You are on page 1of 99

‫دكتوراه إدارة مصارف‬

‫مقرر‪ :‬اقتصاديات النقود والبنوك‬


‫الفصل الدراسي الول‬

‫الباحث‪ :‬طارق محمد خليل العأرج‬

‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪3‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪4‬‬ ‫التطور التاريخي للنقود‬ ‫‪1‬‬
‫‪7‬‬ ‫تعريف النقود‬ ‫‪2‬‬
‫‪9‬‬ ‫وظائف النقود‬ ‫‪3‬‬
‫‪12‬‬ ‫خصائص وسمات النقود‬ ‫‪4‬‬
‫‪21‬‬ ‫أنواع النقود‬ ‫‪5‬‬
‫‪25‬‬ ‫الطلب على النقود )النظريات النقدية(‬ ‫‪6‬‬
‫‪33‬‬ ‫النظم النقدية‬ ‫‪7‬‬
‫‪40‬‬ ‫الئتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬ ‫‪8‬‬
‫‪46‬‬ ‫النظام المالي والسواق المالية )أدوات سوق النقد وسوق رأس المال(‬ ‫‪9‬‬
‫‪56‬‬ ‫الفائدة ومعدل الفائدة )سعر الفائدة(‬ ‫‪10‬‬
‫‪61‬‬ ‫البنوك التجارية‬ ‫‪11‬‬
‫‪72‬‬ ‫خلق النقود والئتمان‬ ‫‪12‬‬
‫‪77‬‬ ‫البنك المركزي والسياسة النقدية‬ ‫‪13‬‬
‫‪85‬‬ ‫النموذج الكينزي لتحديد التوازن‬ ‫‪14‬‬
‫‪90‬‬ ‫التوازن وفاعلية السياستين المالية والنقدية‬ ‫‪15‬‬
‫‪100‬‬ ‫السئلة‬ ‫‪16‬‬
‫‪102‬‬ ‫المراجع‬ ‫‪17‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬

‫مقدمة‬

‫يهتم مقرر اقتصاديات النقود والبنــوك بد ارسـة الـترابط الوثايـق بيـن المفـاهيم الثالثاــة النقــود‪ ،‬البنــوك ‪ ،‬والسـواق‬

‫الماليــة كوحــدات متكاملــة بهــدف د ارســتها جميعـ ا فــي آن واحــد لتعريــف بنشــأة وتطــور النقــود والبنــوك وطبيعــة‬

‫النق ــود وماهيته ــا ووظ ــائف وأنـ ـواع النق ــود والنظ ــم النقدي ــة والسياس ــات النقدي ــة والنظري ــات النقدي ــة ‪ ،‬والمناه ــج‬

‫التحليلية للتوازن النقدي والمؤسسات النقدية ‪ ،‬ود ارسـة السـواق الماليـة وأنواعهــا وأدواتهــا والتـوازن القتصـادي‬

‫بهدف تهيئة الطالب وظيفيا عند شغله لي وظيفة تتعلق بهذا المجال ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪2‬‬


‫التطور التاريخي للنقود ‪:‬‬

‫قبل ابتكار النقود ‪ ،‬مثالت قدرة الفرد على إنتـاج سـلع وتـوفير خـدمات للخريـن ‪ ،‬السـبيل الـذي يفسـح المجال‬

‫أمامه لمقايضتها مقابل سـلع وخـدمات يحتاجهـا ولكنهـا متـوفرة لـدي الخريـن ‪ ،‬وهـذا مـا يطلـق عليـه باقتصاد‬

‫المبادلة أو المقايضة ‪.‬‬

‫اقتصاد المبادلة أو المقايضة ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫قبل أن يبتكر النسان النقود ‪ ،‬اضطر لستخدام السـلع والخــدمات كــأدوات لســتبدالها مقابــل سـلع وخــدمات‬

‫تكون بحوزة الخرين ‪ ,‬لذلك فإن قدرته على اقتناء ما لدى الجانب الخر كان يعتمد على ما لديه مـن سلع‬

‫وخدمات يقبل بها الطرف الخر وذلك نتيجة لعدم وجود أداة وسيطة كالنقود في الوقت الحاضر ‪.‬‬

‫وبنااء علية يمكننا تعريف المقايضة على أنها ‪:‬‬

‫عمليــة تبــادل ســلع مقابــل ســلع أخــرى أو خــدمات مقابــل خــدمات أخــرى أو أي توليفــة مــن ســلع وخــدمات ل‬

‫تدخل فيها أداة وسيطة موحدة بالمفهوم المتعارف عليه الن وهو النقود ‪.‬‬

‫سلبيات اقتصاد المبادلة أو المقايضة ‪:‬‬

‫احتمال عدم توافق الرغبات ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫احتمال تلف وتناقص قيم السلع ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وجود تكاليف نظير تخزين السلع ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحاجة إلى معلومات وبيانات عن أثامان السلع ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحاجة إلى التنقل بين السواق ‪ ،‬المر الذي يترتب عليه ضياع الوقت والجهد ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫صعوبة تجزئة السلع والخدمات ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫هــذه المــور مجتمعــة ســاهمت فــي حــث النســان علــى البحــث عــن بــدائل ‪ ،‬وانتهــى المطــاف بــه عنــد ابتكــار‬

‫النقود واستخدامها كأداة وسيطة للتبادل ‪.‬‬

‫اقتصاد النقود ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫حتى يقبل الفراد ببديل عـن المقايضــة ‪ ،‬فـإنه ل بـد أن يكــون البـديل قـادر علـى التقليـل مـن سـلبيات اقتصـاد‬

‫المبادلــة أو أنــه يــوفر وضــع ا تكــون اليجابيــات الناتجــة عــن القبــول بــه أفضــل منهــا فــي اقتصــاد المبادلــة أو‬

‫المقايضة ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪3‬‬


‫فخلل فــترات سـالفة اسـتخدم النسـان فيهـا الـذهب أو الفضــة ومعـادن وســلع أخــرى لتقــوم ببعـض هــذه المهـام‬

‫الــتي تقــوم بهــا النقــود حاليـ ا ‪ ،‬إذ كــانت لهــا قيمــة تبادليــة إلــى جــانب قيمتهــا كســلعة ‪ ،‬وهــو مــا يعرفهــا بــالنقود‬

‫الس ــلعية ‪ ،‬فعل ــى س ــبيل المثا ــال اس ــتخدم الص ــوف والماش ــية والمحاص ــيل الزراعي ــة وال ــذهب والفض ــة ك ــأدوات‬

‫للتبادل إلى جانب استخداماتها الستهلكية الخرى إل أن قيمتها لكل الفرضين قد تختلف ‪.‬‬

‫أما النقـود المسـتخدمة حاليـ ا وهـي ل يمكـن تحويلهـا مـن ورق إلى أي شيء آخـر ‪ ،‬فيطلـق عليهـا النقـد بـأمر‬

‫الحكومة " حيث أن القيمة النقدية لهذه الداة أكبر من قيمتها الســوقية كســلعة ‪ ،‬ول تتعهــد الحكومــة بتحويلهــا‬

‫إلى أي شيء ‪ ،‬بل تكتسب أهميتها من قبل الناس لها ‪.‬‬

‫قاعدة الذهب ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫قــامت قاعــدة الــذهب علــى أســاس قبــول البنــوك المركزيــة والحكومــات المختلفــة لســتبدال عملتهــا بــذهب ‪،‬‬

‫وعلى أسـاس تحديـد قيمـة كـل عملـة مقابـل كميـة محـددة مـن الـذهب ‪ ،‬أصـبح سـعر صـرف العملت بعضـها‬

‫مقابل بعض يتحدد بنااء على علقة كل عملة بالذهب ‪ ،‬وعليه أصبح الذهب هو العامل المشترك بينها ‪.‬‬

‫لقد نظر العالم إلى تكريـس العلقـة بيـن النقـد الـذي يصـدره كـل بلـد والـذهب علـى أنـه وسـيلة لتجسـيد مصـدر‬

‫مـن مصـادر السـتقرار فـي قيـم المبـادلت التجاريـة الـتي قـد تنتـج نظيـر تغيـرات في أسـعار العملت بعضـها‬

‫مقابل بعض‪.‬‬

‫خصائص قاعدة الذهب ‪:‬‬

‫‪ -1‬وجوب تحديد قيمة العملة المحلية بمقدار محدد من الذهب ‪.‬‬


‫‪ -2‬ضــرورة مواكبــة عــرض النقــود المحلــي لكميــة الــذهب المتــوفرة بــالبلد وهــذه القاعــدة مهمــة للحفــاظ‬

‫على العلقة ثاابتة بن العملة المحلية وما تساويه من الذهب ‪.‬‬


‫‪ -3‬استعداد الحكومة لســتبدال العملــة المحليـة بمـا يسـاويها مـن ذهـب دون حــدود وقيـود تفـرض علــى‬

‫كميات التبادل التي تنطوي عليها هذه العملة ‪.‬‬

‫ملحظة ‪ :‬لقد كـان يسـتخدم الـذهب لغـراض النقـد إلى جـانب اسـتخدامه لغـراض أخـرى كالزينـة مثالا وهـذا‬

‫يعني أن الكمية المعروضة من الذهب يجب أن تفي بطلبات القطاعين ‪ ،‬لن زيادة الطلب على الــذهب مــن‬

‫أجــل الزينــة يمكــن أن يــؤدي إلــى تنــاقص كميــة الــذهب المتــوفرة لتــوفير الغطــاء التــام لكميــة النقــد المصــدر‬

‫والعكس صحيح ‪.‬‬

‫قانون جريشم ) ‪( Gresham's Law‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪4‬‬


‫لكي أتمكن من توضيح قانون جريشم سأقوم بضرب المثال التالي ‪:‬‬

‫إذا كــان هنــاك نوعــان مــن العملــة المعدنيــة تكــون كميــة الــذهب الــتي تحويهــا العملــة الولــى مســاوية للقيمــة‬

‫الرسمية لها ) أي المعلنة رسميا ( ‪ ،‬في حين أن كمية الذهب في العملة الثاانية ليست إل ‪ %50‬مــن قيمتهــا‬

‫ل اســتخدام العملــة الثاانيــة طالمــا أن القيمــتين‬


‫الرســمية ‪ ،‬فــإن الجمهــور ســوف يحتفــظ بالعملــة الولــى مفض ـ ا‬

‫ل إذا ارتفع سعر الــذهب فـإن ذلــك ســوف يــدفع الجمهــور إلـى إذابــة العملــة‬
‫السميتين للعملتين متساوية ‪ ،‬فمثا ا‬

‫المعدنية التي تحتـوي علـى الـذهب للحصـول على المعـدن فـي حيـن سـوف يسـتخدم الجمهـور العملـة الفضـية‬

‫لتمام معاملت التبادل التجارية إلى حد ربما قد يصل إلـى خـروج العملـة المعدنيـة ذات محتـوى مـن الـذهب‬

‫من التداول واختفاؤها ‪.‬‬

‫وبنا اء على ما سبق فـإن تفضـيل الفـراد اسـتخدام النقـود السـيئة يـدفع النقـود الجيـدة خارج التـداول حرصـ ا مـن‬

‫الفراد للحفاظ على ثارواتهم ‪.‬‬

‫ل ‪ ،‬تجــد أن النــاس تتجــه نحــو‬


‫ففــي الــدول الــتي تتعــرض نقودهــا إلــى تنــاقص فــي قيمتهــا بســبب التضــخم مثاــا ا‬

‫اس ــتبدالها بنق ــد أجن ــبي والحتف ــاظ به ــذا النق ــد ‪ ،‬وب ــذلك اس ــتخدام النق ــد المحل ــي ف ــي عملي ــات التب ــادل به ــدف‬

‫التخلص منه بسرعة للحصول على سلع وخدمات أو عملت أجنبية تكون الجيدة والمفضلة لديهم ‪.‬‬

‫تعريف النقود ‪:‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪5‬‬


‫ل يزال معنى النقود محل جدول ويرجع ذلك إلى أهمية النقود في النشاط القتصادي والدور الذي تلعبــه فــي‬

‫التأثاير على القتصاد المر الذي يستدعي تحديد دقيق لمفهــوم النقــود وخاصــة مــن حيـث مكوناتهــا ‪ ،‬وكــذلك‬

‫الطبيعة الديناميكية لمفهــوم النقـود وبالتـالي احتمــال الختلف فـي تحديـد ماهيتهــا مــن وقــت لخـر ومـن دولــة‬

‫إلى آخرى بحسب ما تمليه الستعمالت والستخدامات القتصادية وظروف النمو القتصادي ‪.‬‬

‫يوجد عدة مداخل حاولت تحديد ما هيه النقود وهي كالتالي ‪:‬‬

‫ل ‪ :‬المدخل المادي لتعريف النقود ‪:‬‬


‫أو ا‬

‫يعــرف هــذا المــدخل النقــود علــى أنهــا تتكــون مــن ســندات بحجــم ولــون معيــن مــع بعــض الكلمــات والرمــوز‬

‫المطبوعة عليها وتتكون من عملت معدنية من نوع معين ‪.‬‬

‫ويعاب على هذا المدخل أنـه يحصـر النقـود في نطـاق ضـيق للغايـة لنهـا اتخـذت أشـكال عديـدة أخـرى منهـا‬

‫الحجار وغيرها ناهيك عن النواع الخرى للنقود التي تطورت حتى وصلت للنقود اللكترونية ‪.‬‬

‫ثاانيا ‪ :‬المدخل الفني لتعريف النقود ‪:‬‬

‫يع ــرف الم ــدخل الفن ــي النق ــود عل ــى أنه ــا أداة فني ــة اكتش ــفها النس ــان ليتخل ــص م ــن خلله ــا م ــن ص ــعوبات‬

‫المقايضة‪.‬‬

‫ويعاب على هذا المدخل القصور الكبير في كثاير مـن جـوانبه حيـث أنـه ل يظهـر السـاس الــذي تركـز عليــه‬

‫النقود في مباشرة وظائفها في الحياة القتصادية ‪.‬‬

‫ثاالثاا ‪ :‬المدخل القانوني لتعريف النقود ‪:‬‬

‫يعرف المخل القانوني النقود على أنهـا ذلـك الشـيء الـذي تتـوافر فيـه القـدرة علـى إبـراء الذمـة وتتمتـع بـالقبول‬

‫العام على الوفاء باللتزامات داخل المجتمع ‪.‬‬

‫وممــا يعــاب عليــه هــو وجــود اختلف واضــح بيــن المنظــور القتصــادي والمنظــور القــانوني للنقــود حيــث أن‬

‫القتصاديين لم يشترطوا أن تتمتع النقود بالقدرة القانونية على إبراء الذمة إوانما هـي الشـيء الـذي يلقـى قبــول‬

‫عام كوسيط للتبادل ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬المدخل الوظيفي لتعريف النقود ‪:‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪6‬‬


‫يستخدم هذا المدخل وظائف النقود لكي يستدل على تعريفهـا ‪ ،‬فهـو يعـرف النقـود بأنهـا أي شـيء ذات قبـول‬

‫عام في التداول ويستخدم وسيطا للتــداول ومقياسـ ا ومســتودعا للقيمـة ومخـزن لهـا ‪ ،‬بالضـافة إلـى اسـتخدامها‬

‫كوسيلة للمدفوعات الجلة ‪.‬‬

‫ومن خلل تحليل هذا التعرف يمكننا أن نلحظ التالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن التعريـف مبنـي علـى الجـوانب النفسـية لفـراد المجتمـع والقـائم على ثاقـة الفـراد فيمـا يقبلـونه كوسـيلة‬

‫للدفع والتبادل وهذا القبول ينطوي على قوة شرائية ولتحقيق ذلـك اســتخدم النسـان بعــض الســلع كنقـود ‪،‬‬

‫فقد استخدم التجار أنواع من المعادن ذات الوزن المحدد والصفات المتفق عليها وقد كانت المســكوكات‬

‫ثاــم الســبائك الذهبيــة أكــثار المعــادن شــيوعا فــي صــنع النقــود ‪ ،‬ومــع زيــادة حجــم المعــاملت التجاريــة ‪،‬‬

‫أصبح حمل الذهب يمثال عبئ ا كبي ار مما أدى إلى ظهور النقود الورقيــة علـى أيـدي الصـاغة الــذين كـانوا‬

‫يقبلــون الودائــع الذهبيــة مــن الفـ ـراد مقابــل إيصــالت أو شــهادات بقيمــة ودائعهــم ‪ ،‬ثاــم اســتخدمت هــذه‬

‫ل من المعـادن حـتى أصـبحت مقبولـة فـي التعامـل ‪ ،‬ومـع شـيوع اسـتخدام هـذه‬
‫اليصالت في التبادل بد ا‬

‫اليصالت والشهادات في عمليات التبـادل تـدخلت الحكومـات لتنظيـم عمليـات التبـادل والتـداول إلى أن‬

‫انتهـي المـر إلـى أن أصـبحت الودائـع المصـرفية الـتي تتـداول عـن طريـق الشـيكات تمثاـل نقـودا إلـى أن‬

‫أصبحت النقود الورقيـة والودائـع تمثاـل الشـكل الحـديث للنقـود بعـد أن انتهـى تمامـا عهـد النقـود الذهبيـة ‪،‬‬

‫وبالتالي استخدم كلمة ) أي شيء( في التعريف له من الهمية والشمولية الكـثاير حيـث تـدل علـى العـدد‬

‫غير المحدود من الشياء التي استخدمت كالنقود ‪.‬‬


‫إن التشـ ـريعات الـ ــتي تصـ ــدرها الـ ــدول لعطـ ــاء الصـ ــيغة القانونيـ ــة علـ ــى العملت الورقيـ ــة والمصـ ـرفية‬ ‫‪-2‬‬

‫كعملت قانونيــة تســتهدف تــدعيم ثاقــة الف ـراد فــي قبــول أي أصــل مــن الصــول كنقــود ‪ ،‬وهنــا ل يمكــن‬

‫رفــض العملت القانونيــة فــي ســداد الــديون ‪ ،‬مــن ثاــم فــإنه بــالرغم مــن أن الحســابات الجاريــة بـ ـالبنوك‬

‫التجارية ليس لها الوضع القانوني كعملة قانونية إل أن هذه البنــوك ملتزمــة بتحويــل هــذه الحسـابات إلــى‬

‫عملية قانونية بناء على طلب المودعين ‪ ،‬هذا بالضافة إلى أن الهدف من تعريف وقياس حجــم النقــود‬

‫في المجتمع هو تمكين صانعي السياسة القتصادية من السيطرة والرقابــة علــى حجــم النقــود المتداولــة ‪،‬‬

‫بغرض تحقيق استقرار المستوى العام للسعار وازدياد مستوى النشاط القتصادي في المجتمع ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪7‬‬


‫وظائف النقود ‪:‬‬

‫إن مقدار السعادة أو الرضا والشــباع الــذي يحصـل عليـه المــرء هـي مشــتقة ممـا تســتطيع النقـود أن تــوفره لـه‬

‫مـن سـلع وخـدمات الـتي هـي نتـاج للوظـائف والخـدمات الـتي تقـدمها النقـود ‪ ،‬ويمكننـا تلخيـص هـذه الوظائف‬

‫والخدمات في أربع وظائف أساسية للنقود وهي ‪:‬‬

‫ل ‪ :‬تستخدم النقود كأداة للتبادل ‪:‬‬


‫أو ا‬

‫إن ما يميز النقد هو قبوله من قبل الجميع ممـا يضفي عليـه ثاقـة الجمهـور كـأداة لتمـام المعـاملت التجاريـة‬

‫ويــدعم قــدرة المــرء علــى مبادلــة ســلعة لــديه بمبلــغ مــن النقــد ‪ ،‬ثاــم يســتخدمه لقتنــاء مــا يرغــب فيــه مــن ســلع‬

‫وخ ــدمات ‪ ،‬ولش ــك أن قي ــام النق ــود به ــذا ال ــدور ق ــد ت ــرك انعكاس ــات ايجابي ــة عل ــى ال ــوقت والجه ــد والبح ــث‬

‫المتواصل مقارنة بما كان يقوم به الفراد فـي اقتصـاد المقايضـة ممـا يـوفر وقتـا أكـبر للتخصص في النتـاج‬

‫ل من هدر الوقت في البحث في السـواق والقيــام بأعمـال ل‬


‫وقيام الفراد بالعمال النتاجية التي يتقنونها بد ا‬

‫يتقنونهــا ‪ ،‬كمــا ســاهمت هــذه الوظيفــة باســتقلل عمليــات الــبيع عــن عمليــات الش ـراء المــر الــذي أدى إلــى‬

‫تسهيل قيام التبادل المباشر بين أي طرفين في عمليات المبادلة ‪.‬‬

‫ثاانيا ‪ :‬تستخدم النقود كوحدة قياس للثامان ‪:‬‬

‫ل ‪ ،‬تكــون هنــاك خمســة وأربعــون قيمــة تبادليــة ‪ ،‬فهنــاك‬


‫فــي عــالم المقايضــة وفــي ظــل وجــود عشــر ســلع مثاــا ا‬

‫تســعة أســعار للســلعة الولــى ‪ ،‬وثامانيــة أســعار للســلعة الثاانيــة )ســعرها مقابــل الســلعة الولــى معــروف عنــدما‬

‫تحــدد ســعر الســلعة الولــى مقابلهــا ( وســبعة أســعار للســلعة الثاالثاــة وهكــذا ‪ ،‬ولمعرفــة عــدد معــدلت التبــادل‬

‫يمكننا استخدام المعادلة التالية ‪:‬‬


‫ن)ن–‪(1‬‬
‫عدد معدلت التبادل =‬
‫‪2‬‬
‫حيث أن ) ن ( هو عدد السلع ‪.‬‬

‫في حالة وجود عشرة سلع سيكون عدد معدلت التبادل كالتالي ‪:‬‬
‫‪( 1 – 10 ) 10‬‬
‫= ‪ 45‬قيمة تبادلية ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وبنا اء على ما سبق فإن استخدام النقود يقلص عدد السعار أو القيم التبادلية إلى عشرة أسعار حيــث يوضــع‬

‫سعر نقدي لكل سلعة ‪ ،‬وفـي هـذه الحالـة تـرد قيـم جميـع السـلع لوحـدة قيـاس واحـدة ‪ ،‬كمـا أن اسـتخدام النقـود‬

‫كوحدة قياس سهل من عملية إعداد القوائم الحسابية والقيود الحسابية ومقارنة الحسابات ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪8‬‬


‫ثاالثاا ‪ :‬تستخدم النقود كحافظ أو مخزن أو مستودع للقيمة ‪:‬‬

‫إن اســتخدام النقــود كوســيط للتبــادل ســمح باســتقلل عمليــة الــبيع عــن عمليــة الشـراء المــر الــذي يعنــي وجــود‬

‫فاصل زمني بين عمليات البيع والشراء وبالتالي ليس بالضرورة أن تحصل على النقـود فـي وقـت ما إوانفاقهـا‬

‫فورا وفي نفس الـوقت ‪ ،‬ولكـن فـي الواقـع العملـي نجـد أن الفـرد ينفـق جـزء مـن دخلـه ويـدخر جـزء آخـر ليقـوم‬

‫ل وبذلك تتاح الفرصة للفرد بـبيع سـلعة يقتنيهـا ثاـم يحتفـظ بقيمتهـا على شـكل نقـود بـدلا مـن‬
‫بالشراء به مستقب ا‬

‫سلع أخرى قد تكون عرضة للتلف أو تحمله تكاليف تخزين ‪.‬‬

‫وحيث أن الفرد يحتفظ بالنقود لكي ينفقها في المستقبل فإن النقود تعتبر فـي هـذه الحالـة كمخـزن أو مسـتودع‬

‫للقيمة ‪ ،‬وتتوقف فاعلية النقود كمخزن أو مستودع للقيمـة علـى فاعليتهـا كمقيـاس للقيمـة حيـث أنهـا يجب أن‬

‫تحتفــظ بقوتهــا الشـرائية لفــترة زمنيــة طويلــة وهــذا يعنــي الثابــات النســبي لكــل مــن العــرض والطلــب علــى النقــود‬

‫حتى يبقى مستوي السعار ثاابت ا نســبي ا ‪ ،‬ولكــن مــن الملحـظ أن القيمــة الحقيقيـة للنقــود ترتفـع بالتـدهور الــذي‬

‫يلحق المستوى العام للسعار في فترات النكماش ‪ ،‬بينما تنخفض هذه القيمة في فترات التضخم ‪.‬‬

‫وممــا ســبق نلحــظ أنــه فــي فــترات التضــخم واســتمرار ارتفــاع الســعار يلجــأ الفـراد إلــى الحتفــاظ بالقيمــة فــي‬

‫صورة أصول حقيقيـة ‪ ،‬ومـن م ازيـا هـذا أنـه يـدر عائـد لصاحبه فـي صـورة ربـح ‪ ،‬فائـدة أو ريـع ‪ ،‬فضـلا عمـا‬

‫تحققه من أرباح رأسمالية في حالة ارتفاع السعار ‪ ،‬ومـن ناحيـة أخـرى فـإن الحتفاظ بالصـول الحقيقيـة قـد‬

‫تعرض الفرد لخسائر رأسمالية حين الحاجة لتحويل بعضها إلى أرصده نقدية ‪.‬‬

‫وأخيرا فإن بيع سلعة اليـوم والحتفـاظ بثامنهـا علـى شـكل نقـود ل يعنـي بأن القـوة الشـرائية لهـذه النقـود سـتبقى‬

‫ثاابتة إلى البد ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬تستخدم النقود كمعيار للمدفوعات الجلة ‪:‬‬

‫إن زي ــادة حج ــم النت ــاج الج ــاري ع ــن قيم ــة المبيع ــات الجاري ــة خلل ف ــتره معين ــة نتيج ــة لزي ــادة النت ــاج ف ــي‬

‫المجتمعات الحديثاة وتزايد حجم المخزون السلعي ‪ ،‬نتج عنه بالضرورة أهمية تســويق المنتجــات علـى أسـاس‬

‫العقود لتجنب تكديس المخزون وكذلك لضمان استمرار تدفق السلع المختلفة وتوفيرها في المجتمع ‪.‬‬

‫وبنا اء على ما سبق فإن بنود التعاقد تتم على أسـاس قيمـة معينـة ‪ ،‬يلـتزم المقـترض بـرد هـذه القيمـة فـي وقـت‬

‫لحق مضاف إليه الفوائد المحسوبة عليه خلل تلك الفترة ‪ ،‬وبالتالي لبد من وجـود معيــار يتـم علــى أساســه‬

‫تحديــد الئتمــان ‪ ،‬ومــن هنــا اســتطاعت النقــود أن تقــوم بهــذا الــدور والــذي يطلــق عليــه ) وســيط المــدفوعات‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪9‬‬


‫الجلة ( وبذلك فإن وظيفة النقود كمعيار للقيمة ل يقتصر على القيم الحاضرة إوانما يمتـد لقيـاس المـدفوعات‬

‫الصلية ‪ ،‬ولكي تقوم النقود بهذه الوظيفة وجب عليها الحتفاظ بقيمتها لفترة طويلــة نســبي ا حيــث أن التذبــذب‬

‫في قيمة النقود يسبب اضطراب سوق الئتمان مما يؤثار على حجم الئتمان والنشاط القتصادي ‪.‬‬

‫ففــي فــترات ارتفــاع الســعار ومــا يتبعهــا مــن انخفــاض وتــدهور فــي قيمــة النقــود يجــد الــدائن أن قيمــة الســلع‬

‫والخدمات التي يستطيع القرض شرائها عند رده أقل من القيمة التي كان يستطيع شرائها عند عقــد القــرض ‪،‬‬

‫المـر الـذي ينطـوي علـى إعادة توزيـع الـثاروة مـن الـدائن إلى المـدين ‪ ،‬بينمـا في فـترات انخفاض السـعار ‪،‬‬

‫يجــد المــدين أن قيمــة الســلع والخــدمات الــتي يســتطيع القــرض شـ ـرائها عنــد رده تزيــد عــن القيمــة الــتي كــان‬

‫يســتطيع شـرائها عنــد عقــد القــرض المــر الــذي يتضــمن إعــادة توزيــع الــدخل مــن المــدين إلــى الــدائن ‪ ،‬وعليــه‬

‫يجـب تـوافر الثاقــة بيـن المـدين والــدائن فـي أن وحـدة النقــود لـن تتغيــر قيمتهـا فـي وقــت الســداد عنهــا فـي وقــت‬

‫التعاقد بدرجة ملموسة ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪10‬‬


‫خصائص وسمات النقود ‪:‬‬

‫لقد أضفت وظائف النقود لها جاذبية مقارنة بعالم لم تكن توجد فيه ‪ ،‬فقد اســتطاعت هــذه الداة أن تقلــل مــن‬

‫عدد وحجم المخاطر التي كان يتعرض لها الفراد في عالم المقايضــة ‪ ،‬إلـى جـانب قيامهـا بوظــائف المبادلــة‬

‫ولكن على درجـة أكـبر مـن الكفـاءة ‪ ،‬ولكـي تتمكـن النقـود مـن القيـام بوظائفهـا القتصـادية والحفاظ على ثاقـة‬

‫إواقبال الجماهير عليها وجب أن تتميز بعدة خصائص أو سمات هي ‪:‬‬

‫ل ‪ :‬محدودية الكمية المعروضة منها ‪:‬‬


‫أو ا‬

‫يؤكد قانون الندرة على أن الشياء ومن ضمنها النقود تكتسب أهمية نظ ار لمحدودية الكمية المعروضــة منهــا‬

‫مقارنة بحجم الطلب عليها ‪.‬‬

‫إن صفة الندرة صفة يجب أن تكتسبها النقود إوال فإن قيمتهـا وقبـول الجمهـور لها سـوف يتعرضـان للنهيـار‬

‫مــن هنــا وجــب علــى الســلطات الحكوميــة المعنيــة بكميــات النقــد الموجــودة بالقتصــاد أن تعــي هــذا وأن تعمــل‬

‫جاهدة على التوفيق بين الكمية المعروضة والكمية المطلوبة منه ‪ ،‬بالرغم مــن أن زيــادة الكميــة المناســبة مــن‬

‫النقد التي يجب توفرها ليس حساسا في مبالغ بسيطة ‪ ،‬وقد ل تترك أثا ار سلبيا على قيمــة النقــود وخاصــة فــي‬

‫القتصــاديات الكــبيرة إل أنــه لبــد أن يـواكب التغيــر فــي عــرض النقــود إمكانيــات القتصــاد وقــدراته النتاجيــة‬

‫فالزيادة الكبيرة في كمية النقد تساهم في ارتفاع السعار ‪.‬‬

‫وبنا اء عليه وجب على السلطات المعنيـة أن تجعـل الكميـة المعروضـة مـن النقـد بقـدر كـاف لتمكـن الجمهـور‬

‫مــن اســتخدامها وهــو واثاــق باحتفاظهــا بقيمتهــا ‪ ،‬وأفضــل ســبيل لــذلك أن تــوفر كميــة مناســبة بحيــث أن تقابلهــا‬

‫سلع وخدمات حقيقية ينتجها القتصاد ‪.‬‬

‫ثاانيا ‪ :‬صعوبة تزويرها أو تقليدها ‪:‬‬

‫تــوجه الحكومــات مـ ـوارد ماليــة وتشــكل إدارات حكوميــة وأخــرى أمنيــة للتقليــل مــن احتمــالت تزويــر نقودهــا‬

‫الوطنية ‪ ،‬فإقبال الجمهور على النقود واستخدامها للقيام بوظائفها يقـوم علـى أسـاس ثاقتـه فيهـا ‪ ،‬وأحـد دعـائم‬

‫هذه الثاقة ينطلق من مصداقية النقود إوادراكه أنها سليمة ولـن ترفـض على أساس إنهـا مغـايرة للنقـود الخـرى‬

‫المتداولة ‪ ،‬هذا ل يعني أنـه لن يقـوم أحـد علـى محاولـة تزييـف النقـود ولكـن الهـدف مـن عمليـات الوقايـة هـو‬

‫التضييق على مثال هذه المحاولت مما يعزز من ثاقة الجمهور فيها والقبول بها ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪11‬‬


‫ثاالثاا ‪ :‬سهولة الحتفاظ بها ‪:‬‬

‫لقد كانت المقايضة تتطلـب الحتفاظ بمخـزون مـن السـلع يضـمن مسـاعي الفـراد لتبادلهـا مقابـل سلع يرغـب‬

‫فيها ‪ ،‬أما في اقتصاد النقود فكل ما هو مطلوب من المـرء القيـام بـه هـو أن يحتفـظ بنقـد محـدود يـؤدي مهـام‬

‫كمية كبيرة من السلع التي تعود النسان على الحتفاظ بها في اقتصاد المقايضة ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬سهولة حملها ونقلها ‪:‬‬

‫ل مــن أن ينتقــل المـرء فيمـا بيــن السـواق ومعـه‬


‫تتميز النقود بأنها سهلة الحمل ‪ ،‬والتنقل بهـا مهمــة يسـيرة فبـد ا‬

‫سلع يرغب بمقايضتها ‪ ،‬أصبح ينتقل ومعه كمية من النقود يحتفظ بهــا فـي محفظتــه وعليــه فـإن النقــود يجـب‬

‫أن تتكون من وحدات يسهل حملها ونقلها من مكان لخر فإن لم تتوفر هذه الخاصية فسيصعب اســتخدامها‬

‫على نطاق واسع ‪.‬‬

‫خامس ا ‪ :‬قوة تحملها ‪:‬‬

‫وذلك بسبب عدم قابلية النقود للهلك بسـرعة ‪ ،‬وتتعلـق هـذه الخاصـية بطبيعـة المـواد الـتي تسـتخدم كنقـود أو‬

‫تصنع منها النقود ‪.‬‬

‫سادس ا ‪ :‬سهلة التجزئة ‪:‬‬

‫وجود فئات نقدية مختلفة القيم وسهلة التجزئة رغب الجمهور القبول بها ‪ ،‬بمعنى آخـر أن تكــون النقــود قابلــة‬

‫للتجزئــة إلــى وحــدات صــغيرة متســاوية القيمــة يســهل إجـراء عمليــات التبــادل فــي المعــاملت الصــغيرة ‪ ،‬فكلمــا‬

‫أمكن تجزئة النقود إلى وحدات صغيرة كلما أمكن توسيع عملية التبادل ‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬وحدة أشكالها وسهولة تمييزها والتعرف عليها ‪:‬‬

‫إذا نظــر المــرء إلــى مختلــف فئــات النقــد ‪ ،‬يجــدها تختلــف مــن حيــث المقــاس واللــون والتصــميم ولكــن الوراق‬

‫النقديــة متطابقــة ومتجانســة ضــمن الفئــة الواحــدة وهــذه الســمة أعفــت المــرء عــن عمليــة فحــص الوراق بشــكل‬

‫متكــرر وبعنــاء للتأكــد مــن مضــمونها كمــا كــان الوضــع فــي عــالم المقايضــة كمــا يجــب أن تتكــون النقــود مــن‬

‫وحــدات يســهل التعــرف عليهــا ‪ ،‬حيــث أن صــعوبة التعــرف علــى وحــدات معينــة مــن قبــل الف ـراد يــؤدي إلــى‬

‫رفض التعامـل بهـا ممـا يعيـق عمليـة التبـادل وعـدم اتسـاع اسـتخدام النقـود في المعـاملت المختلفـة ‪ ،‬كمـا أن‬

‫هذه السمة عملت على التقليل من جاذبية المعــادن كالـذهب والفضـة كـأداة وسـيطة كــانت تقــوم مقـام النقـود ‪،‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪12‬‬


‫إواذ احتاج النسان إلى شخص مختص للتأكد من درجة نقاوة المعـدن المقـدم لـه كوسـيلة للـدفع حيـث تختلـف‬

‫أشكالها ودرجة نقاوتها وأوزانها ‪.‬‬

‫ثاامنا ‪ :‬الحكومة هي المصدرة للنقود ‪:‬‬

‫تكتسب النقود في معظم المجتمعات ثاقة رديفة لثاقة الجمهور في الحكومـة ‪ ،‬لكـون الحكومـة هـي الجهـة الـتي‬

‫تصدرها ‪ ،‬قد يجادل المرء في أن لهذه الثاقة مبررات نسبية يكمن أهمهــا فـي تضـاؤل احتمــال عجــز الحكومـة‬

‫مــن اليفــاء بالتزاماتهــا تجــاه مــا تصــدره مــن نقــد مقارنت ـا بالت ازمــات قــد تقطعهــا جهــات أخــرى علــى نفســها ‪،‬‬

‫ويجب التنويه إلى أنه ليس بالضرورة أن يقبل الجمهور بالنقود لمجرد كون الحكومة هي الجهة المصدرة لها‬

‫في ظل فشل النقود أو عجزها عن القيام بالمهام والوظائف التي يتوقع المرء أن تقوم بها ‪.‬‬

‫علقة النقود ببعض المفاهيم الخرى ‪:‬‬

‫ل ‪ :‬النقود والثاروة ‪:‬‬


‫أو ا‬

‫تقسم الصول في أي مجتمع إلى أصول حقيقية )السلع المادية الملموسة( ‪ ،‬إوالى أصـول نقديـة وماليـة وهي‬

‫النقود غير السلعية ) أسهم وسندات ووعود بالدفع ( وتتكون ثاـروة المجتمـع مـن الصـول الحقيقيـة فقط ‪ ،‬أما‬

‫الصول النقدية والمالية فهي تمثال ثاروة الفراد كأعضاء في المجتمع ولكنها ل يمكن أن تحسب ضمن ثاروة‬

‫المجتمع إوال لختلفت الثاروة الحقيقية للمجتمع وأصبح مبالغا فيها ‪.‬‬

‫إن التغي ـرات فــي حجــم النقــود أو فــي حجــم الحقــوق العامــة والخاصــة ل يمثاــل بالضــرورة التغي ـرات فــي ثاــروة‬

‫المجتمــع الحقيقيــة ذلــك أن زيــادة معينــة فــي الــدين العــام أو حــدوث انخفــاض حــاد فــي أســعار الســهم فــي‬

‫البورصــة ل يخفــض مباش ـرة مــن الــثاروة الحقيقيــة للمجتمــع إوانمــا يــؤدي فقــط إلــى مجــرد تغييــر قيمــة ونســبة‬

