You are on page 1of 99

‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬

‫) ‪(0‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫) ‪(1‬‬

‫مقدمة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫ان يكون إلى القول ل إلى القائل‪ ،‬كما قال علي رضي الله عنه للحارث بن حوط وقد قال له‪" :‬اتظن انا نظ‬

‫وبعد‪:‬‬
‫إن كككل مككن يقلككب نككاظريه فككي واقككع هككذه النظمككة‬
‫الطاغوتية الرابضة على قلوب المسلمين اليوم‪ ،‬لككن يحتككاج‬
‫إلى كثير عناء ليبصر أن هذه النظمة – وبككالرغم مككن شككدة‬
‫كفرهككا وحربهككا للككه وعبككاده المككؤمنين – تحككاول أن تلقككي‬
‫الغشاوة علككى أعيككن الكككثيرين كيل يبصككروا كفرهككا البككواح‪،‬‬
‫فككتراهم يشككيدون المسككاجد‪ ،‬أو يبنككون الككدور لليتككام‪ ،‬أو‬
‫يحجون ويعتمرون‪ ...‬الخ مككن ذلككك‪ ،‬ممكا يلبسكون بكه علككى‬
‫الناس من أعمال ل تمس سلطانهم الرضي‪.‬‬
‫ولكن اشد من ذلككك تلبيسككا وتضككليل للنككاس هككو اتخككاذ‬
‫السدنة والرهبان ممن يحلون لهذه النظمة كفرهكا وردتهكا‪،‬‬
‫ولكن بك "غطاء شرعي"! – زعموا –‬
‫ولقد نجح القككوم فككي ذلككك أيمككا نجككاح‪ ،‬فككترى العككامي‬
‫المقلد يقول‪" :‬لو لم يكن في هذه الدول خيرا لما صككاحبهم‬
‫شيخنا الفلني‪ ،‬ولما تفنن الشيخ العلنككي فككي كيككل المديككح‬
‫لهم"‪ ،‬فضل القوم‪ ،‬وأضلوا كثيرا من الخلق بفعلهم الشككنيع‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وقد علم اعداء الله انه ل يمكنهم السككيطرة علككى هككذا‬
‫"المارد" السلمي‪ ،‬وانككه ل سككبيل لهككم إلككى القضككاء علككى‬
‫شعلة الجهاد في قلككوب المسككلمين إل مككن خلل زرع هككذه‬
‫العمائم واللحى على أبواب قصككورهم ومجالسككهم‪ ،‬لتكككون‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫) ‪(2‬‬

‫بعد ذلك كالدمى يحركونها كيفما شككاؤوا وينطقككون باسككمها‬


‫بمككا شككاؤوا‪ ،‬فتبنككوا هككؤلء "المشككايخ"‪ ،‬واسككتغلوهم فككي‬
‫صكككالحهم‪ ،‬ولمعكككوهم ورفعكككوهم وصكككدروهم المجكككالس‬
‫والجتماعككات‪ ،‬وخلعككوا عليهككم أرفككع اللقككاب والمناصككب‪،‬‬
‫وسخروا لهم امكانات هائلة لنشككر طريقتهككم‪ ،‬مككن اذاعككات‬
‫وصحف ومؤتمرات‪ ،‬فصككاروا مككن اهككم اسككلحة الطككواغيت‬
‫والحكومات المرتدة في حرب دعاة التوحيد والسنة‪.‬‬
‫وحتى ل يفكر احد بمعارضككة هككؤلء "المشككايخ"‪ ،‬وضككع‬
‫الطواغيت هالة من القدسككية حككولهم‪ ،‬فل يتجككرأ احككد علككى‬
‫مساسهم ول حتى بكلمة نقككد ]‪ ،[1‬لئل يفتضضككحوا ويسككقط‬
‫ذلك المنهج وتلك الفتاوي التي دعمت الطواغيت واعطتهككم‬
‫الشرعية‪ ،‬التي تلزمهم لبقاء دولهم المرتدة‪.‬‬
‫ولعل المتابع لفتاوى "مشككايخ" الدولككة يبصككر كيككف أن‬
‫هذه النظمة تلعب بهم وتحركهم حيثما تريد‪ ،‬فتراهم يفتون‬
‫في النازلة اليوم بحكم "شرعي" ثم إذا احتاج ولككي أمرهككم‬
‫فتوى بضد ذلك غدا؛ أصدروا له من الفتاوى "الشرعية" مككا‬
‫يناسب حاله!‬
‫ولعلككك أخككي القككارئ ل تسككارع وتتهمنككا بككالتجني علككى‬
‫القوم‪ ،‬فما هي إل أسطر قليلة تقرأها بعد قليل مما جمعناه‬
‫لك من فتاوى مفككتى آل سككلول "عبككد العزيككز بككن بككاز" ]‪،[2‬‬
‫وستقول حينها‪ :‬وا عجباه!! ألم يفتي "الشيخ" بخلف ذلك‬
‫ويقل بضده من قبل ]‪![3‬‬
‫ومن كان هذا حاله‪ ،‬كيف يكون اهل ليتبع في دينه؟!‬
‫لم يكن يحمل طهر‬ ‫أمتي كم صنم مجدته‬
‫الصنم‬
‫وقد يقول قائل‪ :‬لماذا ابن باز النا؟‬
‫والجواب‪:‬‬

‫‪ (1‬فلحوم هؤلء المشايخ "مسمومة"! ومن ذا الذي يريد أن يتسككمم‬


‫بأكلها؟!!‬
‫‪ (2‬يمكن مراجعتها في مواضعها كما هي مثبتة في الهوامش‪ ،‬أو عبر‬
‫موقعه على شبكة النترنت )‪.(/http://www.binbaz.org.sa‬‬
‫‪ (3‬قال صلى الله عليه وسلم‪) :‬مما أدرك الناس من كلم النبوة‬
‫الولى؛ إذا لم تستح فاصنع ما شئت( ]رواه المام أحمد وابو داود[‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫) ‪(3‬‬

‫ان كككان ابككن بككاز قككد مككات‪ ،‬فككان الكككثير مككن أصككحاب‬
‫الغراض ومن المغفلين والحمقى يتبنككون افكككاره ويككدعون‬
‫إليها ويعتبرونها حقا‪ ،‬ل يأتيهككا الباطككل ل مككن خلفهككا ول مككن‬
‫بين يديها! من خالفها فقد خرج من السنة ‪ -‬على اقل تقدير‬
‫‪ -‬اذا لم يكن قككد كفككر وارتككد وصككار حلل الككدم! ‪ -‬لنككه مكن‬
‫الخوارج بزعمهم ‪-‬‬
‫فصار منهج ابككن بككاز سككببا لكككثير مككن النككاس يككدعوهم‬
‫للدخول في موالة الطواغيت وعداوة اهل السنة والتوحيد‪،‬‬
‫ويحاربون الله ورسككوله والمجاهككدين‪ ،‬سككالكين سككبيل ابككن‬
‫باز‪ ،‬هذا أول‪.‬‬
‫وثانيكككا‪ :‬اننكككا نكككرى فكككي هكككذه اليكككام حملت تشكككويه‬
‫المجاهدين و "الحرب العلمية" ضككدهم قككد اشككتد اوارهككا‪،‬‬
‫وهي في جزء كبير منها تعتمد وتستند على منهككج ابككن بككاز‪،‬‬
‫ويستدل الساعون فيها بك "سككباب" ابككن بككاز و "شككتائمه" و‬
‫"تسفيهه" و "تكفيره" للمجاهدين! ]‪.[4‬‬
‫فكان لزاما ‪ -‬والحال هذا ‪ -‬ان يسككعى كككل مسككلم بمككا‬
‫يستطيع لرد كيد اعداء الله‪.‬‬
‫وهذا البحث كان لهذا الغرض‪.‬‬
‫ولست ابالغ ان قلت ان ابن باز ومن هم على نهجه هم‬
‫السبب الول لما وصلت إليككه المككة اليككوم مككن ذل وركككون‬
‫الى الطواغيت وترك جهادهم‪ ،‬فهم كانوا الحربة التي يطعن‬
‫‪ (4‬يظهر هذا جليا في استدلل واحتجاج عبيد الطواغيت في جككدالهم‬
‫عكن الحككام المرتكدين ومحككاولتهم مواجهكة وتضكليل أهككل التوحيككد‬
‫والسنة والجهاد‪ ،‬بابن باز ومنهجه‪ ،‬خذ على سككبيل المثككال ل الحصككر‬
‫هذا‪:‬‬
‫يقول المحقق عائض القرني في حككوار "الككتراجع" المزعككوم‬
‫الذي اجراه مع الشيخ السير علي الخضككير حفظككه اللككه‪) :‬هنككا كككان‬
‫عندنا في هذه البلد رمزان وعالمان كبيران نفع الله بهما على مدى‬
‫طويل وعلى سنوات‪ ،‬الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين يرحمهما‬
‫الله‪ ،‬أما ترى ان هذه هي الطريقة المثلى؟ أو لك تعقيب علككى هككذه‬
‫المسألة؟( اهك‬
‫ويقول للشيخ السير ناصر الفهد حفظككه اللككه‪) :‬الن يككا شككيخ‬
‫ناصر! عندنا تجربة رائدة عشناها وعاشها جيلنا المعاصر في بلدنككا‪،‬‬
‫تجربة مثل مدرسة اللين التي عليها علماءنا وعلى رأسهم سسسماحة‬
‫الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز‪ ،‬الليككن والحكمككة والرفككق‪ ،‬فهككو‬
‫في حياته ‪ 70‬سنة خطب ووعظ وأفككتى واتصككل بككولة المككر ورب ّككى‬
‫ح؟ ام‬ ‫ن والنجكك ُ‬
‫م والحس ُ‬ ‫العامة والكبير والصغير‪ ،‬هل هذه هي السل ُ‬
‫ب الخر؛ مركب العنف ومركب التكفير ومركككب التفجيككر‪،‬‬ ‫هو المرك ُ‬
‫يعني قل بصراحة؟( اهك‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫) ‪(4‬‬

‫بهككا الطككواغيت كككل مصككلح ومجاهككد‪ ،‬وعنككد اللككه تجتمككع‬


‫الخصوم‪.‬‬
‫يقول الشيخ أبو قتادة الفلسككطيني حفظككه اللككه‪) :‬لقككد‬
‫سككعودّية أن تجن ّككد الكككثير‬
‫طاغوتي ّككة ال ّ‬ ‫استطاعت الحكومة ال ّ‬
‫سلفيين فككي العككالم عملء لهككا‪ ،‬يكتبككون لهككا‬ ‫من المشايخ ال ّ‬
‫الّتقارير المنّية عن نشاط الحركات السلمّية‪ ،‬وهذه كككذلك‬
‫ي الذي يعتقسسد بإمامسسة عبسسد‬ ‫سلف ّ‬ ‫نا ال ّ‬ ‫نتيجة سننّية‪ ،‬فإ ّ‬
‫مد بن صالح العثيمين واللحيدانا‬ ‫ّ‬ ‫ومح‬ ‫العزيز بن باز‬
‫ً‬
‫والفسسوزانا وربيسسع المسسدخلي‪ ،‬كائنسسا مسسن كسسانا هسسذا‬
‫د كسسانا‪ ،‬فسسإّنه سسسيعتقد فسسي‬ ‫ي بلسس ٍ‬ ‫ي ومسسن أ ّ‬ ‫سسسلف ّ‬‫ال ّ‬
‫نا مشسسايخه هسسؤلءا‬ ‫الّنهّايسسة بإمامسسة آل سسسعود‪ ،‬ل ّ‬
‫طاعة لل سعود‪ ،‬فإمسسام شسسيخي‬ ‫يدينونا بالولءا وال ّ‬
‫سسسلفيين‪ ،‬ولككذلك‬ ‫إمامي‪ ،‬وإمام ابن باز هسسو إمسسام ال ّ‬
‫سلفيين في العالم أجمع لّنه‬ ‫ففهد بن عبد العزيز هو إمام ال ّ‬
‫سككلفّية الجديككدة‪،‬‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ككايخ‬‫ش‬ ‫لم‬ ‫ي‬
‫شككرع ّ‬ ‫ي وال ّ‬ ‫هو المام الّرسم ّ‬
‫م علينا أن ل نستغرب من وجود طلبككة علككم سككلفّيين‬ ‫ومن ث ّ‬
‫من الجزائر ومن ليبيا ومن الردن ومن مصككر ومككن سككورّيا‬
‫ومن الهند وباكسككتان وغيرهككا مكن الككدول عملء لل سكعود‬
‫دمة( اهك ]‪.[5‬‬ ‫عمل ً بالقاعدة المتق ّ‬
‫وقال المام المجككدد أسككامة بككن لدن‪) :‬وكككذلك حكككام‬
‫المنطقة يخادعوننا‪ ,‬ويوالككون الكفككار‪ ,‬ثككم يككدعون أنهككم مككا‬
‫زالوا على السلم‪ ،‬ومما يزيد في هذا الخداع هو استحداث‬
‫هيئات غرضها التدليس على الناس‪ ،‬وقككد يسككتغرب النككاس‬
‫عندما نتحدث عن أن بعض الهيئككات المنتسككبة إلككى الشككرع‬
‫والمنتسبة إلى الفقه وإلى العلم أنها تقوم بهذا الدور ‪ -‬مككن‬
‫حيث تدري أو ل تكدري ‪ -‬فغككرض النظككام مكن إظهككار بعكض‬
‫العلماء على شاشات التلفاز وعبر محطات الذاعات لفتككاء‬
‫الناس‪ ,‬ليس هذا هو الغككرض السككاس لهككذه المهمككة‪ ,‬ولككو‬
‫كككان كككذلك لظهككر الصككادقون مككن العلمككاء علككى شاشككات‬
‫المحطككات المحليككة وغيرهككا‪ ,‬وعلككى المحطككات الذاعيككة‬
‫المحليككة‪ ,‬ولكككن الغككرض أن هككذه الهيئككات لهككا مهمككة فككي‬
‫الظروف الحرجة وفي ساعات الصفر‪ ،‬كمكا رأينكا مكن قبكل‬
‫عندما والى النظام القوات المريكية الصليبية وأدخلها إلككى‬
‫مام‬ ‫بلد الحرمين‪ ,‬وضككج النككاس وضككج الشككباب‪ ,‬فكككان صكك ّ‬
‫درت فتككاوى بإلحككاق‬ ‫المان للناس أن هذه الهيئة وأمثالها ص ّ‬
‫موه بك "ولككي المككر" ‪ -‬ومككا هككو‬ ‫الجازة لتصرف الحاكم َوس ّ‬
‫للمسلمين بولي أمر علككى الحقيقككة ‪ -‬فينبغككي النتبككاه إلككى‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ (5‬مقالت "بين منهجين" )‪.(76‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫) ‪(5‬‬

‫وقد يتعجب الناس؛ هككل يعقككل أن هككذا الشككيخ فلن أو‬


‫ذلك على جللة قدره في العلم‪ ,‬ورغم كبر سنه‪ ,‬هل يعقككل‬
‫أن يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل؟!‬
‫أقككول؛ إن النسككان ليككس بمعصككوم‪ ,‬وإذا نظرنككا فككي‬
‫تاريخنا وفي تاريخ العالم السككلمي عككبر القككرون الماضككية‬
‫فنجد أن هذه الحالت تتكرر‪ . . .‬فالنظام كما أنه اسككتحدث‬
‫وزارة العلم مهمتها التدليس على الناس‪,‬كككذلك هككو فككّرغّ‬
‫ميزانية ضكخمة لهكذه الهيئكات الكتي تنتسكب إلكى السكلم‪,‬‬
‫مهمتها أن تعطي الشرعية للنظام وأن النظام على حق‪.‬‬
‫فحتى تتصوروا المسألة‪ ,‬تصور أنا مبنى هيئة كبار‬
‫العلماءا هسسو ملحسسق بالقصسسر الملكسسي‪ ,‬وتصككور أن دار‬
‫الفتكاء فكي الزهككر هككي ملحقككة بالقصككر الجمهكوري التكابع‬
‫لحسني مبارك‪ ,‬ودار الفتاءا في بلد الحرمين ملحقة‬
‫بقصسسر الملسسك‪ ،‬فهّسسل تسسذهب وتسسسأل هسسذا الرجسسل‬
‫الموظف الذي يتقاضى راتبسسا ً مسسن الملسسك‪ ,‬تسسسأله‬
‫عن حكم الملك؟ وهل الملك فعل ً والسسى الكفسسار؟!‬
‫وهل الولءا للكفار نسساقض مسسن نسسواقض السسسلم؟!‬
‫هذه المسائل واضحة بينة‪ ،‬وإن التبككس علككى بعككض النككاس‬
‫لقلة علمهم‪ ،‬فُيرجككع بهكا إلككى الصكادقين‪ ،‬فل تكذهب تسككأل‬
‫موظفا ً عند الملك عن حكم الملككك!‪ . . .‬فهّذه المسسسألة‬
‫حاصسسل فيهّسسا – للسسسف ‪ -‬تقليسسد كسسبير‪ ,‬كسسثير مسسن‬
‫الشباب يقلسدونا أمرهسم لبعسض مسوظفي الدولسة‪,‬‬
‫وهؤلءا يوضع عليهّم عباءاه ويعطونا أسماءا كبيرة‪،‬‬
‫وهسسم فسسي الحقيقسسة موظفسسونا للدولسسة‪ ،‬عسسن علسسم‬
‫أضسسلهّم اللسسه سسسبحانه عسسن علسسم‪ ,‬ففسسي كتبهّسسم‪,‬‬
‫وتعلمنسسا مسسن كتبهّسسم؛ أنا مسسن نسسواقض السسسلم‬
‫العشسسسرة مسسسوالة الكسسسافرين‪ ،‬ويصسسسارحوننا فسسسي‬
‫مجالسهّم الخاصسسة‪ ,‬ولكسسن يخسسافونا ويتسسأولونا‪. . .‬‬
‫فينبغي التنبه لذلك( اهك ]‪.[6‬‬

‫‪ (6‬توجيهات منهجية )‪ ،(2‬للشيخ أسامة بن لدن‪ ،‬إصدار "منبر‬


‫التوحيد والجهاد"‪ ،‬واصلها محاضرة للشيخ بعنوان "النفير"‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫) ‪(6‬‬

‫ابن باز‪ ..‬والصلح مع اليهّود‬


‫‪1‬‬
‫قال الشوكاني رحمه الله‪:‬‬ ‫(‬
‫)أ ن العل م وكثرت ه وبلوغّ حامل ة إل ى أعل ى درجات‬
‫العرفان‪ :‬ل يسكككقط عنكككه شيئكككا مكككن التكاليكككف‬
‫الشرعية‪ ،‬بل يزيدها عليه شدة‪ ،‬ويخاطب بأمور ل‬
‫يخاط ب به ا الجاه ل‪ ،‬ويكل ف بتكالي ف غي ر تكالي ف‬
‫الجاهل‪ ،‬ويكون ذنبه أشد وعقوبته أعظم(‪.‬‬
‫"شرح الصدور بتحريم رفع القبور"‬

‫افتى ابن باز ‪ -‬قبل ان تصل أوامر امريكا لل سلول بقبول‬


‫الصلح مع اليهود علنية ‪ -‬بككان حككل "القضككية الفلسككطينية"‬
‫هو الجهاد ول حل لها سوى الجهاد‪ ،‬فقال‪) :‬فككإنني أرى أنككه‬
‫ل يمكن الوصول إلى حل لتلك القضية‪ ،‬إل باعتبار القضية‬
‫إسككلمية‪ ،‬وبالتكككاتف بيككن المسككلمين لنقاذهككا‪ ،‬وجهّسساد‬
‫اليهّود جهّسادا إسسلميا‪ ،‬حككتى تعككود الرض إلككى أهلهككا‪،‬‬
‫وحتى يعود شذاذ اليهود إلى بلدهم الككتي جككاءوا منهككا( اهككك‬
‫]‪.[7‬‬
‫‪ (2‬افتى بعد ان وصلت الوامر مككن "الككبيت البيككض"‬
‫لل سلول بقبول الصلح ‪ -‬علنية ‪ -‬بجواز الصلح مع اليهود‪:‬‬
‫أ( فقال‪) :‬ننصح الفلسطينيين جميعا بأن يتفقوا‬
‫علككى الصككلح‪ ،‬ويتعككاونوا علككى الككبر والتقككوى‪ ،‬حقنككا‬
‫للدماء‪ ،‬وجمعا للكلمة علككى الحككق‪ ،‬وإرغامككا للعككداء‬
‫الذين يدعون إلى الفرقة والختلف( اهك ]‪.[8‬‬
‫‪ (7‬مجموع فتاوى ومقالت ابن باز‪/‬الجزء الول‪ ،‬جواب سؤال نصككه‪:‬‬
‫)كيف السبيل وما هو المصير في القضية الفلسطينية التي تزداد مع‬
‫اليام تعقيدا وضراوة؟(‪.‬‬
‫‪" (8‬حكم الصلح مع اليهود في ضوء الشككريعة السككلمية"‪"/‬نصككيحة‬
‫مهمة"‪ ،‬جواب سؤال نصه‪) :‬يختلف الفلسطينيون في مواقفهم مككن‬
‫عمليككة السككلم‪ ،‬فحمككاس تعككارض وتككدعو للمقاومككة‪ ،‬والسككلطة‬
‫الفلسطينية موافقة‪ ،‬وأغلب الشكارع كمكا يبككدو مكع السكلطة‪ ،‬فمكن‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫) ‪(7‬‬

‫ب( وقال‪) :‬فهذه أجوبة على أسئلة تتعلككق بمككا‬


‫أفتينا بككه مككن جككواز الصككلح مككع اليهككود وغيرهككم مككن‬
‫الكفرة صلحا مؤقتا أو مطلقا ]‪ [9‬على حسب ما يراه‬
‫ولي المر ]‪ ([10‬اهك ]‪.[11‬‬
‫‪ (3‬وليته وقف عند تجويز الصلح مككع العككدو اليهككودي‪،‬‬
‫بل صار مكن دعكاة التطكبيع وتبكادل فتكح السكفارات! حيكث‬
‫سئل‪) :‬هل يجوز بناء على الهدنة مع العدو اليهككودي تمكينككه‬
‫بما يسمى بمعاهدات التطبيع من الستفادة مككن الككدول‬
‫السلمية اقتصاديا وغير ذلك من المجالت‪ ،‬بما يعككود عليككه‬
‫بالمنافع العظيمة‪ ،‬ويزيككد مككن قككوته وتفككوقه‪ ،‬وتمكينككه فككي‬
‫البلد السككلمية المغتصككبة‪ ،‬وأنا علسسى المسسسلمين أنا‬
‫يفتحسسوا أسسسواقهّم لسسبيع بضسسائعه‪ ،‬وأنككه يجككب عليهككم‬
‫تأسيس مؤسسات اقتصادية‪ ،‬كالبنوك والشككركات يشككترك‬
‫اليهود فيها مع المسلمين‪ ،‬وأنه يجب أن يشتركوا كذلك فكي‬
‫مصادر المياه كالنيل والفرات‪ ،‬وإن لم يكن جاريا فككي أرض‬
‫فلسككطين؟(‪ ،‬فاجككاب‪) :‬ل يلككزم مككن الصككلح بيككن منظمككة‬
‫التحرير الفلسطينية وبين اليهود ما ذكككره السككائل بالنسككبة‬
‫إلى بقية الدول‪ ،‬بل كل دولة تنظر في مصلحتها‪ ،‬فإذا رأت‬
‫أنا من المصلحة للمسلمين في بلدهسسا الصسسلح مسسع‬
‫اليهّود في تبادل السفراءا والسسبيع والشسسراءا‪ ،‬وغيسسر‬
‫ذلك من المعاملت التي يجيزها شرع الله المطهككر‪ ،‬فل‬
‫بأس في ذلك( اهك ]‪.[12‬‬

‫التعليق‪:‬‬
‫‪ (1‬قال المام اسامة بن لدن مخاطبا ً ابن باز‪) :‬ونحككن‬
‫سككنذكركم‪ ...‬ببعككض هككذه الفتككاوى والمواقككف الككتي قككد ل‬
‫تلقونا لهّا بالً‪ ،‬مع أنهّا قد تهّوي بهّا المة سسسبعين‬
‫خري ً‬
‫فا فسسي الضسسلل‪ ،‬كككي تككدركوا معنككا ولككو جانب ًككا مككن‬

‫تلزم الناس طاعته؟ وما هو موقفنكا نحككن فكي الخككارج؟ نرجككو بيكان‬
‫الحككق‪ ،‬لن هنككاك أخطككارا بككأن ينشككب القتككال بيككن الفلسككطينيين‬
‫أنفسهم؟(‪.‬‬
‫‪ (9‬قال ابن قدامة رحمككه اللككه‪) :‬ل تجككوز المهادنككة مطلقككا ً مككن غيككر‬
‫تقدير مدة‪ ،‬لنه يفضي إلى ترك الجهاد بالكلية( ]المغني ‪.[13/154‬‬
‫‪ (10‬ولككي المككر هنككا؛ هككو ياسككر عرفككات ومككا يسككمى بككك "السككلطة‬
‫الفلسطينية" الملحدة!!‬
‫‪ (11‬مجموع فتاوى ومقالت ابككن بككاز‪/‬الجككزء الثككامن‪" :‬أجوبككة علككى‬
‫أسئلة تتعلق بالحوار السابق حول الصلح مع اليهود"‪ ،‬ونشرت أيضككا ً‬
‫في جريدة "المسلمون"‪) ،‬عدد ‪ (19/8/1415) ،(520‬هك‪.‬‬
‫‪ (12‬النجاز في ترجمة عبد العزيز بن باز‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫) ‪(8‬‬

‫خطورة هذا المر والثار السيئة المترتبة عليه‪ ...‬ونحن بيككن‬


‫يدي فتواكم الخيرة بشأن ما يسمى بهتان ًككا بككك "السككلم مككع‬
‫اليهود" والتي كانت فاجعككة للمسككلمين‪ ،‬حيسسث اسستجبتم‬
‫للرغبسسة السياسسسية للنظسسام لمككا قككرر إظهككار مككا كككان‬
‫يضمره من قبل‪ ،‬من الدخول في هذه المهزلة الستسلمية‬
‫دا‬
‫قككا "أو" مقيكك ً‬
‫مع اليهود‪ ،‬فأصدرتم فتوى تبيح السككلم مطل ً‬
‫مكككع اليهكككود‪ ،‬فمسسا كسسانا مسسن رئيسسس وزراءا العسسدو‬
‫الصسسهّيوني وبرلمسسانه إل أنا صسسفقوا لهّسسا وأشسسادوا‬
‫بهّا‪ ،‬كما أعلن النظام السعودي عقبها عككن نيتككه فككي تنفيككذ‬
‫المزيككد مككن التطككبيع مككع اليهككود‪ ...‬وكأنكم لسسم تكتفسسوا‬
‫بإباحسسة بلد الحرميسسن الشسسريفين لقسسوات الحتلل‬
‫اليهّودية والصليبية‪ ،‬حككتى أدخلتككم ثككالث الحرميككن فككي‬
‫المصيبة بإضفائكم الشرعية على صكوك الستسككلم الككتي‬
‫يوقعها الخونة والجبناء من طواغيت العككرب مككع اليهككود‪ ،‬إن‬
‫هذا الكلم خطير كبير‪ ،‬وطامة عامة لما فيككه مككن التككدليس‬
‫على الناس والتلبيس على المككة‪ ...‬ونككذكركم هنككا بفتككواكم‬
‫السابقة في هذا الشككأن‪ ،‬لمككا سككئلتم عككن السككبيل لتحريككر‬
‫فلسككطين‪ ،‬فقلتككم أنككه "ل يمكككن الوصككول إلككى حككل لتلككك‬
‫القضكككية إل باعتبكككار القضكككية إسكككلمية‪ ،‬وبالتككككاتف بيكككن‬
‫دا إسككلمًيا حككتى تعككود‬ ‫المسلمين لنقاذها‪ ،‬وجهاد اليهود جها ً‬
‫الرض إلى أهلها‪ ،‬وحتى يعود شذاذ اليهود إلى بلدهم"( اهككك‬
‫]‪.[13‬‬
‫‪ (2‬وقككال المككام أيمككن الظككواهري‪) :‬اسككتمعت مككع‬
‫المليين من ابناء المة السلمية إلى نشككرات النبككاء وهككي‬
‫تنشككر عككبر الثيككر فتككاوي عبككد العزيككز بككن بككاز‪ ،‬وهككو يككدعو‬
‫المسكلمين إلكى الصكلة فكي المسكجد القص ى ]‪ ،[14‬ويبيكح‬
‫التجارة والتعامل مع إسرائيل‪ ،‬ثم سككمعت رد رئيككس وزراء‬
‫إسككرائيل إسككحاق رابيككن علككى ابككن بككاز مرحبسسا ومحييسسا‬
‫فضيلة المفتي‪ ،‬ولم استغرب أن تصدر مثل هذه القوال‬
‫من مثل ذلك الرجل كما استغربها كثير من الناس‪ ،‬فإن لككي‬
‫في ذلك الرجل رأيا ل زلت متمسكا ً به‪ ...‬ولكن الحككق ابلككج‬
‫والباطل لجلج‪ ،‬إن ابن باز وطائفته هم علماءا السسسلطانا‬

‫‪" (13‬رسككالة إلككى ابككن بككاز ببطلن فتككواه بالصككلح مككع اليهككود"‪) ،‬‬
‫‪27/7/1415‬هك(‪ ،‬نيابة عن "هيئة النصيحة والصكلح"‪ ،‬وهكي ملحقكة‬
‫بهذا البحث!‬
‫‪ (14‬سئل ابن باز‪) :‬في ظل التفاهم بين العككرب واليهككود‪ ،‬هككل يجككوز‬
‫زيارة المسجد القصى والصلة فيه خصوصا في حال الموافقة مككن‬
‫الدول العربية؟(‪ ،‬فاجاب‪) :‬زيارة المسجد القصى والصلة فيه سنة‬
‫إذا تيسككر ذلككك( ]حكككم الصككلح مككع اليهككود فككي ضككوء الشككريعة‬
‫السلمية[‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫) ‪(9‬‬

‫الذين يبيعوننا لعدائنا في مقابل راتب أو منصب‪،‬‬


‫وإن غضب من غضب‪ ،‬ورضي من رضي( اهك ]‪.[15‬‬
‫‪ (3‬قال المام اسامة بككن لدن‪) :‬مككن زعككم أن هنككاك‬
‫سلم دائم مع اليهود فهو قد كفر بما أنزل على محمد صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬فالصراع هو بيننا وبين أعداء السلم قككائم‬
‫وإلى قيام الساعة( اهك ]‪.[16‬‬
‫‪ (4‬قال المام المجدد عبد الله عزام رحمه الله‪ ،‬معلقا‬
‫على فتككاوي متناقضككة صككدرت مككن مشككايخ الزهككر شككبيهة‬
‫بفتاوي ابن باز‪) :‬خرجت فتككوى سككنة الثمانيككة وخمسككين أو‬
‫بعدها على ان الصلح من اليهّود كفر‪ ،‬ثم خرجت فتككوى‬
‫ح ل َهَككا{‪،‬‬ ‫سككل ْم إ َفا ْ‬
‫جن َكك ْ‬ ‫حككوا إلل ّ‬
‫جن َ ُ‬
‫ن َ‬
‫عندما ذهب السككادات‪} :‬وَإ إ ْ‬
‫كيف هذا ؟!! وهذا نعككده جهككاد فككي سككبيل اللككه كككذلك؟!‬
‫"أم" جهاد في سبيل الجيب والبطن( اهك ]‪.[17‬‬
‫‪ (5‬قال الشيخ أبو قتادة الفلسطيني‪ ...) :‬فمككاذا كككانت‬
‫النتيجة لغياب الفكار الواضحة‪ ...‬والتوحيككد الصككحيح؟ مككاذا‬
‫جر علينا؟ ويلت وأي ويلت‪ ،‬بل غيككاب الفهككم الصككحيح هككو‬
‫الذي يجعل أولئك العلماء يخرجوا لنا كل يوم قيحة‪ ،‬يتشكل‬
‫أمام ناظريكم بأنها فتوى شرعية تستند إلككى كتككاب وسككنة‪،‬‬
‫وهي ل تعدو أن تكون قيح أفكار وعللة رجل مريض‪ ،‬يقولها‬
‫ل يفهم شيئا من دين الله عز وجل‪ ،‬سوى أنه يبصر مسككائل‬
‫الخلف كما يبصككر ذاك العربككي مسككائل الخلف فككي النحككو‬
‫والعراب وما شابه ذلك‪ ،‬ماذا فهم من توحيد الله عز وجل‪،‬‬
‫ثانيككًا؛ مككاذا فهككم هككذا الرجككل مككن واقككع الحككال فككي هككذه‬
‫الفتككوى؟‪ ...‬وأنككا ل أريككد أن أتكلككم عككن هككذه الفتككوى الككتي‬
‫سمعتم شيئا ً عنها‪ ،‬ل أريد أن اتكلككم عليهككا بالتفصككيل‪ ،‬لكككن‬
‫هل فهم ذاك المفتي ‪ -‬كائنا ً من كان ‪ -‬بوطيا ً كان ]‪ ...[18‬أو‬
‫بازيا ً ل يلتقسسط إل جيسسف الرض‪ ،‬إذا كككان هككذا الرجككل‬
‫يقككول مثككل هككذه الكلمككات‪ ،‬فهككل يفهككم معنككى الصككلح مككع‬
‫اليهود؟ هل هو كما فهمه صلح الدين‪ ،‬فصككالح حينككا جيككوب‬
‫بعض الصليبن تفرغا لقتال بعض الجيوب الخرى؟ هل فهككم‬
‫‪ (15‬مقالة بعنوان "ابن باز بين الحقيقة والوهم"‪ ،‬نشرت فككي "مجلككة‬
‫المجاهدون"‪ ،‬العدد )‪ /3) ،(11‬شعبان‪ (1415/‬هك‪ ،‬وهي ملحقة بهذا‬
‫البحث!‬
‫‪ (16‬مقابلة مع قناة الجزيرة‪ ،‬اجراها الستاذ تيسير علوني‪ ،‬فككي )‪8/2‬‬
‫‪(001‬م‪.‬‬
‫‪ (17‬شريط الرباط والجهاد ‪/‬الوجه الثاني‪ ،‬وبين علمتين )"‪ ("...‬قككال‬
‫الشككيخ فككي الشككريط‪) :‬ول( باللهجككة العاميككة‪ ،‬أي "أم"‪ ،‬فوضككعتها‬
‫بالفصحى!‬
‫‪ (18‬اشارة إلى محمد سعيد رمضان البوطي‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(10‬‬

‫ان أطككول ورقككة؛ أمنيككة‪ ،‬فككي قضككايا الصككلح بيككن المرتككد‬


‫الحسين وبين الكافر رابين‪ ،‬كانت أطول ورقككة عقككدت فككي‬
‫هذه الصفقة هي الورقة المنية‪ ،‬ونعني بالورقة المنية؛ هي‬
‫ورقة قائمة على عداء كل من عادى هذه البلككد‪ ،‬بمعنككى لككو‬
‫ان رجلً الن فككي الردن تكلككم عككن اليهككود بكلمككة سككب أو‬
‫شتم‪ ،‬ولو قرأ أيككة وفسككرها علككى غيككر وجههككا الككذي يريككده‬
‫الحككاكم بككأمره‪ ،‬الككذي يملككك جككزرة وعصككا‪ ،‬مككاذا سككتكون‬
‫نتيجته؟‪ . . .‬أي غباء نحن نعيش فيه وأي جهل يعشككش فككي‬
‫أفكارنككا؟ كككونت لجنككة أردنيككة مككن أجككل صككياغة الكتككب‬
‫المدرسية بما يوافق عملية السلم والصلح مع اليهود‪ ،‬قككال‬
‫رئيككس اللجنككة؛ ان اعظككم مككا يصككادفنا فككي موضككوعنا هككي‬
‫اليات القرانية التي تتكلم عن اليهود‪ ،‬كيككف نعالجهككا؟ مككاذا‬
‫نصنع فيها؟ أفهم هؤلء ما معنى الصلح الن؟ هل هو ايقاف‬
‫الحرب أم حمل أهل الإسلم للدخول في طوائف اليهككود؟(‬
‫اهك ]‪.[19‬‬
‫‪ (6‬ابككن بككاز ل يجهككل مخالفككة "معاهككدات الستسككلم"‬
‫للشككريعة‪ ،‬ول يجهككل ضككررها وخطككورة التطككبيع مككع العككدو‬
‫اليهودي‪ ،‬فقد وجهت إليه اكثر من رسككالة تنصككحه بككالتراجع‬
‫عن فتوى الصلح مككع اليهككود‪ ،‬وتككبين لككه خطككورة مثككل هككذه‬
‫المعاهككدات‪ ،‬ومككن هككذه الرسككائل‪ ،‬رسككالة قككدمها كككل مككن‬
‫المشايخ‪) :‬حمود عبد الله التويجري‪ ،‬عبد الله بن محمد بككن‬
‫خنين‪ ،‬عبد الله بن حسن القعود‪ ،‬صالح بككن محمككد الونيككان‪،‬‬
‫حمود بن عبد اللسسه بسسن عقل الشسسعيبي‪ ،‬إبراهيككم بككن‬
‫محمد الدبيان‪ ،‬عبد الله بن عبد الرحمن بن الجسسبرين‪،‬‬
‫صالح بن محمد السلطان‪ ،‬عبككد اللككه الحمككد الجللككي‪ ،‬عبككد‬
‫المحسن بككن ناصككر العبيكككان‪ ،‬محمككد بككن صككالح المنصككور‪،‬‬
‫سعيد بن مبارك آل زعير‪ ،‬سلمانا بن فهّسسد العسسودة‪،‬‬
‫سعد بن عبد الله الحميككد‪ ،‬عبككد اللككه بككن حمككود التككويجري‪،‬‬
‫محمد بن سعيد القحطاني‪ ،‬ناصككر بككن عبككد الكريككم العقككل‪،‬‬
‫عبد الله بن إبراهيم الطريقي‪ ،‬عبد الله بككن صككالح بككن عبككد‬
‫الله الخضيري‪ ،‬عبد الوهاب بن ناصر الطريري‪ ،‬عككائض بككن‬
‫عبد الله القرني‪ ،‬سعيد بن ناصككر الغامككدي‪ ،‬علككي بككن نحنككد‬
‫الدخيل الله‪ ،‬عبد الرحمن بن ناصر البراك( ]‪ ،[20‬واجتمع بككه‬
‫اكثر من شخص لنفس الغرض‪ ،‬لكنه لم يتراجع عنها!!‬

‫‪ (19‬من شريط "مصائب وهموم"‪ ،‬خطبة جمعة‪ ،‬الوجه الول‪.‬‬


‫‪ (20‬وهي مرفقة بهذا البحث!‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(11‬‬

‫ابن باز‪ ..‬والستعانة‬


‫بالمريكانا‬
‫تبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسكوله؛ كان مرتدا كافرا يستحق العقوبة في الدنيا والخرة(‬
‫"مجموع الفتاوي"‬

‫‪ (1‬افتى ابن بككاز ‪ -‬قبككل حككرب الخليككج الثانيككة – بمنككع‬


‫الستعانة بالكفككار فككي "الجهككاد"‪ ،‬مسككتدل بآيككات واحككاديث‬
‫كثيرة‪ ،‬جازما بالحرمة‪ ،‬فقال‪) :‬وليس للمسككلمين أن يوالككوا‬
‫الكافرين أو يستعينوا بهم على أعدائهم‪ ،‬فإنهم مككن العككداء‬
‫ول تككؤمن غككائلتهم وقككد حككرم اللككه مككوالتهم‪ ،‬ونهككى عككن‬
‫اتخاذهم بطانة‪ ،‬وحكم على من تولهم بأنه منهم‪ ،‬وأخبر أن‬
‫الجميككع مككن الظككالمين‪ ...‬وثبككت فككي صككحيح مسككلم‪ ،‬عككن‬
‫عائشة رضي الله عنها‪ ،‬قالت‪" :‬خرج رسول الله صلى اللككه‬
‫عليه وسلم قبل بدر‪ ،‬فلما كان بحرة الوبرة‪ ،‬أدركه رجل قد‬
‫كان يذكر منه جرأة ونجدة‪ ،‬ففرح أصحاب رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم حين رأوه‪ ،‬فلما أدركه‪ ،‬قككال لرسككول اللككه‪:‬‬
‫جئت لتبعك وأصيب معك‪ ،‬وقال له رسول اللككه صككلى اللككه‬
‫عليه وسلم‪ :‬أتؤمن بالله ورسوله؟ قال‪ :‬ل!‪ ،‬قكككال‪ :‬فارجع‬
‫فلن استعين بمشرك‪ ،‬قككالت‪ :‬ثككم مضككى‪ ،‬حككتى إذا كنككا‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(12‬‬

