You are on page 1of 197

‫البصمة املائية املرصية ‪ .

‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ال َبصمة املائية املرصية‬


‫مؤشر أمن املاء والغذاء‬

‫مصر ال تستطيع تنمية مواردها املائية بسهولة ا‬


‫ولكنها تستطيع الحفاظ على ما لديها بترشيده وحسن إدارته‪.‬ا‬

‫دكتور‪.‬همندس‪ .‬أسامة محمد سالم‬


‫باحث باملركز القومي لبحوث املياه‬

‫‪0‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ايل زوجيت وأوالدي أهدي هذا الكتاب‬

‫‪1‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫تقـــــــــــــديم‬

‫احلمد هلل رب العاملني‪ ,‬خلق اللوح والقلم‪ ,‬وخلق اخللق من عدم‪ ,‬ودبر األرزاق واآلجال باملقادير‪,‬‬
‫ومجل الليل بالنجوم يف ال ُظ َل ّم‪ ,‬احلمد هلل رب العاملني‪ ,‬الذي عال فقهر‪ ,‬و َم َل َك فقدر‪ ,‬وعفا فغفر‪,‬‬
‫وعلِ َم وسرت‪ ,‬وهزَ َم ونرص‪ ,‬وخلق ونرش‪ ,‬احلمد هلل الذي أحىص كل يشء عد ًدا وجعل لكل يشء‬
‫أمدا وال يرشك يف ح ِ‬
‫كمه أحدا‪ ,‬احلمد هلل الذي جعل لكل يشء قدرا‪ ,‬وجعل لكل ِ‬
‫قدر أجال‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫هذا اجلهد املتواضع الذي أسعد أن أقدمه إىل عموم القراء أوال‪ ,‬وإىل املتخصصني والدارسني‪ ,‬أدعو‬
‫اهلل أن ينفع به اجلميع‪ ,‬يلقي الضوء عىل ال َبصمة املائية وجتارة املياه االفرتاضية كمفاهيم مستجدة يف‬
‫علوم املياه‪ ,‬والتي أضحت تستخدم كمؤرشات ألمن املاء والغذاء وهذا الكتاب هو الثاين بعد‬
‫كتاب "الرصاع عىل مياه النيل" يف إطار مرشوعي اخلاص "الوعـي املائـي"‪.‬‬

‫ولقد بدأت التفكري يف هذا الكتاب‪ ,‬داعيا اهلل عز وجل أن أساهم ولو بجهد بسيط يف سد الفجوة‬
‫املعرفية لدى قطاعات كبرية من القارئني‪ ,‬فيام خيص املوارد املائية وأمن املاء والغذاء‪ ,‬وحاولت بقدر‬
‫اإلمكان توصيل املعلومات ببساطة لغري املتخصصني‪ ,‬والتعريف باملفاهيم اجلديدة يف جمال موارد‬
‫املياه‪ .‬وسوف يتبع هذا الكتاب بإذن اهلل تعاىل سلسلة من الكتب املتخصصة‪ ,‬وذلك للمسامهة يف‬
‫نرش الوعي املعريف بعلوم املياه‪ .‬وقد بذلت جهدا كبريا لتبسيط املفاهيم العلمية يف هذا الكتاب‪,‬‬
‫وعرضها بشكل جيعلها يف متناول اجلميع‪ ,‬خاصة وأن حصيلة العلم واملعرفة قد أصبحت جزء ًا من‬
‫رضورات حياتنا اليومية‪ ,‬ألهنا توفر لنا املزيد من القدرات اإلدراكية‪ .‬وال شك أن خلق أسس ولو‬
‫بسيطة من التفكري العلمي والعميل لدى العموم‪ ,‬يشكل لدهيم قدر ًا من احلصانة ضد أفكار الرجعية‬
‫واجلهل وتطويع املعلومات يف غري أماكنها‪ ,‬والتي غالب ًا ما جتد قدر ًا من االهتامم واالنبهار من لدن‬
‫الكثري‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫إن هذا الكتاب‪ ,‬والذي قد يكون األول يف املكتبة العربية يتناول ال َبصمة املائية وجتارة املياه‬
‫االفرتاضية كأدوات حتليلية مستحدثة لبناء فهم شامل لألمن املائي والغذائي عىل الصعيدين املحيل‬
‫والدويل‪ ,‬وأيضا ملعرفة وقياس تأثري العوامل املرتبطة بميزانيات املياه املحلية والوطنية‪ ,‬والتي يمكن‬
‫أن تساعد صناع القرار يف اختاذ ما يلزم من إجراءات‪ ,‬ملواجهة التوقعات احلالية واملحتملة لتلبية‬
‫الطلب عىل املياه والغذاء لشعوهبم‪ .‬واعتمد هذا الكتاب عىل ما هو متاح من اإلحصاءات املحلية‬
‫والعاملية‪ ,‬والتي قد حتتاج إىل املزيد من التحقيق والتدقيق للبناء عليها‪ .‬ولنا أن نعرف أن يوسف‬
‫الصديق عليه السالم‪ ,‬هو أول من اعتمد املياه االفرتاضية كحل لتوفري األمن الغذائي لشعبه‪ ,‬وقام‬
‫بتشييد أول وأعظم مرشوع منذ بدء اخلليقة وحتى اآلن‪ ,‬يعتمد مبدأ املياه االفرتاضية حلل مشكلة‬
‫األمن الغذائي يف سنوات القحط‪ ,‬فبدال من أن خيزن املياه ليستعملها وقت القحط‪ ,‬قام بزراعة‬
‫القمح وختزينه يف سنبله‪ ,‬ومعه ضمنيا املياه الالزمة لزراعته‪ ,‬وهي التي يطلق عليها حاليا "املياه‬
‫االفرتاضية"‪ .‬وهذا الكتاب يف جممله وأرقامه وحتليالته ليس دعوة للتشاؤم وإنام عرض حلقائق‬
‫ونتائج أراها مبرشة رغم قسوهتا ومنها‪:‬‬

‫ال َبصمة املائية حلوايل ‪ %5‬فقط من املأكوالت والتي هتدرها يوميا األرس املرصية تبلغ حوايل‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 4.2‬مليار مرت مكعب يف السنة‪ ,‬وهذه الكمية من املياه تكفي لزراعة ربع مليون فدان يف‬
‫السنة‬

‫ال َبصمة املائية للفاقد يف منظومة الري املرصي تقدر بحوايل ‪ 42‬مليار مرت مكعب سنويا‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهو الفرق بني ما يرصف من السد العايل وما يتم استهالكه يف احلقول واملنازل‪.‬‬

‫ال َبصمة املائية للمحاصيل املرصية ضعف املعدل العاملي لبصمة املحاصيل‪ ,‬أي أن مرص‬ ‫‪-‬‬
‫تستطيع تقريبا مضاعفة إنتاجيتها من املحاصيل عند حتسني كفاءة الري احلقيل فقط ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫الفاقد أثناء ختزين املحاصيل اإلسرتاتيجية يقدر بحوايل ‪ %02‬من إمجايل اإلنتاج‪ ,‬وهو‬ ‫‪-‬‬
‫الفرق بني معدل الفقد العاملي والفقد الفعيل يف منظومة التخزين املرصية والذي يزيد‬
‫فعليا عن ‪. %02‬‬

‫مرص ال تستطيع تنمية مواردها املائية بسهولة‪ ,‬ولكنها تستطيع احلفاظ عىل ما لدهيا برتشيده وحسن‬
‫إدارته‪ .‬هذا وقد تم صياغة هذا الكتاب بام يتضمنه من مفاهيم حديثة يف إدارة موارد املياه والغذاء يف‬
‫ستة فصول وهي‪:‬‬

‫الفصـــــــــــل األول‪ :‬بعنوان ال َبصمة املائية ويتناول مقدمــــة عامة لتعريف ال َبصمة املائية‪,‬‬
‫وأنواعها ومصادرها‪ ,‬وعرض لطرق ومراحل ونطاقات تقدير ال َبصمة املائية‪ ,‬وتقييم استدامتها‬
‫ونطاق صياغة تدابري االستجابة‪ .‬ثم يغطى هذا الفصل بدائل التخفيف من آثار البصامت املائية‬
‫ومن ضمنها املسؤولية املشرتكة‪ ,‬ثم تطرق بيشء من التفصيل لطرق احلد من ال َبصمة املائية‪.‬‬

‫الفصل الثاين‪ :‬بعنوان املوارد املـــــائية بمرص‪ ,‬ويغطي هذا الفصل السامت والظروف الطبيعية‬
‫واملوارد املـــائية التقليدية وغري التقليدية يف مرص‪ ,‬ثم يعرض الستخدامات املياه املختلفة‬
‫كاالستخدامات الزراعية والصناعية واملنزلية واالستخدامات األخرى‪ ,‬وكذلك يتطرق هذا‬
‫الفصل إىل املوازنة املائية ملرص‪ ,‬والطلب املستقبيل عىل املياه‪ ,‬والترشيعات واملؤسسات ذات الصلة‬
‫باملياه‪ ,‬والتحديات التي تواجه املوارد املائية‪ ,‬واحللول والتدابيـــر واإلجراءات الرضورية‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬بعنوان الزراعة واألمن الغذائي يف مرص‪ ,‬ويرشح لدور الري يف اإلنتاج الزراعي‬
‫واملرشوعات القومية‪ ,‬مستعرضا استصالح األرايض يف مرص ومرشوعات الري الكربى‪ ,‬ثم‬
‫يعرض اإلسرتاتيجية الزراعية بمرص ودور الوزارات واملؤسسات وحالة االستثامر الزراعي‪,‬‬
‫واختتم هذا الفصل بعرض حلالة األمن الغذائي املرصي وكيفية حتقيقه ومستقبله وحتدياته‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫الفصل الرابع‪ :‬حتت عنوان جتارة املياه االفرتاضية‪ ,‬ويعطي هذا الفصل فكرة عن املياه االفرتاضية‬
‫وتعريفها وفوائد جتارهتا وكيفية قياس حمتوى املياه االفرتاضية‪ ,‬ويعرض أيضا حالة التدفقات‬
‫التجارية للمياه االفرتاضية عىل مستوى العامل‪ ,‬ثم يلقي الضوء عىل التجارة الدولية للمياه‬
‫االفرتاضية‪.‬‬

‫الفصل اخلامس‪ :‬بعنوان البَصمة املائية املرصية ومؤرشات األمن املائي‪ ,‬ويغطى هذا الفصل ال َبصمة‬
‫املائية لإلنتاج العاملي‪ ,‬وكذلك ال َبصمة املائية للسلع واملحاصيل بمرص‪ .‬ويلقي الضوء عىل حسابات‬
‫ال َبصمة املائية للفرد من االستهالك السنوي من املحاصيل‪ ,‬واملُنتجات الصناعية واالستخدامات‬
‫املنزلية‪ ,‬وتطرق حلسابات ال َبصمة املائية الكلية الستهالك الفرد يف مرص ومنه ال َبصمة املائية‬
‫لالستهالك الوطني املرصي‪ ,‬وال َبصمة املائية الوطنية‪ ,‬ومصادر وأنواع مكونات ال َبصمة املائية‬
‫الكلية‪ ,‬وحالة االكتفاء الذايت واالعتامدية ملرص من املياه‪.‬‬

‫الفصل السادس‪ :‬يناقش هذا الفصل جتارة املياه االفرتاضية‪ ,‬ومؤرشات األمن الغذائي املرصي‬
‫ويغطي برشح خمترص حالة واردات‪ ,‬وصادرات وسياسات جتارة املياه االفرتاضية يف مرص‪ ,‬وكذلك‬
‫يعرض حلالة املحاصيل اإلسرتاتيجية يف مرص‪ ,‬وختطيط سياسات املياه يف مرص باستخدام مفهوم‬
‫املياه االفرتاضية‪ ,‬ثم يعرض لكفاءة استخدام املياه ومستقبل جتارة املياه االفرتاضية يف مرص‪.‬‬

‫واهلل املوفق‪,,,,,,,,‬‬

‫د‪.‬م‪.‬أسامة سالم‬
‫‪Sallamosama@hotmail.com‬‬
‫‪Sallam_Rigw@yahoo.com‬‬
‫‪Sallamosama97@Gmail.com‬‬

‫‪5‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫املحتويـــــــــــــــــات‬
‫‪21‬‬ ‫الفصـــــــــــل األول‪ :‬ال َبصمة املائية‪............................................‬‬
‫‪ 2-2‬مقدمــــة‪.‬‬

‫‪ 1-2‬تقدير ال َبصمة املائية‪.‬‬


‫‪ 0-4-0‬مراحل تقدير ال َبصمة املائية‪.‬‬
‫‪ 4-4-0‬أهداف تقدير ال َبصمة املائية‪.‬‬
‫‪ 3-4-0‬نطاقات حساب ال َبصمة املائية‪.‬‬
‫‪ 2-4-0‬تقييم استدامة ال َبصمة املائية‪.‬‬
‫‪ 5-4-0‬صياغة تدابري تقليل ال َبصمة املائية‪.‬‬
‫‪ 3-2‬حساب ال َبصمة املائية‬
‫‪ 0-3-0‬طرق حساب ال َبصمة املائية‬
‫‪ 4-3-0‬حساب ال َبصمة املائية الزرقاء‪.‬‬
‫‪ 3-3-0‬حساب ال َبصمة املائية اخلرضاء ‪.‬‬
‫‪ 2-3-0‬حساب ال َبصمة املائية الرمادية‪.‬‬
‫‪ 5-3-0‬حساب ال َبصمة املائية ملحصول أو شجرة‪.‬‬
‫‪ 6-3-0‬حساب ال َبصمة املــــائية ملُنتج أو سلعة‪.‬‬
‫‪ 7-3-0‬حساب ال َبصمة املائية ملستهلك أو جمموعة من املستهلكني‪.‬‬
‫‪ 8-3-0‬حساب ال َبصمة املائية داخل منطقة حمددة جغرافيا‪.‬‬
‫‪ 9-3-0‬ال َبصمة املائية للدولة ‪.‬‬
‫‪ 02-3-1‬ال َبصمة املائية ملرشوع جتاري‪.‬‬
‫‪ 4-2‬استدامة ال َبصمة املائية‬
‫‪ 0-2-0‬خطوات تقييم استدامة ال َبصمة املائية‬

‫‪6‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫املحتويـــــــــــــــــات‬
‫‪ 4-2-0‬استدامة ال َبصمة املائية لعملية‪.‬‬
‫‪ 3-2-0‬استدامة ال َبصمة املائية لل ُمنتج‪.‬‬
‫‪ 2-2-0‬استدامة ال َبصمة املائية لألعامل التجارية‪.‬‬
‫‪ 5-2-0‬استدامة ال َبصمة املائية للمستهلك‪.‬‬
‫‪ - 5-2‬البدائل والتخفيف من آثار البصامت املائية‪.‬‬
‫‪ 0-5-0‬املسؤولية مشرتكة‪.‬‬
‫‪ 4-5-0‬احلد من ال َبصمة املائية‬

‫‪07‬‬ ‫الفصل الثاين‪ :‬املوارد املـــــــــــائية املرصية‪.....................................‬‬


‫‪ 2-1‬مقدمة‬
‫‪ 1-1‬السامت والظروف الطبيعية ملرص‬
‫‪ 0-4-4‬املنــــاخ‪.‬‬
‫‪ 4-4-4‬التضاريس‪.‬‬
‫‪ 3-1‬املوارد املـــــــــائية بمرص‬
‫‪ 0-3-4‬املوارد املائية التقليدية‪.‬‬
‫‪ 4-3-4‬املوارد املائية غري التقليدية‬
‫‪ 4-1‬استخدامات املياه بمرص‪.‬‬
‫‪ 0-2-4‬استخدامات الزراعة‬
‫‪ 4-2-4‬استخدامات الصناعة واملالحة النهرية‬
‫‪ 3-2-4‬االستخدامات املنزلية (البلديات‬
‫‪ 2-2-4‬االستخدامات األخرى‬
‫‪ 5-1‬املوازنة املائية ملرص‬
‫‪ 0-5-4‬الطلب املستقبيل عىل املياه‬
‫‪ 6-1‬الترشيعات واملؤسسات ذات الصلة باملياه يف مرص‬
‫‪ 0-6-4‬ترشيعات املياه والري‬
‫‪ 4-6-4‬املؤسسات‬

‫‪7‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫املحتويـــــــــــــــــات‬
‫‪ 0-1‬التحديات التي تواجه املوارد املائية‪.‬‬
‫‪ 0-7-4‬حتديات خارجية ‪.‬‬
‫‪ 4-7-4‬حتديات مناخية وطبيعية‪..‬‬
‫‪ 3-7-4‬حتديات داخلية‬
‫‪ 8-1‬احللول واإلجراءات ‪.‬‬
‫‪ 0-8-4‬تنمية املوارد املائية ‪.‬‬
‫‪ 4-8-4‬حتسني كفاءة استخدام املوارد املائية احلالية ‪.‬‬
‫‪ 3-8-4‬محاية الصحة العامة والبيئة‪..‬‬

‫‪96‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬الزراعة واألمن الغذائي يف مرص‪...................................‬‬


‫‪ 2-3‬مقدمة ‪.‬‬
‫‪ 1-3‬دور الري يف اإلنتاج الزراعي‪.‬‬
‫‪ 0-4-3‬نظم الـــري بمرص ‪.‬‬
‫‪ 4-4-3‬نظم الرصف الزراعي‬
‫‪ 3-3‬النمو الزراعي واملرشوعات القومية‬
‫‪ 0-3-3‬األرايض الزراعية ‪.‬‬
‫‪ 4-3-3‬استصالح األرايض‬
‫‪ 3-3-3‬مرشوعات الري الكربى‬
‫‪ 4-3‬اإلسرتاتيجية الزراعية املرصية‬
‫‪ 0-2-3‬أهداف اإلسرتاتيجية الزراعية ‪.‬‬
‫‪ 4-2-3‬التحديات التي تواجه اإلسرتاتيجية الزراعية‬
‫‪ 3-2-3‬الربامج واملرشوعات القومية‬
‫‪ 2-2-3‬دور الــــــوزارات واملؤسسات‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫املحتويـــــــــــــــــات‬
‫‪ 5-3‬االستثامر الزراعي يف مرص‪.‬‬
‫‪ 0-5-3‬متطلبات تشجيع االستثامر الزراعي ‪.‬‬
‫‪ 4-5-3‬فرص االستثامر الزراعي يف مرص‪.‬‬
‫‪ 6-3‬األمن الغذائي املرصي‪.‬‬
‫‪ 0-6-3‬الزراعة واألمن الغذائي يف العامل ‪.‬‬
‫‪ 4-6-3‬حتقيق األمن الغذائي املرصي ‪.‬‬
‫‪ 3-6-3‬دور القطاع الزراعي يف األمن الغذائي ‪.‬‬
‫‪ 2-6-3‬مستقبل األمن الغذائي املرصي‪.‬‬
‫‪ 5-6-3‬حتديات األمن الغذائي املرصي‪.‬‬

‫‪216‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬نظرية املياه االفرتاضية‪............................................‬‬


‫‪ 2-4‬مقدمة‪.‬‬
‫‪ 1-4‬تعريف املياه االفرتاضية ‪.‬‬
‫‪ 0-4-2‬فوائد جتارة املياه االفرتاضية‪.‬‬
‫‪ 4-4-2‬قياس حمتوى املياه االفرتاضية‬
‫‪ 3-4‬التدفقات التجارية للمياه االفرتاضية ‪.‬‬
‫‪ 0-3-2‬التجارة الدولية للمياه االفرتاضية‪.‬‬

‫‪241‬‬ ‫الفصل اخلامس‪ :‬ال َبصمة املائية املرصية ومؤرشات األمن املائي‪.....................‬‬
‫‪ 2-5‬مقدمة‪.‬‬
‫‪ 1-5‬ال َبصمة املائية لالنتاج العاملي ‪.‬‬
‫‪ 3-5‬ال َبصمة املائية للسلع واملحاصيل بمرص‪.‬‬
‫‪ 4-5‬ال َبصمة املائية للفرد يف مرص‪.‬‬
‫‪ 0-2-5‬ال َبصمة املائية للفرد من االستهالك السنوي من املحاصيل‪.‬‬
‫‪ 4-2-5‬ال َبصمة املائية الستهالك املُنتجات الصناعية‪.‬‬
‫‪ 3-2-5‬ال َبصمة املائية لالستهالك املنزيل – البلديات‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫املحتويـــــــــــــــــات‬
‫‪ 2-2-5‬ال َبصمة املائية الكلية الستهالك الفرد يف مرص‬
‫‪ 5-5‬ال َبصمة املائية لالستهالك الوطني املرصي‪.‬‬
‫‪ 0-5-5‬ال َبصمة املائية للمحاصيل والسلع الزراعية يف مرص ‪.‬‬
‫‪ 4-5-5‬ال َبصمة املائية لل ُمنتجات الصناعية‪.‬‬
‫‪ 3-5-5‬ال َبصمة املائية لالستخدام املنزيل (البلديات)‪.‬‬
‫‪ 2-5-5‬مصادر وأنواع ال َبصمة املائية لالستهالك الوطني املرصي‬
‫‪ 5-5-5‬ال َبصمة املائية ملُنتجات التصدير املرصية‪.‬‬
‫‪ 6-5- 5‬ال َبصمة املائية الوطنية‪.‬‬
‫‪ 6-5‬االكتفاء الذايت واالعتامدية ‪.‬‬

‫‪267‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬جتارة املياه االفرتاضية ومؤرشات األمن الغذائي املرصي‪...........‬‬
‫‪ 2-6‬مقدمة ‪.‬‬
‫‪ 1-6‬جتارة املياه االفرتاضية‬
‫‪ 0-4-6‬واردات مرص من املياه االفرتاضية ‪.‬‬
‫‪ 4-4-6‬صادرات مرص من املياه االفرتاضية ‪.‬‬
‫‪ 3-4-6‬ميزانية املياه االفرتاضية ملرص ‪.‬‬
‫‪ 3-6‬سياسات جتارة املياه االفرتاضية يف مرص‪.‬‬
‫‪ 0-3-6‬اختيار املحاصيل الزراعية‪.‬‬
‫‪ 4-3-6‬املحاصيل اإلسرتاتيجية وجتارة املياه االفرتاضية ‪.‬‬
‫‪ 4-6‬ختطيط سياسات املياه باستخدام مفهوم املياه االفرتاضية‪.‬‬
‫‪ 0-2-6‬زيادة كفاءة استخدام املياه ‪..‬‬
‫‪ 4-2-6‬تقليل اهلدر والفقد أثناء عمليات احلصاد والتخزين‪.‬‬
‫‪ 3-2-6‬املحافظة عىل املواد الغذائية‪.‬‬
‫‪ 5-6‬مستقبل جتارة املياه االفرتاضية واألمن الغذائي املرصي‪.‬‬

‫‪286‬‬ ‫‪ -0‬املصادر‪.......................................................................‬‬

‫‪10‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪11‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫الفصـــل الول‪ :‬ال َبصمة املائيــــــــــــة‬

‫‪12‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫الفصـــــــــــل األول‬

‫ال َبصمة املائية‬

‫‪ 2-2‬مقدمــــة‬

‫من املعروف أن األنشطة البرشية تستهلك وتلوث الكثري من املياه‪ ,‬عىل الصعيدين الوطني‬
‫واإلقليمي والعاملي‪ ,‬والقطاع الزراعي هو أكرب القطاعات استهالكا وتلويثا للمياه‪ ,‬يليه القطاعات‬
‫الصناعية واملنزلية‪ .‬واستهالك املياه وتلوثها يرتبط ارتباطا وثيقا بأنشطة برشية كثرية وخمتلفة مثل‬
‫الري واالستحامم والغسيل والتنظيف والتربيد وعدد آخر من األنشطة الصناعية‪ .‬وفيام مىض مل يكن‬
‫هناك اهتامم كايف بحقيقة العالقة بني إمجايل استهالك املياه وتلوثها يف املجتمعات املحلية‪ ,‬وهيكل‬
‫االقتصاد العاملي الذي يوفر السلع االستهالكية واخلدمات املختلفة للسكان‪ .‬وحتى سنوات قليلة‬
‫مضت‪ ,‬كانت هناك بعض األفكار القليلة جدا يف علوم وممارسة إدارة موارد املياه‪ ,‬وذلك فيام خيص‬
‫االستهالك والتلوث خالل عمليات اإلنتاج‪ ,‬ونتيجة لذلك‪ ,‬مل يكن هناك معرفة كافية بكميات املياه‬
‫التي يمكن أن تستهلك والتي يمكن أن تتلوث بالرتافق‪ ,‬حتى وصول املُنتج النهائي للمستهلك‪.‬‬

‫وقد بني كل من العاملني هويكسرتا‪ ,‬وتشابجني يف عام ‪ ,4228‬أن إظهار وتقدير املياه اخلفية وراء‬
‫املُنتجات يمكن أن يساعد يف فهم الطابع العاملي للمياه العذبة‪ ,‬وقياس آثار االستهالك والتجارة‬
‫عىل استخدام املوارد املائية املحلية والعاملية‪ ,‬واإلدراك اجليد هلذه املفاهيم‪ ,‬ويمكن أن ُيسن إدارة‬
‫املوارد املائية عىل املستويني الوطني والعاملي‪.‬‬

‫واملياه العذبة تتجه وبرسعة كبرية جدا ألن تكون مورد ًا عامليا مهام جدا‪ ,‬نظرا للتزايد املستمر‬
‫واملطرد يف جتارة السلع كثيفة االستخدام للمياه العذبة‪ ,‬مثل املحاصيل الزراعية و ُمنتجاهتا والثروة‬
‫احليوانية و ُمنتجاهتا ‪ ,‬والطاقة احليوية‪ ,‬وال تقترص هذه التجارة عىل األسواق املحلية واإلقليمية‪ ,‬بل‬

‫‪13‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫متتد لتشمل األسواق العاملية‪ .‬ونتيجة للتجارة العاملية يف املُنتجات والسلع‪ ,‬أصبح ال يوجد ما‬
‫يسمى باالتصال املكاين بني استخدام املوارد املائية واملستهلكني‪ ,‬مثال عىل ذلك القطن‪ ,‬الذي يمر‬
‫بمراحل عديدة من اإلنتاج زمنيا ومكانيا بتأثريات واحتياجات مائية خمتلفة‪ ,‬كام ونوعا‪ ,‬حتى‬
‫الوصول للمستهلك النهائي‪ .‬وعىل سبيل املثال‪ ,‬ماليزيا ال تزرع القطن‪ ,‬ولكنها تستورد القطن‬
‫اخلام من الصني واهلند وباكستان‪ ,‬وبعد جتهيزه وتصنيعه تقوم بتصديره إىل أوربا عىل هيئة‬
‫منسوجات ومالبس‪ .‬ومن ثم ال يمكن تقييم أثر استخدام املُنتجات القطنية عىل املياه العذبة يف‬
‫العامل إال بتتبع منشأ املُنتج وخطوات التصنيع واإلنتاج‪ .‬والكشف عن الرابط اخلفي بني استهالك‬
‫املُنتجات والسلع واستخدامات املياه سوف ُيكَون املفاهيم األساسية لالسرتاتيجيات اجلديدة يف‬
‫إدارة املوارد املائية عىل املستوى املحيل واإلقليمي والعاملي‪ .‬وعىل الرغم من أن املستهلكني النهائيني‬
‫وجتار التجزئة وأصحاب الصناعات الغذائية وجتار املُنتجات كثيفة استخدام املياه‪ ,‬يعتربوا خارج‬
‫نطاق من درسوا إدارة املياه جيد ًا‪ ,‬إال أهنم هم الالعبون اجلدد الذين سوف يدخلون يف الصورة‪,‬‬
‫ليس بصفتهم مستخدمني مبارشين للمياه‪ ,‬ولكن أيضا كمستهلكني غري مبارشين للمياه العذبة‪.‬‬

‫وقد اكتسبت فكرة تتبع استخدام املياه العذبة عىل طول مراحل التوريد واإلنتاج‪ ,‬الكثري من األمهية‬
‫بعد إدخال مفهوم "ال َبصمة املائية" من قبل هويكسرتا يف عام ‪ ,4224‬وال َبصمة املائية ليست مؤرش‬
‫عىل استخدام املياه العذبة يف االستخدام املبارشة فقط للمستهلك أو السلعة‪ ,‬ولكن أيضا يف‬
‫االستخدام الغري مبارش‪ .‬ويمكن اعتبار ال َبصمة املائية كمؤرش شامل لالعتامد عىل املياه العذبة‪ ,‬إىل‬
‫جانب املؤرشات التقليدية األخرى الستهالك املياه‪.‬‬

‫وال َبصمة املائية للسلعة هي حجم املياه العذبة املستخدمة يف إنتاج هذه السلعة‪ ,‬ويقاس عىل مدى‬
‫كامل عمليات ومراحل التجهيز واإلعداد واإلنتاج‪ ,‬وهو مؤرش متعدد األبعاد‪ ,‬يشمل حجم‬
‫استهالك املياه‪ ,‬وحجم ونوع التلوث الناتج عن عمليات اإلنتاج‪ ,‬ويتم حتديد مجيع مكونات‬

‫‪14‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ال َبصمة املائية جغرافيا وزمنيا‪ ,‬والبَصمة املائية تنقسم إىل ثالثة أنواع رئيسية يمكن توضيحها فيام‬
‫ييل‪:‬‬

‫ال َبصمة املائية الزرقاء‪ :‬قبل اخلوض يف تعريف ال َبصمة املائية الزرقاء‪ ,‬يمكن تعريف املياه‬ ‫‪-‬‬
‫الزرقاء بأهنا مياه األهنار واملياه اجلوفية‪ .‬وتشري ال َبصمة املائية الزرقاء إىل حجم املياه الزرقاء‬
‫املستهلكة فعليا يف كامل خطوط ومراحل وعمليات اإلنتاج ألي ُمنتج‪ ,‬أو سلعة‪.‬‬
‫و"االستهالك" يشري إىل فقدان املياه املتاحة سواء كان مصدرها املياه اجلوفية أو السطحية يف‬
‫منطقة أحواض جتميع املياه‪ ,‬وفقد املياه يتم إما بالبخر أو باالنتقال إىل مناطق أخرى من خالل‬
‫اجلريان السطحي‪ ,‬أو بالنقل من خالل خطوط األنابيب‪ ,‬أو من خالل ُمنتج يتم إنتاجه و يتم‬
‫نقله إىل مكان آخر‪ .‬والشكل رقم (‪ )0-0‬يوضح األنواع الرئيسية لبصامت املياه والتي تكون‬
‫ال َبصمة املائية‪.‬‬

‫البصمة‬ ‫البصمة‬
‫المائية‬ ‫المائية‬
‫الخضراء‬ ‫الزرقاء‬

‫البصمة‬
‫المائية‬
‫الرمادية‬

‫شكل (‪ )2-2‬األنواع الرئيسية لبصامت املياه‪.‬‬

‫ال َبصمة املائية اخلرضاء‪ :‬تشري إىل استهالك املوارد املائية اخلرضاء وهي يف األغلب مياه‬ ‫‪-‬‬
‫األمطار‪ ,‬والتي تستخدم مبارشة إلنتاج حماصيل أو تنمية الثروة احليوانية من خالل املراعي‬
‫الطبيعية أو أي استعامالت أخرى‪ .‬واملياه اخلرضاء ال ُترتك للتدفق ملناطق أخرى خارج منطقة‬
‫أحواض جتميع املياه‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ال َبصمة املائية الرمادية‪ :‬تشري بصفة عامة إىل التلوث‪ ,‬وتعرف بأهنا حجم املياه العذبة املطلوبة‬ ‫‪-‬‬
‫الستيعاب محولة امللوثات الناجتة عن عملية معينة‪ ,‬وتعطي خلفية عن طبيعية الرتكيزات‬
‫األساسية واملعايري املوجودة لنوعية املياه باملنطقة املحيطة‪.‬‬

‫وال َبصمة املائية كمؤرش عىل استخدام املياه ختتلف عن املؤرشات التقليدية األخرى والتي تعتمد عىل‬
‫قياس استهالك املياه يف ثالث نقاط أساسية ومهمة‪ ,‬كام يتضح من الشكل (‪ ,)4-0‬وهذه النقاط‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ -‬ال يشمل هذا املؤرش استخدام املياه الزرقاء فقط‪ ,‬بقدر ما يبني مصدر هذه املياه ونوعها ومن‬
‫أين جاءت‪.‬‬
‫‪ -‬ال يقترص هذا املؤرش عىل استخدام املياه الزرقاء‪ ,‬وإنام يشمل أيضا املياه اخلرضاء والرمادية‪.‬‬
‫‪ -‬ال يقترص هذا املؤرش عىل االستخدام املبارش للمياه‪ ,‬وإنام يشمل أيضا االستخدامات الغري‬
‫مبارشة للمياه‪.‬‬

‫البصمة املائية لسلعة أو مستهل‬

‫استخدام غري مبارش‬ ‫استخدام مبارش‬

‫بصمة املياه اخلرضاء‬ ‫بصمة املياه اخلرضاء‬ ‫اإلمداد باملياه‬


‫استهالك مياه‬
‫بصمة املياه الزرقاء‬ ‫بصمة املياه الزرقاء‬ ‫مياه غري مستهلكة‬

‫عائدة‬

‫تلوث مياه‬ ‫بصمة املياه الرمادية‬ ‫بصمة املياه الرمادية‬

‫شكل (‪ )1-2‬ال َبصمة املائية لسلعة أو ملستهل ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ال َبصمة املائية بصفة عامة‪ ,‬ال تأخذ يف االعتبار املياه غري املستخدمة يف اإلنتاج (املياه الراجعة)‪,‬‬

‫ولكنها تأخذ يف االعتبار املياه الرمادية واملياه اخلرضاء والعنارص األخرى لالستخدام الغري مبارش‬

‫للمياه‪ .‬وال َبصمة املائية توفر وعىل نطاق واسع منظورا أفضل بشأن كيفية استخدام نظم املياه‬

‫العذبة‪ ,‬ألي مستهلك أو ُمنتج‪ ,‬وهي مقياس حجمي الستهالك املياه والتلوث احلادث هلا‪ ,‬وليست‬

‫مقياسا لشدة تأثر البيئة املحلية باستهالك وتلوث املياه العذبة‪ ,‬ألن األثر البيئي الستهالك املياه‬

‫وتلوثها يعود إىل أنظمة املياه وعدد املستهلكني ومصادر التلوث‪ .‬وحسابات ال َبصمة املائية تعطي‬

‫معلومات واضحة بشأن كيفية ختصيص املياه لألغراض البرشية املختلفة‪ ,‬وتشكل أيضا أساسا‬

‫جيدا ومهام لتقييم التأثريات املحلية والبيئية واالجتامعية واالقتصادية الستخدامات املياه العذبة‪.‬‬

‫‪ 1-2‬تقدير ال َبصمة املائية‬

‫تقدير ال َبصمة املائية ملستهلك أو ملجموعة مستهلكني أو لقطاع اقتصادي كامل من املستهلكني‬

‫أصبح من األمور اجلديرة باالهتامم‪ ,‬ويتم ذلك ضمن منطقة جغرافية حمددة كمحافظة أو دولة‪,‬‬

‫وأيضا ألحواض جتميع املياه السطحية أو ألحواض األهنار‪ .‬وال َبصمة املائية ملنطقة ما‪ ,‬هي ناتج‬

‫جتميع عدد من البصامت املائية لعدد من املُنتجات والسلع واخلدمات يف هذه املنطقة‪ .‬وال َبصمة‬

‫املائية كأداةة حتليلية من املمكن أن تكون مفيدة يف فهم األنشطة واخلدمات ذات العالقة بندرة‬

‫وتلوث املياه العذبة واآلثار املتوقعة‪ ,‬وكذلك فهم ما يمكن فعله للتأكد من أن هذه األنشطة‬

‫واملُنتجات ال تؤثر عىل استدامة املياه العذبة‪ ,‬ك ًام ونوع ًا‪ ,‬وهي أداة توفر رؤية للدارسني‪ ,‬وال تبني ما‬

‫جيب القيام به‪ ,‬بل تساعدهم عىل فهم ما جيب عمله‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 2-1-2‬مراحل تقدير ال َبصمة املائية‬

‫إن تقدير وحساب ال َبصمة املائية" يشري إىل جمموعة كاملة من األنشطة املتنوعة‪ ,‬واملتتالية أمها‪:‬‬

‫حتديد موقع ال َبصمة املائية من عملية اإلنتاج أو االستهالك‪ ,‬وحتديد املكان والزمان يف ال َبصمة املائية‬

‫يف منطقة جغرافية حمددة‪ ,‬وتقييم االستدامة البيئية واالجتامعية واالقتصادية هلذه ال َبصمة املائية‪ ,‬ثم‬

‫وضع إسرتاتيجية لالستجابة ودرء األخطار‪ .‬وبشكل عام‪ ,‬فإن اهلدف من تقييم آثار ال َبصمة املائية‬

‫هو حتليل كيف ألنشطة برشية أو ُمنتجات حمددة هلا عالقة بقضايا ندرة املياه وتلوثها‪ ,‬أن تصبح أكثر‬

‫استدامة من منظور املياه‪ .‬وتقدير ال َبصمة املائية مهم لعدة أسباب‪ ,‬منها عىل سبيل املثال‪:‬‬

‫قد حتتاج بعض احلكومات معرفة مدى االعتامد عىل املوارد املائية األجنبية لتلبية متطلباهتا‪,‬‬ ‫‪-‬‬

‫وربام أيضا ملعرفة مدى استدامة املياه العذبة لالستخدام يف منطقة ما عند إنتاج أيا من‬

‫حماصيل االستخدام الكثيف للمياه العذبة‪.‬‬

‫قد متكن إدارة حوض ما من معرفة ما إذا كانت ال َبصمة املائية املجمعة من األنشطة‬ ‫‪-‬‬

‫البرشية داخل احلوض تنتهك متطلبات التدفق البيئي‪ ,‬أو معايري نوعية املياه يف أي وقت‪,‬‬

‫وأيضا معرفة جدوى زراعة حماصيل منخفضة القيمة يف أوقات وسنوات الشح املائي‪.‬‬

‫هناك رشكات إ نتاج تود أن تعرف مدى اعتامدها عىل موارد املياه يف خطوط اإلنتاج‪ ,‬أو‬ ‫‪-‬‬

‫كيف يمكن أن تساهم يف خفض التأثريات عىل النظام املائي يف كامل خطوات اإلنتاج‬

‫ضمن عملياهتا‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ويمكن تقدير وحساب ال َبصمة املائية خلطوة واحدة أو لعدد من خطوات اإلنتاج أو لسلسلة إنتاج‬

‫متكاملة‪ ,‬أو ملُنتج كام هو موضح بالشكل (‪.)3-0‬‬

‫مرحلة (‪)4‬‬
‫صياغة االستاابة‬ ‫مرحلة (‪)3‬‬
‫للبصمة المائية‬
‫تقييم استدامة‬ ‫مرحلة (‪)2‬‬
‫البصمة المائية‬
‫حساب البصمة‬ ‫مرحلة (‪)1‬‬
‫المائية‬
‫وضع االهداف‬
‫والنطاق‬

‫شكل (‪ )3-2‬مراحل تقدير وتقييم البَصمة املائية‪.‬‬

‫ومن الشكل السابق يتضح حساب ال َبصمة املائية يتم عىل أربعة مراحل هي بالرتتيب ‪:‬‬
‫حتديد األهداف ونطاق الدراسة‪ :‬وجيب البدء به لتوضيح وحتديد أهداف ونطاق الدراسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حساب ال َبصمة املائية‪ :‬وهي املرحلة التي يتم فيها مجع البيانات‪ ,‬وإجراء احلسابات عىل‬ ‫‪-‬‬
‫نطاق ومستوى التفاصيل املطلوبة والتي تعتمد عىل القرارات التي اختذت يف املرحلة‬
‫السابقة‪.‬‬
‫تقييم استدامة ال َبصمة املائية‪ :‬ويتم فيها تقييم أثر ال َبصمة املائية من منظور بيئي‪ ,‬وكذلك من‬ ‫‪-‬‬
‫منظور اجتامعي واقتصادي‪.‬‬
‫صياغة االستجابة للبصمة املائية‪ :‬وفيها‪ ,‬تصاغ السياسات واالسرتاتيجيات وخيارات‬ ‫‪-‬‬
‫االستجابة لدرء املخاطر‪.‬‬

‫ليس من الرضورة أن حتتوي دراسات ال َبصمة املائية عىل األربع خطوات السابقة ففي املرحلة‬
‫األوىل من حتديد األهداف والنطاق‪ ,‬يمكن الرتكيز فقط عىل حسابات ال َبصمة املائية‪ ,‬والتوقف بعد‬

‫‪19‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫مرحلة تقييم االستدامة‪ ,‬وترك املناقشة حول صياغة االستجابة إىل وقت الحق‪ .‬وقد يكون من‬
‫الرضوري يف بعض األحيان واحلاالت‪ ,‬الرجوع من اخلطوة الرابعة مثال إىل اخلطوة الثانية أو األوىل‬
‫والنموذج بخطواته األربعة وبرتتيبه ليس ملزما ولكن يمكن تطويعه‪ ,‬أو تعديله حسب احلالة‬
‫وحسب متطلبات الدراسية‪ ,‬ويف بعض احلاالت قد يتطلب األمر القيام بدراسة مبدئية تقريبية‬
‫رسيعة للوصول إىل املنطقة أو املُنتج أو اإلجراء أو اخلطوة التي جيب دراستها بصورة أكثر تفصيال‪.‬‬

‫‪ 1-1-2‬أهداف تقدير ال َبصمة املائية‬

‫دراسات ال َبصمة املائية هلا أغراض خمتلفة‪ ,‬ومتعددة ويتم تطبيقها يف سياقات عديدة‪ ,‬وكل غرض‬
‫يتطلب نطاقه اخلاص للتحليل‪ ,‬ويمكن تقدير ال َبصمة املائية لكيانات خمتلفة‪ ,‬لذلك فمن املهم‬
‫للغاية أن يتم حتديد أي البصامت املائية يمكن دراستها وتقديرها‪ ,‬ومنها عىل سبيل املثال ال احلرص‬
‫ما هو مذكور باجلدول (‪.)0-0‬‬
‫جدول رقم (‪)2-2‬‬
‫البصامت املائية التي يمكن دراستها‪.‬‬
‫نوع البَصمة املائية‬ ‫م‬ ‫نوع البَصمة املائية‬ ‫م‬

‫البَصمة املائية ملستهلكني يف حمافظة‪ ,‬بلدية أو وحدة إدارية أخرى‬ ‫‪7‬‬ ‫البَصمة املائية لعملية‬ ‫‪2‬‬
‫ال َبصمة املائية ملستهلكني يف منطقة أحواض جتميع املياه‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ال َبصمة املائية لسلعة‬ ‫‪1‬‬
‫البَصمة املائية داخل بلدية‪ ,‬أو مقاطعة أو وحدة إدارية أخرى‬ ‫‪9‬‬ ‫البَصمة املائية ملستهلك‬ ‫‪3‬‬
‫البَصمة املائية ملنطقة أحواض جتميع املياه أو أحواض األهنار‪.‬‬ ‫‪02‬‬ ‫البَصمة املائية ملجموعة من املستهلكني‬ ‫‪4‬‬
‫ال َبصمة املائية لقطاع األعامل‬ ‫‪00‬‬ ‫ال َبصمة املائية ملستهلكني يف دولة‬ ‫‪5‬‬
‫البَصمة املائية للبرشية ككل‪.‬‬ ‫‪04‬‬ ‫البَصمة املائية لألعامل جتارية‬ ‫‪6‬‬

‫وصياغة اهلدف لتقدير ال َبصمة املائية يتطلب عددا من األمور التي ال بد من حتديدها مثل‪ :‬أي نوع‬
‫من التفصيل يراد دراسته‪ ,‬فإذا كان الغرض من ذلك هو زيادة الوعي العام‪ ,‬فإن متوسط التقديرات‬

‫‪20‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫الوطنية أو العاملية للبصمة املائية لل ُمنتجات هي عىل األرجح تكفي لذلك‪ ,‬وعندما يكون اهلدف هو‬
‫حتديد النقاط احلرجة‪ ,‬تكون هناك حاجة ملزيد من التفصيل يف نطاق األعامل واحلسابات والتقييم‪,‬‬
‫بحيث أنه من املمكن أن يدد بالضبط أين ومتى تكون ال َبصمة املائية املحلية ذات آثار بيئية‬
‫واجتامعية أو اقتصادية كبرية‪ .‬وإذا كان اهلدف من تقدير ال َبصمة املائية هو صياغة السياسات‪,‬‬
‫ووضع أهداف لتقليل قيمة ال َبصمة املائية‪ ,‬فإنه جيب أن تكون الدراسة عىل درجة أعىل من‬
‫التفاصيل املكانية والزمانية‪ ,‬ويف هذه احلالة سوف تكون هناك عوامل أوسع بالدراسة جيب أن‬
‫تناقش وليس املياه وحدها‪.‬‬

‫‪ 3-1-2‬نطاقات حساب ال َبصمة املائية‬

‫عند إعداد حسابات ال َبصمة املائية‪ ,‬فإن حرص املكونات جيب أن يكون واضح واحلرص هنا يشري إىل‬

‫املكونات التي جيب أن تؤخذ يف االعتبار‪ ,‬واألخرى التي جيب أن ُهتمل‪ ,‬ويمكن استخدام القائمة‬

‫اإلرشادية التالية عند إعداد حساب ال َبصمة املائية‪:‬‬

‫نوع البَصمة املائية من حيث كوهنا زرقاء أو خرضاء أو رمادية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫حدود احلساب يف سلسلة اإلنتاج‪ .‬واملدى املكانية للبصمة املائية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الفرتات الزمنية للبيانات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫املستهلكون واألعامل التجارية‪ :‬جيب معرفة ما إذا كانت ال َبصمة املائية مبارشة أو غري‬ ‫‪-‬‬

‫مبارشة‪.‬‬

‫للدول‪ :‬جيب النظر إىل ال َبصمة املائية لالستهالك‪ ,‬سواء كان مصدر املياه داخيل أو خارجي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪21‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫أنواع البصامت املائية‬ ‫‪‬‬

‫من املعلوم أن موارد املياه الزرقاء نادرة وتكاليفها مرتفعة عن تكلفة املياه اخلرضاء‪ ,‬وقد يكون ذلك‬
‫سببا للرتكيز عىل ما يمثل ال َبصمة املائية الزرقاء فقط‪ .‬ومع ذلك‪ ,‬فاملوارد املائية اخلرضاء هي أيضا‬
‫حمدودة ونادرة‪ ,‬مما يعطي ُحجة حلساب ال َبصمة املائية اخلرضاء‪ ,‬باإلضافة إىل ذلك‪ ,‬يمكن استبدال‬
‫املياه اخلرضاء باملياه الزرقاء يف جمال الزراعة‪ ,‬والعكس أيضا‪ ,‬بحيث يمكن احلصول عىل صورة‬
‫كاملة فقط من خالل احلساب لالثنني معا‪ .‬واحلُ ّجة يف تضمني املياه اخلرضاء يف حسابات تقدير‬
‫ال َبصمة املائية هو أنه عىل مر العصور تم االعتامد عىل املياه الزرقاء فقط مما أدى إىل إمهال املياه‬
‫اخلرضاء‪ ,‬رغم كوهنا عامال مهام جدا من عوامل اإلنتاج الزراعي واحليواين‪ .‬أما ال َبصمة املائية‬
‫الرمادية فهي ُتقدر من أجل التعبري عن تلوث املياه من حيث حجم التلوث‪ ,‬بحيث يمكن مقارنتها‬
‫مع استهالك املياه‪ ,‬وهو ما يعرب عنه أيضا كوحدة حجم‪ .‬والكلفة النسبية لتلوث املياه واستهالكها‬
‫يف املوارد املتاحة سوف تكون ذات عالقة وثيقة بحساب ال َبصمة املائية الرمادية وال َبصمة املائية‬
‫الزرقاء‪.‬‬

‫حدود حساب ال َبصمة املائية‬ ‫‪‬‬

‫قضية االقتطاع جلزء أو خطوة من سلسلة التوريد أو اإلنتاج هو السؤال األسايس يف جمال حساب‬
‫ال َبصمة املائية‪ ,‬وهو سؤال من أسئلة مماثلة‪ ,‬كام يف حساب بصمة الكربون وال َبصمة اإليكولوجية‬
‫والطاقة‪ ,‬وتقييم دورة احلياة‪ .‬وحتى اآلن ال يوجد مبادئ توجيهية عامة وضعت يف جمال حساب‬
‫ال َبصمة املائية‪ ,‬ولكن القاعدة العامة تشمل ما ييل‪:‬‬

‫ال َبصمة املائية البد أن تشمل مجيع العمليات ضمن نظام اإلنتاج (شجرة اإلنتاج)‪ ,‬والتي‬ ‫‪-‬‬
‫تساهم بشكل ملحوظ يف ال َبصمة املائية الشاملة‪ ,‬والبعض يقدر هذه املسامهة بـ ‪ %0‬من‬

‫‪22‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ال َبصمة املائية الكلية‪ ,‬أما البعض اآلخر فيقدرها بـ ‪ %02‬من ال َبصمة املائية الكلية يف‬
‫املكونات الكربى أو اإلقليمية‪.‬‬
‫قد يرى ّ‬
‫أن سالسل التوريد ال تنتهي ومتباينة عىل نطاق واسع بسبب جمموعة متنوعة من‬ ‫‪-‬‬
‫املدخالت التي تستخدم يف كل خطوة عملية‪ ,‬أما يف املامرسة العملية الفعلية‪ ,‬فال يوجد‬
‫سوى خطوات عملية قليلة تسهم إسهاما كبريا يف ال َبصمة املائية اإلمجالية لل ُمنتج النهائي‪.‬‬
‫من املتوقع أنه عندما يتضمن ُمنتج ما مكونات ذات منشأ زراعي‪ ,‬فإن هذه املكونات غالبا‬ ‫‪-‬‬
‫ما تعطي مسامهة كبرية يف ال َبصمة املائية الشاملة لل ُمنتج‪ ,‬ألن ما يقدر بنحو ‪ %86‬من‬
‫ال َبصمة املائية البرشية تأيت من داخل القطاع الزراعي‪ ,‬أما عن املكونات الصناعية فمن‬
‫املحتمل أن تساهم بشكل واضح عندما تتسبب يف تلوث املياه (ال َبصمة املائية الرمادية)‪.‬‬
‫مسألة االقتطاع حتتاج إىل حتديد واضح فيام خيص حساب ال َبصمة املائية للعامل‪ ,‬والذي‬ ‫‪-‬‬
‫يساهم يف مجيع العمليات تقريبا‪ ,‬ويمكن تقديم حجة ذلك أن املوظفني من عوامل اإلدخال‬
‫التي تتطلب الغذاء والكساء واملاء الصالح للرشب‪ ,‬ولذا ينبغي أن تدرج مجيع االحتياجات‬
‫املائية املبارشة وغري املبارشة للعاملني يف ال َبصمة املائية غري املبارشة لل ُمنتج‪ ,‬وهذا خيلق‬
‫مشكلة حماسبية خطرية جدا‪ ,‬ومعروفة يف جمال تقييم دورة احلياة‪ ,‬وهي أن احلساب املزدوج‬
‫يمكن أن يدث ألن استخدام املوارد الطبيعية يرجع يف النهاية إىل املستهلكني والذين هم‬
‫العامل يف نفس الوقت مما خيلق حلقة ال تنتهي من العد املزدوج والثالثي وهلم جرا‪,‬‬
‫باختصار‪ ,‬جيب استبعاد العامل كأحد العوامل الغري مبارشة عند حساب استخدام موارد‬
‫املياه‪.‬‬

‫ال َبصمة املائية للنقل والطاقة‬ ‫‪‬‬

‫من املعروف أن النقل ال يستهلك كمية كبرية من املياه العذبة‪ ,‬إذا ما قورن بإمجايل االستهالك‬

‫لل ُمنتجات أو السلع التي يتم نقلها‪ ,‬وبشكل عام‪ ,‬فإن ال َبصمة املائية للنقل يتم تضمينها يف التحليل‬
‫‪23‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫اعتامدا عىل قاعدة االختيار وكيفية اقتطاع التحليل‪ .‬وعندما تكون مسامهة النقل والطاقة يف ال َبصمة‬

‫املائية الشاملة لل ُمنتج طفيفة‪ ,‬يمكن أن هتمل من مكونات التحليل واحلساب‪ .‬أما يف حالة استخدام‬

‫الوقود احليوي أو الطاقة املائية كمصدر لطاقة وسيلة النقل‪ ,‬فيويص باعتبار ال َبصمة املائية للنقل‬

‫كمكون أسايس من مكونات التحليل واحلساب للبصمة املائية النهائية لل ُمنتج‪ ,‬ألنه من املعروف أن‬

‫هذه األشكال من الطاقة لدهيا بصمة مائية كبرية نسبيا لكل وحدة من الطاقة‪.‬‬

‫املدى املكاين حلساب ال َبصمة املائية‬ ‫‪‬‬

‫يمكن تقييم البصامت املائية عىل مستويات خمتلفة من التفاصيل املكانية كام يتضح يف اجلدول(‪)4-0‬‬

‫وكام ييل‪:‬‬

‫املستوى (أ)‪ :‬هو أدنى مستوى من التفصيل‪ ,‬وفيه يتم تقدير ال َبصمة املائية عىل أساس‬ ‫‪-‬‬

‫املتوسط العاملي لبيانات ال َبصمة املائية املتاحة من قواعد البيانات‪ ,‬وهذه البيانات تشري يف‬

‫الغالب إىل متوسط عدد من السنوات‪ ,‬وهذا املستوى من التفاصيل كايف‪ ,‬ومفيد لغرض‬

‫رفع مستوى الوعي العام‪ .‬ويكون مناسبا أيضا عندما يكون اهلدف هو حتديدا املُنتجات‬

‫واملكونات األكثر مسامهة يف ال َبصمة املائية بشكل عام‪ .‬وكذلك يكون مفيد أيضا لتطوير‬

‫التوقعات املستقبلية من استهالك املياه يف العامل نظرا للتغيريات الكبرية يف أنامط االستهالك‬

‫(مثل التحول نحو استهالك مزيد من اللحوم أو الطاقة احليوية)‪.‬‬

‫املستوى (ب)‪ :‬يتم تقدير ال َبصمة املائية يف املستوى (ب)‪ ,‬عىل أساس املتوسطات الوطنية أو‬ ‫‪-‬‬

‫اإلقليمية ويتم جتميع البيانات من قاعدة بيانات واضحة وحمددة من الناحية اجلغرافية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ويفضل أن يتم حساب ال َبصمة املائية بمتوسطات شهرية‪ ,‬وهذا املستوى من احلساب‬

‫مناسب لتوفري أسس لفهم ما يمكن توقعه يف مستجمعات وأحواض جتميع املياه املحلية‬

‫واختاذ قرارات بشأن ختصيص املياه‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)1-2‬‬


‫تقييم البصامت املائية عىل مستويات خمتلفة من التفاصيل املكانية‪.‬‬
‫استخدامات تقدير البَصمة املائية‬ ‫البيانات املستخدمة‬ ‫املدى‬ ‫املدى املكاين‬ ‫املستوى‬
‫الزمني‬

‫تقديرات تقريبية لغرض ورفع الوعي‬ ‫الدراسات السابقة وقواعد البيانات‬ ‫سنوي‬ ‫املتوسط العاملي‬ ‫املستوى‬
‫وحتديد أويل للبصمة العاملية لألرض‪.‬‬ ‫الدولية التي ختص إنتاج وتلوث‬ ‫(أ)‬
‫واستهالك املياه‪.‬‬
‫تقديرات تقريبية لدراسات اجلدوى‬ ‫الدراسات السابقة وقواعد البيانات‬ ‫شهري أو‬ ‫أو‬ ‫الوطني‬ ‫املستوى‬
‫وإلقاء الضوء عىل بعض النقاط اهلامة‬ ‫املحلية واإلقليمية التي ختص إنتاج‬ ‫سنوي‬ ‫اإلقليمي‬ ‫(ب)‬
‫واملؤثرة مكانيا وزمانيا‪.‬‬ ‫وتلوث واستهالك املياه‬
‫معرفة أساس إلجراء حتليل استدامة‬ ‫القياسات احلقلية والبيانات التجريبية‬ ‫شهري أو‬ ‫أحواض املياه‬ ‫املستوى‬
‫البَصمة‪ .‬وتقدير بصمة املُنتج أو املكان‬ ‫الستهالك وتلوث املياه‪.‬‬ ‫يومي‬ ‫الدراسات‬ ‫(ج)‬
‫أو املستهلك‪.‬‬ ‫التفصيلية‬

‫املستوى (ج)‪ :‬وفيه تكون حسابات ال َبصمة املائية جغرافيا وزمنيا‪ ,‬استنادا إىل بيانات دقيقة من‬ ‫‪-‬‬

‫املدخالت املستخدمة‪ ,‬ومصادر التدقيق لتلك املدخالت‪ .‬واحلد األدنى املكاين هو مستوى‬

‫أحواض جتميع املياه الصغرية من حوايل ‪ 022‬إىل ‪ 0222‬كيلومرتا مربعا‪ ,‬ولكن عندما تسمح‬

‫البيانات‪ ,‬يمكن احلساب عىل املستوى امليداين‪ ,‬ومثال ذلك حسابات ال َبصمة املائية للمزارع‬

‫واملناطق السكنية والصناعية‪ ,‬واحلد األدنى الزمني هو شهر عىل أن يتم أخذ التغريات السنوية‬

‫كجزء من التحليل‪ .‬ويستند احلساب يف هذا املستوى عىل أفضل التقديرات الفعلية من حيث‬

‫‪25‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫استهالك املياه املحلية والتلوث‪ ,‬ويفضل أن يتم التحقق عىل أرض الواقع من هذه البيانات‬

‫وهذا املستوى العايل من التفاصيل املكانية هو مناسب لوضع اسرتاتيجيات موقعيه خاصة‬

‫للحد من ال َبصمة املائية‪.‬‬

‫املدى الزمنية للبيانات‬ ‫‪‬‬

‫يتفاوت توافر املياه يف منطقة ما من عام آلخر ومن شهر آلخر‪ ,‬نتيجة للتقلبات املناخية أو ملدى‬

‫توافر اإلمدادات املائية للمنطقة‪ ,‬وأيضا لتغري الطلب عىل املياه من وقت آلخر‪ .‬وعند حساب اجتاه‬

‫ال َبصمة املائية جيب احلذر واختيار الفرتة الزمنية املناسبة‪ ,‬ألن النتائج النهائية حلسابات ال َبصمة‬

‫املائية بالطبع سوف تتأثر خالل فرتة ما بسبب مدى توافر البيانات‪ ,‬ومثال ذلك أنه يف سنوات‬

‫اجلفاف‪ ,‬فإن ال َبصمة املائية الزرقاء ملحصول ما تكون أعىل بكثري مما كانت عليه يف السنوات الرطبة‪,‬‬

‫ألنه يف هذه احلالة سيكون هناك حاجة إىل مزيد من مياه الري‪ .‬ويمكن حساب ال َبصمة املائية ملدة‬

‫عام أو لعدد حمدد من السنوات ‪ ,‬ويمكن اجلمع بني فرتات خمتلفة يف حتليل واحد‪ ,‬كأن يتم أخذ‬

‫بيانات اإلنتاجية ملدة اخلمس سنوات األخرية وبيانات املناخ (درجة احلرارة وهطول األمطار)‬

‫كمتوسط للسنوات الـثالثني األخرية‪.‬‬

‫ال َبصمة املائية املبارشة والغري مبارشة‬ ‫‪‬‬

‫بصورة عامة جيب أن تشمل حسابات تقدير ال َبصمة املائية كال من ال َبصمة املائية املبارشة والبصم‬
‫املائية غري املبارشة‪ ,‬عىل الرغم من أن ال َبصمة املائية املبارشة هي التي يتم الرتكيز عليها من قبل‬
‫املستهلكني والرشكات‪ ,‬يف حني أن ال َبصمة املائية غري املبارشة بصورة عامة تكون أكرب من املتوقع‪,‬‬

‫‪26‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫حيث أن املستهلكون هيملون حقيقة أن اجلزء األكرب من ال َبصمة املائية يرتبط باملُنتجات التي‬
‫يشرتوهنا من السوق أو من أي مكان آخر‪ ,‬وليس املياه التي يستهلكوهنا يف املنزل فقط‪.‬‬

