Professional Documents
Culture Documents
الفهرس
الصفحة الموضوع
3 المقدمة
4 التطور التاريخي للنقود 1
7 تعريف النقود 2
9 وظائف النقود 3
12 خصائص وسمات النقود 4
21 أنواع النقود 5
25 الطلب على النقود )النظريات النقدية( 6
33 النظم النقدية 7
40 الئتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان 8
46 النظام المالي والسواق المالية )أدوات سوق النقد وسوق رأس المال( 9
56 الفائدة ومعدل الفائدة )سعر الفائدة( 10
61 البنوك التجارية 11
72 خلق النقود والئتمان 12
77 البنك المركزي والسياسة النقدية 13
85 النموذج الكينزي لتحديد التوازن 14
90 التوازن وفاعلية السياستين المالية والنقدية 15
100 السئلة 16
102 المراجع 17
مقدمة
يهتم مقرر اقتصاديات النقود والبنــوك بد ارسـة الـترابط الوثايـق بيـن المفـاهيم الثالثاــة النقــود ،البنــوك ،والسـواق
الماليــة كوحــدات متكاملــة بهــدف د ارســتها جميعـ ا فــي آن واحــد لتعريــف بنشــأة وتطــور النقــود والبنــوك وطبيعــة
النق ــود وماهيته ــا ووظ ــائف وأنـ ـواع النق ــود والنظ ــم النقدي ــة والسياس ــات النقدي ــة والنظري ــات النقدي ــة ،والمناه ــج
التحليلية للتوازن النقدي والمؤسسات النقدية ،ود ارسـة السـواق الماليـة وأنواعهــا وأدواتهــا والتـوازن القتصـادي
بهدف تهيئة الطالب وظيفيا عند شغله لي وظيفة تتعلق بهذا المجال .
قبل ابتكار النقود ،مثالت قدرة الفرد على إنتـاج سـلع وتـوفير خـدمات للخريـن ،السـبيل الـذي يفسـح المجال
أمامه لمقايضتها مقابل سـلع وخـدمات يحتاجهـا ولكنهـا متـوفرة لـدي الخريـن ،وهـذا مـا يطلـق عليـه باقتصاد
قبل أن يبتكر النسان النقود ،اضطر لستخدام السـلع والخــدمات كــأدوات لســتبدالها مقابــل سـلع وخــدمات
تكون بحوزة الخرين ,لذلك فإن قدرته على اقتناء ما لدى الجانب الخر كان يعتمد على ما لديه مـن سلع
وخدمات يقبل بها الطرف الخر وذلك نتيجة لعدم وجود أداة وسيطة كالنقود في الوقت الحاضر .
عمليــة تبــادل ســلع مقابــل ســلع أخــرى أو خــدمات مقابــل خــدمات أخــرى أو أي توليفــة مــن ســلع وخــدمات ل
تدخل فيها أداة وسيطة موحدة بالمفهوم المتعارف عليه الن وهو النقود .
هــذه المــور مجتمعــة ســاهمت فــي حــث النســان علــى البحــث عــن بــدائل ،وانتهــى المطــاف بــه عنــد ابتكــار
حتى يقبل الفراد ببديل عـن المقايضــة ،فـإنه ل بـد أن يكــون البـديل قـادر علـى التقليـل مـن سـلبيات اقتصـاد
المبادلــة أو أنــه يــوفر وضــع ا تكــون اليجابيــات الناتجــة عــن القبــول بــه أفضــل منهــا فــي اقتصــاد المبادلــة أو
المقايضة .
الــتي تقــوم بهــا النقــود حاليـ ا ،إذ كــانت لهــا قيمــة تبادليــة إلــى جــانب قيمتهــا كســلعة ،وهــو مــا يعرفهــا بــالنقود
الس ــلعية ،فعل ــى س ــبيل المثا ــال اس ــتخدم الص ــوف والماش ــية والمحاص ــيل الزراعي ــة وال ــذهب والفض ــة ك ــأدوات
للتبادل إلى جانب استخداماتها الستهلكية الخرى إل أن قيمتها لكل الفرضين قد تختلف .
أما النقـود المسـتخدمة حاليـ ا وهـي ل يمكـن تحويلهـا مـن ورق إلى أي شيء آخـر ،فيطلـق عليهـا النقـد بـأمر
الحكومة " حيث أن القيمة النقدية لهذه الداة أكبر من قيمتها الســوقية كســلعة ،ول تتعهــد الحكومــة بتحويلهــا
قــامت قاعــدة الــذهب علــى أســاس قبــول البنــوك المركزيــة والحكومــات المختلفــة لســتبدال عملتهــا بــذهب ،
وعلى أسـاس تحديـد قيمـة كـل عملـة مقابـل كميـة محـددة مـن الـذهب ،أصـبح سـعر صـرف العملت بعضـها
مقابل بعض يتحدد بنااء على علقة كل عملة بالذهب ،وعليه أصبح الذهب هو العامل المشترك بينها .
لقد نظر العالم إلى تكريـس العلقـة بيـن النقـد الـذي يصـدره كـل بلـد والـذهب علـى أنـه وسـيلة لتجسـيد مصـدر
مـن مصـادر السـتقرار فـي قيـم المبـادلت التجاريـة الـتي قـد تنتـج نظيـر تغيـرات في أسـعار العملت بعضـها
مقابل بعض.
ملحظة :لقد كـان يسـتخدم الـذهب لغـراض النقـد إلى جـانب اسـتخدامه لغـراض أخـرى كالزينـة مثالا وهـذا
يعني أن الكمية المعروضة من الذهب يجب أن تفي بطلبات القطاعين ،لن زيادة الطلب على الــذهب مــن
أجــل الزينــة يمكــن أن يــؤدي إلــى تنــاقص كميــة الــذهب المتــوفرة لتــوفير الغطــاء التــام لكميــة النقــد المصــدر
إذا كــان هنــاك نوعــان مــن العملــة المعدنيــة تكــون كميــة الــذهب الــتي تحويهــا العملــة الولــى مســاوية للقيمــة
الرسمية لها ) أي المعلنة رسميا ( ،في حين أن كمية الذهب في العملة الثاانية ليست إل %50مــن قيمتهــا
ل إذا ارتفع سعر الــذهب فـإن ذلــك ســوف يــدفع الجمهــور إلـى إذابــة العملــة
السميتين للعملتين متساوية ،فمثا ا
المعدنية التي تحتـوي علـى الـذهب للحصـول على المعـدن فـي حيـن سـوف يسـتخدم الجمهـور العملـة الفضـية
لتمام معاملت التبادل التجارية إلى حد ربما قد يصل إلـى خـروج العملـة المعدنيـة ذات محتـوى مـن الـذهب
وبنا اء على ما سبق فـإن تفضـيل الفـراد اسـتخدام النقـود السـيئة يـدفع النقـود الجيـدة خارج التـداول حرصـ ا مـن
اس ــتبدالها بنق ــد أجن ــبي والحتف ــاظ به ــذا النق ــد ،وب ــذلك اس ــتخدام النق ــد المحل ــي ف ــي عملي ــات التب ــادل به ــدف
التخلص منه بسرعة للحصول على سلع وخدمات أو عملت أجنبية تكون الجيدة والمفضلة لديهم .
التأثاير على القتصاد المر الذي يستدعي تحديد دقيق لمفهــوم النقــود وخاصــة مــن حيـث مكوناتهــا ،وكــذلك
الطبيعة الديناميكية لمفهــوم النقـود وبالتـالي احتمــال الختلف فـي تحديـد ماهيتهــا مــن وقــت لخـر ومـن دولــة
إلى آخرى بحسب ما تمليه الستعمالت والستخدامات القتصادية وظروف النمو القتصادي .
يوجد عدة مداخل حاولت تحديد ما هيه النقود وهي كالتالي :
يعــرف هــذا المــدخل النقــود علــى أنهــا تتكــون مــن ســندات بحجــم ولــون معيــن مــع بعــض الكلمــات والرمــوز
ويعاب على هذا المدخل أنـه يحصـر النقـود في نطـاق ضـيق للغايـة لنهـا اتخـذت أشـكال عديـدة أخـرى منهـا
الحجار وغيرها ناهيك عن النواع الخرى للنقود التي تطورت حتى وصلت للنقود اللكترونية .
يع ــرف الم ــدخل الفن ــي النق ــود عل ــى أنه ــا أداة فني ــة اكتش ــفها النس ــان ليتخل ــص م ــن خلله ــا م ــن ص ــعوبات
المقايضة.
ويعاب على هذا المدخل القصور الكبير في كثاير مـن جـوانبه حيـث أنـه ل يظهـر السـاس الــذي تركـز عليــه
يعرف المخل القانوني النقود على أنهـا ذلـك الشـيء الـذي تتـوافر فيـه القـدرة علـى إبـراء الذمـة وتتمتـع بـالقبول
وممــا يعــاب عليــه هــو وجــود اختلف واضــح بيــن المنظــور القتصــادي والمنظــور القــانوني للنقــود حيــث أن
القتصاديين لم يشترطوا أن تتمتع النقود بالقدرة القانونية على إبراء الذمة إوانما هـي الشـيء الـذي يلقـى قبــول
عام في التداول ويستخدم وسيطا للتــداول ومقياسـ ا ومســتودعا للقيمـة ومخـزن لهـا ،بالضـافة إلـى اسـتخدامها
-1أن التعريـف مبنـي علـى الجـوانب النفسـية لفـراد المجتمـع والقـائم على ثاقـة الفـراد فيمـا يقبلـونه كوسـيلة
للدفع والتبادل وهذا القبول ينطوي على قوة شرائية ولتحقيق ذلـك اســتخدم النسـان بعــض الســلع كنقـود ،
فقد استخدم التجار أنواع من المعادن ذات الوزن المحدد والصفات المتفق عليها وقد كانت المســكوكات
ثاــم الســبائك الذهبيــة أكــثار المعــادن شــيوعا فــي صــنع النقــود ،ومــع زيــادة حجــم المعــاملت التجاريــة ،
أصبح حمل الذهب يمثال عبئ ا كبي ار مما أدى إلى ظهور النقود الورقيــة علـى أيـدي الصـاغة الــذين كـانوا
يقبلــون الودائــع الذهبيــة مــن الفـ ـراد مقابــل إيصــالت أو شــهادات بقيمــة ودائعهــم ،ثاــم اســتخدمت هــذه
ل من المعـادن حـتى أصـبحت مقبولـة فـي التعامـل ،ومـع شـيوع اسـتخدام هـذه
اليصالت في التبادل بد ا
اليصالت والشهادات في عمليات التبـادل تـدخلت الحكومـات لتنظيـم عمليـات التبـادل والتـداول إلى أن
انتهـي المـر إلـى أن أصـبحت الودائـع المصـرفية الـتي تتـداول عـن طريـق الشـيكات تمثاـل نقـودا إلـى أن
أصبحت النقود الورقيـة والودائـع تمثاـل الشـكل الحـديث للنقـود بعـد أن انتهـى تمامـا عهـد النقـود الذهبيـة ،
وبالتالي استخدم كلمة ) أي شيء( في التعريف له من الهمية والشمولية الكـثاير حيـث تـدل علـى العـدد
كعملت قانونيــة تســتهدف تــدعيم ثاقــة الف ـراد فــي قبــول أي أصــل مــن الصــول كنقــود ،وهنــا ل يمكــن
رفــض العملت القانونيــة فــي ســداد الــديون ،مــن ثاــم فــإنه بــالرغم مــن أن الحســابات الجاريــة بـ ـالبنوك
التجارية ليس لها الوضع القانوني كعملة قانونية إل أن هذه البنــوك ملتزمــة بتحويــل هــذه الحسـابات إلــى
عملية قانونية بناء على طلب المودعين ،هذا بالضافة إلى أن الهدف من تعريف وقياس حجــم النقــود
في المجتمع هو تمكين صانعي السياسة القتصادية من السيطرة والرقابــة علــى حجــم النقــود المتداولــة ،
بغرض تحقيق استقرار المستوى العام للسعار وازدياد مستوى النشاط القتصادي في المجتمع .
إن مقدار السعادة أو الرضا والشــباع الــذي يحصـل عليـه المــرء هـي مشــتقة ممـا تســتطيع النقـود أن تــوفره لـه
مـن سـلع وخـدمات الـتي هـي نتـاج للوظـائف والخـدمات الـتي تقـدمها النقـود ،ويمكننـا تلخيـص هـذه الوظائف
إن ما يميز النقد هو قبوله من قبل الجميع ممـا يضفي عليـه ثاقـة الجمهـور كـأداة لتمـام المعـاملت التجاريـة
ويــدعم قــدرة المــرء علــى مبادلــة ســلعة لــديه بمبلــغ مــن النقــد ،ثاــم يســتخدمه لقتنــاء مــا يرغــب فيــه مــن ســلع
وخ ــدمات ،ولش ــك أن قي ــام النق ــود به ــذا ال ــدور ق ــد ت ــرك انعكاس ــات ايجابي ــة عل ــى ال ــوقت والجه ــد والبح ــث
المتواصل مقارنة بما كان يقوم به الفراد فـي اقتصـاد المقايضـة ممـا يـوفر وقتـا أكـبر للتخصص في النتـاج
يتقنونهــا ،كمــا ســاهمت هــذه الوظيفــة باســتقلل عمليــات الــبيع عــن عمليــات الش ـراء المــر الــذي أدى إلــى
تســعة أســعار للســلعة الولــى ،وثامانيــة أســعار للســلعة الثاانيــة )ســعرها مقابــل الســلعة الولــى معــروف عنــدما
تحــدد ســعر الســلعة الولــى مقابلهــا ( وســبعة أســعار للســلعة الثاالثاــة وهكــذا ،ولمعرفــة عــدد معــدلت التبــادل
في حالة وجود عشرة سلع سيكون عدد معدلت التبادل كالتالي :
( 1 – 10 ) 10
= 45قيمة تبادلية .
2
وبنا اء على ما سبق فإن استخدام النقود يقلص عدد السعار أو القيم التبادلية إلى عشرة أسعار حيــث يوضــع
سعر نقدي لكل سلعة ،وفـي هـذه الحالـة تـرد قيـم جميـع السـلع لوحـدة قيـاس واحـدة ،كمـا أن اسـتخدام النقـود
كوحدة قياس سهل من عملية إعداد القوائم الحسابية والقيود الحسابية ومقارنة الحسابات .
إن اســتخدام النقــود كوســيط للتبــادل ســمح باســتقلل عمليــة الــبيع عــن عمليــة الشـراء المــر الــذي يعنــي وجــود
فاصل زمني بين عمليات البيع والشراء وبالتالي ليس بالضرورة أن تحصل على النقـود فـي وقـت ما إوانفاقهـا
فورا وفي نفس الـوقت ،ولكـن فـي الواقـع العملـي نجـد أن الفـرد ينفـق جـزء مـن دخلـه ويـدخر جـزء آخـر ليقـوم
ل وبذلك تتاح الفرصة للفرد بـبيع سـلعة يقتنيهـا ثاـم يحتفـظ بقيمتهـا على شـكل نقـود بـدلا مـن
بالشراء به مستقب ا
وحيث أن الفرد يحتفظ بالنقود لكي ينفقها في المستقبل فإن النقود تعتبر فـي هـذه الحالـة كمخـزن أو مسـتودع
للقيمة ،وتتوقف فاعلية النقود كمخزن أو مستودع للقيمـة علـى فاعليتهـا كمقيـاس للقيمـة حيـث أنهـا يجب أن
تحتفــظ بقوتهــا الشـرائية لفــترة زمنيــة طويلــة وهــذا يعنــي الثابــات النســبي لكــل مــن العــرض والطلــب علــى النقــود
حتى يبقى مستوي السعار ثاابت ا نســبي ا ،ولكــن مــن الملحـظ أن القيمــة الحقيقيـة للنقــود ترتفـع بالتـدهور الــذي
يلحق المستوى العام للسعار في فترات النكماش ،بينما تنخفض هذه القيمة في فترات التضخم .
وممــا ســبق نلحــظ أنــه فــي فــترات التضــخم واســتمرار ارتفــاع الســعار يلجــأ الفـراد إلــى الحتفــاظ بالقيمــة فــي
صورة أصول حقيقيـة ،ومـن م ازيـا هـذا أنـه يـدر عائـد لصاحبه فـي صـورة ربـح ،فائـدة أو ريـع ،فضـلا عمـا
تحققه من أرباح رأسمالية في حالة ارتفاع السعار ،ومـن ناحيـة أخـرى فـإن الحتفاظ بالصـول الحقيقيـة قـد
تعرض الفرد لخسائر رأسمالية حين الحاجة لتحويل بعضها إلى أرصده نقدية .
وأخيرا فإن بيع سلعة اليـوم والحتفـاظ بثامنهـا علـى شـكل نقـود ل يعنـي بأن القـوة الشـرائية لهـذه النقـود سـتبقى
إن زي ــادة حج ــم النت ــاج الج ــاري ع ــن قيم ــة المبيع ــات الجاري ــة خلل ف ــتره معين ــة نتيج ــة لزي ــادة النت ــاج ف ــي
المجتمعات الحديثاة وتزايد حجم المخزون السلعي ،نتج عنه بالضرورة أهمية تســويق المنتجــات علـى أسـاس
العقود لتجنب تكديس المخزون وكذلك لضمان استمرار تدفق السلع المختلفة وتوفيرها في المجتمع .
وبنا اء على ما سبق فإن بنود التعاقد تتم على أسـاس قيمـة معينـة ،يلـتزم المقـترض بـرد هـذه القيمـة فـي وقـت
لحق مضاف إليه الفوائد المحسوبة عليه خلل تلك الفترة ،وبالتالي لبد من وجـود معيــار يتـم علــى أساســه
تحديــد الئتمــان ،ومــن هنــا اســتطاعت النقــود أن تقــوم بهــذا الــدور والــذي يطلــق عليــه ) وســيط المــدفوعات
الصلية ،ولكي تقوم النقود بهذه الوظيفة وجب عليها الحتفاظ بقيمتها لفترة طويلــة نســبي ا حيــث أن التذبــذب
في قيمة النقود يسبب اضطراب سوق الئتمان مما يؤثار على حجم الئتمان والنشاط القتصادي .
ففــي فــترات ارتفــاع الســعار ومــا يتبعهــا مــن انخفــاض وتــدهور فــي قيمــة النقــود يجــد الــدائن أن قيمــة الســلع
والخدمات التي يستطيع القرض شرائها عند رده أقل من القيمة التي كان يستطيع شرائها عند عقــد القــرض ،
المـر الـذي ينطـوي علـى إعادة توزيـع الـثاروة مـن الـدائن إلى المـدين ،بينمـا في فـترات انخفاض السـعار ،
يجــد المــدين أن قيمــة الســلع والخــدمات الــتي يســتطيع القــرض شـ ـرائها عنــد رده تزيــد عــن القيمــة الــتي كــان
يســتطيع شـرائها عنــد عقــد القــرض المــر الــذي يتضــمن إعــادة توزيــع الــدخل مــن المــدين إلــى الــدائن ،وعليــه
يجـب تـوافر الثاقــة بيـن المـدين والــدائن فـي أن وحـدة النقــود لـن تتغيــر قيمتهـا فـي وقــت الســداد عنهــا فـي وقــت
لقد أضفت وظائف النقود لها جاذبية مقارنة بعالم لم تكن توجد فيه ،فقد اســتطاعت هــذه الداة أن تقلــل مــن
عدد وحجم المخاطر التي كان يتعرض لها الفراد في عالم المقايضــة ،إلـى جـانب قيامهـا بوظــائف المبادلــة
ولكن على درجـة أكـبر مـن الكفـاءة ،ولكـي تتمكـن النقـود مـن القيـام بوظائفهـا القتصـادية والحفاظ على ثاقـة
يؤكد قانون الندرة على أن الشياء ومن ضمنها النقود تكتسب أهمية نظ ار لمحدودية الكمية المعروضــة منهــا
إن صفة الندرة صفة يجب أن تكتسبها النقود إوال فإن قيمتهـا وقبـول الجمهـور لها سـوف يتعرضـان للنهيـار
مــن هنــا وجــب علــى الســلطات الحكوميــة المعنيــة بكميــات النقــد الموجــودة بالقتصــاد أن تعــي هــذا وأن تعمــل
جاهدة على التوفيق بين الكمية المعروضة والكمية المطلوبة منه ،بالرغم مــن أن زيــادة الكميــة المناســبة مــن
النقد التي يجب توفرها ليس حساسا في مبالغ بسيطة ،وقد ل تترك أثا ار سلبيا على قيمــة النقــود وخاصــة فــي
القتصــاديات الكــبيرة إل أنــه لبــد أن يـواكب التغيــر فــي عــرض النقــود إمكانيــات القتصــاد وقــدراته النتاجيــة
وبنا اء عليه وجب على السلطات المعنيـة أن تجعـل الكميـة المعروضـة مـن النقـد بقـدر كـاف لتمكـن الجمهـور
مــن اســتخدامها وهــو واثاــق باحتفاظهــا بقيمتهــا ،وأفضــل ســبيل لــذلك أن تــوفر كميــة مناســبة بحيــث أن تقابلهــا
تــوجه الحكومــات مـ ـوارد ماليــة وتشــكل إدارات حكوميــة وأخــرى أمنيــة للتقليــل مــن احتمــالت تزويــر نقودهــا
الوطنية ،فإقبال الجمهور على النقود واستخدامها للقيام بوظائفها يقـوم علـى أسـاس ثاقتـه فيهـا ،وأحـد دعـائم
هذه الثاقة ينطلق من مصداقية النقود إوادراكه أنها سليمة ولـن ترفـض على أساس إنهـا مغـايرة للنقـود الخـرى
المتداولة ،هذا ل يعني أنـه لن يقـوم أحـد علـى محاولـة تزييـف النقـود ولكـن الهـدف مـن عمليـات الوقايـة هـو
التضييق على مثال هذه المحاولت مما يعزز من ثاقة الجمهور فيها والقبول بها .
لقد كانت المقايضة تتطلـب الحتفاظ بمخـزون مـن السـلع يضـمن مسـاعي الفـراد لتبادلهـا مقابـل سلع يرغـب
فيها ،أما في اقتصاد النقود فكل ما هو مطلوب من المـرء القيـام بـه هـو أن يحتفـظ بنقـد محـدود يـؤدي مهـام
كمية كبيرة من السلع التي تعود النسان على الحتفاظ بها في اقتصاد المقايضة .
سلع يرغب بمقايضتها ،أصبح ينتقل ومعه كمية من النقود يحتفظ بهــا فـي محفظتــه وعليــه فـإن النقــود يجـب
أن تتكون من وحدات يسهل حملها ونقلها من مكان لخر فإن لم تتوفر هذه الخاصية فسيصعب اســتخدامها
وذلك بسبب عدم قابلية النقود للهلك بسـرعة ،وتتعلـق هـذه الخاصـية بطبيعـة المـواد الـتي تسـتخدم كنقـود أو
وجود فئات نقدية مختلفة القيم وسهلة التجزئة رغب الجمهور القبول بها ،بمعنى آخـر أن تكــون النقــود قابلــة
للتجزئــة إلــى وحــدات صــغيرة متســاوية القيمــة يســهل إجـراء عمليــات التبــادل فــي المعــاملت الصــغيرة ،فكلمــا
أمكن تجزئة النقود إلى وحدات صغيرة كلما أمكن توسيع عملية التبادل .
إذا نظــر المــرء إلــى مختلــف فئــات النقــد ،يجــدها تختلــف مــن حيــث المقــاس واللــون والتصــميم ولكــن الوراق
النقديــة متطابقــة ومتجانســة ضــمن الفئــة الواحــدة وهــذه الســمة أعفــت المــرء عــن عمليــة فحــص الوراق بشــكل
متكــرر وبعنــاء للتأكــد مــن مضــمونها كمــا كــان الوضــع فــي عــالم المقايضــة كمــا يجــب أن تتكــون النقــود مــن
وحــدات يســهل التعــرف عليهــا ،حيــث أن صــعوبة التعــرف علــى وحــدات معينــة مــن قبــل الف ـراد يــؤدي إلــى
رفض التعامـل بهـا ممـا يعيـق عمليـة التبـادل وعـدم اتسـاع اسـتخدام النقـود في المعـاملت المختلفـة ،كمـا أن
هذه السمة عملت على التقليل من جاذبية المعــادن كالـذهب والفضـة كـأداة وسـيطة كــانت تقــوم مقـام النقـود ،
تكتسب النقود في معظم المجتمعات ثاقة رديفة لثاقة الجمهور في الحكومـة ،لكـون الحكومـة هـي الجهـة الـتي
تصدرها ،قد يجادل المرء في أن لهذه الثاقة مبررات نسبية يكمن أهمهــا فـي تضـاؤل احتمــال عجــز الحكومـة
مــن اليفــاء بالتزاماتهــا تجــاه مــا تصــدره مــن نقــد مقارنت ـا بالت ازمــات قــد تقطعهــا جهــات أخــرى علــى نفســها ،
ويجب التنويه إلى أنه ليس بالضرورة أن يقبل الجمهور بالنقود لمجرد كون الحكومة هي الجهة المصدرة لها
في ظل فشل النقود أو عجزها عن القيام بالمهام والوظائف التي يتوقع المرء أن تقوم بها .
