }‬

‫(‪)605/1‬‬

‫‪ { - 83‬إال عبادك منهم المخلصين } أي المؤمنين‬

‫(‪)605/1‬‬

‫‪ { - 84‬قال فالحق والحق أقول } بنصبهما ورفع األول ونصب الثاني فنصبه بالفعل بعده ونصب األول قيل‬
‫بالفعل المذكور وقيل على المصدر ‪ :‬أي أحق الحق وقيل على نزع حرف القسم ورفعه على أنه مبتدأ‬
‫محذوف الخبر ‪ :‬أي فالحق مني وقيل فالحق قسمي وجواب القسم ‪:‬‬

‫(‪)605/1‬‬

‫‪ { - 85‬ألمألن جهنم منك } بذريتك { وممن تبعك منهم } أي الناس { أجمعين }‬

‫(‪)605/1‬‬

‫‪ { - 86‬قل ما أسألكم عليه } على تبليغ الرسالة { من أجر } جعل { وما أنا من المتكلفين } المتقولين القرآن‬
‫من تلقاء نفسي‬

‫(‪)605/1‬‬

‫‪ { - 87‬إن هو } أي ما القرآن { إال ذكر } عظة { للعالمين } لإلنس والجن والعقالء دون المالئكة‬

‫(‪)605/1‬‬
‫‪ { - 88‬ولتعلمن } يا كفار مكة { نبأه } خبر صدقه { بعد حين } أي يوم القيامة وعلم بمعنى ‪ :‬عرف والالم‬
‫قبلها الم قسم مقدر ‪ :‬أي وهللا‬

‫(‪)605/1‬‬

‫سورة الزمر‬
‫[ مكية إال اآليات ‪ 54 ، 53 ، 52‬فمدنية وآياتها نزلت بعد سبأ ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬تنزيل الكتاب } القرآن مبتدأ { من هللا } خبره { العزيز } في ملكه { الحكيم } في صنعه‬

‫(‪)605/1‬‬

‫‪ { - 2‬إنا أنزلنا إليك } يا محمد { الكتاب بالحق } متعلق بأنزل { فاعبد هللا مخلصا له الدين } من الشرك ‪:‬‬
‫أي موحدا له‬

‫(‪)605/1‬‬

‫‪ { - 3‬أال هلل الدين الخالص } ال يستحقه غيره { والذين اتخذوا من دونه } األصنام { أولياء } وهم كفار مكة‬
‫قالوا ‪ { :‬ما نعبدهم إال ليقربونا إلى هللا زلفى } قربى مصدر بمعنى تقريبا { إن هللا يحكم بينهم } وبين‬
‫المسلمين { في ما هم فيه يختلفون } من أمر الدين فيدخل المؤمنين الجنة والكافرين النار { إن هللا ال يهدي‬
‫من هو كاذب } في نسبه الولد إليه { كفار } بعبادته غير هللا‬

‫(‪)606/1‬‬

‫‪ { - 4‬لو أراد هللا أن يتخذ ولدا } كما قالوا ‪ { :‬اتخذ الرحمن ولدا } { الصطفى مما يخلق ما يشاء } واتخذه‬
‫ولدا غير من قالوا من المالئكة بنات هللا وعزير ابن هللا والمسيح ابن هللا { سبحانه } تنزيها له عن اتخاذ الولد‬
‫{ هو هللا الواحد القهار } لخلقه‬

‫(‪)606/1‬‬
‫‪ { - 5‬خلق السماوات واألرض بالحق } متعلق بخلق { يكور } يدخل { الليل على النهار } فيزيد { ويكور‬
‫النهار } يدخله { على الليل } فيزيد { وسخر الشمس والقمر كل يجري } في فلكه { ألجل مسمى } ليوم‬
‫القيامة { أال هو العزيز } الغالب على أمره المنتقم من أعدائه { الغفار } ألوليائه‬

‫(‪)606/1‬‬

‫‪ { - 6‬خلقكم من نفس واحدة } أي آدم { ثم جعل منها زوجها } حواء { وأنزل لكم من األنعام } اإلبل والبقر‬
‫والغنم الضأن والمعز { ثمانية أزواج } من كل زوجان ذكر وأنثى كما بين في سورة األنعام { يخلقكم في‬
‫بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق } أي نطفا ثم علقا ثم مضغا { في ظلمات ثالث } هي ظلمة البطن وظلمة‬
‫الرحم وظلمة المشيمة { ذلكم هللا ربكم له الملك ال إله إال هو فأنى تصرفون } عن عبادته إلى عبادة غيره‬

‫(‪)606/1‬‬

‫‪ { - 7‬إن تكفروا فإن هللا غني عنكم وال يرضى لعباده الكفر } وإن أراده من بعضهم { وإن تشكروا } هللا‬
‫فتؤمنوا { يرضه } بسكون الهاء وضمها مع إشباع ودونه ‪ :‬أي الشكر { لكم وال تزر } نفس { وازرة‬
‫وزر } نفس { أخرى } أي ال تحمله { ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات‬
‫الصدور } بما في القلوب‬

‫(‪)606/1‬‬

‫‪ { - 8‬وإذا مس اإلنسان } أي الكافر { ضر دعا ربه } تضرع { منيبا } راجعا { إليه ثم إذا خوله نعمة }‬
‫أعطاه إنعاما { منه نسي } ترك { ما كان يدعو } يتضرع { إليه من قبل } وهو هللا فما في موضع من‬
‫{ وجعل هلل أندادا } شركاء { ليضل } بفتح الياء وضمها { عن سبيله } دين اإلسالم { قل تمتع بكفرك‬
‫قليال } بقية أجلك { إنك من أصحاب النار }‬

‫(‪)607/1‬‬

‫‪ { - 9‬أمن } بتخفيف الميم { هو قانت } قائم بوظائف الطاعات { آناء الليل } ساعاته { ساجدا وقائما } في‬
‫الصالة { يحذر اآلخرة } أي يخاف عذابها { ويرجو رحمة } جنة { ربه } كمن هو عاص بالكفر أو غيره‬
‫وفي قراءة أم من فأم بمعنى بل والهمزة { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ال يعلمون } أي ال يستويان‬
‫كما ال يستوي العالم والجاهل { إنما يتذكر } يتعظ { أولو األلباب } أصحاب العقول‬

‫(‪)607/1‬‬
‫‪ { - 10‬قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم } أي عذابه بأن تطيعوه { للذين أحسنوا في هذه الدنيا } بالطاعة‬
‫{ حسنة } هي الجنة { وأرض هللا واسعة } فهاجروا إليها من بين الكفار ومشاهدة المنكرات { إنما يوفى‬
‫الصابرون } على الطاعة وما يبتلون به { أجرهم بغير حساب } بغير مكيال وال ميزان‬

‫(‪)607/1‬‬

‫‪ { - 11‬قل إني أمرت أن أعبد هللا مخلصا له الدين } من الشرك‬

‫(‪)608/1‬‬

‫‪ { - 12‬وأمرت ألن } أي بأن { أكون أول المسلمين } من هذه األمة‬

‫(‪)608/1‬‬

‫‪ { - 13‬قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم }‬

‫(‪)608/1‬‬

‫‪ { - 14‬قل هللا أعبد مخلصا له ديني } من الشرك‬

‫(‪)608/1‬‬

‫‪ { - 15‬فاعبدوا ما شئتم من دونه } غيره فيه تهديد لهم وإيذان بأنهم ال يعبدون هللا تعالى { قل إن الخاسرين‬
‫الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة } بتخليد األنفس في النار وبعدم وصولهم إلى الحور المعدة لهم في‬
‫الجنة لو آمنوا { أال ذلك هو الخسران المبين } البين‬

‫(‪)608/1‬‬
‫‪ { - 16‬لهم من فوقهم ظلل } طباق { من النار ومن تحتهم ظلل } من النار { ذلك يخوف هللا به عباده } أي‬
‫المؤمنين ليتقوه يدل عليه { يا عباد فاتقون }‬

‫(‪)608/1‬‬

‫‪ { - 17‬والذين اجتنبوا الطاغوت } األوثان { أن يعبدوها وأنابوا } أقبلوا { إلى هللا لهم البشرى } بالجنة‬
‫{ فبشر عباد }‬

‫(‪)608/1‬‬

‫‪ { - 18‬الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه } وهو ما فيه صالحهم { أولئك الذين هداهم هللا وأولئك هم أولو‬
‫األلباب } أصحاب العقول‬

‫(‪)608/1‬‬

‫‪ { - 19‬أفمن حق عليه كلمة العذاب } أي { ألمألن جهنم } اآلية { أفأنت تنقذ } تخرج { من في النار }‬
‫جواب الشرط وأقيم فيه الظاهر مقام المضمر والهمزة لإلنكار والمعنى ال تقدر على هدايته فتنقذه من النار‬

‫(‪)608/1‬‬

‫‪ { - 20‬لكن الذين اتقوا ربهم } بأن أطاعوه { لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها األنهار }‬
‫أي من تحت الغرف الفوقانية والتحتانية { وعد هللا } منصوب بفعله المقدر { ال يخلف هللا الميعاد } وعده‬

‫(‪)609/1‬‬

‫‪ { - 21‬ألم تر } تعلم { أن هللا أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع } أدخله أمكنة نبع { في األرض ثم يخرج به‬
‫زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج } ييبس { فتراه } بعد الخضرة مثال { مصفرا ثم يجعله حطاما } فتاتا { إن في‬
‫ذلك لذكرى } تذكيرا { ألولي األلباب } يتذكرون به لداللته على وحدانية هللا تعالى وقدرته‬

‫(‪)609/1‬‬
‫‪ { - 22‬أفمن شرح هللا صدره لإلسالم } فاهتدى { فهو على نور من ربه } كمن طبع على قلبه دل على هذا‬
‫{ فويل } كلمة عذاب { للقاسية قلوبهم من ذكر هللا } أي عن قبول القرآن { أولئك في ضالل مبين } بين‬

‫(‪)609/1‬‬

‫‪ { - 23‬هللا نزل أحسن الحديث كتابا } بدل من أحسن أي قرآنا { متشابها } أي يشبه بعضه بعضا في النظم‬
‫وغيره { مثاني } أي فيه الوعد والوعيد وغيرهما { تقشعر منه } ترتعد عند ذكر وعيده { جلود الذين‬
‫يخشون } يخافون { ربهم ثم تلين } تطمئن { جلودهم وقلوبهم إلى ذكر هللا } أن يعند ذكر وعده { ذلك } أي‬
‫الكتاب { هدى هللا يهدي به من يشاء ومن يضلل هللا فما له من هاد }‬

‫(‪)609/1‬‬

‫‪ { - 24‬أفمن يتقي } يلقى { بوجهه سوء العذاب يوم القيامة } أي أشده بأن يلقى في النار مغلولة يداه إلى‬
‫عنقه كمن أمن منه بدخول الجنة { وقيل للظالمين } أي كفار مكة { ذوقوا ما كنتم تكسبون } أي جزاءه‬

‫(‪)609/1‬‬

‫‪ { - 25‬كذب الذين من قبلهم } رسلهم في إتيان العذاب { فأتاهم العذاب من حيث ال يشعرون } من جهة ال‬
‫تخطر ببالهم‬

‫(‪)610/1‬‬

‫‪ { - 26‬فأذاقهم هللا الخزي } الذل والهوان من المسخ والقتل وغيره { في الحياة الدنيا ولعذاب اآلخرة أكبر لو‬
‫كانوا } أي المكذبون { يعلمون } عذابها ما كذبوا‬

‫(‪)610/1‬‬

‫‪ { - 27‬ولقد ضربنا } جعلنا { للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون } يتعظون‬

‫(‪)610/1‬‬
‫‪ { - 28‬قرآنا عربيا } حال مؤكدة { غير ذي عوج } أي لبس واختالف { لعلهم يتقون } الكفر‬

‫(‪)610/1‬‬

‫‪ { - 29‬ضرب هللا } للمشرك والموحد { مثال رجال } بدل من مثال { فيه شركاء متشاكسون } متنازعون‬
‫سيئة أخالقهم { ورجال سلما } خالصا { لرجل هل يستويان مثال } تمييز ‪ :‬أي ال يستوي العبد لجماعة والعبد‬
‫لواحد فإن األول إذا طلب منه كل من مالكيه خدمته في وقت واحد تحير فيمن يخدمه منهم وهذا مثل للمشرك‬
‫والثاني مثل للموحد { الحمد هلل } وحده { بل أكثرهم } أي أهل مكة { ال يعلمون } ما يصيرون إليه من‬
‫العذاب فيشركون‬

‫(‪)610/1‬‬

‫‪ { - 30‬إنك } خطاب للنبي صلى هللا عليه و سلم { ميت وإنهم ميتون } ستموت ويموتون فال شماتة بالموت‬
‫نزلت لما استبطؤوا موته صلى هللا عليه و سلم‬

‫(‪)610/1‬‬

‫‪ { - 31‬ثم إنكم } أيها الناس فيما بينكم من المظالم { يوم القيامة عند ربكم تختصمون }‬

‫(‪)610/1‬‬

‫‪ { - 32‬فمن } أي ال أحد { أظلم ممن كذب على هللا } بنسبة الشريك والولد إليه { وكذب بالصدق } بالقرآن‬
‫{ إذ جاءه أليس في جهنم مثوى } مأوى { للكافرين } بلى‬

‫(‪)611/1‬‬

‫‪ { - 33‬والذي جاء بالصدق } هو النبي صلى هللا عليه و سلم { وصدق به } هم المؤمنون فالذي بمعنى الذين‬
‫{ أولئك هم المتقون } الشرك‬

‫(‪)611/1‬‬
‫‪ { - 34‬لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين } ألنفسهم بإيمانهم‬

‫(‪)611/1‬‬

‫‪ { - 35‬ليكفر هللا عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون } أسوأ وأحسن بمعنى‬
‫السيء والحسن‬

‫(‪)611/1‬‬

‫‪ { - 36‬أليس هللا بكاف عبده } أي النبي بلى { ويخوفونك } الخطاب له { بالذين من دونه } أي األصنام أن‬
‫تقتله أو تخبله { ومن يضلل هللا فما له من هاد }‬

‫(‪)611/1‬‬

‫‪ { - 37‬ومن يهد هللا فما له من مضل أليس هللا بعزيز } غالب على أمره { ذي انتقام } من أعدائه ؟ بلى‬

‫(‪)611/1‬‬

‫‪ { - 38‬ولئن } الم قسم { سألتهم من خلق السماوات واألرض ليقولن هللا قل أفرأيتم ما تدعون } تعبدون‬
‫{ من دون هللا } أي األصنام { إن أرادني هللا بضر هل هن كاشفات ضره } ال { أو أرادني برحمة هل هن‬
‫ممسكات رحمته } ال وفي قراءة باإلضافة فيهما { قل حسبي هللا عليه يتوكل المتوكلون } يثق الواثقون‬

‫(‪)611/1‬‬

‫‪ { - 39‬قل يا قوم اعملوا على مكانتكم } حالتكم { إني عامل } على حالتي { فسوف تعلمون }‬

‫(‪)611/1‬‬

‫‪ { - 40‬من } موصولة مفعول العلم { يأتيه عذاب يخزيه ويحل } ينزل { عليه عذاب مقيم } دائم هو عذاب‬
‫النار وقد أخزاهم هللا ببدر‬
‫(‪)611/1‬‬

‫‪ { - 41‬إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق } متعلق بأنزل { فمن اهتدى فلنفسه } اهتداؤه { ومن ضل فإنما‬
‫يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل } فتجبرهم على الهدى‬

‫(‪)612/1‬‬

‫‪ { - 42‬هللا يتوفى األنفس حين موتها و } يتوفى { التي لم تمت في منامها } أي يتوفاها وقت النوم { فيمسك‬
‫التي قضى عليها الموت ويرسل األخرى إلى أجل مسمى } أي وقت موتها والمرسلة نفس التمييز تبقى بدونها‬
‫نفس الحياة بخالف العكس { إن في ذلك } المذكور { آليات } دالالت { لقوم يتفكرون } فيعلمون أن القادر‬
‫على ذلك قادر على البعث وقريش لم يتفكروا في ذلك‬

‫(‪)612/1‬‬

‫‪ { - 43‬أم } بل { اتخذوا من دون هللا } أي األصنام آلهة { شفعاء } عند هللا بزعمهم { قل } لهم { أ }‬
‫يشفعون { أو لو كانوا ال يملكون شيئا } من الشفاعة وغيرها { وال يعقلون } أنكم تعبدون وال غير ذلك ؟ ال‬

‫(‪)612/1‬‬

‫‪ { - 44‬قل هلل الشفاعة جميعا } أي هو مختص بها فال يشفع أحد إال بإذنه { له ملك السماوات واألرض ثم‬
‫إليه ترجعون }‬

‫(‪)612/1‬‬

‫‪ { - 45‬وإذا ذكر هللا وحده } أي دون آلهتهم { اشمأزت } نفرت وانقبضت { قلوب الذين ال يؤمنون باآلخرة‬
‫وإذا ذكر الذين من دونه } أي األصنام { إذا هم يستبشرون }‬

‫(‪)612/1‬‬
‫‪ { - 46‬قل اللهم } بمعنى يا أهلل { فاطر السماوات واألرض } مبدعهما { عالم الغيب والشهادة } ما غاب‬
‫وما شوهد { أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون } من أمر الدين اهدني لما اختلفوا فيه من الحق‬

‫(‪)612/1‬‬

‫‪ { - 47‬ولو أن للذين ظلموا ما في األرض جميعا ومثله معه الفتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا }‬
‫ظهر { لهم من هللا ما لم يكونوا يحتسبون } يظنون‬

‫(‪)613/1‬‬

‫‪ { - 48‬وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق } نزل { بهم ما كانوا به يستهزئون } أي العذاب‬

‫(‪)613/1‬‬

‫‪ { - 49‬فإذا مس اإلنسان } الجنس { ضر دعانا ثم إذا خولناه } أعطيناه { نعمة } إنعاما { منا قال إنما‬
‫أوتيته على علم } من هللا بأني له أهل { بل هي } أي القولة { فتنة } بلية يبتلى بها العبد { ولكن أكثرهم ال‬
‫يعلمون } أن التخويل استدراج وامتحان‬

‫(‪)613/1‬‬

‫‪ { - 50‬قد قالها الذين من قبلهم } من األمم كقارون وقومه الراضين بها { فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون }‬

‫(‪)613/1‬‬

‫‪ { - 51‬فأصابهم سيئات ما كسبوا } أي جزاؤها { والذين ظلموا من هؤالء } أي قريش { سيصيبهم سيئات‬
‫ما كسبوا وما هم بمعجزين } بفائتين عذابنا فقحطوا سبع سنين ثم وسع عليهم‬

‫(‪)613/1‬‬
‫‪ { - 52‬أولم يعلموا أن هللا يبسط الرزق } يوسعه { لمن يشاء } امتحانا { ويقدر } يضيقه لمن يشاء ابتالء‬
‫{ إن في ذلك آليات لقوم يؤمنون } به‬

‫(‪)613/1‬‬

‫‪ { - 53‬قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ال تقنطوا } بكسر النون وفتحها وقرئ بضمها تيأسوا { من‬
‫رحمة هللا إن هللا يغفر الذنوب جميعا } لمن تاب من الشرك { إنه هو الغفور الرحيم }‬

‫(‪)614/1‬‬

‫‪ { - 54‬وأنيبوا } ارجعوا { إلى ربكم وأسلموا } أخلصوا العمل { له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم ال‬
‫تنصرون } بمنعه إن لم تتوبوا‬

‫(‪)614/1‬‬

‫‪ { - 55‬واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم } هو القرآن { من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم ال‬
‫تشعرون } قبل إتيانه بوقته‬

‫(‪)614/1‬‬

‫‪ - 56‬فبادروا قبل { أن تقول نفس يا حسرتى } أصله يا حسرتي أي ندامتي { على ما فرطت في جنب هللا }‬
‫أي طاعته { وإن } مخففة من الثقيلة أي وإني { كنت لمن الساخرين } بدينه وكتابه‬

‫(‪)614/1‬‬

‫‪ { - 57‬أو تقول لو أن هللا هداني } بالطاعة فاهتديت { لكنت من المتقين } عذابه‬

‫(‪)614/1‬‬
‫‪ { - 58‬أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة } رجعة إلى الدنيا { فأكون من المحسنين } المؤمنين فيقال‬
‫له من قبل هللا ‪:‬‬

‫(‪)614/1‬‬

‫‪ { - 59‬بلى قد جاءتك آياتي } القرآن وهو سبب الهداية { فكذبت بها واستكبرت } تكبرت عن اإليمان بها‬
‫{ وكنت من الكافرين }‬

‫(‪)614/1‬‬

‫‪ { - 60‬ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على هللا } بنسبة الشريك والولد إليه { وجوههم مسودة أليس في جهنم‬
‫مثوى } مأوى { للمتكبرين } عن اإليمان ؟ بلى‬

‫(‪)614/1‬‬

‫‪ { - 61‬وينجي هللا } من جهنم { الذين اتقوا } الشرك { بمفازتهم } أي بمكان فوزهم من الجنة بأن يجعلوا‬
‫فيه { ال يمسهم السوء وال هم يحزنون }‬

‫(‪)615/1‬‬

‫‪ { - 62‬هللا خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل } متصرف فيه كيف يشاء‬

‫(‪)615/1‬‬

‫‪ { - 63‬له مقاليد السماوات واألرض } أي مفاتيح خزائنهما من المطر وغيرهما { والذين كفروا بآيات هللا }‬
‫القرآن { أولئك هم الخاسرون } متصل بقوله ‪ { :‬وينجي هللا الذين اتقوا } الخ وما بينهما اعتراض‬

‫(‪)615/1‬‬
‫‪ { - 64‬قل أفغير هللا تأمروني أعبد أيها الجاهلون } غير منصوب بأعبد المعمول لتأمروني بتقدير أن بنون‬
‫واحدة وبنونين بإدغام وفك‬

‫(‪)615/1‬‬

‫‪ { - 65‬ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك } وهللا { لئن أشركت } يا محمد فرضا { ليحبطن عملك‬
‫ولتكونن من الخاسرين }‬

‫(‪)615/1‬‬

‫‪ { - 66‬بل هللا } وحده { فاعبد وكن من الشاكرين } إنعامه عليك‬

‫(‪)615/1‬‬

‫‪ { - 67‬وما قدروا هللا حق قدره } ما عرفوه حق معرفته أو ما عظموه حق عظمته حين أشركوا به غيره‬
‫{ واألرض جميعا } حال ‪ :‬أي السبع { قبضته } أي مقبوضة له ‪ :‬أي في ملكه وتصرفه { يوم القيامة‬
‫والسماوات مطويات } مجموعات { بيمينه } بقدرته { سبحانه وتعالى عما يشركون } معه‬

‫(‪)615/1‬‬

‫‪ { - 68‬ونفخ في الصور } النفخة األولى { فصعق } مات { من في السماوات ومن في األرض إال من شاء‬
‫هللا } من الحور والولدان وغيرهما { ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم } أي جميع الخالئق الموتى { قيام ينظرون }‬
‫ينتظرون ما يفعل بهم‬

‫(‪)615/1‬‬

‫‪ { - 69‬وأشرقت األرض } أضاءت { بنور ربها } حين يتجلى هللا لفصل القضاء { ووضع الكتاب } كتاب‬
‫األعمال للحساب { وجيء بالنبيين والشهداء } أي بمحمد صلى هللا عليه و سلم وأمته يشهدون للرسل بالبالغ‬
‫{ وقضي بينهم بالحق } أي العدل { وهم ال يظلمون } شيئا‬

‫(‪)616/1‬‬
‫‪ { - 70‬ووفيت كل نفس ما عملت } أي جزاءه { وهو أعلم } عالم { بما يفعلون } فال يحتاج إلى شاهد‬

‫(‪)616/1‬‬

‫‪ { - 71‬وسيق الذين كفروا } بعنف { إلى جهنم زمرا } جماعات متفرقة { حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها }‬
‫جواب إذا { وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم } القرآن وغيره { وينذرونكم لقاء‬
‫يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب } أي ‪ { :‬ألمألن جهنم } اآلية { على الكافرين }‬

‫(‪)616/1‬‬

‫‪ { - 72‬قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها } مقدرين الخلود { فبئس مثوى } مأوى { المتكبرين } جهنم‬

‫(‪)616/1‬‬

‫‪ { - 73‬وسيق الذين اتقوا ربهم } بلطف { إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها } الواو فيه للحال‬
‫بتقدير قد { وقال لهم خزنتها سالم عليكم طبتم } حال { فادخلوها خالدين } مقدرين الخلود فيها وجواب إذا‬
‫مقدر أي دخولها وسوقهم وفتح األبواب قبل مجيئهم تكرمة لهم وسوق الكفار وفتح أبواب جهنم عند مجيئم‬
‫ليبقى حرها إليهم إهانة لهم‬

‫(‪)616/1‬‬

‫‪ { - 74‬وقالوا } عطف على دخولها المقدر { الحمد هلل الذي صدقنا وعده } بالجنة { وأورثنا األرض } أي‬
‫أرض الجنة { نتبوأ } ننزل { من الجنة حيث نشاء } ألنها كلها ال يختار فيها مكان على مكان { فنعم أجر‬
‫العاملين } الجنة‬

‫(‪)617/1‬‬

‫‪ { - 75‬وترى المالئكة حافين } حال { من حول العرش } من كل جانب منه { يسبحون } حال من ضمير‬
‫حافين { بحمد ربهم } مالبسين للحمد ‪ :‬أي يقولون ‪ :‬سبحان هللا وبحمده { وقضي بينهم } بين جميع الخالئق‬
‫{ بالحق } أي العدل فيدخل المؤمنون الجنة والكافرون النار { وقيل الحمد هلل رب العالمين } ختم استقرار‬
‫الفريقين بالحمد من المالئكة‬

‫(‪)617/1‬‬

‫سورة غافر‬
‫[ مكية إال آيتي ‪ 56‬و‪ 57‬فمدنيتان وآياتها ‪] 85‬‬
‫نزلت بعد الزمر‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬حم } هللا أعلم بمراده به‬

‫(‪)617/1‬‬

‫‪ { - 2‬تنزيل الكتاب } القرآن مبتدأ { من هللا } خبره { العزيز } في ملكه { العليم } بخلقه‬

‫(‪)617/1‬‬

‫‪ { - 3‬غافر الذنب } للمؤمنين { وقابل التوب } لهم مصدر { شديد العقاب } للكافرين أي مشددة { ذي‬
‫الطول } أي اإلنعام الواسع وهو موصوف على الدوام بكل من هذه الصفات فإضافة المشتق منها للتعريف‬
‫كاألخيرة { ال إله إال هو إليه المصير } المرجع‬

‫(‪)617/1‬‬

‫‪ { - 4‬ما يجادل في آيات هللا } القرآن { إال الذين كفروا } من أهل مكة { فال يغررك تقلبهم في البالد }‬
‫للمعاش سالمين فإن عاقبتهم النار‬

‫(‪)618/1‬‬

‫‪ { - 5‬كذبت قبلهم قوم نوح واألحزاب } كعاد وثمود وغيرهما { من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم‬
‫ليأخذوه } يقتلوه { وجادلوا بالباطل ليدحضوا } يزيلوا { به الحق فأخذتهم } بالعقاب { فكيف كان عقاب }‬
‫لهم أي هو واقع موقعه‬
‫(‪)618/1‬‬

‫‪ { - 6‬وكذلك حقت كلمة ربك } أي { ألمألن جهنم } اآلية { على الذين كفروا أنهم أصحاب النار } بدل من‬
‫كلمة‬

‫(‪)618/1‬‬

‫‪ { - 7‬الذين يحملون العرش } مبتدأ { ومن حوله } عطف عليه { يسبحون } خبره { بحمد ربهم } مالبسين‬
‫للحمد أي يقولون ‪ :‬سبحان هللا وبحمده { ويؤمنون به } تعالى ببصائرهم أي يصدقون بوحدانيته‬
‫{ ويستغفرون للذين آمنوا } يقولون { ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما } أي وسعت رحمتك كل شيء‬
‫وعلمك كل شيء { فاغفر للذين تابوا } من الشرك { واتبعوا سبيلك } دين اإلسالم { وقهم عذاب الجحيم }‬
‫النار‬

‫(‪)618/1‬‬

‫‪ { - 8‬ربنا وأدخلهم جنات عدن } إقامة { التي وعدتهم ومن صلح } عطف على هم في وأدخلهم أو في‬
‫وعدتهم { من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم } في صنعه‬

‫(‪)618/1‬‬

‫‪ { - 9‬وقهم السيئات } أي عذابها { ومن تق السيئات يومئذ } يوم القيامة { فقد رحمته وذلك هو الفوز‬
‫العظيم }‬

‫(‪)618/1‬‬

‫‪ { - 10‬إن الذين كفروا ينادون } من قبل المالئكة وهم يمقتون أنفسهم عند دخولهم النار { لمقت هللا } إياكم‬
‫{ أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون } في الدنيا { إلى اإليمان فتكفرون }‬

‫(‪)618/1‬‬
‫‪ { - 11‬قالوا ربنا أمتنا اثنتين } إماتتين { وأحييتنا اثنتين } إحياءتين ألنهم نطف أموات فأحيوا ثم أميتوا ثم‬
‫أحيوا للبعث { فاعترفنا بذنوبنا } بكفرنا بالبعث { فهل إلى خروج } من النار والرجوع إلى الدنيا لنطيع ربنا‬
‫{ من سبيل } طريق وجوابهم ‪ :‬ال‬

‫(‪)619/1‬‬

‫‪ { - 12‬ذلكم } أي العذاب الذي أنتم فيه { بأنه } أي بسبب أنه في الدنيا { إذا دعي هللا وحده كفرتم } بتوحيده‬
‫{ وإن يشرك به } يجعل له شريك { تؤمنوا } تصدقوا باإلشراك { فالحكم } في تعذيبكم { هلل العلي } على‬
‫خلقه { الكبير } العظيم‬

‫(‪)619/1‬‬

‫‪ { - 13‬هو الذي يريكم آياته } دالئل توحيده { وينزل لكم من السماء رزقا } بالمطر { وما يتذكر } يتعظ‬
‫{ إال من ينيب } يرجع عن الشرك‬

‫(‪)619/1‬‬

‫‪ { - 14‬فادعوا هللا } اعبدوه { مخلصين له الدين } من الشرك { ولو كره الكافرون } إخالصكم منه‬

‫(‪)619/1‬‬

‫‪ { - 15‬رفيع الدرجات } أي هللا عظيم الصفات أو رافع درجات المؤمنين في الجنة { ذو العرش } خالقه‬
‫{ يلقي الروح } الوحي { من أمره } أي قوله { على من يشاء من عباده لينذر } يخوف الملقى عليه الناس‬
‫{ يوم التالق } بحذف الياء وإثباتها يوم القيامة لتالقي أهل السماء واألرض والعابد والمعبود والظالم‬
‫والمظلوم فيه‬

‫(‪)619/1‬‬

‫‪ { - 16‬يوم هم بارزون } خارجون من قبورهم { ال يخفى على هللا منهم شيء لمن الملك اليوم } يقوله تعالى‬
‫ويجيب نفسه { هلل الواحد القهار } أي لخلقه‬

‫(‪)619/1‬‬
‫‪ { - 17‬اليوم تجزى كل نفس بما كسبت ال ظلم اليوم إن هللا سريع الحساب } يحاسب جميع الخلق في قدر‬
‫نصف نهار من أيام الدنيا لحديث بذلك‬

‫(‪)619/1‬‬

‫‪ { - 18‬وأنذرهم يوم اآلزفة } يوم القيامة من أزف الرحيل ‪ :‬قرب { إذ القلوب } ترتفع خوفا { لدى } عند‬
‫{ الحناجر كاظمين } ممتلئين غما حال من القلوب عوملت بالجمع بالياء والنون معاملة أصحابها { ما‬
‫للظالمين من حميم } محب { وال شفيع يطاع } ال مفهوم للوصف إذ ال شفيع لهم أصال { فما لنا من‬
‫شافعين } أوله مفهوم بناء على زعمهم أن لهم شفعاء أي لو شفعوا فرضا لم يقبلوا‬

‫(‪)620/1‬‬

‫‪ { - 19‬يعلم } أي هللا { خائنة األعين } بمسارقتها النظر إلى محرم { وما تخفي الصدور } القلوب‬

‫(‪)620/1‬‬

‫‪ { - 20‬وهللا يقضي بالحق والذين يدعون } يعبدون أي كفار مكة بالياء والتاء { من دونه } وهم األصنام‬
‫{ ال يقضون بشيء } فكيف يكونون شركاء هللا { إن هللا هو السميع } ألقوالهم { البصير } بأفعالهم‬

‫(‪)620/1‬‬

‫‪ { - 21‬أولم يسيروا في األرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم } وفي‬
‫قراءة ‪ :‬منكم { قوة وآثارا في األرض } من مصانع وقصور { فأخذهم هللا } أهلكهم { بذنوبهم وما كان لهم‬
‫من هللا من واق } عذابه‬

‫(‪)620/1‬‬

‫‪ { - 22‬ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات } بالمعجزات الظاهرات { فكفروا فأخذهم هللا إنه قوي شديد‬
‫العقاب }‬
‫(‪)620/1‬‬

‫‪ { - 23‬ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين } برهان بين ظاهر‬

‫(‪)620/1‬‬

‫‪ { - 24‬إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا } هو { ساحر كذاب }‬

‫(‪)620/1‬‬

‫‪ { - 25‬فلما جاءهم بالحق } بالصدق { من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا } استبقوا‬
‫{ نساءهم وما كيد الكافرين إال في ضالل } هالك‬

‫(‪)621/1‬‬

‫‪ { - 26‬وقال فرعون ذروني أقتل موسى } ألنهم كانوا يكفونه عن قتله { وليدع ربه } ليمنعه مني { إني‬
‫أخاف أن يبدل دينكم } من عبادتكم إياي فتتبعوه { أن يظهر في األرض الفساد } من قتل وغيره وفي قراءة ‪:‬‬
‫أو وفي أخرى بفتح الياء والهاء وضم الدال‬

‫(‪)621/1‬‬

‫‪ { - 27‬وقال موسى } لقومه وقد سمع ذلك { إني عذت بربي وربكم من كل متكبر ال يؤمن بيوم الحساب }‬

‫(‪)621/1‬‬

‫‪ { - 28‬وقال رجل مؤمن من آل فرعون } قيل ‪ :‬هو ابن عمه { يكتم إيمانه أتقتلون رجال أن } أي ألن‬
‫{ يقول ربي هللا وقد جاءكم بالبينات } بالمعجزات الظاهرات { من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه } أي‬
‫ضرر كذبه { وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم } به من العذاب عاجال { إن هللا ال يهدي من هو‬
‫مسرف } مشرك { كذاب } مفتر‬
‫(‪)621/1‬‬

‫‪ { - 29‬يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين } غالبين حال { في األرض } أرض مصر { فمن ينصرنا من بأس‬
‫هللا } عذابه إن قتلتم أولياءه { إن جاءنا } أي ال ناصر لنا { قال فرعون ما أريكم إال ما أرى } أي ما أشير‬
‫عليكم إال بما أشير به على نفسي وهو قتل موسى { وما أهديكم إال سبيل الرشاد } طريق الصواب‬

‫(‪)621/1‬‬

‫‪ { - 30‬وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم األحزاب } أي يوم حزب بعد حزب‬

‫(‪)621/1‬‬

‫‪ { - 31‬مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم } مثل بدل من مثل قبله أي مثل جزاء عادة من كفر‬
‫قبلكم من تعذيبهم في الدنيا { وما هللا يريد ظلما للعباد }‬

‫(‪)621/1‬‬

‫‪ { - 32‬ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد } بحذف الياء وإثباتها أي يوم القيامة يكثر فيه نداء أصحاب الجنة‬
‫أصحاب النار وبالعكس والنداء بالسعادة ألهلها وبالشقاوة ألهلها وغير ذلك‬

‫(‪)622/1‬‬

‫‪ { - 33‬يوم تولون مدبرين } عن موقف الحساب إلى النار { ما لكم من هللا } أي من عذابه { من عاصم }‬
‫مانع { ومن يضلل هللا فما له من هاد }‬

‫(‪)622/1‬‬

‫‪ { - 34‬ولقد جاءكم يوسف من قبل } أي قبل موسى وهويوسف بن يعقوب في قول عمر إلى زمن موسى أو‬
‫يوسف بن ابراهيم بن يوسف بن يعقوب في قول { بالبينات } بالمعجزات الظاهرات { فما زلتم في شك مما‬
‫جاءكم به حتى إذا هلك قلتم } من غير برهان { لن يبعث هللا من بعده رسوال } أي فلن تزالوا كافرين بيوسف‬
‫وغيره { كذلك } أي مثل إضاللكم { يضل هللا من هو مسرف } مشرك { مرتاب } شاك فيما شهدت به‬
‫البينات‬

‫(‪)622/1‬‬

‫‪ { - 35‬الذين يجادلون في آيات هللا } معجزاته مبتدأ { بغير سلطان } برهان { أتاهم كبر } جدالهم خبر‬
‫المبتدأ { مقتا عند هللا وعند الذين آمنوا كذلك } أي مثل إضاللهم { يطبع } يختم { هللا } بالضالل { على كل‬
‫قلب متكبر جبار } بتنوين قلب ودونه ومتى تكبر القلب تكبر صاحبه وبالعكس وكل على القراءتين لعموم‬
‫الضالل جميع القلب ال لعموم القلب‬

‫(‪)622/1‬‬

‫‪ { - 36‬وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا } بناء عاليا { لعلي أبلغ األسباب }‬

‫(‪)622/1‬‬

‫‪ { - 37‬أسباب السماوات } طرقها الموصلة إليها { فأطلع } بالرفع عطفا على أبلغ وبالنصب جوابا إلبن‬
‫{ إلى إله موسى وإني ألظنه } أي موسى { كاذبا } في أن له إلها غيري قال فرعون ذلك تمويها { وكذلك‬
‫زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل } طريق الهدى بفتح الصاد وضمها { وما كيد فرعون إال في‬
‫تباب } خسار‬

‫(‪)622/1‬‬

‫‪ { - 38‬وقال الذي آمن يا قوم اتبعون } بإثبات الياء وحذفها { أهدكم سبيل الرشاد } تقدم‬

‫(‪)623/1‬‬

‫‪ { - 39‬يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع } تمتع يزول { وإن اآلخرة هي دار القرار }‬

‫(‪)623/1‬‬
‫‪ { - 40‬من عمل سيئة فال يجزى إال مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون‬
‫الجنة } بضم الياء وفتح الخاء وبالعكس { يرزقون فيها بغير حساب } رزقا واسعا بال تبعة‬

‫(‪)623/1‬‬

‫‪ { - 41‬ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار }‬

‫(‪)623/1‬‬

‫‪ { - 42‬تدعونني ألكفر باهلل وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز } الغالب على أمره‬
‫{ الغفار } لمن تاب‬

‫(‪)623/1‬‬

‫‪ { - 43‬ال جرم } حقا { أنما تدعونني إليه } ألعبده { ليس له دعوة } أي استجابة دعوة { في الدنيا وال في‬
‫اآلخرة وأن مردنا } مرجعنا { إلى هللا وأن المسرفين } الكافرين { هم أصحاب النار }‬

‫(‪)623/1‬‬

‫‪ { - 44‬فستذكرون } إذا عاينتم العذاب { ما أقول لكم وأفوض أمري إلى هللا إن هللا بصير بالعباد } قال ذلك‬
‫لما توعدوه بمخالفة دينهم‬

‫(‪)623/1‬‬

‫‪ { - 45‬فوقاه هللا سيئات ما مكروا } به من القتل { وحاق } نزل { بآل فرعون } قومه معه { سوء‬
‫العذاب } الغرق‬

‫(‪)623/1‬‬
‫‪ - 46‬ثم { النار يعرضون عليها } يحرقون بها { غدوا وعشيا } صباحا ومساء { ويوم تقوم الساعة } يقال‬
‫{ أدخلوا } يا { آل فرعون } وفي قراءة ‪ :‬بفتح الهمزة وكسر الخاء أمر للمالئكة { أشد العذاب } عذاب‬
‫جهنم‬

‫(‪)624/1‬‬

‫‪ { - 47‬و } اذكر { إذ يتحاجون } يتخاصم الكفار { في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم‬
‫تبعا } جمع تابع { فهل أنتم مغنون } دافعون { عنا نصيبا } جزاء { من النار }‬

‫(‪)624/1‬‬

‫‪ { - 48‬قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن هللا قد حكم بين العباد } فأدخل المؤمنين الجنة والكافرين النار‬

‫(‪)624/1‬‬

‫‪ { - 49‬وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما } أي قدر يوم { من العذاب }‬

‫(‪)624/1‬‬

‫‪ { - 50‬قالوا } أي الخزنة تهكما { أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات } بالمعجزات الظاهرات { قالوا بلى } أي‬
‫فكفروا بهم { قالوا فادعوا } أنتم فإنا ال نشفع للكافرين قال تعالى ‪ { :‬وما دعاء الكافرين إال في ضالل }‬
‫إنعدام‬

‫(‪)624/1‬‬

‫‪ { - 51‬إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم األشهاد } جمع شاهد وهم المالئكة يشهدون‬
‫للرسل بالبالغ وعلى الكفار بالتكذيب‬

‫(‪)624/1‬‬
‫‪ { - 52‬يوم ال ينفع } بالياء والتاء { الظالمين معذرتهم } عذرهم لو اعتذروا { ولهم اللعنة } أي البعد من‬
‫الرحمة { ولهم سوء الدار } اآلخرة أي شدة عذابها‬

‫(‪)624/1‬‬

‫‪ { - 53‬ولقد آتينا موسى الهدى } التوراة والمعجزات { وأورثنا بني إسرائيل } من بعد موسى { الكتاب }‬
‫التوراة‬

‫(‪)624/1‬‬

‫‪ { - 54‬هدى } هاديا { وذكرى ألولي األلباب } تذكرة ألصحاب العقول‬

‫(‪)624/1‬‬

‫‪ { - 55‬فاصبر } يا محمد { إن وعد هللا } بنصر أوليائه { حق } وأنت من تبعك منهم { واستغفر لذنبك }‬
‫ليستن بك { وسبح } صل متلبسا { بحمد ربك بالعشي } وهو من بعد الزوال { واإلبكار } الصلوات الخمس‬

‫(‪)625/1‬‬

‫‪ { - 56‬إن الذين يجادلون في آيات هللا } القرآن { بغير سلطان } برهان { أتاهم إن } ما { في صدورهم إال‬
‫كبر } تكبر وطمع أن يعلوا عليك { ما هم ببالغيه فاستعذ } من شرهم { باهلل إنه هو السميع } ألقوالهم‬
‫{ البصير } بأحوالهم‬

‫(‪)625/1‬‬

‫‪ - 57‬ونزل في منكري البعث ‪ { :‬لخلق السموات واألرض } ابتداء { أكبر من خلق الناس } مرة ثانية وهي‬
‫االعادة { ولكن أكثر الناس } أي كفار مكة { ال يعلمون } ذلك فهم كاألعمى ومن يعلمه كالبصير‬

‫(‪)725/1‬‬
‫‪ { - 58‬وما يستوي األعمى والبصير و } ال { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } وهو المحسن { وال‬
‫المسيء } فيه زيادة ال { قليال ما تتذكرون } يتعظون بالياء والتاء أي تذكرهم قليل جدا‬

‫(‪)625/1‬‬

‫‪ { - 59‬إن الساعة آلتية ال ريب } شك { فيها ولكن أكثر الناس ال يؤمنون } بها‬

‫(‪)625/1‬‬

‫‪ { - 60‬وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } أي اعبدوني أثبكم بقرينة ما بعده { إن الذين يستكبرون عن عبادتي‬
‫سيدخلون } بفتح الياء وضم الخاء وبالعكس { جهنم داخرين } صاغرين‬

‫(‪)625/1‬‬

‫‪ { - 61‬هللا الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا } إسناد اإلبصار إليه مجازي ألنه يبصر فيه‬
‫{ إن هللا لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس ال يشكرون } هللا فال يؤمنون‬

‫(‪)626/1‬‬

‫‪ { - 62‬ذلكم هللا ربكم خالق كل شيء ال إله إال هو فأنى تؤفكون } فكيف تصرفون عن اإليمان مع قيام‬
‫البرهان‬

‫(‪)626/1‬‬

‫‪ { - 63‬كذلك يؤفك } أي مثل إفك هؤالء إفك { الذين كانوا بآيات هللا } معجزاته { يجحدون }‬

‫(‪)626/1‬‬

‫‪ { - 64‬هللا الذي جعل لكم األرض قرارا والسماء بناء } سقفا { وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من‬
‫الطيبات ذلكم هللا ربكم فتبارك هللا رب العالمين }‬
‫(‪)626/1‬‬

‫‪ { - 65‬هو الحي ال إله إال هو فادعوه } اعبدوه { مخلصين له الدين } من الشرك { الحمد هلل رب العالمين }‬

‫(‪)626/1‬‬

‫‪ { - 66‬قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون } تعبدون { من دون هللا لما جاءني البينات } دالئل التوحيد { من‬
‫ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين }‬

‫(‪)626/1‬‬

‫‪ { - 67‬هو الذي خلقكم من تراب } بخلق أبيكم آدم منه { ثم من نطفة } مني { ثم من علقة } دم غليظ { ثم‬
‫يخرجكم طفال } بمعى أطفاال { ثم } يبقيكم { لتبلغوا أشدكم } تكامل قوتكم من الثالثين سنة إلى األربعين‬
‫{ ثم لتكونوا شيوخا } بضم الشين وكسرها { ومنكم من يتوفى من قبل } أي قبل األشد والشيخوخة فعل ذلك‬
‫بكم لتعيشوا { ولتبلغوا أجال مسمى } وقتا محدودا { ولعلكم تعقلون } دالئل التوحيد فتؤمنون‬

‫(‪)626/1‬‬

‫‪ { - 68‬هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا } أراد إيجاد شيء { فإنما يقول له كن فيكون } بضم النون‬
‫وفتحها بتقدير أن أي يوجد عقب اإلرادة التي هي معنى القول المذكور‬

‫(‪)627/1‬‬

‫‪ { - 69‬ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات هللا } القرآن { أنى } كيف { يصرفون } عن اإليمان‬

‫(‪)627/1‬‬

‫‪ { - 70‬الذين كذبوا بالكتاب } القرآن { وبما أرسلنا به رسلنا } من التوحيد والبعث وهم كفار مكة { فسوف‬
‫يعلمون } عقوبة تكذيبهم‬
‫(‪)627/1‬‬

‫‪ { - 71‬إذ األغالل في أعناقهم } إذ بمعنى إذا { والسالسل } عطف على األغالل فتكون في األعناق أو مبتدأ‬
‫خبره محذوف أي في أرجلهم أو خبره { يسحبون } أي يجرون بها‬

‫(‪)627/1‬‬

‫‪ { - 72‬في الحميم } أي جهنم { ثم في النار يسجرون } يوقدون‬

‫(‪)627/1‬‬

‫‪ { - 73‬ثم قيل لهم } تبكيتا { أين ما كنتم تشركون }‬

‫(‪)627/1‬‬

‫‪ { - 74‬من دون هللا } معه وهي األصنام { قالوا ضلوا } غابوا { عنا } فال نراهم { بل لم نكن ندعوا من‬
‫قبل شيئا } أنكروا عبادتهم إياها ثم أحضرت قال تعالى ‪ { :‬إنكم وما تعبدون من دون هللا حصب جهنم } أي‬
‫وقودها { كذلك } أي مثل إضالل هؤالء المكذبين { يضل هللا الكافرين }‬

‫(‪)627/1‬‬

‫‪ - 75‬ويقال لهم أيضا { ذلكم } العذاب { بما كنتم تفرحون في األرض بغير الحق } من اإلشراك وإنكار‬
‫البعث { وبما كنتم تمرحون } تتوسعون في الفرح‬

‫(‪)627/1‬‬

‫‪ { - 76‬ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى } مأوى { المتكبرين }‬

‫(‪)628/1‬‬
‫‪ { - 77‬فاصبر إن وعد هللا } بعذابهم { حق فإما نرينك } فيه إن الشرطية مدغمة وما زائدة تؤكد معنى‬
‫الشرط أول الفعل والنون تؤكد آخره { بعض الذي نعدهم } به من العذاب في حياتك وجواب الشرط محذوف‬
‫أي فذاك { أو نتوفينك } أي قبل تعذيبهم { فإلينا يرجعون } فنعذبهم أشد العذاب فالجواب المذكور للمعطوف‬
‫فقط‬

‫(‪)628/1‬‬

‫‪ { - 78‬ولقد أرسلنا رسال من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك } روي أنه تعالى‬
‫بعث ثمانية آلف نبي ‪ :‬أربعة آالف نبي من بني إسرائيل وأربعة آالف من سائر الناس { وما كان لرسول }‬
‫منهم { أن يأتي بآية إال بإذن هللا } ألنهم عبيد مربوبون { فإذا جاء أمر هللا } بنزول العذاب على الكفار‬
‫{ قضي } بين الرسل ومكذبيها { بالحق وخسر هنالك المبطلون } أي ظهر القضاء والخسران للناس وهم‬
‫خاسرون في كل وقت قبل ذلك‬

‫(‪)628/1‬‬

‫‪ { - 79‬هللا الذي جعل لكم األنعام } قيل ‪ :‬اإلبل خاصة هنا والظاهر والبقر والغنم { لتركبوا منها ومنها‬
‫تأكلون }‬

‫(‪)628/1‬‬

‫‪ { - 80‬ولكم فيها منافع } من الدر والنسل والوبر والصوف { ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم } هي حمل‬
‫األثقال إلى البالد { وعليها } في البر { وعلى الفلك } السفن في البحر { تحملون }‬

‫(‪)628/1‬‬

‫‪ { - 81‬ويريكم آياته فأي آيات هللا } أي الدالة على وحدانيته { تنكرون } استفهام توبيخ وتذكير أي أشهر من‬
‫تأنيثه‬

‫(‪)628/1‬‬
‫‪ { - 82‬أفلم يسيروا في األرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في‬
‫األرض } من مصانع وقصور { فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون }‬

‫(‪)629/1‬‬

‫‪ { - 83‬فلما جاءتهم رسلهم بالبينات } المعجزات الظاهرات { فرحوا } أي الكفار { بما عندهم } أي الرسل‬
‫{ من العلم } فرح استهزاء وضحك منكرين له { وحاق } نزل { بهم ما كانوا به يستهزئون } أي العذاب‬

‫(‪)629/1‬‬

‫‪ { - 84‬فلما رأوا بأسنا } أي شدة عذابنا { قالوا آمنا باهلل وحده وكفرنا بما كنا به مشركين }‬

‫(‪)629/1‬‬

‫‪ { - 85‬فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة هللا } نصبه على المصدر بفعل مقدر من لفظه { التي قد‬
‫خلت في عباده } في األمم أن ال ينفعهم اإليمان وقت نزول العذاب { وخسر هنالك الكافرون } تبين خسرانهم‬
‫لكل أحد وهم خاسرون في كل وقت قبل ذلك‬

‫(‪)629/1‬‬

‫سورة فصلت‬
‫سورة حم السجدة‬
‫[ مكية وآياتها ‪ 53‬أو ‪ 54‬نزلت بعد غافر ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬حم } هللا أعلم بمراده به‬

‫(‪)629/1‬‬

‫‪ { - 2‬تنزيل من الرحمن الرحيم } مبتدأ‬

‫(‪)629/1‬‬
‫‪ { - 3‬كتاب } خبره { فصلت آياته } بينت باألحكام والقصص والمواعظ { قرآنا عربيا } حال من كتاب‬
‫بصفته { لقوم } متعلق بفصلت { يعلمون } يفهمون ذلك وهم العرب‬

‫(‪)629/1‬‬

‫‪ { - 4‬بشيرا } صفة قرآنا { ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم ال يسمعون } سماع قبول‬

‫(‪)630/1‬‬

‫‪ { - 5‬وقالوا } للنبي { قلوبنا في أكنة } أغطية { مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر } ثقل { ومن بيننا وبينك‬
‫حجاب } خالف في الدين { فاعمل } على دينك { إننا عاملون } على ديننا‬

‫(‪)630/1‬‬

‫‪ { - 6‬قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه } باإليمان والطاعة { واستغفروه‬
‫وويل } كلمة عذاب { للمشركين }‬

‫(‪)630/1‬‬

‫‪ { - 7‬الذين ال يؤتون الزكاة وهم باآلخرة هم } تأكيد { كافرون }‬

‫(‪)630/1‬‬

‫‪ { - 8‬إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون } مقطوع‬

‫(‪)630/1‬‬
‫‪ { - 9‬قل أإنكم } بتحقيق الهمزة الثانية وتسهيلها وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين األولى { لتكفرون بالذي‬
‫خلق األرض في يومين } األحد واإلثنين { وتجعلون له أندادا } شركاء { ذلك رب } أي مالك { العالمين }‬
‫جمع عالم وهو ما سوى هللا وجمع الختالف أنواعه بالياء والنون تغليبا للعقالء‬

‫(‪)630/1‬‬

‫‪ { - 10‬وجعل } مستأنف وال يجوز عطفه على صلة الذين للفاصل األجنبي { فيها رواسي } جباال ثوابت‬
‫{ من فوقها وبارك فيها } بكثرة المياه والزروع والضروع { وقدر } قسم { فيها أقواتها } للناس والبهائم‬
‫{ في } تمام { أربعة أيام } أي الجعل وما ذكر معه في يوم الثالثاء واالربعاء { سواء } منصوب على‬
‫المصدر أي استوت األربعة استواء ال تزيد وال تنقص { للسائلين } عن خلق األرض بما فيها‬

‫(‪)630/1‬‬

‫‪ { - 11‬ثم استوى } قصد { إلى السماء وهي دخان } بخار مرتفع { فقال لها ولألرض ائتيا } إلى مرادي‬
‫منكما { طوعا أو كرها } في موضع الحال أي طائعتين أو مكرهتين { قالتا أتينا } بمن فينا { طائعين } فيه‬
‫تغليب المذكر العاقل أو نزلتا لخطابهما منزلته‬

‫(‪)631/1‬‬

‫‪ { - 12‬فقضاهن } الضمير يرجع إلى السماء ألنها في معنى الجمع اآليلة إليه أي صيرها { سبع سماوات في‬
‫يومين } الخميس والجمعة فرغ منها في آخر ساعة منه وفيها خلق آدم ولذلك لم يقل هنا سواء ووافق ما هنا‬
‫آيات خلق السماوات واألرض في ستة أيام { وأوحى في كل سماء أمرها } الذي أمر به من فيها من الطاعة‬
‫والعبادة { وزينا السماء الدنيا بمصابيح } بنجوم { وحفظا } منصوب بفعله المقدر أي حفظناها من استراق‬
‫الشياطين السمع بالشهب { ذلك تقدير العزيز } في ملكه { العليم } بخلقه‬

‫(‪)631/1‬‬

‫‪ { - 13‬فإن أعرضوا } أي كفار مكة عن اإليمان بعد هذا البيان { فقل أنذرتكم } خوفتكم { صاعقة مثل‬
‫صاعقة عاد وثمود } أي عذابا يهلككم مثل الذي أهلكهم‬

‫(‪)631/1‬‬
‫‪ { - 14‬إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم } أي مقبلين عليهم ومدبرين عنهم فكفروا كما سيأتي‬
‫واإلهالك في زمنه فقط { أن } أي بأن { ال تعبدوا إال هللا قالوا لو شاء ربنا ألنزل } علينا { مالئكة فإنا بما‬
‫أرسلتم به } على زعمكم { كافرون }‬

‫(‪)631/1‬‬

‫‪ { - 15‬فأما عاد فاستكبروا في األرض بغير الحق وقالوا } لما خوفوا بالعذاب { من أشد منا قوة } أي ال‬
‫أحد كان واحدهم يقلع الصخرة العظيمة من الجبل يجعلها حيث يشاء { أو لم يروا } يعلموا { أن هللا الذي‬
‫خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا } المعجزات { يجحدون }‬

‫(‪)631/1‬‬

‫‪ { - 16‬فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا } باردة شديدة الصوت بال مطر { في أيام نحسات } بكسر الحاء‬
‫وسكونها مشؤومات عليهم { لنذيقهم عذاب الخزي } الذل { في الحياة الدنيا ولعذاب اآلخرة أخزى } أشد‬
‫{ وهم ال ينصرون } بمنعه عنهم‬

‫(‪)632/1‬‬

‫‪ { - 17‬وأما ثمود فهديناهم } بينا لهم طريق الهدى { فاستحبوا العمى } اختاروا الكفر { على الهدى فأخذتهم‬
‫صاعقة العذاب الهون } المهين { بما كانوا يكسبون }‬

‫(‪)632/1‬‬

‫‪ { - 18‬ونجينا } منها { الذين آمنوا وكانوا يتقون } هللا‬

‫(‪)632/1‬‬

‫‪ { - 19‬و } اذكر { يوم يحشر } بالياء والنون المفتوحة وضم الشين وفتح الهمزة { أعداء هللا إلى النار فهم‬
‫يوزعون } يساقون‬

‫(‪)632/1‬‬
‫‪ { - 20‬حتى إذا ما } زائدة { جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون }‬

‫(‪)632/1‬‬

‫‪ { - 21‬وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا هللا الذي أنطق كل شيء } أي أراد نطقه { وهو خلقكم‬
‫أول مرة وإليه ترجعون } قيل ‪ :‬هو من كالم الجلود وقيل هو من كالم هللا تعالى كالذي بعده وموقعه قريب‬
‫مما قبله بأن القادر على إنشائكم ابتداء وإعادتكم بعد الموت أحياء قادر على إنطاق جلودكم وأعضائكم‬

‫(‪)632/1‬‬

‫‪ { - 22‬وما كنتم تستترون } عن ارتكابكم الفواحش من { أن يشهد عليكم سمعكم وال أبصاركم وال جلودكم }‬
‫ألنكم لم توقنوا بالبعث { ولكن ظننتم } عند استتاركم { أن هللا ال يعلم كثيرا مما تعملون }‬

‫(‪)632/1‬‬

‫‪ { - 23‬وذلكم } مبتدأ { ظنكم } بدل منه { الذي ظننتم بربكم } نعت والخبر { أرداكم } أي أهلككم‬
‫{ فأصبحتم من الخاسرين }‬

‫(‪)633/1‬‬

‫‪ { - 24‬فإن يصبروا } على العذاب { فالنار مثوى } مأوى { لهم وإن يستعتبوا } يطلبوا العتبى أي الرضا‬
‫{ فما هم من المعتبين } المرضيين‬

‫(‪)633/1‬‬

‫‪ { - 25‬وقيضنا } سببنا { لهم قرناء } من الشياطين { فزينوا لهم ما بين أيديهم } من أمر الدنيا واتباع‬
‫الشهوات { وما خلفهم } من أمر اآلخرة بقولهم ال بعث وال حساب { وحق عليهم القول } بالعذاب وهو‬
‫{ ألمألن جهنم } اآلية { في } جملة { أمم قد خلت } هلكت { من قبلهم من الجن واإلنس إنهم كانوا‬
‫خاسرين }‬
‫(‪)633/1‬‬

‫‪ { - 26‬وقال الذين كفروا } عند قراءة النبي صلى هللا عليه و سلم { ال تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه } ائتوا‬
‫باللغط ونحوه وصيحوا في زمن قراءته { لعلكم تغلبون } فيسكت عن القراءة‬

‫(‪)633/1‬‬

‫‪ - 27‬قال تعالى فيهم ‪ { :‬فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون } أي قبح جزاء‬
‫عملهم‬

‫(‪)633/1‬‬

‫‪ { - 28‬ذلك } العذاب الشديد وأسوأ الجزاء { جزاء أعداء هللا } بتحقيق الهمزة الثانية وإبدالها واوا { النار }‬
‫عطف بيان للجزاء المخبر به عن ذلك { لهم فيها دار الخلد } أي إقامة ال انتقال منها { جزاء } منصوب‬
‫على المصدر بفعله المقدر { بما كانوا بآياتنا } القرآن { يجحدون }‬

‫(‪)633/1‬‬

‫‪ { - 29‬وقال الذين كفروا } في النار { ربنا أرنا الذين أضالنا من الجن واإلنس } أي إبليس وقابيل سنا‬
‫الكفر والقتل { نجعلهما تحت أقدامنا } في النار { ليكونا من األسفلين } أي أشد عذابا منا‬

‫(‪)634/1‬‬

‫‪ { - 30‬إن الذين قالوا ربنا هللا ثم استقاموا } على التوحيد وغيره مما وجب عليهم { تتنزل عليهم المالئكة }‬
‫عند الموت { أن } بأن { ال تخافوا } من الموت وما بعده { وال تحزنوا } على ما خلفتم من أهل وولد فنحن‬
‫نخلفكم فيه { وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون }‬

‫(‪)634/1‬‬
‫‪ { - 31‬نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا } أي نحفظكم فيها { وفي اآلخرة } أي نكون معكم فيها حتى تدخلوا‬
‫الجنة { ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون } تطلبون‬

‫(‪)634/1‬‬

‫‪ { - 32‬نزال } رزقا مهيئا منصوب بجعل مقدرا { من غفور رحيم } أي هللا‬

‫(‪)634/1‬‬

‫‪ { - 33‬ومن أحسن قوال } أي ال أحد أحسن قوال { ممن دعا إلى هللا } بالتوحيد { وعمل صالحا وقال إنني‬
‫من المسلمين }‬

‫(‪)634/1‬‬

‫‪ { - 34‬وال تستوي الحسنة وال السيئة } في جزئياتهما ألن بعضهما فوق بعض { ادفع } السيئة { بالتي }‬
‫أي بالخصلة التي { هي أحسن } كالغضب بالصبر والجهل بالحلم واإلساءة بالعفو { فإذا الذي بينك وبينه‬
‫عداوة كأنه ولي حميم } أي فيصير عدوك كالصديق القريب في محبته إذا فعلت ذلك فالذي مبتدأ وكأنه الخبر‬
‫وإذا ظرف لمعنى التشبيه‬

‫(‪)634/1‬‬

‫‪ { - 35‬وما يلقاها } أي يؤتى الخصلة التي هي أحسن { إال الذين صبروا وما يلقاها إال ذو حظ } ثواب‬
‫{ عظيم }‬

‫(‪)634/1‬‬

‫‪ { - 36‬وإما } فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة { ينزغنك من الشيطان نزغ } أي يصرفك عن‬
‫الخصلة وغيرها من الخير صارف { فاستعذ باهلل } جواب الشرط وجواب األمر محذوف أي يدفعه عنك‬
‫{ إنه هو السميع } للقول { العليم } بالفعل‬

‫(‪)634/1‬‬
‫‪ { - 37‬ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ال تسجدوا للشمس وال للقمر واسجدوا هلل الذي خلقهن } أي‬
‫اآليات األربع { إن كنتم إياه تعبدون }‬

‫(‪)635/1‬‬

‫‪ { - 38‬فإن استكبروا } عن السجود هلل وحده { فالذين عند ربك } أي فالمالئكة { يسبحون } يصلون { له‬
‫بالليل والنهار وهم ال يسأمون } ال يملون‬

‫(‪)635/1‬‬

‫‪ { - 39‬ومن آياته أنك ترى األرض خاشعة } يابسة ال نبات فيها { فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت } تحركت‬
‫{ وربت } انتفخت وعلت { إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير }‬

‫(‪)635/1‬‬

‫‪ { - 40‬إن الذين يلحدون } من ألحد ولحد { في آياتنا } القرآن بالتكذيب { ال يخفون علينا } فنجازيهم‬
‫{ أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير } تهديد لهم‬

‫(‪)635/1‬‬

‫‪ { - 41‬إن الذين كفروا بالذكر } القرآن { لما جاءهم } نجازيهم { وإنه لكتاب عزيز } منيع‬

‫(‪)635/1‬‬

‫‪ { - 42‬ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه } أي ليس قبله كتاب يكذبه وال بعده { تنزيل من حكيم‬
‫حميد } أي هللا المحمود في أمره‬

‫(‪)635/1‬‬
‫‪ { - 43‬ما يقال لك } من التكذيب { إال } مثل { ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة } للمؤمنين‬
‫{ وذو عقاب أليم } للكافرين‬

‫(‪)636/1‬‬

‫‪ { - 44‬ولو جعلناه } أي الذكر { قرآنا أعجميا لقالوا لوال } هال { فصلت } بينت { آياته } حتى نفهمها‬
‫{ أ } قرآن { أعجمي و } نبي { عربي } استفهام إنكار منهم بتحقيق الهمزة الثانية وقبلها ألفا بإشباع ودونه‬
‫{ قل هو للذين آمنوا هدى } من الضاللة { وشفاء } من الجهل { والذين ال يؤمنون في آذانهم وقر } ثقل فال‬
‫يسمعونه { وهو عليهم عمى } فال يفهمونه { أولئك ينادون من مكان بعيد } أي هم كالمنادى من مكان بعيد‬
‫ال يسمع وال يفهم ما ينادى به‬

‫(‪)636/1‬‬

‫‪ { - 45‬ولقد آتينا موسى الكتاب } التوراة { فاختلف فيه } بالتصديق والتكذيب كالقرآن { ولوال كلمة سبقت‬
‫من ربك } بتأخير الحساب والجزاء للخالئق إلى يوم القيامة { لقضي بينهم } في الدنيا فيما اختلفوا فيه‬
‫{ وإنهم } أي المكذبين به { لفي شك منه مريب } موقع في الريبة‬

‫(‪)636/1‬‬

‫‪ { - 46‬من عمل صالحا فلنفسه } عمل { ومن أساء فعليها } أي فضرر إساءته على نفسه { وما ربك بظالم‬
‫للعبيد } أي بذي ظلم لقوله تعالى { إن هللا ال يظلم مثقال ذرة }‬

‫(‪)636/1‬‬

‫‪ { - 47‬إليه يرد علم الساعة } متى تكون ال يعلمها غيره { وما تخرج من ثمرات } وفي قراءة ثمرات { من‬
‫أكمامها } أوعيتها جمع كم بكسر الكافر إال بعلمه { وما تحمل من أنثى وال تضع إال بعلمه ويوم يناديهم أين‬
‫شركائي قالوا آذناك } أعلمناك اآلن { ما منا من شهيد } أي شاهد بأن لك شريكا‬

‫(‪)636/1‬‬
‫‪ { - 48‬وضل } غاب { عنهم ما كانوا يدعون } يعبدون { من قبل } في الدنيا من األصنام { وظنوا } أيقنوا‬
‫{ ما لهم من محيص } مهرب من العذاب والنفي في الموضعين معلق عن العمل وجملة النفي سدت مسد‬
‫المفعولين‬

‫(‪)637/1‬‬

‫‪ { - 49‬ال يسأم اإلنسان من دعاء الخير } أي ال يزال يسأل ربه المال والصحة وغيرهما { وإن مسه الشر }‬
‫الفقر والشدة { فيؤوس قنوط } من رحمة هللا وهذا وما بعده في الكافرين‬

‫(‪)637/1‬‬

‫‪ { - 50‬ولئن } الم قسم { أذقناه } آتيناه { رحمة } غنى وصحة { منا من بعد ضراء } شدة وبالء { مسته‬
‫ليقولن هذا لي } أي بعملي { وما أظن الساعة قائمة ولئن } الم قسم { رجعت إلى ربي إن لي عنده‬
‫للحسنى } أي الجنة { فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ } شديد والالم في الفعلين الم‬
‫قسم‬

‫(‪)637/1‬‬

‫‪ { - 51‬وإذا أنعمنا على اإلنسان } الجنس { أعرض } عن الشكر { ونأى بجانبه } ثنى عطفه متبخترا وفي‬
‫قراءة بتقديم الهمزة { وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض } كثير‬

‫(‪)637/1‬‬

‫‪ { - 52‬قل أرأيتم إن كان } أي القرآن { من عند هللا } كما قال النبي { ثم كفرتم به من } أي ال أحد { أضل‬
‫ممن هو في شقاق } خالف { بعيد } عن الحق أوقع هذا موقع منكم بيانا لحالهم‬

‫(‪)637/1‬‬

‫‪ { - 53‬سنريهم آياتنا في اآلفاق } أقطار السماوات واألرض من النيرات والنبات واألشجار { وفي أنفسهم }‬
‫من لطيف الصنعة وبديع الحكمة { حتى يتبين لهم أنه } أي القرآن { الحق } المنزل من هللا بالبعث والحساب‬
‫والعقاب فيعاقبون على كفرهم به وبالجائي به { أولم يكف بربك } فاعل يكف { أنه على كل شيء شهيد }‬
‫بدل مه أي أو لم يكفهم في صدقك أن ربك ال يغيب عنه شيء ما‬
‫(‪)637/1‬‬

‫‪ { - 54‬أال إنهم في مرية } شك { من لقاء ربهم } إلنكارهم البعث { أال إنه } تعالى { بكل شيء محيط }‬
‫علما وقدرة فيجازيهم بكفرهم‬

‫(‪)637/1‬‬

‫سورة الشورى‬
‫[ مكية إال اآليات ‪ 23‬و‪ 24‬و‪ 25‬و‪ 26‬فمدنية وآياتها ‪ 53‬نزلت بعد فصلت ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬حم }‬

‫(‪)638/1‬‬

‫‪ { - 2‬عسق } هللا أعلم بمراده به‬

‫(‪)638/1‬‬

‫‪ { - 3‬كذلك } أي مثل ذلك اإليحاء { يوحي إليك و } أوحى { إلى الذين من قبلك هللا } فاعل اإليحاء‬
‫{ العزيز } في ملكه { الحكيم } في صنعه‬

‫(‪)638/1‬‬

‫‪ { - 4‬له ما في السماوات وما في األرض } ملكا وخلقا وعبيدا { وهو العلي } على خلقه { العظيم } الكبير‬

‫(‪)638/1‬‬

‫‪ { - 5‬تكاد } بالتاء والياء { السماوات يتفطرن } بالنون وفي قراءة بالتاء والتشديد { من فوقهن } أي تنشق‬
‫كل واحدة فوق التي تليها من عظمة هللا تعالى { والمالئكة يسبحون بحمد ربهم } أي مالبسين للحمد‬
‫{ ويستغفرون لمن في األرض } من المؤمنين { أال إن هللا هو الغفور } ألوليائه { الرحيم } بهم‬
‫(‪)638/1‬‬

