Professional Documents
Culture Documents
مفهوم الشخـــــــص
مفهوم الغيــــــر
مفهوم التاريخ
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
مفهوم الشخص
يشير مفهوم الشخص في اللسان العربي على معاني البروز والظهور والعظمة ،أما في الحقل الفرنسي فإن كلمة Personneمشتقة من الكلمة الالتينية
Personaالتي تعني القناع الذي يضعه الممثل على وجهه حتى يتقمص الدور المسند إليه .ويحيل أيضا على اإلنسان بما هو ذات واعية عاقلة قادرة على التمييز
بين الخير والشر وبين الصدق والكذب وتتحمل مسؤولية أفعالها واختياراتها ،ويحيل على وحدة وهوية مطابقة مع الذات تستمر رغم تعدد الحاالت التي يمر منه
الشخص واختالفها .غير أن هذه الوحدة التي تبدو بديهية تطرح مع ذلك عدة أسئلة يمكن صياغتها كالتالي:
إن كل شخص يدرك نفسه بوصفه "أنا" ،لكن كيف تتحدد هذه "األنا"؟ فالشخص جسد أوال ،لكن الجسد يخضع لتغيرات ال تضمن استمرار الشعور بالهوية،
ويتحدد الشخص ثانيا بمجموعة من السمات السيكولوجية المتغيرة دون تغير الوعي بالهوية ،إذن أال يمكن تحديد الشخص بوصفه ذلك المبدأ الذي يضمن تماسك
وانسجام الذات دون اختزاله إلى جوهر ثابت؟ هل تكفي الذاكرة لضمان استمرارية الوعي بالمطابقة مع الذات أم أن الغير يلعب دورا رئيسيا في هذا الشعور بالهوية
واإلستمرار؟ ما الذي يؤسس البعد القيمي األخالقي للشخص؟ وما عالقة ذلك بمسئوليته والتزامه كذات عاقلة وحرة تنسب إليها أفعالها؟
المحور االول
الشخص والهوية
المحور الثاني:
مفهوم الغير
تعد إ شكالية مفهوم الغير ،إشكالية فلسفية حديثة ،تقع بدايتها في فلسفة هيجل رغم أن جذورها الفلسفية ترجع إلى الفلسفة اليونانية التي استعملت فيها بصيغ مغايرة متمثلة في (اآلخر،
الهو هو) إنه مبدأ التطابق والهوية المطلقة ،فالفلسفة اليونانية اهتمت أكثـر بتقابل اإلنسان مع الطبيعة ،إال أ نها لم تتدارس إشكالية الغير بوصفه أنا آخر ألن التقابل األساسي في هذه الفلسفة
كان بين اإلنسان والعالم من جهة وبين اليونان والشعوب األخرى ،اآلخر األجنبي والغريب عنها من جهة أخرى .لذلك لم يتبلور وعي الذات بذاتها وبفرضيتها وخصوصيتها في مقابل الغير
بشكل منظم ومتكامل ،ليتبلور فيما بعد مع ديكارت الذي أسس الفلسفة الذاتية في صيغتها العقالنية األولى والقائمة على الشك والكوجيطو المنتهية إلى وحدانية الذات واألنا ( أنا وحدي
موجود) .وفي الداللة المعجمية يعتبر الغير في العربية مفرد أغيار ويعني المغاير والم تغير ومرادف لآلخر .أما في الداللة المعجمية الفرنسية فالغير autruiيعني اآلخرون من الناس بوجه
عام ،أم اآلخر autreفيشير إلى من ليس نفس الشخص ،وما ليس نفس الشيء أي إلى المختلف والمتميز ،وبالتالي فالغير هو تضييق لمعنى اآلخر .في حيث يتحدد الغير في المعجم الفلسفي
الالند باعتباره " األنا الذي ليس أنا" المخالف والمطابق إنه بعبارة أخرى alter egoأنا آخر مثلي .لكن إذا كان الغير األنا الذي ليس أنا المشابه والمخالف لي في الوقت نفسه ،فهل وجوده
ضروري بالنسبة لألنا أي معرفة الذات لذاتها؟ وكيف يمكن أن تحقق معرفتها به؟ وم ا طبيعة العالقة التي تنشأ عن عالقة األنا بالغير هل هي قائمة على اإلقصاء والتهميش أم على التسامح
واإلحترام المتبادل؟
المحور االول
وجود الغير
المحور الثاني:
معرفة الغير
المحور الثالث:
العالقة مع الغير
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
• ينطلق ديكارت من مبدأ وحدانية • يؤكـد سارتر على أن عالقة األنا • يؤكد هيجل أن الغير ضروري
الذات solipsismeأي موجود بالغير تنبني في جوهرها على لوعي االنا بذاتها والذي ال يعطى
لوحده ،ليقول" :فكيف أجـد في ذاتي إدراك كل واحد منهما لآلخر بشكل سلمي ،ولكن عبر صراع
أنا الحجج واألدلة على وجود كموضوع ،أي موضوع ألحكامه تخاطر فيه كل ذات من اجل انتزاع
الغير ،والحال أن إدراك وعي القيمية ما يدفعني إلى التعالي عليه االعتراف بوجودها ,ذلك أن
آخـر مـن طرف وعيي أنا ينافى باعتباره شرطا للحفاظ على حريتي انغالقها على ذاتها يجعلها ذات
معنى الوعي بوصفه حضورا للذات لتجاوز هذا الوضع ،مؤكدا بذلك وعي ساذج ال يفوق وعي االشياء
إزاء نفسها؟" بمعنى اإلستغناء عن ضرورة الغير لوجود الذات ،حيث بذاتها .هذا الصراع الذي يجب ان
اآلخر أثناء عملية تأكيد وجود األنا، يقول في كتابه " الوجود والعدم"" : يراعي اختالف القدرات وال ينبغي
فوجودها يتأكد في نظره من خالل الغير هو الوسيط الذي ال غنى عنه أن ينتهي بموت أحدهما بقدرما
العقل ،أي أن الذات قادرة على بيني وبين نفسي" .وبالتالي اعتبار ينتهي بمنتصر انتزع االعتراف
معرفة نفسها وتأكيد وجودها الغير هو األنا الذي ليس أنا. بوجوده من المنهزم ليصبح سيدا،
بصورة مباشرة وبدون وساطة أو ومنهزم فشل في انتزاع االعتراف
مساعدة الغير .من هنا فكل شيء بوجوده ليصبح عبدا ،لذلك يجب أن
في نطره قابل للشك فيه إال األداة يدخل في صراع أخر لنفي وعي
التي تشك وهي الفكر ،فبه نصل إلى أخر ,وهذا ما سماه هيجل جدلية
حقيقة وجودنا كذوات مفكرة، العبد والسيد.
وحقيقة وجود هللا والعالم ،فديكارت
ال ينفي وجود الغير ،إال أنه ال
يشكل بالنسبة إليه ضرورة ،وإنما
وجوده جائز وإفتراضي
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
فكيف تكون معرفتنا به ممكنة؟ وهل سرد الوقائع واألحداث الماضية كافية لتحقيق هذه المعرفة وجعلها ممكنة ام ان األمر يستدعي تتبع من هج علمي دقيق كما هو الشأن بالنسبة للعلوم
الطبيعية؟ ما هو منطق اشتغال هذه المعرفة التاريخية؟ هل تخضع لموقف محدد في سيرور تها أم تقوم على العرضية واإلعتباط؟ ما هو دور اإلنسان في التاريخ؟ هل هو فاعل حقيقي فيه وصانع
له ام أنه يد مسخرة؟
المحور االول
المعرفة التاريخية
المحور الثاني:
التاريخ وفكرة التقدم
المحور الثالث:
• اسم مشتق في اللسان العربي من الصدق الذي يعني الحقيقة والقوة والكمال ،ويعني
• ذات عاقلة واعية قادرة على التمييز بين الخير والشر وبين الصدق والكذب
أيضا عالقة ود وحب خالصين، الصداقة وتتحمل مسؤولية أفعالها واختياراتها الشخص
• الوعي بالمطابقة مع الذات ،أو ما يجعل الشخص يدرك بأنه هو هو طيلة فترات
• قيمة أخالقية ومدنية ،تنبني على محبة الخير والجمال للذات أوال ثم لألصدقاء ثانيا الفضيلة عمره. الهوية
• ذاكرة اإلنسان بمختلف أنشطتها المادية والفكرية. • جانب عميق وخفي في الجهاز النفسي يحتوي على رغبات ودوافع جنسية
التاريخ دفينة ومكبوتة الالوعي
• كل معرفة مؤسسة على الخيال واألسطورة وهي ال تقوم على أي أساس علمي
الطوباوية يستمد أسسه من الواقع. • الميزة الخاصة بالشيء أو السلوك االنساني المرغوب فيه.
القيمة
• كل تطور كمي أو كيفي سواء كان إيجابيا أو سلبيا ،كما يدل على النمو والتحسن • القدرة على الفعل أو عدم الفعل إراديا دون تدخل شيء آخر غير اإلرادة،
والمرور من حالة إلى أخرى وتعني أيضا امكانية اإلختيار الفعلي بين عدد كبير من األفعال.
التقدم الحرية
•في مقابل العدم ما به كينونة األشياء .بحسب فلسفة سارتر أن الوجود •" األنا الذي ليس أنا" المخالف والمطابق في نفس الوقت
مشروع من اجل الماهية والجوهر الوجود الغير
• هي العملية التي بواسطتها يدرك العقل موضوعا ما بهدف تفسيره •حقيقة اإلنسان الثابية والحاملة لكل الحاالت النفسية والفكرية ،كما يدل اللفظ
وفهمه المعرفة على الجانب الواعي في اإلنسان األنا
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
مجزوءة المعرفة
تنفتح مجزوءة المعرفة على اإلنسان ككائن عاقل منفتح على محيطه الطبيعي واالجتماعي ،يسعى إلى فمه وتحليله والكشف عن القوانين التي تتحكم فيه ،غير
أن هذه المعرفة ال يمكن أن تستقيم وتكتسب مشروعيتها وتسخر نتائجها لصالح اإلنسان إال إذا تأسست على نظريات علمية قادرة على المالحظة والتجربة واالختيار
والمقارنة والقياس التي تصبح عبرها الف رضيات العلمية قواعد وقوانين تستخلص العالقات الثابتة والمنتظمة بين الظواهر ،بعيدا عن اإلدراك الحسي المباشر كما يعيشه
اإلنسان العامي .إال أن الحديث عن النظرية العلمية يطرح بدوره إشكاال على مستوى العلوم الدقيقة (قياس معيار علمية النظرية) ،ويزداد هذا اإلشكال تعقيدا حينما يتعلق
األمر بالعلوم اإلنسانية (الحياد والموضوعية والذاتية).
