You are on page 1of 271

‫عمادة الدراسات العميا‬

‫جامعة القدس‬

‫(الشخصية الييودية مف خالؿ سورة المائدة وعالقتيا بالواقع المعاصر)‬

‫محمود عبد الحافظ يوسؼ نوفؿ‬

‫رسالة ماجستير‬

‫القدس – فمسطيف‬

‫‪7341‬ىػ‪ 6172/‬ـ‬
‫(الشخصية الييودية مف خالؿ سورة المائدة وعالقتيا بالواقع المعاصر)‬

‫اعداد‪:‬‬

‫محمود عبد الحافظ يوسؼ نوفؿ‬

‫بكالوريوس شريعة مف الجامعة األردنية‪ ,‬عماف ‪ -‬األردف‬

‫المشرؼ الرئيس‪ :‬الدكتور محمد سميـ محمد عمي‬

‫قدمت ىذه الرسالة استكماال لمتطمبات درجة الماجستير تخصص دراسات إسالمية‬
‫معاصرة مف كمية اآلداب‪ /‬جامعة القدس‪.‬‬

‫‪7341‬ىػ‪6172/‬ـ‬
‫إقرار‬

‫أقر أنا معد الرسالة بأنيا قدمت لجامعة القدس‪ ,‬لنيؿ درجة الماجستير‪ ,‬كأنيا نتيجة أبحاثي‬
‫الخاصة‪ ,‬باستثناء ما تـ اإلشارة لو حيثما كرد‪ ,‬كأف ىذه الدراسة‪ ,‬أك أم جزء منيا‪ ,‬لـ يقدـ لنيؿ‬
‫درجة عميا ألم جامعة أك معيد آخر‪.‬‬

‫التكقيع‪:‬‬

‫محمكد عبد الحافظ يكسؼ نكفؿ‬

‫التاريخ‪6116/1/3 :‬ـ‪.‬‬

‫‌أ ‌‬
‫اإلىداء‬

‫أىدم ىذه الرسالة المتكاضعة إلى أبي كأمي الغالييف عمى قمبي كالمذيف شجعاني عمى كتابتيا‬
‫عمي أف أكتب في المجاؿ السياسي‪.‬‬
‫كأخص بالذكر أبي الذم أشار ٌ‬

‫إلى أخي األكبر الميندس يكسؼ الذم كاف داعمان لي طكاؿ فترة إعداد الرسالة معنكيان كماديان‪.‬‬

‫إلى زكجتي الغالية أـ مكسى كالتي كانت خير معيف لي عمى كتابة ىذه الرسالة كاتماميا‪.‬‬

‫إلى أبنائي األحبة مكسى كمريـ كمرح ‪.‬‬

‫إلى كؿ عالـ رباني كشييد مخمص كمجاىد عمى أرضنا المباركة فمسطيف كفي جميع أنحاء ببلد‬
‫المسمميف ‪ ,‬كالى جميع ىؤالء أىدم ىذه الرسالة الذم أسأؿ ا﵀ سبحانو أف يجعميا مف العمـ‬
‫النافع الذم ينفعني بو كينفع بو المسمميف كأف يتقبميا مني إنو جكاد كريـ‪.‬‬

‫‌ب ‌‬
‫شكر وعرفاف‬

‫الحمد ﵀ كالشكر الجزيؿ ﵀ عز كجؿ ما سبح حجر كىطؿ مطر عمى تكفيقو لي عمى أف إتماـ‬
‫ىذه الرسالة المتكاضعة ‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش َكر فَِإنَّما ي ْ ِ ِ ِ‬


‫ش ُك ُر ل َن ْفسو َو َم ْف َكفَ َر فَإ َّف َرِّبي َغني َك ِر ٌ‬
‫( ‪)1‬‬
‫يـ )‬ ‫َ َ‬ ‫ثـ انطبلقان مف قكلو تعالى ( َو َم ْف َ َ‬
‫كقكؿ رسكلو الكريـ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪(:‬ال يشكر ا﵀ مف ال يشكر الناس)(‪.)2‬‬

‫أتقدـ بأسمى آيات الشكر كالتقدير كالعرفاف إلى أستاذم كمشرفي الدكتكر محمد سميـ محمد عمي‬
‫المدرس في كميتي الدعكة كأصكؿ الديف في جامعة القدس كأحد خطباء المسجد األقصى المبارؾ‪,‬‬
‫عمى ما بذلو مف جيد مشككر بإذف ا﵀ طكاؿ مدة كتابة ىذه الرسالة ‪ ,‬مف تكجيو كنصيحة كارشاد‬
‫كتشجيع فجزاه ا﵀ خير الجزاء‪.‬‬

‫كمف ثـ أشكر كبلن مف الدكتكر سعيد القيؽ كالدكتكر حسيف الدراكيش عمى ما أبدياه لي مف‬
‫نصيحة كمعمكمات أعانتني في كتابة ىذه الرسالة‪.‬‬

‫كأتقدـ بالشكر لكؿ مف الدكتكر حساـ الديف عفانة كالدكتكر حاتـ جبلؿ التميمي عمى تشجيعيما‬
‫لي بالكتابة عف الييكد مف خبلؿ سكرة المائدة‪ ,‬كالدكتكر عركة صبرم الذم فتح لي أفقان كاسعا‬
‫بتكجييو‪ ,‬كالدكتكر الفاضؿ شفيؽ عياش كالذم تفضؿ بمناقشة ىذه الرسالة فضبل عما استفدتو‬
‫منو أثناء دراستي الماجستير‪.‬‬

‫كأشكر كؿ مف كقؼ معي كساندني كشجعني مف قريب كبعيد كصديؽ كحبيب ‪ ,‬سكاء بالكممة‬
‫الطيبة أك بالدعاء أك بالنصيحة‪.‬‬

‫كالشكر مكصكؿ ألىؿ بيتي الذيف أعانكني عمى إتماـ ىذا العمؿ المتكاضع‪ ,‬بخدمتيـ كبدعائيـ‬
‫فجزاىـ ا﵀ عز كجؿ خي انر‪.‬‬

‫كأختـ بتكجيو الشكر كالتقدير إلى جامعتي جامعة القدس‪ ,‬إلى جميع العامميف فييا كأخص بالذكر‬
‫أساتذة كمية اآلداب الذيف انتفعت بعمميـ كبأخبلقيـ الطيبة‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة النول‪ ,‬آٌت ‪04:‬‬


‫)‪ (2‬مسند أحمد‪ ,‬اإلهام أحود بن حنبل‪ ,‬هسند أبً هزٌزة‪ ,‬رقن الحدٌج(‪ ,)6297‬قال الوحدث األلبانً‪ :‬وهذا سند‬
‫صحٍح على شزط هسلن‪ ,‬السلسلت الصحٍحت ج‪,1‬ص‪014‬‬
‫‌ج ‌‬
‫الممخص‬

‫تناكلت ىذه الدراسة الحديث عف أعتى شخصية قرآنية أال كىي الشخصية الييكدية ‪ ,‬كالتي‬
‫تميزت عبر التاريخ السابؽ كالبلحؽ باالنحراؼ عف الصراط المستقيـ كالتصادـ مع الفطرة كحب‬
‫الظيكر كالذات‪ ,‬األمر الذم جعميا محؿ رفض كاستنكار مف قبؿ األمـ األخرل كخصكصا‬
‫المسمميف‪.‬‬

‫كنالت سكرة المائدة النصيب األكبر مف ذكر اسـ الييكد فقد كرد ذكرىـ فييا أربع مرات مف‬
‫مما يدلؿ عمى خصكصية سكرة المائدة في عرض‬
‫ثماني مرات في القرآف الكريـ بشكؿ عاـ‪ٌ ,‬‬
‫العديد مف سمات الييكد كخصائصيـ السيما كأنيا سكرة مدنية‪ ,‬كالصراع الييكدم اإلسبلمي بدأ‬
‫بعد ىجرة الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ إلى المدينة المنكرة‪ ,‬لذا فإف القرآف المدني اعتنى كثي انر‬
‫بالحديث عف تاريخ كسمكؾ الييكد كابراز حقائقيـ كأخبلقيـ‪.‬‬

‫كتاريخ الييكد قديـ جدان ألنيـ في األصؿ ينتسبكف إلى إسرائيؿ كىك يعقكب عميو السبلـ‪ ,‬مرك انر‬
‫كخصكصا النبي مكسى عميو السبلـ‪ ,‬كقد حاكلت الرسالة‬
‫ن‬ ‫بمف بعده مف أنبياء بني إسرائيؿ‬
‫الكشؼ عف جذكر ىذه الشخصية كما ىي أبرز األسباب التي ساعدت عمى نشكئيا بيذه الصكرة‬
‫البغيضة‪ ,‬كالتي تدكر محاكرىا عمى طبيعة البيئة كالدكر التاريخي‪ ,‬كطبيعة الكتب المقدسة التي‬
‫ينيؿ منيا الييكد عقائدىـ كأفكارىـ‪ ,‬كمف ثـ الدكر االجتماعي كالنفسي في تككيف الشخصية‬
‫الييكدية‪.‬‬

‫كقد قامت الرسالة بعرض سمسمة مف أخبلؽ الييكد‪ ,‬التي تبلقت كانسجمت مع عقائدىـ الفاسدة‪,‬‬
‫فيـ قكـ عدكانيكف‪ ,‬يحبكف الكذب كسماعو‪ ,‬كيحبكف الماؿ حبان جمان خصكصا إذا كاف بالحراـ‬
‫كبالباطؿ مف رشكة كربا‪ ,‬فالميـ تحقيؽ الغاية كالكصكؿ إلى اليدؼ بأم شيء ممكف‪.‬‬

‫كىدفت الرسالة إلى بياف معالـ الشخصية الييكدية مف خبلؿ سكرة المائدة كمف عدة جكانب‬
‫كىي العقدية كالخمقية كالسياسية لمتأكيد عمى عمؽ فسادىا كتغمغؿ االنحراؼ فييا لمدل بعيد‬
‫كما آلت إليو بسبب كفرىا‪.‬‬

‫كختمت الرسالة بمجمكعة مف النتائج كالتكصيات ‪ ,‬فمف أبرز النتائج ‪:‬‬

‫‌د ‌‬
‫الشخصية الييكدية جمعت كؿ ما ىك رذيؿ كسيئ مما عرفتو البشرية مف األخبلقيات كالسمككيات‬
‫‪ ,‬كأف سكرة المائدة أبرزت شخصية الييكد العدكانية‪.‬‬

‫كأما التكصيات فأبرزىا‪:‬‬

‫حث الباحثيف عمى استخراج الكنكز كالدرر مف التفاسير القديمة كالحديثة فيما يتعمؽ بالييكد‬
‫كببني إسرائيؿ كتككيف سمسمة بعنكاف الشخصية اإلسرائيمية كذلؾ مف خبلؿ و‬
‫سكر متعددة كسكرة‬
‫البقرة‪ ,‬كسكرة آؿ عمراف كغيرىا‪.‬‬

‫‌ه ‌‬
The Jewish Character Through Surat AL-Ma, eda and its
Relationship to Contemporary Reality

Prepared By: Mahmoud Abdul hafiz Yousef Nawfal

Supervised By: Dr. Mohammad Salim Mohammad Ali

Abstract
This study talked about the most insolent Quranic Character; the Jew
one that was characterized through history in past, and also in future as
deviated from the straight forward path, facing Instinct, self – loving.
These features of jew made other nations, particularly muslims to reject
and denounce the jew.

Surat al_maeda, in the Holy Quran, mentioned the jew several times;
four times out of eight times in the whole Quran. This indicates the
privacy of surat al_maeda in showing different feathures and
characteristics of the Jew, particularly it is a Medina surat; the Jew –
Islamic struggle that started after Hijra of the prophet Mohammed (may
God have peace upon him) to Medina Munawara. The Holy Quran
described in Medina cares a lot talking about history and conducts of the
Jew, showing their facts and morals.

History of the Jew is very old and they were attributed to the prophet
Israel [Jacob] [may God have peace upon him], through prophets of bani
Israel, particularly Moses (may God have peace upon him). The thesis
tried to reveal the root of that character and the remarkable reasons
that help in its rising in that disgusting view, that describes environment
and the historical role, the nature of holy bibles that Jew take their
thoughts from, then the social and psychological role in forming the Jew
character.

The thesis demonstrated a number of Jew conducts that all met and
came in agreement with their corrupt beliefs. They, the Jew are
aggressive people, like telling lies and hearing same, very much like

‌ ‫‌و‬
money particularly bribes and usury. The important thing is to achieve
and reach goal.

The thesis too, aimed at showing marks of Jew characters described in


Surat Al-maeda from different sides; belief , moral and politics to stress
how deep corruption and deviation penetrated into Jew.

The study ended with a number of results and recommendations. The


most remarkable results were; Jew character holds all evils and bad –
conducts, and surat al-maede showed the aggressive character of the
jew.

However, the study recommended researchers to bring out treasures


and pearls from old and new interpretations in regard to Jew and Bani
Israel; to form a chain entitled "The Israeli Character" through different
surat of Holy Quran such as "Al-Baqarah", "AAL Omran" and others.

‌ ‫‌ز‬
‫المقدمة‬

‫إف الحمد ﵀ نحمده كنستعينو كنستغفره كنستيديو كنعكذ با﵀ مف شركر أنفسنا كمف سيئات‬
‫أعمالنا ‪ ,‬مف ييد ا﵀ فيك الميتدم‌كمف يضمؿ ا﵀ فبل ىادم لو‪ ,‬كأشيد أف ال إلو إال ا﵀ كحده‬
‫ال شريؾ لو ‪ ,‬كأشيد أف محمدان عبده كرسكلو السراج المنير كالبشير النذير‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مشكمة الدراسة‪ :‬القصص القرآني غايتو النفع كالتأثير في قمكب المستمعيف كالقارئيف كىك‬

‫يشمؿ اإلخبار عف األنبياء السابقيف لرسكلنا محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ كعف األقكاـ السابقة‬
‫كغيرىـ مف الصالحيف كالكافريف‪.‬‬

‫كاليدؼ مف سرد القصص تثبيت قمب النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ قاؿ عز كجؿ ( َو ُك ًال َنقُص‬

‫اء َؾ ِفي َى ِذ ِه ا ْل َحؽ َو َم ْو ِعظَ ٌة َوِذ ْك َرى لِ ْم ُم ْؤ ِم ِن َ‬


‫يف)(‪,)1‬‬ ‫اد َؾ َو َج َ‬ ‫ت ِب ِو فُ َؤ َ‬
‫س ِؿ َما نُثَِّب ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعمَ ْي َؾ م ْف أَ ْن َباء الر ُ‬
‫اف‬
‫اب َما َك َ‬ ‫ص ِيـ ِع ْبرةٌ ِألُوِلي ْاألَ ْل َب ِ‬ ‫اف ِفي قَ ِ‬
‫ص ْ َ‬ ‫َ‬ ‫كأيضا فيو عبرة ألكلي األلباب قاؿ عز كجؿ (لَقَ ْد َك َ‬
‫َح ِديثًا ُي ْفتََرى ‪ ,)3()...‬كذكر القصص القرآني يجمي القدكات لممؤمنيف قاؿ عز كجؿ بعد الحديث‬
‫اى ُـ اقْتَِد ِه‪ )4()..‬كغيرىا مف الفكائد كالحكـ ‪.‬‬ ‫يف َى َدى المَّ ُو فَ ِب ُي َد ُ‬ ‫عف بعض األنبياء (أُولَ ِئ َؾ الَِّذ َ‬

‫كانو مف نعـ ا﵀ عز كجؿ عمى اإلنساف أف ييسر لو طريقا يمتمس فيو عمما‪ ,‬منو ينتفع كينفع‬
‫غيره ‪ ,‬محتسبا في ذلؾ األجر مف عند ا﵀ عز كجؿ‪ ,‬كقد يسر ا﵀ عز كجؿ لي أف ألتحؽ بقسـ‬
‫الدراسات العميا ‪-‬جامعة القدس‪ -‬كمية اآلداب تخصص(دراسات إسبلمية معاصرة) األمر الذم‬
‫فتح لي آفاقاه كاسعة في مجاالت البحث كالتأمؿ ‪ ,‬ككاف مف ذلؾ أف اخترت الكتابة في مكضكع‬
‫قرآني ‪ ,‬أخذ مساحة كاسعة مف القرآف الكريـ ‪ ,‬كلو كجكده البارز في كاقعنا المعاصر‪ ,‬كمرتبط‬
‫بقضية فمسطيف تحديدان ‪ ,‬فكاف الحديث عف شخصية الييكد مف خبلؿ سكرة المائدة‪.‬‬

‫(‪ )1‬سكرة ىكد‪ ,‬آية‪161:‬‬


‫(‪ )6‬سكرة يكسؼ‪ ,‬آية‪111:‬‬
‫(‪ )3‬سكرة األنعاـ ‪ ,‬آية ‪89:‬‬

‫‌ح ‌‬
‫كقد أخذ الحديث عف الييكد مساحة كبيرة مف القرآف بعد العقائد األمر الذم يدفع الباحث لمعرفة‬
‫خبر ىؤالء القكـ كصفاتيـ كأخبلقيـ‪.‬‬

‫كلقد كاف حديث القرآف عف الييكد كاضحا ال لبس فيو كال غمكض تناكؿ نشأتيـ كالذيف أرسمكا‬
‫إلييـ كمكقفيـ مف دعكة الرسؿ كذكر أخبلقيـ كطبائعيـ كعقائدىـ حيث كاف الحديث القرآني‬
‫عنيـ شامبل لجميع جكانبيـ‪ ,‬كمستكعبا تاريخيـ القديـ كالجديد كىذا يؤكد أىمية دراسة حياة كسيرة‬
‫ىذه الفئة كمعرفة أثرىا العقدم عمى األمة اإلسبلمية كأثرىا الحضارم عمى البشرية جمعاء لذلؾ‬
‫جاءت ىذه الرسالة كي تسيـ في دراسة سبر شخصية الييكد مف خبلؿ سكرة المائدة‪.‬‬

‫كبيف القرآف الكريـ تاريخ الييكد الحافؿ بالخير كالشر ‪ ,‬كميز بيف عيدىـ األكؿ الذم أشرؽ‬
‫باإليماف برسالة النبي مكسى عميو السبلـ كالنجاة مف فرعكف كقكمو‪ ,‬كانتيى بفرض عقكبة التيو‬
‫عمييـ لرفضيـ دخكؿ األرض المقدسة ‪ ,‬كعيدىـ الثاني في زمف النبي محمد صمى ا﵀ عميو‬
‫كسمـ الذم نضح بالكفر مف أكثرىـ كالتكذيب برسالة محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ ‪ ,‬بؿ كالسعي في‬
‫أذاه كأذل الصحابة رضكاف ا﵀ عمييـ أجمعيف‪.‬‬

‫كلقد فضؿ ا﵀ عز كجؿ بني إسرائيؿ كرفع مف قدرىـ كقت أف استقامكا عمى الصراط المستقيـ‬

‫كأذعنكا لرسالة السماء‪ ,‬كآمنت قمكبيـ با﵀ عز كجؿ الخالؽ المحيي المميت سبحانو كتعالى‪,‬‬

‫كصدقكا بأنبيائيـ عمييـ الصبلة كالسبلـ‪ ,‬كال عجب فإف سنة ا﵀ في خمقو كعبيده أنيـ ينالكف‬
‫الرفعة كالتمكيف إف نصركا دينو كنصركا رسمو كأقامكا شريعتو‪ ,‬كفي حالة المخالفة كالتنكب عف‬
‫طريؽ الحؽ كتتبع خطكات الشيطاف كاالنزالؽ في مياكم الردل كالتحكؿ عف اإليماف إلى الكفر‬
‫لي أعناؽ النصكص كمعانييا‬ ‫با﵀ عز كجؿ كالتبلعب بنصكص الكحي كالقياـ بعممية التحريؼ‪ ,‬ىك ٌ‬
‫كي تتكافؽ مع األمزجة كاالىكاء الباطمة كاألقيسة العقمية الفاسدة ‪ ,‬كىذا ال يتناسب مع الفطرة في‬
‫كضعيا األصمي كالطبيعي ‪ ,‬كقتئذ يسمب ا﵀ عز كجؿ مف عبيده ما منحيـ مف السمك الركحي‬
‫كالسؤدد الدنيكم بيف األمـ كالحضارات األخرل‪.‬‬

‫كىذا ما حصؿ ككقع مف بني إسرائيؿ عبر تاريخيـ الطكيؿ الحافؿ بالمكاقؼ كاألحداث ككثرة مف‬
‫بعث فييـ مف أنبياء عمييـ الصبلة كالسبلـ ‪ ,‬كقد انقسـ بنك إسرائيؿ قسماف ‪ ,‬قسـ مؤمف ينتسب‬
‫إلى إسرائيؿ كىك يعقكب عميو السبلـ نسبا كدينان‪ ,‬كقسـ كافر يرتبط بيعقكب نسبان ال دينان‪ ,‬كىؤالء‬

‫‌ط ‌‬
‫كحرفكا ككتمكا الحقائؽ التكراتية التي بشرت بنبي آخر الزماف‬
‫ىـ الييكد الذيف انحرفكا كضمكا ى‬
‫محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ فناصبكه العداء إال أف نف انر قميبلن منيـ أسمـ كحسف إسبلمو كأصبح مف‬
‫صحابة رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ كعبد ا﵀ بف سبلـ رضي ا﵀ عنو‪ ,‬الذم استطاع أف‬
‫ينتصر عمى نفسو كارغاميا عمى ترؾ الييكدية الباطمة مكليا كجيو تجاه اإلسبلـ العظيـ ديف‬
‫جميع االنبياء كالرسؿ جميعا عمييـ الصبلة كالسبلـ‪.‬‬

‫إف الحديث عف الييكد في القرآف الكريـ كالسنة النبكية كاف لو القدح المعمٌى كالنصيب األكبر مف‬
‫بيف قصص القرآف الكريـ كأخبار األمـ الماضية ‪ ,‬ذلؾ لما اكتنؼ شخصيتيـ مف أخبلؽ بغيضة‬
‫كصفات قبيحة يمجيا أصحاب القمكب السميمة كالعقكؿ المبصرة‪ ,‬كمازالت تمؾ الشخصية تتحرؾ‬
‫عمى أرض الكاقع ‪ -‬كخصكصان في ببلدنا فمسطيف ‪ -‬عمى خطى مف فسد مف آبائيـ‪ ,‬فالمنيج‬
‫كاحد كالمصدر كاحد ىما التكراة كالتممكد كاف تغيرت األجناس كاألشكاؿ فالعبرة بما يحمؿ العقؿ‬
‫مف فكر كما تىكٌنو القمكب مف مشاعر كأحاسيس كأحكاؿ تجاه اآلخريف فكاف الحديث عف الييكد‬
‫ضركرة حياتية ككاقعية كي يتنبو مف كاف لو قمب أك سمع كيحذر مف الشخصية الييكدية‪,‬‬
‫كجاءت سكرة المائدة حاكية بيف آياتيا معالـ ميمة كمف مختمؼ الجكانب السياسية كالعقدية‬
‫كالخمقية عف تمؾ الشخصية الييكدية‪ ,‬فقمت بإبرازىا كربطيا بالكاقع كتدعيـ ذلؾ بنصكص مف‬
‫كتب الييكد المقدسة لدييـ كىي التكراة كالتممكد‪.‬‬

‫‌ي ‌‬
‫ثانيا‪ :‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫‪ -1‬اخترت سكرة المائدة ألف جميع سياقاتيا عف الييكد جاءت في معرض الذـ كقد كرد فييا‬
‫بكضكح شخصية الييكد العدكانية كىي السكرة الكحيدة التي ذكرت فييا آية العداكة‪.‬‬
‫‪ -2‬خدمة لمقضية الفمسطينية ىذه القضية الكبيرة كالتي تعني كؿ مسمـ‪.‬‬
‫‪ -3‬ظيكر الييكد في ىذا الزماف كقكة عالمية ليا دكرىا في التخطيط كالتأثير كصناعة األحداث‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أىمية البحث‪:‬‬

‫‪ -1‬أف األمة المسممة كببلد المسمميف – كعمى رأسيا فمسطيف ‪ -‬يكاجيكف حربا شرسة يقكدىا‬
‫بمقدراتو كثركاتو كتثبيت‬
‫الفكر الييكدم مف أجؿ تحقيؽ مطامع الييكد في السيطرة عمى العالـ ٌ‬
‫الدكلة الييكدية في فمسطيف‪.‬‬
‫‪ -2‬كألف الشخصية الييكدية ضاربة الجذكر في الفساد مف جميع جكانبو كمتأصؿ فييا ألبعد‬
‫الحدكد كىي تتمنى أف يصؿ ىذا الفساد إلى الشعكب االخرل كخصكصا المسمميف‪ ,‬حتى يرتدكا‬
‫عف دينيـ‪.‬‬
‫‪ -2‬كلكجكد عبلقة متينة بيف سكرة المائدة كالتي كردت فييا كممة الييكد أربع مرات كبيف كاقع‬
‫الييكد المعاصر مف حيث تطابؽ الصفات بيف الييكد في العصكر السابقة كعصر الرسكؿ صمى‬
‫ا﵀ عميو كسمـ في عصر الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ كبيف ييكد اليكـ‪ ,‬لكؿ تمؾ األسباب كانت‬
‫أىمية البحث‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أىداؼ البحث‪:‬‬

‫ييدؼ البحث إلى عدة أمكر‪:‬‬


‫‪ -1‬تعميؽ المعرفة لدل القارئ عف الشخصية الييكدية في القرآف الكريـ‪.‬‬
‫‪ -2‬تشكيؿ أبعاد كاضحة عف الييكد كشخصية ليا جذكرىا التاريخية كمقكماتيا النفسية مف خبلؿ‬
‫سكرة المائدة‪.‬‬
‫‪ -3‬الكشؼ عف فساد الييكد مف جميع جكانبيـ في الماضي كالحاضر‪..‬‬

‫خامسا‪ :‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫ىناؾ دراسات سابقة كعديدة تناكلت الحديث عف الييكد مف خبلؿ القرآف منيا ‪:‬‬

‫‌س ‌‬
‫‪ -7‬بنو إسرائيؿ في القرآف والسنة‪ ,‬محمد سيد طنطاوي‪ ,‬سنة النشر عاـ ‪7991‬ـ‪ ,‬الطبعة‬
‫الثانية دار الشروؽ ‪ -‬القاىرة ‪7361 ,‬ىػ ‪6111-‬ـ‪.‬‬

‫كىي رسالة دكتكراه قدمت لجامعة األزىر ‪ ,‬كمية أصكؿ الديف ‪ ,‬قسـ التفسير‪ ,‬كىي مف أنفع‬
‫الرسائؿ العممية التي تحدثت عف الييكد في القرآف الكريـ كالسنة النبكية بشكؿ عاـ‪ ,‬كأما بحثي‬
‫فقد اقتصر عمى سكرة المائدة‪.‬‬
‫‪ -2‬منيج القرآف الكريـ في التعامؿ مع جرائـ الييود دراسة تطبيقية بيف الماضي والحاضر‪,‬‬
‫لمباحث رمضاف بف يوسؼ عبد اليادي الصيفي‪.‬‬
‫كىي رسالة ماجستير قدمت في الجامعة اإلسبلمية –غزة‪ -‬كمية أصكؿ الديف‪ -‬قسـ التفسير‬
‫كعمكـ القرآف‪ -‬سنة ‪1431‬ىػ‪2119-‬ـ‪ ,‬تناكؿ فييا المؤلؼ الحديث عف الييكد مف جكانب شتى‬
‫ككاف منيا الحديث عف أخبلقيـ الخسيسة إال أنو لـ يستشيد بالنصكص المقدسة لدييـ كأسيب‬
‫كثي ار في بياف شخصيتيـ كأما في بحثي فقد استشيدت بالنصكص المقدسة لدل لييكد‪.‬‬
‫‪ -3‬فساد الييود وأثره في تتبير عموىـ‪ ,‬لمباحث عبد القادر أحمد عيسى عبيد‪.‬‬
‫كىي رسالة ماجستير قدمت في الجامعة اإلسبلمية‪-‬غزة‪ -‬كمية أصكؿ الديف – قسـ العقيدة‬
‫كالمذاىب المعاصرة‪ ,‬سنة ‪1433‬ىػ‪2112-‬ـ‪ ,‬تناكؿ فييا الباحث الحديث عف شخصية الييكد‬
‫اإلفسادية مف مختمؼ الجكانب مف خبلؿ القرآف الكريـ كالسنة النبكية مدعما ذلؾ بشيادات مف‬
‫مصادر الييكد المقدسة‪ ,‬أما في بحثي فقمت بعرض الشخصية الييكدية مف عدة جكانب مف‬
‫خبلؿ سكرة المائدة‪.‬‬
‫‪ -4‬الجانب المادي في الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‪ ,‬لمباحثة آالء محمد عشا‪.‬‬
‫كىي رسالة ماجستير قدمت في الجامعة األردنية‪ -‬كمية أصكؿ الديف‪ -‬قسـ التفسير‪ ,‬سنة‬
‫‪ 2117‬ـ‪ ,‬كقد تناكلت فقط الجانب في الييكد بخبلؼ بحثي كالذم تناكؿ الشخصية الييكدية مف‬
‫جكانب متعددة‪.‬‬
‫‪ -5‬آراء المفسريف في إفسادتي بني إس ارئيؿ مف خالؿ سورة اإلسراء ‪ ,‬دراسة وتقويـ‪ ,‬إعداد‬
‫الباحثيف‪ ,‬الدكتور محمد الجمؿ والدكتور محمد الحوري‪ ,‬والدكتور منصور ابو زينة‪.‬‬
‫كىك بحث مقدـ مف جامعة اليرمكؾ ‪-‬األردف‪ -‬كمية الشريعة قسـ أصكؿ الديف‪ ,‬كقد تناكؿ‬
‫الحديث عف فساد بني إسرائيؿ مف خبلؿ سكرة اإلسراء‪ ,‬كفي بحثي تناكلت الييكد خمقيا كسياسيا‬
‫كعقديا مف خبلؿ سكرة المائدة‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬منيجية البحث‪:‬‬
‫‪-1‬االعتماد في الحديث عف الييكد عمى التفسير المكضكعي كىكال يستغني عف التفسير‬
‫اإلجمالي كالتحميمي‪.‬‬

‫‌ع ‌‬
‫‪ -2‬الرجكع إلى المصادر القديمة لمتفسير كالمصادر المعاصرة كمصادر التفسير بالمأثكر كغيرىا‬
‫مف مصادر التفسير‪.‬‬
‫‪ -3‬تصنيؼ الشخصية المذككرة في سكرة المائدة إلى ثبلثة عناكيف كبيرة كىي العقدية كالخمقية‬
‫كالسياسية‪.‬‬
‫‪-4‬الرجكع إلى بعض الكتب التاريخية اإلسبلمية كالى بعض الكتب اإلسرائيمية لمكشؼ عف‬
‫العكامؿ التي أثرت في تشكيؿ الشخصية الييكدية‪.‬‬
‫‪ -5‬بيا ف النسؽ القرآني في عرض أخبلؽ الييكد كما كردت في سكرة المائدة مع ذكر بعض‬
‫المطائؼ‪.‬‬
‫‪ -6‬عزك كؿ آية إلى مكضعيا مف السكرة كبياف رقميا‪.‬‬
‫‪ -7‬تخريج األحاديث كبياف حكـ العمماء فييا إف لـ تكف في صحيحي البخارم كمسمـ‪.‬‬
‫‪ -8‬ترجمة الشخصيات المذككرة في الرسالة‪ ,‬كاف لـ أجد لو ترجمة ‪ ,‬أكتب لـ أجد لو ترجمة‪.‬‬
‫‪ -9‬الرجكع إلى النصكص المقدسة عند الييكد لبياف عقائدىـ كبعض أفكارىـ‪.‬‬
‫‪ -11‬االحتراز مف األخذ باإلسرائيميات‪.‬‬
‫‪ -11‬التكثيؽ في الحاشية مف خبلؿ ذكر المصادر كالمراجع‪.‬‬
‫‪ -12‬عند الرجكع إلى مكاقع إلكتركنية فإني أذكر التاريخ كاسـ الباحث‪.‬‬
‫‪ -13‬في حالة الرجكع إلى التقارير كالمقاالت فإني أذكر عنكاف المقاؿ أك التقرير كاسـ المصدر‬
‫كاسـ الكاتب كأذكر التاريخ إف كجد كاال فأكتب بدكف تاريخ‪.‬‬
‫‪ -14‬االستعانة بالمجبلت الدكرية لتكثيؽ بعض المعمكمات‪.‬‬

‫سابعاً‪ :‬حدود الدراسة‪:‬‬

‫جاءت ىذه الدراسة لسبر الشخصية الييكدية مف جميع جكانبيا العقائدية كالسياسية كاالجتماعية‬
‫كاألخبلقية كالمالية كاإلعبلمية كالتربكية مف خبلؿ سكرة المائدة‪.‬‬

‫ثامناً‪ :‬خطة الدراسة‪:‬‬

‫اشتممت خطة الدراسة عمى مقدمة كخمسة فصكؿ كخاتمة كىي‪:‬‬

‫‌ف ‌‬
‫الفصؿ األوؿ‪ :‬تعريؼ عاـ بسورة المائدة والشخصية الييودية‬

‫ويشتمؿ عمى خمسة مباحث‪:‬‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬تعريؼ عاـ بسورة المائدة ويشتمؿ عمى ثالثة مطالب‪:‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬اسـ السكرة كزمف نزكليا كأسباب النزكؿ‪ ,‬عدد آياتيا‪ ,‬كالجك العاـ لمسكرة‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬أكجو التشابو بيف سكرتي المائدة كالنساء‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬ميزات سكرة المائدة كمكانتيا بيف السكر القرآنية الكريمة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬معنى الشخصية والييودية ويشتمؿ عمى ثالثة مطالب‪:‬‬


‫المطمب األوؿ‪ :‬الشخصية لغة كاصطبلحا‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬معنى الييكدية‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬معنى الشخصية الييكدية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الشخصية الييودية قبؿ اإلسالـ ويشتمؿ عمى مطمبيف‪:‬‬


‫المطمب األوؿ‪ :‬معنى كممة ييكد لغة كاصطبلحا‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬التسمسؿ التاريخي لمييكد‪.‬‬
‫أكال‪ :‬النشأة كالميبلد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الييكد في زمف مكسى عميو السبلـ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الييكد في زمف عيسى عميو السبلـ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الييكد ما قبؿ البعثة النبكية‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ ويشتمؿ عمى ثالثة مطالب‪:‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬معمكمات عامة عف الييكد في القرآف الكريـ‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬معالـ الخطاب القرآني عف الشخصية الييكدية‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬أبرز السكر التي تحدثت عف الييكد كأبرز ما جاء فييا‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬سمات الشخصية الييكدية في القرآف الكريـ‪.‬‬

‫‌ص ‌‬
‫المبحث الخامس‪ :‬مكونات الشخصية الييودية ويشتمؿ عمى ثالثة مطالب‪:‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬المصادر المقدسة(المناىؿ كالمشارب)‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬البيئة كالتاريخ‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬العكامؿ النفسية‪.‬‬

‫الفصؿ الثاني ‪ :‬الشخصية الييودية العقدية‬

‫ويشتمؿ عمى مبحثيف‪:‬‬


‫المبحث األوؿ‪ :‬تعريؼ العقيدة ويشتمؿ عمى مطمبيف‪:‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬تعريؼ العقيدة لغة كاصطبلحا‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬دكر العقيدة في تكجيو السمكؾ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عقائد الييود مف خالؿ آيات سورة المائدة وينقسـ إلى مقدمة عامة وخمسة‬
‫مطالب‪:‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬عقيدة الييكد في ا﵀ عز كجؿ ‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬عقيدة الييكد في النبكة كاألنبياء صمكات ا﵀ كسبلمو عمييـ أجمعيف‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬عقيدة الييكد في اليكـ اآلخر‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬عقيدة الييكد في اإليماف‪.‬‬
‫المطمب الخامس‪ :‬عقيدة الييكد في أنفسيـ‪.‬‬

‫الفصؿ الثالث‪ :‬الشخصية الييودية الخمقية‬

‫ويشتمؿ عمى ثالثة مباحث‪:‬‬


‫المبحث األوؿ‪ :‬تعريؼ عاـ باألخالؽ ويشتمؿ عمى مطمبيف‪:‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬األخبلؽ لغة كاصطبلحا‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬أخبلؽ الييكد بصكرة عامة‪.‬‬

‫‌ق ‌‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أبرز األخالؽ الييودية التي تناولتيا آيات سورة المائدة‪ ,‬ويشتمؿ عمى ثمانية‬
‫مطالب‪:‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬العداكة كالبغضاء‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬نقض العيكد كالمكاثيؽ كالخيانة‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬قسكة القمكب‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬الجبف‪.‬‬
‫المطمب الخامس‪ :‬سماع الكذب‪.‬‬
‫المطمب السادس‪ :‬أكؿ الحراـ‪.‬‬
‫المطمب السابع‪ :‬المسارعة إلى الكفر كاإلثـ كالعدكاف‪.‬‬
‫المطمب الثامف‪ :‬الكقكع في المنكر كعدـ النيي عنو‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬االنحراؼ الخمقي الييودي المعاصر ويشتمؿ عمى خمسة مطالب‪:‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬أثر االنحراؼ الخمقي الييكدم عمى الجانب السياسي‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬أثر االنحراؼ الخمقي الييكدم عمى الجانب االجتماعي‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬أثر االنحراؼ الخمقي الييكدم عمى الجانب المالي‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬أثر االنحراؼ الخمقي الييكدم عمى الجانب اإلعبلمي‪.‬‬
‫المطمب الخامس‪ :‬أثر االنحراؼ الخمقي الييكدم عمى الجانب التربكم‪.‬‬

‫الفصؿ الرابع‪ :‬الشخصية الييودية السياسية‬

‫ويشتمؿ عمى مبحثيف ‪:‬‬


‫المبحث األوؿ‪ :‬تعريؼ عاـ ويشتمؿ عمى مطمبيف‪:‬‬
‫المطمب األوؿ ‪ :‬السياسة لغة كاصطبلحا‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬معنى الشخصية الييكدية السياسية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬معالـ السياسة الييودية مف خالؿ سورة المائدة ويشتمؿ عمى‬
‫ثالثة مطالب‪:‬‬

‫‌ر ‌‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬سياسة القتؿ عند الييكد‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬إيقاد الحركب كاشعاؿ الفتف كالفساد في األرض‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬الكالء القائـ بيف الييكد كالنصارل ضد المسمميف‪.‬‬

‫الخاتمة ‪ ,‬نتائج وتوصيات‬

‫تـ كضع مسارد في آخر الرسالة كتشمؿ‪:‬‬

‫‪ -1‬مسرد اآليات ‪.‬‬


‫‪ -2‬مسرد األحاديث النبكية الشريفة‪.‬‬
‫‪ -3‬مسرد النصكص التكراتية‪.‬‬
‫‪ -4‬مسرد األعبلـ‪.‬‬
‫‪ -5‬مسرد البمداف‪.‬‬
‫‪ -6‬المصادر كالمراجع‪.‬‬
‫‪ -7‬مسرد المكضكعات‪.‬‬