‫‪ { - 6‬والذين اتخذوا من دونه } أي األصنام { أولياء هللا حفيظ } محص { عليهم } ليجازيهم { وما أنت‬
‫عليهم بوكيل } تحصل المطلوب منهم ما عليك إال البالغ‬

‫(‪)638/1‬‬

‫‪ { - 7‬وكذلك } مثل ذلك اإليحاء { أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر } تخوف { أم القرى ومن حولها } أي أهل‬
‫مكة وسائر الناس { وتنذر } الناس { يوم الجمع } يوم القيامة تجمع فيه الخالئق { ال ريب } شك { فيه‬
‫فريق } منهم { في الجنة وفريق في السعير } النار‬

‫(‪)638/1‬‬

‫‪ { - 8‬ولو شاء هللا لجعلهم أمة واحدة } أي على دين واحد وهو اإلسالم { ولكن يدخل من يشاء في رحمته‬
‫والظالمون } الكافرون { ما لهم من ولي وال نصير } يدفع عنهم العذاب‬

‫(‪)639/1‬‬

‫‪ { - 9‬أم اتخذوا من دونه } أي األصنام { أولياء } أم منقطعة بمعنى ‪ :‬بل التي لالنتقال والهمزة لإلنكار أي‬
‫ليس المتخذون أولياء { فاهلل هو الولي } أي الناصر للمؤمنين والفاء لمجرد العطف { وهو يحيي الموتى وهو‬
‫على كل شيء قدير }‬

‫(‪)639/1‬‬

‫‪ { - 10‬وما اختلفتم } مع الكفار { فيه من شيء } من الدين وغيره { فحكمه } مردود { إلى هللا } يوم‬
‫القيامة يفصل بينكم قل لهم { ذلكم هللا ربي عليه توكلت وإليه أنيب } أرجع‬

‫(‪)639/1‬‬
‫‪ { - 11‬فاطر السماوات واألرض } مبدعهما { جعل لكم من أنفسكم أزواجا } حيث خلق حواء من ضلع آدم‬
‫{ ومن األنعام أزواجا } ذكورا وإناثا { يذرؤكم } بالمعجمة يخلقكم { فيه } في الجعل المذكور أي يكثركم‬
‫بسببه بالتوالد والضمير لألناسي واألنعام بالتغليب { ليس كمثله شيء } الكاف زائدة ألنه تعالى ال مثل له‬
‫{ وهو السميع } لما يقال { البصير } لما يفعل‬

‫(‪)639/1‬‬

‫‪ { - 12‬له مقاليد السماوات واألرض } أي مفاتيح خزائنهما من المطر والنبات وغيرهما { يبسط الرزق }‬
‫يوسعه { لمن يشاء } امتحانا { ويقدر } يضيقه لمن يشاء ابتالء { إنه بكل شيء عليم }‬

‫(‪)639/1‬‬

‫‪ { - 13‬شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا } هو أول أنبياء الشريعة { والذي أوحينا إليك وما وصينا به‬
‫إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين وال تتفرقوا فيه } هذا هو المشروع الموصى به والموحى إلى محمد‬
‫صلى هللا عليه و سلم وهو التوحيد { كبر } عظم { على المشركين ما تدعوهم إليه } من التوحيد { هللا يجتبي‬
‫إليه } إلى التوحيد { من يشاء ويهدي إليه من ينيب } يقبل إلى طاعته‬

‫(‪)639/1‬‬

‫‪ { - 14‬وما تفرقوا } أي أهل األديان في الدين بأن وحد بعض وكفر بعض { إال من بعد ما جاءهم العلم }‬
‫بالتوحيد { بغيا } من الكافرين { بينهم ولوال كلمة سبقت من ربك } بتأخير الجزاء { إلى أجل مسمى } يوم‬
‫القيامة { لقضي بينهم } بتعذيب الكافرين في الدنيا { وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم } وهم اليهود‬
‫والنصارى { لفي شك منه } من محمد صلى هللا عليه و سلم { مريب } موقع في الريبة‬

‫(‪)640/1‬‬

‫‪ { - 15‬فلذلك } التوحيد { فادع } يا محمد الناس { واستقم } عليه { كما أمرت وال تتبع أهواءهم } في تركه‬
‫{ وقل آمنت بما أنزل هللا من كتاب وأمرت ألعدل } أي بأن أعدل { بينكم } في الحكم { هللا ربنا وربكم لنا‬
‫أعمالنا ولكم أعمالكم } فكل يجازى بعمله { ال حجة } خصومة { بيننا وبينكم } هذا قبل أن يؤمر بالجهاد‬
‫{ هللا يجمع بيننا } في المعاد لفصل القضاء { وإليه المصير } المرجع‬

‫(‪)640/1‬‬
‫‪ { - 16‬والذين يحاجون في } دين { هللا } نبيه { من بعد ما استجيب له } باإليمان لظهور معجزته وهم‬
‫اليهود { حجتهم داحضة } باطلة { عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد }‬

‫(‪)640/1‬‬

‫‪ { - 17‬هللا الذي أنزل الكتاب } القرآن { بالحق } متعلق بأنزل { والميزان } العدل { وما يدريك } يعلمك‬
‫{ لعل الساعة } أي إتيانها { قريب } ولعل معلق للفعل عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين‬

‫(‪)641/1‬‬

‫‪ { - 18‬يستعجل بها الذين ال يؤمنون بها } يقولون متى تأتي ظنا منهم أنها غير آتية { والذين آمنوا‬
‫مشفقون } خائفون { منها ويعلمون أنها الحق أال إن الذين يمارون } يجادلون { في الساعة لفي ضالل‬
‫بعيد }‬

‫(‪)641/1‬‬

‫‪ { - 19‬هللا لطيف بعباده } برهم وفاجرهم حيث لم يهلكهم جوعا بمعاصيهم { يرزق من يشاء } من كل منهم‬
‫ما يشاء { وهو القوي } على مراده { العزيز } الغالب على أمره‬

‫(‪)641/1‬‬

‫‪ { - 20‬من كان يريد } بعلمه { حرث اآلخرة } أي كسبها وهو الثواب { نزد له في حرثه } بالتضعيف فيه‬
‫الحسنة إلى العشرة وأكثر { ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها } بال تضعيف ما قسم له { وما له في‬
‫اآلخرة من نصيب }‬

‫(‪)641/1‬‬

‫‪ { - 21‬أم } بل { لهم } لكفار مكة { شركاء } هم شياطينهم { شرعوا } أي الشركاء { لهم } للكفار { من‬
‫الدين } الفاسد { ما لم يأذن به هللا } كالشرك وإنكار البعث { ولوال كلمة الفصل } أي القضاء السابق بأن‬
‫الجزاء في يوم القيامة { لقضي بينهم } وبين المؤمنين بالتعذيب لهم في الدنيا { وإن الظالمين } الكافرين‬
‫{ لهم عذاب أليم } مؤلم‬
‫(‪)641/1‬‬

‫‪ { - 22‬ترى الظالمين } يوم القيامة { مشفقين } خائفين { مما كسبوا } في الدنيا من السيئات أن يجازوا‬
‫عليها { وهو } أي الجزاء عليها { واقع بهم } يوم القيامة ال محالة { والذين آمنوا وعملوا الصالحات في‬
‫روضات الجنات } أنزهها بالنسبة إلى من دونهم { لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير }‬

‫(‪)641/1‬‬

‫‪ { - 23‬ذلك الذي يبشر } من البشارة مخففا ومثقال به { هللا عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل ال أسألكم‬
‫عليه } أي على تبليغ الرسالة { أجرا إال المودة في القربى } استثناء منقطع أي لكن أسألكم أن تودوا قرابتي‬
‫التي هي قرابتكم أيضا فإن له في كل بطن من قريش قرابة { ومن يقترف } يكتسب { حسنة } طاعة { نزد‬
‫له فيها حسنا } يتضعيفها { إن هللا غفور } للذنوب { شكور } للقليل فيضاعفه‬

‫(‪)642/1‬‬

‫‪ { - 24‬أم } بل { يقولون افترى على هللا كذبا } بنسبة القرآن إلى هللا تعالى { فإن يشإ هللا يختم } يربط‬
‫{ على قلبك } بالصبر على أذاهم بهذا القول وغيره وقد فعل { ويمح هللا الباطل } الذي قالوه { ويحق‬
‫الحق } يثيبه { بكلماته } المنزلة على نبيه { إنه عليم بذات الصدور } بما في القلوب‬

‫(‪)642/1‬‬

‫‪ { - 25‬وهو الذي يقبل التوبة عن عباده } منهم { ويعفو عن السيئات } المتاب عنها { ويعلم ما تفعلون }‬
‫بالياء والتاء‬

‫(‪)642/1‬‬

‫‪ { - 26‬ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات } يجيبهم إلى ما يسألون { ويزيدهم من فضله والكافرون‬
‫لهم عذاب شديد }‬

‫(‪)642/1‬‬
‫‪ { - 27‬ولو بسط هللا الرزق لعباده } جميعهم { لبغوا } جميعهم أي طغوا { في األرض ولكن ينزل }‬
‫بالتخفيف وضده من األرزاق { بقدر ما يشاء } فيبسطها لبعض عباده دون بعض وينشأ عن البسط البغي‬
‫{ إنه بعباده خبير بصير }‬

‫(‪)642/1‬‬

‫‪ { - 28‬وهو الذي ينزل الغيث } المطر { من بعد ما قنطوا } يئسوا من نزوله { وينشر رحمته } يبسط‬
‫مطره { وهو الولي } المحسن للمؤمنين { الحميد } المحمود عندهم‬

‫(‪)643/1‬‬

‫‪ { - 29‬ومن آياته خلق السماوات واألرض و } خلق { ما بث } فرق ونشر { فيهما من دابة } هي ما يدب‬
‫على األرض من الناس وغيرهم { وهو على جمعهم } للحشر { إذا يشاء قدير } في الضمير تغليب العاقل‬
‫على غيره‬

‫(‪)643/1‬‬

‫‪ { - 30‬وما أصابكم } خطاب للمؤمنين { من مصيبة } بلية وشدة { فبما كسبت أيديكم } أي كسبتم من‬
‫الذنوب وعبر باأليدي ألن أكثر األفعال تزاول بها { ويعفو عن كثير } منها فال يجازي عليه وهو تعالى أكرم‬
‫من أن يثني الجزاء في اآلخرة وأما غير المذنبين فما يصيبهم في الدنيا لرفع درجاتهم في اآلخرة‬

‫(‪)643/1‬‬

‫‪ { - 31‬وما أنتم } يا مشركون { بمعجزين } هللا هربا { في األرض } فتفوتوه { وما لكم من دون هللا } أي‬
‫غيره { من ولي وال نصير } يدفع عذابه عنكم‬

‫(‪)643/1‬‬

‫‪ { - 32‬ومن آياته الجوار } السفن { في البحر كاألعالم } كالجبال في العظم‬

‫(‪)643/1‬‬
‫‪ { - 33‬إن يشأ يسكن الريح فيظللن } يصرن { رواكد } ثوابت ال تجري { على ظهره إن في ذلك آليات‬
‫لكل صبار شكور } هو المؤمن يصبر في الشدة ويشكر في الرخاء‬

‫(‪)643/1‬‬

‫‪ { - 34‬أو يوبقهن } عطف على يسكن أي يغرقهن بعصف الريح بأهلهن { بما كسبوا } أي أهلهن من‬
‫الذنوب { ويعف عن كثير } منها فال يغرق أهله‬

‫(‪)643/1‬‬

‫‪ { - 35‬ويعلم } بالرفع مستأنف وبالنصب معطوف على تعليل مقدر أي يغرقهم لنتقم منهم ويعلم { الذين‬
‫يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص } مهرب من العذاب وجملة النفي سدت مسد مفعولي يعلم والنفي معلق‬
‫عن العمل‬

‫(‪)644/1‬‬

‫‪ { - 36‬فما أوتيتم } خطاب للمؤمنين وغيرهم { من شيء } من أثاث الدنيا { فمتاع الحياة الدنيا } يتمتع به‬
‫فيها ثم يزول { وما عند هللا } من الثواب { خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون } ويعطف عليه‬

‫(‪)644/1‬‬

‫‪ { - 37‬والذين يجتنبون كبائر اإلثم والفواحش } موجبات الحدود من عطف البعض على الكل { وإذا ما‬
‫غضبوا هم يغفرون } يتجاوزون‬

‫(‪)644/1‬‬

‫‪ { - 38‬والذين استجابوا لربهم } أجابوه إلى ما دعاهم إليه من التوحيد والعبادة { وأقاموا الصالة } أداموها‬
‫{ وأمرهم } الذي يبدو لهم { شورى بينهم } يتشاورون فيه وال يعجلون { ومما رزقناهم } أعطيناهم‬
‫{ ينفقون } في طاعة هللا ومن ذكر صنف ‪:‬‬
‫(‪)644/1‬‬

‫‪ { - 39‬والذين إذا أصابهم البغي } الظلم { هم ينتصرون } صنف أي ينتقمون ممن ظلمهم بمثل ظلمه كما‬
‫قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)644/1‬‬

‫‪ { - 40‬وجزاء سيئة سيئة مثلها } سميت الثانية سيئة لمشابهتها لألولى في الصورة وهذا ظاهر فيما يقتص‬
‫فيه من الجراحات قال بعضهم ‪ :‬وإذا قال له أخزاك هللا فيجيبه ‪ :‬أخزاك هللا { فمن عفا } عن ظالمه‬
‫{ وأصلح } الود بينه وبين المعفو عنه { فأجره على هللا } أي إن هللا يأجره ال محالة { إنه ال يحب‬
‫الظالمين } أي البادئين بالظلم فيترتب عليهم عقابه‬

‫(‪)644/1‬‬

‫‪ { - 41‬ولمن انتصر بعد ظلمه } أي ظلم الظالم إياه { فأولئك ما عليهم من سبيل } مؤاخذة‬

‫(‪)644/1‬‬

‫‪ { - 42‬إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون } يعملون { في األرض بغير الحق } بالمعاصي‬
‫{ أولئك لهم عذاب أليم } مؤلم‬

‫(‪)645/1‬‬

‫‪ { - 43‬ولمن صبر } فلم ينتصر { وغفر } تجاوز { إن ذلك } الصبر والتجاوز { لمن عزم األمور } أي‬
‫معزوماتها بمعنى المطلوبات شرعا‬

‫(‪)645/1‬‬

‫‪ { - 44‬ومن يضلل هللا فما له من ولي من بعده } أي أحد يلي هدايته بعد إضالل هللا إياه { وترى الظالمين‬
‫لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد } إلى الدنيا { من سبيل } طريق‬
‫(‪)645/1‬‬

‫‪ { - 45‬وتراهم يعرضون عليها } أي النار { خاشعين } خائفين متواضعين { من الذل ينظرون } إليها‬
‫{ من طرف خفي } ضعيف النظر مسارقة ومن ابتدائية أو بمعى الباء { وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين‬
‫خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة } بتخليدهم في النار وعدم وصولهم إلى الحور المعدة لهم في الجنة لو‬
‫آمنوا والموصول خبر إن { أال إن الظالمين } الكافرين { في عذاب مقيم } دائم هو من مقول هللا تعالى‬

‫(‪)645/1‬‬

‫‪ { - 46‬وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون هللا } أي غيره يدفع عذابه عنهم { ومن يضلل هللا فما له‬
‫من سبيل } طريق إلى الحق في الدنيا وإلى الجنة في اآلخرة‬

‫(‪)645/1‬‬

‫‪ { - 47‬استجيبوا لربكم } أجيبوه بالتوحيد والعبادة { من قبل أن يأتي يوم } هو يوم القيامة { ال مرد له من‬
‫هللا } أي أنه إذا أتى به ال يرده { ما لكم من ملجأ } تلجؤون إليه { يومئذ وما لكم من نكير } إنكار لذنوبكم‬

‫(‪)645/1‬‬

‫‪ { - 48‬فإن أعرضوا } عن اإلجابة { فما أرسلناك عليهم حفيظا } تحفظ أعمالهم بأن توافق المطلوب منهم‬
‫{ إن } ما { عليك إال البالغ } وهذا قبل األمر بالجهاد { وإنا إذا أذقنا اإلنسان منا رحمة } نعمة كالغنى‬
‫والصحة { فرح بها وإن تصبهم } الضمير لإلنسان باعتبار الجنس { سيئة } بالء { بما قدمت أيديهم } أي‬
‫قدموه وعبر باأليدي ألن أكثر األفعال تزاول بها { فإن اإلنسان كفور } للنعمة‬

‫(‪)645/1‬‬

‫‪ { - 49‬هلل ملك السماوات واألرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء } من األوالد { إناثا ويهب لمن يشاء‬
‫الذكور }‬

‫(‪)646/1‬‬
‫‪ { - 50‬أو يزوجهم } أي يجلعهم { ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما } فال يلد وال يولد له { إنه عليم }‬
‫بما يخلق { قدير } على ما يشاء‬

‫(‪)646/1‬‬

‫‪ { - 51‬وما كان لبشر أن يكلمه هللا إال } أن يوحي إليه { وحيا } في المنام أو بإلهام { أو } إال { من وراء‬
‫حجاب } بأن يسمعه كالمه وال يراه كما وقع لموسى عليه السالم { أو } إال أن { يرسل رسوال } ملكا‬
‫كجبريل { فيوحي } الرسول إلى المرسل إليه أي يكلمه { بإذنه } أي هللا { ما يشاء } هللا { إنه علي } عن‬
‫صفات المحدثين { حكيم } في صنعته‬

‫(‪)646/1‬‬

‫‪ { - 52‬وكذلك } أي مثل أيحائنا إلى غيرك من الرسل { أوحينا إليك } يا محمد { روحا } هو القرآن به تحيا‬
‫القلوب { من أمرنا } الذي نوحيه إليك { ما كنت تدري } تعرف قبل الوحي إليك { ما الكتاب } القرآن‬
‫{ وال اإليمان } أي شرائعه ومعالمه والنفي معلق للفعل عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين { ولكن‬
‫جعلناه } أي الروح أو الكتاب { نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي } تدعو بالوحي إليك { إلى‬
‫صراط } طريق { مستقيم } دين اإلسالم‬

‫(‪)646/1‬‬

‫‪ { - 53‬صراط هللا الذي له ما في السماوات وما في األرض } ملكا وخلقا وعبيدا { أال إلى هللا تصير‬
‫األمور } ترجع‬

‫(‪)646/1‬‬

‫سورة الزخرف‬
‫[ مكية وقيل إال آية ‪ 45‬فمدنية وآياتها ‪] 89‬‬
‫نزلت بعد الشورى‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬حم } هللا أعلم بمراده به‬

‫(‪)647/1‬‬
‫‪ { - 2‬والكتاب } القرآن { المبين } المظهر طريق الهدى وما يحتاج إليه من الشريعة‬

‫(‪)647/1‬‬

‫‪ { - 3‬إنا جعلناه } أوجدنا الكتاب { قرآنا عربيا } بلغة العرب { لعلكم } يا أهل مكة { تعقلون } تفهمون‬
‫معانيه‬

‫(‪)647/1‬‬

‫‪ { - 4‬وإنه } مثبت { في أم الكتاب } أصل الكتب أي اللوح المحفوظ { لدينا } بدل ‪ :‬عندنا { لعلي } على‬
‫الكتب قبله { حكيم } ذو حكمة بالغة‬

‫(‪)647/1‬‬

‫‪ { - 5‬أفنضرب } نمسك { عنكم الذكر } القرآن { صفحا } إمساكا فال تؤمرون وال تنهون ألجل { أن كنتم‬
‫قوما مسرفين } مشركين ال‬

‫(‪)647/1‬‬

‫‪ { - 6‬وكم أرسلنا من نبي في األولين }‬

‫(‪)647/1‬‬

‫‪ { - 7‬وما } كان { يأتيهم } أتاهم { من نبي إال كانوا به يستهزئون } كاستهزاء قومك بك وهذا تسلية له‬
‫صلى هللا عليه و سلم‬

‫(‪)647/1‬‬

‫‪ { - 8‬فأهلكنا أشد منهم } من قومك { بطشا } قوة { ومضى } سبق في آيات { مثل األولين } صفتهم في‬
‫اإلهالك فعاقبة قومك كذلك‬
‫(‪)647/1‬‬

‫‪ { - 9‬ولئن } الم قسم { سألتهم من خلق السماوات واألرض ليقولن } حذف منه نون الرفع لتوالي النونات‬
‫وواو الضمير اللتقاء الساكنين { خلقهن العزيز العليم } آخر جوابهم أي هللا ذو العزة والعلم زاد تعالى ‪:‬‬

‫(‪)647/1‬‬

‫‪ { - 10‬الذي جعل لكم األرض مهدا } فراشا كالمهد للصبي { وجعل لكم فيها سبال } طرقا { لعلكم‬
‫تهتدون } إلى مقاصدكم في أسفاركم‬

‫(‪)647/1‬‬

‫‪ { - 11‬والذي نزل من السماء ماء بقدر } أي بقدر حاجتكم إليه ولم ينزله طوفانا { فأنشرنا } أحيينا { به‬
‫بلدة ميتا كذلك } أي مثل هذا اإلحياء { تخرجون } من قبوركم أحياء‬

‫(‪)648/1‬‬

‫‪ { - 12‬والذي خلق األزواج } األصناف { كلها وجعل لكم من الفلك } السفن { واألنعام } كاإلبل { ما‬
‫تركبون } حذف العائد اختصارا وهو مجرور في األول أي فيه منصوب في الثاني‬

‫(‪)648/1‬‬

‫‪ { - 13‬لتستووا } لتستقروا { على ظهوره } ذكر الضمير وجمع الظهر نظرا للفظ ما ومعناها { ثم تذكروا‬
‫نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين } مطيقين‬

‫(‪)648/1‬‬

‫‪ { - 14‬وإنا إلى ربنا لمنقلبون } لمنصرفون‬

‫(‪)648/1‬‬
‫‪ { - 15‬وجعلوا له من عباده جزءا } حيث قالوا المالئكة بنات هللا ألن الولد جزء من الوالد والمالئكة من‬
‫عباده تعالى { إن اإلنسان } القائل ما تقدم { لكفور مبين } بين ظاهر الكفر‬

‫(‪)648/1‬‬

‫‪ { - 16‬أم } بمعنى همزة اإلنكار والقول مقدر أي أتقولون { اتخذ مما يخلق بنات } لنفسه { وأصفاكم }‬
‫أخلصكم { بالبنين } الالزم من قولكم السابق فهو من جملة المنكر‬

‫(‪)648/1‬‬

‫‪ { - 17‬وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثال } جعل له شبها بنسبة البنات إليه ألن الولد يشبه الوالد‬
‫المعنى إذا أخبر أحدهم بالبنت تولد له { ظل } صار { وجهه مسودا } متغيرا تغير مغتم { وهو كظيم }‬
‫ممتلىء غما فكيف ينسب البنات إليه ؟ تعالى عن ذلك‬

‫(‪)648/1‬‬

‫‪ { - 18‬أو } همزة اإلنكار وواو العطف بجملة أي يجعلون هللا { من ينشأ في الحلية } الزينة { وهو في‬
‫الخصام غير مبين } مظهر الحجة لضعفه عنها باألنوثة‬

‫(‪)648/1‬‬

‫‪ { - 19‬وجعلوا المالئكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا } حضروا { خلقهم ستكتب شهادتهم } بأنهم‬
‫إناث { ويسألون } عنها في اآلخرة فيترتب عليهم العقاب‬

‫(‪)649/1‬‬

‫‪ { - 20‬وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم } أي المالئكة فعبادتنا إياهم بمشيئته فهو راض بها قال تعالى ‪:‬‬
‫{ ما لهم بذلك } المقول من الرضا بعبادتها { من علم إن } ما { هم إال يخرصون } يكذبون فيه فيترتب‬
‫عليهم العقاب به‬
‫(‪)649/1‬‬

‫‪ { - 21‬أم آتيناهم كتابا من قبله } أي القرآن بعبادة غير هللا { فهم به مستمسكون } أي لم يقع ذلك‬

‫(‪)649/1‬‬

‫‪ { - 22‬بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة } ملة { وإنا } ماشون { على آثارهم مهتدون } بهم وكانوا يعبدون‬
‫غير هللا‬

‫(‪)649/1‬‬

‫‪ { - 23‬وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إال قال مترفوها } منعموها مثل قول قومك { إنا وجدنا‬
‫آباءنا على أمة } ملة { وإنا على آثارهم مقتدون } متبعون‬

‫(‪)649/1‬‬

‫‪ { - 24‬قل } لهم { أ } تتبعون ذلك { أو لو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به }‬
‫أنت ومن قبلك { كافرون } قال تعالى تخويفا لهم ‪:‬‬

‫(‪)649/1‬‬

‫‪ { - 25‬فانتقمنا منهم } أي من المكذبين للرسل قبلك { فانظر كيف كان عاقبة المكذبين }‬

‫(‪)649/1‬‬

‫‪ { - 26‬و } اذكر { إذ قال إبراهيم ألبيه وقومه إنني براء } أي بريء { مما تعبدون }‬

‫(‪)649/1‬‬
‫‪ { - 27‬إال الذي فطرني } خلقني { فإنه سيهدين } يرشدني لدينه‬

‫(‪)649/1‬‬

‫‪ { - 28‬وجعلها } أي كلمة التوحيد المفهومة من قوله { إني ذاهب إلى ربي سيهدين } { كلمة باقية في‬
‫عقبه } ذريته فال يزال فيهم من يوحد هللا { لعلهم } أي أهل مكة { يرجعون } عما هم عليه إلى دين ابراهيم‬
‫أبيهم‬

‫(‪)649/1‬‬

‫‪ { - 29‬بل متعت هؤالء } المشركين { وآباءهم } ولم أعاجلهم بالعقوبة { حتى جاءهم الحق } القرآن‬
‫{ ورسول مبين } مظهر لهم األحكام الشرعية وهو محمد صلى هللا عليه و سلم‬

‫(‪)650/1‬‬

‫‪ { - 30‬ولما جاءهم الحق } القرآن { قالوا هذا سحر وإنا به كافرون }‬

‫(‪)650/1‬‬

‫‪ { - 31‬وقالوا لوال } هال { نزل هذا القرآن على رجل من } أهل { القريتين } من آية منهما { عظيم } أي‬
‫الوليد بن المغيرة بمكة أو عروة بن مسعود الثقفي بالطائف‬

‫(‪)650/1‬‬

‫‪ { - 32‬أهم يقسمون رحمة ربك } النبوة { نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا } فجعلنا بعضهم غنيا‬
‫وبعضهمم فقيرا { ورفعنا بعضهم } بالغنى { فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم } الغني { بعضا } الفقير‬
‫{ سخريا } مسخرا في العمل له باألجرة والياء للنسب وقرئ بكسر السين { ورحمة ربك } أي الجنة { خير‬
‫مما يجمعون } في الدنيا‬

‫(‪)650/1‬‬
‫‪ { - 33‬ولوال أن يكون الناس أمة واحدة } على الكفر { لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم } بدل من لمن‬
‫{ سقفا } بفتح السين وسكون القاف وبضمهما جمعا { من فضة ومعارج } كالدرج من فضة { عليها‬
‫يظهرون } يعلون إلى السطح‬

‫(‪)650/1‬‬

‫‪ { - 34‬ولبيوتهم أبوابا } من فضة { و } جعلنا لهم { سررا } من فضة جمع سرير { عليها يتكئون }‬

‫(‪)650/1‬‬

‫‪ { - 35‬وزخرفا } ذهبا المعنى لوال خوف الكفر على المؤمن من إعطاء الكافر ما ذكر ألعطيناه ذلك لقلة‬
‫خطر الدنيا عندنا وعدم حظه في اآلخرة في النعيم { وإن } مخففة من الثقيلة { كل ذلك لما } بالتخفيف فما‬
‫زائدة وبالتشديد بمعنى إال فإن نافية { متاع الحياة الدنيا } يتمتع به فيها ثم يزول { واآلخرة } الجنة { عند‬
‫ربك للمتقين }‬

‫(‪)650/1‬‬

‫‪ { - 36‬ومن يعش } يعرض { عن ذكر الرحمن } أي القرآن { نقيض } نسبب { له شيطانا فهو له قرين }‬
‫ال يفارقه‬

‫(‪)651/1‬‬

‫‪ { - 37‬وإنهم } أي الشياطين { ليصدونهم } أي العاشين { عن السبيل } أي طريق الهدى { ويحسبون أنهم‬


‫مهتدون } في الجمع رعاية معنى من‬

‫(‪)651/1‬‬

‫‪ { - 38‬حتى إذا جاءنا } العاشي بقرينه يوم القيامة { قال } له { يا } للتنبيه { ليت بيني وبينك بعد‬
‫المشرقين } أي مثل بعد ما بين المشرق والمغرب { فبئس القرين } أنت لي قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)651/1‬‬
‫‪ { - 39‬ولن ينفعكم } أيالعاشين تمنيكم وندمكم { اليوم إذ ظلمتم } أي تبين لكم ظلمكم باإلشراك في الدنيا‬
‫{ أنكم } مع قرنائكم { في العذاب مشتركون } علة بتقدير الالم لعدم النفع وإذ بدل من اليوم‬

‫(‪)651/1‬‬

‫‪ { - 40‬أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضالل مبين } بين أي فهم ال يؤمنون‬

‫(‪)651/1‬‬

‫‪ { - 41‬فإما } فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة { نذهبن بك } بأن نيمتك قبل تعذيبهم { فإنا منهم‬
‫منتقمون } في اآلخرة‬

‫(‪)651/1‬‬

‫‪ { - 42‬أو نرينك } في حياتك { الذي وعدناهم } به من العذاب { فإنا عليهم } على عذابهم { مقتدرون }‬
‫قادرون‬

‫(‪)651/1‬‬

‫‪ { - 43‬فاستمسك بالذي أوحي إليك } أي القرآن { إنك على صراط } طريق { مستقيم }‬

‫(‪)651/1‬‬

‫‪ { - 44‬وإنه لذكر } لشرف { لك ولقومك } لنزوله بلغتهم { وسوف تسألون } عن القيام بحقه‬

‫(‪)651/1‬‬
‫‪ { - 45‬واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن } أي غيره { آلهة يعبدون } قيل هو‬
‫على ظاهره بأن جمع له الرسل ليلة اإلسراء وقيل المراد أمم من أي أهل الكتابين ولم يسأل على واحد من‬
‫القولين ألن المراد من األمر بالسؤال التقرير لمشركي قريش أنه لم يأت رسول من هللا وال كتاب بعبادة غير‬
‫هللا‬

‫(‪)651/1‬‬

‫‪ { - 46‬ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه } أي القبط { فقال إني رسول رب العالمين }‬

‫(‪)652/1‬‬

‫‪ { - 47‬فلما جاءهم بآياتنا } الدالة على رسالته { إذا هم منها يضحكون }‬

‫(‪)652/1‬‬

‫‪ { - 48‬وما نريهم من آية } من آيات العذاب كالطوفان وهو ماء دخل بيوتهم ووصل إلى حلوق الجالسين‬
‫سبعة أيام والجراد { إال هي أكبر من أختها } قرينتها التي قبلها { وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون } عن‬
‫الكفر‬

‫(‪)652/1‬‬

‫‪ { - 49‬وقالوا } لموسى لما رأوا العذاب { يا أيها الساحر } أي العالم الكامل ألن السحر عندهم علم عظيم‬
‫{ ادع لنا ربك بما عهد عندك } من كشف العذاب عنا إن آمنا { إننا لمهتدون } أي مؤمنون‬

‫(‪)652/1‬‬

‫‪ { - 50‬فلما كشفنا } بدعاء موسى { عنهم العذاب إذا هم ينكثون } ينقضون عهدهم ويصرون على كفرهم‬

‫(‪)652/1‬‬
‫‪ { - 51‬ونادى فرعون } افتخارا { في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه األنهار } من النيل‬
‫{ تجري من تحتي } أي تحت قصوري { أفال تبصرون } عظمتي‬

‫(‪)652/1‬‬

‫‪ { - 52‬أم } تبصرون وحينئذ { أنا خير من هذا } أي موسى { الذي هو مهين } ضعيف حقير { وال يكاد‬
‫يبين } يظهر كالمه للثغتة بالجمرة التي تناولها في صغره‬

‫(‪)652/1‬‬

‫‪ { - 53‬فلوال } هال { ألقي عليه } إن كان صادقا { أسورة من ذهب } جمع أسورة كأغربة جمع سوار‬
‫كعادتهم فيمن يسودونه أن يلبسوه أسورة ذهب ويطوقونه طوق ذهب { أو جاء معه المالئكة مقترنين }‬
‫متتابعين يشهدون بصدقه‬

‫(‪)652/1‬‬

‫‪ { - 54‬فاستخف } استفز فرعون { قومه فأطاعوه } فيما يريد من تكذيب موسى { إنهم كانوا قوما فاسقين }‬

‫(‪)652/1‬‬

‫‪ { - 55‬فلما آسفونا } أغضبونا { انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين }‬

‫(‪)652/1‬‬

‫‪ { - 56‬فجعلناهم سلفا } جمع سالف كخادم وخدم أي سابقين عبرة { ومثال لآلخرين } بعدهم يتمثلون بحالهم‬
‫فال يقدمون على مثل أفعالهم‬

‫(‪)653/1‬‬
‫‪ { - 57‬ولما ضرب } جعل { ابن مريم مثال } حين نزل قوله تعالى { إنكم وما تعبدون من دون هللا حصب‬
‫جهنم } فقال المشركون ‪ :‬رضينا أن تكون آلهتنا مع عيسى ألنه عبد من دون هللا { إذا قومك } أي المشركون‬
‫{ منه } من المثل { يصدون } يضحكون فرحا بما سمعوا‬

‫(‪)653/1‬‬

‫‪ { - 58‬وقالوا أآلهتنا خير أم هو } أي عيسى فترضى أن تكون آلهتنا معه { ما ضربوه } أي المثل { لك إال‬
‫جدال } خصومة بالباطل لعلمهم أن ما لغير العاقل فال يتناول عيسى عليه السالم { بل هم قوم خصمون }‬
‫شديدو الخصومة‬

‫(‪)653/1‬‬

‫‪ { - 59‬إن } ما { هو } عيسى { إال عبد أنعمنا عليه } بالنبوة { وجعلناه } بوجوده من غير أب { مثال لبني‬
‫إسرائيل } أي كالمثل لغرابته يستدل به على قدرة هللا تعالى على ما يشاء‬

‫(‪)653/1‬‬

‫‪ { - 60‬ولو نشاء لجعلنا منكم } بدلكم { مالئكة في األرض يخلفون } بأن نهلككم‬

‫(‪)653/1‬‬

‫‪ { - 61‬وإنه } أي عيسى { لعلم للساعة } تعلم بنزوله { فال تمترن بها } أي تشكن فيها حذف منه نون الرفع‬
‫للجزم وواو الضمير اللتقاء الساكنين { و } قل لهم { اتبعون } على التوحيد { هذا } الذي آمركم به‬
‫{ صراط } طريق { مستقيم }‬

‫(‪)653/1‬‬

‫‪ { - 62‬وال يصدنكم } يصرفنكم عن دين هللا { الشيطان إنه لكم عدو مبين } بين العداوة‬

‫(‪)653/1‬‬
‫‪ { - 63‬ولما جاء عيسى بالبينات } بالمعجزات والشرائع { قال قد جئتكم بالحكمة } بالنبوة وشرائع اإلنجيل‬
‫{ وألبين لكم بعض الذي تختلفون فيه } من أحكام التوراة من أمر الدين وغيره فبين لهم أمر الدين { فاتقوا‬
‫هللا وأطيعون }‬

‫(‪)653/1‬‬

‫‪ { - 64‬إن هللا هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط } طريق { مستقيم }‬

‫(‪)654/1‬‬

‫‪ { - 65‬فاختلف األحزاب من بينهم } في عيسى أهو هللا أو ابن هللا أو ثالث ثالثة { فويل } كلمة عذاب‬
‫{ للذين ظلموا } كفروا بما قالوه في عيسى { من عذاب يوم أليم } مؤلم‬

‫(‪)654/1‬‬

‫‪ { - 66‬هل ينظرون } أي كفار مكة أي ما ينتظرون { إال الساعة أن تأتيهم } بدل من الساعة { بغتة } فجأة‬
‫{ وهم ال يشعرون } بوقت مجيئها قبله‬

‫(‪)654/1‬‬

‫‪ { - 67‬األخالء } على المعصية في الدنيا { يومئذ } يوم القيامة متعلق بقوله { بعضهم لبعض عدو إال‬
‫المتقين } المتحابين في هللا على طاعته فإنهم أصدقاء ويقال لهم ‪:‬‬

‫(‪)765/1‬‬

‫‪ { - 68‬يا عباد ال خوف عليكم اليوم وال أنتم تحزنون }‬

‫(‪)654/1‬‬

‫‪ { - 69‬الذين آمنوا } نعت لعبادي { بآياتنا } القرآن { وكانوا مسلمين }‬


‫(‪)654/1‬‬

‫‪ { - 70‬ادخلوا الجنة أنتم } مبتدأ { وأزواجكم } زوجاتكم { تحبرون } تسرون وتكرمون خبر المبتدأ‬

‫(‪)654/1‬‬

‫‪ { - 71‬يطاف عليهم بصحاف } بقصاع { من ذهب وأكواب } جمع كوب وهو إناء ال عروه له ليشرب‬
‫الشارب من حيث شاء { وفيها ما تشتهيه األنفس } تلذذا { وتلذ األعين } نظرا { وأنتم فيها خالدون }‬

‫(‪)654/1‬‬

‫‪ { - 72‬وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون }‬

‫(‪)654/1‬‬

‫‪ { - 73‬لكم فيها فاكهة كثيرة منها } أي بعضها { تأكلون } وكل مايؤكل يخلف بدله‬

‫(‪)654/1‬‬

‫‪ { - 74‬إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون }‬

‫(‪)654/1‬‬

‫‪ { - 75‬ال يفتر } يخفف { عنهم وهم فيه مبلسون } ساكتون سكوت يأس‬

‫(‪)654/1‬‬

‫‪ { - 76‬وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين }‬


‫(‪)654/1‬‬

‫‪ { - 77‬ونادوا يا مالك } هوخازن النار { ليقض علينا ربك } ليمتنا { قال } بعد ألف سنة { إنكم ماكثون }‬
‫مقيمون في العذاب دائما‬

‫(‪)655/1‬‬

‫‪ - 78‬قال تعال ‪ { :‬لقد جئناكم } أي أهل مكة { بالحق } على لسان الرسول { ولكن أكثركم للحق كارهون }‬

‫(‪)655/1‬‬

‫‪ { - 79‬أم أبرموا } أي كفار مكة ‪ :‬أحكموا { أمرا } في كيد محمد النبي { فإنا مبرمون } محكمون كيدنا في‬
‫إهالكهم‬

‫(‪)655/1‬‬

‫‪ { - 80‬أم يحسبون أنا ال نسمع سرهم ونجواهم } ما يسرون إلى غيرهم وما يجهرون به بينهم { بلى } نسمع‬
‫ذلك { ورسلنا } الحفظة { لديهم } عندهم { يكتبون } ذلك‬

‫(‪)655/1‬‬

‫‪ { - 81‬قل إن كان للرحمن ولد } فرضا { فأنا أول العابدين } للولد لكن ثبت أن ال ولد له تعالى فانتفت‬
‫عبادته‬

‫(‪)655/1‬‬

‫‪ { - 82‬سبحان رب السماوات واألرض رب العرش } الكرسي { عما يصفون } يقولون من الكذب بنسبة‬
‫الولد إليه‬

‫(‪)655/1‬‬
‫‪ { - 83‬فذرهم يخوضوا } في باطلهم { ويلعبوا } في دنياهم { حتى يالقوا يومهم الذي يوعدون } فيه‬
‫العذاب وهو يوم القيامة‬

‫(‪)655/1‬‬

‫‪ { - 84‬وهو الذي } هو { في السماء إله } بتحقيق الهمزتين وإسقاط األولى وتسهيلها كالياء أي معبود‬
‫{ وفي األرض إله } وكل من الظرفين متعلق بما بعده { وهو الحكيم } في تدبير خلقه { العليم } بمصالحهم‬

‫(‪)655/1‬‬

‫‪ { - 85‬وتبارك } تعظم { الذي له ملك السماوات واألرض وما بينهما وعنده علم الساعة } متى تقوم { وإليه‬
‫يرجعون } بالياء والتاء‬

‫(‪)655/1‬‬

‫‪ { - 86‬وال يملك الذين يدعون } يعبدون أي الكفار { من دونه } أي من دون هللا { الشفاعة } ألحد { إال من‬
‫شهد بالحق } أي قال ‪ :‬ال إله إال هللا { وهم يعلمون } بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم وهم عيسى وعزير‬
‫والمالئكة فإنه يشفعون للمؤمنين‬

‫(‪)655/1‬‬

‫‪ { - 87‬ولئن } الم قسم { سألتهم من خلقهم ليقولن هللا } حذف منه نون الرفع وواو الضمير { فأنى‬
‫يؤفكون } يصرفون عن عبادة هللا‬

‫(‪)656/1‬‬

‫‪ { - 88‬وقيله } أي قول محمد النبي ونصبه على المصدر بفعله المقدر أي وقال { يا رب إن هؤالء قوم ال‬
‫يؤمنون }‬

‫(‪)656/1‬‬
‫‪ - 89‬قال تعالى ‪ { :‬فاصفح } أعرض { عنهم وقل سالم } منكم وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم { فسوف‬
‫يعلمون } بالياء والتاء تهديد لهم‬

‫(‪)656/1‬‬

‫سورة الدخان‬
‫[ مكية إال آية ‪ 15‬وآياتها ‪ 56‬أو ‪ 57‬أو ‪] 59‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬حم } هللا أعلم بمراده به‬

‫(‪)656/1‬‬

‫‪ { - 2‬والكتاب } القرآن { المبين } المظهر الحالل من الحرم‬

‫(‪)656/1‬‬

‫‪ { - 3‬إنا أنزلناه في ليلة مباركة } هي ليلة القدر أو ليلة النصف من شعبان نزل فيها من أم الكتاب من السماء‬
‫السابعة إلى سماء الدنيا { إنا كنا منذرين } مخوفين به‬

‫(‪)656/1‬‬

‫‪ { - 4‬فيها } أي في ليلة القدر أو ليلة النصف من شعبان { يفرق } يفصل { كل أمر حكيم } محكم من‬
‫األرزاق واآلجال وغيرهما التي تكون في السنة إلى مثل تلك الليلة‬

‫(‪)656/1‬‬

‫‪ { - 5‬أمرا } فرقا { من عندنا إنا كنا مرسلين } الرسل محمدا ومن قبله‬

‫(‪)656/1‬‬
‫‪ { - 6‬رحمة } رأفة بالمرسل إليهم { من ربك إنه هو السميع } ألقوالهم { العليم } بأفعالهم‬

‫(‪)656/1‬‬

‫‪ { - 7‬رب السماوات واألرض وما بينهما } برفع رب خبر ثالث وبجره بدل من ربك { إن كنتم } يا أهل‬
‫مكة { موقنين } بأنه تعالى رب السماوات واألرض فأيقنوا بأن محمدا رسوله‬

‫(‪)657/1‬‬

‫‪ { - 8‬ال إله إال هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم األولين }‬

‫(‪)657/1‬‬

‫‪ { - 9‬بل هم في شك } من البعث { يلعبون } استهزاء بك يا محمد فقال ‪ [ :‬اللهم أعني عليهم بسبع كسبع‬
‫يوسف ]‬

‫(‪)657/1‬‬

‫‪ - 10‬قال تعالى ‪ { :‬فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين } فأجدبت األرض واشتد بهم الجوع إلى أن رأوا‬
‫من شدته كهيئة الدخان بين السماء واألرض‬

‫(‪)657/1‬‬

‫‪ { - 11‬يغشى الناس } فقالوا { هذا عذاب أليم }‬

‫(‪)657/1‬‬

‫‪ { - 12‬ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون } مصدقون نبيك‬


‫(‪)657/1‬‬

‫‪ - 13‬قال تعالى ‪ { :‬أنى لهم الذكرى } أي ال ينفهم اإليمان عند نزول العذاب { وقد جاءهم رسول مبين }‬
‫بين الرسالة‬

‫(‪)657/1‬‬

‫‪ { - 14‬ثم تولوا عنه وقالوا معلم } أي يعلمه القرآن بشر { مجنون }‬

‫(‪)657/1‬‬

‫‪ { - 15‬إنا كاشفوا العذاب } أي الجوع عنكم زمنا { قليال } فكشف عنهم { إنكم عائدون } إلى كفركم فعادوا‬
‫إليه‬

‫(‪)657/1‬‬

‫‪ - 16‬اذكر { يوم نبطش البطشة الكبرى } هو يوم بدر { إنا منتقمون } منهم والبطش األخذ بقوة‬

‫(‪)657/1‬‬

‫‪ { - 17‬ولقد فتنا } بلونا { قبلهم قوم فرعون } معه { وجاءهم رسول } هو موسى عليه السالم { كريم }‬
‫على هللا تعالى‬

‫(‪)657/1‬‬

‫‪ { - 18‬أن } أي بأن { أدوا إلي } ما أدعوكم إليه من اإليمان أي أظهروا إيمانكم لي يا { عباد هللا إني لكم‬
‫رسول أمين } على ما أرسلت به‬

‫(‪)657/1‬‬
‫‪ { - 19‬وأن ال تعلوا } تتجبروا { على هللا } بترك طاعته { إني آتيكم بسلطان } برهان { مبين } بين على‬
‫رسالتي فتوعدوه بالرجم‬

‫(‪)657/1‬‬

‫‪ - 20‬فقال { وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون } بالحجارة‬

‫(‪)658/1‬‬

‫‪ { - 21‬وإن لم تؤمنوا لي } تصدقوني { فاعتزلون } فاتركوا أذاي فلم يتركوه‬

‫(‪)658/1‬‬

‫‪ { - 22‬فدعا ربه أن } أي بأن { هؤالء قوم مجرمون } مشركون‬

‫(‪)658/1‬‬

‫‪ - 23‬فقال تعالى ‪ { :‬فأسر } بقطع الهمزة ووصلها { بعبادي } بني إسرائيل { ليال إنكم متبعون } يتبعكم‬
‫فرعون وقومه‬

‫(‪)658/1‬‬

‫‪ { - 24‬واترك البحر } إذا قطعته أنت وأصحابك { رهوا } ساكنا منفرجا حتى يدخله القبط { إنهم جند‬
‫مغرقون } فاطمأن بذلك فأغرقوا‬

‫(‪)658/1‬‬

‫‪ { - 25‬كم تركوا من جنات } بساتين { وعيون } تجري‬


‫(‪)658/1‬‬

‫‪ { - 26‬وزروع ومقام كريم } مجلس حسن‬

‫(‪)658/1‬‬

‫‪ { - 27‬ونعمة } متعة { كانوا فيها فاكهين } ناعمين‬

‫(‪)658/1‬‬

‫‪ { - 28‬كذلك } خبر مبتدأ أي األمر { وأورثناها } أي أموالهم { قوما آخرين } أي بني اسرائيل‬

‫(‪)658/1‬‬

‫‪ { - 29‬فما بكت عليهم السماء واألرض } بخالف المؤمنين يبكي عليهم بموتهم مصالهم من األرض‬
‫ومصعد عملهم من السماء { وما كانوا منظرين } مؤخرين للتوبة‬

‫(‪)658/1‬‬

‫‪ { - 30‬ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين } قتل األنباء واستخدام النساء‬

‫(‪)658/1‬‬

‫‪ { - 31‬من فرعون } قيل بدل من العذاب بتقدير مضاف أي عذاب وقيل حال من العذاب { إنه كان عاليا من‬
‫المسرفين }‬

‫(‪)658/1‬‬
‫‪ { - 32‬ولقد اخترناهم } أي بني اسرائيل { على علم } منا بحالهم { على العالمين } أي عالمي زمانهم أي‬
‫العقالء‬

‫(‪)658/1‬‬

‫‪ { - 33‬وآتيناهم من اآليات ما فيه بالء مبين } نعمة ظاهرة من فلق البحر والمن والسلوى وغيرها‬

‫(‪)658/1‬‬

‫‪ { - 34‬إن هؤالء } أي كفار مكة { ليقولون }‬

‫(‪)658/1‬‬

‫‪ { - 35‬إن هي } ما الموتة بعدها الحياة { إال موتتنا األولى } أي وهم نظف { وما نحن بمنشرين }‬
‫بمبعوثين أحياء بعد الثانية‬

‫(‪)658/1‬‬

‫‪ { - 36‬فاتوا بآبائنا } أحياء { إن كنتم صادقين } أنا نبعث بعد موتنا أي نحيا‬

‫(‪)658/1‬‬

‫‪ - 37‬قال تعالى ‪ { :‬أهم خير أم قوم تبع } هو نبي أو رجل صالح { والذين من قبلهم } من األمم‬
‫{ أهلكناهم } بكفرهم والمعنى ليسوا أقوى منهم وأهلكوا { إنهم كانوا مجرمين }‬

‫(‪)659/1‬‬

‫‪ { - 38‬وما خلقنا السماوات واألرض وما بينهما العبين } بخلق ذلك حال‬

‫(‪)659/1‬‬
‫‪ { - 39‬ما خلقناهما } وما بينهما { إال بالحق } أي محقين في ذلك ليستدل به على قدرتنا ووحدانيتنا وغير‬
‫ذلك { ولكن أكثرهم } أي كفار مكة { ال يعلمون }‬

‫(‪)659/1‬‬

‫‪ { - 40‬إن يوم الفصل } يوم القيامة يفصل هللا فيه بين العباد { ميقاتهم أجمعين } للعذاب الدائم‬

‫(‪)659/1‬‬

‫‪ { - 41‬يوم ال يغني مولى عن مولى } بقرابة أو صداقة أي ال يدفع عنه { شيئا } من العذاب { وال هم‬
‫ينصرون } يمنعون منه ويوم بدل من يوم الفصل‬

‫(‪)659/1‬‬

‫‪ { - 42‬إال من رحم هللا } وهم المؤمنون فإنه يشفع بعضه لبعض بإذن هللا { إنه هو العزيز } الغالب في‬
‫انتقامه من الكفار { الرحيم } بالمؤمنين‬

‫(‪)659/1‬‬

‫‪ { - 43‬إن شجرة الزقوم } هي من أخبث الشجر المر بتهامة ينبتها هللا تعالى في الجحيم‬

‫(‪)659/1‬‬

‫‪ { - 44‬طعام األثيم } أبي جهل وأصحابه ذوي اإلثم الكبير‬

‫(‪)659/1‬‬
‫‪ { - 45‬كالمهل } أي كدردي الزيت األسود خبر ثان { يغلي في البطون } بالفوقانية خبر ثالث وبالتحتانية‬
‫حال من المهل‬

‫(‪)659/1‬‬

‫‪ { - 46‬كغلي الحميم } الماء الشديد الحرارة‬

‫(‪)659/1‬‬

‫‪ { - 47‬خذوه } يقال للزبانية ‪ :‬خذوا األثيم { فاعتلوه } بكسر التاء وضمها جروه بغلظة وشدة { إلى سواء‬
‫الجحيم } وسط النار‬

‫(‪)659/1‬‬

‫‪ { - 48‬ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم } أي من الحميم الذي ال يفارقه العذاب فهو أبلغ مما في آية‬
‫{ يصب من فوق رؤوسهم الحميم }‬

‫(‪)659/1‬‬

‫‪ - 49‬ويقال له ‪ { :‬ذق } أي العذاب { إنك أنت العزيز الكريم } بزعمك وقولك ما بين جبليها أعز وأكرم‬
‫مني‬

‫(‪)659/1‬‬

‫‪ - 50‬ويقال لهم ‪ { :‬إن هذا } الذي ترون من العذاب { ما كنتم به تمترون } فيه تشكون‬

‫(‪)659/1‬‬

‫‪ { - 51‬إن المتقين في مقام } مجلس { أمين } يؤمن فيه الخوف‬


‫(‪)659/1‬‬

‫‪ { - 52‬في جنات } بساتين { وعيون }‬

‫(‪)659/1‬‬

‫‪ { - 53‬يلبسون من سندس وإستبرق } أي ما رق من الديباج وما غلظ منه { متقابلين } حال أي ال ينظر‬
‫بعضهم إلى قفا بعض لدوران األسرة بهم‬

‫(‪)659/1‬‬

‫‪ { - 54‬كذلك } يقدر قبله األمر { وزوجناهم } من التزوج أو قرناهم { بحور عين } بنساء بيض واسعات‬
‫األعين حسانها‬

‫(‪)660/1‬‬

‫‪ { - 55‬يدعون } يطلبون الخدم { فيها } أي الجنة أن يأتوا { بكل فاكهة } منها { آمنين } من انقطاعها‬
‫ومضرتها ومن كل مخوف حال‬

‫(‪)660/1‬‬

‫‪ { - 56‬ال يذوقون فيها الموت إال الموتة األولى } أي التي في الدنيا بعد حياتهم فيها قال بعضهم إال بمعنى‬
‫بعد { ووقاهم عذاب الجحيم }‬

‫(‪)660/1‬‬

‫‪ { - 57‬فضال } مصدر بمعنى تفضال منصوب بتفضل مقدرا { من ربك ذلك هو الفوز العظيم }‬

‫(‪)660/1‬‬
‫‪ { - 58‬فإنما يسرناه } سهلنا القرآن { بلسانك } بلغتك لتفهمه العرب منك { لعلهم يتذكرون } يتعظون‬
‫فيؤمنون بك لكنهم ال يؤمنون‬

‫(‪)660/1‬‬

‫‪ { - 59‬فارتقب } انتظر هالكهم { إنهم مرتقبون } هالكك وهذا قبل نزول األمر بجهادهم‬

‫(‪)660/1‬‬

‫سورة الجاثية‬
‫[ مكية إال آية ‪ 13‬فمدنية وآياتها ‪ 36‬أو ‪] 37‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬حم } هللا اعلم بمراده به‬

‫(‪)660/1‬‬

‫‪ { - 2‬تنزيل الكتاب } القرآن مبتدأ { من هللا } خبره { العزيز } في ملكه { الحكيم } في صنعه‬

‫(‪)660/1‬‬

‫‪ { - 3‬إن في السماوات واألرض } أي في خلقهما { آليات } دالة على قدرة هللا ووحدانيته تعالى‬
‫{ للمؤمنين }‬

‫(‪)660/1‬‬

‫‪ { - 4‬وفي خلقكم } أي في خلق كل منكم من نطفة ثم علقة ثم مضغة إلى أن صار إنسانا { و } خلق { ما‬
‫يبث } يفرق في األرض { من دابة } هي ما يدب على األرض من الناس وغيرهم { آيات لقوم يوقنون }‬
‫بالبعث‬

‫(‪)660/1‬‬
‫‪ { - 5‬و } في { اختالف الليل والنهار } ذهابهما ومجيئهما { وما أنزل هللا من السماء من رزق } مطر ألنه‬
‫سبب الرزق { فأحيا به األرض بعد موتها وتصريف الرياح } تقليبها مرة جنوبا ومرة شماال وباردة وحارة‬
‫{ آيات لقوم يعقلون } الدليل فيؤمنون‬

‫(‪)661/1‬‬

‫‪ { - 6‬تلك } اآليات المذكورة { آيات هللا } حججه الدالة على وحدانيته { نتلوها } نقصها { عليك بالحق }‬
‫متعلق بنتلوا { فبأي حديث بعد هللا } أي حديثه وهو القرآن { وآياته } حججه { يؤمنون } أي كفار مكة أي‬
‫ال يؤمنون وفي قراءة بالتاء‬

‫(‪)661/1‬‬

‫‪ { - 7‬ويل } كلمة عذاب { لكل أفاك } كذاب { أثيم } كثير اإلثم‬

‫(‪)661/1‬‬

‫{ يسمع آيات هللا } القرآن { تتلى عليه ثم يصر } على كفره { مستكبرا } متكبرا عن اإليمان { كأن لم‬
‫يسمعها فبشره بعذاب أليم } مؤلم‬

‫(‪)661/1‬‬

‫‪ { - 9‬وإذا علم من آياتنا } أي القرآن { شيئا اتخذها هزوا } أي مهزوءا بها { أولئك } أي األفاكون { لهم‬
‫عذاب مهين } ذو إهانة‬

‫(‪)661/1‬‬

‫‪ { - 10‬من ورائهم } أي أمامهم ألنهم في الدنيا { جهنم وال يغني عنهم ما كسبوا } من المال والفعال { شيئا‬
‫وال ما اتخذوا من دون هللا } أي األصنام { أولياء ولهم عذاب عظيم }‬

‫(‪)661/1‬‬
‫‪ { - 11‬هذا } أي القرآن { هدى } من الضاللة { والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب } حظ { من رجز }‬
‫أي عذاب { أليم } موجع‬

‫(‪)661/1‬‬

‫‪ { - 12‬هللا الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك } السفن { فيه بأمره } بإذنه { ولتبتغوا } تطلبوا بالتجارة‬
‫{ من فضله ولعلكم تشكرون }‬

‫(‪)661/1‬‬

‫‪ { - 13‬وسخر لكم ما في السماوات } من شمس وقمر ونجوم وماء وغيره { وما في األرض } من دابة‬
‫وشجر ونبات وأنهار وغيرها أي خلق ذلك لمنافعكم { جميعا } تأكيد { منه } حال أي سخرها كائنة منه‬
‫تعالى { إن في ذلك آليات لقوم يتفكرون } فيها فيؤمنون‬

‫(‪)661/1‬‬

‫‪ { - 14‬قل للذين آمنوا يغفروا للذين ال يرجون } يخافون { أيام هللا } وقائعه أي اغفروا للكفار ما وقع منهم‬
‫من األذى لكم وهذا قبل األمر بجهادهم { ليجزي } أي هللا وفي قراءة بالنون { قوما بما كانوا يكسبون } من‬
‫الغفر للكفار أذاهم‬

‫(‪)662/1‬‬

‫‪ { - 15‬من عمل صالحا فلنفسه } عمل { ومن أساء فعليها } أساء { ثم إلى ربكم ترجعون } تصيرون‬
‫فيجازي المصلح والمسيء‬

‫(‪)662/1‬‬

‫‪ { - 16‬ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب } التوراة { والحكم } به بين الناس { والنبوة } لموسى وهارون منهم‬
‫{ ورزقناهم من الطيبات } الحالالت كالمن والسلوى { وفضلناهم على العالمين } عالمي زمانهم العقالء‬
‫(‪)662/1‬‬

‫‪ { - 17‬وآتيناهم بينات من األمر } أمر الدين من الحالل والحرام وبعثة محمد عليه أفضل الصالة والسالم‬
‫{ فما اختلفوا } في بعثته { إال من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم } أي لبغي حدث بينهم حسدا له { إن ربك‬
‫يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون }‬

‫(‪)662/1‬‬

‫‪ { - 18‬ثم جعلناك } يا محمد { على شريعة } طريقة { من األمر } أمر الدين { فاتبعها وال تتبع أهواء‬
‫الذين ال يعلمون } في عبادة غير هللا‬

‫(‪)662/1‬‬

‫‪ { - 19‬إنهم لن يغنوا } يدفعوا { عنك من هللا } من عذابه { شيئا وإن الظالمين } الكافرين { بعضهم أولياء‬
‫بعض وهللا ولي المتقين }‬

‫(‪)662/1‬‬

‫‪ { - 20‬هذا } القرآن { بصائر للناس } معالم يتبصرون بها في األحكام والحدود { وهدى ورحمة لقوم‬
‫يوقنون } بالبعث‬

‫(‪)662/1‬‬

‫‪ { - 21‬أم } بمعنى همزة اإلنكار { حسب الذين اجترحوا } اكتسبوا { السيئات } الكفر والمعاصي { أن‬
‫نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء } خبر { محياهم ومماتهم } مبتدأ ومعطوف والجملة بدل من‬
‫الكاف والضميران للكفار المعنى ‪ :‬أحسبوا أن نجعلهم في اآلخرة في خير كالمؤمنين أي في رغد من العيش‬
‫مساو لعيشهم في الدنيا حيث قالوا للمؤمنين ‪ :‬لئن بعثنا لنعطي من الخير مثل ما تعطون قال تعالى على وفق‬
‫إنكاره بالهمزة ‪ { :‬ساء ما يحكمون } أي ليس األمر كذلك فهم في اآلخرة في العذاب على خالف عيشهم في‬
‫الدنيا والمؤمنون في اآلخرة في الثواب بعملهم الصالحات في الدنيا من الصالة والزكاة والصيام وغير ذلك‬
‫وما مصدريه أي بئس حكما حكمهم هذا‬

‫(‪)663/1‬‬
‫‪ { - 22‬وخلق هللا السماوات و } خلق { األرض بالحق } متعلق بخلق ليدل على قدرته ووحدانيته { ولتجزى‬
‫كل نفس بما كسبت } من المعاصي والطاعات فال يساوي الكافر المؤمن { وهم ال يظلمون }‬

‫(‪)663/1‬‬

‫‪ { - 23‬أفرأيت } أخبرني { من اتخذ إلهه هواه } ما يهواه من حجر بعد حجر يراه أحسن { وأضله هللا على‬
‫علم } منه تعالى ‪ :‬أي عالما بأنه من أهل الضاللة قبل خلقه { وختم على سمعه وقلبه } فلم يسمع الهدى ولم‬
‫يعقله { وجعل على بصره غشاوة } ظلمة فلم يبصر الهدى ويقدر هنا المفعول الثاني لرأيت أيهتدي { فمن‬
‫يهديه من بعد هللا } أي بعد إضالله إياه أي ال يهتدي { أفال تذكرون } تتعظون فيه إدغام أحدى التاءين في‬
‫الذال‬

‫(‪)663/1‬‬

‫‪ { - 24‬وقالوا } أي منكرو البعث { ما هي } أي الحياة { إال حياتنا } التي في { الدنيا نموت ونحيا } أي‬
‫يموت بعض ويحيا بعض بأن يولدوا { وما يهلكنا إال الدهر } أي مرور الزمان قال تعالى ‪ { :‬وما لهم‬
‫بذلك } المقول { من علم إن } ما { هم إال يظنون }‬

‫(‪)663/1‬‬

‫‪ { - 25‬وإذا تتلى عليهم آياتنا } من القرآن الدالة على قدرتنا على البعث { بينات } واضحات حال { ما كان‬
‫حجتهم إال أن قالوا ائتوا بآبائنا } أحياء { إن كنتم صادقين } أنا نبعث‬

‫(‪)663/1‬‬

‫‪ { - 26‬قل هللا يحييكم } حين كنتم نطفا { ثم يميتكم ثم يجمعكم } أحياء { إلى يوم القيامة ال ريب } شك‬
‫{ فيه ولكن أكثر الناس } وهم القائلون ما ذكر { ال يعلمون }‬

‫(‪)664/1‬‬
‫‪ { - 27‬وهلل ملك السماوات واألرض ويوم تقوم الساعة } يبدل منه { يومئذ يخسر المبطلون } الكافرون أي‬
‫يظهر خسرانهم بأن يصيروا إلى النار‬

‫(‪)664/1‬‬

‫‪ { - 28‬وترى كل أمة } أي أهل دين { جاثية } على الركب أو مجتمعة { كل أمة تدعى إلى كتابها } كتاب‬
‫أعمالها ويقال لهم ‪ { :‬اليوم تجزون ما كنتم تعملون } أي جزاءه‬

‫(‪)664/1‬‬

‫‪ { - 29‬هذا كتابنا } ديوان الحفظة { ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ } نثبت ونحفظ { ما كنتم تعملون }‬

‫(‪)664/1‬‬

‫‪ { - 30‬فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته } جنته { ذلك هو الفوز المبين } البين‬
‫الظاهر‬

‫(‪)664/1‬‬

‫‪ { - 31‬وأما الذين كفروا } فيقال لهم ‪ { :‬أفلم تكن آياتي } القرآن { تتلى عليكم فاستكبرتم } تكبرتم { وكنتم‬
‫قوما مجرمين } كافرين‬

‫(‪)664/1‬‬

‫‪ { - 32‬وإذا قيل } لكم أيها الكفار { إن وعد هللا } بالبعث { حق والساعة } بالرفع والنصب { ال ريب }‬
‫شك { فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن } ما { نظن إال ظنا } قال المبرد ‪ :‬أصله إن نحن إال نظن ظنا { وما‬
‫نحن بمستيقنين } أنها آتية‬

‫(‪)664/1‬‬
‫‪ { - 33‬وبدا } ظهر { لهم } في اآلخرة { سيئات ما عملوا } في الدنيا أي جزاؤها { وحاق } نزل { بهم ما‬
‫كانوا به يستهزئون } أي العذاب‬

‫(‪)664/1‬‬

‫‪ { - 34‬وقيل اليوم ننساكم } نترككم في النار { كما نسيتم لقاء يومكم هذا } أي تركتم العمل للقائه { ومأواكم‬
‫النار وما لكم من ناصرين } مانعين منه‬

‫(‪)665/1‬‬

‫‪ { - 35‬ذلكم بأنكم اتخذتم آيات هللا } القرآن { هزوا وغرتكم الحياة الدنيا } حتى قلتم ال بعث وال حساب‬
‫{ فاليوم ال يخرجون } بالبناء للفاعل وللمفعول { منها } من النار { وال هم يستعتبون } ال يطلب منهم أن‬
‫يرضوا ربهم بالتوبة والطاعة ألنها ال تنفع يومئذ‬

‫(‪)665/1‬‬

‫‪ { - 36‬فلله الحمد } الوصف بالجميل على وفاء وعده في المكذبين { رب السماوات ورب األرض رب‬
‫العالمين } خالق ما ذكر والعالم ما سوى هللا وجمع الختالف أنواعه ورب بدل‬

‫(‪)665/1‬‬

‫‪ { - 37‬وله الكبرياء } العظمة { في السماوات واألرض } حال أي كائنة فيهما { وهو العزيز الحكيم } تقدم‬

‫(‪)665/1‬‬

‫سورة األحقاف‬
‫[ مكية إال اآليات ‪ 10‬و‪ 15‬و‪ 35‬فمدنية وآياتها ‪ 34‬و‪] 35‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬حم } هللا أعلم بمراده به‬

‫(‪)665/1‬‬
‫‪ { - 2‬تنزيل الكتاب } القرآن مبتدأ { من هللا } خبره { العزيز } في ملكه { الحكيم } في صنعه‬

‫(‪)665/1‬‬

‫‪ { - 3‬ما خلقنا السماوات واألرض وما بينهما إال } خلقا { بالحق } ليدل على قدرتنا ووحدانيتنا { وأجل‬
‫مسمى } إلى فنائهما يوم القيامة { والذين كفروا عما أنذروا } خوفوا به من العذاب { معرضون }‬

‫(‪)665/1‬‬

‫‪ { - 4‬قل أرأيتم } أخبروني { ما تدعون } تعبدون { من دون هللا } أي األصنام مفعول أول { أروني }‬
‫أخبروني ما تأكيد { ماذا خلقوا } مفعول ثان { من األرض } بيان ما { أم لهم شرك } مشاركة { في } خلق‬
‫{ السماوات } مع هللا وأم بمعنى همزة اإلنكار { ائتوني بكتاب } منزل { من قبل هذا } القرآن { أو أثارة }‬
‫بقية { من علم } يؤثر عن األولين بصحة دعواكم في عبادة األصنام أنها تقربكم إلى هللا { إن كنتم صادقين }‬
‫في دعواكم‬

‫(‪)666/1‬‬

‫‪ { - 5‬ومن } استفهام بمعنى النفي أي ال أحد { أضل ممن يدعو } يعبد { من دون هللا } أي غيره { من ال‬
‫يستجيب له إلى يوم القيامة } وهم األصنام ال يجيبون عابديهم إلى شيء يسألونه أبدا { وهم عن دعائهم }‬
‫عبادتهم { غافلون } ألنهم جماد ال يعقلون‬

‫(‪)666/1‬‬

‫‪ { - 6‬وإذا حشر الناس كانوا } أي األصنام { لهم } لعابديهم { أعداء وكانوا بعبادتهم } بعبادة عابديهم‬
‫{ كافرين } جاحدين‬

‫(‪)666/1‬‬

‫‪ { - 7‬وإذا تتلى عليهم } أي أهل مكة { آياتنا } القرآن { بينات } ظاهرات حال { قال الذين كفروا } منهم‬
‫{ للحق } أي القرآن { لما جاءهم هذا سحر مبين } بين ظاهر‬
‫(‪)666/1‬‬

‫‪ { - 8‬أم } بمعنى بل وهمزة اإلنكار { يقولون افتراه } أي القرآن { قل إن افتريته } فرضا { فال تملكون لي‬
‫من هللا } أي من عذابه { شيئا } أي ال تقدرون على دفعة عني إذا عذبني هللا { هو أعلم بما تفيضون فيه }‬
‫تقولون في القرآن { كفى به } تعالى { شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور } لمن تاب { الرحيم } به فلم يعاجلكم‬
‫بالعقوبة‬

‫(‪)666/1‬‬

‫‪ { - 9‬قل ما كنت بدعا } بديعا { من الرسل } أي أول مرسل قد سبق قبلي كثيرون منهم فكيف تكذبوني‬
‫{ وما أدري ما يفعل بي وال بكم } في الدنيا أأخرج من بلدي أم أقتل كما فعل باألنبياء قبلي أو ترموني‬
‫بالحجارة أم يخسف بكم كالمكذبين قبلكم { إن } ما { أتبع إال ما يوحى إلي } أي القرآن وال أبتدع من عندي‬
‫شيئا { وما أنا إال نذير مبين } بين اإلنذار‬

‫(‪)667/1‬‬

‫‪ { - 10‬قل أرأيتم } أخبروني ماذا حالكم { إن كان } أي القرآن { من عند هللا وكفرتم به } جملة حالية‬
‫{ وشهد شاهد من بني إسرائيل } هو عبدهللا بن سالم { على مثله } أي عليه أنه من عند هللا { فآمن } الشاهد‬
‫{ واستكبرتم } تكبرتم عن اإليمان وجواب الشرط بما عطف عليه ‪ :‬ألستم ظالمين دل عليه { إن هللا ال يهدي‬
‫القوم الظالمين }‬