إن كل العراقيل والصعوبات التي تعترض اإلنسان في بحثه العلمي المتواصل سواء في ذاته كإنسان أو في محيطه الخارجي ،ليس لها تفسير سوى رغبته في
امتالك الحقيقة التي أصبحت تطرح أمام اإلنسان إشكا الت كثيرة يمكن التعبير عنها بطرح التساؤالت التالية :هل يستطيع اإلنسان أن يدعي العثور على الحقيقة وامتالكها؟
وإذا كان ذلك ممكننا فما هي األدوات التي بإمكانها أن تقودنا إلى اكتشاف الحقيقة؟ وما الغاية من امتالكها؟ هل لرغبة في ذاتها أم أن هناك أغراضا علمية يروم اإلنسان
تحقيقها من وراء امتالكه لها؟ بأي معنى يمكن القول بأن المعرفة التي تبلغها العلوم اإلنسانية معرفة علمية؟
مفهوم الحقيقة
النظرية والتجربة
إن التدقيق في عبارة النظرية والتجربة يحيلنا على وجود نوع من الصراع بين هذين المفهومين .فالنظرية تحيل إلى العقل بينما التجربة تحيل على الواقع .والنظرية
عند عامة الناس هي الرأي الشخصي ،وحين يرتبط هذا األخير بالعمل يكون إيجابيا ،وفي حالة العكس ،يكون سلبيا .وفي اللسان العربي فهي مشتقة من فعل الرؤية
والمالحظة بالعين أما في اللسان الفرنسي فالنظرية théorieمشتقة من الكلمة اإلغريقية Théoriaوالتي تعني تأمل وتف ّكر والحظ .أما في داللتها االصطالحية فتدل
في معجم (لسان العرب البن منظور)" :ترتيب أمور معلومة على وجه يؤدي إلى استعالم ما ليس بمعلوم .وقيل طلب علم عن علم ..والبحث" .أما معجم روبير ،فيعرف
النظرية في معنى أول على أنها " :مجموعة من األفكار والمفاهيم المجردة المنظمة قليال أو كثيرا ،والمطبقة على ميدان مخصوص " ،وفي معنى آخر "بناء عقلي منظم
ذا طابع فرضي ..تركيبي" .يتضح من الداللة اللغوية ،اال شتقاقية منها والمعجمية ،أن لفظ النظرية إن كان معناه على هذا المستوى يرتبط بالرؤية بالعين ،فإن األمر ال
يعدو أن يكون مجرد استعارة لمعنى التأمل والنظر العقلي المجرد الذي يتجاوز الرؤية الحسية ،لتبدو هذه النظرة العقلية واضحة على المستوى الفلسفي ،حيث حدد الالند
النظرية في معجمه الفلسفي بقوله " :انشاء تأملي للفكر يربط نتائج بمبادئ" ،وهو المعنى الذي يمكن أن نلمس حضوره أيضا في المجال العلمي ،حيث تعرف النظرية
بكونها " :نسق من المبادئ والقوانين ينظم معرفتنا بمجاالت خاصة ،ويضمن هذا ا لنسق بناء منطقيا ،له مكوناته ويخضع لنظام فرضي استنباطي ،يسمح للعالم باالنتقال
من عنصر إلى عنصر آخر وفق تراتب صارم" .أما التجربة l’expérienceفتدل في داللتها العامة عـلى الخبرات والمعارف التي كونها اإلنسان وهو يعيش حياته
بشكل واقعي وملموس وقد تعني قدرته على إتقـان مهارة أو مهنة أو عمل ما ،كما تدل علميا على معنى التجريب l’expérimentationالذي يعني إحداث ظاهرة معينة
ضمن ظروف وشروط خاصة تتيح له رؤية أوضح وتمكنه من وضع افتراض مناسب .لتشكل بذلك التجربة " الوسيلة األساسية التي يلجأ إليها العالم التجريبي لمعرفة
القوانين المتحكمة في الظواهر" .من أين تستمد النظرية وجودها؟ هل من معطيات التجربة أم أن النظرية العلمية هي إنشاء عقلي حر يجد أسسه في مبادئ العقل وقواعده
المنطقية؟ أية عالقة تربط النظرية بالتجربة أهما منفصلتان أم متداخلتان؟ أال يقوم العقل بتحويل التجربة إلى نظرية علمية وموضوعية؟ ما قيمة النظرية العلمية وأية
معايير تقوم عليها؟
المحور االول
المحور الثاني:
• ينفي أمكانية قيام معرفة علمية • يؤكد أن التجربة العلمية لم تعد • يقترح أساسا علميا للنظرية ،يقوم .1ينتقد روني توم التصور القائل
على أحد شرطي البحث كما صورتها النزعة اإلختبارية على مجموعة من الخطوات بأن التجريب العلمي هو المنهج
الفيزيائي منفصال عن اآلخر المصدر الوحيد للمعرفة في المنهجية الدقيقة ،تبتدئ بمالحظة الوحيد للتأكد من صحة أو بطالن
قائال" :ال توجد عقالنية فارغة مجال الفيزياء المعاصرة بل إن العالم التجريبي للحادثة أوال ،ثم فرضية ما ،لكن ال يمكن الجزم
كما ال توجد مادية عمياء"، التفكير النظري هو الذي يتحكم يقترح فرضية يحاول أن يشرح بإمكانية شموليته لجميع الظواهر
متجاوزا بذلك الصراع التقليدي في مسألة بناء هذه المعرفة، بها الحادثة لكي يتأكد من قيمة الطبيعية .مبينا بأن كل اعتقاد من
العقالنية المدرستين بين فرغم أن النسق النظري للعلم هذه الفكرة ويتحقق من صوابها، هذا القبيل يضل مجرد وهم.
والتجريبية ومؤسسا لتصور يقوم على العالقة المتبادلة بين فإذا أثبتت التجربة صدق دعواه مؤكدا بأنه ال وجود لفرضيات
إبيستيمولوجي معاصر ال يقبل العقل ومعطيات التجربة إال أن أصبحت الفرضية قانونا ،وإذا بدون إنشاءات عقلية ،وبالتالي
العقالنية إال مطبقة وال المادية إال هذه األخيرة ينبغي أن تطابق كذبت دعواه استبدل الفرضية التأكيد على دور الخيال اإلبداعي
مبنية ،أي إخضاع العقل للتجربة القضايا الناتجة عن النظرية. بأخرى حتى يصل إلى الفرضية في بلوغ المعرفة العلمية .خاصة
والتجربة للعقل ،فإذا كان أنصار ومن هنا أضحى دور التجربة األكثر مالءمة ،معنى هذا أن أن هذه العملية تقوم على منهج
اإلتجاه التجريبي يعولون على منحصرا في الفيزياء المعاصرة الفرض العقلي يبقى ذا قيمة مضبوط الخطوات ،يجعلها قابلة
التجربة وحدها لتحقيق معرفة على تأكيد ما توصل إليه النسق ثانوية بالمقارنة مع التجريب لإلعادة .منها عزل الظاهرة
علمية ،فإن باشالر يضيف شرط العقلي من نتائج تعتمد على الذي يحتل المرتبة األولى في المدروسة -ملء المختبر
التحقق التجريبي إلى شرط اليقين المعادالت والقوانين الرياضية، تأسيس النظرية العلمية .ليؤكد باالدوات الضرورية -احداث
العقلي. "ألن المبدأ الخالق في العلم ال في هذا الصدد أن العالم مطالب خلل في النسق -تسجيل النتائج.
يوجد في التجربة ،بل في العقل بان ينصت إلى الطبيعة ،وأن وال تكون الواقعة علمية إال إذا
الرياضي "...إنه المنهج يتوخى الحذر وأن يكون استوفت شرطين هما :قابليتها
األكسيومي الذي يقر بدور العقل موضوعيا في عمله ،وأن يركز إلعادة االنشاء وإثارة االهتمام
النظري في بناء معرفة علمية على الظواهر الماثلة أمامه حتى النظري أو التطبيقي.
انطالقا من االتساق واالنسجام ال يقع في األخطاء.
واالستنباط المنطقي...
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
المحور الثالث :معايير علمية النظرية العلمية
كيف تنشأ الحقيقة العلمية ،هل عن طريق التراكم واالستمرارية أم عن طريق القطيعة واالنفصال؟ ما هي معايير صالحية النظرية العلمية ،هل هو مطابقتها
للتجربة أم إلنشاءات العقل الحرة؟ وأين تكمن قوة النظرية ،هل في صدقها ويقينها أم في قابليتها للتكذيب والتفنيد؟
• يؤكد أن التجربة العلمية لم تعد • موقف بيير دوهيم يحدد معيار • يبين الحسن بن الهيثم أن يؤكد كارل بوبر أن
كما صورتها النزعة اإلختبارية التحقق من صدق النظرية العلمية المعيار االساسي للتحقق من النظريات العلمية تخضع
المصدر الوحيد للمعرفة في في قابليتها لإلختبار التجريبي ما صحة كل معرفة هو النقد ،ذلك
مجال الفيزياء المعاصرة بل إن دامت النظرية أصال هي صورة أنه ال وجود لحقيقة مطلقة ال ضرورة لعملية اختبار،
التفكير النظري هو الذي يتحكم ناسخة لموضوعات الواقع يمكن إبطالها ،فعلى الباحث للتيقن من مدى صدقها
في مسألة بناء هذه المعرفة، التجريبي حيث التجربة هي منبع والدارس إن كان يصبو بلوغ ونجاعتها ،وذلك بواسطة
فرغم أن النسق النظري للعلم النظرية ومحكها ووسيلة صدقها الحقيقة العلمية أن يكون خصما التكذيب أو التزييف .لهذا
يقوم على العالقة المتبادلة بين من تكذيبها ،وكل خروج أو لكل معرفة وأن ال يتساهل مع فالنظرية في نظره ال
العقل ومعطيات التجربة إال أن تجاوز لهذا الشرط فهو خروج أي خطأ قد يجده فيها إما تستحق صفة العلمية بمجرد
هذه األخيرة ينبغي أن تطابق من العلم وارتماء في أحضان بتصحيحه إن توفرت له الشروط
القضايا الناتجة عن النظرية. األسطورة والمعرفة الخيالية، أو على األقل إظهار الخلل لمن خضوعها للتجربة ،فعلى
ومن هنا أضحى دور التجربة وهذا ما عبر عنه في كتابه " سيأتي بعده ،تجنبا لشيوع العالم البحث عما يفند
منحصرا في الفيزياء المعاصرة النظرية الفيزيائية موضوعها االخطاء التي يتم فيها النظر إلى نظريته ويجعلها مزيفة،
على تأكيد ما توصل إليه النسق وبنيتها" بقوله" :إن اإلتفاق مع العالم دون العلم. ويمكن إيعاز ذلك إلى أنه
العقلي من نتائج تعتمد على التجربة هو الذي يشكل بالنسبة مهما بلغت قوة ومثانة
المعادالت والقوانين الرياضية، للنظرية الفيزيائية المعيار الوحيد نظرية ما ،فإن زيفها
"ألن المبدأ الخالق في العلم ال للحقيقة".
يوجد في التجربة ،بل في العقل
سينكشف ذات يوم ،ألن قدر
المنهج إنه الرياضي"... العلم هو التقدم والتجاوز.
األكسيومي الذي يقر بدور العقل
النظري في بناء معرفة علمية
انطالقا من االتساق واالنسجام
واالستنباط المنطقي...
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
مفهوم الحقيقة
يعد البحث عن الحقيقة الهدف األسمى للفلسفة منذ نشأتها مع اليونان ،حيث اتخذ هذا المفهوم معاني ودالالت متعددة ومختلفة عبر تاريخ الفلسفة ،ففي الفلسفة
اإلسالمية تم التعبير عنه بكونه مطابقة ما في األعيان لما في األذهان ،وقد ميز الفالسفة بين صنفين من الحقيقة ،الحقيقة العقلية أو الصورية القائمة على عدم تناقض
األقوال والقضايا ،بحيث ال يتطلب التحقق من صدقيتها إال مراعاة التناسق الداخلي في القضية أو الحكم ،والحقيقة التجريبية التي يتطلب التحقق من صدقها مراعاة الواقع
الخارجي والتأكد من مدى مطابقة القضايا للواقع.
لقد سبق لنيتشه أن أعلن عن كون اإلنسان ينتج حقائق ويعبدها كاألصنام ،ليتأكد فيما بعد على أنها مجرد أوهام .وما يثير االنتباه هنا هو أن اإلنسان يعتبر الحقيقة
مرادفة للواقع ،فما هو واقعي حقيقي ،لكن باعتبار الكائنات الرياضية حقيقية دون أن تكون واقعية ،وباعتبار الكائنات الميكروسكوبية خارج الرؤية العادية حقيقية دون
أن تكون واقعية ،يتخلخل نظام الحقيقة والواقع .هنا يسقط الواقع كمؤشر على صدق الحقيقة ووجودها .ومن جهة أخرى إن ما ينتجه اإلنسان مـن شخصيات ووقائع خيالية
أو أسطورية وأوهام ،سواء في الفنون أو الممارسة اليومية ،ويتعايش معها كأنها حقائق ،يجعل من هذه األشياء واقعيـة وليست حقيقية.