‫الحقوق القائمة إلى مقدار الثاروة ‪ ،‬وقد ينتج عن هذا آثاار غير مباشرة على معدل إنتاج الصــول الحقيقيــة ‪،‬‬

‫ولكن من المهم أن تعـترف بــأن الثاـر المباشـر والفــوري للتغيـر فـي قيمـة الحقـوق ) بمـا فيهـا النقـود( ل يكـون‬

‫على مجموع الثاروة القومية إوانما يكون الثار على توزيع هذه الثاروة ‪.‬‬

‫والنقود هي الرمز المحدد للثاـورة ‪ ،‬ل يكـون هـذا المحـتىي الفعلـي للـثاروة بـل الواقـع أن الجـزء الغـالب مـن نقـود‬

‫المجتمع الحديث يتكون من حقوق دفترية ) الودائع ( وليس من مخزون النقود السلعية ول تستمد هــذه النقــود‬

‫نفعهــا مــن كونهــا ســلع تســتهلك ولكــن مــن قــدرتها علــى المبادلــة ‪ ،‬إن احتفــاظ النقــود بقيمتهــا يعتمــد إذا علــى‬

‫القــدرة علــى التخلــي عنهــا مقابــل ســلع وحقــوق أخــرى دون خســارة تــذكر ‪ ،‬والنقــود كحــق متميــز عــن غيـره مــن‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪13‬‬


‫الحقــوق حيــث نجــد أنــه مســتبعد تمام ـ ا مــن قائمــة أصــول المجتمــع الــتي ل تحتــوي النقــود كــثاروة ‪ ،‬وباســتثاناء‬

‫النقود السلعية فإن النقود تكون دائما من وعود بالدفع ) دين ( وحق ضد من يصدرها ويمتلك هذا الحق مــن‬

‫يملــك النقــود ) الــدائن ( وهــذه المديونيــة والدائنيــة تختــص مــع غيرهــا مــن الحقــوق فــي خلل عمليــات حســاب‬

‫الثاروة الحقيقية للمجتمع ‪.‬‬

‫ثاانيا ‪ :‬النقود والسيولة ‪:‬‬

‫عنــد بحـث العلقــة بيــن النقــود والســيولة يجـب أن نتــذكر أن النقــود كحــق لهـا خاصــيتين متميزتيــن تـؤثار علــى‬

‫رغبة الـفراد في الحتفاظ بها وتفضيلها عن غيرها من الحقوق الخرى وهي ‪:‬‬

‫ل ‪ ،‬وأن امتلك الفرد لمجموعة من السهم والسندات أو حساب ادخــار‬


‫‪ -1‬أن النقود بذاتها ل تدر دخ ا‬

‫ل فـي صــورة فائــدة أو ربــح وعليــه لبـد أن نلحـظ أن الحتفـاظ بـالنقود ينطـوي‬
‫سوف يدر عليــه دخ ا‬

‫على تضحية بتيار من الدخل كان يمكن الحصول عليه لـو احتفــظ بـالنقود فـي صـورة أنـواع أخــرى‬

‫من الحقوق ‪.‬‬


‫‪ -2‬أن النقــود لهــا قــدرة علــى الســيطرة علــى الســلع والخــدمات وعلــى غيرهــا مــن الحقــوق وتســتمد هــذه‬

‫الخاصية من طبيعتها الساسية وكونها أداة للدفع مقبولة قبولا عام ا ‪.‬‬
‫‪ -3‬أمــا الســيولة اصــطلح ا فــترمز إلــى ســرعة تســويق أو تســييل الصــل بمــا يحتــاجه الف ـراد مــن ســلع‬

‫وخدمات فورية ‪ ،‬أما درجة السيولة بالنسبة للصول غير النقدية فترمز إلى القدرة على تحويلها أو‬

‫استبدلها بالنقود بأسرع وقت ممكن ودون تحمل خسارة ‪.‬‬

‫وفي هذا الطار يمكن تصنيف الصول من حيث درجـة سـيولتها إلى أشـكال مختلفـة تبـدأ بـالنقود على‬

‫قيمــة هــذه الصــول أي درجــة ســيولتها تصــل إلــى ‪ %100‬ومــن ثاــم تــأتي الودائــع بأنواعهــا والســندات‬

‫الحكومــة حــتى تصــل فـي آخـر القائمــة إلـى ال ارضـي والعقـارات حيـث تحتـاج إلـى مجهـود ووقــت وهنــاك‬

‫احتمال حدوث خسائر‪.‬‬

‫وأخي ار لبد من الشارة إلى وجود علقة عكسية بين سيولة الصل والعائد ‪.‬‬

‫ثاالثاا ‪ :‬النقود وشبة النقود ‪:‬‬

‫عنــد البحــث فــي مكونــات النقــود نجــد أنهــا عبــارة عــن العملــة الورقيــة المتداولــة فــي المجتمــع والعملــة‬

‫المســاعدة والودائــع الجاريــة بــالبنوك التجاريــة ‪ ،‬والــتي يطلــق عليهــا مصــطلح وســائل الــدفع ‪ ،‬وهــي تـؤثار‬

‫تأثاي ار مباش ار على النشاط القتصادي في المجتمع ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪14‬‬


‫وفي الطرف الخر يوجد أيض ا ما يسمى بأشباه النقــود وتتضـمن الودائـع الجلــة فـي البنـوك وغيرهــا مــن‬

‫المدخرات النقدية ‪.‬‬

‫كمــا ولــدينا كــذلك مــا يســمى بالعوامــل المـؤثارة فــي وســائل الــدفع وهــي تشــمل أشــباه النقــود مــع غيرهــا مــن‬

‫الصول الخــرى الكــثار سـيولة ‪ ،‬وتســمى بهـذا السـم لن فـي إمكانهـا بســبب درجـة سـيولتها أن تتحـول‬

‫إلى نقود أو تعود إلى حالتها مؤثارة بذلك في كمية النقود بالمجتمع ‪.‬‬

‫وبنــا اء علــى مــا ســبق يمكننــا قيــاس مقــدار الســيولة فــي المجتمــع مــن خلل الجمــع بيــن وســائل الــدفع‬

‫والعوامل المؤثارة فيها ‪.‬‬

‫ويمكننا تلخيصها فيها ‪:‬‬

‫وسائل الدفع ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫صافي العملة المتداولة خارج البنوك وتتضمن ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -‬صافي النقد المتداول ‪.‬‬
‫‪ -‬العملة المساعدة ‪.‬‬
‫الودائع الجارية الخاصة ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫العوامل المؤثارة على وسائل الدفع ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الخصوم وتتضمن ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -‬نسبة النقود ) الودائع لجل التوفير لدى البنوك ( ‪.‬‬
‫‪ -‬الودائع الحكومية ‪.‬‬
‫ودائع أخـرى ) حسـابات المقاصــة وأخــرى بالـدولر ‪ ،‬دوافـع المـوال المقابلـة ‪ ،‬حسـابات صــندوق‬ ‫‪-‬‬

‫النقد (‬
‫الصول وتتضمن ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -‬الصول الجنبية ‪.‬‬
‫مطلوبات من القطاع الخاص ) القروض والسلفيات والوراق المالية (‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مطلوب من البنوك المتخصصة وتتضمن ) استثامارات ‪ ،‬تسهيلت ائتمانية ‪ ،‬ودائع توفير (‪.‬‬

‫ج‪ -‬بنود الموازنة تتضمن ‪:‬‬

‫‪ -‬رأس المال والحتياطيات والمخصصات ‪.‬‬


‫‪ -‬صافي البنود الخرى ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬النقود وعرض النقود ‪:‬‬

‫هناك مفهومان أساسيان يستخدمان في قياس العرض النقدي هما ‪ ،‬مفهوم المعاملت وهو الــذي يركــز علــى‬

‫النقود كوسيط للتبادل ‪ ،‬والثااني هو مفهوم السيولة ويركز على وظيفة النقود كمستودع للقيمة ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪15‬‬


‫‪ -1‬مفهوم المعاملت وقياس العرض النقدي ‪:‬‬

‫يقــوم هــذا المفهــوم علــى أســاس أن مفهــوم النقــود يتحــدد أساس ـا فــي اســتخدام النقــود كوســيلة للمــدفوعات‬

‫مقابل السلع والخـدمات فـي المجتمـع وبالتـالي فإنهـا تتميـز عـن غيرهـا مـن الصـول الخـرى في القياس‬

‫بهذه الوظيفـة ‪ ،‬وعليـه فـإن الراء الـتي تتبنـى هـذا المفهـوم تـرى بـأن تعريـف النقـود يجب أن يشـمل فقـط‬

‫الص ــول ال ــتي تس ــتخدم كوس ــيط للتب ــادل وتتمثا ــل ه ــذه الص ــول ف ــي النق ــود المعدني ــة والورقي ــة والنق ــود‬

‫المصرفية ‪ ،‬ومن هنـا يطلـق على هـذا التعريـف بـالتعريف الضـيق للنقـود أو مصـطلح وسائل الـدفع كمـا‬

‫أشـرنا ســابقا ‪ ،‬ويرمــز للعــرض النقــدي وفقـا لهــذا المفهــوم بــالرمز ‪ M1‬والذي يشتمل عل ى وسائل الدفع‬

‫التالية ‪:‬‬

‫النقدية المتداولة في المجتمع لدى الفراد ومنشآت العمـال ‪ ،‬والـتي تسـتخدم كوسائل دفـع ‪ ،‬وعليـه‬ ‫‪-1‬‬

‫فإن مفهوم النقدية بهذا المعني ل يشتمل على ‪:‬‬


‫الودائــع لــدى البنــوك التجاريــة ‪ ،‬وذلــك مــن مبــدأ أن احتســابها كنقــود متداولــة ســوف يــترتب عليــه‬ ‫‪-‬‬

‫الزدواج في حساب النقود ‪.‬‬


‫‪ -‬النقدية التي تحتفظ بها و ازرة المالية ‪.‬‬
‫النقدية التي يحتفظ بها البنك المركزي في شكل احتياطي للبنوك الخرى وذلك لنهــا تمثاــل جــزء‬ ‫‪-‬‬

‫من الودائع لدى البنوك الخرى ‪.‬‬


‫الودائــع الجاريــة والودائــع تحــت الطلــب الخاصــة بــالفراد والمنشــآت لــدى قطــاع البنــوك ‪ ،‬باعتبارهــا‬ ‫‪-1‬‬

‫وسائل دفع لشـراء السـلع والخـدمات وسـداد الـديون الحاضـرة ‪ ،‬وبالتـالي نجـد أنـه يسـتبعد مـن الودائـع‬

‫تحت الطلب ما يلي ‪:‬‬


‫الودائع الحكومية وذلك لنها ل تمثال وسائل دفع لشراء السلع والخدمات في المجتمع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ودائع البنوك لدى بعضها البعض ‪.‬‬

‫وبنااء على ما سبق فإن أنصار هذا المفهوم يعتقدون بأن ‪:‬‬

‫‪ -1‬التعريــف العملــي للنقــود يجــب أن يتحــدد بشــكل يمكــن الســلطات النقديــة مــن قيــاس وتعــديل عــرض‬

‫النقود بما يتلءم مع احتياجات عمليات التبادل التي تحقق زيادة مقومات النتاج والعمالة في ظـل‬

‫استقرار المستوى العام للسعار ‪.‬‬


‫‪ -2‬وجــود علقــة مباش ـرة بيــن العــرض النقــدي بهــذا المفهــوم والهــداف القتصــادية العامــة فمــع زيــادة‬

‫العــرض النقــدي مــع ثابــات ظــروف الطلــب علــى الســلع والخــدمات مــن جــانب المســتهلكين وزيــادة‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪16‬‬


‫الطلــب علــى عناصــر النتــاج والمـواد الخــام والوســيطة مــن جــانب المنتجيــن المــر الــذي مــن شــأنه‬

‫زيادة النتاج والعمالة في المجتمع ‪.‬‬

‫ج‪ -‬أن زيــادة العــرض النقــدي قــد يصــاحبها ارتفــاع فــي المســتوى العــام للســعار فــي المجتمــع ‪ ،‬إل أن‬

‫زيــادة النتــاج ســوف تعمــل علــى إعــادة الت ـوازن م ـرة أخــرى بيــن وســائل الــدفع )النقــود( والمســتوى العــام‬

‫للسعار والعكس صحيح ‪.‬‬

‫مفهوم السيولة وقياس العرض النقدي ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫يقوم هذا المفهوم على أساس أن مفهوم النقود يتحدد بنااء على وظيفة النقود كمستودع للقيمة ‪ ،‬حيث يحتفــظ‬

‫بالصول المالية لحين استخدامها في المستقبل ‪ ،‬وطبقا لها المفهوم فإن تعريف النقود يشتمل على الصــول‬

‫عاليــة الســيولة مثاــل الودائــع الدخاريــة والودائــع بإخطــار لــدى البنــوك التجاريــة وشــهادات اليــداع الدخاريــة‬

‫بالبنوك التجارية ) أي أشباه النقود ( ‪.‬‬

‫مبررات أنصار هذا المفهوم ‪:‬‬

‫‪ -1‬وجــود عــدد مــن الصــول الماليــة ذات الســيولة العاليــة والــتي تتمتــع ببعــض خصــائص النقــود وتقــوم‬

‫كذلك ببعض وظائفها ويمكن اعتبارهـا مـن وسـائل الـدفع ‪ ،‬وتتمثاـل هـذه الصـول فيمـا يسـمى أشـباه‬

‫النقود ‪ ،‬مثال الودائع الجلة والودائع الدخارية لدى البنوك التجارية ‪ ،‬والودائع الدخارية بصــناديق‬

‫البريد ‪ ،‬والتي يمكن تحويلها بكل يسر وسهولة إلى نقود أو ودائع تحت الطلــب بــالبنوك التجاريــة ‪،‬‬

‫وعليـه فـإن هــذه الحسـابات تتصــف بدرجـة عاليـة مــن السـيولة بحيـث يعتبرهــا أفـراد المجتمـع معادلـة‬

‫من الناحية العملية لعرض النقود ‪ M1‬إوان كانت ل تستخدم مباشرة في إجراء المدفوعات ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن الــدافع الساســي مــن تعريــف وقيــاس عــرض النقــود هــو ضــمان تحقيــق الســيطرة والرقابــة علــى‬

‫عرض النقود وذلك من أجل تحقيق استقرار مستوى النشاط القتصادي في المجتمع وزيــادة حجمــه‬

‫‪ ،‬وعليــه فــإن تعريــف وقيــاس عــرض النقــود يجــب أن يقــوم علــى أســاس واقعــي بحيــث يشــتمل علــى‬

‫مجموعــة الصــول الماليــة الــتي تتصــف بدرجــة عاليــة مــن الســيولة وتكــون خاضــعة لدارة السياســة‬

‫النقديــة ‪ ،‬والــتي يرتبــط حجمهــا بمســتوى النشــاط القتصــادي فــي المجتمــع ارتباط ـ ا وثايق ـ ا فــي شــكل‬

‫علقة سببية ‪ ،‬وبالتالي فـإن عـرض النقــود ل يجـب أن يقتصـر فقـط علـى الصـول النقديـة السـائلة‬

‫و‪/‬أو في شكل حسابات جارية وتحت الطلب والتي تؤدي وظيفة وسيط للتبادل ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪17‬‬


‫وبنا اء على كل ما سبق فإن أنصار هذا المفهوم يعرفون العرض النقدي من وجهة نظر الســيولة بــالرمز ‪M2‬‬

‫وهو يتكون من التالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬عرض النقود على أساس وسائل الدفع ‪M1‬‬


‫‪ -2‬الودائع الجارية وبإخطار لدى البنوك التجارية ‪.‬‬

‫ج‪ -‬الودائع الجارية بصناديق التوفير ‪.‬‬

‫د‪ -‬شهادات اليداع الدخارية ذات الدخل الثاابت التي تصدرها البنوك التجارية ‪.‬‬

‫مفهوم إجمالي السيولة المحلية وقياس العرض النقدي ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫نلحــظ أن تعريــف النقــود وفقـ ا لمفهــوم الســيولة ل يتضــمن الودائــع الجلــة والدخاريــة فــي المؤسســات الماليــة‬

‫الخرى غيـر البنــوك التجاريـة حيـث أن هــذه الصـول مماثالـة للودائـع الدخاريــة الجلــة لـدى البنـوك التجاريـة‬

‫وبالتالي فإن استبعادها مـن التعريـف ل يعكـس القيـاس الفعلي لكميـة العـرض النقـدي فـي المجتمـع لـذلك فـإن‬

‫الودائع الحكومية ل تدخل ضمن ذلك المفهوم ‪ ،‬في حين أن هذه الودائع ســوف تنصــب آجلا أو عــاجلا فــي‬

‫دائرة النفاق العام وتتحول إلى وسائل دفع في يد الفراد والمنشآت المــر الـذي يتطلــب حسـابها فـي العــرض‬

‫النقدي للمجتمع ‪.‬‬

‫وبنا اء عليه نجد أن هناك تعريـف أوسـع لعـرض النقـود يتضـمن كـل مـن مكونـات ‪ M1 ، M2‬وتلك الصول‬

‫المالية الخرى التي تتصف بدرجة عاليـة نسـبي ا مـن السـيولة مثاـل الودائـع الحكوميـة والجلـة والدخاريـة لـدى‬

‫المؤسسات غير البنكية ويرمز لهذا التعريف الواسـع لعـرض النقـود بـالرمز ‪ ، M3‬وهو يحدد العرض النقدي‬

‫في المجتمع في صورته الرسمية ويعرف بمصطلح اجمالي السيولة المحلية ‪.‬‬

‫ويتحدد العرض النقدي في المجتمع بمفهومه الواسع ‪ M3‬بالمكونات التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬عرض النقود على أساس مفهوم السيولة ‪2M‬‬


‫‪ -2‬الودائع الحكومية لدى البنوك التجارية‬

‫ج – الودائع الدخارية لدى مختلف المؤسسات المالية في المجتمع غير البنوك التجارية ‪.‬‬

‫د‪ -‬بوالص التأمين لدى شركات التأمين المختلفة ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪18‬‬


‫أنواع النقود ‪:‬‬

‫عرفــت البشـرية العديــد مــن أنـواع النقــود وتعــددت أشــكالها عــبر التاريــخ حيــث يمكننــا القــول بــأن هــذه النـواع‬

‫مثالت مراحل معينه من التطور ‪ ،‬وفي هذا الطار يمكننا تتبع أنواع النقود بالتالي ‪:‬‬

‫ل ‪ :‬النقود السلعية ‪:‬‬


‫أو ا‬

‫يشير تاريخ النقود إلى أن البشرية استخدمت أنواعـ ا ل حصـر لها مـن السـلع كوسـيط للتبـادل ومقيـاس للقيمـة‬

‫مثال الملح والصواف والماشية وما إلى ذلــك ‪ ،‬ولكـن مـع التطــور شـاع اسـتخدام المعـادن كالــذهب والفضــة ‪،‬‬

‫ومع التطور القتصادي ظهرت النقود النائبة والتي تعني استعمال شــهادات ورقيــة تمثاــل قيمـة النقــود السـلعية‬

‫وتصدرها السلطة النقدية وتعطي صاحبها الحق في تحويلها إلى نقود سلعية كاملة القيمة ‪.‬‬

‫وتأخذ النقود السلعية شكلين أساسيين ‪ ،‬النقـود المعدنيــة الكاملـة والنقــود النائبــة عــن النقـود المعدنيـة الكاملــة ‪،‬‬

‫كمـا أن النقـود السـلعية قـد تكـون معدنيـة كاملــة أي تتـداول علـى هيئــة مســكوكات معدنيــة ذهبيــة أو فضــية أو‬

‫يتــداول النوعــان معـ ا ‪ ،‬والنقــود المعدنيــة الكاملــة هــي النقــود الــتي تتعــادل قيمتهــا كنقــد مــع قيمتهــا كســلعة فــي‬

‫الســتخدامات غيــر النقديــة كمــا ويجــدر الــذكر أن تســاوي القيمــة النقديــة ) القــوة الش ـرائية ( للنقــود المعدنيــة‬

‫الكاملة مع قيمتها كسلعة ‪ ،‬ل يعني ثابات قيمة وحدة النقد ‪ ،‬فهذه القيمة قابلة للتغيــر مــع تغيــر أســعار الســلع‬

‫الخــرى ‪ ،‬فارتفــاع أســعار الســلع والخــدمات فــي المجتمــع يــؤدي إلــى انخفــاض القــوة الش ـرائية للنقــود المعدنيــة‬

‫الكاملة والعكس صحيح وعليه فإن استخدام النقود المعدنية الكاملة ل يمنع حدوث تضخم أو انكماش ‪.‬‬

‫أما النوع الثااني من النقـود السـلعية الكاملـة فيتمثاـل فـي النقـود النائبـة عـن النقـود المعدنيـة الكاملـة وهـي عبـارة‬

‫عن نقود ورقية تصـاحب النقـود الذهبيـة وتنـوب عنهـا في التـداول بحيـث تمثاـل قيمتهـا تمـثايلا كـاملا ولـذا فإن‬

‫السلطات النقدية تحتفظ بالذهب ليكون غطاء نسبته ‪ %100‬من قيمة النقود الورقية النائبة ‪.‬‬

‫ويمكننا القول أن النقود النائبة تمتاز عن النقود المعدنية الكاملة من عدة نواحي منها ‪:‬‬

‫‪ -1‬النقود النائبة تحمي النقود المعدنية من التآكل ‪.‬‬


‫‪ -2‬نفقات طبع النقود النائبة أقل بكثاير من سك النقود المعدنية ‪.‬‬
‫‪ -3‬سهولة حمل النقود النائبة ‪.‬‬

‫ثاالثاا ‪ :‬النقود الورقية ‪:‬‬

‫أظهرت النقود الورقية اتجاهين أساسيين هما ‪:‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪19‬‬


‫التجاه الول ‪ :‬ظهـرت النقـود النائبـة أثانـاء عصر سـيادة النقـود المعدنيـة لن النقـود النائبـة هـي فـي الصـل‬

‫شهادات ورقية استخدمت لكي تنوب عن النقود المعدنية مع بقاء الخيرة أساس ا للتعامل ‪.‬‬

‫التجـاه الثاــاني ‪ :‬اتجــه الفـراد إلــى حمــل مــا لــديهم مــن ذهــب أو غيـره مــن المعــادن لكــي يودعــونه فـي خ ازئــن‬

‫لدى الصياغ لتأمينه من المخاطر كالسرقة ‪.‬‬

‫وفي مقابل اليداع كان الصاغة يعطون للمودع شهادة ورقية عبارة عن تعهد منهــم لــه بمقتضـاه رد مــا أودع‬

‫لديهم من ذهب بمجرد طلبه ولكن ما لبث أن تخلوا عن حمل الذهب واكتفوا بنقل ملكية الشــهادات ‪ ،‬وسـاعد‬

‫على ذلك ثاقة الفراد في قدرتهم على تحويل الشـهادات إلى ذهـب مـتى شاؤا وبـذلك لـم تعـد الشـهادات ممثالـة‬

‫للنقود فحسب بل أصبحت هي نفسها تقوم بكل وظائف النقود وبالتالي فهي أول أشكال النقود الورقية ‪.‬‬

‫ومع مزيد من التطور كانت النقود الورقية التي تصدرها مختلف البنــوك مصـاحبة للنقــود المعدنيــة ونظـ ار لن‬

‫النقــود الورقيــة أصــبحت ليــس لهــا فــي حــد ذاتهــا أي قيمــة ســلعية فقــد احتكــر إصــدارها البنــوك المركزيــة لن‬

‫قيمتها أصبحت مشتقة بصفة أـساسية من القبول العام لها كوسيط للتبادل ‪.‬‬

‫ومعنــى ذلــك أن النقــود الورقيــة أصــبحت نقــود رمزيــة يــديرها البنــك المركــزي كمــا لــم تعــد قابلــة للتحويــل إلــى‬

‫معادن نفيسة وتعتمد قيمتها على ما تحـدده هيئــة الصـدار لهـا وعلـى غطاءهـا مـن العملت الجنبيــة القابلـة‬

‫للتحويل وبعض الصول الخرى وتعتمد أيضا على قبول العام كوسيط للتبادل ‪.‬‬

‫وبنا اء على ما سبق يمكننا القول بوجود نوعين من النقود الورقية وهي كالتالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬نقود ورقية قابلة للتحويل ‪:‬‬

‫ويقصــد بهــا تلــك الورقــة أو الوثايقــة الــتي يصــدرها أحــد البنــوك ‪ ،‬وقــد أصــبح البنــك المركــزي فــي أي دولــة هــو‬

‫المحتكــر لنتــاج هــذا النــوع مــن النقــود متعهــد ا بمقتضــاها بــأن يــرد إلــى حاملهــا بمجــرد طلبــه فــي شــكل عملــة‬

‫معدنية قانونية المبلغ المحدد المكتوب على الورقة ‪.‬‬

‫وتجــدر الشــارة إلــى أن الفــرق بيــن هــذا النــوع مــن النقــود النائبــة يتمثاــل فــي أن البنــك الــذي أصــدر كميــة مــن‬

‫النقــود القابلــة للتحويــل ليــس عليــه أن يحتفــظ بكميــة مــن الــذهب معادلــة تمامـا لمــا أصــدره مــن أوراق بنكنــوت‬

‫إوانما عليه أن يحتفظ برصيد يعادل نسبة معينة من قيمة الوراق المصدرة ‪.‬‬

‫والجــدير بالــذكر أن هــذه النقــود فـي ظـل قاعـدة الــذهب تســتمد قيمتهـا مــن إمكانيـة اسـتبدالها بـالنقود الذهبيــة ‪،‬‬

‫ولكن بسبب حالت الذعر المالي التي دفعت البنك إلى التوقف عن تحويل النقـود إلـى ذهـب وقيـام الحكومـة‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪20‬‬


‫باتخاذ إجراءات منها تحويل النقود الورقية الوثايقة إلى نقود ورقية إلزامية إواعطائها قوة إبرام غير محدودة في‬

‫سداد الديون أو تسوية كافة المدفوعات ‪.‬‬

‫‪ -2‬نقود ورقية غير قابلة للتحويل ‪:‬‬

‫بشكل عام إن النقود الورقية الغير قابلة للتحويل سواء حكومية أو بنكنوت ليس لها قيمة ذاتية وتســتمد قوتهــا‬

‫من إلزام جميع الفراد بقبولها في التعامل بوصفها عملة رسمية بالضافة إلى إمكانيـة اسـتخدامها فـي إشـباع‬

‫الحاجات عن طريق استبدالها بسلع أخرى ‪.‬‬

‫وعليه فإن النقود الورقية غير القابلة للتحويل تختلف عن النقود القابلة للتحويل في النقاط التية ‪:‬‬

‫‪ -1‬النقــود الغيــر قابلــة للتحويــل تعتــبر نقــود ا محليــة ل يتعــدى تــداولها حــدود الدولــة الــتي تضــع القــانون‬

‫الــذي يجعــل مــن هــذه النقــود عملــة رســمية أمــا النقــود القابلــة للتحويــل فمــن الممكــن اعتبارهــا عملــة‬

‫دولية ‪.‬‬
‫‪ -2‬قيمة النقود الغير قابلة للتحويل أكثار عرضة للتغير من قيمة النقود القابلة للتحويل ‪.‬‬

‫ثاالثاا ‪ :‬النقود المصرفية ‪:‬‬

‫النقــود المص ـرفية عبــارة عــن ديــون فــي ذمــة البنــك قابلــة للــدفع عنــد الطلــب ويمكــن تحويلهــا مــن فــرد لخــر‬

‫بواسطة الشيكات ويطلق عليها أيض ا نقـود الودائـع أو النقـود الئتمانيـة ‪ ،‬فودائـع الحسابات يمكـن اسـتخدامها‬

‫كوســيلة للــدفع عــن طريــق الشــيكات غيــر أن اســتخدامها يتوقــف علــى موافقــة الــدائن إذ ل تتمتــع بقــوة الب ـرام‬

‫بحكم القانون ‪.‬‬

‫وهكذا نجد أن النقود المصرفية ليس لها كيان مادي ملموس إنما توجد في صورة حساب بدفاتر البنوك ‪.‬‬

‫وتعتمد النقود المصرفية على قاعدة هامة مفادها أن البنــوك التجاريــة لهـا قـدرة كـبيرة للغايـة علـى خلــق النقــود‬

‫ومن ثام تقوم بإضافة هذه النقود الجديدة إلى كمية النقـود المتداولـة فـي المجتمـع وهـذه النقـود الجديـدة مـا هي‬

‫إل قيود دفترية مسجلة في دفاتر البنك إل أنها تتمتع بقوة إبرام غير محدودة ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬النقود اللكترونية البلستيكية ‪:‬‬

‫ظهرت النقود اللكترونية البلستيكية مع تطور شكل ونوعية النقود وهـي أحـدث صـورة مـن صـور النقـود بـل‬

‫وتعتبر الطريق إلى عالم تختفـي فيــه عمليــات التــداول بـالنقود ويطلـق عليهــا أيضـا بطاقـات الـدفع اللكترونيــة‬

‫أو وسائل الدفع الحديثاة ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪21‬‬


‫ويمكن القول بـأن هـذه النقـود تعـد نوعـ ا مـن أنـواع النقـود النائبـة ‪ ،‬بمعنـى أنها تنـوب عـن النقـود الحقيقيـة فـي‬

‫القيــام بوظيفــة النقــود كوســيط للتبــادل ولكنهــا أخــذت شــعبية واســعة فــي إبـرام الذمــة وتســوية المــدفوعات المــر‬

‫الــذي ارتقــى بهــا إلــى مرتبــه النقــود ‪ ،‬وبنــا اء علــى مــا ســبق فــإن النقــود اللكترونيــة البلســتيكية تطلــق علــى‬

‫بطاق ــات ال ــدفع اللكتروني ــة ال ــتي ل تخ ــرج ع ــن كونه ــا بطاق ــات بلس ــتيكية يت ــم معالجته ــا إلكترونيـ ـ ا ‪ ،‬وذل ــك‬

‫لســتخدامها فــي أغ ـراض متعــددة مــن خلل المعلومــات المخزنــة عليهــا والــدخول بهــا علــى اللت المعــدة‬

‫لتحقيق هذه الغراض ونذكر من هذه البطاقات ‪:‬‬

‫‪ -‬بطاقات الئتمان‬
‫‪ -‬بطاقات الدفع الفوري‬
‫‪ -‬بطاقات الدفع المؤجل أو بطاقات اعتماد النفقات‬
‫‪ -‬بطاقات التحويل اللكتروني‬
‫‪ -‬بطاقات الصراف اللي‬
‫‪ -‬كروت ضمان الشيكات‬

‫وفيما يلي نستعرض ثالث أنواع من النقود اللكترونية البلستيكية المتداولة حالي ا ‪:‬‬

‫‪ -1‬بطاقات الدفع ‪:‬‬

‫وهي التي تعتمد علـى وجـود أرصــدة فعليــة للعميـل لــدى البنــك فـي صـورة حسـابات جاريــة وهـي أيضـا كــروت‬

‫يتم التحكم بها عن طريق البنك ‪.‬‬

‫‪ -2‬البطاقات الئتمانية ‪:‬‬

‫وهــي الــتي تصــدرها البنــوك فــي حــدود مبــالغ معينــة ويتــم اســتخدامها كــأداة وفــاء وائتمــان لنهــا تتيــح فرصــة‬

‫الحصول على السلع والخدمات من دفع آجل لقيمتها ‪.‬‬

‫‪ -3‬بطاقات الصرف الشهري ‪:‬‬

‫وهــذه البطاقــات تختلــف عــن البطاقــات الئتمانيــة فــي أن الســداد يتــم بالكامــل مــن قبــل العميــل للبنــك خلل‬

‫الشهر الذي يتم فيه السحب ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪22‬‬


‫الطلب عألى النقود ) النظريات النقدية ( ‪:‬‬

‫ل ‪ :‬النظرية الكمية للنقود لدي القتصاديون الكلسيكيون ‪:‬‬


‫أو ا‬

‫تم عرض النظرية الكمية للنقود من خلل مدخلين هما مدخل المبادلت الكلية بصياغة ) فيشر ( ‪ ،‬ومدخل‬

‫الرصدة النقدية بصياغة مدرسة ) كمبريدج (‪.‬‬

‫المدخل الول ‪ :‬مدخل المبادلت الكلية بصياغة فيشر ‪:‬‬

‫ينص مدخل المبادلت الكلية بأن هناك علقة إيجابية بين كمية النقد المتوفرة للتداول وبين مستوى السعار‬

‫المحلــي ‪ ،‬إذ يؤكــد كــذلك علــى أن التغي ـرات فــي عــرض النقــود ليســت قــادرة علــى تغييــر المســتويات الحقيقيــة‬

‫للمتغيـرات القتصـادية الرئيسـية كالنتـاج والـدخل وسـعر الفائـدة ‪ ،‬ممـا يعنـي أن زيـادة في الكميـة المعروضـة‬

‫من النقود ينتج عنها ارتفـاع فــي معـدل السـعار المحليــة وبنســبة مسـاوية لنســبة النمـو فـي عـرض النقــود ممـا‬

‫يؤدي إلى تغير في القيمة السمية وليس الحقيقية للناتج القومي السمي ‪.‬‬

‫يمكن القول أنه ليس بالمكان العتماد على عرض النقـود لتحفيـز أو تغييـر مسار القتصاد لن مـا يحـدث‬

‫للقيمة النقدية للنشاط القتصادي هو نتاج لتغيرات في مستوى السعار وليس في مستوى النتاج ‪.‬‬

‫وسعي ا لتوضيح هذا الموقف النظري اعتمـد علـى معـادلتين هي معادلـة التبـادل أو التعامـل والمعادلـة الدخليـة‬

‫للتبادل ‪.‬‬

‫المعادلة الولى ‪ :‬معادلة التبادل أو التعامل ‪:‬‬

‫تصاغ هذه المعادلة ‪ ،‬على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪MV = PT‬‬

‫‪T ×V=P×M‬‬

‫حيث أن ‪:‬‬

‫‪ = M‬كمية النقود المتوفرة خلل فترة محدودة ‪.‬‬

‫‪ = V‬سرعة دوران النقود من أجل إتمام المعاملت ‪.‬‬

‫‪ = P‬متوسط السعار الذي تمت على أساسه معاملت التبادل ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪23‬‬


‫‪ = T‬عدد المعاملت التي أنجزت في فترة ما ) تشمل سلعا قد ل يتضمنها تعريف الناتج المحلي الجمالي‬

‫إلى أنه تم تبادلها مثال شراء السلع المستعملة ( ‪.‬‬

‫ومن خلل هذه المعادلة يتبين لنا أن كمية النقد المتوفرة في القتصاد مضروبة في عدد مـرات اسـتخدام كـل‬

‫وحدة نقد خلل الفترة المعينة تساوي القيمة النقدية للتبادلت خلل فترة معينة ‪.‬‬

‫المعادلة الثاانية ‪ :‬المعادلة الدخلية للتبادل ‪:‬‬

‫يمكــن إعــادة تعريــف حجــم النشــاط القتصــادي والتأكيــد علــى الســلع والخــدمات النهائيــة الــتي أنتجــت فــي فــترة‬

‫القيــاس ذاتهــا ‪ ،‬واســتبعاد الســلع والخــدمات الــتي يســتبعدها تعريــف الناتــج القــومي أو الــدخل القــومي وذلــك‬

‫باستبدال ‪ T‬بالدخل القومي ‪ Y‬لتصبح المعادلة‪:‬‬

‫‪MV = PY‬‬

‫‪Y×V =P×M‬‬

‫حيث أن ‪:‬‬

‫‪ = Y‬القيمة الحقيقية للدخل أو الناتج القومي ‪.‬‬

‫‪ = P × Y‬القيمة السمية للدخل أو الناتج القومي ‪.‬‬

‫كما يبدو من المعادلة الدخلية للتبادل ‪ ،‬فإنه في حال ثابات سرعة دوران النقود ‪ ،‬يحدد عرض النقود إجمالي‬

‫النفاق ومن ثام حجم النشاط القتصادي ‪ .‬في حين إذا اتسمت درجة دوران النقود بالتقلب ‪ ،‬فإنه لــن يصــبح‬

‫ل ‪ ،‬تحديــد مــدى تــأثاير تغي ـرات فــي عــرض‬


‫مــن الســهل علــى الجهــات الحكوميــة المعنيــة كالبنــك المركــزي مثا ا‬

‫النقود على الناتج القومي ‪ ،‬وهو ما يقلل من فاعلية ودقة السياسة النقدية ‪.‬‬

‫وبنااء على ما سبق فإن هذا المدخل ينظر إلى أن الناتج الجمالي الحقيقي ‪ ، Y‬ل يتغير في المدى الطويل‬

‫لن المـوارد القتصــادية محــدودة ويتســم القتصــاد بتوظيــف تــام للمـوارد ممــا يجعــل مســتوى الســعار عرضــة‬

‫للتغيير نتيجة التغيرات التي تط أر في كمية النقود في حين ل يتغيــر حجــم النتــاج فـي المــدى القصــير ‪ ،‬كمــا‬

‫أنهــم افترضـوا ثابــات ‪ V‬لنها تعتمد على عوامل ل تتغير كثاي ار مثال أنماط النفاق ‪ ،‬أساليب الدفع ‪ ،‬ثاروة‬

‫الفرد وأسعار الفائدة وغيرها ‪.‬‬

‫المدخل الثااني ‪ :‬مدخل الرصدة النقدية بصياغة مدرسة ) كمبيردج (‪:‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪24‬‬


‫رغم توافق رؤية اقتصاديي كمبيردج مع فيشر حول أهمية حجم المبادلت والتعامل كمحدد لكمية النقد الــذي‬

‫يحتفــظ بــه الف ـراد حاض ـ ار لــديهم ‪ ،‬نــوه اقتصــاديو جامعــة كــبي مردج إلــى أهميــة الــثاروة فــي تحديــد هــذه الكميــة‬

‫كذلك ‪ ،‬ويرى القتصاديون بشكل عام أن إفساح المجـال أمـام قـ اررات الجمهـور للتـأثار بــالثاروة ‪ ،‬اختلفـا بيـن‬

‫الطــرح الــذي قــدمه فيشــر والــذي جــاء بــه اقتصــاديو كمبريــدج ‪ ،‬وهــو مــا خلــص إلــى تــأثار الجمهــور بحجــم‬

