Professional Documents
Culture Documents
ابن رشد
ابن رشد
المقدمة
المحد ل رب العاليم ،و الصلةا و السلما على أشرف الرسليم ،ممحد بن عبد ال ،و على آله
ت كتاب هذا لنقد فكر الفيلسوف أب الوليد بن رشد الفيد )ت و صحبه أجعيم ،و بعد :خصص ت
595ه ( ،و عنوانه الكامل :نقد فكر الفيلسوف ابن رشد الفيد على ضوء الشرع و العقل و العلم
1
ت الكتابة فيه بعدما أنزجت كتابا ف نقد فكر الباحثييم ممحد أركون ،و ممحد عابد الابري .و قد قرر ت
،فتبييم ل أن الباحثييم و كثرا من العلمحانييم العاصرين يعتمحدون كثيا على فكر ابن رشد ،و تيبالغون
ف مدحه و تعظيمحه ،و توجيهه لدمة مصالهم الذهبية و الادية من جهة ،و تريف دين السلما ،
ت بأنه أصبح من الواجب القياما بدراسة نقدية تحيصية و فهم السلمحيم له من جهة أخرى .فاقتنع ت
صارمة لفكر ابن رشد الفيد ،للكشف عن حقيقته من حيث الصواب و الطخأ ،و الضعف و القوةا ،
و البناء و الدما ،و النفع و الضرر ،و الوافقة للشرع و مالفته .فجاءت دراستنا هذه لتكشف عن
ذلك ،و تضع فكره ف الكان الناسب له و اللئاق به ،و سيتبيم ذلك جليا ف كتابنا هذا إن شاء ال
تعال .
و سنعتمحد –ف نقدنا لفكر ابن رشد -على النهج النقدي التمححيصي القائام على الحتكاما إل
النقل الصحيح ،و العقل الصريح ،و العلم الصحيح ،من دون إفراط و ل تفريط ،و بل تعاطف و
ل تبير ،مع اللتزجاما بالوضوعية و الياد العلمحييم ،فل نكذب عليه ،و ل نقيوله ما ل يقل ،و ل
نيرف كلمه ،و ل نتددل كمحا دل الددللون العاصرون .
ت
و ربا يقول بعض الناس :إن مؤلف هذا الكتاب تاوز حدود تصصه و ل يتحمه ،بتأليفه لذا
الكتاب ف نقد فكر ابن رشد الفلسفي .فأقول :إنن كمحؤرخ و باحث و ناقد ،ل أتاوز حدودي ،
ت عن تصصي ،فأنا متخصص ف تاريخ الفكر السلمي –خلل العصر الوسيط -و و ل خرج ت
الانب الفلسفي جزجء ل يتجزجأ من تاريخ هذا الفكر ،و ابن رشد نفسه من فلسفة ذلك العصر .
فدراست هذه هي من صمحيم تصصي ،و من ينكر عليي ذلك فبين و بينه الدليل ل الرجال .
تت على العتمحاد أساسا على كتب ابن رشد نفسه ،فجمحع ت و أما بالنسبة للمحصادر ،فقد حرص ت
منها عددا كافيا-ف عمحومه -لنقد فكر ابن رشد ،منها :فصل القال ف تقرير ما بيم الشريعة و
الكمحة من التصال ،و الكشف عن مناهج الدلة ف عقائاد اللة ،و تافت التهافت ،و تلخيص ما
بعد الطخبيعة ،و الثآار العلوية ،و تلخيص الثآار العلوية ،و تلخيص السمحاء و العال ،و رسائال ابن
1هذا الكتاب عنوانه :الخطاء التاريخية و المنهجية في مؤلفات محمد أركون و ،و محمد عابد الجابري ،و قد تأخر نشره بسبب عوائق
النشر ،لكن يبدو أنه في طريقه إلى النشر قريبا إن شاء ا تعالى .
رشد الطخبية ،و رسالة النفس ،و تلخيص السفسطخة ،و تلخيص الطخابة ،و تلخيص كتاب الدل ،
تلخيص كتاب السياسة ،و تلخيص الس و السوس ،و تلخيص كتاب البهان .
و أخيا أرجو أن تأوفق لظإهار حقيقة فكر الفيلسوف ابن رشد الفيد ،ليكون عمحلي هذا تخطخوةا
إيابية بناءةا ف إطار نقد العقل السلم من خلل تاريخ الفكر السلمي .فأسأل ال تعال التوفيق و
السداد ،و الخلصا ف القول و العمحل ،و أن ينفع بعمحلي هذا مؤلفه و ناشره قارئاه ،و كل من
سعى ف إخراجه و توزيعه ،إنه تعال سيع ميب ،و بالجابة جدير ،و على كل شيء قدير .
الفصل الولا
نقد موقف ابن رشد في تأويله للشريعة
اتبع ابن رشد الفيد)1ت 595ه ( أسلفه الؤوليم من الفلسفة و التكلمحيم ،ف تأويلهم
للنصوصا الشرعية ،لتتفق مع اتاهاتم و اختياراتم الذهبية الخالفة للشرع .و تيعد هو-أي ابن
رشد -من أكثرهم اهتمحاما بالتأويل ،و مارسة له .فمحا هو مفهومه للتأويل ؟ ،و ما هي تفاصيل
مذهبه فيه ؟ .
أول :معنى التأويل :لغة ،و شرعا ،و اصطلحا :
1اسامه الكامل هو :أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي الندلسي ،كان مالكي الفروع ،فلسفي أرساطي
الصأول ،له مؤلفات كثيرة في الفلسفة و غيرها ،و كان دائم الشتغال بطلب العلم .ابن العماد الحنبلي :شذرات الذهب ،حققه محمود
الرناؤوط ،دمشق ،دار ابن كثير 1991 ،ن ج 6ص. 523-522 :
ذكر ابن منظور الفريقي أن معن التأويل ف اللغة العربية هو :التفسي ،و التدبي ،و التقدير ،و
مآل الشيء الذي يصي إليه .و عبارات :التأويل ،و العن ،و التفسي معناها واحد . 1و أما معناه
ت دهـَدذا ف الشرع ،فله معنيان :أولمحا حقيقة الشيء و ما يؤول أمره إليه ،كقوله تعال )) :ددقادل يا أدب ت
د د
ي تمن قدـَأبتل قدأد دجدعلددها دربب حقا((-سورةا يوسف - 100 :و ))دهأل دينظتترودن إتلل تدأتويلدهت يدـَأودما تدأتويتل ترأؤديا د
ت ترتستل دربـَدنا تباألدبق (( –سورةا العراف ،- 53 :بعن ت ت
يدأتت تدأتويلتهت يدـَتقوتل الذيدن ندتسوهت من قدـَأبتل قدأد دجاء أ
يوما يأت حقيقة ما تأخبوا به من أمر العاد .و العن الثان هو :التفسي و البيان ،و التعبي عن الشيء
تت ت تت
يم ((-سورةا يوسف .2- 36 : ،كقوله تعال )) :ندـَبأئِّـَدنا بتتد أتويله إتلنا ندـَدرادك مدن الأتمحأحسن د
و أما معناه عند السلف من الفسرين و الفقهاء و الدثآيم ،فمحعناه التفسي و البيان ،و بذا العن
عرف هؤلء معان القرآن الكري و الديث النبوي الشريف . 3و أما معناه عند التأخرين ،من
التكلمحيم و الصولييم فهو )) :صرف اللفظ عن ظإاهره و حقيقته ،إل مازه و ما تيالف ظإاهره ،و
هذا هو الشائاع عندهم (( .لذا تيقال )) :التأويل على خلف الصل (( ،و )) التأويل يتاج إل
4
دليل (( .و هذا العن ل يكن السلف يتريدونه بلفظ التأويل ،و ل هو معن التأويل ف كتاب ال تعال
.
و يتبيم من ذلك أنه تيوجد تطخابق تاما بيم معن التأويل ف الشرع و اللغة ،و أن علمحاء السلف
أخذوا بالعن الشرعي و اللغوي للتأويل ،التمحثل ف التفسي و البيان و الشرح .المر الذي يدل على
أن العن الصحيح للتأويل هو ما وافق الشرع أول ،و اللغة العربية ثآانيا ،و ما كان عليه السلف الول
ثآالثا .و ما خالف ذلك فهو باطل ،و تريف للنصوصا الشرعية و تلعب با ،و هو التأويل الذي
قال به التأخرون .
ثانيا :مفهوم التأويل و أسبابه عند ابن رشد :
عيرف ابن رشد التأويل بأنه )) إخراج دللة اللفظ من الدللة القيقية إل الدللة الازية ،من غي
أن تديل ف ذلك بعادةا لسان العرب ف التجيوز من تسمحية الشيء بشبيه أو بسببه أو لحقه أو تمقارنه ،
أو غي ذلك من الشياء الت تعددت ف تعريف أصناف الكلما الازي ((. 5
و أقول :أول إنه عيرف التأويل تعريفا غي صحيح شرعا و ل لغة ،و ل هو موافق لعناه عند
السلف الول .فلم يعله تفسيا ،و ل بيانا ،و ل شرحا ،و ل ما يصي إليه المر ،و إنا جعله
1ا بن منظور :لسان العرب ،ط ، 1بيروت ،دار صأادر ،ج 11ص . 32 :و الفيروز آبادي :القاموس المحيط ،ص. 1244 :
2ابن كثير :تفسير القرآن العظيم ،بيروت ،دار الفكر ، 1401 ،ج 1ص. 348 :
3ابن تيمية :دقائق التفسير ،حققه محمد السيد الجليند ،مؤساسة علوما القرآن ،دمشق 1404 ،ج 1ص . 329 :و ابن قيم الجوزية :
الصواعق المرسالة ،ط ، 2تحقيق :د .علي بن محمد الدخيل ا ،دار العاصأمة – الرياض 1998 - 1418،ج 1ص . 175 :و ابن
سالما :غريب الحديث ،ط ، 1تحقيق :د .محمد عبد المعيد خانج ،دار الكتاب العربي – بيروت ، 13962 ،ص154 ، 146 ، 141 :
4ابن تيمية :نفس المصدر ،ج 1ص . 330 :و ابن القيم :نفس المصدر ،ج 1ص. 175 :
5ابن رشد :فصل القال ف تقرير ما بيم الشريعة و الكمحة من التصال ،حققه محمد عابد الجابري ،ط ، 3بيروت ،مركز دراساات الوحدة
العربية ، 2002 ،ص. 97 :
عمحلية فكرية تترج اللفاظ من دللتها القيقة إل ماز .و الاز ف اللغة العربية هو :استعمحال اللفظ
ف غي ما توضع له ،مع وجود قرينة مانعة من إرادةا العن الذكور ف ذلك اللفظ . 1فالتأويل الصحيح
ف أصله ليس مازا ،اللهم إل إذا أولنا الاز بعن التفسي و الشرح و البيان .
ص على أن و ثآانيا إن تعريفه للتأويل تيؤدي إل تريف النصوصا الشرعية و التلعب با ،عندما ن ي
التأويل هو :إخراج للفظ من دللته القيقية إل دللته الازية .ما يعن إخراجه إل دللة مغايرةا
لدللته القيقية .و هذا ف القيقة ليس مازا ،و إنا هو تريف ،لن الاز هو أسلوب عرب من
أساليب التعبي عن القيقة بطخريقة بيانية بلغية ،و ليس نفيا لا .كقوله تعال )) :دواأسأدتل الأدقأريدةد التت
تكلنا تفيدها ((-سورةا يوسف ،- 82 :و با أن القرية ليست إنسانا لكي نسألا ،فالعن هو أسأل أهل
القرية .فهذا الاز –عند من جعله مازا -عيب عن حقيقة بذا السلوب ،فهو ليس نفيا لا .
و من ذلك أيضا قول رسول ال –عليه الصلةا و السلما )) : -النة ف ضلل السيوف ((. 2
فالذي لشك فيه هو أن النة ل تتوجد حقيقة و عيانا تت ظإلل السيوف ،لكن الديث النبوي عيب
عن حقيقة شرعية هي أن الهاد طريق موصل إل النة ،و أن الهاد له مكانة هامة ف دين السلما .
و من ذلك أيضا قولنا عن الرجل الشجاع إذا قدما إلينا :جاء السد .فعيبنا عن صفة الشجاعة فيه
بالسد .فوصفناه بصفة تمحل حقيقة لتصف حقيقة متصف با هذا الرجل .فهو ليس أسدا بعن
اليوان ،لكنه أسد بعن أنه تمتصف بصفة الشجاعة الت هي أخص صفات السد .
و ثآالثا إنه-أي ابن رشد -عيرف التأويل بأنه إخراج للفظ من دللته القيقية إل دللته الازية ،و
هذا تعريف مالف للتأويل الصحيح الذي يعن التفسي و البيان و الشرح ،و نص عليه ال تعال ف
يم دلتتم التذي اأختدـَلدتفواأ تفيته دوتهددى دودرأحدةد لبدقأومما يـَتأؤتمتنودن – سورةا ت
ب إتلل لتتبدـَ ب د
قوله )) :وما دأنزجلأدنا علدي د ت
ك الأكدتا د دد د د أ
النحل . - 64 :فالرسول –عليه الصلةا و السلما -من مهامه تبييم القرآن الكري و شرحه
للمحسلمحيم ،و ليس تأويله لم بإخراجه عن دللته القيقية إل دللته الازية الزجعومة .مع أن النصوصا
الشرعية مكمحة تتفسر بعضها بعضا ،و ل يأتيها الباطل من بيم يديها و ل من خلفها ،لقوله تعال :
ت تمن لتدأن دحتكيمم دخبتمي ((-سورةا هود ،- 1 :و ))ل يدأتتيته الأدباتطتل صلد أ
ت آدياتتهت تثل فت ب ت
ب أتأحكدمح أ
ت
))ادلر كدتا ب
حيمد (( -سورةا فصلت .-42 :فالنصوصا الشرعية تأب يم يدديته ودل تمن خألتفته دتنتزجيل بمن حتكيمم دت
ب أ د من بدـَ أ ت د أ د أ د
ت
ذلك التأويل الرشدي الزجعوما و ترفضه رفضا مطخلقا .فإذا أخضعناها له فيحرفها و يتلعب با ،المر
الذي يدل على أن التأويل الرشدي ليس تفسيا و ل مازا ،و إنا هو تريف و تزجييف .لن التفسي
هو شرح و تبييم و توضيح لعان النصوصا من دون تريف لا .و لن الاز هو أسلوب عرب تيعب به
1الشريف الجرجاني :كتاب التعريفات ،بيروت ،دار الكتب العلمية ، 1995 ،ص. 204 ، 203 :
2البخاري ك الصحيح ،حققه مصطفى ديب البغا ،دار ابن كثير ،بيروت ، 1987 ،ج 3ص ، 1037 :رقم الحديث . 2663 :
عن القيقة الصلية بطخريقة بيانية بلغية بل نفي لا و ل تزجييف ،و بل إخراج لللفاظ من دللتها
القيقية ،و إنا هو تعبي عنها بطخريقة مازية بلغية .
و رابعا إنه ما لشك أن القرآن الكري استعمحل متلف أساليب التعبي ف اللغة العربية ،كالتشبيه
ت
يم ((-سورةا الشعراء : ،و الستعارةا ،و الاز ،و قد وصف ال تعال كتابه بأنه أنزجله ))بتلدسامن دعدرت ب
ب مبت م
.-195فاستعمحل ال تعال تلك الساليب للتعبي عن القائاق الذكورةا ف كتابه العزجيزج .و با أنا
حقائاق فل يصح أبدا إخضاعها للتأويل الرشدي لتيخرجها من دللتا القيقية إل مازات وهية .
فمحاذا يبقى فيها إذا أخرجناها من دللتا القيقية ؟ ! ،ل يبقى فيها إل الظنون و الوهاما و الهواء .
و با أن النصوصا الشرعية كلها حقائاق بختلف أساليبها التعبيية ،تتفهم بالتفسي و البيان و الشرح
على الطخريقة الشرعية ف فهم القرآن الكري ،فإن التأويل الرشدي –الخالف للشرع و اللغة -ل يصح
استخدامه لفهم النصوصا الشرعية .
و خامسا إن ابن رشد –ف تعريفه للتأويل -ل يكن منطخلقه صحيحا ،فلم يأخذ معناه من الشرع ،
و ل من لغة القرآن الكري ،و ل من فهم السلف الول له .و إنا انطخلق –ف فهمحه له -من منطخلق
كلمي فلسفي تمددثَ ،اختلقه الؤولون من التكلمحيم و الفلسفة .فلم يكن تمنطخلقه تمنطخلقا علمحيا
موضوعيا ،و إنا كان منطخلقا مذهبيا موجها لدمة أفكار مذهبية مسبقة .و عمحل هذا حاله مرفوض
شرعا و عقل ،لنه ل يصح تأويل الشرع بل دليل من الشرع نفسه من جهة ،و نفرض عليه مفهوما
ليس شرعيا و بل دليل صحيح من اللغة العربية من جهة أخرى .فمحسلك ابن رشد هو انراف
منهجي خطخي يقدح ف نزجاهته و موضوعيته .
و سادسا إنه-أي ابن رشد -وصف تأويله -الذي تبناه و ذكرناه سابقا -بأنه على )) قانون التأويل
العرب (( . 1و قوله هذا غي صحيح ،لن التأويل العرب الصحيح هو الوافق لعن التأويل ف الشرع و
لغة القرآن ،و عند السلف الول .با أن تأويله الزجعوما مالف لذا العن ،فإنه ليس على قانون التأويل
العرب بالضرورةا ،و إنا هو على قانون الؤوليم من التكلمحيم و الفقهاء و الفلسفة .
و أما لاذا دعا ابن رشد إل تأويل الشرع ؟ -وفق مفهومه للتأويل ، -فهو يرى أن سبب ذلك هو
التعارض الذي قد يدثَ بيم النظر البهان و النصوصا الشرعية ،فإذا أدى )) النظر البهان إل نو
ما من العرفة بوجود ما ،فل يلوا ذلك الوجود أن يكون قد تسكت عنه ف الشرع أو عتيرف به .فإن
كان ما قد تسكت عنه فل تعارض هناك ،و هو بنزجلة ما تسكت عنه من الحكاما ...و إن كانت
الشريعة نطخقت به ،فل يلو ظإاهر النطخق أن يكون موافقا لا أدى إليه البهان فيه أو مالفا .فإن كان
موافقا فل قول هناك ،و إن كان مالفا تطلب تأويله (( .و قال أيضا )) :و نن نقطخع قطخعا أن كل
1ابن رشد :الكشف عن مناهج الدلة في عقائد الملة ،ط ، 2بيروت ،مركز دراساات الوحدة العربية ،2001 ،ص. 99 :
التصديق إل من قبل التخيل ،أعن أنم ل تيصدقون بالشيء إل من جهة ما يتخيلونه ،يعسر وقوع
التصديق لم بوجود ليس منسوبا إل شيء تمتخيل ((. 1
و ردا عليه أقول :أول إن قوله بأن ف الشرع ظإاهر ل يوز تأويله ،و تأويله كفر ،و فيه أيضا ظإاهر
يب تأويله و تركه كفر ،هو قول غي صحيح ،لن الشرع كله قابل للتأويل الشرعي الذي يعن
التفسي و البيان و الشرح ،و هذا ينطخبق على مكمحات الكتاب و متشاباته دون استثناء .و أما
التأويل الشائاي الرشدي الذي قال به ابن رشد و دعا إل تطخبيقه على الشرع فهو تأويل باطل ل يصح
استخدامه مع النوع الول و ل مع الثان .علمحا بأن هذا التقسيم ل دليل له عليه من الشرع و ل من
العقل ؛ فالشرع تمكم كله ل يأتيه الباطل من بيم يديه و ل من خلفه ،و تيفهم بنهجه الشرعي .و
العقل الفطخري الصريح ل ينكر من القرآن شيئِّا ،و ل تيوجد فيه دليل صحيح يقول بذلك التقسيم
الزجعوما ،و المثلة الت ذكرها ل تتؤيد ما ذهب إليه ،و سنتكلم عنها قريبا إن شاء ال تعال .
و ثآانيا إن قوله بأن آية الستواء هي من النوع الظاهر الذي يب على أهل البهان تأويله ،و إل
ص ف كتابه العزجيزج وقعوا ف الكفر ،فهو قول غي صحيح شرعا و ل عقل .فأما شرعا فإن ال تعال ن ي
على أنه استوى على العرش ف قوله )) :اللرأحدتن دعدلى الأدعأرتش اأستدـَدوى ((-سورةا طه ،-5 :و عليه فل
يصح أبدا إنكار هذا الستواء ،و ل يوز تشبيهه و تسيمحه و تكييفه ،و إنا يب إثآباته ل تعال با
يليق به ،و نتحك كيفيته و حقيقته ل تعال ،فهو العال به ،و علينا أن ننظر إل الستواء و كل صفات
صيت (( – ال تعال ف إطار قواعد التنزجيه الشرعية كقوله تعال )) :لديس دكتمحثألتته دشيء وهو اللستمحيع الب ت
ت د أ ب دتد أ د
ضتربتواأ لتليتهسورةا الشورى ،-11 :و ))دودلأ يدتكن لهت تكتفواد أددحبد ((-سورةا الخلصا ،-4 :و )) فدلد تد أ
الدأمدثادل إتلن الليهد يدـَأعلدتم دودأنتتأم لد تدـَأعلدتمحودن ((-سورةا النحل - 74 :
و أما عقل فإن صفة الستواء ليست نقصا لكي ننفيها عن ال تعال ،بل هي صفة كمحال و علو ،
أثآبتها ال تعال لنفسه ،فيجب إثآباتا له .و ل تيوجد أي مانع عقلي صحيح يعلنا ننفي اتصاف ال
تعال بتلك الصفة ،فبمحا أن ال تعال له صفات الكمحال الثلى و السن ،و فعال لا يريد ،و وصف
ت
نفسه بالستواء ،فهذا يعن أن الستواء صفة كمحال يب إثآباته ،و ليس للعقل فيه أي مطخعن
صحيح .
و ثآالثا إن قوله بأن حديث النزجول هو من النوع الظاهر الذي يب على أهل البهان تأويله ،هو
قول غي صحيح ،لن حديث النزجول هو حديث صحيح ،2يب قبوله و فهمحه فهمحا صحيحا انطخلقا
من نصوصا التنزجيه الت هي قواعد أساسية ف موضوع الصفات اللية .و ذلك الديث ل يتناقض مع
تلك القواعد التنزجيهية ،و إنا يندرج فيها ،و با نضعه ف مكانه الصحيح .و إثآباتنا لديث النزجول ل
1فصل المقال ،ص. 111 :
2يقول فيه الرساول-عليه الصلة و السلما ) :)))) : -ينزلا ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الخر يقولا من يدعوني
فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له (( .مسلم :الصحيح ،ج 1ص ، 384 :رقم الحديث . 1094 :
يعن أننا ننظر إليه نظرتنا إل حركات النسان من نزجول و صعود و جلوس ،فهذا كلما باطل شرعا و
عقل ،و إنا ننظر إليه إنطخلقا من قواعد التنزجيه كقوله تعال )) :ليس كمحثله شيء و هو السمحيع
البصي (( -سورةا النحل . (( -74:فنزجوله سبحانه تنثبته له با يليق به ،بل تشبيه ،ول تسيم ،و ل
تكييف ،و ل تأويل ،و ل تعطخيل .و مثاله قوله تعال )) :فدـَلدلمحا دتدللى دربمهت لتألدجبدتل دجدعلدهت ديكاد دودخلر
تت ت إتلدأي د صتعقاد فدـَلدلمحا أددفادق دقادل تسأبدحاند د
يم ((-سورةا العراف ،-143 : ك دوأدنداأ أدلوتل الأتمحأؤمن د ك تتـَأب ت مودسى د
فالتجلي حدثَ فعل ،لكننا ل نعرف كيفيته و ل حقيقته ،و ل يعلم ذلك إل ال تعال ،لكن يب
علينا إثآبات حدوثآه ،ننكل كيفيته و حقيقته لعلما الغيوب سبحانه و تعال .فحديث النزجول من هذا
القبيل يب إثآباته ،و هو ل يتناقض مع الشرع الصحيح ،و ل مع العقل الفطخري الصريح .و أما زعم
ابن رشد بأنه يتناقض مع العقل ،فالمر ليس كذلك ،و إنا هو يتناقض مع العقل الرسطخي الشائاي
الرشدي ،الذي ل وزن و ل اعتبار له ف اليزجان الصحيح القائام على النقل الصحيح و العقل الصريح ،
لن ذلك العقل -أي الرسطخي الشائاي -هو عقل مريض تمشيوه أفسدته الفلسفة الرسطخسة الشائاية
بإلياتا الوهية الرافية. 1
و رابعا إن قوله بأن حديث الارية السوداء هو من الحاديث الت يب على أهل البهان تأويله ،
هو قول ل يصح ،لن هذا الديث قد صيح عن رسول ال –عليه الصلةا و السلما ،-و نصه الكامل
هو أن صحابيا قال )) :كانت ل جارية ترعى غنمحا ل قبل أحد والوانية ،فاطلعت ذات يوما فإذا
الذيب ] الذئاب ؟ ؟ [ قد ذهب بشاةا من غنمحها ،و أنا رجل من بن آدما آسف كمحا يأسفون لكن
صككتها صكة ،فأتيت رسول ال -صلى ال عليه وسلم -فعظم ذلك علي قلت يا رسول ال أفل
أعتقها ؟ قال :ائاتن با فأتيته با فقال لا :أين ال ؟ قالت :ف السمحاء قال :من أنا ؟ قالت :أنت
رسول ال قال أعتقها فإنا مؤمنة (( . 2فهو حديث صحيح و قاطع بأن ال تعال ف السمحاء ،و ل
يتاج إل تأويل رشدي ،و ل إل قول ابن رشد بأن الارية ل تكن من أهل البهان ،لن كلمه هذا
هو رد لديث رسول ال ،و طعن فيه أيضا ،و فيه تغليط و تلبيس على القراء ،لن الذي سألا أين
ال ؟ ،و وافقها على جوابا هو النب –عليه الصلةا و السلما ، -و هو ل يقول إل حفا .و عليه
فإنه ل يصح شرعا و ل عقل الزجعم بأن رسول ال فعل معها ذلك لنا ل تكن من أهل البهان .
فهذا الزجعم هو طعن ف ال و رسوله ،و مالف لضروريات الشرع و مبادئاه ،فالنب ل يقول إل حقا ،
أرسله ال تعال رحة للعلمحيم لتيخرج الناس من الظلمحات إل النور ،و تيبيم لم أمر دينهم و دنياهم .و
من كانت هذه صفات ل تيقال :أنه ل يكن صريا و ل صادقا ف كلمه مع الارية .لن هذا يعن
1سانثبت ذلك و نوثقه في الفصلين الثاني و الرابع ،إن شاء ا تعالى .
2مسلم :الصحيح ،حققه فؤاد عبد البالقي ،دار إحياء التراث العربي – بيروت ،دت ،ج 1ص ، 381 :رقم الحديث .
أنه غيشها ف سؤاله و موافقته لا ،و هذا –بل شك – زعم باطل ،و القول به هو ظإلل مبيم ،و
جهل كبي .
و خامسا إنه يتبيم من كلمه السابق أمران خطخيان جدا ،و ذلك أنه-أي ابن رشد -زعم أن من
الشرع ظإاهر يب على أهل البهان تأويله ،فإن تركوه و حلوه على ظإاهره كان ذلك كفرا .فهذا
الزجعم يتضمحن المرين الطخيين ،أولمحا مفاده أن معظم السلمحيم هم على كفر ف موقفهم من ذلك
النوع من النصوصا ،لنم ليسوا من أهل البهان على حد زعمحه ،فإن حاولوا تأويله فهم على كفر أو
على بدعة ،لنم ليسوا أهل لذا التأويل ،و ل لم القدرةا على مارسته على حد زعمحه .
و أما المر الثان فيعن أن ال تعال و رسوله قد أقرا معظم السلمحيم على هذا الكفر الزجعوما ،
عندما تركاهم على موقفهم من هذا النوع الظاهر من النصوصا ،و ل تيرشداهم إل الطخريق الصحيح ف
التعامل مع هذا النوع من اليات .فهم على هذا الكفر الزجعوما إل أن يرثَ ال الرض و من عليها .
و ل يتخيلص منه إل ابن رشد و أمثاله من الشائايم أهل البهان الزجعوما .
و ل شك أن ما زعمحه ابن رشد باطل جلة و تفصيل ،شرعا و عقل ،لن ال تعال ذكر مرارا –ف
كتابه العزجيزج – أنه أرسل ممحدا بدين الق لتيخرج الناس من الظلمحات إل النور ،و تيعلمحهم الكتابة و
ت
ت لدتكأم ديندتكأم دوأدأتدأمح ت
ت دعلدأيتكأم الكمحة ،و أنه أت للمحسلمحيم دينهم ،ف قوله تعال )) :األيدـَأودما أدأكدمحأل ت
ت لدتكتم اتلأسلددما تديناد ((-سورةا الائادةا .-3 :و قد أمضى رسول ال –عليه الصلةا و ت ت
نأعدمحتت دودرضي ت
السلما 23 -سنة ف الدعوةا و الهاد ،و التحبية و التعليم .ث بعد هذا تيزجعم ابن رشد أن النب-صلى
ال عليه و سلم -تتوف و ل تيبيم لمته الوقف الصحيح من ذلك النوع الظاهر من النصوصا الشرعية ،
فذهب و تركها على كفر ف موقفها منه ،حت جاء الشاؤون كابن رشد و إخوانه ،فعرفوا ذلك ،و
نيوا أنفسهم من ذلك الكفر و تركوا معظم المة على الكفر الذي تركهم عليه رسول ال !! .فهذا
الزجعم الباطل الضحك هو الذي قاله ابن رشد ،و هو –بل شك -بتان كبي ل دليل له عليه ،إل
التعصب و إتباع الظن و الوى .
و أما عبارةا :أهل البهان ،الت أكثر ابن رشد من ترديدها ،فهي عبارةا جوفاء ،فيها تغليط و
تلبيس على القراء ،أطلقها على نفسه و أمثاله من الفلسفة الرسطخييم ،و تسلط با على مالفيه ،
مع أن القيقة خلف ذلك تاما ؛ فهو و أصحابه من أكثر الناس تريفا و تلفيقا ،ينطخلقون من
خلفياتم الذهبية التعصبة ف الكم على مالفيهم ،فيسمحون مالفيهم بالعامة و المحهور ،و أهل
الدل ،و يسمحون أنفسهم بأهل البهان و اليقيم .و القيقة خلف ذلك ،فهم من أبعد الناس عن
البهان و اليقيم ،و من أكثرهم خطخأ و ضلل و انرافا عن الشرع و العقل معا. 1
3نفسه ،ج 1ص . 221 ،192 ،146 :و نفسه ،ج 3ص ، 1106 :ج 4ص. 1426 ، 1425 :
على السعي لقرار الشرع على ظإاهره ،و عدما التصريح للجمحور بعمحلية المحع الت قاموا با للجمحع بيم
الشرع و الفلسفة ،لن التصريح بنتائاجها للجمحور ل يصح ،لنم ليس لديهم براهيم تلك النتائاج ،و
إنا هي عند العلمحاء-أي الفلسفة -الذين جعوا بيم الشرع و العقل. 1
و ردا عليه أقول :إن دعونه الفلسفة إل إخفاء تأويلتم عن غيهم من العواما و أهل العلم ،هي
دعوةا ل مبر لا شرعا و ل عقل ،لنم لو كانوا حقا من أهل العلم ،و ما عندهم حق و برهان ،ما
أخفوا علمحهم عن الناس .علمحا بأن الشرع يأمر بالق و يث على العلم ،و ينهي عن كتمحانه ،و
تيذر من إتباع الظنون و الهواء .فلمحاذا هو يدعوا إل إخفاء تأويلت الفلسفة ،و تيرما الناس منها با
أنا حق و برهان و يقيم ،على حد زعم ابن رشد ؟ .و هل التأويلت البهانية اليقينية تتفى ؟ .و
ها هو كتاب ال الق البيم ،و البهان الني ،لاذا ل يأمر ال تعال رسوله بإخفائاه عن عامة الناس ؟
!.
و با أن ابن رشد أصر على دعوته ف إخفاء تأويلت الفلسفة و كتمحانا عن غيهم من الناس ،فإن
هذا دليل قوي على أن تأويلتم مالفة للشرع و العقل و العلم .لن ما خالف الشرع فهو باطل ،و
ما خالفه فهو بالضرورةا مالف للعقل و العلم معا .و إل لاذا ياف من إظإهارها ؟ ،فلو كانت برهانا
و يقينا ما دعا إل إخفائاها .و لو كانت برهانا ما خالفت الشرع أبدا ،و با أنا خالفته فهي
تأويلت باطلة بالضرورةا .
و ثآانيا إن احتجاجه بقول علي بن أب طالب –رضي ال عنه -هو احتجاج ل يصح و ف غي مله
.و قد تعيقبه شيخ السلما تقي الدين بن تيمحية و رد عليه ،مبينا أنه-أي ابن رشد -حل ذلك القول
على علوما الباطنية الفلسفة تنفاةا الصفات ،و هذا تريف ظإاهر لقول علي ،لن قوله )) :حدثآوا
الناس با يفهمحون أتريدون أن تيكذب ال و رسوله (( ،دليل على أن ذلك ما أخب به النب-عليه
الصلةا و السلما - 2بعن أنه ل تيفيه .
و أشار الشيخ ابن تيمحية إل أن ابن رشد روى أن عليا قال )) :حدثآوا الناس با يفهمون أتريدون أن
تيكذب ال و رسوله (( ،ث عيقب عليه بقوله :إن ابن رشد حيرف قول علي لفظا و معن ،لن عليا
قال -فيمحا رواه عنه البخاري)) : -3حدثآوا الناس با يعرفون ودعوا ما ينكرون أتبون أن يكذب ال
ورسوله (( .و هذا يدل على نقيض مطخلوبه لنه قال :أتبون أن يكذب ال ورسوله ،فعلم أن
الحاديث الت قالا ال ورسوله ،أحاديث ل يطخيق كل أحد حلها فإذا سعها من ل يطخيق ذلك كيذب
ال ورسوله .وهذا إنا يكون ف ما قاله الرسول -صلى ال عليه وسلم -وتكلم به ،ل ف خلف ما
1ابن رشد :الكشف عن مناهج الدلة ،ص . 151 ، 99 :و فصل المقال ،ص. 119 :
2مجموع الفتاوى ،ج 13ص. 260 :
3صأحيح البخاري ،باب من خص بالعلم قوما دون قوما كراهية أن ل يفهموا ،ج 1ص. 59 :
قاله ،ول ف تأويل ما قال خلف ظإاهره ،فإن ذكر ذلك ل يوجب أن الستمحع يكذب ال ورسوله ،
بل يكذب التأيول الخالف لا قال ال ورسوله .نعم نفس ذلك التأويل الخالف لقوله يكون تكذيبا ل
ورسوله ،إما ف الظاهر وإما ف الباطن والظاهر ،فلو أتريد ذلك لكان يقول :أتريدون أن تكذبوا ال
ورسوله ،أو أن تتظهروا تكذيب ال ورسوله .فإن الكذب من قال ما يالف قول ال ورسوله ،إما
ظإاهرا وإما ظإاهرا وباطنا ،وعلي إنا خاف تكذيب الستمحع ل ورسوله ((. 1
و ثآالثا إن القول الذي ذكره ابن رشد عن علي ،تياثآله قول لعبد ال بن مسعود –رضي ال عنه-
عندما قال )) :ما من رجل تيدثَ قوما حديثا ل تبلغه عقولم إل كان فتنة لبعضهم (( . 2فهذان
القولن ليسا كتمحانا للحقيقة ،و ل اعتقادا بتعارض النصوصا معها ،و ل تأويل لا على طريقة ابن
رشد التحريفية .و ل تيوجد فيهمحا ما تيشي إل أن النب-عليه الصلةا و السلما -كان تيظهر للناس
خلف ما تيفيه عنهم ،و إنا ها قولن يندرجان ف إطار ما أمر به الشرع باستخداما الكمحة و
الوعظة السنة ،و الدال بالت هي أحسن ،ف الدعوةا إل ال تعال ،على بصيةا و علم ،و حكمحة
ك تباألتأكدمحتة دوالأدمحأوتعظدتة األددسندتة دودجاتد أتلم تبالتت تهدي
و نباهة و فطخنة ،لقوله تعال )) :اأدعت إتتل دستبيتل درب د
ضلل دعن دستبيلتته دوتهدو أدأعلدتم تبالأتمحأهتدتديدن ((-سورةا النحل ،-125 :و ))قتأل ك تهدو أدأعلدتم ت دبن د
أدأحدستن إتلن دربل د
ت ت ت ت م ت تت ت
يم ((-سورةا دهـَذه دستبيلي أدأدتعو إتدل الليه دعدلى بدصديةا أدنداأ دودمتن اتلـَبدـَدعتن دوتسأبدحادن الليه دودما أدنداأ مدن الأتمحأشترك د
يوسف .-108 :فهذا هو النهج الصحيح السليم الوافق للشرع و العقل ف التعامل مع الناس ،فل
إخفاء فيه ،و ل تغليط ،و ل تدليس عليهم .و إنا هو دعوةا إل استخداما الكمحة ف ماطبة الناس
،و مراعاةا قدراتم و مستوياتم العلمحية و الجتمحاعية .
علمحا بأنه –أي ابن رشد -اعتحف بأمر خطخي جدا ،ذكر فيه أن تأويله الذي يدعو إليه يتضمحن
شيئِّا من إبطخال لظاهر من الشرع و إثآبات الؤيول . 3فهذا اعتحاف صريح منه بأن تأويله تيرف النص ،
و هو أمر ينكره الشرع الكيم و ل يقل به علي و ل ابن مسعود -رضي ال عنهمحا -و ما أرداه من
قوليهمحا ،اللذين ها –ف القيقة -استبطخنا منهجا دعويا ف الدعوةا إل ال بالكمحة و الوعظة السنة
.
و نن ل ننكر بأنه تيوجد تباين واضح بيم ما يفهمحه العامي من الشرع ،و بيم ما يفهمحه العال منه
،فهذا الخي – أي العال -لشك أنه أكثر عمحقا ،و اتساعا ،و شولية ،و إدراكا لكمحة الشرع و
مراميه من العامي ؛ لكن هذا التباين ل يقوما على التعارض بيم النصوصا الشرعية ،و ل بينها و بيم
بدائاه العقول و حقائاق الطخبيعة ،و ل يقوما أيضا على التأويل التحريفي الذي يتبناه ابن رشد و تيدافع
عنه و يدعوا إليه .
1بين تلبيس الجهمية ،مكة المكرمة ،مطبعة الحكومة 1392 ،ج 1ص. 240-239 :
2ابن تيمية :مجموع الفتاوى ،ج 3ص. 311 :
3ا :فصل المقال ،ص. 199 :
و رابعا إن دعوته إل إخفاء كتب الفلسفة عن المحهور و أهل العلم من غي الفلسفة ،هي
اعتحاف منه بأنا مالفة للشرع ،لنا لو كانت صحيحة موافقة له ،ما دعا إل إخفائاها ،و إنا يدعوا
إل نشرها بيم الناس و التباهي بأنا تتفق مع الشره و هي ف خدمته .و با أنه ل يفعل ذلك فمحا قلناه
هو الصحيح ،و تيؤكده أن ابن رشد نفسه اعتحف بذلك عندما قرر أن الصيرح بتأويلت الفلسفة-
الدونة ف كتبهم -لغي )) أهلها كافر ،لكان دعائاه الناس إل الكفر(( . 1فهذا اعتحاف خطخي منه ،
بأن تأويلت الفلسفة -الت دعا إل إخفائاها -هي كفر يب كتمحانا عن غي أهلها .فلو كانت
حقا موافقا للشرع و العقل و العلم ما كانت كفرا ،و ما أمر بإخفائاها حت أنه كيفر من تيظهرها من
الؤوليم !! .
و خامسا إن قوله بأن العلمحاء -أي الفلسفة من أهل البهان حسب زعمحه -هم الذين لم القدرةا
على المحع بيم الشريعة و الفلسفة – الرسطخية الشائاية، -و بيم الشريعة و العقل ،هو قول ل يصح ،
و فيه تغليط و تلبيس على القراء ،لن هؤلء الفلسفة ل يكنهم القياما بعمحل صحيح موافق للشرع و
العقل و العلم ،لنم –عندما يسعون للقياما بذه العمحلية -ينطخلقون من منطخلقيم غي صحيحيم ،
أولمحا اتاذ الفلسفة -اليونانية عامة و الرسطخية خاصة – مصدرا للمحعرفة و منطخلقا ف النظر إل الشرع
و العقل و العلم ،و هذا منطخلق باطل ل يصح ،لن تلك الفلسفة ليست مصدرا معرفيا يقينيا و ل
معيارا صحيحا ،لنا مليئِّة بالخطخاء و الظنون ،و الوهاما و الساطي ،و النرافات النهجية . 2و
فلسفة هذا حالا ل يصح أبدا اتاذها دحكمحاد و منطخلقا ف النظر إل الشرع و العقل و العلم .
و النطخلق الثان هو أن هؤلء الفلسفة يستخدمون التأويل التحريفي ف التعامل مع الشرع ،و هذا
تأويل باطل مرفوض ،و ل يصح استخدامه ،لنه تيرف النصوصا ،و تيفسد العمحلية التأويلية كلية ،
حت أن ابن رشد نفسه اعتحف أنا عمحلية تدعو الناس إل الكفر !! .و بذلك يتبيم أن هذه العمحلية
التأويلية الزجعومة ل يستطخيع القياما با –على وجهها الصحيح -ابن رشد و ل أصحابه ،لنم يفتقدون
إل النطخلق الشرعي الصحيح ،و ليس لديهم الوسيلة الصحيحة الوافقة للشرع و اللغة العربية معا ،و
فاقد الشيء ل تيعطخيه .
و أما النمحوذج الامس فمحفاده أن ابن رشد ادعى أن المثال الضروبة ف الشرع هي الظاهر منه ،
ضربت للجمحهور من الطخابييم و الدلييم ،ضربا ال تلطخفا منه للتعبي عن العان الباطنة ف النص ،ت
بعباده الذين ل سبيل لم إل البهان ،لفاء العان الت ل تتعلم إل بالبهان ،و ل تيدركها إل أهل
و زعمحه هذا سبق أن بينا بطخلنه ،و هو هنا تيغالط و تيدلس ف استخدامه لتلك اللفاظ .فمحمحا ل
شك فيه أن اللغة العربية فيها أساليب بيانية و بلغية كثيةا للتعبي با عن القائاق ،كالسجع ،و
الناس ،و الاز ،و الستعارةا ،و الكناية ،و هي كلها ل ترج على أنا تعبيات عن العان الت
تمحلها من دون أن تتناقض مع الشرع ف استخدامه لا .و قد صدق الفقيه أبو ممحد بن حزجما
الندلسي عندما قال )) :واعلمحوا أن دين ال تعال ظإاهر ل باطن فيه ،وجهر ل سر تته ،كله
برهان ل مسامة فيه ،واتمحوا ...كل من ادعى للديانة سرا وباطنا ،فهي دعاوى و مارق ((. 3
و خامسا إنه تبيم ل من تدبر آية الراسخيم ،و ما قاله ابن رشد – بناء على تأويله التحريفي، -
أن هذه الية ترد على ابن رشد نفسه ،و تذما تأويله ،و تعله من الذين ف قلوبم زيغ الثيين للفت
بدليل الشواهد التية :أولا إن مفهومه للتأويل مالف للتأويل الشرعي و ل يصح .و ثآانيهمحا إنه ادعى
ص صراحة على أنه تمكم ل أن ف الشرع نصوصا متعارضة يب تأويلها ،و هذا مالف للشرع الذي ن ي
ص على وجود آيات متشابات ،فإن التشابه يأتيه الباطل من بيم يديه و ل من خلفه .و هو و إن ن ي
ل يعن التناقض و التعارض ،و إنا يعن أن التشابات تتمحل عدةا معان ،و بإرجاعها إل الكمحات
تتعرف معانيها ،إذا كانت من اليات الت يستطخيع العقل إدراكها و فهمحها ؛ و إل فهي تتعلق بالمور
الت ل يستطخيع العقل إدراكها ،لكنها مع ذلك ليست متعارضة و ل متناقضة .
و الشاهد الثالث هو أن ابن رشد ل ينطخلق ف تأويله لية الراسخيم و الكمحات و التشابات من
الشرع ،و إنا انطخلق من الفلسفة الرسطخية الشائاية ف فهمحه للتأويل و تطخبيقه على الشرع .و هذا هو
سبب زعمحه بأن ف الشرع نصوصا متعارضة ،و باطنها مالف لظاهرها ،و بواطنها كفريات يب
إخفاؤها ،و من أظإهرها فقد كفر .و بذلك يتبيم أن ابن رشد و أمثاله ليسوا من الراسخيم ف العلم
الذين ذكرهم ال تعال و مدحهم ف كتابه العزجيزج ،و إنا هم من الراسخيم ف التأويل الباطن الرف
للشرع و القائاق .
و سادسا إن ابن رشد نفسه صيرح بأمر خطخي جدا ،اعتحف –ضمحنيا -بأنه مالف للشرع ،و اختار
موقفا ل يتفق معه-أي الشرع -و ذلك عندما قال :إن النسان إذا أصبح من العلمحاء الراسخيم ف
العلم ،فعرض له )) تأويل ف مبدأ من مبادئاها-أي الشرائاع -ففرضه أل تيصيرح بذلك التأويل ،و أن
يقول كمحا قال سبحانه و تعال )) :و الراسخون ف العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا (( ،هذه
هي حدود الشرائاع و حدود العلمحاء((. 1
و قوله هذا فيه تناقض و طعن ف ابن رشد نفسه ،فهو هنا بدأ الية بقوله تعال )) :و الراسخون ف
العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا (( ،بعن أنه وقف عند قوله تعال )) :و ل يعلم تأويله إل ال
(( ،و هذا تيالف موقفه السابق من أنه اختار الوقف عند قوله تعال )) :و الراسخون ف العلم (( ،
فجعل هذا القطخع مضافا لا سبقه ،لكنه هنا وقف عند ))و ل يعلم تأويله إل ال (( .
كمحا أن قوله هذا –أي الخي -تيوحي بأن ابن رشد فهم من قوله تعال )) :و الراسخون ف العلم
يقولون آمنا به كل من عند ربنا (( ،أن الراسخيم أخفوا تأويلهم و ل تيصيرحوا به ،لذا نصح من
أصبح من العلمحاء الراسخيم ف العلم بأن تيفي تأويله التعلق ببادئ الشرائاع ،بدليل أنه قال :
)) ففرضه أل تيصيرح بذلك التأويل،و أن يقول كمحا قال سبحانه و تعال )) :و الراسخون ف العلم
يقولون آمنا به كل من عند ربنا (( .فقوله هذا شاهد على مارسة ابن رشد للتأويل التحريفي ،لنه ل
ث الؤوليم-على طريقته -بإخفاء تأويلتم توجد مناسبة صحيحة بيم رأيه و الية الت ذكرها .فهو ح ي
لبادئ الشرائاع ،و استشهد بالية الكرية الت تالف زعمحه و سياق كلمه ،فهي صرية ف وصف
الراسخيم بأنم سيلمحوا و خضعوا و آمنوا و اقتنعوا ،و ليس فيها زعم ابن رشد بأنم أيولوا مبادئ الشرائاع
و أخفوها !! .
و واضح من قوله أيضا أن استشهاده بالية ل يكن تبنيا لوقفها و مضمحونا ،و إنا كان تأويل لا
لتأييد موقفه التأويلي التحريفي لا ،الذي عيب عنه صراحة بأنه على الؤيول أل تيصيرح بتأويلته للشرع .
فهو هنا ل يتب ما ذكرته الية ،و إنا تبن موقفا مغايرا لا ،و أيولا لتتمحاشى مع موقفه التأويلي
التحريفي الذي تبناه .
و تأشي هنا إل أن السلف الول من الصحابة و التابعيم ،منهم طائافة وقفت عند قوله تعال :
)) و ما يعلم تأويله إل ال (( ،و قالت :إن الراسخيم ل يعلمحون تأويل التشابه الذي ل يعلمحه إل ال
.و منهم طائافة أخرى وقفت عند )) و الراسخون ف العلم (( ،و قالت :إن الراسخيم ف العلم
يعلمحون تأويل التشابه ،على طريقة التأويل الشرعي .و كل من الطخائافتيم أخذت بالتأويل بعن البيان
و الشرح و التفسي ،و ل تقل بالتأويل البدعي الخالف للشرع. 2
و يرى الافظ ابن كثي أننا إذا أخذنا بالوقف عند قوله تعال )) :و ما يعلم تأويله إل ال و
الراسخون ف العلم (( ،يكون الراسخون ف العلم يفهمحون ما تخوطبوا به ،و إن ل تييطخوا به علمحا
1ابن رشد ،تهافت التهافت ،حققه صألحا الدين الهواري ،بيروت ،المكتبة العصرية ، 2006 ،ص. 338-337 :
2ابن تيمية :دقائق التفسير ،ج 1ص. 330 ، 329 :
بقائاق كنه ما هي عليه .و بذا يكون قوله تعال )) :يقولون آمنا به ((...حال منهم ،و قوله :
)) أمنا به (( أي التشابه )) كل من عند ربنا (( أي المحيع من الكم و التشابه حق و صدق ،و
كل واحد منهمحا تيصدق الخر و يشهد له ،لن المحيع من عند ال ،و ليس بشيء من عند ال
بختلف و ل متضاد (( . 1و تفسيه هذا له وجه صحيح على طريقة التأويل الشرعي من جهة ،و فيه
رد على التأويل الرشدي التحريفي الذي يقول بتعارض النصوصا الشرعية من جهة أخرى .
و ادعى ابن رشد أن السلمحيم أجعوا على )) أنه ليس يب أن تتمحل ألفاظ الشرع كلها على
ظإاهرها ،و ل تترج كلها عن ظإاهرها بالتأويل ،و اختلفوا ف الؤيول منها من غي الؤيول ؛ الشعريون
مثل يتأولون آية الستواء ،و حديث النزجول ،و النابلة تمحل ذلك على ظإاهره (( . 2و معن كلمه أن
السلمحيم أجعوا على شرعية استخداما التأويل ف التعامل مع النصوصا الشرعية،و اختلفوا ف حدوده .
لنه إذا كانوا أجعوا على أن ل يب أن تتمحل ألفاظ الشرع كلها على ظإاهرها فهذا يعن أن فيها
طائافة تتؤيول .و إذا كانوا قالوا :ل تترج النصوصا كلها عن ظإاهرها بالتأويل ،فهذا يعن أن التأويل
مشروع و مارس ،و ل تيطخبق على كل النصوصا .فهل هذا الجاع الذي حكاه ابن رشد حدثَ حقا
و فعل ؟ .
و أقول :إن هذا الجاع الذي حكاه ابن رشد ل يدثَ بيم السلمحيم ،بدليل الشواهد التية :
أولا عن التأويل الذي يتريده ابن رشد هو التأويل التحريفي و ليس التأويل الشرعي ،بدليل أنه ذكر
مثال عن الـَأويل الذي يقصده عندما ذكر أن الشاعرةا يؤيولون آية الستواء و حديث النزجول .و هذا
التأويل ل يدثَ حوله إجاع قط ،فمحنذ أن ظإهر اللف حوله ف القرنيم الثان و الثالث الجرييم ،
فإنه ل تيرفع و ظإل قائامحا بيم جناحي أهل السنة من السلف و اللف إل يومنا هذا .3
و الشاهد الثان هو أن ذلك الجاع الزجعوما ينقضه موقف الصحابة و السلف الول من معن
التأويل عندهم ،فهم ل يعرفوا التأويل الرشدي التحريفي ،و من سع به منهم ل تيارسه ،لنم مارسوا
التأويل بالعن الشرعي الذي يعن التفسي و البيان و الشرح ،و الفهم الصحيح للشرع .و قد صنف
الفقيه الوفق بن قدامة القدسي )ت 620ه( كتابا ساه :ذما التأويل ،جع فيه روايات و نصوصا
كثيةا عن أئامحة السلف و التابعيم و من جاء بعدهم ،فيها ذما صريح للتأويل و التحريف،و التكييف و
التجسيم ،و فيها أيضا أمر صريح بوجوب إثآبات كل ما صيح ف الشرع ،ف إطار من التنزجيه و
التسليم.4
و ختاما لذا البحث تأشي هنا إل ثآلثآة أمور هامة ،أولا إن التأويل الفلسفي التحريفي ليس من
ابتداع ابن رشد ،فهو معروف قبله عند الفلسفة السلمحيم ،فقالوا بالاصة و العامة ،و بالظاهر و
الباطن ،و من تأولتم أن ابن سينا )ق5 :ه( زعم أن الشرع خاطب المحهور با يفهمحونه مقربا ما ل
يفهمحونه إل أوهامهم بالتمحثيل و التشبيه .و قال هو و أمثاله :إن الرسل أظإهرت للناس ف اليان بال
و اليوما الخر خلف ما هو عليه ف نفسه ،لينتفع المحهور بذلك ؛ لنه لو تأظإهرت لم القيقة لا
تفهم منها إل التعطخيل ،فخييلوا و ميثلوا لم ما يناسب القيقة نوع مناسبة على وجه ينتفعون به. 2
و المر الثان أن حقيقة التأويل عند ابن رشد ،هو تأويل تريفي خطخي جدا على الشرع و العقل
معا ،عندما قرر أن ف الشرع ظإاهر يب تأويله لنه كفر ،و على الفلسفة إخفاء تأويلهم له عن
المحهور لن التصريح به تيؤدي إل الكفر ،و الصرح به كافر . 3و زعمحه هذا خطخي جدا ،و باطل
ت
مالف للشرع و العقل معا ،كشف عن خطخورةا ما قاما به ابن رشد ،و مدى انراف تأويله الباطن
التحريفي للنصوصا الشرعية .و قد ذكر الشيخ تقي الدين بن تيمحية أن ابن رشد جعل )) فرض
المحهور اعتقاد الباطل ،الذي هو خلف الق ،إذا كان الق خلف ظإاهره ،و قد تفرض عليهم
حله على ظإاهره((. 4
و بذلك يتبيم أن تأويل ابن رشد ل يقوما على الشرع ،و ل على اللغة العربية الوافقة للقرآن الكري
،و ل على مذهب الصحابة و السلف الصال ف تأويلهم للشرع ،الذين فسروا القرآن و شرحوه
بالتأويل الصحيح ،و ل يقولوا بالطخامات و ل بالتحريفات الت أظإهرها ابن رشد .لنه مارس التأويل
التحريفي الذي أقامه على الفلسفة الرسطخية الشائاية ،فكل ما خالفها فهو باطل يب تأويله ليتفق
معها ،أو تيغفل و تيبعد ،و هذا أمر مارسه ابن رشد مرارا ،و سنذكر من ذلك أمثلة كثيةا ،فيمحا يأت
من كتابنا هذا إن شاء ال تعال .
تلك الشواهد –الت ذكرناها -هي ناذج من تناقضات ابن رشد ف موقفه من التأويل حسب فهمحه
و تطخبيقه له .فمحا هي أسباب وقوعه ف ذلك ؟ .إن السبب الساسي و العمحيق فيمحا وقع فيه ابن
رشد ،هو منطخلقه الفكري التمحثل ف الفلسفة الرسطخية الشائاية ،فهي مصدره العرف و مرجعيته
الفكرية ،فمحا وافقها قدتبله و ما خالفها أيوله ،أو أغفله و أهله ،و هذا أمر مارسه ابن رشد ف موقفه
1سانتناول ذلك بالتفصيل في الفصول التية إن شاء ا تعالى .
2تهافت التهافت ،ص. 236 :
3فصل المقال ،ص . 125 ،96 :و الكشف ،ص . 154 ،153 :و تهافت التهافت ،ص. 182 :
4فصل المقال ،ص. 124 :
من الشريعة . 1ما يعن أن تناقضاته تمتعمحدةا ف الغالب العم ،و إن كان بعضها قد يقع فيه خطخأ و
نسيانا .
خامسا :هل قالا ابن رشد بالحقيقتين ؟ :
تاشتهر عن ابن رشد أنه يقول بالقيقتيم ف موقفه من الشريعة و الفلسفة ،و تضاربت مواقف
الباحثيم ف تأيد ذلك و نفيه عن ابن رشد .فمحا هي تفاصيل موقفه من السألة ؟ ،و هل قال بتعدد
القيقة أما ل ؟ .
توجد شواهد من أقوال ابن رشد تدل على أنه قال بتعدد القيقة ،و له شواهد أخرى تدل على قوله
بالقيقة الواحدةا .فمحن الشواهد الت تدل على قوله بالقيقتيم ،أنه قرر أن الشريعة حق ،و الفلسفة
حق ،و الق ل تيضاد الق ،و ها متوافقتان متطخابقتان ،و كل تيتمحم الخر ،و ها مصطخحبتان
بالطخبع متحابتان بالوهر و الغريزجةا ،و ل مالفة بينهمحا .و نص أيضا على الشرائاع كلها حق ،و إن
تفاضلت فيمحا بينها ،و على الفيلسوف أن يتار أفضلها. 2
فهذه الشواهد تتبيم أن ابن رشد كان يرى أن كل من الشريعة و الفلسفة منفصل عن الخر و
مستقل عنه ،و له ذاتيته و خصوصيته من جهة .و أن كل منهمحا حق و متطخابق و متوافق مع الخر
من جهة ثآانية .و حت الشرائاع –على اختلفاتا و تناقضاتا -هي عنده كلها حق ،و إن تفاضلت
فيمحا بينها ،فهي على تعددها كلها حق ! .و هذا كله يستلزجما القول بتعدد القيقة بالضرورةا .
و أما الشواهد الت تدل على أن ابن رشد يقول بالقيقة الواحدةا ،فهي مبثوثآة ف مؤلفاته ،و كررها
مرارا ف مواضع كثيةا من مصنفاته .فمحن ذلك أنه كان يعتقد أن الفلسفة الرسطخية هي الق الطخلق ،
و نظرها صحيح فوق نظر جيع الناس ،حت اعتقد فيها العصمحة . 3و كان يرى ضرورةا تأويل ظإواهر
الشرع التعارضة-حسب زعمحه -للتتفق مع الفلسفة الرسطخية ،المر الذي يعن أن القيقة واحدةا
متمحثلة ف هذه الفلسفة ،فمحا وافقها فهو حق ،و ما خالفها فهو باطل ،و ما عارضها من الشرع
يب تأويله ليتفق معها ،لن هذه الفلسفة هي مرجع الق و مصدره و معياره عند ابن رشد .
و بذلك يتبيم أن الرجل قال بوحدةا القيقة و تعددها ،و بعن آخر أنه أظإهر القول بتعدد القيقة و
وحدتا .فهو متناقض مع نفسه ،مع أن القول بذلك ل يصح شرعا و ل عقل ،فأما شرعا فإن ال
صدرتفودن ((-سورةا يونس -32 :و أما عقل فل تعال يقول )) :فددمحادذا بدـَأعدد األدبق إتلل ال ل
ضلدتل فدأدلن تت أ
يصح فيه تصيور حقيقة متعددةا ،فهي واحدةا و إن تعددت زوايا النظر و طرق الوصول إليها .فل
يصح أن تنلط بيم القيقة ذاتا ،و بيم طرق الوصول و زوايا النظر إليها .
1بالنسبة للتأويل فقد مارساه ابن رشد كثيرا ،و قد ذكرنا نماذج منه .أما فيما يخص ممارساته للغفال و الهمال في تعامله مع الشرع
فسنذكر نماذج منها في الفصل الثالث إن شاء ا تعالى .
2ف المقال ،ص . 125 ،96 :و الكشف عن مناهج الدلة ،ص , 154 ، 135 :و تهافت التهافت ،ص. 373 ،182 :
3سانتوساع في ذلك في الفصل الخامس إن شاء ا تعالى .
فمحا حقيقة موقف الرجل من هذه السألة ؟ ،نعم إن أقواله الظاهرةا متناقضة ،و قد تعمحد إظإهارها ،
لكن حقيقته الداخلية أنه ل يكن تيؤمن بتعدد القيقة ،و إنا كان تيؤمن بوحدتا التمحثلة ف الفلسفة
الرسطخية الت بالغ ف تعظيمحها و الغلو فيها ،و تأويل الشرع من أجلها ،و هذا أمر صيرح به علنية .
لكنه-يبدو ل -أنه أظإهر القول بتعددها ليجد مسلكا ف تعامله مع خصومه النكرين عليه اشتغاله
بالفلسفة من جهة ،و يتخذ لنفسه موقفا ف تعامله مع الشريعة من جهة ثآانية .و يبقى متمحسكا
بذهبيته الرسطخية من جهة ثآالثة .
و بذلك يتبيم جليا أن وحدةا القيقة الت قال با ابن رشد هي )) القيقة (( الت قالت با الفلسفة
الرسطخية الشائاية ،و ليست القيقة الت نص عليها دين السلما ،علمحا بأن القيقة ل يكن أن تتعدد
أبدا ،و موقفه هذا باطل شرعا و عقل .لن الشرع يفرض عليه-كمحسلم -أن يلتزجما به قلبا و قالبا ،
فكرا و سلوكا ،و ل يسمحح له أبدا أن يتخذ غيه مصدرا للفكر و العقائاد و الخلق و العاملت ،
لقوله تعال )) :دوأدلن دهـَدذا تصدراتطي تمأستدتقيمحاد دفاتلبتتعوهت دولد تدـَتلبتعتواأ المسبتدل فدـَتدـَدفلردق بتتكأم دعن دستبيلتته دذلتتكأم
ت تيدبكتمحودك تفيدمحا ت صاتكم بتته لددعلتكأم تدـَتلـَتقودن ((-سورةا النعاما ، -153 :و ))فدلد دودرب د
ك لد يـَتأؤمتنودن دح لد دو ل
ت دويتدسلبتمحواأ تدأستليمحاد ((-سورةا النساء . - 65 : ت
دشدجدر بدأـَيـَندـَتهأم تثل لد دتيتدواأ تف دأنتفستهأم دحدرجاد بلما قد د
ضأي د
و أما عقل فإن العقل البديهي الصريح الوضوعي مع نفسه ،ل يقبل من صاحبه أن يعتقد بدين ،
ث يتحكه وراء ظإهره و يتبن أفكارا و مذاهب تزجاحه ،أو تتقدما عليه ،أو تالفه .و هذا هو حال ابن
رشد مع دينه و فلسفته الرسطخية !! .
و إكمحال لا أوردناه أذكر هنا مواقف بعض أهل العلم من القيقة عند ابن رشد ،أولم الشيخ
تقي الدين بن تيمحية ،ذكر أن ابن رشد جعل المحهور يعتقدون الباطل الذي هو خلف الق ،الذي
عليهم أن يمحلوه .و أما أهل التأويل فلهم الق الذي هو خلف ذلك الظاهر . 1و قوله هذا صريح
ف أنه كان يرى أن ابن رشد يقول بوحدةا القيقة الفلسفية الرسطخية الخالفة للشرع الذي يب تأويله
ليتفق معها .
و الثان هي الباحثة زينب ممحد الضيي ،فإنا ترى أن ابن رشد تسك دائامحا بفكرةا القيقة بيم
الفلسفة و الشرع .بعن أنه توجد حقيقة واحدةا دائامحا ،و إن كان لا تعبيان :فلسفي و دين ،و
كأنمحا وجهان لعمحلة واحدةا . 2
نعم إنه قال بوحدةا القيقة ،لكنه أظإهر القول أيضا بتعددها ،فالرجل كان مزجدوج الطخاب ف موقفه
من القيقة ،فهو و إن كان يعتقد ف باطنه بوحدتا التمحثلة ف الفلسفة اليونانية أساسا ،فإنه ظإل
تيظهر أيضا القول بتعددها .و ل يقل بأن للحقيقة تعبيان :فلسفي و دين ،و إنا قال بأن للحقيقة
1بيان تلبيس الجهمية ،ج 1ص. 240 ،239 :
2زينب محمد الخضيري :أثر ابن رشد في فلسفة العصور الوساطى ،القاهرة ،دار الثقافة ،1993 ،ص. 134 :
مضمحونان متعددان :شرعي و فلسفي ،و الضمحون الفلسفي هو الق و الصل ،فإذا تعارض
الضمحون الشرعي مع الفلسفة الرسطخية أتيول ليتفق معها ،و إذا ل يتعارض معها فهمحا حقيقتان تيعبان
عن حقيقة واحدةا منطخلقها الفلسفة الرسطخية أول .
1
و الباحث الثالث هو ممحد عاطف العراقي ،فإنه يرى أن ابن رشد قال بالقيقتيم ذات الوجهيم
.و الصواب أن ابن رشد ل يقل بذلك و إنا أظإهر القول بتعدد القيقة استجابة للظروف النفسية و
الارجية الت كان يعيش فيها .و قال بوحدتا انطخلقا من إيانه بالفلسفة الرسطخية الت ملكت عليه
عقله و قلبه ،فمحا وافقها قبله ،و ما خالفها رفضه ،و ما تعارض منها مع الشرع أيوله ،أو أغفله و
سكت عنه .
و الباحث الرابع هو ممحود حدي زقزجوق ،نذكر له ثآلثآة أقوال ،أولا قال فيه )) :و معن
ذلك فإن ابن رشد الفقيه ل تيناقض ابن رشد الفيلسوف ،فالقيقة عنده واحدةا و إن كانت لا وجوه
عديدةا ((. 2
و أقول :يب أن ل يغيب عنا أن ابن رشد كان تيفرق بيم العلمحيات و العمحليات ف الشريعة ،فكان
تيؤيول العلمحيات كتأويله للصفات لتتفق مع الرسطخية ،و ل تيؤيول العمحليات من عبادات و معاملت. 3
ما يعن أن ابن رشد كان فعل متناقضا مع نفسه ،بيم ابن رشد الفقيه ،و بيم ابن رشد الفيلسوف ،
ففي العمحليات كان فقيها مالكيا ،و ف العلمحيات كان فيلسوفا أرسطخيا ،يأخذ بالرسطخية و إن
خالفت الشريعة ،و ف هذه الالة ،إما أن تيؤيول الشرع ليتفق معها ،أو تيغفله و يسكت عنه .و من
ك ت ب دوتدأكتفترودن تببدـَأع مض الأتكدتا ت
ث يصدق عليه قوله تعال )) :دأفدـَتتـَأؤتمتنودن تببدـَأع ت
ض فددمحا دجدزجاء دمن يدـَأفدعتل ذدل د
ب دودما الليهت بتدغافتمل دعلمحا تدـَأعدمحتلودن (( – تمنتكم إتلل تخأزجي تف األياةات المدنأـَيا ويـَوما الأتقيامتة يـَرمدودن إتدل أددشبد الأعدذا ت
د د د د أ د د د تد دد ب أ
سورةا البقرةا ، - 85 /فهل تيعقل أن يكون ابن رشد فقيها إسلميا يأخذ بشريعة السلما ،و يكون
فيلسوفا أرسطخيا يأخذ بإليات الرسطخية و طبيعياتا و منطخقها على حساب إليات الشرع و طبيعياته و
منطخقياته ؟ ! ،إن هذا ل تيعقل شرعا و ل عقل ،و هو التناقض بعينيه !! .
و القيقة عند ابن رشد هي واحدةا ف باطنه ،و ف كتبه الفلسفية الاصة ،لكنها متعددةا ف
خطخابه العاما ،و ف كتبه العامة الوجهة للجمحهور .و هذا الذي يب أن نركزج عليه و نبزه لنعرف ابن
رشد على حقيقته الزجدوجة الطخاب الظاهري .
و أما قوله الثان فمحفاده أن ابن رشد قال بالقيقة الواحدةا ،و ل يكن متأثآرا ف ذلك بالفلطونية
الديثة ،و ل بإخوان الصفا ،و ل بغيها من الؤثآرات ،و إنا )) كان اعتمحاده ف القاما الول على
1محمد عاطف العراقي :الفيلسوف ابن رشد و مستقبل الثقافة العربية ،القاهرة ،دار الرشاد ، 1999 ،ص. 11 :
2مراد وهبة ،و منى أبو ساتة :ابن رشد و التنوير ،ط ، 1القاهرة ،دار الثقافة الجديدة ، 1998 ،ص. 109 :
ت منه من مطالعتي لكتبه ،فلم أعثر له على تأويل للعمليات ،و هو نفسه ذكر أنه على الفيلسوف أن يأخذ بشريعة قومه ، 3هذا أمر تأكد ت
قد سابق ذكر قوله في ذلك .
الصول السلمية الكامنة ف عقل ابن رشد و كيانه الدين و الفلسفي ،و هذا أمر ينضح تاما
الوضوح ف كتابه فصل القال ،و الكشف عن مناهج الدلة . 1(( ...
و أقول :إن ما ذكره الباحث حدي زقزجوق ،فيه حق و باطل ،و ل يصح ف معظمحه ،لن ابن
رشد انطخلق أساسا من الفلسفة الشائاية ف مواقفه الفكرية الفلسفية ،و ل ينطخلق أساسا من الشريعة ،
فأخذ بالتأويل الكلمي و الفلسفي ،و أخذ بالرسطخية ف قوله بأزلية العال ،و موقفه من العاد
الخروي ،و الصفات اللية. 2
و أما الكتابان اللذان ذكرها ،فهمحا ل يكفيان لعرفة حقيقة فكر ابن رشد ،فلبد من الطلع على
كل كتبه للتعرف على حقيقة فكره .و ها كتابان ضمحا خليطخا من التناقضات ،فأظإهر فيهمحا القول
بتعدد القيقة ،و بوحدتا أيضا .و أظإهر فيهمحا حرصه على الشريعة و على الفلسفة أيضا .و انتصر
فيهمحا للشرع و للفلسفة معا .و ادعى فيهمحا أن ف الشرع ظإواهر متعارضة يب تأويلها انتصارا للفلسفة
الرسطخية الشائاية . 3فهل من هذا حاله تيقال أنه اعتمحد ف فكره على الصول السلمية بالدرجة الول
؟ ،أليس العكس هو الصحيح ؟ .
و أما قوله الخي – و هو الثالث -فمحفاده أن ابن رشد ل يقل بالقيقتيم ،و أنه بريء من القول
بذلك،و بريء من دعوى التناقض بيم القيقتيم الدينية و الفلسفية . 4فهل قوله هذا صحيح ؟ .ليس
صحيحا ،لن القيقة هي أن ابن رشد أظإهر فعل القول بتعدد القيقة ،فقال بصحة كل الشرائاع
على تنوعها و اختلفاتا و تناقضاتا !! .و أظإهر القول بالقيقتيم الشرعية و الفلسفية ،و هذا أمر
سبق أن بيناه و وثآقناه .و هو ليس بريئِّا من دعوى التناقض ،فهو غارق فيه و من ضروريات ازدواجية
خطخابه ،فالتناقض جزجء أساسي من فكره و فلسفته الشائاية .
و أما الباحث الامس فهو ممحد عابد الابري ،أنكر أن يكون ابن رشد قال بالقيقتيم الدينية
للعامة ،و الفلسفية للخاصة ،و إنا قال بالقيقة الواحدةا ،لكن إدراك العلمحاء لا يتلف عن إدراك
المحهور لا. 5
و تعليقا عليه أقول :إن ابن رشد أظإهر القول بتعدد القيقة لغاية ف نفسه ،سبق ذكرها .و قال أن
للعامة ظإاهر النص الذي قد يكون كفرا ،و أن للخاصة – و هم أهل البهان و التأويل -القيقة
الوافقة للبهان الفلسفي .و هذا أمر صيرح به ابن رشد ،و دعا الؤيوليم إل إخفاء تأويلتم للشرع
لنا كفر تمالف لظاهر النص الذي عليه العامة .و مع هذا فإن ابن رشد أظإهر القول أيضا بوحدةا
1محمود حمدي زقزوق :الدين و الفلسفة و التنوير ،دار المعارف ،القاهرة ،دت ،ص. 57 :
2سانوثق كل ذلك في المواضع المناسابة من الفصول التية إن شاء ا تعالى .
3ما ذكرناه سابق توثيقه .
4حمدي زقزوق :المرجع السابق ،ص. 74 ، 9 :
5محمد عابد الجابري :ابن رشد ،سايرة و فكر ،ص. 180 :
القيقة التمحثلة ف الفلسفة الرسطخية ،فمحا وافقها فهو حق ،و ما خالفها فهو باطل ،و ما خالفها
من الشرع يب تأويله ،أو إغفاله و السكوت عنه. 1
و أما قوله بأن الختلف بيم العلمحاء و المحهور ،هو مرد اختلف ف الدراك فهو قول ل يصح ،
ص على أن ف الشرع نصوصا متعارضة يأخذ به جهور و تمالف لا صيرح به ابن رشد نفسه عندما ن ي
صيرح لم
الناس ،و هو كفر يب تأويله و ل تيصيرح به لم .فالمحهور على كفر ،ويكفرون إذا ت
بتأويلت تلك النصوصا التعارضة ،و حت الؤيولون يكفرون إذا صيرحوا بكفرياتم للجمحهور !! ،و هذا
أمر صيرح به ابن رشد ،و قد سبق إثآباته و توثآيقه .فهل هذا الختلف ف درجة الفهم و الدراك ،أما
هو اختلف ف النوع و الضمحون و القيقة ؟ ،لشك أنه اختلف ف النوع و العن و الضمحون ،ما
يعن أن المحهور عند ابن رشد على كفر وباطل ،متمحسكون بأمر زائاف ،خلف أهل البهان
الفلسفي فهم أهل الق و اليقيم. 2
و آخرهم – أي السادس -هو الباحث عمحر فروخ ،ذكر أن ابن رشد قال صراحة بالقيقتيم ،و
ذلك بأنه تتوجد أمور تصح ف الدين و ل تصح ف الفلسفة ،و أخرى تصح ف الفلسفة و ل تصح ف
الدين .و هو يقبل كل ما جاءت به الفلسفة،و ما جاء به الدين شريطخة أن يأخذ بتأويل النصوصا
الشرعية الت ل تتفق ف ظإاهرها مع الرأي الفلسفي. 3
و أقول :إن الصواب ف موقف ابن رشد هو أنه أظإهر القول بتعدد القيقة ،و بوحدتا أيضا ،و
هذا أمر سبق شرحه و تعليله و توثآيقه .لكنه ل يقل بوجود حقائاق تصح ف الدين ،و ل تصح ف
الفلسفة و العكس ،و إنا كان يعتقد أن الفلسفة الرسطخية هي القيقة و الددكم ،و ما خالفها فهو
باطل ،و ما عارضها من الشرع يب تأويله أو إغفاله و السكون عنه .