‫ال َبصمة املائية للدولة و ال َبصمة املائية لالستهالك الوطني‬ ‫‪‬‬

‫ال َبصمة املائية داخل الدولة تشري إىل حجم املياه العذبة املستهلكة أو املُلوثة داخل أرايض الدولة‪,‬‬
‫وهذا يشمل املياه املستخدمة لصنع املُنتجات املستهلكة حمليا وأيضا املياه املستخدمة يف صنع‬
‫ُمنتجات التصدير‪ .‬وختتلف"ال َبصمة املائية داخل الدولة" عن "ال َبصمة املائية لالستهالك الوطني"‪,‬‬
‫والتي تشري إىل كمية املياه املستخدمة إلنتاج السلع واخلدمات املستهلكة من قبل سكان البالد سواء‬
‫كانت هذه السلع واخلدمات ُمنتجة حمليا أو تم استريادها من اخلارج‪ .‬وحساب ال َبصمة املائية‬
‫لالستهالك الوطني يشمل بذلك العنارص الداخلية واخلارجية‪ ,‬بام يف ذلك إجراء حتليل ال َبصمة‬
‫املائية اخلارجية لذا فهي املفتاح من أجل احلصول عىل صورة لالستهالك الوطني واستخدام املياه‪,‬‬
‫ليس فقط يف البلد نفسه ولكن أيضا يف خارج البالد‪ ,‬ومن ثم االعتامد عىل واردات االستدامة‪ .‬ومن‬
‫التعريفات السابقة يمكن استنتاج أن ال َبصمة املائية داخل الدولة تكفي كمؤرش عندما يتم استخدام‬
‫موارد املياه لألغراض املنزلية فقط‪.‬‬

‫‪ 4-1-2‬تقييم استدامة ال َبصمة املائية‬

‫أول مرحلة من مراحل تقييم االستدامة للبصمة املائية هي معرفة ما إذا كانت ال َبصمة املائية ملنطقة‬
‫جغرافية أو ملرحلة من مراحل إنتاج ُمنتج ما أو سلعة أو مستهلك‪ ,‬فإذا كانت ال َبصمة املائية ملنطقة‬
‫جغرافية‪ ,‬فيفضل الرتكيز عىل منطقة أحواض جتميع املياه أو حوض النهر بأكمله‪ ,‬وذلك ألن هذه‬
‫هي الوحدات الطبيعية التي يمكن بسهولة مقارنة بصمتها املائية باملياه املتوافرة فيها‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫أما إذا كانت ال َبصمة املائية لعملية إنتاجية‪ ,‬أو سلعة أو مستهلك فالرتكيز يف هذه احلالة ال يكون عىل‬
‫ال َبصمة املائية املجمعة يف منطقة جغرافية‪ ,‬ولكن عىل مدى مسامهة ال َبصمة املائية يف العملية‬
‫اإلنتاجية‪ ,‬أو يف السلعة أو للمستهلك‪ ,‬يف ال َبصمة املائية املجمعة يف املنطقة املحددة جغرافيا‪ .‬ونظرا‬
‫ملحدودية موارد املياه العذبة يف العامل‪ ,‬لذلك ينبغي أن يكون هناك قلق مع أي مسامهة أكثر من احلد‬
‫األقىص املعقول من الناحية الفنية أو املجتمعية‪ .‬ال َبصمة املائية املجمعة يف أحواض معينة أو‬
‫أحواض األهنار جيب االنتباه إليها إذا كانت أكثر من احلد األقىص املعقول حيث أنه يف هذه احلالة‬
‫من املمكن أال يتم الوفاء باالحتياجات البيئية األساسية أو يتم توزيع غري عادل للمياه وهو ما ال‬
‫يمكن حتمله اجتامعيا أو اقتصاديا‪ .‬ويف حالة املنظور اجلغرايف‪ ,‬يمكن استخدام القائمة التالية‪:‬‬

‫استدامة ال َبصمة املائية اخلرضاء والزرقاء والرمادية‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫البعد البيئي واالجتامعي واألبعاد االقتصادية لالستدامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حتديد املناطق احلرجة فقط أو التحليل التفصييل لآلثار األولية واآلثار الثانوية يف املناطق‬ ‫‪-‬‬
‫احلرجة كذلك‪ ,‬وهو ما يؤثر عىل املستوى املطلوب من التفصيل يف التقييم‪.‬‬
‫احلسابات عالية الدقة مكانيا وزمانيا تكون مهمة عند مقارنة ال َبصمة املائية واملوارد املائية‬ ‫‪-‬‬
‫املتاحة يف النقاط واملناطق احلرجة‪.‬‬

‫ويف حالة تقييم استدامة ال َبصمة املائية يف عمليات اإلنتاج أو ملستهلك‪ ,‬أو لسلعة‪ ,‬سوف يفضل‬
‫الرتكيز عىل استكشاف واستيضاح عدد من النقاط أمهها ما ييل‪:‬‬

‫ما إذا كانت ال َبصمة املائية تساهم مسامهة غري مهمة بالنسبة إىل ال َبصمة املائية لإلنسانية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما إذا كانت ال َبصمة املائية تساهم يف ال َبصمة املائية للمناطق اجلغرافية احلرجة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪28‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫يمكن االكتفاء بمقارنة ال َبصمة املائية لكل عملية منفصلة أو ُمنتج مع معايري نظريهتا العاملية‬ ‫‪-‬‬
‫عندما تكون مثل هذه املعايري موجودة بالفعل‪ ,‬ويف غياب هذه املعايري‪ ,‬فإن نطاق التقييم‬
‫يتاج إىل التوسيع بحيث يشمل أيضا دراسة ما يمكن أن يكون معيارا معقوال‪.‬‬

‫والستكشاف ما إذا كانت ال َبصمة املائية لعملية‪ ,‬أول مستهلك‪ ,‬أو لسلعة تسهم يف املناطق احلرجة‪,‬‬
‫يمكن أن يتم االكتفاء بفحص كل عنرص من عنارص ال َبصمة املائية‪ ,‬وعام إذا كان موجودا أم ال‪,‬‬
‫وهذا يتطلب قاعدة بيانات للمناطق احلرجة يف مجيع أنحاء العامل عىل مستوى التفاصيل املكانية‬
‫والزمانية‪ ,‬وعندما تكون هذه البيانات غري متاحة‪ ,‬فانه البد من توسيع نطاق الدراسة لتشمل‬
‫دراسات أحواض جتميع املياه من منظور جغرايف وكذلك‪ ,‬دراسة عنارص ومكونات ال َبصمة املائية‬
‫لعملية أو سلعة ملعرفة أكثرهم أمهية‪.‬‬

‫‪ 5-1-2‬صياغة تدابري تقليل ال َبصمة املائية‬

‫يف حالة ال َبصمة املائية ضمن منطقة حمددة جغرافيا‪ ,‬يكون السؤال هو‪ :‬ما الذي يمكن عمله لتقليل‬

‫ال َبصمة املائية يف تلك املنطقة؟‪ ,‬وبأي قدر ووقت وما هي الطريقة؟ وعند حتديد نطاق لصياغة‬

‫االستجابة لذلك‪ ,‬سوف يكون التساؤل بشكل خاص حول "استجابة َمن"‪ .‬ويمكن النظر إىل ما‬

‫يمكن للحكومات القيام به‪ ,‬وما يمكن للمستهلكني واملزارعني والرشكات واملستثمرين القيام به‪,‬‬

‫ولعل ما ينبغي القيام به يكون من خالل التعاون احلكومي الدويل‪ .‬وفيام يتعلق باحلكومة‪ ,‬يمكن‬

‫التمييز بني خمتلف املستويات واهليئات احلكومية‪ .‬فعىل الصعيد الوطني‪ ,‬عىل سبيل املثال‪,‬‬

‫االستجابة املطلوبة قد ترتجم إىل إجراءات يف الوزارات املختلفة‪ ,‬من وزارات املياه والبيئة والطاقة‬

‫والزراعة والتخطيط إىل وزارات االقتصاد والتجارة والشؤون اخلارجية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫وعند حتديد التدابري للتقليل من البَصمة املائية‪ ,‬من املهم أن يكون واضحا من البداية‪ ,‬زاوية النظر‬

‫التي سوف حتدد تلك التدابري‪ ,‬وعىل سبيل املثال‪ ,‬يف حالة ال َبصمة املائية ملستهلِك أو جمتمع من‬

‫املستهلكني‪ ,‬فيمكن حتديد ما يمكن للمستهلك أو املجتمعات القيام به‪ .‬ويف حالة حتديد تدابري‬

‫االستجابة يف سياق تقييم ال َبصمة املائية لرشكة ما‪ ,‬فمن األكثر منطقية‪ ,‬معرفة أي نوع من التدابري‬

‫يمكِّن الرشكة من أن تطورها بنفسها‪ ,‬يف هذه احلالة‪ ,‬يمكن أيضا أن تصاغ التدابري عىل نطاق‬

‫أوسع‪.‬‬

‫‪ 3-2‬حساب ال َبصمة املائية‬

‫املياه عىل األرض تتحرك باستمرار‪ ,‬حيث تتبخر املياه من الرتبة واملسطحات املائية املفتوحة نتيجة‬
‫الطاقة الشمسية وطاقة الرياح‪ ,‬باإلضافة إىل ذلك‪ ,‬يقوم النبات بسحب املياه من الرتبة وإطالقها يف‬
‫الغالف اجلوي من خالل ثغور األوراق‪ ,‬وهذه العملية تسمى النتح‪ .‬وعمليات التبخر والنتح‬
‫تسمى كمصطلح واحد "البخرنتح"‪ ,‬وتزداد كمية املياه يف الغالف اجلوي من خالل التبخر‪,‬‬
‫ولكنها تنخفض مرة أخرى من خالل هطول األمطار‪ .‬وبخار املاء يتحرك داخل الغالف اجلوي‪ ,‬يف‬
‫مجيع أنحاء العامل وفقا ألنامط معقدة‪ ,‬لذلك فاملاء الذي يتبخر يف مكان واحد ال يرجع بالرضورة إىل‬
‫نفس املكان من خالل هطول األمطار وكمية املياه تزداد يف الرتبة نتيجة هطول األمطار وتقل نتيجة‬
‫"البخرنتح" وعند زيادة اهلطول عن البخر نتح يتسبب ذلك فيام يعرف باجلريان السطحي والذي‬
‫ينتهي بالبحار واملحيطات بطريقتني‪ :‬سطحيا من خالل األهنار والقنوات‪ ,‬وحتت سطحي من خالل‬
‫حركة املياه اجلوفية‪ ,‬ومن ثم تتبخر املياه من البحار واملحيطات مرة أخرى وتعاد الدورة‪.‬‬

‫وكام هو معروف فإن كافة األغراض البرشية حتتاج إىل املياه العذبة وال يمكن استخدام مياه البحار‬
‫واملحيطات املاحلة مبارشة يف االستخدامات اليومية من رشب وغسيل وزراعة‪ ,‬وخالفه واملياه‬

‫‪30‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫املاحلة تكون أغلب استخداماهتا يف جمال الصناعة‪ ,‬ويمكن أيضا حتلية مياه البحر واستخدامها‬
‫ألغراض الرشب والغسيل والزراعة ولكن بتكاليف عالية من طاقة ونقل وبتأثريات بيئية سلبية‪.‬‬
‫وباختصار‪ ,‬فالبرش يعتمدون أساسا عىل املياه العذبة املحدودة عىل الرغم من أن املياه تشكل دورة‪,‬‬
‫ويتم جتددها بشكل مستمر‪.,‬والناس يف حاجة إىل كميات معينة من املياه سنويا لألغراض املنزلية‬
‫والزراعية والصناعية‪ ,‬والذي ال يمكن أن يتجاوز أبدا معدل التجدد السنوي للمياه العذبة‪.‬‬

‫وكام ذكرنا سابقا فال َبصمة املائية تعرب بشكل أسايس عن مدى اعتامد اإلنسان عىل املياه العذبة من‬
‫حيث احلجم‪ ,‬ومقارنة تلك ال َبصمة املائية للفرد مع توافر املياه العذبة الفعيل هو جزء من تقييم‬
‫استدامة ال َبصمة املائية‪ .‬ولفهم طبيعة احتياجات البرش من املياه العذبة وعالقتها بالدورة‬
‫اهليدرولوجية‪ ,‬يمكن النظر حلوض النهر‪.‬حيث أن حوض النهر هي منطقة جغرافية يرصف ماؤها‬
‫من خالل النهر وروافده‪ .‬وتنقل كل املياه ملخرج واحد ومن املصطلحات واملسميات األخرى لـ‬
‫"حوض النهر" والتي غالبا ما تستخدم هي‪" .‬منطقة جتمع"‪ ,‬أو "حوض الرصف"‪ ,‬أو مستجمع‬
‫مياه أو "منطقة الرصف"‪ ,‬وجمموع املياه املتاحة سنويا يف منطقة أحواض جتميع املياه هي احلجم‬
‫السنوي هلطول األمطار‪ ,‬وعند جتاهل التغيريات املحتملة‪ ,‬والصغرية عموما‪ ,‬يف ختزين املياه يف‬
‫منطقة أحواض جتميع املياه‪ ,‬فإن جمموع تدفق األمطار السنوية تغادر احلوض مرة أخرى‪ ,‬وذلك‬
‫جزئيا من خالل البخرنتح‪ ,‬ومن خالل اجلريان السطحي اخلارج من أحواض جتميع املياه والذي‬
‫يمكن استخدامه يف منطقة أخرى‪.‬‬

‫وال َبصمة املائية اخلرضاء تشري إىل استخدام اإلنسان للتبخر من سطح األرض‪ ,‬لزراعة املحاصيل أو‬
‫إنتاج الغابات‪ .‬وال َبصمة املائية الزرقاء تشري إىل االستعامل االستهالكي لتدفق اجلريان السطحي‪,‬‬
‫وتارخييا‪ ,‬استخدم الناس تدفقات اجلريان السطحي سواء كمصدر للمياه العذبة أو كمستودع‬
‫لنفاياهتم‪ .‬ومن الواضح أن هناك حدودا الستخدام تدفقات اجلريان السطحي كمصدر أو‬

‫‪31‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫كمستودع نفايات‪ .‬وال َبصمة املائية الرمادية تبني "القدرة عىل استيعاب النفايات"‪ .‬والشكل (‪)2-0‬‬
‫يوضح الفرق بني البصامت املائية يف الزراعة والغابات‪.‬‬
‫بصمة املياه اخلرضاء‬ ‫بصمة املياه الزرقاء‬

‫اهلطول املطري‬ ‫المحتوى المائي‬ ‫نقل مياه‬


‫منتجات‬ ‫المحتوى المائي‬ ‫منتجات‬
‫للمنتجات‬ ‫خارج الحوض‬
‫البخر نتح‬ ‫للمنتجات‬ ‫البخر نتح‬
‫البخرنتح الغريمنتج‬

‫سحب‬ ‫تدفق عائد‬

‫جريان سطحي‬ ‫جريان سطحي‬


‫الرتبة والغطاء اخلرضي‬ ‫داخيل‬
‫مياه سطحية وجوفية‬
‫خارج‬

‫شكل (‪ )4-2‬خمطط الفرق بني البصامت املائية للزراعة والغابات‬

‫‪ 2-3-2‬طرق حساب ال َبصمة املائية‬

‫حساب ال َبصمة املائية "لعملية واحدة يف خط إنتاج" هو اللبنة األساسية جلميع حسابات ال َبصمة‬
‫املائية حيث أن ال َبصمة املائية لـ " ُمنتج" وسيط أو هنائي (سلعة أو خدمة) هو جمموع لبصامت املياه‬
‫من اخلطوات العملية املختلفة ذات الصلة يف إنتاج هذه السلعة‪ ,‬أو اخلدمة وكام يتضح يف‬
‫الشكل(‪ ,)5-0‬ويمكن تعريف البصامت املائية لعدد من العنارص كام ييل‪:‬‬
‫ال َبصمة املائية للمستهلك الفرد هي جمموع البصامت املائية ملختلف املُنتجات والسلع‬ ‫‪-‬‬
‫واخلدمات التي يستهلكها الفرد‪.‬‬
‫ال َبصمة املائية يف جمتمع من املستهلكني تكون مساوية ملجموع البصامت املائية ألفراد‬ ‫‪-‬‬
‫املجتمع‪.‬‬
‫ال َبصمة املائية ملنتِج أو سلعة أو عمل جتاري ما تكون مساوية ملجموع البصامت املائية من‬ ‫‪-‬‬
‫املُنتجات واخلدمات التي تقدم هلم‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ال َبصمة املائية ضمن منطقة حمددة جغرافيا‪ :‬كاملقاطعة أو الدولة أو منطقة أحواض جتميع‬ ‫‪-‬‬
‫املياه أو أحواض األهنار‪ ,‬تساوي جمموع البصامت املائية جلميع العمليات التي جتري يف هذه‬
‫املنطقة‪.‬‬
‫ال َبصمة املائية للبرشية هي جمموع كميات املياه العذبة املساوية ملجموع البصامت املائية جلميع‬ ‫‪-‬‬
‫املستهلكني يف العامل‪ ,‬أي ما يوازي جمموع البصامت املائية جلميع السلع االستهالكية‬
‫واخلدمات النهائية املستهلكة سنويا‪ ,‬وأيضا يمكن تعريفها بأهنا تكون مساوية ملجموع املياه‬
‫التي ُتستهلك أو ُت َلوث يف العامل‪.‬‬

‫البصمة املائية ملجموعة من‬ ‫البصمة املائية ملجموعة من‬ ‫البَصمة املائية ملنطقة جغرافية‬
‫املنتجات‬ ‫املستهلكني‬
‫حمددة‬

‫البصمة املائية لكيان إنتاجي‬ ‫البصمة املائية ملستهل‬


‫(مصنع أو رشكة)‬

‫إضافة البصمة املائية جلميع السلع املنتجة‬


‫إضافة البصمة املائية جلميع املنتجات املستهلكة‬
‫البصمة املائية لسلعة‬

‫إضافة البصمة املائية لكل اإلجراءات التي حدثت يف منطقة‬


‫إضافة البصمة املائية جلميع اإلجراءات واخلطوات اإلنتاجية‬

‫البصمة املائية إلجراء أو خطوة إنتاجية‬

‫شكل (‪ )5-2‬اخلطوات األساسية حلساب مجيع أنواع البصامت املائية‬

‫ويمكن أن تضاف البصامت املائية من املُنتجات (املستهلك) النهائي دون ازدواجية‪ ,‬ويرجع هذا إىل‬

‫حقيقة أن البصامت املائية دائام عملية خمصصة حرصا ملُنتج واحد أو ُمنتج هنائي‪ ,‬وعندما تساهم‬

‫عملية ما يف أكثر من ُمنتج هنائي‪ُ ,‬تقسم ال َبصمة املائية للعملية عىل املُنتجات النهائية‪ .‬وإضافة‬

‫‪33‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫البصامت املائية من املُنتجات الوسيطة ال معنى له‪ ,‬ألن ازدواجية احلساب ُيمكن أن حتدث بسهولة‪.‬‬

‫وعىل سبيل املثال‪ ,‬ال يمكن أن تضيف ال َبصمة املائية من نسيج القطن وال َبصمة املائية من حصاد‬

‫القطن‪ ,‬فهذا يعترب ازدواجية‪ ,‬ألن األول يتضمن هذا األخري‪ ,‬وباملثل‪ ,‬يمكن إضافة ال َبصمة املائية‬

‫من املستهلكني كل عىل حدة دون ازدواجية‪ ,‬وال ينبغي إضافة ال َبصمة املائية من مراحل إنتاج‬

‫خمتلفة ملُنتج ألن هذا يمكن أن يؤدي إىل املضاعفة واالزدواجية‪.‬‬

‫‪ ‬ال َبصمة املائية للمستهلكني‬

‫للمستهلكني تعتمد عىل البصامت املائية لل ُمنتجات والسلع وهي عبارة عن جمموع‬
‫ال َبصمة املائية ُ‬

‫البصامت املائية املبارشة وغري املبارشة‪ ,‬فال َبصمة املائية املبارشة للمستهلك تشري إىل حجم املياه‬

‫املستهلكة أو امللوثة عند إعداد وطهي اللحوم مثال‪ ,‬أما ال َبصمة املائية غري املبارشة ملستهلك اللحوم‬

‫فتعتمد عىل البصامت املائية املبارشة ملتاجر التجزئة التي تبيع اللحوم‪ ,‬وبصمة مياه إعداد اللحوم‬

‫للبيع‪ ,‬وبصمة مياه مزرعة املاشية‪ ,‬واملحاصيل الزراعية التي تنتج علف للحيوان‪ .‬وال َبصمة املائية‬

‫غري املبارشة ملتاجر التجزئة تعتمد عىل البصامت املائية املبارشة من إعداد الطعام املعالج‪ ,‬وال َبصمة‬

‫املائية ملزرعة املاشية واملحاصيل الزراعية‪ ,‬وهلم جرا‪ .‬و"ال َبصمة املائية للمستهلكني يف منطقة" ال‬

‫تساوي "ال َبصمة املائية للمنطقة"‪ ,‬لكنها ذات صلة هبا‪ .‬والشكل )‪ (6-0‬يوضح العالقة بني‬

‫ال َبصمة املائية من لالستهالك الوطني‪ ,‬وال َبصمة املائية الوطنية يف مثال مبسط لدولتني خمتلفتني‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫دولة (ب)‬ ‫دولة (أ)‬

‫البصمة المائية‬ ‫البصمة المائية‬


‫تصدير المياه‬ ‫تصدير المياه‬ ‫الستهالك الدولة‬
‫الستهالك الدولة‬
‫االفتراضية‬ ‫االفتراضية‬
‫داخلي‬
‫داخلي‬
‫خارجي‬ ‫خارجي‬

‫البصمة‬ ‫البصمة‬
‫المائية‬ ‫استيراد المياه‬ ‫استيراد المياه‬ ‫المائية‬
‫االفتراضية‬ ‫للدولة‬
‫للدولة‬ ‫االفتراضية‬

‫شكل (‪ )6-2‬العالقة بني ال َبصمة املائية للدولة وال َبصمة املائية الستهالك الدولة‪.‬‬

‫‪ ‬ال َبصمة املائية لالستهالك الوطني‬

‫ال َبصمة املائية لالستهالك الوطني "داخليا" تكون مساوية للبصمة املائية داخل األمة بدون حساب‬
‫ُمنتجات التصدير‪ ,‬ولكن تؤخذ يف االعتبار ال َبصمة املائية "اخلارجية" لالستهالك الوطني والتي‬
‫تتمثل يف استرياد املُنتجات (عىل شكل مياه افرتاضية)‪ ,‬والتي بالطبع تكون ذات عالقة بال َبصمة‬
‫املائية يف الدول املصدرة‪.‬‬

‫‪ ‬وحدات ال َبصمة املائية‬

‫ختتلف وحدات التعبري عن ال َبصمة املائية تبعا لنوع ال َبصمة وهو ما يتضح فيام ييل‪:‬‬
‫ال َبصمة املائية لعملية ما هي حجم املياه لكل وحدة من الزمن‪ ,‬وعندما تقسم كمية املياه عىل‬ ‫‪-‬‬
‫املُنتجات والسلع التي تنتج من العملية‪ ,‬فيمكن أيضا أن يتم التعبري عن ال َبصمة املائية‬
‫بحجم املياه لكل وحدة من املُنتج‪.‬‬
‫ال َبصمة املائية ملُنتج ما أو سلعة تعرب دائام عن حجم املياه لكل وحدة من املُنتج (مرت‬ ‫‪-‬‬
‫مكعب‪/‬الطن‪ ,‬أو لرت ‪/‬كجم)‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ال َبصمة املائية للمستهلك أو ال َبصمة املائية داخل منطقة معينة يعرب عنها دائام بحجم املياه‬ ‫‪-‬‬
‫لكل وحدة من الزمن اعتامدا عىل مستوى التفاصيل سواء كانت يف الشهر أو اليوم أو السنة‪.‬‬
‫ال َبصمة املائية ملجتمع أو دولة فيعرب عنها بحجم املياه لكل وحدة من الزمن لكل فرد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال َبصمة املائية للطاقة وخاصة عند استخدام الوقود احليوي أو املجاري املائية فيعرب عنها‬ ‫‪-‬‬
‫بحجم املياه لكل وحدة من الطاقة‪.‬‬

‫‪ 1-3-2‬حساب ال َبصمة املائية الزرقاء‬

‫ال َبصمة املائية الزرقاء هي مؤرش عىل االستعامل االستهالكي ملا يسمى املياه الزرقاء‪ ,‬وبعبارة أخرى‪,‬‬
‫هي مؤرش عىل االستخدام االستهالكي للمياه العذبة السطحية أو اجلوفية‪ .‬واستخدام املياه العذبة‬
‫االستهالكي‪ ,‬مصطلح يشري إىل واحدة من احلاالت األربع التالية‪:‬‬
‫تبخر املياه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املياه املُدرجة يف املُنتجات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املياه التي ال تعود إىل منطقة ُمستجمعات وأحواض جتميع املياه نفسها‪ ,‬عىل سبيل املثال‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫املياه املتدفقة من حوض إىل آخر أو إىل البحر‪.‬‬
‫املياه التي ال ت عود يف نفس الفرتة‪ ,‬عىل سبيل املثال‪ ,‬املياه التي يتم سحبها يف فرتات اجلفاف‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتعود يف األوقات الرطبة‪.‬‬

‫وبشكل عام ُيعترب تبخر املياه هو األكثر أمهية يف كل احلاالت األربعة السابقة‪ ,‬ولذلك فهو يف كثري‬
‫من األحيان يتم مساواته باالستعامل االستهالكي للمياه‪ ,‬ولكن عدة عنارص أخرى ينبغي أن يتم‬
‫إدراجها أيضا‪ ,‬وهي التبخر أثناء اإلنتاج والتخزين يف خزانات املياه االصطناعية‪ ,‬وأثناء النقل يف‬
‫القنوات املفتوحة‪ ,‬وأثناء التجهيز والصناعة (تبخر املاء احلار)‪ ,‬ثم أثناء اجلمع والتخلص من املياه‬
‫إىل قنوات الرصف الصحي وحمطات املعاجلة‪ .‬وبصفة عامة "استهالك املياه" ال يعني اختفاء املياه‪,‬‬

‫‪36‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫وذلك ألن املياه تبقى ضمن دورة كاملة لتعود دائام يف وقت ما ومكان ما‪ ,‬وال يمكن للمرء أن‬
‫يستهلك من املياه أكثر مما هو متاح‪.‬‬

‫ال َبصمة املائية الزرقاء تقيس كمية املياه املتاحة والتي يتم استهالكها خالل فرتة معينة‪ ,‬وهذه الطريقة‬
‫تعطينا تقديرا لكمية املياه الزرقاء املتاحة التي يستهلكها البرش‪ ,‬وجيب أن نتذكر أن تدفقات املياه‬
‫اجلوفية واملياه السطحية ال تستهلك فقط ألغراض اإلنسان‪ ,‬وإنام هناك أيضا النظم االيكولوجية‬
‫التي تعتمد عىل املياه اجلوفية وجماري املياه السطحية‪ .‬ويتم حساب ال َبصمة املائية الزرقاء لعملية‬
‫إنتاجية ما‪ ,‬عىل أهنا جمموع ثالثة عنارص هي‪ :‬تبخر املياه أثناء النقل والتخزين‪ ,‬مضافا اليه املياه‬
‫الزرقاء املتضمنة داخل العملية نفسها‪ ,‬والفواقد من العملية والتي تشري إىل اجلزء غري املتاح إلعادة‬
‫استخدامه يف مستجمع املياه نفسه خالل الفرتة ذاهتا‪ ,‬إما ألنه يتم ترصيفه إىل مستجمعات مياه‬
‫أخرى أو ترصيفه إىل البحر أو ألنه يعود يف فرتة زمنية أخرى بعد انتهاء العملية‪.‬‬

‫واعتامدا عىل نطاق التقييم فإن عملية حساب ال َبصمة املائية الزرقاء تتم ألنواع خمتلفة من مصادر‬
‫املياه الزرقاء‪ ,‬واألنواع األكثر أمهية هي املياه السطحية‪ ,‬واملياه اجلوفية املتجددة واملياه اجلوفية‬
‫األحفورية (غري املتجددة)‪ ,‬ولذا فمن املمكن أن يكون هناك حسابات للبصمة املائية الزرقاء للمياه‬
‫السطحية و ال َبصمة املائية الزرقاء للمياه اجلوفية املتجددة وال َبصمة املائية الزرقاء للمياه اجلوفية‬
‫األحفورية‪ ,‬ومن املمكن يف هذه احلالة استخدام درجات اللون األزرق للتعبري عن هذه األنواع‪.‬‬
‫وغالبا ما يكون من الصعب جدا التمييز بني األنواع السابقة للمياه الزرقاء بسبب عدم كفاية‬
‫البيانات‪ ,‬ومع ذلك‪ ,‬وإذا كانت البيانات تسمح‪ ,‬فمن املمكن حتديد مصدر املياه الزرقاء‪ .‬وعند‬
‫حتديد جمموع ال َبصمة املائية الزرقاء من حيث املصدر‪ ,‬يمكن أن يتم متييز االستخدام االستهالكي‬
‫ملياه األمطار بوضوح‪ .‬أما حصاد مياه األمطار فهو جزء من قضية جدلية‪ ,‬عام إذا كان حصاد مياه‬
‫األمطار هو مياه خرضاء أو مياه زرقاء‪ ,‬واحلقيقة إن مل يتم جتميع وحصاد مياه األمطار فإهنا تصبح‬

‫‪37‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جريانا سطحيا‪ ,‬واالستعامل االستهالكي ملياه األمطار يكون بطبيعة احلال من اجلريان السطحي‪,‬‬
‫ويويص باعتبار هاتني احلالتني بصمة للمياه الزرقاء‪.‬‬

‫وهناك أنواع خمتلفة من تقنيات حصاد مياه األمطار لتوفري مياه الرشب واملياه للامشية أو لري‬
‫املحاصيل واحلدائق‪ ,‬ويصنف االستعامل االستهالكي هلذه املياه حتت ال َبصمة املائية الزرقاء‪ .‬أما إذا‬
‫كان احلديث عن تدابري زيادة قدرة الرتبة عىل االحتفاظ بمياه األمطار أو زراعة أسطح املباين أو‬
‫االستخدام االستهالكي إلنتاج املحاصيل فتدرج يف هذه احلاالت حتت ال َبصمة املائية اخلرضاء‪.‬‬

‫ووحدة ال َبصمة املائية الزرقاء لعملية إنتاجية هو حجم املياه لكل وحدة من الوقت‪ ,‬وعندما تقسم‬
‫كمية املياه املستخدمة لعملية واحدة عىل عدد املُنتجات من هذه العملية‪ ,‬يمكن التعبري عنها من‬
‫حيث حجم املياه لكل وحدة من املُنتج‪ .‬واستكامال هلذا القسم سوف يتم التطرق إىل قضيتني‬
‫حمددتني قد ال تكونا كيفية حساهبام واضحتني مبارشة للقارئ بشكل صحيح‪ .‬القضية األوىل تتعلق‬
‫بمسألة إعادة تدوير املياه وإعادة استخدامها‪ .‬القضية الثانية تتعلق بمسألة كيفية احلساب يف حالة‬
‫وجود نقل للمياه بني األحواض املختلفة‪.‬‬

‫‪ ‬إعادة تدوير املياه وإعادة استخدامها‬

‫غالبا ما ُتستخدم إعادة تدوير املياه وإعادة استخدامها كمصطلحني ُيعرب كل منهام عن معنى اآلخر‪.‬‬
‫ولكن يمكننا تعريف "إعادة تدوير املياه" عىل وجه التحديد بأنه إعادة االستخدام يف املوقع من‬
‫نفس املياه لنفس الغرض‪ ,‬أما "إعادة استخدام املياه‪ ,‬فيعني إعادة استخدام املياه يف مكان آخر‪,‬‬
‫وربام لغرض آخر"‪ .‬ويف حالة إعادة التدوير‪ ,‬فهناك فوارق إضافية بني إعادة تدوير مياه الرصف‬
‫الصحي (عن طريق التعامل معها إلعادة االستخدام)‪ ,‬وإعادة تدوير املياه املتبخرة (عن طريق‬
‫تكثيف بخار املاء إلعادة استخدامه)‪ .‬والشكل (‪ُ )7-0‬يبني مثال ُمبسط ألنواع خمتلفة من إعادة‬
‫تدوير املياه وإعادة استخدامها‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫بصمة املياه الزرقاء للعملية (‪)2‬‬


‫بصمة املياه الزرقاء للعملية (‪)1‬‬

‫استخدام استهالكي‬
‫تكثيف البخار وإعادة تدويره‬ ‫استخدام استهالكي‬

‫عملية إنتاجية (‪)2‬‬ ‫معاجلة‬ ‫إعادة استخدام مياه‬ ‫عملية إنتاجية (‪)1‬‬

‫الرصف‬
‫اعادة تدوير‬ ‫معاجلة‬

‫سحب‬ ‫سحب‬ ‫مياه معاجة‬

‫شكل (‪ )0-2‬حساب ال َبصمة املائية الزرقاء يف حالة إعادة االستخدام وإعادة التدوير‬

‫و ُيوضح الشكل السابق عمليتني‪ ,‬يتم يف الثانية إعادة استخدام مياه الرصف الصحي (املعاجلة) من‬

‫العملية األوىل‪ .‬واملخطط يبني أن ال َبصمة املائية الزرقاء لكال العمليتني هو لالستخدام االستهالكي‬

‫للمياه (سواء التبخر وإدماجها يف ُمنتجات) والتي يمكن حساهبا‪ .‬وإعادة تدوير املياه وإعادة‬

‫استخدامها عندما يكون بشكل ف ّعال‪ ,‬يصبح مفيد للحد من ال َبصمة املائية الزرقاء لعملية واحدة‬

‫فقط‪ ,‬حيث يقلل من استهالك املياه‪ ,‬و يكون مفيدا أيضا يف ختفيض ال َبصمة املائية الرمادية‬

‫ملستخدمي املياه‪.‬‬

‫‪ ‬نقل املياه بني األحواض‬

‫نقل املياه بني األحواض هو خروج املياه من حوض هنر (أ)‪ ,‬ونقلها من خالل القنوات واألنابيب‬

‫أو نقل اجلزء األكرب (عىل سبيل املثال‪ ,‬بواسطة شاحنة أو سفينة) إىل حوض هنر آخر (ب)‪ .‬ووفقا‬

‫‪39‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫لتعريف ال َبصمة املائية الزرقاء‪ ,‬فإن نقل املياه بعيدا عن حوض النهر (أ) هو بصمة مياه زرقاء ضمن‬

‫هذا احلوض‪ ,‬ألنه استخدام استهالكي للمياه‪.‬‬

‫ال َبصمة املائية الزرقاء للمياه املنقولة سيتم ختصيصها للمستفيدين من املياه يف حوض النهر املستقبل‪,‬‬

‫ولذلك فإن العمليات يف حوض (ب) والتي تستخدم املياه من حوض آخر (أ)‪ ,‬تكون ال َبصمة‬

‫املائية الزرقاء خاصتها ضمن بصمة مياه احلوض (أ)‪ ,‬وحجم هذه املياه ُيساوي كمية املياه التي‬

‫تصل احلوض (ب) باإلضافة إىل الفواقد املحتملة خالل عمليات النقل‪ .‬وإذا أعاد مستخدمي املياه‬

‫يف احلوض (ب) جزءا من استخداماهتم للحوض (ب)‪ ,‬فهذا يعترب إضافة ملوارد املياه يف حوض هنر‬

‫(ب)‪ ,‬وهذه املياه املضافة‪ ,‬ربام تكون مصدرا تعويضيا للبصمة املائية الزرقاء ملستخدمني آخرين‬

‫بحوض النهر(ب)‪ .‬وهبذا املعني فإن نقل املياه من حوض إىل حوض قد خيلق بصمة مياه زرقاء‬

‫بالسالب يف حوض االستقبال (طاملا مل يدث تبخر للمياه املنقولة والتي تعترب إضافة حقيقية للنظام‬

‫املائي بحوض االستقبال)‪.‬‬

‫ال َبصمة املائية السلبية للحوض (ب) تعوض جزئيا ال َبصمة املائية الزرقاء املوجبة للمستخدمني‬

‫اآلخرين يف احلوض (ب)‪ ,‬ويالحظ هنا أن التعويض ال خيص ال َبصمة املائية الزرقاء باحلوض (أ)‪,‬‬

‫وعندما يكون اهلدف تقييم ال َبصمة الكلية للبرش يف احلوض (ب)‪ .‬فانه يويص بإدراج ال َبصمة املائية‬

‫الزرقاء السلبية والتي تدخل كنتيجة حقيقية لنقل املياه للحوض‪ .‬ويف حالة حسابات ال َبصمة املائية‬

‫لعمليات منفردة‪ ,‬أو ملستهلكني‪ ,‬أو لسلع ينبغي‪ ,‬ترك حساب ال َبصمة املائية الزرقاء السلبية خارج‬

‫حسابات ال َبصمة من أجل حتقيق فصل واضح بني ال َبصمة املائية اإلمجالية لعملية‪ ,‬أو سلعة أو‬

‫مستهلك أو ُمنتج وال َبصمة املائية الكلية للحوض‪ .‬وهناك نقاشات وحوارات غري منتهية حول‬

‫‪40‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ال َبصمة املائية السلبية فعىل سبيل املثال‪ ,‬ال َبصمة املائية الزرقاء السلبية يف حوض ما‪ ,‬ال يمكن أن‬

‫تعوض ال َبصمة املائية الزرقاء اإلجيابية يف حوض آخر‪ ,‬حيث أن نضوب املياه واآلثار النامجة عنها يف‬

‫مكان ما ال يمكن حلها عن طريق إضافة املياه ملكان آخر‪ ,‬ويف هذه احلالة‪ ,‬فإن إضافة حساب‬

‫ال َبصمة املائية الزرقاء السلبية حلساب ال َبصمة املائية الزرقاء اإلجيابية يؤدي إىل رقم مضلل‪( ,‬مثال‬

‫منطقة توشكا وحوض النيل ‪ ,‬أو حوض النيل وهنر النيل)‪.‬‬

‫‪ 3-3-2‬حساب ال َبصمة املائية اخلرضاء‬

‫املياه اخلرضاء هي مياه األمطار‪ ,‬التي يتم ختزينها بصورة مؤقتة يف الطبقة العليا من الرتبة لالستفادة‬

‫منها وجعلها ُمنتجة للمحاصيل (ال يمكن االستفادة من كل املياه اخلرضاء إلنبات املحاصيل‪,‬‬

‫حيث هناك دائام جزء يتبخر من الرتبة‪ ,‬باإلضافة إىل أن كل فرتات السنة وبعض املناطق ليست‬

‫مناسبة لنمو املحاصيل)‪ .‬وال َبصمة املائية اخلرضاء هي ُمؤرش لالستخدام البرشي ملا يسمى باملياه‬

‫اخلرضاء‪ ,‬وهي عبارة عن حجم مياه األمطار املُسته َلكة خالل عملية اإلنتاج ذات الصلة‬

‫باملحاصيل الزراعية والغابات (املُنتجات التي تعتمد عىل املحاصيل أو األخشاب)‪ ,‬وتشري ال َبصمة‬

‫املائية اخلرضاء إىل جمموع تبخر مياه األمطار من احلقول واملزارع‪ ,‬باإلضافة إىل املياه املدجمة يف‬

‫املحاصيل أو األخشاب‪.‬‬

‫التمييز بني ال َبصمة املائية الزرقاء واخلرضاء مهم جدا ألن اآلثار اهليدرولوجية‪ ,‬والبيئية‬

‫واالجتامعية‪ ,‬فضال عن التكاليف االقتصادية الستخدام املياه السطحية واجلوفية لإلنتاج‪ ,‬ختتلف‬

‫بشكل كبري عن تكاليف استخدام مياه األمطار‪ .‬ويمكن قياس وتقدير استهالك املياه اخلرضاء يف‬

‫‪41‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫الزراعة بمجموعة من الصيغ واملعادالت التجريبية أو باستخدام نموذج مناسب لتقدير البخرنتح‬

‫ملحصول ما بناء عىل البيانات املدخلة وعىل اخلصائص املناخية والرتبة ونوع املحاصيل‪.‬‬

‫‪ 4-3-2‬حساب ال َبصمة املائية الرمادية‬

‫ال َبصمة املائية الرمادية لعملية إنتاجية هو مؤرش ملدى تلوث املياه العذبة املرتبطة هبذه العملية‪.‬‬

‫و ُيعرف بأنه حجم املياه العذبة املطلوبة الستيعاب محولة امللوثات استنادا إىل الرتكيزات ونوعية‬

‫املياه املوجودة واملعايري الطبيعية املحيطة‪ .‬وال َبصمة املائية الرمادية مفهوم مستحدث‪ ,‬ويمكن التعبري‬

‫عن حجم تلوث املياه بحجم املياه املطلوبة لتخفيف امللوثات بحيث تصبح غري ضارة‪ .‬ويتم‬

‫حساب ال َبصمة املائية الرمادية من خالل تقسيم محولة امللوثات (كتلة‪/‬الوقت) عىل الفرق بني‬

‫تركيز احلد األقىص املقبول (كتلة‪/‬حجم) وتركيزه الطبيعي يف املياه املوجودة (الكتلة‪/‬احلجم)‪.‬‬

‫والسؤال ملاذا يتم استخدام الرتكيزات الطبيعية كمرجع وليس الرتكيز الفعيل يف حوض استقبال‬

‫املياه‪ ,‬والسبب هو أن ال َبصمة املائية الرمادية هو مؤرش عىل قدرة االستيعاب املعتمد‪ .‬والقدرة‬

‫االستيعابية حلوض املياه املستقبلة يعتمد عىل الفرق بني احلد األقىص املسموح به والرتكيز الطبيعي‬

‫للمواد‪ ,‬إذ يمكن أن ُيقارن تركيز احلد األقىص املسموح به مع الرتكيز الفعيل للمواد‪ ,‬ومعرفة قدرة‬

‫االستيعاب املتبقية‪ ,‬والتي من الواضح أهنا تتغري مع الوقت‪ ,‬بوصفها املحدد للمستوى الفعيل‬

‫للتلوث يف وقت معني‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جتري العمليات احلسابية لبصمة املائية الرمادية باستخدام‪ :‬معايري نوعية املياه العذبة للحوض‬

‫املتلقي‪ ,‬أو معايري احلد األقىص للرتكيزات املسموح هبا‪ ,‬والسبب هو أن ال َبصمة املائية الرمادية‬

‫هتدف إىل إظهار حجم املياه املطلوبة الستيعاب املواد الكيميائية‪ .‬ومعايري نوعية املياه املحيطة هي‬

‫فئة حمددة من املعايري عىل سبيل املثال‪ ,‬معايري نوعية مياه الرشب‪ ,‬ومعايري جودة مياه الري ومعايري‬

‫املخلفات السائلة‪ .‬وينبغي استخدام معايري نوعية املياه ملنطقة معينة‪ ,‬والتي قد ختتلف من منطقة إىل‬

‫أخرى للمياه‪ ,‬إىل جانب الرتكيزات الطبيعية‪ ,‬والتي ختتلف من مكان إىل مكان آخر أيضا‪ .‬ونتيجة‬

‫لذلك‪ ,‬يمكن حلمولة ملوثات واحدة أن تكون هلا بصامت مياه رمادية كثرية حسب املكان‪ ,‬وذلك‬

‫ألن حجم املياه الالزمة الستيعاب محولة ملوثات معينة ستكون يف الواقع خمتلفة اعتامدا عىل الفارق‬

‫بني احلد األقىص املسموح به والرتكيز الطبيعي للمياه باملنطقة‪ .‬وعىل الرغم من أن معايري نوعية املياه‬

‫والبيئة املحيطة يف الترشيعات الوطنية‪ ,‬جيب أن تكون وضعت من قبل ألحواض جتميع املياه أو‬

‫هليئات املياه يف إطار الترشيعات الوطنية أو عن طريق االتفاقات اإلقليمية (مثل التوجيه اإلطاري‬

‫للمياه األوروبية‪ -‬االحتاد األورويب‪ ,)4222 ,‬فإهنا ورغم ذلك ال تغطي مجيع املواد ومجيع‬

‫األماكن‪ .‬واألكثر أمهية بطبيعة احلال‪ ,‬هو حتديد معايري نوعية املياه والرتكيزات الطبيعية التي‬

‫تستخدم يف إعداد حسابات ال َبصمة املائية الرمادية‪.‬‬

‫كال من معايري نوعية املياه املحيطة والرتكيزات الطبيعية ختتلف للمياه السطحية عن املياه اجلوفية‪.‬‬

‫وغالبا ما تستخدم املياه اجلوفية الحتياجات مياه الرشب‪ ,‬يف حني تتغري عادة تركيزات احلد األقىص‬

‫املقبولة يف املياه السطحية العتبارات بيئية‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ويمكن حساب ال َبصمة املائية الرمادية ألنظمة املياه السطحية بشكل منفصل عن املياه اجلوفية‪ ,‬ومع‬

‫ذلك‪ ,‬فإن املياه اجلوفية ينتهي هبا املطاف كاملياه السطحية‪ ,‬بحيث تكون محولة امللوثات يف املياه‬

‫اجلوفية هي الفرق بني نوعية املياه ومستوى الرتكيزات الطبيعية للجسم املائي‪ ,‬ويمكن أن تؤخذ‬

‫البيانات ذات الصلة بحمولة ملوثات أنظمة املياه السطحية‪ ,‬وكذلك محولة امللوثات التي تصل إىل‬

‫نظام املياه اجلوفية‪ .‬ولذا فمن املنطقي أن يظهر عنرصين من ال َبصمة املائية الرمادية مها‪ :‬ال َبصمة‬

‫املائية الرمادية للمياه اجلوفية وال َبصمة املائية الرمادية للمياه السطحية‪.‬‬

‫ال َبصمة املائية الرمادية أكرب من الصفر‪ ,‬ال يعني تلقائيا جتاوز معايري نوعية املياه املحيطة‪ ,‬وإنام تظهر‬

‫فقط استهالك جزءا من قدرة استيعاب اجلسم املائي املوجود حلمولة امللوثات‪ ,‬وطاملا أن حساب‬

‫ال َبصمة املائية الرمادية أصغر من تدفق هنر قائم أو تدفق املياه اجلوفية‪ ,‬فإنه ال يزال هناك ما يكفي‬

‫من املياه لتخفيف امللوثات إىل تركيز دون املستوى‪ .‬وعندما يكون حساب ال َبصمة املائية الرمادية‬

‫مساويا لتدفق املياه املحيطة‪ ,‬سيكون تركيز التلوث الناتج مساويا ملعايري املياه املحيطة‪.‬‬

‫وعندما حتتوي النفايات السائلة عىل شحنة عالية جدا من املواد الكيميائية فإن حساب ال َبصمة املائية‬

‫الرمادية قد يتجاوز تدفق هنر قائم أو تدفق املياه اجلوفية‪ .‬ويف هذه احلالة قد تتجاوز امللوثات قدرة‬

‫استيعاب اجلسم املائي املوجود حلمولة امللوثات‪ .‬وحقيقة أن ال َبصمة املائية الرمادية يمكن أن تكون‬

‫أكرب من تدفق املياه القائمة توضح أن ال َبصمة املائية الرمادية ال تظهر "حجم املياه امللوثة" (ألن‬

‫املقياس مقدار محولة امللوثات)‪ .‬وال َبصمة املائية الرمادية هي مؤرش عىل مدى خطورة تلوث املياه‪,‬‬

‫ويعرب عنه بحجم املياه العذبة الالزمة الستيعاب احلمولة القائمة للملوثات‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫النهج املتبع يف حساب ال َبصمة املائية الرمادية هو ما ُيسمى هنج احلمل احلرج‪ ,‬وفيه يقترص مدى‬

‫استيعاب النفايات عىل الفرق بني احلد األقىص للملوثات والرتكيز الطبيعي للمياه باحلوض‪.‬‬

‫واحلمل احلرج يشري إىل احلالة التي تكون فيها قدرة استيعاب النفايات مستهلكة متاما‪ ,‬ولذا فإن‬

‫ال َبصمة املائية الرمادية تكون مساوية لتدفق املياه املتاحة‪ ,‬واملطلوبة لتخفيف كامل املواد الكيميائية‬

‫وصوال إىل تركيز مقبول‪.‬‬

‫‪ ‬تدوير املياه وإعادة استخدامها‬

‫قد يرى البعض أن إعادة تدوير املياه أو إعادة استخدامها (بعد معاجلتها عند الرضورة) سيؤثر عىل‬

‫ال َبصمة املائية الرمادية وقد يتم إعادة تدوير املياه بشكل كامل أو إعادة استخدامها لنفس الغرض أو‬

‫آلخر‪ ,‬بدون وجود نفايات سائلة عىل البيئة‪ ,‬وبالتايل فإن ال َبصمة املائية الرمادية يف هذه احلالة تكون‬

‫صفرا‪ .‬ولكنه بعد مرة واحدة أو عدة مرات من إعادة االستخدام‪ ,‬قد َينتج نفايات سائلة‪ ,‬ومن ثم‬

‫سيكون هناك بصمة مياه رمادية‪ ,‬ذات عالقة بنوعية النفايات السائلة بالطبع‪.‬‬

‫‪ ‬معاجلة مياه الرصف الصحي‬

‫معاجلة مياه الرصف الصحي قبل أن يتم التخلص منها يف البيئة‪ ,‬يقلل من تركيز امللوثات يف مياه‬

‫الرصف النهائي‪ ,‬والذي من شأنه أن خيفض من ال َبصمة املائية الرمادية‪ .‬وجتدر اإلشارة إىل أن‬

‫ال َبصمة املائية الرمادية لعملية إنتاجية َتعتمد عىل نوعية النفايات السائلة التي يتم التخلص منها‬

‫هنائيا يف البيئة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫مياه الرصف الصحي املعاجلة يمكن أن جتعل ال َبصمة املائية الرمادية مساوية للصفر‪ ,‬عندما تكون‬

‫تركيزات امللوثات يف مياه الرصف املعاجلة مساوية أو أقل من الرتكيزات يف املياه املوجودة‪,‬‬

‫وكمالحظة جانبية‪ ,‬يالحظ هنا أن عملية معاجلة مياه الرصف الصحي يف حد ذاهتا سوف يكون هلا‬

‫بصمة مياه زرقاء عند التبخر الذي يدث خالل عملية املعاجلة يف األحواض املفتوحة‪ .‬وبالنسبة‬

‫للتلوث احلراري‪ ,‬يمكن أن نطبق هنجا مماثال للتلوث باملواد الكيميائية‪ ,‬وحتسب ال َبصمة املائية‬

‫الرمادية عىل أهنا الفرق بني درجة حرارة تدفق مياه املجاري‪ ,‬ودرجة حرارة تدفق املسطحات املائية‬

‫املستقبلة‪.‬‬

‫‪ ‬تأثري البخر عىل جودة املياه‬

‫هناك أشكال من "التلوث" يمكن أن حتدث عندما تتدهور نوعية املياه نتيجة للتبخر‪ ,‬فعندما يتبخر‬

‫جزء من املياه‪ ,‬تزداد تركيزات املواد الكيميائية يف املياه املتبقية‪ ,‬وكمثال عىل ذلك ارتفاع تركيزات‬

‫األمالح يف مصارف احلقول دائمة الري نتيجة تبخر املياه وتراكم األمالح يف الرتبة‪ ,‬مما يزيد من‬

‫تركيزات األمالح يف مياه الرصف‪ ,‬ويمكن أن نسمي هذا "تلوث"‪ .‬ولكن من الواضح أنه نوع آخر‬

‫من التلوث خيتلف عام يسببه البرش بإضافة املواد الكيميائية للمياه‪ ,‬ويمكننا أن نعمم هذه احلالة عىل‬

‫مجيع احلاالت التي يدث هبا تبخر‪ ,‬كخزانات املياه االصطناعية حيث يتبخر املاء وترتاكم املواد‬

‫الكيميائية‪ .‬وزيادة تركيز املواد الكيميائية التي حتدث يف اجلسم املائي بسبب تبخر املياه‪ ,‬هو فعليا‬

‫يامثل إضافة محولة ملوثات معينة للمياه‪ .‬وهذا "احلمل املكافئ" البد من استيعابه عن طريق املياه‬

‫الطبيعية األخرى‪ ,‬ويمكن حساب ال َبصمة املائية الرمادية املتعلقة هبذا النوع من املعادلة القياسية‪,‬‬

‫‪46‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫حيث ال َبصمة املائية الرمادية تساوي" احلمولة املكافئة "مقسوما عىل الفارق بني احلد األقىص‬

‫للرتكيز والرتكيز الطبيعي وبصمة املياه الرمادية تأيت يف طليعة البصامت املائية الرمادية يف أحواض‬

‫جتميع املياه املرتبطة باألمحال احلقيقية (بصمة األمحال الكياموية املضافة من األنشطة البرشية)‪.‬‬

‫‪ ‬اندماج امللوثات املختلفة مع مرور الوقت‬

‫يمكن مجع القيم اليومية للبصمة املائية الرمادية خالل السنة للحصول عىل القيم السنوية‪ ,‬وعند‬

‫تدفق النفايات‪ ,‬يتم حتديد ال َبصمة املائية الرمادية من امللوثات األكثر وجودا‪ ,‬لغرض إجياد مؤرش‬

‫عام لتلوث املياه‪ ,‬حيث ال َبصمة املائية الرمادية عىل أساس امللوث األكثر وجودا تعترب مؤرش كاف‪,‬‬

‫وإذا كان هناك اهتامم خاص بملوث ما‪ ,‬فانه يمكن حساب ال َبصمة املائية الرمادية لكل ملوث عىل‬

‫حده‪ ,‬وذلك لوضع تدابري االستجابة التي تستهدف ملوثات حمددة‪ ,‬وهذا بالطبع مهم جدا‪ .‬ويف‬

‫هناية املطاف‪ ,‬فإن ال َبصمة املائية الرمادية تعتمد بقوة عىل معايري نوعية املياه املحيطة (احلد األقىص‬

‫للرتكيزات املقبولة)‪ ,‬وهو إىل حد ما معقول إىل أن يتم تعيني معايري نوعية املياه عىل أساس أفضل‬

‫املعارف املتاحة عن اآلثار الضارة املحتملة للمواد الكيميائية بام يف ذلك تفاعلها املمكن مع غريها‬

‫من املواد الكيميائية األخرى‪.‬‬

‫‪ 5-3-2‬حساب ال َبصمة املائية ملحصول أو شجرة‬

‫العديد من املُنتجات والسلع حتتوي عىل مكونات من املحاصيل الزراعية أو من خمرجات الغابات‪.‬‬
‫وتستخدم املحاصيل إلنتاج الغذاء‪ ,‬واألعالف‪ ,‬واأللياف‪ ,‬والوقود‪ ,‬والزيوت‪ ,‬والصابون‬
‫ومستحرضات التجميل وهلم جرا‪ .‬ويستخدم اخلشب من األشجار والشجريات للورق والوقود‪,‬‬

‫‪47‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫وقطاعي الزراعة والغابات من القطاعات الكربى املستهلكة للمياه‪ .‬واملُنتجات التي تعتمد عىل‬
‫الزراعة و ُمنتجات الغابات يف نظام إنتاجها‪ ,‬غالبا ما يكون هلا بصمة مياه كبرية‪ .‬ويناقش هذا اجلزء‬
‫بيشء من التفصيل تقدير ال َبصمة املائية لعملية زراعة املحاصيل أو األشجار‪ ,‬وهذه الطريقة تنطبق‬
‫عىل املحاصيل السنوية والدائمة عىل حد سواء‪ ,‬حيث يمكن اعتبار األشجار املعمرة من املحاصيل‪.‬‬
‫ويف ما ييل‪ ,‬سيتم استخدام "حمصول" باملعنى الواسع‪ ,‬بام يف ذلك أيضا أشجار األخشاب‪.‬‬

‫إمجايل ال َبصمة املائية لعملية زراعة املحاصيل أو األشجار هي جمموع البصامت املائية اخلرضاء‬
‫والزرقاء والرمادية‪ ,‬وسوف يعرب عن البصامت املائية يف هذا القسم لكل وحدة من املُنتج أو السلعة‪,‬‬
‫وهي عبارة عن حجم املياه لكتلة معينة‪ .‬وعادة ما نعرب عن بصمة املياه يف ُمنتجات الزراعة أو‬
‫الغابات باللرت لكل كيلوجرام‪ .‬أو باملرت املكعب لكل طن‪ .‬ويتم حساب ال َبصمة املائية اخلرضاء يف‬
‫عملية نمو املحاصيل أو األشجار بكمية املياه اخلرضاء املستخدمة يف اإلنتاج مقسومة عىل املحصول‬
‫ويتم حساب ال َبصمة املائية الزرقاء بطريقة مشاهبة‪.‬‬

‫إنتاجية املحاصيل السنوية تؤخذ كمعطيات يف اإلحصاءات اإلنتاجية‪ ,‬ويف حالة املحاصيل املعمرة‪,‬‬
‫ُيؤخذ متوسط اإلنتاج السنوي عىل مدى كامل العمر للمحصول‪ ,‬هبذه الطريقة‪ ,‬تكون اإلنتاجية‬
‫منخفضة أو تساوي صفر ًا‪ ,‬يف السنة األوىل‪ ,‬وتصل اإلنتاجية إىل أعىل مستوياهتا بعد بضع سنوات‪,‬‬
‫ثم تقل تدرجييا يف هناية العمر االفرتايض للمحاصيل املعمرة‪ .‬وأيضا بالنسبة حلساب استخدام‬
‫حمصول من املياه‪ ,‬يتم اختاذ متوسط االستهالك السنوي من املياه عىل مدى حياة هذا املحصول‪.‬‬

‫يتم حساب ال َبصمة املائية الرمادية يف نمو املحاصيل أو األشجار باعتبارها معدل الطلب للهكتار‬
‫الواحد من املواد كيميائية‪ ,‬وامللوثات تتكون عادة من األسمدة (النيرتوجني والفوسفور وهلم‬
‫جرا)‪ ,‬واملبيدات احلرشية والنباتية‪ .‬ويف هذه احلالة جيب االنتباه فقط إىل "تدفق النفايات"‬
‫ملسطحات املياه العذبة‪ ,‬و هي يف العادة جزء من األسمدة أو املبيدات‪ ,‬ويتم حساب امللوثات األكثر‬

‫‪48‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫أمهية‪ .‬و ال َبصمة املائية الزرقاء املحسوبة هنا تشري إىل البخرنتح من مياه الري احلقيل للمحاصيل ومن قنوات‬
‫النقل التي جتلب مياه الري من مكان التجميع إىل احلقل‪ .‬وختزين ونقل املياه نوعان من العمليات التي تسبق‬
‫عملية الزراعة ألي حمصول‪ ,‬وهلا بصمتهام اخلاصة من املياه كام يف الشكل (‪ .)8-0‬والتبخر يف هاتني‬
‫اخلطوتني كبري جدا‪ ,‬وينبغي أن يدرج بشكل مثايل يف ال َبصمة املائية للمحصول املحصود‪.‬‬

‫بصمة مائية‬ ‫بصمة مائية‬ ‫بصمة مائية‬

‫ختزين املياه‬ ‫نقل املياه‬ ‫الري احلقيل‬

‫شكل (‪ )8-2‬ال َبصمة املائية لعمليات الري وما يسبقها‬

‫‪ 6-3-2‬حساب ال َبصمة املــائية ملنتج أو سلعة‬

‫ُتعرف ال َبصمة املائية لسلعة ما بأهنا إمجايل حجم املياه العذبة التي يتم استخدامها بطريقة مبارشة أو‬
‫غري مبارشة إلنتاج سلعة ما‪ ,‬و ُتقدر باستهالك املياه والتلوث احلادث يف كل مرحلة من مراحل‬
‫اإلنتاج‪ ,‬وإجراءات احلساب تتشابه جلميع أنواع املُنتجات والسلع‪ ,‬سواء كانت تلك املُنتجات‬
‫زراعية‪ ,‬أو صناعية أو خدمية‪ .‬وال َبصمة املائية ملُنتج ما تنقسم إىل ثالث مكونات كام ذكر سابقا‬
‫وهي‪ :‬ال َبصمة املائية الزرقاء وال َبصمة املائية اخلرضاء وال َبصمة املائية الرمادية‪ .‬وهناك مصطلح بديل‬
‫للبصمة املائية لل ُمنتج أو السلعة يعرف بــ"حمتوى املياه االفرتاضية"‪.‬‬

‫يف حالة املُنتجات الزراعية‪ ,‬يتم التعبري بشكل عام عن ال َبصمة املائية باملرت املكعب لكل طن أو باللرت‬
‫لكل كيلوجرام‪ ,‬ويف كثري من احلاالت‪ ,‬عندما تكون املُنتجات الزراعية قابلة للعد‪ ,‬يمكن التعبري‬
‫عن ال َبصمة املائية بحجم املياه للقطعة الواحدة‪ .‬ويف حالة املُنتجات الصناعية‪ ,‬يمكن التعبري عن‬
‫ال َبصمة املائية بحجم املياه للقطعة الواحدة‪ .‬وهناك طرق أخرى للتعبري عن ال َبصمة املائية‬

‫‪49‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫لل ُمنتجات هي عىل سبيل املثال حجم املياه لكل كيلو كالورى بالنسبة لل ُمنتجات الغذائية أو حجم‬
‫املياه لكل جول للكهرباء أو الوقود‪.‬‬