‫بالشجرة أدركه الرجل‪ ،‬فقال له كما قككال أول مككرة‪ ،‬فقككال‬


‫له النبي صلى الله عليه وسكلم كمكا قككال أول مككرة‪ ،‬فقككال‪:‬‬
‫ل!‪ ،‬قال‪ :‬فارجع فلن استعين بمشرك‪ ،‬قالت‪ :‬ثم رجع‬
‫فأدركه في البيراء فقال له كما قال أول مككرة‪ :‬تككؤمن بككالله‬
‫ورسوله؟‪ ،‬قال‪ :‬نعم! فقال له رسول الله صلى اللككه عليككه‬
‫وسلم‪ :‬فانطلق"‪ ،‬فهذا الحديث الجليل‪ ،‬يرشككدك إلككى تككرك‬
‫الستعانة بالمشركين‪ ،‬ويدل علككى أنككه ل ينبغككي للمسككلمين‬
‫أن يدخلوا في جيشهم غيرهم‪ ...‬لن الكككافر عككدو ل يككؤمن‪،‬‬
‫وليعلم أعداء الله أن المسلمين ليسوا في حاجة إليهككم‪ ،‬إذا‬
‫اعتصموا بالله‪ ،‬وصدقوا في معاملته‪ ،‬لن النصر بيده ل بيككد‬
‫غيره‪ ،‬وقد وعد به المؤمنين وإن قككل عككددهم وعككدتهم كمككا‬
‫سككبق فككي اليككات وكمككا جككرى لهككل السككلم فككي صككدر‬
‫السلم‪ ...‬فانظر أيهّا المؤمن إلى كتاب ربك وسسسنة‬
‫نبيك عليه الصلة والسسسلم كيسسف يحاربسسانا مسسوالة‬
‫الكفسسار والسسستعانة بهّسسم واتخسساذهم بطانسسة‪ ،‬واللككه‬
‫سبحانه أعلم بمصالح عباده‪ ،‬وأرحم بهم من أنفسككهم‪ ،‬فلككو‬
‫كان في اتخاذهم الكفار أوليككاء‪ ...‬والسككتعانة بهككم مصككلحة‬
‫راجحة‪ ،‬لذن الله فيه وأباحه لعباده‪ ،‬ولكن لما علم اللككه مككا‬
‫في ذلك من المفسككدة الكككبرى‪ ،‬والعككواقب الوخيمككة‪ ،‬نهككى‬
‫عنه وذم من يفعله‪ ...‬فكفى بهّذه اليسسات تحسسذيرا مسسن‬
‫طاعة الكفار‪ ،‬والستعانة بهّم‪ ،‬وتنفيرا منهم‪ ،‬وإيضاحا‬
‫لما يترتب على ذلك من العواقب( اهك ]‪.[21‬‬
‫‪ (2‬كما افتى المجاهدين الفغان بعدم جككواز السككتعانة‬
‫بالشيعة الروافض في حربهم ضد التحاد السوفيتي‪ ،‬جوابككا ً‬
‫على سؤال نصكه‪) :‬هككل يمككن التعامككل معهككم ]‪ [22‬لضككرب‬
‫العدو الخارجي كالشيوعية وغيرها؟(‪ ،‬فقال‪) :‬ل أرى ذلسسك‬
‫ممكنا‪ ،‬بل يجب على أهل السنة أن يتحدوا وأن يكونوا أمة‬
‫واحدة وجسدا واحدا( اهك ]‪.[23‬‬
‫‪ (3‬لكنه عاد وقال بخلف هذا لما طلب منه ال سككلول‬
‫ان يصككدر فتككوى بجككواز السككتعانة بالمريكككان‪ ،‬فقككال‪) :‬أن‬
‫الدولة في هذه الحالة قد اضطرت إلككى أن تسككتعين ببعككض‬
‫الدول الكافرة على هذا الظالم الغاشككم‪ ،‬لن خطككره كككبير‪،‬‬
‫ولن له أعوانا آخريككن‪ ،‬لككو انتصككر لظهككروا وعظككم شككرهم‪،‬‬
‫‪ (21‬نقد القومية العربية على ضوء السلم والواقع‪ :‬الوجه الثالث من‬
‫الوجوه الدالككة علككى بطلن الككدعوة إلككى القوميككة العربيككة‪/‬مجمككوع‬
‫فتاوى ومقالت ابن باز‪/‬الجزء الول‪.‬‬
‫‪ (22‬أي مع الرافضة‪.‬‬
‫‪ (23‬لقاء مع مجلة "المجاهد"‪ ،‬عدد )‪) ،(10‬صفر‪ (1410/‬هك‪ ،‬مجموع‬
‫فتاوى ومقالت ابن باز‪/‬الجزء الخامس‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(13‬‬

‫فلهذا رأت الحكومة السعودية وبقيكة دول الخليكج أن ه ل ب د‬


‫من دول قوية تقابل هذا العدو‪ ...‬وهيئة كبار العلمككاء‪ ...‬لمككا‬
‫تأملوا هذا ونظككروا فيككه‪ ،‬وعرفككوا الحككال بينككوا أن هككذا أمككر‬
‫سائغ‪ ،‬وأن الواجب استعمال ما يككدفع الضككرر‪ ،‬ول يجسسوز‬
‫التسسأخر فككي ذلككك‪ ،‬بككل يجسسب فسسورا اسككتعمال مككا يككدفع‬
‫الضرر‪ ...‬ولو بالستعانة بطائفة من المشركين فيما يتعلككق‬
‫بصد العدوان وإزالة الظلم‪ ،‬وهم جككاءوا لككذلك وما جسساءاوا‬
‫ليسسستحلوا البلد ول ليأخسسذوها‪ ،‬بسسل جسساءاوا لصسسد‬
‫العدوانا وإزالة الظلم ثسم يرجعسونا إلسى بلدهسم‪...‬‬
‫وما يتعمدونا قتل البرياءا‪ ،‬ول قتل المسدنين‪ ،‬وإنمككا‬
‫يريككدون قتككل الظككالمين المعتككدين وإفسككاد مخططهككم‬
‫والقضاء على سبل إمدادهم وقوتهم في الحرب( اهك ]‪.[24‬‬
‫‪ (4‬واتهم من يشكك في نوايككا القككوات المريكيككة بككانه‬
‫مستأجر من حاكم العراق!! فقال‪) :‬ولكن بعض المرجفيككن‬
‫المغرضككين يكككذب علككى النككاس‪ ،‬ويقككول‪ :‬إنهككم حاصككروا‬
‫الحرمين‪ ،‬وأنهم فعلكوا‪ ،‬وأنهكم ترككوا‪ ،‬ككل هكذا مكن ترويكج‬
‫الباطككل والتشككويش علككى النككاس لحقككد فككي قلككوب بعككض‬
‫الناس‪ ،‬أو لجهل من بعضهم وعدم بصيرة‪ ،‬أو لنككه مسككتأجر‬
‫من حكاكم العكراق ليش وش علكى النكاس( اهكك ]‪ ،[25‬وقكال‪:‬‬
‫)وأما مككا أشككاعته بعككض القليككات السككلمية الككتي صككدقت‬
‫أقككوال صككدام وأكككاذيبه‪ ،‬حككول تسسدخل المبرياليسسة فسسي‬
‫شسسسؤونا المسسسسلمين ومقدسسسساتهّم وغيرهسسسا مسسسن‬
‫الشاعات الباطلة‪ ،‬فإن هذه خطأ كبير‪ ،‬والذي أشككاعه‬
‫هو حزب صدام( اهك ]‪.[26‬‬
‫‪ (5‬كما زعم ان الحكم الشرعي في استقدام الجيوش‬
‫المريكية معروف عند العلماء! وهو الجواز!‪ ،‬فقال‪) :‬أما ما‬
‫يتعلق بالستعانة بغير المسككلمين فهّسذا حكمسه معسروف‬
‫عند أهل العلم والدلة فيكه ككثيرة‪ ،‬والصكواب م ا تض منه‬
‫قرار هيئة كبار العلماء في المملكة العربيككة السككعودية؛ أنككه‬
‫يجوز الستعانة بغير المسلمين للضرورة إذا دعت إلى ذلككك‬
‫لرد العدو الغاشم والقضاء عليه وحماية البلد مككن شككر‪ ،‬إذا‬
‫‪ (24‬محاضككرة مهمككة بسككبب اجتيككاح حككاكم العككراق للكككويت‪/‬أسككئلة‬
‫وأجوبة بعكد المحاضكرة‪ ،‬جكواب سكؤال نصكه‪) :‬يقكول بع ض النكاس‬
‫الذين يشككون في فتوى هيئة كبككار العلمككاء بشككأن السككتعانة بغيككر‬
‫المسلمين في الدفاع عن بلد المسلمين وقتال حاكم العراق‪ ،‬بعكدم‬
‫وجود الدلة القوية التي تدعمها‪ ،‬فما تعليق سماحتكم علككى ذلككك؟(‪،‬‬
‫مجموع فتاوى ومقالت ابن باز‪/‬الجزء السادس‪.‬‬
‫‪ (25‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪" (26‬عمل صدام عدوان أثيم"‪ ،‬مقال نشر في جريككدة "الجزيككرة"‪) ،‬‬
‫‪ (26/1/1411‬هك‪ ،‬مجموع فتاوى ومقالت ابن باز‪/‬الجزء السادس‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(14‬‬

‫كانت القوة المسلمة ل تكفي لردعككه جككاز السككتعانة‪ ،‬بمككن‬


‫يظن فيهم أنهم يعينكون ويسكاعدون علكى ككف شكره وردع‬
‫عدوانه‪ ،‬سواء كان المستعان به يهوديا أو نصرانيا أو وثنيا أو‬
‫غيكككر ذلكككك‪ ،‬إذا رأت الدولكككة السكككلمية أن عنكككده نجكككدة‬
‫ومساعدة لصد عدوان العدو المشترك( ]‪.[27‬‬

‫التعليق‪:‬‬
‫‪ (1‬هل نأخذ بالفتوى الولى التى تحرم الستعانة بتاتا‪،‬‬
‫وتككرى ان النصككر بيككد اللككه‪ ،‬وان الصككليبين واليهككود ل تكؤمن‬
‫خيانتهم‪ ،‬والستعانة بهم "مفسدة كبرى" –حسب تعككبيره‬
‫‪ -‬عواقبها وخيمة‪ ،‬لذا ل تجوز؟! وإنما الحل هككو توحيككد أهككل‬
‫السككنة لمواجهككة أي خطككر محككدق بهككم؟ أم نأخككذ بككالفتوى‬
‫الثانية التي تقول ان حكم الستعانة بالمريكان معروف بين‬
‫العلماء وهو "واجب فورا ً"؟!‬
‫‪ (2‬إذا كان حكم السككتعانة معككروف بيككن العلمككاء وهككو‬
‫الجواز ‪ -‬كما جاء في الفتوى الثانية ‪ !-‬فكيف خفي على ابن‬
‫بككاز وافككتى بخلفككه‪ ،‬وقككال ان السككتعانة محرمككة ول تجككوز‬
‫مستدل بآيات واحاديث نبوية؟!‬
‫‪ (3‬قال العلمككة عبككد القككادر بككن عبككد العزيككز‪) :‬وهككذا‬
‫الشككيخ ‪ -‬أعنككي ابككن بككاز ‪ -‬مسسن السسذين أسسسرفوا علسسى‬
‫أنفسهّم‪ ،‬وتقّلبت فتاواه لتتفق مع السياسككة حيككث دارت‪،‬‬
‫ومن هنا اختلفت فتاواه وتناقضت في المسألة الواحدة بين‬
‫عام ٍ وآخر‪ ،‬انظر على سككبيل المثككال مككا قككاله فككي مسككألة‬
‫الستعانة بالمشركين في كتابه "نقد القومية العربيككة" ومككا‬
‫قاله في نفس المسألة في حككرب الخليككج الثانيككة ‪1990‬م‪،‬‬
‫أسككأل اللككه أن يككوفقه للتوبككة النصككوح قبككل مككوته‪ ،‬فإنمككا‬
‫العمال بالخواتيم( ]‪.[28‬‬
‫‪ (4‬وجاء في نشرة الصلح‪) :‬ومن أمثلة هذا التناقض‬
‫الصككريح؛ فتككوى الشككيخ فككي تحريسسم السسستعانة بغيسسر‬
‫المسلمين التي وجهّت لجمال عبسسد الناصسسر‪ ،‬والككتي‬
‫قال فيها الشيخ أن الستعانة ل تجككوز حككتى عنككد الضككرورة‪،‬‬
‫وكان ذلك هو هوى النظام في تلك الفترة‪ ،‬ومككرت السككنين‬
‫وانقلبت الصورة فاحتاج آل سعود لقلب الفتككوى فسسانقلب‬
‫‪ (27‬محاضرة بعنوان "موقف المؤمن من الفتن"‪ ،‬ألقاها فككي جامعككة‬
‫المام محمد بن سعود السلمية‪(14/5/1411) ،‬كك هك‪ ،‬ونشرت فككي‬
‫الصحف السعودية‪ ،‬مجموع فتاوى ومقالت ابن باز‪/‬الجزء السادس‪.‬‬
‫‪ (28‬الجامع في طلب العلم الشريف‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(15‬‬

‫معهّم الشيخ ولم يكتف بتجككويز السككتعانة للضككرورة بككل‬


‫اعتبرها واجبة وآثم من لم يعملهّا!!( ]‪.[29‬‬
‫‪ (5‬قال المككام اسككامة بككن لدن عككن فتككوى السككتعانة‬
‫هككذه‪ ...) :‬فمككا حصككل يككوم أن أبككاح الملككك بلد الحرميككن‬
‫للميركييككن فسسأمر علمسساءاه فأصسسدروا تلسسك الفتسسوى‬
‫الطامسسة السستي خسسالفت السسدين واسسستخفت بعقسسول‬
‫المسلمين‪ ،‬والمؤيككدة لفعلككه الخككائن فككي تلككك المصككيبة‬
‫العظيمككة‪ ،‬والمة اليسسوم إنمسسا تعسساني مسسا تعسسانيه مسسن‬
‫مصسسائب وخسسوف وتهّديسسد مسسن جسسراءا ذلسسك القسسرار‬
‫المدمر وتلك الفتوى المداهنة( اهك ]‪.[30‬‬

‫‪ (6‬وقال المام اسككامة بككن لدن ايضككًا‪) :‬فالنككاس فككي‬


‫بلدنا خائفون من أن يقولوا كلمة الحق‪ ,‬فينبغي التنبه‪ .‬وقد‬
‫صّرحوا لنا مرارا ً ‪ -‬كبار العلماء الذين يشار إليهككم بالبنككان ‪-‬‬
‫عن الخكوف الكذي يخشكونه فيمكا لكو صكدعوا بكالحق‪ ,‬وقكد‬
‫حدثت من قبل أن أحد كبار العلماء في هيئككة كبككار العلمككاء‪،‬‬
‫حككدثني عنككدما كن ّككا نقككول لهككم‪" :‬إنككه ينبغككي إصككدار فتككوى‬
‫بوجككوب العككداد‪ ,‬علككى التسككليم فرضككا ً بقككولكم أن وجككود‬
‫المريكان في البلد ضرورة"‪ ,‬فاعتذر عن إصدار فتككوى مككع‬
‫تصريحه في المجلككس بككأنه حككق‪ ,‬وأنككه لبككد مككن أن يكككون‬
‫العمكككل للجهكككاد فكككي البلد علكككى أبنكككاء البلد وأن يخكككرج‬
‫مككا قلنككا‬
‫المريكان‪ ,‬قال‪" :‬لكن الدولة ل توافق لنا بهذا"‪ ,‬ول ّ‬
‫له‪" :‬حككاولوا عككبر هيئككة كبككار العلمككاء أن تستصككدروا فتككوى‬
‫بذلك"‪ ,‬فقككال كلمككا ً‪ ،‬وأنككا أشكككر لككه مصككارحته لككي‪ ,‬قككال‪:‬‬
‫"ليس في نظامنا في قانون هيئة كبار العلماء"‪ ،‬قال‪" :‬لسنا‬
‫نحن الذين نبحث القضية ونصككدر فيهككا فتككوى‪ ،‬وإنمككا تصككدر‬

‫‪ (29‬النشرة رقم )‪ (23/9/1996) ،(28‬م‪ ،‬بعنوان "ابن باز بين محمد‬


‫بن عبد الوهاب وابن تيمية"‪ ،‬وهي ملحقة بهذه الرسالة!‬
‫‪ (30‬توجيهككات منهجيككة )‪ ،(2‬للشككيخ أسككامة بككن لدن‪ ،‬إصككدار "منككبر‬
‫التوحيد والجهاد"‪ ،‬واصلها محاضرة للشيخ بعنوان "النفير"‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(16‬‬

‫تحال إلينا من المقام السامي" ‪-‬‬ ‫الفتاوى في المسائل التي‬


‫على حد تعبيره ‪ ([31] -‬اهك ]‪.[32‬‬
‫‪ (7‬ويقككول المككام أيمككن الظككواهري‪) :‬ونككوع آخككر مككن‬
‫المفتين يدعون إلى طاعة أولياء المور‪ ،‬وفي نفس الككوقت‬
‫يعتبرون المجاهدين دعاة فتنة! وهككم قككد أجككازوا السككتعانة‬
‫بالمريكان‪ ،‬وباعتبار جيوشهم الجككرارة الككتي سككدت الفككق‬
‫وأساطيلهم الجبككارة الككتي ضككاق عنهككا البحككر والككتي بلغككت‬
‫مئات اللككوف مككن الجنككود الغككزاة مككن "المسككتأمنين"! ول‬
‫ندري من الذي يؤمن من؟ وصككدرت منهككم فتككاوى جماعيككة‬
‫بجواز الستعانة بالقوات المريكية لمواجهة النظكام البعكثي‬
‫العراقي بدعوى الضرورة‪ ،‬بل وأسبغوا الشرعية على وجود‬
‫جحافل الكفار الغازية لقككدس بقككاع المسككلمين‪ ،‬وقد مسسر‬
‫على وجود هذه القوات حتى النا قرابة اثني عشر‬
‫عاما ً بعد انسحاب العراق واستسلمه‪ ،‬قتلت فيهّسسا‬
‫تلك القوات بالحصار قرابة مليونا ونصسسف مليسسونا‬
‫طفل في العراق دونا أنا ينطق هؤلءا الموظفسونا‬
‫بكلمة واحدة في هذا الشأنا‪ ،‬والمر ليس أمر استعانة‬
‫بقوات الكفار ضد قوات صدام البعثية‪ ،‬بل المر أمر احتلل‬
‫لمنابع النفط في جزيرة العككرب‪ ،‬فلككم يكككن هنككاك ضككرورة‬
‫لحضار المريكان‪ ،‬فإن جيككوش الككدول العربيككة والسككلمية‬
‫كان فيها الكفاية والغنى لحماية الكويت أو تحريرهككا‪ ،‬ولكككن‬
‫هككؤلء الحكككام ل إرادة لهككم‪ ،‬بككل هككم صككنيعة المخططككات‬
‫البريطانيككة الككتي رسككمت لهككم حككدودهم‪ ،‬ونصككبتهم علككى‬
‫عروشهم‪ ،‬ثم ورث المريكان النفوذ البريطاني‪ ،‬وأصبح لهم‬

‫‪ (31‬قال الشيخ أسامة‪) :‬فعندما دخل الميركان في محككرم فككي أول‬


‫سنة ‪ 1411‬هجريًا‪ ...‬وصككدرت للسككف فتككاوى‪ ،‬دولككة ودول الخليككج‬
‫ساهمت في الضغط على هؤلء العلماء لصككدار مثككل هككذه الفتككاوى‬
‫التي زعموا لهم أنها مؤقتة‪ ،‬وقد حدثنا من نثق به من هؤلء العلماء‪،‬‬
‫أمثال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في مجلسه وفككي بيتككه‪ ،‬قكال؛‬
‫"نحن لم نصدر فتوى‪ ،‬وإنما بعد أن أدخلت الدولة الميركان جمعونككا‬
‫وقالوا؛ لبد أن تصدروا فتوى‪ ،‬وإل فإن الشباب سوف يقككاتلون هككذه‬
‫القوات الميركية"!! وتحدثت معه طويل ً في وجككوب إصككدار فتككوى‬
‫بإخراجهم من هيئة كبار العلماء‪ ،‬فقال لي بوضوح ‪ -‬يشهد الله الككذي‬
‫ل إله إل هو ‪ -‬قال؛ "يا أسامة! ليس من حقنا في هيئة كبككار العلمككاء‬
‫در فتوى من عند أنفسككنا‪ ،‬وإنمككا إذا أحيلككت إلينككا مككن المقككام‬
‫أن نص ّ‬
‫السامي – على حد تعبيره ‪ -‬نحن نصككدر فيهككا"‪ ،‬فهككذا حالنككا للسككف‬
‫الشديد( من مقابلة مع قناة الجزيرة )‪ (1420‬هك‪.‬‬
‫‪ (32‬توجيهات منهجية )‪ ،(2‬للشيخ أسامة بن لدن‪ ،‬إصدار "منبر‬
‫التوحيد والجهاد"‪ ،‬واصلها محاضرة للشيخ بعنوان "النفير"‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(17‬‬

‫المر والنهي على كل حكام الجزيرة العربية وسككائر العككالم‬


‫العربي( اهك ]‪.[33‬‬

‫ابن باز‪ ..‬والحاكم بغير ما‬


‫أنزل الله‬
‫ل أحوال هذا المجادل أنه فاسق‪ ،‬لنه ل يصح دين السلم إل بالبراءة من هؤلء وتكفيرهم(‬
‫"الرسائل الشخصية"‬

‫‪ (33‬كتاب "الولء والبراء؛ عقيدة منقولة وواقع مفقود"‪ ،‬للشيخ ايمككن‬


‫الظواهري‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(18‬‬

‫‪ (1‬يقول ابن باز للدعاة الذين جاءوا ليباحثوه في حكم‬


‫الحاكم بغير مككا أنككزل اللككه‪) :‬الصل عسسدم الكفسسر حسستى‬
‫يستحل‪ ،‬يكون عاصيا ً وأتى كبيرة ويستحق العقككاب‪ ،‬كفككر‬
‫دون كفر‪ ،‬حتى يستحل( اهك ]‪.[34‬‬
‫‪ (2‬نقل له احد الذين ناقشوه الجماع الذي حكاه ابككن‬
‫كثير رحمه الله على كفر الحاكم بغيككر مككا أنككزل اللككه كفككرا‬
‫أكبر ]‪ ،[35‬فقال ابن باز‪) :‬ولو‪ ،‬ولو‪ ،‬ابن كثير ما هو معصككوم‪،‬‬
‫يحتاج تأمل‪ ،‬قد يغلط هو وغيره( اهك ]‪.[36‬‬
‫‪ (3‬وفككي موقككف آخككر يقككول ابككن بككاز‪) :‬اطلعككت علككى‬
‫الجككواب المفيككد القيككم‪ ،‬الككذي تفضككل بككه صككاحب الفضككيلة‬
‫الشيخ محمد ناصر الدين اللباني وفقه اللكه‪ ،‬المنشكور فكي‬
‫صحيفة "المسلمون" الذي أجاب به فضيلته من سككأله عككن‬
‫تكفير من حكم بغير ما أنزل الله من غير تفصككيل‪ ،‬فألفيتهككا‬
‫كلمككة قيمككة‪ ،‬قككد أصككاب فيهككا الحككق‪ ،‬وسككلك فيهككا سككبيل‬
‫المؤمنين وأوضح ‪ -‬وفقككه اللككه ‪ -‬أنه ل يجسسوز لحسسد مسسن‬
‫الناس أنا يكفر من حكم بغير ما أنزل اللسسه بمجسسرد‬
‫الفعل من دونا أنا يعلم أنه استحل ذلك بقلبه( اهككك‬
‫]‪.[37‬‬
‫‪ (4‬لكنه كان يفتي قديما بكفكر الحكاكم بغيكر م ا أنكزل‬
‫اللككه! فيقككول‪) :‬ل إيمسسانا لمككن اعتقككد أن أحكككام النككاس‬
‫وآراءهم خير من حكم الله ورسوله‪ ،‬أو تماثلها وتشابهها‪ ،‬أو‬
‫تركها وأحل محلها الحكام الوضعية‪ ،‬والنظمة البشككرية‪،‬‬
‫وإنا كانا معتقدا ً أنا أحكام الله خير وأكمل وأعدل(‬
‫اهك ]‪.[38‬‬
‫‪ (5‬وقال‪) :‬فمن خضع لله سبحانه وأطاعه وتحاكم إلى‬
‫وحيه‪ ،‬فهو العابد له‪ ،‬ومن خضسسع لغيسسره وتحسساكم إلسسى‬
‫كمككا قككال‬ ‫شرعه‪ ،‬فقد عبد الطاغوت َ وانقاد له‪،‬‬ ‫غير‬
‫ك‬ ‫ما أ ُن ْزإ َ‬
‫ل إ إل َي ْ َ‬ ‫ب‬ ‫نوا‬‫م‬ ‫آ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫مو‬
‫إ َ َ َْ ُ َ ّ ُ ْ َ ُ إ َ‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ز‬‫ي‬ ‫ن‬ ‫ذي‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫لى‬‫َ‬ ‫إ‬ ‫ر‬
‫ْ ََ إ‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫تعالى‪} :‬أ َ‬
‫ت وََقككد ْ‬ ‫غو إ‬ ‫موا إ إَلى ال ّ‬
‫طا ُ‬ ‫حاك َُ‬‫ن ي َت َ َ‬ ‫نأ ْ‬‫دو َ‬
‫ري ُ‬ ‫ن قَب ْل إ َ‬
‫ك ي إُ‬ ‫م ْ‬
‫ل إ‬ ‫ما أ ُن ْزإ َ‬
‫وَ َ‬
‫‪ (34‬شريط "الدمعة البازية"‪.‬‬
‫‪ (35‬قال ابن كثير‪) :‬فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بككن‬
‫عبد الله خاتم النبياء وتحاكم إلككى غيككره مككن الشككرائع المنسككوخة ؛‬
‫كفر‪ ,‬فكيف بمن تحاكم إلى "الياسا" وقدمها عليه؟ من فعل ذلك‬
‫كفسسر بإجمسساع المسسسلمين( ]البدايككة والنهايككة‪ ،[13/128 :‬و‬
‫"الياسا" أو "الياسق" هو شريعة التتار‪.‬‬
‫‪ (36‬من شريط "الدمعة البازية"‪.‬‬
‫‪ (37‬جريدة "المسلمون"‪ ،‬عدد )‪ (12/5/1416) ،(557‬هك‪ ،‬مجمككوع‬
‫فتاوى ومقالت ابن باز‪/‬الجزء التاسع‪.‬‬
‫‪ (38‬رسالة "وجوب تحكيم شرع الله"‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(19‬‬

‫ضككَلًل‬ ‫طا َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬


‫ضككل ّهُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ن يُ إ‬
‫نأ ْ‬‫شككي ْ َ ُ‬
‫ريككد ُ ال ّ‬ ‫ن ي َك ْ ُ‬
‫فككُروا إبككهإ وَي ُ إ‬ ‫مككُروا أ ْ‬
‫أ إ‬
‫دا{‪ ،‬العبوديككة للككه وحككده والككبراء مككن عبككادة الطككاغوت‬ ‫ب َإعي ً‬
‫والتحاكم إليه من مقتضى شهّادة أنا ل إله إل اللسسه‬
‫وحده ل شريك له وأنا محمسسدا ً عبسسده ورسسسوله( اهككك‬
‫]‪.[39‬‬

‫التعليق‪:‬‬
‫‪ (1‬قال الشيخ أبو بصير في مناقشته تناقضات ابن باز‬
‫في هككذه البككاب‪) :‬والن يحككق لنككا أن نسككأل ونتسككاءل‪ :‬أي‬
‫القولين هو قول الشيخ؟! وأيهما ناسخ للخر؟! وهسسل‬
‫في الكفر واليمانا ناسسسخ ومنسسسوخ؟! أم أن ضككغط‬
‫طواغيت الساسة كان يحتم على الشيخ مثل هكككذا التقلب‬
‫والتغير؟!( اهك ]‪.[40‬‬
‫‪ (2‬قال العلمككة محمككد أميككن الشككنقيطي‪ ...) :‬وبهككذه‬
‫النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور؛ أن الذين‬
‫يّتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على لسان‬
‫أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعل علككى ألسككنة رسككله‬
‫عليهككم الصككلة والسككلم‪ ،‬أنككه ل يشسسك فسسي كفرهسسم‬
‫وشركهّم إل ّ من طمس الله بصسسيرته وأعمسساه عسسن‬
‫نور الوحي‪ ...‬فتحكيككم هككذا النظككام فككي أنفككس المجتمككع‬
‫وأمككوالهم وأعراضككهم وأنسككابهم وعقككولهم وأديككانهم‪ ،‬كفككر‬
‫بخالق السموات والرض وتمّرد علككى نظككام السككماء الككذي‬
‫وضعه من خلق الخلئق كلها‪ ،‬وهو أعلم بمصالحها‪ ،‬سككبحانه‬
‫وتعالى عن أن يكون معه مشرع ٌ آخر علوا ً كبيرا( اهك ]‪.[41‬‬
‫‪ (3‬وقال العلمة محمد بككن إبراهيككم ال الشككيخ‪) :‬وأمككا‬
‫الذي قيل فيه كفككر دون كفككر؛ إذا حكاكم إلككى غيككر اللككه مككع‬
‫اعتقاده أنه عاص وأن حكم الله هو الحق‪ ،‬فهذا الذي يصككدر‬
‫منه المككرة ونحوهككا‪ ،‬أما السسذي جعسسل قسسوانين بسسترتيب‬
‫وتخضيع فهّو كفر‪ ،‬وإنا قالوا أخطأنا وحكم الشرع‬
‫أعدل( اهك ]‪.[42‬‬

‫‪ (39‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪ (40‬مقالة بعنوان "مناقشة ابن باز في اشككتراطه السككتحلل لتكفيككر‬
‫المبدل"‪ ،‬وهي ملحقة بهذه الرسالة!‬
‫مة والدعاة‬‫ّ‬ ‫الئ‬ ‫أقوال‬ ‫"‬ ‫كتاب‬ ‫ايضا‬ ‫‪ (41‬أضواء البيان ‪ ،84-4/83‬وانظر‬
‫دل الشريعة من الحكككام الطغككاة"‪ ،‬جمككع واعككداد‬‫دة من ب ّ‬
‫في بيان ر ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫صهيب المالك ّ‬ ‫عبد العزيز بن ُ‬
‫‪ (42‬فتاوي الشيخ محمد بن إبراهيم‪.12/28 :‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(20‬‬

‫وقال ذاكرا أنواع وحالت من يحكم بغير ما أنككزل اللككه‪:‬‬


‫)الخامس‪ :‬وهو أعظمها وأشملها وأظهرها معانككدة للشككرع‬
‫ومككككابرة لحككككامه ومشكككاقة للكككه ولرسكككوله‪ ،‬ومضكككاهاة‬
‫بالمحاكم الشرعية إعدادا وإمدادا وإرصادا وتأصيل وتفريعككا‬
‫وتشكيل وتنويعا ً وحكما وإلزاما‪ ،‬ومراجع ومسكتندات‪ ،‬فكمكا‬
‫أن للمحاكم الشرعية مراجع ومستندات مرجعها كلهككا إلككى‬
‫كتاب اللككه وسككنة رسككوله صككلى اللككه عليككه وسككلم‪ ،‬فلهككذه‬
‫المحاكم مراجككع هككي القككانون الملفككق مككن شككرائع شككتي‪،‬‬
‫وقككوانين كككثيرة كالقككانون الفرنسككي والقككانون المريكككي‬
‫والقانون البريطككاني وغيرهككا مككن القككوانين‪ ،‬ومككن مككذاهب‬
‫بعض البدعيين المنتسبين إلي الشككريعة وغيككر ذلككك‪ ،‬فهككذه‬
‫المحاكم الن في كككثير مككن أمصككار السككلم مهيككأة مكملككة‬
‫مفتوحة البواب‪ ،‬والناس إليها أسككراب إثككر أسككراب‪ ،‬يحكككم‬
‫حكامها بينهم بما يخالف حكم السككنة والكتككاب‪ ،‬مككن أحكككام‬
‫ذلك القانون‪ ،‬وُتلزمهم بككه وتقرهككم عليككه‪ ،‬وتحتمككه عليهككم‪،‬‬
‫فر فوق هذا الكفر‪ ،‬وأي مناقضككة للشككهادة بككأن‬ ‫فأي ك ْ ُ‬
‫محمدا ً رسول الله بعد هذه المناقضة( اهك ] [‪.‬‬
‫‪43‬‬

‫وقال ردا على من اشككترط السككتحلل لتكفيككر الحككاكم‬


‫م القسسانونا‪ :‬أنسسا‬ ‫حك ّسس َ‬
‫بغير ما أنزل الله‪) :‬ولو قسسال مسسن َ‬
‫اعتقسسد أنسسه باطسسل‪ ،‬فهّسسذا ل أثسسر لسسه‪ ،‬بسسل هسسو عسسزل‬
‫د‪ :‬أنا أعبسسد الوثسسانا واعتقسسد‬ ‫قال أح ٌ‬ ‫للشرع‪ ،‬كما لو‬
‫أنهّا باطل( أهك ] [‪.‬‬
‫‪44‬‬

‫ابن باز‪ ..‬والشيوعية‬


‫ن ما دعوا إليه حقا كانوا أول المستجيبين له‪ ،‬فهم في الصورة أدلء‪ ،‬وفي الحقيقة قطاع طرق(‬
‫"الفوائد"‬
‫‪ (1‬افتى ابن باز بكفر الشيوعيين وان جهككادهم فككرض‬
‫عين ‪ -‬لما كان هوى المريكان ومن خلفهككم ال سككلول فككي‬
‫اسككتمرار الجهككاد الفغككاني لسككتزاف التحككاد السككوفيتي‬
‫الشيوعي – فقال‪) :‬الجهاد الفغاني جهّاد شرعي لدولسسة‬
‫كافرة‪ ،‬فالواجب دعمه ومساعدة القائمين به بجميع أنواع‬

‫‪ (43‬رسالة تحكيم القوانيين‪.‬‬


‫‪ (44‬فتاوى ومقالت الشيخ محمد بن إبراهيم‪.6/189 :‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(21‬‬

‫الدعم‪ ،‬وهو على إخواننا الفغان فرض عيسسن للككدفاع عككن‬


‫دينهم وإخوانهم ووطنهم( اهك ]‪.[45‬‬
‫‪ (2‬بل افتى ان القامة بيككن الشككيوعيين محرمككة‪ ،‬وان‬
‫المقيم بينهم مع قدرته على الهجرة آثم‪ ،‬فقال‪) :‬عليهككم أن‬
‫يبادروا بالهّجرة من حين يقدرون عليها‪ ...‬أما إذا قدر أحككد‬
‫على الهجرة وتساهل فهّو آثم‪ ،‬وهو على خطككر عظيككم‪...‬‬
‫أن الهجرة واجبة مع القدرة من كل بلد يظهككر فيهككا الكفككر‪،‬‬
‫ول يستطيع المسلم إظهار دينه فيها( اهك ]‪.[46‬‬
‫‪ (3‬ولكنه عاد وافتى بعكس هذا‪ ،‬وان على المحككاربين‬
‫للشيوعية ان يكفوا ويحقنوا دمكاء الشكيوعيين ‪ -‬لم ا قكامت‬
‫حرب النفصال في اليمن بيككن الشككيوعيين وغيرهككم وكككان‬
‫هوى ال سلول ضد علي عبد الله "طالح" ومككع الشككيوعيين‬
‫– فقال‪) :‬من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى زعمككاء بلد‬
‫اليمككن وقادتهككا وإلككى جميككع عقلئهككم والمقسساتلين مسسن‬
‫شسسسطري اليمسسسن‪ ...‬ل تشسسسمتوا بأنفسسسسكم أعسسسداءا‬
‫السلم‪ ،‬ول تدمروا بلدكم ومقدراتها بأيككديكم‪ ،‬ول تملئككوا‬
‫البيوت والقلوب بالحقاد‪ ،‬احقنوا الككدماء وأبقككوا علككى بقيككة‬
‫الواصر والرحام وأخوة السلم( اهك ]‪.[47‬‬
‫‪ (4‬وزعم ان قبلة المسلمين وقبلة الشكيوعين واحكدة!‬
‫وكتككابهم ونككبيهم واحككد! فقككال عككن القتككال الككدائر مككع‬
‫الشيوعيين في اليمن‪) :‬فإن هذا أمر منكر مستنكر لو كككان‬
‫مككن أعككدائكم فككي الككدين‪ ،‬فكيككف إذا كككان ذلككك بيككن مككن‬
‫قبلتهّم واحدة وكتسسابهّم واحسسد ونسسبيهّم صسسلى اللسسه‬
‫عليه وسلم واحد؟!( اهك ]‪.[48‬‬

‫التعليق‪:‬‬

‫‪ (45‬لقاء مع مجلة "المجاهد"‪ ،‬عدد )‪) ،(10‬صفر ‪ (1410‬هك‪ ،‬مجموع‬


‫فتاوى ومقالت ابن باز‪/‬الجزء الخامس‪.‬‬
‫‪ (46‬المصككدر السككابق‪ ،‬جككواب سككؤال نصككه‪) :‬مككا حكككم الفغككانيين‬
‫المقيمين بين الشيوعيين؟(‪.‬‬
‫‪ (47‬نصيحة إلى زعمككاء وعقلء اليمككن والمتقككاتلين مككن الشككطرين‪:‬‬
‫مجموع فتاوى ومقالت ابن بككاز‪/‬الجككزء الثككامن‪ ،‬نشككرت فككي مجلككة‬
‫الصحوة‪ ،‬العدد )‪ (21/1/1415) ،(1447‬هك‪ ،‬كما نشرت في جريدة‬
‫"عككككاظ"‪ ،‬العكككدد )‪ (14/1/1415) ،(10181‬هكككك‪ ،‬وفكككي مجلكككة‬
‫"الدعوة"‪ (21/1/1415) ،‬هك‪.‬‬
‫‪ (48‬المصدر السابق‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(22‬‬

‫‪ (1‬هل نكفر الشيوعيين ونقاتلهم لن جهككادهم واجككب‬


‫وفرض عين على اهل البلد التي حكمتهككا الشككيوعية ‪ -‬كمككا‬
‫جاء في الفتوى الولى الموجهة للمجاهدين في افغانسككتان‬
‫‪-‬؟! ام ان دماء الشيوعيين معصومة وقبلتنا وقبلتهم واحككدة‬
‫وهككم اخواننككا فككي السككلم ‪ -‬كمككا جككاء فككي الفتككوى الثانيككة‬
‫الموجهة للمتقاتلين في اليمن ‪-‬؟!‬
‫‪ (2‬قتال الشيوعيين فككي أفغانسككتان ‪ -‬عنككد ابككن بككاز ‪-‬‬
‫فككرض عيككن‪ ،‬امككا قتككال الشككيوعيين فككي اليمككن فهككو فتنككة‬
‫ومحنة!!‬
‫‪ (3‬جاء فككي نشككرة الصككلح‪) :‬تنككاقض آخككر وقككع فيككه‬
‫الشيخ عندما أصدر بيانا ينصح فيه حكمتيككار بالنضككمام إلككى‬
‫"ولي المر" رباني مع أن حكمتيككار لككه جيشككه ولككه أراضككيه‬
‫الككتي يسككيطر عليهككا‪ ،‬وميككزة ربككاني أن هككوى الدولككة معككه‪،‬‬
‫وعندما حصلت حرب اليمن كككان النفصككاليون الشككيوعيون‬
‫في حكم الخوارج على الحاكم حسب نظريككة الشككيخ‪ ،‬ومككع‬
‫ذلك فقد أصككدر الشككيخ بيانككا ً يككدعو فيككه إلككى حقككن الككدماء‬
‫والصلح بيككن الفريقيككن ولككم يككدع إلككى النضككمام إلككى ولككي‬
‫المر‪ ،‬لنا هوى النظام كانا مع الشيوعيين( اهك ]‪.[49‬‬
‫‪ (4‬قال المام اسامة بن لدن مخاطبا ً ابككن بككاز‪) :‬ولمككا‬
‫قام النظام السعودي الحاكم بمساعدة ودعم رؤوس الردة‬
‫الشككتراكية الشككيوعية فككي اليمككن‪ ،‬ضككد الشككعب اليمنككي‬
‫المسلم في الحرب الخيرة التزمتم الصمت‪ ،‬ثكم لمكا دارت‬
‫الدائرة على هؤلء الشكيوعيين أصكدرتم ‪ -‬وبإيعكاز م ن هكذا‬
‫النظام ‪" -‬نصيحة!" تككدعو الجميككع إلككى التصككالح والتصككافح‬
‫باعتبارهم مسلمين!! موهمة أن الشيوعيين مسلمون يجب‬
‫حقن دماءهم‪ ،‬فمتى كان الشيوعيون مسلمين؟ ألستم أنتم‬
‫قا بردتهم ووجوب قتالهم فككي أفغانسككتان‪،‬‬ ‫الذين أفتيتم ساب ً‬
‫أم أن هنككاك فرقًككا بيككن الشككيوعيين اليمنييككن والشككيوعيين‬
‫الفغان؟ فهككل ضككاعت مفككاهيم العقيككدة وضككوابط التوحيككد‬
‫واختلطت إلى هذا الحد؟(‪.‬‬
‫وقال أيضا‪) :‬وفي حرب اليمن الخيرة لما صككدر منكككم‬
‫مككا‬
‫قا‪ ،‬أصككدر خمسككة وعشككرون عال ً‬ ‫الكلم المشار إليه سككاب ً‬
‫فتوى معارضة له مبينككة الصككواب الشككرعي فككي المسككألة‪،‬‬
‫ومن هؤلء العلماء الفاضل‪ ،‬المسعري‪ ،‬الشعيبي‪ ،‬الجللي‪،‬‬

‫‪" (49‬ابن باز بين محمد بن عبد الوهاب وابككن تيميككة"‪ :‬نشككرة رقككم )‬
‫‪ (23/9/1996) ،(28‬م‪ ،‬وهي ملحقة بهذه الرسالة!‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(23‬‬

‫العودة‪ ،‬الحوالي‪ ،‬العمر‪ ،‬اليحيى‪ ،‬التويجري‪ ،‬وغيرهككم كككثير(‬


‫اهك ]‪.[50‬‬
‫‪ (5‬قككال المككام المجككدد عبككد اللككه عككزام معلقككا علككى‬
‫موقف متناقض لمشايخ السلطان في مصر مع الشككيوعية‪:‬‬
‫)‪ ...‬نتكلم ضد الشيوعية في أيككام السككادات؛ لن السككادات‬
‫اختلف مع الشيوعيين وأخرج الشككيوعين مككن مصككر‪ ،‬وعككن‬
‫الشككتراكية ونهاجمهككا‪ ،‬وأيككام عبككد الناصككر ‪ -‬قبلككه ‪ -‬كككانت‬
‫الشككتراكية ديككن اللككه! ثككم فككي أيككام السككادات اصككبحت‬
‫الشتراكية الحادا‪ ،‬والثنتان من "مين"؟ مككن العلمككاء! كككان‬
‫شككيخ الجككامع الزهككر يخككرج كككل يككوم‪ ،‬يقككول فككي برنامككج‬
‫"الشككتراكية والحيككاة" ويقولككون؛ "الشككتراكية ديككن اللككه"‪،‬‬
‫فعندما "فطس" عبد الناصر‪ ،‬وجاء السادات واقصككى علككي‬
‫صككبري والشككيوعين وطككرد الككروس؛ اصككبحت الشككتراكية‬
‫إلحادا وكفرا!!( اهك ]‪.[51‬‬

‫ابن باز‪ ..‬وجهّاد الصليبين‬

‫‪" (50‬رسالة إلى ابن باز ببطلن فتواه بالصلح مع اليهود"‪) ،‬‬
‫‪27/7/1415‬هك(‪ ،‬نيابة عن "هيئة النصيحة والصلح"‪ ،‬وهي ملحقة‬
‫بهذا البحث!‬
‫‪ (51‬شريط الرباط والجهاد‪/‬الوجه الثاني‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(24‬‬