سادسا :موقف بعض أهل العلم من التأويل الرشدي:
تباينت مواقف أهل العلم من التأويل الذي تبناه ابن رشد و مارسه ،و دعا إليه و دافع عنه .
فبعضهم ذمه و أنكر عليه فعله ،و بعضهم دافع عنه و أقره على منهجه التأويلي و مدحه عليه؛ أذكر
منهم أربعة :أولم شيخ السلما تقي الدين بن تيمحية ،إنه تصدى للرد على ابن رشد ،و توسع ف
6
انتقاده و الرد عليه ف كتابه ممحوع الفتاوى، 4و درء تعارض العقل و النقل ، 5و بيان تلبيس الهمحية
.و قد انتقده انتقادا قويا و عمحيقا ف السائال التعلقة بالانب الشرعي من فكره .
1زينب الخضيري :أثر ابن رشد في فلسفة العصور الوساطى ،ص. 139 :
2عاطف العراقي :الفيلسوف ابن رشد ،ص. 132 ، 49 :
3هذا أمر سانتناوله بالتفصيل في الفصول التية إن شاء ا تعالى .
و أتضح أيضا أنه –أي ابن رشد -أظإهر القول بتعدد القيقة لغاية ف نفسه ،مكنه من اتاذ موقف
مريح ف تعامله مع تخصومه العارضيم له ف اشتغاله بالفلسفة اليونانية من جهة .و مكنه من اتاذ
موقف مريح له أيضا ف تعامله مع الشرع من جهة أخرى .مع أن موقفه القيقي هو القول بالقيقة
الواحدةا ،القائامحة على الفلسفة الرسطخية كمحرجع أساسي لفكره و دحدكم عليه ،فمحا وافقها قبله ،و ما
خالفها رفضه ،و إن كان من الشرع و خالفها فتيؤيوله ،أو تيغفله و يسكت عنه .و بذه الطخريقة جن
ابن رشد على النقل الصحيح ،و العقل الصريح ،و العلم الصحيح ،و هذا أمر سيتأكد أكثر و بقوةا
ف الفصول التية من كتبنا هذا ،إن شاء ال تعال .
الفصل الثاني
أول :نقد موقف ابن رشد من الطريقة الشرعية في إثباتا وجود ال تعالى .
ثانيا :نقد موقف ابن رشد من صفاتا ال تعالى .
ثالثا :نقد موقف ابن رشد من خلق العالم و أزليته .
نقد موقف ابن رشد في موضوع وجود ال و صفاته و خلقه للعالم
خاض أبو الوليد بن رشد الفيد ف مواضيع كثيةا تتعلق بإثآبات وجود ال تعال و صفاته ،و
خلقه للعال ،فكانت له منها مواقف و اجتهادات ،انطخلقا من خليفته الفلسفية الرسطخية الشائاية ف
اختياره لتلك الواقف و الجتهادات ،و هي الت ننتقده فيها على ضوء الشرع و العقل و العلم .
أول :نقد موقف ابن رشد من الطريقة الشرعية في إثباتا وجود ال تعالى :
ذكر ابن رشد أن الطخريقة الشرعية ف إثآبات وجود ال تعلى الذكورةا ف القرآن تنحصر ف جنسيم
،أحدها :دليل العناية ،كالعناية بالنسان و خلق جيع الوجودات من أجله .و ثآانيهمحا دليل
الختحاع ،كاختحاع الياةا ف المحاد ،و العقل و الدراكات السية ف النسان. 1
و تيلحظ عليه ما يأت :أول إنه ل يذكر دليل الفطخرةا ،كدليل مستقل تيضاف إل الدليليم اللذين
ذكرها .مع أن دليل الفطخرةا هاما جدا ،أشارت إليه النصوصا الشرعية ،كقوله تعال )) :فتطخأدرةاد اللته
ك البديتن الأدقيبتم دولدتكلن أدأكثدـَدر اللناتس دل يدـَأعلدتمحودن ((-سورةا الروما ت ت ت
س دعدأليـَدها دل تدـَأبديدل لدألتق اللته ذدل د ل
ا تت فدطخددر اللنا د
ت بتدربتكأم ت ت ت ، (( 30 /و ))وإتأذ أدخدذ ربم د ت
ك من بدتن آدددما من ظإتتهوترهأم ذتبريلـَتدـَتهأم دوأدأشدهددتهأم دعدلى دأنتفستهأم أدلدأس ت د د د
ت ت ت ت
يم (( -سورةا العراف ، (( 172 /و قول دقالتواأ بدـَدلى دشتهأددنا دأن تدـَتقولتواأ يدـَأودما الأقديادمة إتلنا تكلنا دعأن دهدذا دغافل د
رسول ال –عليه الصلةا و السلما)) -ما من مولود إل يولد على الفطخرةا فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو
يجسانه كمحا تنتج البهيمحة بيمحة جعاء هل تسون فيها من جدعاء (( . 2لكن ابن رشد أغفل ذلك و
ل يذكره هنا ،لكنه أشار إليه –أي دليل الفطخرةا -بعدما قرر ما نقلناه عنه ،و ل تيورده كدليل مستقل
،و إنا ذكره كأرضية للدليليم السابقيم. 3
و ثآانيا إن التسمحية الت أطلقها على الدليليم السابقيم ناقصة ،و إن كان معناها صحيحا ،فدليل
الختحاع ل يرد ف الشرع بذا اللفظ ،و ل وجود للفظ الختحاع ف القرآن الكري .لذا فإن اللفظ
الشرعي الصحيح لفظا و معن هو :دليل اللق و البداع ،فهذان اللفظان لمحا ذكر ف النصوصا
م ت
الشرعية ،خاصة الول الذي تكرر مرات كثيةا ،كقوله تعال )) :الذي أدأحدسدن تكلل دشأيء دخلددقهت
ت دوالدأر ت
ض يم (( –سورةا السجدةا ،- 7 /و )) إلن تف خألتق اللسمحاوا ت وبدددأد دخألدق اأتلنساتن تمن تط م
دد د د د
ب (( -سورةا آل عمحران ، (( 190 /و ))دبتديع اللسمحاواتت م
واأختلدف اللأيتل والنلـَهاتر ليات بلتوتل اللأبا ت ت ت
ت دد د أ د د د د
ضى أدأمراد فدتإلدنا يدـَتقوتل لدهت تكن فدـَيدتكوتن (( –سورةا البقرةا . - 117 / ض دوإتدذا قد ددوالدأر ت
و رابعا إنه-أي ابن رشد -قرر هنا الطخريقة الشرعية ف إثآبات وجود ال تعال معتمحدا على القرآن
الكري ،كمحا نيوه به الشيخ ابن تيمحية ،لكنه هنا و إن أصاب ف تقريره لذين الدليليم ،فإن الشيء
الذي تينتقد فيه ،هو أن هذه الطخريقة الت قررها ف كتابه الكشف عن مناهج الدلة ف عقائاد اللة ،ل
ت عليها ، -فنجده ف هذه الكتب تيقرر ملها نعثر لا على ذكر ف كتبه الفلسفية الاصة –الت أطلع ت
طريقة أرسطخو و ينتصر لا ،ف موضوع خلق العال و أزليته ،و إثآبات وجود ال و صفاته و أفعاله ،
فينتصر للطخريقة الرسطخية الت تيؤمن با ،و تيهمحل الطخريقة الشرعية و تيقرر خلفها ،و هذا ما سيتب
جليا ف البحثيم الثان و الثالث من هذا الفصل ،المر الذي يعن أن ابن رشد ف ذكره للطخريقة
الشرعية ف كتابه الكشف كان واصفا و شارحا و مقررا لا ،و ل يكن معتقدا لا ،و إل ما قرر
خلفها و انتصر له !! .
و يرى ابن رشد أن الطخريقة الت ذكرها القرآن الكري ف ماجة إبراهيم –عليه السلما -لقومه ،ف
تت ت ت والدر ت تت ت ت
يم (( -سورةا النعاماض دوليدتكودن مدن الأتمحوقن د ك نتتري تإبأـَدراهيدم دملدتكو د
ت اللسدمحادوا د أ قوله تعال )) دودكدذل د
. (( 75 /هي طريقة الفلسفة ف إثآبات وجود ال و معرفته ،الت تقوما على دليل الركة ،فهي طريقة
الواصا الوصلة إل اليقيم. 2
و تأشي هنا إل أمر هاما جدا ،مفاده أن طريقة الفلسفة –ف إثآبات وجود ال تعال -الت نيوه با
ابن رشد و مدحها ،و ادعى أنا طريقة الواصا الوصلة إل اليقيم ،و الت تقوما على مبدأ الركة ،هي
طريقة ليست كمحا وصفها ابن رشد ،و ل تقوما على الساس الذي وردت فيه تلك اليات ،و إنا
هي طريقة خاصة بالفلسفة الشائايم - ،منهم ابن رشد -تقوما على القول بأزلية العال و أبديته ،و أن
ال ليس فاعل و ل موجدا و ل خالقا له على القيقة ،و إنا هو معشوق له ،و علة غائاية له ،صدر
عنه-أي عن ال -بالضرورةا .فكان العشق هو علة الركة الذي حترك العال الزل ،و ليست الرادةا
1ابن كثير :تفسير القرآن العظيم ،ج 2ص 202 :و ما بعدها .
2ابن تيمية :درء التعارض ،ج 9ص . 84 ،83 :و منهاج السنة النبوية ،حققه محمد رشاد ساالم ،مؤساسة قرطبة ، 1406 ،ج 2
ص . 193 :و مجموع الفتاوى ،ج 6ص. 254 ،253 :
اللية هي الت حيركته و ل أوجدته .فهذه الطخريقة الرسطخية الشائاية الرشدية ،هي طريقة ظإنية وهية ،
تالف الشرع جلة و تفصيل ،و ضعيفة جدا ل تستلزجما إثآبات وجود ال باللزجوما و الضرورةا ،لنا ل
تقوما على أساس خلق العال ،و إنا قامت على أساس أزليته و أبديته ،و هذه القدمة النظرية تتؤدي
إل إمكانية الستغناء عن الله أصل .فبمحا أن العال ذلك حاله ،فهو موجود بل خالق ،فليكن كل
ما فيه أزل مثله ،بل بداية و ل ناية ،كمحا يقول الدهريون الذي حكى عنهم ال تعال أنم قالوا)) :
ك تمأن تعألمم إتأن تهأم إتلل ت ت ت
ت دودأنديا دودما يـَتأهلتكدنا إتلل اللدأهتر دودما دتلم بتدذل د
دودقالتوا دما هدي إتلل دحدياتتـَدنا المدنأـَديا دتنو ت
يدظتمنودن (( –سورةا الاثآية ، - 24 /و هذه الزجاعم و الوهاما باطلة شرعا و علمحا ، 1لنا ل تقوما على
القول بلق العال ،الذي يعن بالضرورةا وجود الالق و الخلوق ،فل ملوق بل خالق .فشتان بيم
الطخريقة الشرعية و العلمحية ف القول بلق العال و إثآبات وجود ال ،و بيم طريقة ابن رشد و الشائايم
ف إثآبات وجود ال مع القول بأزلية العال و أبديته !! .
و تأشي هنا أيضا إل أن ابن رشد قبل أن تيقرر طريقة القرآن الكري ف إثآبات وجود ال تعال ،أشار
إل طرق و آراء الفرق الكلمية ف ذلك ،كالشاعرةا و الصوفية ، 2لكنه عندما وصل إل العتزجلة ،قال
)) :و أما العتزجلة فإنه ل يصل إلينا ف هذه الزجيرةا من كتبهم شيء نقف منه على طرقهم الت سلكوها
ف هذا العن .و يشبه أن تكون طرقهم من جنس طرق الشعرية ((. 3
فهل صحيح أن تكتب العتزجلة ل تصله ؟ ،إنه أمر مشكوك فيه ،و تمستبعد جدا ،بدليل الشواهد
التية :أولا إن ابن رشد )ت595ه( عاش ف دولة الوحدين) 668-541ه ( ،و هي دولة علم
الكلما و الفلسفة ،فكيف تصله كتب الفلسفة الكبار ،كأرسطخو ،و أفلطون ،و الكندي و ابن
سينا ، 4و ل تصله كتب العتزجلة الت التمحع السلمي أقل مقاومة لا من كتب الفلسفة ؟ ! .فقد
كان بقدوره أن يتحصل على مؤلفات العتزجلة بنفس الطخريقة الت تصل با على مصنفات الفلسفة.
خاصة و أنه كان من رجالت دولة الوحدين القيربيم من السلطخان ،و قد شرح مؤلفات أرسطخو و
لصها بأمر من أحد سلطينهم. 5
و الشاهد الثان هو أن ف بعض مؤلفات ابن رشد ما تيفيد بأنه كان على إطلع و علم بقالت
العتزجلة ،فعندما ذكر أن للمحتكلمحيم تأويلت جدلية ،قال )) :و ف بعض هذا النس تدخل تأويلت
الشعرية و العتزجلة ،و إن كانت العتزجلة ف الكثر أوثآق أقوال (( . 6فقوله هذا يدل على أنه كان خبيا
و متضلعا ف مقالت الشاعرةا و العتزجلة معا ،و إل ما أمكنه تقرير ما قاله .خاصة و أنه قال هذا
و ثآالثا إنه-أي ابن رشد -كان متذبذبا و مضطخربا ف موقفه من السمحية ،فمحرةا قال :سكت عنها
الشرع .و قال ف أخرى :هي أقرب بالتصريح با ف الشرع من نفيها .و قال أيضا )) :فل تيصيرح
فيها بنفي و ل إثآبات ،و تياب عنها المحهور بقوله تعال )) :ليس كمحثله شيء و هو السمحيع البصي
(( -سورةا النحل . (( -74:فواضح من ذلك أنه كان مضطخربا ،مع أن الشرع صيرح بنفيها .و ل
تياب عنها للجمحهور بقوله تعال )) :ليس كمحثله شيء ، (( ...لن هذه الية نفسها تنفي السمحية
أصل ،و تيرد با على الشبهيم و السمحيم كلهم ،و ليست خاصة بالمحهور كمحا ادعى ابن رشد ،و
إنا هي رد دامغ عليه و على من قال برأيه .
و رابعا إن تبيره بأن الشرع ل ينف السمحية تفاديا لدوثَ اضطخراب و شكوك ف تصيور المحهور
ص فعل على نفي السمحية ،و ل تيثر ذلك اضطخرابا و للصفات ،هو تبير غي صحيح ،لن الشرع ن ي
ل بلبلة و ل شكوكا ف نفوس الصحابة و من سار على نجهم من السلف الصال ،و ل أحدثَ فيهم
1
خلفا حول الصفات ،فهم قد اختلفوا كثيا ف مسائال الفقه ،لكنهم ل يتلفوا ف مسائال الصفات
.المر الذي يدل على أن تبيره بكاية تصديق المحهور با )) يقع لم التصديق بكم الغائاب ،مت
كان ذلك معلوما الوجود ف الشاهد (( ،هو مغالطخة و تبير ل يصح ،لن الصحابة و من سار على
نجهم من السلف الصال ،نظروا إل الصفات انطخلقا من قاعدةا التنزجيه ،و ليس من الواقع الادي ،
لذا فهم أثآبتوا صفات ال تعال بل تشبيه و ل تسيم ،فآمنوا بقوله تعال )) :ل يلد و ل يتولد ((-
سورةا ، ،و ))تهدو األدلوتل دواألتختر دواللظاتهتر دوالأدباتطتن دوتهدو بتتكبل دشأيمء دعتليبم ((-سورةا الديد ، -3 :و
ت
ت ((-سورةا الفرقان ، -58 :و ليس لم ف ذلك أمثلة ف الواقع . ))دوتدـَدولكأل دعدلى األدبي الذي دل دتيو ت
لكن ابن رشد يبدو أنه ادعى ذلك ليجد مبرا و طريقا إل مارسة تأويله الباطن التحريفي .
و بناء على ما قلناه ،فإن السلمحيم ليسوا ف حاجة أبدا إل تأويل الهة ،و ل اليدين ،ول الوجه
،و ل الرؤية ،و الستواء ،و ل النزجول ،إذا نظروا إل تلك الصفات و غيها انطخلقا من قاعدةا التنزجيه ،
الت ل تشبيه فيها و ل تعطخيل ،و ل تكييف فيها و ل تسيم ،و إنا هو إثآبات وجود ل إثآبات كيفية
.
1ابن قيم الجوزية :الصواعق المرسالة على الجهمية والمعطلة ،الرياض ،دار العاصأمة ، 1998 ،ج 2ص. 510 ،509 :
و أخيا-أي خامسا – فإن قوله :إن النابلة قالوا بالتجسيم ،هو اتاما باطل ،ل دليل صحيح له
فيه ،و ل قال بذلك أئامحة أهل الديث و ل السلف الصال ،خلل القرون الثلثآة الول ،و ل من
سار على نجهم إل زمن ابن رشد و ما بعده .و ف هذا يقول شيخ السلما ابن تيمحية -ردا على ابن
رشد)) : -وأما قوله :وعلى هذا النابلة وكثي من اتبعهم ،فيقال له :ليس ف النابلة من أطلق لفظ
السم .لكن تنفاةا الصفات يسمحون كل من أثآبتها مسمحا بطخريق اللزجوما ،إذا كانوا يقولون :إن الصفة
ل تقوما إل بسم ،وذلك لنم اصطخلحوا ف معن السم على غي العن العروف ف اللغة فإن السم
ف اللغة هو البدن .وهؤلء يسمحون كل ما يشار إليه جسمحا ،فلزجما -على قولم -أن يكون ما جاء
به الكتاب والسنة وما فطخر ال عليه عباده ،و ما اتفق عليه سلف المة وأئامحتها تسيمحا .وهذا ل
يتص طائافة :ل النابلة ول غيهم ،بل يطخلقون لفظ السمحة والشبهة على أتباع السلف كلهم ،حت
يقولوا ف كتبهم :ومنهم طائافة يقال لم الالكية ينتسبون إل مالك بن أنس ،ومنهم طائافة يقال لم
الشافعية ينتسبون إل الشافعي ((. 1
علمحا بأنه إذا كان إثآبات الصفات اللية الواردةا ف الشرع ،هو تسيم على ما ادعاه ابن رشد ،فإن
كل من تيؤمن بال من الناس فهو تمسم با فيه ابن رشد نفسه .لن الذي ليس له صفة هو العدوما ،
و أما الوجود فلبد له من صفة أو صفات يتصف با و تليق به ،بغض النظر أكانت صفات كمحال ،
أما صفات نقص .المر الذي يعن أن مفهوما ابن رشد للتجسيم غي صحيح ،و معناه الصحيح هو
أن تتثبت ل صفات ،ث تيقال :إنا تتشبه صفات ملوقاته .فهذا هو التشبيه و التجسيم ،و أما إذا أثآبتنا
ل تعال الصفات الت وردت ف الشرع ،انطخلقا من قاعدةا التنزجيه ،فهذا ليس تسيمحا و ل تشبيها ،و
إنا هو إثآبات صفات الكمحال ل ،و تنزجيهه عن ماثآلة ملوقاته .
و أما موقفه الثالث – من الصفات -فيتعلق بصفة العلو ،فذكر ف كتابه الكشف عن مناهج
ص على الدلة ،أن )) جيع الكمحاء-أي الفلسفة -قد اتفقوا أن ال و اللئاكة ف السمحاء (( .و ن ي
أن ظإواهر الشرع كلها تقتضي إثآبات الهة الت تعن أن ال ف السمحاء ،كقوله تعال )) :يتددبـَتر األدأمدر
ف دسندمة بلما تدـَعتمدودن ((-سورةا السجدةا ، - 5 / ت م ت تمدن اللسدمحاتء إتدل األدأر ت
ض تثل يدـَأعترتج إتلدأيه تف يدـَأوما دكادن مأقدداترهت أدلأ د
و ))تدـَأعترتج الأدمحدلئاتدكةت دوالمروتح إتلدأيته ((-2سورةا العارج . - 4 /
و أقول :أول إن إثآباته لصفة العلو هو أمر صحيح ،موافق للشرع تؤيده نصوصا ذكر بعضها ،و
أخرى ل يذكرها .لكن الغريب ف المر أن ابن رشد سيقول خلف ذلك ف بعض كتبه ،و الذي
حكاه هنا عن موقف الفلسفة من أنم جيعا قالوا بعلو ال و أنه ف السمحاء ،هو أمر غي ثآابت ،و
الروي عنهم خلف ما ذكره عنهم .
و أما الجاع الذي حكاه ابن رشد عن كل الفلسفة ،بأنم قالوا بأن ال ف السمحاء ،مؤيدا به ما
ذكره من اليات عن علو ال و استوائاه على عرشه ،فهو إجاع غي ثآابت ،ترده الشواهد التية :أولا
إن ابن رشد نفسه حكى رأي السكندر الفروديسي و وافقه عليه ،بأن ال ليس مفارقا للعال ،و إنا
هو قوةا روحية سارية ف جيع أجزجائاه .
و الشاهد الثان هو ما ذكره الشيخ ابن تيمحية من أن طائافة من الفلسفة تنفاةا الصفات كابن سينا ،
قالوا :إن ال ل داخل العال و ل خارجه،و ل مبايناد له و ل حال فيه. 4و الشاهد الخي-أي
الثالث -ما حكاه الباحث ممحد عابد الابري عن أرسطخو ،بأنه كان يقول :إن الرك الول –أي
ال -ل هو داخل العال ،و ل هو خارجه. 5
و ثآانيا إنه –أي ابن رشد -حكى عن الشاعرةا بأنم يقولون :إن ال الي العال الريد موجود
)) مع كل شيء و ف كل شيء .أعن متصل به اتصال وجود (( . 6و قوله هذا غي ثآابت عن
الشاعرةا ،لن العروف عنهم أنه يقولون :إن ال ل داخل العال و ل خارجه ،و ل فوقه و ل تته ،
و ل تيوصف بأن له مكانا ،فضل عن أنه ف كل مكان((. 7
4ابن تيمية :درء التعارض ،ج 2ص ، 331 :ج 3ص. 160 :
5ابن رشد :الكشف ،تعليق المحقق ،هامش ص. 146 :
6ابن رشد :تهافت التهافت ،ص. 163 :
7ابن تيمية :مجموع الفتاوى ،ج 6ص , 310 :و الفتاوى الكبرى ،ج 6ص . 617 :و أحمد بن إبراهيم بن عيسى :شرحا قصيدة ابن
القيم ،بيروت ،المكتب السالمي 1406 -ه ،ج 1ص. 193 :
و أما موقفه الرابع من الصفات ،فيتعلق بصفة الستواء على العرش ،فقد جعلها ابن رشد من
ظإواهر النص التعارضة الت ظإاهرها كفر ،و على أهل البهان تأويلها ،و هي من التشابات ف حق
المحهور. 8
و أقول :إنه هنا نفى صفة الستواء على العرش ،لنه دعا إل تأويلها بدعوى أنا من ظإواهر النص
التعارضة .و هذا الوضوع سبق أن ناقشناه ف البحث الثالث من الفصل الول ،لكننا تنشي هنا إل
أن ابن رشد متناقض مع نفسه ،فهو هنا قد نفى صفة الستواء على العرش ،و دعا إل تأويلها ،لكنه
ف كتابه الكشف عن مناهج الدلة ،أثآبتها و أورد آيات تتضمحن العلو و الستواء . 2فهذا تناقض
واضح يندرج ضمحن طريقته الزجدوجة الطخاب القائامحة على التأويل الباطن التحريفي للنصوصا الشرعية .
و ليس صحيحا ما زعمحه بأن آية الستواء من اليات التشابات الت يب تأويلها لن ظإاهرها
متعارض .فهذا زعم باطل سبق أن ناقشناه ف الفصل الول ،و بينا أنه ل تعارض أبدا بيم نصوصا
الشرع ،و ل مبر أصل للتأويل الرشدي .و أما آيات الستواء على العرش فهي أيضا آيات تمكمحات
من حيث إثآبات حقائاقها و معانيها ل تعال ،بل تشبيه و ل تسيم ،و بل تأويل و ل تعطخيل ،و إنا
هو إثآبات و تنزجيه مع عدما إدراكها و الهل التاما بكنهها ،فهو سبحانه )) ليس كمحثله شيء و هو
السمحيع البصي (( -سورةا النحل. -74:
و أما موقفه الامس فيتعلق بصفت السمحع و البصر ،فذكر موقف الفلسفة منهمحا ،و دافع عنهم و
انتصر لهم ،و ل ينتقدهم ف موقفهم هذا الذي خالفوا فيه الشرع .فذكر أنم-أي الفلسفة -ل
يصفوا ال تعال بالسمحع و البصر ،لنه )) يلزجما عن وصفه بمحا أن يكون ذا نفس .و إنا وصف نفسه
ف الشرع بالسمحع و البصر تنبيها على أنه سبحانه ل يفوته نوع من أنواع العلوما و العرفة .و ل يكن
تعريف هذا العن للجمحهور إل بالسمحع و البصر ،و لذلك كان هذا التأويل خاصا بالعلمحاء ،و ل يوز
أن تيعل من عقائاد الشرع الشتحكة للجمحيع ((.و قد صار عن هؤلء الفلسفة ما ليس )) له سع و ل
بصر أشرف ما ليس له سع و بصر ،ل بإطلق بل من جهة ما له إدراك أشرف من البصر و السمحع و
هو العلم ((. 3
و ردا عليه أقول :أول إنه بوقفه هذا من صفت السمحع و البصر ،يكون قد خالف الشرع صراحة ،
و أيوله تأويل تريفيا على طريقته العوجاء .لن ال تعال قد نص صراحة بأنه سيع و بصي ف آيات
كثيةا ،كقوله تعال )) :ليس كمحثله شيء و هو السمحيع البصي (( -سورةا النحل ، (( -74:و ))دقادل
دل ددتادفا إتنلتن دمدعتكدمحا أدأسدتع دوأددرى ((-سورةا طه ، - 46 /فال تعال يسمحع و يرى بطخريقة مالفة تاما لا
و رابعا إنه حيرف الشرع عندما زعم أن ال وصف نفسه بالسمحع و البصر تنبيها على أنه سبحانه
ل يفوته نوع من أنواع العلوما .و هذا قول على ال بل علم ،وطعن ف الشرع ورد له ،لن ال تعال
فيرق بيم هذه الصفات تفريقا واضحا ،عندما وصف نفسه بأنه )) يدـَأعلدتم تسلرتهأم دودأندواتهأم دوأدلن الليهد دعللتما
ب (( -سورةا التوبة ، - 78 /و قوله )) :إتنلتن دمدعتكدمحا أدأسدتع دوأددرى (( -سورةا طه . -46/فال الأغتيو ت
ت
حكيم و ل يعبث ،و با أنه وصف نفسه بتلك الصفات فيهي صفات أساسية و حقيقية ،و ليست
مازية و ل تنوب عن بعضها ،فلو كان معناها كمحا زعم ابن رشد ،لخبنا ال تعال بذلك ،و
لكتفى بصفة العلم وحدها .و عليه فإن زعم ابن رشد ما هو إل تريف للنص ،و رد له بطخريقة ملتوية
ظإاهرها التوفيق بيم النصوصا ،و خلفياتا تريف الشرع ليتوافق مع الفلسفة الرسطخية الشائاية .
و خامسا إنه -أي ابن رشد -ف نظرته إل صفة العلم ،و صفت السمحع و البصر ،كان تمطخئِّا و
تمغالطخا ،لنه نظر إل تلك الصفات من منطخلقيم متلفيم ،مع أنا –أي الصفات -كلها تتعلق بال
تعال .و ذلك أنه عندما تكلم عن صفت السمحع و البصر ،نظر إليهمحا من منطخلق تشبيهي تسيمحي
خاصا بالخلوقات ،فنفاها عن ال تعال .و عندما تكلم عن صفة العلم نظر إليها من منطخلق تنزجيهي
متعلق بالالق تمغاير للمحنطخلق الول .و هذه الزدواحية ف النظر إل صفات ال تعال غي صحيحة ،
لنه يب النظر إليها من النطخلق الثان الذي يقوما على أن ال تعال بصفاته و ذاته )) ليس كمحثله شيء
هو السمحيع البصي (( ،و )) ل يكن له كفوا أحد (( .
و أما موقفه السادس فيتعلق بصفة الكلما ،فقد أثآبتها ل تعال ضمحن إثآباته للصفات السبع الت سبق
ذكرها .و استدل على إثآباتا بطخريق الول ،فقال عنها )) :و إذا كان الخلوق الذي ليس بفاعل
حقيقي ،أعن النسان يقدر على هذا الفعل –أي صفة الكلما -من جهة ما هو عال قادر ،فكم
بالري أن يكون ذلك واجبا ف الفاعل القيقي ((. 1
و ذهب إل القول بأن القرآن الكري -با أنه كلما ال -معناه قدي غي ملوق ،و ألفاظإه ملوقة ل
تعال .و حروفه الت ف الصحف ملوقة ،و هي من صنعنا بإذن ال ،و هي تمعظمحة لنا دالة على
اللفظ الخلوق ل .و الصواب عنه هو أن نمحع بيم اللق و عدمه ،بعن أنه ملوق اللفظ ،و غي
ملوق العن. 2
و أقول :أول إن صفة الكلما ل يصح الوض فيها بجرد الظن و الفكر الرد عن الشرع ،لنه
خوض ف موضوع غيب ل تيدركه عقل النسان .لذا يب التكلم فيه انطخلقا من الشرع أول ،ث من
العقل العتمحد على النص و النظر الصحيح ثآانيا ،و ل يصح إصدار أحكاما عن صفة الكلما بجرد
الظن و العصبية الذهبية .لذا فنحن سنرد على ابن رشد انطخلقا من هذا النهج ،الذي يب اللتزجاما به
ف كل الصفات اللية ،و ليس ف صفة الكلما فقط .
و ثآانيا إنه ف نظرته إل صفة الكلما ل تيفرق بيم أمر ال و خلقه ،مع أن الشرع قد فيرق بينهمحا
ض تف تستلتة أدليامما تثل ت ت
صراحة ف عدةا آيات ،كقوله تعال )) :إتلن دربلتكتم الليهت الذي دخلددق اللسدمحادوات دوالدأر د
م ت ت ت ل
س دوالأدقدمحدر دوالنمتجودما تمدسلخدرات بتأدأمترته أدلد لدهت
اأستدـَدوى دعدلى الأدعأرش يـَتأغشي ال أيدل النلـَدهادر يدطخألتبتهت دحثيثاد دواللشأمح د
يم ((-سورةا العراف ، - 54 :و ))إتلدنا أدأمترهت إتدذا أددرادد دشأيئِّاد أدأن يدـَتقودل األدألق والدمر تدـَباردك الليه ر م ت
ب الأدعالدمح د ت د أت د د ت د
لدهت تكأن فدـَيدتكوتن (( –سورةا يس . - 82 :فأمره تعال من كلمه ،و قرآنه من كلمه و أمره أيضا .و أما
1أنظر مثل :ابن أبي العز الحنفي :شرحا العقيدة الطحاوية ،ط ، 9بيروت ، 1988 ،ص 170 :و ما بعدها .
2ابن رشد ،تهافت التهافت ،ص. 238-237 :
يم (( -سورةا صـَ . - 75 :و من السنة النبوية قوله –عليه الصلةا و السلما. - ت أدما تكن ت
ت مدن الأدعال دأ د
1
))وكلتا يديه ييم (( .و عليه فل يصح نفي صفة اليد عن ال تعال و تأويلها ،لمرين أساسييم ،
أولمحا إن الشرع نص صراحة على إثآباتا .و ثآانيهمحا إنه ل تيوجد مبر عقلي صحيح علي نفيها أو
تأويلها ،لن هذا الصفة ليست جارحة كمحا هي عند الخلوقات ،و إنا هي صفة يب النظر إليها
ص عليها الشرع ف قوله تعال )) :ليس كمحثله شيء و هو انطخلقا من قاعدةا التنزجيه الذهبية الت ن ي
السمحيع البصي (( -سورةا النحل، (( -74:و ))دودلأ يدتكن لهت تكتفواد أددحبد ((-سورةا الخلصا ،-4 :و
ضتربتواأ لتليته الدأمدثادل إتلن الليهد يدـَأعلدتم دودأنتتأم لد تدـَأعلدتمحودن (( -سورةا النحل . - 74 :فهي صفة يب ))فدلد تد أ
إثآباتا كباقي الصفات اللية الخرى ،بل تشبيه و ل تسيم ،و ل تأويل و ل تعطخيل ،و إنا هو
إثآبات وجود و تنزجيه ،ل إثآبات كيفية و تشبيه .
و ثآانيا إنه-أي ابن رشد -أخطخأ خطخأ فاحشا عندما زعم أن ال تعال –ف ذكره للصفات -تأضطخر
إل تفهيم المحهور )) معان ف البارئ بتمحثيلها بالوارح النسانية (( .و قوله هذا غلط فاحش ل يصح
وصف ال تعال به ،لنه سبحانه هو الالق العظيم الفعال لا يريد القادر على كل شيء ،ل يضطخره
شيء أبدا .و لو كان ال تعال يريد من ذكره للصفات ما زعمحه ابن رشد ،لخبنا با يقصده من تلك
الصفات ،و أنه ل يد طريقا لتفهيمحنا إل التمحثيل .و با انه ل تيبنا بذلك و نص صراحة انه تمتصف
بتلك الصفات حقيقة و تأكيدا ف نصوصا كثيةا جدا ،فهذا دليل دامغ على بطخلن زعم ابن رشد
الذي اعتدى على الشرع و افتحى عليه .
ت أديأتديدنا أدنأـَدعاماد فدـَتهأم ددلا دمالتتكودن ت ت
و ثآالثا إن ذكر ابن رشد لقوله تعال ))دأدودلأ يدـَدرأوا أدلنا دخلدأقدنا دلتأم لما دعمحلد أ
ت ي أدستدأكبـَرت أدما تكن ت
يم (( -سورةا صـَ ، - 75 : ت بتيددد ل أ د أ د أ د
ت مدن الأدعال د (( -سورةا يس ، - 71 :و ))دخلدأق ت
هو أمر ل إشكال فيه ،على ما أراد أن تيوهنا به ابن رشد ،فل تعارض بيم اليتيم ،فمحعناها بيينه
علمحاء الشريعة بطخريقة التأويل الشرعي القائام على النصوصا الشرعية و اللغة العربية ،و الفهم الصحيح
لمحا ،فهم الذين بينوا معن اليتيم و ليس الفلسفة الشائايم بطخرريقتهم التأويلية التحريفية .فبيم علمحاء
الشريعة أن الية الثانية نصت صراحة على أن ل يدين ،و ل تقبل التأويل التحريفي بأن تيقال :لا
ت بقدرت .و أما الية الول فعيبت عن أمر آخر ل يتعلق بصفة اليد الت ت بنعمحت ،أو لا خلق ت خلق ت
أثآبتتها الية الثانية ،و إنا عيبت عن أمر آخر باستخداما عبارةا اليد .و هذا أسلوب من أساليب التعبي
ف اللغة العربية الت تيضاف فيه العمحل إل اليد ،و يتراد به صاحبها ؛ فإضافة هذا العمحل إل اليد
كإضافته إل النسان الذي قاما بذا العمحل .فال تعال أضاف ذلك العمحل بقوله )) :ما عمحلته
أيدينا (( ،و أراد به نفسه ،كأنه يقول :ما عمحلناه ،أو ما عمحلناه نن ،أو ما عمحلناه بنفسنا .و هذه
1المؤلف :مسلم بن الحجاج :تحقيق :محمد فؤاد عبد الباقي ،بيروت ،دار إحياء التراث العربي ،ج 3ص. 1458 :
الطخريقة التعبيية هي طريقة صحيحة شرعا و لغة ،موجودةا ف القرآن الكري ،كقوله تعال )) :دودما
ت أديأتديتكأم دويدـَأعتفو دعن دكثتمي (( -سورةا الشورى ، - 30 :و ))ظإددهدر ت م
صابدتكم بمن مصيبدة فدبتدمحا دكدسبد أ أد د
ض التذي دعتمحلتوا لددعلتهأم يدـَأرتجتعودن (( -سورةا تت الأدفساد تف األبـَبر والأبحتر تبا دكسب ت
ت أديأدي اللناتس ليتذيدقتهم بدـَأع دد ت د د د أ د دد أ
س بتظدللمما لبألدعتبيتد (( –سورةا آل عمحران 182 : ل الروما ، - 41 :و ))دذلتك تبا قدلدم ت
ت أديأديتكأم دوأدن الليهد لدأي د
د د د أ
، -فالراد من هذه اليات ما كسبه النسان نفسه و ما قدمه من أعمحال ،و إن كان عمحلها بغي
يده ، 1كأن يعمحلها برجله ،أو أذنه ،أو سعه ،أو بقلبه ،أو بكل ذلك ،فهي كلها أعمحاله عتيب عنها
بكسب اليد .
و أما موقفه الثامن من الصفات ،فيتعلق بصفت الرادةا و الختيار ،و قد اتذ منهمحا موقفا
تمضطخربا بيم النفي و الثآبات ،فمحن ذلك أنه قال :إن الشرع ل تيصيرح باتصاف ال تعال بإرادةا قدية
و ل حادثآة ،بل )) صيرح با الظإهر منه أن الرادةا الوجدةا للمحوجودات حادثآة ،و ذلك ف قوله
تعال )) :إتلدنا قدـَأولتدنا لتدشأيمء إتدذا أددرأددناهت دأن نـَلتقودل لدهت تكن فدـَيدتكوتن (( –سورةا النحل . - 40 :و إنا كان
ذلك لن المحهور ل يفهمحون موجودات حادثآة عن إرادةا قدية ،بل الق أن الشرع ل تيصيرح ف الرادةا
ل بدوثَ و ل بقدما ((. 2
و قوله هذا مالف للشرع ،و فيه تغليط و تلبيس على القراء ،لن ال تعال با أنه أزل ل يلد و ل
يتولد ،و هو الول الذي ليس قبله شيء ،و الخر الذي ليس بعده شيء ،و الي الذي ل يوت ،و
الفعال لا يريد ،فإن صفاته أزلية كلها بالضرورةا ،با فيها صفة الرادةا ،لن الصفات تابعة للذات
اللية ل تنفك عنها .و قد وصف ال تعال نفسه بالرادةا و الشيئِّة و الختيار ف آيات كثيةا ،كقوله
ك فدـَلعابل لبدمحا يتتريتد ((-سورةا هود ، - 107 :و ))إتلدنا أدأمترهت إتدذا أددرادد دشأيئِّاد أدأن يدـَتقودل لدهت تكأن تعال )) :إتلن دربل د
ليدـَدرةات تسأبدحادن اللته دوتدـَدعادل
ك ديألتق ما يدشاء وديأدتار ما دكادن دلم ا أت
تت فدـَيدتكوتن ((-سورةا يس ، - 82 :و ))دو دربم د ت د د ت د ت د
دعلمحا يتأشترتكودن ((-سورةا القصص ، - 68 :فهذه اليات شاهدةا على أن ال تعال تمتصف بصفة
الرادةا تمطخلقا ،فهي أزلية بأزلية ال تعال ،لذا وجدنا ال تعال كثيا ما وصف نفسه بصفات بصيغة
الاضي ،ما يعن أنه تمتصف با منذ الزل ،كقوله سبحانه )) :إتنلهت دكادن دعتليمحاد قدتديراد ((-سورةا فاطر :
، - 44و ))بدأل دكادن اللهت ت دبا تدـَأعدمحتلودن دختبياد ((-سورةا الفتح ، - 11 :و ))دودكادن أدأمتر اللته قدددراد لمأقتدوراد
صياد ((-سورةا النساء . - 58 : ((-سورةا الحزجاب )) ، - 38 :إلن الليه دكادن دتسيعاد ب ت
د د
و أخطخأ أيضا عندما ل تيفيرق بيم صفة الرادةا الزلية و تعلقها بفعل ال تعال عند اللق ،فهو
سبحانه فعال لا يريد ،و يعلم ما كان و ما سيكون منذ الزل ،لكن إرادته ف اللق و الياد تتعلق
بشيئِّته تعال ،هو الذي يتار نوع الفعل و زمانه و مكانه مت شاء ،و كيفمحا يشاء ،بدليل قوله تعال
1ابن تيمية :مجموع الفتاوى ،ج 3ص . 45 :و محمد صأالح العثيمين :القواعد المثلى في أساماء ا الحسنى ،الجزائر ،الدار
السلفية ،ص. 73 ، 72 :
2ابن رشد :الكشف عن مناهج الدلة ،ص. 116 :
ك ديألتتق دما يددشاءت دوديأدتاتر (( ،و ))إتلدنا أدأمترهت إتدذا أددرادد دشأيئِّاد أدأن يدـَتقودل لدهت تكأن فدـَيدتكوتن (( ،و هذا
)))) :دو دربم د
التعلق ل يصح وصفه بأنه حادثَ ،بعن أنه ملوق ،لن ال تعال هو الالق ،و أفعاله ليست
ملوقة ،و هو ليس مل للمحخلوقات ،فإرادته سبحانه و تعال تمطخلقة غي تمقيدةا ،و ل توصف بأنا
حادثآة بعن أنا ملوقة .
و عندما ذكر ابن رشد انتقادات حجة السلما أب حامد الغزجال للفلسفة ف موقفهم من
الرادةا ،و قال :إنم نفوا اتصاف ال با .تصدى له ابن رشد للرد عليه بطخريقة غامضة ملتوية ،
تتضمحن النفي و الثآبات لصفة الرادةا .و بعن آخر أنه ل يكن صريا ف رده على الغزجال ،و ل ف
إبراز حقيقة موقف الفلسفة من هذه الصفة .فجاء رده جامعا بيم النفي و الثآبات معا ،و إن كان
نفيه لا أظإهر ما تيشي إل أن ابن رشد ل تيرد الفصاح عن الوقف القيقي للفلسفة الشائايم من صفة
الرادةا بطخريقة واضحة ل تلبس فيها و ل غمحوض ،ما تيرجح أن الفلسفة نفوا تلك الصفة ،أو على
القل ييلون إل نفيها .و الدليل على ذلك أن ابن رشد ذكر أن الشاهد ف الطخبيعة يرى أن الشياء
ت
الفاعلة فيها على نوعيم :نوع يعمحل بالطخبع ،كالرارةا تؤثآر ف غيها ،و نوع يعمحل بالختيار ،و هو
السمحى الريد و الختار ،كالنسان الذي يفعل ف وقت و يتحك ف وقت آخر .لكن ال تعال تمنزجه
ت ت
)) عن الوصف بأحد هذين الفعليم على الهة الت تيوصف با الكائان الفاسد عند الفلسفة ،وذلك أن
الختار و الريد هو الذي ينقصه الراد ،و ال سبحانه ل ينقصه شيء يتريده .و الختار هو الذي يتار
ت
أحد الفضليم لنفسه ،و ال ل يعوزه حالة فاضلة .و الريد هو الذي إذا حصل الراد كفت إرادته .و
بالمحلة فالرادةا هي انفعال و تغي ،و ال سبحانه تمنزجه عن النفعال و التغي ((. 1
واضح من قوله )) :منزجه عن الوصف بأحد هذين الفعليم على الهة الت تيوصف با الكائان
الفاسد ((أنه يتمحل القول بالرادةا و بالطخبع فيمحا يتعلق بأفعال ال تعال ،بعن انه متصف بأحد هذين
الفعليم ،بطخريقة تليق به ،و تمالفة لكيفية اتصاف الخلوق با .لكن كلمه الذي تل ذلك مباشرةا ،
تيشي إل أن ابن رشد ييل إل نفي اتصاف ال تعال بالرادةا تمطخلقا ،لنه تناولا بطخريقة تتشي إل أنا
ل تتلف عن إرادةا النسان ،فبن عليها نفيه للرادةا الت نفاها .فكان عليه أن تيوضح المر بلء ،
و تيفصح عن رأيه دون لف و ل دوران ،لكنه أقاما رأيه على تمغالطخة مكشوفة ،قاس من خللا الالق
بالخلوق ،و نفى عنه-أي الالق -اتصافه بالرادةا ،و هذا انراف منهجي خطخي ،مرفوض شرعا و
عقل .لن النسان إذا كان يتريد و يتار عن حاجة ،فهذا ل يصدق أبدا على ال تعال ،فهو
سبحانه الغن الطخلق ،يفعل عن حكمحة و عدل و رحة ،و ل يفعل عن حاجة و نقص ،لنه الغن
الكامل .و الرادةا ف حقه سبحانه ليست انفعال و ل تغيا ،و إنا هي كذلك ف حق الخلوق .
1سانذكر بعضها في المبحث الثالث من هذا الفصل ،إن شاء ا تعالى .
2سانتناول ذلك بالتفصيل في المبحث الثالث من هذا الفصل .
3أنظر :عبد الحميد ساماحة :في أعماق الفضاء ،ط ، 2دار الشروق ،القاهرة ، 1980 ،ص 84 :و ما بعدها .
و أما الحتمحال الثالث ،فهو مكن نظريا ،و ل يصح عمحليا ،لن وجود العال الذي نعيش فيه شاهد
على عدما صحته .و أما الحتمحال الرابع فهو تمكن أيضا ،و وارد ف حق ال تعال ،و قد أخبنا
ت ت
سبحانه أنه قبل خلقه للعال كان قد خلق العرش ،ف قوله )) :دوتهدو الذي دخدلق اللسدمحادوات دوالدأر د
ض
تف تستلتة أدليامما دودكادن دعأرتشهت دعدلى الأدمحاء ((-سورةا هود ، - 7 :لكن هذا ليس دليل قطخعيا على أن أفعال
ال تعال ف اللق ليس لا أيول ،و إنا يدل على أنه سبحانه كانت له ملوقات قبل خلقه للعال .و ل
أعثر ف الشرع على دليل صحيح ينص صراحة على أن أفعال ال ف عمحلية اللق ل أول لا ،و إنا هو
أمر جائازج نظريا بكم أزلية ال تعال و أنه فعال لا يريد .
و أما الحتمحال الامس ،فهو مكن أيضا ،و جائازج ف حق ال تعال ،لنه سبحانه فعال لا
يريد ،و خلق لا يشاء ،و يشهد لذلك أن ال تعال قبل خلقه للعال خلق العرش ،و قبل خلقه
للنسان كان قد خلق الرض و هيأه لا بياتا و حيواناتا و كنوزها .لكننا ل نستطخيع أن نزجما بأن
ال ل يلق شيئِّا قبل خلقه للعرش،و بعن آخر ل نستطخيع أن نزجما بأن أفعال ال لا أول تمدد ،لنن
ل أعثر على دليل شرعي صحيح تيؤكد ذلك ،و ل أعثر فيه أيضا على دليل قطخعي ينفي ذلك ،
فالوضوع يبقى مفتوحا من الهتيم .
و أما آخرها-و هو الحتمحال السادس -فهو مكن أيضا ،و جائازج ف حق ال تعال ،بكم أنه
سبحانه فعال لا يريد ،و على كل شيء قدير ،لكنه ل يصح واقعيا ،لن ال أخبنا أن هذا العال ليس
هو أول ملوقاته ،فقد خلق قبله العرش و الاء .
لكن المر الذي نؤكد عليه –من خلل هذه الحتمحالت – أن الرأي الذي قال به ابن رشد ل
يصح شرعا و ل عقل و ل علمحا .علمحا بأن القول بإمكانية دواما الفاعلية –أي حوادثَ ل أول لا -ل
يستلزجما القول بالضرورةا و الزلية على رأي ابن رشد ،لنه لو أثآبت ل صفت الرادةا و الختيار ،ما
قال بذلك الزجعم الباطل .
و ثآانيا إنه أخطخأ ف تصيور العلقة بيم العال و ال تعال ،فجعلها كعلقة العلول بعلته ،و هذا
خطخأ بييم وقع فيه ابن رشد .لن العلقة القيقية ليست معلول بعلته ،و إنا هي علقة ملوق بالقه .
و هذه العلقة تقوما على أساس العلقة بيم الالق الكامل الزل الطخلق الرادةا ،و بيم الخلوق الناقص
ت
الفقي إل غيه ،فهي علقة بيم الالق و الخلوق و بيم الزلية و الدوثَ .فالخلوق ف القيقة ليس
مرد معلول لالقه ،و إنا هو ملوق له من العدما .علمحا بأن علقة العلة بالعلول ،و العلول بعلته ،ل
يصح استخدامها ف بيم الالق و الخلوق ،و إنا يصح استخدامها ف تفسي علقة الخلوقات فيمحا
بينها ،و تأثآي بعضها ف بعض ،بناء على قانون العلية الذي يكم عال الخلوقات ،فالعلول له
علة ،و العلة هي معلولة لعلة أخرى ،و هكذا .و هنا يتبيم خطخأ ابن رشد الفاحش عندما أخضع
الالق و الخلوق لعال السببية ؛ فجعل العلقة بينهمحا كعلقة العلة بالعلول ،و العلول بعلته ،بناء على
نفيه لصفات الكمحال الت يتصف با الالق العظيم ،حت أنه نفى عنه صفت الرادةا و الختيار ،ف
علقته بالعال ،و جعلها علقة ضرورةا و اضطخرار ،ل إرادةا و اختيار !! .
و ثآانيا إنه جعل العلقة بيم الالق و العال علقة تمدترك بتدحلرك ،بواسطخة حركة الحرك الذي ل
ت
يتحرك –أي ال تعال -الذي حيرك العال الزل .و قوله هذا هو زعم باطل ل يصح شرعا و ل علمحا
.فأما شرعا فإن النصوصا الشرعية نصت صراحة على أن ال تعال خلق العال بعد أن ل يكن ،و أنه
تت ت ت
ض تف ستلة أدليامما دودكادن دعأرتشهت
خلقه و ليس حيركه ،كقوله تعال )) :دوتهدو الذي دخدلق اللسدمحادوات دوالدأر د
دعدلى الأدمحاء ((-سورةا هود . - 7 :و أما علمحا فإن العلم الديث أثآبت بأدلة كثيةا أن العال ليس أزليا
،و أنه ل يكن موجودا قبل نو 20مليار سنة ،و أنه تخلق خلقا بادته و مكانه ،و زمانه و حركته. 1
و رابعا إنه -أي ابن رشد -مع ثآبوت قوله بدواما الفاعلية-حوادثَ ل أول لا -القائامحة على الضرورةا و
الضطخرار ،فإن له أقوال ل تيصيرح فيها بتلك القولة ،و صيرح بلفها ،ربا ماولة منه لتخفيف مالفته
للشرع ،و معارضة علمحاء الشريعة له ،سعيا للتقريب بينهم و بيم الفلسفة الشائايم القائاليم بقولته .
فمحن ذلك أنه قال :إن الفلسفة – و الشاؤون خاصة -تييوزون القول بوادثَ ل أول له ،ما داما
الفاعل-أي ال -باقيا ل أول لوجوده و ل آخر ،شريطخة وجود الادةا الزلية تمسبقا .و قالوا أيضا :إن
أفعال ال صادرةا عنه بإرادةا منه ل بالضرورةا الطخبيعية .و قالوا أيضا ،و منهم أرسطخو :إن ال مريد تمتار
،فعله صادر من غي ضرورةا. 2
تلك القوال ذكرها ابن رشد تعبيا عن رأيه و مواقف أصحابه الفلسفة الشائايم ،و قد دافع عنها و
انتصر لا ،ردا على أب حامد الغزجال الذي ذكر أن هؤلء -أي الفلسفة -نفوا الرادةا عن ال ،و قالوا
بالضرورةا ف أفعال ال تعال ،فهل كان ابن رشد متناقضا مع نفسه ؟ .
و أقول :إن أقواله هذه ل تتعب عن الوقف القيقي لبن رشد و أصحابه ،من مسألة دواما الفاعلية
الت هل هي قائامحة على الضرورةا و الضطخرار ،أما قائامحة على الختيار و المكان ؟ .بدليل الشاهديين
التييم :أولمحا إنه سبق أن ذكرنا أن ابن رشد ذكر صراحة ف كتابه تلخيص ما بعد الطخبيعة ،أن العال
أزل بناء على دواما الفاعلية القائامحة على الضرورةا و الضطخرار ،و ليست قائامحة على أساس الرادةا و
الختيار ،و الواز و المكان .
و الشاهد الثان هو أن ابن رشد نفسه ذكر ف كتابه تافت التهافت خلف ما نقلناه عنه من نفس
الكتاب .فذكر أن الفلسفة – و وافقهم على رأيهم -أنم قالوا :إن العال قدي-أي أزل -قائام على
مبدأ حوادثَ ل أول لا ،على أساس الوجوب و اللزجاما ،لن البهان لا )) أداهم إل أن ههنا مبدأ
تمركا أزليا ليس لوجوده ابتداء و ل انتهاء ،و أن فعله يب أن يكون غي متحاخ عن وجوده ،لتزجما أن ل
1ابن رشد :تلخيص ما بعد الطبيعة ،ص 77 :و ما بعدها ،و . 153
و ال تعال هو الذي خلق العال بأسره ،و أوجد من الوحدةا الكثرةا ،فقال سبحانه )) :أددودلأ يدـَدر
ها دودجدعألدنا تمدن الأدمحاء تكلل دشأيمء دحبي أدفددل يـَتأؤتمتنودن ((- ت ت
الذيدن دكدفتروا أدلن اللسدمحادوات دواألدأر د
ض دكاندـَدتا درأتقاد فدـَدفتدـَأقدنا تد
سورةا النبياء . - 30 :و هذا أمر قال به العلم الديث ف نظرية النفجار العظيم ،الذي أوجد الكثرةا
و النظاما من اللق الول الذي حدثَ . 1فالكثرةا الوجودةا ف العال كلها حدثآت بسبب اللق الول
بدليل الشرع و العلم ،و أما حكاية ابن رشد حول الواحد الذي ل يصدر عنه إل واحد ،و القول
بالعقول الزلية التصرفة ف اللق ،فهي حديث خرافة ،من خرافات اليونان الت تبناها ابن رشد و دافع
عنها ،و خالف فيه الشرع و العقل و العلم .
و أما موقفه الخي – و هو الادي عشر ، -فيتعلق بوقفه من إليات الفلسفة الشائايم عامة ،و
أرسطخو خاصة ،و ذلك أنه-أي ابن رشد -شرحها ف مؤلفاته ،ودافع عنها ،و انتصر لا ،بكل ما
يستطخيع ،مع أنا فلسفة باطلة تافهة .و ل أعثر له على انتقادات صحيحة قوية تتعلق بأساسيات تلك
الليات ،من حيث موقف الشرع منها ،و مدى صحتها على ضوء العقل الصريح ،و العلم
الصحيح .و سأذكر على ذلك خسة شواهد :أولا يتعلق بال تعال و صفاته عند أرسطخو ،فال عنده
ليس خالقا للعال ،و ل يلق و ل يفعل ،و العال أزل صدر بالضرورةا من غي إرادةا و ل اختيار منه ،
و هو –أي ال -عاطل خاضع للضرورةا ،فل اختيار له و ل إرادةا ،و ل يتريد و ل يفعل شيئِّا ،و ل
يقدر على خلق شيء ،و ل هو على كل شيء قدير ،و هو يتعب و يلحقه الكلل من تصيوره
للمحعلومات . 2ذلك هو إله أرسطخو ،إنه إله عاجزج ،ل خلق له و ل إرادةا ،و هو تصيور تمالف
للشرع ،و للعقل البديهي الصريح ،لكن ابن رشد دافع عن هذا التصيور الباطل بقوةا و حاس ،و أيول
الشرع من أجله ،و انتصر له ف كتبه العامة و الاصة بختلف الوسائال التحريفية ،و التمحويهية ،و
التغليطخية ،و السوفسطخائاية .
و الشاهد الثان يتعلق بتصيور أرسطخو للعلقة بيم ال و العال ،فال عنده ليس فاعل و ل خالقا و
ل مبدعا للعال الزل ،و إنا هو –أي ال – علة غائاية لذا العال الزل ،حيركه الشوق و العشق
نوه ،فالعال عاشق و الله معشوق له ،فالعشق هو الرابط بينهمحا .و هذا أمر اعتحف به ابن رشد
نفسه ف كتابه تلخيص ما بعد الطخبيعة. 3
1سانوثق ذلك في المبحث الثالث من هذا الفصل .
2ابن تيمية :درء التعارض ،ج 10ص ، 90 :ج 9ص . 293 :و بيان تلبيس الجهمية ،ج 2ص. 550 :و مجموع الفتاوى ،ج 9
ص . 277 :و الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ،ط ، 1دار العاصأمة ،الرياض ، 1414 ،ج 5ص . 27 :و بن قيم الجوزية :
إغاثة اللهفان ،دار المعرفة ،بيروت ، 1975 ،ج 2ص . 259 :و مصطفى النشار :نظرية المعرفة عند أرساطو ،ط ، 3القاهرة ،
دار المعارف ، 1995 ،ص . 106 :و زينب الخضيري :أثر ابن رشد في فلسفة العصور الوساطى ،ص . 215 :و زينب عفيفي :
فلسفة ابن رشد الطبيعية ،ص . 80 :و على أبو ريان :تاريخ الفكر الفلسفي ،دار المعرفة الجامعية ،الساكندرية ،1990 ،ص،201 :
. 208 ،207و إماما عبد الفتاحا إماما :مدخل إلى الميتافيزيقا ،ص . 74 :و أميرة مطر :الفلسفة اليونانية :تاريخها و مشكلتها ،
القاهرة ،دار قباء ، 1998 ،ص. 276 :
3ابن رش :تلخيص ما بعد الطبيعة ،ص . 136 ، 127 ، 126 :و ابن تيمية :درء التعارض ،ج 9ص . 290 ، 239 :و زينب
الخضيري :المرجع السابق ،ص . 215 :و إماما عبد الفتاحا إماما :المرجع السابق ،ص . 74 :و أبو ريان :المرجع السابق ،ص:
. 201و عبد الرحمن بيصار :الفلسفة اليونانية ،دار الكتاب اللبناني ،بيروت ،1973 ،ص . 130 :و فؤاد كامل و آخرون :
الموساوعة الفلسفية ،دار العلم ،بيروت ،د ت ،ص. 48 :
ذلك التصيور الوهي الباطل الخالف للشرع و العقل و العلم ،انتصر له ابن رشد مع وضوح بطخلنه
ص صراحة على أنه هو الذي خلق العال من عدما بإرادته و مشيئِّته و قدرته ،لكن ،لن ال تعال ن ي
ابن رشد تيالف ذلك و يتوافق أرسطخو على خرافته و وهه ،و تيدافع عنها ،فينفي اللق أصل ،و يزجعم
أن الرك للعال ليس ال بإرادته و اختياره ،و إنا العال الزل هو الذي ترك بسبب العشق ،عندما
عشق العال معشوقه ،و هو الله .فهذا زعم باطل شرعا و علمحا و عقل ،فأما شرعا فسبق بيانه .و
أما علمحا فإن العلم الديث أثآبت أن العال بأسره ملوق ،و من ث تسقط حكاية العال الزل الذي
عشق معشوقه !! .و أما عقل فالمر واضح أيضا ،فل تيوجد دليل عقلي تيثبت تلك الرافة ،الت بناها
أرسطخو على الظن و التخمحيم و الوى ،و وافقه عليها الشاؤون من أصحابه كابن رشد الفيد ،الذين
س دولددقأد دجاءتهم بمن لرببتتم األتددى((- ت ت تل ل
يصدق عليهم قوله تعال )) :إن يدـَتلبتعودن إل الظلن دودما تدـَأهدوى اأ دلنتف ت
سورةا النجم . - 23 :
و أما الشاهد الثالث فيتضمحن نوذجا من تدفعات ابن رشد عن أرسطخو و أصحابه ف موقفهم من
الصفات اللية ،بطخريقة فيها تريف و تلعب ،و تضليل و تغليط ،و انتصار لم بالباطل ،فمحن
ذلك أنه قال :إن أرسطخو و أصحابه أثآبتوا ل الرادةا و الختيار و الشيئِّة ،و أنه فاعل للعال ،صدر
عنه بإرادةا ل عن ضرورةا طبيعية. 1
و زعمحه هذا غي صحيح ،لن الثابت عن أرسطخو و أصحابه أن ال عندهم ليس خالقا للعال ،و ل
إرادةا له و ل اختيار ف إياده لنه أزل ترك ضرورةا ،كتحريك العشوق لعاشقه ،و هذا و غيه سبق
بيانه و توثآيقه ،فلمحاذا هذا التحريف و التغليط ؟ ! .و ذكر الشيخ ابن تيمحية أن ابن رشد يتعصب
للفلسفة ،و حكايته عنهم أنم يقولون :إن ال مريد ،كحكايته عنهم أنم يقولون :إن ال عال
بالخلوقات ،و )) ل ريب أن كلها قول طائافة منهم ،و أما نقل ذلك عن جلتهم أو الشائايم جلة
فغلط ظإاهر((. 2
و أما الشاهد الرابع فيتعلق بصفة العلم ،فعندما ذكر حجة السلما أبو حامد الغزجال أن الفلسفة
قالوا :إن ال يعلم الكليات و ل يعلم الزجئايات أنكر عليه ابن رشد قوله هذا ،و أكد على أن
الفلسفة-أرسطخو و أصحابه -أثآبتوا صفة العلم ل ،و قالوا :إنه –أي ال -يعقل غيه من ذاته .و
أصولم الفلسفية تقتضي إثآبات العلم الشامل ل بكلياته و جزجئاياته. 3
ذلك هو رد ابن رشد على ما حكاه الغزجال عن الفلسفة ف موقفهم من صفة العلم ،فهل يصح
قول ابن رشد ف أن الفلسفة قالوا بأن ال يعلم غيه ؟ .إن قوله هذا غي ثآابت و ل يصح ،بدليل ما
ذكره أهل العلم من موقف أرسطخو و أصحابه من صفة العلم ف حق ال تعال .و سأذكر منهم
1ابن تيمية :مجموع الفتاوى ،ج 12ص ، 154 :و ج 18ص . 230 :و درء التعارض ،ج 8ص ، 290 :ج 9ص ، 415 :ج 10
ص . 401 ، 90 :و الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ،ج 1ص . 353 :و الصفدية ،ج 2ص. 219 :
2درء التعارض ،ج 10ص. 143 :
3ابن قيم الجوزية :إغاثة اللهفان ،ج 2ص. 261 ، 260 :
4علي أبو ريان :تاريخ الفكر الفلسفي ،ص. 208 ، 207 ، 191 :
5مراد وهبة ،و منى أبو ساتة :ابن رشد و التنوير ،ط ، 1دار الثقافة الجديدة ،القاهرة 1998 ،ص. 154 :
6مصطفى النشار :مدخل لقراءة الفكر الفلسفي عند اليونان ،دار قباء ،مصر ، 1998 ،ص. 115 :
نتائاج .فهو بناء على ذلك عقل ،و عاقل ،و معقول ف آن واحد .و هذا التعقل الدائام يهبه أسى
أنواع السعادةا ،فهو ف سعادةا ل يصل إليها إل أحيانا نادرةا ((. 1
و أقول :إن ما نقلته الباحثة عن موقف أرسطخو من صفة العلم هو دليل دامغ على أن أرسطخو كان
ينفي علم ال بغيه خلف ما زعمحه ابن رشد .لكن تبيرات أرسطخو ف زعمحه بأن ال ل يعلم إل ذاته ،
هي تبيرات ظإنية باطلة ،شرعا و عقل ،فأما شرعا فإن النصوصا الشرعية كثيةا جدا ف أن ال تعال
عال الغيب و الشهادةا ،و أنه يعلم خائانة العيم و ما تفي الصدور ،و يعلم السر و أخفى ،كقوله
ب (( -سورةا التوبة ، - 78 :و تعال )) :أددل يـَأعلدمحواأ أدلن الليهد يـَأعلدم تسلرتهم ودأنواتهم وأدلن الليهد دعللما الأغتيو ت
ت ت د ت أد د أد أد ت
))دوتإن دأتدهأر تبالأدقأوتل فدتإنلهت يدـَأعلدتم البسلر دوأدأخدفى (( -سورةا طه . - 7 :
و أما عقل فإن أرسطخو قاس الالق بالخلوق ،و زعم أن علمحه بغيه تيسبب له )) عدما استمحرا
التعقل (( ،و هذا كلما باطل ،يدل على فساد تصيور أرسطخو ل تعال ،فجعله كالنسان تتلط عليه
التعقلت ،و هذا زعم باطل ،لن ال تعال )) ليس كمحثله شيء و هو السمحيع البصي (( -سورةا
النحل، (( -74:و )) ل يكن له كفوا أحد (( ،و صفاته سبحانه -و منها علمحه -كلها كمحال ل
نقص فيها .
و علمحه تعال بذاته فقط نقص ،و علمحه بغيه فقط نقص أيضا ،و الكمحال الطخلق هو علمحه تعال
بذاته و بغيه ،و هذا هو الذي يقول الشرع الصحيح ،و العقل الصريح .و أما زعمحه بأن تعقل ال
لذاته )) يهبه أسى أنواع السعادةا ،فهو ف سعادةا ل يصل إليها غل أحيانا نادرةا (( ،فهذا كلما بل
علم ،و رجم بالغيب ،و حديث خرافة من خرفات أرسطخو ،و تمثي للضحك و الستغراب معا ،
فكيف سح لنفسه أن يوض ف غيب ل يكن أن تيدركه ؟ ،و من أين له ذلك الظن و الوهم و
الزجعم ؟ ،إن ذلك المر ل يكن معرفته إل عن طريق الوحي ،فهل كان أرسطخو نبيا ؟ ،إنه ل يكن
نبيا ،لكنه كان تمتبعا لظنه و هواه ،و هو من الذين يصدق غليهم قوله تعال )) :إتن يدـَتلبتتعودن إتلل الظللن
س ((-سورةا النجم . - 23 : دودما تدـَأهدوى ا أ دلنتف ت
و أما آخرهم – أي السابع ، -فهو الفيلسوف ابن رشد الفيد يرد على نفسه بنفسه ،فقد ذكر ف
ص صراحة على أن الواحد- كتابه تلخيص ما بعد الطخبيعة لرسطخو ،خلف ما نقلناه عنه سابقا ،فن ي
أي ال -ل )) يعقل إل شيئِّا واحدا بسيطخا ،و هو ذاته ،و ل يكن فيه أن يعقل كثرةا ما ،ل ف ذاته
و ل خارجة عن ذاته ((. 2و قوله هذا هو تعبي عن رأيه هو و رأي سلفه أرسطخو ،و هو نقض لا
نقلناه عنه آنفا .فلمحاذا هذا التناقض ،و الزدواجية ف الطخاب ؟ ! ،ففي كتابيه الكشف عن مناهج
الدلة ،و تافت التهافت ،اللذين وجههمحا لمحهور السلمحيم ،نفى أن يكون الفلسفة نفوا صفة العلم
1أرساطو :مقالة الدال ،ضمن كتاب مدخل إلى الميتافيزيقا ،لماما عبد الفتاحا إماما ،ص. 356 :و ابن رشد :تهافت التهافت ،ص:
. 146 ، 145و على أبو ريان :تاريخ الفكر الفلسفي . 203 ، 201 ،و أمينة مطر :الفلسفة اليونانية ،ص. 300 :
2باطل شرعا لن الشرع نص على أن ا تعالى هو خالق هذا العالم كله،و ل شريك له في خلقه و تسييره .و أما علما فإن العلم الحديث
أثبت بأدلة متنوعة أن العالم كله مخلوق ،و من ثم فإن ل الجراما أزلية ،و ل هي ذات طبيعة إلهية .و أما عقل فإن العقل العلمي
البديهي يحكم بأن كل ما في الكون تمسخر عاجز ،و ل تيوجد أي دليل صأحيح على دعوى أزلية و إلهية بعض المخلوقات ،و هذا بدليل
الشرع و العلم أيضا .
3تهافت التهافت ،ص, 146 ،145 :
4تلخيص ما بعد الطبيعة ،ص. 135 :
جبل وعر ،ل سهل فتيتقى ،و ل سيم فتينتقل (( ،و حظها ف معرفة ال تعال مبخوصا جدا ،و
تمعطخلة لكون ال ربا للعال ،و صاحبها-أي أرسطخو -من أجهل الناس برب العاليم للغاية. 1
و الثان هو القق ابن قيم الوزية ،إنه يرى أن كلما أرسطخو ف الليات كله خطخأ من أوله إل
آخره ،و قد جاء با يسخر منه العقلء ،فادعى أن ال كان تيلحقه التعب و الكلل من تصيوره
للمحعلومات ،و أنكر أن يكون ال يعلم شيئِّا من الوجودات. 2
و آخرهم – أي الثالث -هو الباحث ممحد علي أبو ريان ،إنه يرى أن إليات أرسطخو متناقضة ف
تصيورها ل تعال ،فهي تصفه بأنه عاطل عن الفعل ،فل خلق و ل قدرةا و ل اختيار و ل عناية ،
خاضع للضرورةا اللولبية .ث هي من جهة أخرى تصفه بأنه معشوق ،و له الكمحال الطخلق و الغبطخة
اللية و التأمل اللي .فمحذهبه هذا هو حفظ للوجود بعزجل عن ال ،حاول الربط بينهمحا بطخريقة
تعسفية ،ث )) تعود لتضفي على الوجود اللي أسى الصفات و أشرفها ،دون أن يكون لذه الصفات
أدن تأثآي ف الخطخط الوجودي ،فتكون هذه الصفات مرد ألفاظ ل مدلول لا ((. 3
و ثآانيا إن بعض الفلسفة الرسطخييم الشائايم السلمحيم لا أدركوا مدى مالفة إليات أرسطخو لدين
السلما ،حاولوا التخفيف من التعارض الصارخ بينهمحا ف بعض السائال ،منهم أبو علي بن سينا ،إنه
ف صفة العلم ل يقل برأي سلفه أرسطخو بأن ال ل يعلم إل ذاته ،و إنا قال :إنه يعلم الكليات . 4و
منهم أيضا ابن رشد نفسه ،فإنه قاما بذا الدور باستخدامه للتأويل التحريفي ،و قد ذكرنا على ذلك
أمثلة كثيةا ،و نورد هنا مثال تمعبا ل يسبق ذكره ،و مفاده أن الباحث الغرب طه عبد الرحن ذكر أن
ابن رشد –ف شروحه و تلخيصاته لكتب أرسطخو -كان يتصرف ف الصطخلحات اليونانية حت وصل به
المر إل ما تيشبه التحريف لتجمحيل فلسفة أرسطخو ،و تقريب مضاميم بعضها تقريبا إسلميا ،فيجعل
)) من أطلس ،الله اليونان ملكا .و ف موضع آخر تيؤيول اسم النس :الله ،بعن الفلك (( . 5و
عمحله هذا هو عمحل خطخي جدا ،يطخعن ف أمانة ابن رشد العلمحية ،و يهدف إل أرسطخة السلما ،و
إخفاء شناعات و خرافات إليات اليونان ،تقريبا لا من السلما ،و نشرا لا بيم السلمحيم ،و تمحيل
لوجهها الصابئ الشركي .
و ثآالثا إن الناظإر ف إليات أرسطخو -الت انتصر لا ابن رشد -بوضوعية ،يتبيم له بلء ،أنا
ديانة أرضية شركية ،تقوما على تعدد اللة التمحثلة ف :الرك الول ،و هو كبيها ،ث صغار اللة و
هي :العقول الفارقة الزلية ذات الطخبيعة اللية ،و العاقلة الريدةا الختارةا التصرفة ف العال ،و لا
1ابن تيمية :درء التعارض ،ج 8ص ، 234-233 :ج 9ص . 399 :و مجموع الفتاوى ،ج 17ص , 332 ،330 :و منهاج السنة
النبوية ،ج 3ص . 286 :و الرد على المنطقيين ،دار المعرفة ،بيروت ،ص. 395 ، 268 :
2ابن قيم الجوزية :إغاثة اللهفان ،ج 2ص. 259 :
3محمد علي أبو ريان :المرجع السابق ،ص. 208 :
4ابن تيمية :الجواب الصحيح ،ج 1ص. 353 :
5طه عبد الرحمن :لغة ابن رشد الفلسفية من خلل عرضه لنظرية المقولت .ضمن كتاب أعمال ندوة ابن رشد بجامعة محمد الخامس
،ط ، 1المؤساسة الجامعية للدراساات ،بيروت ، 1981 ،ص. 197 :
صفات كمحال ل يتصف با حت الرك الول . 1فهذه العطخيات شاهدةا على أن ابن رشد كان متبنيا و
منتصرا لليات شركية تقوما على تعدد اللة !! .
و إتاما لا ذكرناه ،تأشي هنا إل أربعة أمور تتعلق بوقف ابن رشد من القضايا الت سبق التطخرق
إليها .أولا أن ابن رشد وقع ف تناقضات ف موقفه من الصفات و إليات أرسطخو ،أذكر منها سبعة
ناذج :الول مؤداه أن ابن رشد قال بأن ال تمتصف بالفعل و اللق من جهة ، 2و قال بأزلية العال و
الضرورةا من جهة أخرى .و هذا تناقض واضح ،لنه إذا كان العال أزليا بالضرورةا ،فل فعل و ل خلق
و ل إرادةا !! .
و النمحوذج الثان مفاده أن ابن رشد قال :إن العشق هو الذي حيرك العال تاه معشوقه –أي ال –
عشقا له و تشبها به .لكنه –أي ابن رشد -من جهة أخرى وصف ال بأنه فاعل للعال و تمتحع له .
و هذا تناقض بييم ،لن حقيقة المر أن ال ليس فاعل و ل مبدعا ،و إنا هو معشوق للعال الزل
من دون فعل و ل إرادةا منه .لن الرك القيقي للعال هو العشق ،و بعن آخر أن العال حيرك نفسه
بعشقة لعشوقه الذي هو علة غائاية له !! .