‫(‪)667/1‬‬

‫‪ { - 11‬وقال الذين كفروا للذين آمنوا } أي في حقهم { لو كان } اإليمان { خيرا ما سبقونا إليه وإذ لم‬
‫يهتدوا } أي القائلون { به } أي القرآن { فسيقولون هذا } أي القرآن { إفك } كذب { قديم }‬

‫(‪)667/1‬‬

‫‪ { - 12‬ومن قبله } أي القرآن { كتاب موسى } أي التوراة { إماما ورحمة } للمؤمنين به حاالن { وهذا }‬
‫أي القرآن { كتاب مصدق } للكتب قبله { لسانا عربيا } حال من الضمير في مصدق { لينذر الذين ظلموا }‬
‫مشركي مكة { و } هو { بشرى للمحسنين } المؤمنين‬
‫(‪)667/1‬‬

‫‪ { - 13‬إن الذين قالوا ربنا هللا ثم استقاموا } على الطاعة { فال خوف عليهم وال هم يحزنون }‬

‫(‪)667/1‬‬

‫‪ { - 14‬أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها } حال { جزاء } منصوب على المصدر بفعله المقدر أي يجزون‬
‫{ بما كانوا يعملون }‬

‫(‪)667/1‬‬

‫‪ { - 15‬ووصينا اإلنسان بوالديه حسنا } وفي قراءة إحسانا أي أمرناه أن يحسن إليهما فنصب إحسانا على‬
‫المصدر بفعله المقدر ومثله حسنا { حملته أمه كرها ووضعته كرها } أي على مشقة { وحمله وفصاله } من‬
‫الرضاع { ثالثون شهرا } ستة اشهر أقل مدة الحمل والباقي أكثر مدة الرضاع وقيل إن حملت به ستة أو‬
‫تسعة أرضعته الباقي { حتى } غاية لجملة مقدرة أي وعاش حتى { إذا بلغ أشده } هو كما قوته وعقله ورأيه‬
‫أقله ثالث وثالثون سنة أو ثالثون { وبلغ أربعين سنة } أي تمامها وهو أكثر األشد { قال رب } ألخ نزل في‬
‫أبي بكر الصديق لما بلغ أربعين سنة بعد سنتين من مبعث النبي صلى هللا عليه و سلم آمن به ثم آمن أبواه ثم‬
‫ابنه عبد الرحمن وابن عبدالرحمن أبو عتيق { أوزعني } ألهمني { أن أشكر نعمتك التي أنعمت } بها { علي‬
‫وعلى والدي } وهي التوحيد { وأن أعمل صالحا ترضاه } فأعتق تسعة من المؤمنين يعذبون في هللا‬
‫{ وأصلح لي في ذريتي } فكلهم مؤمنون { إني تبت إليك وإني من المسلمين }‬

‫(‪)668/1‬‬

‫‪ { - 16‬أولئك } أي قائلوا هذا القول أبو بكر وغيره { الذين نتقبل عنهم أحسن } بمعنى حسن { ما عملوا‬
‫ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة } حال أي كائنين في جملتهم { وعد الصدق الذي كانوا يوعدون }‬
‫في قوله تعالى { وعد هللا المؤمنين والمؤمنات جنات }‬

‫(‪)668/1‬‬

‫‪ { - 17‬والذي قال لوالديه } وفي قراءة باإلدغام أريد به الجنس { أف } بكسر الفاء وفتحها بمعنى مصدر‬
‫أي نتنا وقبحا { لكما } أتضجر منكما { أتعدانني } وفي قراءة باإلدغام { أن أخرج } من القبر { وقد خلت‬
‫القرون } األمم { من قبلي } ولم تخرج من القبور { وهما يستغيثان هللا } يسأالنه الغوث برجوعه ويقوالن‬
‫إن لم ترجع { ويلك } أي هالكك بمعنى هلكت { آمن } بالبعث { إن وعد هللا حق فيقول ما هذا } أي القول‬
‫بالبعث { إال أساطير األولين } أكاذيبهم‬

‫(‪)668/1‬‬

‫‪ { - 18‬أولئك الذين حق } وجب { عليهم القول } بالعذاب { في أمم قد خلت من قبلهم من الجن واإلنس إنهم‬
‫كانوا خاسرين }‬

‫(‪)668/1‬‬

‫‪ { - 19‬ولكل } من جنس المؤمن والكافر { درجات } فدرجات المؤمنين في الجنة عالية ودرجات الكافرين‬
‫في النار سافلة { مما عملوا } أي المؤمنون من الطاعات والكافرون من المعاصي { وليوفيهم } أي هللا وفي‬
‫قراءة بالنون { أعمالهم } أي جزاءها { وهم ال يظلمون } شيئا ينقص للمؤمنين ويزاد للكفار‬

‫(‪)669/1‬‬

‫‪ { - 20‬ويوم يعرض الذين كفروا على النار } بأن تكشف لهم يقال لهم { أذهبتم } بهمزة وبهمزتين وبهمزة‬
‫ومدة و بهما وتسهيل الثانية { طيباتكم } باشتغالكم بلذاتكم { في حياتكم الدنيا واستمتعتم } تمتعتم { بها فاليوم‬
‫تجزون عذاب الهون } أي الهوان { بما كنتم تستكبرون } تتكبرون { في األرض بغير الحق وبما كنتم‬
‫تفسقون } به وتعذبون بها‬

‫(‪)669/1‬‬

‫‪ { - 21‬واذكر أخا عاد } هو هود عليه السالم { إذ } الخ بدل اشتمال { أنذر قومه } خوفهم { باألحقاف }‬
‫واد باليمن به منازلهم { وقد خلت النذر } مضت الرسل { من بين يديه ومن خلفه } أي من قبل هود ومن‬
‫بعده إلى أقوامهم { أن } أي بأن قال { ال تعبدوا إال هللا } وجملة وقد خلت معترضة { إني أخاف عليكم } إن‬
‫عبدتم غير هللا { عذاب يوم عظيم }‬

‫(‪)669/1‬‬

‫‪ { - 22‬قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا } لتصرفنا عن عبادتها { فأتنا بما تعدنا } من العذاب على عبادتها { إن‬
‫كنت من الصادقين } في أنه يأتينا‬
‫(‪)669/1‬‬

‫‪ { - 23‬قال } هود { إنما العلم عند هللا } هو الذي يعلم متى يأتيكم العذاب { وأبلغكم ما أرسلت به } إليكم‬
‫{ ولكني أراكم قوما تجهلون } باستعجالكم العذاب‬

‫(‪)669/1‬‬

‫‪ { - 24‬فلما رأوه } أي ما هو العذاب { عارضا } سحابا عرض في أفق السماء { مستقبل أوديتهم قالوا هذا‬
‫عارض ممطرنا } أي ممطر إيانا قال تعالى ‪ { :‬بل هو ما استعجلتم به } من العذاب { ريح } بدل من ما‬
‫{ فيها عذاب أليم } مؤلم‬

‫(‪)670/1‬‬

‫‪ { - 25‬تدمر } تهلك { كل شيء } مرت عليه { بأمر ربها } بإرادته أي كل شيء أراد إهالكه بها فأهلكت‬
‫رجالهم ونساءهم وصغارهم وأموالهم بأن طارت بذلك بين السماء واألرض ومزقته وبقي هود ومن آمن معه‬
‫{ فأصبحوا ال يرى إال مساكنهم كذلك } كما جزيناهم { نجزي القوم المجرمين } غيرهم‬

‫(‪)670/1‬‬

‫‪ { - 26‬ولقد مكناهم فيما } في الذي { إن } نافية أو زائدة { مكناكم } يا أهل مكة { فيه } من القوة والمال‬
‫{ وجعلنا لهم سمعا } بمعنى أسماعا { وأبصارا وأفئدة } قلوبا { فما أغنى عنهم سمعهم وال أبصارهم وال‬
‫أفئدتهم من شيء } أي شيئا من اإلغناء ومن زائدة { إذ } معمولة ألغنى وأشربت معنى التعليل { كانوا‬
‫يجحدون بآيات هللا } بحججه البينة { وحاق } نزل { بهم ما كانوا به يستهزئون } أي العذاب‬

‫(‪)670/1‬‬

‫‪ { - 27‬ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى } أي من أهلها كثمود وعاد وقوم لوط { وصرفنا اآليات } كررنا‬
‫الحجج البينات { لعلهم يرجعون }‬

‫(‪)670/1‬‬
‫‪ { - 28‬فلوال } هال { نصرهم } بدفع العذاب عنهم { الذين اتخذوا من دون هللا } أي غيره { قربانا } متقربا‬
‫بهم إلى هللا { آلهة } معه وهم األصنام ومفعول اتخذ األول ضمير محذوف يعود على الموصول أي هم‬
‫وقربانا الثاني وآلهة بدل منه { بل ضلوا } غابوا { عنهم } عند نزول العذاب { وذلك } أي اتخاذهم األصنام‬
‫آلهة قربانا { إفكهم } كذبهم { وما كانوا يفترون } يكذبون وما مصدرية أو موصولة والعائد محذوف أي فيه‬

‫(‪)670/1‬‬

‫‪ { - 29‬و } اذكر { إذ صرفنا } أملنا { إليك نفرا من الجن } جن نصيبين باليمن أو جن نينوى وكانوا سبعة‬
‫أو تسعة وكان صلى هللا عليه و سلم ببطن نخل يصلي بأصحابه الفجر رواه الشيخان { يستمعون القرآن فلما‬
‫حضروه قالوا } أي قال بعضهم لبعض { أنصتوا } أصغوا الستماعه { فلما قضي } فرغ من قراءته‬
‫{ ولوا } رجعوا { إلى قومهم منذرين } مخوفين قومهم العذاب إن لم يؤمنوا وكانوا يهودا وقد أسلموا‬

‫(‪)671/1‬‬

‫‪ { - 30‬قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا } هو القرآن { أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه } أي تقدمه‬
‫كالتوراة { يهدي إلى الحق } اإلسالم { وإلى طريق مستقيم } أي طريقه‬

‫(‪)671/1‬‬

‫‪ { - 31‬يا قومنا أجيبوا داعي هللا } محمدا صلى هللا عليه و سلم إلى اإليمان { وآمنوا به يغفر } هللا { لكم من‬
‫ذنوبكم } أي بعضها ألن منها المظالم وال تغفر إال برضا أصحابها { ويجركم من عذاب أليم } مؤلم‬

‫(‪)671/1‬‬

‫‪ { - 32‬ومن ال يجب داعي هللا فليس بمعجز في األرض } أي ال يعجز هللا بالهرب منه فيفوته { وليس له }‬
‫لمن ال يجب { من دونه } أي هللا { أولياء } أنصار يدفعون عنه العذاب { أولئك } الذين لم يجيبوا { في‬
‫ضالل مبين } بين ظاهر‬

‫(‪)671/1‬‬
‫‪ { - 33‬أو لم يروا } يعلموا أي منكرو البعث { أن هللا الذي خلق السماوات واألرض ولم يعي بخلقهن } لم‬
‫يعجز عنه { بقادر } خبر أن وزيدت الباء فيه ألن الكالم في قوة أليس هللا بقادر { على أن يحيي الموتى‬
‫بلى } هو قادر على إحياء الموتى { إنه على كل شيء قدير }‬

‫(‪)671/1‬‬

‫‪ { - 34‬ويوم يعرض الذين كفروا على النار } بأن يعذبوا بها يقال لهم { أليس هذا } التعذيب { بالحق قالوا‬
‫بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون }‬

‫(‪)671/1‬‬

‫‪ { - 35‬فاصبر } على أذى قومك { كما صبر أولو العزم } ذوو الثبات والصبر على الشدائد { من الرسل }‬
‫قبلك فتكون ذا عزم ومن للبيان فكلهم ذوو عزم وقيل للتبعيض فليس منهم آدم لقوله تعالى { ولم نجد له‬
‫عزما } وال يونس لقوله تعالى { وال تكن كصاحب الحوت } { وال تستعجل لهم } لقومك نزول العذاب بهم‬
‫قيل كأنه ضجر منهم فأحب نزول العذاب بهم فأمر بالصبر وترك اإلستعجال للعذاب فإنه نازل ال محالة‬
‫{ كأنهم يوم يرون ما يوعدون } من العذاب في اآلخرة لطوله { لم يلبثوا } في الدنيا في ظنهم { إال ساعة‬
‫من نهار } هذا القرآن { بالغ } تبليغ من هللا اليكم { فهل } أي ال { يهلك } عند رؤية العذاب { إال القوم‬
‫الفاسقون } أي الكافرون‬

‫(‪)672/1‬‬

‫سورة محمد‬
‫[ مدنية إال اآلية ‪ 13‬أو مكية وآياتها ثمان أو تسع وثالثون آية ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬الذين كفروا } من أهل مكة { وصدوا } غيرهم { عن سبيل هللا } أي اإليمان { أضل } أحبط‬
‫{ أعمالهم } كإطعام الطعام وصلة األرحام فال يرون لها في اآلخرة ثوابا ويجزون بها في الدنيا من فضله‬
‫تعالى‬

‫(‪)672/1‬‬

‫‪ { - 2‬والذين آمنوا } أي األنصار وغيرهم { وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد } أي القرآن‬
‫{ وهو الحق من ربهم كفر عنهم } غفر لهم { سيئاتهم وأصلح بالهم } أي حالهم فال يعصونه‬
‫(‪)672/1‬‬

‫‪ { - 3‬ذلك } أي إضالل األعمال وتكفير السيئات { بأن } بسبب أن { الذين كفروا اتبعوا الباطل } الشيطان‬
‫{ وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق } القرآن { من ربهم كذلك } أي مثل ذلك البيان { يضرب هللا للناس أمثالهم }‬
‫يبين أحوالهم أي فالكافر يحبط عمله والمؤمن يغفر له‬

‫(‪)673/1‬‬

‫‪ { - 4‬فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب } مصدر بدل من اللفظ بفعله أي فاضربوا رقابهم أي اقتلوهم‬
‫وعبر بضرب الرقاب ألن الغالب في القتل أن يكون بضرب الرقبة { حتى إذا أثخنتموهم } أكثرتم فيهم القتل‬
‫{ فشدوا } فأمسكوا عنهم وأسروهم وشدوا { الوثاق } ما يوثق به األسرى { فإما منا بعد } مصدر بدل من‬
‫اللفظ بفعله أي تمنون عليهم بإطالقهم من غير شيء { وإما فداء } تفادونهم بمال أو أسرى مسلمين { حتى‬
‫تضع الحرب } أي أهلها { أوزارها } أثقالها من السالح وغيره بأن يسلم الكفار أو يدخلوا في العهد وهذه‬
‫غاية للقتل واألسر { ذلك } خبر مبتدأ مقدر أي األمر فيهم ما ذكر { ولو يشاء هللا النتصر منهم } بغير قتال‬
‫{ ولكن } أمركم به { ليبلو بعضكم ببعض } منهم في القتال فيصير من قتل منكم إلى الجنة ومنهم إلى النار‬
‫{ والذين قتلوا } وفي قراءة قاتلوا اآلية نزلت يوم أحد وقد فشا في المسلمين القتل والجراحات { في سبيل هللا‬
‫فلن يضل } يحبط { أعمالهم }‬

‫(‪)673/1‬‬

‫‪ { - 5‬سيهديهم } في الدنيا واآلخرة إلى ما ينفعهم { ويصلح بالهم } حالهم فيهما وما في الدنيا لمن لم يقتل‬
‫وأدرجوا في قتلوا تغيبا‬

‫(‪)673/1‬‬

‫‪ { - 6‬ويدخلهم الجنة عرفها } بينها { لهم } فيهتدون إلى مساكنهم منها وأزواجهم وخدمهم من غير استدالل‬

‫(‪)673/1‬‬

‫‪ { - 7‬يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا هللا } أي دينه ورسوله { ينصركم } على عدوكم { ويثبت أقدامكم }‬
‫يثبتكم في المعترك‬
‫(‪)673/1‬‬

‫‪ { - 8‬والذين كفروا } من أهل مكة مبتدأ خبره تعسوا يدل عليه { فتعسا لهم } أي هالكا وخيبة من هللا‬
‫{ وأضل أعمالهم } عطف على تعسوا‬

‫(‪)673/1‬‬

‫‪ { - 9‬ذلك } أي التعس واإلضالل { بأنهم كرهوا ما أنزل هللا } من القرآن المشتمل على التكاليف { فأحبط‬
‫أعمالهم }‬

‫(‪)674/1‬‬

‫‪ { - 10‬أفلم يسيروا في األرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر هللا عليهم } أهلك أنفسهم‬
‫وأوالدهم وأموالهم { وللكافرين أمثالها } أي أمثال عاقبة ما قبلهم‬

‫(‪)674/1‬‬

‫‪ { - 11‬ذلك } أي نصر المؤمنين وقهر الكافرين { بأن هللا مولى } ولي وناصر { الذين آمنوا وأن الكافرين‬
‫ال مولى لهم }‬

‫(‪)674/1‬‬

‫‪ { - 12‬إن هللا يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها األنهار والذين كفروا يتمتعون }‬
‫في الدنيا { ويأكلون كما تأكل األنعام } أي ليس لهم هم اإل بطونهم وفروجهم وال يلتفتون إلى اآلخرة { والنار‬
‫مثوى لهم } منزل ومقام ومصير‬

‫(‪)674/1‬‬

‫‪ { - 13‬وكأين } وكم { من قرية } أريد بها أهلها { هي أشد قوة من قريتك } مكة أي أهلها { التي‬
‫أخرجتك } روعي لفظ قرية { أهلكناهم } روعي معنى قرية األولى { فال ناصر لهم } من إهالكنا‬
‫(‪)674/1‬‬

‫‪ { - 14‬أفمن كان على بينة } حجة وبرهان { من ربه } وهم المؤمنون { كمن زين له سوء عمله } فرآه‬
‫حسنا وهم كفار مكة { واتبعوا أهواءهم } في عبادة األوثان أي ال مماثلة بينهما‬

‫(‪)674/1‬‬

‫‪ { - 15‬مثل } أي صفة { الجنة التي وعد المتقون } المشتركة بين داخليها مبتدأ خبره { فيها أنهار من ماء‬
‫غير آسن } بالمد والقصر كضارب وحذر أي غير متغير بخالف ماء الدنيا فيتغير بعارض { وأنهار من لبن‬
‫لم يتغير طعمه } بخالف لبن الدنيا لخروجه من الضروع { وأنهار من خمر لذة } لذيذة { للشاربين }‬
‫بخالف خمر الدنيا فإنها كريهة عند الشرب { وأنهار من عسل مصفى } بخالف عسل الدنيا فإنه بخروجه من‬
‫بطون النحل يخالط الشمع وغيره { ولهم فيها } أصناف { من كل الثمرات ومغفرة من ربهم } فهو راض‬
‫عنهم مع إحسانه إليهم بما ذكر بخالف سيد العبيد في الدنيا فإنه قد يكون مع إحسانه إليهم ساخطا عليهم‬
‫{ كمن هو خالد في النار } خبر مبتدأ مقدر أي أمن هو في هذا النعيم { وسقوا ماء حميما } أي شديد الحرارة‬
‫{ فقطع أمعاءهم } أي مصارينهم فخرجت من أدبارهم وهو جمع معي بالقصر وألفه عن ياء لقولهم معيان‬

‫(‪)674/1‬‬

‫‪ { - 16‬ومنهم } أي الكفار { من يستمع إليك } في خطبة الجمعة وهم المنافقون { حتى إذا خرجوا من عندك‬
‫قالوا للذين أوتوا العلم } لعلماء الصحابة منهم ابن مسعود وابن عباس استهزاء وسخرية { ماذا قال آنفا }‬
‫بالمد والقصر أي الساعة أي ال نرجع إليه { أولئك الذين طبع هللا على قلوبهم } بالكفر { واتبعوا أهواءهم }‬
‫في النفاق‬

‫(‪)675/1‬‬

‫‪ { - 17‬والذين اهتدوا } وهم المؤمنون { زادهم } هللا { هدى وآتاهم تقواهم } ألهمهم ما يتقون به النار‬

‫(‪)675/1‬‬

‫‪ { - 18‬فهل ينظرون } ما ينتظرون أي كفار مكة { إال الساعة أن تأتيهم } بدل اشتمال من الساعة أي ليس‬
‫األمر إال أن تأتيهم { بغتة } فجأة { فقد جاء أشراطها } عالماتها ‪ :‬منها بعثة النبي صلى هللا عليه و سلم‬
‫وانشقاق القمر والدخان { فأنى لهم إذا جاءتهم } الساعة { ذكراهم } تذكرهم أي ال ينفعهم‬
‫(‪)675/1‬‬

‫‪ { - 19‬فاعلم أنه ال إله إال هللا } أي دم يا محمد على علمك بذلك النافع في القيامة { واستغفر لذنبك } ألجله‬
‫قيل له ذلك مع عصمته لتستن به أمته وقد فعله قال صلى هللا عليه و سلم ‪ [ :‬إني ألستغفر هللا في كل يوم مئة‬
‫مرة ] { وللمؤمنين والمؤمنات } فيه إكرام لهم بأمر نبيهم باإلستغفار لهم { وهللا يعلم متقلبكم } متصرفكم‬
‫ألشغالكم في النهار { ومثواكم } مأواكم إلى مضاجعكم بالليل أي هو عالم بجميع أحوالكم ال يخفى عليه شيء‬
‫منها فاحذروه والخطاب للمؤمنين وغيرهم‬

‫(‪)675/1‬‬

‫‪ { - 20‬ويقول الذين آمنوا } طلبا للجهاد { لوال } هال { نزلت سورة } فيها ذكر الجهاد { فإذا أنزلت سورة‬
‫محكمة } أي لم ينسخ منها شيء { وذكر فيها القتال } أي طلبه { رأيت الذين في قلوبهم مرض } أي شك‬
‫وهم المنافقون { ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت } خوفا منه وكراهة له أي فهم يخافون من القتال‬
‫ويكوهونه { فأولى لهم } مبتدأ خبره ‪:‬‬

‫(‪)675/1‬‬

‫‪ { - 21‬طاعة وقول معروف } أي حسن لك { فإذا عزم األمر } أي فرض القتال { فلو صدقوا هللا } في‬
‫اإليمان والطاعة { لكان خيرا لهم } وجملة لو جواب إذا‬

‫(‪)676/1‬‬

‫‪ { - 22‬فهل عسيتم } بكسر السين وفتحها وفيه التفات عن الغيبة إلى الخطاب أي لعلكم { إن توليتم }‬
‫أعرضتم عن اإليمان { أن تفسدوا في األرض وتقطعوا أرحامكم } أي تعودوا إلى أمر الجاهلية من البغي‬
‫والقتال‬

‫(‪)676/1‬‬

‫‪ { - 23‬أولئك } أي المفسدون { الذين لعنهم هللا فأصمهم } عن استماع الحق { وأعمى أبصارهم } عن‬
‫طريق الهدى‬

‫(‪)676/1‬‬
‫‪ { - 24‬أفال يتدبرون القرآن } فيعرفون الحق { أم } بل { على قلوب } لهم { أقفالها } فال يفهمونه‬

‫(‪)676/1‬‬

‫‪ { - 25‬إن الذين ارتدوا } بالنفاق { على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول } أي زين‬
‫{ وأملي لهم } بضم أوله وبفتحه والالم والمملي الشيطان بإرادته تعالى فهو المضل لهم‬

‫(‪)676/1‬‬

‫‪ { - 26‬ذلك } أي إضاللهم { بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل هللا } أي للمشركين { سنطيعكم في بعض‬
‫األمر } أي المعاونة على عداوة النبي صلى هللا عليه و سلم وتثبيط الناس عن الجهاد معه قالوا ذلك سرا‬
‫فأظهره هللا تعالى { وهللا يعلم إسرارهم } بفتح الهمزة جمع وبكسرها مصدر‬

‫(‪)676/1‬‬

‫‪ { - 27‬فكيف } حالهم { إذا توفتهم المالئكة يضربون } حال من المالئكة { وجوههم وأدبارهم } ظهورهم‬
‫بمقامع من حديد‬

‫(‪)676/1‬‬

‫‪ { - 28‬ذلك } التوفي على الحالة المذكورة { بأنهم اتبعوا ما أسخط هللا وكرهوا رضوانه } أي العمل بما‬
‫يرضيه { فأحبط أعمالهم }‬

‫(‪)676/1‬‬

‫‪ { - 29‬أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج هللا أضغانهم } يظهر أحقادهم على النبي صلى هللا‬
‫عليه و سلم والمؤمنين‬

‫(‪)676/1‬‬
‫‪ { - 30‬ولو نشاء ألريناكهم } عرفناكهم وكررت الالم في { فلعرفتهم بسيماهم } عالمتهم { ولتعرفنهم }‬
‫الواو لقسم محذوف وما بعدها جوابه { في لحن القول } أي معناه إذا تكلموا عندك بأن يعرضوا بما فيه‬
‫تهجين أمر المسلمين { وهللا يعلم أعمالكم }‬

‫(‪)676/1‬‬

‫‪ { - 31‬ولنبلونكم } نختبرنكم بالجهاد وغيره { حتى نعلم } على ظهور { المجاهدين منكم والصابرين } في‬
‫الجهاد وغيره { ونبلو } نظهر { أخباركم } من طاعتكم وعصيانكم في الجهاد وغيره بالياء والنون في‬
‫األفعال الثالثة‬

‫(‪)677/1‬‬

‫‪ { - 32‬إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل هللا } طريق الحق { وشاقوا الرسول } خالفوه { من بعد ما تبين‬
‫لهم الهدى } هو معنى سبيل هللا { لن يضروا هللا شيئا وسيحبط أعمالهم } يبطلها من صدقة ونحوها فال يرون‬
‫لها في اآلخرة ثوابا نزلت في المطعمين من أصحاب بدر أو في قريظة والنضير‬

‫(‪)677/1‬‬

‫‪ { - 33‬يا أيها الذين آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وال تبطلوا أعمالكم } بالمعاصي مثال‬

‫(‪)677/1‬‬

‫‪ { - 34‬إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل هللا } طريقه وهو الهدى { ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر هللا لهم }‬
‫نزلت في أصحاب القليب‬

‫(‪)677/1‬‬

‫‪ { - 35‬فال تهنوا } تضعفوا { وتدعوا إلى السلم } بفتح السين وكسرها أي الصلح مع الكفار إذا لقيتموهم‬
‫{ وأنتم األعلون } حذف منه واو الم الفعل ‪ :‬األغلبون القاهرون { وهللا معكم } بالعون والنصر { ولن‬
‫يتركم } ينقصكم { أعمالكم } أي ثوابها‬
‫(‪)677/1‬‬

‫‪ { - 36‬إنما الحياة الدنيا } أي اإلشتغال فيها { لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا } هللا وذلك من أمور اآلخرة‬
‫{ يؤتكم أجوركم وال يسألكم أموالكم } جميعها بل الزكاة المفروضة فيها‬

‫(‪)677/1‬‬

‫‪ { - 37‬إن يسألكموها فيحفكم } يبالغ في طلبها { تبخلوا ويخرج } البخل { أضغانكم } لدين اإلسالم‬

‫(‪)677/1‬‬

‫‪ { - 38‬ها أنتم } يا { هؤالء تدعون لتنفقوا في سبيل هللا } ما فرض عليك { فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما‬
‫يبخل عن نفسه } يقال بخل عليه وعنه { وهللا الغني } عن نفقتكم { وأنتم الفقراء } إليه { وإن تتولوا } عن‬
‫طاعته { يستبدل قوما غيركم } أي يجعلهم بدلكم { ثم ال يكونوا أمثالكم } في التولي عن طاعته بل مطيعين‬
‫له عز و جل‬

‫(‪)678/1‬‬

‫سورة الفتح‬
‫[ مدنية نزلت في الطريق عند اإلنصراف من الحديبية وآياتها ‪] 29‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬إنا فتحنا لك } قضينا بفتح مكة وغيرها في المستقبل عنوة بجهادك { فتحا مبينا } بينا ظاهرا‬

‫(‪)678/1‬‬

‫‪ { - 2‬ليغفر لك هللا } بجهادك { ما تقدم من ذنبك وما تأخر } منه لترغب أمتك في الجهاد وهو مؤول‬
‫لعصمة األنبياء عليهم الصالة والسالم بالدليل العقلي القاطع من الذنوب والالم للعلة الغائبة فمدخولها مسبب ال‬
‫سبب { ويتم } بالفتح المذكور { نعمته } إنعامه { عليك ويهديك } به { صراطا } طريقا { مستقيما } يثبتك‬
‫عليه وهو دين اإلسالم‬

‫(‪)678/1‬‬
‫‪ { - 3‬وينصرك هللا } به { نصرا عزيزا } ذا عز ال ذل معه‬

‫(‪)678/1‬‬

‫‪ { - 4‬هو الذي أنزل السكينة } الطمأنينة { في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم } بشرائع الدين كلما‬
‫نزل واحدة منها آمنوا بها ومنها الجهاد { وهلل جنود السماوات واألرض } فلو أراد نصر دينه بغيركم لفعل‬
‫{ وكان هللا عليما } بخلقه { حكيما } في صنعه أي لم يزل متصفا بذلك‬

‫(‪)679/1‬‬

‫‪ { - 5‬ليدخل } متعلق بمحذوف أي أمر بالجهاد { المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها األنهار‬
‫خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند هللا فوزا عظيما }‬

‫(‪)679/1‬‬

‫‪ { - 6‬ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين باهلل ظن السوء } بفتح السين وضمها في‬
‫المواضع الثالثة ظنوا أنه ال ينصر محمدا صلى هللا عليه و سلم والؤمنين { عليهم دائرة السوء } بالذل‬
‫والعذاب { وغضب هللا عليهم ولعنهم } أبعدهم { وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا } مرجعا‬

‫(‪)679/1‬‬

‫‪ { - 7‬وهلل جنود السماوات واألرض وكان هللا عزيزا } في ملكه { حكيما } في صنعه أي لم يزل متصفا‬
‫بذلك‬

‫(‪)679/1‬‬

‫‪ { - 8‬إنا أرسلناك شاهدا } على أمتك في القيامة { ومبشرا } لهم في الدنيا { ونذيرا } منذرا مخوفا فيها من‬
‫عمل سوءا بالنار‬

‫(‪)679/1‬‬
‫‪ { - 9‬لتؤمنوا باهلل ورسوله } بالياء والتاء فيه وفي الثالثة بعده { وتعزروه } ينصروه وقرىء بزايين مع‬
‫الفوقانية { وتوقروه } يعظموه وضميرهما هلل أو لرسوله { وتسبحوه } أي هللا { بكرة وأصيال } بالغداة‬
‫والعشي‬

‫(‪)679/1‬‬

‫‪ { - 10‬إن الذين يبايعونك } بيعة الرضوان بالحديبية { إنما يبايعون هللا } هو نحو { من يطع الرسول فقد‬
‫أطاع هللا } { يد هللا فوق أيديهم } التي بايعوا بها النبي أي هو تعالى مطلع على مبايعتهم فيجازيهم عليها‬
‫{ فمن نكث } نقض البيعة { فإنما ينكث } يرجع وبال نقضه { على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه هللا‬
‫فسيؤتيه } بالياء والنون { أجرا عظيما }‬

‫(‪)679/1‬‬

‫‪ { - 11‬سيقول لك المخلفون من األعراب } حول المدينة أي الذين خلفهم هللا عن صحبتك لما طلبتهم‬
‫ليخرجوا معك إلى مكة خوفا من تعرض قريش لك عام الحديبية إذا رجعت منها { شغلتنا أموالنا وأهلونا }‬
‫عن الخروج معك { فاستغفر لنا } هللا من ترك الخروج معك قال تعالى مكذبا لهم ‪ { :‬يقولون بألسنتهم } أي‬
‫من طلب اإلستغفار وما قبله { ما ليس في قلوبهم } فهم كاذبون في اعتذارهم { قل فمن } استفهام بمعنى‬
‫النفي أي ال أحد { يملك لكم من هللا شيئا إن أراد بكم ضرا } بفتح الضاد وضمها { أو أراد بكم نفعا بل كان‬
‫هللا بما تعملون خبيرا } أي لم يزل متصفا بذلك‬

‫(‪)680/1‬‬

‫‪ { - 12‬بل } في الموضعين لإلنتقال من غرض إلى آخر { ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى‬
‫أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم } أي أنهم يستأصلون بالقتل فال يرجعون { وظننتم ظن السوء } هذا وغيره‬
‫{ وكنتم قوما بورا } جمع بائر أي هالكين عند هللا بهذا الظن‬

‫(‪)680/1‬‬

‫‪ { - 13‬ومن لم يؤمن باهلل ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا } نارا شديدة‬

‫(‪)680/1‬‬
‫‪ { - 14‬وهلل ملك السموات واألرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان هللا غفورا رحيما } أي لم يزل‬
‫متصفا بما ذكر‬

‫(‪)680/1‬‬

‫‪ { - 15‬سيقول المخلفون } المذكورون { إذا انطلقتم إلى مغانم } هي مغانم خيبر { لتأخذوها ذرونا }‬
‫اتركونا { نتبعكم } لنأخذ منها { يريدون } بذلك { أن يبدلوا كالم هللا } وفي قراءة ‪ :‬كلم هللا بكسر الالم أي‬
‫مواعيده بغنائم خيبر أهل الحديبية خاصة { قل لن تتبعونا كذلكم قال هللا من قبل } أي قبل عودنا { فسيقولون‬
‫بل تحسدوننا } أن نصيب معكم من الغنائم فقلتم ذلك { بل كانوا ال يفقهون } من الدين { إال قليال } منهم‬

‫(‪)680/1‬‬

‫‪ { - 16‬قل للمخلفين من األعراب } المذكورين اختبارا { ستدعون إلى قوم أولي } أصحاب { بأس شديد }‬
‫قيل هم بنو حنيفة أصحاب اليمامة وقيل فارس والروم { تقاتلونهم } حال مقدرة هي المدعو إليها في المعنى‬
‫{ أو } هم { يسلمون } فال تقاتلون { فإن تطيعوا } إلى قتالهم { يؤتكم هللا أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم‬
‫من قبل يعذبكم عذابا أليما } مؤلما‬

‫(‪)681/1‬‬

‫‪ { - 17‬ليس على األعمى حرج وال على األعرج حرج وال على المريض حرج } في ترك الجهاد { ومن‬
‫يطع هللا ورسوله يدخله } بالياء والنون { جنات تجري من تحتها األنهار ومن يتول يعذبه } بالياء والنون‬
‫{ عذابا أليما }‬

‫(‪)681/1‬‬

‫‪ { - 18‬لقد رضي هللا عنها المؤمنين إذ يبايعونك } بالحديبية { تحت الشجرة } هي سمرة وهم ألف وثلثمائة‬
‫أو أكثر ثم بايعهم على أن يناجزوا قريشا وأن ال يفروا من الموت { فعلم } هللا { ما في قلوبهم } من الصدق‬
‫والوفاء { فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا } هو فتح خيبر بعد إنصرافهم من الحديبية‬

‫(‪)681/1‬‬
‫‪ { - 19‬ومغانم كثيرة يأخذونها } من خيبر { وكان هللا عزيزا حكيما } أي لم يزل متصفا بذلك‬

‫(‪)681/1‬‬

‫‪ { - 20‬وعدكم هللا مغانم كثيرة تأخذونها } من الفتوحات { فعجل لكم هذه } غنيمة خيبر { وكف أيدي الناس‬
‫عنكم } في عيالكم لما خرجتم وهمت بهم اليهود فقذف هللا في قلوبهم الرعب { ولتكون } أي المعجلة عطف‬
‫على مقدر أي لشكروه { آية للمؤمنين } في نصرهم { ويهديكم صراطا مستقيما } أي طريق التوكل عليه‬
‫وتفويض األمر إليه تعالى‬

‫(‪)681/1‬‬

‫‪ { - 21‬وأخرى } صفة مغانم مقدرا مبتدأ { لم تقدروا عليها } هي من فارس والروم { قد أحاط هللا بها }‬
‫علم أنها ستكون لكم { وكان هللا على كل شيء قديرا } أي لم يزل متصفا بذلك‬

‫(‪)681/1‬‬

‫‪ { - 22‬ولو قاتلكم الذين كفروا } بالحديبية { لولوا األدبار ثم ال يجدون وليا } يحرسهم { وال نصيرا }‬

‫(‪)682/1‬‬

‫‪ { - 23‬سنة هللا } مصدر مؤكد لمضمون الجملة قبله من هزيمة الكافرين ونصر المؤمنين أي سن هللا ذلك‬
‫سنة { التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة هللا تبديال } منه‬

‫(‪)682/1‬‬

‫‪ { - 24‬وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة } بالحديبية { من بعد أن أظفركم عليهم } فإن‬
‫ثمانين منهم طافوا بعسكركم ليصيبوا منكم فأخذوا وأتي بهم إلى رسول هللا صلى هللا عليه و سلم فعفا عنهم‬
‫وخلى سبيلهم فكان ذلك سبب الصلح { وكان هللا بما تعملون بصيرا } بالياء والتاء أي لم يزل متصفا بذلك‬

‫(‪)682/1‬‬
‫‪ { - 25‬هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام } أي عن الوصول إليه { والهدي } معطوف على كم‬
‫{ معكوفا } محبوسا حال { أن يبلغ محله } أي مكانه الذي ينحر فيه عادة وهو الحرم بدل اشتمال { ولوال‬
‫رجال مؤمنون ونساء مؤمنات } موجودون بمكة مع الكفار { لم تعلموهم } بصفة اإليمان { أن تطئوهم }‬
‫أي تقتلوهم مع الكفار لو أذن لكم في الفتح بدل اشتمال من هم { فتصيبكم منهم معرة } أي إثم { بغير علم }‬
‫منكم به وضمائر الغيبة للصنفين بتغليب الذكور وجواب لوال محذوف أي ألذن لكم في الفتح لكن لم يؤذن فيه‬
‫حينئذ { ليدخل هللا في رحمته من يشاء } كالمؤمنين المذكورين { لو تزيلوا } تميزوا عن الكفار { لعذبنا‬
‫الذين كفروا منهم } من أهل مكة حينئذ بأن نأذن لكم في فتحها { عذابا أليما } مؤلما‬

‫(‪)682/1‬‬

‫‪ { - 26‬إذ جعل } متعلق بعذبنا { الذين كفروا } فاعل { في قلوبهم الحمية } األنفة من الشيء { حمية‬
‫الجاهلية } بدل من الحمية وهي صدهم النبي وأصحابه عن المسجد الحرام { فأنزل هللا سكينته على رسوله‬
‫وعلى المؤمنين } فصالحوهم على أن يعودوا من قابل ولم يلحقهم من الحمية ما لحق الكفار حتى يقاتلوهم‬
‫{ وألزمهم } أي المؤمنين { كلمة التقوى } ال إله إال هللا محمد رسول هللا وأضيفت إلى التقوى ألنها سببها‬
‫{ وكانوا أحق بها } بالكلمة من الكفار { وأهلها } عطف تفسيري { وكان هللا بكل شيء عليما } أي لم يزل‬
‫متصفا بذلك ومن معلومه تعالى أنهم أهلها‬

‫(‪)683/1‬‬

‫‪ { - 27‬لقد صدق هللا رسوله الرؤيا بالحق } رأى رسول هللا صلى هللا عليه و سلم في النوم عام الحديبية قبل‬
‫خروجه أن يدخل مكة هو وأصحابه آمنين ويحلقون ويقصرون فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا فلما خرجوا معه‬
‫وصدهم الكفار بالحديبية ورجعوا وشق عليهم ذلك وراب بعض المنافقين نزلت وقوله { بالحق } متعلق‬
‫بصدق أو حال من الرؤيا وما بعدها تفسيرها { لتدخلن المسجد الحرام إن شاء هللا } للتبرك { آمنين محلقين‬
‫رؤوسكم } أي جميع شعورها { ومقصرين } بعض شعورها وهما حاالن مقدرتان { ال تخافون } أبدا‬
‫{ فعلم } في الصلح { ما لم تعلموا } من الصالح { فجعل من دون ذلك } أي الدخول { فتحا قريبا } هو فتح‬
‫خيبر وتحقتت الرؤيا في العام القابل‬

‫(‪)683/1‬‬

‫‪ { - 28‬هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره } أي دين الحق { على الدين كله } على جميع‬
‫باقي األديان { وكفى باهلل شهيدا } أنك مرسل بما ذكر كما قال هللا تعالى ‪:‬‬

‫(‪)683/1‬‬
‫‪ { - 29‬محمد } مبتدأ { رسول هللا } خبره { والذين معه } أي أصحابه من المؤمنين مبتدأ خبره { أشداء }‬
‫غالظ { على الكفار } ال يرحمونهم { رحماء بينهم } خبر ثان أي متعاطفون متوادون كالوالد مع الولد‬
‫{ تراهم } تبصرهم { ركعا سجدا } حاالن { يبتغون } مستأنف يطلبون { فضال من هللا ورضوانا سيماهم }‬
‫عالمتهم مبتدأ { في وجوههم } خبره وهو نور وبياض يعرفون به في اآلخرة أنهم سجدوا في الدنيا { من أثر‬
‫السجود } متعلق بما تعلق به الخبر أي كائنة وأعرب حاال من ضميره المنتقل إلى الخبر { ذلك } الوصف‬
‫المذكور { مثلهم } صفتهم { في التوراة } مبتدأ وخبره { ومثلهم في اإلنجيل } مبتدأ خبره { كزرع أخرج‬
‫شطأه } بسكون الطاء وفتحها ‪ :‬فراخه { فآزره } بالمد والقصر قواه وأعانه { فاستغلظ } غلظ { فاستوى }‬
‫قوي واستقام { على سوقه } أصوله جمع ساق { يعجب الزراع } أي زراعه لحسنه مثل الصحابة رضي هللا‬
‫عنهم بذلك ألنهم بدأوا في قلة وضعف فكثروا وقووا على أحسن الوجوه { ليغيظ بهم الكفار } متعلق‬
‫بمحذوف دل عليه ما قبله أي شبهوا بذلك { وعد هللا الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم } أي الصحابة ومن‬
‫لبيان الجنس ال للتبعيض ألنهم كلهم بالصفة المذكورة { مغفرة وأجرا عظيما } الجنة وهما لمن بعدهم أيضا‬
‫في آيات‬

‫(‪)683/1‬‬

‫سورة الحجرات‬
‫[ مدنية وآياتها ‪] 18‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬يا أيها الذين آمنوا ال تقدموا } من قدم بمعنى تقدم أي ال تقدموا بقول وال فعل { بين يدي هللا ورسوله }‬
‫المبلغ عنه أي بغير إذنهما { واتقوا هللا إن هللا سميع } لقولكم { عليم } بفعلكم نزلت في مجادلة أبي بكر‬
‫وعمر رضي هللا عنهما عند النبي صلى هللا عليه و سلم في تأمير األقرع بن حابس أو القعقاع بن معبد ونزل‬
‫فيمن رفع صوته عند النبي صلى هللا عليه و سلم ‪:‬‬

‫(‪)684/1‬‬

‫‪ { - 2‬يا أيها الذين آمنوا ال ترفعوا أصواتكم } إذا نطقتم { فوق صوت النبي } إذا نطق { وال تجهروا له‬
‫بالقول } إذا ناجيتموه { كجهر بعضكم لبعض } بل دون ذلك إجالال له { أن تحبط أعمالكم وأنتم ال‬
‫تشعرون } أي خشية ذلك بالرفع والجهر المذكورين ونزل فيمن كان يخفض صوته عند النبي صلى هللا عليه‬
‫و سلم كأبي بكر وعمر وغيرهما رضي هللا عنهم‬

‫(‪)684/1‬‬

‫‪ { - 3‬إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول هللا أولئك الذين امتحن } اختبر { هللا قلوبهم للتقوى } أي‬
‫لتظهر منهم { لهم مغفرة وأجر عظيم } الجنة ونزل في قوم جاءوا وقت الظهيرة والنبي صلى هللا عليه و سلم‬
‫في منزله فنادوه ‪:‬‬
‫(‪)685/1‬‬

‫‪ { - 4‬إن الذين ينادونك من وراء الحجرات } حجرات نسائه صلى هللا عليه و سلم جمع حجرة وهي ما‬
‫يحجر عليه من األرض بحائط ونحوه وكان كل واحد منهم نادى خلف حجرة ألنهم لم يعلموه في أي حجرة‬
‫مناداة األعراب بغلظة وجفاء { أكثرهم ال يعقلون } فيما فعلوه محلك الرفيع وما يناسبه من التعظيم‬

‫(‪)685/1‬‬

‫‪ { - 5‬ولو أنهم صبروا } أنهم في محل رفع باإلبتداء وقيل فاعل لفعل مقدر أي ثبت { حتى تخرج إليهم لكان‬
‫خيرا لهم وهللا غفور رحيم } لمن تاب منهم ونزل في الوليد بن عقبة وقد بعثه النبي صلى هللا عليه و سلم إلى‬
‫بني المصطلق مصدقا فخافهم لترة كانت بينه وبينهم في الجاهلية فرجع وقال إنهم منعوا الصدقة وهموا بقتله‬
‫فهم النبي صلى هللا عليه و سلم بغزوهم فجاؤوا منكرين ما قاله عنهم ‪:‬‬

‫(‪)685/1‬‬

‫‪ { - 6‬يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ } خبر { فتبينوا } صدقه من كذبه وفي قراءة فتثبتوا من الثبات‬
‫{ أن تصيبوا قوما } مفعول له أي خشية ذلك { بجهالة } حال من الفاعل أي جاهلين { فتصبحوا } تصيروا‬
‫{ على ما فعلتم } من الخطأ بالقوم { نادمين } وأرسل صلى هللا عليه و سلم إليهم بعد عودهم إلى بالدهم‬
‫خالدا فلم ير فيهم إال الطاعة والخير فأخبر النبي بذلك‬

‫(‪)685/1‬‬

‫‪ { - 7‬واعلموا أن فيكم رسول هللا } فال تقولوا الباطل فإن هللا يخبره بالحال { لو يطيعكم في كثير من‬
‫األمر } الذي تخبرون به على خالف الواقع فيرتب على ذلك مقتضاه { لعنتم } ألثمتم دونه إثم التسبب إلى‬
‫المرتب { ولكن هللا حبب إليكم اإليمان وزينه } حسنه { في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان }‬
‫إستدراك من حيث المعنى دون اللفظ ألن من حبب إليه اإليمان الخ غايرت صفته صفة من تقدم ذكره { أولئك‬
‫هم } فيه التفات عن الخطاب { الراشدون } الثابتون على دينهم‬

‫(‪)685/1‬‬

‫‪ { - 8‬فضال من هللا } مصدر منصوب بفعله المقدر أي أفضل { ونعمة } منه { وهللا عليم } بهم { حكيم }‬
‫في إنعامه عليهم‬
‫(‪)686/1‬‬

‫‪ { - 9‬وإن طائفتان من المؤمنين } اآلية نزلت في قضية هي أن النبي صلى هللا عليه و سلم ركب حمارا ومر‬
‫على ابن أبي فبال الحمار فسد ابن أبي أنفه فقال ابن رواحة ‪ :‬وهللا لبول حماره أطيب ريحا من مسكك فكان‬
‫بين قوميهما ضرب باأليدي والنعال والسعف { اقتتلوا } جمع نظرا إلى المعنى ألن كل طائفة جماعة وقرىء‬
‫اقتتلتا { فأصلحوا بينهما } ثني نظرا إلى اللفظ { فإن بغت } تعدت { إحداهما على األخرى فقاتلوا التي تبغي‬
‫حتى تفيء } ترجع { إلى أمر هللا } الحق { فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل } باإلنصاف { وأقسطوا }‬
‫اعدلوا { إن هللا يحب المقسطين }‬

‫(‪)686/1‬‬

‫‪ { - 10‬إنما المؤمنون إخوة } في الدين { فأصلحوا بين أخويكم } إذا تنازعا وقرىء إخوتكم بالفوقانية‬
‫{ واتقوا هللا لعلكم ترحمون }‬

‫(‪)686/1‬‬

‫‪ { - 11‬يا أيها الذين آمنوا ال يسخر } اآلية نزلت في وفد تميم حين سخروا من فقراء المسلمين كعمار‬
‫وصهيب والسخرية اإلزدراء واإلحتقار { قوم } أي رجال منكم { من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم } عند‬
‫هللا { وال نساء } منكم { من نساء عسى أن يكن خيرا منهن وال تلمزوا أنفسكم } ال تعيبوا فتعابوا أي ال يعب‬
‫بعضكم بعضا { وال تنابزوا باأللقاب } ال يدعو بعضكم بعضا بلقب يكرهه ومنه يا فاسق يا كافر { بئس‬
‫االسم } أي المذكور من السخرية واللمز والتنابز { الفسوق بعد اإليمان } بدل من اإلسم إلفادة أنه فسق‬
‫لتكرره عادة { ومن لم يتب } من ذلك { فأولئك هم الظالمون }‬

‫(‪)686/1‬‬

‫‪ { - 12‬يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم } أي مؤثم وهو كثير كظن السوء بأهل‬
‫الخير من المؤمنين وهم كثير بخالفه بالفساق منهم فال إثم فيه في نحو ما يظهر منهم { وال تجسسوا } حذف‬
‫منه إحدى التاءين ال تتبعوا عوارات المسلمين ومعايبهم بالبحث عنها { وال يغتب بعضكم بعضا } ال يذكره‬
‫بشيء يكرهه وإن كان فيه { أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا } بالتخفيف والتشديد أي ال يحسن به‬
‫{ فكرهتموه } أي فاغتيابه في حياته كأكل لحمه بعد مماته وقد عرض عليكم الثاني فكرهتموه فاكرهوا األول‬
‫{ واتقوا هللا } أي عقابه في االغتياب بأن تتوبوا منه { إن هللا تواب } قابل توبه التائبين { رحيم } بهم‬

‫(‪)686/1‬‬
‫‪ { - 13‬يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى } آدم وحواء { وجعلناكم شعوبا } جمع شعب بفتح الشين هو‬
‫أعلى طبقات النسب { وقبائل } هي دون الشعوب وبعدها العمائر ثم البطون ثم األفخاذ ثم الفصائل آخرها‬
‫مثاله خزيمة ‪ :‬شعب كنانة ‪ :‬قبيلة قريش ‪ :‬عمارة بكسر العين قصي ‪ :‬بطن هاشم ‪ :‬فخذ العباس ‪ :‬فصيلة‬
‫{ لتعارفوا } حذف منه إحدى التاءين ليعرف بعضكم بعضا ال لتفاخروا بعلو النسب وإنما الفخر بالتقوى‬
‫{ إن أكرمكم عند هللا أتقاكم إن هللا عليم } بكم { خبير } ببواطنكم‬

‫(‪)687/1‬‬

‫‪ { - 14‬قالت األعراب } نفر من بني أسد { آمنا } صدقنا بقلوبنا { قل } لهم { لم تؤمنوا ولكن قولوا‬
‫أسلمنا } إنقدنا ظاهرا { ولما } أي ‪ :‬لم { يدخل اإليمان في قلوبكم } إلى اآلن لكنه يتوقع منكم { وإن تطيعوا‬
‫هللا ورسوله } باإليمان وغيره { ال يألونكم } بالهمز وتركه وبإبداله ألفا ‪ :‬ال ينقصكم { من أعمالكم } أي من‬
‫ثوابها { شيئا إن هللا غفور } للمؤمنين { رحيم } بهم‬

‫(‪)687/1‬‬

‫‪ { - 15‬إنما المؤمنون } أي الصادقون في إيمانهم كما صرح به بعد { الذين آمنوا باهلل ورسوله ثم لم‬
‫يرتابوا } لم يشكوا في اإليمان { وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل هللا } فجهادهم يظهر بصدق إيمانهم‬
‫{ أولئك هم الصادقون } في إيمانهم ال من قالوا آمنا ولم يوجد منهم غير اإلسالم‬

‫(‪)687/1‬‬

‫‪ { - 16‬قل } لهم { أتعلمون هللا بدينكم } مضعف علم بمعنى شعر أي أتشعرونه بما أنتم عليه في قولكم آمنا‬
‫{ وهللا يعلم ما في السموات وما في األرض وهللا بكل شيء عليم }‬

‫(‪)688/1‬‬

‫‪ { - 17‬يمنون عليك أن أسلموا } من غير قتال بخالف غيرهم ممن أسلم بعد قتاله منهم { قل ال تمنوا علي‬
‫إسالمكم } منصوب بنزع الخافض الباء ويقدر قبل أن في الموضعين { بل هللا يمن عليكم أن هداكم لإليمان‬
‫إن كنتم صادقين } في قولكم آمنا‬

‫(‪)688/1‬‬
‫‪ { - 18‬إن هللا يعلم غيب السماوات واألرض } أي ما غاب فيهما { وهللا بصير بما يعملون } بالياء والتاء ال‬
‫يخفى عليه شيء منه‬

‫(‪)688/1‬‬

‫سورة ق‬
‫[ مكية إال آية ‪ 38‬فمدنية وآياتها ‪] 45‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬ق } هللا أعلم بمراده به { والقرآن المجيد } الكريم ما آمن كفار مكة بمحمد صلى هللا عليه و سلم‬

‫(‪)688/1‬‬

‫‪ { - 2‬بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم } رسول من أنفسهم يخوفهم بالنار بعد البعث { فقال الكافرون هذا }‬
‫اإلنذار { شيء عجيب }‬

‫(‪)688/1‬‬

‫‪ { - 3‬أإذا } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينمهما على الوجهين { متنا وكنا ترابا } نرجع‬
‫{ ذلك رجع بعيد } في غاية البعد‬

‫(‪)688/1‬‬

‫‪ { - 4‬قد علمنا ما تنقص األرض } تأكل { منهم وعندنا كتاب حفيظ } هو اللوح المحفوظ فيه جميع األشياء‬
‫المقدرة‬

‫(‪)688/1‬‬

‫‪ { - 5‬بل كذبوا بالحق } بالقرآن { لما جاءهم فهم } في شأن النبي صلى هللا عليه و سلم والقرآن { في أمر‬
‫مريج } مضطرب قالوا مرة ‪ :‬ساحر وسحر ومرة ‪ :‬شاعر وشعر ومرة ‪ :‬كاهن وكهانة‬
‫(‪)688/1‬‬

‫‪ { - 6‬أفلم ينظروا } بعيونهم معتبرين بعقولهم حين أنكروا البعث { إلى السماء } كائنة { فوقهم كيف‬
‫بنيناها } بال عمد { وزيناها } بالكواكب { وما لها من فروج } شقوق تعيبها‬

‫(‪)689/1‬‬

‫‪ { - 7‬واألرض } معطوف على موضع إلى السماء كيف { مددناها } دحوناها على وجه الماء { وألقينا فيها‬
‫رواسي } جباال تثبتها { وأنبتنا فيها من كل زوج } صنف { بهيج } يبهج به لحسنه‬

‫(‪)689/1‬‬

‫‪ { - 8‬تبصرة } مفعول له أي فعلنا ذلك تبصيرا منا { وذكرى } تذكيرا { لكل عبد منيب } رجاع الى‬
‫طاعتنا‬

‫(‪)689/1‬‬

‫‪ { - 9‬ونزلنا من السماء ماء مباركا } كثير البركة { فأنبتنا به جنات } بساتين { وحب } الزرع‬
‫{ الحصيد } المحصود‬

‫(‪)689/1‬‬

‫‪ { - 10‬والنخل باسقات } طواال حال مقدرة { لها طلع نضيد } متراكب بعضه فوق بعض‬

‫(‪)689/1‬‬

‫‪ { - 11‬رزقا للعباد } مفوله له { وأحيينا به بلدة ميتا } يستوي فيه المذكر والمؤنث { كذلك } أي مثل هذا‬
‫اإلحياء { الخروج } من القبور فكيف تنكرونه واالستفهام للتقرير والمعنى أنهم نظروا وعلموا ما ذكر‬

‫(‪)689/1‬‬
‫‪ { - 12‬كذبت قبلهم قوم نوح } تأنيث الفعل بمعنى قوم { وأصحاب الرس } هي بئر كانوا مقيمين عليها‬
‫بمواشيهم يعبدون األصنام ونبيهم ‪ :‬قيل حنظلة بن صفوان وقيل غيره { وثمود } قوم صالح‬

‫(‪)689/1‬‬

‫‪ { - 13‬وعاد } قوم هود { وفرعون وإخوان لوط }‬

‫(‪)689/1‬‬

‫‪ { - 14‬وأصحاب األيكة } الغيضة قوم شعيب { وقوم تبع } هو ملك كان باليمن أسلم ودعا قومه إلى اإلسالم‬
‫فكذبوه { كل } من المذكورين { كذب الرسل } كقريش { فحق وعيد } وجب نزول العذاب على الجميع فال‬
‫يضيق صدرك من كفر قريش بك‬

‫(‪)689/1‬‬

‫‪ { - 15‬أفعيينا بالخلق األول } أي لم نعي به فال نعيا باإلعادة { بل هم في لبس } شك { من خلق جديد }‬
‫وهو البعث‬

‫(‪)689/1‬‬

‫‪ { - 16‬ولقد خلقنا اإلنسان ونعلم } حال بتقدير نحن { ما } مصدرية { توسوس } تحدث { به } الباء زائدة‬
‫أو للتعدية والضمير لإلنسان { نفسه ونحن أقرب إليه } بالعلم { من حبل الوريد } اإلضافة للبيان والوريدان‬
‫عرقان بصفحتي العنق‬

‫(‪)689/1‬‬

‫‪ { - 17‬إذا } منصوبة باذكر مقدرا { يتلقى } يأخض ويثبت { المتلقيان } الملكان الموكالن باإلنسان ما‬
‫يعمله { عن اليمين وعن الشمال } منه { قعيد } أي قاعدان وهو مبتدأ خبره ما قبله‬

‫(‪)690/1‬‬
‫‪ { - 18‬ما يلفظ من قول إال لديه رقيب } حافظ { عتيد } حاضر وكل منهما بمعنى المثنى‬

‫(‪)690/1‬‬

‫‪ { - 19‬وجاءت سكرة الموت } غمرته وشدته { بالحق } من أمر اآلخرة حتى المنكر لها عيانا وهو نفس‬
‫الشدة { ذلك } أي الموت { ما كنت منه تحيد } تهرب وتفزع‬

‫(‪)690/1‬‬

‫‪ { - 20‬ونفخ في الصور } للبعث { ذلك } أي يوم النفخ { يوم الوعيد } للكفار بالعذاب‬

‫(‪)690/1‬‬

‫‪ { - 21‬وجاءت } فيه { كل نفس } إلى المحشر { معها سائق } ملك يسوقها إليه { وشهيد } يشهد عليها‬
‫بعملها وهو األيدي واألرجل وغيرها ويقال للكافر ‪:‬‬

‫(‪)690/1‬‬

‫‪ { - 22‬لقد كنت } في الدنيا { في غفلة من هذا } النازل بك اليوم { فكشفنا عنك غطاءك } أزلنا غفلتك بما‬
‫تشاهده اليوم { فبصرك اليوم حديد } حاد تدرك به ما أنكرته في الدنيا‬

‫(‪)690/1‬‬

‫‪ { - 23‬وقال قرينه } الملك الموكل به { هذا ما } أي الذي { لدي عتيد } حاضر فيقال لمالك ‪:‬‬

‫(‪)690/1‬‬
‫‪ { - 24‬ألقيا في جهنم } أي ‪ :‬ألق ألق أو ألقين وبه قرأ الحسن فأبدلت النون ألفا { كل كفار عنيد } معاند‬
‫للحق‬

‫(‪)690/1‬‬

‫‪ { - 25‬مناع للخير } كالزكاة { معتد } ظالم { مريب } شاك في دينه‬

‫(‪)690/1‬‬

‫‪ { - 26‬الذي جعل مع هللا إلها آخر } مبتدأ ضمن معنى الشرط خبره { فألقياه في العذاب الشديد } تفسيره‬
‫مثل ما تقدم‬

‫(‪)690/1‬‬

‫‪ { - 27‬قال قرينه } الشيطان { ربنا ما أطغيته } أضللته { ولكن كان في ضالل بعيد } فدعوته فاستجاب لي‬
‫وقال هو أطغاني بدعائه له‬

‫(‪)690/1‬‬

‫‪ { - 28‬قال } تعالى { ال تختصموا لدي } أي ما ينفع الخصام هنا { وقد قدمت إليكم } في الدنيا { بالوعيد }‬
‫بالعذاب في اآلخرة لو لم تؤمنوا وال بد منه‬

‫(‪)690/1‬‬

‫‪ { - 29‬ما يبدل } يغير { القول لدي } في ذلك { وما أنا بظالم للعبيد } فأعذبهم بغير جرم وظالم بمعنى ذي‬
‫ظلم لقوله { ال ظلم اليوم }‬

‫(‪)690/1‬‬
‫‪ { - 30‬يوم } ناصبه ظالم { نقول } بالنون والياء { لجهنم هل امتألت } استفهام تحقيق لوعده بملئها‬
‫{ وتقول } بصورة االستفهام كالسؤال { هل من مزيد } أي ال أسع غير ما امتألت به أي قد امتألت‬

‫(‪)691/1‬‬

‫‪ { - 31‬وأزلفت الجنة } قربت { للمتقين } مكانا { غير بعيد } منهم فيرونها ويقال لهم ‪:‬‬

‫(‪)691/1‬‬

‫‪ { - 32‬هذا } المرئي { ما توعدون } بالتاء والياء في الدنيا ويبدل من للمتقين قوله { لكل أواب } رجاع إلى‬
‫طاعة هللا { حفيظ } حافظ لحدوده‬

‫(‪)691/1‬‬

‫‪ { - 33‬من خشي الرحمن بالغيب } خافه ولم يره { وجاء بقلب منيب } مقبل على طاعته ويقال للمتقين‬
‫أيضا ‪:‬‬

‫(‪)691/1‬‬

‫‪ { - 34‬ادخلوها بسالم } سالمين من كل مخوف أو مع سالم أي سلموا وادخلوا { ذلك } اليوم الذي حصل‬
‫فيه الدخول { يوم الخلود } الدوام في الجنة‬

‫(‪)691/1‬‬

‫‪ { - 35‬لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد } زيادة على ما عملوا وطلبوا‬

‫(‪)691/1‬‬

‫‪ { - 36‬وكم أهلكنا قبلهم من قرن } أي أهلكنا قبل كفار قريش قرونا كثيرة من الكفار { هم أشد منهم بطشا }‬
‫قوة { فنقبوا } فتشوا { في البالد هل من محيص } لهم أو لغيرهم من الموت فلم يجدوا‬
‫(‪)691/1‬‬

‫‪ { - 37‬إن في ذلك } المذكور { لذكرى } لعظة { لمن كان له قلب } عقل { أو ألقى السمع } استمع الوعظ‬
‫{ وهو شهيد } حاضر بالقلب‬

‫(‪)691/1‬‬

‫‪ { - 38‬ولقد خلقنا السماوات واألرض وما بينهما في ستة أيام } أولها األحد وآخره الجمعة { وما مسنا من‬
‫لغوب } تعب نزل ردا على اليهود في قولهم ‪ :‬إن هللا استراح يوم السبت وانتفاء التعب عنه لتنزهه تعالى عن‬
‫صافت المخلوقين ولعدم المماسة بينه وبين غيره { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون }‬

‫(‪)691/1‬‬

‫‪ { - 39‬فاصبر } خطاب للنبي صلى هللا عليه و سلم { على ما يقولون } أي اليهود وغيرهم من التشبيه‬
‫والتكذيب { وسبح بحمد ربك } صل حامدا { قبل طلوع الشمس } أي صالة الصبح { وقبل الغروب } أي‬
‫صالة الظهر والعصر‬

‫(‪)691/1‬‬

‫‪ { - 40‬ومن الليل فسبحه } أي صل العشاءين { وأدبار السجود } بفتح الهمزة جمع دبر وكسرها مصدر‬
‫أدبر أي صل النوافل المسنونة عقب الفرائض وقيل المراد حقيقة التسبيح في هذه األوقات مالبسا للحمد‬

‫(‪)691/1‬‬

‫‪ { - 41‬واستمع } يا مخاطب مقولي { يوم يناد المناد } هو إسرافيل { من مكان قريب } من السماء وهو‬
‫صخرة بيت المقدس أقرب موضع من األرض إلى السماء يقول ‪ :‬أيتها العظام البالية واألوصال المتقطعة‬
‫واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة إن هللا يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء‬

‫(‪)692/1‬‬
‫‪ { - 42‬يوم } بدل من يوم قبله { يسمعون } أي الخلق كلهم { الصيحة بالحق } بالبعث وهي النفخة الثانية‬
‫من إسرافيل ويحتمل أن تكون قبل ندائه وبعده { ذلك } أي يوم النداء والسماع { يوم الخروج } من القبور‬
‫وناصب يوم ينادي مقدرا أي يعلمون عاقبة تكذيبهم‬

‫(‪)692/1‬‬

‫‪ { - 43‬إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير }‬

‫(‪)692/1‬‬

‫‪ { - 44‬يوم } بدل من يوم قبله وما بينهما اعتراض { تشقق } بتخفيف الشين وتشديدها بإدغام التاء الثانية‬
‫في األصل فيها { األرض عنهم سراعا } جمع سريع حال من مقدر أي فيخرجون مسرعين { ذلك حشر‬
‫علينا يسير } فيه فصل بين الموصوف والصفة بمتعلقها لالختصاص وهو اليضر وذلك إشارة إلى معنى‬
‫الحشر المخبر به عنه وهو اإلحياء بعد الفناء والجمع للعرض والحساب‬

‫(‪)692/1‬‬

‫‪ { - 45‬نحن أعلم بما يقولون } أي كفار قريش { وما أنت عليهم بجبار } تجبرهم على اإليمان وهذا قبل‬
‫األمر بالجهاد { فذكر بالقرآن من يخاف وعيد } وهم المؤمنون‬

‫(‪)692/1‬‬

‫سورة الذاريات‬
‫[ مكية وآياتها ستون ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬والذاريات } الرياح تذرو التراب وغيره { ذروا } مصدر ويقال تذريه ذريا ‪ :‬تهب به‬

‫(‪)692/1‬‬

‫‪ { - 2‬فالحامالت } السحب تحمل الماء { وقرا } ثقال مفعول الحامالت‬

‫(‪)692/1‬‬
‫‪ { - 3‬فالجاريات } السفن تجري على وجه الماء { يسرا } بسهولة مصدر في موضع الحال أي ميسرة‬

‫(‪)692/1‬‬

‫‪ { - 4‬فالمقسمات أمرا } المالئكة تقسم األرزاق واألمطار وغيرها بين البالد والعباد‬

‫(‪)692/1‬‬

‫‪ { - 5‬إنما توعدون } ما مصدرية أي وعدهم بالبعث وغيره { لصادق } لوعد صادق‬

‫(‪)692/1‬‬

‫‪ { - 6‬وإن الدين } الجزاء بعد الحساب { لواقع } ال محالة‬

‫(‪)693/1‬‬

‫‪ { - 7‬والسماء ذات الحبك } جمع حبيكة كطريقة وطريق أي صاحبة الطرق في الخلقة كالطريق في الرمل‬

‫(‪)693/1‬‬

‫‪ { - 8‬إنكم } يا أهل مكة في شأن النبي صلى هللا عليه و سلم والقرآن { لفي قول مختلف } قيل شاعر ساحر‬
‫كاهن شعر سحر كهانة‬

‫(‪)693/1‬‬

‫‪ { - 9‬يؤفك } يصرف { عنه } عن النبي صلى هللا عليه و سلم والقرآن أي عن اإليمان به { من أفك }‬
‫صرف عن الهداية في علم هللا تعالى‬
‫(‪)693/1‬‬

‫‪ { - 10‬قتل الخراصون } لعن الكذابون أصحاب القول المختلف‬

‫(‪)693/1‬‬

‫‪ { - 11‬الذين هم في غمرة } جهل يغمرهم { ساهون } غافلون عن أمر اآلخرة‬

‫(‪)693/1‬‬

‫‪ { - 12‬يسألون } النبي استفهام استهزاء { أيان يوم الدين } أي متى مجيئه وجوابهم ‪ :‬يجيء‬

‫(‪)693/1‬‬

‫‪ { - 13‬يوم هم على النار يفتنون } أي يعذبون فيها ويقال لهم حين التعذيب ‪:‬‬

‫(‪)693/1‬‬

‫‪ { - 14‬ذوقوا فتنتكم } تعذيبكم { هذا } التعذيب { الذي كنتم به تستعجلون } في الدنيا استهزاء‬

‫(‪)693/1‬‬

‫‪ { - 15‬إن المتقين في جنات } بساتين { وعيون } تجري فيها‬

‫(‪)693/1‬‬

‫‪ { - 16‬آخذين } حال من الضمير في خبر إن { ما آتاهم } أعطاهم { ربهم } من الثواب { إنهم كانوا قبل‬
‫ذلك } أي دخولهم الجنة { محسنين } في الدنيا‬
‫(‪)693/1‬‬

‫‪ { - 17‬كانوا قليال من الليل ما يهجعون } ينامون وما زائدة ويهجعون خبر كان وقليال ظرف أي ينامون في‬
‫زمن يسير من الليل ويصلون أكثره‬

‫(‪)693/1‬‬

‫‪ { - 18‬وباألسحار هم يستغفرون } يقولون ‪ :‬اللهم اغفر لنا‬

‫(‪)693/1‬‬

‫‪ { - 19‬وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } الذي ال يسأل لتعففه‬

‫(‪)693/1‬‬

‫‪ { - 20‬وفي األرض } من الجبال والبحار واألشجار والثمار والنباتات وغيرها { آيات } دالالت على قدرة‬
‫هللا سبحانه وتعالى ووحدانيته { للموقنين }‬

‫(‪)693/1‬‬

‫‪ { - 21‬وفي أنفسكم } آيات أيضا من مبدأ خلقكم إلى منتهاه وما في تركيب خلقكم من العجائب { أفال‬
‫تبصرون } ذلك فتستدلون به على صانعه وقدرته‬

‫(‪)693/1‬‬

‫‪ { - 22‬وفي السماء رزقكم } أي المطر المسبب عنه النبات الذي هو رزق { وما توعدون } من المآب‬
‫والثواب والعقاب أي مكتوب ذلك في السماء‬