‫صر من أحدث ذلك والذب عنه‪ ,‬ومعاداة من دعا الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم(‬
‫"أعلم الموقعين"‬
‫‪ (1‬قال ابن باز عككن تفجيككر الريككاض ]‪ [52‬والمجاهككدين‬
‫الذين قاموا به رحمهم الله وتقبلهم في عككداد الشككهداء‪) :‬ل‬
‫شك أن هذا الحادث أثيم ومنكر عظيككم يككترتب عليككه فسككاد‬
‫عظيم وشرور كثيرة وظلم ككبير‪ ،‬ول شكك أن هكذا الحكادث‬
‫إنما يقوم به من ل يؤمن بالله واليوم الخر‪ ،‬ل تجد‬
‫من يؤمن بالله واليوم الخر إيمانسسا صسسحيحا يعمسسل‬
‫هسسذا العمسسل الجرامككي الخككبيث الككذي حصككل بككه الضككرر‬
‫العظيم والفساد الكبير‪ ،‬إنمككا يفعككل هككذا الحككادث وأشككباهه‬
‫نفوس خبيثة مملوءة من الحقككد والحسككد والشككر والفسككاد‬
‫وعسسدم اليمسسانا بسسالله ورسسسوله‪ ،‬نسككأل اللككه العافيككة‬
‫والسلمة‪ ،‬ونسأل الله أن يعين ولة المور على كل ما فيككه‬
‫العثككور علككى هككؤلء والنتقككام منهككم لن جريمتهككم عظيمككة‬
‫وفسادهم كبير‪ ...‬وإني أوصي وأحرض كل مسسن يعلسسم‬
‫خبرا عن هؤلءا أنا يبلغ الجهّات المختصة‪ ...‬فل شككك‬
‫أن هذا من أعظم الجرائم ومن أعظم الفسككاد فككي الرض‪،‬‬
‫وأصحابه أحق بككالجزاء بالقتككل والتقطيع بمككا فعلككوا مككن‬
‫جريمة عظيمة( اهك ]‪.[53‬‬
‫‪ (3‬جاء في بيان هيئة "كبار العلماء" عن التفجير‪) :‬أن‬
‫هكككذا التفجيكككر عمكككل إجرامكككي محكككرم شكككرعا ً بإجمسساع‬
‫المسلمين ]‪ ...[54‬ما أبشع وأعظم جريمة من تجككرأ علككى‬
‫حرمات الله وظلم عباده واخاف المسلمين والمقيميككن‬
‫بينهم‪ ،‬فويل له‪ ،‬ثم ويككل لككه مككن عككذاب اللككه ونقمتككه ومككن‬
‫دعوة تحيط بككه‪ ،‬نسككأل اللككه أن يكشككف سككتره وأن يفضككح‬
‫أمره( اهك‪.‬‬

‫التعليق‪:‬‬

‫‪ (52‬في )‪/20/6‬كك ‪ (1416‬هك‪ ،‬وقتل في التفجير ‪ 5‬امريكان و ‪ 2‬هنككود‬


‫من العاملين في البعثة المريكية‪ ،‬ولم يصب ول مسلم واحد‪.‬‬
‫‪" (53‬حادث التفجير في الرياض جريمكة عظيمة وفسكاد فككي الرض‬
‫وظلككم كككبير"‪ :‬جريككدة المدينككة )‪(25/5/1416‬كك هككك‪/‬مجمككوع فتككاوى‬
‫ومقالت ابن باز‪/‬الجزء التاسع‪.‬‬
‫‪ (54‬لعلهم اخطئوا في التعبير!! فهو حرام باجمككاع اليهككود والنصككارى‬
‫والمرتدين!! ل باجماع المسلمين!‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(25‬‬

‫‪ (1‬ابن باز يكفر المجاهدين‪ ،‬ويصفهم بك‪:‬‬


‫)ل شك‪ ...‬إنما يقوم به مككن ل يؤمن بسسالله واليسسوم‬
‫الخر(‪.‬‬
‫)نفوس خبيثة مملككوءة مككن الحقككد والحسككد والشككر‬
‫والفساد(‪.‬‬
‫)نفوس خبيثة مملوءاة من‪ ...‬عسسدم اليمسسانا بسسالله‬
‫ورسوله(‪.‬‬
‫فاين هي اخلق واداب "العلماء"؟! وأين هو التورع في‬
‫التكفير؟! أم هو خاص بالطواغيت والمرتدين؟!‬
‫‪ (2‬تأمل تكفير ابن بكاز للمجاهكدين ‪ -‬الكذي ل يتماشكى‬
‫مع مذهبه في اشتراط الستحلل لتكفير طكواغيت الحككم!‬
‫– ثم اتهامه لهم بأنهم هم التكفيريون الذين يكفرون الناس‬
‫بالمعاصي! ]‪ [55‬وتأمل استماتته في الجدال ع ن ولة أم ره‬
‫الطواغيت والتمككاس العككذار لهككم! وردد خلككف ابككن القيككم‬
‫رحمه الله ]‪:[56‬‬
‫قد دان بالثار‬ ‫ومن العجائب أنهم قالوا لمن‬
‫والقرآن‬
‫أخذوا الظواهر ما‬ ‫أنتم مثل الخوارج وأنهم‬
‫اهتدوا لمعان‬
‫نسبوا إليه‬ ‫فانظر الى ذا البهت! هذا وصفهم‬
‫شيعة الإيمان‬
‫سيفين؛ سيف يد‬ ‫سلو على سنن الرسول وحزبه‬
‫وسيف لسان‬
‫‪...‬‬
‫وهم البغاة أئمة‬ ‫والله ما كان الخوارج هكذا‬
‫الطغيان‬
‫فساق ملته‪ ،‬فمن‬ ‫كفرتم أصحاب سنته‪ ،‬وهم‬
‫يلحاني‬
‫والله ما الفئتان‬ ‫ان قلت هم خير وأهدى منكم‬
‫مستويان‬

‫‪ (55‬رمتني بدائها وانسلت! إذ اننا حتى لو فرضنا جدل ان المجاهدين؛‬


‫خوارج – حاشاهم – فان غاية مككا فعلككوه هككو سككفك للككدم المريكككي‬
‫"المحكرم"‪ ،‬وقتكل "المسكتأمن" –كمكا يحلكو لمشكايخ ال سكلول ان‬
‫يسموا جنود المارينز‪ -‬وهو باجمككاع أهككل السككنة ل يبلككغ مبلككغ الكفككر‬
‫الكبر!‬
‫‪ (56‬البيات من الكافية الشافية في النتصار للفرقككة الناجيككة‪/‬فصككل‪:‬‬
‫في بيان كككذبهم ورميهكم أهككل الحككق بكأنهم أشكباه الخككوارج‪ ،‬وبيكان‬
‫شبههم المحقق بالخوارج‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(26‬‬

‫كليا وبين مكفر‬ ‫شتان بين مكفر بالسنة العك‬


‫العصيان‬
‫‪ (3‬ابن باز ل يكفيه ما يحصل للمجاهدين فككي سككجون‬
‫ال سلول من تعككذيب وانتهككاك للعككراض‪ ،‬بككل يطككالب ولة‬
‫امره ان يقوموا بتقطيع ايدي المجاهدين وارجلهم ايضا!‬
‫‪ (4‬ابككن بككاز يككرى ان مككا حصككل للجنككود الصككليبين‬
‫الامريكان من تقتيككل )فسككاد عظيككم وشككرور كككثيرة وظلككم‬
‫ككككبير(! لككككن مكككاذا عكككن افعكككال الصكككليبين المريككككان‬
‫بالمسلمين؟! وماذا عن الطائرات الصليبية المريكية الككتي‬
‫تنطلق من الراضي الككتي يحكمهككا ولة امككره لتككدك منككازل‬
‫المسلمين المنين في العراق وأفغانستان؟!‬
‫‪ (5‬قككال الشككيخ المككام ابككن لدن حفظككه اللككه عككن‬
‫المجاهدين الربعة الذين قتلهم ال سلول من اجككل اربككابهم‬
‫المريكان‪) :‬شككباب قككدموا رؤوسككهم علككى أكفهككم يبتغككون‬
‫رضوان الله سككبحانه وتعككالى‪ ،‬فأنا أنظسسر بسسإجلل كسسبير‬
‫واحترام إلى هؤلءا الرجال العظام‪ ،‬على أنهم رفعككوا‬
‫الهوان عن جبين أمتنا‪ ،‬سواء الذين فجككروا فككي الريككاض أو‬
‫تفجيرات الخبر أو تفجيرات شرق إفريقيا وما شابه ذلك‪ ،‬أو‬
‫إلى إخواننككا الشككبال فككي فلسككطين الككذين يلقنككون اليهككود‬
‫دروسا ً عظيمة في كيف يكككون اليمككان وكيككف تكككون عككزة‬
‫المؤمن(‪ ،‬وقال حفظه الله‪) :‬وقد استجاب كثير من النككاس‬
‫بفضل الله‪ ،‬كان منهم الخوة الككذين نحسككبهم شككهداء‪ ،‬الخأ‬
‫عبد العزيز المعثم الذي قتككل فككي الريككاض ول حككول ول‬
‫قككوة إل بككالله‪ ،‬والخأ مصسسلح الشسسمراني‪ ،‬والخأ ريسساض‬
‫الهّاجري‪ ،‬نرجو اللكه سكبحانه وتعكالى أن يتقبلهكم جميعكًا‪،‬‬
‫والخأ خالد السعيد‪ ،‬فهككؤلء اعككترفوا أثنككاء التحقيككق أنهككم‬
‫تأثروا ببعض الصدارات والبيانات التي ذكرناها للناس‪ ،‬نقلنا‬
‫فيهككا فتككاوى أهككل العلككم فككي وجككوب الجهككاد ضككد هككؤلء‬
‫الميركان المحتلين‪ ،‬فكما ذكرت من قبل ما الخطأ فككي أن‬
‫تقاوم المعتدي عليك؟ جميككع الملككل هككذا جككزء مككن كيانهككا‪،‬‬
‫هكككؤلء البوذيكككون‪ ،‬هكككؤلء الكوريكككون الشكككماليون‪ ،‬هكككؤلء‬
‫الفيتناميون قاتلوا الميركان‪ ،‬هذا حق مشروع( اهك ]‪.[57‬‬
‫‪ (6‬قتلَ ال سلول المجاهدين الربعة بفتككوى ابككن بككاز‪،‬‬
‫وقد قال صلى الله عليه وسلم‪) :‬ل يقتل مسلم بكافر( ]‪،[58‬‬
‫وقال صككلى اللككه عليككه وسككلم‪) :‬ل يحككل دم امككرئ مسككلم‪،‬‬
‫يشهد أن ل إله إل الله وأنككي رسككول اللككه‪ ،‬إل بإحككدى ثلث؛‬
‫‪ (57‬مقابلة قناة الجزيرة‪ (20/09/2001) ،‬م‪.‬‬
‫‪ (58‬رواه البخاري‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(27‬‬

‫الثيب الزانككي‪ ،‬والنفككس بككالنفس‪ ،‬والتككارك لككدينه المفككارق‬


‫للجماعة( ]‪ ،[59‬وقال صلى اللككه عليككه وسككلم‪) :‬من أعسسانا‬
‫على قتل مؤمن بشطر كلمة لقسسي اللسسه عسسز وجسسل‬
‫مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله( ]‪.[60‬‬
‫‪ (6‬قككال الشككيخ أبككو محمككد المقدسككي ردا علككى بيككان‬
‫الهيئة‪) :‬وها أنتم تخلعككون جلبككاب الحيككاء وتعلنوهككا صككراحة‬
‫فتقسسررونا جسسواز قتسسل المسسسلم الموحسسد بالكسسافر‬
‫المشسسرك النصسسراني‪ ،‬فتفتككون بقتككل أربعككة مككن خيككار‬
‫الموحدين بعد حادث تفجير العليا بالريككاض‪ ...‬مككع أن النككبي‬
‫صلى الله عليكه وسكلم قكد قكال‪" :‬ل يقتكل مسكلم بك افر"‪،‬‬
‫فبهت المرقعون‪ ،‬وقال من عنده بقيككة حيككاء منهككم‪" :‬شي‬
‫يترقع‪ ،‬وشي ما يترقع"‪ ...‬لكن نقولها بصراحة‪ ،‬إن هذا‬
‫كله غير مستغرب عندنا‪ ،‬نعم! قد يستغربه غيرنككا ممككن لككم‬
‫يكن عنده بصيرة فيكم قبكل اليككوم‪ ،‬فيتعجكب ويفاجكأ بمثكل‬
‫هذه المواقف‪ ،‬أما الموحد الذي اسككتنار قلبككه بنككور الككوحي‪،‬‬
‫واستبان سبيل المجرمين‪ ،‬وعرف حكم الله فككي طككاغوتكم‬
‫"إمامكم" ثم يراكم مع هذا تعطككونه صككفقة أيككديكم وثمككرة‬
‫أفئدتكم فتبايعونه وتقررون بأنه إمام للمسلمين مع أنه من‬
‫الطواغيت اللذين أمرنا الله أول ما أمرنا أن نكفر بهم( اهككك‬
‫]‪.[61‬‬

‫‪ (59‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪ (60‬رواه ابن ماجة‪.‬‬
‫‪ (61‬مقالة بعنوان "وهل أفسد الدين إل الملوك وأحبار سوء ورهبانها"‬
‫للشيخ ابي محمد المقدسي‪ ،‬وهي مرفقة بهذه الرسالة!‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(28‬‬

‫ابن باز‪ ..‬وتعبيد الناس لل‬


‫سعود‬

‫ن التشريع حق من حقوق الله سبحانه من ادعاه فقد ادعى اللوهية‪ ،‬ومن ادعى اللوهية فقد كفر‪ ،‬ومن أقر‬

‫‪ (1‬قككال ابككن بككاز مزكيككا دولككة الطككاغوت ابككن سككعود‪:‬‬


‫)وهذه الدولككة السككعودية؛ دولككة مباركة نصسسر اللسسه بهّسسا‬
‫الحق ونصر بهّا الدين وجمع بها الكلمة وقضى بها علككى‬
‫أسككباب الفسككاد‪ ,‬وأمككن بهككا البلد‪ ,‬فحصككل بهككا مككن النعككم‬
‫العظيمة ما ل يحصيه إل الله( اهك ]‪.[62‬‬
‫‪ (2‬وقال‪) :‬وهذه الدولة بحمد الله لم يصدر منهّا مسسا‬
‫يوجب الخروج عليهّسسا‪ ،‬وإنمككا الككذي يسككتبيحون الخككروج‬
‫علككى الدولككة بالمعاصككي هسسم الخسسوارج‪ ،‬الككذين يكفككرون‬
‫المسلمين بالذنوب‪ ،‬ويقاتلون أهل السككلم‪ ،‬ويككتركون أهككل‬
‫الوثان( اهك ]‪.[63‬‬
‫‪ (3‬ول يكتفي ابككن بككاز بتزكيككة مملكككة ال سككعود هككذه‬
‫التزكية التي هككي "شككهادة الككزور" بككل يطككالب المسككلمين‬
‫بالدعاء لبن سعود رغما عن انوفهم‪ ،‬ومن لم يسأل الله ان‬
‫يديم ظل ابن سككعود فهككو "جاهككل عككديم البصككيرة"‪ ،‬فقككال‬
‫مجيبككا علككى سككؤال عككن مككن يمتنككع عككن الككدعاء لهككؤلء‬
‫‪ (62‬من كلمة له نشرت في جريدة "جريدة الشر الوسط"‪ ،‬وجريككدة‬
‫"المسلمون"‪.‬‬
‫‪ (63‬مجموع فتاوى ابن باز ‪.92-4/91 :‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(29‬‬

‫الطواغيت الككذين يراهككم ولة لمككره؟‪) :‬هذا مسسن جهّلسسه‪،‬‬


‫وعسسدم بصسسيرته‪ ،‬لن الككدعاء لككولي المككر مسسن أعظسسم‬
‫القربات‪ ،‬ومن أفضل الطاعات( اهك ]‪.[64‬‬

‫التعليق‪:‬‬
‫‪ (1‬جاء في نشرة الصككلح‪) :‬لقككد صككدر عنكككم أقككوال‬
‫كككثيرة تزكككون فيهككا الدولككة وتصككفونها بأحسككن الوصككاف‬
‫الشككرعية‪ ،‬رغم أنكسسم علسسى اطلع كامسسل وتفصسسيلي‬
‫على ما يجري في البلد وكل تفاصسسيل المخالفسسات‬
‫الشرعية التي يرتكبهّا النظام على مستوى الدولة‬
‫وعلى مستوى الفسسراد المتنفسسذين‪ ،‬بسسل إنكسسم كمسسا‬
‫يعرف القريبسسونا منكسسم أعلسسم بكسسثير ممسسن يسسدعونا‬
‫أنهّم على علم بما يجري‪ ،‬لنا معظم أهل الصسسلحا‬
‫يوصسسسلونا مسسسا عنسسسدهم مسسسن أخبسسسار ومعلومسسسات‬
‫وملحظسسات ونصسسائح إليكسسم‪ ،‬ولقككد شككهدنا شخصككيا‬
‫جلسات كثيرة ُبسط فيها الواقع لكم بشكل تفصككيلي ليككس‬
‫فيككه مواربككة‪ ،‬بككل إننككا نسككتطيع أن نقككول أنا الحجسسة قسسد‬
‫أقيمت عليكم وأنا الذمة قد برئت معكم مسسن قبسسل‬
‫عسسسدد كسسسبير مسسسن المشسسسائخ وأسسسساتذة الجامعسسسات‬
‫والمصلحين‪ ،‬وأنا إقامسسة الحجسسة فسسي بيسسانا الواقسسع‬
‫على التفصيل لكم قسسد حصسسل مسسرارا وتكسسرارا مسسن‬
‫قبل أناس تثقونا بهّسسم وتأخسسذونا بحسسديثهّم‪ ،‬ول أدل‬
‫على ذلك من مذكرة النصيحة الككتي قككدمت لكككم وراجعتهككا‬
‫اللجنة الخماسية وهيئككة كبككار العلمككاء وأنتككم ترأسككون تلككك‬
‫الجهتين‪ ،‬ول يجادل أحككد أن تلككك المككذكرة حجككة علككى مككن‬
‫قرأهككا‪ ،‬ونحسككب أنككه ل يسككعكم العتككذار بحجككة أنكككم ل‬
‫تتعرفون إل على ما يطلعكككم النظككام عليككه‪ ،‬بككل أنتككم علككى‬
‫دراية تفصيلية بالوضاع‪ ،‬ومتابعة إجبارية أجبركم عليها عدد‬
‫كبير من الدعاة والمصلحين وطلبككة العلككم‪ ،‬ولككذلك فلربمككا‬
‫ترتكبون خطأ عظيما ً ومنزلقا خطيككرا حيككن تزكككون الدولككة‬
‫هذه التزكية‪ ،‬وأنتم تعلمون حالها‪ ،‬وتعلمون كذلك مككن خلل‬
‫اطلعكم الشرعي خطورة مثل هذا العمككل‪ ،‬فمثلكككم ليككس‬
‫غريبا على مؤلفات وأقوال علمككاء الككدعوة وخاصككة الشككيخ‬
‫محمد بن عبدالوهاب( ]‪.[65‬‬

‫‪ (64‬نصيحة المككة فكي جككواب عشككرة أسككئلة مهمككة‪/‬مجمككوع فتككاوى‬


‫ومقالت ابن باز‪/‬الجزء الثامن‪.‬‬
‫‪ (65‬نشرة الصلح‪ ،‬العدد )‪ (23/9/1996) ،(28‬م‪ ،‬بعنوان " ابن باز‬
‫بين محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية"وهي مرفقة بهذا البحث!‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(30‬‬

‫ككهادة زور‪،‬‬
‫شيسككأ َ‬ ‫‪ (2‬تزكية ابن باز لمملكككة ال سككعود هككي‬
‫ن{‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫لو‬ ‫شككَهاد َت ُهُ ْ َ ُ ْ‬
‫و‬ ‫م‬ ‫سككت ُك ْت َ ُ‬
‫ب َ‬ ‫وقد قال اللككه عككز وجككل‪َ } :‬‬
‫وقال صلى الله عليككه وسككلم‪) :‬ال أنككبئكم بككاكبر الكبككائر؟‪...‬‬
‫وكان متكئا فجلس فقال‪ :‬أل وقول الزور( فمككا زال يرددهككا‬
‫حتى قال الصحابة رضي الله عنهم‪) :‬ليته سكت( ]‪.[66‬‬
‫‪ (3‬ابن باز مككن اعلككم النككاس بحككال مملكككة ال سككعود‬
‫وردتها عن الككدين ومككع ذلككك ل يتككورع ان يشككهد مثككل هككذه‬
‫الشهادات التي تنصر الطواغيت‪ ،‬جاء فككي نشككرة الصككلح‪:‬‬
‫)والشيخ كذلك يعلم يقينا أن النظام قد فرض الربا فرضا ً‬
‫على الناس وأقام له الصروح العاتية ودعمه بخزينة الدولككة‬
‫وجعل اقتصاد الدولة قائما ً عليه‪ ،‬والشككيخ يعلسسم يقينسسا أن‬
‫النظام يككوالي الكفككار ويككدعمهم وينصككرهم ويستنصككر بهككم‬
‫ويمكن لهم وينفذ مخططاتهم ويتآمر معهم ضد المسلمين‪،‬‬
‫يعلم ذلسسك بالتفصسسيل السسدقيق‪ ،‬والشككيخ كككذلك يعلسسم‬
‫يقينسسا أن النظككام يشككجع الفسككاد الخلقككي ويسككاهم فككي‬
‫انتشاره مككن خلل العلم والتعليككم ومككن خلل دعككم خليككا‬
‫الفساد المحمية من قبل المراء ومن خلل تحجيم الككدعوة‬
‫وتعطيلها‪ ،‬والشيخ يعلم يقينا ما يرتكبه النظام من جرائم‬
‫ضد الككدعاة ومككا يشككنه مككن حككرب عليهككم سككجنا وتشككريدا ً‬
‫وحصارا ً وإرهابًا‪ ،‬بل إن الشككيخ من أعلسسم النسساس بسسذلك‬
‫لنكه غالبكا ً مكا يككون أول مكن يخكبر عكن حكادث اعتقكال أو‬
‫مداهمككة أو إيقككاف أو مثلككه‪ ،‬والشككيخ يعلم يقينسا أشكككال‬
‫الظلم الواقعة على الفراد والجماعات والقبائككل والعوائككل‬
‫من قبل النظام كنظام ومن قبل المتنفذين فيه كأفراد‪ ،‬لن‬
‫كككثيرا ً مككن المظلككومين غالبككا مككا يلككوذون بككه ويكتبككون لككه‬
‫مستنجدين( اهك ]‪.[67‬‬
‫‪ (4‬يقككول محمككد المسككعري‪) :‬ول يجككوز أن يقككال أن‬
‫الشيخ بن باز رجل ضرير يصككعب عليككه معرفككة الواقككع مككن‬
‫المشاهدة المباشرة‪ ،‬ومتابعة التلفككاز ونحككوه‪ ،‬فهككو معككذور‬
‫في بعض ما سلف ومثله كثير‪ ،‬نعككم! ل يقككال مثككل هككذا لن‬
‫الككواجب الشككرعي علككى مككن لككم يعلككم بواقككع المسككألة أن‬
‫يقول‪ :‬ل أدري‪ ،‬ويؤجككل الجككواب حككتى يطلككع علككى واقعهككا‪.‬‬
‫على أن الحقيقة أن الشيخ يرأس جهككازًا‪ ،‬بككل عككدة أجهككزة‪،‬‬
‫عنككدها القككدرة الماليككة علككى توظيككف البككاحثين الجيككدين‪،‬‬
‫والمراقككبين والمحلليككن المختصككين‪ ،‬الككذين يسككتطيعون‬
‫التحضير الجيد للشيخ وزملئه‪ ،‬كما تشهد بذلك فتككوى هيئككة‬
‫‪ (66‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪ (67‬نشرة الصلح‪ ،‬العدد )‪ (23/9/1996) ،(28‬م‪ ،‬بعنوان " ابن بككاز‬
‫بين محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية"وهي مرفقة بهذا البحث!‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(31‬‬

‫كبار العلماء عن بيع التقسيط التي صدرت في مجلد صككغير‬


‫يحتوي دراسة في غاية التفصيل والجككودة‪ ،‬وكككان ذلككك فككي‬
‫السنوات الولى من هذا القرن الهجري‪ .‬فما بال هذا يمكن‬
‫ها هنا ول يمكن هناك؟! كما أن الشككباب مككن طلبككة العلككم‪،‬‬
‫وأساتذة الجامعككات كككانوا ل ينفكككون عككن مككزاورة الشككيخ‪،‬‬
‫وتقديم المشورة له‪ ،‬وإعداد البحاث والقتراحات‪ ،‬وتبصككير‬
‫الشيخ بحقيقة ما يجري من الحداث‪ ،‬وربما حاصروه ببعض‬
‫النتقادات‪ .‬فالشيخ كان على اطلع جيد بمجريككات المككور‪،‬‬
‫وإليك مثال واحد‪:‬‬
‫كانت مجموعة من أسككاتذة جامعككة الملككك سككعود فككي‬
‫مدينة الرياض قد رتبت في أوائل العقككد الهجككري الفككائت ‪-‬‬
‫مككع بدايككة ‪ 1413‬هككك تقريبككا ً ‪ -‬زيككارة شككهرية للشككيخ فككي‬
‫منتصف كل شهري عربي‪ ،‬وقد حضر كككاتب هككذه السككطور‬
‫بعضها‪ ،‬وهكو شكاهد علكى بعكض م ا جكرى فيهكا‪ .‬وفكي أحكد‬
‫الجلسات أبدى الدكتور خالد الدويش‪ ،‬وهكو أسكتاذ مش ارك‬
‫في الهندسة الكهربائية بجامعة الملك سعود آنذاك‪ ،‬ضككجره‬
‫من كثرة المخالفككات الشككرعية فككي بلد العككالم السككلمي‪،‬‬
‫ول الكلم بذكاء إلى الوضاع في تونس بالككذات‪ ،‬ثككم دار‬ ‫وح ّ‬
‫الحوار التالي‪ ،‬الذي نقدمه بأسلوب المسرحيات‪:‬‬
‫د‪ .‬خالد الدويش ‪ -‬يسأل الشيخ بن باز ‪" :-‬توجككد فككي‬
‫تونس ملهي تتعرى فيها الراقصات بحيككث تكشككف العككورة‬
‫المغلظة أمام رواد الملهى‪ ،‬وهذه الملهي مرخصة رسككميا ً‬
‫من قبل الدولة‪ ،‬أليس هذا من الكفر البواح الذي عندنا فيككه‬
‫من الله برهان‪ ،‬ل أقصد التعككري نفسككه‪ ،‬فهككذا منكككر ظككاهر‬
‫ومعصية فقط‪ ،‬وإنما الترخيص لتلك الملهي؟"‪.‬‬
‫الشيخ بن باز‪" :‬طبعًا‪ ،‬مثل هذا الترخيص كفسسر بسسواحا‪،‬‬
‫ل شك فيه"‪.‬‬
‫د‪ .‬خالد الدويش ‪ -‬مكررا ً ومؤكككدا ً ‪" :-‬أل توجككد شككبهة‪،‬‬
‫أو إمكانية تأويل أو لف أو دوران؟"‪.‬‬
‫الشككيخ – مؤكككدا ً ‪" :-‬ل! أبسسدا ! هسسذا مسسن أوضسسح‬
‫ً‬
‫المثلة على الكفر البواحا الذي عندنا فيه مسسن اللسسه‬
‫برهانا!"‪.‬‬
‫د‪ .‬خالد الدويش ‪ -‬يوجه الضربة القاضية ‪" :-‬فماذا عككن‬
‫الترخيص للبنوك الربوية في بلدنا هذا؟"‪.‬‬
‫الشيخ بن باز ‪ -‬مصعوقا ً من هول المفاجأة ‪" :-‬حسككبي‬
‫الله عليككك يككا خالككد الككدويش! حسككبي اللككه عليككك يككا خالككد‬
‫الدويش! حسبي الله عليك يا خالد الدويش!"‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(32‬‬

‫ينتهي المشهد‪ ،‬ويسدل الستار!! هذا هو جوهر محتوى‬


‫الحككوار كمككا دار بمعنككاه‪ ،‬ول أزعككم أنككي حفظككت اللفككاظ‬
‫بأعيانها‪ ،‬وسوف نشهد بذلك يوم القيامة( اهك ]‪.[68‬‬
‫‪ (5‬ابن باز ل يكتفي بمطالبة المسككلمين بالصككبر علككى‬
‫ظلم ال سعود الذين سرقوا مالهم وجلدوا ظهرهككم ووالككوا‬
‫اعداء الله من يهود وصككليبين وفتحككوا قواعككدهم للمريكككان‬
‫ليذبحوا المسلمين‪ ،‬بل فوق كل هذا يجب علككى المسككلمين‬
‫ان يسككألوا اللككه ان يككديم ظككل ال سككعود ويككديم مملكتهككم‬
‫ليسيموا المسلمين سوء العذاب والقهر والظلم!‬
‫‪ (6‬الدعاء لل سعود من كبائر الككذنوب‪ ،‬ل كمككا يككدعي‬
‫ابن باز "انه من اعظككم القربككات وافضككل الطاعككات"‪ ،‬نقككل‬
‫القاضي عياض رحمه الله في دولة الفاطميين التي ل تزيككد‬
‫كفرا عن مملكككة ال سككعود‪) :‬خطيبهككم الككذي يخطككب لهككم‬
‫ويدعو لهم يككوم الجمعككة كككافٌر ُيقتككل‪ ،‬ول ي ُسككتتاب‪ ،‬وتحككرم‬
‫عليه زوجته‪ ،‬ول يرث ول يورث‪ ،‬ومككاله فيككء للمسككلمين‪...‬‬
‫واحكامه كلها أحكام الكفر‪ ،‬فإن تاب قبل أن ُيعزل‪ ،‬إظهككارا‬
‫للندم‪ ،‬ولم يكن أخذ دعوة القوم ُقبلت توبته‪ ،‬وإن كككان بعككد‬
‫العزل أو بشيء منعه لم ُتقبل‪ ،‬ومن صلى وراءه خوفا أعككاد‬
‫الظهر أربعا‪ ...‬ول عذر له بكثرة عيسسال ول غيسسره( اهككك‬
‫]‪.[69‬‬
‫‪ (7‬علماء السلف رضكي اللكه عنهكم‪ ،‬ككانوا ل يكتفكون‬
‫بترك الدعاء لولة المور فقط‪ ،‬بل يدعون عليهم ايضا‪ ،‬قال‬
‫علي بن زيد بن جدعان‪ :‬قلت لسعيد بكن المسككيب‪) :‬يزعككم‬
‫قومك أنه ما منعك من الحج؛ أنك جعلت لله عليك إذا رأيت‬
‫ت‪،‬‬
‫الكعبة أن تدعو الله على بني مككروان؟(‪ ،‬قككال‪) :‬مكا‪70‬فعلكك ُ‬
‫وما أصلي صلة إل دعوت الله عليهّم( اهككك ] [‪ ،‬فهككل‬
‫سككعيد بككن المسككيب رحمككه اللككه جاهككل وعككديم البصككيرة –‬
‫حاشاه ‪ -‬كما يصككف ابككن بككاز مككن ل يككدعو لطككواغيته ‪ -‬مككع‬
‫التنبيه‪ :‬ان هذا الككدعاء مككن سككعيد رحمككه اللككه كانا علسسى‬
‫ولة امور مسلمين‪ ،‬فكيف كان يفعل لككو عاصككر مملكككة‬
‫ال سعود وطواغيتهم المرتدين؟!‬
‫وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسكلم‪) :‬مكن دعكى‬
‫لظالم بالبقاء‪ ،‬فقد احب أن ُيعصى الله في أرضه( ]‪.[71‬‬

‫‪ (68‬طاعة أولي المر؛ حدودها وقيودها‪ ،‬لمحمد المسعري‪.‬‬


‫‪" (69‬ترتيب المدارك وتقريب المسالك"‪ ،‬انظر "حكم المشايخ الذين‬
‫دخلوا في نصرة المبدلين للشريعة" للشيخ أبي قتادة الفلسطيني‪.‬‬
‫‪ (70‬الطبقات ‪ ،5/128‬الحلية ‪ ،2/167‬المعرفة والتاريخ ‪.1/474‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(33‬‬

‫‪ (8‬قال العلمة عبد القادر بن عبد العزيز‪) :‬ونحن نككرى‬


‫فككي زماننككا هككذا الحكككام المرتككدين فككي شككتى البلككدان قككد‬
‫اصككطنع كككل منهككم طائفككة مككن المشككايخ هككو يخلككع عليهككم‬
‫اللقاب الفضفاضة ‪ -‬كأصحاب الفضيلة والسماحة ‪ -‬تلبيسا ً‬
‫خلعككة‬ ‫علككى العامككة لترويككج بككاطلهم‪ ،‬وهككم يخلعككون عليككه إ‬
‫اليمان والشرعية السلمية تضليل للعامة‪ ،‬فهؤلء المشايخ‬
‫ن‬‫مكك ْ‬
‫وأمثالهم لشك في كفرهم وردتهككم‪ ،‬لقككوله تعككالى‪} :‬وَ َ‬
‫م{‪ ،‬ولرضككاهم بككالكفر‪ ،‬ولعككدم‬ ‫من ُْهكك ْ‬ ‫م َفككإ إن ّ ُ‬
‫ه إ‬ ‫من ْ ُ‬
‫ككك ْ‬ ‫ي ََتككوَل ّهُ ْ‬
‫م إ‬
‫ل الككدليل علككى كفرهككم‪،‬‬ ‫تكفيرهم للحكام الكافرين الذين د َ ّ‬
‫قال عبد الله بن المبارك رحمه الله‪:‬‬
‫ن إل الملوك ُ وأحباُر سوء ٍ ورهباُنها( اهك‬ ‫سد َ الدي َ‬ ‫وهل أف َ‬
‫] [‪.‬‬
‫‪72‬‬

‫ابن باز‪ ..‬ونشرات "اللجنة"‬


‫قال سفيانا بن عيينة رحمه الله‪:‬‬
‫)من فسد من علماءنا ففيه شبه من اليهود‪ ،‬ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى(‬

‫سئل ابن باز )هل الكلمة تؤثر في المككن وتزعزعككه‬ ‫‪ُ (1‬‬
‫مثل الوراق التي تككأتي بالفاكسككات مككن خككارج هككذه البلد‪،‬‬
‫من بعض الحاقدين على هذه البلد وولتهككا وعلمائهككا؟(‪،‬‬
‫فأجاب‪) :‬توزيع الشرطة الخبيثة الككتي تككدعو إلككى الفرقككة‬
‫والختلف‪ ،‬وسككب ولة المككور والعلمككاء‪ ،‬ل شككك أنهككا من‬
‫أعظم المنكسسرات‪ ،‬والككواجب الحككذر منهككا‪ ،‬سككواء كككانت‬
‫جاءت من لنككدن مككن الحاقككدين والجككاهلين الذين بسساعوا‬
‫دينهّم وباعوا أمسسانتهّم علسسى الشسسيطانا‪ ،‬مككن جنككس‬
‫محمككد المسككعري ومككن معككه‪ ،‬الككذين أرسككلوا الكككثير مككن‬
‫الوراق الضارة المضككلة والمفرقككة للجماعككة‪ ،‬يجككب الحككذر‬
‫منهم‪ ،‬ويجككب إتلف مككا يككأتي مككن هككذه الوراق؛ لنهككا شككر‬
‫وتدعو إلى الشر( اهك ]‪.[73‬‬
‫‪ ( 71‬ذكره الغزالي في الحياء‪ ،‬وقكال الحكافظ العراقككي‪) :‬لككم أجككده‬
‫مرفوعًا‪ ،‬وإنما رواه أبن أبي الدنيا في الصككمت مكن قكول الحسكن(‪،‬‬
‫انظر ما رواه الساطين في عكدم المجيكء للسكلطين‪ ،‬للسكيوطي‪،‬‬
‫تحقيق طه أبو سريح‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ (72‬الجامع في طلب العلم الشريف‪.‬‬
‫‪ (73‬حكم سب ولة المور والعلمككاء‪ ،‬جكواب سكؤال وجككه مكن مجلكة‬
‫"الدعوة" )‪(19/12/1415‬كك هك‪ ،‬ونشر في جريدة "عكاظ"‪ ،‬العككدد )‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(34‬‬

‫‪ (2‬ويقككول ابككن بككاز‪) :‬أمككا مككا يقككوم بككه الن محمككد‬


‫المسعري وسعد الفقيه وأشككباههما مككن ناشككري الككدعوات‬
‫الفاسدة الضالة‪ :‬فهذا بل شك شر عظيم‪ ،‬وهككم دعككاة شككر‬
‫عظيم وفساد كبير‪ ،‬والواجب الحذر من نشراتهم‪ ،‬والقضككاء‬
‫عليها وإتلفها‪ ،‬وعدم التعاون معهم في أي شيء يدعو إلككى‬
‫الفساد والشر والباطل والفتن‪ ،‬لن الله أمر بالتعاون علككى‬
‫البر والتقوى ل بالتعاون على الفساد والشر‪ ،‬ونشر الكككذب‬
‫ونشر الدعوات الباطلة التي تسبب الفرقككة واختلل المككن‬
‫إلى غير ذلك‪ ،‬هذه النشرات التي تصدر مككن الفقيككه أو مككن‬
‫المسعري أو من غيرهما من دعاة الباطل ودعاة الشسسر‬
‫والفرقة يجب القضاء عليها وإتلفها وعدم اللتفات إليهككا‪،‬‬
‫ويجككب نصككيحتهم وإرشككادهم للحككق‪ ،‬وتحككذيرهم مككن هككذا‬
‫الباطل‪ ،‬ول يجككوز لحككد أن يتعككاون معهككم فككي هككذا الشككر‪،‬‬
‫دعوا هككذا‬‫ويجب أن ينصحوا‪ ،‬وأن يعودوا إلى رشدهم‪ ،‬وأن ي َ‬
‫الباطل ويتركوه‪ ،‬ونصيحتي للمسعري والفقيه وابسسن لدنا‬
‫دعوا هككذا الطريككق الككوخيم‪،‬‬ ‫وجميع من يسلك سبيلهم‪ :‬أن ي َ‬
‫وأن يتقككوا اللككه ويحككذروا نقمتككه وغضككبه‪ ،‬وأن يعككودوا إلككى‬
‫رشدهم‪ ،‬وأن يتوبوا إلى الله مما سلف منهم‪ ،‬والله سبحانه‬
‫وعد عباده التائبين بقبول توبتهم( اهك ]‪.[74‬‬

‫التعليق‪:‬‬
‫‪ (1‬لحظ أخككي المسككلم كيككف يصككدر التهامككات الككتي‬
‫تصل حد الكفر لمن قام باصككدار النشككرات – المام ابسسن‬
‫لدنا والشككيخ سككعد الفقيككه وغيرهككم ‪ -‬متهمككا ايككاهم انهككم‬
‫"السسسذين بسسساعوا دينهّسسسم وبسسساعوا أمسسسانتهّم علسسسى‬
‫الشيطانا"!!‬
‫‪ (2‬هل يستحق مجرد اصككدار نشككرة تتكلككم عككن ظلككم‬
‫الحاكم ان يوصف ناشرها بانه "باع دينه للشيطانا"؟!‬
‫‪ (3‬إذا كان المام اسامة ابن لدن والشيخ سعد الفقيككه‬
‫قد "باعا دينهّما للشيطانا" لمجرد اصدار بيككان ينكككران‬
‫فيه على ال سلول! فماذا نقككول عككن ال سككلول الككذين لككم‬
‫يتركوا بابا من ابواب الكفر إل وولجوه؟! وإذا كككان الككواجب‬
‫اتلف نشرات اللجنة لما فيها من انكار على طواغيت وولة‬
‫امككر ابككن بككاز! فمككاذا نقككول عككن الصككحف والمجلت الككتي‬
‫‪ (25/1/1416) ،(10541‬هك‪ ،‬مجموع فتاوى ومقالت ابن باز‪/‬الجزء‬
‫الثامن‪.‬‬
‫‪ (74‬مجلة "البحوث السلمية"‪ ،‬عدد )‪.(50‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(35‬‬

‫يصدرها ولة امره وُيسب فيها الككدين علككى مككدار السككاعة؟‬


‫وماذا نقول عن قنككوات الككدعارة والعهككر الككتي يملكهككا ولة‬
‫أمره والتي ما تركت رذيلة إل ودعت إليها وحسنتها؟!‬

‫ابن باز‪ ..‬والخروج على‬


‫طواغيت الحكم‬
‫قال ابن الجوزي رحمه الله‪:‬‬
‫ً‬
‫)بككل ربمككا كان فعككل هذا سككببا لضلل الناسكك‪...‬‬
‫ويؤذي العوام تارة؛ بأككن يروا أككن مككا فيككه الميككر‬
‫صككواب‪ ...‬وتارة بأككن الدخول عليككه والسكككوت عكن‬
‫‪1‬‬ ‫النكار جائز(‬
‫"صيد الخاطر"‬ ‫(‬
‫يرى ابن باز ان ذكر كفر وضللت وردة الطواغيت ل يجككوز‪:‬‬
‫)ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الككولة‪ ،‬وذكككر ذلككك‬
‫على المنابر( اهك ]‪.[75‬‬
‫‪ (2‬وتحذير الناس من الدخول في طائفتهم‪ ،‬ومحاولككة‬
‫تغيير الحاكم الكافر بالقوة مخالفة للشككريعة‪ ،‬فقككال مجيبككا‬
‫على سؤال نصه )يرى البعككض أن حككال الفسككاد وصككل فككي‬
‫المة لدرجة ل يمكن تغييره إل بككالقوة وتهييككج النككاس علككى‬
‫الحكام‪ ،‬وإبراز معايبهم‪ ،‬لينفروا عنهم‪ ،‬وللسف فككإن هككؤلء‬
‫ل يتورعون عن دعوة الناس لهذا المنهج والحث عليه‪ ،‬مككاذا‬
‫يقول سماحتكم؟(‪) :‬هذا مككذهب ل تقره الشسسريعة؛ لمككا‬
‫فيه من مخالفة للنصككوص المككرة بالسككمع والطاعككة لككولة‬
‫المور في المعروف( اهك ]‪.[76‬‬

‫‪ (75‬نصيحة المككة فكي جككواب عشككرة أسككئلة مهمككة‪/‬مجمككوع فتككاوى‬


‫ومقالت ابن باز‪/‬الجزء الثامن‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(36‬‬