و النمحوذج الثالث مفاده أن ابن رشد ذكر أن القرآن الكري أثآبت وجود ال بدليل اللق و الختحاع
للعال ،و انتصر لطخريقة القرآن هذه ف كتابه الكشف عن مناهج الدلة .لكنه ف مؤلفاته الفلسفية
كتلخيص ما بعد الطخبيعة ،و تلخيص السمحاء و العال ،نسي طريقة القرآن ،و قرر خلفها عندما قال
فيها بأن العال أزل بالضرورةا . 3فأين اللق و الختحاع ؟ ! .
و النمحوذج الرابع يتمحثل ف أن ابن رشد انتقد الشاعرةا ف أن إثآباتم للصفات قد تيؤدي إل تعدد
القدماء ، 4بعن أنه قد تيؤدي إل تعدد اللة .و نسي نفسه بأنه هو شخصيا قال فعل بتعدد اللة ،
عندما قال :إن العقول الفارقة أزلية عاقلة ،و ذات طبيعة إلية ،و تمتصرفة ف العال . 5أليس هذا قول
بتعدد اللة ،و هو تناقض واضح مع انتقاده الذي وجهه إل الشاعرةا ؟ ! .
و النمحوذج الامس يتمحثل ف أن ابن رشد قال :إن ال علة غائاية للعال ،و أنه-أي العال -أزل
بالضرورةا بالنسبة ل .ث وصف ال بأنه موصوف بالكمحة ف خلقه . 6فأية حكمحة له ف العال ،با أن
العال أزل بالضرورةا ،و ال علة غائاية له ؟ ! .فل معن لوصف ال بالكمحة ف خلقه ،و العال ليس
من خلقه ،فهذا تناقض بييم ! .
1ابن تيمية :درء التعارض ،ج 6ص ، 242 ،238 :ج 10ص. 282 ، 230 ،229 :
2ابن تيمية :مجموع الفتاوى ،ج 12ص. 206 ، 205 :
3ذكر فقط كتاب فصل المقال ،و الكشف عن مناهج الدلة ،و تهافت التهافت ،ذكرها في مجموع الفتاوى ،و درء التعارض ،و
غيرها من مصنفاته .
أول إنه-أي ابن رشد -ذكر أن القدماء و التأخرين من الفلسفة و التكلمحيم اتفقوا على القول
بدوثَ اليوانات و النباتات و الكائانات الرضية . 1و قوله هذا تممحل و ينطخوي عل تغليط ،لن من
الفلسفة من يرى أن ذلك الدوثَ يص الفراد و ليس النواع ،بعن أن الفراد حادثآة لكن أنواعها
أزلية خالدةا ،فالنسان كفرد مثل هو حادثَ زائال ،لكنه كجنس و نوع يرمزج للنسانية التكاثآرةا ،هي
خالدةا ل تزجول و ل تفسد .و هذا قال به أرسطخو ،فقد كان يعتقد أن اليوانات كأنواع أزلية . 2و
حت ابن رشد قال بذلك عندما ادعى أن عمحلية التكيون و الفساد ف العال السفلي أزلية . 3فكان على
ابن رشد أن تيدد ما يقصده بدقة ،و ل يتحكه ممحل ،لن القول بدوثَ الكائانات الرضية يتمحل
معنييم و ل يتمحل معن واحدا .فإما أن تيقصد به الدوثَ القيقي الذي يعن الوجود من ل شيء ،و
إما أن تيقصد به الدوثَ الذي حكيناه عن أرسطخو و ابن رشد .
و الدوثَ بعن الوجود من عدما ل تيوجد حوله اتفاق بيم الفلسفة الشائايم ،و بيم علمحاء الشريعة
و التكلمحيم ،لن أولئِّك الفلسفة ل يقولوا بذا الدوثَ ،لكن الخرين معروف عنهم أنم يقولون
بأن العال كله حادثَ من عدما ،توجد بعد أن ل يكن ،و هذا أمر ذكره ابن رشد نفسه عندما أشار
إل أن الشعرية تقول :إن طبيعة المحكن –أي الخلوق -تمتحعة وحادثآة غي شيء. 4
و عندما تطخرق ابن رشد إل مسالة خلق العال و أزليته –ف كتابه فصل القال -ل يتخذ موقفا
واضحا منها ،و ل تيفصح عن موقفه القيقي منها ،و تظاهر بوقف وسط بيم التنازعيم مع أن باطنه
مع القائاليم بقدما العال و أزليته ، 5فقال )) :فهذا الوجود الخر المر فيه بييم أنه قد أخذ شبها من
الوجود الكائان القيقي ،و من الوجود القدي .فمحن غلب عليه ما فيه دشدبه القدي على ما فيه شبه
الدثَ ساه قديا .و من غلب عليه ما فيه من دشدبه الدثَ ساه مدثآا ،و هو ف القيقة ليس مدثآا
حقيقيا ،و ل قديا حقيقيا فإن الدثَ القيقي فاسد ضرورةا ،و القدي القيقي ليس له علة .و منهم
من ساه مدثآا أزليا ((. 6
و قوله هذا ليس شرعيا و ل موضوعيا ،لنه جعل الرضية الفكرية للمحتنازيعييم متساوية ،و كأنه يتريد
أن يقول :لكل طرف تمبراته الفكرية ،و عليه أن يقبل بالخر و يعذره و يعتحف به .و هذا ل يصح
لن القائاليم بلق العال و حدوثآه يعتمحدون على حجج قوية تقوما على الشرع و العقل ،أيدها العلم
الديث .و أما القائالون بلف ذلك فهم يعتمحدون عل الشبهات و الظنون و التخمحينات و التأويلت
فهل ما ذكره هؤلء صحيح ؟ ،نعم إنه صحيح ،فإن ابن رشد قال صراحة بأزلية العال و أبديته ،
بدليل الشواهد التية :أولا إنه ذكر صراحة أن السمحوات با فيها من عقول و أفلك و غيها كلها أزلية
بالضرورةا . 3و ثآانيها إنه أكد على أن السمحاء ليست كائانة –أي ملوقة -و ل فاسدةا ،و ل يكن أن
تفسد ،لكنها دائامحة ل مبدأ لا زمانيا و ل منتهى ،و ل هي قابلة للنفعال و الستحالة-أي التحلل-
،فل تيلحقها ف)) الركة السوسة لا نصب و ل تعب ،من أجل أنه ليس فيها مبدأ حركة تمالفة
للحركة الطخبيعية الت فيها ((. 4
و الشاهد الثالث مفاده أن العال العلوي عند ابن رشد أزل ل يوز عليه التغي ف السم و ل ف
الركة ،كالرك الول-أي ال، -و با أن حركته أزلية فل يوز أن تشتد زمانا ل ناية له ،و تفتح زمانا
ل ناية له .و هذا العال العلوي تمكيون من عنصر خامس هو الثآي ،و يتلف عن العناصر الربعة
الرضية -و هي الاء ،و الواء ،و التحاب ،و النار، -و هو عنصر له خصائاص كالوهر السمحاوي له
حركة دائارية أزلية ضرورية ،ل بداية لاو ل ناية.و أما العال السفلي –أي الرض -فهو تمكيون من
1سانتوساع في ذلك و نوثقه قريبا .
2محمد عاطف العراقي :الفيلسوف ابن رشد و الثقافة العربية ،ص . 85-84 :و إماما عبد الفتاحا إماما :مدخل إلى الميتا فيزيقا ،ص:
. 123 ،122و محمد عابد الجابري :ابن رشد :سايرة و فكر ،ص . 19 ، 18 :و زينب محمد الخضيري :أثر ابن رشد في فلسفة
العصور الوساطى ،ص. 235 :و محمد عمارة :المادية و المثالية في فلسفة ابن رشد ،ط ،2دار المعارف ،القاهرة ،1983 ،ص:
. 62و على أبو ريان :تاريخ الفكر الفلسفي ،ص . 203 ،201 :و زينب عفيفي :فلسفة ابن رشد الطبيعية ،ص . 100 ،63 :و جورج
طرابيشي :وحدة العقل العربي ،ص. 270 :
3ابن رشد :تلخيص ما بعد الطبيعة ،ص. 130 ، 77 ،32 :
4ابن رشد :تلخيص السماء و العالم ،حققه جمال الدبن العلوي ،منشورات كلية الداب بفاس ،ص. 189 ، 188 :
العناصر الربعة العروفة ،و مادته الول هي أيضا أزلية ،و عمحلية التكيون و الفساد السائادةا فيه ،هي
عمحلية أزلية أيضا. 1
و أما الشاهد الرابع -و هو الخي -فمحفاده أن ابن رشد قال صراحة بأن الزجمان أزل غي متناه
بالضرورةا ،لرتباطه بالركة الت هي أزلية أيضا مرتبطخة بأزلية العال القائامحة على أساس حكاية العشق
الذي هو علة الركة. 2
و يتبيم من تلك الشواهد أن ابن رشد يسي على طريقة الفلسفة الشائايم –أرسطخو و أصحابه -ف
قولم بأزلية العال و أبديته ،فقال بقولتهم ،و دافع عنهم ،و انتصر لم ،بختلف الوسائال ،كمحا هو
واضح ف كتابه تافت التهافت ،و كتبه الفلسفية كتلخيص ما بعد الطخبيعة لرسطخو ،و تلخيص السمحاء
و العال لرسطخو أيضا .
و من مزجاعمحه أيضا أنه زعم أن الوجود الواحد-أي ال -فاضت منه قوةا واحدةا ،با توجدت جيع
الوجودات .و أن العلمحاء-أي الفلسفة -أجعوا على أن العال بأسره فاض عن البدأ الول- 3أي ال
تعال .و زعم أيضا أن ذلك الواحد البسيط با أنه بسيط ،إنا يلزجما عنه واحد ،و الق أن الواحد ل
يصدر عنه إل واحد فقط. 4
و قوله هذا هو زعم باطل شرعا و عقل و علمحا ،فأما شرعا فإن النصوصا الشرعية الكثيةا ،نصت
صراحة على أن ال تعال خلق العال بإرادته و مشيئِّته و اختياره و ل يفض عنه .و أخبنا ال تعال أنه
سبحانه فعال لا يريد ،و خلق عظيم ،و أنه على كل شيء قدير ،و ل حدود لقدرته ،و أنه خلق
ملوقات كثيةا جدا .لذا ل يصح أبدا الزجعم بأن ال تعال ل يصدر عنه إل واحد .
و أما عقل فإن ذلك الزجعم هو ظإن و تمحيم و وهم ،و رجم بالغيب و قول على ال بل علم ،لن
الوضوع الذي خاض فيه و أصدر حكمحه عليه هو غيب مطخلق ل يكن للعقل البشري أن يوض
فيه ،و يصدر ذلك الكم فيه .و ل تيعرف إل عن طريق الوحي ،و ليس له ف زعمحه هذا دليل من
الشرع .و زعمحه هذا هو ف القيقة وصف ل تعال بالعجزج و التعطخيل ،بطخريقة ظإاهرها الثناء و باطنها
النفي و التعطخيل و القول بالضرورةا .
و أما علمحا فإن العلم الديث أثآبت بأدلة كثرةا أن العال كله تخلق خلقا بعد أن ل يكن ،و هو كثي
التنيوع ،و مر براحل عديدةا شهد خللا ملوقات كثيةا جدا ،بعضها انقرض ،و بعضها الخر ما
يزجال حيا ،كل ذلك تي بناء على اللق الول الذي تيعرف بالنفجار العظيم ،مصداقا لقوله تعال :
ها دودجدعألدنا تمدن الأدمحاء تكلل دشأيمء دحبي أدفددل ت ت
))أددودلأ يدـَدر الذيدن دكدفتروا أدلن اللسدمحادوات دواألدأر د
ض دكاندـَدتا درأتقاد فدـَدفتدـَأقدنا تد
1زينب عفيفي :المرجع السابق ،ص . 138 ،83 :و علي أبو ريان :المرجع السابق ،ص. 203 :
2ابن رشد :تلخيص ما بعد الطبيعة ،ص . 126 ،125 ،124 :و تلخيص السماء و العالم ،ص . 189 ،188 :و زينب عفيفي :المرجع
السابق ،ص . 63 :و أما توثيق حكاية العشق فقد سابق توثيقها .
3ابن رشد :تهافت التهافت ،ص. 168 ،143 :
4ابن رشد :تلخيص ما بعد الطبيعة ،ص. 153 ،149 :
يـَتأؤتمتنودن (( -سورةا النبياء . 1 - 30 :فأين حكاية الزلية ،و الواحد الذي ل يصدر عنه إل الواحد،و
دور العقول الفارقة الت شاركت ال ف خلق العال 2؟؟ !! .
و أما قوله بأن الفلسفة أجعوا على القول بأن العال فاض عن ال فهو ل يصح ،لن نظرية
الفيض ل يقل با كل الفلسفة ،و إنا قال با أفلطون و أصحابه ،و تأثآر با بعض الفلسفة
السلمحيم . 3علمحا بأن أرسطخو و أصحابه قالوا بأزلية الركة و العال ،و ل يقولوا بالفيض ،مع أن القول
بالزلية و الفيض يتضمحن تناقضا واضحا ،فإذا كان العال أزليا –حسب ابن رشد و أصحابه -فهذا
يعن بالضرورةا أنه ل يفض عن ال .و إذا كان العال قد فاض عنه فهذا يعن بالضرورةا أنه ليس أزليا
مهمحا أوغل فيضانه ف الزجمن ،لنه ف النهاية حادثَ ملوق .
و ثآانيا إن ابن رشد لا كان يعتقد بأزلية العال ،و دافع عنها و انتصر لا ،و وجدها تتعارض مع دين
السلما ،أيول النصوصا الشرعية تأويل تريفيا لكي تيطخيوعها و تيويظإفها لدمة مذهبيته الرسطخية ف قولا
بأزلية العال .فمحن تأويلته أنه قال )) :إن الدوثَ الذي صيرح الشرع به ف هذا العال ،هو من نوع
الدوثَ الشاهد ههنا .و هو الذي يكون ف صيور الوجودات (( الت تسمحيها الشعرية صفات
ت
نفسية ،و تيسمحيها الفلسفة صورا ،و هذا الدوثَ )) إنا يكون من شيء آخر إل زمان (( ،و يدل
ها دودجدعألدنا تمدن ت ت
على ذلك قوله تعال )) :أددودلأ يدـَدر الذيدن دكدفتروا أدلن اللسدمحادوات دواألدأر د
ض دكاندـَدتا درأتقاد فدـَدفتدـَأقدنا تد
الأدمحاء تكلل دشأيمء دحبي أدفددل يـَتأؤتمتنودن (( –سورةا النبياء ، - 30 :و ))تثل اأستدـَدوى إتدل اللسدمحاء دوتهدي تددخابن ((
–سورةا فصلت .- 11 :و أما كيف حال طبيعة الوجود المحكن مع الوجود الضروري ؟ ،فسكت
عنه الشرع لبعده عن أفهاما الناس ،لن معرفته ليست ضرورية ف سعادةا المحهور (( .و أما الذي
)) تزجعمحه الشعرية من أن طبيعة المحكن-أي الخلوق -تمتحعة وحادثآة من غي شيء ،فهو الذي
تيالفهم فيه الفلسفة من قال منهم بدوثَ العال و ل يقل .فمحا قالوا –أي الشاعرةا -إذا تأملته
بالقيقة ليس هو من شريعة السلمحيم و ل يقوما عليه برهان ((. 4
و قال أيضا :إن ال تعال أخب )) أن العال وقع خلقه أياه ف زمان ،و أنه خلقه من شيء ،إذ كان
ل تيعرف ف الشاهد تمكيون إل بذه الصفة ،فقال سبحانه -تمب عن حاله تعال قبل كون العال)) : -م
تودكادن عرتشه عدلى الأمحاء (( -سورةا هود ، - 7 :و قال تعال )) :إتلن ربلتكم الليه التذي خلدق اللسمحاوا ت
د د دد د ت ت د دأ ت د د
ض تف تستلتة أدليامما (( -سورةا العراف ،- 54 :و ))تثل اأستدـَدوى إتدل اللسدمحاء دوتهدي تددخابن (( –سورةا دوالدأر د
فصلت . 5(( - 11 :
و أما معن اللق ف القرآن الكري فله معنيان واضحان ،أولمحا إياد شيء من شيء ،لقوله
لالن تمن لماترمج بمن لنامر (( -سورةا الرحن -14: تعال )) :خلدق اأتلنسادن تمن صأل م
صال دكالأدفلخاتر دودخلددق ا أد
د د د د د
. - 15و ثآانيهمحا إياد شيء من غي أصل و ل احتذاء ،لقوله تعال )) :إتلن دربلتكتم الليهت التذي دخلددق
ض تف تستلتة أدليامما (( -سورةا يونس ، – 3 :فلم يقل لنا أنه خلق ذلك من مادةا سابقة ت
اللسدمحادوات دوالدأر د
كمحا ف النوع الول ،فهذا العن هو الذي تيسمحى خلق شيء من ل شيء ،بدليل قوله تعال )) : ،
ت فدتإدذا ت ت
إتلدنا أدأمترهت إتدذا أددرادد دشأيئِّاد أدأن يدـَتقودل لدهت تكأن فدـَيدتكوتن ((-سورةا يس ، - 82 :و ))تهدو الذي تأيتيي دوتيي ت
ضى أدأمراد فدتإلدنا يدـَتقوتل لدهت تكن فدـَيدتكوتن ((-سورةا غافر ، - 68 :فإرادةا ال إرادةا مطخلقة تلق ما تشاء ، قد د
من شيء و من غي شيء ،فيندرج ف هاتيم اليتيم النوعان السابقان ،و ال تعال أعلم بالصواب .
و أما لفظ البداع فمحن معانيه ف اللغة :الختحاع على غي مثال سابق. 3و تيستعمحل ف الشرع ف
حق ال تعال بعن إياد شيء بغي آلة و ل مادةا ،و ل زمان و ل مكان ،كقوله تعال )) :بدتديتع
ضى أدأمراد فدتإلدنا يدـَتقوتل لدهت تكن فدـَيدتكوتن (( -سورةا البقرةا , - 117 :و هذا العن اللسمحاوا ت
ض دوإتدذا قد د
ت دوالدأر ت دد
ل تيستخدما إل ف حق ال تعال ،لذا قال سبحانه )) :أدفددمحن ديألتتق دكدمحن لل ديألتتق أددفل تددذلكترودن ((-
سورةا النحل ، - 17 :فهذا اللق بعن البداع الذي معناه اللق من عدما . 4
لكن ابن رشد-ف تأويله ليات خلق العال -ل يأخذ باللق و البداع بعناها الدال على إياد
الشيء من ل شيء حسب اليات الت ورد فيها هذان اللفظان ،و إنا حلها كلها على العن الرسطخي
الذي يرى اللق هو تمرد إخراج ما بالقوةا إل الفعل ،وفق عمحلية التكيون و الفساد ف العال الرضي .
و فعله هذا ل يصح ،و هو انراف منهجي خطخي ف الفهم الصحيح للشرع .
1ابن منظور :لسان العرب ،ج 10ص. 858 :و مرتضي الزبيدي :تاج العروس ،ج 1ص , 6294 :و ابن الثير :النهاية في
غريب الثر ،المكتبة العلمية ،بيروت ، 1979 ،ج 2ص. 144 :
2ابن كثير :تفسير القرآن العظيم ،ج 2ص . 691 :و البغوي :تفسير البغوي ،ج 1ص . 88 :و الطبري :تفسير الطبري ،ج 4ص:
. 504و السيوطي و الجلل أحمد المحلي :تفسير الجللينط ،1دار الحديث ،القاهرة ،ج 1ص . 733 :و ابن حجر :فتح الباري ،
دار المعرفة ،بيروت ، 1979 ،ج 12ص . 377 :و الشوكاني :تفسير الشوكاني ج 3ص. 139 :
3محمد بن أبي بكر الرازي :مختار الصحاحا ،دار الهدى ،الجزائر ،ص. 36 :
4الراغب الصأفهاني :مفردات القرآن ،ص. 433 ، 95 :
و ثآانيا إن استشهاده بالنصوصا الشرعية كان انتقائايا ،فأخذ ما وافقه و أيوله تأويل تريفيا ،و أغفل
قسمحا آخر كأنه غي موجود تاما ؛ و هذا ليس من الياد و النزجاهة العلمحية ف شيء .فكان من
الواجب عليه أن يمحع كل النصوصا و تيرجع الفروع إل الصول ،و التشابه إل الكم ،و يفهمحا وفق
الفهم الصحيح للشرع أنطخلقا من الكتاب و السنة ،و منهج السلف الصال ،و العقل الصريح و العلم
الصحيح .فاليات الت ذكرها على طريقته التأويلية التحريفية ،كان عليه أن يردها إل آيات أخرى أعم
منها و يفهمحها من خللا ،و وفق تفاصيل خلق العال الت ذكرتا النصوصا الشرعية الخرى ،الت
نصت على أن ال تعال فعال لا يرد ،و على كل شيء قدير ،و خلق عظيم ،و أنه خالق كل شيء ،
كقوله تعال )) :دودخلددق تكلل دشأيمء فدـَدقلددرهت تدـَأقتديراد ((-سورةا الفرقان . - 2 :
و هو ف تريفه للنصوصا الشرعية كان تمغالطخا أيضا ،لن الشرع نص صراحة مرارا و تكرارا على أن
العال خلقه ال تعال بعد أن ل يكن ،فهو ملوق له بداية و له ناية ل مالة ،و هذا يتناقض تاما مع
ما يعتقد ابن رشد و أصحابه من أن العال أزل خالد ل بداية له و ل ناية .و عليه فهو تمغالط ،و ل
ينفعه إذا كان العال تخلق من شيء سابق أو من ل شيء ،لن ف الاليم أن العال ملوق له بداية و له
ناية ،و هذا ل يقول به ابن رشد و أصحابه .فلمحاذا هذا التحريف و التغليط ،و التلعب بالنصوصا ؟
!.
و ثآالثا إن قوله بأن الدوثَ الذي صيرح به الشرع هو من نوع الدوثَ الشاهد على الرض ،فهو
ت
ليس صحيحا على إطلقه ،لن ال تعال أخبنا أنه يلق من شيء و من ل شيء ،كقوله تعال :
))إتلدنا أدأمترهت إتدذا أددرادد دشأيئِّاد أدأن يدـَتقودل لدهت تكأن فدـَيدتكوتن ((-سورةا يس ، - 82 :و هذا أمر سبق أن بيناه .كمحا
ها دودجدعألدنا تمدن ت ت
أن استشهاده بقوله تعال )) :أددودلأ يدـَدر الذيدن دكدفتروا أدلن اللسدمحادوات دواألدأر د
ض دكاندـَدتا درأتقاد فدـَدفتدـَأقدنا تد
الأدمحاء تكلل دشأيمء دحبي أدفددل يـَتأؤتمتنودن ((-سورةا النبياء ، - 30 :و ))تثل اأستدـَدوى إتدل اللسدمحاء دوتهدي تددخابن
تت فدـَدقادل دلا ولتألدر ت ت ت
يم ((-سورةا فصلت ، - 11 :فهو استشهاد ف ض ائاأتديا طدأوعاد أدأو دكأرهاد دقالددتا دأتدأـَيـَدنا دطائاع د دد أ
غي مله ،لن هذه اليات وصفت مرحلة مر با خلق العال ،و ل علقة لا بالادةا الت تخلقت
منها ،أهي من شيء ،أو من لشيء .و ل علقة لا أيضا بالخلوقات الت كانت قبلها ،كالعرش و
الاء ،فلكل ملوق مادته و زمانه و مكانه ،و هو ملوق ل تعال ،يلقه مت أراد و ما أراد ،من
شيء و من غي شيء ،فهو سبحانه فعال لا يريد ،و على كل شيء قدير .
و أما قوله بأن ال خلق العال ف زمان و مادةا ،لنه ل تيعرف ف الشاهد تمكيون إل بذه الصفة ،و
ال تعال قد أخب عن حاله قبل خلقه للعال ،ف قوله )) :دودكادن دعأرتشهت دعدلى الأدمحاء (( -سورةا هود 7 :
، -و ))))تثل اأستدـَدوى إتدل اللسدمحاء دوتهدي تددخابن ((-سورةا فصلت ، - 11 :فإن احتجاجه هذا ل يدل
على ما ذهب إليه ،لن خلق العال ل علقة له بالخلوقات الت كانت قبله ،و ل ف ذلك إشارةا إل
الادةا الت تخلق منها العال .و أما مسألة الزجمان فهي ليست مشكلة ف الشرع أصل ،لنه لا خلق ال
العال ظإهر الكان و الركة ،و الزجمان و الادةا .و إنا الزجمان تمشكلة عند ابن رشد و أصحابه الشائايم
القائاليم بأزلية العال و الركة .و أما الزجمان الذي كان قائامحا قبل خلق ال للعال ،و التعلق بالخلوقات
الخرى ،فهو زمان خاصا با ،و ل دخل له بزجمان عالنا ،لن الزجمان نسب ،و ال تعال ل يده
زمان و ل مكان ،و هو خالق كل شيء ،و فعال لا يريد .
و أما تأكيده على أن السمحاء أزلية دائامحة ،ل مبدأ لا و ل ناية ،فهو كلما باطل ،و ل يصح شرعا
ول عقل و ل علمحا ،لنه حكم على شيء غائاب عنه نشأةا و مصيا ،و ل تكن بيم يديه معطخيات
صحيحة علمحية ،و ل عقلية ،و ل شرعية تيكنه من إصدار ذلك الكم القاطع بأن العال أزل أبدي .
و إنا العكس هو الصحيح ،فقد كانت أمامه نصوصا شرعية كثيةا و واضحة ،نصت صراحة على
بطخلن ما ادعاه ،و الت أكدت على أن العال ملوق و أنه سينتهي ل مالة ،كقوله تعال )) :دودخلددق
ت م
ك تذو األددلتل تكلل دشأيء فدـَدقلددرهت تدـَأقديراد ((-سورةا الفرقان ، - 2 :و ))تكمل دمأن دعدأليـَدها دفامن دويدأـَبـَدقى دوأجهت درب د
ت ((-سورةا ت دوإتدذا النمتجوتما اندكدددر أ س تكبودر أ ت ت ت
دواألأكدراما (( -سورةا الرحن ، - 27 -26:و ))إدذا اللشأمح ت
غيـَدر
ض دأ ت (( -سورةا النفطخار ، - 1 :و ))يدـَأودما تـَبدلدتل الدأر ت التكوير ، -2-1 :و ))إتدذا اللسدمحاء اندفطخددر أ
ت دوبدـَدرتزواأ لليته الأدواتحتد الأدقلهاتر (( -سورةا إبراهيم . - 48 :فلمحاذا أغفل هذه النصوصا ؟ ض دواللسدمحادوا تالدأر ت
،و و هو قد ذكر بعض اليات الت تدل على خلق السمحوات و الرض ف كتابه الكشف عن مناهج
الدلة ، 1لكنه ناقض نفسه عندما قرر عكس ذلك تاما و صراحة ف كتابه تلخيص السمحاء و العال ،
الذي أكد فيه على أزلية العال و أبديته، 2و جعل الشرع وراء ظإهره ،و خالفه صراحة ،ف أمر معروف
من دين السلما بالضرورةا ! فلمحاذا هذا التدليس و التغليط ،و الزدواجية ف الطخاب ؟ ! .
و رابعا إنه كمحا أن زعم ابن رشد بأزلية العال و أبديته ل يصح شرعا ،فإنه ل يصح علمحا أيضا بدليل
الشواهد التية :أولا إن العلم الديث أثآبت أن العال ليس أزليا ،و له بداية تقدرت ب 13 :مليار
سنة ،و أنه ستكون له ناية حتمحية . 3و ثآانيها إن ابن رشد كان قد زعم أن العال العلوي أزل ل يفسد
و ل يتحلل ف السم و ل ف الركة .و هذا زعم باطل ،لن الباثَ العلمحية الديثة أثآبتت أن العال
يسي إل النيار و الفناء ،و أن الشمحس –مثل -ف طريقها إل الزجوال بسبب ما تفقده من طاقتها
تدرييا .و أن النجوما ف حالة ميلد و فناء من القدي إل يومنا هذا ،و لا آجال تمددةا تولد فيها و
توت كالدمييم .و تبيم من السابات العلمحية أن الرض عند تكيونا كان يومها تيساوي 4ساعات ،
و هو اليوما تيساوي 24ساعة ،بسبب تباطؤ سرعتها الورية. 4
و الشاهد الرابع –و هو الخي -مفاده أن ابن رشد أدعى أن الزجمان أزل بناء على أزلية الادةا و
الركة ،و هذا زعم ل يصح شرعا و ل علمحا .فأما شرعا فبمحا أن ال تعال نص على أن العال ملوق
،فبالضرورةا أن ما ترتب عن هذا اللق من مادةا و زمان و حركة و مكان ،يكون ملوقا أيضا .و أما
علمحا فإن الباثَ العلمحية الديثة دلت على أن العال ملوق ،له بداية زمانية تمددةا حدثآت عند
حدوثَ النفجار العظيم ،فبدأت لظة الصفر الت هي لظة بداية الكون بادته و زمانه و مكانه
علمحا بأن الزجمان هو افتحاض ذهن ل وجود له –فيزجيائايا -قبل اللق. 2
و خامسا إن إنكاره على القائاليم باللق من عدما –أي من ل شيء ، -و قوله بأن ذلك إذا تتؤمل
بالقيقة فهو ليس من شريعة السلمحيم ،و ل يقوما عليه برهان .فهو قول ل يصح شرعا و ل عقل و ل
علمحا .فأما شرعا فإننا إذا تأملنا النصوصا الشرعية تبيم منها أنا نصت على وجود نوعيم من اللق ،
ها :اللق من مادةا سابقن ,اللق من ل شيء ،و هذا أمر سبق أن بيناه و وثآقناه .
و أما عقل فإن تبيراته الت ذكرها ف كتابه تلخيص ما بعد الطخبيعة 3ما هي إل ظإنون و
تمحينات بناها على تمقدمات ظإنية وهية ،ل تصمحد أماما العقل الصريح ،و ل النقل الصحيح ،و ل
العلم الصحيح .فالعقل مثل ل ينع اللق من عدما بالنسبة للخالق عزج وجل ،فهو-أي العقل -إذا
حكم باستحالة النسان أن تيوجد شيئِّا من ل شيء ،أو أن تيظهر شيئِّا من عدما ؛ فإنه ل تييل ذلك
ف حق ال تعال ،لنه هو الالق ،و كيف يكون خالقا ،و ل يستطخيع أن يلق من شيء و من غي
1منصور حسب النبي :نفس المرجع ،ص . 108 :و الكون ،ص. 87 ، 13 :
2منصور حسب النبي :نفس المرجع ،ص . 126 ، 121 ، 120 ، 119 ،89 :و محمود فهمي زيدان :من نظريات العلم المعاصأر
إلى المواقف الفلسفية ،دار النهضة العربية ،بيروت ، 1982 ،ص . 117 :و العلم في منظوره الجديد ،ص، 61 ، 60 ،21 ، 9 :
. 46
3أنظر مثل ص. 50 :
شيء ؟ ! ،فالخلوق هو الذي يعجزج عن اللق ،و أما الالق فل تيعجزجه شيء ،فهو يلق من شيء ،
و من غي شيء .لذا قال سبحانه و تعال )) :أدفددمحن ديألتتق دكدمحن لل ديألتتق أددفل تددذلكترودن (( -سورةا
النحل . - 17 :
و أما علمحا فإن فكرةا اللق من عدما-أي من لشيء -أصبحت لا مكانتها ف علم الفيزجياء الديثة ،
و عنها يقول الفيزجيائاي منصور حسب النب )) :و ياليتها من نتيجة مذهلة يتحدثَ عنها علمحاء الفيزجياء
الن ،بعدما كانوا قديا يقولون :إن الادةا و الطخاقة ل تفن و ل تتستحدثَ ،و هذا صحيح طبعا ف
طور التسخي-أي بعد اللق ، -أما ف طور اللق اللي فهناك قانونان ،أحدها :كن فيكون من
جهة ،و اللق من عدما من جهة أخرى (( .و اللق من عدما ل يتاج مطخلقا إل زمن سابق لن
الزجمان هنا هو افتحاض ذهن ل وجود له فيزجيائايا عند بداية اللق ،و هو ما تيسمحى ف الفيزجياء الديثة
بأنه )) قفزجةا كمحية ف الزجمكان دون حاجة لادةا أو طاقة (( . 1
و قال أيضا :إنه يب التمحييزج بيم اللق من عدما بل زمن ،و اللق بالمر اللي السخر بقوانيم
ت
ثآابتة ،و هو اللق من مادةا سابقة ,و اللق الول ل يتم إل ب :كن فيكون ،و ل يتاج لزجمان و ل
لادةا ،و ل لطخاقة .فهو خلق من ل شيء ف ل زمن ،و عندما تيوجد هذا النوع من اللق يصبح
خاضعا للنوع الثان من اللق الذي هو ف طور التسخي الاضع –ف الكان و الزجمان -لقادير مددةا
ثآابتة يدرسها العلمحاء .و قال الفيزجيائاي ستيفن هوكنج )) :إن لظة النفجار العظيم ل تضع لقوانيننا
العادية الفيزجيائاية ،لنا تتوحي لنا باللق من عدما ((. 2
و بناء على ما ذكرناه ،فمحن الذي قوله ليس من شريعة السلمحيم و ل برهان عليه ،أهم القائالون
بإمكانية اللق من عدما –أي من ل شيء ، -أما هم النكرون للخلق من عدما القائالون بأزلية العال و
أبديته كابن رشد و أصحابه ؟ ! .إنه زعم ابن رشد و أصحابه هو الذي ليس من شريعة السلما ،و ل
سند صحيح له من العقل و ل من العلم .
و إتاما لذا الوضوع تأشي هنا إل آراء بعض الباحثيم العاصرين ف موقفهم من قول ابن رشد بأزلية
العال و ما يتصل به ،أذكر منهم أربعة ،أولم الباحث ممحد عمحارةا ،إنه يرى أن أخذ ابن رشد
بالتص يور الادي للطخبيعة ف قوله بأزليتها و تأويله للشرع ،فيه تثلت عبقريته ،و برزت القيمحة الكبى
لضافته البداعية الت أوصلته إل إياد أرضية مشتحكة بيم الادية و الثالية. 3
و قوله هذا ل يصح ،و فيه مبالغات ل مبر لا ،بدليل الشواهد التية :أولا إنه سبق أن أقمحنا
الدليل الشرعي و العقلي و العلمحي على بطخلن موقف ابن رشد ف قوله بأزلية العال و ما يتصل به .و
تبيم أيضا أنه – أي ابن رشد -مارس التأويل التحريفي ف تعامله مع النصوصا الشرعية ،مارسه تأويل و
1منصور حسب النبي :المرجع السابق ،ص. 126 ، 124 ،123 :
2نفس المرجع ،ص. 128 :
3محمد عمارة :المادية و المثالية ،ص. 61 :
إغفال بطخريقة انتقائاية موجهة للنتصار لذهبيته الرسطخية القائالة بأزلية العال .فهل عمحل كهذا تيسمحى
عبقرية و إبداعا ؟ ! .
و الشاهد الثان مفاده أن القول بأزلية العال و القرار بالالق ليس جديدا ،و ل أبدعه ابن رشد ،
الذي هو على طريقة سلفه أرسطخو و أصحابه الشائايم ،فأية إضافة إبداعية أضافها بعبقريته الزجعزجمة ؟ !
.و الشاهد الثالث مفاده أن ابن رشد أخطخأ ف ماولته التأويلية التحريفية ف تعامله مع النصوصا
الشرعية و انتصاره للرسطخية ،فخالف الشرع و العقل و العلم ف قوله بأزلية العال .و من هذا حاله ل
يصح وصف ما قاما به بأنه عمحل عبقري و إبداعي ،و إضافة لا قيمحة كبى .
و الشاهد الخي – و هو الرابع ، -مفاده أن طريقة ابن رشد ف ربط العلقة بيم القول بأزلية
الطخبيعة و القرار بالالق القائامحة على الركة الت تيركها عشقها لعشوقها ،و الذي هو علة غائاية
للعال ،هي طريقة ضعيفة جدا جدا ،و ل تستحق أن تتسمحى عبقرية و ل إبداعا ،و ل تصلح أن
تكون أرضية مشتحكة بيم الادية و الثالية .لن طريقته خالف با الشرع و العلم ،و ل تقوما على أساس
عقلي صحيح ،و إنا قامت على مقدمات ظإنية وهية ،و ل تقم على أساس اللزجوما و الضرورةا النطخقية
بيم ال و العال .لن القول بأزلية العال و أبديته و طبيعته اللية التمحثلة ف العقول الفارقة ،تعل
العلقة بينه و بيم ال تعال ليست ضرورية ،و يكن الستغناء عنها .لنه با أن العال أزل و عقوله
خالدةا أزلية ذات طبيعة إلية ،و لا تصيرف ف العال ،فيمحكننا أن نقول :إن ذلك العال كان ف
مقدوره أن يستغن عن ذلك العشوق الذي حركه بعشقه له ،لنه يتصف بصفات إلية تعله ليس ف
حاجة إل تلك الركة الزجعومة .فالعلقة بينهمحا علقة ظإنية وهية ل علقة ضرورةا و لزجوما .
و هذا خلف ما إذا قلنا با يقوله الشرع و العقل الصريح و العلم الصحيح ،من أن العال ملوق
بعد أن ل يكن ،حيث تصبح العلقة بيم ال و العال علقة ضرورةا و تلزما ،لنه ل ملوق دون خالق
،فبمحا أن الخلوق موجود فالالق موجود بالضرورةا ،لنه ل بد للمحخلوق من خالق أزل خلقه .هذا
هو منطخق الشرع و العقل و العلم ،و هذه هي العبقرية و البداع ،اللذان يقومان على إليات الشرع
الت تمحع بيم الادية و الثالية بالطخريقة الصحيحة .و أما تريفات و تلفيقات ابن رشد و أصحابه ،
فهي ليست من العبقرية و ل من البداع ف شيء .
و أما ثآان هؤلء الباحثيم فهي زينب الضيي ،إنا ترى أن قول ابن رشد باللق الستمحر –أي
دواما الفاعلية -مكنه تاما من حل)) مشكلة قدما أو حدوثَ العال ،فاللق مستمحر منذ الزل و إل
البد .فالعال قدي زمانا و إن كانت له علة خالقة هو ال ،الذي ل يكف عن اللق ،فالعال قدي
دائام (( .و هو قد حل أيضا مشكلة علقة اليول-الادةا الول -بالرك الول-أي ال ، -فمحع قوله
بقدمها موافقا لرسطخو ،فإنه جعلها ف نفس الوقت ملوقة ،و بذا يكون قد حافظ على سلمة
العقيدةا .و قالت أيضا )) :إن العقل وحده ل يستطخيع القطخع أبدا بأحد الرأييم :هل العال قدي أما
حادثَ ؟ ...لن القوليم يتطخلبان منا ف الاليم الروج من الزجمان ،و بالتال تقيق الستحيل (( ،
فالستدلل العقلي ل يستطخيع إثآبات أحد الرأييم. 1
و ردا عليها أقول :أول إن ما ذكرته الباحثة ف قولا الول ،هو مرتبط بدواما الفاعلية ،العروف
بوادثَ ل أول لا ،و قد سبق أن ناقشنا هذه السألة ،و تبيم خطخأ ابن رشد فيها ،ما يعن أنه ل
يقدما حل ،و إنا طرح مشكلة عجزج عن حلها ،و خاض – من خللا – ف أمور غيبية ل يكنه البت
النهائاي فيها إل عن طريق الوحي .و هذا ل يفعله ابن رشد –مع وجود الوحي بيم يديه ، -فلو عاد
إليه و اتذه منطخلقا له ف هذه السألة ،لوجده ينص على خلف ما ذهب إليه .
و الل الذي أدعت أن ابن رشد قدمه ليس حل جديدا ،فهو رأي قدي قال به الدهريون الؤمنون
به و النكرون له على حد سواء .و قوله بالزلية هو قول دهري ،يصدق عليه قوله تعال )) :دودقالتوا
ك تمأن تعألمم إتأن تهأم إتلل يدظتمنودن ((- ت ت ت
ت دودأنديا دودما يـَتأهلتكدنا إتلل اللدأهتر دودما دتلم بتدذل د
دما هدي إتلل دحدياتتـَدنا المدنأـَديا دتنو ت
سورةا الاثآية ، - 24 :و رد عليهم ردا تمفحمحا عندما نص على أن قولم ليس لم فيه علم و ل
برهان ،و إنا أقاموه على الظن ،الذي ل يغن من الق شيئِّا ،الذي قال فيه سبحانه و تعال )) :دودما
يدـَتلبتتع أدأكثدـَترتهأم إتلل ظإدنياد إدلن الظللن لد يـَتأغتن تمدن األدبق دشأيئِّاد إتلن الليهد دعدليبم ت دبا يدـَأفدعتلودن (( -سورةا يونس 36 :
.-
و بناء على ذلك ل يصح أن تيقال :إن ابن رشد حل مشكلة القدما و الدوثَ ،لننا نعلم أن رأيه
القائال بأزلية العال و دواما الفاعلية ،هو رأي ل يصح شرعا و ل علمحا ،و هذا أمر سبق أن أثآبتناه و
وثآقناه .و من هذا موقفه ل يصح أبدا القول بأنه حل مشكلة الدوثَ و القدما ،و إنا هو ساهم ف
تعقيد الشكلة انطخلقا من خلفيته الذهبية الرسطخية .علمحا بأن القول بأزلية العال هي الشكلة ،و ليس
القول بدوثآه و خلقه هو الشكلة ،و إنا القول بلقه هو الل الوافق للشرع و العقل و العلم .
و ثآانيا إن قولا :إن ابن رشد حل مشكلة علقة اليول بالرك الول .هو قول ل يصح ،لن
ابن رشد قال برأي أرسطخو ف أزلية العال با فيه مادةا الرض –اليول الول، -و وافقه أيضا على أن
عمحلية التك يون الفساد على الرض هي أزلية أيضا ،و إنا الفساد يلحق الفراد ل أنواع الكائانات.2و
هذه الزجاعم كلها باطلة شرعا و علمحا ،سبق أن بينا بطخلنا .و عليه فل يصح القول أبدا الزجعم بأن
ابن رشد حافظ على سلمة العقيدةا !! ،و إنا هو خالفها و جن عليها ،عندما قال بأزلية العال و
أبديته .
و أما قولا الخي بأن العقل ل يستطخيع القطخع أبدا بدوثَ العال أو بأزليته ،فهو حكم قطخعي ل
يصح إصداره عقل ،لنه ل تيوجد مانع عقلي ينص على أن العقل وحده ل يستطخيع القطخع أبدا بأحد
1زينب محمد الخضيري :أثر ابن رشد في فلسفة العصور الوساطى ،ص. 239 ،238 ، 235 :
2سابق توثيق ذلك ،و أنظر أيضا :زينب عفيفي :فلسفة ابن رشد ال
طبيعية ،ص . 138 :و الموساوعة الفلسفية ،ص. 46 :
الرأييم إل بالروج من الزجمان .فهو حكم ليس لزما من لوازما العقل ،و ل ضرورةا من ضروراته .فل
تيوجد أي مانع عقلي من أن يبدأ العقل بالتأمل و البحث و الستنتاج ليصل إل التحجيح ث إل اليقيم
ف أمر حدوثَ العال من دون أن يرج من الزجمان ،ما يعن أن المر مكن و ليس مستحيل .و تيؤكد
ذلك أن ال تعال أمر النسان بالسي ف الرض و النظر و البحث فيها ليصل إل معرفة كيفية بداية
ف بدددأد األدألدق تثل اللهت تينتشتئ النلأشأددةا األتخدردةا إتلن اللق ،ف قوله سبحانه )) :قتأل تسيتوا تف األدأر ت
ض دفانظتتروا دكأي د
اللهد دعدلى تكبل دشأيمء قدتديبر (( -سورةا العنكبوت ، - 20 :فلو كانت معرفة بداية خلق العال و حدوثآه
مستحيلة ما أمر با ال تعال عباده بالسي ف الرض لعرفتها ،و با أنه أمر با فهي مكنة و ميسرةا لن
اتبع النهج العلمحي الصحيح .و هذا أمر قد تقق فعل ف العصر الديث عندما اتبع النسان النهج
العلمحي الصحيح الذي أمر به ال تعال ،فأصبح من الثابت علمحيا أن الكون له بداية و له ناية ،و
ليس أزليا و ل أبديا كمحا ادعى ابن رشد و أصحابه .
و أما الباحث الثالث فهو ممحد عابد الابري ،فقد ذكر أن ابن رشد ف تناوله لسألة حدوثَ العال
تعامل مع )) فكر أرسطخو كمحا هو متحررا من الشكالت الت يطخرحها اللهوت السيحي و علم
الكلما الشعري ... ،فقد تطخرق إل السألة –و هو يشرح أرسطخو -من موقع الباحث الايد التحلي
بالوضوعية و المانة العلمحية (( .ث أورد قول لبن رشد يقول فيه )) :و نن نقول ف ذلك بسب
قوتنا و استطخاعتنا ،و بسب القدمات و الصول الت تقررت لدينا من مذهب هذا الرجل-أي
أرسطخو -الذي وجدنا مذهبه كمحا يقول السكندر الفروديسي أقل الذاهب شكوكا ،و أشدها تمطخابقة
للواقع ،و أكثرها موافقة له و ملءمة ،و أبعدها عن التناقض ((, 1
و قوله هذا غي صحيح ف معظمحه ،لن ابن رشد إذا كان تمتحررا من اللهوت السيحي و الكلما
الشعري ،فإنه كان تمقيدا بالرسطخية و ل يكن تمتحررا من أغللا ،و كان منتصرا لا و مدافعا عنها ،و
تمتعصبا لا ،و ل يكن منتقدا لا على كثرةا تمالفتها للشرع و العقل و العلم . 2فرجل هذا حاله ل يصح
القول بأنه كان تمايدا ،فهو ل يتلف عن أي باحث تمتعصب ينتصر لذهبه بق و بغي حق .
و أما قوله بأنه كان تمتحليا بالوضوعية و المانة العلمحية ،فهذا ل يصدق عليه ف كل أحواله ،و ل
ف كل السائال الت خاض فيها .فقد تبيم بالدلة الدامغة أنه كان مزجدوج الشخصية و الطخاب ،و
مارس التأويل التحريفي ف تعامله مع النصوصا الشرعية ،و كثيا ما كان تمدلسا تمغالطخا ف مؤلفاته
العامة الوجهة لمحهور السلمحيم ،فقرر فيها أمورا خالفها صراحة ف كتبه الفلسفية .فهل رجل هذا
حاله تيقال :إنه كان متحليا بالوضوعية و المانة العلمحية ؟ ! .
و ختاما لذا الفصل – و هو الثان -يتبيم منه أن ابن رشد ل تيوفق تاما التوفيق ف عرضه لطخريقة
الشرع ف إثآبات وجود ال تعال .فقد تللتها نقائاص كثيةا بسبب مذهبيته الرسطخية ،الت أوقعته ف
تناقضات و أخطخاء فاحشة ف موقفه من صفات ال ،و قوله بأزلية العال .
و تب ييم أيضا أنه كان مزجدوج الطخاب ف السائال الفكرية التعلقة بالشرع و الفلسفة معا .فكان ظإاهر
التناقض ف موقفه منها ،تمستخدما للتأويل التحريفي ف مسألت الصفات و أزلية العال ،انتصارا
لذهبيته الرسطخية ؛ فكان هه الول النتصار لا ،و أرسطخة ما تيالفها ،فإن ل يستطخع رفضه و أغفله
و أهله .
الفصل الثالث
نقد موقف ابن رشد من السنة النبوية و مذهب أهل الحديث و مواضيع أخرى
اتذ أبو الوليد بن رشد الفيد مواقف متمحيزجةا من مواضيع تتعلق بالسنة النبوية الطخهرةا ،و مذهب
أهل الديث ،و الداية و الضلل ،و مواضيع أخرى جعلته – أي تلك الواقف -مل انتقاد و اعتحاض
من قبلنا ،نذكرها فيمحا يأت تباعا ،إن شاء ال تعال .
أول :نقد موقف ابن رشد من السنة النبوية :
نصص هذا البحث لنقد موقف ابن رشد من السنة النبوية ،من حيث مكانتها عنده كمحصدر
أساسي للتشريع بعد القرآن الكري من جهة ؛و مدى استخدامه لا ،و كيفية تعامله معها من جهة
أخرى .فبخصوصا مكانة السنة النبوية عنده ،فتيلحظ عليه قلة اهتمحامه با، 1و إغفاله لا ف مواضع
يستدعي القاما ذكرها و الحتكاما إليها ،و اللتزجاما با . 2و الدليل على ذلك أنن ل أعثر له – ف كتبه
الكلمية و الفلسفية -على ما يدل على اهتمحامه بالسنة و العلن من شأنا ،و الدعوةا إل الحتكاما
إليها ،و إنا عثرت على ما تيوحي إل عكس ذلك ؛ أذكر منه نصيم من أقواله ،أولمحا إنه عندما ذكر
الطخرق الت استخدمها الشرع ف تعليم متلف فئِّات الناس قال :إنا هي الطخرق الت )) تثبت ف
الكتاب فقط ،فإن الكتاب العزجيزج إذا تتؤمل توجدت فيه الطخرق الثلثَ الوجودةا لمحيع الناس ((. 3
ص على الكتاب و أغفل السنة النبوية بطخريقة تتوحي و قوله هذا ناقص من جانبيم ،الول إنه ن ي
و كأنه تيرج السنة من أن تكون مصدرا يب الحتكاما إليه ،و ذلك عندما قال )) :الكتاب
فقط (( ! .و الانب الثان أنه أغفل طرق الطخاب و القناع الكثيةا الت استخدمها رسول ال-عليه
الصلةا و السلما -ف دعوةا الناس إل دين السلما ،إنه استخدما طرقا كثيةا جدا ،ف رده على
شبهات الشركيم و اليهود و النصارى ،و مادلته لم با تيفحمحهم و تيبطخل مزجاعمحهم ،و أمره بأن
تيادلم بالت هي أحسن .كمحا أنه استخدما طرقا أخرى ف تربيته للمحسلمحيم و الرد على تساؤلتم .و
هذه الطخرق مبثوثآة ف كتب السنة و السيةا و الغازي و التاريخ ،كان عليه أن يرجع إليها للستفادةا
منها .
و أما النص الثان فمحفاده أن ابن رشد عندما استنكر ما وصل إليه السلمحون –بعد الصحابة -من
اختلف و تفيرق و كراهية بسبب استخدامهم للتأويل ،قال )) :فيجب على من أراد أن يرفع هذه
1قنا :قلة اهتماما ،و لم نقل :أنكر السنة ،أو أهمل السنة نهائيا .
2سانذكر نماذج من ذلك قريبا ،إن شاء ا تعالى .
3ابن رشد :فصل المقال ،ص. 123 :
البدعة عن الشريعة أن يعمحد إل الكتاب العزجيزج ،فيلتقط منه الستدللت الوجودةا ف شيء ما تكلفنا
اعتقاده. 1(( ...
و قوله هذا ناقص هو أيضا ،لن الشرع كلفنا و أمرنا صراحة بالرجوع إل الكتاب و السنة معا ،
و ليس إل الكتاب وحده ،و ل إل السنة وحدها ،الت هي أيضا مليئِّة بطخرق الدعوةا و الستدلل ،و
إل ما أمرنا الشرع بإتباعها ،و هذا أمر معروف من دين السلما بالضرورةا ،و ل يصح أن يغيب عن
مسلم .
و أما بالنسبة لدى استخدامه للسنة النبوية ،فهو بل شك قد استخدما طائافة منها ،ف كتبه
الكلمية و الفلسفية ،منها أنه استخدما 5أحاديث ف كتابه فل القال ، 2و استخدما 14حديثا ف
كتابه الكشف عن مناهج الدلة . 3لكنها قليلة ،كان ف مقدوره استخداما أكثر من ذلك ،خاصة و
أنه تناول مواضيع متنوعة لا علقة وطيدةا بأحاديث كثيةا ،الفروض أنا ل تغيب عنه بكم أنه فقيه
من كبار قضاةا الالكية .
و أما الحاديث الت غابت عنه أو أغفلها ، 4فمحنها أربعة أحاديث ،أولا حديث صحيح يقول
فيه رسول ال –عليه الصلةا و السلما )) : -كان ال ول يكن شيء قبله وكان عرشه على الاء ث
خلق السمحاوات والرض وكتب ف الذكر كل شيء (( . 5و هذا حديث عظيم له علقة مباشرةا
بوضوع خلق العال ،و القضاء و القدر ،لكن ابن رشد ل يذكره عندما تطخرق إل موضوع خلق العال
ت عليها ،كالفصل ،و الكشف ،و التهافت ،و تلخيص ما بعد ف كتبه الكلمية و الفلسفية الت أطلع ت
الطخبيعة .فكان من الفروض عليه أن يذكره و يعتمحد عليه ،مع أنه تيالفه ف قوله بأزلية العال ،و ربا
هذا هو السبب الذي جعله يغفله .
و أما الديث الثان فهو حديث صحيح ،يقول فيه رسول ال –عليه الصلةا و السلما)) : -لا
قضى ال اللق كتب كتابا عنده غلبت -أو قال سبقت -رحت غضب فهو عنده فوق
العرش ((. 6و هذا حديث هاما جدا ،يتعلق بلق العال ،و الصفات اللية ،و القضاء و القدر ،
لكن ابن رشد ل يذكره ف الواضع الت تناول فيها تلك الواضيع ف كتبه الكلمية و الفلسفية الت
تيكنت من الطلع عليها .
و الديث الثالث يتعلق بوضوع الرؤيا ،و هو حديث صحيح يقول فيه النب-عليه الصلةا و
السلما)) : -الرؤيا ثآلثآا :فالرؤيا الصالة بشرى من ال عزج وجل ،والرؤيا تزجين من الشيطخان ،والرؤيا
و أما الديث الخي – أي الرابع -فهو حديث صحيح يتعلق بدور الرأةا ف نوع النيم من حيث
الذكورةا و النوثآة ،يقول فيه النب –عليه الصلةا و السلما )) : -ماء الرجل أبيض وماء الرأةا أصفر ،
فإذا اجتمحعا فعل من الرجل من الرأةا أذكرا بإذن ال ،وإذا عل من الرأةا من الرجل آنثى بإذن
3
ص صراحة على أن كل من الرأةا تيساهم ف نوع النيم من حيث الذكورةا و ال . ((...فهذا الديث ن ي
4
صالنوثآة ،لكن ابن رشد أغفله و خالفه عندما تناول هذا الوضوع ف كتابه الكليات ف الطخب ،و ن ي
على أن من الرجل وحده هو السبب ف تكيون النيم و نوعه ،موافقا لرسطخو و منتصرا لرأيه . 5فهو
هنا خالف الديث الصحيح ،و الطباء الذين حالفوا أرسطخو و انتقدوه فيمحا ذهب إليه . 6و قد بييم
العلم الديث خطخأ أرسطخو و ابن رشد فيمحا قال به ،و وافق ما جاء ف الديث النبوي من أن كل من
الرجل و الرأةا له دور ف تكيون النيم و نوعه ،و هذا أمر أصبح من القائاق الثابتة الت ل تتاج إل
توثآيق .
و تأشي هنا أيضا إل أن ابن رشد ل تيالف الديث فقط برأيه الذي قال به ،و إنا خالف أيضا القرآن
الكري ،و كبار مفسري السلف .لن القرآن أشار إل دور الرجل و الرأةا ف تكيون النيم ف قوله
تعال )) :إتلنا دخلدأقدنا ا أتلندسادن تمن نمطخأدفمة أدأمدشامج (( -سورةا النسان ،- 2 :بعن من نطخفة أخلط ،
1ناصأر الدين اللباني :السلسلة الصحيحة ،مكتبة المعارف ،الرياض ،ج 8ص. 15 :
2ابن رشد :تلخيص الحس و المحسوس ،حققه ه .جاتيه ،فيسبادن ، 1961 ،ص. 91 :
3مسلم :الجامع الصحيح ،تحقيق :محمد فؤاد عبد الباقي دار إحياء التراث العربي – بيروت ،رقم الحديث 315 :ج 1ص. 252 :
و من مظاهر إغفال ابن رشد للسنة النبوية أيضا ،أنه عندما زعم أن الشرع خاطب المحهور
ص الفلسفة بالتأويل البهان لتلك النصوصا الت هي كفر يب تأويله. 2أغفل بظواهر النصوصا ،و خ ي
سنة النب و سيته-عليه الصلةا و السلما، -و ل يتكم إليها ليعرف أكان زعمحه صحيحا أما باطل ؟ .
فلو رجع إليها لعرف أنه كان تمطخئِّا ،لننا نعلم أن رسول ال أقاما دعوته على الصدق ،و الق ،و
المانة ،و الكمحة ،و الوضوح ،و ل تيقمحها على التدليس و التغليط و ازدواجية الطخاب و الشخصية
ف تعامله مع عامة الناس و خاصتهم .و قولنا هذا ل يتاج إل توثآيق ،فهو متواتر يشهد له القرآن
الكري ،و الروايات الديثية و التاريية.
و أما فيمحا يص كيفية تعامل ابن رشد مع الحاديث النبوية الت ذكرها ف مؤلفاته الكلمية و
الفلسفية ،فسأذكر من ذلك سبعة أحاديث كشواهد على ما أريد أن أقوله .أولا إنه عندما ذكر
حديث الارية الت سألا النب-عليه الصلةا و السلما -بقوله :أين ال ؟ ،فقالت :ف السمحاء .فقال
)) :اعتقها فإنا مؤمنة (( . 3فإن ابن رشد زعم أن حل هذا الديث على ظإاهره كفر ،و يب
تأويله ،و الرسول-عليه الصلةا و السلما -قال ذلك للجارية لنا ل تكن من أهل البهان الذين
عليهم تأويل هذا الصنف من النصوصا الشرعية. 4
و قوله هذا هو زعم باطل مرتبط بالتأويل التحريفي ،وقد سبق أن ناقشناه و أبطخلنا مزجاعم ابن رشد
ف ذلك ف الفصل الول من جهة ،و هو أيضا رد للحديث ،و اتاما لرسول ال من جهة أخرى بأنه
أقر مسلمحة على ظإاهر هو كفر ،و خادعها عندما ل تيبيم القيقة على حد زعم ابن رشد ؛ و حاشا
لرسول ال أن يفعل ذلك ،فهذا افتحاء على ال و رسوله ،و رد للنصوصا الشرعية .فعجبا من ابن
رشد ما ذا فعل ف نفسه ؟ ! ،و أين أوصله تعصبه الذهب ،حت يزجعم ذلك الزجعم الباطل ؟ ! .
و الشاهد الثان يتعلق بديث ذكره ابن رشد يقوله )) :و لذلك قال عليه السلما :إنا معشر النبياء
تأمرنا أن تننزجل الناس منازلم،و أن تناطبهم على قدر عقولم (( . 5هذا الديث أورده ابن رشد و استدل
به على ما ذهب غليه من ضرورةا التفريق بيم طريقة تعليم المحهور ،و طريقة تعليم الواصا ،من دون
أية إشارةا إل رواةا الديث و درجته من حيث الصحة و السقم .و عليه فنحن نقول :
1ابن كثير :تفسير القرآن العظيم ،ج 4ص . 582 :و الراغب الصأفهاني :مفردات القرآن ،ص. 1368 :
2سابق التوساع في ذلك و توثيقه في الفصل الول .
3مسلم :الصحيح ،رقم الحديث ، 537 :ج 1ص. 381 :
4ابن رشد :فصل المقال ،ص. 111 :
5ابن رشد :الكشف عن مناهج الدلة ،ص. 159 :
أول إن الديث بالصيغة الت ذكرها ل تيوجد ف كتب الديث السنية العتمحدةا ،كالصحاح ،و
السنن ،و السانيد ،و إنا الوجود من ذلك الديث هو )) :انزجلوا الناس منازلم (( ، 1فل توجد فيه
عبارات ))إنا معشر النبياء تأمرنا ...و أن تناطبهم على قدر عقولم (( ،و هذه العبارات ل توجد
ت على الديث الذي ذكره ابن رشد ف بعض كتب أيضا ف تلك الصنفات السابق ذكرها ،لكنن عثر ت
الديث التأخرةا ،ألقته بالحاديث الضعيفة . 2و أما الزجء من الديث الت روته بعض كتب الديث
السنية ،و هو ))انزجلوا الناس منازلم (( ،فهو أيضا حديث ضعيف. 3
و ثآانيا إن ابن رشد استدل بديث ضعيف يتعلق بأمر هاما جدا ،موضوعه طريقة تعليم عامة الناس
و خاصتهم ،فكان عليه أن ل يبن حكمحا على حديث ضعيف ،و أن تيد درجته من الصحة و
الضعف ،و أن ل يذكره بأسلوب تيفيد التأكيد و الثآبات عندما قال )) :و لذلك قال عليه الصلةا و
السلما (( ،فل يصح استخداما هذا السلوب مع الحاديث الضعيفة ،و كان عليه أن يستخدما
أسلوب التمحريض و التشكيك ،كقولنا :تيروى ،و تيكى ،و تيقال .
و الديث الثالث ذكره ابن رشد عندما تكلم عن صنف من النصوصا الشرعية الت ل يتأولا إل
خواصا العلمحاء حسب زعمحه ،فقال )) :و هذا مثل قوله عليه الصلةا و السلما )) :الجر السود
ييم ال ف الرض((. 4و هذا الديث استدل به ابن رشد فيمحا ذهب إليه ،من دون تريج له ،و ل
ذكر لدرجته ،و أورده بصيغة الثآبات ل التمحريض ،ف أمر يتعلق بوضوع الصفات و تأويلها ،فلو
تقق من الديث ما استشهد به فيمحا ذهب إليه ،لنه حديث ضعيف 5ل يصح استخدامه ف ذلك
الوضوع .
و للشيخ تقي الدين بن تيمحية رأي مفيد ف قراءته لذا الديث الضعيف يقول فيه )) :فهذا الب لو
صح عن النب -صلى ال عليه وسلم -ل يكن ظإاهرةا أن الجر صفة ل ،بل صريح ف أنه ليس صفة
ل لقوله ييم ال ف الرض فقيده ف الرض ،و لقوله فمحن صافحه فكأنا صافح ال ،و الشبه ليس
هو الشبه به ،و إذا كان صريا ف أنه ليس صفة ل ل يتج إل تأويل يالف ظإاهرةا .و نظائار هذا
كثيةا ما يكون ف الية والديث ما يبيم أنه ل يرد به العن الباطل ،فل يتاج نفي ذلك إل دليل
منفصل ول تأويل يرج اللفظ عن موجبه ومقتضاه ((. 6
1أبو داود السجستاني :السنن ،دار الفكر ،بيروت ،رقم الحديث ، 4842 ،ج 2ص. 677 :
2السيوطي :الدرر المنتثرة في الحاديث المشتهرة ،ط ، 1دار العربية ،بيروت ،ص . 85 :و محمد بهاء الزكشي :التذكرة في
الحاديث المشتهرة ،ط ، 1دار الكتب العلمية ،بيروت ، 1406 ،ص. 107 :
3اللباني :السلسلة الضعيفة ،مكتبة المعارف الرياض ،ج 4ص. 368 ،367 :
4ابن رشد :الكشف عن مناهج الدلة ،ص. 206 :
5ابن الجوزي :العلل المتناهية ،ط! ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،1403 ،ج 2ص . 575 :و اللباني :المرجع السابق ،ج 1ص:
. 390
6درء تعارض العقل و النقل ،ج 2ص. 146 :
و أما الديث الرابع فيتعلق بقول النب-عليه الصلةا و السلما)) : -إذا حكم الاكم فاجتهد ث
أصاب فله أجران ،وإذا حكم فاجتهد ث أخطخأ فله أجر (( . 1هذا الديث أورده ابن رشد بالعن و
صهم ال بالتأويل (( . 2و قوله هذا فيه عيقب عليه بقوله )) :و هؤلء الكاما هم العلمحاء الذين خ ي
تغليط و تريف للحديث ،لن ابن رشد يقصد بالعلمحاء الفلسفة ل علمحاء الشريعة ،لن علمحاء
الشريعة عنده هم من جهور أهل العلم ،أو من أهل الدل ،فهم على كل حال ليسوا من أهل البهان
و اليقيم على حد زعمحه .و التأويل عنده ليس هو التأويل الشرعي الصحيح ،وإنا هو التأويل الباطن
التحريفي الذي مارسه ابن رشد و تصص فيه .و قد ناقشناه ف ذلك و بينا بطخلن ما ذهب إليه ف
الفصل الول .لذا فالصواب هو أن بيقال :إن الكاما هم العلمحاء الذين خصهم ال بالفهم و التأويل
الشرعييم على منهاج الكتاب و السنة ،و طريقة السلف الصال ،و ما قال به العقل الصريح ،و العلم
الصحيح .
و الديث الامس موضوعه الرؤيا و الحلما ،فعندما تعيرض ابن رشد لذا الوضوع ،و ذكر أن منه
النذار الشريف ،و الدراك الروحان ،قال )) :و لذلك قيل :إنه جزجء من كذا من كذا من
النبوةا (( . 3فقوله هذا خطخأ فاحش ،فل يصح ذكره بذه الصيغة الت نسبت القول إل مهول ،و
أوردته بصيغة التمحريض و التشكيك .لن القول الذي ذكره هو معن لديث نبوي شريف صحيح ،
رواه البخاري و مسلم ،و نصه )) :رؤيا الؤمن جزجء من ستة و أربعيم جزجءا من النبوةا . 4((...فعمحله
هذا هو تصيرف غريب جدا ،فكان عليه أن تيشي بتأكيد و دقة إل أن ذلك هو حديث نبوي شريف
صحيح .و ل ندري سبب ذلك ،أهو سهو و نسيان ،أما هو أمر آخر ؟ ! .
و أما الديث السادس –أي الخي -فهو قوله -عليه الصلةا و السلما )) : -ستفتحق أمت على
اثآنتيم و سبعيم فرقة ،كلها ف النار إل واحدةا (( .هذا الديث ذكره ابن رشد ف كتابه الكشف عن
6
مناهج الدلة . 5و هو حديث صحيح أورده ابن رشد ناقصا ،فلم يذكر ف آخره )) و هي المحاعة ((
.ث عيقب ابن رشد على الديث الناقص بقوله )) :يعن بالواحدةا الت سلكت ظإاهر الشرع ،و ل
تتؤيوله تأويل صيرحت به للناس ((. 7
و تعقيبا عليه أقول :أول إنه واضح من تعليقه أنه يرى أن الفرقة الناجية الت استثناها الديث هي الت
تتارس التأويل الباطن الرشدي و ل تتظهره للجمحهور ،فتتخفيه عنهم و تتظهر لم ظإاهر الشرع الذي هو
خلف التأويل .و تفسيه هذا ل يصح ،لنه تأويل ذات مذهب ل دليل عليه من الديث نفسه ،و ل
1مسلم :المصدر السابق ،رقم الحديث ، 1716 :ج 3ص. 1342 :
2ابن رشد :فصل المقال ،ص . 107 :
3ابن رشد :تلخيص الححس و المحسوس ،ص. 89 :
4البخاري :الصحيح ،رقم الحديث ، 6586 :ج 6ص . 2563 :و مسلم :الصحيح ،رقم الحديث ، 2263 :ج 4ص.1773 :
5ص . 150 :
6أبو داود السجستاني :السنن ،ج 2ص . 608 :و اللباني :السلسلة الصحيحة ،ج 1ص. 404 :
7ابن رشد :الكشف ،ص. 150 :
من نصوصا شرعية أخرى ،لن الديث واضح أنه يقصد جاعة السلمحيم الت كانت على منهاج
الصحابة و السلف الصال ،و ل يقصد فلسفة العصر السلمي الذين ظإهروا متأخرين ،و تيرفون
النصوصا و تيفونا عن جهور السلمحيم .و زعمحه هذا ل تيشي إليه النص من قريب و ل من بعيد ،و
إنا هجم عليه و أخضعه لتأويله الباطن ،و قيوله ما ل يقله .و طريقته هذه ليست من الوضوعية و
النزجاهة العلمحية ف شيء ،ميهد با لكل فرقة أن تقول بأنا هي الفرقة الناجية الت قصدها الديث دون
غيها ،و بذلك أصبح الشرع نبا لكل تميرف يفهمحه كمحا يتريد ،و حسب مصاله و أهوائاه و ظإنونه
من دون أية مراعاةا لبادئ الفهم الصحيح للشرع .فابن رشد ل يفهم الديث بالعلم ،و إنا فهمحه
بذهبيته الرسطخية التأويلية التحريفية التعصبة .
و ثآانيا إن ما يدل على خطخأ ما ذهب إليه ابن رشد ،و أن الديث يقصد جاعة السلمحيم الت هي
أهل السنة و المحاعة من الصحابة و السلف الصال و من سار على نجهم ،أن الديث وصف
الفرقة الناجية بأنا المحاعة ،و ابن رشد ل يذكر هذه اللفظة ،فل ندري أنسيها أما تناساها ؟ .و هذه
المحاعة هي الت على منهاج النبوةا و الصحابة و من سار على طريقتهم ،بدليل أن ال تعال زكي
الصحابة و شهد لم باليان و العمحل الصال ،و وعدهم بالنصر و التمحكيم الدين و الدنيوي معا ف
فض دكدمحا اأستدأخلد د ت لديدأستدأخلتدفنلـَتهم تف األدأر ت صاتلا ت ت ت ت
قوله تعال )) :دودعدد اللهت الذيدن آدمنتوا منتكأم دودعمحلتوا ال ل د
ضى دلتأم دولديتبدبدلدنلـَتهم بمن بدـَأعتد دخأوفتتهأم أدأمناد يدـَأعبتتدوندتن دل ت ت ت ت ت
الذيدن من قدـَأبلتهأم دولديتدمحبكندلن دلتأم ديندـَتهتم الذي اأرتد د
ك تهتم الأدفاتستقودن – سورةا النور - 55 :و هذا كله تقق ت
ك فدأتأولدئِّت د
يتأشترتكودن تب دشأيئِّاد دودمن دكدفدر بدـَأعدد دذل د
على أيديهم ف الواقع التاريي .فالفرقة الناجية هب الت كانت على منهاج الصحابة و التابعيم لم
ت ت
صاتربإحسان بدليل الية السابقة ،و الية التية الت تقول )):دواللسابتتقودن الدلوتلودن مدن الأتمحدهاجتريدن دوادلن د
ت دأتتري دأتتدـَدها الدنأـَدهاتر دخالتتديدن تفيدها والتذين اتلـَبـَعوهم بتتإحسامن لرتضي الليه عأنـَهم ورضواأ عأنه وأدعلد دلم جلنا م
د ت د ت أ دد ت د ت د د تأ د د د دت ت أ د
ك الأدفأوتز الأدعتظيتم (( – سورةا التوبة ، - 100 :فأهل السنة هم الفرقة الناجية ،و ليست جاعة ت
أددبداد دذل د
الفلسفة الشائايم و ل غيهم من الفرق السلمية الخرى .و ما يزجيد ما قلناه تأكيدا أن الديث
نفسه ورد بطخريق آخر بإسناد حسن فيه تديد و وصف للفرقة الناجية ،و صفها النب-عليه الصلةا و
السلما -بأنا هي )) الت على ما أنا عليه و أصحاب ((. 1
و ثآالثا إن قوله يتضمحن تدليسا و تعارضا و تغليطخا ،و ذلك أنه-أي ابن رشد -زعم أن الفرقة
الناجية الت قصدها الديث هي الفرقة الت تأخذ بظاهر النص ،بعن أنا ل تتؤيول الشرع تأويل
تريفيا ،و تفهمحه وفق التأويل الشرعي .لكنه ناقض نفسه عندما زعم أن تلك الفرقة -الت سلكت
ظإاهر النص – تارس التأويل أيضا بطخريقة باطنية و تتفيه و ل تتصيرح به للجمحهور ،و هذا العمحل ينفي
عنها أخذها بظاهر النص ،فلو أخذت به ما أيولته تأويل باطنيا ! ! .فهي إما أن تأخذ بظاهر النص
1اللباني :الجامع الصغير و زياداته ،المكتب افسلمي ،بيروت ،ج 1ص. 948 :
فل تتؤيول ذلك التأويل ،و إما ل تأخذ به و تتارس التأويل الباطن التحريفي ،فإذا أصرت على المحع
بينهمحا فهو تناقض ظإاهر ،يتفق مع طريقة ابن رشد الزجدوجة الطخاب ذات اللفية الرسطخية الباطنية .
و ختاما لذا البحث تيستنتج منه أن ابن رشد ل تيعط للسنة النبوية مكانتها اللئاقة با كمحصدر
أساسي للشريعة السلمية بعد القرآن الكري .،و ل يتوسع ف استخدامها ف كتبه الكلمية و
الفلسفية ،ففاتته أحاديث كثيةا ذات علقة مباشرةا بكثي من الواضيع الفكرية الت تطخرق إليها .كمحا
أن الحاديث الت استخدمها ف تلك الصنفات كثي منها ل يفهمحه فهمحا صحيحا ،و أخضعه للتأويل
التحريفي خدمة لفكره و أرسطخيته .
ثانيا :نقد موقفه من مذهب أهل الحديث :
كان أهل الديث هم مثلو أهل السنة ف القرن الثان الجري و ما بعده ،إل غاية القرن الامس
الجري حيث انقسم السنيون على أنفسهم ف أصول الدين إل سلف و خلف ،فأما السلف فهم أهل
الديث ،و معظمحهم من النابلة و قلة من الشافعية و النفية و الالكية ،و أما اللف فهم الاتريدية
و الشاعرةا ،فكان معظم النفية ماتريدية ،و معظم الشافعية و الالكية و قلة من النابلة أشاعرةا ،و
بعد انقسامهم استمحر أهل الديث على مذهبهم ف أصول الدين على طريقة الصحابة و السلف الول
.1فمحا هو موقف ابن رشد منهم ؟ .
