You are on page 1of 3

‫الغـيـر ‪-‬الوضـع البشـري‬

‫العـلقاـة بالغيـر‬ ‫مـعرفة الغيـر‬ ‫وجـود الـغيـر‬


‫تعتبر إشكالية العلقاة بالغير صلب إشكالية مفهوم الغير‪,‬إذ في هذا الطإار تواجهنا ‪-‬‬ ‫الى جانأب إشكالية وجود الغير يثير مفهوم الغير إشكالية أخآرى تتمثل في معرفة الغير‪.‬فهل ‪-‬‬ ‫يشكل مفهوم الغير مفهوما حديثا في الفلسفة وان كان حاضرا ضمن الفلسفات ‪-‬‬
‫جملة من التساؤلت والساتفهامات من قابيل‪.‬كيف تتحدد علقاة النأا بالخآر؟ هل هي‬ ‫معرفة الغير ممكنة أم غير ممكنة ؟ وإذا أمكننا أن نأعرفا الغير فهل نأعرفه كذات واعية مقابلة‬ ‫القديمة‪.‬من بين الشكالت التي يثيرها مفهوم الغير تلك التي ترتبط بإشكالية وجود الغير‬
‫علقاة تشابه وتطابق؟ أم هي علقاة تباين واخآتلفا وتغاير؟ وبالتالي إذا كان الغير هو‬ ‫لذاتي أم كموضوع خآارجي منفصل عني ؟أم كمجرد مقولة وجودية؟‬ ‫فكيف يتحدد إذن وجود الغير؟‬
‫الذات الواعية المقابلة لذاتي أي النأا الذي ليس أنأا‪.‬فكيف تتحدد علقاتي به؟‬ ‫يعتبر الفيلسوفا الوجودي "جون بولا ساارتر" أن معرفة الغير غير ممكنة ذلك لنأه النأا *‬ ‫لقد اخآتلفت التصورات الفلسفية في إجابتها عن هذه الشكالية‬
‫‪.‬لقد شكلت هذه التساؤلت بؤرة إشكالية توزعت إزاءها التصورات الفلسفية المختلفة‬ ‫الذي ليس أنأا‪.‬ومن ثم فهو يتغاير ويختلف معي ‪.‬وهكذا فإنأني حينما أدركه فأنأا أدركه‬ ‫فنجد الفيلسوفا" ميرلوبونأتي" ينظر إلى وجود الغير كوجود مزدوج‪,‬فهو وجود في ذاته *‬
‫ونأجد الفيلسوفا "مارتن هيدجر" ينخرطإ ضمن النقاش المتعلق بإشكالية العلقاة *‬ ‫كموضوع خآارجي انأه مجرد معطى امبريقي فهو الجسد الذي ل يشبه جسدي ومن ثم تفصلنا‬ ‫ووجود لذاته‪.‬ذلك إن الغير يتبدى للنأا كمعطى امبريقي انأه شيء من الشياء بحيث ان أولا‬
‫بالغيرالتي هي تتجاوز مستوى التحاور النأطولوجي الى مستوى اللتقاء والشتراك في‬ ‫عنه مسافة انأطولوجية إن الغير إذن حسب ساارتر تجمعني معه علقاة نأفي و لدمي س‬
‫س ودعددمم‬ ‫ما يدرك في الغير هو صورة جسده من ثم فهو مجرد موضوع من المواضيع الطبيعية‪.‬لكن‬
‫بناء التجربة الوجودية النأسانأية الحيوية المشتركة وهكذا نأجد "هيدجر" ان النأا يوجد‬ ‫ساتتدحا دلة فهو وان كان يتبدى لي كصورة ذهنية فان معرفته تظل مع ذلك غير ممكنة‬ ‫‪ .‬وإت م‬ ‫الغير ليس فقط شيئا من الشياء بل هو ذات واعية مقابلة لذاتي‪.‬وعليه فالغير من حيث هو‬
‫في الوجود هنا أي يوجد في العالم وهو وجود يتحدد من خآللا الوجود مع والوجود من‬ ‫في ذات السياق بنا ’ميرلوبونأتي’تصوره حين اعتبر أن إدراك الغير غير ممكن لنأه يتبدى *‬ ‫‪.‬وجود امبريقي يكون موجودا في ذاته ومن حيث هو ذات واعية يكون موجودا لذاته‬