تقسم الصول في أي مجتمع إلى أصول حقيقية )السلع المادية الملموسة( ،إوالى أصـول نقديـة وماليـة وهي
النقود غير السلعية ) أسهم وسندات ووعود بالدفع ( وتتكون ثاـروة المجتمـع مـن الصـول الحقيقيـة فقط ،أما
الصول النقدية والمالية فهي تمثال ثاروة الفراد كأعضاء في المجتمع ولكنها ل يمكن أن تحسب ضمن ثاروة
المجتمع إوال لختلفت الثاروة الحقيقية للمجتمع وأصبح مبالغا فيها .
إن التغي ـرات فــي حجــم النقــود أو فــي حجــم الحقــوق العامــة والخاصــة ل يمثاــل بالضــرورة التغي ـرات فــي ثاــروة
المجتمــع الحقيقيــة ذلــك أن زيــادة معينــة فــي الــدين العــام أو حــدوث انخفــاض حــاد فــي أســعار الســهم فــي
البورصــة ل يخفــض مباش ـرة مــن الــثاروة الحقيقيــة للمجتمــع إوانمــا يــؤدي فقــط إلــى مجــرد تغييــر قيمــة ونســبة
الحقوق القائمة إلى مقدار الثاروة ،وقد ينتج عن هذا آثاار غير مباشرة على معدل إنتاج الصــول الحقيقيــة ،
ولكن من المهم أن تعـترف بــأن الثاـر المباشـر والفــوري للتغيـر فـي قيمـة الحقـوق ) بمـا فيهـا النقـود( ل يكـون
على مجموع الثاروة القومية إوانما يكون الثار على توزيع هذه الثاروة .
والنقود هي الرمز المحدد للثاـورة ،ل يكـون هـذا المحـتىي الفعلـي للـثاروة بـل الواقـع أن الجـزء الغـالب مـن نقـود
المجتمع الحديث يتكون من حقوق دفترية ) الودائع ( وليس من مخزون النقود السلعية ول تستمد هــذه النقــود
نفعهــا مــن كونهــا ســلع تســتهلك ولكــن مــن قــدرتها علــى المبادلــة ،إن احتفــاظ النقــود بقيمتهــا يعتمــد إذا علــى
القــدرة علــى التخلــي عنهــا مقابــل ســلع وحقــوق أخــرى دون خســارة تــذكر ،والنقــود كحــق متميــز عــن غيـره مــن
النقود السلعية فإن النقود تكون دائما من وعود بالدفع ) دين ( وحق ضد من يصدرها ويمتلك هذا الحق مــن
يملــك النقــود ) الــدائن ( وهــذه المديونيــة والدائنيــة تختــص مــع غيرهــا مــن الحقــوق فــي خلل عمليــات حســاب
عنــد بحـث العلقــة بيــن النقــود والســيولة يجـب أن نتــذكر أن النقــود كحــق لهـا خاصــيتين متميزتيــن تـؤثار علــى
رغبة الـفراد في الحتفاظ بها وتفضيلها عن غيرها من الحقوق الخرى وهي :
ل فـي صــورة فائــدة أو ربــح وعليــه لبـد أن نلحـظ أن الحتفـاظ بـالنقود ينطـوي
سوف يدر عليــه دخ ا
على تضحية بتيار من الدخل كان يمكن الحصول عليه لـو احتفــظ بـالنقود فـي صـورة أنـواع أخــرى
الخاصية من طبيعتها الساسية وكونها أداة للدفع مقبولة قبولا عام ا .
-3أمــا الســيولة اصــطلح ا فــترمز إلــى ســرعة تســويق أو تســييل الصــل بمــا يحتــاجه الف ـراد مــن ســلع
وخدمات فورية ،أما درجة السيولة بالنسبة للصول غير النقدية فترمز إلى القدرة على تحويلها أو
وفي هذا الطار يمكن تصنيف الصول من حيث درجـة سـيولتها إلى أشـكال مختلفـة تبـدأ بـالنقود على
قيمــة هــذه الصــول أي درجــة ســيولتها تصــل إلــى %100ومــن ثاــم تــأتي الودائــع بأنواعهــا والســندات
الحكومــة حــتى تصــل فـي آخـر القائمــة إلـى ال ارضـي والعقـارات حيـث تحتـاج إلـى مجهـود ووقــت وهنــاك
وأخي ار لبد من الشارة إلى وجود علقة عكسية بين سيولة الصل والعائد .
عنــد البحــث فــي مكونــات النقــود نجــد أنهــا عبــارة عــن العملــة الورقيــة المتداولــة فــي المجتمــع والعملــة
المســاعدة والودائــع الجاريــة بــالبنوك التجاريــة ،والــتي يطلــق عليهــا مصــطلح وســائل الــدفع ،وهــي تـؤثار
كمــا ولــدينا كــذلك مــا يســمى بالعوامــل المـؤثارة فــي وســائل الــدفع وهــي تشــمل أشــباه النقــود مــع غيرهــا مــن
الصول الخــرى الكــثار سـيولة ،وتســمى بهـذا السـم لن فـي إمكانهـا بســبب درجـة سـيولتها أن تتحـول
إلى نقود أو تعود إلى حالتها مؤثارة بذلك في كمية النقود بالمجتمع .
وبنــا اء علــى مــا ســبق يمكننــا قيــاس مقــدار الســيولة فــي المجتمــع مــن خلل الجمــع بيــن وســائل الــدفع
النقد (
الصول وتتضمن : -1
-الصول الجنبية .
مطلوبات من القطاع الخاص ) القروض والسلفيات والوراق المالية ( -
-مطلوب من البنوك المتخصصة وتتضمن ) استثامارات ،تسهيلت ائتمانية ،ودائع توفير (.
هناك مفهومان أساسيان يستخدمان في قياس العرض النقدي هما ،مفهوم المعاملت وهو الــذي يركــز علــى
النقود كوسيط للتبادل ،والثااني هو مفهوم السيولة ويركز على وظيفة النقود كمستودع للقيمة .
يقــوم هــذا المفهــوم علــى أســاس أن مفهــوم النقــود يتحــدد أساس ـا فــي اســتخدام النقــود كوســيلة للمــدفوعات
مقابل السلع والخـدمات فـي المجتمـع وبالتـالي فإنهـا تتميـز عـن غيرهـا مـن الصـول الخـرى في القياس
بهذه الوظيفـة ،وعليـه فـإن الراء الـتي تتبنـى هـذا المفهـوم تـرى بـأن تعريـف النقـود يجب أن يشـمل فقـط
الص ــول ال ــتي تس ــتخدم كوس ــيط للتب ــادل وتتمثا ــل ه ــذه الص ــول ف ــي النق ــود المعدني ــة والورقي ــة والنق ــود
المصرفية ،ومن هنـا يطلـق على هـذا التعريـف بـالتعريف الضـيق للنقـود أو مصـطلح وسائل الـدفع كمـا
أشـرنا ســابقا ،ويرمــز للعــرض النقــدي وفقـا لهــذا المفهــوم بــالرمز M1والذي يشتمل عل ى وسائل الدفع
التالية :
النقدية المتداولة في المجتمع لدى الفراد ومنشآت العمـال ،والـتي تسـتخدم كوسائل دفـع ،وعليـه -1
وسائل دفع لشـراء السـلع والخـدمات وسـداد الـديون الحاضـرة ،وبالتـالي نجـد أنـه يسـتبعد مـن الودائـع
وبنااء على ما سبق فإن أنصار هذا المفهوم يعتقدون بأن :
-1التعريــف العملــي للنقــود يجــب أن يتحــدد بشــكل يمكــن الســلطات النقديــة مــن قيــاس وتعــديل عــرض
النقود بما يتلءم مع احتياجات عمليات التبادل التي تحقق زيادة مقومات النتاج والعمالة في ظـل
العــرض النقــدي مــع ثابــات ظــروف الطلــب علــى الســلع والخــدمات مــن جــانب المســتهلكين وزيــادة
ج -أن زيــادة العــرض النقــدي قــد يصــاحبها ارتفــاع فــي المســتوى العــام للســعار فــي المجتمــع ،إل أن
زيــادة النتــاج ســوف تعمــل علــى إعــادة الت ـوازن م ـرة أخــرى بيــن وســائل الــدفع )النقــود( والمســتوى العــام
يقوم هذا المفهوم على أساس أن مفهوم النقود يتحدد بنااء على وظيفة النقود كمستودع للقيمة ،حيث يحتفــظ
بالصول المالية لحين استخدامها في المستقبل ،وطبقا لها المفهوم فإن تعريف النقود يشتمل على الصــول
عاليــة الســيولة مثاــل الودائــع الدخاريــة والودائــع بإخطــار لــدى البنــوك التجاريــة وشــهادات اليــداع الدخاريــة
-1وجــود عــدد مــن الصــول الماليــة ذات الســيولة العاليــة والــتي تتمتــع ببعــض خصــائص النقــود وتقــوم
كذلك ببعض وظائفها ويمكن اعتبارهـا مـن وسـائل الـدفع ،وتتمثاـل هـذه الصـول فيمـا يسـمى أشـباه
النقود ،مثال الودائع الجلة والودائع الدخارية لدى البنوك التجارية ،والودائع الدخارية بصــناديق
البريد ،والتي يمكن تحويلها بكل يسر وسهولة إلى نقود أو ودائع تحت الطلــب بــالبنوك التجاريــة ،
وعليـه فـإن هــذه الحسـابات تتصــف بدرجـة عاليـة مــن السـيولة بحيـث يعتبرهــا أفـراد المجتمـع معادلـة
من الناحية العملية لعرض النقود M1إوان كانت ل تستخدم مباشرة في إجراء المدفوعات .
-2أن الــدافع الساســي مــن تعريــف وقيــاس عــرض النقــود هــو ضــمان تحقيــق الســيطرة والرقابــة علــى
عرض النقود وذلك من أجل تحقيق استقرار مستوى النشاط القتصادي في المجتمع وزيــادة حجمــه
،وعليــه فــإن تعريــف وقيــاس عــرض النقــود يجــب أن يقــوم علــى أســاس واقعــي بحيــث يشــتمل علــى
مجموعــة الصــول الماليــة الــتي تتصــف بدرجــة عاليــة مــن الســيولة وتكــون خاضــعة لدارة السياســة
النقديــة ،والــتي يرتبــط حجمهــا بمســتوى النشــاط القتصــادي فــي المجتمــع ارتباط ـ ا وثايق ـ ا فــي شــكل
علقة سببية ،وبالتالي فـإن عـرض النقــود ل يجـب أن يقتصـر فقـط علـى الصـول النقديـة السـائلة
و/أو في شكل حسابات جارية وتحت الطلب والتي تؤدي وظيفة وسيط للتبادل .
د -شهادات اليداع الدخارية ذات الدخل الثاابت التي تصدرها البنوك التجارية .
نلحــظ أن تعريــف النقــود وفقـ ا لمفهــوم الســيولة ل يتضــمن الودائــع الجلــة والدخاريــة فــي المؤسســات الماليــة
الخرى غيـر البنــوك التجاريـة حيـث أن هــذه الصـول مماثالـة للودائـع الدخاريــة الجلــة لـدى البنـوك التجاريـة
وبالتالي فإن استبعادها مـن التعريـف ل يعكـس القيـاس الفعلي لكميـة العـرض النقـدي فـي المجتمـع لـذلك فـإن
الودائع الحكومية ل تدخل ضمن ذلك المفهوم ،في حين أن هذه الودائع ســوف تنصــب آجلا أو عــاجلا فــي
دائرة النفاق العام وتتحول إلى وسائل دفع في يد الفراد والمنشآت المــر الـذي يتطلــب حسـابها فـي العــرض
وبنا اء عليه نجد أن هناك تعريـف أوسـع لعـرض النقـود يتضـمن كـل مـن مكونـات M1 ، M2وتلك الصول
المالية الخرى التي تتصف بدرجة عاليـة نسـبي ا مـن السـيولة مثاـل الودائـع الحكوميـة والجلـة والدخاريـة لـدى
المؤسسات غير البنكية ويرمز لهذا التعريف الواسـع لعـرض النقـود بـالرمز ، M3وهو يحدد العرض النقدي
في المجتمع في صورته الرسمية ويعرف بمصطلح اجمالي السيولة المحلية .
ج – الودائع الدخارية لدى مختلف المؤسسات المالية في المجتمع غير البنوك التجارية .
عرفــت البشـرية العديــد مــن أنـواع النقــود وتعــددت أشــكالها عــبر التاريــخ حيــث يمكننــا القــول بــأن هــذه النـواع
مثالت مراحل معينه من التطور ،وفي هذا الطار يمكننا تتبع أنواع النقود بالتالي :
يشير تاريخ النقود إلى أن البشرية استخدمت أنواعـ ا ل حصـر لها مـن السـلع كوسـيط للتبـادل ومقيـاس للقيمـة
مثال الملح والصواف والماشية وما إلى ذلــك ،ولكـن مـع التطــور شـاع اسـتخدام المعـادن كالــذهب والفضــة ،
ومع التطور القتصادي ظهرت النقود النائبة والتي تعني استعمال شــهادات ورقيــة تمثاــل قيمـة النقــود السـلعية
وتصدرها السلطة النقدية وتعطي صاحبها الحق في تحويلها إلى نقود سلعية كاملة القيمة .
وتأخذ النقود السلعية شكلين أساسيين ،النقـود المعدنيــة الكاملـة والنقــود النائبــة عــن النقـود المعدنيـة الكاملــة ،
كمـا أن النقـود السـلعية قـد تكـون معدنيـة كاملــة أي تتـداول علـى هيئــة مســكوكات معدنيــة ذهبيــة أو فضــية أو
يتــداول النوعــان معـ ا ،والنقــود المعدنيــة الكاملــة هــي النقــود الــتي تتعــادل قيمتهــا كنقــد مــع قيمتهــا كســلعة فــي
الســتخدامات غيــر النقديــة كمــا ويجــدر الــذكر أن تســاوي القيمــة النقديــة ) القــوة الش ـرائية ( للنقــود المعدنيــة
الكاملة مع قيمتها كسلعة ،ل يعني ثابات قيمة وحدة النقد ،فهذه القيمة قابلة للتغيــر مــع تغيــر أســعار الســلع
الخــرى ،فارتفــاع أســعار الســلع والخــدمات فــي المجتمــع يــؤدي إلــى انخفــاض القــوة الش ـرائية للنقــود المعدنيــة
الكاملة والعكس صحيح وعليه فإن استخدام النقود المعدنية الكاملة ل يمنع حدوث تضخم أو انكماش .
أما النوع الثااني من النقـود السـلعية الكاملـة فيتمثاـل فـي النقـود النائبـة عـن النقـود المعدنيـة الكاملـة وهـي عبـارة
عن نقود ورقية تصـاحب النقـود الذهبيـة وتنـوب عنهـا في التـداول بحيـث تمثاـل قيمتهـا تمـثايلا كـاملا ولـذا فإن
السلطات النقدية تحتفظ بالذهب ليكون غطاء نسبته %100من قيمة النقود الورقية النائبة .
ويمكننا القول أن النقود النائبة تمتاز عن النقود المعدنية الكاملة من عدة نواحي منها :
شهادات ورقية استخدمت لكي تنوب عن النقود المعدنية مع بقاء الخيرة أساس ا للتعامل .
التجـاه الثاــاني :اتجــه الفـراد إلــى حمــل مــا لــديهم مــن ذهــب أو غيـره مــن المعــادن لكــي يودعــونه فـي خ ازئــن
وفي مقابل اليداع كان الصاغة يعطون للمودع شهادة ورقية عبارة عن تعهد منهــم لــه بمقتضـاه رد مــا أودع
لديهم من ذهب بمجرد طلبه ولكن ما لبث أن تخلوا عن حمل الذهب واكتفوا بنقل ملكية الشــهادات ،وسـاعد
على ذلك ثاقة الفراد في قدرتهم على تحويل الشـهادات إلى ذهـب مـتى شاؤا وبـذلك لـم تعـد الشـهادات ممثالـة
للنقود فحسب بل أصبحت هي نفسها تقوم بكل وظائف النقود وبالتالي فهي أول أشكال النقود الورقية .
ومع مزيد من التطور كانت النقود الورقية التي تصدرها مختلف البنــوك مصـاحبة للنقــود المعدنيــة ونظـ ار لن
النقــود الورقيــة أصــبحت ليــس لهــا فــي حــد ذاتهــا أي قيمــة ســلعية فقــد احتكــر إصــدارها البنــوك المركزيــة لن
قيمتها أصبحت مشتقة بصفة أـساسية من القبول العام لها كوسيط للتبادل .
ومعنــى ذلــك أن النقــود الورقيــة أصــبحت نقــود رمزيــة يــديرها البنــك المركــزي كمــا لــم تعــد قابلــة للتحويــل إلــى
معادن نفيسة وتعتمد قيمتها على ما تحـدده هيئــة الصـدار لهـا وعلـى غطاءهـا مـن العملت الجنبيــة القابلـة
للتحويل وبعض الصول الخرى وتعتمد أيضا على قبول العام كوسيط للتبادل .
وبنا اء على ما سبق يمكننا القول بوجود نوعين من النقود الورقية وهي كالتالي :
ويقصــد بهــا تلــك الورقــة أو الوثايقــة الــتي يصــدرها أحــد البنــوك ،وقــد أصــبح البنــك المركــزي فــي أي دولــة هــو
المحتكــر لنتــاج هــذا النــوع مــن النقــود متعهــد ا بمقتضــاها بــأن يــرد إلــى حاملهــا بمجــرد طلبــه فــي شــكل عملــة
وتجــدر الشــارة إلــى أن الفــرق بيــن هــذا النــوع مــن النقــود النائبــة يتمثاــل فــي أن البنــك الــذي أصــدر كميــة مــن
النقــود القابلــة للتحويــل ليــس عليــه أن يحتفــظ بكميــة مــن الــذهب معادلــة تمامـا لمــا أصــدره مــن أوراق بنكنــوت
إوانما عليه أن يحتفظ برصيد يعادل نسبة معينة من قيمة الوراق المصدرة .
والجــدير بالــذكر أن هــذه النقــود فـي ظـل قاعـدة الــذهب تســتمد قيمتهـا مــن إمكانيـة اسـتبدالها بـالنقود الذهبيــة ،
ولكن بسبب حالت الذعر المالي التي دفعت البنك إلى التوقف عن تحويل النقـود إلـى ذهـب وقيـام الحكومـة
بشكل عام إن النقود الورقية الغير قابلة للتحويل سواء حكومية أو بنكنوت ليس لها قيمة ذاتية وتســتمد قوتهــا
من إلزام جميع الفراد بقبولها في التعامل بوصفها عملة رسمية بالضافة إلى إمكانيـة اسـتخدامها فـي إشـباع
وعليه فإن النقود الورقية غير القابلة للتحويل تختلف عن النقود القابلة للتحويل في النقاط التية :
-1النقــود الغيــر قابلــة للتحويــل تعتــبر نقــود ا محليــة ل يتعــدى تــداولها حــدود الدولــة الــتي تضــع القــانون
الــذي يجعــل مــن هــذه النقــود عملــة رســمية أمــا النقــود القابلــة للتحويــل فمــن الممكــن اعتبارهــا عملــة
دولية .
-2قيمة النقود الغير قابلة للتحويل أكثار عرضة للتغير من قيمة النقود القابلة للتحويل .
النقــود المص ـرفية عبــارة عــن ديــون فــي ذمــة البنــك قابلــة للــدفع عنــد الطلــب ويمكــن تحويلهــا مــن فــرد لخــر
بواسطة الشيكات ويطلق عليها أيض ا نقـود الودائـع أو النقـود الئتمانيـة ،فودائـع الحسابات يمكـن اسـتخدامها
كوســيلة للــدفع عــن طريــق الشــيكات غيــر أن اســتخدامها يتوقــف علــى موافقــة الــدائن إذ ل تتمتــع بقــوة الب ـرام
وهكذا نجد أن النقود المصرفية ليس لها كيان مادي ملموس إنما توجد في صورة حساب بدفاتر البنوك .
وتعتمد النقود المصرفية على قاعدة هامة مفادها أن البنــوك التجاريــة لهـا قـدرة كـبيرة للغايـة علـى خلــق النقــود
ومن ثام تقوم بإضافة هذه النقود الجديدة إلى كمية النقـود المتداولـة فـي المجتمـع وهـذه النقـود الجديـدة مـا هي
إل قيود دفترية مسجلة في دفاتر البنك إل أنها تتمتع بقوة إبرام غير محدودة .
ظهرت النقود اللكترونية البلستيكية مع تطور شكل ونوعية النقود وهـي أحـدث صـورة مـن صـور النقـود بـل
وتعتبر الطريق إلى عالم تختفـي فيــه عمليــات التــداول بـالنقود ويطلـق عليهــا أيضـا بطاقـات الـدفع اللكترونيــة
القيــام بوظيفــة النقــود كوســيط للتبــادل ولكنهــا أخــذت شــعبية واســعة فــي إبـرام الذمــة وتســوية المــدفوعات المــر
الــذي ارتقــى بهــا إلــى مرتبــه النقــود ،وبنــا اء علــى مــا ســبق فــإن النقــود اللكترونيــة البلســتيكية تطلــق علــى
بطاق ــات ال ــدفع اللكتروني ــة ال ــتي ل تخ ــرج ع ــن كونه ــا بطاق ــات بلس ــتيكية يت ــم معالجته ــا إلكترونيـ ـ ا ،وذل ــك
لســتخدامها فــي أغ ـراض متعــددة مــن خلل المعلومــات المخزنــة عليهــا والــدخول بهــا علــى اللت المعــدة
-بطاقات الئتمان
-بطاقات الدفع الفوري
-بطاقات الدفع المؤجل أو بطاقات اعتماد النفقات
-بطاقات التحويل اللكتروني
-بطاقات الصراف اللي
-كروت ضمان الشيكات
وفيما يلي نستعرض ثالث أنواع من النقود اللكترونية البلستيكية المتداولة حالي ا :
وهي التي تعتمد علـى وجـود أرصــدة فعليــة للعميـل لــدى البنــك فـي صـورة حسـابات جاريــة وهـي أيضـا كــروت
وهــي الــتي تصــدرها البنــوك فــي حــدود مبــالغ معينــة ويتــم اســتخدامها كــأداة وفــاء وائتمــان لنهــا تتيــح فرصــة
وهــذه البطاقــات تختلــف عــن البطاقــات الئتمانيــة فــي أن الســداد يتــم بالكامــل مــن قبــل العميــل للبنــك خلل
تم عرض النظرية الكمية للنقود من خلل مدخلين هما مدخل المبادلت الكلية بصياغة ) فيشر ( ،ومدخل
ينص مدخل المبادلت الكلية بأن هناك علقة إيجابية بين كمية النقد المتوفرة للتداول وبين مستوى السعار
المحلــي ،إذ يؤكــد كــذلك علــى أن التغي ـرات فــي عــرض النقــود ليســت قــادرة علــى تغييــر المســتويات الحقيقيــة
للمتغيـرات القتصـادية الرئيسـية كالنتـاج والـدخل وسـعر الفائـدة ،ممـا يعنـي أن زيـادة في الكميـة المعروضـة
من النقود ينتج عنها ارتفـاع فــي معـدل السـعار المحليــة وبنســبة مسـاوية لنســبة النمـو فـي عـرض النقــود ممـا
يؤدي إلى تغير في القيمة السمية وليس الحقيقية للناتج القومي السمي .
يمكن القول أنه ليس بالمكان العتماد على عرض النقـود لتحفيـز أو تغييـر مسار القتصاد لن مـا يحـدث
للقيمة النقدية للنشاط القتصادي هو نتاج لتغيرات في مستوى السعار وليس في مستوى النتاج .
وسعي ا لتوضيح هذا الموقف النظري اعتمـد علـى معـادلتين هي معادلـة التبـادل أو التعامـل والمعادلـة الدخليـة
للتبادل .
MV = PT
T ×V=P×M
حيث أن :
ومن خلل هذه المعادلة يتبين لنا أن كمية النقد المتوفرة في القتصاد مضروبة في عدد مـرات اسـتخدام كـل
وحدة نقد خلل الفترة المعينة تساوي القيمة النقدية للتبادلت خلل فترة معينة .
يمكــن إعــادة تعريــف حجــم النشــاط القتصــادي والتأكيــد علــى الســلع والخــدمات النهائيــة الــتي أنتجــت فــي فــترة
القيــاس ذاتهــا ،واســتبعاد الســلع والخــدمات الــتي يســتبعدها تعريــف الناتــج القــومي أو الــدخل القــومي وذلــك
MV = PY
Y×V =P×M
حيث أن :
كما يبدو من المعادلة الدخلية للتبادل ،فإنه في حال ثابات سرعة دوران النقود ،يحدد عرض النقود إجمالي
النفاق ومن ثام حجم النشاط القتصادي .في حين إذا اتسمت درجة دوران النقود بالتقلب ،فإنه لــن يصــبح
النقود على الناتج القومي ،وهو ما يقلل من فاعلية ودقة السياسة النقدية .