إنه جن عليهم بالغفال و التاما ،فأما إغفاله لم فمحن مظاهره :إنه أغفلهم كفرقة إسلمية كبيةا
لا وجودها الستقل ف الشرق و الغرب السلمييم ،و تأثآيها الكبي على متلف جوانب الياةا ،
فعندما تعرض لفرق عصره قال :أشهر الطخوائاف ف زماننا أربعة ،هي :الشعرية ،و العتزجلة ،و
الشوية ،و الباطنية و ذكر منهم الصوفية . 2فلم يذكر أهل الديث من بيم فرق عصره ،مع تأثآيهم
الكبي على التمحع الغرب و الندلسي زمن دولة الرابطخيم الت كانت على مذهبهم إل ناية دولتهم على
أيدي الوحدين سنة 541هجرية، 3و هو نفسه قد عاش عقدين من الزجمن ف دولتهم . 4فلمحاذا
أغفلهم ؟ ،يبدو ل أنه تعمحد إغفالم لسببيم ،أولمحا إنه كان يعيش ف كنف دولة الوحدين )-541
668ه( العادية للمحرابطخيم و لذهبهم السلفي ،فسايرها ف هذا التيار .و ثآانيهمحا إنه ل تكن له معرفة
كافية و جيدةا بذهب أهل الديث تعله يهتم به و تيقدره حق قدره .ما جعله تيهمحله و يتقر أصحابه
و يستعلي عليهم بدعوى أنم من عواما أهل العلم ،و ليسوا من أهل البهان على حد زعمحه .
و مع ذلك فإنه يبدو ل أنه ل تيغفل أهل الديث إغفال تاما و موا لوجودهم كطخائافة مستقله
بكيانا ،و إنا ألقهم بالطخائافة الت ساها الشوية ،الت هي من الرعاع و السمحة ،و الخلطخيم من
ت
1للتوساع في ذلك أنظر :خالد كبير علل :الزمة العقيدية بين الشاعرة و أهل الحديث ،الجزائر ،دار الماما مالك ، 2005 ،ص 7:
و ما بعدها 59 ،و ما بعدها .
2ابن رشد :الكشف ،عن مناهج الدلة ،ص. 117 ، 100 :
3خالد كبير علل :المرحع السابق ،ص. 174 :
4لنه ولد سانة 520هجرية .
عواما أهل العلم النتسبيم لهل السنة .و إن صح هذا الحتمحال يكون ابن رشد قد أخطخاأ ف ذلك
خطخأ فاحشا لن أهل الديث ليسوا من الشوية ،ول من السمحة ،و ل من العطخلة ،و ل من
الؤيولة ،و إنا هم على مذهب الصحابة و السلف الصال ف أصول الدين. 1
و كمحا أغفلهم كطخائافة فاعلة ف التمحع أغفلهم أيضا كمحدرسة فكرية ،فلم يذكر مذهبهم كمحذهب
مستقل له مواقفه الفكرية التمحيزجةا .فعندما تطخرق إل موضوع صفات ال تعال ،و مواقف الفرق
الكلمية من طريقة إثآبات وجود ال تعال أغفل مذهبهم . 2مع أن مذهبهم ف ال تعال و صفاته هو
أصح الذاهب و أقواها حجة شرعا و عقل. 3
و أما الظهر الثان من إغفاله لهل الديث ،فيتمحثل ف أنه عندما تعيرض لصفة السمحية ذكر أن
الذين صيرحوا بنفيها فرقتان ،ها :العتزجلة و الشعرية. 4و ل يذكر أهل الديث ،بأنهم هم أيضا نفوا
السمحية و ل يصفوا ال تعال با ،و هم ل يصفون ال إل با وصف به نفسه ،أو وصفه به رسوله-
عليه الصلةا و السلما ، 5-فكان عليه أن يستثنيهم و أن ل يغفلهم .
و الظهر الثالث من إغفاله لم فيتمحثل ف أنه عندما تطخرق إل موضوع السببية و الكمحة و الطخبائاع
ف العال ،و إنكار الشاعرةا لذلك و رده عليهم ، 6أغفل موقف أهل الديث من هذا الوضوع و كأنه
غي موجود ،مع أهيته كطخرف تيعب عن الناح الول ف الطخائافة السنية .فهم خلف الشاعرةا ف ذلك
،فتيثبتون السببية و الكمحة ف العال بطخريقة شرعية و عقلية معا ، 7فمحا كان لبن رشد أن يغفل موقفهم
!.
و آخرها-أي الظهر الرابع -هو إغفاله لم ف موضوع القضاء و القدر ،فعندما تطخرق إل موضوع
الب و الختيار ،و علقته بالقضاء و القدر ذكر موقف العتزجلة و البية و الشعرية، 8و ل تيشر إل
موقف أهل الديث من هذا الوضوع ،مع أن لم كلما جيدا فيه ،موافقا للشرع و العقل معا ،و فيه
رد قوي على الطخوائاف الخالفة لم. 9
و أما اتامه لم ،فيتمحثل ف أنه عندما تكلم عن صفة السمحية ،ذكر أن النابلة و كثيا من اتبعهم
وصفوا ال بالسمحية ،و قالوا )) :إنه جسم ل تيشبه سائار الجساما (( .و ذكر أن النابلة تمحل آية
الستواء و حديث النزجول على ظإاهرها من دون تأويل. 10
1خالد كبير علل :نفس المرجع ،ص 7 :و ما بعها .
2ابن رشد :الكشف ،ص 101 :و ما بعدها .و تهافت التهافت ،ص. 220 :
3أنظر مثل :ابن قيم الجوزية :الصواعق المرسالة على الجهمية و المعطلة .
4ابن رشد :الكشف ،ص. 140 :
5ابن تيمية :درء تعارض العقل و النقل ،ج 10ص. 258 :
6ابن رشد :الكشف ،ص 166 :و ما بعدها .و تهافت التهافت ،ص. 165 ،164 :
7ابن تيمية :مجموع الفتاوى ،ج 16ص . 418 :و الرد على المنطقيين ،ص. 530 :
8ابن رشد :الكشف ،ص. 187 :
9أنظر مثل :ابن قيم الجوزية :شفاء العليل في مسائل القضاء و القدر و الحكمة و التعليل ،ط ، 3دار الكتب العلمية ،بيروت .و ابن
أبي العز الحنفي :شرحا العقيدة الطحاوية ،بيروت ،المكتب السالمي ،ص ،142 :و ما بعدها ،و 364و ما بعدها .
10ابن رشد :الكشف ،ص . 139 :و فصل المقال ،ص. 98 :
و أقول :أول واضح من كلمه أنه يتريد أهل الديث كلهم ،بكم أن النابلة-بعد انقساما السنييم
على أنفسهم -هم قطخب أهل الديث ،و أنه قال )) :و كثي من تبعهم (( .و هذا اتاما ل يصح ف
حقهم ،لنم ل يقولوا بصفة السمحية ،و هم ل يصفون ال تعال إل با وصف بع نفسه ،و أو وصفه
به رسوله-عليه الصلةا و السلما . 1-و أما النابلة فليس فيهم من أطلق لفظ السم على ال تعال ،
لكن تنفاةا الصفات كابن رشد و أصحابه يسمحون كل من أثآبتها مسمحا. 2
و ثآانيا إن اتامه لهل الديث بأنم وصفوا ال تعال بالتجسيم ،يدل على أن مفهومه للتجسيم
ليس مفهوما صحيحا شرعا و ل عقل ،فهو عنده وصف ال بالصفات الت وصفه السرع با .و هذا
مفهوما غي صحيح تاما ،لن التجسيم و التشبيه هو أن نقول :إن ال تيشبه ملوقاته جسمحا وصفة.
و أما لاذا تعريفة للجسم غي صحيح شرعا و عقل ؟ ،فهو لن الشرع وصف ال تعال بصفات
كثيةا جدا ،و هو سبحانه ليس كمحثله شيء ،و با أنه وصف نفسه با ،هي بالضرورةا صفات حقيقية
ل مازية ،تليق به سبحانه و تعال ،وهي صفات كمحال و تنزجيه ل نقص فيها مطخلقا .علمحا بأنه ل
احد يستطخيع وصف ال تعال بطخريقة صحيحة كاملة ل نقص فيها إل ال تعال أو رسوله -عليه
الصلةا و السلما . -و أما عقل فإن اتصاف ال تعال بصفات الكمحال الت تليق به ،هي من
ضروريات العقل الصريح ،لنه ل موجود دون صفات تليق به ،و لن العال يشهد لالقه بكل صفات
الكمحال بالضرورةا .
و أما ما قاله عن النابلة بأنم يمحلون أية الستواء و حديث النزجول على ظإاهرها ،فهم كغيهم من
السلف و أهل الديث تيثبتون الصفات بل تعطخيل ،و ل تسيم ،و ل تأويل ،و ل تشبيه و ل
تكييف ،و يرفضون تأويلها تمطخلقا . 3لكن قوله بأنم يمحلونه على ظإاهره يتمحل معنييم ،أحدها
صحيح ،و الثان غي صحيح بالنسبة إل النابلة .فإذا تقصد به أنم تيثبتون النزجول و الستواء و يعلونه
كاستواء و نزجول الخلوقيم ،فهذا ل يقوله النابلة و ل أهل الديث ،و هذا هو العن الباطل الذي
يتمحله قوله .
صد به أنه تيثبتون صفت الستواء و النزجول على القيقة ل الاز ،من دون تأويل و ل و أما إذا قت ت
تعطخيل و ل تشبيه ،ول تشبيه و ل تسيم ،و أنا هو إثآبات وجود ل إثآبات كيفية ،فهذا يقوله النابلة
و أهل الديث ،و هو العن الصحيح الذي يتمحله قول ابن رشد ف وصفه للحنابلة بأنم يأخذون
بظاهر النص .فكان عليه أن تيدد العن الذي يتريده بدقة ،لكي ل يلتبس كلمه على القارئ .علمحا
بأن الظاهر الذي أخذ به النابلة و أهل الديث هو الظاهر الصحيح ،و ليس هو ظإاهر الشبهة و
السمحة ،و ل هو ظإاهر الؤيولة و العطخلة .
ت
1ابن تيمية :درء التعارض ،ج 10ص. 258 :
2نفس المصدر ،ص. 250 :
3لتوساع في ذلك أنظر :الموفق بن قدامة المقدساي :ذما التأويل .
و قد ديل قوله السابق ف النابلة أنه –أي ابن رشد -ل يكن على معرفة كاملة و صحيحة بذهب
السلف و أهل الديث ،فلو كان عارفا به معرفة جيدةا ما أخطخأ ف حق النابلة و أهل الديث ف
هذا الطخأ الواضح ،الذي اتمحهم فيه بالتجسيم .و يبدو أن سبب ذلك هو إما أنه قرأ مذهبهم من
كتب خصومهم ،و ل يرجع إل مؤلفاتم الصيلة .و إما أنه تعمحد وصفهم بذلك لنه نظر إل
مذهبهم انطخلقا من خلفيته الرسطخية الباطنية التأويلية التحريفية .و إما أنه اجتمحع فيه الحتمحالن .
و أما لاذا اتذ ابن رشد موقف الغفال و التاما من مذهب أهل الديث ؟ ،و ماذا ترتب عن
ذلك ؟ ،فيبدو أنه أغفل مذهبهم لثلثآة أسباب رئايسية ،أولا قلة معرفته بذهبهم معرفة حقيقية و
شاملة .و ثآانيها ضعف سيادةا مذهب أهل الديث و تأثآيه الجتمحاعي و السياسي و العلمحي زمن ابن
رشد ف أياما دولة الوحدين العادية لذهب أهل الديث ،ما جعل ابن رشد يصرف اهتمحامه به .
و السبب الثالث هو تأثآر ابن رشد الكبي بالفلسفة الرسطخية و غليوه فيها ، 1جعلته ينظر إل كل ما
تيالفها نظرةا ازدراء و استعلء ،و بكم تمسبق بأنه باطل ،حت أنه ألق علمحاء الشريعة بالمحهور و
أهل الدل ،و جعل الفلسفة أهل البهان و اليقيم على حد زعمحه .فهذا النظرةا الذهبية التعصبة و
الضيقة حرمته النظرةا العلمحية الوضوعية الصحيحة إل مذهب أهل الديث .
فتحتب عن ذلك نتائاج سلبية خطخيةا أضرت بابن رشد و أهل الديث ،و بختلف طوائاف أهل العلم
.من ذلك :إنه –أي ابن رشد -حرما نفسه و قراءه من كنوز مذهب أهل الديث ،و سلمة منهجهم
ف أصول الدين و قضاياه التنوعة .و إنه ساهم ف تشويه ذلك الذهب و التضييق عليه بإغفاله له ،و
نشر الشناعات و التامات حوله .و إنه أقصى مذهبهم من أن يكون مذهبا جديرا بالهتمحاما و
التقدير لتينافس مذاهب الفلسفة و التكلمحيم ،و يرد عليهم بنهجه التمحيزج القوي القائام عل النقل
الصحيح ،و العقل الصريح ،و العلم الصحيح ،و ما أجع عليه السلف الصال .
و إناءد لذا البحث تأشي هنا إل أن للباحث ممحد عابد الابري رأيا يتعلق با نن فيه ،و مفاده
أن ابن رشد سعى إل تليص الفلسفة من تأويلت ابن سينا لتيجعها إل أصول أرسطخو من جهة .و
سعى من جهة أخرى إل تليص العقيدةا السلمية من تأويلت الشاعرةا و غيهم التكلمحيم لتيجعها
إل الظاهر من العقائاد الت جل الشرع المحهور عليها ،و هي عقيدةا السلف . 2فهل قوله هذا
صحيح ؟ .
و قوله هذا غي صحيح ،لنه ل يصح وصف نصوصا الشرع بأنا متعارضة ،لن الشريعة
نصوصها تمكمحة و ل تتاج إل للفهم الصحيح لا ،و من الطخأ الفاحش حلها على التأويل الباطن
التحريفي ،و إنا يب أخذها على ظإاهرها و تفسيها تفسيا صحيحا يمحع بينها انطخلقا من ثآوابت
الشرع و تمكمحاته وفق النهج الشرعي ف تفسي القرآن و فهمحه .
و أما تأويله لقوله تعال )) و ل يرضى لعباده الكفر(( ،فهو تأويل ل يصح أيضا لنه نظر إليه من
خلفيته الذهبية التعلقة بصفات ال تعال ،و ل تيفيرق بيم إرادةا ال و مشيئِّته ،و بيم مبة ال و رضاه .
و تيستنتج ما ذكرناه أن ابن رشد –ف موقفه من قضية الي و الشر -ل يتخل عن طريقته التأويلية
الباطنية ،و عن ازدواجيته ف الطخاب ،ففي كتابه الكشف عن مناهج الدلة ذكر رأيا و وجهه
للجمحهور ،و ف كتابه تلخيص ما بعد الطخبيعة ذكر رأيا مالفا للول هو رأيه القيقي من تلك القضية
.و قد ناقشناه فيمحا ادعاه ،و بينا خطخأه ف تأويله للشرع ،و ف موقفه الفلسفي من وجود الشر على
الرض .
خامسا :نقد ابن رشد في استخدامه لبعض المصطلحاتا :
1ابن تيمية :مجموع الفتاوى ،ج 8ص. 511 :
2مسلم :الصحيح ،الحديث رقم ، 771 :ج 1ص. 534 :
انتقد ابن رشد التكلمحيم بأنم استخدموا ألفاظإا بدعية ف الشرع ،كالقدما و الدوثَ ،و هذه
اللفاظ تتوقع ف )) شبهة عظيمحة تتفسد عقائاد المحهور ،و باصة الدلييم منهم (( . 1و قوله هذا فيه
حق و باطل ،فأما الق فهو انتقاده للمحتكلمحيم و استنكاره عليهم استعمحال مصطخلحات بدعية ل
يستعمحلها الشرع ،مع أنه تيكن التعبي عنها بصطخلحات شرعية .و أما الباطل فهو زعمحه بأن تلك
الصطخلحات تتفسد عقائاد المحهور با فيهم الدلييم ،و يعن بم التكلمحيم .لن هذا الذور يشمحل
كل الناس دون استثناء ،و ل يص علمحاء الشريعة دون الفلسفة مثل .فبمحا أن تلك الصطخلحات
بدعية و يكن التعبي عنها بالصطخلحات الشرعية ،فالطخلوب من كل السلمحيم-دون استثناء-
استبعادها و تعويضها باللفاظ و الصطخلحات السلمية .
و هو ف انتقاده –للمحتكلمحيم -وقع ف نفس ما انتقدهم فيه ،بل و ف أخطخر ما وقعوا هم فيه .
2
و ذلك أنه تصيرف ف معان بعض اللفاظ الشرعية و اللغوية ،كعبارةا اللق ،و الالق ،و الخلوق
.هذه العبارات تفعتلها :خلق ،يلق ،و لا معنيان ف الشرع ،ها :الياد من مادةا سابقة ،و
الياد من ل شيء . 3لكن ابن رشد ل يقصد ذلك من استعمحاله لتلك اللفاظ ،لنه سبق أن بينا أنه
يقول بأزلية العال و أبديته ،و ينكر خلق العال-بعد أن ل يكن -من مادةا سابقة أو من ل شيء ،و
يرى أن اللق عنده يص العال السفلي ل العلوي ،و معناه التحيول من حالة على حالة أخرى ،و
بعن آخر إخراج ما بالقوةا إل الفعل . 4فهذا الفهوما لعن اللق تمالف للشرع و اللغة و العلم ،و قد
سبق تبيان ذلك ف الفصل الثان .
و منها ذلك أيضا استعمحاله لعبارةا الختحاع و الختحع . 5و تفعتلها :اختحع ،يتحع ،و معناها قريب
ت
جدا من معن اللق ،و أحيانا تيطخابقه ،فمحن معانيه :الياد و الحداثَ ،و البداع و النشاء. 6
لكن ابن رشد استعمحل تلك العبارةا بعن تمالف لعناها الصلي اللغوي ،و قصد به معن الياد عند
الشائايم الذي يعن إخراج ما بالقوةا إل الفعل ف عال التكيون و الفساد ف الرض ،و ل علقة له
بالعال العلوي الزل البدي عندهم .
و من ذلك أيضا أنه استخدما ألفاظإا و مصطخلحات ليست إسلمية وصف با ال تعال ،فوصفه
بأنه العقل الول ،و البدأ الول ،و الواحد البسيط ،و الرك الذي ل يتحرك. 7و منها أيضا أنه
تصيرف ف ألفاظ بعض الصطخلحات للتخفيف من حدتا و وقعها و تأثآيها عندما يسمحعها أو يقرأها
و ختاما لذا الفصل – و هو الثالث -يتبيم منه أن ابن رشد كان قليل الهتمحاما بالسنة النبوية ف
ت عليها .و ل تينيوه بكانتها اللئاقة با ،و أغفلها ف مواضع كتبه الكلمية و الفلسفية الت أطلع ت
كثيةا كان سياق الوضوع يستدعي ذكرها ،و أحيانا قرر ما تيالفها .
و تبيم أيضا أنه أهل أصحاب الديث كجمحاعة فاعلة ف التمحع ،و كطخائافة صاحبة مذهب فكري
عريق ف الصالة ،و تيعب عن الفهم الصحيح السلما .فمحارس ف حقهم الغفال و التاما ،و حرما
نفسه و قراءه من النتفاع الصحيح و الكامل بذهبهم .
و أتضح أيضا أن فهمحه لفضية الداية و الضلل كان فهمحا ناقصا تمترفاد لا ،عندما زعم أن
النصوصا الشرعية التعلقة با متعارضة يب إخضاعها للتأويل العقلي حسب زعمحه .فجاء فهمحه لا
تمالفا للشرع و العقل معا ،لبعاده النهج الشرعي ف تناوله لتلك القضية بسبب منطخلقه الذهب
الرسطخي الذي تكم ف نظرته إليها .
و تبيم أيضا أنه كان متناقضا ف موقفه من وجود الشر ف العال ،فمحرةا يقول أنه من ملوقات ال
تعال التعلقة بإرادته و مشيئِّته ،و مرةا أخرى يقول أنه ليس من المحكنات التعلقة بإرادته تعال و
اختياره ،و إنا هو من ضروريات اليول ف العال الرضي .و قد ناقشناه ف ذلك و بينا بطخلن قوله
الخالف للشرع و العقل معا .
الفصل الرابع
نقد موقف ابن رشد من العقولا المفارقة و خلود النفس و طبيعياتا أرسطو
تنصص هذا الفصل لنقد مواقف ابن رشد الفيد من ثآلثآة مواضيع لا أهية كبى ف الفلسفة
الرسطخية ،و تتحتب عنها نتائاج خطخيةا على الفكر الفلسفي .أولا يتعلق بصي النفوس بعد موتا من
معاد أخروي و علقتها بالنفس الكلية عند الشائايم .،و ثآانيها يتعلق بالعقول الفارقة الزلية من جهة ،
و العقل الكلي و اتصاله بالعقل النسان من جهة أخرى .و ثآالثها يتعلق بطخبيعيات أرسطخو الت بالغ
ابن رشد ف الثناء عليها و الحتجاج با .تلك هي الواضيع الت ستنخضعها للنقد العلمحي على ضوء
الشرع و العقل و العلم ،إن شاء ال تعال .
أول :نقد موقف ابن رشد من مصير النفوس بعد موتها :
ذكر ابن رشد –ف كتابه فصل القال -أن اليان بوجود العاد الخروي و أحواله واجب شرعا ،و
د
من أنكره فهو كافر .و أشار إل أن أهل العلم اختلفوا ف هذا العاد ،هل هو دمعاد مادي و روحي ،
أما هو روحي فقط ؟ .فمحنهم من أيول الادي و أقر بالروحي فقط ،و منهم من قال بمحا معا ،ث
اعتذر للفريقيم من دون ترجيح و ل انتصار لي منهمحا. 1
و أقول :إن موقفه هذا غي صحيح فيمحا يتعلق بوجود العادين الادي و الروحي ،لن اختلف أهل
العلم ف القول بالعادين أو بأحدها شيئ ،و موقف الشرع منهمحا شيء آخر .فأهل العلم كل منهم
نظر إل القضية انطخلقا من خلفيته الذهبية ،و منهجه ف فهم الشرع ،لكنها-أي القضية -على ضوء
الشرع شيء آخر تاما .فكان عليه أن تيبيم موقف الشرع من هذه القضية بصراحة ،و بل لف و ل
دوران ،و ل يعله تابعا لراء أهل العلم .و عليه فإن اليان بالعادين الادي و الروحي يوما القيامة هو
من بديهيات الشرع و أصوله العروفة من دين السلما بالضرورةا ،و من أنكرها معا أو أحدها ،فهو
قد خرج عن أصل من أصول عقائاد السلما ،بل دليل صحيح إل إتباع الظنون و الذهبيات الباطلة
البنية على التخمحينات و الهواء .و النصوصا الشرعية ف إثآبات العادين كثيةا جدا ،منها قوله تعال :
ك يـَوما األتتلوتد (( -سورةا قـَ ، - 34 :و ))وأدسمرواأ النلددامةد لدلمحا رأدواأ الأعدذاب وقت ت م ت
ضدي دت د د د د د د ))اأدتختلودها بتدسدلما دذل د د أ ت
صاتلا ت ت ت تت ت
ت أدلن بدأـَيـَندـَتهم بالأقأسط دوتهأم لد يتظألدتمحودن ((-سورةا يونس ، - 54 :و ))دوبدبشتر الذين آدمنتواأ دودعمحلتواأ ال ل د
ت دأتتري تمن دأتتتدها الدنأـَدهاتر تكلدمحا ترتزقتواأ تمأنـَدها تمن دثددرمةا برأزقاد دقالتواأ دهـَدذا التذي ترتزقأـَدنا تمن قدـَأبلت دوأتتواأ بتتهدلم جلنا م
تأ د
تت ت ت ت ت
تمتددشاباد دودلتأم فيدها أدأزدوابج مطخدلهدرةاب دوتهأم فيدها دخالتدودن ((-سورةا البقرةا ، - 25 :و ))دودعدد ال الأتمحدنافق د
يم
ب متقيبم ((-سورةا تت ت ت ت ت
دوالأتمحدنافدقات دوالأتكلفادر دنادر دجدهنلدم دخالديدن فيدها هدي دحأسبتـَتهأم دولددعندـَتهتم الليهت دودلتأم دعدذا ب
ت لتألدكافتتريدن ((-سورةا البقرةا - 24 : ت ت
س دواألدجادرةات أتعلد أ ل
التوبة ، - 68 :و ))دفاتلـَتقواأ اللنادر ا تت دوتقوتددها اللنا ت
،و ))يدـَأودما تأيدمحى دعدأليـَدها تف دناتر دجدهنلدم فدـَتتأكدوى تدبا تجدباتهتهأم دوتجنوبـَتتهأم دوظإتتهوترتهأم دهـَدذا دما دكندـَأزجتأت دلنتفتستكأم
فدتذوقتواأ دما تكنتتأم تدأكنتتزجودن ((-سورةا التوبة . - 35 :فهذه اليات -وغيها -أدلة قطخعية دامغة بوجود
العادين الادي و الروحي يوما القيامة ،لكن ابن رشد أغفلها و اتذ ذلك الوقف الباطل الذي مسك
فيه العصا من وسطخها ،و اعتذر للفريقيم التنازعيم و سوى بيم موقفيهمحا من حيث الضعف و القوةا ،
من دون أن يذكر موقف الشرع القيقي ،و من ث موقف الفريق الصيب الوافق للشرع .
و أما موقفه القيقي فهو ل تيفصح عنه صراحة ف كتابيه فصل القال ،و الكشف عن مناهج
الدلة ،و أخفاه من خلل ذكره لختلف أهل العلم حول تلك القضية من دون أن يذكر رأيه ،أو
تيرجح أحد الرأييم على الخر .لكن الشيخ تقي الدين ابن تيمحية يرى أن ابن رشد كان تمظهرا للوقف
ف مسألة معاد البدان ،و مسوغا للقوليم القائاليم بالعاد الروحي و الادي .و إن كان ف باطنه أميل
إل سلفه الفلسفة القائاليم بالعاد الروحي فقط . 2و رأيه هذا تيرجحه امتناع ابن رشد من الفصاح عن
موقفه ،و عدما التحجيح بيم الرأييم ف كتابيه السابقيم .
1ابن رشد :الفصل ،ص 112 :و ما بعدها .و الكشف ،ص 199 :و ما بعدها .
2ابن تيمية :منهاج السنة النبوية ،ج 1ص. 356 :
و ذهب الباحث ممحد يوسف موسى إل القول :إن ابن رشد كان يرى أن العاد الخروي سيكون
روحيا فقط. 1و رأيه هذا هو الراجح عندي لمرين ،أولمحا إن ابن رشد كان على مذهب سلفه من
الفلسفة الشائايم الدافع عنهم و النتصر لم ،فمحن الستبعد جدا أن تيالفهم ف قولم بالعاد الروحي
ت
دون الادي .و ثآانيهمحا إنه من الراجح جدا أن ابن رشد لو كان يقول بالعادين الروحي و الادي معا ما
أخفى موقفه ،لنه هو الوقف الصحيح الوافق للشرع ،و لتدمحا يعتقده معظم السلمحيم ،و الذي ذكره
تيناسب كتاب الفصل و الكشف العاميم الوجهيم للجمحهور .و من ث فل يد ابن رشد أي حرج ف
ذكره و النتصار له ،لكنه يد عكس ذلك لو قال بالعاد الروحي دون الادي ،لنه تيالف الشرع و
جهور السلمحيم ،و ل يستطخيع النتصار له صراحة ف كتبه العامة ،و هذا هو الذي حدثَ فعل ،
فبمحا أنه ل يقل بالعادين و ريجح القول بالروحي فقط أخفاه و ل تيظهره.
و أما لاذا أنكر الفلسفة الشاؤون العاد السمحان-أي الادي ، -فهم أنكروه بناء على قولم بأزلية
العال ،و عدما اللق من عدما ،بدعوى أنه من الال أن تعود روح كل إنسان إل بدنه الذي كان فيه ف
الياةا الول ،لن بدنه تلل إل عناصر متلفة ،ربا صار بعضها جزجءا من بدن إنسان آخر ،فيكون
تمتعذرا أن يعاد بدن كل منهمحا كامل. 2
و قولم هذا ل دليل صحيح لم فيه من الشرع و ل من العقل ،و إنا هو قول لزما لم بناء على
مذهبيتهم الرسطخية الباطلة .و هو زعم قال به كفار كثيون ،و قد حكاه عنهم ال تعال ف قوله عزج و
ب لددنا دمثدلد دوندتسدي دخألدقهت دقادل دمأن تأيتيي الأعتدظادما دوتهدي درتميبم قتأل تأيتييدها التذي دأندشأددها أدلودل
ضدر د
جل )) :دو د
دملرمةا دوتهدو بتتكبل دخألمق دعتليبم ((-سورةا يس ، -79- 78 :و ))دودكانتوا يدـَتقوتلودن أدئاتدذا تمأتـَدنا دوتكلنا تـَدراباد دوتعدظاماد
ت
محبـَتعوتثآودن (( –سورةا الواقعة . - 47 :و قد رد عليهم ال تعال برد تمفحم ،فهو سبحانه فعال لا أدئالنا لد د أ
يريد ،إذا أراد شيئِّا فإنه يلقه من شيء و من ل شيء .
و ليس من العقل و ل من العدل أن يعيش النسان على وجه الرض ،بسمحه و عقله و روحه ،و
بإيانه و كفره ،و بأفعاله الييةا و الشريرةا ،ث هو يوما القيامة ل تياسب و ل تيازى ،و ل تينيعم و ل
تيعاقب إل الانب الروحي منه فقط ،و تيلغى الانب الادي منه .فهذا تمستبعد عقل ،و ليس من
العدل أيضا ،لن تاما العدل أن تياسب و تيازى على كل أحواله و أفعاله الادية و الروحية معا .و
ص عليه الشرع الكيم ،و يقول به العقل الفطخري الصريح . هذا هو عيم الق و العدل ،الذي ن ي
و معن كلمه أن النفوس النسانية عندما تتفارق أجسادها عند موتا ،تصبح بالضرورةا نفسا كلية
واحدةا من حيث العدد و تفقد فرديتها .فمحا موقف أهل العلم من رأي ابن رشد من هذه القضية ؟.
أولم الباحث ممحد جلل شرف ،يرى أن ابن رشد أنكر اللود ،و هذا خروج عن أصول الذين
السلمي . 2و قوله هذا بناه على أساس أن ابن رشد يقول بلود النفس الكلية الواحدةا بعد مفارقتها
للبدن ،و ل يقول بتعدد النفوس الفردية بعد موتا .فل خلود إل للنفس الكلية الواحدةا ،و ليس
ص عليه دين السلما . للنفوس الفردية التعددةا .و هذا يعن إنكار للخلود الفردي الذي ن ي
و ثآانيهم الباحثة زينب ممحد الضيي ،فإنا ذكرت أن ابن رشد كان يقول بالنفس النسانية الكلية
الالدةا الت تدويحدت فيها النفوس الفردية النسانية بعد موتا .ما يعن إنكار اللود الفردي الشخصي
للنفس ،و خلود النفس الكلية ،و هذا يتعارض مع كل العقائاد السمحاوية. 3
و الثالث هو الباحث عبد اليد العنوشي ،فإنه ذكر أن ابن رشد أورد ف كتابه الكشف عن مناهج
الدلة آيات قرآنية قرر من خللا خلود النفس الشخصية من وجهة نظر اليان و العتقاد ،خلفا لا
قرره ف كتابه شرح كتاب النفس الذي ل يقل فيه باللود الفردي ،و إنا أقر فيه )) باللود للنوع
البشري عامة ،و بالصوصا لعقله الفعال ،أي للعقل الكلي بالنسبة إل النسانية جعاء ((. 4
و الرابع هو الباحث أوليفر ليمحان ،إنه ذكر أن ابن رشد كان يرى أنه ليس ثة مال للتفكي ف
اللود الفردي للروح ،أو لي جزجء منها ،و إنا يتمحثل اللود ف نوع من اللود الكلي الشامل حيث
يتلشى الفرد لتيشارك ف خلود النوع النسان. 5
1ابن رشد :تهافت التهافت ،ص. 60 :
2دافيد ساانت لنا :المذاهب اليونانية في العالم السالمي ،حققه محمد جلل شرف ،دار النهضة العربية ،بيروت ، 1981 ،مقدمة
المحقق ص10 :
3زينب الخضيري :أثر ابن رشد في فلسفة العصور الوساطى ،ص. 333 :
4مراد وهبة :ابن رشد و التنوير ،ص. 248 :
5مراد وهبة :ابن رشد و التنوير ،ص . 54 :
و آخرهم – أي الامس -هو الباحث أوديرا أوروكا ،إنه يرى أن ابن رشد جاء بصياغة جديدةا
لرسطخو ،فأنكر )) خلود النفس الفردية و أثآبته للعقل الفعال ((. 1
و بذلك يتبيم أن ما فهمحناه من كلما ابن رشد ف رده على الغزجال ليس فهمحا خاصا بنا ،و ل تريفا
لكلمه .و إنا هو فهم واضح جلي من قوله ،وافقنا عليه طائافة من الباحثيم العاصرين ،من أن ابن
رشد أنكر اللود الفردي للنفس البشرية ،و أثآبت اللود الكلي للنفس النسانية الواحدةا .فمحاذا يعن
هذا ؟ .
إنه يعن أن ابن رشد تمتناقض مع نفسه عندما قال :إن العاد الخروي واجب اليان به كافر من
أنكره ؛ ث عاد و أنكر خلود النفوس الفردية بعد موتا ،و جعلها نفسا كلية واحدةا تمتحدةا خالدةا !! .
و كنا قد ذكرنا سابقا أن ابن رشد قال يأزلية العال و أبديته ،فكيف يكون العاد الخروي با أن
العال ل ينتهي ،و الشرع قد ربط العاد بفناء العال ؟ ! .و كيف يكون العاد الخروي إذا كانت
النفوس الفردية تتفي و تظهر بدلا نفس كلية أزلية واحدةا ؟ ،و أين النفوس الت تتاسب يوما القيامة ؟
،و لن تتوضع الوازين يوما القيامة ؟ ،و من الذي يدخل إل النة ،و من الذي يدخل إل النار ،با
أن النفوس الفردية تتفي ؟ ،و ما ذا نفعل بالنصوصا الشرعية الكثيةا جدا الت أكدت على العاد
ت درتهيندةب ((-سورةا اليدثآر -38 :؟ ،و هل الخروي الفردي للنفوس بكم أن ))تكمل ندـَأف م ت
س دبا دكدسبد أ
يبقى بعد ذلك معاد أخروي ؟ ،و أليس زعمحه هذا هو إنكار صريح لمر معروف من الدين بالضرورةا ؟
،فهل نتحك كلما ال و رسوله ،و نتبع أوهاما و خرافات ابن ر شد ف خلود النفس الكلية
الزجعومة ؟ .
إنه ظإاهر التناقض مع نفسه ،سيا على طريقته ف ازدواجية الطخاب ف تعامله مع جهور السلمحيم
و الفلسفة ،فهو مقتنع بذه الطخريقة تمتعمحد ف استخدامها .و حقيقة موقفه السابق هو إنكار للمحعاد
الخروي أصل ،فل قيامة و ل حساب ،و ل جزجاء و ل عقاب ،و ل جنة و ل نار .و هو خروج
سافر عن الدين ،لنه إنكار لعلوما من الدين بالضرورةا ,و أما ما قاله عن العاد الخروي الادي و
الروحي السابق ذكره ،فهو من باب حكاية ما قاله الشرع و أهل العلم ف ذلك الوضوع ،و هو يندرج
أيضا ف خانة التدليس و التغليط ،و إزدواجية الطخاب الت تعرف با ابن رشد ! .
و هل معن ذلك أن الرجل كان منكرا حقا للمحعاد الخروي الذي هو أصل من أصول عقائاد دين
السلما ؟ ،نعم إنه تريجح عندي بأنه أنكر ذلك ،بدليل الشواهد التية :أولا إنه قال بلود النفس
الكلية الواحدةا ،ل يقل بلود النفس الفردية ،و هذا يستلزجما إنكار العاد كله ،لن العاد ل يكون إل
بوجود النفوس الفردية .و ثآانيها إنه با أن ابن رشد كان أرسطخيا إل النخاع متعصبا لرسطخو مغاليا فيه
1أوديرا أوروكا :العقل و الفعل في إفريقيا ،مجلة ابن رشد اليوما ،القاهرة ،العدد الول ، 1997 ،ص. 16 :
،و يأخذ بذهبه ،و هذا الرجل-أي أرسطخو -ل يكن يعرف جنة و ل نار ،و قال بلود العقل الكلي
الواحد عندما تتفارق العقول الفردية أبدانا ، 1فابن رشد على مذهبه .
و الشاهد الثالث إنه سبق أن ذكرنا أن ابن رشد قال بأزلية العال و أبديته و خلوده ،و با أنه
كذلك فل توجد قيامة و ل معاد ،و ل جنة و ل نار ،لن الشرع أكد على أنه ل قيامة إل بعد فناء
هذا العال الذي نعيش فيه ،و با أن ابن رشد زعم أنه ل ناية لذا العال ،فهذا يعن أنه ل قيامة و ل
معاد !! .
و الشاهد الخي-أي الرابع -مفاده أن ابن رشد قال بالعقل النسان الكلي الواحد ،و ذلك أن
العقول بعد مفارقتها للجساد تلتحق بالعقل الفعال لتكيون العقل النسان الكلي . 2و معن ذلك أنه
ل قيامة و ل معاد ،و ل حساب و ل جزجاء ،و ل جنة و ل نار ،لن النسان الفرد العاقل غي موجود
،و كيف تيقاما له معاد و حساب من دون عقل ،و هو مناط التكليف ؟ ؟ !! .
و أما قوله بأن ما ذهب إليه صحيح بالوجوب ،و أنه من العلم الذي ل سبيل إل إفشائاه هنا ،فهو
زعم باطل بناه على الظنون و التخمحينات ،و التخريات الذهبية الرسطخية ،و ليس له فيه دليل صحيح
من الشرع و ل من العقل ،و إنا هو حديث خرافة .لننا إذا تدبرنا ف ذواتنا تبيم لنا أن النفوس
التعددةا ل يصح أن تيقال أنا اتدت ف نفس كلية واحدةا بعد مفارقتها للبدان ،لمرين :أولمحا ليس
لنا دليل صحيح من الشرع و ل من العقل و ل من العلم يدل على أن هذه النفوس الفردية تويحدت
-بعد موتا -ف نفس كلية واحدةا ،و من يزجعم ذلك هو الطخالب بالدليل و ليس النكر له .لن
ت ت
النكر يكفيه أن يقول :إنن أنكره لن ل أراه ،و ليس عندي دليل صحيح تيثبت ذلك من النقل و ل
ت
من العقل .لكن الدعي لذلك ليس لديه إل الظن و التخمحيم ،و الرجم بالغيب ،و القول بل علم ،و
ت
أما الدليل الصحيح فلن يظفر به .و أما المر الثان فهو أنه من الثابت منطخقيا أن الذوات الفردية
التعددةا ل تتوحد لتصبح ذاتا واحدةا ،لن التعدد التاما النفصل ل تيساوي واحدا ،و ل الواحد النفصل
التاما تيساوي أكثر من واحد .فهل شخص واحد يكن أن يصبح 10أشخاصا ؟ ،و هل 10
أشخاصا يكن أن يصبحوا شخصا واحدا ؟ .طبعا ل ،و هذا هو منطخق العقل الطخبيعي الفطخري ،و
الخالف هو الطخالب بالدليل الصحيح لدعم زعمحه .و عليه فإن ما يدعيه ابن رشد و أصحابه من
ت ت
أوهاما و خيالت حول النفس الكلية الواحدةا بدعوى العلم ،فمحا هي إل ظإنون و أهواء و خرافات
ليست من الشرع ،و ل من العقل ،و ل العلم ف شيء .
ثانيا :نقد موقف ابن رشد من العقولا المفارقة الزلية :
1عي أبو ريان :تاريخ الفكر الفلسفي ،ص . 158 ، 157 :و مصطفى النشار :نظرية المعرفة عند أرساطو ،ص. 134 ، 133 ،84 :
2ابن رشد :تلخيص ما بعد الطبيعة ،ص . 150 ،142 ، 140 ،137 ، 136 ، 130 :و تلخيص الحس و المحسوس ،ص. 81 ، 78 :
3ابن تيمية :مجموع الفتاوى ،ج 9ص . 104 :و الرد على المنطقيين ،ص. 102 :
4ابن رشد :تهافت الفلسافة ،ص . 331 :و تلخيص ما بعد الطبيعة ،ص . 87 :و الحس و المحسوس ،ص .81 :و ابن تيمية :
مجموع الفتاوى ،ج 4ص . 259 :و زينب الخضيري :المرجع السابق ،ص. 236 :
5زينب الخضيري :نفس المرجع . 331 ،و محمد المصباحي :الوجه الخر لحداثة ابن رشد ،ص . 21 ،20 :و محمد عاطف
العراقي :الفيلسوف ابن رشد ،ص . 92 ،91 :و الموساوعة العربية الميسرة ،ج 1ص. 16 :
و قوله هذا هو أيضا زعم باطل ل دليل عليه من الشرع و ل من العقل ،و ما هو إل ظإنون و
تمحينات و أوهاما ،خيرجها على مذهبيته الشائاية ف الليات الرسطخية .و نقدنا السابق ذكره -الاصا
بالنفس الكلية -هو نفسه تيوجه إليه هنا ف موقفه من العقل الكلي ،فل نعيد ذكره هنا .
و ترى الباحثة زينب ممحد الضيي أن ابن رشد كان غامضا ف موقفه من العقل الفعال ،فهل هو
موجود ف كل فرد ،أما هو تمفارق للبشرية كلها ؟ .و لعل أن من أسباب غمحوضه هو أنه قد )) لأ إل
هذا الغمحوض لطخورةا التصريح بثل هذه الفكرةا ف بيئِّة سيطخر عليها التعصب الدين من جانب علمحاء
الكلما ((. 1
و أقول :أول إن ابن رشد ثآابت و معروف عنه أنه ف كتبه العامة الوجهة للجمحهور ل تيفصح عن
آرائاه الخالفة للشرع بطخريقة واضحة ل تلبس فيها ،لكنه كثيا ما تيليمحح فيها إل آرائاه بطخريقته التأويلية
التحريفية .لكنه تيعلن صراحة عن آرائاه الرسطخية الخالفة للشرع ف مؤلفاته الفلسفية الاصة ،فقال
بأزلية العال ،و ألوهية العقول الفارقة ،و نفى صفة العلم و غيها من الصفات ،و هذا أمر سبق تبيانه
و توثآيقه .و أما مسألة العقل الفعال فهي نفسها تندرج فيمحا قلناه ،و قد ذكر ابن رشد صراحة بأن
ذلك العقل الفعال هو من العقول الفارقة – الزلية -الركة للجراما السمحاوية ،و ليس لا تعلق باليول
أصل – و هي الادةا الرضية ، -و هو تمرك فلك القمحر،و الساهم ف إياد اليوانات التناسلة على
ت
وجه الرض. 2و قوله هذا موافق لا ذكره الشيخ ابن تيمحية من أن أهل النطخق – و هم الشاؤون كابن
رشد -يقولون :إن العقل الفعال من العقول العشرةا ،و هو تمبدع كل ما تت فلك القمحر. 3
و ثآانيا إن قولا بأن تعصب التكلمحيم قد يكون هو الذي حال دون ابن رشد من التصريح بوقفه
القيقي من العقل الفعال ،فهو قول ضعيف و ليس هو السبب الرئايسي ،لن ابن رشد هو الذي تبن
ذلك النهج ف عرض أفكاره ،فكان تيفي كثيا من أفكاره الرسطخية ف كتبه العامة ،و تيظهرها ف
مؤلفاته الفلسفية .فلو كان واقعا تت النع و التعصب البالغ فيهمحا ما استطخاع التصريح بأفكاره
ت
أصل ،ف كتبه العامة و ل الاصة .لن مؤلفاته الاصة هي ف النهاية ترج إل أهل العلم ،و
سيطخلعون عليها ،و ل تيكنه إخفاؤها .
و أما ما قالته عن تعصب علمحاء الكلما على ابن رشد ،فالمر كان من الانبيم ،و ليس من
جانب واحد فقط ،فابن رشد كان شديد التعصب و الغلو ف الرسطخية من جهة ، 4و شديد النقد
لخالفيه من التكلمحيم من الشاعرةا و غيهم ف كتابه فصل القال ،و الكشف ،و التهافت .فالتعصب
كان من الطخرفيم ،و كل منها تعصب على الخر .
1أحمد عبد المهيمن :نظرية المعرفة عند ابن رشد و ابن عربي ،دار قباء ،القاهرة ، 200 ،ص. 191 :
2سابق توثيق ذلك .
3أحمد عبد المهيمن :المرجع السابق ،ص. 191 :
4ابن رشد :تهافت التهافت ،ص. 220 ،71 ،70 :و فرج أنطون :ابن رشد و فلسفته ،ط ، 2المؤساسة الوطنية للتصال ،الجزائر ،
،2001ص . 88 :و الجابري :ابن رشد ،ص. 180 ،179 ، 170 :
5ابن رشد :تهافت التهافت ،ص . 161 :و الثار العلوية ،ص . 15 :و الكشف ،مقدمة المحقق ن ص . 78 :و علي أبو ريان :تاريخ
الفكر الفلسفي . 203 ،
النجوما اللتهبة هي بعينها الكونة لسم الرض ،مع اختلف نسبة وجودها .من ذلك أن ثآلثي
العناصر الكيونة للرض هي من مكيونات الشمحس أيضا. 1
و الشاهد الثان ادعى فيه ابن رشد أن أرسطخو تبييم له أن العناصر الربعة الكيونة للمحوجودات
الرضية هي أجساما بسيطخة غي مركبة ،و هي :التحاب ،و الواء ،و الاء ،و النار ،و هي تتلف عن
العنصر الامس الكيون للجساما السمحاوية .و يرى ابن رشد أن القول بعنصر واحد فقط ل تيؤدي إل
تفسي عمحلية التكيون و الفساد ،و تولت العناصر بسبب تأثآي بعضها ف بعض . 2و قوله هذا غي
صحيح شرعا و ل علمحا ،تيبطخله ما قلناه ف انتقادنا لبن رشد ف الشاهد الول .
و أما الشاهد الثالث فمحفاده أن ابن رشد ذكر أن الكواكب فيها الثابت و التحرك ،و منها
الرضي الذي هو من الثوابت .ث زعم أن أرسطخو أبطخل القول بأن الرض متحيركة ،و بييم أنا ثآابتة
بالطخبع ،و أعطخى سبب سكونا .و بذلك انل الشك الذي كان القدماء تييوا فيه ،و امضوا
ا‘عمحارهم ف طلبه. 3
و قوله هذا غي صحيح تاما ،و هو من سوء حظ ابن رشد الذي افتخر بأن أرسطخو أقاما الدلة
على بطخلن رأي القائاليم بركة الرض ،و أثآبت سكونا !! .فقد أصبح من الثابت علمحيا ،و من
حقائاق العلم العروفة ،أن الكواكب و الجراما السمحاوية الخرى كلها تمتحيركة با فيها كوكب الرض. 4
و تيلحظ على ابن رشد أنه أغفل اليات القرآنية الت فيها إشارات على حركة الرض و الجساما
السمحاوية عامة من جهة ،و ل يستعن با ف نقد موقف أرسطخو من جهة أخرى .فحرما نفسه و قراءه
من الستفادةا من كتاب ال تعال ،و ساير أرسطخو ف خطخئِّه .و من تلك اليات قوله تعال )) :دخلددق
س دوالأدقدمحدر تكلل لت ت ل ت واألدر د تت
ض باألدبق يتدكبوتر ال أيدل دعدلى النلـَدهار دويتدكبوتر النلـَدهادر دعدلى ال أيل دودسلخدر اللشأمح د اللسدمحادوا د أ
س دينبدتغي ددلا دأن تأدتردك ت
دأيري لددجل تمدسممحى أددل تهدو الأدعزجيتزج الأغدلفاتر (( -سورةا الزجمر ، - 5 :و )) دل اللشأمح ت
ت ت م
ك يدأسبدتحودن (( -سورةا يس ، -40 :و ))دوتدـَدرى األتدبادل دأتدسبتـَدها الأدقمحر ودل الليل سابتق النلـَهاتر وتكلل تف فدـَلد م
دد د أ ت د ت د د
صأندع اللته التذي أدتأـَدقدن تكلل دشأيمء إتنلهت دخبتيب ت دبا تدـَأفدعتلودن (( -سورةا النمحل : ت ت ت
دجامدددةا دوهدي دتتمر دملر اللسدحاب ت
، - 88و ))دواللسدمحاء بدـَند أـَيـَدنادها بتأديأمد دوإتلنا لدتمحوتستعودن (( -سورةا الذاريات ، - 47 :فهذه اليات نصت
صراحة على حركة الشمحس و القمحر و فيها إشارات تدل على حركة الرض بالتصريح و التضمحن ،فلو
استعان با ابن رشد لكان له فضل كبي ف نقد الفكر الفلسفي و تقويه ،و تقدي البديل الشرعي له ،
1عبد الحميد ساماحة :في أعماق الفضاء ،ص . 66 ،65 ،84 ،48 :و روبرت أغروس ،و جورج ساتانسيو :العلم في منظوره
الجديد ،ص . 128 :و محمود فهمي زيدان :من نظريات العلم إلى المواقف الفلسفية ،ص . 34 :و الموساوعة العربية الميسرة ،ج 2
ص. 1095 :
2ابن رشد :تهافت التهافت ،ص . 161 ، 160 :و الثار العلوية ،ص . 15 :و زينب عفيفي :فلسفة ابن رشد الطبيعية ،ص، 112 :
. 114و محمود فهمي زيدان :المرجع السابق ،ص. 15 ، 14 :
3ابن رشد :تلخيص السماء و العالم ،ص . 272 ، 268 :و الثار العلوية ،حققه حمال الدين العلوي ،ط ، 1دار الغرب السالمي،
بيروت ، 1994 ،ص. 18 :
4عبد الحميد ساماحة :المرجع السابق ،ص . 25 :و آن تري هوايت :النجوما ،ص. 39 :
لكن الرجل – و للسف -ترك كتاب ال وراء ظإهره ،و أقبل على الرسطخية ،لن هواه كان مع
أرسطخو و طبيعياته !! .
و آخرها – و هو الشاهد الرابع -ذكر فيه ابن رشد أنه تبييم -بناء على مقدماته النظرية -أن الرما
السمحاوي ل ثآقيل و ل خفيف ،خلف الرض الت هي ثآقيلة بإطلق . 1و قوله هذا غي صحيح ،
لن الجراما السمحاوية فيها الكبي جدا ،و التوسط ،و الصغي ،و فيها ما يزجيد عن وزن الرض آلف
الرات ،الت ذكر ابن رشد أنا ثآقيلة جدا .فالشمحس مثل أكب من الرض وزنا ب 330 :ألف
مرةا. 2
و أما المحوعة الثانية ،فتتعلق ببعض ظإواهر العال العلوي و حدوثَ الفصول الربعة .و تتضمحن
أربعة شواهد :أواها ذكر فيه ابن رشد أن سبب سخونة الشمحس و سائار الكواكب أمران ،ها :
الركة ،و انعكاس الضوء. 3و قد حكى ابن تيمحية أن أرسطخو و أتباعه يقولون :إن الشمحس و القمحر و
الكواكب ل تتوصف برارةا و ل ببودةا . 4و معن كلما ابن رشد أن الشمحس و سائار النجوما ليست
ساخنة بذاتا ،و إنا تسخن بسبب الركة و انعكاس الضوء .و قوله هذا ل يصح شرعا و ل علمحا .
فأما شرعا فإن ف القرآن الكري آيات وصفت الشمحس بأنا مشتعلة حارةا مضيئِّة ،كقوله تعال :
)) و جعلنا الشمحس سراجا (( –سورةا نوح ، -16/و )) و جعلنا سراجا وهاجا ((-سورةا النبأ-13/
و )) جعل فيها سراجا و قمحرا منيا (( -سورةا الفرقان ، -16/و عليه فإن الشمحس سراج وهاج ،و
القمحر ل تيوصف بذلك ،و إنا هو تمني فقط ،و با أن الشمحس سراج وهاج فهذا يعن أنا مصدر
مشتعل وقاد يتلل ،و هذا يقتضي الرارةا الرتفعة ،لنه ل اشتعال و ل توقد و ل تللؤ بل حرارةا
مرتفعة .و السراج ف اللغة هو الصباح الزجاهر التوقد الشتعل ،بسبب ما فيه من الزجيت و الفتيل. 5
و أما علمحا فقد بينت الكتشافات العلمحية الديثة أن الشمحس شديدةا الرارةا ف سطخحها و باطنها .
فسطخحها هائاج يغلي يتفجر ،و جوفها مركزج لتوليد الطخاقة الائالة ،و هي الت تعلها ساخنة إل حد
عظيم جدا ،فيندفع ذلك إل السطخح و خارجه .و تتقدر درجة حرارتا السطخحية ب 6 :آلف درجة
مئِّوية ،و أما باطنها فتتقدر درجة حرارته باللييم. 6
1ابن رشد :تلخيص السماء و العالم ،ص . 84 :و تهافت التهافت ،ص. 70 ، 67 :
2عبد الحميد ساماحة :المرجع السابق ،ص . 51 ، 26 :و آن تري هوايت :المرجع السابق ،ص . 87 ،86 :
3ابن رشد :الثار العلوية ،ص. 16 :
4ابن تيمية :الجواب الصحيح ،ج 3ص. 353 :
5انظر :ابن منظور الفريقي :لسان العرب ،ط ، 1بيروت ،دارصأادر ، ،ج 2ص . 279 :و أبو بكر الرازي :مختار الصحاحا ،
ط ، 4الجزائر ،دار الهدى ، 1990 ،ص . 131 ،124 :و القرطبي :تفسير القرطبي ،حققه احمد البردوني ،ط ، 2القاهرة ،دار
الشعب ، 1372 ،ج ، 13ص ، 65ج 19ص . 172 :و الطبري :تفسير الطبري ،بيروت ،دار الفكر ، 1405 ،ج 30ص . 4 :
البيضاوي :تفسير البيضاوي ،ج 5ص. 439 :
6عبد الحميد ساماحة :في أعماق الفضاء ،ص. 48 ، 47 :
و الشاهد الثان مفاده أن ابن رشد ادعى أن الالة الت تظهر حول الشمحس و القمحر و بعض
الكواكب ،هي ليست موجودةا على القيقة ،و إنا سببها الرؤية و التخييل عندما ينعكس الضوء الت
من تلك الجساما على الغمحاما ،ث إل أبصارنا انكسارا مستويا من جيع الهات. 1
و قوله هذا غي صحيح ،لن الالة-أو الكليل -الت حول الشمحس و القمحر ،لا وجود حقيقي
تيط بكل منهمحا .و هي غلف خارجي تمكيون من الغازات ،و هي ف الشمحس تمتوهجة تتد إل
ملييم الكيلومتحات ،و سكها أكب من قطخر الشمحس نفسه ،و عليها ينعكس ضوء الشمحس ن إل
جانب إشعاعها الذات . 2فابن رشد أخطخأ – ف مسايرته لرسطخو -من جهتيم :الول أنه نفى وجود
الالة أصل .و الثانية أن تفسيه لكيفية ظإهور الالة ل يكن صوابا .
و أما الشاهد الثالث فمحفاده أن ابن رشد ادعى –مسايرا لرسطخو -أن الشهب و الذنبات و النيازك
تمكيونة من بعض العناصر الرضية الربعة ،و هي :الاء ،و النار ،و الواء ،و التحاب .و نفى أن
تكون من الكواكب لنا )) تشوهدت ف قدما الدهر هي بأعيانا الكواكب الوجودةا إل الن ،ل
ينخرما منها شيء .و أيضا فإن الكواكب السيارةا مدودةا العدد (( . 3
و أكد على أن تلك الشهب و الذنبات و النيازك ،تدثَ ف الرض و ليس خارجها .و ذلك أنه
عندما تسخن الرض –بالشمحس -يرج منها تبار دخان ،فلمحا يصعد إل الطخبقة العليا من الواء
يكون أكثر استعدادا لللتهاب لدن تميرك له .فعندما يلتهب تظهر تلك الظواهر ،و تندفع النار
بشدةا و بسرعة كالسهم. 4
و قوله هذا غي صحيح تاما ،لن الباثَ و الكتشافات العلمحية الديثة بينت أن الشهب و
النيازك و الذنبات ليست من الرض ،و إنا هي قادمة إليها من المحوعة الشمحسية ،و من أعمحاق
الفضاء ،تمكيونة من مواد متنوعة ،كالكتل الصخرية ،و العادن ،و الليد ،و الغازات التجمحدةا ،و
التربة ،و مصدرها الجراما السمحاوية . 5و بذلك يتبيم أن ما ذهب إليه ابن رشد ،و انتصر فيه لرأي
أرسطخو ليس صحيحا ،و ما هو إل ظإن و تمحيم ،و رجم بالغيب ،و ل يثبت عند أرسطخو و ل عند
الشائايم ،فلو ثآبت ما قالوه لكان صوابا .
و آخرها – أي الشاهد الرابع من المحوعة الثانية -مفاده أن ابن رشد قال :إن سبب ظإهور
الفصول الربعة هو قرب الشمحس و بعدها ف فلكها الائال ،فلو ل ميله ل يكن ههنا فصول أربعة ،و
1ابن رشد :الثار العلوية ،ص . 50 :و تلخيص الثار العلوية ،ص. 141 :
2دافيد برجماني :الكون ،ص . 91 :و شوقي أبو خليل :النسان بين العلم و الدين ،دار الفكر ،دمشق ،ص . 65 :و الموساوعة
العربية الميسرة ،ج 1ص. 190 :
3ابن رشد :الثار العلوية ،ص. 18 ، 17 :
4نفسه ،ص. 24 ، 19 ، 18 :
5آن تري هوايت :النجوما ،ص . 74 :و آرثر بيزر :الرض ،ترجمة جمال الدين الفندي ،سالسلة مكتبة ل يف ، 1970 ،ص30 :
و ما بعدها .و شوقي أبو خليل :المرجع السابق ،ص 166 :و ما بعدها .و عبد الحليم خضر :المنهج اليماني في الدراساات الكونية ،
ط ، 1الدار السعودية ،الرياض ،1984 ،ص 191 :و ما بعدها ،و ، 206و ما بعدها .
من ث فل نبات و ل حيوان . 1و قوله هذا غي صحيح ،لن سبب ظإهور الفصول الربعة و القاليم
الناخية على وجه الرض هو حركة الرض و دورانا حول الشمحس مع ميل مورها –أي الرض. -
فعندما يكون القطخب الشمحال تمتجها نو الشمحس يكون الصيف ف الشمحال ،و الشتاء ف النوب ،و
يدثَ العكس عندما يكون القطخب النوب هو التجه نو الشمحس مقابل لا .و قولنا هذا ثآابت
معروف ف علمحي الفلك و الغرافيا ل يتاج إل توثآيق .
و أما المحوعة الثالثة ،فتتعلق بالرياح و السحب و الرعد و الطخار ،و تتضمحن خسة شواهد :
أولا ذكر فيه ابن رشد أن الرياح هي أبرةا دخانية مصدرها باطن الرض –بسبب تسخيم الشمحس لا-
تتحرك حول الرض .و الذليل على أنا تتولد عن البخار الدخان الار سرعة حركتها ،لن سرعتها و
حدتا إنا توجد للحار اليابس من البخار .و قد يظهر ذلك أيضا من فعلها الذي هو التجفيف و
التيبيس بلف فعل الطخر. 2
و قوله هذا غي صحح ف معظمحه ،لن الرياح ليست أبرةا من باطن الرض ،و إنا هي هواء
تمكيون من عدةا غازات تتحرك أفقيا على الرض ،بناء على قاعدت الضغط الرتفع و النخفض .
فتتحرك من الرتفع البارد إل النخفض الساخن ،و تكون قوتا حسب الفارق بيم النطخقتيم .علمحا بأن
الشمحس هي الكيونة لاتيم النطخقتيم ،و هي سبب حركة الغلف الغازي للرض و نشاطه. 3
و الشاهد الثان مفاده أن ابن رشد ذكر أن ممحوع عدد الرياح على وجه الرض يبلغ 11أو 12
نوعا من الرياح ،لن النقل عن أرسطخو اختلف ف ذلك ،فقيل ، 11و قيل ، 12لكن مواصلة
الرصد و البحث قد يسم ذلك . 4و حصره للرياح ب ، 11 :أو 12نوعا غي صحيح ،لن عددها
ت منها أكثر من 28نوعا من الرياح ،منها الدائامحة ،و الوسية ،وأكثر من ذلك بكثي ،فقد أحصي ت
اللية .و من تلك الرياح :التجارية ،و العكسية ،و القطخبية ،و المحاسيم ،و السمحوما ،و السيوكو
،و الرمتان ،و البورا. 5
و أما الشاهد الثالث فمحفاده أن ابن رشد يرى أن سبب استدارةا الرياح حول الرض ،هو أنا
تتكون من البخار الدخان الار ،الذي عندما يصعد إل العلى ،و تيصادف الطخبقة الباردةا من الواء
تف حرارته و يبد نسبيا ،فيحدثَ فيه )) ميل إل أسفل ،فيتمحانع البدآن التضادان بهة .أعن :
الثقل و الفة ،فيلزجما ضرورةا أن تتحرك من ذلك حركة تمستديرةا. 6((...
1ابن رشد :تهافت التهافت ،ص . 147 :و تلخيص ما بعد الطبيعة ،ص. 160 :
2ابن رشد :الثار العلوية ،ص. 33 :
3حسن سايد أبو العينين :أصأول الجغرافيا المناخية ،مؤساسة الثقافة الجامعية ،الساكندرية ،ص . 176 :و عبد الحليم خضر :المنهج
اليماني ،ص. 15 :
4ابن رشد :الثار العلوية ،ص. 33 :
5أنظر :حسن سايد أبو العينين :نفس المرجع ،ص 214 ،213 ، 205 ،204 ، 201 ، 200 ،192 :و ما بعدها ،و 221و ما بعدها ،
و 230و ما بعدها .
6ابن رشد :الثار العلوية ،ص. 34 :
و تفسيه هذا غي صحيح ،لن استدارةا الرياح حول الرض سببها أمران :أولمحا تكم قاعدةا
الضغط الرتفع و النخفض ف حركة الرياح حول الرض .و هذه القاعدةا هي الت تتحكم ف حركة
الرياح الفقية السفلية السطخحية العروفة لدينا الت تكلم عنها ابن رشد ،فهذه الرياح سطخحية أفقية و
ليست رأسية عمحودية كمحا ادعى ابن رشد .و عليه فهي ل تضع للكيفية الت ذكرها ابن رشد ،مع
العلم أن الرياح هي هواء تمكيون من عدةا غازات ،و ليست من البخار الدخان الساخن الصادر من
باطن الرض كمحا ادعى ابن رشد ،و قد سبق انتقادنا له ف ذلك .
علمحا بأنه توجد رياح رأسية الركة تصعد من سطخح الرض إل العلى حيث طبقات الو العليا بناء
على قاعدةا الضغط الرتفع و النخفض .و ف هذه الطخبقة –أي العليا -توجد أيضا حركية رياح أفقية
أخرى للهواء تتشبه ما يدثَ على سطخح الرض . 1و بذلك يتبيم أن –على كل الالت -أن عمحلية
حركة الرياح الفقية السطخحية ،و الفقية العلوية ،و الرأسية التصاعدية ،ل تتم بالطخريقة الت ذكرها
ابن رشد و ل بالتفسي الذي قدمه .
و المر الثان واضح معروف ،و هو أن الرض و غلفها الغازي و ما يري بداخله من حركات
للرياح ،كل ذلك يتحرك تركا مستديرا بكم أن الرض تدور حول نفسها يوميا ،و حول الشمحس
سنويا ،فمحن الطخبيعي جدا أن تكون للرياح حركة مستديرةا حول الرض .
و الشاهد الرابع مفاده أن ابن رشد أرجع سبب انتظاما هبوب الرياح القطخبية الشمحالية ،و القطخبية
النوبية –من حيث أوقاتا و اتاهاتا -إل حركة الشمحس بيم مداريها الصيفي و الشتوي. 2و تفسيه
غي صحيح ،لن هذه الرياح هي من الرياح الدائامحة الت يتأثآر هبوبا بالنطخاقات الرارية ،و مناطق
الضغط الوي ،و كل منها مرتبط برارةا الشمحس ،الت هي أيضا مرتبطخة بدوران الرض حول الشمحس
،و ميل مورها .و مثال ذلك أنه عندما يكون الصيف ف القسم الشمحال من الكرةا الرضية ،تصبح
النطخقة جاذبة للرياح القطخبية النوبية حيث الضغط الرتفع إل الضغط النخفض ف الشمحال ،و يدثَ
العكس عندما يكون الصيف ف القسم النوب من الكرةا الرضية .فذلك هو سبب و كيفية انتظاما
الرياح القطخبية ،و ليس ما قاله ابن رشد موافقا لا ذهب إليه أرسطخو .
و الشاهد الخي – و هو الامس من المحوعة الثالثة -فمحفاده أن ابن رشد أكد على أن سبب
حدوثَ الرعد هو أنه لا يتكاثآف السحاب يكون البخار الدخان ف عمحق ذلك السحاب ،فيخرج منه
بشدةا و حرارةا ،فيندفع على أسفل ،أو إل فوق ،أو إل أحد الوانب حت تيسمحع له صوت
...فبالضرورةا ل يكون سبب الرعد إل ذلك. 3
و بناء على ما ذكره الباحث عمحر فروخ من أن السلمحيم أثآبتوا بالتجربة خطخأ أرسطخو قبل غاليلو
التوف سنة 1642ما 1052/هجرية ،بثمحانية قرون أو أكثر، 5و ابن رشد التوف سنة 595ه119/
ت ت
8ما ،يكون السلمحون قد أثآبتوا ذلك قبل وفاةا ابن رشد بأكثر من 330سنة .ما يعن أن ابن رشد
كان على علم بتلك التجارب الت أبطخلت ما قال به أرسطخو ،لكنه أهلها و ظإل تمتمحسكا برأي سلفه
أرسطخو تعصبا له !! .اللهم إل أن تيقال :إنه ل يكن على علم بتلك التجارب .و هذا تمستبعد جدا
جدا ،بكم أن ابن رشد كان واسع الطلع على طبيعيات عصره عامة و الرسطخية خاصة ،بدليل
كثرةا مؤلفاته الفلسفية ،و ال اعلم بالصواب .
و أما الشاهد الرابع ،فمحفاده أن ابن رشد ذكر أن سبب الزجلزل معروف ،و هو البخار الدخان
الار الذي يبقى ف باطن الرض ،فالذي يرج منه تيسبب الرياح ،و الذي يبقى ف باطن الرض
تيسبب الزجلزل .لذا فإنه باضطخرار ل )) يكون سبب الزجلزجلة سواه ((. 6
1سابق توثيق ذلك ،و أما بالنسبة لدور الدماغ فسنتكلم عنه في الفصل الخامس إن شاء ا تعالى .
2عن ذلك أنظر الفصل الخامس .
،و خالف فيها الشرع مالفة واضحة .فلو أخذ بالشرع ما وقع ف تلك الخطخاء ،الت جاء العلم
الديث و أثآبت خطخأها من جهة ،و و وافق الشرع من جهة أخرى .فهو -بوقفه هذا من الشرع-
غي معذور ،و مسؤول مسؤولية كبيةا شرعا و عقل .
و خامسا إنه من الغالطخة القول بأن نقد أي فكر يب أن يكون بقياس عصره فقط .فهذا زعم
باطل ،و الصواب هو أن ننقد أي فكر كان بالحتكاما إل القيقة وحدها ،من دون حصر لا بزجمان
و ل بكان ،و الشرط الوحيد فيها هو أن نتكم إل القائاق ل إل الظنون و التخمحينات و
الحتمحالت ،على أن نأخذ تلك القائاق من النقل الصحيح ،و العقل الصريح ،و العلم الصحيح
.و عليه فإنه من حقنا أن ننقد أي فكر -قديا كان أو حديثا – بالحتكاما إل تلك الصادر العرفية
الت منها العلم الديث .و ابن رشد نفسه كان –ف انتصاره للرسطخية -يتكم إل علم عصره، 1
فمحن حقنا نن أيضا أن ننقده بالحتكاما إل علوما عصرنا .علمحا بأن ابن رشد ل يكن يتكم ف كل
مواقفه إل علوما عصره ،و إنا كان يتكم أساسا إل الفلسفة الرسطخية ،فمحا وافقها قبله ،و ما خالفها
رفضه ،و ما عارضها من الشرع حيرفه أو أغفله و سكت عنه .
و سادسا إنه من حقنا أن نتشدد ف انتقادنا لبن رشد ،و ماسبته حسابا عسيا ،لنه كان كثي
الدعاوى و التعال ،و البالغات و العتداد بالنفس ،و التعال على أهل العلم من غي الفلسفة ،و
ألقهم بالمحهور و أهل الدل .و جعل نفسه و أصحابه الشائايم ،من أهل البهان و اليقيم خصهم
ال بالرسوخ ف العلم .لذا وجدناه يصدر أحكاما كثيةا يزجعم أنا صحيحة بالضرورةا و الوجوب ،و هي
ف القيقة ما هي إل ظإنون و تمحينات و احتمحالت تمالفة للشرع و العقل و العلم .فرجل هذا حاله ل
يصح السكوت عنه ،و مسايرته ف دعاويه العريضة ،و العتذار له و تدليله .
علمحا بأن البالغة ف العتذار لبن رشد و تدليله ،و السكوت عن أخطخائاه و تبيرها ،و عدما لومه
و تمحيله مسؤولية ما قاما به ،هو ف القيقة جرية ف حق الشرع ،و العقل ،و العلم ،ل يصح
السكوت عنها أبدا .فلبد من عرض فكره على ميزجان النقل الصحيح ،و العقل الصريح ،و العلم
الصحيح ،لتمحييزج صحيحه من سقيمحه ،ليأخذ صاحبه مكانه القيقي الناسب له ،بل إفراط و ل
تفريط ،و بل تضخيم و ل تقزجي .و بذلك ل نظلم الرجل ،و ل نرمه حقه ،و ل نتعصب له ول عليه
إل بالق ،و ل تندليدله و نبالغ ف مدحه و الثناء عليه با ل يستحقه .
و ف ختاما هذا الفصل-أي الرابع -تأؤكد على أمرين هاميم جدا ،أولمحا هو أن ابن رشد أغفل
الشرع إغفال كبيا ،و قرر ما تيالفه ف موقفه من النفوس و العقول،و طبيعيات أرسطخو .فحرما نفسه
و قراءه و الفكر الفلسفي من كنوز الشرع و خصائاصه ،خاصة فيمحا يتعلق بالطخبيعيات ،فالشرع ملوء
....................................................................................
الفصل الخامس
نقد موقف ابن رشد من البهان الرسطي و مكانة صاحبه العلمية
أول :نقد موقف ابن رشد من دعوى برهانية فلسفة أرسطو .
ثانيا :نقد موقف ابن رشد من المنطق الصوري .
ثالثا :نقد موقف ابن رشد من الجدلا و الستقراء و قياس التمثيل .
رابعا :نقد موقف ابن رشد من مكانة أرسطو العلمية .
اتذ أبو الوليد بن رشد الفيد مواقف متطخرفة تتعلق بدى برهانية الفلسفة الرسطخية ،و صحة
منطخقها الصوري ،و طرق الستدلل الخرى ،و مكانة أرسطخو العلمحية ف نظره هو-أي ابن رشد .
فانتقدناه ف موقفه من ذلك ،و رددنا عليه بكل طاقتنا .فمحا تفاصيل ذلك ؟ .
أول :نقد موقف ابن رشد من دعوى برهانية فلسفة أرسطو :
تيقصد بالبهان ف اللغة العربية :الجة الظاهرةا الفاصلة. 1و معناه ف الشرع هو :الجة و الدليل
،و هو أوكد الدلة ،و يقتضي الصدق أبدا ل مالة . 2و معناه ف الصطخلح الفلسفي هو )) :القياس
الؤلف من اليقينيات سواء كانت ابتداء و هي الضروريات ،أو بواسطخة و هي النظريات ،و الد
الوسط فيه لبد أن يكون علة لنسبة الكب إل الصغر (( . 3فالبهان هو الجة القاطعة اليقينية ،
فهل فلسفة أرسطخو و أصحابه برهانية ف نظر ابن رشد ؟ .
نعم إنه يدعي أن تلك الفلسفة برهانية يقينية ،لن أهلها –أرسطخو و أصحابه -هم أهل صناعة
صهم ال بعلمحه،و قرن شهادتم ف القرآن بشاهدته سبحانه و شهادةا ملئاكته .و هم البهان الذين خ ي
البهانيون بالطخبع أهل اليقيم و صناعة الكمحة و التأويل اليقين .ف كتبهم تتوجد القاويل البهانية ،
خاصة ف مؤلفات أرسطخو ،الذي برهانه هو الق البيم .و قد بلغت فلسفتهم حد الكتمحال-زمن ابن
رشد -حت أصبح من المحكن تعليمحها بطخريقة برهانية كالرياضات. 4
تلك هي بعض مزجاعم ابن رشد ف دعوى برهانية الفلسفة الشائاية عامة ،و الرسطخية خاصة .و
ردا عليه أقول :أول إن من أقوال ابن رشد شواهد كثيةا تنقض مزجاعمحه ببهانية تلك الفلسفة و يقينيتها
ت إل البهان و اليقيم بصلة،و ما هو إل ظإنون و تمحينات ت أن منها قسمحا كبيا جدا ،ل ي ت ،و تتثب ت
و احتمحالت ،و بعضها يندرج ف الرافات و الساطي ،و ليس هو من العلم ف شيء .علمحا بأن
كل انتقاداتنا السابقة لفكره هي أدلة دامغة على بطخلن دعوى برهانية تلك الفلسفة .