‫‪ ‬ختطيط نظام اإلنتاج‬

‫من أجل تقدير ال َبصمة املائية ملُنتج أو سلعة ما‪ ,‬جيب البدء بفهم الطريقة التي يتم هبا إنتاج السلع‪.‬‬
‫هلذا السبب‪ ,‬سوف يتم حتديد نظام اإلنتاج‪ ,‬وهناك مايعرف بإسم نظام اإلنتاج املتسلسل‪ ,‬وكمثال‬
‫مبسط لذلك النظام "إنتاج قميص من القطن" حيث يمر بعديد من املراحل منها‪ :‬نمو القطن‬
‫واحلصاد‪,‬و احلليج‪ ,‬والتمشيط‪ ,‬واحلياكة‪ ,‬والتبييض‪ ,‬والطباعة‪ ,‬والتشطيب‪ .‬ونظرا ألن العديد من‬
‫السلع واملُنتجات تتطلب مدخالت متعددة‪ ,‬مما يتطلب بالطبع خطوات عملية متعددة تسبق وتيل‬
‫خطوة اإلنتاج‪ .‬ويف بعض احلاالت لن يكون هناك مراحل متتالية من اخلطوات العملية لل ُمنتج‪,‬‬
‫وإنام هناك ما يسمى "شجرة املُنتج"‪ ,‬ومثال لذلك‪" :‬إنتاج اللحوم" حيث تتكون من مدخالت‬
‫عديدة تبدأ من إنتاج األعالف بام يف ذلك إنتاج املدخالت األخرى الالزمة ملزارع املاشية‪ ,‬ويف هذا‬
‫النظام غالبا ما ينتج أكثر من ُمنتج هنائي‪ ,‬عىل سبيل املثال‪ ,‬إنتاج احلليب واللحوم وكذلك اجللود‬
‫من األبقار‪ ,‬وحتى كلمة شجرة املُنتج غري كافية يف نظم اإلنتاج احلديث‪ ,‬حيث يف الواقع هي‬
‫شبكات معقدة من العمليات املرتبطة‪ .‬ولتقدير ال َبصمة املائية لسلعة ما‪ ,‬جيب ختطيط نظام اإلنتاج‬
‫يف عدد حمدود من اخلطوات العملية املرتبطة‪ .‬وعندما يراد حتليل تقريبي عىل أساس املعدالت‬
‫العاملية‪ ,‬لن يكون هناك حاجة لتتبع منشأ املُنتج (املدخالت)‪ .‬مثال عىل ذلك قميص القطن‪ ,‬حيث‬
‫نمو القطن يدث يف (الصني)‪ ,‬يف حني أن الصناعة التحويلية يمكن أن حتدث يف مكان آخر‬
‫(ماليزيا) واالستهالك يدث يف مكان ثالث مثل (أملانيا)‪ .‬وظروف اإلنتاج واخلصائص العملية‬
‫ختتلف من مكان آلخر‪ ,‬حتى مكان اإلنتاج سيؤثر عىل حجم ولون بصمة املياه‪ .‬إىل جانب ذلك‪ ,‬قد‬

‫‪50‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ُيرى أنه من الرضوري رسم خارطة جغرافية للبصمة املائية من املُنتج النهائي‪ ,‬وهذا هو سبب آخر‬
‫لتتبع املكان‪.‬‬

‫تقسيم نظم اإلنتاج إىل خطوات عملية متميزة يتطلب حتام االفرتاضات والتبسيطات‪ ,‬ألن نظم‬
‫اإلنتاج كثرية وحتتوي عىل مكونات دائرية‪ ,‬ويبقي البحث إىل ما الهناية عن املدخالت املفقودة من‬
‫خالل شبكة من اخلطوات العملية املرتبطة ببعضها البعض‪.‬‬

‫ويف املامرسة العملية‪ ,‬جيب وقف التحليل يف تلك النقاط‪ ,‬حيث العمل واملجهود اإلضايف لن‬
‫يضيف املزيد من املعلومات اهلامة لغرض التحليل‪ .‬ويمكن وبسهولة بناء رسم ختطيطي لنظام‬
‫اإلنتاج استنادا إىل مصادر البيانات املتاحة‪ .‬ومن األفضل السعي للحصول عىل معلومات‬
‫للخطوات العملية يف مراحل التوريد الفعلية لل ُمنتج‪ ,‬وهذا يتطلب البحث يف مجيع مكونات املُنتج‪.‬‬

‫‪ ‬طرق حساب ال َبصمة املائية لسلعة‬

‫يمكن حساب ال َبصمة املائية للسلعة بطريقتني خمتلفتني مها‪ :‬طريقة جمموع مراحل اإلنتاج والذي‬
‫يمكن تطبيقه يف حاالت معينة أو النهج التدرجيي الرتاكمي‪ ,‬وهو النهج العام‪.‬‬

‫‪َ -‬طريقة جمموع مراحل اإلنتاج‪ :‬هذا النهج بسيط ويمكن تطبيقه فقط يف نظام اإلنتاج لسلعة‬
‫واحدة‪ ,‬ويف هذه احلالة بالذات‪ُ ,‬يمكن جتميع البصامت املائية التي يمكن أن ترتافق مع‬
‫اخلطوات املختلفة لعملية اإلنتاج‪ ,‬والتي ُيمكن أن تنسب بشكل كامل لل ُمنتج أو السلعة‪ ,‬ويف‬
‫هذا النظام البسيط لإلنتاج‪ ,‬ال َبصمة املائية لل ُمنتج أو السلعة (حجم‪/‬الكتلة) تساوي جمموع‬
‫البصامت املائية ذات الصلة مقسومة عىل كمية اإلنتاج من املُنتج‪ ,‬ويف املامرسة العملية‪ ,‬نظم‬
‫اإلنتاج البسيطة ملُنتج واحد فقط‪ ,‬نادرا ما توجد‪ ,‬وبالتايل الطرق األكثر عمومية للحساب تكون‬

‫‪51‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫رضورية ويمكن أن توزع استخدام املياه خالل نظام اإلنتاج للسلع واملُنتجات املختلفة‪ ,‬والتي‬
‫تتبع هذا النظام من دون تكرار للحساب‪.‬‬

‫‪ -‬النهج املتدرج الرتاكمي‪ :‬هذا النهج هو طريقة عامة حلساب بصمة املياه لسلعة ما‪ ,‬بناء عىل‬
‫بصمة مياه املدخالت وبصمة مياه العملية نفسها‪ .‬وهناك حالة أخرى جيب ذكرها‪ ,‬لنفرتض أنه‬
‫لدينا ُمنتج واحد كمدخالت‪ ,‬ولدينا عدد من السلع كمخرجات‪ ,‬يف هذه احلالة‪ ,‬يتم توزيع‬
‫مسامهة ال َبصمة املائية لل ُمنتج عىل كل سلعة من السلع املخرجة‪ ,‬ويتم هذا بالتناسب مع هذه‬
‫السلع‪ ,‬ويمكن أيضا أن يتم ذلك بشكل يناسب وزن السلع‪ .‬والشكل (‪ )9-0‬يوضح خمطط‬
‫حساب ال َبصمة املائية ملُنتج أو سلعة‪ ,‬واجلدول (‪ )3-0‬يوضح أمثلة عىل حجم بصمة املياه يف‬
‫عدد من البضائع والسلع‪.‬‬

‫منتجات خمرجة‬ ‫منتجات مدخلة‬

‫منتج خمرج (‪)2‬‬ ‫منتج مدخل (‪)2‬‬ ‫البصمة املائية للمنتج (‪)2‬‬

‫منتج خمرج (‪)1‬‬ ‫منتج مدخل (‪)1‬‬ ‫البصمة املائية للمنتج (و)‬

‫منتج خمرج (ي)‬ ‫منتج مدخل (ي)‬ ‫البصمة املائية للمنتج (ي)‬

‫البصمة املائية خلطوات اإلنتاج‬

‫شكل (‪ )9-2‬خمطط حساب ال َبصمة املائية ملنتج أو سلعة‬

‫‪52‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جدول رقم (‪)3-2‬‬


‫حجم بصمة املياه يف عدد من البضائع والسلع‪.‬‬
‫البيان‬ ‫النوع‬

‫إلنتاج كيلوجرام واحد من حلم البقر نحتاج (‪ )05522‬لرت ماء‪ ,‬ويعترب حلم البقر من أكثر املواد استهالك ًا لبصمة‬ ‫حلم البقر‬
‫املياه‪ .‬ونحتاج حوايل (‪ )6022‬لرت ماء إلنتاج كيلوجرام واحد من حلم الغنم‬ ‫وحلم الغنم‬
‫تصل البَصمة املائية إلنتاج كيلوجرام واحد من اجلبن إىل (‪ )5222‬لرت ماء‪ .‬وختتلف بصمة املياه إلنتاج اجلبن من‬ ‫اجلبن‬
‫مكان إىل آخر يف العامل اعتامد ًا عىل طرق اإلنتاج وحالة املناخ ونوعية العلف‬
‫إلنتاج كيلوجرام واحد من السكر األبيض من قصب السكر حتتاج (‪ )0522‬لرت ماء وسكر البنجر يتاج كميات‬ ‫السكر‬
‫أقل‪.‬‬ ‫األبيض‬
‫إلنتاج كيلوجرام واحد من القهوة املحمصة نحتاج (‪ )40‬ألف لرت ماء‪ ,‬وكوب القهوة الذي يتناوله الفرد يتاج إىل‬ ‫الشاي‬
‫(‪ )022‬لرت‪ .‬وكوب الشاي يتاج ‪ 32‬لرت مياه‪.‬‬ ‫والقهوة‬
‫إنتاج (‪ )6‬بيضات حتتاج إىل (‪ )0422‬لرت ماء‪.‬‬ ‫البيض‬
‫إنتاج لرت حليب يتاج إىل (‪ )0222‬لرت ماء‪.‬‬ ‫احلليب‬
‫إنتاج برتقالة واحدة حتتاج إىل (‪ )52‬لرت ماء‪.‬‬ ‫الربتقال‬
‫إنتاج جلود األحذية حتتاج إىل (‪ )06622‬لرت ماء لكل كيلوجرام جلد ‪.‬‬ ‫اجللود‬

‫‪ 0-3-2‬حساب ال َبصمة املائية ملستهل أو جمموعة من املستهلكني‬

‫ُتعرف ال َبصمة املائية ملُستهلك ما بأهنا إمجايل حجم املياه العذبة املُس َته َلكة واملُ َل ّوثة إلنتاج السلع‬
‫واخلدمات التي يستخدمها املستهلك‪ .‬وحتسب ال َبصمة املائية للمستهلك بجمع ال َبصمة املائية‬
‫املبارشة للفرد وال َبصمة املائية غري املبارشة أما ال َبصمة املائية ملجموعة من املستهلكني فتساوي‬
‫جمموع البصامت املائية للمستهلكني األفراد‪ .‬والبَصمة املائية املبارشة ُتشري إىل استهالك املياه‪,‬‬
‫والتلوث الذي يرتبط باستخدام املياه يف املنزل أو يف احلديقة‪ .‬أما ال َبصمة املائية غري املبارشة فتشري‬
‫إىل استهالك املياه وتلوث املياه التي املرتبط بإنتاج السلع واخلدمات املستخدمة من قبل املستهلكني‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ولقد تم احتساب معدل ال َبصمة املائية السنوي للفرد الواحد‪ ,‬لعدد من الدول كام هو موضح‬
‫باجلدول (‪.)2-0‬‬
‫جدول رقم (‪)4-2‬‬

‫معدل ال َبصمة املائية السنوي للفرد الواحد لعدد من الدول‪.‬‬


‫بصمة املياه للفرد‬ ‫الدولة‬ ‫بصمة املياه للفرد‬ ‫الدولة‬
‫)مرت مكعب‪/‬السنة (‬ ‫)مرت مكعب ‪/‬السنة(‬

‫‪0222‬‬ ‫املكسي‬ ‫‪722‬‬ ‫الصني‬


‫‪0822‬‬ ‫روسيا‬ ‫‪952‬‬ ‫اهلند‬
‫‪4222‬‬ ‫نيجرييا‬ ‫‪0052‬‬ ‫اليابان‬
‫‪4422‬‬ ‫تايالند‬ ‫‪0320‬‬ ‫مرص‬
‫‪4322‬‬ ‫إيطاليا‬ ‫‪0352‬‬ ‫الربازيل‬
‫‪4522‬‬ ‫الواليات املتحدة‬ ‫‪0322‬‬ ‫إندونيسيا‬

‫‪1257‬‬ ‫املتوسط العاملي‬

‫ومن اجلدول السابق نالحظ أن ال َبصمة املائية للفرد يف السنة لنيجرييا‪ ,‬وتايالند عاليتان جد ًا‬

‫باملقارنة مع باقي الدول‪ ,‬وذلك بسبب عدم الكفاءة يف إدارة املياه‪ .‬أما ارتفاع املعدل بالنسبة‬

‫للواليات املتحدة وإي طاليا فيعود إىل معدل االستهالك العايل للفرد األمريكي واإليطايل من السلع‬

‫واخلدمات‪.‬‬

‫‪ 8-3-2‬حساب ال َبصمة املائية داخل منطقة حمددة جغرافيا‬

‫ال َبصمة املائية ضمن منطقة جغرافية هي جمموع استهالك املياه العذبة والتلوث داخل حدود املنطقة‪.‬‬
‫لذا فال بد من حتديد واضح حلدود املنطقة حيث يمكن للمنطقة أن تكون منطقة أحواض جتميع‬
‫مياه‪ ,‬أو أحواض أهنار‪ ,‬أو مقاطعة‪ ,‬أو دولة أو أي وحدة مكانية هيدرولوجية أو إدارية‪ .‬ويتم‬

‫‪54‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫حساب ال َبصمة املائية ضمن املنطقة املحددة جغرافيا كمجموع البصامت املائية من مجيع عمليات‬
‫استخدام املياه يف املنطقة‪ ,‬بام فيه تصدير املياه احلقيقي خارج املنطقة‪ ,‬وكام هو احلال بالنسبة لنقل‬
‫املياه بني األحواض‪ ,‬سوف حتتسب عىل أهنا ال َبصمة املائية لعملية يف املنطقة التي يتم تصدير املياه‬
‫منها‪ .‬ومن وجهة نظر محاية موارد املياه يف منطقة معينة ‪ -‬وخاصة عندما تكون املنطقة تعاين من‬
‫ندرة املياه فإنه من اجليد أن نعرف كمية املياه املستخدمة يف املنطقة إلنتاج ُمنتجات التصدير وإىل أي‬
‫مدى يمكن استرياد املياه االفرتاضية (املُنتجات كثيفة املياه) ومن ثم ال نحتاج إىل إنتاجها داخل‬
‫املنطقة‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ,‬فإنه من اجليد أن نعرف "ميزان املياه االفرتاضية" للمنطقة‪ .‬و ُيعرف ميزان‬
‫املياه االفرتاضية ملنطقة جغرافية خالل فرتة زمنية معينة‪ ,‬بأنه صايف كميات املياه االفرتاضية‪ ,‬والتي‬
‫تعادل إمجايل الواردات من املياه االفرتاضية مطروحا منه إمجايل الصادرات من املياه االفرتاضية‪ .‬ويف‬
‫حالة زيادة الواردات عن الصادرات يكون امليزان اجيايب ومعناه تدفق كميات من املياه إىل داخل املنطقة من‬
‫مناطق خارجية‪ ,‬والعكس صحيح‪ ,‬حيث انه يف حالة زيادة الصادرات عن الواردات يكون امليزان سلبي‬
‫ومعناه تدفق كميات من املياه إىل خارج املنطقة ملناطق خارجية أخرى‪.‬‬

‫‪ 9-3-2‬حسابات ال َبصمة املائية للدولة‬

‫ال َبصمة املائية لدولة ما‪ ,‬تعترب مؤرش ًا حقيقيا للمياه املستخدمة بصورة مبارشة وغري مبارشة من قبل‬
‫تلك الدولة‪ .‬وهو ما يعرف بأنه جمموع املياه املستخدمة إلنتاج السلع واخلدمات التي يستهلكها‬
‫مواطنو تلك الدولة‪ .‬ولقد أدخل هذا املفهوم لنرش وزيادة الوعي بأمهية املياه وبرضورة ترشيده‬
‫والتقليل من استهالكه‪ ,‬وتقييم حرص الدولة ومواطنيها عىل املياه‪ .‬وتقسم ال َبصمة املائية للدولة إىل‬
‫قسمني رئيسيني مها‪:‬‬
‫بصمة املياه الداخلية للدولة‪ :‬تعرف بأهنا املياه املستخدمة سنوي ًا ضمن حدود الدولة‬ ‫‪-‬‬
‫إلنتاج السلع واخلدمات املستهلكة للمياه من قبل مواطني تلك الدولة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫بصمة املياه اخلارجية للدولة‪ :‬تعرف بأهنا املياه املستخدمة سنوي ًا إلنتاج بضائع وخدمات‬ ‫‪-‬‬
‫مستوردة تستهلك من قبل مواطني تلك الدولة‪.‬‬

‫‪ ‬ال َبصمة املائية لالستهالك الوطني‬

‫ال َبصمة املائية للمستهلكني يف دولة ما عبارة عن ال َبصمة املائية الداخلية لالستهالك الوطني اخلاصة‬
‫باستخدام موارد املياه املحلية إلنتاج السلع واخلدمات املستهلكة من قبل السكان املحليني (مضافا‬
‫إليها) ال َبصمة املائية اخلارجية للدولة‪ ,‬والتي تعرف بأهنا املياه املستخدمة سنوي ًا إلنتاج البضائع‬
‫واخلدمات املستوردة والتي تستهلك من قبل مواطني تلك الدولة‪(.‬مطروحا منها ) حجم املياه‬
‫االفرتاضية املصدرة إىل دول أخرى نتيجة إلعادة التصدير من املُنتجات املستوردة‪ ,‬وشكـــــل‬
‫(‪ )02-0‬يوضح كيفية حساب ال َبصمة املائية داخل الدولة‪.‬‬

‫=‬ ‫ال َبصمة املائية لالستهالك‬


‫ال َبصمة املائية الداخلية‬
‫‪+‬‬ ‫ال َبصمة املائية اخلارجية‬
‫لالستهالك الوطني‬ ‫لالستهالك الوطني‬ ‫الوطني‬

‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬

‫=‬ ‫تصدير املياه االفرتاضية‬


‫تصدير املياه االفرتاضية بالسلع‬
‫‪+‬‬ ‫إعادة تصدير املياه االفرتاضية‬
‫االستهالكية‬

‫=‬ ‫‪+‬‬ ‫=‬

‫ال َبصمة املائية الوطنية‬ ‫=‬ ‫ميزانية املياه االفرتاضية‬


‫‪+‬‬ ‫استرياد املياه االفرتاضية‬

‫شكل (‪ )27-2‬حساب ال َبصمة املائية للدولة واالستهالك الوطني‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ ‬ال َبصمة املائية الوطنية‬

‫ال َبصمة املائية لدولة ما عبارة عن ال َبصمة املائية الداخلية لالستهالك الوطني اخلاصة باستخدام‬

‫موارد املياه املحلية إلنتاج السلع واخلدمات املستهلكة من قبل السكان املحليني‪( ,‬مضافا إليها)‬

‫حجم املياه االفرتاضية التي تقوم الدولة بتصديرها إىل دول أخرى‪.‬‬

‫‪ ‬ميزانية املياه االفرتاضية للدولة‬

‫يمكن حساب ميزانية املياه االفرتاضية لدولة ما عىل أهنا جمموع ال َبصمة املائية للدولة‪( ,‬مضاف ًا‬

‫إليها)‪ ,‬ال َبصمة املائية اخلارجية للدولة والتي ُتعرف بأهنا املياه املستخدمة سنوي ًا إلنتاج البضائع‬

‫واخلدمات املستوردة والت تستهلك من قبل مواطني تلك الدولة‪.‬‬

‫‪ ‬توفري املياه بالتجارة‬

‫توفري املياه بالتجارة‪ ,‬يعرف بأنه حجم املياه التي يمكن توفريها خالل وقت ما نتيجة التجارة يف‬
‫املُنتجات واملحاصيل والسلع‪ ,‬و ُيمكن تقديرها لكل ُمنتج عىل حدة‪ ,‬بأهنا فرق الكمية بني املصدر‬
‫واملستورد مرضوبا يف ال َبصمة املائية هلذا املُنتج خالل فرتة زمنية حمددة‪ .‬ومن الواضح أن التصدير‬
‫سيكون عالمة سلبية‪ ,‬ألنه يعني فقدان املياه مع املُنتجات والسلع واملحاصيل املصدرة‪.‬‬

‫ويتم احلصول عىل االدخار العاملي للمياه عىل أساس الفرق بني إنتاجية املرت مكعب من املياه يف‬
‫الدول املستوردة والدول املصدرة‪ .‬حيث الدول املستوردة بالطبع ليست قادرة عىل إنتاج السلع‬
‫حمليا‪ ,‬ولذا جيب أخذ الفرق بني املعدل العاملي للبصمة املائية لل ُمنتج‪ ,‬وال َبصمة املائية لنفس املُنتج يف‬
‫البالد املصدرة‪ ,‬ولذا يمكن احلصول عىل جمموع التوفري العاملي للمياه من خالل جتميع الوفورات‬

‫‪57‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫العاملية من تدفقات التجارة الدولية‪ .‬وبحكم التعريف السابق‪ ,‬فإن جمموع التوفري العاملي للمياه‬
‫يساوي جمموع الوفر الوطني جلميع الدول‪.‬‬

‫‪ ‬االعتامدية واالكتفاء الذايت من املياه‬

‫عرف االعتامدية عىل واردات املياه االفرتاضية للدول بأهنا النسبة بني ال َبصمة املائية اخلارجية‬
‫ُت ّ‬
‫للدولة‪ ,‬وإمجايل ال َبصمة املائية لالستهالك الوطني‪ ,‬و ُيفضل أن حتسب االعتامدية واالكتفاء الذايت‬
‫عىل أساس سنوي أو كمعدل وسطي عىل مدى فرتة من السنني‪ .‬واالكتفاء الذايت يصل إىل نسبة‬
‫‪ %022‬عندما تكون مجيع املياه الالزمة متوافرة بالفعل من داخل األرايض اخلاصة بالدولة‬
‫واستخدمت يف داخل الدولة‪ .‬ويكون االكتفاء الذايت مساويا للصفر إذا ما تم الوفاء بجميع مطالب‬
‫الدولة من السلع واخلدمات واملحاصيل من خالل الواردات‪.‬‬

‫‪ 27-3-2‬ال َبصمة املائية ملرشوع جتاري‬

‫ُتعرف ال َبصمة املائية ملرشوع جتاري بأهنا إمجايل حجم املياه العذبة التي يتم استخدامها بطريقة‬
‫مبارشة أو غري مبارشة لتشغيل ودعم األعامل التجارية‪ ,‬وتتألف من مكونني رئيسيني مها‪ :‬ال َبصمة‬
‫املائية التشغيلية (املبارشة) وهي حجم املياه العذبة املستهلكة أو امللوثة بسبب العمليات التجارية‬
‫اخلاصة‪ .‬وال َبصمة املائية لسلسلة التوريد (الغري مبارشة) من األعامل التجارية‪ ,‬وهي حجم املياه‬

‫العذبة املُسته َلكة أو املُ ّ‬


‫لوثة إلنتاج مجيع السلع واخلدمات التي ُتشكل مدخالت اإلنتاج‪.‬‬
‫ويمكن أن ُنفرق بني ال َبصمة املائية املرتبطة مبارشة مع املُنتجات التي تنتجها الرشكات و"ال َبصمة‬
‫املائية العامة"‪ .‬املتعلقة باألنشطة العامة إلدارة األعامل والبضائع العامة واخلدمات املستهلكة من‬
‫قبل رجال األعامل‪ .‬واجلدول (‪ )5-0‬يوضح أمثلة عىل مكونات ال َبصمة املائية لألعامل التجارية‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جدول رقم (‪)5-2‬‬

‫أمثلة عىل مكونات ال َبصمة املائية لألعامل التجارية‪.‬‬


‫البَصمة املائية لسالسل ومراحل اإلنتاج‬ ‫البَصمة املائية التشغيلية‬
‫ال َبصمة املائية اإلضافية‬ ‫ال َبصمة املائية املبارشة يف اإلنتاج‬ ‫ال َبصمة املائية اإلضافية‬ ‫ال َبصمة املائية املبارشة يف‬
‫التجاري‬ ‫اإلنتاج التجاري‬

‫البَصمة املائية للبنية األساسية‬ ‫البَصمة املائية لل ُمنتجات املشرتاه‬ ‫املياه املستهلكة وامللوثة‬ ‫املياه املدجمة باملُنتجات‬
‫البَصمة املائية للمواد والطاقة‬ ‫البَصمة املائية لل ُمنتجات املشرتاه‬ ‫لالستخدامات البرشية‬ ‫املياه املستهلكة وامللوثة خالل‬
‫(أدوات املكتب والكهرباء‬ ‫لزوم عمليات اإلنتاج‬ ‫كاملطابخ واحلاممات‬ ‫العمليات و املياه املعرضة‬
‫والسيارات)‬ ‫وغسيل املالبس‬ ‫للتلوث احلراري‬

‫وبصفة عامة‪ ,‬فال َبصمة املائية لالستخدام النهائي للسلعة ليست جزءا من ال َبصمة املائية للعمل أو‬

‫ال َبصمة املائية للسلعة نفسها‪ ,‬ولكن جزءا من ال َبصمة املائية للمستهلك‪ .‬وبام أنه يمكن للمستهلكني‬

‫استخدام املُنتجات والسلع بطرق خمتلفة‪ ,‬فلذا يتم تقدير "ال َبصمة املائية لالستخدام النهائي"‬

‫بافرتاضات االستخدام املتوسط‪ ,‬ويمكن الوصول إىل تعريفني مهمني مها‪ :‬ال َبصمة املائية لألعامل‬

‫التجارية" تساوي جمموع البصامت املائية من املُنتجات والسلع واألعامل‪ ,‬و"ال َبصمة املائية خلط‬

‫اإلنتاج" تساوي جمموع البصامت املائية لل ُمنتجات الداخلة يف اإلنتاج‪.‬‬

‫يف حساب ال َبصمة املائية لعمل ما‪ ,‬جيب التمييز بني ال َبصمة التشغيلية (املبارشة)‪ ,‬وبصامت سلسلة‬

‫التوريد واإلنتاج (غري املبارشة)‪ .‬وهذا ذو أمهية كبرية من منظور السياسة العامة‪ ,‬وذلك ألن‬

‫األعامل التجارية لدهيا سيطرة مبارشة عىل املياه التشغيلية‪ ,‬وتأثريا غري مبارشا عىل البصامت املائية‬

‫لسالسل وخطوط اإلنتاج والتوريد‪ ,‬مع األخذ يف االعتبار أنه عند حساب ال َبصمة املائية لسلعة ما‪,‬‬

‫ال يكون هناك أي متييز بني البصامت املائية املبارشة وغري املبارشة‪ ,‬بل تعترب ال َبصمة املائية للسلعة‬

‫‪59‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫هي جمموع البصامت املائية لكافة العمليات ذات الصلة بالسلعة داخل منظومة اإلنتاج‪ ,‬مع جتاهل‬

‫البصامت املائية لنظم اإلنتاج والتشغيل من قبل الرشكات خمتلفة‪.‬‬

‫والدمج بني ال َبصمة املائية لسلعة واألعامل التجارية ممكن من خالل الرتكيز عىل حساب ال َبصمة‬

‫املائية لسلعة معينة‪ ,‬من العديد من السلع التي تنتجها األعامل التجارية‪ ,‬وحساب ال َبصمة املائية‬

‫التجارية يقدم منظورا جديدا لتطوير إسرتاتيجية املياه للرشكات‪ ,‬وذلك ألن ال َبصمة املائية كمؤرش‬

‫عىل استخدام املياه خيتلف عن "سحب واستخدام املياه يف العمليات اخلاصة باألعامل التجارية‬

‫اخلاصة‪.‬‬

‫‪ 4-2‬استدامة ال َبصمة املائية‬

‫ال َبصمة املائية هو مؤرش عىل استهالك املياه العذبة (باملرت املكعب يف السنة)‪ ,‬وهي تناظر ال َبصمة‬

‫البيئية‪ ,‬ومن أجل احلصول عىل فكرة عن ماذا يعني حجم ال َبصمة املائية‪ ,‬يتاج املرء ملقارنة ال َبصمة‬

‫املائية بموارد املياه العذبة املتاحة باملرت املكعب يف السنة ‪.‬‬

‫تقييم استدامة ال َبصمة املائية‪ ,‬هو يف املقام األول مقارنة ال َبصمة املائية لإلنسان مع ما يمكن أن‬

‫تدعمه به األرض عىل نحو مستدام ومع ذلك‪ ,‬فهناك أنواع كثرية وخمتلفة من األسئلة التي يمكن أن‬

‫يتم طرحها وهناك تعقيدات كثرية معنية باالستدامة‪ ,‬وعىل سبيل املثال األبعاد املختلفة (البيئية‬

‫واالجتامعية واالقتصادية)‪ ,‬والتي يمكن أن تصاغ تأثرياهتا عىل خمتلف املستويات االبتدائية‪,‬‬

‫والثانوية‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫و ُيمكن اعتبار مسألة استدامة ال َبصمة املائية من وجهات نظر خمتلفة‪ ,‬كوجهة النظر اجلغرافية فعىل‬

‫سبيل املثال‪ ,‬عند طرح سؤال هل ال َبصمة املائية الكلية ملنطقة جغرافية معينة مستدامة ؟ اإلجابة لن‬

‫تكون سهلة عىل اإلطالق لوجود عوامل أخرى مؤثرة غري الكفاية الكمية مثل‪ ,‬متطلبات التدفق‬

‫البيئية املحيطة‪ ,‬أو معايري نوعية املياه يف املنطقة أو عدالة وفعالية توزيع املياه داخل املنطقة‪ .‬وعند‬

‫النظر يف حمددات استخدام املياه لعملية ما‪ ,‬يكون السؤال‪ ,‬هل ال َبصمة املائية هلذه العملية مستدامة؟‬

‫اجلواب هلذا السؤال يعتمد عىل معيارين مها‪:‬‬

‫ال َبصمة املائية للعملية تكون غري مستدامة عندما تقع هذه العملية يف فرتة معينة يف السنة أو يف‬ ‫‪-‬‬

‫أحواض جتميع معينة أو يف حوض هنر ذو بصمة مائية غري مستدامة‪.‬‬

‫ال َبصمة املائية من عملية تكون غري مستدامة يف حد ذاهتا‪ ,‬بعيدا عن السياق اجلغرايف‪ ,‬عندما‬ ‫‪-‬‬

‫يمكن ختفيض إما ال َبصمة املائية اخلرضاء ‪ ,‬أو الزرقاء أو الرمادية من العملية أو جتنبها متاما‬

‫بتكلفة اجتامعية مقبولة أو يف حدود املسموح به بيئيا‪.‬‬

‫استدامة ال َبصمة املائية للسلعة يعتمد عىل استدامة ال َبصمة املائية للعمليات التي تشكل جزءا من‬

‫نظام اإلنتاج لصنع السلعة‪ .‬واستدامة ال َبصمة املائية لل ُمنتجني‪ ,‬يعتمد عىل استدامة ال َبصمة املائية‬

‫من املُنتجات والسلع التي يتم إنتاجها‪ .‬أما ال َبصمة املائية ل ُ‬


‫لمستهلك فتعتمد مرة أخرى عىل استدامة‬

‫البصامت املائية لل ُمنتجات املستهلكة‪ .‬ومع ذلك‪ ,‬هناك معيارا إضافيا يعتمد أيضا عىل ما إذا كانت‬

‫لمستهلك أصغر أو أكرب من نصيب الفرد نظرا للقيود العادلة عىل البصامت املائية‬
‫ال َبصمة املائية ل ُ‬
‫للبرشية‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ومن هنا يتضح أن استدامة ال َبصمة املائية لسلعة‪ ,‬أو ملُنتج أو ملُستهلِك تعتمد جزئيا عىل السياقات‬

‫اجلغرافية التي تقع فيها خمتلف مكونات ال َبصمة املائية للسلع‪ ,‬أو املُنتجني أو املستهلكني‪ .‬ومن‬

‫النادر أن نجد أن ال َبصمة املائية من عملية واحدة بعينها‪ ,‬أو سلعة‪ ,‬أو ملستهلك ختلق مشاكل ندرة‬

‫املياه أو التلوث كام نعاين منها‪ ,‬ألن هذه املشاكل تظهر كأثر تراكمي جلميع األنشطة يف املنطقة‬

‫اجلغرافية بعينها حيث ال َبصمة املائية للمنطقة هي جمموع عدد كبري البصامت املائية الصغرية‪ .‬وال‬

‫يمكن تقييم استدامة ال َبصمة املائية لعملية دون معرفة استدامة ال َبصمة املائية يف أحواض جتميع‬

‫املياه‪ ,‬حيث تقع هذه العملية‪ .‬وال يمكن تقييم االستدامة للبصمة املائية لل ُمنتجني أو املستهلكني‬

‫دون معرفة االستدامة من املُنتجات والسلع التي يتم إنتاجها أو استهالكها‪.‬‬

‫‪ 2-4-2‬خطوات تقييم استدامة ال َبصمة املائية‬

‫تقييم استدامة ال َبصمة املائية بصفة عامة يتم من خالل ثالثة خطوات هي عىل الرتتيب وكام ييل‪:‬‬

‫حتديد وقياس معايري استدامة ال َبصمة املائية عند تقييم استدامة ال َبصمة املائية يف أحواض‬ ‫‪-‬‬

‫جتميع املياه أو أحواض األهنار‪.‬‬

‫حتديد املناطق احلرجة‪ ,‬حيث ال َبصمة املائية ال يمكن حتملها يف أحواض جتميع املياه أو‬ ‫‪-‬‬

‫أحواض األهنار‪ ,‬أو أحواض جتميع املياه الفرعية وخالل فرتات السنة احلرجة‪.‬‬

‫تقدير اآلثار األولية والثانوية يف املناطق واألوقات احلرجة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫والنقطة احلرجة لفرتة حمددة من السنة (عىل سبيل املثال‪ ,‬يف فرتات اجلفاف) يف أحواض جتميع املياه‬

‫(الفرعية) املحددة‪ ,‬حيث ال َبصمة املائية ال يمكن حتملها‪ ,‬بسبب معايري نوعية املياه أو بسبب توزيع‬

‫‪62‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫املياه واالستخدام غري العادل يف أحواض جتميع املياه أو غري الفعال من الناحية االقتصادية‪ ,‬وعادة‬

‫ما حتدث مشاكل بسبب ندرة املياه‪ ,‬والتلوث‪ ,‬وهو ما يؤدي إىل حدوث الرصاعات‪ .‬لذا البد من‬

‫العمل عىل ختفيض البصامت املائية يف النقاط احلرجة يف األماكن ويف الفرتات خالل السنة عندما‬

‫تكون غري مستدامة وذلك عند النظر ألحواض جتميع املياه أو حوض النهر ككل‪ ,‬دون النظر‬

‫ألحواض جتميع املياه الفرعية‪.‬‬

‫قارن ال َبصمة املائية الرمادية داخل حوض مع قدرة استيعاب النفايات يف احلوض ككل‪ ,‬فإنه‬
‫عندما ُت َ‬

‫قد يتبني أن هناك ما يكفي من القدرة عىل استيعاب النفايات‪ ,‬يف حني ال يكون هذا هو احلال يف‬

‫بعض أحواض جتميع املياه الفرعية حمدودة املياه‪ .‬وثمة عيب آخر هو أن بعض املشاكل قد ال تظهر إال‬

‫يف النطاق املكاين األوسع‪ ,‬عىل سبيل املثال بسبب تراكم امللوثات عند املصب‪ ,‬ولذا فأفضل طريقة‬

‫اختاذ حوض النهر بأكمله كوحدة حتليلية‪.‬‬

‫‪ ‬معايري االستدامة االقتصادية‬

‫الفوائد من البَصمة املائية (اخلرضاء والزرقاء أو الرمادية) الذي ينتج عن استخدام املياه لغرض‬

‫معني جيب أن تفوق التكلفة الكاملة املرتبطة هبذه ال َبصمة املائية‪ ,‬بام يف ذلك العوامل اخلارجية‪,‬‬

‫وتكاليف الفرص‪ .‬وال َبصمة املائية غري القابلة لالستمرار اقتصاديا ختلق املناطق احلرجة اقتصاديا‪,‬‬

‫وعادة يدث ذلك عند استخدام املياه بطريقة غري فعالة اقتصاديا‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫واملياه يف أحواض جتميع املياه جيب أن ختصص بوسيلة فعالة من الناحية االقتصادية إىل خمتلف‬

‫املستخدمني (كفاءة التخصيص)‪ ,‬وجيب عىل كل مستخدم أن يستخدم املياه املخصصة له بكفاءة‬

‫(الكفاءة اإلنتاجية)‪ .‬وعندما يكون سعر املياه بالنسبة للمستخدم أقل من التكلفة االقتصادية‬

‫احلقيقية‪ ,‬يؤدي ذلك يف كثري من األحيان إىل االستخدام غري الفعال‪ ,‬وبالتايل فإن حتمل جزء من‬

‫التكاليف االقتصادية الكاملة ملستخدم للمياه يمكن أن يكون حافزا عىل االستهالك الرشيد‪.‬‬

‫‪ 1-4-2‬استدامة ال َبصمة املائية لعملية‬

‫معرفة عام إذا كانت ال َبصمة املائية لعملية معينة مستدامة أم ال‪ ,‬يعتمد عىل معيارين أساسيني مها‪:‬‬

‫املعيار اجلغرايف‪ :‬حيث ال َبصمة املائية من عملية ال يمكن حتملها عندما تقع العملية يف‬ ‫‪-‬‬

‫نقطة حرجة‪ ,‬وبعبارة أخرى‪ ,‬يف منطقة جتمع معني يف فرتة معينة من السنة والتي فيها‬

‫إمجايل ال َبصمة املائية غري قابل لالستمرار باملعايري االجتامعية والبيئية واالقتصادية‪.‬‬

‫خصائص العملية نفسها‪ :‬ال َبصمة املائية لعملية غري قابلة لالستمرار يف حد ذاهتا وبصورة‬ ‫‪-‬‬

‫مستقلة عن السياق اجلغرايف‪ ,‬عندما يمكن ختفيض ال َبصمة املائية للعملية أو جتنبها متاما‬

‫(بتكلفة اجتامعية مقبولة)‪.‬‬

‫املعياران يتاجان إىل تقييم مستقل للبصمة املائية الزرقاء واخلرضاء‪ ,‬فضال عن الرمادية‪ ,‬فاملعيار‬

‫األول يعني ببساطة أنه عندما تسهم وتسبب ال َبصمة املائية من عملية نقاطا ساخنة وحرجة‪ ,‬عندئذ‬

‫تكون ال َبصمة املائية هلذه العملية غري مستدامة وكذلك‪ ,‬طاملا جمموع البصامت املائية لكميات املياه‬

‫‪64‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫يف أحواض التجميع ويف فرتة حمددة غري مستدام‪ .‬ويف هذه احلالة يكون هناك خطر مشرتك‬

‫ومسؤولية‪ ,‬وخاصة إذا جتاوز ال َبصمة املائية الزرقاء توافر املياه الزرقاء ‪.‬‬

‫‪ 3-4-2‬استدامة ال َبصمة املائية للمنتج‬

‫ال َبصمة املائية للسلعة أو املُنتج هو جمموع البصامت املائية من اخلطوات العملية الرضورية إلنتاج‬

‫هذه السلعة أو املُنتج‪ .‬ومن ثم فاستدامة ال َبصمة املائية لل ُمنتج أو السلع يعتمد بالتايل عىل استدامة‬

‫ال َبصمة املائية للخطوات العملية املختلفة‪ ,‬حيث كل خطوة عملية جتري يف واحد أو أكثر من‬

‫أحواض جتميع حمددة‪ ,‬وغالبا يف وقت حمدد من السنة‪ .‬ويمكن تقييم كل عنرص من العنارص‬

‫املنفصلة يف ال َبصمة املائية لل ُمنتج أو السلعة من حيث االستدامة عىل أساس ال َبصمة املائية التي تقع‬

‫يف منطقة أحواض جتميع املياه‪ ,‬والفرتة من السنة التي تم حتديدها عىل أهنا نقطة حرجة وكذا‬

‫ال َبصمة املائية للعملية نفسها التي ال يمكن حتملها‪.‬‬

‫‪ 4-4-2‬استدامة ال َبصمة املائية لألعامل التجارية‪.‬‬

‫ال َبصمة املائية من األعامل هي نفسها ال َبصمة املائية من املُنتجات والسلع النهائية التي تنتج هذه‬

‫األعامل‪ .‬ولذلك ينبغي أن تقيم استدامة البصامت املائية من املُنتجات والسلع وبعد ذلك يأيت تقييم‬

‫استدامة ال َبصمة املائية لرجال األعامل‪ ,‬وهذه بالطبع خطوة بسيطة‪.‬‬

‫‪ 5-4-2‬استدامة ال َبصمة املائية للمستهل‬

‫ال َبصمة املائية ُملستهلك ُتساوي جمموع البصامت املائية من املُنتجات والسلع املستخدمة من قبل‬
‫املستهلكني‪ .‬ولذلك‪ ,‬فإن استدامة ال َبصمة املائية ملستهلك تعتمد عىل استدامة البصامت املائية من‬
‫‪65‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫املُنتجات والسلع املستخدمة من قبل هذا املُستهلك‪ .‬وتقييم استدامة ال َبصمة املائية للمستهلك‪,‬‬
‫يعتمد أيضا عىل ما إذا كان ال َبصمة املائية أصغر أو أكرب من نصيب الفرد العادل نظرا للقيود عىل‬
‫ال َبصمة املائية الكلية للبرشية‪.‬‬

‫واستدامة ال َبصمة املائية ملجموعة من املستهلكني داخل الدولة يعتمد عىل استدامة ال َبصمة املائية‬
‫للمستهلكني األفراد‪ ,‬ومن هنا يمكن معرفة ما إذا كان املُستهلكون األفراد هلم بصمة مائية أصغر أو‬
‫أكرب من نصيبها العادل‪ ,‬وعندئذ يمكن النظر أيضا يف ما إذا كان االستهالك الوطني ككل أقل أو‬
‫أكرب من املوارد املتاحة يف الدولة‪.‬‬

‫‪ 5-2‬البدائل والتخفيف من آثار ال َبصامت املائية‬

‫‪ 2-5-2‬املسؤولية مشرتكة‬

‫اجلدل الدائر بان املستهلكني هم املسئولني عن ما يستهلكونه‪ ,‬لذلك فهم أيضا مسئولني عن‬
‫االستخدام غري املبارشة للموارد املتصلة بنمط استهالكهم‪ ,‬مما يعنى أن املستهلكني يتحملون‬
‫املسؤولية عن ال َبصمة املائية لذا جيب اختاذ إجراءات لضامن استدامة هذه املصادر‪ ,‬وهذا ما يعني‬
‫قيام املُنتجني بتقديم املُنتجات املستدامة‪.‬‬

‫ويعني هذا أيضا أن املُنتجني واملستثمرين جيب أن يتخذوا إجراءات جلعل ال َبصمة املائية لل ُمنتجات‬
‫مستدامة‪ ,‬وبطبيعة احلال‪ ,‬ينبغي أن تتضمن هذه اإلجراءات اعتبارات االستخدام املستدام للمياه يف‬
‫قراراهتم االستثامرية‪.‬‬

‫وبام أن املياه سلعة عامة‪ ,‬وبالتايل فاحلكومات ال يمكنها أن تنسحب من مسؤوليتها يف وضع لوائح‬
‫مناسبة وحوافز لضامن استدامة اإلنتاج‪ ,‬واالستهالك للحفاظ عليها‪ ,‬ولذا فإن املستهلكني‬
‫واملُنتجني واملستثمرين واحلكومات تصبح مسؤولياهتم مشرتكة‪ .‬وفيام ييل استعراض اخليارات‬

‫‪66‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫املتاحة للمستهلكني واملُنتجني واملستثمرين واحلكومات للحد من البصامت املائية والتخفيف من‬
‫آثارها اخلاصة‪ ,‬وذلك بحرص اخليارات‪ ,‬والبدائل لتكون دليال مساعدا يف فهم ما الذي يمكن‬
‫صياغته من اسرتاتيجيات االستجابة‪ ,‬أو تدابري درء املخاطر‪ ,‬والتي يمكن أن تكون مزجيا من خيار‬
‫أو بديل أو أكثر من اخليارات والبدائل املتاحة‪.‬‬

‫‪ 1-5-2‬احلد من ال َبصمة املائية‬

‫من الناحية الفنية‪ ,‬يمكن تقليل البصامت املائية الزرقاء والرمادية عىل حد سواء يف الصناعات‬

‫واملساكن إىل الصفر‪ ,‬عن طريق إ عادة تدوير املياه بالكامل يف دائرة مغلقة‪ ,‬ولكن يف املصانع وأنظمة‬

‫التربيد‪ ,‬سيكون هناك التبخر ومياه الرصف امللوثة‪ ,‬والتي يمكن التغلب عليها بإعادة تدويرها أو‬

‫إرجاعها إىل النظام مرة أخرى‪ .‬وهناك استثناءات قليلة‪ ,‬حيث ال يمكن للبصمة املائية الزرقاء‬

‫لعملية أن ختفض إىل الصفر‪ ,‬وعىل األخص عندما يتم استخدام املياه ضمن املُنتج أو السلعة‪ ,‬وال‬

‫يمكن هلذا اجلزء من ال َبصمة املائية الزرقاء فصله‪.‬‬

‫وال َبصمة املائية الرمادية ال ُيمكن دائام أن ختفض إىل الصفر وخاصة ال َبصمة املائية الرمادية املتعلقة‬

‫بالتلوث احلراري‪ ,‬ولكن حتى هذه احلرارة يمكن أن يتم استعادهتا جزئيا من النفايات السائلة‬

‫الساخنة من أنظمة التربيد وتستخدم ألغراض أخرى قبل أن يتم التخلص من النفايات السائلة‪.‬‬

‫ويف الزراعة‪ ,‬يمكن ختفيض ال َبصمة املائية الرمادية إىل الصفر من خالل تقليل استخدام املواد‬

‫الكيميائية‪ ,‬واختيار أفضل التقنيات والتوقيت املناسب والسليم (بحيث تصل أقل املواد الكيميائية‬

‫لشبكة املياه)‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫عموما يف جمال الزراعة‪ُ ,‬يمكن أن ختفض البصامت املائية اخلرضاء والزرقاء بشكل كبري من خالل‬

‫زيادة إنتاجية املياه اخلرضاء والزرقاء‪ .‬والزراعة يف كثري من األحيان تركز عىل زيادة إنتاجية األرض‪,‬‬

‫ولكن عند ندرة املياه فإن زيادة إنتاجية املياه تصبح أكثر أمهية‪ ,‬مما يعني تطبيق نظم ري أكثر ذكاء‪,‬‬

‫من أجل إعطاء أعىل عائد لكل مرت مكعب من املياه‪ .‬واجلدول (‪ )6-0‬يلخص ال َبصمة املائية‬

‫املمكن استهدافها للحد من ال َبصمة املائية لكل عنرص ولكل قطاع‪ ,‬رغم أن هناك حاجة إىل مزيد‬

‫من البحث لوضع حدود معقولة للتخفيض الكمي للبصمة املائية‪ .‬ومن الناحية النظرية‪ ,‬يمكن‬

‫إيصال ال َبصمة املائية الرمادية إىل نقطة الصفر من خالل الزراعات العضوية‪ .‬ويف املامرسة العملية‪,‬‬

‫سيكون حتديا كبريا يتطلب وقتا كبريا قبل أن يتم استبدال كل من الزراعة التقليدية بالزراعة‬

‫العضوية‪ .‬عالوة عىل ذلك‪ ,‬يمكن ختفيض جمموع ال َبصمة املائية الزرقاء يف العامل بمقدار النصف‪,‬‬

‫وسوف يتحقق ذلك جزئيا عن طريق زيادة إنتاجية املياه الزرقاء يف الزراعة املروية ومن خالل‬

‫تطبيق تقنيات الري املوفرة‪ ,‬وجزئيا عن طريق زيادة نسبة املياه اخلرضاء بدال من املياه الزرقاء‪.‬‬

‫ويمكن أن يتحقق "ختفيض" ال َبصمة املائية بطريقتني خمتلفتني‪ ,‬ففي سلسلة اإلنتاج يمكن أن يل‬

‫أسلوب ما‪ ,‬حمل أسلوب بحيث يؤدي إىل خفض ال َبصمة املائية‪ ,‬أو حتى يمكن جتنب استخدام‬

‫عنرص معني أو إذا وصل األمر يمكن االستغناء عن املُنتج النهائي متاما‪ ,‬ومن هذه األمثلة‪:‬‬

‫استبدال الزراعة التقليدية بالزراعة العضوية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫استبدال األنظمة املفتوحة للتربيد بواسطة املياه إىل أنظمة مغلقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫استبدال وجبة حلوم بوجبة طعام نبايت‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫استخدام مصادر الربوتني األقل كثافة يف استخدام املياه‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪68‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جتنب استخدام املواد الكيميائية السامة والتي تصل من خالل الرصف الصحي‪ ,‬والتي تذهب‬ ‫‪-‬‬

‫يف هناية املطاف إىل املياه السطحية أو املياه اجلوفية‪.‬‬

‫جتنب استخدام الوقود احليوي كثيف املياه واستخدام بدال منها الكهرباء من مصادر من‬ ‫‪-‬‬

‫الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح‪.‬‬


‫جدول رقم (‪)6-2‬‬
‫إجراءات التقليل املمكنة للبصمة املائية يف القطاعات املختلفة‪.‬‬
‫الصناعة‬ ‫الزراعة‬ ‫نوع ال َبصمة‬

‫ال يوجد‬ ‫‪ ‬زيادة إنتاجية املياه اخلرضاء يف كل من الزراعات املروية‬


‫ال َبصمة املائية‬
‫واملطرية‪.‬‬
‫اخلرضاء‬
‫‪ ‬زيادة اإلنتاجية الكلية للزراعات املطرية‬
‫‪ ‬قد تصل ال َبصمة املائية الزرقاء إىل الصفر يف حالة التدوير‬ ‫‪ ‬زيادة إنتاجية املياه الزرقاء يف الزراعات املروية‪.‬‬
‫الكامل للمياه والتحكم يف البخر‪.‬‬ ‫‪ ‬تقليل النسبة بني ال َبصمة املائية الزرقاء و ال َبصمة املائية‬ ‫ال َبصمة املائية‬
‫‪ ‬املياه الداخلة يف تكوين املُنتج نفسه قد ال يمكن التحكم‬ ‫اخلرضاء‪.‬‬ ‫الزرقاء‬
‫فيها‪.‬‬ ‫‪ ‬تقليل ال َبصمة املائية الزرقاء العاملية‪.‬‬
‫‪ ‬قد تصل ال َبصمة املائية الرمادية إىل الصفر يف حالة عدم‬ ‫‪ ‬تقليل استخدام األسمدة واملبيدات‬
‫وجود تلوث وعند إعادة االستخدام والتدوير للمياه‬ ‫‪ ‬التوسع يف الزراعات العضوية والتي قد تصل بال َبصمة‬ ‫ال َبصمة املائية‬
‫الرمادية‬ ‫املائية الرمادية إىل الصفر‬ ‫الرمادية‬
‫‪ ‬معاجلة املياه العادمة وإعادة استخدام اجلزء األكرب منها‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫الفصل الثاين‪ :‬املــــوارد املائية املصـــــرية‬

‫‪70‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫الفصل الثاين‬
‫املوارد املـــــــــــائية املرصية‬

‫‪ 2-1‬مقدمة‬

‫املوارد املائية لدولة‪ ,‬ما هي إال إمجايل ما ُيتاح هلذه الدولة من مصادر املياه التقليدية وغري التقليدية يف‬
‫فرتة زمنية معينة‪ .‬وتتألف املوارد املائية التقليدية من املصادر السطحية‪ ,‬وتشمل‪ :‬األمطار‪ ,‬واألهنار‪,‬‬
‫وسيول الوديان‪ ,‬والفيضانات‪.‬واملياه اجلوفية املتجددة وغرياملتجددة‪ .‬أما املوارد املائية غري‬
‫التقليدية‪ ,‬فأمهها‪ :‬حتلية املياه املاحلة‪ ,‬أو املياه اجلوفية املاحلة‪ ,‬ومعاجلة مياه الرصف الصحي وإعادة‬
‫استخدام مياه الرصف الزراعي‪ .‬والزيادة السكانية وما يصاحبها من نمو يف خمتلف األنشطة‬
‫الصناعية والتجارية باإلضافة إىل حمدودية الرقعة الزراعية‪ ,‬هي أهم التحديات التي ُتواجه معظم‬
‫دول العامل يف هذه األيام‪ ,‬ويف مرص أدت إىل زيادة الطلب عىل الغذاء واملياه إىل حد أصبحت‬
‫َتستهلك معه جل املوارد املائية املتاحة‪ ,‬حيث زاد عدد السكان يف مرص من حوايل ‪ 38‬مليون نسمة‬
‫يف عام ‪ 0977‬إىل حوايل ‪ 94‬مليون نسمة يف عام ‪ 4203‬ومن املتوقع أن يزيد عدد السكان عن‬
‫‪ 022‬مليون نسمة يف عام ‪ ,4245‬إن استمر عىل نفس معدل النمو احلايل‪ .‬ولقد بدأت مرص تشهد‬
‫مشكلة نقص يف نصيب الفرد من املياه العذبة وقد تتحول هذه املشكلة إىل أزمة خانقة‪ ,‬ال تستطيع‬
‫معها الدولة تلبية متطلبات الغذاء وتوفري األمن الغذائي لكل السكان‪ ,‬حيث سينخفض متوسط‬
‫نصيب الفرد من املياه يف مرص عن خط الفقر املائي والذي يقدر بـ ‪ 0222‬مرت مكعب سنوي ًا‪ .‬ولقد‬
‫كان نصيب الفرد من املوارد املائية يف مرص حوايل ‪ 4089‬مرت مكعب يف عام ‪ 0966‬وواصل‬
‫انخفاضه‪ ,‬حتى أصبح يف عام ‪ 0986‬حوايل‪ 0002‬مرت مكعب‪ ,‬ثم وصل إىل حوايل ‪ 770‬مرت‬
‫مكعب يف عام ‪ ,4225‬وسوف يستمر هذا االنخفاض طاملا ظلت معدالت الزيادة السكانية كام هي‬
‫مع عدم زيادة يف املوارد املائية املتاحة‪ ,‬ومن املتوقع أن يصل نصيب الفرد إىل أقل من ‪ 522‬مرت‬

‫‪71‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫مكعب يف عام ‪ ,4245‬وهو ما سوف يسبب أزمة خانقة لالقتصاد املرصي إن مل تتحرك احلكومة‬
‫بخطط قومية شاملة‪ .‬والشكل (‪ )0-4‬يوضح التغري يف نصيب الفرد من املوارد املائية املتاحة‬
‫بمرص‪.‬‬

‫‪1577‬‬

‫‪1777‬‬
‫‪1289‬‬

‫‪2577‬‬

‫‪2777‬‬
‫‪2227‬‬
‫‪771‬‬ ‫‪577‬‬
‫‪055‬‬

‫‪1715‬‬ ‫‪1775‬‬ ‫‪2986‬‬ ‫‪2966 7‬‬

‫شكل (‪ )2-1‬التغري يف نصيب الفرد من املوارد املائية املتاحة يف مرص باملرت املكعب سنويا ‪.‬‬

‫واحلقيقة املؤكدة‪ ,‬والتي ال تقبل الشك‪ ,‬أن تنمية املوارد املائية يف مرص واحلصول عىل كميات‬

‫إضافية من مصادر متجددة من املياه أمر يشوبه الكثري من الشكوك والصعوبات يف املدى القريب‬

‫واملنظور‪ ,‬حيث املياه اجلوفية يف الصحاري املرصية غري متجددة‪ ,‬واألمطار حمدودة جدا‪ ,‬وتسقط‬

‫فقط عىل رشيط ضيق عىل الساحل الشاميل‪ ,‬وعىل السواحل اجلنوبية الرشقية للبحر األمحر عند‬

‫حاليب وشالتني‪ ,‬واالستفادة من هذه املياه تكاد تكون شبه معدومة‪ ,‬ومن غري املتوقع زيادة حصة‬

‫مرص من مياه النيل‪ ,‬ومن ثم‪ ,‬فلن يكون هناك حل سوى ُحسن إدارة املوارد املائية املتاحة حاليا‬

‫باملحافظة والرتشيد والوعي وحتسني االستخدامات يف الري للمساعدة عىل توفري كميات كبرية من‬

‫املياه‪ ,‬ربام تزيد عن ‪ %32‬من قيمة املوارد املتجددة املتاحة عىل املدى القريب‪ ,‬وربام أكثر من ذلك يف‬
‫‪72‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫املدى البعيد‪ .‬وقد كان التحدي الكبري عند كتابة هذا الفصل أن األرقام ختتلف من سنة إىل أخرى‬

‫ومن جهة إىل أخرى فعىل سبيل املثال‪ ,‬وزارة املوارد املائية والري واجلهاز املركزي للتعبئة العامة‬

‫واإلحصاء تتضارب أرقامهم كثريا‪ ,‬ومل يكن هناك رقم ثابت ال يوجد اختالف عيل إال رقم حصتنا‬

‫من مياه النيل‪ .‬وسوف ُيناقش هذا الفصل‪ ,‬املوارد املائية واالحتياجات احلالية واملستقبلية بمرص‪,‬‬

‫والتحديات التي تواجهها من نقص يف الكم وتدهور يف النوعية‪ ,‬وزيادة يف الفواقد واهلدر نتيجة‬

‫سوء اإلدارة والتخطيط‪ .‬وسوف ُيغطي هذا الفصل أيضا اسرتاتيجيات تنمية وإدارة املوارد املائية‬

‫بمرص‪.‬‬

‫‪ 1-1‬السامت والظروف الطبيعية ملرص‬

‫‪ 2-1-1‬املنــــاخ‬

‫تقع مرص يف اإلقليم املداري اجلاف فيام عدا األطراف الشاملية‪ ,‬التي تدخل يف املنطقة املعتدلة الدفيئة‬

‫ملناخ إقليم البحر األبيض املتوسط‪ ,‬والذي يتميز باحلرارة واجلفاف يف أشهر الصيف‪ ,‬وباالعتدال‬

‫يف الشتاء والربيع مع سقوط أمطار قليلة تتزايد عيل السواحل‪.‬‬

‫يف الوجه البحري يبلغ املتوسط السنوي لدرجة احلرارة شتاء حوايل ‪ 42‬درجة مئوية هنارا‪ ,‬و‪02‬‬

‫درجات مئوية ليال‪ ,‬وصيفا يصل متوسط درجة احلرارة تقريبا ‪ 35‬درجة مئوية يف النهار و‪ 43‬درجة‬

‫مئوية يف الليل؛ ويف الوجه القبيل يصل متوسط درجة احلرارة العظمي يف الشتاء إيل ‪ 45‬مئوية‬

‫والصغرى ‪ 8‬مئوية وصيفا يصل متوسط درجة احلرارة العظمى إىل ‪ 20‬درجة مئوية أما الصغرى‬

‫ويتكون الصقيع عىل وسط شبه جزيرة سيناء وعىل املزروعات يف‬
‫ّ‬ ‫فتصل إىل ‪ 42‬درجة مئوية تقريبا‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫مرص الوسطى شتاء‪ ,‬بينام تتساقط الثلوج يف فصل الشتاء عىل جبال سيناء وعىل بعض املدن‬

‫الساحلية مثل‪ :‬بلطيم ودمياط وسيدي واإلسكندرية‪.‬‬

‫وترتفع نسبة الرطوبة يف اجلو‪ ,‬بشكل واضح‪ ,‬عىل امتداد سواحل البحر املتوسط‪ ,‬طوال العام‪,‬‬

‫وخاصة شهور الصيف‪ ,‬وتنخفض الرطوبــة بشـكل حـاد‪ ,‬عند ما تتعرض البالد هلبوب رياح‬

‫اخلامسني‪ ,‬خـالل الفرتة املمتدة بني شهري مارس‪ ,‬ويونيه‪ ,‬وهي رياح جافة‪ ,‬حارة‪ ,‬مرتبة‪ ,‬تؤدي‬

‫إلــى إثــارة الرمـال الناعمة‪ ,‬بدرجة قد حتجب معها الرؤية‪.‬‬

‫وتسقط عىل مرص‪ ,‬كميات حمدودة من األمطار‪ ,‬خالل شهور الشتاء‪ ,‬وقد تكون غزيرة يف الغرب‪,‬‬

‫وتقل باالجتاه صوب الرشق‪ ,‬وتكاد تنعدم األمطار‪ ,‬إىل اجلنوب من حمافظة املنيـا‪ .‬وتتعـرض‬

‫جبــال البحـر األمحر‪ ,‬وجهات متفرقة‪ ,‬من شبه جزيرة سيناء‪ ,‬وخاصة يف اجلزء اجلنويب منها‪,‬‬

‫لسقوط األمطار‪ ,‬يف شكل زخات شديدة‪ ,‬مصحوبة بعواصف رعدية‪ ,‬يرتتب عليها‪ ,‬حدوث‬

‫سيول جارفة‪ ,‬جتري يف األوديـة اجلافة‪ ,‬وشعاهبا‪ ,‬املنترشة يف تلك األقاليم‪.‬‬

