You are on page 1of 73

‫ن�ذة عن المجلة‬

‫ﻻ ش ـ ـ ــك أن هن ـ ـ ــاك مج ـ ـ ــﻼت غ�� ـ ـ ــرة ت�ن ـ ـ ــاول المواض ـ ـ ــيع القانون� ـ ـ ــة‪،‬‬
‫ولع ـ ــل ه ـ ــذا س ـ ــ�ط�ح ال�س ـ ــاؤل‪ :‬مافائ ـ ــدة إض ـ ــافة اس ـ ــم مجل ـ ــة أخ ـ ــرى إ�‬
‫هذه الساحة؟‬
‫ـانو� "‪ ،‬مجل ـ ــة ممـ ـ ـ � ��ة �� ـ ــل تفاص ـ ــ�لها‪ ،‬ف ـ ــإ� جان ـ ــب‬ ‫إن مجل ـ ــة "الق ـ ـ �‬
‫�‬
‫شـ ـ ـ ـ ــ�لها الع ـ ـ ـ ـ ـ�ي وتصـ ـ ـ ـ ــم�مها ال�سـ ـ ـ ـ ــ�ط والجـ ـ ـ ـ ــذاب‪ ،‬تتم ـ ـ ـ ـ ـ � ��كـ ـ ـ ـ ــذلك‬
‫�مجان�تهمـ ـ ــا ترسـ ـ ــ�خا لم�ـ ـ ــدأ "المعلومـ ـ ــة ح ـ ـ ـق للجميـ ـ ــع"‪ ،‬ل�ـ ـ ــن مـ ـ ــا�م � ��‬
‫ـانو� " عـ ـ ـ ــن �ـ ـ ـ ــل المجـ ـ ـ ــﻼت هـ ـ ـ ــو انفتاحهـ ـ ـ ــا عـ ـ ـ ــ� العلـ ـ ـ ــوم‬ ‫"مجلـ ـ ـ ــة القـ ـ ـ ـ �‬
‫�‬
‫اﻷخـ ـ ــرى‪ ،‬فالق ـ ــانون لـ ـ ــ�س علم ـ ــا مس ـ ــتقل ال ـ ــذات � ـ ــل هـ ـ ــو عل ـ ــم �حتـ ـ ــك‬
‫ـوا� الح� ـ ـ ــاة الماد� ـ ـ ــة‪ ،‬ل ـ ـ ــذلك فع ـ ـ ـ� رج ـ ـ ــل وطال ـ ـ ــب‬ ‫و�تـ ـ ــداخل �� ـ ـ ــل ن ـ ـ ـ �‬
‫ـانو� ( أن ينف ـ ــتح �ـ ـ ــدوره ع ـ ــ� �ـ ـ ــل العل ـ ــوم الدارسـ ـ ــة لهـ ـ ــذه‬ ‫الق ـ ــانون )القـ ـ ـ �‬
‫�‬
‫ـاحث� ع ـ ـ ـ ــن العم ـ ـ ـ ــل‬‫المج ـ ـ ـ ــاﻻت‪� ،‬م ـ ـ ـ ــا تخص ـ ـ ـ ــص المجل ـ ـ ـ ــة قس ـ ـ ـ ــما لل� ـ ـ ـ ـ � �‬
‫لتع ـ ـ ــرفهم �الم� ـ ـ ــادين ال ـ ـ ـ � �ـ� �مك ـ ـ ــنهم العم ـ ـ ــل به ـ ـ ــا‪ ،...‬وقس ـ ـ ــما للمناقش ـ ـ ــة‬
‫ـ� ب��ـ ـ ـ ــداء أرائهـ ـ ـ ــم حـ ـ ـ ــول ج ـ ـ ـ ــداﻻت‬ ‫تف ـ ـ ـ ــتح ف� ـ ـ ـ ــه ال� ـ ـ ـ ــاب أمـ ـ ـ ــام المهتمـ ـ ـ ـ � �‬
‫ومواضـ ـ ـ ــيع السـ ـ ـ ــاعة لنـ ـ ـ ـ ـ ��ها عـ ـ ـ ــ� المجلـ ـ ـ ــة‪ ،‬وقسـ ـ ـ ــما لل ��ف� ـ ـ ـ ــه‪ ...‬وﻷن‬
‫المجلـ ـ ــة ﻻزالـ ـ ــت � �� ط ـ ـ ــور اﻹنط ـ ـ ــﻼق فإنه ـ ـ ـا تع ـ ـ ــد�م أن ـ ـ ــه سـ ـ ــ�تم إض ـ ـ ــافة‬
‫أقسام أخرى �اﻷعداد المق�لة إن شاء ﷲ‪.‬‬
‫المدير المسؤول والمدير الفني‪:‬‬

‫ذ‪.‬عبدالحق طالب‬

‫تحتاج المجلة إلى فريق تحرير ومسؤولي أقسام‬


‫المجلة‪ ،‬وسيشرف المجلة تبرعكم بمجهوداتكم‬
‫لخدمة قراءها‬
‫ذ‪ .‬ر‬
‫أشف مالـ ـ ـ ــك‬
‫طالب‬ ‫دراسة في القانون رقم‬
‫باحث يف القانون الخاص‬
‫المتعلق بالتنظيم القضائي الجديد للمملكة‬

‫(خالصة)‬

‫‪1‬‬


2

◄ ◄

3
‫ذ‪ .‬عبد الجليل الخلف‬
‫ر‬
‫الماسي يف قانون‬ ‫حاصل عىل‬ ‫بطالن اإلجراءات‬
‫األعمال‬
‫الماسة بالحرية الشخصية بين الواقع‬
‫والقانون‬

‫توفي جميع‬
‫من المقرر أن الخصومة الجنائية ال تسىع إىل إقرار حق الدولة يف العقاب‪ ،‬إال بعد ر‬
‫الضمانات ر‬
‫الحيام الحرية الفردية للمتهم‪ ،‬فالدولة بسلطاتها عن طريق أجهزتها المختلفة‪ ،‬تملك بال شك‬
‫الت‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫أن تنال حقها يف العقاب من المتهم بارتكاب الجريمة بجميع الطرق والوسائل‪ ،‬إال أن مبدأ الشعية ي‬
‫ر‬
‫الت‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫تحكم الدولة القانونية‪ ،‬يلزم أجهزتها التشيعية والتنفيذية والقضائية سواء باحيام القواعد العامة ي‬
‫حددها القانون لضمان ر‬
‫احيام الحريات الفردية وحياة المجتمع‪.‬‬

‫الياءة‪ ،‬ومن حقه أن يتمتع بحريته وسائر حقوقه المقررة يف القانون‪،‬‬


‫وبما أن األصل يف اإلنسان ر‬
‫ويقتض تنظيم الدولة ضمانا لهذه الحرية‬ ‫يتعي عىل الدولة تبعا لذلك ر‬
‫احيام هذه الحرية وتلك الحقوق‪،‬‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫وتلك الحقوق أن يكون إقرار حقها يف العقاب بيد جهاز مستقل وهو القضاء‪.‬‬

‫لك يفصل فيها‪ ،‬البد من اتخاذ إجراءات معينة تكون ما يسىم‬ ‫ر‬
‫وحت تنتقل المشكلة إىل القضاء ي‬
‫وف هذه الخصومة تهدف الدولة إىل جمع األدلة الالزمة عن وقوع الجريمة ونسبتها‬
‫بالخصومة الجنائية‪ ،‬ي‬
‫إىل المتهم ثم تحديد مسؤوليته عنها وتوقيع العقاب المالئم له‪ ،‬وهذه اإلجراءات السابقة عن مرحلة‬
‫المحاكمة إما أن تكون ضمن إجراءات البحث التمهيدي أو ضمن إجراءات التحقيق اإلعدادي‪.‬‬

‫ويقصد بالبحث التمهيدي مرحلة التثبت من وقوع الجريمة‪ ،‬وجمع األدلة عنها‪ ،‬والبحث عن‬
‫ر‬
‫الت تسبق التحقيق والمحاكمة‪.‬‬
‫وه المرحلة ي‬
‫مرتكبيها‪ ،‬ي‬
‫‪4‬‬
‫الت ر‬‫ر‬
‫قاض التحقيق‪ ،‬ويتوىل خاللها‬
‫ي‬ ‫يشف عليها‬ ‫أما التحقيق اإلعدادي فهو المرحلة اإلجرائية ي‬
‫جمع أدلة الجريمة‪ ،‬والتثبت من وقوعها‪ ،‬والبت يف متابعة المتهم وإحالته عىل هيئة الحكم‪.‬‬

‫ويشكل البحث التمهيدي والتحقيق اإلعدادي مرحلة ما قبل المحاكمة‪ ،‬ونظرا لمساس أعمالهما‬
‫ر‬
‫المشع بتنظيم محكم من حيث التنصيص عىل العقوبات الجنائية‬ ‫بالحريات الفردية‪ ،‬قد خصهما‬
‫والتأديبية والمدنية عند كل تعسف يف ممارسة إجراءاتهما‪.‬‬

‫وعموما فاألعمال اإلجرائية يف هذه المرحلة ال تخرج عن كونها أعمال ماسة بالحرية الشخصية أو‬
‫ماسة بحرمة المسكن أو أعمال تهدف إىل جمع وسائل اإلثبات‪.‬‬

‫الت ر‬‫ر‬
‫تباش قبل عرض‬ ‫تعتي اإلجراءات الماسة بالحرية الشخصية من أهم اإلجراءات الجنائية ي‬
‫ر‬
‫القضية عىل المحكمة‪ ،‬ذلك أن الحرية الشخصية منطلق كل الحقوق ومحور الحماية القانونية‪ ،‬وأسىم‬
‫ر‬
‫الت كفلتها‬
‫الدساتي وإعالنات ومواثيق حقوق اإلنسان للمواطن‪ ،‬وترفق هذه الحريات بالحريات‬
‫ر‬ ‫الحقوق ي‬
‫كية الديمقراطية االجتماعية والسياسية‪ ،‬ومن ثم تقوم الدولة عىل‬
‫األساسية ألنها مناط القيم اإلنسانية ور ر‬
‫صيانة حقوق اإلنسان مما قد تتعرض له من أصناف االعتداء ضمانا لبقاء الحياة االجتماعية وارتقائها‪.‬‬

‫ويدخل ضمن اإلجراءات الماسة بالحرية الشخصية‪ ،‬الوضع تحت الحراسة النظرية واالعتقال‬
‫االحتياط وكذا الوضع تحت المراقبة القضائية‪ ،‬وتعد هذه اإلجراءات من أخطر إجراءات التحقيق الماسة‬
‫ي‬
‫بالحرية الشخصية والمتخذة ف مواجهة الفرد‪ ،‬ولذلك خصها ر‬
‫المشع بتنظيم خاص ومحكم‪.‬‬ ‫ي‬
‫المشع قد نظم قواعد هذه اإلجراءات بشكل محكم فنتسأل هل ّ‬
‫نص بشكل رصي ح عىل‬ ‫وإذا كان ر‬

‫جزاء البطالن نتيجة مخالفة هذه القواعد؟‬

‫مطلبي‪ ،‬سنخصص المطلب األول‬


‫ر‬ ‫لإلجابة عن هذا التساؤل سنقسم موضوع دراستنا إىل‬
‫الثان للحديث‬
‫ي‬ ‫للحديث عن بطالن إجراءات الوضع تحت الحراسة النظرية‪ ،‬عىل أن نخصص المطلب‬
‫االحتياط والوضع تحت المراقبة القضائية‪.‬‬
‫ي‬ ‫عن بطالن األمر باالعتقال‬

‫‪5‬‬
‫المطلب األول‪:‬‬

‫بطالن إجراءات الوضع تحت الحراسة النظرية‬

‫يقصد بالوضع تحت الحراسة النظرية‪ ،‬احتفاظ ضابط ر‬


‫الشطة القضائية يف مركز عمله بالمشبوه‬
‫فيه لحاجيات إجراءات البحث التمهيدي‪ ،1‬ويملك ضابط ر‬
‫الشطة القضائية هذا الحق سواء كان المشبوه‬
‫فيه يف حالة تلبس أم ال‪.2‬‬

‫وبي رشوطه ومدته‪،‬‬ ‫ونظرا لكون هذا اإلجراء‪ ،‬يعد قيدا عىل حرية األفراد‪ ،‬فقد نظمه ر‬
‫المشع‪ ،‬ر‬
‫ر‬
‫الت تعد يف ذاتها ضمانات يف مواجهة الشطط أو التعسف المحتمل يف‬
‫وأحاطه بجملة من المقتضيات ي‬
‫مجال تقييد حرية األفراد‪.3‬‬

‫ر‬
‫المشع أحاط إجراء الوضع تحت الحراسة النظرية بمجموعة من اإلجراءات الالزمة‬ ‫إذا كان‬
‫الشكلية والموضوعية‪ ،‬فهل رتب عىل عدم ر‬
‫احيام هذه اإلجراءات بطالن هذه المسطرة‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬موقف ر‬


‫المشع المغرب من مخالفة قواعد الوضع تحت الحراسة النظرية‬

‫تضمن قانون المسطرة الجنائية مجموعة من المواد المنظمة ألحكام البحث التمهيدي بنوعيه‬
‫وكافة اإلجراءات المنجزة خالله‪ ،‬ولعل أهمها يتمثل يف الوضع تحت الحراسة النظرية‪.‬‬

‫‪ - 1‬وقد عمل المشرع المغربي على تحديد مدة الحراسة النظرية في المادتين ‪ 66‬و‪ 80‬من قانون المسطرة الجنائية كما يلي‪:‬‬
‫‪ 48 -‬ساعة في الجرائم العادية قابلة للتجديد مرة واحدة بإذن كتابي لمدة ‪ 24‬ساعة‪.‬‬
‫‪ 96 -‬ساعة في جرائم أمن الدولة الداخلي والخارجي قابلة للتجديد مرة واحدة بإذن كتابي لنفس المدة‪.‬‬
‫‪ 96 -‬ساعة في الجرائم اإلرهابية قابلة للتجديد مرتين لمدة ‪ 96‬ساعة في كل مرة بناء على إذن كتابي من النيابة العامة‪.‬‬
‫‪ - 2‬د‪ .‬أحمد الخمليشي‪ ،‬شرح قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الدعوى العمومية‪-‬الدعوى المدنية‪ -‬البحث التمهيدي‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة‬
‫السادسة ‪ ،2001‬الصفحة ‪.209‬‬
‫‪ - 3‬د‪ .‬الحبيب بيهي‪ ،‬شرح قانون المسطرة الجنائية الجديد‪ ،‬الجزء األول‪:‬البحث في الجرائم والتثبت منها‪ ،‬البحث التمهيدي‪ ،‬التحقيق االعدادي‪،‬اإلثبات‬
‫الجنائي‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪،‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية ‪ ،2004‬الصفحة ‪.147‬‬
‫‪6‬‬
‫شء م ن‬‫ر‬ ‫ر‬ ‫إال أن موقف ر‬
‫المغرن من خالل هذا اإلجراء وما ييتب عليه من أدلة يحتاج إىل ي‬
‫ري‬ ‫المشع‬
‫التوضيح‪ ،‬حيث سكت عن جزاء اإلخالل بقواعد الوضع تحت الحراسة ومن ضمنها خرق المدة القانونية‪.‬‬

‫الحاىل‬ ‫ر‬
‫المشع ضمن قانون المسطرة الجنائية‬ ‫والجدير بالذكر أنه كان من المنتظر أن يتدخل‬
‫ي‬
‫ليحسم الخالف الذي نشأ عن سكوته ضمن قانون المسطرة الجنائية الملىع‪ ،4‬وال شك أن هذا الصمت‬
‫العفوي أو المقصود إزاء مسألة لها أهميتها البالغة‪ ،‬يفتح باب لتضارب اآلراء ربي الفقه والقضاء‪.‬‬

‫وإذا رجعنا إىل القانون المرصي‪ ،‬نجده قد نص رصاحة بمقتض قانون اإلجراءات الجنائية المرصي‬
‫ر‬
‫المباش خالل الوضع تحت الحراسة النظرية‪ ،‬وهكذا قضت المادة‬ ‫عىل البطالن نتيجة اإلكراه والتهديد‬
‫المتهمي أو الشهود تحت وطأة اإلكراه أو التهديد‬
‫ر‬ ‫‪ 302‬منه عىل أن " كل ترصي ح ثبت أنه صدر من أحد‬
‫المغرن بنص‬ ‫تشيعنا المغرن حيث لم يتعرض ر‬
‫المشع‬ ‫نظي ف ر‬
‫ري‬ ‫ري‬ ‫يهدر وال يعول عليه "‪ ،‬وهو ما ال نجد له ر ي‬
‫ويعتي هذا الموقف مثار‬
‫ر‬ ‫رصي ح للجزاء المقرر نتيجة اإلخالل بأحكام الوضع تحت الحراسة النظرية‪،‬‬
‫ر‬
‫المشع لم يفته يف معرض ذكر أحكام تفتيش المنازل‪ ،‬أن يقرر رصاحة بطالن‬ ‫استغراب‪ ،‬ال سيما وأن‬
‫بشوطه‪5.‬‬‫التفتيش عند اإلخالل ر‬

‫ومما تجدر اإلشارة إليه أن خرق أحكام وضمانات الوضع تحت الحراسة النظرية ال تنحرص فقط‬
‫يف تجاوز مدتها وتمديدها‪ ،‬وإنما تطال ضمانات أخرى كمخالفة القواعد األخرى والمتعلقة خصوصا‬
‫بالبيانات الواجب تضمينها بالسجالت ومحارص االستجواب‪ ،‬أو الوضع تحت الحراسة النظرية دون إذن‬
‫كبية‪ ،‬بحيث نجد ر‬
‫المشع‬ ‫غي حالة التلبس‪ ،‬فإذن النيابة العامة يطرح أيضا إشكالية ر‬
‫من النيابة العامة يف ر‬
‫ر‬
‫الت أوجب فيها عىل ضابط‬
‫المغرن لم ينص كذلك عىل جزاء هذا المقتض خاصة يف األحوال العادية ي‬
‫ري‬
‫ر‬
‫الشطة القضائية الحصول عىل إذن النيابة العامة قبل اتخاذ إجراء الوضع تحت الحراسة النظرية‪ ،‬خالفا‬
‫ر‬
‫الت ترك فيها السلطة التقديرية لضابط ر‬
‫الشطة القضائية يف اتخاذ هذا‬ ‫لما عليه األمر يف حاالت التلبس ي‬
‫وف هذا اإلطار تضاربت اآلراء أيضا فهناك من يرى أن الوضع تحت الحراسة النظرية‬
‫التدبي من عدمه‪ ،‬ي‬
‫ر‬

‫‪ - 4‬لم يحظى موضوع الجزاء المقرر لمخالفة أحكام الوضع تحت الحراسة‪ ،‬بالعناية خالل مناقشة مشروع قانون المسطرة الجنائية (القانون الحالي) في‬
‫لجنة التشريع والعدل وحقوق اإلنسان‪ ،‬باستثناء بعد التدخالت‪ ،‬التي طالبت بتجريم تجاوز الوضع تحت الحراسة أو عدم إعطاء أي حجة للمحضر عند هذا‬
‫التجاوز‪ .‬والظاهر أنه حصل لدى النواب شبه اقتناع بأال حاجة لترتيب أي جزاء عن اإلخالل بقواعد الوضع تحت الحراسة النظرية‪ ،‬وهو موقف منتقد لما‬
‫فيه من إهمال لضمانات الحرية الفردية‪ .‬الحظ تقرير لجنة العدل والتشريع وحقوق اإلنسان بمجلس النواب حول مشروع قانون المسطرة الجنائية (القانون‬
‫الحالي) الصفحة ‪ 124‬نقال عن الحبيب بيهي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪ ،153‬الهامش ‪.136‬‬
‫‪ - 5‬لحسن بيهي‪ " :‬ضمانات حقوق اإلنسان في مواجهة التعذيب واالعتقال التحكمي "‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في الحقوق‪ ،‬قانون خاص‪ ،‬جامعة‬
‫محمد الخامس أكدال الرباط‪ ،‬سنة ‪ ،2000‬الصفحة ‪.202‬‬
‫‪7‬‬
‫دون اإلذن المذكور ف المادة ‪ 80‬من قانون المسطرة الجنائية يعتي خرقا للقانون ر‬
‫وييتب عنه اعتبار‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫اإلجراءات المنجزة ف تلك ر‬
‫الفية أو الناتجة عنها كأن لم تكن إضافة إىل العقوبات المقررة عىل االعتقال‬ ‫ي‬
‫الجنان‪ ،‬فيما يرى البعض اآلخر خالف هذا الرأي‬
‫ي‬ ‫التحكىم بموجب المواد من ‪ 225‬إىل ‪ 228‬من القانون‬
‫ي‬
‫الت لم تنص عىل هذا اإلجراء بصيغة‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت وردت يف المادة ‪ 80‬من ق م ج ي‬
‫ويستند يف ذلك عىل الصيغة ي‬
‫الوجوب أو ترتيب آثار معينة‪ ،‬ولكون سلطة الوضع تحت الحراسة النظرية ر‬
‫تبق يف جميع األحوال من ربي‬
‫الشطة القضائية‪ ،‬طالما أن ر‬
‫المشع قد أعطاه الحق يف تقدير رصورة البحث‬ ‫الصالحيات المخولة لضابط ر‬
‫الشوط الموضوعية للحراسة النظرية‪6.‬‬‫يعتي مسؤوال إال إذا انعدمت ر‬
‫والذي ال ر‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬موقف القضاء والفقه من جزاء اإلخالل بقواعد الوضع تحت الحراسة النظرية‬

‫مت تبث عدم ر‬


‫احيام مدتها‬ ‫إن القضاء المغرن يتجه إىل الحكم ببطالن إجراء الحراسة النظرية ر‬
‫ري‬
‫ر‬
‫التاىل‪ " :‬تجاوز الفية المسموح بها قانونيا ‪-‬الحراسة النظرية‪ -‬ر‬
‫يتعي معه اإلشهاد‬ ‫ي‬ ‫وهو ما جاء به الحكم‬
‫وف قرار آخر صادر عن محكمة االستئناف بمراكش جاء فيه أن‪" :‬‬ ‫عىل عدم قانونية الحراسة النظرية " ‪ ،‬ي‬
‫‪7‬‬

‫‪...‬الفصل ‪ 24‬من قانون المسطرة الجنائية لم يرتب أثرا عىل اإلخالل بأحد البيانات المنصوص عليها فيه‪،‬‬
‫ولو شاء ذلك لفعل يف نفس الفصل رصاحة‪ ،‬وأن التمسك بمقتضيات الفصل ‪ 751‬من قانون المسطرة‬
‫ر‬
‫الت يأمر بها القانون‪ ،‬ولم تنجز عىل الوجه‬
‫غي محله‪ ،‬ألنه يتحدث عن اإلخالل باإلجراءات ي‬
‫الجنائية يف ر‬
‫يمض المتهم عليها‬
‫ي‬ ‫المطلوب‪ ،‬كإجراء الوضع تحت الحراسة النظرية وتاري خ تقديم المتهم‪ ،‬فهنا يجب أن‬
‫أو ينص عىل امتناعه عن اإلمضاء وإال كان المحرص باطال إلخالله بإجراء أمر به القانون لضمان رشعية‬
‫الوضع تحت الحراسة النظرية‪ ،‬أما التوقيع أو رفض التوقيع عىل أقوال المتهم فال رييتب عنه البطالن‬
‫‪.8"...‬‬

‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬


‫الت يستغرقها نقل‬
‫الت كانت تطرح يف هذا الصدد‪ ،‬ما يتعلق بالفية ي‬ ‫ومن اإلشكاالت األخرى ي‬
‫المشتبه فيه من مخفر ر‬
‫الشطة القضائية وتقديمه إىل النيابة العامة المختصة‪.‬‬

‫‪ - 6‬زينب عيوش‪ " :‬ضمانات المتهم في مرحلة ما قبل المحاكمة "‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2009 ،‬بدون دار النشر‪ ،‬الصفحة ‪ .36/35‬المحكمة االبتدائية بالدار‬
‫البيضاء بتاريخ ‪ ،2004/11/17‬ملف جنحي تلبسي عدد ‪ 2004/161/72‬مجلة الملف‪ ،‬عدد‪ ،2005 ،7‬الصفحة ‪.30‬‬
‫‪ - 7‬المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء بتاريخ ‪ ،2004/11/17‬ملف جنحي تلبسي عدد ‪ 2004/161/72‬مجلة الملف‪ ،‬عدد‪ ،2005 ،7‬الصفحة ‪.30‬‬
‫‪ - 8‬محكمة االستئناف بمراكش تحت عدد ‪ 04/608‬بتاريخ ‪ 19‬أبريل ‪ 2004‬ملف جنحي تلبسي‪ .‬نقال عن د‪ .‬هشام بنعلي‪ ،‬بطالن اإلجراءات الجنائية‪،‬‬
‫دراسة تأصيلية نظرية وعملية مقارنة‪ ،‬مكتبة دار السالم‪ ،‬الرباط‪.2017 ،‬‬
‫‪8‬‬
‫ر‬
‫ألق عليه‬ ‫ر‬
‫فلنفيض مثال أن شخصا ارتكب جريمة بمدينة طنجة ثم فر إىل مدينة الداخلة حيث ي‬
‫ر‬
‫الت يستغرقها نقل المتهم من مدينة الداخلة إىل‬
‫القبض هناك بمقتض مذكرة بحث وطنية‪ ،‬فهل المدة ي‬
‫ال؟‪9‬‬ ‫مدينة طنجة يمكن احتسابها ضمن مدة الحراسة النظرية أم‬

‫لقد أجابت محكمة النقض عىل هذا اإلشكال حيث جاء ف قرار للغرفة الجنائية بها ما يىل‪ " :‬ر‬
‫الفية‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الت يستغرقها نقل المتهم من مخفر الحجز اإلداري وتقديمه إىل النيابة العامة المختصة ال تدخل يف‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫وف قرار آخر صادر عن نفس الغرفة جاء فيه‪..." :‬‬ ‫ر‬
‫حساب الفية الممتدة قانونا للحراسة النظرية " ‪ ،‬ي‬
‫‪10‬‬

‫الت يقضيها المتهم رهن الحجز اإلداري وتحت‬‫ر‬ ‫ر‬


‫ه الفية ي‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬فإن كانت مدة الحراسة النظرية ي‬
‫وإشاف الضابط المكلف بالبحث معه‪ ،‬فإن هذه المدة ر‬
‫تبق قائمة ما دام المتهم محتجزا بمخفر‬ ‫مراقبة ر‬
‫ر‬
‫الت تستوجبها إجراءات مسافة الذهاب عند تقديمه إىل‬
‫الضابط المذكور وال تحتسب من ضمنها المدة ي‬
‫ر‬
‫الت تستغرقها إجراءات استنطاق المتهم من طرف أحد أعضاء النيابة المذكورة‪...‬‬
‫النيابة العامة أو المدة ي‬
‫اعتيت أن مدة الحراسة النظرية قد انتهت تبعا لما ورد يف المحرص عىل‬
‫وتبعا لذلك‪ ،‬فإن المحكمة عندما ر‬
‫اعتيت أن المتهم قد رفع عنه الحجز اإلداري‬
‫الساعة السادسة والنصف من صباح يوم‪ ،99-10-7‬فإنها قد ر‬
‫ر‬
‫الت قضاها خارج مخفر الحجز يف انتظار استنطاقه‬
‫بداية من الساعة المذكورة برصف النظر عن المدة ي‬
‫من طرف عضو النيابة العامة المختصة‪ ،‬فجاء قرارها موافقا لما يستوجبه القانون يف الموضوع وكان الفرع‬
‫غي أساس‪11".‬‬
‫من الوسيلة عىل ر‬

‫والمالحظ أن اجتهاد المحكمة الدائمة للقوات المسلحة الملكية‪ ،‬ومحكمة العدل‬


‫تسي نحو االستقرار‪ ،‬من حيث اعتبار‬
‫الخاصة(الملغاة)‪ ،‬وبعض الغرف الجنائية لدى محاكم االستئناف‪ ،‬ر‬
‫يحيم مقتضيات الوضع تحت الحراسة النظرية باطال‪ ،‬مع إبطال ما رييتب عليه من‬
‫المحرص الذي لم ر‬

‫اعتقال أو إجراءات‪ 12،‬ونذكر عىل سبيل المثال‪ ،‬الحكم الصادر عن غرفة الجنايات بمحكمة االستئناف‬

‫‪ - 9‬د‪ .‬هشام بنعلي‪ " :‬بطالن اإلجراءات الجنائية‪ ،‬دراسة تأصيلية نظرية وعملية مقارنة "‪ ،‬مكتبة دار السالم‪ ،‬الرباط‪ ،2017 ،‬الصفحة ‪.225‬‬
‫‪ - 10‬الغرفة الجنائية بمحكمة النقض‪ ،‬عدد ‪ 404‬بتاريخ ‪ 04‬فبراير ‪ ،2001‬ملف عدد ‪ ،2000/8649‬النشرة اإلخبارية للمجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪،12-2004‬‬
‫الصفحة ‪.15‬‬
‫‪ - 11‬الغرفة الجنائية بمحكمة النقض‪ ،‬عدد ‪ 475‬بتاريخ ‪ ،2001-01-25‬ملف جنحي عدد ‪ ،2000-2085‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪،62‬‬
‫السنة الخامسة والعشرون‪ ،‬الصفحة ‪.278‬‬
‫‪ - 12‬حيث جاء في حكم صادر عن محكمة العدل الخاصة‪ ،‬عدد ‪ 773‬بتاريخ ‪ 13‬أبريل ‪ 1979‬ملف عدد ‪ ،499‬منشور في مجلة المحاماة عدد ‪،15‬‬
‫الصفحة ‪ . 87‬ما يلي‪ " :‬المحضر الذي حرر من طرف الضابطة القضائية مع عدم مراعاة مدة الوضع تحت الحراسة‪ ،‬يعتبر محضرا لم ينجز على الوجه‬
‫القانوني‪ ،‬ولذلك يجب تركه واعتباره كأن لم ينجز عمال بمقتضيات الفصل ‪ 765‬من قانون المسطرة الجنائية وبالتالي يتعين التصريح برفع االعتقال عن‬

‫‪9‬‬
‫األظناء‪ ،‬وإطالق سراحهم‪ ،‬ومحاكمتهم في حالة سراح‪ ." ...‬وصارت على نفس التوجه – محكمة العدل الخاصة – في الحكم الصادر بتاريخ==‬
‫بالرباط بتاري خ ‪ 1980/06/10‬والذي جاء فيه‪ " :‬بأن المحرص المحرر من طرف الضابطة القضائية‪ ،‬مع‬
‫عدم ر‬
‫احيام مدة الوضع تحت الحراسة‪ ،‬لم يثبت إنجازه عمال بمقتضيات الفصل ‪ 765‬من قانون المسطرة‬
‫وبالتاىل كنتيجة لذلك‪ ،‬يجب الترصي ح برفع حالة االعتقال عنهم وإطالق شاحهم وتركهم أحرار‪،‬‬
‫ي‬ ‫الجنائية‪،‬‬
‫ومحاكمتهم يف حالة شاح"‪.13‬‬

‫أما بالنسبة لموقف محكمة النقض بشأن الجزاء المقرر لإلخالل بأحكام الوضع تحت الحراسة‬
‫فق بعض القرارات تذهب إىل أن قواعد الوضع تحت الحراسة النظرية لم‬ ‫النظرية فيتسم بالتذبذب‪ ،‬ي‬
‫يجعلها القانون تحت طائلة البطالن‪ ،‬ومنه فال يمكن أن رييتب عنها البطالن إال إذا ثبت أن عدم مراعاتها‬
‫وف نفس المنىح قضت نفس المحكمة‬
‫مشوبي بعيوب يف الجوهر ‪ ،‬ي‬
‫‪14‬‬
‫ر‬ ‫جعل البحث عن الحقيقة وإثباتها‬
‫الفصلي ‪ 68‬و‪ 69‬منه مدة الوضع تحت الحراسة النظرية‬
‫ر‬ ‫بأنه‪ " :‬لي كان قانون المسطرة الجنائية قد حدد‬
‫وعي عىل ذلك بصيغة الوجوب‪ ،‬فإنه لم يرتب جزاء البطالن عىل عدم ر‬
‫احيام ذلك كما فعل بالنسبة‬ ‫ر‬
‫للمقتضيات المنصوص عليها يف الفصول ‪ 65-64-62-61‬منه إذ قد يتعذر تقديم الشخص يف الوقت‬
‫ر‬
‫الت تطلبت القيام بالعديد من المعاينات وليس‬
‫المحدد ألسباب تتعلق بالبحث كما هو الحال يف النازلة ي‬
‫ف هذا ما يمكن اعتباره خرقا لحقوق الدفاع أو مسا بحريات األشخاص"‪15.‬‬
‫ي‬

‫حي ذهبت محكمة النقض يف قرار آخر إىل القول بأن‪ " :‬مدة الحراسة النظرية يجب أال تتعدى‬
‫يف ر‬
‫وف نفس المنىح قضت نفس المحكمة بأنه‪ " :‬لما الحظت المحكمة أن‬ ‫المدة المسموح بها قانونا " ‪ ،‬ي‬
‫‪16‬‬

‫مدة حراسة المتهم النظرية استغرقت ر‬


‫أكي من ‪ 96‬ساعة المحددة قانونا‪ ،‬ورتبت عىل ذلك استبعاد محرص‬
‫الضابطة القضائية ثم عادت وأدانت المتهم‪ ،‬بناء عىل ر‬
‫اعيافه الوارد يف المحرص المذكور‪ ،‬فإنها تكون قد‬
‫"‪17.‬‬ ‫بنت قضاءها عىل علل متناقضة‪ ،‬مما يجعل حكمها ناقص التعليل‪ ،‬ويوازي انعدامه‬

‫=‪ ،1990/03/22‬رقم ‪ ،987‬ملف عدد ‪ .601‬وهو نفس المنحى الذي ذهبت عليه المحكمة العسكرية في حكم رقم ‪ 905/85‬قضية رقم ‪79/1255/1645‬‬
‫بتاريخ ‪.1980/01/14‬‬
‫‪ - 13‬نقال عن د‪ .‬الحبيب بيهي‪ ،‬شرح قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المرجع السابق الصفحة ‪.155/154‬‬
‫‪ - 14‬القرار رقم ‪ 39-047‬بتاريخ ‪ 14‬يوليوز ‪ ،1972‬ونفس المبدأ حرفيا قررته في األحكام التالية‪:‬‬
‫‪ -‬قرار عدد ‪ 157‬تاريخ ‪ 1973/10/12‬قضية ‪44-381‬‬
‫‪ -‬قرار عدد ‪ 1504‬تاريخ ‪ 1974-10-10‬قضية ‪44-601‬‬
‫‪ -‬قرار عدد ‪ 1705‬تاريخ ‪ 1976-12-16‬قضية ‪55-554‬‬
‫مذكور عند الدكتور أحمد الخمليشي‪ ،‬شرح قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪.212‬‬
‫‪ - 15‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 2461‬بتاريخ ‪ ،1986-03-23‬ملف جنائي عدد ‪ ،15-582‬مذكور بمجلة القضاء والقانون‪ ،‬عدد ‪ ،138‬فبراير ‪،1988‬‬
‫الصفحة ‪.279‬‬
‫‪ - 16‬قرار محكمة النقض رقم ‪ ،5301‬بتاريخ ‪ ،1983-03-26‬ملف جنحي عدد ‪ ،90194/83‬مجلة قضاء المجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪ ،47‬الصفحة ‪.191‬‬
‫‪ - 17‬قرار محكمة النقض رقم ‪ ،6846‬بتاريخ ‪ ،1983-11-01‬ملف جنائي عدد ‪ ،17-196‬مجلة قضاء المجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪ ،36-35‬الصفحة ‪.255‬‬
‫‪10‬‬
‫فقه‪ ،‬وقد أجمعت اآلراء‬
‫ي‬ ‫إن هذا الموقف المتذبذب لمحكمة النقض‪ ،‬كان وسيظل محل انتقاد‬
‫الفقهية‪ ،‬عىل اعتبار أحكام الوضع تحت الحراسة من النظام العام‪ ،‬وأن قواعدها قواعد آمرة‪ ،‬لكونها تتعلق‬
‫بحرية األفراد‪ ،‬وتشكل يف ذاتها قواعد جوهرية تجد سندها يف أحكام الفصل ‪ 10‬من الدستور‪ ،‬والفصل‬
‫ر‬
‫المشيس " مما ال جدال فيه أن‬ ‫العلىم‬ ‫اإلدريس‬ ‫وف هذا اإلطار يقول‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪ 751‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬ي‬
‫وه‬
‫قانون المسطرة الجنائية لم يرتب البطالن رصاحة يف الموضوع‪ ،‬لكن هذا ال يمنع من مالحظة أخرى‪ ،‬ي‬
‫الت يقررها قانون المسطرة الجنائية ال يمكن‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫أن الوضع تحت الحراسة النظرية بشكل مخالف للشوط ي‬
‫ر‬
‫أن يقاس عىل أي إجراء مسطري آخر‪ ،‬فهو بدقة حسب شخص خارج الحاالت ا ي‬
‫لت يقرر فيها القانون هذا‬
‫ر‬
‫بت عىل جرم يؤدي إىل بطالنه‬ ‫بت عىل باطل فهو باطل‪ ،‬بل أكي من ذلك‪ ،‬ما ي‬ ‫البديه أن ما ي‬
‫ي‬ ‫الحبس ومن‬
‫مشوع تحت الحراسة يدخل يف هذه‬ ‫غي ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫وإىل الجزاء الميتب عنه‪ ،‬لذا نعتقد أن كل ما ييتب عن وضع ر‬
‫القاعدة‪ ،‬بحيث يكون الوضع يف حد ذاته باطال وما رييتب عنه باطال "‪.18‬‬

‫المشع‪ ،‬لتبيان األثر ر‬


‫الميتب عىل اإلخالل بأحكام الوضع تحت‬ ‫ويقول محمد عياط‪ " :‬إن إغفال ر‬

‫غي معقول‪ ،‬خاصة إذا قارناه بموقفه مع أحكام التفتيش وقد‬


‫تقصي ر‬
‫ر‬ ‫الحراسة بنص خاص ورصي ح‪ ،‬فيه‬
‫كان عليه أن يساوي اإلخالل بأحكام الوضع تحت الحراسة رصاحة باإلخالل بأحكام التفتيش‪ ،‬من حيث‬
‫األثر ر‬
‫الميتب عليها وهو البطالن "‪.19‬‬

‫ويذهب محمد جوهر إىل القول "إن أول استنتاج يمكن القيام به هو غياب جزاء رصي ح يرتب‬
‫المغرن‪،‬‬ ‫البطالن عىل اإلخالل بضمانات الوضع تحت الحراسة النظرية‪ ،‬وهذا السكوت المتعمد ر‬
‫للمشع‬
‫ري‬
‫ر‬
‫الت اختارت الفاعلية البوليسية يف حفظ النظام"‪.20‬‬ ‫ر‬
‫شء ورثه عن المسطرة الجنائية الفرنسية ي‬
‫ي‬

‫المغرن يف عدم تنصيصه عىل جزاء خرق‬ ‫ر‬


‫المشع‬ ‫حي ذهب محمد بولمان إىل انتقاد‬ ‫يف ر‬
‫ري‬
‫المشع يف الحفاظ عىل قساوة مرحلة البحث التمهيدي‪،‬‬‫ر‬ ‫الضمانات القانونية‪ ،‬ويفش ذلك يف رغبة‬
‫وتحقيق الفاعلية البوليسية عىل مذبح الحرية الفردية‪.‬‬

‫‪ - 18‬د‪ .‬محمد اإلدريسي العلمي المشيشي‪ " :‬المسطرة الجنائية‪ ،‬المؤسسات القضائية "‪ ،‬منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية‪ ،‬الجزء‬
‫األول‪ ،‬طبعة ‪ ،1991‬الصفحة ‪.203/202‬‬
‫‪ - 19‬د‪ .‬محمد عياط‪ " :‬دراسة في المسطرة الجنائية المغربية "‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مطبعة بابل الرباط‪ ،1991 ،‬الصفحة ‪.58‬‬
‫‪ - 20‬د‪ .‬محمد جوهر‪ " :‬الجريمة التلبسية والحريات الفردية في السياسة الجنائية المغربية "‪ ،‬المجلة المغربية للقانون واقتصاد التنمية‪ ،‬عدد ‪،1999-29‬‬
‫الصفحة ‪.102‬‬
‫‪11‬‬
‫الخمليس أن تجاوز ر‬
‫فية الوضع تحت الحراسة النظرية يؤدي إىل بطالن‬ ‫ر‬ ‫اعتي الدكتور أحمد‬
‫ي‬ ‫وقد ر‬
‫بت‬ ‫محرص البحث التمهيدي‪ ،‬سواء كان التجاوز من الضابط ر‬
‫قانون‪ ،‬ألن ما ي‬
‫ي‬ ‫غي‬
‫مباشة‪ ،‬أو بناء عىل تمديد ر‬
‫ر‬
‫باف الفقهاء الذين يقرون ببطالن المحارص‬‫عىل باطل فهو باطل‪ ،‬وكان سنده يف هذا الصدد ‪-‬إىل جانب ي‬
‫المتعلقة بالوضع تحت الحراسة النظرية ‪ -‬أن األحكام المنظمة للحرية الشخصية من أهم حقوق الدفاع‬
‫تعتي قواعدها من النظام العام‪ ،‬وكل إخالل بها يؤدي إىل البطالن ويعد خرقا لقواعد جوهرية كرسها‬
‫والت ر‬‫ر‬
‫ي‬
‫المادتي ‪ 289‬و‪ 751‬من قانون المسطرة الجنائية الذين يعدمان‬
‫ر‬ ‫الفصل ‪ 10‬من الدستور‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫رصاحة اآلثار عن كل إجراء تم مخالف للقانون‪ ،‬بل أن األمر ال يقترص عىل بطالن محرص ضابط ر‬
‫الشطة‬
‫الجنان‪ ،‬وعليه يستند الفقه‬
‫ي‬ ‫يعتي اعتقاال تحكميا حسب رصي ح الفصل ‪ 225‬من القانون‬
‫وإنما هذا التجاوز ر‬
‫يف رتيير بطالن مسطرة الحراسة النظرية‪ ،‬رغم غياب النص الرصي ح إىل مقتضيات المادة ‪ 751‬من قانون‬
‫القانون‪ ،‬إضافة إىل صيغة الوجوب‬ ‫ر‬
‫الت قررت بطالن كل إجراء لم ينجز عىل الوجه‬
‫ي‬ ‫المسطرة الجنائية ي‬
‫ر‬
‫الت جاءت بها المادة ‪ 66‬من قانون المسطرة الجنائية "‪ ...‬لمدة ال تتجاوز ‪ 48‬ساعة‪ ،" ...‬والمادة‬
‫واإللزام ي‬
‫ر‬
‫الت تنص عىل أنه " يثبت الوضع تحت الحراسة حسب الشكليات المنصوص عليها‬
‫‪ 82‬من ذات القانون ي‬
‫يف المواد ‪ 66‬و‪ 67‬و‪ ،"...68‬ناهيك عن مقتضيات المادة ‪ 289‬من قانون المسطرة الجنائية والفصل ‪10‬‬
‫من الدستور‪.‬‬

‫الفقه‪ ،‬نجد يف المقابل اتجاه ضعيف يميل إىل عدم األخذ ببطالن‬
‫ي‬ ‫وإىل جانب هذا اإلجماع‬
‫مسطرة الوضع تحت الحراسة‪ ،‬ويستدل ف ذلك عىل صمت ر‬
‫المشع يف النص عىل جزاء خرق مسطرة‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫المشع لو أراد فعال إقرار البطالن لنص عليه رصاحة كما فعل بالنسبة لمسطرة‬ ‫الحراسة النظرية وأن‬
‫التفتيش‪.21‬‬

‫المغرن ونص رصاحة عىل بطالن الوضع تحت الحراسة النظرية‬ ‫وعموما حبذا لو تدخل ر‬
‫المشع‬
‫ري‬
‫الذي لم ر‬
‫تحيم إجراءاته القانونية‪ ،‬لما يف ذلك من تقوية للضمانات الممنوحة للمشتبه فيهم وحماية‬
‫لحريتهم الفردية‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪ - 21‬الحسن بيهي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪.88‬‬


‫المطلب الثاب‪:‬‬

‫بطالن األمر باالعتقال االحتياط والوضع تحت المراقبة القضائية‬

‫يرم إىل الزج بالمتهم –وفقا للقانون‪ -‬يف السجن‪ ،‬وسلبه حريته‬
‫تدبي ي‬
‫االحتياط‪ ،‬ر‬
‫ي‬ ‫يقصد باالعتقال‬
‫لمدة مؤقتة تطول أو تقرص‪ ،‬دون أن تتعدي الحد األقض الذي قرره ر‬
‫المشع‪ ،‬وقد ظلت إجراءات االعتقال‬
‫االحتياط تمثل الصورة الواضحة للرصاع الدائم ربي متطلبات حماية المجتمع ورصورة الحفاظ عىل‬
‫ي‬
‫الحقوق والحريات الفردية‪ ،‬لذلك كان من الرصوري أن يجد ر‬
‫المشع إجراء موازيا يضمن الفعالية مع تجنب‬
‫وضع الشخص رهن االعتقال وهو ما اصطلح عليه بإجراءات الوضع تحت المراقبة القضائية‪.‬‬

‫االحتياط يف المواد من ‪159‬‬ ‫وقد عالج ر‬


‫المشع أحكام الوضع تحت المراقبة القضائية واالعتقال‬
‫ي‬
‫تدبيان استثنائيان ال يعمل بهما إال يف الجنايات أو‬
‫إىل ‪ 188‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬مؤكدا عىل أنهما ر‬
‫الجنح المعاقب عليها بعقوبة سالبة للحرية‪.‬‬

‫كتدبيين يجوز‬
‫ر‬ ‫السالفي‪ ،‬وإنما اكتق بالنص عليهما‬
‫ر‬ ‫التدبيين‬
‫ر‬ ‫والجدير بالذكر أن ر‬
‫المشع لم يعرف‬
‫لقاض التحقيق اتخاذهما يف أي مرحلة من مراحل التحقيق اإلعدادي‪.22‬‬
‫ي‬