و أما الشواهد الت أشرنا إليها ،فمحنها أن ابن رشد زعم أن العقول الفارقة )) حية تملتذةا و مغبوطة
بذاتا ،و أن الول فيها -أي ال – هو الي الذي ل حياةا أت من حياته ،و ل لذةا أعظم من لذته .و
ذلك أنه الغبوط بذاته فقط ،و غيه إنا حصلت له الغبطخة و السرور به ...فإن كل واحد منها-أي
العقول الفارقة -ما عدا الول تملتذ بذاته فقط و الغبوط با .و لن إدراكه أشرف الدراكات فلذته
أعظم اللذات ،و هو إن اشتحك مع سائارها ف كونا تملتذةا دائامحا ،فلذتا تلك إنا صار لا الدواما به ،و
لذته هو بذاته .و كذلك أيضا سائار العان الشتحكة ،إنا هي له بذاته و لا به((. 5
و كلمه هذا ل برهان له فيه و ل يقيم أبدا ،لنه تكلم ف موضوع ل تيكنه إدراكه و ل معرفته
بعقله ،و ل بعلمحه ،و ل بواسه ،إل بالشرع ،و با أن الشرع ل يذكر ذلك ،و ل هو احتج به
بطخريقته التحريفية ،فإن تلك الزجاعم هي مزجاعم باطلة مردودةا عليه جلة و تفصيل ،و ما هي إل
1عي بن هادية :القاموس الجديد ،ط ، 7المؤساسة الوطنية للكتاب ، 1991 ،ص. 147 :
2الراغب الصأفهاني :مفردات القرآن ،ص . 111 :و ابن الثير :النهاية في غريب الحديث و الثر ،المكتبة العلمية ،بيروت ،
، 1979ج 1ص. 310 :
3الشريف الجرجاني :التعريفات ،دالعلمية ،بيروت ، 1995 ،ص. 44 :
4ابن رشد :الكشف عن مناهج الدلة ،ص . 173 ، 114 ، 75 :و تهافت الفلسافة ،ص . 220 ، 144 ،71 :و فصل المقال ،ص:
. 118و فرج أنطون :ابن رشد و فلسفته ،ص . 88 :و الجابري :ابن رشد ،ص. 118 :
5ابن رشد :تلخيص ما بعد الطبيعة ،ص. 148-147 :
تمحينات و ظإنون ،و أهواء و هذيانات ،ل يتحما فيها الشرع ،و ل العقل ،و ل العلم ،و ل القراء .
و با أن الكم على الشيء جزجء من تصيوره ،و ابن رشد خاض ف موضوع ل تيكنه تصيوره على القيقة
أبدا ،يكون هو قد حكم على شيء من دون برهان و ل دليل و ل يقيم .فأين برهانية تلك الفلسفة
الزجعومة؟ ! .
و الشاهد الثان مفاده أن ابن رشد قال :إن الفلسفة قاما عندهم الدليل-بعد البحث و الفحص-
أن الادةا الكيونة منها الجراما السمحاوية تتلف عن مادةا الوجودات الرضية الفاسدةا . 1و قوله هذا ظإن
و تمحيم ل دليل صحيح عليه و ل برهان ،و هو باطل شرعا و علمحا ،و قد سبق أن بينا أن العال
بأسره ملوق من مادةا واحدةا .
و أما قوله بأن هؤلء الفلسفة بنوا رأيهم على دليل صيح عندهم بعد البحث و الفحص ،فهو ليس
دليل صحيحا ،و إنا رأي بنوه على مقدمات ظإنية احتمحالية ،ليس لم فيه دليل صحيح من العقل ،و
ل من الشرع ،و ل من العلم .و لو عاد ابن رشد إل الشرع لعلم يقينا بطخلن ما حكاه عن هؤلء ،
ص صراحة على أن العال بأسره خلقه ال تعال من مادةا واحدةا ،ف قوله سبحانه )) : لن الشرع ن ي
ها دودجدعألدنا تمدن الأدمحاء تكلل دشأيمء دحبي أدفددل ت ت
أددودلأ يدـَدر الذيدن دكدفتروا أدلن اللسدمحادوات دواألدأر د
ض دكاندـَدتا درأتقاد فدـَدفتدـَأقدنا تد
يـَتأؤتمتنودن ((-سورةا النبياء – 30 :فأين حكاية البهان و اليقيم الزجعومان ؟ .
و الشاهد الثالث مفاده أن ابن رشد قال بوجود العقول الفارقة على طريقة الشائايم ،فهي عقول
حية أزلية خالدةا أبدية ذات طبيعة إلية ،تتصرف ف العال إيادا و تسييا و إعداما . 2و قوله هذا هو
ترديد لزجاعم أرسطخو و أصحابه ،ل دليل له عليه من الشرع ،و ل من العقل ،و ل من العلم ،و هو
ت إل البهان و اليقيم بصلة أصل ،و ل هو من يندرج ف الوهاما و الظنون و الساطي ،و ل ي ت
الوضوعية و العلم ف شيء .و من يقول بذلك فيكون قد داس على العقل ،و ارتى ف أحضان
الظنون و الساطي ،و الرجم بالغيب ،و القول على ال بل علم ،و يكون من بيم الذين وصفهم ال
س دولددقأد دجاءتهم بمن لرببتتم األتددى ((-سورةا النجم : ت ت تل ل
تعال بأنم))إن يدـَتلبتعودن إل الظلن دودما تدـَأهدوى ا أ دلنتف ت
، - 23فل برهان و ل يقيم ،و إنا هي أهواء و ظإنون !! .
و الشاهد الرابع مفاده أن ابن رشد قال بوجوب دواما الفاعلية ف أفعال ال تعال ،العروفة بوادثَ
ل أول لا ،بدعوى أنه با أن ال أزل ل ابتداء له و ل انتهاء ،وجب أن تكون أفعاله ل ابتداء لا
أيضا ،و من ث فالعال أزل . 3و قوله هذا هو مرد احتمحال مكن يتعلق بأفعال ال تعال ،ل يصح
التأكيد على وجوبه و لزجومه ،لن التأكيد على ذلك هو رجم بالغيب ،و قول على ال بل علم .لن
ال با أنه حي ل يوت ،و فعال لا يريد ،و خالق كل شيء ،و يلق ما يشاء و يتار ،فهو سبحانه
1ابن رشد :تهافت التهافت ،ص . 147 ،102 ،69 :و تلخيص السماء و العالم ،ص . 190 ،189 :و رساائل ابن رشد الطبية ،ص:
. 409 ،366و الثار العلوية ،ص . 21 :و تلخيص ما بعد الطبيعة ،ص. 127 :
2أرساطو :مقالة اللفا الكبرى ،ملحقة بكتاب مدخل على الميتافيزيقا ،ص . 282 :و مقالة الجيما ،ص . 318 :و الموساوعة الفلسفية
المختصرة ،ص. 46 :
3سابق توثيق ذلك .
4أرساطو :كتاب الطبيعة ،حققه عبد الرحمن بدوي ،الدار القومية للطباعة و النشر ،1965 ،ج ،2ص. 812 ،811 :
بأن قوله بالتخريف أشبه .و هذا وصف ل يصح و غي علمحي ،و عكسه هو الصحيح ،بعن أن
قول أرسطخو هو ظإن و تمحيم ،و إل التخريف أشبه ،بل هو التخريف بعينه ،لنه خاض ف موضوع
غيب ليس له فيه دليل قطخعي ،ث بن عليه زعمحه بأزلية الركة ،و أنه واجب ضرورةا .فأين حكاية
برهانية فلسفة أرسطخو الت قال با ابن رشد ؟ .
و الشاهد الرابع مفاده أن أرسطخو زعم أن العقل الالص-الكلي -خالد أزل ،و هو واحد ف كل
الفراد ل يفن بفناء الفرد ،لذا فهو كلي خالد أزل ،و إن ))كان يتعدد ،فتعدده هذا يأت من اتاده
بالنفس الفردية (( ،عندما يفن السم يزجول التاد الذي حدثَ بيم العقل و البدن .و من ث تدثَ
الفارقة للعقل الصلي أو الالص ،لتيصبح ف حالته الاصة مردا من الادةا ،فتيصبح خالدا أزليا . 1و
و قوله هذا زعم باطل ،ل دليل صحيح له فيه من العقل ،و ل من العلم ،و أنا هو ظإن و تمحيم
،و هذيان و تريف ،تيثي الضحك و البكاء ،فأما إثآارته للضحك فالرجل خاض ف مسائال غيبية -ل
يكنه إدراكها أبدأ -و كأنه إله يعلم ما كان و ما سيكون ،أو كأنه نب تمرسل من رب العاليم أخبه
بتلك الغيبيات الت ذكرها .و با أن هذا الرجل ل هو إله و ل نب ،فمحن أين له تلك الخبار الغيبية
الت ادعاها ؟ ! .
و أما إثآارته للبكاء ،فهو أن هذا الرجل الذي يزجعم العلم و العقل ،و البهان و النطخق ،قد داس
على كل ذلك ،و رمى بنفسه ف أحضان الرافة و السطخورةا .فخاض ف أمور غيبية ل تيكنه إدراكها
و وصفها بالعقل ،فمحن أين له أن العقل أزل ؟ ،و من أين له أن ذلك العقل عندما تيفارق البدن
يتحد لتيكون عقل كليا ؟ ! ،فهل هو يعلم ما كان و ما سيكون ؟ ،و هل مات فرأى مصيه ،ث
عاد إلينا لتيخبنا با رآه ؟ ،و هل جاءه الوحي فاخبه بذلك ؟ ،كل و ألف كل ،إن الرجل داس
على العقل و العلم ،و الوضوعية و النزجاهة العلمحية ،و ل يتحما عقله و ل قراءه .إنا منة العقل على
أيدي رجل يزجعم أنه عقلن برهان !! .
و الشاهد الامس مفاده أن أرسطخو كان ينكر وجود أقمحار لكوكب الشتحي .و هذا غي صحيح ،
فقد ت اثآبات وجود أقمحار للمحشتحي منذ القرن السادس عشر اليلدي باستخداما القيرب .و من طريف
ت
ما تيذكر ف هذا الشأن هو أن الفلكي غاليليو لا نظر ف السمحاء بالدقيرب و رأى أقمحارا للمحشتحي ،و
ت
تبيم له خطخأ أرسطخو ف تقسيمحه للعال إل عال ما فوق القمحر الزل ،و عال ما تت فلك القمحر
الفاسد ،و دعا بعض الرسطخييم لشاهدةا ذلك امتنعوا من الذهاب لشاهدةا ذلك ،غيةا على مذهب
أرسطخو. 2
و أما الشاهد السابع فيتضمحن طائافة من أخطخاء أرسطخو تتعلق بالكائانات الية ،نذكرها كأمثلة و
أدلة دامغة تنثبت -من خللا -أن أرسطخو ل يكن يلتزجما بالبهان و الشاهدةا و اليقيم ف أباثآه الفلسفية
،فكان كثيا ما يعتمحد على الظن و التخمحيم ،و الحتمحال و الخبار الضعيفة من جهة ،و بنبييم
أيضا بطخلن دعوى ابن رشد برهانية الفلسفة الرسطخية و يقينيتها من جهة أخرى .
أولا-أي الشواهد -إن أرسطخو طن أن رقبة السد تمكيونة من قطخعة واحدةا ،فل يستطخيع تريكها
كيف يشاء . 3و ظإنه هذا غي صحيح ،لن رقبة السد تمكونة من عدةا فقرات ،و ليست من فقرةا
واحدةا. 4و هذا يعن أن أرسطخو ل ير رقبة السد و ل يفحصها ،و إنا قال ذلك على الظن و
الحتمحال .فأين الحتكاما إل البهان القائام على التجربة و الشاهدةا الدقيقة ؟ .علمحا بأن الشاهد
ت
للسد عندما يكون ف حالة تمطخاردةا و صراع و افتحاس لفريسته يتبيم له أن رقبة السد مكونة من عدةا
1هو ما سساتفل و اساتقر تحت الشيء من كدرة .الفيروز أبادي :القاموس المحيط ،ص. 1256 :
2أرساطو :المصدر السابق ،ص. 33 ، 32 ،31 :
3نفس المصدر ،ص. 30 :
4الموساوعة العربية الميسرة ،ج 2ص. 1125 :
5حساما احمد فؤاد :أمراض المرارة و علجها ،موقع :طبيبك ،على الشبكة المعلوماتية .
للمحرارةا ،و إنا الرار فضلة الدما ((. 1و هذا ليس صحيحا بأن الرار فضلة الدما ،و إنا هو سائال أصفر
أو أخضر تيفرزه الكبد باستمحرار ،و يتكون من الاء و أحاض الصفراء و أصباغها ،و الكوليستيول ،و
الليمحيسيم له وظإيفة هامة تيؤديها للجسم سبق ذكرها .2و هذا يعن أن القول بان الرار فضلة للدما ،هو
قول ل يصح ،و ليس من البهان و ل من العلم ف شيء ،و إنا هو ظإن تبن على مقدمات ظإنية و
مشاهدات ناقصة .
و الثال الثالث مفاده أن أرسطخو قال )) :إن الطخمحث –اليض -الذي يعرض للنساء ،فضلة من
الفضول ،و الن أيضا فضلة (( . 3و هذه التسوية بيم الطخمحث و الن غي صحيحة علمحيا ،لن
الطخمحث إذا كان هو خروج للدما الفاسد من الرحم ف دورات شهرية على أثآر عدما حدوثَ المحل ،فإن
المر بالنسبة للمحن عند الرجل تمغاير لذلك تاما ،لن الن ليس فضلة ،و إنا هو ماء الياةا تمكيون
من حيوانات منوية تمستعدةا للخصاب عندما ترج من الرجل و تدخل رحم الرأةا . ،فخروج من
الرجل ليستقر ف رحم الرأةا ليس فضلة ،و إنا هو سبب بقاء النس البشري على وجه الرض .و
خروجه من الرجل ليس تمبرا لتسمحيته فضلة ،فهو يتلف تاما عن الفضلت الت ترج من النسان ،
كالعرق و البول و دما اليض .فالن يرج من النسان ليس لنه فضلة ،و إنا يرج لتيؤدي وظإيفة
التناسل ،فالروج ف حقه ضروري ل بد منه .
و الثال الرابع مفاده أن أرسطخو زعم أن )) فخذي و ساقي النسان كثيةا اللحم ،و أما سائار
اليوان ففخذاه و ساقاه عادمة اللحم ((. 4و قوله عن اليوان غي صحيح تاما ،لن أفخاذ الكباش ،
و البقار ،و الفيلة ،و الدجاج مثل ،مليئِّة باللحم و ليست معدومة اللحم !! .فهذا من أغرب
الخطخاء الت وقع فيها أرسطخو ،و الت ل يصح الوقوع فيها أبدا .فلعله نسي أو سها ،أو هو من
أخطخاء النساخ .
و الثال الامس مفاده أن أرسطخو قال عن الية )) :فإنا ما تيظن أنه ليس لا عنق ،بل عضو
آخر ملئام للعنق .و ذاك لن ليس هذا العضو مدودا بأطراف معروفة (( .5واضح من كلمه أنه ل
يعتمحد على برهان و ل مشاهدةا حقيقية ،و إنا اعتمحد على الظن و النظرةا السطخحية العامة .و هو قد
أخطخأ فيمحا ذهب إليه ،لن الثعابيم لا عمحود فقري تمكيون من فقرات كثيةا ،ابتداء من الرأس إل ناية
الذنب .و بعضها ظإاهر العنق ،و بعضها الخر غي واضح .فمحن النوع الول :حية القرناء ،لا عنق
واضح يفصل الرأس عن بنية السم .و منها أيضا حية الكوبرا الصرية ،لا عنق واضح تبسطخه عندما
تتحيفزج لهاجة فريستها .و كذلك تثآعبان الزورد الصري ،له عنق واضح من الارج ،يفصل الرأس عن
التحقق من ذلك ،فهذا ليس من البهان و ل من اليقيم ف شيء .و قد كان ف مقدوره التأكد من
ذلك بنفسه أو بسؤال الختصيم .
و الثال السادس مفاده أن أرسطخو قال :إن للنعامة ظإلفيم 2كاليوان الذي له )) أربع أرجل ،لنه
ليس له أصابع بل أظإلف ،و علة ذلك من قتدبل أن دعدظم جسده ل تيشبه عظم طي ،بل تيشبه عظم
حيوان له أربع أرجل (( . 3و قوله هذا غي صحيح ،لن النعامة لا أصبعان ف قدمها ،و ليس لا
ظإلفان كمحا ذكر أرسطخو .و ها أصبعان قويان و مناسبان للجري و حل جسم النعامة الكبي . 4المر
الذي يعن أن أرسطخو كان يسمحع بالنعامة و ل يراها ،و ل سأل العارفيم با ،لنه لو رآها أو سأل
الختصيم ما أخطخأ ف ذلك .فكيف سح لنفسه أن يتكلم عنها ف كتابه طبائاع اليوان من دون أن
يراها ،و ل تأكد ما قاله عنها ،مكتفيا بالظن و التخمحيم؟! .فأين برهانية فلسفته الزجعومة ؟ .
و الثال السابع مفاده أن أرسطخو زعم أن )) جيع و سائار اليوان تيرك فكه السفل ما خل
التمحساح النهري ،فإنه تيرك الفك العلى .و تعلة ذلك من قتدبل أن رجليه ليست بوافقة لخذ و
إمساك شيء من الشياء ،لنا تصغار جدا ،فهيأ الطخباع فم هذا اليوان موافقا لذه العمحال بدل
الرجليم . 5((...و قوله هذا دعيلقت عليه الباحثة عزجةا ممحد سال بقولا )) :ذاع و اشتهر ذلك الطخأ
الرسطخي أن كل حيوان تيرك فكه السفل إل التمحساح .و قد نقل العرب هذا الطخأ و امتلت به
مؤلفاتم النحوية و الفلسفية و العلمحية .و الظاهر أن أرسطخو ل ير تساحا حيا ف حياته (( . 6فكيف
سح لنفسه بأن يتكلم ف أمر ل يره و ل تأكد منه ؟ ! .فأين برهانية فلسفته و يقينيتها؟ ! .
ص باسة اللمحس الوصوفة بالعتدال .و قد و الثال الثامن مفاده أن أرسطخو يرى أن اللحم تخ ل
ص على أن اللحم هو اللة الول للتحس .و البدأ الول للتحس و سائار وافقه ابن رشد على ذلك،و ن ي
الفعال هو القلب ،ث منه إل الدماغ. 7
و قولمحا هذا غي صحيح ،و ل برهان لمحا فيه و ل يقيم ،و ما هو إل ظإن و تمحيم ،و احتمحال و
ترجيح .و الصحيح هو أن اللد –الكيون من الوعية الدموية و العصاب السية – هو الذي يقوما
باسة اللمحس ل اللحم ،و هو-أي اللد -العضو الخصص لا بمحيع درجاته ،من لس خفيف إل
ت
ضغط ،و وخزج تمؤل. 8
1محمد رشاد الطوبي )) :فمنهم من يمشي على بطنه (( ،دار المعارف ،مصر ،دت ،ص. 91 ،89 ،88 ،86 ،79 ، 24 :
2الظلف هو ال ت
ظفر المشقوق للبقرة و الشاة و الظبي ،و ما شاكلها من الحيوانات المجترة .علي بن هادية :القاموس الجديد ،ص.627 :
3أرساطو :المصدر السابق ،ص. 193 :
4الموساوعة العربية الميسرة ،ج 2ص. 1840 :
5أرساطو :طبائع الحيوان ،ص. 159-194 :
6نفسه ،تعليق المحققة عزة محمد ساالم ،هامش ص. 150 :
7ابن رشد :رساائل ابن رشد الطبية ،ص. 353 ،347 ،106 :
8الموساوعة العربية الميسرة ،ج 1ص. 637 :
لس الوجود ف اللد هو الذي ينقل آثآار النبهات الارجية إل الدماغ ،فتتحول إل إحساسات وا ت
شعورية ،فالدماغ هو مركزج الس و الركة و الدراك، 1و ليس القلب على رأي ابن رشد .و قد كان
الطخبيب جالينوس )ت 200ما ( قد قال بأن الدماغ هو مركزج الحساسات كلها ،لكن ابن رشد
خالفه و انتصر لرأي أرسطخو. 2
و تيلحظ على ابن رشد الطخبيب أنه أغفل الشرع ف هذه السألة و ل يستفد منه ،و قرر ما تيالفه ،
ب إتلن الليهد دكادن دعتزجيزجاد ضجت جتلودهم بلدلأناهم جتلوداد د تت
غيـَدردها ليدتذوقتواأ الأدعدذا د
أ لن ف قوله تعال )) :تكلدمحا ند د أ ت ت ت أ د د ت أ ت
لس و الحساس وليس اللحم حتكيمحاد ((-سورةا النساء – 56 :إشارةا واضحة إل أن اللد هو آلة ا ت
د
و ل غيه من أعضاء السم الادية .فلمحاذا أغفل ذلك ؟ ،ل ندري أنسيها ،أما تناسها لنا تالف
موقفه الرسطخي من تلك السألة؟ ،فلو استخدما تلك الشارةا القرآنية و انتقد با أرسطخو و أصحابه ،
لكان عمحل رائاعا ف طريق نقد الفلسفة الرسطخية من منطخلق شرعي ،و طرح البديل السلمي من جهة
،و السعي لسلمحة جوانب من تلك الفلسفة من جهة أخرى .لكنه ل يفعل ذلك ،و حدرما نفسه و
قراءه من نور السلما ،لنه كان شارحا لرسطخو و متعصبا له ،و ل يكن ناقدا إسلميا حرا حامل
للمحشروع السلمي الفكري .
و الثال التاسع مفاده أن أرسطخو زعم أن الرأةا معدومة الذكاء ،ليس ف استطخاعتها أن تعرف شيئِّا
عن طبيعتها ،لن عقلها )) ل يستوعب هذه الدراسة ،و ليس لا قدرةا على تمحل السائال النظرية أو
فهمحها (( ،لذا استبعدها أرسطخو من ميدان الثقافة و السياسة ،و الياةا الفكرية عامة. 3
و زعمحه هذا غي صحيح ،تمالف لشواهد التاريخ و الواقع ،أقامه على الظن و التخمحيم و خلفياته
الفلسفية و الجتمحاعية الت كان يعيش فيها ،و ل تيقمحه على أساس من البحث العلمحي القائام على
الستقراء و الوضوعية و البهان .و نن ل ندخل معه ف نقاش نظري،و إنا نكتفي بذكر شواهد
دامغة تتثبت خطخأه و تافت دعوي ابن رشد برهانية الفلسفة الرسطخية .من ذلك أن القرآن الكري ذكر
لنا ناذج من نساء مؤمنات على درجة عالية من اليان و الزجما و النضج الفكري ،كمحري و بلقيس ،و
امرأةا فرعون .و قد كانت عائاشة أما الؤمنيم –رضي ال عنها -عالة متضلعة ف علوما الشريعة و اللغة
،حت أنا فاقت بعلمحها و رجاحة عقلها كثيا من الرجال ،و هذا أمر ثآابت عنها ل يتاج إل توثآيق .
و أما الواقع الذي نعيشه فهو شاهد بقوةا على أن الرأةا حققت انتصارات كثيةا ،و أثآبتت جدارتا ف
علوما جة .
و آخرها – و هو الثال العاشر -مفاده أن الباحث إماما عبد الفتاح إماما ذكر ان أرسطخو-ف كتابه
تاريخ اليوان -قال :إن للنساء أسنانا أقل من أسنان الرجال .فستخر منه الفيلسوف العاصر برتراند
1نفس المصدر ،ج 1ص. 801 :
2ابن رشد :رساالة النفس ،ص . 18 :و زينب عفيفي :فلسفة ابن رشد الطبيعية ،ص. 219 ،218 :
3إماما عبد الفتاحا إماما :أرساطو و المرأة ،ط ،2مكتبة مدبولي ،القاهرة ، 1996 ،ص . 63 ،59 :و أحمد فؤاد كامل :ما بعد الطبيعة
عند ابن رشد ،ضمن كتاب أعمال ندوة ابن رشد ،ص. 235 ،234 :
راسل بقوله )) :إن أرسطخو ل يكن من المحكن أن يرتكب أبدا مثل هذا الطخأ لو أنه طلب من زوجته
أن تفتح فمحها لظة واحدةا (( . 1و خطخأه هذا هو من أغرب الخطخاء الت وقع فيها أرسطخو الت ل
مبر مقبول لا .فالرجل يتكلم بل تثبت و ل دليل و ل برهان ،ما تيشي إل ضعف نزجعة التجريب
عنده ،الت ل تكن أساسية عنده ،فكان كثيا ما يسمحح لنفسه أن يعتمحد على الظن و التخمحيم دون
الحتكاما إل التجربة مع سهولتها .حت أنه ل يكلف نفسه فتح فم زوجته أو خادمته ليتأكد من عدد
أسنان الرأةا بالنسبة للرجل !! .فأين حكاية برهانية فلسفة أرسطخو و يقينيتها ؟ ! .
تلك الشواهد و المثلة -الت ذكرناها -كان الدف منها الرد على ابن رشد ف زعمحه برهانية
الفلسفة الرسطخية و يقينيتها .و هي من باب التمحثيل ل الصر ،و إل فالمثلة على نقض دعواه
كثيةا جدا ف مؤلفات أرسطخو ،فاكتفينا بالذي ذكرناه .حت أنه قيل عن قسم من مصنفاته ))إن
مؤلفات أرسطخو ف البيولوجيا غريبة ،فهي خليط تمشيوه من الشائاعات و القاويل ،و اللحظات
الناقصة ،و التفكي بالتمحن و السذاجة ،و سرعة التصديق ((. 2
و ف ختاما بثنا هذا تأشي هنا إل ثآلثآة أمور هامة ،أولا إن دعوى ابن رشد بأن الفلسفة الرسطخية
و الشائاية برهانية ف إلياتا و طبيعياتا ،و أنا اكتمحلت ف عصره حت أصبح من المحكن تعليمحها
بطخريقة برهانية كمحا تتعيلم الرياضيات ، 3هي دعوى باطلة شرعا و عقل و علمحا ،و تمثيةا للضحك و
الستغراب معا.
و ثآانيها إن شيخ السلما ابن تيمحية تيعد من أوائال أهل العلم الذين تصدوا لنقد النهج الفكري لدى
ابن رشد و أصحابه ،و بييم أن دعوى برهانية فلسفتهم هي دعوى كاذبة ،و أن كلمهم ف الليات
قليل الفائادةا ،و كثي منه بل حجة. 4
و المر الخي –أي الثالث -مفاده أن الباحث ممحد عابد الابري قال :إن ابن رشد ف ردوده
على التكلمحيم كان ينطخلق من )) فلسفة أرسطخو الت كان تيعتقد أنا علمحية برهانية ف ذلك الزجمان
(( . 5وقوله هذا ينطخوي على تبير لخطخاء ابن رشد ،و تغليط للقراء ،فأما التبير فهو غي مقبول ،
لنه سبق أن بينا-بأمثلة كثيةا جدا -أن ابن رشد خالف النقل الصحيح ،و العقل الصريح ،و العلم
الصحيح ،ف مواضيع كثيةا جدا ،ل يعتمحد فيها أساسا على البهان و اليقيم ،و إنا اعتمحد أساسا
على الظن و التخمحيم ،و التحجيح و الحتمحال ،و على التعصب لذهبيته الرسطخية .و أخطخاء هذه
أسبابا ل يصح تبيرها بدعوى أن فلسفة أرسطخو كان تيعتقد أنا برهانية ،زمن ابن رشد .لن سببها
1منها دور الدماغ و مصدر الحساس ،و قد سايق توثيقه ،و أشار ابن رشد إلى مخالفة جالينوس لرساطو في مسائل الطب في كتابه
رساائل ابن رشد الطبية .
2هو منطق اساتنباطي يدرس صأثور الفكر و الساتدلل السليم ،و تيعرف أيضا بالمنطق الصوري ،لن أرساطو أول من ألف فيه باعتباره
علما مستقل .و صأ ثوره الساتدللية هي :القياس ذو المقدمتين و النتيجة ،مثل :كل الناس فانون ،و ساقراط إنسان ،فسقراط فان .و هذا
المنطق ل يصلح للعلوما الطبيعية ،التي اساتخدما لها الساتقراء .الموساوعة العربية الميسرة ،ج 2ص. 1755 :
3ابن رشد :تهافت التهافت ،ص. 278 :
4ابن رشد :تلخيص السياساة لفلطون ،ترجمة حسن مجيد العبيديو فاطمة كاظم الذهبي ،ط ، 1دار الطليعة ،بيروت ، 1998 ،ص:
. 168
5ابن رشد :فصل المقال ،ص . 98 ،91 ،89 ،87 :و تهافت التهافت ،ص. 278 ، 235 :
تلك بعض مزجاعمحه ف تعصبه و غلوه ف النطخق الصوري ،و ردا عليه أقول :أول ليس لبن رشد
أي مبر شرعي و ل عقلي و ل علمحي فيمحا قاله عن ذلك النطخق ،إل التعصب لذهبيته الرسطخية أول
،و قلة معرفته بطخرق السدلل العلمحي ثآانيا .و الدلة القاطعة و الدامغة على بطخلن تلك الزجاعم كثيةا
جدا ،شرعا و عقل ،علمحا و تاريا ،نذكر بعضها فيمحا يأت تباعا إن شاء ال تعال .
من ذلك أن ال تعال لا خلق النسان زوده بالعقل و العلم ،و الواس و البيان ،و أمره بعبادته و
ساء تكلدها تثلعمحارةا الرض ،و سيخر له ما ف السمحوات و الرض ،لقوله تعال )) :دودعلدم آدددما الد أد
يم (( -سورةا البقرةا ، - 31 :و )) عرضهم عدلى الأمحلدئاتدكتة فدـَدقادل دأنبتئِّوتن بتأدأساء هـَؤلء تإن تكنتم ت ت
صادق د تأ د د دت ت دد د ت أ د د
دعلدم ا أتلندسادن دما دلأ يدـَأعلدأم ((-سورةا العلق )) ، - 5 :دخلددق اأتلندسادن دعلدمحهت األبدـَديادن ((-سورةا الرحن -3:
س إتلل تليدـَأعبتتدوتن ((-سورةا الذاريات ، - 56 :و ))دودسلخدر لدتكم لما ، -( 4و ))دودما دخلدأق ت ت ت
ت األلن دواألن د
ت لدقأومما يدـَتدـَدفلكترودن (( -سورةا الاثآية :
ك دليا مت ت ت وما تف األدر ت ت
ض دجيعاد بمأنهت إلن تف دذل د د أ
ت
تف اللسدمحادوا د د
حلها . -( 13و با أن المر كذلك فإن النسان له قدرات كثيةا -بفضلها يستطخيع أداء المانة الت تي
، -منها القدرات العقلية ،فالنسان له عقل طبيعي فطخري يتمحتع بقدرات فائاقة ،و بطخرق استدلل
كثيةا ،المر الذي يعن أنه قادر على تسخي مظاهر الطخبيعة ،و السي و البحث ف الرض للوصول
إل البهان و اليقيم و القيقة ،قبل أن يكتب أرسطخو عن النطخق الصوري .و هذا الذي حدثَ
بالفعل ،فقد شهد التاريخ حضارات كثيةا ف الصيم و الند و مصر و العراق ،قبل ظإهور الضارةا
اليونانية بعشرات القرون .و قد توصلت تلك الضارات إل علوما كثيةا و حقائاق متنوعة ف متلف
مالت العرفة ،فالصريون مثل برعوا ف الكيمحياء و بفضلها حينطخوا الثث ،و أبدعوا ف الندسة و با
بنوا الهرامات .و برعوا أيضا ف الطخب و كانت لم عمحليات جراحية ،و صنعوا الورق و القلما و
الداد من نبات الربدي .و أما البابليون ف العراق فمحن متحعاتم :الصبائاغ و التطخريزج ،و الوازين و
الكاييل ،و الساب . 1و معن ذلك أن تلك الضارات وصلت إل علوما و حقائاق كثيةا ،و ل
حقيقة و ل علم دون برهان و يقيم ،فهي قد عرفت ذلك قبل ظإهور النطخق الصوري بعشرات القرون
،المر الذي تيبت قطخعا أن زعم ابن رشد بأنه ل حقيقة بل صناعة البهان الرسطخي هو زعم باطل
ليس من البهان و ل من العلم ف شيء .
و ثآانيا إن ال تعال أخبنا أنه أرسل أنبياء كثيين ،و أنزجل معهم الكتب إل بن آدما قبل حضارةا
اليونان بعشرات القرون ،فعيلمحوهم الليات و الشرائاع و الخلق ،و كثيا من الطخبيعيات عن نشأةا
الكون و مظاهره ،و علمحوهم كيف تيفكرون التفكي العلمحي الصحيح ،و دحيذروهم من الشرك و عبادةا
مظاهر الطخبيعة ،فتكيون على أيديهم أصحاب و أتباع من أهل العلم و الدعوةا توليوا مهمحتهم من
1توفيق الطويل :الفلسفة في مسارها التاريخي ،دار المعارف ،القاهرة ،د ت ،ص . 31 :و نور الدين حاطوما و آخرون :موجز
تاريخ الحضارة ،مطبعة الكمال ،دمشق 1965 ،ص 131 :و ما بعدها . 247 ،
بعدهم ف التحبية و التعليم بالعتمحاد النطخق الطخبيعي الفطخري الغروز ف النسان ،و ل تيعيلمحوهم النطخق
الصوري الزجعوما الذي ل يكن ظإهر بعد .و النصوصا الشرعية الت تتثبت ما قلته كثيةا جدا ،منها قوله
ب دواألتأكدم دوالمنبتـَلودةا تثل يدـَتقودل تلللناتس تكونتواأ تعدباداد بل تمن تدوتن ت ت ت
تعال )) :دما دكادن لبددشمر دأن يـَتأؤتيدهت الليهت الأكدتا د
ت الليته ولدـَتكن تكونتواأ رلبانتيب ت
ب دوتدبا تكنتتأم تدأدترتسودن -((--سورةا آل عمحران 79 : يم دبا تكنتتأم تـَدعلبتمحودن الأكدتا د د د د
ت ت ت ت ت ت
، -و ))إتلنا دأندزجلأدنا التلـَأودرادةا فيدها تهددى دوتنوبر دأيتكتم دبا النلبتميودن الذيدن أدأسلدتمحواأ للذيدن دهاتدواأ دواللرلبانميودن دوالدأحدباتر
ب الليته دودكانتواأ دعلدأيته تشدهدداء ((-سورةا الائادةا ، - 44 :و ))لما لدتكأم دل تدـَأرتجودن لتلته ت دبا اأستتأحتفظتواأ تمن كتدتا ت
ودقاراد وقدأد خلددقتكم أدطأواراد ((-سورةا نوح ، - 14 -13:و ))يا ت
خيـَبر صاح دتب البسأجتن أدأدأردبا ب
ب ممتدـَدفبرتقودن د أ د د د د د أ د
ت
أدتما الليهت الأدواتحتد الأدقلهاتر ((-سورةا يوسف )) ، - 39 :إتأذ دقادل لدتبيه ديا أدبدت لد تدـَأعبتتد دما دل يدأسدمحتع دودل
ت ت ت
ك دشأيئِّاد (( -سورةا مري . - 42 : صتر دودل يـَتأغتن دعن ديـَب ت
تأ
و ثآالثا إن نظرةا ابن رشد للمحنطخق النسان هي نظرةا حزجئاية ذاتية متعصبة ،نظر إليه من خلل
النطخق الصوري القائام على الستدلل بقياس الشمحول ذي القدمتيم و النتيجة ،فتعصب لذا
ط من قيمحتها .و الستدلل و بالغ ف تعظيمحه و النتصار له ،و أهل طرق الستدلل الخرى ،أو ح ي
الصواب هو أن النطخق البشري الطخبيعي الفطخري ،هو منطخق واسع جدا ،ل تيثل فيه القياس الرسطخي
إل جزجءا صغيا جدا منه ،يصلح ف مال معيم و مدود ،و ل يستحق ذلك التضخيم و التهويل أبدا
.لن النطخق الطخبيعي يستخدما طرق استدلل كثيةا ،بطخريقة سريعة و متنوعة ،و متداخلة و ل تعارض
بينها ،لن هذه الكثرةا هي اختلف تنيوع ل اختلف تضاد أو تناقض .فالنطخق الطخبيعي يستخدما
طرق استدلل كثيةا ،منها :الستقراء التاما و الناقص ،و قياس التمحثيل و قياس الشمحول ،و قياس
الول و الفضل ،و قياس النفع و القل ضررا ،و قياس الشرف و المحيل و الجل ،حت أن علم
الفيزجياء الديثة أعطخى لقياس المحيل و الجل مكانة معتبةا ف الستدلل العلمحي ،فأصبح عنصر
المحال معيارا مقبول لديها ،حت أن نظرية النسبية من خصائاصها أنا جيلة جدا. 1
علمحا بأن الستدلل الصوري ليس خاصا بالنطخق الصوري الرسطخي ،لن النسان عرفه و مارسه
منذ أن خلقه ال تعال كطخريقة من طرق الستدلل الت تيارسها العقل البشري أليا فطخريا .و ما يزجال
الناس يستعمحلونه مع جهل غالبيتهم العظمحى للمحنطخق الصوري الرسطخي ،لنه استدلل طبيعي
يستخدمه العقل ف مكانه الناسب ،من دون أي حاجة أو تلزما بينه و بيم معرفة النطخق الرسطخي
الصناعي الشيوه للفكر و العيق له بقوالبه الامدةا العقيمحة .لذا ل يصح أبدا أن نسمحي مبادئ العقل ،و
ت
طرق الستدلل بالنطخق الصوري و ننسبه لرسطخو ،لن تلك البادئ و الطخرق هي فطخرية ف النسان
1روبرت أغروس ،و جورج ساتانسيو :العلم في منظوره الجديد ،ص 45 :و ما بعدها .
تعمحل آليا فيه منذ آدما عليه السلما إل أن يرثَ ال الرض و من عليها .و العمحل الذي فعله أرسطخو
ف النطخق الصوري ل يكفي أبدا أن ننسب إليه مبادئ العقل و قياس الشمحول .
1حسن طالب :أصأل الفلسفة ،ط ، 1عين للدراساات و البحوث ،مصر ، 2003 ،ص. 131 ، 130 ، 18 :
الستدلل الصوري الرسطخي ما هو إل طريقة من طرق الستدلل الكثيةا الت يستخدمها العقل
البشري ،و بفضلها يصل إل البهان و اليقيم و القيقة -إذا أحسن استخدامها . -فالعقل إذاد عنده
طرق كثيةا توصله إل القيقة ،و ليس عنده طريقا واحدا فقط .
علمحا بأن كل تلك الطخرق الستدللية نسبية النتائاج ،فليس كل ما تصل إليه صحيح بالضرورةا ،و
إنا فيها الصحيح و الطخأ ،و التحكم ف صحتها عوامل كثيةا ،كالتأكد من صحة الادةا الول ،و
ت
حسن إخضاعها للتجربة ،و صحة طريقة استنتاجها .و أما ما تيشاع من أن الطخريقة الصورية الرسطخية
يقينية النتيجة ،فهي تمغالطخة ،لن القدمة الكبى ليس من السهل الوصول إليها ،و ل يكن الوصول
إليها إل عن طريق الستقراء الزجئاي ،فإذا صيح هو صيحت القدمة الكبى ،و إذا ل يصح فهي ل
تصح بالضرورةا .فيقينية هذه القدمة مبنية على صحة الستقراء الزجئاي ،و ليس على الستدلل
الصوري ،لرد أنه صوري .و عليه فإن القياس الصوري اللفظي يكون صادقا بناء على مادته ،و ليس
على صورته اللفظية .فإذا قلنا :كل إنسان فان ،و أرسطخو إنسان ،فأرسطخو فان ،فهذا القياس
صحيح بناء على صحة مادته ف القدمتيم ،و ليس على صورته ،اللفظية .فإذا قلنا أيضا :كل من
يشي على رجليم هو من الطخيور ،و النسان يشي على رجليم ،فالنسان من الطخيور .تكون النتيجة
كاذبة رغم صحة صورتا الستدللية القياسية اللفظية ،لن مادتا الستقرائاية الزجئاية ف القدمة الكبى
ليست صحيحة على إطلقها .و عليه فل صدق للكليات إل بصدق الزجئايات .
و ما يزجيد ذلك تأكيدا و توضيحا أن أصحاب النطخق الصوري كأرسطخو و ابن رشد هم من أكثر
الناس خطخأ ف الليات و الطخبيعيات ،و قد ذكرنا على ذلك عشرات المثلة .فلو كان منطخقهم
الزجعوما عاصمحا من الطخأ ،و موصل إل القيقة و البهان بالضرورةا ما وقع أهله ف كثرةا الخطخاء و
الوهاما ،و النرافات و البالغات ف أحكامهم من جهة ،و مطخالبة تمالفيهم بالدليل و البهان و
نسيان أنفسهم من جهة أخرى .و تيوضح ذلك و تيثريه الشاهدان التيان :أولمحا يتعلق بالسبب الؤثآر
ف ذكورةا النيم و أنوثآته ،و طريقة حدوثَ ذلك ،فذكر القق ابن قيم الوزية )ت 751ه( أن أرسطخو
تطخيرق ف كتابه اليوان ف القالة الثامنة عشر إل ذلك الوضوع ،فكان ما قاله )) :و إذا كانت الريح
شال كان الولد ذكراد ،و إذا كانت جنوبا كان الولود أنثى ،لن الجساد إذا هبت النوب كانت
رطبة . 1((...و تفسيه هذا هو تفسي باطل ،و تمضحك ،و خيال ظإن ل برهان عليه و ل يقيم ،
وتمالف للشرع و العلم معا ،لن الثابت أن الرياح ل دخل لا ف عمحلية الناب و ل ف نوع النيم ،
علمحا بأن كل من الرجل و الرأةا تيساهان ف عمحلية الناب ،لكن من الرجل هو السبب ف نوع
النيم أذكر أما أنثى ؟ .فأين اليقيم و البهان و النطخق ؟ ،و ما دخل الرياح ف عمحلية الناب و نوع
1ابن قيم الجوزية :مفتاحا دار السعادة ،دار الكتب العلمية ،بيروت ج 2ص. 155 ، 154 :
النيم ؟ ,،فهل زعمحه هذا بناه على القياس الرسطخي اليقين الزجعوما ،أما بناه الظنون و التخمحينات ،و
التفسيات الوهية البعيدةا عن النطخق و العلم ؟ .
و الشاهد الثان مفاده أن أرسطخو ذكر أن بعض الفلسفة كأنباتدقليس قالوا :إن البة و الغلبة ها
سبب الركة ف الطخبيعة .فاستحسن أرسطخو رأيهم ،لكنه انتقدهم بقوله :إن قولم تمرد إخبار فقط و
ليس حجة ،و كان عليهم أن يأتوا فيه باستقراء أو برهان . 1و انتقاده لم صحيح ،لكنه-أي
أرسطخو -طالب غيه بالدليل من الستقراء أو من البهان الصوري ،و نسي نفسه أنه هو شخصيا قال
برأيهم ،و بأكثر من ذلك من دون أي برهان صحيح ،و ل دليل بمقنع ! .فهو قد قال بكاية العشق
و العشوق ،و العقول الفارقة ،و أزلية الادةا و الزجمان ،و النفس الكلية الزلية ،و العقل الكلي الزل
،و قد تكيلم ف كل ذلك و غيه ،بالظنون و التخريفات ،و الحتمحالت و التحجيحات ،من دون
أي برهان صحيح .فلمحاذا طالب غيه بالدليل و البهان ونسي نفسه ؟ ! .
و سادسا إنه ليس لبن رشد دليل من الشرع تيؤيد به زعمحه بضرورةا تعلم النطخق الصوري لعرفة ال
تعال ،لن النصوصا الشرعية شاهدةا على أن ال تعال أرسل النبياء إل الناس لتعريفهم بال تعال و
بواجباتم تاه خالقهم و أنفسهم ،و أمروهم بالعلم و العمحل ،و ل يأمروهم أبدا بتعلم النطخق الصوري
،و ل قالوا لم :إن ذلك النطخق شرط لعرفة ال تعال .لذا فمحن يزجعم ذلك فهو يفتحي على الشرع و
التاريخ معا ،لن معرفة ال تعال تتم بالعقل الفطخري الطخبيعي و ل تتاج أبدا إل النطخق الرسطخي
الزجعوما .
و ل يصح الزجعم بأنه با أن ال تعال أمر بالنظر العقلي و حث عليه ،و مدح أهله ،فهو إذاد أمر
بعرفة النطخق الصوري .فهذا تعليط و تدليس ،و تلعب بالشرع ،لن النظر العقلي الذي أمرت به
الشريعة هو النظر الفطخري الطخبيعي ف النسان الشامل لكل طرق الستدلل دون استثناء ،و هو العقل
الذي خاطبه ال تعال بكتبه و رسله ،و هو ل يستلزجما أبدا الرجوع إل النطخق الرسطخي ،لكن ابن رشد
تيغالط و تيدلس ،و يتفي من وراء دعوى النظر العقلي الذي أمر به الشرع ليصل إل ما خطخط له
تمسبقا ،و هو إياد الشرعية للمحنطخق الصوري ،و الدعوةا إليه لنشر مذهبيته الرسطخية .
و هو بذلك الزجعم الباطل يكون قد أوجب على السلم ما ل تيوجبه ال عليه ،و شيرع له ما ل
تيشيرعه ال له .و هذا اعتداء عل الشريعة ،و افتحاء عليها ،و تلعب با ،و طعن فيها لنه ل تيوجد
فيها أمر بتعلم ذلك النطخق و ل بوجوبه ،إنه فعل ذلك من أجل مذهبيته الرسطخية التعصبة .و معن
زعمحه أيضا أن الصحابة-رضي ال عنهم -ل يعرفوا ال تعال لنم ل يعرفوا النطخق الصوري و ل
و ختاما لا ذكرناه و إثآراء له أذكر هنا مواقف بعض أهل العلم ما قلناه ،أولم الشيخ تقي الدين
بن تيمحية ،إنه انتقد ابن رشد ف موقفه من البهان الرسطخي ،فقال :إنه ل يك عن )) الفلسفة ف
الليات طريقة إقناعية فضل عن طريقة برهانية .و إذا قتيدر أنه تعن بالبهان :القياس العقلي النطخقي ،
فمحن العلوما أن صورةا القياس ل تفيد العلم بواده ،و البهان إنا يكون برهانه بواده اليقينية ،و إل
فصورته أمر سهل يقدر عليه عامة الناس ((. 2
و انتقده أيضا ف موقفه من منهج الستدلل عند التكلمحيم عندما جعلهم من أهل الدل ،و عيد
مقدماتم -الت يتجون با -جدلية و ليست برهانية ،و جعل نفسه و أصحابه من أهل البهان .ف
حيم أن حقيقة المر هي عكس ذلك ،لن التكلمحيم يستخدمون من القدمات البهانية أكثر من
الفلسفة بكثي ،و أرسطخو )) أكثر ما بن المور اللية على مقدمات سوفسطخائاية ف غاية الفساد ،و
ت من كلمه ف مقالة اللما ،و هي آخر علومه بألفاظإها ،و كذلك لول هذا ليس موضع ذكره ،لذكر ت
كلمه ف أثآولوجيا ((. 3
1ابن رشد :تلخيص السياساة لفلطون ،تعليق المحققثين هامش ص. 168 :
2ابن تيمية :درء التعارض ،ج 10ص. 224 :
3ابن تيمية :الرد على المنطقيين ،ص. 395 :
و يرى أيضا أن صناعة النطخق الصوري قليلة النفعة عظيمحة الشو ،و أكثر المور العمحلية ل يصح
استعمحال ذلك النطخق فيها.1و ليس فيه )) فائادةا علمحية بل كل ما يكن علمحه بقياسهم النطخقي يكن
علمحه بدون قياسهم النطخقي .و ما ل يكن علمحه بدون قياسهم ل يكن علمحه بقياسهم ،فلم يكن
ف قياسهم ل تصيل العلم بالهول الذي ل يعلم بدونه ،و ل حاجة به إل ما يكن العلم به بدونه ،
فصار عدي التأثآي ف العلم وجودا وعدما .و لكن فيه تطخويل كثي متعب ،فهو مع أنه ل ينفع ف
العلم ،فيه إتعاب الذهان ،و تضييع الزجمان وكثرةا الذيان ((. 2
و الثان هو القق الناقد ابن قيم الوزية ،إنه انتقد ابن رشد انتقادا لذعا بسبب موقفه من
النطخق الصوري ،من دون أن يذكره باسه عندما وصفه بأنه )) أسي منطخق اليونان(( ،و خيطخأه ف
ك تباألتأكدمحتة دوالأدمحأوتعظدتة األددسندتة دودجاتد أتلم تبالتت تهدي أدأحدستن ((-سورةا
تفسيه لقوله تعال ))اأدعت إتتل دستبيتل درب د
النحل ، - 125 :فيى ابن القيم أن الية ذكرت مراتب الدعوةا إل ال تعال بسب مراتب اللق ،
فالنسان الحتسب القابل الذكي ل تيعاند الق و ل يرفضه ،تيدعى بطخريق الكمحة .و النسان القابل
ت
الذي له نوع غفلة تيدعى بالوعظة السنة .و النسان العاند و الاحد تيادل بالت هي أحسن .هذا
ت
هو الصحيح ف معن تلك الية عند ابن القيم ،و ليس كمحا )) يزجعم أسي منطخق اليونان أن الكمحة
قياس البهان و هي دعوةا الواصا .و الوعظة السنة قياس الطخابة وهي دعوةا العواما .والادلة بالت
هي أحسن القياس الدل ،وهو رد شغب الشاغب بقياس جدل مسلم القدمات (( وهذا عند ابن
القيم )) باطل و هو مبن على أصول الفلسفة ،و هو مناف لصول السلمحيم و قواعد الدين من
وجوه كثيةا ،ليس هذا موضع ذكرها ((. 3
و الباحث الثالث هو ممحد عاطف العراقي ،إنه يرى أن ابن رشد ليس له-ف مال النطخق -أي
لص كتاب القياس لرسطخو ل تكن جديد و ل إبداع له قيمحة تستحق التنويه و الشادةا ،فهو عندما ي
له فيه )) أراء ذات شأن تضييف جديدا إل فكر أرسطخو (( . 4هذه شهادةا من باحث رشدي تمعاصر
أمضى عقودا من حياته ف دراسة الفكر الرشدي ،و الدعوةا إليه و النتصار له .فهي شهادةا كافية
فيمحا قدمه ابن رشد ف مال النطخق الصوري ،و هي من باب )) دودشتهدد دشاتهبد بمأن أدأهلتدها((-سورةا
يوسف . - 26 :
و الباحث الرابع هو النطخقي زكي نيب ممحود له نظرةا نقدية فاحصة للمحنطخق الصوري تستحق التدبر
و التنويه ،و و هي نظرةا ناقد متخصص ف النطخق ،فيى أن )) نظرية القياس الرسطخية بداية قوية ف
1أحمد ورياشي :نصوص فلسفية ،المعهد التربوي الوطني ،الجزائر ، 2005 ،ص. 51 :
2الجابري :ابن رشد ،ص . 176 ،175 ، 117 :و ابن رشد :فصل المقال ،مدخل الجابري ،ص. 43 ،42 ،19 :
3أنظر مثل :علي ساامي النشار :مناهج البحث عند مفكري السالما ،دار النهضة العربية ،بيروت ،1984 ،ص 79 :و ما بهده .92 ،
4أنظر مثل :محمود يعقوبي :ابن تيمية و المنطق الصوري :الصأول التجريبية لنقد المنطق المشائي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،
الجزائر ،ص 23 :و ما بعدها 230 ،و ما بعدها .
التوسع و الصالة و البداع ،فجاء رده ردا علمحيا شرعيا عمحيقا صائابا جع بيم معطخيات النقل
الصحيح،و العقل الصريح ،و العلم الصحيح ،و قد بينت بعض الدراسات التخصصة مدى أهية ما
قاما به ابن تيمحية ف رده على النطخق الرسطخي ف كتابه الرد على النطخقييم و غيه ،و أظإهرت سبقه
للغربييم ف انتقاده لذلك النطخق على أسس علمحية صحيحة ،و تاوزه له ،و طرحه للبديل الشرعي
الصحيح. 1
و بناء على ذلك فل يق للجابري أن يغفل هؤلء و تيصدر حكمحه العاما ،فإذا كان الفلسفة
الشاؤون سلبييم انزجامييم تاه منطخق شيخهم أرسطخو فل يصح إغفال علمحاء السلمحيم الذين ردوا على
ذلك النطخق علمحيا و عمحليا .
و أما تنويهه بالنطخق الصوري بأنه هيمحن على العقل البشري إل القرن 18ما ،فهو قول بينا أنه
ليس حكمحا عاما ،فإن صدق على الغربييم فل يصدق على كل علمحاء السلمحيم .كمحا أن سيادةا
ذلك النطخق و هيمحنته على العقل النسان قرونا عديدةا ،ليس هو ما تينيوه و تيفتخر به – إن أراد
الابري ذلك ، -فهو ما تيؤسف له ،و دليل على سلبية الفلسفة الشائايم و انزجاميتهم تاه منطخق
أرسطخو و فلسفته عامة .فلو تفيرغ ناقد متهد مطخلق تمتحرر من قيود التقليد الذهب لنقد الفلسفة
الرسطخية ،و تسيلح بالنقل الصحيح ،و العقل الصريح ،و العلم الصحيح ،لنسفها من أصولا نسفا ،
و ما ترك من أصولا قائامحة ،و لتم له ذلك ف العصر السلمي قبل الثورةا العلمحية الديثة .و هذا ما
فعله بعض علمحاء السلما كالشيخ تقي الدين ابن تيمحية ،فقد قدما لنا أعمحال نقدية عمحيقة ف نقد
الفلسفة اليونانية عامة و الشائاية خاصة ،ندها ف كثي من مؤلفاته ،كالرد على النطخقييم ،و تبغية
الرتاد ،و درء تعارض العقل و النقل ،لكن أعمحاله هذه ل تد من تيكمحلها و يهتم با الهتمحاما الكبي
2
الذي تستحقه ،و وجدت من جهة أخرى إهال و اعتحاضا و مطخاردةا من طوائاف كثيةا من السلمحيم
.
و ثآانيا إنه ل يصح وصف فلسفة أرسطخو بأنا علمحية برهانية عقلية ،فهذه الوصاف الطخلقة هي
من الغالطخات و التدليسات ،لن حقيقة هذه الفلسفة هي أنا فلسفة خليط من الظنون و الوهاما ،و
القائاق و الباطيل و الخطخاء و الحتمحالت ،و الرافات و النطخقيات ،و الهواء و العقولت .
ففلسفة هذا حالا ل يصح أبدا وصفها بتلك الوصاف ،و ل الزجعم بأنا جعلت العقل مرجعا وحيدا
لا ،فهذا وصف تمبالغ فيه و ل يصح على إطلقه ،و الصواب هو أن تيقال :إنا فلسفة اتذت
النسان مرجعا وحيدا لا .لن الفرق كبي جدا بيم أن يكون العقل مرجعها الوحيد ،و بيم أن يكون
1من تلك الدراساات :علي ساامي النشار :،المرجع السابق .و محمود يعقوبي :نفس المرجع .و محمد حسني الزين :منطق ابن
تيمية ،ط الولى ،المكتب افسلمي ،بيروت . 1979 ،
2معروف أن ابن تيمية كان له تخصوما كثيرون ،و أدخلوه السجن مرارا و طاردوه هو فكره و تلمذته ،أنظر مثل البداية و النهاية
لبن كثير .
النسان مرجعها الوحيد ،فالول تيشي إل أنا قامت على الدليل و البهان العقلييم الردين من الظنون
و الهواء .و أما الثان فل تيشي إل ذلك مباشرةا و صراحة ،و إنا يعن أنا اتذت النسان مرجعا لا
بكل مكوناته و نزجاعاته ،و قدراته و أهوائاه ،و وظإنونه و خيالته ،و خرافاته و معقولته ...فهذه
العطخيات هي الت صاغت فكر أرسطخو ،فجاءت فلسفته تعبيا صادقا عن ذلك ،و هذا أمر قد سبق
أن أثآبتناه بالدلة الصحيحة و الباهيم الدامغة بأن فلسفة أرسطخو –الت تبناها ابن رشد -مليئِّة بالظنون
و الهواء ،و الرافات و التخمحينات ،و الخطخاء العلمحية و النرافات النهجية ،المر الذي تيثبت أن
الوصاف الت أطلقها الابري ل تنطخبق على تلك الفلسفة .
و ثآالثا إن قوله بأن ابن رشد اتبع طريقة أرسطخو الت تنطخلق من السوس إل العقول ،فهو قول
مبالغ فيه ،و ل يصح على إطلقه ،و ينطخوي على النغليط و التدليس ،لن أصول فلسفة أرسطخو ف
حقيقتها ظإنية خيالية وهية ،و قسم كبي منها خراف أسطخوري ،و هذا أمر سبق بيانه و إثآباته .فأين
حكاية السوس ف هذا الانب من فلسفته كالذي يتعلق بالليات ؟ ! .علمحا بأن العتمحاد على
السوس و النتقال إل العقول ،يثل جانبا فقط من فلسفة أرسطخو ،و هو ليس خاصا بابن رشد و
أصحابه ،و إنا هو يشمحل أيضا كل أهل العلم دون استثناء ،مع الختلف ف درجة اللتزجاما به ،و
حسب طبيعة الوضوع الدروس .لنه ل علم دون ثآوابت و حقائاق و براهيم ،فإذا كان العلم نظريا
قاما أساسا على بديهيات العقول و ما تيستنتج منها و من الطخبيعة من حقائاق .و إذا كان علمحا ماديا
تريبيا فهو يقوما على بديهيات العقول من جهة ،و على السوسات من جهة أخرى ،و هذا أمر
يصدق على كل علم حقيقي .
ثالثا :نقد موقف ابن رشد من الجدلا و الستقراء وقياس التمثيل :
نظر ابن رشد إل الدل و الستقراء و قياس التمحثيل نظرةا مذهبية أرسطخية مشائاية ،فبقدر ما أعلى
من مكانة و قيمحة قياس الشمحول الرسطخي ،فإنه أحط من قيمحة تلك طرق الستدللية ،فمحا هي
تفاصيل مواقفه منها ؟ .
فبالنسبة للجدل فإن معناه عند الفلسفة السلمحيم هو )) القياس الؤلف من الشهورات و
السلمحات ،و الغرض منه إلزجاما الصم و إفحاما من هو قاصر عن إدراك مقدمات البهان ((. 1و هذا
ط من مكانة أهله ،فذمهم و وصفهم بأنم من الذين ف قلوبم زيغ الدل ذمه ابن رشد و ازدراه ،و ح ي
،الذكورين ف القرآن الكري . 2و هم يأتون ف الرتبة الثانية –بعد أهل البهان الذين يتلون الرتبة
الول -من بيم أصناف الناس حسب التقسيم الرشدي الشائاي ،و جدالم غي مضمحون الصدق لنه
1ابن رشد :تلخيص كتاب الجدل ،ص . 48 :و تلخيص السفسطة ،ص . 14 :و فصل المقال ،ص. 98 ، 90 :
علمحا بأن تقزجي ابن رشد لقياس التمحثيل هو ف القيقة تقزجي أيضا لقياس الشمحول أيضا ،الذي يقوما
ف أساسه على الستقراء ،الذي هو بدوره أيضا يعتمحد على التمحاثآل أثآناء البحث عن وحداته و
التعيرف عليها و تصنيفها .و بذلك يكون قياس التمحثيل من مكونان الستقراء الساسية ،و من ث من
مكونات القدمة الكبى ف القياس الرسطخي .و حت القدمة الصغرى هي أيضا تقوما على قياس
التمحثيل ،فعندما نقول :كل إنسان فان ،و ابن رشد إنسان ،نكون قد استخدمنا قياس التمحثيل ف
العلقة بيم القدمتيم ،و إل ما استطخعنا إلاق ابن رشد بادةا القدمة الصغرى .
و حت نتيجة القدمتيم هي أيضا تقوما على التمحاثآل ،فعندما نقول :كل إنسان فان ،و ابن رشد
إنسان ،فابن رشد فان ،فإننا نكون قد اعتمحدنا على التمحاثآل بيم بن آدما و فناء فرد منهم ،و هو
فناء ابن رشد .المر الذي يعن أن ازدراء ابن رشد بقياس التمحثيل و تقزجيه له ،و تعظيمحه للقياس
الرسطخي و مبالغته فيه ،هو موقف غي صحيح ،سببه تعصبه لذهبيته الرسطخية ،و إل فإن ابن
رشد-بكم أنه فقيه و قاض -ل يهل القياس الفقهي بأنه ليس ف درجة واحدةا من حيث القوةا و
الضعف ،و الصحة و الطخأ ،و اليقيم و الظن .
و ثآانيا إن قوله بأن الشرع كمحا أوجب النظر الفقهي ،فهو أوجب النظر العقلي أيضا ،فهو قول
حق أتريد به باطل ،و ينطخوي على تغليط للقراء .لن القيقة هي أن الشرع أمر بالنظر العقلي تمطخلقا
،و حث على استخدامه ف التأمل و التدبر ف القرآن الكري ،و ف النفس و التمحع ،و التاريخ و
ب اللهت اللأيدلالعال بأسره ،و هذه حقيقة شرعية ثآابتة تشهد لا تنصوصا كثيةا ،كقوله تعال ))يـَتدقلب ت
ك لدتعبـَردةا بلتوتل األدبصاتر ((-سورةا النور ، - 44 :و ))إتلن تف خألتق اللسمحاوا ت ت
ضت دوالدأر ت دد د أد دوالنلـَدهادر إتلن تف دذل د أ د أ
ب ((-سورةا آل عمحران ، - 190 :و ))دوتف دأنتفتستكأم أدفددل م
ت بلتوتل اللأبا ت ت ت
د دواأختلدف اللأيتل دوالنلـَدهاتر لديا أ
صترودن ((-سورةا الذاريات ، - 21 :و ))أدفدلد يدـَتدددبـَلترودن الأتقأرآدن دولدأو دكادن تمأن تعنتد دغ أتي الليته لددودجتدواأ تفيته تـَب ت
أ
ف بدددأد األدألدق تثل اللهت لفاد دكتثياد ((-سورةا النساء ، - 82 :و ))قتأل تسيتوا تف األدأر ت
ض دفانظتتروا دكأي د اأختت د
تينتشتئ النلأشأددةا األتخدردةا إتلن اللهد دعدلى تكبل دشأيمء قدتديبر (( -سورةا العنكبوت . - 20 :و بذلك يكون النظر
الفقهي جزجءا ل يتجزجأ من النظر الشرعي العاما ،الذي تندرج فيه أيضا كل طرق الستدلل العلمحي دون
استثناء .لكن ابن رشد واضح بأنه يقصد بالنظر العقلي القياس الرسطخي تديدا ،لنه سبق أن بينا
أنه ازدري بالستقراء و الدل و قياس التمحثيل ،و رفع من شأن القياس الرسطخي و بالغ ف تعظيمحه،و
ضله على كل طرق الستدلل الخرى .و موقفه هذا غي صحيح ،لن النطخق الصوري ل يثل إل في
جزجءا صغيا جدا ،من النظر العقلي الكلي الذي أمر به الشرع النيف ،و هذا الزجء الصغي يستخدمه
العقل الفطخري آليا ،من دون العودةا إل قوالب القياس الرسطخي ،المر الذي تيثبت أن زعم ابن رشد
وجوب معرفة النطخق الرسطخي -بناء على إياب الشرع للنظرين الفقهي و العقلي -هو زعم باطل ،
و إياب على السلمحيم ما ل تيوجبه ال تعال عليهم ! .
و ثآالثا إن ابن رشد نفسه –مع ازدرائاه بقياس التمحثيل -فإنه قد استخدمه ليس ف الفقه فقط ،و إنا
استخدمه أيضا حت ف طبيعيات أرسطخو .فمحن ذلك إنه عندما تكلم عن تلل الغذية ف جسم
اليوان و اختلطها بالرطوبة و الرارةا ،فتصي لمحا وعظمحا ،فإنه قال )) :و كذلك يشبه أن يكون
المر ف النبات و ف كل نامما (( . 1فهذا قياس تثيل واضح ،استخدمه ابن رشد بطخريقة ظإنية أوصلته
إل نتيجة عامة ل يكن التأكد منها إل بالستقراء.
و الثال الثان مفاده أن ابن رشد عندما أخذ برأي أرسطخو ف أن الرأةا ل دخل لا ف تكيون النيم
و أن من الرجل هو الكيون له وحده ،أيده بلحظاته أثآناء مارسته للطخب ،فقال )) :و أما أنا فمحذ
ت
ت أكثر المحل الذي ت الفي و ، صحيحة بةر التج ت
ت فوجد ، ذلك جس أتعمحد أزل سعت كلما أرسطخو ل
بذه الصفة إنا يكون بالذكورةا ،و سألت النساء عن ذلك ،فأخبتن أيضا بذلك .أعن أنن كثيا ما
يمحلن دون أن تكون منهن لذةا (( .وبذه اللحظة استدل ابن رشد على صحة رأي أرسطخو من أن
من الرجل هو الكيون الوحيد للجنيم . 2و نن هنا ل يهمحنا خطخأ ابن رشد فيمحا ذهب إليه ،و تمالفته
ت
للشرع و العقل معا ،فهذا أمر سبق بيانه ف الفصل الثالث ،لكن الذي يهمحنا هنا هو أن الرجل
استخدما قياس التمحثيل ،و ل يعتمحد على التجربة الصحيحة القيقية الشاهدةا ،و إنا قاس حالة الرأةا با
ت
يدثَ عند الرجل ،فاعتقد أنه با أن الرجل ل ينزجل منه الن إل بشهوةا عند تجاعة لهله ،فكذلك
الال عند الرأةا ،فل ينزجل ماؤها –لكي يتلط بن الرجل -إل بالشهوةا أيضا .و با أنه ذكر أنه تأكد
من النساء اللوت سألن بأنن كثيا ما يمحلن دون لذةا ،فهذا دليل على عدما نزجول مائاها .و من ث
فل دور لا ف تكيون النيم ،و إنا تيكيونه من الرجل وحده .
فهذا قياس تثيلي ظإن ،أقامه ابن رشد على ملحظة ظإاهرية ناقصة ،فأخطخأ فيه ،لنه إذا كان
نزجول من الرجل تمرتبط بالشهوةا ،فليس المر كذلك بالنسبة لبويضة الرأةا ،الت ل علقة لا باللذةا
النسية عند الرأةا ،و إنا هي مرتبطخة بالدورةا الشهرية عند الرأةا ،الت هي-أي البويضة -عادةا ما تنزجل
ف أواسط الدورةا من كل شهر ،سواء كانت الرأةا متزجوجة أما ل ،و سواء حدثَ خللا جاع أما ل
يدثَ ،و سواء ذاقت الرأةا لذةا المحاع أما ل تذقها .
و الثال الثالث من قياس التمحثيل مارسه أرسطخو -الذي يتبعه ابن رشد و ينتصر له ،-و مفاده أن
أرسطخو قال :إن للنعامة ظإلفيم كاليوان الذي له )) أربع أرجل ،لن ليست له أصابع بل أظإلف ،
و تعلة ذلك من تقبل أن دعدظم جسده ل تيشبه عظم طي ،بل تيشبه دعدظم حيوان له أربع أرجل (( . 3و
قوله بناه على قياس التمحثيل بيم عظم النعامة و جسدها ،و بيم عظم اليوان و جسده الذي يشي
على أربع أرجل و له أظإلف .لكنه أخطخأ ف هذا القياس ،لن النعامة لا أصبعان ف كل رجل ،و
و منها إقامة الجة العقلية باستخداما الستدلل العقلي الض ،كثقـَوله تعـَال )) :أما خلقـَوا مـَن
غي ـَ شـَـَيء أما هـَـَم الـَـَالقون ،أما خلق ـَوا السـَـَمحوات و الرض بـَـَل ل يوقنـَـَون ((-سـَـَورةا الطخـَـَور-35/ـَ ،و
)) لو كان فيهمحا آلة إل ال لفسدتا ،فسبحان ال رب العرش عمحا يصـَفون ((-سـَورةا النبيـَاء - 22/
،و )) و ما اتذ ال من ولد ،و ما كان معـَه مـَـَن إلـَـَه ،إذا لـَذهب كـَل إلـَه بـَا خلـَق ،و لعل بعضـَـَهم
على بعض ،سبحان ال عمحا يصفون ((-سورةا الؤمنون. - 91/
و منهـَـَا أيضـَـَا السـَـَتدلل بطخريـَـَق الولـَ و النفـَـَع ،و الصـَـَلح و الضـَـَمحن ،فاليـَـَان أحسـَـَن مـَـَن
الكفـَـَر ،و النـَـَة أحسـَـَن مـَـَن النـَـَار ،و اليـَـَان أضـَـَمحن للنسـَـَان مـَـَن الكفـَـَر ،كقـَ ـَوله تعـَـَال-علـَـَى لسـَـَان
يوسف )) : -أأرباب متفرقون خي أما ال الواحد القهار ((-سورةا يوسف ، -39/و )) ماذا عليهـَـَم لـَـَو
آمنوا بال و اليوما الخر ،و انفقوا ما رزقناهم (( -سورةا النساء ، -39/و ))قتتل األدأمحتد لتلته دودسـَدلبما دعلـَدـَى
ت تت ت
خيـَبر أدلمـَا يتأشـَترتكودن (( -سـَورةا النمحل ، - 59 :و )) الدار الخـَرةا خيـَ للذين صطخددفى آللهت د أ عدباده الذيدن ا أ
يتقون ،أفل تعقلون ((سورةا النعاما. -169/
و منهـَـَا إظإهـَـَار بعـَـَض طـَـَرق السـَـَتدلل الـَـَت اسـَـَتخدمها النبيـَـَاء فـَ مـَـَادلتم لقـَوامهم و إقامـَـَة
الجج العقلية و الادية الدامغة عليهم ،كمحا فعل إبراهيم -عليـَه السـَلما – عنـَدما كسـَـَر أصـَـَناما قـَومه و
أبقـَـَى كـَـَبيهم ،و قـَـَالوا لـَـَه )) :أأنـَـَت فعلـَـَت هـَـَذا بألتنـَـَا يـَـَا إبراهيـَـَم (( ،قـَـَال لـَـَم )) :بـَـَل فعلـَـَه كـَـَبيهم
هـَـَذا فاسـَـَألوهم إن كـَـَانوا ينطخقـَـَون ،فرجعـَ ـَوا إلـَ ـَ أنفسـَـَهم فقـَـَالوا إنكـَـَم أنتـَـَم الظـَـَالون ،ثـَ ـَ تنكسـَ ـَوا علـَـَى
رؤوس ـَـَهم ،لق ـَـَد علمح ـَـَت م ـَـَا ه ـَـَؤلء ينطخق ـَـَون ((-س ـَـَورةا النبي ـَـَاء . -65-62 /و ك ـَـَذلك قـَ ـَوله تع ـَـَال :
)) إنا تعبدون من دون ال أوثآانا و تلقون إفكا ((-سورةا العنكبوت ، -17/و )) أتعبدون ما تنحتـَـَون
((-سورةا الصافات ، -95/و )) إذ قال لبيه يا أبت لـَ تعبـَد مـَا ل يسـَمحع و ل تيبصـَر ((-سورةا مريـَ/
. -42
و منها أيضا الستدلل بنقض النطخلق الفكري الذي ينطخلق منه الكفار ،ف بناء أفكـَارهم و عقائاـَـَدهم
ت
ت ،من ذلك أن الـَ تعـَال حكـَى عـَن الدهرييم و اللحـَدةا أنـَم قالوا } :دمـَا هـَدي إتلل دحدياتـَندـَا الـَمدنأـَديا دنتـَو ت
ك تمأن تعألمم إتأن تهأم إتلل يدظتمنودن{ -سورةا الاثآيـَـَة -24/فـَـَرد عليهـَـَم ت ت
دودأنديا دودما يـَتأهلتكدنا إتلل اللدأهتر دودما دتلم بتدذل د
الـَ تعـَـَال بقـَوله )) :و مـَـَالم بـَـَذلك مـَـَن علـَـَم إن إل يظنـَـَون ((-سـَـَورةا الاثآيـَـَة ، -24/فنقـَـَض دعـَواهم
بأنم ل تيؤسسوها على أساس صحيح من العلم و النطخق ،و إنا أقاموها علـَـَى الظـَـَن ،و إن )) الظـَـَن ل
تيغن من الق شيئِّا ((-سورةا النجم ، -28/و إنم )) إن يتبعـَـَون إل الظـَن،و إن إل يرصـَـَون ((-سـَورةا
النعاما . -116/و من ذلك أيضا قوله تعال )) :و من الناس من يـَـَادل فـَ الـَ بغيـَ علـَـَم و ل هـَـَدى
و ل كتاب مني ((-سورةا الج ، -8/فال تعال أبطخل جدالم و نقضـَه بأن ذكـَر أن هـَؤلء لـَ تيقيمحـَوا
جدالم على علم صحيح ،ول على هداية ربانية ،و ل على كتاب ربان مني .
و منها أن القرآن الكري دعا إل استخداما النهـَج السـَتدلل التجريـَـَب لدراسـَة الطخبيعـَة و التاريـَـَخ ،
ف بدددأد األدألـَدق تثلـَ اللـَهت تينتش تئ النلأشـَأددةا األتخـَدردةا إتلن اللـَهد دعلدـَى ض دفانظتتروا دكأيـَ د كقوله تعال } :قتأل تسيتوا تف األدأر ت
ض فـَدـَانأظتترواأت تمـَـَن قدـَأبلتتكـَأم تسـَندبن فدتسـَيتواأ تفـَ الدأر ت م ت
تكـَبل دشـَأيء قدـَديبر{ -سـَـَورةا العنكبـَـَوت، -20/و}قدـَأد دخلدـَ أ
ت
يم { -سـَـَورةا آل عمحـَران ،-137/و )) فـَـَل سـَـَيوا فـَ الرض فـَـَانظروا كيـَـَف ف دكـَـَادن دعاقبدـَةت الأتمحدكـَلذبت د
دكأيـَ د
كان عاقبة الذين من قبل ،كان أكـَثرهم مشـَـَركيم ((-سـَورةا الـَـَروما ، -42/فـَال تعـَـَال دعـَـَا النسـَـَان إلـَ
السي ف الرض و النظر فيها ،و البحـَث عـَن الكيفيـَة و الصـَي معـَا ،لتيقيـَم عليـَه الجة ،و لتيعرفـَه بـَا
يهله من تاريخ الطخبيعة و النسان معا ،و ليحثه على استغلل الطخبيعة الت سخرها لـَـَه .و ل شـَـَك أن
هذا السي با فيه من نظر و بث و اعتبار و استغلل و استنتاج يتضمحن منهجا علمحيا اسـَـَتدلليا تريبيـَـَا
،إذ بدونه ل يكن الوصول إل ما دعت إليه تلك اليات و غيها .