‫اجل فالوجود مع هو اشتراك النأا مع باقاي الموجودات في الوجود إما الوجود من اجل‬ ‫للنأا كسلوك وتجربة داخآلية فهو يحضر أمام النأا كوضعية شعورية ونأفسية مستحضرة أو‬ ‫وفي نأفس السياق ينخرطإ الفيلسوفا"جون بولا ساارتر" الذي ينظر إلى وجود الغير *‬
‫فهو اشتراك النأا مع الغير أي مع الذوات العاقالة الخآرى في الوجود وانأطلقاا من هذا‬ ‫كوضعية معيشة في كلتا الحالتين فالغير ل يعني النأا ومن ثم فتجربته مختلفة عن تجربة النأا‬ ‫كوجود سالبي ووجود ايجابي فهو سالبي لنأه يحد من حرية النأا وهو وجود ايجابي لنأه‬
‫الوجود يسعى النأا إلى أن يؤساس علقاة التقاء واشتراك مع الغير وهي علقاة تروم‬ ‫‪.‬وعليه فمعرفته غير ممكنة وان كنا نأخلق وضعية غير مشتركة نأتواصل من خآللها‬ ‫سابب من خآلله يمكن للنأا إدراك وجوده هكذا إذن يتحولا الغير إلى ذلك الوجود الذي من‬
‫تجربة إنأسانأية وجودية حيوية مشتركة‪.‬ويرى بأن علقاة النأا بالغير هي علقاة التقاء‬ ‫أما ’مالبرانأش’ فقد أساس تصوره حولا هذه الشكالية من اعتبار أن معرفة الغير غير *‬ ‫‪.‬خآلله يتسنى للنأا إثبات وجوده‬
‫واشتراك‪,‬وبالتالي فهي تتجاوز كونأها مجرد علقاة تحاور وجودي‬ ‫ممكنة بحيث أن هذا الغير يتبدى للنأا كوعي وكإحساس وهكذا فوعي النأا مختلف عن وعي‬ ‫وينضم إلى هذا النقاش الفيلسوفا"هورسال" الذي يعتبر بأن وجود الغير هو وجود *‬
‫وتساهم المفكرة الفرنأسية "كريستفا" في هذا النقاش بحيث تتناوله من زاوية أخآرى *‬ ‫الخآر وإحساساه مختلف عن إحساس الخآر فليست هناك ميولت مشتركة بين الناس لنأه ما‬ ‫مزدوج انأه ذات او موضوع‪.‬فهو شيء من الشياء وهو ذات واعية تدرك العالم وتوجد في‬
‫هي زاوية الغرابة فنحن غالبا ما نأعتقد أن الخآر مختلف عني والمتباين لهويتي‬ ‫هو خآير بالنسبة لي هو شر بالنسبة للخآر‪.‬وما هو لذة بالنسبة لي ألم بالنسبة للخآر‪ .‬إذن‬ ‫العالم ‪.‬فالغير إذن يتحدد وجوديا من حيث انأه تجربة انأفتح عليها وتفاعل معها وأثر وتأثر‬
‫والمتغاير معي من حيث اللون والعرق والدين واللغة ان هذا الخآر البعيد هو الغريب‬ ‫‪.‬وتبعا لهذا فمعرفة الغير غير ممكنة‬ ‫‪.‬بها إنأها تجربه الخآرين أو بعبارة اخآري هو تجربة النأسان في العالم‬
‫الذي يهدد كيانأي وما علي إل أن ادخآل معه في علقاة صراع ومواجهة ‪ .‬وتعتبر الغير‬ ‫تأسايسا على م اسابق يمكننا أن نأخلص إلى القولا بأن مفهوم الغير من الناحية الوجودية ‪-‬‬