يتضح إذن أن مفهوم الحقيقة مفهوم متعدد األبعاد بتعدد أنواع الحقيقة .فهي تارة حسية مرتبطة بالواقع وتارة أخرى عقلية ،كما أنها مطلقة ونسبية ،فطرية ومكتسبة،
الشيء الذي يقودنا إلى التساؤل عن الطريق التي ستؤدي بنا إلى بلوغ الحقيقة ،وهل يمكن للرأي أن يكون دعامة لها أم أنها تتعارض معه؟ ما هي معايير بلوغ الحقيقة؟
ومن أين تستمد الحقيقة قيمتها؟ هل من ذاتها أم مما تحققه من أغراض نفعية عملية لإلنسان؟
المحور االول
الرأي والحقيقة
المحور الثاني:
معايير الحقيقة
المحور الثالث:
• يري بأن الرأي القائم على • يعتبر الرأي انطباعا شخصيا يـؤكد روني ديكارت أن
االحتمال قد يستحق اسم المعرفة يكونه الفرد بناء على إدراكه معرفة الحقيقة تقتضي مـن
أو الحقيقة ،وإال سوف يتم إسقاط الحسي المباشر ،ومن تم يعكس اإلنسان أن يتخلص من اآلراء
كل معرفة تاريخية ،وغيرها من التجربة العامية والمشتركة بين واألفكار التي كونها وتلقـاها طيلة
المعارف ،فالنقص الذي تشكو منه الناس ،ولذلك فهو ليس ناتجا عن حياته ،معتبرا على إياها آراء
علوم المنطق راجع إلى افتقارها تفكير أو تأمل عقلي ،مما يجعله حقيقية ،في حين هي مؤسسة على
للبحث في درجة االحتمال ،كما عائقا يحول دون تكوين معرفة مبادئ غير مؤكدة من أفكار
أن الرأي الخاص بأولئك الذين حقيقة .ليقول في هذا الصدد" : وآراء جاهزة تلقاها الفرد من
لهم وزن وسلطة ،هو رأي يقوم والرأي تفكير سيء ،بل إن الرأي محيطه الخارجي ،والتي لم
على االحتمال .ليقول " :لقد كان ال يفكر البتة ،فهو يترجم الحاجات يتوصل إليها بنفسه وال عقله .لذا
كوبرنك وحيدا في رأيه ،وكان إلى معارف من خالل تعيينه وجب التسلح بالشك الذي يمكن
ذلك الرأي أكثر احتماال بشكل ال لألشياء حسب فائدتها ،يمتنع عن من تمحيص ما هو سائد وإعادة
يقبل المقارنة مع رأي باقي النوع معرفتها ،ال يمكن تأسيس أي النظر في كل ما يحتاج منه إلى
البشري."... شيء على الرأي ،بل ينبغي ذلك .إنه بتعبير أدق شك منهجي،
هدمه". شك في جميع المعارف حتى التي
ال يمكن الشك فيها ،أما الحقيقة
الوحيدة التي ال يمكن الشك فيها
فهي كوني أشك.
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
• لقد شكك في الحقيقة ،ذلك أن • أكد على أن الحقيقة ليست غاية يعترض كانط ()1804_1724
األفكار والكلمات المتداولة ،هي في ذاتها ،وإنما وسيلة يتم على دعوى بنيامين كونسطان
في األصل أضداد لها ،ويرجع تسخيرها لخدمة حاجات ومنافع ( )1830_1776القائل بأن قول
ذلك إلى أن قيمتها ال تكمن في مادية ،أي أن الشيء ال تكتسي الحقيقة أمر نسبي ،حيث يجوز
كونها تنسجم مع العقل والصواب، قيمة إال إذا حققت منفعة سواء للفرد الكذب على اآلخرين ،إذا ما
وإنما في كونها ما يتيح للمهيمنين على المستوى الفكري أو العملي أحس أن قول الحقيقة يعرض
حفظ بقائهم واالستمرار في بسط أي طابقت الواقع ،ذلك أن امتالك حياته للخطر ،وعلى العطس من
نفوذهم وسيطرتهم ،أي أنها اإلنسان ألفكار صحيحة ،يعني ذلك يعتبر كانط قول الحقيقة واجبا
تجسيد إلرادة قوة حقيقية ،فالفكرة امتالكه ألدوات ثمينة تسمح له أخالقيا يتعين على كل واحد
تسود عادة ليس ألنها صحيحة، بالقيام بأعمال ذات مردودية االلتزام به مهما كانت الظروف
وإنما لكونها تخدم مصالح فئة ومنفعة ،مما يعني أن االنسجام والنتائج التي يمكن أن تنجم عنه،
معينة ،وبذلك لم تعد هناك حدود الداخلي ليس كافيا لكي يكون والمرد ذلك هو كون الكذب على
فاصلة بين الوهم والحقيقة من الشيء حقيقا ،إذ إلى جانب ذلك شخص واحد يعني الكذب على
جهة ،وبين الخطأ والحقيقة، يجل أن يحقق منفعة مادية. اإلنسانية جمعاء ،أي أن نتائجه
فالحقيقة وهم وخطأ تم تحريفهما تضر الجميع (تعبير عن عدم
لخدمة أغراض فئة ما. رغبة الشخص في القضاء على
الجريمة والمجرمين) ،كما أن
الكذب يعرض القانون األخالقي
لإلبتذال وفاقدا للمصداقية.
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
لقد ضل اإلنسان لمدة من الزمن ذات للمعرفة العلمية ال موضوعا لها ،حيث أنه أحكم سيطرته على الظواهر الطبيعية وذلك بإخضاعها للدراسة والتفسير العلميين،
هذه النقلة النوعية التي حدثت في النماذج التجريبية في العلوم الدقيقة ،أغرت اإلنسان ودفعت به إلى تطبيق هذه النما ذج على الظاهرة اإلنسانية .ويمكن إرجاع ذلك إلى
طهور الوضعية في القرن التاسع عشر وسعي العلماء نحو تأسيس أنساق معرفية جديدة تختص كل منها في دراسة وتحليل مختلف جوانب الظاهرة اإلنسانية ،إال أن
محاوالتهم إلسقاط النموذج التجريبي على الظاهرة اإلنسانية قد ووجه بعوا ئق عديدة متمثلة باألساس في اختالف موضوعيهما ،الشيء الذي استدعى ايجاد منهج خاص
بالعلوم اإلنسانية ينسجم مع خصوصيتها ومبحثها (علم اإلجتماع ،علو النفس ،األنثروبولوجيا .)..ولعل أبرز صعوبة قد تعترض الباحث في العلوم اإلنسانية هو تدخل
ذاتية الباحث في الظاهرة لكونه ال يتجزأ منها .إال أن موضعة هذه الظاهرة تجعلها متعددة العوائق واإلشكاالت :إذن ،ما طبيعة وخصائص الظاهرة اإلنسانية؟ وهل يمكن
موضعة الظاهرة اإلنسانية وتفسيرها تفسيرا نسبيا كما هو الشأن بالنسبة للعلوم الدقيقة؟
المحور االول
الفهم والتفسير
المحور الثالث:
• يؤكد بإمكانية موضعة الظاهرة • يعتبر أن العالقة بين الذات • ترى بأنه رغم كل المجهودات • يؤكد غولدمان بأن تحقق
اإلنسانية ودراستها دراسة والموضوع في العلوم اإلنسانية، التي بدلها الوضعيون ( على الموضوعية في العلوم اإلنسانية
علمية ،وذلك باعتبارها شيئا أمام بلوغ تشكل عائقا رأسهم أوكست كونت) من أجل يظل أمرا صعبا إن لم نقل
كباقي األشياء ،والشيء يعني الموضوعية ،ذلك أن الحدود تحرير العلوم اإلنسانية من مستحيال ،والسبب في ذلك راجع
الشيء الخارجي والموجه بينها ليست واضحة ،هذا التداخل سيطرة الفلسفة ،وتقريبها ما إلى االختالف بين العلوم
للمالحظة ،ولذلك يشترط معاملة راجع لسببين يكمن األول في العلوم وموضوعية علمية الطبيعية والعلوم اإلنسانية من
الظاهرة اإلجتماعية باعتبارها تمركز الباحث حول ذاته ورؤية الدقيقة ،فإنها تبقى عاجزة عن حيث الموضوع والمنهج ،فإذا
أشياء ،لكونها تتميز بالخارجية موضوعه من خالل ذاته، ذلك نظرا لصعوبة الفصل بين كانت نتائج األولى قابلة للتعميم
والوجود المستق عن وعي والثاني يكمن في المعرفة الذات (الباحث) والموضوع نظرا لإلجماع الحاصل عليها،
األفراد الذين يمتثلون لها الحدسية المسبقة بالواقع ،مما (موضوع الدراسة) ،أي أن فإن نتائج الثانية ال تحظى بذلك
لقصرها لها ويخضعون يجعله أقل إحساسا بضرورة الباحث ال يستطيع أن يقيم نظرا لصعوبة تخلص الباحث في
وهيمنتها ،وبذلك تتحقق مسافة التقنيات الموضوعية .أي أن حدودا بين الموضوعات التي العلوم اإلنسانية من القيم واآلراء
وانفصال منهجي بين الذات الباحث ال يستطيع اإلستقالل عن يتولى دراستها ألنه يشكل جزءا واألحكام والمسبقة عنها ،مما
(العالم والمالحظ) والموضوع الظاهرة المدروسة ،إذ يقوم ال يتجزأ منها. يجعله عرضة إلسقاط خلفياته
وهوالظاهرة أو المال َحظ .وتتحدد بوعي أو بدون وعي بإسقاط ورغباته عليها ،ومهما كانت
الطاهرة اإلجتماعية عنده بكونها معارفه وأفكاره الذاتية عليها، الحياد تحقيق محاوالته
والسلوك التفكير ضروب وبالتالي يكزن الباحث في العلوم والموضوعية ،فذلك أمر صعب
والشعور اإلجتماعي التي توجد اإلنسانية وفق هذا المبدأ وجهان المنال.
خارج وعي األفراد والتي تفوض لحقيقة واحدة ،أي أن الذات هي
نفسها عليهم ،وهذا ما يسميه الموضوع وكذلك العكس.
دوركهايم بالقهرية وكمثال لذلك
ذاهرة الزواج واإلنتحار والفقر
والدعارة...
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
• كل ما يرغب فيه اإلنسان ويفضله ،ويتخذه مثال أعلى يسعى نحوه عن
قصد أو بغير قصد ،سواء على مستوى التفكير النظري أو الممارسة • تشير حسيا إلى الواقعة التي تحدث في الطبيعة دون تدخل الباحث
العملية أو أخالقيا القيمة التجربة
• على مختلف اإلجراءات المنهجية الدقيقة ،التي تستهدف تعيين ظاهرة ما
الموضوعية كموضوع علمي مستقل ومتمايز عن ذاتية المالحظ أو المفكر أو الباحث • الوسيلة األساسية التي يلجأ إليها العالم التجريبي لمعرفة القوانين
المتحكمة في الظواهر
التجريب
• مختلف الظواهر التي تنتج عن اإلنسان وترتبط بالوعي
والقصدية. الظاهرة • العقل كما تصوره االتجاه العقالني باعتباره السبيل الوحيد للوصول
االنسانية إلى فهم وتفسير الظواهر وحقيقتها وهو مصدر للمعرفة. العقالنية
المطلقة
• األطر العقلية القبلية التي تضم مقولتي الزمان والمكان وهي سابقة
عن كل تجربة المقوالت • األطر العقلية القبلية التي تضم مقولتي الزمان والمكان وهي
المقوالت سابقة عن كل تجربة
• كل ما يقاس به غيره ويسوى ،إنه المرجع الذي نميز ونصنف به األشياء ،وبه
نحكم صحة القضايا والمفاهيم المعيار
•امتالك المعرفة بدون وساطة المنهج.