و أما ما ذكره الباحث ممحود حدي زقزجوق من أن الستشرق جوتيه ذكـَر أن ابـَن رشـَد فـَ تقسيمحه
للدلة إلـَ برهانيـَة ،و جدليـَة ،و خطخابية هـَي طريقـَة أو نظريـَة يونانيـَة بتـَة .ثـَ علـَق عليـَه بقـَوله :هـَذا
زعم تنقصه الدقة ،و فات جوتية التفريـَق بيمـَ أمريـَن ،هـَا :الشـَكل و الضـَمحون فـَ اسـَتخداما ابن رشـَد
للدلة الثلثآة ،فبالنسبة للمحضـَـَمحون فـَإنه-أي ابـَن رشـَـَد – اعتمحـَـَد فيمحـَا ذهـَـَب إليـَه علـَى قـَوله تعـَـَال ))اأدعت
ت ت
ضـَلل دعـَـَن ك تباألتأكدمحـَتة دوالأدمحأوتعظدـَتة األددسـَندتة دودجـَـَاد أتلم بـَتـَالتت هـَدي أدأحدسـَتن إتلن دربلـَ د
ك تهـَدو أدأعلدـَتم تبـَدـَن د إتتلـَ دسـَتبيتل دربـَ د
دستبيلتته دوتهـَدو أدأعلدـَتم تبالأتمحأهتدـَتديدن ((-سـَورةا النحـَل ، - 125 :و بنـَاء علـَـَى ذلـَك فل مـَـَال للقـَول)) بـَأن ابـَن
رشد قـَد أخـَذ نظريـَة الطخبقـَات الثلثَ للدلـَة ...مـَن الفلسـَفة الغريقيـَة (( ،لكـَن الذي يكـَن أن يتقـَال
هنا هو :إن ابن رشد –على أكثر تقدير -استعار ف هذه النظرية شكل يونانيا لضمحون إسلمي. 1
و أقـَـَول :إن مـَـَا ذهـَـَب إليـَـَه البحـَـَث حـَـَدي زقـَـَزجوق ضـَـَعيف جـَـَدا و ل يصـَـَح ،لن ابـَـَن رشـَـَد أخـَـَذ
التقسيم الثلثآي من النطخق الرسطخي شكل و مضمحونا بلشك .لن ابن رشد بـَـَا أنـَـَه كـَـَان أرسـَطخيا قلبـَا
و قالبـَـَا فمحـَـَن الطخـَـَبيعي جـَـَدا أن يأخـَـَذ ذلـَـَك التقسـَـَيم مـَـَن الرسـَـَطخية لنـَـَه موجـَـَود فيهـَـَا حقيقـَـَة ،و إنـَـَا هـَـَو
اسـَتخدما تلـَك اليـَة لنـَه رآهـَا توافـَق مـَا أراد أن يقـَوله .و ذلـَك التقسيم موجـَود فـَ النطخـَق الصـَوري ،و
هو واضح من مؤلفات أرسطخو النطخقية ،و منها :الطخابة ،و الدل ،و البهان ،فهذه الصنفات تعب
عن ذلك التقسيم شكل و مضمحونا.
علمحا بأن ابن رشد ف تفسيه لتلك الية أخضعها للتأويل التحريفي لتوافق ذلك التقسيم الرسطخي ،و
صت صراحة على الدعوةا إل ال حسب مراتب النـَـَاس ،و ليـَـَس هذا أمر سبق بيانه و توثآيقه ،لن الية ن ي
خاصة بطخرق التصديق و الستدلل العلمحي .
و أما قوله بأن ابن رشد أعطخى لـَذلك التقسـَيم مضـَمحونا إسـَلميا ،فهـَو ضـَعيف جـَدا ،لن ابـَن رشـَد
جعـَـَل الطخابـَـَة و الـَـَوعظ خاصـَـَيم بـَـَالمحهور ،و هـَـَذا تمـَـَالف للشـَـَرع ،لن ذلـَـَك الطخـَـَاب الشـَـَرعي مـَـَوجه
لكل السلمحيم دون استثناء و ل تصيص ،و ينتفع بـَه كـَل النـَاس ،و أهـَل البهـَان أولـَ مـَن غيهـَم بأن
تت
يم ((-سورةا الذاريات . - 55 : ينتفعوا بذلك ،لذا قال ال تعلى )) :دوذدبكأر فدتإلن البذأكدرى دتندفتع الأتمحأؤمن د
و أما الدل فقد سبق أن بينا أن ابن رشد أعطخى للجدل مفهوما أرسطخيا و لـَ تيعطخـَـَه مفهومـَا شـَرعيا ،
و ذكرنا أنه أغفل الفهـَوما الشـَرعي للجـَدل فـَ مؤلفـَاته .و أمـَا مفهـَومه للحكمحـَة فهـَو أيضـَا ليـَس مفهومـَا
1محمود حمدي زقزوق :الدين و الفلسفة و التنوير ،دار المعارف ،القاهرة ،د ت ،ص. 60 ،59 :
شـَرعيا ،لن الكمحـَة عنـَده هـَي الفلسـَفة عامـَة و الرسـَطخية خاصـَة ،و الكمحـَاء عنـَده هـَم الفلسـَفة ،و
أما غيهم مـَـَن أهـَل العلـَـَم فهـَم مـَن الـَدلييم و المحهـَور .1و هـَذا اعتـَداء علـَـَى الشـَرع و تريـَـَف لـَـَه ،لن
الكمحـَـَة فـَ ـَ الشـَ ـَريعة أساسـَـَها معرفـَـَة علـَ ـَوما الكتـَـَاب و السـَـَنة واللـَـَتزجاما بمحـَـَا أول ،ثـَ ـَ كـَـَل صـَـَحيح ينفـَـَع
النسان ثآانيا ،و أهلهـَا هـَم النبيـَاء و أتبـَاعهم ،و مـَن سـَار علـَى نجهـَم إلـَ يـَوما الدين . 2و أمـَا فلسـَفة
أرسـَـَطخو فليـَـَس فيهـَا مـَـَن الكمحـَة إل القليـَـَل ،و هـَـَي مليئِّـَـَة بالشـَـَركيات،و الباطيـَـَل ،و الظنـَـَون الرافـَـَات ،و
الوهاما و الخطخاء .فأين الفهوما الشرعي الذي أعطخاه ابن رشد لذلك التقسيم ؟ ! .
و أما الاصية الثانية فإن منهجه الستدلل يتصـَف بكثرةا الـَدعاوى العريضـَة ،و الحكـَاما القطخعية
،و الستعلء على أهل العلم من جهة ،و كثرةا الخالفات الشرعية ،و التأويلت الباطلة ،و قلـَـَة البهـَـَان
و اليقيم و التحقيق من جهة ثآانية .
و الاصـَـَية الثالثـَـَة ،إن منهجـَـَه ليـَـَس منهجـَـَا شـَـَرعيا فـَ أسسـَـَه و تطخبيقـَـَاته و غايـَـَاته ،و إنـَـَا هـَـَو منهـَـَج
أرس ـَـَطخي ،غ ـَـَايته خدم ـَـَة الرس ـَـَطخية الشـَ ـَائاية بختل ـَـَف الوسـَ ـَائال المحكنـَـَة ،فـَ ـَ مق ـَـَدمتها اسـَـَتخداما التأوي ـَـَل
التحريفي ف التعامل نصوصا الكتاب و السنة.
و الاصية الخيةا –و هـَي الرابعـَة -إنـَه منهـَج خطخيـَ علـَى الشـَريعة يستبطخن إنكار تحجيتهـَا ،بدليل
أنه قال :إن الفلسفة جيعا اتفقـَوا علـَى أن مبـَادئ العمحـَل بالشـَريعة يـَب )) أن تتؤخـَذ تقليـَدا ،إذ كـَان
ل سبيل إل البهان على وجوب العمحل إل بوجود الفضائال الاصلة عن العمحال اللقية و العمحلية ((.3
و معن قوله هذا أن مبادئ العمحل بالشريعة ليست تمبهنة من داخلها ،و ل سبيل للبهنة على وجوب
العمحل با إل من آثآار تطخبيقها ف الواقع العمحلي .و هذا زعـَم باطـَل شـَرعا و عقل ،فأمـَا شـَرعا فـَإن الـَ
س تعال وصف شريعته بأنا حق و علم ،و برهان و بيان ،و نور و آيات ،كقوله تعال )) :ديا أديـَمدها النلـَـَا ت
ت
تقدـَأد دجـَـَاءتكم بـَتأردهـَـَابن بمـَـَن لربتك ـَأم دودأندزجلأندـَـَا إتلدأيتك ـَأم نـَتـَوراد متبين ـَاد((-سـَـَورةا النسـَـَاء ، - 174 :و ))دولدئِّ ـَتن اتلـَبدـَأع ـَ د
تت ت ت
أدأه ـَدواءتهم بمـَـَن بدـَأع ـَد دمـَـَا دجـَـَاءدك تم ـَدن الأعتأل ـَتم إتنلـَ د
يم ((-سـَـَورةا البق ـَرةا ، - 145 :و ))قدـَأد ك إتدذاد لمح ـَدن الظـَلـَالمح د
ت ت
يم ((-سورةا الائادةا ، - 15 :فالشريعة كلها حـَـَق و برهـَـَان ل تتـَـَاج إلـَ ب مبت ب دجاءتكم بمدن الليه تنوبر دوكدتا ب
من تيبهنها من خارجها .
و أما عقل فالمر واضح أيضـَا ،فعنـَدما يتقـَال :إن فلنـَا قال كـَذا و كـَذا ،فنحـَن نتطخـَالبه بالـَدليل و
البهان ،لنه ليس معصوما ،و قـَوله يتمحـَل الطخـَأ و الصـَواب .لكننـَا إذا قلنـَا :إن السـَلما شـَريعة الـَ
الالدةا ،و وحيه الخي إل بن آدما على وجه الرض ،فهذا يعن بالضرورةا أنه حق و برهان ،مـَـَن دون
الرجوع إل مصادر معرفية أخرى للبهنة على برهانية الشريعة .
و أما قوله )) يب أن تتؤخـَذ تقليـَدا (( ،فهـَذا ل يصـَح شـَرعا و ل عقل فـَ حق أهـَل العلـَم ،لن
التقليد هو أخذ برأي الغي من دون دليل ،و هذا أمر مذموما ،و تربية على العجـَـَزج ،لـَ يـَأمر بـَـَه الشـَرع و
ل يليق بأهل البهان و اليقيم .فكيف سح لنفسـَه بأن وصـَف نفسـَه و أصـَحابه بأنم يقليـَدون الشـَريعة
صهم ال بالتأويل حسب زعمحه ؟ ! . ،و كان قد جعلهم من الراسخيم ف العلم الذين خ ي
و ختامـَ ـَـَا لـَ ـَـَذا البحـَ ـَـَث يتـَ ـَـَبيم -مـَ ـَـَا ذكرنـَ ـَـَاه -أن السـَ ـَـَباب العمحيقـَ ـَـَة فـَ ـَ كـَ ـَـَثرةا أخطخـَ ـَـَاء اب ـَـَن رشـَ ـَـَد
السـَـَتدللية تتعل ـَـَق أساس ـَـَا بانراف ـَـَات منهج ـَـَه الس ـَـَتدلل و نقائاص ـَـَه ،كنظرت ـَـَه القاصـَ ـَرةا للش ـَـَرع و ط ـَـَرق
الستدلل ،و مبالغته ف تعظيم النطخق الصوري و غليوه فيه .
رابعا :نقد موقف ابن رشد من مكانة أرسطو العلمية :
بـَـَالغ ابـَـَن رشـَـَد مبالغـَـَة شـَـَديدةا فـَ مـَـَوقفه مـَـَن أرسـَـَطخو ،و غـَـَال فيـَـَه غلـَوا كـَـَبيا حـَـَت خـَـَرج عـَـَن حـَـَدود
الشرع و العقل معا .فمحا هي تفاصيل ذلـَك ؟ ،و مـَا هـَي النتقـَادات الوجهـَة إليـَه فـَ غلـَوه هـَذا ؟ .إنـَه
صـَـَر ف ـَ مـَـَوقفه مـَـَن هالـَـَة الشـَـَمحس و القمحـَـَر ،فهكـَـَذا وصـَـَف أرسـَـَطخو بـَـَأنه الكيـَـَم الول .و أنـَـَه ل ـَ تيق ي
2 1
صـَـَر قـَي ذلـَـَك و تـَـَرك شـَيئِّا يـَـَب ذكـَـَره فـَ ينبغي أن )) تيفهم المر عن أرسطخو ف هذه الشياء ،ل أنـَـَه ق ي
صـَـَه بالكمحـَـَال النسـَـَان،و كـَـَان الـَـَددرك عنـَـَده بسـَـَهولة ،هـَـَو هـَـَذا العلـَـَم و ل فـَ غيه .فسـَـَبحان الـَـَذي خ ي
ت
الددرك عند الناس بعد فحص طويل و صعوبة كثيةا .و الـَدرك عنـَـَد غيه بسـَـَهولة خلف الـَدرك عنـَـَده .
ت ت
و لذلك كثيا ما ينشأ للمحفسرين شكوك على أقاويل هذا الرجل ،ث يتبيم بعد زمان طويل صـَواب قـَوله
،و تقص ـَـَي نظـَـَر الغيـَ ـَ ،بالظإافـَـَة إلـَ ـَ نظ ـَـَره .و بـَـَذه القـَ ـَوةا الليـَـَة الـَـَت توجـَـَدت في ـَـَه كـَـَان ه ـَـَو الوج ـَـَد
للحكمحـَـَة و التمحـَـَم لـَـَا .و ذلـَـَك شـَـَيء يقـَـَل وجـَـَوده ف ـَ الصـَـَنائاع ،أي صـَـَناعة كـَـَانت ،فكيـَـَف ف ـَ هـَـَذه
الصناعة العظمحى ؟ .و إنا قلنا أنه الوجد و التمحم لن ما سلف لغيه فـَ هـَـَذه الشـَـَياء ليسـَـَت تسـَـَتأهل
ت
أن تتعل شكوكا علـَى هـَذه الشياء ،فضـَل عـَن أن تكـَون مبـَادئ .و إذ قـَد تبيم هـَذا ،فـَإذن ليـَس فـَ
أقاويـَـَل أرسـَـَطخو شـَـَيء يتـَـَاج إلـَ تتمحيـَـَم ،كمحـَـَا زعـَـَم أبـَـَو بكـَـَر بـَـَن الصـَائاغ-ابـَـَن باجـَـَة . -نعـَـَم فيهـَـَا أشـَـَياء
كثيةا ل يفهمحها هو و ل نن بعده ،و باصة ف الكتب الت ل تصل غلينا ،فيهـَـَا أقاويـَـَل الفسـَرين .و
1سانعتمد في ذلك على كتب ابن رشد أول ،و على مصنفات الرشدييين المتخصصين في ابن رشد عندما يتعذر علينا العثور على بعض
أقوله من كتبه مباشرة .
2ابن رشد :تهافت التهافت ،ص. 220 :
لذلك كـَان الـَواجب عليـَه أن يسـَتعمحل الفحـَص عـَن كلمـَه ل بتلـَك الشـَياء الارجـَة عـَن طريقـَة التعليـَم
((. 1
و من ذلك أيضا أنه –أي ابن رشد -كان يعتقد أن نظر أرسطخو فوق نظر جيع الناس. 2و أنه قال
–فيمحا بعد الطخبيعة قـَول )) تامـَا و حـَل كـَـَل الشـَكوك فـَ لـَـَك ((،و )) رأيـَـَه هـَو الـَرأي الـَذي تنفصـَل عنـَـَه
جيـَع العتحاضـَـَات ،و تنحـَل بـَـَه جيـَع الشـَـَكوك الواقعـَة فـَ البـَادئ ((. 3و إذا كـَـَان واجبـَا علـَى أرسـَـَطخو
شكر من تقدمه مع )) قلة ما كان عند من تقدمه من معرفة الق ،و تعظـَـَم مـَـَا أتـَـَى بـَـَه مـَـَن الـَـَق بعـَـَدهم
و انفـَـَرد بـَـَه ،حـَت انـَه دكتمحـَل عنـَده الـَـَق .فكـَم أضـَـَعاف ...مـَا يـَـَب علـَى مـَـَن جـَاء بعـَده مـَـَن شـَكره و
معرفة حقه،و شكره الاصا به ،إنا هو العناية بأقاويله و شرحها و إيضاحها لمحيع الناس ((. 4
و وصفه بأنه أكب الناس عقل ،و هو الـَذي ألـَف علـَوما النطخـَـَق و الطخبيعيـَات ،و مـَـَا بعـَد الطخبيعـَة و
أكمحلها .و سبب قوله هذا هو أن جيع الكتب الت تألفت ف هذه العلوما قبـَل ميـَء أرسـَطخو ل تسـَتحق
جهـَـَد التحـَـَدثَ عنهـَـَا .ثـَ قـَـَال )) :نمحـَـَد الـَ كـَـَثيا علـَـَى اختيـَـَاره ذلـَـَك الرجـَـَل-أي أرسـَـَطخو -للكمحـَـَال ،
فوضعه ف أسى درجات العقل البشري ،و الت لـَ يسـَتطخع أن يصـَـَل إليهـَـَا أي رجـَـَل فـَ أي عصـَـَر (( 5و
هو أعقل اليونان و واضع علوما النطخق و الطخبيعيات ،و ما وراء الطخبيعة و متمحمحهـَـَا ...و ل وجـَـَدوا خطخـَـَأ
فيها ... ،و )) تيوجب تسمحيته ملكا إليا ل بشرا (( ،و إننا نمحد ال حـَدا كثيا لنـَه ق يدر الكمحـَال لـَذا
الرجل ،و وضعه ف درجة ل يبغلها أحد غيه من البشر ف جيع الزجمان ،و ربا كان البارئ تمشيا إليه لا
قال ف كتابه )) و الفضل ل تيؤتيه من يشاء (( ، 6و برهانه لو )) الق البيم ،و يكننا أن نقول عنه :
إن العناية اللية أرسلته إلينا لتعليمحنا ما يكن علمحه ((. 7
و مذهب أرسطخو –عند ابن رشد – هـَو )) الـَذهب الذي ترتفـَع عنـَه جيـَع الشـَكوك التقدمـَة الت تلـَزجما
الفريقيم ،مع أنه أمر حق ف نفسه ،و معروف با تعرف به الوائال .فمحا اشـَد مطخابقـَـَة مـَذهب أرسـَطخو
للحق ،و ما أبعد الناس من الفهم عنه ف كثي من الشياء العروفة بنفسـَها ،فضـَل عـَن العروفـَة بغيهـَا
،و ال تيؤت فضله من يشاء ((. 8
تلـَك بعـَض أقـَوال ابـَن رشـَد التطخرفـَة و الغاليـَة فـَ مـَوقفه مـَن شخصـَية أرسـَطخو العلمحيـَة ،و هـَي صـَـَرية
بـَـَأنه ادعـَـَى فيـَـَه العصـَـَمحة مـَـَن الطخـَـَأ ،و بلـَـَوغ الكمحـَـَال ف ـَ العلـَـَم و الحاطـَـَة بـَـَه ،و وصـَـَفه بأوصـَـَاف غي ـَ
بشرية ل يتصف با إل نب ،و بعضها ل يتصف با إل ملك تمقيرب ،عندما ادعى فيه العصـَـَمحة و بلـَـَوغ
الكمحـَـَال النسـَـَان ،و وصـَـَفه بـَـَأنه ملـَـَك إلـَـَي ل بشـَـَر .و هـَـَذه الوصـَـَاف مصـَـَدرها التعصـَـَب لرسـَـَطخو و
1ابن رشد :تلخيص الثار العلوية ،ص. 146 ، 145 :
2الجابري :ابن رشد ،ص. 166 ،-165 :
3محمد المصباحي :الوجه الخر لحداثة ابن رشد ،ص. 76 :
4نفسه ،ص . 77 ، 76 :و الجابري :المرجع السابق ،ص. 180 ، 179 :
5عاطف العراقي :الفيلسوف ابن رشد ،ص. 53 :
ل س ل ت ا ا
ضتل اح يتلؤحتيحه سمن يسسشاتء سوات ذو الف ل
ضحل السعحظيحم ((-ساورة الجمعة - 4 : 6هذه الية ذكرها بالمعنى ،و نصها هو ))سذلح س
ك فس ل
7فرج أنطون :ابن رشد و فلسفته ،ص. 88 :
8محمد المصباحي :المرجع السابق ،ص. 131 :
تقليده ،و قلة العلـَم و ضـَعف اليـَان بـَدين السـَلما .لن تلـَك الوصـَاف ل تصـَدر عـَن مـَؤمن صـَادق
اليـَـَان عـَـَال بالشـَ ـَريعة ،و عـَـَارف بيـَ ـَزجان تقـَـَوي الرجـَـَال و تقييمحهـَـَم ،و الـَ ـَ سـَـَبحانه و تعـَـَال يقـَـَول )) :
دوفدـَ ـَأودق تكـَ ـَبل تذي تعألـَ ـَمم دعلتي ـَبم ((-سـَـَورةا يوسـَـَف - 76 :ـَ ،و )) دوقتـَـَل لر ب
ب تزأدتنـَ ـَ تعألمحـَ ـَاد ((-سـَـَورةا طـَـَه :
، - 114و ))دودما تأوتتيتتم بمن الأعتألتم إتلل قدتليلد ((-سورةا السراء ، - 85 :و قال الرسول-عليـَه الصـَلةا
و السـَلما)) : -كـَل بنـَ آدما خطخـَاء وخيـَ الطخـَائايم التوابـَون (( . 1فهـَذا الرجـَل-أي ابـَن رشـَد -مـَا كـَان
ف مستوى علوما الشريعة ،و ل علوما الطخبيعة ،و ل علـَوما العمحـَران ،لـَذلك صـَدرت عنـَه تلـَك الباطيـَل
و الشـَـَطخحات ،و المحاقـَـَات و التعصـَـَبات الرفوضـَـَة شـَـَرعا و عقل و علمحـَـَا و ل مـَـَبر صـَـَحيح مقبـَـَول لـَـَا
أبدا.
و ردا عليه أقول :أول إن زعمحه بأن أرسطخو موجد الكمحة -الفلسفة -و تمتمحمحها ،و أنه أعطخي لغيه
من أهل العلم أكثر من ما أخذ منهم ،هو زعـَم باطـَل تمـَـَالف لعطخيـَـَات تاريـَـَخ الفكـَـَر اليونـَان و حقـَائاقه
،الت تتثبت أن تمعظم أصول فكر أرسطخو و فروعـَه تـَد جـَذورها و مادتـَا و تفاصـَيلها فـَ ذلـَك الفكـَر .
المـَـَر الـَـَذي يعنـَ أن أرسـَـَطخو لـَ تيوجـَـَد الفلسـَـَفة ،و أنـَـَه أخـَـَذ مـَـَن ذلـَـَك الفكـَـَر أكـَثر مـَـَا أعطخـَـَى لـَـَه ،و هـَـَذا
خلف ما زعمحـَه ابـَن رشـَد ،مـَا يعنـَ أنـَه إمـَا تعمحـَد التحريـَف و البالغـَة و الغلـَو ،و إمـَا أنـَه كـَان يهـَل
تاريـَـَخ الفكـَـَر اليونـَـَان و تطخـَـَوراته ،و إمـَـَا أنـَـَه جـَـَع المريـَـَن معـَـَا .و الشـَواهد الكـَـَثيةا و القويـَـَة التيـَـَة تتثبـَـَت
ذلك با ل يدع مال للشك .
أولا يتعلق بالفلسفة و النطخق الصوري عامة ،فالفلسفة بعناها الشامل ليست من إبداعات اليونـَـَان ،
فقـَد توجـَـَدت عنـَد الكلـَدانييم و البـَابلييم و الصـَرييم بإلياتـَـَا و طبيعياتـَـَا ،ثـَ ازدهـَـَرت أكـَثر عنـَـَد اليونـَان
قبل أرسطخو. 2و ابن رشد نفسه ذكر أن الكمحة تعرفت قديا عند الكلدانيييم ث بادت. 3
و أمـَـَا بالنسـَـَبة للمحنطخـَـَق الصـَـَوري-الـَـَذي هـَـَو جـَـَزجء صـَـَغي مـَـَن العقـَـَل الفطخـَـَري -فجـَـَذوره و بـَـَداياته كـَـَانت
واضحة فـَ الفلسـَفة اليونانيـَة قبـَل أرسـَطخو .فمحـَن ذلـَك أن السوفسـَطخائاييم عترفـَوا بـَالعلمحيم و رجـَال العرفـَة
الـَـَذين تيعلمحـَـَون النـَـَاس الكمحـَـَة،و هـَـَي علـَـَم القنـَـَاع و البهـَـَان ،و التعـَـَبي الصـَـَحيح ،و علـَـَم العلـَوما .فكـَـَان
لعلمحهـَـَم هـَـَذا بـَـَالغ التـَأثآي )) فـَ نـَـَو الفكـَـَر النطخقـَـَي ،و فـَ البحـَـَث فـَ اللفـَـَاظ ،و دللتهـَـَا ،و القضـَـَايا و
أنواعها ،و ف وضع قواعـَد و شـَروط البهـَان .فالرأي الصـَحيح بنظرهـَم هـَو الذي يكـَن أن تيبهن .أي
تيقنـَـَع النـَـَاس ،و برهـَـَن تعنـَ ـَ أقنـَـَع فـَ ـَ مـَـَذهبهم (( .و علمحـَ ـَوا النـَـَاس أيضـَـَا مارسـَـَة النطخـَـَق و النـَـَاظإرات و
الستدلل ،و اكتشاف الطخأ .فساهوا ف ظإهور النطخق ،و كانوا وراء سقراط و أفلطون و أرسـَـَطخو فـَ
متابعـَـَة مهمحتهـَـَم ،و العتمحـَـَاد علـَـَى العقـَـَل ف ـَ أمـَـَور الـَـَذين و القيـَـَم .لكـَـَن أفلطـَـَون و أرسـَـَطخوا سـَـَاها ف ـَ
1ناصأر الدين اللباني :صأحيح وضعيف الجامع الصغير وزيادته ،المكتب السالمي ،بيروت ،ج 1ص ، 865 :رقم الحديث :
. 25550
2ابن رشد :تلخيص السماء و العالم ،ص . 88 :و ماهر جابر محمد :تطور الهندساة و التكنولوجية ،الهيئة المصرية العامة للكتاب،
القاهرة ، 2006 ،ص . 28 ، 27 :و مصطفى النشار :مدخل لقراءة الفكر الفلسفي ،ص. 131 ،91 :
3ابن رشد :نفس المرجع ،ص. 88 :
تشويه مذهب السوفسطخائاييم ،و ساعدها على ذلك تيول التأخرين منهم إلـَ تمغـَـَالطخيم و متـَاليم لخـَذ
الموال زمن أفلطون. 1
و من ذلك أيضا دور الفيلسوف برمنيدس و سقراط و أفلطون ف نشأنة النطخق الصوري و تطخويره ،
فالول أهتم كثيا بالعقل الالص و بالغ فيه ،و أثآر إل حد بعيد ف استخراج )) قواعـَـَد النطخـَـَق الصـَـَوري
الرسطخي ،و خاصة مبدأ الوية ،و مبدأ عدما التنـَاقض (( ،فكـَـَان لـَه بـَذلك تـَأثآي كـَبي فـَ أفلطـَون و
أرسطخو. 2و أما سقراط فهو قد اشتغل بالنطخق الصوري عندما كان يرد علـَـَى السوفسـَـَطخائاييم فـَ إنكـَـَارهم
لقائاق الشياء ،فكان له دور كبي هاما ف تأسيس ذلك النطخق ،فتكيلم عن اكتسـَـَاب الـَـَد بالسـَـَتقراء
،و تركيب القياس من الدود. 3
و أما أفلطون فهو أيضا ساهم بقوةا ف نشأةا النطخق الصوري و تطخويره ،فاهتم كـَثيا بالـَدل -هـَـَو
جـَـَزجء مـَـَن النطخـَـَق -و بييمـَ أهيتـَـَه ،و ذكـَـَر أن العلـَـَم تيبنـَ علـَـَى البهـَـَان ،و أن الظـَـَن مبنـَ علـَـَى التخمحيمـَ .و
بث ف التصورات العقلية الت تشمحل عال الطخبيعة كله ،و الت تتفسـَـَر الوجـَـَودات الزجئايـَـَة السوسـَـَة أيضـَـَا
.و تكلـَيـَم فـَ الجنـَـَاس و النـَواع ،و الطخـَـَرق الـَـَت تسـَـَتخدما فـَ الـَـَدل. 4و هـَـَو-أي الـَـَدل -يرتفـَـَع بالعقـَـَل
من السوس إل العقول ،و و هو العلم )) الكلي بالبادئ الول و المور الدائامحـَة ،يصـَل غليهـَـَا العقـَـَل
بعـَـَد العلـَ ـَوما الزجئايـَـَة ،و ينـَـَزجل بـَـَه إلـَ ـَ هـَـَذه العل ـَوما و يترتبهـَـَا ببادئاهـَـَا ،و إلـَ ـَ السوسـَـَات تيفيسـَـَرها (( . 5و
أرسطخو نفسه اعتحف بأن أفلطون كان له اشـَتغال بالنطخق فيمحـَا يتعلـَق بالقيـَاس السوفسـَطخائاي ،و القيـَاس
الصحيح . 6فكان له بذلك تأثآي واضح ف أرسطخو عندما قال بالقياس الصوري. 7
و أما أرسطخو فإن دوره ف النطخق الصوري ،فقد تثل ف مواصلة تطخويره و خدمته ،فريتب مباحثه ،
صـَـَله . 8و أمـَـَا القـَـَول بـَـَأنه واضـَـَع ذلـَـَك النطخـَـَق بمحلتـَـَه ،و أنـَـَه ل ـَ
و نظيمحـَـَه كعلـَـَم لـَـَه موضـَـَوعه،و ب ـَيوبه و ف ي
يتس ـَـَبق إلي ـَـَه ،فه ـَـَو ق ـَـَول غيـَ ـَ ص ـَـَحيح ،لن أص ـَـَول ذل ـَـَك النطخ ـَـَق و مش ـَـَاكله و مب ـَـَاحثه تع ـَـَود إلـَ ـَ زم ـَـَن
السوفسـَـَطخائاييم و سـَـَقراط و أفلطـَـَون .فعمحـَـَل أرسـَـَطخو هـَـَو حلقـَـَة مـَـَن حلقـَـَات تاريـَـَخ النطخـَـَق الصـَـَوري ،و
قـَـَد جـَـَاء الشـَـَاؤون بعـَـَده و واصـَـَلوا خـَـَدمته بشـَـَرح مـَـَا أجلـَـَه سـَـَلفهم أرسـَـَطخو . 9و هـَـَم الـَـَذين أوصـَـَلوه إل ـَ
حالته الت هو عليها الن .
و أما قول التكلم أب الفتح الشهرستان)ت 548ه( من أن أرسطخو أجل القول فـَ النطخـَق إجـَال
المحهدين .و له حق السبق ،و فضيلة التمحهيد . 10فهو قـَول ليـَس صـَحيحا علـَى إطلقـَه ،و فيـَه إغمحـَاط
1حسين حرب :الفكر اليوناني قبل أفلطون ،ط ، 1دار الفكر اللبناني ،بيروت ، 1990 ،ص. 94 ، 90 ، 89 :
2نفس المرجع ،ص. 70 :
3عبد الرحمن بيصار :الفلسفة اليونانية ،ص. 81 :
4أميرة حلمي :الفلسفة اليونانية ،ص . 252 ، 180 ، 179 ، 178 :و عبد الرحمن بيصار :المرجع السابق ،ص. 97 ، 96 ،95 :
5عبد الرحمن بيصار :تأملت في الفلسفة الحديثة و المعاصأرة ،المكتبة العصرية ،بيروت ،ص. 180 ، 179 :
6ابن :تلخيص السفسطة ،ص. 16 :
7علي أبو ريان :تاريخ الفكر الفلسفي ،ص. 44 :
8نفس المرجع . 58 ،و عبد الرحمن بيصار :الفلسفة اليونانية ،ص. 124 :
9الشهرساتاني :الملل و النحل ،دار المعرفة ،بيروت ، 1404 ،ص. 444 :
10نفسه ،ص. 444 :
لق السابقيم له ،لن أرسطخو ليس هو الذي مهـَد لظهـَور ذلـَك النطخـَق ،و ليـَس هـَو الـَذي أتـَه ،و إنـَا
الـَـَذين أبـَـَدعوه و مهـَـَدوا لـَـَه هـَـَم الـَـَذين سـَـَبقوه ،و الـَـَذين أتـَـَوه هـَـَم الـَـَذين جـَـَاؤوا مـَـَن بعـَـَده مـَـَن أصـَـَحابه
الشائايم .فعمحل أرسطخو القيقـَـَي هـَـَو التطخـَوير و المحـَع و التبـَويب ،و ليـَس هـَو مبـَدعه و ل مكتشـَـَفه و
ل متمحمحـَـَه .و ل ـَ يكـَـَن لـَـَه حـَـَق السـَـَبق و ل فضـَـَيلة البـَـَداع و التـَـَاما ،و هـَـَو إذا كـَـَان لـَـَه فضـَـَل المحـَـَع و
التطخوير ،فإن لغيه فضل الكتشاف و التتمحيم ،و للمحكتشفيم حق السبق أيضـَـَا ،و ليـَـَس ذلـَـَك لرسـَـَطخو
.و مـَـَع أن كـَـَل هـَـَؤلء سـَـَاهوا ف ـَ خدمـَـَة النطخـَـَق الصـَـَوري ،و لـَـَم الفضـَـَل ف ـَ ذلـَـَك ،فـَـَإن الكتشـَـَف و
البدع هو الكثر فضل من الطخيور و التمحم ،لن البداع أصعب من التطخوير و التتمحيم فـَ الغـَـَالب العـَـَم
ت ت ت
.فالشهرستان قلب القاعدةا ،و ابن رشد أغفل الذين سبقوا أرسطخو ،و زعم أنه هو الوجد للمحنطخق!.
و أشـَـَي هنـَـَا إل ـَ أن ابـَـَن رشـَـَد كمحـَـَا أغفـَـَل دور الفلسـَـَفة الـَـَذين سـَـَبقوا أرسـَـَطخو ،فـَـَإنه أغفـَـَل أيضـَـَا
الكمحـَـَة الليـَـَة الـَـَت جـَـَاء بـَـَا النبيـَـَاء قبـَـَل أرسـَـَطخو بعش ـَرات القـَـَرون ،فهـَـَؤلء هـَـَم الـَـَذين جـَـَاؤوا بالكمحـَـَة
القيقـَـَة الكاملـَـَة و الشـَـَاملة للليـَـَات و النسـَـَانيات ،و أصـَـَول الطخبيعيـَـَات ،و هـَـَم الـَـَذين عليمح ـَوا البش ـَرية
التفكيـَ ـَ العلمحـَـَي ،و عيرفـَـَوهم بالعقائاـَـَد الصـَـَحيحة ،و أرشـَـَدوهم إلـَ ـَ العمحـَـَال الصـَـَالة ،و عـَـَن طريقهـَـَم
انتقلـَـَت الكمحـَـَة الليـَـَة –بعناهـَـَا الواسـَـَع -إل ـَ كـَـَثي مـَـَن شـَـَعوب العـَـَال .و عـَـَن ذلـَـَك يقـَـَول ال ـَ تعـَـَال :
حيـَبد ))ولددقأد آتدـَيـَدنا لتأقمحادن األتأكمحةد أدتن اأشـَتكر لتلـَته ومـَن يأشـَتكر فدتإلندـَا يأشـَتكر تلندـَأفتسـَته ومـَن دكدفـَر فدـَتإلن اللـَه دغتنـَ دت
د ل د دد د ت أ دد د أ د أ د د
ت
صـَدل األطخـَدـَاب (( -سـَـَورةا ص ـَ 20 : ت ت
((-سـَـَورةا لقمحـَـَان ، - 12 :و ))دودشـَددأددنا تمألدكـَهت دوآتد أـَيـَندـَـَاهت األأكدمحـَةد دوفد أ
ب دواألتأكدمح ـَةد دوآتدأـَيـَندـَـَاتهم مألك ـَاد دعتظيمح ـَاد ((-سـَـَورةا النسـَـَاء . - 54 :و ت ت
)) ، -فدـَدق ـَأد آتدأـَيـَندـَـَا آدل تإبأـَدراهي ـَدم الأكتدـَـَا د
النبياء كلهم جاؤوا بالكمحة اللية قبل أرسطخو و بعده ،فمحـَـَا كـَـَان لبـَـَن رشـَـَد أن يغفـَـَل هـَـَؤلء و يطخلـَـَق
تلك الازفة ! .
و الشـَـَاهد الثـَـَان يتعلـَـَق بأزليـَـَة العـَـَال و قـَـَدمه زمانـَـَا و مكانـَـَا ،فـَـَإنه قـَـَد سـَـَبق أن ذكرنـَـَا أرسـَـَطخو و
أصـَـَحابه مـَـَن بعـَـَده قـَـَالوا بأزليـَـَة العـَـَال و قـَـَدمه زمانـَـَا و مكانـَـَا .و هـَـَذه الفكـَرةا ليسـَـَت جديـَـَدةا ،و ل هـَـَي
خاصة بأرسطخو ،فقـَـَد قـَال بـَا قبلـَه :الفيلسـَـَوف هرقليطخـَـَس )ق5 :قـَم ( ،و أكيسـَينوفان) ق5 :ق ما( ،
و لوقيبوس )ق5 :ق ما( ،و أنبادوقليس )ق5 :ق ما( . 1و قد حكى أرسطخو نفسه أن الفلسفة -الـَذين
سبقوه -قالوا كلهم بأزلية الزجمان ما عدا أفلطون . 2و فكـَرةا أزليـَـَة العـَـَال و قـَدمه هـَي حجـَر السـَـَاس فـَ
إليات أرسطخو ،و هي –على بطخلنا -ليست من إبداعه ،و إنا ساير فيهـَـَا مـَـَن سـَـَبقه إليهـَـَا ،و حـَـَت إذا
كان قد تبناها عن بث ،فهو ليس تمبدعا لا أيضا .
و الشاهد الثالث يتعلق بوضوع بالعناصـَر الربعـَة الكيونـَة للعـَال السـَفلي ،و بالعنصـَر الـَامس الكـَيون
ت ت
للعـَـَال العلـَـَوي حسـَـَب زعـَـَم الفلسـَـَفة الرسـَـَطخية ،و قـَـَد سـَـَبق أن ذكرنـَـَا أن أرسـَـَطخو و أصـَـَحابه قـَـَالوا بـَـَأن
و الشـَـَاهد الـَـَامس يتعلـَـَق بالتـَـَاهيم الـَـَادي و الثـَـَال فـَ الفلسـَـَفة اليونانيـَـَة ،و أرسـَـَطخو و أصـَـَحابه
تبنوا التاهيم وفق فلسفتهم الشائاية الاصة بم . 3لكن التاهيم ليسـَا مـَن إبـَداعهم ،فهمحـَا موجـَودان
ف ـَ الفكـَـَر اليونـَـَان قيـَـَل أرسـَـَطخو بقـَـَرون ،فقـَـَال بالتـَـَاه الـَـَادي الفلسـَـَفة الطخب ـَائاعيون ،و هريقليطخـَـَس . 4و
قـَـَال بالتـَـَاه الثـَـَال برمنيـَـَدس ،و سـَـَقراط ،و أفلطـَـَون . 5و جـَـَع أنبـَـَادوقليس بيمـَ ـَ التـَـَاهيم الـَـَادي و
الثال .6و أرسطخو –ف جعه بيمـَ التـَاهيم -كـَـَان قـَد أخـَـَذ الثاليـَة عـَـَن أسـَتاذه أفلطـَـَون ،و أخـَذ التـَاه
الادي عن الطخبائاعييم . 7فأين الياد و البداع اللـَذان جـَاء بمحـَا أرسـَطخو فـَ هـَذين التاهيم الـَاميم فـَ
الفلسفة العامة ؟ .
و الشاهد السادس يتعلق بالعرفة العلمحية و مصدرها ،فقد تكلم فيها فلسفة يونانيون قبل أرسطخو
،ث تكلم هو فيها من بعدهم ،فاتذ موقفا وسطخا بناء علـَى جعـَه بيمـَ الادية و الثالية ،لكنـَه لـَ يتبـَدع
فيهـَـَا و ل أوجـَـَد شـَيئِّا جديـَـَدا حاسـَـَا فاصـَـَل فـَ الوضـَـَوع ،لنـَـَه كـَـَان قـَـَد سـَـَبقه إلـَ الـَـَوض فيـَـَه فلسـَـَفة
يونان ،كديقريطخس ،و بارمنيـَدس ،و سـَقراط ،و أفلطـَون. 8و كـَان السوفسـَطخائايون مـَن الوائاـَل الـَذين
تكلمح ـَوا ف ـَ موضـَـَوع العرفـَـَة العلمحيـَـَة ،الـَـَت بنوهـَـَا علـَـَى ال ـَواس ،و حصـَـَروا موضـَـَوعها ف ـَ السوسـَـَات ,و
كان ديقريطخس يرى أن الحساس هو الصدر الوحيد للمحعرفـَـَة . 9لكـَـَن سـَـَقراط جعـَـَل العرفـَـَة تشـَـَمحل كـَـَل
1أرساطو :كتاب الطبيعة ،ج 1ص . 35 :و ابن رشد :رساائل ابن رشد الطبية ،ص . 63 :و عبد الرحمن بيصار :الفلسفة اليونانية ،
ص 55 :و ما بعدها .و أميرة مطر :الفلسفة اليونانية ،ص . 101 :و مصطفى النشار :المرجع السابق ،ص . 61-60 :و علي ابو
ريان :المرجع السابق ،ص. 27 :
2أرساطو :كتاب الطبيعة ،ص . 94 ،98 :و حسين حرب :المرجع السابق ،ص . 56 :و أميرة مطر :الفلسفة اليونانية ،ص.101 :
3علي أبو ريان :دراساات في الفلسفة القديمة و العصور و الوساطى ،دار المعرفة الجامعية ،مصر ، 1999 ،ص, 13 :
4علي أبو ريان :تاريخ الفكر الفلسفي ،ص . 27 :و حسين حرب :المرجع السابق ،ص. 71 :
5علي أبو ريان :دراساات في الفلسفة القديمة ،ص. 13 :
6حسين حرب :المرجع السابق ،ص. 71 :
7علي أبو ريان :تاريخ الفكر الفلسفي ،ص. 32 :
8مصطفى النشار :نظرية المعرفة عند أرساطو ،ص. 33 ،31 :
9عبد الرحمن بيصار :الفلسفة اليونانية ،ص. 85 ،70 :
الـَـَدركات السـَـَية و العقليـَـَة معـَـَا ،و جعـَـَل العقليـَـَة هـَـَي القيقيـَـَة ،و قـَـَد سـَـَار علـَـَى نجـَـَه تلمحيـَـَذه أفلطـَـَون
الذي توسع ف نظرية العرفة . 1و أما أرسطخو فهو كعادته ،وجد الراء و النظريات جاهزجةا ،فسـَـَار علـَـَى
2
طريق أستاذه أفلطون ،و استفاد من سبقه ،و أضاف إل موقـَف شـَيخه اختيـَاراته و اجتهـَـَاداته الاصـَة
.فأين الياد الزجعوما ؟ .
و أما الشاهد السابع فيتعلق بالنهـَج التجريـَب فـَ دراسـَة الظـَواهر الطخبيعيـَة و تفسـَيها بالعلـَل الاديـَة.
هذا النهج مارسه أرسطخو ف كتبه الطخبيعية ،كمحا ف الثآار العلوية ،و السمحاء و العال ،و طبائاع اليـَوان
،من دون أن يلـَتزجما بـَه التزجامـَـَا كـَـَامل ،و ل مارسـَـَه مارسـَـَة صـَحيحة كاملـَة . 3لكـَـَن هـَذا النهـَج ليـَس مـَن
ابتكـَاره و ل مـَن إبـَداعه ،و ل هـَو أوجـَده ،فقـَد مارسـَه النسـَان فـَ الضـَارات القديـَة بطخـَرق تمتلفـَة ،و
بنسب تمتفاوتة ،و أبرز مثال على ذلك ما حققـَه الصـَريون –زمـَـَن الفراعنـَـَة -مـَن انتصـَارات و ابتكـَارات
ف مال الندسة و الطخب و الكيمحياء . 4و أما عند اليونـَان قبـَل أرسـَطخو ،فقـَـَد مارسـَه فلسـَفة كـَثيون ،
منهم :الطخبائاعيون ،و أنبادوقليس ،و أنكساجوراس ،و أتبقراط. 5
و الشـَـَاهد الثـَـَامن يتعلـَـَق بعلـَـَم الي ـَوان ،فقـَـَد كـَـَانت لرسـَـَطخو معرفـَـَة واسـَـَعة بعلـَـَم الي ـَوان ،و لـَـَه فيـَـَه
مصنفات ،منها كتاب طبائاع اليوان البحري و البي ،لكنه ليس هو الوجد لذا العلم ،و ل البدع له
ت
،و ل هـَـَو البـَـَارع فيـَـَه ،فقـَـَد كـَـَانت لـَـَه فيـَـَه أخطخـَـَاء كـَـَثيةا جـَـَدا ،ذكرنـَـَا طرفـَـَا منهـَـَا فيمحـَـَا تقـَـَدما مـَـَن هـَـَذا
الفصل .و من الذين سبقوه إل هـَذا العلـَم :الفيلسـَـَوف أنبـَادوقليس ،فقـَد كـَـَانت لـَـَه معرفـَـَة واسـَعة بعلـَم
اليـَوان ،و أثآـَر كثيا فـَ أرسـَطخو الذي أخـَذ بـَآرائاه التعلقـَة بعلـَم وظإـَائاف العضـَاء فـَ اليـَوان . 6و منهـَم
أيضا أفلطون ،فقد كان له إطلع واسع بعلم وظإائاف العضاء ،و قد توسـَـَع فـَ مـَـَاورته لتيمحـَـَاوس فـَ
وصف تركيب أجساما الكائانات اليـَة ،و وظإـَائاف أعضـَائاها بنـَاء علـَى فكـَرةا الغائاية. 7و أمـَا أرسـَطخو فقـَد
تأثآر ف ذلك العلم بؤلء ،و بوالـَده الـَذي كـَـَان طبيبـَا ،و اعتمحـَـَد أيضـَـَا علـَى مشـَـَاهداته و تـَـَاربه الاصـَـَة
،و على ملحظات الرعاةا و صيادي الطخيور و الساك الذين كان يسألم عن طبـَائاع اليوانـَات العـَـَارفيم
با .8فهل يصح بعد الذي ذكرناه الزجعم بأن أرسطخو هو تموجد علم وظإائاف العضاء ؟ ! .
و الشـَـَاهد التاسـَـَع يتعلـَـَق بعلـَـَم الطخـَـَب ،فقـَـَد كـَـَان أرسـَـَطخو علـَـَى معرفـَـَة بـَذا العلـَـَم ،و قـَـَد سـَبقه إليـَـَه
مارسته و تنظيمحه و تنظيه و تقعيده أطباء كبار ،ل يصح معهم الزجعم بأن أرسطخو أوجد علم
1عبد الرحمن بيصار :تأملت في الفلسفة الحديثة و المعاصأرة ،ص 173 :و ما بعدها . 179 ،
2مصطفى النشار :المرجع السابق ،ص. 32 ، 31 :
3سابق ذكر نماذج كثيرة من ذلك ،و بينا من خللها أنه كان كثير الخطأ في ممارساته لذلك المنهج .
4سابق توثيق ذلك .
5أميرة مطر :المرجع السابق ،ص . 107 ،101 :و علي أبو ريان :تاريخ الفكر الفلسفي ،ص 237 :و ما بعدها .حسين حرب:
المرجع السابق ،ص . 105 :و الموساوعة العربية الميسرة ،ج 1ص. 7 :
6أميرة مطر :المرجع السابق ،ص. 104 :
7نفس المرجع ،ص. 191 :
8إماما عبد الفتاحا إماما :أرساطو و المرأة ،ص. 44 :
الطخـَـَب و أبـَـَدعه كعلـَـَم ،منهـَـَم :أنبـَـَادوقليس كـَـَان طبيبـَـَا معروفـَـَا ،ت ـَأثآر بـَـَه أرسـَـَطخو و قـَـَال برأيـَـَه ف ـَ أن
القلب هو مركزج الحساس ،و العقل هو القلب و ليس الخ ،لن القلب ينبوع الدما. 1
و منهم أيضا الطخبيب الفيلسوف أتبقراط ،و هو أشهر أطباء اليونان ،كان له دور كبي ف وضـَـَع
النهج العلجي الطخب على اللحظـَة و الـَبةا ،و التجربـَة العمحليـَة ،و قـَد ت أثآر بـَه أرسـَطخو ،و أخـَذ بكـَثي
من آرائاه . 2فهل بعد هذا يصح القول بأن أرسطخو هو موجد علم الطخب ،و أنه أعطخى لهل العلم أكـَـَثر
ما أخذ منهم ؟ .
و الشاهد العاشر يتعلق بعلم الفلك ،و قد خاض فيه أرسطخو ف كتابه السمحاء و العال ،و قد ذكرنا
بعض أقواله فيه ،و بينا خطخأه فيها ف الفصليم الرابع و الامس مـَن كتابنـَا هـَذا .و قد سـَبقه إلـَ التكلـَم
فيـَـَه الفيثـَـَاغوريون ،كـَـَأفلطون و إيـَـَدوكس ،و هـَـَم الـَـَذين قيسـَـَمحوا العـَـَال إلـَ قسـَـَمحيم :عـَـَال مـَـَا فـَـَوق فلـَـَك
القمحر بوجوداته اللية و شبه اللية ،و جواهره الزليـَـَة .و الثـَان هـَـَو عـَـَال مـَا تـَـَت فلـَك القمحـَر ،يضـَـَع
3
لعمحلية التكيون و الفساد .و على هؤلء اعتمحد أرسطخو ف علـَم الفلـَك ،و أخـَذ بتقسـَيمحهم الذي ذكرنـَاه
،حت أصبح ذلك النظاما الفلكي هو الساس الذي قامت عليه إليات أرسطخو .لكن الغريب فـَ المـَـَر
أن ذلـَـَك نتسـَـَي و أصـَـَبح النظـَـَاما الفلكـَـَي الفيثـَـَاغوري موروثآـَـَا أرسـَـَطخيا أصـَـَيل عنـَـَد كـَـَثي مـَـَن البـَـَاحثيم .4و
أصـَـَبح تيزجعـَـَم أن أرسـَـَطخو موجـَـَد علـَـَم الفلـَـَك ،و أنـَـَه أعطخـَـَى لغيه مـَـَن أهـَـَل العلـَـَم أكـَـَثر مـَـَا أخـَـَذ منهـَـَم ! ،
أليس هذا تريف للحقيقة التاريية ؟ ! .
و أما الشاهد الادي عشر فيتعلق بالعقول الفارقة ،قال با أرسطخو و أصـَحابه ،و قـَد سـَبقه إلـَ
ت
القول با أستاذه أفلطون ،و كل منهمحا استفاد ف ذلـَـَك مـَـَن نظريـَـَة العقـَـَل عنـَد أنكسـَـَاغوراس . 5و ذكـَر
إرنست رينان أن جيـَع نظريـَة العقـَل عنـَد أرسـَطخو أقتبسـَها مـَن الفيلسـَوف أنكسـَاغوراس ،و أرسـَطخو نفسـَه
اعتحف بذلك ،و قد نقل من كلمه نصا طويل أورده بعبـَـَارةا أنكسـَـَاغوراس فـَ كتـَـَابه النفـَـَس ،و عرضـَـَها
أيضا ف الزجء الثان من الطخبيعيات بصراحة كمحا عرضـَها صـَاحبها أنكسـَاغوراس . 6فهـَل يصـَح بعـَـَد هـَذا
كله القول بأن أرسطخو موجد نظرية العقول ؟ .
1أميرة مطر :المرجع السابق ،ص . 105 :و حسين حرب :المرجع السابق ،ص. 75 :
2ابن رشد :رساائل ابن رشد الطبية ،ص . 220 ،167 :و حسين حرب :نفس المرجع ،ص. 105 :
3علي أبو ريان :دراساات في الفلسفة القديمة ،ص. 161 :و أميرة مطر :الفلسفة اليونانية ،ص . 186 ،185 :و جورج طرابيشي :
العقل المستقيل ،ص. 390 :
4جورج طرابيشي :نفسه ،ص. 390 :
5ابن رشد :تلخيص ما بعد الطبيعة ،ص . 53 :و حسين حرب :المرجع السابق ،ص. 87 :
6إرنست رينان :ابن رشد و الرشدية ،ترجمه عادل زعيتر ،دار إحياء الكتب العربية ،القاهرة ، 1957 ،ص. 138 ،137 :
لطخابـَة ،فقـَد ألـَف فيها أرسـَطخو كتـَابه الطخابـَة ،و لصـَه ابن و الشاهد الثان عشر يتعلق بوضوع ا ت
رشد ،لكنه-أي أرسطخو -ليس هو الوجد لا ،لنه هو شخصيا ذكر أنه توجد مـَـَن سـَـَبقه مـَـَن اليونـَـَانييم
لطخابة. 1 من تكلم عن صناعة ا ت
و الشاهد الخي -و هو الثالث عشر -يتعلـَق بأكثر الفلسـَفة الذين ت أثآر بـَم أرسـَطخو فـَ فلسـَفته ،
فهو و إن تأثآر بكثي منهم ،كهريقليطخس ،و أنكساغوراس ،و أنبادوقليس ،فإننا نتريكزج علـَـَى اثآنيمـَ فقـَـَط
،ها :أتبقراط و أفلطون ،الول تـَأثآر بـَه أرسـَطخو فـَ الطخـَب و القـَوى الطخبيعيـَة ،فقـَد ذكـَر ابن رشـَد أن
الطخبيب جالينوس قال :إن جيع الشياء الت عند أرسطخو ف موضوع القوى الطخبيعية ف جسم اليوان ،
كـَـَان أبتقـَراط هـَـَو أول مـَـَن وقـَـَف عليهـَـَا،و أعطخـَـَى مبادئاهـَـَا البهانيـَـَة ،فاعتمحـَـَد عليهـَـَا أرسـَـَطخو .و قـَـَال أيضـَـَا
برأيـَـَه فـَ إثآبـَـَات الطخبيعـَـَة و النفـَـَس و الـَـَوهر،و التكـَيون و الفسـَـَاد ،و اسـَـَتحالة العناصـَـَر ،و أن الطخبيعـَـَة ل
تفعل باطل.و قـَال جـَالينوس أيضـَـَا :إن كـَل مـَـَا قيـَل فـَ قـَوى السـَـَم ،و فـَ تولـَد المـَراض ،و فـَ وجـَـَود
العلج فـَـَإنه تيعلـَـَم )) أن أول مـَـَن قـَـَاله علـَـَى الص ـَواب أبق ـَراط ،ث ـَ شـَـَرح ذلـَـَك كلـَـَه بعـَـَده أرسـَـَطخو شـَـَرحا
تمكمحا (( ،و أصحابه من بعده ،ث الرواقيون. 2
و هذه شهادةا من الطخبيب جالينوس أوردها ابن رشد نفسه ،فمحن الوجد لعلم الطخب و البدع له عند
ت
اليونـَـَان ؟ ،و مـَـَن هـَـَو السـَـَتاذ أهـَـَو أبقـَراط أما أرسـَـَطخو ؟ ،و مـَـَن هـَـَو التلمحيـَـَذ أهـَـَو أبقـَراط اما أرسـَـَطخو ؟ ،و
من له الفضل الكب ف علم الطخـَب أهـَو أبقـَراط أما أرسـَطخو ؟ ،و مـَع أن الجابـَة واضـَحة ل لتبـَس فيها ،
بأن أبقراط هو الوجد و الستاذ و صاحب الفضل الكب ،فإن ابـَن رشـَد أورد تلـَك الشـَـَهادةا فـَ بعـَض
رس ـَائاله الطخبيـَـَة ،و سـَـَكت عنهـَـَا و ل ـَ يعليـَـَق عليهـَـَا ،و هـَـَي تنقـَـَض زعمحـَـَه بـَـَأن أرسـَـَطخو تموجـَـَد الكمحـَـَة و
متمحمحها ،و تشهد أيضا على أنه تعمحد إخفاء ذلك عندما زعم ذلك الزجعم الطخويل و العريض .
و أما أفلطون فإن أرسطخو تأثآر بـَه كثيا فـَ متلـَف جـَوانب فلسـَفته ،فأخـَذ منـَه أفكارا جاهزجةا ،و
أخـَـَرى عـَيدل بعضـَـَها ،و أخـَـَرى أظإهـَـَر تمـَـَالفته الشـَـَكلية لـَـَه و أخـَـَذ بقيقتهـَـَا .فمحـَـَن ذلـَـَك أنـَـَه تـَأثآر بـَـَه فـَ
القـَول بـَالرك الذي ل يتحـَرك ،و الغائاية الت تكـَم الطخبيعـَة ،و فـَ الثآـَار العلويـَة ،و القـَول بـَالكواكب
ذات النفـَـَوس الزليـَـَة الالـَـَدةا ،و ذات الطخبيعـَـَة الليـَـَة .و تـَأثآر بـَـَه أيضـَـَا ف ـَ النطخـَـَق ،و العقـَـَل الكلـَـَي ذي
الطخابع اللي،و قوله بالواهر الالدةا ،و أخذ معظم فكـَـَره السياسـَـَي مـَن أفلطـَون مـَـَن دون جديـَد يتـَذكر
ف الغـَالب العـَم ،و وافقـَه فـَ رفـَض نظـَامي الطخغيـَان و الديقراطي . 3المـَر الذي جعـَل الباحث جـَورج
طرابيشـَـَي يقـَـَول :إن أرسـَـَطخو مـَـَع أسـَـَتاذه أفلطـَـَون ينطخبـَـَق عليـَـَه مـَـَا قـَـَاله القاضـَـَي أبـَـَو بكـَـَر بـَـَن العرب ـَ عـَـَن
شيخه أب حامد الغزجال فـَ ت أثآره بالفلسـَفة و عـَدما قدرته مـَن التخليـَص مـَن ت أثآياتم فيـَه ،فذلك ينطخبـَق
1ابن رشد :تلخيص الخطابة ،ص. 18 ،2 :
2ابن رشد :رساائل ابن رشد الطبية ،ص. 220 ،185 ،167 :
3ل نوثق ما سابق توثيقه من الفكار ،و إنما نوثق ما لم تيثق منها .أميرة مطر :الفلسفة اليونانية ،ص،191 ،186 ،185 ،184 ،148 :
. 484 ،192و نور الدين حاطوما و آخرون :موجز تاريخ الحضارة ،ص . 436 :و مصطفى النشار :نظرية المعرفة ،ص . 131 :و
عبد الرحمن بيصار :الفلسفة اليونانية ،ص 104 :و ما بعدها . 140 ،110 ،و تأملت في الفلسفة الحديثة و المعاصأرة ،ص. 186 :
و علي أبو ريان :تاريخ الفكر الفلسفي ،ص . 240 ، 234 ،182 :و جورج طرابيشي :وحدة العقل العربي ،ص. 92 :
أيضـَـَا علـَـَى أرسـَـَطخو فـَـَإنه ابتلـَـَع معلمحـَـَه)) أفلطـَـَون ،ث ـَ لـَـَا أراد أن يتقيـَـَأه مـَـَا اسـَـَتطخاع (( . 1لـَـَذا يكننـَـَا أن
نقول :إن أرسطخو-ف حقيقتـَه -نتسـَخة عـَن أستاذه فـَ معظـَم فلسـَفته ،لكنهـَا تمسـَنة و تمعدلـَة فـَ بعـَض
جوانبها .
و بناء على ما ذكرناه ،فإنه يتبيم جليا أن مقولة ابن رشد بأن أرسطخو هو موجد الفلسفة و تمتمحمحها
،و أنـَـَه أعطخـَـَى لهـَـَل العلـَـَم أكـَـَثر مـَـَا أخـَـَذ منهـَـَم ،هـَـَي مقولـَـَة ل تصـَـَح ،و تمالفـَـَة للحق ـَائاق التارييـَـَة ،و
عكسها هو الصحيح .و نن ل نقيزجما أرسطخو و ل نعظيمحـَه كمحا عظيمحـَه ابـَن رشـَد إلـَ حد الغلـَو ،فحـَيول
البة الصغيةا إل قبة كبيةا جدا .فالرجل –أي أرسطخو -عاش ف زمن ازدهـَار الفكـَر اليونـَـَان و نضـَوجه
،و وجده جاهزجا فأخذ منه ما تيناسبه من دون أي إياد و ل إبداع لصول فكره و منهجه الفلسـَـَفي ،و
كانت له تسينات و اجتهادات و إضافات ل تكفي لرفعه إل ما رفعه إليه ابن رشد و أصحابه .
و أشـَي هنـَا إلـَ أن أرسـَطخو و أصـَحابه قاموا بعمحلية سـَطخو و تأميم لـَانب كـَبي مـَن الفكـَر الفلسـَفي
اليونان ،ث نسبوه لفكرهم و فلسـَفتهم مـَـَن دون حـَق .و مـَـَن خللـَـَه نفخـَوا أسـَتاذهم أرسـَـَطخو و لعـَـَوه و
ي
صبوا له ،حت اعتقد فيه ابن رشد العصمحة و الكمحال البشـَري اللـَي و اللئاكـَي .فهـَذه جريـَة نكـَراء تع ي
فـَ ـَ ح ـَـَق التاري ـَـَخ و العل ـَـَم ،و النس ـَـَانية جع ـَـَاء ،ي ـَـَب كش ـَـَف خيوطه ـَـَا و مظاهره ـَـَا و رجال ـَـَا و ع ـَـَدما
السـَـَكوت عنهـَـَا .و قـَـَد كـَـَان البـَـَاحث إرنسـَـَت رينـَـَان قـَـَد أشـَـَار إل ـَ ذلـَـَك عنـَـَدما قـَـَال :إن أرسـَـَطخو كـَـَان
يأخذ أفكارا من مدارس قدية ،ث يتـَدخلها فـَ نسـَـَقه الفكـَري مـَن )) غيـَ أن تيكليـَف نفسـَه عنـَـَاء التوفيـَق
بينها و بيم لاته الاصة (( . 2و هذه العمحلية تندرج ضمحن عمحلية السطخو و التأميم الت أشرنا إليها آنفـَـَا
.
و ثآانيا إن وصفه لرسطخو بأنه الكيم الول-على عادةا الشائايم -هـَـَو وصـَف ل يصـَح ،لن أرسـَـَطخو
ليس هو الول و ل هو الخر ،فقد سبقه حكمحـَاء كثيون مـَن النبيـَاء و الصـَاليم ،و أهـَل العلـَم قبـَل
العصـَـَر اليونـَـَان و بعـَـَده ،و مـَـَا أرسـَـَطخو إل حلقـَـَة عاديـَـَة مـَـَن حلقـَـَات فلسـَـَفة اليونـَـَان ،و هـَـَو مـَـَدين ف ـَ
بروزه لن سبقه من الفلسفة ،فهو لـَ يـَبز لنـَه أوجـَد أصـَـَول و مبـَادئ فلسـَفية لـَ يعرفهـَا مـَن سـَبقه ،و
إنـَـَا هـَـَو بـَـَرز لنـَـَه عـَـَرف كيـَـَف يسـَـَتغل الفكـَـَر اليونـَـَان و يـَتـَويظإفه لصـَـَاله مـَـَن جهـَـَة ،و مبالغـَـَة أصـَـَحابه فـَ
تضخيمحه و تلمحيعه و التعصب له ،مع سلبيتهم تاهه من جهة أخرى .
و أما زعم ابن رشد بأن أرسطخو هـَو تمتمحـَم الفلسـَـَفة ،فهـَو زعـَـَم باطـَـَل ،لن النسـَان مهمحـَـَا أوتـَ مـَن
قدرات علمحية فأعمحاله تبقى عرضة للزجيادةا و النقصان ،و ل يكـَـَن لرسـَطخو و ل لفـَرد آخـَر مـَن البشـَر ،
أن تيتمحم الفلسفة بإلياتا و طبيعياتا و منطخقياتا ،و تاريخ الفلسفة شاهد على ذلك ،فهي ما تزجال إل ـَ
يومنا هذا ف صراع فكري بيم مذاهبها من جهة ،و ف نـَو و تطخـَور مـَن جهة أخـَرى و لـَ تكتمحـَل بعـَد ،
و أما حكاية بلوغه الكمحال النسان ،و أن مذهبه هو الكـَم الـَذي ترتفـَع عنـَده جيـَع الشـَكوك ،و
ل يد له أهل العم خطخأ ،فهي حكاية تمضحكة ،و خرافة من خرافـَات الشـَائايم كـَابن رشـَد و أمثـَاله .
لن أرسـَـَطخو مـَـَا بلـَـَغ كمحـَـَال فـَ عقيـَـَدةا و ل فـَ سـَـَلوك و ل فـَ علـَـَم ،فالرجـَـَل كـَـَان مشـَـَركا صـَـَابئِّيا دهريـَـَا
يقـَـَول بتعـَـَدد اللـَـَة ،و أزليـَـَة العـَـَال و أبـَـَديته ،و مـَـَن هـَـَذه عقيـَـَدته ل يصـَـَح أبـَـَدا الزجعـَـَم بـَـَأنه بلـَـَغ الكمحـَـَال
النسان .و هو ما كان معصوما لتيقال أنه بلغ الكمحال النسان ،فهو شخصيا اعـَـَتحف بوجـَـَود النقـَـَص
فـَ أعمحـَـَاله الفكريـَـَة ،و فلسـَـَفته شـَاهدةا علـَـَى كـَـَثرةا أخطخـَائاه و أوهـَـَامه و ظإنـَـَونه و خرافـَـَاته فـَ الطخبيعيـَـَات و
الليات و النطخقيات .
لكن الغريب ف المر أن ابن رشد قال ف كتابه تافت التهافت )) :و ليس تيعصـَـَم أحـَـَد مـَن الطخـَأ
إل من عصمحه ال تعال بأمر إلي خارج عن طبيعة النسان ،و هـَم النبيـَـَاء(( .2و قـَوله هـَذا تيـَالف مـَا
قاله ف كتبه الفلسفية ف تعظيمحه لرسطخو و غليوه فيه حت اعتقـَـَد فيـَه العصـَمحة و الكمحـَـَال النسـَان ،بـَل
جعله ملكا ل بشرا ،فهذا تناقض ظإاهر صارخ ،فمحا تفسي ذلك ؟ ! .نعم إنه قـَـَول ظإـَـَاهر التنـَـَاقض ،
لكنـَـَه ل يتعـَـَد تناقضـَـَا حقيقيـَـَا بالنسـَـَبة لبـَـَن رشـَـَد الـَـَزجدوج الطخـَـَاب و الشخصـَـَية ،و التعصـَـَب لرسـَـَطخو ،
1ابن رشد :تلخيص السفسطة ،ص. 40 :
2ص . 236 :
فهـَـَو ل يـَـَد حرجـَـَا بـَـَأن تيظهـَـَر ف ـَ كتبـَـَه العامـَـَة مـَـَا تيرضـَـَي المحهـَـَور ،و يـَـَذكر خلف ذلـَـَك ف ـَ مصـَـَنفاته
الفلسفية الاصة .و هذا معروف عنه ،فهو كـَثيا مـَـَا نصـَح إخـَوانه الفلسـَفة بإخفـَـَاء تـَأويلتم الباطنيـَة
عن المحهور من العواما و التكلمحيم .
و تيستنتج ما ذكرناه أن ابن رشد كان تمغاليا ف أرسطخو ،و ل يلتزجما بالشرع و ل بالعقل و ل بالعلم
ف موقفه مـَن أرسـَطخو و فكـَره .و لـَ يكـَن يتمحتـَع بـَالروح العلمحيـَة النقديـَة الوضـَوعية فـَ حكمحـَه علـَى ذلـَك
الرجـَـَل .فأضـَـَر بنفسـَـَه و بـَـَالعلم ،و ق ـَيزجما ذاتـَـَه أمـَـَاما أرسـَـَطخو و جعلهـَـَا تابعـَـَة لرجـَـَل مشـَـَرك دهـَـَري صـَـَابئ ،
فلسفته مليئِّة بالخطخاء و الخالفات الشرعية .و نن ل نعتذر ل بن رشد ،لنه تاوز الـَـَدود الشـَـَرعية
و العقلية ،ف تعصبه لرسطخو و غلوه فيه .و مهمحا اعتذر له مبـَـَوه ،فـَـَإن اعتـَـَذارهم لـَـَه باطـَـَل لن الرجـَـَل
تـَـَاوز حـَـَدود الشـَـَرع و العقـَـَل و العلـَـَم .فمحـَـَا رأي أهـَـَل العلـَـَم مـَـَن موقـَـَف ابـَـَن رشـَـَد مـَـَن شخصـَـَية أرسـَـَطخو
العلمحية ،و من تعصبه له ؟ .
أولـَـَم شـَـَيخ السـَـَلما ابـَـَن تيمحيـَـَة ،إنـَـَه ذكـَـَر صـَراحة بـَـَأن ابـَـَن رشـَـَد كـَـَان متعصـَـَبا و مغاليـَـَا فـَ تعظيمحـَـَه
لرسطخو و شيعته ،حت أنه زعم أن هؤلء وقفوا على أسرار العلوما اللية . 1و الثان هـَـَو البـَـَاحث ممحـَـَد
عبد ال الدفاع ،إنه قال )) :إن ابن رشد كان تمعجبا بأرسـَـَطخو ،و يتـَدافع عنـَه و يفتخـَـَر بالتلمحـَذةا لكتبـَه
(( . 2و ق ـَوله هـَـَذا ل يثـَـَل إل جانبـَـَا صـَـَغيا جـَـَدا مـَـَن القيقيـَـَة ،لن ابـَـَن رشـَـَد ل ـَ يكتـَـَف بالعجـَـَاب و
الدح لرسطخو ،وإنا تاوز ذلـَـَك كـَثيا حـَت وصـَل إلـَ التعصـَـَب و التطخـَـَرف و الغلـَـَو فـَ أرسـَطخو ،فاعتقـَـَد
فيـَـَه العصـَـَمحة و رفعـَـَه إلـَ ـَ مرتبـَـَة النبيـَـَاء و اللئاكـَـَة .لـَـَذا فنحـَـَن ل نـَـَتحك أقـَ ـَوال ابـَـَن رشـَـَد نفسـَـَه ،و نتـَـَابع
الباحث عبد ال الدفاع فيمحا ذهب إليه .
و أما الثالث فهو الباحث ممحد عبد الـَادي أبـَو ريـَدةا ،فـَإنه يقـَول )) :كـَان موقـَف فيلسـَوفينا –أي
ابـَـَن رشـَـَد -مـَـَن أرسـَـَطخو موقـَـَف التقـَـَدير الـَـَذي ل حـَـَد لـَـَه ،و عبـَـَاراته ف ـَ تعظيـَـَم الفيلسـَـَوف اليونـَـَان تكـَـَاد
تضـَـَعه فـَـَوق البشـَـَر ((.و دافـَـَع عنـَـَه فـَ )) كـَـَل شـَـَيء تقريبـَـَا دفاعـَـَا ل يلـَـَو مـَـَن تعصـَـَب ،اعتقـَـَادا منـَـَه بـَـَأن
فيلسوف اليونان من أهل البهان ((. 3
و قوله هذا صحيح موافق لانب من غلو ابن رشد ف أرسطخو ،و إل فهـَو قـَد رفـَـَع أرسـَـَطخو فعل فـَـَوق
البشر عندما اعتقد فيه العصمحة ،و رفعه إل مرتبة النبياء و اللئاكة .و ل يشفع له اعتقـَـَاده بـَـَأن أرسـَـَطخو
مـَـَن أهـَـَل البهـَـَان ،لن هـَـَذا البهـَـَان الزجعـَوما –حـَـَت إذا كـَـَان صـَـَحيحا -ليـَـَس مـَـَبرا للغلـَـَو و التطخـَـَرف فـَ
أرسـَـَطخو ،مـَـَا بالـَـَك و أن تلـَـَك الفلسـَـَفة ليـَـَس فيهـَـَا مـَـَن البهـَـَان الصـَـَحيح إل القليـَـَل ؟ .لن أي بـَـَاحث
موضـَـَوعي حـَـَر التفكيـَ ـَ تمتحـَـَرر مـَـَن التقليـَـَد و التعصـَـَب الـَـَذهبييم ،إذا درس فلسـَـَفة أرسـَـَطخو –زمـَـَن ابـَـَن
رشـَـَد -علـَـَى ضـَـَوء النقـَـَل الصـَـَحيح ،و العقـَـَل الصـَريح ،و العلـَـَم الصـَـَحيح ،فـَـَإنه يتأكـَـَد قطخعـَـَا بـَـَأن فلسـَـَفة
1ابن تيمية :درء التعارض ،ج 8ص ، 181 :ج 9ص ، 434 :ج 10ص. 143 :
2محمد عبد ا الدفاع :العلوما البحتة في الحضارة العربية السالمية ،ص. 94 :
3محمد عبد الهادي أبو ريدة :مواقف ابن رشد في مجالت الفكر الديني الفلسفي و العلمي و السياساي و الدبي ،ضمن كتاب مؤتمر
ابن رشد ،الذكرى المئوية الثامنة لوفاته ، 1978 ،الشركة و الوطنية للنشر و التوزيع ،الجزائر ،1983 ،ج 2ص. 285 ،283 :
هـَـَذا الرجـَـَل باطلـَـَة ف ـَ أساسـَـَها ،و مليئِّـَـَة بالخطخـَـَاء و الباطيـَـَل و الضـَـَللت ،و ليـَـَس فيهـَـَا مـَـَن الـَـَق إل
القليل .