‫(‪)693/1‬‬
‫‪ { - 23‬فورب السماء واألرض إنه } أي ما توعدون { لحق مثل ما أنكم تنطقون } برفع مثل صفة وما‬
‫مزيدة وبفتح الالم مركبة مع ما المعنى ‪ :‬مثل نطقكم في حقيقته أي معلوميته عندكم ضرورة صدوره عنكم‬

‫(‪)693/1‬‬

‫‪ { - 24‬هل أتاك } خطاب للنبي صلى هللا عليه و سلم { حديث ضيف إبراهيم المكرمين } وهم مالئكة اثنا‬
‫عشر أو عشرة أو ثالثة منهم جبريل‬

‫(‪)694/1‬‬

‫‪ { - 25‬إذ } ظرف لحديث ضيف { دخلوا عليه فقالوا سالما } أي هذا اللفظ { قال سالم } أي هذا اللفظ‬
‫{ قوم منكرون } ال نعرفهم قال ذلك في نفسه وهو خبر مبتدأ مقدر أي هؤالء‬

‫(‪)694/1‬‬

‫‪ { - 26‬فراغ } مال { إلى أهله } سرا { فجاء بعجل سمين } وفي سورة هود { بعجل حنيذ } أي مشوي‬

‫(‪)694/1‬‬

‫‪ { - 27‬فقربه إليهم قال أال تأكلون } عرض عليهم األكل فلم يجيبوا‬

‫(‪)694/1‬‬

‫‪ { - 28‬فأوجس } أضمر في نفسه { منهم خيفة قالوا ال تخف } إنا رسل ربك { وبشروه بغالم عليم } ذي‬
‫علم كثير وهو إسحاق كما ذكر في هود‬

‫(‪)694/1‬‬
‫‪ { - 29‬فأقبلت امرأته } سارة { في صرة } صيحة حال أي جاءت صائحة { فصكت وجهها } لطمته‬
‫{ وقالت عجوز عقيم } لم تلد قط وعمرها تسع وتسعون سنة وعمر إبراهيم مائة سنة أو عمره مائة‬
‫وعشرون سنة وعمرها تسعون سنة‬

‫(‪)694/1‬‬

‫‪ { - 30‬قالوا كذلك } أي مثل قولنا في البشارة { قال ربك إنه هو الحكيم } في صنعه { العليم } بخلقه‬

‫(‪)693/1‬‬

‫‪ { - 31‬قال فما خطبكم } شأنكم { أيها المرسلون }‬

‫(‪)694/1‬‬

‫‪ { - 32‬قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين } كافرين هم قوم لوط‬

‫(‪)694/1‬‬

‫‪ { - 33‬لنرسل عليهم حجارة من طين } مطبوخ بالنار‬

‫(‪)694/1‬‬

‫‪ { - 34‬مسومة } معلمة عليها اسم من يرمي بها { عند ربك } ظرف لها { للمسرفين } بإتيانهم الذكورمع‬
‫كفرهم‬

‫(‪)694/1‬‬

‫‪ { - 35‬فأخرجنا من كان فيها } أي قرى قوم لوط { من المؤمنين } إلهالك الكافرين‬

‫(‪)694/1‬‬
‫‪ { - 36‬فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين } وهم لوط وابنتاه وصفوا باإليمان واإلسالم أي هم مصدقون‬
‫بقلوبهم عاملون بجوارحهم الطاعات‬

‫(‪)694/1‬‬

‫‪ { - 37‬وتركنا فيها } بعد إهالك الكافرين { آية } عالمة على إهالكهم { للذين يخافون العذاب األليم } فال‬
‫يفعلون مثل فعلهم‬

‫(‪)694/1‬‬

‫‪ { - 38‬وفي موسى } معطوف على فيها المعنى ‪ :‬وجعلنا في قصة موسى آية { إذ أرسلناه إلى فرعون }‬
‫ملتبسا { بسلطان مبين } بحجة واضحة‬

‫(‪)695/1‬‬

‫‪ { - 39‬فتولى } أعرض عن اإليمان { بركنه } مع جنوده ألنهم له كالركن { وقال } لموسى هو { ساحر أو‬
‫مجنون }‬

‫(‪)695/1‬‬

‫‪ { - 40‬فأخذناه وجنوده فنبذناهم } طرحناهم { في اليم } البحر فغرقوا { وهو } أي فرعون { مليم } آت‬
‫بما يالم عليه من تكذيب الرسل ودعوى الربوبية‬

‫(‪)695/1‬‬

‫‪ { - 41‬وفي } إهالك { عاد } آية { إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم } هي التي ال خير فيها ألنها ال تحمل‬
‫المطر وال تلقح الشجر وهي الدبور‬

‫(‪)695/1‬‬
‫‪ { - 42‬ما تذر من شيء } نفس أو مال { أتت عليه إال جعلته كالرميم } كالبالي المتفتت‬

‫(‪)695/1‬‬

‫‪ { - 43‬وفي } إهالك { ثمود } آية { إذ قيل لهم } بعد عقر الناقة { تمتعوا حتى حين } إلى انقضاء آجالكم‬
‫كما في آية { تمتعوا في داركم ثالثة أيام }‬

‫(‪)695/1‬‬

‫‪ { - 44‬فعتوا } تكبروا { عن أمر ربهم } أي عن امتثاله { فأخذتهم الصاعقة } بعد مضي الثالثة أيام أي‬
‫الصيحة المهلكة { وهم ينظرون } أي بالنهار‬

‫(‪)695/1‬‬

‫‪ { - 45‬فما استطاعوا من قيام } أي ما قدروا على النهوض حين نزول العذاب { وما كانوا منتصرين } على‬
‫من أهلكهم‬

‫(‪)695/1‬‬

‫‪ { - 46‬وقوم نوح } بالجر عطف على ثمود أي وفي إهالكهم بما في السماء واألرض آية وبالنصب أي‬
‫وأهلكنا قوم نوح { من قبل } أي قبل إهالك هؤالء المذكورين { إنهم كانوا قوما فاسقين }‬

‫(‪)695/1‬‬

‫‪ { - 47‬والسماء بنيناها بأيد } بقوة { وإنا لموسعون } قادرون يقال ‪ :‬آد الرجل يئيد قوي وأوسع الرجل ‪:‬‬
‫صار ذا سعة وقوة‬

‫(‪)695/1‬‬
‫‪ { - 48‬واألرض فرشناها } مهدناها { فنعم الماهدون } نحن‬

‫(‪)695/1‬‬

‫‪ { - 49‬ومن كل شيء } متعلق بقوله ‪ :‬خلقنا { خلقنا زوجين } صنفين كالذكر واألنثى والسماء واألرض‬
‫والشمس والقمر والسهل والجبل والصيف والشتاء والحلو والحامر والنور والظلمة { لعلكم تذكرون } بحذف‬
‫إحدى التاءين من األصل فتعلمون أن خالق األزواج فرد فتعبدوه‬

‫(‪)695/1‬‬

‫‪ { - 50‬ففروا إلى هللا } أي إلى ثوابه من عقابه بأن تطيعوه وال تعصوه { إني لكم منه نذير مبين } بين‬
‫اإلنذار‬

‫(‪)695/1‬‬

‫‪ { - 51‬وال تجعلوا مع هللا إلها آخر إني لكم منه نذير مبين } يقدر قبل ففروا قل لهم‬

‫(‪)696/1‬‬

‫‪ { - 52‬كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إال قالوا } هو { ساحر أو مجنون } أي مثل تكذيبهم لك‬
‫بقولهم إنك ساحر أو مجنون تكذيب األمم قبلهم رسلهم بقولهم ذلك‬

‫(‪)696/1‬‬

‫‪ { - 53‬أتواصوا } كلهم { به } استفهام بمعنى النفي { بل هم قوم طاغون } جمعهم على هذا القول طغيانهم‬

‫(‪)696/1‬‬

‫‪ { - 54‬فتول } أعرض { عنهم فما أنت بملوم } ألنك بلغتهم الرسالة‬


‫(‪)696/1‬‬

‫‪ { - 55‬وذكر } عظ بالقرآن { فإن الذكرى تنفع المؤمنين } من علم هللا تعالى أنه يؤمن‬

‫(‪)696/1‬‬

‫‪ { - 56‬وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون } وال ينافي ذلك عدم عبادة الكافرين ألن الغاية ال يلزم وجودها‬
‫كما في قولك ‪ :‬بريت هذا القلم ألكتب به فإنك قد ال تكتب به‬

‫(‪)696/1‬‬

‫‪ { - 57‬ما أريد منهم من رزق } لي وألنفسهم وغيرهم { وما أريد أن يطعمون } وال أنفسهم وال غيرهم‬

‫(‪)696/1‬‬

‫‪ { - 58‬إن هللا هو الرزاق ذو القوة المتين } الشديد‬

‫(‪)696/1‬‬

‫‪ { - 59‬فإن للذين ظلموا } أنفسهم بالكفر من أهل مكة وغيرهم { ذنوبا } نصيبا من العذاب { مثل ذنوب }‬
‫نصيب { أصحابهم } الهالكين قبلهم { فال يستعجلون } بالعذاب إن أخرتهم إلى يوم القيامة‬

‫(‪)696/1‬‬

‫‪ { - 60‬فويل } شدة عذاب { للذين كفروا من } في { يومهم الذي يوعدون } أي يوم القيامة‬

‫(‪)696/1‬‬
‫سورة الطور‬
‫[ مكية وآياتها تسع وأربعون ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬والطور } أي الجبل الذي كلم هللا عليه موسى‬

‫(‪)696/1‬‬

‫‪ { - 2‬وكتاب مسطور }‬

‫(‪)696/1‬‬

‫‪ { - 3‬في رق منشور } أي التوراة أو القرآن‬

‫(‪)696/1‬‬

‫‪ { - 4‬والبيت المعمور } هو في السماء الثالثة أو السادسة أو السابعة بحيال الكعبة يزوره كل يوم سبعون‬
‫ألف ملك بالطواف والصالة ال يعودون إليه أبدا‬

‫(‪)697/1‬‬

‫‪ { - 5‬والسقف المرفوع } أي السماء‬

‫(‪)697/1‬‬

‫‪ { - 6‬والبحر المسجور } أي المملوء‬

‫(‪)697/1‬‬

‫‪ { - 7‬إن عذاب ربك لواقع } لنازل بمستحقة‬


‫(‪)697/1‬‬

‫‪ { - 8‬ما له من دافع } عنه‬

‫(‪)697/1‬‬

‫‪ { - 9‬يوم } معمول لواقع { تمور السماء مورا } تتحرك وتدور‬

‫(‪)697/1‬‬

‫‪ { - 10‬وتسير الجبال سيرا } تصير هباء منثورا وذلك في يوم القيامة‬

‫(‪)697/1‬‬

‫‪ { - 11‬فويل } شدة عذاب { يومئذ للمكذبين } للرسل‬

‫(‪)697/1‬‬

‫‪ { - 12‬الذين هم في خوض } باطل { يلعبون } أي يتشاغلون بكفرهم‬

‫(‪)697/1‬‬

‫‪ { - 13‬يوم يدعون إلى نار جهنم دعا } يدفعون بعنف بدل من يوم تمور ويقال لهم تبكيتا ‪:‬‬

‫(‪)697/1‬‬

‫‪ { - 14‬هذه النار التي كنتم بها تكذبون }‬


‫(‪)697/1‬‬

‫‪ { - 15‬أفسحر هذا } العذاب الذي ترون كما كنتم تقولون في الوحي هذا سحر { أم أنتم ال تبصرون }‬

‫(‪)697/1‬‬

‫‪ { - 16‬اصلوها فاصبروا } عليها { أو ال تصبروا } صبركم وجزعكم { سواء عليكم } ألن صبركم ال‬
‫ينفعكم { إنما تجزون ما كنتم تعملون } أي جزاءه‬

‫(‪)697/1‬‬

‫‪ { - 17‬إن المتقين في جنات ونعيم }‬

‫(‪)697/1‬‬

‫‪ { - 18‬فاكهين } متلذذين { بما } مصدرية { آتاهم } أعطاهم { ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم } عطفا‬
‫على آتاهم أي بإتيانهم ووقايتهم ويقال لهم ‪:‬‬

‫(‪)697/1‬‬

‫‪ { - 19‬كلوا واشربوا هنيئا } حال أي ‪ :‬مهنئين { بما } الباء سببية { كنتم تعملون }‬

‫(‪)697/1‬‬

‫‪ { - 20‬متكئين } حال من الضمير المستكن في قوله { في جنات } { على سرر مصفوفة } بعضها إلى‬
‫جنب بعض { وزوجناهم } عطف على جنات أي قرناهم { بحور عين } عظام األعين حسانهن‬

‫(‪)697/1‬‬
‫‪ { - 21‬والذين آمنوا } مبتدأ { وأتبعناهم } وفي قراءة واتبعتهم معطوف على آمنوا { ذرياتهم } وفي قراءة‬
‫ذريتهم الصغار والكبار { بإيمان } من الكبار ومن أوالدهم الصغار والخبر { ألحقنا بهم ذريتهم } المذكروين‬
‫في الجنة فيكونون في درجتهم وإن لم يعملوا تكرمة لآلباء باجتماع األوالد إليهم { وما ألتناهم } بفتح الالم‬
‫وكسرها نقصناهم { من عملهم من } زائدة { شيء } يزاد في عمل األوالد { كل امرئ بما كسب } من عمل‬
‫خير أو شر { رهين } موهون يؤاخذ بالشر ويجازى بالخير‬

‫(‪)697/1‬‬

‫‪ { - 22‬وأمددناهم } زدناهم في وقت بعد وقت { بفاكهة ولحم مما يشتهون } وإن لم يصرحوا بطلبه‬

‫(‪)698/1‬‬

‫‪ { - 23‬يتنازعون } يتعاطون بينهم { فيها } أي الجنة { كأسا } خمرا { ال لغو فيها } أي بسبب شربها يقع‬
‫بينهم { وال تأثيم } به يلحقهم بخالف خمر الدنيا‬

‫(‪)698/1‬‬

‫‪ { - 24‬ويطوف عليهم } للخدمة { غلمان } أرقاء { لهم كأنهم } حسنا ولطافة { لؤلؤ مكنون } مصون في‬
‫الصدف ألنه فيها أحسن من في غيرها‬

‫(‪)698/1‬‬

‫‪ { - 25‬وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } يسأل بعضهم بعضا عما كانوا علي وما وصلوا إليه تلذذا‬
‫واعترافا بالنعمة‬

‫(‪)698/1‬‬

‫‪ { - 26‬قالوا } إيماء إلى علة الوصول { إنا كنا قبل في أهلنا } في الدنيا { مشفقين } خائفين من عذاب هللا‬

‫(‪)698/1‬‬
‫‪ { - 27‬فمن هللا علينا } بالمغفرة { ووقانا عذاب السموم } النار لدخولها في المسام وقالوا إيماء أيضا ‪:‬‬

‫(‪)698/1‬‬

‫‪ { - 28‬إنا كنا من قبل } أي في الدنيا { ندعوه } نعبده موحدين { إنه } بالكسر استئنافا وإن كان تعليال معنى‬
‫وبالفتح تعليال لفظا { هو البر } المحسن الصادق في وعده { الرحيم } العظيم الرحمة‬

‫(‪)698/1‬‬

‫‪ { - 29‬فذكر } دم على تذكير المشركين وال ترجع عنه لقولهم لك كاهن مجنون { فما أنت بنعمة ربك } أي‬
‫بإنعامه عليك { بكاهن } خبر ما { وال مجنون } معطوف عليه‬

‫(‪)698/1‬‬

‫‪ { - 30‬أم } بل { يقولون } هو { شاعر نتربص به ريب المنون } حوادث الدهر فيهلك كغيرة من الشعراء‬

‫(‪)698/1‬‬

‫‪ { - 31‬قل تربصوا } هالكي { فإني معكم من المتربصين } هالككم فعذبوا بالسيف يوم بدر والتربص‬
‫االنتظار‬

‫(‪)698/1‬‬

‫‪ { - 32‬أم تأمرهم أحالمهم } عقولهم { بهذا } قولهم له ‪ :‬ساحر كاهن مجنون أي ال تأمرهم بذلك { أم } بل‬
‫{ هم قوم طاغون } بعنادهم‬

‫(‪)698/1‬‬

‫‪ { - 33‬أم يقولون تقوله } اختلق القرآن لم يختلقه { بل ال يؤمنون } استكبارا فإن قالوا اختلقه ‪:‬‬
‫(‪)699/1‬‬

‫‪ { - 34‬فليأتوا بحديث } مختلق { مثله إن كانوا صادقين } في قولهم‬

‫(‪)699/1‬‬

‫‪ { - 35‬أم خلقوا من غير شيء } من غير خالق { أم هم الخالقون } أنفسهم وال يعقل مخلوق بغير خالق وال‬
‫معدوم بخلق فال بد لهم من خالق هو هللا الواحد فلم ال يوحدونه ويؤمنون برسوله وكتابه‬

‫(‪)699/1‬‬

‫‪ { - 36‬أم خلقوا السماوات واألرض } وال يقدر على خلقهما إال هللا الخالق فلم ال يعبدونه { بل ال يوقنون }‬
‫به وإال آلمنوا بنبيه‬

‫(‪)699/1‬‬

‫‪ { - 37‬أم عندهم خزائن ربك } من النبوة والرزق وغيرهما فيخصوا من شاءوا بما شاءوا { أم هم‬
‫المصيطرون } المتسلطون الجبارون وفعله سيطر ومثله بيطر وبيقر‬

‫(‪)699/1‬‬

‫‪ { - 38‬أم لهم سلم } مرقى إلى السماء { يستمعون فيه } أي عليه كالم المالئكة حتى يمكنهم منازعة النبي‬
‫بزعمهم إن ادعوا ذلك { فليأت مستمعهم } مدعي االستماع عليه { بسلطان مبين } بحجة بينة واضحة ولشبه‬
‫هذا الزعم بزعمهم أن المالئكة بنات هللا قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)699/1‬‬

‫‪ { - 39‬أم له البنات } بزعمكم { ولكم البنون } تعالى هللا عما زعمتموه‬

‫(‪)699/1‬‬
‫‪ { - 40‬أم تسألهم أجرا } على ما جئتهم به من الدين { فهم من مغرم } غرم ذلك { مثقلون } فال يسلمون‬

‫(‪)699/1‬‬

‫‪ { - 41‬أم عندهم الغيب } أي علمه { فهم يكتبون } ذلك حتى يمكنهم منازعة النبي صلى هللا عليه و سلم في‬
‫البعث وأمور اآلخرة بزعمهم‬

‫(‪)699/1‬‬

‫‪ { - 42‬أم يريدون كيدا } بك ليهلكوك في دار الندوة { فالذين كفروا هم المكيدون } المغلوبون المهلكون‬
‫فحفظه هللا منهم ثم أهلكهم ببدر‬

‫(‪)699/1‬‬

‫‪ { - 43‬أم لهم إله غير هللا سبحان هللا عما يشركون } به من اآللهة واالستفهام بأم في مواضعها للتقبيح‬
‫والتوبيخ‬

‫(‪)699/1‬‬

‫‪ { - 44‬وإن يروا كسفا } بعضا { من السماء ساقطا } عليهم كما قالوا ‪ { :‬فأسقط علينا كسفا من السماء }‬
‫أي تعذيبا لهم { يقولوا } هذا { سحاب مركوم } متراكب نروى به وال يؤمنون‬

‫(‪)699/1‬‬

‫‪ { - 45‬فذرهم حتى يالقوا يومهم الذي فيه يصعقون } يموتون‬

‫(‪)700/1‬‬
‫‪ { - 46‬يوم ال يغني } بدل من يومهم { عنهم كيدهم شيئا وال هم ينصرون } يمنعون من العذاب في اآلخرة‬

‫(‪)700/1‬‬

‫‪ { - 47‬وإن للذين ظلموا } بكفرهم { عذابا دون ذلك } في الدنيا قبل موتهم فعذبوا بالجوع والقحط سبع سنين‬
‫وبالقتل يوم بدر { ولكن أكثرهم ال يعلمون } أن العذاب ينزل بهم‬

‫(‪)700/1‬‬

‫‪ { - 48‬واصبر لحكم ربك } بإمهالهم وال يضق صدرك { فإنك بأعيننا } بمرأى منا نراك ونحفظك‬
‫{ وسبح } متلبسا { بحمد ربك } أي قل ‪ :‬سبحان هللا وبحمده { حين تقوم } من منامك أو من مجلسك‬

‫(‪)700/1‬‬

‫‪ { - 49‬ومن الليل فسبحه } حقيقة أيضا { وإدبار النجوم } مصدر أي عقب غروبها سبحه أيضا أو صل في‬
‫األول العشاءين وفي الثاني الفجر وقيل الصبح‬

‫(‪)700/1‬‬

‫سورة النجم‬
‫[ مكية وآياتها اثنان وستون ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬والنجم } الثريا { إذا هوى } غاب‬

‫(‪)700/1‬‬

‫‪ { - 2‬ما ضل صاحبكم } محمد عليه الصالة و السالم عن طريق الهداية { وما غوى } ما البس الغي وهو‬
‫جهل من اعتقاد فاسد‬

‫(‪)700/1‬‬
‫‪ { - 3‬وما ينطق } بما يأتيكم به { عن الهوى } هوى نفسه‬

‫(‪)700/1‬‬

‫‪ { - 4‬إن } ما { هو إال وحي يوحى } إليه‬

‫(‪)700/1‬‬

‫‪ { - 5‬علمه } إياه ملك { شديد القوى }‬

‫(‪)700/1‬‬

‫‪ { - 6‬ذو مرة } قوة وشدة أو منظر حسن أي جبريل عليه السالم { فاستوى } استقر‬

‫(‪)700/1‬‬

‫‪ { - 7‬وهو باألفق األعلى } أفق الشمس أي عند مطلعها على صورته التي خلق عليها فرآه النبي صلى هللا‬
‫عليه و سلم وكان بحراء قد سد األفق إلى المغرب فخر مغشيا عليه وكان قد سأله أن يريه نفسه على صورته‬
‫التي خلق عليها فواعده بحراء فنزل جبريل له في صورة اآلدميين‬

‫(‪)700/1‬‬

‫‪ { - 8‬ثم دنا } قرب منه { فتدلى } زاد في القرب‬

‫(‪)701/1‬‬

‫‪ { - 9‬فكان } منه { قاب } قدر { قوسين أو أدنى } من ذلك حتى أفاق وسكن روعه‬

‫(‪)701/1‬‬
‫‪ { - 10‬فأوحى } تعالى { إلى عبده } جبريل { ما أوحى } جبريل إلى النبي صلى هللا عليه و سلم ولم يذكر‬
‫الموحي تفخيما لشأنه‬

‫(‪)701/1‬‬

‫‪ { - 11‬ما كذب } بالتخفيف والتشديد أنكر { الفؤاد } فؤاد النبي { ما رأى } ببصره من صورة جبريل‬

‫(‪)701/1‬‬

‫‪ { - 12‬أفتمارونه } تجادلونه وتغلبونه { على ما يرى } خطاب للمشركين المنكرين رؤية النبي صلى هللا‬
‫عليه و سلم لجبريل‬

‫(‪)701/1‬‬

‫‪ { - 13‬ولقد رآه } على صورته { نزلة } مرة { أخرى }‬

‫(‪)701/1‬‬

‫‪ { - 14‬عند سدرة المنتهى } لما أسري به في السماوات وهي شجرة نبق عن يمين العرش ال يتجاوزها أحد‬
‫من المالئكة وغيرهم‬

‫(‪)701/1‬‬

‫‪ { - 15‬عندها جنة المأوى } تأوي إليها المالئكة وأرواح الشهداء والمتقين‬

‫(‪)701/1‬‬

‫‪ { - 16‬إذ } حين { يغشى السدرة ما يغشى } من طير وغيره وإذ معمولة لرآه‬
‫(‪)701/1‬‬

‫‪ { - 17‬ما زاغ البصر } من النبي صلى هللا عليه و سلم { وما طغى } أي ما مال بصره عن مرئيه القصود‬
‫له وال جاوزه تلك الليلة‬

‫(‪)701/1‬‬

‫‪ { - 18‬لقد رأى } فيها { من آيات ربه الكبرى } العظام أي بعضها فرأى من عجائب الملكوت رفرفا أخضر‬
‫سد أفق السماء وجبريل له ستمائة جناح‬

‫(‪)701/1‬‬

‫‪ { - 19‬أفرأيتم الالت والعزى }‬

‫(‪)701/1‬‬

‫‪ { - 20‬ومناة الثالثة } للتين قبلها { األخرى } صفة ذم للثالثة وهي أصنام من حجارة كان المشركون‬
‫يعبدونها ويزعمون أنها تشفع لهم عند هللا ومفعول أفرأيتم األول الالت وما عطف عليه والثاني محذوف‬
‫والمعنى أخبروني ألهذه األصنام قدرة على شيء ما فتعبدونها دون هللا القادر على ما تقدم ذكره ولما زعموا‬
‫أيضا أن المالئكة بنات هللا مع كراهتهم البنات نزلت ‪:‬‬

‫(‪)701/1‬‬

‫‪ { - 21‬ألكم الذكر وله األنثى }‬

‫(‪)701/1‬‬

‫‪ { - 22‬تلك إذا قسمة ضيزى } جائرة من ضازه بضيزه إذا ظلمه وجار عليه‬

‫(‪)701/1‬‬
‫‪ { - 23‬إن هي } أي ما المذكورات { إال أسماء سميتموها } أي سميتم بها { أنتم وآباؤكم } أصناما تعبدونها‬
‫{ ما أنزل هللا بها } أي بعبادتها { من سلطان } حجة وبرهان { إن } ما { يتبعون } في عبادتها { إال الظن‬
‫وما تهوى األنفس } مما زين لهم الشيطان من أنها تشفع لهم عند هللا تعالى { ولقد جاءهم من ربهم الهدى }‬
‫على لسان النبي صلى هللا عليه و سلم بالبرهان القاطع فلم يرجعوا عما هم عليه‬

‫(‪)701/1‬‬

‫‪ { - 24‬أم لإلنسان } أي لكل إنسان منهم { ما تمنى } من أن األصنام تشفع لهم ؟ ليس األمر كذلك‬

‫(‪)702/1‬‬

‫‪ { - 25‬فلله اآلخرة واألولى } أي الدنيا فال يقع فيهما إال ما يريده تعالى‬

‫(‪)702/1‬‬

‫‪ { - 26‬وكم من ملك } أي وكثير من المالئكة { في السماوات } وما أكرمهم عند هللا { ال تغني شفاعتهم‬
‫شيئا إال من بعد أن يأذن هللا } لهم فيها { لمن يشاء } من عباده { ويرضى } عنه لقوله { وال يشفعون إال‬
‫لمن ارتضى } ومعلوم أنها ال توجد منهم إال بعد اإلذن فيها { من ذا الذي يشفع عنده إال بإذنه }‬

‫(‪)702/1‬‬

‫‪ { - 27‬إن الذين ال يؤمنون باآلخرة ليسمون المالئكة تسمية األنثى } حيث قالوا ‪ :‬هم بنات هللا‬

‫(‪)702/1‬‬

‫‪ { - 28‬وما لهم به } بهذا القول { من علم إن } ما { يتبعون } فيه { إال الظن } الذي تخيلوه { وإن الظن ال‬
‫يغني من الحق شيئا } أي عن العلم فيما المطلوب فيه العلم‬

‫(‪)702/1‬‬
‫‪ { - 29‬فأعرض عن من تولى عن ذكرنا } أي القرآن { ولم يرد إال الحياة الدنيا } وهذا قبل األمر بالجهاد‬

‫(‪)702/1‬‬

‫‪ { - 30‬ذلك } أي طلب الدنيا { مبلغهم من العلم } أي نهاية علمهم أن آثروا الدنيا على اآلخرة { إن ربك هو‬
‫أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى } عالم بهما فيجازيهما‬

‫(‪)702/1‬‬

‫‪ { - 31‬وهلل ما في السماوات وما في األرض } هو مالك لذلك ومنه الضال والمهتدي يضل من يشاء ويهدي‬
‫من يشاء { ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا } من الشرك وغيره { ويجزي الذين أحسنوا } بالتوحيد وغيره‬
‫من الطاعات { بالحسنى } الجنة وبين المحسنين بقوله ‪:‬‬

‫(‪)702/1‬‬

‫‪ { - 32‬الذين يجتنبون كبائر اإلثم والفواحش إال اللمم } هو صغار الذنوب كالنظرة والقبلة واللمسة فهو‬
‫استثناء منقطع والمعنى لكن اللمم يغفر باجتناب الكبائر { إن ربك واسع المغفرة } بذلك وبقبول التوبة ونزل‬
‫فيمن كان يقول ‪ :‬صالتنا صيامنا حجنا ‪ { :‬هو أعلم } أي عالم { بكم إذ أنشأكم من األرض } أي خلق آباكم‬
‫آدم من التراب { وإذ أنتم أجنة } جمع جنين { في بطون أمهاتكم فال تزكوا أنفسكم } ال تمدحوها على سبيل‬
‫اإلعجاب أما على سبيل اإلعتراف بالنعمة فحسن { هو أعلم } أي عالم { بمن اتقى }‬

‫(‪)702/1‬‬

‫‪ { - 33‬أفرأيت الذي تولى } عن اإليمان أي ارتد لما عير به وقال إني خشيت عقاب هللا فضمن له المعير له‬
‫أن يحمل عنه عذاب هللا إن رجع إلى شركه وأعطاه من ماله كذا فرجع‬

‫(‪)703/1‬‬

‫‪ { - 34‬وأعطى قليال } من المال المسمى { وأكدى } منع الباقي مأخوذ من الكدية وهي أرض صلبة‬
‫كالصخرة تمنع حافر البئر إذا وصل إليها من الحفر‬
‫(‪)703/1‬‬

‫‪ { - 35‬أعنده علم الغيب فهو يرى } يعلم من جملته أن غيره يتحمل عنه عذاب اآلخرة ؟ ال وهو الوليد بن‬
‫المغيرةأو غيره وجملة أعنده المفعول الثاني لرأيت بمعنى أخبرني‬

‫(‪)703/1‬‬

‫‪ { - 36‬أم } بل { لم ينبأ بما في صحف موسى } أسفار التوراة أو صحف قبلها‬

‫(‪)703/1‬‬

‫‪ { - 37‬و } صحف { إبراهيم الذي وفى } تمم ما أمر به نحو { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن }‬
‫وبيان ما ‪:‬‬

‫(‪)703/1‬‬

‫‪ { - 38‬أ } ن { ال تزر وازرة وزر أخرى } الخ وأن مخففة من الثقيلة أي ال تحمل نفس ذنب غيرها‬

‫(‪)703/1‬‬

‫‪ { - 39‬وأن } أي أنه { ليس لإلنسان إال ما سعى } من خير فليس له من سعي غيره الخير شيء‬

‫(‪)703/1‬‬

‫‪ { - 40‬وأن سعيه سوف يرى } يبصر في اآلخرة‬

‫(‪)703/1‬‬
‫‪ { - 41‬ثم يجزاه الجزاء األوفى } األكمل يقال ‪ :‬جزيته سعيه وبسعيه‬

‫(‪)703/1‬‬

‫‪ { - 42‬وأن } بالفتح عطفا وقرىء بالكسر استئنافا وكذا ما بعدها فال يكون مضمون الجمل في الصحف على‬
‫الثاني { إلى ربك المنتهى } المرجع والمصير بعد الموت فيجازيهم‬

‫(‪)703/1‬‬

‫‪ { - 43‬وأنه هو أضحك } من شاء أفرحه { وأبكى } من شاء أحزنه‬

‫(‪)703/1‬‬

‫‪ { - 44‬وأنه هو أمات } في الدنيا { وأحيا } للبعث‬

‫(‪)703/1‬‬

‫‪ { - 45‬وأنه خلق الزوجين } الصنفين { الذكر واألنثى }‬

‫(‪)703/1‬‬

‫‪ { - 46‬من نطفة } مني { إذا تمنى } تصب في الرحم‬

‫(‪)703/1‬‬

‫‪ { - 47‬وأن عليه النشأة } بالمد والقصر { األخرى } الخلقة األخرى للبعث بعد الخلقة األولى‬

‫(‪)703/1‬‬
‫‪ { - 48‬وأنه هو أغنى } الناس بالكفاية باألموال { وأقنى } أعطى المال المتخذ قنية‬

‫(‪)703/1‬‬

‫‪ { - 49‬وأنه هو رب الشعرى } هو كوكب خلف الجوزاء كانت تعبد في الجاهلية‬

‫(‪)703/1‬‬

‫‪ { - 50‬وأنه أهلك عادا األولى } وفي قراءة بإدغام التنوين في الالم وضمها بال همزة وهي قوم عاد‬
‫واألخرى قوم صالح‬

‫(‪)704/1‬‬

‫‪ { - 51‬وثمود } بالصرف اسم لألب وبال صرف للقبيلة وهو معطوف على عادا { فما أبقى } منهم أحدا‬

‫(‪)704/1‬‬

‫‪ { - 52‬وقوم نوح من قبل } أي قبل عاد وثمود أهلكناهم { إنهم كانوا هم أظلم وأطغى } من عاد وثمود‬
‫لطول لبث نوح فيهم { فلبث فيهم ألف سنة إال خمسين عاما } وهم مع عدم إيمانهم به يؤذونه ويضربونه‬

‫(‪)704/1‬‬

‫‪ { - 53‬والمؤتفكة } وهي قرى قوم لوط { أهوى } أسقطها بعد رفعها إلى السماء مقلوبة إلى األرض بأمره‬
‫جبريل بذلك‬

‫(‪)704/1‬‬

‫‪ { - 54‬فغشاها } من الحجارة بعد ذلك { ما غشى } أبهم تهويال وفي هود ‪ { :‬جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا‬
‫عليها حجارة من سجيل }‬
‫(‪)704/1‬‬

‫‪ { - 55‬فبأي آالء ربك } أنعمه الدالة على وحدانيته وقدرته { تتمارى } تتشكك أيها اإلنسان أو تكذب‬

‫(‪)704/1‬‬

‫‪ { - 56‬هذا } محمد { نذير من النذر األولى } من جنسهم أي رسول كالرسل قبله أرسل إليكم كما أرسلوا‬
‫إلى أقوامهم‬

‫(‪)704/1‬‬

‫‪ { - 57‬أزفت اآلزفة } قربت القيامة‬

‫(‪)704/1‬‬

‫‪ { - 58‬ليس لها من دون هللا } نفس { كاشفة } أي ال يكشفها ويظهرها إال هو كقوله { ال يجليها لوقتها إال‬
‫هو }‬

‫(‪)704/1‬‬

‫‪ { - 59‬أفمن هذا الحديث } أي القرآن { تعجبون } تكذيبا‬

‫(‪)704/1‬‬

‫‪ { - 60‬وتضحكون } استهزاء { وال تبكون } لسماع وعده ووعيده‬

‫(‪)704/1‬‬
‫‪ { - 61‬وأنتم سامدون } الهون غافلون عما يطلب منكم‬

‫(‪)704/1‬‬

‫‪ { - 62‬فاسجدوا هلل } الذي خلقكم { واعبدوا } وال تسجدوا لألصنام وال تعبدوها‬

‫(‪)704/1‬‬

‫سورة القمر‬
‫[ مكية إال اآلية ‪ 45‬فمدنية وآياتها خمس وخمسون ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬اقتربت الساعة } قربت القيامة { وانشق القمر } انفلق فلقتين على أبي قبيس وقيقعان آية له صلى هللا‬
‫عليه و سلم وقد سئلها فقال [ اشهدوا ] رواه الشيخان‬

‫(‪)704/1‬‬

‫‪ { - 2‬وإن يروا } أي كفار قريش { آية } معجزة له صلى هللا عليه و سلم { يعرضوا ويقولوا } هذا { سحر‬
‫مستمر } قوي من المرة ‪ :‬القوة أو دائم‬

‫(‪)704/1‬‬

‫‪ { - 3‬وكذبوا } النبي صلى هللا عليه و سلم { واتبعوا أهواءهم } في الباطل { وكل أمر } من الخير والشر‬
‫{ مستقر } بأهله في الجنة أو النار‬

‫(‪)704/1‬‬

‫‪ { - 4‬ولقد جاءهم من األنباء } أخبار إهالك األمم المكذبة رسلهم { ما فيه مزدجر } لهم اسم مصدر أو اسم‬
‫مكان والدال بدل من تاء اإلفتعال وازدجرته وزجرته ‪ :‬نهيته بغلظة وما موصولة أو موصوفة‬

‫(‪)705/1‬‬
‫‪ { - 5‬حكمة } خبر مبتدأ محذوف أو بدل من ما أو من مزدجر { بالغة } تامة { فما تغن } تنفع فيهم‬
‫{ النذر } جمع نذير بمعنى منذر أي األمور المنذرة لهم وما للنفي أو لإلستفهام اإلنكاري وهي على الثاني‬
‫مفعول مقدم‬

‫(‪)705/1‬‬

‫‪ { - 6‬فتول عنهم } هو فائدة ما قبله وتم به الكالم { يوم يدع الداع } هو إسرافيل وناصب يوم يخرجون بعد‬
‫{ إلى شيء نكر } بضم الكاف وسكونها أي منكر تنكره النفوس وهو الحساب‬

‫(‪)705/1‬‬

‫‪ { - 7‬خاشعا } أي ذليال وفي قراءة خشعا بضم الخاء وفتح الشين مشددة { أبصارهم } حال من الفاعل‬
‫{ يخرجون } أي الناس { من األجداث } القبور { كأنهم جراد منتشر } ال يدرون أين يذهبون من الخوف‬
‫والحيرة والجملة حال من فاعل يخرجون وكذا قوله‬

‫(‪)705/1‬‬

‫‪ { - 8‬مهطعين } مسرعين مادين أعناقهم { إلى الداع يقول الكافرون } منهم { هذا يوم عسر } صعب على‬
‫الكافرين كما في المدثر { يوم عسير * على الكافرين }‬

‫(‪)705/1‬‬

‫‪ { - 9‬كذبت قبلهم } قبل قريش { قوم نوح } تأنيث الفعل لمعنى قوم { فكذبوا عبدنا } نوحا { وقالوا مجنون‬
‫وازدجر } انتهروه بالسب وغيره‬

‫(‪)705/1‬‬

‫‪ { - 10‬فدعا ربه أني } بالفتح أي بأني { مغلوب فانتصر }‬

‫(‪)705/1‬‬
‫‪ { - 11‬ففتحنا } بالتخفيف والتشديد { أبواب السماء بماء منهمر } منصب انصبابا شديدا‬

‫(‪)705/1‬‬

‫‪ { - 12‬وفجرنا األرض عيونا } تنبع { فالتقى الماء } ماء السماء واألرض { على أمر } حال { قد قدر }‬
‫قضي به في األزل وهو هالكهم غرقا‬

‫(‪)705/1‬‬

‫‪ { - 13‬وحملناه } أي نوحا { على } سفينة { ذات ألواح ودسر } وهو ما تشد به األلواح من المسامير‬
‫وغيرها وأحدها دسار ككتاب‬

‫(‪)705/1‬‬

‫‪ { - 14‬تجري بأعيننا } بمرأى منا أي محفوظة { جزاء } منصوب بفعل مقدر أي أغرقوا انتصارا { لمن‬
‫كان كفر } وهو نوح عليه السالم وقرىء كفر بالبناء للفاعل أي أغرقوا عقابا لهم‬

‫(‪)705/1‬‬

‫‪ { - 15‬ولقد تركناها } أبقينا هذه الفعلة { آية } لمن يعتبر بها أي شاع خبرها واستمر { فهل من مدكر }‬
‫معتبر ومتعظ بها وأصله مذتكر أبدلت التاء داال مهملة وكذا المعجمة وأدغمت فيها‬

‫(‪)705/1‬‬

‫‪ { - 16‬فكيف كان عذابي ونذر } أي إنذاري استفهام تقرير وكيف خبر كان وهي للسؤال عن الحال والمعنى‬
‫حمل المخاطبين على اإلقرار وقوع عذابه تعالى بالمكذبين لنوح موقعه‬

‫(‪)706/1‬‬
‫‪ { - 17‬ولقد يسرنا القرآن للذكر } سهلناه للحفظ وهيأناه للتذكر { فهل من مدكر } متعظ به وحافظ له‬
‫واإلستفهام بمعنى األمر أي احفظوه واتعظوا به وليس يحفظ من كتب هللا عن ظهر القلب غيره‬

‫(‪)706/1‬‬

‫‪ { - 18‬كذبت عاد } نبيهم هودا فعذبوا { فكيف كان عذابي ونذر } إنذاري لهم بالعذاب قبل نزوله أي وقع‬
‫موقعه وقد بينه بقوله ‪:‬‬

‫(‪)706/1‬‬

‫‪ { - 19‬إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا } أي شديدة الصوت { في يوم نحس } شؤم { مستمر } دائم الشؤم‬
‫أو قويه وكان يوم األربعاء آخر الشهر‬

‫(‪)706/1‬‬

‫‪ { - 20‬تنزع الناس } تقلعهم من حفر األرض المندرسين فيها وتصرعهم على رؤوسهم فتدق رقابهم فتبين‬
‫الرأس عن الجسد { كأنهم } وحالهم ما ذكر { أعجاز } أصول { نخل منقعر } منقطع ساقط على األرض‬
‫وشبهوا بالنخل لطولهم وذكر هنا وأنث في الحاقة { نخل خاوية } مراعاة للفواصل في الموضعين‬

‫(‪)706/1‬‬

‫‪ { - 21‬فكيف كان عذابي ونذر }‬

‫(‪)706/1‬‬

‫‪ { - 22‬ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر }‬

‫(‪)706/1‬‬
‫‪ { - 23‬كذبت ثمود بالنذر } جمع نذير بمعنى منذر أي باألمور التي أنذرهم بها نبيهم صالح إن لم يؤمنوا به‬
‫ويتبعوه‬

‫(‪)706/1‬‬

‫‪ { - 24‬فقالوا أبشرا } منصوب علىاإلشتغال { منا واحدا } صفتان لبشرا { نتبعه } مفسر للفعل الناصب له‬
‫واإلستفهام بمعنىالنفي المعنى كيف نتبعه ونحن جماعة كثيرة وهو واحد منا وليس بملك أي ال نتبعه { إنا‬
‫إذا } إن اتبعناه { لفي ضالل } ذهاب عن الصواب { وسعر } جنون‬

‫(‪)706/1‬‬

‫‪ { - 25‬أألقي } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين وتركه { الذكر } الوحي‬
‫{ عليه من بيننا } أي لم يوح إليه { بل هو كذاب } في قوله إنه أوحي إليه ما ذكر { أشر } متكبر بطر قال‬
‫تعالى‬

‫(‪)706/1‬‬

‫‪ { - 26‬سيعلمون غدا } في اآلخرة { من الكذاب األشر } وهو هم بأن يعذبوا على تكذيبهم نبيهم صالحا‬

‫(‪)706/1‬‬

‫‪ { - 27‬إنا مرسلو الناقة } مخرجوها من الهضبة الصخرة كما سألوا { فتنة } محنة { لهم } لنختبرهم‬
‫{ فارتقبهم } يا صالح أي انتظر ما هم صانعون وما يصنع بهم { واصطبر } الطاء بدل من تاء اإلفتعال أي‬
‫اصبر على أذاهم‬

‫(‪)706/1‬‬

‫‪ { - 28‬ونبئهم أن الماء قسمة } مقسوم { بينهم } وبين الناقة يوم لهم ويوم لها { كل شرب } نصيب من‬
‫الماء { محتضر } يحضره القوم يومهم والناقة يومها فتمادوا على ذلك ثم ملوه فهموا بقتل الناقة‬

‫(‪)707/1‬‬
‫‪ { - 29‬فنادوا صاحبهم } قدارا ليقتلها { فتعاطى } تناول السيف { فعقر } به الناقة أي قتلها موافقة لهم‬

‫(‪)707/1‬‬

‫‪ { - 30‬فكيف كان عذابي ونذر } إنذاري لهم بالعذاب قبل نزوله أي وقع موقعه وبينه بقوله ‪:‬‬

‫(‪)707/1‬‬

‫‪ { - 31‬إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر } هو الذي يجعل لغنمه حظيرة من يابس‬
‫الشجر والشوك يحفظهن فيها من الذئاب والسباع وما سقط من ذلك فداسته هو الهشيم‬

‫(‪)707/1‬‬

‫‪ { - 32‬ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر }‬

‫(‪)707/1‬‬

‫‪ { - 33‬كذبت قوم لوط بالنذر } باألمور المنذرة لهم على لسانه‬

‫(‪)707/1‬‬

‫‪ { - 34‬إنا أرسلنا عليهم حاصبا } ريحا ترميهم بالحصباء وهي صغار الحجارة الواحد دون ملء الكف‬
‫فهلكوا { إال آل لوط } وهم ابنتاه معه { نجيناهم بسحر } من األسحار وقت الصبح من يوم غير معين ولو‬
‫أريد من يوم معين لمنع من الصرف ألنه معرفة معدول عن السحر ألن حقه أن يستمل في المعرفة بأل وهل‬
‫أرسل الحاصب على آل لوط أوال ؟ قوالن وعبر عن اإلستثناء على األول بأنه متصل وعلى الثاني بأنه‬
‫منقطع وإن كان من الجنس تسمحا‬

‫(‪)707/1‬‬
‫‪ { - 35‬نعمة } مصدر أي إنعاما { من عندنا كذلك } أي مثل ذلك الجزاء { نجزي من شكر } أنعمنا وهو‬
‫مؤمن أو من آمن باهلل ورسوله وأطاعهما‬

‫(‪)707/1‬‬

‫‪ { - 36‬ولقد أنذرهم } خوفهم لوط { بطشتنا } أخذتنا إياهم بالعذاب { فتماروا } تجادلوا وكذبوا { بالنذر }‬
‫بإنذاره‬

‫(‪)707/1‬‬

‫‪ { - 37‬ولقد راودوه عن ضيفه } أن يخلي بينهم وبين القوم الذين أتوه في صورة األضياف ليخبثوا بهم‬
‫وكانوا مالئكة { فطمسنا أعينهم } أعميناها وجعلناها بال شق كباقي الوجه بأن صفقها جبريل بجناحه‬
‫{ فذوقوا } فقلنا لهم ذوقوا { عذابي ونذر } إنذاري وتخويفي أي ثمرته وفائدته‬

‫(‪)707/1‬‬

‫‪ { - 38‬ولقد صبحهم بكرة } وقت الصبح من يوم غير معين { عذاب مستقر } دائم متصل بعذاب اآلخرة‬

‫(‪)707/1‬‬

‫‪ { - 39‬فذوقوا عذابي ونذر }‬

‫(‪)707/1‬‬

‫‪ { - 40‬ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر }‬

‫(‪)707/1‬‬

‫‪ { - 41‬ولقد جاء آل فرعون } قومه معه { النذر } اإلنذار على لسان موسى وهارون فلم يؤمنوا بل ‪:‬‬
‫(‪)707/1‬‬

‫‪ { - 42‬كذبوا بآياتنا كلها } التسع التي أوتيها موسى { فأخذناهم } بالعذاب { أخذ عزيز } قوي { مقتدر }‬
‫قادر ال يعجزه شيء‬

‫(‪)707/1‬‬

‫‪ { - 43‬أكفاركم } يا قريش { خير من أولئكم } المذكورين من قوم نوح إلى فرعون فلم يعذروا { أم لكم } يا‬
‫كفار قريش { براءة } من العذاب { في الزبر } الكتب واإلستفهام في الموضعين بمعنى النفي أي ليس األمر‬
‫كذلك‬

‫(‪)707/1‬‬

‫‪ { - 44‬أم يقولون } أي كفار قريش { نحن جميع } جمع { منتصر } على محمد ولما قال أبو جهل يوم بدر‬
‫إنا جمع منتصر نزل ‪:‬‬

‫(‪)707/1‬‬

‫‪ { - 45‬سيهزم الجمع ويولون الدبر } فهزموا ببدر ونصر رسول هللا صلى هللا عليه و سلم عليهم‬

‫(‪)708/1‬‬

‫‪ { - 46‬بل الساعة موعدهم } بالعذاب { والساعة } أي عذابها { أدهى } أعظم بلية { وأمر } أشد مرارة‬
‫من عذاب الدنيا‬

‫(‪)708/1‬‬

‫‪ { - 47‬إن المجرمين في ضالل } هالك بالقتل في الدنيا { وسعر } نار مسعرة بالتشديد أي مهيجة في‬
‫اآلخرة‬
‫(‪)708/1‬‬

‫‪ { - 48‬يوم يسحبون في النار على وجوههم } في اآلخرة ويقال لهم { ذوقوا مس سقر } إصابة جهنم لكم‬

‫(‪)708/1‬‬

‫‪ { - 49‬إنا كل شيء } منصوب بفعل يفسره { خلقناه بقدر } بتقدير حال من كل أي مقدرا وقرىء كل بالرفع‬
‫مبتدأ خبره خلقناه‬

‫(‪)708/1‬‬

‫‪ { - 50‬وما أمرنا } لشيء نريد وجوده { إال } مرة { واحدة كلمح بالبصر } في السرعة وهي قول ‪ :‬كن‬
‫فيوجد { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون }‬

‫(‪)708/1‬‬

‫‪ { - 51‬ولقد أهلكنا أشياعكم } أشباهكم في الكفر من األمم الماضية { فهل من مدكر } استفهام بمعنى األمر‬
‫أي اذكروا واتعظوا‬

‫(‪)708/1‬‬

‫‪ { - 52‬وكل شيء فعلوه } أي العباد مكتوب { في الزبر } كتب الحفظة‬

‫(‪)708/1‬‬

‫‪ { - 53‬وكل صغير وكبير } من الذنب أو العمل { مستطر } مكتوب في اللوح المحفوظ‬

‫(‪)708/1‬‬
‫‪ { - 54‬إن المتقين في جنات } بساتين { ونهر } أريد به الجنس وقرىء بضم النون والهاء جمعا كأسد وأسد‬
‫والمعنى أنهم يشربون من أنهارها الماء واللبن والعسل والخمر‬

‫(‪)708/1‬‬

‫‪ { - 55‬في مقعد صدق } مجلس حق ال لغو فيه وال تأثيم أريد به الجنس وقرىء مقاعد المعنى أنهم في‬
‫مجالس من الجنات سالمة من اللغو والتأثيم بخالف مجالس الدنيا فقل أن تسلم من ذلك وأعرب هذا خبرا ثانيا‬
‫وبدال وهو صادق ببدل البعض وغيره { عند مليك } مثال مبالغة أي عزيز الملك واسعه { مقتدر } قادر ال‬
‫يعجزه شيء وهو هللا تعالى وعند إشارة إلى الرتبة والقربة من فضله تعالى‬

‫(‪)708/1‬‬

‫سورة الرحمن‬
‫[ مكية إال آية ‪ 29‬فمدنية وآياتها ست أو ثمان وسبعون ]‬
‫‪ { - 1‬الرحمن }‬

‫(‪)708/1‬‬

‫‪ { - 2‬علم } من شاء { القرآن }‬

‫(‪)708/1‬‬

‫‪ { - 3‬خلق اإلنسان } أي الجنس‬

‫(‪)708/1‬‬

‫‪ { - 4‬علمه البيان } النطق‬

‫(‪)708/1‬‬
‫‪ { - 5‬الشمس والقمر بحسبان } يجريان‬

‫(‪)709/1‬‬

‫‪ { - 6‬والنجم } ما ال ساق له من النبات { والشجر } ما له ساق { يسجدان } يخضعان لما يراد منهما‬

‫(‪)709/1‬‬

‫‪ { - 7‬والسماء رفعها ووضع الميزان } أثبت العدل‬

‫(‪)709/1‬‬

‫‪ { - 8‬أن ال تطغوا } أي ألجل أن ال تجوروا { في الميزان } ما يوزن به‬

‫(‪)709/1‬‬

‫‪ { - 9‬وأقيموا الوزن بالقسط } بالعدل { وال تخسروا الميزان } تنقصوا الموزون‬

‫(‪)709/1‬‬

‫‪ { - 10‬واألرض وضعها } أثبتها { لألنام } للخلق اإلنس والجن وغيرهم‬

‫(‪)709/1‬‬

‫‪ { - 11‬فيها فاكهة والنخل } المعهود { ذات األكمام } أوعية طلعها‬

‫(‪)709/1‬‬
‫‪ { - 12‬والحب } كالحنطة والشعير { ذو العصف } التين { والريحان } الورق المشموم‬

‫(‪)709/1‬‬

‫‪ { - 13‬فبأي آالء } نعم { ربكما } أيها اإلنس والجن { تكذبان } ذكرت إحدى وثالثين مرة واإلستفهام فيها‬
‫للتقرير لما روى الحاكم عن جابر قال ‪ :‬قرأ علينا رسول هللا صلى هللا عليه و سلم سورة الرحمن حتى ختمها‬
‫ثم قال ‪ [ :‬مالي أراكم سكوتا للجن كانوا أحسن منكم ردا ما قرأت عليهم هذه اآلية من مرة { فبأي آالء ربكما‬
‫تكذبان } إال قالوا ‪ :‬وال بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد ]‬

‫(‪)709/1‬‬

‫‪ { - 14‬خلق اإلنسان } آدم { من صلصال } طين يابس يسمع له صلصلة أي صوت إذا نقر { كالفخار }‬
‫وهو ما طبخ من الطين‬

‫(‪)709/1‬‬

‫‪ { - 15‬وخلق الجان } أبا الجن وهو إبليس { من مارج من نار } هو لهبا الخالص من الدخان‬

‫(‪)709/1‬‬

‫‪ { - 16‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)709/1‬‬

‫‪ { - 17‬رب المشرقين } مشرق الشتاء ومشرق الصيف { ورب المغربين } كذلك‬

‫(‪)709/1‬‬

‫‪ { - 18‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬


‫(‪)709/1‬‬

‫‪ { - 19‬مرج } أرسل { البحرين } العذب والملح { يلتقيان } في رأي العين‬

‫(‪)709/1‬‬

‫‪ { - 20‬بينهما برزخ } حاجز من قدرته تعالى { ال يبغيان } ال يبغي واحد منهما على اآلخر فيختلط به‬

‫(‪)709/1‬‬

‫‪ { - 21‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)709/1‬‬

‫‪ { - 22‬يخرج } بالبناء للمفعول والفاعل { منهما } من مجموعهما الصادق بأحدهما وهو الملح { اللؤلؤ‬
‫والمرجان } خرز أحمر أو صغار اللؤلؤ‬

‫(‪)709/1‬‬

‫‪ { - 23‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)710/1‬‬

‫‪ { - 24‬وله الجوار } السفن { المنشآت } المحدثات { في البحر كاألعالم } كالجبال عظما وارتفاعا‬

‫(‪)710/1‬‬

‫‪ { - 25‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬


‫(‪)710/1‬‬

‫‪ { - 26‬كل من عليها } أي األرض من الحيوان { فان } هالك وعبر بمن تغليبا للعقالء‬

‫(‪)710/1‬‬

‫‪ { - 27‬ويبقى وجه ربك } ذاته { ذو الجالل } العظمة { واإلكرام } للمؤمنين بأنعمه عليهم‬

‫(‪)710/1‬‬

‫‪ { - 28‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)710/1‬‬

‫‪ { - 29‬يسأله من في السماوات واألرض } بنطق أو حال ‪ :‬ما يحتاجون إليه من القوة على العبادة والرزق‬
‫والمغفرة وغير ذلك { كل يوم } وقت { هو في شأن } أمر يظهره على وفق ما قدره في األزل من إحياء‬
‫وإماتة وإعزاز وإذالل وإغناء وإعدام وإجابة داع وإعطاء سائل وغير ذلك‬

‫(‪)710/1‬‬

‫‪ { - 30‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)710/1‬‬

‫‪ { - 31‬سنفرغ لكم } سنقصد لحسابكم { أيها الثقالن } اإلنس والجن‬

‫(‪)710/1‬‬
‫‪ { - 32‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)710/1‬‬

‫‪ { - 33‬يا معشر الجن واإلنس إن استطعتم أن تنفذوا } تخرجوا { من أقطار } نواحي { السماوات واألرض‬
‫فانفذوا } أمر تعجيز { ال تنفذون إال بسلطان } بقوة وال قوة لكم على ذلك‬

‫(‪)710/1‬‬

‫‪ { - 34‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)710/1‬‬

‫‪ { - 35‬يرسل عليكما شواظ من نار } هو لهبها الخالص من الدخان أو معه { ونحاس } أي دخان ال لهب‬
‫فيه { فال تنتصران } تمتنعان من ذلك بل يسوقكم إلى المحشر‬

‫(‪)710/1‬‬

‫‪ { - 36‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)710/1‬‬

‫‪ { - 37‬فإذا انشقت السماء } انفرجت أبوابا لنزول المالئكة { فكانت وردة } أي مثلها محمرة { كالدهان }‬
‫كاألديم األحمر على خالف العهد بها وجواب إذا فما أعظم الهول‬

‫(‪)711/1‬‬

‫‪ { - 38‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)711/1‬‬
‫‪ { - 39‬فيومئذ ال يسأل عن ذنبه إنس وال جان } عن ذنبه ويسألون في وقت آخر { فوربك لنسألنهم‬
‫أجمعين } والجان هنا وفيما سيأتي بمعنى الجن واإلنس فيهما بمعنى اإلنسي‬

‫(‪)711/1‬‬

‫‪ { - 40‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)711/1‬‬

‫‪ { - 41‬يعرف المجرمون بسيماهم } سواد الوجوه وزرقة العيون { فيؤخذ بالنواصي واألقدام }‬

‫(‪)711/1‬‬

‫‪ { - 42‬فبأي آالء ربكما تكذبان } تضم ناصية كل منهم إلى قدميه من خلف أو قدام ويلقى في النار ويقال‬
‫لهم ‪:‬‬

‫(‪)711/1‬‬

‫‪ { - 43‬هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون }‬

‫(‪)711/1‬‬

‫‪ { - 44‬يطوفون } يسعون { بينها وبين حميم } ماء حار { آن } شديد الحرارة يسقونه إذا استغاثوا من حر‬
‫النار وهو منقوص كقاض‬

‫(‪)711/1‬‬

‫‪ { - 45‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬


‫(‪)711/1‬‬

‫‪ { - 46‬ولمن خاف } أي لكل منهم أو لمجموعهم { مقام ربه } قيامه بين يديه للحساب فترك معصيته‬
‫{ جنتان }‬

‫(‪)711/1‬‬

‫‪ { - 47‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)711/1‬‬

‫‪ { - 48‬ذواتا } تثنية ذوات على األصل والمها ياء { أفنان } أغصان جمع فنن كطلل‬

‫(‪)711/1‬‬

‫‪ { - 49‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)711/1‬‬

‫‪ { - 50‬فيهما عينان تجريان }‬

‫(‪)711/1‬‬

‫‪ { - 51‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)711/1‬‬
‫‪ { - 52‬فيهما من كل فاكهة } في الدنيا أو كل ما يتفكه به { زوجان } نوعان رطب ويابس والمر منهما في‬
‫الدنيا كالحنظل حلو‬

‫(‪)711/1‬‬

‫‪ { - 53‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)711/1‬‬

‫‪ { - 54‬متكئين } حال عامله محذوف أي يتنعمون { على فرش بطائنها من إستبرق } ما غلظ من الديباج‬
‫وخشن والظهائر من السندس { وجنى الجنتين } ثمرها { دان } قريب يناله القائم والقاعد والمضطجع‬

‫(‪)711/1‬‬

‫‪ { - 55‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)712/1‬‬

‫‪ { - 56‬فيهن } في الجنتين وما اشتملتا عليه من العاللي والقصور { قاصرات الطرف } العين على‬
‫أزواجهن المتكئين من اإلنس والجن { لم يطمثهن } يفتضهن وهن من الحور أو من نساء الدنيا المنشآت‬
‫{ إنس قبلهم وال جان }‬

‫(‪)712/1‬‬

‫‪ { - 57‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)712/1‬‬

‫‪ { - 58‬كأنهن الياقوت } صفاء { والمرجان } اللؤلؤ بياضا‬


‫(‪)712/1‬‬

‫‪ { - 59‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)712/1‬‬

‫‪ { - 60‬هل } ما { جزاء اإلحسان } بالطاعة { إال اإلحسان } بالنعيم‬

‫(‪)712/1‬‬

‫‪ { - 61‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)712/1‬‬

‫‪ { - 62‬ومن دونهما } أي الجنتين المذكورتين { جنتان } أيضا لمن خاف مقام ربه‬

‫(‪)712/1‬‬

‫‪ { - 63‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)712/1‬‬

‫‪ { - 64‬مدهامتان } سوداوان من شدة خضرتهما‬

‫(‪)712/1‬‬

‫‪ { - 65‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬


‫(‪)712/1‬‬

‫‪ { - 66‬فيهما عينان نضاختان } فوارتان بالماء‬

‫(‪)712/1‬‬

‫‪ { - 67‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)712/1‬‬

‫‪ { - 68‬فيهما فاكهة ونخل ورمان } هما منها وقيل من غيرها‬

‫(‪)712/1‬‬

‫‪ { - 69‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)712/1‬‬

‫‪ { - 70‬فيهن } أي الجنتين وما فيهما { خيرات } أخالقا { حسان } وجوها‬

‫(‪)712/1‬‬

‫‪ { - 71‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)712/1‬‬

‫‪ { - 72‬حور } شديدات سواد العيون وبياضها { مقصورات } مستورات { في الخيام } من در مجوف‬


‫مضافة إلى القصور شبيهة بالخدور‬
‫(‪)712/1‬‬

‫‪ { - 73‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)713/1‬‬

‫‪ { - 74‬لم يطمثهن إنس قبلهم } قبل أزواجهن { وال جان }‬

‫(‪)713/1‬‬

‫‪ { - 75‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)713/1‬‬

‫‪ { - 76‬متكئين } أي أزواجهم وإعرابه كما تقدم { على رفرف خضر } جمع رفرفة أي بسط أو وسائد‬
‫{ وعبقري حسان } جمع عبقرية أي طنافس‬

‫(‪)713/1‬‬

‫‪ { - 77‬فبأي آالء ربكما تكذبان }‬

‫(‪)713/1‬‬

‫‪ { - 78‬تبارك اسم ربك ذي الجالل واإلكرام } تقدم ولفظ اسم زائد‬

‫(‪)713/1‬‬
‫سورة الواقعة‬
‫[ مكية إال آيتي ‪ 81‬و‪ 82‬فمدنيتان ]‬
‫وآياتها ‪ 96‬أو ‪ 97‬أو ‪99‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬إذا وقعت الواقعة } قامت القيامة‬

‫(‪)713/1‬‬

‫‪ { - 2‬ليس لوقعتها كاذبة } نفس تكذب بأن تنفيها كما نفتها في الدنيا‬

‫(‪)713/1‬‬

‫‪ { - 3‬خافضة رافعة } مظهرة لخفض أقوام بدخولهم النار ولرفع آخرين بدخولهم الجنة‬

‫(‪)713/1‬‬

‫‪ { - 4‬إذا رجت األرض رجا } حركت حركة شديدة‬

‫(‪)713/1‬‬

‫‪ { - 5‬وبست الجبال بسا } فتتت‬

‫(‪)713/1‬‬

‫‪ { - 6‬فكانت هباء } غبارا { منبثا } منتشرا وإذا الثانية بدل من األولى‬

‫(‪)713/1‬‬

‫‪ { - 7‬وكنتم } في القيامة { أزواجا } أصنافا { ثالثة }‬


‫(‪)713/1‬‬

‫‪ { - 8‬فأصحاب الميمنة } وهم الذين يؤتون كتبهم بإيمانهم مبتدأ خبره { ما أصحاب الميمنة } تعظيم لشأنها‬
‫بدخولهم الجنة‬

‫(‪)713/1‬‬

‫‪ { - 9‬وأصحاب المشأمة } الشمال بأن يؤتى كل منهم كتابه بشماله { ما أصحاب المشأمة } تحقير لشأنهم‬
‫بدخولهم النار‬

‫(‪)713/1‬‬

‫‪ { - 10‬والسابقون } إلى الخير وهم األنبياء مبتدأ { السابقون } تأكيد لتعظيم شأنهم‬

‫(‪)714/1‬‬

‫‪ { - 11‬أولئك المقربون }‬

‫(‪)714/1‬‬

‫‪ { - 12‬في جنات النعيم }‬

‫(‪)714/1‬‬

‫‪ { - 13‬ثلة من األولين } مبتدأ أي جماعة من األمم الماضية‬

‫(‪)714/1‬‬
‫‪ { - 14‬وقليل من اآلخرين } من أمة محمد صلى هللا عليه و سلم وهم السابقون من األمم الماضية وهذه األمة‬
‫والخبر‬

‫(‪)714/1‬‬

‫‪ { - 15‬على سرر موضونة } منسوجة بقضبان الذهب والجواهر‬

‫(‪)714/1‬‬

‫‪ { - 16‬متكئين عليها متقابلين } حاالن من الضمير في الخبر‬

‫(‪)714/1‬‬

‫‪ { - 17‬يطوف عليهم } للخدمة { ولدان مخلدون } على شكل األوالد ال يهرمون‬

‫(‪)714/1‬‬

‫‪ { - 18‬بأكواب } أقداح ال عرا لها { وأباريق } لها عرا وخراطيم { وكأس } إناء شرب الخمر { من‬
‫معين } أي خمر جارية من منبع ال ينقطع أبدا‬

‫(‪)714/1‬‬

‫‪ { - 19‬ال يصدعون عنها وال ينزفون } بفتح الزاي وكسرها من نزف الشارب وأنزف أي ال يحصل لهم‬
‫منها صداع وال ذهاب عقل بخالف خمر الدنيا‬

‫(‪)714/1‬‬

‫‪ { - 20‬وفاكهة مما يتخيرون }‬

‫(‪)714/1‬‬
‫‪ { - 21‬ولحم طير مما يشتهون } لهم لإلستمتاع‬

‫(‪)714/1‬‬

‫‪ { - 22‬و حور } نساء شديدات سواد العيون وبياضها { عين } ضخام العيون كسرت عينه بدل ضمها‬
‫لمجانسة الياء ومفرده عيناه كحمراء وفي قراءة بجر حور عين‬

‫(‪)714/1‬‬

‫‪ { - 23‬كأمثال اللؤلؤ المكنون } المصون‬

‫(‪)714/1‬‬

‫‪ { - 24‬جزاء } مفعول له أو مصدر والعامل المقدر أي جعلنا لهم ما ذكر للجزاء أو جزيناهم { بما كانوا‬
‫يعملون }‬

‫(‪)714/1‬‬

‫‪ { - 25‬ال يسمعون فيها } في الجنة { لغوا } فاحشا من الكالم { وال تأثيما } ما يؤثم‬

‫(‪)714/1‬‬

‫‪ { - 26‬إال } لكن { قليال } قوال { سالما سالما } بدل من قيال فإنهم يسمعونه‬

‫(‪)714/1‬‬

‫‪ { - 27‬وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين }‬


‫(‪)714/1‬‬

‫‪ { - 28‬في سدر } شجرة النبق { مخضود } ال شوك فيه‬

‫(‪)714/1‬‬

‫‪ { - 29‬وطلح } شجر الموز { منضود } بالحمل من أسفله إلى أعاله‬

‫(‪)714/1‬‬

‫‪ { - 30‬وظل ممدود } دائم‬

‫(‪)714/1‬‬

‫‪ { - 31‬وماء مسكوب } جار دائما‬

‫(‪)714/1‬‬

‫‪ { - 32‬وفاكهة كثيرة }‬

‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 33‬ال مقطوعة } في زمن { وال ممنوعة } بثمن‬

‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 34‬وفرش مرفوعة } على السرر‬


‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 35‬إنا أنشأناهن إنشاء } الحور العين من غير والدة‬

‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 36‬فجعلناهن أبكارا } عذارى كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن عذارى وال وجع‬

‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 37‬عربا } بضم الراء وسكونها جمع عروب وهي المتحببة إلى زوجها عشقا له { أترابا } جمع ترب‬
‫أي مستويات في السن‬

‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 38‬ألصحاب اليمين } صلة أنشأناهن أو جعلناهن وهم ‪:‬‬

‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 39‬ثلة من األولين }‬

‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 40‬وثلة من اآلخرين }‬

‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 41‬وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال }‬


‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 42‬في سموم } ريح حارة من النار تنفذ في المسام { وحميم } ماء شديد الحرارة‬

‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 43‬وظل من يحموم } دخان شديد السواد‬

‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 44‬ال بارد } كغيره من الظالل { وال كريم } حسن المنظر‬

‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 45‬إنهم كانوا قبل ذلك } في الدنيا { مترفين } منعمين ال يتعبون في الطاعة‬

‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 46‬وكانوا يصرون على الحنث } الذنب { العظيم } الشرك‬

‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 47‬وكانوا يقولون أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون } في الهمزتين في الموضعين التحقيق‬
‫وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين‬

‫(‪)715/1‬‬
‫‪ { - 48‬أو آباؤنا األولون } بفتح الواو للعطف والهمزة لإلستفهام وهو في ذلك وفيما قبله لإلستبعاد وفي‬
‫قراءة بسكون الواو عطفا بأو والمعطوف عليه محل إن واسمها‬

‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 49‬قل إن األولين واآلخرين }‬

‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 50‬لمجموعون إلى ميقات } لوقت { يوم معلوم } أي يوم القيامة‬

‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 51‬ثم إنكم أيها الضالون المكذبون }‬

‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 52‬آلكلون من شجر من زقوم } بيان للشجر‬

‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 53‬فمالئون منها } من الشجر { البطون }‬

‫(‪)715/1‬‬

‫‪ { - 54‬فشاربون عليه } أي الزقوم المأكول { من الحميم }‬

‫(‪)715/1‬‬
‫‪ { - 55‬فشاربون شرب } بفتح الشين وضمها مصدر { الهيم } اإلبل العطاش جمع هيمان للذكر وهيمى‬
‫لألنثى كعطشان وعطشى‬

‫(‪)716/1‬‬

‫‪ { - 56‬هذا نزلهم } ما أعدلهم { يوم الدين } يوم القيامة‬

‫(‪)716/1‬‬

‫‪ { - 57‬نحن خلقناكم } أوجدناكم من عدم { فلوال } هال { تصدقون } بالبعث إذ القادر على اإلنشاء قادر‬
‫على اإلعادة‬