‫‌ش ‌‬
‫الفصؿ األوؿ‪ :‬تعريؼ عاـ بسورة المائدة والشخصية الييودية‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬تعريؼ عاـ بسورة المائدة ويشتمؿ عمى ثالثة مطالب‪:‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬اسـ السكرة كزمف كأسباب النزكؿ‪ ,‬عدد آياتيا‪ ,‬كالجك العاـ لمسكرة‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أكجو التشابو بيف سكرتي المائدة كالنساء‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬ميزات سكرة المائدة كمكانتيا بيف السكر القرآنية الكريمة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تعريؼ الشخصية والييودية ويشتمؿ عمى ثالثة مطالب‪:‬‬

‫المطمب األوؿ ‪ :‬الشخصية لغة كاصطبلحا‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬معنى الييكدية‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬معنى الشخصية الييكدية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الشخصية الييودية قبؿ اإلسالـ ويشتمؿ عمى مطمبيف‪:‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬معنى كممة الييكد لغة كاصطبلحا‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تعريؼ عاـ بتاريخ الييكد‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ ويشتمؿ عمى أربعة مطالب‪:‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬معمكمات عامة عف الييكد في القرآف الكريـ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬معالـ الخطاب القرآني عف الشخصية الييكدية‪.‬‬

‫‪‌1‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬أبرز السكر التي تناكلت الحديث عف الييكد كأبرز ما جاء فييا ‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬سمات الشخصية الييكدية في القرآف الكريـ‪.‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬مكونات الشخصية الييودية ويشتمؿ عمى ثالثة مطالب‪:‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬مصادر التمقي (المشارب كالمناىؿ)‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬البيئة كالتاريخ‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬العكامؿ النفسية‪.‬‬

‫‪‌6‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬تعريؼ عاـ بسورة المائدة‪:‬‬

‫المطمب األوؿ ‪ :‬اسميا‪ ,‬زمف النزوؿ و أسباب النزوؿ‪ ,‬عدد آياتيا‪ ,‬الجو العاـ لمسورة‪:‬‬

‫أ‪ -‬اسـ السورة‪ :‬سميت بعدة أسماء الثابت منيا في الكتاب كالسنة ‪:‬‬
‫‪ -1‬المائدة‪ ,‬يركل ذلؾ عف عبد ا﵀ بف عمرك كعف جبير بف نفير كعائشة كأسماء بنت يزيد‬
‫(‪)1‬‬
‫كعف عبد ا﵀ بف عمرك رضي ا﵀ عنو قاؿ‪ :‬آخر سكرة نزلت سكرة المائدة‬ ‫كالربيع بف أنس‪.‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫رضي ا﵀ عنو قاؿ دخمت عمى عائشة فقالت لي ىؿ تق أر سكرة‬ ‫كعف جبير بف نفير‬ ‫كالفتح‬
‫المائدة ؟ فقمت‪ :‬نعـ فقالت ‪:‬أما إنيا آخر سكرة نزلت فما كجدتـ فييا مف حبلؿ فاستحمكه كما كجدتـ‬
‫(‪)4‬‬
‫كعف أسماء‬ ‫مف حراـ فحرمكه‪ .‬كسألتيا عف خمؽ رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ قالت‪ :‬القرآف‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫رضي ا﵀ عنيا قالت‪ :‬نزلت سكرة المائدة عمى النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ جميعا أف‬ ‫بنت يزيد‬
‫كادت مف ثقميا لتكسر لناقة (‪ .)6‬كسميت بذلؾ لكركد قصة المائدة فييا كىي التي طمبيا الحكاريكف‬
‫مف عيسى عميو السبلـ فتكجو إلى ا﵀ عز كجؿ كدعاه بأف ينزؿ عمييـ مائدة مف السماء‪ .‬قاؿ عز‬

‫(‪ )1‬السيكطي‪ ,‬جبلؿ الديف عبد الرحمف بف أبي بكر‪ ,‬الدر المنثور في التفسير بالمأثور‪ ,‬دار الفكر – بيركت‪,‬ج‪9‬‬
‫ص‪.007‬‬
‫(‪ )2‬الترمذم‪ ,‬محمد بف عيسى بف ىس ٍكرة بف مكسى بف الضحاؾ‪ ,‬سنف الترمذي‪ ,‬دار الغرب اإلسبلمي – بيركت‪ ,‬كتاب‬
‫التفسير‪ ,‬باب "كمف سكرة المائدة" رقـ الحديث(‪ ,)3473‬كقاؿ حديث حسف غريب‪,‬ج‪,4‬ص‪.111‬‬
‫(‪ )3‬الحضرمي‪ :‬جبير بف نفير‪ -‬أسمـ في خبلفة أبي بكر كىك معدكد في كبار تابعي أىؿ الشاـ‪ ,‬كألبيو صحبة‪ ,‬يكسؼ بف‬
‫عبد ا﵀ بف محمد بف عبد البر النمرم القرطبي‪ ,‬االستيعاب في معرفة األصحاب‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬عمي محمد البجاكم‪ ,‬دار الجيؿ‪،‬‬
‫بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى‪1019 ،‬ىػ‪1229 -‬ـ‪,‬ج‪,1‬ص‪ ,930‬العسقبلني‪ ,‬أحمد بف حجر‪ ,‬اإلصابة في تمييز الصحابة‪,‬‬
‫تحقيؽ‪ :‬عادؿ أحمد عبد المكجكد كعمى محمد معكض ‪ ,‬دار الكتب العممية – بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1014 ,‬ىػ‬
‫‪،‬ج‪,1‬ص‪.731‬‬
‫(‪ )4‬الخراساني‪ ,‬أحمد بف شعيب بف عمي‪ ,‬سنف النسائي الكبرى‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬عبد الفتاح أبك غدة‪ ,‬مكتب المطبكعات اإلسبلمية‬
‫– حمب الطبعة‪ :‬الثانية‪ , 1297 - 1047 ،‬كتاب التفسير ‪ ,‬باب "تفسير سكرة المائدة" رقـ الحديث(‪ ,)11463‬أشار‬
‫الشيخ أحمد شاكر الى صحتو في عمدة التفسير مف تفسير ابف كثير‪,‬ج‪,1‬ص‪.7‬‬
‫(‪ )5‬أسماء ب نت يزيد بف السكف األنصارية مف المبايعات في بيعة الرضكاف ككانت مف ذكات العقؿ كالديف كتكنى بأـ‬
‫سممة كقيؿ أـ عامر‪ ,‬ككاف يقاؿ ليا خطيبة النساء‪ ,‬ركت عف رسكؿ المَّو صمٌى المَّو عميو كسمٌـ عدة أحاديث‪ ,‬شيدت‬
‫اليرمكؾ كقتمت تسعا مف الركـ‪ ,‬العسقبلني‪ ,‬ابف حجر‪ ,‬اإلصابة في تمييز الصحابة ‪,‬ج‪,9‬ص‪ ,91‬القرطبي‪ ,‬يكسؼ بف عبد‬
‫ا﵀ بف عبد البر النمرم‪ ,‬االستيعاب في معرفة األصحاب‪ ,‬ج‪,0‬ص‪.1696‬‬
‫(‪ )6‬الشيباني‪ ,‬أبك عبد ا﵀ أحمد بف محمد بف حنبؿ بف ىبلؿ بف أسد(ت‪901 :‬ىػ)‪ ,‬مسند اإلماـ أحمد‪ ,‬تحقيؽ ‪ :‬شعيب‬
‫األرناؤكط ‪ -‬عادؿ مرشد‪ ،‬كآخركف ‪,‬إشراؼ‪ :‬د‪ :‬عبد ا﵀ بف عبد المحسف التركي ‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬ط‪ 1091 ,1‬ىػ ‪-‬‬
‫‪ 9441‬ـ‪ -‬مسند اسماء بنت يزيد‪ -‬رقـ الحديث(‪ ,)96429‬قاؿ المحقؽ شعيب األرناؤكط (حسف بشكاىده)‬
‫ج‪,04‬ص‪.469‬‬

‫‪‌3‬‬
‫السم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ستَ ِطيعُ َرب َؾ أ ْ‬ ‫اري َ ِ‬ ‫كجؿ(إِ ْذ قَ َ‬
‫اؿ ا ْل َح َو ِ‬
‫اؿ‬
‫اء قَ َ‬ ‫َف ُي َنِّز َؿ َعمَ ْي َنا َمائ َدةً م َف َّ َ‬ ‫يسى ْاب َف َم ْرَي َـ َى ْؿ َي ْ‬
‫وف َيا ع َ‬
‫اتَّقُوا المَّ َو إِ ْف ُك ْنتُ ْـ ُم ْؤ ِم ِن َ‬
‫يف) (‪.)1‬‬

‫‪ -1‬سكرة العقكد لتصديرىا بالنداء لممؤمنيف بأف يكفكا بالعقكد ‪ .‬قاؿ عز كجؿ ( َيا أَي َيا الَِّذ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫يف‬
‫آَم ُنوا أ َْوفُوا ِبا ْل ُعقُ ِ‬
‫ود)(‪.)3‬‬ ‫َ‬

‫‪ -9‬سكرة المنقذة فالسكرة تدعى في ممككت ا﵀ المنقذة تنقذ صاحبيا مف أيدم مبلئكة العذاب(‪.)4‬‬

‫‪ -3‬األخيار ألف الذم يكفي بالعيد مف األخيار(‪.)5‬‬

‫ب‪ -‬زمف نزوليا وأسباب النزوؿ ‪:‬‬

‫منجمة ك في أكقات متفرقة‪ ,‬كيدؿ عمى ذلؾ تتبع زمف‬


‫لـ تنزؿ سكرة المائدة دفعة كاحدة بؿ نزلت ٌ‬
‫النزكؿ لبعض اآليات كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬

‫‪-1‬عف طارؽ بف شياب قالت الييكد لعمر‪ :‬إنكـ تقرؤكف آية لك نزلت فينا التخذناىا عيدا ‪ .‬فقاؿ‬
‫عمر‪ :‬إني ألعمـ حيث أنزلت كأيف أنزلت‪ ,‬كأيف رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ حيف أنزلت‪ :‬يكـ‬
‫عرفة‪ ,‬كانا كا﵀ بعرفة(‪.)6‬‬

‫‪-9‬عف طارؽ بف عبد ا﵀ قاؿ‪ :‬قاؿ المقداد(‪ )1‬رضي ا﵀ عنو يكـ بدر‪ :‬يا رسكؿ ا﵀ إنا ال نقكؿ‬
‫وف) كلكف امض‬ ‫اى َنا قَ ِ‬
‫اع ُد َ‬ ‫ت َو َرب َؾ فَقَ ِات َال إِ َّنا َى ُ‬
‫ْى ْب أَ ْن َ‬
‫لؾ كما قالت بنك إسرائيؿ لمكسى (فَاذ َ‬

‫(‪ )1‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.110 :‬‬


‫(‪ )2‬ابف عاشكر‪ ,‬محمد الطاىر بف محمد بف محمد الطاىر‪ ,‬التكنسي (ت‪1323 :‬ىػ)‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬الدار التكنسية‬
‫لمنشر‪ ,‬تكنس‪ 1290 ,‬ىػ‪.‬ج‪,7‬ص‪. 72‬‬
‫(‪ )3‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.1 :‬‬
‫(‪ )4‬كرد في ذلؾ أثر عف النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ‪( :‬سكرة المائدة تدعى في ممككت ا﵀ المنقذة تنقذ صاحبيا مف أيدم‬
‫مبلئكة العذاب)‪ ,‬قاؿ عنو محقؽ كتاب الجامع ألحكاـ القرآف (ىشاـ سمير البخارم) لـ أجد لو أصبل‪ ,‬القرطبي‪ ,‬محمد بف‬
‫أحمد بف أبي بكر بف فرح األنصارم‪ ,‬الجامع ألحكاـ القرآف‪,‬ج‪,7‬ص‪ ,34‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير ج‪,7‬ص‪.72‬‬
‫(‪ )5‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.72‬‬
‫(‪ )6‬البخارم‪ ,‬محمد بف إسماعيؿ الجعفي‪ ,‬صحيح البخاري‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد زىير بف ناصر الناصر‪ ,‬دار طكؽ النجاة‬
‫بإضافة ترقيـ محمد فؤاد عبد الباقي‪ ,‬الطبعة األكلى‪1099 ,‬ىػ‪.,‬كتاب تفسير القرآف‪" ,‬باب سكرة المائدة"‪ ,‬رقـ‬
‫الحديث(‪,)0747‬النيسابكرم‪ ,‬مسمـ بف الحجاج(ت‪971 :‬ىػ)‪ ,‬صحيح مسمـ‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ,‬دار إحياء‬
‫التراث العربي‪-‬بيركت‪ ,‬كتاب" تفسير سكرة المائدة"‪ ,‬رقـ الحديث (‪.)3416‬‬

‫‪‌4‬‬
‫م(‪)2‬عف رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ(‪ ,)3‬فالحديث األكؿ فيو إشارة إلى‬
‫كنحف معؾ فكأنو يسّْر ى‬
‫عاـ حجة الكداع كالحديث الثاني إشارة إلى غزكة بدر كالتي كانت في السنة الثانية(‪.)4‬‬

‫‪-3‬عف عائشة رضي ا﵀ عنيا قالت‪(:‬سقطت قبلدة لي بالبيداء – كنحف داخمكف المدينة‪ -‬فأناخ‬
‫(‪)5‬‬
‫لكزة شديدة‬ ‫النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ كنزؿ فثنى رأسو في حجرم راقدا‪ ,‬أقبؿ أبكبكر فمكزني‬
‫(‪)6‬‬
‫لمكاف رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ كقد‬ ‫كقاؿ‪ :‬حبست الناس في قبلدة ؟ فبي المكت‬
‫أكجعني ثـ إف النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ استيقظ كحضرت الصبح ‪ ,‬فالتيمس الماء فمـ يكجد‬
‫فنزلت (يا أييا الذيف ءامنوا إذا قمتـ إلى الصالة ) اآلية(‪ .)7‬كسكرة المائدة مدنية كما ذكر غير‬
‫كاحد مف المفسريف(‪.)8‬‬

‫ت‪ -‬عدد آياتيا‪:‬‬

‫(‪ )1‬المقداد بف األسكد‪ :‬نسبة إلى األسكد بف عبد يغكث الذم تبناه في الجاىمية‪ ,‬أكؿ مف أظير اإلسبلـ كشيد بدر‬
‫كالمشاىد كميا‪ ,‬كىاجر اليجرتيف‪ ,‬تكفي في زمف الخميفة عثماف سنة ‪33‬ىػ‪ ,‬ككاف عمره سبعيف سنة‪ ,.‬يكسؼ بف عبد ا﵀‬
‫بف عبد البر النمرم القرطبي‪ ،‬االستيعاب في معرفة األصحاب‪,‬ج‪0‬ص‪ ,1094‬ابف حجر العسقبلني‪ ,‬اإلصابة في تمييز‬
‫الصحابة‪,‬ج‪,7‬ص‪.174‬‬
‫(‪ )2‬انكشؼ كزاؿ اليـ‪ ,‬أحمد بف زكرياء القزكيني الرازم أبك الحسيف (ت‪324 :‬ىػ)‪ ,‬معجـ مقاييس المغة‪ ,‬تحقيؽ ‪ :‬عبد‬
‫السبلـ محمد ىاركف‪ ,‬دار الفكر‪1322 ,‬ىػ ‪1262 -‬ـ‪,‬ج‪,3‬ص‪.140‬‬
‫(‪)3‬البخارم‪ ,‬محمد بف إسماعيؿ‪ ,‬صحيح البخاري‪ - ,‬كتاب تفسير القرآف‪ -‬باب (فاذىب أنت كربؾ فقاتبل إنا ىاىنا‬
‫قاعدكف)‪ ,‬رقـ الحديث(‪.)0742‬‬
‫(‪)4‬ابف كثير‪ ,‬أبك الفداء إسماعيؿ بف عمر القرشي البصرم ثـ الدمشقي (ت‪774 :‬ىػ)‪ ,‬الفصوؿ في السيرة‪ ,‬تحقيؽ‬
‫كتعميؽ‪ :‬محمد العيد الخطراكم‪ ،‬محيي الديف مستك‪ ,‬مؤسسة عمكـ القرآف‪ ,‬الطبعة الثالثة‪ 1043 ،‬ىػ‪.‬ص‪.197‬‬
‫(‪ )5‬المكز‪ :‬الضرب بالجمع في جميع الصدر‪ ,‬ابف منظكر‪,‬محمد بف مكرـ بف عمى‪ ،‬أبك الفضؿ‪ ،‬جماؿ الديف األنصارم‪,‬‬
‫(ت‪611 :‬ىػ)‪ ,‬لساف العرب‪ ,‬دار صادر – بيركت‪ ,‬الطبعة الثالثة ‪ 1010 -‬ىػ‪ .‬ج‪,4‬ص‪.047‬‬
‫)‪ (6‬فبي المكت‪ :‬أم فالمكت ممتبس بي‪ ,‬بدر الديف العيني الحنفي(ت‪855:‬ىػ)‪ ,‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري‪ ,‬دار‬
‫إحياء التراث العربي‪ -‬بيركت‪,‬ج‪,64‬ص‪.31‬‬
‫(‪ )7‬صحيح البخاري‪ ,‬كتاب تفسير القرآف‪ ,‬باب (فمـ تجدكا ماء فتيممكا صعيدا طيبا) ‪,‬رقـ الحديث(‪.)0749‬‬
‫(‪ )8‬ابف عطية األندلسي‪,‬عبد الحؽ بف غالب بف عبد الرحمف بف تماـ (ت‪409 :‬ىػ)‪ ,‬المحرر الوجيز في تفسير الكتاب‬
‫العزيز‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬عبد السبلـ عبد الشافي محمد‪ ,‬دار الكتب العممية‪ ,‬بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى‪1099 ,‬ىػ‪ ,‬ص‪ ,103‬القرطبي‪,‬‬
‫الجامع ألحكاـ القرآف‪,‬ج‪ ,7‬ص‪ ,34‬أبك محمد الحسيف بف مسعكد بف محمد بف الفراء الشافعي(ت‪414 :‬ىػ)‪ ,‬معالـ التنزيؿ‬
‫في تفسير القرآف = تفسير البغوي‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬عبد الرزاؽ الميدم‪ ,‬دار إحياء التراث العربي‪ ,‬بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى‪1094 ,‬‬
‫ىػ‪,‬ج‪ ,9‬ص‪ ,4‬الزمخشرم‪ ,‬محمكد بف عمرك بف أحمد (ت‪439 :‬ىػ)‪ ,‬الكشاؼ عف حقائؽ غوامض التنزيؿ‪ ,‬دار الكتاب‬
‫العربي‪ ,‬بيركت‪.‬ج‪ ,1‬ص‪.744‬‬

‫‪‌5‬‬
‫كىي مائة كعشركف آية(‪.)1‬‬

‫ث‪ -‬الجو العاـ لمسورة‪:‬‬

‫اشتممت السكرة عمى العديد مف المكاضيع‪ :‬منيا ما يتعمؽ بالعقيدة كالفقو كالتشريع كالحديث عف‬
‫األقكاـ السابقيف كتحدثت أيضا عف الييكد كالنصارل‪ ,‬كبينت حقائؽ ميمة عف عقائدىـ كأخبلقيـ‬
‫كطبائعيـ ‪,‬كقد دارت السكرة عمى أربعة محاكر رئيسة ‪:‬‬

‫األوؿ ‪ :‬المحور العقدي ويتمثؿ في عدة أمور‪:‬‬

‫(‪)2‬‬
‫‪-1‬تقريرعقيدة األلكىية‪ :‬كذلؾ يظير مف خبلؿ نقض عقائد النصارل الفاسدة كعقيدة التثميث‬
‫ػو و ِ‬
‫اح ٌد َوِاف لَّ ْـ َينتَ ُيواْ‬ ‫ٍ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يف قَالُواْ إِ َّف المّ َو ثَالِ ُ‬
‫قاؿ عز كجؿ }لَّقَ ْد َكفَ َر الَِّذ َ‬
‫ث ثَالَ ثَة َو َما م ْف إِلَػو إِال إِلَ ٌ َ‬
‫يـ {(‪.)3‬‬ ‫يف َكفَرواْ ِم ْنيـ ع َذ ِ‬ ‫وف لَيم َّ َِّ‬
‫اب أَل ٌ‬‫ُْ َ ٌ‬ ‫س َّف الذ َ ُ‬ ‫َع َّما َيقُولُ َ َ َ‬

‫‪ -2‬تقرير الحكـ بما أنزؿ ا﵀‪ :‬كذلؾ مف خبلؿ التحذير مف الحكـ بغير ما أنزؿ ا﵀ ككصؼ‬
‫ُى ُـ‬ ‫َنز َؿ المّ ُو فَأ ُْولَ ِػئ َؾ‬
‫فاعؿ ذلؾ بالظمـ كالفسؽ كالكفر قاؿ عز كجؿ ( َو َمف لَّ ْـ َي ْح ُكـ ِب َما أ َ‬
‫عز‬ ‫أنز َؿ المّ ُو فَأ ُْولَ ِػئ َؾ ُى ُـ الظَّالِ ُمو َف{(‪ )5‬كقاؿ‬ ‫اف ُروف} كقاؿ عز كج ىؿ} َو َمف لَّ ْـ َي ْح ُكـ ِب َما َ‬
‫(‪)4‬‬ ‫ا ْل َك ِ‬

‫وف {(‪.)6‬‬ ‫اسقُ َ‬‫َنز َؿ المّ ُو فَأُولَ ِػئ َؾ ُىـ ا ْلفَ ِ‬


‫كجؿ} َو َمف لَّ ْـ َي ْح ُكـ ِب َما أ َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬

‫(‪ )1‬كىذا عند الككفيكف( عاصـ كحمزة كالكسائي)‪ ,‬عثماف بف سعيد بف عثماف بف عمر أبك عمرك الداني (ت‪000 :‬ىػ)‬
‫البياف في عد آي القرآف الكريـ‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬غانـ قدكرم الحمد‪ ,‬مركز المخطكطات كالتراث – الككيت‪ ,‬الطبعة‪ :‬األكلى‪،‬‬
‫‪1010‬ىػ‪1220 -‬ـ‪ , ,‬ص‪.102‬‬
‫كزكجا متتبَّعة‬
‫ن‬ ‫مكلكدا غير كالد‪،‬‬
‫ن‬ ‫ابنا‬
‫الدا غير مكلكد‪ ،‬ك ن‬
‫(‪ )2‬التثميث معناه‪ :‬أف اإللو القديـ جكىر كاحد يعـ ثبلثة أقانيـ‪ :‬نأبا ك ن‬
‫بينيـ كىذا رأم جميكر النصارل‪ ,‬ابن جزٌز الطبزي‪ ,‬محمد بف جرير بف يزيد بف كثير بف غالب (‪314‬ىػ)‪ ,‬جامع البياف‬
‫في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬أحمد محمد شاكر‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1094,‬ىػ ‪ 9444 -‬ـ‪ ,‬ج‪,14‬‬
‫ص‪.099‬‬
‫(‪ )3‬سكرة المائدة ‪,‬آية‪.63:‬‬
‫(‪ )4‬سكرة المائدة ‪ ,‬آية‪.00 :‬‬
‫(‪ )5‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.04 :‬‬
‫(‪ )6‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.07 :‬‬

‫‪‌6‬‬
‫‪-3‬تقريرعقيدة النبكات‪ :‬فقد تضمنت سكرة المائدة الحديث عف أربعة رسؿ كىـ محمد كمكسى‬
‫كعيسى كداكد عمييـ كعمى أنبياء ا﵀ جميعا أفضؿ صبلة كأزكى سبلـ ‪ ,‬كىذا إقرار لنبكة ىؤالء‬
‫األنبياء في سياؽ الرد عمى الييكد الذيف يفرقكف بينيـ(‪.)1‬‬

‫الثاني‪ :‬المحور التشريعي‪:‬‬

‫تكسعت سكرة المائدة في التشريع فقد كرد فييا العديد مف آيات األحكاـ كفييا تسع عشرة فريضة‬
‫ليست في غيرىا(‪ ,)2‬كمف ذلؾ‪:‬‬

‫ُى َّؿ لِ َغ ْي ِر المَّ ِو ِب ِو‬


‫ير وما أ ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْلخ ْن ِز ِ َ َ‬ ‫َولَ ْح ُـ‬ ‫َّـ‬
‫‪ -1‬قكلو سبحانو تعالى ( ُحِّرَم ْت َعمَ ْي ُك ُـ ا ْل َم ْيتَ ُة َوالد ُ‬
‫ص ِب َوأ ْ‬ ‫إَِّال َما‬ ‫وا ْلم ْن َخ ِنقَ ُة وا ْلموقُوَذةُ وا ْلمتَردِّي ُة و َّ ِ‬
‫َف‬ ‫َذ َّك ْيتُ ْـ َو َما ُذ ِب َح َعمَى الن ُ‬ ‫الس ُبعُ‬
‫يح ُة َو َما أَ َك َؿ َّ‬ ‫النط َ‬ ‫َ َُ َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ ُ‬
‫ؽ)(‪ ) 3‬فقد حرـ ا﵀ عز كجؿ عمى المسمميف في ىذه اآلية تناكؿ عدة‬
‫سٌ‬ ‫تَستَ ْق ِسموا ِب ْاأل َْ ِ ِ ِ‬
‫َزالـ َذل ُك ْـ ف ْ‬ ‫ْ ُ‬
‫أشياء لـ ترد إال في سكرة المائدة‪ ,‬كىي‪ :‬أ‪ -‬المنخنقة(‪,)4‬ب‪ -‬المكقكذة(‪ ,)5‬ت‪ -‬المتردية(‪ ,)6‬ث‪-‬‬
‫النطيحة(‪, )7‬ج‪ -‬كما أكؿ السبع ‪,‬ح‪ -‬كما ذبح عمى النصب‪ ,‬ك نيى ا﵀ عز كجؿ في نفس اآلية‬
‫عف االستقساـ باألزالـ(‪.)8‬‬

‫مما‬
‫‪ -9‬نيى ا﵀ عز كجؿ عف أمكر كاف أىؿ الجاىمية يفعمكنيا في األنعاـ ‪ ,‬كبيف أف ىذا ٌ‬

‫(‪ )1‬الييكد يؤمنكف بجميع األنبياء إال عيسى كمحمدا عميو كعمى نبينا أزكى صبلة كأتـ سبلـ ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ (إِ َّف الَِّذ َ‬
‫يف‬
‫َف َيتَّ ِخ ُذوا َب ْي َف‬
‫وف أ ْ‬ ‫ض َوُي ِر ُ‬
‫يد َ‬ ‫سمِ ِو َوَيقُولُ َ‬
‫وف ُن ْؤ ِم ُف ِب َب ْع ٍ‬
‫ض َوَن ْكفُُر ِب َب ْع ٍ‬ ‫ِ‬
‫َف ُيفَِّرقُوا َب ْي َف المَّو َوُر ُ‬
‫وف أ ْ‬
‫يد َ‬ ‫سمِ ِو َوُي ِر ُ‬ ‫ِ‬
‫وف ِبالمَّو َوُر ُ‬
‫َي ْكفُُر َ‬
‫يف َع َذ ًابا ُم ِيي ًنا) سكرة النساء‪,‬آية‪ ,141-144:‬محمد بف جرير بف‬ ‫َعتَ ْد َنا لِ ْم َك ِ‬
‫اف ِر َ‬ ‫وف َحقًا ۚ َوأ ْ‬ ‫ََٰذلِ َؾ س ِبيال) و(أوَٰلَ ِئ َؾ ُىـ ا ْل َك ِ‬
‫اف ُر َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يزيد بف كثير بف غالب الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪, ,‬ج‪ ,7‬ص‪.197‬‬
‫(‪ )2‬القرطبي‪ ,‬محمد بف أحمد بف أبي بكر بف فرح األنصارم ‪ ,‬الجامع ألحكاـ القرآف‪,‬ج‪,7‬ص‪.34‬‬
‫(‪ )3‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.3 :‬‬
‫(‪ )4‬المنخنقة‪ :‬ىي التي تمكت خنقا‪ ,‬الجامع ألحكاـ القرآف‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.09‬‬
‫كت ًم ٍف ىغ ٍي ًر تى ٍذ ًكىي وة‪ ,‬المصدر السابؽ ج‪,7‬ص‪.09‬‬ ‫َّ‬
‫صا ىحتَّى تى يم ى‬ ‫ب بً ىح ىج ور أ ٍىك ىع ن‬ ‫(‪ )5‬المكقكذة‪ً :‬ى ىي التًي تيٍرىمى أك تي ٍ‬
‫ض ىر ي‬
‫كت‪ ,‬المصدر السابؽ‪ ,‬ج‪ ,7‬ص‪09‬‬ ‫(‪ )6‬المتردية‪ :‬ا ٍل يمتىىرّْدىيةي ًى ىي الَّتًي تىتىىرَّدل ًم ىف ا ٍل يعميّْك إًلىى ُّ‬
‫الس ٍف ًؿ فىتى يم ي‬
‫ىف تي ىذ َّكى‪ ,‬المصدر السابؽ ‪ ,‬ج‪ ,7‬ص‪09‬‬ ‫كت قىٍب ىؿ أ ٍ‬
‫ؾ فىتى يم ي‬ ‫يخ ىرل أ ٍىك ىغ ٍي ير ىذلً ى‬ ‫(‪ )7‬النطيحة‪ :‬كًىي َّ‬
‫الشاةي تىٍنطى يحيىا أ ٍ‬ ‫ى ى‬
‫(‪ )8‬كأف تستقسمكا باألزالـ‪ :‬كأف تطمبكا عمـ ما قي ًسـ لكـ أك لـ يقسـ‪ ،‬باألزالـ‪ ,‬كاألزالـ ىي القداح‪ ,‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع‬
‫جامع البياف في آي تأويؿ القرآف‪,‬ج‪ ,2‬ص‪.414‬‬

‫‪‌7‬‬
‫ينزلو أك يأمر بو سبحانو كتعالى‪ ,‬كىي البحيرة(‪ ,)1‬السائبة(‪ ,)2‬الكصيمة(‪ )3‬كالحاـ (‪ ,)4‬قاؿ عز‬
‫وف َعمَى‬ ‫صيمَ ٍة َوَال َح ٍاـ َولَ ِك َّف الَِّذ َ‬
‫يف َكفَُروا َي ْفتَُر َ‬ ‫عز كجؿ (ما جع َؿ المَّ ُو ِم ْف ب ِحيرٍة وَال س ِائب ٍة وَال و ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ ََ‬
‫ب َوأَ ْكثَُرُى ْـ َال َي ْع ِقمُ َ‬
‫وف) (‪.)5‬‬ ‫ِ ِ‬
‫المَّو ا ْل َكذ َ‬

‫‪ -3‬فرض ا﵀ عز كجؿ األذاف لئلعبلـ بدخكؿ كقت الصبلة ‪ ,‬كىذا لـ يرد إال في سكرة المائدة (‪,)6‬‬
‫الص َال ِة‪. )7().....‬‬
‫َم ُنوا إِ َذا قُ ْمتُ ْـ إِلَى َّ‬ ‫‪ ,‬قاؿ عز كجؿ( َيا أَي َيا الَِّذ َ‬
‫يف آ َ‬
‫(‪)6‬‬

‫الثالث المحور القصصي‪:‬‬

‫القصص القرآني مشيد رائع كماتع كفي المائدة ثبلث قصص رئيسة كىي‪:‬‬

‫‪ -1‬قصة مكسى عميو السبلـ مع قكمو (بني إسرائيؿ) عندما طمب منيـ دخكؿ األرض المقدسة‪.‬‬

‫وسى لِقَ ْو ِم ِو َيا قَ ْوِـ ا ْذ ُك ُرواْ ِن ْع َم َة المّ ِو َعمَ ْي ُك ْـ إِ ْذ َج َع َؿ ِفي ُك ْـ أَن ِب َياء َو َج َعمَ ُكـ‬
‫اؿ ُم َ‬ ‫قاؿ عز كجؿ( َوِا ْذ قَ َ‬
‫ِ‬ ‫َحداً ِّمف ا ْل َعالَ ِم َ‬ ‫ِ‬
‫َّس َة الَّتي َكتَ َ‬ ‫يف) و ( َيا قَ ْوِـ ْاد ُخمُوا األ َْر َ‬
‫(‪)8‬‬
‫ب المّ ُو‬ ‫المقَد َ‬
‫ض ُ‬ ‫ممُوكاً َوآتَا ُكـ َّما لَ ْـ ُي ْؤت أ َ‬
‫اؿ فَِإ َّن َيا ُم َح َّرَم ٌة َعمَ ْي ِي ْـ أ َْرَب ِع َ‬ ‫اس ِر َ‬‫ارُكـ فَتَن َقمِبوا َخ ِ‬
‫لَ ُك ْـ َوالَ تَْرتَدوا َعمَى أَ ْد َب ِ ْ‬
‫(‪)9‬‬
‫س َن ًة‬
‫يف َ‬ ‫يف) إلى قكلو (قَ َ‬ ‫ُ‬
‫يف)(‪.)10‬‬ ‫اس ِق َ‬ ‫ض فَالَ تَأْس عمَى ا ْلقَوِـ ا ْلفَ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫وف ِفي األ َْر ِ‬ ‫يي َ‬‫َيت ُ‬
‫ِ‬

‫آد َـ‬
‫َ‬ ‫لآلخر‪ ,‬قاؿ عز كجؿ ( َوا ْت ُؿ َعمَ ْي ِي ْـ َن َبأَ ْاب َن ْي‬ ‫‪-9‬قصة ابني آدـ ‪ :‬كالتي فييا قتؿ أحدىما‬
‫ِم َف‬ ‫اؿ إِ َّن َما َيتَقََّب ُؿ‬ ‫اؿ َألَقْتُمَ َّن َؾ قَ َ‬ ‫َّؿ ِم َف َ‬
‫اآلخ ِر قَ َ‬ ‫ُيتَقَب ْ‬ ‫َح ِد ِى َما َولَ ْـ‬ ‫ِ‬
‫ؽ إِ ْذ قََّرَبا قُ ْرَباناً فَتُقُِّب َؿ مف أ َ‬
‫ِبا ْل َح ِّ‬

‫(‪ )1‬بحيرة‪ :‬الشاة المشقكقة أذنيا‪ ,‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ القرآف‪ ,‬ج‪,11‬ص‪.199‬‬
‫(‪ )2‬سائبة‪ :‬الشاة المسيبة المخبلة كال ينتفع بيا‪ ,‬المصدر السابؽ‪ ,‬ج‪ ,11‬ص‪.193‬‬
‫الناقىةي إً ىذا ىكلى ىد ٍ‬
‫ت أ ٍينثىى ىب ٍع ىد أ ٍينثىى‪ ,‬الشككاني‪ ,‬محمد بف عمي(ت‪1944 :‬ىػ)‪ ,‬فتح القدير‪ ,‬دار ابف كثير‪,‬‬ ‫‪:‬ىي َّ‬ ‫ً‬
‫(‪ )3‬كصيمة ى‬
‫دمشؽ‪ ,‬دار الكمـ الطيب ‪ ,‬بيركت ‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1010 - ,‬ىػ‪ .‬ج‪ ,9‬ص‪.20‬‬
‫ب‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ,‬ج‪ ,9‬ص‪.20‬‬ ‫(‪ )4‬ا ٍلحاـ‪ :‬ا ٍلفى ٍح يؿ ا ٍلح ً‬
‫ىف يي ٍرىك ى‬
‫ظ ٍي ىرهي ىع ٍف أ ٍ‬
‫امي ى‬ ‫ى‬ ‫ىي‬
‫(‪ )5‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.113:‬‬
‫(‪ )7‬القرطبي‪ ,‬الجامع ألحكاـ القرآف‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.34‬‬
‫(‪ )6‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.7 :‬‬
‫(‪ )9‬سكرة المائدة‪ ,‬آية ‪.94:‬‬
‫(‪ )2‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.91 :‬‬
‫(‪ )14‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.97:‬‬

‫‪‌8‬‬
‫َخ ِ‬
‫اري سوءةَ أ ِ‬ ‫ض لِ ُي ِرَي ُو َك ْي َ‬
‫ث ِفي األ َْر ِ‬ ‫ا ْل ُمتَّ ِق َ‬
‫ؼ ُي َو ِ َ ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫يو قَا َؿ‬ ‫ث المّ ُو ُغ َراباً َي ْب َح ُ‬ ‫يف ) إلى قكلو تعالى (فَ َب َع َ‬

‫الن ِاد ِم َ‬
‫يف)(‪.)2‬‬ ‫َص َب َح ِم َف َّ‬ ‫ِ‬
‫س ْوءةَ أَخي فَأ ْ‬ ‫ي َ‬ ‫اب فَأ َُو ِ‬
‫ار َ‬ ‫وف ِم ْث َؿ َىػ َذا ا ْل ُغر ِ‬
‫َ‬ ‫َف أَ ُك َ‬
‫ت أْ‬
‫َع َج ْز ُ‬
‫اؿ َيا َوْيمَتَا أ َ‬ ‫قَ َ‬

‫‪ -3‬قصة عيسى عميو السبلـ مع الحكار ٌييف الذيف طمبكا منو أف يدعك ا﵀ أف ينزؿ عمييـ مائدة مف‬
‫ستَ ِطيعُ َرب َؾ أَف ُي َنِّز َؿ َعمَ ْي َنا‬ ‫يسى ْاب َف َم ْرَي َـ َى ْؿ َي ْ‬
‫ِ‬
‫وف َيا ع َ‬ ‫السماء‪ ,‬قاؿ عز كجؿ(إِ ْذ قَ َ‬
‫اؿ ا ْل َح َو ِ‬
‫اري َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يف) و(قَالُوا ُن ِر ُ‬ ‫اؿ اتَّقُواْ المّ َو إِف ُكنتُـ م ْؤ ِم ِن َ‬ ‫السم ِ‬
‫َف َنأْ ُك َؿ م ْن َيا َوتَ ْط َمئ َّف ُقمُ ُ‬
‫وب َنا‬ ‫يد أ ْ‬ ‫اء قَ َ‬ ‫مائدة ِّم َف َّ َ‬
‫يسى ْاب ُف َم ْرَي َـ المَّ ُي َّـ َرَّب َنا أَ ْن ِز ْؿ َعمَ ْي َنا‬ ‫يف) و( قَ َ ِ‬ ‫اى ِد َ‬
‫الش ِ‬
‫َعمَ ْي َيا ِم َف َّ‬
‫اؿ ع َ‬ ‫وف‬
‫ص َدقْتََنا َوَن ُك َ‬ ‫َف قَ ْد َ‬ ‫َوَن ْعمَ َـ أ ْ‬
‫اؿ المّ ُو‬ ‫يف) و(َق َ‬ ‫ازِق َ‬ ‫الر ِ‬
‫ير َّ‬ ‫ت َخ ُ‬ ‫َخ ِرَنا َوآ ََي ًة ِم ْن َؾ َو ْارُزْق َنا َوأَ ْن َ‬
‫يدا ِأل ََّولِ َنا وآ ِ‬
‫َ‬ ‫ِع ً‬ ‫وف لَ َنا‬ ‫السم ِ‬
‫اء تَ ُك ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫َمائ َدةً م َف َّ َ‬
‫يف‪.)3().‬‬ ‫َحداً ِّم َف ا ْل َعالَ ِم َ‬ ‫ُع ِّذ ُب ُو أ َ‬
‫ُع ِّذ ُب ُو َع َذاباً الَ ّّأ َ‬
‫ِ‬
‫َب ْع ُد من ُك ْـ فَِإ ِّني أ َ‬ ‫إِ ِّني ُم َنِّزلُ َيا َعمَ ْي ُك ْـ فَ َمف َي ْكفُ ْر‬