و الباحث الرابع هو عبد المحيد صبةا ،إنه ذكر أن ابن رشد كـَان منكـَرا علـَى كـَل مـَن خـَرج علـَى
الفلسـَـَفة الرسـَـَطخية و تمكـَ ـَبا لصـَـَاحبها ،حـَـَت أنـَـَه أضـَـَفى عليـَـَه-أي أرسـَـَطخو-مـَـَن عبـَـَارات )) الكبـَـَار و
التمحجيـَـَد مـَـَا ل نـَـَد لـَـَه مـَـَثيل ف ـَ مفكـَـَر إسـَـَلمي آخـَـَر انتمحـَـَى إل ـَ التـَـَاه الش ـَائاي ،فأرسـَـَطخو عنـَـَده هـَـَو
النسان الذي منحه الالق قوةا تفيوق با على سائار البشر . 1((...
و آخرهم هو الباحث ممحد عابد الابري ،إنه يرى أن ابن رشد ل )) يتعصب إل للحق و الصواب
(( . 2و قوله هذا غي صحيح على إطلقه ،و فيه تغليـَـَط و تـَدليس ،لن طلـَـَب الـَـَق ليـَـَس خاصـَـَا بـَابن
رشد ،فكل أهل العلم يقولون أن مطخلبهم هو الق ،لكن النقد و البحث كفيلن بإظإهـَـَار حقيقـَـَة كـَـَل
منهم .لذا فإن تعصب ابن رشد كان-ف الغالب -تعصبا لرسـَطخو و فلسـَفته ،و لـَ يكـَن تعصـَبا للحـَق
الذي جاء به الشرع الكيم ،و قال به العقل الصريح ،و العلم الصحيح .لـَـَذا وجـَـَدناه قـَـَد زعـَـَم أن الـَـَق
هو ما قال به أرسطخو ،و ما خـَالفه فهـَـَو باطـَـَل ،و هـَـَذا مقيـَـَاس باطـَل شـَـَرعا و عقل و علمحـَـَا ،لن الـَق
تيعرف بالدليل ل بالرجال .و هو لـَو كـَان طالبـَا للحـَق فـَ كـَل أحـَواله ،و مـَن طريقـَه الصـَحيح مـَن دون
تعصـَـَب ،مـَـَا وقـَـَع ف ـَ ذلـَـَك التطخـَـَرف و التعصـَـَب و الغلـَـَو ف ـَ رجـَـَل عـَـَادي مـَـَن أهـَـَل العلـَـَم ،فكـَـَره ملـَـَوء
بالخطخاء و الوهاما ،و الرافات و الخالفات الشرعية .فلو تـَيرد للحـَـَق و أتـَـَاه مـَن الطخريـَـَق الصـَحيح مـَـَا
وقـَـَع أبـَـَدا فـَ ـَ ذلـَـَك التعصـَـَب والغلـَـَو الفـَـَاحش .لـَـَذا فنحـَـَن ل نـَـَتحك أقـَ ـَوال ابـَـَن رشـَـَد الـَـَت تؤكـَـَد تعصـَـَبه
لرسطخو و غليوه فيه ،و نأخـَذ بالرأي الذي ذهـَب إليـَه الـَابري ماولـَة منـَه للتلـَبيس علـَى القـَراء ،و تـَوجيه
تعصب ابن رشد لرسطخو توجيها يدمه .
و قال الابري أيضا :إن موقف ابن رشد من أرسطخو و فلسـَفته هـَـَو تقـَـَدير و إعجـَاب ،جـَاء نتيجـَة
)) تعامل علمحي و تمعانقـَـَة منهجيـَة ،و بالتـَال نتيجـَة ارتفـَـَاعه هـَو إلـَ مسـَتوى أرسـَطخو (( . 3و قـَوله هـَـَذا
تمالف للحقيقة ،و فيه تغليط للقراء ،و تبير ل يصح .لنـَـَه أول أن موقـَف ابـَن رشـَد مـَن أرسـَـَطخو ليـَس
هـَـَو مـَـَن التقـَـَدير و ل مـَـَن العجـَـَاب ،و إنـَـَا هـَـَو تـَـَاوز ذلـَـَك بكـَـَثي ،حـَـَت وصـَـَل المـَـَر بـَـَابن رشـَـَد إل ـَ
اعتقاد العصمحة ف أرسطخو ،و رفعـَه إلـَ مكانـَة النبيـَـَاء و اللئاكـَة ،و أقـَواله السـَـَابقة شـَاهدةا علـَى ذلـَـَك .
لذا فل يصـَح أبـَدا تـَاوز أقـَواله التعصـَبة و الغالية ،و ذر الرمـَاد فـَ أعيمـَ القـَراء لصـَرفهم عـَن حقيقـَة غلـَو
ابن رشد ف أرسطخو و تعصبه الشديد له بالباطل .
و ثآانيا إن قوله-أي الابري -بأن تقدير ابن رشد لرسطخو جاء نتيجة لتعامله العلمحي و النهجي مـَع
فلسفة أرسطخو ،هو قول غي صـَـَحيح فـَ معظمحـَه ،لن ابـَن رشـَـَد لـَ يتعامـَـَل مـَع فلسـَفته بالشـَـَرع الكيـَم
1عبد الحميد صأبرة :ابن رشد و موقفه من فلك بطليموس ،ضمن كتاب مؤتمر ابن رشد بالجزائر ،ج 1ص. 338 :
2الجابري :ابن رشد ،ص. 17 :
3نفس المرجع ،ص. 176 ، 166 :
،و ل بالعقـَـَل الص ـَريح ،و ل بـَـَالعلم الصـَـَحيح ،و إنـَـَا تعامـَـَل معهـَـَا بالتعصـَـَب و الظنـَـَون ،و البالغـَـَات و
السـَـَلبية ،فلـَـَو تعامـَـَل نعهـَـَا بالنهـَـَج الصـَـَحيح ،لـَـَا خـَـَالف الشـَـَرع و العقـَـَل و العلـَـَم ،و هـَـَذا أمـَـَر سـَـَبق أن
بينـَـَاه و أثآبتنـَـَاه بعش ـَرات الدلـَـَة فيمحـَـَا تقـَـَدما مـَـَن كتابنـَـَا هـَـَذا .و نـَـَن لـَـَو تعاملنـَـَا مـَـَع فلسـَـَفة أرسـَـَطخو بـَـَالعلم
القيقي الذي يقوله الشرع و العقل و العلم ما صيح منها إل القليل ،و لنارت معظـَم أصـَولا ،و أدركنـَا
من صاحبها عجبا ،ما كان يتخبط فيه من أوهاما و ظإنـَـَون ،و ضـَـَللت و خرافـَات .فنقـَـَدنا لفلسـَـَفته
ل يقودنـَـَا إلـَ العجـَـَاب و الفتخـَـَار بـَـَه ،و البالغـَـَة فـَ تعظيمحـَـَه ،و إنـَـَا يـَتـَؤدي بنـَـَا إلـَ التعجـَـَب منـَـَه علـَـَى
جرأته ف القول بل علم ،و الوض ف أمور غيبية ل تيكنه إدراكها أبدا ،معتمحدا على الظنون و الوهاما
،و الحتمحالت و الرافات ،كل ذلك باسم العلم و ما هو من العلم ،و إنا هو ف معظمحـَـَه مـَـَن بـَـَاب
س دولددقـَأد دجـَاءتهم بمـَن لرببتـَتم األـَتددى (( -سـَورةا النجـَم : ت ت تل ل
قوله تعال )) :إن يدـَتلبتعودن إل الظلن دودما تدـَأهدوى ا أ دلنتف ت
. - 23
و قـَـَال أيضـَـَا :إن ابـَـَن رشـَـَد كـَـَان شـَـَديد العجـَـَاب بأرسـَـَطخو ،ل يتـَوازيه و ل يتف ـَيوق عليـَـَه إل إعجـَـَابه
بالقرآن و إيـَانه بـَه . 1و قـَوله هـَذا غيـَ ثآابت و ل يصـَح ،و فيـَه تغليـَط و تلبيس علـَى القـَراء ،لن ابن
رشد ل يكن تمعجبا بأرسطخو فقط ،و إنا كان تمتعصـَـَبا تمغاليـَا فيـَـَه ،حـَت اعتقـَـَد فيـَه العصـَمحة و رفعـَـَه إلـَ
مرتبـَة النبيـَـَاء و اللئاكـَة ،المـَر الـَذي يـَدل علـَـَى أنـَـَه كـَـَان تمعجبـَا بأرسـَطخو أكـَثي مـَـَن إعجـَابه بـَالقرآن و
إيـَانه بـَه .فلـَو كـَان تمقـَدما للقـَرآن علـَى أرسـَطخو و فلسـَفته ،لتـَذه مقياسـَا لـَه فـَ علمحـَه و حكمحـَه علـَى
أرسـَـَطخو و فلسـَـَفته ،و مـَـَا قـَـَدما الفلسـَـَفة الرسـَـَطخية علـَـَى ش ـَريعة القـَـَرآن الكري ـَ. 2و ذلـَـَك أن القـَـَرآن الكري ـَ
نـَـَص ص ـَراحة علـَـَى ذما الشـَـَرك و الشـَـَركيم ،و الكفـَـَر و الكـَـَافرين ،و تويعـَـَدهم كلهـَـَم بـَـَالحيم و العـَـَذاب
القيم ،و نص على أن الب ف ال و البغض ف ال ف قوله سـَبحانه )) :دل دتتـَتد قدـَأومـَاد يـَتأؤتمنـَتـَودن بتـَاللته
ت ت ت ت ت
ك ـَ ئِّ لوت
أ م هـَ تي ـَ ش ع ودأ م هـَ ناوـَ خت
إ ود
أ م هـَاء ـَ
ن ـَ د
أب ود
أ م هـَاء ـَ
ب آ او ن كا ولو ه لسو ر و هل ال د حا ن م ن دو ا
و ـَ ي ت
ر خ ل ا ماو
د
ت د د د أ د د د د ت ت د أ د ت د ت أ أ أد ت أ أ أ د د ت أ أ د دد ت أ أ د د د ل م أ دوا د أ
ـَ لي
أ
ت دأتـَتري تمـَن دأتتتدهـَا األدنأـَدهـَاتر دخالتـَتديدن تفيدهـَا درتضـَدي دكتب تف قتـَتلوتبتم ا أتلديادن وأديـَلددهم بترومح بمأنـَه ويـَأدتخلتهم جلنا م
ت دت ت أ د د ت ت ت دد
ب اللـَته تهـَتم الأتمحأفلتتحـَـَودن ((-سـَورةا الادلـَة ، - 22 : ت ك تحـَزج ت
ب اللـَه أددل إتلن حـَأزج د
ت
اللـَهت دعأنـَتهـَأم دودر ت
ضـَوا دعأنـَهت أتأولدئِّـَ د أ ت
فالسـَلم الصـَادق الكامـَـَل اليـَـَان ل تيـَب الكفـَار ،و ل ينتصـَـَر لرائاهـَـَم الخالفـَة للشـَـَرع ،لكـَن ابـَن رشـَد
خالف ذلك تمالفة صرية عندما تعصـَـَب لرسـَـَطخو الشـَـَرك الصـَـَابئ ،و انتصـَـَر لفلسـَـَفته الخالفـَـَة للشـَـَرع و
العقـَـَل و العلـَـَم .فهـَـَل مـَـَن هـَـَذا حـَـَاله يتقـَـَال فيـَـَه أنـَـَه تمعجـَـَب بـَـَالقرآن أكـَـَثر مـَـَن إعجـَـَابه مـَـَن أرسـَـَطخو ؟! ،
أليس العكس هو الصحيح ؟ ،نعم إنه هو الصحيح !! .
و من الدلة على ذلك أيضا ،أن طريقة تعامل ابن رشـَد مـَع نصـَوصا القـَرآن هـَي دليـَل دامـَغ علـَى أن
ابن رشد كان إعجابه بأرسطخو كان أكثر من إعجابه بالقرآن و إيانه به .و ذلك أنه تعامـَـَل معـَـَه بثلثآـَـَة
و بـَـَا أن ابـَـَن رشـَـَد كـَـَان متعصـَـَبا لرسـَـَطخو تمغاليـَـَا فيـَـَه ،فمحـَـَا هـَـَي أسـَـَباب ذلـَـَك ؟ ،يبـَـَدو ل ـَ أن
أسباب ذلك هي خسة أسباب :أولا ضعف حصانة ابـَن رشـَد اليانية السـَلمية ،مـَا جعلتـَه ضـَعيف
1الجابري :المرجع السابق ،ص. 173 :
2ابن تيمية :درء التعارض ،ج 2ص. 355 :
القاومـَ ـَـَة ،قليـَ ـَـَل العـَ ـَـَتزجاز بـَ ـَـَدينه و السـَ ـَـَتعلء بـَ ـَـَه .و ثآانيهـَ ـَـَا هـَ ـَـَو عـَ ـَـَدما حلـَ ـَـَه-أي ابـَ ـَـَن رشـَ ـَـَد -للمحشـَ ـَـَروع
السلمي الفكري كبديل شامل كامل للفلسفة ف إلياتا و طبيعياتـَـَا ،و إنسـَـَانياتا و منطخقياتـَـَا .فلـَـَم
أعـَـَثر لـَـَه علـَـَى أي أثآـَـَر يتشـَـَي إل ـَ أنـَـَه كـَـَان يمحـَـَل ذلـَـَك البـَـَديل السـَـَلمي ،لـَـَذا وجـَـَدناه تيـَـَالف الشـَـَرع و
تيغفله ،و تيؤويله خدمة للرسطخية .
و السـَـَبب الثـَـَالث هـَـَو شـَـَدةا انبهـَـَار ابـَـَن رشـَـَد بالفلسـَـَفة اليونانيـَـَة عامـَـَة ،و الرسـَـَطخية خاصـَـَة ،فغددزجتـَـَه و
صـَـَرعته ،و كيبلتـَـَه و أسـَ ـَرته ،لنـَـَا وج ـَـَدت مقاوم ـَـَة ضـَـَعيفة ،و قلبـَـَا مهيئِّ ـَـَا لـَـَذلك ،فتمحيكن ـَـَت من ـَـَه ،و
ملكته ،و تريبعت عليه ،حت أوصلته إل أن تيقدمها على الشرع قول و فعل. 1
و السـَـَبب الرابـَـَع هـَـَو ضـَـَعف تكـَـَوين ابـَـَن رشـَـَد العلمحـَـَي فـَ مـَـَال الطلع علـَـَى تاريـَـَخ الفكـَـَر اليونـَـَان و
حضـَـَارته قبـَـَل أرسـَـَطخو ،فلـَـَو كـَـَان لـَـَه إطلع صـَـَحيح و واسـَـَع بختلـَـَف مـَـَالت ذلـَـَك الفكـَـَر لربـَـَا خفـَـَف
ذلك من تعصبه لرسطخو و غليوه فيه .
و آخرهـَـَا-أي السـَـَبب الـَـَامس -هـَـَو ضـَـَعف منهجـَـَه النقـَـَدي فـَ الـَـَدما و البنـَـَاء ،فالرجـَـَل-أي ابـَـَن
رشد -ل يكن من فرسانه ،و ل كان ناقدا تمبدعا تمتحررا من قيـَود التقليـَد و السـَلبية ،لـَذا غلبـَـَت علـَى
أعمح ـَـَاله الفلسـَ ـَـَفية الش ـَـَروح و الختصـَ ـَرات و التلخيصـَ ـَـَات ،و ل تتوج ـَـَد م ـَـَن بينهـَ ـَـَا دراس ـَـَة نقدي ـَـَة هدمي ـَـَة
للفلسـَـَفة الرسـَـَطخية الـَـَت هـَـَي فلسـَـَفة ضـَـَعيفة تمهللـَـَة تمالفـَـَة للشـَـَرع و العقـَـَل و العلـَـَم فـَ ـَ معظـَـَم أصـَـَولا .
فالرجل كان من فرسان الشروح و التلخيصات ،و البالغات و التبجيلت ،و التعصبات و التطخرفـَـَات فـَ
مـَـَوقفه مـَـَن أرسـَـَطخو و فلسـَـَفته .فلـَـَو كـَـَان يلـَـَك ذلـَـَك النهـَـَج الـَـَذي ذكرنـَـَاه لمكنـَـَه تـَـَاوز تلـَـَك الفلسـَـَفة و
لنزج دراسة نقدية هدمية بناءةا تقوما على الشـَرع الكيـَم ،و العقـَل الصـَريح ،و و العلـَم الصـَحيح .لكنـَه
ل يفعل ذلك لنه رضي بأن يكون تابعا لرسطخو تمتعصبا له تمغاليا فيه ،داعيـَا إلـَ فكـَره خادمـَا لكتبـَه ،
و هـَـَذا بـَـَاعتحاف منـَـَه عنـَـَدما قـَـَال )) :إنـَـَا هـَـَو العنايـَـَة بأقـَـَاويله-أي أرسـَـَطخو -و شـَـَرحها و إيضـَـَاحها لمحيـَـَع
النـَاس (( ، 2فهـَذا هـَـَو النهـَج الـَذي ارتضـَـَاه هـَـَذا الرجـَـَل لنفسـَـَه ،فـَأن لـَـَه –بـَـَذا النهـَج -أن يكـَـَون ناقـَـَدا
حرا تمبدعا تمفلقا !! .
و ختامـَـَا لـَـَذا الفصـَـَل -و هـَـَو الـَـَامس -يتـَـَبيم أن ابـَـَن رشـَـَد ل ـَ يكـَـَن موفقـَـَا ف ـَ مـَـَوقفه مـَـَن البهـَـَان
الرسطخي و منطخقه الصوري ،و ل ف موقفه من طرق الستدلل الخرى ،و مكانة أرسطخو العلمحية عنـَـَده
،الت بالغ ف نفخها تعصبا و غلوا ف صاحبها.
و ق ـَـَد ت ـَـَبيم أن دع ـَـَوى برهاني ـَـَة الفلس ـَـَفة الرس ـَـَطخية ه ـَـَي دع ـَـَوى باطل ـَـَة فـَ ـَ عمحومه ـَـَا ،و ل تص ـَـَح عل ـَـَى
إطلقها .لنا فلسفة جعت بيم الباهيم و الظنـَون ،و الباطيـَل و الرافـَات ،و لـَ تكـَن برهانية خالصة
أول :عرض و نقد لراء ابن رشد في العلقة بين الشريعة و الفلسفة .
ثانيا :نقد وسائل ابن رشد في العلقة بين الشريعة و الفلسفة .
ثالثا :مواقف أهل العلم من عمل ابن رشد في العلقة بين الشريعة و الفلسفة .
رابعا :أسباب تقرير ابن رشد لتلك العلقة و أهدافه منها ،و تقييمنا له .
اهتم ابن رشد بوضوع العلقة بيم الشريعة و الفلسفة 1اهتمحاما كبيا ،حت أنه أفرد له كتابا ساه :
فصل القال ف تقرير ما بيم الشريعة و الكمحة من التصال .فمحا هي تفاصيل موقفه من تلك العلقة ؟
،و ما هي وسائاله الت استخدمها ف تقريره لا ؟ ،و ما هي حقيقة عمحله الذي قاما به ؟ ،و ما هي
خلفياته و أهدافه من اهتمحامه بذلك الوضوع و قيامه به ؟ .
أول :عرض و نقد لراء ابن رشد في العلقة بين الشريعة و الفلسفة :
1ذك واضح من كتاب ابن رشد :فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة و الحكمة من التصال ،فهو هنا ذكر الفلسفة –و هي الحكمة-
عامة دون تحديد لها ،و إن كان ابن رشد يقصد أسااساا الفلسفة الرساطية المشائية ،فهي الفلسفة الحقة عنده كما سابق أن بيناه .و عليه
فاساتخدامنا لعبارة الفلسفة مطلقا تيقصد بها الفلسفة الرساطية ،و الفلسفات التي على شاكلتها .
يعتقد ابن رشد أن الشرع أمر بالكمحة-أي الفلسفة – و هي تمطخابقة له ،و أصول الشريعة إذا
)) تتؤملت توجدت أشد تمطخابقة للحكمحة ما أتيول فيها.و كذلك الرأي الذي تظإن ف الكمحة أنه تمالف
للشريعة يعرف أن السبب ف ذلك أنه ل تيط علمحا بالكمحة و ل بالشريعة(( . 1و قوله هذا غي
صحيح ف معظمحه ،و فيه تغليط و تلبيس على القراء ،لنه أول أن التأمل الدقيق و الصحيح ف
الشريعة و الفلسفة –و هي الرسطخية ف اعتقاد ابن رشد -تيثبت عكس ما قاله ابن رشد ،لنه با أن
معن التطخابق ف اللغة العربية هو التوافق و التساوي ، 2فإن القول بطخابقة الفلسفة للشريعة و العكس ،
هو قول ل يصح تمطخلقا من حيث الصدر و القداسة ،و القيمحة و الكانة ،و الصحة و الصدق ،و
الغاية و الصلحية -زمانا و مكانا .-فبتخصوصا الصدر فإن شريعة السلما هي من عند ال ،و أما
صبـَغدةد الليته دودمأن أدأحدستن تمدن ت
الفلسفة فمحصدرها النسان ،و شتان بيم الصدرين ! ،و ال تعال يقول )) :أ
صبـَغدةد دودأنتن لدهت دعاتبدودن ((-سورةا البقرةا ، - 138 :فهناك فرق كبي جدا بيم صبغة ال و صبغة ت ت
الليه أ
النسان !! .
و أما من حيث القداسة و القيمحة و الكانة ،فإن شريعة ال تعال تمقدسة قداسة تمطخلقة ،و لا
ت
صبدعاد بمأن مكانة ل تبلغها شريعة أخرى ،قال تعال )) :لدأو دأندزجلأدنا دهدذا الأتقأرآدن دعدلى دجبدمل لدردأيأـَتدهت دخاشعاد متد د
ت خأشيتة اللته وتتألك األدمثاتل ند أ ت
ب دأندزجلأدناهتضتربـَتدها لللناتس لددعلتهأم يدـَتدـَدفلكترودن (( -سورةا الشر ، - 21 :و ))كدتا ب د د أد د د
ك مباربك لبيلدبـَلروا آياتتته ولتيتددذلكر أتولتوا األدلأبا ت
ب ((-سورةا صـَ . - 29 :و أما الفلسفة فهي فكر بشري د إتلدأي د تد د د ت د د د د أ
ناقص ،ل قداسة له و ل عصمحة ،و ل يكنه أن يصل مكانة الشريعة أبدا .
و أما من حيث الصحة ،فشريعة ال تمطخلقة الصحة و الصدق ،و هي كلها حق و نور ،برهان و
بيان .و أما الفلسفة فهي نسبية الصحة و الصدق ،فيها القائاق و الباهيم ،كمحا فيها الرافات و
الباطيل ،و هذا أمر سبق أن بيناه بالنسبة للفلسفة الرسطخية الت تيؤمن با ابن رشد و يقدسها و
يعتقد فيها العصمحة .
و أما من حيث الصلحية ،فإن الشرع الكيم هو آخر الرسالت صال لكل زمان و مكان إل أن
يرثَ ال الرض و من عليها .و أما الفلسفة فهي عمحل بشري نسب مدود ل يكنه أن يتجاوز حدود
زمانه و مكانه ف معظم الحيان .و هذا حال الذاهب الفكرية القدية منها و الديثة .
و أما من حيث الغاية فشريعة السلما تقوما على غاية أساسية واحدةا هي تعبيد البشر ل تعال ،
فمحن آمن بدين ال تعال و التزجما به فقد فاز ف الدنيا و الخرةا ،و من كفر به فقد ضل ضلل مبينا و
مأواه جهنم و بئِّس الصي .و أما الفلسفة فغايتها دنيوية 3تاول إسعاد النسان ف دنياه ،و ل عبادةا
فيها و ل قيامة .
و أما قوله بأن الشريعة أمرت بالمحكة ،فهو قول ل يصح على إطلقه ،و فيه تغليط و تلبيس على
القراء ،لن الشريعة أمرت بالعلم و الكمحة ،و التدبر ف مظاهر الطخبيعة و تسخيها لدمة النسان ،و
أمرت بكل ما ينفع النسان ف دينه و دنياه ،لكن ل يصح القول بأنا أمرت بالفلسفة بالباطلة
كالرسطخية ،و إنا أمرت بقبول الق القليل الذي فيها ،و تنب أباطيلها و ضللتا ،و خرافاتا و
أخطخائاها .فالشريعة هي الصل و الرجع و النطخلق ف كل مظاهر الياةا .
و بناء على ذلك فإن زعم ابن رشد بأن من تيالفه فيمحا ذهب إليه فهو ل تيط علمحا بالفلسفة و
ل بالشريعة ،فهو زعم باطل ل يصمحد أماما النقاش العلمحي الصحيح القائام على النقل الصحيح و
العقل الصريح .و رأيه هو الذي يدل على أن صاحبه ل تيط علمحا بالشريعة و ل الفلسفة الرسطخية ،
أو أنه ل تيرد قول القيقة خدمة لذهبيته الفلسفية . .
و من آرائاه أيضا أنه – أي ابن رشد -يرى أن الشريعة با أنا حق و )) داعية إل النظر الؤدي إل
معرفة الق ،فإنا معشر السلمحيم نعلم على القطخع أنه ل تيؤدي النظر البهان إل تمالفة ما ورد به
الشرع .فإن الق ل تيضاد الق بل يتوافقه و يشهد له (( . 1و معن قوله هذا :أنه با أن الشريعة
حق ،و النظر البهان الرسطخي حق ،و ل تيالف الق الذي ف الشريعة ،فإن الفلسفة الرسطخية
حق ،و ل تتضاد الشريعة الت هي حق أيضا .
و يرى أيضا أن الكمحة هي صاحبة الشريعة ،و الخت الرضيعة ...و ها الصطخحبتان بالطخبع
التحابتان بالوهر و الغريزجةا (( . 1و قوله هذا غي صحيح ،و فيه تغليط و تلبيس على القراء ،لن
الرجل انطخلق من تمنطخلق الساواةا بيم الفلسفة و الشريعة ،و هذا تمنطخلق ل يصح شرعا و ل عقل ،و
قد سبق أن بينا بطخلنه .فل مال للجمحع و التسوية بينهمحا ،لنه ل يكن أن تكون تلك الفلسفة أختا
رضيعة للشريعة ،و ل صاحبة لا ،و ل ها تمصطخحبتان بالطخبع و الوهر و الغريزجية ،لسبب واحد
أساسي ل يرد ابن رشد أن يفهمحه ،و هو أن الشريعة وحي إلي تمعجزج كله حق و نور ،و تلك الفلسفة
فكر بشري قاصر صوابه قليل و باطله كثي ،فهذا الختلف ف الساس و النطخلق و الصول و الفروع
،يعل من الطخأ الفاحش و من الناية على الشرع و العقل الزجعم بأن تلك الفلسفة أخت الشريعة و
صاحبتها . ...
و ختاما لذا البحث تيلحظ على ابن رشد أنه أول ل ينطخلق-ف موقفه من العلقة بيم الشريعة و
الفلسفة -من النقل الصحيح ،و ل من العقل الصريح ،و إنا انطخلق من الفلسفة الرسطخية ،و هذا
ساها حكمحة -سبق أن بينا أن انراف منهجي خطخي مرفوض شرعا و عقل ،لن هذه الفلسفة –الت ي
معظم أصولا و فروها باطلة ،و ليس فيها من الكمحة و الصواب إل القليل .فكان من الواجب عليه
أن ينطخلق من الشرع أول ،ث من العقل الفطخري ثآانيا ،فيقرأ السلما بالسلما ول يقرأه بالرسطخية ،
لكنه أخضع كل من الشرع و العقل الفطخري للرسطخية الت جعلها منطخلقا و دحدكمحا .و هذا انراف
منهجي خطخي هو الذي ويرطه ف أخطخاء كثيةا جدا ،أشرنا إل كثي منها فيمحا تقدما من كتابنا هذا .
و ثآانيا إنه-أي ابن رشد -ل يكن موضوعيا ف منطخلق نظره إل العلقة بيم الشريعة و الفلسفة
الرسطخية-الت ساها الكمحة -و حكمحه عليها ،لن كل منهمحا –ف القيقة -يرفض الخر ،و تيالفه
ف معظم أصوله و فروعه .فالعمحلية ل مبر صحيح لا أصل ،و حكاية التطخابق و الخوةا ،و الرضاعة
الصطخحاب بيم الشريعة و تلك الفلسفة هي مغالطخة و لعب باللفاظ ،لن الرسطخية ليست ندا
للشريعة ،و ل تتفوق عليها ،و ل تستطخيع حت مزجاحتها .فشتان بيم النور و الظلما ،و بيم الوحي
اللي و كلما البشر و هذيانم !! .
و ثآالثا إنه –أي ابن رشد -ف موقفه من العلقة بيم الشريعة و الفلسفة الشائاية-الت ساها حكمحة-
انطخلق ف نظرته إل تلك الفلسفة بأنا حق و حكمحة و علم و برهان كالشريعة ،فسوي بينهمحا ف ذلك
3ليس هنا مجال تفصيل ذلك ،فهناك كتب كثيرة متخصصة تناولت تلك المواضيع .
1ابن رشد :فصل المقال ،ص. 125 :
،و هذا ل يصح شرعا و ل عقل ،و هو جناية على القيقة أيضا ،لن تلك الفلسفة فكر بشري
باطلها كثي جدا ،و حكمحتها و صوابا قليل جدا .
ثانيا :نقد وسائل ابن رشد في تقريره للعلقة بين الشريعة و الفلسفة :
استخدما ابن رشد وسائال عديدةا ف تقريره للعلقة بيم الشريعة و الفلسفة الرسطخية –الت ساها
الكمحة -و دعوته إليها ،و دفاعه عنها ،و مارسته لا .سأذكر منها ممحوعة متنوعة ،أولا إصدار
فتوى شرعية بوجوب دراسة كتب الفلسفة اليونانية عامة و الرسطخية الشائاية خاصة ،فهو يرى أنه قد
)) يب علينا إن ألفينا لن تقدمنا من المم السالفة نظرا ف الوجودات و اعتبارا لا بسب ما اقتضته
شرائاط البهان ،أن ننظر ف الذي قالوه من ذلك ،و ما أثآبتوه ف كتبهم .فمحا كان منها موافقا للحق
قبلناه منهم و سررنا به و شكرناهم عليه ،و ما كان منها غي موافق للحق نبهنا عليه و حيذرنا منه و
عذرناهم .فقد تبيم من هذا أن النظر ف كتب القدماء واجب بالشرع ،إذ كان مغزجاهم ف كتبهم و
مقصدهم هو القصد الذي حثنا الشرع عليه ((. 1
و قوله هذا غي صحيح ،و فيه تغليط و تلبيس على القراء ،لنه أول أصدر حكمحا شرعيا
بوجوب النظر ف كتب التقدميم من دون أن تيقدما دليل شرعيا و ل عقليا يستلزجما القول برأيه .لن
القدمة الت ذكرها ل تستلزجما ذلك الوجوب أبدا ،و ل يستلزجما ذلك علينا إل إذا كنا تمضطخرين إل دراسة
تلك الؤلفات ،و ليس لدينا طريقا آخر لتحقيق ما نريد إل بقراءةا تلك الكتب .و هذه الالة ل يعرفها
السلمحون و ل مروا با ،فقد عاشوا أكثر من 150سنة من دون علوما الوائال قبل ترجتها ،و كان ف
مقدورهم أن يعيشوا بدونا إل أن يرثَ ال الرض و من عليها ،و يكفيهم العتمحاد على الشرع أول ،
و على جهودهم الذاتية ف إطار من الفهم الصحيح الشامل للدين و الدنيا معا .
لكننا مع ذلك نقول :نعم ل يكن من الواجب على السلمحيم قراءةا كتب القدماء ،لكنه كان من
الباح و الائازج أن يطخلع منهم بعض أهل العلم الكفاء التقياء على التحاثَ القدي ،فينتقي منه ما ينفع
المة –ف دينها و دنياها -حسب ظإروفها و حاجياتا .فهذا الوقف تمغاير للمحوقف الذي تبناه ابن
رشد و أوجب من خلله دراسة تلك الكتب ،فشتان بيم الوقفيم ،فالبون شاسع بينهمحا جدا !! .
و ثآانيا إن الشرع نص صراحة على أن دين السلما كامل شامل تيغن أهله من أن يضطخروا إل طلب
ب تمن دشأيمء تثل إتدل درببتأم تأيدشترودنكتب القدماء بالضرورةا و الوجوب ،قال تعال )) :لما فدـَلرطأدنا تف التكدتا ت
ت تت م ك الأتكدتا ت
ب أتبـَدياناد لبتكبل دشأيء دوتهددى دودرأحدةد دوبتأشدرى لألتمحأسلمح د
يم د ((-سورةا النعاما ، - 38 :و ))دوندـَلزجلأدنا دعلدأي د
ت لدتكتم اتلأسلددما ت ت ت
ت دعلدأيتكأم نأعدمحتت دودرضي ت
ت لدتكأم ديندتكأم دوأدأتدأمح ت
((-سورةا النحل ، - 89 :و ))أليدـَأودما أدأكدمحأل ت
تديناد ((-سورةا الائادةا . - 3 :فالسلمحون ليسوا تمضطخرين أبدا إل كتب اليونان الت زعم أبن رشد
وجوب دراستها ،و ليس لفلسفة اليونان ما تقدمه لنا –ف الغالب -إل الظنون و الهواء ،و الرافات
1ابن رشد :فصل المقال ،ص . 106 :و الكشف ،ص 103 :و ما بعدها 172 ،و ما بعدها .
2نفس المصدر ،ص. 125 :
و أما الوسيلة الامسة -و هي الخيةا -فتتمحثل ف استخداما ابن رشد للسلما وسيلة لدمة
الرسطخية من جهة ،و استخدامها لرسطخة السلما و ليس لسلمحتها من جهة أخرى .كإعطخاء
الشرعية لا باسم السلما، 1و تبير بعض عقائادها بالتأويل التحريفي، 2و إطلق أساء إسلمية على
مفاهيم و مبادئ تيونانية ،كتسمحية العقول الفارقة باللئاكة .
و يتبيم من تلك الوسائال-الت ذكرناها -أنا تندرج ضمحن الطخرق الت استخدمها ابن رشد ف تقريره
للعلقة بيم الشريعة و الفلسفة الرسطخية القائامحة على ثآلثآة مبادئ ،و هي :الفصل ،و الوصل ،و
التوفيق ،خدمة للرسطخية و دفاعا عنها و نتصارا و نشرا لا .فكانت الشريعة هي الاسر الول و
الفلسفة الرسطخية هي الراح الول ف مشروع ابن رشد الرسطخي الظلمي .
مواقف أهل العلم من حقيقة عمل ابن رشد في تقريره للعلقة بين الشريعة و الفلسفة :
تباينت آراء أهل العلم ف مواقفهم من العمحلية الفكرية الت قاما با ابن رشد ف تقريره للعلقة بيم
الشريعة و الفلسفة الرسطخية ،أذكر منها اثآن عشر موقفا ،أولا موقف الشيخ تقي الدين بن تيمحية ،إنه
يرى أن ابن رشد سعى إل المحع بيم الشريعة و الفلسفة لتقريب أصول الفلسفة إل طريقة النبياء
لتيظهر أن أصولم ل تتالف الشرائاع النبوية ،و إن كان ف باطنه يقول :إن ما أخبت به الرسل ل
حقيقة له. 3
و الوقف الثان هو للحـَافظ شـَس الـَدين الذهب ،إنـَه وصـَف عمحـَل الفلسـَفة الش ائايم و منهـَم ابـَن
رشد ،بأنه سعي للجمحع بيم الشريعة و فلسفة اليونان ،هـَـَو عمحـَـَل خـَاطئ ،لنـَه ل يكـَن المحـَع بينهمحـَا
،و من راما المحع بيم علـَوما النبيـَـَاء –عليهـَم الصـَـَلةا و السـَـَلما – و علـَوما الفلسـَـَفة ،فلبـَـَد أن يـَالف
ف و مشـَى خلـَف مـَا جاءت بـَه الرسـَل ،سدـَتلم لـَه دينـَه و يقينـَه .ثـَ قـَال )) :و لقـَد الثآنيم ،و من كـَ ي
شـَـَريف ال ـَ السـَـَلما و أوضـَـَح حججـَـَه ،و قطخـَـَع العـَـَذر بالدلـَـَة ،و مـَـَا مثـَـَل مـَـَن نصـَـَر السـَـَلما بـَـَذاهب
الفلسفة و الراء النطخقية ،إل كمحن يغسل الثوب بالبول ((. 4
و ق ـَوله هـَـَذا صـَـَحيح بنـَـَاه علـَـَى أسـَـَاس نظ ـَرةا موضـَـَوعية عمحيقـَـَة لصـَـَول الش ـَريعة و الفلسـَـَفة الرسـَـَطخية
الشائاية ،و هو يتوافق ابن تيمحية ف أن ابن رشد و أصـَـَحابه سـَعوا للجمحـَـَع بيمـَ الشـَريعة و تلـَك الفلسـَـَفة،و
بعن آخر أنم سعوا للتوفيق بنهمحا انطخلقا من خلفيتهم الذهبية الرسطخية الخالفة للشرع .
ت
1محمد يوساف موساى :بين الدين و الفلسفة في رأي ابن رشد و فلسافة العصر الوسايط ،ط ، 2دار العصر الحديث ،بيروت ،
، 1988ص. 7 :
2
و هو –أي ابن رشـَد -لـَو أقـَاما تفلسـَفه علـَى النقـَل الصـَحيح ،و العقـَل الصـَريح ،و العلـَم الصـَحيح ،
لبـَـَدع إبـَـَداعا كـَـَبيا ،و تليـَـَص مـَـَن أغلل الفلسـَـَفة الرسـَـَطخية و خرافاتـَـَا و ظإنياتـَـَا ،لكنـَـَه ل ـَ يكـَـَن ف ـَ
مستوى القياما بذا العمحل الاما ،ول ف مستوى الشرع و العقل و العلم .
و ذكر أيضا-أي ممحد يوسف موسى -أن ابن رشد قال )) :كل نـَب فيلسـَوف (( . 1و قـَوله هـَذا
يبدوا أنه من آثآار العلقـَة الـَت أقامهـَا بيمـَ الشـَريعة و الفلسـَفة اليونانيـَة الـَت يـَرى ممحـَـَد يوسـَف موسـَـَى أنـَه
توفق فيها . 2لكن القيقة خلف ذلك ،لن النب ليس فيلسوفا و ل باحثا و ل مفكـَرا و ل عالـَـَا ،و
تضـَله عليهـَم بالوحي ،لقـَوله تعـَال )) :دقالد أ إنـَا هـَو رسـَول مـَن الـَ تعـَال اختاره الـَ مـَن بيمـَ البشـَر و ف ي
دلـَتأم ترتسـَلتتهأم تإن لأنـَتن إتلل بددشـَبر بمثأـَلتتكـَأم دولد ـَتكلن الليـَهد ديـَتمن دعلدـَـَى دمـَـَن يددشـَـَاءت تمـَأن تعبدـَـَاتدهت دودمـَـَا دكـَـَادن لدنـَدـَا دأن نلـَ أتتيدتكم
بتتسألدطخامن إتلل بتتإأذتن الليته دوعلدـَى الليـَته فدـَألديتدـَدولكـَتل الأتمحأؤتمنتـَودن ((-سورةا إبراهيـَم ، - 11 :و هـَو فـَ غايـَة الكمحـَال
ك تمـَأن دأنبـَدـَاء دمـَا قدـَأد ت
ص دعلدأيـَ د ك ندـَتقـَ م البشري علمحا و خلقا ،و علمحه لدتدن أتاه ال أيـَـَاه ،قـَال تعـَـَال )) :دكـَدذل د
دسـَبددق دوقدـَأد آتدأـَيـَندـَادك تمـَـَن لـَتدلنا تذأكـَراد ((-سـَورةا طـَـَه ، - 99 :و ))فدـَدودجـَددا دعأبـَـَداد بمـَأن تعدباتدنـَدـَا آتد أـَيـَنـَدـَاهت درأحدـَةد تمـَأن
تعنـَ ـَتددنا دودعلأمحندـَـَاهت تمـَـَن ـَل ـَتدلنا تعألمحـَ ـَاد (( -سـَـَورةا الكهـَـَف - 65 :ـَ ،فـَـَالنب صـَـَناعة إليـَـَة مباشـَ ـَرةا ،خلف
الفيلسـَـَوف الـَذي هـَـَو إنسـَـَان عـَـَادي ل يتلـَـَف عـَـَن غيه مـَـَن أهـَـَل العلـَـَم ،الـَذين يعتمحـَـَدون علـَـَى العقـَـَل و
ال ـَواس ف ـَ طلـَـَب العلـَـَم واكتشـَـَافه .و أعمحـَـَاله العلمحيـَـَة ليسـَـَت تمطخلقـَـَة الصـَـَحة ،و إنـَـَا هـَـَي نسـَـَبية تمتمحلـَـَة
للخطخأ و الصواب معا .لذا ل يصح القول :إن كل نب فيلسوف ،لن النب يتلف عنه بالوحي و مـَـَا
يتحتب عن ذلك من صفات و سلوكيات .
و أما الوقف الرابع فهو يص الباحث ممحد عمحارةا الذي يـَرى أن ابن رشـَد حـَرصا علـَى أن )) تيوفـَق
مـَـَا بيمـَ الكمحـَـَة و الشـَريعة مـَـَن علـَـَى أرض الفلسـَـَفة حـَـَت يـَـَأت التوفيـَـَق بفكـَـَر فلسـَـَفي جديـَـَد ويـَبأ مـَـَن داء
التنازلت و اللول الوسط الت تتصاب با عادةا هذه الاولت ((. 3
و أقـَـَول :إن ابـَـَن رشـَـَد أنطخلـَـَق فـَ عمحليـَة التوفيـَـَق الزجعومـَـَة مـَـَن تمنطخلـَق الفلسـَـَفة الرسـَـَطخية الشـَائاية ،و
ليس من الفلسفة تمطخلقا لن التفريق بيم المرين هاما جـَدا و يـَـَب أن ل يغيـَب عنـَـَا .و قـَد كـَـَان ذلـَك
التوفيق نتيجة تأويله الباطن التحريفي للشرع خدمة للرسطخية ،فأرسط النصوصا الت أيولا و جـَاء بفكـَر
تلفيقي ليس جديدا على الشائايم ،فهو على نجهم ،و قد مارسوه قبله بعدةا قرون . 4علمحـَـَا بـَأن اتـَـَاذ
الفلسـَـَفة تمنطخلقـَـَا لـَـَه هـَـَو أمـَـَر مرفـَـَوض شـَـَرعا و عقل ،لن الفـَـَروض عليـَـَه-كمحسـَـَلم -أن يتخـَـَذ الش ـَريعة
تمنطخلقا وحيدا لفكره و معيارا له ،فمحـَا وافقهـَا –أي الشـَريعة -قبلـَه و مـَا خالفهـَا رفضـَه .لكـَن ابن رشـَد
قلـَـَب المـَـَر ،فقـَـَدما الفلسـَـَفة علـَـَى الشـَريعة السـَـَلمية و أحـَـَط مـَـَن مكانتهـَـَا بـَـَذا الـَـَذي قـَـَاما بـَـَه ،و هـَـَذا
1محمد عمارة :الموقع الفكري لبن رشد بين الغرب و السالما ،مجلة إسالمية المعرفة ،العدد الثاني ،موقع المجلة على النترنت .
2ك ما ذكرناه سابق توثيقه .
و أما الوقف الامس فيتعلق بالرشدي العـَروف ممحـَد عـَاطف العراقـَي ،فهـَو يـَرى أن ابن رشـَد حاول
المحع بيم الدين و الفلسفة انطخلقا من )) إيانه ببدأ التأويل أو الجتهاد ف فهم النص ((. 1
و تعقيبا عليه أقول :إن حقيقة ماولة ابن رشد هي السعي لياد نوع مدود من التوفيـَق بيمـَ الشـَريعة
و الفلسفة الرسطخية تديدا ،و ليس بينها و بيم الفلسفة تمطخلقا .و هي ماولة أساسها إيانه بالرسطخية
أول و أخيا ،و ليس حكاية المحع إل وسـَيلة لتأويـَل النصـَوصا الشـَرعية -الـَت يتريـَدها -خدمـَة لرسـَطخيته
.و هـَ ـَـَذا التأويـَ ـَـَل التحريفـَ ـَـَي ال ـَـَذي مارسـَ ـَـَه ليـَ ـَـَس اجتهـَ ـَـَادا و ل مارسـَ ـَـَة فـَ ـَ القـَ ـَراءةا الصـَ ـَـَحيحة للنصـَ ـَـَوصا
الشرعية ،وإنا هو اجتهاد ف التأويل الباطن التحريفي لتلك النصوصا .فهـَـَذه هـَـَي القيقـَـَة الـَـَت يـَـَب أن
ل تغيب عنا ،لن ما قاله عاطف العراقي هو نوع من التغليط و التلبيس على القراء .
و الوقف السادس هو للباحث ممحد الصباحي ،فهو يرى أن دعوةا ابن رشد كانت تدعو إلـَ وحـَدةا
الفلسـَـَفة و الشـَ ـَريعة . 2و قـَ ـَوله هـَـَذا غيـَ ـَ صـَـَحيح ،لن ابـَـَن رشـَـَد كـَـَان شـَـَديد الـَـَرصا علـَـَى اسـَـَتقللية
الفلسفة الرسطخية و انفصالا عن الشريعة ،مع احتحاما كـَـَل منهمحـَـَا للخـَـَر ،و مـَـَد جسـَـَر التصـَـَال بينهمحـَـَا
ف ـَ نقـَـَاط معينـَـَة و مـَـَدودةا لمحايـَـَة اسـَـَتقللية تلـَـَك الفلسـَـَفة ،و اسـَـَتخداما السـَـَلما وسـَـَيلة لتكريـَـَس ذلـَـَك
الفصل و الوصل و التوفيق الزجعوما .فالرجـَل كـَان شديد الغيةا علـَى الرسـَطخية حت اعتقـَد فيهـَا العصـَمحة
و قيدمها على الشريعة ،و أيول الشرع مـَن أجلهـَا ! .فهـَو لـَ يكـَن يـَدعوا إلـَ وحـَدةا الفلسـَفة الرسـَطخية و
الشريعة على ما ذهب إليه ممحد الصباحي ،و إنا كان يدعو إل الفصل و التصـَـَال و التوفيـَق انطخلقـَـَا
من الرسطخية ل الشريعة ،و هـَذا مـَا أشـَار إليـَه الصـَباحي نفسـَه عنـَدما ذكـَر أن ابن رشـَد كـَان يرمـَي مـَن
ت
مشـَـَروعه الفكـَـَري البقـَـَاء ف ـَ )) الفـَـَق الرسـَـَطخي بوصـَـَفه الفـَـَق النه ـَائاي لتاريـَـَخ الفلسـَـَفة (( . 3و مشـَـَروعه
هـَذا دليـَل دامـَغ علـَى أن ابن رشـَد لـَ يكـَن يـَدعو إلـَ وحـَدةا الفلسـَفة و الشـَريعة ،لن مشـَروعه الفكـَري
هـَـَذا تمنـَـَاقض للشـَ ـَريعة ،و كـَـَل منهمحـَـَا ل يقبـَـَل الخـَـَر ،فكيـَـَف تتـَـَم هـَـَذه الوحـَـَدةا الزجعومـَـَة ؟ .و عن ـَوان
كتابه :فصل القال فـَ تقريـَر مـَا بيمـَ الشـَريعة و الكمحة مـَن التصـَال ،فهذا شاهد قـَوي جدا علـَى أن
الرجل فصل بينهمحا و ميد بينهمحا جسورا ،و ل يكن يدعو إل وحدةا الفلسفة و الشريعة .
و أما الوقف السابع فهو للباحث أوليفر ليمحان الذي يرى أن ابن رشد –ف كتابه فصل القال -ل
يـَـَدلل علـَـَى أن الفلسـَـَفة أعلـَـَى مرتبـَـَة مـَـَن الـَـَدين ،و ل أن الفلسـَـَفة أعلـَـَى مرتبـَـَة مـَـَن علمحـَـَاء الكلما 4.و
ص فعل علـَـَى أن الفلسـَـَفة أعلـَـَى مرتبـَـَة مـَـَن الش ـَريعة بـَـَدليل
ق ـَوله غي ـَ صـَـَحيح ،لنـَـَه أول أن ابـَـَن رشـَـَد ن ـَ ي
الشاهدين التييم :أولمحا إنه سوى بينهمحا ف الرتبة عندما جعلهمحا أخـَتيم رضـَيعتيم مصـَطخحبتيم بـَالطخبع
،و متآخيتيم بالوهر و الغريزجةا .و هـَذه تسـَـَوية باطلـَة شـَـَرعا و عقل ،لن الشـَريعة السـَـَلمية شـَـَرع إلـَي
1زينب الخضيري :أثر ابن رشد في فلسفة العصور الوساطى ،ص. 134 :
2بركات محمد مراد :تاملت في فلسفة ابن رشد ،ط ، 1المصدر لخدمات الطباعة ،القاهرة ، 1988 ،ص. 160 :
الشـَـَهادةا بالطخريقـَـَة الـَـَت ذكرهـَـَا البـَـَاحث بركـَـَات ممحـَـَد مـَراد ،فقـَـَد جـَـَع بينهمحـَـَا فـَ مواضـَـَع كـَـَثيةا مـَـَن كتبـَـَه
الفلسـَـَفية ،ككتـَـَاب تلخيـَـَص مـَـَا بعـَـَد الطخبيعـَـَة ،و الثآـَـَار العلويـَـَة ،و تلخيـَـَص السـَـَمحاء و العـَـَال ،و هـَـَذه
الطخريقة هي نفسها طريقة أرسطخو الذي تكلم عن عالي الغيب و الشهادةا ف كتابه الطخبيعة .
و أمـَـَا الوقـَـَف الخيـَ –أي الثـَـَان عشـَـَر ، -فهـَـَو للبـَـَاحث ممحـَـَود حـَـَدي زقـَـَزجوق ،ذكـَـَر أن ابـَـَن رشـَـَد
كان على اقتناع بعدما وجود تناقض بيم القيقتيم الفلسفية و الدينية ،و ل ينتقص من إحدى القيقـَـَتيم
لس ـَـَاب الخ ـَـَرى ،و ظإل ـَـَت العلق ـَـَة بينهمح ـَـَا )) علق ـَـَة متزجن ـَـَة ترتف ـَـَع فيه ـَـَا ك ـَـَل التناقض ـَـَات (( ،و ت ـَـَدل
تنصوصـَـَه فـَ ـَ الفصـَـَل ،و الكشـَـَف ،و التهـَـَافت ،علـَـَى أنـَـَه لـَ ـَ تيـَـَاول إعلء )) الفلسـَـَفة علـَـَى الـَـَدين و
العكس ،بل حاول بيـَان مـَا بيمـَ الشـَريعة و الكمحة مـَن اتفـَاق و اتسـَاق ،و بالتـَال بيـَان أنـَه ل تنـَاقض
بينهمحا البتة ((. 1
و قوله هذا غي صحيح ف معظمحه ،و قـَد سبق الـَرد عليـَه فيمحـَا تقـَدما مـَن الـَرد علـَى بعض البـَاحثيم
السابقيم ،لكننا نقول :إن القول بوجود حقيقتيم فلسفية و دينية ،هو تناقض صارخ ،لن القيقة ل
تتعدد ،و إن اختلقت طرق الوصول إليها ،و زوايا النظـَر إليهـَا ،لكـَن القيقـَة فـَ ذاتا واحـَدةا ل تتعـَدد
.و التناقض بيم الفلسفة الرسطخية –الت تيؤمن با ابن رشد -و الشـَريعة موجـَود فعل و حقيقـَة ،و هـَو
الذي جعل ابن رشد يطخرح حكاية التطخابق و التوفيق ،ماولة منه لزالته ،أو التخفيف منه ،أو إخفـَائاه
خدمة لرسطخيته الت هي خليط من القائاق و الباطيل ،و الظنون و الرافات .
و أما قوله بأن ابن رشد ل تياول إعلء الفلسفة على الدين و العكس ،فهو-أي ابن رشـَد -ليـَـَس
أنـَـَه لـَ تيـَـَاول فقـَـَط ،و إنـَـَا أقـَـَره قـَـَول و مارسـَـَة عنـَـَدما أكـَـَد علـَـَى مبـَـَدأ الفصـَـَل ،و الوصـَـَل ،و التوفيـَـَق ،و
هذه البادئ هي الت بواسطختها أعطخى مكانة للفلسفة الشائاية جعلتها ندا للشـَريعة مـَـَن جهـَـَة ،و أصـَـَل و
معيارا و دحدكمحا ف النظر إل الشريعة من جهة ثآانية ،ما يعن أنه جعـَـَل الشـَريعة تابعـَة للرسـَطخية الشـَائاية
مـَـَن جهـَـَة ثآالثـَـَة .و عمحلـَـَه هـَـَذا هـَـَو ف ـَ القيقـَـَة حـَـَط مـَـَن قيمحـَـَة الش ـَريعة و مكانتهـَـَا ،و إعلء مـَـَن شـَـَأن
الرسطخية الشركية و تقدي لا على الشرع .
و أما قوله بـَأن القيقـَـَتيم الدينيـَة و الفلسـَـَفية هـَا وجهـَان لعمحلـَة واحـَدةا . 2فهـَو ل يصـَح ،لن معنـَاه
أن القيقـَ ـَـَتيم هـَ ـَـَا وجهـَ ـَـَان لقيقـَ ـَـَة واحـَ ـَـَدةا ،و هـَ ـَـَذا باطـَ ـَـَل شـَ ـَـَرعا و عقل .لنـَ ـَـَه ل يصـَ ـَـَح أن نقـَ ـَـَول :إن
الشـَريعة هـَي الفلسـَـَفة الشـَائاية ،و ل الفلسـَـَفة الشـَائاية هـَي الفلسـَـَفة ،و إن كل منهمحـَا تيغنـَ عـَـَن الخـَر .
لن الواقـَـَع شـَـَاهد علـَـَى بطخلن ذلـَـَك ،فهمحـَـَا ليسـَـَتا متطخـَـَابقتيم ،ول متوافقـَـَتيم ،ول متسـَـَاويتيم ،و مـَـَن ثيـَ
فهمحـَـَا ليسـَـَتا وجهـَـَان لعمحلـَة واحـَـَدةا مـَـَن جهـَـَة ،و ليسـَـَتا حقيقـَـَتيم منفصـَـَلتيم مـَـَن جهـَة ثآانيـَة .لن الشـَريعة
حق كله ،و تلك الفلسفة خليط من القائاق و الباطيل ،و الظنون و الرافات .
1ابن تيمية :مجموع الفتاوى ج 9ص ، 136-135 :ج 10ص. 402 :
العصر الديث ،فكان من آثآار ذلك ظإهور ما تيعرف بالرشدية و الرشدييم .لكـَـَن هـَـَذه النجاحـَـَات ل
تتعـَـَب عـَـَن ص ـَواب النظريـَـَة و صـَـَحتها ،فقـَـَد سـَـَبق أن بينـَـَا بطخلنـَـَا ،و إنـَـَا تتعـَـَب عـَـَن وجـَـَود أرضـَـَية مناسـَـَبة
لنتشارها ،عندما وجدت من يتقبلها بيم كثي مـَـَن اللدينييمـَ و العلمحـَانييم ،و بعـَض السـَـَلمييم الـَذين
التبس عليهم المر ،أو نظروا إليه من زاوية أخرى .
و ختامـَـَا لـَـَذا الفصـَـَل -و هـَـَو السـَـَادس -يتـَـَبيم أن ابـَـَن رشـَـَد –فـَ ـَ تقريريـَـَه للعلقـَـَة بيمـَ ـَ الشـَ ـَريعة و
الفلسـَـَفة -ل ـَ يكـَـَن موفقـَـَا فيهـَـَا شـَـَرعا و ل عقل .لن العمحليـَـَة بكاملهـَـَا ل ـَ تكـَـَن قابلـَـَة للتحقيـَـَق ،لنـَـَه
أقامها على المحع بيم التناقضيم ،و هذا تمال .فجاءت مـَاولته هـَذه شكلية سطخحية تريفيـَة تلفيقيـَة ،
ل تصمحد أماما الناقشة العلمحية و انارت بسهولة .
و أتضح أيضا أن ابـَن رشـَد –فـَ قيـَامه بتلـَك العمحليـَة -كـَـَان يرمـَي إلـَ التخلـَص مـَـَن التنـَـَاقض القـَائام
بيم ـَ ـَ الش ـَ ـَريعة و الفلسـَ ـَـَفة الرسـَ ـَـَطخية مـَ ـَـَن جهـَ ـَـَة ،و التخليـَ ـَـَص مـَ ـَـَن تناقضـَ ـَـَه الـَ ـَـَداخلي لمحعـَ ـَـَه بيم ـَ ـَ اليـَ ـَـَان
بالرسـَـَطخية و ديـَن السـَـَلما مـَـَن جهـَة ثآانيـَة .فكـَـَان يتعـَـَان مـَن أزمـَـَة فكريـَـَة و نفسـَية جعلتـَه يسـَـَعى جاهـَـَدا
للتخيلص منها ،فطخرح نظرته ف العلقة بيم الشريعة و الفلسفة أمل منـَـَه فـَ أن يـَـَد مرجـَـَا مناسـَبا لزمتـَـَه
الداخليـَـَة أول ،و أن تيقـَـَق مكاسـَـَب مذهبيـَـَة أرسـَـَطخية ثآانيـَـَا .فـَـَارتكب بـَـَذلك جريـَـَة نك ـَراء ف ـَ حـَـَق ديـَـَن
السـَـَلما و أهلـَـَه عنـَـَدما قـَيدما الرسـَـَطخية علـَـَى الشـَريعة مـَـَن جهـَـَة ،و قـَيدما برهـَـَان الفلسـَـَفة الرسـَـَطخييم علـَـَى
برهان فقهاء السلما من جهة أخرى .
.......................................................
الفصل السابع
تييزج فكر ابن رشد الفيد و تراثآه العلمحي بصائاص عامة ،نستنتج معظمحها ما ذكرناه فـَ كتابنـَا هـَـَذا
،من دون أن تنعيد توثآيقها هنا .فنبدأ أول بصائاص فكره ،ث نثن بقراءةا نقدية عامة لتحاثآه العلمحي .
أول :الخصائص العامة لفكر ابن رشد :
بالنسبة لصائاص فكره و فلسفته ،فسنذكر منها ثان عشرةا خاصية نوردها بطخريقة اسـَتفهامية إن شـَاء
ال تعال .أولا :هل فلسفة ابن رشـَد فلسـَفة إسـَلمية ،أما عربيـَة ،أما أرسـَطخية مشـَائاية ،أما هـَي خليـَط
من ذلك ؟ .
هـَـَي عنـَـَد كـَـَثي مـَـَن البـَـَاحثيم العاصـَرين فلسـَـَفة إسـَـَلمية ،فالبـَـَاحث ممحـَـَد عمحـَـَارةا يـَـَرى أن فلسـَـَفة ابـَـَن
رشد إسلمية ،لكن دعاةا التنوير الادي الغرب تياولون اغتيال إسـَـَلمية فلسـَـَفته. 1و وصـَـَفها الـَـَؤرخ عمحـَـَر
فروخ بأنا نـَور مـَن أنـَوار الفلسـَفة السـَلمية . 2و ذهـَب الباحث بركـَات ممحـَد مـَراد إلـَ القـَول بأن لبـَن
رشد فلسفة إسلمية أصيلة خالصة . 3و يـَرى الباحث ممحـَد يوسـَف موسـَى أن ابـَن رشـَد هـَو أكـَب مثل
و نصي للفلسفة السلمية. 4
و أمـَـَا الباحثـَـَان إرنسـَـَت رينـَـَان و ممحـَـَد عـَـَاطف العراقـَـَي فلهمحـَـَا وجهـَـَة نظـَـَر متقاربـَـَة ،فيى الول أن
فلسفة ابن رشد هي فلسفة أرسطخية عربية ،و ذلك أن التحاثَ الرسطخي قد أنى السلما ،و حل مله ف
الفلسفة العربية ،على نو ما هو واضح ف فلسفة ابن رشد. 5
و يرى الثان أن فلسفة ابن رشد هي فلسفة عربيـَة ،كقولنـَا :فلسـَفة فرنسية و ألانية .و أنكـَر أن
تكون فلسفة ابن رشد إسلمية ،لن صاحبها كان )) تيقدما أفكاره بصـَرف النظـَر عـَن مـَدى اتفاقهـَا أو
اختلفها مع الدين ،و هكذا فعل الفلسفة .فلمحاذا إذن نطخلق على فلسفاتم أنا فلسفات إسـَلمية ؟
((. 6
و تعقيبا عليهـَم أقـَول :أول إن مـَا قـَاله الباحث ممحـَد عمحـَارةا هـَو دفـَاع غيـَ صـَحيح فـَ معظمحـَه ،لن
الغربييم ـَ الـَـَذين اسـَـَتخدموا فكـَـَر ابـَـَن رشـَـَد لدمـَـَة أفكـَـَارهم ل ـَ ينطخلق ـَوا مـَـَن ف ـَراغ ،و إنـَـَا وجـَـَدوا الرضـَـَية
الفكرية مهيأةا و واضحة ف فكر ابن رشد الرسطخي الشـَائاي ،فأخذوا مـَن فكـَره مـَا اتفـَق مـَع فكرهـَم فـَ
الص ـَـَول و الف ـَـَروع ،و لـَ ـَ يغت ـَـَالوا فلس ـَـَفته -ال ـَـَت س ـَـَاه ممح ـَـَد عمح ـَـَارةا بأن ـَـَا إس ـَـَلمية ، -لن فلس ـَـَفته ال ـَـَت
1محمد عمارة :الموقع الفكري لبن رشد بين الغرب و السالما ،مجلة إسالمية المعرفة ،العدد ،02على موقع المجلة في النترنت .
2عمر فروخ :عبقرية العرب في العلم و الفلسفة ،ص. 157 :
3بركات محمد مراد :تأملت في فلسفة ابن رشد ،ص. 23 :
4محمد يوساف موساى :بين الدين و الفلسفة ،ص. 227 :
5مراد وهبة :ابن رشد و التنوير ،ص. 93 :
6محمد عاطف العراقي :الفيلسوف ابن رشد ،ص. 44 ، 43 ، 40 ، 39 :
ويظإفوها لصالهم لـَ تكـَن إسـَلمية أصـَل ،فكيـَف يغتالونـَا و هـَي لـَ تتوجـَد أصـَل ؟ ! .و القيقـَة هـَي
أن ابـَـَن رشـَـَد هـَـَو الـَـَذي جنـَ علـَـَى فكـَـَره بتبنيـَـَه للرسـَـَطخية مـَـَذهبا فلسـَـَفيا لـَـَه ،حـَـَت أنـَـَه أرسـَـَط جانبـَـَا مـَـَن
السلما من أجلها .فهل فلسفة هذا حالا يصح أن تيقال فيها :إنا إسلمية تعيرضت للغتيال ؟ ! .
و أمـَـَا مـَا ذهـَـَب إليـَه البـَاحث عمحـَـَر فـَـَروخ ،فهـَـَو غيـَ صـَـَحيح فـَ معظمحـَه أيضـَا ،لن فلسـَـَفة ابـَن رشـَد
ليسـَـَت نـَـَورا ،و ل هـَـَي إسـَـَلمية ،و إنـَـَا هـَـَي فلسـَـَفة أرسـَـَطخية مشـَائاية خليـَـَط مـَـَن القـَائاق و الباطيـَـَل ،و
الرافـَـَات و اله ـَواء ،و قـَـَد سـَـَبق أن أثآبتنـَـَا ذلـَـَك بش ـَواهد كـَـَثيةا جـَـَدا .و النـَـَور الوجـَـَود فيهـَـَا قليـَـَل جـَـَدا
بالقارنة إل ظإلمها الدامس الكثيف الكثي .
و أما رأي الباحث بركات ممحد مراد فهو ل يصح ،و تمبالغ فيه جدا .لن كل مـَن يتطخـَالع فلسـَفة
ابن رشد بياد و موضوعية و شولية تيدرك –بل شك -أنـَـَا ليسـَـَت أصـَـَيلة و ل إسـَـَلمية خالصـَـَة ،و إنـَـَا
هي فلسفة أرسطخية مشائاية أصيلة كثيةا التلفيق و التحريف ،و هذا أمر سبق أن بينا جانبا كبيا منه .
و فيمحـَـَا يـَـَص قـَـَول البـَـَاحث ممحـَـَد يوسـَـَف موسـَـَى فهـَـَو ل يصـَـَح أيضـَـَا ،لن ابـَـَن رشـَـَد كـَـَان فيلسـَـَوفا
أرسطخيا مشائايا كبيا شديد التعصب و الغلو ف أرسطخو و فلسفته ،فكيف تيقال :إنه كان أكب مثل و
نصي للفلسفة السلمية ؟ ! .فهذا تناقض و تغليط ،و تلبيس على القراء ،و با أن التناقض قائام بيم ـَ
الشريعة و الرسطخية فل يكن أن يكون ابن رشد كمحا وصفه ممحد يوسف موسى .
و أما ما قاله الباحث إرنست رينان فهـَو قـَـَول صـَـَحيح ،و كلمحـَة حـَق قالـَا عـَـَن مضـَمحون فلسـَفة ابـَن
رشد .فهي فلسفة أرسطخية أبعدت السلما و حلت مله ف الفلسفة الـَت ساها رينـَان فلسـَفة عربيـَة .و
هي تسمحية ل تصح ،لنه با أن مضـَمحونا أرسـَطخي ،فكيـَف تكـَون عربيـَة ؟ ،و مـَا القصـَود بالعربيـَة ؟ ،
فهـَـَل عربيـَـَة اللسـَـَان ،أما عربيـَـَة الفكـَـَر و الـَـَروح ،أما عربيـَـَة الضـَـَمحون و العـَـَرق ،أما مـَـَاذا ؟ .و أي وجـَـَه
أخذنا به فتلك التسمحية -أي الفلسفة العربية -ل تصح با أن مضمحونا أرسطخي .
و أما ما ذهب إليه الباحث عاطف العراقي فإنه أصاب عندما أنكر كون فلسفة ابن رشد إسلمية ،
لنه ل يصح أن تكون كذلك .لكنه جانب الصـَواب عنـَدما سـَاها فلسـَفة عربيـَة و هـَي ليسـَت كـَذلك
،لنـَا كـَانت أرسـَطخية الفكـَر و الـَروح و الضـَمحون .و هـَي و إن كـَانت عربيـَة اللسـَان فـَإن اللسـَان مـَرد
وسيلة ،و الفكار و الـَذاهب و العقائاـَد و الديـَان تعـَـَرف بـَالفكر الـَذي تمحلـَه،و ل تعـَرف باللغـَـَات الـَت
تتكتب با .فدين السلما مثل ،لو كتبناه بكـَـَل لغـَـَات العـَـَال فيبقـَـَى هـَـَو السـَـَلما و ل يتغيـَ فكـَـَره و ل
اسه أبدا .
و أما اقتحاحه بأن نسمحيها عربية ،كقولنا :فلسفة فرنسية ،و فلسفة ألانية فالمر ليس كمحا تصيوره ،
لن معن :فلسفة فرنسية هو نسـَبه إلـَ أمـَة فرنسية بروحهـَا و فكرهـَا و عقائاـَدها أول ،كقولنـَا :فلسـَفة
مصرية ،و فلسفة جزجائارية ،ث تأت لغتها ثآانيا .لكن اللغة قد تتخلف لنا وسيلة بالدرجة الولـَ ،فـَـَإذا
ترجنـَـَا تلـَـَك الفلسـَـَفة –أي الفرنسـَـَية -إلـَ اللغـَـَة العربيـَـَة ،أو كتبهـَـَا بعـَض الفرنسـَـَييم باللغـَـَة العربيـَـَة ،فهـَي
سـَـَتبقى فلسـَـَفة فرنسـَـَية ،و تسـَـَمحى الفلسـَـَفة الفرنسـَـَية ،و ل تسـَـَمحى الفلسـَـَفة العربيـَـَة ،و هـَـَذا يصـَـَدق علـَـَى
كل الفلسفات .المر الذي يعن أن ما ذهب إليـَه عـَـَاطف العراقـَـَي –فـَ تسـَمحيته للرسـَـَطخية بالعربيـَة -ل
يصح .
و ثآانيـَـَا إن حقيقـَـَة فلسـَـَفة ابـَـَن رشـَـَد أنـَـَا ليسـَـَت إسـَـَلمية و ل عربيـَـَة و ل خليطخـَـَا ،و إنـَـَا هـَـَي فلسـَـَفة
أرسطخية مشائاية ف أصولا و معظم فروعها ،و وجود بعض التأويلت الشرعية فيها ل تيغيي مـَن حقيقتهـَا
و أمرهـَـَا ش ـَيئِّا و إنـَـَا تتؤكـَـَد تلـَـَك القيقـَـَة ،لنـَـَا-أي التـَـَأويلت -مـَـَا هـَـَي إل عمحليـَـَة تريفيـَـَة لتتوافـَـَق مـَـَع
الرسطخية .و ل يكن أن تكون فلسفته إسلمية إل إذا قامت على ثآلثآة أسس رئايسية ،أولـَـَا العتمحـَـَاد
الباشر على القرآن الكري ف الصول و الفروع .و ثآانيها العتمحاد الباشـَر علـَى السـَنة النبويـَة الصـَحيحة
أصول و فروعا .و الثالث هـَو العتمحـَاد علـَى الجتهـَاد بعنـَاه الواسـَع ،و مارسـَته انطخلقـَا مـَن الكتـَاب و
السنة ،و العقل الصريح و العلم الصحيح .و بـَـَا أن فلسـَفة ابـَن رشـَـَد لـَ تقـَم علـَى هـَـَذه السـَـَس ،و إنـَا
قامت على الرسطخية الشائاية ،فهي بالضرورةا أرسطخية و ليست إسلمية .
و تأشي هنا إل أن للباحثييم ممحد يوسف موسى و إبراهيم تركي رأييم يب الوقوف عندها ،فالول
يرى أن الفلسفة السلمحيم -من بينهم ابن رشد -ف توفيقهم بيمـَ السـَـَلما و فلسـَـَفة اليونـَـَان ،كـَـَان لـَم
دور كبي ف أن صار للسلما فلسفة إلية و طبيعية. 1
و قوله هذا ل يصح ،لن ما قاما به هؤلء هو أنم أخذوا الفلسـَـَفة اليونانيـَة عامـَـَة و الرسـَـَطخية خاصـَـَة
،فشرحوها و عيلقوا عليها ،و حاولوا التوفيق بينها و بيم الشريعة ف بعض الواضـَيع ،فجاء عمحلهـَم هـَذا
تريفا و تلفقا خدمة للرسطخية ،و هذا أمر سبق أن بيناه ف انتقادنا لبن رشد .و ل يصح أبدا القول
با ذهـَب إليـَه الباحث ممحـَد يوسـَف موسـَى ،لن ديـَن السـَلما لـَه إليـَاته ،و طبيعيـَاته ،و منطخقيـَاته ،و
فقهياته ،و ل يتاج أبدا إل فلسفة هؤلء الرسطخية .علمحا بأن السلما كلـَه حـَق و نـَور و ليـَس فلسـَفة
،و إذا سلمحنا بإمكانية وجود فلسفة إسلمية ،فليست هي الفلسفة الـَـَت قـَـَال بـَـَا الشـَـَاؤون كالفـَـَاراب ،و
ابـَـَن سـَـَينا ،و ابـَـَن رشـَـَد ،فهـَـَي فلسـَـَفة أرسـَـَطخية مشـَائاية ،و ل تكـَـَون إسـَـَلمية إل إذا قـَـَامت علـَـَى السـَـَس
الثلثآة الذكورةا آنفا .
و أمـَـَا البـَـَاحث الثـَـَان-أي إبراهيـَـَم تركـَـَي -فـَـَذكر أن ابـَـَن قيـَـَم الوزيـَـَة وصـَـَف ابـَـَن رشـَـَد بـَـَأنه فيلسـَـَوف
السلما ،و هذه )) التسمحية كانت مرفوضة لدى ابن تيمحية ،و كـَأن ابن القيـَم ل تيكفـَر ابن رشـَد كمحا
فعل غيه .بل يعتبه مفكرا تمسلمحا خاض ف مسائال الفلسفة ((. 2
1عاطف العراقي :الفيلسوف ابن رشد ،ص 139 :و ما بعدها .
2الجابري :الكشف عن مناهج الدلة ،مدخل المحقق ،ص . 32 :و ابن رشد :سايرة و فكر ،ص. 15 ، 14 ، 13 :
3حمادي العبيدي :ابن رشد و علوما الشريعة ،ط ، 1دار الكتاب العربي ،بيروت ، 19991 ،ص 46 :و ما بعدها .
الفلسفي متقيدا به ،و متعصبا له ،و تمغاليا فيه ،حت أنه أرسط من أجله نصوصا شـَـَرعية كـَـَثيةا ،فجنـَ
بذلك على الشرع و العقل معا .