‫(‪)716/1‬‬

‫‪ { - 58‬أفرأيتم ما تمنون } تريقون من المني في أرحام النساء‬

‫(‪)716/1‬‬

‫‪ { - 59‬أأنتم } بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة واألخرى وتركه في‬
‫المواضع األخرى { تخلقونه } أي المني بشرا { أم نحن الخالقون }‬

‫(‪)716/1‬‬

‫‪ { - 60‬نحن قدرنا } بالتشديد والتخفيف { بينكم الموت وما نحن بمسبوقين } بعاجزين‬

‫(‪)716/1‬‬

‫‪ { - 61‬على } عن { أن نبدل } نجعل { أمثالكم } مكانكم { وننشئكم } نخلقكم { في ما ال تعلمون } من‬


‫الصور كالقردة والخنازير‬
‫(‪)716/1‬‬

‫‪ { - 62‬ولقد علمتم النشأة األولى } وفي قراءة بسكون الشين { فلوال تذكرون } فيه إدغام التاء الثانية في‬
‫األصل في الذال‬

‫(‪)716/1‬‬

‫‪ { - 63‬أفرأيتم ما تحرثون } تثيرون في األرض وتلقون البذر فيها‬

‫(‪)716/1‬‬

‫‪ { - 64‬أأنتم تزرعونه } تنبتونه { أم نحن الزارعون }‬

‫(‪)716/1‬‬

‫‪ { - 65‬لو نشاء لجعلناه حطاما } نباتا يابسا ال حب فيه { فظلتم } أصله ظللتم بكسر الالم حذفت تخفيفا أي‬
‫أقمتم نهارا { تفكهون } حذغفت منه إحدى التاءين في األصل تعجبون من ذلك وتقولون ‪:‬‬

‫(‪)716/1‬‬

‫‪ { - 66‬إنا لمغرمون } نفقة زرعنا‬

‫(‪)716/1‬‬

‫‪ { - 67‬بل نحن محرومون } ممنوعون رزقنا‬

‫(‪)716/1‬‬
‫‪ { - 68‬أفرأيتم الماء الذي تشربون }‬

‫(‪)716/1‬‬

‫‪ { - 69‬أأنتم أنزلتموه من المزن } السحاب جمع مزنة { أم نحن المنزلون }‬

‫(‪)716/1‬‬

‫‪ { - 70‬لو نشاء جعلناه أجاجا } ملحا ال يمكن شربه { فلوال } هال { تشكرون }‬

‫(‪)716/1‬‬

‫‪ { - 71‬أفرأيتم النار التي تورون } تخرجون من الشجر األخضر‬

‫(‪)716/1‬‬

‫‪ { - 72‬أأنتم أنشأتم شجرتها } كالمرخ والعفار والكلخ { أم نحن المنشئون }‬

‫(‪)716/1‬‬

‫‪ { - 73‬نحن جعلناها تذكرة } لنار جهنم { ومتاعا } بلغة { للمقوين } للمسافرين من أقوى القوم ‪ :‬أي‬
‫صاروا بالقوى بالقصر والمد أي القفر وهو مفازة ال نبات فيها وال ماء‬

‫(‪)717/1‬‬

‫‪ { - 74‬فسبح } نزه { باسم } زائدة { ربك العظيم } هللا‬

‫(‪)717/1‬‬
‫‪ { - 75‬فال أقسم } ال زائدة { بمواقع النجوم } بمساقطها لغروبها‬

‫(‪)717/1‬‬

‫‪ { - 76‬وإنه } أي القسم بها { لقسم لو تعلمون عظيم } لو كنتم من ذوي العلم لعلمتم عظم هذا القسم‬

‫(‪)717/1‬‬

‫‪ { - 77‬إنه } أي المتلو عليكم { لقرآن كريم }‬

‫(‪)717/1‬‬

‫‪ { - 78‬في كتاب } مكتوب { مكنون } مصون وهو المصحف‬

‫(‪)717/1‬‬

‫‪ { - 79‬ال يمسه } خبر بمعنى النهي { إال المطهرون } الذين طهروا أنفسهم من األحداث‬

‫(‪)717/1‬‬

‫‪ { - 80‬تنزيل } منزل { من رب العالمين }‬

‫(‪)717/1‬‬

‫‪ { - 81‬أفبهذا الحديث } القرآن { أنتم مدهنون } متهاونون مكذبون‬

‫(‪)717/1‬‬
‫‪ { - 82‬وتجعلون رزقكم } من المطر أي شكره { أنكم تكذبون } بسقيا هللا حيث قلتم مطرنا بنوء كذا‬

‫(‪)717/1‬‬

‫‪ { - 83‬فلوال } فهال { إذا بلغت } الروح وقت النزع { الحلقوم } هو مجرى الطعام‬

‫(‪)717/1‬‬

‫‪ { - 84‬وأنتم } يا حاضري الميت { حينئذ تنظرون } اليه‬

‫(‪)717/1‬‬

‫‪ { - 85‬ونحن أقرب إليه منكم } بالعلم { ولكن ال تبصرون } من البصيرة أي ال تعلمون ذلك‬

‫(‪)717/1‬‬

‫‪ { - 86‬فلوال } فهال { إن كنتم غير مدينين } مجزيين بأن تبعثوا أي غير مبعوثين بزعمكم‬

‫(‪)717/1‬‬

‫‪ { - 87‬ترجعونها } تردون الروح إلى الجسد بعد بلوغ الحلقوم { إن كنتم صادقين } فيما زعمتم فلوال الثانية‬
‫تأكيد لألولى وإذا ظرف لترجعون المتعلق به الشرطان والمعنى ‪ :‬هال ترجعونها إن نفيتم البعث صادقين في‬
‫نفيه أي لينتفي عن محلها الموت كالبعث‬

‫(‪)717/1‬‬

‫‪ { - 88‬فأما إن كان } الميت { من المقربين }‬

‫(‪)717/1‬‬
‫‪ { - 89‬فروح } أي فله استراحة { وريحان } رزق حسن { وجنة نعيم } وهل الجواب ألما أو إلن أو لهما ؟‬
‫أقوال‬

‫(‪)718/1‬‬

‫‪ { - 90‬وأما إن كان من أصحاب اليمين }‬

‫(‪)718/1‬‬

‫‪ { - 91‬فسالم لك } أي له السالمة من العذاب { من أصحاب اليمين } من جهة أنه منهم‬

‫(‪)718/1‬‬

‫‪ { - 92‬وأما إن كان من المكذبين الضالين }‬

‫(‪)718/1‬‬

‫‪ { - 93‬فنزل من حميم }‬

‫(‪)718/1‬‬

‫‪ { - 94‬وتصلية جحيم }‬

‫(‪)718/1‬‬

‫‪ { - 95‬إن هذا لهو حق اليقين } من إضافة الموصوف إلى صفته‬

‫(‪)718/1‬‬
‫‪ { - 96‬فسبح باسم ربك العظيم } تقدم‬

‫(‪)718/1‬‬

‫سورة الحديد‬
‫[ مكية أو مدنية وآياتها ‪] 29‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬سبح هلل ما في السموات واألرض } أي نزهه كل شيء فالالم مزيدة وجيء بما دون من تغليبا لألكثر‬
‫{ وهو العزيز } في ملكه { الحكيم } في صنعه‬

‫(‪)718/1‬‬

‫‪ { - 2‬له ملك السماوات واألرض يحيي } باإلنشاء { ويميت } بعده { وهو على كل شيء قدير }‬

‫(‪)718/1‬‬

‫‪ { - 3‬هو األول } قبل كل شيء بال بداية { واآلخر } بعد كل شيء بال نهاية { والظاهر } باألدلة عليه‬
‫{ والباطن } عن إدراك الحواس { وهو بكل شيء عليم }‬

‫(‪)718/1‬‬

‫‪ { - 4‬هو الذي خلق السماوات واألرض في ستة أيام } من أيام الدنيا أولها األحد وآخرها الجمعة { ثم استوى‬
‫على العرش } الكرسي استواء يليق به { يعلم ما يلج } يدخل { في األرض } كالمطر واألموات { وما‬
‫يخرج منها } كالنبات والمعادن { وما ينزل من السماء } كالرحمة والعذاب { وما يعرج } يصعد { فيها }‬
‫كاألعمال الصالحة والسيئة { وهو معكم } بعلمه { أين ما كنتم وهللا بما تعملون بصير }‬

‫(‪)718/1‬‬

‫‪ { - 5‬له ملك السماوات واألرض وإلى هللا ترجع األمور } الموجودات جميعها‬
‫(‪)719/1‬‬

‫‪ { - 6‬يولج الليل } يدخله { في النهار } فيزيد وينقص الليل { ويولج النهار في الليل } فيزيد وينقص النهار‬
‫{ وهو عليم بذات الصدور } بما فيها من األسرار والمعتقدات‬

‫(‪)719/1‬‬

‫‪ { - 7‬آمنوا } داوموا على اإليمان { باهلل ورسوله وأنفقوا } في سبيل هللا { مما جعلكم مستخلفين فيه } من‬
‫مال من تقدمكم وسيخلفكم فيه من بعدكم نزل في غزوة العسرة وهي غزوة تبوك { فالذين آمنوا منكم‬
‫وأنفقوا } إشارة إلى عثمان رضي هللا عنه { لهم أجر كبير }‬

‫(‪)719/1‬‬

‫‪ { - 8‬وما لكم ال تؤمنون } خطاب للكفار أي ال مانع لكم من اإليمان { باهلل والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم‬
‫وقد أخذ } بضم الهمزة وكسر الخاء وبفتحها ونصب ما بعده { ميثاقكم } عليه أي أخذه هللا في عالم الذر حين‬
‫أشهدهم على نفسهم { ألست بربكم قالوا بلى } { إن كنتم مؤمنين } أي مريدين اإليمان به فبادروا إليه‬

‫(‪)719/1‬‬

‫‪ { - 9‬هو الذي ينزل على عبده آيات بينات } آيات القرآن { ليخرجكم من الظلمات } الكفر { إلى النور }‬
‫اإليمان { وإن هللا بكم } في إخراجكم من الكفر إلى اإليمان { لرؤوف رحيم }‬

‫(‪)719/1‬‬

‫‪ { - 10‬وما لكم } بعد إيمانكم { أال } فيه إدغام نون أن في الم ال { تنفقوا في سبيل هللا وهلل ميراث السماوات‬
‫واألرض } بما فيهما فتصل إليه أموالكم من غبير أجر اإلنفاق بخالف ما لو أنفقتم فتؤجرون { ال يستوي‬
‫منكم من أنفق من قبل الفتح } لمكة { وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكال } من‬
‫الفريقين وفي قراءة بالرفع مبتدأ { وعد هللا الحسنى } الجنة { وهللا بما تعملون خبير } فيجازيكم به‬

‫(‪)720/1‬‬
‫‪ { - 11‬من ذا الذي يقرض هللا } بإنفاق ماله في سبيل هللا { قرضا حسنا } بأن ينفقه هلل { فيضاعفه } وفي‬
‫قراءة فيضعفه بالتشديد { له } من عشر إلى أكثر من سبعمائة كما ذكر في البقرة { وله } مع المضاعفة‬
‫{ أجر كريم } مقترن به رضا وإقبال‬

‫(‪)720/1‬‬

‫‪ - 12‬اذكر { يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم } أمامهم { و } يكون { بأيمانهم }‬
‫ويقال لهم ‪ { :‬بشراكم اليوم جنات } أي ادخلوها { تجري من تحتها األنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز‬
‫العظيم }‬

‫(‪)720/1‬‬

‫‪ { - 13‬يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا } أبصرونا وفي قراءة بفتح الهمزة وكسر الظاء ‪:‬‬
‫أمهلونا { نقتبس } نأخذ القبس واإلضاءة { من نوركم قيل } لهم استهزاء بهم { ارجعوا وراءكم فالتمسوا‬
‫نورا } فرجعوا { فضرب بينهم } وبين المؤمنين { بسور } قيل هو سور األعراف { له باب باطنه فيه‬
‫الرحمة } من جهة المؤمنين { وظاهره } من جهة المنافقين { من قبله العذاب }‬

‫(‪)720/1‬‬

‫‪ { - 14‬ينادونهم ألم نكن معكم } على الطاعة { قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم } بالنفاق { وتربصتم }‬
‫بالمؤمنين الدوائر { وارتبتم } شككتم في دين اإلسالم { وغرتكم األماني } األطماع { حتى جاء أمر هللا }‬
‫الموت { وغركم باهلل الغرور } الشيطان‬

‫(‪)721/1‬‬

‫‪ { - 15‬فاليوم ال يؤخذ } بالياء والتاء { منكم فدية وال من الذين كفروا مأواكم النار هي موالكم } أولى بكم‬
‫{ وبئس المصير } هي‬

‫(‪)721/1‬‬

‫‪ { - 16‬ألم يأن } يحن { للذين آمنوا } نزلت في شأن الصحابة لما أكثروا المزاح { أن تخشع قلوبهم لذكر‬
‫هللا وما نزل } بالتشديد والتخفيف { من الحق } القرآن { وال يكونوا } معطوف على تخشع { كالذين أوتوا‬
‫الكتاب من قبل } هم اليهود والنصارى { فطال عليهم األمد } الزمن بينهم وبين أنبيائهم { فقست قلوبهم } لم‬
‫تلن لذكر هللا { وكثير منهم فاسقون }‬

‫(‪)721/1‬‬

‫‪ { - 17‬اعلموا } خطاب للمؤمنين المذكورين { أن هللا يحيي األرض بعد موتها } بالنبات فكذلك يفعل‬
‫بقلوبكم يردها إلى الخشوع { قد بينا لكم اآليات } الدالة على قدرتنا بهذا وغيره { لعلكم تعقلون }‬

‫(‪)721/1‬‬

‫‪ { - 18‬إن المصدقين } من التصدق أدغمت التاء في الصاد أي الذين تصدقوا { والمصدقات } الالتي‬
‫تصدقن وفي قراءة بتخفيف الصاد فيهما من التصديق واإليمان { وأقرضوا هللا قرضا حسنا } راجع إلى‬
‫الذكور واإلناث بالتغليب وعطف الفعل على اإلسم في صلة أل ألنه فيها حل محل الفعل وذكر القرض‬
‫بوصفه بعد التصدق تقييد له { يضاعف } وفي قراءة يضعف بالتشديد أي قرضهم { لهم ولهم أجر كريم }‬

‫(‪)721/1‬‬

‫‪ { - 19‬والذين آمنوا باهلل ورسله أولئك هم الصديقون } المبالغون في التصديق { والشهداء عند ربهم } على‬
‫المكذبين من األمم { لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا } الدالة على وحدانيتنا { أولئك أصحاب‬
‫الجحيم } النار‬

‫(‪)722/1‬‬

‫‪ { - 20‬اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة } تزيين { وتفاخر بينكم وتكاثر في األموال واألوالد } أي‬
‫اإلشتغال فيها وأما الطاعات وما يعين عليها فمن أمور اآلخرة { كمثل } أي هي في إعجابها لكم‬
‫واضمحاللها كمثل { غيث } مطر { أعجب الكفار } الزراع { نباته } الناشىء عنه { ثم يهيج } ييبس‬
‫{ فتراه مصفرا ثم يكون حطاما } فتاتا يضمحل بالرياح { وفي اآلخرة عذاب شديد } لمن آثر عليها الدنيا‬
‫{ ومغفرة من هللا ورضوان } لمن لم يؤثر عليها الدنيا { وما الحياة الدنيا } ما التمتع فيها { إال متاع‬
‫الغرور }‬

‫(‪)722/1‬‬
‫‪ { - 21‬سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء واألرض } لو وصلت إحداهما باألخرى‬
‫والعرض ‪ :‬السعة { أعدت للذين آمنوا باهلل ورسله ذلك فضل هللا يؤتيه من يشاء وهللا ذو الفضل العظيم }‬

‫(‪)722/1‬‬

‫‪ { - 22‬ما أصاب من مصيبة في األرض } بالجدب { وال في أنفسكم } كالمرض وفقد الولد { إال في‬
‫كتاب } يعني اللوح المحفوظ { من قبل أن نبرأها } نخلقها ويقال في النعمة كذلك { إن ذلك على هللا يسير }‬

‫(‪)722/1‬‬

‫‪ { - 23‬لكيال } كي ناصبة للفعل بمعنى أن أي أخبر تعالى بذلك لئال { تأسوا } تحزنوا { على ما فاتكم وال‬
‫تفرحوا } فرح بطر بل فرح شكر على النعمة { بما آتاكم } بالمد أعطاكم وبالقصر جاءكم منه { وهللا ال‬
‫يحب كل مختال } متكبر بما أوتي { فخور } به على الناس‬

‫(‪)722/1‬‬

‫‪ { - 24‬الذين يبخلون } بما يجب عليهم { ويأمرون الناس بالبخل } به لهم وعيد شديد { ومن يتول } عما‬
‫يجب عليه { فإن هللا هو } ضمير فصل وفي قراءة بسقوطه { الغني } عن غيره { الحميد } ألوليائه‬

‫(‪)723/1‬‬

‫‪ { - 25‬لقد أرسلنا رسلنا } المالئكة إلى األنبياء { بالبينات } بالحجج القواطع { وأنزلنا معهم الكتاب }‬
‫بمعنى الكتب { والميزان } العدل { ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد } أخرجناه من المعادن { فيه بأس‬
‫شديد } يقاتل به { ومنافع للناس وليعلم هللا } علم مشاهدة معطوف على ليقوم الناس { من ينصره } بأن‬
‫ينصر دينه بآالت الحرب من الحديد وغيره { ورسله بالغيب } حال من هاء ينصره أي غائبا عنهم في الدنيا‬
‫قال ابن عباس ‪ :‬ينصرونه وال يبصرونه { إن هللا قوي عزيز } ال حاجة له إلى النصرة لكنها تنفع من يأتي‬
‫بها‬

‫(‪)723/1‬‬

‫‪ { - 26‬ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب } يعني الكتب األربعة ‪ :‬التوراة‬
‫واإلنجيل والزبور والفرقان فإنها في ذرية إبراهيم { فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون }‬
‫(‪)723/1‬‬

‫‪ { - 27‬ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه اإلنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة‬
‫ورحمة ورهبانية } هي رفض النساء واتخاذ الصوامع { ابتدعوها } من قبل أنفسهم { ما كتبناها عليهم } ما‬
‫أمرناهم بها { إال } لكن فعلوها { ابتغاء رضوان } مرضاة { هللا فما رعوها حق رعايتها } إذ تركها كثير‬
‫م نهم وكفروا بدين عيسى ودخلوا في دين ملكهم وبقي على دين عيسى كثير منهم فآمنوا بنبينا { فآتينا الذين‬
‫آمنوا } به { منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون }‬

‫(‪)723/1‬‬

‫‪ { - 28‬يا أيها الذين آمنوا } بعيسى { اتقوا هللا وآمنوا برسوله } محمد صلى هللا عليه و سلم وعيسى { يؤتكم‬
‫كفلين } نصيبين { من رحمته } إليمانكم بالنبيين { ويجعل لكم نورا تمشون به } على الصراط { ويغفر لكم‬
‫وهللا غفور رحيم }‬

‫(‪)724/1‬‬

‫‪ { - 29‬لئال يعلم } أي أعلمكم بذلك ليعلم { أهل الكتاب } التوراة الذين يؤمنوا بمحمد صلى هللا عليه و سلم‬
‫{ أن } مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن والمعنى أنهم { ال يقدرون على شيء من فضل هللا } خالف‬
‫ما في زعمهم أنهم أحباء هللا وأهل رضوانه { وأن الفضل بيد هللا يؤتيه } يعطيه { من يشاء } فآتى المؤمنين‬
‫منهم أجرهم مرتين كما تقدم { وهللا ذو الفضل العظيم }‬

‫(‪)724/1‬‬

‫سورة المجادلة‬
‫[ مدنية وآياتها اثنتان وعشرون ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬قد سمع هللا قول التي تجادلك } تراجعك أيها النبي { في زوجها } المظاهر منها وكان قال لها ‪ :‬أنت‬
‫علي ظهر أمي وقد سألت النبي صلى هللا عليه و سلم عن ذلك فأجابها بأنها حرمت عليه ما هو المعهود عندهم‬
‫من أن الظهار موجبه فرقة مؤبدة وهي خولة بنت ثعلبة وهو أوس بن الصامت { وتشتكي إلى هللا } وحدتها‬
‫وفاقتها وصبية صغارا إن ضمتهم إليه ضاعوا أو إليها جاعوا { وهللا يسمع تحاوركما } تراجعكما { إن هللا‬
‫سميع بصير } عالم‬

‫(‪)724/1‬‬
‫‪ { - 2‬الذين يظاهرون } أصله يتظهرون أدغمت التاء في الظاء وفي قراءة بألف بين الظاء والهاء الخفيفة‬
‫وفي أخرى كيقاتلون والموضع الثاني كذلك { منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إال الالئي } بهمزة‬
‫وياء وبال ياء { ولدنهم وإنهم } بالظهار { ليقولون منكرا من القول وزورا } كذبا { وإن هللا لعفو غفور }‬
‫للمظاهر بالكفارة‬

‫(‪)725/1‬‬

‫‪ { - 3‬والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا } أي فيه بأن يخالفوه بإمساك المظاهر منها الذي هو‬
‫خالف مقصود الظهار من وصف المرأة بالتحريم { فتحرير رقبة } أي إعتاقها عليه { من قبل أن يتماسا }‬
‫بالوطء { ذلكم توعظون به وهللا بما تعملون خبير }‬

‫(‪)725/1‬‬

‫‪ { - 4‬فمن لم يجد } رقبة { فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع } أي الصيام { فإطعام‬
‫ستين مسكينا } عليه ‪ :‬أي من قبل أن يتماسا حمال للمطلق على المقيد لكل مسكين مد من غالب قوت البلد‬
‫{ ذلك } أي التخفيف في الكفارة { لتؤمنوا باهلل ورسوله وتلك } أي األحكام المذكورة { حدود هللا‬
‫وللكافرين } بها { عذاب أليم } مؤلم‬

‫(‪)725/1‬‬

‫‪ { - 5‬إن الذين يحادون } يخالفون { هللا ورسوله كبتوا } أذلوا { كما كبت الذين من قبلهم } في مخالفتهم‬
‫رسلهم { وقد أنزلنا آيات بينات } دالة على صدق الرسول { وللكافرين } باآليات { عذاب مهين } ذو إهانة‬

‫(‪)725/1‬‬

‫‪ { - 6‬يوم يبعثهم هللا جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه هللا ونسوه وهللا على كل شيء شهيد }‬

‫(‪)725/1‬‬
‫‪ { - 7‬ألم تر } تعلم { أن هللا يعلم ما في السماوات وما في األرض ما يكون من نجوى ثالثة إال هو رابعهم }‬
‫بعلمه { وال خمسة إال هو سادسهم وال أدنى من ذلك وال أكثر إال هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا‬
‫يوم القيامة إن هللا بكل شيء عليم }‬

‫(‪)726/1‬‬

‫‪ { - 8‬ألم تر } تنظر { إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون باإلثم والعدوان‬
‫ومعصية الرسول } هم اليهود نهاهم النبي صلى هللا عليه و سلم عما كانوا يفعلون من تناجيهم أي تحدثهم سرا‬
‫ناظرين إلى المؤمنين ليوقعوا في قلوبهم الريبة { وإذا جاؤوك حيوك } أيا النبي { بما لم يحيك به هللا } وهو‬
‫قولهم ‪ :‬السام عليك أي الموت { ويقولون في أنفسهم لوال } هال { يعذبنا هللا بما نقول } من التحية وأنه ليس‬
‫بنبي إن كان نبيا { حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير } هي‬

‫(‪)726/1‬‬

‫‪ { - 9‬يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فال تتناجوا باإلثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى‬
‫واتقوا هللا الذي إليه تحشرون }‬

‫(‪)726/1‬‬

‫‪ { - 10‬إنما النجوى } باإلثم ونحوه { من الشيطان } بغروره { ليحزن الذين آمنوا وليس } هو { بضارهم‬
‫شيئا إال بإذن هللا } أي إرادته { وعلى هللا فليتوكل المؤمنون }‬

‫(‪)726/1‬‬

‫‪ { - 11‬يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا } توسعوا { في المجالس } مجلس النبي صلى هللا عليه و سلم‬
‫والذكر حتى يجلس من جاءكم وفي قراءة المجالس { فافسحوا يفسح هللا لكم } في الجنة { وإذا قيل انشزوا }‬
‫قوموا إلى الصالة وغيرها من الخيرات { فانشزوا } وفي قراءة بضم الشين فيهما { يرفع هللا الذين آمنوا‬
‫منكم } بالطاعة في ذلك { و } يرفع { الذين أوتوا العلم درجات } في الجنة { وهللا بما تعملون خبير }‬

‫(‪)726/1‬‬
‫‪ { - 12‬يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول } أردتم مناجاته { فقدموا بين يدي نجواكم } قبلها { صدقة ذلك‬
‫خير لكم وأطهر } لذنوبكم { فإن لم تجدوا } ما تتصدقون به { فإن هللا غفور } لمناجاتكم { رحيم } بكم‬
‫يعني فال عليكم في المناجاة من غير صدقة ثم نسخ ذلك بقوله ‪:‬‬

‫(‪)727/1‬‬

‫‪ { - 13‬أأشفقتم } بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة واألخرى وتركه أي‬
‫خفتم من { أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات } لفقر { فإذ لم تفعلوا } الصدقة { وتاب هللا عليكم } رجع‬
‫بكم عنها { فأقيموا الصالة وآتوا الزكاة وأطيعوا هللا ورسوله } أي دوموا على ذلك { وهللا خبير بما‬
‫تعملون }‬

‫(‪)727/1‬‬

‫‪ { - 14‬ألم تر } تنظر { إلى الذين تولوا } هم المنافقون { قوما } هم اليهود { غضب هللا عليهم ما هم } أي‬
‫المنافقون { منكم } من المؤمنين { وال منهم } من اليهود بل هم مذبذبون { ويحلفون على الكذب } أي قولهم‬
‫إنهم مؤمنون { وهم يعلمون } أنهم كاذبون فيه‬

‫(‪)727/1‬‬

‫‪ { - 15‬أعد هللا لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون } من المعاصي‬

‫(‪)727/1‬‬

‫‪ { - 16‬اتخذوا أيمانهم جنة } سترا على أنفسهم وأموالهم { فصدوا } بها المؤمنين { عن سبيل هللا } أي‬
‫الجهاد فيهم بقتلهم وأخذ أموالهم { فلهم عذاب مهين } ذو إهانة‬

‫(‪)727/1‬‬

‫‪ { - 17‬لن تغني عنهم أموالهم وال أوالدهم من هللا } من عذابه { شيئا } من اإلغناء { أولئك أصحاب النار‬
‫هم فيها خالدون }‬

‫(‪)728/1‬‬
‫‪ - 18‬اذكر { يوم يبعثهم هللا جميعا فيحلفون له } أنهم مؤمنون { كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء }‬
‫من نفع حلفهم في اآلخرة كالدنيا { أال إنهم هم الكاذبون }‬

‫(‪)728/1‬‬

‫‪ { - 19‬استحوذ } استولى { عليهم الشيطان } بطاعتهم له { فأنساهم ذكر هللا أولئك حزب الشيطان } أتباعه‬
‫{ أال إن حزب الشيطان هم الخاسرون }‬

‫(‪)728/1‬‬

‫‪ { - 20‬إن الذين يحادون } يخالفون { هللا ورسوله أولئك في األذلين } المغلوبين‬

‫(‪)728/1‬‬

‫‪ { - 21‬كتب هللا } في اللوح المحفوظ أو قضى { ألغلبن أنا ورسلي } بالحجة أو السيف { إن هللا قوي‬
‫عزيز }‬

‫(‪)728/1‬‬

‫‪ { - 22‬ال تجد قوما يؤمنون باهلل واليوم اآلخر يوادون } يصادقون { من حاد هللا ورسوله ولو كانوا } أي‬
‫المحادون { آباءهم } أي المؤمنين { أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم } بل يقصدونهم بالسوء ويقاتلونهم‬
‫على اإليمان كما وقع لجماعة من الصحابة رضي هللا عنهم { أولئك } الذين ال يوادونهم { كتب } أثبت { في‬
‫قلوبهم اإليمان وأيدهم بروح } بنور { منه } تعالى { ويدخلهم جنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها‬
‫رضي هللا عنهم } بطاعته { ورضوا عنه } بثوابه { أولئك حزب هللا } يتبعون أمره ويجتنبون نهيه { أال إن‬
‫حزب هللا هم المفلحون } الفائزون‬

‫(‪)728/1‬‬

‫سورة الحشر‬
‫مدنية وآياتها أربع وعشرون‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬سبح هلل ما في السماوات وما في األرض } أي نزهه فالالم مزيدة وفي اإلتيان بما تغليب لألكثر { وهو‬
‫العزيز الحكيم } في ملكه وصنعه‬

‫(‪)729/1‬‬

‫‪ { - 2‬هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب } هم بنو النضير من اليهود { من ديارهم } مساكنهم‬
‫بالمدنية { ألول الحشر } هو حشرهم إلى الشام وآخره أن أجالهم عمر في خالفته إلى خيبر { ما ظننتم }‬
‫أيها المؤمنون { أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم } خبر أن { حصونهم } فاعله تم به الخبر { من هللا } من‬
‫عذابه { فأتاهم هللا } أمره وعذابه { من حيث لم يحتسبوا } لم يخطر ببالهم من جهة المؤمنين { وقذف }‬
‫ألقى { في قلوبهم الرعب } بسكون العين وضمها الخوف بقتل سيدهم كعب بن األشرف { يخربون }‬
‫بالتشديد والتخفيف من أخرب { بيوتهم } لينقلوا ما استحسنوه منها من خشب وغيره { بأيديهم وأيدي‬
‫المؤمنين فاعتبروا يا أولي األبصار }‬

‫(‪)729/1‬‬

‫‪ { - 3‬ولوال أن كتب هللا } قضى { عليهم الجالء } الخروج من الوطن { لعذبهم في الدنيا } بالقتل والسبي‬
‫كما فعل بقريظة من اليهود { ولهم في اآلخرة عذاب النار }‬

‫(‪)730/1‬‬

‫‪ { - 4‬ذلك بأنهم شاقوا } خالفوا { هللا ورسوله ومن يشاق هللا فإن هللا شديد العقاب } له‬

‫(‪)730/1‬‬

‫‪ { - 5‬ما قطعتم } يا مسلمون { من لينة } نخلة { أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن هللا } أي خيركم في‬
‫ذلك { وليخزي } باإلذن في القطع { الفاسقين } اليهود في اعتراضهم أن قطع الشجر المثمر فساد‬

‫(‪)730/1‬‬

‫‪ { - 6‬وما أفاء } رد { هللا على رسوله منهم فما أوجفتم } أسرعتم يا مسلمون { عليه من } زائدة { خيل وال‬
‫ركاب } إبل أي لم تقاسوا فيه مشقة { ولكن هللا يسلط رسله على من يشاء وهللا على كل شيء قدير } فال حق‬
‫لكم فيه ويختص به النبي صلى هللا عليه و سلم ومن ذكر معه في اآلية الثانية من األصناف األربعة على ما‬
‫كان يقسمه من أن لكل منهم خمس الخمس وله صلى هللا عليه و سلم الباقي يفعل فيه ما يشاء فأعطى منه‬
‫المهاجرين وثالثة من األنصار لفقرهم‬

‫(‪)730/1‬‬

‫‪ { - 7‬ما أفاء هللا على رسوله من أهل القرى } كالصفراء ووادي القرى وينبع { فلله } يأمر فيه بما يشاء‬
‫{ وللرسول ولذي } صاحب { القربى } قرابة النبي من بني هاشم وبني المطلب { واليتامى } أطفال‬
‫المسلمين الذين هلكت آباؤهم وهم فقراء { والمساكين } ذوي الحاجة من المسلمين { وابن السبيل } المنقطع‬
‫في سفره من المسلمين أي يستحقه النبي صلى هللا عليه و سلم واألصناف األربعة على ما كان يقسمه من أن‬
‫لكل من األربعة خمس الخمس وله الباقي { كي ال } كي بمعنى الالم وأن مقدرة بعدها { يكون } الفيء علة‬
‫لقسمه كذلك { دولة } متداوال { بين األغنياء منكم وما آتاكم } أعطاكم { الرسول } من الفيء وغيره‬
‫{ فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا هللا إن هللا شديد العقاب }‬

‫(‪)730/1‬‬

‫‪ { - 8‬للفقراء } متعلق بمحذوف أي اعجبوا { المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضال‬
‫من هللا ورضوانا وينصرون هللا ورسوله أولئك هم الصادقون } في إيمانهم‬

‫(‪)731/1‬‬

‫‪ { - 9‬والذين تبوؤوا الدار } أي المدينة { واإليمان } أي ألفوه وهم األنصار { من قبلهم يحبون من هاجر‬
‫إليهم وال يجدون في صدورهم حاجة } حسدا { مما أوتوا } أي آتى النبي صلى هللا عليه و سلم المهاجرين‬
‫من أموال بني النضير المختصة بهم { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } حاجة إلى ما يؤثرون‬
‫به { ومن يوق شح نفسه } حرصها على المال { فأولئك هم المفلحون }‬

‫(‪)731/1‬‬

‫‪ { - 10‬والذين جاؤوا من بعدهم } من بعد المهاجرين واألنصار إلى يوم القيامة { يقولون ربنا اغفر لنا‬
‫وإلخواننا الذين سبقونا باإليمان وال تجعل في قلوبنا غال } حقدا { للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم }‬

‫(‪)731/1‬‬
‫‪ { - 11‬ألم تر } تنظر { إلى الذين نافقوا يقولون إلخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب } وهم بنو النضير‬
‫وإخوانهم في الكفر { لئن } الم قسم في األربعة { أخرجتم } من المدينة { لنخرجن معكم وال نطيع فيكم }‬
‫في خذالنكم { أحدا أبدا وإن قوتلتم } حذفت من الالم الموطئة { لننصرنكم وهللا يشهد إنهم لكاذبون }‬

‫(‪)731/1‬‬

‫‪ { - 12‬لئن أخرجوا ال يخرجون معهم ولئن قوتلوا ال ينصرونهم ولئن نصروهم } أي جاؤوا لنصرهم‬
‫{ ليولن األدبار } واستغني بجواب القسم المقدر عن جواب الشرط في المواضع الخمسة { ثم ال ينصرون }‬
‫أي اليهود‬

‫(‪)732/1‬‬

‫‪ { - 13‬ألنتم أشد رهبة } خوفا { في صدورهم } أي المنافقين { من هللا } لتأخير عذابه { ذلك بأنهم قوم ال‬
‫يفقهون }‬

‫(‪)732/1‬‬

‫‪ { - 14‬ال يقاتلونكم } أي اليهود { جميعا } مجتمعين { إال في قرى محصنة أو من وراء جدر } سور وفي‬
‫قراءة جدر { بأسهم } حربهم { بينهم شديد تحسبهم جميعا } مجتمعين { وقلوبهم شتى } متفرقة خالف‬
‫الحسبان { ذلك بأنهم قوم ال يعقلون }‬

‫(‪)732/1‬‬

‫‪ - 15‬مثلهم في ترك اإليمان { كمثل الذين من قبلهم قريبا } بزمن قريب وهم أهل بدر من المشركين { ذاقوا‬
‫وبال أمرهم } عقوبته في الدنيا من القتل وغيره { ولهم عذاب أليم } مؤلم في اآلخرة‬

‫(‪)732/1‬‬

‫‪ - 16‬مثلهم أيضا في سماعهم من المنافقين وتخلفهم عنهم { كمثل الشيطان إذ قال لإلنسان اكفر فلما كفر قال‬
‫إني بريء منك إني أخاف هللا رب العالمين } كذبا منه ورياء‬

‫(‪)732/1‬‬
‫‪ { - 17‬فكان عاقبتهما } أي الغوي والمغوي وقرئ بالرفع اسم كان { أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء‬
‫الظالمين } أي الكافرين‬

‫(‪)733/1‬‬

‫‪ { - 18‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا ولتنظر نفس ما قدمت لغد } ليوم القيامة { واتقوا هللا إن هللا خبير بما‬
‫تعملون }‬

‫(‪)733/1‬‬

‫‪ { - 19‬وال تكونوا كالذين نسوا هللا } تركوا طاعته { فأنساهم أنفسهم } أن يقدموا لها خيرا { أولئك هم‬
‫الفاسقون }‬

‫(‪)733/1‬‬

‫‪ { - 20‬ال يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون }‬

‫(‪)733/1‬‬

‫‪ { - 21‬لو أنزلنا هذا القرآن على جبل } وجعل فيه تمييز كاإلنسان { لرأيته خاشعا متصدعا } متشققا { من‬
‫خشية هللا وتلك األمثال } المذكورة { نضربها للناس لعلهم يتفكرون } فيؤمنون‬

‫(‪)733/1‬‬

‫‪ { - 22‬هو هللا الذي ال إله إال هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم }‬

‫(‪)733/1‬‬
‫‪ { - 23‬هو هللا الذي ال إله إال هو الملك القدوس } الطاهر عما ال يليق به { السالم } ذو السالمة من النقائص‬
‫{ المؤمن } المصدق رسله بخلق المعجزة لهم { المهيمن } من هيمن يهيمن إذا كان رقيبا على الشيء أي‬
‫الشهيد على عباده بأعمالهم { العزيز } القوي { الجبار } جبر خلقه على ما أراد { المتكبر } عما ال يليق به‬
‫{ سبحان هللا } نزه نفسه { عما يشركون } به‬

‫(‪)733/1‬‬

‫‪ { - 24‬هو هللا الخالق البارئ } المنشئ من العدم { المصور له األسماء الحسنى } التسعة والتسعون الوراد‬
‫بها الحديث والحسنى مؤنث األحسن { يسبح له ما في السماوات واألرض وهو العزيز الحكيم } تقدم أولها‬

‫(‪)733/1‬‬

‫سورة الممتحنة‬
‫[ مدنية وآياتها ثالث عشرة ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬يا أيها الذين آمنوا ال تتخذوا عدوي وعدوكم } أي كفار مكة { أولياء تلقون } توصلون { إليهم } قصد‬
‫النبي صلى هللا عليه و سلم غزوهم الذي أسره إليكم وورى بحينن { بالمودة } بينكم وبينهم كتب حاطب بن‬
‫أبي بلتعة إليهم كتابا بذلك لما له عندهم من األوالد واألهل المشركين فاسترده النبي صلى هللا عليه و سلم ممن‬
‫أرسله معه بإعالم هللا تعالى له بذلك وقبل عذر حاطب فيه { وقد كفروا بما جاءكم من الحق } أي دين‬
‫اإلسالم والقرآن { يخرجون الرسول وإياكم } من مكة بتضييقهم عليكم { أن تؤمنوا } أي ألجل أن آمنتم‬
‫{ باهلل ربكم إن كنتم خرجتم جهادا } للجهاد { في سبيلي وابتغاء مرضاتي } وجواب الشرط دل عليه ما قبله‬
‫أي فال تتخذوهم أولياء { تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم } أي إسرار‬
‫خبر النبي إليهم { فقد ضل سواء السبيل } أخطأ طريق الهدى والسواء في األصل الوسط‬

‫(‪)734/1‬‬

‫‪ { - 2‬إن يثقفوكم } يظفروا بكم { يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم } بالقتل والضرب { وألسنتهم‬
‫بالسوء } بالسب والشتم { وودوا } تمنوا { لو تكفرون }‬

‫(‪)734/1‬‬
‫‪ { - 3‬لن تنفعكم أرحامكم } قراباتكم { وال أوالدكم } المشركون الذين ألجلهم أسررتم الخبر من العذاب في‬
‫اآلخرة { يوم القيامة يفصل } بالبناء للمفعول والفاعل { بينكم } وبينهم فتكونون في الجنة وهم في جملة‬
‫الكفار في النار { وهللا بما تعملون بصير }‬

‫(‪)734/1‬‬

‫‪ { - 4‬قد كانت لكم أسوة } بكسر الهمزة وضمها في الموضعين قدوة { حسنة في إبراهيم } أي به قوال وفعال‬
‫{ والذين معه } من المؤمنين { إذ قالوا لقومهم إنا برآء } جمع بريء كظريف { منكم ومما تعبدون من دون‬
‫هللا كفرنا بكم } أنكرناكم { وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا } بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية واوا‬
‫{ حتى تؤمنوا باهلل وحده إال قول إبراهيم ألبيه ألستغفرن لك } مستثنى من أسوة فليس لكم التأسي به في ذلك‬
‫بأن تستغفروا للكفار وقوله { وما أملك لك من هللا } أي من عذابه وثوابه { من شيء } كنى به عن أنه ال‬
‫يملك له غير االستغفار فهو مبني عليه مستثنى من حيث المراد منه وإن كان حيث ظاهرة مما يتأسى فيه‬
‫{ قل فمن يملك لكم من هللا شيئا } واستغفاره له قبل أن يتبين له أنه عدو هلل كما ذكره في براءة { ربنا عليك‬
‫توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير } من مقول الخليل ومن معه أي قالوا ‪:‬‬

‫(‪)735/1‬‬

‫‪ { - 5‬ربنا ال تجعلنا فتنة للذين كفروا } أي ال تظهرهم علينا فيظنوا أنهم على الحق فيفتنوا أي تذهب عقولهم‬
‫بنا { واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم } في ملكك وصنعك‬

‫(‪)735/1‬‬

‫‪ { - 6‬لقد كان لكم } ياأمة محمد جواب قسم مقدر { فيهم أسوة حسنة لمن كان } بدل اشتمال من كم بإعادة‬
‫الجار { يرجو هللا واليوم اآلخر } أي يخافهما أو يظن الثواب والعقاب { ومن يتول } بأن يوالي الكفار { فإن‬
‫هللا هو الغني } عن خلقه { الحميد } ألهل طاعته‬

‫(‪)735/1‬‬

‫‪ { - 7‬عسى هللا أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم } من كفار مكة طاعة هلل تعالى { مودة } بأن يهديهم‬
‫لإليمان فيصيروا لكم أولياء { وهللا قدير } على ذلك وقد فعله بعد فتح مكة { وهللا غفور } لهم ما سلف‬
‫{ رحيم } بهم‬

‫(‪)735/1‬‬
‫‪ { - 8‬ال ينهاكم هللا عن الذين لم يقاتلوكم } من الكفار { في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم } بدل‬
‫اشتمال من الذين { وتقسطوا } تقضوا { إليهم } بالقسط أي بالعدل وهذا قبل األمر بجهادهم { إن هللا يحب‬
‫المقسطين } العادلين‬

‫(‪)736/1‬‬

‫‪ { - 9‬إنما ينهاكم هللا عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا } عاونوا { على إخراجكم‬
‫أن تولوهم } بدل اشتمال من الذين أي تتخذوهم أولياء { ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون }‬

‫(‪)736/1‬‬

‫‪ { - 10‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات } بألسنتهن { مهاجرات } من الكفار بعد الصلح معهم في‬
‫الحديبية على أن من جاء منهم إلى المؤمنين يرد { فامتحنوهن } بالحلف على أنهن ما خرجن إال رغبة في‬
‫اإلسالم ال بغضا ألزواجهن الكفار وال عشقا لرجال من المسلمين كذا كان النبي صلى هللا عليه و سلم يحلفهن‬
‫{ هللا أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن } ظننتموهن بالحلف { مؤمنات فال ترجعوهن } تردوهن { إلى الكفار ال‬
‫هن حل لهم وال هم يحلون لهن وآتوهم } أي أعطوا الكفار أزواجهن { ما أنفقوا } عليهن من المهور { وال‬
‫جناح عليكم أن تنكحوهن } بشرطه { إذا آتيتموهن أجورهن } مهروهن { وال تمسكوا } بالتشديد والتخفيف‬
‫{ بعصم الكوافر } زوجاتكم لقطع إسالمكم لها بشرطه أو الالحقات بالمشركين مرتدات لقطع ارتدادهن‬
‫نكاحكم بشرطه { واسألوا } اطلبوا { ما أنفقتم } عليهن من المهور في صورة االرتداد ممن تزوجهن من‬
‫الكفار { وليسألوا ما أنفقوا } على المهاجرات كما تقدم أنهم يؤتونه { ذلكم حكم هللا يحكم بينكم } به { وهللا‬
‫عليم حكيم }‬

‫(‪)736/1‬‬

‫‪ { - 11‬وإن فاتكم شيء من أزواجكم } أي واحدة فأكثر منهم أو شيء من مهورهن بالذهاب { إلى الكفار }‬
‫مرتدات { فعاقبتم } فغزوتم وغنمتم { فآتوا الذين ذهبت أزواجهم } من الغنيمة { مثل ما أنفقوا } لفواته‬
‫عليهم من جهة الكفار { واتقوا هللا الذي أنتم به مؤمنون } وقد فعل المؤمنون ما أمروا به من اإليتاء للكفار‬
‫والمؤمنين ثم ارتفع هذا الحكم‬

‫(‪)737/1‬‬
‫‪ { - 12‬يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن ال يشركن باهلل شيئا وال يسرقن وال يزنين وال يقتلن‬
‫أوالدهن } كما كان يفعل في الجاهلية من وأد البنات أي دفنهن أحياء خوف العار والفقر { وال يأتين ببهتان‬
‫يفترينه بين أيديهن وأرجلهن } أي بولد ملقوط ينسبنه إلى الزوج ووصف بصفة الولد الحقيقي فإن األم إذا‬
‫وضعته سقط بين يديها ورجليها { وال يعصينك في } فعل { معروف } هو ما وافق طاعة هللا كترك النياحة‬
‫وتمزيق الثياب وجز الشعور وشق الجيب وخمش الوجه { فبايعهن } فعل ذلك صلى هللا عليه و سلم بالقول‬
‫ولم يصافح واحدة منهن { واستغفر لهن هللا إن هللا غفور رحيم }‬

‫(‪)737/1‬‬

‫‪ { - 13‬يا أيها الذين آمنوا ال تتولوا قوما غضب هللا عليهم } هم اليهود { قد يئسوا من اآلخرة } من ثوابها مع‬
‫إيقانهم بها لعنادهم النبي مع علمهم بصدقه { كما يئس الكفار } الكائنون { من أصحاب القبور } أي‬
‫المقبورين من خير اآلخرة إذ تعرض عليهم مقاعدهم من الجنة لو كانوا آمنوا وما يصيرون إليه من النار‬

‫(‪)737/1‬‬

‫سورة الصف‬
‫[ مكية أو مدنية وآياتها ‪] 14‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬سبح هلل ما في السماوات واألرض } أي نزهه فالالم مزيدة وجيء بما دون من تغليبا لألكثر { وهو‬
‫العزيز } في ملكه { الحكيم } في صنعه‬

‫(‪)738/1‬‬

‫‪ { - 2‬يا أيها الذين آمنوا لم تقولون } في طلب الجهاد { ما ال تفعلون } إذ انهزمتم أحد‬

‫(‪)738/1‬‬

‫‪ { - 3‬كبر } عظم { مقتا } تمييز { عند هللا أن تقولوا } فاعل كبر { ما ال تفعلون }‬

‫(‪)738/1‬‬
‫‪ { - 4‬إن هللا يحب } ينصر ويكرم { الذين يقاتلون في سبيله صفا } حال أي صافين { كأنهم بنيان‬
‫مرصوص } ملزق بعضه إلى بعض ثابت‬

‫(‪)738/1‬‬

‫‪ { - 5‬و } اذكر { إذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني } قالوا ‪ :‬إنه آدر أي منتفخ الخصية وليس كذلك‬
‫وكذبوه { وقد } للتحقيق { تعلمون أني رسول هللا إليكم } الجملة حال والرسول يحترم { فلما زاغوا } عدلوا‬
‫عن الحق بإيذائه { أزاغ هللا قلوبهم } أمالها عن الهدى على وفق ما قدره في األزل { وهللا ال يهدي القوم‬
‫الفاسقين } الكافرين في علمه‬

‫(‪)738/1‬‬

‫‪ { - 6‬و } اذكر { إذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل } لم يقل ‪ :‬يا قوم ألنه لم يكن له فيهم قرابة { إني‬
‫رسول هللا إليكم مصدقا لما بين يدي } قبلي { من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } قال‬
‫تعالى { فلما جاءهم } جاء أحمد الكفار { بالبينات } اآليات والعالمات { قالوا هذا } أي المجيء { سحر }‬
‫وفي قراءة ساحر أي الجائي به { مبين } بين‬

‫(‪)738/1‬‬

‫‪ { - 7‬ومن } أي ال أحد { أظلم } أشد ظلما { ممن افترى على هللا الكذب } بنسبة الشريك والولد إليه‬
‫ووصف آياته بالسحر { وهو يدعى إلى اإلسالم وهللا ال يهدي القوم الظالمين } الكافرين‬

‫(‪)739/1‬‬

‫‪ { - 8‬يريدون ليطفئوا } منصوب بأن مقدرة والالم مزيدة { نور هللا } شرعه وبراهينه { بأفواههم }‬
‫بأقوالهم إنه سحر وشعر وكهانة { وهللا متم } مظهر { نوره } وفي قراءة باإلضافة { ولو كره الكافرون }‬
‫ذلك‬

‫(‪)739/1‬‬

‫‪ { - 9‬هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره } يعليه { على الدين كله } جميع األديان المخالفة له‬
‫{ ولو كره المشركون } ذلك‬
‫(‪)739/1‬‬

‫‪ { - 10‬يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم } بالتخفيف والتشديد { من عذاب أليم } مؤلم فكأنهم‬
‫قالوا نعم فقال ‪:‬‬

‫(‪)739/1‬‬

‫‪ { - 11‬تؤمنون } تدومون على اإليمان { باهلل ورسوله وتجاهدون في سبيل هللا بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير‬
‫لكم إن كنتم تعلمون } أنه خير لكم فافعلوه‬

‫(‪)739/1‬‬

‫‪ { - 12‬يغفر } جواب شرط مقدر أي إن تفعلوه يغفر { لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها األنهار‬
‫ومساكن طيبة في جنات عدن } إقامة { ذلك الفوز العظيم }‬

‫(‪)739/1‬‬

‫‪ { - 13‬و } يؤتكم نعمة { أخرى تحبونها نصر من هللا وفتح قريب وبشر المؤمنين } بالنصر والفتح‬

‫(‪)739/1‬‬

‫‪ { - 14‬يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار هللا } لدينه وفي قراءة باإلضافة { كما قال } الخ المعنى ‪ :‬كما كان‬
‫الحواريون كذلك الدال عليه قال { عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى هللا } أي من األنصار الذين‬
‫يكونون معي متوجها إلى نصرة هللا { قال الحواريون نحن أنصار هللا } والحواريون أصفياء عيسى وهم أول‬
‫من آمن به وكانوا اثني عشر رجال من الحور وهو البياض الخالص وقيل كانوا قصارين يحورون الثياب أي‬
‫يبيضونها { فآمنت طائفة من بني إسرائيل } بعيسى وقالوا إنه عبد هللا رفع إلى السماء { وكفرت طائفة }‬
‫لقولهم إنه ابن هللا رفعه إليه فاقتتلت الطائفتان { فأيدنا } قوينا { الذين آمنوا } من الطائفتين { على عدوهم }‬
‫الطائفة الكافرة { فأصبحوا ظاهرين } غالبين‬

‫(‪)739/1‬‬
‫سورة الجمعة‬
‫[ مدنية وآياته إحدى عشرة ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬يسبح هلل } ينزهه فالالم زائدة { ما في السماوات وما في األرض } في ذكر ما تغليب لألكثر { الملك‬
‫القدوس } المنزه عما ال يليق به { العزيز الحكيم } في ملكه وصنعه‬

‫(‪)740/1‬‬

‫‪ { - 2‬هو الذي بعث في األميين } العرب واألمي ‪ :‬من ال يكتب وال يقرأ كتابا { رسوال منهم } هو محمد‬
‫صلى هللا عليه و سلم { يتلو عليهم آياته } القرآن { ويزكيهم } يطهرهم من الشرك { ويعلمهم الكتاب }‬
‫القرآن { والحكمة } ما فيه من األحكام { وإن } مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي وإنهم { كانوا من‬
‫قبل } قبل مجيئه { لفي ضالل مبين } بين‬

‫(‪)740/1‬‬

‫‪ { - 3‬وآخرين } عطف على األميين أي الموجودين { منهم } واآلتين منهم بعدهم { لما } لم { يلحقوا بهم }‬
‫في السابقة والفضل { وهو العزيز الحكيم } في ملكه وصنعه وهم التابعون واالقتصار عليهم كاف في بيان‬
‫فضل الصحابة المبعوث فيهم النبي صلى هللا عليه و سلم على من عداهم ممن بعث إليهم وآمنوا به من جميع‬
‫اإلنس والجن إلى يوم القيامة ألن كل قرن خير ممن يليه‬

‫(‪)741/1‬‬

‫‪ { - 4‬ذلك فضل هللا يؤتيه من يشاء } النبي ومن ذكر معه { وهللا ذو الفضل العظيم }‬

‫(‪)741/1‬‬

‫‪ { - 5‬مثل الذين حملوا التوراة } كفلوا العمل بها { ثم لم يحملوها } لم يعملوا بما فيها من نعته صلى هللا عليه‬
‫و سلم فلم يؤمنوا به { كمثل الحمار يحمل أسفارا } أي كتبا في عدم انتفاعه بها { بئس مثل القوم الذين كذبوا‬
‫بآيات هللا } المصدقة للنبي صلى هللا عليه و سلم والمخصوص بالذم محذوف تقديره هذا المثل { وهللا ال يهدي‬
‫القوم الظالمين } الكافرين‬

‫(‪)741/1‬‬
‫‪ { - 6‬قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء هلل من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين } تعلق‬
‫بتمنوا الشرطان على أن األول قيد في الثاني أي إن صدقتم في زعمكم أنكم أولياء هلل والولي يؤثر اآلخرة‬
‫ومبدؤها الموت فتمنوه‬

‫(‪)741/1‬‬

‫‪ { - 7‬وال يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم } من كفرهم بالنبي المستلزم لكذبهم { وهللا عليم بالظالمين } الكافرين‬

‫(‪)741/1‬‬

‫‪ { - 8‬قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه } الفاء زائدة { مالقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة } السر‬
‫والعالنية { فينبئكم بما كنتم تعملون } فيجازيكم به‬

‫(‪)741/1‬‬

‫‪ { - 9‬يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصالة من } بمعنى في { يوم الجمعة فاسعوا } فامضوا { إلى ذكر هللا }‬
‫للصالة { وذروا البيع } اتركوا عقده { ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون } أنه خير فافعلوه‬

‫(‪)742/1‬‬

‫‪ { - 10‬فإذا قضيت الصالة فانتشروا في األرض } أمر إباحة { وابتغوا } اطلبوا الرزق { من فضل هللا‬
‫واذكروا هللا } ذكرا { كثيرا لعلكم تفلحون } تفوزون كان صلى هللا عليه و سلم يخطب يوم الجمة فقدمت عير‬
‫وضرب لقدومها الطبل على العادة فخرج لها الناس من المسجد غير اثني عشر رجال فنزلت‬

‫(‪)742/1‬‬

‫‪ { - 11‬وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها } أي التجارة ألنها مطلوبهم دون اللهو { وتركوك } في‬
‫الخطبة { قائما قل ما عند هللا } من الثواب { خير } للذين آمنوا { من اللهو ومن التجارة وهللا خير‬
‫الرازقين } يقال ‪ :‬كان إنسان يرزق عائلته أي من رزق هللا تعالى‬

‫(‪)742/1‬‬
‫سورة المنافقون‬
‫[ مدنية وآياتها ‪] 11‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬إذا جاءك المنافقون قالوا } بألسنتهم على خالف ما في قلوبهم { نشهد إنك لرسول هللا وهللا يعلم إنك‬
‫لرسوله وهللا يشهد } يعلم { إن المنافقين لكاذبون } فيما أضمروه مخالفا لما قالوا‬

‫(‪)742/1‬‬

‫‪ { - 2‬اتخذوا أيمانهم جنة } سترة على أموالهم ودمائهم { فصدوا } بها { عن سبيل هللا } أي عن الجهاد فيهم‬
‫{ إنهم ساء ما كانوا يعملون }‬

‫(‪)743/1‬‬

‫‪ { - 3‬ذلك } أي سوء عملهم { بأنهم آمنوا } باللسان { ثم كفروا } بالقلب أي استمروا على كفرهم به‬
‫{ فطبع } ختم { على قلوبهم } بالكفر { فهم ال يفقهون } اإليمان‬

‫(‪)743/1‬‬

‫‪ { - 4‬وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم } لجمالها { وإن يقولوا تسمع لقولهم } لفصاحته { كأنهم } من عظم‬
‫أجسامهم في ترك التفهم { خشب } بسكون الشين وضمها { مسندة } ممالة إلى الجدار { يحسبون كل‬
‫صيحة } تصاح كنداء في العسكر وإنشاد ضالة { عليهم } لما في قلوبهم من الرعب أن ينزل فيهم ما يبيح‬
‫دماءهم { هم العدو فاحذرهم } فإنهم يفشون سرك للكفار { قاتلهم هللا } أهلكهم { أنى يؤفكون } كيف‬
‫يصرفون عن اإليمان بعد قيام البرهان‬

‫(‪)743/1‬‬

‫‪ { - 5‬وإذا قيل لهم تعالوا } معتذرين { يستغفر لكم رسول هللا لووا } بالتشديد والتخفيف عطفوا { رؤوسهم‬
‫ورأيتهم يصدون } يعرضون عن ذلك { وهم مستكبرون }‬

‫(‪)743/1‬‬
‫‪ { - 6‬سواء عليهم أستغفرت لهم } استغنى بهمزة االستفهام عن همزة الوصل { أم لم تستغفر لهم لن يغفر هللا‬
‫لهم إن هللا ال يهدي القوم الفاسقين }‬

‫(‪)743/1‬‬

‫‪ { - 7‬هم الذين يقولون } ألصحابهم من األنصار { ال تنفقوا على من عند رسول هللا } من المهاجرين‬
‫{ حتى ينفضوا } يتفرقوا عنه { وهلل خزائن السماوات واألرض } بالرزق فهو الرازق للمهاجرين وغيرهم‬
‫{ ولكن المنافقين ال يفقهون }‬

‫(‪)744/1‬‬

‫‪ { - 8‬يقولون لئن رجعنا } أي من غزوة المصطلق { إلى المدينة ليخرجن األعز } عنوا به أنفسهم { منها‬
‫األذل } عنوا به المؤمنين { وهلل العزة } الغلبة { ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين ال يعلمون } ذلك‬

‫(‪)744/1‬‬

‫‪ { - 9‬يا أيها الذين آمنوا ال تلهكم } تشغلكم { أموالكم وال أوالدكم عن ذكر هللا } الصلوات الخمس { ومن‬
‫يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون }‬

‫(‪)744/1‬‬

‫‪ { - 10‬وأنفقوا } في الزكاة { من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لوال } بمعنى هال أو‬
‫ال زائدة ولو للتمني { أخرتني إلى أجل قريب فأصدق } بإذغام التاء في األصل في الصاد أتصدق بالزكاة‬
‫{ وأكن من الصالحين } بأن أحج قال بان عباس رضي هللا عنهما ‪ :‬ما قصر أحد في الزكاة والحج إال سأل‬
‫الرجعة عند الموت‬

‫(‪)744/1‬‬

‫‪ { - 11‬ولن يؤخر هللا نفسا إذا جاء أجلها وهللا خبير بما تعملون } بالتاء والياء‬

‫(‪)744/1‬‬
‫سورة التغابن‬
‫[ مكية أو مدنية وآياتها ثماني عشرة آية ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬يسبح هلل ما في السماوات وما في األرض } ينزهه فالالم زائدة وأتى بما دون من تغليبا لألكثر { له‬
‫الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير }‬

‫(‪)745/1‬‬

‫‪ { - 2‬هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن } في أصل الخلقة ثم يميتكم ويعيدكم على ذلك { وهللا بما‬
‫تعملون بصير }‬

‫(‪)745/1‬‬

‫‪ { - 3‬خلق السماوات واألرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم } إذ جعل شكل اآلدمي أحسن األشكال‬
‫{ وإليه المصير }‬

‫(‪)745/1‬‬

‫‪ { - 4‬يعلم ما في السماوات واألرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون وهللا عليم بذات الصدور } بما فيها من‬
‫األسرار والمعتقدات‬

‫(‪)745/1‬‬

‫‪ { - 5‬ألم يأتكم } يا كفار مكة { نبأ } خبر { الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم } عقوبة الكفر في الدنيا‬
‫{ ولهم } في اآلخرة { عذاب أليم } مؤلم‬

‫(‪)745/1‬‬
‫‪ { - 6‬ذلك } أي عذاب الدنيا { بأنه } ضمير الشأن { كانت تأتيهم رسلهم بالبينات } الحجج الظاهرات على‬
‫اإليمان { فقالوا أبشر } أريد به الجنس { يهدوننا فكفروا وتولوا } عن اإليمان { واستغنى هللا } عن إيمانهم‬
‫{ وهللا غني } عن خلقه { حميد } محمود في أفعاله‬

‫(‪)745/1‬‬

‫‪ { - 7‬زعم الذين كفروا أن } مخففة واسمها محذوف أي أنهم { لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما‬
‫عملتم وذلك على هللا يسير }‬

‫(‪)746/1‬‬

‫‪ { - 8‬فآمنوا باهلل ورسوله والنور } القرآن { الذي أنزلنا وهللا بما تعملون خبير }‬

‫(‪)746/1‬‬

‫‪ - 9‬اذكر { يوم يجمعكم ليوم الجمع } يوم القيامة { ذلك يوم التغابن } يغبن المؤمنون الكافرين بأخذ منازلهم‬
‫وأهليهم في الجنة لو آمنوا { ومن يؤمن باهلل ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله } وفي قراءة بالنون في‬
‫الفعلين { جنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم }‬

‫(‪)746/1‬‬

‫‪ { - 10‬والذين كفروا وكذبوا بآياتنا } القرآن { أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير } هي‬

‫(‪)746/1‬‬

‫‪ { - 11‬ما أصاب من مصيبة إال بإذن هللا } بقضائه { ومن يؤمن باهلل } في قوله إن المصيبة بقضائه { يهد‬
‫قلبه } للصبر عليها { وهللا بكل شيء عليم }‬

‫(‪)746/1‬‬
‫‪ { - 12‬وأطيعوا هللا وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البالغ المبين } البين‬

‫(‪)746/1‬‬

‫‪ { - 13‬هللا ال إله إال هو وعلى هللا فليتوكل المؤمنون }‬

‫(‪)747/1‬‬

‫‪ { - 14‬يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأوالدكم عدوا لكم فاحذروهم } أن تطيعوهم في التخلف عن‬
‫الخير كالجهاد والهجرة فإن سبب نزول اآلية إال طاعة في ذلك { وإن تعفوا } عنهم في تثبيطهم إياكم عن‬
‫ذلك الخير معتلين بمشقة فراقكم عليهم { وتصفحوا وتغفروا فإن هللا غفور رحيم }‬

‫(‪)747/1‬‬

‫‪ { - 15‬إنما أموالكم وأوالدكم فتنة } لكم شاغلة عن أمور اآلخرة { وهللا عنده أجر عظيم } فال تفوتوه‬
‫باشتغالكم باألموال واألوالد‬

‫(‪)747/1‬‬

‫‪ { - 16‬فاتقوا هللا ما استطعتم } ناسخة لقوله { اتقوا هللا حق تقاته } { واسمعوا } ما أمرتم به سماع قبول‬
‫{ وأطيعوا وأنفقوا } في الطاعة { خيرا ألنفسكم } خبر يكن مقدرة جواب األمر { ومن يوق شح نفسه‬
‫فأولئك هم المفلحون } الفائزون‬

‫(‪)747/1‬‬

‫‪ { - 17‬إن تقرضوا هللا قرضا حسنا } بأن تتصدقوا عن طيب قلب { يضاعفه لكم } وفي قراءة يضعفه‬
‫بالتشديد بالواحدة عشرا إلى سبعمائة وأكثر { ويغفر لكم } ما يشاء { وهللا شكور } مجاز على الطاعة‬
‫{ حليم } في العقاب على المعصية‬

‫(‪)747/1‬‬
‫‪ { - 18‬عالم الغيب } السر { والشهادة } العالنية { العزيز } في ملكه { الحكيم } في صنعه‬

‫(‪)747/1‬‬

‫سورة الطالق‬
‫[ مدنية وآياتها اثنتا عشرة آية ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬يا أيها النبي } المراد أمته بقرينة ما بعده أو قل لهم { إذا طلقتم النساء } أي أردتم الطالق { فطلقوهن‬
‫لعدتهن } ألولها بأن يكون الطالق في طهر لم تمس في لتفسيره صلى هللا عليه و سلم بذلك رواه الشيخان‬
‫{ وأحصوا العدة } احفظوها لتراجعوا قبل فراغها { واتقوا هللا ربكم } أطيعوه في أمره ونهيه { ال‬
‫تخرجوهن من بيوتهن وال يخرجن } منها حتى تنقضي عدتهن { إال أن يأتين بفاحشة } زنا { مبينة } بفتح‬
‫الياء وكسرها بينت أو بينة فيخرجن إلقامة الحد عليهن { وتلك } المذكورات { حدود هللا ومن يتعد حدود هللا‬
‫فقد ظلم نفسه ال تدري لعل هللا يحدث بعد ذلك } الطالق مراجعة فيما إذا كان واحدة أو اثنتين‬

‫(‪)748/1‬‬

‫‪ { - 2‬فإذا بلغن أجلهن } قاربن انقضاء عدتهن { فأمسكوهن } بأن تراجعوهن { بمعروف } من غير ضرار‬
‫{ أو فارقوهن بمعروف } أتركوهن حتى تنقضي عدتهن وال تضاروهن بالمراجعة { وأشهدوا ذوي عدل‬
‫منكم } على المراجعة أو الفراق { وأقيموا الشهادة هلل } ال للمشهود عليه أو له { ذلكم يوعظ به من كان‬
‫يؤمن باهلل واليوم اآلخر ومن يتق هللا يجعل له مخرجا } من كرب الدنيا واآلخرة‬

‫(‪)748/1‬‬

‫‪ { - 3‬ويرزقه من حيث ال يحتسب } يخطر بباله { ومن يتوكل على هللا } في أموره { فهو حسبه } كافيه‬
‫{ إن هللا بالغ أمره } مراده وفي قراءة باإلضافة { قد جعل هللا لكل شيء } كرخاء وشدة { قدرا } ميقاتا‬

‫(‪)749/1‬‬

‫‪ { - 4‬والالئي } بهمزة وياء وبال ياء في الموضعين { يئسن من المحيض } بمعنى الحيض { من نسائكم إن‬
‫ارتبتم } شككتم في عدتهن { فعدتهن ثالثة أشهر والالئي لم يحضن } لصغرهن فعدتهن ثالثة أشهر‬
‫والمسألتان في غير المتوفى عنهن أزواجهن أما هن فعدتهن ما في آية { يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر‬
‫وعشرا } { وأوالت األحمال أجلهن } أنقضاء عدتهن مطلقات أو متوفى عنهن أزواجهن { أن يضعن حملهن‬
‫ومن يتق هللا يجعل له من أمره يسرا } في الدنيا واآلخرة‬
‫(‪)749/1‬‬

‫‪ { - 5‬ذلك } المذكور في العدة { أمر هللا } حكمه { أنزله إليكم ومن يتق هللا يكفر عنه سيئاته ويعظم له‬
‫أجرا }‬

‫(‪)749/1‬‬

‫‪ { - 6‬أسكنوهن } أي المطلقات { من حيث سكنتم } أي بعض مساكنكم { من وجدكم } أي سعتكم عطف‬


‫بيان أو بدل مما قبله بإعادة الجار وتقير مضاف أي أمكنة سعتكم ال ما دونها { وال تضاروهن لتضيقوا‬
‫عليهن } المساكن فيحتجن إلى الخروج أو النفقة فيفتدين منكم { وإن كن أوالت حمل فأنفقوا عليهن حتى‬
‫يضعن حملهن فإن أرضعن لكم } أوالدكم منهن { فآتوهن أجورهن } على اإلرضاع { وأتمروا بينكم }‬
‫وبينهن { بمعروف } بجميل في حق األوالد بالتوافق على أجر معلوم على االرضاع { وإن تعاسرتم }‬
‫تضايقتم في اإلرضاع فامتنع األب من األجرة واألم من فعله { فسترضع له } لألب { أخرى } وال تكره األم‬
‫على إرضاعه‬

‫(‪)749/1‬‬

‫‪ { - 7‬لينفق } على المطلقات والمرضعات { ذو سعة من سعته ومن قدر } ضيق { عليه رزقه فلينفق مما‬
‫آتاه } أعطاه { هللا } على قدره { ال يكلف هللا نفسا إال ما آتاها سيجعل هللا بعد عسر يسرا } وقد جعله بالفتوح‬

‫(‪)750/1‬‬

‫‪ { - 8‬وكأين } هي كاف الجر دخلت على أي بمعنى كم { من قرية } أي وكثير من القرى { عتت } عصت‬
‫يعني أهلها { عن أمر ربها ورسله فحاسبناها } في اآلخرة وإن لم تجيء لتحقق وقوعها { حسابا شديدا‬
‫وعذبناها عذابا نكرا } بسكون الكاف وضمها فظيعا وهو عذاب النار‬

‫(‪)750/1‬‬

‫‪ { - 9‬فذاقت وبال أمرها } عقوبته { وكان عاقبة أمرها خسرا } خسارا وهالكا‬

‫(‪)750/1‬‬
‫‪ { - 10‬أعد هللا لهم عذابا شديدا } تكرير الوعيد توكيد { فاتقوا هللا يا أولي األلباب } أصحاب العقول { الذين‬
‫آمنوا } نعت للمنادى أو بيان له { قد أنزل هللا إليكم ذكرا } هو القرآن‬