‫الرابع‪ :‬محور الحديث عف الييود والنصارى‪:‬‬

‫كىذا الذم يعنينا في ىذا المطمب ففي السكرة آيات عديدة تتحدث عف أىؿ الكتاب كقد ذكرت‬
‫السكرة العديد مف معالـ الشخصية الييكدية كشيئا مف صفاتيـ كعقائدىـ كشدة عداكتيـ لممؤمنيف‬
‫كقد تكسعت ىذه السكرة في محاجة أىؿ الكتاب كابطاؿ عقائدىـ‪ ,‬كمف األمثمة عمى ذلؾ قكلو عز‬

‫ش َرُكواْ َولَتَ ِج َد َّف أَق َْرَب ُي ْـ َّم َوَّدةً لِّمَِّذ َ‬


‫يف‬ ‫ود َوالَِّذ َ‬
‫يف أَ ْ‬ ‫آم ُنواْ ا ْل َي ُي َ‬
‫يف َ‬ ‫اس َع َد َاوةً لِّمَِّذ َ‬
‫الن ِ‬‫ش َّد َّ‬ ‫كجؿ( لَتَ ِج َد َّف أَ َ‬
‫س ِ‬ ‫َف ِم ْن ُي ْـ ِق ِّ‬
‫ص َارى َذلِ َؾ ِبأ َّ‬ ‫آم ُنواْ الَِّذ َ‬
‫وف)(‪ )4‬فقد نطقت‬ ‫ستَ ْك ِب ُر َ‬‫يف َوُرْى َباناً َوأَنَّ ُي ْـ الَ َي ْ‬
‫يس َ‬ ‫يف قَالُ َواْ إِ َّنا َن َ‬ ‫َ‬
‫ىذه اآلية بحقيقة ميمة كىي أف أشد المعاصريف لمتنزيؿ عداكة لممؤمنيف ىـ الييكد كالمشرككف‪,‬‬
‫كأشد ما لقي النبي صمٌى ا﵀ عميو كسمٌـ مف أذل‪ ،‬كاف مف ييكد الحجاز(‪ ،)5‬كمف مشركي العرب‬
‫في الجزيرة‪ ،‬كخاصة أىؿ مكة كالطائؼ(‪ ,)6‬كمازالت ىذه العداكة قائمة إلى يكمنا ىذا‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أوجو التشابو بيف سورتي المائدة والنساء‪:‬‬

‫(‪ )1‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪. 96:‬‬


‫(‪ )9‬سكرة المائدة‪,‬آية‪.31:‬‬
‫(‪ )3‬سكرة المائدة‪ ,‬اآليات‪.114-119 :‬‬
‫(‪ )4‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.99:‬‬
‫(‪ )5‬ييكد الحجاز‪ :‬مف سكف المدينة كضكاحييا‪ ,‬طنطاكم‪ ,‬محمد سيد‪ ,‬بنو إسرائيؿ في القرآف والسنة‪ ,‬دار الشركؽ القاىرة‪,‬‬
‫القاىرة‪1094 ,‬ىػ‪9444-‬ـ‪ .‬ص‪73‬‬
‫(‪ )6‬الزحيمي‪ ,‬كىبة‪ ,‬التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنيج‪ ,‬دار الفكر المعاصر‪ -‬دمشؽ‪ ,‬الطبعة الثانية‪1019 ,‬‬
‫ىػ‪.‬ج‪ ,6‬ص‪.9‬‬

‫‪‌9‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كالمتأمؿ في السكرتيف يجد‬ ‫مف العمكـ التي عني بيا عمماء التفسير عمـ التناسب بيف السكر‬
‫بينيما تشابيان كتناسقان بديعان يتمثؿ في ‪:‬‬

‫(‪)2‬‬
‫كافتتحت سكرة المائدة بيا‬ ‫‪-1‬افتتحت سكرة النساء بيا" أييا الناس" كىذه سمة لمخطاب المكي‬
‫"أييا الذيف آمنكا" كىذه سمة لمخطاب المدني(‪ ,)3‬كسكرة النساء تضمنت الحث عمى االلتزاـ بالعقكد‬
‫َىمِ َيا )(‪ )4‬كالعقكد تشمؿ‬ ‫َف تُ َؤدوا ْاألَما َن ِ‬
‫ات إِلَى أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْم ُرُك ْـ أ ْ‬ ‫َّ‬
‫كىي متضمنة في آية األمانات( إف الم َو َيأ ُ‬
‫الصريح كعقكد األنكحة كعقد الصداؽ كعقد الحمؼ كعقد المعاىدة كاألماف‪ ,‬كالعقد الضمني مثؿ‬
‫عقد الكصية كعقد الككالة كعقد اإلجارة كعقد العارية كغيرىا(‪ , )5‬كالمائدة بدأت بالحث عمى اإليفاء‬
‫بالعقكد ككأنيا إشارة إلى العقكد المذككرة سابقا في سكرة النساء‪.‬‬

‫‪ -9‬االشتراؾ في بعض التشريعات الفقيية مثؿ‪ -1:‬عدـ القرب مف الصبلة في حالة السكر في‬
‫س َك َارى َحتَّى تَ ْعمَ ُموا َما‬ ‫الص َالةَ َوأَ ْنتُ ْـ ُ‬‫َم ُنوا َال تَ ْق َرُبوا َّ‬ ‫(يا أَي َيا الَِّذ َ‬
‫يف آ َ‬ ‫سكرة النساء‪ ,‬قاؿ عز كجؿ َ‬
‫َم ُنوا إِ َّن َما‬ ‫وف) كتحريـ الخمر في سكرة المائدة تحريما نيائيا قاؿ عز كجؿ ( َيا أَي َيا الَِّذ َ‬
‫(‪)6‬‬
‫يف آ َ‬ ‫تَقُولُ َ‬
‫وفِ )(‪ )7‬فاجتنبكه‬ ‫اجتَِن ُبوهُ لَ َعمَّ ُك ْـ تُ ْفمِ ُح َ‬ ‫لش ْيطَ ِ‬
‫اف فَ ْ‬ ‫س ِم ْف َع َمؿ َّ‬ ‫َزال ُـ ِر ْج ٌ‬
‫اب َو ْاأل َْ‬
‫ص ُ‬
‫ِ‬
‫ا ْل َخ ْم ُر َوا ْل َم ْيس ُر َو ْاألَ ْن َ‬
‫أم‪ :‬فاترككه كارفضكه كال تعممكه(‪.)8‬‬

‫سفَ ٍر أ َْو‬‫ضى أ َْو َعمَى َ‬ ‫ب‪ -‬األمر بالكضكء كالتيمـ في كبل السكرتيف‪ :‬قاؿ عز كجؿ ( َوِا ْف ُك ْنتُ ْـ َم ْر َ‬
‫س ُحوا ُو ُجو ِى ُك ْـ‬
‫ام َ‬ ‫ص ِع ً‬
‫يدا طَ ِّي ًبا فَ ْ‬ ‫اء فَتََي َّم ُموا َ‬‫اء َفمَ ْـ تَ ِج ُدوا َم ً‬
‫س َ‬ ‫ستُـ ِّ‬
‫الن َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫جاء أ ِ‬
‫َح ٌد م ْن ُك ْـ م َف ا ْل َغائط أ َْو َال َم ْ ُ‬
‫َ َ َ‬
‫الص َال ِة‬
‫َم ُنوا إِ َذا قُ ْمتُ ْـ إِلَى َّ‬
‫يف آ َ‬ ‫(يا أَي َيا الَِّذ َ‬
‫ور ) كقاؿ عز كجؿ َ‬
‫(‪)9‬‬
‫اف َعفُ ًوا َغفُ ًا‬ ‫َوأ َْي ِدي ُك ْـ إِ َّف المَّ َو َك َ‬

‫(‪ )1‬قاؿ السيكطي (كعمـ المناسبة عمـ شريؼ قؿ اعتناء المفسريف بو لدقتو ) السيكطي‪ ,‬جبلؿ الديف‪ ,‬اإلتقاف في عموـ‬
‫القرآف‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد أبك الفضؿ إبراىيـ‪ ,‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪1320 ,‬ىػ‪1260 /‬ـ‪,‬ج‪9‬ص‪.64‬‬
‫(‪ )2‬عبد ا﵀ الجديع‪ ,‬المقدمات األساسية في عموـ القرآف‪ ,‬مركز البحكث اإلسبلمية ليدز – بريطانيا‪ ,‬الطبعة األكلى‬
‫‪ 1099‬ىػ ‪ 9441 -‬ـ‪ ,‬ص‪.74‬‬
‫(‪ )3‬المصدر السابؽ‪ ,‬ص‪.74‬‬
‫(‪ )4‬سكرة النساء‪ ,‬آية‪.49 :‬‬
‫(‪ )5‬محمد رشيد بف عمي رضا بف محمد شمس الديف بف محمد بياء الديف بف منبل عمي خميفة الحسيني القممكني(ت‪:‬‬
‫‪1340‬ىػ)‪ ,‬تفسير المنار‪ ,‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪1224 ,‬ـ‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.27‬‬
‫(‪ )6‬سكرة النساء‪ ,‬آية‪.03 :‬‬
‫(‪ )7‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.24 :‬‬
‫(‪ )8‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,14‬ص ‪.470‬‬
‫(‪ )9‬سكرة النساء‪ ,‬آية‪.03 :‬‬

‫‪‌ 11‬‬
‫ؽ وامسحوا ِبرء ِ‬
‫وس ُك ْـ َوأ َْر ُجمَ ُك ْـ إِلَى ا ْل َك ْع َب ْي ِف َوِا ْف ُك ْنتُ ْـ ُجنُ ًبا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَا ْغ ِسمُوا ُو ُج َ‬
‫وى ُك ْـ َوأ َْيد َي ُك ْـ إِلَى ا ْل َم َراف ِ َ ْ َ ُ ُ ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ضى أَو عمَى سفَ ٍر أَو جاء أ ِ‬
‫اء َفمَ ْـ تَ ِج ُدوا‬
‫س َ‬ ‫ستُـ ِّ‬
‫الن َ‬ ‫َح ٌد م ْن ُك ْـ م َف ا ْل َغائط أ َْو َال َم ْ ُ‬ ‫َ ْ َ َ َ‬ ‫فَاطَّ َّي ُروا َوِا ْف ُك ْنتُ ْـ َم ْر َ ْ َ‬
‫س ُحوا ِب ُو ُجو ِى ُك ْـ َوأ َْي ِدي ُك ْـ ِم ْن ُو‪.)1()َّ ...‬‬
‫ام َ‬ ‫ص ِع ً‬
‫يدا طَ ِّي ًبا فَ ْ‬ ‫اء فَتََي َّم ُموا َ‬
‫َم ً‬

‫ج‪ -‬تناكلت سكرة النساء تشريعات معينة يحتاج إلييا في كقت نزكليا بينما سكرة المائدة تناكلت‬
‫(‪)2‬‬
‫قاؿ عز كجؿ‬ ‫تشريعات تعد مف كماليات الشريعة‪ ,‬فمثبل بينت سكرة النساء أحكاـ الميراث‬
‫وف ِم َّما َق َّؿ‬ ‫يب ِم َّما تََر َؾ ا ْل َوالِ َد ِ‬
‫اف َو ْاألَ ْق َرُب َ‬ ‫وف ولِ ِّمن ِ ِ‬
‫ساء َنص ٌ‬ ‫اف َو ْاألَق َْرُب َ َ َ‬ ‫يب ِم َّما تََر َؾ ا ْل َوالِ َد ِ‬ ‫(لِ ِّمرج ِ ِ‬
‫اؿ َنص ٌ‬ ‫َ‬
‫وضا )(‪ ,)3‬كفي سكرة المائدة تحدث القرآف عف حكـ الصيد في البر كالبحر‬ ‫يبا َم ْف ُر ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْن ُو أ َْو َكثَُر َنص ً‬
‫ِ‬
‫َّارِة َو ُحِّرَـ َعمَ ْي ُك ْـ َ‬
‫ص ْي ُد ا ْل َبِّر َما‬ ‫اعا لَ ُك ْـ َولِ َّ‬
‫مسي َ‬ ‫كالبحر قاؿ عز كجؿ ( أُح َّؿ لَ ُك ْـ َ‬
‫ص ْي ُد ا ْل َب ْح ِر َوطَ َع ُ‬
‫ام ُو َمتَ ً‬
‫وف)(‪ )4‬كىذا حكـ يتعمؽ بكقت الحج حاؿ اإلحراـ (‪.)5‬‬ ‫ش ُر َ‬ ‫ُد ْمتُ ْـ ُح ُرًما َواتَّقُوا المَّ َو الَِّذي إِلَ ْي ِو تُ ْح َ‬

‫د‪ -‬اتساع نطاؽ الحديث عف المنافقيف كمف ثـ الييكد كالنصارل في سكرة النساء قاؿ عز كجؿ‬
‫وف َع ْن َؾ‬
‫صد َ‬ ‫اف ِق َ‬
‫يف َي ُ‬
‫ت ا ْلم َن ِ‬
‫سوؿ َأر َْي َ ُ‬ ‫(وِا َذا ِقي َؿ لَ ُي ْـ تَ َعالَ ْوا إِلَى َما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو َوِالَى َّ‬
‫الر ُ ِ‬ ‫عف المنافقيف َ‬
‫ودا)(‪ ,)6‬بينما اتسع نطاؽ الحديث عف الييكد كالنصارل في سكرة المائدة ككاف الخطاب خطاب‬
‫ص ُد ً‬
‫ُ‬
‫اإل ْن ِج َ‬ ‫ِ‬ ‫اب لَستُـ عمَى َ ٍ‬ ‫محاجة قاؿ عز كجؿ (قُ ْؿ يا أ ْ ِ‬
‫يؿ َو َما أُْن ِز َؿ‬ ‫يموا التَّْو َارةَ َو ِْ‬
‫ش ْيء َحتَّى تُق ُ‬ ‫َى َؿ ا ْلكتَ ِ ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫يد َّف َك ِث ا ِ‬
‫إِلَ ْي ُك ْـ ِم ْف َرِّب ُك ْـ َولَ َي ِز َ‬
‫س َعمَى ا ْلقَ ْوِـ‬ ‫ير م ْن ُي ْـ َما أُْن ِز َؿ إِلَ ْي َؾ م ْف َرِّب َؾ طُ ْغ َيا ًنا َو ُك ْف ًار فَ َال تَأْ َ‬
‫ً‬

‫(‪ )1‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.7 :‬‬


‫كؿ وٍ في التركة‪ ,‬ك ازرة األكقاؼ كالشئكف اإلسبلمية –الككيت‪,‬‬
‫ؼ حؽ ً‬ ‫(‪ )2‬الميراث‪ :‬ىك عمـ بأصكؿ مف فقو كحساب تي ىعّْر ي‬
‫الموسوعة الفقيية الكويتية‪ ,‬عدد األجزاء(‪ ,)04‬ج‪,3‬ص‪.16‬‬
‫(‪ )3‬سكرة النساء‪ ,‬آية‪.6 :‬‬
‫(‪ )4‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.27 :‬‬
‫(‪ )5‬حرـ ا﵀ عز كجؿ عمى المحرميف صيد البر أك شراءه‪ ,‬أك قبكلو كيبة كال خبلؼ بيف عمماء المسمميف في ذلؾ‪,‬‬
‫المرغيناني‪ ,‬عمي بف أبي بكر‪ ,‬اليداية في شرح بداية الميتدي‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬طبلؿ يكسؼ‪ ,‬دار إحياء التراث العربي ‪ -‬بيركت‬
‫– لبناف‪ .‬ج‪ ،909 ،993 / 9‬النككم‪ ,‬أبك زكريا محيي الديف يحيى بف شرؼ (ت‪767 :‬ىػ)‪ ,‬المجموع في شرح الميذب‬
‫(مع تكممة السبكي والمطيعي)‪ ,‬دارالفكر‪ ,‬ج‪ ,311،319 ،314 ،63 / 6‬ابف قدامة‪ ,‬أبك محمد مكفؽ الديف عبد ا﵀ بف‬
‫أحمد بف محمد الجماعيمي المقدسي ثـ الدمشقي الحنبمي(ت‪794 :‬ىػ)‪ ,‬المغني‪ ,‬مكتبة القاىرة‪ ,‬ج‪,497 ،494 /3‬‬
‫الحطاب‪ ,‬شمس الديف أبك عبد ا﵀ محمد بف محمد بف عبد الرحمف الطرابمسي المغربي الرُّعيني المالكي مواىب الجميؿ في‬
‫شرح مختصر خميؿ‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬الطبعة الثالثة‪1019,‬ىػ‪1229 -‬ـ‪,‬ج‪,3‬ص‪ ,169,161‬محمد بف أحمد القرطبي‪ ,‬الجامع‬
‫ألحكاـ القرآف‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.391‬‬
‫(‪ )6‬سكرة النساء‪ ,‬آية‪.71:‬‬

‫‪‌ 11‬‬
‫ا ْل َك ِ‬
‫اف ِر َ‬
‫يف)(‪ ,)1‬كبينت اآلية ألىؿ الكتاب أنيـ ليسكا عمى الديف الحؽ حتى يؤمنكا بجميع الكتب‬
‫السماكية كيعممكا بما فييا‪ ,‬كمف ذلؾ إتباع النبي محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ بكؿ ما جاء بو‬
‫كاالقتداء بو كبنيجو(‪.)3(,)2‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬ميزات سورة المائدة ومكانتيا بيف السور القرآنية الكريمة‪:‬‬

‫نداء فاقت عدد النداءات في سكرة البقرة كىذا ممحظ‬


‫‪ -1‬كثرة النداءات فييا كالتي بمغت ستة عشر ن‬
‫تربكم حيث تربي ىذه النداءات بيا أييا(الذيف آمنوا) المؤمنيف عمى اإليماف الذم يعيف عمى تطبيؽ‬
‫ود أ ِ‬
‫ُحمَّ ْت لَ ُك ْـ‬ ‫يف آَم ُنوا أ َْوفُوا ِبا ْل ُعقُ ِ‬ ‫َِّ‬
‫(يا أَي َيا الذ َ َ‬ ‫األحكاـ ‪ ,‬كمف ذلؾ قكلو تعالى في بداية السكرة َ‬
‫يد )(‪ )4‬إف ىذا‬ ‫الص ْي ِد َوأَْنتُ ْـ ُح ُرٌـ إِ َّف المَّ َو َي ْح ُك ُـ َما ُي ِر ُ‬
‫يم ُة ْاألَ ْن َع ِاـ إَِّال َما ُي ْتمَى َعمَ ْي ُك ْـ َغ ْي َر ُم ِحمِّي َّ‬
‫َب ِي َ‬
‫النداء يخاطب اإليماف الذم في القمكب المنبثؽ مف معرفة ا﵀ عز كجؿ كتعظيمو كخشيتو كعندما‬
‫يرتبط النداء بطمب فعؿ أمر ما أك بطمب ترؾ أمر ما يتحرؾ ىذا اإليماف فيسارع المؤمف إلى‬
‫تحقيؽ مراد ا﵀ عز كجؿ(‪ ,)5‬قاؿ ابف مسعكد‪ :‬رضي ا﵀ عنو‪" :‬إذا سمعت ا﵀ يقكؿ‪{ :‬يا أييا الذيف‬
‫الذيف آمنوا} فأرعيا سمعؾ‪ .‬يعني استمع ليا‪.‬؛ فإنو خير يأمر بو‪ ،‬أك شر ينيى عنو" (‪.)6‬‬

‫‪-9‬بياف ضبلالت النصارل كالرد عمييا كنقد أصكليا‪ :‬كالرد عمى عقيدة التثميث كعقيدة ألكىية‬
‫ِ‬ ‫عيسى عميو السبلـ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ (لَقَ ْد َكفَ َر الَِّذ َ‬
‫يف قَالُوا إِ َّف المَّ َو ُى َو ا ْل َمس ُ‬
‫يح ْاب ُف َم ْرَي َـ َوقَا َؿ‬

‫(‪ )1‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.79 :‬‬


‫(‪ )2‬ابف كثير‪ ,‬أبك الفداء إسماعيؿ بف عمر القرشي البصرم ثـ الدمشقي‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد حسيف‬
‫شمس الديف‪ ,‬دار الكتب العممية‪ ,‬منشكرات محمد عمي بيضكف‪ ,‬بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى ‪ 1012 -‬ىػ ج‪,9‬ص‪.101‬‬
‫(‪ )3‬فيما يتعمؽ بالتشابو بيف السكرتيف انظر محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪,‬ج‪ 7‬ص‪ ,166‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير‬
‫والتنوير‪,‬ج‪ 0‬ص ‪ ,60-64‬محمد سيد طنطاكم‪ ,‬التفسير الوسيط‪ ,‬دار نيضة مصر لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ,‬الفجالة‪-‬‬
‫القاىرة‪ ,‬الطبعة األكلى‪,‬ج‪, 0‬ص‪.14,4‬‬
‫(‪ )4‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.1 :‬‬
‫(‪ )5‬محمد سيد طنطاكم‪ ,‬التفسير الوسيط‪, ,‬ج‪ ,0‬ص‪.16,17‬‬
‫(‪ )6‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,1‬ص‪ ,360‬ابف أبي حاتـ‪ ,‬أبك محمد عبد الرحمف بف محمد بف إدريس بف المنذر‬
‫المنذر التميمي الحنظمي‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ ‪(،‬ت‪396 :‬ىػ)‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬أسعد محمد الطيب‪ ,‬مكتبة نزار مصطفى الباز‬
‫المممكة العربية السعكدية‪ ,‬الطبعة الثالثة‪1012 ,‬ىػ‪,‬ج‪,1‬ص‪.127‬‬

‫‪‌ 16‬‬
‫ش ِر ْؾ ِبالمَّ ِو فَقَ ْد َح َّرَـ المَّ ُو َعمَ ْي ِو ا ْل َج َّن َة‬
‫اع ُب ُدوا المَّ َو َرِّبي َو َرَّب ُك ْـ إِ َّن ُو َم ْف ُي ْ‬ ‫س َرِائ َ‬
‫يؿ ْ‬ ‫ِ‬
‫يح َيا َبني إِ ْ‬
‫ِ‬
‫ا ْل َمس ُ‬
‫صٍ‬
‫ار)(‪. )1‬‬ ‫النار وما لِمظَّالِ ِم َ ِ‬
‫َّ‬
‫يف م ْف أَ ْن َ‬ ‫َو َمأ َْواهُ ُ َ َ‬

‫الحجة عمييـ‪,‬‬ ‫ٌ‬ ‫المحاجة مع الييكد كالنصارل حيث يتعمـ المؤمنكف كيفية إقامة‬ ‫ٌ‬ ‫أسمكب‬ ‫‪ -3‬بياف‬
‫اء قَ ْوٍـ قَ ْد‬ ‫ؽ َوَال تَتَِّب ُعوا أ ْ‬ ‫اب َال تَ ْغمُوا ِفي ِد ِ‬‫َى َؿ ا ْل ِكتَ ِ‬
‫َى َو َ‬ ‫ين ُك ْـ َغ ْي َر ا ْل َح ِّ‬ ‫قكلو تعالى ( ُق ْؿ َيا أ ْ‬ ‫كمف ذلؾ‬
‫يؿ)(‪ )2‬يأمر ا﵀ نبيو محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ‬ ‫الس ِب ِ‬
‫اء َّ‬ ‫ضموا ع ْف سو ِ‬ ‫َضموا َك ِث ًا‬ ‫ضموا ِم ْف‬
‫ير َو َ َ َ َ‬ ‫قَ ْب ُؿ َوأ َ‬ ‫َ‬
‫بأف يقكؿ ليؤالء النصارل احذركا الغمك في عيسى عميو السبلـ فتقكلكا فيو أنو ا﵀ أك ابف ا﵀ كلكف‬
‫قكلكا ىك عبد ا﵀ ككممتو ألقاىا إلى مريـ كركح منو(‪. )3‬‬

‫‪ -0‬في سكرة المائدة أحكاـ نيائية ال تقبؿ النسخ(‪ ,)4‬كىذا كاف ّْ‬
‫جميان في آية تحريـ الخمر قاؿ عز‬
‫اف‬ ‫س ِم ْف َع َمؿ ا َّ‬
‫لش ْيطَ ِ‬ ‫َزال ُـ ِر ْج ٌ‬
‫اب َو ْاأل َْ‬
‫ص ُ‬
‫ِ‬
‫َم ُنوا إِ َّن َما ا ْل َخ ْم ُر َوا ْل َم ْيسر َو ْاألَ ْن َ‬ ‫الَِّذ َ‬
‫يف آ َ‬ ‫(يا أَي َيا‬ ‫كجؿ َ‬
‫وف) (‪.)5‬‬‫تُ ْفمِ ُح َ‬ ‫اجتَِن ُبوهُ لَ َعمَّ ُك ْـ‬
‫فَ ْ‬
‫(‪)6‬‬
‫كىي أكؿ سكرة استيمت بيا "أييا الذيف آمنكا" كىي أجمع‬ ‫‪ -4‬تعد سكرة المائدة مف السبع الطكاؿ‬

‫سكرة لفركع الشرائع مف التحميؿ كالتحريـ كاألمر كالنيي(‪.)7‬‬

‫(‪ )1‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.69 :‬‬


‫(‪ )9‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.66 :‬‬
‫(‪ )3‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,14‬ص‪.096‬‬
‫اف ثىابتا ىم ىع تراخيو ىعنوي‪,‬‬ ‫الداؿ عمى رفع الحكـ الثَّابًت بًا ٍل ًخطى ً‬
‫اب ا ٍل يمتىقى ٌدـ عمى ىكجو لكاله لى ىك ى‬ ‫(‪ )0‬النسخ‪ :‬يىك ا ٍلخطاب َّ‬
‫ى‬
‫الجويني‪ ,‬عبد الممؾ بف عبد ا﵀ بف يكسؼ بف محمد (‪069‬ىػ)‪,‬الورقات‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬د‪ .‬عبد المطيؼ محمد العبد‪،‬ج‪,1‬ص‪,91‬‬
‫أبك عبيد‪ ,‬القاسـ بف سبلٌـ بف عبد ا﵀ اليركم البغدادم(‪990‬ىػ)‪ ,‬الناسخ والمنسوخ في القرآف العزيز وما فيو مف‬
‫الفرائض والسنف‪ ,‬دراسة كتحقيؽ‪ :‬محمد بف صالح المديفر (أصؿ التحقيؽ رسالة جامعية)‪ ,‬مكتبو الرشد ‪ /‬شركة الرياض –‬
‫الرياض‪ ,‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1019 ،‬ىػ ‪ 1226 -‬ـ ج‪ 1‬ص‪.902,909‬‬
‫(‪ )4‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.24 :‬‬
‫(‪ )7‬الزرقاني‪ ,‬محمد عبد العظيـ‪ ,‬مناىؿ العرفاف في عموـ القرآف‪ ,‬الطبعة الثالثة‪ ,‬مطبعة عيسى البابي الحمبي‬
‫كشركاه‪,‬ج‪,1‬ص‪.349‬‬
‫(‪ )6‬ابف تيمية‪ ,‬تقي الديف أبك العباس أحمد بف عبد الحميـ بف تيمية الحراني (ت‪699 :‬ىػ)‪ ,‬مجموع الفتاوى‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬عبد‬
‫الرحمف بف محمد بف قاسـ‪ ,‬مجمع الممؾ فيد لطباعة المصحؼ الشريؼ‪ ،‬المدينة النبكية‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‬
‫‪1017‬ىػ‪1224/‬ـ‪,‬ج‪,10‬ص‪.102‬‬

‫‪‌ 13‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬معنى الشخصية والييودية‪:‬‬

‫المطمب األوؿ ‪ :‬الشخصية لغة واصطالحا‪:‬‬

‫أ‪ -‬الشخصية لغة‪ :‬مف شخص‪ ,‬كالشخص سكاد اإلنساف إذا رأيتو مف بعيد‪ ،‬ككؿ شيء رأيت‬
‫(‪)1‬‬
‫ككؿ شيء رأيت جسمانو‪ ،‬فقد رأيت‬ ‫جسمانو فقد رأيت شخصو‪ ،‬كجمعو‪ :‬الشخكص كاألشخاص‬
‫شخصو(‪ ,)2‬كفي الحديث‪" :‬ال شخص أغير مف ا﵀" (‪ ,)3‬كالشخص‪ :‬كؿ جسـ لو ارتفاع كظيكر‪،‬‬
‫ىي‬
‫الو ْع ُد الحؽ فإ َذا َ‬
‫اقترب َ‬
‫كالمراد بو إثبات الذات فاستعير ليا لفظ الشخص‪ ،‬قاؿ عز كجؿ(و َ‬
‫أبص ُار الذيف كفَروا)(‪ ,)4‬كشاخصة أم أجفانيـ ال تطرؼ(‪ ,)5‬كىذه المعاني السابقة مف‬ ‫َ ِ‬
‫ص ٌة َ‬
‫شاخ ً‬
‫رؤية كذات كجسـ لو ظيكر تيشير إلى و‬
‫ذات ىي اإلنساف‪ ,‬كىذا أمر ظاىر كحسي يتعمؽ باإلنساف‪.‬‬

‫ب‪ -‬الشخصية اصطالحا‪ :‬إف كؿ صفة تميز الفرد تؤلؼ جانبا مف جكانب شخصيتو‪ ,‬كعندما ييحكـ‬
‫و‬
‫جانب آخر كالذكاء مثبل عمى حساب التعامؿ مع‬ ‫عمى شخص ما فقد يراعى جانبا عمى حساب‬
‫الناس كبالتالي نصدر حكمان عميو مف زاكية كاحدة كىي مستكل الذكاء عنده سكاء كاف قكيا أك‬
‫ضعيفا مغفميف قدرتو في التعامؿ مع الناس فيككف الحكـ قاص انر‪ ,‬كلكف حيف ننظر إليو مف مختمؼ‬
‫و‬
‫كامؿ‪ ,‬كاألصؿ أف يؤخذ باالعتبار كؿ‬ ‫اضح‬ ‫و‬
‫كتصكر ك و‬ ‫الجكانب سنصؿ إلى حكـ دقيؽ عميو‬
‫مقكمات الشخصية مف نفسية كأخبلقية كاجتماعية كسمككية كغيرىا‪ ,‬كلذا فإف عمـ الشخصية حقكلو‬
‫متنكعة فيك يدرس في عمـ النفس كيدرس في عمـ االجتماع كفي عمـ الفمسفة ككؿ جية تتناكلو‬
‫مف زاكية معينة‪ ,‬إما نفسية أك سمككية أك منطقية‪.‬‬

‫)‪ (1‬األزىرم‪ ,‬محمد بف أحمد بف األزىرم اليركم أبك منصكر(ت‪364 :‬ىػ)‪ ,‬تيذيب المغة‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد عكض مرعب‪,‬‬
‫دار إحياء التراث العربي – بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى‪944 ،‬ـ‪.‬ج‪.6‬ص‪.37‬‬
‫)‪ (2‬ابف منظكر ‪ ,‬لساف العرب‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.04‬‬
‫(‪ )3‬مسمـ بف الحجاج‪ ,‬صحيح مسمـ‪ ,‬كتاب المعاف‪ ,‬باب انقضاء عدة المتكفى‪ ,‬رقـ الحديث(‪.)1029‬‬
‫)‪ (4‬سكرة األنبياء‪ ,‬آية‪.26 :‬‬
‫)‪ )5‬الراغب األصفياني‪ ,‬أبك القاسـ الحسيف بف محمد (ات‪449 :‬ىػ)‪ ,‬المفردات في غريب القرآف تحقيؽ‪ ,‬صفكاف عدناف‬
‫الداكدم‪ ,‬دار القمـ‪ ،‬الدار الشامية ‪ -‬دمشؽ بيركت‪ ,‬الطبعة‪ :‬األكلى ‪ 1019 -‬ىػ‪ ,‬ص‪.006‬‬

‫‪‌ 14‬‬
‫كرد في تعريؼ الشخصية العديد مف التعريفات‪ ,‬فمف ذلؾ (الشخصية ذلؾ النظاـ المتكامؿ مف‬
‫الدكافع كاالستعدادات الجسمية كالنفسية تشمؿ العقمية الفطرية منيا كالمكتسبة الثابتة نسبيا التي‬
‫تميز فردا معينا كتحدد أساليبو في تكيفو مع البيئة المادية كاالجتماعية )( ‪( )1‬الشخصية ىي نمط‬
‫سمككي مركب مف ثابت إلى حد يميز الفرد عف غيره مف األفراد كيتككف مف تنظيـ فريد لمجمكعة‬
‫كبيرة مف الكظائؼ كالسمات كاألجيزة المتفاعمة معا)(‪ ,)2‬كأيضا (الشخصية في كؿ إنساف تتألؼ‬
‫مف عقميتو كنفسو كال دخؿ لشكمو كال جسمو كال ىندامو كال غير ذلؾ فكؿ ذلؾ قشكر)(‪ ,)3‬كأيضا‬
‫(اليكية الحضارية التي تميز مجمكعة بشرية عما سكاىا)(‪.)4‬‬

‫يبلحظ مما ذكر أف الشخصية تبحث في الكؿ ال في الجزء كتعنى بالنظر إلى الفرد تقييما‬
‫كتشخيصا مف مختمؼ الزكايا كجميع الجكانب حتى تتكصؿ إلى مدل استعداد الشخص كتأىمو‬
‫مما يكسبو تمي از كاستقبلال عف اآلخريف كىذه الشخصية‬
‫لمتعامؿ مع األحداث كاتخاذ القرار المناسب ٌ‬
‫بكصفيا العاـ ىي نتيجة عممية تفاعؿ مركبة بيف اإلنساف الفرد مف جية‪ ،‬كبنياف مجتمعو كثقافتو‬
‫كتاريخو كبيئتو الطبيعية كاالجتماعية مف جية أخرل(‪.)5‬‬

‫كلمشخصية سمات ثابتة نسبيا بمعنى أف ما يتصؼ بو الفرد أك تتصؼ بو الجماعة قد يظؿ مبلزما‬
‫ليا كتتكارثو األجياؿ إال أف تظير استعدادات أخرل كفيمة بكسب سمات جديدة تصنع مف‬
‫الشخصية أنمكذجان آخر يختمؼ عف سابقو‪ ,‬لذا فإننا عندما نبحث عف الشخصية الييكدية مثبل‬
‫(‪)6‬‬
‫عدة كفرؽ‪ ,‬كمركا بأزمنة مديدة كبتاريخ طكيؿ‬ ‫ينبغي أف نراعي أف الييكد في الحقيقة شخصيات‬
‫عاصركا فيو أنبياء عدة كممككان‪ ,‬كقد بيف القرآف بآياتو الخالدة حقيقتيـ كصفاتيـ كعقائدىـ عمكما‬
‫كسكرة المائدة خصكصا‪ ,‬كىذا ما ينطبؽ عمييـ عمكما‪ ,‬كىـ متفاكتكف في تحقؽ ذلؾ فييـ‪ ,‬كالقرآف‬

‫)‪ (1‬كامؿ محمد عكيضة‪ ,‬عمـ النفس بيف الشخصية والفكر‪ ,‬دار الكتب العممية ‪1416 ,‬ىػ‪1996-‬ـ‪ ,‬ص‪.89‬‬
‫)‪ )2‬األنصارم‪ ,‬بدر قياس الشخصية‪ ,‬دار الكتاب الحديث‪ ,‬الطبعة األكلى‪6111‬ـ‪ ,‬ص‪.36‬‬
‫)‪ )3‬النبياني‪ ,‬تقي الديف‪ ,‬الشخصية اإلسالمية ( الجزء األوؿ)‪ ,‬دار األمة لمنشر كالتكزيع‪ ,‬الطبعة السادسة‪1464 ,‬ىػ‪-‬‬
‫‪6113‬ـ‪ ,‬ص‪ ,13‬ال يكافؽ الكاتب عمى استخداـ كممة قشكر في تعبيره عف الشكؿ كالينداـ ألف ظاىر اإلنساف لو أثره في‬
‫معرفة شخصيتو‪.‬‬
‫)‪)4‬الشيابي‪ ,‬إبراىيـ‪ ,‬استراتيجية القرآف في مواجية الييودية العالمية‪ ,‬منشكرات اتحاد الكتاب العرب‪1997,‬ـ‪,‬ص‪.11‬‬
‫)‪ (5‬المسيرم‪ ,‬عبد الكىاب‪ ,‬موسوعة الييود والييودية والصييونية‪ ,‬دار الشركؽ‪ ,‬الطبعة األكلى‪1999,‬ـ ج‪,3‬ص‪.456‬‬
‫)‪ (6‬المصدر السابؽ‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.455‬‬

‫‪‌ 15‬‬
‫كاف يستعمؿ صيغة التبعيض (مف) في حديثو عف أىؿ الكتاب كقكلو تعالى ( ِم َف الَِّذ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ادوا‬
‫يف َى ُ‬
‫َم ُنوا ِبالَِّذي أُْن ِز َؿ َعمَى الَِّذ َ‬
‫اب آ ِ‬
‫َى ِؿ ا ْل ِكتَ ِ‬
‫ط ِائفَ ٌة ِم ْف أ ْ‬
‫اض ِع ِو) ك( َوقَالَ ْت َ‬ ‫وف ا ْل َكمِـ ع ْف مو ِ‬
‫(‪)2‬‬
‫يف‬ ‫َ َ ََ‬ ‫ُي َحِّرفُ َ‬
‫ار وا ْكفُروا آ ِ‬
‫َخ َرهُ لَ َعمَّ ُي ْـ َي ْر ِج ُع َ‬ ‫َّ‬
‫وف )(‪ ,)3‬فيذا دليؿ عمى أف الييكد ليسكا سكاء في درجة‬ ‫َم ُنوا َو ْج َو الن َي ِ َ ُ‬
‫آَ‬
‫السكء كالشر بؿ ىـ درجات كمراتب كفرؽ‪ ,‬إال أف الكفر با﵀ كبرسكلو صمى ا﵀ عميو كسمـ أمر‬
‫اجتمعت عميو كؿ فرؽ الييكد كطكائفيـ‪ ,‬كينطمقكف جميعان مف مصادر مقدسة لدييـ كىي التكراة‬
‫كالتممكد‪ ,‬كأيضا ىدفيـ كاحد كىك المحافظة عمى الديف الييكدم كنصب العداكة لمشعكب األخرل‬
‫كخصكصان المسمميف منيـ‪ ,‬كجميع الييكد يمتقكف في سمات معينة كمشتركة عبر القركف تظير في‬
‫فئة كتختفي في أخرل كلكنيـ فيما بينيـ متباغضكف متنافركف كاف كانكا ظاى ار يدان كاحدةن كما قاؿ‬