‫‪ 1-1-1‬التضاريس‬

‫تبلغ مساحة مرص حوايل مليون كيلومرت ًا مربع ًا‪ .‬وتتميز تضاريس مرص‪ ,‬بأن سطحها متجانس‪,‬‬

‫بصورة عامة‪ ,‬حيث ُيشكل وادي النيل‪ ,‬ودلتـاه‪ ,‬أهم الظواهر اجلغرافية‪ .‬وأدنى االرتفاعات بمرص‬

‫هو منخفض القطارة الذي ينحدر إىل مستوى ‪ 033‬مرت ًا حتت مستوى سطح البحر‪ .‬وقمة جبل‬

‫سانت كاترين تعترب أعىل نقطة يف مرص‪ ,‬وترتفع إىل نحو ‪ 4649‬مرت ًا فوق مستوى سطح البحر‪.‬‬

‫ويمكن تقسيم مرص إىل أربعة أقاليم تضاريسية وهي‪:‬‬

‫‪74‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫وادي النيل‪ ,‬ودلتاه‪ :‬تبلغ مساحته حوايل ‪ 33‬ألف كيلومرتا مربعا تقريبا‪ ,‬من شامل وادي‬ ‫‪-‬‬

‫حلفا حتى البحر املتوسط‪ ,‬وينقسم إىل‪ ,‬النوبة املمتدة من وادي حلفا إىل أسوان‪ ,‬يليها‬

‫الصعيد (مرص العليا) إىل جنويب القاهرة‪ ,‬ثم الدلتا (مرص السفىل) من شامل القاهرة إىل‬

‫ساحل املتوسط‪ ,‬وهي املحصورة بني فرعي النيل‪ ,‬دمياط ورشيد‪.‬‬

‫الصحراء الغربية‪ :‬تشغل حوايل ‪ 682‬ألف كيلومرتا مربعا تقريبا‪ ,‬وهي اجلزء الواقع داخل‬ ‫‪-‬‬

‫حدود مرص من الصحراء األفريقية الكربى‪ ,‬ومتتد ما بني وادي النيل يف الرشق حتى‬

‫احلدود الغربية‪ ,‬ومن البحر املتوسط شامال إىل احلدود اجلنوبية و ُتعرف أيض ًا باسم‬

‫الصحراء الليبية‪ ,‬و ُتشكل جزء ًا من الصحــراء الكــربى‪.‬‬

‫الصحراء الرشقية‪ :‬مساحتها حوايل ‪ 445‬ألف كيلومرتا مربعا‪ ,‬ومتتد مابني وادي النيل‬ ‫‪-‬‬

‫غربا والبحر األمحر‪ ,‬وشبه جزيرة سيناء رشقا‪ ,‬ومن حدود الدلتا شامالً حتى حدود مرص‬

‫اجلنوبية‪ ,‬ومتتد بطول الصحراء الرشقية‪ ,‬سلسلة جبال البحر األمحر‪ ,‬التي يصل ارتفاعها‬

‫إىل حوايل ‪ 0222‬مرت فوق سطح البحر‪ ,‬وخيرتقها عدد من التالل الصخرية‪ ,‬واألودية‬

‫اجلافة‪.‬‬

‫شبه جزيرة سيناء‪ :‬مساحتها حوايل ‪ 60‬ألف كيلومرتا مربعا وهي اجلزء األسيوي من‬ ‫‪-‬‬

‫مرص‪ ,‬و ُتشكل ‪ %6‬من مساحة مرص‪ ,‬وهي عىل شكل مثلث قاعدته مماسه للبحر املتوسط‬

‫شامالً‪ ,‬ورأسه إىل اجلنوب‪ ,‬ما بني خليجي السويس غربا والعقبة رشقا‪ ,‬وتنقسم شبه جزيرة‬

‫سيناء من حيث التضاريس إىل‪ :‬القسم اجلنويب ويتألف من جبال جرانيتية مرتفعة‪ ,‬منها‬

‫رتا فوق سطح البحر وبعض األودية املنحدرة بشدة‪,‬‬


‫جبل كاترينة بارتفاع حوايل ‪ 4622‬م ً‬

‫‪75‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫صـوب خليـج العقبة‪ ,‬يف حني تنحدر جمموعة أخرى‪ ,‬من األوديــة‪ ,‬صـوب خليج‬

‫السويس بشكل تدرجيي‪ .‬والقسم األوسط‪ ,‬وهو عبارة عن منطقة اهلضاب الوسطى‬

‫انحدارا تدرجي ًيا‪,‬‬


‫ً‬ ‫وتنقسم إيل هضبة التيه يف الشامل وتنحدر أوديتها نحو البحر املتوسط‬

‫وهضبة العجمة إىل اجلنوب‪ .‬والقسم الشاميل ويشمل سهل الطينة‪ ,‬وهي املنطقة ما بني البحر‬

‫املتوسط شامالً‪ ,‬وهضبة التيه جنوبا‪.‬‬

‫‪ 3-1‬املوارد املـــــــــائية بمرص‬

‫موارد املياه بمرص منها املحلية ويقصد هبا املياه اجلوفية يف كال من الصحراء الغربية والرشقية‪,‬‬
‫وسيناء‪ ,‬ومياه األمطار وتسقط يف منطقتي الساحل الشاميل الغريب وجنوب رشق مرص عىل ساحل‬
‫البحر األمحر‪ ,‬ومنها أيضا املياه الواردة من خارج احلدود‪ ,‬ويقصد هبا مياه هنر النيل وهذه املوارد‬
‫يطلق عليها املوارد املائية التقليدية‪ .‬وهناك ما يسمي بموارد املياه غري التقليدية وهي عبارة عن إعادة‬
‫استخدام كال من مياه الرصف الزراعي ومياه الرصف الصحي املعالج‪ ,‬واألوىل تستخدم منفردة أو‬
‫خملوطة باملياه العذبة لري املزروعات والثانية ُتستخدم حتى اآلن يف زراعة غابات األشجار اخلشبية‬
‫فقط‪ ,‬باإلضافة إىل حتلية مياه البحر والتي ُتستخدم يف األغلب يف املناطق الساحلية الرشقية‬
‫والشاملية وسيناء وفيام ييل نلقي الضوء وبيشء من التفصيل عىل كل مورد من هذه املوارد‪.‬‬

‫‪ 2-3-1‬املوارد املائية التقليدية‬

‫‪ ‬مياه األمطــــــــار‬

‫مرص بلد صحراوي جاف وتعترب األمطار مصدرا حمدودا للمياه حيث ترتاوح معدالت سقوط‬

‫األمطار عىل مرص ما بني ‪ 42‬إىل ‪ 052‬ملليمرت سنويا فوق الساحل الشاميل الغريب‪ ,‬بينام تزيد يف‬

‫‪76‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫بعض األحيان لتصل إىل ‪ 522‬ملليمرت سنويا عىل سواحل البحر األمحر عند حاليب وشالتني‬

‫وأبورماد يف جنوب رشق مرص‪ ,‬ويتناقص ذلك املعدل تدرجييا يف خمتلف املناطق األخرى حتى يكاد‬

‫ينعدم يف جنوب وسط وجنوب غرب مرص‪ ,‬و ُيقدر معدل البخر من سطح األرض بحوايل ‪32‬‬

‫ملليمرت سنويا‪ ,‬ولذا تقع مرص حتت تصنيف املناطق شديدة اجلفاف‪ .‬واألمطار تتسم بعدم االنتظام‬

‫زمنيا ومكانيا ومثل هذا املعدل من األمطار‪ ,‬يف أعىل معدالته‪ ,‬ال يوفر احلد األدنى الذي حتتاجه‬

‫مرص للزراعة عىل األمطار‪ ,‬حيث جيب أال يقل هذا املعدل عن ‪ 722‬ملليمرت سنويا إلمكانية‬

‫االستفادة منه‪ ,‬ولذلك فان مياه األمطار يف مرص ينحرص دورها احلايل يف ري بعض زراعات‬

‫الساحل الشاميل وإنبات مساحات حمدودة من املراعى‪ .‬وقد قدرت وزارة املوارد املائية والري يف‬

‫عدد كبري من دراساهتا كميات مياه األمطار من ‪ 0‬إىل ‪ 0.3‬مليار مرت مكعب سنويا‪ ,‬وهذه األرقام‬

‫ختتلف من دراسة ألخرى وإن كان الرقم املذكور سابقا هو األشهر وليس األدق‪ .‬وعىل الرغم من‬

‫ذلك‪ ,‬تقل االستفادة املنتظمة من هذه الكميات نظرا لعدم االنتظام الزماين أو املكاين‪ ,‬كام أسلفنا‪,‬‬

‫وقد قدرت إحدى الدراسات أن إمجايل ما يسقط عىل البالد من أمطار سنويا بحوايل ‪ 0.8‬مليار مرت‬

‫مكعب ُيستفاد فقط منها بحوايل ‪ .%02‬ويمكن تقسيم مساحة مرص إىل عدة أحواض مائية كالتايل‪:‬‬

‫حوض النيل‪ :‬ويغطي حوايل ‪ 346.8‬ألف كيلومرتا مربعا أو ‪ %33‬من املساحة اإلمجالية ملرص‬ ‫‪-‬‬

‫وهو عبارة عن رشية يف اجلزء األوسط من الشامل واجلنوب‪.‬‬

‫احلوض الشاميل الداخيل‪ :‬ويغطي ‪ 542.9‬ألف كيلومرتا مربعا أو ‪ %54‬من املساحة اإلمجالية‬ ‫‪-‬‬

‫ملرص يف رشق وجنوب رشق البالد‪ ,‬ويوى‪ ,‬حوض فرعي هو حوض منخفض القطارة‪.‬‬

‫حوض ساحل البحر املتوسط‪ :‬و ُيغطي ‪ 65.6‬ألف كيلومرتا مربعا‪ ,‬ويمثل ‪ %6‬من مساحة‬ ‫‪-‬‬

‫مرص‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫حوض الساحل الشاميل الرشقي‪ :‬وهو رشيط ضيق يغطي ‪ 88.45‬ألف كيلومرتا مربعا عىل‬ ‫‪-‬‬

‫طول ساحل البحر األمحر‪ ,‬ويمثل ‪ % 8‬من مساحة مرص‪.‬‬

‫‪ ‬املياه السطحية (هنر النيل)‬

‫اإليراد السنوي لنهر النيل هو املصدر الرئييس ملوارد املياه يف مرص‪ ,‬ويمثل نحو ‪ %95‬من موارد‬

‫مرص املائية املتجددة‪ ,‬حيث تبلغ حصة مرص من مياه النيل ‪ 55.5‬مليار مرت مكعب سنويا طبقا‬

‫التفاقية ‪ 0959‬مع مجهورية السودان‪ .‬وبِفضل إنشاء السد العايل وبدء تشغيله يف عام ‪0972‬م‪,‬‬

‫واستخدام سعته التخزينية الكبرية ببحرية نارص أصبحت مرص قادرة عىل احلصول عىل إيراد سنوي‬

‫ثابت من مياه هنر النيل‪ .‬وقد مثلت مياه هنر النيل نحو ‪ %86.7‬من إمجايل املوارد املائية املستخدمة يف‬

‫مرص عام ‪ ,4226‬ومن املتوقع أن تنخفض مسامهته يف إمجايل املوارد املائية املُتاحة لالستخدام يف‬

‫مرص إىل ‪ %82.5‬عام ‪.4207‬‬

‫‪ ‬املياه اجلوفية‬

‫ُمت ثل املياه اجلوفية موردا هاما للمياه العذبة يف مرص‪ ,‬وتعود أمهيتها إىل كوهنا املورد الوحيد‪,‬‬

‫واألسايس يف صحارى مرص‪ .‬وكام يتضح من اجلدول (‪ )0-2‬يقدر حجم املياه اجلوفية املستخدمة‬

‫خالل السنوات القليلة املاضية بحوايل ‪ 7.4‬مليار مرت مكعب يف السنة‪ ,‬منها ‪ 6.0‬مليار مرت مكعب‬

‫من املياه اجلوفية بالوادي والدلتا‪ ,‬وحوايل ‪ 0.0‬مليار مرت مكعب من املياه اجلوفية بالصحاري‪ ,‬كام‬

‫ُنرش بموقع اجلهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء اعتامد ًا عىل بيانات وزارة املوارد املائية والري‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ومن املنتظر أن يزداد اعتامد مرص عىل املياه اجلوفية كمرص للمياه عام ‪ 4207‬لتمثل حوايل ‪%00.8‬‬

‫من إمجايل املوارد املائية‪ .‬وتعترب املياه اجلوفية املوجودة يف احلجر الرميل النويب يف الصحراء الغربية‬

‫مصدرا هاما للمياه اجلوفية حيث تقدر تغذية املياه اجلوفية التي تدخل البالد يف اخلزان النويب‬

‫بحوايل ‪ 0‬مليار مرت مكعب يف السنة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)2-1‬‬


‫املياه اجلوفية بمرص خالل السنوات األخرية باملليار مرت مكعب‪.‬‬
‫الصحاري‬ ‫الوادي والدلتا‬ ‫السنة‬ ‫الصحاري‬ ‫الوادي والدلتا‬ ‫السنة‬

‫‪0.0‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪1778‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪1774‬‬


‫‪0.0‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪1779‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪1776‬‬
‫‪0.0‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪1727‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪1770‬‬
‫املصدر‪ :‬التقرير اإلحصائي السنوي للجهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء‬

‫أما املوارد الداخلية للمياه اجلوفية املتجددة فتقدر بحوايل ‪ 0.3‬مليار مرت مكعب يف السنة يف اخلزان‬

‫اجلويف بحوض النيل والدلتا‪ ,‬واملصدر الرئييس إلعادة شحن املياه اجلوفية داخليا هو الرتشيح من‬

‫مياه الري يف الوادي والدلتا‪ ,‬ليصل إمجايل موارد املياه اجلوفية املتجددة إىل حوايل ‪ 4.3‬مليار مرت‬

‫مكعب يف السنة‪ ,‬وبالتايل فإن جمموع موارد املياه املتجددة الفعلية ملرص يقدر بحوايل ‪58.3‬‬

‫كيلومرت مكعب يف السنة (حصة هنر النيل ‪ 55.5‬مليار مرت مكعب‪ ,‬وكميات تغذية اخلزانات‬

‫اجلوفية حوايل ‪ 4.3‬مليار مرت مكعب يف السنة)‪ .‬وتوجد املياه اجلوفية بصفة عامة يف مرص يف مخسة‬

‫أحواض مائية رئيسية هي‪:‬‬

‫‪79‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫حوض احلجر الرميل النويب‪ :‬ويظهر يف مساحة تقدر بحوايل ‪ %32‬من مساحة مرص بجنوب‬ ‫‪-‬‬

‫غرب مرص‪ ,‬كام يظهر أيضا يف سيناء‪ ,‬وقد قدرت الدراسات كميه املخزون هبذا احلوض‬

‫بحوايل ‪ 522‬مليار مرت مكعب من املياه األحفورية غري املتجددة والتي متتاز بجودة عالية‬

‫وخالية من امللوثات‪.‬‬

‫حوض احلجر اجلريي‪ :‬ويظهر يف حوايل ‪ %52‬من مساحة مرص يف الصحراء الرشقية والغربية‬ ‫‪-‬‬

‫وشبه جزيرة سيناء ونوعية املياه به ليست كنوعية املياه بخزان احلجر الرميل النويب‪ ,‬ومل يمكن‬

‫تقدير الكميات املخزن هبه نظرا لوجودها بالتشققات والتي يصعب علميا تقديرها بصورة‬

‫دقيقة‪.‬‬

‫حوض املغرا وحوض األحجار املتشققة‪ :‬هي أحواض فقرية باملياه من حيث الكمية والنوعية‬ ‫‪-‬‬

‫األحواض الساحلية‪ :‬وتشمل الرشيط الساحيل للبحر األمحر والبحر املتوسط وتعتمد أساسا‬ ‫‪-‬‬

‫يف تغذيتها عىل األمطار وبعض التغذية من اخلزانات اجلوفية العميقة وهذه اخلزانات تتعرض‬

‫لظاهرة تداخل مياه البحر مما يعرضها لتدهور يف النوعية عند السحب الغري حمسوب‪.‬‬

‫حوض هنر النيل‪ :‬يقع هذا احلوض حتت وادي النيل والدلتا وهو خزان جويف من الرمل‬ ‫‪-‬‬

‫والزلط ويعترب من أغني اخلزانات وأعالها من حيث اإلمكانيات وهو خزان متجدد ويتغذي‬

‫أساسا من مياه النيل‪ ,‬من خالل الري والرتع والقنوات املائية‪ ,‬ونوعية مياهه جيدة إال أهنا يف‬

‫اآلونة األخرية تتعرض للتلوث بسبب عدم وجود شبكات رصف صحي‪ ,‬وعدم وجود‬

‫منظومة بيئية للتخلص من النفايات الصلبة والسائلة للسكان واملصانع‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 1-3-1‬املوارد املائية غري التقليدية‬

‫‪ ‬إعادة استخدام مياه الرصف الزراعي‬

‫الق طاع الزراعي هو املستهلك األكرب للمياه العذبة يف مرص‪ ,‬وذلك باستخدام حوايل ‪ %86‬من‬
‫اإلمدادات املتاحة‪ .‬ومجيع مياه الرصف الزراعي يف صعيد مرص‪ ,‬جنوب القاهرة‪ ,‬تعود مرة أخرى‬
‫إىل هنر النيل وقنوات الري‪ ,‬ويتم مجع هذه املياه ونقلها وإعادة استخدامها من قبل شبكة الرصف‬
‫الزراعي‪ ,‬واسعة النطاق والتي يتم إدارهتا والتخطيط هلا من قبل وزارة املوارد املائية والري‪.‬‬
‫وإعادة استخدام مياه الرصف الزراعي تتم عىل نطاق واسع طوال العقود املاضية‪ ,‬حيث يتم ضخ‬
‫املياه من املصارف الرئيسية يف القنوات الرئيسية‪ .‬وجيري حاليا إعــادة استخدام أكثر من ‪5.5‬‬
‫مليار مرت مكعب سنويا من مياه الرصف بعد اخللط مع املياه العذبة‪ ,‬باإلضافة إىل كمية أخرى غري‬
‫رسمية‪ ,‬يتم استخدامها من قبل الفالحني يف مواقع عديدة‪ ,‬دون تنسيق أو تقنني مع وزارة املوارد‬
‫املائية والري‪ ,‬وتقدر بحوايل ‪ 4‬مليار مرت مكعب يف السنة‪ .‬ومن املتوقع زيادة استخدام مياه‬
‫الرصف الزراعي لتصل إىل ‪ 9.6‬مليار مرت مكعب سنويا بحلول عام ‪ .4207‬ولقد بدأت إعادة‬
‫استخدام مياه الرصف يف منطقة دلتا النيل يف وقت مبكر من ثالثينيات القرن املايض‪ ,‬ولقد‬
‫صدرت القوانني واملراسيم بام يف ذلك املبادئ التوجيهية خللط مياه الرصف الزراعي مع املياه‬
‫العذبة‪ ,‬وأنظمة مياه الرصف الصحي والصناعي‪ ,‬وإعادة استخدام املياه العادمة‪ ,‬وأنامط زراعة‬
‫املحاصيل‪ ,‬وتدابري احلامية الصحية واملواصفات واملعايري‪ ,‬ومع ذلك‪ ,‬فإن املشكلة الرئيسية تكمن‬
‫يف ضعف االمتثال التنظيمي واإلنفاذ هلذه القوانني واملراسيم‪ .‬واجلدول (‪ )4-4‬يوضح كميات‬
‫مياه الرصف الزراعي املعاد استخدامها خالل السنوات املاضية‪ ,‬مع العلم أن القفزة التي حدثت‬
‫يف العام ‪ 4228‬مردها إىل إضافة الكميات غري الرسمية‪ ,‬والبيانات املذكورة مصدرها موقع‬
‫اجلهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء اعتامدا عىل بيانات وزارة املوارد املائية والري‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جدول رقم (‪)1-1‬‬


‫كميات مياه الرصف الزراعي املعاد استخدامها خالل السنوات املاضية‬
‫الكمية (مليار مرت مكعب)‬ ‫السنة‬ ‫الكمية (مليار مرت مكعب)‬ ‫السنة‬

‫‪8.28‬‬ ‫‪1778‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪1774‬‬


‫‪8.28‬‬ ‫‪1779‬‬ ‫‪5.2‬‬ ‫‪1776‬‬
‫‪8.28‬‬ ‫‪1727‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪1770‬‬
‫املصدر‪ :‬التقرير اإلحصائي السنوي للجهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء‬

‫‪ ‬تدوير مياه الرصف الصحي املعاجلة‬

‫تم إنشاء الرشكة القابضة للمياه ومياه الرصف الصحي جنبا إىل جنب مع الرشكات التابعة هلا يف‬
‫ّ‬
‫عام ‪ ,4222‬بمرسوم رئايس لوضع وتنفيذ سياسة شاملة‪ ,‬إلصالح قطاع املياه والرصف الصحي‬
‫من خالل التوسع يف تقديم اخلدمات‪ ,‬وإدخال التكنولوجيا احلديثة يف عمليات وصيانة وكذلك‬
‫إدارة مياه الرصف الصحي‪ .‬ولقد أصبح استخدام مياه الرصف الصحي املعاجلة ُمتزايد األمهية يف‬
‫إدارة املوارد املائية ألسباب بيئية واقتصادية‪ .‬وهو ممارسة قديمة يف مرص منذ ثالثينيات القرن املايض‬
‫يف مناطق الرتبة الرملية مثل اجلبل األصفر وأبو رواش‪ ,‬بالقرب من القاهرة‪ .‬واستخدام مياه‬
‫الرصف الصحي املعاجلة‪ ,‬كبديل عن املياه العذبة يف الري‪ ,‬تسارع منذ عام ‪ .0982‬وطبقا لدراسة‬
‫حديثة يتم حاليا استخدام ‪ 2.7‬بليون مرت مكعب يف السنة من املياه العادمة املعاجلة يف الري‪ ,‬منها‬
‫‪ 2.46‬مليار مرت مكعب سنويا معالج ثانويا و ‪ 2.22‬مليار مرت مكعب سنويا معاجلة أوليا وبشكل‬
‫عام‪ ,‬فإن استخدام مياه الرصف الصحي املعاجلة له إمكانات هائلة ملرص‪ .‬واجلــــــدول (‪)3-3‬‬
‫يوضح كميات مياه الرصف الصحي التي تم استخدامها خالل السنوات املاضية‪ ,‬والبيانات‬
‫مصدرها موقع اجلهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء اعتامد ًا عىل بيانات وزارة املوارد املائية‬

‫‪82‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫والري‪ .‬والتي ختتلف عن نتائج دراسات وزارة املوارد املائية والري‪ ,‬وعىل كل حال مازال الرقم‬
‫ضئيال جدا وخمجال يف الوقت نفسه‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)3-1‬‬
‫كميات مياه الرصف الصحي املعالج املعاد استخدامها بمرص‬
‫الكمية (مليار مرت مكعب)‬ ‫السنة‬ ‫الكمية (مليار مرت مكعب)‬ ‫السنة‬

‫‪0.3‬‬ ‫‪1778‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪1775‬‬


‫‪0.3‬‬ ‫‪1779‬‬ ‫‪0,4‬‬ ‫‪1776‬‬
‫‪0.3‬‬ ‫‪1727‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪1770‬‬
‫املصدر‪ :‬التقرير اإلحصائي السنوي للجهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء‬

‫‪ ‬حتلية مياه البحر‬

‫مع زيادة احتياجات التنمية يف املناطق الساحلية ظهرت احلاجة إىل حتلية مياه البحر‪ ,‬كمصدر غري‬
‫تقليدي للمياه‪ .‬ولقد ارتفع عدد حمطات حتلية املياه يف مرص من ‪ 44‬حمطة بإمجايل ‪ 9822‬مرت مكعب‬
‫يوميا‪ ,‬يف عام ‪0980‬م لتصل إىل ‪ 432‬حمطة يف عام ‪ 4222‬بقدرة إمجالية ‪ 442‬ألف مرت مكعب‬
‫يوميا‪ ,‬وهذا الرقم ضئيل للغاية بسبب التكلفة االقتصادية وكذلك التكلفة البيئية املرتفعة إلنتاج‬
‫املياه املحالة‪ .‬وتنترش عمليات التحلية يف مناطق ساحل البحر األمحر وجنوب سيناء والساحل‬
‫الشاميل‪ .‬وحتى اآلن ال يمكن التعويل أبدا عىل هذا املصدر لسد جزء من العجز املائي املرصي‪.‬‬

‫‪ 4-1‬استخدامات املياه‬

‫َت َتوزّ ع استخدامات املياه يف مرص عىل خمتلف القطاعات حيث يتل القطاع الزراعي قمة مستخدمي‬
‫املياه ويستهلك ما يزيد عن ‪ %82‬من إمجايل موارد املياه املتاحة‪ ,‬يليه القطاع املنزيل أو قطاع البلديات‬
‫ثم القطاع الصناعي وأخريا تأيت املالحة النهرية‪ ,‬باإلضافة إىل أن هناك فواقد بالتبخر من النيل‬

‫‪83‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫والرتع وكافة املسطحات املائية‪ .‬وفيام ييل استعراض بيشء من التفصيل الستخدام كل قطاع من‬
‫املياه‪.‬‬

‫‪ 2-4-1‬استخدامات الزراعة‬

‫تقع مرص ضمن املناطق اجلافة وشبه اجلافة من العامل‪ .‬ولذا‪ ,‬فإن الزراعة تعتمد اعتامدا كليا عىل مياه‬
‫الري التي تتطلب كثريا من اجلهد يف سبيل تدبريها‪ ,‬وإحكام توزيعها‪ ,‬وحسن استخدامها للوفاء‬
‫بمتطلبات الزراعة يف مراحلها املختلفة‪ .‬وقد بلغ إمجايل املياه املستخدمة يف الزراعة نحو ‪ 60‬مليار‬
‫مرت مكعب يف عام ‪ .4202‬واجلهود التي بذلتها مرص حتى اآلن‪ ,‬مكنت من زيادة مساحة األرايض‬
‫املروية من ‪ 6‬ماليني فدان يف عام ‪ 0982‬إىل أكثر من ‪ 8‬مليون فدان حاليا‪ ,‬وسياسة الدولة تقتىض‬
‫باستمرار التوسع الزراعي األفقي لتالحق الزيادة املطردة يف عدد السكان‪ ,‬ولذا جاءت وثيقة القرن‬
‫احلادي والعرشين مرتمجة هلذه السياسة‪ ,‬وأوصت باستصالح واستزراع ‪ 3.2‬مليون فدان يف مدة‬
‫عرشين سنة حتى عام ‪ .4207‬وتبلغ املوارد املائية الالزم تدبريها للوفاء بمتطلبات الري هلذه‬
‫املساحات أكثر من ‪ 42‬مليار مرت مكعب سنويا‪ ,‬عىل أن يتم استخدام نظم ري متطورة كالري‬
‫بالرش والتنقيط‪ ,‬مع عدم زراعة املحاصيل ذات ال َبصمة املائية الكبرية‪ .‬واجلدول (‪ )2-4‬يوضح‬
‫كميات املياه املستخدمة يف الزراعة يف مرص خالل السنوات املاضية‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)4-1‬‬
‫كميات املياه املستخدمة يف الزراعة يف مرص خالل السنوات املاضية‬
‫الكمية (مليار مرت مكعب)‬ ‫السنة‬ ‫الكمية (مليار مرت مكعب)‬ ‫السنة‬

‫‪62‬‬ ‫‪1778‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪1775‬‬


‫‪62‬‬ ‫‪1779‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪1776‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪1727‬‬ ‫‪59.5‬‬ ‫‪1770‬‬
‫املصدر‪ :‬التقرير اإلحصائي السنوي للجهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء‬

‫‪84‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫والشكل (‪ )3-4‬يبني متوسط استهالك خلمسة سلع أساسية بمرص من املياه وتقدر بحوايل ‪%59.0‬‬
‫من حصة مرص يف مياه النيل مع األخذ يف االعتبار أن كفاءة الري يف مرص حوايل ‪ %50‬طبقا لبيانات‬
‫منظمة األغذية والزراعة التابعة لألمم املتحدة وهذا يوضح أنه يمكن توفري أكثر من ‪ 42‬مليار مرت‬
‫مكعب يف حالة رفع كفاءة الري فقط‪.‬‬

‫وبالتايل فأنه يتحتم علينا يف الفرتة القادمة إعادة النظر يف أسلوب استخدامنا للمياه يف الزراعة األمر‬
‫الذي يصب يف رضورة تطوير منظومة الري يف مرص ورضورة حتديد حماصيل معينة لزراعتها يف‬
‫املناطق املختلفة وخاصة يف األرايض حديثة االستصالح والتوقف عن كثري من املامرسات الغري‬
‫مسئولة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪9.01‬‬
‫‪27‬‬

‫‪8‬‬
‫‪807‬‬

‫‪901‬‬
‫‪6‬‬
‫‪708‬‬
‫‪4‬‬
‫‪509‬‬
‫‪1‬‬

‫الــذرة‬ ‫القمـح‬ ‫اللحوم‬ ‫األرز‬ ‫‪ 7‬السكر‬

‫شكل( ‪ )3-1‬متوسط كمية املياه التي يتم استهالكها إلنتاج بعض السلع يف مرص باملليار مرت مكعب سنويا‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 1-4-1‬استخدامات الصناعة واملالحة النهرية‬

‫ُتشكل احتياجات القطاع الصناعي جزء ًا ال يمكن إغفاله عند وضع السياسة املائية ملرص‪ ,‬وتبلغ‬

‫االستخدامات احلالية لقطاع الصناعة نحو ‪ 0.0‬مليار مرت مكعب سنويا من املياه‪ .‬وبإتباع األسلوب‬

‫املستخدم حلساب االحتياجات املائية ألغراض الرشب‪ ,‬يمكن توقع االحتياجات املائية ألغراض‬

‫الصناعة‪ ,‬وذلك بفرض أن املعدل املتوسط للنمو الصناعي يبلغ ‪ %2‬سنويا‪ .‬ومع افرتاض أن أنامط‬

‫االستهالك املائي الصناعي سوف ختتلف خالل احلقبة القادمة‪ ,‬حيث إن استخدام التقنيات احلديثة‬

‫يف الصناعة ونوعية الصناعات ذاهتا سوف حتد من اإلرساف يف استهالك املياه‪ ,‬وبالتايل فإن معدل‬

‫االحتياجات املائية سوف يصل إىل ‪ %85‬من قيمته احلالية‪ .‬واجلدول (‪ )5-4‬يوضح كميات املياه‬

‫التي تم استخدامها يف قطاع الصناعة‪ ,‬وكلك ملتطلبات املالحة النهرية خالل السنوات القليلة‬

‫املاضية‪ ,‬والبيانات مصدرها موقع اجلهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء اعتامد ًا عىل بيانات‬

‫وزارة املوارد املائية والري‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)5-1‬‬


‫املياه املستخدمة يف الصناعة واملالحة النهرية باملليار مرت املكعب‬
‫متطلبات املالحة‬ ‫قطاع الصناعة‬ ‫السنة‬ ‫متطلبات املالحة‬ ‫قطاع الصناعة‬ ‫السنة‬
‫النهرية‬ ‫النهرية‬

‫‪2.4‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪1778‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪1774‬‬


‫‪2.4‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪1779‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‪1776‬‬
‫‪2.4‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪1727‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‪1770‬‬
‫املصدر‪ :‬التقرير اإلحصائي السنوي للجهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء‬

‫‪86‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 3-4-1‬االستخدامات املنزلية (البلديات)‬

‫يقصد باحتياجات مياه الرشب كافة االستخدامات املائية الالزمة لتلبية األغراض املنزلية‬

‫واالستخدام اآلدمي‪ ,‬شاملة العناية باحلدائق اخلاصة‪ ,‬واألغراض التجارية‪ ,‬وغريها من‬

‫االستخدامات الشخصية‪ ,‬كام تتضمن االحتياجات املائية لبعض الصناعات الصغرية املنترشة باملدن‬

‫والقرى‪ .‬ولقد بلغت احتياجات الرشب يف عام ‪ 4202‬نحو ‪ 6.6‬مليار مرت مكعب واجلـــدول‬

‫(‪ )6-4‬يوضح كميات املياه التي تم استخدامها يف القطاع املنزيل لتلبية االحتياجات املنزلية خالل‬

‫السنوات القليلة املاضية‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)6-1‬‬


‫كميات مياه االستخدامات املنزلية (البلديات) خالل السنوات األخرية‬
‫الكمية‬ ‫السنة‬ ‫الكمية‬ ‫السنة‬
‫(مليار مرت مكعب)‬ ‫(مليار مرت مكعب)‬

‫‪6.6‬‬ ‫‪1778‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪1774‬‬


‫‪6.6‬‬ ‫‪1779‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪1776‬‬
‫‪6.6‬‬ ‫‪1727‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪1770‬‬
‫املصدر‪ :‬التقرير اإلحصائي السنوي للجهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء‬

‫‪ 4-4-1‬االستخدامات األخرى‬

‫االستخدامات املائية ال تقف عند حد االستهالك الزراعي واملنزيل والصناعي‪ ,‬ولكنها تتعداها إىل‬
‫عدة استخدامات أخرى‪ ,‬وأهم هذه االستخدامات هي املالحة‪ ,‬وتوليد الطاقة الكهربائية‪,‬‬
‫باإلضافة إىل االحتياجات البيئية والرتفيهية‪ .‬كذلك‪ ,‬فإن احلفاظ عىل التوازن امللحي يف األرض‬

‫‪87‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫الزراعية الشاملية بسبب تداخل مياه البحر يتطلب رصف كميات إضافية من مياه النيل‪ ,‬كام يعترب‬
‫رصف املخلفات الزراعية والصناعية واملنزلية يف املجاري املائية استخداما مستهلكا للمياه من‬
‫حيث معادلة تدهور نوعيتها‪.‬‬

‫‪ 5-1‬املوازنة املـــائ َية ملرص‬

‫يقصد بامليزان املائي‪ :‬عملية املوازنة واملقارنة بني إمجايل حجم املوارد املائية التقليدية وغري التقليدية‬
‫يف فرتة زمنية معينة‪ ,‬وبني إمجايل حجم املياه املطلوبة والالزمة لسد خمتلف االحتياجات‪ ,‬خالل‬
‫الفرتة الزمنية نفسها‪ .‬واجلدول (‪ )7-4‬يوضح املوارد املائية املتاحة واالستخدامات يف مرص خالل‬
‫العام ‪ .4202‬ومل يتم إدراج املوارد املائية الغري تقليدية يف اجلدول كتدوير مياه الرصف الصحي‬
‫وإعادة استخدامها يف ري الغابات الشجرية‪ ,‬وكذا مياه التحلية والتي تستخدم يف املناطق النائية‬
‫خلدمة األنشطة السياحية نظرا لكون كمياهتا قليلة جدا وتستخدم يف أغراض خاصة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)0-1‬‬
‫املوارد املائية املتاحة واالستخدامات بمرص خالل العام ‪.1727‬‬
‫الكمية‬ ‫االستخدام‬ ‫الكمية‬ ‫املورد‬
‫(مليار مرت مكعب)‬ ‫(مليار مرت مكعب)‬

‫‪60‬‬ ‫الزراعة‬ ‫‪55.5‬‬ ‫حصة هنر النيل‬


‫‪4‬‬ ‫البخر واهلدر‬ ‫‪6.4‬‬ ‫املياه اجلوفية يف الوادي والدلتا‬
‫‪6.6‬‬ ‫الرشب والبلديات‬ ‫‪8.27‬‬ ‫إعادة استخدام مياه الرصف الزراعي‬
‫‪0.33‬‬ ‫الصناعة‬ ‫‪0.3‬‬ ‫األمطار‬
‫‪2.4‬‬ ‫املالحة النهرية‬
‫‪02.23‬‬ ‫االمجايل‬ ‫‪02.70‬‬ ‫االمجايل‬

‫‪88‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫وبمقارنة املوارد باالستخدامات يتضح لنا بام ال يدع جماال للشك‪ ,‬أن أوضاع مرص املائية حرجه‬
‫للغاية‪ ,‬ولو علمنا أن نسبة الفقد الكبرية جدا يف مواردنا املائية قد تتجاوز ‪ %52‬يف بعض التقديرات‬
‫لنجد أن املوقف املائي املرصي يتاج إىل تدخالت فورية للوصول إىل بر األمان املائي ومن ثم‬
‫األمن الغذائي‪ .‬ومن هنا يمكن القول أن مرص فقرية مائيا وهو ما خيالف ما يعتقده معظم املرصيني‬
‫ويترصفون عىل أساسه‪ ,‬وهذا يؤثر بالسلب عىل خطط التنمية الزراعية يف مرص‪ ,‬ويقلل من فرص‬
‫استصالح وزيادة املساحات املنزرعة يف مرص وبالتايل يلقى ظالال كبرية من الشك عىل إمكانية‬
‫االكتفاء الذايت للكثري من املحاصيل اإلسرتاتيجية‪.‬‬

‫‪ 2-5-1‬الطلب املستقبيل عىل املياه‬

‫يف هذا اجلزء نقدم تقييام لالستخدامات املائية املرصية‪ ,‬احلالية واملستقبلية‪ ,‬لقطاعات الزراعة‪,‬‬
‫والرشب‪ ,‬والصناعة‪ ,‬واالستخدامات األخرى‪ ,‬واجلدير بالذكر أن معظم بيانات االستخدامات‬
‫املائية هي بيانات تقديرية‪ ,‬مستقاة من موقع اجلهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء وبيانات وزارة‬
‫املوارد املائية والري‪ .‬ولقد قامت وزارة املوارد املائية والري ببناء إسرتاتيجيتها املائية فيام خيص تدبري‬
‫الطلب املستقبيل عىل املياه سنة ‪ ,4207‬والذي اتضح منه أن العجز املائي املتوقع يف عام ‪4207‬‬
‫سوف يزيد عىل ملياري مرت مكعب‪ ,‬وذلك بعد استصالح ‪ 3.2‬مليون فدان‪ .‬بيد أنه يالحظ أن‬
‫تلك البيانات قد اعتمدت عىل إضافة تسعة مليارات من األمتار املكعبة إىل اإليراد املائي‪ ,‬من خالل‬
‫إنجاز املرحلة األوىل ملرشوع جونجيل والتي تقدر بحوايل ‪ 4‬مليار مرت مكعب‪ ,‬وتطبيق نظم الري‬
‫احلديثة والتي سوف توفر ‪ 2‬مليار مرت مكعب من املياه وتطوير الرتكيب املحصويل يف مرص ليوفر ‪3‬‬
‫مليار مرت مكعب‪ ,‬األمر الذي يعنى أن العجز املائي قد يصل إىل أكثر من عرشة مليارات مرت مكعب‬
‫يف حالة عدم إنجاز تلك املرشوعات والتي بالفعل مل ينجز منها سوى قدر يسري جدا فيام خيص‬
‫الرتكيب املحصويل وتقليل مساحات اخلاصة بزراعة بعض املحاصيل كاألرز‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 6-1‬الترشيعات واملؤسسات ذات الصلة باملياه يف مرص‬

‫احلكومة املرصية قبل الثورة أبدت عزمها عىل التحول من الرتكيز عىل دورها الفاعل واملركزي يف‬
‫تطوير وإدارة شبكات الري واإلمداد باملياه‪ ,‬إىل تعزيز النهج التشاركي مع مستخدمي املياه والذي‬
‫سوف يلعب دورا مهام يف إدارة نظم الري وتقاسم التكاليف‪ .‬وقد تم اختاذ عدد من التدابري‬
‫املؤسسية والترشيعية اهلامة لتعزيز اإلدارة املستدامة إلنشاء نظم الري التشاركية‪ ,‬ومع ذلك‪ ,‬مازال‬
‫تطوير مجعيات مستخدمي املياه‪ ,‬كرشيكا فعاال يف إدارة الري يف مراحله املبكرة‪ ,‬عىل الرغم من أن‬
‫معظم املزارعني يدركوا أمهية احتادات مستخدمي املياه يف التوزيع العادل للمياه املتاحة‪ ,‬حيث‬
‫يتفاوت توافر املياه‪ ,‬إما بسبب عيوب التصميم أو الرتاخي يف تطبيق القانون ضد السحب الزائد‬
‫عن طريق مستخدمي املياه األماميني‪.‬‬

‫‪ 2-6-1‬ترشيعات املياه والري‬

‫القوانني املنظمة للري والرصف يف مرص هي القانون رقم ‪ 04‬لسنة ‪ ,0982‬والقانون رقم ‪403‬‬
‫لسنة ‪ ,0992‬والتي حتدد استخدام وإدارة الري يف القطاعني العام واخلاص وشبكات الرصف‬
‫الصحي بام يف ذلك القنوات الرئيسية‪ ,‬واملغذيات‪ ,‬واملصارف‪ .‬وتنص القوانني أيضا عىل‬
‫التوجيهات القانونية لتشغيل وصيانة املجاري املائية العامة واخلاصة وحتديد الرتتيبات الالزمة‬
‫السرتداد التكاليف يف شبكات الري والرصف‪.‬‬

‫‪ 1-6-1‬املؤسسات‬

‫وزارة املوارد املائية والري هي املسؤولة عن املوارد املائية والبحث والتطوير والتوزيع‪ ,‬وتتوىل بناء‬
‫وتشغيل وصيانة شبكات الري والرصف‪ ,‬وتصاريح ومواصفات حفر اآلبار للمياه اجلوفية‪.‬‬
‫ووزارة املوارد املائية والري هي املسؤولة عن املفاوضات مع دول حوض النيل وهي التي متثل‬

‫‪90‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫مرص مع كل اجلهات اخلارجية فيام خيص املوارد املائية وهي أيضا مسئولة عن القطاعات واإلدارات‬
‫التالية‪:‬‬
‫قطاع التخطيط عىل مستوى مركزي جلمع البيانات وجتهيزها‪ ,‬وحتليلها من أجل ختطيط‬ ‫‪-‬‬
‫ورصد املشاريع االستثامرية‪.‬‬
‫قطاع مياه النيل هو املسئول عن التعاون مع دول حوض النيل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قطاع الري يقوم بإسداء املشورة التقنية ورصد تطوير الري‪ ,‬بام يف ذلك السدود‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قسم امليكانيكا والكهربا وهو املسئول عن بناء وصيانة حمطات الضخ لقطاعي الري‬ ‫‪-‬‬
‫والرصف‪.‬‬

‫عالوة ملا هو مذكور يوجد العديد من املؤسسات التي‪ ,‬تتصل مبارشة بوزارة املوارد املائية‪:‬‬
‫هيئة السد العايل‪ :‬هي السلطة املسؤولة عن تشغيل السد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هيئة الرصف‪ :‬هي املسؤولة عن بناء وصيانة املصارف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املركز القومي لبحوث املياه‪ :‬يضم ‪ 04‬معهدا وهي اهليئة العلمية لوزارة املوارد املائية جلميع‬ ‫‪-‬‬
‫اجلوانب املتعلقة بإدارة املوارد املائية‪.‬‬

‫‪ 0-1‬التحديات التي تواجه املوارد املائية‬


‫ُتواجه املوارد املائية املرصية العديد من التحديات اخلارجية والداخلية وأيضا هناك حتديات طبيعية‬
‫وتغريات مناخية‪ ,‬وفيام ييل سوف نوضح بصورة مبسطة هذه التحديات‪.‬‬

‫‪ 2-0-1‬حتديات خارجية‬
‫عدم التزام دولتي املنبع إثيوبيا وأوغندا باتفاقيات النيل املوقعة سابقا وحماوالهتام اإلخالل‬ ‫‪-‬‬
‫باحلقوق التارخيية لدولتي املمر واملصب‪ ,‬السودان ومرص‪ ,‬من خالل إقامة السدود وحجز‬
‫جزء من مياه النيل‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫اقرتاب حدود دولة جنوب السودان الشاملية الرشقية من النيل األزرق عرب والية أعايل النيل‬ ‫‪-‬‬
‫جيعل ممر النيل األزرق داخل السودان عرضة لالعتداء العسكري بغية وقف إمداد السودان‬
‫ومرص بمياه النيل األزرق حال نشوب احلرب يبن دولتي شامل وجنوب السودان‪.‬‬
‫املرشوعات األجنبية يف دول حوض النيل بغرض إنتاج الكهرباء‪ ,‬أو توفري املياه لزراعة‬ ‫‪-‬‬
‫األرايض‪ ,‬ومن املتوقع أن تؤثر هذه املرشوعات عىل مرص بمقدار ‪ 9‬مليار مرت مكعب‬
‫سنوي ًا‪.‬‬
‫توقف العمل يف مرشوع قناة جونجيل الذي هيدف إىل تأمني تدفق نحو ‪ 7‬مليار مرت مكعب‬ ‫‪-‬‬
‫من املياه من خالل مرحلتني تقسم مناصفة بني مرص والسودان‪.‬‬
‫عدم الرشوع يف مرشوعات املستنقعات بمشار وبحر الغزال‪ ,‬وتوقف مرشوع قناة جونجيل‬ ‫‪-‬‬
‫سيؤدى إىل خطورة حقيقية عىل مرص وسيظل مرشوع توشكي غري ذي جدوى اقتصادية‪ ,‬إذ‬
‫أنه يستهلك نحو ‪ %02‬من احلصة املقررة ملرص من مياه النيل دون إمدادات جديدة‪ ,‬وذلك‬
‫عىل حساب احتياجات األرض الزراعية يف الوادي والدلتا‪.‬‬

‫‪ 1-0-1‬حتديات مناخية وطبيعية‬

‫االرتفاع املستمر يف درجة حرارة كوكب األرض كأثر مبارش لزيادة تركيز الكربون يف اجلو والذي‬
‫يقدره العلامء بنحو ‪ 2‬درجات مئوية بنهاية القرن الواحد والعرشين سيؤدي إىل زيادة تقدر بحوايل‬
‫‪ %02‬يف معدالت التبخري يقابلها نقص خمزون املياه يف بحرية نارص والقنوات املائية الكربى بمرص‬
‫بنفس النسبة ما مل يتم تنفيذ اتفاقيات مؤمتري كوبنهاجن ‪ 4229‬وكانكون ‪ 4202‬والتي اتفق فيها‬
‫زعامء دول العامل عىل عدم جتاوز هذه الزيادة بأكثر من درجتني مئويتني مما يقلل من كمية املياه‬
‫املفقودة بالتبخري‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 3-0-1‬حتديات داخلية‬
‫امللوحة والتغدق والتي تعاين منها أكثر من ‪ %42‬من األرايض الزراعية املرصية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تداخل مياه البحر يف اخلزانات اجلوفية يف اجلزء الشاميل من منطقة الدلتا‪ ,‬مما يسبب زيادة يف‬ ‫‪-‬‬
‫ملوحة املياه‪ ,‬مع العلم أن زراعة األرز تعترب عامل رئييس للحفاظ عىل امللوحة حتت السيطرة‬
‫يف املناطق الشاملية من دلتا النيل‪ ,‬وكذلك لوقف تداخل مياه البحر يف طبقة املياه اجلوفية يف‬
‫الدلتا‪.‬‬
‫ملوحة مياه الرصف الزراعي تكون أعىل يف فصل الشتاء‪ ,‬خصوصا عند املصبات بسبب‬ ‫‪-‬‬
‫استخدام كميات أقل من املياه ألغراض الري‪ ,‬وهذا له تأثري عىل قناة السالم‪ ,‬حيث يتم خلط‬
‫مياه الرصف بمياه النيل يف نسبة ‪.0:0‬‬
‫التحدي الرئييس الستدامة املوارد املائية هو السيطرة عىل تلوث املياه‪ ,‬والعمل عىل معاجلة‬ ‫‪-‬‬
‫املياه العادمة الصناعية واملنزلية‪ ,‬وتطبيق الترشيعات التي حتد من ترسهبا للمصادر والقنوات‬
‫املائية‪.‬‬
‫استخدام األسمدة الكياموية واملبيدات احلرشية مما يؤدي لتلوث املحاصيل‪ ,‬والرتبة واملياه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫جز ًء كبري من األرايض الزراعية بالوادي والدلتا ال يصلها ما يكفيها من مياه الري‪ ,‬بسبب‬ ‫‪-‬‬
‫وجود إعاقة ملياه النيل نتيجة للتعديات عىل املجرى املائي‪ ,‬وكذلك تقليص كمية املياه التي‬
‫تضخ يف املجرى أمام السد العايل‪ ,‬بحيث مل تعد تتجاوز ‪ %45‬من كميتها قبل إنشاء السد‬
‫العايل‪.‬‬

‫‪ 8-1‬احللول واإلجراءات‬

‫إدارة موارد املياه ذات أمهية قصوى خاصة يف مرص لكوهنا بلد جاف بطبيعته واملياه تعترب عامل حمدد‬
‫لكافة جمهودات التنمية االجتامعية واالقتصادية‪ .‬واالهتامم بتنمية وإدارة املوارد املائية للوفاء بكافة‬

‫‪93‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫االحتياجات املائية املختلفة‪ ,‬هو املحرك الرئييس للتنمية ولتحقيق األمن الغذائي ومنذ سنوات‬
‫عديدة قامت احلكومة بعمل جمموعة من السياسات املائية التي هتدف إىل تعظيم االستفادة من‬
‫املوارد املائية‪ ,‬وترتكز هذه السياسات عىل إسرتاتيجية يطلق عليها "مواجهة التحديات" وهذه‬
‫اإلسرتاتيجية حتتوى عىل إجراءات عديدة تم تقسيمها إىل ثالث حماور رئيسة هي‪ :‬تنمية املوارد‬
‫املائية‪ ,‬وحتسني كفاءة استخدام املوارد املائية املتاحة حاليا‪ ,‬ومحاية الصحة العامة والبيئة‪.‬‬

‫‪ 2-8-1‬تنمية املوارد املائية‬

‫تشمل تنمية املياه اجلوفية العميقة يف الصحراء الغربية والوصول هبا إىل ‪ 3.5‬مليار مرت مكعب‬
‫سنويا مع األخذ يف االعتبار أهنا غري متجددة‪ ,‬كام أن تنميتها واستخدامها يتاج إىل رقابة وحتكم‬
‫ومتابعة مستمرة‪ .‬هذا باإلضافة إىل بعض املصادر املحدودة األخرى التي يمكن العمل عىل تنميتها‬
‫مثل حصاد مياه األمطار والسيول‪ ,‬واستخدام املياه اجلوفية (ذات امللوحة القليلة)‪ .‬ويعترب التعاون‬
‫مع دول حوض النيل أحد اإلجراءات اهلامة‪ ,‬التي تؤدى إىل تنمية املوارد املائية يف مرص‪.‬‬

‫‪ 1-8-1‬حتسني كفاءة استخدام املوارد املائية احلالية‬

‫يشتمل هذا املحور عىل جمموعة من اإلجراءات التي تساعد عىل حتسني كفاءة النظام املائي يف مرص‪,‬‬
‫باإلضافة إىل تقييم كامل خلطط التوسع الزراعي مع إعادة جدولة تنفيذ هذه اخلطط عىل ضوء توفري‬
‫املياه املطلوبة‪ .‬هذا ويمكن حتسني كفاءة االستخدام يف قطاع الزراعة من خالل العديد من‬
‫اإلجراءات مثل استكامل مرشوع تطوير الري وكذلك مراجعة السياسة احلالية إلعادة استخدام‬
‫مياه الرصف الزراعي عن طريق تنفيذ إعادة االستخدام الوسيط ملياه الرصف الزراعي وزراعة‬
‫بعض املحاصيل التي تتحمل امللوحة العالية‪ .‬ويمكن حتسني كفاءة استخدام املياه يف قطاعي مياه‬
‫الرشب والصناعة عن طريق حتسني وتطوير البنية األساسية‪ ,‬باإلضافة إىل بعض اإلجراءات املالية‬

‫‪94‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫التي من شأهنا ترشيد استهالك املياه‪ ,‬مع إعطاء أولوية لألبحاث والدراسات والتى قد تساعد عىل‬
‫إجياد بعض احللول األخرى لتحسني كفاءة االستخدام‪.‬‬

‫‪ 3-8-1‬محاية الصحة العامة والبيئة‬

‫يشتمل هذا املحور عىل العديد من اإلجراءات اخلاصة بالبنية األساسية‪ ,‬واإلجراءات املالية‬
‫واملؤسسية‪ ,‬ويتوى عىل ثالثة مستويات للتعامل مع امللوثات التي تصل إىل شبكة الري والرصف‬
‫هي‪:‬‬
‫املستوى األوىل‪ :‬يشمل منع امللوثات الصناعية من الوصول للشبكة من خالل تشجيع‬ ‫‪-‬‬
‫املُنتجات صديقة البيئة‪ ,‬ونقل الصناعات امللوثة بعيدا عن أماكن التجمعات السكنية‬
‫وتشجيع استخدام األسمدة الصديقة للبيئة يف قطاع الزراعة‪.‬‬
‫املستوى الثاين‪ :‬يف حال عدم القدرة عىل منع هذه امللوثات فإنه يقرتح معاجلة املياه امللوثة‬ ‫‪-‬‬
‫قبل دخوهلا إىل النظام من جديد وتشمل معاجلة مياه الرصف الصحي‪.‬‬
‫املستوى الثالث‪ :‬يف حالة عدم القدرة عىل معاجلة امللوثات فإن ذلك يستلزم اختاذ بعض‬ ‫‪-‬‬
‫اإلجراءات للتحكم يف هذه امللوثات بغرض تقليل آثارها الضارة‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫الفصل الثالث‪ :‬الزراعة والمن الغذايئ يف مرص‬

‫‪96‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫الفصل الثالث‬

‫الزراعة واألمن الغذائي يف مرص‬

‫‪ 2-3‬مقدمة‬

‫مشكلة األمن الغذائي وإنتاج الغذاء وعدم كفايته هي أهم املشاكل عىل اإلطالق التي تواجه مرص‬
‫هذه األيام‪ ,‬حيث التحديات صعبة وكثرية للغاية ومتداخلة‪ ,‬فعىل املستوى األمن الوطني‪ ,‬فاعتامد‬
‫مرص عىل الواردات الغذائية جيعلها حتت سيطرة الدول املتحكمة يف إنتاج الغذاء‪ ,‬ويعرض‬
‫أوضاعها األمنية للخطر ويضعها رهن الظروف واألوضاع العاملية‪ ,‬وقد يضطرها إىل اخلضوع‬
‫ملطالب قد ال تتفق مع مصاحلها وال مع سيادهتا مما قد يساعد عىل اختالل األمن‪ ,‬وعىل الرغم من‬
‫كل هذه التحديات وخطورهتا‪ ,‬فهناك الكثري من املرصيني ال يدركون أسباب وال طبيعة‪ ,‬وال حتى‬
‫مدى انعكاس هذه التحديات عىل واقعهم يف احلارض واملستقبل‪ ,‬إال أن ذلك ال ينفي وجودها وال‬
‫يقلل من شأهنا أو خيفف من أرضارها بل عىل العكس من ذلك يزيد من أمهيتها ألن اخلطر الذي‬
‫يداهم مرص عظيم وجلل‪.‬‬

‫وتوفري الغذاء يعتمد بصورة أساسية ووحيدة عىل الزراعة واإلنتاج احليواين‪ ,‬ومها يدرومها يعتمدان‬
‫اعتامد ًا كليا عىل مدى توفر موارد املياه للري‪ .‬ويف هذا الفصل سيتم استعراض دور الري يف اإلنتاج‬
‫الزراعي‪ ,‬ونظم الري يف مرص‪ ,‬وكذا نظم الرصف الزراعي‪ ,‬وسوف ُيلقى الضوء عىل النمو‬
‫الزراعي واملرشوعات الزراعية القومية‪ ,‬وملخص لإلسرتاتيجية الزراعية‪ ,‬واألمن الغذائي‬
‫املرصي‪ ,‬وحالة املحاصيل اإلسرتاتيجية يف مرص‪ ,‬باإلضافة إىل‪ ,‬وفرص االستثامر الزراعي يف‬
‫مرص‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 1-3‬دور الري يف اإلنتاج الزراعي‬

‫ُيشكل الري عامالً يف غاية األمهية إلمدادات العامل من الغذاء‪ ,‬حيث من املتوقع أن توسع البلدان‬
‫النامية مساحة أراضيها املروية إىل حوايل ‪ 552‬مليون فدان بحلول عام ‪ .4232‬وعىل الصعيد‬
‫العاملي‪ ,‬تتوافر كميات كافية من املياه لري هذه املساحات غري أن هذه املياه ال تتوزع توزيعا عادال‬
‫عىل هذه املساحات‪ ,‬فبعض األقاليم ستواجه نقص ًا خطري ًا يف كميات املياه املطلوبة والرضورية‬
‫للري إلنتاج الغذاء بحلول عام ‪ ,4232‬ومنها بالطبع مرص‪ ,‬بنسبة قدرها ‪ %02‬وسيعاين مخس‬
‫البلدان النامية من شحة املياه‪.‬‬

‫يف عام ‪ 4200‬كانت املساحة املزروعة بمرص أكثر بقليل من ‪ 8.28‬مليون فدان‪ ,‬واملساحة‬

‫املحصولية قدرت بأكثر من ‪ 05‬مليون فدان‪ ,‬بمتوسط كثافة للمحاصيل حوايل ‪, .%077‬ويف مرص‬

‫ثالثة مواسم للنمو‪ :‬هي فصل الشتاء من نوفمرب إىل مايو‪ ,‬وفصل الصيف من أواخر أبريل إىل‬

‫أكتوبر‪ ,‬و"النييل" من أواخر يوليو حني أكتوبر‪ ,‬وتزرع معظم املحاصيل سواء يف الدلتا أو الوادي‪,‬‬

‫باستثناء األرز الذي يزرع شامل الدلتا وقصب السكر الذي يزرع بوادي النيل بالصعيد‪.‬‬

‫املحاصيل الشتوية الرئيسية هي القمح والربسيم‪ ,‬وهناك املحاصيل الشتوية الصغرى‪ ,‬ومنها‪:‬‬

‫البقول‪ ,‬والشعري وبنجر السكر‪ .‬واملحاصيل الصيفية الرئيسية هي الذرة‪ ,‬واألرز‪ ,‬والقطن‪ ,‬وهذه‬

‫األخرية كانت أهم املحاصيل التصديرية املرصية‪ .‬ويف عام ‪ ,4224‬كانت إنتاجية فدان القمح‬

‫حوايل ‪ 4.8‬طن وإنتاجية فدان الذرة حوايل ‪ 3.6‬طن و‪ 2.4‬طن لفدان األرز و ‪ 0.0‬طن لفدان‬

‫القطن‪ .‬ولقد بلغ صايف الدخل اإلمجايل يف مرص من املُنتجات الزراعية واملحاصيل حوايل ‪84.5‬‬

‫مليار جنيه يف سنة ‪ 4223‬وارتفع يف عام ‪ 4202‬إىل أكثر من ‪ 038‬مليار جنيه‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 2-1-3‬نظم الـــري بمرص‬

‫ُتقدر املناطق الصاحلة للري يف مرص بحوايل ‪ 02‬مليون فدان‪ ,‬ويبلغ جمموع املساحة املجهزة للري‬

‫‪ 7.8‬مليون فدان يف عام ‪4224‬؛ زادت إىل ‪ 8.28‬مليون فدان يف ‪ ,4200‬منها ‪ % 85‬يف وادي النيل‬

‫والدلتا‪ ,‬والباقي يف الواحات والساحل الشاميل وسيناء‪ .‬ويستخدم حصاد مياه األمطار يف ري‬

‫حوايل ‪ 322‬ألف فدان يف حمافظة مطروح وشامل سيناء‪ .‬ولقد قدرت مساحات الري السطحي‬

‫بالغمر بحوايل ‪ 7‬مليون فدان‪ ,‬بنسبة ‪ %92‬تقريبا‪ ,‬وحوايل ‪ 322‬ألف فدان حتت الري بالرش بنسبة‬

‫‪ %3.8‬و‪ 522‬ألف فدان حتت الري املوضعي بالتنقيط بنسبة ‪ %6.4‬من إمجايل املساحات املروية‪.‬‬

‫واملياه السطحية هي مصدر لـحوايل ‪ % 83‬من املساحة املروية‪ ,‬بينام املياه اجلوفية هي املصدر الري‬

‫لـام يقرب من ‪ %00‬يف حمافظات مطروح وسيناء‪ ,‬والوادي اجلديد‪ ,‬ومثلت املصادر املختلطة ملياه‬

‫الري حوايل ‪ %6‬من إمجايل املساحات املروية‪.‬‬

‫نظام الري يف األرايض القديمة يف وادي النيل جيمع بني اجلاذبية ونظام الرفع‪ ,‬وخلف السد العايل‬

‫بأسوان‪ ,‬هناك سبع قناطر لتسهيل توزيع املياه‪ .‬ونظم القنوات الرئيسية (املستوى األول) تضم‬

‫حوايل‪ 30422‬كيلومرتا من القنوات‪ ,‬التي تأخذ مياهها من املآخذ املوجودة عند القناطر‪ ,‬ويتم‬

‫توزيع املياه عىل طول الفروع (املستوى الثاين)‪ ,‬حيث التدفق مستمر إىل (املستوى الثالث) ‪ ,‬وهو‬