وبنااء على ما سبق فإن هذا المدخل ينظر إلى أن الناتج الجمالي الحقيقي ، Yل يتغير في المدى الطويل
لن المـوارد القتصــادية محــدودة ويتســم القتصــاد بتوظيــف تــام للمـوارد ممــا يجعــل مســتوى الســعار عرضــة
للتغيير نتيجة التغيرات التي تط أر في كمية النقود في حين ل يتغيــر حجــم النتــاج فـي المــدى القصــير ،كمــا
أنهــم افترضـوا ثابــات Vلنها تعتمد على عوامل ل تتغير كثاي ار مثال أنماط النفاق ،أساليب الدفع ،ثاروة
يحتفــظ بــه الف ـراد حاض ـ ار لــديهم ،نــوه اقتصــاديو جامعــة كــبي مردج إلــى أهميــة الــثاروة فــي تحديــد هــذه الكميــة
كذلك ،ويرى القتصاديون بشكل عام أن إفساح المجـال أمـام قـ اررات الجمهـور للتـأثار بــالثاروة ،اختلفـا بيـن
الطــرح الــذي قــدمه فيشــر والــذي جــاء بــه اقتصــاديو كمبريــدج ،وهــو مــا خلــص إلــى تــأثار الجمهــور بحجــم
المعاملت من جانب وبالثاروة وما يط أر عليها من تغير من جانب آخر ،مـع هـذا فـإنهم قبلـوا بمعادلـة فيشـر
) Md = K × ( P × Y
حيث أن :
K = 7/1وهي لن تكون ثاابتة في المدى القصير بل تتغير لن العوائد التي يمكن أن يحصل عليها المرء
يبــدو أن المــدخل الحــالي يــترك للف ـراد حريــة اختيــار كميــة النقــد الــتي يحتفظــون بهــا مــن أجــل الحفــاظ علــى
ثاروتهم إلى جانب استخدام جزء من النقود من أجل إتمام معاملت التبادل .
وتأتي أهمية فهم معدل دوران النقود Vمن قدرته بالتأثاير في مدى فاعلية السياسات التي تتبناها الحكومة
فإذا افترضنا أن Vثاابت فإن معادلة الطلب على النقود تبين أن عرض النقود أو الطلب على النقود يحدد
الناتــج المحلــي الجمــالي ،مــن جــانب آخــر إذا كــانت Vمتقلب ة ف إنه يص عب التنب ؤ بقيم ة النات ج المحل ي
كما أنه إذا كانت Vتتغير بنفس معدل التغير في Mولكن في اتجاه مضاد ،فستبقى قيمة الناتج المحلي
الجمالي بمعزل عن التغيرات في ، Mوتصبح سياسة تغيير كمية النقود غير مجدية ،إنه في حال قدرة
البنك المركزي على التنبؤ بقيمة Vوعدم ارتباطها بشكل مباشر بقيمة ، Mيصبح بمقدوره التأثاير في حجم
لقد احتفظ كينز بنظرية النقود التقليدية باعتبارها طلب ا للنقود بغــرض المعــاملت وهــو جــزء مــن الطلــب الكلـي
علــى النقــود فــي نظريتــه العامــة ،وذكــر ) كينــز ( أن الطلــب علــى النقــود لــه ثالث دوافــع :المعــاملت ،
المان كمستودع مؤقت للقوة الشرائية عند ) فيشر ( ومدرسة كمبيردج ،وبذلك عالج ) كينــز ( الطلــب علــى
النقود من خلل الدوافع المسببة لهذا الطلب في نموذج تضمن نظام مالي بسيط ضم:
-1النقــود كأصـل يمثاــل قيمـة الســيولة أو الســيولة ذاتهــا ويــدر عائــد ضـمني هــو الشـعور بالمـان والثاقــة
في تنفيذ المعاملت والوفاء بالديون ومواجهة المتطلبــات غيــر المتوقعــة والطارئــة للســيولة النقديــة ،
يقصد بدافع المعاملت أن الفراد يطلبون نقود ا مـن أجـل إتمــام معــاملت التبــادل الــتي تعتمـد علـى الـدخل ،
وأقر كينز من خلل هذا الدافع بالعلقة اليجابية بين هذا الجزء مـن الطلـب علـى النقـود وبيـن دخـل الفـرد ،
فالمرء بحاجة للحتفـاظ بمبلـغ مـن المـال مـن أجـل دفــع فـواتير مســتحقة عليــه ،أو مــن أجـل شـراء احتياجـاته
اليوميــة مــن المحلت التجاريــة ،وبــالرغم مــن أن هــذا الجــزء مــن الطلــب يفقــد الفــرد عائــدا كــان مــن الممكــن
تحقيقه لـو أنـه احتفـظ بمثاـل هـذا المبلـغ في أصـول تحقـق عوائـد ،فإن المـرء مضـط ار للتضحية بهـذا إذا أراد
ويقصـد بهـذا الـدافع أن الفـراد يحتفظـون بكميـة مـن النقـود مـن أجـل تفادي تقلبـات قـد تطـ أر في دخـولهم ممـا
يعــرض أنمــاط الســتهلك المعتــادة لــديهم للتقلــب ،كمــا أن هــذه الكميــة تــوفر متكــأ يســتخدم فــي الحــالت
الطارئة التي يكون المرء فيها بحاجة إلى نقود متوفرة لديه ،فعلى سبيل المثاال يحتفـظ الفـراد بالمبـالغ لــديهم
بغرض قيامهم بشـراء سـلع لـم يخططـوا مسـبقا لشـرائها أو مـن أجـل تمكينهـم مـن القيـام بـواجبهم تجـاه ضـيوف
غيــر متــوقعين ،وبمــا أن الت ازمــات الفـ ـراد وقــدرتهم علــى الشـ ـراء مرتبطــة بــدخولهم فلقــد رأى كينــز أن هــذا
ويقصــد بــه أن الفــرد يفاضــل بيــن العوائــد والتكــاليف المترتبــة نظيــر توظيــف ثاروتــه فــي بــدائل عديــدة ،وفــي
الصيغة الصلية وضح كينز أن بإمكان الفرد أن يحتفظ بثاروته على شكل نقود أو على شكل سندات ،كما
السندات أو التغير في قيمتها الرأسمالية ،والتغيرات في سعر الفائدة تــؤدي إلــى تغيـرات فــي أســعار الســندات
إذ أن ارتفاعا في سعر الفائدة يؤدي إلى تناقص في القيمة السوقية للسندات والعكس صحيح .
وبنا اء على ما سبق إذا قارنا بين احتفاظ الفرد لسندات وبين احتفاظه بنقود فإنه فـي الفـترات الــتي يرتفـع فيهـا
ســعر الفائــدة تنخفــض فيهــا أســعار الســندات ممــا يشــجع الفـراد للســتثامار فيهــا توقعـا منهــم بارتفــاع أســعارها
آخــر تــدفع التوقعــات بارتفــاع ســعر الفائــدة الف ـراد لتفضــيل النقــود علــى الســندات ســعيا منهــم لتفــادي خســارة
متوقعة في القيمة الرأسمالية للسندات ،أي أن العلقة عكسية بين الطلب على النقود وسعر الفائدة .
إن فــي إب ـراز أهميــة ســعر الفائــدة فــي الســتدلل علــى كميــة النقــد المطلوبــة ممــا يميــز النظريــة الكينزيــة عــن
النظريات الكلسيكية السابقة ويمكن وضع النظرية الكينزية للطلب على النقود في الدالة التالية :
) Md/P = F ( R , Y
إذ أن الطلــب الحقيقــي علــى النقــود ، Md/Pيعتم د إيجابي ا عل ى ال دخل الحقيق ي ، Yوعكس ي ا عل ى س عر
الفائــدة الســمي ، Rويعود استخدام الفائدة السمي ولي س الحقيقي لنه يمثال العائد الفعلي على النقود .
ويتضــمن التغيـرات المتوقعــة فــي الســعار عنــد حلــول الجــل الــذي يتحقــق عنــده العائــد ،كمــا أن هــذه الدالــة
تمثال الطلب الحقيقي وليس الطلب السمي على النقود ،والهدف من التمييز بينهما هــو التأكيــد علــى غيــاب
) وهم النقد ( أي أن الفراد يهتمون بالقيم الحقيقية للمتغيرات وليست قيمتها السمية.
لقد أفصح كينز عن احتمال أن يصل سعر الفائدة إلى مستوى منخفض تعجز عنده زيادة فـي عــرض النقـود
عن تخفيضه إلى مستوى أدنى من ذلك وهذا ما أطلق عليه ) بمصيدة السيولة ( ،فنظ ار لعتقــاد الجمهــور
أن سعر الفائدة الحالي أقل من مستواه الطبيعي فإنهم ســوف يحتفظــون بــالنقود الضــافية الــتي وصــلت إليهــم
نتيجــة زيــادة عــرض النقــود علــى شــكل نقــد ،بــل إنهــم ســوف يقومــون بــبيع الســندات والصــول الخــرى الــتي
تعود عليهم بفوائد منخفضة لتوقعهم بانخفاض أســعارها ،إذ أن تنــاقص العوائـد عليهــا وصـل إلـى حــد جعـل
في الفـترة الحاليـة لـم تعـد المدرسـة الكينزيـة الحديثاـة تميـز الطلـب علـى النقـود مثاـل ذلـك التمييـز الـذي اقـترحه
كينــز ،فلقــد أصــبح أتباعهــا ينظــرون إلــى الطلــب علــى النقــود أنــه يعتمــد علــى ســعر الفائــدة والــدخل ،ويأخــذ
وقـ ــد وسـ ــع القتصـ ــاديان ) بومـ ــال ( و ) تـ ــوبين ( نظريـ ــة كينـ ــز وأوضـ ــحوا أن الطلـ ــب علـ ــى النقـ ــود بـ ــدافع
المعـاملت والطـوارئ حساس أيض ا للتغيـرات في معـدل الفائـدة وأن هنـاك علقـة عكسـية بينهـم ،فكلمـا كـان
معدل الفائدة مرتفع وأكبر من التكلفة المصاحبة لشراء السندات يكون المبلغ الموجه بشراء السندات كبير .
وكان هدفهم من إيجاد هذه العلقة هو تخفيض تكلفـة بقـاء النقــود بشـكل سـائل لغــرض المعـاملت والطـوارئ
قام القتصادي الشهير ) ملتون فريدمان ( بإعادة صياغة نظرية الكمية في الطلب على النقــود ،وقــد تنــاول
فريدمان الطلب على النقـود كأصـل فـي حفاظـة الـثاروة الفرديـة لـدى أفـراد القطـاع العائلي باعتبـارهم الحـائزين
النه ــائيين له ــذه الــثاروة ،وكأص ــل فــي حافظــة رأس المــال ل ــدى أفـ ـراد ومؤسســات القطــاع النتــاجي ،ومه ــد
فريــدمان لطــرح نظريتــه فــي الطلــب علــى النقــود بالتســاؤل عــن ســبب احتفــاظ الف ـراد والمؤسســات بــالنقود ،
وكانت إجابته احتفاظ الفراد بالنقود باعتبارها أصل السيولة الذي يؤدي الوظـائف التقليديــة للنقـود ،واحتفـاظ
مؤسسات النتاج بالنقود كأحد أشكال رأس المال المستخدم في العملية النتاجية ،وشملت دالة الطلب على
النقــود أهــم العوامــل المفس ـرة لســلوك الطلــب علــى النقــود كأصــل فــي حفاظــة الــثاروة وفــي حافظــة رأس ،وقــد
اتخذت دالة الطلب على النقود بصياغة ) ملتون فريدمان ( الشكل والعلقات التالية :
حيث أن :
= ypالدخل الدائم وهو القيمة الحالية المخصومة لتدفقات الدخل المتوقعة لفترة طويلة في المستقبل .
= peمعدل التضخم المتوقع ) وهو بمثاابة ضريبة على الحتفاظ بالنقود (.
العوائد من مختلف البدائل في العتبار ،فهناك العائد من احتفـاظ المــرء بــالنقود ، rmوالعائد من السندات
، rbوالعائد من السهم ، rsوالمفاضلة بين الحتفاظ بنقد أو بدائل أخرى تعتمد على الفروقات بين العوائد
على هذه البدائل والعائد مع الحتفاظ بالنقد ،فإذا ارتفعت العوائـد علـى السـندات والسـهم والصـول الخـرى
مقارنة بالعائد من الحتفاظ بالنقود فإن المرء يفضل البدائل علـى الحتفـاظ بالنقود ممـا يقلـل مـن طلبـة علـى
النقد ،ويلحظ من المعادلة أن هناك علقة عكسية تؤكدها إشارة السالب أعلى العائد على السندات والعائد
على السهم ،والشارة الموجبة أعلى العائد علـى النقــود ،بيــن هـذه العوائــد والطلـب علــى النقــود ،فـإذا ارتفــع
العائد على السندات rbفإن المرء يفضل توظيف المزيد من نقوده في السندات ومن ثام يقلل مما يحتفظ به
مــن النقــد ،أمــا بالنســبة للعائــد مــن الحتفــاظ بالنقــد rmف إنه يعك س المن افع والخ دمات ال تي يحص ل عليه ا
المرء من احتفاظه بالنقد حاضـ ار لـديه أو فـي حسـاباته الجاريـة ،ويعكـس peنسبة التغير في أسعار السلع
وهو بمثاابة نسبة التضخم الذي تمثال ضريبة على الحتفاظ بالنقود ،فإذا توقع المرء ارتفاع مستوى السعار
في المستقبل ومن ثام تناقص القوة الشرائية للنقود ،فإنه سيباشر بإنفاقهـا واقتنــاء سـلع ا بــدلا عنهــا وهـذا يعنـي
تناقص الطلب على النقود ومن ثام زيادة معدل دورانه .
-1فريدمان يرى أن الطلب على النقود ل يعتمد إل على الدخل الدائم ،في حين أن كينز استخدم الدخل
الحالي .
-2أن فريــدمان ليــرى دورا لســعر الفائــدة للتــأثاير فــي الطلــب علــى النقــود ،وهــو مــا افترضــه فيشــر فــي
نظريته الكلسيكية ،أما كينز فإنه أضاف سعر الفائدة كأهم محـدد للطلب علـى النقـود مـن خلل دافـع
المضاربة .
-3ترى النظرية الكنزية أن درجة دوران النقود ليست ثاابتة بل أنها تتغير طبقا للتغيرات في سعر الفائدة ،
أما النظرية النقدية فترى في استقرار الطلب على النقود اسـتق ار ار في درجـة دوران النقـود ،ويـترتب علـى
استقرار درجة دوران النقود أن التغيرات في عرض النقود هي التي تحدد حجم النشاط القتصادي.
-4رأى كينز أن التقلبـات فـي ســعر الفائــدة تــؤدي إلــى تقلبــات فـي الطلـب علـى النقـود مـن أجــل المضـاربة
ومــن ثاــم فــي دالــة الطلــب علــى النقــود .مــن جــانب آخــر يلعــب ســعر الفائــدة دور فــي دالــة الطلــب علــى
أنها مطالبة بالتصدي للتقلبات في جانب الطلب على النقود بغية إبطال عواقبه السلبية على القتصاد.
يعــرف النظــام النقــدي بــأنه مجموعــة القواعــد الــتي تتضــمن تعييــن وحــدة التحاســب النقديــة وتلــك الــتي تضــبط
-1النظــام النقــدي هــو نظــام اجتمــاعي :النظــم النقديــة هــي أدوات اقتصــادية تتخــذ لتســهيل النتــاج
وتبادل المنتجات وهي تعكس بالضرورة وضع القتصاد الذي وجدت لخدمته ،بل هي لتســير إل
وفقا له ،فالنظام النقدي في النظام الرأسمالي يختلف عن مثاله في النظام الشتراكي وفي المجتمع
السلمي .
-2النظ ــام النق ــدي ه ــو نظ ــام تــاريخي :أي يتط ــور ويتغي ــر حســب تط ــور وتغي ــر النظ ــام القتصــادي
إن قاعدة النقد السلعية هي ذلك النظام الذي يحدد في ظله القانون النقدي سع ار ثاابت ا مقاسـا بوحــدة التحاســب
النقدية للوحدة من هذه السلعة أو من كل تلك السلع التي يقع الختيار عليها قاعدة النقد .
لقــد تمثالــت قاعــدة النقــد الســلعية ذات المعــدن الواحــد فــي عــدة أشــكال حســب تطورهــا التــاريخي وهــي
كالتالي:
-1نظــام المســكوكات الذهبيــة :يمثاــل هــذا النظــام الشــكل الول لقاعــدة الــذهب حيــث تــداولت فــي ظلــه
المســكوكات الذهبيــة إمــا بمفردهــا أو جانبهــا أوراق نقــد نائبــة أو تــداولت إلــى جانبهــا نقــودا اختياريــة
ولكــن فــي جميــع الحــالت كــانت المســكوكات هــي النقــد الساســي والنهــائي ،ولكــي يتحقــق تشــغيل
هذا النظام يقتضي المر توافر شروط معينة نذكرها فيما يلي :
-تعيين نسبة ثاابتة من وحدة النقد المستخدمة وكمية معينة من الذهب ذات وزن معين وعيار معين .
وجوب تـوافر حريــة كاملـة لســك الـذهب بــدون مقابــل أو بتكلفـة طفيفـة لكــل مـن يطلــب تحويـل السـبائك -
يسمح بتداول النقود الخرى إلى جانب المسكوكات الذهبية ممـا يــؤدي إلـى توســع حجـم الكتلــة النقديـة -
المتداولة .
-نظام عالمي نظ ار لنه شمل كل دول العالم ولفترة طويلة .
-إلزامية بتساوي القيمة الشرائية للنقود وللذهب .
إن تطور هذا النظام يعنـي اتجـاهه نحــو احتكــار الــذهب والسـيطرة علـى السـوق وذلــك لن هــذا النظـام -
أدى تزايد حاجات أفراد المجتمع إلى زيادة طلبهم على النقود في صورة مسكوكات ذهبية ،مما دفـع بـالبنوك
مــع قــدوم الحــرب العالميــة الولــى ارتفعــت نفقــات ش ـراء الســلحة وتمويــل الحــرب ممــا حــث إنجلــت ار وفرنســا
إوايطاليا وأمريكا إلى عقد مؤتمر في ) جنوا ( ليتوصلوا إلى نتائج من أهمها :
-إلغاء نظام المسكوكات الذهبية وتبني نظام السبائك الذهبية بداية من عام . 1925
-وضع شروط لعملية سك وصهر العملة .
-وضع شروط على عملية تحويل النقود الورقية إلى ذهب .
في ظل السبائك ل تتداول المسكوكات الذهبية بل تسحب من التــداول ولكــن تســتمر الســلطات النقديــة -
في شراء كل ما يعرض عليهـا مـن سـبائك الـذهب بسـعر ثاـابت حـتى تحـول دون ارتفاع القيمـة النقديـة
للذهب عن قيمته السوقية ،ولكن فـي هــذه الحالـة تحتفـظ البنــوك المركزيـة بالــذهب فـي خزائنهــا وتــدفع
للبــائعين قيمــة مشــترياتهم منــه عــن طريــق إصــدار نقــود ورقيــة أو بفتــح حســابات جاريــة لهــم حســب
رغباتهم .
إن تطــبيق هــذا النظــام كــان مفيــد ا لنــه ســاعد علــى تركيــز الحتيــاطي الــذهبي فــي أيــدي البنــوك المركزيــة
والحكومات مما أتاح فرصة لدخال نوع من الدارة النقدية في ظل هـذا النظـام إلـى جـانب ممارســة قــدر مـن
إن الوحدة النقدية في ظل هـذا النظـام لبلـد مـا ل تتحـدد مباشـرة على أساس الـذهب ،بـل يكـون ارتباطهـا بـه
ارتباط ا غير مباشر وذلك كأن ترتبط الوحدة النقدية بنسبة ثاابتة مع الوحدة النقدية لعملة بلد آخر يسير علــى
من الناحية التاريخيـة كـان نظام الصـرف بالـذهب فـي البلد الـتي اتبعتـه وليـد للعلقـات التجاريـة الـتي قامت
بين دولة صغرى تربطها بدولة كبرى تسير على نظام الذهب علقة التبعيـة السياســية والقتصــادية كمـا كـان
مكن هذا النظام البلد الذي اتبعته من التمتع بمزايا نظام الذهب دون ضرورة الحتفــاظ باحتيــاطي مــن -
الذهب يرتبط مباشرة بالنقد المتداول ،ولكن ذلك يحتم على هذا البلد التابع أن يحتفظ بجزء كبير مــن
احتياطاته الجنبية على صورة نقد أو صورة أذونات وسندات تصدرها خزانة الدولة المتبوعة .
قيام البلد المطبق لهذا النظام باستثامار جانب كبير من احتياطياتها الذهبية في مشروعات استثامارية. -
تثابيت أسعار العملت الصغيرة مما ينعكس في وجود سعر صرف ثاابت بيـن عملـة البلـد التابع والبلـد -
المتبوع .
-تبقى عملة البلد التابع دائم ا قوية .
-ربح تكاليف تخزين الذهب وحراسته وصهره .
يــؤدي إلــى خلــق تبعيــة نقديــة للبلــد الــتي تقــوم باتبــاع هــذا النظــام المــر الــذي يــؤدي إلــى حــدوث تبعيــة -
يقــود إلــى اســتقرار مســتويات الســعار العالميــة علــى الجــل الطويــل والــذي يــؤدي إلــى اتســاع وتطــور -
توزيع الموارد القتصادية مما يجعل التأثاير خلل الفترات الزمنية القصيرة قليلا .
يــؤدي هــذا النظــام عملــه دون الحاجــة إلــى تــدخل الحكومــات الــتي يقتصــر دورهــا فقــط علــى المتابعــة -
وجود بعض الخطاء التي يمكن أن يرتكبها المسئولون عن إدارة نظام نقـدي مسـتقل عـن الـذهب أقل -
بكــثاير مــن الضـ ـرار الــتي تصــيب النشــاط القتصــادي المحلــي الناتجــة عــن ارتبــاطه بنظــام الــذهب
الدولي.
أثابتت الحقـائق العلميـة والواقعيـة أن هـذا النظـام ل يحقـق السـتقرار فـي السـعار لن إنتـاج الـذهب ل -
يتمتع بالمرونة التي تجعل عرضه يتجاوب تلقائي ا مع الطلب عليه .
تحقيق الستقرار في أسعار الصرف يقتصر علـى الـدول المتقدمـة ،أمـا الـدول الناميـة فتعرضـت إلى -
هو ذلك النظام الذي تحددت في ظله قيمة الوحدة النقديـة بالنسـبة لمعـدنين همـا الـذهب والفضـة ،وحيـث أن
الشروط الواجب توافرها للمحافظة على علقة ثاابتة بين قيمة الوحدة النقدية وبين قيمة كل من المعدنين هي
ولبد مـن الشارة إلـى أن العامـل الساسـي في اسـتقرار تـداول المعـدنين معـا هـو اسـتمرار تعـادل النسـبة بيـن
قيمتهما السوقية والنسبة بين قيمتهما القانونية ،أما إذا اختلفت هاتان النسبتان فإن المعدن الذي يرتفع قيمته
إن ارتفاع القيمة السوقية للــذهب عــن قيمتـه القانونيــة سـوف يغــري الجمهـور بصــهر الوحــدات الذهبيــة وبيعهـا
سبائك بالسعر السوقي المرتفع وتحقيـق ربــح مـن هـذه العمليــة ،وهنـا يقــول منتقـدي نظـام المعــدنين أن المـر
ينته ــي باختف ــاء المع ــدن الجي ــد أو المع ــدن ذات القيم ــة الس ــوقية المرتفع ــة م ــن الت ــداول وب ــذلك يتح ــول نظ ــام
المعــدنين إلــى نظـام المعــدن الواحــد ،حيـث أن نظـام المعــدنين لــم يســتمر فــي الحيــاة العمليــة لن البلد الــتي
ولكن مما يحسب لهـذا النظام بـأن اسـتخدام معـدن الفضـة إلـى جانب معـدن الـذهب فـي القاعـدة النقديـة يزيـد
من حجم القاعدة ويترتب على ذلك أن يصبح العرض الكلـي للنقـود أكــبر فـي ظـل هــذا النظـام منـه فـي حالـة
نظــام المعــدن الواحــد ومــن ثاــم تتمكــن الســلطات النقديــة مــن مقابلــة حاجــات الجمهــور إلــى النقــد فــي يســر
وسهولة ،كما أن استخدام معدنين في القاعدة النقدية بدلا من معدن واحد يدخل شيئا من المرونة في النظــام
النقدي ومن ثام تميل القـوة الشـرائية للوحـدة النقديـة أو مسـتوى السـعار إلـى التمتـع بدرجـة مـن الثابـات النسـبي
تعــرف القاعــدة الئتمانيــة للنقــد بأنهــا نظــام ل تعــرف فــي ظلــه وحــدة التحاســب النقديــة بالنســبة لســلعة معينــة
ولكــن مــن الوجهــة الفعليــة تعــرف بنفســها ،وبالتــالي ل يصــبح النقــد النتهــائي أو الساســي ســلعة ذات قيمــة
تجارية .