‫الذي ينظر إليه كغريب هو ليس كذلك في الواقاع بل نأحن نأكون عنه فكرة غريبة تسكننا‬ ‫قاد أثار العديد من التساؤلت والساتفهامات الشيء الذي ينم عن خآصوبته وعن طإبيعته‬
‫على نأحو غريب ذلك انأه اذا انأفتحنا على الخآر فسوفا نأكتشف انأه ذات واعية تشبهنا‬ ‫‪.‬الشكالية‬
‫ويمكن أن نأتواصل معها ونأأساس علقاة ايجابية أسااساها التسامح والنأفتاح والحوار‬
‫‪.‬والتواصل علقاة تمكننا من بناء تجربة إنأسانأية مشتركة‬
‫وينضم "ميرلوبونأتي" إلى السجالا الدائر حولا إشكالية العلقاة بالغير بحيث يرى أن *‬
‫العلقاة بين النأا والخآر يمكن أن تكون ايجابية قاائمة على النأفتاح والتعارفا والتواصل‬
‫وذلك فقط حينما تكف الذوات صمتها وتخرج عن عطالتها لهذا يمكن للنأا أن ينفتح‬
‫على الخآر ليتعرفا عليه ويؤساس معه علقاة ايجابية يمكن أن تتحولا إلى علقاة تعايش‬
‫‪ .‬وتطابق وتماهي‬

‫الشخص ‪-‬الوضع البشري‬


‫الشخص بين الضرورة والحرية‬ ‫الشخص بوصفه قايمة‬ ‫الشخص والهوية‬
‫يشكل مفهوم الشخص مفهوما معقدا اساتأثر باهتمام الخطابات الفلسفية المختلفة ‪-‬‬ ‫كيف تتحدد قايمة الشخص؟ بعبارة أخآرى كيف يمكن أن نأنظر إلى الشخص كقيمة أخآلقاية؟ ‪-‬‬ ‫إن الحديث عن الوضع البشري يدعونأا بالضرورة إلى الحديث عن النأسان من حيث هو ‪-‬‬
‫ويتجلى طإابعه الشكالي في بعض المفارقاات التي ينطوي عليها و التي يمكن صياغتها‬ ‫لقد أثار هذا السؤالا مجال فلسفيا اخآتلفت في تناوله الخطابات الفلسفية من ثم نأتساءلا ما‬ ‫كيان يتحدد بالوعي والحساس والشعور في هذا الطإار نأتساءلا كيف تتحدد هوية الشخص‬
‫في الشكل الساتفهامي التالي كيف يتحدد موقاع الشخص بين مقولتي الضرورة والحرية؟‬ ‫هي المقاربات الفلسفية التي تناولته؟ وما هي أساس النظر التي اعتمدتها في ذلك؟‬ ‫حسب التصورات الفلسفية المختلفة؟‬
‫بعبارة أخآرى هل الشخص حر في بناء شخصيته واخآتيار سالوكا ته وتوجهاته أم انأه‬ ‫ينطلق الفيلسوفا المريكي"راولز" في تحديده لقيمة الشخص من خآللا عضويته في *‬ ‫ينطلق"ديـكارت"من فكرة العلء من شأن الذات النأسانأية بحيث بنا مشروعه الفلسفي *‬
‫خآاضع في ذلك لجملة من الحتميات؟‬ ‫المجتمع وانأفتاحه على الخآرين والتزامه بالقيم والمبادئ الخآلقاية العامة فالشخص إذن‬ ‫حولا فكرة الكوجيطو فالفكر أو الوعي هو أسااس الوجود النأسانأي ‪ .‬ومن ثم يمكن القولا‬
‫يرى المحلل النفسانأي "فرويد"بأن الشخص ليس حرا في بناء شخصيته واخآتيار *‬ ‫هو كائن حر تتحدد هويته بالحرية وتحديدا في المجتمعات الديمقراطإية يعتبر المواطإنون‬ ‫بان الشخص حسب ديكارت يتحدد بخاصية الوعي هذه التي تشكل مدخآل نأحو تحديد هوية‬