‫املساقي‪ ,‬ويتم ضخ املياه من املساقي لري احلقول وفقا جلدول زمني بالتناوب‪ ,‬برفع حوايل ‪ 5‬مرت‪.‬‬

‫واجلدول (‪ )0-3‬يوضح كميات الري للعروات الثالث باملليار مرت مكعب يف السنة يف السنوات‬

‫من ‪ 4220‬وحتى ‪ .4202‬ويالحظ فيه أن إمجايل كميات الري تقل بكثري عن معدالت‬

‫‪99‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫االستخدامات الزراعية يف العام والتي تم التطرق إليها يف الفصل الثالث‪ ,‬وهذا مردود إىل الفقد‬

‫واهلدر أثناء النقل يف شبكات الري من الرتع والقنوات عىل كافة مستوياها‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)2-3‬‬
‫كميات الري للعروات الثالث باملليار مرت مكعب يف السنة‬
‫االمجايل‬ ‫النسبة ‪%‬‬ ‫مرص العليا‬ ‫النسبة ‪%‬‬ ‫مرص‬ ‫النسبة ‪%‬‬ ‫بحري‬ ‫السنة‬
‫الوسطى‬

‫‪32.56‬‬ ‫‪09.5‬‬ ‫‪6.75‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪6.44‬‬ ‫‪64.5‬‬ ‫‪40.59‬‬ ‫‪1779‬‬


‫‪24.85‬‬ ‫‪09.0‬‬ ‫‪8.4‬‬ ‫‪08.8‬‬ ‫‪8.23‬‬ ‫‪64.0‬‬ ‫‪46.64‬‬ ‫‪1778‬‬
‫‪24.28‬‬ ‫‪08.2‬‬ ‫‪7.73‬‬ ‫‪08.6‬‬ ‫‪7.85‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪46.52‬‬ ‫‪1770‬‬
‫‪22.95‬‬ ‫‪09.4‬‬ ‫‪7.86‬‬ ‫‪08.6‬‬ ‫‪7.64‬‬ ‫‪64.4‬‬ ‫‪45.26‬‬ ‫‪1776‬‬
‫‪49.77‬‬ ‫‪08.7‬‬ ‫‪5.57‬‬ ‫‪07.2‬‬ ‫‪5.07‬‬ ‫‪63.9‬‬ ‫‪09.23‬‬ ‫‪1775‬‬
‫‪37.86‬‬ ‫‪09.6‬‬ ‫‪7.20‬‬ ‫‪08.3‬‬ ‫‪6.92‬‬ ‫‪64.0‬‬ ‫‪43.50‬‬ ‫‪1774‬‬
‫‪36.55‬‬ ‫‪09.0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪6.95‬‬ ‫‪60.8‬‬ ‫‪44.62‬‬ ‫‪1773‬‬
‫‪35.37‬‬ ‫‪08.6‬‬ ‫‪6.59‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪6.72‬‬ ‫‪64.3‬‬ ‫‪44.25‬‬ ‫‪1771‬‬
‫‪32.76‬‬ ‫‪08.9‬‬ ‫‪6.59‬‬ ‫‪08.6‬‬ ‫‪6.72‬‬ ‫‪64.2‬‬ ‫‪40.72‬‬ ‫‪1772‬‬

‫املصدر‪ :‬التقرير اإلحصائي السنوي للجهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء‬

‫نظام الري يف األرايض اجلديدة (املناطق املستصلحة) يعتمد عىل منظومة من حمطات ضخ املياه من‬

‫الرتع الرئيسية إىل احلقول‪ ,‬مع رفع يصل إىل ‪ 52‬م‪ .‬والري السطحي حمظور قانونا يف املناطق‬

‫املستصلحة حديثا‪ ,‬والتي تقع يف هناية النظم‪ ,‬وأكثر عرضة خلطر نقص املياه‪ .‬واملزارعون‬

‫يستخدمون الري بالتنقيط أو الرش‪ ,‬وهي طرق أكثر مالئمة للرتبة الرملية يف الغالب يف تلك‬

‫املناطق‪ ,‬إذا استخدمت بكفاءة‪ ,‬ويف األرايض القديمة بالوادي اجلديد والواحات يتم الري بضخ‬

‫‪100‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫املياه اجلوفية من خزان احلجر الرميل النويب يف قنوات سطحية‪ .‬ونظم الري بمرص بصورة عامة تعاين‬

‫من مشاكل عديدة أمهها‪:‬‬

‫سوء حالة شبكات الري احلالية وانخفاض كفاءة القنوات واملصارف وعدم انتظام حجم‬ ‫‪-‬‬

‫األحواض‪.‬‬

‫عدم استواء سطح األرض داخل احلقل مما يسبب سوء توزيع املياه واإلرساف يف الري‬ ‫‪-‬‬

‫وانخفاض كفاءة الري حلوايل من ‪ 32‬إىل‪.%22‬‬

‫اإلدارة السيئة للري‪ ,‬فاملزارع يميل إىل الري املتكرر مع اإلرساف يف املياه بإضافة كميات‬ ‫‪-‬‬

‫كبرية من املياه أثناء عملية الري أكرب بكثري من االحتياجات الفعلية للنباتات‪ ,‬مما يسبب‬

‫مشاكل امللوحة وارتفاع مستوي املياه يف الرتبة‪.‬‬

‫ال يميل املزارع التقليدي الستخدام الطرق احلديثة لعدم اقتناعه بجدواها‪ ,‬وقلة وجود خربة‬ ‫‪-‬‬

‫فنية لدى املزارعني الستخدامها‪ ,‬وأيضا الرتفاع تكلفة إنشاء الشبكات‪ ,‬مما يكون له تأثري عىل‬

‫اجلدوى االقتصادية للزراعة‪.‬‬

‫‪ 1-1-3‬نظم الرصف الزراعي‬

‫الربنامج الوطني للرصف َن ّفذ عىل مدى العقود األربعة املاضية العديد من الربامج للسيطرة عىل‬

‫التغدق وامللوحة‪ .‬ونظام الرصف الصحي بمرص يتكون من املصارف املفتوحة وحتت السطحية‪,‬‬

‫وحمطات الضخ‪ ,‬ويف عام ‪ ,4224‬كانت املساحة املخدومة باملصارف املغطاة حوايل ‪ 5.43‬مليون‬

‫فدان‪ ,‬زادت إىل حوايل ‪ 5.82‬مليون فدان يف عام ‪ ,4202‬ويتم إرجاع ترصيف املياه من املناطق‬

‫‪101‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫الزراعية عىل جانبي وادي النيل لنهر النيل أو قنوات الري الرئيسية يف صعيد مرص إىل منظومة الري‬

‫مرة ثانية يف شامل مرص والدلتا أو يف البحريات الشاملية‪ ,‬أو يف البحر األبيض املتوسط‪ .‬وشكــل‬

‫(‪ )0-3‬يوضح تطور مساحات األرايض املستفيدة من نظم الرصف املغطى يف الفرتة من ‪4224‬‬

‫وحتى ‪ .4202‬والشكل تم إعداده من بيانات التقرير اإلحصائي السنوي للجهاز املركزي للتعبئة‬

‫العامة واإلحصاء ‪.4204‬‬

‫‪6777‬‬
‫‪9777‬‬ ‫‪5877‬‬
‫‪9889‬‬
‫‪9195‬‬
‫‪5677‬‬
‫‪9741‬‬

‫‪5477‬‬
‫‪9459‬‬
‫‪5177‬‬
‫‪5777‬‬
‫‪1727‬‬ ‫‪1778‬‬ ‫‪1776‬‬ ‫‪1774‬‬ ‫‪1771 7‬‬

‫شكل (‪ ) 2-3‬تطور مساحات األرايض املستفيدة من نظم الرصف املغطى بالفدان‪.‬‬

‫‪ 3-3‬النمو الزراعي واملرشوعات القومية‬

‫‪ 2-3-3‬األرايض الزراعية يف مرص‬


‫معظم أرايض مرص صحراوية‪ ,‬وتقع األرايض الزراعية بالقرب من ضفاف هنر النيل وفروعه وعىل‬
‫ضفاف الرتع الرئيسية‪ .‬وتبلغ مساحة األرايض املزروعة حوايل ‪ 8.8‬مليون فدان (اجلهاز املركزي‬
‫للتعبئة العامة واإلحصاء‪ .)4204 ,‬ونظرا ملحدودية املساحات الزراعية واالزدياد املضطرد يف عدد‬
‫السكان فلقد انخفض نصيب الفرد يف مرص من األرايض املزروعة من حوايل‪ 2.43‬فدان يف عام‬

‫‪102‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 0962‬إىل نحو ‪ 2.005‬فدان يف ‪ ,4202‬كام بالشكل (‪ ,)4-3‬وهذا االنخفاض احلاد يف نصيب‬


‫الفرد من األرايض املزروعة أدى إىل انخفاض إنتاج املحاصيل للفرد الواحد‪ ,‬وهذا يؤثر بشكل‬
‫مبارش عىل األمن الغذائي عىل املستويات الفردية واألرسية واملجتمعية وعىل كامل مرص‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪.079‬‬
‫‪7.8‬‬
‫‪7.6‬‬
‫‪.099‬‬
‫‪7.4‬‬

‫‪.0999‬‬
‫‪.045‬‬ ‫‪7.1‬‬
‫‪1727‬‬ ‫‪2967‬‬ ‫‪2910‬‬ ‫‪2890 7‬‬

‫شكل (‪ )1-3‬تطور نصيب الفرد من املياه واألرايض الزراعية‬

‫وجدول (‪ )4-3‬يبني مساحات املناطق التي تعتمد عىل مياه النيل يف الري يف عام ‪ ,0997‬وعام‬

‫‪ .4207‬وتبني منه أن املساحات الزراعية يف عام ‪ 0997‬كانت حوايل ‪ 7.905‬مليون فدان‪ ,‬ومن‬

‫املخطط أن تصل يف عام ‪ 4207‬إىل ‪ 02.428‬مليون فدان‪ ,‬عىل افرتاض االنتهاء من استصالح‬

‫األرايض املستهدفة بمرشوع توشكي ومرشوع تعمري سيناء‪ ,‬باإلضافة إىل بعض املرشوعات‬

‫الزراعية األخرى‪.‬‬

‫ولقد قدرت مصادر خمتلفة‪ ,‬اخلسائر السنوية من األرايض الزراعية بسبب التوسع العمراين‪ ,‬بني‬

‫‪ 8770‬فدان يف عام ‪ 0989‬و‪ 2265‬يف عام ‪ 0994‬فدان‪ ,‬واملتوسط املسجل وهو ‪ 5822‬فدان أقل‬

‫بكثري من التقديرات املستخدمة من قبل اخلطة الرئيسية لوزارة املوارد املائية والري‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جدول رقم (‪)1-3‬‬


‫مساحات مناطق الري التي تعتمد عىل مياه النيل‬
‫‪1720‬‬ ‫‪2990‬‬ ‫املنطقة‬
‫(ألف فدان)‬ ‫(ألف فدان)‬

‫‪0748‬‬ ‫‪0327‬‬ ‫مرص العليا‬


‫‪0285‬‬ ‫‪0293‬‬ ‫مرص الوسطى‬
‫‪378‬‬ ‫‪362‬‬ ‫الفيوم‬
‫‪4226‬‬ ‫‪4030‬‬ ‫غرب الدلتا‬
‫‪0530‬‬ ‫‪0550‬‬ ‫وسط الدلتا‬
‫‪0882‬‬ ‫‪0273‬‬ ‫غرب الدلتا‬
‫‪642‬‬ ‫‪2‬‬ ‫سيناء مياه سطحية‬
‫‪522‬‬ ‫‪2‬‬ ‫توشكي مياه سطحية‬
‫‪27178‬‬ ‫‪0925‬‬ ‫إمجايل‬
‫املصدر‪ :‬وزارة املوارد املائية والري‬

‫‪ 1-3-3‬استصالح األرايض‬
‫مع قيام ثورة يوليو ‪ 0954‬بدأت مرص أوىل خطواهتا عىل طريق مرشوعات الري العمالقة‪ ,‬فكان‬
‫مرشوع السد العايل هو أعظم املرشوعات اهلندسية اإلنشائية التي متت يف مرص خالل القرن املايض‪,‬‬
‫وهو من أكرب اإلنجازات التي حققتها مرص يف تارخيها احلديث‪ ,‬ويعد هذا املرشوع نقطة حتول يف‬
‫تاريخ الزراعة املرصية‪ ,‬ومنذ عام ‪ 0962‬نجح هذا املرشوع العمالق يف ضبط مياه النيل‪ ,‬والتحكم‬
‫فيها وحتقيق األمن املائي ملرص‪ ,‬مما ساهم يف التوسع يف مرشوعات التنمية الزراعية من ‪ 5.4‬ماليني‬
‫فدان يف اخلمسينيات لتصل إىل ‪ 5.8‬ماليني فدان يف السبعينيات‪ ,‬وأدى ذلك إىل ارتفاع معدل النمو‬
‫الزراعي السنوي يف املتوسط من ‪ %4.6‬يف الثامنينيات إىل ‪ %3.2‬يف التسعينيات ثم إىل ‪ %3.6‬عام‬

‫‪104‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ ,4227‬كام تزايدت مساحة األرايض الزراعية بنحو ‪ 4.3‬مليون فدان خالل هذه الفرتة‪ ,‬وبدأت‬
‫مرص مرشوعات التوسع الزراعي والتي من املفرتض أن تساهم يف زيادة املساحة املأهولة بالسكان‬
‫من ‪ %5.3‬من مساحة مرص إىل ‪ ,%45‬وىف إعادة رسم اخلريطة السكانية بعد خلق جمتمعات عمرانية‬
‫جديدة يف الصحراء املرصية تشكل مناطق جذب سكاين ملا توفره من فرص عمل جديدة‪ .‬وشكل‬
‫(‪ )3-3‬يوضح مساحات األرايض املستصلحة باأللف فدان يف الفرتة من ‪ 0997‬وحتى ‪.4202‬‬

‫‪157‬‬
‫‪45901‬‬
‫‪177‬‬
‫‪257‬‬
‫‪277‬‬

‫‪9708‬‬ ‫‪9408‬‬
‫‪7.08‬‬ ‫‪57‬‬
‫‪1727‬‬ ‫‪1770‬‬ ‫‪1777‬‬ ‫‪2998 7‬‬

‫شكل (‪ )3-3‬استصالح األرايض باأللف فدان يف مرص‬

‫‪ 3-3-3‬مرشوعات الري الكربى‬

‫مرص بدأت يف تنفيذ سلسلة من املرشوعات القومية‪ ,‬التي هتدف إىل رسم خريطة عمرانية‪ ,‬وإنتاجية‬
‫جديدة حتقق التنمية املتوازنة بني أقاليم مرص املختلفة‪ ,‬وتضمن االستغالل األمثل لكافة املوارد‬
‫املتاحة‪ ,‬والتي مل تستغل بعد يف املناطق الصحراوية‪ ,‬وترتكز هذه املرشوعات يف منطقتني مها‪ :‬إقليم‬
‫جنوب مرص وإقليم القناة وسيناء‪ ,‬وسوف تسهم هذه املرشوعات يف خلق جمتمعات عمرانية‬
‫جديدة خارج الوادي يف الصحراء املرصية إذا تم استكامهلا كام هو خمطط هبا دون احليود مع توفيق‬

‫‪105‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫بعض األوضاع‪ ,‬وإصالح منظومة التشغيل اخلاصة هبذه املرشوعات يف إطار احلرص عىل مقدرات‬
‫الوطن‪.‬‬

‫‪ ‬مرشوع تنمية جنوب الوادي (مرشوع توش َكى)‬

‫تقع منطقة جنوب الوادي يف الصحراء الغربية‪ ,‬وهذه الصحراء تتضمن جمموعة منخفضات الوادي‬

‫اجلديد‪ ,‬والتي تقع عىل خط موازى تقريب ًا لنهر النيل ويبعد عنه مابني ‪ 52‬إىل ‪ 422‬كيلومرت‪.‬‬

‫ومنخفض جنوب الوادي يعترب امتدادا طبيعيا ملنخفض الواحات اخلارجة‪ ,‬ويمتد جنوب ًا حتى‬

‫وديان ومنخفضات توشكى‪ ,‬جنوب أسوان بحوايل ‪ 452‬كيلومرت‪ .‬وتبلغ مساحة منخفض جنوب‬

‫الوادي حوايل ‪ 8‬مليون فدان‪ ,‬وإىل الغرب منه يقع درب األربعني الذي يصل السودان بمرص عرب‬

‫الواحات اخلارجة ‪ ,‬وهيدف هذا املرشوع إىل خلق دلتا جديدة جنوب الصحراء الغربية‪ ,‬تساهم يف‬

‫إضافة مساحة تصل إىل ‪ 522‬ألف فدان للرقعة الزراعية يتم رهيا بمياه النيل عرب ترعة الشيخ زايد‪,‬‬

‫التي تبلغ حصتها من مياه بحرية نارص حوايل ‪ 5.5‬مليارات مرت مكعب سنويا‪.‬‬

‫ولقد ظهرت فكرة تنمية األرايض حول منخفض توشكى مواكبة لفكرة إنشاء السد العايل باعتبار‬

‫أنه سوف يتيح إمكانيات لتحسني إدارة املياه وتوفري املناسيب والترصفات الالزمة هلا مبارشة من‬

‫بحرية السد العايل (بحرية نارص)‪ ,‬وبدأ منذ ذلك احلني وضع عدة مقرتحات فيام خيتص بطبيعة‬

‫البنية األساسية واملواقع واملساحات املقرتحة للتنمية يف هذه املنطقة‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫وىف أوائل التسعينيات‪ ,‬ومع التقدم يف تقنيات اإلنشاء والوسائل امليكانيكية والكهربائية ونظم‬

‫التحكم وخالفة أمكن بلورة املرشوع يف وضعة احلايل الستصالح واستزراع ‪ 522‬ألف فدان حول‬

‫منخفضات ُتوشكى‪ ,‬وهيدف املرشوع كام أعلن عنه عند تنفيذه إىل‪:‬‬

‫التغلب عىل الفجوة الغذائية‪ ,‬وذلك بزيادة الرقعة الزراعية بحوايل ‪ 522‬ألف فدان تصل يف‬ ‫‪-‬‬

‫املســتقبل إىل مليون فدان‪ ,‬وتعظيم عائد املوارد املتاحة‪.‬‬

‫زيادة الصادرات الزراعية مما يســاعد يف تقليل العجز يف امليزان التجاري‪ ,‬وتوفري فرص عمل‬ ‫‪-‬‬

‫للكثري من الشباب‪.‬‬

‫التشــجيع عىل اعامر وإسكان وتنمية مناطق جنوب الوادي وختفيف الضغط البرشى عىل‬ ‫‪-‬‬

‫وادي ودلتا النيل‪.‬‬

‫ويضم هذا املرشوع خمتلف األنشطة االقتصادية ويتكون املرشوع من‪ :‬ترعة الشيخ زايد‪ ,‬وهي القناة‬

‫الرئيسية ملرشوع توشكي ويبلغ طوهلا ‪ 52.8‬كيلومرت‪ ,‬ويبلغ مجلة أطوال األفرع األربعة للرتعة‬

‫والدليلني التابعني هلا حوايل ‪ 422‬كيلومرت‪ ,‬وحمطة الرفع العمالقة التي تضخ مياه النيل إيل ترعة‬

‫الشيخ زايد وقد تم تصميم املحطة بحيث يكون أقيص رفع استاتيكي هلا حوايل ‪ 54.5‬مرتا‪ ,‬وأقيص‬

‫ترصف للمحطة ‪ 322‬مرت مكعب يف الثانية‪ ,‬أي حوايل ‪ 45‬مليون مرت كعب يف اليوم‪ ,‬واملحطة‬

‫مصممة بام يضمن استمرارية تشغيلها عند انخفاض منسوب املياه ببحرية نارص إيل أدين حد‬

‫للتخزين احلي (‪ 027.5‬مرت فوق سطح البحر)‪ ,‬وتتكون املحطة من ‪ 40‬وحدة طلمبــــــــات‬

‫(‪ 08‬أساسية ‪ 3 +‬احتياطية)‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ ‬مرشوع رشق العوينات‬

‫من أكرب مرشوعات التنمية الزراعية يف جنوب الوادي‪ ,‬حيث يقع يف اجلزء اجلنويب الغريب من‬
‫الصحراء الغربية‪ ,‬وهيدف إىل إضافة نحو ‪ 432‬ألف فدان للرقعة الزراعية يتم رهيا بالكامل من مياه‬
‫اخلزان اجلويف باملنطقة‪ ,‬وهناك مزاعم أن املرشوع يطبق أسلوب الزراعة النظيفة هبدف توفري إنتاج‬
‫زراعي خال من امللوثات يتم تصدير إنتاجه إىل اخلارج‪ .‬وجتدر اإلشارة هنا إىل أن املرشوع بدأ ييد‬
‫عن ما خطط من أجله‪ ,‬إذ بدأت بعض الرشكات األجنبية يف زراعة الربسيم واألعالف وتصديرها‬
‫إىل دول اخلليج العريب‪ ,‬وهذا يعد تفريطا واضحا يف املخزون اجلويف االسرتاتيجي للمياه عالية‬
‫اجلودة يف جنوب غرب مرص‪.‬‬

‫‪ ‬مرشوع درب األربعني‬

‫يقع مرشوع درب األربعني يف الصحراء الغربية‪ ,‬ويساهم يف إضافة ‪ 04‬ألف فدان من األرايض‬
‫اجلديدة والتي تروى بالكامل من املياه اجلوفية‪ ,‬ويتم زراعة األرايض باستخدام الزراعة العضوية‬
‫وأنظمة الري احلديثة‪ .‬وقد شهدت منطقة املرشوع إقامة ‪ 06‬قرية جديدة وتم توزيع عقود التمليك‬
‫عىل صغار املنتفعني‪ ,‬وأبرز املحاصيل التي نجحت زراعتها يف مرشوع درب األربعني‪ :‬الزيتون‬
‫والتمور والفاكهة واخلرض والنباتات العطرية‪.‬‬

‫‪ ‬مرشوع ترعة السالم‬

‫من أهم مرشوعات التنمية الزراعية حيث يساهم يف إضافة ‪ 642‬ألف فدان للرقعة الزراعية تروى‬

‫بمياه النيل بعد خلطها بمياه الرصف الزراعي‪ ,‬ومتتد ترعة السالم وفروعها بطول ‪ 464‬كيلومرت‪.‬‬

‫وتنقسم إىل مرحلتني‪:‬‬

‫‪108‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫املرحلة األوىل‪( :‬غرب قناة السويس) ومتتد الرتعة بطول ‪ 87‬كيلومرت من مأخذها عىل‬ ‫‪-‬‬

‫فرع دمياط وحتى قناة السويس‪ ,‬وختدم زماما قدره ‪ 442‬ألف فدان‪ ,‬وخترتق الرتعة يف‬

‫مسارها مخس حمافظات هي‪ :‬دمياط‪ ,‬الدقهلية‪ ,‬والرشقية‪ ,‬واإلسامعيلية‪ ,‬وبورسعيد‪.‬‬

‫املرحلة الثانية‪( :‬رشق قناة السويس يف سيناء) وتشمل هذه املرحلة إنشاء سحارة ترعة‬ ‫‪-‬‬

‫السالم أسفل قناة السويس لنقل مياه النيل إىل أرض سيناء‪ ,‬ثم ترعة الشيخ جابر‬

‫وفروعها عىل أرض سيناء بطول ‪ 86.5‬كيلومرت‪ ,‬وإمجايل طول الرتعة وفروعها ‪075‬‬

‫كيلومرت‪ ,‬وختدم الرتعة مساحة ‪ 222‬ألف فدان بسيناء‪.‬‬

‫وهيدف املرشوع كام أعلن عنه إىل‪:‬‬

‫استصالح واستزراع ‪ 222‬ألف فدان عىل مياه امتداد ترعة السالم بمنطقة شامل سيناء‬ ‫‪-‬‬

‫وخلق جمتمع زراعي صناعي تنموي جديد ومتكامل‪.‬‬

‫تقوية وتدعيم سياسة مرص بزيادة اإلنتاج الزراعي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫خلق جمتمعات عمرانية جديدة بغرض التخفيف عن املناطق املكدسة بالسكان يف‬ ‫‪-‬‬

‫الوادي‪ ,‬وربط سيناء بمنطقة الدلتا وجعلها امتداد ًا طبيعي ًا للوادي‪.‬‬

‫استغالل الطاقات البرشية يف أغراض التنمية وإتاحة فرص عمل جديدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وتقدر االحتياجات املائية الالزمة الستصالح واستزراع ‪ 642‬ألف فدان منهم‪ 442‬ألف فدان‬

‫غرب قناة السويس و‪ 222‬ألف فدان رشق قناة السويس‪ ,‬بنحو ‪ 2٫25‬مليار مرت مكعب من املياه‬

‫املخلوطة بني مياه النيل العذبة ومياه الرصف الزراعي بنسبة ‪ 0:0‬بحيث ال تتعدي نسبة امللوحة‪,‬‬

‫ألف جزء يف املليون مع اختيار الرتاكيب املحصولية املناسبة‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 4-3‬اإلسرتاتيجية الزراعية املرصية‬

‫القطاع الزراعي يلعب دورا هاما يف االقتصاد املرصي‪ ,‬حيث يستوعب نسبة كبرية من األيدى‬

‫العاملة وهو الرقم األهم يف الناتج اإلمجايل املحيل ملرص‪ ,‬ويعتمد يف آدائه عيل مياه الري بنسبة تقرتب‬

‫ويتم النمو املضطرد لعدد السكان‪ ,‬وحمدودية املوارد املائية البدء‬


‫من ‪ %85‬مما هو متاح من املياه‪ُ .‬‬

‫وفورا يف تطوير نظم وأساليب الري يف األرايض الزراعية القديمة‪ ,‬لتعظيم االستفادة بكل قطرة من‬

‫املياه املتاحة لتوفري مياه الري الالزمة لألرايض احلالية وأرايض االستصالح اجلديدة‪.‬‬

‫‪ 2-4-3‬أهداف اإلسرتاتيجية الزراعية‬

‫إن األهداف الرئيسية هلذه اإلسرتاتيجية تتمثل يف رفع كفاءة استخدام مياه الري لتعظيم االستفادة‬

‫بكل قطرة من املياه املتاحة لتوفري مياه الري الالزمة لألرايض احلالية وأرايض االستصالح‬

‫اجلديدة‪ .‬وتتمثل األهداف الفرعية هلذه اإلسرتاتيجية الزراعية يف عدة أهداف أمهها‪ :‬التوسع يف‬

‫استخدام نظم الري احلديثة واملتطورة يف الدلتا والوادي واألرايض اجلديدة‪ ,‬وزيادة اإلنتاجية‬

‫الزراعية كام ونوعا لوحدة املساحة املياه‪ ,‬وتطوير نظم اإلدارة الزراعية‪ ,‬ومحاية وصيانة واملحافظة‬

‫عىل األرايض الزراعية القديمة‪ .‬وتطوير البحوث الزراعية ونقل التكنولوجيا‪.‬‬

‫‪ 1-4-3‬التحديات التي تواجه اإلسرتاتيجية الزراعية‬


‫يوجد العديد من املحددات والتحديات التي تواجه تلك التوجهات االسرتاتيجية‪ ,‬وحتد من‬

‫فوائدها ومنها‪:‬‬

‫‪110‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫عدم استقرار السياسات اخلاصة باملوارد املائية‪ ,‬وعدم توفري قواعد كافية للبيانات واملعلومات‬ ‫‪-‬‬

‫للموارد الطبيعية والزراعات املطرية‪.‬‬

‫ضعف اهتامم املزارعني بتطبيق الوسائل احلديثة واملتطورة للري‪ ,‬وعدم ثبات سياسات محاية‬ ‫‪-‬‬

‫وصيانة األرايض الزراعية‪.‬‬

‫قلة دخول املزارعني مما يضعف من قدرهتم عيل تطوير نظم اإلنتاج وأساليب الري‬ ‫‪-‬‬

‫املستخدمة‪.‬‬

‫حمدودية اهتامم املستثمرين ملرشوعات استصالح األرايض عيل استغالل تكنولوجيا الطاقة‬ ‫‪-‬‬

‫اجلديدة واملتجددة لعدم استقرار سعر الطاقة التقليدية‪ ,‬وضعف االستثامر لالستفادة من‬

‫املتبقيات الزراعية‪.‬‬

‫تأثر الزراعة املطرية بالتغريات املناخية يف املناطق اجلافة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 3-4-3‬الربامج واملرشوعات القومية‬

‫احتوت اخلطة التنفيذية األويل (‪ )4207-4202‬من اإلسرتاتيجية الزراعية حتى عام ‪ 4232‬عيل‬

‫عدة مرشوعات أمهها‪:‬‬

‫املرشوع القومي لتطوير الري احلقيل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫املرشوع القومي لرفع كفاءة وصيانة املوارد األرضية الزراعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫املرشوع القومي لشبكة األرصاد الزراعية ومواجهة اآلثار الضارة للتغريات املناخية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫املرشوع القومي الستصالح وزراعة وتنمية األرايض اجلديدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫املرشوع القومي للتنمية املتكاملة للمناطق املطرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪111‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ومل يعد هناك ثمة شك أو خالف حول األمهية احليوية القصوى لإلرساع يف تنفيذ هذا املرشوع‪,‬‬

‫وذلك يف إطار العمل عيل حتقيق أقيص مستويات ترشيد استخدام املوارد املائية يف الزراعة‪ ,‬وتعظيم‬

‫كفاءة استثامر ما يوفره هذا الرتشيد يف جماالت التنمية الزراعية واستزراع األرايض اجلديدة‪ .‬حيث‬

‫أصبحت قضية األمن املائي والغذائي يف مرص متثل أكثر من أي وقت ميض حمورا أساسيا من املنظور‬

‫املجتمعي العام‪ ,‬واملربرات األساسية للمرشوع القومي لتطوير نظم الري عديدة منها عىل سبيل‬

‫املثال ال احلرص‪:‬‬

‫انخفاض كفاءة نظام الري السطحي واهدار مساحات يف إنشاء البتون واملجاري الصغرية‬ ‫‪-‬‬
‫متثل من ‪ 8‬إىل ‪ ,%02‬مع ظهور آثار سلبية لإلرساف يف استخدام املياه مثل انخفاض اإلنتاج‬
‫وجودته وخصوبة الرتبة وارتفاع تكاليف اإلنتاج‪.‬‬
‫تناقص نصيب الفرد من موارد األرايض الزراعية واملياه كام ورد ذكره يف بداية هذا الفصل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قلة الوعي لرتشيد استخدام املياه يف الزراعة وقصور يف إدارة املوارد املائية وتوزيعها يف‬ ‫‪-‬‬
‫النظم القديمة‪.‬‬
‫تعدد اجلهات املرشفة عيل توزيع واستخدام املياه يف زراعة األرايض القديمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهيدف مرشوع تطوير الري إىل‪:‬‬
‫زيادة اإلنتاج الزراعي وحتسني جودته بالتوسع األفقي والرأيس لتحقيق األمن الغذائي‬ ‫‪-‬‬
‫وزيادة الفرص التصديرية‪ .‬وتعظيم االستفادة والعائد من وحديت املياه واألرض ورفع‬
‫كفاءة االستخدام من املياه بالتوسع يف استخدام نظم الري املطورة واحلديثة يف أرايض‬
‫الوادي والدلتا واستخدام املياه التي يتم توفريها الستصالح أراض جديدة للتوسع يف‬
‫الزراعة وزيادة الفرص االستثامرية لتصنيع معدات وخامات شبكات الري احلقيل وزيادة‬
‫دخل املزارعني وخلق فرص عمل جديدة‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫حتقيق الكفاية واملساواة واالعتامدية والتجاوب والشفافية يف توزيع املياه ووصول املياه إيل‬ ‫‪-‬‬
‫احلقول يف الوقت وبالكمية املناسبني مما يؤدي إيل زيادة املحصول بنسب ترتاوح ما بني‬
‫‪02‬إىل ‪.%45‬‬
‫تكوين روابط مستخدمي املياه‪ ,‬ومشاركتهم يف أعامل التطوير يمثل تغيريا اجتامعيا شامال يف‬ ‫‪-‬‬
‫قطاع املزارعني للمشاركة مع السلطة التنفيذية يف األعامل التي تؤدي هلم وبالتايل ينمو‬
‫إحساس املواطن باالنتامء والتعاون والتكافل‪ ,‬هبدف زيادة اإلنتاجية الزراعية ملصلحتهم‪.‬‬
‫أ سلوب الري املتطور ونقل مياه الري إيل احلقول يف أنابيب مغلقة أو يف مساقي مبطنة‬ ‫‪-‬‬
‫باخلرسانة‪ ,‬سوف يؤدي إيل عدم نمو احلشائش وقواقع البلهارسيا وتكاثر البعوض وعدم‬
‫مالمسة املزارعني مع املياه وبالتايل وقاية املزارعني من اإلصابة باألمراض‪.‬‬
‫وسوف يتم من خالل مرشوع تطوير نظم الري احلقيل استخدام تقنيات متطورة سوف‬
‫تشمل ما ييل‪:‬‬
‫استبدال املساقي بخطوط أنابيب يب يف يس أو تبطينها‪ ,‬وإنشاء نقط رفع موحدة وإنشاء‬ ‫‪-‬‬
‫حمابس ملداخل املياه‪.‬‬
‫استبدال املراوي بخطوط أنابيب يب يف يس وتركيب حمابس بمقاسات خمتلفة األحجام وطبقا‬ ‫‪-‬‬
‫للمساحة والرتكيب املحصويل لكل مزارع‪.‬‬
‫التسوية الدقيقة لألرايض بالليزر واستخدام نظام األنابيب املبوبة مع استخدام بيانات املناخ‬ ‫‪-‬‬
‫يف حساب املقننات املائية وجدولة الري‪.‬‬
‫إدخال نظام الري املوضعي للمحاصيل البستانية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ومن املتوقع أن يسهم املرشوع القومي لتطوير الري احلقيل بفوائد عىل مستوى املزارع وعىل‬
‫املستوى القومي من أمهها‪:‬‬
‫ارتفاع متوسط الدخل لصغار املزارعني‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪113‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫إضافة رأساملية حقيقية لقيمة األرايض الزراعية نتيجة ما يدخل عليها من التحسينات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حتقيق العدالة يف توزيع مياه الري عيل مستوي خمتلف املزارعني مما يقيض عيل املشكلة احلالية‬ ‫‪-‬‬
‫ملعاناة املزارعني الذين تقع حقوهلم عند هنايات الرتع واملجاري املائية من نقص أو انعدام‬
‫وصول مياه الري إيل حصوهلم‪.‬‬
‫حتسني البيئة واملحافظة عليها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 4-4-3‬دور الوزارات واملؤسســـات‬

‫ينحرص دور وزارة الزراعة واستصالح األرايض (عيل سبيل املثال) يف حرص ودراسة مجيع مشاكل‬
‫الري عيل مستوي احلقل‪ ,‬وذلك لوضع احللول هلا‪ ,‬وكذلك حرص وتصنف جلميع األرايض‬
‫والرتاكيب املحصولية احلالية واملستقبلية‪ ,‬واستنباط أصناف حماصيل جديدة حمدودة االستهالك‬
‫املائي‪ ,‬وحساب املقننات املائية للمحاصيل املختلفة طبقا لنوعيات األرايض والظروف املناخية لكل‬
‫منطقة‪ ,‬وإعداد برنامج تدريبي يف جمال أعامل تنفيذ وتشغيل وصيانة وإدارة شبكات الري احلقيل يف‬
‫مجيع املحافظات وغري ذلك‪.‬‬

‫يتمثل دور وزارة املوارد املائية والري يف تطوير الشبكة الرئيسية من الرتع لتحويل نظام الري‬
‫باملناوبات إيل نظام الرسيان املستمر مع إنشاء نقط رفع موحدة (حمطات مضخات) وتزويد‬
‫مساحات التطوير واالستصالح اجلديدة باالحتياجات املائية الالزمة وفقا للكميات والتوقيتات‬
‫التي حتددها وزارة الزراعة‪.‬‬

‫وهناك أدوار لوزارات املالية والكهرباء والطاقة واإلسكان واالستثامر واإلعالم‪ ,‬كام تشارك‬
‫مؤسسات أخري مثل كليات الزراعة باجلامعات املرصية والقطاع اخلاص واجلهات االستشارية‬
‫األخرى وبنك االستثامر القومي واملصارف املحلية واألجنبية األخرى واجلهات املانحة‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 5-3‬االستثامر الزراعي يف مرص‬

‫يعترب االستثامر الزراعي يف مرص هو املحرك الرئييس والدافع للتنمية الزراعية املستدامة ومن ثم‬
‫حتقيق األمن الغذائي حيث تضييق الفجوة بني اإلنتاج واالستهالك ورفع كفاءة استغالل املوارد‬
‫املتاحة‪ .‬كام أنه يؤدى إىل إقامة مرشوعات جديدة تنمى القدرة اإلنتاجية والبرشية مما يؤدى إىل زيادة‬
‫معدالت النمو يف الدخل وحتقيق حالة من الرفاهية االقتصادية‪.‬‬

‫وهناك العديد من املشاكل االقتصادية الزراعية املتعلقة باالستثامر الزراعي يف مرص‪ ,‬تتمثل يف ضآلة‬
‫حصة القطاع الزراعي املرصي من االستثامرات القومية‪ ,‬وضعف الرتاكم الرأساميل الزراعي‪,‬‬
‫ومشاكل ومعوقات االستثامر الزراعي يف مرص‪ ,‬باإلضافة إىل الفاقد يف املحاصيل الزراعية بسبب‬
‫ختلف التقنيات أو وسائل احلفظ والتخزين‪.‬‬

‫‪ 2-5-3‬متطلبات تشجيع االستثامر الزراعي‬

‫يمكن تشجيع االستثامر الزراعي اخلاص يف مرص من خالل‪:‬‬

‫االهتامم بوضع خرائط لالستثامر الزراعي يوضح فيها جماالت االستثامر الزراعي ومواقعه‬ ‫‪-‬‬
‫وترتيب أولوياته‪ ,‬واألرايض القابلة لالستصالح واملرافق املتاحة‪.‬‬

‫تطوير النظم اإلدارية التي تتعامل بمرونة وتسهل من إجراءات احلصول عيل الرتاخيص‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتبسيط التعامل مع اجلهات الرسمية‪ ,‬وقرص التدخل احلكومي عيل التأكيد من جدوى‬
‫املرشوع قبل تنفيذه ‪ ,‬ثم متابعة أدائه بعد التنفيذ للمساعدة يف حل املشاكل‪ ,‬والعمل عيل‬
‫استقرار الترشيعات املرتبطة باالستثامر‪ ,‬وإزالة الغموض والتعارض بينها ‪ ,‬والعمل عيل‬
‫استقرار السياسات املالية والنقدية‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫منع القيود اخلاصة بالتسويق والتجارة اخلارجية‪ ,‬وتسهيل عمليات االئتامن الالزمة‬ ‫‪-‬‬
‫ملرشوعات االستثامر الزراعي‪.‬و تدعيم مراكز االستثامر املتخصصة مثل مكتب االستثامر‬
‫الزراعي التابع لوزارة‪ .‬و التوسع يف إقامة املعارض لعرض ُمنتجات الرشكات يف الداخل‬
‫واخلارج وعقد الندوات واملؤمترات عن االستثامر الزراعي وحل مشاكل املستثمرين‪.‬‬

‫تدعيم دور الدولة يف البحوث واإلرشاد والتوجيه والرقابة واالستثامر يف جماالت البنية‬ ‫‪-‬‬
‫األساسية ويف املجاالت التي ال يقبل عليها املستثمر اخلاص والرضورية إلقامة املرشوعات‬
‫االستثامرية واستكامل حلقاهتا اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪ 1-5-3‬فرص االستثامر الزراعي يف مرص‬

‫ُيعد االستثامر الزراعي من أفضل أنواع االستثامر لعدد من األسباب أمهها‪ :‬وجود فجوة كبرية ما‬
‫بني اإلنتاج واالستهالك بسبب حمدودية األرض الزراعية اخلصبة ونقص املوارد من املياه‪ ,‬باالضافة‬
‫إىل أن األرض الزراعية من األصول ذات القيمة املتزايدة باستمرار كلام زادت خصوبتها‪ .‬وحاليا‬
‫حتولت الدول املتقدمة إلنتاج بدائل الطاقة احليوية من املحاصيل الغذائية مثل استخراج االيثانول‬
‫من قصب السكر والقمح والشعري والذرة السكرية‪ .‬وكذلك استخراج البيوديزل من احلبوب‬
‫الزيتية مثل عباد الشمس وفول الصويا والفول السوداين وبذور النخيل والقطن‪ .‬واالستثامر‬
‫الزراعي يف مرص له عدد كبري من املقومات واخلدمات والتي من املفرتض أن تعمل الدولة بكل‬
‫السبل لتوفريها حاليا ومستقبال ومن أمهها‪ :‬حرية حتديد املساحات املزروعة بالنسبة جلميع‬
‫املحاصيل الزراعية يف خطة تركيب حمصويل ختدم األمن الغذائي املرصي‪ ,‬وتسهيل وتقديم الدعم‬
‫للقطاع اخلاص يف جمال إنتاج وتوزيع واسترياد مستلزمات اإلنتاج الزراعي وتشمل األسمدة‬
‫الكياموية والتقاوي واملبيدات الكياموية‪ ,‬باإلضافة إىل إطالق حرية البيع جلميع املحاصيل الزراعية‪,‬‬

‫‪116‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫وحترير أسعار املحاصيل الزراعية‪ ,‬وأسعار مستلزمات اإلنتاج الزراعي‪ ,‬مع توفري مصادر املياه‬
‫خاصة مع استخدام أساليب الري احلديثة‪.‬‬

‫‪ 6-3‬األمن الغذائي املرصي‬

‫تعرف املنظمة العربية للتنمية الزراعية األمن الغذائي عىل أنه توفري الغذاء بالكمية والنوعية‬
‫الالزمتني للنشاط والصحة لكل اإلفراد يف كل األوقات من اإلنتاج املحيل‪ ,‬وفقا ملزاياها النسبية‬
‫والتنافسية‪ ,‬أو عن طريق االسترياد وباألسعار حسب اإلمكانات التي تتناسب ودخول املستهلكني‪.‬‬
‫ويرتكز مفهوم األمن الغذائي حسب تعريف املنظمة عىل ثالثة عنارص أساسية هي‪ :‬توافر الغذاء‬
‫بالكمية الكافية والنوعية املطلوبة لضامن استعامالته لعيش حياة صحيحة صحية‪ ,‬مع استمرارية‬
‫تواجد هذا الغذاء أو ضامن استمرارية تدفقه بحد أدنى عىل امتداد السنة‪ ,‬فضال عن توفر القدرة‬
‫الرشائية الكافية لدى املواطنني ليتمكنوا من احلصول عىل الغذاء الكايف ويف كل األوقات‪ ,‬هذا وال‬
‫يقترص مفهوم األمن الغذائي عىل إنتاج أو توفري كل االحتياجات الغذائية األساسية بل يتعدى ذلك‬
‫ليتضمن أيضا توفري املدخالت‪ ,‬وكذا الوسائل الالزمة لتوفري هذه االحتياجات الغذائية‪.‬‬

‫‪ 2-6-3‬الزراعة واألمن الغذائي يف العامل‬

‫هناك أكثر من مليار شخص يعيشون يف فقر مدقع يف الوقت احلارض‪ ,‬والنمو االقتصادي احلايل‬
‫القائم بشكل رئييس عىل الزراعة‪ ,‬وعىل األنشطة الريفية غري الزراعية‪ ,‬ي َعد أمر ًا رضوري ًا لتحسني‬
‫األحوال املعيشية‪ ,‬سيام وغالبية الفقراء يعيشون يف املناطق الريفية‪ .‬وتتوقع منظمة األغذية والزراعة‬
‫حصول زيادة كبرية يف العجز يف التجارة الزراعية للبلدان النامية حتى عام ‪ ,4232‬ولقد خلصت‬
‫دراسة قامت هبا منظمة األغذية والزراعة إىل عدد من النتائج أمهها‪:‬‬

‫‪117‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫مزايا العوملة يف األغذية والزراعة يمكن أن تفوق املخاطر والتكاليف‪ ,‬فالعوملة‪ ,‬عىل سبيل‬ ‫‪-‬‬
‫املثال‪ ,‬قد أسهمت يف حتقيق التقدم يف جمال التخفيف من حدة الفقر يف آسيا غري أهنا أسهمت‬
‫كذلك يف بروز رشكات للغذاء متعددة اجلنسيات‪ ,‬مع إمكانية ترك املزارعني يف العديد من‬
‫البلدان ألراضيهم‪ .‬ولكي جتني البلدان النامية مزايا العوملة فإهنا بحاجة إىل اإلطار القانوين‬
‫واإلداري بام يمكنها من درء املخاطر التي هتددها‪ ,‬فاالنفتاح باجتاه األسواق الدولية‬
‫واالستثامرات يف البنية التحتية وتعزيز التكامل االقتصادي‪ ,‬من شأنه أن جيعل العوملة حتقق‬
‫مزاياها لصالح األمن الغذائي للفقراء‪.‬‬
‫سيزداد اعتامد البلدان النامية عىل واردات احلبوب واللحوم واحلليب‪ ,‬حيث أن إنتاجها من‬ ‫‪-‬‬
‫هذه املوارد سوف ال يتامشى مع نمو الطلب‪ ,‬ومن املتوقع أن يغطي إنتاجها من احلبوب‬
‫بحلول عام ‪ 4232‬نحو ‪ ,%86‬مما سريفع صايف الواردات من احلبوب من ‪ 023‬مليون طن‬
‫حاليا إىل حوايل ‪ 465‬مليون طن بحلول عام ‪.4232‬‬
‫ال ناجت ًا عن ازدياد اإلنتاجية‪ ,‬ففي البلدان‬
‫سيكون جزء كبري من النمو يف إنتاج الغذاء مستقب ً‬ ‫‪-‬‬
‫النامية ستحصل زيادة بنسبة ‪ %72‬تقريب ًا يف إنتاج املحاصيل (زيادة رأسية)‪ ,‬وحوايل ‪%42‬‬
‫نتيجة التوسع يف رقعة األرايض الصاحلة للزراعة‪ ,‬وحوايل ‪ %02‬نتيجة زراعة حماصيل‬
‫متعددة واختصار فرتات إراحة األرايض‪.‬‬
‫سيكون توسع رقعة املساحات املخصصة إلنتاج الغذاء أبطأ مما كان عليه يف السابق‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫وستحتاج البلدان النامية إىل ‪ 472‬مليون فدان إضافية لزراعة املحاصيل‪ ,‬وسيكون هذا‬
‫التوسع بشكل رئييس يف جنوب الصحراء الكربى األفريقية وأمريكا الالتينية‪ .‬وربام يكون‬
‫جزء كبري من هذا التوسع اإلضايف من اجتثاث الغابات‪ .‬أما يف بلدان نامية أخرى فتخضع‬
‫األرايض الصاحلة تقريبا لالستغالل‪ ,‬مما يعني أن بعض البلدان واملجتمعات سيواجه‬
‫مشاكل تتعلق بندرة األرايض‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 1-6-3‬حتقيق األمن الغذائي املرصي‬


‫املوقف الغذائي العاملي اليوم أكثر تعقيد ًا وحساسية فقد برزت خالل عام ‪ 4228‬ألول مرة يف‬

‫التاريخ احلديث أزمة الغذاء العاملي وستكون معرضة للتكرار فالعوامل املسببة هلا موجودة وكامنة‬

‫حتت السطح‪ ,‬وتشري تقارير املنظامت االقتصادية الدولية إىل وجود اجتاه عام لنقص املخزون العاملي‬

‫من الغذاء‪ ,‬وارتفاع أسعاره‪ ,‬وسوف يكون حتقيق األمن الغذائي يف مرص رضورة ملحة وحيوية يف‬

‫ظل تزايد العجز يف امليزان التجاري الغذائي املرصي بصفة خاصة والعاملي بصفة عامة األمن‬

‫الغذائي املرصي سيتحقق عن طريق سبعة حماور رئيسية معروفة لكل متخذي القرارات وكافة‬

‫احلكومات السابقة واحلالية وهي‪:‬‬

‫زيادة اإلنتاجية الزراعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫احلد من الفاقد اإلنتاجي والتسويقي للسلع الغذائية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ترشيد االستهالك الغذائي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫اإلصالح املؤسيس للزراعة املرصية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫زيادة االستثامرات املوجهة للقطاع الزراعي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫االهتامم باملرشوعات الصغرية يف القطاع الريفي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الرتكيز عىل املدخل التكاميل لتحقيق األمن الغذائي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 3-6-3‬دور القطاع الزراعي يف حتقيق األمن الغذائي‬

‫كمكون رئييس من‬


‫القطاع الزراعي يف مرص يلعب دورا هاما حتقيق األمن الغذائي للمجتمع ُ‬
‫مكونات حتقيق األمن القومي‪ ,‬وىف استيعاب نسبة كبرية من القوى البرشية تقرتب من ‪ %47‬من‬

‫‪119‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جمموع القوى العاملة‪ ,‬وتعترب حتى اآلن من أكرب القطاعات العاملية يف مرص‪ ,‬وأيضا تأتى مسئولية‬

‫هذا القطاع بشكل أو بآخر يف زيادة حصيلة الدولة من العمالت األجنبية عن طريق زيادة حصيلة‬

‫الصادرات الزراعية وكذلك تأيت مسؤوليته كهدف اسرتاتيجي وقومي لسد جزء من الطلب املحىل‬

‫عىل تلك املُنتجات الزراعية‪ ,‬وكأهم األدوات عىل اإلطالق لتحقيق األمن الغذائي املرصي‪.‬‬

‫واجلدول (‪ )3-3‬يوضح نسبة السكان الناشطون اقتصاديا يف القطاع الزراعي وحصته من جمموع‬

‫الناتج املحيل اإلمجايل‪.‬‬

‫وهناك عالقة بني حتقيق األمن الغذائي واملوارد الزراعية املتاحة من أرض ومياه وعاملة مدربة وتوفر‬

‫عنارص رأس املال‪ ,‬والقدرات اإلدارية القادرة عىل حتقيق االستفادة القصوى من هذه املوارد‪,‬‬

‫وتوفر التكنولوجيا القادرة عىل حتقيق مستويات عالية‪ ,‬كذلك يرتبط حتقيق األمن الغذائي‬

‫بمستويات االستهالك من الغذاء‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)3-3‬‬

‫السكان الناشطون افتصادي ًا يف القطاع الزراعي وحصتهم من جمموع الناتج املحيل اإلمجايل‬
‫نسبة السكان يف قطاع الزراعة من‬ ‫نسبة املسامهة يف الناتج املحيل‬ ‫السنة‬
‫امجايل السكان ‪%‬‬ ‫‪%‬‬

‫‪35‬‬ ‫‪06.9‬‬ ‫‪2995‬‬


‫‪30‬‬ ‫‪05.6‬‬ ‫‪1777‬‬
‫‪48‬‬ ‫‪05.2‬‬ ‫‪1775‬‬
‫‪48‬‬ ‫‪02.9‬‬ ‫‪1776‬‬
‫‪47‬‬ ‫‪02.2‬‬ ‫‪1770‬‬
‫‪46‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1727‬‬
‫املصدر‪ :‬منظمة األغذية والزراعة‪-‬الفاو‬

‫‪120‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫وبصفة عامة فإن املحددات والتحديات التي تؤثر يف حتقيق األمن الغذائي يف مرص عديدة ومتنوعة‪,‬‬

‫منها عىل سبيل املثال ال احلرص‪:‬‬

‫الزيادة السكانية املضطردة مقارنة بانخفاض دراماتيكي يف مساحة األرايض الزراعية‬ ‫‪-‬‬

‫وخاصة األرايض القديمة‪ ,‬و حمدودية املوارد الزراعية املتاحة خاصة املوارد املائية‪ ,‬وعدم‬

‫االكتفاء الذايت من املحاصيل اإلسرتاتيجية‪.‬‬

‫انفتاح األسواق للتجارة العاملية‪ ,‬يف إطار منظمة التجارة العاملية واتفاقية اجلات‪ ,‬وسياسة‬ ‫‪-‬‬

‫األسواق املفتوحة أمام مجيع املُنتجات‪.‬‬

‫ارتفاع مستويات املعيشة‪ ,‬والتي تؤدى إىل زيادة الطلب عىل املُنتجات الغذائية وبالتايل‬ ‫‪-‬‬

‫ارتفاع متوسط استهالك الفرد وهو ما يقلل من القدرة عىل حتقيق األمن الغذائي‪.‬‬

‫وهناك أهداف عديدة عند التخطيط للسياسة الزراعية لتحقيق متطلبات األمن الغذائي‪ ,‬من أمهها‬

‫التخصيص واالستخدام األمثل للموارد الزراعية املتاحة سواء أرض أو مياه أو رأس مال أو‬

‫تكنولوجيا أو إدارة لكل تلك املوارد‪ .‬وحتقيق أعىل معدل نمو لإلنتاج الزراعي واالكتفاء الذايت من‬

‫املحاصيل الزراعية اإلسرتاتيجية أو حتقيق نسبة اكتفاء ذايت منها‪ .‬وزيادة الصادرات الزراعية التي‬

‫تتميز بميزة تنافسية مثل القطن واألرز والفاكهة والنباتات الطبية والعطرية‪ ,‬والتوسع يف إجياد‬

‫فرص عمل يف الزراعة وهى املنوط هبا أن تساهم بحد كبري يف امتصاص البطالة‪ ,‬ورضورة ترشيد‬

‫املياه الستصالح ‪ 3.2‬مليون فدان حتى عام ‪ 4207‬من خالل املشاريع القومية الكربى يف توشكى‬

‫والعوينات ودرب األربعني وترعة السالم يف ظل ظروف املياه املحدودة ‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 4-6-3‬مستقبل األمن الغذائي املرصي‬

‫مستقبل األمن الغذائي يف مرص شديد اخلطورة وغري مبرش عىل اإلطالق يف ظل ما تعانيه مرص من‬

‫تدهور يف كافة القطاعات‪ ,‬فتعداد السكان يف مرص سيصل إىل أكثر من ‪ 048‬مليون نسمة بحلول‬

‫عام ‪ 4252‬والفجوة الغذائية املرصية تقرتب من ‪ ,%62‬وبنسب تزيد عن ‪ %62‬للقمح‪ ,‬وحوايل‬

‫‪ %92‬ملجموعة زيوت الطعام‪ ,‬وحوايل ‪ %22‬للذرة‪ ,‬والشكل (‪ )2-3‬يوضح بعض السلع‬

‫واملحاصيل اإلسرتاتيجية التي ال تستطيع مرص حتى اآلن حتقيق االكتفاء الذايت فيها‪.‬‬

‫‪%83.9‬‬
‫‪%277‬‬

‫‪%57‬‬ ‫‪%62.4‬‬ ‫‪%87‬‬

‫‪%47‬‬ ‫‪%67‬‬

‫‪%47‬‬

‫‪%7‬‬ ‫‪%27‬‬ ‫‪%17‬‬

‫‪7‬‬
‫زيت‬ ‫زيت‬ ‫زيت عباد‬ ‫اللحوم‬
‫الذرة‬ ‫القمح‬
‫النخيل‬ ‫الصويا‬ ‫الشمس‬ ‫احلمراء‬

‫شكل (‪ ) 4-3‬النسبة املئوية لالكتفاء الذايت من املحاصيل اإلسرتاتيجية يف مرص‬

‫ويتطلب احلفاظ عىل معدل األمن الغذائي املرصي بمستوياته احلالية حتى العام ‪ 4232‬زيادة‬
‫الرقعة الزراعية املرصية إىل نحو ‪ 04‬مليون فدان باملقارنة بنحو ‪ 8.8‬مليون فدان حاليا للحفاظ عىل‬
‫الفجوة الغذائية عند معدالهتا احلالية وليس لتحقيق االكتفاء الذايت املنشود‪ ,‬وهذا األمر بالغ‬

‫‪122‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫الصعوبة يف ظل حمدودية موارد املياه‪ .‬والظروف احلالية حيث دور القطاع الزراعي مهمل‪ ,‬ومشاكل‬
‫املياه مع دول حوض النيل سوف تزيد الفجوة الغذائية املرصية بنسب ترتاوح بني ‪ 45‬و‪ %32‬يف عام‬
‫‪ ,4232‬مما سيستنفد جزءا كبريا من إمكانات االقتصاد املرصي يف مواجهة زيادة أسعار الغذاء يف‬
‫ظل تغريات املناخ وأثره عىل نقص اإلنتاجية العاملية وارتفاع أسعار النقل البحري للحاصالت‬
‫الغذائية‪.‬‬

‫‪ 5-6-3‬حتديات األمن الغذائي املرصي‬

‫يتاج املواطن املرصي لكميات معينة من املحاصيل والسلع سنويا والتي جيب أن توفرها الدولة له‬
‫لتامني الغذاء كأحد متطلبات العيش الكريم وهذه املتطلبات رغم بساطتها إال أن احلكومات وعىل‬
‫مر عقود مل تستطع تلبيتها باستمرار وهذه الكميات قدرت بحوايل ستة كيلوجرامات من الفول‬
‫وحوايل أربعون كيلوجرام من األرز‪ ,‬و‪ 062‬كيلوجرام من القمح‪ ,‬ونحو سبعني كيلوجرام من‬
‫الذرة وثالثني كيلوجرام من السكر‪.‬‬

‫‪ ‬التصحر والبناء عىل األرايض الزراعية‬

‫تعترب مشكلة التصحر والبناء عىل األرايض الزراعية من أكرب املشاكل التي هتدد األمن الغذائي يف‬
‫مرص‪ ,‬حيث تعد ظاهرة التصحر يف األرايض الزراعية إحدى املشكالت التي تواجه واضعي‬
‫السياسات الزراعية يف مرص وحتدث هذه الظاهرة من خالل حتويل األرايض الزراعية إىل أراض‬
‫غري ُمنتجة‪ .‬وأهم صور التصحر تتجىل يف جتريف وإزالة الطبقة اخلصبة من الرتبة‪ ,‬وتغريات‬
‫استخدامات األرايض مثل حتويل األرايض الزراعية إىل مبان ومنشآت عمرانية‪ ,‬كام تتعرض بعض‬
‫األرايض املرصية للتملح والقلوية وارتفاع مستوى املاء األريض بسبب اختالل التوازن بني الري‬
‫الزائد والرصف اجلائر‪ ,‬وتشري اإلحصائيات إىل أن مرص تفقد سنوي ًا حوايل ‪ 62‬ألف فدان من‬

‫‪123‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫األرايض الزراعية‪ .‬كام أهنا فقدت حوايل ‪ %36‬من أراضيها الزراعية خالل العرشين السنة املاضية‬
‫بسبب االمتداد العمراين وأن األرايض املشبعة بامللوحة يف مرص متثل نسبة ‪ %32‬من املساحات‬
‫املنزرعة‪ ,‬وظاهرة القضاء عىل األرايض الزراعية تتسبب يف خسائر اقتصادية ضخمة تصل إىل ‪04‬‬
‫مليار جنيه سنوي ًا‪ ,‬والبد ل لدولة أن تضع ترشيعات صارمة عىل كل من يقوم بمثل هذه األعامل‬
‫وجيرمها حيث متلك مرص من القوانني ما يمنع هذا التعدي عىل األرايض الزراعية بكافة أشكاله‬
‫وأنواعه‪.‬‬

‫‪ ‬الرتكيب املحصويل‬

‫هيكلة الرتكيب املحصويل‪ ,‬بام يؤ ِّدي لالكتفاء الذايت من السلع الزراعية اإلسرتاتيجية‪ ,‬يف ظل‬
‫ويقق ٌّ‬
‫كل من أهداف املزارعني يف‬ ‫املوارد املتاحة‪ ,‬بحيث يرشد القدر املستخدَ م من املوارد املائية‪ُ ,‬‬
‫ربح مع قول‪ ,‬وأهداف الدولة يف األمن الغذائي‪.‬من خالل العمل عىل زيادة رقعة املحاصيل‬
‫اإلسرتاتيجية؛ كالقمح‪ ,‬والفول‪ ,‬والعدس‪ ,‬والذرة الشامية‪ ,‬وفول الصويا‪ ,‬والسمسم‪ ,‬وبنجر‬
‫السكر‪ ,‬والثوم‪ ,‬والطامطم‪ ,‬والبطاطس‪ ,‬مع ترشيد رقعة حماصيل الشعري‪ ,‬واألرز‪ ,‬وقصب السكر‪,‬‬
‫والقطن‪ ,‬والربسيم‪ ,‬والبصل‪ ,‬والرتمس‪ ,‬واحللبة‪.‬‬

‫‪ ‬حمدودية املخزون اإلسرتاتيجي‬

‫البد من وضع خطة لبناء خمزون إسرتاتيجي من القمح‪ ,‬تكفي احتياجات االستهالك املحيل مدة‬
‫أطول من ستة شهور؛ لتأمني االقتصاد القومي ضد ارتفاع األسعار العاملية‪ ,‬وضد حدوث أزمات‬
‫غذائية نتيجة انخفاض اإلنتاج العاملي‪ ,‬والتوسع يف خلط دقيق القمح بدقيق الذرة يف صناعة اخلبز‪,‬‬
‫واالستفادة من رشاء أصناف القمح التي تستوردها مرص يف الشهور التي تنخفض فيها أسعاره يف‬
‫األسواق العاملية‪ ,‬وتنويع مصادر احلصول عىل القمح املستورد‪ ,‬بدالً من تركيز عملية االسترياد يف‬