‫(‪)750/1‬‬

‫‪ { - 11‬رسوال } أي محمدا صلى هللا عليه و سلم منصوب بفعل مقدر أي وأرسل { يتلو عليكم آيات هللا‬
‫مبينات } بفتح الياء وكسرها كما تقدم { ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات } بعد مجيء الذكر والرسول‬
‫{ من الظلمات } الكفر الذي كانوا عليه { إلى النور } اإليمان الذي قام بهم بعد الكفر { ومن يؤمن باهلل‬
‫ويعمل صالحا يدخله } وفي قراءة بالنون { جنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن هللا له‬
‫رزقا } هو رزق الجنة التي ال ينقطع نعيمها‬

‫(‪)750/1‬‬

‫‪ { - 12‬هللا الذي خلق سبع سماوات ومن األرض مثلهن } يعني سبع أرضين { يتنزل األمر } الوحي‬
‫{ بينهن } بين السماوات واألرض ينزل به جبريل من السماء السابعة إلى األرض السابعة { لتعلموا } متعلق‬
‫بمحذوف أي أعلمكم بذلك الخلق والتنزيل { أن هللا على كل شيء قدير وأن هللا قد أحاط بكل شيء علما }‬

‫(‪)750/1‬‬

‫سورة التحريم‬
‫[ مدنية وآياتها اثنتا عشرة آية ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫{ يا أيها النبي لم تحرم ما أحل هللا لك } من أمتك مارية القبطية لما واقعها في بيت حفصة وكانت غائبة‬
‫فجاءت وشق عليها كون ذلك في بيتها وعلى فراشها حيث قالت ‪ :‬هي حرام علي { تبتغي } بتحريمها‬
‫{ مرضاة أزواجك } أي رضاهن { وهللا غفور رحيم } غفر لك هذا التحريم‬

‫(‪)751/1‬‬

‫‪ { - 2‬قد فرض هللا } شرع { لكم تحلة أيمانكم } تحليلها بالكفارة المذكورة في سورة المائدة ومن اإليمان‬
‫تحريم األمة وهل كفر صلى هللا عليه و سلم ؟ قال مقاتل ‪ :‬أعتق رقبة في تحريم مارية وقال الحسن ‪ :‬لم يكفر‬
‫ألنه صلى هللا عليه و سلم مغفور له { وهللا موالكم } ناصركم { وهو العليم الحكيم }‬
‫(‪)751/1‬‬

‫‪ { - 3‬و } اذكر { إذ أسر النبي إلى بعض أزواجه } هي حفصة { حديثا } هو تحريم مارية وقال لها ال‬
‫تفشيه { فلما نبأت به } عائشة ظنا منها أن ال حرج في ذلك { وأظهره هللا } أطلعه { عليه } على المنبأ به‬
‫{ عرف بعضه } لحفصة { وأعرض عن بعض } تكرما منه { فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني‬
‫العليم الخبير } أي هللا‬

‫(‪)751/1‬‬

‫‪ { - 4‬إن تتوبا } أي حفصة وعائشة { إلى هللا فقد صغت قلوبكما } مالت إلى تحريم مارية أي سركما ذلك‬
‫مع كراهة النبي صلى هللا عليه و سلم له وذلك ذنب وجواب الشرط محذوف أي تقبال وأطلق قلوب على قلبين‬
‫ولم يعبر به الستثقال الجمع بين تثنيتين فيما هو كالكلمة الواحدة { وإن تظاهرا } بإدغام التاء الثانية في‬
‫األصل في الظاء وفي قراءة بدونها تتعاونا { عليه } أي النبي فيما يكرهه { فإن هللا هو } فصل { مواله }‬
‫ناصره { وجبريل وصالح المؤمنين } أبوبكر وعمر رضي هللا عنهما معطوف على محل اسم إن فيكونون‬
‫ناصريه { والمالئكة بعد ذلك } بعد نصر هللا والمذكورين { ظهير } ظهراء أعوان له في نصره عليكما‬

‫(‪)752/1‬‬

‫‪ { - 5‬عسى ربه إن طلقكن } أي طلق النبي أزواجه { أن يبدله } بالتشديد والتخفيف { أزواجا خيرا منكن }‬
‫خبر عسى والجملة جواب الشرط ولم يقع التبديل لعدم وقوع الشرط { مسلمات } مقرات باإلسالم‬
‫{ مؤمنات } مخلصات { قانتات } مطيعات { تائبات عابدات سائحات } صائمات أو مهاجرات { ثيبات‬
‫وأبكارا }‬

‫(‪)752/1‬‬

‫‪ { - 6‬يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم } بالحمل على طاعة هللا { نارا وقودها الناس } الكفار‬
‫{ والحجارة } كأصنامهم منها يعني أنها مفرطة الحرارة تتقد بما ذكر ال كنار الدنيا تتقد بالحطب ونحوه‬
‫{ عليها مالئكة } خزنتها عدتهم تسعة عشر كما سيأتي في المدثر { غالظ } من غلظ القلب { شداد } في‬
‫البطش { ال يعصون هللا ما أمرهم } بدل من الجاللة أي ال يعصون أمر هللا { ويفعلون ما يؤمرون } تأكيد‬
‫واآلية تخويف للمؤمنين عن االرتداد وللمنافقين المؤمنين بألسنتهم دون قلوبهم‬

‫(‪)752/1‬‬
‫‪ { - 7‬يا أيها الذين كفروا ال تعتذروا اليوم } يقال لهم ذلك عند دخولهم النار أي ألنه ال ينفعكم { إنما تجزون‬
‫ما كنتم تعملون } أي جزاءه‬

‫(‪)752/1‬‬

‫‪ { - 8‬يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى هللا توبة نصوحا } بفتح النون وضمها صادقة بأن ال يعاد إلى الذنب وال‬
‫يراد العود إليه { عسى ربكم } ترجية تقع { أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات } بساتين { تجري من‬
‫تحتها األنهار يوم ال يخزي هللا } بإدخال النار { النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم } أمامهم‬
‫{ و } يكون { بأيمانهم يقولون } مستأنف { ربنا أتمم لنا نورنا } إلى الجنة والمنافقون يطفأ نورهم { واغفر‬
‫لنا } ربنا { إنك على كل شيء قدير }‬

‫(‪)752/1‬‬

‫‪ { - 9‬يا أيها النبي جاهد الكفار } بالسيف { والمنافقين } باللسان والحجة { واغلظ عليهم } باالنتهار والمقت‬
‫{ ومأواهم جهنم وبئس المصير } هي‬

‫(‪)753/1‬‬

‫‪ { - 10‬ضرب هللا مثال للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما }‬
‫في الدين إذ كفرتا وكانت امرأة نوح واسمها واهلة تقول لقومه ‪ :‬إنه مجنون وامرأة لوط واسمها واعلة تدل‬
‫قومه على أضيافه إذا نزلوا به ليال بإيقاد النار ونهارا بالتدخين { فلم يغنيا } أي نوح ولوط { عنهما من هللا }‬
‫من عذابه { شيئا وقيل } لهما { ادخال النار مع الداخلين } من كفار قوم نوح وقوم لوط‬

‫(‪)753/1‬‬

‫‪ { - 11‬وضرب هللا مثال للذين آمنوا امرأة فرعون } آمنت بموسى واسمها آسية فعذبها فرعون بأن أوتد‬
‫يديها ورجليها وألقى على صدرها رحى عظيمة واستقبل بها الشمس فكانت إذا تفرق عنها من وكل بها ظللتها‬
‫المالئكة { إذ قالت } في حال التعذيب { رب ابن لي عندك بيتا في الجنة } فكشف لها فرأته فسهل عليها‬
‫التعذيب { ونجني من فرعون وعمله } وتعذيبه { ونجني من القوم الظالمين } أهل دينه فقبض هللا روحها‬
‫وقال ابن كيسان ‪ :‬رفعت إلى الجنة حية فهي تأكل وتشرب‬

‫(‪)753/1‬‬
‫‪ { - 12‬ومريم } عطف على امرأة فرعون { ابنة عمران التي أحصنت فرجها } حفظته { فنفخنا فيه من‬
‫روحنا } أي جبريل حيث نفخ في جيب درعها بخلق هللا تعالى فعله الواصل إلى فرجها فحملت بعيسى‬
‫{ وصدقت بكلمات ربها } شرائعه { وكتبه } المنزلة { وكانت من القانتين } من القوم المطيعين‬

‫(‪)753/1‬‬

‫سورة الملك‬
‫[ مكية وآياتها ثالثون آية ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬تبارك } تنزه عن صفات المحدثين { الذي بيده } في تصرفه { الملك } السلطان والقدرة { وهو على‬
‫كل شيء قدير }‬

‫(‪)754/1‬‬

‫‪ { - 2‬الذي خلق الموت } في الدنيا { والحياة } في اآلخرة أو هما في الدنيا فالنطفة تعرض لها الحياة وهي‬
‫ما به اإلحساس والموت ضدها أو عدمها قوالن والخلق على الثاني بمعنى التقدير { ليبلوكم } ليختبركم في‬
‫الحياة { أيكم أحسن عمال } أطوع هلل { وهو العزيز } في انتقامه ممن عصاه { الغفور } لمن تاب إليه‬

‫(‪)754/1‬‬

‫‪ { - 3‬الذي خلق سبع سماوات طباقا } بعضها فوق بعض من غير مماسة { ما ترى في خلق الرحمن } لهن‬
‫أو لغيرهن { من تفاوت } تباين وعدم تناسب { فارجع البصر } أعده إلى السماء { هل ترى } فيها { من‬
‫فطور } صدوع وشقوق‬

‫(‪)754/1‬‬

‫‪ { - 4‬ثم ارجع البصر كرتين } كرة بعد كرة { ينقلب } يرجع { إليك البصر خاسئا } ذليال لعدم إدراك خلل‬
‫{ وهو حسير } منقطع عن رؤية خلل‬

‫(‪)754/1‬‬
‫‪ { - 5‬ولقد زينا السماء الدنيا } القربى إلى األرض { بمصابيح } بنجوم { وجعلناها رجوما } مراجم‬
‫{ للشياطين } إذا استرقوا السمع بأن ينفصل شهاب عن الكوكب كالقبس يؤخذ من النار فيقتل الجني أو يخبله‬
‫ال أن الكوكب ينزل عن مكانه { وأعتدنا لهم عذاب السعير } النار الموقدة‬

‫(‪)754/1‬‬

‫‪ { - 6‬وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير } هي‬

‫(‪)755/1‬‬

‫‪ { - 7‬إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا } صوتا منكرا كصوت الحمار { وهي تفور } تغلي‬

‫(‪)755/1‬‬

‫‪ { - 8‬تكاد تميز } وقرئ تتميز على األصل تتقطع { من الغيظ } غضبا على الكافر { كلما ألقي فيها فوج }‬
‫جماعة منهم { سألهم خزنتها } سؤال توبيخ { ألم يأتكم نذير } رسول ينذركم عذاب هللا تعالى‬

‫(‪)755/1‬‬

‫‪ { - 9‬قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل هللا من شيء إن } ما { أنتم إال في ضالل كبير } يحتمل أن‬
‫يكون من كالم المالئكة للكفار حين أخبروا بالتكذيب وأن يكون من كالم الكفار للنذر‬

‫(‪)755/1‬‬

‫‪ { - 10‬وقالوا لو كنا نسمع } أي سماع تفهم { أو نعقل } أي عقل تفكر { ما كنا في أصحاب السعير }‬

‫(‪)755/1‬‬

‫‪ { - 11‬فاعترفوا } حيث ال ينفع االعتراف { بذنبهم } وهو تكذيب النذر { فسحقا } بسكون الحاء وضمها‬
‫{ ألصحاب السعير } فبعدا لهم عن رحمة هللا‬
‫(‪)755/1‬‬

‫‪ { - 12‬إن الذين يخشون ربهم } يخافونه { بالغيب } في غيبتهم عن أعين الناس فيطيعونه سرا فيكون‬
‫عالنية أولى { لهم مغفرة وأجر كبير } أي الجنة‬

‫(‪)755/1‬‬

‫‪ { - 13‬وأسروا } أيها الناس { قولكم أو اجهروا به إنه } تعالى { عليم بذات الصدور } بما فيها فكيف بما‬
‫نطقتم به وسبب نزول ذلك أن المشركين قال بعضهم لبعض ‪ :‬أسروا قولكم ال يسمعكم إله محمد‬

‫(‪)755/1‬‬

‫‪ { - 14‬أال يعلم من خلق } ما تسرون أي أينتفي علمه بذلك { وهو اللطيف } في علمه { الخبير } فيه‬

‫(‪)755/1‬‬

‫‪ { - 15‬هو الذي جعل لكم األرض ذلوال } سهلة للمشي فيها { فامشوا في مناكبها } جوانبها { وكلوا من‬
‫رزقه } المخلوق ألجلكم { وإليه النشور } من القبور للجزاء‬

‫(‪)755/1‬‬

‫‪ { - 16‬أأمنتم } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينها وبين األخرى وتركه وإبدالها ألفا { من‬
‫في السماء } سلطانه وقدرته { أن يخسف } بدل من من { بكم األرض فإذا هي تمور } تتحرك بكم وترتفع‬
‫فوقكم‬

‫(‪)755/1‬‬

‫‪ { - 17‬أم أمنتم من في السماء أن يرسل } بدل من من { عليكم حاصبا } ريحا ترميكم بالحصباء‬
‫{ فستعلمون } عند معاينة العذاب { كيف نذير } إنذاري بالعذاب أي أنه حق‬
‫(‪)756/1‬‬

‫‪ { - 18‬ولقد كذب الذين من قبلهم } من األمم { فكيف كان نكير } إنكاري عليهم بالتكذيب عند إهالكهم أي‬
‫أنه حق‬

‫(‪)756/1‬‬

‫‪ { - 19‬أولم يروا } ينظروا { إلى الطير فوقهم } في الهواء { صافات } باسطات أجنحتهن { ويقبضن }‬
‫أجنحتهن بعد البسط أي وقابضات { ما يمسكهن } عن الوقوع في حال البسط والقبض { إال الرحمن }‬
‫بقدرته { إنه بكل شيء بصير } المعنى ‪ :‬ألم يستدلوا بثبوت الطير في الهواء على قدرتنا أن نفعل بهم ما تقدم‬
‫وغيره من العذاب‬

‫(‪)756/1‬‬

‫‪ { - 20‬أمن } مبتدأ { هذا } خبره { الذي } بدل من هذا { هو جند } أعوان { لكم } صلة الذي‬
‫{ ينصركم } صفة الجند { من دون الرحمن } أي غيره يدفع عنكم عذابه أي ال ناصر لكم { إن } ما‬
‫{ الكافرون إال في غرور } غرهم الشيطان بأن العذاب ال ينزل بهم‬

‫(‪)756/1‬‬

‫‪ { - 21‬أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك } الرحمن { رزقه } أي المطر عنكم وجواب الشرط محذوف دل‬
‫عليه ما قبله أي فمن يرزقكم أي ال رازق لكم غيره { بل لجوا } تمادوا { في عتو } تكبر { ونفور } تباعد‬
‫عن الحق‬

‫(‪)756/1‬‬

‫‪ { - 22‬أفمن يمشي مكبا } واقعا { على وجهه أهدى أمن يمشي سويا } معتدال { على صراط } طريق‬
‫{ مستقيم } وخبر من الثانية محذوف دل على خبر األولى أي أهدى والمثل في المؤمن والكافر أيهما على‬
‫هدى‬

‫(‪)756/1‬‬
‫‪ { - 23‬قل هو الذي أنشأكم } خلقكم { وجعل لكم السمع واألبصار واألفئدة } القلوب { قليال ما تشكرون }‬
‫ما مزيدة والجملة مستأنفة مخبرة بقلة شكرهم جدا على هذه النعم‬

‫(‪)756/1‬‬

‫‪ { - 24‬قل هو الذي ذرأكم } خلقكم { في األرض وإليه تحشرون } للحساب‬

‫(‪)756/1‬‬

‫‪ { - 25‬ويقولون } للمؤمنين { متى هذا الوعد } وعد الحشر { إن كنتم صادقين } فيه‬

‫(‪)756/1‬‬

‫‪ { - 26‬قل إنما العلم } بمجيئه { عند هللا وإنما أنا نذير مبين } بين اإلنذار‬

‫(‪)756/1‬‬

‫‪ { - 27‬فلما رأوه } أي العذاب بعد الحشر { زلفة } قريبا { سيئت } اسودت { وجوه الذين كفروا وقيل }‬
‫أي قال الخزنة لهم { هذا } أي العذاب { الذي كنتم به } بإنذاره { تدعون } أنكم ال تبعثون وهذه حكاية حال‬
‫تأتي عبر عنها بطريق المضي لتحقق وقوعها‬

‫(‪)757/1‬‬

‫‪ { - 28‬قل أرأيتم إن أهلكني هللا ومن معي } من المؤمنين بعذابه كما تقصدون { أو رحمنا } فلم يعذبنا‬
‫{ فمن يجير الكافرين من عذاب أليم } أي ال مجير لهم منه‬

‫(‪)757/1‬‬
‫‪ { - 29‬قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون } بالتاء والياء عند معاينة العذاب { من هو في ضالل‬
‫مبين } بين أنحن أم أنتم أم هم‬

‫(‪)757/1‬‬

‫‪ { - 30‬قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا } غائرا في األرض { فمن يأتيكم بماء معين } جار تناله األيدي‬
‫والدالء كمائكم أي ال يأتي به إال هللا تعالى فكيف تنكرون أن يبعثكم ؟ ويستحب أن يقول القارئ عقب‬
‫{ معين } ‪ :‬هللا رب العالمين كما ورد في الحديث وتليت هذه اآلية عند بعض المتجبرين فقال ‪ :‬تأتي به‬
‫الفؤوس والمعاول فذهب ماء عينه وعمي نعوذ باهلل من الجراءة على هللا وعلى آياته‬

‫(‪)757/1‬‬

‫سورة القلم‬
‫[ مكية وآياتها اثنتان وخمسون آية ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬ن } أحد حروف الهجاء هللا أعلم بمراده به { والقلم } الذي كتب به الكائنات في اللوح المحفوظ { وما‬
‫يسطرون } أي المالئكة من الخير والصالح‬

‫(‪)757/1‬‬

‫‪ { - 2‬ما أنت } يا محمد { بنعمة ربك بمجنون } أي انتفى الجنون عنك بسبب إنعام ربك عليك بالنبوة‬
‫وغيرها وهذا رد لقولهم إنه مجنون‬

‫(‪)757/1‬‬

‫‪ { - 3‬وإن لك ألجرا غير ممنون } مقطوع‬

‫(‪)757/1‬‬

‫‪ { - 4‬وإنك لعلى خلق } دين { عظيم }‬

‫(‪)758/1‬‬
‫‪ { - 5‬فستبصر ويبصرون }‬

‫(‪)758/1‬‬

‫‪ { - 6‬بأيكم المفتون } مصدر كالمعقول أي الفتون بمعنى الجنون أي أبك أم بهم‬

‫(‪)758/1‬‬

‫‪ { - 7‬إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } له وأعلم بمعنى عالم‬

‫(‪)758/1‬‬

‫‪ { - 8‬فال تطع المكذبين }‬

‫(‪)758/1‬‬

‫‪ { - 9‬ودوا } تمنوا { لو } مصدرية { تدهن } تلين لهم { فيدهنون } يلينون لك وهو معطوف على تدهن‬
‫وإن جعل جواب التمني المفهوم من ودوا قدر قبله بعد الفاء هم‬

‫(‪)758/1‬‬

‫‪ { - 10‬وال تطع كل حالف } كثير الحلف بالباطل { مهين } حقير‬

‫(‪)758/1‬‬

‫‪ { - 11‬هماز } عياب أي مغتاب { مشاء بنميم } ساع بالكالم بين الناس على وجه اإلفساد بينهم‬

‫(‪)758/1‬‬
‫‪ { - 12‬مناع للخير } بخيل بالمال عن الحقوق { معتد } ظالم { أثيم } آثم‬

‫(‪)758/1‬‬

‫‪ { - 13‬عتل } غليظ جاف { بعد ذلك زنيم } دعي في قريش وهو الوليد بن المغيرة ادعاه أبوه بعد ثماني‬
‫عشرة سنة قال ابن عباس ‪ :‬ال نعلم أن هللا وصف أحدا بما وصفه به من العيوب فألحق به عارا ال يفارقه أبدا‬
‫وتعلق بزنيم الظرف قبله‬

‫(‪)758/1‬‬

‫‪ { - 14‬أن كان ذا مال وبنين } أي ألن وهو متعلق بما دل عليه‬

‫(‪)758/1‬‬

‫‪ { - 15‬إذا تتلى عليه آياتنا } القرآن { قال } هي { أساطير األولين } أي كذب بها إلنعامنا عليه بما ذكره‬
‫وفي قراءة أأن بهمزتين مفتوحتين‬

‫(‪)758/1‬‬

‫‪ { - 16‬سنسمه على الخرطوم } سنجعل على أنفه عالمة يعير بها ما عاش فخطم أنفه بالسيف يوم بدر‬

‫(‪)758/1‬‬

‫‪ { - 17‬إنا بلوناهم } امتحنا أهل مكة بالقحط والجوع { كما بلونا أصحاب الجنة } البستان { إذ أقسموا‬
‫ليصرمنها } يقطعون ثمرتها { مصبحين } وقت الصباح كي ال يشعر بهم المساكين فال يعطونهم منها ما كان‬
‫أبوهم يتصدق به عليهم منها‬

‫(‪)758/1‬‬
‫‪ { - 18‬وال يستثنون } في يمينهم بمشيئة هللا تعالى والجملة مستأنفة أي وشأنهم ذلك‬

‫(‪)758/1‬‬

‫‪ { - 19‬فطاف عليها طائف من ربك } نار أحرقتها ليال { وهم نائمون }‬

‫(‪)758/1‬‬

‫‪ { - 20‬فأصبحت كالصريم } كالليل الشديد الظلمة أي السوداء‬

‫(‪)758/1‬‬

‫‪ { - 21‬فتنادوا مصبحين }‬

‫(‪)758/1‬‬

‫‪ { - 22‬أن اغدوا على حرثكم } غلتكم تفسير لتنادوا أو أن مصدرية أي بأن { إن كنتم صارمين } مريدين‬
‫القطع وجواب الشرط دل عليه ما قبله‬

‫(‪)759/1‬‬

‫‪ { - 23‬فانطلقوا وهم يتخافتون } يتسارون‬

‫(‪)759/1‬‬

‫‪ { - 24‬أن ال يدخلنها اليوم عليكم مسكين } تفسير لما قبله أو أن مصدرية أي بأن‬

‫(‪)759/1‬‬
‫‪ { - 25‬وغدوا على حرد } منع للفقراء { قادرين } عليه في ظنهم‬

‫(‪)759/1‬‬

‫‪ { - 26‬فلما رأوها } سوداء محترقة { قالوا إنا لضالون } عنها أي ليست هذه ثم قالوا لما علموها ‪:‬‬

‫(‪)759/1‬‬

‫‪ { - 27‬بل نحن محرومون } ثمرتها بمنعنا الفقراء منها‬

‫(‪)759/1‬‬

‫‪ { - 28‬قال أوسطهم } خيرهم { ألم أقل لكم لوال } هال { تسبحون } هللا تائبين‬

‫(‪)759/1‬‬

‫‪ { - 29‬قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين } بمنع الفقراء حقهم‬

‫(‪)759/1‬‬

‫‪ { - 30‬فأقبل بعضهم على بعض يتالومون }‬

‫(‪)759/1‬‬

‫‪ { - 31‬قالوا يا } للتنبيه { ويلنا } هالكنا { إنا كنا طاغين }‬

‫(‪)759/1‬‬
‫‪ { - 32‬عسى ربنا أن يبدلنا } بالتشديد والتخفيف { خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون } ليقبل توبتنا ويرد علينا‬
‫خيرا من جنتنا روي أنهم أبدلوا خيرا منها‬

‫(‪)759/1‬‬

‫‪ { - 33‬كذلك } أي مثل العذاب لهؤالء { العذاب } لمن خالف أمرنا من كفار مكة وغيرهم { ولعذاب اآلخرة‬
‫أكبر لو كانوا يعلمون } عذابها ما خالفوا أمرنا ونزل لما قالوا إن بعثنا نعطى أفضل منكم ‪:‬‬

‫(‪)759/1‬‬

‫‪ { - 34‬إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم }‬

‫(‪)759/1‬‬

‫‪ { - 35‬أفنجعل المسلمين كالمجرمين } أي تابعين لهم في العطاء‬

‫(‪)759/1‬‬

‫‪ { - 36‬ما لكم كيف تحكمون } هذا الحكم الفاسد‬

‫(‪)759/1‬‬

‫‪ { - 37‬أم } أي بل أ { لكم كتاب } منزل { فيه تدرسون } أي تقرؤون‬

‫(‪)759/1‬‬

‫‪ { - 38‬إن لكم فيه لما تخيرون } تختارون‬

‫(‪)759/1‬‬
‫‪ { - 39‬أم لكم أيمان } عهود { علينا بالغة } واثقة { إلى يوم القيامة } متعلق معنى بعلينا وفي هذا الكالم‬
‫معنى القسم أي أقسمنا لكم وجوابه { إن لكم لما تحكمون } به أنفسكم‬

‫(‪)759/1‬‬

‫‪ { - 40‬سلهم أيهم بذلك } الحكم الذي يحكمون به ألنفسهم من أنهم يعطون في اآلخرة أفضل من المؤمنين‬
‫{ زعيم } كفيل لهم‬

‫(‪)760/1‬‬

‫‪ { - 41‬أم لهم } أي عندهم { شركاء } موافقون لهم في هذا القول يكفلون به لهم فإن كان كذلك { فليأتوا‬
‫بشركائهم } الكافلين لهم به { إن كانوا صادقين }‬

‫(‪)760/1‬‬

‫‪ - 42‬اذكر { يوم يكشف عن ساق } هو عبارة عن شدة األمر يوم القيامة للحساب والجزاء يقال ‪ :‬كشفت‬
‫الحرب عن ساق ‪ :‬إذا اشتد األمر فيها { ويدعون إلى السجود } امتحانا إليمانهم { فال يستطيعون } تصير‬
‫ظهورهم طبقا واحدا‬

‫(‪)760/1‬‬

‫‪ { - 43‬خاشعة } حال من ضمير يدعون أي ذليلة { أبصارهم } ال يرفعونها { ترهقهم } تغشاهم { ذلة وقد‬
‫كانوا يدعون } في الدنيا { إلى السجود وهم سالمون } فال يأتون به بأن ال يصلوا‬

‫(‪)760/1‬‬

‫‪ { - 44‬فذرني } دعني { ومن يكذب بهذا الحديث } القرآن { سنستدرجهم } نأخذهم قليال قليال { من حيث‬
‫ال يعلمون }‬

‫(‪)760/1‬‬
‫‪ { - 45‬وأملي لهم } أمهلهم { إن كيدي متين } شديد ال يطاق‬

‫(‪)760/1‬‬

‫‪ { - 46‬أم } بل أ { تسألهم } على تبليغ الرسالة { أجرا فهم من مغرم } مما يعطونكه { مثقلون } فال‬
‫يؤمنون لذلك‬

‫(‪)760/1‬‬

‫‪ { - 47‬أم عندهم الغيب } أي اللوح المحفوظ الذي فيه الغيب { فهم يكتبون } منه ما يقولون‬

‫(‪)760/1‬‬

‫‪ { - 48‬فاصبر لحكم ربك } فيهم بما يشاء { وال تكن كصاحب الحوت } في الضجر والجلة وهو يونس عليه‬
‫السالم { إذ نادى } دعا ربه { وهو مكظوم } مملوء غما في بطن الحوت‬

‫(‪)760/1‬‬

‫‪ { - 49‬لوال أن تداركه } أدركه { نعمة } رحمة { من ربه لنبذ } من بطن الحوت { بالعراء } باألرض‬
‫الفضاء { وهو مذموم } لكنه رحم فنبذ غير مذموم‬

‫(‪)760/1‬‬

‫‪ { - 50‬فاجتباه ربه } بالنبوة { فجعله من الصالحين } األنبياء‬

‫(‪)761/1‬‬
‫‪ { - 51‬وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك } بضم الياء وفتحها { بأبصارهم } ينظرون إليك نظرا شديدا يكاد أن‬
‫يصرعك ويسقطك من مكانك { لما سمعوا الذكر } القرآن { ويقولون } حسدا { إنه لمجنون } بسبب القرآن‬
‫الذي جاء به‬

‫(‪)761/1‬‬

‫‪ { - 52‬وما هو } أي القرآن { إال ذكر } موعظة { للعالمين } الجن واإلنس ال يحدث بسبب جنون‬

‫(‪)761/1‬‬

‫سورة الحاقة‬
‫[ مكية وآياتها اثنتان وخمسون آية ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬الحاقة } القيامة التي يحق فيها ما أنكر من البعث والحساب والجزاء أو المظهرة لذلك‬

‫(‪)761/1‬‬

‫‪ { - 2‬ما الحاقة } تعظيم لشأنها وهو مبتدأ وخبر الحاقة‬

‫(‪)761/1‬‬

‫‪ { - 3‬وما أدراك } أعلمك { ما الحاقة } زيادة تعظيم لشأنها فما األولى مبتدأ وما بعدها خبره وما الثانية‬
‫وخبرها في محل المفعول الثاني ألدري‬

‫(‪)761/1‬‬

‫‪ { - 4‬كذبت ثمود وعاد بالقارعة } القيامة ألنها تقرع القلوب بأهوالها‬

‫(‪)761/1‬‬
‫‪ { - 5‬فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية } بالصيحة المجاوزة للحد في الشدة‬

‫(‪)761/1‬‬

‫‪ { - 6‬وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر } شديدة الصوت { عاتية } قوية شديدة على عاد مع قوتهم وشدتهم‬

‫(‪)761/1‬‬

‫‪ { - 7‬سخرها } أرسلها بالقهر { عليهم سبع ليال وثمانية أيام } أولها من صبح يوم األربعاء لثمان بقين من‬
‫شوال وكانت في عجز الشتاء { حسوما } متتابعات شبهت بتتابع فعل الحاسم في إعادة الكي على الداء كرة‬
‫بعد أخرى حتى ينحسم { فترى القوم فيها صرعى } مطروحين هالكين { كأنهم أعجاز } أصول { نخل‬
‫خاوية } ساقطة فارغة‬

‫(‪)762/1‬‬

‫‪ { - 8‬فهل ترى لهم من باقية } صفة نفس مقدرة أو التاء للمبالغة أي باق ؟ ال‬

‫(‪)762/1‬‬

‫‪ { - 9‬وجاء فرعون ومن قبله } أتباعه وفي قراءة بفتح القاف وسكون الباء أي من تقدمه من األمم الكافرة‬
‫{ والمؤتفكات } أي أهلها وهي قرى قوم لوط { بالخاطئة } بالفعالت ذات الخطأ‬

‫(‪)762/1‬‬

‫‪ { - 10‬فعصوا رسول ربهم } أي لوطا وغيره { فأخذهم أخذة رابية } زائدة في الشدة على غيرها‬

‫(‪)762/1‬‬

‫‪ { - 11‬إنا لما طغى الماء } عال فوق كل شيء من الجبال وغيرها من الطوفان { حملناكم } يعني آباءكم إذ‬
‫أنتم في اصالبهم { في الجارية } السفينة التي عملها نوح ونجا هو ومن كان معه فيها وغرق اآلخرون‬
‫(‪)762/1‬‬

‫‪ { - 12‬لنجعلها } أي هذه الفعلة وهي إنجاء المؤمنين وإهالك الكافرين { لكم تذكرة } عظة { وتعيها }‬
‫ولتحفظها { أذن واعية } حافظة لما تسمع‬

‫(‪)762/1‬‬

‫‪ { - 13‬فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة } للفصل بين الخالئق وهي الثانية‬

‫(‪)762/1‬‬

‫‪ { - 14‬وحملت } رفعت { األرض والجبال فدكتا } دقتا { دكة واحدة }‬

‫(‪)762/1‬‬

‫‪ { - 15‬فيومئذ وقعت الواقعة } قامت القيامة‬

‫(‪)762/1‬‬

‫‪ { - 16‬وانشقت السماء فهي يومئذ واهية } ضعيفة‬

‫(‪)762/1‬‬

‫‪ { - 17‬والملك } يعني المالئكة { على أرجائها } جوانب السماء { ويحمل عرش ربك فوقهم } أي المالئكة‬
‫المذكورين { يومئذ ثمانية } من المالئكة أو من صفوفهم‬

‫(‪)762/1‬‬
‫‪ { - 18‬يومئذ تعرضون } للحساب { ال تخفى } بالتاء والياء { منكم خافية } من السرائر‬

‫(‪)762/1‬‬

‫‪ { - 19‬فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول } خطابا لجماعته لما سر به { هاؤم } خذوا { اقرؤوا كتابيه }‬
‫تنازع فيه هاؤم واقرءوا‬

‫(‪)762/1‬‬

‫‪ { - 20‬إني ظننت } تيقنت { أني مالق حسابيه }‬

‫(‪)762/1‬‬

‫‪ { - 21‬فهو في عيشة راضية } مرضية‬

‫(‪)762/1‬‬

‫‪ { - 22‬في جنة عالية }‬

‫(‪)763/1‬‬

‫‪ { - 23‬قطوفها } ثمارها { دانية } قريبة يتناولها القائم والقاعد والمضطجع‬

‫(‪)763/1‬‬

‫‪ - 24‬فيقال لهم { كلوا واشربوا هنيئا } حال أي متهنئين { بما أسلفتم في األيام الخالية } الماضية في الدنيا‬

‫(‪)763/1‬‬
‫‪ { - 25‬وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا } للتنبيه { ليتني لم أوت كتابيه }‬

‫(‪)763/1‬‬

‫‪ { - 26‬ولم أدر ما حسابيه }‬

‫(‪)763/1‬‬

‫‪ { - 27‬يا ليتها } أي الموتة في الدنيا { كانت القاضية } القاطعة لحياتي بأن ال أبعث‬

‫(‪)763/1‬‬

‫‪ { - 28‬ما أغنى عني ماليه }‬

‫(‪)763/1‬‬

‫‪ { - 29‬هلك عني سلطانيه } قوتي وحجتي وهاء كتابيه وحسابيه ومالية وسلطانية للسكت تثبت وقفا ووصال‬
‫اتباعا للمصحف اإلمام والنقل ومنهم من حذفها وصال‬

‫(‪)763/1‬‬

‫‪ { - 30‬خذوه } خطاب لخزنة جهنم { فغلوه } اجمعوا يديه إلى عنقه في الغل‬

‫(‪)763/1‬‬

‫‪ { - 31‬ثم الجحيم } النار المحرقة { صلوه } ادخلوه‬

‫(‪)763/1‬‬
‫‪ { - 32‬ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا } بذراع الملك { فاسلكوه } أدخلوه فيها بعد إدخاله النار ولم تمنع‬
‫الفاء من تعلق الفعل بالظرف المتقدم‬

‫(‪)763/1‬‬

‫‪ { - 33‬إنه كان ال يؤمن باهلل العظيم }‬

‫(‪)763/1‬‬

‫‪ { - 34‬وال يحض على طعام المسكين }‬

‫(‪)763/1‬‬

‫‪ { - 35‬فليس له اليوم هاهنا حميم } قريب ينتفع به‬

‫(‪)763/1‬‬

‫‪ { - 36‬وال طعام إال من غسلين } صديد أهل النار أو شجر فيها‬

‫(‪)763/1‬‬

‫‪ { - 37‬ال يأكله إال الخاطئون } الكافرون‬

‫(‪)763/1‬‬

‫‪ { - 38‬فال } زائدة { أقسم بما تبصرون } من المخلوقات‬

‫(‪)763/1‬‬
‫‪ { - 39‬وما ال تبصرون } منها أي بكل مخلوق‬

‫(‪)763/1‬‬

‫‪ { - 40‬إنه } أي القرآن { لقول رسول كريم } أي قاله رسالة عن هللا تعالى‬

‫(‪)763/1‬‬

‫‪ { - 41‬وما هو بقول شاعر قليال ما تؤمنون }‬

‫(‪)763/1‬‬

‫‪ { - 42‬وال بقول كاهن قليال ما تذكرون } بالتاء والياء في الفعلين وما مزيدة مؤكدة والمعنى أنهم آمنوا‬
‫بأشياء يسيرة وتذكروها مما أتى به النبي صلى هللا عليه و سلم من الخير والصلة والعفاف فلم تغن عنهم شيئا‬

‫(‪)764/1‬‬

‫‪ - 43‬بل هو { تنزيل من رب العالمين }‬

‫(‪)764/1‬‬

‫‪ { - 44‬ولو تقول } أي النبي { علينا بعض األقاويل } بأن قال عنا مالم نقله‬

‫(‪)764/1‬‬

‫‪ { - 45‬ألخذنا } لنلنا { منه } عقابا { باليمين } بالقوة والقدرة‬

‫(‪)764/1‬‬
‫‪ { - 46‬ثم لقطعنا منه الوتين } نياط القلب وهو عرق متصل به إذا انقطع مات صاحبه‬

‫(‪)764/1‬‬

‫‪ { - 47‬فما منكم من أحد } هو اسم ما ومن زائدة لتأكيد النفي ومنكم حال من أحد { عنه حاجزين } مانعين‬
‫خبر ما وجمع ألن أحدا في سياق النفي بمعنى الجمع وضمير عنه للنبي صلى هللا عليه و سلم أي ال مانع لنا‬
‫عنه من حيث العقاب‬

‫(‪)764/1‬‬

‫‪ { - 48‬وإنه } أي القرآن { لتذكرة للمتقين }‬

‫(‪)764/1‬‬

‫‪ { - 49‬وإنا لنعلم أن منكم } أيها الناس { مكذبين } بالقرآن ومصدقين‬

‫(‪)764/1‬‬

‫‪ { - 50‬وإنه } أي القرآن { لحسرة على الكافرين } إذا رأوا ثواب المصدقين وعقاب المكذبين به‬

‫(‪)764/1‬‬

‫‪ { - 51‬وإنه } أي القرآن { لحق اليقين } أي اليقين الحق‬

‫(‪)764/1‬‬

‫‪ { - 52‬فسبح } نزه { باسم } الباء زائدة { ربك العظيم } سبحانه‬

‫(‪)764/1‬‬
‫سورة المعارج‬
‫[ مكية وآياتها أربع وأربعون آية ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬سأل سائل } دعا داع { بعذاب واقع }‬

‫(‪)764/1‬‬

‫‪ { - 2‬للكافرين ليس له دافع } هو النضر بن الحارث قال ‪ { :‬اللهم إن كان هذا هو الحق } اآلية‬

‫(‪)764/1‬‬

‫‪ { - 3‬من هللا } متصل بواقع { ذي المعارج } مصاعد المالئكة وهي السماوات‬

‫(‪)765/1‬‬

‫‪ { - 4‬تعرج } بالتاء والياء { المالئكة والروح } جبريل { إليه } إلى مهبط أمره من السماء { في يوم }‬
‫متعلق بمحذوف أي يقع العذاب بهم في يوم القيامة { كان مقداره خمسين ألف سنة } بالنسبة إلى الكافر لما‬
‫يلقى فيه من الشدائد وأما المؤمن فيكون أخف عليه من صالة مكتوبة يصليها في الدنيا كما جاء في الحديث‬

‫(‪)765/1‬‬

‫‪ { - 5‬فاصبر } وهذا قبل أن يؤمر بالقتال { صبرا جميال } أي ال جزع فيه‬

‫(‪)765/1‬‬

‫‪ { - 6‬إنهم يرونه } أي العذاب { بعيدا } غير واقع‬

‫(‪)765/1‬‬
‫‪ { - 7‬ونراه قريبا } واقعا ال محالة‬

‫(‪)765/1‬‬

‫‪ { - 8‬يوم تكون السماء } متعلق بمحذوف تقديره يقع { كالمهل } كذائب الفضة‬

‫(‪)765/1‬‬

‫‪ { - 9‬وتكون الجبال كالعهن } كالصوف في الخفة والطيران بالريح‬

‫(‪)765/1‬‬

‫‪ { - 10‬وال يسأل حميم حميما } قريب قريبه الشتغال كل بحاله‬

‫(‪)765/1‬‬

‫‪ { - 11‬يبصرونهم } أي يبصر األحماء بعضهم بعضا ويتعارفون وال يتكلمون والجملة مستأنفة { يود‬
‫المجرم } يتمنى الكافر { لو } بمعنى أن { يفتدي من عذاب يومئذ } بكسر الميم وفتحها { ببنيه }‬

‫(‪)765/1‬‬

‫‪ { - 12‬وصاحبته } زوجته { وأخيه }‬

‫(‪)765/1‬‬

‫‪ { - 13‬وفصيلته } عشيرته لفصله منها { التي تؤويه } تضمه‬

‫(‪)765/1‬‬
‫‪ { - 14‬ومن في األرض جميعا ثم ينجيه } ذلك االفتداء عطف على يفتدي‬

‫(‪)765/1‬‬

‫‪ { - 15‬كال } رد لما يوده { إنها } أي النار { لظى } اسم لجهنم ألنها تتلظى أي تتلهب على الكفار‬

‫(‪)765/1‬‬

‫‪ { - 16‬نزاعة للشوى } جمع شواة وهي جلدة الرأس‬

‫(‪)765/1‬‬

‫‪ { - 17‬تدعو من أدبر وتولى } عن اإليمان بأن تقول ‪ :‬إلي إلي‬

‫(‪)765/1‬‬

‫‪ { - 18‬وجمع } المال { فأوعى } أمسكه في وعائه ولم يؤد حق هللا منه‬

‫(‪)765/1‬‬

‫‪ { - 19‬إن اإلنسان خلق هلوعا } حال مقدرة وتفسيره‬

‫(‪)765/1‬‬

‫‪ { - 20‬إذا مسه الشر جزوعا } وقت مس الشر‬

‫(‪)765/1‬‬
‫‪ { - 21‬وإذا مسه الخير منوعا } وقت مس الخير أي المال لحق هللا منه‬

‫(‪)765/1‬‬

‫‪ { - 22‬إال المصلين } أي المؤمنين‬

‫(‪)765/1‬‬

‫‪ { - 23‬الذين هم على صالتهم دائمون } مواظبون‬

‫(‪)765/1‬‬

‫‪ { - 24‬والذين في أموالهم حق معلوم } هو الزكاة‬

‫(‪)766/1‬‬

‫‪ { - 25‬للسائل والمحروم } المتعفف عن السؤال فيحرم‬

‫(‪)766/1‬‬

‫‪ { - 26‬والذين يصدقون بيوم الدين } الجزاء‬

‫(‪)766/1‬‬

‫‪ { - 27‬والذين هم من عذاب ربهم مشفقون } خائفون‬

‫(‪)766/1‬‬
‫‪ { - 28‬إن عذاب ربهم غير مأمون } نزوله‬

‫(‪)766/1‬‬

‫‪ { - 29‬والذين هم لفروجهم حافظون }‬

‫(‪)766/1‬‬

‫‪ { - 30‬إال على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم } من اإلماء { فإنهم غير ملومين }‬

‫(‪)766/1‬‬

‫‪ { - 31‬فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } المتاجوزون الحالل إلى الحرام‬

‫(‪)766/1‬‬

‫‪ { - 32‬والذين هم ألماناتهم } وفي قراءة باإلفراد ‪ :‬ما ائتمنوا عليه من أمر الدين والدنيا { وعهدهم }‬
‫المأخوذ عليهم في ذلك { راعون } حافظون‬

‫(‪)766/1‬‬

‫‪ { - 33‬والذين هم بشهاداتهم } وفي قراءة بالجمع { قائمون } يقيمونها وال يكتمونها‬

‫(‪)766/1‬‬

‫‪ { - 34‬والذين هم على صالتهم يحافظون } بأدائها في أوقاتها‬

‫(‪)766/1‬‬
‫‪ { - 35‬أولئك في جنات مكرمون }‬

‫(‪)766/1‬‬

‫‪ { - 36‬فمال الذين كفروا قبلك } نحوك { مهطعين } حال أي مديمي النظر‬

‫(‪)766/1‬‬

‫‪ { - 37‬عن اليمين وعن الشمال } منك { عزين } حال أيضا أي جماعات حلقا حلقا يقولون استهزاء‬
‫بالمؤمنين ‪ :‬لئن دخل هؤالء الجنة لندخلنها قبلهم قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)766/1‬‬

‫‪ { - 38‬أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم }‬

‫(‪)766/1‬‬

‫‪ { - 39‬كال } ردع لهم عن طمعهم في الجنة { إنا خلقناهم } كغيرهم { مما يعلمون } من نطف فال يطمع‬
‫بذلك في الجنة وإنما يطمع فيها بالتقوى‬

‫(‪)766/1‬‬

‫‪ { - 40‬فال } ال زائدة { أقسم برب المشارق والمغارب } للشمس والقمر وسائر الكواكب { إنا لقادرون }‬

‫(‪)767/1‬‬

‫‪ { - 41‬على أن نبدل } نأتي بدلهم { خيرا منهم وما نحن بمسبوقين } بعاجزين عن ذلك‬

‫(‪)767/1‬‬
‫‪ { - 42‬فذرهم } اتركهم { يخوضوا } في باطلهم { ويلعبوا } في دنياهم { حتى يالقوا } يلقوا { يومهم الذي‬
‫يوعدون } فيه العذاب‬

‫(‪)767/1‬‬

‫‪ { - 43‬يوم يخرجون من األجداث } القبور { سراعا } إلى المحشر { كأنهم إلى نصب } وفي قراءة بضم‬
‫الحرفين شيء منصوب كعلم أو راية { يوفضون } يسرعون‬

‫(‪)767/1‬‬

‫‪ { - 44‬خاشعة } ذليلة { أبصارهم ترهقهم } تغشاهم { ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون } ذلك مبتدأ وما‬
‫بعده الخبر ومعناه يوم القيامة‬

‫(‪)767/1‬‬

‫سورة نوح‬
‫[ مكية وآياتها ‪ 28‬أو ‪ 29‬آية ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر } أي بإنذار { قومك من قبل أن يأتيهم } إن لم يؤمنوا { عذاب أليم }‬
‫مؤلم في الدنيا واآلخرة‬

‫(‪)767/1‬‬

‫‪ { - 2‬قال يا قوم إني لكم نذير مبين } بين اإلنذار‬

‫(‪)767/1‬‬

‫‪ { - 3‬أن } أي بأن أقول لكم { اعبدوا هللا واتقوه وأطيعون }‬

‫(‪)767/1‬‬
‫‪ { - 4‬يغفر لكم من ذنوبكم } من زائدة فإن اإلسالم يغفر به ما قبله أو تبعيضه إلخراج حقوق العباد‬
‫{ ويؤخركم } بال عذاب { إلى أجل مسمى } أجل الموت { إن أجل هللا } بعذابكم إن لم تؤمنوا { إذا جاء ال‬
‫يؤخر لو كنتم تعلمون } ذلك آلمنتم‬

‫(‪)767/1‬‬

‫‪ { - 5‬قال رب إني دعوت قومي ليال ونهارا } أي دائما متصال‬

‫(‪)768/1‬‬

‫‪ { - 6‬فلم يزدهم دعائي إال فرارا } عن اإليمان‬

‫(‪)768/1‬‬

‫‪ { - 7‬وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم } لئال يسمعوا كالمي { واستغشوا ثيابهم }‬
‫غطوا رؤوسهم بها لئال ينظروني { وأصروا } على كفرهم { واستكبروا } تكبروا عن اإليمان { استكبارا }‬

‫(‪)768/1‬‬

‫‪ { - 8‬ثم إني دعوتهم جهارا } أي بأعلى صوتي‬

‫(‪)768/1‬‬

‫‪ { - 9‬ثم إني أعلنت لهم } صوتي { وأسررت } الكالم { لهم إسرارا }‬

‫(‪)768/1‬‬

‫‪ { - 10‬فقلت استغفروا ربكم } من الشرك { إنه كان غفارا }‬


‫(‪)768/1‬‬

‫‪ { - 11‬يرسل السماء } المطر وكانوا قد منعوه { عليكم مدرارا } كثيرا الدرور‬

‫(‪)768/1‬‬

‫‪ { - 12‬ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات } بساتين { ويجعل لكم أنهارا } جارية‬

‫(‪)768/1‬‬

‫‪ { - 13‬ما لكم ال ترجون هلل وقارا } أي تأملون وقار هللا إياكم بأن تؤمنوا‬

‫(‪)768/1‬‬

‫‪ { - 14‬وقد خلقكم أطوارا } جمع طور وهو الحال فطورا نطفة وطورا علقة إلى تمام خلق اإلنسان والنظر‬
‫في خلقه يوجب اإليمان بخالقه‬

‫(‪)768/1‬‬

‫‪ { - 15‬ألم تروا } تنظروا { كيف خلق هللا سبع سماوات طباقا } بعضها فوق بعض‬

‫(‪)768/1‬‬

‫‪ { - 16‬وجعل القمر فيهن } أي في مجموعهن الصادق بالسماء الدنيا { نورا وجعل الشمس سراجا }‬
‫مصباحا مضيئا وهو أقوى من نور القمر‬

‫(‪)768/1‬‬
‫‪ { - 17‬وهللا أنبتكم } خلقكم { من األرض } إذ خلق أباكم آدم منها { نباتا }‬

‫(‪)769/1‬‬

‫‪ { - 18‬ثم يعيدكم فيها } مقبورين { ويخرجكم } للبعث { إخراجا }‬

‫(‪)769/1‬‬

‫‪ { - 19‬وهللا جعل لكم األرض بساطا } مبسوطة‬

‫(‪)769/1‬‬

‫‪ { - 20‬لتسلكوا منها سبال } طرقا { فجاجا } واسعة‬

‫(‪)769/1‬‬

‫‪ { - 21‬قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا } أي السفلة والفقراء { من لم يزده ماله وولده } وهم الرؤساء‬
‫المنعم عليهم بذلك وولد بضم الواو وسكون الالم وبفتحهما واألول قيل جمع ولد بفتحهما كخشب وخشب وقيل‬
‫بمعناه كبخل وبخل { إال خسارا } طغيانا وكفرا‬

‫(‪)769/1‬‬

‫‪ { - 22‬ومكروا } أي الرؤساء { مكرا كبارا } عظيما جدا بأن كذبوا نوحا وآذوه ومن اتبعه‬

‫(‪)769/1‬‬

‫‪ { - 23‬وقالوا } للسفلة { ال تذرن آلهتكم وال تذرن ودا } بفتح الوالو وضمها { وال سواعا وال يغوث ويعوق‬
‫ونسرا } هي أسماء أصنامهم‬

‫(‪)769/1‬‬
‫‪ { - 24‬وقد أضلوا } بها { كثيرا } من الناس بأن أمروهم بعبادتهم { وال تزد الظالمين إال ضالال } عكفا‬
‫على قد أضلوا دعا عليهم لما أوحي إليه أنه لن يؤمن من قومك إال من قد آمن‬

‫(‪)769/1‬‬

‫‪ { - 25‬مما } ما صلة { خطاياهم } وفي قراءة خطيئاتهم بالهمز { أغرقوا } بالطوفان { فأدخلوا نارا }‬
‫عوقبوا بها عقب اإلغراق تحت الماء { فلم يجدوا لهم من دون } أي غير { هللا أنصارا } يمنعون عنهم‬
‫العذاب‬

‫(‪)769/1‬‬

‫‪ { - 26‬وقال نوح رب ال تذر على األرض من الكافرين ديارا } أي نازل دار والمعنى أحدا‬

‫(‪)769/1‬‬

‫‪ { - 27‬إنك إن تذرهم يضلوا عبادك وال يلدوا إال فاجرا كفارا } من يفجر ويكفر قال ذلك لما تقدم من اإليحاء‬
‫إليه‬

‫(‪)769/1‬‬

‫‪ { - 28‬رب اغفر لي ولوالدي } وكان مؤمنين { ولمن دخل بيتي } منزلي أو مسجدي { مؤمنا وللمؤمنين‬
‫والمؤمنات } إلى يوم القيامة { وال تزد الظالمين إال تبارا } هالكا فأهلكوا‬

‫(‪)769/1‬‬

‫سورة الجن‬
‫[ مكية وآياتها ثمان وعشرون ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬قل } يا محمد للناس { أوحي إلي } أي أخبرت بالوحي من هللا تعالى { أنه } الضمير للشأن‬
‫{ استمع } لقراءتي { نفر من الجن } جن نصيبين وذلك في صالة الصبح ببطن نخل موضع بين مكة‬
‫والطائف وهم الذين ذكروا في قوله تعالى { وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن } اآلية { فقالوا } لقومهم لما‬
‫رجعوا إليهم { إنا سمعنا قرآنا عجبا } يتعجب منه في فصاحته وغزارة معانيه وغير ذلك‬

‫(‪)770/1‬‬

‫‪ { - 2‬يهدي إلى الرشد } اإليمان والصواب { فآمنا به ولن نشرك } بعد اليوم { بربنا أحدا }‬

‫(‪)770/1‬‬

‫‪ { - 3‬وأنه } الضمير للشأن فيه وفي الموضعين بعده { تعالى جد ربنا } تنزه جالله وعظمته عما نسب إليه‬
‫{ ما اتخذ صاحبة } زوجة { وال ولدا }‬

‫(‪)770/1‬‬

‫‪ { - 4‬وأنه كان يقول سفيهنا } جاهلنا { على هللا شططا } غلوا في الكذب بوصفه بالصاحبة والولد‬

‫(‪)770/1‬‬

‫‪ { - 5‬وأنا ظننا أن } مخففة أي أنه { لن تقول اإلنس والجن على هللا كذبا } بوصفه بذلك حتى تبينا كذبهم‬
‫بذلك قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)770/1‬‬

‫‪ { - 6‬وأنه كان رجال من اإلنس يعوذون } يستعيذون { برجال من الجن } حين ينزلون في سفرهم بمخوف‬
‫فيقول كل رجل أعوذ بسيد هذا المكان من شر سفهائه { فزادوهم } بعوذهم به { رهقا } فقالوا سدنا الجن‬
‫واإلنس‬

‫(‪)770/1‬‬
‫‪ { - 7‬وأنهم } أي الجن { ظنوا كما ظننتم } يا إنس { أن } مخففة من الثقيلة أي أنه { لن يبعث هللا أحدا }‬
‫بعد موته‬

‫(‪)771/1‬‬

‫‪ - 8‬قال الجن { وأنا لمسنا السماء } رمنا استراق السمع { فوجدناها ملئت حرسا } من المالئكة { شديدا‬
‫وشهبا } نجوما محرقة وذلك لما بعث النبي صلى هللا عليه و سلم‬

‫(‪)771/1‬‬

‫‪ { - 9‬وأنا كنا } أي قبل مبعثه { نقعد منها مقاعد للسمع } أي نستمع { فمن يستمع اآلن يجد له شهابا‬
‫رصدا } أرصد له ليرمى به‬

‫(‪)771/1‬‬

‫‪ { - 10‬وأنا ال ندري أشر أريد } بعد استراق السمع { بمن في األرض أم أراد بهم ربهم رشدا } خيرا‬

‫(‪)771/1‬‬

‫‪ { - 11‬وأنا منا الصالحون } بعد استماع القرآن { ومنا دون ذلك } أي قوم غير صالحين { كنا طرائق‬
‫قددا } فرقا مختلفين مسلمين وكافرين‬

‫(‪)771/1‬‬

‫‪ { - 12‬وأنا ظننا أن } مخففة من الثقيلة أي أنه { لن نعجز هللا في األرض ولن نعجزه هربا } ال نفوته‬
‫كائنين في األرض أو هاربين منها في السماء‬

‫(‪)771/1‬‬
‫‪ { - 13‬وأنا لما سمعنا الهدى } القرآن { آمنا به فمن يؤمن بربه فال يخاف } بتقدير هو { بخسا } نقصا من‬
‫حسناته { وال رهقا } ظلما بالزيادة في سيئاته‬

‫(‪)771/1‬‬

‫‪ { - 14‬وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون } الجائرون بكفرهم { فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا } قصدوا‬
‫هداية‬

‫(‪)771/1‬‬

‫‪ { - 15‬وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا } وقودا وأنا وأنهم وأنه في اثني عشر موضعا هي وأنه تعالى وأنا‬
‫منا المسلمون وما بينهما بكسر الهمزة استئنافا وبفتحها بما يوجه به‬

‫(‪)771/1‬‬

‫‪ - 16‬قال تعالى في كفار مكة { وأن } مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي وأنهم وهو معطوف على أنه‬
‫استمع { لو استقاموا على الطريقة } أي طريقة اإلسالم { ألسقيناهم ماء غدقا } كثيرا من السماء وذلك بعد‬
‫ما رفع المطر عنهم سبع سنين‬

‫(‪)771/1‬‬

‫‪ { - 17‬لنفتنهم } لنختبرهم { فيه } فنعلم كيف شكرهم علم ظهور { ومن يعرض عن ذكر ربه } القرآن‬
‫{ نسلكه } بالنون والباء ندخله { عذابا صعدا } شاقا‬

‫(‪)772/1‬‬

‫‪ { - 18‬وأن المساجد } مواضع الصالة { هلل فال تدعو } فيها { مع هللا أحدا } بأن تشركوا كما كانت اليهود‬
‫والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا‬

‫(‪)772/1‬‬
‫‪ { - 19‬وأنه } بالفتح والكسر استئنافا والضمير للشأن { لما قام عبد هللا } محمد النبي صلى هللا عليه و سلم‬
‫{ يدعوه } يعبده ببطن نخل { كادوا } أي الجن المستمعون لقراءته { يكونون عليه لبدا } بكسر الالم‬
‫وضمها جمع لبدة كاللبد في ركوب بعضهم بعضا ازدحاما حرصا على سماع القرآن‬

‫(‪)772/1‬‬

‫‪ { - 20‬قال } مجيبا للكفار في قولهم ‪ :‬ارجع عما أنت فيه وفي قراءة قل { إنما أدعو ربي } إلها { وال‬
‫أشرك به أحدا }‬

‫(‪)772/1‬‬

‫‪ { - 21‬قل إني ال أملك لكم ضرا } غيا { وال رشدا } خيرا‬

‫(‪)772/1‬‬

‫‪ { - 22‬قل إني لن يجيرني من هللا } من عذابه إن عصيته { أحد ولن أجد من دونه } أي غيره { ملتحدا }‬
‫ملتجأ‬

‫(‪)772/1‬‬

‫‪ { - 23‬إال بالغا } استثناء من مفعول أملك أي ال أملك لكم إال البالغ إليكم { من هللا } أي عنه‬
‫{ ورساالته } عطف على بالغا وما بين المستثنى منه واالستثناء اعتراض لتأكيد نفي االستطاعة { ومن‬
‫يعص هللا ورسوله } في التوحيد فلم يؤمن { فإن له نار جهنم خالدين } حال من ضمير من في له رعاية في‬
‫معناها وهي حال مقدرة والمعنى يدخلونها مقدار خلودهم { فيها أبدا }‬

‫(‪)772/1‬‬

‫‪ { - 24‬حتى إذا رأو } إبتدائية فيها معنى الغاية لمقدر قبلها أي ال يزالون على كفرهم إلى أن يروا { ما‬
‫يوعدون } به من العذاب { فسيعلمون } عند حلوله بهم يوم بدر أو يوم القيامة { من أضعف ناصرا وأقل‬
‫عددا } أعوانا أهم أم المؤمنون على القول األول أو أنا أم هم على الثاني فقال بعضهم متى هذا الوعد ؟‬
‫فنزل ‪:‬‬
‫(‪)772/1‬‬

‫‪ { - 25‬قل إن } أي ما { أدري أقريب ما توعدون } ؟ من العذاب { أم يجعل له ربي أمدا } غاية وأجال ال‬
‫يعلمه إال هو‬

‫(‪)772/1‬‬

‫‪ { - 26‬عالم الغيب } ما غاب عن العباد { فال يظهر } يطلع { على غيبه أحدا } من الناس‬

‫(‪)772/1‬‬

‫‪ { - 27‬إال من ارتضى من رسول فإنه } مع إطالعه على ما شاء منه معجزة له { يسلك } يجعل ويسير‬
‫{ من بين يديه } أي الرسول { ومن خلفه رصدا } مالئكة يحفظونه حتى يبلغه في جملة الوحي‬

‫(‪)772/1‬‬

‫‪ { - 28‬ليعلم } هللا علم ظهور { أن } مخففة من الثقيلة أي أنه { قد أبلغوا } أي الرسل { رساالت ربهم }‬
‫روعي بجمع الضمير معنى من { وأحاط بما لديهم } عطف على مقدر أي فعلم ذلك { وأحصى كل شيء‬
‫عددا } تمييز وهو محول من المفعول واألصل أحصى عدد كل شيء‬

‫(‪)773/1‬‬

‫سورة المزمل‬
‫[ مكية إال آية ‪ 20‬فمدنية وآياتها عشرون آية ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫{ يا أيها المزمل } النبي وأصله المتزمل أدغمت التاء في الزاي أي المتلفف بثيابه حين مجيء الوحي له‬
‫خوفا منه لهيبته‬

‫(‪)773/1‬‬
‫‪ { - 2‬قم الليل } صل { إال قليال }‬

‫(‪)773/1‬‬

‫‪ { - 3‬نصفه } بدل من قليال وقلته بالنظر إلى الكل { أو انقص منه } من النصف { قليال } إلى الثلث‬

‫(‪)773/1‬‬

‫‪ { - 4‬أو زد عليه } إلى الثلثين وأو للتخيير { ورتل القرآن } تثبت في تالوته { ترتيال }‬

‫(‪)773/1‬‬

‫‪ { - 5‬إنا سنلقي عليك قوال } قرآنا { ثقيال } مهيبا أو شديدا لما فيه من التكاليف‬

‫(‪)773/1‬‬

‫‪ { - 6‬إن ناشئة الليل } القيام بعد النوم { هي أشد وطئا } موافقة السمع للقلب على تفهم القرآن { وأقوم‬
‫قيال } أبين قوال‬

‫(‪)773/1‬‬

‫‪ { - 7‬إن لك في النهار سبحا طويال } تصرفا في إشغالك ال تفرغ فيه لتالوة القرآن‬

‫(‪)773/1‬‬

‫‪ { - 8‬واذكر اسم ربك } أي قل بسم هللا الرحمن الرحيم في ابتداء قراءتك { وتبتل } انقطع { إليه تبتيال }‬
‫مصدر بتل جيء به رعاية للفواصل وهو ملزوم التبتل‬

‫(‪)773/1‬‬
‫‪ - 9‬هو { رب المشرق والمغرب ال إله إال هو فاتخذه وكيال } موكال له أمورك‬

‫(‪)773/1‬‬

‫‪ { - 10‬واصبر على ما يقولون } أي كفار مكة من أذاهم { واهجرهم هجرا جميال } ال جزع فيه وهذا قبل‬
‫األمر بقتالهم‬

‫(‪)773/1‬‬

‫‪ { - 11‬وذرني } اتركني { والمكذبين } عطف على المفعول أو مفعول معه والمعنى أنا كافيكهم وهم‬
‫صناديد قريش { أولي النعمة } التنعم { ومهلهم قليال } من الزمن فقتلوا بعد يسير منه ببدر‬

‫(‪)774/1‬‬

‫‪ { - 12‬إن لدينا أنكاال } قيودا ثقاال جمع نكل بكسر النون { وجحيما } نارا محرقة‬

‫(‪)774/1‬‬

‫‪ { - 13‬وطعاما ذا غصة } يغص به في الحلق وهو الزقوم أو الضريع أو الغسلين أو شوك من نار ال يخرج‬
‫وال ينزل { وعذابا أليما } مؤلما زيادة على ما ذكر لمن كذب النبي صلى هللا عليه و سلم‬

‫(‪)774/1‬‬

‫‪ { - 14‬يوم ترجف } تزلزل { األرض والجبال وكانت الجبال كثيبا } رمال مجتمعا { مهيال } سائال لعد‬
‫اجتماعه وهو هال يهيل وأصله مهيول استثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى الهاء وحذفت الواو ثاني الساكنبن‬
‫لزيادتها وقلبت الضمة كسرة لمجانسة الباء‬

‫(‪)774/1‬‬
‫‪ { - 15‬إنا أرسلنا إليكم } يا أهل مكة { رسوال } هو محمد صلى هللا عليه و سلم { شاهدا عليكم } يوم‬
‫القيامة بما يصدر منكم من العصيان { كما أرسلنا إلى فرعون رسوال } هو موسى عليه الصالة و السالم‬

‫(‪)774/1‬‬

‫‪ { - 16‬فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيال } شديدا‬

‫(‪)774/1‬‬

‫‪ { - 17‬فكيف تتقون إن كفرتم } في الدنيا { يوما } مفعول تتقون أي عذابه بأي حصن تتحصنون من عذاب‬
‫يوم { يجعل الولدان شيبا } جمع أشيب لشدة هوله وهو يوم القيامة واألصل في شين شيبا الضم وكسرت‬
‫لمجانسة الياء ويقال في اليوم الشديد يوم يشيب نواصي األطفال وهو مجاز ويجوز أن يكون المراد في اآلية‬
‫الحقيقة‬

‫(‪)774/1‬‬

‫‪ { - 18‬السماء منفطر } ذات انفطار أي انشقاق { به } بذلك اليوم لشدته { كان وعده } تعالى بمجيء ذلك‬
‫{ مفعوال } أي هو كائن ال محالة‬

‫(‪)774/1‬‬

‫‪ { - 19‬إن هذه } اآليات المخوفة { تذكرة } عظة للخلق { فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيال } طريقا باإليمان‬
‫والطاعة‬

‫(‪)774/1‬‬

‫‪ { - 20‬إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى } أقل { من ثلثي الليل ونصفه وثلثه } بالجر عطف على ثلثي وبالنصب‬
‫عطف على أدنى وقيامه كذلك نحو ما أمر به أول السورة { وطائفة من الذين معك } عطف على ضمير تقوم‬
‫وجاز من غير تأكيد للفصل وقيام طائفة من أصحابه كذلك للتأسي به ومنهم من ال يدري كم صلى من الليل‬
‫وكم بقي منه فكان يقوم الليل كله احيتاطا فقاموا حتى انتفخت أقدامهم سنة أو أكثر فخفف عنهم قال تعالى ‪:‬‬
‫{ وهللا يقدر } يحصي { الليل والنهار علم أن } مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي أنه { لن تحصوه } أي‬
‫الليل لتقوموا فيما يجب القيام فيه إال بقيام جميعه وذلك يشق عليكم { فتاب عليكم } رجع بكم إلى التخفيف‬
‫{ فاقرؤوا ما تيسر من القرآن } في الصالة بأن تصلوا ما تيسر { علم أن } مخففة من الثقيلة أي أنه‬
‫{ سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في األرض } يسافرون { يبتغون من فضل هللا } يطلبون من‬
‫رزقه بالتجارة وغيرها { وآخرون يقاتلون في سبيل هللا } وكل من الفرق الثالثة يشق عليهم ما ذكر في قيام‬
‫الليل فخفف عنهم بقيام ما تيسر منه ثم نسخ ذلك بالصلوات الخمس { فاقرؤوا ما تيسر منه } كما تقدم‬
‫{ وأقيموا الصالة } المفروضة { وآتوا الزكاة وأقرضوا هللا } بأن تنفقوا ما سوى المفروض من المال في‬
‫سبيل‬
‫الخير { قرضا حسنا } عن طيب قلب { وما تقدموا ألنفسكم من خير تجدوه عند هللا هو خيرا } مما خلفتم‬
‫وهو فصل وما بعده وإن لم يكن معرفة يشبهها المتناعه من التعريف { وأعظم أجرا واستغفروا هللا إن هللا‬
‫غفور رحيم } للمؤمنين‬

‫(‪)774/1‬‬

‫سورة المدثر‬
‫[ مكية وآياتها ست وخمسون ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬يا أيها المدثر } النبي صلى هللا عليه و سلم وأصله المتدثر أدغمت التاء في الدال أي المتلفف بثيابه عند‬
‫نزول الوحي عليه‬

‫(‪)775/1‬‬

‫‪ { - 2‬قم فأنذر } خوف أهل مكة النار إن لم يؤمنوا‬

‫(‪)775/1‬‬

‫‪ { - 3‬وربك فكبر } عظم عن إشراك المشركين‬

‫(‪)775/1‬‬

‫‪ { - 4‬وثيابك فطهر } عن النجاسة أوقصرها خالف جر العرب ثيابهم خيالء فربما أصابتها نجاسة‬

‫(‪)776/1‬‬
‫‪ { - 5‬والرجز } فسره النبي صلى هللا عليه و سلم باألوثان { فاهجر } أي دم على هجره‬

‫(‪)776/1‬‬

‫‪ { - 6‬وال تمنن تستكثر } بالرفع حال أي ال تعط شيئا لتطلب أكثر منه وهذا خاص به صلى هللا عليه و سلم‬
‫ألنه مأمور بأجمل األخالق وأشرف اآلداب‬

‫(‪)776/1‬‬

‫‪ { - 7‬ولربك فاصبر } على األوامر والنواهي‬

‫(‪)776/1‬‬

‫‪ { - 8‬فإذا نقر في الناقور } نفخ في الصور وهو القرن النفخة الثانية‬

‫(‪)776/1‬‬

‫‪ { - 9‬فذلك } أي وقت النقر { يومئذ } بدل مما قبله المبتدأ وبني إلضافته إلى غير متمكن وخبر المبتدأ‬
‫{ يوم عسير } والعامل في إذا ما دلت عليه الجملة اشتد األمر‬

‫(‪)776/1‬‬

‫‪ { - 10‬على الكافرين غير يسير } فيه داللة على أنه يسير على المؤمنين في عسره‬

‫(‪)776/1‬‬

‫‪ { - 11‬ذرني } اتركني { ومن خلقت } عطف على المفعول أو مفعول معه { وحيدا } حال من أو من‬
‫ضميره المحذوف من خلقت منفردا بال أهل وال مال هو الوليد بن المغيرة المخزومي‬

‫(‪)776/1‬‬
‫‪ { - 12‬وجعلت له ماال ممدودا } واسعا متصال من الزروع والضروع والتجارة‬