‫المعاملت من جانب وبالثاروة وما يط أر عليها من تغير من جانب آخر ‪ ،‬مـع هـذا فـإنهم قبلـوا بمعادلـة فيشـر‬

‫لتحديد الطلب على النقود وهي ‪:‬‬

‫) ‪Md = K × ( P × Y‬‬

‫حيث أن ‪:‬‬

‫‪ K = 7/1‬وهي لن تكون ثاابتة في المدى القصير بل تتغير لن العوائد التي يمكن أن يحصل عليها المرء‬

‫من الشكال المختلفة للثاروة تتغير ‪.‬‬

‫يبــدو أن المــدخل الحــالي يــترك للف ـراد حريــة اختيــار كميــة النقــد الــتي يحتفظــون بهــا مــن أجــل الحفــاظ علــى‬

‫ثاروتهم إلى جانب استخدام جزء من النقود من أجل إتمام معاملت التبادل ‪.‬‬

‫وتأتي أهمية فهم معدل دوران النقود ‪ V‬من قدرته بالتأثاير في مدى فاعلية السياسات التي تتبناها الحكومة‬

‫للتأثاير في حجم النشاط القتصادي ‪.‬‬

‫فإذا افترضنا أن ‪ V‬ثاابت فإن معادلة الطلب على النقود تبين أن عرض النقود أو الطلب على النقود يحدد‬

‫الناتــج المحلــي الجمــالي ‪ ،‬مــن جــانب آخــر إذا كــانت ‪ V‬متقلب ة ف إنه يص عب التنب ؤ بقيم ة النات ج المحل ي‬

‫الجمالي حتى لو وجهت السياسات الحكومية قيمة ‪. M‬‬

‫كما أنه إذا كانت ‪ V‬تتغير بنفس معدل التغير في ‪ M‬ولكن في اتجاه مضاد ‪ ،‬فستبقى قيمة الناتج المحلي‬

‫الجمالي بمعزل عن التغيرات في ‪ ، M‬وتصبح سياسة تغيير كمية النقود غير مجدية ‪ ،‬إنه في حال قدرة‬

‫البنك المركزي على التنبؤ بقيمة ‪ V‬وعدم ارتباطها بشكل مباشر بقيمة ‪ ، M‬يصبح بمقدوره التأثاير في حجم‬

‫النشاط القتصادي ‪. PY‬‬

‫ثاانيا ‪ :‬نظرية الطلب على النقود لكينز ‪:‬‬

‫لقد احتفظ كينز بنظرية النقود التقليدية باعتبارها طلب ا للنقود بغــرض المعــاملت وهــو جــزء مــن الطلــب الكلـي‬

‫علــى النقــود فــي نظريتــه العامــة ‪ ،‬وذكــر ) كينــز ( أن الطلــب علــى النقــود لــه ثالث دوافــع ‪ :‬المعــاملت ‪،‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪25‬‬


‫والحتيــاط ‪ ،‬والمضــاربة ‪ ،‬ويمثاــل كــل مــن دافعــي المعــاملت والحتيــاط وظيفــة الوســيط فــي التبــادل ودافــع‬

‫المان كمستودع مؤقت للقوة الشرائية عند ) فيشر ( ومدرسة كمبيردج ‪ ،‬وبذلك عالج ) كينــز ( الطلــب علــى‬

‫النقود من خلل الدوافع المسببة لهذا الطلب في نموذج تضمن نظام مالي بسيط ضم‪:‬‬

‫‪ -1‬النقــود كأصـل يمثاــل قيمـة الســيولة أو الســيولة ذاتهــا ويــدر عائــد ضـمني هــو الشـعور بالمـان والثاقــة‬

‫في تنفيذ المعاملت والوفاء بالديون ومواجهة المتطلبــات غيــر المتوقعــة والطارئــة للســيولة النقديــة ‪،‬‬

‫ول يدر عائد نقدي ‪.‬‬


‫‪ -2‬السندات كأصل مالي طويل الجل منخفض السيولة ويدر عائد فائدة نقدي ‪.‬‬

‫ودوافع الحتفاظ بالنقود من وجهة نظر جون كينز هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬دافع المعاملت ‪:‬‬

‫يقصد بدافع المعاملت أن الفراد يطلبون نقود ا مـن أجـل إتمــام معــاملت التبــادل الــتي تعتمـد علـى الـدخل ‪،‬‬

‫وأقر كينز من خلل هذا الدافع بالعلقة اليجابية بين هذا الجزء مـن الطلـب علـى النقـود وبيـن دخـل الفـرد ‪،‬‬

‫فالمرء بحاجة للحتفـاظ بمبلـغ مـن المـال مـن أجـل دفــع فـواتير مســتحقة عليــه ‪ ،‬أو مــن أجـل شـراء احتياجـاته‬

‫اليوميــة مــن المحلت التجاريــة ‪ ،‬وبــالرغم مــن أن هــذا الجــزء مــن الطلــب يفقــد الفــرد عائــدا كــان مــن الممكــن‬

‫تحقيقه لـو أنـه احتفـظ بمثاـل هـذا المبلـغ في أصـول تحقـق عوائـد ‪ ،‬فإن المـرء مضـط ار للتضحية بهـذا إذا أراد‬

‫إتمام تبادلت يتطلب القيام بها استخدام النقود ‪.‬‬

‫‪ -2‬دافع الحتياط ‪:‬‬

‫ويقصـد بهـذا الـدافع أن الفـراد يحتفظـون بكميـة مـن النقـود مـن أجـل تفادي تقلبـات قـد تطـ أر في دخـولهم ممـا‬

‫يعــرض أنمــاط الســتهلك المعتــادة لــديهم للتقلــب ‪ ،‬كمــا أن هــذه الكميــة تــوفر متكــأ يســتخدم فــي الحــالت‬

‫الطارئة التي يكون المرء فيها بحاجة إلى نقود متوفرة لديه ‪ ،‬فعلى سبيل المثاال يحتفـظ الفـراد بالمبـالغ لــديهم‬

‫بغرض قيامهم بشـراء سـلع لـم يخططـوا مسـبقا لشـرائها أو مـن أجـل تمكينهـم مـن القيـام بـواجبهم تجـاه ضـيوف‬

‫غيــر متــوقعين ‪ ،‬وبمــا أن الت ازمــات الفـ ـراد وقــدرتهم علــى الشـ ـراء مرتبطــة بــدخولهم فلقــد رأى كينــز أن هــذا‬

‫الجانب من الطلب على النقود يعتمد ايجابي ا على الدخل ‪.‬‬

‫‪ -3‬دافع المضاربة ‪:‬‬

‫ويقصــد بــه أن الفــرد يفاضــل بيــن العوائــد والتكــاليف المترتبــة نظيــر توظيــف ثاروتــه فــي بــدائل عديــدة ‪ ،‬وفــي‬

‫الصيغة الصلية وضح كينز أن بإمكان الفرد أن يحتفظ بثاروته على شكل نقود أو على شكل سندات ‪ ،‬كما‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪26‬‬


‫أن اختيار الفرد للسندات سيعتمد على العائد المتوقع الذي قـد يأخـذ شكل الفائـدة والتغيـر المتوقـع فـي أسـعار‬

‫السندات أو التغير في قيمتها الرأسمالية ‪ ،‬والتغيرات في سعر الفائدة تــؤدي إلــى تغيـرات فــي أســعار الســندات‬

‫إذ أن ارتفاعا في سعر الفائدة يؤدي إلى تناقص في القيمة السوقية للسندات والعكس صحيح ‪.‬‬

‫وبنا اء على ما سبق إذا قارنا بين احتفاظ الفرد لسندات وبين احتفاظه بنقود فإنه فـي الفـترات الــتي يرتفـع فيهـا‬

‫ســعر الفائــدة تنخفــض فيهــا أســعار الســندات ممــا يشــجع الفـراد للســتثامار فيهــا توقعـا منهــم بارتفــاع أســعارها‬

‫ل شـراء الســندات ‪ ،‬مــن جــانب‬


‫ل ‪ ،‬وبمــا أن ثاــروة الفــرد محــدودة فــإن طلبــه علــى النقــود يتنــاقص مفضـ ا‬
‫مســتقب ا‬

‫آخــر تــدفع التوقعــات بارتفــاع ســعر الفائــدة الف ـراد لتفضــيل النقــود علــى الســندات ســعيا منهــم لتفــادي خســارة‬

‫متوقعة في القيمة الرأسمالية للسندات ‪ ،‬أي أن العلقة عكسية بين الطلب على النقود وسعر الفائدة ‪.‬‬

‫إن فــي إب ـراز أهميــة ســعر الفائــدة فــي الســتدلل علــى كميــة النقــد المطلوبــة ممــا يميــز النظريــة الكينزيــة عــن‬

‫النظريات الكلسيكية السابقة ويمكن وضع النظرية الكينزية للطلب على النقود في الدالة التالية ‪:‬‬

‫) ‪Md/P = F ( R , Y‬‬

‫إذ أن الطلــب الحقيقــي علــى النقــود ‪ ، Md/P‬يعتم د إيجابي ا عل ى ال دخل الحقيق ي ‪ ، Y‬وعكس ي ا عل ى س عر‬

‫الفائــدة الســمي ‪ ، R‬ويعود استخدام الفائدة السمي ولي س الحقيقي لنه يمثال العائد الفعلي على النقود ‪.‬‬

‫ويتضــمن التغيـرات المتوقعــة فــي الســعار عنــد حلــول الجــل الــذي يتحقــق عنــده العائــد ‪ ،‬كمــا أن هــذه الدالــة‬

‫تمثال الطلب الحقيقي وليس الطلب السمي على النقود ‪ ،‬والهدف من التمييز بينهما هــو التأكيــد علــى غيــاب‬

‫) وهم النقد ( أي أن الفراد يهتمون بالقيم الحقيقية للمتغيرات وليست قيمتها السمية‪.‬‬

‫لقد أفصح كينز عن احتمال أن يصل سعر الفائدة إلى مستوى منخفض تعجز عنده زيادة فـي عــرض النقـود‬

‫عن تخفيضه إلى مستوى أدنى من ذلك وهذا ما أطلق عليه ) بمصيدة السيولة ( ‪ ،‬فنظ ار لعتقــاد الجمهــور‬

‫أن سعر الفائدة الحالي أقل من مستواه الطبيعي فإنهم ســوف يحتفظــون بــالنقود الضــافية الــتي وصــلت إليهــم‬

‫نتيجــة زيــادة عــرض النقــود علــى شــكل نقــد ‪ ،‬بــل إنهــم ســوف يقومــون بــبيع الســندات والصــول الخــرى الــتي‬

‫تعود عليهم بفوائد منخفضة لتوقعهم بانخفاض أســعارها ‪ ،‬إذ أن تنــاقص العوائـد عليهــا وصـل إلـى حــد جعـل‬

‫المنفعة من النقود تفوق تلك العوائد ‪.‬‬

‫في الفـترة الحاليـة لـم تعـد المدرسـة الكينزيـة الحديثاـة تميـز الطلـب علـى النقـود مثاـل ذلـك التمييـز الـذي اقـترحه‬

‫كينــز ‪ ،‬فلقــد أصــبح أتباعهــا ينظــرون إلــى الطلــب علــى النقــود أنــه يعتمــد علــى ســعر الفائــدة والــدخل ‪ ،‬ويأخــذ‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪27‬‬


‫المــرء تكلفــة الفرصــة البديلــة فــي العتبــار حــتى عنــدما يســتخدم النقــود كــأداة للتبــادل أو متكــأ للحيطــة ‪ ،‬ول‬

‫يعتقدون أن القتصاديات الحديثاة تدع مجالا لمصيدة السيولة ‪.‬‬

‫وقـ ــد وسـ ــع القتصـ ــاديان ) بومـ ــال ( و ) تـ ــوبين ( نظريـ ــة كينـ ــز وأوضـ ــحوا أن الطلـ ــب علـ ــى النقـ ــود بـ ــدافع‬

‫المعـاملت والطـوارئ حساس أيض ا للتغيـرات في معـدل الفائـدة وأن هنـاك علقـة عكسـية بينهـم ‪ ،‬فكلمـا كـان‬

‫معدل الفائدة مرتفع وأكبر من التكلفة المصاحبة لشراء السندات يكون المبلغ الموجه بشراء السندات كبير ‪.‬‬

‫وكان هدفهم من إيجاد هذه العلقة هو تخفيض تكلفـة بقـاء النقــود بشـكل سـائل لغــرض المعـاملت والطـوارئ‬

‫من أجل الحصول على أعلى عائد ممكن ‪.‬‬

‫ثاالثاا ‪ :‬النظرية الكمية الحديثاة للنقود ) النظرية النقدية ( ‪:‬‬

‫قام القتصادي الشهير ) ملتون فريدمان ( بإعادة صياغة نظرية الكمية في الطلب على النقــود ‪ ،‬وقــد تنــاول‬

‫فريدمان الطلب على النقـود كأصـل فـي حفاظـة الـثاروة الفرديـة لـدى أفـراد القطـاع العائلي باعتبـارهم الحـائزين‬

‫النه ــائيين له ــذه الــثاروة ‪ ،‬وكأص ــل فــي حافظــة رأس المــال ل ــدى أفـ ـراد ومؤسســات القطــاع النتــاجي ‪ ،‬ومه ــد‬

‫فريــدمان لطــرح نظريتــه فــي الطلــب علــى النقــود بالتســاؤل عــن ســبب احتفــاظ الف ـراد والمؤسســات بــالنقود ‪،‬‬

‫وكانت إجابته احتفاظ الفراد بالنقود باعتبارها أصل السيولة الذي يؤدي الوظـائف التقليديــة للنقـود ‪ ،‬واحتفـاظ‬

‫مؤسسات النتاج بالنقود كأحد أشكال رأس المال المستخدم في العملية النتاجية ‪ ،‬وشملت دالة الطلب على‬

‫النقــود أهــم العوامــل المفس ـرة لســلوك الطلــب علــى النقــود كأصــل فــي حفاظــة الــثاروة وفــي حافظــة رأس ‪ ،‬وقــد‬

‫اتخذت دالة الطلب على النقود بصياغة ) ملتون فريدمان ( الشكل والعلقات التالية ‪:‬‬

‫)‪Md/P = f ( yp+ , rb+ , rs+ , rm+ , pe+ , …..‬‬

‫حيث أن ‪:‬‬

‫‪ = Md/p‬الطلب الحقيقي على النقود ‪.‬‬

‫‪ = yp‬الدخل الدائم وهو القيمة الحالية المخصومة لتدفقات الدخل المتوقعة لفترة طويلة في المستقبل ‪.‬‬

‫‪ = rb‬العائد المتوقع من السندات ‪.‬‬

‫‪ = rs‬العائد المتوقع من السهم ‪.‬‬

‫‪ = rm‬العائد المتوقع من النقود‬

‫‪ = pe‬معدل التضخم المتوقع ) وهو بمثاابة ضريبة على الحتفاظ بالنقود (‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪28‬‬


‫لقــد أكــد فريــدمان أن للفــرد حريــة فــي اختيــار البــديل الــذي يحتفـظ فيــه بــثاروته ‪ ،‬إذ أن طلبــه علـى النقــد يأخــذ‬

‫العوائد من مختلف البدائل في العتبار ‪ ،‬فهناك العائد من احتفـاظ المــرء بــالنقود ‪ ، rm‬والعائد من السندات‬

‫‪ ، rb‬والعائد من السهم ‪ ، rs‬والمفاضلة بين الحتفاظ بنقد أو بدائل أخرى تعتمد على الفروقات بين العوائد‬

‫على هذه البدائل والعائد مع الحتفاظ بالنقد ‪ ،‬فإذا ارتفعت العوائـد علـى السـندات والسـهم والصـول الخـرى‬

‫مقارنة بالعائد من الحتفاظ بالنقود فإن المرء يفضل البدائل علـى الحتفـاظ بالنقود ممـا يقلـل مـن طلبـة علـى‬

‫النقد ‪ ،‬ويلحظ من المعادلة أن هناك علقة عكسية تؤكدها إشارة السالب أعلى العائد على السندات والعائد‬

‫على السهم‪ ،‬والشارة الموجبة أعلى العائد علـى النقــود ‪ ،‬بيــن هـذه العوائــد والطلـب علــى النقــود ‪ ،‬فـإذا ارتفــع‬

‫العائد على السندات ‪ rb‬فإن المرء يفضل توظيف المزيد من نقوده في السندات ومن ثام يقلل مما يحتفظ به‬

‫مــن النقــد ‪ ،‬أمــا بالنســبة للعائــد مــن الحتفــاظ بالنقــد ‪ rm‬ف إنه يعك س المن افع والخ دمات ال تي يحص ل عليه ا‬

‫المرء من احتفاظه بالنقد حاضـ ار لـديه أو فـي حسـاباته الجاريـة ‪ ،‬ويعكـس ‪ pe‬نسبة التغير في أسعار السلع‬

‫وهو بمثاابة نسبة التضخم الذي تمثال ضريبة على الحتفاظ بالنقود ‪ ،‬فإذا توقع المرء ارتفاع مستوى السعار‬

‫في المستقبل ومن ثام تناقص القوة الشرائية للنقود ‪ ،‬فإنه سيباشر بإنفاقهـا واقتنــاء سـلع ا بــدلا عنهــا وهـذا يعنـي‬

‫تناقص الطلب على النقود ومن ثام زيادة معدل دورانه ‪.‬‬

‫أخي ار ‪ ،‬الختلف بين نظرية كينز ونظرية فريدمان ‪:‬‬

‫‪ -1‬فريدمان يرى أن الطلب على النقود ل يعتمد إل على الدخل الدائم ‪ ،‬في حين أن كينز استخدم الدخل‬

‫الحالي ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن فريــدمان ليــرى دورا لســعر الفائــدة للتــأثاير فــي الطلــب علــى النقــود ‪ ،‬وهــو مــا افترضــه فيشــر فــي‬

‫نظريته الكلسيكية ‪ ،‬أما كينز فإنه أضاف سعر الفائدة كأهم محـدد للطلب علـى النقـود مـن خلل دافـع‬

‫المضاربة ‪.‬‬
‫‪ -3‬ترى النظرية الكنزية أن درجة دوران النقود ليست ثاابتة بل أنها تتغير طبقا للتغيرات في سعر الفائدة ‪،‬‬

‫أما النظرية النقدية فترى في استقرار الطلب على النقود اسـتق ار ار في درجـة دوران النقـود ‪ ،‬ويـترتب علـى‬

‫استقرار درجة دوران النقود أن التغيرات في عرض النقود هي التي تحدد حجم النشاط القتصادي‪.‬‬
‫‪ -4‬رأى كينز أن التقلبـات فـي ســعر الفائــدة تــؤدي إلــى تقلبــات فـي الطلـب علـى النقـود مـن أجــل المضـاربة‬

‫ومــن ثاــم فــي دالــة الطلــب علــى النقــود ‪ .‬مــن جــانب آخــر يلعــب ســعر الفائــدة دور فــي دالــة الطلــب علــى‬

‫النقود التي اقترحها فريدمان ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪29‬‬


‫‪ -5‬ينوه فريدمان بأهمية أن تتسم السياسة الحكومية ) نقدية وماليـة ( بالسـتقرار ‪ ،‬فـي حيـن أن كينـز يـرى‬

‫أنها مطالبة بالتصدي للتقلبات في جانب الطلب على النقود بغية إبطال عواقبه السلبية على القتصاد‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪30‬‬


‫النظم النقدية ‪:‬‬

‫مفهوم النظام النقدي ‪:‬‬

‫يعــرف النظــام النقــدي بــأنه مجموعــة القواعــد الــتي تتضــمن تعييــن وحــدة التحاســب النقديــة وتلــك الــتي تضــبط‬

‫إصدار وسحب النقد الساسي أو النتهائي من التداول ‪.‬‬

‫خصائص النظام النقدي ‪:‬‬

‫‪ -1‬النظــام النقــدي هــو نظــام اجتمــاعي ‪ :‬النظــم النقديــة هــي أدوات اقتصــادية تتخــذ لتســهيل النتــاج‬

‫وتبادل المنتجات وهي تعكس بالضرورة وضع القتصاد الذي وجدت لخدمته ‪ ،‬بل هي لتســير إل‬

‫وفقا له ‪ ،‬فالنظام النقدي في النظام الرأسمالي يختلف عن مثاله في النظام الشتراكي وفي المجتمع‬

‫السلمي ‪.‬‬
‫‪ -2‬النظ ــام النق ــدي ه ــو نظ ــام تــاريخي ‪ :‬أي يتط ــور ويتغي ــر حســب تط ــور وتغي ــر النظ ــام القتصــادي‬

‫والجتماعي الذي ينتمي إليه النظام التقدمي ‪.‬‬

‫ل ‪ :‬قاعدة النقد السلعية ) النظام المعدني ( ‪:‬‬


‫أو ا‬

‫إن قاعدة النقد السلعية هي ذلك النظام الذي يحدد في ظله القانون النقدي سع ار ثاابت ا مقاسـا بوحــدة التحاســب‬

‫النقدية للوحدة من هذه السلعة أو من كل تلك السلع التي يقع الختيار عليها قاعدة النقد ‪.‬‬

‫)‪ (1‬نظام المعدن الواحد ‪:‬‬

‫لقــد تمثالــت قاعــدة النقــد الســلعية ذات المعــدن الواحــد فــي عــدة أشــكال حســب تطورهــا التــاريخي وهــي‬

‫كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬نظــام المســكوكات الذهبيــة ‪ :‬يمثاــل هــذا النظــام الشــكل الول لقاعــدة الــذهب حيــث تــداولت فــي ظلــه‬

‫المســكوكات الذهبيــة إمــا بمفردهــا أو جانبهــا أوراق نقــد نائبــة أو تــداولت إلــى جانبهــا نقــودا اختياريــة‬

‫ولكــن فــي جميــع الحــالت كــانت المســكوكات هــي النقــد الساســي والنهــائي ‪ ،‬ولكــي يتحقــق تشــغيل‬

‫هذا النظام يقتضي المر توافر شروط معينة نذكرها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬تعيين نسبة ثاابتة من وحدة النقد المستخدمة وكمية معينة من الذهب ذات وزن معين وعيار معين ‪.‬‬
‫وجوب تـوافر حريــة كاملـة لســك الـذهب بــدون مقابــل أو بتكلفـة طفيفـة لكــل مـن يطلــب تحويـل السـبائك‬ ‫‪-‬‬

‫الذهبية إلى مسكوكات ) حرية السك ( ‪.‬‬


‫‪ -‬وجوب توافر حرية كاملة لصهر المسكوكات الذهبية ) حرية الصهر( ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪31‬‬


‫وجــوب تـ ـوافر حريــة كاملــة لتحويــل العملت الخــرى المتداولــة إلــى النقــود الذهبيــة بالســعر القــانوني‬ ‫‪-‬‬

‫الثاابت للذهب ‪.‬‬


‫‪ -‬وجوب توافر حرية لستيراد وتصدير الذهب ‪.‬‬

‫مزايا نظام المسكوكات الذهبية ‪:‬‬

‫يسمح بتداول النقود الخرى إلى جانب المسكوكات الذهبية ممـا يــؤدي إلـى توســع حجـم الكتلــة النقديـة‬ ‫‪-‬‬

‫المتداولة ‪.‬‬
‫‪ -‬نظام عالمي نظ ار لنه شمل كل دول العالم ولفترة طويلة ‪.‬‬
‫‪ -‬إلزامية بتساوي القيمة الشرائية للنقود وللذهب ‪.‬‬

‫عيوب نظام المسكوكات الذهبية ‪:‬‬

‫إن تطور هذا النظام يعنـي اتجـاهه نحــو احتكــار الــذهب والسـيطرة علـى السـوق وذلــك لن هــذا النظـام‬ ‫‪-‬‬

‫يعني وحدة السوق العالمية ‪.‬‬


‫لم يتوسع إنتاج الذهب أمام توسع إنتاجية السلع والخدمات مما أدى إلى ارتفاع السعار ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ب – نظام السبائك الذهبية ‪:‬‬

‫أدى تزايد حاجات أفراد المجتمع إلى زيادة طلبهم على النقود في صورة مسكوكات ذهبية ‪ ،‬مما دفـع بـالبنوك‬

‫إلى إصدار نقود بغطاء نسبي ‪.‬‬

‫مــع قــدوم الحــرب العالميــة الولــى ارتفعــت نفقــات ش ـراء الســلحة وتمويــل الحــرب ممــا حــث إنجلــت ار وفرنســا‬

‫إوايطاليا وأمريكا إلى عقد مؤتمر في ) جنوا ( ليتوصلوا إلى نتائج من أهمها ‪:‬‬

‫‪ -‬إلغاء نظام المسكوكات الذهبية وتبني نظام السبائك الذهبية بداية من عام ‪. 1925‬‬
‫‪ -‬وضع شروط لعملية سك وصهر العملة ‪.‬‬
‫‪ -‬وضع شروط على عملية تحويل النقود الورقية إلى ذهب ‪.‬‬

‫أوجه الختلف بين نظام السبائك ونظام المسكوكات ‪:‬‬

‫في ظل السبائك ل تتداول المسكوكات الذهبية بل تسحب من التــداول ولكــن تســتمر الســلطات النقديــة‬ ‫‪-‬‬

‫في شراء كل ما يعرض عليهـا مـن سـبائك الـذهب بسـعر ثاـابت حـتى تحـول دون ارتفاع القيمـة النقديـة‬

‫للذهب عن قيمته السوقية ‪ ،‬ولكن فـي هــذه الحالـة تحتفـظ البنــوك المركزيـة بالــذهب فـي خزائنهــا وتــدفع‬

‫للبــائعين قيمــة مشــترياتهم منــه عــن طريــق إصــدار نقــود ورقيــة أو بفتــح حســابات جاريــة لهــم حســب‬

‫رغباتهم ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪32‬‬


‫لــم تعــد هنــاك حريــة كاملــة لتحويــل أن ـواع النقــود الخــرى المتداولــة إلــى ذهــب بــل قيــدت هــذه الحريــة‬ ‫‪-‬‬

‫ووضع لها شروط ‪.‬‬

‫إن تطــبيق هــذا النظــام كــان مفيــد ا لنــه ســاعد علــى تركيــز الحتيــاطي الــذهبي فــي أيــدي البنــوك المركزيــة‬

‫والحكومات مما أتاح فرصة لدخال نوع من الدارة النقدية في ظل هـذا النظـام إلـى جـانب ممارســة قــدر مـن‬

‫الرقابة على حركات الذهب ‪.‬‬

‫ج – نظام الصرف بالذهب ‪:‬‬

‫إن الوحدة النقدية في ظل هـذا النظـام لبلـد مـا ل تتحـدد مباشـرة على أساس الـذهب ‪ ،‬بـل يكـون ارتباطهـا بـه‬

‫ارتباط ا غير مباشر وذلك كأن ترتبط الوحدة النقدية بنسبة ثاابتة مع الوحدة النقدية لعملة بلد آخر يسير علــى‬

‫نظام الذهب ‪.‬‬

‫من الناحية التاريخيـة كـان نظام الصـرف بالـذهب فـي البلد الـتي اتبعتـه وليـد للعلقـات التجاريـة الـتي قامت‬

‫بين دولة صغرى تربطها بدولة كبرى تسير على نظام الذهب علقة التبعيـة السياســية والقتصــادية كمـا كـان‬

‫الحال بالنسبة للهند ومصر في علقتهما بإنجلت ار ‪.‬‬

‫مزايا نظام الصرف بالذهب ‪:‬‬

‫مكن هذا النظام البلد الذي اتبعته من التمتع بمزايا نظام الذهب دون ضرورة الحتفــاظ باحتيــاطي مــن‬ ‫‪-‬‬

‫الذهب يرتبط مباشرة بالنقد المتداول ‪ ،‬ولكن ذلك يحتم على هذا البلد التابع أن يحتفظ بجزء كبير مــن‬

‫احتياطاته الجنبية على صورة نقد أو صورة أذونات وسندات تصدرها خزانة الدولة المتبوعة ‪.‬‬
‫قيام البلد المطبق لهذا النظام باستثامار جانب كبير من احتياطياتها الذهبية في مشروعات استثامارية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تثابيت أسعار العملت الصغيرة مما ينعكس في وجود سعر صرف ثاابت بيـن عملـة البلـد التابع والبلـد‬ ‫‪-‬‬

‫المتبوع ‪.‬‬
‫‪ -‬تبقى عملة البلد التابع دائم ا قوية ‪.‬‬
‫‪ -‬ربح تكاليف تخزين الذهب وحراسته وصهره ‪.‬‬

‫عيوب نظام الصرف بالذهب ‪:‬‬

‫يــؤدي إلــى خلــق تبعيــة نقديــة للبلــد الــتي تقــوم باتبــاع هــذا النظــام المــر الــذي يــؤدي إلــى حــدوث تبعيــة‬ ‫‪-‬‬

‫سياسية واقتصادية ‪.‬‬


‫‪ -‬قد تتعرض الدولة المتبوعة لزمات فينعكس ذلك على الدولة التابعة ‪.‬‬
‫‪ -‬المساس بسيادة البلد التابع حيث يصبح مرتبطا بالبلد المتبوع اقتصادي ا وسياسياا‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪33‬‬


‫وأخي ار يوجد لنظام المعدن الواحد العديد من المزايا والعيوب التي من أهمها ما يلي ‪:‬‬

‫مزايا نظام المعدن الواحد ‪:‬‬

‫يقــود إلــى اســتقرار مســتويات الســعار العالميــة علــى الجــل الطويــل والــذي يــؤدي إلــى اتســاع وتطــور‬ ‫‪-‬‬

‫التجارة الدولية واتساع حركة حرية انتقال رؤوس الموال ‪.‬‬


‫‪ -‬ضمني ا يؤمن هذا النظام ضد مخاطر الزمات القتصادية لن نظام المدفوعات الدولية يضمن كفاءة‬

‫توزيع الموارد القتصادية مما يجعل التأثاير خلل الفترات الزمنية القصيرة قليلا ‪.‬‬
‫يــؤدي هــذا النظــام عملــه دون الحاجــة إلــى تــدخل الحكومــات الــتي يقتصــر دورهــا فقــط علــى المتابعــة‬ ‫‪-‬‬

‫وعلى تطبيق القانون ‪.‬‬

‫عيوب نظام المعدن الواحد ‪:‬‬

‫وجود بعض الخطاء التي يمكن أن يرتكبها المسئولون عن إدارة نظام نقـدي مسـتقل عـن الـذهب أقل‬ ‫‪-‬‬

‫بكــثاير مــن الضـ ـرار الــتي تصــيب النشــاط القتصــادي المحلــي الناتجــة عــن ارتبــاطه بنظــام الــذهب‬

‫الدولي‪.‬‬
‫أثابتت الحقـائق العلميـة والواقعيـة أن هـذا النظـام ل يحقـق السـتقرار فـي السـعار لن إنتـاج الـذهب ل‬ ‫‪-‬‬

‫يتمتع بالمرونة التي تجعل عرضه يتجاوب تلقائي ا مع الطلب عليه ‪.‬‬
‫تحقيق الستقرار في أسعار الصرف يقتصر علـى الـدول المتقدمـة ‪ ،‬أمـا الـدول الناميـة فتعرضـت إلى‬ ‫‪-‬‬

‫تقلبات كبيرة خلل فترة تشغيل نظام الذهب ‪.‬‬

‫) ‪ ( 2‬نظام المعدنين ‪:‬‬

‫هو ذلك النظام الذي تحددت في ظله قيمة الوحدة النقديـة بالنسـبة لمعـدنين همـا الـذهب والفضـة ‪ ،‬وحيـث أن‬

‫الشروط الواجب توافرها للمحافظة على علقة ثاابتة بين قيمة الوحدة النقدية وبين قيمة كل من المعدنين هي‬

‫نفس الشروط التي ذكرناها بخصوص نظام المعدن الواحد ‪.‬‬

‫ولبد مـن الشارة إلـى أن العامـل الساسـي في اسـتقرار تـداول المعـدنين معـا هـو اسـتمرار تعـادل النسـبة بيـن‬

‫قيمتهما السوقية والنسبة بين قيمتهما القانونية ‪ ،‬أما إذا اختلفت هاتان النسبتان فإن المعدن الذي يرتفع قيمته‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪34‬‬


‫الســوقية عــن قيمتــه القانونيــة يميــل إلــى الختفــاء مــن التــداول ويحــل محلــة المعــدن الرخيــص بــدلا منــه وبلغــة‬

‫قانون جريشم ‪ :‬النقد الرخيص يطرد النقد الجيد من التداول ‪.‬‬

‫إن ارتفاع القيمة السوقية للــذهب عــن قيمتـه القانونيــة سـوف يغــري الجمهـور بصــهر الوحــدات الذهبيــة وبيعهـا‬

‫سبائك بالسعر السوقي المرتفع وتحقيـق ربــح مـن هـذه العمليــة ‪ ،‬وهنـا يقــول منتقـدي نظـام المعــدنين أن المـر‬

‫ينته ــي باختف ــاء المع ــدن الجي ــد أو المع ــدن ذات القيم ــة الس ــوقية المرتفع ــة م ــن الت ــداول وب ــذلك يتح ــول نظ ــام‬

‫المعــدنين إلــى نظـام المعــدن الواحــد ‪ ،‬حيـث أن نظـام المعــدنين لــم يســتمر فــي الحيــاة العمليــة لن البلد الــتي‬

‫اتبعته حددت نسبا مختلفة للمعدنين ‪.‬‬

‫ولكن مما يحسب لهـذا النظام بـأن اسـتخدام معـدن الفضـة إلـى جانب معـدن الـذهب فـي القاعـدة النقديـة يزيـد‬

‫من حجم القاعدة ويترتب على ذلك أن يصبح العرض الكلـي للنقـود أكــبر فـي ظـل هــذا النظـام منـه فـي حالـة‬

‫نظــام المعــدن الواحــد ومــن ثاــم تتمكــن الســلطات النقديــة مــن مقابلــة حاجــات الجمهــور إلــى النقــد فــي يســر‬

‫وسهولة‪ ،‬كما أن استخدام معدنين في القاعدة النقدية بدلا من معدن واحد يدخل شيئا من المرونة في النظــام‬

‫النقدي ومن ثام تميل القـوة الشـرائية للوحـدة النقديـة أو مسـتوى السـعار إلـى التمتـع بدرجـة مـن الثابـات النسـبي‬

‫أكبر مما يتوافر في ظل نظام المعدن الواحد ‪.‬‬

‫ثاانيا ‪ :‬قاعدة النقد الئتمانية ) نظام النقد الورقي اللزامي ( ‪:‬‬

‫تعــرف القاعــدة الئتمانيــة للنقــد بأنهــا نظــام ل تعــرف فــي ظلــه وحــدة التحاســب النقديــة بالنســبة لســلعة معينــة‬

‫ولكــن مــن الوجهــة الفعليــة تعــرف بنفســها ‪ ،‬وبالتــالي ل يصــبح النقــد النتهــائي أو الساســي ســلعة ذات قيمــة‬

‫تجارية ‪.‬‬

‫ففي ظل القاعدة الئتمانية للنقد أصبح النقد الورقي الختيــاري نقــدا إلزاميـا أي غيـر قابــل للتحويــل إلـى ذهــب‬

‫أو إلــى أي معــدن آخــر ‪ ،‬وبالتــالي أخــذ مكــان النقــد الســلعي وأصــبح نقــدا انتهائيـ ـ ا أو أساســي ا تعــرف وحــدة‬

‫التحاسب النقدية بالنسبة له ‪ ،‬وأصبحت نقود الودائع النوع الوحيد للنقد الختياري المتداول ‪.‬‬

‫إن النقد الورقي النتهائي يسـتمد كيـانه مـن القـانون المحلي ويتـداول فـي داخل الحـدود السياسـية للدولـة الـتي‬

‫تصدره ‪ ،‬وتغدو القيمة الخارجية للوحـدة مـن هـذا النقـد تتحـدد فـي أسـواق الصـرف الحـرة بالعوامـل الـتي تحكـم‬

‫عرضــه والطلــب عليــه ‪ ،‬ولــم يعــد هنــاك حــدود ا عليــا ودنيــا لســعار الصــرف كمــا هــو الحــال بالنســبة لحــدي‬

‫تصدير واستيراد الذهب ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪35‬‬


‫كما وأصبح النقد الورقي نقدا مدا ار تتولى السلطات النقدية ) البنـك المركـزي والخ ازنـة( مسـؤولية تحديـد معـدل‬

‫تغيـره فــي وقــت معيــن مسترشــدة فـي تحديــدها لمعــدل تغيـره بأهــداف اقتصـادية معينــة تســتهدف المسـاهمة فـي‬

‫تحقيقها وعليه يتحقق الربط بين التغير في العرض النقدي والنشاط القتصادي ‪.‬‬

‫خصائص نظام النقد الورقي اللزامي ‪:‬‬

‫‪ -1‬يقــع هــذا النظــام فــي أرقــى ســلم التطــور النقــدي ممــا يجعلــه فعــال فــي مواجهــة الزمــات النقديــة‬

‫الخاصة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أنــه نظــام غيــر مقيــد يرتبــط الصــدار النقــدي فيــه إلــى حاجــة الدولــة القتصــادية للنقــود ول يرتبــط‬

‫بحجم ما تملكه الدولة من ذهب أو معادن نفيسة ‪.‬‬


‫‪ -3‬إلزامية التعامل بالوراق النقدية ‪.‬‬
‫‪ -4‬مركزية إصدار النقد القانوني لدى سلطة وحيدة هي البنك المركزي ‪.‬‬
‫‪ -5‬الورقة النقدية ل قيمة لها إوانما تستمد قيمتها من قوة القانون ‪.‬‬
‫‪ -6‬القوة الشرائية للنقود الورقية غير ثاابتة طالمــا بإمكـان الحكومــة إصــدار الكميـة المطلوبــة منهـا عنـد‬

‫الضرورة ‪.‬‬
‫‪ -7‬النقود الورقية تتمتع بقدرة المرونة على مقابلة الحتياجات والمعاملت ‪.‬‬
‫‪ -8‬أنــه نظــام محلــي بطــبيعته وهــو نظــام مــدار يســمح بــالربط بيــن معــدل التغيــر فــي الصــدار النقــدي‬