‫‪124‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫أسواق أوروبا والواليات املتحدة‪ ,‬وتشديد الرقابة عىل املخابز؛ للحد من ظاهرة ترسب القمح‬
‫واخلبز‪ ,‬وتوعية املستهلكني برتشيد االستهالك من القمح؛ لرفع نسبة االكتفاء الذايت منه‪ ,‬خاصة‬
‫وأن معدالت استهالك الفرد للقمح يف مرص من أعىل املعدالت عىل مستوى العامل‪.‬‬

‫‪ ‬االعتامدية وعدم االكتفاء الذايت من املحاصيل اإلسرتاتيجية‬

‫ال حتقق مرص االكتفاء الذايت إال يف اخلرضاوات والفاكهة واألرز مع وجود عدم استقرار يف‬
‫سياسات زراعات القطن بني ما نزرعه من أصناف تصديرية وما نحتاجه ملصانعها‪ ,‬واجلـــدول‬
‫(‪ )2-3‬يبني جدول اإلنتاجية واالستهالك ونسب االكتفاء ألهم السلع واملحاصيل الزراعية عام‬
‫‪ .4202‬أما بالنسبة ملحاصيل الزيوت‪ ,‬مثل فول الصويا‪ ,‬والسمسم‪ ,‬والفول السوداين‪ ,‬ودوار‬
‫الشمس‪ ,‬فتحقق نسب اكتفاء ذايت من تصل إىل نحو ‪ %02‬تقريبا وهي نسبة متدنية جدا‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)4-3‬‬

‫اإلنتاجية واالستهالك ونسب االكتفاء ألهم السلع واملحاصيل الزراعية عام ‪.1727‬‬
‫اإلكتفاء الذايت ‪%‬‬ ‫االستهالك (ألف طن)‬ ‫اإلنتاج (ألف طن)‬ ‫السلع الغذائية‬

‫‪22.5‬‬ ‫‪07685‬‬ ‫‪7069‬‬ ‫القمح‬


‫‪60.2‬‬ ‫‪04529‬‬ ‫‪7686‬‬ ‫الذرة الشامية‬
‫‪002.6‬‬ ‫‪2994‬‬ ‫‪5542‬‬ ‫األرز‬
‫‪020‬‬ ‫‪02975‬‬ ‫‪05030‬‬ ‫اخلرضوات الطازجة‬
‫‪024.7‬‬ ‫‪6202‬‬ ‫‪6079‬‬ ‫الفاكهة الطازجة‬
‫‪83.9‬‬ ‫‪0083‬‬ ‫‪994‬‬ ‫اللحوم احلمراء‬
‫‪97.0‬‬ ‫‪977‬‬ ‫‪929‬‬ ‫الدواجن والطيور‬
‫‪88.0‬‬ ‫‪0208‬‬ ‫‪0325‬‬ ‫االسامك‬
‫املصدر‪ :‬التقرير اإلحصائي السنوي للجهاز املركزي للتعبئة العامة واإلحصاء‬

‫‪125‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫الفصل الرابع‪ :‬نظــــــرية املياه الافرتاضيـــــــــة‬

‫‪126‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫الفصل الرابع‬

‫نظــــــرية املياه االفرتاضــــــية‬

‫‪ 2-4‬مقدمة‬

‫نظرية "املياه االفرتاضية" َترتكز يف األساس عىل أن البرش ال يستهلكون فقط املياه من خالل‬
‫استخداماهتا العادية واملعروفة كالرشب أو ِ‬
‫االستحامم وكافة االستخدامات املنزلية‪ ,‬بل هناك‬

‫استخدامات أخرى كثرية مل يكن يتم تقديرها يف السابق‪ ,‬خاصة يف جماالت إنتاج األغذية‬

‫واملُنتجات االستهالكية‪ ,‬واألنشطة الرتفيهية‪ ,‬واخلدمات‪ .‬ولقد تم إدخال مفهوم "املياه‬

‫االفرتاض ّية" من قبل العامل الربيطاين توين آالن يف مطلع التسعينات‪ ,‬ولقد استغرق األمر ما يقرب‬

‫من عقد من الزمن للحصول عىل االعرتاف العاملي بأمهية هذا املفهوم لتحقيق األمن املائي‬

‫اإلقليمي والعاملي‪ .‬ولقد عقد أول اجتامع دويل حول موضوع املياه االفرتاضية يف ديسمرب عام‬

‫‪ 4224‬يف دلفت‪ ,‬هبولندا‪ .‬ويف املنتدى العاملي الثالث للمياه يف اليابان‪ ,‬يف مارس ‪ ,4223‬خصصت‬

‫جلسة خاصة ملسألة مقايضة املياه االفرتاضية‪.‬‬

‫و لك أن تعرف عزيزي القارئ أنه بحسب تلك النظرية‪ ,‬فإن كوب القهوة الذي تتناوله يف الصباح‪,‬‬

‫يستهلك حوايل ‪ 022‬لرت ًا من املياه العذبة‪ ,‬تم استهالكها يف إنامء وإنتاج وتعبئة وشحن حبوب‬

‫القهوة املستخدمة‪ ,‬وهذه الكمية ُتعادل تقريب ًا كمية املياه التي يستخدمها شخص عادي يف معظم‬

‫دول العامل املتقدم لكل احتياجاته املنزلية اليومية‪ ,‬ويستهلك الشخص األمريكي يف املتوسط نحو‬

‫ستة آالف لرت من املياه االفرتاضية يومي ًا ضمن ما يستهلكه من سلع وخدمات واستخدامات‬

‫‪127‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫منزلية‪ ,‬وهذه الكمية تعادل أكثر من ثالثة أمثال متوسط استهالك الشخص يف الصني‪ .‬ولكي نعطى‬

‫صورة أكثر وضوحا عن مفهوم حمتوى املياه االفرتاضية لبعض السلع واملُنتجات البد من ذكر‬

‫بعض األمثلة التوضيحية‪ ,‬ومنها عىل سبيل املثال‪ ,‬الكيلوجرام واحد من احلبوب يتاج من ألف إىل‬

‫ألفني لرت من املياه‪ ,‬واملُنتجات احليوانية تتطلب املزيد من املياه العذبة فإنتاج كيلوجرام واحد من‬

‫حلم البقر يتاج يف املتوسط نحو ‪ 06‬ألف لرت من املاء‪ ,‬وهناك مثال آخر فعندما يستورد بلد ما طن ًا‬

‫من القمح أو الذرة‪ ,‬إنام يستورد فعلي ًا معه "مياه ًا افرتاضية" أي املياه الالزمة إلنتاج تلك‬

‫املحاصيل‪ .‬وحتقق البلدان املستوردة وفورات من خالل جتارة املياه االفرتاضية‪ ,‬فعىل سبيل املثال‬

‫تقدّ ر الوفورات اإلمجالية يف املياه العذبة التي حققتها مرص من خالل واردات الذرة فقط عام‬

‫‪ 4222‬بنحو ‪ 4.7‬مليار مرت مك ّعب من املياه‪.‬‬

‫‪ 1-4‬تعريف املياه االفرتاضية‬

‫املياه االفرتاضية هي املياه املتضمنة يف املُنتج أو السلعة أو اخلدمة‪ ,‬ليس باملعنى احلقيقي‪ ,‬ولكن‬

‫باملعنى االفرتايض فهي تشري إىل املياه الالزمة إلنتاج املُنتج أو السلعة‪ .‬كام تسمى أحيانا " املياه‬

‫اخلارجية "‪ ,‬والتي تشري إىل املياه االفرتاضية املستوردة لبلد ما‪ ,‬وهو ما يعني استخدام هذه املياه يف‬

‫البلد املستورد وتضاف إىل "املياه األصلية يف البلد‪ .‬وللوصول إىل تعريف كمي أكثر دقة للمياه‬

‫االفرتاضية‪ ,‬هناك هنجني أو طريقتني خمتلفتني يتم تطبيقهام‪ :‬النهج األول وفيه‪ ,‬يتم تعريف حمتوى‬

‫املياه االفرتاضية‪ ,‬بحجم املياه التي استخدمت إلنتاج املُنتج أو السلعة أو اخلدمة‪ ,‬وهذا بالطبع‬

‫سيعتمد عىل ظروف اإلنتاج‪ ,‬بام يف ذلك مكان وزمان اإلنتاج وكفاءة استخدام املياه‪ ,‬فعىل سبيل‬

‫املثال فإنتاج كيلوجرام واحد من احلبوب يف البالد القاحلة يتطلب من مرتني إىل ثالث مرات أكثر‬

‫‪128‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫من املياه الالزمة إلنتاج نفس الكمية يف البالد الرطبة‪ .‬والنهج الثاين‪ ,‬يأخذ عملية احلساب من‬

‫منظور املستخدم النهائي للسلع وليس من منظور ُمنتج السلع‪ ,‬ويدد املستخدم حمتوى املياه‬

‫االفرتاضية لل ُمنتج وكمية املياه املطلوبة إلنتاج املُنتج أو السلعة أو اخلدمة يف مكان ما حيث توجد‬

‫احلاجة هلذا املُنتج‪ ,‬وهذا التعريف ذو عالقة بكمية املياه املتاحة واملفاضلة بني إنتاج السلع أو‬

‫استريادها‪ .‬وتكمن الصعوبة يف هذا التعريف إذا تم استرياد ُمنتج أو سلعة إىل مكان ما حيث ال‬

‫يمكن أن ينتج فيه‪ ,‬فعىل سبيل املثال وبسبب الظروف املناخية‪ ,‬ما هو مضمون املياه االفرتاضية من‬

‫األرز يف هولندا؟ حيث ال يتم إنتاجه هناك ولكنه يتم استرياده فقط‪ .‬ولقد اقرتح رينالت يف عام‬

‫‪ 4223‬أن ننظر إىل حمتوى املياه االفرتاضية كبديل مناسب لل ُمنتجات والسلع‪(.‬حتديد سعر السلعة‬

‫طبقا ملحتواها من املياه االفرتاضية)‪ ,‬وهذا بالطبع سيفتح بابا آخرا يف حساب حمتوى املياه‬

‫االفرتاضية العذبة يف ُمنتجات مياه البحار واملحيطات ‪.‬‬

‫‪ 2-1-4‬فوائد جتارة املياه االفرتاضية‬

‫جتار ة املياه العذبة بمعناها احلقيقي وذلك بنقل املياه من مكان الوفرة املائية إىل مكان آخر يعاين‬

‫عجزا يف املوارد املائية‪ ,‬ليست ذات جدوى اقتصادية عىل األقل حتى اآلن حيث العوائق‬

‫والتحديات اهلندسية والتمويلية‪ ,‬أما جتارة املياه االفرتاضية فلها عدد من الفوائد أمكن حرص أمهها‬

‫كالتايل‪:‬‬

‫يمكن لتجارة املياه االفرتاضية أن تستخدم كأداة لتحقيق األمن املائي لبعض الدول‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫القدرة عىل استخدام املياه االفرتاضية املستوردة بكفاءة يساعد الدول التي تعاين من ندرة‬ ‫‪-‬‬

‫املياه يف ختفيف الضغط عىل مواردها املائية املحدودة‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫يمكن رؤية املياه االفرتاضية كمصدر بديل للمياه وكأداة إضافية لتحقيق األمن اإلقليمي‬ ‫‪-‬‬

‫من املياه والغذاء‪.‬‬

‫هناك إمكانية أن تكون جتارة املياه االفرتاضية أداة يف حل املشاكل اجليوسياسيـــة وحتى‬ ‫‪-‬‬

‫يف منع احلروب بسبب الرصاع عىل موارد املياه‪.‬‬

‫إمكانية االستفادة من املزايا النسبية يف إنتاج بعض السلع والتي حتققها البالد ذات الوفرة‬ ‫‪-‬‬

‫املائية‪ ,‬بدال من ختزين املياه وما قد يتطلبه من تقنيات وتكاليف اقتصادية وبيئية عالية‪.‬‬

‫التسعري والتكنولوجيا يمكن أن تكون وسيلة لزيادة كفاءة استخدام املياه املحلية أما جتارة‬ ‫‪-‬‬

‫املياه االفرتاضية بني الدول فيمكن أن تكون أداة لزيادة 'االستخدام العاملي للمياه بكفاءة‪.‬‬

‫إنتاج املُنتجات كثيفة االستخدام للمياه يف األماكن التي تتوافر فيها املياه بكثرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫جتارة املياه االفرتاضية من دولة حيث إنتاجية املياه مرتفعة نسبيا لدولة أخرى حيث‬ ‫‪-‬‬

‫إنتاجية املياه منخفضة نسبيا يعمل عىل حتقيق وفورات حقيقية للمياه عىل مستوى العامل‪.‬‬

‫جتارة املياه االفرتاضية بديل واقعي ومستدام وصديق للبيئة أكثر من نقل املياه نفسها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تطبيق فكرة جتارة املياه االفرتاضية تؤثر بشكل خطري عىل إدارة أحواض األهنار الدولية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫اإلنتاج األمثل ليس فقط مسألة اختيار مواقع اإلنتاج بحكمة‪ ,‬ولكن أيضا اختيار التوقيت‬ ‫‪-‬‬

‫املناسب لإلنتاج‪ ,‬ويمكن أن يتم التغلب عىل فرتات نقص املياه من خالل إنشاء خزانات‬

‫املياه االصطناعية‪ ,‬ولكن‪ ,‬كبديل‪ ,‬يمكن أن يتم ختزين املياه أيضا يف شكلها االفرتايض‪,‬‬

‫عىل صورة مواد غذائية‪ ,‬وهذا يمكن أن يكون وسيلة أكثر كفاءة وأكثر مالءمة للبيئة من‬

‫‪130‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫سد فرتات اجلفاف من بناء السدود الكبرية لتخزين املياه مؤقتا‪ .‬وهذا ما حدث يف زمن‬

‫نبي اهلل يوسف عليه السالم‪.‬‬

‫‪ 1-1-4‬قياس حمتوى املياه االفرتاضية‬

‫تقدير وقياس املحتوى املائي الفعيل لل ُمنتج أو السلعة‪ ,‬ليست مهمة سهلة‪ ,‬ألن هناك العديد من‬

‫العوامل التي تؤثر عىل كمية املياه املستخدمة يف عمليات اإلنتاج‪ ,‬وينبغي عىل األقل أن تؤخذ‬

‫العوامل التالية يف االعتبار عند تقدير وحساب حمتوى املياه االفرتاضية ألي ُمنتج أو سلعة‪:‬‬

‫املكان والفرتة الزمنية (املوسم) إلنتاج املُنتج أو السلعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫قياس كميات املياه املستخدمة يف حالة إنتاج املحاصيل املروية‪ ,‬وكذلك كميات املياه‬ ‫‪-‬‬

‫امللوثة نتيجة الري إن وجدت‪.‬‬

‫قياس كفاءة استخدام املياه يف إنتاج السلع واملُنتجات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫حساب وتضمني املياه املهدرة وامللوثة يف التقدير‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫حساب نسب املياه االفرتاضية للمدخالت الوسيطة إىل حمتوى املياه االفرتاضية للسلعة أو‬ ‫‪-‬‬

‫املُنتج النهائي‪.‬‬

‫وكمثال تقريبي هلذه املفاهيم‪ ,‬فإن اجلدول (‪ )0-2‬يلخص تقديرات حمتوى املياه االفرتاضية لعدد‬

‫من املُنتجات واملحاصيل من قبل عدد من املتخصصني والعاملني يف هذا املجال‪ .‬أما فيام يتعلق‬

‫باملصطلحات املستخدمة‪ ,‬يالحظ أن "حمتوى املياه االفرتاضية" هو املصطلح الشائع حاليا‪ ,‬ويوجد‬

‫‪131‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫أيضا عددا ال بأس به من املصطلحات األخرى التي كانت وال تزال تستخدم وأمهها 'املياه اخلاصة'‬

‫أو 'كثافة استخدام املياه " أو"وحدة االحتياجات املائية" أو “قيمة املياه االفرتاضية‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)2-4‬‬


‫تقديرات حمتوى املياه االفرتاضية لعدد من املنتجات‪.‬‬
‫أوكي وآخرون‪,‬‬ ‫زيامر ورينالت‬ ‫تشباجان وهويكسرتا‬ ‫هويكسرتا وهانج‬ ‫السلعة‬
‫‪***1773‬‬ ‫‪**1773‬‬ ‫‪*1773‬‬ ‫‪*1773‬‬

‫‪4222‬‬ ‫‪0062‬‬ ‫‪0052‬‬ ‫القمح‬


‫‪3622‬‬ ‫‪0222‬‬ ‫‪4658‬‬ ‫االرز‬
‫‪0922‬‬ ‫‪702‬‬ ‫‪252‬‬ ‫الذرة‬
‫‪062‬‬ ‫البطاطس‬
‫‪4522‬‬ ‫مرص ‪1057‬‬ ‫‪4322‬‬ ‫الصويا‬
‫‪42722‬‬ ‫‪03522‬‬ ‫‪05977‬‬ ‫حلوم البقر‬
‫‪2522‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫‪4848‬‬ ‫الدجاج‬
‫‪3422‬‬ ‫‪4722‬‬ ‫‪2657‬‬ ‫البيض‬
‫‪562‬‬ ‫‪792‬‬ ‫‪865‬‬ ‫اللبن‬
‫‪5488‬‬ ‫اجلبن‬

‫* متوسط عاملي ** كاليفورنيا *** اليابان‬

‫‪ 3-4‬التدفقات التجارية للمياه االفرتاضية‬

‫بدأ البحث الكمي لتجارة املياه االفرتاضية العاملية من سنوات قليلة بثالث دراسات مستقلة‬

‫أجريت يف هولندا‪ ,‬والثانية من قبل املجلس العاملي للمياه بالتعاون مع منظمة األغذية والزراعة‬

‫والثالثة من قبل جمموعة البحوث اليابانية‪ ,‬وفيام ييل ملخص خمترص لتقديرات هذه اجلهات الثالثة‪:‬‬

‫أجريت الدراسة اهلولندية بواسطة هويكسرتا وهونغ يف عامي ‪ 4223 ,4224‬وتشابجني‬ ‫‪-‬‬

‫وهويكسرتا يف عام ‪ ,4223‬وقدروا التجارة العاملية للمياه االفرتاضية بني دول العامل‬
‫‪132‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫بحوايل ‪ 0222‬مليار مرت مكعب يف السنة وذلك متوسطات خالل الفرتة من ‪ 0995‬إىل‬

‫‪ 0999‬والتي بلغت فيها نسبة التجارة الدولية للمحاصيل حوايل ‪ , %67‬و‪ %43‬للثروة‬

‫احليوانية و ُمنتجاهتا و‪ %02‬لتجارة املُنتجات الصناعية‪.‬‬

‫ذكرت دراسة منظمة األغذية والزراعة واملجلس العاملي للمياه والتي قام هبا زيمر ورينو‬ ‫‪-‬‬

‫يف عام ‪ .4223‬أن جتارة املياه االفرتاضية بني دول العامل بلغت حوايل ‪ 0322‬مليار مرت‬

‫مكعب يف عام ‪ ,4222‬منها ‪ %62‬ختص جتارة املُنتجات النباتية‪ ,‬و‪ %02‬لتجارة األسامك‬

‫واملأكوالت البحرية‪ ,‬و‪ %03‬لتجارة املُنتجات احليوانية و‪ %03‬لتجارة اللحوم‪ ,‬ويستند‬

‫هذا التقدير إىل حساب حمتوى املياه االفرتاضية لل ُمنتجات يف البلدان املصدرة‪.‬‬

‫خالفا للدراسة اهلولندية‪ ,‬والتي استندت إىل حمتوى املياه االفرتاضية لل ُمنتجات يف البلدان‬ ‫‪-‬‬

‫املستوردة‪ ,‬قدرت جمموعة األبحاث اليابانية (أوكي وآخرون‪ )4223 ,‬التجارة العاملية من‬

‫املياه االفرتاضية من وجهة نظر البلدان املصدرة والبلدان املستوردة‪ .‬فمن من وجه نظر‬

‫البلدان املصدرة قدرت املجموعة اليابانية جتارة املياه االفرتاضية بحوايل ‪ 683‬مليار مرت‬

‫مكعب يف السنة‪ ,‬وهذا التقدير هو أقل من التقديرات التي قدرهتا جمموعة البحث يف‬

‫الدراسة اهلولندية‪ ,‬والتي ربام يرجع إىل حقيقة أن اليابانيني قد أخذوا عدد ُمنتجات أقل يف‬

‫احلساب‪ ,‬وبأخذ وجهة نظر البلدان املستوردة عند التقدير‪ ,‬قدرت التجارة العاملية يف املياه‬

‫االفرتاضية بحوايل ‪ 0038‬مليار مرت مكعب سنويا‪ ,‬وهذا التقدير أقل من تقدير من دراسة‬

‫الفاو واملجلس العاملي للمياه‪ ,‬ومرة أخرى يرجع ذلك إىل قلة عدد املُنتجات التي تم‬

‫احلساب عىل أساسها‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫واجلدول (‪ )4-2‬يبني خالصة نتائج الدراسات الثالث لتقدير حجم جتارة املياه االفرتاضية يف‬

‫العامل كتوسط لعام ‪4222‬‬

‫جدول رقم (‪)1-4‬‬


‫التجارة العاملية للمياه االفرتاضية يف عام ‪ 1777‬باملليار مرت مكعب يف السنة‬
‫الدراسة اليابانية‬ ‫الدراسة اليابانية‬ ‫الفاو واملجلس العاملي‬ ‫هولندا (حسابات‬
‫(حسابات البلدان‬ ‫(حسابات البلدان‬ ‫للمياه‬ ‫البلدان املصدرين )‬ ‫النوع‬
‫املستوردة )‬ ‫املصدرين )‬ ‫(حسابات البلدان‬
‫املستوردة )‬
‫‪%‬‬ ‫احلجم‬ ‫‪%‬‬ ‫احلجم‬ ‫‪%‬‬ ‫احلجم‬ ‫‪%‬‬ ‫احلجم‬

‫‪76‬‬ ‫‪868‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪247‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪795‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪695‬‬ ‫جتارة املحاصيل‬
‫‪02‬‬ ‫‪008‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪082‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪425‬‬ ‫الثروة احليوانية ومنتجاهتا‬
‫‪03‬‬ ‫‪054‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪047‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪073‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪022‬‬ ‫املنتجات الصناعية‬
‫‪02‬‬ ‫‪094‬‬ ‫األسامك واملنتجات البحرية‬
‫‪2238‬‬ ‫‪683‬‬ ‫‪2347‬‬ ‫‪2747‬‬ ‫اإلمجايل‬

‫املصدر‪ :‬موقع شبكة بصمة املياه وتقارير اليونسكو‬

‫تقديرات الدراسات الثالث املذكورة تعترب تقديرات متحفظة‪ ,‬ولقد أجريت الدراسات الثالث‬
‫بشكل مستقل‪ ,‬حيث النهج‪ ,‬ومصدر البيانات واالفرتاضات كانت خمتلفة جزئيا‪ ,‬ولذا كانت‬
‫التقديرات القريبة لبعضها البعض‪ ,‬مستغربة‪ .‬والدراسات الثالث تبني أن دول العامل مل يكن لدهيا‬
‫مشاركة مماثلة يف التجارة العاملية للمياه االفرتاضية‬

‫ولقد خلصت الدراسة اهلولندية إىل أن الدول املهيمنة عىل تصدير املياه االفرتاضية يف العامل هي‬
‫الواليات املتحدة وكندا واألرجنتني وأسرتاليا وتايالند‪ ,‬أما أكثر البلدان استريادا للمياه االفرتاضية‬
‫فهي اليابان ورسيالنكا‪ ,‬وإيطاليا‪ ,‬وجدول (‪ )3-2‬يعطي نظرة عامة عىل مسامهات أكرب الدول يف‬
‫التجارة العاملية للمياه االفرتاضية‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جدول رقم (‪)3-4‬‬


‫أكثر الدول املشاركة يف جتارة املياه االفرتاضية يف العامل‪.‬‬
‫املنتجات احليوانية‬ ‫منتجات الزراعية و املحاصيل‬ ‫البلد‬
‫نسبة الصادرات‬ ‫نسبة الواردات‬ ‫نسبة الصادرات‬ ‫نسبة الواردات‬

‫‪%04‬‬ ‫رسيالنكا‬
‫‪%9‬‬ ‫‪%32‬‬ ‫كندا وأمريكا‬
‫‪%9‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫اليابان‬
‫‪%8‬‬ ‫ايطاليا‬
‫‪%7‬‬ ‫تايالند‬
‫‪%08‬‬ ‫اسرتاليا ونيوزيالند‬

‫وقد يكون هناك توفريا يف املياه بسبب التجارة الدولية يف املياه االفرتاضية‪ ,‬ومثال عىل ذلك فتجارة‬

‫كيلوجرام واحد من الذرة من فرنسا إىل مرص يوفر حوايل عن ‪ 2.54‬مرت مكعب من املياه العاملية‪,‬‬

‫وذلك ألن حمتوى املياه اإلفرتاضية من الذرة الفرنسية حوايل ‪ 2.6‬مرت مكعب للكيلوجرام‪ ,‬يف حني‬

‫أن حمتوى املياه االفرتاضية يف الذرة املرصية نحو ‪ 0.04‬مرت مكعب للكيلوجرام‪ .‬ولقد قدرت‬

‫الوفورات العاملية للمياه العذبة عام ‪ 4223‬نتيجة لتجارة الغذاء العاملية بحوايل ‪ 255‬مليار مرت‬

‫مكعب يف السنة‪.‬‬

‫‪ 2-3-4‬التجارة الدولية للمياه االفرتاضية‬

‫أجريت دراسات تقدير جتارة املياه االفرتاضية عىل مستوى العامل من خالل قاعدة البيانات التجارية‬

‫باألمم املتحدة‪ ,‬الشعبة اإلحصائية‪ ,‬وعىل مدى عرش سنوات يف الفرتة من ‪ 0996‬إىل ‪4225‬‬

‫للبلدان التي قدمت تقارير جتارية مفصلة تم حساب جتارة املياه االفرتاضية حلوايل ‪ُ 432‬منتج‬

‫‪135‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫وسلعة‪ ,‬اعتامدا عىل تقديرات بعض البلدان للبصامت املائية اخلرضاء والزرقاء والرمادية ألكثر من‬

‫‪ 026‬حمصول وأكثر من مائتي من املُنتجات والسلع املشتقة من املحاصيل وذلك لكل طن من‬

‫اإلنتاج‪ ,‬وكذلك عىل تقديرات البَصمة املائية للحيوانات واملُنتجات احليوانية لكل طن من املُنتج‪,‬‬

‫وكذلك اعتمدت التقديرات عىل حساب متوسط ال َبصمة املائية الوطنية لكل دوالر من الناتج‬

‫الصناعي يف البالد عن طريق قسمة إمجايل ال َبصمة املائية الوطنية يف القطاع الصناعي من خالل‬

‫القيمة املضافة يف القطاع الصناعي‪.‬‬

‫ولقد تم تقدير التجارة العاملية يف املياه االفرتاضية بحوايل ‪ 0622‬مليار مرت مكعب يف السنة‪ ,‬أي ما‬

‫يعادل ‪ %06‬من استخدام املياه يف العامل‪ .‬واسرتاليا والتي تعترب األكثر جفافا عىل وجه األرض‪ ,‬هي‬

‫واحدة من أكرب املصدرين يف العامل للمياه االفرتاضية‪ ,‬يف حني أن النصف الشاميل من الكرة‬

‫األرضية‪ ,‬مثل املناطق املعتدلة الشاملية وأوروبا واليابان‪ ,‬حيث املياه وفرية‪ ,‬تعترب من الدول‬

‫املستوردة هلذه املياه االفرتاضية‪ .‬ولقد خلصت الدراسات التي أنجزت يف هذا الشأن لتقدير‬

‫تدفقات املياه االفرتاضية وتوفري املياه الوطنية والعاملية نتيجة للتجارة‪ ,‬تقديرا كامال يتضمن حتليال‬

‫لبصامت املياه‪ ,‬وتدفقات املياه االفرتاضية وتوفري املياه اخلرضاء‪ ,‬والزرقاء والرمادية‪ .‬ويمكن‬

‫تلخيص هذه النتائج الرئيسية عىل النحو التايل‪:‬‬

‫قدرت متوسط بصمة املياه العاملية يف الفرتة ‪ 4225-0996‬بنحو ‪ 9287‬مليار مرت‬ ‫‪-‬‬

‫مكعب منها ‪ %72‬من بصمة املياه اخلرضاء و‪ %00‬من بصمة املياه الزرقاء و‪ %05‬من‬

‫بصمة املياه الرمادية‪ .‬ويسهم اإلنتاج الزراعي بحوايل ‪ %94‬من جمموع هذه ال َبصمة‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫قدر متوسط بصمة املياه لالستهالك العاملي يف الفرتة ‪ 4225-0996‬بحوايل ‪ 0385‬مليار‬ ‫‪-‬‬
‫مرت مكعب‪ .‬حوايل ‪ %94‬منها يرتبط بال َبصمة املائية الستهالك املُنتجات الزراعية‪ ,‬و‪%5‬‬
‫لالستهالك السلع الصناعية‪ ,‬و‪ %2‬الستخدام املياه لألغراض املنزلية‪.‬‬
‫بصمة املياه للمستهلك العادي يف الواليات املتحدة حوايل ‪ 4824‬مرت مكعب يف السنة‪,‬‬ ‫‪-‬‬
‫يف حني أن املواطنني العاديني يف الصني واهلند بصمتهام املائية ‪ 0270‬و‪ 0289‬مرت مكعب‬
‫يف السنة عىل التوايل‪.‬‬
‫استهالك ُمنتجات احلبوب يعطي أكرب مسامهة يف ال َبصمة املائية للمستهلك العادي حوايل‬ ‫‪-‬‬
‫(‪ ,)%47‬تليها اللحوم بحوايل (‪ )%44‬و ُمنتجات األلبان بحوايل (‪ .)%7‬من مسامهات‬
‫االستهالك املختلفة وإمجايل ال َبصمة املائية يتفاوت من بلد آلخر‪.‬‬
‫إمجايل حجم تدفقات املياه االفرتاضية الدولية املتصلة بالتجارة يف املُنتجات الزراعية‬ ‫‪-‬‬
‫واحليوانية والصناعية بحوايل ‪ 4342‬مليار مرت مكعب (املياه اخلرضاء ‪ ,%68‬املياه الزرقاء‬
‫‪ , %03‬املياه الرمادية ‪ .)%09‬والتجارة يف املُنتجات واملحاصيل يسهم بحوايل ‪%76‬‬
‫للمجموع الكيل من حجم تدفقات املياه االفرتاضية الدولية‪ ,‬والتجارة يف املُنتجات‬
‫احليوانية والصناعية تسهم بنحو ‪ %04‬لكل منهام‪.‬‬
‫املكسيك وإسبانيا مها البلدين األكرب يف العامل من حيث التوفري يف املياه الزرقاء نتيجة جتارة‬ ‫‪-‬‬
‫املياه االفرتاضية‪.‬‬
‫كان متوسط توفري املياه العاملي نتيجة للتجارة يف املُنتجات الزراعية يف الفرتة ‪-0996‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 4225‬حوايل ‪ 369‬مليار مرت مكعب (‪ %59‬املياه اخلرضاء‪ %47 ,‬املياه الزرقاء‪ %05 ,‬املياه‬
‫الرمادية)‪ ,‬وهو ما يعادل ‪ %2‬من بصمة املياه العاملية املتصلة باإلنتاج الزراعي العاملي‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫توفري املياه الزرقاء بام يعادل ‪ %02‬من بصمة املياه الزرقاء العاملية املتعلقة باإلنتاج‬ ‫‪-‬‬
‫الزراعي‪ ,‬والذي يشري إىل أن البلدان املستوردة للمياه االفرتاضية تعتمد عموما بقوة أكرب‬
‫عىل املياه الزرقاء إلنتاج املحاصيل من املياه االفرتاضية املصدرة البلدان‪.‬‬
‫(‪ )% 53‬من توفري املياه العاملي يرجع إىل التجارة يف حماصيل احلبوب‪ ,‬تليها املحاصيل‬ ‫‪-‬‬
‫الزيتية بحوايل (‪ )%44‬ثم املُنتجات احليوانية بحوايل (‪.)%05‬‬
‫توضح الدراسة البعد العاملي الستهالك املياه والتلوث من خالل إظهار أن العديد من‬ ‫‪-‬‬
‫البلدان تعتمد بشكل كبري عىل موارد املياه يف مكان آخر (عىل سبيل املثال املكسيك تعتمد‬
‫عىل واردات املياه االفرتاضية من الواليات املتحدة) وأن العديد من البلدان هلا تأثريات‬
‫كبرية عىل استهالك املياه والتلوث يف أماكن أخرى (عىل سبيل املثال اليابان والعديد من‬
‫الدول األوروبية بسبب البصامت املائية الكبرية من املياه اخلارجية)‪.‬‬

‫ولقد أمكن تدفقات املياه االفرتاضية لكل حمصول باأللف مرت مكعب يف العام‪ ,‬إىل أربعة فئات كام‬
‫ييل‪:‬‬
‫الفئة األوىل للسلع واملُنتجات التي ترتاوح نسبتها من ‪ 5‬إىل ‪ %45‬من حجم التجارة‬ ‫‪-‬‬
‫الدولية يف املياه االفرتاضية وهذه الفئة هي الفئة املسيطرة عىل معظم كميات املياه‬
‫االفرتاضية يف التجارة الدولية وهي عبارة عن مخس ُمنتجات "بذور القطن واملُنتجات‬
‫الصناعية والقمح وفول الصويا وحلوم البقر بنسبة إمجالية تبلغ ‪ %62.7‬من إمجايل التجارة‬
‫الدولية يف املياه االفرتاضية‪ .‬كام يتضح من جدول (‪.)2-2‬‬
‫الفئة الثانية للسلع واملُنتجات التي ترتاوح نسبتها من ‪ 0‬إىل ‪ %5‬من حجم التجارة الدولية‬ ‫‪-‬‬

‫يف املياه االفرتاضية‪ ,‬وهذه الفئة بنسبة إمجالية تبلغ ‪ %48.2‬من إمجايل التجارة الدولية يف‬

‫املياه االفرتاضية‪ .‬وكام يتضح من جدول (‪.)5-2‬‬

‫‪138‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جدول رقم (‪)4-4‬‬


‫املتوسط السنوي لتدفقات جتارة املياه االفرتاضية الدولية لكل حمصول من ‪ 2996‬اىل ‪ – 1775‬الفئة األوىل‬
‫نسبة املشاركة‬ ‫اإلمجايل‬ ‫املنتج‬ ‫نسبة املشاركة‬ ‫اإلمجايل‬ ‫املنتج‬
‫العاملية )‪(%‬‬ ‫(مليون مرت مكعب‪/‬السنة)‬ ‫العاملية )‪(%‬‬ ‫(مليون مرت مكعب‪/‬السنة)‬

‫‪8.6‬‬ ‫‪422609‬‬ ‫القمح‬ ‫‪42.5‬‬ ‫‪568832‬‬ ‫بذور القطن‬


‫‪6.7‬‬ ‫‪056589‬‬ ‫البقر‬ ‫‪04.4‬‬ ‫‪484052‬‬ ‫منتجات صناعية‬
‫‪8.7‬‬ ‫‪424899‬‬ ‫فول الصويا‬
‫املصدر‪ :‬موقع شبكة بصمة املياه وتقارير اليونسكو‬

‫جدول رقم (‪)5-4‬‬


‫املتوسط السنوي لتدفقات جتارة املياه االفرتاضية الدولية لكل حمصول من ‪ 2996‬اىل ‪ – 1775‬الفئة الثانية‬
‫نسبة املشاركة‬ ‫اإلمجايل‬ ‫املنتج‬ ‫نسبة املشاركة‬ ‫اإلمجايل‬ ‫املنتج‬
‫العاملية )‪(%‬‬ ‫(مليون مرت مكعب‪/‬السنة)‬ ‫العاملية )‪(%‬‬ ‫(مليون مرت مكعب‪/‬السنة)‬

‫‪0.7‬‬ ‫‪38266‬‬ ‫الشعري‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪86895‬‬ ‫حبوب الكاكاو‬


‫‪0.6‬‬ ‫‪37297‬‬ ‫حليب‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪82900‬‬ ‫القهوة‪ ,‬اخلرضاء‬
‫‪0.6‬‬ ‫‪36829‬‬ ‫بذور عباد الشمس‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪72925‬‬ ‫زيت فاكهة النخيل‬
‫‪0.5‬‬ ‫‪32482‬‬ ‫بذور اللفت‬ ‫‪3‬‬ ‫‪68785‬‬ ‫الذرة‬
‫‪0.5‬‬ ‫‪32452‬‬ ‫خنزير‬ ‫‪3‬‬ ‫‪68585‬‬ ‫األرز‪ ,‬األرز‬
‫‪0.0‬‬ ‫‪42644‬‬ ‫جوز اهلند‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪66543‬‬ ‫قصب السكر‬
‫املصدر‪ :‬موقع شبكة بصمة املياه وتقارير اليونسكو‬

‫الفئة الثالثة للسلع واملُنتجات التي ترتاوح نسبتها من أقل من ‪ %0‬من حجم التجارة‬ ‫‪-‬‬

‫الدولية‪ ,‬وحتوى هذه الفئة عىل كل ما تبقى من السلع واملُنتجات سواء ذكرت يف هذه‬

‫القائمة أو مل تذكر وبنسبة إمجالية تقدر بحوايل ‪ %02.9‬من إمجايل التجارة الدولية يف املياه‬

‫االفرتاضية‪ .‬وكام يتضح من جدول (‪.)6-2‬‬

‫‪139‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جدول رقم (‪)6-4‬‬


‫املتوسط السنوي لتدفقات جتارة املياه االفرتاضية الدولية لكل حمصول من ‪ 2996‬اىل ‪ – 1775‬الفئة الثالثة‬
‫نسبة املشاركة‬ ‫اإلمجايل‬ ‫املنتج‬ ‫نسبة املشاركة‬ ‫اإلمجايل‬ ‫املنتج‬
‫العاملية )‪(%‬‬ ‫(ألف مرت مكعب‪/‬السنة)‬ ‫العاملية )‪(%‬‬ ‫(ألف مرت مكعب‪/‬السنة)‬

‫‪2.0‬‬ ‫‪3427‬‬ ‫اجلوز‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪42222‬‬ ‫زيتون‬


‫‪2.0‬‬ ‫‪4837‬‬ ‫الدخن‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪02072‬‬ ‫طبقة‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪4258‬‬ ‫الشوفان‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪04242‬‬ ‫حصان‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪4229‬‬ ‫اللوز‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪00722‬‬ ‫خروف‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪4329‬‬ ‫احلمضيات فواكه متنوعة‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪02770‬‬ ‫الشاي‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪4495‬‬ ‫احلمص‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪02699‬‬ ‫املحاصيل السكرية‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪4482‬‬ ‫عائلة القرنفل‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪9782‬‬ ‫العنب‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪4468‬‬ ‫حبوب اجلاودار‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪9286‬‬ ‫الذرة الرفيعة‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪4220‬‬ ‫فاكهة طازجة متنوعة‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪7869‬‬ ‫الفول السوداين‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪0822‬‬ ‫اجلنجل‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪7466‬‬ ‫املوز‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪0806‬‬ ‫البابايا‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪70307‬‬ ‫بذور السمسم‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪0772‬‬ ‫األفوكادو‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪7294‬‬ ‫اخلروع البقول‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪0723‬‬ ‫اليانسون‪ ,‬باديان‪ ,‬الشمر‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪6806‬‬ ‫البقول متنوعة‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪0698‬‬ ‫الفلفل‪ ,‬ابيض‪/‬لونغ‪ /‬أسود‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪5664‬‬ ‫أوراق التبغ‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪0689‬‬ ‫احلبوب غري املذكورة‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪5622‬‬ ‫برتقال‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪0526‬‬ ‫جوزة الطيب‪ ,‬صوجلان‪,‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪5289‬‬ ‫بذر الكتان‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪0530‬‬ ‫الفانيليا‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪5407‬‬ ‫البازالء‪ ,‬جاف‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪0520‬‬ ‫البلح‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2723‬‬ ‫مشمش‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪0298‬‬ ‫األعالف املحاصيل‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2594‬‬ ‫السكر البنج‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪0225‬‬ ‫الفلفل احللو‪ ,‬البهارات‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2533‬‬ ‫العدس‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪0486‬‬ ‫البذور الزيتية متنوعة‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2452‬‬ ‫الكسافا‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪0420‬‬ ‫القرفة (قرفة)‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪3940‬‬ ‫دواجن‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪0438‬‬ ‫الكتان األلياف والسحب‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪3740‬‬ ‫تفاح‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪0072‬‬ ‫خرشوف‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪3244‬‬ ‫فستق‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪0060‬‬ ‫بذور اخلشخاش‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪3350‬‬ ‫البطاطس‬
‫املصدر‪ :‬موقع شبكة بصمة املياه وتقارير اليونسكو‬

‫‪140‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪141‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫الفصل اخلامس‪ :‬ال َبصمة املائية املرصية‬


‫ومؤرشات المن املايئ‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫الفصل اخلامس‬

‫ال َبصمة املائية املرصية ومؤرشات األمن املائي‬

‫‪ 2-5‬مقدمة‬

‫موارد املياه العذبة يف الكرة األرضية تتعرض لضغوط متزايدة من حيث كثافة االستخدام والتلوث‪,‬‬
‫وقد أدى االعرتاف بأن موارد املياه العذبة ختضع للتغريات العاملية والعوملة عددا من الباحثني‬
‫واملتخصصني يف جمال املياه والغذاء للقول بأمهية وضع قضايا املياه العذبة يف سياق عاملي‪ .‬ويمكن‬
‫اعتبار تقدير البعد العاملي ملوارد املياه العذبة مفتاح حلل بعض مشاكل املياه والغذاء األكثر إحلاحا‬
‫عىل مستوى الكرة األرضية‪ .‬ولقد اختذت العديد من احلكومات خططا للمياه من منظور وطنيا‬
‫بحت‪ ,‬هيدف إىل تغطية االحتياجات املائية داخل حدودها‪ ,‬ولذا بدأت بالبحث عن سبل لتلبية‬
‫متطلبات مستخدمي املياه دون التشكيك يف كميات املياه املطلوبة‪ .‬ويف الوقت احلارض تتجه العديد‬
‫من البلدان للحد من وتقليص احتياجاهتا املائية‪ ,‬باإلضافة إىل ما تقوم به لزيادة وتنمية مواردها‬
‫املائية‪ ,‬وال يتم النظر إىل البعد العاملي ألنامط الطلب عىل املياه‪ ,‬حيث عمليات اإلنتاج يف االقتصاد‬
‫العاملي يمكن أن تنتقل من مكان إىل آخر‪ ,‬ويمكن أن تتحقق املطالب املائية خارج حدود دولة ما‬
‫من خالل استرياد السلع‪.‬‬

‫قياس ورسم خرائط "بصمة املياه الوطنية" تطور كثريا منذ إدخال مفهوم ال َبصمة املائية يف بداية هذا‬
‫القرن‪ .‬وقد قام وهونغ هويكسرتا (‪ )4224‬بأول دراسة عاملية عن ال َبصمة املائية للدول‪ ,‬ويف عام‬
‫‪ 4225‬قام هويكسرتا وتشابجني بدراسة ثانية كانت أكثر شموال‪ ,‬وكان اهلدف من هذه الدراسة هو‬
‫تقدير املعادل املائي للدول من اإلنتاج من وجهة نظر االستهالك‪ ,‬وتقدير تدفقات املياه االفرتاضية‬
‫الدولية املتعلقة بالتجارة يف السلع الزراعية والصناعية‪ ,‬ورسم خريطة للبصمة املائية لالستهالك‬

‫‪143‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جلميع دول العامل موضحا املصادر الداخلية واخلارجية للبصمة املائية لالستهالك الوطني‪ .‬وكان‬
‫هناك متييز واضح بني أنواع ال َبصمة املائية سواء كانت زرقاء أو خرضاء أو رمادية‪.‬‬

‫ولقد كانت الدراسات واالفرتاضات ومصادر البيانات يف هذه الدراسات القطرية ختتلف عىل‬
‫نطاق واسع‪ ,‬لذلك ال يمكن استخدام هذه الدراسات إلجراء مقارنات بني البلدان‪ ,‬بل تسمح‬
‫للمقارنة بني السامت املائية ملختلف البلدان‪ ,‬لتطبيق نفس األسلوب واالفرتاضات وقواعد البيانات‬
‫جلميع البلدان‪ ,‬ودراسة شبكة ال َبصمة املائية هي تطوير وحتديث للدراسات السابقة هلويكسرتا‬
‫وتشابجني (‪ - )4228‬يف عدد من النواحي أمهها ‪:‬‬
‫تقدير ال َبصمة املائية يف إنتاج املحاصيل‪ ,‬واإلنتاج الصناعي وإمدادات املياه املنزلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يف حالة إنتاج املحاصيل‪ ,‬هناك متييز واضح بني ال َبصمة املائية اخلرضاء والزرقاء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تم حساب ال َبصمة املائية الرمادية يف تقدير ال َبصمة املائية لإلنتاج الزراعي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫مل تأخذ متطلبات الري كبديل لالستهالك املياه الزرقاء‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫االستفادة من أفضل التقديرات إلنتاج األعالف لرتبية احليوانات‬ ‫‪-‬‬

‫التمييز بني نظم اإلنتاج احليواين املختلفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫التمييز بوضوح بني ال َبصمة املائية الزرقاء والرمادية يف اإلنتاج الصناعي واإلمدادات‬ ‫‪-‬‬
‫املنزلية‪ ,‬وحسابات معاجلة مياه الرصف الصحي يف البالد‪.‬‬
‫تطبيق النهج التصاعدي يف تقدير ال َبصمة املائية من االستهالك الوطني لل ُمنتجات‬ ‫‪-‬‬
‫الزراعية‪.‬‬
‫متت احلسابات كمتوسطات خالل فرتة عرش سنوات من ‪0996‬إىل ‪.4225‬‬ ‫‪-‬‬

‫وعند حساب ال َبصمة املائية ملرص سوف نعتمد منهجية حساب شبكة ال َبصمة املائية العاملية‪ ,‬والتي‬
‫حتتوي عىل املعيار العاملي لتقييم ال َبصمة املائية‪ ,‬وسف يغطي هذا اجلزء بيشء من التفصيل حساب‬

‫‪144‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ال َبصمة املائية للفرد يف مرص حسب املصدر والنوع وكذلك ال َبصمة املائية للمحاصيل والسلع‪,‬‬
‫وأيضا ال َبصمة املائية لالستهالك الوطني وال َبصمة الكلية ملرص‪.‬‬

‫‪ 1-5‬ال َبصمة املائية لالنتاج العاملي‬


‫ال َبصمة املائية للصني واهلند والواليات املتحدة هي األكرب بامجايل‪0427‬و‪0084‬‬ ‫‪-‬‬
‫و‪ ,0253‬مليار مرت مكعب يف السنة عىل التوايل كمتوسط سنوي يف الفرتة ‪-0996‬‬
‫‪ ,4225‬ومتثل حوايل ‪ %38‬من ال َبصمة املائية العاملية‪ ,‬وتأيت بعدهم الربازيل وتبلغ ال َبصمة‬
‫املائية هلا حوايل ‪ 284‬مليار مرت مكعب يف السنة‪.‬‬
‫اهلند حتتل املرتبة األويل عامليا بالنسبة لبصمة املياه الزرقاء بإمجايل ‪ 423‬مليار مرت مكعب يف‬ ‫‪-‬‬
‫السنة والتي متثل حوايل ‪ %42‬من إمجايل بصمة املياه الزرقاء عىل مستوى العامل‪ ,‬حيث ري‬
‫القمح يستهلك النسبة الكربى من بصمة املياه الزرقاء باهلند بنسبة تقدر بحوايل ‪ %33‬يليه‬
‫ري األرز بنسبة ‪ %42‬ثم قصب السكر بنسبة ‪ .%06‬والصني حتتل املرتبة األويل عامليا‬
‫بالنسبة لبصمة املياه الرمادية بإمجايل ‪ 362‬مليار مرت مكعب يف السنة والتي متثل حوايل‬
‫‪ %46‬من إمجايل بصمة املياه الرمادية عىل مستوى العامل‪.‬‬
‫يف مجيع بلدان العامل‪ ,‬ال َبصمة املائية املتصلة باإلنتاج الزراعي متثل اجلزء األكرب من إمجايل‬ ‫‪-‬‬

‫ال َبصمة املائية داخل البلد‪ ,‬فال َبصمة املائية ذات الصلة باإلنتاج الصناعي يف الصني متثل‬
‫حوايل ‪ %44‬من ال َبصمة املائية العاملية ذات الصلة باإلنتاج الصناعي‪ ,‬والواليات املتحدة‬
‫بصمتها املائية ذات الصلة باإلنتاج الصناعي حوايل ‪ %08‬من ال َبصمة املائية العاملية ذات‬
‫الصلة باإلنتاج الصناعي‪ ,‬وبلجيكا هي البلد الذي يأخذ اإلنتاج الصناعي فيه النصيب‬
‫األكرب من إمجايل ال َبصمة املائية يف البالد‪ ,‬حيث تساهم بحوايل‪ %20‬من إمجايل ال َبصمة‪.‬‬
‫واجلدول (‪ )0-5‬يوضح ال َبصمة املائية لإلنتاج العاملي باملليار مرت مكعب يف السنة‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫كانت ال َبصمة املائية العاملية املتعلقة باإلنتاج الزراعي والصناعي واإلمدادات املنزلية‬ ‫‪-‬‬
‫للفرتة من ‪ 4225-0996‬حوايل ‪ 9287‬مليار مرت مكعب يف السنة منها ‪ %72‬خرضاء‪ ,‬و‬
‫‪%00‬زرقاء‪ ,‬و ‪ %05‬رمادية‪ .‬واإلنتاج الزراعي يأخذ النصيب األكرب من هذه ال َبصمة‪,‬‬
‫وهو ما يمثل ‪ ,%94‬واإلنتاج الصناعي يساهم بنسبة ‪ %2.2‬وإمدادات املياه املنزلية تسهم‬
‫بحوايل ‪ .%3.6‬من ال َبصمة املائية العاملية‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)2-5‬‬
‫ال َبصمة املائية لإلنتاج العاملي باملليار مرت مكعب يف السنة‪.‬‬
‫اإلمجايل‬ ‫إمدادات منزليه‬ ‫إنتاج صناعي‬ ‫تربية حيوانات‬ ‫مراعي‬ ‫إنتاج حماصيل‬ ‫النوع‬
‫‪6682‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪903‬‬ ‫‪5770‬‬ ‫بصمة املياه اخلرضاء‬
‫‪0245‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪899‬‬ ‫بصمة املياه الزرقاء‬
‫‪0378‬‬ ‫‪484‬‬ ‫‪363‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪733‬‬ ‫بصمة املياه الرمادية‬
‫‪9287‬‬ ‫‪314‬‬ ‫‪477‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪923‬‬ ‫‪0474‬‬ ‫اإلمجايل‬

‫املصدر‪ :‬موقع شبكة بصمة املياه وتقارير اليونسكو‬

‫‪ 3-5‬ال َبصمة املائية للسلع واملحاصيل بمرص‬


‫اجلدول رقم (‪ )4-5‬يوضح ال َبصمة املائية للسلع بمرص حمسوبا ببيانات بلد املنشأ باملرت املكعب‬
‫لكل طن وهذه اجلداول مهمة جدا ورضورية عند حساب البصامت املائية للمستهلكني وللسلع‬
‫وللصناعات وكذلك ملنطقة جغرافية بمرص كمحافظة أو مركز أو حتى قرية‪ .‬ويالحظ من هذه‬
‫اجلداول عدة مالحظات مهمة جدا منها أن أعىل البصامت املائية عىل اإلطالق هي ملحاصيل‬
‫الزيوت وللحوم البقر حيث تبلغ ال َبصمة املائية لطن من حلم البقر حوايل ‪ 08209‬مرت مكعب من‬
‫املياه‪ ,‬وتبلغ ال َبصمة املائية لزيت السمسم حوايل ‪ 05934‬مرت مكعب من املياه لكل طن من زيت‬
‫السمسم‪ ,‬وأيضا يمكن مالحظة أن اخلرضوات والفواكه واحلمضيات تعترب من أقل املحاصيل من‬
‫حيث ال َبصمة املائية حيث تبلغ ال َبصمة املائية للخرضوات حوايل ‪ 359‬مرت مكعب من املياه لكل‬
‫طن‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جدول رقم (‪)1-5‬‬


‫ال َبصمة املائية لبعض السلع بمرص حمسوبة ببلد املنشأ باملرت املكعب لكل طن‬
‫امجايل‬ ‫املحصول‪ /‬املنتج‬ ‫إمجايل‬ ‫املحصول‪ /‬املنتج‬
‫‪3359‬‬ ‫الفول السوداين‬ ‫‪0694‬‬ ‫القمح‬
‫‪4944‬‬ ‫عباد الشمس‬ ‫‪0928‬‬ ‫األرز (أي ما يعادل املرضوب)‬
‫‪4984‬‬ ‫اخلردل البذور‬ ‫‪3008‬‬ ‫الشعري‬
‫‪0253‬‬ ‫بذرة القطن‬ ‫‪0392‬‬ ‫الذرة‬
‫‪3530‬‬ ‫جوز اهلند‬ ‫‪0632‬‬ ‫حبوب اجلاودار‬
‫‪6852‬‬ ‫بذور السمسم‬ ‫‪4320‬‬ ‫الشوفان‬
‫‪04645‬‬ ‫زيت جوز اهلند‬ ‫‪04287‬‬ ‫الدخن‬
‫‪05934‬‬ ‫‪.‬زيت بذور السمسم‬ ‫‪0027‬‬ ‫الذرة الرفيعة‬
‫‪02295‬‬ ‫زيت الزيتون‬ ‫‪3493‬‬ ‫احلبوب وأخرى‬
‫‪4560‬‬ ‫زيت نخالة األرز‬ ‫‪240‬‬ ‫البطاطا‬
‫‪435‬‬ ‫طامطم‬ ‫‪253‬‬ ‫الكسافا‬
‫‪329‬‬ ‫بصل‬ ‫‪497‬‬ ‫البطاطا احللوة‬
‫‪359‬‬ ‫اخلرضوات وأخرى‬ ‫‪490‬‬ ‫اجلذور وأخرى‬
‫‪756‬‬ ‫الربتقال‬ ‫‪320‬‬ ‫اليام‬
‫‪6223‬‬ ‫املحاصيل الزيتية النفط‪ ,‬أخرى‬ ‫‪084‬‬ ‫قصب السكر‬
‫‪686‬‬ ‫الليمون والليمون احلامض‬ ‫‪434‬‬ ‫سكر الشمندر‬
‫‪934‬‬ ‫جريب فروت‬ ‫‪0287‬‬ ‫السكر‪ ,‬غري الطرد املركزي‬
‫‪907‬‬ ‫احلمضيات و أخرى‬ ‫‪0287‬‬ ‫سكر (أي ما يعادل اخلام)‬
‫‪568‬‬ ‫املوز‬ ‫‪02303‬‬ ‫حمليات‪ ,‬أخرى‬
‫‪0623‬‬ ‫املوز اإلفريقي‬ ‫‪3099‬‬ ‫فاصوليا‬
‫‪938‬‬ ‫تفاح‬ ‫‪0879‬‬ ‫بازالء‬
‫‪478‬‬ ‫األناناس‬ ‫‪4284‬‬ ‫البقول‪ ,‬أخرى‬
‫‪064‬‬ ‫متور‬ ‫‪2284‬‬ ‫جوز‬
‫املصدر‪ :‬موقع شبكة بصمة املياه وتقارير اليونسكو‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫تابع جدول رقم ( ‪)1-5‬‬


‫ال َبصمة املائية لبعض السلع بمرص حمسوبة ببلد املنشأ باملرت املكعب لكل طن‬
‫إمجايل‬ ‫املحصول‪ /‬املنتج‬ ‫إمجايل‬ ‫املحصول‪ /‬املنتج‬

‫‪433‬‬ ‫العنب‬ ‫‪4277‬‬ ‫فول الصويا‬


‫‪42930‬‬ ‫األباكا‬ ‫‪44308‬‬ ‫قهوة‬

‫‪253‬‬ ‫األلياف الصلبة‬ ‫‪09237‬‬ ‫حبوب الكاكاو‬

‫‪4276‬‬ ‫تبغ‬ ‫‪5694‬‬ ‫شاي‬

‫‪03727‬‬ ‫مطاط‬ ‫‪6227‬‬ ‫فلفل‬

‫‪08209‬‬ ‫اللحم البقري‬ ‫‪6342‬‬ ‫فلفل حلو‬

‫‪8629‬‬ ‫حلم الضأن واملاعز‬ ‫‪52425‬‬ ‫قرنفل‬

‫‪58976‬‬ ‫زيت دوار الشمس‬ ‫‪00694‬‬ ‫التوابل وأخرى‬

‫‪5663‬‬ ‫زيت اخلردل‬ ‫‪334‬‬ ‫نبيذ‬

‫‪320‬‬ ‫زيت بذرة القطن‬ ‫‪654‬‬ ‫برية‬

‫‪2545‬‬ ‫نواة النخيل النفط‬ ‫‪02474‬‬ ‫ألياف القطن‬

‫‪2065‬‬ ‫زيت النخيل‬ ‫‪6726‬‬ ‫حلوم اخلنزير‬

‫‪4224‬‬ ‫حبات النخيل‬ ‫‪5839‬‬ ‫حلوم الدواجن‬

‫‪4267‬‬ ‫زيتون‬ ‫‪02378‬‬ ‫حلوم وأخرى‬

‫‪3537‬‬ ‫املحاصيل الزيتية‬ ‫‪8328‬‬ ‫دهون احليوانات‬

‫‪2257‬‬ ‫فول الصويا النفط‬ ‫‪8328‬‬ ‫الزبدة والسمن‬

‫‪6362‬‬ ‫زيت الفول السوداين‬ ‫‪4360‬‬ ‫كريم‬


‫‪2490‬‬ ‫البيض‬ ‫‪9887‬‬ ‫اجللود‬
‫‪3323‬‬ ‫اجلوت‬ ‫‪03255‬‬ ‫فضالت اجللود‬
‫‪2094‬‬ ‫ألياف اجلوت‬ ‫‪0553‬‬ ‫احلليب ‪ -‬زبدة‬
‫‪03952‬‬ ‫األلياف اللينة‬ ‫‪6020‬‬ ‫السيزال ليف أبيض‬

‫‪06881688‬‬ ‫فواكه‬
‫املصدر‪ :‬موقع شبكة بصمة املياه وتقارير اليونسكو‬

‫‪148‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 4-5‬ال َبصمة املائية للفرد يف مرص‬

‫عند تقدير ال َبصمة املائية للفرد يف مرص البد من التمييز بني ثالث قطاعات خمتلفة تساهم يف هذه‬
‫ال َبصمة وهي عىل الرتتيب القطاع الزراعي والقطاع الصناعي والقطاع املنزيل (البلديات)‪ ,‬ومن ثم‬
‫جيب االنتباه إىل نوع ال َبصمة من حيث كوهنا خرضاء أو زرقاء أو رمادية‪ ,‬وحتديد مصدرها سواء‬
‫كان خارجيا من ُمنتجات مستوردة أو داخليا من مصادر املياه املحلية‪ .‬وسنستعرض يف هذا اجلزء‬
‫البصامت املائية الستهالك الفرد من قطاعات االستهالك املحلية وهي كام ذكرنا سابقا‪ :‬القطاع‬
‫الزراعي (املحاصيل)‪ ,‬والقطاع الصناعي والقطاع املنزيل (البلديات)‪.‬‬

‫‪ 2-4-5‬ال َبصمة املائية للفرد من االستهالك السنوي من املحاصيل‬

‫ال َبصمة املائية للمستهلكني تعتمد عىل البصامت املائية لل ُمنتجات والسلع وهي عبارة عن جمموع‬
‫البصامت املائية املبارشة وغري املبارشة‪ .‬ومثال لذلك استهالك اللحوم‪ ,‬فال َبصمة املائية املبارشة‬
‫للمستهلك تشري إىل حجم املياه املستهلكة أو امللوثة عند إعداد وطهي اللحوم‪ ,‬أما ال َبصمة املائية‬
‫غري املبارشة ملستهلك اللحوم‪ ,‬فتعتمد عىل البصامت املائية املبارشة ملتاجر التجزئة التي تبيع اللحوم‪,‬‬
‫وبصمة مياه إعداد اللحوم للبيع‪ ,‬وبصمة مياه مزرعة املاشية‪ ,‬واملحاصيل الزراعية التي تنتج علف‬
‫للحيوان‪ .‬وال َبصمة املائية غري املبارشة ملتاجر التجزئة تعتمد عىل البصامت املائية املبارشة من إعداد‬
‫الطعام املعالج‪ ,‬وال َبصمة املائية ملزرعة املاشية واملحاصيل الزراعية‪ ,‬وهلم جرا‪ .‬و"ال َبصمة املائية‬
‫للمستهلكني يف منطقة" ال تساوي "ال َبصمة املائية للمنطقة"‪ ,‬لكنها ذات صلة هبا‪ .‬واجلـــدول‬
‫(‪ )3-5‬يوضح ال َبصمة املائية للفرد يف مرص من استهالك املحاصيل مقدرا باملرت املكعب من املياه‬
‫سنويا وهو متوسط للسنوات من ‪ 0996‬وحتى ‪.4225‬‬