‫شتَّى َذلِ َؾ ِبأ ََّن ُي ْـ قَ ْوٌـ َال َي ْع ِقمُ َ‬


‫وف)(‪.)4‬‬ ‫وب ُي ْـ َ‬
‫يعا َوُقمُ ُ‬
‫ِ‬
‫س ُب ُي ْـ َجم ً‬ ‫ش ِد ٌ‬
‫يد تَ ْح َ‬ ‫ْس ُي ْـ َب ْي َن ُي ْـ َ‬
‫عز كجؿ( َبأ ُ‬

‫المطمب الثاني معنى الييودية‪:‬‬

‫الييكدية في األصؿ مردىا إلى الديف الذم جاء بو مكسى عميو السبلـ الداعي إلى تكحيد ا﵀ عز‬
‫كجؿ كالمساكاة بيف الخمؽ كاعتبار التقكل ىي المقياس الحقيقي‪ ,‬كلكف بعد ردة الييكد كتحريفيـ‬
‫لمتكراة أصبحت الييكدية عمما عمى الديف الباطؿ الذم اخترعكه لذا فيي تعرؼ بأنيا(مصطمح‬
‫حادث يطمؽ عمى الديانة الباطمة المحرفة عف الديف الحؽ الذم جاء بو مكسى عميو السبلـ)(‪ )5‬أك‬
‫(ىي مجمكعة الشرائع كاآلثار كالعقائد الكاردة في العيد القديـ أك في التممكد الذم أعاد جمع ما‬
‫جاء في العيد القديـ)(‪ ,)6‬إذان الييكدية مصطمح يراد بو الشرائع التي اتبعت كالعقائد التي اعتنقت مف‬
‫مف قبؿ الييكد كذلؾ بعد نسخ شريعتيـ كتحريؼ التكراة فيي ليست شيئا سماكيان كاف كانت باألصؿ‬

‫سمِ ِم َ‬
‫يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آم ْنتُ ْـ ِبالمَّو فَ َعمَ ْيو تََو َّكمُوا إِ ْف ُك ْنتُ ْـ ُم ْ‬ ‫ِ‬
‫وسى َيا قَ ْوـ إ ْف ُك ْنتُ ْـ َ‬
‫اؿ ُم َ‬
‫دينان سماكيان قاؿ عز كجؿ ( َوقَ َ‬

‫)‪ (1‬حرؼ مف في المغة لو معاف عدة منيا‪ ,‬بياف الجنس‪ ,‬كابتداء الغاية‪ ,‬كالتبعيض‪ ,‬عبد ا﵀ بف عبد الرحمف العقيمي(ت‪:‬‬
‫‪769‬ىػ)‪ ,‬شرح ابف عقيؿ عمى ألفية ابف مالؾ‪ ,‬دار التراث ‪ -‬القاىرة‪ ،‬دار مصر لمطباعة‪ ،‬سعيد جكدة السحار كشركاه‪,‬‬
‫الطبعة العشركف‪ 1411 ,‬ىػ ‪ 1981 -‬ـ‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.15‬‬
‫)‪ (2‬سكرة النساء‪ ,‬آية‪.46:‬‬
‫)‪ (3‬سكرة آؿ عمراف‪ ,‬آية‪.76 :‬‬
‫)‪ (4‬سكرة الحشر‪ ,‬آية ‪.10:‬‬
‫)‪ )5‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪,‬ج‪,3‬ص‪.964‬‬
‫)‪ (6‬الكيالي‪ ,‬عبد الكىاب‪ ,‬موسوعة السياسة‪ ,‬سبعة أج ازء‪ ,‬المؤسسة العربية لمدراسات كالنشر‪ ,‬بيركت‪ -‬لبناف‪.‬‬
‫ج‪,6‬ص‪007.‬‬

‫‪‌ 16‬‬
‫ك( َوَن ِّج َنا ِب َر ْح َم ِت َؾ ِم َف ا ْلقَ ْوِـ‬ ‫(‪)2‬‬
‫) ك( فَقَالُوا َعمَى المَّ ِو تََو َّك ْم َنا َرَّب َنا َال تَ ْج َع ْم َنا ِفتْ َن ًة لِ ْمقَ ْوِـ الظَّالِ ِم َ‬
‫يف )‬ ‫(‪)1‬‬

‫ا ْل َك ِ‬
‫اف ِريف ىٍ)(‪.)3‬‬

‫لذا فبل يصح أف تعتبر مف األدياف السماكية عمى ما آلت إليو (كالييكدية اآلف ىي ديف انتسب‬
‫إليو أقكاـ مف شعكب كأجناس متعددة ال يربطيا إال رابط الديف كال صمة ليا مف قريب كال مف بعيد‬
‫بإبراىيـ عميو السبلـ كال ببني إسرائيؿ كال بقكـ مكسى عميو السبلـ)(‪.)4‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬معنى الشخصية الييودية‪:‬‬

‫بناء عمى ما سبؽ نستطيع أف نقكؿ بأف الشخصية الييكدية تعني السمات(‪)5‬الثابتة نسبيا كالمشتركة‬
‫(‪)6‬‬
‫عمى اختبلؼ أزمنتيـ كأمكنتيـ‪ ,‬كالحديث عنيا يعني‪ :‬إبراز ما‬ ‫كالمشتركة بيف كؿ فرؽ الييكد‬
‫تميزت بو ىذه الشخصية مف أخبلؽ كطباع كميكؿ جعمت منيا شيئا مستقبل ككينكنة خاصة عبر‬
‫الزمف بسبب مؤثرات خارجية كداخمية‪ ,‬كبتعريؼ آخر الشخصية الييكدية ىي تمؾ اليكية الحضارية‬
‫كالتي تككنت مف الفكر التكراتي كالمغة العبرية (‪.)7‬‬

‫)‪ (1‬سكرة يكنس‪ ,‬آية‪.90 :‬‬


‫)‪ (2‬سكرة يكنس‪ ,‬آية‪.94 :‬‬
‫)‪ (3‬سكرة يكنس‪ ,‬آية‪.97 :‬‬
‫)‪ )4‬عرابي‪ ,‬رجا عبد الحميد‪ ,‬سفر التاريخ الييودي‪ ,‬سفر التاريخ الييكدم تاريخيـ عقائدىـ فرقيـ نشاطاتيـ سمككياتيـ‬
‫الحركة الصييكنية كالقضية الفمسطينية‪ ,‬دار األكائؿ لمنشر كالتكزيع – دمشؽ ‪ ,‬الطبعة األكلى‪9449-‬ـ‪,‬الطبعة الثانية‪-‬‬
‫‪9447‬ـ‪ ,‬ص‪.66,67‬‬
‫)‪ )5‬السمات‪ :‬السمة العبلمة المميزة كصفة ثابتة تميز الفرد عف غيره‪ ,‬أحمد عزت‪ ,‬أصوؿ عمـ النفس‪ ,‬أحمد عزت راجح‬
‫ص‪ 39‬في اليامش‪.‬‬
‫)‪ )6‬الييكد تفرقكا إلى فرؽ عديدة‪ ,‬فعف أبي ىريرة‪ ،‬أف رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ قاؿ‪« :‬تفرقت الييكد عمى إحدل‬
‫كسبعيف أك اثنتيف كسبعيف فرقة‪ ،‬كالنصارل مثؿ ذلؾ‪ ،‬كتفترؽ أمتي عمى ثبلث كسبعيف فرقة» الترمذم‪ ,‬سنف الترمذي‪,‬‬
‫تحقيؽ‪ ,‬د‪ .‬بشار عكاد معركؼ‪ ,‬كتاب اإليماف‪ ,‬باب ما جاء في افتراؽ ىذه األمة رقـ الحديث(‪ ,)9704‬قاؿ الترمذم حديث‬
‫حسف صحيح‪,‬ج‪ ,0‬ص‪ ,399‬كفي ركاية أخرل عف عبد ا﵀ بف عمرك قاؿ‪ :‬قاؿ رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ (:‬كتفترؽ‬
‫أمتي عمى ثبلث كسبعيف ممة كميـ في النار إال ممة كاحدة قالكا كمف ىي يا رسكؿ ا﵀ قاؿ ما أنا عميو كأصحابي)‪ ,‬المصدر‬
‫السابؽ ‪ ,‬كتاب اإليماف‪ ,‬باب ما جاء في افتراؽ ىذه األمة‪ ,‬رقـ الحديث(‪ ,)9701‬كقاؿ أبك عيسى ىذا حديث مفسر غريب‬
‫ال نعرفو مثؿ ىذا إال مف ىذا الكجو‪ ,‬ج‪,0‬ص‪.393‬‬
‫)‪ (7‬إبراىيـ الشيابي‪ ,‬استراتيجية القرآف في مواجية الييودية العالمية ‪ ,‬ص‪.13‬‬

‫‪‌ 17‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الشخصية الييودية قبؿ اإلسالـ‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬معنى كممة الييود لغة واصطالحا‪:‬‬

‫أ‪-‬الييود لغة‪ :‬اختمؼ في كممة "ييكد" مف حيث األصؿ ىؿ ىي عربية مشتقة أـ أعجمية؟ فقاؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫(التكبة ىاد ييكد‬ ‫البعض إنيا عربية مشتقة مف اليكد كالتكبة كالرجكع ‪ ,‬كرد في لساف العرب‬
‫ىكدا‪ .‬تيكد تاب كرجع إلى الحؽ فيك ىائد كقكـ ىكد كالتيكد‪ :‬التكبة كالعمؿ الصالح ‪.‬ىاد إذا رجع‬
‫مف خير إلى شر أك مف شر إلى خير‪ .‬كييكد اسـ لمقبيمة ‪.‬كىكد الرجؿ حكلو إلى ممة ييكد كفي‬
‫(‪)2‬‬
‫كالتيكيد أف يصير‬ ‫الحديث (كؿ مكلكد يكلد عمى الفطرة حتى يككف أبكاه ييكدانو أك ينصرانو)‬
‫اإلنساف ييكديا كىاد تيكد إذا صار ييكديا‪ ,‬كالتيكيد السير الرفيؽ ) كفي معجـ مقاييس المغة(‪()3‬فأما‬
‫المغة(‪ ()3‬فأما الييكد مف ىاد ييكد اذا تاب ىكدا ‪.‬كسمكا بو ألنيـ تابكا عف عبادة العجؿ) كفي‬
‫الحؽ ‪ ,‬كيقاؿ أيضان‪ :‬ىاد كتيكد‪ ،‬إذا صار ييكديا )‬
‫ٌ‬ ‫الصحاح(‪ ()4‬ىاد ييكدا ىكدا‪ :‬تاب كرجع إلى‬
‫إذان جذكر الكممة تدؿ عمى عدة معاف‪:‬‬

‫‪ -1‬الرجكع كالتكبة‪.‬‬

‫‪ -9‬التحكؿ إلى الييكدية‪.‬‬

‫‪ -3‬المشي برفؽ‪.‬‬

‫(‪)5‬‬
‫(كاالسـ‬ ‫كقاؿ البعض اآلخر إنيا غير عربية أم أعجمية كرد في المفردات في غريب القرآف‬
‫العمـ قد يتصكر منو معنى ما يتعاطى المسمى بو أم المنسكب إليو ثـ يشتؽ منو نحك قكليـ تفرعف‬
‫فبلف كتطفؿ إذا فعؿ فعؿ فرعكف في الجكر كفعؿ طفيؿ في إتياف الدعكات مف غير استدعاء‬
‫كتيكد في مشيو إذا مشى مشيا رفيقا تشبييا بالييكد في حركتيـ عند القراءة)‪ ,‬كفي غريب القرآف(‪()6‬‬

‫(‪ )1‬ابف منظكر‪ ,‬ج‪ 3‬ص‪.004,032‬‬


‫(‪ )2‬محمد بف اسماعيؿ البخارم‪ ,‬صحيح البخاري‪ ,‬كتاب الجنائز‪ ,‬باب ما قيؿ في أكالد المشركيف‪ ,‬رقـ الحديث (‪.)1394‬‬
‫(‪)3‬ابف فارس‪،‬ج‪,7‬ص‪.19,16‬‬
‫(‪ )4‬الجكىرم‪ ,‬إسماعيؿ بف حماد الفارابي(ت‪323 :‬ىػ)‪ ,‬الصحاح تاج المغة وصحاح المغة العربية‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬أحمد عبد‬
‫الغفكر عطار‪ ,‬دار العمـ لممبلييف – بيركت الطبعة الرابعة ‪ 1046 ,‬ىػ ‪ 1296 -‬ـ‪ ,‬عدد األجزاء‪ .7 :‬ج‪,9‬ص‪.446‬‬
‫(‪ )5‬الراغب األصفيانى‪,‬ص‪.906‬‬

‫‪‌ 18‬‬
‫القرآف(‪ ()1‬ىك ىانت الييكد تنسب إلى ييكذاء بف يعقكب ‪ ،‬فسمكا الييكذ‪ ،‬كعربت بًالداؿ)‪ .‬كفي تيذيب‬
‫األسماء كالمغات(‪()2‬كقيؿ‪ :‬الييكد معرب مف ييكذا بف يعقكب عمييما الصبلة كالسبلـ بالذاؿ‬
‫(‪)3‬‬
‫(كىذا ما‬ ‫المعجمة عرب ثـ نسب الكاحد إليو) كفي الشخصية الييكدية في القرآف الكريـ قاؿ‬
‫نميؿ إليو كنرجحو كنكاد نرل أنو تعريب لكممة "ييكذا" التي ىي اسـ أحد أسباط بني إسرائيؿ)‬
‫كيميؿ الباحث إلى الرأم الثاني عمى أف كممة "ييكد" أعجمية كما اشتؽ منيا ليس جذ انر ليا كلكف‬
‫معنى متصك ار فييا تحتممو الكممة‪.‬‬

‫ب‪-‬الييود اصطالحا‪ :‬ىـ المتبعكف لشريعة التك ارة بعد تحريفيا مف بني إسرائيؿ كغيرىـ مف‬
‫األجناس كالركـ مثبلن(‪ ,)4‬كبعبارة أخرل الييكد‪:‬ىـ الذيف يزعمكف أنيـ أتباع مكسى عميو السبلـ(‪,)5‬‬
‫فكؿ مف اعتنؽ الديانة الييكدية بعد التحريؼ فيك ييكدم كاف كاف ينتسب إلى بني إسرائيؿ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬التسمسؿ التاريخي لمييود‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬النشأة والميالد‪ :‬حتى نتعرؼ عمى تاريخ الييكد البد لنا مف الرجكع إلى القرآف الكريـ الذم‬
‫قص عمينا مف قصص األكليف كسرد لنا شيئا مف تاريخيـ كحياتيـ‪ ,‬كالييكد في القرآف ىـ مف‬
‫أصكؿ طاىرة نشأت منيا الفركع الطيبة كالفركع الفاسدة كىـ الييكد‪ ,‬كيرجع نسب الييكد إلى أبي‬
‫يف أَ ْن َع َـ المَّ ُو‬‫األنبياء إبراىيـ عميو السبلـ كىذا ما قرره القرآف الكريـ ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ ( أُولَ ِئ َؾ الَِّذ َ‬
‫س َرِائ َ‬
‫يؿ َو ِم َّم ْف َى َد ْي َنا‬ ‫يـ َوِا ْ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫َدـ َو ِم َّم ْف َحم ْم َنا معَ ُن ٍ ِ‬
‫وح َوم ْف ُذِّريَّة إ ْب َراى َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫يف م ْف ُذِّريَّة آ َ َ‬
‫الن ِب ِّي َ ِ‬
‫َعمَ ْي ِيـ ِم َف َّ‬
‫ْ‬
‫َّدا َوُب ِكيًا )(‪ ,)6‬كالذم عنى بو مف ذرية إبراىيـ‬ ‫سج ً‬‫الر ْح َم ِف َخروا ُ‬ ‫ات َّ‬ ‫اجتََب ْي َنا إِ َذا تُ ْتمَى َعمَ ْي ِي ْـ آ ََي ُ‬
‫َو ْ‬
‫إسحاؽ كيعقكب كاسماعيؿ عمييـ السبلـ ‪ ،‬كالذم عنى بو مف ذرية إسرائيؿ‪ :‬مكسى كىاركف كزكريا‬

‫(‪ )1‬السجستاني‪ ,‬محمد بف يعزير (ت‪334:‬ىػ)‪ ,‬غريب القرآف المسمى بنزىة القموب‪ ،‬تحقٍق‪ :‬محمد أديب عبد الكاحد‬
‫جمراف‪ ,‬دار قتيبة – سكريا‪ ,‬الطبعة ‪ :‬األكلى ‪ 1017 ،‬ىػ ‪ 1224 -‬ـ‪ ,‬ص‪.024‬‬
‫(‪ )2‬محيي الديف يحيى بف شرؼ النككم‪,‬ج‪,0‬ص‪.190‬‬
‫(‪ )3‬صبلح عبد الفتاح الخالدم‪ ,‬ص‪.34‬‬
‫(‪ )4‬قدح‪ ,‬محمكد عبد الرحمف‪ ,‬موجز تاريخ الييود والرد عمى بعض مزاعميـ الباطمة‪ ,‬الجامعة اإلسبلمية بالمدينة المنكرة‪,‬‬
‫الطبعة السنة التاسعة كالعشركف ‪ -‬العدد (‪1012 /1019(- )146‬ىػ)‪ ,‬ص‪.11‬‬
‫(‪)5‬الخمؼ‪ ,‬سعكد عبد العزيز‪ ,‬دراسات في األدياف الييودية والنصرانية‪ ,‬مكتبة أضكاء السمؼ‪ ،‬الرياض‪ ،‬المممكة العربية‬
‫السعكدية‬
‫الطبعة الرابعة‪1094 ،‬ىػ‪9440/‬ـ‪ ,‬ص‪.04‬‬
‫(‪ )6‬سكرة مريـ‪ ,‬آية‪.49 :‬‬

‫‪‌ 19‬‬
‫كعيسى عمييـ السبلـ كأمو مريـ رضي ا﵀ عنيا(‪ ,)1‬كقد استقر المقاـ بإبراىيـ عميو السبلـ في فترة‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫طا‬‫َّي َناهُ َولُو ً‬
‫(وَنج ْ‬
‫مف زمف دعكتو في أرض الشاـ كخصكصا في مدينة الخميؿ ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ َ‬
‫يف)(‪ ,)4‬ككلد لمنبي إبراىيـ عميو السبلـ كلداف ىما إسماعيؿ‬ ‫ييا لِ ْم َعالَ ِم َ‬ ‫ِ‬ ‫إِلَى ْاألَر ِ ِ‬
‫ض الَّتي َب َارْك َنا ف َ‬ ‫ْ‬
‫اؽ إِ َّف‬
‫س َح َ‬ ‫كاسحاؽ عمييما السبلـ قاؿ عز كجؿ (ا ْلحم ُد لِمَّ ِو الَِّذي و َىب لِي عمَى ا ْل ِكب ِر إِسم ِ‬
‫يؿ َوِا ْ‬‫اع َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬
‫اء )(‪.)5‬‬ ‫رِّبي لَس ِميع الدع ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬

‫كذرية إبراىيـ عميو السبلـ تنقسـ إلى قسميف‪ :‬األوؿ‪ :‬القسـ العربي‪)6(:‬كيعكد نسبيـ إلى إسماعيؿ‬
‫(وِا ْذ‬
‫عميو السبلـ كالذم استقر بو المقاـ في مكة المكرمة كتشيد بذلؾ آيات منيا قكلو عز كجؿ َ‬
‫ككاف لو دكر‬ ‫(‪)7‬‬
‫الس ِميعُ ا ْل َعمِي ُـ)‬
‫ت َّ‬‫َّؿ ِم َّنا إِ َّن َؾ أَ ْن َ‬ ‫اع َد ِم َف ا ْلب ْي ِت وِاسم ِ‬
‫اعي ُؿ َربَّ َنا تَقَب ْ‬ ‫َ َ َْ‬
‫اىيـ ا ْلقَو ِ‬
‫ِ‬
‫َي ْرفَعُ إِ ْب َر ُ َ‬
‫في رفع القكاعد مع أبيو إبراىيـ عميو السبلـ كما في اآلية المذككرة سابقا(‪.)8‬‬

‫(‪)9‬‬
‫كتبمكرت في عيد ابنو‬ ‫الثاني‪ :‬القسـ اإلسرائيمي ‪ :‬كبدأت نكاتو األكلى مف إسحاؽ عميو السبلـ‬
‫ِ‬ ‫ض ِح َك ْت فَ َب َّ‬
‫ام َأرَتُ ُو قَ ِائ َم ٌة فَ َ‬
‫اؽ‬ ‫اؽ َو ِم ْف َو َراء إِ ْ‬
‫س َح َ‬ ‫اىا ِبِإ ْ‬
‫س َح َ‬ ‫ش ْرَن َ‬ ‫يعقكب عميو السبلـ قاؿ عز كجؿ ( َو ْ‬
‫(‪)10‬‬
‫كقد سمي يعقكب في القرآف بإسرائيؿ ككرد ىذا االسـ مرتاف األكلى في قكلو عز كجؿ (‬ ‫وب)‬
‫َي ْعقُ َ‬
‫يـ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َدـ َو ِم َّم ْف َحم ْم َنا م َع ُن ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الن ِب ِّي َ ِ‬
‫يف أَ ْن َعـ المَّ ُو َعمَ ْي ِيـ ِم َف َّ‬ ‫ِ َِّ‬
‫وح َوم ْف ُذِّريَّة إ ْب َراى َ‬ ‫َ َ‬ ‫يف م ْف ُذِّريَّة آ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫أُولَئ َؾ الذ َ َ‬
‫َّدا َوُب ِكيًا)(‪ )11‬كالمرة الثانية‬ ‫الر ْح َم ِف َخروا ُ‬
‫سج ً‬ ‫ات َّ‬ ‫يؿ َو ِم َّم ْف َى َد ْي َنا َو ْ‬
‫اجتََب ْي َنا إِ َذا تُ ْتمَى َعمَ ْي ِي ْـ آ ََي ُ‬ ‫س َرِائ َ‬
‫َوِا ْ‬

‫(‪ )1‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,19‬ص‪.910‬‬


‫ييا ِل ْم َعالَ ِم َ‬
‫يف) قاؿ‪ :‬الشأـ‪ ،‬جامع البياف في تأويؿ آي‬ ‫ِ‬ ‫طا إِلَى األَر ِ ِ‬
‫ض الَّتي َب َارْك َنا ف َ‬ ‫ْ‬ ‫َّي َناهُ َولُو ً‬
‫أبي بف كعب ( َوَنج ْ‬
‫(‪ )2‬عف ٌ‬
‫القرآف‪,‬ج‪,19‬ص‪.079‬‬
‫(‪ )3‬مصطفى مراد الدباغ‪ ,‬بالدنا فمسطيف‪ ,‬طبعة جديدة‪ ,‬دار اليدل – كفر قرع ‪,‬ج‪ 4‬القسـ الثاني ص‪.32‬‬
‫(‪ )4‬سكرة األنبياءآية‪61:‬‬
‫(‪ )5‬سكرة ابراىيـ‪ ,‬آية‪32 :‬‬
‫(‪ ) 6‬قبؿ النبي إسماعيؿ كانت تسمى العرب بالعاربة كىـ قبائؿ كثيرة كعاد كثمكد كجرىـ كالعرب المستعربة ىـ مف كلد‬
‫اسماعيؿ الذم يعتبر أكؿ مف تكمـ بالعربية كالتي تعمميا مف أمو ىاجر كىي مف قبيمة جرىـ‪ ,‬ابف كثير‪ ,‬البداية والنياية‪,‬‬
‫تحقيؽ‪ :‬عمي شيرم‪ ,‬دار إحياء التراث العربي‪ ,‬الطبعة األكلى‪ ،1049‬ىػ ‪1299 -‬ـ‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.139‬‬
‫(‪ )7‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.196 :‬‬
‫(‪)8‬ابف كثير‪ ,‬قصص األنبياء‪ ,‬تحقٍق‪ :‬مصطفى عبد الكاحد‪ ,‬مطبعة دار التأليؼ – القاىرة الطبعة األكلى‪1399 ،‬ىػ‬
‫‪1279‬ـ‪,‬ج‪,1‬ص‪.04‬‬
‫(‪ )9‬إسحاؽ عميو السبلـ ىك كالد إسرائيؿ كىك يعقكب عميو السبلـ‪ ,‬ابف كثير‪ ,‬البداية والنياية‪,‬ج‪,1‬ص‪.193‬‬
‫(‪ )10‬سكرة ىكد‪ ,‬آية‪.61 :‬‬
‫(‪ )11‬سكرة مريـ‪ ,‬آية‪.49 :‬‬

‫‪‌ 61‬‬
‫س َرِائي ُؿ َعمَى َن ْف ِس ِو ِم ْف قَْب ِؿ أَ ْف‬ ‫س َرِائ َ‬
‫يؿ إَِّال َما َح َّرَـ إِ ْ‬
‫في قكلو تعالى ( ُكؿ الطَّع ِاـ َك َ ِ ِ ِ‬
‫اف ح ًال ل َبني إِ ْ‬ ‫َ‬
‫يف )(‪ )1‬كالمراد بإسرائيؿ في المكضعيف يعقكب‬ ‫ص ِاد ِق َ‬
‫وىا إِ ْف ُك ْنتُ ْـ َ‬
‫تَُن َّز َؿ التَّو ارةُ ُق ْؿ فَأْتُوا ِبالتَّور ِ‬
‫اة فَا ْتمُ َ‬‫َْ‬ ‫َْ‬
‫يعقكب عميو السبلـ(‪ ,)2‬كقد كرد في القرآف شيئا عف حياة يعقكب عميو‬

‫السبلـ كأسرتو كذلؾ في سكرة يكسؼ عميو السبلـ كنكجزىا عمى النحك اآلتي‪:‬‬

‫أ‪-‬كاف يعقكب عميو السبلـ كزكجو كأكالده يعيشكف في منطقة البدك قاؿ عز كجؿ ( وجاء بكـ مف‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫كبمغ عدد أبناء‬ ‫كالبدك مسكف يعقكب ككاف بأرض كنعاف ككانكا أىؿ مكاش كبرية‬ ‫البدو‪)..‬‬
‫َح َد‬ ‫يو َيا أ ََب ِت إِ ِّني َأر َْي ُ‬
‫ت أَ‬
‫ؼ ِألَِب ِ‬
‫وس ُ‬ ‫يعقكب اثنا عشر مع يكسؼ عميو السبلـ قاؿ عز كجؿ(إِ ْذ قَ َ‬
‫اؿ ُي ُ‬
‫يف)(‪ )5‬كقد أكصاىـ بأف يدينكا بديف اإلسبلـ كال‬ ‫اج ِد َ‬
‫س ِ‬ ‫ِ‬
‫س َوا ْلقَ َم َر َأر َْيتُ ُي ْـ لي َ‬ ‫ش َر َك ْو َك ًبا َو َّ‬
‫الش ْم َ‬ ‫َع َ‬
‫ِ‬ ‫اى ِ ِ‬ ‫يمكتكا إال كىـ مسممكف قاؿ عز كجؿ (وو َّ ِ ِ ِ‬
‫طفَى‬ ‫وب َيا َبن َّي إِ َّف المَّ َو ْ‬
‫اص َ‬ ‫يـ َبنيو َوَي ْعقُ ُ‬
‫صى ب َيا إ ْب َر ُ‬ ‫ََ‬
‫وف)(‪ )6‬أم (فبل تفارقكا ىذا الديف كىك اإلسبلـ أياـ حياتكـ‬ ‫سمِ ُم َ‬
‫ِّيف فَ َال تَ ُموتُ َّف إَِّال َوأَْنتُ ْـ ُم ْ‬
‫لَ ُك ُـ الد َ‬
‫كذلؾ أف أحدا ال يدرم متى تأتيو منيتو)(‪.)7‬‬

‫ب‪ -‬في عيد النبي يعقكب عميو السبلـ بدأ تشكؿ بني إسرائيؿ كذلؾ مف خبلؿ أبنائو كذ اررييـ كىـ‬
‫األسباط(‪ ,)8‬كليس في القرآف الكثير عف حياة يعقكب إال فيما يتعمؽ مف أحداث كقعت البنو يكسؼ‬

‫(‪ )1‬سكرة آؿ عمراف‪ ,‬آية‪.23 :‬‬


‫(‪ ) 2‬إسرائيؿ لقب نبي ا﵀ يعقكب بف اسحؽ بف خميؿ ا﵀ إبراىيـ عميو السبلـ قيؿ معناه األمير المجاىد مع ا﵀‪ ,‬أك عبد‬
‫ا﵀ كصفكتو مف خمقو‪ ,‬كرد في الحديث الذم ركاه ابف عباس قاؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ سائبل الييكد‪ :‬ىؿ تعممكف أف‬
‫إسرائيؿ يعقكب مرض مرضا شديدا‪,)..‬أحمد بف حنبؿ الشيباني‪ ,‬مسند اإلماـ أحمد بف حنبؿ ‪ ,‬تحقيؽ أحمد شاكر‪ ,‬مسند‬
‫عبد ا﵀ بف عباس‪ ,‬رقـ الحديث(‪ ,) 9061‬قاؿ المحدث أحمد شاكر إسناده صحيح‪ ,‬ج‪,3‬ص‪ ,193,‬أبك داكد سميماف بف‬
‫داكد بف الجاركد البصرل‪ ,‬مسند أبي داود الطيالسي‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬الدكتكر محمد بف عبد المحسف التركي ‪ ,‬دار ىجر – مص‪,‬‬
‫الطبعة األكلى‪ 1012,‬ىػ ‪ 1222 -‬ـ‪ ,‬باب كشير بف حكشب‪ ,‬رقـ الحديث(‪,)9940‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في‬
‫تأويؿ آي القرآف‪,‬ج‪,1‬ص‪ ,443,‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪,‬ج‪,1‬ص‪.904‬‬
‫(‪ )3‬سكرة يكسؼ‪ ,‬آية‪.144 :‬‬
‫(‪)4‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪,‬ج‪,0‬ص‪ ,343‬السيكطي‪ ,‬الدر المنثور في التفسير بالمأثور‪ ,‬ج‪,0‬ص‪.492‬‬
‫(‪ )5‬سكرة يكسؼ‪ ,‬آية‪.0:‬‬
‫(‪ )6‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.139 :‬‬
‫(‪ )7‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,3‬ص‪ ,27‬كعف الفضيؿ بف عياض رحمو ا﵀ أنو قاؿ‪ :‬إال كأنتـ مسممكف‪ :‬أم‬
‫محسنكف بربكـ الظف‪ ,‬البغكم‪ ,‬معالـ التنزيؿ في تفسير القرآف‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.164.‬‬
‫َم َّنا ِبالمَّ ِو َو َما أُْن ِز َؿ إِلَ ْي َنا َو َما‬
‫(‪ )8‬يرل بعض المفسريف بأف األسباط المذككريف في القرآف الكريـ في قكلو تعالى (قُولُوا آ َ‬
‫اؽ ويعقُوب و ْاألَسب ِ‬ ‫اىيـ وِا ِ‬ ‫ِ‬
‫اط) البقرة(‪ ,)137‬ىـ كلد يعقكب ‪ ,‬قاؿ ابف جريج‪ :‬قاؿ ابف عباس‪(:‬‬ ‫س َح َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫أُْن ِز َؿ إِلَى إِ ْب َر َ َ ْ‬
‫س َماعي َؿ َوِا ْ‬
‫‪‌ 61‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اء بالمقاء بأبيو‬
‫ابتداء مف مكضكع الرؤيا كمف ثـ إلقائو مف قبؿ إخكتو في الجب كانتي ن‬
‫ن‬ ‫كتتابعيا‬
‫كأمو في مصر(‪. )2‬‬

‫كقد بعث ا﵀ عز كجؿ رسبلن إلى بني إسرائيؿ ال يعرؼ عددىـ كمف أشيرىـ مكسى كداكد كسميماف‬
‫كعيسى صمكات ا﵀ عمييـ أجمعيف‪ ,‬فكؿ نبي ينتيي نسبو إلى يعقكب فيك نبي مف أنبياء بني‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وسى لقَ ْو ِمو َيا قَ ْوِـ ا ْذ ُك ُروا ن ْع َم َة المَّو َعمَ ْي ُك ْـ إِ ْذ َج َع َؿ في ُك ْـ أَ ْن ِب َي َ‬
‫(‪)3‬‬
‫اء‬ ‫اؿ ُم َ‬ ‫إسرائيؿ ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ( َوِا ْذ قَ َ‬
‫يف )(‪ )4‬كمف نعـ ا﵀ عز كجؿ عمى بني إسرائيؿ‬ ‫َح ًدا ِم َف ا ْل َعالَ ِم َ‬ ‫ِ‬
‫َو َج َعمَ ُك ْـ ُممُو ًكا َوآَتَا ُك ْـ َما لَ ْـ ُي ْؤت أ َ‬
‫كثرة األنبياء الذيف بعثكا فييـ(‪.)5‬‬

‫كىذه نبذة مف تاريخيـ في زمف مكسى كعيسى عمييما السبلـ كحاليـ قبؿ البعثة النبكية لعبلقة ىذه‬
‫األزماف خاصة بسكرة المائدة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬بنو إسرائيؿ في زمف موسى عميو السالـ‪:‬‬

‫بعث ا﵀ عز كجؿ النبي مكسى عميو السبلـ إلى بني إسرائيؿ نبيان كرسكالن في فترة عصيبة حيث‬
‫كانت المعاناة عمى أشدىا كالذلة كالميانة في أعمى صكرىا‪ .‬فقد كاف فرعكف حاكما عمى مصر‬

‫األسباط) بنك يعقكب‪ ،‬كانكا اثني عشر رجبل كؿ كاحد منيـ كلد سبطا‪ ,‬أمة مف الناس‪ ,‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في‬
‫تأويؿ القرآف‪,‬ج‪,9‬ص‪ ,191‬البغكم‪ ,‬معالـ التنزيؿ في تفسير القرآف‪,‬ج‪,1‬ص‪ ,169‬القرطبي‪ ,‬الجامع ألحكاـ‬
‫القرآف‪,‬ج‪,9‬ص‪ ,101‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪,‬ج‪,1‬ص‪ ,399‬كفريؽ آخر يرل أنيـ حفدة ذرارم يعقكب االثني‬
‫عشر‪ ,‬محمكد بف عمرك بف أحمد‪ ،‬الزمخشرم‪ ,‬الكشاؼ عف حقائؽ غوامض التنزيؿ‪, ,‬ج‪,1‬ص‪ ,124‬كفريؽ آخر يرل أنيـ‬
‫شعكب كقبائؿ بني إسرائيؿ يقكؿ صاحب المنار(كاألسباط‪ :‬ىـ أكالد يعقكب كالفرؽ أك الشعكب المتشعبة مف االثني عشر‬
‫منيـ) محمد رشيد رضا‪,‬ج‪,1‬ص‪ ,.326‬كلعؿ ما قالو الشيخ محمد رشيد رضا مف كبلـ جامع ىك األنسب الشتمالو عمى‬
‫أكالد يعقكب كذ اررييـ‪.‬‬
‫(‪ )1‬الجب‪ :‬أم البئر‪ ,‬الراغب األصفياني‪ ,‬المفردات في غريب القرآف‪ ,‬ص‪.199‬‬
‫َم ِن َ‬
‫يف) سكرة يكسؼ‪ ,‬آية‪.22:‬‬ ‫شاء المَّ ُو آ ِ‬
‫ص َر إِ ْف َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ؼ آ ََوى إِلَ ْيو أ ََب َوْيو َوقَا َؿ ْاد ُخمُوا م ْ‬
‫وس َ‬
‫(‪ )2‬قاؿ عز كجؿ( َفمَ َّما َد َخمُوا َعمَى ُي ُ‬
‫(‪ )3‬عف ابف عباس‪ :‬كؿ األنبياء مف بني إسرائيؿ إال عشرة‪ ,‬نكح كىكد كصالح كشعيب كابراىيـ كلكط كاسماعيؿ كاسحاؽ‬
‫كيعقكب كمحمد عمييـ الصبلة كالسبلـ‪ ,‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.399‬‬
‫(‪ )4‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.94 :‬‬
‫(‪ )5‬قاؿ صاحب المنار(جعؿ ا﵀ فييـ النبكة زمنا طكيبل ككانت ميزة ليـ عمى كثير مف األمـ كالشعكب) محمد رشيد رضا‪,‬‬
‫تفسير المنار‪,‬ج‪,1‬ص‪.901‬‬