‫وبين معدل التغير في مستوى النشاط القتصادي ‪.‬‬


‫ســوقية المعــاملت الداخليــة تتــم بنقــود ورقيــة وتتســم بــالقبول العــام وثاقــة الفـ ـراد ‪ ،‬ويطبــع عليهــا‬ ‫‪-9‬‬

‫القانون قوة إبراء غير محدودة للوفاء باللتزامات أو الديون ‪ ،‬أما المعاملت الخارجيــة فالدولــة هــي‬

‫التي تقوم بتحديد أسعار الصرف الخارجي وذلك لتحويل العملة الوطنية إلى عملت أجنبيـة بسـعر‬

‫صرف ثاابت وقابل للتحويل إلى ذهب ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪36‬‬


‫الئتمان ‪:‬‬

‫يعرف الئتمان بــأنه ‪ :‬الثاقـة الــتي يوليهـا البنــك لشـخص مـا سـواء أكـان طبيعيـ ا أم معنويـ ا ‪ ،‬بـأن يمنحـه مبلغـ ا‬

‫مــن المــال لســتخدامه فــي غــرض محــدد ‪ ،‬خلل فــترة زمنيــة متفــق عليهــا وبشــروط معينــة مقابــل عائــد مــادي‬

‫متفق عليه ‪ ،‬وبضمانات تمكن البنك من استرداد قرضه في حال توقف العميل عن السداد ‪.‬‬

‫وتعرف القـروض البنكيـة بأنهـا تلـك الخـدمات المقدمـة للعملء الـتي يتـم بمقتضـاها تزويــد الفـراد والمؤسسـات‬

‫والمنشــآت فــي المجتم ــع بــالموال اللزمــة علــى أن يتعه ــد الم ــدين بس ــداد تل ــك المـ ـوال وفوائ ــدها والعم ــولت‬

‫المستحقة عليها والمصاريف دفعة واحدة أو على أقساط في تواريخ محــددة ‪ ،‬ويتــم تــدعيم هــذه العلقــة بتقــديم‬

‫مجموعة من الضمانات التي تكفل للبنك استرداد أمواله في حال توقف العميل عن السداد بــدون أيــة خســائر‬

‫‪ ،‬وينطوي هذا المعنى على ما يسمى بالتسهيلت الئتمانية ويحتوي على مفهوم الئتمان والسلفيات ‪.‬‬

‫عناصر الئتمان ‪:‬‬

‫الئتمان يجب أن يتوافر فيه أربعة عناصر على القل لكي يعتبر ائتمان وهي ‪:‬‬

‫‪ -1‬علقــة مديونيــة ‪ :‬وجــود دائــن ) مانــح الئتمــان ( ووجــود مــدين ) متلقــي الئتمــان ( وت ـوافر الثاقــة‬

‫بينهما ‪.‬‬
‫‪ -2‬وجود دين ‪ :‬وجود المبلغ النقدي الذي أعطاه الدائن للمدين حيث يتعين على المــدين أن يقــوم بــرده‬

‫للدائن ‪ ،‬وهنا يظهر الرتباط بين الئتمان والنقود ‪.‬‬


‫‪ -3‬الجـ ــل الزمنـ ــي ‪ :‬الفـ ــارق الزمنـ ــي هـ ــو العنصـ ــر الجـ ــوهري الـ ــذي يفـ ــرق بيـ ــن المعـ ــاملت الفوريـ ــة‬

‫والمعاملت الئتمانية ‪.‬‬


‫‪ -4‬المخاطرة ‪ :‬وهـي سـبب حصـول الـدائن علـى دينـه مضـافا إليـه الفائـدة نتيجـة انتظاره علـى المـدين‬

‫ناهيك عن احتمال عدم دفع الدين ‪.‬‬

‫أسس منح الئتمان ‪:‬‬

‫يجب أن يتم منح الئتمان استنادا إلى قواعد وأسس مستقرة متعارف عليها وهي ‪:‬‬

‫ت ــوفر الم ــان لمـ ـوال البن ــك ‪ :‬وذل ــك يعن ــي اطمئن ــان البن ــك إلــى أن المنش ــأة ال ــتي تحصــل عل ــى‬ ‫‪-1‬‬

‫الئتمان سوف تتمكن من سداد القروض الممنوحة لها مع فوائدها في المواعيد المحددة لذلك ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪37‬‬


‫‪ -2‬تحقيــق الربــح ‪ :‬والمقصــود بــذلك حصــول البنــك علــى فوائــد مــن القــروض الــتي يمنحهــا تمكنــه مــن‬

‫دفــع الفوائــد علــى الودائــع ومواجهــة مصــاريفه المختلفــة ‪ ،‬وتحقيــق عائــد علــى رأس المــال المســتثامر‬

‫على شكل أرباح صافية ‪.‬‬


‫الســيولة ‪ :‬أي تــوفر قــدر كــاف مــن الم ـوال الســائلة لــدى البنــك لمقابلــة طلبــات الســحب دون أي‬ ‫‪-3‬‬

‫تأخير ‪ ،‬وهدف السيولة دقيق لنه يستلزم الموازنــة بيــن تــوفير قـدر مناسـب مــن السـيولة للبنــك وهـو‬

‫أمر قد يتعـارض مـع هـدف تحقيـق الربحيـة ‪ ،‬ويبقـى علـى إدارة البنـك الناجحـة مهمـة المواءمـة بيـن‬

‫هدفي الربحية والسيولة‪.‬‬

‫صور الئتمان ‪:‬‬

‫تتعدد صور الئتمان وأنواعه وفقا لعدة معايير يمكن تلخيصها على الشكل التالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬معيــار شخصــية متلقــي الئتمــان ‪ :‬يمكــن التفريــق بيــن نــوعين مــن الشخصــيات الــتي يمكــن أن تكــون‬

‫خاصة أو عامة ‪ ،‬فالئتمان يكون خاص ا في حالة ما إذا كــان الــذي يعقــد الئتمــان هــو أحــد الشـخاص‬

‫الطــبيعيين أو العتبــاريين ) كالشــركات والمؤسسـات الخاصــة ( وقــد يكــون الئتمــان عامـ ا إذا كــان الــذي‬

‫يعقد الئتمان أحد الشخاص العامة كالدولة أو المحافظات أو أي من وحدات الحكم المحلي المختلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬معيار أجل الئتمان ‪ :‬ينقسم إلى ‪:‬‬
‫ائتمــان قصــير الجــل ‪ :‬إذا كــان أجــل أو مــدة الئتمــان تقــل عــن عــام ويكــون هــدفه الساســي تمويــل‬ ‫‪-‬‬

‫العمليات الجارية ‪.‬‬


‫ائتمــان متوســط الجــل ‪ :‬ويركــز هــذا النــوع مــن الئتمــان علــى إشــباع حاجــة الف ـراد لتمويــل حصــولهم‬ ‫‪-‬‬

‫على بعض السلع الستهلكية المعمـرة وأيضـ ا تمويــل بعـض العمليـات ال أرســمالية مثاـل حصــولهم علــى‬

‫بعض العدد واللت ‪.‬‬


‫ائتمان طويل الجل ‪ :‬يعتبر الئتمان طويل الجل إذا كان فترة انتهاء أجله تزيـد عـن خمسـة أعـوام ‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫ومن أمثالته القروض التي تلجأ إليها المشروعات لتمويل احتياجاتها من رؤوس الموال الثاابتة ‪.‬‬
‫معيار الغرض من الئتمان ‪ :‬وينقسم إلى عدة أنواع هي ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -‬الئتمان الستهلكي ‪ :‬غالبا يكون متوسط الجل ويأخذ شكل البيع بالتقسيط ‪.‬‬
‫الئتمان التجـاري ‪ :‬ويكـون عادة قصـير الجـل وتلجأ إليـه المشـروعات عـادة بغـرض تمويـل جـزء مـن‬ ‫‪-‬‬

‫رأسمالها العامل أو الجاري ‪.‬‬


‫الئتمــان النتــاجي أو الســتثاماري ‪ :‬وهــو طويــل الجــل بغــرض تمويــل رأس المــال الثاــابت كالمبــاني‬ ‫‪-‬‬

‫والراضي واللت ‪ ،‬والداة المناسبة للحصول على مثال هذا الئتمان هي السندات ‪.‬‬
‫‪ -3‬معيار ضمان الدين ‪:‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪38‬‬


‫طبقـ ـ ا له ــذا المعي ــار إذا ت ــم الئتم ــان دون أن يق ــدم الم ــدين أي ن ــوع م ــن الض ــمانات العيني ــة إل ــى مان ــح‬

‫الئتمــان مكتفيـ ا فقــط بالوعــد الــذي أخــذه علــى عاتقــة بــإبراء ذمتــه فــي الجــل المحــدد ‪ ،‬ووثاــق الــدائن فــي‬

‫ل حسن سمعته يكون الئتمـان شخصـيا ‪ ،‬أمـا إذا اشـترط الـدائن أن‬
‫ذلك مستندا إلى شخصية المدين مثا ا‬

‫يقدم المدين ضمان ا عينيا لتسديد دينه يكــون الئتمـان عينيـا ‪ ،‬وعــادة مـا يشــترط أن تكـون قيمــة الضـمان‬

‫أكــبر مــن قيمــة القــرض ‪ ،‬والفــرق بيــن القيمــتين يســمى بهــامش الضــمان ‪ ،‬وتختلــف قيمــة هــذا الهــامش‬

‫باختلف نوع الضمان ونوع القرض وطبيعة الظروف المحيطة به ‪.‬‬

‫ويمكننا أن نعرض لعدة صور من الئتمان العيني كالتالي ‪:‬‬

‫القروض بضمان البضائع ‪ :‬ويشترط أن تكون البضائع قابلة للتخزين والتأمين عليها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬القروض بضمان أوراق مالية ‪ :‬وهنا يودع المدين طرف البنك أوراق ا مالية كضمان للمدين ‪.‬‬
‫الق ــروض بت ــأمين الكمبي ــالت ‪ :‬وهن ــا يق ــدم الم ــدين كمبي ــالت مس ــحوبة لمـ ـره م ــن أش ــخاص آخري ــن‬ ‫‪-‬‬

‫معروفين للبنك وتكون الكمبيالت مظهرة للبنك ‪.‬‬


‫القــروض بضــمانات متنوعــة ‪ :‬هنــاك أنـواع مختلفــة مــن القــروض تنــدرج تحــت هــذا النــوع مثاــل الســلف‬ ‫‪-‬‬

‫بضمان المرتبات ‪ ،‬كذلك من أنواع القــروض اعتمــادات المقـاولين حيـث يتفـق أحـد المقـاولين مــع أحــد‬

‫ل مقابل التنازل للبنك عــن المستخلصـات الــتي‬


‫البنوك بفتح اعتماد كنسبة من قيمة عملية حكومية مثاا ا‬

‫يحص ــل عليه ــا ‪ ،‬أم ــا اعتم ــادات التص ــدير والس ــتيراد فيق ــوم العمي ــل بفت ــح اعتم ــاد مس ــتندي لص ــالح‬

‫المصـدر ويقـوم البنـك بمنحـه الئتمـان اللزم مقابـل التنـازل عـن بـوالص الشحن ثاـم يقـوم بـالفراج عـن‬

‫السلع المستوردة ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪39‬‬


‫وظائف الئتمان ‪:‬‬

‫‪ -1‬يســاعد الئتمــان النقــود القانونيــة فــي اســتحداث قــدر مــن وســائل الــدفع يتناســب حجمـ ـ ا ونوعـ ـ ا مــع‬

‫متطلبات الحياة القتصادية للمجتمع ‪.‬‬


‫‪ -2‬يلع ــب الئتم ــان دو ار ك ــبيرا ف ــي زي ــادة كف ــاءة عملي ــة تخص ــيص المـ ـوارد النتاجي ــة سـ ـواء ف ــي مج ــال‬

‫الستهلك أو في مجال النتاج ‪.‬‬


‫يلعب الئتمان دو ار كبي ار في تحديد مستوى الدخل القـومي النقــدي ‪ ،‬حيـث أنــه مــن المتوقـع أن تكــون‬ ‫‪-3‬‬

‫هنــاك علقــة طرديــة بيــن معــدل خلــق الئتمــان ومســتوى الــدخل القــومي ‪ ،‬فنتوقــع أن يرتفــع مســتوى‬

‫الدخل القومي كلما زاد معدل خلق الئتمان والعكس صحيح ‪.‬‬

‫أدوات الئتمان ‪:‬‬

‫تعت ــبر الوراق التجاري ــة أدوات الئتم ــان قص ــيرة الج ــل ‪ ،‬بينم ــا تع ــد الوراق المالي ــة أدوات الئتم ــان طوي ــل‬

‫الجل ‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أن النقود الورقية ذاتها تعد من أدوات الئتمــان ‪ ،‬ويمكننــا توضــيح هــذه الدوات‬

‫كالتالي ‪:‬‬

‫الوراق التجاريــة ‪ :‬وهــي تمثاــل أدوات الئتمــان قصــيرة الجــل وتتميــز بســرعة تــداولها وعــدم وجــود‬ ‫‪-1‬‬

‫قيود قانونية كثايرة عليها حيث يلعب العرف دو ار في إضفاء الثاقة عليها ومن أهمها ‪:‬‬
‫‪ -‬الكمبيالة ‪.‬‬
‫‪ -‬السند الذني ‪.‬‬
‫‪ -‬الشيك ‪.‬‬
‫‪ -‬أذونات الخزانة ‪.‬‬
‫الوراق المالية ‪ :‬وهي أدوات الئتمان طويل الجل ومن أهمها ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -‬السهم ‪.‬‬
‫‪ -‬السندات ‪.‬‬
‫‪ -‬النقود الورقية ‪.‬‬

‫معايير منح الئتمان ‪:‬‬

‫يعتبر نموذج المعايير الئتمانيـة المعروفــة ‪ 5c's‬أبرز منظومة ائتمانية لدى محللي ومانحي الئتمان على‬

‫مستوى العـالم عنـد منـح القـروض الـتي طبقـ ا لها يقـوم البنـك كمانـح ائتمـان بد ارسـة تلـك الجـوانب لـدى عميلـه‬

‫المقترح كمقترض أو كعميل ائتمان وفيما يلي استعراض لهذه المعايير ‪:‬‬

‫‪ -1‬الشخصية ‪:‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪40‬‬


‫تعــد شخصــية العميــل الركيـزة الساســية الولــى فـي القـرار الئتمــاني وهــي الركيـزة الكــثار تــأثاي ار فــي المخــاطر‬

‫التي تتعرض لها البنوك ‪ ،‬وبالتالي فإن أهم مسعى عند إجراء التحليل الئتماني هــو تحديــد شخصــية العميــل‬

‫بدقـة ‪ ،‬فكلمـا كـان العميــل يتمتــع بشخصــية أمينــة ونزيهـة وسـمعة طيبـة فـي الوسـاط الماليــة ‪ ،‬وملتزمـا بكافــة‬

‫تعهداته وحريص ا على الوفاء بالتزاماته كان أقدر على اقناع البنك بمنحة الئتمان المطلوب والحصــول علــى‬

‫دعم البنك له ‪.‬‬

‫‪ -2‬القدرة ‪:‬‬

‫ويقص ــد به ــا ق ــدرة العمي ــل عل ــى تحقي ــق ال ــدخل وبالت ــالي ق ــدرته عل ــى س ــداد الق ــرض والل ــتزام ب ــدفع الفوائ ــد‬

‫والمصــروفات والعمــولت ‪ ،‬وعليــه ل بــد للبنــك عنــد د ارســة هــذا المعيــار مــن التعــرف علــى الخــبرة الماضــية‬

‫للعميل المقترض وتفاصيل مركزه المالي وتعاملته البنكية السابقة سواء مع نفس البنك أو أية بنوك أخرى ‪.‬‬

‫‪ -3‬رأس المال ‪:‬‬

‫يعتبر رأس مـال العميــل هـو ملءة العميــل المقـترض وقــدرة حقــوق ملكيتــه علـى تغطيــة القـرض الممنـوح لـه ‪،‬‬

‫فهو بمثاابة الضمان الضافي في حال فشل العميل في التسديد ‪ ،‬وتشير الدراسات المتخصصــة فــي التحليــل‬

‫الئتماني إلى أن قدرة العميل علـى سـداد الت ازمـاته بشـكل عـام تعتمــد فــي الجـزء الكــبر منهــا علـى قيمــة رأس‬

‫المــال الــذي يملكــه ‪ ،‬إذ كلمــا كــان رأس المــال كــبي ار انخفضــت المخــاطر الئتمانيــة ‪ ،‬ويرتبــط هــذا العنصــر‬

‫بمصادر التمويل الذاتية أو الداخلية للمنشأة والتي تشمل كل من رأس المال المستثامر والحيتاطيات المكونة‬

‫والرباح المحتجزة ‪.‬‬

‫‪ -4‬الضمان ‪:‬‬

‫يقص ــد ب ــه مجموع ــة الص ــول ال ــتي يض ــعها العمي ــل تح ــت تص ــرف البن ــك كض ــمان مقاب ــل الحص ــول عل ــى‬

‫القرض ‪ ،‬ول يجـوز للعميـل التصـرف في الصـل المرهـون ‪ ،‬فهـذا الصل سيصـبح مـن حق البنـك فـي حال‬

‫عدم قـدرة العميـل علـى السـداد ‪ ،‬وقـد يكـون الضـمان شخص ا ذا كفـاءة ماليـة وسـمعة مؤهلـة لكـي تعتمـد عليـة‬

‫إدارة الئتمان في ضمان تسديد الئتمان ‪ ،‬كما يمكن أن يكون الضمان مملوكا لشخص آخر وافق أن يكون‬

‫ضامن ا للعميل ‪ ،‬وأخي ار فإن الضمان بصفة عامـة تفرضـه مـبررات موضـوعية ومنطقيـة تعكسـها د ارسـة طلـب‬

‫القرض ول يمثال السبقية الولى في اتخاذ القرار الئتماني ‪.‬‬

‫‪ -5‬الظروف المحيطة ‪:‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪41‬‬


‫يجــب علــى البــاحث الئتمــاني أن يــدرس معــدل تــأثاير الظــروف العامــة والخاصــة المحيطــة بالعميــل طــالب‬

‫الئتمــان علــى النشــاط أو المشــروع المطلــوب تمــويله ‪ ،‬والظــروف العامــة هــي المنــاخ القتصــادي العــام فــي‬

‫المجتم ــع وك ــذلك الط ــار التشـ ـريعي والق ــانوني ال ــذي تعم ــل المنش ــأة ف ــي إط ــاره خاص ــة التشـ ـريعات النقدي ــة‬

‫والجمركية والتشريعات الخاصة بتنظيم أنشطة التجارة الخارجيــة اسـتيرادا أو تصــدي ار ‪ ،‬أمـا الظـروف الخاصــة‬

‫فهي ترتبط بالنشاط الخـاص الـذي يمارسـه العميـل مثاـل الحصـة السـوقية ‪ ،‬شـكل المنافسـة ‪ ،‬وموقـع المشـروع‬

‫وغيرها ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪42‬‬


‫النظام المالي والسواق المالية ) أدوات سوق النقد وسوق رأس المال ( ‪:‬‬

‫مفهوم النظام المالي ‪:‬‬

‫يقصد بالنظام المالي السواق والفـراد ‪ ،‬والمؤسسات والقـوانين والجـراءات التنظيميـة والتقنيـات الـتي يتـم مـن‬

‫خللها تداول الصول النقدية والمالية كأذون الخزانة والسندات والسـهم وغيرهـا ‪ ،‬ويكـون دور النظـام المـالي‬

‫محوري ا في المجتمعات المعاصرة ‪ ،‬فهو يؤمن انتقال المـوارد الماليــة الفائضـة مــن المـدخرين إلـى المقترضـين‬

‫من أجل الستثامار أو الستهلك ‪ ،‬وبمعنى آخر يجعل الموال المعــدة للقـراض والقــتراض متاحــة ‪ ،‬ويقــدم‬

‫الوســائل والدوات الماليــة الــتي تســهم فــي تعزيــز التنميــة القتصــادية للبلــد ‪ ،‬وبالتــالي يرتفــع مســتوى المعيشــة‬

‫التي يتمتع بها مواطنيه ‪.‬‬

‫ل مـن تكـاليف الئتمـان ومقـدار تـوفر هـذا الئتمـان الـذي يسـتخدم كوسـيلة للـدفع مقابـل‬
‫يحدد النظام المالي ك ا‬

‫اللف من السلع والخدمات التي يتـم تــداولها يوميـ ا ‪ ،‬ولتمويــل السـتثامارات الجديـدة ‪ ،‬كمـا تعكــس التطــورات‬

‫في النظام المالي صحة القتصاد الوطني ‪.‬‬

‫مفهوم السوق المالي ووظائفه ‪:‬‬

‫يتمثا ــل الس ــوق الم ــالي ف ــي المجــال ال ــذي يت ــم في ــه اللتق ــاء بي ــن رغب ــات الوح ــدات القتصــادية ذات الف ــائض‬

‫المــالي ‪ ،‬والوحــدات القتصــادية ذات العجــز المــالي مــن خلل وســطاء ســوق المــال ‪ ،‬أو مــا يطلــق عليهــم‬

‫الوسطاء الماليون ويتمثالون في البنوك وشركات التأمين وصناديق المعاشات ‪.‬‬

‫يؤدي السوق المالي وظيفة هامة في النشاط القتصادي في أي مجتمع من المجتمعــات ‪ ،‬تتمثاــل فــي تحويــل‬

‫المـ ـوارد الماليــة مــن الوحــدات ذات الفــائض المــالي إلــى الوحــدات ذات العجــز المــالي بمــا يــؤدي إلــى زيــادة‬

‫مستوى النشاط القتصادي وزيادة كفاءته ‪.‬‬

‫وعــادة مــا يتــم نقــل مــدخرات ذات الفــائض المــالي إلــى الوحــدات ذات العجــز المــالي مــن خلل ســوق المــال‬

‫بطريقتين ‪:‬‬

‫‪ -1‬التمويــل المباشــر ‪ :‬حيــث تحصــل الوحــدات ذات العجــز المــالي علــى التمويــل اللزم لهــا مباش ـرة مــن‬

‫الوحدات ذات الفائض المالي ‪ ،‬وذلك من خلل قيام الوحدات ذات العجز المــالي بإصــدار حقوقـ ا ماليــة‬

‫على نفسها في شكل أسهم وسندات وبيعها للوحدات ذات الفائض المالي ‪ ،‬وتمثال هـذه الصــول الماليــة‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪43‬‬


‫دينـ ا علــى الوحــدات الــتي أصــدرتها ومســتحقة الــدفع مــن دخلهــا فــي المســتقبل ‪ ،‬كمــا تمثاــل هــذه الصــول‬

‫بالنسبة للوحدات التي اشترتها ‪ ،‬المقرضون حقوقا على أصول ودخل المقترضين ‪.‬‬
‫التمويــل غيــر المباشــر ‪ :‬حيــث تقــوم المؤسســات الماليــة بالحصــول علــى المـوارد الماليــة مــن الوحــدات‬ ‫‪-2‬‬

‫ذات الفائض مقابل إصدار أصول مالية علـى نفسـها ‪ ،‬وبيعهـا للوحـدات ذات الفـائض ‪ ،‬وتسـمى أصـولا‬

‫مالية غير مباشرة مثال شهادات الدخار وشهادات الستثامار ‪ ،‬ثام تقوم باقراض هذه الموارد المالية إلـى‬

‫ل ماليــة مباشـ ـرة للمؤسســات‬


‫الوحــدات القتصــادية ذات العجــز المــالي والــتي تقــوم بإصــدار وبيــع أصــو ا‬

‫المالية ‪.‬‬

‫المؤسسات المالية الوسيطة ‪:‬‬

‫يسمي بعض المؤلفين هذه المؤسسات بعناصر أو مكونات السوق ويمكن إيجازها في التالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الوسطاء ) السماسرة ( ‪ :‬ويعـرف الوسـيط المـالي بـأنه الشخص المرخـص بمـوجب قانون السـوق المـالي‬

‫وأنظمتـه وتعليمــاته ‪ ،‬ويقــوم بأعمـال محـددة تــؤهله لممارسـة الوســيط بيـن الجمهـور المسـتثامرين والجهــات‬

‫المصدرة للوراق المالية مقابل عمولة محددة يتقاضاها نظيـر الخـدمات الـتي يقـدمها ‪ ،‬ويكـون الشخص‬

‫الوسيط شخص طبيعي أو اعتباري وتشمل الوساطة المالية العمال التالية ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الوساطة بالعمولة ‪ :‬حيث يقتصر عمـل الوسـيط شـراء أو بيـع الوراق الماليـة لصالح العملء‬

‫مقابل عمولت محددة من قبل لجنة إدارة السوق ‪.‬‬


‫ب – الوســاطة بــالبيع والش ـراء لصــالح محفظتــه الماليــة ‪ /‬ويكــون ذلــك بــترخيص خــاص للوســيط ‪،‬‬

‫ويعرف في هذه الحالة بـأنه صـانع السـواق ‪ ،‬ويشـبه دور صـانعي السـواق دور تجـار الجملـة فـي‬

‫أسواق بيع السلع ‪.‬‬


‫ج – الوس ــاطة لتغطي ــة إص ــدارات الوراق المالي ــة الجدي ــدة ‪ :‬حي ــث يق ــوم الوس ــيط ف ــي ه ــذه الحال ــة‬

‫بمهمــة تســويق الصــدارات الجديــدة لصــالح الشــركة المصــدرة مقابــل عمولــة محــددة بمــوجب اتفــاق‬

‫بينهما يتعهد الوسيط بتغطية الصدارات بشكل كامل أو جزئي‪.‬‬


‫‪ -2‬المصــارف التجاريــة ‪ :‬مؤسســات وســيطة تقــوم باســتقطاب الودائــع إواعــادة إق ارضــها مقابــل فائــدة تشــكل‬

‫المصدر الرئيسي لرباحها ويتمحور عملها في خلق الئتمان ‪.‬‬


‫‪ -3‬المصارف المتخصصة ‪ :‬مؤسسات وسيطة متخصصة تمارس نشاطاتها القتصادية بشكل رئيسي قي‬

‫تمويــل القطاعــات القتصــادية حســب نــوع نشــاطها ومعظــم تســليفاتها ذات أجــل طويــل ودورهــا الساســي‬

‫تنموي ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪44‬‬


‫‪ -4‬مكاتب التمثايل للمصارف الخارجية ‪ :‬هي مؤسسات أو شركات أعمال تمثال بنكا أجنبيا يرتكز نشاطها‬

‫في السوق المحلية ومهمة المكتب تمثايل الشركات المصرفية الم أمام السلطة النقدية المحلية ‪.‬‬
‫‪ -5‬صناديق التقاعد ‪ :‬وهي مؤسسات حكوميـة عادة تعنـي بشـؤون اسـتلم القساط التأمينيـة مـن العـاملين‬

‫وتسديد الرواتب التقاعدية ‪.‬‬


‫‪ -6‬مؤسسات وشركات التأمين ‪ :‬يعرف التأمين بأنه عمل يسعى إلى توزيع الخطر على أكـبر عـدد ممكـن‬

‫من الفراد مقابل مبلغ بسيط من المال يسمى قسط التأمين يـدفعه المـؤمن له إلـى الهيئـات المتخصصـة‬

‫الــتي تقــوم بتحمــل نتائــج الخطـار مقابــل القســاط الــتي تجمعهــا وذلــك بــأن تــدفع تعويضـا عــن الضـرار‬

‫والخســائر الــتي تلحــق بــالمؤمن لــه ‪ ،‬ومــن أهــم أن ـواع التــأمين ‪ ،‬التــأمين علــى الحيــاة ‪ ،‬وضــد الحريــق ‪،‬‬

‫وضد الحوادث ‪ ،‬والتأمين البحري ‪ ،‬والتأمين على رأس المال ‪.‬‬


‫‪ -7‬مؤسسات الضمان الجتماعي ‪ :‬يمثال الضمان الجتماعي التزام العامل ورب العمل فـي القيــام بتســديد‬

‫اشتراكات شهرية وفق القوانين والنظمة المرعية إلى المؤسسات التي تقوم برعاية مصالح هؤلء ‪.‬‬
‫‪ -8‬مؤسسات الدخـار العقاريـة ‪ :‬مؤسسـات ماليـة متخصصـة فـي تمويـل قطاع السـكان والم ارفـق ‪ ،‬حيث‬

‫أن هذا القطاع يحتاج إلى توفير أموال كبيرة معدة للتوظيف في الجل الطويل ‪.‬‬
‫‪ -9‬صناديق التوفير أو الدخار البريدي ‪ :‬مؤسسات مالية تقوم بتنظيم عملية الدخار وتركــز علــى أهميــة‬

‫الدخار الشعبي وتسـعى إلى تنميـة الـوعي الدخـاري لمـوظفين ذوي الـدخل المحـدود وتجميـع المـدخرات‬

‫الستثامارية بأفضل الطرق المتاحة لسيما تمويل المشروعات النتاجية ومشروعات التنمية ‪.‬‬
‫الص ـرافون ‪ :‬تشــكل أعمــال الص ـرافين رديف ـ ا لعمــال المصــارف وتشــمل مــن حيــث المبــدأ العمليــات‬ ‫‪-10‬‬

‫المتعلقة بالذهب والعملت الجنبية ‪.‬‬

‫وظائف السواق المالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬زيادة معدل نمو الستثامار القومي ‪.‬‬


‫‪ -2‬تخصيص الموارد الستثامارية أفضل تخصيص ممكن ‪.‬‬
‫‪ -3‬توفير درجة عالية من السيولة للمستثامرين ‪.‬‬
‫‪ -4‬المساهمة في تمويل مشروعات التنمية القتصادية والجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -5‬تقويم أداء الشركات والمشروعات الستثامارية ‪.‬‬
‫‪ -6‬تقييم وتحديد أسعار الوراق المالية ‪.‬‬
‫‪ -7‬إتاحة أوعية ادخارية متنوعة ‪.‬‬
‫‪ -8‬الحد من معدلت التضخم ‪.‬‬
‫‪ -9‬الستفادة من التطورات المالية والقتصادية العالمية ‪.‬‬
‫إتاحة مؤشر للحالة القتصادية ‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫تنمية الوعي المالي والستثاماري ‪.‬‬ ‫‪-11‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪45‬‬


‫‪ -12‬تخفيض المخاطر التي تواجه المدخرين والمستثامرين ‪.‬‬

‫هيكل السواق المالية ‪:‬‬

‫يمكن النظر إلى السواق المالية من أكثار من زاوية ‪ ،‬وبالتالي تصنيفها وفقا لكثار من معيار حسب الهدف‬

‫من تصنيف هذه السواق ‪ ،‬بناء على ذلك فسوف يتم النظر إلـى أسـواق الوراق الماليـة مـن أربـع زوايـا هـي‬

‫طبيعة عمل السوق ‪ ،‬طريقة التداول ‪ ،‬درجة تنظيم السوق ‪ ،‬والمنتجات المالية المتداولة في السوق ‪.‬‬

‫المعيار الول ‪ :‬هو طبيعة عمل السواق ‪:‬‬

‫وفق ا لهذا المعيار تقسم أسواق الوراق المالية إلى نوعين مـن السـواق همـا السـوق الوليـة والسـوق الثاانويـة ‪،‬‬

‫إذ أن هذا المعيار يتناول السواق من حيث المعنى ومن حيث المكان في نفس الوقت ‪.‬‬

‫أولا ‪ :‬السوق الولية ‪:‬‬

‫هي السوق المالية التي يتم من خللها إصدار الوراق الماليـة كالسـهم والسـندات وتبـاع للمشـترين لول مـرة‬

‫من قبل الشركات أو الوكالت الحكومية التي تحصل على النقود مقابلها ‪ ،‬أي أن هناك عمليـة اقـتراض في‬

‫حال إصدار السندات ‪ ،‬وزيادة رأس المال في حال السهم ‪ ،‬إن السوق الولية للسندات عادة ما تكــون غيــر‬

‫معروفــة للجمهــور وذلــك لن عمليــات الــبيع للمشــترين الولييــن غالب ـا مــا تتــم فــي مكــاتب مغلقــة ‪ ،‬ومــن أهــم‬

‫المؤسســات الماليــة الوســيطة الــتي تســاعد فــي عمليــات الــبيع الولــي للوراق الماليــة فــي الســوق الوليــة هــي‬

‫مصارف الستثامار ‪.‬‬

‫ثاانيا ‪ :‬السوق الثاانوية ‪:‬‬

‫هــي الســوق الــتي يتــم تــداول الوراق الماليــة فيهــا شـراء وبيعـ ا عــبر السماسـرة والوســطاء ولــذلك يطلــق عليهــا‬

‫ســوق التــداول وهــي الســوق الــتي يتــم فيهــا إعــادة بيــع الوراق الماليــة الــتي ســبق إصــدارها وبالتــالي تــداولها ‪،‬‬

‫ومن أبرز المثالة عليها بورصة نيويورك ‪ ،‬وناسداك في أمريكا ‪ ،‬وبورصة لندن ‪.‬‬

‫عندما يقوم شخص ما بشراء أوراق مالية مـن السـوق الثاانويـة فـإن بـائع هـذه الوراق يحصـل علـى النقـود فـي‬

‫عمليــة المبادلــة مــن المشــتري ‪ ،‬ولكــن الشــركة الــتي أصــدرت هــذه الوراق ل تحصــل علــى أي نقــود جديــدة ‪،‬‬

‫فأي شركة تحوز نقـود جديـدة فقـط عنـدما تبـاع الوراق الماليـة لول مـرة فـي السـوق الوليـة ‪ ،‬ومـع ذلـك فإن‬

‫السوق الثاانوية تقوم بأداء وظيفتين هامتين ‪:‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪46‬‬


‫‪ -1‬تجعــل إعــادة بيــع الدوات الماليــة مــن أجــل الحصــول علــى النقــود أكــثار يسـ ـ ار ‪ ،‬بمعنــى أن هــذه‬

‫الدوات تجعل التعامل أكثار سيولة ‪.‬‬


‫‪ -2‬أنها تحدد أسعار الدوات المالية التي تصدرها الشركات وتبيعها في السوق الولية ‪.‬‬

‫المعيار الثااني هو طريقة التداول ‪:‬‬

‫ل ‪ :‬السواق الحاضرة ‪:‬‬


‫أو ا‬

‫وهي السواق التي يتم فيها تداول الوراق المالية بصورة فورية بين البائعين والمشترين ‪ ،‬و تتم هذه الس ـواق‬

‫عمليات البيع والشراء آنيا أثاناء انعقاد جلسة التداول‪.‬‬

‫ثاانيا ‪ :‬السواق المستقبلية ‪:‬‬

‫وهي السواق التي يتـم فيهـا تـداول الوراق الماليـة مـن خلل عقـود واتفاقيـات يتـم تنفيـذها فـي تاريـخ لحق ‪،‬‬

‫ويتــم التعامــل فيهــا بـالوراق المشــتقة ‪ ،‬وتعــرف الوراق المشــتقة بأنهــا عقــود ماليــة تشــتق قيمتهــا مــن الســعار‬

‫الحالية للصول المالية أو العينية محل التعاقد مثال السهم ‪ ،‬ومـن أهـم أنـواع المشـتقات العقـود المسـتقبلية ‪،‬‬

‫وعقود الختبار والعقود الجلة ‪.‬‬

‫المعيار الثاالث هو درجة تنظيم السوق ‪:‬‬

‫أولا ‪ :‬السواق المنظمة ‪:‬‬

‫وهــي مؤسســات مركزيــة تتجمــع فيهــا قــوى العــرض والطلــب علــى الوراق الماليــة القائمــة فــي مكــان واحــد هــو‬

‫الس ــوق أو البورص ــة ‪ ،‬ويمك ــن تقس ــيم السـ ـواق المنظم ــة إل ــى أسـ ـواق مركزي ــة وأسـ ـواق المن ــاطق أو السـ ـواق‬

‫المحلية ‪.‬‬

‫ويقصــد بالســوق المركزيــة تلــك الســوق الــتي يتعامــل فيهــا علــى الوراق الماليــة المســجلة لــدى لجنــة الوراق‬

‫المالية أو البورصة بصرف النظر عن الموقع الجغرافي للمنشأة أو الهيئة المصدرة لتلــك الورقــة مثاــل بورصــة‬

‫لندن وبورصة طوكيو وبورصة نيويورك للسهم ‪ ،‬أما البورصات المحلية أو بورصات المناطق فهــي تتعامــل‬

‫بأوراق مالية لمشروعات صغيرة تهـم جمهـور المسـتثامرين في النطـاق الجغ ارفـي للمشـروعات أو فـي المنـاطق‬

‫القريبة منها ‪.‬‬

‫وأخيـرا فــإن السـواق المنظمــة تتــم عمليــة التــداول فيهــا مــن خلل نظــام المـزاد العلنــي ‪ ،‬ويتــم تســجيل الوراق‬

‫المالية في هذه السواق وفق ا لقواعد معينة ‪.‬‬

‫ثاانيا ‪ :‬السواق غير المنظمة أو السوق الموازية ‪:‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪47‬‬


‫يطلــق اصــطلح الس ـواق غيــر المنظمــة علــى المعــاملت الــتي تجــري خــارج البورصــات والــتي يطلــق عليهــا‬

‫المع ــاملت علــى المنضــدة والــتي تتوله ــا بيــوت السمسـ ـرة المنتشـ ـرة فــي جميــع أنحــاء الدولــة وك ــذلك تســمى‬

‫بالس ـواق الموازيــة ‪ ،‬ول يوجــد مكــان مــادي لهــذه الس ـواق ‪ ،‬ولكنهــا عبــارة عــن شــبكة اتصــالت تجمــع بيــن‬

‫السماسرة والتجار والمستثامرين المنتشرين داخل الدولــة ‪ ،‬وتتمثاـل هـذه الشـبكة فـي خطـوط تليفونيــة أو أطـراف‬

‫للحاسب اللي أو غيرها من وسائل التصال السريعة ‪ ،‬ويتـم التعامـل فـي السـواق غيـر المنظمـة أساسـا فـي‬

‫الوراق الماليــة غيــر المســجلة فــي الس ـواق المنظمــة ‪ ،‬وعلــى الخــص فــي الســندات وذلــك لن تعاملهــا فــي‬