‫لقاض‬
‫ي‬ ‫تدبي يحق بمقتضاه‬‫بيه الوضع تحت المراقبة القضائية‪ ،‬بأنه ر‬
‫وعرف الدكتور الحبيب ي‬
‫ر‬
‫الت تؤمن بقاءه رهن إشارة العدالة‪ ،‬وتحول‬ ‫ر‬
‫التحقيق‪ ،‬أن يخضع المتهم إىل التقيد بجملة من االليامات‪ ،‬ي‬
‫ياط‪.23‬‬
‫دون فراره أو قيامه بإتالف األدلة‪ ،‬كما تجنبه مساوئ االعتقال االحت ي‬

‫‪ - 22‬خالل مناقشة المادة ‪ 159‬من قانون المسطرة الجنائية من طرف لجنة التشريع والعدل وحقوق اإلنسان بمجلس النواب‪ ،‬الحظ أحد النواب بأن‬
‫التعريف المنصوص عليه في المادة ‪ 150‬من المشروع بخصوص الوضع تحت المراقبة القضائية‪ ،‬واالعتقال االحتياطي‪ ،‬كتدبيرين استثنائيين هو تعريف‬
‫غير كامل‪ ،‬وطالب بإيجاد تعريف فقهي من أجل توحيد الفهم‪ .‬إال أن المناقشات سارت في تجنب وضع التعاريف من طرف المشرع‪ ،‬وذلك ألنها مسألة‬
‫فقهية‪ ،‬وأبقى النص على ما هو عليه‪ .‬الحظ تقرير لجنة التشريع والعدل وحقوق اإلنسان بمجلس النواب‪ ،‬حول مناقشة مشروع قانون المسطرة الجنائية‬
‫رقم ‪ ،22-01‬الجزء األول‪ ،‬الصفحة ‪( .157‬أنظر الحبيب بيهي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪ ،226‬الهامش ‪.)207‬‬
‫‪ - 23‬د‪ .‬الحبيب بيهي‪ ،‬شرح قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪.226‬‬
‫‪13‬‬
‫تدبيا وسطا ربي الحرية واالعتقال‪ ،‬بحيث‬
‫يعتي ر‬
‫ومن ثم فإن الوضع تحت المراقبة القضائية‪ ،‬ر‬
‫يجعل المتهم تحت نوع من الحرية المراقبة‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬موقف ر‬


‫المشع من بطالن كل من االعتقال االحتياط والوضع تحت المراقبة‬
‫القضائية‬

‫تدبيان تسلب بهما حرية شخص‬ ‫االحتياط والوضع تحت المراقبة‪ ،‬ر‬
‫ي‬ ‫إذا كان كل من االعتقال‬
‫وغيان وكأنهما عقوبة سابقة ألوانها‪.‬‬ ‫مؤقتي باإلدانة صادرين بشكل شي‬ ‫حكمي‬ ‫ر‬
‫يفيض أنه بريء‪ ،‬وكأنهما‬
‫ري‬ ‫ر‬ ‫ر‬

‫وإذا كان ر‬
‫المشع سمح بهذين اإلجراءين رغم خطورتهما‪ ،‬فهل تعامل بنفس الرصامة عند خرق أي‬
‫ان عن هذا اإلخالل؟‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫شط من شوطهما وقرر البطالن كجزاء إجر ي‬

‫ان‬
‫المغرن ال نجد أي نص يرتب رصاحة البطالن كجزاء إجر ي‬
‫ري‬ ‫بالرجوع إىل قانون المسطرة الجنائية‬
‫ر‬
‫والمشع عندما نص يف الباب‬ ‫االحتياط أو الوضع تحت المراقبة القضائية‪،‬‬ ‫عىل مخالفة أحكام االعتقال‬
‫ي‬
‫عش عىل بطالن إجراءات التحقيق نص عىل مجموعة من اإلجراءات رصاحة ولم ينص من بينها‬ ‫الثان ر‬
‫ي‬
‫ان عىل مخالفة‬ ‫ر‬
‫عىل بطالن هذين اإلجراءين‪ ،‬وب هذا يكون المشع قد سكت عن ترتيب البطالن كجزاء إجر ي‬
‫خطي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫المشع هذا أمام إجراء‬ ‫االحتياط أو الوضع تحت المراقبة القضائية‪ ،‬وموقف‬ ‫أحكام االعتقال‬
‫ي‬
‫كهاذين اإلجراءين من شأنه أن يفتح باب التجاوزات وإفراغ جميع الضمانات المنصوص عليها من‬
‫محتواها‪.‬‬

‫الفرنس أو المرصي ال نجد أيضا أي نص يرتب رصاحة‬ ‫وبالرجوع إىل ر‬


‫التشيعات المقارنة سواء‬
‫ي‬
‫اط أو الوضع تحت المراقبة القضائية‪.‬‬
‫البطالن عىل خرق أحكام االعتقال االحتي ي‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬موقف القضاء من بطالن كل من االعتقال االحتياط والوضع تحت المراقبة‬
‫القضائية‬

‫المغرن قد سكت أيضا عن بطالن األمر باالعتقال‬


‫ري‬ ‫القضان‪ ،‬نجد أن القضاء‬
‫ي‬ ‫بالرجوع إىل العمل‬
‫ر‬
‫الت تهم اإلفراج المؤقت‪ ،‬حيث جاء يف‬
‫االحتياط ولم يتطرق له إال عىل سبيل اإلشارة يف بعض القرارات ي‬
‫ي‬
‫‪14‬‬
‫المتعي فصلها‬
‫ر‬ ‫قرار لمحكمة النقض أنه " بمقتض الفصل ‪ 318‬من قانون المسطرة الجنائية فالمسائل‬
‫وغي ذلك مما يتعلق ببطالن المسطرة المجراة سابقا‪ ،‬يجب أن‬ ‫االحتياط ر‬
‫ي‬ ‫أوليا ومن جملتها االعتقال‬
‫يشع‬‫غي مقبولة لفوات إبانها"‪ ،24‬فهذا القرار ر‬
‫تقدم قبل كل دفع أو دفاع يف جوهر الدعوى وإال تصبح ر‬
‫االحتياط‪ ،‬إال أن محاكم المملكة ومحكمة االستئناف بالرباط‬
‫ي‬ ‫إلمكانية الدفع ببطالن األمر باالعتقال‬
‫القانون‪.25‬‬
‫ي‬ ‫االحتياط رغم صدورها خارج الوقت‬
‫ي‬ ‫نموذجا‪ ،‬قد أقرت بصحة أوامر تمديد مدة االعتقال‬

‫المغرن‪ ،‬فإن محكمة النقض الفرنسية سارت يف‬


‫ري‬ ‫الفرنس قضاء موحيا للقضاء‬
‫ي‬ ‫وإذا كان القضاء‬
‫االحتياط ال تؤدي إىل بطالن مسطرة‬
‫ي‬ ‫نفس االتجاه‪ ،‬حيث جاء يف قرار لها أن مخالفة رشوط االعتقال‬
‫التحقيق عندما ال يظهر أن هذا اإلجراء قد تسبب يف تغييب البحث عن الحقيقة‪.‬‬

‫المغربيي ال يرتبان جزاء البطالن عىل اإلخالل بضوابط االعتقال‬


‫ر‬ ‫ر‬
‫المشع والقضاء‬ ‫وإذا كان‬
‫االحتياط والوضع تحت المراقبة القضائية‪ ،‬فإننا نرى من وجهة نظرنا خالفا لذلك‪ ،‬ونعتقد أن هناك‬
‫ي‬
‫المشع ونص عىل بطالن هذه األوامر ف حالة عدم ر‬
‫احيامها‪ .‬فإذا كان لكل من األمر‬ ‫حاالت حبذا لو تدخل ر‬
‫ي‬
‫االحتياط والوضع تحت المراقبة القضائية ضوابط سبق وأن تطرقنا إليها فيجب ترتيب‬
‫ي‬ ‫باالعتقال‬
‫البطالن عند اإلخالل بأي منها‪.‬‬

‫ر‬ ‫ر‬
‫اط‬ ‫وعموما فإن األسباب والحاالت ي‬
‫الت يجب أن يرتب فيها المشع بطالن األمر باالعتقال االحتي ي‬
‫ه‪:‬‬ ‫ر‬
‫والوضع تحت المراقبة القضائية يف حالة عدم احيامها ي‬

‫‪ -1‬البطالن المتعلق بمحل أو موضوع االعتقال االحتياط‪:‬‬


‫ّ‬
‫وينبىع أال يشوب ذلك مخالفة ألحكام‬
‫ي‬ ‫االحتياط هو تقييد حرية المتهم‪،‬‬
‫ي‬ ‫فموضوع أو محل االعتقال‬
‫غي ر‬ ‫ّ‬
‫مشوع بما يستوجب بطالنه‪ ،‬ولعل أظهر ما يجب توافره يف‬ ‫اط ر‬‫القانون‪ ،‬وإال عد االعتقال االحتي ي‬
‫هذا الشأن أن يكون المعتقل متهما ال يحظر القانون اعتقاله احتياطيا‪ ،‬مثال ذلك المتهم الذي لم‬
‫يتجاوز عمره ‪ 12‬سنة‪ ،‬فمثل هذا الشخص يمنع اعتقاله يف مؤسسة عقابية ولو بصفة مؤقتة‪.‬‬

‫‪ - 24‬قرار عدد ‪ 88‬بتاريخ ‪ 4‬فبراير ‪ ،1982‬ملف جنحي عدد ‪ ،81-149‬مجموعة قرارات المجلس األعلى ‪ ،1986/66‬الصفحة ‪( .218‬نقال عن أحمد‬
‫تسودال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪.)109‬‬
‫‪25‬‬
‫‪- Cour d'appel de rabat, n 376 du 10 novembre 1991, cité par Agoumi Azzedine, " L'instruction préparatoire‬‬
‫‪d'après le nouveau code de procédure pénale marocain ", Diplôme d'études supérieures en droit privé, Université‬‬
‫أشار إليه أحمد تسودال‪ ،‬نظرية البطالن في قانون المسطرة الجنائية المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر ( ‪Mohamed 5, Rabat, 1962, page : 95.‬‬
‫)‪.‬في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واإلجتماعيةبطنجة سنة ‪ ، 2007-2006‬الصفحة ‪109‬‬
‫‪15‬‬
‫ر ئ‬
‫الناش عن تخلف سبب االعتقال االحتياط أو الوضع تحت المراقبة القضائية‪:‬‬ ‫‪ -2‬البطالن‬
‫قاض التحقيق ال يمكنه أن يصدر‬
‫ي‬ ‫االحتياط عىل الحقوق والحريات‪ ،‬فإن‬
‫ي‬ ‫نظرا لخطورة االعتقال‬
‫األمر به إال يف إطار الجرائم المعاقب عليها بعقوبة سالبة للحرية‪ ،‬فإذا صدر األمر باالعتقال يف مخالفة‬
‫أو يف جنحة ال يعاقب عليها بعقوبة سالبة للحرية‪ ،‬فإن هذا األمر يعد باطال‪.‬‬
‫االحتياط أو الوضع تحت المراقبة‬ ‫ر‬
‫المشع بالتنصيص عىل بطالن األمر باالعتقال‬ ‫يكتق‬ ‫وال‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫القضائية‪ ،‬إذا صدر يف مخالفة أو يف جنحة ال يعاقب عليها بعقوبة سالبة للحرية‪ ،‬بل حبذا لو رتب‬
‫ر‬
‫الت ر‬
‫تجي‬ ‫الميرات الواقعية الجدية ي‬
‫البطالن أيضا يف حالة عدم كفاية التسبيب‪ ،‬وذلك عند انتفاء ر‬
‫األمر به‪.‬‬
‫‪ -3‬بطالن االعتقال االحتياط أو الوضع تحت المراقبة القضائية بدون سبق استنطاق المتهم‪:‬‬
‫ال يجوز األمر باعتقال المتهم احتياطيا إال بعد استجوابه ولو لمرة واحدة‪ ،‬ألن االستجواب إجراء‬
‫قاض‬
‫ي‬ ‫جوهري يسمح فيه للمتهم باالطالع عىل الوقائع المسندة إليه‪ ،‬وإبداء أوجه دفاعه أمام‬
‫التحقيق‪ ،‬من خالل مناقشته يف التهمة الموجهة إليه‪ ،‬ومواجهته باألدلة القائمة ضده‪.‬‬
‫االحتياط أو الوضع تحت‬
‫ي‬ ‫للقاض بتقدير مدى الحاجة لألمر باالعتقال‬
‫ي‬ ‫كما أن االستجواب قد يسمح‬
‫المراقبة القضائية‪.‬‬
‫االحتياط أو الوضع تحت المراقبة القضائية قد تم دون استجواب المتهم‬
‫ي‬ ‫وعليه فإذا كان االعتقال‬
‫االحتياط أو الوضع‬
‫ي‬ ‫ولو لمرة واحدة أو إذا كان االستجواب مجرد أسئلة عن الهوية فقط فإن االعتقال‬
‫تحت المراقبة القضائية يكون باطال‪.‬‬
‫االحتياط والوضع تحت المراقبة القضائية إذا كان االستجواب قد وقع باطل‪،‬‬
‫ي‬ ‫ويبطل أيضا االعتقال‬
‫غي السلطة المختصة‪ ،‬أو كأن تخالف فيه قواعد‬
‫كأن تخالف يف إجرائه قاعدة جوهرية‪ ،‬كإجرائه من ر‬
‫إشعار المتهم بأنه حر يف عدم اإلدالء بأي ترصي ح وأن من حقه االتصال بمحاميه وإخباره بجميع‬
‫الضمانات القانونية‪ ،‬ر‬
‫وييتب عىل بطالن االستجواب بطالن كل ما ينتج عنه من آثار وبناء عليه يكون‬
‫األمر باالعتقال االحتياط أو األمر بالوضع تحت المراقبة القضائية ر‬
‫الميتب عىل االستجواب الباطل‬ ‫ي‬
‫باطال‪.‬‬
‫حتياط أو الوضع تحت المراقبة القضائية وجوب إخالء سبيل المتهم‬‫وييتب عىل بطالن االعتقال اال‬‫ر‬
‫ي‬
‫فورا‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ -4‬بطالن األمر باالعتقال االحتياط وإجراء الوضع تحت المراقبة القضائية لتجاوز المدة المحددة‬
‫لهما قانونا‪:‬‬
‫إن تجاوز أي إجراء من اإلجراءين المدة المحددة له قانونا‪ ،‬يجب أن رييتب عليه بطالنه لخرقه إجر ًاء‬
‫جوهريا‪ ،‬ذلك أن ر‬
‫المشع عندما حدد هذه المدة فإنه حددها ضمانا للحرية الفردية وضمانا لحقوق‬
‫الدفاع‪.‬‬
‫‪ -5‬البطالن كجزاء لإلخالل بالتام تدوين إجراءات التحقيق‪:‬‬
‫ر‬
‫الت اتخذت‪،‬‬
‫رسىم يتضمن جميع اإلجراءات ي‬
‫ي‬ ‫يقصد بتدوين إجراءات التحقيق‪ ،‬تضمينها يف محرص‬
‫الزمت‪ ،‬ويرجع الفقه أهمية تدوين إجراءات‬
‫ي‬ ‫قاض التحقيق‪ ،‬حسب ترتيبها‬
‫ي‬ ‫واألوامر الصادرة عن‬
‫التحقيق إىل كون من خاللها ر‬
‫يتأن مراقبة رشعيتها‪ ،‬فنعرف تاري خ اتخاذها وهل كانت داخل األجل‬
‫وعىل النحو المقرر قانونا أم ال‪.26‬‬
‫المشع المغرن عىل قاض التحقيق بوجوب ر‬
‫االليام بتدوين إجراءات التحقيق من خالل‬ ‫وقد أكد ر‬
‫ي‬ ‫ري‬
‫قاض التحقيق‬
‫ي‬ ‫األخية أنه‪ " :‬يحرر‬
‫ر‬ ‫المادة ‪ 99‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬حيث جاء يف فقرتها‬
‫محرصا بما أنجزه من أعمال"‪.‬‬
‫لك تتحقق الضمانات المخولة للمتهم من خاللها‪ ،‬وإنما‬ ‫وال ي‬
‫يكق أن يتم تدوين إجراءات التحقيق ي‬
‫يتعي أن يتم ذلك عىل النحو المقرر قانونا‪ ،‬ووفق رشوط شكلية ر‬
‫يتعي مراعاتها تحت طائلة البطالن‬ ‫ر‬
‫ويمكن حرص هذه ر‬
‫الشوط يف لغة تحرير اإلجراءات وتأريخها تم التوقيع عليها‪.27‬‬

‫المغرن لم يتشددا يف النص عىل‬ ‫المغرن وكذا القضاء‬ ‫من خالل كل ما سبق نالحظ أن ر‬
‫المشع‬
‫ري‬ ‫ري‬
‫بطالن مخالفة أحكام اإلجراءات الماسة بالحرية الفردية سواء يف مرحلة البحث التمهيدي ‪-‬الوضع تحت‬
‫االحتياط أو الوضع تحت المراقبة القضائية‪-‬‬
‫ي‬ ‫الحراسة النظرية‪-‬أو يف مرحلة التحقيق اإلعدادي ‪-‬االعتقال‬

‫وإذا كان هذا هو موقف ر‬


‫المشع والقضاء بالنسبة لإلجراءات الماسة بالحرية الشخصية‪ ،‬فهل اتخذ نفس‬
‫الموقف بالنسبة لإلجراءات الماسة بحرمة المسكن؟‬

‫‪ - 26‬د‪ .‬سرحان جمال‪ " :‬ضمانات المتهم وحقوق الدفاع خالل مرحلة التحقيق اإلعدادي "‪ ،‬دراسة على ضوء قانون المسطرة الجنائية المغربي والمقارن‬
‫وآراء الفقه وأحكام القضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة صناعة الكتب‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،2009 ،‬الصفحة ‪.86/85‬‬
‫‪ - 27‬د‪ .‬هشام بنعلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪.256‬‬
‫‪17‬‬
‫ذ‪.‬عبد الوهاب أهرموش‬
‫طالب باحث يف سلك الدكتوراه‬
‫‪-‬القانون العام‪-‬‬

‫‪18‬‬
\

\
\

\
\

19
‫► أهدي هذا العمل املتواضع إلى اللذين غرسو‬
‫يف مشاعري محبة اإلنسان ورسموا لي طرق‬
‫املبادئ اإلنسانية و جعلوني أعانق اإلنسان‬
‫املطلق كيفما كان و أينما حل و إرتحل‪..‬‬

‫الدكتور‪ :‬إبراهيم املراكشي ◄‬


‫\‬
‫\‬

‫‪20‬‬
‫عبد الحق طالب‬
‫باحث يف القانون الخاص‬
‫الفن للمجلة‬
‫والمدير المسؤول و ي‬
‫ومـوقعه ضمن التشريع المغربي‬

‫ه التوفيق‬
‫الشك أن القانون ليس غاية يف حد ذاته‪ ،‬و إنما هو مجرد وسيلة تستهدف غاية أسىم ي‬

‫بالتال بقاء هذا‬


‫ي‬ ‫بي مصالح و رغبات أفراد المجتمع المتعارضة‪ ،‬بما يحفظ األمن و النظام يف المجتمع و‬

‫السع إل تنمية المجتمع و اطراد تقدمه‪.2‬‬


‫ي‬ ‫المجتمع‪ ،1‬بل إن وظيفة القانون تمتد لتشمل‬

‫ولك يحقق القانون مبتغاه يجب أن تتوافر فيه مجموعة من المواصفات‪ ،‬و يراىع يف‬
‫غي أنه ي‬

‫القانون‪ ،‬هذا األخي ترسخ يف ألمانيا‬ ‫ر‬


‫تشيعه مجموعة من المبادئ‪ ،‬ولعل من أهم هذه المبادئ مبدأ األمن‬
‫ي‬

‫منذ سنة ‪1961‬م حي أكدت المحكمة الدستورية األلمانية دستوريته‪.3‬‬

‫‪ - 1‬عبدالمنعم البدراوي‪ ،‬المدخل للعلوم القانونية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬طبعة ‪ ،1966‬ص‪ ،14:‬أورده الدكتور أحمد الدراري‪ ،‬محاضرات في المدخل‬
‫لدراسة العلوم القانونية‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2015-2014‬مكتبة قرطبة‪-‬أكادير‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪ - 2‬محاضرات في المدخل لدراسة العلوم القانونية‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2015-2014‬مكتبة قرطبة‪-‬أكادير‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪ - 3‬الدكتور عبدالمجيد غميجة رحمه هللا‪ ،‬مبدأ األمن القانوني و ضرورة األمن القضائي‪ ،‬عرض مقدم في إطار الندوة المنظمة من طرف الودادية‬
‫الحسنية للقضاة بمناسبة المؤتمر ‪ 13‬للمجموعة االفريقية لالتحاد العالمي للقضاة‪ ،‬الدارالبيضاء‪ 28 :‬مارس ‪ ،2008‬ص‪.3‬‬
‫‪21‬‬
‫القانون ورغم أهميته البالغة يف كونه منطلق مجموعة من الحريات و الحقوق‬
‫ي‬ ‫إن مبدأ األمن‬

‫بالتال مطلبا أساسيا لدولة الحق و القانون‪ ،‬و يف دوره يف استقرار المعامالت و المراكز القانونية‬
‫ي‬ ‫األساسية و‬

‫يعان من نقص‬ ‫ر‬


‫وماييتب عن ذلك من تنمية اقتصادية واجتماعية‪ ،‬فإنه‬ ‫وبالتال تحقيق األمن التعاقدي‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫األبحاث حوله‪.4‬‬

‫القانوب يف رتشيعاته ؟‬
‫ي‬ ‫المغرب مبدأ األمن‬
‫ي‬
‫‪ -‬فإىل أي حد حقق ا ر‬
‫لمشع‬

‫لمعالجة هذه اإلشكالية البد من طرح أسئلة متفرعة عنها من قبيل ‪:‬‬

‫وماه أهميته؟‬
‫ي‬ ‫القانون؟‬
‫ي‬ ‫‪ -‬مالمقصود بمفهوم مبدأ األمن‬

‫ماه معيقات تحقيق هذا المبدأ؟‬


‫ي‬ ‫‪-‬‬

‫المغرن؟‬ ‫‪ -‬وما ه مظاهر هذا المبدأ ضمن ر‬


‫التشي ع‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫اآلن‪:‬‬
‫ولمحاولة اإلجابة عنها سنعتمد التصميم ي‬
‫القانوب و أهميته‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ ‬الفقرة األوىل‪ :‬مفهوم مبدأ األمن‬