‫سالوكاته وميولته لن ذلك يتحدد وفق حتميات بيولوجية وسايكولوجية من قابيل حتمية‬ ‫أشخاصا أحرارا متساوين في الحقوق والواجبات ول يمكن أن نأميز بعضنا البعض إل من‬ ‫النأسان واثبات وجوده بخلفا لهذا المنظور العقلنأي لا" ديكارت"نأجد الفيلسوفا‬
‫اللشعور وحتمية الصراع النفسي فال شعور إذن هو ذلك المحدد الخفي الذي يوجه‬ ‫خآللا مهاراتهم وكفاءاتهم ‪.‬إن الشخص إذن حسب" راولز " ل تتحدد قايمته إل من خآللا‬ ‫النأجليزي " جون لوك" ومن خآللا الفلسفة التجريبية يؤساس منظور جديد حولا هوية‬
‫سالوكاتنا ورغباتنا و ميولتنا كما ان شخصية النأسان تتحدد من خآللا حصيلة حتمية‬ ‫النظر إليه ككائن أخآلقاي حسا بالعدالة وشعورا بالخير يدفعه إلى المساهمة في بناء عادلا‬ ‫النأسان ذلك أن الشخص ل يتحدد من خآللا خآاصية الوعي أو الفكر بل يتحدد من خآللا‬
‫الصراع النفسي بين مكونأات الجهاز النفسي هكذا إذن وحسب منظور العلوم النأسانأية‬ ‫‪.‬وخآير أسااساه التعاون الجتماعي‬ ‫‪ .‬خآاصية الحساس‬
‫نأجد النأسان غير قاادر على بلورة سالوكاته وتوجهاته وميولته خآارج ساياق الحتميات‬ ‫في ذات السياق أساس الفيلسوفا اللمانأي " كانأط " تصوره لشكالية الشخص بوصفه *‬ ‫بخلفا لهذا المنظور يرى "جون لوك"يرى بأن العقل ل يعدو أن يكون مجرد إطإار فارغ *‬
‫‪.‬السيكولوجية إذن فالشخص ليس حرا‬ ‫قايمة فإذا كان النأسان ظاهرة من الظواهر الطبيعية وشيئا من أشيائها فان هذا النأسان‬ ‫) فالعقل يولد عبارة عن صفحة بيضاء( تبعا لهذه القناعة يعتبر" جون لوك" بأن أسااس‬
‫خآلفا لهذا المنظور نأجد الفلسافة يقرون بحرية الشخص وان كانأت تتفاوت درجاتها *‬ ‫يسمو عن باقاي الموجودات بالعقل وتحديدا بالعقل العملي الخآلقاي ‪ .‬إن البطاقاة الشخصية‬ ‫هوية الشخص تتحدد من خآللا الحساس والتجربة وليس من خآللا العقل‬
‫تتفاوت بين النسبي والمطلق فهذا الفيلسوفا الفرنأسي " سابينوزا" يرى بأن الشخص‬ ‫الخآلقاية عند النأسان تتحدد أسااساا بشرطإ امتلكه للعقل العملي الخآلقاي هذا الذي يشكل‬ ‫‪.‬والوعي‪,‬فالحساس هو مدخآل الشخص نأحو الوعي بالذات والخآرين‬
‫يظل يراوح مكانأه بين مملكة الضرورة ومملكة الحرية إذ يعتقد انأه حر في رغباته‬ ‫مقدمة نأحو ولوج النأسان عالم ومملكة الخآلق وحيث الواجب والفضيلة والكرامة‪ .‬إن‬ ‫في ذات السياق نأجد الفيلسوفا الشخصانأي "مونأيي " الذي ينظر إلى الشخص ليس *‬
‫والحقيقة انأه ليس كذالك لنأه ليس هناك حرية خآارج الضرورة الطبيعية فالرغبة هي‬ ‫امتلك النأسان للعقل العملي الخآلقاي يجعله يرغم باقاي الذوات العاقالة الخآرى على‬ ‫كموضوع أو شيء من الشياء بل هو بنية شعورية داخآلية فالشخص يختلف عن الفرد إذ‬