‫السهم عادة ما يكون على نطاق أضيق ‪ ،‬وهذا ل يمنع من تعامل هـذه السـواق على الوراق المسجلة فـي‬

‫السـ ـواق المنظمــة ‪ ،‬وتتــم عمليــة التــداول بطريقــة التفــاوض بيــن المســتثامرين ووكلء الســهم الــذين يعلنــون‬

‫أسعارهم على الكمبيوتر لتحديد النهائي السعر للصفقة ولعل أهم مثاال على هــذه السـواق غيــر المنظمــة هــو‬

‫النــازداك المريكــي ويؤخــذ علــى هــذه الس ـواق أنــه ل توجــد آليــات للحــد مــن التــدهور أو الرتفــاع الحــاد فــي‬

‫السعار والذي قد يحدث بسبب عدم التوازن بين العرض والطلب ‪.‬‬

‫المعيار الرابع هو المنتجات المالية المتداولة في السوق ‪:‬‬

‫تمثال الورقة المالية صك ا يعطي لحامله الحق في الحصول عن جزء من عائد أو الحق فــي جــزء مــن أصــول‬

‫منشأة ما أو الحقين معا ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬أس ـواق أدوات الملكيــة ‪ :‬وهــي الس ـواق الــتي يتــم فيهــا إصــدار وتــداول الســهم العاديــة الــتي تصــدرها‬

‫الش ــركات المس ــاهمة ‪ ،‬والس ــهم العادي ــة تمثا ــل حقوقـ ـ ا تعط ــي لحامله ــا ح ــق المش ــاركة ف ــي ال ــدخل الص ــافي‬

‫للشــركة ‪ ،‬ويرجـع نمـو الصــدارات مــن السـهم إلـى ثالثاـة أسـباب هـي زيـادة عــدد الشــركات المقيـدة فـي ســوق‬

‫الوراق المالية بسبب خصخصة شركات القطاع العام ‪ ،‬وزيادة حجـم الصـدارات الجديـدة مـن قبـل الشـركات‬

‫المقيدة في السوق ‪ ،‬وأخي ار حدوث ارتفاع في أسعار السهم‪.‬‬

‫ثاانيا ‪ :‬أسواق أدوات الدين ‪:‬‬

‫وهي السواق التي يتـم فيـه إصـدار وتـداول السـندات ‪ ،‬وتعـد السـندات الـتي تصـدرها منشآت العمـال بمثاابـة‬

‫عقد أو اتفاق بين المنشأة ) المقترض ( والمستثامر )المقرض( ‪ ،‬وبمقتضى هذا التفاق يقرض الثااني مبلغـ ا‬

‫إلــى الطــرف الول ‪ ،‬الــذي يتعهــد بــدوره بــرد أصــل المبلــغ وفوائــده متفــق عليهــا فــي تواريــخ محــددة ‪ ،‬وترجــع‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪48‬‬


‫الزيادة في إصدار السـندات إلى حـدوث تحسـن نسـبي فـي شـروط إصـدارات السـندات الجديـدة بالـدول الناميـة‬

‫وذلك نتيجة تحسن الجدارة الئتمانية للدول النامية ‪.‬‬

‫الدوات المالية ) الوراق المالية ( ‪:‬‬

‫الورقــة الماليــة هــي وثايقــة أو صــك تعــبر عــن الــتزام علــى مصــدرها أو بائعهــا وأصــل لحاملهــا أو مالكهــا ‪،‬‬

‫وتخول هذا الخير حق الحصول على تدفق معين من مدفوعات الفائدة أو العائد خلل فترة زمنية محددة ‪.‬‬

‫وفــي الواقــع يوجــد عــدد كــبير جــد ا مــن أنـواع الوراق الماليــة تتبــاين مــن بلــد لخــر وذلــك حســب درجــة تطــور‬

‫القتصــاد والنظــام المــالي ولكنهــا تتشــابه فــي الطــار العــام ويمكــن التمييــز بيــن نــوعين مــن الدوات بحســب‬

‫آجالها حيث نجد أوراق أو أدوات تتداول في السوقين النقدية والمالية على النحو التالي ‪:‬‬

‫ل ‪ :‬ـأدوات سوق النقد ‪:‬‬


‫أو ا‬

‫هي استثامارات تتمتـع بأقـل درجـة مـن الخطـورة وتقلبـات أسـعارها تكـون في الحـدود الـدنيا بسـبب قصـر آجـال‬

‫الستحقاق لهذه الدوات المتداولة في سوق النقد ‪.‬‬

‫وفيما يلي توضيح لهذه الدوات ‪:‬‬

‫‪ -1‬أذونات الخزينة ‪:‬‬

‫هي أوراق مالية قصيرة الجل تصدرها و ازرة المالية أو من ينوب عنها لجال قياسية ‪3‬و ‪6‬و ‪ 12‬شه ار ‪ ،‬إواذ‬

‫تطــرح الذونــات ذات الثالثاــة والســتة شــهور فــي الســوق الولــي أســبوعيا ‪ ،‬بينمــا تطــرح الذونــات الــتي يكــون‬

‫أجلها سنة مرة في الشهر ‪ ،‬وفي ضوء استم اررية هذا الطرح للبيع فإن السوق الثاانوي لها يكون نشــطا ويــوفر‬

‫للمستثامر آجال استحقاق متنوعة ‪.‬‬

‫وتباع الذونات بسعر مخصـوم بمعنـى أن سـعرها عنـد حلـول الجـل أي عنـدما يسـتحق دفـع قيمتهـا مـن قبـل‬

‫الحكومة يكون أعلى من سعرها عند الصدار وبيعها ول يتم دفع أي فائـدة مباشـرة عليهـا أو عوائـد فـي حيـن‬

‫يمثال الفارق بين سعر الشراء والقيمة عند حلول الجل هو العائد على المستثامر ‪.‬‬

‫يمكن تقدير نسبة العائد المخصوم على الذن باستخدام المعادلة التالية ‪:‬‬
‫‪360‬‬ ‫القيمة السامية – القيمة الساوقي‬
‫‪X‬‬ ‫‪X 100‬‬ ‫العائد المخصوم ) نسبة الخصم ( =‬
‫عدد اليام حتى الجأل‬ ‫القيمة السامية‬

‫وتعتبر أذون الخزينة أكثار الموال سيولة في السوق النقدية بسبب أنها من أكثار الصول تداولا ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪49‬‬


‫وتعتبر الكثار أمان ا لنه ل يوجد أي مخاطر في تسديد قيمتها لن المــدين هنــا هــو الحكومــة والــتي ل تمتنــع‬

‫عن السداد عند الستحقاق ‪.‬‬

‫وأخيـ ـرا تحتفــظ المصــارف عــادة بالقســم الكــبر مــن الوراق الحكوميــة ويحتفــظ الفـ ـراد فــي القطــاع العــائلي‬

‫والعمال وغيرهم بمقدار صغير ‪.‬‬

‫‪ -2‬شهادات اليداع المصرفية القابلة للتداول ‪:‬‬

‫وهــي أصــول أدوات ديــن بقيــم كــبيرة ‪ ،‬تبــاع مــن قبــل المصــارف إلــى المــودعين ويتــم دفــع مقــدار محــدد مــن‬

‫الفائدة بمعدل سنوي عليها وبتاريخ السـتحقاق يتـم تسـديد قيمـة الشـهادة بالقيمـة الصـلية الـتي اشـتريت بهـا ‪،‬‬

‫وتعتــبر مــن أهــم مصــادر التموي ــل للمصــارف التجاريــة الــتي تحصــل عليــه مــن قبــل الشــركات والصــناديق‬

‫المشتركة في السوق النقدية والمؤسسات الخيرية والوكالت الحكومية ‪.‬‬

‫‪ -3‬الوراق التجارية ‪:‬‬

‫أدوات ائتمـ ــان قصـ ــيرة الجـ ــل تصـ ــدرها المصـ ــارف والشـ ــركات التجاريـ ــة الكـ ــبيرة لتلبيـ ــة احتياجـ ــات التمويـ ــل‬

‫ل لذوي الفوائض ‪.‬‬


‫العاجلة ‪ ،‬تتسم بقصر آجالها مما يوفر بديلا استثاماري ا مقبو ا‬

‫ومــن الجــدير بالــذكر تلجــأ الجهــات المصــدرة لهــذا النــوع مــن الدوات لســباب عــدة مــن بينهــا تــردد البنــوك‬

‫والمؤسســات الماليــة فــي تقــديم التســهيلت الئتمانيــة لهــا ‪ ،‬ولتفــادي تكلفــة القــتراض مــن البنــوك ودفــع ســعر‬

‫فائدة مرتفع نسبي ا مقارنة بما تدفعه للدائنين ‪ ،‬كما أنها تتسم كذلك بقابليتها للتداول في السوق الثاانوي ‪.‬‬

‫‪ -4‬القبولت ) الضمانات ( المصرفية ‪:‬‬

‫هي عبـارة عـن حوالـة مصـرفية أو أمـر دفـع قصـير الجـل منخفـض المخاطر تصـدرها شـركة مسـتوردة مـا ‪،‬‬

‫قابلــة للــدفع فــي موعــد محــدد فـي المســتقبل ومضــمونة مــن قبــل المصــرف الــذي يتعامــل معــه المســتورد مقابــل‬

‫رســم أو عمولــة ‪ ،‬ممهــورة بخــاتم المصــرف بعبــارة مقبــول ‪ ،‬وعــادة مــا يصــادق المصــرف علــى هــذا المــر‬

‫ويتحمــل مســؤولية اليفــاء بــه مقابــل إيــداع المؤسســة أو الشــركة لمــا يســاوي قيمــة فــي حســابها لــدى المصــرف‬

‫المصــدر وفــي حالــة التــأخير أو العجــز عــن الســداد بالتاريــخ المحــدد فيعنــي ذلــك أن المصــرف ملــزم بــإجراء‬

‫تحويــل قيمتــه لصــالح مصــرف بلــد المصــدر ‪ ،‬ومــا يميــز هــذه الداة أن الحوالــة تكــون مقبولــة عنــد الســتيراد‬

‫نظـرا لن المصــدر الجنــبي يعلــم أنــه حــتى لــو أفلســت الشــركة المســتوردة فـإن المصــرف ســيقوم بتســديد قيمــة‬

‫الحوالــة المــر الــذي يقلــل مــن مخــاطر التجــارة الخارجيــة ‪ ،‬وغالب ـا مــا يتــم بيــع الحوالــة المقبولــة فــي الســوق‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪50‬‬


‫الثاانوي ــة بخص ــم معي ــن بطريق ــة مش ــابهة لذون الخزين ــة ‪ ،‬إوان م ــن يتعام ــل به ــا ف ــي الس ــوق ه ــي ع ــادة ذات‬

‫الجهات التي تتعامل بأذون الخزينة ‪.‬‬

‫‪ -5‬اتفاقيات إعادة الشراء ‪:‬‬

‫هي قروض قصـيرة الجـل ‪ ،‬عـادة باسـتحقاق ل يتجـاوز أسـبوعين وتمثاـل أذون الخ ازنـة ‪ ،‬مقابـل الوفـاء حيـث‬

‫يستلم المقرض هذه الصول إذا لم يقم المقترض بسداد القرض‪.‬‬

‫ثاانيا ‪ :‬أدوات سوق رأس المال ‪:‬‬

‫يوفر سوق رأس المال أدوات تمكن من الحصول على تمويل لجال تتعدي العام وتصل إلى ثالثاين سنة بل‬

‫إن بعضها ليس له أجل بعكس أدوات سوق النقد والتي تتسم بقصر آجالها ‪.‬‬

‫والهدف من اللجوء إلى هذا النوع من الدوات هو الحصول على تمويل لمشروعاتهم التي يتوقعون أن تصل‬

‫فــي الجــل الطويــل إلــى مســتوى إنتــاج يعــود عليهــم بــإيرادات وأربــاح تمكنهــم مــن تســديد المبــالغ الــتي حصــلوا‬

‫عليهــا مــن خلل القــتراض مــن ســوق رأس المــال ‪ ،‬وكــذلك رغبــة فــي مشــاركة الخريــن لهــم فــي تكــوين رأس‬

‫مال المؤسسات وملكياتها كما هو الحال بالنسبة للشركات المساهمة ‪.‬‬

‫ومن أهم أدوات سوق رأس المال ‪:‬‬

‫‪ -1‬السهم ‪:‬‬

‫هــي عبــارة عــن وثاــائق ماليــة ) صــكوك ( تخــول حامليهــا حقــوق ملكيــة علــى صــافي الــدخل وعلــى موجــودات‬

‫الشـركات ‪ ،‬يتـم دفـع جـزء مـن أربـاح الشـركات التجاريـة لحاملي السـهم والجـزء الخـر يتـم احتجازه مـن أجل‬

‫شراء تجهيزات ومعدات رأسمالية جديدة ‪.‬‬

‫تزداد الربـاح الموزعـة في السـنوات الجيـدة للشـركات ‪ ،‬وبالتـالي يـزداد الطلـب علـى شـرائها فـترتفع أسـعارها ‪،‬‬

‫وتتراجع هذه الرباح في السنوات الرديئة بل يمكن أن ل توجد أي أرباح وهكذا تنخفض أسعار السهم ‪ ،‬بل‬

‫يمكــن أن تتعــرض الشــركات للفلس المــر الــذي يجعــل الســهم بــدون قيمــة تــذكر ‪ ،‬وهكــذا تعتــبر الســهم‬

‫أصول خطرة ول تتمتع بدرجة كـبيرة مــن السـيولة ويعتـبر الفـراد أكــبر مـالكي الســهم والبـاقي تملكـه صــناديق‬

‫التقاعد والصناديق المشتركة أو شركات التأمين ‪.‬‬

‫‪ -2‬السندات ‪:‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪51‬‬


‫تمثال السـندات أداة رئيسـية مـن أدوات التمويـل في السـواق الماليـة المباشـرة إذ يقـترض ذوي العجـوزات أمـولا‬

‫بشــكل مباشــر م ــن ذوي الفـ ـوائض ويمكــن تعريــف الســندات عل ــى أنهــا أو ارقـ ـا ماليــة طويل ــة الجــل تص ــدرها‬

‫الحكومة والشركات للحصول على أموال لتمويل إنفاقها أو استثاماراتها ‪ ،‬وتعد حاملها بدفعات ثاابتة المبــالغ )‬

‫ل ( دون أن تمنــح أي حقــوق ملكيــة فــي‬


‫هناك سندات بدفعات متغيرة ( وفي مواعيد محددة ) نصــف ســنة مثا ا‬

‫المؤسسات التي تصدرها فهي بمثاابة شهادة دين وليست شهادة ملكية ‪ ،‬فإضافة إلى الدفعات الثاابتــة يحصــل‬

‫حاملهـا عنـد حلـول أجـل اسـتحقاقها على الدفعـة الثاابتـة الخيـرة إضـافة إلـى قيمتهـا السـمية ‪ ،‬وبنـااء على مـا‬

‫سبق فإن السندات توفر للمستثامرين مصدرين للدخل هما الدفعات الثاابتة ‪ ،‬والتغيرات التي تطـ أر علـى قيمتهــا‬

‫السوقية بما يمنح المستثامر فرصة لبيعها وتحقيق مكاسب رأسمالية ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪52‬‬


‫الفائدة ومعدل الفائدة ) سعر الفائدة ( ‪:‬‬

‫إن تنازل الفراد عن النقود لفترة معينة في عالم اليــوم الـذي تحـدد قيمــة النقـود فيــه طبقـا لقوتهــا الشـرائية الـتي‬

‫تكون عرضة للتغير بين فترة وأخرى نتيجة تغيرات قد تط أر على المستوى العام للسعار ‪ ،‬يتطلب تعويضهم‬

‫ليس فقط عن التغير في القوة الشرائية للنقـود ولكـن كـذلك عـن المنفعـة المفقـودة نظيـر تأجيـل اسـتهلكهم فـي‬

‫تلك الفترة ‪ ،‬وفي أسـواق المـال وعـالم النقـود يعـوض المـرء عـن هـذا التنـازل وقبـوله التأجيـل بفائـدة تـدفع علـى‬

‫المبلغ المتنازل عنه ‪.‬‬

‫وبنا اء على ما سبق يمكننا تعريف الفائدة بأنها مبلـغ معيـن مـن المـال إما يـدفع أو يحصـل ‪ ،‬فالشـخص الـذي‬

‫يتنــازل عــن نقــوده الن نتيجــة إق ارضــها ) دائــن ( يحصــل الفائــدة بعــد فــترة معينــة يتفــق عليهــا ‪ ،‬فــي حيــن أن‬

‫المقترض ) المدين ( يدفع الفائدة عند انقضاء الفترة نظير حصوله على المبلــغ عنــد بــدايتها ‪ ،‬كمــا يمكــن أن‬

‫ننظر إلى الفائدة على أنها نسبة مئوية من المبلغ وعندئذ نتحدث عـن سـعر الفائـدة أو معـدل الفائـدة ‪ ،‬وعليـه‬

‫فــإن ســعر الفائــدة هــو نســبة مئويــة تحســب علــى أســاس ســنوي وهــو حاصــل قيمــة مبلــغ الفائــدة علــى المبلــغ‬

‫المودع أو المقترض ‪.‬‬

‫ل ‪ :‬وظائف معدل سعر الفائدة في القتصاد الوطني ‪:‬‬


‫أو ا‬

‫‪ -1‬تسـ ــاعد فـ ــي ضـ ــمان أن الدخـ ــارات الحاليـ ــة سـ ــوف تتـ ــدفق فـ ــي السـ ــتثامار لتـ ــدعم وتـ ــدفع النمـ ــو‬

‫القتصادي ‪.‬‬
‫ل قابلــة للقــتراض إلــى تلــك‬
‫‪ -2‬أنهــا تقــوم بتخصــيص العــرض المتــاح مــن الئتمــان وعمومـ ا تــوفر أمـوا ا‬

‫المشروعات الستثامارية التي لها العوائد العلى المتوقعة‪.‬‬


‫‪ -3‬أنها تجلب عرض النقود ليكون في توازن مع طلب الجمهور على النقود ‪.‬‬
‫‪ -4‬أنها وسـيلة سياسـة حكوميـة مهمـة عـبر تأثايرهـا فـي حجـم الدخار والسـتثامار ‪ ،‬فإذا كان القتصـاد‬

‫الــوطني ينمــو علــى نحــو بطيــء جــدا أو البطالــة مرتفعــة فــإن الحكومــة تســتطيع أن تســتعمل أدوات‬

‫سياستها لتخفيض معـدلت سـعر الفائـدة لحفـز القــتراض والســتثامار ‪ ،‬وعلـى الناحيـة الخــرى فـإن‬

‫اقتصــادا وطني ـ ا يعــاني مــن تضــخم س ـريع فــإنه تقليــديا يــدعو إلــى سياســة حكوميــة تتضــمن وضــع‬

‫معدلت سعر الفائدة عند المستوى العلى من أجل إبطال القـتراض والنفـاق وتشجيع المزيـد مـن‬

‫الدخار ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪53‬‬


‫ثاانيا ‪ :‬قياس معدل الفائدة ‪:‬‬

‫‪ -1‬الفائدة البسيطة ‪:‬‬

‫ثامة قانون أو معادلة لحساب الفائدة المتحصله على أساس الفائدة البسيطة ‪:‬‬

‫مبلغ الفائدة = مبلغ القرض الصلي × معدل أو نسبة الفائدة × الزمن بالسنوات‬

‫و‬

‫المبلغ الجمالي عند الستحقاق = مبلغ القرض الصلي ‪ +‬مبلغ الفائدة‬

‫مثاال ‪ :‬أفترض ان أصل المبلغ يساوي ‪ 5,000‬دولر ‪ ،‬وسـعر الفائـدة ‪ ، %8‬وأجـل السـتحقاق ‪ 3‬سـنوات ‪،‬‬

‫عندئذ يصبح الجمالي المستحق عند الستحقاق ‪:‬‬

‫مبلغ الفائدة = ‪ 1,200 = 3 × %8 × 5,000‬دولر‬

‫إذا المبلغ الجمالي بعد ثالث سنوات = ‪ 6,200 = 1,200 + 5,000‬دولر‬

‫‪ -2‬الفائدة المركبة ‪:‬‬

‫الســلوب الكــثار شــيوع ا بالنســبة للقــروض والودائــع هــو الــذي يتــم حســاب الفائــدة فيــه بشــكل تراكمــي يرتبــط‬

‫إيجابي ا مع الوقت وهي ما تعرف بالفائدة المركبة ‪ ،‬قد يجادل المرء أن هذا السلوب يؤدي إلى ترشيد ق اررات‬

‫القتراض ‪ ،‬إذ أنه يحثاهم على السراع في تسديد ما هو مستحق عليهـم ‪ ،‬ممـا يــوفر مـوارد لفـراد آخريــن قـد‬

‫تكون لديهم حاجة ورغبة في اقتراضها ومن ثام توظيفها ‪.‬‬

‫مثاال ‪ :‬افترض أن أصل المبلغ يساوي ‪ 5,000‬دولر ‪ ،‬وسـعر الفائـدة ‪ ، %8‬وأجـل السـتحقاق ‪ 3‬سـنوات ‪،‬‬

‫عندئذ يصبح الجمالي المستحق بعد ثالث سنوات باستخدام الفائدة المركبة ‪:‬‬

‫السنة الولي ‪ 400 = %8 × 5,000 :‬دولر‬

‫والجمالي = ‪ 5,400‬دولر‬

‫السنة الثاانية ‪ 432 = %8 × 5,400 :‬دولر‬

‫والجمالي = ‪ 5,832‬دولر‬

‫السنة الثاالثاة ‪ 466 /56 = %8 × 5,832 :‬دولر‬

‫الجمالي = ‪ 6,298 /56‬دولر‬

‫هناك طريقة مختصرة للوصول إلى النتيجة ذاتها ‪:‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪54‬‬


‫ن‬
‫جن=أ)‪+1‬ع(‬

‫حيث أن ‪:‬‬

‫ج ن = المبلغ المستحق الجمالي‬

‫أ = المبلغ الصلي‬

‫ع = نسبة الفائدة‬

‫= المدة بالسنوات‬ ‫ن‬

‫ثاالثاا ‪ :‬سعر الفائدة السمي والحقيقي ‪:‬‬

‫لعل التمييز بيـن سـعر الفائـدة الحقيقي وسـعر الفائـدة السـمي على قـدر كـبير مـن الهميـة لن مـا يـؤثار فـي‬

‫ق ـ اررات الــدائنين والمــدينين هــو العائــد الحقيقــي مــن الســتثامار والقــتراض والتكلفــة الحقيقيــة نظيــر القــتراض‬

‫بالنسبة للمدينين ‪.‬‬

‫إن الفائدة التي تعود على المودع أو يحصلها الدائن ‪ .‬يتم في العادة تحصـيلها فـي المسـتقبل أي عنـد حلـول‬

‫ل يتنــازل عــن أمـواله المودعــة الن حــتى يتســنى لــه الحصــول علـى إجمـالي‬
‫الجل ‪ ،‬من هنـا فــإن المــودع مثا ا‬

‫يتضمن الفائدة ولكن في المسـتقبل ‪ ،‬إل أن مفهـوم القيمــة الزمنيــة للنقـود يؤكــد أن المـرء بحاجــة إلـى تعـويض‬

‫مقابل هذا التنــازل ‪ ،‬إلـى جـانب حصــوله علـى أصــل المبلــغ ‪ ،‬إن هـذا مـا يتنـاوله مفهـوم القـوة الشـرائية للنقـود‬

‫الذي يوفر مقياس ا للتغيـر الـذي يطـ أر علـى القيمـة الحقيقيـة لمبلـغ مـا وقـدرته على شـراء سلع وخـدمات ‪ ،‬لنـه‬

‫يأخذ في العتبار التغيرات التي قد تط أر على مستوى السعار في اتجاه مواز يمكن اســتخدام مقيــاس مماثاــل‬

‫يميز بين ما يحصل عليه المرء ) المودع في هذه الحالة ( من عائد على شكل فائــدة ‪ ،‬وبيــن القــدرة أو القــوة‬

‫الحقيقية لذلك العائد الذي سيحصل عليه في المستقبل ‪ ،‬وهذا المقياس هو سعر الفائــدة الحقيقــي الــذي عرفــه‬

‫فيشر بمعادلته الشهيرة ‪:‬‬

‫‪r = i - pe‬‬

‫كمــا يبــدو مــن هــذه المعادلــة ‪ ،‬فــإن ســعر الفائــدة الحقيقــي ‪ ، r‬يس اوي الف رق بي ن س عر الفائ دة الس مي ‪، i‬‬

‫ونسبة التضخم المتوقع ‪. pe‬‬

‫وبما أنه ل يوجد أسلوبا أمثال لحساب نسبة التضخم المتوقع ‪ ،‬فإن احتمالت الخطأ في تقدير ‪ r‬واردة ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪55‬‬


‫إن هــذا الواقــع يــترك ســعر الفائــدة الحقيقــي بعيــدا عــن التــداول فيمــا بيــن الــدائنين والمــدينين وهــو مــا يــدفعهم‬

‫لســتخدام الســعر الســمي ‪ ،‬إل أن الســعر الســمي يأخــذ فــي العتبــار الســعر الحقيقــي ونســبة التضــخم ‪،‬‬

‫ويساوي ‪:‬‬

‫‪i = r + pe‬‬

‫إواذا افترضــنا أن نســبة التضــخم المتوقــع تســاوي صــف ار ‪ ،‬عندئــذ يتســاوى ســعر الفائــدة الســمي مــع الســعر‬

‫الحقيقي وليس هناك أي مبرر للتمييز بينهما ‪ ،‬من جـانب آخر إذا كانت نسـبة التضـخم المتوقعـة ‪ %5‬مثالا‬

‫فإن سعر الفائدة السمي سوف يفوق السعر الحقيقي بنسبة التضخم ونذكر بأن الهدف من دفع سعر الفائـدة‬

‫الســمي بمعــدل يســاوي نســبة التضــخم هــو الحفــاظ علــى ســعر الفائــدة الحقيقــي ثاابتـا مــن أصــل الحفــاظ علــى‬

‫القوة الشرائية لصل المبلغ ‪.‬‬

‫نخلص مما سبق أن اختلف رغبات الفراد في الستهلك وفي توقيته وتفضــيلهم السـتهلك الن بــدلا عــن‬

‫المســتقبل ‪ ،‬يجعــل ذوي الف ـوائض يطلبــون عوائــد إيجابيــة نظيــر تنــازلهم عــن م ـواردهم لط ـراف أخــرى ‪ ،‬فــإذا‬

‫كـانت هـذه العوائـد ) كالفائـدة ( منخفضـة فـإن رغبتهـم فـي السـتهلك الن سـوف تغلـب علـى التأجيـل ‪ ،‬ممـا‬

‫يقلل من الموارد المتاحة لذوي العجوزات ‪.‬‬

‫إن الواقع العملي يظهر أنه يكون هناك في أي وقت من الوقات أكثار من سعر فائدة في السواق الماليــة ‪،‬‬

‫وأن هـ ــذا الختلف فيمـ ــا بيـ ــن أسـ ــعار الفائـ ــدة هـ ــو نتـ ــاج لعوامـ ــل عـ ــدة ‪ ،‬أهمهـ ــا أجـ ــل السـ ــتحقاق ‪ ،‬درجـ ــة‬

‫المخاطرة ‪ ،‬الضرائب ودرجة التسييل ) القدرة على تسويق الصل المالي وتحويله إلى نقد ( ‪.‬‬

‫ويتعارف على العلقـة بيـن سـعر الفائـدة وأجـل السـتحقاق بالتركيبـة الزمنيـة لسـعر الفائـدة والـتي تلخـص بـأنه‬

‫كلما كان أجل الستحقاق أطول ‪ ،‬أصبح العائد على الورقة المالية أكبر وهذه ليست بقاعدة ثاابتــة فــي جميــع‬

‫الوقــات ‪ ،‬فهنــاك فــترات قــد يكــون العائــد فيهــا علــى الوراق الماليــة قصــيرة الجــل أكــبر منــه علــى الوراق‬

‫المالية طويلة الجل ‪ ،‬ويمكن أن يفسر هذا بفعل تأثاير العوامل التي تؤثار في سعر الفائدة ‪.‬‬

‫من جانب آخر يمكن أن يفسر الختلف في درجة المخاطر الـتي ينطــوي عليهــا السـتثامار فــي أوراق ماليـة‬

‫ذات مخاطر مرتفعة ‪ ،‬ارتفاع العائد عليها مقارنة بأوراق مالية ذات مخاطر منخفضة ‪.‬‬

‫أضف إلى هذين العاملين تأثاير اختلف نسب الضريبة التي تفرضها الحكومة على الوراق المالية المختلفة‬

‫‪ ،‬فهنــاك حكومــات ل تفــرض الضـ ـريبة علــى الــدخل المحصــل مــن الســتثامار فــي أوراق ماليــة حكوميــة أو‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪56‬‬


‫تفــرض مســتوى منخفــض مــن الض ـريبة عليهــا ‪ ،‬ممــا يــؤدي إلــى حصــول المســتثامر علــى صــافي دخــل أكــبر‬

‫مقارنة بصافي الدخل الذي يعود عليه من أوراق مالية أخرى تكون نسبة الضريبة عليها مرتفعة ‪.‬‬

‫كمـا تساهم قـدرة المسـتثامر علـى تحويـل الورقـة الحاليـة إلى نقـد بأقل خسـائر ممكنـة ‪ ،‬وهـو مـا يعـرف بدرجـة‬

‫التسييل ) السيولة ( في خلق اختلفات بيـن العوائـد علـى مختلــف الوراق الماليـة ‪ ،‬فمـع ثابـات بــاقي العوامـل‬

‫المؤثارة في سعر الفائدة تكون العوائد على الوراق المالية منخفضة ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪57‬‬


‫البنوك التجارية وخلق النقود والئتمان ‪:‬‬

‫مفهوم البنك ‪:‬‬

‫وردت عــدة تعريفــات للبنــك منهــا الكلســيكية ومنهــا الحديثاــة ‪ ،‬فمــن وجهــة النظــر الكلســيكية يمكــن القــول أن‬

‫البنــك هــو ‪ :‬مؤسســة تعمــل كوســيط مــالي بيــن مجموعــتين رئيســيتين مــن العملء ‪ ،‬المجموعــة الولــى لــديها‬

‫فائض من الموال وتحتاج إلى الحفاظ عليها وتنميتها ‪ ،‬والمجموعة الثاانية هي مجموعـة مـن العملء تحتـاج‬

‫إلى أموال لغراض أهمها الستثامار أو التشغيل أو كلهما ‪.‬‬

‫كما قد ينظر إلى البنك على اعتبار أنه تلك المنظمة التي تتبادل المنافع المالية مـع مجموعـات مـن العملء‬

‫بما ل يتعارض مع مصلحة المجتمع وبما يتماشي مع التغير المستمر في البيئة المصرفية ‪.‬‬

‫أمــا مــن الزاويــة الحديثاــة فيمكــن النظــر إلــى البنــك علــى أنــه ‪ :‬مجموعــة مــن الوســطاء المــاليين الــذين يقومــون‬

‫بقبــول ودائــع تــدفع عنــد الطلــب ‪ ،‬أو لجــال محــددة وتـزاول عمليــات التمويــل الــداخلي والخــارجي وخــدمته بمــا‬

‫يحق ــق أه ــداف خط ــة التنمي ــة وسياس ــة الدول ــة ودع ــم القتص ــاد الق ــومي ‪ ،‬وتباش ــر عملي ــات تنمي ــة الدخ ــار‬

‫والســتثامار المــالي فــي الــداخل والخــارج بمــا فــي ذلــك المســاهمة فــي إنشــاء المشــروعات ‪ ،‬ومــا يتطلــب مــن‬

‫عمليات مصرفية وتجارية ومالية وفقا للوضاع التي يقررها البنك المركزي ‪.‬‬

‫وظائف البنوك التجارية ‪:‬‬

‫يمكننا أن نجمل أهم الوظائف التي تؤديها البنوك التجارية بصفة عامة ‪ ،‬في الوظائف التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬قبــول الودائــع الــتي قـد يكـون بعضـها تحـت الطلـب ) ودائـع جاريـة ( وبعضــها ودائــع لجــل أو ودائـع‬

‫ادخارية ‪.‬‬
‫‪ -2‬خلق النقود والئتمان ‪.‬‬
‫‪ -3‬خلق الوراق التجارية ‪.‬‬
‫‪ -4‬إصـدار الوراق الماليــة فـي شــكل أســهم وسـندات نيابــة عـن عملئهــا وتســويق هـذه الوراق فــي سـوق‬

‫المال ‪.‬‬
‫‪ -5‬بيع وشراء الوراق المالية لحسابها ولحساب عملئها ‪.‬‬
‫‪ -6‬منح القروض للهيئات والمنشآت والفراد ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪58‬‬


‫‪ -7‬القيــام بخــدمات بالنيابــة عــن العملء مثاــل إنجــاز عمليــات التحــويلت النقديــة بيــن العملء ‪ ،‬وبيــن‬

‫بعضـ ــهم البعـ ــض ‪ ،‬إواصـ ــدار خطابـ ــات الضـ ــمان الـ ــتي يطلبهـ ــا العملء ‪ ،‬والقيـ ــام بتحصـ ــيل شـ ــيكات‬

‫وكمبيالت العملء ‪ ،‬وسداد ديونهم نيابة عنهم ‪.‬‬


‫‪ -8‬التعامل بالبيع والشراء في العملت الجنبية‬
‫‪ -9‬تأجير الخزائن الحديدية والخزائن الليلية والمخازن للعملء ‪.‬‬
‫‪ -10‬القيام بوظيفة أمناء الستثامار لحساب عملئها الذين ليس لــديهم مــن الــوقت أو الخــبرة بمــا يمكنهــم‬

‫من مباشرة عمليات الستثامار بطريقة مضمونة وبدرجة كافية ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪59‬‬


‫ميزانية البنك التجاري ‪:‬‬

‫بنود ميزانية بنك تجأاري مصنفة حساب اللتزامات والصول‬

‫اللتزامات‬ ‫الصول‬
‫الودائع ‪:‬‬ ‫نقد ‪:‬‬
‫‪ -1‬حسابات جارية ‪.‬‬ ‫‪ -1‬في الخزينة ‪.‬‬
‫‪ -2‬حسابات توفير ولجل ‪.‬‬ ‫‪ -2‬في البنك المركزي ‪.‬‬
‫‪ -3‬حسابات بعملت أجنبية ‪.‬‬ ‫‪ -3‬في بنوك أخرى ‪.‬‬
‫‪ -4‬في الطريق للتحصيل ‪.‬‬
‫‪ -5‬احتياطيات ‪.‬‬
‫القروض ) على البنك (‬ ‫القروض ) من البنك (‬
‫‪ -1‬من البنك المركزي ‪.‬‬ ‫‪ -1‬للفراد ‪.‬‬
‫‪ -2‬من بنوك أخرى ‪.‬‬ ‫‪ -2‬للمؤسسات ‪.‬‬
‫‪ -3‬من مؤسسات خاصة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬للحكومة ‪.‬‬
‫‪ -4‬أخرى‬
‫رأس المال وحقوق المساهمين ‪:‬‬ ‫استثامارات ‪:‬‬
‫‪ -1‬رأس المال السهمي ‪.‬‬ ‫‪ -1‬أوراق مالية ‪.‬‬
‫‪ -2‬أرباح غير موزعة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬أصول ثاابتة ‪.‬‬
‫‪ -3‬احتياطيات قانونية وعامة ‪.‬‬

‫التزامات أخرى‬
‫إجمالي اللتزامات‬ ‫إجمالي الصول‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪60‬‬


‫أولا ‪ :‬اللتزامات ‪:‬‬

‫الودائع ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫بما أن الوظيفة الرئيسية للبنك تقـوم علـى اسـتقبال الودائـع ‪ ،‬فـإن الودائــع تمثاــل أكــبر مطالبــات الخريـن علـى‬

‫البنك ‪ ،‬وتصنف هذه الودائع في ثالثاة مكونات رئيسية هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الحســابات الجاريــة ‪ :‬وهــي المـوال المودعــة فــي البنــك بالعملــة المحليــة مقابــل أوامــر دفــع ) شــيكات (‬

‫تعطي المودع الحق في تحريرها مقابل نقوده المودعة وفي العادة ل يستحق المودع فوائد على الم ـوال‬

‫المودعة في حسابه الجاري ‪ ،‬إل أن بعض الدول تسمح للبنوك بدفع فوائد على هذه الحسـابات وهـو مــا‬

‫يطلق عليها بأوامر الدفع القابلة للتفاوض وتمثاــل الودائــع الجاريــة أرخــص مصــدر للمـوال الــتي يحصــل‬

‫عليها البنك لنه ل يدفع عليها فوائد أو أنه يدفع فوائد عليها منخفضة ‪.‬‬
‫‪ -2‬حسابات التوفير والجل ‪ :‬وتحقق الموال المودعة في هذه الحســابات فوائــد للمــودعين ويختلــف حسـاب‬

‫التوفير عن حساب الجل أو الودائع الزمنية في أن البنوك ل تلـزم المـودع فـي حسابات التـوفير بالتقيـد‬

‫بفترة زمنية أو أجل محدد قبل السحب منها ‪ ،‬رغم أنه يحق للبنوك في الكثاير من الدول أن تمارس هــذا‬

‫الحق ‪.‬‬

‫أمــا بالنســبة للودائــع الــتي يرتبــط فيهــا حــق المــودع فــي الحصــول علــى فوائــد بالحتفــاظ بــودائعه لفــترة زمنيــة‬

‫محددة ‪ ،‬فإنها تعرف بالحسابات لجل أو الودائع الزمنية ‪.‬‬

‫ج‪ -‬ودائع بعملت أجنبية جارية أو توفير ولجل ‪:‬‬

‫وهي كثايرا ما تجـد طريقهـا إلـى خـارج البلد ‪ ،‬إذ تتــاح للبنــك فرصـة تحقيـق عائـد منهــا ودفــع فوائـد للمـودعين‬

‫المحليين عليها ‪.‬‬

‫القروض المستحقة على البنك ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ويلجـأ البنــك لهــذا النــوع مــن القــروض لســد حـاجته لمـوارد إضـافية يوفرهــا البنــك المركــزي أو بنــوك أخــرى أو‬