‫‪ (3‬ويقول‪) :‬ان الواجب السمع والطاعة في المعروف‬


‫لولة المور من المراء والعلماء‪ ...‬ول يجوز الخككروج علككى‬
‫ولة المور وشكق العصكا إل إذا وجكد منهكم كفكر ب واح عنكد‬
‫الخارجين عليه من الله برهككان ويسككتطيعون بخروجهككم أن‬
‫ينفعككوا المسككلمين وأن يزيلككوا الظلككم وأن يقيمككوا دولككة‬
‫صككالحة‪ ،‬أمسسا إذا كسسانوا ل يسسستطيعونا فليسسس لهّسسم‬
‫الخروج ولو رأوا كفرا بواحا( اهك ]‪.[77‬‬
‫‪ (4‬وسئل عن كيفيككة معاملككة الحككاكم المرتككد‪ ،‬فقككال‪:‬‬
‫)نطيعه في المعروف وليس في المعصية‪ ،‬حتى يأتي اللككه‬
‫بالبديل( اهك ]‪.[78‬‬
‫‪ (5‬ولكنه افتى المسلمين بالخروج على حاكم العككراق‬
‫الكافر‪ ،‬رغم علمككه انهككم ل يملكككون القككدرة علككى الخككروج‬
‫عليككه – وايككن بطككش وطغيككان حككاكم العككراق مككن بطككش‬
‫الطككواغيت الككذين ينهككى ابككن بككاز عككن الخككروج عليهككم؟! ‪-‬‬
‫فقال‪) :‬ل ريب أن مبايعة مثككل هككذا الطككاغوت ومناصككرته‬
‫من أعظم الجرائم‪ ،‬ومن أعظم الجناية على المسككلمين‬
‫وإدخال الضرر عليهم‪ ،‬لنا من شرط البيعسسة أنا يكسسونا‬
‫المبايَع مسسسلما ينفسسع المسسسلمين ول يضسسرهم( اهككك‬
‫]‪.[79‬‬
‫‪ (6‬بل افتى ان جهاد صدام من اعظككم الجهككاد‪) :‬ومككن‬
‫أعظسم الجهّساد جهّساد حساكم العسراق‪ ،‬لبغيككه وعككدوانه‬
‫واجتياحه دولة الكويت وسفكه الدماء ونهبه الموال وهتكككه‬
‫العراض وتهديده الدول المجاورة له من دول الخليككج( اهككك‬
‫]‪.[80‬‬
‫‪ (8‬افتى ابن باز وهيئة كبار علماء ال سعود بكفر حاكم‬
‫ليبيا ‪ -‬القذافي ‪ -‬وعللوا سبب تكفيره بك "تهجمه على حكام‬
‫وأمكراء ومشكايخ مملككة ال سكعود"!! فق الوا فكي بيكانهم‪:‬‬
‫)فإن مجلس هيئة كبار العلماء بدورته التاسعة عشرة‪ ...‬قد‬
‫اطلع على بعض ما نشرته إذاعة حكومة ليبيا فككي برنامجهككا‬
‫المحككدث المسككمى "أعككداء اللككه" ومككا تعككرض فيككه لئمككة‬
‫‪ (76‬حككوار رئيككس تحريككر جريككرة "المسككلمون"‪ ،‬العككدد )‪) ،(516‬‬
‫‪ (21/7/1415‬هك‪/‬مجموع فتاوى ومقالت ابن باز‪/‬الجزء الثامن‪.‬‬
‫‪ (77‬المككراء والعلمككاء يطككاعون فككي المعككروف لن بهككذا تسككتقيم‬
‫الحوال‪/‬مجموع فتاوى ومقالت ابن باز‪/‬الجزء السابع‪.‬‬
‫‪ (78‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪ (79‬لقاء مجلة "المجتمع"‪ (18/5/1412) ،‬هك‪ ،‬العدد )‪ ،(977‬مجموع‬
‫فتاوى ومقالت ابن باز‪/‬الجزء السابع‪.‬‬
‫‪" (80‬من أفضل الجهاد في وقتنا هككذا جهككاد حككاكم العككراق"‪/‬مجمككوع‬
‫فتاوى ومقالت ابن باز‪/‬الجزء السابع‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(37‬‬

‫الكدعوة السكلفية رحمهكم اللكه فكي هكذه المملككة العربيكة‬


‫السككعودية مككن علمككاء وحكام بككالطعن الكككاذب ومحاولككة‬
‫التشكيك في عقيدتهم‪ (...‬اهك ]‪.[81‬‬

‫التعليق‪:‬‬
‫‪ (1‬ابن باز يرى ان الخروج على الحاكم الكافر ل يجوز‬
‫‪ -‬إذا لم يكن لدى الامة القككدرة ‪ -‬ولكنككه يطككالب العراقييككن‬
‫بالخروج على حاكمهم الكافر رغم علمه بعدم وجود القدرة‬
‫عندهم على ازالته! فهككو الككذي افككتى سككابقا بككان الجيككوش‬
‫السلمية كلهككا غيككر قككادرة علككى مواجهككة صككدام وجيشككه‪،‬‬
‫فكيف يريد من شعب اعزل ان يككواجه ويخككرج علككى مككن ل‬
‫تقككدر كككل الجيككوش العربيككة علككى ردعككه حككتى اضككطرت‬
‫للستعانة بثلثيين دولة لصد عدوانه؟! اين هككو الخككوف مككن‬
‫اراقة دماء المسلمين الذي يحتج به في منككع الخككروج علككى‬
‫سئل عن ذلك؟!‬ ‫طواغيت الحكم كلما ُ‬
‫‪ (2‬ابن باز لم يكفر حاكم العراق إل بعد تهديده لمملكة‬
‫ال سعود‪ ،‬فطوال سنين حربه مع ايككران كككان يقككوم بابشككع‬
‫الجرائم ‪ -‬حلبجة الكردية كمثال ‪ -‬لكن لما مككس امككن ولككي‬
‫امره صار صدام من الطواغيت الذين يجب جهادهم!‬
‫‪ (3‬افتى علماء ال سعود بكفر القكذافي‪ ،‬وككان سكبب‬
‫تكفيره – كما ذكككروا – "ما تعسسرض فيسسه لئمسسة السسدعوة‬
‫السلفية رحمهّم اللسسه فسسي هسسذه المملكسسة العربيسسة‬
‫السعودية من علماءا وحكام"! فهل التعرض لل سلول‬
‫‪ -‬لعنهم الله ‪ -‬صار من نواقض السككلم عنككد هككؤلء! ام هككو‬
‫اللعب بالدين وتحريفه وتسخيره لخدمككة مصككالح طككواغيت‬
‫الجزيرة؟!‬
‫‪ (4‬قال المام المجدد عبد الله عزام رحمه الله معلقككا‬
‫على فتوى تكفير القككذافي‪ ...) :‬القككذافي غيككر السككنة منككذ‬
‫عشر سنوات‪ ،‬ما تكلم احد ول كفره احككد! لمكا تكلككم بعككض‬
‫الكلمات ومس "بس" بعض الناس بدأت الفتاوي تخرج ضد‬
‫القذافي‪ ،‬على أنه "كافر"‪" ،‬مغيككر للسككنة"‪" ،‬ملحككد"‪ ،‬علككى‬
‫أنه كافر لنه منكر للسنة ومنكر السنة كككافر‪ ،‬هككذه الفتككوى‬
‫ليست لله! هذه فتوى لمن؟ للحاكم! ليس لله‪ ،‬صككار خلف‬
‫بين دولة ودولة؛ تجد العلماء في الدولة هذه ينتظرون حككتى‬
‫يتكلموا على عقيككدة الدولككة الخكرى أو علكى‪ ...‬فسكادها أو‬

‫‪ (81‬الدورة )‪ (11/5/1402) ،(19‬هك‪.‬‬


‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(38‬‬

‫على خيانتها أو على انحرافها أو على تعاملهككا مككع اليهككود أو‬


‫غير ذلككك‪ .‬ل! ل! ل! هككذا "مككش" افضككل الجهككاد‪ ،‬ل افضككل‬
‫الجهاد ول اقل الجهاد‪ ،‬هذا أكككل رز؛ أكككل طبيككخ‪ ،‬هككذا جهككاد‬
‫الطبيككخ‪ ،‬هككذا لعككق الصككحون والطنككاجر مككن فككوق المككآذن‬
‫والمنابر( اهك ]‪.[82‬‬
‫‪ (5‬ابن باز يفتي الناس بعدم جواز الخروج على نظككام‬
‫ولي امككره والنظمككة المرتككدة المتحالفككة مككع ولككي امككره ‪-‬‬
‫بحجة عدم القدرة ‪ -‬لكنككه يفككتي المسككلمين تحككت النظمككة‬
‫الطاغوتية المعاديككة لككولي امككره بعكككس هككذه الفتككوى! ول‬
‫يعنيه ان كانت هذه الفتككوى ستتسككبب فككي ارقككة الككدماء! ‪-‬‬
‫كما يردد دائما –‬
‫‪ (6‬يزعم ابن باز ان منهج السلف عدم ذككر مخالفكات‬
‫ولة المور الظلمة على المنابر‪ ،‬وهذا كذب علككى السككلف‪،‬‬
‫فقد كانوا ينكرون على ولة المور مككن علككى المنككابر وغيككر‬
‫المنابر ‪ -‬كما كان يفعككل سككعيد بككن المسككيب وغيككره‪ ،‬حككتى‬
‫جلده بعض المراء ليكف لسانه عنهكم‪ ،‬فقكال الميكر‪) :‬هكل‬
‫لن سعيد منذ ضككربناه؟(‪ ،‬فقيككل لككه‪) :‬واللككه مككا كككان اشككد‬
‫لسانا منه منذ فعلت به ما فعلت‪ ،‬فأكفف عن الرجككل( ]‪،[83‬‬
‫وهذا مع الحاكم المسلم‪ ،‬فكيف مع الحاكم المرتد ]‪[84‬؟!‬
‫‪ (7‬يلحظ في كل فتاوي تكفيككر حكككام الدولككة العربيككة‬
‫التي تصدر من مشككايخ ال سككعود‪ ،‬انهككا ل تصككدر إل بعككد ان‬
‫يتعرض هؤلء الحكام الذين ُيحكم عليهم بالكفر لل سككعود!‬
‫فصدام – مثل ‪ -‬كفر بعدما تحرش بال سعود وهم بغزوهككم!‬
‫والقككذافي كفككر بعككدما سككب حكككام ال سككعود فككي برنامككج‬
‫المسمى "اعداء الله"! وهذا ليس في الحكككام فقككط‪ ،‬فهككم‬
‫كفككروا حككتى المجاهككدين الككذين تعرضككوا لطككواغيتهم وولة‬
‫امورهم!!‬

‫‪ (82‬شريط "الرباط والجهاد"‪/‬الوجه الثاني‪.‬‬


‫‪ (83‬الطبقات ‪.5/127‬‬
‫‪ (84‬أجمع المسلمون على وجوب الخروج على الحككاكم الكككافر‪ ،‬قككال‬
‫النووي رحمه اللككه‪) :‬قككال القاضكي عيككاض؛ أجمكع العلمككاء علككى أن‬
‫المامة ل تنعقد لكافر‪ ،‬وعلى أنه لو طرأ عليه الكفر انعككزل( ]شككرح‬
‫صحيح مسلم ‪ ،[12/229‬فككان كككانوا ل يملكككون القككوة علككى خلعككه‬
‫وجب عليهم العداد العسكري اللزم لتحصيل هذه القوة‪ ،‬فما ل يتم‬
‫الواجب إل به فهو واجب‪.‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية‪) :‬يجب السككتعداد للجهككاد بإعككداد‬
‫القوة ورباط الخيل في وقت سقوطه للعجز‪ ،‬فإن ما ل يتم الككواجب‬
‫إل به فهو واجب(اهك ]الفتاوي‪.[28/259 :‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(39‬‬

‫ابن باز‪ ..‬وسلمانا وسفر‬


‫قال ابن عقيل رحمه الله‪:‬‬
‫)إذا أردت أ ن تعل م مح ل الس لم م ن أه ل الزمان؛‬
‫فل تنظككر إلككى زحامهككم فككي أبواب الجوامككع‪ ،‬ول‬
‫ضجيجهككم فككي الموقككف بلبيككك‪ ،‬وإنمككا انظككر إلككى‬
‫‪1‬‬ ‫مواطأتهم أعداء الشريعة(‬
‫"الداب الشرعية"‬ ‫(‬
‫قال ابن باز في بيانه الموجهة الككى عككدو اللككه نككايف – لعنككه‬
‫الله واخزاه ‪ -‬ردا على طلككب وجهككه الخيككر لعضككاء "هيئككة‬
‫كبككار علمككاءه"‪) :‬فأشككير إلككى كتككاب سككموكم الكريككم‪...‬‬
‫المتضمن توجيه خادم الحرمين‪ ...‬بعرض تجاوزات كل مككن‬
‫سككفر الحككوالي سككلمان العككودة فككي بعككض المحككاظرات‬
‫والدروس‪ ...‬وأفيد سككموكم ان مجلككس هيئككة كبككار العلمككاء‬
‫اطلككع علككى‪ ...‬نسككخة مككن كتككاب سككفر الحككوالي "وعككد‬
‫كسككنجر"‪ ...‬واطلككع علككى بعككض التسككجيلت لهمككا‪ ...‬ورأى‬
‫المجلككس بالجمككاع مواجهككة المككذكورين بالخطككاء‪ ...‬فككإن‬
‫اعتذرا عن تلك التجاوزات والتزما بعدم العككودة الككى شككيء‬
‫منها وامثالهما فالحمد لله ويكفككي‪ ،‬وانا لم يمتثل؛ منعسسا‬
‫مسسن المحاضسسرات والنسسدوات والخطسسب والسسدروس‬
‫العامة والتسجيلت حماية للمجتمع من اخطائهّما(‬
‫اهك ]‪.[85‬‬

‫‪ (85‬رقم )‪ (3/4/1414) ،(951/2‬هك‪ ،‬ونص البيان ملحق بهذا البحث‪.‬‬


‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(40‬‬

‫‪ (2‬لكنه اجاب بعد ذلك على سؤال سككائل يسككأله عككن‬


‫سفر وسلمان‪) :‬اشرطتهم مفيدة وليسوا مبتدعككة‪ ،‬وليسككوا‬
‫خوارج‪ ،‬ول تجوز غيبتهم‪ ،‬ويجككب الككذب عنهككم كغيرهككم مككن‬
‫اهل العلم من اهل السنة والجماعة( اهك ]‪.[86‬‬

‫التعليق‪:‬‬
‫‪ (1‬هل سلمان وسفر خطر على المجتمع يجب منعهما‬
‫من الككدروس والخطككب ‪ -‬حسككب فتككوى ابككن بككاز ردا علككى‬
‫سؤال نايف ‪-‬؟ ام يجوز سككماع دروسككهما ‪ -‬حسككب الفتككوى‬
‫الثانية؟!‬
‫‪ (2‬لماذا لكم يخبرن ا ابكن بكاز ‪ -‬نصكحا للم ة ‪ -‬مكا هكي‬
‫الخطاء والطوام العظام التي فككي كتككاب "وعككد كسككنجر"‪،‬‬
‫والككتي يجككب منككع سككفر الحككوالي بسككببها مككن التككدريس‬
‫والخطابة! ام لنككه فضككح مخططككات المريكككان فككي كتككابه‬
‫المذكور وجب منعه من التدريس؟! ام لماذا؟‬
‫‪ (3‬ماهي اخطاء سلمان العودة التي يجب منعه بسببها‬
‫من الخطابة والتدريس؟‬

‫‪ (86‬رقم )‪197‬خأ(‪ (10/4/1414) ،‬هك‪.‬‬


‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(41‬‬

‫اخيرا‬
‫قال الشيخ أبو قتادة الفلسطيني‪:‬‬
‫)وإذا تكّلمنا عنهم‪ ،‬قالوا عّنا‪" :‬هؤلء قوم ل‬
‫ور"‪ ،‬نعم! نحن ل‬
‫يحترمون العلماء"‪ ،‬أو "شباب مته ّ‬
‫سدنة‪ ،‬بل نتقّرب إلى الله بكشفهم(‬ ‫نحترم ال ّ‬
‫"بين منهجين"‬
‫يق‬
‫ول ابن باز‪) :‬والناس أقسام‪:‬‬
‫منهم من جهل الحقائق والتبست عليه المور!‬
‫ومنهم من هو جاهل ل يعرف الحكام الشرعية!‬
‫ومنهّم من هو مستأجر من الطغاة الظلمسسة‬
‫ليشوش على الناس‪ ،‬ويلبس عليهّم الحسسق(‬
‫اهك ]‪.[87‬‬
‫نترك القارئ ليحكم بنفسه في اي الصناف المككذكورة‬
‫يصنف ابن باز "مفتي مملكة ال سعود" ]‪.[88‬‬
‫والحمد لله وحده‬
‫وصل اللهم وسلم على محمد وآله وصحبه وسلم ] [‬
‫‪89‬‬

‫الثلثاءا‬
‫‪12/12/142‬‬
‫‪ 4‬هس‬

‫‪ (87‬محاضرة مهمكة بسكبب اجتيكاح حكاكم العكراق للككويت‪/‬مجمككوع‬


‫فتاوى ومقالت ابن باز‪/‬الجزء السادس‪.‬‬
‫‪ (88‬لعل القارئ المنصف ل يملك بعد قراءة هذا البحث إل ان يصككيح‪:‬‬
‫)اتسع الرقع على الراقع(!!‬
‫‪ (89‬نشر هذا البحث في بعض المنتديات على شبكة "النترنت"‪ ،‬قبل‬
‫المراجعة والتصحيح‪ ،‬لذا وجب التنبيه!‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(42‬‬

‫ملحق )‪(1‬‬
‫رسالة إلى ابن باز‬
‫ببطلنا فتواه بالصلح‬
‫مع اليهّود‬
‫بقلم المام‪ :‬أسامة بن لدنا‬
‫فضيلة الشيخ ابن باز ‪ -‬حفظه الله ‪:-‬‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركككاته‪ ،‬نحمككد اللككه إليكككم‬
‫الذي أنكزل الكتكاب آيكات بينككات‪ ،‬ورفكع الككذين أوتككوا العلككم‬
‫درجات‪ ،‬وأخذ عليهم ميثاًقا بالصدع بككالحق وبيككانه وحككذرهم‬
‫من المداهنة فيه وكتمكانه‪ .‬والصكلة والسكلم علكى رسكول‬
‫اللكه سكيدنا محمكد القائكل )أفضكل الجهكاد كلمكة حكق عنكد‬
‫سلطان جائر( ]‪.[90‬‬
‫وبعد؛‬
‫فإن من المعلوم لديكم ما حبا الله بككه أهككل العلككم مككن‬
‫منزلة عظيمة‪ ،‬وأعطككاهم مككن مكانككة كريمككة‪ ،‬ول غككرو فككي‬
‫ذلك‪ ،‬فالعلماء هككم ورثككة النبيككاء‪ ،‬ورثككوا عنهككم هككذا الككدين‪،‬‬
‫ينفككون عنككه تحريككف الغككالين‪ ،‬وانتحككال المبطليككن‪ ،‬وتأويككل‬
‫الجاهلين‪ ،‬وتمييككع الظككالمين المسككرفين‪ ،‬ويمثلككون القككدوة‬
‫الحسنة والسوة المثلى للمة في النهوض بأعبككاء النتصككار‬
‫للحق وإيثاره على ما عند الخلق‪.‬‬
‫وقد قام العلماء الصادقون من سلف المة وخلفها خير‬
‫قيام بهذه المهمات‪ ،‬وما وقككوف سككعيد بككن جككبير فككي وجككه‬
‫عا بالحق‪ ،‬وتحدي المام أحمد بن حنبككل‬ ‫طغيان الحجاج صاد ً‬
‫لجبروت الحكم والسلطان وصبره في فتنة الخلق بالقرآن‪،‬‬
‫وتحمل ابن تيمية وحسن بلئه في السكجن انتصكاًرا للسكنة‪،‬‬
‫إل نماذج من القيام بواجب النصككرة للحككق وأهلككه‪ ،‬قككام بهككا‬
‫هككؤلء الئمككة العلم انتصككاًرأ للحككق و غيككرة علككى الككدين‪،‬‬
‫رحمهم الله جميًعا‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ؛ لقكد أردنكا مكن ذككر مكا سكبق ت ذكيركم‬
‫بواجبكم تجاه الدين‪ ،‬وتجاه المة وتنبيهكم إلككى مسككئوليتكم‬
‫‪ (90‬حديث صحيح رواه أحمد وغيره‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(43‬‬

‫العظيمة‪ ،‬فإن الذكرى تنفع المؤمنين‪ ..‬أردنككا تككذكيركم فككي‬


‫هذا الككوقت الككذي انتفككش فيككه الباطككل‪ ،‬وعربككد المبطلككون‬
‫المضلون‪ ،‬ووئد الحق‪ ،‬وسجن الدعاة‪ ،‬وأسكت المصلحون‪،‬‬
‫والغرب أن ذلك لم يتم بعد بعلم منكم وسكوت فقككط‪ ،‬بككل‬
‫مككرر علككى ظهككر فتككاواكم ومككواقفكم‪ ،‬ونحككن سككنذكركم ‪-‬‬ ‫ُ‬
‫فضيلة الشيخ ‪ -‬ببعض هذه الفتككاوى والمواقككف الككتي قككد ل‬
‫تلقون لها بالً‪ ،‬مع أنها قد تهوي بها المة سبعين خري ً‬
‫فككا فككي‬
‫الضلل‪ ،‬كي تدركوا معنا ولو جانب ًككا مككن خطككورة هككذا المككر‬
‫والثار السيئة المترتبة عليه‪.‬‬
‫وإليكم بعض المثلة‪:‬‬
‫‪ (1‬إن مما ل يخفى على أحد المككدى الككذي وصككل إليككه‬
‫انتشار الفساد العارم والذي شمل كافة نواحي الحياة حيث‬
‫فشت منكرات المختلفة التي لم تعد تخفى على أحككد‪ ،‬كمككا‬
‫فصلت مذكرة النصكيحة الكتي تقكدم بهكا نخبكة م ن العلمكاء‬
‫ودعاة الصلح‪ ،‬وكان من أخطر م ا بينكوا هكو الشكرك بكالله‬
‫المتمثل في التشريع وسن القوانين الوضعية الككتي تسككتبيح‬
‫المحرمات والتي من أشنعها التعامل بالربا المتفشي ففككي‬
‫البلد‪ ،‬وذلك مككن خلل مؤسسككات الدولككة وبنوكهككا الربويككة‬
‫التي تزاحم أبراجها مآذن الحرميككن‪ ،‬وتعككج بهككا البلد طولهككا‬
‫وعرضها‪.‬‬
‫وممككا هككو معلككوم بالضككرورة أن النظمككة والقككوانين‬
‫الربوية التي تتعامل بها هذه البنوك والمؤسسككات مشككرعة‬
‫من قبل النظام الحاكم ومصدق عليهككا منككه‪ ،‬ومككع ذلككك لككم‬
‫نسمع منكم إل أن تعاطي الربا حرام ل يجوز‪ ،‬غير مكككترثين‬
‫بما في كلمكم هذا من التلبيس على الناس‪ ،‬بعدم التفريككق‬
‫بين حكم من يتعاطى الربا فقككط‪ ،‬وحكككم مككن يشككرع الربككا‬
‫ويقننه‪ ،‬مع أن الفككرق بينهمككا واضككح كككبير‪ ،‬فمتعككاطي الربككا‬
‫مرتكب لموبقة من أكبر الموبقككات‪ ،‬أمككا مشككرع الربككا فهككو‬
‫جا من الملة بعمله هذا‪ ،‬لنه جعككل مككن‬ ‫مرتد كافر كفًرا مخر ً‬
‫كا له في التحليككل والتحريككم ‪ -‬وهككذا مككا‬‫دا لله وشري ً‬
‫نفسه ن ً‬
‫فصلناه في بحث مستقل سينشر قريًبا إن شاء الله ‪-‬‬
‫ومع أن متعاطي الربا غير المنتهي ْعنككه قككد أعلككن اللككه‬
‫ن الل ّهإ‬
‫م َ‬
‫ب إ‬ ‫فعَُلوا فَأذ َُنوا ب إ َ‬
‫حْر ٍ‬ ‫ن لَ ْ‬
‫م تَ ْ‬ ‫ورسوله عليه الحرب }فَإ إ ْ‬
‫ه{ فما زلنا نسمع منكم عبارات الثناء والطراء لهذا‬ ‫سول إ إ‬
‫وََر ُ‬
‫النظام الذي لم يكتف بالدمان على تعاطي الربا فقط‪ ،‬بككل‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(44‬‬

‫شرعه وقننه وأباحه‪ ،‬وقد قال صلى الله عليه وسلم‪) :‬الربككا‬
‫ثلثة وسبعون باًبا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه( ]‪.[91‬‬
‫ما‬
‫وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما‪) :‬فمن كان مقي ً‬
‫علككى الربككا ل ينككزع عنككه‪ ،‬فحككق علككى إمككام المسككلمين أن‬
‫يستتيبه‪ ،‬فإن نزع وإل ضرب عنقه( ]‪ ،[92‬هذا فيمن يتعككاطى‬
‫الربا‪ ،‬فما بالكم بمن يحلل ويشرع الربا!‬
‫إن ما تتخبط فيه البلد من أزمات اقتصككادية وسياسككية‬
‫وما انتشر فيها من الجرائم بشتى أنواعهككا‪ ،‬وبشكككل مككذهل‬
‫ما هو إل عقوبة مككن اللككه‪ ،‬وجككزء مككن الحككرب الككتي أعلنهككا‬
‫سكبحانه علكى م ن لكم ينتكه عكن تعكاطي الربكا ونح وه مكن‬
‫حككقُ الل ّكك ُ‬
‫ه‬ ‫م َ‬
‫المنكرات والمحق الذي حكم بككه علككى الربككا }ي َ ْ‬
‫صد ََقا إ‬
‫ت{‪.‬‬ ‫الّرَبا وَي ُْرإبي ال ّ‬
‫‪ (2‬وحينما علق الملك الصليب على صدره‪ ،‬وظهككر بككه‬
‫حككا مسككروًرا‪ ،‬تككأولتم فعلككه‪ ،‬وسككوغتموه مككع‬
‫أمام العالم فر ً‬
‫شناعته وفظاعته‪ ،‬رغم وضوح أن هذا الفعل كفر‪ ،‬والظككاهر‬
‫من حال فاعله الرضا والختيار عن علم‪.‬‬
‫‪ (3‬ولمككا قككررت قككوات التحككالف الصككليبية واليهوديككة‬
‫الغازية في حرب الخليج ‪ -‬بتواطؤ ‪ -‬مع النظام احتلل البلد‬
‫باسم تحرير الكويت سوغتم ذلك بفتوى متعسفة بررت هذا‬
‫العمل الشنيع الذي أهان عزة المة ولطخ كرامتهككا‪ ،‬ودنككس‬
‫مقدسككاتها معتككبرة ذلككك مككن بككاب السككتعانة بالكككافر عنككد‬
‫الضرورة‪ ،‬مهملة قيود هككذه السككتعانة‪ ،‬وضككوابط الضككرورة‬
‫المعتبرة‪.‬‬
‫‪ (4‬ولما قام النظام السعودي الحاكم بمساعدة ودعككم‬
‫رؤوس الردة الشتراكية الشيوعية في اليمن‪ ،‬ضد الشككعب‬
‫اليمني المسلم في الحرب الخيرة التزمتم الصمت‪ ،‬ثم لما‬
‫دارت الدائرة على هؤلء الشيوعيين أصدرتم ‪ -‬وبإيعككاز مككن‬
‫هذا النظام ‪" -‬نصيحة!" تدعو الجميع إلى التصالح والتصافح‬
‫باعتبارهم مسلمين!! موهمة أن الشيوعيين مسلمون يجب‬
‫حقن دماءهم‪ ،‬فمتى كان الشيوعيون مسلمين؟ ألستم أنتم‬
‫قا بردتهم ووجوب قتالهم فككي أفغانسككتان‪،‬‬ ‫الذين أفتيتم ساب ً‬
‫أم أن هنككاك فرقًككا بيككن الشككيوعيين اليمنييككن والشككيوعيين‬
‫الفغان؟ فهككل ضككاعت مفككاهيم العقيككدة وضككوابط التوحيككد‬
‫واختلطت إلى هذا الحد؟‬

‫‪ (91‬صحيح رواه الحاكم‪.‬‬


‫‪ (92‬رواه ابن جرير بسنده عن ابن عباس‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(45‬‬

‫وما زال هذا النظام يؤوي أئمة الكفر هؤلء في مختلف‬


‫مدن البلد ولم نسمع لكم نكيًرا‪ ،‬وقد قال صككلى اللككه عليككه‬
‫وسلم‪) :‬لعن الله من آوى محدًثا( ]‪.[93‬‬
‫‪ (5‬وحينما قرر النظام البطش بالشيخ سككلمان العككودة‬
‫والشيخ سفر الحوالي‪ ،‬اللذين صدعا بالحق وتحمل في اللككه‬
‫الذى‪ ،‬استصدر منكم فتوى سوغّ بها كل ما تعرض ويتعرض‬
‫له الشيخان ومن معهما مككن دعككاة ومشككائخ وشككباب المككة‬
‫من البطش والتنكيل‪ ..‬فك الله أسككرهم ورفككع عنهككم ظلككم‬
‫الظالمين‪.‬‬
‫هذه بعض المثلة الككتي لككم نقصككد منهككا الحصككر ولكككن‬
‫اقتضى المقام ذكرها‪ ،‬ونحن بين يدي فتواكم الخيرة بشأن‬
‫مكا يسكمى بهتاًنكا بالسكلم مكع اليهككود والكتي كككانت فاجعككة‬
‫للمسلمين‪ ،‬حيث اسككتجبتم للرغبككة السياسككية للنظككام لمككا‬
‫قرر إظهار ما كان يضمره من قبل‪ ،‬مككن الككدخول فككي هككذه‬
‫المهزلككة الستسككلمية مككع اليهككود‪ ،‬فأصككدرتم فتككوى تبيككح‬
‫دا مع اليهود‪ ،‬فما كككان مككن رئيككس وزراء‬ ‫قا مقي ً‬
‫السلم مطل ً‬
‫العدو الصهيوني وبرلمانه إل أن صفقوا لها وأشادوا بها‪ ،‬كما‬
‫أعلن النظام السعودي عقبها عن نيته في تنفيذ المزيد مككن‬
‫التطبيع مع اليهود‪.‬‬
‫وكككأنكم لككم تكتفككوا بإباحككة بلد الحرميككن الشككريفين‬
‫لقككوات الحتلل اليهوديككة والصككليبية‪ ،‬حككتى أدخلتككم ثككالث‬
‫الحرمين فككي المصككيبة بإضككفائكم الشككرعية علككى صكككوك‬
‫الستسلم التي يوقعها الخونة والجبناء من طواغيت العرب‬
‫مع اليهود إن هذا الكلم خطير كبير‪ ،‬وطامة عامككة لمككا فيككه‬
‫من التدليس علككى النككاس والتلككبيس علككى المككة مكن عككدة‬
‫جوانب منها‪:‬‬
‫‪ (1‬إن العدو اليهودي الحالي ليس إل عدًوا مستقًرا في‬
‫بلده الصلية محارًبا من الخارج حتى يجوز معه الصكلح‪ ،‬بكل‬
‫هو عدو صائل مفسد للدين والدنيا‪ ،‬وعليه ينطبق كلم شيخ‬
‫السلم ابن تيمية رحمه الله‪) :‬والعدو الصككائل الككذي يفسككد‬
‫الككدين والككدنيا ل شككيء أوجككب بعككد اليمككان مككن دفعككه‪ ،‬فل‬
‫يشترط له شرط‪ ،‬بل يدفع بحسب المكان‪ ،‬وقد نككص علككى‬
‫ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم( ]‪.[94‬‬

‫‪ (93‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪ (94‬الختيارات الفقهية‪ :‬ص ‪309‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(46‬‬

‫إن الكككواجب الشكككرعي تجكككاه فلسكككطين وأخواننكككا‬


‫الفلسككطينين مككن المستضككعفين مككن الرجككال والنسككاء‬
‫والولدان الذين ل يسككتطيعون حيلككة ول يهتككدون سككبيلً‪ ،‬هككو‬
‫الجهاد فككي سككبيل اللككه وتحريككض المككة عليككه حككتى تتحككرر‬
‫فلسطين عن أخرها وتعود إلى السيادة السلمية‪.‬‬
‫وفلسطين في غنى عن مثل هذه الفتاوى المخذلة عن‬
‫الجهاد والمخلدة إلى الرض‪ ،‬هذه الفتاوى التي تقككر احتلل‬
‫العدو لقدس مقدسات المسلمين بعد الحرمين الشريفين‪،‬‬
‫وتضفي الشرعية عليككه‪ ،‬وتككدعم بكككل قككوة مسككاعي العككدو‬
‫لضرب الجهود السككلمية المتلهفككة لتحريككر فلسككطين عككن‬
‫طريق الجهاد الذي أكد من خلل عمليككات أبطككال الحجككارة‬
‫وشباب الجهاد المسلم فككي فلسككطين أنككه السككبيل الوحيككد‬
‫الناجع في مواجهة العككدو والكفيككل بتحريككر الرض إن شككاء‬
‫الله‪.‬‬
‫ونذكركم هنككا بفتككواكم السككابقة فككي هككذا الشككأن‪ ،‬لمككا‬
‫سئلتم عن السبيل لتحرير فلسطين‪ ،‬فقلتككم أنككه‪) :‬ل يمكككن‬
‫الوصول إلى حل لتلك القضية إل باعتبككار القضكية إسككلمية‪،‬‬
‫دا‬
‫وبالتكككاتف بيككن المسككلمين لنقاذهككا‪ ،‬وجهككاد اليهككود جهككا ً‬
‫إسككلمًيا حككتى تعككود الرض إلككى أهلهككا‪ ،‬وحككتى يعككود شككذاذ‬
‫اليهود إلى بلدهم( ]‪.[95‬‬
‫‪ (2‬هب أن هذا العدو اليهودي عككدو يجككوز الصككلح معككه‬
‫وتككوفرت فيككه الشككروط‪ ،‬فهككل مككا تقككوم بككه النظمككة‬
‫والحكومات الطاغوتيككة العربيككة النهزاميككة مككع اليهككود مككن‬
‫ما تجوز إقامته مع العدو؟‬ ‫سلم كاذب مزعوم يعتبر سل ً‬
‫الكل يدرك أنه ليس كذلك فهذا لسلم المزعككوم الككذي‬
‫يتهافت فيككه المتهككافتون الن مككن الحكككام والطككواغيت مككع‬
‫اليهككود مككا هككو إل خيانككة كككبرى تتمثككل فككي توقيككع صكككوك‬
‫استسلم وتسليم للقككدس وفلسككطين كلهككا مككن قبككل هككذه‬
‫الحكومات لليهود‪ ،‬والعتراف بسيادتهم عليها إلى البد‪.‬‬
‫‪ (3‬إن هؤلء الحكام المرتدين المحاربين لله ورسوله ل‬
‫شرعية لهم ول ولية لهم على المسلمين وليس لهم النظككر‬
‫في مصالح المة‪ ،‬ولكنكم بفتككواكم هككذه تعطككون الشككرعية‬
‫لهذه النظمة العلمانية وتعترفون بوليتها علككى المسككلمين‪،‬‬
‫وهكذا مكا يتنكاقض مكع عكرف عنككم مكن تكفيرهكا فكي فكي‬
‫السابق‪ ،‬وقد بين لكم ذلك نخبككة مككن العلمككاء والككدعاة فككي‬
‫‪ (95‬فتاوى بن باز‪.1/281 :‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(47‬‬

‫قا بالمتناع عن هذه الفتوى‪ ،‬وسككنرفق‬ ‫مناشدتهم إياكم ساب ً‬


‫لكم صورة من تلك المناشدة تذكيًرا لكم وتنبيًها‪.‬‬
‫سا على الناس لمككا فيهككا مككن‬
‫إن فتواكم هذه كانت تلبي ً‬
‫إجمال مخل وتعميم مضل‪ ،‬فهي ل تصككلح فتككوى فككي حكككم‬
‫سلم منصف‪ ،‬فضل ً عككن هككذا السككلم المزيككف مككع اليهككود‬
‫الذي هو خيانة عظمى للسلم والمسلمين‪ ،‬ل يقرها مسككلم‬
‫عادي فضل ً عن عالم مثلكم يفترض فيككه مككن الغيككرة علككى‬
‫الملة والمة‪.‬‬
‫إن الككواجب فيمككن يتصككدى للفتككوى فككي قضككايا المككة‬
‫الخطيرة الكبيرة‪ ،‬أن يكون على علم بأبعادها وما قد يترتب‬
‫عليهككا مككن أضككرار وأخطككار‪ ،‬لن العلككم بككذلك مككن شككروط‬
‫المفككتي الككتي ل غنككى عنهككا‪ ،‬يقككول المككام ابككن القيككم‪) :‬ول‬
‫يتمكن المفككتي ول الحككاكم مككن الفتككوى والحكككم بككالحق إل‬
‫بنككوعين مككن الفهككم‪ ،‬أحككدهما فهككم الواقككع والفقككه فيككه‬
‫واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والمارات والعلمات‬
‫ما‪ ،‬والنوع الثاني فهم الواجب فككي الواقككع‬ ‫حتى يحيط بها عل ً‬
‫وهو فهم حكككم اللككه الككذي حكمككه فككي كتككابه وعلككى لسككان‬
‫رسوله صلى الله عليكه وسكلم فكي هكذا الواقكع‪ ،‬ثكم يطبكق‬
‫أحدهما على الخر( ]‪.[96‬‬
‫وإذا كانت الشروط لزمة للفتوى بصككورة عامككة‪ ،‬فإنهككا‬
‫تتأكد في الفتوى فيما يتعلق بالجهاد والصلح ونحككوه‪ ،‬يقككول‬
‫المام ابن تيمية رحمه الله‪) :‬والككواجب أن يعتككبر فككي أمككور‬
‫الجهاد برأي أهل الدين الصحيح الذين لهككم خككبرة بمككا عليككه‬
‫أهل الدنيا‪ ،‬دون الذي يغلب عليهم النظر في ظككاهر الككدين‪،‬‬
‫فل يؤخذ برأيهم‪ ،‬ول برأي أهل الدين الذين ل خبرة لهم فككي‬
‫الدنيا( ]‪.[97‬‬
‫إن الفتاوى السابقة لو صدرت عن غيركم لقيككل بتعمككد‬
‫صكاحبها م ا تتض منه مكن الباطكل‪ ،‬ويكترتب عليهكا م ن أثكار‬
‫وأخطار‪ ،‬ولكنهككا لمككا صككدرت منكككم تعيككن أن يكككون سككبب‬
‫الخلل فيها غير ذلك من السككباب الككتي ل ترجككع إلككى نقككص‬
‫علمكم الشككرعي‪ ،‬ولكككن لعككدم إدراك حقيقككة الواقككع‪ ،‬ومككا‬
‫يترتب على مثل هذه الفتاوى من أثككار‪ ،‬ممككا يجعككل الفتككوى‬
‫حينئذ غير مستوفاة الشروط ومن ثم ل يصح إطلقهككا‪ ،‬ممككا‬
‫يحتم على المفتي عندئذ أن يتوقككف عككن الفتككوى أو يحيلهككا‬
‫حينئذ على المختصين الجامعين بين العلم بالحكم الشرعي‬
‫‪ (96‬إعلم الموقعين ‪.1/87‬‬
‫‪ (97‬الختيارات الفقهية ‪.311‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(48‬‬

‫والعلم بحقيقة الواقع‪ ،‬وقد ثبت أن المككام أحمككد بككن حنبككل‬


‫كان يتوقف في كثير من المسائل وقد كان المام مالككك إذا‬
‫سككئل عككن القككراءات أحككال إلككى المككام نككافع رحمهككم اللككه‬
‫جميًعا‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ؛ إن إشككفاقنا البككالغ علككى حككال المككة‬
‫والعلماء من أمثالكم هو الككذي دفعنككا لتككذكيركم‪ ،‬فإننككا نربككأ‬
‫بكككم وبأمثككالكم عككن أن يسككتغلكم النظككام الحككاكم هككذا‬
‫الستغلل الفظيع ويرمي بكم في وجه كل داعيككة ومصككلح‪،‬‬
‫ويسكت بفتاواكم ومواقفكم كل كلمكة حكق ودعكوة صكدق‪،‬‬
‫كما حدث عند ردكم على "مذكرة النصيحة" و "لجنة الدفاع‬
‫عن الحقوق الشرعية" وغيرها‪.‬‬
‫فضيلة الشيخ؛ لقد تقكدمت بككم السكن‪ ،‬وقكد ككانت‬
‫قأ‪ ،‬فككاتقوا اللككه‬
‫لكككم أيككاد بيضككاء فككي خدمككة السككلم سككاب ً‬
‫وابتعدوا عن هؤلء الطواغيت والظلمة الذين أعلنوا الحرب‬
‫علكى اللكه ورسكوله‪ ،‬وكونكوا مكع الصكادقين‪ ،‬وإن لككم فكي‬
‫سلف المة وخلفها الصالح أسوة حسنة فقد كان مككن ابككرز‬
‫سمات العلماء الصادقين البتعاد عككن السككلطين‪ ،‬فقككد فككر‬
‫المام أبو حنيفة رحمككه اللككه وغيككره مككن العمككل مككع حكككام‬
‫عصره علككى رغككم اسككتقامتهم الكككبيرة علككى الككدين إذا مككا‬
‫قورنوا مع حكام اليوم الذين ل يخفى ما هم عليه من فسككاد‬
‫الدين وسوء الحال‪ ،‬وفككي زماننككا هككذا ‪،‬حينمككا أدرك العلمككة‬
‫الشيخ عبدالله بن حميد رحمه اللككه خطككورة المسككار الككذي‬
‫يمضي فيه النظام السعودي الحاكم ومككا يككترتب عليككه مككن‬
‫خطر وضرر لمككن يشككاركه أو يختلككط بككه آثككر الفككرار بككدينه‬
‫واستقال من رئاسة مجلس القضاء العلى‪ ،‬وقد قال المام‬
‫الخطابي رحمه الله في التحككذير مككن الككدخول علككى هككؤلء‬
‫الحكككام‪) :‬ليككت شككعري مككن الككذي يككدخل عليهككم اليككوم فل‬
‫يصكدقهم علكى كككذبهم ومكن الككذي يتكلككم بالعككدل إذا شككهد‬
‫مجالسهم ومن الذي ينصح ومن الذي ينتصح منهم( ]‪.[98‬‬
‫وقد صح الحديث‪) :‬مككن أتككى أبككواب السككلطان افتتككن(‬
‫فاحذروا ‪ -‬فضيلة الشيخ ‪ -‬الركون إلى هؤلء بقول أو عمككل‬
‫ن‬
‫مكك ْ‬ ‫مككا ل َك ُكك ْ‬
‫م إ‬ ‫سك ُ ُ‬
‫م الن ّككاُر وَ َ‬ ‫موا فَت َ َ‬
‫م ّ‬ ‫ن ظ َل َ ُ‬ ‫َ‬ ‫لى ال ّ إ‬
‫ذي‬ ‫َ‬
‫}وََل ت َْرك َُنوا إ إ َ‬
‫ن{‪ ،‬إن مككن لككم يسككتطع‬ ‫صككُرو َ‬ ‫م َل ت ُن ْ َ‬ ‫ن أوْل إي َككاَء ث ُكك ّ‬‫مكك ْ‬ ‫ن الل ّهإ إ‬ ‫دو إ‬
‫ُ‬
‫الجهر بالحق والصدع به فل أقككل مككن أن يمتنككع مككن الجهككر‬
‫بغير الحق‪ ،‬قال صلى الله عليككه وسككلم‪) :‬ومككن كككان يككؤمن‬
‫بالله واليوم الخر فليقل خيًرا أو ليصمت( ]‪.[99‬‬
‫‪ (98‬كتاب العزلة‪.‬‬
‫‪ (99‬رواه البخاري‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(49‬‬