و لـَـَو كـَـَان متهـَـَدا حـَ ـَرا تمطخلقـَـَا ،و ناقـَـَدا قـَـَديرا لسـَـَتطخاع أن يتقـَ ـَيوض الفلسـَـَفة الرسـَـَطخية مـَـَن أساسـَـَها
بإلياتا و طبيعياتا و منطخقها .لكنه ل يكن فـَ مسـَتوى ذلـَك النقـَد و الجتهـَاد ،فجـَاء عمحلـَـَه النقـَـَدي
الجتهـَـَادي قليل مـَـَدودا سـَـَطخحيا ،ل يصـَـَح أن يتسـَـَمحى بـَـَأنه كـَـَان ثآـَـَورةا فـَ ـَ النقـَـَد الفلسـَـَفي ،و إنتـَـَاجه
العلمحي شاهد على صحة ما أقول ،فل توجد من بينه دراسة علمحية نقدية هدميـَة بنائايـَة عمحيقـَـَة للفلسـَفة
الرسطخية الشائاية .لذا غلبت على ذلك النتاج الشروح و التعليقات ،و التلخيصات و الاميع. 1
و ما تيؤيد ذلك أن بعض الرشدييم العاصرين اعتحفوا ببعض ما قلناه ،فذكر الباحث ممحد الصباحي
أن البـَـَداع عنـَـَد ابـَـَن رشـَـَد هـَـَو البـَـَداع فـَ بيـَـَان مـَـَا قـَـَاله )) أرسـَـَطخو ،و توضـَـَيحا لـَ دغتمحـَـَض مـَـَن قـَوله ،ل
الروج عليه .لقد أراد ابن رشد أن يبدأ من حيـَـَث بـَـَدأ أرسـَـَطخو ،ل أن تيديشـَـَن بدايـَـَة جديـَـَدةا للنظـَـَر إلـَ
العرفة و الوجود .إنه تيصر على أن يبقى ف إطار الفـَق الرسـَطخي بوصـَفه الفـَق النهـَائاي لتاريـَخ الفلسـَفة
(( . 2و الثـَـَان هـَـَو البـَـَاحث ممحـَـَد عابـَـَد الـَـَابري ،إنـَـَه ذكـَـَر أن ابـَـَن رشـَـَد شـَـَرح كتـَـَب أرسـَـَطخو ،و سـَـَد
ثآغراتـَـَا بالجتهـَـَاد داخـَـَل مـَـَا يقتضـَـَيه مـَـَذهبه . 3فاجتهـَـَاد ابـَـَن رشـَـَد هـَـَو اجتهـَـَاد مـَـَدود داخـَـَل الذهبيـَـَة
الرسطخية و مقتضياتا ،و عقلية هذا حالا ل تيكنها أبدا إحداثَ ثآورةا نقدية ف الفكر الفلسفي .
و ثآانيا إن ما قاله الباحث عاطف العراقي هو قول ل يصح ،و تمبالغ فيه جدا ،يدل على أنه تمازف
فيمحا قاله .و ما ذكرناه ف كتابنا هذا -من انتقادات -ينقض زعمحه هذا و ينسفه نسفا .لن ابن رشـَـَد
كان مدود الجتهاد و النقد كمحاد و نوعاد ،و ل ترقى به تقدراته إل إحداثَ تلـَـَك الثـَـَورةا النقديـَـَة الزجعومـَـَة
.
و أما مـَا قاله الـَابري مـَن أن ابـَن رشـَد اجتهـَد لصـَلح العقيـَدةا السـَلمية و تصـَحيحها ،و إرجاعهـَا
إل عقيدةا السلف ،فهو زعم سبق إبطخاله ف كتابنا هذا ،و بيينا أن ابن رشد أظإهر حرصـَه علـَى الشـَريعة
ليـَـَد عل ـَـَى التكلمحيمـَ ـَ ،و لينتص ـَـَر للرس ـَـَطخية ،و لتيخض ـَـَع الشـَ ـَريعة للتأوي ـَـَل الب ـَـَاطن التحريف ـَـَي لتتف ـَـَق م ـَـَع
الرسطخية .فهل عمحله هذا هو إصلح للعقيدةا و تصحيح لا ،أما هو تريـَـَف لـَـَا و تقـَـَدما عليهـَـَا ؟؟ ! ،
إنه عمحل تلفيقي تريفي خدمة للرسطخية ،و قد سبق أن بيناه و ويثآقناه .
و أمـَـَا قـَوله بـَأن ابـَن رشـَـَد كـَـَان يسـَـَعى أيضـَـَا لفتـَح بـَاب الجتهـَـَاد فـَ العقيـَـَدةا علـَـَى القـَل ،فهـَو قـَـَول
تمالف للحقيقة التاريية ،لن باب الجتهاد ف العقائاد ل تيغلق كمحا حدثَ ف مال الفقه ،فقـَـَد كـَـَان
مفتوحا قبل زمن ابن رشد و خلله و بعده ،و شهدت هذه الفتحةا منازعات و تديدات و مناظإرات بيم
الفرق السلمية فيمحا بينها ،و حت بيم الفرقة الواحدةا أيضـَـَا .فالشـَاعرةا مثل كـَانت لـَم اجتهـَـَادات فـَ
1خالد كبير علل :الزمة العقيدية بين الشاعرة و اهل الحديث ،ص 87 :و ما بعدها ،و 90و ما بعدها ،و 102و ما بعدها ،و
148و ما بعدها .
2ابن حجر العسقلني :لسان الميزان ،ج 1ص ، 485 :ج 4ص . 200 :و ابن رجب الغدادي :الذيل على طبقات الحنابلة ،ج 1ص:
147و ما بعدها 190 ،و ما بعدها .و الذهبي :تذكرة الحفاظ ،ج 2ص ، 630 :ج 3ص . 1145 :و ابن الجوزي :صأيد الخاطر ،
ص. 87 ، 33 ،31 :
مقاصـَد الشـَريعة علـَى الخلق و الفضـَائال بالطخريقـَـَة الرسـَطخية ،فيسـَتطخيع أي إنسـَـَان أن يتسـَخر مقاصـَد
الشريعة لهـَوائاه و مصـَاله الاصـَة ،و يتلعـَب با ،و يتحايـَل عليهـَا ،بـَدعوى أن مـَا يـَراه هـَو يتفـَق مـَع
الخلق و الفضـَائال ،حـَـَت و إن خـَـَالفه معظـَـَم النـَـَاس .و فـَ هـَـَذه الالـَـَة تصـَـَبح الخلق نسـَـَبية تتغيـَ
بتغي أراء الناس و مذاهبهم،و مصالهم و أهوائاهم .
و أما قوله بأن ابن رشد -بسبب دعوته إل الجتهاد -كان أول ضـَحايا الفقهـَاء القلـَدين ،فهـَو قـَول
تمالف للحقيقة التاريية ،و ذلك أن طائافة من الفقهاء قد تعرضـَت قبلـَه للمحضـَايقات و الطخـَاردات ،و
النفي و التهديد بالقتل ،بسبب اجتهاداتم و آرائاهم الرةا ،منهم :بقي بن ملد ،و ابـَـَن حـَزجما ،و أبـَـَو
الوفاء بن عقيل ،و ابن الوزي الذي كان معاصرا لبن رشد. 1
و بـَـَذلك يتـَـَبيم أن النقـَـَد و الجتهـَـَاد ف ـَ فلسـَـَفة ابـَـَن رشـَـَد كانـَـَا ضـَـَعيفييم مـَـَدوديين جزجئايييمـَـَ ،شـَـَل
مسائال تمتفرقة من الفلسفة اليونانية ،و ل يكونا ف مستوى عـَـَامل يسـَـَمحح بنقـَـَد أصـَـَول الفلسـَـَفة الرسـَـَطخية
و أساسـَياتا ،لنـَـَه كـَـَان يفتقـَـَد إلـَ الليـَة العلمحيـَة و النفسـَية الـَت تتكنـَـَه مـَـَن القيـَاما بـَذلك العمحـَـَل النقـَدي
الكبي .و هذا العمحل كان أكب منه بكثي ،ل يستطخيع أن يقوما به رجل كابن رشـَـَد الـَذي جعـَـَل نفسـَـَه
تلمحيذا لرسطخو متعصبا له ،و تمغاليا فيه بالباطل .فرجل هذا حـَاله ل تيكنـَه أبـَـَدا إحـَداثَ ثآـَـَورةا نقديـَة فـَ
الفكر الفلسفي .
و أما الاصية الرابعة فتتعلق بالتنوير ،فهل فلسفة ابن رشد فلسفة تنويرية أما ظإلمية ،أما جعت بيم
التنوير و الظلمية ؟ .هي عند الباحث عمحر فـَروخ نـَور مـَن أنـَوار الفلسـَفة السـَلمية . 2و عنـَد الباحث
ممحـَـَود حـَـَدي زقـَـَزجوق هـَـَي فلسـَـَفة تنويريـَـَة ،صـَـَاحبها زعيـَـَم الفكـَـَر التنـَـَويري ،و مـَـَن أعظـَـَم رواد التنـَـَوير فـَ
العال .و قد تييزج تنويره بالتمحسك بالعقل و العلم معا. 3
و يرى البـَاحث عـَاطف العراقـَي أن ابن رشـَد هـَو عمحيـَد الفلسـَفة التنويريـَة ،دعـَا إلـَ التنـَوير ،و الـَذين
يتهـَـَاجونه يتريـَـَدون الظلما .و ل تنـَـَوير دون فلسـَـَفة ابـَـَن رشـَـَد الـَـَذي كـَـَان تمتمحسـَـَكا بكـَـَل مـَـَا هـَـَو عقلن ـَ
تنويري بعيدا عن فكر الظلما و حيـَاته ،و كـَان ناقـَـَدا للمحقلـَـَدين و الرجعييمـَ و الصـَـَوفية و الشـَـَاعرةا . 4و
5
يرى جاعة من الرشدييم العاصرين أن فلسفة ابن رشـَد تثل روح التنـَوير فـَ العـَالييم الغربـَ و السـَلمي
.
و ردا عليهم أقول :أول إن الزجعم بأن ابن رشد هو زعيم و عمحيد الفكر التنويري ف العال هو زعم
باطـَـَل،و تمبـَـَالغ فيـَـَه جـَـَدا ،و مازفـَـَة ل مـَـَبر صـَـَحيح لـَـَا .لن فلسـَـَفته ليـَـَس فيهـَـَا مـَـَن التنـَـَوير و النـَـَارةا و
1ابن حجر العسقلني :لسان الميزان ،ج 1ص ، 485 :ج 4ص . 200 :و ابن رجب الغدادي :الذيل على طبقات الحنابلة ،ج 1ص:
173 ،106و ما بعدها .و الذهبي :تذكرة الحفاظ ،ج 2ص ، 630 :ج 3ص . 1145 :و ابن خلدون :المقدمة ،ص. 354 :
2عمر فروخ :عبقرية العرب في العلم و الفلسفة ،ص. 157 :
3محمود حمدي زقزوق :الدين و الفلسفة ،ص. 96 ، 95 ، 91 ، 89 ، 77 :
4عاطف العراقي :الفيلسوف ابن رشد ،ص. 437 ، 31 ، 30 ، 27 :
5مراد وهبة و منى و منى أبو ساتة :أنباء فلسفية ،مجلة ابن رشد اليوما ،ص. 9 :
الضاءةا إل القليل اليسـَي الـَذي ل يستحق بـَه فكـَر ابن رشـَد وصـَفه بتلـَك الوصـَاف .و الصـَحيح هـَو
أن فلس ـَـَفته ظإلمي ـَـَة فـَ ـَ معظمحه ـَـَا ،ك ـَـَثيةا الظن ـَـَون و الش ـَـَكوك ،و الهـَ ـَواء و الراف ـَـَات ،و الخالف ـَـَات
الشرعية و الخطخاء العلمحية ،و ليس فيها من الشرع الكيم ،و العقل الصـَريح ،و العلـَم الصـَحيح إل
القليل .المر الذي يعن أنه ل مال للمحقارنة بيم صـَوابا القليـَل و أباطيلهـَا و أخطخائاهـَا الكثيةا جـَدا ،و
هذا أمر سبق أن بيناه و وثآقناه ،ما يعل الديث عن تنوير ابن رشـَد و جعـَه بيمـَ العقـَل و العلـَم ،هـَو
حـَـَديث باطـَـَل تمـَـَثي للضـَـَحك و الدهشـَـَة و السـَـَتغراب !! .فكيـَـَف سـَـَح هـَـَؤلء لنفسـَـَهم بوصـَـَف ابـَـَن
رشـَـَد بتلـَـَك الوصـَـَاف الزجائافـَـَة البـَـَالغ فيهـَـَا جـَـَدا ،الـَـَت حـَيولت البـَـَة الصـَـَغيةا جـَـَدا إلـَ قبـَـَة كـَـَبيةا جـَـَدا ؟؟
ت
!! .
و أمـَـَا زعـَـَم عـَـَاطف العراقـَـَي بـَـَأن ابـَـَن رشـَـَد كـَـَان متمحسـَـَكا بكـَـَل مـَـَا هـَـَو عقلنـَ تنـَـَويري بعيـَـَدا عـَـَن فكـَـَر
الظلما و حيـَـَاته ...إلـَ ،فهـَـَو زعـَـَم باطـَـَل فـَ معظمحـَـَه ،و عكسـَـَه هـَـَو الصـَـَحيح الـَـَذي يصـَـَدق علـَـَى ابـَـَن
رشـَد نفسـَه ،الـَذي رضـَي بالظلميـَة الرسـَطخية مـَذهبا لـَه ،و هـَي مـَن أكـَثر الفلسـَفات العروفـَة ظإلمية و
شركا .و قد كان ابن رشد ف مقدمة الشائايم الرجعييمـَ التعصـَبيم لرسـَطخو و الغـَاليم فيـَه و القلـَدين لـَه
؟! .فمحن هو الكثر تعصبا و تقليدا و رجعية ؟ .
و ثآانيا أين التنوير الزجعوما ف فلسفة ابن رشد الرسطخية ؟ ،إنه ل وجود له ف إلياتا،و ل ف طبيعياتا
،و ل فـَ منطخقهـَـَا ،و الصـَـَحيح منهـَـَا قليـَـَل و هـَـَو عـَـَادي للغايـَـَة بالقارنـَـَة إلـَ كـَـَثرةا أباطيلهـَـَا و أخطخائاهـَـَا .
إنه-أي ابن رشد -ليس تنويريا و ما عنـَـَده مـَـَن تنـَـَوير قليـَل ل يتـَؤهله ليكـَون تنويريـَا و ل رائاـَدا و ل زعيمحـَا
للتنوير ،لنـَه أول لـَ يكـَن متهـَدا حـَرا تمطخلقـَا ،و إنـَا كـَان أرسـَطخيا سـَلبيا متعصـَبا لرسـَطخو و فلسـَفته ،و
اجتهاداته الت اختارها هي اجتهادات مذهبية قليلة ل تتؤهله ليكون متهدا تنويريا .
و لنـَه ثآانيـَـَا كـَان كـَثي النـَراف عـَن الشـَـَرع الكيـَم ،و العقـَـَل الصـَحيح ،و العلـَم الصـَحيح ،انتصـَارا
لـَـَذهبيته الرسـَـَطخية ،و رجـَـَل هـَـَذا حـَـَاله ليـَـَس تنويريـَـَا .و لنـَـَه ثآالثـَـَا قـَيدما أرسـَـَطخيته الظلميـَـَة علـَـَى ديـَـَن الـَ
تعال و حيرفه من أجلها بتأويله الباطن ،و ل يعمحل على أسلمحتها ،و من هذا عمحله ليس تنويريا .
و لنه رابعا ل ند ف فلسفته السلما الصحيح الشامل الكامـَل البـَـَديل لكـَـَل الـَذاهب و العقائاـَـَد و
الفلسفات ،و إنا ند فيها الرسطخية الظلمية و جوانب من السلما الحيرف الوجه لدمتها .و رجـَـَل
ك لتتتأخ ـَتردج
ب دأندزجلأندـَـَاهت إتلدأي ـَ د ـَا ـَ
ت هـَـَذا عمحلـَـَه هـَـَو ظإلمـَـَي و ليـَـَس تنـَـَويري ،علـَـَى خلف ق ـَوله تعـَـَال )) :ت الـَدـَر كت
ب د
ت إتدلـَ النمـَوتر بتـَتإأذتن درببتأم إتدلـَ تصـَدراتط الأدعتزجيـَتزج األدتمحيـَتد ((-سورةا إبراهيـَم ، - 1 :فهـَو-أي اللناس تمـَن الظملتمحـَا ت
د د د
ابن رشد -خرج بفلسفته من نور الشريعة إل ظإلمحات الفلسفة اليونانية عامة و الرسطخية خاصة .
و ثآالثا إن الرشدييم العاصرين 1يعلمحون جيدا أن فلسفة ابـَن رشـَد الليـَة و الطخبيعية و النطخقيـَة باطلة
ف معظمحها ،و تمالفة للشرع و العقل و العلم ،و قد تاوزها الزجمن ،و ليس فيها من الق و الصواب إل
القليـَـَل اليسـَـَي الـَـَذي ل تيغن ـَ و ل يتسـَـَمحن مـَـَن جـَـَوع ؛ لكنهـَـَم –مـَـَع ذلـَـَك -تمصـَـَرون علـَـَى وصـَـَفهم لبـَـَن
رشـَـَد بـَـَأن زعيـَـَم الفكـَـَر التنـَـَويري و عمحيـَـَده ،فلمحـَـَاذا هـَـَذا الص ـَرار ؟ ،و مـَـَا هـَـَي خلفيـَـَاته الذهبيـَـَة ؟ .إن
الـَواب عـَـَن هـَـَذين السـَؤاليم واضـَـَح نـَـَده عنـَـَد هـَـَؤلء الرشـَـَدييم ،إنـَـَم عقـَـَدوا مـَـَؤترا دوليـَـَا لـَـَم فـَ القـَـَاهرةا
سنة 1994موضوعه :ابن رشد و التنوير ،برعاية المحعية الفلسفية الفرو أسيوية كانت الغاية منـَـَه ))
بث روح التنوير ف العلم الغرب و السلمي استنادا إل الفلسفة العقلية لبـَـَن رشـَـَد كمحضـَـَاد حيـَـَوي ضـَـَد
الص ـَولية الدينيـَـَة (( . 2و قـَـَال أحـَـَدهم : 3إن ابـَـَن رشـَـَد جـَـَاء بصـَـَياغة جديـَـَدةا لرسـَـَطخو )) فـَـَأنكر خلـَـَود
النفـَـَس الفرديـَـَة ،و أثآبتـَـَه للعقـَـَل الفعـَـَال ،و مـَـَن ثـَ كـَـَان ابـَـَن رشـَـَد مـَـَع التنـَـَوير ،و ضـَـَد أي تزجمـَـَت غيـَ تمـَـَبر
صـَـَور رمزجيـَـَة للحقيقـَـَة
(( .و قال أيضا :إن ابن رشد ذكر ف كتابه تافت التهافت أن الدين )) هو مرد ت
الفلسفية ،و هو ما عجزج عن فهمحه التيار التزجمت ((. 4
فالتنوير عند هؤلء ليـَس هـَو الـَق و القيقـَة و العلـَم و الدايـَة الربانية ،و إنـَا هـَو تريـَف الشـَريعة و
العتداء عليها و توظإيفها لدمة العلمحانية و أهلها .فهم باركوا عمحل ابـَن رشـَـَد –فـَ تريفـَـَه للشـَريعة -و
سـَـَوه تنـَـَويرا ،مـَـَع أنـَـَه عمحـَـَل تريفـَـَي تلفيقـَـَي إجرامـَـَي فـَ حـَـَق الشـَـَرع و العقـَـَل و العلـَـَم و النسـَـَانية .فهـَـَم
عنـَـَدما ل ـَ يـَـَدوا التنـَـَوير ف ـَ إليـَـَات ابـَـَن رشـَـَد و ل ف ـَ طبيعيـَـَاته و ل ف ـَ منطخقـَـَه العقيـَـَم تسـَـَكوا بتـَـَأويلته
الباطنيـَـَة التحريفيـَـَة للشـَـَرع و سـَـَوها تنـَـَويرا ،و اتـَـَذوها وسـَـَيلة للنفلت مـَـَن الشـَـَرع و تريفـَـَه و إفسـَـَاده ،و
مقاومة أهله و الد من انتشاره ،من أجل مصالهم الذهبية و الادية معا .
و بـَـَذلك يتـَـَبيم أن فلسـَـَفة ابـَـَن رشـَـَد ليسـَـَت فلسـَـَفة تنويريـَـَة ،و ليـَـَس فيهـَـَا مـَـَن النـَـَور إل القليـَـَل اليسـَـَي ،
الـَـَذي ل تيؤهلهـَـَا لتكـَـَون فلسـَـَفة تنويريـَـَة ؛ و إنـَـَا هـَـَي – فـَ ـَ أساسـَـَها -فلسـَـَفة تريفيـَـَة ظإلميـَـَة ل يصـَـَل
الطخـَـَالب للتنـَـَوير القيقـَـَي إل بـَـَالتخلص منهـَـَا كليـَـَة ،و التمحسـَـَك بالنقـَـَل الصـَـَحيح ،و العقـَـَل الصـَ ـَريح ،و
العلم الصحيح .
و أما الاصية الامسة – من خصائاص فكر ابن رشد -فتتعلق بطخر فلسفة ابن رشد على الشرع ،
فهل هي خطخر عليه ،أما هـَي فـَ خـَدمته ؟ ،نعـَـَم إنـَـَا خطخـَـَر عليـَـَه ،و أضـَرته أكـَثر مـَا نفعتـَـَه بفـَـَارق كـَبي
جـَـَدا ،بـَـَدليل الشـَواهد و العطخيـَـَات التيـَـَة :أولـَـَا إن ابـَـَن رشـَـَد قـَيدما الرسـَـَطخية علـَـَى الشـَـَرع و أرسـَـَطخه مـَـَن
أجلها ،و ل تيؤسلمحها من أجله ،و انتصـَر لـَا و حـَيرف الشـَرع بالتأويـَـَل البـَاطن خدمـَـَة لـَا .و عمحلـَـَه هـَـَذا
جناية كبيةا على دين السلما .
1ذكرنا بعضهم في الفصل الرابع في موقفهم من طبيعيات أرساطو و ابن رشد ،و منهم محمد عاطف العراقي .
2مراد وهبة و منى أبو ساتة :أنباء فلسفية ،مجلة ابن رشد اليوما ،العدد ،1997 ، 1ص. 9 :
3هو أوديرا أوروكا .
4أوديرا أوروكا :العقل و الفعل في إفريقيا ،مجلة ابن رشد اليوما ،ص. 16 :
و الثـَان إن ابـَن رشـَد لـَ يكـَن يمحل السـَلما مشـَروعا فكريـَا لـَه ،و إنـَا كـَان يمحـَل الفلسـَفة الرسـَطخية
الش ـَائاية بـَـَديل عنـَـَه ،فكـَـَانت هـَـَي العيـَـَار و الددكـَـَم عنـَـَده ؛ فخـَـَالف بـَـَذلك الشـَـَرع ف ـَ مس ـَائال كـَـَثيةا ،و
أغفله ف مواضع عديدةا انتصارا لذهبيته الفلسفية .
و الشاهد الثالث هو أن ابن رشد – بتقريره للعلقة بيم الشريعة و الفلسـَـَفة -أوجـَـَد الرضـَـَية للعلمحانيـَة
الفكريـَـَة الـَـَت اعتمحـَـَد عليهـَـَا الرشـَـَديون العلمحـَـَانيون فـَ ـَ النفلت مـَـَن الشـَـَرع و مـَـَاربته ،و مقاومـَـَة أهلـَـَه ،
فوجـَـَدوا ف ـَ فكـَـَره ظإـَـَالتهم باسـَـَم ابـَـَن رشـَـَد و الرشـَـَدية ،و لـَـَو كـَـَان فكـَـَره يـَـَدما الش ـَريعة خدمـَـَة كاملـَـَة و
صحيحة ما اهتمحوا به ذلك الهتمحاما البالغ فيه .
و آخرهـَـَا -أي الشـَـَاهد الرابـَـَع -هـَـَو أن ابـَـَن رشـَـَد كـَـَان فقيهـَـَا مسـَـَوبا علـَـَى علمحـَـَاء الشـَريعة ،و يتعيـَـَش
بالقضاء ف التمحع السـَـَلمي ،فكـَان ظإـَـَاهره فقيهـَا قاضـَيا ،و بـَاطنه فيلسـَوفا أرسـَـَطخيا تمتعصـَبا تمغاليـَا ،و
تمرفا للشرع من أجل أرسطخيته .حت أنه أوجب على المة السلمحة ما ل يتـَوجبه الـَ عليهـَـَا ،عنـَـَدما أفـَـَت
بوجوب الطلع على كتب الفلسفة ،و جعل معرفة البهان الرسطخي شـَرطا لعرفـَة الـَ تعـَال . 1و فعلـَه
هذا خطخي جدا ل يصح أن يصدر عن عال مسلم ،لن السلم عزجيزج بعزجةا اليان ،و دينه تيغنيه من أن
يتاج إل مذاهب و عقائاد و فلسـَـَفات البشـَر .لكـَن هـَـَذا الرجـَل ملكـَت عليـَه الرسـَـَطخية قلبـَـَه و عقلـَه و
حيـَـَاته ،و لـَ يتـَؤثآر فيـَـَه الفقـَـَه إل تـَأثآيا سـَـَطخحيا ،لـَـَذا ل ـَ يكـَـَن يمحـَـَل السـَـَلما مشـَـَروعا فكريـَـَا بـَـَديل لكـَـَل
الفلسفات .
و أما ما قاله الباحث ممحد عابد الابري من أن ابن رشد قاما بإصلح دين . 2فهو قول غي صحيح
فـَ ـَ معظمح ـَـَه ،لن أعمح ـَـَال ابـَـَن رشـَـَد فـَ ـَ الشـَ ـَريعة لـَ ـَ تك ـَـَن إصـَـَلحات ،و إنـَـَا ك ـَـَانت –فـَ ـَ معظمحهـَـَا-
إسلخات و تريفات ،و تلفيقـَات و تغليطخـَات ،خدمـَة للرسـَطخية و أرسـَطخة للسـَلما ليكـَون خادمـَا لـَا
صب ابن رشد نفسه للقياما به . .و هذا عمحل خطخي و دنء ،ن ي
و مـَا يزجيـَد مـَا قلنـَاه تأكيـَدا و توضـَيحا و إثآـَراء أن أحـَد الرشـَدييم العاصـَرين 3قال كلمحة حـَق عنـَدما
قال )) :إن طرح مسألة صلة الكمحة بالشريعة من تقبل ابن رشد ،هو اعتحاف ضـَـَمحن بـَأن السـَلما غيـَ
كاف بذاته كمحنظومة معرفية و منطخقية .و هذا اعتحاف جوهري(( يعل كل انفتـَاح مكـَن للسـَلما يتم
بالعتمحاد على الغي. 4
و قوله هذا كلمحة حق فيها كشف لا قاما به ابن رشد ،و ما يتحتب عنه ف تقريره للعلقة بيم الشريعة
و الفلسفة الرسطخية .و نن ل ند لبن رشد عذرا فيمحا قـَاما بـَه إل أن نقـَـَول :إن فعلـَـَه هـَـَذا هـَـَو جنايـَة
و أما الاصية التاسـَعة – مـَن خصـَائاص فكـَر ابن رشـَد -فتتعلـَق بالتعصـَب و الغلـَو فـَ فلسـَفة ابن
رشد ،فهل كانت فلسفته متعصبة تمغالية ؟ .نعم إنا فلسفة ذلـَـَك حالـَا ،فيهـَا تعصـَـَب كـَثي جـَدا ،و
غلو كبي تاوز حدود الشرع و العقل .لن ابن رشد كان تمغاليا ف أرسطخو عندما اعتقد فيه العصمحة ،
و رفعه فوق الكمحال النسان إل درجة اللئاكة ،و جعل نظره فوق نظر جيع الناس .و هذا أمر سبق
أن بيناه و وثآقناه ف الفصل الامس ،فل نعيده هنا و ل نقف عنده ،و تكفينـَـَا الشـَارةا إليـَه و التـَـَذكي
به .
1ناصأر الدين اللباني :صأحيح ابن ماجة ،ج 2ص ، 252 :رقم الحديث . 2772 :
2ص. 146 :
لكنن تأشي هنا إل أمر هـَاما جدا ،مفـَاده أن الرشـَدية الديثـَة ورثآـَت التعصـَب و الغلـَو عـَن شـَيخها
ابـَـَن رشـَـَد و فلسـَـَفته ،فهـَـَي –أي الرشـَـَدية -علـَـَى نجـَـَه س ـَائارةا و بـَـَه تمتمحسـَـَكة ،مـَـَع اسـَـَتعلئاها و كـَـَثرةا
مزجاعمحهـَـَا و أباطيلهـَـَا ،و وصـَـَفها لبـَـَن رشـَـَد بـَـَا ليـَـَس فيـَـَه ،و بـَـَا ل يسـَـَتحقه .فوصـَـَفه الرشـَـَديون بـَـَأنه :
عمحيـَـَد التنـَـَوير و رائاـَـَده فـَ العـَـَال ،و أنـَـَه أحـَـَدثَ ثآـَـَورةا علمحيـَـَة و نقديـَـَة فـَ الفكـَـَر الفلسـَـَفي ،و أنـَـَه أحـَـَدثَ
إصـَلحا دينيـَا . 1و أنـَه عمحيـَـَد الفلسـَفة العقليـَة و النقديـَة التنويريـَة ،و أنـَه فيلسـَـَوف عمحلق آخـَر فلسـَفة
العرب . 2و وصفه الباحث المريكي بول كيتس بأنه نب ل تيكيرما ف زمانه. 3
و أما الاصية العاشرةا –من خصائاص فكـَر ابـَن رشـَد -فتتعلـَق بالتعـَال و السـَتعلء و التكـَب ،فهـَل
كانت فلسفته متعالة مستعلية متكبةا ؟ .نعم إنـَا كـَانت كـَذلك ،فهـَي إلـَ جـَانب تعصـَبها و غليوهـَا ،
اتصـَـَفت بالتعـَـَال و السـَـَتعلء و التكـَـَب ،فمحـَـَن ذلـَـَك أن ابـَـَن رشـَـَد قيسـَـَم النـَـَاس إل ـَ ثآلثَ فئِّـَـَات ،أولـَـَا
المحهور ،و هم عامة الناس .و الثانية هم أهل الدل و يثلون التكلمحيم و باقي طوائاف أهل العلم ما
عدا الفلسفة ،و هؤلء عنـَد ابـَن رشـَد يفتقـَدون إلـَ البهـَان و اليقيمـَ ،و ليـَس لديهم إل الـَدل ،و قـَد
ألقهم-أحيانا -بالمحهور .و الفئِّـَة الثالثـَة تثـَل أهـَـَل البهـَـَان و اليقيمـَ مـَن الفلسـَـَفة عامـَة و الرسـَطخييم
الشائايم خاصة. 4
و تقسيمحه هذا هو دليل قوي على أن ابن رشد كـَان تمتعالـَا تمستعليا تمتكـَبا علـَى غيه مـَن الناس .و
قـَـَد بيينـَـَت انتقاداتنـَـَا لـَـَه أن ذلـَـَك التعـَـَال و السـَـَتعلء و التكـَـَب كـَـَان قائامحـَـَا علـَـَى ف ـَراغ و أوهـَـَاما و ظإنـَـَون ،
عنـَـَدما أثآبتنـَا أن ابـَن رشـَـَد كـَـَان مـَن أكـَثر أهـَـَل العلـَم خطخـَأ ،و ضـَلل ،و انرافـَـَا عـَن الشـَـَرع و العقـَـَل و
العلم .
و أما الاصية الادية عشر –من خصائاص فكـَر ابـَن رشـَد -فتتعلـَق بالتناقض فـَ فلسـَفة ابن رشـَد ،
فهل فلسفته متناقضة ؟ .نعم إنا متناقضة و مزجدوجة الطخاب ،فمحن ذلك أن صاحبها-أي ابن رشـَـَد-
يقـَـَول عـَـَن نفسـَـَه :إنـَـَه مسـَـَلم ،و تيظهـَـَر حرصـَـَه علـَـَى الشـَـَرع و غيتـَـَه عليـَـَه مـَـَن جهـَـَة ،و يـَتـَؤمن بالفلسـَـَفة
الرسطخة -الخالفة للشرع ، -و يتعصب لا ،و يغلو فيها ،و ينتصر لـَا علـَى حسـَاب الشـَرع و يقـَدمها
عليه ،و تيؤرسط السلما من أجلها ،و ل تيؤسلمحها من أجله من جهة أخرى .
و يقول :إنه ل يقل أحد من الناس ف العلوما اللية قـَول تيعتـَد بـَه . 5ثـَ نـَده تيؤمن بإليـَات أرسـَطخو
الرافية ،و يتعصب لا ،و تيقدمها على الشرع و تييرفه من أجلها باسم التأويل الباطن كمحا فعل فـَ قـَوله
بأزلية العال .
ذلـَك هـَو مـَوجزج مـَا قدمته فلسـَفة ابن رشـَد للغـَرب السـَيحي ،فمحـَاذا أخـَذ هـَو منهـَا ؟ ،و إلـَ أي
حـَد تـَأثآر بـَا ،و اسـَـَتفاد منهـَـَا فـَ بنـَـَاء نضـَـَته العلمحيـَـَة الديثـَة ؟ .لقـَـَد بـَـَالغ بعـَـَض البـَاحثيم العاصـَرين فـَ
تضخيم ما أخذه الغرب من فلسفة ابن رشد و استفادته منها ف بناء حضارته الديثة ،و منهم :ممحد
عـَـَاطف العراقـَـَي ،إن ـَـَه ي ـَـَرى أن أوروبـَـَا لـَـَا ارتض ـَـَت لنفس ـَـَها فلسـَـَفة ابـَـَن رش ـَـَد ،و أخ ـَـَذت بفك ـَـَره و آرائاـَـَه
تقـَدمت إلـَ المـَـَاما . 1و تسـَاءل البـَاحث ممحـَد الصـَـَباحي بقـَوله :لـَاذا كـَـَان الفكـَـَر الرشـَـَدي خصـَيبا فـَ
الغرب و عقيمحا عنـَـَدنا . 2و ذكـَـَر البـَاحث سـَتيفان فيلـَد أن ابـَن رشـَد أدى دورا واضـَـَحا فـَ تطخـَوير فلسـَفة
التنوير ف أوروبا. 3
و أقـَـَول :إننـَـَا ل ننكـَـَر بـَـَأن أوروبـَـَا اسـَـَتفادت مـَـَن الضـَـَارةا السـَـَلمية اسـَـَتفادةا كـَـَبيةا ،لكـَـَن العامـَـَل
الداخلي هو الساسي و الاسم ف نضة أوروبا و تقدمها العلمحي الديث ،و أما العامل الارجي فهـَـَو
عامل ثآانوي تمساعد .و يب أن تنفيرق بيم ما أخـَذه الغـَرب مـَن الضـَارةا السـَلمية فـَ متلـَف الالت
العلمحية و الضارية ،و بيم ما أخذه من الفلسفة الرسطخية الرشدية خاصة .
و أما أوروبا الت يتقـَال أنـَا كيرمتـَه ميتـَا فـَالمر تمبـَالغ فيـَه جـَدا ،و ينطخـَوي علـَى تمغالطخـَة كبيةا ،لن
أوروبـَـَا قبلـَـَت فكـَـَره الفلسـَـَفي الرسـَـَطخي الشـَ ـَائاي ،لنـَـَه أعـَـَاد إليهـَـَا بضـَـَاعتها الوروبيـَـَة ،و رفضـَـَت فكـَـَره
الفقهـَـَي السـَـَلمي لنـَـَا ل تتـَـَؤمن بـَـَه ،ثـَ ـَ لـَـَا تـَـَبييم لـَـَا بطخلن فكـَـَره الفلسـَـَفي الرسـَـَطخي رفضـَـَته برمتـَـَه و
انقلبت عليه .فأقامت بذلك الدليل الصحيح و الدامغ على صـَحة موقـَف أمـَة السـَلما عنـَدما رفضـَت
فكره الفلسفي .فأوروبا إذاد رفضت ابن رشد بفلسفته و فقهه ،لكنهـَـَا مـَع ذلـَك مـَا تـَزجال تمشـَجعة لفكـَر
ابـَـَن رشـَـَد ،ليـَـَس لنـَـَه جديـَـَد عليهـَـَا ،و أنـَـَا ف ـَ حاجـَـَة ماسـَـَة إليـَـَه لبنـَـَاء نفسـَـَها ،و إنـَـَا هـَـَو وسـَـَيلة لـَـَديها
تسـَـَتخدمها لاربـَـَة السـَـَلما و تضـَـَليل السـَـَلمحيم باسـَـَم رجـَـَل أرسـَـَطخي مشـَـَهور مسـَـَوب مـَـَن كبـَـَار فقهـَـَاء
السلمحيم .
فهل بعد هذا يصح أن تيقال :إن ابن رشد تظإلم حيا و ميتا ؟ ،إن المر ل يصح و تمبالغ فيه جدا
،و صوابه هو :إن ابن رشد هو الذي ظإلم السلما و السلمحيم ف حياته و بعد وفاته ،و ما يـَزجال ظإلمحـَـَه
قائامحا إل يومنا هذا .
و أما الاصية السابعة عشـَر -مـَن خصـَائاص فكـَر ابن رشـَد -فتتعلـَق باجتنـَا إلـَ فلسـَفة ابـَن رشـَد فـَ
وقتنا الاضر ،فهل السلمحون اليوما ف حاجة إل فلسفته ؟ .يرى الباحث ممحد عابـَد الـَابري أننـَـَا اليـَوما
فـَ ـَ حاجـَـَة إلـَ ـَ اب ـَـَن رش ـَـَد بروح ـَـَه العلمحي ـَـَة و النقدي ـَـَة الجتهادي ـَـَة ،و اتس ـَـَاع تأفق ـَـَه العرفـَ ـَ و انفت ـَـَاحه عل ـَـَى
القيقـَـَة.و أن اكتشـَـَافنا لـَـَذا الرجـَـَل القيقـَـَي العرب ـَ السـَـَلمي هـَـَو )) الـَـَدخل الضـَـَروري لكـَـَل تديـَـَد ف ـَ
الثقافة السلمية من داخلها ((،و جيلنا الصاعد إما أن )) يكـَون رشـَديا فيتقـَـَدما علـَى مـَـَدارج الصـَـَالة و
العاصـَ ـَرةا معـَـَا ،و إمـَـَا أن ل يكـَـَون لـَـَه كـَ ـَيون و ل مكـَـَان فـَ ـَ هـَـَذا العـَـَال (( . 1و ذهـَـَب البـَـَاحث ممحـَـَد
عاطف العراقي إل القول :إننا اليوما نبحث عن اللـَـَول لكـَثي مـَـَن مشـَكلتنا ،فـَ الـَوقت الـَذي )) قـَيدما
لنا ابن رشد ...الفتاح أو النهج الذي تيساعدنا على حل هذه الشكلت ((. 2
و أقـَـَول :إنـَـَه سـَـَبق أن ناقشـَـَنا فكـَـَر ابـَـَن رشـَـَد الفلسـَـَفي ف ـَ متلـَـَف ج ـَوانبه ،و بينـَـَا بالدلـَـَة الشـَـَرعية و
العقلية و العلمحية بطخلنـَه فـَ أتصـَوله و أساسـَيات فروعـَه ،المـَر الذي يعنـَ أن الرشـَدية الزجعومـَة القتححـَة
ت
كبديل لل مشاكل السلمحيم ،هي رشدية عقيمحـَة ميتـَة ،و اسـَـَم بل تمسـَـَمحى ،و شـَكل بل مضـَـَمحون ،و
ليس عندها من شيء صحيح نـَافع تقـَدمه للمحسـَلمحيم .و الصـَحيح القليـَل الـَذي قـَد نـَـَده فيهـَا لسـَنا فـَ
حاجة إليه من طريقها ،لنه موجود ف ديننا ،و عرفه علمحاؤنا قبله ابن رشد و بعده من غي فلسفته .
و اب ـَـَن رش ـَـَد الفيلس ـَـَوف لي ـَـَس نوذج ـَـَا للعربـَ ـَ الس ـَـَلم التفت ـَـَح ال ـَـَذي ه ـَـَو ال ـَـَدخل الض ـَـَروري لنهوض ـَـَنا
ت
الضـَ ـَـَاري ،و إنـَ ـَـَا هـَ ـَـَو نـَ ـَـَوذج للمحسـَ ـَـَلم الرسـَ ـَـَطخي التغـَ ـَيرب الهـَ ـَـَزجوما و الولـَ ـَـَوع بالرسـَ ـَـَطخية ،و هـَ ـَـَو سـَ ـَـَلف
العلمح ـَـَانييم العاصـَ ـَرين التغربيمـَ ـَ م ـَـَن أبن ـَـَاء الس ـَـَلمحيم .و ه ـَـَذا النمح ـَـَوذج لـَ ـَ يك ـَـَن الس ـَـَلما و ل الس ـَـَلمحون
الصادقون ف حاجة إليه أبدا ،قديا و ل حديثا .
و فكره الفلسفي ل أصالة فيه و ل معاصرةا ،فبخصوصا الصالة فهو ليـَس أصـَيل إسـَلميا لنـَه فكـَـَر
أرسـَـَطخي مشـَائاي غريـَـَب عـَـَن ديـَـَن السـَـَلما و أهلـَـَه ،حـَيرف السـَـَلما و أرسـَـَطخه خدمـَـَة للفلسـَـَفة الرسـَـَطخية
الشـَ ـَائاية .و فكـَـَر هـَـَذا حـَـَاله ل يصـَـَح وصـَـَفه بـَـَأنه أصـَـَيل إسـَـَلمي و ل عربـَ ـَ ،اللهـَـَم إل إذا قصـَـَدنا
بذلك أنه أصـَـَيل فـَ الرسـَـَطخية الشـَائاية فهـَذا صـَـَحيح .و أمـَا بالنسـَبة للمحعاصـَرةا فهـَو فكـَر فلسـَـَفي تـَاوزه
الزجمن ،و قد قاما الدليل الشرعي و العقلي و العلمحي على بطخلنه .فأية معاصرةا بقيت له ؟ .
و أما علمحانيته الفكرية الت يتشبث با الرشـَديون و العلمحـَانيون العاصـَرون ،و يدعون إليهـَا و يتبـَالغون
ف مدح صاحبها ،فهي علمحانية تريفية تلفيقية أثآبتنا بطخلنا شـَرعا و عقل فـَ الفصـَل السـَادس .و نـَن
لسـَـَنا فـَ ـَ حاجـَـَة أبـَـَدا إلـَ ـَ تلـَـَك العلمحانيـَـَة الرشـَـَدية ،و ل إلـَ ـَ غيهـَـَا مـَـَن العلمحانيـَـَات ،لن أمـَـَة السـَـَلما
جربتها كلها ف العصر الديث ،فمحا زادتا إل تلفا و تقهقرا ،و ضعفا و انرافـَـَا عـَـَن الشـَـَرع و الطخريـَـَق
و قال أيضا :إن كان الفقيه أبو علي الروزي)ت 462ه( هو أول من تنبـَه إلـَ القواعـَد الفقهيـَة ،و
كتاب بداية التهد لـَ يكـَن موجهـَا إلـَ القواعـَد الفقهية أساسـَا ،و إنـَا كـَان موجهـَا إلـَ فقـَه اللف ،
فإن ابن رشد هو )) أول من كتب ف هذه القواعد ،ذلك لننا ل نعرف تأليفا ف هـَـَذا الفـَـَن لبـَ علـَـَي
صـَـَه بالتـَـَأليف هـَـَو العـَـَزج بـَـَن عبـَـَد السـَـَلما التـَـَوف سـَـَنة 660هجريـَـَة (( ،و
التشـَـَار إليـَـَه .كمحـَـَا أن أول مـَـَن خ ي
بذلك يكون ابن رشد هو أسبق من عرف تلك القواعد بعد الروزي. 6
و من ذلك أيضا :كتاب الغن للمحوفق بن قدامة القدسي )620-541ه ( الذي كـَان تمعاصـَرا
ت
لبن رشد )ت 595ه( ،تناول فيه الوفق الفقه السلمي من كل أبوابه على مذاهب الئامحة الربعة و
السلف الصال ،و قد توسع فيه بذكر القوال و الدلة حت بلغ الكتاب 12ملدا .و قد نال إعجـَـَاب
كبـَـَار الفقهـَـَاء ،حـَـَت قـَـَال فيـَـَه العـَـَزج بـَـَن عبـَـَد السـَـَلما )) :مـَـَا طـَـَابت نفسـَـَي بالفتيـَـَا حـَـَت صـَـَارت عنـَـَدي
ت ف ـَ كتـَـَب السـَـَلما ف ـَ العلـَـَم مثـَـَل الحلـَـَى و الجلـَـَى و نتسـَـَخة مـَـَن الغنـَـَ(( ،و قـَـَال أيضـَـَا )) :مـَـَا رأي ـَ ت
ت ت
كتـَـَاب الغنـَ (( . 2فلـَـَم يـَـَذكر مـَـَن بينهـَـَا كتـَـَاب البدايـَـَة و النهايـَـَة لبـَـَن رشـَـَد ،و قـَوله هـَـَذا شـَـَهادةا لـَـَا
ت
مكانتهـَـَا مـَـَن عـَـَال كـَـَبي تمتخصـَـَص فـَ الفقـَـَه السـَـَلمي ،و نـَـَن ل ننكـَـَر بـَـَأن للبدايـَـَة التهـَـَد قيمحـَـَة علمحيـَـَة
كبيةا ،لكننا أنكرنا على الابري قوله الذي قاله ف الكتاب .
و ثآانيا إن ما ذهب إليه حادي العبيـَدي فيـَه تغليـَط و إجحاف فـَ حق الوفـَق بـَن قدامـَة ،و ذلـَك
أنه إذا صيح أن ابن رشد تعامل مع كل الذاهب الفقهية بطخريقة واحدةا من دون النتصار لـَذهب مالـَك
و ل لغيه من الذاهب ،فإن هذا ل يعن أنه غي تمتعصـَب ،و إنـَا يتعـَب عـَن حقيقـَة شخصـَية ابن رشـَد
الفلسـَـَفية الرسـَـَطخية .الفقـَـَه عنـَـَده اقـَـَل مرتبـَـَة بكـَـَثي مـَـَن فلسـَـَفته الرسـَـَطخية الـَـَت قـَيدمها حـَـَت علـَـَى الشـَريعة
صـَـَبة ،فقـَـَد كـَانت لـَه نزجعـَـَة أرسـَـَطخية
السـَلمية نفسـَـَها .فـَإذا لـَ تكـَن لـَـَه-أي ابـَن رشـَد -نزجعـَة فقهيـَة تمتع ي
متعصـَـَبة ملكـَـَت عليـَـَه قلبـَـَه و عقلـَـَه ،و لـَ تـَـَتحك لـَـَه مـَـَال لتصـَريف تعصـَـَبه فـَ جهـَـَة أخـَـَرى ،حـَـَت أنـَـَه بلـَـَغ
غايـَـَة التعصـَـَب و الغلـَـَو عنـَـَدما اعتقـَـَد العصـَـَمحة ف ـَ أرسـَـَطخو و فلسـَـَفته ،و رفعـَـَه إل ـَ درجـَـَة اللئاكـَـَة .فهـَـَذا
الرجـَـَل هـَـَو مـَـَن كبـَـَار التعصـَـَبيم الغلةا فـَ العـَـَال ،و ل تيمحـَـَد ف ـَ عـَـَدما تعصـَـَبه لي مـَـَذهب مـَـَن الـَـَذاهب
الفقهيـَـَة ،لنـَـَا ف ـَ نظـَـَره ل تسـَـَتحق أن تيتعصـَـَب لـَـَا لنـَـَا ظإنيـَـَات و تمحينـَـَات و جـَـَدليات ل ترقـَـَى إل ـَ
درجـَـَة فلسـَـَته الرسـَـَطخية الـَـَت يزجعـَـَم أنـَـَا حقـَائاق و يقيمـَ و براهيمـَ ،لـَـَذا كـَـَان حياديـَـَا فـَ مـَـَوقفه مـَـَن تلـَـَك
الذاهب و ل يكن حياديا ف موقفه من فلسفته الرسطخية الظلمية الشركية .
و أما ما قاله عـَن الوفـَق بـَن قدامـَة فإن هـَذا الرجـَل-أي الوفـَق -كـَان تمتبعـَا للـَدليل فـَ اجتهـَاده ،و
ينصر مـَذهبه النبلي فيمحـَا ثآبـَت أن الـَق معـَه و ل يتجـَاوزه ،و يتبـَالغ جهـَده فـَ رد مـَا تيـَالفه .لكـَن إذا
1عمر ساليمان الشفقر :تاريخ الفقه السالمي ،قصر الكتاب ،البليدة ،الجزائر ،ص 122 :و ما بعدها .
2نفس المرجع ،ص. 126 :
ظإهـَ ـَـَر لـَ ـَـَه فـَ ـَ مسـَ ـَـَألة مـَ ـَـَا أن مـَ ـَـَذهبه ضـَ ـَـَعيف ،و الراء الخالفـَ ـَـَة لـَ ـَـَه راجحـَ ـَـَة عليـَ ـَـَه اتبعهـَ ـَـَا و بـَ ـَـَرر صـَ ـَـَحتها
بالـَـَدليل،و ل يتـَـَدافع ع ـَـَن مـَـَذهبه .م ـَـَن ذلـَـَك أن ـَـَه اختـَـَار فـَ ـَ مس ـَـَألة ص ـَـَلةا القصـَـَر –بع ـَـَد ذكـَـَره للدلـَـَة و
مناقشتها -إباحة صلةا القصر لكل مسـَافر دون تديـَد لسـَافة .و هـَذا يثخـَالف ظإـَاهر مـَذهبه النبلي ،
لن الراجـَـَح عنـَـَدهم تديـَـَدها . 1و هـَـَذا الـَـَذي ذكرنـَـَاه أغفلـَـَه البـَـَاحث حـَـَاد العبيـَـَدي ،و مـَـَا كـَـَان لـَـَه أن
يغفله ،لنه ضروري لنصاف الرجل .
و أما قوله الثان فل يصح ،لن السـَلمحيم تنبيهـَوا للقواعـَد الفقهيـَة تمبكـَرا منـَذ صـَدر السـَلما و مـَا
بعده ،عندما رأوا كثيا من النصوصا الشرعية جامعة تمحـَل العـَـَان الكـَثيةا فـَ ألفـَـَاظ قليلـَة ،حـَت أن أبـَا
داود السجسـَـَتان )ق 3 :ه (-صـَـَاحب السـَـَنن -ذكـَـَر أن الحـَـَاديث الـَـَت يـَـَدور عليهـَـَا السـَـَلما أربعـَـَة ،
منهـَـَا قـَوله –عليـَـَه الصـَـَلةا و السـَـَلما)) : -إنـَـَا العمحـَـَال بالنيـَـَات و إنـَـَا لكـَـَل امرىـَـَء مـَـَا نـَـَوى فمحـَـَن كـَـَانت
هجرته إلـَ دنيـَا يصيبها أو إلـَ امـَرأةا ينكحهـَا فهجرتـَه إلـَ مـَا هـَاجر إليـَه (( ، 2و )) اللل بييمـَ و الـَراما
بييم ،و بينهمحا مشبهات ل يعلمحها كثي من الناس . 3((...
و أما الذين كتبوا ف القواعد الفقهية قبل ابن رشد ،فمحنهم :أبو طاهر الـَدباس )ق4 :ه (و الفقيـَـَه
الكرخـَـَي النفـَـَي)ق4 :ه( ،و الفقيـَـَه أبـَـَو زيـَـَد الدبوسـَـَي النفـَـَي )ت 430ه ( ألـَـَف كتابـَـَا فـَ ـَ القواعـَـَد
الفقهية ساه :تأسيس النظر. 4
و أما بالنسبة لؤلفات ابن رشد الشروحة و اللخصة فهـَي كـَثيةا جـَدا ،قتـَدر الشـَـَروح منهـَـَا ب38 :
كتابا معظمحها لرسطخو طاليس . 5و كانت الغاية منهـَا خدمـَة الفلسـَفة عامـَة و الرسـَطخية خاصـَة ،مـَع
الـَـَرصا علـَـَى اسـَـَتخداما السـَـَلما وسـَـَيلة لتحقيـَـَق تلـَـَك الغايـَـَة ،حـَـَت أنـَـَه كـَـَان يتصـَـَرف ف ـَ بعـَـَض السـَـَاء
اليونانية-الت يريد شرحها -إل حد التحريف ،فيعطخي لبعضها تسمحية إسلمية و تيقيرب مضامينها تقريبا
إسلميا ،فجعل من )) الطلس الله اليونان دملكاد (( ،و أيول )) اسم النس :الله بعن الفلك ((. 6
و ل شـَـَك أن تلـَـَك الصـَنفات قـَد أخـَـَذت منـَـَه جهـَـَودا كـَبيةا و أوقاتـَا كـَثيةا و ثينـَة ،و كـَـَان ضـَررها
أكب من نفعها ،و ل يكن السلما و السلمحون ف حالة ضرورةا إل معظم تلك الصـَـَنفات .و قـَـَد فـَيوت
على نفسه –بتلك العمحال -مال واسعا ف النقد و البداع ،فلو أنه اتبع منهجا شرعيا صحيحا أقـَـَامه
على النقل الصحيح و العقل الصريح و العلم الصـَـَحيح ،و تـَـَاوز الرسـَـَطخية و لـَ يكـَـَن أسـَيا لـَـَا ،لبـَـَدع
ف الفكر الفلسفي ،و جاء بالنافع الفيد لنفسه و دينه و أمته و النسانية جعـَـَاء .لكنـَـَه لـَ يفعـَـَل ذلـَـَك
1عبد ا بن منيع :كتاب المغني لبن قدامة ،مجلة الدارة ،الرياض ،العدد الثاني ،السنة الثالثة ،1397 ،ص . 357 :و ابن قدامة
المقدساي :التمغني و بهامشه الشرحا الكبير ،ط ، 1دار الحديث القاهرة ،1996 ،ج 2ص. 546 :
2البخاري :الصحيح ،ج 1ص ، 3 :رقم الحديث . 2 :
3نفس المصدر ،ج 1ص ، 28 :رقم الحديث . 52 :و عمر ساليمان الشقر :المرجع السابق ،ص. 131 :
4عمر ساليمان الشقر :نفس المرجع ،ص. 134 :
5مراد وهبة :ابن رشد و التنوير ،ص. 63 :
6طه عبد الرحمن :لغة ابن رشد الفلسفية ،ندوة ابن رشد بجامعة محمد الخامس ،ص. 197 :
و ذهبت معظم جهوده فيمحا ل ينفع ،و فيمحا ضرره أكثر مـَن نفعـَه و صـَدق عليـَه قـَوله تعـَال )) :الـَتذيدن
ت ت
صـَأنعاد ((-سـَورةا الكهـَف . - 104 :و تلـَك ضلل دسأعيتـَتهأم تف األددياةا الـَمدنأـَديا دوتهـَأم دأيدس تبودن أدنـَلتهـَأم تأيس تنودن ت
د
الص ـَـَنفات ش ـَـَاهدةا عل ـَـَى أن ه ـَـَوى اب ـَـَن رش ـَـَد -فـَ ـَ م ـَـَال الت ـَـَأليف -ك ـَـَان م ـَـَع الفلس ـَـَفة اليوناني ـَـَة عام ـَـَة و
الرسطخية خاصة ،و ل يكن هواه مـَع شـَريعة السـَـَلما ،و الـَ تعـَال يقـَول )) :ومـَن أد ت
ضـَمل مـَلتن اتلـَبدـَدع دهـَدواهت
دد أ د
تت ت ت
يم ((-سورةا القصص . - 50 : بتغد أتي تهددى بمدن الله إتلن اللهد دل يدـَأهدي الأدقأودما اللظالمح د
و تيلحظ على مؤلفات ابن رشد الكلمية و الفلسفية ملحظات انتقادية كثيةا ،منها إن ابن رشـَـَد
لـَ ـَ يكـَـَن صـَـَريا فـَ ـَ كـَـَل مـَـَا كتبـَـَه فـَ ـَ مؤلفـَـَاته العامـَـَة ،كفصـَـَل القـَـَال ،و الكشـَـَف ،و التهـَـَافت ،فقـَـَد
اسـَتخدما التغليـَط و التلـَبيس ،و التأويـَل التحريفـَي ،و عـَدما الفصـَاح عـَن بعـَض مـَواقفه صـَراحة .و هـَـَذا
أمر اعتحف به ابن رشد نفسه ،عندما ذكر أن تأويلت الفلسـَـَفة و براهينهـَـَم يـَـَب عـَـَدما الفصـَـَاح عنهـَـَا
ف ـَ الكتـَـَب العامـَـَة ،و مـَـَن أرادهـَـَا فليطخلبهـَـَا ف ـَ كتـَـَب الفلسـَـَفة الاصـَـَة .كمحـَـَا أنـَـَه أظإهـَـَر فيهـَـَا-أي كتـَـَب
المحهور -مواقف خالفها صـَراحة فـَ مصـَـَنفاته الفلسـَـَفية الاصـَـَة ،كمحـَـَوقفه مـَن خلـَق العلـَم ،و الصـَـَفات
اللية ،و العاد الخروي .
و اللحظة الثانية مفادها أن كتبه العامة و الاصة تشهد على أنه كان مـَزجدوج الطخـَاب و الشخصـَية
،و هـَـَذا واضـَـَح جـَـَدا فـَ بعـَـَض مـَواقفه الفكريـَـَة التناقضـَـَة ،و أقـَواله الـَـَت اعـَـَتحف فيهـَـَا بـَـَأنه تيفـَـَي تـَـَأويلته
عـَـَن المحهـَـَور ،و مـَـَن أرادهـَـَا فليطخلبهـَـَا فـَ كتبـَـَه الفلسـَـَفية .فهـَـَذا الرجـَـَل لـَـَه شخصـَـَيتان و حطخابـَـَان ،لكـَـَل
شخصية خطخابا الذي تيناسبها ،و هذا أمر خطخي و قادح ف شخصية ابن رشد و نزجاهته .
و الثالثـَـَة مفادهـَـَا أن كل مـَـَن كتبـَـَه العامـَـَة و الاصـَـَة ضـَـَرورية للغايـَـَة لـَـَن أراد أن يعـَـَرف حقيقـَـَة هـَـَذا
الرجل و فكـَره ،فل يصـَح أبـَدا العتمحـَاد علـَى نـَوع و إهـَال الخـَر .لن فـَ كـَل صـَنف نـَد حقـَائاق ل
ندها ف الصنف الثان ،و ها تمتكاملن كل منهمحا يكشف جانبا من شخصية ابن رشد و فكره .
ت ف قوائام مؤلفـَـَات ابـَن رشـَد 1فلـَم أعـَثر لـَـَه علـَـَى كتـَـَاب خصصـَه و اللحظة الرابعة مفادها أنن بث ت
لنقد الفلسفة الرسـَطخية الشـَائاية فـَ طبيعياتـَا و إلياتـَا و منطخقهـَا .و ل عثرت لـَه أيضـَا علـَى كتـَاب فـَ
طبيعات الشرع و إلياته و طرقه الستدللية .و هذه اللحظة هامة جدا تتبيم أن الرجـَل مـَا كـَان يمحل
بـَـَديل شـَـَرعيا فـَ الفلسـَـَفة ،و ل كـَـَان قـَـَادرا علـَـَى نقـَـَد تلـَـَك الفلسـَـَفة الظلميـَـَة الشـَـَركية الخالفـَـَة للشـَـَرع و
العقل و العلم .
و آخرها-أي اللحظة الامسة -إنه يبدو ل أن أهم الهداف الت كان ابن رشد يرجوها مـَن كـَثرةا
مؤلفاته هي أربعة أهداف ،أولا خدمة الفلسفة الرسطخية الشائاية خدمة شاملة بإحيائاهـَـَا و الـَدفاع عنهـَا
،و بالنتصـَـَار لـَـَا و الـَـَدعوةا إليهـَـَا .و ثآانيهـَـَا هـَـَو تقريـَـَر العلقـَـَة بيمـَ ـَ الشـَ ـَريعة و الفلسـَـَفة بطخريقـَـَة تضـَـَمحن
1أنظر مثل :محمد عمارة :المادية و المثالية ،ص 99 :و ما بعدها .و بركات محمد مراد :تأملت في فلسفة ابن رشد ،ص31-24 :
.و عبد ا الدفاع :العلوما البحتة في الحضارة العربية السالمية ،ص. 97-96 :
للفلسفة مكانتها و اعـَتحاف الـَدين و التمحـَع بـَا مـَـَن جهـَة ،و توظإيـَـَف الشـَرع لـَـَدمتها بالتأويـَل التحريفـَي
الباطن من جهة أخرى .
و الدف الثالث هو تلبية رغبة السلطخان الوحدي أب يوسف يعقوب الذي أمره يرفع القلق عن كتـَـَب
أرسـَـَطخوطاليس 1مـَـَن جهـَـَة ،و خدمـَـَة الدولـَـَة الوحديـَـَة الـَـَت عـَـَاش ف ـَ كنفهـَـَا و حايتهـَـَا مـَـَن جهـَـَة أخـَـَرى ،
كتأليفه لكتاب ساه :شرح عقيدةا الماما الهدي، 2و هو ابن تومرت مؤسس تلك الدولة .
و الدف الخي -أي الرابع -هو التأليف ف الفقه السلمي ،بكـَم أنـَه يتـَـَاج إليـَه هـَـَو و أعـَوانه فـَ
مارسته للقضاء من جهة ،و تكون له تمشاركة ف العلوما السلمية من جهة أخـَرى .هـَذا مـَا بـَدا لـَ مـَن
أهداف ابن رشد ف تاليفه لصنفاته ،و ال أعلم بقيقة نواياه .
و ختاما لذا الفصل -السابع و هو الخي -تيستنتج منه أن وصف فكـَـَر ابـَن رشـَـَد بصـَـَفات إيابيـَـَة
بأنه عقلن ،و تنوري ،و نقـَدي ،و اجتهـَادي ،و أنـَه أحـَدثَ ثآـَورةا فـَ الفكـَر الفلسـَفي ،هـَي أوصـَاف
ل تصح على إطلقها ،و تمبالغ فيها جدا ،و ل تصدق على فكره كصفات أساسـَية ثآابتة و شـَاملة ،و
إنا يصدق بعضها كصفات استثنائاية مدودةا جزجئاية ،و خلفها هو الصل الذي تيييزج فكره .
و هو أيضا فكر سلب تمتعصب مغال مهزجوما ،و فيه خطخر على الشـَـَرع و العقـَـَل ،و العلـَم و الفلسـَـَفة
،و علـَـَى ابـَـَن رشـَـَد نفسـَـَه الـَـَذي هـَـَو أول ضـَـَحية لـَـَه .لـَـَذا يـَـَب التحـَـَذير مـَـَن فكـَـَر هـَـَذا الرجـَـَل و كشـَـَف
حقيقته للناس .
و تـَـَبييم أيضـَـَا أن تراثآـَـَه العلمحـَـَي هـَـَو فـَ معظمحـَـَه تـَراثَ فلسـَـَفي أرسـَـَطخي مـَـَوجه مـَـَذهبيا لدمـَـَة الفلسـَـَفة
الرسطخية الشائاية الت ملكت على ابن رشد عقلـَه و قلبـَه .و هـَو مـَن جهـَة أخـَرى فكـَر مـَزجدوج الطخـَاب
لحتواء السلما بالتأويل التحريفي ف مواضيع يقتضـَـَي الـَـَال تأويلهـَـَا ،أو لبعـَـَاده و إغفـَـَاله و السـَـَكوت
عنه ف مواضيع أخرى خدمة لشروعه الفلسفي الرسطخي .
الاتة
صلت أيضا بيينت دراستنا النقدية لفكر الفيلسوف ابن رشد الفيد حقائاق كثيةا و متنوعة ،و تو ي
إلـَ نتائاـَـَج هامـَـَة تضـَيمحنتها ثآنايـَـَا كتابنـَـَا هـَـَذا ،منهـَـَا إن ابـَـَن رشـَـَد –فـَ تـَـَأويله للشـَريعة -لـَ يأخـَـَذ بـَـَالعن
الصـَـَحيح للتأويـَل الوافـَق للشـَرع و اللغـَة العربيـَة الـَت نـَزجل بـَا القـَـَرآن الكريـَ مـَـَن جهـَة ،و لـَ يكـَـَن لـَه دليـَل
صحيح ف استخدامه للتأويل الباطن بدعوى تعارض النصوصا و أن ظإاهرها كفر يب تـَـَأويله مـَـَن جهـَـَة
أخـَـَرى .فطخعـَـَن بـَـَذلك ف ـَ الشـَـَرع بـَـَدعوى التعـَـَارض ،و حيرفـَـَه بتـَـَأويله البـَـَاطن لـَـَه ،المـَـَر الـَـَذي أوقعـَـَه ف ـَ
تناقضات كثيةا تتعلق بالصفات و خلق العلم و العاد الخروي .
و منهـَـَا أيضـَـَا أنـَـَه أظإهـَـَر القـَـَول بـَـَالقيقتيم لغايـَـَة فـَ نفسـَـَه يتريـَـَد الوصـَـَول إليهـَـَا ،و قـَـَد أفصـَـَح عنهـَـَا فـَ
تقريره للعلقـَة بيمـَ الشـَريعة و الفلسـَـَفة ،و إل فهـَو ل يقـَـَول إل بالقيقـَة الواحـَـَدةا فـَ اعتقـَـَاده الـَداخلي ،و
التمحثلة ف الفلسفة الرسطخية ،فهي عنـَده القـَول الفصـَل ،و القيقـَة الـَت ليـَس بعـَدها حقيقـَة ،و كـَل مـَا
خالفها فهو باطل يب رفضه ،و أما إن توجد ف الشرع مـَـَا تيالفهـَـَا فيتـَؤيول ليتفـَق معهـَـَا أو تيغفـَل و تيهمحـَـَل
.
و تبييم أيضا أن ابن رشد أخطخأ ف معظم ما قـَاله فـَ الصـَـَفات الليـَة ،تمالفـَـَا بـَذلك الشـَرع و العقـَل
معـَـَا ،بسـَـَبب خلفيتـَـَه التأويليـَـَة التحريفيـَـَة الرسـَـَطخية الش ـَائاية الزجدوجـَـَة الطخـَـَاب ،الـَـَت أوصـَـَلته إل ـَ القـَـَول
بتعـَـَدد اللـَـَة و اعتقـَـَاد الشـَـَرك ،و ذلـَـَك عنـَـَدما زعـَـَم أن العقـَـَول الفارقـَـَة هـَـَي كائانـَـَات عاقلـَـَة أزليـَـَة أبديـَـَة
خالدةا ذات طبيعة إلية ،و لا تصرف ف تسيي العال !! .
و منها أنه خالف الشرع السلمي تمالفة صرية عندما قال بأزلية العـَـَال و أبـَـَديته ،و زعـَم أن الشـَرائاع
كلهـَـَا صـَـَحيحة ،و أنكـَـَر العـَـَاد الخـَـَروي فـَ بعـَـَض كتبـَـَه الفلسـَـَفية ،و نفـَـَى كـَـَثيا مـَـَن الصـَـَفات الليـَـَة
كصفت العلم و الرادةا .
و مـَـَن تلـَـَك النتائاـَـَج أيضـَـَا أنـَـَه ل ـَ يتعـَـَط للسـَـَنة النبويـَـَة مكانـَـَا الصـَـَحيح اللئاـَـَق بـَـَا كمحصـَـَدر أساسـَـَي
للسلما بعد القرآن الكري .فلم يتوسع ف العتمحاد عليهـَا ،و أهلهـَا فـَ مواضـَع يفـَرض عليـَه القـَاما ذكـَر
الحـَـَاديث التعلقـَـَة بـَـَا .علمحـَـَا بـَـَأن الحـَـَاديث الـَـَت ذكرهـَـَا كـَـَثي منهـَـَا أيولـَـَه تـَـَأويل أرسـَـَطخيا تريفيـَـَا خدمـَـَة
لذهبيته الفلسفية .
و منها كذلك أنه تبييم أن ابن رشد كان شديد التعصب و الغلو ف أرسطخو و فلسفته ،حت أخرجه
ذلك عن حدود الشرع و العقل عندما اعتقد العصمحة ف أرسـَطخو و فكـَره ،و اعتقـَد فيـَه الكمحـَال ،و رفعـَه
إل مرتبة اللئاكة .فبيينت دراستنا بطخلن ذلك كله ،و أثآبتت أن الفلسفة الرسـَـَطخية هـَـَي فلسـَـَفة ظإلميـَـَة
شركية مليئِّة بالخطخاء و الرافات و الباطيل ،و ليس فيها من الصواب إل القليل .
و تـَـَبييم أيضـَـَا أن ابـَـَن رشـَـَد – ف ـَ تقريريـَـَه للعلقـَـَة بيم ـَ الش ـَريعة و الفلسـَـَفة -نظـَيـَر و قنـَـَن للعلمحانيـَـَة
الفكريـَـَة الـَـَت تعن ـَ فصـَـَل السـَـَلما عـَـَن الفكـَـَر الفلسـَـَفي مـَـَن أن يتـَـَدخل ف ـَ تـَـَوجيهه و انتقـَـَاده و تقـَـَويه .
ففصل تلك الفلسفة عن الشرع و قيدمها عليه ،و جعله خادما لا .و هـَذا هـَو سـَبب اهتمحـَاما العلمحـَانييم
العاصرين ابن رشد و فكره ،فقيدموه للعال على أنه فيلسوف كبي ،و فقيه بارع ،و عقلن تنـَـَويري ثآـَائار
،و بالغوا ف نفخه و تعظيمحه ليس من أجل السلما و السلمحيم ،و إنا من أجل توظإيف فكره العلمحان
للنفلت من الشرع ،و الطخعن فيه ،و تشويش فهم السلمحيم لدينهم باسم ابن رشد و الرشدية .
و أخيا إنه تبييم أن فكر ابن رشد الفلسفي هو فكر تمتعصب مهزجوما ليس فيه من الصائاص اليابية
إل القليـَل الزجئاـَي السـَتثنائاي ،و قد غلبـَت عليـَه الصـَائاص السـَلبية الت هـَي صـَفات أساسـَية فـَ فكـَره ،
كالتعصـَـَب و الغلـَـَو ،و التحريـَـَف و التغليـَـَط ،و السـَـَلبية و العجـَـَزج ،و الزدواجيـَـَة ف ـَ الطخـَـَاب و ضـَـَعف
النقـَـَد .لكـَـَن الغريـَـَب فـَ المـَـَر أن كـَـَثيا مـَـَن البـَـَاحثيم العاصـَرين أغمحضـَوا أعينهـَـَم عـَـَن الـَـَانب السـَـَلب مـَـَن
فكـَـَر ابـَـَن رشـَـَد ،و بـَـَالغوا ف ـَ تضـَـَخيم إيابيـَـَاته القليلـَـَة و الزجئايـَـَة ،حـَـَت تـَـَاوزوا الـَـَدود ف ـَ ذلـَـَك و دليلـَـَوه
تدليل ،و نفخوه نفخا حـَت أصـَـَبح هـَـَو الفيلسـَوف الـَدلل عنـَدهم .مـَع أن القيقـَـَة خلف ذلـَـَك تامـَـَا ،
لن هـَـَذا الرجـَـَل-أي ابـَـَن رشـَـَد -كـَـَان كـَـَثي الخطخـَـَاء و النرافـَـَات ،و ارتكـَـَب جنايـَـَات ف ـَ حـَـَق دينـَـَه و
أمته و النسانية عامة ،المـَر الـَذي يتـَم علينا كشـَف حقيقـَة هـَذا الرجـَل للنـَاس ،و تـَذيرهم مـَن فكـَره
الفلسفي الظلمي السمحوما .
.........................................................................................
فهرس المحتوياتا
-المقدمة :
-الفصل الولا :نقد موقف ابن رشد في تأويله للشريعة
أول :معنى التأويل :لغة ،و شرعا ،و اصطلحا .
ثانيا :مفهوم التأويل و أسبابه عند ابن رشد .
ثالثا :نماذج من تأويلتا ابن رشد للشريعة .
رابعا :من تناقضاتا ابن رشد في موقفه من التأويل .
خامسا :هل قالا ابن رشد بالحقيقتين ؟.
سادسا :موقف بعض أهل العلم من التأويل الرشدي .
-الفصل الثاني :نقد موقف ابن رشد في موضوع وجود ال و صفاته و خلقه للعالم
أول :نقد موقف ابن رشد من الطريقة الشرعية في إثباتا وجود ال تعالى .
ثانيا :نقد موقف ابن رشد من صفاتا ال تعالى .
ثالثا :نقد موقف ابن رشد من خلق العالم و أزليته .
-الفصل الثالث :نقد موقف ابن رشد من السنة النبوية و مذهب أهل الحديث و مواضيع أخرى
أول :نقد موقف ابن رشد من السنة النبوية .
ثانيا :نقد موقف ابن رشد من مذهب أهل الحديث .
ثالثا :نقد موقف ابن رشد من الهداية و الضللا .
رابعا :نقد موقف ابن رشد من وجود الشر في العالم .
خامسا :نقد ابن رشد في استخدامه لبعض المصطلحاتا .
-الفصل الرابع :نقد موقف ابن رشد من العقولا المفارقة و خلود النفس و طبيعياتا أرسطو
أول :نقد موقف ابن رشد من النفوس بعد موتها .
ثانيا :نقد موقف ابن رشد من العقولا المفارقة .
ثالثا :نقد موقف ابن رشد من طبيعياتا أرسطو .
-الفصل الخامس :نقد موقف ابن رشد من البرهان الرسطي و مكانة صاحبه العلمية
أول :نقد موقف ابن رشد من دعوى برهانية فلسفة أرسطو .
ثانيا :نقد موقف ابن رشد من المنطق الصوري .
ثالثا :نقد موقف ابن رشد من الجدلا و الستقراء و قياس التمثيل .
رابعا :نقد موقف ابن رشد من مكانة أرسطو العلمية .
-الفصل السادس :نقد موقف ابن رشد في العلقة بين الشريعة و الفلسفة
أول :عرض و نقد لراء ابن رشد في العلقة بين الشريعة و الفلسفة .
ثانيا :نقد وسائل ابن رشد في العلقة بين الشريعة و الفلسفة .
ثالثا :مواقف أهل العلم من عمل ابن رشد في العلقة بين الشريعة و الفلسفة .
رابعا :أسباب تقرير ابن رشد لتلك العلقة و أهدافه منها ،و تقييمنا له .
-الفصل السابع :خصائص فكر ابن رشد و تراثه العلمي
أول :الخصائص العامة لفكر ابن رشد .
ثانيا :نظرة نقدية عامة في تراث ابن رشد العلمي
-الخاتمة :
-المصادر و المراجع :
-فهرس المحتوياتا :