ففي ظل القاعدة الئتمانية للنقد أصبح النقد الورقي الختيــاري نقــدا إلزاميـا أي غيـر قابــل للتحويــل إلـى ذهــب
أو إلــى أي معــدن آخــر ،وبالتــالي أخــذ مكــان النقــد الســلعي وأصــبح نقــدا انتهائيـ ـ ا أو أساســي ا تعــرف وحــدة
التحاسب النقدية بالنسبة له ،وأصبحت نقود الودائع النوع الوحيد للنقد الختياري المتداول .
إن النقد الورقي النتهائي يسـتمد كيـانه مـن القـانون المحلي ويتـداول فـي داخل الحـدود السياسـية للدولـة الـتي
تصدره ،وتغدو القيمة الخارجية للوحـدة مـن هـذا النقـد تتحـدد فـي أسـواق الصـرف الحـرة بالعوامـل الـتي تحكـم
عرضــه والطلــب عليــه ،ولــم يعــد هنــاك حــدود ا عليــا ودنيــا لســعار الصــرف كمــا هــو الحــال بالنســبة لحــدي
تغيـره فــي وقــت معيــن مسترشــدة فـي تحديــدها لمعــدل تغيـره بأهــداف اقتصـادية معينــة تســتهدف المسـاهمة فـي
تحقيقها وعليه يتحقق الربط بين التغير في العرض النقدي والنشاط القتصادي .
-1يقــع هــذا النظــام فــي أرقــى ســلم التطــور النقــدي ممــا يجعلــه فعــال فــي مواجهــة الزمــات النقديــة
الخاصة .
-2أنــه نظــام غيــر مقيــد يرتبــط الصــدار النقــدي فيــه إلــى حاجــة الدولــة القتصــادية للنقــود ول يرتبــط
الضرورة .
-7النقود الورقية تتمتع بقدرة المرونة على مقابلة الحتياجات والمعاملت .
-8أنــه نظــام محلــي بطــبيعته وهــو نظــام مــدار يســمح بــالربط بيــن معــدل التغيــر فــي الصــدار النقــدي
القانون قوة إبراء غير محدودة للوفاء باللتزامات أو الديون ،أما المعاملت الخارجيــة فالدولــة هــي
التي تقوم بتحديد أسعار الصرف الخارجي وذلك لتحويل العملة الوطنية إلى عملت أجنبيـة بسـعر
يعرف الئتمان بــأنه :الثاقـة الــتي يوليهـا البنــك لشـخص مـا سـواء أكـان طبيعيـ ا أم معنويـ ا ،بـأن يمنحـه مبلغـ ا
مــن المــال لســتخدامه فــي غــرض محــدد ،خلل فــترة زمنيــة متفــق عليهــا وبشــروط معينــة مقابــل عائــد مــادي
متفق عليه ،وبضمانات تمكن البنك من استرداد قرضه في حال توقف العميل عن السداد .
وتعرف القـروض البنكيـة بأنهـا تلـك الخـدمات المقدمـة للعملء الـتي يتـم بمقتضـاها تزويــد الفـراد والمؤسسـات
والمنشــآت فــي المجتم ــع بــالموال اللزمــة علــى أن يتعه ــد الم ــدين بس ــداد تل ــك المـ ـوال وفوائ ــدها والعم ــولت
المستحقة عليها والمصاريف دفعة واحدة أو على أقساط في تواريخ محــددة ،ويتــم تــدعيم هــذه العلقــة بتقــديم
مجموعة من الضمانات التي تكفل للبنك استرداد أمواله في حال توقف العميل عن السداد بــدون أيــة خســائر
،وينطوي هذا المعنى على ما يسمى بالتسهيلت الئتمانية ويحتوي على مفهوم الئتمان والسلفيات .
الئتمان يجب أن يتوافر فيه أربعة عناصر على القل لكي يعتبر ائتمان وهي :
-1علقــة مديونيــة :وجــود دائــن ) مانــح الئتمــان ( ووجــود مــدين ) متلقــي الئتمــان ( وت ـوافر الثاقــة
بينهما .
-2وجود دين :وجود المبلغ النقدي الذي أعطاه الدائن للمدين حيث يتعين على المــدين أن يقــوم بــرده
يجب أن يتم منح الئتمان استنادا إلى قواعد وأسس مستقرة متعارف عليها وهي :
ت ــوفر الم ــان لمـ ـوال البن ــك :وذل ــك يعن ــي اطمئن ــان البن ــك إلــى أن المنش ــأة ال ــتي تحصــل عل ــى -1
الئتمان سوف تتمكن من سداد القروض الممنوحة لها مع فوائدها في المواعيد المحددة لذلك .
دفــع الفوائــد علــى الودائــع ومواجهــة مصــاريفه المختلفــة ،وتحقيــق عائــد علــى رأس المــال المســتثامر
تأخير ،وهدف السيولة دقيق لنه يستلزم الموازنــة بيــن تــوفير قـدر مناسـب مــن السـيولة للبنــك وهـو
أمر قد يتعـارض مـع هـدف تحقيـق الربحيـة ،ويبقـى علـى إدارة البنـك الناجحـة مهمـة المواءمـة بيـن
تتعدد صور الئتمان وأنواعه وفقا لعدة معايير يمكن تلخيصها على الشكل التالي :
-1معيــار شخصــية متلقــي الئتمــان :يمكــن التفريــق بيــن نــوعين مــن الشخصــيات الــتي يمكــن أن تكــون
خاصة أو عامة ،فالئتمان يكون خاص ا في حالة ما إذا كــان الــذي يعقــد الئتمــان هــو أحــد الشـخاص
الطــبيعيين أو العتبــاريين ) كالشــركات والمؤسسـات الخاصــة ( وقــد يكــون الئتمــان عامـ ا إذا كــان الــذي
يعقد الئتمان أحد الشخاص العامة كالدولة أو المحافظات أو أي من وحدات الحكم المحلي المختلفة.
-2معيار أجل الئتمان :ينقسم إلى :
ائتمــان قصــير الجــل :إذا كــان أجــل أو مــدة الئتمــان تقــل عــن عــام ويكــون هــدفه الساســي تمويــل -
على بعض السلع الستهلكية المعمـرة وأيضـ ا تمويــل بعـض العمليـات ال أرســمالية مثاـل حصــولهم علــى
ومن أمثالته القروض التي تلجأ إليها المشروعات لتمويل احتياجاتها من رؤوس الموال الثاابتة .
معيار الغرض من الئتمان :وينقسم إلى عدة أنواع هي : -1
-الئتمان الستهلكي :غالبا يكون متوسط الجل ويأخذ شكل البيع بالتقسيط .
الئتمان التجـاري :ويكـون عادة قصـير الجـل وتلجأ إليـه المشـروعات عـادة بغـرض تمويـل جـزء مـن -
والراضي واللت ،والداة المناسبة للحصول على مثال هذا الئتمان هي السندات .
-3معيار ضمان الدين :
الئتمــان مكتفيـ ا فقــط بالوعــد الــذي أخــذه علــى عاتقــة بــإبراء ذمتــه فــي الجــل المحــدد ،ووثاــق الــدائن فــي
ل حسن سمعته يكون الئتمـان شخصـيا ،أمـا إذا اشـترط الـدائن أن
ذلك مستندا إلى شخصية المدين مثا ا
يقدم المدين ضمان ا عينيا لتسديد دينه يكــون الئتمـان عينيـا ،وعــادة مـا يشــترط أن تكـون قيمــة الضـمان
أكــبر مــن قيمــة القــرض ،والفــرق بيــن القيمــتين يســمى بهــامش الضــمان ،وتختلــف قيمــة هــذا الهــامش
القروض بضمان البضائع :ويشترط أن تكون البضائع قابلة للتخزين والتأمين عليها . -
-القروض بضمان أوراق مالية :وهنا يودع المدين طرف البنك أوراق ا مالية كضمان للمدين .
الق ــروض بت ــأمين الكمبي ــالت :وهن ــا يق ــدم الم ــدين كمبي ــالت مس ــحوبة لمـ ـره م ــن أش ــخاص آخري ــن -
بضمان المرتبات ،كذلك من أنواع القــروض اعتمــادات المقـاولين حيـث يتفـق أحـد المقـاولين مــع أحــد
يحص ــل عليه ــا ،أم ــا اعتم ــادات التص ــدير والس ــتيراد فيق ــوم العمي ــل بفت ــح اعتم ــاد مس ــتندي لص ــالح
المصـدر ويقـوم البنـك بمنحـه الئتمـان اللزم مقابـل التنـازل عـن بـوالص الشحن ثاـم يقـوم بـالفراج عـن
-1يســاعد الئتمــان النقــود القانونيــة فــي اســتحداث قــدر مــن وســائل الــدفع يتناســب حجمـ ـ ا ونوعـ ـ ا مــع
هنــاك علقــة طرديــة بيــن معــدل خلــق الئتمــان ومســتوى الــدخل القــومي ،فنتوقــع أن يرتفــع مســتوى
الدخل القومي كلما زاد معدل خلق الئتمان والعكس صحيح .
تعت ــبر الوراق التجاري ــة أدوات الئتم ــان قص ــيرة الج ــل ،بينم ــا تع ــد الوراق المالي ــة أدوات الئتم ــان طوي ــل
الجل ،ومن الجدير بالذكر أن النقود الورقية ذاتها تعد من أدوات الئتمــان ،ويمكننــا توضــيح هــذه الدوات
كالتالي :
الوراق التجاريــة :وهــي تمثاــل أدوات الئتمــان قصــيرة الجــل وتتميــز بســرعة تــداولها وعــدم وجــود -1
قيود قانونية كثايرة عليها حيث يلعب العرف دو ار في إضفاء الثاقة عليها ومن أهمها :
-الكمبيالة .
-السند الذني .
-الشيك .
-أذونات الخزانة .
الوراق المالية :وهي أدوات الئتمان طويل الجل ومن أهمها : -1
-السهم .
-السندات .
-النقود الورقية .
يعتبر نموذج المعايير الئتمانيـة المعروفــة 5c'sأبرز منظومة ائتمانية لدى محللي ومانحي الئتمان على
مستوى العـالم عنـد منـح القـروض الـتي طبقـ ا لها يقـوم البنـك كمانـح ائتمـان بد ارسـة تلـك الجـوانب لـدى عميلـه
المقترح كمقترض أو كعميل ائتمان وفيما يلي استعراض لهذه المعايير :
-1الشخصية :
التي تتعرض لها البنوك ،وبالتالي فإن أهم مسعى عند إجراء التحليل الئتماني هــو تحديــد شخصــية العميــل
بدقـة ،فكلمـا كـان العميــل يتمتــع بشخصــية أمينــة ونزيهـة وسـمعة طيبـة فـي الوسـاط الماليــة ،وملتزمـا بكافــة
تعهداته وحريص ا على الوفاء بالتزاماته كان أقدر على اقناع البنك بمنحة الئتمان المطلوب والحصــول علــى
-2القدرة :
ويقص ــد به ــا ق ــدرة العمي ــل عل ــى تحقي ــق ال ــدخل وبالت ــالي ق ــدرته عل ــى س ــداد الق ــرض والل ــتزام ب ــدفع الفوائ ــد
والمصــروفات والعمــولت ،وعليــه ل بــد للبنــك عنــد د ارســة هــذا المعيــار مــن التعــرف علــى الخــبرة الماضــية
للعميل المقترض وتفاصيل مركزه المالي وتعاملته البنكية السابقة سواء مع نفس البنك أو أية بنوك أخرى .
يعتبر رأس مـال العميــل هـو ملءة العميــل المقـترض وقــدرة حقــوق ملكيتــه علـى تغطيــة القـرض الممنـوح لـه ،
فهو بمثاابة الضمان الضافي في حال فشل العميل في التسديد ،وتشير الدراسات المتخصصــة فــي التحليــل
الئتماني إلى أن قدرة العميل علـى سـداد الت ازمـاته بشـكل عـام تعتمــد فــي الجـزء الكــبر منهــا علـى قيمــة رأس
المــال الــذي يملكــه ،إذ كلمــا كــان رأس المــال كــبي ار انخفضــت المخــاطر الئتمانيــة ،ويرتبــط هــذا العنصــر
بمصادر التمويل الذاتية أو الداخلية للمنشأة والتي تشمل كل من رأس المال المستثامر والحيتاطيات المكونة
-4الضمان :
يقص ــد ب ــه مجموع ــة الص ــول ال ــتي يض ــعها العمي ــل تح ــت تص ــرف البن ــك كض ــمان مقاب ــل الحص ــول عل ــى
القرض ،ول يجـوز للعميـل التصـرف في الصـل المرهـون ،فهـذا الصل سيصـبح مـن حق البنـك فـي حال
عدم قـدرة العميـل علـى السـداد ،وقـد يكـون الضـمان شخص ا ذا كفـاءة ماليـة وسـمعة مؤهلـة لكـي تعتمـد عليـة
إدارة الئتمان في ضمان تسديد الئتمان ،كما يمكن أن يكون الضمان مملوكا لشخص آخر وافق أن يكون
ضامن ا للعميل ،وأخي ار فإن الضمان بصفة عامـة تفرضـه مـبررات موضـوعية ومنطقيـة تعكسـها د ارسـة طلـب
الئتمــان علــى النشــاط أو المشــروع المطلــوب تمــويله ،والظــروف العامــة هــي المنــاخ القتصــادي العــام فــي
المجتم ــع وك ــذلك الط ــار التشـ ـريعي والق ــانوني ال ــذي تعم ــل المنش ــأة ف ــي إط ــاره خاص ــة التشـ ـريعات النقدي ــة
والجمركية والتشريعات الخاصة بتنظيم أنشطة التجارة الخارجيــة اسـتيرادا أو تصــدي ار ،أمـا الظـروف الخاصــة
فهي ترتبط بالنشاط الخـاص الـذي يمارسـه العميـل مثاـل الحصـة السـوقية ،شـكل المنافسـة ،وموقـع المشـروع
وغيرها .
يقصد بالنظام المالي السواق والفـراد ،والمؤسسات والقـوانين والجـراءات التنظيميـة والتقنيـات الـتي يتـم مـن
خللها تداول الصول النقدية والمالية كأذون الخزانة والسندات والسـهم وغيرهـا ،ويكـون دور النظـام المـالي
محوري ا في المجتمعات المعاصرة ،فهو يؤمن انتقال المـوارد الماليــة الفائضـة مــن المـدخرين إلـى المقترضـين
من أجل الستثامار أو الستهلك ،وبمعنى آخر يجعل الموال المعــدة للقـراض والقــتراض متاحــة ،ويقــدم
الوســائل والدوات الماليــة الــتي تســهم فــي تعزيــز التنميــة القتصــادية للبلــد ،وبالتــالي يرتفــع مســتوى المعيشــة
ل مـن تكـاليف الئتمـان ومقـدار تـوفر هـذا الئتمـان الـذي يسـتخدم كوسـيلة للـدفع مقابـل
يحدد النظام المالي ك ا
اللف من السلع والخدمات التي يتـم تــداولها يوميـ ا ،ولتمويــل السـتثامارات الجديـدة ،كمـا تعكــس التطــورات
يتمثا ــل الس ــوق الم ــالي ف ــي المجــال ال ــذي يت ــم في ــه اللتق ــاء بي ــن رغب ــات الوح ــدات القتصــادية ذات الف ــائض
المــالي ،والوحــدات القتصــادية ذات العجــز المــالي مــن خلل وســطاء ســوق المــال ،أو مــا يطلــق عليهــم
يؤدي السوق المالي وظيفة هامة في النشاط القتصادي في أي مجتمع من المجتمعــات ،تتمثاــل فــي تحويــل
المـ ـوارد الماليــة مــن الوحــدات ذات الفــائض المــالي إلــى الوحــدات ذات العجــز المــالي بمــا يــؤدي إلــى زيــادة
وعــادة مــا يتــم نقــل مــدخرات ذات الفــائض المــالي إلــى الوحــدات ذات العجــز المــالي مــن خلل ســوق المــال
بطريقتين :
-1التمويــل المباشــر :حيــث تحصــل الوحــدات ذات العجــز المــالي علــى التمويــل اللزم لهــا مباش ـرة مــن
الوحدات ذات الفائض المالي ،وذلك من خلل قيام الوحدات ذات العجز المــالي بإصــدار حقوقـ ا ماليــة
على نفسها في شكل أسهم وسندات وبيعها للوحدات ذات الفائض المالي ،وتمثال هـذه الصــول الماليــة
بالنسبة للوحدات التي اشترتها ،المقرضون حقوقا على أصول ودخل المقترضين .
التمويــل غيــر المباشــر :حيــث تقــوم المؤسســات الماليــة بالحصــول علــى المـوارد الماليــة مــن الوحــدات -2
ذات الفائض مقابل إصدار أصول مالية علـى نفسـها ،وبيعهـا للوحـدات ذات الفـائض ،وتسـمى أصـولا
مالية غير مباشرة مثال شهادات الدخار وشهادات الستثامار ،ثام تقوم باقراض هذه الموارد المالية إلـى
المالية .
يسمي بعض المؤلفين هذه المؤسسات بعناصر أو مكونات السوق ويمكن إيجازها في التالي :
-1الوسطاء ) السماسرة ( :ويعـرف الوسـيط المـالي بـأنه الشخص المرخـص بمـوجب قانون السـوق المـالي
وأنظمتـه وتعليمــاته ،ويقــوم بأعمـال محـددة تــؤهله لممارسـة الوســيط بيـن الجمهـور المسـتثامرين والجهــات
المصدرة للوراق المالية مقابل عمولة محددة يتقاضاها نظيـر الخـدمات الـتي يقـدمها ،ويكـون الشخص
الوسيط شخص طبيعي أو اعتباري وتشمل الوساطة المالية العمال التالية :
أ -الوساطة بالعمولة :حيث يقتصر عمـل الوسـيط شـراء أو بيـع الوراق الماليـة لصالح العملء
ويعرف في هذه الحالة بـأنه صـانع السـواق ،ويشـبه دور صـانعي السـواق دور تجـار الجملـة فـي
بمهمــة تســويق الصــدارات الجديــدة لصــالح الشــركة المصــدرة مقابــل عمولــة محــددة بمــوجب اتفــاق
تمويــل القطاعــات القتصــادية حســب نــوع نشــاطها ومعظــم تســليفاتها ذات أجــل طويــل ودورهــا الساســي
تنموي .
في السوق المحلية ومهمة المكتب تمثايل الشركات المصرفية الم أمام السلطة النقدية المحلية .
-5صناديق التقاعد :وهي مؤسسات حكوميـة عادة تعنـي بشـؤون اسـتلم القساط التأمينيـة مـن العـاملين
من الفراد مقابل مبلغ بسيط من المال يسمى قسط التأمين يـدفعه المـؤمن له إلـى الهيئـات المتخصصـة
الــتي تقــوم بتحمــل نتائــج الخطـار مقابــل القســاط الــتي تجمعهــا وذلــك بــأن تــدفع تعويضـا عــن الضـرار
والخســائر الــتي تلحــق بــالمؤمن لــه ،ومــن أهــم أن ـواع التــأمين ،التــأمين علــى الحيــاة ،وضــد الحريــق ،
اشتراكات شهرية وفق القوانين والنظمة المرعية إلى المؤسسات التي تقوم برعاية مصالح هؤلء .
-8مؤسسات الدخـار العقاريـة :مؤسسـات ماليـة متخصصـة فـي تمويـل قطاع السـكان والم ارفـق ،حيث
أن هذا القطاع يحتاج إلى توفير أموال كبيرة معدة للتوظيف في الجل الطويل .
-9صناديق التوفير أو الدخار البريدي :مؤسسات مالية تقوم بتنظيم عملية الدخار وتركــز علــى أهميــة
الدخار الشعبي وتسـعى إلى تنميـة الـوعي الدخـاري لمـوظفين ذوي الـدخل المحـدود وتجميـع المـدخرات
الستثامارية بأفضل الطرق المتاحة لسيما تمويل المشروعات النتاجية ومشروعات التنمية .
الص ـرافون :تشــكل أعمــال الص ـرافين رديف ـ ا لعمــال المصــارف وتشــمل مــن حيــث المبــدأ العمليــات -10
يمكن النظر إلى السواق المالية من أكثار من زاوية ،وبالتالي تصنيفها وفقا لكثار من معيار حسب الهدف
من تصنيف هذه السواق ،بناء على ذلك فسوف يتم النظر إلـى أسـواق الوراق الماليـة مـن أربـع زوايـا هـي
طبيعة عمل السوق ،طريقة التداول ،درجة تنظيم السوق ،والمنتجات المالية المتداولة في السوق .
وفق ا لهذا المعيار تقسم أسواق الوراق المالية إلى نوعين مـن السـواق همـا السـوق الوليـة والسـوق الثاانويـة ،
إذ أن هذا المعيار يتناول السواق من حيث المعنى ومن حيث المكان في نفس الوقت .
هي السوق المالية التي يتم من خللها إصدار الوراق الماليـة كالسـهم والسـندات وتبـاع للمشـترين لول مـرة
من قبل الشركات أو الوكالت الحكومية التي تحصل على النقود مقابلها ،أي أن هناك عمليـة اقـتراض في
حال إصدار السندات ،وزيادة رأس المال في حال السهم ،إن السوق الولية للسندات عادة ما تكــون غيــر
معروفــة للجمهــور وذلــك لن عمليــات الــبيع للمشــترين الولييــن غالب ـا مــا تتــم فــي مكــاتب مغلقــة ،ومــن أهــم
المؤسســات الماليــة الوســيطة الــتي تســاعد فــي عمليــات الــبيع الولــي للوراق الماليــة فــي الســوق الوليــة هــي
هــي الســوق الــتي يتــم تــداول الوراق الماليــة فيهــا شـراء وبيعـ ا عــبر السماسـرة والوســطاء ولــذلك يطلــق عليهــا
ســوق التــداول وهــي الســوق الــتي يتــم فيهــا إعــادة بيــع الوراق الماليــة الــتي ســبق إصــدارها وبالتــالي تــداولها ،
ومن أبرز المثالة عليها بورصة نيويورك ،وناسداك في أمريكا ،وبورصة لندن .
عندما يقوم شخص ما بشراء أوراق مالية مـن السـوق الثاانويـة فـإن بـائع هـذه الوراق يحصـل علـى النقـود فـي
عمليــة المبادلــة مــن المشــتري ،ولكــن الشــركة الــتي أصــدرت هــذه الوراق ل تحصــل علــى أي نقــود جديــدة ،
فأي شركة تحوز نقـود جديـدة فقـط عنـدما تبـاع الوراق الماليـة لول مـرة فـي السـوق الوليـة ،ومـع ذلـك فإن
وهي السواق التي يتم فيها تداول الوراق المالية بصورة فورية بين البائعين والمشترين ،و تتم هذه الس ـواق
وهي السواق التي يتـم فيهـا تـداول الوراق الماليـة مـن خلل عقـود واتفاقيـات يتـم تنفيـذها فـي تاريـخ لحق ،
ويتــم التعامــل فيهــا بـالوراق المشــتقة ،وتعــرف الوراق المشــتقة بأنهــا عقــود ماليــة تشــتق قيمتهــا مــن الســعار
الحالية للصول المالية أو العينية محل التعاقد مثال السهم ،ومـن أهـم أنـواع المشـتقات العقـود المسـتقبلية ،
وهــي مؤسســات مركزيــة تتجمــع فيهــا قــوى العــرض والطلــب علــى الوراق الماليــة القائمــة فــي مكــان واحــد هــو
الس ــوق أو البورص ــة ،ويمك ــن تقس ــيم السـ ـواق المنظم ــة إل ــى أسـ ـواق مركزي ــة وأسـ ـواق المن ــاطق أو السـ ـواق
المحلية .