‫وأخيًرا‪:‬‬
‫نرجو أن ل تجدوا في أنفسكم من هذا الكلم وتعتككبروه‬
‫جا عن آداب النصح وما تقتضيه من إسرار وعدم إشهار‪،‬‬ ‫خار ً‬
‫فالمر جلل خطير ومهم كككبير ل يسككوغّ عنككه السكككوت‪ ،‬ول‬
‫يجوز عنه التغاضي‪.‬‬
‫وما ذكرناه معلككوم لككدى أهككل العلككم‪ ،‬وقككد سككبقنا إلككى‬
‫تنبيهكم عليه نخبة من علماء ودعاة المة‪ ،‬حيث تقدموا لكم‬
‫بمناشدات عدة في هذا الصدد منهككا مناشككدتهم إيككاكم قبككل‬
‫مدة بالمتناع عن الفتوى بجككواز هككذا السككلم الستسككلمي‬
‫المزعوم مع اليهود‪ ،‬مبينين عدم استيفائه للشروط اللزمككة‬
‫عا‪ ،‬محككذرين مككن المخككاطر الجمككة الدينيككة والدنيويككة‬ ‫شككر ً‬
‫المترتبة عليه‪ ،‬ومن الموقعين على تلك المناشككدة الشككيوخأ‬
‫الفاضل ‪ -‬ابن جككبرين‪ ،‬عبككدالله القعككود‪ ،‬حمككود التككويجري‪،‬‬
‫حمككود الشككعيبي‪ ،‬الككبراك‪ ،‬العككودة‪ ،‬الخضككيري‪ ،‬الطريككري‪،‬‬
‫الدبيان‪ ،‬عبدالله التويجري‪ ،‬عبدالله الجللي‪ ،‬عائض القرني‪،‬‬
‫وغيرهم كثير ‪-‬‬
‫وفي حرب اليمن الخيرة لما صدر منكم الكلم المشار‬
‫ما فتوى معارضككة لككه‬ ‫قا أصدر خمسة وعشرون عال ً‬ ‫إليه ساب ً‬
‫مبينة الصواب الشرعي في المسككألة‪ ،‬ومككن هككؤلء العلمككاء‬
‫الفاضل‪ ،‬المسعري‪ ،‬الشعيبي‪ ،‬الجللي‪ ،‬العككودة‪ ،‬الحككوالي‪،‬‬
‫العمر‪ ،‬اليحيى‪ ،‬التويجري‪ ،‬وغيرهم كثير‪.‬‬
‫قا‬
‫وفي الختام نسأل الله تبارك وتعالى أن يرينا الحق ح ً‬
‫ويرزقنا اتباعه‪ ،‬ويرنا لباطل باطل ً ويرزنا اجتنابه‪ ،‬وأن يككبرم‬
‫لهذه المة أمر رشد يعز فيككه أهككل طككاعته ويككذل فيككه أهككل‬
‫معصيته ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر ويحكم‬
‫فيككه بالعككدل ويصككدع فيككه بككالحق‪ ،‬وتعلككو فيككه رايككة الجهككاد‬
‫خفاقة‪ ،‬لتستعيد المة عزتها وكرامتها‪ ،‬وترفع رايككة التوحيككد‬
‫فيككه مككن جديككد فككوق كككل أرض إسككلمية سككليبة‪ ،‬ابتككداء‬
‫بفلسطين ووصول ً إلككى النككدلس وغيرهكا مكن بلد السككلم‬
‫الضائعة بسبب خيانات الحكام وتخاذل المسلمين‬

‫كما نسأله تعالى أن يولي أمورنا خيارنا ويصرف عنا شرارنا‬


‫ونسأله السداد في القول والصواب في العمل والتوفيق‬
‫لما يحبه ويرضاه في الحياة‬
‫وحسن الختام عند الممات‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(50‬‬

‫إنه ولي ذلك والقادر عليه‬


‫وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‬
‫‪27/7/1415‬هس‬
‫هيئة النصيحة‬
‫والصلحا‪/‬مكتب لندنا‬
‫عنهّم‪ :‬أسامة بن محمد‬
‫بن لدنا‬

‫ملحق )‪(2‬‬
‫ابن باز‪ ..‬بين الحقيقة‬
‫والوهم‬
‫بقلم المام‪ :‬أيمن الظواهري‬
‫استمعت مع الملييككن مككن ابنككاء المككة السككلمية إلككى‬
‫نشرات النباء وهي تنشر عبر الثير فتاوي عبككد العزيككز بككن‬
‫باز‪ ،‬وهو يدعو المسلمين إلى الصلة في المسجد القصككى‪،‬‬
‫ويبيح التجارة والتعامل مع إسرائيل‪ .‬ثككم سككمعت رد رئيككس‬
‫وزراء إسرائيل إسحاق رابين على ابككن بككاز مرحبككا ً ومحييككا ً‬
‫فضيلة المفتي‪.‬‬
‫ولم استغرب أن تصدر مثل هذه القوال من مثل ذلككك‬
‫الرجل كما استغربها كككثير مككن النككاس‪ ،‬فككإن لككي فككي ذلككك‬
‫الرجل رأيا ل زلت متمسكا ً به ‪ -‬رغم استعظام الكثيرين لككه‬
‫‪ -‬ففي منطقي القاصر وعقلككي الضككعيف ؛ انككه ل يمكككن ان‬
‫يجمع رجل بين المامة في الدين والتصدي للفتوى والتعليم‬
‫وبين تقلد ارفع مناصككب دينككي فككي دولككة آل سككعود ‪ -‬دولككة‬
‫العمالة لمريكا –‬
‫فكيككف يككدفع ال سككعود لككذلك الرجككل تلككك الرواتككب‪،‬‬
‫ويقلدونه تلك المناصب‪ ،‬وهم اشد الناس تبعيككة لمريكككا‪ ،‬إل‬
‫أن يكون وجود ذلك الرجل في تلك المناصب يمثل مصككلحة‬
‫أساسككية لل سككعود‪ ،‬الككذين يحكمككون بلد المسككلمين بحككد‬
‫السيف‪ ،‬ل يدارون في ذلك ول يداهنون!!‬
‫ولككو دار فككي خلككدهم مككرة أن هككذا الشككيخ يمكككن أن‬
‫يعارضهم أو يهدد ملكهم لتخذوا ضده مككا يكفككي لسكككاته ‪-‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(51‬‬

‫مككن العككزل إلككى القتككل ‪ -‬وتاريككخ آل سككعود فككي ذلككك مككع‬


‫معارضيهم اشهر من ان يذكر‪.‬‬
‫وليست هذه هي هدفي من تلك الكلمة‪ ،‬وإنمسسا‬
‫الهّدف الذي أردته ؛‬
‫أن ابن باز وطائفة حككوله قككد اتخككذهم الكككثيرون قككدوة‬
‫في الدين ومرجعا ً للفتوى‪ ،‬وكانوا ول يزالون يرجعون إليهم‬
‫وإلى كتاباتهم واقوالهم في أهككم أمككور الككدين ‪ -‬وهككي أمككور‬
‫العتقاد والتوحيد ‪ -‬وفي أخطر مسككائل المسككلمين ‪ -‬وهككي‬
‫مسككائل الحكككام المرتككدين الككذين يسككيطرون علككى بلد‬
‫المسلمين –‬
‫وكككان هككؤلء المتبعككون ‪ -‬رغككم مككا يتشككدقون بككه مككن‬
‫تحررهم مككن التقليككد المككذهبي ‪ -‬اشككد النككاس تقليككدا ً بتلككك‬
‫الطائفة‪ ،‬وامتدت هذه الدعوى وسرت فككي أوسككاط اللف‬
‫من الشباب المسلم‪ ،‬حتى اصبحت أمرا مسلمًا‪.‬‬
‫حتى لقد رأينا عالمككا ً فاضككل ً كالككدكتور سككفر الحككوالي‬
‫يصرح بأن الديمقراطية قد تكون ضككرورة لنقككاذ البلد مككن‬
‫الفوضى مستشهدا ً بما حدث في الجزائر‪ ،‬مستندا ً في هككذا‬
‫إلككى كلم ابككن بككاز!! ]‪ [100‬رغككم رسككوخأ قككدم الحككوالي فككي‬
‫تدريس علوم التوحيد‪ ،‬ورغككم مككؤلفه القيككم عككن العلمانيككة‪،‬‬
‫فإذا كككان هككذا هككو حككال سككفر الحككوالي مككع علمككه الواسككع‬
‫وتضحياته في سبيل الدعوة‪ ،‬فما بالك بغيره؟‬
‫لقد عاش الف الشباب اسرى لهذه السككماء الرنانككة ‪-‬‬
‫ابن باز‪ ،‬العثيمين‪ ،‬وابي بكككر الجزائككري ‪ -‬يتبعككونهم أو علككى‬
‫القل ل يجرؤون على مخككالفتهم حككتى وإن عظككم خطككأهم‬
‫وفحش انحرافهم‪.‬‬
‫وكنت أستغرب؛ كيف يقلد الناس دينهم رجل ٍ لككم يضككح‬
‫في سبيل الله ولم يبتل فيه‪ ،‬بككل ل يقبككض راتبككه إل للككدفاع‬
‫عن مصككالح الطككواغيت! فكيككف يسككأله النككاس فككي رقككاب‬
‫الطواغيت ودمائهم وإزالة ملكهم؟!‬
‫لقد آن للشباب المسككلم أن يتحككرر مككن تلككك السككماء‬
‫الرنانة الجوفاء التي تمادت في نفاق الطواغيت حككتى هككان‬

‫‪ (100‬فككي شككريط مسككجل لككه‪ ،‬رقككم )‪ ،(4661‬تسككجيلت "الهدايككة"‬


‫السلمية بالدمام‪ ،‬محاضرة بتاريخ ‪23/6/1412‬هك‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(52‬‬

‫قككدرها واصككبحت مثككارا ً للسككخرية علككى ألسككنة الوليككاء‬


‫والعداء!‬
‫وآن لهككذا الشككباب أن يلتككف حككول العلمككاء العككالمين‬
‫ككذين‬ ‫َ‬ ‫الصادقين الذين يعانون ويبتلون فككي سككبيل دينهككم‪ ،‬وال‬
‫ة‬
‫مكك ً‬
‫م أئ إ ّ‬ ‫جعَل ْن َككا إ‬
‫من ْهُكك ْ‬ ‫وصفهم َالمككولى سككبحانه فككي قككوله‪} :‬وَ َ‬
‫ن{‪.‬‬ ‫صب َُروا وَ َ‬
‫كاُنوا إبآَيات إَنا ُيوقإُنو َ‬ ‫مرإَنا ل َ ّ‬
‫ما َ‬ ‫ن ب إأ ْ‬
‫دو َ‬
‫ي َهْ ُ‬
‫وآن لهذا الشباب أن يخككرج مككن الغيبوبككة الككتي يعيككش‬
‫فيها ويدرك أن معركككة السككلم والكفككر‪ ،‬والحككق والباطككل‪،‬‬
‫معركة محتومة ل فرار منها‪ ،‬وأنه إن لم يستعد لها ويعد لهككا‬
‫عدتها فسيكون أول ضحاياها‪.‬‬
‫لقد كان يسعنا أن نسكت على هؤلء إن كانوا قد رضوا‬
‫لنفسهم بالسكوت والكلم فيمككا ل ُيغضككب السككلطين مككن‬
‫أمور الدين التعبدية الشخصية‪ ،‬وإن كان هذا ايضا ً مسكتحيل ً‬
‫مع استشرار وفساد هؤلء الطواغيت‪.‬‬
‫ولكن أن يتحول هؤلء العلماء إلككى مخربيككن ومككدمرين‬
‫لعقائد الشباب‪ ،‬ومبررين لكفككر الطككاغوت‪ ،‬ومعكادين للمكر‬
‫بالمعروف والنهي عككن المنكككر‪ ،‬ومككبيحين لسككتقرار قككوات‬
‫الغزو الصليبي المريكي في أرض جزيرة العرب‪ ،‬ومباركين‬
‫للتطبيع وسياسة الهيمنة اليهودية على ديار السلم! هذا ما‬
‫ل يسع من في قلبه ذرة من حياة ‪ -‬ناهيك عن ان يكون فككي‬
‫قلبه ذرة من إيمان ‪ -‬أن يسكت عنه‪.‬‬
‫وأنا أعلم أن كلمي هذا سيستكثره كككثير مككن الطيككبين‬
‫الذين ل زالوا يعيشون في الوهم‪ ،‬أو الككذين يتفقككون معككي‪،‬‬
‫ولكنهم ل يجكدون فكي أنفسكهم الشكجاعة للتصكريح ب ذلك‪،‬‬
‫خوفككا ً مككن اتهككام الغيككر لهككم باحتقككار العلمككاء‪ ،‬أو لنهككم ل‬
‫يستطيعون أن يخالفوا ما ظلككوا يرددونككه لسككنوات طويلككة‪،‬‬
‫ولكن الحق ابلج‪ ،‬والباطل لجلج‪.‬‬
‫إن ابن باز وطائفته هم علماء السلطان الككذين يبيعوننككا‬
‫لعدائنا في مقابل راتب أو منصب‪ ،‬وإن غضب مكن غضكب‪،‬‬
‫ورضي من رضي‪.‬‬
‫إن صككف اليمككان يجككب قبككل مواجهككة صككف الكفككر أن‬
‫يتخلص من المزيفين والمنافقين‪.‬‬

‫ن{‬
‫مي َ‬
‫جرإ إ‬ ‫ل ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫سإبي ُ‬
‫ن َ‬
‫ست َإبي َ‬ ‫ل اْلَيا إ‬
‫ت وَل إت َ ْ‬ ‫ص ُ‬
‫ف ّ‬ ‫}وَك َذ َل إ َ‬
‫ك نُ َ‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(53‬‬

‫مجلة المجاهدونا‪/‬العدد‬
‫الحادي عشر‬
‫السنة الولى‪/‬الربعاءا‪:‬‬
‫‪/3‬شعبانا‪1415/‬هس‬

‫ملحق )‪(3‬‬
‫رسالة إلى ابن باز‬
‫حول فتواه بجواز الصلح مع‬
‫اليهّود‬
‫قدم هذه الرسالة كل من المشايخ‪ :‬حمود عبد‬
‫الله التويجري‪ ،‬عبد الله بن محمد بن خنين‪ ،‬عبد الله بن‬
‫حسن القعود‪ ،‬صالح بن محمد الونيان‪ ،‬حمود بن عبد الله‬
‫بن عقل الشعيبي‪ ،‬إبراهيم بن محمد الدبيان‪ ،‬عبد الله‬
‫بن عبد الرحمن بن الجبرين‪ ،‬صالح بن محمد‬
‫السلطان‪ ،‬عبد الله الحمد الجللي‪ ،‬عبد المحسن بن ناصر‬
‫العبيكان‪ ،‬محمد بن صالح المنصور‪ ،‬سعيد بن مبارك آل‬
‫زعير‪ ،‬سلمانا بن فهّد العودة‪ ،‬سعد بن عبد الله‬
‫الحميد‪ ،‬عبد الله بن حمود التويجري‪ ،‬محمد بن سعيد‬
‫القحطاني‪ ،‬ناصر بن عبد الكريم العقل‪ ،‬عبد الله بن‬
‫إبراهيم الطريقي‪ ،‬عبد الله بن صالح بن عبد الله الخضيري‪،‬‬
‫عبد الوهاب بن ناصر الطريري‪ ،‬عائض بن عبد الله القرني‪،‬‬
‫سعيد بن ناصر الغامدي‪ ،‬علي بن نحند الدخيل الله‪ ،‬عبد‬
‫الرحمن بن ناصر البراك‪.‬‬

‫***‬
‫إلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز‬
‫حفظه الله تعالى‪.‬‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬
‫وبعد‪:‬‬

‫فقد سمعنا كما سمع غيرنا بالنباء الكثيرة عن خطط‬


‫غربية جديدة تهدف إلى انهاء حالة العداوة بين المسلمين‬
‫واليهود في فلسطين باسم جهود السلم‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(54‬‬

‫ونظرا ً لن هذه القضية تتعلق بالمة كلها‪ ،‬وتهم كل‬


‫فرد في مشرق بلد السلم ومغربها‪ ،‬وليست قضية خاصة‬
‫أو متعلقة ببلد معين‪ ،‬رأينا من واجبنا الشرعي الذي ل‬
‫يسعنا التخلي عنه بحال من الحوال أن نقدم لكم اجتهادنا‬
‫في المسألة رجاء أن تتأملوه‪ ،‬ثم تقدموه لكمن ترون‬
‫مصلحة في تقديمه له‪.‬‬

‫وإنما حدا بنا إلى كتابة هذا الكتاب لسماحتكم الخوف‬


‫من دخولنا تحت وعيد كتمان العلم الذي ائتمنا عليه‪.‬‬
‫ونلخص – سماحة الشيخ – اجتهّادنا في النقاط‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ (1‬الصلح المزعوم هو عبارة عن هدنة مطلقة غير‬


‫محددة بمدة معلومة‪ ،‬وهذا ل يجوز‪ ،‬لنه تعطيل لشعيرة‬
‫الجهاد في سبيل الله‪ ،‬بل ذهب كثير من أهل العلم إلى أنه‬
‫ل تجوز الهدنة أكثر من عشر سنوات – وهي المدة التي‬
‫صالح عليها الرسول صلى الله عليه سلم قريشا ً في‬
‫الحديبية – وهي الحادثة التي يحتج بها الكثيرون من مؤيدي‬
‫الصلح‪.‬‬

‫وبغض النظر عن هذا القول ؛ فإنه مما ل شك فيه أنه‬


‫ل يجوز عقد هدنة ابدية مع اي طائفة من طوائف الكفر – ل‬
‫اليهود ول غيرهم –‬

‫قال في المغني ]‪ ...) :[101‬ل تجوز المهادنة مطلقا ً من‬


‫غير تقدير مدة‪ ،‬لنه يفضي إلى ترك الجهاد بالكلية‪.(...‬‬

‫‪ (2‬إن تاريخ اليهود هو سجل حافل بالغدر والخيانة‬


‫والتآمر‪ ،‬فقد خانوا عهدهم مع افضل الخلق صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬فكيف يكون مع غيره‪.‬‬

‫يقول أحد زعمائهم – مناحيم بيغن – في كتابه " الثورة‬


‫؛ قصة الرجون " كما في كتاب "نظرية المن السرائيلي"‬
‫]‪ ...) :[102‬لن يكون هناك سلم لشعب إسرائيل ول في‬
‫أرض إسرائيل‪ ،‬ولم يكون هناك سلم مع العرب ول في‬

‫‪.13/154 (101‬‬
‫‪ (102‬ص ‪.17‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(55‬‬

‫أرض العرب‪ ،‬وستستمر الحرب بيننا وبينهم‪ ،‬حتى ولو وقع‬


‫العرب معنا معاهدة صلح‪!(...‬‬
‫َ‬
‫م{‪.‬‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫دا ن َب َذ َه ُ فَ إ‬
‫ريقٌ إ‬ ‫دوا ع َهْ ً‬
‫عاهَ ُ‬ ‫يقول تعالى‪} :‬أوَك ُل ّ َ‬
‫ما َ‬

‫إنهم يفتعلون أكثر من مفهوم لي بند‪ ،‬كما حصل في‬


‫اتفاقيات "كامب ديفيد" ثم يحققون ما يريدون على ضوء‬
‫الفهم الذي فسروا به بنود الصلح‪.‬‬

‫‪ (3‬إن هذا الستسلم سيوقعه عن المة أناس لم‬


‫تفوضهم المة به‪ ،‬وهم ل يمثلونها على مصالحها‪ ،‬لن‬
‫حكمهم قائم على عقائد ومبادئ مغايرة للسلم‪ ،‬والحكومة‬
‫الباطنية البعثية أوضح مثال على ذلك‪.‬‬
‫‪ (4‬إن وراء جهود المصالحة خطة ابعد لنهاء حالة‬
‫العداء بين جميع الشعوب والديان من منطلق بدعة‬
‫"النظام العالمي الجديد" الذي يفترضون فيه أن تنتهي‬
‫الخوصمات والحروب بين الشعوب في ظل هيمنة العالم‬
‫الغربي‪.‬‬

‫وسيترتب على ذلك نزع السلح – خاصة من ايدي‬


‫المسلمين – بحجة أنه ل مسوغّ له بعد المصالحة‪.‬‬

‫كما سيترتب عليه – وهذا هو الهم – جهود ضخمة‬


‫للتطبيع‪ ،‬وتغيير المناهج الدراسية والسياسات العلمية‬
‫وغيرها‪ ،‬لحذف كل ما يعتقدون أنه إساءة لليهود‪ ،‬ومنع‬
‫الحديث عن هذه المور باعتباره إساءة إلى إحدى الدول‬
‫المجاورة أو القريبة‪ ،‬ويمكن مراجعة الوئاق الخطيرة‬
‫المنشورة في كتاب "التطوير بين الحقيقة والتضليل"‬
‫وكتاب "التاريخ بين الحقيقة والتضليل" للدكتور جمال عبد‬
‫الهادي‪.‬‬

‫وسيترتب عليه رفع الحظر عن بضائعهم‪ ،‬وتبادل‬


‫الخبرات والمصالح والمعلومات المتنوعة معهم‪.‬‬

‫ولذلك بدأت الصحافة تطالعنا بمقالت وتحقيقات‬


‫وندوات تؤكد أنه لم يعد هناك أعداء للسلم‪ ،‬وأننا يجب أن‬
‫نقيم علقتنا مع الجميع على ضوء المصالح المتبادلة‬
‫فحسب!‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(56‬‬

‫‪ (5‬الجلوس على مائدة المفاوضات مع اليهود‪ ،‬وعقد‬


‫اتفاقيات الصلح الدائم معهم؛ هو اعتراف بدولتهم وحقهم‬
‫في أرض فلسطين‪ ،‬ونزع لملكية المة المسلمة لهذه‬
‫الرض المباركة بغير حق‪ ،‬وبغير رضا أو قبول من اصحاب‬
‫الحق – وهم المسلمون – وهذا ل يجوز‪.‬‬

‫وهو عقبة في وجه الجيال التي ستعمل على تحرير‬


‫بلد السلم من الغاصبين‪ ،‬فإذا لم يتمكن المسلمون الن‬
‫من إعلن الجهاد على اليهود‪ ،‬فل أقل من أن يفتحوا‬
‫الطريق لمن يصنع ذلك‪.‬‬

‫وقد علمنا يقينا ً من الحديث المتفق عليه عن ابن عمر‬


‫أن للمسلمين معركة حاسمة مع اليهود‪ ،‬يقول فيها الحجر‬
‫والشجر‪" :‬يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي فاقتله"‪،‬‬
‫وفي حديث نهيك بن صريم "على نهر الردن"! نعم هو نهر‬
‫الردن بالذات!‬

‫‪ (6‬من هو الذي يملك – شرعا ً – أن يعقد الصلح مع‬


‫اليهود؟ إن النبي صلى الله عليه وسلم حين أراد مصالحة‬
‫غطفان على ثلث ثمار المدينة استشار السعدين – وهم‬
‫أهل الرض – فهل استشير الصالحون من أهل فلسطين‬
‫في ذلك؟ ومن هو ولي أمرهم المتكلم باسمهم؟!!‬

‫‪ (7‬هل هناك معركة قائمة الن بيننا وبينهم؟ اصحيح أن‬


‫مثل هذا الخسف والهوان الذي يسمى " السلم " سيضع‬
‫حدا ً لمعاناة المسلمين في فلسطين؟ أم أنه سيجعل كافة‬
‫الطراف ضدهم في آن واحد؟‬

‫ومتى حدث في حقب التاريخ كلها أن يستولي الكفار‬


‫على دولة إسلمية ثم يلتقي المسلمون على مائدة‬
‫المفاوضات ليكتبوا لهم وثيقة اعتراف واستسلم‪،‬‬
‫ويمنحوهم المزيد من المكاسب المادية والمعنوية؟!‬

‫إن النبي صلى الله عليه وسلم حين هم بمصالحة‬


‫غطفان لحماية أرض المسلمين ورد العدو حتى يتقوى‬
‫المسلمون على قتالهم‪ ،‬وحين علم كراهية النصار لذلك‬
‫رفضه‪ ،‬فكان ذلك خيرا ً عظيما ً للمسلمين في كسر شوكة‬
‫الحزاب وردهم بغيظهم لم ينالوا خيرًا‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(57‬‬

‫أما الستسلم المعروض اليوم فليس معه جهاد ول‬


‫إعداد ول تقوية للمسلمين في المستقبل‪ ،‬ولم يتم ذلك عن‬
‫مشورة المسلمين ول عن موافقتهم‪.‬‬

‫‪ (8‬وأخيرا ً سماحة الشيخ‪ :‬فإننا نعتقد أن الطريق‬


‫الوحيد والمضمون لحباط كيد اليهود وحقن دماء‬
‫المسلمين ورد الفتن العامة والخاصة هو الجهاد في سبيل‬
‫الله وتربية الناس على ذلك وإعدادهم له‪.‬‬

‫وإذا لم نملك ذلك الن فيجب أن يبدأ التوجه الصادق‬


‫لتحريك همم الشعوب السلمية وإعدادها ماديا ً ومعنويا ً‬
‫زيٌز{‪.‬‬ ‫ه ل َقَوإيّ ع َ إ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫صُره ُ إ إ ّ‬
‫ن ي َن ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫}وَل َي َن ْ ُ‬
‫صَر ّ‬

‫وإذا لم نر مصلحة في أن ننكر هذه المصالحة ونردها‪،‬‬


‫فل أقل من أن يحفظ علماء المسلمين سمعتهم من أن‬
‫تنالها اللسنة بسوء‪ ،‬نتيجة اجتهاد كانت المور كلها ستتم –‬
‫والله أعلم – دون الحاجة إليه‪.‬‬

‫‪ (9‬سماحة الشيخ‪ :‬إن نريد إل الصلح ما استطعنا‪،‬‬


‫وما توفيقنا إل بالله‪ ،‬عليه توكلنا وإليه ننيب‪ ،‬وفي المتفق‬
‫عليه عن عمر رضي الله عنه مرفوعًا‪) :‬إنما العمال‬
‫بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى(‪.‬‬

‫وفقنا الله وإياكم وسائر المسلمين إلى ما فيه‬


‫مرضاته‪.‬‬

‫والحمد لله رب العالمين‬


‫والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته‬

‫مجلة السنة‪/‬العدد‬
‫الخامس والربعونا‬
‫رمضانا ‪1415‬هس‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(58‬‬

‫ملحق )‪(4‬‬
‫مناقشة ابن باز‬
‫في اشتراطه الستحلل‬
‫لتكفير المبدل‬
‫بقلم الشيخ‪ :‬عبد المنعم مصطفى حليمة؛ أبو‬
‫بصير‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫فقد وردني سؤال من أحد الخوان يقول فيه‪:‬‬
‫ورد في الحوار الذي تم في شريط " الدمعككة البازيككة "‬
‫بين الشيخ ابن باز رحمككه اللككه وبيككن بعككض المشككايخ حككول‬
‫مسألة الحكم بغير مككا أنككزل اللككه‪ ،‬هككذه بعككض المقتطفككات‬
‫منه‪ ،‬مع عدم مراعاة الترتيب‪.‬‬
‫قال أحد الحضور‪ ُ :‬ما الدليل على كون الكفككر المككذكور‬
‫ن{ أقككول مكا هكو‬‫م ال ْك َككافإُرو َ‬
‫هك ُ‬ ‫في القرآن أصككغر }فَأول َئ إكك َ‬
‫ك ُ‬
‫الصارف مع أنها جاءت بصيغة الحصر؟‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(59‬‬

‫فقال الشيخ‪ :‬هو محمول على الستحلل على الصككح‪،‬‬


‫وإن حمل على غير الستحلل فمثككل مككا قككال ابككن عبككاس‪:‬‬
‫ُيحمل على كفر دون كفر‪ ،‬وإل فالصل هم الكافرون‪.‬‬
‫فتدخل بعضهم قائلً‪ :‬نعم‪ ،‬يعني ما الذي جعلنككا نصككرف‬
‫النص عن ظاهره؟‬
‫فقال الشيخ‪ :‬لنه مستحل له‪ ،‬وذلك في الكفككار الككذين‬
‫حكمككوا بغيككر مككا أنككزل اللككه‪ ،‬حكمككوا بحككل الميتككة‪ ،‬حكمككوا‬
‫بأشباهه‪ ،‬أما لو حكم زيد أو عمر برشوة نقككول كفككر؟!! مككا‬
‫يكفر بهذا‪ ،‬أو حكم بقتل بغير حق لهواه ما يكفر بذلك‪.‬‬
‫قال أحد الحاضرين‪ :‬هو الشكال الكبير في هذا المقام‬
‫‪ -‬عفا الله عنك ‪ -‬مسألة تبديل الحكام الشرعية بقوانين‪!..‬‬
‫فقاطعه الشيخ ابن بككاز رحمككه اللككه بقككوله‪ :‬هككذا محككل‬
‫البحث إذا فعلها مستحلً‪!...‬‬
‫فقككاطعه السككائل نفسككه بقككوله‪ :‬وقككد يككدعي أنككه غيككر‬
‫مستحل؟‬
‫ً‬
‫فقال الشيخ رحمه الله‪ :‬إذا فعلهككا مسككتحل لهككا يكفككر‪،‬‬
‫وإذا فعلها لتأويل لرضاء قومه أو لككذا وككذا‪ ..‬يككون كفكرا ً‬
‫دون كفر‪ ،‬ولكن يجب على المسلمين قتاله إذا كان عنككدهم‬
‫قوة حتى يلتزم‪ ،‬من غير دين اللككه بالزكككاة أو غيرهككا ُيقاتككل‬
‫حتى يلتزم‪.‬‬
‫وقال السائل‪ :‬وضع مواد‪ ..‬عفا الله عنك؟‬
‫قال الشيخ‪ :‬الصل عككدم الكفككر حككتى يسككتحل‪ ،‬يكككون‬
‫عاصيا ً وأتى كبيرة ويسكتحق العقكاب‪ ،‬كفكر دون كفكر حكتى‬
‫يستحل‪.‬‬
‫فقككال أحككدهم‪ :‬لككو حكككم ‪ -‬حفظكككم اللككه ‪ -‬بشككريعة‬
‫منسوخة كاليهودية مثلً‪ ،‬وفرضها على الناس وجعلها قانونا ً‬
‫عامًا‪ ،‬وعاقب من رفضه بالسجن والقتل والطرد وما أشككبه‬
‫ذلك؟‬
‫فقككال الشككيخ رحمككه اللككه‪ :‬ينسككبه إلككى الشككرع ول ل ‪-‬‬
‫يعني أو ل ‪ -‬أما إذا كان نسبه إلى الشرع يكفر‪ ،‬وأمككا إذا مككا‬
‫نسبه إلى الشرع‪ ،‬يرى أنه قانونا ً يصلح بيككن النككاس مككا هككو‬
‫بشرعي ما هو عن الله ول عن رسوله يكون جريمة‪ ،‬ولكككن‬
‫ل يكون كفرا ً أكبر فيما أعتقد‪.‬‬
‫قال أحد الحضور‪ :‬ابن كثير ‪ -‬فضيلة الشيخ ‪ -‬نقككل فككي‬
‫البداية والنهاية الجماع على كفره كفرا ً أكبر‪.‬‬
‫قال الشيخ ابن باز‪ :‬لعله إذا نسبه إلى الشرع‪..‬‬
‫فقال‪ :‬ل‪ ،‬قال ‪ -‬أي ابن كثير ك‪ :‬من حكككم بغيككر شككريعة‬
‫الله من الشرائع المنزلة المنسوخة فهككو كككافر فكيككف مككن‬
‫حكم بغير ذلك من آراء البشر ل شك أنه مرتد‪...‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(60‬‬

‫فقال الشيخ ابن باز رحمه الله‪ :‬ولو‪ ،‬ولو‪ ،‬ابن كككثير مككا‬
‫هو معصوم‪ ،‬يحتاج تأمل‪ ،‬قد يغلط هو وغيره‪ ،‬وما أكككثر مككن‬
‫يحكي الجماع‪ "..‬انتهى ملخصًا‪.‬‬
‫فما تقييمكم للكلم السابق كله وفق معتقد أهل السنة‬
‫والجماعة في مسائل اليمان والكفر‪ ،‬وجزاكككم اللككه خيككرًا‪،‬‬
‫وأجزل لكم المثوبة والجر؟‬
‫الجواب‪:‬‬
‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصلة والسككلم علككى خككاتم‬
‫النبياء والمرسلين‪ ،‬وبعد‪.‬‬
‫فقد اطلعككت علككى كامككل الحككوار الككذي دار بيككن بعككض‬
‫الشيوخأ الفاضل‪ ،‬وبين الشيخ ابن باز رحمه الله‪ ،‬مككن خلل‬
‫الموقع على النترنت‪ ،‬والمشار إليه فككي السككؤال‪ ..‬أسككجل‬
‫عليه الملحظات التالية‪:‬‬
‫‪ (1‬يوجد فرق بين الحاكم الذي يحكم بغير ما أنزل الله‬
‫ويقتصر عمله على ذلك‪ ..‬وبين الحاكم المشرع الذي يشرع‬
‫التشريعات والقوانين التي تضاهي وتغاير شرع الله تعالى‪..‬‬
‫وبين الحاكم الذي يعمل على تبديل شرائع السلم بشككرائع‬
‫الكفر والطغيان‪ ،‬ليحكم بها البلد والعباد‪!..‬‬
‫الول‪ :‬وهو الذي يقتصر عمله على الحكم بغير ما أنزل‬
‫الله‪ ..‬هو الككذي حصكل عليكه الخلف بيكن أهكل العلككم‪ ،‬ولككم‬
‫يكتفوا بالحكم عليه بالكفر لمجرد فعله من دون النظر إلككى‬
‫الباعث الذي حمله علككى الحكككم بغيككر مككا أنككزل اللككه‪ ..‬هككل‬
‫الشككهوة والهككوى‪ ،‬أم السككتحلل والجحككود‪ ..‬وعليككه وحككده‬
‫ُيحمل كلم ابككن عبككاس وغيككره مككن أهككل العلككم‪ :‬كفككر دون‬
‫كفر‪ ..‬ووفق ضوابط وشروط؟‬
‫مع اتفاق أهككل العلككم علككى أمريككن ل بككد مككن الشككارة‬
‫إليهما‪:‬‬
‫أولهما‪ :‬اتفاقهم على كفككر الحككاكم الككذي ل يحكككم بمككا‬
‫أنزل الله في مسائل التوحيد‪ ..‬أو يحكم بالشككرك‪ ،‬ولصككالح‬
‫الشرك‪ ..‬ومن دون النظر إلى باعث الستحلل أو الجحود‪..‬‬
‫لقراره الكفر والشرك‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أن يكون الحكككم بغيككر مككا أنككزل اللككه بالنسككبة لككه‬
‫منهج حياة‪ ..‬وهو الصككل والمعمككول بككه فككي جميككع شككؤون‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(61‬‬

‫الحياة‪ ..‬فهذا الحاكم أيضا ً يكفر بعينه‪ ،‬من دون النظككر إلككى‬
‫الباعث الذي حمله علككى ذلككك هككل السككتحلل والجحككود أم‬
‫غير ذلك‪ ..‬لوقوعه في كفر العراض والتولي‪.‬‬
‫أما الحاكم الثاني‪ :‬الذي يقوم بمهمة سككن التشككريعات‬
‫والقوانين المضاهية والمخالفة لشرع الله تعالى‪ ،‬ليحكم بها‬
‫البلد والعباد‪ ،‬ولتصبح دستورا ً متبع ل تجوز مخالفته‪ ،‬والككذي‬
‫يقع في مخالفته ُيعكرض لعقوبكات وفكق قكوانين أخكرى قكد‬
‫سنها هو أو غيره من البشر‪..‬‬
‫أقول‪ :‬هككذا الحككاكم بالوصككف المتقككدم ل شككك بكفككره‬
‫بعينه‪ ،‬وهو كافر بالنص والجماع‪ ،‬ل يجوز التوقف فككي ذلككك‬
‫البتة‪ ..‬كما ل يجوز تعليككق تكفيككره إلككى أن يعككرف اعتقككاده؛‬
‫هل فعل ذلك عن استحلل أم ل‪ ..‬فككإن كككان عككن اسككتحلل‬
‫يكفر‪ ،‬وإن كان عن غير ذلك ل يكفر‪!!..‬‬
‫وذلك لسباب منها‪ :‬أن هذا الحاكم بصفاته النفة الذكر‬
‫قد خاصم الله تعالى في صفاته وأخككص خصائصككه أل وهككي‬
‫خاصية الحكم والتشريع‪ ..‬وجعل مكن نفسككه إلهكا ً ونكدا ً للكه‬
‫تعالى‪ ..‬سواء اعترف بذلك أم أنه لم يعترف‪ ،‬وعليككه ُيحمككل‬
‫زيهإ‬‫ج إ‬‫ك نَ ْ‬ ‫دون إهإ فَذ َل إ َ‬
‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ه إ‬‫م إ إّني إ إل َ ٌ‬
‫من ْهُ ْ‬ ‫ل إ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن يَ ُ‬
‫م ْ‬ ‫قوله تعالى‪} :‬وَ َ‬
‫ن{‪.‬‬‫مي َ‬ ‫ّ‬
‫زي الظال إ إ‬ ‫ج إ‬ ‫ك نَ ْ‬ ‫م ك َذ َل إ َ‬‫جهَن ّ َ‬
‫َ‬
‫ومنها‪ :‬أن الله تعالى قد سماه طاغوتا ً واعتبر مككن أراد‬
‫التحاكم إليه من دون الله تعالى فهو كافر‪ ..‬فيكون هو ‪ -‬أي‬
‫الكافرين‪ ،‬كما‬ ‫المشرع ‪ -‬أولى بالكفر وأن يكونَ من‬ ‫الحاكم‬
‫ل‬ ‫ما أ ُن ْككزإ َ‬ ‫ب‬ ‫نوا‬ ‫م‬ ‫آ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫إ َ َ َْ ُ َ ّ ُ ْ َ ُ إ َ‬‫ن‬ ‫مو‬ ‫ُ‬ ‫ع‬‫ز‬‫ي‬ ‫ن‬ ‫ذي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫إ‬ ‫ر‬‫ت‬
‫ْ ََ إ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫تعالى‪} :‬أ َ‬ ‫قال‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫غو إ‬‫موا إ إلى الطككا ُ‬ ‫َ‬
‫حاك ُ‬ ‫ن ي َت َ َ‬‫نأ ْ‬ ‫دو َ‬‫ري ُ‬ ‫إ‬ ‫َ‬
‫ن قَب ْل إك ي ُ‬ ‫ْ‬ ‫م‬
‫ل إ‬ ‫ما أن ْزإ َ‬
‫َ‬ ‫إ إل َي ْك ُوَ َ‬
‫َ‬
‫ه{‪ .‬فاعتبر الله تعالى إيمانهم زعمككا ً‬ ‫فُروا ب إ إ‬ ‫ن ي َك ْ ُ‬ ‫مُروا أ ْ‬ ‫وَقَد ْ أ إ‬
‫ل حقيقة لمجرد أنهم يريككدون أن يتحككاكموا إلككى الطككاغوت‬
‫وإلى شريعته‪ ..‬فكيف بالطاغوت المشرع ذاته‪ ..‬ل شك أنكه‬
‫أولى بالكفر!‬
‫ومنها‪ :‬أنه يكفر حتى على شروط الستحلليين؛ فهو إذ‬
‫يشرع التشريعات التي تضككاهي شككرع اللككه وتغككايره‪ ..‬فهككو‬
‫بذلك يحلل ما حرم اللككه‪ ،‬ويحككرم مككا أحككل اللككه‪ ..‬ومككا مككن‬
‫قككانون يصككدره للنككاس إل ويفيككد الباحككة أو الوجككوب أو‬
‫الحظر‪ ..‬وهذا هو عين ونفس الستحلل!‬
‫هذه قوانين مشرعي أهل الرض كلها‪ ..‬انظروا إليهككا‪..‬‬
‫فستجدونها تبتدئ بعبارة ُيسمح‪ ..‬أو ل ي ُسككمح‪ ..‬يجككوز لمككن‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(62‬‬

‫فعل كذا وكذا‪ ..‬ل يجوز كذا وكذا‪ ..‬ممنوع‪ ..‬وغيككر ممنككوع‪..‬‬
‫ومن فعل كذا فعليككه العقوبككة أو الغرامككة‪ ..‬وغيككر ذلككك مكن‬
‫العبارات الستحللية التي تصككب كلهككا بخلف مككا أمككر اللككه‬
‫تعالى وشرع لعباده‪!..‬‬
‫فإذا لم يكن هذا هو عين الستحلل لما حككرم اللككه فمككا‬
‫يكون الستحلل‪ ..‬وبخاصة إن ضم إلى استحلله هذا الككذود‬
‫والقتال والجدال عن قوانينه وشككرعه كمككا هككو حككال جميككع‬
‫طواغيت الحكم في زماننا المعاصر وبدون استثناء؟!‬
‫فإن قالوا هذا ل يكفكي‪ ..‬ول بكد مكن أن ينطككق بعظمكة‬
‫لسانه أنه مستحل لهككذه القككوانين فككي قلبككه كمككا اسككتحلها‬
‫على الورق وفي واقع أمته‪..‬؟‬
‫ذ‪ :‬قد سبقتم جهما ً الضال سككبقا ً بعيككدًا‪..‬‬
‫نقول لهم حينئ ٍ‬
‫وقلتم قول ً لم يتفطن له هو ول مككن تبعككه قبلكككم‪ ..‬وخلفنككا‬
‫معكم لم يعد في إنزال حكم على معيككن‪ ..‬وإنمككا هككو خلف‬
‫في الصول والقواعكد‪ ..‬خلف أصكول وقواعكد أهكل السكنة‬
‫والجماعة‪ ..‬مع أصول وقواعد أهل التجهم والرجاء!‬
‫أما الحككاكم الثككالث‪ :‬وهككو الحككاكم الككذي يقككوم بإقصككاء‬
‫أحكككام الشككريعة واسككتبدالها بأحكككام وشككرائع الطككاغوت‪..‬‬
‫فهذا كذلك ل شك في كفككره بعينككه‪ ،‬ومككن دون النظككر إلككى‬
‫الباعث الذي حمله على هذا الفعل هل الستحلل والجحككود‬
‫أم غير ذلك‪ ..‬فهو كفر مجرد لذاته لنه ل يمكن أن يصدر إل‬
‫من كافر معاند كاره لشرع الله تعالى‪ ،‬عككدو للككه ولرسككوله‬
‫وللمؤمنين‪.‬‬
‫وهو كافر كذلك لوقكوعه فكي التحكاكم الجلكي الصكريح‬
‫إلى شرائع الكفر والطغيان‪!..‬‬
‫وهو كافر كككذلك لوقككوعه فككي العككراض والتككولي عككن‬
‫أحكام الشريعة‪!..‬‬
‫وهو كافر كذلك لتعطيل الحكم بالتوحيد‪!..‬‬
‫وهو كافر كذلك لجباره النككاس فككي أن يتحككاكموا إلككى‬
‫شرائع الطاغوت‪!..‬‬
‫وهو كافر كككذلك لستحسككانه شككرائع الكفككر وتفضككيلها‬
‫على شرائع الرحمن‪..‬‬
‫فإن قيل لم ينطق بذلك؟‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(63‬‬