‫‪‌ 66‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مكسى‪ ,‬كقد شف حممة شعكاء عمى بني اسرائيؿ خكفا مف أف يكلد مف بينيـ مف‬ ‫كيعرؼ بفرعكف‬
‫ييدد عرشو كيككف سببا في زكاؿ ممكو فأمر جنكده بذبح األبناء كاستحياء النساء كالقرآف أضاؼ‬
‫(‪)3‬‬
‫قاؿ عز‬ ‫الفعؿ إلى آؿ فرعكف(‪ )2‬داللة عمى أف الذم يباشر القتؿ ىك القاتؿ كاف كاف مأمك انر بو‬
‫اء ُك ْـ‬ ‫وء ا ْل َع َذ ِ‬ ‫َّي َنا ُكـ ِم ْف آ ِ ِ‬
‫وف أ َْب َن َ‬
‫اب ُي َذ ِّب ُح َ‬ ‫س َ‬‫وموَن ُك ْـ ُ‬
‫س ُ‬‫َؿ ف ْر َع ْو َف َي ُ‬ ‫(وِا ْذ َنج ْ ْ‬ ‫كجؿ مخاطبا بني إسرائيؿ َ‬
‫يـ )(‪ ,)4‬كفرعكف كقكمو مف األقباط(‪ )5‬كىؤالء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ويستَ ْحي َ ِ‬
‫اء ُك ْـ َوفي َذل ُك ْـ َب َال ٌء م ْف َرِّب ُك ْـ َعظ ٌ‬
‫س َ‬‫وف ن َ‬ ‫ََ ْ ُ‬
‫يحتقركف اإلسرائيمييف المقيميف في مصر‪ ,‬كببعثة مكسى بدأت المعادلة تتغير ككانت بداية النياية‬
‫لفرعكف كقد ا﵀ عز كجؿ القدر أف يتربى مكسى عميو السبلـ كىك رضيع في قصر فرعكف‪ ,‬قاؿ‬
‫يو ِفي‬ ‫َف اق ِْذ ِف ِ‬‫وحى)(‪ )7‬ك( أ ِ‬ ‫ُم َؾ َما ُي َ‬ ‫ُخ َرى ) و( إِ ْذ أ َْو َح ْي َنا إِلَى أ ِّ‬
‫(‪)6‬‬
‫عز كجؿ ( َولَقَ ْد َم َن َّنا َعمَ ْي َؾ َم َّرةً أ ْ‬
‫ت َعمَ ْي َؾ َم َح َّب ًة ِم ِّني‬
‫اح ِؿ َيأْ ُخذْهُ َع ُدو لِي َو َع ُدو لَ ُو َوأَْلقَ ْي ُ‬ ‫الس ِ‬
‫يو ِفي ا ْل َي ِّـ َف ْمُي ْم ِق ِو ا ْل َيـ ِب َّ‬
‫وت فَاق ِْذ ِف ِ‬
‫التَّاب ِ‬
‫ُ‬
‫ص َن َع َعمَى َع ْي ِني((‪ ,)8‬فقد أكحى ا﵀ عز كجؿ إلى أـ مكسى أف تضع ابنيا الرضيع في التابكت‬
‫َولِتُ ْ‬
‫كمف ثـ تمقيو في اليـ كمف ثـ يصؿ إلى الساحؿ (‪)9‬حتى تتمقاه أسرة فرعكف قاؿ عز كجؿ (فَا ْلتَقَطَ ُو‬
‫(‪)10‬‬
‫اط ِئي َف)‬
‫ود ُىما َكا ُنوا َخ ِ‬
‫اف َو ُج ُن َ َ‬ ‫ام َ‬ ‫ِ ِ‬
‫َع ُد ًوا َو َح َزًنا إ َّف ف ْر َع ْو َف َو َى َ‬ ‫َآ ُؿ ِف ْر َع ْو َف لِ َي ُك َ‬
‫وف لَ ُي ْـ‬ ‫ط ُو‬
‫(فَا ْلتَقَ َ‬
‫َف َي ْنفَ َع َنا أ َْو َنتَّ ِخ َذهُ َولَ ًدا َو ُى ْـ َال‬
‫سى أ ْ‬ ‫لي َولَ َؾ َال تَ ْقتُمُوهُ َع َ‬
‫ِ‬ ‫ام َأرَةُ ِف ْر َع ْو َف قَُّرةُ َع ْي ٍف‬
‫ْ‬ ‫(وقَالَ ِت‬
‫وَ‬
‫(‪)11‬‬
‫كشاءت الحكمة االليية أف يتربى ىذا الرضيع (مكسى) عميو السبلـ في قصر مف‬ ‫وف)‬
‫ش ُع ُر َ‬
‫َي ْ‬
‫كعدك لمكسى عميو السبلـ(‪.)12‬‬
‫عدك ﵀ ه‬
‫ىك ه‬

‫مر بنو إسرائيؿ في زمف موسى عميو السالـ بثالث مراحؿ‪:‬‬

‫(‪ )1‬رجا عبدالحميد عرابي‪ ,‬سفر التاريخ الييودي‪ ,‬ص‪.144‬‬


‫(‪ )2‬آؿ فرعكف ىـ‪ :‬أىؿ دينو كقكمو كأشياعو‪ ,‬القرطبي‪ ,‬الجامع ألحكاـ القرآف‪,‬ج‪,1‬ص‪.391‬‬
‫(‪ )3‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪,‬ج‪,9‬ص‪.01‬‬
‫(‪ )4‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.02 :‬‬
‫(‪ )5‬أىؿ مصر األصميكف كالنسبة إلييـ قبطي‪ ,‬ابف فارس‪ ,‬معجـ مقايس المغة‪,‬ج‪,4‬ص‪.41‬‬
‫(‪ )6‬سكرة طو‪ ,‬آية‪.36 :‬‬
‫(‪ )7‬سكرة طو ‪ ,‬آية‪.39:‬‬
‫(‪ )8‬سكرة طو ‪ ,‬آية‪.32:‬‬
‫(‪ )9‬كالمراد ىنا ما يمي الساحؿ مف البحر ال نفس الساحؿ‪ ,‬الشككاني‪ ,‬فتح القدير ‪,‬ج‪,3‬ص‪.031‬‬
‫(‪ )10‬سكرة القصص‪ ,‬آية‪.9 :‬‬
‫(‪ )11‬سكرة القصص‪ ,,‬آية‪.2:‬‬
‫(‪ )12‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪,‬ج‪,19‬ص‪.349‬‬

‫‪‌ 63‬‬
‫ض ِعفُوا ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫ض َوَن ْج َعمَ ُي ْـ‬ ‫استُ ْ‬ ‫َف َن ُم َّف َعمَى الَِّذ َ‬
‫يف ْ‬ ‫(ونُ ِر ُ‬
‫يد أ ْ‬ ‫‪-1‬مرحمة االستضعاؼ‪ :‬قاؿ عز كجؿ َ‬
‫يف)(‪ )1‬كقد تمثؿ استضعافيـ فيما تعرضكا لو مف آؿ فرعكف بثبلثة أمكر‪ :‬ذبح‬ ‫أ َِئ َّم ًة َوَن ْج َعمَ ُي ُـ ا ْل َو ِ‬
‫ارِث َ‬
‫األبناء كاستحياء النساء كاستعباد فرعكف ليـ ‪.‬‬

‫وف‬
‫ستَ ْح ُي َ‬ ‫وء ا ْل َع َذ ِ‬ ‫َّي َنا ُكـ ِم ْف آ ِ ِ‬
‫اء ُك ْـ َوَي ْ‬
‫وف أ َْب َن َ‬
‫اب ُي َذ ِّب ُح َ‬ ‫س َ‬‫وموَن ُك ْـ ُ‬
‫س ُ‬‫َؿ ف ْر َع ْو َف َي ُ‬ ‫قاؿ عز كجؿ( َوِا ْذ َنج ْ ْ‬
‫يـ)(‪( )2‬كيستحيكف نساءكـ يترككنيف أحياء ليستخدمكىف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اء ُك ْـ َوفي َذل ُك ْـ َب َال ٌء م ْف َرِّب ُك ْـ َعظ ٌ‬
‫س َ‬‫نَ‬
‫كيمتينكىف ‪ ,‬كانما أمر بذبح األبناء كاستحياء البنات ألف الكينة أخبركه بأنو مكلكد يككف ىبلكو‬
‫أراد فرعكف‬ ‫(‪)4‬‬ ‫ت لَ ُكـ ِم ْف إِ ٍ‬
‫لو َغ ْي ِري)‬ ‫ِ‬ ‫عمى يده)(‪ ,)3‬قاؿ عز كجؿ (و َ ِ‬
‫قاؿ ف ْر َع ْو ُف َيا أَي َيا ا ْل َم َلُ َما َعم ْم ُ ْ‬ ‫َ‬
‫فرعكف بخطابو مع ممئو أف يثبتيـ عمى عقيدة إلييتو فقاؿ ما عممت لكـ مف إلو غيرم إبطاالن لقكؿ‬
‫(‪)5‬‬
‫كفي ىذه المرحمة أرسؿ ا﵀ مكسى كىاركف عمييما‬ ‫مكسى الداعي إلى تكحيد ا﵀ عز كجؿ‬
‫س َرِائي َؿ َوَال تُ َع ِّذ ْب ُي ْـ قَ ْد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سوَال َرِّب َؾ فَأ َْرس ْؿ َم َع َنا َبني إِ ْ‬
‫ِ‬
‫السبلـ إلى فرعكف قاؿ عز جؿ (فَأْت َياهُ فَقُوَال إِ َّنا َر ُ‬
‫الس َال ُـ َعمَى َم ِف اتََّب َع ا ْل ُي َدى)(‪ )6‬كلـ يستجب فرعكف لدعكة مكسى كىاركف‬ ‫اؾ ِبآ ََي ٍة ِم ْف َرِّب َؾ َو َّ‬
‫ِج ْئ َن َ‬
‫(‪)7‬‬
‫مع ما رآه مف آيتيف تدالف عمى صدؽ مكسى‬ ‫عمييما السبلـ كامتمكو الغركر كادعى الربكبية‬
‫(‪)8‬‬
‫قاؿ‬ ‫عميو السبلـ كىما العصا التي تحكلت إلى حية كيد مكسى عميو السبلـ التي صارت بيضاء‬
‫الص ِاد ِقيف ((‪ ( )10‬فَأَْلقَى‬
‫ت ِم َف َّ‬‫ْت ِب ِو إِ ْف ُك ْن َ‬
‫اؿ فَأ ِ‬
‫يف) ك (قَ َ‬
‫(‪)9‬‬
‫شي ٍء ُم ِب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اؿ أ ََولَ ْو ج ْئتُ َؾ ب َ ْ‬‫عز كجؿ( قَ َ‬
‫ضاء لِ َّمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫صاهُ فَِإ َذا ِى َي ثُ ْع َب ٌ‬
‫يف )(‪ )12‬كاستمر مكسى في‬ ‫اظ ِر َ‬ ‫ع َي َدهُ فَِإ َذا ى َي َب ْي َ ُ‬ ‫اف ُم ِب ٌ‬
‫)(‪)11‬‬
‫ك( َوَن َز َ‬ ‫يف‬ ‫َع َ‬
‫اؿ ا ْل َم َلُ ِم ْف‬
‫دعكتو األمر الذم أثار حفيظة مؤل فرعكف فقامكا بالتحريض عميو قاؿ عز كجؿ ( َوقَ َ‬

‫(‪ )1‬سكرة القصص‪ ,‬آية‪. 4:‬‬


‫(‪ )2‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.02 :‬‬
‫(‪ )3‬محمد بف عمي الشككاني‪ ,‬فتح القدير‪,‬ج‪,1‬ص‪.29‬‬
‫(‪ )4‬سكرة القصص‪ ,‬آية‪.39 :‬‬
‫(‪ )5‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪,‬ج‪,94‬ص‪.191‬‬
‫(‪ )6‬سكرة طو (‪.)06‬‬
‫َعمَى) سكرة النازعات‪ ,‬آية‪.90 :‬‬
‫(‪ )7‬قاؿ عز كجؿ عمى لساف فرعكف(فَقَا َؿ أََنا َرب ُك ُـ ْاأل ْ‬
‫(‪ ) 8‬عف ابف عباس قكلو‪ :‬كنزع يده فإذا ىي بيضاء لمناظريف قاؿ‪ :‬فأدخؿ يده في جيبو فأخرجيا مثؿ البرؽ تمتمع‬
‫(تخطؼ)األبصار‪ ,‬ابف أبي حاتـ الرازم‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ ‪,‬ج‪,9‬ص‪.9674‬‬
‫(‪ )9‬سكرة الشعراء‪ ,‬آية‪.34 :‬‬
‫(‪ )10‬سكرة الشعراء‪ ,‬آية‪.31 :‬‬
‫(‪ )11‬سكرة الشعراء‪ ,‬آية‪.39 :‬‬
‫(‪ )12‬سكرة الشعراء‪ ,‬آية‪.33 :‬‬

‫‪‌ 64‬‬
‫ستَ ْح ِيي‬ ‫س ُنقَتِّ ُؿ أ َْب َن َ‬
‫اء ُى ْـ َوَن ْ‬ ‫وي َذ َر َؾ َوآَلِ َيتَ َؾ قَ َ‬
‫اؿ َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫وسى َوقَ ْو َم ُو ل ُي ْفس ُدوا في ْاألَرض َ‬
‫ِ‬
‫قَ ْوِـ ف ْر َع ْو َف أَتَ َذ ُر ُم َ‬
‫وف)(‪ )1‬فطالب مكسى قكمو بالصبر لعؿ ا﵀ يجعؿ ليـ مخرجا قاؿ عز‬ ‫ِنساء ُىـ وِا َّنا فَوقَيـ قَ ِ‬
‫اى ُر َ‬ ‫ْ ُْ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫اء ِم ْف ِع َب ِاد ِه‬ ‫ش ُ‬‫ورثُ َيا َم ْف َي َ‬ ‫ض لِمَّ ِو ُي ِ‬ ‫اص ِب ُروا إِ َّف ْاأل َْر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استَعي ُنوا ِبالمَّو َو ْ‬
‫ِ ِ‬
‫وسى لقَ ْو ِمو ْ‬‫اؿ ُم َ‬ ‫كجؿ (قَ َ‬
‫اق َب ُة لِ ْم ُمتَّ ِقيف ىٍ)(‪.)2‬‬
‫وا ْلع ِ‬
‫َ َ‬

‫‪ -9‬مرحمة التمكيف‪ :‬حيث مكف ا﵀ عز كجؿ لبني إسرائيؿ كذلؾ حينما قاـ مكسى بكحي مف ا﵀‬
‫عز كجؿ بالخركج ببني إسرائيؿ مف مصر‪ ,‬كمجاكزة البحر كذلؾ بعد أف قرر فرعكف المحاؽ بيـ‬
‫اؿ َك َّال إِ َّف‬‫وف) ك(قَ َ‬ ‫وسى إِ َّنا لَ ُم ْد َرُك َ‬ ‫اب ُم َ‬‫َص َح ُ‬‫اؿ أ ْ‬
‫اف قَ َ‬ ‫اءى ا ْل َج ْم َع ِ‬‫ىك كجنكده قاؿ عز كجؿ ( َفمَ َّما تََر َ‬
‫اف ُكؿ ِف ْر ٍ‬
‫ؽ‬ ‫ؽ فَ َك َ‬‫اؾ ا ْل َب ْح َر فَا ْن َفمَ َ‬ ‫اض ِر ْب ِب َع َ‬
‫ص َ‬ ‫َف ْ‬ ‫وسى أ ِ‬ ‫يف) ك ( فَأ َْو َح ْي َنا إِلَى ُم َ‬ ‫س َي ْي ِد ِ‬
‫َمع َي َرِّبي َ‬
‫ِ‬

‫يف) ك ( ثُ َّـ أَ ْغ َرْق َنا‬ ‫َج َم ِع َ‬ ‫وسى َو َم ْف َم َع ُو أ ْ‬ ‫يف) ك( َوأَ ْن َج ْي َنا ُم َ‬ ‫َكالطَّ ْوِد اٍل ىع ًظ ًيـ) و( َوأ َْزلَ ْف َنا ثَ َّـ ْاآل َ‬
‫َخ ِر َ‬
‫َخ ِريف((‪ ,)3‬ك أغرؽ ا﵀ عز كجؿ فرعكف كجنكده في البحر كبذلؾ حصؿ التمكيف لمكسى كمف‬ ‫ْاآل َ‬
‫معو مف بني إسرائيؿ‪ ,‬لتبدأ فترة زمنية ميمة في حياة بني اسرائيؿ ظيرت فييا شخصيتيـ‪.‬‬

‫‪ -3‬مرحمة ما بعد التمكيف‪ :‬كالتي تمتد إلى كفاة مكسى عميو السبلـ كقد اشتممت عمى عدة مكاقؼ‬
‫تضمنت معالجة شخصية بني إسرائيؿ فقد أظيرت المكاقؼ صفات مخبكءةه في بني إسرائيؿ‬
‫اتسمت بالقبح كعدـ تعظيـ ا﵀ عز كجؿ‪ ,‬كقد برزت بشكؿ كاضح خصكصان في مكقفيف األكؿ‪ :‬في‬
‫ييا‬ ‫ِ‬ ‫جبنيـ عف دخكؿ األرض المقدسة قاؿ عز كجؿ(قَالُوا َيا م َ ِ َّ‬
‫اموا ف َ‬ ‫وسى إنا لَ ْف َن ْد ُخمَ َيا أ ََب ًدا َما َد ُ‬ ‫ُ‬
‫وف)(‪ )4‬كالمكقؼ الثاني عندما عبدكا العجؿ قاؿ عز كجؿ‬ ‫اى َنا قَ ِ‬
‫اع ُد َ‬ ‫ت َو َرب َؾ فَقَ ِات َال إِ َّنا َى ُ‬
‫ْى ْب أَ ْن َ‬
‫فَاذ َ‬
‫س ًدا لَ ُو ُخ َو ٌار أَلَ ْـ َي َر ْوا أ ََّن ُو َال ُي َكمِّ ُم ُي ْـ َوَال َي ْي ِدي ِي ْـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫وسى م ْف َب ْعده م ْف ُحم ِّي ِي ْـ ع ْج ًال َج َ‬
‫ِ‬
‫( َواتَّ َخ َذ قَ ْوُـ ُم َ‬
‫يف)(‪ )5‬كيتعجب القرآف مف اتخاذىـ إليان ال يكمميـ كال يرشدىـ إلى الخير‬ ‫ظ ِال ِم َ‬‫يال اتَّ َخ ُذوهُ َو َكا ُنوا َ‬‫س ِب ً‬
‫َ‬
‫كذك جسد كليس ذلؾ مف صفات الرب كىذا يدؿ عمى مدل السفاىة التي بمغكىا(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬سكرة األعراؼ‪ ,‬آية‪.196 :‬‬


‫(‪ )2‬سكرة األعراؼ‪ ,‬آية‪.199 :‬‬
‫(‪ )3‬سكرة الشعراء‪ ,‬اآليات‪.) 77-71(:‬‬
‫(‪ )4‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.90 :‬‬
‫(‪ )5‬سكرة األعراؼ‪ ,‬آية‪.109 :‬‬
‫(‪ )6‬السعدم‪ ,‬عبد الرحمف(ت‪1367:‬ىػ)‪ ,‬تيسير الكريـ المناف في تفسير كالـ الرحمف‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬عبد الرحمف بف معبل‬
‫المكيحؽ ‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬الطبعة األكلى‪-1094 ,‬ىػ ‪ 9444-‬ـ‪,‬ص‪349‬‬

‫‪‌ 65‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كانتيت مرحمة ميمة مف تاريخ جيؿ مف أجياؿ بني إسرائيؿ ألؼ‬ ‫تكفي النبي مكسى عميو السبلـ‬
‫الذؿ كاليكاف كانطبع بالكذب كالسخرية مف آيات ا﵀‪ ,‬كبيف لنا القرآف أف الجيؿ البلحؽ لبني إسرائيؿ‬
‫كلما لـ يمتزـ بآداب الدخكؿ استحؽ العقكبة قاؿ عز كجؿ( َوِا ْذ ُق ْم َنا‬ ‫استحؽ دخكؿ األرض المقدسة ٌ‬
‫َّدا َوقُولُوا ِحطَّ ٌة َن ْغ ِف ْر لَ ُك ْـ َخطَ َايا ُك ْـ‬ ‫سج ً‬‫اب ُ‬
‫ْاد ُخمُوا َى ِذ ِه ا ْلقَري َة فَ ُكمُوا ِم ْنيا ح ْي ُ ِ‬
‫ث ش ْئتُ ْـ َر َغ ًدا َو ْاد ُخمُوا ا ْل َب َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬
‫ظمَ ُموا ِر ْج ًاز‬ ‫يؿ لَ ُي ْـ فَأَ ْن َزْل َنا َعمَى الَِّذ َ‬
‫ظمَ ُموا قَ ْوًال َغ ْي َر الَِّذي ِق َ‬ ‫َّؿ الَِّذ َ‬ ‫يد ا ْل ُم ْح ِس ِن َ‬
‫س َن ِز ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫يف َ‬ ‫يف َ‬ ‫يف) و( فَ َبد َ‬ ‫َو َ‬
‫ِم َف َّ ِ‬
‫وف)(‪.)3‬‬‫سقُ َ‬ ‫الس َماء ِب َما َكا ُنوا َي ْف ُ‬

‫ضعفت حالة بني إسرائيؿ بعد تمكنيـ مف األرض المقدسة فترة مف الزمف كتعرضكا لمقير كحكميـ‬
‫(‪)4‬‬
‫فبعث ا﵀ عز كجؿ ليـ ممكان اسمو طالكت في زمف نبي لـ يذكر القرآف اسمو كاستطاع‬ ‫أعداؤىـ‬
‫طالكت بعكف ا﵀ كتأييده كمف ثـ بثبات القمة المؤمنة معو مف االنتصار عمى األعداء كاستعادة‬
‫وت َمِم ًكا قَالُوا‬
‫طالُ َ‬ ‫السيطرة عمى األرض المقدسة قاؿ عز كجؿ( َوقَا َؿ لَ ُي ْـ َن ِبي ُي ْـ إِ َّف المَّ َو قَ ْد َب َع َ‬
‫ث لَ ُك ْـ َ‬

‫اصطَفَاهُ‬ ‫اؿ إِ َّف المَّ َو ْ‬ ‫س َع ًة ِم َف ا ْلم ِ‬


‫اؿ قَ َ‬ ‫ت َ‬ ‫َحؽ ِبا ْل ُم ْم ِؾ ِم ْن ُو َولَ ْـ ُي ْؤ َ‬ ‫أ ََّنى َي ُك ُ‬
‫وف لَ ُو ا ْل ُم ْم ُؾ َعمَ ْي َنا َوَن ْح ُف أ َ‬
‫َ‬
‫ِ (‪)5‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫اؿ لَ ُي ْـ‬
‫يـ) ك( َوقَ َ‬ ‫ش ُ َّ‬
‫اء َوالم ُو َواسعٌ َعم ٌ‬ ‫سِـ َوالمَّ ُو ُي ْؤِتي ُم ْم َك ُو َم ْف َي َ‬ ‫سطَ ًة في ا ْلع ْمـ َوا ْل ِج ْ‬ ‫ادهُ َب ْ‬‫َعمَ ْي ُك ْـ َو َز َ‬
‫وسى َوَآ ُؿ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يو ِ‬ ‫لَيـ َن ِبييـ إِ َّف آَي َة م ْم ِك ِو أَ ْف يأ ِْتي ُكـ التَّاب ُ ِ ِ‬
‫سكي َن ٌة م ْف َرِّب ُك ْـ َوَبق َّي ٌة م َّما تََر َؾ َآ ُؿ ُم َ‬ ‫وت ف َ‬ ‫َ َ ُ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ُْ‬
‫وت ِبا ْل ُج ُن ِ‬ ‫تَ ْح ِممُ ُو ا ْل َم َال ِئ َك ُة إِ َّف ِفي َذلِ َؾ َآل ََي ًة لَ ُك ْـ إِ ْف ُك ْنتُ ْـ ُم ْؤ ِم ِن َ‬
‫(‪)6‬‬
‫ود‬ ‫ص َؿ طَالُ ُ‬‫يف ) ك ( َفمَ َّما فَ َ‬ ‫وف‬
‫َى ُار َ‬
‫ؼ‬‫س ِم ِّني َو َم ْف لَ ْـ َي ْط َع ْم ُو فَِإنَّ ُو ِم ِّني إَِّال َم ِف ا ْغتََر َ‬ ‫ش ِر ِ‬
‫ب م ْن ُو َفمَ ْي َ‬
‫ِ‬
‫المَّ َو ُم ْبتَمي ُك ْـ ِب َن َي ٍر فَ َم ْف َ َ‬ ‫اؿ إِ َّف‬
‫قَ َ‬
‫طاقَ َة لَ َنا ا ْل َي ْوَـ‬
‫َم ُنوا َم َع ُو قَالُوا َال َ‬ ‫يال ِم ْن ُي ْـ َفمَ َّما َج َاو َزهُ ُى َو َوالَِّذ َ‬
‫يف آ َ‬ ‫ش ِرُبوا ِم ْن ُو إَِّال َقِم ً‬‫ُغ ْرفَ ًة ِب َي ِد ِه فَ َ‬
‫ْف المَّ ِو‬ ‫يرةً ِبِإذ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ٍ ِ ٍ‬ ‫َّ ِ‬
‫وف أَن ُي ْـ ُم َالقُوا المو َك ْـ م ْف ف َئة َقميمَة َغمَ َب ْت ف َئ ًة َكث َ‬
‫يف َيظُن َ َّ‬ ‫اؿ الَِّذ َ‬ ‫ود ِه قَ َ‬
‫وت َو ُج ُن ِ‬ ‫ِب َجالُ َ‬
‫يف)(‪.)7‬‬ ‫َوالمَّ ُو َم َع َّ‬
‫الصا ِب ِر َ‬

‫(‪ )1‬ذكر ابف كثير أف مكسى عميو السبلـ تكفي في فترة التيو بعد أخيو ىاركف عميو السبلـ‪ ,‬ابف كثير‪ ,‬قصص األنبياء‪,‬‬
‫ج‪,9‬ص‪.124‬‬
‫(‪ )2‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.49 :‬‬
‫(‪ )3‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.42:‬‬
‫(‪ )4‬كاف بنك إسرائيؿ بعد كفاة مكسى عميو السبلـ عمى طريؽ الجادة كاالستقامة كلكف انحرفكا فيما بعد كعبدكا األصناـ‬
‫ككانت أنبياؤىـ تأمرىـ بالمعركؼ كتنياىـ عف المنكر فمما لـ يقكمكا بالديف بعث ا﵀ عمييـ مف أذليـ كسمب منيـ التكراة‪,‬‬
‫ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪,‬ج‪,1‬ص‪.447‬‬
‫(‪ )5‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.906 :‬‬
‫(‪ )6‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.909 :‬‬
‫(‪ )7‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.902 :‬‬

‫‪‌ 66‬‬
‫عاش بنك إسرائيؿ عصك انر زاىية كذلؾ في عصر و‬
‫كؿ مف النبي داكد كالنبي سميماف عمييما السبلـ ‪,‬‬
‫مع العمـ أف النبي داكد كاف رجبل شابان صالحان في جيش الممؾ طالكت كقد قاـ بقتؿ الرجؿ المرعب‬

‫ْف المَّ ِو َوقَتَ َؿ َد ُاو ُ‬


‫وى ْـ ِبِإذ ِ‬
‫(‪)1‬‬
‫كذلؾ‬ ‫وت)‬
‫ود َجالُ َ‬ ‫في صفكؼ األعداء كىك جالكت ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ (فَ َي َزُم ُ‬
‫أف طالكت الممؾ اختاره مف بيف قكمو لقتاؿ جالكت(‪.)2‬‬

‫ثالثا‪ :‬بنو إسرائيؿ في زمف عيسى عميو السالـ‪:‬‬


‫(‪)3‬‬
‫كىك الذم حمؿ دعكة التكحيد كالعبكدية ﵀ عز‬ ‫كاف عيسى عميو السبلـ آخر أنبياء بني إسرائيؿ‬
‫كجؿ كلكف الييكد كذبكه كصدكه ككقفكا حاج از منيعا أماـ دعكتو كسعكا في أذاه كقتمو قاؿ عز‬
‫يسى ْاب َف َم ْرَي َـ‬ ‫ع ِظيما)(‪ )4‬ك(وقَولِ ِيـ إِ َّنا قَتَ ْم َنا ا ْلم ِس ِ‬ ‫كجؿ( َوِب ُك ْف ِرِى ْـ َوقَ ْولِ ِي ْـ‬
‫يح ع َ‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َ ً‬ ‫َعمَى َم ْرَي َـ ُب ْيتَا ًنا‬
‫ش ِّب َو لَ ُي ْـ)(‪ )5‬كحاكؿ الييكد قتؿ عيسى عميو السبلـ فمـ‬ ‫ُ‬ ‫صمَ ُبوهُ َولَ ِك ْف‬ ‫َو َما َ‬
‫ِ‬
‫سو َؿ المَّو َو َما قَتَمُوهُ‬ ‫َر ُ‬
‫يستطيعكا فقد رفعو ا﵀ عز كجؿ إليو كقامكا بقتؿ الرجؿ الذم ألقى ا﵀ عز كجؿ شبو عيسى عميو‬
‫كقاؿ أيضا ( َب ْؿ َرفَ َع ُو المَّ ُو‬ ‫(‪)7‬‬
‫السبلـ عميو فظف الييكد أنيـ قتمكه(‪ ,)6‬قاؿ عز كجؿ( َو َما قَتَمُوهُ َي ِقي ًنا )‬
‫يما)(‪.)8‬‬ ‫اف المَّ ُو ع ِز ًا ِ‬
‫المَّ ُو إِلَ ْي ِو َو َك َ‬
‫يز َحك ً‬ ‫َ‬

‫رابعا‪ :‬الييود ما قبؿ البعثة النبوية‪:‬‬

‫كاف الييكد قبؿ بعثة الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ مكزعيف في عدة مناطؽ كاليمف كفمسطيف كجزيرة‬
‫العرب كقد تمركز كجكدىـ في الجزيرة في منطقة يثرب كضكاحييا كمف أىـ قبائميـ بنك النضير‪,‬‬

‫(‪ )1‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.941 :‬‬


‫(‪ )2‬القرطبي‪ ,‬الجامع ألحكاـ القرآف‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.943‬‬
‫ي ِم َف التَّور ِ‬
‫ص ِّدقًا لِ َما َب ْي َف َي َد َّ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )3‬قاؿ عز كجؿ (وِا ْذ قَا َؿ ِعيسى ْاب ُف مريـ يا ب ِني إِ ِ‬
‫اة َو ُم َب ِّ‬
‫ش ًار‬ ‫َْ‬ ‫سو ُؿ المَّو إِلَ ْي ُك ْـ ُم َ‬
‫س َرائي َؿ إِِّني َر ُ‬
‫ْ‬ ‫َْ ََ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ار ِبرس ٍ ِ‬
‫َح َم ُد‪ )...‬سكرة الصؼ(‪ , )7‬كرد في تفسير ابف كثير( فعيسى ابف مريـ ىك خاتـ‬ ‫أ‬ ‫و‬
‫ُُْ ْ‬ ‫م‬‫اس‬ ‫ي‬‫د‬ ‫ع‬
‫وؿ َيأْتي ْ َ ْ‬
‫ب‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫َو ُم َب ِّ ً َ ُ‬
‫أنبياء بني إسرائيؿ) ج‪,9‬ص‪.137‬‬
‫(‪ )4‬سكرة النساء‪ ,‬آية‪.147 :‬‬
‫(‪ )5‬سكرة النساء‪ ,‬آية‪.146 :‬‬
‫(‪ )6‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪,‬ج‪,9‬ص‪.326‬‬
‫(‪ )7‬سكرة النساء‪ ,‬آية‪.146 :‬‬
‫(‪ )8‬سكرة النساء‪ ,‬آية‪.149 :‬‬

‫‪‌ 67‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كذلؾ أف الييكد في عاـ ‪64‬ـ تعرضكا لبلضطياد الركماني كالذم‬ ‫بنك قينقاع ‪ ,‬بنك قريظة‬
‫(‪)2‬‬
‫أجبرىـ بدكره إلى الفرار إلى مختمؼ البمداف‪.‬‬

‫كىؿ كانكا مف أصؿ ييكدم ؟ (يثبت التاريخ ذلؾ فقد كانكا جماعات طارئة كعندما أجميت عف‬
‫(‪)3‬‬
‫ككانت ليـ لغتيـ‬ ‫المدينة كضكاحييا لـ تترؾ آثا انر تشيد أصالتيا في سكنى تمؾ المناطؽ‪).‬‬
‫(‪)4‬‬
‫كأيضا كانت ليـ طقكسيـ الخاصة ككتابيـ المقدس لدييـ‬ ‫الخاصة كالتي تسمى بالمغة العبرانية‬
‫(‪)5‬‬
‫يتـ فييا أربعة‬ ‫كىي التكراة التي حرفيا آباؤىـ كأجدادىـ ‪ ,‬ككاف لمييكد أماكف تسمى المدارس‬
‫أمكر‪ -1:‬تدريس أمكر دينيـ ‪ -9,‬القياـ بالعبادة كالصمكات‪ -3,‬تبادؿ المشكرة فيما بينيـ‪-0,‬‬
‫استقباؿ الكافديف إلييـ لبلستفسار عف شيء مف أمكر الديف أك الدنيا‪ ,‬ككاف عمى رأس عممائيـ‬
‫كأحبارىـ (عبدا﵀ بف سبلـ)(‪)6‬رضي ا﵀ عنو كالذم أسمـ فيما بعد‪.‬‬

‫عرؼ الييكد بالتجارة كالزراعة كالصناعة ككاف ليـ نفكذ في السكؽ بؿ كانت السيطرة ليـ ككانكا‬
‫يعتمدكف عمى الربا كالمراىنات األمر الذم كاف سببا في غناىـ كث ارئيـ كقد كرىيـ العرب لسبب‬
‫(‪)7‬‬
‫كقد كبخ ا﵀ عز كجؿ الييكد في أكثر مف مكضع ألخذىـ الربا كأكميـ أمكاؿ الناس بالباطؿ‬ ‫ذلؾ‬
‫يف ِم ْن ُي ْـ‬ ‫َعتَ ْد َنا لِ ْم َك ِ‬
‫اف ِر َ‬ ‫اس ِبا ْلب ِ‬
‫اط ِؿ َوأ ْ‬ ‫الن ِ َ‬ ‫الرَبا َوقَ ْد ُن ُيوا َع ْن ُو َوأَ ْكمِ ِي ْـ أ َْم َو َ‬
‫اؿ َّ‬ ‫َخ ِذ ِى ُـ ِّ‬
‫(وأ ْ‬
‫قاؿ عز كجؿ َ‬

‫(‪)1‬ابف كثير‪ ,‬السيرة النبوية‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬مصطفى عبد الكاحد‪ ,‬دار المعرفة لمطباعة كالنشر كالتكزيع بيركت لبناف‪ 1324 ,‬ىػ‬
‫‪1267 -‬ـ‪ ,‬ج‪,1‬ص‪ ,11‬بنو إسرائيؿ في القرآف والسنة‪ ,‬محمد سيد طنطاكم‪ , ,‬ص‪.77‬‬
‫(‪ )2‬إسرائيؿ كلفنسكف‪ ,‬تاريخ الييود في بالد العرب‪ ,‬في الجاىمية وفي صدر اإلسالـ‪ ,‬مطبعة االعتماد‪ ,‬القاىرة ‪1304‬ىػ‪-‬‬
‫‪1304‬ىػ‪1296-‬ـ‪,‬ص‪.91‬‬
‫(‪ ) 3‬هحود سٍد طنطاوي‪ ,‬بنو إسرائيؿ في القرآف والسنة‪ ,‬ص‪.77‬‬
‫(‪)4‬العبرانية‪ :‬لغة سامية مف المجمكعة الكنعانية‪ ,‬مجمكعة مف المؤلفيف كالباحثيف بإشراؼ محمد شفيؽ غرباؿ‪ ,‬الموسوعة‬
‫العربية الميسرة‪ ,‬مكتبة صيدا‪ -‬بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى‪ ,‬ص‪.1197‬‬
‫(‪ )5‬ىك البيت الذم يق أر فيو الييكد كتبيـ‪ ,‬ابف كثير‪ ,‬السيرة النبكية‪ ,‬ص‪.397‬‬
‫(‪ ) 6‬عبد ا﵀ بف سبلـ‪ :‬صحابي جميؿ أسمـ حيف قدـ النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ المدينة ككاف اسمو في الجاىمية الحصيف‬
‫فسماه النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ عبدا﵀ ‪ ,‬تكفي في زمف أمير المؤمنيف معاكية عاـ ‪03‬ق كىك أحد األحبار‪ ,‬يكسؼ بف‬
‫عبد ا﵀ النمرم القرطبي‪ ,‬االستيعاب في معرفة األصحاب‪, ,‬ج‪,3‬ص‪.291‬‬
‫(‪ )7‬إسرائيؿ كلفنسكف‪ ,‬تاريخ الييود في بالد العرب في الجاىمية وفي صدر اإلسالـ‪,‬ص‪ ،12,19‬محمد سيد طنطاكم‪,‬‬
‫بنو اسرائيؿ في القرآف والسنة‪,‬ص‪.72,79‬‬

‫‪‌ 68‬‬
‫كمف ضبلليـ أنيـ كانكا يكتبكف الكتب بأيدييـ كيبيعكنيا عمى أنيا كبلـ مف ا﵀‬ ‫(‪)1‬‬
‫يما)‬ ‫ِ‬
‫َع َذ ًابا أَل ً‬
‫عز كجؿ ليأكمكا أمكاؿ الناس بالباطؿ(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬سكرة النساء‪ ,‬آية‪.171 :‬‬


‫(‪ )2‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪,‬ج‪,2‬ص‪.329‬‬

‫‪‌ 69‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬معمومات عامة عف الييود في القرآف الكريـ‪:‬‬

‫لقد أخذ الحديث عف الييكد في القرآف مساحة كبيرة جدا ككانت أكثر القصص كركدا فيو ‪ ,‬لما‬
‫تميزكا بو مف أخبلؽ سيئة كطباع خبيثة ظيرت خبلؿ تاريخيـ الطكيؿ ( الكبلـ عمى الييكد كشؼ‬
‫عف سماتيـ في الضبلؿ كالمكر كمحاربة ا﵀ كرسمو كالعداء لئلنساف كالسمكؾ الذم يتجافى مع‬
‫الحؽ كاالستقامة كقد أخذ مساحة كاسعة مباركة في كتاب ا﵀ عز كجؿ كسنة المصطفى عميو‬
‫الصبلة كالسبلـ)(‪.)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫أكثر حديثان عف الييكد مف القرآف المكي‪ ,‬كذلؾ ألف االحتكاؾ المباشر مع‬ ‫إف القرآف المدني‬
‫الييكد كالمكاقؼ التي حصمت بيف الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ كبينيـ كانت بعد ىجرتو إلى‬
‫(‪)3‬‬
‫كأكثر السكر التي تحدثت عف الييكد ىي سكر البقرة‪ ,‬سكرة آؿ عمراف‪ ,‬سكرة المائدة‪,‬‬ ‫المدينة‪.‬‬
‫ككميا سكر مدنية(‪ ,)4‬كخاطب ا﵀ الييكد في القرآف كتحدث عنيـ بأكثر مف صيغة كىذه الصيغ‬
‫ىي‪:‬‬

‫‪ -1‬بني إسرائيؿ كقد كردت في القرآف إحدل كأربعيف مرة (‪ ,)5‬مف بينيا خمسان كعشريف في‬