ويقصــد بالســوق المركزيــة تلــك الســوق الــتي يتعامــل فيهــا علــى الوراق الماليــة المســجلة لــدى لجنــة الوراق
المالية أو البورصة بصرف النظر عن الموقع الجغرافي للمنشأة أو الهيئة المصدرة لتلــك الورقــة مثاــل بورصــة
لندن وبورصة طوكيو وبورصة نيويورك للسهم ،أما البورصات المحلية أو بورصات المناطق فهــي تتعامــل
بأوراق مالية لمشروعات صغيرة تهـم جمهـور المسـتثامرين في النطـاق الجغ ارفـي للمشـروعات أو فـي المنـاطق
وأخيـرا فــإن السـواق المنظمــة تتــم عمليــة التــداول فيهــا مــن خلل نظــام المـزاد العلنــي ،ويتــم تســجيل الوراق
المع ــاملت علــى المنضــدة والــتي تتوله ــا بيــوت السمسـ ـرة المنتشـ ـرة فــي جميــع أنحــاء الدولــة وك ــذلك تســمى
بالس ـواق الموازيــة ،ول يوجــد مكــان مــادي لهــذه الس ـواق ،ولكنهــا عبــارة عــن شــبكة اتصــالت تجمــع بيــن
السماسرة والتجار والمستثامرين المنتشرين داخل الدولــة ،وتتمثاـل هـذه الشـبكة فـي خطـوط تليفونيــة أو أطـراف
للحاسب اللي أو غيرها من وسائل التصال السريعة ،ويتـم التعامـل فـي السـواق غيـر المنظمـة أساسـا فـي
الوراق الماليــة غيــر المســجلة فــي الس ـواق المنظمــة ،وعلــى الخــص فــي الســندات وذلــك لن تعاملهــا فــي
السهم عادة ما يكون على نطاق أضيق ،وهذا ل يمنع من تعامل هـذه السـواق على الوراق المسجلة فـي
السـ ـواق المنظمــة ،وتتــم عمليــة التــداول بطريقــة التفــاوض بيــن المســتثامرين ووكلء الســهم الــذين يعلنــون
أسعارهم على الكمبيوتر لتحديد النهائي السعر للصفقة ولعل أهم مثاال على هــذه السـواق غيــر المنظمــة هــو
النــازداك المريكــي ويؤخــذ علــى هــذه الس ـواق أنــه ل توجــد آليــات للحــد مــن التــدهور أو الرتفــاع الحــاد فــي
السعار والذي قد يحدث بسبب عدم التوازن بين العرض والطلب .
تمثال الورقة المالية صك ا يعطي لحامله الحق في الحصول عن جزء من عائد أو الحق فــي جــزء مــن أصــول
أوال :أس ـواق أدوات الملكيــة :وهــي الس ـواق الــتي يتــم فيهــا إصــدار وتــداول الســهم العاديــة الــتي تصــدرها
الش ــركات المس ــاهمة ،والس ــهم العادي ــة تمثا ــل حقوقـ ـ ا تعط ــي لحامله ــا ح ــق المش ــاركة ف ــي ال ــدخل الص ــافي
للشــركة ،ويرجـع نمـو الصــدارات مــن السـهم إلـى ثالثاـة أسـباب هـي زيـادة عــدد الشــركات المقيـدة فـي ســوق
الوراق المالية بسبب خصخصة شركات القطاع العام ،وزيادة حجـم الصـدارات الجديـدة مـن قبـل الشـركات
وهي السواق التي يتـم فيـه إصـدار وتـداول السـندات ،وتعـد السـندات الـتي تصـدرها منشآت العمـال بمثاابـة
عقد أو اتفاق بين المنشأة ) المقترض ( والمستثامر )المقرض( ،وبمقتضى هذا التفاق يقرض الثااني مبلغـ ا
إلــى الطــرف الول ،الــذي يتعهــد بــدوره بــرد أصــل المبلــغ وفوائــده متفــق عليهــا فــي تواريــخ محــددة ،وترجــع
الورقــة الماليــة هــي وثايقــة أو صــك تعــبر عــن الــتزام علــى مصــدرها أو بائعهــا وأصــل لحاملهــا أو مالكهــا ،
وتخول هذا الخير حق الحصول على تدفق معين من مدفوعات الفائدة أو العائد خلل فترة زمنية محددة .
وفــي الواقــع يوجــد عــدد كــبير جــد ا مــن أنـواع الوراق الماليــة تتبــاين مــن بلــد لخــر وذلــك حســب درجــة تطــور
القتصــاد والنظــام المــالي ولكنهــا تتشــابه فــي الطــار العــام ويمكــن التمييــز بيــن نــوعين مــن الدوات بحســب
آجالها حيث نجد أوراق أو أدوات تتداول في السوقين النقدية والمالية على النحو التالي :
هي استثامارات تتمتـع بأقـل درجـة مـن الخطـورة وتقلبـات أسـعارها تكـون في الحـدود الـدنيا بسـبب قصـر آجـال
هي أوراق مالية قصيرة الجل تصدرها و ازرة المالية أو من ينوب عنها لجال قياسية 3و 6و 12شه ار ،إواذ
تطــرح الذونــات ذات الثالثاــة والســتة شــهور فــي الســوق الولــي أســبوعيا ،بينمــا تطــرح الذونــات الــتي يكــون
أجلها سنة مرة في الشهر ،وفي ضوء استم اررية هذا الطرح للبيع فإن السوق الثاانوي لها يكون نشــطا ويــوفر
وتباع الذونات بسعر مخصـوم بمعنـى أن سـعرها عنـد حلـول الجـل أي عنـدما يسـتحق دفـع قيمتهـا مـن قبـل
الحكومة يكون أعلى من سعرها عند الصدار وبيعها ول يتم دفع أي فائـدة مباشـرة عليهـا أو عوائـد فـي حيـن
يمثال الفارق بين سعر الشراء والقيمة عند حلول الجل هو العائد على المستثامر .
يمكن تقدير نسبة العائد المخصوم على الذن باستخدام المعادلة التالية :
360 القيمة السامية – القيمة الساوقي
X X 100 العائد المخصوم ) نسبة الخصم ( =
عدد اليام حتى الجأل القيمة السامية
وتعتبر أذون الخزينة أكثار الموال سيولة في السوق النقدية بسبب أنها من أكثار الصول تداولا .
وأخيـ ـرا تحتفــظ المصــارف عــادة بالقســم الكــبر مــن الوراق الحكوميــة ويحتفــظ الفـ ـراد فــي القطــاع العــائلي
وهــي أصــول أدوات ديــن بقيــم كــبيرة ،تبــاع مــن قبــل المصــارف إلــى المــودعين ويتــم دفــع مقــدار محــدد مــن
الفائدة بمعدل سنوي عليها وبتاريخ السـتحقاق يتـم تسـديد قيمـة الشـهادة بالقيمـة الصـلية الـتي اشـتريت بهـا ،
وتعتــبر مــن أهــم مصــادر التموي ــل للمصــارف التجاريــة الــتي تحصــل عليــه مــن قبــل الشــركات والصــناديق
أدوات ائتمـ ــان قصـ ــيرة الجـ ــل تصـ ــدرها المصـ ــارف والشـ ــركات التجاريـ ــة الكـ ــبيرة لتلبيـ ــة احتياجـ ــات التمويـ ــل
ومــن الجــدير بالــذكر تلجــأ الجهــات المصــدرة لهــذا النــوع مــن الدوات لســباب عــدة مــن بينهــا تــردد البنــوك
والمؤسســات الماليــة فــي تقــديم التســهيلت الئتمانيــة لهــا ،ولتفــادي تكلفــة القــتراض مــن البنــوك ودفــع ســعر
فائدة مرتفع نسبي ا مقارنة بما تدفعه للدائنين ،كما أنها تتسم كذلك بقابليتها للتداول في السوق الثاانوي .
هي عبـارة عـن حوالـة مصـرفية أو أمـر دفـع قصـير الجـل منخفـض المخاطر تصـدرها شـركة مسـتوردة مـا ،
قابلــة للــدفع فــي موعــد محــدد فـي المســتقبل ومضــمونة مــن قبــل المصــرف الــذي يتعامــل معــه المســتورد مقابــل
رســم أو عمولــة ،ممهــورة بخــاتم المصــرف بعبــارة مقبــول ،وعــادة مــا يصــادق المصــرف علــى هــذا المــر
ويتحمــل مســؤولية اليفــاء بــه مقابــل إيــداع المؤسســة أو الشــركة لمــا يســاوي قيمــة فــي حســابها لــدى المصــرف
المصــدر وفــي حالــة التــأخير أو العجــز عــن الســداد بالتاريــخ المحــدد فيعنــي ذلــك أن المصــرف ملــزم بــإجراء
تحويــل قيمتــه لصــالح مصــرف بلــد المصــدر ،ومــا يميــز هــذه الداة أن الحوالــة تكــون مقبولــة عنــد الســتيراد
نظـرا لن المصــدر الجنــبي يعلــم أنــه حــتى لــو أفلســت الشــركة المســتوردة فـإن المصــرف ســيقوم بتســديد قيمــة
الحوالــة المــر الــذي يقلــل مــن مخــاطر التجــارة الخارجيــة ،وغالب ـا مــا يتــم بيــع الحوالــة المقبولــة فــي الســوق
هي قروض قصـيرة الجـل ،عـادة باسـتحقاق ل يتجـاوز أسـبوعين وتمثاـل أذون الخ ازنـة ،مقابـل الوفـاء حيـث
يوفر سوق رأس المال أدوات تمكن من الحصول على تمويل لجال تتعدي العام وتصل إلى ثالثاين سنة بل
إن بعضها ليس له أجل بعكس أدوات سوق النقد والتي تتسم بقصر آجالها .
والهدف من اللجوء إلى هذا النوع من الدوات هو الحصول على تمويل لمشروعاتهم التي يتوقعون أن تصل
فــي الجــل الطويــل إلــى مســتوى إنتــاج يعــود عليهــم بــإيرادات وأربــاح تمكنهــم مــن تســديد المبــالغ الــتي حصــلوا
عليهــا مــن خلل القــتراض مــن ســوق رأس المــال ،وكــذلك رغبــة فــي مشــاركة الخريــن لهــم فــي تكــوين رأس
-1السهم :
هــي عبــارة عــن وثاــائق ماليــة ) صــكوك ( تخــول حامليهــا حقــوق ملكيــة علــى صــافي الــدخل وعلــى موجــودات
الشـركات ،يتـم دفـع جـزء مـن أربـاح الشـركات التجاريـة لحاملي السـهم والجـزء الخـر يتـم احتجازه مـن أجل
تزداد الربـاح الموزعـة في السـنوات الجيـدة للشـركات ،وبالتـالي يـزداد الطلـب علـى شـرائها فـترتفع أسـعارها ،
وتتراجع هذه الرباح في السنوات الرديئة بل يمكن أن ل توجد أي أرباح وهكذا تنخفض أسعار السهم ،بل
يمكــن أن تتعــرض الشــركات للفلس المــر الــذي يجعــل الســهم بــدون قيمــة تــذكر ،وهكــذا تعتــبر الســهم
أصول خطرة ول تتمتع بدرجة كـبيرة مــن السـيولة ويعتـبر الفـراد أكــبر مـالكي الســهم والبـاقي تملكـه صــناديق
-2السندات :
بشــكل مباشــر م ــن ذوي الفـ ـوائض ويمكــن تعريــف الســندات عل ــى أنهــا أو ارقـ ـا ماليــة طويل ــة الجــل تص ــدرها
الحكومة والشركات للحصول على أموال لتمويل إنفاقها أو استثاماراتها ،وتعد حاملها بدفعات ثاابتة المبــالغ )
المؤسسات التي تصدرها فهي بمثاابة شهادة دين وليست شهادة ملكية ،فإضافة إلى الدفعات الثاابتــة يحصــل
حاملهـا عنـد حلـول أجـل اسـتحقاقها على الدفعـة الثاابتـة الخيـرة إضـافة إلـى قيمتهـا السـمية ،وبنـااء على مـا
سبق فإن السندات توفر للمستثامرين مصدرين للدخل هما الدفعات الثاابتة ،والتغيرات التي تطـ أر علـى قيمتهــا
السوقية بما يمنح المستثامر فرصة لبيعها وتحقيق مكاسب رأسمالية .
إن تنازل الفراد عن النقود لفترة معينة في عالم اليــوم الـذي تحـدد قيمــة النقـود فيــه طبقـا لقوتهــا الشـرائية الـتي
تكون عرضة للتغير بين فترة وأخرى نتيجة تغيرات قد تط أر على المستوى العام للسعار ،يتطلب تعويضهم
ليس فقط عن التغير في القوة الشرائية للنقـود ولكـن كـذلك عـن المنفعـة المفقـودة نظيـر تأجيـل اسـتهلكهم فـي
تلك الفترة ،وفي أسـواق المـال وعـالم النقـود يعـوض المـرء عـن هـذا التنـازل وقبـوله التأجيـل بفائـدة تـدفع علـى
وبنا اء على ما سبق يمكننا تعريف الفائدة بأنها مبلـغ معيـن مـن المـال إما يـدفع أو يحصـل ،فالشـخص الـذي
يتنــازل عــن نقــوده الن نتيجــة إق ارضــها ) دائــن ( يحصــل الفائــدة بعــد فــترة معينــة يتفــق عليهــا ،فــي حيــن أن
المقترض ) المدين ( يدفع الفائدة عند انقضاء الفترة نظير حصوله على المبلــغ عنــد بــدايتها ،كمــا يمكــن أن
ننظر إلى الفائدة على أنها نسبة مئوية من المبلغ وعندئذ نتحدث عـن سـعر الفائـدة أو معـدل الفائـدة ،وعليـه
فــإن ســعر الفائــدة هــو نســبة مئويــة تحســب علــى أســاس ســنوي وهــو حاصــل قيمــة مبلــغ الفائــدة علــى المبلــغ
-1تسـ ــاعد فـ ــي ضـ ــمان أن الدخـ ــارات الحاليـ ــة سـ ــوف تتـ ــدفق فـ ــي السـ ــتثامار لتـ ــدعم وتـ ــدفع النمـ ــو
القتصادي .
ل قابلــة للقــتراض إلــى تلــك
-2أنهــا تقــوم بتخصــيص العــرض المتــاح مــن الئتمــان وعمومـ ا تــوفر أمـوا ا
الــوطني ينمــو علــى نحــو بطيــء جــدا أو البطالــة مرتفعــة فــإن الحكومــة تســتطيع أن تســتعمل أدوات
سياستها لتخفيض معـدلت سـعر الفائـدة لحفـز القــتراض والســتثامار ،وعلـى الناحيـة الخــرى فـإن
اقتصــادا وطني ـ ا يعــاني مــن تضــخم س ـريع فــإنه تقليــديا يــدعو إلــى سياســة حكوميــة تتضــمن وضــع
معدلت سعر الفائدة عند المستوى العلى من أجل إبطال القـتراض والنفـاق وتشجيع المزيـد مـن
الدخار .
ثامة قانون أو معادلة لحساب الفائدة المتحصله على أساس الفائدة البسيطة :
مبلغ الفائدة = مبلغ القرض الصلي × معدل أو نسبة الفائدة × الزمن بالسنوات
و
مثاال :أفترض ان أصل المبلغ يساوي 5,000دولر ،وسـعر الفائـدة ، %8وأجـل السـتحقاق 3سـنوات ،
الســلوب الكــثار شــيوع ا بالنســبة للقــروض والودائــع هــو الــذي يتــم حســاب الفائــدة فيــه بشــكل تراكمــي يرتبــط
إيجابي ا مع الوقت وهي ما تعرف بالفائدة المركبة ،قد يجادل المرء أن هذا السلوب يؤدي إلى ترشيد ق اررات
القتراض ،إذ أنه يحثاهم على السراع في تسديد ما هو مستحق عليهـم ،ممـا يــوفر مـوارد لفـراد آخريــن قـد
مثاال :افترض أن أصل المبلغ يساوي 5,000دولر ،وسـعر الفائـدة ، %8وأجـل السـتحقاق 3سـنوات ،
عندئذ يصبح الجمالي المستحق بعد ثالث سنوات باستخدام الفائدة المركبة :
والجمالي = 5,400دولر
والجمالي = 5,832دولر
حيث أن :
أ = المبلغ الصلي
ع = نسبة الفائدة
لعل التمييز بيـن سـعر الفائـدة الحقيقي وسـعر الفائـدة السـمي على قـدر كـبير مـن الهميـة لن مـا يـؤثار فـي
ق ـ اررات الــدائنين والمــدينين هــو العائــد الحقيقــي مــن الســتثامار والقــتراض والتكلفــة الحقيقيــة نظيــر القــتراض
إن الفائدة التي تعود على المودع أو يحصلها الدائن .يتم في العادة تحصـيلها فـي المسـتقبل أي عنـد حلـول
ل يتنــازل عــن أمـواله المودعــة الن حــتى يتســنى لــه الحصــول علـى إجمـالي
الجل ،من هنـا فــإن المــودع مثا ا
يتضمن الفائدة ولكن في المسـتقبل ،إل أن مفهـوم القيمــة الزمنيــة للنقـود يؤكــد أن المـرء بحاجــة إلـى تعـويض
مقابل هذا التنــازل ،إلـى جـانب حصــوله علـى أصــل المبلــغ ،إن هـذا مـا يتنـاوله مفهـوم القـوة الشـرائية للنقـود
الذي يوفر مقياس ا للتغيـر الـذي يطـ أر علـى القيمـة الحقيقيـة لمبلـغ مـا وقـدرته على شـراء سلع وخـدمات ،لنـه
يأخذ في العتبار التغيرات التي قد تط أر على مستوى السعار في اتجاه مواز يمكن اســتخدام مقيــاس مماثاــل
يميز بين ما يحصل عليه المرء ) المودع في هذه الحالة ( من عائد على شكل فائــدة ،وبيــن القــدرة أو القــوة
الحقيقية لذلك العائد الذي سيحصل عليه في المستقبل ،وهذا المقياس هو سعر الفائــدة الحقيقــي الــذي عرفــه
r = i - pe
كمــا يبــدو مــن هــذه المعادلــة ،فــإن ســعر الفائــدة الحقيقــي ، rيس اوي الف رق بي ن س عر الفائ دة الس مي ، i
وبما أنه ل يوجد أسلوبا أمثال لحساب نسبة التضخم المتوقع ،فإن احتمالت الخطأ في تقدير rواردة .
لســتخدام الســعر الســمي ،إل أن الســعر الســمي يأخــذ فــي العتبــار الســعر الحقيقــي ونســبة التضــخم ،
ويساوي :
i = r + pe
إواذا افترضــنا أن نســبة التضــخم المتوقــع تســاوي صــف ار ،عندئــذ يتســاوى ســعر الفائــدة الســمي مــع الســعر
الحقيقي وليس هناك أي مبرر للتمييز بينهما ،من جـانب آخر إذا كانت نسـبة التضـخم المتوقعـة %5مثالا
فإن سعر الفائدة السمي سوف يفوق السعر الحقيقي بنسبة التضخم ونذكر بأن الهدف من دفع سعر الفائـدة
الســمي بمعــدل يســاوي نســبة التضــخم هــو الحفــاظ علــى ســعر الفائــدة الحقيقــي ثاابتـا مــن أصــل الحفــاظ علــى
نخلص مما سبق أن اختلف رغبات الفراد في الستهلك وفي توقيته وتفضــيلهم السـتهلك الن بــدلا عــن
المســتقبل ،يجعــل ذوي الف ـوائض يطلبــون عوائــد إيجابيــة نظيــر تنــازلهم عــن م ـواردهم لط ـراف أخــرى ،فــإذا
كـانت هـذه العوائـد ) كالفائـدة ( منخفضـة فـإن رغبتهـم فـي السـتهلك الن سـوف تغلـب علـى التأجيـل ،ممـا
إن الواقع العملي يظهر أنه يكون هناك في أي وقت من الوقات أكثار من سعر فائدة في السواق الماليــة ،
وأن هـ ــذا الختلف فيمـ ــا بيـ ــن أسـ ــعار الفائـ ــدة هـ ــو نتـ ــاج لعوامـ ــل عـ ــدة ،أهمهـ ــا أجـ ــل السـ ــتحقاق ،درجـ ــة
المخاطرة ،الضرائب ودرجة التسييل ) القدرة على تسويق الصل المالي وتحويله إلى نقد ( .
ويتعارف على العلقـة بيـن سـعر الفائـدة وأجـل السـتحقاق بالتركيبـة الزمنيـة لسـعر الفائـدة والـتي تلخـص بـأنه
كلما كان أجل الستحقاق أطول ،أصبح العائد على الورقة المالية أكبر وهذه ليست بقاعدة ثاابتــة فــي جميــع
الوقــات ،فهنــاك فــترات قــد يكــون العائــد فيهــا علــى الوراق الماليــة قصــيرة الجــل أكــبر منــه علــى الوراق
المالية طويلة الجل ،ويمكن أن يفسر هذا بفعل تأثاير العوامل التي تؤثار في سعر الفائدة .
من جانب آخر يمكن أن يفسر الختلف في درجة المخاطر الـتي ينطــوي عليهــا السـتثامار فــي أوراق ماليـة
ذات مخاطر مرتفعة ،ارتفاع العائد عليها مقارنة بأوراق مالية ذات مخاطر منخفضة .
أضف إلى هذين العاملين تأثاير اختلف نسب الضريبة التي تفرضها الحكومة على الوراق المالية المختلفة
،فهنــاك حكومــات ل تفــرض الضـ ـريبة علــى الــدخل المحصــل مــن الســتثامار فــي أوراق ماليــة حكوميــة أو
مقارنة بصافي الدخل الذي يعود عليه من أوراق مالية أخرى تكون نسبة الضريبة عليها مرتفعة .
كمـا تساهم قـدرة المسـتثامر علـى تحويـل الورقـة الحاليـة إلى نقـد بأقل خسـائر ممكنـة ،وهـو مـا يعـرف بدرجـة
التسييل ) السيولة ( في خلق اختلفات بيـن العوائـد علـى مختلــف الوراق الماليـة ،فمـع ثابـات بــاقي العوامـل
المؤثارة في سعر الفائدة تكون العوائد على الوراق المالية منخفضة .
وردت عــدة تعريفــات للبنــك منهــا الكلســيكية ومنهــا الحديثاــة ،فمــن وجهــة النظــر الكلســيكية يمكــن القــول أن
البنــك هــو :مؤسســة تعمــل كوســيط مــالي بيــن مجموعــتين رئيســيتين مــن العملء ،المجموعــة الولــى لــديها
فائض من الموال وتحتاج إلى الحفاظ عليها وتنميتها ،والمجموعة الثاانية هي مجموعـة مـن العملء تحتـاج
كما قد ينظر إلى البنك على اعتبار أنه تلك المنظمة التي تتبادل المنافع المالية مـع مجموعـات مـن العملء
بما ل يتعارض مع مصلحة المجتمع وبما يتماشي مع التغير المستمر في البيئة المصرفية .
أمــا مــن الزاويــة الحديثاــة فيمكــن النظــر إلــى البنــك علــى أنــه :مجموعــة مــن الوســطاء المــاليين الــذين يقومــون
بقبــول ودائــع تــدفع عنــد الطلــب ،أو لجــال محــددة وتـزاول عمليــات التمويــل الــداخلي والخــارجي وخــدمته بمــا
يحق ــق أه ــداف خط ــة التنمي ــة وسياس ــة الدول ــة ودع ــم القتص ــاد الق ــومي ،وتباش ــر عملي ــات تنمي ــة الدخ ــار
والســتثامار المــالي فــي الــداخل والخــارج بمــا فــي ذلــك المســاهمة فــي إنشــاء المشــروعات ،ومــا يتطلــب مــن
عمليات مصرفية وتجارية ومالية وفقا للوضاع التي يقررها البنك المركزي .
يمكننا أن نجمل أهم الوظائف التي تؤديها البنوك التجارية بصفة عامة ،في الوظائف التالية :
-1قبــول الودائــع الــتي قـد يكـون بعضـها تحـت الطلـب ) ودائـع جاريـة ( وبعضــها ودائــع لجــل أو ودائـع
ادخارية .
-2خلق النقود والئتمان .
-3خلق الوراق التجارية .
-4إصـدار الوراق الماليــة فـي شــكل أســهم وسـندات نيابــة عـن عملئهــا وتســويق هـذه الوراق فــي سـوق
المال .
-5بيع وشراء الوراق المالية لحسابها ولحساب عملئها .
-6منح القروض للهيئات والمنشآت والفراد .
بعضـ ــهم البعـ ــض ،إواصـ ــدار خطابـ ــات الضـ ــمان الـ ــتي يطلبهـ ــا العملء ،والقيـ ــام بتحصـ ــيل شـ ــيكات
اللتزامات الصول
الودائع : نقد :
-1حسابات جارية . -1في الخزينة .
-2حسابات توفير ولجل . -2في البنك المركزي .
-3حسابات بعملت أجنبية . -3في بنوك أخرى .
-4في الطريق للتحصيل .
-5احتياطيات .
القروض ) على البنك ( القروض ) من البنك (
-1من البنك المركزي . -1للفراد .
-2من بنوك أخرى . -2للمؤسسات .
-3من مؤسسات خاصة . -3للحكومة .
-4أخرى
رأس المال وحقوق المساهمين : استثامارات :
-1رأس المال السهمي . -1أوراق مالية .
-2أرباح غير موزعة . -2أصول ثاابتة .
-3احتياطيات قانونية وعامة .
التزامات أخرى
إجمالي اللتزامات إجمالي الصول
بما أن الوظيفة الرئيسية للبنك تقـوم علـى اسـتقبال الودائـع ،فـإن الودائــع تمثاــل أكــبر مطالبــات الخريـن علـى
-1الحســابات الجاريــة :وهــي المـوال المودعــة فــي البنــك بالعملــة المحليــة مقابــل أوامــر دفــع ) شــيكات (
تعطي المودع الحق في تحريرها مقابل نقوده المودعة وفي العادة ل يستحق المودع فوائد على الم ـوال
المودعة في حسابه الجاري ،إل أن بعض الدول تسمح للبنوك بدفع فوائد على هذه الحسـابات وهـو مــا
يطلق عليها بأوامر الدفع القابلة للتفاوض وتمثاــل الودائــع الجاريــة أرخــص مصــدر للمـوال الــتي يحصــل
عليها البنك لنه ل يدفع عليها فوائد أو أنه يدفع فوائد عليها منخفضة .