الحدس
• نشاط عقلي يدرك بموجبه االنسان الظواهر ويربط بين
الفعل والنتائج. الفهم
• حالة ذهنية تتمثل في االعتقاد بصحة قول معين ،مع القبول بإمكان الخطأ
أثناء حكمنا هذا
الرأي
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
مجزوءة السياسة
تعبر مجزوءة السياسة عن مستوى آخر من الوجود اإلنساني ،إنها الممارسة السياسية التي تشكل أهم الممارسات البشرية الجماعية ،والتي تجعل من الوجود
اإلجتماعي لإلنسان ،وجودا منظما خاضعا لمبادئ ولقوانين عقلية وأخالقية ،فاألفراد يعيشون في إطار مجتمعات ،وهو ما يطرح مسألة تنظيم وجودهم في مجال خاص
يوفق بين أفعالهم وتصرفاتهم بحيث تبدو كأنها صادرة عن الجماعة ،مما يستدعي الحفاظ على األمن داخل المجتمع ،وذلك عن طريق خلق تنظيمات ومؤسسات تعمل
على توزيع السلطة وتؤسس فيه مشروعيتها كذلك ،إنها الدولة والتي تعتبر اإلطار المنظم لهذه الممارسات لما تملكه من سلطة تسمح لها باللجوء أحيانا للعنف إلعادة
التوازن للعالقة البشرية الجماعية ،وهذا العنف قد ينظر إليه كحق مشروع للدولة ،ألنه بدونه ال يمكن للدولة أن تؤدي وظائفها على الشكل المطلوب وهذا األمر يطرح
أكثر من سؤال:
ما الدولة وما مصدر مشروعيتها؟ وما الغاية من وجودها؟ هل العنف الذي تتخذه الدولة كوسيلة لتنظيم العالقات بين أفراد مجتمع وضمان الحقوق أم هو شطط
في السلطة؟ هل هو عنف مشروع أم ال؟ وإذا كان كذلك ،فمن أين يستمد مشروعيته؟ أال يمكن أن يشكل هذا العنف مساسا بحقوق اإلنسان وبالعدالة المنشودة داخل أي
تنظيم سياسي أو اجتماعي أو قانوني؟
مفهوم الــدولــــــــــــــة
مفهوم العنف
يصعب على اإلنسان أن يعيش في عزلة عن باقي النوع البشري ،مما يستدعي منه التكتل في إطار جماعات بشرية ،غير أن هذا األمر يطرح معه مشكل تنظيم
العالقات بين األفراد سواء داخل الجماعة الواحدة أو بين الجماعات ،لما يطبع الذات اإلنسانية من نزوع نحو السيطرة والتملك وحب الذات ،وهذا ما يعني ضرورة وجود
نظام سياسي قائم الذات ،له من المؤسسات والتشريعات سواء القانونية والعسكرية واإلدارية واإلقتصادية ما يضمن له تنظيم حياة الفرد والمجتمع داخل مجال ترابي
محدد وفي وزمان معين .إنه الد ولة :التي تعرف بكونها :مجموعة من المؤسسات القانونية واإلدارية والعسكرية التي يتم انشاؤها من لدن جماعة من الناس بموجب عقد
مشترك لغرض تنظيم حياتهم في كافة الميادين والمجاالت .والتساؤل هنا هو تساؤل نابع من تجربة المعاناة من سلطتها ،وكذا االستفادة من هوامش الحرية ومن فضاءات
الكالم والحوار التي تسح بها ،كل تساؤل عنها يكون نابعا من تصور مركب ،فنحن نعاني من قسوتها وشططها من إلزامها وعنفها في الوقت الذي نترجاها ونتمنى
ممارستها .إذن من أين تستمد الدولة مشروعيتها؟ هل مما هو مقدس أم من القوة والغلبة أم من القوانين الوضعية؟ هل بهدف ممارسة العنف على المحكومين أم لحمايتهم
وضمان حرياتهم؟ وما طبيعة السلطة السياسية؟
المحور االول
• بين ان التعاقد يجب أن يتم بين أفراد • قد انطلق من افتراض وجود حالة • يرى بأن غاية الدولة هي تدبير • يؤكد سبينوزا على ان الغاية من
المجتمع من جهة والملك من جهة الطبيعة ،التي كان فيها اإلنسان ذئبا الشؤون العامة لألفراد ،إال أن نجاح وجود الدولة ،ليست الهيمنة
أخرى ،حيث يتفق أفراد المجتمع ألخيه اإلنسان ،الشيء الذي تسبب هذا التنظيم متوقف على وضع والتسلط ،وإنما بهدف تحقيق الحرية
على التنازل للملك عن بعض في حروب دائمة وصراعات حول أشكال محددة من الهيمنة والسلطة وتمكين كل مواطن من الحفاظ على
حقوقهم بالمقدار الذي يسمح بقيام السلطة والهيمنة ( حرب الكل ضد ترغم األفراد على الخضوع لكل ما حقه الطبيعي في الوجود باعتباره
سلطة عامة ،أما باقي الحقوق فقد الكل) ،والتي تعود عادة لألقوياء، تأمرهم به ،وقد حددها في ثالث وجودا آخر دون إلحاق الضرر
احتفظ بها األفراد ألنفسهم وال يحق خصوصا وأن اإلنسان تحكمه دوافع سلط عرفها التاريخ اإلنساني ،هي: بالغير .مادام األفراد قد تنازلوا عن
للملك المساس بها .وإذا لم يحافظ غريزية نحو التملك والسلطة السلطة التقليدية :تكون قائمة على حقهم في السلطة لصالح هيئة تتولى
الملك عنها يفسخ العقد الذي بينه واألنانية المفرطة .ولوضع حد سلطة القبيلة والعادات والتقاليد تسيير شؤونهم بواسطة قوانين متفق
وبينهم ،وكل من حاول تجاوز للعدوان والعنف الدائر بين األفراد (سلطة الشيخ) .السلطة الكاريزمية: عليها ،وبالتالي على الدولة وفق هذا
القانون سيكون مصيره العقاب ،ألن ورغبة في الحفاظ على الوجود تستمد قوتها من الصفات الخارقة المبدأ حماية األفراد وضمان حقوقهم
القوانين المنظمة لألفراد تتمتع اإلنساني ،وقد كانت الدولة الحل التي يتمتع بها الشخص أو بعض في أجواء يعمها السلم واألمان.
باالستقاللية التامة عن رغبا كل األنسب لتبديد هذا الوضع ،حيث البطوالت ،التي تجعله في مرتبة ليكون بذلك األفراد قد تجاوزوا حالة
فرد ،لكونها مؤسسة بموجب ميثاق يتنازل جميع األفراد عن حقوقهم أعلى من الجميع ( سلطة األولياء). الطبيعة المتميزة بسيطرة الغريزة
جماعي ،وهي نفس الفكرة التي لشخص واحد هو الملك مقابل السلطة العقالنية :مؤسسة على واألهواء واألنانية إلى حالة المدنية
نجدها لدى روسو (الملكية المقيدة). الحفاظ على أمن حياتهم وإقرار سلطة المكتب والعقل ،اللذين المحكومة بالعقل والمؤسسة على
السلم ،في مقابل تمتعه بسلطة مطلقة يؤسسان لقواعد حكم عقالنية يمتثل العيش المشترك والقوانين التي
ألنه لم يشارك في العقد ولم يلتزم لها الجميع لكونها نتاج إرادة عامة. شارك الجميع في سنها.
بشيء.
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
• ال ينكر األهمية القصوى التي يحضى • لكي تؤدي ممارسة السلطة من طرف • يبين مونتسكيو أن ضمان حرية
بها الجهاز القمعي في الدولة الحديثة، الحاكم وظيفتها على أحسن وجه ،ينبغي األفراد ال يكون بالعنف واإلكراه
إال أن يؤكد بأن السلطة لم تعد تمارس المزاوجة فيها بين القوة والمكر وإنما اعتمادا على مبدأ فصل
اعتماد على الجيش فقط ،بل أصبحت والخداع ،ألن مجال السياسة هو مجال
حاضرة في جميع مناحي الحياة ،ذلك صراع بين األفراد والجماعات ،لذلك التشريعية السلطة السلط،
أن الدولة تستغل كل ما هو متاح لها على الحاكم او األمير أن يستخدم كل والسلطة التنفيذية والسلطة
من أجل تمرير خطابها ،نظرا لوعيها الوسائل المتاحة لديه ،الشرعية منها القضائية ،ألن تمركز السلط في
بأن العنف لم يعد وسيلة ناجعة ،لذلك تم وغير الشرعية ،للتغلب على خصومه يد شخص واحد من شأنه أن
اعتماد العنف الرمزي في مجموعة من وبلوغ غايته ،منطلقا من مبدأ الغاية يؤدي إلى إهدار حقوق
المؤسسات خدمة لمصالح الدولة تبرر الوسيلة ،ولكي يصل األمير إلى المواطنين وسلب حرياتهم ،إال
كالمدرسة واإلعالم والفكر والدين. مستوى العظماء ،يقترح عليه مكيافيلي أنه ليس فصال مطلقا إذ أن كل
طريقتين لمواجهة المحكومين" :القانون
والقوة" ،فاألولى لها ارتباط باإلنسان سلطة تكمل وظيفة األخرى،
والثانية خاصة بالحيوان ،ومن قصد ضمان أمن المجتمع
الضروري لمن في السلطة أن يعرف وسعادة أفراده.
استخدام الطريقتين معا ،وفي هذه
الحالة يكون أشبه باألسد في قوته
وبالثعلب في مكره ودهائه .وبالتالي
يكون استعمال القوة حسبه نافعا في
الكثير من األحيان ،لكن استعمالها في
غير رؤية وتبصر للنتائج قد يفضي إلى
تدمير الذات وهالكها.
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
المحور الثالث :الدولة بين الحق والعنف
على أي أساس تمارس الدولة سلطتها؟ هل على الحق أم على العنف أم هما معا؟
• تنفي أن ترتبط مهمة الدولة في ممارسة • يعرف الدولة باعتبارها تجمعا سياسيا • ينفي إنجلز أن تكون سلطة الدولة
العنف واإلضطهاد ،بقدر ما ترتبط اداريا وقانونيا تقوم على احتكار العنف مفروضة من الخارج ،كانتقاد
بإحقاق الحق وضمان الحرية والكرامة وتلجأ إليه باعتباره وسيلتها الخاصة، لألطروحتين الالهوتية والهيجيلية ،بل
اإلنسانية ،وهذه هي السمات المميزة غير أن هذا العنف هو عنف مشروع بعوامل أكد على أنها مرتبطة
للدولة المعاصرة والتي تجعل من وحق من حقوق الدولة ألنه يضمن لها موضوعية إبان تطور المجتمع،
ماهيتها ووجودها الدفاع عن حقوق ممارسة السيادة ،وكذلك األمن وتحديدا مع ظهور وسائل اإلنتاج ،التي
اإلنسان ،إنها دولة الحق والقانون ،هذه واإلستقرار ،مؤكدا بأن العالقة بين احتدم الصراع نحو امتالكها ،الشيء
األخيرة يجب أن تقوم على ثالثة أسس الدولة المعاصرة والعنف بأنها عالقة الذي ترتب عنه بصراع الطبقات ،حيث
تتمثل في القانون والحق ومبدأ فصل حميمية ،ذلك أن عمل الدولة رهين حولتها الطبقة المهيمنة اقتصادية إلى
السلط ،ألنها هي الكفيلة بضمان احترام بتقوية وسائل ممارسة العنف ،فأن آلية للهيمنة والسلطة السياسية ،خوفا
الشخص وتأسيس هذا اإلحترام ،فإذا ما تسوس الدولة مجاال ترابيا محدد وتنظم من استمرا الصراع بين الناس وإحالال
طبقت هذه المبادئ داخل مؤسسات أفراده ،البد من العنف لتحقيق ما للسلم واألمان في المجتمع ،لتظهر بذلك
وتنظيمات الدولة ستؤدي إلى نشوء عجزت القوانين عن تحقيقه ،خصوصا الدولة ،الشيء الذي جعلها ذات وظيفة
اعتقاد لدى جميع األفراد لكونهم وأنه ليس شيئا زائدا يمكنها أن تلجأ إليه قمعية في يد الطبقة المهيمنة خدمة
يحضون باإلحترام والحماية والضامن أو تكف عنه ،وإنما هو آلية ضرورية لمصالحهم واضطهادا للطبقة العمالية.
إلستمرارية هذه الحقوق هو العمل بمبدأ تكفل لها اإلستمرار وتضمن لألقوياء
فصل السلط وتفعيله بشكل دائم في فرض هيمنتهم وسلطتهم المطلقة على
إطار القانون الوضعي المتعارف عليه. من هم دونهم قوة وسلطة ،الشيء الذي
يجعل من العنف سلوكا مشروعا
اقتضته ضرورات الحياة اإلجتماعية،
احتكرته الدولة لصالحها وال يحق ألحد
ممارسته بدون إذن منها.