‫المغرب‪.‬‬ ‫‪ ‬الفقرة الثانية‪ :‬معيقات تحقيق مبدأ األمن القانوب و مظاهره ضمن ر‬
‫التشي ع‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪ - 4‬وجدير بالذكر أن هناك مبادرة من الدكتور الطيب بلواضح‪-‬كلية الحقوق جامعة المسيلة –الجزائر‪ ،‬لتأليف كتاب دولي بعنوان االمن القانوني طريق‬
‫لتحقيق التنمية‪ ،‬على الموقع ‪ ، https://diae.net/60555/ :‬وقد جاءت هذه البادرة بديباجة أولية‪ ،‬حدد من خاللها الدكتور الطيب بلواضح أهمية مبدأ‬
‫األمن القانوني‪ ،‬وتعريفا مختصرا له‪ ،‬حيث عرفه على أنه "فكرة تعني ضرورة التزام السلطات العامة بتحقيق قدر من الثبات النسبي للعالقة القانونية وحد‬
‫أدنى من االستقرار للمراكز القانونية المختلفة بهدف إشاعة الطمأنينة و األمن بين أطراف العالقة القانونية‪ ،‬بحيث يتمكن األشخاص من التصرف‬
‫باطمئنان على هدي من القواعد واألنظمة القانونية القائمة وقت قيامهها بإعمالها وترتيب أوضاع على ضوء منها‪ ،‬دون التعرض لمفاجآت أو تصرفات‬
‫مباغتة صادرة عن السلطات العامة يكون من شأنها زعزعة هذه الطمأنينة أو العصف بهذا االستقرار"‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ ‬الفقرة األوىل‪:‬‬

‫القانوب و أهميته‪.‬‬
‫ي‬ ‫مفهوم مبدأ األمن‬

‫القانون بطريقة علمية واضحة‪ ،‬لن تتحقق إال بالوقوف عند تحديد مفهومه(أوال)‪،‬‬
‫ي‬ ‫إن معالجة مبدأ االمن‬
‫و بيان دوره و أهميته(ثانيا)‪.‬‬

‫القانوب‪:‬‬
‫ي‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم مبدأ األمن‬

‫القانون‪ ،‬فإنه قلما يتم االهتمام بتعريف هذا المبدأ من قبل الفقه‪،5‬‬
‫ي‬ ‫رغم االستعمال الشائع لمبدأ األمن‬
‫ويرجع ذلك إل صعوبة تعريفه‪ ،‬فهذا المبدأ حسب الدكتور عبدالمجيد غميجة رحمه هللا‪" :6‬متعدد‬
‫بالتال تحديده بصفة مجردة أمر صعب‪ ،‬وال يمكن ‪-‬حسب هذا‬
‫ي‬ ‫المظاهر متنوع الدالالت و كثي األبعاد‪ ،‬و‬
‫الفقيه رحمه هللا‪ -‬إال التحقق من وجوده يف ظروف معينة‪ ،‬و يتم هذا التحقق بناء عىل مامدى توفر‬
‫القانون‪ ،‬وهذه المبادئ متعددة من بينها‪:‬‬
‫ي‬ ‫مجموعة من المبادئ و القواعد يف النظام‬

‫– عدم رجعية القواعد القانونية‪.‬‬


‫– ر‬
‫احيام آجال الطعون و التقادم‪.‬‬

‫– حماية مبدأ الثقة ر‬


‫المشوعة‪.‬‬

‫المقض به"‪.‬‬ ‫ر‬


‫الشء‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫– احيام حجية ي‬

‫غي أنه مؤخرا بدت تلوح يف األفق محاوالت لوضع تعريف محدد لهذا المبدأ‪ ،‬إذ عرفه أحد‬
‫الباحثي‪:7‬‬

‫‪ - 5‬الدكتور عبدالمجيد غميجة رحمه هللا‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ - 6‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫‪ - 7‬د‪.‬مصطفى بنشريف و د‪ .‬فريد بنته‪ ،‬األمن القانوني و األمن القضائي‪ ،‬مقالة منشورة على االنترنت‪:‬‬
‫‪http://droitagadir.blogspot.com/2016/01/blog-post_79.html‬‬

‫‪23‬‬
‫"بأنه عملية (وليس مجرد فكرة)‪ ،‬تستهدف توفي حالة من االستقرار يف العالقات والمراكز القانونية‪ ،‬وذلك‬
‫الدول"‪ ،‬وهو بذلك حسب‬ ‫من خالل اصدار ر‬
‫تشيعات متطابقة مع الدستور ومتوافقة مع مبادئ القانون‬
‫ي‬
‫هذا الفقه‪ ،‬عملية سابقة ر‬
‫للتشي ع أو عملية رقابية بعد إصداره‪ ،‬تستهدف هذه العملية مراقبة مطابقة هذا‬
‫الدول‪ ،‬قصد تحقيق حالة من االستقرار يف العالقات والمراكز‬ ‫ر‬
‫التشي ع للدستور ولمبادئ القانون‬
‫ي‬
‫القانونية‪.‬‬

‫وقدمت كذلك تعاريف لهذا المبدأ انطالقا من المكونات اللغوية واللفظية له‪ ،‬باعتبار أن مفهوم‬
‫ر‬
‫الن يكون فيها الفرد يف مأمن من المخاطر‪ ،‬أو الوقاية من أي خطر‪ ،‬حيث‬
‫األمن عموما ينرصف إل الحالة ي‬
‫يوح‬
‫يعن "حالة الفرد الواثق الهادئ الذي يعتقد أنه يف مأمن من الخطر"‪ ،‬غي أن نسبة األمن إل القانون ي‬
‫ي‬
‫بأن مصدر الخطر هو القواعد القانونية‪8.‬‬

‫يعن وجود‬ ‫ر‬ ‫ر‬


‫وقد عرفه الدكتور عبدالمجيد غميجة‪ ،‬بأنه شط من شوط جودة القانون‪ ،‬والذي ي‬
‫معي‪9.‬‬ ‫قانون‬ ‫ر‬
‫الن توفر الثقة يف نظام‬
‫ي‬ ‫مجموعة من الضمانات ي‬

‫يىل‪":‬مبدأ‬
‫الفرنش للمبدأ وهو كما ي‬
‫ي‬ ‫وقد جاء يف هذا الصدد‪ ،‬التعريف الذي أقره مجلس الدولة‬
‫يقتض أن يكون المواطنون‪ ،‬دون كبي عناء‪ ،‬يف مستوى تحديد ماهو مباح وماهو ممنوع‬
‫ي‬ ‫القانون‬
‫ي‬ ‫األمن‬
‫من طرف القانون المطبق‪ ،‬وللوصول إل هذه النتيجة‪ ،‬يتعي أن تكون القواعد المقررة واضحة‪ ،‬ومفهومة‪،‬‬
‫أو غي متوقعة"‪10.‬‬ ‫وأال تخضع يف الزمان إل تغييات متكررة‬

‫قانون معي‪ ،‬يجب عىل سلطات الدولة توفي‬


‫ي‬ ‫القانون يف نظام‬
‫ي‬ ‫وبالتال فإنه لتحقق مبدأ األمن‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الن يجب أن تسود سائر هذا القانون‪ ،‬وأهمها‪:11‬‬ ‫ر‬
‫شوطه ي‬

‫‪ -1‬الحرص عىل مبدأ المساواة أمام القانون؛‬

‫‪ -2‬وضوح القاعدة القانونية وانسجامها وسهولة الوصول اليها؛‬

‫‪ -3‬عدم رجعية القانون؛‬

‫‪ - 8‬عبدالمجيد غميجة‪ ،‬أبعاد األمن التعاقدي وارتباطاته‪ ،‬عرض مقدم في اللقاء الدولي حول "األمن التعاقدي وتحديات التنمية"‪ ،‬نظم من قبل الهيئة الوطنية‬
‫للموثقين‪ ،‬الصخيرات ‪ 18‬و ‪ 19‬ابريل ‪ ،2014‬ص ‪.6‬‬
‫‪ - 9‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.7‬‬
‫‪ - 10‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ - 11‬راجع‪ :‬الدكتور عبدالمجيد غميجة رحمه هللا‪ ،‬مبدأ األمن القانوني و ضرورة األمن القضائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ -4‬استقرار القواعد القانونية؛‬

‫‪ -5‬المحاكمة العادلة وضمان حقوق الدفاع؛‬

‫‪ -6‬قابلية القانون للتوقع؛‬

‫‪ -7‬واقعية القواعد القانونية؛‬

‫القانونية؛‪12‬‬ ‫‪ -8‬نجاعة القواعد‬

‫القانوب‪:‬‬
‫ي‬ ‫ثانيا‪ :‬أهمية مبدأ األمن‬

‫اإلجتماىع يف‬
‫ي‬ ‫يعن تحقيق الطمأنينة والسلم‬
‫إذا كان األمن أحد أهم أولويات المجتمع‪ ،‬والذي ي‬
‫كافة ربوع الوطن‪ ،‬وال يتحقق ذلك طبعا إال بوجود قانون واضح عام ومجرد‪ ،‬منظم لكافة مجاالت الحياة‪،‬‬
‫ر‬
‫ويليم كل أفراد هذا الوطن عىل حد سواء بالخضوع له‪ ،‬فإن هذا القانون يجب أن تتوفر فيه مجموعة من‬
‫ه ماسماها‬
‫المبادئ والضمانات وإال أصبح بدوره مصدر الالأمن‪ ،‬وهذه المبادئ والضمانات يف مجموعها ي‬
‫القانون‪.‬‬
‫ي‬ ‫الفقه بمبدأ األمن‬

‫القانون يعد أحد أهم مرتكزات بناء دولة الحق والقانون‪ ،‬ومحورا لضمان األمن‬
‫ي‬ ‫إن تحقيق األمن‬
‫والقضان‪13.‬‬ ‫والسياس‬ ‫االجتماىع واالقتصادي‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫اإلجتماع‪ :‬تعتي حماية المجتمع وتحقيق أمنه واستقراره‪،‬‬


‫ي‬ ‫القانوب يف تحقيق األمن‬
‫ي‬ ‫‪ -1‬أهمية األمن‬
‫ر‬
‫الن يساهم يف تحقيقها القانون‪ ،‬غي أن هذا األخي‪-‬القانون‪ -‬قد يسبب تضخمه وعدم‬
‫من أهم الوظائف ي‬
‫مساواته وعدله لجميع المواطني‪ ،‬إل أثار وخيمة تؤدي إل اضطراب هذا المجتمع وشيوع الفوض فيه‪،‬‬
‫النفش للمجتمع‬ ‫ر‬
‫الن تلحق بالقانون‪ ،‬قد تؤدي إل زعزعة االستقرار‬
‫ي‬ ‫كما أن التغييات والتعديالت المتكررة ي‬
‫سلن عىل ثقتهم يف هذا القانون‪ ،‬ومن كل هذا الوجه المظلم للقانون تظهر لنا أهمية‬
‫ي‬ ‫وبالتال التأثي بشكل‬
‫ي‬
‫القانون الذي يسع إل تذييل هذه األثار السلبية‪.‬‬
‫ي‬ ‫مبدأ األمن‬

‫‪ - 12‬تتطلب هذه النجاعة دعم القواعد القانونية بالمؤسسات التنفيذية والقضائية التي تعمل على حمايتها وضمان تنفيذها‪.‬‬
‫‪ ، https://diae.net/60555/ - 13‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫القانوب يف تحقيق األمن االقتصادي‪ :‬من المعلوم أن تطور االقتصاد رهي بمستوى‬
‫ي‬ ‫‪ -2‬اهمية األمن‬
‫حداثة وتطور القانون‪ ،‬فالجمود والشكلية المبالغ فيها ستؤدي ال محال إل عرقلة االستثمار واألعمال‪ ،‬كما‬
‫أن حرص ممارسة نوع من األنشطة التجارية عىل فئة معينة من دون ميرات وال معايي موضوعية‪ ،‬من‬
‫شأنه عرقلة النمو االقتصادي ولجوء الممنوعي من ممارسة ذاك النشاط إل القطاع غي المهيكل‪ ..‬إلخ‬
‫من األثار السلبية للقانون عىل المجال االقتصادي‪ ،‬وبالتال كان لزاما عىل السلطات ر‬
‫التشيعية مراعاة‬ ‫ي‬
‫مجموعة من الضوابط والقواعد والمبادئ ف عملية ر‬
‫التشي ع‪ ،‬من أجل تجنب هذه األثار‪ ،‬ولعل أهم هذه‬ ‫ي‬
‫القانون‪.‬‬
‫ي‬ ‫المبادئ مبدأ األمن‬

‫‪ ‬الفقرة الثانية‪:‬‬

‫المغرب‬ ‫معيقات تحقيق األمن القانوب وموقعه ضمن ر‬


‫التشي ع‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫لما لمبدأ األمن القانون من أهمية ف ضمان األمن اإلقتصادي واإلجتماىع‪ ،‬وضمان ر‬
‫ماييتب عن‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وتوح ما ينعكس من سلبيات من عدم‬
‫ي‬ ‫واإلجتماىع‪ -‬من آثار إيجابية‪،‬‬
‫ي‬ ‫هذين األخيين ‪-‬األمن االقتصادي‬
‫القانون ممكن بسهولة أم أنه‬
‫ي‬ ‫تحققهما‪ ،‬كان البد من التساؤل ومحاولة اإلجابة‪ :‬هل تحقيق هذا االمن‬
‫المغرن بتحقيق هذا المبدأ؟(ثانيا)‪.‬‬ ‫تحيطه معيقات وإشكاالت؟(أوال)‪ ،‬وماه درجة اهتمام ر‬
‫المشع‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫القانوب‬
‫ي‬ ‫أوال‪ :‬معيقات تحقيق األمن‬

‫القانون‪ ،‬يركز عىل استقرار القاعدة القانونية‬


‫ي‬ ‫ال شك أن أغلب الفقه يف تعريفه لمبدأ األمن‬
‫القانون‪ ،-‬مما يثي الكثي من اإلشكاالت‬
‫ي‬ ‫ووضوحها‪ ،‬وقابلية القانون للتوقع كأساس لتحقيقه‪-‬األمن‬
‫خصوصا وأن من بي أهم سمات القاعدة القانونية خاصية اإلجتماعية‪ ،‬ر‬
‫والن ي‬
‫تعن استجابة القانون‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫وهوالشء الذي لن يتحقق إال بتطور القانون‬ ‫الحتياجات المجتمع المتجددة بحسب الزمان والمكان‬
‫ي‬

‫‪26‬‬
‫القانون والذي هو رشط اإلستقرار وعدم‬
‫ي‬ ‫بشط من أهم رشوط االمن‬
‫وتجديده‪ ،14‬وهنا يتم المس ر‬

‫فجائيته‪.‬‬

‫القانون كذلك‪ ،‬هو تحقيق رشط الوضوح يف القواعد‬


‫ي‬
‫ر‬
‫الن تواجه مبدأ االمن‬
‫من المعيقات ي‬
‫يعن سهولة استيعاب مفهوم وأهداف القواعد القانونية من طرف المخاطبي بها‪ ،‬وهو‬
‫القانونية‪ ،‬والذي ي‬
‫أمر يصعب تحقيقه كون القانون علم أو علوم قائمة الذات تحتاج إل سنوات من الدراسة‪ ،‬من أجل تكوين‬
‫الم َلكة ُ‬
‫الم َمكنة من فهم القواعد القانونية‪.‬‬ ‫َ‬

‫االقانون كذلك هو مبدأ عدم رجعية القانون‪ ،‬وهو مبدأ وإن‬ ‫ر‬
‫الن يتطلبها مبدأ األمن‬
‫ي‬ ‫من المبادئ ي‬
‫كان ممكنا عىل مستوى قواعد ر‬
‫التشي ع‪ ،‬فإنه صعب التحقيق يف االجتهادات القضائية والقواعد القانونية‬
‫غي المكتوبة‪.‬‬

‫ر‬
‫الن لها بدورها أهمية بالغة‬
‫القانون يصطدم بمجموعة من المفاهيم و المبادئ ي‬
‫ي‬ ‫كما أن مبدأ األمن‬
‫يف المجتمع والعالقات بي أفراده‪ ،‬كمبدأ األمن التعاقدي‪.15‬‬

‫القانون بشكل مطلق وإنما يمكن فقط‬


‫ي‬ ‫ويشي بعض الفقه إل أنه ال يمكن تحقيق مبدأ األمن‬
‫معقولة‪16.‬‬ ‫تحقيقه ليصل إل نسبة‬

‫المغرب‬ ‫ثانيا‪ :‬موقع مبدأ األمن القانوب ضمن ر‬


‫التشي ع‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ومباش‪ ،‬ال ف ر‬
‫التشي ع‬ ‫ر‬ ‫القانون بشكل رصي ح‬ ‫المغرن عىل مبدأ األمن‬ ‫المشع‬‫ر‬ ‫لم ينص‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫المغرن‬ ‫المشع‬ ‫األساس(الدستور) وال ف ر‬
‫التشيعات العادية‪ ،‬لكن ذلك ال يعن باي حال من األحوال تنكر ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫والن تحقق‬‫ر‬ ‫ر‬
‫لهذا المبدأ ‪ ،‬بل بالرجوع إل هذه التشيعات نجده نص عىل مجموعة من المبادئ أو رعاها ي‬
‫‪17‬‬

‫المغرن واهتمامه‬ ‫الن ُتظهر لنا تبن ر‬


‫المشع‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫يىل نماذج من القواعد القانونية ي‬
‫وف ما ي‬
‫القانون‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫لنا مبدأ األمن‬
‫بهذا المبدأ‪:‬‬

‫‪ - 14‬الدكتور أحمد الدراري‪ ،‬محاضرات في المدخل لدراسة العلوم القانونية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالجتماعية ابن زهر أكادير‪ ،‬مكتبة قرطبة‪ ،‬السنة‬
‫الدراسية ‪ ،2015-2014‬ص‪.24‬‬
‫‪ - 15‬إذ نجد مثال أن من متطلبات االستقرار‪ ،‬اكتساب الحقوق وسقوطها بالتقادم‪ ،‬مما يؤثر على قوة العقد الذي يتضمن في جوهره حقوقا شخصية‪.‬‬
‫‪ ،Jean-Guy Huglo - 16‬أورده الدكتور عبدالمجيد غميجة رحمه هللا‪ ،‬مبدأ األمن القانوني وضرورة األمن القضائي‪ ،‬مرجع سابقن ص‪.6‬‬
‫‪ - 17‬د‪.‬مصطفى بنشريف و د‪.‬فريد بنته‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ -‬تحديد التوجهات العامة والكيى للمملكة المغربية بأسىم قانون يف البالد‪.‬‬

‫الملك‪ ،‬والذي يضمن دوام الدولة واستقرارها ويضمن حسن سي‬


‫ي‬ ‫تبن المملكة المغربية للنظام‬
‫ي‬ ‫‪-‬‬
‫ر‬
‫واحيام الدستور‪.‬‬ ‫المؤسسات الدستورية‬

‫ومتساو أمامه‪18.‬‬ ‫‪ -‬جعل القانون أسىم تعبي عن إرادة األمة‪ ،‬والكل بمن فيهم السلطات العامة ملزم‬

‫نشها‪ ،‬مما يساهم يف توفي رشط‬


‫‪ -‬النص عىل إلزامية دستورية القواعد القانونية‪ ،‬وتراتبيتها ووجوب ر‬

‫الوضوح والعلم بالقانون‪.‬‬

‫‪ -‬التنصيص عىل مبدأ عدم رجعية القانون وجعله مبدأ دستوريا‪ ،‬كما تم التأكيد عىل المبدأ يف القانون‬
‫الجنان(الفصل الرابع)‪.‬‬
‫ي‬

‫‪ -‬اعتبار القضاء سلطة دستورية مستقلة وتوفي مجموعة من ضمانات ذلك‪ ،‬مما يساهم يف حفظ المساواة‬
‫أمام القانون‪.‬‬

‫‪ -‬التنصيص عىل مبدأ ر‬


‫الشعية الجنائية‪ ،‬بحيث ال يعتي جريمة إال ماعاقب عليه القانون بشكل رصي ح‪،‬‬
‫يقررها القانون‪19.‬‬ ‫وال يجوز المعاقبة بعقوبات لم‬

‫القضان والذي يعمل عىل‬ ‫المغرن لوحدة القضاء‪ ،‬بجعل محكمة النقض عىل رأس الهرم‬ ‫‪ -‬تبن ر‬
‫المشع‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫القضان الذي يعتي جزءا ال يتجزأ من‬
‫ي‬ ‫وبالتال المساهمة يف تحقيق األمن‬
‫ي‬ ‫توحيد االجتهادات القضائية‬
‫القانون‪.‬‬
‫ي‬ ‫األمن‬

‫المغرن للقضاء بمجموعة من اإلجراءات القانونية أثناء ممارسته سلطته‪ ،‬مما يوفر إمكانية‬ ‫‪ -‬تقييد ر‬
‫المشع‬
‫ي‬
‫توقع مآالت المنازعة ونتائجها‪ ،‬ومن بي هذه اإلجراءات اإلجراءات المنظمة بقانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫المشع المغرن ر‬ ‫الن سنها ر‬‫ر‬


‫والن يظهر لنا منها أنه رعا مبدأ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫‪... -‬إلخ من القواعد الموضوعية واإلجرائية ي‬
‫ضمن‪.‬‬ ‫القانون بشكل‬ ‫المغرن تبن مبدأ األمن‬ ‫األمن القانون بشدة‪ ،‬بل يمكن القول أن ر‬
‫المشع‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫‪ - 18‬راجع الفصل السادس من دستور المملكة الحالي‪ ،‬غير أنه يعاب على هذه القاعدة القانونية السامية تصادمها مع مبدأ الحصانة الدبلوماسية‪ ،‬فنجد‬
‫الكثير من المسؤولين يفلتون من محاسبتهم أو على األقل من محاسبتهم بالشكل الكافي والمطلوب‪.‬‬

‫‪28‬‬ ‫‪ - 19‬راجع الفصل ‪ 3‬من مجموعة القانون الجنائي‪.‬‬


‫خاتمة‪:‬‬

‫يعتي األمن القانون مطلبا أساسيا لدولة الحق والقانون‪ ،‬كما أنه يعتي أحد محركات التنمية‬
‫المغرن إل اإلهتمام بهذا المبدأ ورغم عدم‬ ‫االقتصادية واالجتماعية ف الدولة‪ ،‬ولعل ذلك ما دفع ر‬
‫المشع‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫التنصيص عىل تبنيه رصاحة‪ ،‬إل أنه ومن خالل مجموعة من القواعد القانونية يتضح لنا بالملموس أنه تبناه‬
‫ودسية قاعدة عدم رجعية‬ ‫ر‬ ‫الملك‪،‬‬ ‫وبشدة‪ ،‬ومن بي أهم هذه المظاهر‪ :‬تب ين المملكة المغربية للنظام‬
‫ي‬
‫االنسان‬
‫ي‬ ‫انسان والعمل‬
‫ي‬ ‫الوضع عمل‬
‫ي‬ ‫القانون ‪ ،...‬غي أن هذا المبدأ ال يمكن تحقيقه بشكل مطلق فالقانون‬
‫ر‬
‫الن لها أهميتها يف العلوم القانونية‬
‫مشوب بالنقص والخطأ‪ ،‬كما أنه يصطدم بالكثي من المبادئ األخرى ي‬
‫كمبدأ األمن التعاقدي والحصانة الدبلوماسية‪ ،...‬لكن كل ما يجب العمل عليه هو تحقيق الحد المعقول‬
‫من هذا المبدأ والذي به تتحقق الثقة ر‬
‫المشوعة يف القانون‪.‬‬

‫إن مبدأ االمن القانون وحده غي كاف لضمان األمن االقتصادي واالجتماىع‪ ،‬بل يحتاج ذلك إل تنمية ر‬
‫بشية‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫أخالف مسؤول يكفل حسن تنفيذه‪.‬‬‫ر‬
‫ي‬ ‫و بيئية مستدامة‪ ،‬كما يحتاج القانون إل ضمي‬