-2حسابات التوفير والجل :وتحقق الموال المودعة في هذه الحســابات فوائــد للمــودعين ويختلــف حسـاب
التوفير عن حساب الجل أو الودائع الزمنية في أن البنوك ل تلـزم المـودع فـي حسابات التـوفير بالتقيـد
بفترة زمنية أو أجل محدد قبل السحب منها ،رغم أنه يحق للبنوك في الكثاير من الدول أن تمارس هــذا
الحق .
أمــا بالنســبة للودائــع الــتي يرتبــط فيهــا حــق المــودع فــي الحصــول علــى فوائــد بالحتفــاظ بــودائعه لفــترة زمنيــة
وهي كثايرا ما تجـد طريقهـا إلـى خـارج البلد ،إذ تتــاح للبنــك فرصـة تحقيـق عائـد منهــا ودفــع فوائـد للمـودعين
ويلجـأ البنــك لهــذا النــوع مــن القــروض لســد حـاجته لمـوارد إضـافية يوفرهــا البنــك المركــزي أو بنــوك أخــرى أو
مؤسسات مالية تتكون لديها موارد فائضة عن حاجتها ،مقابل فائدة تفرضها على البنك مما يــدفعه للتفكيــر
مليـ ا قبــل القــدام علــى القــتراض ،ويشــمل هــذا الجــانب مــن اللت ازمــات شــهادات اليــداع ،واتفاقيــات إعــادة
الشراء ،والقبولت المصرفية ،وهي التزامات مستحقة على البنك الذي يصدرها .
وليست قيمتهـا السـوقية وهي تمثاـل المصـدر الول لـرأس المال ،ومـع مـرور الـوقت يسـتقطع البنـك جـزاء مـن
الرباح التي يحققها سنوي ا ،ويضيفها لرأس المال إما لتعزيز موقفه المــالي أو لعــادة تــدويرها واســتثامارها ،
كما يضـيف إلى حقـوق المسـاهمين الحتياطيـات القانونيـة والحتياطيـات العامـة الـتي تسـاهم كـذلك فـي دعـم
إلــى جــانب اســتقبال الودائــع ،فــإن الجــانب الخــر لوظيفــة البنــك هــو توظيــف هــذه الودائــع والمـوال الخــرى
التي تتوفر لديه ،ونظ ار لكون العمليـة المصـرفية تقـوم علـى أسـاس الثاقـة الـتي تنبـع مـن إيمـان كـل مـودع أن
نقوده موجودة فـي البنــك ومتــوفرة للسـحب منهـا فـي أي وقــت يشـاء ،فـإن البنـك مطـالب بـإدارة أصــوله بشـكل
يضمن توفر مبالغ مناسبة تكفل له اليفاء بطلبات كافـة المـودعين الـذين يرغبـون السحب مـن ودائعهـم ،إن
أي عجز في قدرة البنك على اليفاء بالتزاماته قد يدفعه للجوء للقتراض ،هذا مكلف بالنسبة له .
-1النقد :
إن البنـك يحتفـظ بجـزء مـن مـوارده علـى شـكل نقـد فـي الخزينـة لتلبيـة السـحوبات اليوميـة مـن الودائـع ،وجـزء
يفـ ــي بالحتيـ ــاطي الل ازمـ ــي الـ ــذي يقـ ــرره البنـ ــك المركـ ــزي علـ ــى البنـ ــوك ،إضـ ــافة إلـ ــى اليفـ ــاء بالحتيـ ــاطي
اللزامي ،تلبي الموال المودعة في البنـك المركـزي مبـالغ الشــيكات المحــررة مــن قبــل عملء البنـك التجـاري
المعنــي لعملء فــي بنــك تجــاري آخــر ،ممــا يتطلــب انتقــال الودائــع فيمــا بيــن حســابات البنــوك عــن طريــق
عملية المقاصة التي تقوم على عمليــة تحويــل المبـالغ بيــن حسـابات مختلـف البنــوك لـدى البنــك المركــزي مـن
أجل تسوية مبالغ الشيكات المسحوبة على بنك لحساب بنك آخر .
كمــا يحتفــظ البنــك بودائــع لــه فــي بنــوك أخــرى ممــا يســهل عليــه دفــع الشــيكات المصــدرة عليهــا لف ـراد توجــد
حساباتهم في بنوك أخرى ويرغبون في تحصيل قيم هذه الشيكات عن طريق إيداع مبالغها في حساباتهم .
كمــا أن الشــيكات الــتي أودعهــا عملء البنــك فــي حســاباتهم لــديه ومســحوبة علــى بنــوك أخــرى ،تمثاــل أحــد
أصول البنك عندما تتم إضافة مبالغ الشيكات لحسابات عملء البنـك حــتى قبــل أن يحصـلها البنـك مـن بنـك
وهــي القــروض بمختلــف أشــكالها ،ويمكــن أن تصــنف هــذه القــروض حســب الجهــة المدينــة أو حســب نوعيــة
القرض أو حتى حسـب آجالهـا ،وتعتـبر القـروض مـن الصـول القـل سـيولة لنـه ل يمكـن تحصـيلها بشـكل
كلي إل عند حلول آجالها ،كما أن درجة سـيولة القـروض تعتمـد علـى نوعيـة القـروض المقدمـة مـن البنـك ،
فهناك على سبيل المثاـال القـروض طويلـة الجـل ،كتلـك الـتي تقـدم للقطاع الصـناعي والقطاع العقاري ،إذ
تطول فترة تحصيلها مقارن اة بالقروض الشخصية والقروض التي تقدم لقطاع التجارة التي تتســم بدرجــة ســيولة
عالية وأجل قصير ،وهناك القروض القصيرة الجل كتلك التي قد تكون ليوم واحد .
-3الستثامارات :
إضافة إلى النقد والقروض ،يحتفظ البنك بجزء من أصوله على شكل استثامارات في أوراق ماليــة كالســندات
وأذونـ ــات الخزينـ ــة وغيرهـ ــا ،أو تكـ ــون هـ ــذه السـ ــتثامارات فـ ــي أصـ ــول ثاابتـ ــة أخـ ــرى كالعقـ ــارات مثالا ،وهـ ــذه
الســتثامارات تتنــوع مــن حيــث الجــال ممــا يــوفر للبنــك فرصــة أكــبر لتســييل أصــوله إن شــاء ويقلــل درجــة
المخاطرة الـتي قـد يتعـرض لهـا ،وتـوفر آجال الوراق الماليـة للبنـوك درجـة أكـبر مـن المرونـه للسـتفادة مـن
زيادة قد تط أر في الطلب على مواردها سواء من جانب المودعين أو المدينين ،ممــا جعــل الكــثايرون يطلقــون
مسمى الحتياطيات الثاانوية على الوراق المالية قصيرة الجل الكثار ضمانا كأذونات الخزينة .
بما أن البنوك هي مؤسسـات مسـاهمة تســعى لتحقيــق أكـبر ربــح ،فإنهـا لبــد أن تنظــر إلـى توظيـف أصــولها
فــي أوجــه تحقــق هــذا مــع تقليــل درجــة المخــاطر الــتي قــد تتعــرض لهــا .إضــافة إلــى المخــاطر هنــاك عوامــل
أخــرى تـؤثار فــي كيفيــة إدارة البنــك لصــوله ومــدى قــدرته علــى تحقيــق أربــاح جـراء ذلــك ،فهنــاك الحتيــاطي
الل ازمــي والحتيــاطي القــانوني الــذين يحــددهما البنــك المركــزي واللــذان ينطــوي الحتفــاظ بهمــا تحمــل البنــك
لتكلفــة تتمثاــل فــي تكلفــة الفرصــة البديلــة ،كمــا يجــب علــى البنــك أن يحتفــظ بنســبة مناســبة مــن الحتيــاطي
النق ــدي الف ــائض ل ــديه لمواجه ــة الس ــحوبات اليومي ــة ،وبع ــض م ــا ق ــد يطـ ـ أر م ــن س ــحوبات غي ــر متوقع ــة أو
لمواجهت السحوبات الموسمية ،إن مسألة أن يبقى البنك سائلا أو يسي ار مالي ا تبقى مسألة نسبية .
فإذا أخذنا رغبة البنك في تقديم القروض ،فيجب أل يغفل أهمية تنويع هذه القروض بشكل يضمن له تقليل
المخاطر ،من خلل تنوع الجهات المدينة له والمبالغ المقرضة ويضمن له آجالا مختلفة .
مسعى البنك للحفاظ على درجة مناسبة من السيولة يتطلب توظيف جزاء من مـوارده فــي أوجــه اســتثامار ذات
آجــال قصــيرة ،مــع هــذا فــإن إدارة البنــك مطالبــة بعــدم التحفــظ أكــثار مــن اللزم فــي الســتثامار إوال تناقصــت
أرباحه ،وفي حال عدم وجود مستويات مناسبة من السيولة في البنك فإن علـى إدارة البنـك أن تعـي أن هـذا
التن ــاقص ق ــد ي ــؤدي بالبن ــك إل ــى مرحل ــة تنظ ــر فيه ــا الجهــات المختص ــة إل ــى توقي ــع جـ ـزاءات علي ــه أو ح ــتى
إغلقه ،والجدير بالذكر أن الملك ل يتحملون خسارة تفوق إجمالي حقوق الملكيـة لن البنـك مؤسســة ذات
إن القروض تمثال أفضل مصدر للدخل ضــمن مصـادر الـدخل الخـرى ،ومـن خلل تنويـع قنـوات القــروض
وآجالها ومبالغها ،يستطيع البنك أن يقلل من المخاطر التي قد يتعرض لها نتيجة تعثار بعـض المـدينين فـي
أي من القطاعات في سداد الديون المستحقة عليهم ،ورغم أن البنـوك تســعى لتعظيـم عوائـدها مـن وراء هـذه
القــروض مــع إدراك إدارة البنــك أن كافــة التســهيلت الئتمانيــة تحتــوي علــى درجــة مــن المخــاطرة ،قــد تأخــذ
شكل عجز المدين عن سداد القرض ـ أو عدم كفاية الرهونــات ) إن وجــدت ( للتعــويض عــن قيمــة القــرض ،
فأحد الخيارات المتاحة للبنوك لتفادي أو للتقليل مــن تعــثار المــدينين نحــو سـداد الـديون المســتحقة عليهـم لـه ،
فـالقروض المضــمونة هـي الــتي يقــدم طــالب القــرض رهونــات تتكــون علـى شـكل أصــول ثاابتــة أو أوراق ماليــة
تتسم بدرجة مخاطرة منخفضة كالسندات وأذونات الخزينة رهنا مقابل قيمة القرض .
وفــي حالــة ثاقــة البنــك بالمــدين وقــدرته علــى الســداد ،فقــد يمنحــه قروض ـا غيــر مضــمونة أي بــدون رهونــات
ووج ــود الرهون ــات ل يعن ــي بالض ــرورة غي ــاب المخ ــاطر حي ــث أنه ــا تتع ــرض لتقل ــب القي ــم الس ــوقية للص ــول
المرهونة .
كمـ ــا تسـ ــعى البنـ ــوك لتقليـ ــل المخ ــاطر الـ ــتي قـ ــد تتعـ ــرض لهـ ــا مـ ــن خلل تنويـ ــع مجـ ــالت توظيفهـ ــا المباشـ ــر
لصولها ،وتلجأ البنوك لتنويع أدواتها الستثامارية كمدخل لتقليــل المخـاطر ،إذ تسـتثامر فـي الوراق الماليــة
المختلفــة الــتي تتنــوع آجالهــا والعوائــد المتوقعــة منهــا ودرجــة المخــاطرة الــتي تتضــمنها ،وربمــا تتجــه البنــوك
للستثامار في أصول ثاابتة كالعقارات والسـواق التجاريـة ،وقــد يجـادل المـرء فــي أن التنويــع يســتهدف تفـادي
المخاطر المنظمة وهي التي ترتبط بشكل أو قطاع من قطاعات الستثامار دون غيره.
مراجعة سعر الفائدة في السوق ،ويصحح السعر على هذه القروض ليعكس واقع أســعار الفائــدة علـى بــدائل
منافســة ،إن إتبــاع سياســة إق ـراض كهــذه يفســح المجــال أمــام البنــك لش ـراك المــدينين فــي المخــاطر الــتي قــد
يتعرض لها نتيجـة تقلبـات فـي سـعر الفائـدة ،مـع هـذا فتنـاقص سعر الفائـدة في السـوق يلـزم البنـك في حـال
تقديمه لقرض بسعر فائدة متغير ،بتخفيض الفائدة على هذا القرض مما يترتب عليـه تنـاقص فـي إيراداتـه ،
وقــد تلجــأ البنــوك إلــى منــح قــروض قصــيرة الجــل دون اســتخدام الفائــدة المتغيـرة ،أو أن تمنــح قروضـ ا قابلــة
وأخي ار فمن جملة المخاطر الخرى التي قد يتعرض لها البنك هي تلك التي ل يملك السيطرة المباشرة عليهــا
مثاــل مخــاطر أســعار الفائــدة الــتي تنتــج عــن تغي ـرات فــي أســعار الفائــدة فــي الســوق ،ومخــاطر مــن تعــرض
موجــودات البنــك مــن أوراق ماليــة وأصــول ثاابتــة أخــرى لتغيـرات فــي أســعارها والعوائــد المرتقبــة منهــا ،وتمثاــل
مخــاطر القــروض ومــا تنطــوي عنــه مــن احتمــال فشــل العملء فــي ســداد القــروض المســتحقة عليهــم هاجس ـ ا
ينتـاب البنــوك التجاريـة ،وكـثاي ار مـا يـؤدي إلـى انهيارهــا ،ومخـاطر فقــدان البنــك للسـيولة المناســبة مؤديـ ا إلـى
بمــا أن م ـوارد البنــك تمثاــل تعهــد ا مــن قبلــه تجــاه الخريــن ،فــإنه ل بــد مــن أن يحســن إدارتهــا وذلــك لعلقتهــا
ويقصد بإدارة اللتزامات هو استخدام بنود هذا الجانب من ميزانية البنـك للحصـول على المـوارد الماليـة بأقـل
التكاليف لتوفر للبنـك فرصـة أفضـل لتقـديم القـروض واسـتثامارها فـي مختلف أوجـه السـتثامار الكفيلـة بتحقيـق
أفضل العوائد ،كما أن زيادة اللت ازمــات تتطلــب أن يتبنـى البنــك خطـوات منافسـة ومماثالــة لتلـك الـتي تتبناهــا
كمــا يجــب أن تتســم الوراق الماليــة الــتي يصــدرها البنــك بدرجــة مــن الســيولة والعائــد ودرجــة منخفضــة مــن
المخاطر مقارنة لما تصدرها البنوك الخرى إن لم تكن أفضل منهـا ،وبـالرغم مـن حريـة البنـوك فـي إصـدار
أوراق مالية كشهادات اليداع ،فإن إقبـال المسـتثامرين عليهــا يعتمـد علـى الوضـع المـالي للبنــك الــذي يفصــح
يمنحــه زمــام المبــادرة فــي طــرح أوراق ماليــة قصــيرة الجــل كشــهادات اليــداع إذا طـ ـرأت مشــكلة فــي حجــم
السحوبات منه ،أو حال وجود طلب إضافي علـى التســهيلت الئتمانيــة الــتي يقــدمها ،ونظـ ار لن الكــثايرين
ومنهـم البنـك المركـزي ،ينظـرون إلـى رأس المال علـى أنـه ضـمان لحقـوق المسـاهمين ،فإن البنـك المركـزي
كثاي ار ما يربط بين سياسة القراض التي يتبعها البنك ورأس المال .
العديد من البنوك المركزية يضع سقفا علـى التسـهيلت الئتمانيـة الـتي يقـدمها البنـك بحيث ل تتجـاوز نسـبة
معينة من رأس المال ،أو ل تتجاوز التسـهيلت الئتمانيـة الــتي تمنـح لجهـة واحــدة مبلـغ معيـن ،ممـا يــوجه
البنوك إلى زيادة رأس المال كمدخل لزيادة قدرتها على تقديم تسهيلت ائتمانية إضافية .
إن المهتميــن ينظــرون إلــى الوضــاع الماليــة للبنــوك مــن خلل تحليــل مــالي لميزانياتهــا واستش ـراف مواقفهــا
المستقبلية باستخدام مؤشرات عديدة تعكس أداء البنك في جانبي الصول واللتزامات ،نذكر منها :
وهي تعبر عن قـدرة البنـك علـى اليفـاء الفـوري بالت ازمـاته سـواء اليوميـة منهــا كالسـحوبات الدوريـة والطارئـة ،
كالتغيرات الموسمية في اللتزامات أو الناتجة عن حوادث مفاجئة ،وأهم هذه المؤشرات :
ودائع البنك لدى البنك المركزي +النقود الحاضرة لدية
×100 -نسبة الرصيد النقدي =
إجمالي الودائع
نسبة الرصيد النقدي تعبر عن مقدار النقد الذي هو في متنـاول البنـك التجـاري ول يخضــع لقيــود ،ويلحــظ
أنــه إذا ارتفعــت نســبة الرصــيد النقــدي ،جــاز القــول أن لــدى البنــك ســيولة عاليــة ولكــن نظـ ـ ار لتــداخل إدارة
الصول إوادارة اللتزامات فإن زيادة مطلقة في نسـب الرصــيد النقــدي أو النســب الخــرى الــتي توظــف لقيــاس
×100
ودائع البنك لدى البنك المركزي
-نسبة الحتياطي النقدي=
الودائع
وتعتبر نسبة الحتياطي النقدي مقياس ا آخر لتحديد مدى قدرة البنك على الوفاء بالت ازمـاته مــن الودائـع ،فـإذا
انخفضت هذه النسبة ،يرى البعض فيها تدني ا في قدرة البنك على توفير السيولة بالسرعة المطلوبة لمواجهــة
×100
ودائع البنك لدى البنك المركزي +النقود الحاضرة لديه +أصول أخرى عالية السيولة
نسبة السيولة = -
الودائع
يحتضن حقوق هاتين الفئتين بالدرجة الولى في حالة انهيار البنك .
رأس المال السهمى +أرباح محتجزة +فوائض مالية
×100 -نسبة رأس المال إلى الصول =
الصول
ويمكن صياغة هذه النسبة على النحو التالي :
حقوق الملكية
×100 -نسبة رأس المال إلى الصول =
الصول
وتوفر مقارنـة رأس المـال إلـى إجمالي أصـول البنـك معيـا ار بيـن النسـبة الـتي يمكـن أن تتنـاقص بهـا الصـول
قبل أن ينعكس هذا سلبا على المودعين من خلل تحملهم الخسائر .
يوفر مؤش ار عن المدى الذي مضى إليه البنك في تمويل عملياته من مصادر ذاتية وأموال الغير .
مجموع القروض
× 100 -نسبة القتراض =
الصول
إذا ارتفعت هذه النسبة ،يصبح الملك والمودعين أكثار عرضة للتقلبات التي تط أر على سداد القروض .
يقيــس هــامش الوقايــة مــن المخــاطر الــتي قــد يتعــرض لهــا البنــك نتيجــة التقلبــات فــي القيمــة الســوقية للوراق
المالية .
حقوق الملكية
×100 -نسبة حقوق الملكية إلى الستثامار في الوراق المالية =
إجمالي الستثمارات في الوراق المالية
ما دامت هذه النسبة أكبر من %100فإن لدى البنك القدرة على احتواء التقلبات في قيم الوراق المالية .
موقفه تجاه اليفاء بما يدفعه من فوائد للمودعين وتحقيق فوائض للملك .
القروض +الستثمار في أوراق مالية
×100 -نسبة توظيف الودائع =
الودائع
فــإذا كــانت النســبة %70فهــذا يعنــي أن البنــك اســتثامر %70مــن إجمــالي الودائــع فــي قــروض وفــي أوراق
ماليه .
تنفــرد البنــوك التجاريــة عــن غيرهــا مــن المؤسســات الماليــة بقــدرتها الفائقــة فــي خلــق الئتمــان ،أي أنهــا تنفــرد
بتزويد القتصاد بنوع من النقـود تمثاــل الشـكل الثاــاني مـن وسـائل الــدفع الــتي يمكـن إدخالهــا فـي حيـز الرصـيد
ولبــد أن نــدرك أن هــذه القــدرة فــي خلــق الئتمــان ليســت مطلقــة إذ أن السياســة الئتمانيــة تســتطيع أن تتحكــم
فيها زيادة أو نقصان ا مع تغيـر الظـروف الـتي يمـر بهـا القتصـاد وذلـك مـن خلل نسـبة الحتيـاطي القـانوني
فعنــدما تــزداد نســبة الحتيــاطي تنكمــش القــدرة فــي خلــق الئتمــان عكــس الحالــة الــتي تنخفــض فيهــا نســبة
الحتياطي حيث تستطيع البنوك التجارية خلق المزيد من الئتمان الذي يقدم للقتصاد .
تنش ــأ عملي ــة خل ــق الئتم ــان ع ــن قاع ــدة أساس ــية مفاده ــا أن أص ــحاب الودائ ــع الجاري ــة وه ــي وودائ ــع يح ــق
لصاحبها سحبها في أي وقت يشاء دون إذن مسبق من البنك ،لن يتقدموا في وقت واحد لسحب ما أودعوه
فــي البنــك التجــاري ،وحــتى لــو تــم هــذا الفــتراض الجــدلي ،وتقــدم هــؤلء المــودعين بســحب ودائعهــم ،فــإن
هناك ودائع جديـدة يتقـدم بهـا مـودعين جـدد ممـا يجعـل رصـيد الودائـع الجاريـة فـي البنـك التجاري يتسـم بنـوع
مــن الثابــات النســبي ممــا يعطــي للبنــك التجــاري قــدرة خلــق ائتمــان جديــد ،فعمليــة خلــق الئتمــان تنشــأ بســبب
إن عملي ــة خل ــق الئتم ــان مهم ــة ج ــد ا للقتص ــاد ،فم ــن خلله ــا يم ــد القتص ــاد بن ــوعين م ــن النق ــود لتم ــام
-1النقود القانونية التي ينفرد بإصدارها البنك المركزي )العملة الورقية والمعدنية(
-2النقود المشتقة والتي تنشأ عن عملية خلق الئتمان التي تنفرد بها البنوك التجارية .
إن انفراد البنوك التجارية بهذه العملية تعود لسببين هما :
-1قدرة البنك التجاري في ضمان تسديد الودائع في أي وقت بسبب ما لديه من سيولة .
-2استمرار الطلب على الئتمان من قبل الفراد وشركات العمال
ولكن لبد من التأكيد على أن هذه القدرة ليست مطلقة وبأنها مقيدة بمجموعة من الفتراضات هي :
للقــاء الضــوء علــى كيفيــة قيــام البنــك التجــاري فــي خلــق الئتمــان ،تفــترض أن البنــك التجــاري اســتلم وديعــة
جارية من أحد المودعين بمبلغ 5,000دولر ،وعلى وفق قاعـدة القيـد المـزدوج في المحاسـبة فـإن الميزانيـة
العمومية للبنك التجاري سوف تأخذ الشكل التي في لحظة اليداع .
وبما أن البنك التجاري يعمل كوسيط مالي لذلك فإنه سوف يسعى إلى استثامار أمواله في أصول اسـتثامارية
يضـمن مـن خللهـا تحقيـق عائـد ،ونظـ ار لن البنـك التجاري ملـتزم بشـرط البنـك المركـزي بضـرورة الحتفـاظ
باحتياطي قانوني ضمن نسبة معينة من الودائـع حمايـة للمـودعين ،ولنفـترض أن نسـبة الحتيـاطي القانوني
تبلـ ــغ % 25مـ ــن الودائـ ــع ،لـ ــذلك فـ ــإن ميزانيـ ــة البنـ ــك التجـ ــاري سـ ــوف تكـ ــون بعـ ــد أن يتـ ــم الحتفـ ــاظ بنسـ ــبة
الحتياطي القانوني ومنح الباقي على شكل ائتمان مصرفي على الشكل التي :
5,000ودائع 1,250نقدية
3,750ائتمان
وبالنظر للميزانية أعله نلحظ أن البنك التجاري احتفظ برصيد النقدية 1,250إيفاء للحتيـاطي القانوني ،
ولذلك فإنه سوف يستخدم 3,750دولر على شكل ائتمان مصرفي .
ومن خلل هذه العملية يكون البنك التجاري قد خلق ائتمان وساهم بزيادة كمية وسائل الدفع بمقدار 3,750
دولر .