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
مفهوم العنف
تحدد العنف لمدة زمنية طويلة باعتباه سلوكا ماديا محضا يقوم به فرد أو جماعة تجاه الغير ،ملحقا به ضررا جسميا بالدرجة األولى ،إال أنه في
السنين األخيرة وبفضل التغيرات التي لحقت المجتمع في شتى الميادين ،أصبع العنف يعرف على أنه ":كل سلوك أو فعل مادي أو لفظي يصدر عن
ذات ضد أخرى ،مسببا لهذه األخير ضررا بدنيا أو نفسيا .".هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن اإلنسان أصبح يعي خطورة وقسوة العنف
النفسي ،إلى حدود تفضيل بعضهم الضرب والعنف المادي على بعض األلفاظ أو التعابير التي يكون تأثير مستمرا ،وال يزول إال بموت صاحبه،
على العكس من العنف الجسدي .لكن رغم وعي اإلنسان بخطورة العنف إال أنه اليزال ساري المفعول ،خصوصا وأن أبحاثه مسخرة لخدمة الحرب
والقمع أكثر من األبحاث اال قتصادية .إذا ما هو السلوك العنيف؟ وما هي أشكال ومظاهر العنف التي تمارس في الواقع؟ وكيف يبزغ العنف في
التاريخ؟ وهل هناك غاية أو طموح تبرر ممارسته؟
المحور االول
أشكال العنف
المحور الثاني:
العنف في التاريخ
المحور الثالث:
العنف والمشروعية
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
المحور األول :أشكال العنف
هل يعتبر العنف سلوكا فطريا متأصال في اإلنسان أم أنه سلوك مكتسب ناتج عن ظروف وإكراهات خارجية؟
• إريك فروم 1980_ 1900 • :2002_1930يري بأن • كارل فون كلوزوفيتش • يؤكد ميشو بأن للعنف أشكاال
الذي يرجع العنف إلى العنف الرمزي يعتبر أشد ( :1831_ 1780جنرال متعددة في الواقع ،وال يخلو أي
وأخطر أشكال العنف السائدة في منها من نية إيذاء الغير
عوامل خارجية ،ذلك أن الحياة السياسية واإلجتماعية، ومؤرخ حربي) يؤكد ما واإلضرار به ماديا ونفسيا،
اإلنسان ال يلجأ إلى العنف والسبب في ذلك هو استعمال ذهب إليه ميشو ،قائال بأن والدليل على ذلك هو تطوير
لغرض التدمير ،والدليل مجموعة من القنوات من طرف الحرب سلوك عنيف يبيح أدوات ممارسته على مر
على ذلك هو الدم الذي مجموعة من الفاعلين دون لإلنسان استخدام القوة التاريخ ،مسخرا في ذلك جميع
يعتبر مظهرا أساسيا للعنف، الوعي بذلك ،خصوصا وأنه ال التي الوسائل وجميع الوسائل المتاحة قصد اإلضرار
إال أنه يعتبر في الحضارات يحتاج إلى السلطة أو القوة بقدر ابتدعها العلم والمعرفة بالغير ،ولعل أبرز مثال يوضح
ما يحتاج إلى إقحام الهيمنة في ذلك هو الحروب ،المادية منها
القديمة والشعائر الدينية الخطابات وجميع األشكال اإلنسانية ،والتي يكون والباردة ،موظفا وسائل اإلعالم
استجابة للطقوس والشعائر الثقافية والدينية السائدة في هدفها الرئيسي القضاء على الجماهيرية إرهاب وتخويف
التي تدعو إلى التقرب بالدم الواقع ،ولعل أبرز مثال يوضح العدو أو ارغامه على العدو ،الشيء الذي أدى في كثير
الوالء على كدليل ذلك هو إضفاء الحاكم على نفسه اإلستسالم ،مستبعدين بدلك من األحيان إلى إخماد فتيل
واإلخالص .إضافة إلى صفات " الولي" ،الذي يستطيع أي أساس للتحاور أو سن الحرب قبل اشتعالها .وقد أبرز
كون أغلب الحروب التي تحقيق بعض الخوارق لآلخرين، قوانين تقنن الحرب ،وتعتبر ميشو في هذا اإلطار بأن جميع
وهو ما ال يقدر عليه أي فرد الدول ،وفي سعيها لضمان
عاشتها البشرية كانت تحت آخر .إن هذا العنف إذا يحظى الهدنة أكبر مثال يوضح اإلستمرارية ،قد سخرت العلم
تأثير ظروف خارجية، بالرضا والقبول ن طرف ذلك ،وبالتالي يضل الهدف والفكر ،اللذين كانا من األجدر
اقتضت األفراد واإلنسانية الفاعلين ،إلى درجة ال يعترفون الرئيسي لكل طرف هو توظيفهما في سبيل اإلنسانية،
جمعاء إلى العنف تحقيقا فيها به كعنف ،ألنه يستدمجونه إخضاع الطرف اآلخر بأي لخدمة أغراضها ومصالحها
أهداف خاصة. كبديهيات أو مسلمات من خالل وسيلة كانت. الخاصة.
والتنشئة التربية وسائل
االجتماعية وأشكال التواصل
داخل المجتمع ،الشيء الذي
يسهل مأمورية السلطة السياسية.
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
المحور الثاني :العنف في التاريخ
تعددت ظاهر العنف واختلفت عبر مسار التاريخ اإلنساني ،فقد لعب دورا أساسيا في بعض األحيان ،مغيرا تاريخ اإلنسانية ومسببا سقوط أنظمة ديكتاتورية أمام قيم العدالة والحرية كما هو
الشأن بالنسبة للثورات (الثورة الفرنسية_الربيع العربي) .فما هو دور العنف في التار يخ؟ وما هي بعض تجلياته؟ وإلى أي حد يمن اعتباره محركا أساسيا للتاريخ ومحددا لطريقة اشتغال المؤسسات
في المجتمع؟
• يؤيد المحلل النفساني النمساوي فرويد بأن • يؤكد بأن السبب الوحيد الذي أدى إلى • إن العنف ظهر كنتيجة لإلنقسام الطبقي الذي
العنف يقود إلى نشأة الحق ،فهما ال انتشار العنف في جميع مناحي الحياة هو أعقب المشاعة البدائية ،مما يعني أن
يتناقضان مادام الحق هو قوة الجماعة ،كما التنافس ،فاإلنسان ميال بطبعه إلى الرغبة الصراع هو المولد لظاهرة العنف في
يكشف عن ذلك تاريخ البشرية ،ولتوضيح فيما يريده اآلخر ويشتهيه ،ذلك أن موضوع التاريخ والمحرك لعجلته وسيرورته ،ورغم
هذه العالقة المعقدة بينهما ،يرى فرويد بأن الرغبة ال يتخذ قيمة بالنسبة له ،إال حينما تغير أطراف الصراع فإن الصراع يضل
تسوية الصراعات كانت تتم دائما باستخدام يرى تعلق اآلخر به ،ومادام كبرياء اإلنسان قائما ،وأبرز مثال على ذلك هو كون
العنف ،في شكل قوة عضلية أو قوة مدعومة ال يدعوه إلى اإلستسالم بسهولة ،وبالتالي المجتمع الروماني القديم مكونا من طبقتين
بالتفوق العقلي ،والتي تنتهي بسيطرة من فإن السعي إلى نفس الرغبة يخلق نوعا من متمايزتين السادة والفرسان في مقابل العبيد،
يملك القوة أكبر ،وهكذا فإن المرور إلى الصراع بين الطرفين المتنافسين ،ما ما نجد في القرون الوسطى السادة والشرفاء
الحق تم عبر اتحاد قوى ضعيفة متعددة في يجعلهما يدخالن في حرب مفتوحة ما لم في مقابل األقنان والحرفيين العاديين ،أما في
مواجهة عنف الفرد الواحد ،ففرضت إرادتها تنتهي بفوز أحدهما .وبالرغم من أن العصر الحديث فنجد البورجوازية
وأضفت على هذه اإلرادة صفة الحق المجتمعات قد سنت قوانين منظمة وضابطة والبروليتاريا ،ولن يتسنى إبعادهذا الصراع
والقانون. للعنف والحرب بين األفراد ،إال أن واقع العنيف إال بإلغاء أسبابه ودواعيه ،وهي
الحياة السياسية واإلجتماعية ال تزال مشبعة الملكية الخاصة لوسائل اإلنتاج ،عندها
بالعنف ،ما يعني بأن الوسائل الموظفة سيحل استغالل اإلنسان للطبيعة محل
للقضاء عليه أو التقليل منه لم تكن مجدية. استغالل اإلنسان ألخيه اإلنسان .كما أن
لكن الطريقة التي تمكن من ذلك تكمن في التغير في التاريخ هو الصراع ،مما دفعه
تحديد ميكانيزمات توقف الرغبة في القتال إلى شرعنة العنف الثوري ،أي تلك األشكال
بين األفراد (التنافس الجنسي عند الحيوان من العنف التي تستهدف تقويض النظام وبث
واخضاعه للقوة والتراتبية). الفوضى في أوصاله ،وتخريب بنيته التحتية
ومنشآته للتعجيل بزواله ،عندما تعجز
اآلليات الديموقراطية عن تحقيق اإلنتقال
المنشود.
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
• يقيم فصال حادا بين العنف والالعنف، • يرفض أي مواجهة للعنف الشرعي • يؤكد فيبر بأن العالقة بين الدولة
مؤكدا بأن األول من بين مميزات للسلطة بعنف مضاد غير مشروع ،ألن المعاصرة والعنف بأنها عالقة حميمية،
الحيوانات بصفة عامة ومعها اإلنسان ذلك بدون معنى ونتائجه وخيمة، ذلك أن عمل الدولة رهين بتقوية وسائل
كذلك ،في حين يعد الثاني المطلب معتبرا في هذا االطار بأن الدولة هي ممارسة العنف ،فأن تسوس الدولة
الطموح الذي ينبغي على اإلنسانية أن الوحيدة التي من حقها ممارسة العنف مجاال ترابيا محدد وتنظم أفراده ،البد
تسعى إليه ،خصوصا وأن التاريخ المشروع أمام الشعب ،وال يحق له من العنف لتحقيق ما عجزت القوانين
اإلنساني المتميز بتعنيف البشر لبعضهم المقاومة اإلعتراض على ما تقوم به عن تحقيقه ،خصوصا وأنه ليس شيئا
البعض ،لم يمنع من استمرار الحياة سلطة الدولة حتى ولو خرقت الدستور زائدا يمكنها أن تلجأ إليه أو تكف عنه،
وبقاء اإلنسان على األرض (،وأبرز أو ما يسميه بالميثاق األصلي ،أي وإنما هو آلية ضرورية تكفل لها
مثال على ذلك هو الحركات التعاقد الرابط بين الحاكم والشعب، اإلستمرار وتضمن لألقوياء فرض
اإلستعمارية التي اتخذت من العنف ويدافع كانط عن تصوره هذا بقوله بأن هيمنتهم وسلطتهم المطلقة على من هم
أساسا إلخضاع الشعوب) ،على أساس الشعب في إطار دستور مدني قائم سلفا دونهم قوة وسلطة ،الشيء الذي يجعل
أنه ال ينبغي مواجهة العنف القائم بعنف ليس من حقه أن يشرع دائما لطريقة من العنف سلوكا مشروعا اقتضته
أخر مضاد له ،بقدر ما يجب استعمال تطبيق الدستور ،ألن ذلك سيؤدي إلى ضرورات الحياة اإلجتماعية ،احتكرته
أسلحة من نوع آخر لمقاومته من قبيل صراع بين الشعب والحاكم ،وهم الدولة لصالحها وال يحق ألحد ممارسته
ما هو روحي .علما بأن انتشار العنف صراع ال يمكن حسمه إال بوجود سلطة بدون إذن منها.
في الحياة اإلجتماعية ،قد ساهم في أعلى من الرئيس ،وهو أمر متناقض
تنامي مظاهر الحقد والكراهية بين نظرا لعدم وجود سلطة أعلى من
الناس ،هذا إن سلمنا بأن هناك ما الرئيس ،وبناء عليه فإن من يحسم
يستحق بأن يقتل في سبيله شخص ما األمر هو من يمتلك اإلرادة العليا
شخصا أخر ،وهو ما دفع إلى ضرورة للعدالة أي رئيس الدولة ،وال أحد في
التفكير في سبل أخرى لرفع العنف من الجمهورية يملك حق اإلعتراض على
الحياة العامة وتعويضه بمبدأ أخالقي ملكيته لهذا الحق.
مغاير هو الالعنف ،يكون هدفه ضمان
األمن وتعميم السلم والصداقة والمحبة
بين الناس.