‫‪29‬‬
‫ذ‪ .‬عبد الحق الحطاب‬
‫باحث يف الشؤون القانونية‬
‫فاعل جمعوي‬
‫المتوسط‬
‫ي‬ ‫عضو المركز‬
‫للدراسات القانونية والقضائية‬
‫الوطت ألطر‬
‫ي‬ ‫عضو المنتدى‬
‫اإلدارة القضائية الباحثي‬

‫ورد ف الخطاب الملك السام ف افتتاح الدورة األوىل من السنة ا ر‬


‫لتشيعية بتاري خ ‪ 13‬أكتوبر‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫‪”:2017‬إن التقدم الذي يعرفه المغرب ال يشمل مع األسف كل المواطني وخاصة شبابنا‪ ،‬الذي يمثل‬
‫ر‬
‫أكث من ثلث السكان والذي نخصه بكامل اهتمامنا ورعايتنا‪.‬‬

‫الت‬
‫اإليجاب والفعال يف الحياة الوطنية يعد من أهم التحديات ي‬
‫ي‬ ‫المغرب وانخراطه‬
‫ي‬ ‫فتأهيل الشباب‬
‫أكث من مرة والسيما يف خطاب ‪ 20‬غشت ‪ 2012‬بأن الشباب هو ثروتنا الحقيقية‬ ‫يتعي رفعها‪ ،‬وقد أكدنا ر‬

‫ويجب اعتباره كمحرك للتنمية وليس كعائق أمام تحقيقها‪.‬‬

‫الت يشهدها المغرب قد أفرزت انبثاق الشباب كفاعل جديد له وزنه‬


‫والواقع أن التغثات المجتمعية ي‬
‫وتأثثه الكبث يف الحياة الوطنية‪.‬‬

‫ورغم الجهود المبذولة فإن وضعية شبابنا ال ترضينا وال ترضيهم‪ ،‬فالعديد منهم يعانون من اإلقصاء‬
‫والبطالة ومن عدم استكمال دراستهم وأحيانا حت من الولوج للخدمات االجتماعية األساسية‪ ،‬كما أن‬
‫اإلجتماع واإلقتصادي للشباب‪.‬‬
‫ي‬ ‫منظومة الثبية والتكوين ال تؤدي دورها يف التأهيل واإلدماج‬

‫أما السياسات العمومية القطاعية واالجتماعية فرغم أنها تخصص مجاال هاما للشباب إال أن تأثثها‬
‫عىل أوضاعهم يبق محدودا لضعف النجاعة والتناسق ف ما بينها وعدم مالءمة الثامج لجميع ر‬
‫الشائح‬ ‫ي‬
‫الشبابية‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫واعتبارا لالرتباط الوثيق بي قضايا الشباب وإشكالية النمو واالستثمار والتشغيل فإن معالجة أوضاعهم‬
‫تحتاج إىل ابتكار مبادرات ومشاري ع ملموسة تحرر طاقاتهم وتوفر لهم الشغل والدخل القار وتضمن لهم‬
‫االستقرار وتمكنهم من المساهمة البناءة يف تنمية الوطن‪.‬‬

‫والت‬
‫وأخص بالذكر هنا‪ ،‬عىل سبيل المثال‪ ،‬وضعية الشباب الذين يعملون يف القطاع غث المهيكل‪ ،‬ي‬
‫تقتض إيجاد حلول واقعية قد ال تتطلب وسائل مادية كبثة‪ ،‬ولكنها ستوفر لهم وسائل وفضاءات للعمل‬
‫ي‬
‫يف إطار القانون بما يعود بالنفع عليهم وعىل المجتمع‪.‬‬

‫وعىل غرار المبادرة الوطنية للتنمية ر‬


‫البشية‪ ،‬فإننا ندعو لبلورة سياسة جديدة مندمجة للشباب تقوم‬
‫باألساس عىل التكوين والتشغيل‪ ،‬قادرة عىل إيجاد حلول واقعية لمشاكلهم الحقيقية‪ ،‬وخاصة يف المناطق‬
‫القروية واألحياء الهامشية والفقثة‪.‬‬

‫ولضمان رشوط النجاعة والنجاح لهذه السياسة الجديدة‪ ،‬ندعو الستلهام مقتضيات الدستور‪ ،‬وإعطاء‬
‫الت أمرنا‬
‫الكلمة للشباب‪ ،‬واالنفتاح عىل مختلف التيارات الفكرية‪ ،‬واإلفادة من التقارير والدراسات ي‬
‫بإعدادها‪ ،‬وخاصة حول " ر‬
‫الثوة اإلجمالية للمغرب" و"رؤية ‪ 2030‬للثبية والتكوين"‪ ،‬وغثها‪.‬‬

‫وف أفق بلورة واعتماد هذه السياسة‪ ،‬ندعو لإلشاع بإقامة المجلس االستشاري للشباب والعمل‬
‫ي‬
‫الجمعوي كمؤسسة دستورية للنقاش وإبداء الرأي وتتبع وضعية الشباب“‪.‬‬

‫يىل‪" :‬يعتث المجلس االستشاري للشباب والعمل‬


‫كما جاء عىل لسان الفصل ‪ 170‬من الدستور ما ي‬
‫الجمعوي‪ ،‬المحدث بموجب الفصل ‪ 33‬من هذا الدستور‪ ،‬هيئة استشارية يف ميادين حماية الشباب‬
‫الت تهم هذه الميادين‪ ،‬وتقديم‬
‫والنهوض بتطوير الحياة الجمعوية‪ ،‬وهو مكلف بدراسة وتتبع المسائل ي‬
‫ر‬
‫مباشة النهوض بأوضاع الشباب والعمل‬ ‫وثقاف يهم‬ ‫واجتماع‬ ‫اقثاحات حول كل موضوع اقتصادي‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الجمعوي‪ ،‬وتنمية طاقاتهم اإلبداعية‪ ،‬وتحفثهم عىل االنخراط يف الحياة الوطنية‪ ،‬بروح المواطنة‬
‫المسؤولة"‪.‬‬

‫وتفعيال للتوجيهات السامية لصاحب الجاللة الملك محمد السادس نرصه هللا‪ ،‬وتطبيقا وتثيال‬
‫للفصي ‪ 170‬و‪ 33‬من الدستور‪ ،‬فقد نص ر‬
‫المشع الدستوري يف الفصل ‪ 171‬عىل أنه "يحدد بقواني‬
‫تأليف وصالحيات وتنظيم وقواعد سث المؤسسات والهيئات المنصوص عليها يف الفصول ‪ 161‬إىل ‪170‬‬
‫أعاله من هذا الدستور‪."...‬‬
‫‪31‬‬
‫وهكذا‪ ،‬تكمن أهمية هذه اآللية المفصلية كمؤسسة دستورية‪ ،‬يف حمولتها البارزة نظرا لمساهمتها يف‬
‫بلورة تصور واضح يضمن تعزيز العالقة بي الشباب والعمل الجمعوي يف أفق التأسيس لثقافة من شأنها‬
‫الت انطلق منها الدستور يف الجانب المتعلق بالنهوض بقضايا‬
‫أن تواكب المي الدستوري والفلسفة ي‬
‫المجتمع ‪.‬‬
‫ي‬ ‫الطالئع يف بناء مغرب الحداثة والتقدم‬
‫ي‬ ‫الشباب ودورهم‬

‫وانطالقا من هذا المعط‪ ،‬كان من الالزم إخراج القانون رقم ‪ 89.15‬المنظم للمجلس االستشاري‬
‫ر‬
‫للشباب والعمل الجمعوي‪ ،‬إىل حث الوجود‪ ،‬بحيث خضع يف مساره التش ي‬
‫يع لمناقشات مستفيضة انتهت‬
‫بصدوره بالجريدة الرسمية تحت عدد ‪ 6640‬بتاري خ ‪ 18‬يناير ‪.12018‬‬

‫ومن خالل القراءة التأملية لمضامينه‪ ،‬يتضح أنه يتكون من الناحية الشكلية من ثماب ر‬
‫وعشين (‪)28‬‬ ‫ي‬
‫كالتاىل‪:‬‬
‫ي‬ ‫مادة موزعة عىل ستة أبواب‬

‫األحكام العامة (الباب األول)‬

‫وفقا للمادة األوىل من القانون‪ ،‬يعتث المجلس مؤسسة دستورية‪ ،‬بناء عىل الفصول ‪ 33‬و‪ 170‬و‪171‬‬
‫من الدستور‪ .‬كما تشث المادة نفسها إىل كون المجلس يعتث شخصا من أشخاص القانون العام‪ ،‬يتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية وما يثتب عن ذلك من نتائج قانونية‪.‬‬

‫الثان)‬
‫ي‬ ‫صالحيات ومهام المجلس (الباب‬

‫ف المواد ‪ 2‬و‪ 3‬و‪ ،4‬حدد القانون صالحيات المجلس ف أرب ع ر‬


‫عشة صالحية ومهمة‪ ،‬بصفته هيئة‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫دستورية استشارية يف قضايا الشباب والعمل الجمعوي ‪.‬‬

‫تأليف المجلس (الباب الثالث)‬

‫أشار القانون إىل كيفية تأليف المجلس وعدد أعضائه ومدة التعيي ر‬
‫والشوط الواجب توفرها يف‬
‫التناف وفقدان العضوية يف المواد ‪ 5‬و‪ 6‬و‪ 7‬و‪ ،8‬بحيث جعل تشكيلته من الرئيس‬
‫ي‬ ‫األعضاء وبيان حاالت‬
‫الذي يعي بظهث‪ ،‬و‪ 30‬عضوا يعينون بالتساوي بي الملك ورئيس الحكومة والثلمان (رئيس مجلس‬
‫النواب‪ ،5 :‬ورئيس مجلس المستشارين‪.)5 :‬‬

‫‪32‬‬ ‫‪ -1‬ظهير شريف رقم ‪ 1.17.112‬صادر بتاريخ ‪ 2‬يناير ‪.2018‬‬


‫وبخصوص فثة التعيي ف المجلس‪ ،‬فقد تركها ر‬
‫المشع يف خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة‪.‬‬ ‫ي‬
‫ويشثط يف الرئيس التمتع بالحقوق المدنية والسياسية‪.‬‬

‫ه‪:‬‬
‫التناف مع العضوية يف المجلس‪ ،‬فقد حرصها القانون يف خمس حاالت‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫أما فيما يتعلق حاالت‬
‫الجمع بي العضوية يف المجلس والحكومة أو مجلس النواب أو مجلس المستشارين أو المجلس‬
‫والبيت أو الهيئات المنصوص عليها يف الفصول من‪ 161 :‬إىل ‪ 170‬من الدستور‪.‬‬
‫ي‬ ‫واالجتماع‬
‫ي‬ ‫االقتصادي‬

‫وه خمس حاالت‪ :‬الوفاة أو العجز عن‬


‫ونفس األمر يشي بالنسبة لسقوط العضوية يف المجلس‪ ،‬ي‬
‫القيام بالمهام أو التغيب غث المثر لحضور ثالثة اجتماعات متتالية أو االستقالة أو فقدان الصفة‪.‬‬

‫أجهزة المجلس (الباب الرابع)‬

‫كالتاىل‪:‬‬
‫ي‬ ‫وه‬
‫لقد خصصت المواد من ‪ 9‬إىل ‪ 21‬من القانون لبيان أجهزة المجلس‪ ،‬ي‬

‫الجمعية العامة‪.‬‬
‫الهيئة المكلفة بقضايا الشباب‪.‬‬
‫الهيئة المكلفة بالعمل الجمعوي‪.‬‬
‫اللجنتان الدائمتان‪.‬‬

‫ويستعي المجلس‪ ،‬بناء عىل المادة ‪ ،27‬بموظفي ملحقي وبخثاء ومستشارين عن طريق التعاقد‪.‬‬

‫والمال للمجلس (الباب الخامس)‬


‫ي‬ ‫التنظيم اإلداري‬

‫حسب المادة ‪ 22‬من القانون‪ ،‬يساعد رئيس المجلس أمي عام يعي بمقتض ظهث‪ .‬كما يتوىل تحديد‬
‫الداخىل للمجلس‪ .‬أما المادة ‪ 25‬فأوردت الئحة تفصيلية‬
‫ي‬ ‫االختصاصات المتعلقة بالمصالح اإلدارية النظام‬
‫للمثانية أي موارده المالية ونفقاته‪.‬‬

‫أحكام انتقالية (الباب السادس)‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫إن المتأمل يف مجمل مضامي القانون المذكور أعاله‪ ،‬يجد نفسه أمام بعض المالحظات ي‬
‫الت تبدو‬
‫ذات أهمية لم يتم االنتباه إليها عند وضع النص من لدن ر‬
‫المشع‪ ،‬سنتطرق إليها يف صيغة وصايا‪،‬‬
‫التواىل‪:‬‬ ‫وه عىل‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫وعددها عشة‪ ،‬ي‬

‫الوصية األول‪:‬‬

‫بلورة تصور دقيق حول مفهوم فئة الشباب‬

‫لم يحدد القانون المنظم للمجلس مجموعة من المفاهيم‪ ،‬وبالخصوص مفهوم "الشباب" والفئات‬
‫الت تندرج يف خانته‪.‬‬
‫العمرية ي‬

‫فبالرجوع للمدلول اللغوي لمفهوم الشباب‪ ،‬فهو يقصد به ‪ :‬الفتاء والحداثة‪ ،‬شب يشب شبابا و‬
‫شبيبة‪.‬‬

‫وقد قيل‪ :‬تجوز شهادة الصبيان عىل الكبار‪ ،‬يستشبون أي يستشهد من شب منهم وكث إذ بلغ‪ ،‬و‬
‫الشباب جمع شاب‪ ،‬وكذلك الشبان‪.2‬‬

‫وجاء يف معجم الوسيط هو من أدرك سن البلوغ إىل سن الرجولة والشباب‪ ،‬هو الحداثة والشباب إىل‬
‫ر‬
‫الشء له‪.3‬‬
‫ي‬

‫الت ال تدل عىل‬


‫والصت‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫وحسب البعض‪ ،‬فلهذا اللفظ مجموعة من المرادفات كالمراهق‪ ،‬والفت‪،‬‬
‫وه‬
‫مراحل عمرية محددة ومفصلة بقدر ما تشث إىل خصائص جسمية ونفسية لفثة معينة من الحياة‪ ،‬ي‬
‫تفيد القوة والنشاط والحركة والحماس‪. 4‬‬

‫‪ -2‬لسان العرب‪,‬ابن منظور – المجلد االول ‪ --‬دار صادر بيروت‪ .‬الطبعة االولى ‪1410,‬ه‪1990 -,‬م – ص ‪.480‬‬

‫‪ -3‬معجم الوسيط‪,‬الجزء االول‪,‬المكتبة االسالمية للطباعة والنشر و التوزيع ‪ ,‬تركيا ‪ ,‬ص‪. 470‬‬

‫‪ -4‬عبد الرحيم العطري ‪ ,‬سوسيولوجيا الشباب المغربي ‪ ,‬دار النشر طوبس بريس الرباط ‪ , 2004 ,‬ص ‪13_12‬‬

‫‪34‬‬
‫كما يرى البعض اآلخر أن "فئة الشباب ليست فئة عمرية‪ ،‬ولكنها فثة وسيطة يمر بها الشخص من‬
‫االجتماع‪.5‬‬
‫ي‬ ‫الطفولة إىل سن الرشد"‪ ،‬وهو سن يتغث السن حسب السياق‬

‫إن إشكالية تعريف مصطلح "الشباب" ترجع لوجود العديد من فئات الشباب‪ ،‬إما بحسب النوع‬
‫المجاىل (الوسط القروي أو الحرصي)‪ ،‬وغث ذلك من المعايث‪.‬‬
‫ي‬ ‫االجتماع (شبان أو شابات)‪ ،‬أو االنتماء‬
‫ي‬

‫الت جاء بها علم االجتماع‪ ،‬والسيكولوجية‬


‫وف اعتقادنا‪ ،‬ال بد من الجمع بي المقاربتي السوسيولوجية ي‬
‫ي‬
‫الحقيق للشباب‪.6‬‬
‫ي‬ ‫الت ينترص لها علم النفس للوصول إىل المعت‬
‫ي‬

‫‪ -5‬أوزي أحمدالمعجم الموسوعي لعلوم التربية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،)2006(،‬ص‪171-170.‬‬


‫‪ -6‬في هذا الصدد‪ ،‬نتفق جملة وتفصيال مع أحد الباحثين حينما اعتبر أنه‪" :‬إلى جانب المقاربة العمرية هناك المقاربة البيولوجية النفسية التي‬
‫تتوكأ في تحديدها الواقعي للشباب على تلك المالمح والتطورات الفيزيولوجية التي تبصم لحظة االنتقال من الطفولة إلى الشباب ومنه أيضا إلى‬
‫النضج أو الشيخوخة‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى يحاول التحليل السوسيولوجي تقديم تعريف محدد لكلمة الشباب والتي تظل مجرد كلمة على حد قول بيربورديو‪ ،‬وذلك اعتبارا‬
‫للصعوبات التي تطرحها مسألة التعريف ذاتها‪ ،‬ولعل هذا ما جعل بورديو يعتبر الحدود بين األعمار أو الشرائح العمرية حدودا اعتباطية ‪ ،‬فنحن‬
‫ال نعرف أين ينتهي الشباب لتبدأ الشيخوخة مثلما ال يمكننا أن نقدر أين ينتهي الفقر ليبدأ الثراء(‪ )1‬وهذا يعني أن الفئات العمرية هي بالضرورة‬
‫نتاجات اجتماعية تتطور عبر التاريخ وتتخذ أشكاال ومفاهيم ارتباطا باألوضاع والحاالت اإلجتماعية‪.‬‬

‫تماما كما أن لكل مجتمع قيمه وعقله الجمعي الذي ينضبط إليه ويحتكم إليه فإن له مفهوما خاصا للشباب وتحديدا اجتماعيا لخصائصه وتحوالته‪،‬‬
‫بل إننا نجد داخل المجتمع الواحد أكتر من مفهوم للشباب وذلك كله في اتصال وثيق مع ما يعتمل داخل هذا المجتمع ويتفاعل فيه ‪،‬والنتيجة في‬
‫النهاية شباب لكل مجتمع مختلف نوعا ودرجة عن شباب أي مجتمع ‪،‬ومنه نصل إلى التأكيد على أن لكل شباب قضاياه وأسئلته التي تتنوع بتنوع‬
‫المجتمعات ‪ ،‬وهذا ما انتهت إليه مار كريت ميد في دراستها لقبائل ساموا مؤكدة على أزمة المراهقة والشباب التي تلوح بقوة في المجتمع‬
‫الرأسمالي تكاد التبين في هذه القبائل ‪،‬نظرا لبساطة هذا المجتمع وسهولة المرور إلى سن الشباب فالشباب في ساموا * ليس هو الشباب في‬
‫أمريكا و ليس هو الشباب في العالم العربي‪.‬‬

‫وهذا يعطي للمقاربة السوسيولوجية لمفهوم الشباب و جاهه نسبية مقارنة مع المقاربة العمرية السيكولوجية التي تشتغل تحديدا على المراهقة‬
‫واضطراباتها النفسية‪ ،‬ليبقى الشباب مجرد كلمة أو نتاج اجتماعي تتحدد أو يتحدد بشروط مجتمعية معينة‪. .‬ولعل هذه الصعوبة المفاهيمية التي‬
‫تطبع مفهوم الشباب هي التي جعلت محمد شقرون يتخلى عن مفهوم الشباب لصالح مفهوم اكثر إجرائية من الناحية العلمية أال وهو مفهوم المرور‬
‫إلى سن الرشد‬

‫وأمال في استجماع خال صات هذه المقاربا ت المفاهيمية للشباب يمكن القول بأن الشباب يبقى مجرد ظاهرة اجتماعية محددة سلفا بشروط إنتاج‬
‫وإعادة اإلنتاج اإلجتماعي في مجتمع معين ‪ ،‬واعتبارا لكونها ظاهرة أو معطى اجتماعيا فهي تشير إلى مرحلة عمريه تأتي بعد مرحلة الطفولة‬
‫‪،‬وتلوح خاللها عالمات النضج البيولوجي والنفسي واالجتماعي‪.‬‬

‫وجدير بالذكر بأن كل تعريف اجتماعي للشباب يظل مرتبطا بشروط إنتاجه اإلجتماعية‪،‬فكل عقل جمعي ينتج شبابه ويحدد احتماالت االرتقاء‬
‫اإلجتماعي إلى هذه الفئة أو السقوط منها‪،‬بحيث يبقى لدرجة التعقيد المجتمعي دور حاسم في تحديد االرتقاء أو السقوط "‪.‬‬

‫عبد الرحيم العطري‪ :‬مقدمة في سوسيولوجيا الشباب‪ ،‬مقال منشور بالموقع االلكتروني ‪http://www.aranthropos.com‬‬
‫‪35‬‬
‫الوصية الثانية‪:‬‬

‫حرص سن األعضاء داخل المجلس االستشاري للشباب‬

‫بما أن المؤسسة تعت بشؤون الشباب‪ ،‬فكان من األحرى واألوىل تحديد السن األدب واألقض‬
‫ينبع أن يؤثته فئة الشباب أنفسهم ويستحسن أن تكون مصدر‬
‫ي‬ ‫ه فضاء‬
‫للعضوية‪ ،‬ألن هذه المؤسسة ي‬
‫الت تتعلق بهمومها وآمالها وطموحاتها ومطالبها‪.‬‬
‫ومنطلق معالجة القضايا ي‬

‫الوصية الثالثة‪:‬‬

‫إدراج التمثيليات الشبابية الحزبية والنقابية والجهوية والجمعوية ضمن تركيبة المجلس‬

‫السكاب‬
‫ي‬ ‫من الناحية العددية والرقمية‪ :‬ال شك يف أن الشباب يشكل القاعدة العمرية العريضة للهرم‬
‫ببالدنا‪ ،‬ولهذا‪ ،‬نرى أن التمثيلية الرقمية ألعضاء المجلس المحدد يف ثالثي (‪ )30‬عضوا ال تعث بتاتا عن‬
‫الحقيق‪.‬‬
‫ي‬ ‫الواقع‬

‫من الناحية النوعية‪ :‬يالحظ أيضا تهميش تمثيلية الشبيبات الحزبية بالمجلس المذكور‪ ،‬وتقليص‬
‫والت يدخل ضمن أهدافها يف القواني األساسية‬
‫المدب المكونة أصال من الشباب‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫حضور هيئات المجتمع‬
‫الخاصة بها الثافع والدفاع عن قضاياه‪.‬‬

‫وإذا كان المغرب قد رشع فعليا بخط حثيثة يف إعمال المقتضيات الدستورية المتعلقة بالجهوية‪،‬‬
‫واتجه بعزم وثبات نحو تكريس الالمركزية والالتمركز تماشيا مع المنظور الدستوري الذي أقر الجهوية‬
‫كنظام تدبثي للشأن العام‪ ،‬فإننا نسجل غياب البعد الجهوي والتغطية الثابية للمجلس وحرص تواجده‬
‫المؤسساب عىل المستوى المركزي فقط‪.‬‬
‫ي‬