لنفترض أن الشخص الذي حصل على الئتمان البالغ 3,750دولر اســتخدمه فـي شـراء سـلعة مــن شـخص
آخر ،حيث قام هذا الشخص الثاالث بإيداع المبلغ في البنك التجاري صاحب الميزانية العموميــة أعله ) أو
فــي بنــك تجــاري ثاــاني ( هــذا يعنــي أن البنــك التجــاري ســوف يحصــل علــى وديعــة جديــدة بمقــدار 3,750
دولر ،ويكون على استعداد لتقديم ائتمان جديد بعد خصم %25من الوديعة الجديــدة علــى شــكل احتيــاطي
قــانوني أي أن ــه قــادر علــى من ــح 2,812.50دولر ائتم ــان جدي ــد لح ــد العملء ول ــذلك ف ــإن ميزاني ــة البن ــك
5,000ودائع 1,250نقدية
3,750ودائع 3,750ائتمان
937.50نقدية
2,812.50ائتمان
8,750 8,750
ويلحــظ هنــا أن البنــك التجــاري ) الول ( قــد ســاهم فــي خلــق ائتمــان جديــد مقــداره 2,812.50دولر مــن
الوديعة الجديدة البالغة 3,750وبعد أن استقطع البنك %25منها كاحتياطي قانوني .
ول تختلــف الحالــة إذا قــام المــودع الخيــر بإيــداع مبلــغ 3,750دولر فــي بنــك تجــاري آخــر ولنفــرض البنــك
)الثاــاني( فــإن ميزانيــة البنــك الجديــد )الثاــاني( ســوف تأخــذ الشــكل التــي بعــد أن يســتقطع البنــك %25مــن
3,750ودائع 937.50النقدية
ولو تتبعنا هـذا الئتمـان الجديـد 2,812.50دولر سـواء فـي البنـك التجـاري ) الول أو الثاـاني ( فـإنه سـوف
يعود إلـى البنـك ،ل محـال وذلـك علـى شـكل وديعــة جديــدة ،مـن خللهــا يسـتطيع البنــك التجـاري أن يحتفــظ
بجزء منها على شكل احتياطي قـانوني ويقــرض البـاقي ،وهكــذا تسـتمر عمليــة خلـق الئتمــان لتنتهــي بمقـدار
ولكي نتمكن من تحديد ما يمكن أن يخلقه البنك التجاري من ائتمان تستخدم المعالة التالية :
ع)–1ح(
مقدار الئتمان =
ح
حيث أن :
وعند تطبيق هذه المعادلة على وديعة مقدارها 5,000دولر ،ونسبة الحتياطي القانوني %25فإن مقــدار
ويلحظ أن مقدار ما خلقه البنك التجاري من ائتمان يساوي ثالثاة أضــعاف الوديعــة الصـلية ،أي أن البنـك
التجاري قد ساهم بزيادة وسائل الدفع داخل القتصاد بقيمة الئتمان الذي خلقه .
إن أهم ما يمكن ملحظته أن قدرة البنوك التجارية فـي خلـق الئتمـان تتــأثار بشـكل مباشـر بنســبة الحتيــاطي
القانوني الذي تفرضه السلطة النقديـة ،وبواسـطة نسـبة الحتيـاطي تتمكـن السـلطة التنفيذيـة مـن التـأثاير علـى
قدرة البنوك التجارية خلق الئتمان عند فترة الركود القتصادي أو عند حالة النتعاش.
لنفرض أن السياسة الئتمانية للسلطة النقدية قد أقرت أن تكون نسبة الحتياطي القانوني ، %35عليه فإن
مقدار ما سوف تخلقه البنوك التجارية سوف ينخفض ليصل إلى 9,285.70دولر.
(0.35 – 1 ) 5,000
= 9,285.70دولر وذلك كالتالي :
0.35
ويلحظ من التحليل أعله أن العلقة بين قدرة البنوك التجارية في خلق الئتمان ونسبة الحتياطي القـانوني
التي تقرها السلطة النقدية هي علقة عكسية ،إذ تنخفض قدرة البنك في خلـق الئتمـان عنـدما ترتفـع النسـبة
وتزداد عند انخفاضها ،وبهذا السلوب تكون السلطة النقديـة ومــن خلل السياسـة الئتمانيــة قــد تحكمــت فـي
الئتمــان المصـ ـرفي داخــل القتصــاد فــي فــترة عنــدما يحتــاج القتصــاد إلــى سياســة انكماشــية فــي الئتمــان
المص ـرفي وفــي فــترة النتعــاش القتصــادي عنــدما يحتــاج القتصــاد إلــى الئتمــان المص ـرفي وذلــك لن قــدرة
الئتمان .
وعلى ضوء هذا التحديد يمكن التوصل إلى الستنتاج التي :
يمثال البنك المركزي لي دولة في مؤسسة وحيدة ،فلكل اقتصاد قومي مؤسسة مركزية مصـرفية واحــدة تقـوم
بالشراف على الئتمان إواصدار النقود ،ويقوم البنك المركزي بتحويل الصول الحقيقية إلى أصول نقديــة ،
فيتولى عملية إصدار النقود القانونية ،التي تتمتع بالقدرة النهائية والجبارية على الوفاء باللتزامات .
ولخطورة الوظائف التي يقوم بها البنك المركزي ،فهو مؤسسة عامة أي مملوكه للدولــة وخاضــعة لشـرافها ـ
وتختلــف أهــداف البنــك المركــزي عــن أهــداف بقيــة أنـ ـواع البنــوك الخــرى ،مــن حيــث أنــه ل يعتــبر هــدفه
الرئيسـي هـو تحقيـق أقصى ربـح ،وذلـك لن البنـك المركـزي يسـعى إلـى تحقيـق أهـداف يغلـب عليهـا الطابع
يهــدف البنــك المركــزي فــي المقــام الول إلــى تــدعيم النظــام النقــدي للدولــة والش ـراف علــى الوجــه المختلفــة
للنش ــاط المصـ ـرفي ،وف ــي س ــبيل ذل ــك فه ــو يق ــوم بمجموع ــة م ــن الوظ ــائف الساس ــية س ــنتناولها بش ــيء م ــن
يعتــبر البنــك المركــزي محتك ـرا لعمليــة إصــدار أوراق البنكنــوت ،وتمثاــل هــذه العمليــة الوظيفــة الرئيســية للبنــك
المركزي ،ولذا سمي ببنك الصدار ،وتقوم عملية الصدار عن طريق تحويل البنك المركزي لصول ) أو
حقوق له لدى الغيـر ( إلـى أوراق بنكنـوت ،وهـذه الوراق المصـدرة تمثاـل الت ازمـات على البنـك المركـزي قبـل
وكــان إنف ـراد البنــك المركــزي بهــذا المتيــاز مــن العوامــل الرئيســية الــتي ميزتــه عــن البنــوك التجاريــة العاديــة ،
وزادت مــن مكــانته عنــدما أصــبحت أوراق البنكنــوت المصــدرة عملــة قانونيــة لهــا قــوة إبـ ـراء غيــر محــدودة ،
وعندما استخدمتها البنوك كاحتياطي مقابل الودائع ،ومــن أهـم الم ازيــا المترتبــة علـى تركيــز وظيفـة الصـدار
علمـ ا أنــه إذا كــان إصــدار أوراق البنكنــوت هــو مــن اختصــاص البنــك المركــزي وحــده ،فــإن الدولــة عــادة مــا
تضع عدة قيود علـى نشـاطه فـي هـذا الخصـوص ،بحيــث تضـمن عـدم السـراف فـي الكميـات المصـدرة بمـا
وتختلف هذه القيود باختلف نظم الصدار ،ومن أهم نظم إصدار النقود ما يلي :
وطبقـ ا لــه يتــم إصــدار قــدر معيــن مــن النقــود وتغطــى بالكامــل بالــذهب ،وهــذا النظــام عــديم المرونــة حيــث ل
وطبقا له يتم تغطية قدر معين من الصدار بسندات حكومية وكل ما تجاوز ذلك القدر يغطى بالذهب .
وطبق ا له يتـم تغطيـة أوراق النقـد المصـدرة بـذهب يمثاـل نسـبة مـن قيمتهـا ويغطـى البـاقي بعناصر أخـرى مثاـل
ويكمن جمود هذا النظام في حدود نسبة الذهب المقررة ،حيث قد يعجز البنك المركزي عن تلبية احتياجات
سوق النقد من أوراق البنكنوت إذا عجز عن توفير النسبة المطلوبة من الذهب .
وفقـ ـ ا ل ــه يت ــم وض ــع ح ــد أقص ــى لم ــا يمك ــن للبن ــك المرك ــزي أن يص ــدره م ــن أوراق البنكن ــوت دون أي ال ــتزام
وفق ـ ا لــه يتــم خضــوع حجــم الصــدار إلــى تقــدير الســلطات النقديــة ،واضــطرت بعــض الــدول تحــت ضــغط
الظروف إلى عدم النص في قانون الصدار على حد أقصى لما يمكن للبنك المركزي أن يصــدره مــن أوراق
بنكنوت ،وترك أمر تغيير حجم الصدار كلية إلى تقدير السلطات النقدية .
العملت الجنبية ،وأذون الخزانة وصـكوك الحكومــة ومـا شـابه ذلــك ،فـي حيـن تشـكل كميــة أوراق البنكنـوت
المصــدرة خصــوم البنــك المركــزي ،فــإن عناصــر الغطــاء تشــكل أصــوله ،ومــن الضــروري تعــادل مجمــوع
يقوم البنك المركزي بالحتفاظ بالرصدة النقدية للحكومة ،بتحصيل إيراداتها وصرف نفقاتهـا .كمـا ويحتفظ
بحســابات المصــالح والمؤسســات الحكوميــة ،فالحكومــة تضــع أموالهــا فيــه ،ولهــذا أهميــة كــبيرة فــي النظــام
بصفة عامة لن ذلك يؤدي إلى نتائـج تختلـف تمامـا عـن تلـك الـتي تـترتب علـى احتفـاظ الحكومـة بحسـاباتها
ويقوم بوصفه وكيل بإصدار القروض العامة وبيع السـندات الحكوميـة وأذون الخ ازنـة نيابـة عنهـا ،والشـراف
علـى عمليــة الكتتــاب ،ويتعــدى ذلــك إلــى تنظيــم اســتهلك وســداد الكوبونــات ،وعمومـا يتــولى البنــك كــل مــا
يتعلق بإصدار ودفع فوائد وسداد قيمة القروض نيابة عن الحكومة .
هذا ويمثال مستشا ار للحكومة في الشئون المالية والنقدية فيمد الحكومة بالمعلومات والنصــائح اللزمــة لتخــاذ
يقوم البنك المركزي بدور البنك بالنسـبة للبنـوك الخـرى ،فيحتفـظ بالرصـدة النقديـة للبنـوك التجاريـة ،وذلـك
بالضــافة إلـى أنــه يقــوم بــدور المقــرض الخيــر بالنســبة لهــذه البنــوك عــن طريــق تقــديم القــروض ) بضــمانات
وبطبيعــة الحــال يســتطيع البنــك المركــزي أن يفــرض -عنــد القـراض أو إعـادة الخصــم -أســعار الفائــدة الــتي
تــتراءى لــه حــتى يحــول دون التجــاء البنــوك التجاريــة لهــذا الســلوب بصــفة متكــررة بمــا ل يتفــق مــع الصــالح
العام .
تحتفــظ البنــوك التجاريــة بجــزء مــن احتياطياتهــا النقديــة علــى هيئــة ودائــع لــدى البنــك المركــزي ،وهــذه الودائــع
تمكن البنك المركزي من تسوية المديونيات المتبادلة بين البنوك التجارية – نتيجـة إيـداع العملء فـي بنـوكهم
ما يسمى بعملية المقاصـة ،والمقاصـة هـي عمليـة تصفية للشـيكات الـتي تتلقاها البنـوك مـن عملئهـا بقصـد
إن فرض الرقابـة علـى الصــرف إنمـا يتضــمن ضــرورة موافقـة السـلطات النقديــة علـى كـل عمليـة مـن عمليـات
تحويل العملة الوطنية إلى عملة أجنبية أو العكس ،والواقع أن البنك المركزي يقوم بدور هام في تنظيم هــذه
العملية ،فهو الذي يحتفظ باحتياطيات الدولة من العملت الجنبيــة ،ويحــدد أســعار وشــروط تعامــل البنــوك
يقــوم البنــك المركــزي بمراقبــة حجــم الئتمــان المص ـرفي عــن طريــق التحكــم فــي كميــة النقــود المص ـرفية الــتي
تســتطيع البنــوك إنشــائها بهــدف تجنــب زيــادة كميــة النقــود المتداولــة عــن حجــم الســلع والخــدمات ممــا يجنــب
ارتفاع المستوى العام للسعار الذي يسـبب التضـخم ،كمـا ويهـدف إلـى تجنب نقـص كميـة النقـود عـن حجـم
السلع والخدمات مما يجنب انخفاض المستوي العام للسعار الذي يسبب ظاهرة النكماش القتصادي .
ويقصد بالرقابة على الئتمان :تحكم البنك المركزي في حجم كمية النقود الـتي تســتطيع البنـوك التجاريـة أن
تخلقها بما يتمشى مع مستوى النشاط القتصادي المرغوب فيه منع ا للتضخم أو تجنب ا النكماش .
ومن أهم الوسائل التي يستخدمها البنك المركزي في مراقبة وتوجيه الئتمان ما يلي :
يقصــد بســعر إعـادة الخصــم ) ســعر الفائــدة الــتي يتقاضــاها البنــك المركــزي مــن البنــوك التجاريــة نظيــر إعــادة
خصــم مــا لــديها مــن كمبيــالت وأذون أو مــا يقــدم لهــا مــن قــروض وســلفيات مضــمونة بمثاــل هــذه الوراق أو
بغيرها ( .
إن سعر الخصم المحدد من قبل البنك المركزي والذي تقترض به البنوك التجارية يمثاــل المؤشــر الــذي تعتمــد
عليه البنـوك التجاريـة فـي تحديـد سـعر الفائـدة الـتي تمنـح بـه قروضـاا ،فإذا ما قـام البنـك المركـزي برفـع سـعر
الخصم ،فإن البنوك التجارية تقوم بنقل هذا العبء على عملئها عن طريق رفع سعر الفائدة على القــروض
والعكس تماما في حالة قيام البنك المركزي بتخفيض سعر الخصم .
ويقصـد بهـا قيـام البنـك المركـزي تلقائيـ ا بـبيع وشـراء الوراق الماليـة فـي سـوق رأس المـال بهـدف التـأثاير علـى
وتعتبر هذه الوسيلة من الوسائل الفعالة في مقدرة البنوك على منــح الئتمــان ،فعنــدما يرغــب البنــك المركــزي
بتنشــيط الحالــة القتصــادية للدولــة فــإنه يقــوم بش ـراء الوراق الماليــة ودفــع قيمتهــا بشــيكات مســحوبة عليــه ،
-1عنــد تســليم البــائعين لهــذه الشــيكات فــإنهم يقومــون بإيــداعها لــدي بنــوكهم التجاريــة ،المــر الــذي
يــترتب عليــه زيــادة الحتياطيــات النقديــة لهــذه البنــوك ،ومــن زيــادة حجــم الودائــع بأضــعاف مقــدار
النتاج وزيادة العمالة ومن ثام ينتهي المر إلى حالة من الرواج العام ،وعلـى عكـس ذلـك فإن ما
ساد الدولـة مـن الـرواج تخشي معهـا السـلطات المسـئولة أن تـؤدي إلى حالـة مـن التضـخم ،عندئـذ
يتدخل البنك المركزي بائع ا للوراق المالية في سوق رأس المال ويقــوم المشــتري لهــذه الوراق بــدفع
وتتمثال النسبة القانونية للحتياطي النقـدي فـي نسـبة مـن الرصـدة النقديـة الـتي تلـتزم البنـوك التجاريـة قانونيـا
ويتناســب مقــدرة البنــك التجــاري علــى خلــق الودائــع مــع بقــاء العوامــل الخــرى علــى حالهــا عكســيا مــع النســبة
القانونيــة للحتيــاطي النقــدي ،ولمــا كــان البنــك المركــزي هــو الــذي يقــوم بتحديــد هــذه النســبة فــإنه يســتطيع
اســتخدامها لتقييـد أو تســهيل خلـق الئتمـان حسـب الظـروف القتصـادية السـائدة ،فــإذا رغـب البنــك المركــزي
ف ــي مكافح ــة البـ ـوادر التض ــخمية ف ــي النش ــاط القتص ــادي ف ــإنه يلج ــأ إل ــى رف ــع النس ــبة القانوني ــة للحتي ــاطي
النقدي ،أما إذا رغب في إتباع سياسة توسعية فيمكنه تخفيض هذه النســبة ،وفــي هــذه الحالــة تســرع البنــوك
إلى انتقال القتصاد القومي من حالة الكساد إلى حالة النتعاش .
وجــدير بالــذكر أن سياســة تغييــر النســب القانونيــة للحتيــاطي النقــدي تعتــبر مــن أقــوى الســلحة النقديــة الــتي
يمكن للبنك المركزي استخدامها في الدول الخذة بأسباب النمو حيــث أن اســتخدام عمليــات الســوق المفتوحــة
ل بسبب ضيق سوق رأس المال ،هذا بالضافة إلى أن سياسة تغيير سعر إعادة الخصم
يكاد يكون مستحي ا
تكون محدودة الثار بسبب ضيق سوق الخصم في هذه الدول .
المقصــود بــذلك هــو اشــتراط البنــك المركــزي بضــرورة قيــام الف ـراد بتمويــل جــانب مــن مشــترياتهم مــن الوراق
المالية على أن يتم الجزء الباقي عن طريق القتراض من البنوك التجارية إذا ما رغبوا في ذلك .وفــي حالــة
الرواج يمكن أن ترتفع هذه النسبة تجنبا للتضخم ،أما في حالة الكساد فيمكن أن تنخفض تجنب ا للنكماش.
قـد تتنـافس البنــوك التجاريــة بغـرض زيـادة ودائــع زيـادة ودائـع العملء ،فتمنـح فوائــد علـى الودائـع الجاريـة أو
تتنازل عن شروط مرور فترة زمنية لسحب الودائع الجلة ،وقد يؤدي هذا إلى ارتفـاع أسـعار الفائـدة ارتفاعـ ا
كــبي ارا ،ولــذا فــإن البنــك المركــزي قــد يضــع حــد ا أعلــى للفوائــد الــتي تمنــح علــى الودائــع الجاريــة ل يجــب علــى
يؤدي نظام البيع بالتقسيط إلى زيـادة السـتهلك بصـفة عامـة ،ويمكــن للبنـك المركـزي أن ييســر شـروط هـذا
الــبيع فــي حالــة الكســاد عــن طريــق انخفــاض الحــد الدنــى لمــا يــدفع مقــدما مــن ثامــن الســلعة ،أو إطالــة مــدة
التقسيط ،أو غير ذلك ،كما يمكن أن يقيد من الشروط في حالة الرواج عن طريق رفع الحــد الدنــى لمقــدم
العــالم ،وقــد يتمكــن البنــك المركــزي المســاهمة فــي التخفيــف مــن حــدتها عــن طريــق تســهيل الحصــول علــى
القروض لبناء المساكن وذلك عن طريق تخفيض المقدم إواطالة مدة القرض وغير ذلك .
يمكــن للبنــك المركــزي إذ مــا رغــب فــي إتبــاع سياســة انكماشــية ) أو توســعية ( أن يــدعو المســئولين عــن إدارة
البنــوك التجاريــة ويصــدر إليهــم توجيهــات بشــأن تخفيــض )أو زيــادة( القــروض الــتي يمنحوهــا للعملء وتقليــل
) أو زيادة ( استثاماراتهم بصفة عامة ،إواذا كان التأثاير الدبي يعني في الظاهر مجرد التــوجيه فــإن فــاعليته
تتمثاــل السياســة النقديــة فــي ذلــك الفــرع مــن السياســة القتصــادية الــذي يســعى إلــى تحقيــق الهــداف النهائيــة
للقتصاد الكلي ،من رفـع مسـتوى العمالـة إلـى مسـتوى التوظيـف الكامــل ،والعمـل علـى اســتقرار الســعار ،
والسعي إلى تحقيق النمو أو التنميـة القتصـادية ،والعمـل علـى تحقيــق التـوازن فـي ميـزان المــدفوعات ،هـذه
السياسة يقوم أو يشارك في وضعها ممثال السلطة النقدية في القتصاد وهو البنــك المركــزي وذلــك مــن خلل
الدوات والوسائل التي يستخدمها البنك المركزي والمذكورة آنفا من خلل وظائفه .
تتمثاــل أدوات السياســة النقديــة فــي تغييــر العــرض النقــدي فــي المجتمــع والئتمــان المصـرفي ،ويـؤثار هــذا فــي
مســتويات أســعار الفائــدة ،وبــدوره فــي مســتوى الســتثامار ،ومــن ثاــم فــي الطلــب الكلــي ،وبالتــالي ي ـؤثار فــي
ويتولى إدارة السياسة النقدية البنك المركزي ،حيث يتحكم في العرض النقدي في المجتمع من خلل التــأثاير
الجديد ،ويؤثار هذا في أسعار الفائدة ،ومـن ثام في حجم السـتثامار الـذي يمثاـل مكونـا مـن مكونـات الطلـب
الكلي .
ففي ظل ظروف الركود أو الكساد القتصادي يتبـع البنـك المركـزي سياسـة نقديـة توسـعية ويزيـد مـن العـرض
النقدي في المجتمع ،ويترتب على ذلك المر انخفاض في أسعار الفائـدة ومـن ثاـم يـزداد السـتثامار وبالتـالي
ل عن ارتفاع معدل النمو القتصادي ،بينما في ظل ظــروف التضــخم فـإن البنــك المركــزي يتبـع سياسـة
فض ا
نقديــة انكماشــية ترمــي إلــى تخفيــض العــرض النقــدي بــالمجتمع ،ومــن ثاــم ارتفــاع أســعار الفائــدة ،وبالتــالي
ينخفـض مســتوى الســتثامار وبــدوره مســتوى الطلـب الكلــي ،وهــذا يحــد فــي النهايــة مــن الرتفـاع فـي المســتوى
يمثال النموذج الكينزي أحد أشهر مداخل دراسة القتصاد الكلي بشكل عام والقتصاد النقدي بشكل خاص .
الطلب الكلي الذي يتكون من الستهلك والستثامار والنفاق الحكومي ،والعرض الكلي الذي يمثاله الناتج
-1أنه ل يتناول سوق النقود إذ يغيب عنه الطلب على النقود وعرض النقود ،وبذلك يفسر التغيرات
-2يبتعد عن الواقع القتصادي الذي يملي وضعا يتفاعل فيه سوق النقود وسوق السلع مؤثا ار
أما المتداد للنموذج الكينزي الساسي ،وهو نموذج IS/LMفإنه يشمل سوق السلع وسوق النقود مما يوفر
بما أن منحنى LMهو حاصل توليفات التوازن بين الطلب على النقود وعرض النقود فهذا يتطلب معادلة
باستخدام المعادلة نجد أن الطلب على النقود يعتمد علي Yوعلى . R
= )f ( Y , R
Md/P = LO + Ly Y – 1r R
حيث أن :
افترض أن عرض النقود دالة محددة يكون فيها العرض مستقلا عن Rو Yويحدد طبق ا لختيارات البنك
المركزي ،أي أن عرض النقود تمثاله دالة مستقلة وليست سلوكية وتصبح :
=
عندما يمثال سوق النقود بنقطة على منحنى ، LMفإنه في حالة توازن .هذا يعني أنه على أي نقطة على
منحنى LMحيث يتحقق التوازن في سوق النقد ،فإن الكمية المطلوبة تساوي الكمية المعروضة ،جبري ا
= Md/P = LO + Ly Y – 1r R
=R
معادلة : LM
=R +
مشتقة Rبالنسبة لمستوى الدخل ) Yأي التغير في Rالناتج عن تغير في Yفقط ( هي تمثال ميل منحنى
LMويساوي :
وهو التغير الناتج في Rنتيجة تغير في Yبافتراض ثابات باقي العوامل المؤثارة في Rإذ أن تغيرات في L
أو Lتؤدي إلى تغير في ميل المنحنى .على سبيل المثاال ،مع الحفاظ على Lثاابتة ،فإن زيادة في
مرونة الطلب على النقود في الدخل Lتؤدي إلى زيادة في ميل منحنى . LMأما زيادة في Lمع الحفاظ
على ثابات Lفإنها تؤدي إلى زيادة في ميل ، LMأي أنه يتجه ليصبح أقرب إلى الخط الفقي .ولحظ
أنه يمكن تحديد معادلة LMمن خلل حلها لقيمة Yأيض ا .
يمكن اشتقاق معادلة تمثال التوازن في سوق السلع من خلل المعادلت التالية .
حيث أن :
= cمعامل يقيس التغير في Cنظير تغير في صافي الدخل ،وهو الميل الحدي للستهلك .
I = Io - Ir R + Iy Y
حيث أن :
= Irحساسية الستثامار لتغيرات في ) Rمرونة الستثامار في سعر الفائدة عند التحويل اللوغريثامي ( .