‫(‪ )1‬الصالح‪ ,‬محمد أديب الييود في القرآف والسنة ‪ ,‬دار اليدل لمنشر كالتكزيع‪ ,‬الطبعة األكلى ‪1013‬ىػ‪1223 ,‬ـ‪ .‬ج‪,1‬‬
‫ص‪.11‬‬
‫(‪ )2‬أشير األقكاؿ في تعريؼ المدني كالمكي ما ذكره السيكطي في اإلتقاف (أف المكي ما نزؿ قبؿ اليجرة كالمدني ما نزؿ‬
‫بعدىا سكاء نزؿ بمكة أك بالمدينة عاـ الفتح أك عاـ حجة الكداع أـ بسفر مف األسفار) جبلؿ الديف السيكطي‪ ,‬اإلتقاف في‬
‫عموـ القرآف‪,‬ج‪,1‬ص‪.36‬‬
‫(‪ ) 3‬كاف الييكد عمى عمـ مف تكراتيـ المحرفة أنو سيظير نبي في آخر الزماف كتمنكا أف يككف منيـ فعندما ظير مف‬
‫وف َعمَى الَِّذ َ‬
‫يف‬ ‫ستَ ْف ِت ُح َ‬ ‫ِ‬ ‫العرب كفركا بو قاؿ عز كجؿ (ولَ َّما جاء ُىـ ِكتَاب ِم ْف ِع ْن ِد المَّ ِو مصد ٌ ِ‬
‫ِّؽ ل َما َم َع ُي ْـ َوَكانُوا م ْف قَ ْب ُؿ َي ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫يف) سكرة البقرة‪ ,‬آية‪92 :‬كعندما قدـ الرسكؿ صمى ا﵀ عميو‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ِ‬
‫اف‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ى‬‫م‬ ‫ع‬ ‫و‬‫ِ‬ ‫َّ‬
‫م‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫ن‬ ‫ع‬‫م‬ ‫ف‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫اء ُى ْـ َما َع َرفُوا َكفَُر‬
‫ََ َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َكفَُروا َفمَ َّما َج َ‬
‫كسمـ المدينة مياج ار كرآىـ كرأكه قاؿ ليـ ‪( :‬يا معشر الييكد كيمكـ‪ ,‬اتقكا ا﵀ ‪,‬فك الذم ال الو اال ىك إنكـ لتعممكف أني رسكؿ‬
‫ا﵀ حقا‪ ,‬كأني جئت بحؽ فأسممكا) فقالكا ما نعممو‪ ,‬ثبلثا) ابف كثير‪ ,‬السيرة النبوية‪,,‬ج‪ ,9‬ص‪.969‬‬
‫(‪ )4‬الزركشي‪ ,‬بدر الديف محمد بف عبد ا﵀ بف بيادر (‪620‬ىػ)‪ ,‬البرىاف في عموـ القرآف‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد أبك الفضؿ‬
‫إبراىيـ‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1367,‬ىػ ‪1246 -‬ـ ‪ ,‬دار إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحمبي كشركائو‪,‬ج‪,1‬ص‪.122‬‬
‫(‪ )5‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ,‬المعجـ المفيرس أللفاظ القرآف الكريـ‪ ,‬دار الكتب المصرية ‪,‬سنة النشر‪1370 :‬ىػ‪.‬‬
‫ص‪.139,136‬‬

‫‪‌ 31‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اآلتي‪:‬‬ ‫القرآف المكي كاليؾ بيانيا في الجدكؿ‬

‫عدد المرات‬ ‫رقـ اآلية‬ ‫السورة‬

‫‪0‬مرات‬ ‫‪139,136,130 ,144‬‬ ‫األعراؼ‬

‫‪3‬مرات‬ ‫‪24‬مكررة‪23,‬‬ ‫يكنس‬

‫‪0‬مرات‬ ‫‪140,141,0,9‬‬ ‫اإلسراء‬

‫‪3‬مرات‬ ‫‪24,94,06‬‬ ‫طو‬

‫‪0‬مرات‬ ‫‪126,42,99,16‬‬ ‫الشعراء‬

‫مرة كاحدة‬ ‫‪67‬‬ ‫النمؿ‬

‫مرة كاحدة‬ ‫‪93‬‬ ‫السجدة‬

‫مرة كاحدة‬ ‫‪143‬‬ ‫غافر‬

‫مرة كاحدة‬ ‫‪43‬‬ ‫الزخرؼ‬

‫مرة كاحدة‬ ‫‪34‬‬ ‫الدخاف‬

‫مرة كاحدة‬ ‫‪17‬‬ ‫الجاثية‬

‫مرة كاحدة‬ ‫‪141‬‬ ‫األحقاؼ‬

‫(‪)2‬‬
‫اآلتي‪:‬‬ ‫ككردت ست عشرة مرة في القرآف المدني كاليؾ بيانيا في الجدكؿ‬

‫(‪))1‬الصيفي‪ ,‬رمضاف يكسؼ‪ ,‬منيج القرآف الكريـ في التعامؿ مع جرائـ الييود(دراسة تطبيقية بيف الماضي والحاضر‪,‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ,‬الجامعة اإلسبلمية – غزة‪1034 ,‬ىػ‪9442 -‬ـ‪ .‬ص‪.34‬‬
‫(‪)2‬المصدر السابؽ‪,‬ص‪.34‬‬

‫‪‌ 31‬‬
‫عدد المرات‬ ‫رقـ اآلية‬ ‫السورة‬

‫‪7 907,911,199,93,64,04‬مرات‬ ‫البقرة‬

‫مرتاف‬ ‫‪23,02‬‬ ‫آؿ عمراف‬

‫‪7‬مرات‬ ‫‪114,69,69,64,39,19‬‬ ‫المائدة‬

‫مرتاف‬ ‫‪17,10‬‬ ‫الصؼ‬

‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫اآلتي‪:‬‬ ‫أربعه منيا في سكرة المائدة‪ ,‬كاليؾ بيانيا في الجدكؿ‬ ‫‪ -1‬الييكد كقد كردت ثماني مرات‬

‫عدد المرات‬ ‫رقـ اآلية‬ ‫السورة‬

‫‪3‬مرات‬ ‫‪194,113‬مكرر‬ ‫البقرة‬

‫‪0‬مرات‬ ‫‪99,70,41,19‬‬ ‫المائدة‬

‫مرة كاحدة‬ ‫‪34‬‬ ‫التكبة‬

‫(‪)3‬‬
‫ألنيـ باألصؿ أصحاب كتب سماكية (كىي‬ ‫‪ -9‬أىؿ الكتاب‪ :‬كالمقصكد بيـ الييكد كالنصارل‬
‫التكراة كاإلنجيؿ) كقد كردت في القرآف الكريـ إحدل كثبلثيف مرة(‪ ,)4‬كاليؾ بيانيا في الجدكؿ اآلتي‪:‬‬

‫عدد المرات‬ ‫رقـ اآليات‬ ‫اسـ السورة‬

‫(‪ )1‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ,‬المعجـ المفيرس أللفاظ القرآف الكريـ‪,‬ص‪.664‬‬
‫(‪ )2‬رمضاف يكسؼ الصيفي‪ ,‬منيج القرآف الكريـ في التعامؿ مع جرائـ الييود(دراسة تطبيقية بيف الماضي والحاضر)‪,‬‬
‫ص‪.31‬‬
‫(‪ )3‬عبد الرحمف السعدم‪ ,‬تيسير الكريـ المناف في تفسير كالـ الرحمف‪ ,‬ص‪.133‬‬
‫(‪ )4‬المعجـ المفيرس أللفاظ القرآف الكريـ‪ ,‬ص‪.27,24‬‬

‫‪‌ 36‬‬
‫مرتاف‬ ‫‪142,144‬‬ ‫البقرة‬

‫‪19 122,113,114,22,29,64,69,61,64,72,74,70,‬مرة‬ ‫آؿ عمراف‬

‫‪0‬مرات‬ ‫‪161,142,143,193‬‬ ‫النساء‬

‫‪ 7‬مرات‬ ‫‪66,79,74,42,12,17‬‬ ‫المائدة‬

‫مرة كاحدة‬ ‫‪07‬‬ ‫العنكبكت‬

‫مرة كاحدة‬ ‫‪97‬‬ ‫األحزاب‬

‫مرة كاحدة‬ ‫‪92‬‬ ‫الحديد‬

‫مرتاف‬ ‫‪11,9‬‬ ‫الحشر‬

‫مرتاف‬ ‫‪7,1‬‬ ‫البينة‬

‫كقد كردت عشر مرات(‪ ,)2‬كاليؾ بيانيا في‬ ‫(‪)1‬‬


‫‪ -0‬الذيف ىادكا‪ :‬كىي تشير مباشرة إلى الييكد‬
‫(‪)3‬‬
‫اآلتي‪:‬‬ ‫الجدكؿ‬

‫عدد المرات‬ ‫رقـ اآلية‬ ‫السورة‬

‫مرة كاحدة‬ ‫‪79‬‬ ‫البقرة‬

‫مرتاف‬ ‫‪174,07‬‬ ‫النساء‬

‫ثبلث مرات‬ ‫‪72,00,01‬‬ ‫المائدة‬

‫(‪ )1‬الشككاني‪ ,‬فتح القدير‪,‬ج‪,9‬ص‪.09‬‬


‫(‪ )2‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ,‬المعجـ المفيرس أللفاظ القرآف الكريـ‪,‬ص‪.632‬‬
‫(‪ )3‬رمضاف يكسؼ الصيفي‪ ,‬منيج القرآف الكريـ في التعامؿ مع جرائـ الييود(دراسة تطبيقية بيف الماضي والحاضر)‪,‬‬
‫ص‪.90‬‬

‫‪‌ 33‬‬
‫مرة كاحدة‬ ‫‪107‬‬ ‫األنعاـ‬

‫مرة كاحدة‬ ‫‪119‬‬ ‫النحؿ‬

‫مرة كاحدة‬ ‫‪16‬‬ ‫الحج‬

‫مرة كاحدة‬ ‫‪7‬‬ ‫الجمعة‬

‫‪ -4‬فعؿ ىدنا ‪ :‬لـ يرد في القرآف إال مرة كاحدة كىي في سكرة األعراؼ قاؿ عز كجؿ (إنا‬

‫ىدنا إليؾ)(‪ ,)1‬كذلؾ في سياؽ قصة العجؿ الذم عبده بنك إسرائيؿ ثـ تاب بعضيـ مف ذلؾ‪.‬‬

‫‪ -7‬ىكدا‪ :‬كيقصد بيا الييكد كقد كردت في سياؽ الرد عمى ادعاءات مشتركة بيف الييكد كالنصارل‬
‫ككميا في سكرة البقرة(‪.)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫كقد كردت ثبلث مرات‬

‫كالبد بعد عرض المصطمحات المذككرة سابقا مف كقفة مقارنة بيف المصطمحيف(بني إسرائيؿ‪,‬‬
‫كالييكد) ألنيما يشكبلف عبلمة فارقة في تاريخ الييكد‪ ,‬كلما قد يصيب الناس مف المبس بينيما‪.‬‬

‫(‪ )1‬سكرة األعراؼ‪ ,‬آية‪.147 :‬‬


‫(‪ )2‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ,‬المعجـ المفيرس أللفاظ القرآف الكريـ‪ ,‬ص‪.632‬‬
‫(‪ )3‬رقـ اآليات (‪.)104,134,111‬‬

‫‪‌ 34‬‬
‫الييود‬ ‫بنو إسرائيؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫بف إسحاؽ بف إبراىيـ‬ ‫إسرائيؿ ىك يعقكب‬
‫عمـ عمى النحمة كالديانة كىـ في القرآف الذيف‬
‫عمييـ الصبلة كالسبلـ‪ ,‬كالخطاب لذرية يعقكب‬ ‫التعريؼ‬
‫يزعمكف أنيـ أتباع مكسى عميو السبلـ(‪.)3‬‬ ‫(‪.)2‬‬
‫كىـ ييكد المدينة كمف حكليا‬

‫ظير ىذا المصطمح في أكالد يعقكب كذ اررييـ‬


‫ظير في سياؽ األحداث بيف النبي صمى ا﵀ عميو‬
‫(‪)5‬‬
‫كخصكصا مف كاف منيـ في زمف مكسى‬ ‫النشأة‬
‫كسمـ كييكد المدينة‬
‫عميو السبلـ(‪.)4‬‬

‫لـ يرد إال في سياؽ الذـ كالتكبيخ لمف كفر با﵀ كلـ‬
‫(‪)7‬‬
‫يشمؿ المؤمف كالكافر(‪.)6‬‬ ‫العقيدة‬
‫يؤمف بجميع رسمو ‪.‬‬

‫لـ يرد إال في القرآف المدني(‪. )8‬‬ ‫المكي والمدني كرد في القرآف المكي كالمدني‪.‬‬

‫شمؿ الفترة ما بيف يكسؼ عميو السبلـ إلى‬


‫كاف يقصد بو مف تاب مف عبادة العجؿ كمف ثـ‬
‫بداية العيد المدني كلكف خكطب بو الييكد‬
‫صار عمما عمى كؿ مف كفر بمحمد صمى ا﵀‬ ‫التاريخ‬
‫تذكي ار بنعمة ا﵀ عمى أسبلفيـ كاستدعاء‬
‫عميو كسمـ كبدأ ذكره في العيد المدني(‪.)10‬‬
‫لتحريؾ اإليماف في قمكبيـ(‪.)9‬‬

‫(‪ )1‬راجع ص‪94‬مف الفصؿ األكؿ‪. .‬‬


‫(‪ )2‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪,‬ج‪,2‬ص‪ ,002‬عبد الرحمف السعدم‪ ,‬تيسير الكريـ المناف في تفسير كالـ الرحماف‪ ,‬ص‪.44‬‬
‫(‪ )3‬سعكد بف عبد العزيز الخمؼ‪ ,‬دراسات في األدياف (الييودية والنصرانية)‪ ,‬ص‪.33‬‬
‫(‪ ) 4‬أكثر القصص كركدا في القرآف قصة بني إسرائيؿ كأىـ فترة ليـ كانت في زمف مكسى عميو السبلـ‪ ,‬كىذا أمر ظاىر كجمي في‬
‫القرآف‪.‬‬
‫(‪ )5‬صبلح عبد الفتاح الخالدم‪ ,‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‪ ,‬دار القمـ – دمشؽ‪ ,‬الطبعة األكلى‪1012 ,‬ىػ‪-‬‬
‫‪1229‬ـ‪,‬ص‪.01‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )6‬قاؿ عز كجؿ (لُع َف الَّذ َ‬
‫وف) سكرة‬
‫ص ْوا َو َكانُوا َي ْعتَ ُد َ‬ ‫ود َو ِع َ‬
‫يسى ْاب ِف َم ْرَي َـ َذل َؾ ِب َما َع َ‬ ‫س ِ‬
‫اف َد ُاو َ‬ ‫يؿ َعمَى ل َ‬ ‫يف َكفَ ُروا م ْف َبني إِ ْ‬
‫س َرائ َ‬
‫المائدة‪ ,‬آية‪.69 :‬‬
‫(‪ )7‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‪,‬ص‪.09‬‬
‫(‪ )8‬ألف كؿ السكر التي كردت فييا كممة الييكد ىي سكر مدنية ‪ ,‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ ‪ ,‬ص‪.34‬‬
‫(‪ )9‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‪ ,‬ص‪.39‬‬
‫(‪ )10‬رمضاف يكسؼ الصيفي‪ ,‬منيج القرآف الكريـ في التعامؿ مع جرائـ الييود(دراسة تطبيقية بيف الماضي والحاضر)‪,‬‬
‫ص‪.99,96‬‬

‫‪‌ 35‬‬
‫نخمص مف ىذا الجدوؿ إلى عدة أمور‪:‬‬

‫‪ -1‬يمتقي الييكد مع بني إسرائيؿ في النسب فكبلىما مرده إلى يعقكب عميو السبلـ‪.‬‬

‫‪ -9‬اإلسرائيميكف ىـ كؿ مف آمف برسالة مكسى عميو السبلـ كبمف جاء بعده كاستمسككا بالتكحيد‪,‬‬
‫كالييكد ىـ مف كفركا بنبينا محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ كأعرضكا عف رسالتو‪.‬‬

‫‪ -3‬خكطب الييكد ببني إسرائيؿ لمحكـ اآلتية‪:‬‬

‫أخ لمف ينتسبكف إليو‬


‫أ‪ -‬تنبييا ليـ عمى أف مف يعادكنو كىك الرسكؿ محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ ه‬
‫كىك يعقكب عميو السبلـ فاألنبياء كميـ إخكة كرسالتيـ كاحدة(‪.)1‬‬

‫ب‪ -‬طمعان في إيمانيـ كاسبلميـ فمنيـ مف كاف يعمـ ببعثة النبي محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ(‪.)2‬‬

‫ج‪ -‬ترقيؽ قمكبيـ ككفيـ عف عداكة المؤمنيف كي يدخمكا في ديف اإلسبلـ(‪.)3‬‬

‫كالييكد بعد بعثة النبي ال يستحقكف النسبة إلى إسرائيؿ ألنو كفركا بمحمد صمى ا﵀ عميو كسمـ (بنك‬
‫إسرائيؿ يمنحيـ صمة كنسبا بإسرائيؿ يعقكب عميو السبلـ كيضفي عمييـ ظبلال دينية كايمانية‬
‫كىك نكع مف التكريـ ليـ كىذا ما حصؿ في الفترات الماضية حيث كاف بنك إسرائيؿ األنبياء‬
‫كالصالحكف منيـ ممثميف لجانب اليدل كاإليماف أما عندما بعث محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ‬
‫أصبح ىك كأمتو الكرثة الحقيقيكف لمديف الذم جاء بو يعقكب كذريتو كأما الذيف كفركا بمحمد‬
‫صمى ا﵀ عميو كسمـ كرسالتو فيـ ال يستحقكف النسبة ليعقكب عميو السبلـ كاالسـ البلئؽ بيـ ىك‬
‫الييكد)(‪.)4‬‬

‫يسى ٍاب ًف ىم ٍرىي ىـ‪ً ،‬في ٍاأليكلىى ىك ٍاآل ًخ ىرًة»‬ ‫الن ً ً‬


‫اس بًع ى‬ ‫(‪)1‬عف أبي ىريرة رضي ا﵀ عنو‪ :‬عف الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ((أىىنا أ ٍىكلىى َّ‬
‫اح هد‪ ،‬ىفمىٍي ىس ىب ٍيىنىنا ىنبً ّّي»‪ ,‬مسمـ‬‫يمياتييـ ىشتَّى‪ ،‬كًد يينيـ ك ً‬ ‫َّ و‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ىك ٍاآل ًخ ىرًة» قىاليكا‪ :‬ىك ٍي ى‬
‫ى يٍ ى‬ ‫اء إً ٍخ ىكةه م ٍف ىعبلت‪ ،‬ىكأ َّ ى ي ٍ‬
‫ؼ؟ ىيا ىر يسك ىؿ ا﵀ قىا ىؿ‪ٍ « :‬األ ٍىنبًىي ي‬
‫بف الحجاج‪ ,‬صحيح مسمـ‪ ,‬كتاب الفضائؿ‪ ,‬باب فضائؿ عيسى ابف مريـ عميو السبلـ‪ ,‬رقـ الحديث(‪.)9374‬‬
‫س َرِائي َؿ) سكرة الشعراء(‪ )126‬تشير اآلية إلى أف العدكؿ مف‬ ‫َف يعمَم ُو عمَم ِ‬
‫اء َبني إِ ْ‬
‫(‪ )2‬قاؿ عز كجؿ(أ ََولَ ْـ َي ُك ْف لَ ُي ْـ آ ََي ًة أ ْ َ ْ َ ُ َ ُ‬
‫عمماء بني إسرائيؿ يجدكف ذكر القرآف في الكتب التي يدرسكنيا كصفة النبي محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ,‬ابف كثير تفسير‬
‫القرآف العظيـ ‪, ,‬ج‪,7‬ص‪.106‬‬
‫(‪ )3‬الصيفي‪ ,‬منيج القرآف الكريـ في التعامؿ مع جرائـ الييود(دراسة تطبيقية بيف الماضي والحاضر)‪,‬ص‪.39‬‬
‫(‪ )4‬الخالدم‪ ,‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‪ ,‬ص‪.32‬‬

‫‪‌ 36‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬معالـ الخطاب القرآني عف الشخصية الييودية ‪:‬‬

‫إف الذم يتأمؿ في نصكص القرآف التي تناكلت الحديث عف الييكد يجد أبرز معالميا في عدة‬
‫أمكر‪:‬‬

‫‪ -1‬السرد القصصي‪ :‬ذكرت قصة الييكد بدءان مف زمف يعقكب عميو السبلـ إلى زمف نبينا صمى‬
‫ا﵀ عميو كسمـ حينا بالتفصيؿ كحينا آخر باإلجماؿ(‪.)1‬‬

‫‪-9‬إبراز عقائد الييود ‪ :‬تميز الخطاب عف الييكد بأنو عقدم حيث قاـ بتسميط الضكء عمى عقائد‬
‫الييكد في ا﵀ كاألنبياء كاليكـ اآلخر كغيرىا مف أمكر العقيدة فمثبل في سكرة التكبة يقكؿ ا﵀ عز‬
‫ود ُع َزْيٌر ْاب ُف المَّ ِو )(‪ ,)2‬كىذه المقالة ليست مف عامتيـ بؿ مف فريؽ منيـ كىي‬ ‫كجؿ( َوقَالَ ِت ا ْل َي ُي ُ‬
‫س َرِائ َ‬ ‫َخ ْذ َنا ِميثَ َ ِ‬
‫اؽ َبني إِ ْ‬
‫(‪)3‬‬
‫س ْم َنا‬
‫يؿ َوأ َْر َ‬ ‫تدؿ عمى مدل الخبث كالشركر فييـ ‪ .‬كقاؿ عز كجؿ ( لَقَ ْد أ َ‬
‫وف )(‪ )4‬فقد كذبكا‬ ‫س ُي ْـ فَ ِريقًا َك َّذ ُبوا َوفَ ِريقًا َي ْقتُمُ َ‬
‫سو ٌؿ ِب َما َال تَ ْي َوى أَ ْنفُ ُ‬ ‫س ًال ُكمَّ َما َج َ‬
‫اء ُى ْـ َر ُ‬ ‫إِلَ ْي ِي ْـ ُر ُ‬
‫عيسى عميو السبلـ كمف مثمو مف األنبياء‪ ,‬كقتمكا زكريا كيحيى كغيرىما مف األنبياء صمكات ا﵀‬
‫كسبلمو عمييـ أجمعيف(‪.)5‬‬

‫‪ -3‬خطاب القرآف عف الييود اتسـ بالشمولية‪ :‬حيث بيف القرآف صفات الييكد كأخبلقيـ مف‬
‫مختمؼ الجكانب األخبلقية كالسياسية كالعقدية كالسمككية‪ ,‬فمثبل في الجانب األخبلقي قاؿ عز كجؿ‬
‫أم سماعكف لقيؿ الباطؿ كالكذب كيقبؿ حكاميـ الرشكة(‪,)7‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫وف لِمس ْح ِت )‬
‫وف لِ ْم َك ِذ ِب أ ََّكالُ َ‬
‫اع َ‬
‫س َّم ُ‬
‫( َ‬
‫س َع ْو َف ِفي‬ ‫ار لِ ْم َح ْر ِب أَ ْطفَأ َ‬
‫َىا المَّ ُو َوَي ْ‬ ‫الرشكة(‪ ,)7‬كفي الجانب السياسي قاؿ عز كجؿ ( ُكمَّ َما أ َْوقَ ُدوا َن ًا‬

‫ادا َوالمَّ ُو َال ُي ِحب ا ْل ُم ْف ِس ِد َ‬


‫يف)(‪.)8‬‬ ‫سً‬ ‫ْاأل َْر ِ‬
‫ض فَ َ‬

‫(‪ ) 1‬فمثبل سكرة األعراؼ أسيبت في الحديث عف بني إسرائيؿ في فترة النبي مكسى عميو السبلـ كسكرة اإلسراء أجممت‬
‫الحديث‪.‬‬
‫(‪ )2‬سكرة التكبة‪ ,‬آية‪.34 :‬‬
‫(‪ )3‬السعدم‪ ,‬تيسير الكريـ المناف في تفسير كالـ الرحماف‪, ,‬ص‪.330‬‬
‫(‪ )4‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.64 :‬‬
‫(‪ )5‬القرطبي‪ ,‬الجامع ألحكاـ القرآف‪,‬ج‪,7‬ص‪.906‬‬
‫(‪ )6‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.09 :‬‬
‫(‪ )7‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪,‬ج‪,14‬ص‪.312‬‬
‫(‪ )8‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.70 :‬‬

‫‪‌ 37‬‬
‫يحرص الييكد عمى إذكاء الفتف كاشعاليا كىـ ال يرجكف بسعييـ في األرض إال إيذاء المؤمنيف‬
‫كالبشرية كتأجيج مشاعر الحقد كالكره بيف المسمميف(‪.)1‬‬

‫‪ -0‬جزء مف الخطاب اتسـ بالحوار والمجادلة‪ :‬كاليدؼ مف ذلؾ إقامة الحجة عمى الييكد مف‬
‫َى َؿ ا ْل ِكتَ ِ‬
‫اب تَ َعالَ ْوا إِ َلى‬ ‫خبلؿ تفنيد مزاعميـ كابطاؿ حججيـ كاظيار الحؽ قاؿ عز كجؿ ( ُق ْؿ َيا أ ْ‬
‫ضا أ َْرَب ًابا ِم ْف ُد ِ‬
‫وف‬ ‫ش ْي ًئا َوَال َيتَّ ِخ َذ َب ْع ُ‬
‫ض َنا َب ْع ً‬ ‫ش ِر َؾ ِب ِو َ‬ ‫َكمِم ٍة سو ٍ‬
‫اء َب ْي َن َنا َوَب ْي َن ُك ْـ أََّال َن ْع ُب َد إَِّال المَّ َو َوَال ُن ْ‬ ‫َ ََ‬
‫وف )(‪ )2‬كىنا الخطاب لمييكد كالنصارل يدعكىـ الرسكؿ‬ ‫سمِ ُم َ‬ ‫ش َي ُدوا ِبأََّنا ُم ْ‬ ‫المَّ ِو فَِإ ْف تََولَّ ْوا فَقُولُوا ا ْ‬
‫صمى ا﵀ عميو كسمـ فيو إلى أف يجتمعكا مع المسمميف عمى كممة التكحيد كاإلخبلص كىي تتضمف‬
‫إفراد ا﵀ بالعبادة كأف يطيعكا ا﵀ كرسمو كأال يطيعكا المخمكؽ في معصية الخالؽ فإف أسممكا فميـ ما‬
‫لممسمميف كعمييـ ما عمييـ كاف أعرضكا فيـ معاندكف(‪.)3‬‬

‫‪-4‬أبرز الخطاب العالقة الحميمة بيف ٍ‬


‫كؿ مف الييود والنصارى (‪ :)4‬فمثبل يقرف القرآف في آية‬

‫َم ُنوا َال تَتَّ ِخ ُذوا ا ْل َي ُي َ‬


‫ود‬ ‫يف آ َ‬ ‫النيي عف مكاالة الكفار بيف الييكد كالنصارل قاؿ عز كجؿ( َيا أَي َيا الَِّذ َ‬
‫ض َو َم ْف َيتََولَّ ُي ْـ ِم ْن ُك ْـ فَِإ َّن ُو ِم ْن ُي ْـ إِ َّف المَّ َو َال َي ْي ِدي ا ْلقَ ْوَـ‬
‫اء َب ْع ٍ‬‫ض ُي ْـ أ َْولِ َي ُ‬ ‫ص َارى أ َْولِ َي َ‬
‫اء َب ْع ُ‬ ‫َو َّ‬
‫الن َ‬
‫ص َارى َحتَّى تَتَِّب َع ِممَّتَ ُي ْـ) (‪.)6‬‬ ‫ود َوَال َّ‬
‫الن َ‬ ‫ضى َع ْن َؾ ا ْل َي ُي ُ‬ ‫يف) ‪ ,‬كقاؿ عز كجؿ( َولَ ْف تَْر َ‬
‫(‪)5‬‬
‫الظَّالِ ِم َ‬

‫‪-7‬اتسـ الخطاب باالستمرارية‪ :‬فالييكد قديمان كحديثان(‪ )7‬عرفكا باألخبلؽ البغيضة كالنفسية الحاقدة‬
‫كلذلؾ كثر استخداـ الفعؿ المضارع فمثبل يقكؿ ا﵀ عز كجؿ ( َوَال تََاز ُؿ تَطَّمِعُ َعمَى َخ ِائ َن ٍة ِم ْن ُي ْـ‬

‫(‪ )1‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪,‬ج‪,7‬ص‪.394‬‬


‫(‪ )2‬سكرة آؿ عمراف‪ ,‬آية‪.70 :‬‬
‫(‪ )3‬السعدم‪ ,‬تيسير الكريـ المناف في تفسير كالـ الرحماف‪ ,‬ص‪.130,133‬‬
‫(‪ )4‬النصارل‪ :‬ىـ الذيف يزعمكف أنيـ أتباع عيسى عميو السبلـ كىـ في األصؿ مف بني إسرائيؿ لقكلو عز كجؿ( َواِ ْذ قَا َؿ‬
‫وؿ َيأ ِْتي ِم ْف َب ْع ِدي‬
‫س ٍ‬‫ش ًار ِب َر ُ‬
‫ي ِم َف التَّور ِ‬
‫اة َو ُم َب ِّ‬‫َْ‬ ‫ص ِّدقًا لِ َما َب ْي َف َي َد َّ‬ ‫ِ‬
‫سو ُؿ المَّو إِلَ ْي ُك ْـ ُم َ‬
‫ِعيسى ْاب ُف مريـ يا ب ِني إِ ِ‬
‫س َرائي َؿ إِِّني َر ُ‬
‫ْ‬ ‫َْ ََ َ َ‬ ‫َ‬
‫يف) سكرة الصؼ‪ ,‬آية‪ ,7 :‬أرسؿ عيسى إلى بني إسرائيؿ مؤيدا لشريعة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء ُى ْـ با ْل َب ِّي َنات قَالُوا َى َذا س ْحٌر ُمب ٌ‬
‫َح َم ُد فَمَ َّما َج َ‬
‫اس ُم ُو أ ْ‬
‫ْ‬
‫مكسى كمذك ار بيا كتغيير بعض أحكاميا‪ ,‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪,‬ج‪,99‬ص‪ ,199‬سعكد بف عبد العزيز الخمؼ‪,‬‬
‫دراسات في األدياف الييودية والنصرانية‪,‬ص‪.174‬‬
‫(‪ )5‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.41 :‬‬
‫(‪ )6‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.194 :‬‬
‫(‪ )7‬ييكد اليكـ استمرار لييكد األمس مف ناحية عقائدية فيـ يعتمدكف عمى التكراة(األسفار المقدسة) كالتممكد كمف ناحية‬
‫أخبلقية يحممكف نفس السمات كنفس الصفات مف الكره كالحسد كالحقد كالكذب كأكؿ الربا كاشعاؿ الحركب‪ ,‬انظر ناصر‬
‫الحمد‪ ,‬رسائؿ في األدياف والفرؽ والمذاىب‪,‬ص‪.93,99‬‬

‫‪‌ 38‬‬
‫اصفَ ْح إِ َّف المَّ َو ُي ِحب ا ْل ُم ْح ِس ِن َ‬ ‫يال ِم ْن ُي ْـ فَ ْ‬
‫إَِّال َقمِ ً‬
‫(‪)1‬‬
‫كرد في محاسف التأكيؿ(أف الغدر‬ ‫يف)‬ ‫ؼ َع ْن ُي ْـ َو ْ‬
‫اع ُ‬
‫كالخيانة عادة مستمرة ليـ كألسبلفيـ‪ ،‬بحيث ال يكادكف يترككنيا أك يكتمكنيا‪ .‬فبل تزاؿ ترل ذلؾ‬
‫َف ُي َن َّز َؿ َعمَ ْي ُك ْـ ِم ْف‬ ‫ش ِرِك َ‬
‫يف أ ْ‬ ‫َى ِؿ ا ْل ِكتَ ِ‬
‫اب َوَال ا ْل ُم ْ‬ ‫يف َكفَُروا ِم ْف أ ْ‬
‫منيـ) كقاؿ عز كجؿ ( َما َي َود الَِّذ َ‬
‫(‪)2‬‬

‫ض ِؿ ا ْل َع ِظ ِيـ)(‪ )3‬ككممة" خير" جاءت نكرة‬ ‫اء َوالمَّ ُو ُذو ا ْلفَ ْ‬


‫ش ُ‬ ‫َخ ْي ٍر ِم ْف َرِّب ُك ْـ َوالمَّ ُو َي ْختَص ِب َر ْح َم ِت ِو َم ْف َي َ‬
‫نكرة في سياؽ النفي كىي تفيد عمكـ الخير أم ىـ ال يتمنكف نزكؿ أم خير لممسمميف كىذا لشدة‬
‫عداكتيـ ليـ(‪.)4‬‬

‫كالييكد في كاقعنا المعاصر تجمى فسادىـ كمكرىـ لئلسبلـ كأىمو بؿ لمبشرية جمعاء فيـ خمؼ أسكأ‬
‫(‪)5‬‬
‫كيكفي خير مثاؿ عمى ذلؾ احتبلليـ الغاشـ لؤلرض المقدسة (فمسطيف)‬ ‫لسمفيـ الماضي السيئ‬
‫كسعييـ الحثيث لمتحكـ في إدارة الدكؿ(‪.)6‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أبرز السور التي تناولت الحديث عف الييود وأبرز ما جاء فييا‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬الييود مف خالؿ سورة البقرة‪:‬‬

‫أبرز ما جاء فييا عف الييكد‪:‬‬

‫س َرِائ َ‬
‫يؿ‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬التذكير بنعـ اهلل عز وجؿ عمييـ‪ :‬كقد كرد في ذلؾ ثبلث آيات قاؿ عز كجؿ( َيا َبني إِ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْذ ُك ُروا ِن ْع َم ِت َي الَِّتي أَ ْن َع ْم ُ‬
‫وف)(‪ )7‬كقاؿ عز كجؿ( َيا‬ ‫ت َعمَ ْي ُك ْـ َوأ َْوفُوا ِب َع ْيدي أُوؼ ِب َع ْيد ُك ْـ َوِاي َ‬
‫َّاي فَ ْارَى ُب ِ‬
‫يف)(‪ )8‬كىذه اآلية‬ ‫ض ْمتُ ُك ْـ َعمَى ا ْل َعالَ ِم َ‬ ‫يؿ ا ْذ ُك ُروا ِن ْع َم ِت َي الَِّتي أَ ْن َع ْم ُ‬
‫ت َعمَ ْي ُك ْـ َوأ َِّني فَ َّ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ِ‬
‫َيا َبني إِ ْ‬
‫تكررت في مكضع آخر مف نفس السكرة(‪ ,)9‬كمف ىذه النعـ اإلليية عمى بني إسرائيؿ‪ ,‬ظيكر أنبياء‬

‫(‪ )1‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.13 :‬‬


‫(‪ )2‬جماؿ الديف القاسمي‪,‬ج‪,0‬ص‪.92‬‬
‫(‪ )3‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.144 :‬‬
‫(‪)4‬الشككاني‪ ,‬فتح القدير‪, ,‬ج‪,1‬ص‪.107‬‬
‫(‪ )5‬ىذه العبارة مأخكذة مف كتاب بعنكاف(ييود األمس سمؼ سيء لخمؼ أسوأ) لمشيخ عبد الرحمف الدكسرم‪.‬‬
‫(‪)6‬التكنسي‪ ,‬محمد خميفة الخطر الييودي بروتوكوالت حكماء صييوف‪ ,‬الطبعة الخامسة‪1044 ,‬ىػ‪1294-‬ـ‪.‬‬
‫ص‪.161,172‬‬
‫(‪ )7‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.04 :‬‬
‫(‪ )8‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.06:‬‬
‫(‪ )9‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.199 :‬‬

‫‪‌ 39‬‬
‫أنبياء منيـ‪ ,‬ككجكد ممكؾ فييـ‪ ,‬كانزاؿ الكتب عمييـ‪ ,‬كانزاؿ المف كالسمكل ك إنجائيـ مف آؿ‬
‫فرعكف(‪.)1‬‬

‫‪ -9‬بياف المواثيؽ التي أخذىا اهلل عمى بني إسرائيؿ‪ :‬كقد كرد في ذلؾ أربع آيات مثؿ قكلو تعالى‬
‫كقاؿ‬ ‫(‪)2‬‬
‫وف)‬ ‫َخ ْذ َنا ِميثَاقَ ُكـ ورفَع َنا فَوقَ ُكـ الطور ُخ ُذوا ما آَتَ ْي َنا ُكـ ِبقُ َّوٍة وا ْذ ُكروا ما ِف ِ‬
‫يو لَ َعمَّ ُك ْـ تَتَّقُ َ‬ ‫(وِا ْذ أ َ‬
‫َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ََ ْ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َخ ْذ َنا ِميثَ َ ِ‬
‫سا ًنا َوِذي ا ْلقُ ْرَبى‬ ‫وف إَِّال المَّ َو َوِبا ْل َوال َد ْي ِف إِ ْح َ‬
‫يؿ َال تَ ْع ُب ُد َ‬ ‫اؽ َبني إِ ْ‬ ‫(وِا ْذ أ َ‬
‫كقاؿ عز كجؿ َ‬
‫يال ِم ْن ُك ْـ َوأَ ْنتُ ْـ‬
‫الزَكاةَ ثُ َّـ تََولَّ ْيتُ ْـ إَِّال َقمِ ً‬
‫الص َالةَ َوآَتُوا َّ‬
‫يموا َّ‬ ‫ِ‬
‫س ًنا َوأَق ُ‬ ‫اكي ِف َوقُولُوا لِ َّمن ِ‬
‫اس ُح ْ‬
‫وا ْليتَامى وا ْلمس ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ‬
‫ضوف)(‪ )3‬كالميثاؽ يتضمف إفراد ا﵀ بالعبادة كالعمؿ بالتكراة كبر الكالديف كاإلحساف إلى اليتامى‬ ‫ُم ْع ِر ُ‬
‫كالفقراء كالمساكيف كالقكؿ الحسف لمناس(‪.)4‬‬

‫‪-3‬التعنت في السؤاؿ والتعنت في التنفيذ‪:‬‬

‫كمف ذلؾ أنيـ سألكا مكسى صمى ا﵀ عميو كسمـ رؤية ا﵀ جيرة قاؿ عز كجؿ( َوِا ْذ ُق ْمتُ ْـ َيا‬
‫وف )(‪ ,)5‬كىـ يتعنتكف في‬ ‫الص ِ‬
‫اعقَ ُة َوأَ ْنتُ ْـ تَ ْنظُُر َ‬ ‫وسى لَ ْف ُن ْؤ ِم َف لَ َؾ َحتَّى َن َرى المَّ َو َج ْي َرةً فَأ َ‬
‫َخ َذتْ ُك ُـ َّ‬ ‫ُم َ‬
‫التنفيذ فعندما طمب ا﵀ عز كجؿ منيـ أف يذبحكا بقرة أخذكا يسألكف عف أكصافيا كلكنيا كتماطمكا‬
‫كقاؿ عز كجؿ في ذلؾ ( فذبحوىا وما كادوا يفعموف)(‪.)7‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫في ذبحيا‬