‫‪.‬حرية وإرادة من جهة وحاجة وضرورة من جهة أخآرى‬ ‫‪ .‬احترامه وذلك بالنظر اليه كغاية في ذاته ل كوسايلة‬ ‫أن الفردانأية تجعل الفرد ككائن مختلف متمركز حولا ذاته أما الشخصانأية فتجعل من الكائن‬
‫في ذات السياق ينخرطإ الفيلسوفا الفرنأسي "مونأيي" الذي يرى بأن قايمة الشخص *‬ ‫ينخرطإ الفيلسوفا اللمانأي "هيجل" في نأقاش هذه الشكالية إذ يعتبر أن قايمة الشخص *‬ ‫البشري يخرج من تمركزه حولا الذات إلى النأفتاح على العالم ‪.‬إن الشخص حسب" مونأيي‬
‫تتحدد من خآللا عضويته وانأتسابه للمجتمع لكن هل خآضوع الشخص للمجتمع نأفي‬ ‫تتمثل في التزامه بالسلوك الخآلقاي وامتثاله للقانأون المتمثل في الواجب وبكلمة واحدة فان‬ ‫" هو ذلك الواقاع الكلي الشمولي انأه بنية شعورية داخآلية‪ .‬وهكذا فالشخص هو الشيء‬
‫لحريته ‪ .‬يرى "مونأيي"أن الشخص هو بالتعريف كيان حر وانأتمائه للمجتمع ل يجب أن‬ ‫قايمة الشخص الخآلقاية تتحدد في تمثله وامتثاله لروح الشعب أي الخآلق العامة مما‬ ‫الوحيد الذي نأعرفه والذي نأشكله من الداخآل في الوقات نأفسه فبقدر ما يكون الشخص قاادرا‬
‫يلغي ويصادر حريته‪.‬فمن واجب المجتمع أن يصون حرية الفراد وان يرقاى بها وان‬ ‫يؤدي به إلى السمو إلى مرتبه أعلى تتمثل في الوعي بالذات كذات حرة منفتحة على الواقاع‬ ‫‪" .‬في كل مكان فهو ل يوجد في أي مكان كما يقولا "مونأيي‬
‫‪.‬يحترم ميولتهم و خآياراتهم لن الشخص هو الذي يقرر مصيره بنفسه‬ ‫والخآرين و المساهمة في بناء العلقاات الجتماعية على قااعدة جدلية أسااساها التأثر و‬
‫اعتبارا لما سابق يمكننا أن نأخلص إلى القولا بأن إشكالية الشخص بين الضرورة ‪-‬‬ ‫‪.‬التأثير‬
‫والحرية من الشكالت التي شغلت بالا الفلسافة وعلماء النأسان لن الشخص في ذاته‬ ‫تبعا لما سابق يمكن أن نأخلص إلى القولا بأن مفهوم الشخص باعتباره قايمه أخآلقاية قاد ‪-‬‬
‫‪.‬يظل يشكل موضوعا غامضا ومستعصيا يتوجب بذلا المزيد من المجهودات لفهمه‬ ‫‪.‬شكل إشكالية فلسفية معقدة‬

‫التاريخ ‪-‬الوضع البشري‬


‫دور النأسان في التاريخ‬ ‫التاريخ وفكرة التقدم‬ ‫المعرفة التاريخية‬
‫لعل من بين ابرز الشكالت التي تواجه المؤرخآين والبستيمولوجيين هي تلك المتعلقة ‪-‬‬ ‫من بين أهم الشكالت البستيمولوجية التي تعترضنا في حديثنا عن التاريخ تلك المتعلقة ‪-‬‬ ‫إذا كان التاريخ هو تلك المعرفة المرتبطة بالماضي النأسانأي‪,‬فان السؤالا ظل قاائما حولا ‪-‬‬