‫(‪)776/1‬‬

‫‪ { - 13‬وبنين } عشرة أو أكثر { شهودا } يشهدون المحافل وتسمع شهاداتهم‬

‫(‪)776/1‬‬

‫‪ { - 14‬ومهدت } بسطت { له } في العيش والعمر والولد { تمهيدا }‬

‫(‪)776/1‬‬

‫‪ { - 15‬ثم يطمع أن أزيد }‬

‫(‪)776/1‬‬

‫‪ { - 16‬كال } ال أزيده على ذلك { إنه كان آلياتنا } أي القرآن { عنيدا } معاندا‬

‫(‪)776/1‬‬

‫‪ { - 17‬سأرهقه } أكلفه { صعودا } مشقة من العذاب أو جبال من نار يصعد فيه ثم يهوي أبدا‬

‫(‪)776/1‬‬

‫‪ { - 18‬إنه فكر } فيما يقول في القرآن الذي سمعه من النبي صلى هللا عليه و سلم { وقدر } في نفسه ذلك‬

‫(‪)776/1‬‬
‫‪ { - 19‬فقتل } لعن وعذب { كيف قدر } على أي حال كان تقديره‬

‫(‪)776/1‬‬

‫‪ { - 20‬ثم قتل كيف قدر }‬

‫(‪)776/1‬‬

‫‪ { - 21‬ثم نظر } في وجوه قومه أو فيما يقدح به فيه‬

‫(‪)776/1‬‬

‫‪ { - 22‬ثم عبس } قبض وجهه وكلحه ضيقا بما يقول { وبسر } زاد في القبض والكلوح‬

‫(‪)776/1‬‬

‫‪ { - 23‬ثم أدبر } عن اإليمان { واستكبر } تكبر عن اتباع النبي صلى هللا عليه و سلم‬

‫(‪)776/1‬‬

‫‪ { - 24‬فقال } فيما جاء به { إن } ما { هذا إال سحر يؤثر } ينقل عن السحرة‬

‫(‪)776/1‬‬

‫‪ { - 25‬إن } ما { هذا إال قول البشر } كما قالوا إنما يعلمه بشر‬

‫(‪)776/1‬‬
‫‪ { - 26‬سأصليه } أدخله { سقر } جهنم‬

‫(‪)777/1‬‬

‫‪ { - 27‬وما أدراك ما سقر } تعظيم لشأنها‬

‫(‪)777/1‬‬

‫‪ { - 28‬ال تبقي وال تذر } شيئا من لحم وال عصب إال أهلكته ثم يعود كما كان‬

‫(‪)777/1‬‬

‫‪ { - 29‬لواحة للبشر } محرقة لظاهر الجلد‬

‫(‪)777/1‬‬

‫‪ { - 30‬عليها تسعة عشر } ملكا خزنتها قال بعض الكفار وكان قويا شديد البأس أنا أكفيكم سبعة عشر‬
‫واكفوني أنتم اثنين قال تعالى ‪:‬‬

‫(‪)777/1‬‬

‫‪ { - 31‬وما جعلنا أصحاب النار إال مالئكة } أي فال يطاقون كما يتوهمون { وما جعلنا عدتهم } ذلك { إال‬
‫فتنة } ضالال { للذين كفروا } بأن يقولوا لم كانوا تسعة عشر { ليستيقن } ليستبين { الذين أوتوا الكتاب }‬
‫أي اليهود صدق النبي صلى هللا عليه و سلم في كونهم تسعة عشر الموافق لما في كتابهم { ويزداد الذين‬
‫آمنوا } من أهل الكتاب { إيمانا } تصديقا لموافقته ما أتى به النبي صلى هللا عليه و سلم لما في كتابهم { وال‬
‫يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون } من غيرهم في عدد المالئكة { وليقول الذين في قلوبهم مرض } شك‬
‫بالمدينة { والكافرون } بمكة { ماذا أراد هللا بهذا } العدد { مثال } سموه لغرابته بذلك وأعرب حاال‬
‫{ كذلك } أي مثل إضالل منكر هذا العدد وهدى مصدقة { يضل هللا من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود‬
‫ربك } أي المالئكة في قوتهم وأعوانهم { إال هو وما هي } أي سقر { إال ذكرى للبشر }‬
‫(‪)777/1‬‬

‫‪ { - 32‬كال } استفتاح بمعنى أال { والقمر }‬

‫(‪)777/1‬‬

‫‪ { - 33‬والليل إذا } بفتح الذال { دبر } جاء بعد النهار وفي قراءة إذ أدبر بسكون الذال بعدها همزة أي‬
‫مضى‬

‫(‪)777/1‬‬

‫‪ { - 34‬والصبح إذا أسفر } ظهر‬

‫(‪)777/1‬‬

‫‪ { - 35‬إنها } أي سقر { إلحدى الكبر } الباليا العظام‬

‫(‪)777/1‬‬

‫‪ { - 36‬نذيرا } حال من إحدى وذكر ألنها بمعنى العذاب { للبشر }‬

‫(‪)777/1‬‬

‫‪ { - 37‬لمن شاء منكم } بدل من البشر { أن يتقدم } إلى الخير أو الجنة باإليمان { أو يتأخر } إلى الشر أو‬
‫النار بالكفر‬

‫(‪)777/1‬‬
‫‪ { - 38‬كل نفس بما كسبت رهينة } مرهونة مأخوذة بعملها في النار‬

‫(‪)777/1‬‬

‫‪ { - 39‬إال أصحاب اليمين } وهم المؤمنون فناجون منها كائنون‬

‫(‪)777/1‬‬

‫‪ { - 40‬في جنات يتساءلون } بينهم‬

‫(‪)777/1‬‬

‫‪ { - 41‬عن المجرمين } وحالهم يقولون لهم بعد إخراج الموحدين من النار‬

‫(‪)777/1‬‬

‫‪ { - 42‬ما سلككم } أدخلكم { في سقر }‬

‫(‪)777/1‬‬

‫‪ { - 43‬قالوا لم نك من المصلين }‬

‫(‪)777/1‬‬

‫‪ { - 44‬ولم نك نطعم المسكين }‬

‫(‪)778/1‬‬
‫‪ { - 45‬وكنا نخوض } في الباطل { مع الخائضين }‬

‫(‪)778/1‬‬

‫‪ { - 46‬وكنا نكذب بيوم الدين } البعث والجزاء‬

‫(‪)778/1‬‬

‫‪ { - 47‬حتى أتانا اليقين } الموت‬

‫(‪)778/1‬‬

‫‪ { - 48‬فما تنفعهم شفاعة الشافعين } من المالئكة واألنبياء والصالحين والمعنى ال شفاعة لهم‬

‫(‪)778/1‬‬

‫‪ { - 49‬فما } مبتدأ { لهم } خبره متعلق بمحذوف انتقل ضميره إليه { عن التذكرة معرضين } حال من‬
‫الضمير والمعنى أي شيء حصل لهم في إعراضهم عن االتعاظ‬

‫(‪)778/1‬‬

‫‪ { - 50‬كأنهم حمر مستنفرة } وحشية‬

‫(‪)778/1‬‬

‫‪ { - 51‬فرت من قسورة } أسد أي هربت منه أشد الهرب‬

‫(‪)778/1‬‬
‫‪ { - 52‬بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة } أي من هللا تعالى باتباع النبي كما قالوا ‪ :‬لن نؤمن‬
‫لك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه‬

‫(‪)778/1‬‬

‫‪ { - 53‬كال } ردع عما أرادوه { بل ال يخافون اآلخرة } أي عذابها‬

‫(‪)778/1‬‬

‫‪ { - 54‬كال } استفتاح { إنه } أي القرآن { تذكرة } عظة‬

‫(‪)778/1‬‬

‫‪ { - 55‬فمن شاء ذكره } قرأه فاتعظ به‬

‫(‪)778/1‬‬

‫‪ { - 56‬وما يذكرون } بالياء والتاء { إال أن يشاء هللا هو أهل التقوى } بأن يتقى { وأهل المغفرة } بأن يغفر‬
‫لمن اتقاه‬

‫(‪)778/1‬‬

‫سورة القيامة‬
‫[ مكية وهي أربعون آية ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬ال } زائدة في الموضعين { أقسم بيوم القيامة }‬

‫(‪)778/1‬‬
‫‪ { - 2‬وال أقسم بالنفس اللوامة } التي تلوم نفسها وإن اجتهدت في اإلحسان وجواب القسم محذوف أي لتبعثن‬
‫دل عليه ‪:‬‬

‫(‪)778/1‬‬

‫‪ { - 3‬أيحسب اإلنسان } أي الكافر { ألن نجمع عظامه } للبعث واإلحياء‬

‫(‪)779/1‬‬

‫‪ { - 4‬بلى } نجمعها { قادرين } مع جمعها { على أن نسوي بنانه } وهو األصابع أي نعيد عظامها كما‬
‫كانت مع صغرها فكيف بالكبيرة‬

‫(‪)779/1‬‬

‫‪ { - 5‬بل يريد اإلنسان ليفجر } الالم زائدة ونصبه بأن مقدرة أي أن يكذب { أمامه } أي يوم القيامة دل‬
‫عليه ‪:‬‬

‫(‪)779/1‬‬

‫‪ { - 6‬يسأل أيان } متى { يوم القيامة } سؤال استهزاء وتكذيب‬

‫(‪)779/1‬‬

‫‪ { - 7‬فإذا برق البصر } بكسر الراء وفتحها دهش وتحير لما رأى مما كان يكذبه‬

‫(‪)779/1‬‬

‫‪ { - 8‬وخسف القمر } أظلم وذهب ضوؤه‬

‫(‪)779/1‬‬
‫‪ { - 9‬وجمع الشمس والقمر } فطلعا من المغرب أو ذهب ضؤوهما وذلك في يوم القيامة‬

‫(‪)779/1‬‬

‫‪ { - 10‬يقول اإلنسان يومئذ أين المفر } الفرار‬

‫(‪)779/1‬‬

‫‪ { - 11‬كال } ردع عن طلب الفرار { ال وزر } ال ملجأ يتحصن به‬

‫(‪)779/1‬‬

‫‪ { - 12‬إلى ربك يومئذ المستقر } مستقر الخالئق فيحاسبون ويجازون‬

‫(‪)779/1‬‬

‫‪ { - 13‬ينبأ اإلنسان يومئذ بما قدم وأخر } بأول عمله وآخره‬

‫(‪)779/1‬‬

‫‪ { - 14‬بل اإلنسان على نفسه بصيرة } شاهد تنطق جوارحه بعمله والهاء للمبالغة فال بد من جزائه‬

‫(‪)779/1‬‬

‫‪ { - 15‬ولو ألقى معاذيره } جمع معذرة على غير قياس أي لو جاء بكل معذرة ما قبلت منه‬

‫(‪)779/1‬‬
‫‪ - 16‬قال تعالى لنبيه ‪ { :‬ال تحرك به } بالقرآن قبل قراغ جبريل منه { لسانك لتعجل به } خوف أن ينفلت‬
‫منك‬

‫(‪)779/1‬‬

‫‪ { - 17‬إن علينا جمعه } في صدرك { وقرآنه } قراءتك إياه أي جريانه على لسانك‬

‫(‪)779/1‬‬

‫‪ { - 18‬فإذا قرأناه } عليك بقراءة جبريل { فاتبع قرآنه } استمع قراءته فكان صلى هللا عليه و سلم يستمع ثم‬
‫يقرؤه‬

‫(‪)779/1‬‬

‫‪ { - 19‬ثم إن علينا بيانه } بالتفهيم لك والمناسبة بين هذه اآلية وما قبلها أن تلك تضمنت اإلعراض عن آيات‬
‫هللا وهذه تضمنت المبادرة إليها بحفظها‬

‫(‪)779/1‬‬

‫‪ { - 20‬كال } استفتاح بمعنى أال { بل تحبون العاجلة } الدنيا بالياء والتاء في الفعلين‬

‫(‪)779/1‬‬

‫‪ { - 21‬وتذرون اآلخرة } فال يعملون لها‬

‫(‪)779/1‬‬

‫‪ { - 22‬وجوه يومئذ } أي في يوم القيامة { ناضرة } حسنة مضيئة‬


‫(‪)779/1‬‬

‫‪ { - 23‬إلى ربها ناظرة } أي يرون هللا سبحانه وتعالى في اآلخرة‬

‫(‪)779/1‬‬

‫‪ { - 24‬ووجوه يومئذ باسرة } كالحة شديدة العبوس‬

‫(‪)780/1‬‬

‫‪ { - 25‬تظن } توقن { أن يفعل بها فاقرة } داهية عظيمة تكسر فقار الظهر‬

‫(‪)780/1‬‬

‫‪ { - 26‬كال } بمعنى أال { إذا بلغت } النفس { التراقي } عظام الحلق‬

‫(‪)780/1‬‬

‫‪ { - 27‬وقيل } قال من حوله { من راق } يرقيه ليشفى‬

‫(‪)780/1‬‬

‫‪ { - 28‬وظن } أيقن من بلغت نفسه ذلك { أنه الفراق } فراق الدنيا‬

‫(‪)780/1‬‬

‫‪ { - 29‬والتفت الساق بالساق } أي إحدى ساقيه باألخرى عند الموت أو التفت شدة فراق الدنيا بشدة إقبال‬
‫اآلخرة‬
‫(‪)780/1‬‬

‫‪ { - 30‬إلى ربك يومئذ المساق } أي السوق وهذا يدل على العامل في إذا والمعنى إذا بلغت النفس الحلقوم‬
‫تساق إلى حكم ربها‬

‫(‪)780/1‬‬

‫‪ { - 31‬فال صدق } اإلنسان { وال صلى } أي لم يصدق ولم يصل‬

‫(‪)780/1‬‬

‫‪ { - 32‬ولكن كذب } بالقرآن { وتولى } عن اإليمان‬

‫(‪)780/1‬‬

‫‪ { - 33‬ثم ذهب إلى أهله يتمطى } يتبختر في مشيته إعجابا‬

‫(‪)780/1‬‬

‫‪ { - 34‬أولى لك } فيه التفات عن الغيبة والكلمة اسم فعل والالم للتبيين أي وليك ما تكره { فأولى } أي فهو‬
‫أولى بك من غيرك‬

‫(‪)780/1‬‬

‫‪ { - 35‬ثم أولى لك فأولى } تأكيد‬

‫(‪)780/1‬‬
‫‪ { - 36‬أيحسب } يظن { اإلنسان أن يترك سدى } همال ال يكلف بالشرائع ال يحسب ذلك‬

‫(‪)780/1‬‬

‫‪ { - 37‬ألم يك } أي كان { نطفة من مني يمنى } بالياء والتاء تصب في الرحم‬

‫(‪)780/1‬‬

‫‪ { - 38‬ثم كان } المني { علقة فخلق } هللا منها اإلنسان { فسوى } عدل أعضاءه‬

‫(‪)780/1‬‬

‫‪ { - 39‬فجعل منه } من المني الذي صار علقة قطعة دم أو مضغة أي قطعة لحم { الزوجين } النوعين‬
‫{ الذكر واألنثى } يجتمعان تارة وينفرد كل منهما عن أالخر تارة‬

‫(‪)780/1‬‬

‫‪ { - 40‬أليس ذلك } الفعال لهذه األشياء { بقادر على أن يحيي الموتى } قال صلى هللا عليه و سلم ‪ :‬بلى‬

‫(‪)780/1‬‬

‫سورة اإلنسان‬
‫[ مكية أو مدنية وآياتها إحدى وثالثون ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬هل } قد { أتى على اإلنسان } آدم { حين من الدهر } أربعون سنة { لم يكن } فيه { شيئا مذكورا }‬
‫كان فيه مصورا من طين ال يذكر أو المراد باإلنسان الجنس وبالحين مدة الحمل‬

‫(‪)781/1‬‬
‫‪ { - 2‬إنا خلقنا اإلنسان } الجنس { من نطفة أمشاج } أخالط أي من ماء الرجل وماء المرأة المختلطين‬
‫الممتزجين { نبتليه } نختبره بالتكليف والجملة مستأنفة أو حال مقدرة أي مريدين ابتالءه حين تأهله‬
‫{ فجعلناه } بسبب ذلك { سميعا بصيرا }‬

‫(‪)781/1‬‬

‫‪ { - 3‬إنا هديناه السبيل } بينا له طريق الهدى ببعث الرسل { إما شاكرا } أي مؤمنا { وإما كفورا } حاالن‬
‫من المفعول أي بينا له في حاله شكره أو كفره المقدرة وإنا لتفصيل األحوال‬

‫(‪)781/1‬‬

‫‪ { - 4‬إنا أعتدنا } هيأنا { للكافرين سالسل } يسحبون بها في النار { وأغالال } في أعناقهم تشد فيها‬
‫السالسل { وسعيرا } نار مسعرة أي مهيجة يعذبون بها‬

‫(‪)781/1‬‬

‫‪ { - 5‬إن األبرار } جمع بر أو بار وهم المطيعون { يشربون من كأس } هو إناء شرب الخمر وهي فيه‬
‫والمراد من خمر تسمية للحال باسم المحل ومن للتبعيض { كان مزاجها } ما تمزج به { كافورا }‬

‫(‪)781/1‬‬

‫‪ { - 6‬عينا } بدل من كافورا فيها رائحته { يشرب بها } منها { عباد هللا } أولياؤه { يفجرونها تفجيرا }‬
‫يقودونها حيث شاؤوا من منازلهم‬

‫(‪)781/1‬‬

‫‪ { - 7‬يوفون بالنذر } في طاعة هللا { ويخافون يوما كان شره مستطيرا } منتشرا‬

‫(‪)781/1‬‬
‫‪ { - 8‬ويطعمون الطعام على حبه } أي الطعام وشهوتهم له { مسكينا } فقيرا { ويتيما } ال أب له‬
‫{ وأسيرا } يعني المحبوس بحق‬

‫(‪)782/1‬‬

‫‪ { - 9‬إنما نطعمكم لوجه هللا } لطلب ثوابه { ال نريد منكم جزاء وال شكورا } شكرا فيه علة اإلطعام وهل‬
‫تكلموا بذلك أو علمه هللا منهم فأثنى عليهم به قوالن‬

‫(‪)782/1‬‬

‫‪ { - 10‬إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا } تكلح الوجوه فيه أي كريه المنظر لشدته { قمطريرا } شديدا في‬
‫ذلك‬

‫(‪)782/1‬‬

‫‪ { - 11‬فوقاهم هللا شر ذلك اليوم ولقاهم } أعطاهم { نضرة } حسنا وإضاءة في وجوههم { وسرورا }‬

‫(‪)782/1‬‬

‫‪ { - 12‬وجزاهم بما صبروا } بصبرهم عن المعصية { جنة } أدخلوها { وحريرا } ألبسوه‬

‫(‪)782/1‬‬

‫‪ { - 13‬متكئين } حال من مرفوع أدخلوها المقدر { فيها على األرائك } السرر في الحجال { ال يرون } ال‬
‫يجدون حال ثانية { فيها شمسا وال زمهريرا } ال حرا وال بردا وقيل الزمهرير القمر فهي مضيئة من غير‬
‫شمس وال قمر‬

‫(‪)782/1‬‬
‫‪ { - 14‬ودانية } قريبة عطف على محل ال يرون أي غير رائين { عليهم } منهم { ظاللها } شجرها‬
‫{ وذللت قطوفها تذليال } أدنيت ثمارها فينالها القائم والقاعد والمضطجع‬

‫(‪)782/1‬‬

‫‪ { - 15‬ويطاف عليهم } فيها { بآنية من فضة وأكواب } أقداح بال عرى { كانت قواريرا }‬

‫(‪)782/1‬‬

‫‪ { - 16‬قوارير من فضة } أي أنها من فضة يرى باطنها من ظاهرها كالزجاج { قدروها } أي الطائفون‬
‫{ تقديرا } على قدر ري الشربين من غير زيادة وال نقص وذلك ألذ الشراب‬

‫(‪)782/1‬‬

‫‪ { - 17‬ويسقون فيها كأسا } خمرا { كان مزاجها } ما تمزج به { زنجبيال }‬

‫(‪)782/1‬‬

‫‪ { - 18‬عينا } بدل من زنجبيال { فيها تسمى سلسبيال } يعني أن ماءها كالزنجبيل الذي تستلذ به العرب سهل‬
‫المساغ في الحلق‬

‫(‪)782/1‬‬

‫‪ { - 19‬ويطوف عليهم ولدان مخلدون } بصفة الولدان ال يشيبون { إذا رأيتهم حسبتهم } لحسنهم وانتشارهم‬
‫في الخدمة { لؤلؤا منثورا } من سلكه أو من صدفه وهو أحسن منه في غير ذلك‬

‫(‪)782/1‬‬

‫‪ { - 20‬وإذا رأيت ثم } أي وجدت الرؤية منك في الجنة { رأيت } جواب إذا { نعيما } ال يوصف { وملكا‬
‫كبيرا } واسعا ال غاية له‬
‫(‪)782/1‬‬

‫‪ { - 21‬عاليهم } فوقهم فنصبه على الظرفية وهو خبر المبتدأ بعده وفي قراءة بسكون الياء مبتدأ وما بعده‬
‫خبر والضمير المتصل به للمعطوف عليهم { ثياب سندس } حرير { خضر } بالرفع { وإستبرق } بالجر ما‬
‫غلظ من الديباج فهو البطائن والسندس الظهائر وفي قراءة عكس ما ذكر فيهما وفي أخرى برفعهما وفي‬
‫أخرى بجرهما { وحلوا أساور من فضة } وفي موضع من ذهب لإليذان بأنهم يحلون من النوعين معا‬
‫ومفرقا { وسقاهم ربهم شرابا طهورا } مبالغة في طهارته ونظافته بخالف حمر الدنيا‬

‫(‪)783/1‬‬

‫‪ { - 22‬إن هذا } النعيم { كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا }‬

‫(‪)783/1‬‬

‫‪ { - 23‬إنا نحن } تأكيد السم إن أو فصل { نزلنا عليك القرآن تنزيال } خبر أي فصلناه ولم ننزله جملة‬
‫واحدة‬

‫(‪)783/1‬‬

‫‪ { - 24‬فاصبر لحكم ربك } عليك بتبليغ رسالته { وال تطع منهم } أي الكفار { آثما أو كفورا } أي عتبة بن‬
‫الربيع والوليد ابن المغيرة قاال للنبي صلى هللا عليه و سلم ارجع عن هذا األمر ويجوز أن يراد كل آثم وكافر‬
‫أي ال تطع أحدهما أيا كان فيما دعاك إليه من إثم أو كفر‬

‫(‪)783/1‬‬

‫‪ { - 25‬واذكر اسم ربك } في الصالة { بكرة وأصيال } يعني الفجر والظهر والعصر‬

‫(‪)783/1‬‬
‫‪ { - 26‬ومن الليل فاسجد له } يعني المغرب والعشاء { وسبحه ليال طويال } صل التطوع فيه كما تقدم من‬
‫ثلثيه أو نصفه أو ثلثه‬

‫(‪)783/1‬‬

‫‪ { - 27‬إن هؤالء يحبون العاجلة } الدنيا { ويذرون وراءهم يوما ثقيال } شديدا أي يوم القيامة ال يعملون له‬

‫(‪)783/1‬‬

‫‪ { - 28‬نحن خلقناهم وشددنا } قوينا { أسرهم } أعضاءهم ومفاصلهم { وإذا شئنا بدلنا } جعلنا { أمثالهم }‬
‫في الخلقة بدال منهم بأن نهلكهم { تبديال } تأكيد ووقعت إذا موقع إن نحو إن يشأ يذهبكم ألنه تعالى لم يشأ‬
‫ذلك وإذا لما يقع‬

‫(‪)783/1‬‬

‫‪ { - 29‬إن هذه } السورة { تذكرة } عظة للخلق { فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيال } طريقا بالطاعة‬

‫(‪)783/1‬‬

‫‪ { - 30‬وما تشاؤون } بالتاء والياء اتخاذ السبيل بالطاعة { إال أن يشاء هللا } ذلك { إن هللا كان عليما }‬
‫بخلقه { حكيما } في فعله‬

‫(‪)783/1‬‬

‫‪ { - 31‬يدخل من يشاء في رحمته } جنته وهم المؤمنون { والظالمين } ناصبه فعل مقدر أي أعد يفسره‬
‫{ أعد لهم عذابا أليما } مؤلما وهم الكافرون‬

‫(‪)783/1‬‬
‫سورة المرسالت‬
‫[ مكية وآياتها خمسون ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬والمرسالت عرفا } أي الرياح متتابعة كعرف الفرس يتلو بعضه بعضا ونصبه على الحال‬

‫(‪)784/1‬‬

‫‪ { - 2‬فالعاصفات عصفا } الرياح الشديدة‬

‫(‪)784/1‬‬

‫‪ { - 3‬والناشرات نشرا } الرياح تنشر المطر‬

‫(‪)784/1‬‬

‫‪ { - 4‬فالفارقات فرقا } أي آيات القرآن تفرق بين الحق والباطل والحالل والحرام‬

‫(‪)784/1‬‬

‫‪ { - 5‬فالملقيات ذكرا } أي المالئكة تنزل بالوحي إلى األنبياء والرسل يلقون الوحي إلى األمم‬

‫(‪)784/1‬‬

‫‪ { - 6‬عذرا أو نذرا } أي لإلعذار واإلنذار من هللا تعالى وفي قراءة بضم ذال نذرا وقرئ بضم ذال عذرا‬

‫(‪)784/1‬‬

‫‪ { - 7‬إنما توعدون } أي يا كفار مكة من البعث والعذاب { لواقع } كائن ال محالة‬

‫(‪)784/1‬‬
‫‪ { - 8‬فإذا النجوم طمست } محي نورها‬

‫(‪)784/1‬‬

‫‪ { - 9‬وإذا السماء فرجت } شقت‬

‫(‪)784/1‬‬

‫‪ { - 10‬وإذا الجبال نسفت } فتتت وسيرت‬

‫(‪)784/1‬‬

‫‪ { - 11‬وإذا الرسل أقتت } بالواو وبالهمزة بدال منها أي جمعت لوقت‬

‫(‪)784/1‬‬

‫‪ { - 12‬ألي يوم } ليوم عظيم { أجلت } للشهادة على أممهم بالتبليغ‬

‫(‪)784/1‬‬

‫‪ { - 13‬ليوم الفصل } بين الخلق ويؤخذ منه جواب إذا أي وقع الفصل بين الخالئق‬

‫(‪)784/1‬‬

‫‪ { - 14‬وما أدراك ما يوم الفصل } تهويل لشأنه‬

‫(‪)784/1‬‬
‫‪ { - 15‬ويل يومئذ للمكذبين } هذا وعيد لهم‬

‫(‪)784/1‬‬

‫‪ { - 16‬ألم نهلك األولين } بتكذيبهم أي أهلكناهم‬

‫(‪)784/1‬‬

‫‪ { - 17‬ثم نتبعهم اآلخرين } ممن كذبوا ككفار مكة فنهلكهم‬

‫(‪)784/1‬‬

‫‪ { - 18‬كذلك } مثل ما فعلنا بالمكذبين { نفعل بالمجرمين } بكل من أجرم فيما يستقبل فنهلكهم‬

‫(‪)784/1‬‬

‫‪ { - 19‬ويل يومئذ للمكذبين } تأكيد‬

‫(‪)785/1‬‬

‫‪ { - 20‬ألم نخلقكم من ماء مهين } ضعيف وهو المني‬

‫(‪)785/1‬‬

‫‪ { - 21‬فجعلناه في قرار مكين } حريز وهو الرحم‬

‫(‪)785/1‬‬
‫‪ { - 22‬إلى قدر معلوم } وهو وقت الوالدة‬

‫(‪)785/1‬‬

‫‪ { - 23‬فقدرنا } على ذلك { فنعم القادرون } نحن‬

‫(‪)785/1‬‬

‫‪ { - 24‬ويل يومئذ للمكذبين }‬

‫(‪)785/1‬‬

‫‪ { - 25‬ألم نجعل األرض كفاتا } مصدر كفت بمعنى ضم أي ضامة‬

‫(‪)785/1‬‬

‫‪ { - 26‬أحياء } على ظهرها { وأمواتا } في بطنها‬

‫(‪)785/1‬‬

‫‪ { - 27‬وجعلنا فيها رواسي شامخات } جباال مرتفعات { وأسقيناكم ماء فراتا } عذبا‬

‫(‪)785/1‬‬

‫‪ { - 28‬ويل يومئذ للمكذبين } ويقال للمكذبين يوم القيامة‬

‫(‪)785/1‬‬
‫‪ { - 29‬انطلقوا إلى ما كنتم به } من العذاب { تكذبون }‬

‫(‪)785/1‬‬

‫‪ { - 30‬انطلقوا إلى ظل ذي ثالث شعب } هو دخان جهنم إذا ارتفع افترق ثالث فرق لعظمه‬

‫(‪)785/1‬‬

‫‪ { - 31‬ال ظليل } كنين يظلهم من حر ذلك اليوم { وال يغني } يرد عنهم شيئا { من اللهب } النار‬

‫(‪)785/1‬‬

‫‪ { - 32‬إنها } أي النار { ترمي بشرر } هو ما تطاير منها { كالقصر } من البناء في عظمه وارتفاعه‬

‫(‪)785/1‬‬

‫‪ { - 33‬كأنه جمالة } جمع جمالت جمع جمل وفي قراءة جمالت { صفر } في هيئتها ولونها وفي الحديث‬
‫[ شرار الناس أسود كالقير ] والعرب تسمي سود اإلبل صفرا لشوب سوادها بصفرة فقيل صفر في اآلية‬
‫بمعنى سود لما ذكر وقيل ال والشرر ‪ :‬جمع شرارة والقير ‪ :‬القار‬

‫(‪)785/1‬‬

‫‪ { - 34‬ويل يومئذ للمكذبين }‬

‫(‪)785/1‬‬

‫‪ { - 35‬هذا } أي يوم القيامة { يوم ال ينطقون } فيه بشيء‬


‫(‪)785/1‬‬

‫‪ { - 36‬وال يؤذن لهم } في العذر { فيعتذرون } عطف على يؤذن من غير تسبب عنه فهو داخل في حيز‬
‫النفي أي ال إذن فال اعتذار‬

‫(‪)785/1‬‬

‫‪ { - 37‬ويل يومئذ للمكذبين }‬

‫(‪)785/1‬‬

‫‪ { - 38‬هذا يوم الفصل جمعناكم } أيها المكذبون من هذه األمة { واألولين } من المكذبين قبلكم فتحاسبون‬
‫وتعذبون جميعا‬

‫(‪)785/1‬‬

‫‪ { - 39‬فإن كان لكم كيد } حيلة في دفع العذاب عنكم { فكيدون } فافعلوها‬

‫(‪)785/1‬‬

‫‪ { - 40‬ويل يومئذ للمكذبين }‬

‫(‪)786/1‬‬

‫‪ { - 41‬إن المتقين في ظالل } أي تكاثف أشجار إذ ال شمس يظل من حرها { وعيون } نابعة من الماء‬

‫(‪)786/1‬‬
‫‪ { - 42‬وفواكه مما يشتهون } فيه إعالم بأن المأكل والمشرب في الجنة بحسب شهواتهم بخالف الدنيا‬
‫فبحسب ما يجد الناس في األغلب ويقال لهم ‪:‬‬

‫(‪)786/1‬‬

‫‪ { - 43‬كلوا واشربوا هنيئا } حال أي متهنئين { بما كنتم تعملون } من الطاعة‬

‫(‪)786/1‬‬

‫‪ { - 44‬إنا كذلك } كما جزينا المتقين { نجزي المحسنين }‬

‫(‪)786/1‬‬

‫‪ { - 45‬ويل يومئذ للمكذبين }‬

‫(‪)786/1‬‬

‫‪ { - 46‬يأكلوا ويتمتعوا } خطاب للكفار في الدنيا { قليال } من الزمان وغايته إلى الموت وفي هذا تهديد لهم‬
‫{ إنكم مجرمون }‬

‫(‪)786/1‬‬

‫‪ { - 47‬ويل يومئذ للمكذبين }‬

‫(‪)786/1‬‬

‫‪ { - 48‬وإذا قيل لهم اركعوا } صلوا { ال يركعون } ال يصلون‬

‫(‪)786/1‬‬
‫‪ { - 49‬ويل يومئذ للمكذبين }‬

‫(‪)786/1‬‬

‫‪ { - 50‬فبأي حديث بعده } أي القرآن { يؤمنون } أي ال يمكن إيمانهم بغيره من كتب هللا بعد تكذيبهم به‬
‫الشتماله على اإلعجاز الذي لم يشتمل عليه غيره‬

‫(‪)786/1‬‬

‫سورة النبأ‬
‫[ مكية وآياتها ‪ 40‬أو ‪] 41‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬عم } عن أي شيء { يتساءلون } يسأل بعض قريش بعضا‬

‫(‪)786/1‬‬

‫‪ { - 2‬عن النبإ العظيم } بيان لذلك الشيء واالستفهام لتفخيمه وهو ما جاء به النبي صلى هللا عليه و سلم من‬
‫القرآن المشتمل على البعث وغيره‬

‫(‪)786/1‬‬

‫‪ { - 3‬الذي هم فيه مختلفون } فالمؤمنون يثبتونه والكافرون ينكرونه‬

‫(‪)786/1‬‬

‫‪ { - 4‬كال } ردع { سيعلمون } ما يحل بهم على إنكارهم له‬

‫(‪)786/1‬‬
‫‪ { - 5‬ثم كال سيعلمون } تأكيد وجيء فيه بثم لإليذان بأن الوعيد الثاني أشد من األول ثم أومأ تعالى إلى‬
‫القدرة على البعث فقال ‪:‬‬

‫(‪)786/1‬‬

‫‪ { - 6‬ألم نجعل األرض مهادا } فراشا كالمهد‬

‫(‪)786/1‬‬

‫‪ { - 7‬والجبال أوتادا } تثبت بها األرض كما تثبت الخيام باألوتاد واالستفهام للتقرير‬

‫(‪)787/1‬‬

‫‪ { - 8‬وخلقناكم أزواجا } ذكورا وإناثا‬

‫(‪)787/1‬‬

‫‪ { - 9‬وجعلنا نومكم سباتا } راحة ألبدانكم‬

‫(‪)787/1‬‬

‫‪ { - 10‬وجعلنا الليل لباسا } ساترا بسواده‬

‫(‪)787/1‬‬

‫‪ { - 11‬وجعلنا النهار معاشا } وقتا للمعايش‬

‫(‪)787/1‬‬
‫‪ { - 12‬وبنينا فوقكم سبعا } سمع سماوات { شدادا } جمع شديدة أي قوية محكمة ال يؤثر فيها مرور الزمان‬

‫(‪)787/1‬‬

‫‪ { - 13‬وجعلنا سراجا } منيرا { وهاجا } وقادا ‪ :‬يعني الشمس‬

‫(‪)787/1‬‬

‫‪ { - 14‬وأنزلنا من المعصرات } السحابات التي حان لها أن تمطر كالمعصر الجارية التي دنت من الحيض‬
‫{ ماء ثجاجا } صبابا‬

‫(‪)787/1‬‬

‫‪ { - 15‬لنخرج به حبا } كالحنطة { ونباتا } كالتين‬

‫(‪)787/1‬‬

‫‪ { - 16‬وجنات } بساتين { ألفافا } ملتفة جمع لفيف كشريف وأشراف‬

‫(‪)787/1‬‬

‫‪ { - 17‬إن يوم الفصل } بين الخالئق { كان ميقاتا } وقتا للثواب والعقاب‬

‫(‪)787/1‬‬

‫‪ { - 18‬يوم ينفخ في الصور } القرن بدل من يوم الفصل أو بيان له والنافخ إسرافيل { فتأتون } من قبوركم‬
‫إلى الموقف { أفواجا } جماعات مختلفة‬

‫(‪)787/1‬‬
‫‪ { - 19‬وفتحت السماء } بالتشديد والتخفيف شققت لنزول المالئكة { فكانت أبوابا } ذات أبواب‬

‫(‪)787/1‬‬

‫‪ { - 20‬وسيرت الجبال } ذهب بها عن أماكنها { فكانت سرابا } هباء أي مثله في خفة سيرها‬

‫(‪)787/1‬‬

‫‪ { - 21‬إن جهنم كانت مرصادا } راصدة أو مرصدة‬

‫(‪)787/1‬‬

‫‪ { - 22‬للطاغين } الكافرين فال يتجاوزونها { مآبا } مرجعا لهم فيدخلونها‬

‫(‪)787/1‬‬

‫‪ { - 23‬البثين } حال مقدرة أي مقدرا لبثهم { فيها أحقابا } دهورا ال نهاية لها جمع حقب بضم أوله‬

‫(‪)787/1‬‬

‫‪ { - 24‬ال يذوقون فيها بردا } نوما فإنهم ال يذوقونه { وال شرابا } مايشرب تلذذا‬

‫(‪)787/1‬‬

‫‪ { - 25‬إال } لكن { حميما } ماء حارا غاية الحرارة { وغساقا } بالتخفيف والتشديد ما يسيل من صديد أهل‬
‫النار فإنهم يذوقونه جوزوا بذلك‬

‫(‪)787/1‬‬
‫‪ { - 26‬جزاء وفاقا } موافقا لعملهم فال ذنب أعظم من الكفر وال عذاب أعظم من النار‬

‫(‪)787/1‬‬

‫‪ { - 27‬إنهم كانوا ال يرجون } يخافون { حسابا } إلنكارهم البعث‬

‫(‪)787/1‬‬

‫‪ { - 28‬وكذبوا بآياتنا } القرآن { كذابا } تكذيبا‬

‫(‪)787/1‬‬

‫‪ { - 29‬وكل شيء } من األعمال { أحصيناه } ضبطناه { كتابا } كتبا في اللوح محفوظ لنجازي عليه ومن‬
‫ذلك تكذبيهم بالقرآن‬

‫(‪)788/1‬‬

‫‪ { - 30‬فذوقوا } أي فقال لهم في اآلخرة عند وقوع العذاب ‪ :‬ذوقوا جزاءكم { فلن نزيدكم إال عذابا } فوق‬
‫عذابكم‬

‫(‪)788/1‬‬

‫‪ { - 31‬إن للمتقين مفازا } مكان فوز في الجنة‬

‫(‪)788/1‬‬

‫‪ { - 32‬حدائق } بساتين بدل من مفازا أو بيان له { وأعنابا } عطف على مفازا‬


‫(‪)788/1‬‬

‫‪ { - 33‬وكواعب } جواري تكعبت ثديهن جمع كاعب { أترابا } على سن واحد جمع ترب بكسر التاء‬
‫وسكون الراء‬

‫(‪)788/1‬‬

‫‪ { - 34‬وكأسا دهاقا } خمرا مالئة محالها وفي سورة القتال ‪ { :‬وأنهار من خمر }‬

‫(‪)788/1‬‬

‫‪ { - 35‬ال يسمعون فيها } أي الجنة عند شرب الخمر وغيرها من األحوال { لغوا } باطال من القول { وال‬
‫كذابا } بالتخفيف أي ‪ :‬كذبا وبالتشديد أي تكذيبا من واحد لغيره بخالف ما يقع في الدنيا عند شرب الخمر‬

‫(‪)788/1‬‬

‫‪ { - 36‬جزاء من ربك } أي جزاهم هللا بذلك جزاء { عطاء } بدل من جزاء { حسابا } أي كثيرا من‬
‫قولهم ‪ :‬أعطاني فأحسبني أي أكثر علي حتى قلت حسبي‬

‫(‪)788/1‬‬

‫‪ { - 37‬رب السماوات واألرض } بالجر والرفع { وما بينهما الرحمن } كذلك وبرفعه مع جر رب { ال‬
‫يملكون } أي الخلق { منه } تعالى { خطابا } أي ال يقدر أحد أن يخاطبه خوفا منه‬

‫(‪)788/1‬‬

‫‪ { - 38‬يوم } ظرف لـ ال يملكون { يقوم الروح } جبريل أو جند هللا { والمالئكة صفا } حال أي مصطفين‬
‫{ ال يتكلمون } أي الخلق { إال من أذن له الرحمن } في الكالم { وقال } قوال { صوابا } من المؤمنين‬
‫والمالئكة كأن يشفعوا لمن ارتضى‬
‫(‪)788/1‬‬

‫‪ { - 39‬ذلك اليوم الحق } الثابت وقوعه وهو يوم القيامة { فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا } مرجعا أي رجع‬
‫إلى هللا بطاعته لسلم من العذاب فيه‬

‫(‪)788/1‬‬

‫‪ { - 40‬إنا أنذرناكم } يا كفار مكة { عذابا قريبا } عذاب يوم القيامة اآلتي وكل آت قريب { يوم } ظرف‬
‫لعذابا بصفته { ينظر المرء } كل امرئ { ما قدمت يداه } من خير وشر { ويقول الكافر يا } حرف تنبيه‬
‫{ ليتني كنت ترابا } يعني فال أعذب يقول ذلك عندما يقول هللا تعالى للبهائم بعد االقتصاص من بعضها‬
‫لبعض ‪ :‬كوني ترابا‬

‫(‪)788/1‬‬

‫سورة النازعات‬
‫[ مكية وآياتها ستة وأربعون ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬والنازعات } المالئكة تنزع أرواح الكفار { غرقا } نزعا بشدة‬

‫(‪)789/1‬‬

‫‪ { - 2‬والناشطات نشطا } المالئكة تنشط أرواح المؤمنين أي تسلها برفق‬

‫(‪)789/1‬‬

‫‪ { - 3‬والسابحات سبحا } المالئكة تسبح من السماء بأمره تعالى أي تنزل‬

‫(‪)789/1‬‬

‫‪ { - 4‬فالسابقات سبقا } المالئكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة‬


‫(‪)789/1‬‬

‫‪ { - 5‬فالمدبرات أمرا } المالئكة تدبر أمر الدنيا أي تنزل بتدبيره وجواب هذه األقسام محذوف أي لتبعثن يا‬
‫كفار مكة وهو عامل في‬

‫(‪)789/1‬‬

‫‪ { - 6‬يوم ترجف الراجفة } النفخة األولى بها يرجف كل شيء أي يتزلزل فوصفت بما يحدث منها‬

‫(‪)789/1‬‬

‫‪ { - 7‬تتبعها الرادفة } النفخة الثانية وبينهما أربعون سنة والجملة حال من الراجفة فاليوم واسع للنفختين‬
‫وغيرهما فصح ظرفيته للبعث الواقع عقب الثانية‬

‫(‪)789/1‬‬

‫‪ { - 8‬قلوب يومئذ واجفة } خائفة قلقة‬

‫(‪)789/1‬‬

‫‪ { - 9‬أبصارها خاشعة } ذليلة لهول ما ترى‬

‫(‪)789/1‬‬

‫‪ { - 10‬يقولون } أي أرباب القلوب واألبصار استهزاء وإنكارا للبعث { أإنا } بتحقيق الهمزتين وتسهيل‬
‫الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين { لمردودون في الحافرة } أي أنرد بعد الموت إلى‬
‫الحياة والحافرة ‪ :‬اسم ألول األمر ومنه رجع فالن في حافرته ‪ :‬إذا رجع من حيث جاء‬

‫(‪)789/1‬‬
‫‪ { - 11‬أإذا كنا عظاما نخرة } وفي قراءة ناخرة بالية متفتتة نحيا‬

‫(‪)789/1‬‬

‫‪ { - 12‬قالوا تلك } أي رجعتنا إلى الحياة { إذا } إن صحت { كرة } رجعة { خاسرة } ذات خسران قال‬
‫تعالى ‪:‬‬

‫(‪)789/1‬‬

‫‪ { - 13‬فإنما هي } أي الرادفة التي يعقبها البعث { زجرة } نفخة { واحدة } فإذا نفخت‬

‫(‪)789/1‬‬

‫‪ { - 14‬فإذا هم } أي كل الخالئق { بالساهرة } بوجه األرض أحياء بعدما كانوا ببطنها أمواتا‬

‫(‪)789/1‬‬

‫‪ { - 15‬هل أتاك } يا محمد { حديث موسى } عامل في‬

‫(‪)790/1‬‬

‫‪ { - 16‬إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى } اسم الوادي بالتنوين وتركه فقال ‪:‬‬

‫(‪)790/1‬‬

‫‪ { - 17‬اذهب إلى فرعون إنه طغى } تجاوز الحد في الكفر‬

‫(‪)790/1‬‬
‫‪ { - 18‬فقل هل لك } أدعوك { إلى أن تزكى } وفي قراءة بتشديد الزاي بإدغام التاء الثانية في األصل فيها ‪:‬‬
‫تتطهر من الشرك بأن تشهد أن ال إله إال هللا‬

‫(‪)790/1‬‬

‫‪ { - 19‬وأهديك إلى ربك } أدلك على معرفته ببرهان { فتخشى } فتخافه‬

‫(‪)790/1‬‬

‫‪ { - 20‬فأراه اآلية الكبرى } من آياته السبع وهي اليد أو العصا‬

‫(‪)790/1‬‬

‫‪ { - 21‬فكذب } فرعون موسى { وعصى } هللا تعالى‬

‫(‪)790/1‬‬

‫‪ { - 22‬ثم أدبر } عن اإليمان { يسعى } في األرض فسادا‬

‫(‪)790/1‬‬

‫‪ { - 23‬فحشر } جمع السحرة وجنده { فنادى }‬

‫(‪)790/1‬‬

‫‪ { - 24‬فقال أنا ربكم األعلى } ال رب فوقي‬

‫(‪)790/1‬‬
‫‪ { - 25‬فأخذه هللا } أهلكه بالغرق { نكال } عقوبة { اآلخرة } أي هذه الكلمة { واألولى } أي قوله قبلها ‪:‬‬
‫{ ما علمت لكم من إله غيري } وكان بينهما أربعون سنة‬

‫(‪)790/1‬‬

‫‪ { - 26‬إن في ذلك } المذكور { لعبرة لمن يخشى } هللا تعالى‬

‫(‪)790/1‬‬

‫‪ { - 27‬أأنتم } بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة واألخرى وتركه أي‬
‫منكروا البعث { أشد خلقا أم السماء } أشد خلقا { بناها } بيان لكيفية خلقها‬

‫(‪)790/1‬‬

‫‪ { - 28‬رفع سمكها } تفسير لكيفية البناء أي جعل سمتها في جهة العلو رفيعا وقيل سمكها سقفها { فسواها }‬
‫جعلها مستوية بال عيب‬

‫(‪)790/1‬‬

‫‪ { - 29‬وأغطش ليلها } أظلمه { وأخرج ضحاها } أبرز نور شمسها وأضيف إليها الليل ألنه ظلها والشمس‬
‫ألنها سراجها‬

‫(‪)790/1‬‬

‫‪ { - 30‬واألرض بعد ذلك دحاها } بسطها وكانت مخلوقة قبل السماء من غير دحو‬

‫(‪)790/1‬‬
‫‪ { - 31‬أخرج } حال بإضمار قد أي مخرجا { منها ماءها } بتفجير عيونها { ومرعاها } ما ترعاه النعم من‬
‫الشجروالعشب وما يأكله الناس من األقوات الثمار وإطالق المرعى عليه استعارة‬

‫(‪)790/1‬‬

‫‪ { - 32‬والجبال أرساها } أثبتها على وجه األرض لتسكن‬

‫(‪)790/1‬‬

‫‪ { - 33‬متاعا } مفعول له لمقدر أي فعل ذلك متعة أو مصدر أي تمتيعا { لكم وألنعامكم } جمع نعم وهي‬
‫اإلبل والبقر والغنم‬

‫(‪)790/1‬‬

‫‪ { - 34‬فإذا جاءت الطامة الكبرى } النفخة الثانية‬

‫(‪)791/1‬‬

‫‪ { - 35‬يوم يتذكر اإلنسان } بدل من إذا { ما سعى } في الدنيا من خير وشر‬

‫(‪)791/1‬‬

‫‪ { - 36‬وبرزت } أظهرت { الجحيم } النار المحرقة { لمن يرى } لكل راء وجواب إذا ‪:‬‬

‫(‪)791/1‬‬

‫‪ { - 37‬فأما من طغى } كفر‬

‫(‪)791/1‬‬
‫‪ { - 38‬وآثر الحياة الدنيا } باتباع الشهوات‬

‫(‪)791/1‬‬

‫‪ { - 39‬فإن الجحيم هي المأوى } مأواه‬

‫(‪)791/1‬‬

‫‪ { - 40‬وأما من خاف مقام ربه } قيامه بين يديه { ونهى النفس } األمارة { عن الهوى } المردي باتباع‬
‫الشهوات‬

‫(‪)791/1‬‬

‫‪ { - 41‬فإن الجنة هي المأوى } وحاصل الجواب ‪ :‬فالعاصي في النار والمطيع في الجنة‬

‫(‪)791/1‬‬

‫‪ { - 42‬يسألونك } أي كفار مكة { عن الساعة أيان مرساها } متى وقوعها وقيامها‬

‫(‪)791/1‬‬

‫‪ { - 43‬فيم } في أي شيء { أنت من ذكراها } أي ليس عندك علمها حتى تذكرها‬

‫(‪)791/1‬‬

‫‪ { - 44‬إلى ربك منتهاها } منتهى علمها ال يعلمه غيره‬

‫(‪)791/1‬‬
‫‪ { - 45‬إنما أنت منذر } إنما ينفع إنذارك { من يخشاها } يخافها‬

‫(‪)791/1‬‬

‫‪ { - 46‬كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا } في قبورهم { إال عشية أو ضحاها } عشية يوم أو بكرته وصح إضافة‬
‫الضحى إلى العشية لما بينهما من المالبسة إذ هما طرفا النهار وحسن اإلضافة وقوع الكلمة فاصلة‬

‫(‪)791/1‬‬

‫سورة عبس‬
‫[ مكية وآياتها ‪] 42‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬عبس } النبي ‪ :‬كلح وجهه { وتولى } أعرض ألجل‬

‫(‪)791/1‬‬

‫‪ { - 2‬أن جاءه األعمى } عبدهللا بن أم مكتوم فقطعه عما هو مشغول به ممن يرجو إسالمه من أشراف قريش‬
‫الذين هم حريص على إسالمهم ولم يدر األعمى أنه مشغول بذلك فناداه ‪ :‬علمني مما علمك هللا فانصرف‬
‫النبي صلى هللا عليه و سلم إلى بيته فعوتب في ذلك بما نزل في هذه السورة فكان بعد ذلك يقول له إذا جاء ‪:‬‬
‫[ مرحبا بمن عاتبني فيه ربي ] ويبسط له رداءه‬

‫(‪)791/1‬‬

‫‪ { - 3‬وما يدريك } يعلمك { لعله يزكى } فيه إدغم التاء في األصل في الزاي أي يتطهر من الذنوب بما‬
‫يمسع منك‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 4‬أو يذكر } فيه إدغام التاء في األصل في الذال أي يتعظ { فتنفعه الذكرى } العظة المسموعة منك وفي‬
‫قراءة بنصب تنفعه جواب الترجي‬
‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 5‬أما من استغنى } بالمال‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 6‬فأنت له تصدى } وفي قراءة بتشديد الصاد بإدغام التاء الثانية في األصل فيها ‪ :‬تقبل وتتعرض‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 7‬وما عليك أن ال يزكى } يؤمن‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 8‬وأما من جاءك يسعى } حال من فاعل جاء‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 9‬وهو يخشى } هللا حال من فاعل يسعى وهو األعمى‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 10‬فأنت عنه تلهى } فيه حذف التاء األخرى في األصل أي تتشاغل‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 11‬كال } ال تفعل مثل ذلك { إنها } أي السورة أو اآليات { تذكرة } عظة للخلق‬
‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 12‬فمن شاء ذكره } حفظ ذلك فاتعظ به‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 13‬في صحف } خبر ثان ألنها وما قبله اعتراض { مكرمة } عند هللا‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 14‬مرفوعة } في السماء { مطهرة } منزهة عن مس الشياطين‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 15‬بأيدي سفرة } كتبة ينسخونها من اللوح المحفوظ‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 16‬كرام بررة } مطيعين هلل تعالى وهم المالئكة‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 17‬قتل اإلنسان } لعن الكافر { ما أكفره } استفهام توبيخ أي ما حمله على الكفر‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 18‬من أي شيء خلقه } استفهام تقرير ثم بينه فقال ‪:‬‬


‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 19‬من نطفة خلقه فقدره } علقة ثم مضغة إلى آخر خلقه‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 20‬ثم السبيل } أي طريق خروجه من بطن أمه { يسره }‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 21‬ثم أماته فأقبره } جعله في قبر يستره‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 22‬ثم إذا شاء أنشره } للبعث‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 23‬كال } حقا { لما يقض } لم يفعل { ما أمره } به ربه‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 24‬فلينظر اإلنسان } نظر اعتبار { إلى طعامه } كيف قدر ودبر له‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 25‬أنا صببنا الماء } من السحاب { صبا }‬


‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 26‬ثم شققنا األرض } بالنبات { شقا }‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 27‬فأنبتنا فيها حبا } كالحنطة والشعير‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 28‬وعنبا وقضبا } هو القت الرطب‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 29‬وزيتونا ونخال }‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 30‬وحدائق غلبا } بساتين كثيرة األشجار‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 31‬وفاكهة وأبا } ما ترعاه البهائم وقيل التبن‬

‫(‪)792/1‬‬

‫‪ { - 32‬متاعا } متعة أو تمتيعا كما تقدم في السورة قبلها { لكم وألنعامكم } تقدم فيها أيضا‬
‫(‪)793/1‬‬

‫‪ { - 33‬فإذا جاءت الصاخة } النفخة الثانية‬

‫(‪)793/1‬‬

‫‪ { - 34‬يوم يفر المرء من أخيه }‬

‫(‪)793/1‬‬

‫‪ { - 35‬وأمه وأبيه }‬

‫(‪)793/1‬‬

‫‪ { - 36‬وصاحبته } زوجته { وبنيه } يوم بدل من إذا وجوابها دل عليه‬

‫(‪)793/1‬‬

‫‪ { - 37‬لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه } حال يشغله عن شأن غيره أي اشتغل كل واحد بنفسه‬

‫(‪)793/1‬‬

‫‪ { - 38‬وجوه يومئذ مسفرة } مضيئة‬

‫(‪)793/1‬‬

‫‪ { - 39‬ضاحكة مستبشرة } فرحة وهم المؤمنون‬


‫(‪)793/1‬‬

‫‪ { - 40‬ووجوه يومئذ عليها غبرة } غبار‬

‫(‪)793/1‬‬

‫‪ { - 41‬ترهقها } تغشاها { قترة } ظلمة وسواد‬

‫(‪)793/1‬‬

‫‪ { - 42‬أولئك } أهل هذه الحالة { هم الكفرة الفجرة } أي الجامعون بين الكفر والفجور‬

‫(‪)793/1‬‬

‫سورة التكوير‬
‫‪ { - 1‬إذا الشمس كورت } لففت وذهب بنورها‬

‫(‪)793/1‬‬

‫‪ { - 2‬وإذا النجوم انكدرت } انقضت وتساقطت على األرض‬

‫(‪)793/1‬‬

‫‪ { - 3‬وإذا الجبال سيرت } ذهب بها عن وجه األرض فصارت هباء منبثا‬

‫(‪)793/1‬‬
‫‪ { - 4‬وإذا العشار } النوق الحوامل { عطلت } تركت بال راع أو بال حلب لما دهاهم من األمر وإن لم يكن‬
‫مال أعجب إليهم منها‬

‫(‪)793/1‬‬

‫‪ { - 5‬وإذا الوحوش حشرت } جمعت بعد البعث ليقتص لبعض من بعض ثم تصير ترابا‬

‫(‪)793/1‬‬

‫‪ { - 6‬وإذا البحار سجرت } بالتخفيف والتشديد ‪ :‬أوقدت فصارت نارا‬

‫(‪)793/1‬‬

‫‪ { - 7‬وإذا النفوس زوجت } قرنت بأجسادها‬

‫(‪)793/1‬‬

‫‪ { - 8‬وإذا الموؤدة } الجارية تدفن حية خوف العار والحاجة { سئلت } تبكيتا لقاتلها‬

‫(‪)793/1‬‬

‫‪ { - 9‬بأي ذنب قتلت } وقرئ بكسر التاء حكاية لما تخاطب به وجوابها أن تقول ‪ :‬قتلت بال ذنب‬

‫(‪)794/1‬‬

‫‪ { - 10‬وإذا الصحف نشرت }‬

‫(‪)794/1‬‬
‫‪ { - 11‬وإذا السماء كشطت } نزعت عن أماكنها كما ينزع الجلد عن الشاة‬

‫(‪)794/1‬‬

‫‪ { - 12‬وإذا الجحيم } النار { سعرت } بالتخفيف والتشديد أججت‬

‫(‪)794/1‬‬

‫‪ { - 13‬وإذا الجنة أزلفت } قربت ألهلها ليدخلوها وجواب إذا أول السورة وما عطف عليها‬

‫(‪)794/1‬‬

‫‪ { - 14‬علمت نفس } كل نفس وقت هذه المذكورات وهو يوم القيامة { ما أحضرت } من خير وشر‬

‫(‪)794/1‬‬

‫‪ { - 15‬فال أقسم } ال زائدة { بالخنس }‬

‫(‪)794/1‬‬

‫‪ { - 16‬الجوار الكنس } هي النجوم الخمسة ‪ :‬زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد تخنس بضم النون‬
‫أي ترجع في مجراها وراءها بينما نرى النجم في آخر البرج إذ كر راجعا إلى أوله وتكنس بكسر النون ‪:‬‬
‫تدخل في كنائسها أي تغيب في المواضع التي تغيب فيها‬

‫(‪)794/1‬‬

‫‪ { - 17‬والليل إذا عسعس } أقبل بظالمه أو أدبر‬

‫(‪)794/1‬‬
‫‪ { - 18‬والصبح إذا تنفس } امتد حتى يصير نهارا بينا‬

‫(‪)794/1‬‬

‫‪ { - 19‬إنه } أي القرآن { لقول رسول كريم } على هللا تعالى وهو جبريل أضيف إليه لنزوله به‬

‫(‪)794/1‬‬

‫‪ { - 20‬ذي قوة } أي شديد القوى { عند ذي العرش } أي هللا تعالى { مكين } ذي مكانة متعلق به عند‬

‫(‪)794/1‬‬

‫‪ { - 21‬مطاع ثم } تطيعه المالئكة في السماوات { أمين } على الوحي‬

‫(‪)794/1‬‬

‫‪ { - 22‬وما صاحبكم } محمد صلى هللا عليه و سلم عطف على إنه إلى آخر المقسم عليه { بمجنون } كما‬
‫زعمتم‬

‫(‪)794/1‬‬

‫‪ { - 23‬ولقد رآه } رأى محمد صلى هللا عليه و سلم جبريل على صورته التي خلق عليها { باألفق المبين }‬
‫البين وهو األعلى بناحية المشرق‬

‫(‪)794/1‬‬

‫‪ { - 24‬وما هو } محمد صلى هللا عليه و سلم { على الغيب } ما غاب من الوحي وخبر السماء { بضنين }‬
‫أي بمتهم وفي قراءة بالضاد أي ببخيل فينتقض شيئا منه‬
‫(‪)794/1‬‬

‫‪ { - 25‬وما هو } أي القرآن { بقول شيطان } مسترق السمع { رجيم } مرجوم‬

‫(‪)794/1‬‬

‫‪ { - 26‬فأين تذهبون } فبأي طريق تسلكون في إنكارهم القرآن وإعراضكم عنه‬

‫(‪)794/1‬‬

‫‪ { - 27‬إن } ما { هو إال ذكر } عظة { للعالمين } اإلنس والجن‬

‫(‪)795/1‬‬

‫‪ { - 28‬لمن شاء منكم } بدل من العالمين بإعادة الجار { أن يستقيم } باتباع الحق‬

‫(‪)795/1‬‬

‫‪ { - 29‬وما تشاؤون } االستقامة على الحق { إال أن يشاء هللا رب العالمين } الخالئق استقامتكم عليه‬

‫(‪)795/1‬‬

‫سورة اإلنفطار‬
‫[ مكية وآياتها ‪] 19‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬إذا السماء انفطرت } انشقت‬

‫(‪)795/1‬‬
‫‪ { - 2‬وإذا الكواكب انتثرت } انقضت وتساقطت‬

‫(‪)795/1‬‬

‫‪ { - 3‬وإذا البحار فجرت } فتح بعضها في بعض فصارت بحرا واحدا واختلط العذب بالملح‬

‫(‪)795/1‬‬

‫‪ { - 4‬وإذا القبور بعثرت } قلب ترابها وبعث موتاها وجواب إذا وما عطف عليها ‪:‬‬

‫(‪)795/1‬‬

‫‪ { - 5‬علمت نفس } أي كل نفس وقت هذه المذكورات وهو يوم القيامة { ما قدمت } من األعمال { و } ما‬
‫{ أخرت } منها فلم تعمله‬

‫(‪)795/1‬‬

‫‪ { - 6‬يا أيها اإلنسان } الكافر { ما غرك بربك الكريم } حتى عصيته‬

‫(‪)795/1‬‬

‫‪ { - 7‬الذي خلقك } بعد أن لم تكن { فسواك } جعلك مستوي الخلقة سالم األعضاء { فعدلك } بالتخفيف‬
‫والتشديد ‪ :‬جع لك معتدل الخلق متناسب األعضاء ليست يد أو رجل أطول من األخرى‬

‫(‪)795/1‬‬

‫‪ { - 8‬في أي صورة ما } صلة { شاء ركبك }‬

‫(‪)795/1‬‬
‫‪ { - 9‬كال } ردع عن االغترار بكرم هللا تعالى { بل تكذبون } أي كفار مكة { بالدين } بالجزاء على‬
‫األعمال‬

‫(‪)795/1‬‬

‫‪ { - 10‬وإن عليكم لحافظين } من المالئكة ألعمالكم‬

‫(‪)795/1‬‬

‫‪ { - 11‬كراما } على هللا { كاتبين } لها‬

‫(‪)795/1‬‬

‫‪ { - 12‬يعلمون ما تفعلون } جميعه‬

‫(‪)796/1‬‬

‫‪ { - 13‬إن األبرار } المؤمنين الصادقين في إيمانهم { لفي نعيم } جنة‬

‫(‪)796/1‬‬

‫‪ { - 14‬وإن الفجار } الكفار { لفي جحيم } نار محرقة‬

‫(‪)796/1‬‬

‫‪ { - 15‬يصلونها } يدخلونها ويقاسون حرها { يوم الدين } تعظيم لشأنه‬

‫(‪)796/1‬‬
‫‪ { - 16‬وما هم عنها بغائبين } بمخرجين‬

‫(‪)796/1‬‬

‫‪ { - 17‬وما أدراك } أعلمك { ما يوم الدين }‬

‫(‪)796/1‬‬

‫‪ { - 18‬ثم ما أدراك ما يوم الدين } تعظيم لشأنه‬

‫(‪)796/1‬‬

‫‪ { - 19‬يوم } بالرفع أي هو يوم { ال تملك نفس لنفس شيئا } من المنفعة { واألمر يومئذ هلل } ال أمر لغيره‬
‫فيه أي لم يكن أحدا من التوسط فيه بخالف الدنيا‬

‫(‪)796/1‬‬

‫سورة المطففين‬
‫[ مكية أو مدنية آياتها ستة وثالثون ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬ويل } كلمة عذاب أو واد في جهنم { للمطففين }‬

‫(‪)796/1‬‬

‫‪ { - 2‬الذين إذا اكتالوا على } أي من { الناس يستوفون } الكيل‬

‫(‪)796/1‬‬
‫‪ { - 3‬وإذا كالوهم } أي كالوا لهم { أو وزنوهم } أي وزنوا لهم { يخسرون } ينقصون الكيل أو الوزن‬

‫(‪)796/1‬‬

‫‪ { - 4‬أال } استفهام توبيخ { يظن } يتيقن { أولئك أنهم مبعوثون }‬

‫(‪)796/1‬‬

‫‪ { - 5‬ليوم عظيم } أي فيه وهو يوم القيامة‬

‫(‪)796/1‬‬

‫‪ { - 6‬يوم } بدل من محل ليوم فناصبه مبعوثون { يقوم الناس } من قبورهم { لرب العالمين } الخالئق‬
‫ألجل أمره وحسابه وجزائه‬

‫(‪)796/1‬‬

‫‪ { - 7‬كال } حقا { إن كتاب الفجار } أي كتاب أعمال الكفار { لفي سجين } قيل هو كتاب جامع ألعمال‬
‫الشياطين والكفرة وقيل هو مكان أسفل األرض السابعة وهو محل إبليس وجنوده‬

‫(‪)797/1‬‬

‫‪ { - 8‬وما أدراك ما سجين } ما كتاب سجين‬

‫(‪)797/1‬‬

‫‪ { - 9‬كتاب مرقوم } مختوم‬

‫(‪)797/1‬‬
‫‪ { - 10‬ويل يومئذ للمكذبين }‬

‫(‪)797/1‬‬

‫‪ { - 11‬الذين يكذبون بيوم الدين } الجزاء بدل أو بيان للمكذبين‬

‫(‪)797/1‬‬

‫‪ { - 12‬وما يكذب به إال كل معتد } متجاوز { أثيم } صيغة مبالغة‬

‫(‪)797/1‬‬

‫‪ { - 13‬إذا تتلى عليه آياتنا } القرآن { قال أساطير األولين } الحكايات التي سطرت قديما جمع أسطورة‬
‫بالضم أو إسطارة بالكسر‬

‫(‪)797/1‬‬

‫‪ { - 14‬كال } ردع وزجر لقولهم ذلك { بل ران } غلب { على قلوبهم } فغشيها { ما كانوا يكسبون } من‬
‫المعاصي فهو كالصدأ‬

‫(‪)797/1‬‬

‫‪ { - 15‬كال } حقا { إنهم عن ربهم يومئذ } يوم القيامة { لمحجوبون } فال يرونه‬

‫(‪)797/1‬‬

‫‪ { - 16‬ثم إنهم لصالوا الجحيم } لداخلوا النار المحرقة‬


‫(‪)797/1‬‬

‫‪ { - 17‬ثم يقال } لهم { هذا } أي العذاب { الذي كنتم به تكذبون }‬

‫(‪)797/1‬‬

‫‪ { - 18‬كال } حقا { إن كتاب األبرار } أي كتاب األعمال المؤمنين الصادقين في إيمانهم { لفي عليين } قيل‬
‫هو كتاب جامع ألعمال الخير من المالئكة ومؤمني الثقلين وقيل هو مكان في السماء السابعة تحت العرش‬

‫(‪)797/1‬‬

‫‪ { - 19‬وما أدراك } أعلمك { ما عليون } ما كتاب عليين‬

‫(‪)797/1‬‬

‫‪ - 20‬هو { كتاب مرقوم } مختوم‬

‫(‪)797/1‬‬

‫‪ { - 21‬يشهده المقربون } من المالئكة‬

‫(‪)797/1‬‬

‫‪ { - 22‬إن األبرار لفي نعيم } جنة‬

‫(‪)797/1‬‬

‫‪ { - 23‬على األرائك } السرر في الحجال { ينظرون } ما أعطوا من النعيم‬


‫(‪)797/1‬‬

‫‪ { - 24‬تعرف في وجوههم نضرة النعيم } بهجة التنعم وحسنه‬

‫(‪)798/1‬‬

‫‪ { - 25‬يسقون من رحيق } خمر خالصة من الدنس { مختوم } على إنائها ال يفك ختمه غيرهم‬

‫(‪)798/1‬‬

‫‪ { - 26‬ختامه مسك } أي آخر شربه تفوح منه رائحة المسك { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } فليرغبوا‬
‫بالمبادرة إلى طاعة هللا‬

‫(‪)798/1‬‬

‫‪ { - 27‬ومزاجه } أي ما يمزج به { من تسنيم } فسر بقوله ‪:‬‬

‫(‪)798/1‬‬

‫‪ { - 28‬عينا } فنصبه بأمدح مقدارا { يشرب بها المقربون } منها أو ضمن يشرب معنى يلتذ‬

‫(‪)798/1‬‬

‫‪ { - 29‬إن الذين أجرموا } كأبي جهل ونحوه { كانوا من الذين آمنوا } كعمار وبالل ونحوهما‬
‫{ يضحكون } استهزاء بهم‬

‫(‪)798/1‬‬
‫‪ { - 30‬وإذا مروا } أي المؤمنون { بهم يتغامزون } يشير المجرمون إلى المؤمنين بالجفن والحاجب‬
‫استهزاء‬

‫(‪)798/1‬‬

‫‪ { - 31‬وإذا انقلبوا } رجعوا { إلى أهلهم انقلبوا فكهين } وفي قراءة فكهين معجبين بذكرهم المؤمنين‬

‫(‪)798/1‬‬

‫‪ { - 32‬وإذا رأوهم } أي المؤمنين { قالوا إن هؤالء لضالون } إليمانهم بمحمد صلى هللا عليه و سلم‬

‫(‪)798/1‬‬

‫‪ - 33‬قال تعالى ‪ { :‬وما أرسلوا } أي الكفار { عليهم } على المؤمنين { حافظين } لهم أو ألعمالهم حتى‬
‫يدروهم إلى مصالحهم‬

‫(‪)798/1‬‬

‫‪ { - 34‬فاليوم } أي يوم القيامة { الذين آمنوا من الكفار يضحكون }‬

‫(‪)798/1‬‬

‫‪ { - 35‬على األرائك } في الجنة { ينظرون } من منازلهم إلى الكفار وهم يعذبون فيضحكون منهم كما‬
‫ضحك الكفار منهم في الدنيا‬

‫(‪)798/1‬‬

‫‪ { - 36‬هل ثوب } جوزي { الكفار ما كانوا يفعلون } نعم‬

‫(‪)798/1‬‬
‫سورة اإلنشقاق‬
‫[ مكية وآياتها ثالث أو خمس وعشرون ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬إذا السماء انشقت }‬

‫(‪)799/1‬‬

‫‪ { - 2‬وأذنت } سمعت وأطاعت في االنشقاق { لربها وحقت } أي وحق لها أن تسمع وتطيع‬

‫(‪)799/1‬‬

‫‪ { - 3‬وإذا األرض مدت } زيد في سعتها كما يمد األديم ولم يبق عليها بناء وال جبل‬

‫(‪)799/1‬‬

‫‪ { - 4‬وألقت ما فيها } من الموتى إلى ظاهرها { وتخلت } عنه‬

‫(‪)799/1‬‬

‫‪ { - 5‬وأذنت } سمعت وأطاعت في ذلك { لربها وحقت } وذلك كله يكون يوم القيامة وجواب إذا وما عطف‬
‫عليها محذوف دل عليه ما بعده تقديره لقي اإلنسان عمله‬

