‫‪ 3‬ـ الوديعة‬

‫سوف يتناول هذا الجزء ما يلي‪:‬‬

‫أول‪ :‬تعريف الوديعة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مشروعية وحكم الوديعة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬شروط الوديعة‪.‬‬
‫‪..........................................................................................‬‬
‫أول‪:‬ا تعريف الوديعة‪.‬‬
‫الوديعة لغة‪ :‬ما استودع )‪ (4‬وأودع الشيء‪ :‬صانه والوديعة واحدة الودائع)‪،(5‬‬
‫وأودعته ما ل‬
‫ل‪ :‬دفعته إليه ليكون وديعة‪.‬‬
‫الوديعة اصطلحااا‪ :‬المال المدفوع إلى من يحفظه بل عوض)‪ (6‬أو هي المال الذي‬
‫يودع عند شخص لجأل الحفظ)‪ (7‬ويطلق التعريف على العين المودعة ذاتها وعلى‬
‫العقد المنظم لليداع‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ثانيا‪:‬ا مشروعية وحكم الوديعة‪.‬‬

‫‪1‬ـ مشروعية الوديعة‪:‬‬

‫الوديعة مشروعة بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة إجأماع الفقهاء‬
‫والمعقول‪.‬‬
‫مشروعيتها بنص القرآن الكريم‪:‬‬
‫اه يهأهتمترتكهم هأن تتؤُددوها الههماهنا ل‬
‫ت إلهلى أهههللهها " الية ‪ 58‬سورة النساء‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪ " :‬إلنن ا‬
‫وهذه الية نزلت في رد مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة إل أن العبرة بعموم اللفظ‬
‫ل بخصوص السبب‪.‬‬
‫الية ‪ 283‬سورة البقرة‪.‬‬ ‫وبقوله تعالى‪ " :‬فههليتهؤُدد النلذي اهؤتتلمهن أههمانهتههت "‬

‫مشروعيتها بنصوص الحديث الشريف‪:‬‬

‫) )‪ (4‬المعجم الوسيط ص ‪1062 /‬‬

‫) )‪ (5‬القاموس المحيط ص ‪96-95‬‬
‫) )‪ (6‬الحسني‪ ،‬د ‪ .‬أحمد بن حسن‪ ،‬الودائع المصرفية‪ :‬أنواعها– استخدامها– استثمارها الطبعة الولى ‪ 1999‬ص ‪14‬‬
‫) )‪ (7‬سليمان‪ ،‬عبد الفتاح محمد‪ ,‬الودائع النقدية شرعا وقانونا ‪ 1983 ,‬ص ‪14‬‬

‫‪1‬‬
 ‫وأما مشروعيتها من السنة النبوية ما رواه أبو هريرة رضي ا عنه أن رسول ا‬
‫صلى ا عليه وسلم قال‪ " :‬أد المانة إلى من ائتمنك ول تخن من خانك ")‪.(1‬‬
‫وروي عنه عليه الصلة والسلم أنه كان قبل الهجرة يحفظ ودائع أهل مكة وعندما‬
‫أراد الهجرة أودعها عند أم أيمن وأمر عليال بن أبي طالب رضي ا عنه بالتخلف‬
‫)‪(2‬‬
‫وراءه ورد الودائع إلى أهلها‪.‬‬

‫مشروعيتها بالجإماع‪:‬‬
‫أما الجأماع فقد أجأمع الفقهاء على جأواز الوديعة في الجملة في كل عصر ويلزم من‬
‫مشروعيتها مشروعية عقد الوديعة لنها تثبت به ‪.‬‬
‫أما المعقول فإن حاجأة الناس إليها ضرورة في بعض الحيان بتعذر حفظ أموالهم‬
‫بأنفسهم في جأميع الوقات وفي مختلف الظروف فجاء تشريع عقد الوديعة لرفع‬
‫الحرج عن الناس في حفظ أموالهم عن غيرهم‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪2‬ـ حاكم الوديعة‪:‬‬

‫فقد برز خلف بين الفقهاء في حكم الوديعة التكليفي على أربعة أقوال بعدد المذاهب‬
‫الربعة‪:‬‬
‫فقد ذهب الحنفية والحنابلة والشافعية إلى استحباب الوديعة لمن علم في نفسه ثقة‬
‫وقدرة على الحفظ لن فيه إعانة للمسلم‪.‬‬
‫وقال المالكية بأن حكم الوديعة من حيث ذاتها الباحة في حق الفاعل والقابل على‬
‫السواء)‪.(3‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ثالثا‪ :‬شروط الوديعة‪.‬‬

‫حاتى تكون الوديعة جإائزة لبد من توفر شرطين هما‪:‬‬
‫الول‪ :‬أل يأخذ المودع أي فائدة مقابل هذه الوديعة‪ ،‬سواء أكانت الفائدة زيادة في قيمة‬
‫الوديعة أم هدية عينية أم غيرها؛ لن ذلك من القرض بفائدة‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬أل تكون الوديعة في مصرف يتعامل بالربا؛ لن في ذلك إعانة له على‬
‫المعصية‪.‬‬

‫لكن هناك شروط أيضاا لبد من توفرها في المودع و الوديع وهي‪:‬‬

‫) )‪ (1‬سنن أبو داوود‪ ،‬الودائع المصرفية ص ‪ 17‬الحسني‬

‫)‪ (2‬الودائع المصرفية النقدية حسن المين ص ‪34‬‬
‫)‪ (3‬عقد الوديعة‪ ،‬حماد ص ‪20‬‬

‫‪2‬‬
 ‫شروط المودع‪:‬‬
‫‪ .1‬أهلية التصرف‪ :‬ومن ثم ل يجوز للطفل أو المجنون اليداع لدى الغير ويجوز‬
‫للعاقل المميز عند الحنفية والبالغ العاقل الرشيد عند سائر الفقهاء)‪.(2‬‬
‫‪ .2‬الحاجأة لليداع‪ :‬فل إيداع بل مصلحة وهو شرط يستفاد من مجرد القدام على‬
‫اليداع والدافع إليه عادة الحفظ)‪.(3‬‬

‫شروط الوديع‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون ذا أهلية جأائز التصرف‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون الوديع معنيال وقت الستيداع فلو قال صاحب العين لجماعة‪ :‬أودعت‬
‫أحدكم هذه العين لم يصح العقد‪.‬‬
‫‪.3‬الصيغة‪ :‬اليجاب والقبول‪.‬‬

‫لما كانت الوديعة عقدال ينشأ بين طرفين فإن وجأوده يتوقف على صيغة توضح عن‬
‫رغبة العاقدين في إنشاؤه وتعبر بجلء عن رضا واتفاق الطرفين في تكوين العقد‪،‬‬
‫وينعقد العقد بصيغ اليجاب والقبول المعروفة كتابة وإشارة ولفظا ل وتعاطيا ل)‪.(4‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫)‪ (2‬الودائع النقدية شرعا ل وقانونا ل ص ‪20‬‬

‫) )‪ (3‬المرجأع نفسه ص ‪21‬‬
‫) )‪ (4‬عقد الوديعة ص ‪29‬‬

‫‪3‬‬