‫‪149‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جدول رقم (‪)3-5‬‬


‫متوسط ال َبصمة املائية للفرد من االستهالك السنوي من املحاصيل من ‪ 2996‬وحتى ‪1775‬‬
‫االمجايل‬ ‫املحصول ‪/‬املنتج‬ ‫اإلمجايل‬ ‫املحصول ‪/‬املنتج‬
‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬

‫‪7.93‬‬ ‫قصب السكر‬ ‫‪452.3‬‬ ‫القمح‬


‫‪2.4‬‬ ‫فول الصويا‬ ‫‪84.29‬‬ ‫األرز املرضوب‬
‫‪3.45‬‬ ‫الفول السوداين‬ ‫‪0.03‬‬ ‫الشعري‬
‫‪4.35‬‬ ‫جوز اهلند‬ ‫‪84.45‬‬ ‫الذرة‬
‫‪00.26‬‬ ‫زيت دوار الشمس‬ ‫‪2.28‬‬ ‫الدخن‬
‫‪2.32‬‬ ‫زيت بذرة القطن‬ ‫‪5.24‬‬ ‫الذرة الرفيعة‬
‫‪0.42‬‬ ‫زيت النخيل‬ ‫‪2.35‬‬ ‫احلبوب وأخرى‬
‫‪2.77‬‬ ‫زيت الزيتون‬ ‫‪02.39‬‬ ‫البطاطا‬
‫‪0.02‬‬ ‫زيت جوز اهلند‬ ‫‪0‬‬ ‫البطاطا احللوة‬
‫‪33.7‬‬ ‫اخلرضوات وأخرى‬ ‫‪2.36‬‬ ‫اجلذور وأخرى‬
‫‪4.70‬‬ ‫الليمون والليمون احلامض‬ ‫‪4.53‬‬ ‫البصل‬
‫‪4.07‬‬ ‫التمور‬ ‫‪40.42‬‬ ‫الربتقال‬
‫‪3.33‬‬ ‫العنب‬ ‫‪32.70‬‬ ‫الفواكه وأخرى‬
‫‪07.33‬‬ ‫الزبدة والسمن‬ ‫‪4.38‬‬ ‫قهوة‬
‫‪2.35‬‬ ‫شاي‬ ‫‪0.03‬‬ ‫لينة األلياف‪ ,‬أخرى‬
‫‪2.04‬‬ ‫السيزال ليف أبيض متني‬ ‫‪4.64‬‬ ‫دهون احليوانات‪ ,‬اخلام‬
‫‪2.25‬‬ ‫فلفل‬ ‫‪3.04‬‬ ‫حبوب الكاكاو‬
‫‪2.33‬‬ ‫اجلوت‬ ‫‪2.24‬‬ ‫كريم‬
‫‪0.28‬‬ ‫البرية‬ ‫‪04.26‬‬ ‫اجللود واجللود‬
‫‪2.24‬‬ ‫نبيذ‬ ‫‪44.54‬‬ ‫خملفاهتا‪+‬‬
‫املصدر‪ :‬موقع شبكة بصمة املياه وتقارير اليونسكو‬

‫‪150‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫تابع جدول رقم (‪)3-5‬‬


‫متوسط ال َبصمة املائية للفرد من االستهالك السنوي من املحاصيل من ‪ 2996‬وحتى ‪1775‬‬
‫اإلمجايل‬ ‫املحصول ‪/‬املنتج‬ ‫اإلمجايل‬ ‫املحصول ‪/‬املنتج‬
‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬
‫‪28.67‬‬ ‫حلوم الدواجن‬ ‫‪3.82‬‬ ‫تبغ‬

‫‪2.49‬‬ ‫حلوم اخلنزير‬ ‫‪072.9‬‬ ‫اللحم البقري‬


‫‪2.23‬‬ ‫احلمضيات‪ ,‬أخرى‬ ‫‪42.76‬‬ ‫البقول‪ ,‬أخرى‬
‫‪76.03‬‬ ‫احلليب باستثناء الزبدة‬ ‫‪76.03‬‬ ‫احلليب ‪ -‬زبدة باستثناء‬
‫‪02.79‬‬ ‫البيض‬ ‫‪0.84‬‬ ‫مطاط‬
‫‪6.22‬‬ ‫موز‬ ‫‪2.04‬‬ ‫بازالء‬
‫‪6.62‬‬ ‫تفاح‬ ‫‪0.68‬‬ ‫فاصوليا‬

‫‪2.20‬‬ ‫األباكا‬ ‫‪9.99‬‬ ‫حمليات‪ ,‬أخرى‬

‫‪2.24‬‬ ‫فلفل حلو‬ ‫‪0.9‬‬ ‫زيت الفول السوداين‬


‫‪2.03‬‬ ‫قرنفل‬ ‫‪7.76‬‬ ‫بذور السمسم‬

‫‪4.55‬‬ ‫التوابل وأخرى‬ ‫‪40.55‬‬ ‫طامطم‬


‫‪46.82‬‬ ‫ألياف القطن‬ ‫‪2.24‬‬ ‫املحاصيل الزيتية النفط‪ ,‬أخرى‬
‫‪9.60‬‬ ‫حلم الضأن واملاعز اللحوم‬ ‫‪2.58‬‬ ‫جرثومة الذرة النفط‬
‫‪95.49‬‬ ‫اللحوم وأخرى‬ ‫‪2.23‬‬ ‫جريب فروت‬

‫‪2123.2‬‬ ‫االمجايل للمحاصيل‬

‫املصدر‪ :‬موقع شبكة بصمة املياه وتقارير اليونسكو‬

‫متوسط ال َبصمة املائية الستهالك الفرد املرصي من املُنتجات الزراعية بلغ حوايل ‪ 0403‬مرت مكعب يف العام‬
‫كمتوسط عن الفرتة من ‪ 0996‬إىل ‪ ,4225‬ومن اجلدول (‪ )2-5‬يمكن أن نستخلص عدد من احلقائق اهلامة‬
‫أن ‪ %69‬من مصادر هذه ال َبصمة املائية كان من مصادر حملية و‪ %30‬من مصادر خارجية ( ُمنتجات‬
‫مستوردة) ومن نفس اجلدول يتضح أن حوايل ‪ %24.56‬من هذه ال َبصمة املائية كانت من مياه زرقاء وحوايل‬
‫‪ %39.95‬من مياه خرضاء وحوايل ‪ %07.56‬من مياه رمادية ‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جدول رقم (‪)4-5‬‬


‫مصادر ال َبصمة املائية الستهالك الفرد من املنتجات الزراعية يف مرص‬
‫النسبة املئوية‬ ‫امجايل‬ ‫رمادية‬ ‫زرقاء‬ ‫خرضاء‬ ‫املصدر‬
‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬

‫‪%69‬‬ ‫‪837‬‬ ‫‪089.5‬‬ ‫‪296.7‬‬ ‫‪052.8‬‬ ‫داخيل‬


‫‪%30‬‬ ‫‪376.0‬‬ ‫‪44.7‬‬ ‫‪09.6‬‬ ‫‪333.8‬‬ ‫خارجي‬
‫‪%022‬‬ ‫‪0403.0‬‬ ‫‪404.4‬‬ ‫‪506.3‬‬ ‫‪282.6‬‬ ‫اإلمجايل‬
‫‪%022‬‬ ‫‪%07.29‬‬ ‫‪%24.56‬‬ ‫‪%39.95‬‬ ‫النسبة املئوية‬

‫‪ 1-4-5‬ال َبصمة املائية الستهالك املنتجات الصناعية‬


‫إمجايل ال َبصمة املائية الستهالك الفرد املرصي من املُنتجات الصناعية كان حوايل ‪ 53.3‬مرت مكعب يف العام‬
‫يف الفرتة من ‪ 0996‬إىل ‪ 4225‬منها ‪ %88.08‬من مصادر حملية و ‪ %00.84‬من مصادر خارجية ( ُمنتجات‬
‫مستوردة ) ومن اجلدول (‪ )5-5‬يتضح أن النسبة املئوية لنوع ال َبصمة املائية الستهالك املُنتجات الصناعية‬
‫كانت حوايل ‪ %5.22‬مياه زرقاء و ‪ %2‬مصدرها مياه خرضاء أما املياه الرمادية فقدرت بحوايل ‪. %92.65‬‬
‫جدول رقم (‪)5-5‬‬
‫مصادر ال َبصمة املائية الستهالك الفرد من املنتجات الصناعية يف مرص‬
‫النسبة املئوية‬ ‫امجايل‬ ‫رمادية‬ ‫زرقاء‬ ‫خرضاء‬ ‫املصدر‬
‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬

‫‪%88.08‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪22.6‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫داخيل‬


‫‪%00.84‬‬ ‫‪6.3‬‬ ‫‪5.8‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫خارجي‬
‫‪%022‬‬ ‫‪53.3‬‬ ‫‪52.2‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫االمجايل‬
‫‪%022‬‬ ‫‪%92.56‬‬ ‫‪%5.22‬‬ ‫‪2‬‬ ‫النسبة املئوية‬

‫‪ 3-4-5‬ال َبصمة املائية لالستهالك املنزيل ( البلديات)‬


‫اجلدول (‪ )5-5‬يبني املتوسط السنوي للبصمة املائية لالستهالك املنزيل (البلديات) يف الفرتة من ‪ 0996‬اىل‬
‫‪ ,4225‬ومنه يمكن أن نستخلص‪ ,‬أن إمجايل ال َبصمة املائية لالستهالك املنزيل للفرد املرصي كانت حوايل‬

‫‪152‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 72.7‬مرت مكعب يف العام كلها من مصادر حملية وحوايل‪ %02‬منها بصمة مائية زرقاء وحوايل ‪%89.96‬‬
‫بصمة مياه رمادية ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)6-5‬‬
‫مصادر ال َبصمة املائية لالستهالك الشخيص (منزيل ) للفرد يف مرص‬
‫امجايل‬ ‫رمادية‬ ‫زرقاء‬ ‫خرضاء‬ ‫املصدر‬
‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬

‫‪72.7‬‬ ‫‪67.4‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫داخيل‬


‫‪%89.96‬‬ ‫‪%02.22‬‬ ‫‪2‬‬ ‫النسبة املئوية‬

‫‪ 4-4-5‬ال َبصمة املائية الكلية الستهالك الفرد يف مرص‬

‫إمجايل ال َبصمة املائية الستهالك الفرد املرصي من املُنتجات الزراعية والصناعية واالستهالك املنزيل‬
‫كانت حوايل ‪ 0320‬مرت مكعب يف العام كمتوسط سنوي من ‪ 0996‬إىل ‪ ,4225‬واجلدول (‪)7-5‬‬
‫يبني مصادر ونوع ال َبصمة املائية الستهالك الفرد ومنه يمكن أن نستخلص أن ‪ %60.29‬من هذه‬
‫ال َبصمة من مصادر حملية و ‪ %48.54‬من مصادر خارجية ( ُمنتجات مستوردة )‪ ,‬ومن نفس اجلدول‬
‫يتضح أن حوايل ‪ %36.03‬من هذه ال َبصمة عبارة عن بصمة خرضاء وحوايل ‪ %39.48‬عبارة عن‬
‫بصمة زرقاء أما املياه الرمادية فقدرت بحوايل ‪ . %42.59‬واجلدول (‪ )8-5‬يبني املتوسط السنوي‬
‫للبصمة املائية الستهالك الفرد يف الفرتة من ‪ 0996‬إىل ‪ 4225‬للقطاعات املختلفة ومنه يتضح أن‬
‫النسبة املئوية للبصمة املائية الستهالك املُنتجات الزراعية حوايل ‪ %92.26‬ال َبصمة املائية الستهالك‬
‫املُنتجات الصناعية كانت ‪ %3.97‬و ال َبصمة املائية لالستهالك الشخيص أو املنزيل (البلديات)‬
‫فقدرت بحوايل ‪ %5.579‬من إمجايل ال َبصمة املائية‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جدول رقم (‪)0-5‬‬


‫مصادر ال َبصمة املائية الستهالك الفرد يف الفرتة من ‪ 2996‬اىل ‪. 1775‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫إمجايل‬ ‫رمادية‬ ‫زرقاء‬ ‫خرضاء‬ ‫املصدر‬
‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬

‫‪%70.29‬‬ ‫‪958.7‬‬ ‫‪320.3‬‬ ‫‪526.6‬‬ ‫‪052.8‬‬ ‫داخيل‬


‫‪%48.54‬‬ ‫‪384.2‬‬ ‫‪48.5‬‬ ‫‪42.0‬‬ ‫‪333.8‬‬ ‫خارجي‬
‫‪%022‬‬ ‫‪0320‬‬ ‫‪349.8‬‬ ‫‪546.7‬‬ ‫‪282.5‬‬ ‫إمجايل‬
‫‪%022‬‬ ‫‪%42.59‬‬ ‫‪%39.48‬‬ ‫‪%36.03‬‬ ‫النسبة املئوية‬

‫جدول رقم (‪)8-5‬‬


‫ال َبصمة املائية الستهالك للفرد يف مرص من ‪ 2996‬إىل ‪1775‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫اإلمجايل‬ ‫النـــــــــــــــــوع‬
‫(مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬

‫‪%92.26‬‬ ‫‪0403.0‬‬ ‫البَصمة املائية الستهالك املنتجات الزراعية‬

‫‪%3.97‬‬ ‫‪53.3‬‬ ‫البَصمة املائية الستهالك املنتجات الصناعية‬

‫‪%5.57‬‬ ‫‪72.7‬‬ ‫ال َبصمة املائية الستهالك الشخيص ‪ -‬البلديات‬

‫‪%022‬‬ ‫‪0302‬‬ ‫اإلمجايل‬

‫‪ 5-5‬ال َبصمة املائية لالستهالك الوطني‬

‫ال َبصمة املائية لالستهالك الوطني يف مرص‪ ,‬عبارة عن ال َبصمة املائية الداخلية لالستهالك الوطني‬
‫اخلاصة باستخدام موارد املياه املحلية إلنتاج السلع واخلدمات املستهلكة من قبل املرصيني (مضافا‬
‫إليها) ال َبصمة املائية اخلارجية ملرص‪ ,‬والتي تعرف بأهنا املياه املستخدمة سنوي ًا إلنتاج البضائع‬
‫واخلدمات املستوردة‬

‫‪154‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 2-5-5‬ال َبصمة املائية للمحاصيل والسلع الزراعية يف مرص‬


‫تشمل هذه ال َبصمة مجيع املحاصيل والسلع الزراعية التي تنتجها مرص وتستهلكها سواء كان مصدر‬
‫هذه ال َبصمة داخليا أو خارجيا عن طريق االسترياد وقد بلغت حوايل ‪ 86.7‬مليار مرت مكعب‬
‫كمتوسط سنوي خالل الفرتة من ‪ 0996‬وحتى ‪ ,4225‬واجلدول (‪ )9-5‬يوضح مصدر ونوع‬
‫ال َبصمة املائية للمحاصيل (املستهلكة داخليا واملصدرة ) يف مرص يف الفرتة من ‪ 0996‬إىل ‪4225‬‬
‫باملليون مرت مكعب يف السنة‪ ,‬ومنه يتضح أن بصمة املياه اخلرضاء كانت حوايل ‪, %39.92‬يف حني‬
‫مثلت بصمة املياه الزرقاء حوايل ‪ ,%24.57‬وبصمة املياه الرمادية حوايل ‪ %07.29‬كمتوسط سنوي‬
‫عن الفرتة من ‪ 0996‬إىل ‪ 4225‬م ومن نفس اجلدول يتضح أن ‪ %69‬من مصدر ال َبصمة املائية‬
‫إلنتاج املحاصيل كان داخليا يف حني أن ‪ %30‬من مصادر ال َبصمة كانت خارجية عن طريق استرياد‬
‫مدخالت إنتاج السلع‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)9-5‬‬

‫متوسط ال َبصمة املائية إلنتاج املحاصيل والسلع الزراعية يف مرص من ‪ 2996‬إىل ‪1775‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫إمجايل‬ ‫رمادية‬ ‫زرقاء‬ ‫خرضاء‬ ‫املصدر‬
‫(مليون مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مليون مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مليون مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مليون مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬

‫‪%69‬‬ ‫‪59389.8‬‬ ‫‪03226‬‬ ‫‪35426.4‬‬ ‫‪02697.6‬‬ ‫داخيل‬


‫‪%30‬‬ ‫‪46685.2‬‬ ‫‪0629.0‬‬ ‫‪0392.0‬‬ ‫‪43684.4‬‬ ‫خارجي‬
‫‪%022‬‬ ‫‪86275.4‬‬ ‫‪05255.0‬‬ ‫‪36622.3‬‬ ‫‪32379.8‬‬ ‫االمجايل‬
‫‪%022‬‬ ‫‪%07.29‬‬ ‫‪%24.57‬‬ ‫‪%39.92‬‬ ‫النسبة املئوية‬

‫‪ 1-5-5‬ال َبصمة املائية للمنتجات الصناعية‬

‫ال َبصمة املائية لل ُمنتجات الصناعية بمرص قدرت بحوايل ‪ 3.78‬مليار مرت مكعب كمتوسط سنوي‬
‫خالل الفرتة من ‪ 0996‬وحتى ‪ ,4225‬وهي تشمل بالطبع ال َبصمة املائية لل ُمنتجات التي تم‬
‫إنتاجها حمليا وتلك التي تم استريادها من اخلارج‪ ,‬واجلدول (‪ )02-5‬يوضح مصدر ونوع ال َبصمة‬
‫املائية لل ُمنتجات الصناعية يف مرص يف الفرتة من ‪ 0996‬إىل ‪ 4225‬باملليون مرت مكعب يف السنة‪,‬‬

‫‪155‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ومنه يتضح أنه ال يوجد بصمة للمياه اخلرضاء يف حني مثلت بصمة املياه الزرقاء حوايل ‪%5.3‬‬
‫وبصمة املياه الرمادية حوايل ‪ %92.74‬كمتوسط سنوي‪ .‬ومن نفس اجلدول يتضح أن ‪%88.09‬‬
‫من مصدر ال َبصمة املائية لل ُمنتجات الصناعية كان داخليا يف حني أن ‪ %00.84‬كان من مصادر‬
‫خارجية عن طريق استرياد املدخالت الصناعية‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)27-5‬‬
‫متوسط ال َبصمة املائية للمنتجات الصناعية يف مرص من ‪ 2996‬إىل ‪1775‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫إمجايل‬ ‫رمادية‬ ‫زرقاء‬ ‫خرضاء‬ ‫املصدر‬
‫(مليون مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مليون مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مليون مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مليون مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬

‫‪%88.09‬‬ ‫‪3333.7‬‬ ‫‪3065.7‬‬ ‫‪068‬‬ ‫‪2‬‬ ‫داخيل‬

‫‪%00.84‬‬ ‫‪226.8‬‬ ‫‪202.6‬‬ ‫‪34.4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫خارجي‬


‫‪%022‬‬ ‫‪3782.5‬‬ ‫‪3582.4‬‬ ‫‪422.4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اإلمجايل‬
‫‪%022‬‬ ‫‪%92.74‬‬ ‫‪%5.3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫النسبة املئوية‬

‫‪ 3-5-5‬ال َبصمة املائية لالستخدام املنزيل (البلديات)‬


‫بلغت ال َبصمة املائية لالستخدام املنزيل حوايل ‪ 5.3‬مليار مرت مكعب كمتوسط سنوي خالل الفرتة‬
‫من ‪ 0996‬وحتى ‪ 4225‬واجلدول (‪ )00-5‬يوضح مصدر ونوع البَصمة املائية لالستخدام املنزيل‬
‫يف مرص‪ ,‬ومنه يتضح أنه ال يوجد بصمة للمياه اخلرضاء يف حني مثلت بصمة املياه الزرقاء حوايل‬
‫‪ %02‬وبصمة املياه الرمادية حوايل ‪ %92‬كمتوسط سنوي‪ ,‬ومن نفس اجلدول يتضح أن ‪ %022‬من‬
‫مصدر ال َبصمة املائية لالستخدام املنزيل كان داخليا وال يوجد مصادر خارجية‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)22-5‬‬
‫متوسط ال َبصمة املائية لالستهالك املنزيل يف مرص من ‪ 2996‬إىل ‪1775‬‬
‫إمجايل‬ ‫رمادية‬ ‫زرقاء‬ ‫خرضاء‬ ‫املصدر‬
‫(مليون مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مليون مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مليون مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مليون مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬

‫‪5322‬‬ ‫‪2772‬‬ ‫‪532‬‬ ‫داخيل‬

‫‪%92‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫النسبة املئوية‬

‫‪156‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫مما سبق يتضح لنا أن ال َبصمة املرصية لالستهالك الوطني قدرت بحوايل ‪ 95.055‬مليار مرت سنويا‬
‫كمتوسطات خالل الفرتة من ‪ 0996‬وحتى ‪ 4225‬وهي تشمل بالطبع كافة املُنتجات التي يتم إنتاجها‬
‫واستهالكها داخل مرص سواء كان مصدر املياه داخليا أو خارجيا‪ ,‬اجلدول (‪ )04-5‬يوضح أن ال َبصمة‬
‫املائية املتصلة باستهالك املحاصيل واملُنتجات الزراعية متثل اجلزء األكرب من إمجايل ال َبصمة املائية‬
‫لالستهالك الوطني املرصي‪ ,‬وقدرت بحوايل ‪ 86‬مليار مرت مكعب كمتوسط سنوي للفرتة من‬
‫‪ 0996‬وحتى ‪ ,4225‬وال َبصمة املائية ذات الصلة باملُنتجات الصناعية قدرت بحوايل ‪ 3.78‬مليار‬
‫مرت مكعب من ال َبصمة املائية لالستهالك الوطني املرصي عن نفس الفرتة‪ ,‬أما ال َبصمة املائية ذات‬
‫الصلة باالستهالك املنزيل (البلديات) فتم تقديرها بحوايل ‪ 5.3‬مليار مرت مكعب كمتوسط سنوي‬
‫عن نفس الفرتة ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)21-5‬‬
‫ال َبصمة املائية لقطاعات االستهالك يف مرص من ‪ 2996‬إىل ‪1775‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫اإلمجايل‬ ‫النوع‬
‫(مليون مرت مكعب‪/‬سنة)‬
‫‪%92.26‬‬ ‫‪86275‬‬ ‫ال َبصمة املائية للمنتجات الزراعية‬
‫‪%3.97‬‬ ‫‪3782.5‬‬ ‫ال َبصمة املائية للمنتجات الصناعية‬
‫‪%5.57‬‬ ‫‪5322‬‬ ‫ال َبصمة املائية لالستهالك املنزيل ‪ -‬البلديات‬
‫‪%277‬‬ ‫‪95255‬‬ ‫ال َبصمة املائية لالستهالك املرصي‬

‫‪ 4-5-5‬مصادر وأنواع ال َبصمة املائية لالستهالك الوطني املرصي‬

‫أنواع ال َبصمة املائية كام ذكرنا سابقا تتكون من ثالثة أنواع هي اخلرضاء والزرقاء والرمادية‬
‫واجلدول (‪ )03-5‬يوضح أنواع ال َبصمة املائية الكلية يف مرص‪ ,‬وكذلك مصدرها سواء كان حمليا أو‬
‫من االسترياد‪ ,‬ومنه يتبني أن بصمة املياه اخلرضاء مثلت ‪ %36.0‬من إمجايل ال َبصمة املائية الكلية‬

‫‪157‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ملرص‪ ,‬وبصمة املياه الزرقاء كانت حوايل ‪ ,%39.3‬أما أقلهم فهي بصمة املياه الرمادية وبلغت‬
‫‪ %42.6‬من إمجايل ال َبصمة املائية املرصية كمتوسطات سنوية عن الفرتة من ‪ 0996‬إىل ‪.4225‬‬

‫جدول رقم ( ‪)23-5‬‬


‫مصادر ال َبصمة املائية املرصية كمتوسط سنوي عن الفرتة من ‪ 2996‬اىل ‪. 1775‬‬
‫االمجايل‬ ‫رمادية‬ ‫زرقاء‬ ‫خرضاء‬ ‫املصدر‬
‫(مليون مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مليون مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مليون مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مليون مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬

‫‪68243.7‬‬ ‫‪40380.6‬‬ ‫‪35922.4‬‬ ‫‪02697.6‬‬ ‫داخيل (حميل)‬


‫‪47030.8‬‬ ‫‪4243.7‬‬ ‫‪0246.4‬‬ ‫‪43684.4‬‬ ‫خارجي (استرياد)‬
‫‪95055.5‬‬ ‫‪43225.3‬‬ ‫‪37372.2‬‬ ‫‪32379.8‬‬ ‫امجـــــــــــايل‬
‫‪%022‬‬ ‫‪%42.6‬‬ ‫‪%39.3‬‬ ‫‪%36.0‬‬ ‫النسبة املئوية‬

‫‪ 5-5-5‬ال َبصمة املائية ملنتجات التصدير املرصية‬

‫اجلدول(‪ )02-5‬يوضح أن متوسط ال َبصمة املائية لصادرات مرص من املحاصيل والسلع خالل‬
‫عرش سنوات يف الفرتة من عام ‪ 0996‬إىل ‪ 4225‬بلغ حوايل ‪ 02.68‬مليار مرت مكعب‪ ,‬شكلت فيها‬
‫املحاصيل واملُنتجات الزراعية ما نسبته ‪ %66.35‬من إمجايل الصادرات‪ ,‬يف حني بلغت نسبة‬
‫املُنتجات احليوانية حوايل ‪ , %46.57‬أما املُنتجات الصناعية فبلغت نسبتها ما يقرب من ‪%7.20‬‬
‫عن نفس الفرتة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)24-5‬‬
‫متوسط صادرات مرص من املياه االفرتاضية بمرص من ‪ 2996‬إىل ‪1775‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫اإلمجايل‬ ‫املنتجات الصناعية‬ ‫املحاصيل واملنتجات الزراعية واحليوانية‬ ‫نوع املياه‬
‫(مليون مرت مكعب‪/‬سنة)‬ ‫(مليون مرت مكعب‪/‬سنة)‬ ‫(مليون مرت مكعب‪/‬سنة)‬

‫‪%022‬‬ ‫‪27665.2‬‬ ‫‪755.5‬‬ ‫‪9929.6‬‬ ‫اإلمجايل‬

‫‪%022‬‬ ‫‪%7.28‬‬ ‫‪%94.9‬‬ ‫النسبة املئوية‬

‫‪158‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 6-5-5‬ال َبصمة املائية الوطنية‬

‫ال َبصمة املائية الوطنية ملرص عبارة عن ال َبصمة املائية الداخلية لالستهالك الوطني اخلاصة باستخدام‬
‫موارد املياه املحلية إلنتاج السلع واخلدمات املستهلكة من قبل املرصيني (مضافا إليها) حجم املياه‬
‫االفرتاضية التي تقوم الدولة بتصديرها إىل دول أخرى‪.‬وتساوي ‪ 78.683‬مليار مرت مكعب‬
‫كمتوسطات سنوية عن الفرتة من ‪ 0996‬إىل ‪.4225‬‬

‫‪ 6-5‬االكتفاء الذايت واالعتامدية‬

‫ُتعرف االعتامدية عىل واردات املياه االفرتاضية للدول بأهنا النسبة بني ال َبصمة املائية اخلارجية‬
‫للدولة‪ ,‬وإمجايل ال َبصمة املائية لالستهالك الوطني‪ ,‬ويفضل أن حتسب االعتامدية واالكتفاء الذايت‬
‫عىل أساس سنوي أو كمعدل وسطي عىل مدى فرتة من السنني‪ .‬ولقد قدرت ال َبصمة املائية الوطنية‬
‫ملرص بحوايل ‪ 95.055‬مليار مرت مكعب كمتوسط سنوي للفرتة من ‪ 0996‬وحتى ‪,4225‬‬
‫واجلدول (‪ )05-5‬يبني أن متوسط ما تستورده مرص من مياه يقدر بحوايل‪ 47.030.‬مليار مرت‬
‫مكعب من املياه‪ ,‬ونسبة االكتفاء الذايت حوايل ‪ , %70.28‬لذا فمرص تعتمد عىل اخلارج فيام قيمته‬
‫‪ %48.50‬من إمجايل بصمتها املائية االستهالكية‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)25-5‬‬
‫ال َبصمة املائية لالستهالك الوطني‬
‫النسبة املئوية‬ ‫ال َبصمة املائية (مليون مرت مكعب‪/‬سنة )‬ ‫املصدر‬
‫‪%02.48‬‬ ‫‪68243.7‬‬ ‫ال َبصمة املائية الداخلية (حميل)‬
‫‪%18.52‬‬ ‫‪47030.8‬‬ ‫ال َبصمة املائية اخلارجية‬
‫‪95255.5‬‬ ‫إمجايل‬

‫‪159‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫الفصل السادس‪ :‬جتارة املياه الافرتاضية‬


‫ومؤرشات المن الغذايئ‬

‫‪160‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫الفصل السادس‬

‫جتارة املياه االفرتاضية ومؤرشات األمن الغذائي املرصي‬

‫‪ 2-6‬مقدمة‬

‫حققت مفاهيم املياه االفرتاضية تأثريات ملحوظة عىل مستوى سياسات وأبحاث التجارة العاملية‪,‬‬
‫وأعادت حتديد طريقة التعامل مع سياسات املياه الوطنية ووسائل وإدارهتا‪ ,‬فالسلع كثيفة‬
‫االستهالك للمياه مثل األرز والقمح وقصب السكر واملحاصيل الزيتية‪ ,‬يمكن مبادلتها مع البالد‬
‫التي يمكن أن جتلب هلا هذه املحاصيل عائدات كبرية يتعذر القتصادها أن يققها يف جماالت‬
‫أخرى‪ .‬ولقد أثرت أيضا مفاهيم جتارة املياه االفرتاضية يف التجارة الدولية‪ ,‬كام ترتب عليها‬
‫تداعيات هامة بالنسب ة لتوازن املوارد املائية العذبة عىل مستوى العامل‪ .‬ويتيح تطبيق مفهوم املياه‬
‫االفرتاضية إمكانية استخدام التجارة لتخفيف ندرة املياه اإلقليمية‪ ,‬وجعل استخدام املوارد املائية‬
‫أكثر فعالية‪ ,‬ويعمل هذا عىل حتسني القدرة عىل إدارة مستدامة للموارد املائية العاملية‪ ,‬من أجل‬
‫مستقبل األجيال القادمة‪ ,‬كام يعمل عىل احلد من خماطر الدخول يف رصاعات إقليمية بسبب ندرة‬
‫املوارد املائية العذبة‪ .‬وعىل سبيل املثال‪ ,‬إذا قامت إحدى البلدان بتصدير ُمنتجات كثيفة االستخدام‬
‫للمياه إىل بلد آخر‪ ,‬فإهنا بذلك تصدر املياه االفرتاضية مع املُنتجات‪ ,‬وهبذه الطريقة فبعض بلدان‬
‫العامل تقوم بدعم االحتياجات املائية الرضورية لبلدان أخرى‪ .‬وجتارة املياه بشكلها التقليدي‬
‫احلقيقي بني املناطق الغنية باملياه واملناطق فقرية املياه تكاد تكون مستحيلة نظرا للمسافات الكبرية‬
‫والتكاليف الباهظة املرتبطة هبا‪ ,‬ولكن التجارة يف املُنتجات الزراعية والصناعية تعترب نشاط واقعي‬
‫ومقبول‪ ,‬ولذا فالبلدان التي تعاين من ندرة املياه يمكن هلا حتقيق األمن املائي والغذائي هلا عن طريق‬
‫استرياد املُنتجات كثيفة استهالك املياه بدال من إنتاجها حمليا‪ ,‬وعىل العكس‪ ,‬يمكن أن تقوم البلدان‬

‫‪161‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫التي تتمتع بوفرة من موارد املياه بإنتاج ُمنتجات كثيفة استخدام املياه للتصدير وزيادة الدخل‬
‫القومي هلا‪.‬‬

‫ومما ينبغي ذكره أن دول الرشق األوسط وشامل أفريقيا تستورد حوايل ‪ 52‬مليون طن من احلبوب‬
‫سنوي ًا‪ ,‬ويتاج إنتاج هذه الكمية ألكثر من ‪ 52‬مليار مرت مكعب من املياه العذبة‪ ,‬والتي تساوى‬
‫تقريبا حصة مرص من هنر النيل سنوي ًا‪ ,‬كام متثل هذه الكمية أيض ًا ما يعادل نحو ‪ %32‬من موارد املياه‬
‫العذبة ملنطقة الرشق األوسط وشامل أفريقيا‪ .‬وجتارة املياه االفرتاضية حتقق وفورات حقيقية عاملية‬
‫كبرية من املياه العذبة‪ ,‬ولقد كان متوسط توفري املياه العاملي نتيجة للتجارة يف املُنتجات الزراعية فقط‬
‫يف الفرتة ‪ 4225-0996‬حوايل ‪ 369‬مليار مرت مكعب‪ ,‬وهو ما يعادل ‪ %2‬من بصمة املياه العاملية‬
‫املتصلة باإلنتاج الزراعي العاملي‪.‬‬

‫ُتغطي مرص معظم احتياجاهتا من املياه من هنر النيل‪ ,‬وتقريبا ُجل إنتاجها الزراعي يعتمد عىل الري‬
‫حيث أن املعدالت السنوية هلطول األمطار ال تكفي لالعتامد عليها يف الري‪ .‬والطلب عىل املياه يف‬
‫مرص للزراعة والصناعة واالستهالك املنزيل (البلديات)‪ ,‬يف تزايد مستمر بسبب النمو السكاين‬
‫وزيادة الدخل الكيل‪ .‬ويعترب حتسني إدارة موارد املياه وزيادة اإلنتاج الكيل الزراعي عامل هام جدا‬
‫للمسامهة يف احلد من مستويات الفقر املتنامية واملتسارعة وحتقيق األمن املائي والغذائي‬
‫واالجتامعي‪ ,‬والذي هو من أهم التحديات التي تواجه مرص يف هذه األيام‪ .‬والزراعة متثل حوايل‬
‫مخس الناتج املحيل اإلمجايل يف مرص‪ ,‬ويف الوقت نفسه‪ ,‬توفر حوايل ثلث إمجايل فرص العمل املتاحة‬
‫للمرصيني‪ ,‬لذا فاألمهية االجتامعية واالقتصادية للزراعة أكرب من نسبتها من الناتج املحيل اإلمجايل‪,‬‬
‫وبالتايل‪ ,‬فالتحسن والتطور يف أداء القطاع الزراعي يسهم بشكل كبري جدا يف احلد من الفقر وتعزيز‬
‫األمن الغذائي املرصي‪ ,‬والذي يتم حتقيقه حاليا من خالل مزيج من اإلنتاج املحيل والواردات‬
‫اخلارجية من املُنتجات واملحاصيل والسلع الزراعية‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫ومنذ بداية الستينيات من القرن املايض وفرت املياه االفرتاضية بديال جيدا ورضوريا ومناسبا‬
‫ومعتربا لتحقيق األمن الغذائي املرصي‪ ,‬من خالل استرياد املواد واملحاصيل الغذائية‪ ,‬وذلك‬
‫ملواجهة آثار السياسات العامة الغري مستقرة للدولة والتي انعكست عىل القرارات الزراعية املتعلقة‬
‫بإنتاج املحاصيل واملواد الغذائية‪ .‬وحاليا تستورد مرص كميات كبرية جدا ومتزايدة من املياه‬
‫االفرتاضية يف كل عام مع وارداهتا املتزايدة من القمح والذرة واللحوم والزيوت‪ ,‬بالرغم من‬
‫الزيادات الكبرية يف اإلنتاج املحصويل من القمح والذرة واألرز‪ ,‬وعدد آخر من ُمنتجات التصدير‬
‫كالفواكه واخلرضوات‪ ,‬والذي أدى بدوره إىل زيادة كبرية ومرعبة يف استخدام موارد املياه املحلية‬
‫املتاحة‪.‬‬

‫‪ 1-6‬جتارة املياه االفرتاضية‬

‫‪ 2-1-6‬واردات مرص من املياه االفرتاضية‬


‫سامهت واردات مرص من املواد الغذائية وخاصة القمح والزيوت واللحوم واملحاصيل العلفية‪,‬‬
‫وما حتمله هذه الواردات من املياه االفرتاضية‪ ,‬يف مقدرة ومتكن مرص من احلفاظ عىل أمنها الغذائي‬
‫منذ بداية الستينيات من القرن املايض‪ ,‬وذلك عىل الرغم من زيادة إنتاجية املزارعني املرصيني من‬
‫املحاصيل كثيفة االستخدام للمياه ذات القيمة االقتصادية املنخفضة والتي تستخدم حمليا ويصدر‬
‫جزء منها خارجيا‪ .‬ومرص كمعظم دول العامل تقوم باسترياد املياه االفرتاضية وتصديرها من خالل‬
‫مشاركتها الفعالة والقوية يف التجارة الدولية‪ .‬واجلدول(‪ )0-6‬يوضح متوسط واردات املياه‬
‫االفرتاضية بمرص خالل عرش سنوات يف الفرتة من عام ‪ 0996‬إىل ‪ 4225‬باملليون مرت مكعب يف‬
‫السنة‪ ,‬ومن هذا اجلدول يتضح للقارئ العزيز عدد من احلقائق أمهها أن‪ :‬متوسط واردات مرص من‬
‫املياه االفرتاضية يف الفرتة من ‪ 0996‬وحتى ‪ 4225‬بلغت حوايل ‪ 47.034‬مليار مرت مكعب سنويا‪,‬‬
‫شكلت فيها املحاصيل واملُنتجات الزراعية واحليوانية النسبة العظمى‪ ,‬حيث بلغت ‪ %98.35‬من‬

‫‪163‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫إمجايل الواردات‪ ,‬أما املُنتجات الصناعية فبلغت نسبتها حوايل ‪ %0.65‬من إمجايل واردات مرص من‬
‫املياه االفرتاضية عن نفس الفرتة‪ .‬وكان مصدر املياه االفرتاضية التي استوردهتا مرص ثالث مصادر‬
‫رئيسية‪ ,‬كام سبق ووضحنا يف الفصل اخلامس هي‪ :‬املياه اخلرضاء بنسبة ‪ %87.49‬من إمجايل‬
‫الواردات من املياه االفرتاضية‪ ,‬واملياه الزرقاء بنسبة حوايل ‪ ,%5.46‬واملياه الرمادية بنسبة ‪%7.26‬‬
‫عن نفس الفرتة‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)2-6‬‬
‫متوسط واردات مرص من املياه االفرتاضية بمرص يف الفرتة من عام ‪ 2996‬إىل ‪ 1775‬باملليون مرت مكعب يف السنة‪.‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫االمجايل‬ ‫املنتجات الصناعية‬ ‫املحاصيل واملنتجات‬ ‫نوع املياه‬
‫(مليون مرت مكعب‪/‬سنة)‬ ‫(مليون مرت مكعب‪/‬سنة)‬ ‫الزراعية واحليوانية‬
‫(مليون مرت مكعب‪/‬سنة)‬

‫‪%80.19‬‬ ‫‪13681.1‬‬ ‫‪43684.4‬‬ ‫مياه خرضاء‬

‫‪%5.16‬‬ ‫‪0246.3‬‬ ‫‪34.4‬‬ ‫‪0392.0‬‬ ‫مياه زرقاء‬

‫‪%0.46‬‬ ‫‪4243.7‬‬ ‫‪202.6‬‬ ‫‪0629.0‬‬ ‫مياه رمادية‬

‫‪%277.77‬‬ ‫‪10231.1‬‬ ‫‪446.8‬‬ ‫‪16685.4‬‬ ‫اإلمجايل‬

‫‪%277.77‬‬ ‫‪%2.65‬‬ ‫‪%98.35‬‬ ‫النسبة املئوية‬

‫‪ 1-1-6‬صادرات مرص من املياه االفرتاضية‬

‫مرص اشتهرت قديام بأهنا سلة غذاء العامل‪ ,‬ويف عهد سيدنا يوسف‪ ,‬عليه السالم‪ ,‬سامهت مرص يف‬

‫توفري األمن الغذائي هلا وللمناطق املجاورة‪ ,‬وأنقذت املنطقة كلها من شبح املجاعة‪ ,‬وحتى بداية‬

‫الستينيات من القرن املايض‪ ,‬كانت مرص من الدول املصدرة للمحاصيل واملواد الغذائية‪ .‬ومما هو‬

‫جدير بالذكر أن قوات احللفاء اعتمدت عىل إمدادات مرص من املحاصيل واملواد الغذائية طيلة‬

‫سنوات احلروب العاملية‪ ,‬وحتى اآلن تقوم مرص بتصدير عدد من املحاصيل الزراعية كاألرز‬

‫والقطن والفواكه واخلرضوات‪ .‬واجلدول(‪ )4-6‬يوضح متوسط صادرات املياه االفرتاضية بمرص‬

‫‪164‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫خالل عرش سنوات يف الفرتة من عام ‪ 0996‬إىل ‪ 4225‬باملليون مرت مكعب يف السنة‪ ,‬ومنه‬

‫يتضــــح أن‪ :‬متوسط صادرات مرص من املياه االفرتاضية يف الفرتة من ‪ 0996‬وحتى ‪4225‬‬

‫بلغت حوايل ‪ 02.68‬مليار مرت مكعب شكلت فيها املحاصيل واملنتجات الزراعية ما نسبته‬

‫‪ %66.35‬من إمجايل الصادرات‪ ,‬يف حني بلغت نسبة املُنتجات احليوانية حوايل ‪ , %46.57‬أما‬

‫املُنتجات الصناعية فبلغت نسبتها ما يقرب من ‪ %7.20‬عن نفس الفرتة‪ ,‬ولقد مثلت املياه اخلرضاء‬

‫نسبة ‪ %02.25‬من إمجايل الصادرات يف حني بلغت نسبة املياه الزرقاء ‪ , %63.8‬أما املياه الرمادية‬

‫فبلغت نسبتها ‪.%40.76‬‬

‫جدول رقم (‪)1-6‬‬


‫متوسط صادرات مرص من املياه االفرتاضية بمرص يف الفرتة من عام ‪ 2996‬إىل ‪ 1775‬باملليون مرت مكعب يف السنة‪.‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫اإلمجايل‬ ‫املنتجات الصناعية‬ ‫املحاصيل واملنتجات‬ ‫نوع املياه‬
‫(مليون مرت مكعب‪/‬سنة)‬ ‫(مليون مرت مكعب‪/‬سنة)‬ ‫الزراعية واحليوانية‬
‫(مليون مرت مكعب‪/‬سنة)‬

‫‪%02.26‬‬ ‫‪0524.7‬‬ ‫‪0524.7‬‬ ‫مياه خرضاء‬

‫‪%63.76‬‬ ‫‪6799.9‬‬ ‫‪38.0‬‬ ‫‪6760.8‬‬ ‫مياه زرقاء‬

‫‪%40.78‬‬ ‫‪4344.5‬‬ ‫‪707.2‬‬ ‫‪0625.0‬‬ ‫مياه رمادية‬

‫‪%022‬‬ ‫‪27665.2‬‬ ‫‪755.5‬‬ ‫‪9929.6‬‬ ‫اإلمجايل‬

‫‪%022‬‬ ‫‪%7.28‬‬ ‫‪%94.9‬‬ ‫النسبة املئوية‬

‫وجتارة املياه االفرتاضية حتقق وفورات مائية قيِمة وخاصة للبالد املستوردة للمحاصيل واملُنتجات‬

‫الزراعية‪ ,‬وهذا ما يوضحه اجلدول(‪ ,)3-6‬حيث بلغ التوفري السنوي ملرص من التجارة يف املياه‬

‫االفرتاضية واملُعرب عنه بالفرق بني الصادرات والواردات حوايل ‪ 06.267‬مليار مرت مكعب من‬

‫املياه العذبة كمتوسط سنوي خالل الفرتة من ‪ 0996‬إىل ‪.4225‬‬

‫‪165‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جدول رقم (‪)3-6‬‬


‫متوسط التوفري بسبب جتارة املياه االفرتاضية بمرص خالل الفرتة من ‪ 2996‬إىل ‪1775‬‬
‫إمجايل‬ ‫رمادية‬ ‫زرقاء‬ ‫خرضاء‬ ‫البيان‬
‫(مليون مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مليون مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مليون مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬ ‫(مليون مرت مكعب ‪ /‬السنة)‬

‫‪10231.1‬‬ ‫‪0629.0‬‬ ‫‪0392.0‬‬ ‫‪43684.4‬‬ ‫إمجايل واردات املياه االفرتاضية‬

‫‪27665.2‬‬ ‫‪4344.5‬‬ ‫‪6799.9‬‬ ‫‪0524.7‬‬ ‫إمجايل صادرات املياه االفرتاضية‬

‫‪26460.2‬‬ ‫‪023.4-‬‬ ‫‪5475.8-‬‬ ‫‪11239.5‬‬ ‫الفرق بني الصادرات والواردات‬

‫‪ 3-1-6‬ميزانية املياه االفرتاضية ملرص‬

‫يمكن حساب ميزانية املياه االفرتاضية ملرص‪ ,‬عىل أهنا جمموع ال َبصمة املائية الوطنية (مضاف ًا إليها)‪,‬‬

‫ال َبصمة املائية اخلارجية للدولة‪ ( ,‬املياه املستخدمة سنوي ًا إلنتاج البضائع واخلدمات املستوردة والتي‬

‫تستهلك من قبل املرصيني)‪ ,‬وتساوي ‪ 025.802‬مليار مرت مكعب‪ ,‬كمتوسطات سنوية عن الفرتة‬

‫من ‪ 0996‬إىل ‪ .4225‬والشكل (‪ )0-6‬يوضح املكونات الرئيسية مليزانية املياه االفرتاضية ملرص‪.‬‬

‫ال َبصمة املائية الداخلية لالستهالك‬ ‫‪+‬‬ ‫ال َبصمة املائية اخلارجية لالستهالك‬ ‫=‬ ‫ال َبصمة املائية لالستهالك‬
‫الوطني(‪)68.243‬‬ ‫الوطني(‪)47.030‬‬ ‫الوطني(‪)95.252‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬
‫تصدير املياه االفرتاضية‬ ‫‪+‬‬ ‫إعادة تصدير املياه االفرتاضية‬ ‫=‬ ‫تصدير املياه االفرتاضية‬
‫(‪)02.662‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)27.667‬‬
‫=‬ ‫‪+‬‬ ‫=‬
‫ال َبصمة املائية الوطنية‬ ‫‪+‬‬ ‫استرياد املياه االفرتاضية‬ ‫=‬ ‫ميزانية املياه االفرتاضية‬
‫‪08.683‬‬ ‫(‪)47.030‬‬ ‫(‪)275.824‬‬

‫شكل (‪ )2-6‬ميزانية املياه االفرتاضية ملرص‬

‫‪166‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 3-6‬سياسات جتارة املياه االفرتاضية يف مرص‬

‫مفهوم املياه االفرتاضية‪ُ ,‬يعترب أحد وسائل السياسات الوطنية لإلدارة املستدامة للمياه‪ ,‬ويعترب أحد‬
‫الوسائل ملراقبة استخدام املياه‪ .‬فأسبانيا هي الدولة الوحيدة حتى اآلن التي وافقت عىل رضورة‬
‫حتليل املياه االفرتاضية يف أحواض األهنار‪ ,‬أثناء وضع اخلطط لإلدارة املستدامة ملوارد املياه‪ ,‬وأن‬
‫يكون حساب املياه االفرتاضية إلزاميا ملختلف القطاعات االجتامعية واالقتصادية يف املجتمع‪ ,‬وقد‬
‫حتذو الدول األوربية األخرى حذو أسبانيا يف هذا املجال‪.‬‬

‫ويف معظم املناطق الزراعية الكبرية يف العامل ومنها بالطبع مرص‪ ,‬املزارعون خيتارون املحاصيل‬
‫وممارسات وطرق اإلنتاج عىل أساس توقعاهتم ألسعار املدخالت واملخرجات الزراعية‪ ,‬إال يف‬
‫حاالت نادرة‪ ,‬حيث تفرض بعض احلكومات الوطنية املحاصيل وممارسات اإلنتاج عىل املزارعني‪,‬‬
‫ومثال ذلك مرشوع اجلزيرة يف السودان‪ ,‬حيث تقوم احلكومة سنويا بتحديد املحاصيل‪ ,‬وأساليب‬
‫اإلنتاج‪ ,‬ومستويات املدخالت الرئيسية‪ ,‬مثل األسمدة واملياه واملبيدات‪.‬‬

‫ويف هذا الصدد من املهم جدا أن نوضح نقطة يف غاية األمهية‪ ,‬وهي أنه يف حالة عدم وجود‬
‫خيارات اقتصادية متعلقة باملدخالت واملخرجات الزراعية أمام املزارعني‪ ,‬فإن احلكومة يمكن أن‬
‫تنفذ برامج املياه االفرتاضية بسهولة من خالل فرض رغباهتا بشأن بدائل اإلنتاج والتسويق عىل‬
‫املزارعني‪ ,‬وعىل النقيض من هذا يف معظم البيئات اإلنتاجية األخرى كالصناعة واخلدمات ‪,‬‬
‫فاحلكومات ال تستطيع أن تنفذ برامج املياه االفرتاضية بسهولة‪.‬‬

‫‪ 2-3-6‬اختيار املحاصيل الزراعية‬

‫جتارة املياه االفرتاضية تعتمد وبصورة كلية عىل احتياجات الدولة من املحاصيل والسلع‬

‫واملُنتجات‪ ,‬وكذلك عىل ما يفيض لدهيا أيضا من املحاصيل والسلع واملُنتجات‪ ,‬ومن ثم فاختيار‬

‫‪167‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫نوع املحاصيل الزراعية هو العامل األول واألسايس املؤثر عىل سياسات جتارة املياه االفرتاضية يف‬

‫مرص‪ .‬ويف حالة ترك املزارعني خيتارون املحاصيل وممارسات اإلنتاج بشكل مستقل‪ ,‬فاحلكومة‬

‫املرصية تستطيع أن تؤثر عىل هذه اخليارات من خالل السياسات العامة‪ ,‬كتحديد أسعار املُنتجات‬

‫الزراعية عىل مستوى املدخالت‪ ,‬واملخرجات‪ ,‬ومدى توفري موارد اإلنتاج الرئيسية‪ ,‬وبدائل‬

‫التسويق ملُنتجات املزارعني‪ .‬وهناك أيضا عدد من السياسات العامة التي تؤثر عىل جتارة املياه‬

‫االفرتاضية وأمهها‪:‬‬

‫مدى توافر مياه الري للمزارعني باملجان أو بأسعار مدعومة وكذلك مدى تشجيع احلكومة‬ ‫‪-‬‬

‫عىل إنتاج املحاصيل كثيفة االستخدام للمياه‪.‬‬

‫السياسات احلكومية التي ترفع سعر الرصف ما فوق القيمة احلقيقية يف السوق تثني املزارعني‬ ‫‪-‬‬

‫عن زراعة املحاصيل للبيع يف أسواق التصدير‪ ,‬ويف نفس الوقت تصبح أسعار الواردات‬

‫ومدخالت الزراعة‪ ,‬معقولة أكثر‪ ,‬مثل هذه السياسة قد تشجع عىل إنتاج املحاصيل غري‬

‫التجارية والتي تتطلب كمية كبرية من األسمدة املستوردة‪.‬‬

‫يمكن للحكومة أن يكون هلا تأثري كبري عىل مستوى قرارات املزارعني من خالل السياسات‬ ‫‪-‬‬

‫التي تقيد خيارات وبدائل التسويق للمحاصيل‪.‬‬

‫فرض الرضيبية الزراعية باالشرتاط عىل املزارعني ببيع جزء من إنتاجهم من حماصيل معينة إىل‬ ‫‪-‬‬

‫وكاالت تسويق الدولة‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 1-3-6‬املحاصيل اإلسرتاتيجية وجتارة املياه االفرتاضية‬

‫بعد مراجعة املعلومات التي تصف اإلنتاج الزراعي املرصي‪ ,‬والواردات‪ ,‬والصادرات السلعية منذ‬

‫بداية الستينيات من القرن املايض وحتى عام ‪ ,4204‬تأكدنا يقينا وبام ال يدع جماال للشك‪ ,‬أن جتارة‬

‫املياه االفرتاضية كان هلا دورها املحوري والفعال للتغلب عىل آثار السياسات العامة عىل مستوى‬

‫اخلطط الزراعية اإلسرتاتيجية وبدائل التسويق‪ ,‬وكمثال عىل ذلك سوف نستعرض البيانات املتعلقة‬

‫بعدد من املحاصيل اإلسرتاتيجية التي تلعب دورا حموريا يف حتقيق األمن الغذائي املرصي من حيث‬

‫اإلنتاج والصادرات والواردات‪ ,‬ومن هذه املحاصيل بطبيعة احلال‪ :‬القمح واألرز والذرة‬

‫والزيوت‪.....‬الخ‪.‬‬

‫‪ ‬القمـــــح‬

‫القمح هو املحصول األهم لدى املرصيني من القدم‪ ,‬ويعترب املصدر الرئييس للكربوهيدرات‪,‬‬

‫وتعتمد عليه الدولة اعتامدا شبه كليا للحفاظ عىل مستويات األمن الغذائي للمرصيني‪ .‬ولقد كان‬

‫املتوسط السنوي إلنتاج القمح خالل فرتة الستينيات حوايل ‪ 0.236‬مليون طن‪ ,‬ثم ارتفع إىل‬

‫‪ 0.826‬مليون طن خالل فرتة السبعينيات‪ ,‬ليقفز قفزة هائلة خالل فرتة التسعينيات إىل حوايل‬

‫‪ 5.422‬مليون طن‪ .‬وبلغ ذروته كمتوسط سنوي خالل الفرتة األخرية من عام ‪ 4202‬إىل عام‬

‫‪ 4204‬بحوايل ‪ 8.233‬مليون طن‪ .‬ويف املقابل تعترب مرص الدولة األوىل عامليا يف استرياد القمح‪,‬‬

‫ويتضح من اجلدول (‪ ,)2-6‬أن واردات مرص من القمح تضاعفت أكثر من مخسة مرات خالل‬

‫اخلمسني سنة األخرية‪ ,‬فقد كانت حوايل ‪ 4.203‬مليون طن كمتوسط سنوي خالل فرتة‬

‫‪169‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫الستينيات‪ ,‬ووصلت إىل حوايل ‪ 02.5667‬مليون طن كمتوسط سنوي خالل الثالث سنوات‬

‫األخرية من عام ‪ 4202‬إىل عام ‪ .4204‬ولقد بلغت نسبة االكتفاء الذايت من القمح ‪ %23.4‬تقريبا‬

‫وهو معدل متدين جدا‪ ,‬ال يقق كامل متطلبات األمن الغذائي ملرص‪ .‬ومن نفس اجلدول وبإضافة‬

‫الفرق بني الواردات والصادرات مع صايف اإلنتاج املرصي من القمح‪ ,‬يتضح أن كميات القمح‬

‫التي استهلكها املرصيون سنويا خالل السنوات األخرية بلغت كمتوسط حوايل ‪ 08.5‬مليون طن ‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)4-6‬‬


‫القمح يف مرص كمتوسطات سنوية للفرتة من ‪ 2967‬وحتى ‪. 1721‬‬
‫الواردات‬ ‫الصادرات‬ ‫اإلنتاج‬ ‫السنة‬
‫(ألف طن)‬ ‫(ألف طن)‬ ‫(ألف طن)‬

‫‪42404.9‬‬ ‫‪00.9‬‬ ‫‪0236‬‬ ‫‪2969-2967‬‬


‫‪3708.7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0826.3‬‬ ‫‪2909-2907‬‬
‫‪6236‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4084.9‬‬ ‫‪2989-2987‬‬
‫‪6452‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪5422‬‬ ‫‪1777-2997‬‬
‫‪7792‬‬ ‫‪37.5‬‬ ‫‪7363‬‬ ‫‪1779-1777‬‬
‫‪02567‬‬ ‫‪406‬‬ ‫‪8233‬‬ ‫‪1721-1727‬‬
‫املصدر ‪ :‬بيانات منظمة األغذية والزراعة (الفاو) وإدارة الزراعة األمريكية‬

‫‪ ‬الــــــذرة‬
‫املتوسط السنوي إلنتاج الذرة يف مرص بلغ خالل فرتة الستينيات نحو ‪ 4.226‬مليون طن‪ ,‬ثم ارتفع‬

‫إىل ‪ 4.65‬مليون طن خالل فرتة السبعينيات‪ ,‬ثم قفز خالل فرتة التسعينيات إىل حوايل ‪6.255‬‬

‫مليون طن‪ ,‬واستمر هذا املعدل حتى عام ‪ 4204‬بدون زيادة تقريبا‪ .‬ويف املقابل‪ ,‬وكام يبني‬

‫اجلــــدول (‪ ,)5-6‬تضاعفت واردات مرص من الذرة أكثر من مخسة وعرشون مرة خالل‬

‫‪170‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫اخلمسني سنة األخرية‪ ,‬من حوايل ‪ 422‬ألف طن كمتوسط سنوي للواردات خالل فرتة الستينيات‬

‫إىل حوايل ‪ 5.5‬مليون طن كمتوسط سنوي خالل الفرتة من ‪ 4202‬إىل ‪ .4204‬وبلغ معدل‬

‫االكتفاء الذايت من الذرة نحو ‪ %54‬تقريبا‪ ,‬وهو معدل متدين أيضا‪ ,‬كون حمصول الذرة هو‬

‫املحصول األهم إلنتاج األعالف وغذاء للامشية وأحيانا خيلط مع القمح إلنتاج اخلبز‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)5-6‬‬

‫الذرة كمتوسطات سنوية للفرتة من ‪ 2967‬وحتى ‪.1721‬‬


‫الواردات‬ ‫الصادرات‬ ‫اإلنتاج‬ ‫السنة‬
‫(ألف طن)‬ ‫(ألف طن)‬ ‫(ألف طن)‬

‫‪44.7‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪4226.5‬‬ ‫‪2969-2967‬‬


‫‪204.8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4656.7‬‬ ‫‪2909-2907‬‬
‫‪0265.4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3750.2‬‬ ‫‪2989-2987‬‬
‫‪4690.5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5463‬‬ ‫‪1777-2997‬‬
‫‪2839.9‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪6255.6‬‬ ‫‪1779-1777‬‬
‫‪5520‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪5933.33‬‬ ‫‪1721-1727‬‬
‫املصدر ‪ :‬بيانات منظمة األغذية والزراعة (الفاو) وإدارة الزراعة األمريكية‪.‬‬

‫‪ ‬الذرة الرفيعة‬

‫فيام خيص الذرة الرفيعة‪ ,‬بلغ املتوسط السنوي إلنتاج الذرة يف مرص خالل فرتة الستينيات حوايل‬

‫‪ 765‬ألف طن‪ ,‬ثم ارتفع املتوسط السنوي إىل ‪ 922‬ألف طن خالل الفرتة من ‪ 4202‬إىل ‪. 4204‬‬

‫وبالنظر يف اجلدول (‪ )6-6‬يتبني لنا بوضوح أن واردات مرص من الذرة الرفيعة بلغت حوايل ‪47‬‬

‫ألف طن كمتوسط سنوي خالل الثالث سنوات األخرية‪ .‬وحتقق مرص معدل اكتفاء ذايت أكثر من‬

‫‪ %95‬من الذرة الرفيعة‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جدول رقم (‪)6-6‬‬


‫الذرة الرفيعة يف مرص كمتوسطات سنوية للفرتة من ‪ 2967‬وحتى ‪.1721‬‬
‫الواردات‬ ‫الصادرات‬ ‫اإلنتاج‬ ‫السنة‬
‫(ألف طن)‬ ‫(ألف طن)‬ ‫(ألف طن)‬

‫‪5.2‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪765.5‬‬ ‫‪2969-2967‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪783.7‬‬ ‫‪2909-2907‬‬
‫‪2.6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪592.9‬‬ ‫‪2989-2987‬‬
‫‪03‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪707.0‬‬ ‫‪1777-2997‬‬
‫‪6.5‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪872‬‬ ‫‪1779-1777‬‬
‫‪47‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪922‬‬ ‫‪1721-1727‬‬
‫املصدر ‪ :‬بيانات منظمة األغذية والزراعة (الفاو) وإدارة الزراعة األمريكية‪.‬‬

‫‪ ‬حمصول األرز‬
‫يعترب حمصول األرز من أهم املحاصيل التي تلعب دورا حموريا يف دعم األمن الغذائي املرصي‪ .‬وكام‬