‫بدور النأسان في التاريخ فما هو دور النأسان في التاريخ‪ .‬بعبارة اخآرى هل التاريخ من‬ ‫بفكرة التقدم في التاريخ اذ يطرح السؤالا التالي كيف يتقدم التاريخ ؟ بعبارة اخآرى كيف‬ ‫علمية المعرفة التاريخية‪.‬فهل التاريخ علم من العلوم النأسانأية؟ وهل تتوفر فيه شروطإ‬
‫صنع النأسان ام ان النأسان من صنع التاريخ؟‬ ‫تتحقق صيرورة التاريخ هل عبر خآط متصل متصاعد نأنتقل فيه من الدنأى الى العلى ام ان‬ ‫المعرفة العلمية المتمثلة في الموضوعية والنزاهة والدقاة ل يعدو ان يكون مجرد معرفة‬
‫لقد اخآتلفت التصورات الفلسفية والبستيمولوجية في اجابتها عن هذا السؤالا فبالرجوع‬ ‫‪.‬التاريخ يحقق تقدمه عبر خآط ل متصل ول مستمر أي عبر وثبات وقافزات وطإفرات‬ ‫اديولوجية تغذي احلم الشعوب وبالتالي فهو ليعدو ان يكون مجرد معرفة اقارب الى الخيالا‬
‫الى الفلسفة الماركسية نأجدها تقر بقدرة النأسان على صنع التاريخ لكنها قادرة مشروطإة‬ ‫يندرج تصور السوسايولوجي الفرنأسي "ريمون ارون" ضمن الموقاف البستيمولوجي *‬ ‫والدب؟ لقد اثارت هذه التساؤلت اشكالية تضعنا امام مذاهب وأطإروحات فلسفية‬
‫بشروطإ مادية وحيثيات اقاتصادية واجتماعية خآارج ارادة النأسان نأفسه فالتاريخ حسب‬ ‫التصالي اذ يؤساس تصوره حولا فكرة التقدم للتاريخ انأطلقاا من اعتبار ان التاريخ يتقدم‬ ‫‪.‬وابستيمولوجية متفاوتة‬
‫ماركس يسير وفق حتمية تتمثل في الصراع الطبقي هذه الحتمية التي تعتبر محركا‬ ‫بوثيرة متصاعدة وذلك عبر خآط كرونأولوجي متسلسل ومتصل ويستدلا على فرضيته هذه‬ ‫في هذا الطإار نأجد المؤرخ الفرنأسي "هنري مارو" يؤساس تصوره حولا المعرفة *‬
‫‪.‬للتاريخ وصانأع للحداث ومشكل للمجتمعات‬ ‫بالرجوع الى تقدم الحضارات والمجتمعات وكذا تقدم منظومة المعرفة النأسانأية او المعرفة‬ ‫التاريخية باعتبارها معرفة علمية اذ يعرفا لنا التاريخ بقوله ) التاريخ هو المعرفة العلمية‬
‫في ذات السياق ينخرطإ الفيلسوفا الوجودي "جون بولا ساارتر"الذي حاولا المزاوجة *‬ ‫العلمية على وجه التحديد هذه هي التي تحقق تقدمها انأطلقاا من تراكماتها اذن وتأسايسا‬ ‫المكونأة عن الماضي( ويحيلنا هذا التعريف بأن التاريخ هو معرفة علمية حولا الماضي‪.‬فهو‬
‫بين قاناعاته الوجودية وميولته الماركسية اذ اعتبر النأسان يمتلك القدرة على صنع‬ ‫على هذا القةلا يمكن ان نأخلص مع الموقاف التصالي بأن التاريخ يتقدم صعودا من الدنأا‬ ‫اذن ليس ساردا للماضي او عمل ادبيا هدفه اعادة حكي الماضي كما ان التاريخ هو معرفة‬
‫التاريخ ما دام يتحدد بالحرية والخآتيار والمسؤولية فالتاريخ اذن هو من صناعة‬ ‫‪ .‬الى العلى‬ ‫وليس بحثا او دراساة كما يراها البعض تبعا فالتاريخ هو تلك المعرفة العلمية الدقايقة‬