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
المحور االول
• يقر بأن الحق الطبيعي لكل انسان يتحدد • يؤكد على أن القوة ال تخلق الحق ومن
• يعرف هوبس الحق الطبيعي بكونه
حسب الرغبة والقدرة ال حسب العقل تم فإن القوانين ال يمكن أن تتأسس على
الحرية التي يمتلكها كل إنسان في
السليم ألن اإلنسان بدوره يمتلك طبيعة، الحق الطبيعي مادام يقوم على حق
التصرف كما يشاء للمحافظة على
والتي هي عبارة عن حواجز وأهواء القوة ،وعلى اإلنسان تبعا لذلك أن يسلك
طبيعته وحياته الخاصة ،ما يترتب عنه
تدفعه إلى الكراهية والظلم والخوف، وفق مبادئ العقل عوض اإلنقياد وراء
دفاع الكل في حالة أهبة واستعداد
وبالتالي ينعدم الشعور باألمن ميوالته الغريزية حينها سيبرهن على
لفرض السيطرة واستخدام كل
واالستقرار ،وحسب سبينوزا إذا ما أنه سيد نفسه بالفعل وليس عبدا
اإلمكانيات للدفاع عن وجوده وأمنه،
أراد اإلنسان أن يتجاوز حالة الطبيعة ألنانيته ،إذ أن في طاعة القوة والغريزة
مما يؤدي إلى هيمنة حرب الكل ضد
أي حالة الخوف ..والتي تكون نتيجة والحرية المطلقة عبودية وفي االمتثال
الكل وسيادة قانون الغاب ،ما حتم على
سيادة الحق الطبيعي إلى وضعية للواجب والعقل حرية ،فمن خالل العقد
البشرية االحتكام إلى العقل والتفكير في
يسودها التعاون والمن والمنفعة العامة، اإلجتماعي ينتقل الناس من الحق
السلم والتنازل عن حرياتهم لسلطة
فعليه أن يستمع إلى ما يمليه عليه العقل الطبيعي إلى الحق المدني والوضعي،
مطلقة ومشيدة تفرض السلم ،وبذلك
ويتجرد من أهوائه ،حيث يقول في هذا من حق القوة إلى قوة الحق ،ومن
يضمن تأسيس القانون الطبيعي الذي
الصدد " :من النفع كثيرا للناس أن الخضوع للطاعة إلى القيام بالواجب،
يحول الحرية الطبيعية إلى حرية مدنية
يعيشوا طبقا لقوانين عقولهم ...وفضال استنادا إلى القوى المشروعة أي
تلزم االفراد بالفعل أو عدمه ،ما يضمن
عن ذلك فإن كل انسان يود العيش في القانون والمؤسسات.
ألي كان حق العيش والبقاء بقض
أمان من كل خوف بقدر االمكان ،ولكن النظر عن إمكاناته ومؤهالته..
ذلك مستحيل مادام كل فرد يستطيع أن
يفعل ما يشاء ومادام العق ال يعطي
حقوقا على حقوق الكراهية والغضب".
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
• يؤكد على أن القانون ال يكفي إلقرار • إن الحق حسب آالن يستمد عدالته من
االعتراف والتصريح به قانونيا ،فالحق • يبين أن العدالة هي كل سلوك
العدل في المجتمع ،إذ ليس كل ما هو
قانوني حقا وليس كل حق تكفله القوانين ال يمكنه أن يجسد المساواة والعدل مطابق للقوانين والتشريعات ،على
الوضعية ،إذ توجد تشريعات قانونية ويضمن استمراريته إال عندما يقترن خالف الظلم الذي يعتبر كل سلوك
ظالمة كقانون الطغاة واإلستعمار ،ثم بالعدالة التي يتحقق عبرها ،فالمساواة مناف لها ،أي أن ما يفصل بين
إن الحق األمثل الذي تنشده اإلرادة هي ما يفرض علينا أن نتعامل بشكل العدالة والظلم هو القانون ،الذي
البشرية لم يستطع القانون الوضعي أن مساو في جميع ما في الحياة ،فالحق يعتبر القاعدة التي على ضوئها يتم
يضمنه مما يفضح قزمية القانون إذن والعدالة هي القوانين التي يتساوى تقسيم المكتسبات بين الناس
الوضعي مقارنة مع هيبة الحق ،لهذا أمامها الجميع .وقد أكد آالن أيضا على
ضرورة االعتراف بالحق ،وذلك بالتساوي والعدل .وعلى هذا
يرى شيشرون أن الحق مرتبط بعالم
الفضيلة ومتعال عن عالم المواضعة انطالقا من القوانين التي تضعها الدولة، األساس يكون اإلنسان عدال ،إذا
واإللزام ،لذلك فالعدالة الحقيقية تضمنها فال وجود لحق ما لم يتم االعتراف به التزم بما تأمره به القوانين ،ويكون
عدالة الطبيعة ،ألن معايير هذه األخيرة قانونيا ،وال وجود لحقوق خارج عدالة ظالما إذا لم يلتزم بها وعمل وفق
نستطيع أن نقيس بها ما يمنع وما يجب قوانين الدولة ،فالمساواة هي األساس ارادته.
أن يكون وما هو حسن وقبيح ،طبقا المشترك بين الحق والعدالة.
لمقتضيات طبيعة اإلنسان ،وما تمليه
الفضيلة التي هي أساس الحق.
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
المحور الثالث :العدالة بين المساواة واإلنصاف
لكي تصبح العدالة أمرا ممكنا في المجتمع البد من أن تتأسس على مبدأين أساسين ،مبدأ المساواة أي إخضاع المواطنين جميعا للقانون بشكل متساوي ،ومبدأ
اإلنصاف أي أن تمنح لكل فرد حقوقه تامة دون نقصان .إذن فما هي طبيعة هذه العالقة بين العدالة واإلنصاف؟
• مجموع األسباب واإلعتقادات التي تجعل مجموعة بشرية تصادق وتقبل السلطة
• مجموع القواعد التي يضعها المجتمع لتنظيم العالقات بين الممارسة عليها من طرف جهاز الدولة والتي تستمد منها هذه األخيرة أحقيتها في
األفراد ،وتحديد ما يسمح لألفراد القيام به. الحق الوضعي ممارسة السلطة المشروعية
• مبدأ أخالقي يفرض على الشخص احترام قواعد القانون والحق • ممارسة الحكم وفق القوانين السائدة.
الشرعية
واالنصاف.
العدالة
• مجموع الحقوق ذات األساس المطابق لطبيعة اإلنسان من حيث
هو انسان ،كالحق في الحرية والمساواة. الحق الطبيعي
• القاعدة التي يعامل بموجبها االفراد بشكل مماثل وبدون تمييز.
المساواة
• اإلمكانية أو القدرة التي يتوفر عليها فرد او جماعة لتمارس
تأثيرها على اآلخرين وتوجه سلوكاتهم وتصرفاتهم. السلطة
• إعطاء كل ذي حق حقه ،أو العدالة في الحكم اعتمادا على
روح القانون.
االنصاف • كل سلوك أو فعل مادي أو لفظي يصدر عن ذات ضد أخرى،
مسببا لهذه األخير ضررا بدنيا أو نفسيا. العنف
• كيفية ممارسة السلطة داخل الدولة
السياسة • منطقيا يعني اإلستدالل الصحيح ،وأخالقيا يحيل على كل ما هو
مشروع وقانوني الحق
• مجموعة من االفراد الذين تجمع بينهم عالقت منظمة ومصالح
متبادلة.
المجتمع • ما ألجله أقدم الفاعل على الفعل ،ارتباطا بالقصدية واإلختيار.
الغاية
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
مجزوءة األخالق
تأطير عام:
شكلت األخالق ،إحدى المباحث اإلنسانية التي اهتمت بها الفلسفة .وظيفته تحديد القيم العليا الموجهة للفعل اإلنساني وهدفه رسم غايات هذا الفعل .فلكي يتحرر
اإلنسان من دوافعه الغريزية الطبيعية ،كان عليه الدخول إلى عالم القيم األخالقية ليغدو كائنا أخالقيا ،إضافة إلى كونه كائنا طبيعيا .وتعتبر مجزوءة األخالق تتويجا
للمجزوءات السابقة ،إذ تكشف عن حقيقة الوجود اإل نساني كفرد وجماعة ،فباعتبارها مجموعة من القواعد التي تمكن من التمييز بين الخير والشر ،تسمح لإلنسان بالتعالي
عن كل سلوك بيولوجي غريزي ،يهدف فقط إلى إرضاء متطلبات الذات البيولوجية ،فارتقاء اإلنسان إلى مستوى الشخص ،ال يمكن أن يتم –وكما عبر عن ذلك الفيلسوف
األلماني كانط -إال إذا كان اإلنسان ذا عقل أخالقي عملي ،يعامل اآلخرين كغايات في ذاتها ال كوسائل ،فاألخالق هي التي تكمن اإلنسان من التجرد من األنانية وحب
الذات ،وتسهل االنفتاح على الغير ،كيفما كانت طبيعة هذا الغير ،وهذا األمر يستدعي ،ليس فقط الوعي بما لدى الشخص من الحقوق ،وإنما أيضا بما له من واجبات تجاه
نفسه وتجاه اآلخرين ،والواجب "هذه الكلمة السامية العظيمة" ،كما قال بذلك كانط ،هو عصب األخالق كلها ،ألنه الشعور بااللتزام تجاه القيم ،وتجسيد السلوك المؤدي
إلى تحقيق الغايات األخالقية ،والدافع الباطني إلى تنفيذ ما تقضي به األخالق من تنظيم للمجتمع والحفاظ على حريات وإرادات األفراد ،الشيء الذي يجعل األشخاص
ينتقلون من األشياء المبتذلة إلى تحقيق السعادة ،بما هي غاية إنسانية ،لكن هل الواجب قيد أم تحرير؟ أال ينقلب التفكير في الحرية ،إلى الرغبة في التحرر من سائر
اإلكراهات؟ وهل السعادة ممكنة في هذا العالم ،أم أنها تظل مجرد حلم وأمل؟
مفهوم الواجــــــب
مفهوم الحرية
مفهوم السعادة
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
مفهوم الواجب
تمهيد:
لقد سعت القيم األخالقية ،باعتبارها قواعد معيارية للتصرف ،إلى حماية اإلنسان من هيمنة أهوائه ،وما قد يصدر عنه من عنف ،لذا عمد اإلنسان إلى تأسيس
المجتمع القائم على القيم والسعي وراء ترسيخها ،وتحديد الواجبات التي على كل فرد القيام بها ،سواء نحو ذاته أو نحو غيره أو نحو مجتمعه وهي واجبات قد يخضع لها
تلقائيا إلى درجة تصبح فيه جاثمة على أفعاله مثل العادات ،كما يشعر تجاهها بضغطها وإكراهاتها ،فيتجه نحو بناء واجبات يطبعها الطابع الذاتي والعقلي ،فيلتزم بها
بشكل واع وتلقائي .ويتحدد الواجب le devoirفي المجال األخالقي ،بما يتوجب على الشخص القيام به ،إما بشكل إلزامي إكراهي ،نظرا لقهرية العديد من الواجبات،
بحيث تبدو ضرورة تحتم الخضوع لها ،وإما على شكل إلتزام حر وواع ،نظرا النسجام بعض الواجبات مع متطلبات العقل اإلنساني وحريته وإرادته .إذن هل الواجب
إلزام أم التزام؟ وما هو مصدر الوعي األخالقي ،هل هي الفطرة والغريزة أم الثقافة والمجتمع؟ وهل الوعي األخالقي وعي جامد أم متغير ومنفتح؟ وهل ينطوي الواجب
على أبعاد كونية ومطلقة أم على أبعاد خصوصية ونسبية؟
المحور االول
الواجب واالكراه
المحور الثاني:
الوعي االخالقي
المحور الثالث:
الواجب والمجتمع
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
المحور األول :الواجب واإلكراه
هل الواجب إلزام أم التزام؟ بمعنى ،من أين يستمد الواجب قوته ،هل من االكراهات والضوابط االجتماعية أم من نداء العقل والضمير األخالقي؟
• أكد أن الفعل األخالقي يتأسس • ينتقد التحديد الكانطي للواجب ،باعتباره • يبين كانط أن الواجب هو ضرورة
على "إرادة القوة" ،حيث يوصي إلزاما أخالقيا محضا وغير مشروط، أخالقية للقيام بما يجب تحقيقه احتراما
بضرورة طلب كل ما يزيدنا قوة، مؤكدا في مقابل ذلك ،أن الواجب غير للقانون األخالقي الذي يسكن الذات،
مستقل بتاتا عن الحاجات والميوالت، والذي يمثله العقل والضمير واإلرادة
ومن بين ذلك التعرض للمخاطر ذلك أن اإللزام دائما ما يكون مشروطا الحرة الطيبة ،وإذا كان الواجب
واآلالم ،فليس األلم شرا ،بل هو من قبل األفراد بمدى استجابته أو عدم األخالقي متوقف على ضرورة اإللزام،
خير من حيث كونه يصفّي ما في استجابته لميالتهم ورغباتهم الذاتية. فإن هذا ال ينفي حضور الحرية للقيام
من ضعف ،فإذا خرجت منه وبالتالي يؤكد بأنه رغم هذا الطابع بالواجب وتحمل المسؤولية ،الشيء
سالما كنت منتصرا ،أما إذا قتلني اإللزامي للواجب األخالقي فإنه ال ينفي الذي يجعل من الواجب إلزاما قطعيا،
كان ذلك دليال على أنه ال خير دور الرغبة في تأسيس الفعل ال ينبغي على األفراد التعامل معه ممن
لي في البقاء ،ومن تم ال مجال اإلخالقي ،فكل واجب أخالقي هو إلزام منطلق ما يحققه لهم من منافع وغايات
لكنه في الوقت نفسه استجابة لما هو آنية ومباشرة ،بل من منطلق كزنه
للضعفاء في البقاء. مرغوب فيه .وهي ما يوضح حينما شرطا أساسيا إلشاعة القيم والفضائل،
يقول " :ليس اإلنسان كائنا أخالقيا إال التي من شأنها القضاء على كل
ألنه يعيش في صلب مجتمعات قائمة، مظاهر األنانية واالستقاللية.