‫مؤسسات مالية تتكون لديها موارد فائضة عن حاجتها ‪ ،‬مقابل فائدة تفرضها على البنك مما يــدفعه للتفكيــر‬

‫مليـ ا قبــل القــدام علــى القــتراض ‪ ،‬ويشــمل هــذا الجــانب مــن اللت ازمــات شــهادات اليــداع ‪ ،‬واتفاقيــات إعــادة‬

‫الشراء ‪ ،‬والقبولت المصرفية ‪ ،‬وهي التزامات مستحقة على البنك الذي يصدرها ‪.‬‬

‫رأس المال وحقوق المساهمين ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪61‬‬


‫وهو الجانب الذي يمثال حقوق الملكية التي تتكون من قيمة أسـهم المسـاهمين وطبعـا القيمــة الســمية للســهم‬

‫وليست قيمتهـا السـوقية وهي تمثاـل المصـدر الول لـرأس المال ‪ ،‬ومـع مـرور الـوقت يسـتقطع البنـك جـزاء مـن‬

‫الرباح التي يحققها سنوي ا ‪ ،‬ويضيفها لرأس المال إما لتعزيز موقفه المــالي أو لعــادة تــدويرها واســتثامارها ‪،‬‬

‫كما يضـيف إلى حقـوق المسـاهمين الحتياطيـات القانونيـة والحتياطيـات العامـة الـتي تسـاهم كـذلك فـي دعـم‬

‫موقفه القانوني والمالي ‪.‬‬

‫ثااني ا ‪ :‬الصول ‪:‬‬

‫إلــى جــانب اســتقبال الودائــع ‪ ،‬فــإن الجــانب الخــر لوظيفــة البنــك هــو توظيــف هــذه الودائــع والمـوال الخــرى‬

‫التي تتوفر لديه ‪ ،‬ونظ ار لكون العمليـة المصـرفية تقـوم علـى أسـاس الثاقـة الـتي تنبـع مـن إيمـان كـل مـودع أن‬

‫نقوده موجودة فـي البنــك ومتــوفرة للسـحب منهـا فـي أي وقــت يشـاء ‪ ،‬فـإن البنـك مطـالب بـإدارة أصــوله بشـكل‬

‫يضمن توفر مبالغ مناسبة تكفل له اليفاء بطلبات كافـة المـودعين الـذين يرغبـون السحب مـن ودائعهـم ‪ ،‬إن‬

‫أي عجز في قدرة البنك على اليفاء بالتزاماته قد يدفعه للجوء للقتراض ‪ ،‬هذا مكلف بالنسبة له ‪.‬‬

‫‪ -1‬النقد ‪:‬‬

‫إن البنـك يحتفـظ بجـزء مـن مـوارده علـى شـكل نقـد فـي الخزينـة لتلبيـة السـحوبات اليوميـة مـن الودائـع ‪ ،‬وجـزء‬

‫يفـ ــي بالحتيـ ــاطي الل ازمـ ــي الـ ــذي يقـ ــرره البنـ ــك المركـ ــزي علـ ــى البنـ ــوك ‪ ،‬إضـ ــافة إلـ ــى اليفـ ــاء بالحتيـ ــاطي‬

‫اللزامي ‪ ،‬تلبي الموال المودعة في البنـك المركـزي مبـالغ الشــيكات المحــررة مــن قبــل عملء البنـك التجـاري‬

‫المعنــي لعملء فــي بنــك تجــاري آخــر ‪ ،‬ممــا يتطلــب انتقــال الودائــع فيمــا بيــن حســابات البنــوك عــن طريــق‬

‫عملية المقاصة التي تقوم على عمليــة تحويــل المبـالغ بيــن حسـابات مختلـف البنــوك لـدى البنــك المركــزي مـن‬

‫أجل تسوية مبالغ الشيكات المسحوبة على بنك لحساب بنك آخر ‪.‬‬

‫كمــا يحتفــظ البنــك بودائــع لــه فــي بنــوك أخــرى ممــا يســهل عليــه دفــع الشــيكات المصــدرة عليهــا لف ـراد توجــد‬

‫حساباتهم في بنوك أخرى ويرغبون في تحصيل قيم هذه الشيكات عن طريق إيداع مبالغها في حساباتهم ‪.‬‬

‫كمــا أن الشــيكات الــتي أودعهــا عملء البنــك فــي حســاباتهم لــديه ومســحوبة علــى بنــوك أخــرى ‪ ،‬تمثاــل أحــد‬

‫أصول البنك عندما تتم إضافة مبالغ الشيكات لحسابات عملء البنـك حــتى قبــل أن يحصـلها البنـك مـن بنـك‬

‫آخر ويطلق عليها نقود في طريقها للتحصيل ‪.‬‬

‫‪ -2‬قروض للبنك ‪:‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪62‬‬


‫هذا الجزء من الصول يمثال المصدر الساسـي لعوائـد البنـك وأهـم دعامـات العمليـة المصـرفية بشـكل عام ‪،‬‬

‫وهــي القــروض بمختلــف أشــكالها ‪ ،‬ويمكــن أن تصــنف هــذه القــروض حســب الجهــة المدينــة أو حســب نوعيــة‬

‫القرض أو حتى حسـب آجالهـا ‪ ،‬وتعتـبر القـروض مـن الصـول القـل سـيولة لنـه ل يمكـن تحصـيلها بشـكل‬

‫كلي إل عند حلول آجالها ‪ ،‬كما أن درجة سـيولة القـروض تعتمـد علـى نوعيـة القـروض المقدمـة مـن البنـك ‪،‬‬

‫فهناك على سبيل المثاـال القـروض طويلـة الجـل ‪ ،‬كتلـك الـتي تقـدم للقطاع الصـناعي والقطاع العقاري ‪ ،‬إذ‬

‫تطول فترة تحصيلها مقارن اة بالقروض الشخصية والقروض التي تقدم لقطاع التجارة التي تتســم بدرجــة ســيولة‬

‫عالية وأجل قصير ‪ ،‬وهناك القروض القصيرة الجل كتلك التي قد تكون ليوم واحد ‪.‬‬

‫‪ -3‬الستثامارات ‪:‬‬

‫إضافة إلى النقد والقروض ‪ ،‬يحتفظ البنك بجزء من أصوله على شكل استثامارات في أوراق ماليــة كالســندات‬

‫وأذونـ ــات الخزينـ ــة وغيرهـ ــا ‪ ،‬أو تكـ ــون هـ ــذه السـ ــتثامارات فـ ــي أصـ ــول ثاابتـ ــة أخـ ــرى كالعقـ ــارات مثالا ‪ ،‬وهـ ــذه‬

‫الســتثامارات تتنــوع مــن حيــث الجــال ممــا يــوفر للبنــك فرصــة أكــبر لتســييل أصــوله إن شــاء ويقلــل درجــة‬

‫المخاطرة الـتي قـد يتعـرض لهـا ‪ ،‬وتـوفر آجال الوراق الماليـة للبنـوك درجـة أكـبر مـن المرونـه للسـتفادة مـن‬

‫زيادة قد تط أر في الطلب على مواردها سواء من جانب المودعين أو المدينين ‪ ،‬ممــا جعــل الكــثايرون يطلقــون‬

‫مسمى الحتياطيات الثاانوية على الوراق المالية قصيرة الجل الكثار ضمانا كأذونات الخزينة ‪.‬‬

‫ثاالثا ا ‪ :‬إدارة الصول ‪:‬‬

‫بما أن البنوك هي مؤسسـات مسـاهمة تســعى لتحقيــق أكـبر ربــح ‪ ،‬فإنهـا لبــد أن تنظــر إلـى توظيـف أصــولها‬

‫فــي أوجــه تحقــق هــذا مــع تقليــل درجــة المخــاطر الــتي قــد تتعــرض لهــا ‪ .‬إضــافة إلــى المخــاطر هنــاك عوامــل‬

‫أخــرى تـؤثار فــي كيفيــة إدارة البنــك لصــوله ومــدى قــدرته علــى تحقيــق أربــاح جـراء ذلــك ‪ ،‬فهنــاك الحتيــاطي‬

‫الل ازمــي والحتيــاطي القــانوني الــذين يحــددهما البنــك المركــزي واللــذان ينطــوي الحتفــاظ بهمــا تحمــل البنــك‬

‫لتكلفــة تتمثاــل فــي تكلفــة الفرصــة البديلــة ‪ ،‬كمــا يجــب علــى البنــك أن يحتفــظ بنســبة مناســبة مــن الحتيــاطي‬

‫النق ــدي الف ــائض ل ــديه لمواجه ــة الس ــحوبات اليومي ــة ‪ ،‬وبع ــض م ــا ق ــد يطـ ـ أر م ــن س ــحوبات غي ــر متوقع ــة أو‬

‫لمواجهت السحوبات الموسمية ‪ ،‬إن مسألة أن يبقى البنك سائلا أو يسي ار مالي ا تبقى مسألة نسبية ‪.‬‬

‫فإذا أخذنا رغبة البنك في تقديم القروض ‪ ،‬فيجب أل يغفل أهمية تنويع هذه القروض بشكل يضمن له تقليل‬

‫المخاطر ‪ ،‬من خلل تنوع الجهات المدينة له والمبالغ المقرضة ويضمن له آجالا مختلفة ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪63‬‬


‫فبالرغم مـن أن العوائــد المنخفضـة نســبي ا هـي مــن ســمات السـتثامارات القصــيرة الجـل والقــل مخـاطرة ‪ ،‬فـإن‬

‫مسعى البنك للحفاظ على درجة مناسبة من السيولة يتطلب توظيف جزاء من مـوارده فــي أوجــه اســتثامار ذات‬

‫آجــال قصــيرة‪ ،‬مــع هــذا فــإن إدارة البنــك مطالبــة بعــدم التحفــظ أكــثار مــن اللزم فــي الســتثامار إوال تناقصــت‬

‫أرباحه ‪ ،‬وفي حال عدم وجود مستويات مناسبة من السيولة في البنك فإن علـى إدارة البنـك أن تعـي أن هـذا‬

‫التن ــاقص ق ــد ي ــؤدي بالبن ــك إل ــى مرحل ــة تنظ ــر فيه ــا الجهــات المختص ــة إل ــى توقي ــع جـ ـزاءات علي ــه أو ح ــتى‬

‫إغلقه ‪ ،‬والجدير بالذكر أن الملك ل يتحملون خسارة تفوق إجمالي حقوق الملكيـة لن البنـك مؤسســة ذات‬

‫مسئولية محدودة ‪.‬‬

‫إن القروض تمثال أفضل مصدر للدخل ضــمن مصـادر الـدخل الخـرى ‪ ،‬ومـن خلل تنويـع قنـوات القــروض‬

‫وآجالها ومبالغها ‪ ،‬يستطيع البنك أن يقلل من المخاطر التي قد يتعرض لها نتيجة تعثار بعـض المـدينين فـي‬

‫أي من القطاعات في سداد الديون المستحقة عليهم ‪ ،‬ورغم أن البنـوك تســعى لتعظيـم عوائـدها مـن وراء هـذه‬

‫القــروض مــع إدراك إدارة البنــك أن كافــة التســهيلت الئتمانيــة تحتــوي علــى درجــة مــن المخــاطرة ‪ ،‬قــد تأخــذ‬

‫شكل عجز المدين عن سداد القرض ـ أو عدم كفاية الرهونــات ) إن وجــدت ( للتعــويض عــن قيمــة القــرض ‪،‬‬

‫فأحد الخيارات المتاحة للبنوك لتفادي أو للتقليل مــن تعــثار المــدينين نحــو سـداد الـديون المســتحقة عليهـم لـه ‪،‬‬

‫يتمثال في القروض البنكية المضمونة أو غير المضمونة ‪.‬‬

‫فـالقروض المضــمونة هـي الــتي يقــدم طــالب القــرض رهونــات تتكــون علـى شـكل أصــول ثاابتــة أو أوراق ماليــة‬

‫تتسم بدرجة مخاطرة منخفضة كالسندات وأذونات الخزينة رهنا مقابل قيمة القرض ‪.‬‬

‫وفــي حالــة ثاقــة البنــك بالمــدين وقــدرته علــى الســداد ‪ ،‬فقــد يمنحــه قروض ـا غيــر مضــمونة أي بــدون رهونــات‬

‫ووج ــود الرهون ــات ل يعن ــي بالض ــرورة غي ــاب المخ ــاطر حي ــث أنه ــا تتع ــرض لتقل ــب القي ــم الس ــوقية للص ــول‬

‫المرهونة ‪.‬‬

‫كمـ ــا تسـ ــعى البنـ ــوك لتقليـ ــل المخ ــاطر الـ ــتي قـ ــد تتعـ ــرض لهـ ــا مـ ــن خلل تنويـ ــع مجـ ــالت توظيفهـ ــا المباشـ ــر‬

‫لصولها ‪ ،‬وتلجأ البنوك لتنويع أدواتها الستثامارية كمدخل لتقليــل المخـاطر ‪ ،‬إذ تسـتثامر فـي الوراق الماليــة‬

‫المختلفــة الــتي تتنــوع آجالهــا والعوائــد المتوقعــة منهــا ودرجــة المخــاطرة الــتي تتضــمنها ‪ ،‬وربمــا تتجــه البنــوك‬

‫للستثامار في أصول ثاابتة كالعقارات والسـواق التجاريـة ‪ ،‬وقــد يجـادل المـرء فــي أن التنويــع يســتهدف تفـادي‬

‫المخاطر المنظمة وهي التي ترتبط بشكل أو قطاع من قطاعات الستثامار دون غيره‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪64‬‬


‫وقد تختار البنوك تقديم تسهيلت ائتمانية بأسعار فائدة متغيرة كمدخل لتقليل المخاطر ‪ ،‬إذ تتم بصفة دورية‬

‫مراجعة سعر الفائدة في السوق ‪ ،‬ويصحح السعر على هذه القروض ليعكس واقع أســعار الفائــدة علـى بــدائل‬

‫منافســة ‪ ،‬إن إتبــاع سياســة إق ـراض كهــذه يفســح المجــال أمــام البنــك لش ـراك المــدينين فــي المخــاطر الــتي قــد‬

‫يتعرض لها نتيجـة تقلبـات فـي سـعر الفائـدة ‪ ،‬مـع هـذا فتنـاقص سعر الفائـدة في السـوق يلـزم البنـك في حـال‬

‫تقديمه لقرض بسعر فائدة متغير ‪ ،‬بتخفيض الفائدة على هذا القرض مما يترتب عليـه تنـاقص فـي إيراداتـه ‪،‬‬

‫وقــد تلجــأ البنــوك إلــى منــح قــروض قصــيرة الجــل دون اســتخدام الفائــدة المتغيـرة ‪ ،‬أو أن تمنــح قروضـ ا قابلــة‬

‫للستدعاء من قبل البنك في أي وقت ‪.‬‬

‫وأخي ار فمن جملة المخاطر الخرى التي قد يتعرض لها البنك هي تلك التي ل يملك السيطرة المباشرة عليهــا‬

‫مثاــل مخــاطر أســعار الفائــدة الــتي تنتــج عــن تغي ـرات فــي أســعار الفائــدة فــي الســوق ‪ ،‬ومخــاطر مــن تعــرض‬

‫موجــودات البنــك مــن أوراق ماليــة وأصــول ثاابتــة أخــرى لتغيـرات فــي أســعارها والعوائــد المرتقبــة منهــا ‪ ،‬وتمثاــل‬

‫مخــاطر القــروض ومــا تنطــوي عنــه مــن احتمــال فشــل العملء فــي ســداد القــروض المســتحقة عليهــم هاجس ـ ا‬

‫ينتـاب البنــوك التجاريـة ‪ ،‬وكـثاي ار مـا يـؤدي إلـى انهيارهــا ‪ ،‬ومخـاطر فقــدان البنــك للسـيولة المناســبة مؤديـ ا إلـى‬

‫عجزه في اليفاء بطلبات السحوبات التي يقوم بها العملء ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬إدارة اللتزامات ‪:‬‬

‫بمــا أن م ـوارد البنــك تمثاــل تعهــد ا مــن قبلــه تجــاه الخريــن ‪ ،‬فــإنه ل بــد مــن أن يحســن إدارتهــا وذلــك لعلقتهــا‬

‫المباشرة والمؤثارة في جانب الصول ‪.‬‬

‫ويقصد بإدارة اللتزامات هو استخدام بنود هذا الجانب من ميزانية البنـك للحصـول على المـوارد الماليـة بأقـل‬

‫التكاليف لتوفر للبنـك فرصـة أفضـل لتقـديم القـروض واسـتثامارها فـي مختلف أوجـه السـتثامار الكفيلـة بتحقيـق‬

‫أفضل العوائد ‪ ،‬كما أن زيادة اللت ازمــات تتطلــب أن يتبنـى البنــك خطـوات منافسـة ومماثالــة لتلـك الـتي تتبناهــا‬

‫بنوك أخرى ‪.‬‬

‫كمــا يجــب أن تتســم الوراق الماليــة الــتي يصــدرها البنــك بدرجــة مــن الســيولة والعائــد ودرجــة منخفضــة مــن‬

‫المخاطر مقارنة لما تصدرها البنوك الخرى إن لم تكن أفضل منهـا ‪ ،‬وبـالرغم مـن حريـة البنـوك فـي إصـدار‬

‫أوراق مالية كشهادات اليداع ‪ ،‬فإن إقبـال المسـتثامرين عليهــا يعتمـد علـى الوضـع المـالي للبنــك الــذي يفصــح‬

‫عنه وضع الصول إذ تحدد ملمح أداء البنك ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪65‬‬


‫ويساهم توفر الفرص أمام البنك للحصول على تمويل من أسواق المال مرونة له لتحسين إدارة التزاماته ‪ ،‬إذ‬

‫يمنحــه زمــام المبــادرة فــي طــرح أوراق ماليــة قصــيرة الجــل كشــهادات اليــداع إذا طـ ـرأت مشــكلة فــي حجــم‬

‫السحوبات منه ‪ ،‬أو حال وجود طلب إضافي علـى التســهيلت الئتمانيــة الــتي يقــدمها ‪ ،‬ونظـ ار لن الكــثايرين‬

‫ومنهـم البنـك المركـزي ‪ ،‬ينظـرون إلـى رأس المال علـى أنـه ضـمان لحقـوق المسـاهمين ‪ ،‬فإن البنـك المركـزي‬

‫كثاي ار ما يربط بين سياسة القراض التي يتبعها البنك ورأس المال ‪.‬‬

‫العديد من البنوك المركزية يضع سقفا علـى التسـهيلت الئتمانيـة الـتي يقـدمها البنـك بحيث ل تتجـاوز نسـبة‬

‫معينة من رأس المال ‪ ،‬أو ل تتجاوز التسـهيلت الئتمانيـة الــتي تمنـح لجهـة واحــدة مبلـغ معيـن ‪ ،‬ممـا يــوجه‬

‫البنوك إلى زيادة رأس المال كمدخل لزيادة قدرتها على تقديم تسهيلت ائتمانية إضافية ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬مؤشرات أداء البنوك ) مدخل تحليل النسب المالية ( ‪:‬‬

‫إن المهتميــن ينظــرون إلــى الوضــاع الماليــة للبنــوك مــن خلل تحليــل مــالي لميزانياتهــا واستش ـراف مواقفهــا‬

‫المستقبلية باستخدام مؤشرات عديدة تعكس أداء البنك في جانبي الصول واللتزامات ‪ ،‬نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ -1‬مؤشرات السيولة لدى البنك ‪:‬‬

‫وهي تعبر عن قـدرة البنـك علـى اليفـاء الفـوري بالت ازمـاته سـواء اليوميـة منهــا كالسـحوبات الدوريـة والطارئـة ‪،‬‬

‫كالتغيرات الموسمية في اللتزامات أو الناتجة عن حوادث مفاجئة ‪ ،‬وأهم هذه المؤشرات ‪:‬‬
‫ودائع البنك لدى البنك المركزي ‪ +‬النقود الحاضرة لدية‬
‫×‪100‬‬ ‫‪ -‬نسبة الرصيد النقدي =‬
‫إجمالي الودائع‬

‫نسبة الرصيد النقدي تعبر عن مقدار النقد الذي هو في متنـاول البنـك التجـاري ول يخضــع لقيــود ‪ ،‬ويلحــظ‬

‫أنــه إذا ارتفعــت نســبة الرصــيد النقــدي ‪ ،‬جــاز القــول أن لــدى البنــك ســيولة عاليــة ولكــن نظـ ـ ار لتــداخل إدارة‬

‫الصول إوادارة اللتزامات فإن زيادة مطلقة في نسـب الرصــيد النقــدي أو النســب الخــرى الــتي توظــف لقيــاس‬

‫السيولة دون تحقيق معدلت مقبولة من الرباح ‪.‬‬

‫×‪100‬‬
‫ودائع البنك لدى البنك المركزي‬
‫‪ -‬نسبة الحتياطي النقدي=‬
‫الودائع‬
‫وتعتبر نسبة الحتياطي النقدي مقياس ا آخر لتحديد مدى قدرة البنك على الوفاء بالت ازمـاته مــن الودائـع ‪ ،‬فـإذا‬

‫انخفضت هذه النسبة ‪ ،‬يرى البعض فيها تدني ا في قدرة البنك على توفير السيولة بالسرعة المطلوبة لمواجهــة‬

‫التغيرات في الودائع ‪.‬‬

‫×‪100‬‬
‫ودائع البنك لدى البنك المركزي ‪ +‬النقود الحاضرة لديه ‪ +‬أصول أخرى عالية السيولة‬
‫نسبة السيولة =‬ ‫‪-‬‬
‫الودائع‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪66‬‬


‫يستخدم مؤشر نسبة السيولة لتقدير سيولة البنك ‪.‬‬
‫القروض‬
‫× ‪100‬‬ ‫نسبة القروض إلى الودائع =‬
‫الودائع‬
‫تمثال نسبة القروض إلى الودائع مقياسا آخر لسيولة البنك التي كلما ارتفعت قلت سيولة البنك ‪.‬‬

‫مؤشر حماية الدائن ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪100‬‬
‫محتجزة ‪ +‬فوائض مالية‬ ‫رأس المال السهمى ‪× +‬‬
‫أرباح‬ ‫‪ -‬نسبة رأس المال إلى الودائع =‬
‫الودائع‬
‫تعكس مـدى قـدرة رأس المـال في حمايـة الـدائنين أو المـودعين ‪ ،‬وينظـر إلى رأس المـال كأنه الوعـاء الـذي‬

‫يحتضن حقوق هاتين الفئتين بالدرجة الولى في حالة انهيار البنك ‪.‬‬
‫رأس المال السهمى ‪ +‬أرباح محتجزة ‪ +‬فوائض مالية‬
‫×‪100‬‬ ‫‪ -‬نسبة رأس المال إلى الصول =‬
‫الصول‬
‫ويمكن صياغة هذه النسبة على النحو التالي ‪:‬‬
‫حقوق الملكية‬
‫×‪100‬‬ ‫‪ -‬نسبة رأس المال إلى الصول =‬
‫الصول‬
‫وتوفر مقارنـة رأس المـال إلـى إجمالي أصـول البنـك معيـا ار بيـن النسـبة الـتي يمكـن أن تتنـاقص بهـا الصـول‬

‫قبل أن ينعكس هذا سلبا على المودعين من خلل تحملهم الخسائر ‪.‬‬

‫‪ -2‬مؤشر نسبة القروض إلى الصول ‪:‬‬

‫يوفر مؤش ار عن المدى الذي مضى إليه البنك في تمويل عملياته من مصادر ذاتية وأموال الغير ‪.‬‬
‫مجموع القروض‬
‫× ‪100‬‬ ‫‪ -‬نسبة القتراض =‬
‫الصول‬

‫إذا ارتفعت هذه النسبة ‪ ،‬يصبح الملك والمودعين أكثار عرضة للتقلبات التي تط أر على سداد القروض ‪.‬‬

‫مؤشر نسبة حقوق الملكية إلى القروض ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫‪100‬‬
‫حقوق الملكية‬ ‫×‬ ‫‪ -‬نسبة حقوق الملكية إلى القروض =‬
‫القروض‬
‫يعبر عن مدى مساهمة الملك في تمويل القروض ‪.‬‬

‫‪ -3‬مؤشر نسبة حقوق الملكية إلى الستثامار في الوراق المالية ‪:‬‬

‫يقيــس هــامش الوقايــة مــن المخــاطر الــتي قــد يتعــرض لهــا البنــك نتيجــة التقلبــات فــي القيمــة الســوقية للوراق‬

‫المالية ‪.‬‬
‫حقوق الملكية‬
‫×‪100‬‬ ‫‪ -‬نسبة حقوق الملكية إلى الستثامار في الوراق المالية =‬
‫إجمالي الستثمارات في الوراق المالية‬
‫ما دامت هذه النسبة أكبر من ‪ %100‬فإن لدى البنك القدرة على احتواء التقلبات في قيم الوراق المالية ‪.‬‬

‫مؤشر نسبة توظيف الودائع ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪67‬‬


‫يهدف إلى قياس مـدى كفاءة البنـك فـي توظيـف الودائـع فـي أوجـه اسـتثامارية مختلفـة تنتـج عنهـا عوائـد تـدعم‬

‫موقفه تجاه اليفاء بما يدفعه من فوائد للمودعين وتحقيق فوائض للملك ‪.‬‬
‫القروض ‪ +‬الستثمار في أوراق مالية‬
‫×‪100‬‬ ‫‪ -‬نسبة توظيف الودائع =‬
‫الودائع‬

‫فــإذا كــانت النســبة ‪ %70‬فهــذا يعنــي أن البنــك اســتثامر ‪ %70‬مــن إجمــالي الودائــع فــي قــروض وفــي أوراق‬

‫ماليه ‪.‬‬

‫‪ -4‬مؤشر نسبه العائد على حقوق الملكية ‪:‬‬


‫صافي‪100‬‬
‫الربح بعد الضريبة‬ ‫×‬ ‫‪ -‬نسبة العائد على حقوق الملكية =‬
‫حقوق الملكية‬
‫إلــى جــانب هــذه النســب ‪ ،‬هنــاك عــدد آخــر منهــا يوظــف لتحليــل الوضــع المــالي للبنــوك ‪ ،‬س ـواء فــي جــانب‬

‫الصول أو جانب اللتزامات من ميزانياتها وحساباتها الختامية ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪68‬‬


‫خلق النقود والئتمان ‪:‬‬

‫تنفــرد البنــوك التجاريــة عــن غيرهــا مــن المؤسســات الماليــة بقــدرتها الفائقــة فــي خلــق الئتمــان ‪ ،‬أي أنهــا تنفــرد‬

‫بتزويد القتصاد بنوع من النقـود تمثاــل الشـكل الثاــاني مـن وسـائل الــدفع الــتي يمكـن إدخالهــا فـي حيـز الرصـيد‬

‫النقدي في اقتصاد ما والتي تستخدم لنجاز المعاملت المختلفة ‪.‬‬

‫ولبــد أن نــدرك أن هــذه القــدرة فــي خلــق الئتمــان ليســت مطلقــة إذ أن السياســة الئتمانيــة تســتطيع أن تتحكــم‬

‫فيها زيادة أو نقصان ا مع تغيـر الظـروف الـتي يمـر بهـا القتصـاد وذلـك مـن خلل نسـبة الحتيـاطي القـانوني‬

‫الذي تلتزم به البنوك التجارية ‪.‬‬

‫فعنــدما تــزداد نســبة الحتيــاطي تنكمــش القــدرة فــي خلــق الئتمــان عكــس الحالــة الــتي تنخفــض فيهــا نســبة‬

‫الحتياطي حيث تستطيع البنوك التجارية خلق المزيد من الئتمان الذي يقدم للقتصاد ‪.‬‬

‫تنش ــأ عملي ــة خل ــق الئتم ــان ع ــن قاع ــدة أساس ــية مفاده ــا أن أص ــحاب الودائ ــع الجاري ــة وه ــي وودائ ــع يح ــق‬

‫لصاحبها سحبها في أي وقت يشاء دون إذن مسبق من البنك ‪ ،‬لن يتقدموا في وقت واحد لسحب ما أودعوه‬

‫فــي البنــك التجــاري ‪ ،‬وحــتى لــو تــم هــذا الفــتراض الجــدلي ‪ ،‬وتقــدم هــؤلء المــودعين بســحب ودائعهــم ‪ ،‬فــإن‬

‫هناك ودائع جديـدة يتقـدم بهـا مـودعين جـدد ممـا يجعـل رصـيد الودائـع الجاريـة فـي البنـك التجاري يتسـم بنـوع‬

‫مــن الثابــات النســبي ممــا يعطــي للبنــك التجــاري قــدرة خلــق ائتمــان جديــد ‪ ،‬فعمليــة خلــق الئتمــان تنشــأ بســبب‬

‫ثابات النسبة بين سحوبات المودعين إوايداعات مودعين جدد ‪.‬‬

‫إن عملي ــة خل ــق الئتم ــان مهم ــة ج ــد ا للقتص ــاد ‪ ،‬فم ــن خلله ــا يم ــد القتص ــاد بن ــوعين م ــن النق ــود لتم ــام‬

‫المعاملت المختلفة وهي ‪:‬‬

‫‪ -1‬النقود القانونية التي ينفرد بإصدارها البنك المركزي )العملة الورقية والمعدنية(‬
‫‪ -2‬النقود المشتقة والتي تنشأ عن عملية خلق الئتمان التي تنفرد بها البنوك التجارية ‪.‬‬

‫إن انفراد البنوك التجارية بهذه العملية تعود لسببين هما ‪:‬‬

‫‪ -1‬قدرة البنك التجاري في ضمان تسديد الودائع في أي وقت بسبب ما لديه من سيولة ‪.‬‬
‫‪ -2‬استمرار الطلب على الئتمان من قبل الفراد وشركات العمال‬

‫ولكن لبد من التأكيد على أن هذه القدرة ليست مطلقة وبأنها مقيدة بمجموعة من الفتراضات هي ‪:‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪69‬‬


‫‪ -1‬الوعي المصرفي لدى الفراد بحيث يؤدي ذلك إلى إقبالهم علـى إيــداع مـا لـديهم مــن أرصـدة نقديـة‬

‫فائضة في البنوك التجارية واعتمادهم على الشيكات في تسوية مدفوعاتهم ‪.‬‬


‫‪ -2‬احتفاظ البنوك التجارية باحيتاطيات نقدية إجبارية ‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم وجود تسرب نقدي خارج النظام المصرفي استنادا إلى الفتراض الول‪.‬‬
‫‪ -4‬افتراض أن كـل البنـوك التجاريـة داخـل القتصـاد كأنهـا تعمـل كمصـرف واحـد ضـمن فـروع متعـددة‬

‫ومنتشرة في جميع البلد ‪.‬‬


‫‪ -5‬توفر الرغبة لدى البنوك التجارية في إقراض ما لديها من أموال تزيد عن مقدار الحتياطي النقدي‬

‫التي ترغب بالحتفاظ به ‪.‬‬


‫‪ -6‬أن هناك طلب دائم على الئتمان ‪.‬‬

‫كيف تتم عملية خلق الئتمان ‪:‬‬

‫للقــاء الضــوء علــى كيفيــة قيــام البنــك التجــاري فــي خلــق الئتمــان ‪ ،‬تفــترض أن البنــك التجــاري اســتلم وديعــة‬

‫جارية من أحد المودعين بمبلغ ‪ 5,000‬دولر ‪ ،‬وعلى وفق قاعـدة القيـد المـزدوج في المحاسـبة فـإن الميزانيـة‬

‫العمومية للبنك التجاري سوف تأخذ الشكل التي في لحظة اليداع ‪.‬‬

‫الميزانية العمومية للبنك التجأاري‬

‫‪ 5,000‬ودائع جارية‬ ‫‪ 5,000‬نقدية‬

‫وبما أن البنك التجاري يعمل كوسيط مالي لذلك فإنه سوف يسعى إلى استثامار أمواله في أصول اسـتثامارية‬

‫يضـمن مـن خللهـا تحقيـق عائـد ‪ ،‬ونظـ ار لن البنـك التجاري ملـتزم بشـرط البنـك المركـزي بضـرورة الحتفـاظ‬

‫باحتياطي قانوني ضمن نسبة معينة من الودائـع حمايـة للمـودعين ‪ ،‬ولنفـترض أن نسـبة الحتيـاطي القانوني‬

‫تبلـ ــغ ‪ % 25‬مـ ــن الودائـ ــع ‪ ،‬لـ ــذلك فـ ــإن ميزانيـ ــة البنـ ــك التجـ ــاري سـ ــوف تكـ ــون بعـ ــد أن يتـ ــم الحتفـ ــاظ بنسـ ــبة‬

‫الحتياطي القانوني ومنح الباقي على شكل ائتمان مصرفي على الشكل التي ‪:‬‬

‫الميزانية العمومية للبنك‬

‫‪ 5,000‬ودائع‬ ‫‪ 1,250‬نقدية‬

‫‪ 3,750‬ائتمان‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪70‬‬


‫‪5,000‬‬ ‫‪5,000‬‬

‫وبالنظر للميزانية أعله نلحظ أن البنك التجاري احتفظ برصيد النقدية ‪ 1,250‬إيفاء للحتيـاطي القانوني ‪،‬‬

‫ولذلك فإنه سوف يستخدم ‪ 3,750‬دولر على شكل ائتمان مصرفي ‪.‬‬

‫ومن خلل هذه العملية يكون البنك التجاري قد خلق ائتمان وساهم بزيادة كمية وسائل الدفع بمقدار ‪3,750‬‬

‫دولر ‪.‬‬

‫لنفترض أن الشخص الذي حصل على الئتمان البالغ ‪ 3,750‬دولر اســتخدمه فـي شـراء سـلعة مــن شـخص‬

‫آخر ‪ ،‬حيث قام هذا الشخص الثاالث بإيداع المبلغ في البنك التجاري صاحب الميزانية العموميــة أعله ) أو‬

‫فــي بنــك تجــاري ثاــاني ( هــذا يعنــي أن البنــك التجــاري ســوف يحصــل علــى وديعــة جديــدة بمقــدار ‪3,750‬‬

‫دولر ‪ ،‬ويكون على استعداد لتقديم ائتمان جديد بعد خصم ‪ %25‬من الوديعة الجديــدة علــى شــكل احتيــاطي‬

‫قــانوني أي أن ــه قــادر علــى من ــح ‪ 2,812.50‬دولر ائتم ــان جدي ــد لح ــد العملء ول ــذلك ف ــإن ميزاني ــة البن ــك‬

‫التجاري ) الول ( سوف تعكس الوضع التي الجديد ‪:‬‬

‫ميزانية البنك التجأاري ) الول (‬

‫‪ 5,000‬ودائع‬ ‫‪ 1,250‬نقدية‬

‫‪ 3,750‬ودائع‬ ‫‪ 3,750‬ائتمان‬

‫‪ 937.50‬نقدية‬

‫‪ 2,812.50‬ائتمان‬
‫‪8,750‬‬ ‫‪8,750‬‬

‫ويلحــظ هنــا أن البنــك التجــاري ) الول ( قــد ســاهم فــي خلــق ائتمــان جديــد مقــداره ‪ 2,812.50‬دولر مــن‬

‫الوديعة الجديدة البالغة ‪ 3,750‬وبعد أن استقطع البنك ‪ %25‬منها كاحتياطي قانوني ‪.‬‬

‫ول تختلــف الحالــة إذا قــام المــودع الخيــر بإيــداع مبلــغ ‪ 3,750‬دولر فــي بنــك تجــاري آخــر ولنفــرض البنــك‬

‫)الثاــاني( فــإن ميزانيــة البنــك الجديــد )الثاــاني( ســوف تأخــذ الشــكل التــي بعــد أن يســتقطع البنــك ‪ %25‬مــن‬

‫الوديعة ويقرض الباقي ‪.‬‬

‫ميزانية البنك التجأاري ) الثاني (‬

‫‪ 3,750‬ودائع‬ ‫‪ 937.50‬النقدية‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪71‬‬


‫‪ 2,812.50‬الئتمان‬

‫ولو تتبعنا هـذا الئتمـان الجديـد ‪ 2,812.50‬دولر سـواء فـي البنـك التجـاري ) الول أو الثاـاني ( فـإنه سـوف‬

‫يعود إلـى البنـك ‪ ،‬ل محـال وذلـك علـى شـكل وديعــة جديــدة ‪ ،‬مـن خللهــا يسـتطيع البنــك التجـاري أن يحتفــظ‬

‫بجزء منها على شكل احتياطي قـانوني ويقــرض البـاقي ‪ ،‬وهكــذا تسـتمر عمليــة خلـق الئتمــان لتنتهــي بمقـدار‬

‫يساوي ثالثاة أضعاف الوديعة الصلية ‪.‬‬

‫ولكي نتمكن من تحديد ما يمكن أن يخلقه البنك التجاري من ائتمان تستخدم المعالة التالية ‪:‬‬
‫ع)‪–1‬ح(‬
‫مقدار الئتمان =‬
‫ح‬

‫حيث أن ‪:‬‬

‫ع = مقدار الوديعة الصلية ‪.‬‬

‫ح = نسبة الحتياطي القانوني ‪.‬‬

‫وعند تطبيق هذه المعادلة على وديعة مقدارها ‪ 5,000‬دولر ‪ ،‬ونسبة الحتياطي القانوني ‪ %25‬فإن مقــدار‬

‫الئتمان الذي تستطيع البنوك التجارية خلقه هي ‪ 15,000‬دولر كالتالي ‪:‬‬


‫‪( 25% – 1 ) 5,000‬‬
‫= ‪ 15,000‬دولر‬ ‫مقدار الئتمان =‬
‫‪25%‬‬

‫ويلحظ أن مقدار ما خلقه البنك التجاري من ائتمان يساوي ثالثاة أضــعاف الوديعــة الصـلية ‪ ،‬أي أن البنـك‬

‫التجاري قد ساهم بزيادة وسائل الدفع داخل القتصاد بقيمة الئتمان الذي خلقه ‪.‬‬

‫إن أهم ما يمكن ملحظته أن قدرة البنوك التجارية فـي خلـق الئتمـان تتــأثار بشـكل مباشـر بنســبة الحتيــاطي‬