‫نقول لو تتبعتم أقواله وآثاره لوجدتم أنككه ينطككق بككذلك‬


‫قول ً وعملً‪ ..‬وإن لم تسمعوا منه القككول فكإنكم تكرون منكه‬
‫العمل وهو أصرح دللة على التفضيل والتحسين‪!..‬‬
‫ثم نسأل ما الذي حملككه علككى تبككديل مطلككق الشككريعة‬
‫بشرائع الطواغيت‪..‬؟!‬
‫فإن قلتم خوفه على الكرسي فأطاع اليهود والنصككارى‬
‫في ذلك ليبقوا عليه وعلى حكمه وعرشه‪ ..‬نقول هككذا كفككر‬
‫آخر يزيككد الكفككر كفككرًا‪ ،‬فضككل ً َ عككن أن يكككون مككبررا ً لفعككل‬
‫ن{‪.‬‬ ‫شرإ ُ‬
‫كو َ‬ ‫م لَ ُ‬
‫م ْ‬ ‫م إ إن ّك ُ ْ‬‫موهُ ْ‬‫ن أط َعْت ُ ُ‬ ‫الكفر؛ كما قال تعالى‪} :‬وَإ إ ْ‬
‫إنهم لمشركون إن أطاعوهم فككي حككل أكككل الميتككة فقككط‪..‬‬
‫فكيككف بمككن يطيعهككم فككي إقصككاء شككرع اللككه تعككالى كليككا ً‬
‫بشرائع الكفر والطغيان‪ ..‬ل شك أنه أولى بقككوله‬ ‫َ‬ ‫واستبداله‬
‫ن{‪.‬‬ ‫ُ‬
‫شرإكو َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫مل ُ‬ ‫ُ‬
‫م إ إن ّك ْ‬
‫موهُ ْ‬ ‫َ‬
‫ن أطعْت ُ ُ‬‫تعالى‪} :‬وَإ إ ْ‬
‫قال الشيخ محمد بن عبككد الوهككاب كمككا فككي مجموعككة‬
‫التوحيد‪) :‬أن يوافقهم ‪ -‬أي يوافق المشركين ‪ -‬في الظككاهر‬
‫مع مخالفته لهم في الباطن‪ ،‬وهو ليس في سلطانهم‪ ،‬وإنما‬
‫حمله على ذلككك إمككا طمككع فككي رئاسككة أو مككال‪ ،‬أو مشككحة‬
‫ل‪ ،‬أو خوف ما يحدث في المال‪ ،‬فإنه في هككذه‬ ‫بوطن أو عيا ٍ‬
‫الحال يكون مرتدا ول تنفعه َكراهته لهم فككي البككاطن‪ ،‬وهككو‬ ‫ً‬
‫حَياة َ الد ّن َْيا ع ََلى‬
‫حّبوا ال ْ َ‬
‫ست َ َ‬‫ما ْ‬ ‫ك ب إأن ّهُ ُ‬‫ممن قال الله فيهم‪} :‬ذ َل إ َ‬
‫َ‬
‫ن{( اهك‪.‬‬ ‫ري َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫كافإ إ‬ ‫قو ْ َ‬‫دي ال ْ َ‬ ‫ه َل ي َهْ إ‬
‫ن الل ّ َ‬ ‫اْل إ‬
‫خَرةإ وَأ ّ‬
‫قلت‪ :‬كيف بمن يوافقهم على تنحية شككرع اللككه تعككالى‬
‫كليا ً عن الوجود‪ ،‬ويستبدلها بشرائعهم الباطلة‪ ..‬ل شك أنككه‬
‫أولى بالكفر والردة‪.‬‬
‫فككإن قلتككم‪ :‬حملككه علككى ذلككك العككداوة والبغضككاء للككه‬
‫ولرسكوله وللمكؤمنين ‪ -‬وليكس لككم أن تقولكوا غيككر ذلكك ‪-‬‬
‫نقول لكم‪ :‬صدقتم‪ ،‬وهذا عين الكفر البواح‪.‬‬
‫خلصة القول‪ :‬أن الشيخ ابن باز في كلمه المتقككدم‬
‫لم يفرق أو يميز بين هذه الصناف الثلثة من الحكام وجعل‬
‫حكمهم كلهم حكما ً واحككدا ً مككن حيككث وجككوب تككوفر شككرط‬
‫الستحلل لحكمهم بغير ما أنزل الله لنتمكن بعككد ذلككك مككن‬
‫القول بكفرهم‪ ،‬فجعل الصنف الثاني والثالث المتفق علككى‬
‫كفرهمككا بككالنص والجمككاع‪ ..‬كككالول الككذي ينبغككي بحقككه‬
‫التفصيل قبل القدام على تكفيره‪ ..‬هذا الخطأ مككن الشككيخ‬
‫هو الذي حملنا على ذكر التفصيل المتقدم‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(64‬‬

‫‪ (2‬قال الشيخ ابن باز رحمه الله‪) :‬إذا فعلها ‪ -‬أي حكم‬
‫بغير ما أنزل الله ‪ -‬لتأويل‪ ،‬لرضاء قومه أو لكذا وكذا يكككون‬
‫كفرا ً دون كفر‪ ،‬ولكن يجب على المسككلمين قتككاله إذا كككان‬
‫عندهم قوة حتى يلتزم‪ (!..‬ا هك‪.‬‬
‫أقول‪ :‬هككذا الكلم المتقككدم للشككيخ هككو مخكالف لقككوله‬
‫تعالى‪ ":‬إل أن تروا كفرا ً بواحا ً عندكم من اللككه فيككه برهككان‬
‫"‪.‬‬
‫وهو مخالف كذلك لما استقر عليه إجمككاع أهككل السككنة‬
‫والجماعة بأن المام أو الحاكم ل يخرج عليه بالقوة لمجككرد‬
‫الفسق أو وقوعه في الككذنب مككا لككم يككرق هككذا الككذنب إلككى‬
‫درجة الكفر البواح الذي ل يحتمل تأويل ً ول تصريفًا‪ ،‬والككذي‬
‫عليه دليل صريح من الكتاب أو السنة‪.‬‬
‫قال النككووي فككي شككرحه للحككديث " إل أن تككروا كفككرا ً‬
‫بواحككا ً "‪) :‬وأمككا الخككروج عليهككم وقتككالهم فحككرام بإجمككاع‬
‫المسككلمين وإن كككانوا فسككقة ظككالمين‪ ،‬وقككد تظككاهرت‬
‫الحاديث بمعنى ما ذكرته‪ ،‬وأجمع أهل السككنة أنككه ل ينعككزل‬
‫السلطان بالفسق‪ (..‬اهك‪.‬‬
‫‪ (3‬قال السككائل‪ :‬لككو حكككم ‪ -‬حفظكككم اللككه ‪ -‬بشككريعة‬
‫منسككوخة كاليهوديككة مثلً‪ ،‬وفرضككها علككى النككاس‪ ،‬وجعلهككا‬
‫قانونا ً عامًا‪ ،‬وعاقب من رفضه بالسككجن والقتككل والتطريككد‬
‫وما أشبه ذلك؟‬
‫فأجاب الشيخ ابن باز‪) :‬ينسككبه إلككى الشككرع ول ل‪ ..‬إذا‬
‫نسبها إلى الشرع يكون كفرًا‪ ..‬وأما إذا ما نسبه إلى الشرع‬
‫ل يكون كفرا ً أكبر فيما أعتقد‪ (!..‬اهك‪.‬‬
‫أقول‪ :‬تقييكد كفكر هكذا الحكاكم ‪ -‬بص فاته الكواردة فكي‬
‫السؤال ‪ -‬بشرط أن ينسب حكمه بشرائع اليهود المنسوخة‬
‫إلككى الشككرع‪ ..‬هككو خطككأ ظككاهر‪ ،‬كنككا نرجككو أن ل يقككع فيككه‬
‫الشيخ‪ ..‬وذلك للسباب التالية‪:‬‬
‫منها‪ :‬أن هذا القول شاذ غريب ليس للشيخ فيه سككلف‬
‫معتبر‪ ..‬فضل ً عن وجود الدليكل الشرعي الكذي يكدل عليكه‪،‬‬
‫ولو تلميحًا‪!..‬‬
‫ومنها‪ :‬أن عشككرات النصككوص الشككرعية ‪ -‬إن لككم تكككن‬
‫المئات ‪ -‬تفيد كفر هذا النوع مكن الحكام‪ ،‬نككذكر منهككا قككوله‬
‫م‬
‫جَر ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫ما َ‬
‫ش َ‬ ‫ك إفي َ‬ ‫حك ّ ُ‬
‫مو َ‬ ‫حّتى ي ُ َ‬
‫ن َ‬ ‫ك َل ي ُؤ ْ إ‬
‫مُنو َ‬ ‫تعالى‪} :‬فََل وََرب ّ َ‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(65‬‬

‫موا‬ ‫سككل ّ ُ‬ ‫ت وَي ُ َ‬ ‫ضككي ْ َ‬ ‫مككا قَ َ‬ ‫م ّْ‬


‫جككا إ‬ ‫حَر ً‬ ‫مَ َ‬ ‫سككهإ ْ‬ ‫ف إ‬ ‫دوا إفككي أ َن ْ ُ‬ ‫جكك ُ‬ ‫م َل ي َ إ‬ ‫ُثكك ّ‬
‫ن‬ ‫كك‬‫م‬
‫َ َ َ ْ‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ككو‬ ‫ُ‬ ‫غ‬ ‫ب‬‫ي‬ ‫ة‬
‫َ إإّ إ َْ‬ ‫كك‬
‫ي‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫جا‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫كك‬ ‫ك‬‫ح‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫أ‬ ‫}‬ ‫ككالى‪:‬‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ككال‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ما{‪،‬‬ ‫س إ ً‬
‫لي‬ ‫كك‬ ‫ت ََ ْ‬
‫ن{‪ ،‬وقككال تعككالى‪:‬‬ ‫قككوْم ٍ ُيوقإُنككو َ‬ ‫مككا ل إ َ‬ ‫ْ‬
‫حك ً‬ ‫ن اللككهإ ُ‬ ‫ّ‬ ‫مكك َ‬ ‫ن إ‬ ‫سكك ُ‬ ‫ح َ‬ ‫أ ْ‬
‫} فليحككذر الككذين يخككالفون عككن أمككره أن تصككيبهم فتنككة أو‬
‫ن‬‫حب ّككو َ‬ ‫م تُ إ‬‫ن ك ُن ْت َ ُكك ْ‬ ‫ل إإ ْ‬ ‫ُيصيبهم عذاب أليم {‪ ،‬وقال تعككالى‪} :‬قُكك ْ‬
‫ن‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫ككا أي ّهَككا الكك إ‬ ‫ككال تعككالى‪} :‬ي َ‬ ‫ه{‪ ،‬وق‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫حب إب ْك ُ ُ‬ ‫ه َفات ّب إُعوإني ي ُ ْ‬ ‫الل ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ض‬
‫م أوْل إَيككاُء ب َْعكك ٍ‬ ‫ضهُ ْ‬‫صاَرى أوْل إَياءَ ب َعْ ُ‬ ‫ذوا ال ْي َُهود َ َوالن ّ َ‬ ‫خ ُ‬ ‫مُنوا َل ت َت ّ إ‬ ‫آ َ‬
‫ن‬ ‫م{‪ ،‬وقككال تعككالى‪} :‬وَإ إ ْ‬ ‫من ُْهكك ْ‬ ‫ه إ‬ ‫م فككإ إن ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫من ْككك ْ‬ ‫م إ‬ ‫ّ‬
‫ن ي ََتككوَلهُ ْ‬ ‫مكك ْ‬ ‫َوَ َ‬
‫ن{‪.‬‬ ‫َ‬ ‫كو‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ ْ ُ ُ ُ ْ إّ ْ ُ إ‬
‫ر‬ ‫ش‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫مو‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ط‬
‫فهذه اليات ‪ -‬وغيرها كثير من اليات والنصوص ‪ -‬كلها‬
‫تفيد وتدل دللة صريحة على كفر هذا الحاكم الككوارد ذكككره‬
‫في معرض السؤال‪ ..‬ولو تتبعنا أقوال العلماء والمفسككرين‬
‫لهذه اليات لوجدناها كلها تجمع على كفر هذا الحاكم كفككرا ً‬
‫أكبر‪.‬‬
‫ثم أيهما أكفر‪ ..‬من يطيع المشككركين فككي تحليككل أكككل‬
‫الميتككة‪ ..‬أم مككن يطيعهككم فككي سككلخ المككة مككن هويتهككا‬
‫وشككريعتها‪ ..‬وفككي فككرض شككرائعهم الكككافرة علككى المككة‪..‬‬
‫يسككجن ويقتككل عليهككا كككل مككن يخككالفه فيهككا كمككا ورد فككي‬
‫السككؤال‪ ..‬أهككذا عنككدكم ل يكفككر‪ ..‬والككذي يطيعهككم فككي‬
‫استحلل أكل الميتة يكفر؟!‬
‫ثم ما الذي يميز أمة السككلم إذا انسككلخت مككن هويتهككا‬
‫حكمت بشرائع المم الخرى‪ ..‬وهككل‬ ‫وشريعتها وعقيدتها‪ ..‬و ُ‬
‫صراع أمم الكفر مع أمة السككلم إل صككراع حككول الشككرائع‬
‫والقوانين التي تحكم العباد والبلد‪..‬؟!‬
‫ومنها‪ :‬أن الذي يحكم المة والشعوب بشريعة من عند‬
‫نفسه هو أشد كفرا ً وتألهككا ً ممككن يحكككم الشككعوب بشككريعة‬
‫يزعم أنها من الشرع‪.‬‬
‫قال ابن كثير كما في كتابه البداية والنهاية‪) :‬فمن ترك‬
‫الشككرع المحكككم المنككزل علككى محمككد بككن عبككد اللككه خككاتم‬
‫النبياء‪ ،‬وتحاكم إلككى غيككره مككن الشككرائع المنسككوخة كفككر‪،‬‬
‫فكيف بمن تحاكم إلى الياسق وقدمها عليه‪ ،‬من فعككل ذلككك‬
‫كفر بإجماع المسلمين( اهك‪.‬‬
‫وقدح الشيخ ابن باز بالجماع الككذي نقلككه الحككافظ ابككن‬
‫كثير مردود عليه‪ ،‬وغير معتبر؛ لنه لم يككذكر دليل ً واحككدًا‪ ،‬أو‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(66‬‬

‫قول ً واحدا ً لعالم معتبر يرد هككذا الجمككاع الككذي ذكككره ابككن‬
‫كثير‪ ..‬وأّنى!‬
‫ومنهككا‪ :‬كيككف يمكككن أن نوفككق بيككن فعككل هككذا الحككاكم‬
‫والمتمثل بسلخ المة مككن شككريعتها وأحكامهككا‪ ،‬واسككتبدالها‬
‫بشككرائع الكفككر والطغيككان‪ ..‬وقتككاله عليهككا‪ ..‬ومطككاردته‬
‫لمعارضيها‪ ..‬وبين القول بأن اليمان‪ :‬اعتقاد وقول وعمككل‪،‬‬
‫يزيد وينقص‪ ..‬وبين العلقة المطردة بين الظاهر والباطن‪..‬‬
‫كيف نتصور ظاهر كككافر متمككرد علككى شككرائع اللككه تعككالى‪..‬‬
‫وباطن مؤمن منقاد ومحب لشرع الله تعالى‪..‬؟!‬
‫فقول الشيخ المتقدم ‪ -‬عند التحقيككق والبحككث ‪ -‬تجككده‬
‫معارضا ً لصول أهل السنة والجماعة التي منهككا أن اليمككان‬
‫يكون بالعتقاد والقول والعمل‪ ،‬يزيككد وينقككص‪ ..‬وأن الكفككر‬
‫يكون كذلك بالعتقاد والقول والعمل‪ ..‬وأنه يتفاضل‪ ،‬ويزيككد‬
‫وينقص كذلك‪.‬‬
‫ومن هذه الصككول السككنية كككذلك الككتي يصكادمها قككول‬
‫الشيخ‪ :‬العلقة المتبادلة والمككؤثرة والمتككأثرة بيككن الظككاهر‬
‫والباطن‪ ..‬وأن الظاهر ل يمكن أن يسير في اتجككاه يخككالف‬
‫فيه مسار الباطن‪ ،‬والعكس كذلك‪..‬؟!!‬
‫‪ (4‬يرد شرط الستحلل عندما ُيراد الحكم على معيككن‬
‫يقع في معاص وذنوب هي دون الكفر والشرك؛ فيقال مثلً‪:‬‬
‫السارق‪ ..‬أو شارب الخمر‪ ..‬أو المرابي‪ ..‬أو الزاني ل يكفككر‬
‫حتى يستحل ذلك‪ ،‬فإذا فعككل هككذه الككذنوب أو بعضككها علككى‬
‫وجه الستحلل يكفر‪.‬‬
‫أمككا إذا وقككع فككي الكفككر والشككرك ‪ -‬كشككرك الطاعككة‬
‫والتحككاكم إلككى شككرائع الطككاغوت ‪ -‬ل يجككوز أن يشككترط‬
‫لتكفيره استحلل الشرك والكفر؛ لن الشرك شككرك وكفككر‬
‫لذاته من وقع ب ه كفكر وأشكرك علكى أي وجكه فعلكه؛ فعلكه‬
‫مستحل ً له أم لم يكن مستحلً‪ ..‬واشتراط السككتحلل عنككد‬
‫فعل الكفر والشرك البواح هو عين مذهب جهم الضال!‬
‫والمتتبع لكلم الشيخ ‪ -‬كمككا فككي حككواره مككع الشككيوخأ ‪-‬‬
‫يجد أنه لككم يفككرق بيككن الككذنب الككذي هككو دون الكفككر الككذي‬
‫ُيشترط لتكفير صاحبه السككتحلل‪ ،‬وبيككن الكفككر والشككرك ‪-‬‬
‫كشرك التحككاكم إلككى شككرائع الطككاغوت ‪ -‬الككذي ل ي ُشككترط‬
‫لتكفير صاحبه الستحلل!‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(67‬‬

‫‪ (5‬قككال الشككيخ ابككن بككاز رحمككه اللككه‪) :‬يقاتككل قتككال‬


‫المرتدين إذا دافع‪ ..‬لن دفاعه عن الحكم بغير ما أنزل اللككه‬
‫مثل دفاعه عن الزكاة وعدم إخراج الزكاة بل أكبر وأعظم‪،‬‬
‫يكون كفرًا‪ ..‬إذا دافع عن الحكم بغير ما أنزل الله وقال مككا‬
‫أرجع فهو دفاع المستحل؛ يكون كككافرًا‪ُ ..‬يقاتككل فككإن قاتككل‬
‫كفر‪ ،‬وإن لم يقاتل لم يكفر يكون حكمه حكم العصاة( اهك‪.‬‬
‫أقسسول‪ :‬هسسذا الكلم مشسسكل علسسى الشسسيخ مسسن‬
‫أوجه‪:‬‬
‫منها‪ :‬إنه دليل على اضطرابه في المسألة؛ فمككن قبككل‬
‫أجاب عن الحاكم الذي يحكم بشككريعة منسككوخة‪ ..‬وي ُعككاقب‬
‫بالسجن‪ ،‬والقتل‪ ،‬والطرد كل مككن خككالفه أو اعككترض عليككه‬
‫بأن كفره كفر دون كفككر‪ ..‬وهنككا يقككول بككأنه إذا قاتككل عليهككا‬
‫ودافع عنها يكفكر‪ ..‬علمكا ً أن القتككل عليهككا أبلككغ مكن القتكال‬
‫عليها‪ ..‬وأن يصل به الحال أن يسجن ويطرد المخالفين لهككا‬
‫لهو أبلغ من مجرد الدفاع عنها‪ ..‬فعلم الول يكفر والخككر ل‬
‫يكفر‪ ..‬وعلم الول ل يكون دليل ً علككى السككتحلل‪ ،‬والخككر‬
‫يكككون دليل ً علككى السككتحلل‪ ..‬ومككا الككدليل علككى هككذا دون‬
‫ذاك؟!!‬
‫ومككن اضكطرابه ككذلك‪ :‬قكوله فكي أول حككديثه" يككون‬
‫كفرا ً دون كفككر‪ ،‬ولككن يجككب علكى المسكلمين قتكاله "؛ أي‬
‫رغم عككدم كفككره‪ ،‬وهنككا يقككول‪ ":‬إذا قككاتلوه وقككاتلهم يكككون‬
‫كافرا ً "‪..‬؟!‬
‫ومنها‪ :‬أن القتككال ليككس دائمككا ً دليل ً علككى السككتحلل‪..‬‬
‫وإل لعد قتال أهل المعاصي عككن معاصككيهم‪ ،‬ودفككاعهم عككن‬
‫خمورهم ومخدراتهم‪ ..‬وقتال البغاة عن بغيهم‪ ..‬دليل ً علككى‬
‫استحللهم المعاصي والبغي‪ ..‬وبالتالي يقككاتلون قتككال أهككل‬
‫الكفككر والككردة‪ ..‬وهككذا قككول مككؤداه ول بككد للقككول بمككذهب‬
‫الخوارج في أهل الذنوب والمعاصي!!‬
‫ومنها‪ :‬أنككه يمكككن أن ي ُككرد علككى الشككيخ بنفككس كلمككه‪،‬‬
‫وأدلتككه وقواعككده الككتي رد فيهككا كفككر المبككدل لشككرائع اللككه‬
‫تعالى‪ ،‬فيقال له‪ :‬بس‪ ..‬قاعدة‪ ..‬قاعدة‪ ..‬لزم الحكم ليككس‬
‫بحكم‪ ..‬لزم المذهب ليس بمذهب‪!!..‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ما من حككاكم ول طككاغوت يحكككم المسككلمين‬
‫في هذا الزمان إل وهو ُيقاتل قتككال المسككتميت دفاعككا ً عككن‬
‫قوانينه وحكمه‪ ،‬ودستوره‪ ..‬ويدافع عنها أكثر مما يدافع عن‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(68‬‬

‫نفسككه‪ ..‬ومككع ذلككك نجككد مشككايخنا يمسكككون عككن القككول‬


‫بكفرهم؟!!‬
‫فعلم عنككد التنظيككر والتأصككيل نكفرهككم‪ ..‬وعنككد إنككزال‬
‫الحكككام علككى أرض الواقككع لتأخككذ طريقهككا إلككى هككؤلء‬
‫الطواغيت ل نكفرهم‪ ..‬ونتوسع في التأويل لهم؟!!‬
‫فانظر مثل ً ماذا يقول الشيخ بعد أن ذكككر قاعككدته فككي‬
‫كفر من يقاتل دفاعا ً عن الحكم بغير ما أنزل اللككه‪ ..‬عنككدما‬
‫تنككاول الكلم حكككام مصككر الككذين عرفككوا بعككدائهم الشككديد‬
‫لشككرع اللككه تعككالى‪ ،‬وبقتككالهم العنيككف والمسككتميت عككن‬
‫قوانينهم الباطلة‪ ،‬وحكمهم الذي هو حكم بغير ما أنزل الله‪:‬‬
‫)الظن في حكام مصككر وغيرهككا ‪ -‬اللككه ل يبلنككا ‪ -‬هككو الظككن‬
‫فيهم الشر والكفر‪ ،‬لكن بس يتورع النسان عن قوله كافر‪،‬‬
‫إل إذا عرف أنه استحله‪ ،‬نسأل الله العافية( ا هك‪.‬‬
‫فالقضية عند الشككيخ علككى وضككوحها وجلئهككا ل تتجككاوز‬
‫عنده درجة الظن‪ ..‬وعلى جلء ووضوح كفر طواغيت مصككر‬
‫فهو يتورع أن ينزل فيهم كلمة كافر؛ لنه لككم يظهككر للشككيخ‬
‫بعد أنهم استحلوا الكفر‪..‬؟!‬
‫‪ (6‬كلم الشيخ المثبككت هنككا معككارض ومخككالف لكلمككه‬
‫السابق‪ ..‬وإليك بعض أقواله السابقة في المسألة كما فككي‬
‫رسالته وجوب تحكيم شككرع اللككه الواسككعة النتشككار‪ ،‬حيككث‬
‫قال‪) :‬ل إيمان لمن اعتقد أن أحكككام النككاس وآراءهككم خيككر‬
‫من حكم الله ورسوله‪ ،‬أو تماثلها وتشابهها‪ ،‬أو تركهككا وأحككل‬
‫محلهككا الحكككام الوضككعية‪ ،‬والنظمككة البشككرية‪ ،‬وإن كككان‬
‫معتقدا ً أن أحكام الله خير وأكمل وأعدل(!‬
‫قلت‪ :‬تأمككل كيككف أنككه اعتككبر مجككرد الككترك واسككتبدال‬
‫الشريعة بالحكام الوضعية كفر ينفي اليمان عن صاحبه؟!‬
‫وقال‪) :‬فمن خضع للككه سككبحانه وأطككاعه وتحككاكم إلككى‬
‫وحيه‪ ،‬فهو العابد لككه‪ ،‬ومككن خضككع لغيككره وتحككاكم إلككى َغيككر‬
‫م‬ ‫}أَلكك ْ‬
‫ُ‬ ‫الطاغوت وانقاد له‪ُ ،‬كما قال تعالى‪:‬‬ ‫َ‬ ‫شرعه‪ ،‬فقد عبد‬
‫مككا أن ْككزإ َ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ما أن ْككزإ َ‬
‫ل إ إلي ْككك وَ ُ َ‬ ‫مُنوا ب إ َ‬‫مآ َ‬ ‫ن أن ّهُ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ي َْزع ُ ُ‬
‫َ‬ ‫ذي‬‫ت ََر إ إَلى ال ّ إ‬
‫َ‬ ‫موا إ إَلى ال ّ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫مككُروا أ ْ‬ ‫ت وَقَد ْ أ إ‬ ‫غو إ‬‫طا ُ‬
‫َ‬ ‫حاك َ ُ‬ ‫ن ي َت َ َ‬
‫نأ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫ري ُ‬‫إ‬ ‫ك يُ‬ ‫ن قَب ْل إ َ‬ ‫م ْ‬ ‫إ‬
‫دا{‪،‬‬ ‫عيكك‬
‫َإ ً‬ ‫ب‬ ‫ل‬‫ً‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ضكك‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ضكك‬
‫ُ ْ ُ إ ُ ْ َ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫طا‬ ‫ْ‬ ‫ي‬‫شكك‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫د‬ ‫ريكك‬ ‫ي‬
‫ُ إ إ َُ إ ُ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫بكك‬ ‫روا‬ ‫فكك‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ك‬ ‫يَ‬
‫والعبودية لله وحده والبراء من عبككادة الطككاغوت والتحككاكم‬
‫إليه من مقتضى شهادة أن ل إله إل الله وحده ل شككريك لككه‬
‫وأن محمدا ً عبده ورسوله( اهك‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(69‬‬

‫والن يحق لنا أن نسأل ونتساءل‪ :‬أي القولين هو قككول‬


‫الشيخ‪ ..‬وأيهما ناسخ للخر‪ ..‬وهل في الكفر واليمان ناسخ‬
‫ومنسوخأ‪ ..‬أم أن ضغط طواغيت الساسة كككان يحتككم علككى‬
‫الشيخ مثل هذا التقلب والتغير‪..‬؟!‬
‫رحل الشيخ ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬وقد تككرك فراغككا ً كككبيرا ً فككي‬
‫هذا الجانب‪..‬‬
‫رحل الشيخ ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬ولم يشف غليككل الموحككدين‬
‫بكلمة حكق صكريحة فكي هككؤلء الطككواغيت الجككاثمين علككى‬
‫صدر ومقدرات المة‪ ..‬وما أحوجنا إليها‪..‬‬
‫صل في كل‬ ‫رحل الشيخ ‪ -‬رحمه الله وعفا عنه ‪ -‬وقد ف ّ‬
‫شيء إل في مسألة توحيد الحاكميككة والتشككريع‪ ..‬إل قضككية‬
‫هكككؤلء الطكككواغيت‪ ..‬إل قضكككية هكككذه النظمكككة الككككافرة‬
‫المفروضة علككى العبكاد والبلد بالحديككد والنكار‪ ،‬والكتي تككاد‬
‫تسلخ المككة مككن دينهككا وعقيككدتها‪ ..‬فككإنه لككم يفصككل فيهككا‪..‬‬
‫وتركها مبهمة مائعة تتسع لخككوض كككل الخائضككين‪ ..‬وتأويككل‬
‫كل المتككأولين‪ ..‬وهكككذا كككذلك الشككيخ ناصككر‪ ،‬والشككيخ ابككن‬
‫العثيمين‪ ..‬رحمهم الله أجمعين‪.‬‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‬

‫عبد المنعم‬
‫مصطفى حليمة‪/‬أبو‬
‫بصير‬
‫‪ 28/11/1421‬هس‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(70‬‬

‫ملحق )‪(5‬‬
‫زل حمار العلم في الطين‬
‫بقلم الشيخ‪ :‬أبي محمد المقدسي‬
‫الحمد لله‪ ،‬والصككلة والسككلم علككى رسككول اللككه ومككن‬
‫واله‪.‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫فلقككد قككرأت فككي جريككدة الككرأي الردنيككة بتاريككخ )‬
‫‪/16‬صككفر‪(1417/‬كك هككك الموافككق )‪(2/7/1996‬كك م خككبرا ً‬
‫بعنككوان‪) :‬هيئككة كبككار العلمككاء بالسككعودية تشككجب حككادث‬
‫التفجير(‪.‬‬
‫وجاء في الخبر‪) :‬شجبت هيئة مجلس كبار العلماء فككي‬
‫المملكة العربية السعودية في بيان نقلتككه صككحف المملكككة‬
‫أمس حادث التفجير في الخبر‪.(...‬‬
‫وقال البيان الذي صدر عن جلسة استثنائية عقدت يوم‬
‫السبت في مدينة الطائف برئاسة مفككتي السككعودية الشككيخ‬
‫عبككد العزيككز بككن بككاز‪) :‬أن المجلككس بعككد النظككر والدراسككة‬
‫والتأمككل قككرر بالجمككاع‪ ...‬أن هككذا التفجيككر عمككل إجرامككي‬
‫محرم شرعا ً بإجماع المسلمين(‪.‬‬
‫وأضككاف‪) :‬فككي هككذا التفجيككر هتككك حرمككات السككلم‬
‫المعلومة منه بالضرورة وهتك لحرمككة النفككس المعصككومة‬
‫وهتك لحرمة الموال وهتك لحرمة المن والستقرار وحياة‬
‫النككاس المنيككن المطمئنيككن فككي مسككاكنهم ومعايشككهم‬
‫وغدوهم ورواحهم( ]‪.[103‬‬
‫‪ (103‬أقول‪ :‬وفسككقهم وفجككورهم وعهرهككم وخمرهككم وكفرهككم‪ ..‬إذ ل‬
‫يخفي حال مككن قتلككوا فككي ذلككك التفجيككر‪ ،‬فقككد نشككرت الككرأي فككي‬
‫‪29/6/1996‬م تحككت عنككوان )الجنككود المريكيككون يحككاولن نسككيان‬
‫انفجار السعودية( الظهران السعودية‪/‬رويتر )‪ ..‬وعلى بعد أقككل مككن‬
‫‪ 500‬متر من البناية المدمرة في مجمع الخبر راح الجنود أمريكيون‬
‫مككن الرجككال والنسككاء يلعبككون الككورق ويرقصككون ويشككربون الجعككة‬
‫الخالية من الكحككول فككي موقككف للسككيارات تككم تحككويله إلككى قاعككة‬
‫ضخمة للترفيه‪ ،‬وقككال السككارجنت ديفيككد جريجككوروف وهككو يراقككب‬
‫ثلثككة أزواج مككن الجنككود يتمككايلون علككى حلبككة الرقككص‪ :‬أن حفلت‬
‫الموسيقى الشعبية المريكية مساء كل خميس تحظى بإقبال شديد‬
‫من الجنود في العادة‪ ،‬وسوف يبدأون في التوافد وسيعود كل شيء‬
‫إلى طبيعته( أهك‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(71‬‬

‫وتابع البيان قائلً‪) :‬ما أبشع وأعظككم جريمككة مككن تجككرأ‬


‫علكككى حرمكككات اللكككه وظلكككم عبكككاده واخكككاف المسكككلمين‬
‫والمقيمين بينهم فويل له ثم ويل له من عذاب الله ونقمتككه‬
‫ومن دعوة تحيط به نسأل الله أن يكشف ستره وأن يفضح‬
‫أمره( أهك‪.‬‬
‫فأقول‪ :‬قد فضح الله أمركم وكشف ستركم يككا علمككاء‬
‫الضللة‪ ..‬ووالله لقد جاء علينككا يككوم كنككا نككف ألسككنتنا عككن‬
‫الخوض فيكم‪ ،‬ونربأ بأنفسنا عن النشغال بكككم‪ ،‬خوفككا ً مككن‬
‫تهميش صراعنا والنحراف عن نهككج دعوتنككا‪ ..‬وكنككا نكتفككي‬
‫فَرنا لتركنككا‬
‫فَرنا من ك ّ‬
‫بتحذير الشباب من ضللتكم‪ ..‬حتى ك ّ‬
‫الخوض في تكفيركم‪..‬‬
‫وقد كنككا نأمككل ان تراجعككوا‪ ..‬أو تغيككّروا‪ ..‬أو تبككدلوا‪ ..‬أو‬
‫تتوبوا‪ ..‬أوتستحيوا‪ ..‬ونعرض عنكم متمثليككن بحككديث النككبي‬
‫صلى الله عليه وسلم )دعهم يتحككدث النككاس محمككدا ً يقتككل‬
‫أصحابه(‬
‫ولكنكككم يككا للسككف لككم تككزدادوا إل عمايككة وطغيانككا ً‬
‫وانحرافا ً عن الحككق وانسكلخا ً عككن التوحيككد‪ ،‬وانحيكازا ً إلككى‬
‫الطواغيت والى الشرك والتنديد‪.‬‬
‫وإذا كان أسلفكم وشككيوخكم الككذين كككان عبككد العزيككز‬
‫)أخو نوره( و)أبو فهد( يستغفلهم ويضحك عليهم‪ ،‬فيجككدون‬
‫من يرقع لهم‪ ،‬لدهاء الخبيث وإحكامه التلبيس والتدليس‪..‬‬
‫فحكم أولده الذين تتولونهم وتبايعونهم اليوم وأمرهككم‬
‫ل يخفككى علككى أحككد‪ ..‬فكفرهككم ومككوالتهم لعككداء الككدين‬
‫وطكككواغيت الكفكككر الشكككرقيين والغربييكككن ومحكككاربتهم‬
‫للموحدين‪ ،‬ظاهر بين ل يخفى حتى على العميان‪..‬‬
‫ومع هذا فما زلتم تسمون الطاغوت إمككام المسككلمين‪،‬‬
‫وتعدونه وغيره من الطواغيت ولة أمور شرعيين‪ ،‬وتعككدون‬
‫المنككازع لهككم‪ ،‬الكككافر بشككركهم مككن الخككوارج والبغككاة‬
‫والتكفيريين‪ ..‬فصدق فيكم ما ذكره رسول الله صككلى اللككه‬
‫عليه وسلم من كلم النبوة الولى‪) :‬إذا لم تستح فاصنع مككا‬
‫شئت(‪.‬‬
‫وها أنتم كل يوم تزدادون جرأة على دين الله وأوليككائه‪،‬‬
‫وتمعنككون فككي الككترقيع لعككداء الككدين وتسككويغ بككاطلهم‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(72‬‬

‫والتلبيس على المسلمين‪ ..‬فتقولكون فكي هكذا البيكان‪) :‬إن‬


‫هكككذه التفجيكككر عمكككل إجرامكككي محكككرم شكككرعا ً بإجمكككاع‬
‫المسلمين( أهك )زل حمار العلم في الطيككن(‪ ..‬فككأي إجمككاع‬
‫هذا الذي تتحدثون عنه‪ ،‬وأي مسلمين تقصدون‬
‫إننا وإخواننا الموحدين ممن يقفون في وجه الطواغيت‬
‫دعى هذا‪..‬‬
‫في كل بقاع الرض نخرق إجماعكم الم ّ‬
‫فإما انكم ل تعككدوننا مككن المسككلمين!! أو أنكككم لسككتم‬
‫بصادقين في دعوى الجماع هككذه‪ ..‬ورحككم اللككه إمككام أهككل‬
‫السنة والجماعة أحمد بن حنبل الذي تنتسبون إلى مككذهبه ‪-‬‬
‫زورا ً ‪ -‬إذ يقول‪) :‬من ادعى الجماع فقد كذب ما يدريه لعل‬
‫الناس اختلفوا‪(..‬‬
‫فليككس إجمككاعكم هككذا المزعككوم بشككيء لنككه إجمككاع‬
‫كلنتككون وشككيراك وفهككد وأسككد وحسككن وحسككين وحسككني‬
‫وغيرهم من طواغيت الكفر ومن شايعهم من علماء الفتنككة‬
‫وسدنة الشرك والقانون‪..‬‬
‫أما قولكم )مككا أبشككع وأعظككم جريمككة مككن تجككرأ علككى‬
‫حرمات الله وظلم عباده وأخاف المسلمين(‬
‫فل أظنه يخفى على أحد يا عميان القلوب أن َْأولى من‬
‫ينطبق عليه مثل هذا الكلم هو طاغوتكم فهد وإخككوانه مككن‬
‫طواغيت الشرك الذين لم يتركوا حرمة من حرمات الله إل‬
‫انتهكوهككا‪ ،‬ولككم يبقككوا حقككا ً لعبككاد اللككه إل وظلمككوهم إيككاه‪..‬‬
‫منوا المشركين وأقروا أعين الكافرين‬ ‫ورّوعوا المسلمين وأ ّ‬
‫وبيككان كفرهككم وبككاطلهم وجرائمهككم ل يسككعه مثككل هككذه‬
‫الورقات‪..‬‬
‫دقتم يا علماء السوء من قبل على قتل جهيمككان‬ ‫لقد ص ّ‬
‫وطائفة من إخوانه وهاهي فتاويكم التي ُقتلوا بها الى اليوم‬
‫محفوظة شاهدة على جريمتكم‪ ،‬ومع هذا فقد قيككل يومهككا‪:‬‬
‫المر ملتبس والحككادث حصككلت فيككه فتنككة عظيمككة‪ ،‬وحمككل‬
‫السلح في الحرم فتنة وبلبلة وقتككل أبريككاء‪...‬و‪ ...‬و‪ ...‬الككخ‪،‬‬
‫فوجدتم من يرقع لباطلكم‪ ...‬ورقع لكم المرقعون‪..‬‬
‫وغتم لطككاغوتكم )ولككي المككر أو الخمككر( فهككد‪...‬‬
‫ثم سكك ّ‬
‫لبس الصليب فقيل المر ملتبس‪ ...‬وهذه )ميدالية( وشككعار‬
‫وليس هو بصليب صريح ورقع لكم المرقعون‪...‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(73‬‬

‫ثككم أفككتيتم لمككامكم بإدخككال المريكككان واسككتقرارهم‬


‫بالجزيرة وأفتيتم بجواز الستعانة بهم ضد صدام حسين مككع‬
‫أنكككم لككم تكونككوا تكفرونككه أو تكفككرون جيشككه!! بككل كنتككم‬
‫تطبلون له وتزمرون لمككا كككان يقاتككل رافضككة إيككران‪ ...‬ثككم‬
‫ذهبتم مذهب الخككوارج فكفرتمككوه لحتلل الكككويت والقتككل‬
‫والقتال ]‪ ..[104‬وجوزتم لجل ذلككك السككتعانة بالكفككار علككى‬
‫قتككاله‪ ..‬وهككاهم يسككتقرون ببركككات فتككاويكم فككي ديككار‬
‫المسلمين‪..‬‬
‫فقيككل‪ :‬المككر فيككه مفاسككد و مصككالح وصككدام طككاغوت‬
‫مجرم ما كككان ليتوقككف عنككد حككدود الكككويت‪ ..‬وغيككر ذلككك‪..‬‬
‫فرقع لكم المرقعون!!‬
‫وهككا أنتككم تخلعككون جلبككاب الحيككاء وتعلنوهككا صككراحة‬
‫فتقككررون جككواز قتككل المسككلم الموحككد‪ ،‬بالكككافر المشككرك‬
‫النصككارني‪ ،‬فتفتككون بقتككل أربعككة مككن خيككار الموحككدين بعككد‬
‫حادث تفجير العليا بالرياض‪ ..‬مع أن النبي صككلى اللككه عليككه‬
‫وسلم قد قال‪ ...) :‬ل يقتل مسلم بكافر( رواه البخاري من‬
‫حديث علي بن أبي طالب‪ ..‬فبهككت المرقعككون‪ ..‬وقككال مكن‬
‫عنده بقية حياء منهم‪) :‬شي يترقع‪ ،‬وشي ما يترقع(‬
‫ثم ها أنتم تزعمككون )إجمككاع المسككلمين( علككى حرمككة‬
‫مثل هذا العمل وأنه مككن أعظككم الجرائككم‪ ،‬وتنسككون جرائككم‬
‫طواغيتكم المتفرقين‪..‬‬
‫لكن نقولها بصراحة‪ ..‬إن هذا كله غير مستغرب عندنا‪..‬‬
‫نعم قد يستغربه غيرنا ممن لم يكن عنده بصيرة فيكم قبككل‬
‫اليوم‪ ،‬فيتعجب ويفاجأ بمثككل هككذه المواقككف‪ ..‬أمككا الموحككد‬
‫الذي استنار قلبه بنور الوحي‪ ،‬واسككتبان سككبيل المجرميككن‪،‬‬
‫وعرف حكم الله في طاغوتكم )إمامكم( ثم يراكم مع هككذا‬
‫تعطونه صفقة أيديكم وثمرة أفئدتكم فتبايعونه‪ ...‬وتقررون‬
‫بأنه إمام للمسلمين‪ ..‬مع أنه مككن الطككواغيت اللككذين أمرنككا‬
‫الله أول ما أمرنا أن نكفر بهم!!‬
‫فمن عرف هذا وتبصر به‪ ..‬لم يعجب ولم يفجأ بمككا هككو‬
‫دونه أو بما هو متفرع عنه‪..‬‬

‫‪ (104‬فهذا الذي احتجوا به لتكفيره من القتل والقتال والحتلل معلوم‬


‫عند أهل السككنة والجماعككة أنككه ل يصككل إلككى الكفككر إل بالسككتحلل‪،‬‬
‫ونحن لم نكفره من أجل ذلك فالرجل عندنا مجرم كككافر خككارج مككن‬
‫دين الله قبل ذلك من أبواب شتى ليس هذا مجال تفصيلها‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(74‬‬