‫يتضح من اجلدول (‪ ,)7-6‬بلغ املتوسط السنوي إلنتاج األرز خالل فرتة الستينيات حوايل ‪0.347‬‬

‫مليون طن‪ ,‬ثم ارتفع إىل ‪ 0.609‬مليون طن خالل فرتة السبعينيات‪ ,‬ثم واصل ارتفاعه إىل حوايل‬

‫‪ 2.422‬مليون طن يف الفرتة من ‪ 4222‬إىل ‪ ,4229‬وقد هبط املتوسط السنوي خالل الفرتة‬

‫األخرية إىل أقل من ‪ 2‬مليون طن‪ .‬وقد زادت واردات مرص من األرز إىل حوايل نصف مليون طن‬

‫كمتوسط سنوي خالل الثالث سنوات األخرية‪ ,‬يف حني بلغت الصادرات حوايل نصف مليون طن‬

‫خالل نفس الفرتة‪ .‬ومرص حاليا لدهيا اكتفاء ذايت من حمصول األرز‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جدول رقم (‪)0-6‬‬

‫حمصول األرز يف مرص كمتوسطات سنوية للفرتة من ‪ 2967‬وحتى ‪.1721‬‬


‫الواردات‬ ‫الصادرات‬ ‫اإلنتاج‬ ‫املساحة املحصودة‬ ‫السنة‬
‫(ألف طن)‬ ‫(ألف طن)‬ ‫(ألف طن)‬ ‫(هكتار)*‬

‫‪2‬‬ ‫‪236.4‬‬ ‫‪0347.2‬‬ ‫‪385.0‬‬ ‫‪2969-2967‬‬


‫‪0.6‬‬ ‫‪436.6‬‬ ‫‪0609.0‬‬ ‫‪252‬‬ ‫‪2909-2907‬‬
‫‪02.0‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪0574‬‬ ‫‪222.8‬‬ ‫‪2989-2987‬‬
‫‪02.3‬‬ ‫‪470.9‬‬ ‫‪4776.3‬‬ ‫‪525.9‬‬ ‫‪1777-2997‬‬
‫‪42.2‬‬ ‫‪786‬‬ ‫‪2095.3‬‬ ‫‪620.6‬‬ ‫‪1779-1777‬‬
‫‪542.7‬‬ ‫‪266.7‬‬ ‫‪3952‬‬ ‫‪633.3‬‬ ‫‪1721-1727‬‬
‫(اهلكتار حوايل ‪ 1.36‬فدان)‬ ‫املصدر ‪ :‬بيانات منظمة األغذية والزراعة (الفاو) وإدارة الزراعة األمريكية‬

‫‪ ‬حمصول القطن‬

‫تارخييا‪ ,‬كانت صادرات القطن مصدرا هاما للعمالت األجنبية يف مرص‪ ,‬إال أن السياسات العامة‬

‫للدولة شجعت عىل إنتاج الغذاء واملحاصيل العلفية‪ ,‬بدال من القطن‪ ,‬عىل الرغم من أن للقطن‬

‫عائدات أكرب‪ .‬وكام يتضح من اجلدول (‪ )8-6‬بلغ املتوسط السنوي إلنتاج القطن يف مرص خالل‬

‫فرتة الستينيات حوايل ‪ 4.006‬مليون طن‪ ,‬ثم انخفض املتوسط السنوي لإلنتاج إىل ‪ 2.58‬مليون‬

‫طن خالل الفرتة من عام ‪ 4202‬إىل عام ‪ ,4204‬ويف املقابل تضاعفت واردات مرص من القطن من‬

‫حوايل ‪ 33‬ألف طن كمتوسط سنوي للواردات خالل فرتة الستينيات‪ ,‬ووصلت إىل حوايل ‪2.258‬‬

‫مليون طن كمتوسط سنوي يف الفرتة من ‪ 4202‬إىل ‪.4204‬‬

‫‪173‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جدول رقم (‪)8-6‬‬

‫القطن يف مرص كمتوسطات سنوية للفرتة من ‪ 2967‬وحتى ‪.1721‬‬


‫الواردات‬ ‫الصادرات‬ ‫اإلنتاج‬ ‫املساحة املحصودة‬ ‫السنة‬
‫(ألف طن)‬ ‫(ألف طن)‬ ‫(ألف طن)‬ ‫(هكتار)‬

‫‪2‬‬ ‫‪0370.8‬‬ ‫‪4006.0‬‬ ‫‪745.0‬‬ ‫‪2969-2967‬‬


‫‪33.2‬‬ ‫‪986‬‬ ‫‪4293.5‬‬ ‫‪592.7‬‬ ‫‪2909-2907‬‬
‫‪022.7‬‬ ‫‪647.0‬‬ ‫‪0882.3‬‬ ‫‪226.6‬‬ ‫‪2989-2987‬‬
‫‪049.4‬‬ ‫‪464.4‬‬ ‫‪0374.6‬‬ ‫‪324.9‬‬ ‫‪1777-2997‬‬
‫‪357.6‬‬ ‫‪227.2‬‬ ‫‪984.2‬‬ ‫‪437.8‬‬ ‫‪1779-1777‬‬
‫‪258.33‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪580.67‬‬ ‫‪069069‬‬ ‫‪1721-1727‬‬
‫(اهلكتار حوايل ‪ 1.36‬فدان)‬ ‫املصدر ‪ :‬بيانات منظمة األغذية والزراعة (الفاو) وإدارة الزراعة األمريكية‬

‫‪ ‬اللحوم احلمراء‬

‫اجلدول (‪ )9-6‬يوضح أن املتوسط السنوي إلنتاج حلوم البقر يف مرص بلغ خالل فرتة السبعينيات‬

‫حوايل ‪ 474.67‬ألف طن‪ ,‬ثم ارتفع إىل ‪ 245.0‬ألف طن خالل الفرتة من ‪ 4222‬وحتى ‪,4229‬‬

‫وانخفض املتوسط السنوي خالل الفرتة األخرية إىل ‪ 303.43‬ألف طن بسبب االرتفاع العاملي يف‬

‫أسعار األعالف‪ ,‬وأدى االنخفاض يف إنتاج اللحوم حمليا‪ ,‬وزيادة أعداد السكان‪ ,‬إىل زيادة كمية‬

‫الواردات من حلوم البقر‪ ,‬حيث تضاعفت الواردات ما يقرتب من مخسة مرات خالل األربعني سنة‬

‫األخرية‪ ,‬فقد كانت حوايل ‪ 50‬ألف طن كمتوسط سنوي خالل فرتة السبعينيات‪ ,‬ووصلت إىل‬

‫حوايل ‪ 435.67‬ألف طن كمتوسط سنوي خالل الثالث سنوات األخرية من عام ‪ 4202‬إىل عام‬

‫‪ .4204‬بمعدل اكتفاء ذايت وصل إىل ‪ %57‬تقريبا وهو معدل متدين ال يقق األمن الغذائي من‬

‫اللحوم احلمراء‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جدول رقم (‪)9-6‬‬


‫حلوم البقر يف مرص كمتوسطات سنوية للفرتة من ‪ 2967‬وحتى ‪.1721‬‬
‫الواردات‬ ‫اإلنتاج‬ ‫السنة‬
‫(ألف طن)‬ ‫(ألف طن)‬

‫‪50‬‬ ‫‪474.67‬‬ ‫‪2909-2907‬‬


‫‪022‬‬ ‫‪322.3‬‬ ‫‪2989-2987‬‬
‫‪052.2‬‬ ‫‪205.2‬‬ ‫‪1777-2997‬‬
‫‪422.9‬‬ ‫‪245.0‬‬ ‫‪1779-1777‬‬
‫‪435.67‬‬ ‫‪304.33‬‬ ‫‪1721-1727‬‬
‫املصدر ‪ :‬بيانات منظمة األغذية والزراعة (الفاو) وإدارة الزراعة األمريكية‬

‫‪ ‬زيت دوار الشمس‬


‫إنتاج زيت دوار الشمس يف مرص غري مستقر‪ ,‬وليس له خطة واضحة املعامل كام يتضح من اجلدول‬

‫(‪ ,)02-6‬حيث بلغ املتوسط السنوي إلنتاج زيت دوار الشمس خالل فرتة الثامنينات حوايل ‪222‬‬

‫طن‪ ,‬ثم ارتفع إىل حوايل ‪ 02.3‬ألف طن خالل فرتة التسعينيات‪ ,‬ليرتاجع مرة أخرى إىل ‪ 4.0‬ألف‬

‫طن خالل الفرتة من ‪ 4222‬إىل عام ‪ 4202‬ثم قفز قفزة كبرية جدا ليصل إىل حوايل ‪ 66.67‬ألف‬

‫طن كمتوسط سنوي للفرتة من عام ‪ 4202‬إىل عام ‪ .4204‬ويف املقابل تضاعفت واردات مرص من‬

‫زيت دوار الشمس أكثر من ‪ 022‬مرة خالل األربعني سنة األخرية‪ ,‬فقد كانت حوايل ‪ 39‬ألف طن‬

‫كمتوسط سنوي للواردات خالل فرتة السبعينيات ووصلت إىل حوايل ‪ 553.3‬ألف طن كمتوسط‬

‫سنوي خالل الثالث سنوات األخرية من عام ‪ 4202‬إىل عام ‪ .4204‬ولقد بلغ معدل االكتفاء‬

‫الذايت من زيت عباد الشمس ‪ %02‬تقريبا‪ ,‬وهو معدل متدين جدا يضع مرص يف مشكلة كبرية جدا‬

‫نظرا ألن ال َبصمة املائية ملحاصيل الزيوت كبرية جدا‪ ,‬ويف هذا الوضع ومع حمدودية املوارد املائية‬

‫‪175‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫فانه ال يمكن التطلع إىل االكتفاء الذايت من هذه املحاصيل وسنظل دائام يف احتياج الستريادها ملا‬

‫حتدث طفرة بحثية يف هذا املجال‪.‬‬

‫جدول رقم ( ‪)27-6‬‬


‫زيت دوار الشمس كمتوسطات سنوية للفرتة من ‪ 2967‬وحتى ‪.1721‬‬
‫املتوسط السنوي للواردات‬ ‫املتوسط السنوي للصادرات‬ ‫اإلنتاج‬ ‫الفرتة‬
‫(ألف طن)‬ ‫(ألف طن)‬ ‫(ألف طن)‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2969-2967‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2909-2907‬‬
‫‪072.2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪2989-2987‬‬
‫‪427.8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪02.3‬‬ ‫‪1777-2997‬‬
‫‪447.8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪1779-1777‬‬
‫‪553.33‬‬ ‫‪42.67‬‬ ‫‪66.67‬‬ ‫‪1721-1727‬‬
‫املصدر ‪ :‬بيانات منظمة األغذية والزراعة (الفاو) وإدارة الزراعة األمريكية‪.‬‬

‫‪ ‬زيت الصويا‬
‫املتوسط السنوي إلنتاج زيت الصويا يف مرص‪ ,‬وكام يتضح من اجلدول (‪ )08-6‬بلغ خالل فرتة‬
‫السبعينيات حوايل ‪ 5.8‬ألف طن‪ ,‬ثم ارتفع إىل حوايل ‪ 026.6‬ألف طن خالل الفرتة من ‪ 4222‬إىل‬
‫عام ‪ 4202‬ثم قفز قفزة كبرية جدا ليصل إىل حوايل ‪ 494.67‬ألف طن كمتوسط سنوي للفرتة من‬
‫عام ‪ 4202‬إىل عام ‪ .4204‬ولقد تضاعفت واردات مرص من زيت الصويا أكثر من ‪ 8‬مرات خالل‬
‫األربعني سنة األخرية‪ ,‬فقد كانت حوايل ‪ 49.2‬ألف طن كمتوسط سنوي للواردات خالل فرتة‬
‫السبعينيات ووصلت إىل حوايل ‪ 464.33‬ألف طن كمتوسط سنوي خالل الثالث سنوات‬
‫األخرية من عام ‪ 4202‬إىل عام ‪ .4204‬ولقد بلغ معدل االكتفاء الذايت من زيت الصويا حوايل‬
‫‪.%52‬‬

‫‪176‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جدول رقم ( ‪)22-6‬‬


‫زيت الصويا كمتوسطات سنوية للفرتة من ‪ 2967‬وحتى ‪.1721‬‬
‫املتوسط السنوي للواردات‬ ‫املتوسط السنوي للصادرات‬ ‫اإلنتاج‬ ‫الفرتة‬
‫(ألف طن)‬ ‫(ألف طن)‬ ‫(ألف طن)‬

‫‪36.07‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2969-2967‬‬


‫‪49.22‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5.8‬‬ ‫‪2909-2907‬‬
‫‪42.3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪30.4‬‬ ‫‪2989-2987‬‬
‫‪022‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪45.5‬‬ ‫‪1777-2997‬‬
‫‪472.5‬‬ ‫‪42.42‬‬ ‫‪026.6‬‬ ‫‪1779-1777‬‬
‫‪464.33‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪494.67‬‬ ‫‪1721-1727‬‬

‫املصدر ‪ :‬بيانات منظمة األغذية والزراعة (الفاو) وإدارة الزراعة األمريكية‬

‫‪ ‬زيت النخيل‬

‫مرص ال تنتج زيت النخيل‪ ,‬و خالل األربعني سنة األخرية تضاعفت واردات مرص من زيت‬

‫النخيل أكثر من ‪ 8‬مرات‪ ,‬فقد كانت حوايل ‪ 49.2‬ألف طن كمتوسط سنوي للواردات خالل فرتة‬

‫السبعينيات‪ ,‬ووصلت إىل حوايل ‪ 464.33‬ألف طن كمتوسط سنوي خالل الثالث سنوات‬

‫األخرية من عام ‪ 4202‬إىل عام ‪ .4204‬انظر جدول (‪.)04-6‬‬

‫جدول رقم (‪)21-6‬‬


‫واردات زيت النخيل يف مرص كمتوسطات سنوية للفرتة من ‪ 2967‬وحتى ‪.1721‬‬
‫الواردات (ألف طن)‬ ‫الفرتة‬ ‫الواردات (ألف طن)‬ ‫الفرتة‬

‫‪680.5‬‬ ‫‪1779-1777‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2909‬‬


‫‪0332‬‬ ‫‪1721-1727‬‬ ‫‪87.0‬‬ ‫‪2989-2987‬‬
‫‪388.5‬‬ ‫‪1777-2997‬‬
‫املصدر ‪ :‬بيانات منظمة األغذية والزراعة (الفاو) وإدارة الزراعة األمريكية‬

‫‪177‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 4-6‬ختطيط سياسات املياه باستخدام مفهوم املياه االفرتاضية‬

‫املياه االفرتاضية هي أداة هامة حلساب االستهالك احلقيقي للمياه العذبة حيث إمجايل االستهالك‬

‫املحيل يساوي استهالك املياه املحلية‪ ,‬مضافا إليها إمجايل املياه املستوردة من خالل واردات السلع‬

‫واملُنتجات واملحاصيل‪ ,‬وكام تم إيضاحه أيضا يف الفصل األول واخلامس من أن بصمة االستهالك‬

‫املحيل لبلد ما تساوي جمموع بصامت املُنتجات االستهالكية واخلدمات داخل البلد‪ ,‬فمن الرضوري‬

‫أن ُتعتمد مفاهيم املياه االفرتاضية كأساس عند ختطيط سياسات املياه ‪ .‬وكمثال لتوضيح كيفية‬

‫ختطيط سياسات املياه باستخدام مفهوم املياه االفرتاضية‪ ,‬فإتباع نظام غذائي يعتمد عىل اللحوم‬

‫والزيوت يعني بصمة مياه أكرب باملقارنة باالعتامد عىل نظام غذائي نبايت‪ .‬حيث ال َبصمة املائية اليومية‬

‫للفرد الذي يعتمد عىل اللحوم تقدر بحوايل ‪2‬آالف لرت يف اليوم أما الفرد الذي يعتمد عىل النظام‬

‫النبايت فتقدر بحوايل ‪ 0522‬لرت يف اليوم‪ .‬حيث إنتاج لرت واحد من زيت عباد الشمس يتاج إىل‬

‫حــــوايل ‪ 8‬آالف لرت من املاء وإنتاج كيلو واحد من اللحوم البقر يتاج تقريبا يف حدود ‪ 06‬ألف‬

‫لرت‪ ,‬يف حني إنتاج كيلوجرام واحد من اخلضار ال تتطلب سوى ‪ 452‬لرت من املاء‪ .‬وإمجاال فعنارص‬

‫التخطيط لسياسات استخدام املياه من خالل مفهوم املياه االفرتاضية يمكن إمجاهلا يف ثالث نقاط‬

‫هامة منها زيادة كفاءة استخدام املياه‪ ,‬وتقليل اهلدر والفقد أثناء احلصاد والتخزين للمحاصيل‬

‫وأيضا اهلدر يف املواد الغذائية كاملة التصنيع باإلضافة إىل زيادة كفاءة استخدام شبكات النقل‬

‫والري وكذا كفاءة أنظمة الري‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 2-4-6‬زيادة كفاءة استخدام املياه‬

‫حمتوى املياه االفرتاضية يف املحاصيل الغذائية يرتبط ارتباطا وثيقا بكفاءة املحاصيل املختلفة يف‬

‫استخدام املياه‪ ,‬حيث هناك املحاصيل عالية الكفاءة الستخدام املياه والتي بالطبع يكون حمتواها من‬

‫املياه االفرتاضية منخفضا‪ ,‬وعىل العكس متاما فاملحاصيل منخفضة الكفاءة الستخدام املياه يكون‬

‫حمتواها من املياه االفرتاضية مرتفعا‪ .‬ولقد تم تقسيم املحاصيل من حيث كفاءة استخدام املياه من‬

‫خالل تقييم حمتوى املياه االفرتاضية لبعض املحاصيل الزراعية بمرص إىل ثالثة أنواع كام ييل‪:‬‬

‫املحاصيل منخفضة الكفاءة يف استخدام املياه‪ :‬هذه النوعية من املحاصيل تزيد بصمتها املائية‬ ‫‪‬‬

‫عن ‪ 4222‬مرت مكعب لكل طن‪ ,‬ومن هذه املحاصيل‪ :‬السكر اخلام من قصب السكر‪,‬‬

‫والقطن‪ ,‬ودوار الشمس‪ .‬واجلدول ( ‪ )03-6‬يبني حمتوى املياه االفرتاضية لبعض املحاصيل‬

‫منخفضة الكفاءة يف استخدام املياه يف مرص‪.‬‬

‫املحاصيل متوسطة الكفاءة يف استخدام املياه‪ :‬هذه النوعية من املحاصيل تزيد بصمتها املائية‬ ‫‪‬‬

‫عن ‪ 0222‬مرت مكعب‪ ,‬وتقل عن ‪ 4222‬مرت مكعب لكل طن‪ ,‬ومن هذه املحاصيل‪ :‬القمح‬

‫والذرة واملوز‪ ,‬واجلدول ( ‪ )02-6‬يبني حمتوى املياه االفرتاضية لبعض املحاصيل متوسطة‬

‫الكفاءة يف استخدام املياه يف مرص‪.‬‬

‫املحاصيل عالية الكفاءة يف استخدام املياه‪ :‬هذه النوعية من املحاصيل تقل بصمتها املائية عن‬ ‫‪‬‬

‫‪ 0222‬مرت مكعب لكل طن‪ ,‬ومن هذه املحاصيل‪ :‬البطيخ والطامطم‪ ,‬واحلمضيات‪ ,‬ومعظم‬

‫الفواكه واخلرضوات‪ ,‬واجلدول (‪ )05-6‬يبني حمتوى املياه االفرتاضية لبعض املحاصيل عالية‬

‫الكفاءة يف استخدام املياه يف مرص‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جدول رقم (‪) 23-6‬‬


‫حمتوى املياه االفرتاضية للمحاصيل منخفضة الكفاءة يف استخدام املياه باملرت مكعب لكل طن ‪.‬‬
‫املياه االفرتاضية‬ ‫املحصول‬ ‫املياه االفرتاضية‬ ‫املحصول‬

‫‪27777‬‬ ‫الصويا‬ ‫‪4722‬‬ ‫سكر ‪-‬قصب السكر‬


‫‪8777‬‬ ‫دوار الشمس‬ ‫‪4322‬‬ ‫الفول السوداين‬
‫‪3577‬‬ ‫القطن‬ ‫‪4222‬‬ ‫األرز‬
‫املصدر ‪ :‬بيانات منظمة األغذية والزراعة (الفاو)‬

‫جدول رقم (‪) 24-6‬‬


‫حمتوى املياه االفرتاضية للمحاصيل متوسطة الكفاءة يف استخدام املياه باملرت مكعب لكل طن ‪.‬‬
‫املياه االفرتاضية‬ ‫املحصول‬ ‫املياه االفرتاضية‬ ‫املحصول‬

‫‪0332‬‬ ‫املوز‬ ‫‪2397‬‬ ‫الذرة‬


‫‪0322‬‬ ‫سكر ‪ -‬بنجر‬ ‫‪2691‬‬ ‫القمح‬
‫‪0282‬‬ ‫الفول‬
‫املصدر ‪ :‬بيانات منظمة األغذية والزراعة (الفاو)‬

‫جدول رقم (‪) 25-6‬‬


‫حمتوى املياه االفرتاضية للمحاصيل مرتفعة الكفاءة يف استخدام املياه باملرت مكعب لكل طن ‪.‬‬
‫املياه االفرتاضية‬ ‫املحصول‬ ‫املياه االفرتاضية‬ ‫املحصول‬

‫‪622‬‬ ‫زيتون‬ ‫‪445‬‬ ‫البطيخ‬


‫‪522‬‬ ‫عنب‬ ‫‪422‬‬ ‫الطامطم‬
‫‪522‬‬ ‫محضيات‬ ‫‪032‬‬ ‫البصل‬
‫‪282‬‬ ‫فاصوليا‬ ‫‪452‬‬ ‫البطاطس‬
‫املصدر ‪ :‬بيانات منظمة األغذية والزراعة (الفاو) وشبكة ال َبصمة املائية‬

‫وقد ختتلف كفاءة استخدام املياه لنفس املحصول من بلد آلخر فعىل سبيل املثال فقصب السكر‬
‫يستهلك يف مرص ‪ %422‬من متوسط استهالكه العاملي‪ ,‬واألرز يستهلك يف مرص أيضا حوايل‬

‫‪180‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ %448‬من متوسط استهالكه العاملي‪ ,‬ويوضح اجلدول(‪ )06-6‬مقارنه بني املعدل العاملي واملعدل‬
‫املرصي الستهالك املياه من املحاصيل (حمتوى املياه االفرتايض)‬
‫جدول رقم ( ‪)26-6‬‬
‫مقارنة املياه االفرتاضية لبعض املحاصيل يف مرص والعامل باملرت املكعب لكل طن‬
‫النسبة إىل املتوسط‬ ‫الفرق‬ ‫املعدل املرصي‬ ‫املتوسط العاملي‬ ‫املعدل العاملي‬ ‫املحصول‬
‫العاملي‪%‬‬

‫‪422‬‬ ‫‪0352‬‬ ‫‪4722‬‬ ‫‪0352‬‬ ‫‪0722-0222‬‬ ‫سكر خام من القصب‬


‫‪448.57‬‬ ‫‪875‬‬ ‫‪4222‬‬ ‫‪0045‬‬ ‫‪0252-922‬‬ ‫األرز‬
‫‪345‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪0322‬‬ ‫‪922‬‬ ‫‪0022-722‬‬ ‫سكر خام من البنجر‬
‫‪033.33‬‬ ‫‪975‬‬ ‫‪0332‬‬ ‫‪345‬‬ ‫‪222-422‬‬ ‫املوز‬
‫‪333.33‬‬ ‫‪052‬‬ ‫‪522‬‬ ‫‪352‬‬ ‫‪522-422‬‬ ‫احلمضيات‬
‫‪080.84‬‬ ‫‪002‬‬ ‫‪4222‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪022-82‬‬ ‫الطامطم‬
‫املصدر ‪ :‬بيانات منظمة األغذية والزراعة (الفاو) وشبكة ال َبصمة املائية‬

‫‪ 1-4-6‬تقليل اهلدر والفقد أثناء عمليات احلصاد والتخزين‬

‫اخلسارة والفقد السنوي من املياه االفرتاضية يكون بصفة أساسية بسبب فقد وهدر املحاصيل‬

‫الزراعية أثناء عمليات احلصاد والتخزين‪ ,‬وتشري البيانات السابقة والدراسات املتخصصة يف هذا‬

‫املجال‪ ,‬إىل أن القيمة اإلمجالية خلسارة املحاصيل بسبب الفقد أثناء عمليات احلصاد ُتقدر بام ُيعادل‬

‫إنتاجية حوايل ‪ 322‬ألف فدان تقريبا كل سنة‪ ,‬وهي نسبة ُتقدر بحوايل ‪ %5‬من مساحات األرايض‬

‫الزراعية املرصية‪ .‬و مرص تفقد أكثر ‪ %02‬من املحاصيل اإلسرتاتيجية بسبب عدم كفاءة منظومة‬

‫التخزين‪ ,‬وأيضا تفقد من ‪ 8‬إىل ‪ %02‬من إمجايل املساحات الزراعية يف مرص بسبب إهدار مساحات‬

‫يف إنشاء البتون واملجاري الصغرية يف احلقول‪ .‬لذلك من املهم جدا والرضوري أن تأخذ مفاهيم‬

‫‪181‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫املياه االفرتاضية يف االعتبار عند مناقشة مسألة ترشيد املياه وحتسني الكفاءة ملنظومتي الري واحلصاد‬

‫والتخزين‪.‬‬

‫‪ 3-4-6‬املحافظة عىل املواد الغذائية‪.‬‬

‫فقدان املواد الغذائية يف صورهتا األولية كمواد خام أو حتى يف صورهتا النهائية‪ ,‬بعني إهدار يف املياه‬

‫االفرتاضية هلذه الفواقد‪ ,‬ومن الرضوري جدا املحافظة عىل املواد الغذائية وعدم هدرها حيث يف‬

‫الغالب يكون حمتواها من املياه االفرتاضية مرتفع جدا‪ ,‬واجلدول (‪ )07-6‬يوضح املياه املفقودة‬

‫نتيجة فقد بعض املواد الغذائية واملُنتجات‪.‬‬

‫جدول رقم ( ‪)20-6‬‬


‫املياه االفرتاضية املفقودة نتيجة فقد بعض السلع واملنتجات‬
‫املياه باللرت‬ ‫الصنف والكمية‬ ‫املياه باللرت‬ ‫الصنف والكمية‬
‫‪222‬‬ ‫كوب من األرز(‪177‬جرام)‬ ‫‪75‬‬ ‫خبز‪.‬القمح (‪ 277‬جرام)‬
‫‪422‬‬ ‫ثمرة موز(‪257‬جرام)‬ ‫‪52‬‬ ‫بقوليات(‪57‬جرام)‬
‫‪03‬‬ ‫مكعب من السكر (‪ 5‬جرام)‬ ‫‪38‬‬ ‫ثمرة بطاطس (‪257‬جرام)‬
‫‪82‬‬ ‫ملعقة زيت دوار الشمس‬ ‫‪32‬‬ ‫ثمرة طامطم(‪257‬جرام)‬
‫‪66‬‬ ‫برتقالة (‪257‬جرام)‬ ‫‪22‬‬ ‫كوب من الشاي (ثالثة مكعبات من السكر)‬
‫املصدر ‪ :‬بيانات منظمة األغذية والزراعة (الفاو) وشبكة ال َبصمة املائية‬

‫ومما هو جدير بالذكر وطبقا للدراسات فإن إهدار ‪ %5‬من استهالك املأكوالت و املياه يوميا لألرس‬

‫املرصية يعني خسارة ‪ 4.2‬مليار مرت مكعب يف السنة وهذه الكمية من املياه تكفي لزراعة ‪452222‬‬

‫فدان يف السنة‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ 5-6‬مستقبل جتارة املياه االفرتاضية واألمن الغذائي املرصي‬

‫البحث الكمي يف جمال املياه االفرتاضية وبصمة املياه ال يزال متأخرا و ينبغي أخذ إحصاءات املياه‬

‫االفرتاضية املقدمة يف هذا الكتاب كإحصاءات تقديرية‪ ,‬وبالتايل جيب أن تؤخذ باحلذر املناسب‪.‬‬

‫وتشري الدراسات حتى اآلن عىل أمهية إدراج جتارة املياه االفرتاضية يف صياغة اخلطط الوطنية‬

‫للسياسة املائية‪ ,‬حيث يمكن لتجارة املياه االفرتاضية بني الدول ختفيف الضغط عىل موارد املياه‬

‫الشحيحة‪ ,‬واملسامهة يف التخفيف من ندرة املياه عىل املستويني املحيل والعاملي‪ ,‬ولذلك جيب تطوير‬

‫نظم حساب املياه االفرتاضية واملراجع اخلاصة هبا‪ .‬ومعرفة امليزان التجاري للمياه االفرتاضية‬

‫رضوري لوضع سياسات وطنية عقالنية فيام يتعلق بتجارة املياه االفرتاضية خارجيا وداخليا‪.‬‬

‫إن الفهم الشامل ألثر جتارة املياه االفرتاضية عىل احلالة االجتامعية واملحلية واالقتصادية‪ ,‬يتعلق‬

‫بالرضورة باألمن الغذائي يف اإلطار األوسع لألهداف الوطنية مثل توفري األمن القومي‪ ,‬وتعزيز‬

‫النمو االقتصادي‪ ,‬وخلق فرص عمل للناس واحلد من الفقر‪ .‬ومن الواضح أنه ينبغي أن يتم إجراء‬

‫مزيد من البحوث لدراسة اآلثار الطبيعية واالجتامعية‪ ,‬واالقتصادية الستخدام جتارة املياه‬

‫االفرتاضية كأداة إسرتاتيجية يف ختطيط سياسات املياه‪ .‬حيث أوضحت نتائج بعض الدراسات يف‬

‫هذا املجال أنه‪:‬‬

‫بالتخصيص اجليد للمياه بني املحاصيل واملواسم يمكننا من زيادة الدخل القومي الزراعي‬ ‫‪-‬‬

‫بنحو ‪ %48‬سنويا مع نفس إمدادات املياه القائمة وبدون أي تغيري يف تقنيات الري القائمة‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫جتارة املياه هي واحدة امن اإلجراءات التي يمكن أن تكون مناسبة للحصول عىل أعىل قيمة‬ ‫‪-‬‬

‫الستخدامات املياه يف جمال الري‪.‬‬

‫العمل عىل نقل استخدامات املياه يف الري إىل نظام أكثر فائدة اقتصاديا وبيئيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ولكي يتحقق األمن الغذائي عىل املستوى الوطني واملحافظة عليه يف مرص جيب‪:‬‬

‫زيادة إنتاج املحاصيل واملُنتجات احليوانية داخل البلد وعن طريق استرياد األغذية واألعالف‬ ‫‪-‬‬

‫من الدول األخرى‪.‬‬

‫إدخال مزيد من التحسينات يف اإلنتاج الزراعي واالعتامد عىل التجارة الدولية يف املستقبل‬ ‫‪-‬‬

‫للحفاظ عىل املستويات احلالية لالستهالك الغذائي‪ .‬مع وضع خطط بديلة لالعتامد عىل‬

‫اإلمكانات املحلية يف حالة حدوث ما يمنع االسترياد من اخلارج‪.‬‬

‫توعية املزارعني بمدى ندرة إمدادات املياه مرص وذلك لضامن أن يتم استخدام املياه بكفاءة يف‬ ‫‪-‬‬

‫اإلنتاج املحيل وحتفيز إنتاج املحاصيل ذات القيمة العالية للتصدير‪.‬والرتكيز عىل أنشطة‬

‫اإلنتاج التي متتلك مرص فيها ميزة نسبية مع زيادة ندرة املوارد املتزايدة‪.‬‬

‫زيادة إنتاج املحاصيل ذات القيمة األعىل‪ ,‬والقابلة للتداول والتي حتقق مكاسب مالية‪ ,‬وذلك‬ ‫‪-‬‬

‫بتوفري املياه عن طريق اإلدارة اجليدة للرتكيب املحصويل واحلد من املساحة املزروعة‬

‫باملحاصيل ذات االستخدام الكثيف للمياه‪ ,‬وإدخال حتسينات يف جمال اإلدارة واالستثامر يف‬

‫التكنولوجيا احلديثة‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫وعىل احلكومة أن تتخذ عدد من السياسات التحفيزية والتنظيمية لتوعية املزارعني لقيمة ندرة املياه‬

‫يف مرص‪ ,‬والعمل عىل التحول من املحاصيل كثيفة االستخدام للمياه منخفضة القيمة‪ ,‬إىل‬

‫املحاصيل ذات القيمة املرتفعة التي تتطلب كميات مياه ري أقل وذلك بفرض رسوم توصيل مياه‬

‫الري عىل أساس املساحة‪ ,‬عىل أن يكون السعر أعىل للمحاصيل ذات متطلبات املياه األكرب‬

‫وختصيص املياه بني املزارعني وإزالة أي قيود عىل إنتاج املحاصيل وخيارات التسويق‪ ,‬وتشجيع‬

‫وتعزيز احلصول عىل قروض قصرية األجل وطويلة األجل إلنتاج حماصيل ذات قيمة أعىل‪ .‬وتزويد‬

‫املزارعني بربامج تدريبية لتعزيز قدراهتم عىل إنتاج حماصيل بديلة واستخدام املوارد املحدودة‬

‫بكفاءة‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫املصادر واملراجع‬

‫‪186‬‬
‫ مؤرش أمن املاء واملياه‬. ‫البصمة املائية املرصية‬

‫المصادر باللغة االنجليزية‬

1. Abdel Wahaab, R., Omar, M., (2011), "Wastewater Reuse in Egypt: Opportunities
and Challenges", Wastewater Management in the Arab World, 22-24 May 2011,
Dubai, United Arab Emirates.
2. Abu-Zied, M. A. & El-Shibini, F. Z. (1997) Egypt’s High Aswan Dam, Water
Resources Development, 13(2), pp. 209–217.
3. Ali, A. M., Van Leeuwen, H. M. & Koopmans, R. K. (2001) Benefits of drainage
agricultural land in Egypt: results of five years’ monitoring of drainage effects and
impacts, International Journal of Water Resources Development, 17(4).
4. Allam, M., Allam, G., (2007), International Water Resources Association, Water
International, Volume 32, Number 2, Pg. 205-218, June 2007.
5. Allan J.A., 1998. “Virtual water: a strategic resource, Global solutions to regional
deficits” Groundwater, 36(4):545-546.
6. Allam M. N., 1995. “Analysis of Surface irrigation Improvement in Egypt” Journal
of Egyptian Society of Engineers, 34.
7. Allam M. N., 1995. “Water Resources in Egypt: Future Challenges and
Opportunities” IWRA, Water International, Volume 32, Number 2, June 2007.
8. “International Wheat Breeding and Wheat Productivity in Developing Counties"
Paul W. Heisey/Economic Research Service USDA March/2002.
9. Alcamo, J., Döll, P., Henrichs, T., Kaspar, F., Lehner, B., Rösch, T. and Siebert, S.
(2003) Global estimates of water withdrawals and availability under current and
future “business-as-usual” conditions, Hydrological Sciences Journal, 48(3): 339 -
348.
10. Bulsink, F., Hoekstra, A.Y. and Booij, M.J. (2010) The water footprint of
Indonesian provinces related to the consumption of crop products, Hydrology and
Earth System Sciences, 14(1).
11. CAPMS (2012) Central Agency for Public Mobilization and Statistics, "Statistical
Year Book" Egypt. Available at:.net.capmas.gov.eg
12. Chahed, J., Hamdane, A. and Besbes, M. (2008) A comprehensive water balance of
Tunisia: blue water, green water and virtual water, Water International, 33(4): 415-
424.
13. Chapagain, A. K. and S. Orr (2008) UK Water Footprint: The impact of the UK's
food and fibre consumption on global water resources, Volume 1, WWF-UK,
Godalming, UK.
14. Chapagain, A.K. and Hoekstra, A.Y. (2004) Water footprints of nations, Value of
Water Research Report Series No. 16, UNESCO-IHE, Delft, The Netherlands,
www.waterfootprint.org/Reports/Report16Vol1.pdf.

187
‫ مؤرش أمن املاء واملياه‬. ‫البصمة املائية املرصية‬

15. Chapagain, A.K. and Hoekstra, A.Y. (2008) The global component of freshwater
demand and supply: An assessment of virtual water flows between nations as a
result of trade in agricultural and industrial products, Water International 33(1): 19-
32.
16. Chapagain, A.K., Hoekstra, A.Y., and Savenije, H.H.G. (2006) Water saving
through international trade of agricultural products, Hydrology and Earth System
Sciences 10(3): 455-468.
17. CIESIN and CIAT (2005) Gridded population of the world version 3 (GPWv3):
Population density grids, Socioeconomic Data and Applications Center (SEDAC),
Center for International Earth Science Information Network (CIESIN), Columbia
University; and International Center for Tropical Agriculture (CIAT),available at
http://sedac.ciesin.columbia.edu/gpw.
18. DCBTANBC (2007) Development of Cross Border Trade Among Nile Basin
Countries: A Scoping Study, Nile Basin Initive, Socio-Economic Development and
Benefit Sharing Project.
19. De Fraiture, C., X. M. Cai, U. Amarasinghe, M. Rosegrant, and D. Molden (2003)
Does international cereal trade save water? The impact of virtual water trade on
global water use, Comprehensive Assessment, Research Report 4, International
Water Management Institute, Colombo, Sri Lanka.
20. Elarabawy, A. & Toswell, P. (2000) Integrated water resources management for
Egypt, Water Supply Research and Technology, 49(3), pp. 111–125.
21. Elarabawy, M., Attia, B. & Tosswell, P. (1998) Water resources in Egypt:
strategies for the next century, Journal of Water Resources Planning and
Management, 124(6), pp. 310–319.
22. Elarabawy, M. & Tosswell, P. (1998) An appraisal of the Southern Valley
development project in Egypt, Aqua, 47(4), pp. 167–175.
23. El-Fadel, M., El-Sayegh, Y., El-Fadl, K. & Khorbotly, D. (2003) The Nile River
basin: a case study in surface water conflict resolution, Journal of Natural
Resources and Life Sciences Education, 32, pp. 107–117.
24. Fader, M., Gerten, D., Thammer, M., Heinke, J., Lotze-Campen, H., Lucht, W. and
Cramer, W. (2011),Internal and external green-blue agricultural water footprints of
nations, and related water and land savings, through trade, Hydrology and Earth
System Sciences Discussions, 8: 483-527.
25. "Food, Feed, Fuel and Fibre: Meeting the Challenge for Increased Grain
Production" Pioneer Hi-Bred International. Inc. /Jan. 2007 Pioneer.
26. Falkenmark, M., Rockström, J. and Karlberg, L. (2009) Present and future water
requirements for feeding, humanity, Food Security, 1(1): 59-69.42 / National water
footprint accounts

188
‫ مؤرش أمن املاء واملياه‬. ‫البصمة املائية املرصية‬

27. FAO (2010a) FAOSTAT on-line database, Food and Agriculture Organization,
Rome, http://faostat.fao.org(retrieved 10 Dec 2010).
28. FAO (2010b) AQUASTAT on-line database, Food and Agriculture Organization,
Rome, http://faostat.fao.org (retrieved 12 Dec 2010).
29. FAO, 2003. “The Strategy of Agriculture Development in Egypt until the Year
2017” FAO, Rome, Italy.
30. FAO, 2005. “Irrigation in Africa in figures” AQUASTAT Survey 2005 Hoekstra,
A.Y. and Hung, P.Q., (2002).
31. Feng, K., Hubacek, K., Minx, J., Siu, Y.L., Chapagain, A., Yu, Y., Guan, D. and
Barrett, J. (2011) Spatially explicit analysis of water footprints in the UK, Water,
3(1): 47-63.
32. FAO (1995) Food and Agricultural Organization. Irrigation in Africa Figures.
Available at http://www.fao.org/ docrep/v8260b/v8260b0p.htm (accessed 1 July
2011).
33. Grain Productivity in China After Reform", Joane Ho/University of Washington.
June/2002.
34. Gohar, A. A. & Ward, F. A. (2010) Gains from expanded irrigation water trading
in Egypt: an integrated basin approach, Ecological Economics, 69, pp. 2535–2548.
35. Garrido, A., Llamas, M.R., Varela-Ortega, C., Novo, P., Rodríguez-Casado, R. and
Aldaya, M.M. (2010) Water footprint and virtual water trade in Spain, Springer,
New York, US.
36. Gleick, P.H. (ed.) (1993) Water in crisis: A guide to the world’s fresh water
resources, Oxford University Press, Oxford, UK.
37. Gleick, P.H. (2010) Bottled and sold: The story behind our obsession with bottled
water, Island Press, Washington, DC, US.
38. Hamad, O. E. & El-Battahani, A. (2005) Sudan and the Nile Basin, Aquatic
Sciences, 67, pp. 28–41.
39. He, L. W. T. & Siam, G. (2004) Improving Irrigation Water Allocation Efficiency
Using Alternative Policy Options in Egypt (Denver, CA: American Agricultural
Economic Association).
40. Hoekstra, Ashok K. Chapagain, Maite M. Aldaya and Mesfin M. Mekonnen and
Arjen Y,” The Water Footprint Assessment" Manual Setting the Global Standard",
ISBN: 978-1-84971-279-8 hardback, Typeset by JS Typesetting Ltd, Porthcawl,
Mid Glamorgan, Cover design by Rob Watts; water footprint design by Angela
Morelli, First published in 2011 by Earthscan.
41. Hoekstra, A.Y. (ed.) (2003) Virtual water trade: Proceedings of the International
Expert Meeting on Virtual

189
‫ مؤرش أمن املاء واملياه‬. ‫البصمة املائية املرصية‬

42. Hoekstra, A.Y. (2011) The global dimension of water governance: Why the river
basin approach is no longer sufficient and why cooperative action at global level is
needed, Water 3(1): 21-46.
43. Hoekstra, A.Y. and Chapagain, A.K. (2007a) Water footprints of nations: water use
by people as a function of their consumption pattern, Water Resources
Management 21(1): 35–48.
44. Hoekstra, A.Y. and Chapagain, A.K. (2007b) The water footprints of Morocco and
the Netherlands: Globalwater use as a result of domestic consumption of
agricultural commodities, Ecological Economics 64(1):143-151.
45. Hoekstra, A.Y. and Chapagain, A.K. (2008) Globalization of water: Sharing the
planet’s freshwater resources, Blackwell Publishing, Oxford, UK.
46. Hoekstra, A.Y. and Hung, P.Q. (2002) Virtual water trade: A quantification of
virtual water flows between nations in relation to international crop trade, Value of
Water Research Report Series No.11, UNESCOIHE, Delft, The Netherlands,
www.waterfootprint.org/Reports/Report11.pdf.
47. Hoekstra, A.Y. and Hung, P.Q. (2005) Globalization of water resources:
international virtual water flows in relation to crop trade, Global Environmental
Change 15(1): 45-56.
48. Hoekstra, A.Y., Chapagain, A.K., Aldaya, M.M. and Mekonnen, M.M. (2011) The
water footprint assessment manual: Setting the global standard, Earth scan,
London, UK.
49. Hoff (2009) Global water resources and their management, Current Opinion in
Environmental Sustainability,1:141–147
50. Hubacek, K., Guan, D.B., Barrett, J. and Wiedmann, T. (2009) Environmental
implications of urbanization andlifestyle change in China: Ecological and water
footprints, Journal of Cleaner Production, 17(14): 1241-1248.
51. ITC (2007) SITA version 1996–2005 in SITC, [DVD-ROM], International Trade
Centre, Geneva. National water footprint accounts / 43
52. Imam, E., Ibrahim K., (1996), "Minimum Nile Drainage Needs for Sustainable
Estuarine Ecosystem", National Water Research Center, Cairo.
53. Janssen, P. H. M. & Heuberger, P. S. C. (1995) Calibration of process-oriented
models, Ecological Modeling, 83, pp. 55–66.
54. Kampman, D.A., Hoekstra, A.Y. and Krol, M.S. (2008) The water footprint of
India, Value of Water Research, Report Series No.32, UNESCO-IHE, Delft, the
Netherlands.
55. Kandil, H. M. (2003) Institutional reform vision for the irrigation sector in Egypt,
Water Resources Development, 19(2), pp. 221–231.

190
‫ مؤرش أمن املاء واملياه‬. ‫البصمة املائية املرصية‬

56. Kung, R. (2003) Addressing the dimensions of transboundary water use - The Nile
basin initiative, Mountain Research and Development, 23.
57. Laki, S. L. (1998) Management of water resources of the Nile Basin, International
Journal of Sustainable Development and World Ecology, 5, pp. 288–296.
58. Legesse, D., Vallet-Coulomb, C. & Gasse, F. (2003) Hydrological response of a
catchment to climate and land use changes in tropical Africa: case study south
Central Ethiopia, Journal of Hydrology, 275.
59. Ma, J., Hoekstra, A.Y., Wang, H., Chapagain, A.K. and Wang, D. (2006) Virtual
versus real water transfers within China, Phil. Trans. R. Soc. Lond. B. 361 (1469):
835-842.
60. Mekonnen, M.M. and Hoekstra, A.Y. (2010a) A global and high-resolution
assessment of the green, blue and grey water footprint of wheat, Hydrology and
Earth System Sciences, 14(7): 1259-1276.
61. Mekonnen, M.M. and Hoekstra, A.Y. (2010b) The green, blue and grey water
footprint of crops and derived crop products, Value of Water Research Report
Series No. 47, UNESCO-IHE, Delft, The
Netherlands,www.waterfootprint.org/Reports/Report47- Water Footprint Crops-
Vol1.pdf.
62. Mekonnen, M.M. and Hoekstra, A.Y. (2010c) The green, blue and grey water
footprint of farm animals and derived animal products, Value of Water Research
Report Series No. 48, UNESCO-IHE, Delft, The Netherlands,
www.waterfootprint.org/Reports/Report-48-WaterFootprint-AnimalProducts-
Vol1.pdf.
63. Mekonnen, M. M. and Hoekstra, A. Y. (2011) The green, blue and grey water
footprint of crops and derived crop products, Hydrology and Earth System
Sciences Discussions, 8: 763-809.
64. Madsen, H., Wilson, G. & Ammentrop, H. C. (2002) Comparison of different
automated strategies for calibration of rainfall-runoff models, Journal of
Hydrology, 261, pp. 48–59.
65. Malashkhia, N. (2003) Social and environmental constraints to the irrigation water
conservation measures in Egypt, Master thesis (unpublished), Lunds University,
Lund, 2003.
66. Mekonnen, D. Z. (2010) The Nile Basin Cooperative Framework Agreement
negotiations and the adoption of a ‘water security’ paradigm: flight into obscurity
or a logical cul-de-sac? European Journal of International Law, 21, pp. 421–440.
67. Ministry of Agriculture and Land Reclamation (MALR) (2008) Agricultural
Statistics. Sector of Economic Affairs. Arab Republic of Egypt, Cairo.
68. M.N. Allam,1995, Analysis of face Irrigation improvement in Egypt, Vol.(34)
No(1 )Journal of Egyptian Society of Engineers, 1995

191
‫ مؤرش أمن املاء واملياه‬. ‫البصمة املائية املرصية‬

69. MALR, 2003.” Agricultural statistics data, 1999/2000.” General Administration of


Agricultural Census, Sector of Economic Affairs. Arab Republic of Egypt.
70. Ministry of Water resources and irrigation, 1997. “A Draft Strategy for Water
Resources in Egypt” MWRI, Cairo, Egypt.
71. Ministry of Water resources and irrigation, 1998. “Egypt irrigation improvement
Program: 1” Performance Assessment, APRP-Water Policy Reform project, Report
No.7.
72. M. Abu Zeid and A. Radi 1992 .Egypt's Water Resources Management and
Policies Comprehensive Water Resources Management Policy Workshop the
World Bank Washington D.C June 1991.
73. M. Abu-Zeid and A Radi 1991"Water Management in Egypt and Policies" A
Study Presented to the World Bank Policy Workshop, Washington D.C. .
74. MWRI, (2005a), Integrated Water Resources Management Plan (2005)., Ministry
of Water Resources and Irrigation, June 2005., Cairo, Egypt.
75. MWRI, (2005b), "The National Water Resources Plan for Egypt, (NWRP),. Policy
Report: Water for the Future, Planning Sector, January 2005, Ministry of Water
Resources and Irrigation, Egypt.
76. MWRI, (2003), " Nile River Water Quality Management Study, Report No. 67,
June, 2003. Ministry of Water Resources and Irrigation, Egypt.
77. MWRI, ( 2002), National Water Resources Program, TR23, July 2002., Ministry of
Water Resources and Irrigation, Egypt.
78. Nasser, M. A. & Allam, G. I. (2007) Water resources in Egypt: Future challenges
and opportunities, Water International, 32(2), pp. 205–218.
79. NWRP (2005) Water For the Future. (Cairo: MWRI Planning Sector, Ministry of
Water Resources and Irrigation).
80. "On horizon 2050: billions needed for agriculture" FAO 16/11/2009.
81. "Outgrowing the Earth: The Food Security Challenge in Age of Falling Water
Tables and Rising Temperatures" By Lester R. Brown/2005 Earth Policy Institute.
82. Oki, T. and Kanae, S., (2004) Virtual water trade and world water resources, Water
Science and Technology 49(7), 203–209.
83. Postel, S.L., Daily, G.C., and Ehrlich, P.R. (1996) Human appropriation of
renewable fresh water, Science 271:785-788.
84. Prairie, J. R. (2006) Stochastic nonparametric framework for basin wide stream
flow and salinity modeling: Application for the Colorado River basin, Ph.D. thesis
(unpublished), University of Colorado, 2006.

192
‫ مؤرش أمن املاء واملياه‬. ‫البصمة املائية املرصية‬

85. Rosegrant, M. W., Ringler, C., McKinney, D. C., Cai, X., Keller, A. & Donoso, G.
(2000) Integrated economic-hydrologic water modeling at the basin scale: the
Maipo River basin, Agricultural Economics, 24.
86. Simonovic, S. P., Fahmy, H. & El-Shorbagy, A. (1997) The use of object-oriented
modeling for water resources planning in Egypt, Water Resources Management,
11, pp. 243–261
87. Smakhtin, V., Revenga, C. and Döll, P. (2004) A pilot global assessment of
environmental water requirements and scarcity, Water International 29(3): 307-
317.
88. UNSD (2010a) UNSD environmental indicators: inland waters resources, UN
Statistic Division, http://unstats.un.org/unsd/ENVIRONMENT/wastewater.htm,
(last access 20 January 2011)
89. UNSD (2010b) National water footprint accounts, Nationals accounts main
aggregates database, UN Statistic, Division,
http://unstats.un.org/unsd/snaama/selectionbasicFast.asp (3 October 2010)
90. United States Department of Agriculture,
http://www.usda.gov/wps/portal/usda/usdahome
http://www.indexmundi.com/agriculture/?country=eg&commodity=wheat&graph=
production.
91. UNESCO-IHE, ”National water, footprint accounts: The green, blue and grey,
water footprint of of production and consumption production and consumption,”
M.M. Mekonnen, A.Y. Hoekstra, May 2011.
92. Water Trade, Delft, The Netherlands, 12-13 December 2002, Value of Water
Research Report SeriesNo.12, UNESCO-IHE, Delft, The Netherlands,
www.waterfootprint.org/Reports/Report12.pdf.
93. Water Footprint Network http://www.waterfootprint.org/?page=files/home_arabic
94. WWAP (2003) The United Nations World Water Development Report 1: Water for
people, water for life, World Water Assessment Programme, UNESCO Publishing,
Paris / Berghahn Books, New York.
95. WWAP (2006) The United Nations World Water Development Report 2: Water a
shared responsibility, World Water Assessment Programme, UNESCO Publishing,
Paris / Berghahn Books, New York.
96. WWAP (2009) The United Nations World Water Development Report 3: Water in
a changing world, World Water Assessment Programme, UNESCO Publishing,
Paris / Earth scan, London.
97. Wikipedia Convention on the law of Non-navigational uses of International
Watercourses" / Wikipedia.

193
‫ مؤرش أمن املاء واملياه‬. ‫البصمة املائية املرصية‬

98. Wahba, M. A. S., Christen, E. W. & Amer, M. H. (2005) Irrigation water saving by
management of existing subsurface drainage in Egypt, Irrigation and Drainage, 54,
pp. 205–215.
99. Wichelns, D. (2002a) An economic perspective on subsurface drainage
programmes in developing countries, with an example from Egypt, Water
Resources Development, 18(3), pp. 473–485.
100. Wichelns, D. (2002b) Economic analysis of water allocation policies regarding
Nile River water in Egypt, Agricultural Water Management, 52, pp. 155–175.
101. Wichelns, D. (2004) The role of virtual water in efforts to achieve food security
and other national goals, with an example from Egypt, Agricultural Water
Management, 49(2), pp. 20–50.
102. World Summit on Food Security 16-18/11/2009 UN website.
103. Yang, H., Reichert, P., Abbaspour, K.C. and Zehnder, A. J. B. (2003) A water
resources threshold and its implications for food security, Environmental Science
and Technology, 37(14), 3048–3054.
104. Yang, H. and Zehnder, A.J.B. (2008) Globalization of water resources through
virtual water trade, Rosemberg International Forum on Water Policy, available
from: http://rosenberg.ucanr.org/documents/II%20Yang.pdf

194
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫املصادر العربية‬
‫‪ .0‬االحتياجات املائية املرصية‪ ..‬حتديات املستقبل املصدر‪:‬السياسة الدولية بقلم‪ :‬حممد ساملان طايع ‪ 0‬يوليو‬
‫‪ 4202‬السياسة الدولية‪.‬‬
‫‪ .4‬أمحد الرشيدي‪ ,‬مياه النيل يف سياسة مرص اخلارجية‪ ,‬جملة الفكر االسرتاتيجي‪ ,‬أكتوبر ‪.0989‬‬
‫"برنامج الغذاء"‪ 42 :‬مليون بحاجة للغذاء يف القرن اإلفريقي"‪ .‬يب يب يس العربية يف ‪.4229/9/5‬‬ ‫‪.3‬‬
‫"مرص والعطش إىل مياه النيل" يب يب يس العربية ‪.4229/8/9‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ .5‬ـ كتاب‪" :‬النهر الدويل‪ :‬املفهوم والواقع يف بعض أهنار املرشق العريب" الدكتور صبحي أمحد زهري العاديل ‪,‬‬
‫دراسة دكتوراه‪ ,‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ,‬نيسان ‪.4227‬‬
‫املخاطر املحتملة لنقص موارد املياه العذبة يف مرص والسياسات الدفاعية الواجبة‪ ,‬أستاذ دكتور‪ /‬خالد عبد‬ ‫‪.6‬‬
‫القادر عودة أستاذ اجليولوجيا املتفرغ بقسم اجليولوجيا‪-‬كلية العلوم‪ -‬جامعة أسيوط األربعاء‪05 ,‬‬
‫ديسمرب ‪.4202‬‬
‫حممود أبو زيد‪ ,‬مرص‪ .‬والنيل‪ .‬ودول حوض النيل‪ ,‬األهرام املسائي‪ 03 ,‬مارس ‪.4222‬‬ ‫‪.7‬‬
‫‪.‬وزارة املوارد املائية والري ‪ ,‬وحدة استشارات السياسة املائية‪ ,‬املالمح الرئيسية للسياسة املائية نحو عام‬ ‫‪.8‬‬
‫‪ ,4207‬القاهرة‪ ,‬وزارة املوارد املائية والري‪.‬‬
‫‪ .9‬قطاع مياه النيل‪ ,‬املالمح الرئيسية إلسرتاتيجية مرص املائية يف عام ‪ ,4242‬القاهرة‪ ,‬قطاع مياه النيل‪,‬‬
‫ديسمرب ‪.4222‬‬
‫‪ .02‬حممد عبد الغنى سعودي‪ ,‬قناة جونجيل‪ ..‬ملاذا وأين؟‪ ,‬السياسة الدولية‪ ,‬العدد ‪ ,023‬يناير ‪.4220‬‬
‫‪ .00‬وزارة املوارد املائية والري‪ ,‬املالمح الرئيسية للسياسة املائية نحو عام ‪.4207‬‬
‫‪ .04‬حممد عبد اهلادي راىض‪ ,‬املنطلقات اإلسرتاتيجية للسياسة املائية وأهم خطواهتا األساسية للفرتة ‪- 4225‬‬
‫‪ , 4245‬ورقة قدمت إىل ندوة‪ :‬أزمة مياه النيل وحتديات التسعينيات‪ ,‬القاهرة‪ ,‬جامعة القاهرة‪ ,‬كلية‬
‫الزراعة‪ ,‬قسم االقتصاد الزراعي‪.0992 ,‬‬
‫‪ .03‬عفاف ذكى عىل عثامن‪ ,‬دراسة اقتصادية لالستخدام األقل لألرايض املستصلحة يف مجهورية مرص العربية‪,‬‬
‫القاهرة‪ ,‬جامعة عني شمس‪.0994 ,‬‬
‫‪ .02‬املركز القومي لبحوث املياه‪ ,‬رؤية االحتياجات املستقبلية الستخدامات مياه الرشب والصناعة حتى عام‬
‫‪ ,4245‬برنامج البحوث اإلسرتاتيجية‪ ,‬أبريل ‪.0995‬‬

‫‪195‬‬
‫البصمة املائية املرصية ‪ .‬مؤرش أمن املاء واملياه‬

‫‪ .05‬حممد عبد اهلادي راىض‪ ,‬املي اه والسالم‪ :‬مرص‪ .‬املشكلة‪ .‬مقرتحات احللول‪ .‬املستقبل‪ ,‬جملة علوم املياه‪,‬‬
‫القاهرة‪ ,‬العدد الثاين‪ ,‬يناير ‪ ,0987‬ص ‪.03-8‬‬
‫‪ .06‬سامر خميمر وخالد حجازي‪ ,‬أزمة املياه يف املنطقة العربية‪ ..‬احلقائق والبدائل املمكنة‪ ,‬سلسلة عامل املعرفة‪,‬‬
‫الكويت‪ ,‬املجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ ,‬العدد (‪ ,)429‬مايو ‪.0996‬‬
‫‪ .07‬حممد نرص الدين عالم‪ ,‬املياه واألرايض الزراعية يف مرص‪ ..‬املايض واحلارض واملستقبل‪ ,‬القاهرة‪ ,‬املكتبة‬
‫األكاديمية‪.‬‬
‫‪ .08‬وزارة املوارد املائية والري‪ ,‬مسودة إسرتاتيجية املوارد املائية ملرص حتى عام ‪ ,4207‬القاهرة‪.0997 ,‬‬
‫‪ .09‬حممود أبو زيد‪ ,‬األوضاع املائية يف بلدان الوطن العريب‪ ,‬املنظمة العربية للتنمية الزراعية‪.0993 ,‬‬
‫‪ .42‬حممود أبو زيد‪ ,‬املياه العربية وأمهية جتربة توشكى يف مرص‪ ,‬بحث مقدم إىل مؤمتر‪ :‬األمن املائي العريب‪,‬‬
‫القاهرة‪ ,‬مركز الدراسات العريب ‪ -‬األورويب‪ ,‬فرباير ‪.4222‬‬
‫‪ .40‬االستثامر الزراعي يف مرص ا‪.‬د نبيل فتحي السيد قنديل‪ ,‬معهد بحوث األرايض واملياه والبيئة‪ -‬مركز‬
‫البحوث الزراعية‪.‬‬
‫‪ .44‬مستقبل األمن الغذائي املرصي د‪ .‬نادر نورا لدين األهرام اليومي –‪ 3‬مارس ‪.4204‬‬
‫‪ .43‬ندوة بعنوان " األمن الغذائي املرصي يف ضوء املتغريات املحلية والدولية املنعقدة يف ‪4200 / 02 /47‬‬
‫والتي نظمتها اجلمعية املرصية لالقتصاد السيايس‪.‬‬
‫‪ .42‬احللقة التاسعة والعرشين من حلقات برنامج منتدى السياسات العامة‪ ,‬ملناقشة موضوع سياسات األمن‬
‫الغذائي يف مرص"‪ ,,‬األستاذة الدكتورة خدجية األعرس أستاذ االقتصاد بالكلية بالتعاون مع األستاذ الدكتور‬
‫إمام اجلمسى أستاذ االقتصاد الزراعي بمعهد البحوث واالقتصاد الزراعي‪.‬‬
‫‪ .45‬حممد إبراهيم حممد الشهاوي‪ ,‬القضايا االقتصادية الزراعية املتعلقة باالستثامر الزراعي يف مرص‪ ,‬كلية‬
‫الزراعة (سابا باشا) ‪ -‬جامعة اإلسكندرية نرشت يف ‪ 48‬إبريل ‪. 4204‬‬
‫‪ .46‬مرشوعات عمالقة ‪ -‬مرشوع ترعة السالم‪ .‬االقتصاد‪ ,‬كنانة أون الين‪.)4227( :‬‬
‫‪ .47‬مرشوع ترعة السالم‪ .‬وزارة املوارد املائية والري‪ُ .‬و ِصل هلذا املسار يف ‪ 8‬أغسطس ‪.4204‬‬

‫‪196‬‬

‫‪View publication stats‬‬

You might also like