وليس ثمة أخالق بدون انضباط وال
نفوذ ،والنفوذ العقلي الوحيد هو
السلطة التي للمجتمع في عالقته
بأعضائه ،إن األخالق ال تبدو لنا الزاما
أي أنها ال تبدو لنا أخالقا ،وبالتالي ال
يمكن اإلحساس بالواجب ،إال إذا
وجدت حولنا وفوقنا سلطة تقوم
بالجزاء ،وهذه السلطة هي المجتمع".
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
المحور الثاني :الوعي األخالقي
إذا كان هدف األخالق هو تنظيم المعامالت اإلنسانية ،ومحاولة إظهار الجانب الخير فيه ،فإنه رغم ذلك قد فشلت في تقويم السلوك اإلنساني وفرض القيم والضوابط ،خصوصا مع تنامي
الشر والعدوانية ،ما يعني أنه لم تعد هناك قيمة لألخالق السائدة والمتداولة ،إذن كيف يتشكل الوعي األخالقي بالواجب؟ وما هو مصدره ،هل هو الفطرة والطبيعة ،أم الثقافة والمجتمع؟ وهل هو
وعي جامد وثابت أم أنه وعي متطور ومنفتح؟
• ميز بين مرحلتين في تطور • يؤكد على أهمية المجتمع في تشكيل • يؤكد على أولوية المجتمع على • يؤكد جون راولس أنه من
األخالق ،مرحلة أخالق الواجب األخالقي ،حيث يقول في األفراد ،باعتبار المجتمع كيانا واجب األجيال أن تتضامن مع
هذا الصدد ،نتلقى ونحن صغار من منظما معنويا وبنية عضوية تنصهر بعضها البعض ،ويجب أن يتم
االعتقاد وقد تجسد في مظاهر آبائنا ومعلمينا مجموعة من األوامر فيها ذوات األفراد ،حيث يخضعون
دينية وإيديولوجية وعقدية والنواهي ونعتقد أنها واجبات تنبع ولإلكراهات المجتمع لتأطير ذلك في إطـار مجتمع عادل
بشكل عام ،وفيها يلقي الفرد من هؤالء المربين ،لكن سيتبين لنا اإلجتماعية ،وفي هذا يقول " :إن يكون قـد أرسى قواعد
المسؤولية على مشيئة هللا أو فيما بعد ،أنها واجبات صادرة من الفرد ال يكتمل وجوده وال تتحقق وأقر عادلة، مؤسسات
اإليديولوجيا المهيمنة أو غير المجتمع ،فهو ال ينكر ما للمجتمع طبيعته تماما إال إذا تعلق بالمجتمع، الحريات األساسية بشكل فعلي،
ذلك؛ ثم هناك مرحلة أخالق من قدرة تعسفية تمارس تأثيرها فمن المجتمع يأتينا خير ما فينا، وألن مصائر األجيال تعتبر
على األفراد فيما يخص تصرفاتهم العليا األشكال تنبع ومنه غير عادلة مادمت األجيال
المسؤولية ،وفيها يدرك الفرد األخالقية ،فإنه يدعو بالمقابل إلى لنشاطنا ،"...معنى هذا أن البيئة
واجباته ومسؤوليته ويتحمل ضرورة اإلنعتاق من هذه السلطة اإلجتماعية هي الشرط الضروري الالحقة تستفيد أقل من
أعباءها في إطار مؤسساتي. األخالقية المتعالية ،وطلب ما سماه للحياة اإلجتماعية في جميع اشكالها، سابقاتها.
هنا إذن يتم التفريق بين بالواجب األخالقي الكوني ،الذي والعقلية والمادية البيولوجية
أخـالق التقليد المجسدة فـي يتعدى ويتجاوز األخالق المنغلقة واألخالقية ،ذلك أن الكائن المعزول
الضمير الفردي ،وبين أخالق التي يكرسها المجتمع ،ألن هذا عن وسطه اإلجتماعي البد أن يلحقه
األخير يكرس أخالقا تتماشى الفناء ،لذا ال يمكن أن يعيش بدون
الحداثة التي تؤطر الوعي واألفراد المكونين للمجتمع الواحد، اإلستعانة بعدد من الدوات التي
األخالقي الفردي ومحاسبته واألخالق الكونية تنفتح على صنعها واستخدمها المجتمع ،ونفس
مجتمع داخل قانونيا، الشمولي وعلى اإلنسان ككل الشيء ينطبق على الحياة األخالقية،
مؤسساتي بصرف النظر عن انتمائه فالمجتمع هو ينبوع كل الواجبات
المجتمعي. األخالقية ،فهو الذي يحدد لألفراد
الخير والشر ويلزمهم بأداء بعض
اإلعمال واإلمتناع عن غيرها ،إنه
سلطة معنوية تتحكم في وجدان
الفرد
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
مفهوم الحرية
تقديم
يشير مفهوم الحرية بشكل عام إلى قدرة اإلنسان على الفعل أو اإلمتناع عنه ،بعيدا عن كل إكراه كيفما كان مصدره .وبالتالي يمكن القول بأن الحرية حق من
الحقوق الطبيعية لإلنسان ،أي حريته .وتبدو له الحرية بهذا المعنى فعال ال حدود لها ،ورغبات ال بد أن تشبع .وأن كل منع ألفعاله ،فهو بمثابة أغالل أو جدار سجن كبير
يحدان من حريته .لكن ما يطبع الحرية اإلنسانية هو أنها حرية محدودة ،فاإلنسان هو الكائن الوحيد الذي ال يسير وفق نظام الطبيعة فقط ،بل يخضع لحتميات وضرورات
وإكراهات نفسية واجتماعية وسيا سية...فالتصرف وفق الحقوق الطبيعية "الحرية المطلقة مثال" يعني تحول الحق إلى الفوضى إذا وضعنا في الحسبان أن كل واحد له
الحق مثلنا .ثم إن القيم األخالقية تجعلنا نمتنع من تلقاء دواتنا عن ممارسة بعض الحريات حين ال تنسجم مع القوانين والقواعد واآلداب ،ثم إن المجتمع الذي يؤسس
للحرية ،قانونيا وإداريا يضع أيضا القوانين التي تحد من هذه الحريات ...وإذا علمنا بأن ظروفا تحيط باإلنسان وتحد من حريته المطلقة علمنا بأن الحرية ليست شيئا
مطلقا بل تصطدم بمفاهيم مناقضة لها ،وهذا ما يجعلنا نتساءل عن شروط إمكان الحرية...فما معنى الحرية في ظل الضرورات والحتميات واإلكراهات والقوانين
واألخالق؟ هل تعني الحرية أن نفعل ما نريد؟ ما هي حدود حرية اإلنسان؟ وإلى أي حد يعتبر حرا؟ وما عالقة الحرية بالقانون؟ هل يعتبر القانون نفي لحرية اإلنسان؟
المحور االول
الحرية والحتمية
المحور الثاني:
الحرية واالرادة
المحور الثالث:
الحرية والقانون
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
المحور األول :الحرية والحتمية.
إذا كان مفهوم الحرية يشير إلى قدرة اإلنسان على الفعل أو عدمه ،بعيدا عن كل إكراه كيفما كان مصدره ،فإن الحتمية تشكل الطرف النقيض لها ،وتحيل فلسفيا إلى المبدأ الذي بمقتضاه تكون
جميع الظواهر ومن ضمنها الظواهر اإلنسانية ،مرتبطة بما سبقها ،بعالقة سببية ضرورية ،أما علميا فتحيل إلى المبدأ الذي بمقتضاه تسمح معرفة الشروط السابقة بالتنبؤ بما ينتج عنها بصورة
يقينية ،أما اإلرادة فهي القدرة على اإلختيار والتصرف ،أي أننا نعرف مسبقا ما نريد ،ونهيء الوسائل المالئمة لتحقيق ما نريد .هل تمكن اإلرادة اإلنسان من اختيار أفعاله وتصرفاته بحرية ،بعيدا
عن كل إكراه كيفما كان مصدره ،أم أنه خاضع في هذا اإلختيار لحتميات خارج إرادته ووعيه ،بحيث تصبح الحرية لديه مجرد وهم ليس إال؟
• يبين بأن اإلنسان ليس شيئا بين • يؤكد بأن اإلنسان هو كائن • الذي يربط حرية الشخص بنظام • يؤكد المفكر المغربي عبد هللا
األشياء ،وأن الشخص موجود مفكر ،ووجوده كذات رهين العالم الثابت غير القابل للتغيير الذي العروي أن مسالة الحرية قد
صنعه العقل اإللهي الذي عين وحده
ذو نفس وجسد وحاضر في بتفكيره وليس بجسده ،وخاصة منذ األزل الحوادث والوقائع انتقلت بفعل التقدم العلمي ،من
العالم مع األخرين ،وبما أن حينما نعلم أن هذا التفكير ،هو الطبيعية والبشرية ،أما اإلنسان فال التوفيق بين حرية اإلنسان
الطبيعة البشرية والمجتمع من طبيعة روحية متعالية عن يمكن أن يغير مصيره ،ونصح أحد والقدر اإللهي ،إلى التوفيق بين
والعالم الطبيعي ،في نظام كلما هو مادي حسي تجريبي، أتباعه بقوله " :تذكر دائما ما حرية اإلنسان والحتمية
ضروري توجهه ضروب من لذا يظل الشخص في تصرفاته سأقوله :أنت تلعب على الخشبة، العلمية ،إضافة إلى تخوف
الحتميات ،فإن الحرية ليست حرا حرية مطلقة ،ال يتأثر بأي الدور الذي اختاره المخرج – وقد المجتمع المعاصر من التحول
محددة وال مطلقة ،إنها عملية عوامل بيولوجية كانت أو يقصر أو يطول -حسب ما يريده إلى عدو للحرية بعدما كان
هو ،وإذا كان يريد أن تقوم بدور
تشخصن مستمر ،يقوم به اجتماعية أو نفسية. المتسول ،فيجب أن تلعب هذا الدور مناصرا لها فيما سبق.
الكائن البشري حتى يصل إلى على الوجه األكمل ،والشيء نفسه
مرحلة اإلنسان باإلنفتاح على إذا تعلق األمر بدور األعرج أو
المثل العليا ،وعلى المجتمع رجل السياسة ،ألن عملك ينحصر
وعلى العالم.فالحرية إذن ، في لعب الدور الذي حدد لك".
ليست مطلقة وليست معطاة،
بل هي عملية بناء ووعي
مستمر بالحتميات التي تحول
دون تحققها.
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
المحور الثاني :الحرية واإلرادة
هل لإلنسان القدرة على التصرف بحرية ،بعيدا عن كل إكراه كيفما كان مصدره ،أم أنه خاضع في هذا اإلختيار لحتميات خارج إرادته ووعيه ،بحيث تصبح الحرية لديه مجرد وهم ليس إال؟
• يؤكد في عبارة مشهورة له " :إن • يبين أن هناك مجموعة من الحتمايات • يرى ديكارت بأن اإلرادة هي التي
الناس يخدعون أنفسهم حينما التي تمارس على الشخص والتي تجعل تؤسس للحرية ،وتمنح األفعال اإلنسانية
يعتقدون أنهم أحرار ،وهذا تجربة حرية اإلرادة مجرد وهم حرية مطلقة ،رغم كون إرادة اإلنسان
كالالشعور الذي يفلت من وعينا ويعبر ليست مطلقة كما هو الحال بالنسبة
اإلعتقاد ناشئ عن شعورهم عن نفسه إما تعبير مرضيا ( العصاب إلرادة هللا ،إال أنها تتمتع بقوة تجعلها
بأعمالهم ،بينما يجهلون األسباب والذهان) ،أو الحياة العادية ( األحالم محددة لحرية اإلنسان المطلقة .مميزا
التي تحدد أعمالهم" ،التي نجدها والهفوات )...في خلسة من الوعي. في ذلك بين نوعين من الحرية ،األول
لدى بعض المرضى ،أما إضافة إلى الالوعي الجماعي ،الذي يقوم على استواء الطرفين بحيث ال
الشخص السليم فهو قادر على والتيارات الماركسية طورته يكون لدى اإلنسان سبب في ترجيح
إدراك الحتميات التي تلفه، السوسيولوجية المتأثرة بها ،ومعناها أن طرف على طرف آخر ،وهذا النوع
شريطة امتالكه للوعي الكافي سلوكنا خاضع متأثر أيضا ،دون وعي من الحرية أحط مراتب الحرية ،وهذا
منا ،بتربيتنا ووسطنا اإلجتماعي. اإلنحطاط يرجع في نظره إلى عيب في
لهذا اإلدراك ،ومن ثمة التحرر عالوة على بيولوجيتنا ،ذلك أن بعض المعرفة وليس في اإلرادة ،والنوع
منها ،مع اإلقرار بنسبية هذا المواد الكيميائية التي تصنعها فينا الثاني من الحرية هو الحرية المعقولة
التحرر ،بل إن الحضور الطاغي جيناتنا ،يمكن أن تؤثر على مزاجنا التي تقوم على إيثار طرف على آخر
للحتميات أحيانا هو يبعث روح وعلى سلوكنا ،فقد أظهرت العديد من بواسطة اإلرادة.