‫القانوني الذي تفرضه السلطة النقديـة ‪ ،‬وبواسـطة نسـبة الحتيـاطي تتمكـن السـلطة التنفيذيـة مـن التـأثاير علـى‬

‫قدرة البنوك التجارية خلق الئتمان عند فترة الركود القتصادي أو عند حالة النتعاش‪.‬‬

‫لنفرض أن السياسة الئتمانية للسلطة النقدية قد أقرت أن تكون نسبة الحتياطي القانوني ‪ ، %35‬عليه فإن‬

‫مقدار ما سوف تخلقه البنوك التجارية سوف ينخفض ليصل إلى ‪ 9,285.70‬دولر‪.‬‬

‫‪(0.35 – 1 ) 5,000‬‬
‫= ‪ 9,285.70‬دولر‬ ‫وذلك كالتالي ‪:‬‬
‫‪0.35‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪72‬‬


‫فــي حيــن لــو أقــرت الســلطة النقديــة نســبة ‪ %16‬كاحتيــاطي قــانوني ‪ ،‬فــإن قــدرة البنــوك علــى خلــق الئتمــان‬

‫سوف تبلغ ‪ 26,250‬دولر من الوديعة الصلية ‪.‬‬


‫‪(0.16 – 1 ) 5,000‬‬
‫= ‪ 26,250‬دولر‬ ‫وذلك كالتالي ‪:‬‬
‫‪0.16‬‬

‫ويلحظ من التحليل أعله أن العلقة بين قدرة البنوك التجارية في خلق الئتمان ونسبة الحتياطي القـانوني‬

‫التي تقرها السلطة النقدية هي علقة عكسية ‪ ،‬إذ تنخفض قدرة البنك في خلـق الئتمـان عنـدما ترتفـع النسـبة‬

‫وتزداد عند انخفاضها ‪ ،‬وبهذا السلوب تكون السلطة النقديـة ومــن خلل السياسـة الئتمانيــة قــد تحكمــت فـي‬

‫الئتمــان المصـ ـرفي داخــل القتصــاد فــي فــترة عنــدما يحتــاج القتصــاد إلــى سياســة انكماشــية فــي الئتمــان‬

‫المص ـرفي وفــي فــترة النتعــاش القتصــادي عنــدما يحتــاج القتصــاد إلــى الئتمــان المص ـرفي وذلــك لن قــدرة‬

‫البنوك التجارية على خلق الئتمان تحددها عوامل ثالثاة هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود أرصدة نقدية لدى البنوك التجارية‪.‬‬


‫‪ -2‬أن تكون نسبة الحتياطي أقل من واحد عدد صحيح‪.‬‬
‫‪ -3‬حالــة النشــاط القتصــادي الــتي تحكــم الطلــب علــى الئتمــان ورغبــة البنــوك فــي تســهيل أو تضــييق‬

‫الئتمان ‪.‬‬

‫وعلى ضوء هذا التحديد يمكن التوصل إلى الستنتاج التي ‪:‬‬

‫‪ -1‬تتـناسب القدرة في خلق الئتمان تناسب ا عكسيا مع نسبة الحتياطي القانوني‬


‫‪ -2‬يتماشى خلق الئتمان تماشي ا طردي ا مع مبلغ الوديعة الصلية ‪.‬‬
‫‪ -3‬تضعف قدرة البنوك التجارية على خلق الئتمان إذا ما تسرب جزء من الئتمان إلى التداول ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪73‬‬


‫البنك المركزي والسياسة النقدية ‪:‬‬

‫طبيعة البنك المركزي ‪:‬‬

‫يمثال البنك المركزي لي دولة في مؤسسة وحيدة ‪ ،‬فلكل اقتصاد قومي مؤسسة مركزية مصـرفية واحــدة تقـوم‬

‫بالشراف على الئتمان إواصدار النقود ‪ ،‬ويقوم البنك المركزي بتحويل الصول الحقيقية إلى أصول نقديــة ‪،‬‬

‫فيتولى عملية إصدار النقود القانونية ‪ ،‬التي تتمتع بالقدرة النهائية والجبارية على الوفاء باللتزامات ‪.‬‬

‫ولخطورة الوظائف التي يقوم بها البنك المركزي ‪ ،‬فهو مؤسسة عامة أي مملوكه للدولــة وخاضــعة لشـرافها ـ‬

‫وتختلــف أهــداف البنــك المركــزي عــن أهــداف بقيــة أنـ ـواع البنــوك الخــرى ‪ ،‬مــن حيــث أنــه ل يعتــبر هــدفه‬

‫الرئيسـي هـو تحقيـق أقصى ربـح ‪ ،‬وذلـك لن البنـك المركـزي يسـعى إلـى تحقيـق أهـداف يغلـب عليهـا الطابع‬

‫القومي والمصلحة العامة ‪.‬‬

‫الوظائف الساسية للبنك المركزي ‪:‬‬

‫يهــدف البنــك المركــزي فــي المقــام الول إلــى تــدعيم النظــام النقــدي للدولــة والش ـراف علــى الوجــه المختلفــة‬

‫للنش ــاط المصـ ـرفي ‪ ،‬وف ــي س ــبيل ذل ــك فه ــو يق ــوم بمجموع ــة م ــن الوظ ــائف الساس ــية س ــنتناولها بش ــيء م ــن‬

‫التفصيل على النحو التالي ‪:‬‬

‫ل ‪ :‬إصدار أوراق البنكنوت ‪:‬‬


‫أو ا‬

‫يعتــبر البنــك المركــزي محتك ـرا لعمليــة إصــدار أوراق البنكنــوت ‪ ،‬وتمثاــل هــذه العمليــة الوظيفــة الرئيســية للبنــك‬

‫المركزي ‪ ،‬ولذا سمي ببنك الصدار ‪ ،‬وتقوم عملية الصدار عن طريق تحويل البنك المركزي لصول ) أو‬

‫حقوق له لدى الغيـر ( إلـى أوراق بنكنـوت ‪ ،‬وهـذه الوراق المصـدرة تمثاـل الت ازمـات على البنـك المركـزي قبـل‬

‫الفراد والمؤسسات الحائزة لهذه الوحدات النقدية المصدرة ‪.‬‬

‫وكــان إنف ـراد البنــك المركــزي بهــذا المتيــاز مــن العوامــل الرئيســية الــتي ميزتــه عــن البنــوك التجاريــة العاديــة ‪،‬‬

‫وزادت مــن مكــانته عنــدما أصــبحت أوراق البنكنــوت المصــدرة عملــة قانونيــة لهــا قــوة إبـ ـراء غيــر محــدودة ‪،‬‬

‫وعندما استخدمتها البنوك كاحتياطي مقابل الودائع ‪ ،‬ومــن أهـم الم ازيــا المترتبــة علـى تركيــز وظيفـة الصـدار‬

‫في بنك مركزي واحد ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬زيادة ثاقة الجمهور المتعاملين في أوراق النقد المصدرة ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪74‬‬


‫‪ -2‬تمكيــن البنــك المركــزي مــن التــأثاير فــي حجــم الئتمــان عــن طريــق التــأثاير فــي حجــم الحتياطيــات‬

‫النقدية التي تحتفظ بها البنوك التجارية مقابل الودائع ‪.‬‬


‫‪ -3‬تقديم ضمان أكبر ضد النفراد في إصدار أوراق النقد الذي قد ينتج عن تعدد بنوك الصدار‪.‬‬

‫علمـ ا أنــه إذا كــان إصــدار أوراق البنكنــوت هــو مــن اختصــاص البنــك المركــزي وحــده ‪ ،‬فــإن الدولــة عــادة مــا‬

‫تضع عدة قيود علـى نشـاطه فـي هـذا الخصـوص ‪ ،‬بحيــث تضـمن عـدم السـراف فـي الكميـات المصـدرة بمـا‬

‫يهدد باختلل التوازن الداخلي والخارجي ‪.‬‬

‫وتختلف هذه القيود باختلف نظم الصدار ‪ ،‬ومن أهم نظم إصدار النقود ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬نظام الغطاء الذهبي الكامل ‪:‬‬

‫وطبقـ ا لــه يتــم إصــدار قــدر معيــن مــن النقــود وتغطــى بالكامــل بالــذهب ‪ ،‬وهــذا النظــام عــديم المرونــة حيــث ل‬

‫يمكن زيادة كمية النقود المصدرة إل بزيادة الغطاء الذهبي ‪.‬‬

‫‪ -2‬نظام الصدار الجزئي الوثايق ‪:‬‬

‫وطبقا له يتم تغطية قدر معين من الصدار بسندات حكومية وكل ما تجاوز ذلك القدر يغطى بالذهب ‪.‬‬

‫‪ -3‬نظام الغطاء الذهبي النسبي ‪:‬‬

‫وطبق ا له يتـم تغطيـة أوراق النقـد المصـدرة بـذهب يمثاـل نسـبة مـن قيمتهـا ويغطـى البـاقي بعناصر أخـرى مثاـل‬

‫السندات والذون الحكومية والكمبيالت التجارية ‪.‬‬

‫ويكمن جمود هذا النظام في حدود نسبة الذهب المقررة ‪ ،‬حيث قد يعجز البنك المركزي عن تلبية احتياجات‬

‫سوق النقد من أوراق البنكنوت إذا عجز عن توفير النسبة المطلوبة من الذهب ‪.‬‬

‫‪ -4‬نظام الحد القصى للصدار ‪:‬‬

‫وفقـ ـ ا ل ــه يت ــم وض ــع ح ــد أقص ــى لم ــا يمك ــن للبن ــك المرك ــزي أن يص ــدره م ــن أوراق البنكن ــوت دون أي ال ــتزام‬

‫ل للتغير حسب الظروف ‪.‬‬


‫بالحتفاظ برصيد من الذهب ‪ ،‬وبطبيعة الحال فإن الحد القصى يكون قاب ا‬

‫‪ -5‬نظام الصدار الحر‪:‬‬

‫وفق ـ ا لــه يتــم خضــوع حجــم الصــدار إلــى تقــدير الســلطات النقديــة ‪ ،‬واضــطرت بعــض الــدول تحــت ضــغط‬

‫الظروف إلى عدم النص في قانون الصدار على حد أقصى لما يمكن للبنك المركزي أن يصــدره مــن أوراق‬

‫بنكنوت ‪ ،‬وترك أمر تغيير حجم الصدار كلية إلى تقدير السلطات النقدية ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪75‬‬


‫وأخيـ ـرا إن الغطــاء فــي معظــم التشـ ـريعات الحديثاــة أصــبح متنــوع العناصــر ‪ ،‬فقــد يوجــد إلــى جــانب الــذهب‬

‫العملت الجنبية ‪ ،‬وأذون الخزانة وصـكوك الحكومــة ومـا شـابه ذلــك‪ ،‬فـي حيـن تشـكل كميــة أوراق البنكنـوت‬

‫المصــدرة خصــوم البنــك المركــزي ‪ ،‬فــإن عناصــر الغطــاء تشــكل أصــوله ‪ ،‬ومــن الضــروري تعــادل مجمــوع‬

‫الصول مع مجموع الخصوم ‪.‬‬

‫ثاانيا ‪ :‬القيام بدور بنك الحكومة ومستشارها المالي ووكيلها ‪:‬‬

‫يقوم البنك المركزي بالحتفاظ بالرصدة النقدية للحكومة ‪ ،‬بتحصيل إيراداتها وصرف نفقاتهـا ‪ .‬كمـا ويحتفظ‬

‫بحســابات المصــالح والمؤسســات الحكوميــة ‪ ،‬فالحكومــة تضــع أموالهــا فيــه ‪ ،‬ولهــذا أهميــة كــبيرة فــي النظــام‬

‫بصفة عامة لن ذلك يؤدي إلى نتائـج تختلـف تمامـا عـن تلـك الـتي تـترتب علـى احتفـاظ الحكومـة بحسـاباتها‬

‫في البنوك التجارية ‪.‬‬

‫ويقوم بوصفه وكيل بإصدار القروض العامة وبيع السـندات الحكوميـة وأذون الخ ازنـة نيابـة عنهـا ‪ ،‬والشـراف‬

‫علـى عمليــة الكتتــاب ‪ ،‬ويتعــدى ذلــك إلــى تنظيــم اســتهلك وســداد الكوبونــات ‪ ،‬وعمومـا يتــولى البنــك كــل مــا‬

‫يتعلق بإصدار ودفع فوائد وسداد قيمة القروض نيابة عن الحكومة ‪.‬‬

‫هذا ويمثال مستشا ار للحكومة في الشئون المالية والنقدية فيمد الحكومة بالمعلومات والنصــائح اللزمــة لتخــاذ‬

‫الق اررات والسياسات القتصادية ‪.‬‬

‫ثاالثاا ‪ :‬توفير السيولة اللزمة للبنوك التجارية عند الضرورة ‪:‬‬

‫يقوم البنك المركزي بدور البنك بالنسـبة للبنـوك الخـرى ‪ ،‬فيحتفـظ بالرصـدة النقديـة للبنـوك التجاريـة ‪ ،‬وذلـك‬

‫بالضــافة إلـى أنــه يقــوم بــدور المقــرض الخيــر بالنســبة لهــذه البنــوك عــن طريــق تقــديم القــروض ) بضــمانات‬

‫معينة ( أو عن طريق إعادة خصم بض الوراق التجارية والمالية ‪.‬‬

‫وبطبيعــة الحــال يســتطيع البنــك المركــزي أن يفــرض‪ -‬عنــد القـراض أو إعـادة الخصــم‪ -‬أســعار الفائــدة الــتي‬

‫تــتراءى لــه حــتى يحــول دون التجــاء البنــوك التجاريــة لهــذا الســلوب بصــفة متكــررة بمــا ل يتفــق مــع الصــالح‬

‫العام ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬القيام بعمليات المقاصة بين البنوك التجارية ‪:‬‬

‫تحتفــظ البنــوك التجاريــة بجــزء مــن احتياطياتهــا النقديــة علــى هيئــة ودائــع لــدى البنــك المركــزي ‪ ،‬وهــذه الودائــع‬

‫تمكن البنك المركزي من تسوية المديونيات المتبادلة بين البنوك التجارية – نتيجـة إيـداع العملء فـي بنـوكهم‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪76‬‬


‫شيكات مسحوبة على بنوك أخرى‪ -‬ولذا يقـوم البنـك المركـزي بـدور الوسـيط بيـن البنـوك التجاريـة عـن طريـق‬

‫ما يسمى بعملية المقاصـة ‪ ،‬والمقاصـة هـي عمليـة تصفية للشـيكات الـتي تتلقاها البنـوك مـن عملئهـا بقصـد‬

‫تحصيلها لحسابهم من البنوك الخرى ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬تنظيم الرقابة على الصرف الجنبي ‪:‬‬

‫إن فرض الرقابـة علـى الصــرف إنمـا يتضــمن ضــرورة موافقـة السـلطات النقديــة علـى كـل عمليـة مـن عمليـات‬

‫تحويل العملة الوطنية إلى عملة أجنبية أو العكس ‪ ،‬والواقع أن البنك المركزي يقوم بدور هام في تنظيم هــذه‬

‫العملية ‪ ،‬فهو الذي يحتفظ باحتياطيات الدولة من العملت الجنبيــة ‪ ،‬ويحــدد أســعار وشــروط تعامــل البنــوك‬

‫الخرى في النقد الجنبي بيع ا وش اراء ‪.‬‬

‫سادس ا ‪ :‬الرقابة على الئتمان ‪:‬‬

‫يقــوم البنــك المركــزي بمراقبــة حجــم الئتمــان المص ـرفي عــن طريــق التحكــم فــي كميــة النقــود المص ـرفية الــتي‬

‫تســتطيع البنــوك إنشــائها بهــدف تجنــب زيــادة كميــة النقــود المتداولــة عــن حجــم الســلع والخــدمات ممــا يجنــب‬

‫ارتفاع المستوى العام للسعار الذي يسـبب التضـخم ‪ ،‬كمـا ويهـدف إلـى تجنب نقـص كميـة النقـود عـن حجـم‬

‫السلع والخدمات مما يجنب انخفاض المستوي العام للسعار الذي يسبب ظاهرة النكماش القتصادي ‪.‬‬

‫ويقصد بالرقابة على الئتمان ‪ :‬تحكم البنك المركزي في حجم كمية النقود الـتي تســتطيع البنـوك التجاريـة أن‬

‫تخلقها بما يتمشى مع مستوى النشاط القتصادي المرغوب فيه منع ا للتضخم أو تجنب ا النكماش ‪.‬‬

‫ومن أهم الوسائل التي يستخدمها البنك المركزي في مراقبة وتوجيه الئتمان ما يلي ‪:‬‬

‫تغيير سعر إعادة الخصم ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫يقصــد بســعر إعـادة الخصــم ) ســعر الفائــدة الــتي يتقاضــاها البنــك المركــزي مــن البنــوك التجاريــة نظيــر إعــادة‬

‫خصــم مــا لــديها مــن كمبيــالت وأذون أو مــا يقــدم لهــا مــن قــروض وســلفيات مضــمونة بمثاــل هــذه الوراق أو‬

‫بغيرها ( ‪.‬‬

‫إن سعر الخصم المحدد من قبل البنك المركزي والذي تقترض به البنوك التجارية يمثاــل المؤشــر الــذي تعتمــد‬

‫عليه البنـوك التجاريـة فـي تحديـد سـعر الفائـدة الـتي تمنـح بـه قروضـاا‪ ،‬فإذا ما قـام البنـك المركـزي برفـع سـعر‬

‫الخصم‪ ،‬فإن البنوك التجارية تقوم بنقل هذا العبء على عملئها عن طريق رفع سعر الفائدة على القــروض‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪77‬‬


‫‪ ،‬ممــا يــترتب عليــه الحــد مــن رغبــة الفـراد فــي الحصــول علــى الئتمــان ‪ ،‬وبالتــالي ينكمــش حجــم الئتمــان ‪،‬‬

‫والعكس تماما في حالة قيام البنك المركزي بتخفيض سعر الخصم ‪.‬‬

‫عمليات السوق المفتوحة ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ويقصـد بهـا قيـام البنـك المركـزي تلقائيـ ا بـبيع وشـراء الوراق الماليـة فـي سـوق رأس المـال بهـدف التـأثاير علـى‬

‫كمية النقود المتداولة في المجتمع ‪.‬‬

‫وتعتبر هذه الوسيلة من الوسائل الفعالة في مقدرة البنوك على منــح الئتمــان ‪ ،‬فعنــدما يرغــب البنــك المركــزي‬

‫بتنشــيط الحالــة القتصــادية للدولــة فــإنه يقــوم بش ـراء الوراق الماليــة ودفــع قيمتهــا بشــيكات مســحوبة عليــه ‪،‬‬

‫ويترتب على ذلك ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬عنــد تســليم البــائعين لهــذه الشــيكات فــإنهم يقومــون بإيــداعها لــدي بنــوكهم التجاريــة ‪ ،‬المــر الــذي‬

‫يــترتب عليــه زيــادة الحتياطيــات النقديــة لهــذه البنــوك ‪ ،‬ومــن زيــادة حجــم الودائــع بأضــعاف مقــدار‬

‫الزيادة في هذه الحتياطيات ‪.‬‬


‫‪ -2‬زيــادة النقــد المتــاح لــدى الف ـراد ممــا يــؤدي إلــى زيــادة الطلــب علــى الســلع والخــدمات وهــو مــا يحفــز‬

‫النتاج وزيادة العمالة ومن ثام ينتهي المر إلى حالة من الرواج العام ‪ ،‬وعلـى عكـس ذلـك فإن ما‬

‫ساد الدولـة مـن الـرواج تخشي معهـا السـلطات المسـئولة أن تـؤدي إلى حالـة مـن التضـخم ‪ ،‬عندئـذ‬

‫يتدخل البنك المركزي بائع ا للوراق المالية في سوق رأس المال ويقــوم المشــتري لهــذه الوراق بــدفع‬

‫قيمتها إما نقدا أو بشيكات ‪.‬‬


‫تغيير النسبة القانونية للحتياطي النقدي ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫وتتمثال النسبة القانونية للحتياطي النقـدي فـي نسـبة مـن الرصـدة النقديـة الـتي تلـتزم البنـوك التجاريـة قانونيـا‬

‫بالحتفاظ بها من قيمة الودائع لديها لدى البنك المركزي ‪.‬‬

‫ويتناســب مقــدرة البنــك التجــاري علــى خلــق الودائــع مــع بقــاء العوامــل الخــرى علــى حالهــا عكســيا مــع النســبة‬

‫القانونيــة للحتيــاطي النقــدي ‪ ،‬ولمــا كــان البنــك المركــزي هــو الــذي يقــوم بتحديــد هــذه النســبة فــإنه يســتطيع‬

‫اســتخدامها لتقييـد أو تســهيل خلـق الئتمـان حسـب الظـروف القتصـادية السـائدة ‪ ،‬فــإذا رغـب البنــك المركــزي‬

‫ف ــي مكافح ــة البـ ـوادر التض ــخمية ف ــي النش ــاط القتص ــادي ف ــإنه يلج ــأ إل ــى رف ــع النس ــبة القانوني ــة للحتي ــاطي‬

‫النقدي ‪ ،‬أما إذا رغب في إتباع سياسة توسعية فيمكنه تخفيض هذه النســبة ‪ ،‬وفــي هــذه الحالــة تســرع البنــوك‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪78‬‬


‫التجاريـة فـي زيــادة أصــولها وخصـومها ‪ ،‬وبــذلك يزيـد الئتمــان وتتضــاعف الودائــع وينتهـي المـر فـي النهايــة‬

‫إلى انتقال القتصاد القومي من حالة الكساد إلى حالة النتعاش ‪.‬‬

‫وجــدير بالــذكر أن سياســة تغييــر النســب القانونيــة للحتيــاطي النقــدي تعتــبر مــن أقــوى الســلحة النقديــة الــتي‬

‫يمكن للبنك المركزي استخدامها في الدول الخذة بأسباب النمو حيــث أن اســتخدام عمليــات الســوق المفتوحــة‬

‫ل بسبب ضيق سوق رأس المال ‪ ،‬هذا بالضافة إلى أن سياسة تغيير سعر إعادة الخصم‬
‫يكاد يكون مستحي ا‬

‫تكون محدودة الثار بسبب ضيق سوق الخصم في هذه الدول ‪.‬‬

‫تحديد هامش القتراض ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫المقصــود بــذلك هــو اشــتراط البنــك المركــزي بضــرورة قيــام الف ـراد بتمويــل جــانب مــن مشــترياتهم مــن الوراق‬

‫المالية على أن يتم الجزء الباقي عن طريق القتراض من البنوك التجارية إذا ما رغبوا في ذلك ‪ .‬وفــي حالــة‬

‫الرواج يمكن أن ترتفع هذه النسبة تجنبا للتضخم ‪ ،‬أما في حالة الكساد فيمكن أن تنخفض تجنب ا للنكماش‪.‬‬

‫وضع حد أعلى لسعر الفائدة الممنوح للودائع الجارية ‪:‬‬ ‫‪-5‬‬

‫قـد تتنـافس البنــوك التجاريــة بغـرض زيـادة ودائــع زيـادة ودائـع العملء ‪ ،‬فتمنـح فوائــد علـى الودائـع الجاريـة أو‬

‫تتنازل عن شروط مرور فترة زمنية لسحب الودائع الجلة ‪ ،‬وقد يؤدي هذا إلى ارتفـاع أسـعار الفائـدة ارتفاعـ ا‬

‫كــبي ارا‪ ،‬ولــذا فــإن البنــك المركــزي قــد يضــع حــد ا أعلــى للفوائــد الــتي تمنــح علــى الودائــع الجاريــة ل يجــب علــى‬

‫ل للتغييـر حسـب الظــروف القتصـادية ‪ ،‬فينخفـض‬


‫البنوك التجارية أن تتخطاه ‪ ،‬وبالطبع فإن الحد يكــون قـاب ا‬

‫في حالة الزواج ويرتفع في حالة الكساد ‪.‬‬

‫الرقابة على شروط البيع بالتقسيط ‪:‬‬ ‫‪-6‬‬

‫يؤدي نظام البيع بالتقسيط إلى زيـادة السـتهلك بصـفة عامـة ‪ ،‬ويمكــن للبنـك المركـزي أن ييســر شـروط هـذا‬

‫الــبيع فــي حالــة الكســاد عــن طريــق انخفــاض الحــد الدنــى لمــا يــدفع مقــدما مــن ثامــن الســلعة ‪ ،‬أو إطالــة مــدة‬

‫التقسيط ‪ ،‬أو غير ذلك ‪ ،‬كما يمكن أن يقيد من الشروط في حالة الرواج عن طريق رفع الحــد الدنــى لمقــدم‬

‫الثامن أو تقصير مدة التقسيط أو خلفه ‪.‬‬

‫الرقابة على الئتمان العقاري ‪:‬‬ ‫‪-7‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪79‬‬


‫من المعلـوم أن مشـكلة السـكان تعتـبر مـن المشـكلت الرئيسـية في معظم الـدول إن لم يكـن فـي جميـع دول‬

‫العــالم ‪ ،‬وقــد يتمكــن البنــك المركــزي المســاهمة فــي التخفيــف مــن حــدتها عــن طريــق تســهيل الحصــول علــى‬

‫القروض لبناء المساكن وذلك عن طريق تخفيض المقدم إواطالة مدة القرض وغير ذلك ‪.‬‬

‫التأثاير الدبي ‪:‬‬ ‫‪-8‬‬

‫يمكــن للبنــك المركــزي إذ مــا رغــب فــي إتبــاع سياســة انكماشــية ) أو توســعية ( أن يــدعو المســئولين عــن إدارة‬

‫البنــوك التجاريــة ويصــدر إليهــم توجيهــات بشــأن تخفيــض )أو زيــادة( القــروض الــتي يمنحوهــا للعملء وتقليــل‬

‫) أو زيادة ( استثاماراتهم بصفة عامة ‪ ،‬إواذا كان التأثاير الدبي يعني في الظاهر مجرد التــوجيه فــإن فــاعليته‬

‫علمي ا أبعد من ذلك بكثاير ‪.‬‬

‫السياسة النقدية ‪:‬‬

‫تتمثاــل السياســة النقديــة فــي ذلــك الفــرع مــن السياســة القتصــادية الــذي يســعى إلــى تحقيــق الهــداف النهائيــة‬

‫للقتصاد الكلي ‪ ،‬من رفـع مسـتوى العمالـة إلـى مسـتوى التوظيـف الكامــل ‪ ،‬والعمـل علـى اســتقرار الســعار ‪،‬‬

‫والسعي إلى تحقيق النمو أو التنميـة القتصـادية ‪ ،‬والعمـل علـى تحقيــق التـوازن فـي ميـزان المــدفوعات ‪ ،‬هـذه‬

‫السياسة يقوم أو يشارك في وضعها ممثال السلطة النقدية في القتصاد وهو البنــك المركــزي وذلــك مــن خلل‬

‫الدوات والوسائل التي يستخدمها البنك المركزي والمذكورة آنفا من خلل وظائفه ‪.‬‬

‫مفهوم السياسة النقدية ‪:‬‬

‫تتمثاــل أدوات السياســة النقديــة فــي تغييــر العــرض النقــدي فــي المجتمــع والئتمــان المصـرفي ‪ ،‬ويـؤثار هــذا فــي‬

‫مســتويات أســعار الفائــدة ‪ ،‬وبــدوره فــي مســتوى الســتثامار ‪ ،‬ومــن ثاــم فــي الطلــب الكلــي ‪ ،‬وبالتــالي ي ـؤثار فــي‬

‫مستوى النشاط القتصادي ‪.‬‬

‫ويتولى إدارة السياسة النقدية البنك المركزي ‪ ،‬حيث يتحكم في العرض النقدي في المجتمع من خلل التــأثاير‬

‫ل عن التحكــم فــي الصــدار النقــدي‬


‫في عديد من المتغيرات التي تحكم قدرة البنوك على منح الئتمان ‪ ،‬فض ا‬

‫الجديد ‪ ،‬ويؤثار هذا في أسعار الفائدة ‪ ،‬ومـن ثام في حجم السـتثامار الـذي يمثاـل مكونـا مـن مكونـات الطلـب‬

‫الكلي ‪.‬‬

‫ففي ظل ظروف الركود أو الكساد القتصادي يتبـع البنـك المركـزي سياسـة نقديـة توسـعية ويزيـد مـن العـرض‬

‫النقدي في المجتمع ‪ ،‬ويترتب على ذلك المر انخفاض في أسعار الفائـدة ومـن ثاـم يـزداد السـتثامار وبالتـالي‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪80‬‬


‫يــزداد مســتوى الطلــب الكلــي ‪ ،‬ممــا يــؤدي فــي النهايــة إلــى زيــادة مســتوى الناتــج القــومي ومســتوى التوظيــف ‪،‬‬

‫ل عن ارتفاع معدل النمو القتصادي ‪ ،‬بينما في ظل ظــروف التضــخم فـإن البنــك المركــزي يتبـع سياسـة‬
‫فض ا‬

‫نقديــة انكماشــية ترمــي إلــى تخفيــض العــرض النقــدي بــالمجتمع ‪ ،‬ومــن ثاــم ارتفــاع أســعار الفائــدة ‪ ،‬وبالتــالي‬

‫ينخفـض مســتوى الســتثامار وبــدوره مســتوى الطلـب الكلــي ‪ ،‬وهــذا يحــد فــي النهايــة مــن الرتفـاع فـي المســتوى‬

‫العام للسعار ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪81‬‬


‫النموذج الكينزي لتحديد التوازن‬

‫نموذج ‪IS/LM :‬‬

‫يمثال النموذج الكينزي أحد أشهر مداخل دراسة القتصاد الكلي بشكل عام والقتصاد النقدي بشكل خاص ‪.‬‬

‫فمنذ أن وضع جون هيكس ) ‪ (John Hicks,1937‬النظرية الكينزية ) ‪ ( Keynesian theory‬في‬

‫نموذج أطلق عليه نموذج ‪ ، IS/LM‬أصبح استخدامه شيئ ا اعتيادي ا ‪.‬‬

‫‪ ، 45‬الذي يقوم على تحديد التوازن بين‬


‫في الحقيقة ‪ ،‬يستمد هذا من النموذج الكينزي الذي يعرف بنموذج ‪5‬‬

‫الطلب الكلي الذي يتكون من الستهلك والستثامار والنفاق الحكومي ‪ ،‬والعرض الكلي الذي يمثاله الناتج‬

‫‪ 45‬لتحديد التوازن في ذاته من نقاط قصور عدة من بينها ‪:‬‬


‫القومي أو الدخل القومي ‪ ،‬ويعاني نموذج ‪5‬‬

‫‪ -1‬أنه ل يتناول سوق النقود إذ يغيب عنه الطلب على النقود وعرض النقود ‪ ،‬وبذلك يفسر التغيرات‬

‫في سعر الفائدة ‪.‬‬

‫‪ -2‬يبتعد عن الواقع القتصادي الذي يملي وضعا يتفاعل فيه سوق النقود وسوق السلع مؤثا ار‬

‫الوضع فيهما في النتاج وحالة القتصاد ‪.‬‬

‫أما المتداد للنموذج الكينزي الساسي‪ ،‬وهو نموذج ‪ IS/LM‬فإنه يشمل سوق السلع وسوق النقود مما يوفر‬

‫أداة لتوضيح أثار السياسة النقدية والمالية في القتصاد‪.‬‬

‫معادلة ‪LM‬‬ ‫‪-‬‬

‫بما أن منحنى ‪ LM‬هو حاصل توليفات التوازن بين الطلب على النقود وعرض النقود فهذا يتطلب معادلة‬

‫للطلب على النقود ومعادلة لعرض النقود ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫الطلب على النقود‬ ‫‪-1‬‬

‫باستخدام المعادلة نجد أن الطلب على النقود يعتمد علي ‪ Y‬وعلى ‪. R‬‬

‫= )‪f ( Y , R‬‬

‫عند وضعها على شكل معادلة محددة تصبح ‪:‬‬

‫‪Md/P = LO + Ly Y – 1r R‬‬

‫حيث أن ‪:‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪82‬‬


‫‪ = Y‬الدخل الحقيقي ‪ = R ،‬سعر الفائدة الحقيقي ‪.‬‬

‫‪ = LO‬الطلب على النقود المستقل على ‪ R‬و ‪. Y‬‬

‫‪ = Ly‬معامل ‪ Y‬ويقيس مدى تأثاير ‪ Md/P‬بتغيرات في ‪. Y‬‬

‫‪ = 1r‬معامل ‪ R‬ويقيس مدى تأثاير ‪ Md/P‬بتغيرات في ‪. R‬‬

‫‪:‬‬ ‫عرض النقود‬ ‫‪-2‬‬

‫افترض أن عرض النقود دالة محددة يكون فيها العرض مستقلا عن ‪ R‬و ‪ Y‬ويحدد طبق ا لختيارات البنك‬

‫المركزي ‪ ،‬أي أن عرض النقود تمثاله دالة مستقلة وليست سلوكية وتصبح ‪:‬‬

‫=‬

‫معادلة التوازن في سوق النقود‬ ‫‪-3‬‬

‫عندما يمثال سوق النقود بنقطة على منحنى ‪ ، LM‬فإنه في حالة توازن ‪ .‬هذا يعني أنه على أي نقطة على‬

‫منحنى ‪ LM‬حيث يتحقق التوازن في سوق النقد ‪ ،‬فإن الكمية المطلوبة تساوي الكمية المعروضة ‪ ،‬جبري ا‬

‫هذا يعني ‪:‬‬

‫= ‪Md/P = LO + Ly Y – 1r R‬‬

‫حل المعادلة لقيمة ‪ R‬تصبح ‪:‬‬

‫=‪R‬‬

‫معادلة ‪: LM‬‬

‫=‪R‬‬ ‫‪+‬‬

‫مشتقة ‪ R‬بالنسبة لمستوى الدخل ‪ ) Y‬أي التغير في ‪ R‬الناتج عن تغير في ‪ Y‬فقط ( هي تمثال ميل منحنى‬

‫‪ LM‬ويساوي ‪:‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪83‬‬


‫=‬

‫وهو التغير الناتج في ‪ R‬نتيجة تغير في ‪ Y‬بافتراض ثابات باقي العوامل المؤثارة في ‪ R‬إذ أن تغيرات في ‪L‬‬

‫أو ‪ L‬تؤدي إلى تغير في ميل المنحنى ‪ .‬على سبيل المثاال ‪ ،‬مع الحفاظ على ‪ L‬ثاابتة ‪ ،‬فإن زيادة في‬

‫مرونة الطلب على النقود في الدخل ‪ L‬تؤدي إلى زيادة في ميل منحنى ‪ . LM‬أما زيادة في ‪ L‬مع الحفاظ‬

‫على ثابات ‪ L‬فإنها تؤدي إلى زيادة في ميل ‪ ، LM‬أي أنه يتجه ليصبح أقرب إلى الخط الفقي ‪ .‬ولحظ‬

‫أنه يمكن تحديد معادلة ‪ LM‬من خلل حلها لقيمة ‪ Y‬أيض ا ‪.‬‬

‫معادلة ‪: IS‬‬ ‫‪-‬‬

‫يمكن اشتقاق معادلة تمثال التوازن في سوق السلع من خلل المعادلت التالية ‪.‬‬

‫‪ -1‬النفاق الخاص ‪:‬‬

‫افترض أن النفاق الخاص ) الستهلك ( تمثاله المعادلة التالية ‪:‬‬

‫=‪C‬‬ ‫‪+ c * Yd‬‬

‫حيث أن ‪:‬‬

‫‪ = Co‬الستهلك التلقائي المستقل عن صافي الدخل ‪. Y‬‬

‫‪ = c‬معامل يقيس التغير في ‪ C‬نظير تغير في صافي الدخل ‪ ،‬وهو الميل الحدي للستهلك ‪.‬‬

‫‪ = Yd‬صافي الدخل بعد خصم الدخل ‪.‬‬

‫الستثامار الخاص ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫افترض أن الستثامار يعتمد على الدخل وسعر الفائدة ‪ ،‬إذن ‪:‬‬

‫‪I = Io - Ir R + Iy Y‬‬

‫حيث أن ‪:‬‬

‫‪ = Io‬الستثامار المستقل ‪.‬‬

‫‪ = Ir‬حساسية الستثامار لتغيرات في ‪ ) R‬مرونة الستثامار في سعر الفائدة عند التحويل اللوغريثامي ( ‪.‬‬

‫‪ = Iy‬حساسية الستثامار لتغيرات في ‪ ) Y‬مرونة الستثامار في الدخل عند التحويل اللوغريثامي ( ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪84‬‬


‫‪ -3‬النفاق الحكومي ‪:‬‬

‫افترض أن النفاق الحكومي مستقلا عن ‪ R‬وعن ‪ Y‬وتعبر عنه المعادلة التالية ‪:‬‬

‫‪G = Go‬‬

‫‪ -4‬معادلة التوازن في سوق السلع ‪:‬‬

‫بما أن ‪ IS‬يمثال حالت التوازن بين الطلب على السلع وعرض السلع ‪ ،‬فإنه هناك حاجة لمعادلة توازن‬

‫تبين أن الطلب الكلي ‪ Y‬يساوي العرض الكلي ‪: AD‬‬

‫‪Y = C + I + G = AD‬‬

‫حل المعادلت السابقة للتوازن في سوق السلع من خلل التعويض عن قيمتها في ‪:‬‬

‫‪Y = Co + c Yd + Io – Ir R + Iy Y + Go‬‬

‫أن صافي ‪ Y‬هو حاصل الفرق بين الدخل الكلي ‪ Y‬والضرائب المفروضة عليه وأطلق عليها ‪ . T‬فإذا لم‬

‫تكن هناك ضرائب ‪ ،‬فإن ‪ . Yd = Y‬افترض أنه ليس هناك ضرائب ‪ ،‬عندئذ حل المعادلة لقيمة ‪، Y‬‬

‫لتصبح ‪:‬‬

‫‪Y = Co + c Y + Io – Ir R + Iy + Go‬‬

‫معادلة ‪: IS‬‬

‫=‪Y‬‬

‫يلحظ أن الدخل يعتمد على سعر الفائدة ضمن عوامل أخرى ‪ ،‬ويمكن من خلل تقدير التغير في هذه‬