‫(‪)799/1‬‬

‫‪ { - 6‬يا أيها اإلنسان إنك كادح } جاهد في عملك { إلى } لقاء { ربك } وهو الموت { كدحا فمالقيه } أي‬
‫مالق عملك المذكور من خير أو شر يوم القيامة‬

‫(‪)799/1‬‬
‫‪ { - 7‬فأما من أوتي كتابه } كتاب عمله { بيمينه } هو المؤمن‬

‫(‪)799/1‬‬

‫‪ { - 8‬فسوف يحاسب حسابا يسيرا } هو عرض عمله عليه كما في حديث الصحيحين وفيه [ من نوقش‬
‫الحساب هلك ] وبعد العرض يتجاوز عنه‬

‫(‪)799/1‬‬

‫‪ { - 9‬وينقلب إلى أهله } في الجنة { مسرورا } بذلك‬

‫(‪)799/1‬‬

‫‪ { - 10‬وأما من أوتي كتابه وراء ظهره } هو الكافر تغل يمناه إلى عنقه وتجعل يسراه وراء ظهره فيأخذ بها‬
‫كتابه‬

‫(‪)799/1‬‬

‫‪ { - 11‬فسوف يدعو } عند رؤيته ما فيه { ثبورا } ينادي هالكه بقوله ‪ :‬يا ثبوراه‬

‫(‪)799/1‬‬

‫‪ { - 12‬ويصلى سعيرا } يدخل النار الشديدة وفي قراءة بضم الياء وفتح الصاد والالم المشددة‬

‫(‪)799/1‬‬

‫‪ { - 13‬إنه كان في أهله } عشيرته في الدنيا { مسرورا } بطرا باتباعه لهواه‬

‫(‪)800/1‬‬
‫‪ { - 14‬إنه ظن أن } مخففة من التثقيل واسمها محذوف أي أنه { لن يحور } يرجع إلى ربه‬

‫(‪)800/1‬‬

‫‪ { - 15‬بلى } يرجع إليه { إن ربه كان به بصيرا } عالما برجوعه إليه‬

‫(‪)800/1‬‬

‫‪ { - 16‬فال أقسم } ال زائدة { بالشفق } هو الحمرة في األفق بعد غروب الشمس‬

‫(‪)800/1‬‬

‫‪ { - 17‬والليل وما وسق } جمع ما دخل عليه من الدواب وغيرها‬

‫(‪)800/1‬‬

‫‪ { - 18‬والقمر إذا اتسق } اجتمع وتم نوره وذلك في الليالي البيض‬

‫(‪)800/1‬‬

‫‪ { - 19‬لتركبن } أيها الناس أصله تركبونن حذفت نون الرفع لتوالي األمثال والواو اللتقاء الساكنين { طبقا‬
‫عن طبق } حاال بعد حال وهو الموت ثم الحياة وما بعدها من أحوال القيامة‬

‫(‪)800/1‬‬

‫‪ { - 20‬فما لهم } أي الكفار { ال يؤمنون } أي أي مانع من اإليمان أو أي حجة لهم في تركه مع وجود‬
‫براهينه‬
‫(‪)800/1‬‬

‫‪ { - 21‬و } مالهم { إذا قرئ عليهم القرآن ال يسجدون } يخضعون بأن يؤمنوا به إلعجازه‬

‫(‪)800/1‬‬

‫‪ { - 22‬بل الذين كفروا يكذبون } بالبعث وغيره‬

‫(‪)800/1‬‬

‫‪ { - 23‬وهللا أعلم بما يوعون } يجمعون في صحفهم من الكفر والتكذيب وأعمال السوء‬

‫(‪)800/1‬‬

‫‪ { - 24‬فبشرهم } أخبرهم { بعذاب أليم } مؤلم‬

‫(‪)800/1‬‬

‫‪ { - 25‬إال } لكن { الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون } غير مقطوع وال منقوص وال يمن‬
‫به عليهم‬

‫(‪)800/1‬‬

‫سورة البروج‬
‫[ مكية وآياتها ‪] 22‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬والسماء ذات البروج } الكواكب اثني عشر برجا تقدمت في الفرقان‬

‫(‪)800/1‬‬
‫‪ { - 2‬واليوم الموعود } يوم القيامة‬

‫(‪)800/1‬‬

‫‪ { - 3‬وشاهد } يوم الجمعة { ومشهود } يوم عرفة كذا فسرت الثالثة في الحديث فاألول موعود به والثاني‬
‫شاهد بالعمل فيه والثالث تشهده الناس والمالئكة وجواب القسم محذوف صدره تقديره لقد‬

‫(‪)800/1‬‬

‫‪ { - 4‬قتل } لعن { أصحاب األخدود } الشق في األرض‬

‫(‪)801/1‬‬

‫‪ { - 5‬النار } بدل اشتمال منه { ذات الوقود } ما توقد به‬

‫(‪)801/1‬‬

‫‪ { - 6‬إذ هم عليها } حولها على جانب األخدود على الكراسي { قعود }‬

‫(‪)801/1‬‬

‫‪ { - 7‬وهم على ما يفعلون بالمؤمنين } باهلل من تعذيبهم باإللقاء في النار إن لم يرجعوا عن إيمانهم { شهود }‬
‫حضور روي أن هللا أنجى المؤمنين الملقين في النار بقبض أرواحهم قبل وقوعهم فيها وخرجت النار إلى من‬
‫ثم فأحرقتهم‬

‫(‪)801/1‬‬

‫‪ { - 8‬وما نقموا منهم إال أن يؤمنوا باهلل العزيز } في ملكه { الحميد } المحمود‬
‫(‪)801/1‬‬

‫‪ { - 9‬الذي له ملك السماوات واألرض وهللا على كل شيء شهيد } أي ما أنكر الكفار على المؤمنين إال‬
‫إيمانهم‬

‫(‪)801/1‬‬

‫‪ { - 10‬إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات } باإلحراق { ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم } بكفرهم { ولهم‬
‫عذاب الحريق } أي عذاب إحراقهم المؤمنين في اآلخرة وقيل في الدنيا بأن أخرجت النار فأحرقتهم كما تقدم‬

‫(‪)801/1‬‬

‫‪ { - 11‬إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها األنهار ذلك الفوز الكبير }‬

‫(‪)801/1‬‬

‫‪ { - 12‬إن بطش ربك } بالكفار { لشديد } بحسب إرادته‬

‫(‪)801/1‬‬

‫‪ { - 13‬إنه هو يبدئ } الحق { ويعيد } فال يعجزه ما يريد‬

‫(‪)801/1‬‬

‫‪ { - 14‬وهو الغفور } للمذنبين المؤمنين { الودود } المتودد إلى أوليائه بالكرامة‬

‫(‪)801/1‬‬
‫‪ { - 15‬ذو العرش } خالقه ومالكه { المجيد } بالرفع ‪ :‬المستحق لكمال صفات العلو‬

‫(‪)801/1‬‬

‫‪ { - 16‬فعال لما يريد } ال يعجزه شيء‬

‫(‪)801/1‬‬

‫‪ { - 17‬هل أتاك } يا محمد { حديث الجنود }‬

‫(‪)801/1‬‬

‫‪ { - 18‬فرعون وثمود } بدل من الجنود واستغنى بذكر فرعون عن أتباعه وحديثهم أنهم أهلكوا بكفرهم وهذا‬
‫تنبيه لمن كفر بالنبي صلى هللا عليه و سلم والقرآن ليتعظوا‬

‫(‪)802/1‬‬

‫‪ { - 19‬بل الذين كفروا في تكذيب } بما ذكر‬

‫(‪)802/1‬‬

‫‪ { - 20‬وهللا من ورائهم محيط } ال عاصم لهم منه‬

‫(‪)802/1‬‬

‫‪ { - 21‬بل هو قرآن مجيد } عظيم‬

‫(‪)802/1‬‬
‫‪ { - 22‬في لوح } هو في الهواء فوق السماء السابعة { محفوظ } بالجر من الشياطين ومن تغيير شيء منه‬
‫طوله ما بين السماء واألرض وعرضه ما بين المشرق والمغرب وهو من درة بيضاء قاله ابن عباس رضي‬
‫هللا عنهما‬

‫(‪)802/1‬‬

‫سورة الطارق‬
‫[ مكية وآياتها سبع عشرة آية ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬والسماء والطارق } أصله كل آت ليال ومنه النجوم لطلوعها ليال‬

‫(‪)802/1‬‬

‫‪ { - 2‬وما أدراك } أعلمك { ما الطارق } مبتدأ وخبر في محل المفعول الثاني ألدري وما بعد ما األولى‬
‫خبرها وفيه تعظيم لشأن الطارق المفسر بما بعده هو‬

‫(‪)802/1‬‬

‫‪ { - 3‬النجم } أي الثريا أو كل نجم { الثاقب } الضي لثقبه الظالم بضوئه وجواب القسم‬

‫(‪)802/1‬‬

‫‪ { - 4‬إن كل نفس لما عليها حافظ } بتخفيف ما فهي مزيدة وإن مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنه‬
‫والالم فارقة وبتشديدها فإن نافية ولما بمعنى إال والحافظ من المالئكة يحفظ عملها من خير وشر‬

‫(‪)802/1‬‬

‫‪ { - 5‬فلينظر اإلنسان } نظر اعتبار { مم خلق } من أي شيء‬

‫(‪)802/1‬‬
‫‪ - 6‬جوابه { خلق من ماء دافق } ذي اندفاق من الرجل والمرأة في رحمها‬

‫(‪)802/1‬‬

‫‪ { - 7‬يخرج من بين الصلب والترائب } للمرأة وهي عظام الصدر‬

‫(‪)802/1‬‬

‫‪ { - 8‬إنه } تعالى { على رجعه } بعث اإلنسان بعد موته { لقادر } فإذا اعتبر أصله علم أن القادر على ذلك‬
‫قادر على بعثه‬

‫(‪)802/1‬‬

‫‪ { - 9‬يوم تبلى } تختبر وتكشف { السرائر } ضمائر القلوب في العقائد والنيات‬

‫(‪)802/1‬‬

‫‪ { - 10‬فما له } لمنكر البعث { من قوة } يمتنع بها من العذاب { وال ناصر } يدفعه عنه‬

‫(‪)802/1‬‬

‫‪ { - 11‬والسماء ذات الرجع } المطر لعوه كل حين‬

‫(‪)803/1‬‬

‫‪ { - 12‬واألرض ذات الصدع } الشق عن النبات‬

‫(‪)803/1‬‬
‫‪ { - 13‬إنه } أي القرآن { لقول فصل } يفصل بين الحق والباطل‬

‫(‪)803/1‬‬

‫‪ { - 14‬وما هو بالهزل } باللعب والباطل‬

‫(‪)803/1‬‬

‫‪ { - 15‬إنهم } أي الكفار { يكيدون كيدا } يعملون المكايد للنبي صلى هللا عليه و سلم‬

‫(‪)803/1‬‬

‫‪ { - 16‬وأكيد كيدا } أستدرجهم من حيث ال يعلمون‬

‫(‪)803/1‬‬

‫‪ { - 17‬فمهل } يا محمد { الكافرين أمهلهم } تأكيد حسنه مخالفة اللفظ أي أنظرهم { رويدا } قليال وهو‬
‫مصدر مؤكد لمعنى العامل مصغر رود أو أرواد على الترخيم وقد أخذهم هللا تعالى ببدر ونسخ اإلمهال بآية‬
‫السيف أي األمر بالقتال والجهاد‬

‫(‪)803/1‬‬

‫سورة األعلى‬
‫[ مكية وآياتها تسع عشر آية ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬سبح اسم ربك } أي نزه ربك عما ال يليق به واسم زائد { األعلى } صفة لربك‬

‫(‪)803/1‬‬

‫‪ { - 2‬الذي خلق فسوى } مخلوقة جعله متناسب األجزاء غير متفاوت‬


‫(‪)803/1‬‬

‫‪ { - 3‬والذي قدر } ما شاء { فهدى } إلى ما قدره من خير وشر‬

‫(‪)803/1‬‬

‫‪ { - 4‬والذي أخرج المرعى } أنبت العشب‬

‫(‪)803/1‬‬

‫‪ { - 5‬فجعله } بعد الخضرة { غثاء } جافا هشيما { أحوى } أسود يابسا‬

‫(‪)803/1‬‬

‫‪ { - 6‬سنقرئك } القرآن { فال تنسى } ما تقرؤه‬

‫(‪)803/1‬‬

‫‪ { - 7‬إال ما شاء هللا } أن تنساه بنسخ تالوته وحكمه وكان صلى هللا عليه و سلم يجهر بالقراءة مع قراءة‬
‫جبريل خوف النسيان فكأنه قيل له ‪ :‬ال تعجل بها إنك ال تنسى فال تتعب نفسك بالجهر بها { إنه } تعالى‬
‫{ يعلم الجهر } من القول والفعل { وما يخفى } منهما‬

‫(‪)803/1‬‬

‫‪ { - 8‬ونيسرك لليسرى } للشريعة السهلة وهي اإلسالم‬

‫(‪)804/1‬‬
‫‪ { - 9‬فذكر } عظ بالقرآن { إن نفعت الذكرى } من تذكرة المذكور في سيذكر يعني وإن لم تنفع ونفعها‬
‫لبعض وعدم النفع لبعض آخر‬

‫(‪)804/1‬‬

‫‪ { - 10‬سيذكر } بها { من يخشى } يخاف هللا تعالى كآية { فذكر بالقرآن من يخاف وعيد }‬

‫(‪)804/1‬‬

‫‪ { - 11‬ويتجنبها } أي الذكرى أي يتركها جانبا ال يلتفت إليها { األشقى } بمعنى الشقي أي الكافر‬

‫(‪)804/1‬‬

‫‪ { - 12‬الذي يصلى النار الكبرى } هي نار اآلخرة والصغرى نار الدنيا‬

‫(‪)804/1‬‬

‫‪ { - 13‬ثم ال يموت فيها } فيستريح { وال يحيا } حياة هنيئة‬

‫(‪)804/1‬‬

‫‪ { - 14‬قد أفلح } فاز { من تزكى } تطهر باإليمان‬

‫(‪)804/1‬‬

‫‪ { - 15‬وذكر اسم ربه } مكبرا { فصلى } الصلوات الخمس وذلك من أمور اآلخرة وكفار مكة معرضون‬
‫عنها‬

‫(‪)804/1‬‬
‫‪ { - 16‬بل تؤثرون } بالفوقانية والتحتانية { الحياة الدنيا } على اآلخرة‬

‫(‪)804/1‬‬

‫‪ { - 17‬واآلخرة } المشتملة على الجنة { خير وأبقى }‬

‫(‪)804/1‬‬

‫‪ { - 18‬إن هذا } إفالح من تزكى وكون األخرة خيرا { لفي الصحف األولى } أي المنزلة قبل القرآن‬

‫(‪)804/1‬‬

‫‪ { - 19‬صحف إبراهيم وموسى } وهي عشرة صحف إلبراهيم والتوراة لموسى‬

‫(‪)804/1‬‬

‫سورة الغاشية‬
‫[ مكية وآياتها ‪] 26‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬هل } قد { أتاك حديث الغاشية } القيامة ألنها تغشى الخالئق بأهوالها‬

‫(‪)804/1‬‬

‫‪ { - 2‬وجوه يومئذ } عبر بها عن الذوات في الموضعين { خاشعة } ذليلة‬

‫(‪)804/1‬‬

‫‪ { - 3‬عاملة ناصبة } ذات نصب وتعب بالسالسل واألغالل‬


‫(‪)804/1‬‬

‫‪ { - 4‬تصلى } بفتح التاء وضمها { نارا حامية }‬

‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 5‬تسقى من عين آنية } شديدة الحرارة‬

‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 6‬ليس لهم طعام إال من ضريع } هو نوع من الشوك ال ترعاه دابة لخبثه‬

‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 7‬ال يسمن وال يغني من جوع }‬

‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 8‬وجوه يومئذ ناعمة } حسنة‬

‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 9‬لسعيها } في الدنيا بالطاعة { راضية } في اآلخرة لما رأت ثوابه‬

‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 10‬في جنة عالية } حسا ومعنى‬


‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 11‬ال يسمع } بالياء والتاء { فيها الغية } أي نفس ذات لغو ‪ :‬هذيان من الكالم‬

‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 12‬فيها عين جارية } بالماء بمعنى عيون‬

‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 13‬فيها سرر مرفوعة } ذاتا وقدرا ومحال‬

‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 14‬وأكواب } أقداح ال عرا لها { موضوعة } على حافات العيون معدة لشربهم‬

‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 15‬ونمارق } وسائد { مصفوفة } بعضها بجنب بعض يستند إليها‬

‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 16‬وزرابي } بسط طنافس لها خمل { مبثوثة } مبسوطة‬

‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 17‬أفال ينظرون } أي كفار مكة نظر اعتبار { إلى اإلبل كيف خلقت }‬
‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 18‬وإلى السماء كيف رفعت }‬

‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 19‬وإلى الجبال كيف نصبت }‬

‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 20‬وإلى األرض كيف سطحت } أي بسطت فيستدلون بها على قدرة هللا تعالى ووحدانيته وصدرت‬
‫باإلبل ألنهم أشد مالبسة لها من غيرها وقوله ‪ :‬سطحت ظاهر في أن األرض سطح وعليه علماء الشرع ال‬
‫كرة كما قاله أهل الهيئة وإن لم ينقص ركنا من أركان الشرع‬

‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 21‬فذكر } هم نعم هللا ودالئل توحيده { إنما أنت مذكر }‬

‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 22‬لست عليهم بمصيطر } وفي قراءة بالسين بدل الصاد أي بمسلط وهذا قبل األمر بالجهاد‬

‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 23‬إال } لكن { من تولى } أعرض عن اإليمان { وكفر } بالقرآن‬

‫(‪)805/1‬‬
‫‪ { - 24‬فيعذبه هللا العذاب األكبر } عذاب اآلخرة واألصغر عذاب الدنيا بالقتل واألسر‬

‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 25‬إن إلينا إيابهم } رجوعهم بعد الموت‬

‫(‪)805/1‬‬

‫‪ { - 26‬ثم إن علينا حسابهم } جزاءهم ال نتركه أبدا‬

‫(‪)805/1‬‬

‫سورة الفجر‬
‫[ مكية وآياتها ‪ 30‬آية ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬والفجر } أي فجر كل يوم‬

‫(‪)806/1‬‬

‫‪ { - 2‬وليال عشر } أي عشر ذي الحجة‬

‫(‪)806/1‬‬

‫‪ { - 3‬والشفع } الزوج { والوتر } بفتح الواو وكسرها لغتان ‪ :‬الفرد‬

‫(‪)806/1‬‬

‫‪ { - 4‬والليل إذا يسر } مقبال ومدبرا‬

‫(‪)806/1‬‬
‫‪ { - 5‬هل في ذلك } القسم { قسم لذي حجر } عقل وجواب القسم محذوف أي ‪ :‬لتعذبن يا كفار مكة‬

‫(‪)806/1‬‬

‫‪ { - 6‬ألم تر } تعلم يا محمد { كيف فعل ربك بعاد }‬

‫(‪)806/1‬‬

‫‪ { - 7‬إرم } هي عاد األولى فإرم عطف بيان أو بدل ومنع الصرف للعلمية والتأنيث { ذات العماد } أي‬
‫الطول كان طول الطويل منهم أربعمائة ذراع‬

‫(‪)806/1‬‬

‫‪ { - 8‬التي لم يخلق مثلها في البالد } في بطشهم وقوتهم‬

‫(‪)806/1‬‬

‫‪ { - 9‬وثمود الذين جابوا } قطعوا { الصخر } جمع صخرة واتخذوها بيوتا { بالواد } وادي القرى‬

‫(‪)806/1‬‬

‫‪ { - 10‬وفرعون ذي األوتاد } كان يتد أربعة أوتاد يشد إليها يدي ورجلي من يعذبه‬

‫(‪)806/1‬‬

‫‪ { - 11‬الذين طغو } تجبروا { في البالد }‬

‫(‪)806/1‬‬
‫‪ { - 12‬فأكثروا فيها الفساد } القتل وغيره‬

‫(‪)806/1‬‬

‫‪ { - 13‬فصب عليهم ربك سوط } نوع { عذاب }‬

‫(‪)806/1‬‬

‫‪ { - 14‬إن ربك لبالمرصاد } يرصد أعمال العباد فال يفوته منها شيء ليجازيهم عليها‬

‫(‪)806/1‬‬

‫‪ { - 15‬فأما اإلنسان } الكافر { إذا ما ابتاله } اختبره { ربه فأكرمه } بالمال وغيره { ونعمه فيقول ربي‬
‫أكرمن }‬

‫(‪)806/1‬‬

‫‪ { - 16‬وأما إذا ما ابتاله فقدر } ضيق { عليه رزقه فيقول ربي أهانن }‬

‫(‪)807/1‬‬

‫‪ { - 17‬كال } ردع أي ليس اإلكرام بالغنى واإلهانة بالفقر وإنما هو بالطاعة والمعصية وكفار مكة ال‬
‫ينتبهون لذلك { بل ال تكرمون اليتيم } ال يحسنون إليه مع غناهم أو ال يعطونه حقه من الميراث‬

‫(‪)807/1‬‬

‫‪ { - 18‬وال تحاضون } أنفسهم أو غيرهم { على طعام } أي إطعام { المسكين }‬


‫(‪)807/1‬‬

‫‪ { - 19‬وتأكلون التراث } الميراث { أكال لما } أي شديدا للمهم نصيب النساء والصبيان من الميراث مع‬
‫نصيبهم منه أو مع مالهم‬

‫(‪)807/1‬‬

‫‪ { - 20‬وتحبون المال حبا جما } أي ‪ :‬كثيرا فال ينفقونه وفي قراءة بالفوقانية في األفعال األربعة‬

‫(‪)807/1‬‬

‫‪ { - 21‬كال } ردع لهم عن ذلك { إذا دكت األرض دكا دكا } زلزلت حتى ينهدم كل بناء عليها وينعدم‬

‫(‪)807/1‬‬

‫‪ { - 22‬وجاء ربك } أي أمره { والملك } أي المالئكة { صفا صفا } حال أي مصطفين أو ذوي صفوف‬
‫كثيرة‬

‫(‪)807/1‬‬

‫‪ { - 23‬وجيء يومئذ بجهنم } تقاد بسبعين ألف زمام كل زمام بأيدي سبعين ألف ملك لها زفير وتغيظ‬
‫{ يومئذ } بدل من إذا وجوابها { يتذكر اإلنسان } أي الكافر ما فرط فيه { وأنى له الذكرى } إستفهام بمعنى‬
‫النفي أي ال ينفعه تذكره ذلك‬

‫(‪)807/1‬‬

‫‪ { - 24‬يقول } مع تذكره { يا } للتنبيه { ليتني قدمت } الخبر واإليمان { لحياتي } الطيبة في اآلخرة أو‬
‫وقت حياتي في الدنيا‬

‫(‪)807/1‬‬
‫‪ { - 25‬فيومئذ ال يعذب } بكسر الذال { عذابه } أي هللا { أحد } أي ال يكله إلى غيره‬

‫(‪)807/1‬‬

‫‪ { - 26‬و } كذا { ال يوثق } بكسر الثاء { وثاقه أحد } وفي قراءة بفتح الذال والثاء فضمير عذابه ووثاقه‬
‫للكافر والمعنى ال يعذب أحد مثل تعذيبه وال يوثق مثل إيثاقه‬

‫(‪)807/1‬‬

‫‪ { - 27‬يا أيتها النفس المطمئنة } اآلمنة وهي المؤمنة‬

‫(‪)807/1‬‬

‫‪ { - 28‬ارجعي إلى ربك } يقال لها ذلك عند الموت أي إرجعي إلى أمره وإرادته { راضية } بالثواب‬
‫{ مرضية } عند هللا بعملك أي جامعة بين الوصفين وهما حاالن ويقال لها في القيامة ‪:‬‬

‫(‪)807/1‬‬

‫‪ { - 29‬فادخلي في } جملة { عبادي } الصالحين‬

‫(‪)807/1‬‬

‫‪ { - 30‬وادخلي جنتي } معهم‬

‫(‪)807/1‬‬

‫سورة البلد‬
‫[ مكية وآياتها ‪] 20‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬ال } زائدة { أقسم بهذا البلد } مكة‬

‫(‪)808/1‬‬

‫‪ { - 2‬وأنت } يا محمد { حل } حالل { بهذا البلد } بأن يحل لك فتقاتل فيه وقد أنجز هللا له هذا الوعد يوم‬
‫الفتح فالجملة اعتراض بين المقسم به وما عطف عليه‬

‫(‪)808/1‬‬

‫‪ { - 3‬ووالد } أي آدم { وما ولد } أي ذريته وما بمعنى من‬

‫(‪)808/1‬‬

‫‪ { - 4‬لقد خلقنا اإلنسان } أي الجنس { في كبد } نصب وشدة يكابد مصائب الدنيا وشدائد اآلخرة‬

‫(‪)808/1‬‬

‫‪ { - 5‬أيحسب } أيظن اإلنسان قوي قريش وهو أبواألشد كلدة بقوته { أن } مخففة من الثقيلة واسمها‬
‫محذوف أي أنه { لن يقدر عليه أحد } وهللا قادر عليه‬

‫(‪)808/1‬‬

‫‪ { - 6‬يقول أهلكت } على عداوة محمد { ماال لبدا } كثيرا بعضه على بعض‬

‫(‪)808/1‬‬

‫‪ { - 7‬أيحسب أن } أي أنه { لم يره أحد } فيما أنفقه فيعلم قدره وهللا عالم بقدره وأنه ليس ما يتكثر به‬
‫ومجازيه على فعله السيء‬
‫(‪)808/1‬‬

‫‪ { - 8‬ألم نجعل } إستفهام تقرير أي جعلنا { له عينين }‬

‫(‪)808/1‬‬

‫‪ { - 9‬ولسانا وشفتين }‬

‫(‪)808/1‬‬

‫‪ { - 10‬وهديناه النجدين } بينا له طريق الخير والشر‬

‫(‪)808/1‬‬

‫‪ { - 11‬فال } فهال { اقتحم العقبة } جاوزها‬

‫(‪)808/1‬‬

‫‪ { - 12‬وما أدراك } أعلمك { ما العقبة } التي يقتحمها تعظيما لشأنها والجملة اعتراض وبين سبب جوازها‬
‫بقوله ‪:‬‬

‫(‪)808/1‬‬

‫‪ { - 13‬فك رقبة } من الرق بأن أعتقها‬

‫(‪)808/1‬‬

‫‪ { - 14‬أو إطعام في يوم ذي مسغبة } مجاعة‬


‫(‪)808/1‬‬

‫‪ { - 15‬يتيما ذا مقربة } قرابة‬

‫(‪)808/1‬‬

‫‪ { - 16‬أو مسكينا ذا متربة } لصوق بالتراب لفقره وفي قراءة بدل الفعلين مصدران مرفوعان مضاف‬
‫األولى لرقبة وينون الثاني فيقدر قبل العقبة إقتحام والقراءة المذكورة بيانه‬

‫(‪)809/1‬‬

‫‪ { - 17‬ثم كان } عطف على اقتحم وثم للترتيب الذكري والمعنى كان وقت االقتحام { من الذين آمنوا‬
‫وتواصوا } أوصى بعضهم بعضا { بالصبر } على الطاعة وعن المعصية { وتواصوا بالمرحمة } الرحمة‬
‫على الخلق‬

‫(‪)809/1‬‬

‫‪ { - 18‬أولئك } الموصوفون بهذه الصفات { أصحاب الميمنة } اليمين‬

‫(‪)809/1‬‬

‫‪ { - 19‬والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة } الشمال‬

‫(‪)809/1‬‬

‫‪ { - 20‬عليهم نار مؤصدة } بالمهمزة والواو بدله مطبقة‬

‫(‪)809/1‬‬
‫سورة الشمس‬
‫[ مكية وآياتها خمس عشرة ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬والشمس وضحاها } ضوئها‬

‫(‪)809/1‬‬

‫‪ { - 2‬والقمر إذا تالها } تبعها طالعا عند غروبها‬

‫(‪)809/1‬‬

‫‪ { - 3‬والنهار إذا جالها } بارتفاعه‬

‫(‪)809/1‬‬

‫‪ { - 4‬والليل إذا يغشاها } يغطيها بظلمته وإذا في الثالثة لمجرد الظرفية والعامل فيها فعل القسم‬

‫(‪)809/1‬‬

‫‪ { - 5‬والسماء وما بناها }‬

‫(‪)809/1‬‬

‫‪ { - 6‬واألرض وما طحاها } بسطها‬

‫(‪)809/1‬‬

‫‪ { - 7‬ونفس } بمعنى نفوس { وما سواها } في الخلقة وما في الثالثة مصدرية أو بمعنى من‬

‫(‪)809/1‬‬
‫‪ { - 8‬فألهمها فجورها وتقواها } بين لها طريق الخير والشر وأخر التقوى رعاية لرؤوس اآلي وجواب‬
‫القسم ‪:‬‬

‫(‪)809/1‬‬

‫‪ { - 9‬قد أفلح } حذفت منه الالم لطول الكالم { من زكاها } طهرها من الذنوب‬

‫(‪)809/1‬‬

‫‪ { - 10‬وقد خاب } خسر { من دساها } أخفاها بالمعصية وأصله دسسها أبدلت السين الثانية ألفا تخفيفا‬

‫(‪)809/1‬‬

‫‪ { - 11‬كذبت ثمود } رسولها صالحا { بطغواها } بسبب طغيانها‬

‫(‪)810/1‬‬

‫‪ { - 12‬إذ انبعث } أسرع { أشقاها } واسمه قدار إلى عقر الناقة برضاهم‬

‫(‪)810/1‬‬

‫‪ { - 13‬فقال لهم رسول هللا } صالح { ناقة هللا } أي ذروها { وسقياها } شربها في يومها وكان لها يوم ولهم‬
‫يوم‬

‫(‪)810/1‬‬
‫‪ { - 14‬فكذبوه } في قوله ذلك عن هللا المرتب عليه نزول العذاب بهم إن خالفوه { فعقروها } قتلوها ليسلم‬
‫لهم ما شربها { فدمدم } أطبق { عليهم ربهم } العذاب { بذنبهم فسواها } أي الدمدمة عليهم أي عمهم بها فلم‬
‫يفلت منهم أحد‬

‫(‪)810/1‬‬

‫‪ { - 15‬وال } بالواو والفاء { يخاف عقباها } تبعتها‬

‫(‪)810/1‬‬

‫سورة الليل‬
‫[ مكية وآياتها إحدى وعشرون ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬والليل إذا يغشى } بظلمته كل ما بين السماء واألرض‬

‫(‪)810/1‬‬

‫‪ { - 2‬والنهار إذا تجلى } تكشف وظهر وإذا في الموضعين لمجرد الظرفية والعامل فيها فعل القسم‬

‫(‪)810/1‬‬

‫‪ { - 3‬وما } بمعنى من أو مصدرية { خلق الذكر واألنثى } آدم وحواء وكل ذكر وكل أنثى والخنثى المشكل‬
‫عندنا ذكر أو أنثى عند هللا تعالى فيحنث بتكليمه من حلف ال يكلم ذكرا وال أنثى‬

‫(‪)810/1‬‬

‫‪ { - 4‬إن سعيكم } عملكم { لشتى } مختلف فعامل للجنة بالطاعة وعامل للنار بالمعصية‬

‫(‪)810/1‬‬
‫‪ { - 5‬فأما من أعطى } حق هللا { واتقى } هللا‬

‫(‪)810/1‬‬

‫‪ { - 6‬وصدق بالحسنى } أي بال إله إال هللا في الموضعين‬

‫(‪)810/1‬‬

‫‪ { - 7‬فسنيسره لليسرى } للجنة‬

‫(‪)810/1‬‬

‫‪ { - 8‬وأما من بخل } بحق هللا { واستغنى } عن ثوابه‬

‫(‪)810/1‬‬

‫‪ { - 9‬وكذب بالحسنى }‬

‫(‪)810/1‬‬

‫‪ { - 10‬فسنيسره } نهيئه { للعسرى } للنار‬

‫(‪)811/1‬‬

‫‪ { - 11‬وما } نافية { يغني عنه ماله إذا تردى } في النار‬

‫(‪)811/1‬‬
‫‪ { - 12‬إن علينا للهدى } لتبين طريق الحق من طريق الضالل ليمتثل أمرنا بسلوك األول ونهينا عن ارتكاب‬
‫الثاني‬

‫(‪)811/1‬‬

‫‪ { - 13‬وإن لنا لآلخرة واألولى } أي الدنيا فمن طلبهما من غيرنا فقد أخطأ‬

‫(‪)811/1‬‬

‫‪ { - 14‬فأنذرتكم } خوفتكم يا أهل مكة { نارا تلظى } بحذف إحدى التاءين من األصل وقرئ بثبوتها أي‬
‫تتوقد‬

‫(‪)811/1‬‬

‫‪ { - 15‬ال يصالها } يدخلها { إال األشقى } بمعنى الشقي‬

‫(‪)811/1‬‬

‫‪ { - 16‬الذي كذب } النبي { وتولى } عن اإليمان وهذا الحصر مؤول لقوله تعالى ‪ { :‬ويغفر ما دون ذلك‬
‫لمن يشاء } فيكون المراد الصلي المؤبد‬

‫(‪)811/1‬‬

‫‪ { - 17‬وسيجنبها } يبعد { األتقى } بمعنى التقي‬

‫(‪)811/1‬‬

‫‪ { - 18‬الذي يؤتي ماله يتزكى } متزكيا به عند هللا تعالى بأن يخرجه هلل تعالى ال رياء وال سمعة فيكون‬
‫زاكيا عند هللا وهذا نزل في الصديق رضي هللا عنه لما اشترى بالال المعذب على إيمانه وأعتقه فقال الكفار ‪:‬‬
‫إنما فعل ذلك ليد كانت له عنده فنزلت‬
‫(‪)811/1‬‬

‫‪ { - 19‬وما ألحد عنده من نعمة تجزى }‬

‫(‪)811/1‬‬

‫‪ { - 20‬إال } لكن فعل ذلك { ابتغاء وجه ربه األعلى } أي طلب ثواب هللا‬

‫(‪)811/1‬‬

‫‪ { - 21‬ولسوف يرضى } بما يعطاه من الثواب في الجنة واآلية تشمل من فعل مثل فعله رضي هللا تعالى‬
‫عنه فيبعد عن النار ويثاب‬

‫(‪)811/1‬‬

‫سورة الضحى‬
‫[ مكية وآياتها إحدى عشرة ]‬
‫ولما نزلت كبر صلى هللا عليه و سلم آخرها فسن التكبير آخرها وروي األمر به خاتمتها وخاتمة كل سورة‬
‫بعدها وهو هللا أكبر أو ‪ :‬ال إله إال هللا وهللا أكبر‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬والضحى } أي أول النهار أو كله‬

‫(‪)811/1‬‬

‫‪ { - 2‬والليل إذا سجى } غطى بظالمه أو سكن‬

‫(‪)811/1‬‬

‫‪ { - 3‬ما ودعك } تركك يا محمد { ربك وما قلى } أبغضك نزل هذا لما قال الكفار عند تأخر الوحي عنه‬
‫خمسة عشر يوما ‪ :‬إن ربه ودعه وقاله‬
‫(‪)811/1‬‬

‫‪ { - 4‬ولآلخرة خير لك } لما فيها من الكرامات لك { من األولى } الدنيا‬

‫(‪)812/1‬‬

‫‪ { - 5‬ولسوف يعطيك ربك } في اآلخرة من الخيرات عطاء جزيال { فترضى } به فقال صلى هللا عليه و‬
‫سلم ‪ [ :‬إذن ال أرضى وواحد من أمتي في النار ] إلى هنا تم جواب القسم بمثبتين بعد منفيين‬

‫(‪)812/1‬‬

‫‪ { - 6‬ألم يجدك } إستفهام تقرير أي وجدك { يتيما } بفقد أبيك قبل والدتك أو بعدها { فآوى } بأن ضمك‬
‫إلى عمك أبي طالب‬

‫(‪)812/1‬‬

‫‪ { - 7‬ووجدك ضاال } عما أنت عليه من الشريعة { فهدى } أي هداك إليها‬

‫(‪)812/1‬‬

‫‪ { - 8‬ووجدك عائال } فقيرا { فأغنى } أغناك بما قنعك به من الغنيمة وغيرها وفي الحديث ‪ [ :‬ليس الغني‬
‫عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس ]‬

‫(‪)812/1‬‬

‫‪ { - 9‬فأما اليتيم فال تقهر } بأخذ ماله أو غير ذلك‬

‫(‪)812/1‬‬
‫‪ { - 10‬وأما السائل فال تنهر } تزجره لفقره‬

‫(‪)812/1‬‬

‫‪ { - 11‬وأما بنعمة ربك } عليك بالنبوة وغيرها { فحدث } أخبر وحذف ضميره صلى هللا عليه و سلم في‬
‫بعض األفعال رعاية للفواصل‬

‫(‪)812/1‬‬

‫سورة الشرح‬
‫[ مكية وآياتها ثمان ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬ألم نشرح } استفهام تقرير أي شرحنا { لك } يا محمد { صدرك } بالنبوة وغيرها‬

‫(‪)812/1‬‬

‫‪ { - 2‬ووضعنا } حططنا { عنك وزرك }‬

‫(‪)812/1‬‬

‫‪ { - 3‬الذي أنقض } أثقل { ظهرك } وهذا كقوله تعالى ‪ { :‬ليغفر لك هللا ما تقدم من ذنبك }‬

‫(‪)812/1‬‬

‫‪ { - 4‬ورفعنا لك ذكرك } بأن تذكر مع ذكري في اآلذان واإلقامة والتشهد والخطبة وغيرها‬

‫(‪)812/1‬‬

‫‪ { - 5‬فإن مع العسر } الشدة { يسرا } سهولة‬


‫(‪)812/1‬‬

‫‪ { - 6‬إن مع العسر يسرا } والنبي صلى هللا عليه و سلم قاسى من الكفار شدة ثم حصل له اليسر بنصره‬
‫عليهم‬

‫(‪)812/1‬‬

‫‪ { - 7‬فإذا فرغت } من الصالة { فانصب } إتعب في الدعاء‬

‫(‪)813/1‬‬

‫‪ { - 8‬وإلى ربك فارغب } تضرع‬

‫(‪)813/1‬‬

‫سورة التين‬
‫[ مكية وآياتها ثمان ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬والتين والزيتون } أي المأكولين أو جبلين بالشام ينبتان المأكولين‬

‫(‪)813/1‬‬

‫‪ { - 2‬وطور سينين } الجبل الذي كلم هللا تعالى عليه موسى ومعنى سينين المبارك أو الحسن باألشجار‬
‫المثمرة‬

‫(‪)813/1‬‬

‫‪ { - 3‬وهذا البلد األمين } مكة ألمن الناس فيها جاهلية وإسالما‬

‫(‪)813/1‬‬
‫‪ { - 4‬لقد خلقنا اإلنسان } الجنس { في أحسن تقويم } تعديل لصورته‬

‫(‪)813/1‬‬

‫‪ { - 5‬ثم رددناه } في بعض أفراده { أسفل سافلين } كناية عن الهرم والضعف فينقص عمل المؤمن عن‬
‫زمن الشباب ويكون له أجره بقوله تعالى ‪:‬‬

‫(‪)813/1‬‬

‫‪ { - 6‬إال } لكن { الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون } مقطوع وفي الحديث ‪ [ :‬إذا بلغ‬
‫المؤمن من الكبر ما يعجزه عن العمل كتب له ما كان يعمل ]‬

‫(‪)813/1‬‬

‫‪ { - 7‬فما يكذبك } أيها الكافر { بعد } بعد ما ذكر من خلق اإلنسان في أحسن صورة ثم رده إلى أرذل العمر‬
‫الدال على القدرة على البعث { بالدين } بالجزاء المسبوق بالبعث والحساب أي ما يجعلك مكذبا بذلك وال‬
‫جاعل له‬

‫(‪)813/1‬‬

‫‪ { - 8‬أليس هللا بأحكم الحاكمين } هو أقضى القاضين وحكمه بالجزاء من ذلك وفي الحديث ‪ [ :‬من قرأ‬
‫والتين إلى آخرها فليقل ‪ :‬بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ]‬

‫(‪)813/1‬‬

‫سورة العلق‬
‫[ مكية وآياتها تسع عشرة ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬اقرأ } أوجد القراءة مبتدئا { باسم ربك الذي خلق } الخالئق‬
‫(‪)814/1‬‬

‫‪ { - 2‬خلق اإلنسان } الجنس { من علق } جمع علقة وهي القطعة اليسيرة من الدم الغليظ‬

‫(‪)814/1‬‬

‫‪ { - 3‬اقرأ } تأكيد لألول { وربك األكرم } الذي ال يوازيه كريم حال من الضمير في إقرأ‬

‫(‪)814/1‬‬

‫‪ { - 4‬الذي علم } الخط { بالقلم } وأول من خط به إدريس عليه السالم‬

‫(‪)814/1‬‬

‫‪ { - 5‬علم اإلنسان } الجنس { ما لم يعلم } قبل تعليمه من الهدى والكتابة والصناعة وغيرها‬

‫(‪)814/1‬‬

‫‪ { - 6‬كال } حقا { إن اإلنسان ليطغى }‬

‫(‪)814/1‬‬

‫‪ { - 7‬أن رآه } أي نفسه { استغنى } بالمال نزل في أبي جهل ورأى علمية واستغنى مفعول ثان وأن رآه‬
‫مفعول له‬

‫(‪)814/1‬‬

‫‪ { - 8‬أن إلى ربك } يا إنسان { الرجعى } أي الرجوع تخويف له فيجازي الطاغي بما يستحقه‬
‫(‪)814/1‬‬

‫‪ { - 9‬أرأيت } في الثالثة مواضع للتعجب { الذي ينهى } هو أبوجهل‬

‫(‪)814/1‬‬

‫‪ { - 10‬عبدا } هو البني صلى هللا عليه و سلم { إذا صلى }‬

‫(‪)814/1‬‬

‫‪ { - 11‬أرأيت إن كان } المنهي { على الهدى }‬

‫(‪)814/1‬‬

‫‪ { - 12‬أو } للتقسيم { أمر بالتقوى }‬

‫(‪)814/1‬‬

‫‪ { - 13‬أرأيت إن كذب } أي الناهي النبي { وتولى } عن اإليمان‬

‫(‪)814/1‬‬

‫‪ { - 14‬ألم يعلم بأن هللا يرى } ما صدر منه أي يعلمه فيجازي عليه أي اعجب منه يا مخاطب من حيث نهيه‬
‫عن الصالة ومن حيث أن المنهي على الهدى آمر بالتقوى ومن حيث أن الناهي مكذب متول عن اإليمان‬

‫(‪)814/1‬‬
‫‪ { - 15‬كال } ردع له { لئن } الم قسم { لم ينته } عما هو عليه من الكفر { لنسفعا بالناصية } لنجرن‬
‫بناصيته إلى النار‬

‫(‪)815/1‬‬

‫‪ { - 16‬ناصية } بدل نكرة من معرفة { كاذبة خاطئة } وصفها بذلك مجاز والمراد صاحبها‬

‫(‪)815/1‬‬

‫‪ { - 17‬فليدع ناديه } أي أهل ناديه وهو المجلس ينتدى يتحدث فيه القوم وكان قال النبي صلى هللا عليه و سلم‬
‫لما انتهره حيث نهاه عن الصالة ‪ :‬لقد علمت ما بها رجل أكثر ناديا مني ألمألن عليك هذا الوادي إن شئت‬
‫خيال جردا ورجاال مردا‬

‫(‪)815/1‬‬

‫‪ { - 18‬سندع الزبانية } المالئكة الغالظ الشداد إلهالكه كما في الحديث [ لو دعا ناديه ألخذته الزبانية‬
‫عيانا ]‬

‫(‪)815/1‬‬

‫‪ { - 19‬كال } ردع له { ال تطعه } يا محمد في ترك الصالة { واسجد } صل هلل { واقترب } منه بطاعته‬

‫(‪)815/1‬‬

‫سورة القدر‬
‫[ مكية أو مدنية وآياتها خمس أو ست ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬إنا أنزلناه } أي القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا { في ليلة القدر } أي الشرف‬
‫العظيم‬

‫(‪)815/1‬‬
‫‪ { - 2‬وما أدراك } أعلمك يا محمد { ما ليلة القدر } تعظيم لشأنها وتعجيب منه‬

‫(‪)815/1‬‬

‫‪ { - 3‬ليلة القدر خير من ألف شهر } ليس فيها ليلة القدر فالعمل الصالح فيها خير منه في ألف شهر ليست‬
‫فيها‬

‫(‪)815/1‬‬

‫‪ { - 4‬تنزل المالئكة } بحذف إحدى التاءين من األصل { والروح } أي جبريل { فيها } في الليلة { بإذن‬
‫ربهم } بأمره { من كل أمر } قضاه هللا فيها لتلك السنة إلى قابل ومن سببه بمعنى الباء‬

‫(‪)815/1‬‬

‫‪ { - 5‬سالم هي } خبر مقدم ومبتدأ { حتى مطلع الفجر } بفتح الالم وكسرها إلى وقت طلوعه جعلت سالما‬
‫لكثرة السالم فيها من المالئكة ال تمر بمؤمن وال بمؤمنة إال سلمت عليه‬

‫(‪)815/1‬‬

‫سورة البينة‬
‫[ مكية أو مدنية وآياتها ثمان ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬لم يكن الذين كفروا من } للبيان { أهل الكتاب والمشركين } أي عبدة األصنام عطف على أهل‬
‫{ منفكين } خبر يكن أي زائلين عما هم عليه { حتى تأتيهم } أي أتتهم { البينة } أي الحجة الواضحة وهي‬
‫محمد صلى هللا عليه و سلم‬

‫(‪)816/1‬‬

‫‪ { - 2‬رسول من هللا } بدل من البينة وهو النبي صلى هللا عليه و سلم { يتلو صحفا مطهرة } من الباطل‬
‫(‪)816/1‬‬

‫‪ { - 3‬فيها كتب } أحكام مكتوبة { قيمة } مستقيمة أي يتلو مضومون ذلك وهو القرآن فمنهم من آمن به‬
‫ومنهم من كفر‬

‫(‪)816/1‬‬

‫‪ { - 4‬وما تفرق الذين أوتوا الكتاب } في اإليمان به صلى هللا عليه و سلم { إال من بعد ما جاءتهم البينة } أي‬
‫هو صلى هللا عليه و سلم أو القرآن الجائي به معجزة له وقبل مجيئه صلى هللا عليه و سلم كانوا مجتمعين على‬
‫اإليمان به إذا جاءه فحسده من كفر به منهم‬

‫(‪)816/1‬‬

‫‪ { - 5‬وما أمروا } في كتابهم التوراة واإلنجيل { إال ليعبدوا هللا } أي أن يعبدوه فحذفت أن وزيدت الالم‬
‫{ مخلصين له الدين } من الشرك { حنفاء } مستقيمين على دين إبراهيم ودين محمد إذا جاء فكيف كفروا به‬
‫{ ويقيموا الصالة ويؤتوا الزكاة وذلك دين } الملة { القيمة } المستقيمة‬

‫(‪)816/1‬‬

‫‪ { - 6‬إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها } حال مقدرة أي مقدرا خلودهم‬
‫فيها من هللا تعالى { أولئك هم شر البرية }‬

‫(‪)816/1‬‬

‫‪ { - 7‬إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية } الخليفة‬

‫(‪)817/1‬‬

‫‪ { - 8‬جزاؤهم عند ربهم جنات عدن } إقامة { تجري من تحتها األنهار خالدين فيها أبدا رضي هللا عنهم }‬
‫بطاعته { ورضوا عنه } بثوابه { ذلك لمن خشي ربه } خاف عقابه فانتهى عن معصيته تعالى‬
‫(‪)817/1‬‬

‫سورة الزلزلة‬
‫[ مكة أو مدنية وآياتها ثمان ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬إذا زلزلت األرض } حركت لقيام الساعة { زلزالها } تحريكها الشديد المناسب لعظمتها‬

‫(‪)817/1‬‬

‫‪ { - 2‬وأخرجت األرض أثقالها } كنوزها وموتاها فألقتها على ظهرها‬

‫(‪)817/1‬‬

‫‪ { - 3‬وقال اإلنسان } الكافر بالبعث { ما لها } إنكارا لتلك الحالة‬

‫(‪)817/1‬‬

‫‪ { - 4‬يومئذ } بدل من إذا وجوابها { تحدث أخبارها } تخبر بما عمل عليها من خير وشر‬

‫(‪)817/1‬‬

‫‪ { - 5‬بأن } بسبب أن { ربك أوحى لها } أي أمرها بذلك وفي الحديث [ تشهد على كل عبد أو أمة بكل ما‬
‫عمل على ظهرها ]‬

‫(‪)817/1‬‬

‫‪ { - 6‬يومئذ يصدر الناس } ينصرفون من موقف الحساب { أشتاتا } متفرقين فآخذ ذات اليمين إلى الجنة‬
‫وآخذ ذات الشمال إلى النار { ليروا أعمالهم } أي جزاءها من الجنة أوالنار‬

‫(‪)818/1‬‬
‫‪ { - 7‬فمن يعمل مثقال ذرة } زنة نملة صغيرة { خيرا يره } ير ثوابه‬

‫(‪)818/1‬‬

‫‪ { - 8‬ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } ير جزاءه‬

‫(‪)818/1‬‬

‫سورة العاديات‬
‫[ مكية أو مدنية وآياتها إحدى عشرة ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬والعاديات } الخيل تعدو في الغزو وتضبح { ضبحا } هو صوت أجوافها إذا عدت‬

‫(‪)818/1‬‬

‫‪ { - 2‬فالموريات } الخيل توري النار { قدحا } بحوافرها إذا سارت في األرض ذات الحجارة بالليل‬

‫(‪)817/1‬‬

‫‪ { - 3‬فالمغيرات صبحا } الخيل تغير على العدو وقت الصبح بإغارة أصحابها‬

‫(‪)818/1‬‬

‫‪ { - 4‬فأثرن } هيجن { به } بمكان عدوهن أو بذلك الوقت { نقعا } غبارا بشدة حركتهن‬

‫(‪)818/1‬‬
‫‪ { - 5‬فوسطن به } بالنقع { جمعا } من العدو أي صرن وسطه وعطف الفعل على االسم ألنه في تأويل‬
‫الفعل أي والالتي عدون فأورين فأغرن‬

‫(‪)818/1‬‬

‫‪ { - 6‬إن اإلنسان } الكافر { لربه لكنود } لكفور يجحد نعمته تعالى‬

‫(‪)818/1‬‬

‫‪ { - 7‬وإنه على ذلك } أي كنوده { لشهيد } يشهد على نفسه بصنعه‬

‫(‪)818/1‬‬

‫‪ { - 8‬وإنه لحب الخير } أي المال { لشديد } الحب له فيبخل به‬

‫(‪)818/1‬‬

‫‪ { - 9‬أفال يعلم إذا بعثر } أثير وأخرج { ما في القبور } من الموتى أي بعثوا‬

‫(‪)818/1‬‬

‫‪ { - 10‬وحصل } بين وأفرز { ما في الصدور } القلوب من الكفر واإليمان‬

‫(‪)819/1‬‬

‫‪ { - 11‬إن ربهم بهم يومئذ لخبير } لعالم فيجازيهم على كفرهم أعيد الضمير جمعا نظرا لمعنى اإلنسان وهذه‬
‫الجملة دلت على مفعول يعلم أي إنا نجازيه وقت ما ذكر وتعلق خبير بيومئذ وهو تعالى خبير دائما ألنه يوم‬
‫المجازاة‬

‫(‪)819/1‬‬
‫سورة القارعة‬
‫[ مكية وآياتها إحدى عشرة آية ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬القارعة } القيامة التي تقرع القلوب بأهوالها‬

‫(‪)819/1‬‬

‫‪ { - 2‬ما القارعة } تهويل لشأنها وهما مبتدأ أو خبر خبر القارعة‬

‫(‪)819/1‬‬

‫‪ { - 3‬وما أدراك } أعلمك { ما القارعة } زيادة تهويل لها وما األولى مبتدأ وما بعدها خبره وما الثانية‬
‫وخبرها في محل المفعول الثاني ألدري‬

‫(‪)819/1‬‬

‫‪ { - 4‬يوم } ناصبه دل عليه القارعة أي تقرع { يكون الناس كالفراش المبثوث } كغوغاء الجراد المنتشر‬
‫يموج بعضهم في بعض للحيرة إلى أن يدعوا للحساب‬

‫(‪)819/1‬‬

‫‪ { - 5‬وتكون الجبال كالعهن المنفوش } كالصوف المندوف في خفة سيرها حتى تستوي مع األرض‬

‫(‪)819/1‬‬

‫‪ { - 6‬فأما من ثقلت موازينه } بأن رجحت حسناته على سيئاته‬

‫(‪)819/1‬‬
‫‪ { - 7‬فهو في عيشة راضية } في الجنة أي ذات رضى بأن يرضاها أي مرضية له‬

‫(‪)819/1‬‬

‫‪ { - 8‬وأما من خفت موازينه } بأن رجحت سيئاته على حسناته‬

‫(‪)819/1‬‬

‫‪ { - 9‬فأمه } فمسكنه { هاوية }‬

‫(‪)819/1‬‬

‫‪ { - 10‬وما أدراك ما هي } أي ما هاوية‬

‫(‪)819/1‬‬

‫‪ - 11‬هي { نار حامية } شديدة الحرارة وهاء هيه للسكت تثبت وصال ووقفا وفي قراءة تحذف وصال‬

‫(‪)819/1‬‬

‫سورة التكاثر‬
‫[ مكية وآياتها ثمان ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬ألهاكم } شغلكم عن طاعة هللا { التكاثر } التفاخر باألموال واألوالد والرجال‬

‫(‪)820/1‬‬

‫‪ { - 2‬حتى زرتم المقابر } بأن متم فدفنتم فيها أو عددتم الموتى تكاثرا‬

‫(‪)820/1‬‬
‫‪ { - 3‬كال } ردع { سوف تعلمون }‬

‫(‪)820/1‬‬

‫‪ { - 4‬ثم كال سوف تعلمون } سوء عاقبة تفاخركم عند النزع ثم في القبر‬

‫(‪)820/1‬‬

‫‪ { - 5‬كال } حقا { لو تعلمون علم اليقين } علما يقينا عاقبة التفاخر ما اشتغلتم به‬

‫(‪)820/1‬‬

‫‪ { - 6‬لترون الجحيم } النار جواب قسم محذوف وحذف منه الم الفعل وعينه وألقيت حركتها على الراء‬

‫(‪)820/1‬‬

‫‪ { - 7‬ثم لترونها } تأكيد { عين اليقين } مصدر ألن رأى وعاين بمعنى واحد‬

‫(‪)820/1‬‬

‫‪ { - 8‬ثم لتسألن } حذف منه نون الرفع لتوالي النونات وواو ضمير الجمع اللتقاء الساكنين { يومئذ } يوم‬
‫رؤيتها { عن النعيم } ما يلتذ به في الدنيا من الصحة والفراغ واألمن والمطعم والمشرب وغير ذلك‬

‫(‪)820/1‬‬

‫سورة العصر‬
‫[ مكية أو مدنية وآياتها ثالث ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬والعصر } الدهر أو ما بعد الزوال إلى الغروب أو صالة العصر‬

‫(‪)820/1‬‬

‫‪ { - 2‬إن اإلنسان } الجنس { لفي خسر } في تجارته‬

‫(‪)820/1‬‬

‫‪ { - 3‬إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات } فليسوا في خسران { وتواصوا } أوصى بعضهم بعضا‬
‫{ بالحق } اإليمان { وتواصوا بالصبر } على الطاعة وعن المعصية‬

‫(‪)821/1‬‬

‫سورة الهمزة‬
‫[ مكية أو مدنية وآياتها تسع ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬ويل } كلمة عذاب أو واد في جهنم { لكل همزة لمزة } أي كثير الهمز واللمز أي الغيبة نزلت فيمن‬
‫كان يغتاب النبي صلى هللا عليه و سلم والمؤمنين كأمية بن خلف والوليد بن المغيرة وغيرهما‬

‫(‪)821/1‬‬

‫‪ { - 2‬الذي جمع } بالتخفيف والتشديد { ماال وعدده } أحصاه وجعله عدة لحوادث الدهر‬

‫(‪)821/1‬‬

‫‪ { - 3‬يحسب } لجهله { أن ماله أخلده } جعله خالدا ال يموت‬

‫(‪)821/1‬‬
‫‪ { - 4‬كال } ردع { لينبذن } جواب قسم محذوف أي ليطرحن { في الحطمة } التي تحطم كل ما ألقي فيها‬

‫(‪)821/1‬‬

‫‪ { - 5‬وما أدراك } أعلمك { ما الحطمة }‬

‫(‪)821/1‬‬

‫‪ { - 6‬نار هللا الموقدة } المسعرة‬

‫(‪)821/1‬‬

‫‪ { - 7‬التي تطلع } تشرف { على األفئدة } القلوب فتحرقها وألمها أشد من ألم غيرها للطفها‬

‫(‪)821/1‬‬

‫‪ { - 8‬إنها عليهم } جمع الضمير رعاية لمعنى كل { مؤصدة } بالهمز وبالواو بدله مطبقة‬

‫(‪)821/1‬‬

‫‪ { - 9‬في عمد } بضم الحرفين وبفتحهما { ممددة } صفة لما قبله فتكون النار داخل العمد‬

‫(‪)821/1‬‬

‫سورة الفيل‬
‫[ مكية وآياتها خمس ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬ألم تر } استفهام تعجب أي اعجب { كيف فعل ربك بأصحاب الفيل } هو محمود وأصحابه أبرهة ملك‬
‫اليمن وجيشه بنى بصنعاء كنيسة ليصرف إليها الحاج عن مكة فأحدث رجل من كنانة فيها ولطخ قبلتها‬
‫بالعذرة احتقارا بها فحلف أبرهة ليهدمن الكعبة فجاء مكة بجيشه على أفيال اليمن مقدمها محمود فحين‬
‫توجهوا لهدم الكعبة أرسل هللا عليهم ما قصه في قوله ‪:‬‬

‫(‪)822/1‬‬

‫‪ { - 2‬ألم يجعل } أي جعل { كيدهم } في هدم الكعبة { في تضليل } خسارة وهالك‬

‫(‪)822/1‬‬

‫‪ { - 3‬وأرسل عليهم طيرا أبابيل } جماعات جماعات قيل ال واحد له كأساطير وقيل واحدة ‪ :‬أبول أو إبال أو‬
‫إبيل كعجول ومفتاح وسكين‬

‫(‪)822/1‬‬

‫‪ { - 4‬ترميهم بحجارة من سجيل } طين مطبوخ‬

‫(‪)822/1‬‬

‫‪ { - 5‬فجعلهم كعصف مأكول } كورق زرع أكلته الدواب وداسته وأفنته أي أهلكهم هللا تعالى كل واحد‬
‫بحجره المكتب عليه اسمه وهو أكبر من العدسة وأصغر من الحمصة يخرق البيضة والرجل والفيل ويصل‬
‫إلى األرض وكان هذا عام مولد النبي صلى هللا عليه و سلم‬

‫(‪)822/1‬‬

‫سورة قريش‬
‫[ مكية أو مدنية وآياتها أربع ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬إليالف قريش }‬

‫(‪)822/1‬‬
‫‪ { - 2‬إيالفهم } تأكيد وهو مصدر آلف بالمد { رحلة الشتاء } إلى اليمن { و } رحلة { الصيف } إلى الشام‬
‫في كل عام يستعينون بالرحلتين للتجارة على المقام بمكة لخدمة البيت الذي هو فخرهم وهم ولد النضر بن‬
‫كنانة‬

‫(‪)822/1‬‬

‫‪ { - 3‬فليعبدوا } تعلق به إليالف والفاء زائدة { رب هذا البيت }‬

‫(‪)823/1‬‬

‫‪ { - 4‬الذي أطعمهم من جوع } أي من أجله { وآمنهم من خوف } أي من أجله وكان يصيبهم الجوع لعدم‬
‫الزرع بمكة وخافوا جيش الفيل‬

‫(‪)823/1‬‬

‫سورة الماعون‬
‫[ مكية أو مدنية أو نصفها ونصفها وآياتها ست أو سبع ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬أرأيت الذي يكذب بالدين } بالجزاء والحساب أي هل عرفته وإن لم تعرفه ‪:‬‬

‫(‪)823/1‬‬

‫‪ { - 2‬فذلك } بتقدير هو بعد الفاء { الذي يدع اليتيم } أي يدفعه بعنف عن حقه‬

‫(‪)823/1‬‬

‫‪ { - 3‬وال يحض } نفسه وال غيره { على طعام المسكين } أي إطعامه نزلت في العاصي بن وائل أو الوليد‬
‫بن المغيرة‬

‫(‪)823/1‬‬
‫‪ { - 4‬فويل للمصلين }‬

‫(‪)823/1‬‬

‫‪ { - 5‬الذين هم عن صالتهم ساهون } غافلون يؤخرونها عن وقتها‬

‫(‪)823/1‬‬

‫‪ { - 6‬الذين هم يراؤون } في الصالة وغيرها‬

‫(‪)823/1‬‬

‫‪ { - 7‬ويمنعون الماعون } كاإلبرة والفأس والقدر والقصعة‬

‫(‪)823/1‬‬

‫سورة الكوثر‬
‫[ مكية أو مدنية وآياتها ثالث ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬إنا أعطيناك } يا محمد { الكوثر } هو نهر في الجنة هو حوضه ترد عليه أمته والكوثر ‪ :‬الخير الكثير‬
‫من النبوة والقرآن والشفاعة ونحوها‬

‫(‪)824/1‬‬

‫‪ { - 2‬فصل لربك } صالة عيد النحر { وانحر } نسكك‬

‫(‪)824/1‬‬

‫‪ { - 3‬إن شانئك } أي مبغضك { هو األبتر } المنقطع عن كل خير أو المنقطع العقب نزلت في العاصي بن‬
‫وائل سمى النبي صلى هللا عليه و سلم أبتر عند موت ابنه القاسم‬
‫(‪)824/1‬‬

‫سورة الكافرون‬
‫[ مكية أو مدنية وآياتها ست ]‬
‫نزلت لما قال رهط من المشركين لرسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ :‬تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬قل يا أيها الكافرون }‬

‫(‪)824/1‬‬

‫‪ { - 2‬ال أعبد } في الحال { ما تعبدون } من األصنام‬

‫(‪)824/1‬‬

‫‪ { - 3‬وال أنتم عابدون } في الحال { ما أعبد } وهو هللا تعالى وحده‬

‫(‪)824/1‬‬

‫‪ { - 4‬وال أنا عابد } في االستقبال { ما عبدتم }‬

‫(‪)824/1‬‬

‫‪ { - 5‬وال أنتم عابدون } في االستقبال { ما أعبد } علم هللا منهم أنهم ال يؤمنون وإطالق ما على هللا على‬
‫وجه المقابلة‬

‫(‪)824/1‬‬

‫‪ { - 6‬لكم دينكم } الشرك { ولي دين } اإلسالم قبل أن يؤمر بالحرب وحذف ياء اإلضافة القراء السبعة وقفا‬
‫ووصال وأثبتها يعقوب في الحالين‬
‫(‪)824/1‬‬

‫سورة النصر‬
‫[ نزلت بمنى في حجة الوداع فتعد مدنية وهي آخر ما نزل من السور وآياتها ثالث ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬إذا جاء نصر هللا } نبيه صلى هللا عليه و سلم على أعدائه { والفتح } فتح مكة‬

‫(‪)825/1‬‬

‫‪ { - 2‬ورأيت الناس يدخلون في دين هللا } أي اإلسالم { أفواجا } جماعات بعدما كان يدخل فيه واحد واحد‬
‫وذلك بعد فتح مكة جاءه العرب من أقطار األرض طائعين‬

‫(‪)825/1‬‬

‫‪ { - 3‬فسبح بحمد ربك } أي متلبسا بحمده { واستغفره إنه كان توابا } وكان صلى هللا عليه و سلم بعد نزول‬
‫هذه السورة يكثر من قول ‪ :‬سبحان هللا وبحمده استغفر هللا وأتوب إليه وعلم بها أنه قد اقترب أجله وكان فتح‬
‫مكة في رمضان سنة ثمان وتوفي صلى هللا عليه و سلم في ربيع األول سنة عشر‬

‫(‪)825/1‬‬

‫سورة المسد‬
‫[ مكية وآياتها خمس ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ - 1‬لما دعا النبي صلى هللا عليه و سلم قومه وقال ‪ :‬إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال عمه أبولهب ‪ :‬تبا‬
‫لك ألهذا دعوتنا نزل { تبت } خسرت { يدا أبي لهب } أي جملته وعبر عنها باليدين مجازا ألن أكثر األفعال‬
‫تزاول بهما وهذه الجملة دعاء { وتب } خسر هو وهذه خبر كقولهم ‪ :‬أهلكه هللا وقد هلك ولما خوفه النبي‬
‫بالعذاب فقال ‪ :‬إن كان ما يقول ابن أخي حقا فإني أفتدي منه بمالي وولدي نزل ‪:‬‬

‫(‪)825/1‬‬

‫‪ { - 2‬ما أغنى عنه ماله وما كسب } أي وكسبه أي ولده ما أغنى بمعنى يغني‬
‫(‪)825/1‬‬

‫‪ { - 3‬سيصلى نارا ذات لهب } أي تلهب وتوقد فهي مآل تكنيته لتلهب وجهه إشراقا وحمرة‬

‫(‪)826/1‬‬

‫‪ { - 4‬وامرأته } عطف على ضمير يصلى سوغه الفصل بالمفعول وصفته وهي أم جميل { حمالة } بالرفع‬
‫والنصب { الحطب } الشوك والسعدان تلقيه في طريق النبي صلى هللا عليه و سلم‬

‫(‪)826/1‬‬

‫‪ { - 5‬في جيدها } عنقها { حبل من مسد } أي ليف وهذه الجملة حال من حمالة الحطب الذي هو نعت‬
‫المرأته أو خبر مبتدأ مقدر‬

‫(‪)826/1‬‬

‫سورة اإلخالص‬
‫[ مكية أو مدنية وآياتها أربع ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ - 1‬سئل النبي صلى هللا عليه و سلم عن ربه فنزل ‪ { :‬قل هو هللا أحد } فاهلل خبر هو وأحد بدل منه أو خبر‬
‫ثان‬

‫(‪)826/1‬‬

‫‪ { - 2‬هللا الصمد } مبتدأ وخبر أي المقصود في الحوائج على الدوام‬

‫(‪)826/1‬‬

‫‪ { - 3‬لم يلد } النتفاء مجانسته { ولم يولد } النتفاء الحدوث عنه‬


‫(‪)826/1‬‬

‫‪ { - 4‬ولم يكن له كفوا أحد } أي مكافئا ومماثال وله متعلق بكفوا وقدم عليه ألنه محط القصد بالنفي وأخر أحد‬
‫وهو اسم يكن عن خبرها رعاية للفاصلة‬

‫(‪)826/1‬‬

‫سورة الفلق‬
‫[ مكية أو مدنية وآياتها خمس ]‬
‫نزلت هذه السورة والتي بعدها لما سحر لبيد اليهودي النبي صلى هللا عليه و سلم في وتر به إحدى عشرة‬
‫عقدة فأعلمه هللا بذلك وبمحله فأحضر بين يديه صلى هللا عليه و سلم وأمر بالتعوذ بالسورتين فكان كلما قرأ‬
‫آية منها انحلت عقدة ووجد خفة حتى انحلت العقد كلها وقام كأنما نشط من عقال‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬قل أعوذ برب الفلق } الصبح‬

‫(‪)826/1‬‬

‫‪ { - 2‬من شر ما خلق } من حيوان مكلف وغير مكلف وجماد كالسم وغير ذلك‬

‫(‪)826/1‬‬

‫‪ { - 3‬ومن شر غاسق إذا وقب } أي الليل إذا أظلم والقمر إذا غاب‬

‫(‪)827/1‬‬

‫‪ { - 4‬ومن شر النفاثات } السواحر تنفث { في العقد } التي تعقدها في الخيط تنفخ فيها بشيء تقوله من غير‬
‫ريق وقال الزمخشري معه كبنات لبيد المذكور‬

‫(‪)827/1‬‬
‫‪ { - 5‬ومن شر حاسد إذا حسد } أظهر حسده وعمل بمقتضاه كلبيد المذكور من اليهود الحاسدين للنبي صلى‬
‫هللا عليه و سلم وذكر الثالثة الشامل لها ما خلق بعده لشدة شرها‬

‫(‪)827/1‬‬

‫سورة الناس‬
‫[ مكية أو مدنية وآياتها ست ]‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫‪ { - 1‬قل أعوذ برب الناس } خالقهم ومالكهم خصوا بالذكر تشريفا لهم ومناسبة لالستعاذة من شر الموسوس‬
‫في صدورهم‬

‫(‪)827/1‬‬

‫‪ { - 2‬ملك الناس }‬

‫(‪)827/1‬‬

‫‪ { - 3‬إله الناس } بدالن أو صفتان أو عطفا بيان وأظهر المضاف إليه فيهما زيادة للبيان‬

‫(‪)827/1‬‬

‫‪ { - 4‬من شر الوسواس } الشيطان سمي بالحدث لكثرة مالبسته له { الخناس } ألنه يخنس ويتأخر عن‬
‫القلب كلما ذكر هللا‬

‫(‪)827/1‬‬

‫‪ { - 5‬الذي يوسوس في صدور الناس } قلوبهم إذا غفلوا عن ذكر هللا‬

‫(‪)827/1‬‬
‫‪ { - 6‬من الجنة والناس } بيان للشيطان الموسوس أنه جني وإنسي كقوله تعالى ‪ { :‬شياطين اإلنس والجن }‬
‫أو من الجنة بيان له والناس عطف على الوسواس وعلى كل يشتمل شر لبيد وبناته المذكورين واعترض‬
‫األول بأن الناس ال يوسوس في صدورهم الناس إنما يوسوس في صدورهم الجن وأجيب بأن الناس‬
‫يوسوسون أيضا بمعنى يليق بهم في الظاهر ثم تصل وسوستهم إلى القلب وتثبت فيه بالطريق المؤدي إلى ذلك‬
‫وهللا تعالى أعلم‬

‫(‪)827/1‬‬

You might also like