‫فبيضوا‪ ...‬وفّرخوا‪ ...‬و أفتككوا بمككا بككدا لكككم مككن باطككل‬


‫وزور‬
‫فصفري ما شئت أن‬ ‫خل لك الجو يا نعامة‬
‫تصفري‬
‫شككفت عككوراتكم أن‬ ‫ولكن ليكن في علمكككم بعككد أن تك ّ‬
‫المة ستلعنكم إن لم تتوبوا‪.‬‬
‫َ‬
‫من‬ ‫دى إ‬ ‫ت َوال ُْهك َ‬ ‫ن ال ْب َي َّنكا إ‬‫َ‬ ‫مك‬‫مآ أنَزل ْ َ ُنكا إ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫مو َ‬ ‫ُ‬ ‫ن ي َك ْت ُ‬‫َ‬ ‫ن ال ّ إ‬
‫ذي‬ ‫}إ إ ّ‬
‫م‬ ‫ْ‬
‫ه وَي َل َعَن ُهُكك ُ‬ ‫ّ‬
‫م ُاللكك ُ‬ ‫َ‬
‫ب أولكئ إك َيلعَن ُهُكك ُ‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫س إفي الك إَتا َ إ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ما ب َي ّّناه ُ إلل ّّنا ّ إ‬‫ب َعْد إ َ‬
‫ب‬‫ُ‬ ‫ككو‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫ئ‬‫كك‬
‫ْ إ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫و‬‫أ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ا‬‫ككو‬ ‫ن‬ ‫ي‬‫ب‬
‫ََُّ‬ ‫و‬ ‫ا‬‫حو‬ ‫ل‬
‫َ ْ ُ‬‫كك‬‫ص‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫بو‬ ‫تا‬ ‫ن‬
‫إ َ َ ُ‬ ‫ذي‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫إل‬ ‫ع ُ ََ إ‬
‫*‬ ‫ن‬ ‫نو‬ ‫الل ّ إ‬
‫م{‪.‬‬ ‫حي ُ‬ ‫ب الّر إ‬ ‫وا ُ‬ ‫م وَأَنا الت ّ ّ‬ ‫ع َل َي ْهإ ْ‬
‫فتوبوا‪ ...‬وأصلحوا‪ ...‬وبينوا الحق للخلق‪.‬‬
‫معكككم الطككواغيت‪ ،‬ومهمككا زينككوا فتككاويكم‬ ‫وإل فمهمككا ل ّ‬
‫الككتي تنصككر بككاطلهم‪ ..‬ومهمككا وضككعوا لكككم مككن ألقككاب‪..‬‬
‫صككلحوا‬ ‫َ‬ ‫وأنشأوا لكم من هيئات‪ ..‬فمصيركم إن لم تتوبككوا وت‬
‫ذي‬ ‫ّ‬
‫م ن َب َأ ال إ‬ ‫ل ع َل َي ْهإ ْ‬ ‫الله تعالى فيه }َوات ْ ُ‬ ‫وتبينوا‪ ،‬مصير من قال‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سل َ َ‬
‫ن‬ ‫ن الَغككاإوي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن إ‬ ‫ن فَ َكا َ‬ ‫شي ْطا ُ‬ ‫ه ال ّ‬
‫َ‬ ‫من َْها فَأت ْب َعَ ُ‬ ‫خ إ‬ ‫آت َي َْناه ُ آَيات إَنا َفان ْ َ‬
‫واه ُ‬ ‫ض َوات ّب ْ َككعَ هَكك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خلد َ إ إلكى ا َلْر‬ ‫هأ ْ‬ ‫شئ َْنا ل ََرفَعَْناه ُ ب إَها وَلكك إن ّ ُ‬
‫َ‬ ‫* وَل َوْ إ‬
‫إ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ك‬ ‫ه ي َلَهث ذ ّل إ َ‬ ‫ث أوْ ت َت ُْرك ْ ُ‬ ‫ل ع َلي ْهإ ي َلهَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ح إ‬ ‫ب إإن ت َ ْ‬ ‫ل الك َل إ‬ ‫إ‬ ‫ه كَ َ‬
‫مث َ‬ ‫مث َل ُ ُ‬‫فَ َ‬
‫م‬ ‫ّ‬
‫ص لعَلهُكك ْ‬ ‫َ‬ ‫صكك َ‬ ‫ق َ‬ ‫ْ‬
‫ص ال َ‬ ‫ْ‬
‫ن كككذ ُّبوا إبآَيات إن َككا َفاقْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫مث َ ُ‬
‫صكك إ‬ ‫ذي َ‬ ‫قككوْم إ الكك إ‬ ‫ل ال َ‬
‫ّ‬
‫َ‬
‫ن{‪.‬‬ ‫فكُرو َ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫من حجة‬ ‫يا معشر العلماء إن سكوتكم‬
‫الجهال كل زمان‬
‫قد طال نومكم‬ ‫يا معشر العلماء هبوا هبة‬
‫إلى ذا الن‬
‫لله تعلي‬ ‫يا معشر العلماء قوموا قومة‬
‫كلمة اليمان‬
‫متجرد‬ ‫يا معشر العلماء عزمة صادق‬
‫لله غير جبان‬
‫والله يخذل‬ ‫فالله ينصر من يقوم بنصره‬
‫ناصر الشيطان ] [‬
‫‪105‬‬

‫وكتب أبو محمد المقدسي‬


‫‪ (105‬أبيات من قصيدة الدر المنظوم في نصرة النبي المعصوم‪ ،‬لعبد‬
‫الرحمن بن محمد بن حجر الحسني الجزائري‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(75‬‬

‫الردنا‪/‬سجن سواقة‬
‫‪/16‬صفر‪ 1417/‬من هجرة‬
‫المصطفى عليه الصلة والسلم‬

‫ملحق )‪(6‬‬
‫وهل أفسد الدين إل الملوك‬
‫وأحبار سوءا ورهبانهّا‬
‫بقلم الشيخ‪ :‬أبي محمد المقدسي‬

‫الحمد لله‪ ،‬والصلة والسلم على رسول الله‪.‬‬


‫بالمس )‪/14‬محككرم‪ (1417/‬هككك‪ ،‬الموافككق )‪/31‬مككايو‪/‬‬
‫حدين الربعة‪:‬‬‫‪ (1996‬م ُنفذ حكم العدام بإخواننا المو ّ‬
‫أبي عاصم عبد العزيز بن فهد بن ناصر المعثم‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫رياض بن سليمان بن إسحاق الهاجري‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫خالد بن أحمد بن إبراهيم السعيد‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫مصلح بن علي الشمراني‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫ة واسعة‪ ،‬وأن يكتبهم‬
‫نسأل الله تعالى أن يرحمهم رحم ً‬
‫في زمرة الشهداء‪ ،‬وُيسكنهم فسيح جناته‪.‬‬
‫ولقد شاء الله سبحانه أن يتزامن إعككدامهم مككع إعككدام‬
‫الجماعكككة السكككلمية المسكككلحة فكككي الجزائكككر للرهبكككان‬
‫الفرنسككيين‪ ...‬ليفضككح اللككه هككذه الحكومككات وسككدنتها مككن‬
‫علماء السككوء حيككث ظهككر التبككاين الواضككح والصككريح تجككاه‬
‫الفئتين‪ .‬فثككارت ثككائرة الحكومككات وسككدنتها لمقتككل أولئككك‬
‫الرهبان وانطلقت أبواقهم تنعاهم وتذم قاإتلهم‪ ...‬ول عجككب‬
‫عندنا من هذا‪ ،‬فالقوم قد خرجككوا مككن الككدين أفواجككا ً ومككن‬
‫أبواب شتى‪ .‬كما لم نعجب إذ لم يسلم من المشككاركة فككي‬
‫ذلك التطبيككل والككتزمير كككثير مككن المنتسككبين إلككى الحركككة‬
‫موا رائحككة التوحيككد‪ ،‬ول ذاقككوا طعككم‬‫السلمية ممن لم يشكك ّ‬
‫ّ‬
‫عراه الوثقى‪ .‬أولئك المنحرفين عككن ملككة إبراهيككم الككذين ل‬ ‫ُ‬
‫ُيفرقون بين الوطنية والدين‪ ...‬ولم نعجككب مككن اسككتدللهم‬
‫ببعككض النصككوص الككتي تنهككى عككن قتككل الزمنككى والشككيوخأ‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(76‬‬

‫وأصحاب الصوامع‪ ،‬فالجهل ُيزري بأصحابه وي ُككوردهم شككّتى‬


‫الموارد‪.‬‬
‫فهل ّ جلس أولئك الرهبان في صوامعهم في بلدهم إن‬
‫أرادوا المككن والسككلمة؟؟‪ .‬بككدل ً مككن أن يككأتوا إلككى بلد‬
‫دوا المسككلمين عككن دينهككم ويككدعوهم إلككى‬‫المسككلمين ليصكك ّ‬
‫ض ُيذبككح فيهككا السككلم‬
‫عبككادة الصككلبان‪ ،‬وأيككن؟ فككي أر ٍ‬
‫ن ل أمككن‬
‫والمسلمون ليل نهار‪ ،‬وهم يعرفون حق المعرفة أ ّ‬
‫ول أمان لهم ول للحكومة الككتي آوتهككم بعككد أن أعلنككت هككي‬
‫وبلدهم )فرنسا( الحرب على السلم وأهله‪ ،‬ثم ومككع ذلككك‬
‫يبقون يمارسون تنفيرهم وصدهم للمسلمين عككن السككلم‪،‬‬
‫ودعوتهم إلى عبادة الصليب والوثان‪.‬‬
‫فعلى نفسها جنت براقش!!!‬
‫م البكككاكون‪ ...‬ولينتحكككب المنتحبكككون‪...‬‬ ‫ك عليهككك ُ‬
‫فليبككك إ‬
‫قوا جيوبهم‪ ،‬ولُيول إْ‬
‫ولوا كمككا ُتولككول‬ ‫وليلطموا وجوههم‪ ،‬وليش ّ‬
‫النساء‪ ،‬وليصدروا فتاواهم الساقطة المتهافتة‪.‬‬
‫ي لهككم‪ .‬بككل‬
‫حدون في الجزيرة فل بواك َ‬ ‫ما إخواننا المو ّ‬
‫أ ّ‬
‫ن علمككاء السككوء ورهبككان الحكومككات‬
‫على العكس لقككد شكك ّ‬
‫عليهم غككارتهم‪ ،‬وتناوشككوا أعراضككهم ودينهككم‪ ،‬مثككل الكلب‬
‫تدور بالّلحمان‪.‬‬
‫ة لوليككاء‬
‫ة لدين الله‪ ،‬ولكككن غضككب ً‬
‫ووالله ما فعلوه غضب ً‬
‫نعمتهم من آل سعود‪ ،‬فدين الله ُتنتهك محارمه ليل نهار ول‬
‫من يحرك ساكنا ً منهم‪ ..‬وأّول المنتهكين له أربابهم مككن آل‬
‫سككعود‪ .‬لعنككة اللككه عليهككم وعلككى مككن شككايعهم وناصككرهم‬
‫وغّ الدخول في دينهم الكفري‪ .‬فوالله الذي ل‬ ‫وظاهرهم وس ّ‬
‫إله إل هو لقد أفسدوا الدين‪ ،‬وثلموا أركككانه‪ ،‬وذبحككوه باسككم‬
‫الشريعة والدين‪.‬‬
‫وجه الشريعة مشرق‬ ‫ودوا‬
‫باسم الشريعة س ّ‬
‫القسمات‬
‫ووالله ما نال آل سعود من دين الله‪ ،‬ول فعلوا فيه مككن‬
‫التلبيس والتدليس والضلل عشر معشككار مككا فعلككه هككؤلء‬
‫الكهنككة والرهبككان والحاخامككات‪ ،‬إذ لب ّسككوا الحككق بالباطككل‪،‬‬
‫ورّقعوا لربابهم من أئمة الكفككر‪ .‬فجعلككوهم أولً‪ ،‬ولة أمككور‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(77‬‬

‫م صّيروا الخارج عليهم الكافر‬


‫المسلمين وأئمة الدين ] [ ث ّ‬
‫‪106‬‬

‫بشركهم من "الخوارج والتكفيريين"‪.‬‬


‫وغوا لهككم‬ ‫ل عدوّ لله والدين‪ ،‬وس ّ‬ ‫فأشفوا بذلك صدور ك ّ‬
‫ككى جككائزا ً‬‫حككدين‪ ،‬وأمس‬‫ّ‬ ‫المو‬ ‫ككه‬
‫ل‬ ‫ذبح أنصككار الككدين وأوليككاء ال‬
‫)لفهد( وغيره من الطواغيت ذبح خلصككة إخواننككا مككن أهككل‬
‫التوحيد باسم الدين‪ ،‬في الوقت الككذي يحككرم علككى إخواننككا‬
‫عبككاد الصككليب مككن المريكككان المحككاربين للسككلم‬ ‫ذبككح ُ‬
‫ل مكككان‪ ،‬أو الرهبككان الككداعين لعبككادة‬ ‫والمسككلمين فككي ككك ّ‬
‫فريككن عككن ديككن السككلم فككي بلد المسككلمين‪،‬‬ ‫الصلبان المن ّ‬
‫وُيوّقع كبار سحرتهم ورهبانهم وكهككانهم علككى شككرعّية قتككل‬
‫ن النبي صككلى اللككه عليككه وسككلم قككد‬ ‫حدين بالكفار مع أ ّ‬ ‫المو ّ‬
‫قال‪) :‬المسلمون تتكافؤ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ول‬
‫ُيقتل مؤمن بكافر( ]‪.[107‬‬
‫وقضاة آل سعود وعلماؤهم يقولون‪ :‬بل ُيقتل المككؤمن‬
‫حد بالكافر‪.‬‬
‫المو ّ‬
‫تبا ً لكم حتى يك ّ‬
‫ل‬ ‫فتبا ً لكم ولشرككم تبا ً لكم‬
‫لساني‬
‫حككدين الككذين‬
‫ن دماء إخواننا هككؤلء وغيرهككم مككن المو ّ‬
‫إ ّ‬
‫ذبوا وُقتلوا ظلما ً لن تذهب هباًء بإذن الله‪ ،‬لكنهككا سككتبقى‬‫عُ ّ‬
‫ة على حكم آل سعود ورهبانهم‪.‬‬ ‫لعن ً‬
‫ن قتل إخواننا اليوم وبتوقيٍع وإقرارٍ من هؤلء الرهبان‬ ‫إ ّ‬
‫هككي واللككه بدايككة الطريككق إذ ينجلككي الغبككار‪ ،‬وأول جككولت‬

‫‪ (106‬ذلك يدفع آل سعود عن هؤلء العلماء )العملء( كما يدفعون عن‬


‫أنفسهم وحكوماتهم‪ ،‬لنهم من أعظم أركان تثبيت عروشهم‪ .‬وتأمل‬
‫فرون الدولككة‬ ‫تركيزهم في كلمهم على الخوة الربعة بأنهم كانوا ُيك ّ‬
‫والعلماء الذين يؤيدونها‪.‬‬
‫مة لم تعككدم طلبككة حككق وعلمككاء فضككلء‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫ول ننسى هنا أن نذكر‬
‫ُيبّلغون رسالت ربهم ويخشونه ول يخشون أحدا إل الله‪ ،‬لكككن أكككثر‬
‫ً‬
‫هؤلء إما في السجون أو مكبلون مستضعفون‪ .‬نسأل الله تعالى أن‬
‫يفك أسرهم‪ ،‬وأن يجعل لنا ولهم من لدنه وليًا‪ ،‬ويجعل لنا مككن لككدنه‬
‫نصيرًا‪.‬‬
‫ن‬
‫‪ (107‬رواه البخاري وغيره وقد استدل بذلك جمهككور العلمككاء علكى أ ّ‬
‫المسلم ل ُيقتل بالكافر‪ ،‬ولو كان مستأمنا ً أو ذميًا‪ ،‬انظككر المهككذب )‬
‫‪ ،(2/185‬والمغني )‪ (9/341‬وغيره من كتب الفقه‪ ،‬فكيف إذا كككان‬
‫حربيككا ً كهككؤلء المريكككان‪ ،‬فككالعبرة ليسككت فككي حربهككم للطككواغيت‬
‫وحكوماتهم فهم لهم أحباب وأرباب‪ ،‬بل العبرة في حربهككم للسككلم‬
‫والمسلمين‪ ،‬فتنّبه لهذا ول تكن من الغافلين!!‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(78‬‬

‫المعركة إذ ينقشككع الضككباب‪ .‬إنهككا بككإذن اللككه بدايككة النهايككة‬


‫لحكم هؤلء الطككواغيت‪ ،‬فالن ّككاس كل ّهككم يموتككون‪ ،‬ومككن لككم‬
‫ن شككتان بيككن موتكةٍ وموتككة‪.‬‬ ‫يمت بالسيف مككات بغيككره‪ .‬لككك ّ‬
‫مككة‪ ،‬وتشككعل‬ ‫شتان بين مككوت الجبنككاء‪ ،‬وبيككن موتككةٍ ُتحيككي أ ّ‬
‫جذوة الجهاد والستشهاد‪ ،‬وتحشد الجموع وتشككحذ الهمككم‪،‬‬
‫وتككدك عككروش الظككالمين‪ ،‬وت ُعككّري وتكشككف زيككف وجهككل‬
‫المتعالمين من الكهان والرهبان‪.‬‬
‫ح اللككه‬ ‫َ‬
‫م أبا عاصككم قريككر العيككن أنككت وإخوانككك‪ ،‬أربكك َ‬ ‫فن ْ‬
‫بيعكم‪ ،‬فإّنا إن شاء الله على دربكم سائرون‪ ،‬لن نبدل‪ ،‬ولن‬
‫نقيل‪ ،‬ولن نستقيل‪ ،‬ولككن نتنكككب طريقكككم‪ ،‬طريككق الجهككاد‬
‫والستشهاد ولن يرّدنا عنه ل السجون ول الجلد ول المنون‪،‬‬
‫ة ويقينككًا‪ ،‬ومككا زادنككا قتككل‬ ‫فوالله مككا زادنككا السككجن إل صككلب ً‬
‫إخواننا إل ثباتا ً وتصميمًا‪.‬‬
‫وإن كان أعداء الله يظنون أنهم بذلك قادرون علككى أن‬
‫يطفئوا نور الله‪ ،‬وُيوهنوا دعوته فإنهم والله لواهمون‪ .‬فالله‬
‫م نوره ولو كره الكافرون‪.‬‬ ‫مت ّ‬
‫وإننا وإخواننا في بقاع الرض قد رضينا بهككذه الطريككق‪،‬‬
‫واخترناها على علم ٍ بتكاليفها فبعنا النفس والرواح لبارئها‪،‬‬
‫ونسأله تعالى أن ُيربح بيعنا وينصرنا علككى مككن عادنككا‪ ،‬فككإن‬
‫ن للحكق جكولت‬ ‫كان للباطل جولة ينتفش فيهكا كالزبككد‪ ،‬فككإ ّ‬
‫ن نبأه بعد حين‪.‬‬ ‫وجولت‪ ،‬وإنها والله لبداية الطريق‪ ،‬ولتعلم ّ‬
‫ه ع َل َي ْككهإ‬‫دوا الل ّكك َ‬‫عاهَكك ُ‬
‫مككا َ‬‫صككد َُقوا َ‬
‫ل َ‬‫جككا ٌ‬
‫ن رإ َ‬
‫مإني َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬
‫مككؤ ْ إ‬ ‫مكك َ‬
‫} إ‬
‫ديل{‪.‬‬ ‫ً‬ ‫َْ إ‬‫ب‬‫ت‬ ‫ُ‬
‫لوا‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ما‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ظ‬ ‫ت‬‫ن‬‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫م‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫َ َ ْ َ ُ َ إ ُْ ْ َ ْ ََْ إُ َ َ َ ّ‬‫ب‬‫ح‬ ‫ن‬ ‫ضى‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ن‬
‫م َ ْ‬
‫م‬ ‫فَ إ‬
‫من ْهُ ْ‬
‫اللهم اجعلنا وإخواننا منهم‬
‫ل اللهم وسّلم على إمام المجاهدين وعلى آله وصحبه‬
‫وص ّ‬
‫أجمعين‬
‫أبو محمد‬
‫المقدسي‬
‫سجن‬
‫سواقة‪/‬الردنا‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(79‬‬

‫ملحق )‪(7‬‬
‫رسالة مفتوحة إلى الشيخ‬
‫عبد العزيز بن باز‬
‫الحركة السلمية للصلحا‬

‫الحمد لله‪ ،‬والصلة والسلم على رسول الله‪ ،‬وبعد‪:‬‬


‫فإنه حري بالمسلم أن يستمع للموعظة والتذكير حككتى‬
‫لو كان في سعة من العيككش وفككورة فككي الصككحة وبحبوحككة‬
‫مككن المككان‪ ،‬فكيككف إذا نزلككت بككه نازلككة آذنككت بككدنو الجككل‬
‫واقتراب لقاء الله؟‬
‫يا سماحة الشيخ‪ :‬لقككد تعرضككت للبتلء حيككن سككهل‬
‫اللككه لككك طريككق العلككم وسككخر لككك الحكككام فككترقيت فككي‬
‫المناصب وتبوأت مسؤولية الفتوى الرسمية وعينت رئيسككا‬
‫لهيئككة كبككار العلمككاء‪ ،‬ولككذلك فككإن ابتلءك لككم يكككن بمجككرد‬
‫تحصيلك للعلم‪ ،‬وهو بلء عظيم بحد ذاته‪ ،‬ولكنه في تمكينك‬
‫من منصب الفتيا الرسككمية الككتي تملككك مكن خللهككا سككلطة‬
‫وقوة ووسائل العلم والتبليغ التي ل يملكهككا الخككرون مككن‬
‫العلمككاء وطلبككة العلككم‪ .‬ثككم أن اللككه زاد بلءك فأعانككك عككى‬
‫سبل العيش ووسع لك في الرزق ومد لك في العمر طككويل‬
‫وأنت ترفل في تلك المناصب والنعم وتتمتع بتلككك السككلطة‬
‫والنفوذ‪.‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(80‬‬

‫يا سماحة الشيخ‪ :‬مثلككك ليككس المعّلككم عظككم تلككك‬


‫المسؤولية وخطورة ذلك البلء‪ ،‬ومثلك َل يخفى عليه معنى‬
‫ت‬ ‫ن ال ْب َي ّن َككا إ‬‫َ‬ ‫مكك‬
‫ككا إ‬
‫ُ‬ ‫مككا أن َْزل ْن َ‬ ‫ن َ‬‫مككو َ‬‫ن ي َك ْت ُ ُ‬
‫َ‬ ‫ذي‬‫ن ال ّكك إ‬ ‫قككوله سككبحانه }إ إ ّ‬
‫م‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب أولئ إككك ي َلعَن ُهُكك ُ‬ ‫ْ‬
‫س فإككي الك إت َككا إ‬ ‫َوال ْهُ َ‬
‫ما ب َي ّّناه ُ إللن ّككا إ‬ ‫ن ب َعْد إ َ‬‫ْ‬ ‫م‬
‫دى إ‬
‫ن{‪ .‬فالعككالم يسككتحق اللعنككة مككن اللككه‬ ‫عُنو َ‬ ‫م الّل إ‬ ‫ه وَي َل ْعَن ُهُ ُ‬‫الل ّ ُ‬
‫ومن اللعنين إذا كتم الحق حتى لو كككان مككن آحككاد العلمككاء‬
‫فكيف إذا كان متبككوءا ً لمنصككب الفتيككا وممك ّنككا مككن وسككائل‬
‫التبليغ والعلم‪ .‬وكان من عظم تلك الجريمة أنككه ل يكفيهككا‬
‫مجرد التوبكة منهكا واسكتكمال شكروط التوبكة الكواردة فكي‬
‫الذنوب الخككرى بككل أن العككالم ل يسككلم مككن اللعنككة ‪ -‬لعنككة‬
‫سككابقة‬ ‫الكتمان ‪ -‬إل إذا أدى ما جككاء فككي الي َككة الككتي تتلككو ال‬
‫حوا وَب َي ّن ُككوا فَُأول َئ إكككَ‬ ‫صككل َ ُ‬
‫ن َتكاُبوا وَأ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫تعالى‪} :‬إ إّل ال ّ إ‬ ‫َوهي قوله‬
‫َ‬
‫م{‪ ،‬فل بككد مككن الصككلح‬ ‫كك‬
‫ي‬ ‫ح‬ ‫ر‬
‫ّ ّ ُ ّ إ ُ‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫وا‬ ‫كك‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ككا‬‫ب ع َل َي ْ إ ْ َ َ‬
‫ن‬ ‫أ‬‫و‬ ‫م‬ ‫كك‬ ‫ه‬ ‫أت ُككو ُ‬
‫والتككبيين وإرشككاد مككن تسككبب العككالم بضككللهم إلككى الحككق‬
‫الصحيح‪ .‬اسمح لنا ياسماحة الشككيخ أن نسككتعرض سككجلكم‬
‫خلل السنين الماضية في قضية البلغّ‪.‬‬
‫لقككد صككدر عنكككم أقككوال كككثيرة تزكككون فيهككا الدولككة‬
‫وتصفونها بأحسن الوصاف الشرعية رغم أنكم على اطلع‬
‫كامككل وتفصككيلي علككى مككا يجككري فككي البلككد وكككل تفاصككيل‬
‫المخالفات الشككرعية الككتي يرتكبهككا النظككام علككى مسككتوى‬
‫الدولككة وعلككى مسككتوى الفككراد المتنفككذين‪ .‬بككل إنكككم كمككا‬
‫يعرف القريبون منكم أعلم بكثير ممككن يككدعون أنهككم علككى‬
‫علم بما يجري‪ ،‬لن معظم أهل الصلح يوصلون ما عنككدهم‬
‫من أخبار ومعلومات وملحظات ونصائح إليكم‪ ،‬ولقد شهدنا‬
‫شخصككيا جلسككات كككثيرة ب ُسككط فيهككا الواقككع لكككم بشكككل‬
‫تفصيلي ليككس فيككه مواربككة‪ ،‬بككل إننككا نسككتطيع أن نقككول أن‬
‫الحجة قد أقيمت عليكم وأن الذمة قد برئت معكم من قبل‬
‫عدد كبير من المشائخ وأساتذة الجامعات والمصلحين‪ ،‬وأن‬
‫إقامة الحجة في بيان الواقع على التفصيل لكككم قككد حصككل‬
‫مرارا وتكرارا من قبل أناس تثقون بهم وتأخذون بحككديثهم‪.‬‬
‫ول أدل على ذلك مككن مككذكرة النصككيحة الككتي قككدمت لكككم‬
‫وراجعتها اللجنة الخماسية وهيئة كبار العلماء وأنتم ترأسون‬
‫تلك الجهتين‪ ،‬ول يجادل أحد أن تلك المذكرة حجة على من‬
‫قرأها‪.‬‬
‫ونحسب أنه ل يسعكم العتذار بحجة أنكككم ل تتعرفككون‬
‫إل علككى مككا يطلعكككم النظككام عليككه‪ ،‬بككل أنتككم علككى درايككة‬
‫تفصيلية بالوضاع‪ ،‬ومتابعة إجبارية أجبركم عليها عككدد كككبير‬
‫مككن الككدعاة والمصككلحين وطلبككة العلككم‪ .‬ولككذلك فلربمككا‬
‫ترتكبون خطأ عظيما ً ومنزلقا خطيككرا حيككن تزكككون الدولككة‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(81‬‬

‫هذه التزكية‪ ،‬وأنتم تعلمون حالها‪ ،‬وتعلمون كذلك مككن خلل‬


‫اطلعكم الشرعي خطورة مثل هذا العمككل‪ ،‬فمثلكككم ليككس‬
‫غريبا على مؤلفات وأقوال علمككاء الككدعوة وخاصككة الشككيخ‬
‫محمد بن عبدالوهاب‪.‬‬
‫فإذا كنتم تعلمون يقينا أن النظام يحكم بغيككر مككا أنككزل‬
‫الله رغم تكرار التنبيه والنصيحة‪ ،‬فما هو موقفكم من قككول‬
‫محمد بن عبدالوهاب عن أولئككك الككذين يزكككون مككن يحكككم‬
‫يغير ما أنزل اللككه قككال رحمككه اللككه‪) :‬إن هككؤلء الطككواغيت‬
‫الذين يعتقد الناس فيهم وجوب طاعة مككن دون اللككه كلهككم‬
‫كفار مرتدون عن السلم‪ ،‬كيف ل وهم يحلون ما حرم الله‪،‬‬
‫ويحرمون ما أحل الله‪ ،‬ويسعون في الرض فسككادا بقككولهم‬
‫وفعلهككم وتأييككدهم‪ ،‬ومككن جككادل عنهككم‪ ،‬أو أنكككر علككى مككن‬
‫كفرهم‪ ،‬أو زعم أن فعلهم هذا لو كان بككاطل ل ينقلهككم إلككى‬
‫الكفر‪ ،‬فأقل أحوال هذا المجككادل أنككه فاسككق‪ ،‬لنككه ل يصككح‬
‫دين السلم إل بالبراءة من هؤلء وتكفيرهم( ]‪ [108‬فإذا كان‬
‫مجرد عككدم التكفيككر جريمككة كككبرى عنككد الشككيخ محمككد بككن‬
‫عبدالوهاب‪ ،‬فكيف بمن يصككفهم بأحسككن أوصككاف السككلم‬
‫ويزكي دولتهم ونظامهم‪ ،‬ويحمل على من أنكر عليهم‪.‬‬
‫وأنتم يككا سكماحة الشككيخ تعلمككون يقينككا أن النظككام قككد‬
‫فرض الربا فرضا ً علككى النككاس وأقككام لككه الصككروح العاتيككة‬
‫ودعمه بخزينة الدولككة وجعككل اقتصككاد الدولككة قائمككا ً عليككه‪.‬‬
‫وتعلمون يقينا أن النظام يوالي الكفار ويككدعمهم وينصككرهم‬
‫ويستنصر بهم ويمكن لهم وينفذ مخططككاتهم ويتكآمر معهككم‬
‫ضد المسلمين‪ ،‬وتعلمككون يقينككا أن النظككام يشككجع الفسككاد‬
‫الخلقككي ويسككاهم فككي انتشككاره مككن خلل العلم والتعليككم‬
‫ومن خلل دعم خليا الفساد المحمية من قبل المراء ومككن‬
‫خلل تحجيم الككدعوة وتعطيلهكا‪ .‬وتعلمكون يقينككا مكا يرتكبككه‬
‫النظام من جرائم ضد الدعاة وما يشككنه مككن حككرب عليهككم‬
‫سجنا وتشريدا ً وحصارا ً وإرهابًا‪ ،‬بل إنكم مككن أعلككم النككاس‬
‫بذلك لنكم غالبا ً ما تكونون أول من ُيخبر عن حادث اعتقال‬
‫أو مداهمة أو إيقاف أو مثله‪ .‬وتعلمون يقينا أشكككال الظلككم‬
‫الواقعة على الفراد والجماعات والقبائل والعوائل من قبل‬
‫النظام كنظام ومن قبل المتنفككذين فيككه كككأفراد‪ ،‬لن كككثيرا ً‬
‫مككن المظلككومين غالبككا مككا يلككوذون بكككم ويكتبككون لكككم‬
‫مستنجدين‪.‬‬
‫إن مشكلتكم يككا سككماحة الشككيخ ليسككت مجككرد تزكيككة‬
‫النظام بل لقد اضككطررتم للتنككاقض أكككثر مككن مككرة بسككبب‬
‫م داراة النظكام‪ .‬ومكن أمثلكة هكذا التنكاقض الصكريح فتكوى‬
‫‪ (108‬الرسائل الشخصية‪.188 :‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(82‬‬

‫تحريككم السككتعانة بغيككر المسككلمين الككتي وجهككت لجمككال‬


‫عبدالناصر‪ ،‬والتي قلتم فيها أن الستعانة ل تجوز حككتى عنككد‬
‫الضرورة‪ .‬وكككان ذلككك هككو هككوى النظككام فككي تلككك الفككترة‪،‬‬
‫ومككرت السككنين وانقلبككت الصككورة فلككم تكتفككوا بتجككويز‬
‫السككتعانة للضككرورة بككل اعتبرتموهككا واجبككة وآثككم مككن لككم‬
‫يعملهككا‪ .‬وتكككرر منكككم تغييككر الفتككوى متابعككة للحككاكم فككي‬
‫قضيتي أفغانستان واليمن‪ ،‬هككذا فضككل عككن قائمككة الفتككاوى‬
‫الصادرة منكككم تبعكا لرغبككة النظككام وأولهككا فتككوى اسككتدعاء‬
‫القوات ثم بيان هيئككة كبككار العلمككاء ضككد خطككاب المطككالب‬
‫وبيان الهيئة ضككد مكذكرة النصككيحة وبيككان الهيئككة ضكد لجنككة‬
‫الدفاع‪ ،‬وبيان الهيئة فككي المككر بتوقيككف الشككيخين سككلمان‬
‫وسفر من أجل "حماية المجتمع مككن أخطائهمككا" والفتككاوى‬
‫الخيرة التي جعلككت المريكككان مككن المعاهككدين معصككومي‬
‫الدم واعتبار قتلهم من أعظم أنواع الفساد في الرض‪.‬‬
‫ترى هل قرأتم كلم شيخ السلم بن تيميه فيمن يفككتى‬
‫بخلف الكتاب والسنة موافقككة لهككوى السككلطان‪ ،‬قككال فككي‬
‫الفتاوى‪) :‬ومتى ترك العالم ما علمه من كتككاب اللككه وسككنة‬
‫رسوله صلى الله عليه وسلم واتبع حكككم الحككاكم المخككالف‬
‫لحكم الله ورسوله كان مرتدا كككافرا يسككتحق العقوبككة فككي‬
‫الدنيا والخرة( ]‪.[109‬‬
‫إن كتمان العلم ليس هو كتمان الكتاب والسنة فل أحد‬
‫يستطيع كتمككان الكتككاب والسككنة‪ ،‬لكنككه عككدم إنزالهككا علككى‬
‫الوجه الصحيح في النوازل التي يستوجب على العالم إنزال‬
‫النصوص عليها‪ .‬هذه الجريمة العظيمة إذا اكتفككى بالكتمككان‬
‫فقط‪ ،‬فكيف إذا خان المانة‪ ،‬وكذب على الله حين يبلغ عنه‬
‫رسكوله‪ .‬فهكؤلء هكم‬ ‫َ‬ ‫غير ما أراد سكبحانه فكي كتكابه وسكنة‬
‫ذي آت َي َْنككاه ُ‬ ‫ّ‬
‫م ن َب َأ ال إ‬ ‫َ‬
‫ل ع َلي ْهإ ْ‬ ‫الله تعالى‪َ} :‬وات ْ ُ‬ ‫المقصودون بقول‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سل َ َ‬
‫ن * وَل ُككوْ‬ ‫ن الَغاإوي َ‬ ‫م َ‬ ‫ن إ‬ ‫ن َفكا َ‬ ‫ه َ الشي ْطا ُ‬ ‫ّ‬ ‫من َْها فأت ْب َعَ ُ‬ ‫خ إ‬ ‫آَيات إَنا َفان ْ َ‬
‫ه‬ ‫مث َلكك ُ‬ ‫واه ُ فَ َ‬ ‫هكك َ‬
‫ض َوات ّب َعَ َ‬ ‫َ‬
‫خلد َ إ إلى ا َلْر‬ ‫َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫شئ َْنا ل ََرفَعَْناه ُ ب إَها وَلكك إن ّ ُ‬
‫َ‬ ‫إ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫إ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫مث َكك ُ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫كك‬
‫إ‬ ‫ل‬‫ّ‬ ‫ذ‬ ‫هث‬ ‫ل‬‫َ‬
‫ْ ُ ُ َ‬‫ي‬ ‫ه‬ ‫ك‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫و‬‫أ‬ ‫ث‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫إ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫ل‬‫ْ‬ ‫م‬
‫إ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫إن‬‫إ‬ ‫ب‬
‫إ‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬
‫إ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫كَ َ‬
‫م‬
‫م‬‫ص ل َعَل ُّهكك ْ‬
‫صكك َ‬ ‫ق َ‬ ‫ص ال ْ َ‬ ‫صكك إ‬ ‫كككذ ُّبوا ْ إبآَيات إَنككا َفاقْ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬‫قككوْم إ اّلكك إ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن{‪.‬‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫ي َت َ َ‬
‫إن مشكلتكم يا سماحة ليست مجككرد العجككز‪ ،‬فالعككاجز‬
‫بإمكككانه أن يعككترف بعجككزه ويقككول ويسككتقيل ويخككرج منهككا‬
‫كفافًا‪ ،‬لكن مشكلتكم هي الوقوف بثقل وجدية ونشاط مككع‬
‫الباطل وتأييده بالكلمة والموقف والفتوى‪.‬‬

‫‪ (109‬الفتاوى‪ :‬ج ‪/35‬ص ‪.373-372‬‬


‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(83‬‬

‫لقد آن الوان مادام في العمر بقيككة أن تسككعوا لحسككن‬


‫الخاتمككة وطيككب الككذكر بعككد أن تقومككوا بككواجب الصككلح‬
‫والتبيين‪.‬‬
‫ال قد بلغنا اللهم فاشهد‬
‫نشرة‬
‫الصلحا‪/‬العدد )‬
‫‪(155‬‬
‫‪/5‬أبريل‪1999/‬م‬

‫ملحق )‪(8‬‬
‫ابن باز بين محمد بن عبد‬
‫الوهاب وابن تيمية‬
‫الحركة السلمية للصلحا‬
‫نشرت جريككدة الشككرق الوسككط وجريككدة المسككلمون‬
‫كلمة للشيخ عبد العزيز بن باز كاملة بنصها تقريبا‪ ،‬ويبدو أن‬
‫نشرها بالكامل جاء بسبب قضيتين تحدث عنهما الشيخ‪.‬‬
‫الولى‪ :‬تزكية مطلقة للدولة السعودية‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬التحذير من النشرات التي تصدر مككن الفقيككه‪،‬‬
‫وبن لدن "وجميع من يتحككرى طككرق الشككر الفاسككدة" كمككا‬
‫قال الشيخ!‬
‫ويبككدو أن تككوقيت هككذه الكلمككة جككاء بعككد بيككان الشككيخ‬
‫المجاهد أسكامة بكن لدن الكذي دعكا فيكه لجهكاد المريككان‬
‫المحتلين لجزيرة العرب‪ ،‬ونظرا لن الشيخ بن باز لككم يكككن‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(84‬‬

‫ليبادر بالحديث عن هذه القضايا فإن دفعه للحديث عن تلك‬


‫النشرات بعد بيككان الشككيخ بككن لدن دليككل علككى مككا أصككاب‬
‫النظام مككن هلككع بعككد هككذا البيككان‪ ،‬وهككاهو النظككام يسككتنجد‬
‫بالشيخ عّله يستعيد شيئا من الشرعية يحتمي بهككا مككن هككذا‬
‫البيان وغيره من النشرات‪.‬‬
‫ونحن هنا لسنا في مقام الككدفاع عككن أنفسككنا أو دعككوة‬
‫الناس للهتمام بنشراتنا‪ ،‬لن الجميع يعلككم أن ل أحكد يملكك‬
‫تحريم ما لم يحرمكه اللكه‪ ،‬حكتى لكو ككان الشكيخ ب ن بكاز أو‬
‫غيره‪ ،‬ولككو كككان المسككلمون حريصككون علككى تجنككب قككراءة‬
‫الشر والفساد لربما كان أولى بهككم تجنككب جريككدة الشككرق‬
‫الوسككط وأمثالهككا مككن صككحافة النظككام الككتي نشككرت كلم‬
‫الشيخ والتي ل يختلف اثنان أنها مليئة بككالمنكرات والقضككايا‬
‫المخالفة للشرع بل والمحاربة له‪.‬‬
‫وحقيقككة لككم يؤلمنككا الحككديث عككن أشخاصككنا أو عككن‬
‫النشرات لكككن آلمنككا أي إيلم هككذه التزكيككة العظيمككة الككتي‬
‫أعطاهككا الشككيخ للدولككة السككعودية الحاليككة بقيككادة خككادم‬
‫الحرمين!‬
‫قال الشيخ‪) :‬وهذه الدولة السعودية دولة مباركة نصككر‬
‫الله بها الحق ونصر بها الدين وجمع بها الكلمككة وقضككى بهككا‬
‫على أسباب الفساد‪ ،‬وأمن بها البلد‪،‬فحصل بهككا مككن النعككم‬
‫العظيمة ما ل يحصيه إل الله(!!‬
‫وهذا القول من الشيخ خطير جدا لن الشيخ يعلم تمام‬
‫العلم أن هذا الذي قاله هو عكس الواقككع بالضككبط‪ ،‬والككذين‬
‫يرددون بأن الشيخ يدّلس عليه مخطئككون لننككا نعلككم يقينككا‪،‬‬
‫ونحن شهود على ذلك في الدنيا والخرة‪ ،‬أن هذا المر غيككر‬
‫صحيح‪ ،‬وأن الشككيخ علككى اطلع كامككل وتفصككيلي علككى مككا‬
‫يجري في البلككد ويعلككم كككل تفاصككيل المخالفككات الشككرعية‬
‫التي يرتكبها النظام علككى مسككتوى الدولككة وعلككى مسككتوى‬
‫الفراد المتنفذين‪ ،‬بل إن الشيخ كمككا يعككرف القريبككون منككه‬
‫أعلم بكثير ممككن يككدعون أنهككم علككى علككم بمككا يجككري‪ ،‬لن‬
‫معظككم أهككل الصككلح يوصككلون مككا عنككدهم مككن أخبككار‬
‫ومعلومات وملحظات ونصائح للشيخ نفسككه‪ ،‬ولقككد شككهدنا‬
‫شخصيا جلسكات ككثيرة ُبسكط فيهكا الواقكع للشكيخ بشككل‬
‫تفصيلي ليككس فيككه مواربككة‪ ،‬بككل إننككا نسككتطيع أن نقككول أن‬
‫الحجة قد أقيمت على الشيخ وأن الذمة قد برئت معككه مككن‬
‫قبل عدد كبير من المشائخ وأساتذة الجامعات والمصلحين‪،‬‬
‫وأن إقامة الحجة في بيان الواقع على التفصيل للشككيخ قككد‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(85‬‬