‫المعادلة اشتقاق ميل منحنى ‪ IS‬وهو التغير في سعر الفائدة نتيجة تغير في الدخل ‪ ،‬أو بأخذ المشتقة‬

‫الجزئية للمتغير ‪ R‬نتيجة تغير ‪ ، Y‬وعلى النحو التي ‪:‬‬

‫) ‪Ir R = Co + Io + Go – Y (1 – C – Iy‬‬

‫=‪R‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪85‬‬


‫بأخذ المشتقة الجزئية يصبح ميل منحنى ‪: IS‬‬

‫=‬

‫ويعبر الميل عن التغير في سعر الفائدة الناتج عن تغير في ‪ Y‬بافتراض الحفاظ على باقي العوامل المؤثارة‬

‫في ‪ R‬ثاابتة ‪.‬‬

‫يتضح من هذا أن ميل منحنى ‪ IS‬يعتمد على قيم ‪ C‬و ‪ Iy‬و ‪ . Ir‬على سبيل المثاال ‪ ،‬ارتفاع قيمة ‪Iy‬‬

‫) تناقص في بسط معادل الميل ( يؤدي إلى تناقص في ميل المنحني ‪ ،‬أي أنه يصبح أقرب إلى الخط‬

‫الفقي المستقيم من وضعه قبل التغير في ‪ . Iy‬وكذلك الحال بالنسبة للمعامل ‪ . C‬أما إذا كان المستثامرين‬

‫يتصفون بدرجة حساسية عالية ) مرونة عالية ( تجاه تغيرات في سعر الفائدة ‪ ،‬فإن ‪ Ir‬تكون كبيرة ‪.‬‬

‫وارتفاع قيمة هذا المعامل مع الحفاظ على باقي مكونات معادلة ميل منحنى ‪ IS‬ثاابتة ‪ ،‬يؤدي إلى تناقص‬

‫في ميل المنحنى ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪86‬‬


‫التوازن وفاعألية السياستين المالية والنقدية‬

‫أولا ‪ :‬إن أي نقطة على منحنى ‪ IS‬تمثال توليفة من الدخل ‪ Y‬وسعر الفائدة ‪ R‬تجعل سوق السلع في‬

‫توازن‪.‬‬

‫ثااني ا ‪ :‬إن أي نقطة على المنحنى ‪ LM‬تمثال توليفة من الدخل ‪ Y‬وسعر الفائدة ‪ R‬تجعل سوق النقود في‬

‫توازن ‪.‬‬

‫والمقصود بالتوازن في الوضع الول هو أن تتساوي الكمية المطلوبة من السلع التي يحددها الطلب الكلي ‪،‬‬

‫بالكمية المعروضة من السلع التي تعكسها الناتج أو الدخل القومي ‪ .‬أما في الحالة الثاانية ‪ ،‬فإن التوازن‬

‫يتحقق إذا تساوت الكمية المطلوبة من النقود مع الكمية المعروضة منه ‪ .‬ويما أن الواقع يتسم بوجود‬

‫السوقين مع ا ‪ ،‬وأن سعر الفائدة ومستوى الدخل اللذان يتحقق التوازن في السوقين عندهما هما نتاج للعوامل‬

‫التي تحرك قوى العرض والطلب في هذين السوقين ‪ ،‬فإننا نبحث في التوازن في السوقين ومدى فاعلية‬

‫السياستين المالية والنقدية وأثارهما في النشاط القتصادي ‪.‬‬

‫لنبدأ بالشكل )‪ (1‬إذا رسم منحنى ‪ IS‬ومنحنى ‪ ، LM‬وبما أن النقطة ‪ A‬تقع على المنحنين في نفس المكان‬

‫‪ ،‬فإنها تعكس توليفة من ‪ R1‬و ‪ Y1‬تحقق التوازن في السوقين معا ‪.‬‬

‫الشكل )‪(1‬‬

‫التوازن في سوق النقود وسوق السلع‬


‫‪R‬‬ ‫‪LM‬‬
‫‪A‬‬

‫‪R1‬‬

‫‪IS‬‬

‫‪Y‬‬
‫‪Y1‬‬

‫بالرغم من أن التوازن هو هدف النموذج القتصادي ‪ ،‬فإن هذا ل يعني أن التوازن ظاهرة مستمرة في كل‬

‫الوقات ‪ .‬فالتوازن المطلوب هو ذاك الذي لو تعرض سوق السلع وسوق النقود أو أي منهما عنده‬

‫لصدمات أبعدت أي منهما أو كليهما عنه ‪ ،‬فإنه توجد قوى ذاتية في السوقين تدفعهما تجاهه ‪ ،‬ويمكن‬

‫حصر حالت عدم التوازن التي يمكن أن يتعرض لها أي من السوقين أو كليهما في الشكل التي ‪:‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪87‬‬


‫الشكل )‪(2‬‬

‫حالت عدم التوازن في سوقي السلع والنقود‬


‫فائض في سوق النقود‬

‫سوق السلع‬ ‫فائض في‬ ‫‪LM‬‬


‫‪R‬‬

‫‪F‬‬
‫‪D‬‬ ‫‪B‬‬

‫فائض في سوق النقود‬ ‫عجز في سوق النقود‬


‫‪A‬‬
‫سوق السلع‬ ‫عجز في‬ ‫سوق السلع‬ ‫فائض في‬

‫‪I‬‬ ‫‪G‬‬
‫‪C‬‬ ‫‪E‬‬
‫عجز في سوق النقود‬

‫سوق السلع‬ ‫عجز في‬


‫‪IS‬‬
‫‪H‬‬

‫‪Y‬‬

‫إن النقطتين ‪ B‬و ‪ C‬تقعان على منحنى ‪ ، LM‬إذن فهما تمثالن نقطتي توازن في سوق النقود ‪ .‬أما‬

‫النقطتين ‪ D‬و ‪ E‬فإنهما تمثالن حالتي توازن سوق السلع لنهما يقعان على منحني ‪ IS‬أما نقطة التوازن‬

‫‪ A‬فإنها الحالة الوحيدة التي يكون عندها سوق النقود وسوق السلع في حالة توازن‪ ،‬إن أي نقطة تقع إلى‬

‫اليسار منحنى ‪ LM‬تمثال حالة فائض في سوق النقود ‪ .‬بينما تمثال أي نقطة إلى يمين المنحنى ذاته حالة‬

‫عجز في نفس السوق ‪ .‬لذا فإن النقطتين ‪ G‬و ‪ H‬إضافة إلى نقطة ‪ E‬تمثال حالت عجز في سوق‬

‫النقود ‪ .‬فإذا كان هناك عج از فإن سعر الفائدة ل بد أن يرتفع حتى يتحقق التوازن عند نقطة ما على‬

‫منحنى ‪ . LM‬من جانب آخر ‪ ،‬إذا كان القتصاد عند أي من النقاط ‪ F‬و ‪ D‬و ‪ ، I‬فإن سوق النقود‬

‫يصبح في حالة فائض مما يتطلب تناقصا في سعر الفائدة لكي يتحقق التوازن في هذا السوق ‪ .‬من جانب‬

‫آخر عند مستويات دخل وسعر فائدة تمثالها نقاط مثال ‪ C‬و ‪ I‬و ‪ ، H‬يكون هناك عج از في سوق السلع‬

‫وهو يتطلب زيادة في النتاج وهو ما يمكن تحقيقه من خلل زيادة في الستثامار حتى يتحقق التوازن في‬

‫سوق السلع‪ .‬أما بالنسبة للنقاط التي تقع إلى يمين منحنى ‪ IS‬كالنقاط ‪ ، G،F،B‬فيكون سوق السلع عندها‬

‫في حالة فائض‪.‬‬

‫نخلص من هذا أن أي توليفة من سعر الفائدة والدخل تكون في المنطقة التي تقع إلى يمين منحنى ‪LM‬‬

‫ويسار منحنى ‪ ) IS‬مثال النقطة ‪ ، ( H‬يعاني عندها السوقين من العجز ‪ ،‬وأن أي توليفة من سعر الفائدة‬

‫والدخل تكون في المنطقة التي تقع إلى يسار منحنى ‪ LM‬ويمين منحنى ‪ ) IS‬مثال النقطة ‪ ، ( F‬يتصف‬

‫فيها السوقين بالفائض ‪ ،‬أما إذا كانت التوليفة إلى يمين المنحنى ‪ LM‬ويمين منحنى ‪ IS‬مثال النقطة ‪، G‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪88‬‬


‫فإن سوق النقود يعاني من عجز في الوقت الذي يتسم سوق السلع بالفائض ‪ .‬من جانب آخر ‪ ،‬إذا كانت‬

‫التوليفة من ‪ R‬و ‪ Y‬إلى يسار منحنى ‪ LM‬ويسار منحنى ‪ ، IS‬فإن سوق السلع يعاني من عجز في‬

‫الوقت الذي يكون سوق النقود في حالة فائض ‪.‬‬

‫‪ -1‬تغيرات في السياسة المالية والسياسة النقدية ‪:‬‬

‫بناء على ما سبق يبدو أن التصحيح في سوق النقود يكون مصدره تغيرات في عرض النقود وتأثايره في‬

‫سعر الفائدة ‪ ،‬بينما يأتي التصحيح للختللت في سوق السلع من خلل تغيرات في مستوى الدخل‬

‫)النتاج( ‪ .‬لنوضح هذا من خلل استعراض الحالت التالية ‪:‬‬

‫ل ‪ :‬زيادة في عرض النقود ) سياسة نقدية وتوسعيه ( ‪:‬‬


‫أو ا‬

‫سواء من منطلق توفير موارد إضافية للقطاع المصرفي من أجل التوسع في منح التسهيلت الئتمانية ‪ ،‬أو‬

‫من منطلق اليفاء بالتزامات الحكومة تجاه سندات سبق وأن أصدرتها ‪ ،‬فإن زيادة في عرض النقود ناتجة‬

‫عن تخفيض نسبة الحتياطي اللزامي أو تشجيع البنك المركزي للبنوك على منح تسهيلت ائتمانية مثالا ‪،‬‬

‫تؤدي إلى انتقال في منحنى ‪ LM‬إلى يمين كما هو موضح ا في الشكل ) ‪. ( 3‬‬

‫الشكل ) ‪( 3‬‬

‫أثار زيادة عرض النقود في التوازن‬


‫‪LM1‬‬
‫‪R‬‬
‫‪LM2‬‬
‫‪A‬‬

‫‪R1‬‬ ‫‪C‬‬

‫‪R3‬‬

‫‪R2‬‬

‫‪B‬‬ ‫‪IS1‬‬

‫‪Y1 = Y2‬‬ ‫‪Y3‬‬ ‫‪Y4‬‬ ‫‪Y‬‬

‫بافتراض انخفاض سعر الفائدة من ‪ R1‬إلى ‪ ، R2‬مما يؤدي إلى توازن آني في سوق النقود ‪ ،‬إذ أن‬

‫منحنى ‪ LM‬الذي يعكس الزيادة في عرض النقود ويحقق التوازن في هذا السوق هو ‪ ، LM2‬فإن الزيادة‬

‫في عرض النقود تنقل سوق السلع إلى حالة عجز عند النقطة ‪ ، B‬ويقدر العجز بالمسافة بين مستوى‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪89‬‬


‫الدخل ‪ Y2 = Y1‬والمستوى ‪ . Y4‬هذا يعني أن هناك طلبا إضافيا على السلع المنتجة في سوق السلع ل‬

‫يمكن استيفاؤه في ظل المستوى الحالي للنتاج ‪ .‬يترتب على هذا ‪ ،‬أن المستثامرين يلجأون إلى القتراض‬

‫من القطاع المصرفي أو السحب من ودائعهم بغية زيادة استثاماراتهم‪ .‬وفي سعي منها لتقليل حجم الطلب‬

‫على مواردها‪ ،‬تبدأ البنوك بالمنافسة على موارد الجمهور من خلل رفع سعر الفائدة ‪ ،‬ليساهم في تقليل‬

‫الستهلك الخاص مما يعني ارتفاع في الفائدة من ‪ R2‬تجاه ‪ ، R3‬إل أن هذا الرتفاع سيؤدي إلى‬

‫تناقص في مستوى النتاج نتيجة تناقص الطلب على السلع من جانب الجمهور ‪ ،‬وتناقص في مستوى‬

‫الستثامار جراء ارتفاع تكلفة القتراض ‪ .‬وتستمر التغيرات حتى الوصول إلى النقطة ‪ C‬إذ تتساوى الكمية‬

‫المطلوبة مع الكمية المعروضة في سوقي السلع والنقود ‪.‬‬

‫ومن خلل مقارنة وضع كل من سعر الفائدة والدخل قبل وبعد المبادرة التي تمثالت بسياسة نقدية توسعية‪،‬‬

‫يتضح أن ‪ R3 < R1‬وأن ‪ ، Y3 > Y1‬وهو ما يبرهن على أن التوسع في عرض النقود قد أسهم في‬

‫تنشيط القتصاد والنهوض به ‪ .‬في هذه الحالة ‪ ،‬أي عندما تتمكن سياسة ما من التأثاير في ‪ Y‬نصفها‬

‫بالفاعلية‪ .‬نخلص للقول أن هذه السياسة النقدية فعالة ‪.‬‬

‫ثاانيا ‪ :‬زيادة في مستوى النفاق الحكومي ) سياسة مالية ( ‪:‬‬

‫هناك احتمال أن تلجأ الحكومة إلى تبني سياسة مالية توسعية تقوم على أساس زيادة في النفاق الحكومي‬

‫مع ثابات السياسة النقدية ‪ .‬افترض أن الشكل )‪ (4‬يمثال الوضع قبل وبعد زيادة النفاق الحكومي ‪ ،‬إذ أن‬

‫‪ LM1‬و ‪ IS1‬والنقطة ‪ A‬تمثال الوضع قبل الزيادة ‪.‬‬

‫الشكل )‪(4‬‬

‫أثار زيادة النفاق الحكومي في التوازن‬

‫‪R‬‬
‫‪LM1‬‬
‫‪C‬‬

‫‪R2‬‬

‫‪B‬‬
‫‪R1‬‬

‫‪A‬‬

‫‪IS2‬‬

‫‪IS1‬‬

‫‪Y1‬‬ ‫‪Y3‬‬ ‫‪Y2‬‬ ‫‪Y‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪90‬‬


‫يؤدي التوسع في النفاق الحكومي إلى انتقال منحنى ‪ IS‬من ‪ IS1‬إلى ‪ ، IS2‬وهذا ل يتطلب تغي ار في‬

‫سعر الفائدة ‪ ،‬إذ كان الهدف هو الحفاظ على التوازن في سوق السلع ‪ ،‬لن الدخل ارتفع من ‪ Y1‬إلى ‪.Y2‬‬

‫إل أن عند النقطة ‪ B‬يصبح سوق النقود في وضع عدم التوازن ويكون في حالة عجز ‪ ،‬لن الزيادة في‬

‫الدخل تتطلب زيادة في الطلب على النقود من أجل إتمام معاملت التبادل الضافية ‪ .‬وحتى يتناقص‬

‫الطلب على النقود ‪ ،‬لبد أن ترتفع المكافأة المقدمة لمن يقلل طلبه عليها ‪ ،‬ويأتي هذا من خلل ارتفاع‬

‫سعر الفائدة من ‪ R1‬إلى ‪ . R2‬يترتب على هذا الرتفاع تناقصا في مستوى النفاق الخاص على‬

‫الستهلك ‪ ،‬وتناقصا في مستوى الستثامار‪ .‬إنه فقط عند النقطة ‪ C‬يعود التوازن إلى سوق النقود مع‬

‫الحفاظ على التوازن في سوق السلع على طول المنطقة بين ‪ B‬و ‪ . C‬لحظ أن الرتفاع في سعر الفائدة‬

‫الذي ترتب على زيادة النفاق الحكومي ‪ ،‬أدى في نهاية المطاف إلى تناقص في مستوى الدخل من ‪Y3‬‬

‫إلى ‪ Y2‬نتيجة تناقص الستهلك والستثامار الناتج عن ارتفاع سعر الفائدة ‪ ،‬إل أن ‪ Y3‬تبقى أكبر من‬

‫‪ ، Y1‬وهو ما يعكس فعالية السياسة المالية في تنشيط القتصاد ‪.‬‬

‫التناقص في الدخل من ‪ Y2‬إلى ‪ Y3‬يطلق علية ناتج أو أثار المزاحمة ‪ ،‬أي أن القطاع الحكومي نافس‬

‫القطاع الخاص على الموارد مما أدى إلى ارتفاع تكلفتها )سعر الفائدة( ‪ .‬أما مقدار هذا الناتج فإنه يعتمد‬

‫على مرونة طلب وعرض النقود في سعر الفائدة ‪ ،‬أي مرونة منحنى ‪ ، LM‬إذ يلحظ أنه كلما انخفضت‬

‫مرونة ‪ LM‬كلما كان مقدار المزاحمة أكبر ‪.‬‬

‫هذا يعني أن فعالية السياسة النقدية أو السياسة المالية تعتمد على مرونة منحنى ‪ IS‬ومرونة منحنى ‪. LM‬‬

‫‪ -2‬فعالية السياسة المالية والسياسة النقدية ‪:‬‬

‫للتأكد من مدى فعالية إحدى السياستين في القتصاد‪ ،‬أي في قدرتها على التأثاير في الدخل ‪ ،‬افترض أن‬

‫سوق النقد المحلي يتصف بغياب أثار تغير في سعر الفائدة على الطلب على النقود ‪ .‬هنا ل يبالي‬

‫الجمهور بالتغيرات في المكافأة التي تقدم لهم جراء تنازلهم عن نقود يحتفظ بها لديهم ‪ .‬الشكل )‪ (5‬يوضح‬

‫منحنى ‪ LM1‬الذي أصبح خط ا عموديا يعكس توازن سوق النقد عند جميع نقاطه ‪ ،‬وكذلك منحنى ‪IS1‬‬

‫الذي نفترض أنه مرنا في سعر الفائدة ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪91‬‬


‫الشكل )‪(5‬‬

‫عدم فعالية السياسة المالية‬

‫‪R‬‬ ‫‪LM1‬‬

‫‪B‬‬
‫‪R2‬‬

‫‪A‬‬
‫‪R1‬‬

‫‪IS2‬‬

‫‪IS1‬‬

‫‪Y1‬‬ ‫‪Y‬‬

‫خلل فترات الركود إذ ينكمش القتصاد ‪ ،‬يمكن أن تتبنى الحكومة سياسة مالية توسعية بهدف إنعاش‬

‫القتصاد ‪ .‬تذكر أن فعالية أي من السياستين تحدد بمدى قدرتها على التأثاير في ‪ . Y‬فالزيادة في النفاق‬

‫الحكومي تؤدي إلى انتقال منحنى ‪ IS1‬إلى ‪ IS2‬بمقدار الزيادة في النفاق ‪.‬كما يلحظ من الشكل فإن‬

‫التوازن في السوقين يتطلب الوصول إلى النقطة ‪ ) B‬يمكن أن تبدأ بافتراض ثابات ‪ R‬عند ‪ R1‬وتأخذ‬

‫الطريق التفصيلي للوصول إلى ‪ ، B‬إل أننا نتجاهل هذا في هذه الحالة للتركيز على المرونات ( ‪ .‬وهو ما‬

‫يتحقق من خلل ارتفاع سعر الفائدة من ‪ R1‬إلى ‪ . R2‬إل أن الدخل لم يتغير مما يعني أن السياسة‬

‫المالية عديمة الفاعلية وهو ما يفسر ميل المنحنى ‪ LM‬هنا ‪ ،‬منحنى ‪ LM1‬عديم المرونة في سعر الفائدة‬

‫مما يتطلب أن يتحمل سوق السلع كافة الثاار الناجمة عن التغير في النفاق الحكومي ‪ ،‬ويقوم على أثار‬

‫ذلك بالتغيرات التي تكفل الوصول إلى النقطة ‪ . B‬فمزاحمة القطاع الحكومي للقطاع الخاص )المستثامرين(‬

‫على الموارد المالية ‪ ،‬تؤدي إلى تناقص في حجم الستثامارات بمقدار يساوي الزيادة في النفاق الحكومي ‪،‬‬

‫لن هذه المزاحمة أدت إلى ارتفاع في سعر الفائدة مما أثار سلبا على الستثامارات الخاصة ‪ .‬أي أن‬

‫التوسع في النفاق العام ترك أثار كامل للمزاحمة مقارنا بالحالة السابقة في الشكل )‪ ، (4‬إذ زاحم القطاع‬

‫الخاص بشكل جزئي ‪ .‬وبما أنه لو يط أر تغير في الدخل ‪ ،‬فإنه بسبب مرونة ‪ LM‬في سعر الفائدة التي‬

‫تساوي صف ار ‪ ،‬لم تستطيع السياسة المالية التأثاير في الدخل ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪92‬‬


‫تذكر أن الطلب على النقود عديم المرونة في سعر الفائدة لنه طلب مستمد من الدخل ‪ .‬إذن فالشكل )‪(5‬‬

‫يمكن أن يمثال هذا الموقف ‪ ،‬وهذا يعني ل يوصي بتدخل الحكومة في القتصاد بغية إنعاشه ‪ ،‬لنه لن‬

‫تكون لسياساتها التوسعية نتائج ايجابية على الدخل ‪ ،‬بل ستؤدي إلى ارتفاع في سعر الفائدة وانحسار لدور‬

‫القطاع الخاص‪ .‬هل هذا يعني أن السياسة المالية دائما غير فعالة ؟ ل ‪ .‬فلقد جادل كينز أن المنحنى ‪LM‬‬

‫مطلق المرونة ‪ ،‬أي أن الطلب على النقود مطلق المرونة في سعر الفائدة ‪ .‬في هذا الوضع ‪ ،‬يصبح‬

‫منحنى ‪ LM‬خط ا أفقي ا مستقيم ا كما هو موضح ا في الشكل )‪ (6‬بوصف وضع كهذا بمصيدة السيولة إذ أن‬

‫سعر الفائدة يكون منخفضا في الساس مما يدفع الفراد إلى تفضيل النقد الحاضر لديهم على أوجه‬

‫الستثامار الخرى ولن يكون لتخفيض هذا السعر أي مبرر لحثاهم على الحتفاظ بالمزيد من النقد حاض ار‬

‫لديهم‪.‬‬

‫الشكل )‪(6‬‬

‫منحنى ‪ LM‬مطلق المرونة‬

‫‪R‬‬

‫‪L‬‬

‫‪Y‬‬

‫افترض أنه طرأت زيادة في عرض النقود‪ ،‬ما هو أثار هذه السياسة النقدية التوسعية في حجم الناتج‬

‫القومي؟ في هذه الحالة ‪ ،‬يبقى منحنى ‪ LM‬كما هو ‪ ،‬ولن يتأثار سعر الفائدة أو الدخل القومي وبذلك‬

‫تصبح السياسة النقدية عديمة الفاعلية ‪.‬‬

‫من جانب آخر ‪ ،‬دفاعا عن أهمية السياسة المالية ‪ ،‬جادل كينز أن زيادة النفاق الحكومي في هذه الحالة‬

‫ستؤدي إلى انتقال في منحنى ‪ IS‬إلى اليمين ‪ ،‬ما تترتب عليه زيادة في الدخل )النتاج( من ‪ Y1‬إلى ‪Y2‬‬

‫دون أن تترك هذه الزيادة انعكاسات على سعر الفائدة ‪ ،‬وهذا موضح ا في الشكل )‪. (7‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪93‬‬


‫الشكل )‪(7‬‬

‫سياسة مالية فعالة‬


‫‪R‬‬

‫‪A‬‬ ‫‪B‬‬

‫‪R1‬‬ ‫‪LM1‬‬

‫‪IS2‬‬

‫‪IS1‬‬

‫‪Y1‬‬ ‫‪Y2‬‬ ‫‪Y‬‬

‫إلى جانب الموقف الكينزي الساسي الذي اعتبر منحنى ‪ LM‬مرنا في سعر الفائدة وتكون السياسة النقدية‬

‫عديمة الجدوى‪ ،‬افترض أن منحنى ‪ LM1‬موجب الميل‪ ،‬وأن الستثامار الخاص ل يعتمد على سعر الفائدة‬

‫مما ينتج عنه منحنى ‪ IS1‬يكون خط ا رأسي ا كما هو موضح ا في الشكل )‪ ،(8‬إذ يكون السوقين في حال‬

‫توازن عند النقطة ‪ A‬ويكون ‪ R1‬هو سعر الفائدة و ‪ Y1‬هو مستوى الدخل‪ .‬عندما يزيد عرض النقود‪ ،‬فإن‬

‫منحنى ‪ LM1‬ينتقل إلى ‪ ،LM2‬ويتناقص سعر الفائدة إلى ‪ R2‬دون أن يتأثار الدخل‪ .‬فنظ ار لعدم مرونة‬

‫الستثامار في سعر الفائدة‪ ،‬فلن يرد المستثامرون على التناقص فيه‪ .‬للخروج من هذا الوضع‪ ،‬يمكن أن يزيد‬

‫النفاق الحكومي ويؤدي إلى انتقال في منحنى ‪ IS1‬إلى ‪ IS2‬مؤديا إلى زيادة الدخل ليصل إلى ‪ .Y2‬أما‬

‫أثار هذا في سعر الفائدة فإنه يعتمد على مقدار النتقال في منحنى ‪ IS‬مقارنا بالنتقال في منحنى ‪LM‬‬

‫فهناك احتمال أن يتناقص أو يتزايد سعر الفائدة أو يبقى عند ‪ R1‬كما افترضنا في هذا الشكل‪ .‬فإذا كان‬

‫النتقال في منحنى ‪ LM‬أكبر من النتقال في منحنى ‪ ،IS‬فسوف يتناقص سعر الفائدة ويزيد الدخل‪ .‬أما‬

‫إذا كان النتقال في ‪ IS‬أكبر من النتقال في ‪ ،LM‬فسوف يرتفع سعر الفائدة ويزيد الدخل‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪94‬‬


‫الشكل )‪(8‬‬

‫أثار تغير متزامن في ‪ LM‬و ‪ IS‬في القتصاد‬


‫‪R‬‬ ‫‪IS1‬‬ ‫‪IS2‬‬ ‫‪LM1‬‬

‫‪LM2‬‬

‫‪A‬‬
‫‪R2‬‬

‫‪C‬‬

‫‪R1‬‬
‫‪B‬‬

‫‪Y1‬‬ ‫‪Y2‬‬ ‫‪Y‬‬

‫والوضع الذي يصبح فيه كلتا السياستين فاعلة ‪ ،‬هو الذي يكون فيه منحنى ‪ LM‬ذا ميل موجب ومنحنى‬

‫‪ IS‬ميل سالب ‪ ،‬مع اختلف في درجة الفاعلية طبق ا لدرجة ميل كل منحنى مقارن ا بالخر ‪ .‬بإيجاز ‪:‬‬

‫تصبح السياسة النقدية أكثار فاعلية أكثار فاعلية ‪ ،‬إذ كان منحنى ‪ IS‬قريب ا من كونه خط ا أفقي ا ‪،‬‬ ‫‪-1‬‬

‫أي أنه عالي المرونة في سعر الفائدة ‪ ،‬في حين أن منحنى ‪ LM‬منخفض المرونة في سعر‬

‫الفائدة ‪ ،‬أي أنه يقترب من الخط الرأسي ‪.‬‬

‫تصبح السياسة المالية أكثار فاعلية إذا كان منحنى ‪ IS‬قريبا من كونه خطا رأسيا ‪ ،‬أي أنه‬ ‫‪-2‬‬

‫منخفض المرونة في سعر الفائدة ‪ ،‬في حين أن منحنى ‪ LM‬عالي المرونة في سعر الفائدة ‪ ،‬أي‬

‫أنه يقترب من الخط الفقي ‪.‬‬

‫ينظر النموذج الكينزي إلى الطلب على النقود كونه يتأثار بسعر الفائدة ‪ ،‬إذ أن ارتفاع في تكلفة الحتفاظ‬

‫بالنقود ) ارتفاع سعر الفائدة ( يدفع الفراد إلى التقليل مما لديهم من نقود مفضلين الحتفاظ بها في‬

‫حسابات تعود عليهم بفوائد وقنوات استثامارية أخرى ‪ ،‬وهو بذلك يفسر التغيرات القتصادية التي تنتج عن‬

‫تغيرات في سعر الفائدة ‪ .‬من هنا يعتبر دور سعر الفائدة في النموذج الكينزي أساسيا لتوضيح آلية عمل‬

‫السياسة النقدية ‪ .‬فالتغير في عرض النقود يعمل على تغيير سعر الفائدة ‪ ،‬الذي بدوره يؤثار في الستثامار‬

‫ويساهم في تحريك الدخل القومي من خلل مضاعف الستثامار ‪ ،‬وحتى يكون للتغير في عرض النقود‬

‫فعالية في النموذج الكينزي ‪ ،‬فإنه لبد أن يستجيب سعر الفائدة له سواء كان القتصاد في حالة انتعاش أو‬

‫انكماش ‪ ،‬إواذ لم يستجيب فلن تصبح للسياسة النقدية فعالية ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪95‬‬


‫من جانب آخر ‪ ،‬تناول بعض النقاد القتصاديين هذا النموذج بشيء من التحفظ ‪ ،‬إذ يرون أن العلقة‬

‫بين الطلب على النقود والدخل ليست بالضرورة علقة قوية ‪ ،‬فإذا أخذنا بالمعطيات القتصادية المعاصرة‬

‫واستخدام وسائل أخرى للمعاملت بشكل شائع ‪ ،‬كاستخدام بطاقات الئتمان ‪ ،‬لوجدنا أن الكثاير من هذه‬

‫المعاملت ل يتطلب استخدام ا مباش ار للنقود ‪ .‬كما أن العلقة بين الطلب على النقود وسعر الفائدة كما‬

‫طرحها النموذج الكينزي تعرضت للنقد‪ ،‬إذ أكد النقاد على أن سعر الفائدة الذي توليه القطاعات القتصادية‬

‫أهمية هو سعر الفائدة الحقيقي وليس السمي ‪ ،‬إذ أن الطلب على النقود في هذا النموذج يعتمد على سعر‬

‫الفائدة السمي ‪ .‬يترتب على هذا أن المتغير الجدر بالهتمام هو سعر الفائدة الذي يعكس الفارق بين‬

‫العائد الحقيقي على النقود والعائد الحقيقي على العوائد على البدائل ‪ .‬أضف إلى هذا أنه ل يمكن القول أن‬

‫المتغير الهم بالنسبة للمستثامرين هو سعر الفائدة فقط ‪ ،‬إذ ل يمكن إغفال المتغيرات الخرى التي تساهم‬

‫في صنع الق اررات الستثامارية مما يقلل من انفرادية سعر الفائدة كمحدد للستثامار تعمل من خلله السياسة‬

‫النقدية على تحريك دفة القتصاد ‪.‬‬

‫أما النقديون فل يرون ضرورة تغير سعر الفائدة حتى يكون للسياسة النقدية ) تغير في عرض النقود (‬

‫فاعلية ‪ .‬فالتغير الذي سيط أر على الناتج القومي قد ينتج عن تناقص إنفاق الفراد على السلع والخدمات‬

‫والوراق المالية نتيجة تناقص في عرض النقود ‪ ،‬ويبدو من هذا ليس هناك ضرورة أن يكون لسعر الفائدة‬

‫دور في تفعيل السياسة النقدية ‪ .‬فالتغير في كمية النقود تمثال الداة الرئيسة لحداث تغيير في معدل نمو‬

‫الدخل ‪ ،‬وبذلك يتفادى القتصاد التقلبات الكبيرة في الدخل التي يمكن أن تنتج عن تغيرات في سعر الفائدة‬

‫‪ ،‬رغم أنه ستبقى هناك مصادر تقلبات أخرى ثاانوية ‪ ،‬مثال التغيرات في النفاق الحكومي ‪ ،‬والطلب على‬

‫الصادرات المحلية ‪ ،‬والستثامار ‪ ،‬والنفاق الخاص ‪ ،‬تؤثار في الدخل ويصعب علينا توقعها أو توقع‬

‫التغيرات فيها ‪ .‬هذا الموقف يختلف عن رؤية الكينزيين الذي يرون في بعض ما يتصوره النقديون بأنه‬

‫مصادر تقلبات ثاانوية ‪ ،‬هو في الواقع القوة التي تشكل مصد ار رئيسيا للتقلبات في الدخل ‪ ،‬فالتغيرات في‬

‫الستثامار الخاصة كفيلة بأن تشكل مصد ار رئيسيا لتغيير الدخل ‪ ،‬في حين أن التغيرات في كمية النقود‬

‫هي مصدر ثاانوي ‪ .‬من هنا يمكن التعويل على سياسة النفاق الحكومي لمواجهة التغيرات في الستثامار‬

‫الخاص إوابطال مفعولها ‪ ،‬وليس هناك حرج من أن تتوسع الحكومة في النفاق في فترات ينخفض فيها‬

‫النفاق والستثامار الخاصين حتى لو اضطرت إلى أن تتحمل عج از في موازنتها العامة ‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪96‬‬


‫السئلة ‪:‬‬

‫السؤال الول‪ :‬تعددت المداخل لتعريف النقود وماهيتها‪ ،‬تحدث عن ذلك بإسهاب موضحا وظائف النقود‬

‫وخصائصها وأنواعها‪.‬‬

‫السؤال الثاني‪ :‬أذكر مع الشرح أهم النظريات النقدية التي تناولت موضوع الطلب على النقود موضح ا‬

‫الختلف بينها‪.‬‬

‫السؤال الثالث‪ :‬أذكر مع الشرح‪:‬‬

‫‪ -1‬الشروط الواجب توافرها لضمان تشغيل نظام المسكوكات الذهبية‪.‬‬


‫‪ -2‬مزايا وعيوب نظام الصرف بالذهب‪.‬‬
‫‪ -3‬أسباب التحول من نظام المسكوكات إلى نظام السبائك‪.‬‬
‫‪ -4‬خصائص نظام النقد الورقي اللزامي‪.‬‬

‫السؤال الرابع‪ :‬عدد بدون شرح‪:‬‬

‫‪ -1‬وظائف الئتمان والسس التي يمنح على أساسها‪.‬‬


‫‪ -2‬معايير تحديد صور الئتمان وأشكاله‪.‬‬
‫‪ -3‬أنواع الئتمان وفق معيار أجل الئتمان‪.‬‬
‫‪ -4‬أهم أدوات الئتمان قصير الجل‪.‬‬

‫السؤال الخامس‪ :‬تحدث بإسهاب لماذا توافق أو تعترض على مدى صحة العبارات التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا لم يوجد سوق رأس المال الثاانوي لما أمكن قيام سوق رأس المال الولي‪.‬‬
‫‪ -2‬جميع اللتزامات التي يتم تداولها في سوق النقد تتمتع بدرجة عالية من المان‪.‬‬

‫السؤال السادس‪ :‬تحدث عن التي‪:‬‬

‫‪ -1‬مفهوم البنك‪.‬‬
‫‪ -2‬وظائف البنوك التجارية‪.‬‬
‫‪ -3‬أهم المؤشرات المستخدمة لحماية الدائنين‪.‬‬

‫السؤال السابع‪ :‬قام أحد العملء بإيداع مبلغ ‪ 5,000‬دولر في أحد البنوك التجارية‪ ،‬ما هو مقدار الئتمان‬

‫الذي يستطيع البنك خلقه إذا علمت أن نسبة الحتياطي القانوني تساوي ‪.%25‬‬

‫السؤال الثامن‪ :‬تحدث عن طبيعة ووظائف البنك المركزي‪.‬‬

‫السؤال التاسع‪ :‬أذكر مع الشرح أهم وسائل البنك المركزي للرقابة على الئتمان‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪97‬‬


‫السؤال العاشر‪ :‬باستخدام المنحنيات وضح بالرسم أثار كل من العبارات التالية على وضع التوازن في‬

‫سوقي السلع والنقود‪:‬‬

‫‪ -1‬زيادة عرض النقود‪.‬‬


‫‪ -2‬زيادة النفاق الحكومي‪.‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪98‬‬


‫المراجع‬

‫‪ -1‬محمــد أحمــد الس ـريتي‪ ،‬محمــد عــزت محمــد غــزلن‪ ،‬اقتصــاديات النقــود والبنــوك والس ـواق الماليــة‪،‬‬

‫مؤسسة رؤية للطباعة والنشر والتوزيع‪.2010 ،‬‬


‫‪ -2‬محم ــد ص ــالح القريش ــي‪ ،‬اقتص ــاديات النق ــود والبن ــوك والمؤسس ــات المالي ــة‪ ،‬إثاـ ـراء للنش ــر والتوزي ــع‪،‬‬

‫عمان‪.2009 ،‬‬
‫‪ -3‬سيف سعيد السويدي‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬كلية الدارة والقتصاد بجامعة قطر‪ ،‬الدوحة‪.2001 ،‬‬
‫‪ -4‬وحيد مهدي عامر‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬السكندرية‪.2010 ،‬‬
‫‪ -5‬مني ــر إبراهي ــم هن ــدي‪ ،‬إدارة البن ــوك التجاري ــة )م ــدخل اتخ ــاذ القـ ـ اررات(‪ ،‬المكت ــب العرب ــي الح ــديث‪،‬‬

‫السكندرية‪.2010 ،‬‬
‫‪ -6‬منيــر إبراهيــم هنــدي‪ ،‬إدارة المنشــآت الماليــة وأسـواق المــال‪ ،‬منشــأة المعــارف‪ ،‬جلل حــزي وشــركاه‪،‬‬

‫السكندرية‪.2008 ،‬‬
‫‪ -7‬محمد عبدالفتاح الصيرفي‪ ،‬إدارة البنوك‪ ،‬دار المناهج‪ ،‬عمان‪.2006 ،‬‬
‫‪ -8‬حمزة محمود الزبيدي‪ ،‬إدارة الئتمان المصرفي والتحليل الئتماني‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيــع‪،‬‬

‫عمان‪.2008 ،‬‬
‫‪ -9‬فــايز بــن إبراهيــم الحــبيب‪ ،‬مبــادئ القتصــاد الكلــي‪ ،‬كليــة العلــوم الداريــة بجامعــة الملــك ســعود‪،‬‬

‫الرياض‪.1994 ،‬‬

‫مقرر اقتصاديات النقود والبنوك‬ ‫‪99‬‬

You might also like