التحدث إزاءها ،ويجعل من التجارب مثال ،أن الهرمون الذكوري
التحرر منها تحقيقا لتحرر المسمى التستوستيرون يجعل الفئران -
اإلرادة اإلنسانية. عندما تحقن به بنسبة مرتفعة -عدوانية
ومندفعة إلى التحارب فيما بينها حتى
الموت ،وهذه التجارب تؤكد أن
العوامل والشروط البيولوجية يمكن أن
تؤثر فينا وتشرط عضويتنا ،بل حتى
السلوكات التي تبدو لنا في الظاهر أنها
أكثر سلوكاتنا حرية"
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
المحور الثالث :الحرية والقانون
إذا كان القانون هو مجموع القواعد والضوابط ذات الطابع اإللزامي ،فهل يسمح هذا القانون بأن يمارس اإلنسان حريته بالشكل الذي يريد ويرغب فيه ،أم أن حريته محدودة بحدود ضوابط هذا
القانون؟ بمعنى أخر هل اإلنسان حر أمام ضوابط القانون ،أم أنه مسلوب اإلرادة والوعي؟
مونتسكيو
ميشل باكونين شيشرون حنا أرندت
• يؤكد أن الحرية ال تتحدد
• في كتابهLe dieu et ": • يؤكد على أن القانون ال يكفي • ( )1975_1906تربط الحرية إال داخل بصفة دقيقة
: "l’Etatيجيب عن سؤال إلقرار العدل في المجتمع ،إذ بالدولة والسياسة ،بحيث أنه القوانين ،وال ترتبط بإرادة
ماذا تمثل الدولة؟ قائال بأنها ليس كل ما هو قانوني حقا إذا تعلم الفـرد الحرية فـي األفراد في فعل ما يشاؤون،
حصيلة نفي الحريات الفردية وليس كل حق تكفله القوانين أنشطته اليومية التي على وحدها القوانين هي التي تحدد
لجميع أعضائها ،أو حصيلة الوضعية ،إذ توجد تشريعات الدولة ونظامها السياسي أن ما يجب فعله وما ال يجب
يقدمها التي التضحيات قانونية ظالمة كقانون الطغاة تؤطرها بتحقيق الحريات فعله ،إنها إذن حرية قانونية
أعضاؤها بتنازلهم عن قسط واإلستعمار ،ثم إن الحق العامة والحقوق التي تدعو محمية من كل شطط من
من حريتهم لمصلحة الخير األمثل الذي تنشده اإلرادة إليها كل األمم ،فبذلك تتحول طرف القوانين ذاتها ،فإذا
المشترك ...إذن تنتهي الحرية البشرية لم يستطع القانون الحرية من شيء خارجي إلى استطاع أحد من الناس أن
الفردية حيث تبدأ الدولة، الوضعي أن يضمنه مما قناعات داخلية وليس العكس، يصنع ما تحرمه القوانين
والعكس صحيح. يفضح قزمية القانون الوضعي لهذا تقول حنا ":إن الحرية، سيفقد الحرية ،وذلك إلمكان
مقارنة مع هيبة الحق ،لهذا بوصفها واقعا قابال للبرهنة قيام اآلخرين بمثل ما فعل ،لذا
يرى شيشرون أن الحق عليه ،ترتبط بالسياسة ارتباطا فإن الحرية تحتاج إلى حدود،
مرتبط بعالم الفضيلة ومتعال تالزميا ،وتشكالن معا وجهين القوانين هي وحدودها
عن عالم المواضعة واإللزام، لنفس الشيء ". المسطرة من طرف المجتمع،
لذلك فالعدالة الحقيقية تضمنها إال ان القوانين الضامنة لحرية
عدالة الطبيعة ،ألن معايير هذه األفراد ،قد توظف بشكل سلبي
األخيرة نستطيع أن نقيس بها من طرف السلطة الحاكمة،
ما يمنع وما يجب أن يكون مما يفضي إلى تقييد الحرية،
وما هو حسن وقبيح ،طبقا ولكي ال يكون هناك شطط في
لمقتضيات طبيعة اإلنسان ،وما استعمال السلطة ،يقترح
تمليه الفضيلة التي هي أساس مونتسكيو فكرة تقييد السلطة
الحق. عبر مبدأ فصل السلط.
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
مفهوم السعادة
تمهيد:
يختلف تحديد مفهوم السعادة من شخص آلخر ،فمنهم ربطها بما هو نفسي ومنهم من ربطها بما ثقافي أو اجتماعي أو بيولوجي ...ونفس الشيء نجده لدى الفالسفة،
إذ صورت المذاهب الفلسفية األخالقية القديمة منها والحديثة ،السعادة باعتبارها رغبة في القيام بالخيرات ،أمال في بلوغ خير أسمى وأكمل منها ،لكن تطور الحياة
واتخاذها ألبعاد جديدة ،يجعلنا نتساءل كل مرة :هل السعادة ممكنة في هذا العالم أم أنها مستحيلة؟ خاصة في ظل توجه الدول نحو تكريت فكرة التفاوت الطبقي ...ولعل
ما يبرر ذلك هو اعطاء األهمية للقيم المادية أكثر منها للقيم الروحية .ورغ ذلك تضل بعض التعريفات والدالالت أكثر حضورا من عيرها ،نجد من بينها :اعتبار السعادة
بمثابة اليمن أو الخير الخير ،الذي يشير إلى معنيين :معنى مادي محسوس يتمثل في اإلرضاء ،ومعنى عقلي يتمثل في التدبير ،وعلى المستوى الفلسفي تتحدد السعادة في
كونها "حالة إرضاء تام لذات ،يتسم بالقوة والثبات ويتميز عن اللذة للحظتها ،وعن الفرحة لحركيتها" .إذن هل السعادة إرضاء لمطالب العقل أم البدن أم هما معا؟ وهل
السعادة ممكنة أم مستحيلة؟ وما هي الشروط الضرورية لتحقيقها؟ وهل هي مطلب فردي أم جماعي؟
المحور االول
تمثالت السعادة
المحور الثاني:
البحث عن السعادة
المحور الثالث:
السعادة والواجب
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
المحور األول :تمثالت السعادة
بما أن السعادة الزالت بمثابة غاية أساسية يسعى وراءها أي شخص ،كيفما كانت مرتبته االجتماعية ووضعيته التعليمية وحالته الصحية ...قصد دفع الشقاء والتعاسة عنه ،إذن ،كيف تتحدد
السعادة؟ وهل يمكن إعطاء تعريف واحد ووحيد للسعادة أو أنها تختلف حسب خصوصيات كل فرد؟ ول السعادة إرضاء للذات والجسم أم العقل أم هما معا؟
• يؤكد أن السعي إلى تحقيق السعادة، • ينفي أن تكون السعادة هي االنغماس في
بما هو مطلب فردي ،ال ينبغي أن الموضة أو الهوايات ،ألن هذه األمور ال • يقيم إبكتيت تقابال بين ألشياء المتعلقة
يكون مستقال عن األمر األخالقي تعدو أن تكون في نظره حاالت اغتراب، باإلنسان وتلك المتعلقة بغيره ،مؤكدا في
إنها حركات مزيفة ظاهرها سعادة وباطنها معرض هذا التمييز ،أن الوصول إلى
المطلق ،ما دام أنه عام وكوني، لذة عابرة ألن الفرد ال يسعى من ورائها السعادة ال ينبغي أن يتم عن طريق النظر
يستوجب من أي كان الخضوع سوى إلى الهروب واالنفالت من ضغوط إلى األشياء الخارجة عن الذات ،كما لو
واإلمتثال له ،استجابة لنداء العقل العالم وإكراهات المجتمع .إن السعادة كانت أشياء خاصة بها ،وإنما على األساس
العملي األخالقي المحض ،والذي حركة في اتجاه الناس ويبين ذلك راسل الذي يسعى فيه إلى تحقيقها وفق ما توجد
يعتبر ضرورة أخالقية للقيام بما بقوله «أما السعادة األصلية فتعتمد ،أكثر عليه تلك األشياء وعلى النحو الذي تسير
يجب تحقيقه احتراما للقانون مـن أي شيء آخر ،على ما يسمى باالهتمام عليه .أي أن السعادة هي أن يهتم الفرد بما
األخالقي الذي يسكن الذات ،والذي الـودي باألشخاص واألشياء .».إن السعادة ينتمي إلى طبيعته من أفعال وآراء ،وأال
هنا تتحول إلى نوع من الواجب ولـكن دون يبرر سعادته أو شقاءه بآراء الغير أو
يمثله العقل والضمير واإلرادة الحرة أن يكون واجبا إلزاميا قهريا كما يعتقده تصرفاتهم ،وفي ذلك يكون قد خضع لقانون
الطيبة ،الشيء الذي يجعل من كانط ،وإنما واجب فيه حب وود ،إنه حركة الطبيعة واالنسجام معها ،قائال في هذا
الواجب إلزاما قطعيا ،ال ينبغي على تلقائية ينخرط فيها اإلنسان ،بعيدا عن اإلطار " :ال تطلب أبدا أن تحدث األشياء
األفراد التعامل معه ممن منطلق ما الحسابات الضيقة المقننة التي يفرضها كما ترغب أنت ،بل ارغب في حدوث
يحققه لهم من منافع وغايات آنية الواجب العقلي المحكوم بالبرهان ،هنا نعثر األشياء كما تحدث هي فعال ،وبذلك تكون
ومباشرة ،بل من منطلق كزنه شرطا إذن على سعادة إنسانية واقعية بعيدة عن سعيدا.".
أساسيا إلشاعة القيم والفضائل ،التي السراب والوهم الميتافيزيقي الذي يحشو به
النـاس عقولهم ،فيدمرون إمكانات عدة
من شأنها القضاء على كل مظاهر لتحقيق سعادتهم
األنانية واالستقاللية.
أكادير ثانوية ابن ماجة ني رش يد رك
المفاهيم الخاصة بمجزوءة األخالق
• استقاللة الذات فعال وتصرفا وفق ما يمليه تفكير الفرد • قيم وقواعد معيارية منظمة للسلوك بين االفراد
وقناعته. االرادة االخالق
• مبدأ علمي يمكن من التنبؤ بالنتائج في حالة معرفتنا • كل ما يلزم االفراد بالفعل أو عدمه كإلزام أو التزام.
للشروط المتحكمة في الظواهر ،وتفيد هنا معنى االكراه. الحتمية الواجب
• حالة إرضاء تام لذات ،يتسم بالقوة والثبات ويتميز عن • هو اسم لفعل أكره يكره إكراها ،أي ألزمه على
اللذة للحظتها ،وعن الفرحة لحركيتها السعادة القيام بفعل ،فاإلكراه إذن هو إلزام obligation اإلكراه
• تعهد إرادي بموجبه يصبح الشخص مرغما أخالقيا على • مجموع االفراد الظين تربط بينهم عالقات منظمة
الوفاء بما تعهد به. االلتزام ومصالح متبادلة. المجتمع
• استعداد عقلي ونفسي للفعل المطابق لمعايير معينة ،وهي • يسمح للعقل االنساني أن يصدر أحكاما معيارية
حسب أرسطو اختيار يتم باعتدال يتوسط رذيلتين. عفوية على القيمة األخالقية لبعض االفعال الفردية الوعي
الفضيلة األخالقي
• مجموع العمليات الشعورية التي تمكن الذات من ادراك • قدرة الفرد على الفعل أو عدمه بإرادة خاصة دون
مباشر لذاتها ولما يحيط بها. الوعي إكراه خارجي الحرية