‫التنظيم للجهة عىل إحداث آليات وهيئات‬


‫ي‬ ‫وبالرغم من تنصيص المادتي ‪ 116‬و ‪ 117‬من القانون‬
‫للتشاور والحوار لتسيث مساهمات المواطني والجمعيات يف ما يتعلق بثامج التنمية‪ ،‬فإنه يالحظ حرمان‬
‫‪36‬‬
‫الشباب والجمعوي من المشورة الدستورية لهذه‬
‫ي‬ ‫الت لها عالقة بالشأن‬
‫باف المؤسسات المجتمعية ي‬
‫ي‬
‫المؤسسة سواء تعلق األمر بالمجالس الثابية المنتخبة جهويا‪ ،‬إقليميا ومحليا‪ ،‬أو الهيئات اإلستشارية‪،‬‬
‫والشباب‪.‬‬
‫ي‬ ‫وحت القطاع الخاص والجسمي الجمعوي‬

‫الوصية الرابعة‪:‬‬

‫تفادي إعادة إنتاج وإحياء للنماذج السابقة‬

‫توح بإعادة إنتاج وإحياء للنماذج السابقة‪ ،‬وهو ما يذكرنا‬


‫ي‬ ‫إن طبيعة المجلس االستشارية ال التقريرية‪،‬‬
‫الت تم إحداثها وبقيت لألسف جامدة وغث مفعلة‪ ،‬بل وقد تم إقبارها مثل‪:‬‬
‫بالمجالس ي‬
‫◄المجلس الوطت للشباب الذي حل مكان مجلس الشباب الفرنش ف المغرب بموجب الظهث ر‬
‫الشيف‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬
‫رقم ‪ 1.57.138‬الصادر بتاري خ ‪ 2‬غشت ‪ 1957‬والمرسوم رقم ‪ 2.57.0222‬الصادر بتاري خ ‪ 3‬غشت من‬
‫ذات السنة‪.‬‬

‫الوطت للشباب والرياضة‪ :‬الذي أحدث بموجب ظهث رشيف رقم ‪ 1.70.325‬الصادر بتاري خ‬
‫ي‬ ‫◄المجلس‬
‫‪ 16‬يونيو ‪.1971‬‬

‫◄المجلس الوطت للشباب والمستقبل‪ :‬الذي تم إحداثه بموجب الظهث ر‬


‫الشيف رقم ‪ 1.90.190‬الصادر‬ ‫ي‬
‫بتاري خ ‪ 20‬فثاير ‪.1991‬‬

‫ينبع أن يكون مجرد نسخة مطابقة أو مكررة من‬


‫ي‬ ‫الوطت للشباب والعمل الجمعوي ال‬
‫ي‬ ‫إذن‪ ،‬فالمجلس‬
‫سابقيه‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الوصية الخامسة‪:‬‬

‫صيانة استقاللية المجلس المهددة‬

‫يضق عليه صبغة هيئة تابعة‬


‫ي‬ ‫إن استقاللية المجلس تبق مهددة بفعل سيادة منطق التعيي الذي‬
‫الت كانت وراء ذلك‪ ،‬وال سيما السلطة التنفيذية‪ .‬ويستشف هذا من طريقة تعيي أعضاء المجلس‪،‬‬
‫للجهة ي‬
‫ط القائم عىل‬
‫الت تبدو أنها تتناقض وتتعارض مع المنهجية واالختيار الديمقرا ي‬‫بمن فيهم الرئيس‪ ،‬ي‬
‫االنتخاب بطريقة حرة ونزي هة‪.‬‬

‫الوصية السادسة‪:‬‬

‫ضمان ر‬
‫احتام مبدأ المناصفة‬

‫إذا كان الدستور ينص يف الفصل ‪ 19‬عىل ضمان واحثام مبدأ المناصفة من خالل التمثيليات ومقاربة‬
‫اع إطالقا هذا المقتض‪،‬‬
‫االجتماع‪ ،‬فإن القانون المنظم لمجلس الشباب والعمل الجمعوي ال ير ي‬
‫ي‬ ‫النوع‬
‫وهو األمر الذي يجعله غث منسجم مع أحكام أسم قاعدة قانونية تنم عن إرادة األمة عموما وفئة الشباب‬
‫عىل وجه التحديد‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الوصية السابعة‪:‬‬

‫الحفاظ عىل التوازن داخل مكونات المجلس‬

‫خول القانون المحدث للمجلس االستشاري للشباب والعمل الجمعوي للرئيس صالحيات واسعة جدا‬

‫مما أدى إىل اتصافه بعدم التوازن يف توزي ع السلط بي هذا األخث ي‬
‫وباف مكونات المجلس‪ ،‬وكذا الجمعية‬
‫وه مسألة كان من الممكن تفاديها‪.‬‬
‫العامة‪ ،‬ي‬

‫الوصية الثامنة‪:‬‬

‫توسيع وتنوي ع مصادر التمويل‬

‫يعت باألساس منع تلقيه‬


‫طالما أن مداخيل ومثانية المجلس تم تحديدها عىل سبيل الحرص‪ ،‬فإن ذلك ي‬
‫خارح كالتمويالت األجنبية ألنها قد تشكل مسا بسيادة الدولة‪ .‬لهذا‪ ،‬فليس هناك مانع يف توسيع‬
‫ي‬ ‫أي تمويل‬
‫وتنوي ع مصادر التمويل الخاصة به مع العلم أن الدستور أناط بالمجلس األعىل للحسابات والمجالس‬
‫الجهوية للحسابات دور مراقبة مالية كل المؤسسات االستشارية بما فيها المجلس الذي نحن بصدده‪.‬‬

‫الوصية التاسعة‪:‬‬

‫مصت توصيات المجلس الناتج عن طبيعته االستشارية‬


‫ر‬ ‫غموض حول‬

‫يالحظ أن المجلس تم تجريده من إمكانية اإلحالة الذاتية أو المبادرة التلقائية عث اقثاح استشارة تهم‬
‫قضية من قضايا الشباب المختلفة‪ ،‬كما أن توصياته ذات الطبيعة االستشارية يبق مصثها الغموض‪ ،‬مع‬
‫غياب أية إشارة إىل إجبارية طلب رأي المجلس يف نطاق اختصاصاته من طرف الحكومة كجهاز تنفيذي‬

‫‪39‬‬
‫الت يبديها‬
‫للسياسات العمومية‪ ،‬وكذا عدم اإلشارة إىل سبل اطالع المجلس عىل مآل التوصيات واآلراء ي‬
‫الت أحيلت عليه‪.‬‬
‫يف القضايا ي‬

‫ر‬
‫العاشة‪:‬‬ ‫الوصية‬

‫عدم التطرق لكيفية تتبع وتقييم السياسات العمومية المتعلقة باختصاصات وتوصيات المجلس‬

‫لم ر‬
‫يش القانون ال من قريب أو من بعيد إىل آليات وطرق اإلسهام يف تتبع وتقييم السياسات العمومية‬

‫المرتبطة بمجاالت اختصاصات المجلس سواء تعلق األمر بالقضايا ي‬


‫الت أبدى فيها رأيه أو غثها‪ ،‬نعتقد‬
‫أن االستفادة من مجلس الشباب والعمل الجمعوي هو وضع سياسة عمومية مرتبطة بجميع القطاعات‬
‫الوطت ضمن النموذج‬ ‫وف النسيج االقتصاد‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫باشاك الشباب إليجاد حلول عملية كإدماج الشباب يف العمل ي‬
‫التنموي الجديد الذي سيتبناه المغرب كدولة صاعدة يف إفريقيا‪ .‬كما أن مجلس الشباب والعمل الجمعوي‬
‫يجب أن يعمل عىل خطط إسثاتجية لخلق رأي عام للشباب يتمحور حول الهوية الوطنية وثوابتها وانشال‬
‫الشباب من ثقافة التشكيك واليأس وفقدان األمل‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬يجب عىل المجلس أن ال يبق رهينا بالهيكلة اإلدارية والتمثيلية فقط‪ ،‬بل يجب أن يكون‬
‫مؤسسة لحل المشاكل العالقة وليس مؤسسة لتجميع شباب وأطر لتكرار الوصفات التشخيصية المبنية‬
‫الت تعث عن الخصاص وال تعث عن الحل‪.‬‬
‫عىل مكاتب للدراسات المعروفة المليئة باألرقام ي‬

‫الت تطرحها تسمية المجلس حيث أن المؤسسات والمجالس‬


‫ومع ذلك‪ ،‬هناك تخوف من اإللتباسات ي‬
‫الت تنشأ يف المغرب حول الشباب يتم ربطها بمجاالت معينة كالعمل الجمعوي أو الرياضة‪...‬الخ‬
‫والهيئات ي‬
‫مناح الحيات‬
‫ي‬ ‫يف حي أن المطلوب هو التعامل بمقاربة تمكن الشباب من المشاركة الفعلية يف مختلف‬
‫والتعبث عن تطلعاته وأرائه‪ ،‬كل ذلك رهي بتوفر إرادة حقيقية للدولة يف إبراز الشباب كقوة وكفاءة فعلية‬
‫واالجتماع‪.‬‬
‫ي‬ ‫السياس‪ ،‬االقتصادي‬
‫ي‬ ‫يمكنها التأثث يف الواقع‬

‫‪40‬‬
‫‪ -‬يوسف حيبو‬
‫‪ 22 -‬سنة‬
‫‪ -‬طالب ماست ف شعبة االقتصاد و التسيت‬

‫"أعشق التدوين و أؤمن بقوة القلم في إيصال و إسماع‬


‫صوت الشباب"‬
‫‪41‬‬

‫واقع التعليم المغرب بي تدريس اللغة و لغة التدريسي‬


‫ي‬
‫يييييييتدريسياللغةيأميلغةيالتدريس؟يعنوانيإشكال ُييلخصيواقعيومستوىيقطاعيالتعليميف يالمغرب‪.‬ييي‬
‫معيصدوريالتصنيفاتيالسنويةيلجودةيومردوديةيالتعليم‪،‬ينجديمعظميالبلدانيالعربيةيومنيبينهايالمغربي‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫اتبياألختة‪.‬يي‬
‫ر‬ ‫يآخريالتتيب‪،‬يبليتتنافسيعىليالمر‬ ‫تقبعيف‬

‫ّ‬
‫يليستينظرةيتشاؤميةيسلبيةيبليواقعيمرييفرضينفسه‪،‬يماييجعلناينطرحيتساؤالتيعديدةيحولي‬‫يييييييه‬
‫ُ‬
‫مكامنيالخلليرغميوجوديمجهوداتيتبذليهنايوهناكيلكنيدونيجدوى‪.‬يي‬
‫ر‬
‫آةيالقطاع‪،‬يهذايالتعليمييبقيبدونيقيمةي‬
‫عتتيالتعليميالعاليبيتيالقصيديفيالموضوعيباعتبارهيمر‬ ‫ُ‬
‫يييييييي ر‬
‫علمية‪،‬يحيثيالزالييعان يمنيعدةيمشاكليويذلكييماييفرسيوجوديغالبيةيالجامعاتيالمغربيةيخارجي‬
‫تصنيفيأفضلي‪1000‬يجامعةيحوليالعالم‪.‬يي‬
‫ر‬ ‫ٌ‬
‫كتيعىليمشكليلغةيالتدريسيفقط‪،‬يلمايلهيمنيمكانةي‬
‫يييييييعديدة يه يالمشاكليإذن‪،‬يلكنيسنحاوليالت ر‬
‫ُ‬
‫يكبتيعىليمردوديةيالقطاعيككل ي‪.‬ي‬
‫زيةيوتأثت ر‬
‫ر‬ ‫مرك‬
‫ّ‬ ‫ُ َ‬
‫عمريوالمغرب ييتبع يسياسات يارتجالية ياتجاه يالتعليم‪ ،‬يال يتستند يإل يمخططي‬
‫ييييييييمنذ يخروج يالمست ِ‬
‫ً‬
‫يمختلفيالمستوياتيستايعىليخىطيمجموعةيي‬
‫ر‬ ‫طموح‪،‬يحيثيتمياعتماديالفرنسيةيكلغةيتدريسيالعلوميف‬
‫ً‬
‫لتعري د‬ ‫يزعم أعددء‬ ‫منيالدوليوتماشيايمعيإرادةيفلولياالستعمار‪.‬يي‬
‫لغدد ال‬ ‫ّ‬
‫يشكل يانتصا ًرا يللمناوئي يللعربية‪ ،‬يلكن يرسعان يمايتبيي أن ل عر بيدد‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ييييييياألمريالذي‬
‫ل ع وم ذ ت‬ ‫فشل يهذايالطرح يوصعوبة ينجاحه‪ ،‬يوهذايماياضطري يب ّصناع يالقراريإلي تصدددد‬
‫ر كددء غدديددر‬ ‫تدارك ياألمريبتعريب يالعلوم يف يالمراحل يالثانوية‪ ،‬يحيث يازداد ياختاللي قددوسددو‬
‫لدد ددتدد ددور‬ ‫النظاميالتعليمي‪،‬ي َيدرسيالطالبيبالعربيةيلغايةيالبكالوريايليتفاجأيبعدهاي سددو كدد‬
‫يبقى هؤال‬ ‫لحوصدد‬ ‫ُ‬
‫أنيلغةيالتدريسيتصبحيالفرنسية‪.‬يي‬
‫بددا د ددو‬ ‫جددوه د ددي د‬ ‫ُ‬
‫يييييييتكمن يأهمية يلغة يالتدريس يف يأنها يتشكل ُيمكون يأساس يلهويةي‬
‫لعربيدد وأسددددر رهددو‬
‫ُ‬
‫الطالبيومحدديأساسيلكيفيةيرؤيتهيللظواهريالعلميةيوللتكنولوجياتي‬
‫فولعربي لغ شو سع‬ ‫َ‬
‫الحديثة‪،‬يحيثييجبيأنينفصليبينهايوبييتدريسياللغاتيباعتبارهايأداةي‬
‫ر‬
‫وعظي وستاءدة‬
‫لالنفتاح يعىل يالحضارات ياألخرى يوالتواصل يمعها‪.‬يي‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫منيهذايالمنطلق‪،‬يفإنيالفرنسيةيفيالمغربيرغميتجذرهايشيئايمايبحكمياالستعمار‪،‬يإاليأنهايحسبي‬ ‫ييييييي‬
‫ّ‬ ‫ر‬
‫ينيتبقيلغةيدخيلةيواليتتعدىيكونهايلغةيوظيفيةيفقط‪،‬يلغةيتدريسيليسيإال‪،‬يوهنايمكمنيالخلل‪،‬ي‬ ‫الكثت‬
‫ر‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫يأمريغتيممكن‪،‬يمنيجهةيلعدميقدرةي‬
‫ر‬ ‫حيثيأنيوفقيهذاياالعتبارييصبحيفهميالعلوميفهمايكاماليوسليما‬
‫لغةيأجنبيةيعىليإيصاليالمعنيبشكليدقيقيكمايتفعلياللغةياألم‪،‬يومنيجهةيأخرىيلضعفيالفرنسيةيفي‬
‫جمةيمنياإلنجلتية‪.‬يي‬ ‫ر‬
‫المجاالتيالعلميةيواكتفائهايبالت‬
‫ر‬
‫ً‬
‫يييييييف يخضميكل يهذه يالمشاكل‪ ،‬يتمت يالمصادقة يمؤخرا يعىل يمخطط ييقض يبإنهاء يتدريس يالعلومي‬
‫احل‪،‬يبدليالتعريبيالشامليتمياالستسالميللحلوليالسهلة‪،‬يوهويمايستيديمني‬
‫ر‬ ‫بالعربيةيف يجميعيالمر‬
‫ُ‬
‫يلألمور‪،‬يمايي َعديانتكاسةيجديدةيفيثوبيخطوةيإصالح‪.‬يي‬‫تكريسيالفهميالسطح‬
‫ُ ر‬ ‫ً‬
‫ادةيواضحةيللدولةيللر ِفيبالقطاعي‬
‫مشكليتدريسيالعلوميفيالمغربيعميقيويرتبطيأساسايبغيابيتوجهيوإر‬
‫يباعتبارهيالقاطرةيالحقيقيةيألييتقدمينطمحيتحقيقه‪،‬يحيثينجديأنيالدولةيالمغربية‪،‬يعىلي‬
‫ي‬ ‫التعليم‬
‫خىطيمعظميالدوليالعربية‪،‬ياليتحاوليالنهوضيبالتعليميبقدريمايتحاوليتلميعيصورتهيوتجميلهايأمامي‬
‫ألي‬
‫الخارج‪،‬يفعىليسبيليالمثالياليالحرص‪،‬يالييهميالدولةيمستوىيا يألطريأويكفاءتهميبليهمهايالوحيديم ي‬
‫الفراغيمنيأجليالتباهيباألرقاميوتصديريصورةيجميلةياليتسمنيواليتغن‪.‬يي‬

‫ييييييييزعم يأعداء يالتعريب يأن يالعربية يلغة يال يتصلح يللعلوم‪ ،‬يذات يقاموس يراكد ر‬
‫يغت يمواكب يللتطوري‬
‫يهؤالءيجاهلييبجماليالعربيةيوأرسارها‪،‬يفالعربيةيلغةيشاسعةيوعظيمةيومتجددةييمكنهاي‬ ‫ر‬
‫الحاصل‪،‬ييبق‬
‫ر‬

‫‪42‬‬
‫احتواءيجميعيالمصطلحاتيالعلمية‪،‬يباإلضافةيإليقدرتهايكلغةيأميعىليإيصاليالفهميالصحيحيوالدقيقي‬
‫للعلوم‪.‬ي‬
‫احتواءيجميعيالمصطلحاتيالعلمية‪،‬يباإلضافةيإليقدرتهايكلغةيأميعىليإيصاليالفهميالصحيحيوالدقيقي‬
‫للعلوم‪.‬يي‬

‫يييييييإنيالتقدميالعلميالمنشوديالييمكنيتحقيقهيإاليبتدريسيالعلوميباللغةياألم‪.‬ي(هناينفتحيق يوسياللغةي‬
‫لياألصواتيحولهمايمنيحي يآلخر‪،‬يأرىيأنهايليستيسوىيضغوطيمني‬
‫ر‬ ‫الدارجةيواألمازيغيةيحيثيتتعا‬
‫ر‬ ‫جانبيالمعسكريالم َعادييللعربيةيومحاوالتيلخلقيرص‬
‫اعاتيجديدةييبقيالتعليميبمشاكلهيفييغنيعنها)ي‬ ‫ُ‬

‫ييييييييإذايمايبحثنايعنينماذجيلدولينجحتيفيالتعليم‪،‬ينجديأقربيمثاليللحالةيالمغربيةيوالحالةيالعربيةي‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫ىيمعيأنياللغةيالتكيةيليستيبقيمةيوعظمةيالعربية‪.‬يي‬ ‫يكت‬
‫عامةيهيتركيا‪،‬يكيفيقفزتيبالتعليميأشواطا ر‬

‫قيآسياي(التناني) ي‪.‬ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫نفسياألمرييتضحيبالنسبةيلدوليجنوبيرس‬ ‫ييييييي‬
‫ُ‬
‫يييييييف يالختام يوبغض يالنظريعن يمشكل ياللغة‪ ،‬يفإنه يف يالحقيقة يمشكل يالتعليم يف يالمغرب يمرتبطي‬
‫بالطرقيالمتبعةيفييالتلق ري ر‬
‫يالنيتفتقديللفاعلية‪.‬يي‬

‫ر‬ ‫ر‬
‫ادةيحقيقةيللنخبيالحاكمةيالن ر‬
‫يتعتتيالتعليميقطاعيمنيالمستوىي‬ ‫لحلييبقيغائبايفيظليغيابيإر‬ ‫يييييييا‬
‫الثالثيأويالرابعيمنيحيثياألهمية‪،‬يووسيلةيإلخضاعيالشعبيوتمريريمناهجيهدفهايالحفاظيعىليوالئهي‬
‫يمنيتكوينيأجياليفاعلةيوقادرةيعىليحمليمشعليالبال يد‪.‬ي‬ ‫ر‬
‫أكت‬
‫ِ‬

‫تعليقات‬
‫تمتيهذهيالمناقشةيبمجموعةيواتسابيتميفتحهايأماميالجميعيبتاري خي‪6‬يمايي‪2019‬ي‬

‫ايجزياليلألعضاءيالذينيساهموايمعنايبمداخالتهم‪،‬يوأعتذريعنيعدميتضمييالمداخالتيكاملةيحيثيضمنتي‬
‫ر‬ ‫شكر‬
‫خالصاتهايفقط‪،‬يكمايأعتذريعنيعدميتضمييكليالمداخالتينظرايلضيقيالوقتي‪...‬يونعدكميأنهيسيتميإصالحيذلكيفي‬
‫ر‬
‫قادميأعداديالمجلة‬

‫فاطمة أيت علي‪:‬‬

‫ر‬
‫يالعلوميالتجريبية‪،‬يوهذايسءيواضحيوعلينايأنينكوني‬ ‫ر‬
‫منيالمسلميبهيأنياللغةيالعربيةيلميتقدميأييسءيف‬
‫ياآلداب‪،‬يواللغةياالنجلتيةي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫يالعلوميالرسعيةيوف‬‫يوواقعيييونرصحيبذلك‪،‬ياللغةيالعربيةيقدمتيف‬
‫ر‬ ‫منطقيي‬
‫ر‬
‫هيلغةيالعلوميالتجريبيةيحيثيإنيأغلبيالبحوثيفيهذهيالعلوميهيبهذهياللغة‪.‬ي‬

‫‪43‬‬
‫‪Khalil Nadir:‬‬

‫ر‬
‫يفاطمةيأنتيمخطئة‪،‬يفالعربيهميمؤسسوايالعلميالحديثيبالطريقةيالمعروفيبهايحاليا‪،‬يفمختعي‬ ‫ر‬
‫اخن‬
‫والجتي‬
‫ر‬ ‫يهويالعرنيجابريبنيحيان‪،‬يكمايأنيالصفريونظاميالخوارزمياتي‬
‫ر‬ ‫يالتجرينياالستقران‬
‫ر‬ ‫المنهجيالعلم‬
‫يابتكارهميإليالعالميالعرنيالخوارزم‪،‬يوفيعلميالبرصياتينجديابنيالهيثم‪،‬يوفيالطبي‬
‫ر‬ ‫يعوديالفضليف‬
‫يالمصطلحاتيالعلميةيهناكيالكثتيمنيالمصطلحاتي‬
‫ر‬ ‫يالفتياءيوالفلكينجديابنيسينا‪،....‬يوف‬
‫ابنيرشديوف ر‬
‫ا"يوالفتياء‪،‬يوأحيلكميعىليكتابيابنيالهيثم‪ ..‬ي‪.‬ي‬
‫ر‬ ‫ةيوالكمرةي"الكامت‬
‫ر‬ ‫يكاأللغوريثميويالجت‬
‫ر‬ ‫أصلحهايعرن‬
‫ر‬
‫ر‬
‫ياللغةيالعربيةيأكتياللغاتيتطورايفيالعالميفهيتتوفريعىلي‪12‬يمليونيكلمةيمماييجعلهايتتفوقيعىلي‬‫وتعتت‬
‫ر‬
‫ر‬
‫اللغةيالفرنسيةيالنيالييتجاوزيعدديمفرداتهاي‬ ‫اللغةياالنجلت ر‬
‫يةيالنياليتتوفريإليعىلي‪6‬يمليونيكلمةيتقريباي يو‬ ‫ر‬
‫‪3‬يمليونيكلمة‪ .‬ي‪.‬ي‬