‫(‪)1‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪,‬ج‪,1‬ص‪444‬‬


‫(‪ )2‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.73 :‬‬
‫(‪ )3‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.93 :‬‬
‫(‪)4‬عف أبي العالية‪ :‬أخذ مكاثيقيـ أف يخمصكا لو‪ ،‬كأف ال يعبدكا غيره‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ القرآف‪,‬ج‪,9‬ص‪924‬‬
‫القرطبي‪ ,‬الجامع ألحكاـ القرآف‪ ,‬ج‪,9‬ص‪ ,13‬البغكم‪ ,‬معالـ التنزيؿ في تفسير القرآف‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.132‬‬
‫(‪ )5‬سكرة البقرة‪,‬آية‪.44:‬‬
‫وف) (استثقاؿ الستقصائيـ كاستبطاء ليـ‪ ،‬كأنيـ لتطكيميـ المفرط ككثرة‬
‫كادوا َي ْف َعمُ َ‬
‫(‪ )6‬ذكر الزمخشرم في قكلو تعالى ( َوما ُ‬
‫ككثرة استكشافيـ‪ ،‬ما كادكا يذبحكنيا‪ ،‬كما كادت تنتيي سؤاال تيـ‪ ،‬كما كاد ينقطع خيط إسيابيـ فييا كتعمقيـ‪ ).‬الكشاؼ‬
‫عف حقائؽ غوامض التنزيؿ‪,‬ج‪,1‬ص‪.149‬‬
‫(‪ )7‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.61 :‬‬

‫‪‌ 41‬‬
‫‪ -0‬ذكرت سورة البقرة بعض الصفات القبيحة ليـ مثؿ‪:‬‬

‫وب ُك ْـ ِم ْف َب ْع ِد َذلِ َؾ فَ ِي َي َكا ْل ِح َج َارِة أ َْو أَ َ‬


‫( ‪)1‬‬
‫س َوةً‪).‬‬
‫شد قَ ْ‬ ‫س ْت ُقمُ ُ‬
‫أ‪ -‬قسكة القمكب قاؿ عز كجؿ ( ثُ َّـ قَ َ‬
‫كالمراد( ثـ صمبت قمكبكـ بعد إذ رأيتـ الحؽ فتبينتمكه كعرفتمكه عف الخضكع لو كاإلذعاف لكاجب‬
‫حؽ ا﵀ عميكـ فقمكبكـ كالحجارة صبلبة كيبسا كغمظا كشدة أك أشد قسكة)(‪.)2‬‬

‫َم ُنوا ِب َما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو قَالُوا ُن ْؤ ِم ُف ِب َما‬‫يؿ لَيـ آ ِ‬ ‫ِ‬


‫ب‪ -‬الجحود والتكذيب الكفر ‪ :‬قاؿ عز كجؿ‪َ ( :‬وِا َذا ق َ ُ ْ‬
‫اء المَّ ِو ِم ْف قَ ْب ُؿ إِ ْف‬ ‫ص ِّدقًا لِ َما َم َع ُيـْ ُق ْؿ َفمِ َـ تَ ْقتُمُ َ‬
‫وف أَ ْن ِب َي َ‬ ‫وف ِب َما َو َر َ‬
‫اءهُ َو ُى َو ا ْل َحؽ ُم َ‬ ‫أُْن ِز َؿ َعمَ ْي َنا َوَي ْكفُُر َ‬
‫يف)(‪.)3‬‬ ‫ُك ْنتُ ْـ ُم ْؤ ِم ِن َ‬

‫اب ِبأ َْي ِدي ِي ْـ ثُ َّـ َيقُولُ َ‬


‫وف‬ ‫يف ي ْكتُب َ ِ‬
‫وف ا ْلكتَ َ‬
‫ِِ‬
‫ج‪ -‬التبديؿ والتغيير في ديف اهلل‪ :‬قاؿ عز كجؿ ( فَ َوْي ٌؿ لمَّذ َ َ ُ‬
‫يال فَ َوْي ٌؿ لَ ُي ْـ ِم َّما َكتََب ْت أ َْي ِدي ِي ْـ َو َوْي ٌؿ لَ ُي ْـ ِم َّما َي ْك ِس ُب َ‬
‫شتَُروا ِب ِو ثَ َم ًنا َقمِ ً‬
‫َى َذا ِم ْف ِع ْن ِد المَّ ِو لِ َي ْ‬
‫(‪)4‬‬
‫وف)‬
‫(‪)5‬‬
‫تكعد ا﵀ عز كجؿ الذيف يغيركف في كبلـ ا﵀ كفي الديف مف خبلؿ التأكيؿ الفاسد كالتحريؼ‬
‫اليالؾ مخالفا لما أنزؿ ا﵀ عز كجؿ عمى مكسى عميو السبلـ كمف ثمف يبيعكنو لمناس كيأكمكف‬
‫أمكاليـ بالباطؿ بالكيؿ كىك العذاب كالحسرة كالكعيد الشديد(‪.)6‬‬

‫‪ -4‬تناولت السورة الحديث عف مواقؼ وقصص في تاريخ بني إسرائيؿ‪ :‬حدثت في زمف مكسى‬
‫عميو السبلـ‪ ,‬كقصة البقرة‪ ,‬كطمبيـ رؤية ا﵀ عز كجؿ كقصة دخكؿ األرض المقدسة كذلؾ بعد‬
‫كفاة مكسى عميو السبلـ‪ ,‬كقصة قتاؿ الممؾ الصالح كمف معو مف بني إسرائيؿ لجالكت كجنكده(‪.)7‬‬

‫ثانياً‪ :‬الييود مف خالؿ سورة آؿ عمراف‪:‬‬

‫(‪ )1‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.60 :‬‬


‫(‪)2‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪,‬ج‪,9‬ص‪.930‬‬
‫(‪ )3‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.62 :‬‬
‫(‪ )4‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.21 :‬‬
‫(‪ )5‬التحريؼ معناه(أف تجعؿ المعنى عمى حرؼ مف االحتماؿ يمكف حممو عمى الكجييف) الراغب األصفياني‪ ,‬المفردات‬
‫في غريب القرآف‪ ,‬ص‪.999‬‬
‫(‪ )6‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪,‬ج‪,9‬ص‪ ,964‬عبد الرحمف السعدم‪ ,‬تيسير الكريـ المناف في تفسير كالـ الرحماف‪,‬‬
‫الرحماف‪ ,‬ص‪.49‬‬
‫(‪ )7‬سكرة البقرة ‪ ,‬اآليات ‪.941-907 :‬‬

‫‪‌ 41‬‬
‫كاف أىـ ما جاء في سكرة آؿ عمراف عف الييكد ‪ -1:‬معركة الجدؿ والمناظرة مع أىؿ الكتاب وذلؾ‬
‫مف خالؿ ثالث مسائؿ‪:‬‬

‫اس لَمَِّذي ِب َب َّك َة ُم َب َارًكا‬


‫ض َع لِ َّمن ِ‬
‫أ‪ -‬مسألة تحويؿ القبمة إلى الكعبة‪ :‬قاؿ عز كجؿ ( إِ َّف أ ََّو َؿ ب ْي ٍت و ِ‬
‫َ ُ‬
‫يف)(‪ )1‬كرد في سبب نزكؿ ىذه اآلية أف الييكد قالكا لممسمميف‪ :‬بيت المقدس قبمتنا كىك‬ ‫َو ُى ًدى لِ ْم َعالَ ِم َ‬
‫أفضؿ مف الكعبة كأقدـ كىك مياجر األنبياء‪ ,‬كقاؿ المسممكف ‪:‬بؿ الكعبة أفضؿ ‪ ,‬فأنزؿ ا﵀ ىذه‬
‫(‪)2‬‬
‫ىذه اآلية تقرر أف أكؿ بيت بني لمعبادة الذم بناه ابراىيـ ككلده إسماعيؿ عمييما السبلـ‪,‬‬ ‫اآلية‬
‫كىك أكلى أف يتجو إليو المسممكف في عبادتيـ كيككف قبمتيـ(‪. )3‬‬

‫يـ َي ُيوِديًا َوَال‬ ‫ب‪ -‬زعـ الييود أنيـ ورثة إبراىيـ عميو السالـ‪ :‬قاؿ عز كجؿ ( ما َك َ ِ ِ‬
‫اف إ ْب َراى ُ‬ ‫َ‬
‫يف)(‪ )4‬ىذه اآلية رد عمى الييكد كالنصارل في‬ ‫ش ِرِك َ‬
‫اف ِم َف ا ْل ُم ْ‬
‫سمِ ًما َو َما َك َ‬ ‫َنصرِانيًا ولَ ِك ْف َك َ ِ‬
‫اف َحنيفًا ُم ْ‬ ‫َْ َ‬
‫في زعميـ أف إبراىيـ كاف عمى ممتيـ كاثبات أف أىؿ اإلسبلـ ىـ مف يسير عمى منياجو كيقتفي‬
‫أثره كأنو كاف بعيدان عف الشرؾ خاضعان ﵀ عز كجؿ مستسممان ألمره كبريئان مف عبادة األصناـ(‪.)5‬‬

‫وف‬
‫صد َ‬ ‫َى َؿ ا ْل ِكتَ ِ ِ‬
‫اب ل َـ تَ ُ‬ ‫ج‪-‬الصد عف سبيؿ اهلل رغـ عمميـ بالحقيقة‪ :‬قاؿ عز كجؿ ( ُق ْؿ َيا أ ْ‬
‫شي َداء وما المَّ ُو ِب َغ ِ‬
‫اف ٍؿ َع َّما تَ ْع َممُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫وف)(‪.)6‬‬ ‫س ِبيؿ المو َم ْف آ َ‬
‫َم َف تَ ْب ُغوَن َيا ع َو ًجا َوأَ ْنتُ ْـ ُ َ ُ َ َ‬ ‫َع ْف َ‬
‫(‪)7‬‬
‫أم خمط الحؽ‬ ‫‪-9‬عرضت سورة آؿ عمراف لبعض السموكيات الشائنة لمييود مثؿ‪ :‬التمبيس‬
‫ؽ ِبا ْلب ِ‬
‫اط ِؿ َوتَ ْكتُ ُم َ‬ ‫َى َؿ ا ْل ِكتَ ِ ِ‬
‫اب ل َـ تَ ْم ِب ُ‬
‫(‪)8‬‬
‫وف‬ ‫وف ا ْل َح َّ‬
‫ؽ َوأَ ْنتُ ْـ تَ ْعمَ ُم َ‬ ‫وف ا ْل َح َّ َ‬
‫س َ‬ ‫بالباطؿ قاؿ عز كجؿ( َيا أ ْ‬
‫ْم ْن ُو‬ ‫ِ‬ ‫)(‪ )9‬كالبخؿ كالضف بالدينار مف قبؿ بعضيـ قاؿ عز كجؿ ( َو ِم ْف أ ْ ِ ِ ِ‬
‫َىؿ ا ْلكتَاب َم ْف إ ْف تَأ َ‬

‫(‪ )1‬سكرة آؿ عمراف ‪ ,‬آية‪.27 :‬‬


‫(‪ )2‬البغكم‪ ,‬معالـ التنزيؿ في تفسير القرآف‪,‬ج‪,1‬ص‪.061‬‬
‫(‪ )3‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,0‬ص‪.7‬‬
‫(‪ )4‬سكرة آؿ عمراف‪ ,‬آية‪.76 :‬‬
‫(‪ )5‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪,‬ج‪,7‬ص‪.023‬‬
‫(‪ )6‬سكرة آؿ عمراف‪ ,‬آية‪.22 :‬‬
‫حرؼ الحؽ‪ ،‬يفيجعؿ في صكرة الباطؿ‪ ,‬كالثاني‪ :‬أف‬
‫(‪ )7‬ذكر الراغب األصفياني في تفسيره أنكاع التمبيس كىي(األكؿ‪ :‬أف يي ّْ‬
‫ميز أحدىما عف اآلخر مع اإلمكاف) ج‪,9‬ص‪.137‬‬ ‫أف ييزيف الباطؿ‪ ،‬يفيجعؿ في صكرة الحؽ‪ ,‬الثالث‪ :‬أف ال يي ٌ‬
‫(‪ )8‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪,‬ج‪,7‬ص‪.449‬‬
‫(‪ )9‬سكرة آؿ عمراف‪ ,‬آية‪.61 :‬‬

‫‪‌ 46‬‬
‫ت َعمَ ْي ِو قَ ِائ ًما‪ ,)1()...‬بينت‬ ‫ار َال ي َؤد ِ‬
‫ِّه إِلَ ْي َؾ إَِّال َما ُد ْم َ‬ ‫ِ‬
‫ْم ْن ُو ِبدي َن ٍ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫طٍ‬
‫ار ُي َؤدِّه إلَ ْي َؾ َوم ْن ُي ْـ َم ْف إ ْف تَأ َ‬‫ِب ِق ْن َ‬
‫(‪)2‬‬
‫كما‬ ‫اآلية أف ىناؾ فريقيف مف أىؿ الكتاب األكؿ أميف عمى القنطار كىك عبارة عف الماؿ الكثير‬
‫كما دكنو بطريؽ األكلى كالثاني خائف ال يؤتمف عمى الدينار كما فكقو بطريؽ األكلى كال يستخمص‬
‫منو إال باإللحاح كالمبلزمة في المطالبة بو(‪.)3‬‬

‫َم ُنوا ِبالَِّذي أُْن ِز َؿ َعمَى‬


‫اب آ ِ‬
‫َى ِؿ ا ْل ِكتَ ِ‬
‫‪-3‬بينت السورة كفر الييود‪ :‬قاؿ عز كجؿ ( َوقَالَ ْت طَ ِائفَ ٌة ِم ْف أ ْ‬
‫ار وا ْكفُروا آ ِ‬
‫َخ َرهُ لَ َعمَّ ُي ْـ َي ْر ِج ُع َ‬ ‫َّ‬ ‫الَِّذ َ‬
‫وف)‪ )4(,‬كىذه مكيدة منيـ كي يحتالكا عمى‬ ‫يف َآ َم ُنوا َو ْج َو الن َي ِ َ ُ‬
‫الضعفاء فيغركنيـ‪ ,‬كذلؾ أنيـ تشاكركا فيما بينيـ عمى أف يظيركا اإليماف أكؿ النيار كيكفركا في‬
‫آخره ليقكؿ الجيمة إنما فعمكا ذلؾ لنقيصة رأكىا في ديف المسمميف(‪. )5‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الييود مف خالؿ سورة األعراؼ‪:‬‬

‫تميزت سكرة األعراؼ بالعرض القصصي لعديد مف األنبياء كمف بينيـ مكسى عميو السبلـ كقد‬
‫مما كشؼ لنا عف مراحؿ تاريخية ميمة تعيننا عمى‬
‫أسيبت في قصتو مع فرعكف كمع بني إسرائيؿ ٌ‬
‫التعرؼ عمى شخصية ييكد ككاف أبرز محطات السكرة‪:‬‬

‫‪ -1‬بياف ما كاف فيو بنو إسرائيؿ مف ذؿ وىواف في زمف فرعوف‪ :‬ذلؾ الحاكـ الطاغية الذم فظٌع‬
‫ىك كجنكده في بني إسرائيؿ مف تقتيؿ لؤلبناء كاستحياء لمنساء كاستعباد لمرجاؿ‪ .‬قاؿ عز كجؿ (‬
‫اء ُك ْـ َوِفي َذلِ ُك ْـ‬
‫س َ‬
‫وف أ َْب َناء ُكـ ويستَ ْحي َ ِ‬
‫وف ن َ‬ ‫َ ْ ََ ْ ُ‬ ‫وء ا ْل َع َذ ِ‬
‫اب ُيقَتِّمُ َ‬ ‫س َ‬‫وموَن ُك ْـ ُ‬
‫س ُ‬
‫وِا ْذ أَ ْنج ْي َنا ُكـ ِم ْف آ ِ ِ‬
‫َؿ ف ْر َع ْو َف َي ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫يـ)(‪ )6‬كالمراد "باآلؿ‪ :‬ىنا شيعتو كككبلؤه كقد عبرت اآلية عف مدل العذاب الذم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َب َال ٌء م ْف َرِّب ُك ْـ َعظ ٌ‬
‫الذم كقع عمى بني اسرائيؿ‪ ,‬و"يسكمكنكـ" أم يعاممكنكـ معاممة المحقكؽ بما عكمؿ بو ك "كسكء‬
‫كاستحياء النساء أم‬ ‫العذاب" أفظعو كأشده كىك قتؿ األبناء كقد يككف المقصكد بيـ الرجاؿ‬

‫(‪ )1‬سكرة آؿ عمراف‪ ,‬آية‪.64 :‬‬


‫(‪ )2‬البغكم‪ ,‬معالـ التنزيؿ في تفسير القرآف‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.046‬‬
‫(‪)3‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪, ,‬ج‪,9‬ص‪.41‬‬
‫(‪ )4‬سكرة آؿ عمراف‪ ,‬آية‪.69 :‬‬
‫(‪ )5‬تفسير القرآف العظيـ‪,‬ج‪,9‬ص‪.49‬‬
‫(‪ )6‬سكرة األعراؼ‪ ,‬آية‪.101 :‬‬

‫‪‌ 43‬‬
‫يترككنيف أحياء لبلمتياف كالخدمة(‪ ,)1‬كقد أنعـ ا﵀ عز كجؿ عمييـ بأف بعث فييـ النبي مكسى‬
‫عميو السبلـ رسكال كاستطاع بفضؿ ا﵀ أف ينجك ببني إسرائيؿ مف فرعكف كجنكده كأف يممكيـ‬
‫ارَب َيا الَِّتي‬ ‫ْاأل َْر ِ‬
‫ض َو َم َغ ِ‬ ‫ؽ‬
‫ار َ‬ ‫شِ‬ ‫وف َم َ‬
‫ض َعفُ َ‬‫ستَ ْ‬ ‫يف َكا ُنوا ُي ْ‬‫أرض مصر قاؿ عز كجؿ ( َوأ َْو َرثْ َنا ا ْلقَ ْوَـ الَِّذ َ‬
‫ص َنعُ ِف ْر َع ْو ُف‬
‫اف َي ْ‬‫َما َك َ‬ ‫يؿ ِب َما َ‬
‫ص َب ُروا َوَد َّم ْرَنا‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ِ‬
‫س َنى َعمَى َبني إِ ْ‬
‫ِ‬
‫ييا َوتَ َّم ْت َكم َم ُة َرِّب َؾ ا ْل ُح ْ‬
‫ِ‬
‫َب َارْك َنا ف َ‬
‫وف )(‪)2‬كالمراد بالمشارؽ كالمغارب‪ :‬أرض مصر(‪.)3‬‬ ‫ش َ‬ ‫َوقَ ْو ُم ُو َو َما َكا ُنوا َي ْع ِر ُ‬

‫‪-9‬ذكرت السورة موقفيف يكشفاف عف أمر خطير مستقر في شخص ييود‪ :‬األكؿ طمبيـ مف‬

‫س َرِائي َؿ ا ْل َب ْح َر فَأَتَ ْوا َعمَى قَ ْوٍـ َي ْع ُكفُ َ‬


‫وف‬ ‫ِ‬
‫مكسى أف يجعؿ ليـ إليا قاؿ عز كجؿ ( َو َج َاو ْزَنا ِب َبني إِ ْ‬
‫وف )(‪ ,)4‬كىذا يدؿ‬ ‫اج َع ْؿ لَ َنا إِلَ ًيا َك َما لَ ُي ْـ آَلِ َي ٌة قَ َ‬
‫اؿ إِ َّن ُك ْـ قَ ْوٌـ تَ ْج َيمُ َ‬ ‫وسى ْ‬ ‫عمَى أ ٍ‬
‫َص َناـ لَ ُي ْـ قَالُوا َيا ُم َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫يدؿ داللة كاضحة عمى مدل الجيؿ لدل بني إسرائيؿ‪ (,‬قالكا مف جيميـ كسفييـ لنبييـ مكسى‬
‫بعدما أراىـ ا﵀ مف اآليات ما أراىـ‪ ,‬أف يتخذ ليـ صنما يعبدكنو كأم جيؿ أعظـ مف جيؿ مف‬
‫جيؿ ربو كخالقو كأراد أف يسكم بو غيره ممف ال يممؾ نفعا كال ض ار كال مكتا كال حياة كال‬
‫نشكرا)(‪ ,)5‬كالمكقؼ الثاني رضاىـ بعبادة العجؿ كىك دليؿ عمى فساد في الفطرة كاعتبلؿ في‬
‫الكجية كخبث في الطكية كعدـ تعظيـ جناب ا﵀ عز كجؿ‪ ,‬قاؿ صاحب المنار(‪ ()6‬كعبدكه مف دكف‬
‫دكف ا﵀ تعالى لما كاف رسخ في قمكبيـ مف فخامة مظاىر الكثنية الفرعكنية في مصر) كقاؿ‬
‫صاحب الظبلؿ(‪()7‬كطبيعة بني إسرائيؿ‪ -‬كما عرضيا القرآف الكريـ عرضان صادقان دقيقان أمينان في‬
‫شتى المناسبات‪ -‬طبيعة مخمخمة العزيمة‪ ،‬ضعيفة الركح‪ ،‬ما تكاد تيتدم حتى تضؿ‪ ،‬كما تكاد‬
‫ترتفع حتى تنحط‪ ،‬كما تكاد تمضي في الطريؽ المستقيـ حتى ترتكس كتنتكس)‪.‬‬

‫(‪ )1‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,9‬ص‪ ,09,36‬محمد بف عمي الشككاني‪ ,‬فتح‬
‫القديرج‪,1‬ص‪ ,29‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.023‬‬
‫(‪ )2‬سكرة األعراؼ‪ ,‬آية‪.136 :‬‬
‫(‪)3‬عبد الرحمف السعدم‪ ,‬تيسير الكريـ المناف في تفسير كالـ الرحمف‪ ,‬ص‪ ,341‬قاؿ القرطبي‪ (:‬كالظاىر أنيـ كرثكا‬
‫أرض القبط‪ ,‬كاألرض ىنا أرض الشاـ كمصر) الجامع ألحكاـ القرآف‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.969‬‬
‫(‪ )4‬سكرة األعراؼ‪ ,‬آية‪.139 :‬‬
‫(‪ )5‬تيسير الكريـ المناف في تفسير كالـ الرحماف‪ ,‬ص‪.349‬‬
‫(‪ )6‬محمد رشيد رضا ‪,‬ج‪,2‬ص‪.163‬‬
‫)‪ )7‬سيد قطب‪,‬ج‪,3‬ص‪.1366‬‬

‫‪‌ 44‬‬
‫‪-3‬بينت سورة األعراؼ حقيقة ميمة كتبيا اهلل عمى بني إسرائيؿ‪ :‬قاؿ عز كجؿ( َوِاذ تَأ ََّذ َف َرب َؾ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫اب إِ َّف َرب َ‬
‫وء ا ْل َع َذ ِ‬ ‫لَي ْبعثَ َّف عمَ ْي ِيـ إِلَى يوِـ ا ْل ِقي ِ‬
‫يـ)‬
‫ور َرح ٌ‬ ‫س ِريعُ ا ْلعقَاب َوِان ُو لَ َغفُ ٌ‬
‫َّؾ لَ َ‬ ‫س َ‬‫وم ُي ْـ ُ‬
‫س ُ‬‫امة َم ْف َي ُ‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ ْ‬
‫(‪ ,)1‬كالمعنى كاذكر أييا الرسكؿ الخاتـ العاـ إذ أعمـ ربؾ ىؤالء القكـ المرة بعد المرة أنو قضى في‬
‫عممو ككتب عمى نفسو كفاقا لما أقاـ عميو نظاـ االجتماع البشرم مف سننو ليبعثف كيسمطف عمييـ‬
‫إلى يكـ القيامة مف يسكميـ سكء العذاب أم يريده كيكقعو بيـ عقابا عمى ظمميـ كفسقيـ‬
‫كفسادىـ(‪( ,)2‬كقد حتـ ا﵀ عمييـ ىذا كحط ممكيـ فميس في األرض راية لييكدم)(‪. )3‬‬

‫‪-0‬بينت قصة التوراة التي أنزلت عمى موسى عميو السالـ‪ :‬ىذا الكتاب العظيـ الذم لـ تسمـ منو‬
‫اح ِم ْف ُك ِّؿ‬
‫يد الغدر كالتحريؼ الييكدية فحرفكىا كأخفكا حقائقيا ‪.‬قاؿ عز كجؿ ( َو َكتَ ْب َنا لَ ُو ِفي ْاألَ ْل َو ِ‬
‫َح ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ش ْي ٍء فَ ُخذ َ‬
‫يال لِ ُك ِّؿ َ‬ ‫شي ٍء مو ِعظَ ًة وتَ ْف ِ‬
‫سأ ُِري ُك ْـ َد َار‬
‫سن َيا َ‬ ‫ْم ْر قَ ْو َم َؾ َيأْ ُخ ُذوا ِبأ ْ َ‬
‫ْىا ِبقَُّوة َوأ ُ‬ ‫صً‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫يف)(‪ )4‬أنزؿ ا﵀ عز كجؿ التكراة عمى مكسى كالتي تضمنت المنياج السكم كالشريعة العادلة‬ ‫اس ِق َ‬
‫ا ْلفَ ِ‬

‫بما فييا مف أحكاـ الحبلؿ كالحراـ المفصمة كالمكعظة المؤثرة(‪.)5‬‬

‫رابعا‪ :‬الييود مف خالؿ سورة اإلسراء‪:‬‬

‫ألنيا تناكلت عدة أمكر تتعمؽ ببني إسرائيؿ كالييكد‬ ‫(‪)6‬‬


‫لسكرة اإلسراء اسـ آخر ىك بني إسرائيؿ‬
‫كىي‪:‬‬

‫‪ -1‬تذكير الييكد بعيديف ميميف‪ ,‬األكؿ‪ :‬عيد أصكليـ مف بني إسرائيؿ‪ ,‬كالذم بعث فييـ نبي ا﵀‬
‫عز كجؿ مكسى عميو السبلـ كجاءىـ بالتكراة‪ ,‬ككانت دعكتو ليـ أف يعبدكا ا﵀ عز كجؿ كال يشرككا‬
‫اب َو َج َع ْم َناهُ ُى ًدى لِ َب ِني‬ ‫ِ‬
‫وسى ا ْلكتَ َ‬
‫بو شيئا كأف ال يتكمكا في شؤكنيـ إال عميو‪ ,‬قاؿ عز كجؿ(وآَتَ ْي َنا ُم َ‬

‫(‪ )1‬سكرة األعراؼ‪ ,‬آية‪.176 :‬‬


‫(‪ )2‬محمد رشيد رضا تفسير المنار‪,‬ج‪ ,2‬ص‪.391‬‬
‫(‪)3‬ابف عطية األندلسي‪ ,‬المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز‪,‬ج‪,9‬ص‪.061‬‬
‫(‪ )4‬سكرة األعراؼ ‪ ,‬آية‪.104 :‬‬
‫(‪ )5‬سيد قطب‪ ,‬في ظالؿ القرآف ‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.1364‬‬
‫)‪ )6‬جبلؿ الديف السيكطي‪ ,‬اإلتقاف في عموـ القرآف‪ ,‬ج‪1‬كص ‪ ,123‬كعف عائشة رضي ا﵀ عنيا ‪ ،‬قالت‪ ":‬كاف رسكؿ ا﵀‬
‫ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ يصكـ حتى نقكؿ ما يريد أف يفطر‪ ،‬كيفطر حتى نقكؿ ما يريد أف يصكـ‪ ،‬ككاف يق أر كؿ ليمة ببني‬
‫إسرائيؿ‪ ،‬كالزمر"‪ ,‬الشيباني‪ ,‬مسند أحمد‪ ,‬رقـ الحديث(‪ ,)90249‬قاؿ محققو شعيب األرناؤكط كعادؿ مرشد كآخركف‪ ,‬حديث‬
‫يقر" فحسف‪ ,‬ج‪,01‬ص‪.320‬‬
‫صحيح دكف قكلو‪" :‬كاف أ‬

‫‪‌ 45‬‬
‫يؿ أََّال تَتَّ ِخ ُذوا ِم ْف ُدوِني ‪َ ‎‬و ِك ً‬
‫يال)(‪ ,)1‬كالعيد الثاني عيد ءابآءىـ ممف ركب مع النبي نكح عميو‬ ‫س َرِائ َ‬
‫إِ ْ‬
‫السبلـ في السفينة‪ ,‬فذكرىـ ا﵀ عز كجؿ بيـ طمعا في إيمانيـ‪ ,‬كحتى يككنكا عمى نفس نيج‬
‫ءابآءىـ مف تكحيد ا﵀ عز كجؿ كتصديؽ االنبياء عمييـ الصبلة كالسبلـ‪ ,‬كالقياـ بشكر نعمو كما‬

‫وح إِنَّ ُو َك َ‬
‫(‪)2‬‬
‫أم ‪:‬‬ ‫ور)‬
‫ش ُك ًا‬
‫اف َع ْب ًدا َ‬ ‫كاف حاؿ نكح عميو السبلـ قاؿ عز كجؿ( ُذِّريَّ َة َم ْف َح َم ْم َنا َم َع ُن ٍ‬
‫يا سبللة مف نجينا فحممنا مع نكح في السفينة ‪ ،‬تشبيكا بأبيكـ القائـ بشكر ا﵀ كالمتصؼ بذلؾ‪,‬‬
‫فاشكركا نعمة ا﵀ عز كجؿ أف استخمفكـ في األرض كأنجاكـ مف الغرؽ كبعث إليكـ النبي محمد‬
‫صمى ا﵀ عميو كسمـ(‪.)3‬‬

‫‪ -9‬أخبرت السكرة عف إفسادم بني إسرائيؿ فقد قضى عز كجؿ أنيـ سيفسدكف في األرض مرتيف‬
‫اب لَتُ ْف ِس ُد َّف ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫ض َم َّرتَ ْي ِف َولَتَ ْعمُ َّف‬ ‫يؿ ِفي ا ْل ِكتَ ِ‬
‫إسرِائ َ‬ ‫ِ‬
‫ض ْي َنا إِلَى َبني ْ‬
‫‪ ,‬كافسادىـ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ ( َوقَ َ‬
‫ير)(‪ )4‬كالمعنى كفرغ ربؾ إلى بني إسرائيؿ فيما أنػزؿ مف كتابو عمى مكسى صمكات ا﵀‬ ‫ُعمُ ًوا َك ِب ًا‬
‫كلتخالفف أمره في ببلده‬
‫ٌ‬ ‫لتعصف ا﵀ يا معشر بني إسرائيؿ‬
‫ٌ‬ ‫كسبلمو عميو بإعبلمو إياىـ‪ ،‬كاخباره ليـ‬
‫كلتستكبرف عمى ا﵀ باجترائكـ عميو استكبا ار شديدا(‪ ,)5‬كالتعبير عما يككف منيـ مف إفساد‬
‫ٌ‬ ‫مرتيف‪,‬‬
‫ٌ‬
‫بالقضاء كأنو في الكتاب يدؿ عمى ثبكتو(‪ ,)6‬ككاف مف مظاىر إفسادىـ في األرض‪ :‬تحريفيـ‬
‫لمتكراة‪ ،‬كتركيـ العمؿ بما فييا مف أحكاـ‪ ،‬كقتميـ األنبياء كالمصمحيف(‪.)7‬‬

‫‪ -3‬بينت سكرة اإلسراء أف ا﵀ عزك كجؿ سيبعث عمى بني إسرائيؿ في كبل اإلفساديف مف يذيقيـ‬

‫اء َو ْع ُد أُوَال ُى َما َب َعثْ َنا َعمَ ْي ُك ْـ ِع َب ً‬


‫ادا‬ ‫صنكؼ العذاب نتيجة عمكىـ كاستكبارىـ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ(فَِإ َذا َج َ‬
‫اف َو ْع ًدا َّم ْف ُعوًال)(‪ )8‬أم إذا جاء مكعد أكلى‬ ‫ِّي ِ‬
‫ار ۚ َو َك َ‬ ‫ِ‬ ‫ْس َ ِ ٍ‬
‫لَّ َنا أُولِي َبأ ٍ‬
‫اسوا خ َال َؿ الد َ‬
‫شديد فَ َج ُ‬
‫اإلفساديف‪ ,‬سمطنا عميكـ جندا مف خمقنا أكلي قكة كعدة كسمطة شديدة فتممككا ببلدكـ كسمككا‬

‫)‪ (1‬سكرة اإلسراء‪ ,‬آية ‪.9:‬‬


‫)‪ )2‬سكرة اإلسراء‪ ,‬آية‪.3 :‬‬
‫)‪ )3‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,5‬ص‪ ,43‬عبد الرحمف السعدم‪ ,‬تيسير الكريـ المناف في تفسير كالـ الرحمف‪,‬‬
‫‪,‬ص‪.453‬‬
‫)‪ (4‬سكرة اإلسراء‪ ,‬آية‪.0:‬‬
‫)‪ )5‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,16‬ص‪.947-944‬‬
‫)‪ )6‬القرطبي‪ ,‬الجامع ألحكاـ القرآف ‪ ,‬ج‪,14‬ص‪.910‬‬
‫)‪ (7‬محمد سيد طنطاكم‪ ,‬التفسير الوسيط‪ ,‬ج‪ ,9‬ص‪.921‬‬
‫)‪ (8‬سكرة اإلسراء‪ ,‬آية‪.5:‬‬

‫‪‌ 46‬‬
‫خبلؿ بيكتكـ‪ ،‬كانصرفكا ذاىبيف كجاءيف يقتمكنكـ ال يخافكف أحدا ‪ ,‬كقاؿ عز كجؿ (فَِإ َذا َج َ‬
‫(‪)1‬‬
‫اء َو ْع ُد‬
‫س ِج َد َك َما َد َخمُوهُ أ ََّو َؿ َم َّرٍة َولِ ُيتَِّب ُروا َما َعمَ ْوا تَتْ ِب ًا‬ ‫ِ ِ‬
‫ير)(‪ )2‬كالمعنى‬ ‫وى ُك ْـ َولِ َي ْد ُخمُوا ا ْل َم ْ‬
‫وءوا ُو ُج َ‬
‫س ُ‬‫ْاآلخ َرِة ل َي ُ‬
‫كس ٍكء الكجكه‪ :‬ىج ٍعؿ المساءة عمييا‬
‫إذا جاء مكعد اإلفساد الثاني بعثنا عميكـ مف ييينككـ كيقيرككـ ‪ ,‬ى‬
‫‪ ،‬أم تسميط أسباب المساءة كالكآبة عميكـ حتى تبدك عمى كجكىكـ ألف ما يخالج اإلنساف مف غـ‬
‫كحزف‪ ،‬أك فرح كمسرة يظير أثره عمى الكجو دكف غيره مف الجسد(‪ ,)3‬كسيدخؿ ىؤالء بيت المقدس‬
‫قي ار منيـ لكـ كغمبة‪ ،‬كما دخمكه أكؿ مرة حيف أفسدتـ الفساد األكؿ في األرض‪ ،‬كمف ثـ سييمككف‬
‫كيخربكف كيدمركف ما غمبكا عميو مف ببلدكـ تدمير(‪.)4‬‬

‫كاختمؼ المفسركف قديما كحديثا في زمف كقع اإلفساديف كفي ماىيتيما كفي مف سمط عمى بني‬
‫إسرائيؿ كسأتطرؽ إلى ذلؾ بشيء مف التفصيؿ في الفصؿ الخامس إف شاء ا﵀ ‪.‬‬

‫‪ -0‬ذكرت السكرة سنة ميمة في حياة بني إسرائيؿ كىي سنة العكدة‪ :‬أم إف عادكا فأفسدكا غير‬
‫قاؿ عز‬ ‫اإلفساديف السابقيف بعث ا﵀ عز كجؿ عمييـ مف أىمكيـ كأذليـ كدمر ممتمكاتيـ‬
‫أم متى عدتـ‬ ‫ير)‬ ‫اف ِر َ ِ‬
‫كجؿ(عس َٰى رب ُكـ أَف يرحم ُكـ ۚ وِا ْف عدتـ ع ْد َنا ۚ وجع ْم َنا جي َّنـ لِ ْم َك ِ‬
‫(‪)5‬‬
‫يف َحص ً‬ ‫َ ََ َ َ َ‬ ‫َْ َ َ ْ َ ُ ْ ُ‬ ‫َ َ َ ْ‬
‫ندخره لكـ في اآلخرة مف العذاب‬ ‫عدتـ إلى اإلفساد عدنا إلى اإلدالة عميكـ في الدنيا مع ما ٌ‬
‫كالنكاؿ(‪ ,)6‬كليذا قاؿ سبحانو كتعالى ( وجعمنا جينـ لمكافريف حصي ار ) أم ‪ :‬مستق ار كسجنا ال‬
‫محيد ليـ عنو(‪ .)7‬كبعبارة أخرل بعد أف يرحمكـ ربكـ كيؤمنكـ في الببلد التي تٍمجأكف إلييا‪ ،‬إف‬
‫عدتـ إلى اإلفساد عدنا إلى عقابكـ‪ ،‬أم عدنا لمثؿ ما تقدـ مف عقاب الدنيا (‪ ,)8‬كىذه اآلية تكشؼ‬
‫عف عدؿ ا﵀ عز كجؿ فتحرؾ قمكب المطيعيف مف بني إسرائيؿ إلى االستفادة مف التجارب‬
‫الماضية كسمكؾ طريؽ الجادة كاالنصياع لمحؽ حتى يرحميـ ا﵀ عز كجؿ‪ ,‬كلكف عادكا إلى الكفر‬
‫كالفسكؽ كالعصياف‪ ،‬حيث أعرضكا عف دعكة الحؽ التي جاءىـ بيا الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪،‬‬

‫)‪ (1‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪ ,4‬ص‪.00‬‬


‫)‪ (2‬سكرة اإلسراء‪ ,‬آية‪.6 :‬‬
‫)‪ )3‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪ ,14‬ص‪.36.‬‬
‫)‪ )4‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,16‬ص‪.399‬‬
‫)‪ (5‬سكرة اإلسراء‪ :‬آية ‪. 9‬‬
‫)‪ (6‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪ ,4‬ص‪.04‬‬
‫)‪ )7‬قاؿ ابف عباس‪ :‬حصي ار أم سجنا‪ ,‬المصدر السابؽ‪ ,‬ج‪,4‬ص‪.04‬‬
‫)‪ (8‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,14‬ص‪.39‬‬

‫‪‌ 47‬‬
‫كلـ يكتفكا بيذا اإلعراض بؿ ىمكا بقتمو صمى ا﵀ عميو كسمـ كأيدكا كؿ متربص باإلسبلـ‬
‫كالمسمميف‪ ،‬فكانت نتيجة ذلؾ أف عاقبيـ النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ كأصحابو بما يستحقكف مف‬
‫إجبلء كتشريد كقتؿ(‪.)1‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬سمات الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‪:‬‬

‫إف الذم يتصفح اآليات المتعمقة بالييكد كيتأمؿ فييا كفي معانييا يخمص إلى عدة سمات‬
‫لمشخصية الييكدية منيا‪:‬‬