‫‪.‬الممارساة النأسانأية‬ ‫وهذا مايخص الموقاف التصالي اما مايخص الموقاف النأفصالي ويندرج له التصور *‬ ‫والمنظمة والصحيحة والحقيقة المكونأة عن الماضي النأسانأي فهو اذن معرفة تتعارض مع‬
‫وبخلفا هذا يبني "مكيافلي" تصوره حولا مجرى التاريخ بالقولا ان التاريخ حصيلة *‬ ‫النأطربولوجي للفرنأسي "كلود ليفي ساتروس"ضمن الموقاف النأفصالي الساتمراري‬ ‫‪ .‬الطوباوية‬
‫‪.‬القضاء والقدرة ولدخآل للنأسان في صناعته‬ ‫‪.‬بحيث يعتبر بأن التاريخ ليتقدم وفق وثيرة متصلة ومستمرة بل انأه يتقدم عبر جمل من‬ ‫في نأفس السياق يؤساس السوسايولوجي "ريمون آرون" تصوره حولا المعرفة *‬
‫الطفرات والقفزات وهكذا فحتى المعرفة العلمية ل تعرفا في تطورها نأوعا من التراكم من‬ ‫التاريخية اذ يعتبرها بعيدة كل البعد عن النأساق الطوباوية والخيالية التي ينشأها الفلسافة‬
‫الدنأى الى العلى بل ان المعرفة التاريخية تتقدم من خآللا جملة من القطائع‬ ‫المثاليون ‪.‬فالتاريخ ليرتبط بالوهام بل هو معرفة ترتبط بماضي النأسان‪.‬وهكذا يقترح‬
‫البستيمولوجية هكذا اذن فالتاريخ ليعرفا تواصل مسترسال بل يعرفا في تقدمة صعودا‬ ‫ريمون ارون ان تأسايس المعرفة التاريخية على اساس علمية دقايقة وهي اساس تمكن من‬
‫‪.‬ونأزول تقدما وتأخآرا‬ ‫اعادة بناء الحدث التاريخي بناءا علميا مادام التاريخ هو في اسااساه معرفة بالماضي وعليه‬
‫بناءا على ما تقدم يمكننا ان نأخلص الى ان فكرة التقدم في التاريخ راوحت مكانأها بين ‪-‬‬ ‫فالتاريخ حسب ريمون ارون ليس مجرد تجميع وتكديس لخآبار الماضي بل هو ذلك العلم‬
‫‪.‬موقافين ابستيمولوجيين متبايننين هما الموقاف التصالي والموقاف النأفصالى‬ ‫‪.‬المهتم بالمجتمعات البشرية‬
‫يظل السؤالا البستيمولوجي قاائما حولا علمية المعرفة التاريخية فهذا الفيلسوفا *‬
‫والبستيمولوجي الفرنأسي "غرانأجي" يرى بأن التاريخ ل يرقاى الى مستوى العلوم‬
‫النأسانأية كعلم النفس او علم الجتماع وعلم القاتصاد وعلم اللغة ‪.‬انأه مجرد خآليط من كل‬
‫هذه العلوم وبهذا تنتفي عنه صفة العلمية فهو ل يشكل علما انأسانأيا قاائما بذته او بمضوعه‬
‫‪ .‬او بمنهجه انأه مجرد معرفة قاريبة من الدب تمبل الى الخيالا وتستغرق في الديولوجيا‬
‫اعتبارا مما سابق يمكننا ان نأخلص الى القولا بأن السؤالا حولا التاريخ هو ساؤالا ‪-‬‬
‫ابستيمولوجي وساع التصورات الفلسفية والعلمية حوله وهذا ما يجعل من المعرفة‬
‫‪ .‬التاريخية معرفة تراوح مكانأها بين العلم والدب والخيالا والساطورة و اليدولوجيا‬

You might also like