‫بحجميالمتانيةي‬
‫ر‬ ‫التعليميالييتطوريباللغةيبلييتطوريبالقيمةيالمعطاةيلهي–التعليم‪،-‬يتطو يريالتعليمييرتبطي‬
‫المخصصةيله‪،‬يوبدعميالبحثيالعلميوتأهيليالمدارسيوالجامعات‪...‬ي‬

‫سعيد أشعري‪:‬‬

‫ر‬
‫ستاذيخليليهويسءيقديمض يونحنياالنينعيشيف يزمنيأخر‪،‬يلذلكييجبيعلينايأنيالي‬‫كليمايقلتهيا يأل‬
‫يتذكريعلماءهيالعرب‪ ،‬يبليماييجبيأنينستندي‬
‫ي‬ ‫نعيش يعىليهذايالماض يفالماض يقديوليواليأح يد ياآلن ي‬
‫عليهيهويماذاييقدميالعربياآلني؟ يهذايمنيجهة‪،‬يأمايمنيجهةيأخرىيفقديرسدتيمجموعةيمنيالعلماءي‬
‫وقلتيعىليأنهميعربيوهذايغلط‪،‬يابنيالهيثميوابنيسينا‪...‬يهميليسوايعربيبليمنهميمنيهويفارسي يومني‬
‫ومنيمنيأوزباكستانيومنيمنيأفغانستان‪...‬يي‬
‫ِي‬ ‫هويمنيباكستاني‬

‫وبالرجوعيإليواقعنايالحال يورغميقوةياللغةيالعربيةيوغناهايبالمفرداتيفإنهيوكمايقالتياألختيفاطمةي‬
‫ر‬
‫ياللغةيالن يفرضتيوجودهايحاليايأمايالعربيةيفإنهاياليتنتجيحاليايإليف ياآلدابي‬ ‫فإنياللغةياالنجلتيةيه‬
‫ر‬
‫ر‬
‫والعلوميالرسعية‪.‬ي‬

‫‪44‬‬
‫‪Khalil Nadir:‬‬

‫اللغةيليستيإاليمجرديوسيلةيللتواصل‪...‬يأمايجودةيالتعليميفهيترتيطيبمايذكرتهيمسبقا‪...‬ي‬

‫سعيد أشعري‪:‬‬

‫معيطرحكياألخت؛ي‬
‫ر‬ ‫تمامايأستاذيخليليأنايأتفقيتمامياالتفاقي‬
‫ر‬
‫يمنظومةيالتبيةيوالتكوينييكون يالمسؤولونيفي‬ ‫ف يهذايالبلدينحنينعان يمنيمشكليصناعيالقرار‪ ،‬يفق‬
‫غرفيمكيفةيليستيلهميتلكياالرادةيالحقيقيةيالتخاذيالقراراتيالمدروسةيوالهادفةيلخدمةيالشعب‪،‬ي‬
‫يالمدافعي يعن ياللغة يالعربية يإنماييهدفون يإل يالحفاظ يعىل يالمواطن يالبسيط يالذي ييتأثري‬
‫ر‬ ‫فنجد يأن‬
‫وتجد‬
‫يالمدافعي يعن ياللغة يالفرنسية يتحكمهم يأجندات يأخرى يوالدفاع يعن يمصالحي‬
‫ر‬ ‫بخطاباتهم‪ ،....‬يبينما‬
‫فرنسا‪،...‬يوبخالصةيفكليتياريإنماييهدفيإليالحفاظيعىليمصلحته ي‪.‬ي‬

‫وهناينستحرصيأمثلةيلدوليعدةيطورتيتعليمهايواقتصادهايليسيبسببياللغةيبليباإلرادةيالحقيقيةي‬
‫ر‬
‫اريفيهايكتكيايوسنغافورةي‪...‬يي‬
‫ألصحابيالقر‬

‫فالتعليميالمغرنيليسيباللغةيالعربيةيوإنمايهويباللغةيالدارجةي‪.‬‬ ‫وتجدرياإلشارةيإليأنهي ر‬
‫حنياآلنيوعمليياي‬
‫ر‬

‫طالب عبدالحق‪:‬‬

‫جنسيةيالعلماءيهليهويعرنيأميال؟يبليهلياللغةيالعربيةيصالحةيلتدريسي‬
‫ر‬ ‫إنيمايجبيمناقشتهيليسيه يوي‬
‫العلميأميال؟يوهذايماتحدثيعنهياألستاذيخليليوبييأنيالعربيةيصالحةي‪،%100‬يوربمايقديتتفوقيعىلي‬
‫ر‬
‫يمنهيالتعليميالمغرن يهويمايتعان يمنهيبقيةيالقطاعاتيإنهيمشكلي‬
‫ر‬ ‫اإلنجلتية‪،..‬يإنيالمشكليالذيييعان‬
‫ر‬
‫ادةيإنهيمشكليغيابيالضمتيويعدميكفاءةياألطر‪،‬يوقديأشاريجاللةيالملكيمحمديالسادسيفي‬
‫ر‬ ‫غيابياإلر‬
‫إحدىيخطبهيالساميةيإليهذاياألم ير‪ ..‬ي‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫العمل وما أدراك مالعمل‪ ،‬به يستقل المرء‪ ،‬وبه يصون كرامته‪ ،‬وفيه يطور شخصيته‪ ،‬وهو‬
‫االمن واالستقرار‪ ،‬كما أنه عبادة من العبادات يف االسالم‪ ،...‬ويقال أن الرجل بال عمل كالنحلة بال‬
‫عسل‪.‬‬

‫تغي حاجيات‬
‫تتغي حسب ر‬
‫فه ر‬‫كثية‪ ،‬ومجاالته ال يمكن حرصها ي‬
‫وبالتأكيد فالعمل أنواع ر‬
‫المجتمع وظروفه‪ ،‬وال شك أننا االن يف عرص التكنولوجيا والعولمة‪ ،‬عرص تحوسبت فيه كل‬
‫أنشطة اإلنسان تقريبا‪ ،‬فبعدما كان النشاط الحرب هو الحاجة إىل ر‬
‫اخياع الحاسوب‪ ،‬فإن النشاط‬ ‫ي‬
‫الداع إىل وصوله إىل هذا المستوى من التقدم والبساطة‪.‬‬
‫ي‬ ‫اإلقتصادي هو‬
‫إذا فموضوع عددنا هذا – العدد األول من مجلة القانوب‪ -‬هو ‪ :‬الكسب من ر‬
‫األنينيت‪،‬‬ ‫ي‬
‫كثية جدا‪ ،‬فنجد التصميم‪ ،‬ونجد‬
‫األخي ليس شكال واحدا فهو أشكال وأنواع ر‬
‫ر‬ ‫وهذا‬
‫المونتاج(تعديل الفيديوها)‪ ،‬واليمجة( صناعة المواقع والتطبيقات وبرمجيات الحاسوب‪،)..‬‬
‫والتسويق(تعريف المنتوج بالجمهور‪ ،‬أو البحث عن زبائن‪ ،)..‬والوساطة و البيع بالتقسيط و و و‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫ولكن أغلب هذه المجاالت أي السالف ذكرها هي مجاالت تقنية‪ ،‬تحتاج إلى مدة زمنية لتعلمها‬
‫بالمستوى الذي سيمكن من العمل بها‪ ،‬وحسب تجربتي فإن هذه المدة تختلف باختالف التخصص‬
‫المطلوب وطريقة التعلم وأهم شيء بالجهد المبذول للتعلم‪ ،‬فالناس ال يدفعون مقابل الحصول على‬
‫الخدمة إال ألنهم ال يجيدونها أو ألنهم ال يملكون وقتها أو ال يطيقون مجهود القيام بها‪...‬‬

‫وألنني أفترض أن قراء هذه المجلة هم في الغالب طلبة قانون بمستوى جيد في التعبير باللغة العربية‪،‬‬
‫وجيدون في البحث العلمي وتجميع المعلومات‪ ،‬فإنني سأتحدث حول عمل قد يجيدونه ببساطة‪ ،‬وهو‬
‫مجال من أهم مجاالت الكسب في هذا الفضاء الرقمي‪ ،‬وألن تجربتي في هذا المجال تفوق ‪ 6‬سنوات‪،‬‬
‫فإنني سأحيطكم بأهم المعلومات حوله‪ ،‬وذلك باإلجابة على أهم األسئلة التي قد يطرحها الوالج الجديد‬
‫إلى هذا المجال‪ ،‬بل وأسئلة مهمة للغاية قد ال تخطر عليه إال بعد سنوات‪.‬‬

‫المعلني مقابل نسبة من الرب ح‬


‫ر‬ ‫فتجلب لهم‬ ‫كيف يمكن استغالل الكتابة‬
‫للكسب من االنترنت؟‬
‫تأخذها‪ ،‬فيكفيك أن‪:‬‬
‫الكثي من الطرق للرب ح من كت اب ة‬
‫ر‬ ‫هن اك‬
‫أ‪ -‬تفتح حسابا بغووغل أدسنس‪ ،‬وعند‬
‫المقاالت‪:‬‬
‫الموافقة عىل حسابك تحصل عىل لوحة‬
‫تحكم يف موقع غووغل أدسنس يمكنك من‬ ‫ه ذه‬ ‫اا‬ ‫وا ا‬ ‫‪ -1‬إنش ا ا ا ا ا ا ااي و مد إة‪:‬‬

‫خاللها اختيار حجم اإلعالن الذي ترغب‬ ‫ه أفا ل الطرق يف ن ري‪ ،‬ألن ك‬
‫الطريق ة ي‬
‫بوضعه يف موقعك ومواصفاته (لكنك ال‬ ‫تكون مس تقال فتعمل وقتما تريد وكما تريد‪،‬‬

‫تستطيع التحكم يف اختيار موضوع االعالن)؛‬ ‫لكنه ا يف نفس الوق ت أص ع ب طريق ة (دعن ا‬
‫اب)‪:‬‬ ‫ب‬ ‫األس‬ ‫ف‬ ‫تش‬ ‫ك‬ ‫ن‬
‫ب‪ -‬وتحصل عىل رموز أو كود بلغة ال‪html‬‬
‫وب أو م دون ة‬ ‫ر‬
‫ليس بمجرد إنش اء موقع الكي ي‬
‫و ‪ ..php‬تقوم بوضع هذا الكود داخل‬
‫ر‬
‫ونشها للزوار‪ ،‬فإنك ستكسب الدوالرات‪ ،‬بل‬
‫برمجيات قالب الموقع أو داخل كود المقالة‪،‬‬
‫معلني‪ ،‬حي ث تا ع‬
‫ر‬ ‫أن ت يف ح اج ة إىل‬
‫حسب رغبتك‪،‬؛‬
‫ب ب ع دد‬ ‫اع الن ات ه م يف م وق ع ك وت كس‬
‫ج‪ -‬وتدفع هذه ر‬
‫الشكة ألرباب المواقع بطرق‬ ‫اه دات أو بع دد النقرات أو بع دد‬ ‫المش‬
‫وه إما بطريقة البايبال‬ ‫ر‬
‫الت يختارونها‪ ،‬ي‬
‫الدفع ي‬ ‫وف ه ذا الص دد توج د ر ك ة‬
‫المبيع ات‪ ،...‬ي‬
‫ر‬
‫(ويسييونيون‬ ‫أو بطريقة الحوالة البنكية‬ ‫الت تس هل المأمورية عىل‬ ‫ر‬
‫غووغل أدس نس ي‬
‫‪47‬‬ ‫البنك‪.‬‬
‫ي‬ ‫ومونيغرام مثال) أو بالحساب‬ ‫ر‬
‫االلكيوني ة والم دون ات‪،‬‬ ‫أص ح اب المواقع‬
‫المعلني مقابل نس بة من الرب ح‬
‫ر‬ ‫فتجلب لهم‬
‫ويمكنك االستعانة بموقع غووغل أدووردز‬ ‫د‪ -‬كم تدفع ر كة غووغل أدسنس؟‬
‫للتعرف عىل حجم المنافسة وقيمة االعالنات‬
‫يف الحقيقة لكل إعالن قيمته‪ ،‬فإعالن‬
‫معي‪ ،‬فيمكنك مثال البحث فيه عن‬
‫يف مجال ر‬ ‫يستهدف بيع منتوج يساوي أالف الدوالرات‪،‬‬
‫التأمي" للعثور عىل حجم الزوار‬
‫ر‬ ‫كلمة " ر كة‬
‫ه قيمة إعالن يدعوك إىل التسجيل‬
‫ليست ي‬
‫باحثي عن هذه الكلمة وجنسيتهم‬
‫ر‬ ‫ال‬ ‫يف الفايسبوك أو إعالن يدعوك للتعرف عىل‬
‫وأعمارهم وكذلك قيمة اإلعالنات المتنافسة‬ ‫حبيب‪ ،...‬وغووغل أدسنس ال يعرض يف‬
‫حول هذه الكلمة‪.‬‬
‫موقعك إعالنا واحدا محددا‪ ،‬فأنت عندما‬
‫د‪ -1-‬هل تدفع غوغل أدسنس مقابل عدد‬ ‫تاع كود األدسنس بموقعك تكون قد ربطت‬
‫النقرات أم حسب عدد المشاهدات؟ بالفعل‬ ‫اتصاال مبا ر ا ربي غووغل وكل من يشاهد‬
‫بالطريقتي معا أي‬
‫ر‬ ‫غووغل أدسنس تدفع‬ ‫الصفحة‪ ،‬وبرمجيات غووغل ذكية جدا‪،‬‬
‫وه يف الوطن‬
‫بعدد مشاهدة اإلعالنات ‪ cpm‬ي‬ ‫حيث أنها ال توجه اإلعالنات بطريقة‬
‫العرب ضعيفة القيمة جدا (انتبه فقد قلت أن‬
‫ي‬ ‫ه توجهها بطريقة مستهدفة‬
‫عشوائية‪ ،‬بل ي‬
‫الدفع يكون مقابل عدد مشاهدات االعالنات‬ ‫إنطالقا من ما جمعته من بيانات حول الزائر‬
‫ر‬
‫وليس مقابل عدد مشاهدات التدوينة أو‬ ‫وحقوف أخر)‪،‬‬
‫ي‬ ‫وقانوب‬
‫ي‬ ‫علم‬
‫ي‬ ‫(وهذا موضوع‬
‫المقالة‪ ،‬فقد يستطيع الزائر مشاهدة موقعك‬ ‫أي أنها‪:‬‬
‫لكن دون أن يشاهد االعالن كأن يكون ثبت‬ ‫توجه للزائر الطفل إعالنات عن مواقع‬
‫قت‬
‫بمتصفحه "مانع اإلعالنات" أو لعطب ت ي‬ ‫وتطبيقات ألعاب؛‬
‫يف موقعك أو يف متصفحه أو لاعف االتصال‬
‫ر‬ ‫وللزائر الباحث عن إنشاء موقع‪ ،‬إعالنات‬
‫باالنينت لدى الزائر‪)...‬؛‬
‫والدومي‪...‬‬
‫ر‬ ‫تخص االستاافة‬
‫وتدفع كذلك بطريقة ‪ cpc‬أي بعدد النقرات‬
‫وتحدد غووغل قيمة االعالنات بناء عىل‬
‫بموقعك‬ ‫الموجودة‬ ‫االعالنات‬ ‫عىل‬
‫كثية من بينها مقدار المنافسة‪ ،‬أي كلما‬
‫معايي ر‬
‫ر‬
‫والمحسوبة عىل حسابك (فقد يحصل‬
‫كان الزوار الباحثون عن موضوع االعالن‬
‫مجاب ولكنه مفخوخ‬
‫ي‬ ‫أحدهم عىل قالب أوثيم‬
‫قليلون كلما كانت قيمة االعالن مرتفعة‪ ،‬وكلما‬
‫بوجود إعالنات محسوبة عىل صاحب‬
‫المعلني يف نفس المجال كي كلما‬
‫ر‬ ‫كان عدد‬
‫القالب‪) ...‬‬
‫‪48‬‬ ‫ارتفعت قيمة االعالن كذلك‪...‬‬
‫ر‬ ‫واألرباح ر ر‬
‫الشكة‬ ‫ه‬‫‪ -‬غووغل أدسنس ليست ي‬ ‫الت ي‬
‫تأب من النقرات ي‬
‫ه األفال من‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫لليويد باإلعالنات‪ ،‬فهناك‬ ‫الوحيدة‬ ‫حيث المردودية‪ ،‬فأسعارها تكون مرتفعة يف‬
‫ر كات أخرى تقوم بنفس المهمة ومن‬ ‫الغالب خصوصا إذا كان الزائر صاحب النقرة‬
‫وه ر كة عربية‪،‬‬ ‫ر‬
‫بينها كة "حسوب" ي‬ ‫أوروبيا أو من دول الخليج‪ ،‬حيث يعرف‬
‫لكن ر كة غووغل أدسنس ه ر‬
‫الشكة‬ ‫متقدمي من حيث‬
‫ر‬ ‫هؤوالء الزوار بكونهم‬
‫ي‬
‫فه مملوكة‬
‫األفال من حيث األرباح ي‬ ‫الوع بالتكنولوجيا ومن حيث استعمالها يف‬
‫ي‬
‫وبالتاىل تحصل عىل‬
‫ي‬ ‫للعمالق "غووغل"‬ ‫وبالتاىل فهم مستهلكون‬
‫ي‬ ‫حياتهم اليومية‬
‫المعلني ببساطة‪.‬‬
‫ر‬ ‫جيدون‪.‬‬
‫‪ -‬ليس بالرصورة أن تلجأ إىل ر كات ر‬
‫اليويد‬ ‫ه‪ -‬أردت أن أوضح أكي فيما يخص هذه‬
‫معلني فقد‬
‫ر‬ ‫باإلعالنات للحصول عىل‬ ‫الطريقة للرب ح من الكتابة‪ ،‬ولكن يصعب‬
‫يعت أن‬
‫معلني بنفسك مما ي‬
‫ر‬ ‫تحصل عىل‬ ‫االحاطة بجميع الجزئيات والتفاصيل لايق‬
‫الرب ح عندها سيكون صافيا ‪ %100‬لك‪،‬‬ ‫الزمت المتوفر لدي‪ ،‬وعليه سأخترص‬
‫ي‬ ‫الحي‬
‫ر‬
‫مثال يف اإلعالنات الامنية‪ ،‬عندما تتفق‬ ‫وسأوضح النقاط االتية فقط ألهميتها‪:‬‬
‫مع ر كة هواتف أن تقوم بكتابة مقالة عنه‬
‫‪ -‬ي‬
‫لك تقبل غووغل تسجيلك وتمنحك‬
‫ر‬
‫وتنشه بموقعك مقابل‬ ‫احدى هواتفها‬ ‫وبالتاىل لتستطيع الرب ح من‬
‫ي‬ ‫حسابا‬
‫معي‪ ،‬وهذه الطريقة تكون سهلة‬
‫مبلغ ر‬ ‫إعالناتها‪ ،‬يجب أن تتوفر يف موقعك‬
‫ورائعة لكسب المال فقط عندما يستطيع‬ ‫ومحتواه مجموعة من ر‬
‫الشوط من بينها‬
‫موقعك الوصول إىل ر يحة ر‬
‫كبية من‬ ‫ر‬
‫والنش‬ ‫أن ال تخالف حقوق التآليف‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫الخاصة باألخرين‪ ،‬أي عليك أن تبتعد عن‬
‫‪ -‬الرب ح من غووغل أدسنس ليس بهذه‬ ‫قة مقاالت األخرين‪ ،‬وتكتب مقاالت‬
‫السهولة فعند أي مخالفة ر‬
‫لشوط غووغل‬ ‫خاصة بك‪ ،‬كذلك يجب أن تكون‬
‫وبالتاىل تفقد مورد‬
‫ي‬ ‫ستفقد حسابك لديها‬ ‫بموقعك قبل إرسال طلب التسجيل‬
‫رزق مهم‪.‬‬ ‫لغووغل أدسنس عدد من المقاالت‬
‫الحرصية‪...‬‬
‫‪ -‬تحتاج إىل جمهور ر‬
‫كبي وهو أمر ليس سهال‬
‫وف نفس الوقت ليس مستحيال‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪49‬‬
‫وه األكي شيوعا‪.‬‬
‫عىل سبيل المثال‪ ،‬ي‬ ‫‪ -2‬بيد اةمقيالت ألصحيب اةم امد هذه‬
‫الطريقة سهلة للغاية‪ ،‬مقارنة بالطريقة األوىل‪،‬‬
‫كيف سيدفع لي الزبون؟‬ ‫فكل ما تقوم به هو كتابة المقال يف التخصص‬
‫الذي تجيده‪ ،‬أو يف التخصص الذي يطلبه‬
‫الزبون لن يدفع لك مجرد نقاط‪ ،‬وإنما سيدفع‬ ‫العميل‪( .‬وسأتحدث عن طريقة العثور عىل‬
‫لك أموال حقيقية‪ ،‬إذ أنه يقوم بإيداع أمواله‬ ‫المهتمي ر‬
‫بشاء المقاالت يف فقرة الحقة)‬ ‫ر‬
‫المادية الملموسة‪ ،‬لدى مؤسسة بنكية‪،‬‬
‫ه دراسات‬
‫البحوث ي‬ ‫‪ -3‬كتيب اةبح ث‬
‫البنك له‬
‫ي‬ ‫األخية بإيداعها بالحساب‬
‫ر‬ ‫فتقوم‬
‫مستفياة إلشكالية معينة‪ ،‬وغالبا يتجاوز‬
‫رقم لقيمة ما قام بإيداعه‪،‬‬
‫عىل شكل تمثيل ي‬
‫عدد صفحاتها ‪ 40‬صفحة‪ ،‬وكما نعلم فهناك‬
‫الرقم‬
‫ي‬ ‫ويمكن للزبون الترصف يف هذا التمثيل‬
‫بعض الطلبة ملزمون بإعداد البحوث‪ ،‬كطلبة‬
‫بإرساله كله أو يف جزء منه إىل أي شخص يملك‬
‫األخية‪ ،‬وهنا يلجأ بعض‬
‫ر‬ ‫اإلجازة يف السنة‬
‫وف بعض الحسابات البنكية‬
‫حساب بنكيا‪ ،‬بل ي‬
‫الطلبة إىل ر اء بحوث جاهزة أو البحث عن‬
‫ر‬
‫االلكيونية‬ ‫يمكنك إرساله إىل المحافظ‬
‫من يكتب هذه البحوث نيابة عنهم‪ ،‬ورغم أن‬
‫ر‬
‫المعيف بها كالبايبال و البايزا‪... ،‬‬
‫غي جيد إىل أنه شكل من أشكال‬
‫هذا السلوك ر‬
‫ر‬
‫االنينت‬ ‫أنت كبائع سيستلم المال من‬ ‫الرب ح من الكتابة‪.‬‬
‫ستحتاج إىل هذه األشياء‪:‬‬
‫‪ -4‬تسي ر اةم امد اةصفحيت يمكن كذلك‬
‫الدوىل‪:‬‬
‫ي‬ ‫بنك يقبل التعامل‬
‫ي‬ ‫‪ -‬حساب‬ ‫ر‬
‫االنينت‪ ،‬عن‬ ‫الرب ح بواسطة الكتابة عي‬
‫ستذهب إىل أقرب وكالة بنكية‪ ( ،‬لكن‬ ‫تسيي صفحات مواقع التواصل‬
‫ر‬ ‫طريق‬
‫أنصحك قبل ذلك باستفسار زمالئك‬ ‫االجتماع (الفايسبوك نموذجا)‪ ،‬والمنتديات‬
‫ي‬
‫وأصحاب التجربة عن أفال و أرخص‬ ‫والمواقع‪ ،‬حيث أن أصحاب هذه الصفحات‬
‫بنك يقدم هذه الخدمة)‪ ،‬وتطلب من‬ ‫والمنتديات يف بعض األحيان ال يتوفر لهم‬
‫ينش لك حسابا بنكيا يقبل‬‫البنك أن ر ئ‬
‫الوقت لإلجابة عىل تعليقات متابعيهم‬
‫اض أو إرسال المال اىل‬ ‫ر‬
‫التعامل االفي ي‬ ‫وزوارهم وحذف السيئة منها والتفاعل مع من‬
‫البايبال واستقباله منه‪.‬‬ ‫يستحق منها التفاعل‪.‬‬