‫حصلت مرارا وتكرارا من قبل أناس يثق بهم الشكيخ ويأخكذ‬


‫بحديثهم‪ ،‬والذي يشك في ذلك ليس عليه إل قككراءة مككذكرة‬
‫النصيحة الككتي قككدمت للشككيخ وراجعتهككا اللجنككة الخماسككية‬
‫وهيئة كبار العلماء والشيخ هو رئيس تلك الجهتين ول يجادل‬
‫أحد أن تلك المذكرة حجة على من قرأها‪.‬‬
‫والذين يحاولون الدفاع عن الشككيخ مككن خلل تصككويره‬
‫كرجل ساذج جالس في سرداب ل يتعرف إل على مايطلعه‬
‫النظام عليه مخطئككون‪ ،‬فالشككيخ علككى اتصككال بالعككالم كلككه‬
‫داخليا وخارجيككا‪ ،‬وعلككى درايككة تفصككيلية بالوضككاع‪ ،‬ومتابعككة‬
‫إجبارية‪ ،‬أجككبره عليهككا عككدد كككبير مككن الككدعاة والمصككلحين‬
‫وطلبة العلم‪.‬‬
‫ولذلك فإن الشيخ يرتكب خطأ عظيما ً ومنزلقا خطيككرا‬
‫حين يزكي الدولككة هككذه التزكيككة‪ ،‬وهككو يعلككم حالهككا‪ ،‬ويعلككم‬
‫كذلك من خلل اطلعه الشرعي خطورة مثل هككذا العمككل‪،‬‬
‫فالشيخ ليس غريبككا علككى مؤلفككات وأقككوال علمككاء الككدعوة‬
‫وخاصة الشيخ محمد بن عبدالوهاب‪ ،‬فالشيخ مثل يعلم يقينا‬
‫أن النظككام يحكككم بغيككر مككا أنككزل اللككه رغككم تكككرار التنككبيه‬
‫والنصككيحة‪ ،‬فمككاذا يقككول الشككيخ إذن بقككول محمككد بككن‬
‫عبدالوهاب عن أولئك الذين يزكون من يحكم يغير ما أنككزل‬
‫الله‪ ،‬قال رحمككه اللككه‪) :‬إن هككؤلء الطككواغيت الككذين يعتقككد‬
‫الناس فيهم وجوب طاعة من دون الله كلهم كفار مرتككدون‬
‫عن السلم‪ ،‬كيف ل وهم يحلون ما حرم الله‪ ،‬ويحرمون مككا‬
‫أحككل اللككه‪ ،‬ويسككعون فككي الرض فسككادا بقككولهم وفعلهككم‬
‫وتأييدهم‪ ،‬ومن جادل عنهككم‪ ،‬أو أنكككر علككى مككن كفرهككم‪ ،‬أو‬
‫زعم أن فعلهم هذا لو كان باطل ل ينقلهم إلى الكفر‪ ،‬فأقككل‬
‫أحوال هذا المجادل أنه فاسق‪ ،‬لنه ل يصح ديككن السككلم إل‬
‫بالبراءة من هؤلء وتكفيرهم( ]‪ ،[110‬فككإذا كككان مجككرد عككدم‬
‫التكفير جريمة كككبرى عنككد الشككيخ محمككد بككن عبككدالوهاب‪،‬‬
‫فكيف بمن يصفهم بأحسن أوصاف السلم ويزكي دولتهككم‬
‫ونظامهم‪ ،‬ويحمل على من أنكر عليهم؟‬
‫والشيخ كككذلك يعلككم يقينككا أن النظككام قككد فككرض الربككا‬
‫فرضا ً على الناس وأقام له الصروح العاتية ودعمككه بخزينككة‬
‫الدولة وجعل اقتصاد الدولة قائما ً عليه‪.‬‬
‫والشيخ يعلم يقينا أن النظككام يككوالي الكفككار ويككدعمهم‬
‫وينصكرهم ويستنصكر بهكم ويمككن لهكم وينفكذ مخططكاتهم‬
‫ويتآمر معهم ضد المسلمين‪ ،‬يعلم ذلك بالتفصيل الدقيق‪.‬‬

‫‪ (110‬الرسائل الشخصية‪.188 :‬‬


‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(86‬‬

‫والشككيخ كككذلك يعلككم يقينككا أن النظككام يشككجع الفسككاد‬


‫الخلقككي ويسككاهم فككي انتشككاره مككن خلل العلم والتعليككم‬
‫ومن خلل دعم خليا الفساد المحمية من قبل المراء ومككن‬
‫خلل تحجيم الدعوة وتعطيلها‪.‬‬
‫والشيخ يعلم يقينا مككا يرتكبككه النظككام مككن جرائككم ضككد‬
‫الدعاة وما يشنه من حرب عليهم سجنا وتشككريدا ً وحصككارا ً‬
‫وإرهابًا‪ ،‬بل إن الشيخ من أعلم النكاس بكذلك لنكه غالبكا ً م ا‬
‫يكون أول من يخبر عن حادث اعتقال أو مداهمككة أو إيقككاف‬
‫أو مثله‪.‬‬
‫والشيخ يعلم يقينا أشكال الظلم الواقعة علككى الفككراد‬
‫والجماعات والقبائل والعوائل من قبل النظام كنظام ومككن‬
‫قبل المتنفذين فيه كأفراد‪ ،‬لن كثيرا ً من المظلككومين غالبككا‬
‫ما يلوذون به ويكتبون له مستنجدين‪.‬‬
‫وكان حقا على الشككيخ وأمثككاله ممككن آتككاهم اللككه علككم‬
‫الشرع أن يقوموا بحككق هككذا العلككم ويككؤدوه‪ ،‬وذلككك بككإنزاله‬
‫على الواقع إنككزال حقيقيككا وقككول كلمككة الحككق فككي كككل مككا‬
‫يجري‪ ،‬والذي يقصر في ذلك ويسكككت عككن قككول الحككق ول‬
‫يستحق اللعنات بنص القككرآن قككال‬ ‫مون ما أ َ‬ ‫يبلغ كلمة الله فهو ممن‬
‫كك‬ ‫م‬ ‫دى‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ت‬ ‫نا‬ ‫ي‬‫ب‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫نا‬ ‫ْ‬
‫ن ي َك ْت ُ ُ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ إ َ ْ َ ّ َ إ ّ َ ُ َ ْ إ ْ‬
‫ن‬ ‫ل‬ ‫ز‬‫ن‬ ‫ن ال ّ إ‬
‫ذي َ‬ ‫تعالى‪} :‬إ إ ّ‬
‫م‬‫ه وَي َلعَن ُهُكك ُ‬
‫م اللكك ُ‬ ‫ب أولئ إكك َ‬
‫ك ي َلعَن ُهُكك ُ‬ ‫س إفي الك إَتا إ‬
‫ما ب َي ّّناه ُ إللّنا إ‬
‫ب َعْد إ َ‬
‫ن{ وهذا في مجرد كككاتم العلككم فقككط‪ ،‬فكيككف بمككن‬ ‫عُنو َ‬ ‫الّل إ‬
‫يذهب إلى أبعد من مجرد كتمان العلم إلى تزكية الطككاغوت‬
‫وتزكية الككذي يككوالي إعككداء اللككه وتزكيككة الظككالم المحككارب‬
‫للسلم والدعوة‪ ،‬والناشر للربا والفساد؟‬
‫نحن يسرنا أن يتوب الشيخ مكن هككذا المكر ويقلككع عككن‬
‫مثل هذه التزكيات الخطيككرة الككتي تككدخله فككي كلم الشككيخ‬
‫محمد بن عبدالوهاب ويسرنا أن يتحول الشككيخ مككن مككدافع‬
‫عن النظام إلى مدافع عن الحككق والككدين وكاشككف لجرائككم‬
‫النظام ضد السلم‪ ،‬لكن هذا ليس هو الهككم‪ ،‬إن الهككم هككو‬
‫أن يتذكر المسلمون أنهم ل يأخذون الككدين إل ممككن يوافككق‬
‫كلمه الكتاب والسككنة وينككزل علككم الشككرع بأمككانه وإخلص‬
‫على الواقع حتى يكون موقعا عككن اللككه فككي ركككب العلمككاء‬
‫المصلحين‪.‬‬
‫والمسلم ليس متعبد بكلم ابن باز ول ابن عككثيمين بككل‬
‫هو متعبد بقول الله وقول رسوله صككلى اللككه عليككه وسككلم‪،‬‬
‫ومكن فضككل اللككه علينكا أنكه ليككس فكي السككلم كهنككوت ول‬
‫فاتيكان يحتكر تفسير القككرآن وفهككم السككنة‪ ،‬بككل إن الحككق‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(87‬‬

‫حك َككم علككى الرجككال وليككس‬


‫الذي في الكتاب والسككنة هككو ال َ‬
‫م على الكتاب والسنة‪...‬‬ ‫حك َ ٌ‬
‫الرجال َ‬
‫إن مشكلة الشيخ بن باز ليست مجرد تزكية النظام بل‬
‫لقد اضككطر الشككيخ أن يتنككاقض أكككثر مككن مككرة فككي فتككاواه‬
‫بسبب مداراة النظام‪.‬‬
‫ومن أمثلة هذا التناقض الصريح‪:‬‬
‫فتوى الشيخ في تحريم الستعانة بغير المسلمين الككتي‬
‫وجهككت لجمككال عبككد الناصككر‪ ،‬والككتي قككال فيهككا الشككيخ أن‬
‫الستعانة ل تجوز حتى عند الضرورة‪ ،‬وكككان ذلككك هككو هككوى‬
‫النظام في تلك الفككترة‪ ،‬ومككرت السككنين وانقلبككت الصككورة‬
‫فاحتاج آل سعود لقلب الفتوى فككانقلب معهككم الشككيخ ولككم‬
‫يكتف بتجويز الستعانة للضرورة بل اعتبرها واجبة وآثم من‬
‫لم يعملها!!‬
‫تناقض آخر وقع فيه الشيخ عندما أصدر بيانا ينصح فيككه‬
‫حكمتيار بالنضمام إلى "ولي المر" رباني مككع أن حكمتيككار‬
‫له جيشه وله أراضيه التي يسيطر عليهككا‪ ،‬وميككزة ربككاني أن‬
‫هككوى الدولككة معككه‪ ،‬وعنككدما حصككلت حككرب اليمككن كككان‬
‫النفصاليون الشيوعيون فككي حكككم الخككوارج علككى الحككاكم‬
‫حسب نظرية الشيخ‪ ،‬ومع ذلك فقد أصدر الشيخ بيانا ً يككدعو‬
‫فيه إلى حقن الدماء والصلح بيككن الفريقيككن ولككم يككدع إلككى‬
‫النضككمام إلككى ولككي المككر‪ ،‬لن هككوى النظككام كككان مككع‬
‫الشيوعيين!!‬
‫هذا فضل عن قائمة الفتاوى الصككادرة مككن الشككيخ تبعككا‬
‫لرغبة النظام وأولها فتوى اسككتدعاء القككوات الككتي أعتبرهككا‬
‫الشيخ واجبة وليسككت مجككرد جككائزة‪ ...‬ثككم بيككان هيئككة كبككار‬
‫العلمككاء ضككد خطككاب المطككالب وبيككان الهيئككة ضككد مككذكرة‬
‫النصيحة وبيان الهيئة ضككد لجنككة الككدفاع‪ ،‬وبيككان الهيئككة فككي‬
‫المر بتوقيكف الشكيخين سكلمان وسكفر مكن أجكل "حماي ة‬
‫المجتمككع مككن أخطائهمككا "والفتككاوى الخيككرة الككتي جعلككت‬
‫المريكان من المعاهدين معصومي الدم واعتبار قتلهم مككن‬
‫أعظم أنواع الفساد في الرض!!‬
‫ترى هل قرأ الشيخ كلم شيخ السلم بن تيميككه فيمككن‬
‫يفتى بخلف الكتاب والسنة موافقككة لهككوى السككلطان قككال‬
‫في الفتاوى‪) :‬ومتى ترك العككالم مككا علمككه مككن كتككاب اللككه‬
‫وسنة رسوله صككلى اللككه عليككه وسككلم واتبككع حكككم الحككاكم‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(88‬‬

‫المخالف لحكككم اللككه ورسككوله كككان مرتككدا كككافرا يسككتحق‬


‫العقوبة في الدنيا والخرة( ]‪.[111‬‬
‫نسأل الله أن يبصر المسلمين جميعا بككدينهم ويرزقهككم‬
‫الفرقككان الككذي يفرقككون بككه بيككن علمككاء الرحمككن وعلمككاء‬
‫السلطان‪.‬‬
‫عن نشرة الصلحا‬
‫)‪(28‬‬
‫‪/23‬سبتمبر‪1996/‬‬
‫م‬

‫ملحق )‪(9‬‬
‫من هم علماءا السلم‬
‫الحركة السلمية للصلحا‬

‫‪ 111‬الفتاوى ج ‪35‬ص ‪373-372‬‬


‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(89‬‬

‫مقالين ُنشرا في "الصلح" أثككارا جككدل ً ونقاشككا ً هامككا ً‬


‫فككي أوسككاط الحركييككن السككلميين وطلبككة العلككم‪ ،‬وفككي‬
‫أوساط المهتمين بمصير الدعوة ومصير الحركة الصلحية‪.‬‬
‫المقال الول‪ :‬كان عبارة عن أسئلة موجهة للشيخ بككن‬
‫عثيمين مبنية على حديث له لصحيفة "المسلمون"‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬حول كلم منسوب للشيخ بن باز في الصحافة‬
‫السعودية‪.‬‬
‫هذا النقكاش جعكل البيئكة مهيئكة للحكديث عكن العلمكاء‬
‫الرسكككميين وعلقتهكككم بالدولكككة وعلقتهكككم بالمشكككروع‬
‫الصلحي‪ ،‬بشكل أشمل وأعمق‪ .‬ولربمككا سككنحت الفرصككة‬
‫الن لوضكككع النقككاط علكككى الحككروف فكككي هككذه القضككية‬
‫الحساسة‪ ،‬بعد أن مضى من الزمن والحداث والختبككارات‪،‬‬
‫ماكشف كثيرا من المستور‪ ،‬وشكك في بعككض الموروثككات‪،‬‬
‫التي تلقاها الناس وكأنها مسلمات‪.‬‬
‫التمييز بيككن علمككاء رسككميين وغيككر رسككميين لككم يكككن‬
‫واضحا ً قبل أن تدخل الصحوة في مواجهة مع النظام والتي‬
‫بدأت بشكل واضح منذ أزمة الخليج الثانية‪ ،‬وتصككاعدت بعككد‬
‫ذلك في الخطوات الصلحية التي تلت أحداث تلك الزمككة‪.‬‬
‫ثم بلغت ذروتها في الحملة الشرسة ضد العلمككاء والككدعاة‪،‬‬
‫التي شنها النظام قبل سنتين ومازالت قائمة إلى الن‪.‬‬
‫ليس المقام هنا مقام تصنيف العلماء‪ ،‬لكنككه اسككتجماع‬
‫للصورة التي تكككونت إثككر تلككك المحنككة والتجربككة القاسككية‪،‬‬
‫ومككن ثككم مراجعككة المواقككف والنظككرات تجككاه العلمككاء‬
‫الرسميين‪ ،‬وخاصة أولئككك الككذين كككانوا ي ُصككنفون إلككى عهككد‬
‫قريب‪ ،‬وكأنهم جزء من كيان الصحوة والحركة الصلحية‪...‬‬
‫ل يجادل أحد بأن آل سعود يعتمدون بشكل كككبير علككى‬
‫من لهم "الشرعية"‪ ،‬وُيجمع كل آل‬ ‫مؤسسة دينية ضخمة تؤ ّ‬
‫سكككعود ‪ -‬حكككتى الملحكككدين منهكككم ‪ -‬علكككى ضكككرورة هكككذه‬
‫المؤسسة‪ ،‬لتأمين انقياد الشعب‪ ،‬الذي يشكل الكدين جكزءا ً‬
‫رئيسيا ً من تركيبته النفسية والثقافية‪ ،‬وأهككم مكونككات هككذه‬
‫المؤسسة الدينية‪ ،‬هي هيئة كبار العلمككاء‪ ،‬والقضككاة‪ ،‬وهيئككة‬
‫المر بالمعروف والنهككي عككن المنكككر‪ ،‬ورغككم ضككخامة هككذه‬
‫المؤسسة من حيث العدد‪ ،‬لكككن قيمتهككا المعنويككة مرتبطككة‬
‫بعككدد قليككل جككدا ً مككن العلمككاء‪ ،‬منحوهككا ثقلهككا فككي الككوقت‬
‫الحاضر وحولوها إلى قككوة فاعلككة‪ ،‬ولككول الرتبككاط برمككز أو‬
‫رمزيككن مككن أولئككك العلمككاء لتهككاوت كككل تلككك المؤسسككة‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(90‬‬

‫وتهاوى ثقلها تمامكًا‪ ،‬وسككبب ذلككك أن الكذين يشكككلون هككذه‬


‫المؤسسة‪ ،‬سككواء كككانوا أعضككاء فككي هيئككة كبككار العلمككاء أو‬
‫قضاة أو فككي هيئككة المككر بككالمعروف والنهككي عككن المنكككر‪،‬‬
‫هؤلء نوعين‪:‬‬
‫الول‪ :‬مغمور غير معروف وليككس لككه تاريككخ علمككي أو‬
‫دعوي يجعل منه صاحب ثقل ينتفع به النظام‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬مشهور ومعككروف لكنككه مفضككوح فككي خيككانته‬
‫متفق علككى أنككه يأكككل بككدينه ويككبيع الفتككاوى ويتككاجر‬
‫للدين و ُ‬
‫بعلمه الشرعي‪.‬‬
‫ويبقى سوى أولئك شخص أو شخصان من المعروفيككن‬
‫المشهورين بسعة معرفتهككم بككالعلوم الشككرعية ونشككاطهم‬
‫العلمككي والتدريسككي‪ ،‬وفككي نفككس الككوقت صككلحهم علككى‬
‫المستوى المالي والسلوكي‪ ،‬ونجاتهم من مشكلة المتاجرة‬
‫"ماليًا" بالفتاوى والمواقف الدينية‪.‬‬
‫قبككل أن تبككدأ مواجهككة الصككحوة مككع النظككام‪ ،‬وقبككل أن‬
‫يدخل العلماء في اختبار "تغيير المنكر" كان قد سطع نجككم‬
‫هؤلء للسببين المذكورين سككابقًا‪ ،‬ولسككبب آخككر هككو غيككاب‬
‫المواجهة بين السلم والنظام مما جعل المقياس محككدودا ً‬
‫علككى الصككلح الشخصككي والمانككة الماليككة ودرجككة الزهككد‬
‫والتنسك‪ ،‬أما اختيككار العلمككاء علككى قككدر مككواجهتهم للظلككم‬
‫وصدعهم بالحق وإنكارهم للمنكر‪ ،‬فلم يكككن ذلككك الميككدان‬
‫قد فتككح بعككد‪ ،‬ولككذا فككاز نفككر قليككل مككن العلمكاء الرسككميين‬
‫بالقبول لدى الناس‪ ،‬وكسبوا مصداقية كبيرة‪.‬‬
‫جككاءت أزمككة الخليككج وكككان الختبككار الول فانكشككف‬
‫العلماء الرسميون لول وهلة ولككم يقككل واحككد منهككم كلمككة‬
‫الحق‪ ،‬بل لقد تجاوز بعضهم الفتوى بجواز الستعانة بالكفار‬
‫إلى جعلها واجبة ومن َثم آثم من لم يقم بها!‬
‫وحين تحرك الدعاة والعلماء ينتقدون الوضاع الخاطئة‬
‫سعيا ً لتغيير المنكر بلسانهم وقيامككا ً بككواجب البلغّ والصككدع‬
‫بالحق الذي تخلف عنه أولئك الرسميون‪ ،‬حدث تطور آخككر‪،‬‬
‫كل بأمر ملكي لجنككة خماسككية يرأسككها الشككيخ بككن‬ ‫حيث َتش ّ‬
‫باز‪ ،‬مهمة هذه اللجنككة تككأديب أولئككك الككدعاة وفصككلهم عككن‬
‫الخطابة ومنعهم من تأدية الككواجب الشككرعي‪ ،‬وتقككوم هككذه‬
‫اللجنككة بدراسككة القككوائم الككتي تقككدمها لهككا وزارة الداخليككة‬
‫والتقارير التي يعدها جهاز المباحث‪ ،‬ثم تقرر من خلل ذلككك‬
‫أن فلنا ً يجب إيقافه عن الخطابة أو التدريس‪ ،‬وفلنا ً يجككب‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(91‬‬

‫فصله تمامًا‪ ،‬وفلنا ً يجب تنككبيهه‪ ،‬وإذا ُقكدمت القكوائم لهكذه‬


‫اللجنة فقلما ينجو منها أحد فالجميع يوقف أو يفصل‪ ،‬وعلى‬
‫يد هذه اللجنة ُفصل عشرات بل وربما مئككات مككن الخطبككاء‬
‫والدعاة‪ ،‬وفي حيككن كككانت فتككوى الهيئككة بإضككفاء الشككرعية‬
‫على احتلل الكفار لجزيرة العرب دعما ً شرعيا ً دون حككدود‬
‫للنظام‪ ،‬فقد كان تشكككيل اللجنككة الخماسككية المككرة الولككى‬
‫التي ينكشف فيها كون هذه المؤسسة جزء من النظام‪.‬‬
‫لقد ظن الكثير من الدعاة والمصلحين أن هذه التطككور‬
‫دخيل على أعضاء هذه المؤسسة والحقيقة هككي غيككر ذلككك‪،‬‬
‫فلم يكن هناك تغير في سياسة وتفكير أولئك العلمككاء وكككل‬
‫الذي حصل أنهم أصبحوا في الواجهة مع النظككام فانكشككف‬
‫الدور بعد أن كان ل مواجهة‪.‬‬
‫بعككد ذلككك أخككذت مواجهككة الككدعوة مككن قبككل هككذه‬
‫المؤسسة الدينية شكككل ً سياسككيا ً مفضككوحا ً حيككن أصككدرت‬
‫هيئة كبار العلماء بيانا ً ضد خطاب المطككالب‪ ،‬وتحكولت إلككى‬
‫مدافع عككن النظككام ضككد الككدعاة والمصككلحين‪ ،‬وكككذلك ضككد‬
‫ُ‬
‫الشعب كله الذي دعم هذه المطالب‪.‬‬
‫ولم يكن بيان الهيئة ضد خطاب المطالب زلة أو هفككوة‬
‫بل كانت عمل ً مؤسسا ً مقصودًا‪ ،‬وثبت ذلك حين تكرر ذلككك‬
‫الموقف في بيان الهيئة ضد مككذكرة النصككيحة‪ ،‬ذلككك البيككان‬
‫الذي احتوى من العبارات ما ل يقبلها حتى المسلم العامي‪،‬‬
‫معككدي المككذكرة‬ ‫لنه تهجككم علككى النيككات والمقاصككد واتهككم ُ‬
‫بسككوء النيككة وقصككد التخريككب‪ ،‬ثككم عككادت الهيئككة وكككررت‬
‫العملية في بيانها ضد لجنة الككدفاع‪ ،‬توطئككة للحملككة المنيككة‬
‫التي شنت ضد اللجنة‪.‬‬
‫بعد ذلك جاءت مرحلة المواجهة الحقيقة والشاملة مككع‬
‫خرت الهيئككة‬ ‫الدعوة والمصككلحين وعلمككاء الحككق‪ ،‬حيككث سكك ّ‬
‫مظلتها وخاصة الشيخ عبدالعزيز بن باز لعتقككال الشككيخين‬
‫سلمان وسفر‪ ،‬في خطاب طويكل‪ ،‬اسككتخدمه النظككام علنككا ً‬
‫في تكبرير اعتقككال الشكيخين وشكن الحملكة الضككخمة علككى‬
‫المصلحين والدعاة‪.‬‬
‫ككل الصككفوة مككن العلمككاء وازدادت حملككة‬ ‫ومنذ أن اع ْت ُق‬
‫القمع والعتقال وُأعلنت الحككرب المكشككوفة علككى الككدعوة‬
‫والهيئة لتزال في ولئها المطلق وطاعتهككا التامككة للنظككام‪،‬‬
‫وتكرر الموقف تلو الموقف في التفاني فككي تزكيككة النظككام‬
‫والدفاع عنه واتهككام كككل مككن يسككعى لنكككار المنكككر بإثككارة‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(92‬‬

‫الفتنة والبلبلة‪ ،‬بككل وأبعككد مككن ذلككك التككبرع بمجموعككة مككن‬


‫الفتككاوى فككي وصككف أعمككال أخككرى بالفسككاد فككي الرض‬
‫وضرورة تطبيق حد الحرابة على فاعليها!‬
‫إن إدراك هذه القضية وتصككورها علككى الككوجه الصككحيح‬
‫ضروري جدا ً لسلمة مسككيرة الصككحوة‪ ،‬وهنككاك فككرق كككبير‬
‫بين أن ُيعتبر هؤلء العلماء جزء مككن كيككان الصككحوة ودعككاة‬
‫الصلح وعلماء الدعوة‪ ،‬أو أن ُيعتبروا جزءا ً من النظام بككل‬
‫ركنا ً من أركانه وأكثر أهمية له مككن جهككاز المبككاحث وجهككاز‬
‫العلم‪.‬‬
‫إن مهمككة العككالم فككي السككلم ليسككت مجككرد صككلحه‬
‫الشخصي ونزاهته المالية‪ ،‬بل إن مهمتككه هككي التوقيككع عككن‬
‫اللككه‪ ،‬وحمككل أمانككة العلككم ووراثككة النبككوة‪ ،‬والعككالم يقككترف‬
‫جككب البلغّ وكتمككان‬ ‫َ‬ ‫جريمككة عظيمككة لمجككرد قعككوده عككن وا‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫ن الب َي ّن َككا إ‬ ‫َ‬ ‫مكك‬‫ككا إ‬ ‫ْ‬
‫ما أن َْزلن َ‬ ‫ن َ‬ ‫مو َ‬ ‫ن ي َك ْت ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ن ال ّ إ‬
‫ذي‬ ‫العلم قال تعالى‪} :‬إ إ ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫كك‬
‫َ َُُ ُ‬‫ه‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫كك‬
‫إ‬ ‫ئ‬ ‫ل‬ ‫أو‬ ‫ب‬ ‫إَ إ‬ ‫ككا‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ككي‬ ‫ف‬
‫إ إ‬ ‫س‬ ‫ككا‬‫ما ب َي ّّنا ُ إ ّ‬
‫ن‬ ‫لل‬ ‫ه‬ ‫ن ب َعْد إ َ‬ ‫م ْ‬ ‫دى إ‬ ‫َوال ْهُ َ‬
‫ن{‪ ،‬ول يسلم العالم مككن هككذه اللعنككة ‪-‬‬ ‫عُنو َ‬ ‫ّ‬
‫م الل إ‬ ‫ْ‬
‫ه وَي َلعَن ُهُ ُ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫في اليككة الككتي َتتلوهككا }إ إّل‬ ‫َ‬ ‫ماجاء‬‫ُ‬ ‫لعنة الكتمان َ‪ -‬إل إذا أدى‬
‫ب‬ ‫وا ُ‬ ‫م وَأن َككا الت ّكك ّ‬ ‫ب ع َلي ْهإ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حوا وَب َي ُّنوا فأولئ إك أُتو ُ‬ ‫َ‬ ‫صل َ ُ‬ ‫ن َتاُبوا وَأ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ إ‬
‫م{‪ ،‬وكتمان العلم ليس هو كتمان الكتاب والسككنة فل‬ ‫حي ُ‬ ‫الّر إ‬
‫أحد يستطيع كتمان الكتاب والسنة‪ ،‬لكنه عدم إنزالهككا علككى‬
‫الوجه الصكحيح‪ ،‬فكي النكوازل الكتي يسكتوجب علكى العكالم‬
‫إنزال النصككوص عليهككا‪ .‬هككذه الجريمككة العظيمككة إذا اكتفككى‬
‫بالكتمان فقط‪ ،‬فكيككف إذا خككان المانككة‪ ،‬وكككذب علككى اللككه‬
‫ككوله‪َ.‬‬ ‫حين يبلغ عنه غير ما أراد سبحانه في كتككابه وسككنة رس‬
‫م ن َب َككأ‬ ‫ل ع َل َي ْهإكك ْ‬ ‫الله تعالى‪َ} :‬وات ْ ُ‬ ‫ها فَككأ َ‬‫فهؤلء هم المقصودون بقول‬
‫ن‬ ‫َ َإ َ‬ ‫كك‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ككا‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫طا‬ ‫َْ‬ ‫ي‬ ‫كك‬ ‫ش‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ه‬‫ََْ ُ‬ ‫ع‬‫ب‬ ‫ت‬ ‫من ْ َ‬
‫خ إ‬ ‫سل َ َ‬ ‫ذي آت َي َْناه ُ آَيات إَنا َفان ْ َ‬ ‫ال ّ إ‬
‫ض‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شككئ َْنا لَرفَعْن َككاه ُ ب إهَككا وَلكككك إن ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َْغاإوي‬
‫خلككد َ َ إ إلككى ْ الْر َ إ‬ ‫هأ ْ‬ ‫ن * وَلوْ إ‬ ‫َ‬
‫ث أوْ‬ ‫ل ع َلْيكهإ ي َلهَكك ْ‬ ‫مكك ْ‬ ‫ح إ‬ ‫ب إإن ت َ ْ‬ ‫ل ال ْك َْلك إ‬ ‫إ‬ ‫مَثك‬‫ه كَ َ‬ ‫مث َُلك ُ‬ ‫واه ُ فَ َ‬ ‫هك َ‬ ‫َوات َّبكعَ َ‬
‫ص‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ن كككذ ُّبوا إبآَيات إن َككا فاق ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ي َلَهث ذ ّل إك َ‬ ‫ْ‬ ‫ت َت ُْرك ْ ُ‬
‫صكك إ‬ ‫ذي َ‬ ‫قككوْم إ الكك إ‬ ‫مثل ال َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ن{‪ ،‬هذه هكي الطريقككة الكتي وصككف‬ ‫فك ُّرو َ‬ ‫م ي َت َ َ‬ ‫ص لعَلهُ ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ق َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫القرآن بها العلماء وميز بها من يقوم بككواجب البلغّ أو يكتككم‬
‫البلغّ وأشد من ذلك من يكذب على الله ويخون المانة‪.‬‬
‫والحديث هنا ليس في مقام نصح وتذكير أولئك العلماء‬
‫ولو أن نصحهم وتذكيرهم واجككب مهمككا عظمككت جريمتهككم‪،‬‬
‫لكنه حديث موجه لشباب الدعوة‪ ،‬وكككل المنتميكن لمسكيرة‬
‫الصلح أن يعرفوا رجالهم‪.‬‬
‫إن تراكككم الشككهرة والسككمعة الحسككنة لبعككض العلمككاء‬
‫الككذي اجتمككع قبككل أن يبككدأ الختبككار الحقيقككي ينبغككي أن ل‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(93‬‬

‫يحرفنا عن الطريقة القرآنية في معرفة العلماء المتبككوعين‬


‫المطاعين‪ .‬وليس المطلوب هنا تجريككم فلن أو سككب فلن‬
‫أو لعن فلن‪ ،‬لكن المطلوب هو أن ليخككدع شككباب السككلم‬
‫نفسه ويستمر في التعامل مع أولئك العلماء وكأنهم قيادات‬
‫إصلحية ورؤوس في إنكار المنكر‪.‬‬
‫إن توقير شخص معين لعلمه أو لسنه أو لجهد بذله في‬
‫يوم من اليام‪ ،‬ليعني أبدا ً وضعه في موضع القيادة والتباع‬
‫واللجوء عند النوازل‪ ،‬بل الولى الرجوع إلى القرآن والسنة‬
‫وتعلم طريقة التعامل مع العلماء على مككا ورد فككي القككرآن‬
‫والسنة‪ ،‬ومعرفة العلماء الحقيقيين الككذين تسككتفتيهم المككة‬
‫وتنزل عند اختياراتهم‪.‬‬
‫ما نقل عن الشيخ بن عكثيمين فكي جريكدة المسكملون‬
‫وما نقل عن الشيخ بككن بككاز فككي الصككحافة السككعودية‪ ،‬ممككا‬
‫تنككاوله مقككالي "الصككلح" يمثلن نمككوذج النكشككاف لهككذه‬
‫المجموعة‪ ،‬وهي فرصة لمككن يريككد التقييككم علككى الطريقككة‬
‫القرآنيككة والنهككج المحمككدي‪ ،‬والقريبككون مككن الشككيخين‬
‫يلحظون التزامهمككا علككى المسككتوى الشخصككي مككن حيككث‬
‫العبككادة والسككتقامة ومككن حيككث النزاهككة الماليككة والزهككد‪،‬‬
‫ويلحظون كككذلك سككعة علمهمككا الشككرعي وقككدراتهما فككي‬
‫التدريس والتعليم‪ ،‬لكنهككم يلحظككون كككذلك مككا عنينككاه فككي‬
‫كلمنا السابق من مشكلة كككبيرة فككي القضككية الهككم وهككي‬
‫حقيقة قيامهم بواجب البلغّ‪.‬‬
‫نحن نتمنى على الشيخين بن باز والشككيخ بككن عككثيمين‬
‫أن يتوبا إلى الله ويصلحا ويبينككا بمعنككى أن يعترفككا بمككا كككان‬
‫مخالفا ً من كلمهما للشرع وينبها المة على هذا الخطأ كما‬
‫جاء فككي هككدي القككرآن‪ ،‬ونتمنككى أن يتحككول الشككيخ بككن بككاز‬
‫م واجهين للظلكم‪،‬‬ ‫والشيخ بن عثيمين إلى صادعين بكالحق‪ُ ،‬‬
‫محاربين للطغيان‪ ،‬داعمين لكل راية دعوة وإصلح‪ ،‬غيككر أن‬ ‫ُ‬
‫الهككم هككو أن يككدرك شككباب الصككحوة والمنتميككن لمسككيرة‬
‫الصلح حقيقة العالم العامل‪ ،‬الداعي لعلمه‪ ،‬الصككابر علككى‬
‫الذى فيه‪ ،‬المجاهد في سبيله‪ ،‬وحقيقة العالم الذي كتم مككا‬
‫علمه الله‪ ،‬بل كذب على الله ورسوله وخان المانة‪.‬‬
‫لقد مضى من الزمن مككا يكفككي للختبككار‪ ،‬ولقككد أثبتككت‬
‫اليام أن هيئة كبار العلماء وكل المنتسبين لها لم يقفككوا ول‬
‫سككجلت كككل‬ ‫موقفا ً واحدا ً مع الككدعوة وضككد الظلككم‪ ،‬ولقككد ُ‬
‫مككواقفهم مككع الظلككم والطغيككان وضككد الككدعوة‪ ،‬وأنككه لمككن‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(94‬‬

‫الحمق وسوء التصرف أن يلجأ المككرء لعككدوه مككن أجككل أن‬


‫يحميه‪.‬‬
‫إن مشكككلة أعضككاء المؤسسككة الدينيككة ليسككت مجككرد‬
‫العجز‪ ،‬فالعاجز بإمكانه أن يعترف بعجزه ويقول "أنا عاجز"‬
‫ويستقيل ويخرج منها كفافًا‪ ،‬لكن أحدا ً منهم لم يعمل ذلك‪،‬‬
‫ولو عمله لصنع خيرا ً كككثيرًا‪ ،‬لكككن مشكككلتهم هككي الوقككوف‬
‫بثقل وجدية ونشاط مع الباطل وتأييككده بالكلمككة والموقككف‬
‫والفتوى والدفاع عنه بما ُيستطاع‪.‬‬
‫هذا الحديث ليس المراد منكه أن يقكال أن فلن صككالح‪،‬‬
‫وفلن مككن أهككل الجنككة وفلن مككن أهككل النككار‪ ،‬فككالله أعلككم‬
‫بقلوب الناس ومقاصككدهم ونيككاتهم وأعمككالهم وخككواتيمهم‪،‬‬
‫لكن المقصود هككو الجككانب العملككي فككي القضككية ومككن هككو‬
‫العالم المتبوع‪ ،‬وكأننا في هذا الستعراض قد علمنككا حقيقككة‬
‫العالم المتبوع‪ ،‬وهل يستحق أعضاء هيئة كبار العلمككاء هككذه‬
‫الصفة أم ل‪.‬‬
‫نسأل الله أن يبصرنا جميعا ً بأنفسنا وبعلماءنككا ويعرفنككا‬
‫بحالنا وأوضاعنا على الوجه الصحيح‪ ،‬ويلهمنككا الصككواب فككي‬
‫القول والعمل‪.‬‬
‫نشرة‬
‫الصلحا‪/‬العدد )‬
‫‪(33‬‬
‫‪/28‬أكتوبر‪1996/‬‬
‫م‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(95‬‬

‫ملحق )‪(9‬‬
‫خطاب ابن باز‬
‫إلى عدو الله نايف وزير‬
‫داخلية ال سلول‬
‫من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضككرة صككاحب‬
‫السمو الملكي المير المكككرم نككايف بككن عبككد العزيككز وزيككر‬
‫الداخلية وفقه الله‪.‬‬
‫وبعد‪:‬‬ ‫سلم عليكم ورحمة الله وبركاته‬
‫فأشير إلى كتاب سموكم الكريم رقم )م‪/‬ب‪/4/192/‬م‬
‫ص( وتاريخ )‪ (22/3/1414-21‬هك المتضككمن تككوجيه خككادم‬
‫الحرمين الشريفين حفظه اللككه بعككرض تجككاوزات كككل مككن‬
‫سفر بن عبد الرحمن وسلمان بككن فهككد العككودة فككي بعككض‬
‫المحاضرات والدروس على مجلس هيئة كبككار العلمككاء فككي‬
‫دورته الحادية والربعين المنعقدة بالطائف ابتداء من تاريككخ‬
‫)‪ (18/3/1414‬هك ضمن ما هو مدرج في جدول أعماله‪.‬‬
‫وأفيد سموكم أن مجلس هيئة كبار العلماء إطلككع علككى‬
‫كتاب سككموكم المشككار إليككه ومشككفوعة ملخككص لمجككالس‬
‫ودروس المذكورين من أول محرم ‪ 1414‬هككك ونسككخة مككن‬
‫كتاب سفر الحوالي "وعد كيسنجر" وناقش الموضككوع مككن‬
‫جميع جوانبه واطلع كذلك على بعض التسجيلت لهما‪ ،‬وبعد‬
‫الدراسة والمناقشة رأى المجلس بالجماع‪:‬‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(96‬‬

‫)مواجهككة المككذكورين بالخطككاء الككتي عرضككت علككى‬


‫المجلككس ‪ -‬وغيرهككا مكن الخطككاء الكتي تقكدمها الحكومككة ‪-‬‬
‫بواسطة لجنة تشكلها الحكومة ويشترك فيها شخصان مككن‬
‫أهككل العلككم يختارهمككا معككالي وزيككر الشككئون السككلمية‬
‫والوقاف والدعوة والرشاد فإن اعتذرا عن تلك التجاوزات‬
‫والتزما بعدم العودة إلى شككيء منهككا وأمثالهككا فالحمككد للككه‬
‫ويكفككي وإن لككم يمتثل منعككا مككن المحاضككرات والنككدوات‬
‫والخطب والدروس العامة والتسجيلت حماية للمجتمع من‬
‫أخطائهما هداهما الله وألهمهما رشدهما( اهك‪.‬‬
‫وقد طلب إلي المجلس إبلغّ سموكم رأيه هذا‪.‬‬
‫وأعيكككد لسكككموكم برفقكككه كتكككابكم المشكككار إليكككه‬
‫ومشفوعاته‪.‬‬
‫وأسككأل اللككه أن يوفككق خككادم الحرميككن الشككريفين‬
‫وسموكم لما يحبه ويرضاه وأن يعين الجميع على كككل خيككر‬
‫إنه سميع قريب‪.‬‬
‫والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬

‫مفتي عام الملكة العربية السعودية‬


‫ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة‬
‫البحوث العلمية والفتاء‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(97‬‬

‫الفهّرس‬
‫ص‬ ‫الموضوع‬
‫‪1‬‬ ‫المقدمة‪................................................‬‬
‫‪............ (1‬‬
‫‪6‬‬ ‫ابن باز‪ ..‬والصلح مع‬
‫‪ (2‬اليهود‪........................................‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪ (3‬ابن باز‪ ..‬والستعانة‬
‫‪1‬‬ ‫بالمريكان‪.....................................‬‬
‫‪1‬‬ ‫ابن باز‪ ..‬والحاكم بغير ما أنزل‬
‫‪7‬‬ ‫‪ (4‬الله‪..................................‬‬
‫ابن باز‪..‬‬
‫والشيوعية‪2 .............................................‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪(5‬‬
‫‪...‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪ (6‬ابن باز‪ ..‬وجهاد‬
‫‪3‬‬ ‫الصليبين‪..........................................‬‬
‫‪2‬‬ ‫ابن باز‪ ..‬وتعبيد الناس لل‬
‫‪7‬‬ ‫‪ (7‬سعود‪...................................‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪ (8‬ابن باز‪ ..‬ونشرات‬
‫‪2‬‬ ‫"اللجنة"‪.........................................‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪ (9‬ابن باز‪ ..‬والخروج على طواغيت‬
‫‪4‬‬ ‫الحكم‪.............................‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪ 1‬ابن باز‪ ..‬وسلمان‬
‫‪8‬‬ ‫‪ 0‬وسفر‪............................................‬‬
‫‪ 1‬اخيرا ‪4 ....................................................‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪.......... 1‬‬
‫‪ 1‬ملحق )‪ : (1‬رسالة إلى ابن باز ببطلن فتواه‬
‫‪4‬‬ ‫‪ (2‬بالصلح مع اليهود‪ /‬بقلم المام‪ :‬أسامة بن‬
‫‪1‬‬ ‫لدن‪..............................................‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪ 1‬ملحق )‪ : (2‬ابن باز بين الحقيقة والوهم‪ /‬بقلم‬
‫‪9‬‬ ‫‪ (3‬المام‪ :‬أيمن الظواهري‪..‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪ 1‬ملحق )‪ : (3‬رسالة إلى ابن باز حول فتواه‬
‫مفتي مملكة ال سعود‪ :‬عبد العزيز بن باز‬
‫)‪(98‬‬

‫بجواز الصلح مع اليهود‪ /‬مجموعة من‬ ‫‪(4‬‬


‫‪2‬‬ ‫المشايخ‪................................................‬‬
‫ملحق )‪ : (4‬مناقشة ابن باز في اشتراطه‬ ‫‪1‬‬
‫‪5‬‬ ‫الستحلل لتكفير المبدل‪ /‬بقلم الشيخ‪ :‬أبي‬ ‫‪(5‬‬
‫‪7‬‬ ‫بصير ‪...................................................‬‬
‫‪6‬‬ ‫ملحق )‪ : (5‬زل حمار العلم في الطين‪ /‬بقلم‬ ‫‪1‬‬
‫‪8‬‬ ‫الشيخ‪ :‬أبي محمد المقدسي‪..‬‬ ‫‪(6‬‬
‫ملحق )‪ : (6‬وهل أفسد الدين إل الملوك وأحبار‬ ‫‪1‬‬
‫‪7‬‬ ‫سوء ورهبانها‪ /‬بقلم الشيخ‪ :‬أبي محمد‬ ‫‪(7‬‬
‫‪3‬‬ ‫المقدسي‪...........................................‬‬
‫ملحق )‪ : (7‬رسالة مفتوحة إلى الشيخ عبد‬ ‫‪1‬‬
‫‪7‬‬ ‫العزيز بن باز‪ /‬الحركة السلمية‬ ‫‪(8‬‬
‫‪7‬‬ ‫للصلح ‪................................................‬‬
‫ملحق )‪ : (8‬ابن باز بين محمد بن عبد الوهاب‬ ‫‪1‬‬
‫‪8‬‬ ‫وابن تيمية‪ /‬الحركة السلمية‬ ‫‪(9‬‬
‫‪1‬‬ ‫للصلح ‪................................................‬‬
‫‪8‬‬ ‫ملحق )‪ : (9‬من هم علماء السلم‪ /‬الحركة‬ ‫‪2‬‬
‫‪6‬‬ ‫السلمية للصلح‪.......‬‬ ‫‪(0‬‬
‫‪9‬‬ ‫ملحق )‪ : (10‬خطاب ابن باز إلى عدو الله‬ ‫‪2‬‬
‫‪2‬‬ ‫نايف‪.....................‬‬ ‫‪(1‬‬

You might also like