= Iyحساسية الستثامار لتغيرات في ) Yمرونة الستثامار في الدخل عند التحويل اللوغريثامي ( .
افترض أن النفاق الحكومي مستقلا عن Rوعن Yوتعبر عنه المعادلة التالية :
G = Go
بما أن ISيمثال حالت التوازن بين الطلب على السلع وعرض السلع ،فإنه هناك حاجة لمعادلة توازن
Y = C + I + G = AD
حل المعادلت السابقة للتوازن في سوق السلع من خلل التعويض عن قيمتها في :
Y = Co + c Yd + Io – Ir R + Iy Y + Go
أن صافي Yهو حاصل الفرق بين الدخل الكلي Yوالضرائب المفروضة عليه وأطلق عليها . Tفإذا لم
تكن هناك ضرائب ،فإن . Yd = Yافترض أنه ليس هناك ضرائب ،عندئذ حل المعادلة لقيمة ، Y
لتصبح :
Y = Co + c Y + Io – Ir R + Iy + Go
معادلة : IS
=Y
يلحظ أن الدخل يعتمد على سعر الفائدة ضمن عوامل أخرى ،ويمكن من خلل تقدير التغير في هذه
المعادلة اشتقاق ميل منحنى ISوهو التغير في سعر الفائدة نتيجة تغير في الدخل ،أو بأخذ المشتقة
) Ir R = Co + Io + Go – Y (1 – C – Iy
=R
=
ويعبر الميل عن التغير في سعر الفائدة الناتج عن تغير في Yبافتراض الحفاظ على باقي العوامل المؤثارة
يتضح من هذا أن ميل منحنى ISيعتمد على قيم Cو Iyو . Irعلى سبيل المثاال ،ارتفاع قيمة Iy
) تناقص في بسط معادل الميل ( يؤدي إلى تناقص في ميل المنحني ،أي أنه يصبح أقرب إلى الخط
الفقي المستقيم من وضعه قبل التغير في . Iyوكذلك الحال بالنسبة للمعامل . Cأما إذا كان المستثامرين
يتصفون بدرجة حساسية عالية ) مرونة عالية ( تجاه تغيرات في سعر الفائدة ،فإن Irتكون كبيرة .
وارتفاع قيمة هذا المعامل مع الحفاظ على باقي مكونات معادلة ميل منحنى ISثاابتة ،يؤدي إلى تناقص
أولا :إن أي نقطة على منحنى ISتمثال توليفة من الدخل Yوسعر الفائدة Rتجعل سوق السلع في
توازن.
ثااني ا :إن أي نقطة على المنحنى LMتمثال توليفة من الدخل Yوسعر الفائدة Rتجعل سوق النقود في
توازن .
والمقصود بالتوازن في الوضع الول هو أن تتساوي الكمية المطلوبة من السلع التي يحددها الطلب الكلي ،
بالكمية المعروضة من السلع التي تعكسها الناتج أو الدخل القومي .أما في الحالة الثاانية ،فإن التوازن
يتحقق إذا تساوت الكمية المطلوبة من النقود مع الكمية المعروضة منه .ويما أن الواقع يتسم بوجود
السوقين مع ا ،وأن سعر الفائدة ومستوى الدخل اللذان يتحقق التوازن في السوقين عندهما هما نتاج للعوامل
التي تحرك قوى العرض والطلب في هذين السوقين ،فإننا نبحث في التوازن في السوقين ومدى فاعلية
لنبدأ بالشكل ) (1إذا رسم منحنى ISومنحنى ، LMوبما أن النقطة Aتقع على المنحنين في نفس المكان
الشكل )(1
R1
IS
Y
Y1
بالرغم من أن التوازن هو هدف النموذج القتصادي ،فإن هذا ل يعني أن التوازن ظاهرة مستمرة في كل
الوقات .فالتوازن المطلوب هو ذاك الذي لو تعرض سوق السلع وسوق النقود أو أي منهما عنده
لصدمات أبعدت أي منهما أو كليهما عنه ،فإنه توجد قوى ذاتية في السوقين تدفعهما تجاهه ،ويمكن
حصر حالت عدم التوازن التي يمكن أن يتعرض لها أي من السوقين أو كليهما في الشكل التي :
F
D B
I G
C E
عجز في سوق النقود
Y
إن النقطتين Bو Cتقعان على منحنى ، LMإذن فهما تمثالن نقطتي توازن في سوق النقود .أما
النقطتين Dو Eفإنهما تمثالن حالتي توازن سوق السلع لنهما يقعان على منحني ISأما نقطة التوازن
Aفإنها الحالة الوحيدة التي يكون عندها سوق النقود وسوق السلع في حالة توازن ،إن أي نقطة تقع إلى
اليسار منحنى LMتمثال حالة فائض في سوق النقود .بينما تمثال أي نقطة إلى يمين المنحنى ذاته حالة
عجز في نفس السوق .لذا فإن النقطتين Gو Hإضافة إلى نقطة Eتمثال حالت عجز في سوق
النقود .فإذا كان هناك عج از فإن سعر الفائدة ل بد أن يرتفع حتى يتحقق التوازن عند نقطة ما على
منحنى . LMمن جانب آخر ،إذا كان القتصاد عند أي من النقاط Fو Dو ، Iفإن سوق النقود
يصبح في حالة فائض مما يتطلب تناقصا في سعر الفائدة لكي يتحقق التوازن في هذا السوق .من جانب
آخر عند مستويات دخل وسعر فائدة تمثالها نقاط مثال Cو Iو ، Hيكون هناك عج از في سوق السلع
وهو يتطلب زيادة في النتاج وهو ما يمكن تحقيقه من خلل زيادة في الستثامار حتى يتحقق التوازن في
سوق السلع .أما بالنسبة للنقاط التي تقع إلى يمين منحنى ISكالنقاط ، G،F،Bفيكون سوق السلع عندها
نخلص من هذا أن أي توليفة من سعر الفائدة والدخل تكون في المنطقة التي تقع إلى يمين منحنى LM
ويسار منحنى ) ISمثال النقطة ، ( Hيعاني عندها السوقين من العجز ،وأن أي توليفة من سعر الفائدة
والدخل تكون في المنطقة التي تقع إلى يسار منحنى LMويمين منحنى ) ISمثال النقطة ، ( Fيتصف
فيها السوقين بالفائض ،أما إذا كانت التوليفة إلى يمين المنحنى LMويمين منحنى ISمثال النقطة ، G
التوليفة من Rو Yإلى يسار منحنى LMويسار منحنى ، ISفإن سوق السلع يعاني من عجز في
بناء على ما سبق يبدو أن التصحيح في سوق النقود يكون مصدره تغيرات في عرض النقود وتأثايره في
سعر الفائدة ،بينما يأتي التصحيح للختللت في سوق السلع من خلل تغيرات في مستوى الدخل
سواء من منطلق توفير موارد إضافية للقطاع المصرفي من أجل التوسع في منح التسهيلت الئتمانية ،أو
من منطلق اليفاء بالتزامات الحكومة تجاه سندات سبق وأن أصدرتها ،فإن زيادة في عرض النقود ناتجة
عن تخفيض نسبة الحتياطي اللزامي أو تشجيع البنك المركزي للبنوك على منح تسهيلت ائتمانية مثالا ،
تؤدي إلى انتقال في منحنى LMإلى يمين كما هو موضح ا في الشكل ) . ( 3
الشكل ) ( 3
R1 C
R3
R2
B IS1
بافتراض انخفاض سعر الفائدة من R1إلى ، R2مما يؤدي إلى توازن آني في سوق النقود ،إذ أن
منحنى LMالذي يعكس الزيادة في عرض النقود ويحقق التوازن في هذا السوق هو ، LM2فإن الزيادة
في عرض النقود تنقل سوق السلع إلى حالة عجز عند النقطة ، Bويقدر العجز بالمسافة بين مستوى
يمكن استيفاؤه في ظل المستوى الحالي للنتاج .يترتب على هذا ،أن المستثامرين يلجأون إلى القتراض
من القطاع المصرفي أو السحب من ودائعهم بغية زيادة استثاماراتهم .وفي سعي منها لتقليل حجم الطلب
على مواردها ،تبدأ البنوك بالمنافسة على موارد الجمهور من خلل رفع سعر الفائدة ،ليساهم في تقليل
الستهلك الخاص مما يعني ارتفاع في الفائدة من R2تجاه ، R3إل أن هذا الرتفاع سيؤدي إلى
تناقص في مستوى النتاج نتيجة تناقص الطلب على السلع من جانب الجمهور ،وتناقص في مستوى
الستثامار جراء ارتفاع تكلفة القتراض .وتستمر التغيرات حتى الوصول إلى النقطة Cإذ تتساوى الكمية
ومن خلل مقارنة وضع كل من سعر الفائدة والدخل قبل وبعد المبادرة التي تمثالت بسياسة نقدية توسعية،
يتضح أن R3 < R1وأن ، Y3 > Y1وهو ما يبرهن على أن التوسع في عرض النقود قد أسهم في
تنشيط القتصاد والنهوض به .في هذه الحالة ،أي عندما تتمكن سياسة ما من التأثاير في Yنصفها
هناك احتمال أن تلجأ الحكومة إلى تبني سياسة مالية توسعية تقوم على أساس زيادة في النفاق الحكومي
مع ثابات السياسة النقدية .افترض أن الشكل ) (4يمثال الوضع قبل وبعد زيادة النفاق الحكومي ،إذ أن
الشكل )(4
R
LM1
C
R2
B
R1
A
IS2
IS1
سعر الفائدة ،إذ كان الهدف هو الحفاظ على التوازن في سوق السلع ،لن الدخل ارتفع من Y1إلى .Y2
إل أن عند النقطة Bيصبح سوق النقود في وضع عدم التوازن ويكون في حالة عجز ،لن الزيادة في
الدخل تتطلب زيادة في الطلب على النقود من أجل إتمام معاملت التبادل الضافية .وحتى يتناقص
الطلب على النقود ،لبد أن ترتفع المكافأة المقدمة لمن يقلل طلبه عليها ،ويأتي هذا من خلل ارتفاع
سعر الفائدة من R1إلى . R2يترتب على هذا الرتفاع تناقصا في مستوى النفاق الخاص على
الستهلك ،وتناقصا في مستوى الستثامار .إنه فقط عند النقطة Cيعود التوازن إلى سوق النقود مع
الحفاظ على التوازن في سوق السلع على طول المنطقة بين Bو . Cلحظ أن الرتفاع في سعر الفائدة
الذي ترتب على زيادة النفاق الحكومي ،أدى في نهاية المطاف إلى تناقص في مستوى الدخل من Y3
إلى Y2نتيجة تناقص الستهلك والستثامار الناتج عن ارتفاع سعر الفائدة ،إل أن Y3تبقى أكبر من
التناقص في الدخل من Y2إلى Y3يطلق علية ناتج أو أثار المزاحمة ،أي أن القطاع الحكومي نافس
القطاع الخاص على الموارد مما أدى إلى ارتفاع تكلفتها )سعر الفائدة( .أما مقدار هذا الناتج فإنه يعتمد
على مرونة طلب وعرض النقود في سعر الفائدة ،أي مرونة منحنى ، LMإذ يلحظ أنه كلما انخفضت
هذا يعني أن فعالية السياسة النقدية أو السياسة المالية تعتمد على مرونة منحنى ISومرونة منحنى . LM
للتأكد من مدى فعالية إحدى السياستين في القتصاد ،أي في قدرتها على التأثاير في الدخل ،افترض أن
سوق النقد المحلي يتصف بغياب أثار تغير في سعر الفائدة على الطلب على النقود .هنا ل يبالي
الجمهور بالتغيرات في المكافأة التي تقدم لهم جراء تنازلهم عن نقود يحتفظ بها لديهم .الشكل ) (5يوضح
منحنى LM1الذي أصبح خط ا عموديا يعكس توازن سوق النقد عند جميع نقاطه ،وكذلك منحنى IS1
R LM1
B
R2
A
R1
IS2
IS1
Y1 Y
خلل فترات الركود إذ ينكمش القتصاد ،يمكن أن تتبنى الحكومة سياسة مالية توسعية بهدف إنعاش
القتصاد .تذكر أن فعالية أي من السياستين تحدد بمدى قدرتها على التأثاير في . Yفالزيادة في النفاق
الحكومي تؤدي إلى انتقال منحنى IS1إلى IS2بمقدار الزيادة في النفاق .كما يلحظ من الشكل فإن
التوازن في السوقين يتطلب الوصول إلى النقطة ) Bيمكن أن تبدأ بافتراض ثابات Rعند R1وتأخذ
الطريق التفصيلي للوصول إلى ، Bإل أننا نتجاهل هذا في هذه الحالة للتركيز على المرونات ( .وهو ما
يتحقق من خلل ارتفاع سعر الفائدة من R1إلى . R2إل أن الدخل لم يتغير مما يعني أن السياسة
المالية عديمة الفاعلية وهو ما يفسر ميل المنحنى LMهنا ،منحنى LM1عديم المرونة في سعر الفائدة
مما يتطلب أن يتحمل سوق السلع كافة الثاار الناجمة عن التغير في النفاق الحكومي ،ويقوم على أثار
ذلك بالتغيرات التي تكفل الوصول إلى النقطة . Bفمزاحمة القطاع الحكومي للقطاع الخاص )المستثامرين(
على الموارد المالية ،تؤدي إلى تناقص في حجم الستثامارات بمقدار يساوي الزيادة في النفاق الحكومي ،
لن هذه المزاحمة أدت إلى ارتفاع في سعر الفائدة مما أثار سلبا على الستثامارات الخاصة .أي أن
التوسع في النفاق العام ترك أثار كامل للمزاحمة مقارنا بالحالة السابقة في الشكل ) ، (4إذ زاحم القطاع
الخاص بشكل جزئي .وبما أنه لو يط أر تغير في الدخل ،فإنه بسبب مرونة LMفي سعر الفائدة التي
يمكن أن يمثال هذا الموقف ،وهذا يعني ل يوصي بتدخل الحكومة في القتصاد بغية إنعاشه ،لنه لن
تكون لسياساتها التوسعية نتائج ايجابية على الدخل ،بل ستؤدي إلى ارتفاع في سعر الفائدة وانحسار لدور
القطاع الخاص .هل هذا يعني أن السياسة المالية دائما غير فعالة ؟ ل .فلقد جادل كينز أن المنحنى LM
مطلق المرونة ،أي أن الطلب على النقود مطلق المرونة في سعر الفائدة .في هذا الوضع ،يصبح
منحنى LMخط ا أفقي ا مستقيم ا كما هو موضح ا في الشكل ) (6بوصف وضع كهذا بمصيدة السيولة إذ أن
سعر الفائدة يكون منخفضا في الساس مما يدفع الفراد إلى تفضيل النقد الحاضر لديهم على أوجه
الستثامار الخرى ولن يكون لتخفيض هذا السعر أي مبرر لحثاهم على الحتفاظ بالمزيد من النقد حاض ار
لديهم.
الشكل )(6
R
L
Y
افترض أنه طرأت زيادة في عرض النقود ،ما هو أثار هذه السياسة النقدية التوسعية في حجم الناتج
القومي؟ في هذه الحالة ،يبقى منحنى LMكما هو ،ولن يتأثار سعر الفائدة أو الدخل القومي وبذلك
من جانب آخر ،دفاعا عن أهمية السياسة المالية ،جادل كينز أن زيادة النفاق الحكومي في هذه الحالة
ستؤدي إلى انتقال في منحنى ISإلى اليمين ،ما تترتب عليه زيادة في الدخل )النتاج( من Y1إلى Y2
دون أن تترك هذه الزيادة انعكاسات على سعر الفائدة ،وهذا موضح ا في الشكل ). (7
A B
R1 LM1
IS2
IS1
إلى جانب الموقف الكينزي الساسي الذي اعتبر منحنى LMمرنا في سعر الفائدة وتكون السياسة النقدية
عديمة الجدوى ،افترض أن منحنى LM1موجب الميل ،وأن الستثامار الخاص ل يعتمد على سعر الفائدة
مما ينتج عنه منحنى IS1يكون خط ا رأسي ا كما هو موضح ا في الشكل ) ،(8إذ يكون السوقين في حال
توازن عند النقطة Aويكون R1هو سعر الفائدة و Y1هو مستوى الدخل .عندما يزيد عرض النقود ،فإن
منحنى LM1ينتقل إلى ،LM2ويتناقص سعر الفائدة إلى R2دون أن يتأثار الدخل .فنظ ار لعدم مرونة
الستثامار في سعر الفائدة ،فلن يرد المستثامرون على التناقص فيه .للخروج من هذا الوضع ،يمكن أن يزيد
النفاق الحكومي ويؤدي إلى انتقال في منحنى IS1إلى IS2مؤديا إلى زيادة الدخل ليصل إلى .Y2أما
أثار هذا في سعر الفائدة فإنه يعتمد على مقدار النتقال في منحنى ISمقارنا بالنتقال في منحنى LM
فهناك احتمال أن يتناقص أو يتزايد سعر الفائدة أو يبقى عند R1كما افترضنا في هذا الشكل .فإذا كان
النتقال في منحنى LMأكبر من النتقال في منحنى ،ISفسوف يتناقص سعر الفائدة ويزيد الدخل .أما
إذا كان النتقال في ISأكبر من النتقال في ،LMفسوف يرتفع سعر الفائدة ويزيد الدخل.
LM2
A
R2
C
R1
B
والوضع الذي يصبح فيه كلتا السياستين فاعلة ،هو الذي يكون فيه منحنى LMذا ميل موجب ومنحنى
ISميل سالب ،مع اختلف في درجة الفاعلية طبق ا لدرجة ميل كل منحنى مقارن ا بالخر .بإيجاز :
تصبح السياسة النقدية أكثار فاعلية أكثار فاعلية ،إذ كان منحنى ISقريب ا من كونه خط ا أفقي ا ، -1
أي أنه عالي المرونة في سعر الفائدة ،في حين أن منحنى LMمنخفض المرونة في سعر
تصبح السياسة المالية أكثار فاعلية إذا كان منحنى ISقريبا من كونه خطا رأسيا ،أي أنه -2
منخفض المرونة في سعر الفائدة ،في حين أن منحنى LMعالي المرونة في سعر الفائدة ،أي
ينظر النموذج الكينزي إلى الطلب على النقود كونه يتأثار بسعر الفائدة ،إذ أن ارتفاع في تكلفة الحتفاظ
بالنقود ) ارتفاع سعر الفائدة ( يدفع الفراد إلى التقليل مما لديهم من نقود مفضلين الحتفاظ بها في
حسابات تعود عليهم بفوائد وقنوات استثامارية أخرى ،وهو بذلك يفسر التغيرات القتصادية التي تنتج عن
تغيرات في سعر الفائدة .من هنا يعتبر دور سعر الفائدة في النموذج الكينزي أساسيا لتوضيح آلية عمل
السياسة النقدية .فالتغير في عرض النقود يعمل على تغيير سعر الفائدة ،الذي بدوره يؤثار في الستثامار
ويساهم في تحريك الدخل القومي من خلل مضاعف الستثامار ،وحتى يكون للتغير في عرض النقود
فعالية في النموذج الكينزي ،فإنه لبد أن يستجيب سعر الفائدة له سواء كان القتصاد في حالة انتعاش أو
بين الطلب على النقود والدخل ليست بالضرورة علقة قوية ،فإذا أخذنا بالمعطيات القتصادية المعاصرة
واستخدام وسائل أخرى للمعاملت بشكل شائع ،كاستخدام بطاقات الئتمان ،لوجدنا أن الكثاير من هذه
المعاملت ل يتطلب استخدام ا مباش ار للنقود .كما أن العلقة بين الطلب على النقود وسعر الفائدة كما
طرحها النموذج الكينزي تعرضت للنقد ،إذ أكد النقاد على أن سعر الفائدة الذي توليه القطاعات القتصادية
أهمية هو سعر الفائدة الحقيقي وليس السمي ،إذ أن الطلب على النقود في هذا النموذج يعتمد على سعر
الفائدة السمي .يترتب على هذا أن المتغير الجدر بالهتمام هو سعر الفائدة الذي يعكس الفارق بين
العائد الحقيقي على النقود والعائد الحقيقي على العوائد على البدائل .أضف إلى هذا أنه ل يمكن القول أن
المتغير الهم بالنسبة للمستثامرين هو سعر الفائدة فقط ،إذ ل يمكن إغفال المتغيرات الخرى التي تساهم
في صنع الق اررات الستثامارية مما يقلل من انفرادية سعر الفائدة كمحدد للستثامار تعمل من خلله السياسة
أما النقديون فل يرون ضرورة تغير سعر الفائدة حتى يكون للسياسة النقدية ) تغير في عرض النقود (
فاعلية .فالتغير الذي سيط أر على الناتج القومي قد ينتج عن تناقص إنفاق الفراد على السلع والخدمات
والوراق المالية نتيجة تناقص في عرض النقود ،ويبدو من هذا ليس هناك ضرورة أن يكون لسعر الفائدة
دور في تفعيل السياسة النقدية .فالتغير في كمية النقود تمثال الداة الرئيسة لحداث تغيير في معدل نمو
الدخل ،وبذلك يتفادى القتصاد التقلبات الكبيرة في الدخل التي يمكن أن تنتج عن تغيرات في سعر الفائدة
،رغم أنه ستبقى هناك مصادر تقلبات أخرى ثاانوية ،مثال التغيرات في النفاق الحكومي ،والطلب على
الصادرات المحلية ،والستثامار ،والنفاق الخاص ،تؤثار في الدخل ويصعب علينا توقعها أو توقع
التغيرات فيها .هذا الموقف يختلف عن رؤية الكينزيين الذي يرون في بعض ما يتصوره النقديون بأنه
مصادر تقلبات ثاانوية ،هو في الواقع القوة التي تشكل مصد ار رئيسيا للتقلبات في الدخل ،فالتغيرات في
الستثامار الخاصة كفيلة بأن تشكل مصد ار رئيسيا لتغيير الدخل ،في حين أن التغيرات في كمية النقود
هي مصدر ثاانوي .من هنا يمكن التعويل على سياسة النفاق الحكومي لمواجهة التغيرات في الستثامار
الخاص إوابطال مفعولها ،وليس هناك حرج من أن تتوسع الحكومة في النفاق في فترات ينخفض فيها
النفاق والستثامار الخاصين حتى لو اضطرت إلى أن تتحمل عج از في موازنتها العامة .
السؤال الول :تعددت المداخل لتعريف النقود وماهيتها ،تحدث عن ذلك بإسهاب موضحا وظائف النقود
وخصائصها وأنواعها.
السؤال الثاني :أذكر مع الشرح أهم النظريات النقدية التي تناولت موضوع الطلب على النقود موضح ا
الختلف بينها.
السؤال الخامس :تحدث بإسهاب لماذا توافق أو تعترض على مدى صحة العبارات التالية:
-1إذا لم يوجد سوق رأس المال الثاانوي لما أمكن قيام سوق رأس المال الولي.
-2جميع اللتزامات التي يتم تداولها في سوق النقد تتمتع بدرجة عالية من المان.
-1مفهوم البنك.
-2وظائف البنوك التجارية.
-3أهم المؤشرات المستخدمة لحماية الدائنين.
السؤال السابع :قام أحد العملء بإيداع مبلغ 5,000دولر في أحد البنوك التجارية ،ما هو مقدار الئتمان
الذي يستطيع البنك خلقه إذا علمت أن نسبة الحتياطي القانوني تساوي .%25
السؤال التاسع :أذكر مع الشرح أهم وسائل البنك المركزي للرقابة على الئتمان.
-1محمــد أحمــد الس ـريتي ،محمــد عــزت محمــد غــزلن ،اقتصــاديات النقــود والبنــوك والس ـواق الماليــة،
عمان.2009 ،
-3سيف سعيد السويدي ،النقود والبنوك ،كلية الدارة والقتصاد بجامعة قطر ،الدوحة.2001 ،
-4وحيد مهدي عامر ،اقتصاديات النقود والبنوك ،الدار الجامعية ،السكندرية.2010 ،
-5مني ــر إبراهي ــم هن ــدي ،إدارة البن ــوك التجاري ــة )م ــدخل اتخ ــاذ القـ ـ اررات( ،المكت ــب العرب ــي الح ــديث،
السكندرية.2010 ،
-6منيــر إبراهيــم هنــدي ،إدارة المنشــآت الماليــة وأسـواق المــال ،منشــأة المعــارف ،جلل حــزي وشــركاه،
السكندرية.2008 ،
-7محمد عبدالفتاح الصيرفي ،إدارة البنوك ،دار المناهج ،عمان.2006 ،
-8حمزة محمود الزبيدي ،إدارة الئتمان المصرفي والتحليل الئتماني ،مؤسسة الوراق للنشر والتوزيــع،
عمان.2008 ،
-9فــايز بــن إبراهيــم الحــبيب ،مبــادئ القتصــاد الكلــي ،كليــة العلــوم الداريــة بجامعــة الملــك ســعود،
الرياض.1994 ،