‫وهذه الطرق من الرب ح من الكتابة ليست إال‬


‫‪50‬‬
‫حيث أن كل ماعليك فعله هو‬ ‫‪ -‬إنشاء حساب يف البايبال‪ :‬بعد إنشائك‬
‫التسجيل بهذه المواقع‪ ،‬وعرض‬ ‫البنك والحصول عىل‬
‫ي‬ ‫للحساب‬
‫ر‬
‫الت تجيدها وعرض نماذج‬
‫خدماتك ي‬ ‫معلومات الحساب من البنك‪ ،‬تقوم‬
‫الحصول عىل‬ ‫أعمالك‪ ،‬ثم انت ر‬ ‫موقع ‪www.paypal.com‬‬ ‫بفتح‬
‫الزبائن‪ ،‬حيث أن هذه المواقع تكون‬ ‫والاغط عىل االيقونة المخصصة‬
‫مامونة يف التعامل حيث يقوم الزبون‬ ‫لتسجيل حساب جديد‪ ،‬ثم تقوم‬
‫بإرسال المبلغ إىل ر‬
‫الشكة أوال‪ ،‬ثم بعد‬ ‫بإدخال المعلومات المطلوبة وبجدية‪،‬‬
‫أن تنجز العمل عىل أتم وجه تقوم‬ ‫بعدها تقوم بإدخال معلومات حسابك‬
‫ر‬
‫الشكة بتحويل المال اليك‪.‬‬ ‫البنك وسيقوم البايبال بإرسال مبلغ‬
‫ي‬
‫من أفال هذه المواقع نجد‪ :‬موقع‬ ‫ه‬
‫زهيد إىل حسابك‪ ،‬قيمة هذا المبلغ ي‬
‫خمسات ‪www.khamsat.com‬‬ ‫كود التفعيل‪.‬‬
‫و مستقل ‪www.mostaql.com‬‬ ‫رائع أصبحت االن جاهزا الستقبال المال‬
‫و يمكنك البحث عن ر وحات لهذه‬ ‫وارساله عي ر‬
‫االنينت‪.‬‬
‫المواقع يف غووغل أو يوتيوب‪ ،‬فقط ال‬
‫تقوموا بتحميل تطبيق خمسات‬ ‫كيف سأحصل على الزبائن؟‬

‫الموجود ببالي ستور ألنه ليس تطبيقا‬


‫معتمدا لخمسات وانما هو تطبيق‬ ‫اذا كنت تود اعتماد الطريقة الثانية والثالثة‬
‫مجهول صاحبه‪.‬‬ ‫والرابعة‪ ،‬فإنك ستحتاج إىل زبائن‪ ،‬وبحثك عن‬
‫اةزب ن اةمحتمل هذه‬ ‫‪ -2 -‬وراسل‬ ‫الت تسم بالتسويق‬ ‫ر‬
‫ه العملية ي‬ ‫الزبائن ي‬
‫نوعي‪:‬‬
‫ر‬ ‫الطريقة تنقسم إىل‬ ‫ر‬
‫الت‬
‫وه أحد أهم العمليات ي‬ ‫ي‬ ‫لخدماتك‪،‬‬
‫أ‪ -‬طريقة أشبه بتوزي ع االعالنات حيث‬ ‫اض‪،‬‬ ‫ر‬
‫يحتاجها الجميع يف هذا الفااء االفي ي‬
‫عليك القيام بكتابة إعالن أو رسالة‬ ‫واالن إليك بعض أفال الطرق للتسويق‬
‫جاهزة عن نفسك توضح فيها هويتك‬ ‫لخدماتك‪:‬‬
‫وخيتك والمقابل الذي تريده ونماذج‬
‫‪ -1 -‬و امد اةعمل اةحر هذه المواقع‬
‫أعمالك‪ ،...‬وتقوم بمراسلة أصحاب‬
‫لمقدم الخدمات‬
‫ي‬ ‫ه مواقع مخصصة‬ ‫ي‬
‫المواقع والمنتديات والمدونات‪...‬‬
‫‪51‬‬ ‫ر‬
‫االفياضية‪ ،‬كالتصميم والكتابة‪...‬‬
‫اإلطالق‪ ،‬حيث تقوم بكتابة اعالن كم‬ ‫ب‪ -‬طريقة أشبه بالبيع‪ :‬يف هذه‬
‫بيناه سابقا يف الطريقة السابقة‪ ،‬ثم‬ ‫الطريقة تقوم بكتابة مقال حرصي‬
‫بنشه يف صفحة فايسبوك وتقوم‬ ‫تقوم ر‬ ‫جاهز‪ ،‬وتقوم بتنسيقه وكتابته يف ملف‬
‫بجعله إعالنا مموال‪ ،‬مقابل دفع بعض‬ ‫وورد أو ‪ doc‬أو أي طريقة أخرى يكون‬
‫الدوالرات عنه (‪ 3‬دوالر فأكي)‪.‬‬ ‫فيه المقال قابال للتعديل‪ ،‬ثم تقوم‬
‫وهناك طرق كث رية للتسويق المدفوع‬ ‫بالتقاط صور لبعض أجزاء المقال‪،‬‬
‫لكن يف ن ري فالتسويق عي فايسبوك‬ ‫وتقوم بمراسلة أصحاب المواقع الذي‬
‫هو أفال طريقة لتسويق خدمة‬ ‫قد يهتمون بمقالك فتعرضه عليهم‬
‫الكتابة وبأقل ثمن ممكن‪.‬‬ ‫للبيع‪ ،‬فمثال تقوم بمراسلة أصحاب‬
‫المواقع الرياضية إذا كان مقالك‬
‫ماهي المقاالت التي يريدها‬
‫يتحدث عن الرياضة‪...‬‬
‫الزبناء؟‬
‫هذه‬ ‫اةمجي‬ ‫‪-3 -‬اةتسويق اة ائم‬
‫شء يكتب يسم مقاال‪ ،‬وليس كل‬ ‫ر‬
‫ليس أي ي‬ ‫ر‬
‫االسياتيجية أسميها بهذا االسم ألنها‬
‫شء يستحق الدفع ألجله‪ ،‬بل إن المقال‬ ‫ر‬
‫مقال ي‬
‫وتعط‬
‫ي‬ ‫طريقة تقوم بها مرة واحدة‬
‫لك تكون له قيمة يجب أن تتوفر فيه‬
‫ي‬
‫مفعولها بشكل مستمر‪ ،‬كما ال تحتاج‬
‫مجموعة من ر‬
‫الشوط‪:‬‬
‫لدفع أي درهم مقابلها‪ ،‬ومفاد هذه‬
‫‪ -1 -‬ن يعيةج إشكيةي بحتيجهي اةنيس‬ ‫بتحاي إعالن بسيط‬
‫ر‬ ‫الطريقة أن تقوم‬
‫فأصحاب المواقع يحتاجون إىل‬ ‫ر‬
‫عنك من قبيل‪ :‬الهوية‪ ،‬الخدمة ي‬
‫الت‬
‫مقاالت تجلب الزوار‪ ،‬ولجلب الزوار‬ ‫ستقدمها(كتابة مقاالت حرصية ربي‬
‫ر‬
‫الت تهمهم‬
‫يجب أن تعالج المواضيع ي‬ ‫‪ 500‬و‪ 1000‬كلمة مثال)‪ ،‬السعر‪،‬‬
‫وبشكل تقدم لهم فيها ‪-‬المقالة‪ -‬كل‬ ‫طريقة التعامل والتواصل‪ ،..‬ثم تقوم‬
‫مايحتاجون اليه من معلومات‪.‬‬ ‫ر‬
‫بنشها يف فااءات مواقع التواصل‬
‫تحتاج إىل الكتابة‬ ‫‪ -2 -‬ةغ سليم‬ ‫المفتوحة‬ ‫والمنتديات‬ ‫االجتماع‬
‫ي‬
‫بأسلوب بسيط ومفهوم وباللغة‬ ‫والمجموعات‪...‬‬
‫العربية الفصىح‪ ،‬بعيدا عن المفردات‬ ‫‪ -4 -‬اةتسويق اةم فوع هذه الطريقة‬
‫العامية‪ ،‬اللهم إال إذا كانت مقالتك‬ ‫وه األفال عىل‬
‫عط نتائج فعالة ي‬
‫ت ي‬ ‫‪52‬‬
‫موجهة‬ ‫االطالق‬
‫كيف تكتب مقاال احترافيا ؟‬ ‫موجهة لفئة معينة وتفهم كلها تلك‬
‫المصطلحات‪.‬‬
‫‪ -1‬أكتب يف المجال الذي تجيده‪ ،‬أو يف‬ ‫‪ -3 -‬ونهجي ف اةتقسيم يجب أن ال‬
‫المجال الذي تحبه‪.‬‬ ‫تعالج موضوعك دفعة واحدة من دون‬

‫‪ -2‬اطلع عىل المقاالت المنافسة واستلهم‬ ‫فقرات وال فواصل‪ ،‬بل يجب عليك‬

‫منها االفكار والتقسيم‪ ( .‬لم أقل أنقل منها)‬ ‫صغية‪،‬‬


‫ر‬ ‫تقسم مقالتك إىل عناوين‬

‫ر‬ ‫تنتم‬
‫ي‬ ‫تجيب كل منها عن إشكالية‬
‫الت‬
‫‪ -3‬اقرأ أكي قدر من المصادر والمراجع‪ ،‬ي‬
‫للموضوع الذي تعالجه يف المقالة‪ ،‬وكل‬
‫ستفيدك لجمع المعلومات حول موضوع‬
‫ما أنهيت جملة قم بوضع الفاصلة‪،‬‬
‫المقالة‪.‬‬
‫وبعد نهاية كل فكرة قم بوضع النقطة‬
‫ر‬
‫الت ذكرناها‬
‫‪ -4‬أ كتب بالمنهجية واالرشادات ي‬ ‫وأغلق الفقرة لتفتح فقرة أخرى‪.‬‬
‫سابقا‪.‬‬ ‫‪ -4 -‬اةحجم اةمنيسب يجب ر‬
‫احيام‬
‫‪ -5‬قم بإغناء المقالة بالصور والفيديوهات‬ ‫رغبة العميل بكتابة المقالة بالحجم‬
‫واإلحصائيات‪( ..‬انتبه أن ال تستعمل الصور‬ ‫الذي يريده‪ ،‬لكن عند غياب التحديد‬
‫للغي إال إذا كان مسموحا لك‬
‫ر‬ ‫المملوكة‬ ‫يجب االهتمام باالجابة عن كل‬
‫فه‬
‫باستعمالها أو استعمل الصور المجانية ي‬ ‫مايتعلق بإشكالية المقالة من أهم‬
‫موجودة بكية)‪.‬‬ ‫ر‬
‫وحت الثانوية‪ ،‬فهذا يعزز‬ ‫تفاصيلها‬

‫‪ -6‬راجع مقالتك بعد كتابتها‪ ،‬وصحح األخطاء‬ ‫الكلمات‬ ‫وبالتاىل‬


‫ي‬ ‫المقالة‬ ‫حجم‬

‫إن وجدت‪.‬‬ ‫كبي يف‬


‫المفتاحية بها‪ ،‬وهذا له دور ر‬
‫عملية تسم ب‪ ،seo‬والذي يحسن‬
‫‪ -7‬قم بتنسيق المقالة وترتيبها‪ ،‬بإبراز العناوين‬
‫ترتيب المقالة بمحركات البحث‪ ،‬لكن‬
‫والصغية‪..‬‬
‫ر‬ ‫الكبية‬
‫ر‬
‫حاول دائما أن تاع خالصة للمقالة يف‬
‫‪ -8‬عند استعمالك للمصادر والمراجع‪ ،‬قم‬ ‫بدايتها‪ ،‬ر‬
‫احياما للقارئ الذي قد يكون‬
‫بذكرها للحفاظ عىل حقوق أصحابها وكذلك‬ ‫مستعجال وال يحتاج إىل التفاصيل‪.‬‬
‫رليكية مقالتك ومنحها قيمة أكي‪.‬‬
‫وننصح بأن ال يقل المقال عن ‪1000‬‬
‫‪ .....‬هذه أهم النصائح فقط‬ ‫كلمة‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫‪... -‬‬
‫‪54‬‬
‫نماذج أعماله‪.‬‬
‫ماذا سأحتاج لممارسة هذا العمل‬

‫كيف أرتاح وأنا أمارس هذا العمل؟‬


‫يحتاج كل ر‬
‫مشوع إىل رأسمال إلنجازه‪ ،‬ويحتاج‬

‫قد يعتقد أحدهم أن هذا السؤال تافه‪ ،‬ال‬ ‫كل عمل إىل معدات للقيام به‪ ،‬وبدوره تقديم‬
‫توفي‬
‫ر‬ ‫خدمة كتابة المقاالت تحتاج إىل‬
‫عزيزي القارئ‪ ،‬إن هذا السؤال ال يقل أهمية‬
‫ر‬ ‫المعدات االتية‪:‬‬
‫الت تطرقنا إليها سابقا‪ ،‬إن‬
‫عن كل األسئلة ي‬
‫كي عال‪،‬‬
‫كثيا ويحتاج إىل تر ر‬
‫الكتابة عمل شاق ر‬ ‫مكتت أو محمول أو‬
‫ي‬ ‫‪ -1‬داة اة‪:‬تيب حاسوب‬
‫توفي بيئة هادئة ومن مة‪ ،‬وأنا‬
‫وبالتاىل يجب ر‬
‫ي‬ ‫ذك‪ ،‬وإن كان األفال هو‬
‫تابليت أوهاتف ي‬
‫شخصيا كنت أفال العمل بالليل لسكونه‪،‬‬ ‫ر‬
‫واحيافية‬ ‫الحاسوب لما يوفره من خيارات‬
‫لكن الاغط يزداد عندما يكون الزبائن كي أو‬ ‫وسهولة‪.‬‬
‫كي‬ ‫ر‬
‫يكون الزيون مستعجال‪ ،‬وهنا يلعب الي ر‬ ‫ت تحتاج إىل االتصال‬ ‫‪ -2‬اتصيل بيال‬
‫تدبي مثل هذه‬‫كبيا يف ر‬
‫وفن إدارة الوقت دورا ر‬ ‫ر‬
‫باالنينت للتواصل مع الزبناء وإلرسال‬
‫األزمات‪ ،‬ولكن ر‬
‫يبق الصي مطلوبا دائما فال‬ ‫المقاالت اليهم‪ ،‬كما تحتاج إىل االتصال بهذه‬
‫يوجد مال كريم بدون صعوبة‪.‬‬
‫الشبكة لجمع المعلومات حول موضوع‬
‫ر‬
‫الت ستحتاجها‪.‬‬
‫المقالة وجمع الصور ي‬
‫كيف أبدأ ؟‬
‫ه‬
‫الحرف ي‬
‫ي‬ ‫يقال أن رأسمال‬ ‫‪ -3‬فن اة‪:‬تيب‬

‫ه‬ ‫حرفته‪ ،‬والكاتب بدوره ال يملك شيئا إن لم‬


‫إن أصعب نقطة يف أي عمل كيف ما كان ي‬
‫وه أهم نقطة فمن أ ر قت‬ ‫يملك فن الكتابة‪ ،‬ويقال أن الكاتب الجيد هو‬
‫نقطة بدايته‪ ،‬ي‬
‫بدايته أ ر قت نهايته‪.‬‬ ‫قارئ جيد‪ ،‬لذلك فإل كتساب هذا الفن تحتاج‬
‫إىل كية المطالعة‪ ،‬ولكن تحتاج إىل الممارسة‬
‫أنصح كل من يبدأ يف هذا المجال باتباع‬
‫كذلك‪ ،‬أي البد من محاولة كتابة المقاالت‬
‫الخطوات االتية‪:‬‬
‫وعرضها عىل الزمالء والمختص ري إلبداء أرائهم‬
‫‪ -1‬تذ ق اةطعم قم بإنشاء مدونة خاصة بك‬ ‫وتصحيح األخطاء‪ ،‬كما أن هذه المقاالت‬
‫عي موقع ‪ ، blogger.com‬ويمكنك البحث‬ ‫ستستفيد منها بعرضها كنماذج أعمال‪ ،‬ألن‬
‫يف يوتيوب وغووغل عن ر وحات لهذا‬ ‫الزبون قليال مايتعامل مع كاتب لم يرى‬
‫الموقع‬ ‫أسلوبه‪.‬‬
‫نماذجا لمقاالت كتبتها‪.‬‬ ‫الموقع‪ ،‬ابحث مثال عن "طريقة انشاء مدونة‬
‫بلوغر"‪ ،‬قم ب إختي ار المج ال ال ذي تحب ه‪،‬‬
‫بالنس بة لمس تقل‪ :‬قم بمراقبة المش اري ع‬
‫(مج ال التخص ص) الخ ا‬ ‫واجعل ه الني‬
‫الموجودة‪ ،‬وعن دم ا تج د طلب ا يبح ث في ه‬
‫بموقعك‪ ،‬مثال يمكنك إنش اء مدونة خاص ة‬
‫ص احبه عن مقاالت أو كاتب محتوى‪ ،‬انقض‬
‫المغرب‪ ،‬أو يمكن ك إنش اء‬ ‫اب‬‫ئ‬
‫علي ه واكت ب أفا ل عرض‪ ،‬وض ع نم اذج‬ ‫ي‬ ‫ب الق انون الجن ي‬
‫أعمالك بالموقع‪.‬‬ ‫مدونة خاصة ربيبية الدواجن‪...‬‬

‫ب النس ب ة لغووغ ل أدس نس‪ :‬عن دم ا توافق‬ ‫قم بكت اب ة أول مق ال ة‬ ‫‪ -2‬تعلم اةحرف ا ا ا‬
‫لمدونتك‪ ،‬وقم ر‬
‫بنشها‪.‬‬
‫الش ركة عىل منحك حسابا‪ ،‬قم بالدخول اىل‬
‫لوحة التحكم واحص ل عىل أكواد االعالنات‬ ‫‪ -3‬ص ا ا ا ا ا اق اال اةحرفا ا ةت ن فن ااي قم بكت اب ة‬
‫ثم قم بوض عه ا داخ ل المق االت‪ ،‬وتجن ب‬ ‫مق االت أخرى‪ ،‬ي‬
‫وف ك ل مرة ح اول أن تجعله ا‬
‫قواني غووغل‪.‬‬
‫ر‬ ‫مخالفة‬ ‫أفا ل من س ابقاتها‪ ،‬حاول تنس يق المقالة‬
‫ر‬
‫الت يوفرها‬
‫قم ب البح ث عن ح ل ألي‬ ‫‪ -5‬ط ر خا وايتا‬ ‫بش كل أفا ل وتجربة كل األدوات ي‬
‫ص عوب ة ر‬ ‫بلوغر‪.‬‬
‫تعيض ك يف تجربت ك ه ذه‪ ،‬ب ل‬
‫وابحث عن طرق لتحس ري موقعك وأس لوب‬ ‫بعد أن تقوم بتعلم الحرفة‬ ‫‪ -4‬ارم اةشا ا ا ا اابي‬
‫كتابتك ومبيعاتك بخمسات‪...‬‬ ‫وص قله ا قم ب المرور إىل خطوة الرب ح من‬
‫مجهوداتك‪ ،‬وذلك بالتس جيل يف حس اب‬
‫الكثي من الن ا‬
‫ر‬ ‫هن اك‬ ‫ج ااي‬ ‫‪ -6‬مص ا ا ا ا ا ا‬
‫غووغل أدس نس‪ ،‬ثم بعدها التس جيل بموقع‬
‫الذين أص بحوا يكس بون مبالغ طائلة بفا ل‬
‫خمسات وموقع مستقل وموقع حسوب‪.‬‬
‫الكثي منهم جعل ت من ه رج ل‬
‫ر‬ ‫الكت اب ة‪ ،‬ب ل‬
‫أعمال‪ ،‬فالبعض بدأ بائعا للمقاالت بس عر ‪5‬‬ ‫يف خمس ات‪ :‬اطلع عىل الخدمات الخاص ة‬
‫دوالر لخمس مق االت‪ ،‬وانته ب ه المط اف‬ ‫الكثي منها‪ ،‬قم بدراس تها‬
‫ر‬ ‫بالكتابة‪ ،‬س تجد‬
‫يش ريي ه ذه المق االت ويبح ث عن كت اب‬ ‫خص وص ا الحاص لة منها عىل نس ب مبيعات‬
‫محتوى‪.‬‬ ‫كثية‪ ،‬ثم بع ده ا قم ب إنش اء أول خ دم ة ل ك‬
‫ر‬
‫بالموقع‪ ،‬وأنص حك بالبحث يف يوتيوب عن‪:‬‬
‫غي حياته بهذا‬
‫الكثي ممن ر‬
‫ر‬ ‫وف المغرب هناك‬
‫ي‬
‫الفن‪.‬‬ ‫"طريقة إنش اء خدمة جديدة يف خمس ات"‪،‬‬

‫‪55‬‬ ‫أن تا ع بوص ف الخدمة‬ ‫وال تنس‬


‫يسعت إال أن أقول لكل منا رزقه‪ ،‬وال أحد يعلم مكانه وال كيفيته وال كمه‪ ،‬ولن‬
‫ي‬ ‫‪ -7‬ختيوي ال‬
‫يموت أحدنا إال وقد رأه كله‪ ،‬ولكننا ملزمون ببدل األسباب والتوكل عىل هللا وأن نحسن به ال ن‪.‬‬
‫وىل التوفيق‬
‫وهللا ي‬

‫صفحتي على خمسات‬


‫كنموذج‬

‫ر‬
‫الت قدمت فيها خدمة الكتابة‪ ،‬فقد بدأت يف خمسات‬
‫وهذه ليس إال إحدى الخدمات ي‬
‫ببيع ‪ 6‬مقاالت ربي ‪ 500‬و‪ 600‬كلمة ب‪ ،$5‬وبعدها أدركت أنه ثمن منخفض جدا‬
‫ه‬‫وأسلوب فحذفت الخدمة السابقة وأضفت أخرى ي‬
‫ي‬ ‫خصوصا بعد أن تطور مستواي‬
‫تفرع‪.‬‬ ‫ر‬
‫والت بدورها أوقفتها منذ مدة لعدم‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫الت أمامكم‪ ،‬ي‬
‫ي‬
‫‪56‬‬
57
58
59
60

You might also like