‫‪-1‬شخصية معقدة‪ :‬فيي ال تنصاع لؤلكامر بسيكلة بؿ بتكمؼ كما في قصة البقرة كقصة دخكؿ‬
‫األرض المقدسة األكلى كالثانية ففي األكلى كالتي كانت في زمف مكسى عميو السبلـ رفضكا الدخكؿ‬
‫مطمقا متعمميف بكجكد و‬
‫أناس أقكياء فييا ال طاقة ليـ بقتاليـ فإف خرجكا منيا دخؿ بنك إسرائيؿ قاؿ‬
‫يف َوِا َّنا لَ ْف َن ْد ُخمَ َيا َحتَّى َي ْخ ُر ُجوا ِم ْن َيا فَِإ ْف َي ْخ ُر ُجوا‬ ‫ييا قَ ْو ًما َجب ِ‬
‫َّار َ‬ ‫ِ‬
‫وسى إِ َّف ف َ‬
‫عز كجؿ ( قَالُوا َيا ُم َ‬
‫وف)(‪,)2‬كالثانية كانت في زمف نبي جاء بعد مكسى عميو السبلـ‬ ‫اخمُ َ‬‫ِم ْنيا فَِإ َّنا َد ِ‬
‫َ‬
‫(‪)3‬‬
‫فقد دخؿ معو بنك اسرائيؿ بيت المقدس فاتحيف كىي‬ ‫السبلـ‪ ,‬ىك يكشع بف نكف عميو السبلـ‬
‫(‪)4‬‬
‫كذلؾ بعد خركجيـ مف التيو كمف ثـ طمب منيـ أف يدخمكا باب البمد سجدا أم‬ ‫المراد بالقرية‬

‫)‪ (1‬محمد سيد طنطاكم‪ ,‬التفسير الوسيط‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.927‬‬


‫(‪ )2‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.99 :‬‬
‫(‪ )3‬ذكره القرآف بدكف التصريح باسمو كذلؾ في سكرة الكيؼ (واذ قاؿ موسى لفتاه ) فالفتى ىنا المراد بو يكشع بف نكف‪,‬‬
‫نكف‪ ,‬ككرد التصريح باسمو في الحديث الذم ركاه أبي بف كعب عف رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ كفيو (فانطمؽ بفتاه‬
‫يكشع بف نكف) محمد بف إسماعيؿ البخارم‪ ,‬صحيح البخاري‪ ,‬كتاب العمـ‪ ,‬باب ما يستحب لمعالـ إذا سئؿ‪ :‬أم الناس أعمـ؟‬
‫فيكؿ العمـ إلى ا﵀‪ ,‬رقـ الحديث(‪ ,)199‬ج‪,1‬ص‪ ,34‬كقد ذكر المؤرخكف أف ا﵀ تعالى فتح عمى يديو بيت المقدس‬
‫قصص األنبياء‪ ,‬ابف كثير‪,‬ح‪,9‬ص‪ ,949‬عز الديف ابف األثير (ت‪734 :‬ىػ)‪ ,‬الكامؿ في التاريخ‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬عمر عبد السبلـ‬
‫تدمرم‪ ,‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيركت – لبناف ‪,‬الطبعة األكلى‪1016 ،‬ىػ ‪1226/‬ـ‪ ,‬ج ‪,1‬ص‪,160‬كقد خصو ا﵀ بكرامة لـ‬
‫ينميا غيره‪ ،‬كىي حبس الشمس لو‪ ،‬فعف أبي ىريرة رضي ا﵀ عنو‪ :‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ (( إف الشمس‬
‫لـ تحبس عمى بشر إال ليكشع ليالي سار إلى بيت المقدس)) مسند أحمد‪ ,‬مسند أبي ىريرة رضي ا﵀ عنو‪ ,‬رقـ‬
‫الحديث(‪ ,)9314‬قاؿ محقؽ المسند شعيب األرناؤكط كآخركف‪ :‬إسناده صحيح عمى شرط الشيخيف‪ ,‬ج‪,10‬ص‪.74‬‬
‫(‪ )4‬عف قتادة في قكلو‪( :‬ادخمكا ىذه القرية) قاؿ‪ :‬بيت المقدس‪ ,‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي‬
‫القرآف‪,‬ج‪,9‬ص‪.149‬‬

‫‪‌ 48‬‬
‫(‪)1‬‬
‫طالبيف المغفرة مف ا﵀ عز كجؿ‪ ,‬فإذ بيـ يبدلكف كدخمكا يزحفكف عمى إستاىيـ كقالكا حبة‬ ‫ركعا‬
‫في شعرة(‪.)2‬‬

‫‪-9‬شخصية غير سوية‪ :‬كذلؾ يظير في عبادتيـ لمعجؿ كىذا عبلمة عمى فساد في الفطرة كغباء‬
‫كجيؿ‪.‬‬

‫‪ -3‬شخصية ذليمة ومغضوب عمييا‪ :‬فقد كتب ا﵀ عمى الييكد الذلة كالغضب كىذه حقيقة قرآنية‬
‫ض ِ‬
‫وب َعمَ ْي ِي ْـ‬ ‫ت َعمَ ْي ِي ْـ َغ ْي ِر ا ْل َم ْغ ُ‬ ‫ط الَِّذ َ‬
‫الص ارطَ ا ْلم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك( ِ‬ ‫(‪)3‬‬
‫يـ )‬ ‫يف أَ ْن َع ْم َ‬
‫ستَق َ‬
‫ُ ْ‬ ‫ص َار َ‬
‫قاؿ عز كجؿ ( ا ْىد َنا ِّ َ‬
‫يف )(‪ ,)4‬كعف عدم بف حاتـ(‪ ،)5‬أف النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ قاؿ‪« :‬المغضكب عمييـ‪:‬‬ ‫َوَال الضَّالِّ َ‬
‫(‪)6‬‬
‫كىذا بيف مف كتاب ا﵀ عز كجؿ ألف ذكر غضب ا﵀ عمى الييكد‬ ‫الييكد‪ ،‬كالضالكف‪ :‬النصارل»‬
‫الييكد متكرر فيو‪ ,‬كغضب ا﵀ تعالى عبارة عف إظياره عمييـ محنا كعقكبات كذلة كنحك ذلؾ ‪,‬كقاؿ‬
‫ض ٍب ِم َف المَّ ِو‪ )7().‬كرد في فتح القدير (كىذا‬
‫اءو ِب َغ َ‬
‫س َك َن ُة َوَب ُ‬
‫ِّ‬
‫ض ِرَب ْت َعمَ ْي ِي ُـ الذلَّ ُة َوا ْل َم ْ‬
‫عز كجؿ( َو ُ‬
‫الخبر الذم أخبرنا ا﵀ بو ىك معمكـ في جميع األزمنة‪ ،‬فإف الييكد أذؿ الفرؽ كأشدىـ مسكنة‬
‫كأكثرىـ تصاغرا‪ ،‬لـ ينتظـ ليـ جمع كال خفقت عمى رؤكسيـ راية‪ ،‬كال ثبتت ليـ كالية‪ ،‬بؿ ما زالكا‬
‫عبيد العصا في كؿ زمف‪ ،‬كطركقة كؿ فحؿ في كؿ عصر‪ ،‬كمف تمسؾ منيـ بنصيب مف الماؿ‬
‫كاف بمغ في الكثرة أم مبمغ‪ ،‬فيك متظاىر بالفقر مترد بأثكاب المسكنة‪ ،‬ليدفع عف نفسو أطماع‬

‫(‪ ) 1‬عف ابف عباس في قكلو‪( :‬ادخمكا الباب سجدا) ‪ ،‬قاؿ‪ :‬أمركا أف يدخمكا ركعا‪ ,‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في‬
‫تأويؿ آي القرآف‪,‬ج‪,9‬ص‪.140‬‬
‫(‪ )2‬عف أبي ىريرة رضي ا﵀ عنو‪ ،‬عف النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ،‬قاؿ‪(( :‬قيؿ لبني إسرائيؿ‪{ :‬ادخمكا الباب سجدا كقكلكا‬
‫حطة} [البقرة‪ .]49 :‬فدخمكا يزحفكف عمى أستاىيـ‪ ،‬فبدلكا‪ ،‬كقالكا‪ :‬حنطة‪ ،‬حبة في شعرة )) محمد بف إسماعيؿ البخارم‪,‬‬
‫صحيح البخاري‪ ,‬كتاب تفسير القرآف‪ ,‬باب (كاذ قمنا ادخمكا ىذه القرية فكمكا منيا حيث شئتـ رغدا كادخمكا الباب سجدا كقكلكا‬
‫حطة نغفر لكـ خطاياكـ كسنزيد المحسنيف)‪ ,‬رقـ الحديث(‪. )0062‬‬
‫(‪ )3‬سكرة الفاتحة ‪ ,‬آية‪.7 :‬‬
‫(‪ )4‬سكرة الفاتحة ‪ ,‬آية‪.6 :‬‬
‫عدم الطائي‪ ,‬أسمـ في سنة تسع‪ ,‬كقيؿ سنة عشر‪ ،‬ككاف‬
‫ٌ‬ ‫(‪ )5‬عدم بف عبد المَّو بف سعد بف الحشرج بف امرئ القيس بف‬
‫نصرانيا قبؿ ذلؾ‪ ،‬كثبت عمى إسبلمو في الردة‪ ،‬كأحضر صدقة قكمو إلى أبي بكر‪ ،‬كشيد فتح العراؽ‪ ،‬ثـ سكف الككفة‪،‬‬
‫أسف‪ ,‬ابف حجر العسقبلني‪ ,‬اإلصابة في تمييز الصحابة‪ ,‬ج‪,0‬ص‪.399‬‬ ‫كشيد صفٌيف مع عمي‪ ,‬كمات بعد الستيف كقد ٌ‬
‫(‪ )6‬البستي‪ ,‬محمد بف حباف بف أحمد بف حباف بف معاذ بف معبد‪ ،‬التميمي‪ ،‬أبك حاتـ‪ ،‬الدارمي(ت‪340 :‬ىػ) اإلحساف في‬
‫في تقريب صحيح ابف حباف‪ ,‬ترتيب‪ :‬األمير عبلء الديف عمي بف بمباف الفارسي (ت‪ 632 :‬ىػ)‪,‬حققو كخرج أحاديثو كعمؽ‬
‫عميو‪ :‬شعيب األرناؤكط‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1049 ،‬ىػ ‪1299 -‬ـ‪ ,‬باب ذكر البياف بأف أىؿ الكتاب‬
‫ىـ الذيف ضمكا كغضب عمييـ‪ ،‬نعكذ با﵀ منيما‪ ,‬رقـ الحديث(‪ ,)7904‬قاؿ المحقؽ إسناده حسف‪,‬ج‪,10‬ص‪.132‬‬
‫(‪ )7‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.71 :‬‬

‫‪‌ 49‬‬
‫الطامعيف في مالو‪ ،‬إما بحؽ كتكفير ما عميو مف الجزية‪ ،‬أك بباطؿ كما يفعمو كثير مف الظممة مف‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ككرد في تفسير المنار( قاؿ األستاذ‬ ‫التجرم عمى ا﵀ بظمـ مف ال يستطيع الدفع عف نفسو‪).‬‬
‫ذلؾ الذؿ كتمؾ الخبلقة بالغضب إنما لزماىـ؛ ألنيـ عصكا ا﵀ فيما أمرىـ أف يأخذكا بو مف‬
‫(‪)3‬‬
‫كقاؿ عز كجؿ (‬ ‫األحكاـ؛ كألنيـ اعتدكا تمؾ الحدكد التي حدىا ا﵀ ليـ في شرائع أنبيائيـ)‬
‫ض ٍب ِم َف المَّ ِو‬ ‫اءو ِب َغ َ‬ ‫اس َوَب ُ‬ ‫ِم َف َّ‬
‫الن ِ‬ ‫ثُ ِقفُوا إَِّال ِب َح ْب ٍؿ ِم َف المَّ ِو َو َح ْب ٍؿ‬ ‫ض ِرَب ْت َعمَ ْي ِيـ ِّ‬
‫الذلَّ ُة أ َْي َف َما‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ؽ َذلِ َؾ ِب َما‬
‫اء ِب َغ ْي ِر َح ٍّ‬
‫وف ْاألَ ْن ِب َي َ‬
‫َوَي ْقتُمُ َ‬ ‫ات المَّ ِو‬ ‫وف ِبآَي ِ‬
‫ِبأ ََّن ُي ْـ َكا ُنوا َي ْكفُُر َ َ‬ ‫س َك َن ُة َذلِ َؾ‬
‫ض ِرَب ْت َعمَ ْي ِي ُـ ا ْل َم ْ‬
‫َو ُ‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫وف)‬
‫صواْ َو َكا ُنوا َي ْعتَ ُد َ‬
‫َع َ‬

‫‪-0‬شخصية عدوانية‪ :‬كىذا بارز في مكاقفيـ مع أنبيائيـ كمع نبينا محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ‬
‫كقاؿ عز كجؿ ( إ َّف‬ ‫يف ِب َغ ْي ِر ا ْل َحؽِّ)‬
‫(‪)5‬‬
‫وف َّ‬
‫الن ِب ِّي َ‬ ‫(وَي ْقتُمُ َ‬
‫كالمسمميف عمكما مف بعده قاؿ عز كجؿ َ‬
‫س ِط ِم َف ا َّلن ِ‬
‫اس‬ ‫يف يأْمر َ ِ‬
‫وف ِبا ْلق ْ‬ ‫وف الذ َ َ ُ ُ‬
‫ؽ وي ْقتُمُ َ َِّ‬
‫يف ِب َغ ْي ِر َح ٍّ َ َ‬ ‫ات المَّ ِو َوَي ْقتُمُ َ‬
‫وف َّ‬
‫الن ِب ِّي َ‬ ‫وف ِبآَي ِ‬
‫يف َي ْكفُُر َ َ‬ ‫الَِّذ َ‬
‫اب أَلِ ٍيـ )(‪( )6‬كانكا يقتمكف رسؿ ا﵀ الذيف كانكا يرسمكف إلييـ بالنيي عما يأتكف مف‬ ‫ش ْرُىـ ِب َع َذ ٍ‬
‫فَ َب ِّ ْ‬
‫معاصي ا﵀‪ ،‬كرككب ما كانكا يركبكنو مف األمكر التي قد تقدـ ا﵀ إلييـ في كتبيـ بالزجر عنيا‪،‬‬
‫نحك زكريا كابنو يحيى‪ ،‬كما أشبييما مف أنبياء ا﵀‪ ,)7() .‬كيقتمكف الصالحيف مف اآلمريف بالقسط‬

‫اس َع َد َاوةً لِمَِّذ َ‬ ‫الذيف ينيكنيـ عف قتؿ األنبياء عمييـ السبلـ ‪ ,‬كقاؿ عز كجؿ ( لَتَ ِج َد َّف أَ َ‬
‫ش َّد َّ‬
‫الن ِ‬ ‫(‪)8‬‬
‫يف‬
‫ش َرُكوا)(‪ ,)9‬جمع ا﵀ عز كجؿ في ىذه اآلية بيف المشركيف كالييكد الشتراكيما‬ ‫ود َوالَِّذ َ‬
‫يف أَ ْ‬ ‫َمنُوا ا ْل َي ُي َ‬
‫آَ‬
‫الشتراكيما في بغض المسمميف فالييكد حسدا عمى مجيء النبكة مف غيرىـ كالمشرككف عمى سبؽ‬
‫المسمميف ليـ إلى الحؽ(‪ ,)10‬كلكف قدـ الييكد عمى المشركيف ألنيـ أقسى قمبا كأشد غمظة‬

‫(‪ )1‬الشككاني‪ ,‬فتح القدير‪,‬ج‪,1‬ص‪. 142‬‬


‫(‪ )2‬المراد بو ىنا‪ :‬محمد عبده مفتي الديار المصرية‪ ,‬كمف كبار رجاؿ االصبلح كالتجديد‪ ,‬ساىـ في حقكؿ التعميـ كالتأليؼ‬
‫كمقاكمة المستعمر‪ ,‬كلد في عاـ ‪1902‬ـ كتكفي عاـ ‪1244‬ـ‪ ,‬كىك شيخ األستاذ محمد رشيد رضا‪ ,‬خير الديف الزركمي‪,‬‬
‫األعالـ‪ , ,‬ج‪ ,7‬ص‪.949, 943‬‬
‫(‪ )3‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.967‬‬
‫(‪ )4‬سكرة آؿ عمراف‪ ,‬آية‪.119 :‬‬
‫(‪ )5‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.71 :‬‬
‫(‪ )6‬سكرة آؿ عمراف‪ ,‬آية‪.91 :‬‬
‫(‪ )7‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.997,990‬‬
‫(‪ )8‬فتح القدير‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.142‬‬
‫(‪ )9‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.99 :‬‬
‫(‪ )10‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.7‬‬

‫‪‌ 51‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كالمشرككف أرؽ أفئدة كقد يككف المقصكد بالييكد مف كانكا في زمف الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ‬
‫(‪)1‬‬
‫أك في عمكـ األزمنة كىذا ىك الظاىر ألف شخصية الييكد منذ بعثة الرسكؿ صمى ا﵀‬ ‫كسمـ‬
‫عميو كسمـ كالى كقتنا المعاصر اتسمت بالعدكانية تجاه المسمميف‪.‬‬

‫وف ا ْل َكمِ َـ َع ْف‬


‫ادوا ُي َحِّرفُ َ‬ ‫(م َف الَِّذ َ‬
‫يف َى ُ‬ ‫‪ -4‬شخصية تعنى بالتمبيس والتحريؼ ‪ :‬قاؿ عز كجؿ ِ‬

‫اض ِع ِو‪ )2()..‬كالتحريؼ ىنا ( أم يتأكلكف الكبلـ عمى غير تأكيمو‪ ،‬كيفسركنو بغير مراد ا﵀ عز‬ ‫مو ِ‬
‫ََ‬
‫كجؿ قصدا منيـ كافتراء)(‪. )3‬‬

‫اء المَّ ِو‬‫ص َارى َن ْح ُف أ َْب َن ُ‬ ‫الن َ‬ ‫‪ -7‬شخصية مغرورة ومعجبة بنفسيا‪ :‬قاؿ عز كجؿ ( َوقَالَ ِت ا ْل َي ُي ُ‬
‫ود َو َّ‬

‫اء َولِمَّ ِو‬


‫ش ُ‬‫ب َم ْف َي َ‬ ‫اء َوُي َع ِّذ ُ‬‫ش ُ‬‫ؽ َي ْغ ِف ُر لِ َم ْف َي َ‬
‫شٌر ِم َّم ْف َخمَ َ‬
‫َّاؤهُ ُق ْؿ َفمِ َـ ُي َع ِّذ ُب ُك ْـ ِب ُذ ُنوِب ُك ْـ َب ْؿ أَ ْنتُ ْـ َب َ‬
‫َحب ُ‬‫وأ ِ‬
‫َ‬
‫(فمـ‬ ‫(‪)5‬‬
‫ير) ‪ ,‬كرد في الجامع ألحكاـ القرآف‬ ‫(‪)4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات َو ْاأل َْر ِ‬ ‫السمو ِ‬
‫ض َو َما َب ْي َن ُي َما َوِالَ ْيو ا ْل َمص ُ‬ ‫ُم ْم ُؾ َّ َ َ‬
‫يككنكا يخمكف مف أحد كجييف‪ ،‬إما أف يقكلكا ىك يعذبنا‪ ،‬فيقاؿ ليـ‪ :‬فمستـ إذا أبناءه كأحباءه‪ ،‬فإف‬
‫الحبيب ال يعذب حبيبو‪ ،‬كأنتـ تقركف بعذابو‪ ،‬فذلؾ دليؿ عمى كذبكـ أك يقكلكا ‪ :‬ال يعذبنا فيكذبكا‬
‫ما في كتبيـ‪ ،‬كما جاءت بو رسميـ‪ ،‬كيبيحكا المعاصي كىـ معترفكف بعذاب العصاة منيـ‪ ،‬كليذا‬
‫يمتزمكف أحكاـ كتبيـ) كالمعنى ‪ :‬أم قؿ ليـ أييا الرسكؿ‪ :‬إذا كاف األمر كما زعمتـ فمـ يعذبكـ‬
‫ا﵀ تعالى بذنكبكـ في الدنيا كما تعممكف مف تاريخكـ الماضي‪ ،‬ككما تركف في تاريخكـ الحاضر‪،‬‬
‫كمف ىذا العذاب لمييكد(ما كاف مف تخريب الكثنييف‪ .....‬لمسجدىـ) كلبمدىـ المرة بعد المرة‪ ،‬كمف‬
‫إزالة ممكيـ مف األرض‪ ،‬كلمنصارل ما اضطيدىـ بو األمـ‪ ،‬كما نكؿ بو بعضيـ‪ ،‬كىك شر مف‬
‫تنكيميـ كتنكيؿ الكثنييف بالييكد ; أم أف األب ال يعذب ابنو‪ ،‬كالمحب ال يعذب حبيبو‪ ،‬فمستـ إذا‬
‫أبناء ا﵀ كال أحباءه‪ ،‬بؿ أنتـ بشر مف جممة مف خمؽ ا﵀ تعالى كىك عز كجؿ الحكـ العدؿ‪ ،‬ال‬
‫يحابي أحدا‪ ،‬كانما يغفر لمف يعمـ أنو مستحؽ لممغفرة‪ ،‬كيعذب مف يعمـ أنو مستحؽ لمعذاب‪ ،‬فيك‬
‫يجزيكـ بأعمالكـ‪ ،‬كما يجزم سائر البشر أمثالكـ‪ ،‬فارجعكا عف غركركـ بأنفسكـ كسمفكـ ككتبكـ;‬

‫)‪ (1‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.4‬‬


‫(‪ )2‬سكرة النساء‪ ,‬آية‪.07 :‬‬
‫(‪ )3‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.994‬‬
‫(‪ )4‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.19 :‬‬
‫(‪ )5‬القرطبي‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.191‬‬

‫‪‌ 51‬‬
‫فإنما العبرة باإليماف الصحيح كاألعماؿ الصالحات‪ ،‬ال بمف سمؼ مف اآلباء كاألميات‪,)1().‬‬
‫كيزعـ الييكد أنيـ شعب ا﵀ المختار بدليؿ ما كرد في تكراتيـ المحرفة ( أنتـ أكالد لمرب إليكـ ‪..‬‬
‫ألنؾ شعب مقدس لمرب إليؾ‪ ،‬كقد اختارؾ الرب لكي تككف لو شعبان خاصان فكؽ جميع الشعكب‬
‫الذيف عمى كجو األرض)(‪ ,)2‬كىذا كبلـ باطؿ كدعكل عارية عف الحقيقة ‪ ,‬فا﵀ عز كجؿ كضع‬
‫ميزانا تكزف بو األمكر كتنضبط عمى أساسو األمـ كىك ميزاف التقكل قاؿ عز كجؿ (إِ َّف أَ ْك َرَم ُك ْـ‬
‫ِع ْن َد المَّ ِو أَتْقَا ُك ْـ )(‪ ,)3‬كليس ىناؾ اعتبار لعرؽ أك جنس أك لطائفة ‪.‬‬

‫ص‬‫َح َر َ‬‫(ولَتَ ِجدَ َّن ُي ْـ أ ْ‬‫‪ -6‬شخصية دنيوية مادية ‪ :‬الييكد أحرص الناس عمى حياة قاؿ عز كجؿ َ‬
‫س َن ٍة َوما ُى َو ِبم َز ْح ِز ِح ِو ِم َف ا ْل َع َذ ِ‬
‫اب‬ ‫ؼ َ‬
‫َح ُد ُى ْـ لَ ْو ُي َع َّم ُر أَْل َ‬
‫ش َرُكوا َي َود أ َ‬ ‫اة َو ِم َف الَِّذ َ‬
‫يف أَ ْ‬ ‫اس عمَى حي ٍ‬
‫الن ِ َ َ َ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وف)(‪ )4‬كالمراد بيـ ىنا الييكد(‪ ( )5‬كىـ أحرص عمى الحياة مف كؿ‬ ‫ير ِب َما َي ْع َممُ َ‬ ‫َّ ِ‬
‫َف ُي َع َّم َر َوالم ُو َبص ٌ‬
‫أْ‬
‫أحد مف الناس‪ ،‬حتى مف المشركيف الذيف ال يؤمنكف بأحد مف الرسؿ كالكتب)(‪ ,)6‬كأيضا ىـ يكثركف‬
‫يكثركف مف أكؿ الماؿ الحراـ كذلؾ مف خبلؿ الرشكة في الحكـ كقد بيف ذلؾ القرآف في أكثر مف‬
‫ير ِم ْن ُي ْـ‬
‫(وتََرى َك ِث ًا‬
‫كقاؿ عز كجؿ َ‬ ‫وف لِمس ْح ِت)‬ ‫وف لِ ْم َك ِذ ِب أ ََّكالُ َ‬
‫(‪)7‬‬
‫اع َ‬
‫س َّم ُ‬ ‫آية قاؿ عز كجؿ ( َ‬
‫وف)(‪ )8‬كالسحت ىنا‪ :‬أم‬
‫س َما َكا ُنوا َي ْع َممُ َ‬ ‫ت لَ ِب ْئ َ‬‫اف َوأَ ْكِم ِي ُـ الس ْح َ‬ ‫وف ِفي ِْ‬
‫اإل ثِْـ َوا ْل ُع ْد َو ِ‬ ‫سِ‬
‫ار ُع َ‬ ‫ُي َ‬
‫الرشكة(‪.)9‬‬

‫َخ ِذ ِى ُـ ِّ‬
‫الرَبا َوقَ ْد ُن ُيوا َع ْن ُو)(‪.)11‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫(وأ ْ‬
‫قاؿ عز كجؿ َ‬ ‫كىـ يتعاممكف بالربا‬

‫(‪ )1‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.974‬‬


‫(‪ )2‬سفر التثنية‪ ,‬اإلصحاح الرابع عشر‪ ,‬الفقرة‪.3‬‬
‫(‪ )3‬سكرة الحجرات ‪ ,‬آية‪.13 :‬‬
‫(‪ )4‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.27 :‬‬
‫(‪ )5‬عف ابف عباس‪( :‬ولتجدنيـ أحرص الناس عمى حياة)‪ ،‬يعني الييكد‪ ,‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي‬
‫القرآف‪,‬ج‪,9‬ص‪.372‬‬
‫(‪)6‬عبد الرحمف السعدم‪ ,‬تيسير الكريـ المناف في تفسير كالـ الرحماف‪ ,‬ص‪.42‬‬
‫(‪ )7‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.09:‬‬
‫(‪ )8‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.79 :‬‬
‫(‪ )9‬ذكر الراغب األصفياني في تفسيره (كفسر السحت ىنا بالرشكة تفسير العاـ بالخاص) ج‪,3‬ص‪.347‬‬
‫(‪ )10‬قاؿ القرطبي(كلـ يرد بو الربا الشرعي الذم حكـ بتحريمو عمينا‪ ,‬كانما أراد الماؿ الحراـ) الجامع ألحكاـ‬
‫القرآف‪,‬ج‪,3‬ص‪.309‬‬
‫(‪ )11‬سكرة النساء‪ ,‬آية‪.171 :‬‬

‫‪‌ 56‬‬
‫‪-9‬لعؿ أىـ سمات الييود أنيـ كفار‪ :‬كىذه حقيقة قرآنية نطقت بيا عدة آيات قاؿ عز كجؿ‬
‫َّاي‬ ‫شتَُروا ِبآ ََي ِاتي ثَ َم ًنا َقمِ ً‬
‫يال َوِاي َ‬ ‫اف ٍر ِب ِو َوَال تَ ْ‬
‫ت مص ِّدقًا لِما مع ُكـ وَال تَ ُكوُنوا أ ََّو َؿ َك ِ‬
‫َ ََ ْ َ‬
‫ِ‬
‫(وآَم ُنوا ِب َما أَ ْن َزْل ُ ُ َ‬
‫َ‬

‫وف )(‪ )2‬كقاؿ‬ ‫يال َما ُي ْؤ ِم ُن َ‬ ‫ؼ َب ْؿ لَ َع َن ُي ُـ المَّ ُو ِب ُك ْف ِرِى ْـ فَ َقِم ً‬ ‫فَاتَّقُ ِ‬


‫(‪)1‬‬
‫وب َنا ُغ ْم ٌ‬
‫وف) كقاؿ عز كجؿ ( َوقَالُوا ُقمُ ُ‬
‫وف َعمَى‬ ‫ستَ ْف ِت ُح َ‬ ‫ِ‬
‫ِّؽ ل َما َم َع ُي ْـ َو َكا ُنوا م ْف قَ ْب ُؿ َي ْ‬
‫كقاؿ عز كجؿ (ولَ َّما جاء ُىـ ِكتَاب ِم ْف ِع ْن ِد المَّ ِو مصد ٌ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫(ما َي َود‬ ‫(‪)3‬‬
‫اف ِر َ‬‫يف َكفَروا َفمَ َّما جاء ُىـ ما عرفُوا َكفَروا ِب ِو َفمَع َن ُة المَّ ِو عمَى ا ْل َك ِ‬ ‫الَِّذ َ‬
‫يف) كقاؿ عز كجؿ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ َ ََ‬ ‫ُ‬
‫َف ُي َن َّز َؿ َعمَ ْي ُك ْـ ِم ْف َخ ْي ٍر ِم ْف َرِّب ُك ْـ)(‪ ,)4‬إف كفر الييكد‬ ‫يف أ ْ‬‫ش ِرِك َ‬ ‫َى ِؿ ا ْل ِكتَ ِ‬
‫اب َوَال ا ْل ُم ْ‬ ‫يف َكفَُروا ِم ْف أ ْ‬
‫الَِّذ َ‬
‫الشؾ فيو فقد كفركا بالنبي محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ كأعرضكا عف دعكتو‪ ,‬قامكا بقتؿ األنبياء‪,‬‬
‫التكرة‪ ,‬يسعكف في األرض فسادا بكؿ ما أكتكا مف قكة ‪ ,‬كينسبكف إلى ا﵀ عز‬
‫ا‬ ‫عممكا عمى تحريؼ‬
‫كجؿ ما تنزه عنو كالكلد كالبخؿ كالفقر(‪ ,)5‬ىـ مدعككف في كؿ زماف إلى أف يذعنكا لديف اإلسبلـ‬
‫الحؽ كنبيو الحؽ ككتابو الحؽ‪.‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬مكونات الشخصية الييودية‪:‬‬

‫(‪ )1‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪. 01 :‬‬


‫(‪ )2‬سكرة البقرة ‪ ,‬آية‪.99 :‬‬
‫(‪ )3‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.92 :‬‬
‫(‪ )4‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.144 :‬‬
‫(‪)5‬الخالدم‪ ,‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‪ ,‬ص‪.174‬‬

‫‪‌ 53‬‬
‫إف الحديث عف مككنات الشخصية الييكدية يعني الحديث عف العكامؿ الرئيسية اليامة في‬
‫تشكيؿ المجتمع الييكدم الييكد عبر أزماف متبلحقة كأجياؿ متعاقبة‪ ,‬كلعؿ الرجكع إلى القرآف‬
‫الكريـ كالسنة النبكية كالتاريخ العاـ لمييكد سيصؿ بنا إلى المطمكب‪ ,‬كالجدير بالذكر أف الفرد أك‬
‫الجماعة تؤثر فييا عدة أمكر رئيسة‪ :‬كىي ‪ -‬النصكص المقدسة‪ -6,‬البيئة كالتاريخ‪ -3,‬الناحية‬
‫االجتماعية كالنفسية‪ ,‬كالطريقة العقمية‪ ,‬كحديثنا سيدكر حكؿ ىذه المحاكر‪.‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬مصادر التمقي عند الييود(المشارب والمناىؿ)‪:‬‬

‫لمييكد كتاباف مقدساف كىما التكراة كالتممكد كليما دكر بارز في تربية األجياؿ عمى عقيدة معينة‬
‫االنتقاص مف الغير‪,‬‬ ‫كصفات كأخبلؽ محددة تحافظ عمى العنصر الييكدم كتدعك إلى‬
‫كسنعرض ليما بشيء مف التفصيؿ عمى النحك اآلتي‪:‬‬

‫المصدر األوؿ‪ :‬التوراة ‪ :‬أ‪ -‬لغة ‪ :‬يرل البعض أنيا مشتقة مف الكرل كىك الكقد‪ ،‬بكزف تفعمة أك‬
‫(‪)1‬‬
‫ىصميىا إما ككراة مف كرم الزند ككرم‬‫فكعؿ‪ ,‬كرد في غريب القرآف (‪ :‬ىم ٍع ىناهي الضياء كالنكر‪ ,‬كأ ٍ‬
‫(‪)2‬‬
‫لغتاف أك تك ارة‪ ،‬إً َّال أىف اٍل ىياء قمبت ألفا لتحركيا‪ ،‬كانفتاح ىما قبميىا) ككرد في لساف العرب‬
‫(كالتكراة‪ ،‬أصميا ككرية فحكلت الكاك األكلى تاء كجعمت الياء المفتكحة ألفا فصارت تكراة‪ ،‬ثـ‬
‫كتبت ياء عمى أصؿ الكممة‪ ،‬أك تفعمة فقمبت الياء ألفا) كيرل البعض اآلخر أنيا أعجمية كرد‬
‫(كالتكراة كاإلنجيؿ اسماف أعجمياف‪ .‬كتكمؼ اشتقاقيما مف الكرل كالنجؿ ككزنيما بتفعمة كأفعيؿ‪،‬‬
‫إنما يصح بعد ككنيما عربيَّيف)(‪( ,)3‬كال يخػفى أف أمر االشتقاؽ كالكزف عمػى تقدير عربية المفظيف‬
‫ظاىر كأما عمى تقدير أنيما أعجمياف أكليما عبراني كاآلخر سرياني كىك الظاىر فبل معنى لو‬
‫عمى الحقيقة ألف االشتقاؽ مف ألفاظ أخر أعجمية مما ال مجاؿ إلثباتو)(‪.)4‬‬

‫التوراة في اصطالح القرآف‪ :‬ىي الكتاب الذم أنزلو ا﵀ عز كجؿ عمى نبيو مكسى عميو‬
‫ص ِّدقًا لِ َما‬ ‫اب ِبا ْل َح ِّ‬
‫ؽ ُم َ‬
‫ِ‬
‫وـ) ك( َن َّز َؿ َعمَ ْي َؾ ا ْلكتَ َ‬
‫(‪)5‬‬
‫ِ َِّ‬ ‫َّ‬
‫السبلـ قاؿ عز كجؿ (الم ُو َال إلَ َو إال ُى َو ا ْل َحي ا ْلقَي ُ‬

‫(‪ )1‬محمد بف يعزير السجستاني‪،‬ج‪,1‬ص‪.137‬‬


‫(‪ )2‬ابف منظكر‪ ,‬ج‪,14‬ص‪.392‬‬
‫(‪)3‬الزمخشرم‪ ,‬الكشاؼ عف حقائؽ غوامض التتزيؿ‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.334‬‬
‫(‪)4‬األلكسي‪ ,‬شياب الديف محمكد بف عبد ا﵀ الحسيني (ت‪1964 :‬ىػ)‪ ,‬روح المعاني في تفسير القرآف العظيـ والسبع المثاني‪,‬‬
‫تحقيؽ‪ :‬عمي عبد البارم عطية‪ ,‬دار الكتب العممية‪ ,‬بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 101 ,‬ىػ‪,‬ج‪,1‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )5‬سكرة آؿ عمراف‪ ,‬آية‪.9 :‬‬

‫‪‌ 54‬‬
‫َب ْي َف َي َد ْي ِو َوأَ ْن َز َؿ التَّْو َارةَ َو ِْ‬
‫اإل ْن ِج َ‬
‫يؿ)(‪ ,)1‬كالظاىر أنو اسـ لؤللكاح التي فييا الكممات العشر التي‬
‫نزلت عمى مكسى عميو السبلـ في جبؿ الطكر ألنيا أصؿ الشريعة التي جاءت في كتب مكسى‬
‫عميو السبلـ فأطمؽ ذلؾ االسـ عمى جميع كتب مكسى عميو السبلـ(‪.)2‬‬

‫التوراة في اصطالح الييود‪ :‬كممة عبرانية تعني الشريعة أك النامكس(‪ ،)3‬كيراد بيا في اصطبلح‬
‫الييكد‪ :‬خمسة أسفار(‪ )4‬يعتقدكف أف مكسى عميو السبلـ كتبيا بيده‪ ،‬كيسمكنيا (بنتاتكؾ) نسبة‬
‫إلى (بنتا)كىي كممة يكنانية تعني خمسة‪ ،‬أم‪ :‬األسفار الخمسة ‪ ,‬كىي(التككيف‪ ،‬الخركج‪،‬‬
‫(‪)6‬‬
‫الػذم‬ ‫البلكييف‪ ،‬العدد‪،‬التثنية)(‪ ,)5‬كيطمؽ عمييا أيضا ما يسمى(العيد القػديػـ )‬

‫يضػـ إضػافة إلى األسفار الخمسة (‪ )34‬سف انر ألحقت بالتكراة(‪,)7‬كذلؾ أف مكسى عميو السبلـ‬
‫استأمف األحبار عمى التكراة كظمت محفكظة إلى ما بعد كفاتو بقركف(‪ ,)8‬حتى ارتد الييكد كعبدكا‬
‫األصناـ فقاـ بعضيـ بعممية التحريؼ(‪)9‬كفي كؿ مرة يزاد عمى التكراة كينقص منيا إلى أف‬

‫(‪ )1‬سكرة آؿ عمراف‪ ,‬آية‪.3 :‬‬


‫(‪ )2‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.109‬‬
‫(‪ )3‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.192‬‬
‫(‪ )4‬أسفار جمع سفر كيعني الكتاب أك الباب كلو عنكاف ‪ ,‬كينقسـ السفر إلى إصحاحات أم فصكؿ كفي كؿ فصؿ فقرات‬
‫(عبارات أك نصكص) كقد تككف مرقمة‪ ,‬كيرمز لذلؾ برمكز‪ ,‬فمثبل ( تؾ‪ )34-6/91‬سفر التككيف اإلصحاح السابع مف‬
‫الفقرة ‪91‬إلى ‪ ,34‬مكقع الدرر السنية – مكسكعة األدياف‪.‬‬
‫(‪ )5‬كمعناىا كاآلتي‪ -1 :‬التككيف كيتحدث عف خمؽ السمكات‪ ،‬كاألرض‪ ،‬كآدـ‪ ،‬كاألنبياء بعده إلى مكت يكسؼ عميو‬
‫السبلـ‪-9,‬الخركج‪ :‬كيتحدث عف قصة بني إسرائيؿ مف بعد مكت يكسؼ عميو السبلـ إلى خركجيـ مف مصر‪ ،‬كما حدث‬
‫ليـ بعد الخركج مع مكسى عميو السبلـ‪ -3 ,‬البلكبيف‪ :‬كىك نسبة إلى سبط بني الكل بف يعقكب الذم مف نسمو مكسى‬
‫كىاركف عمييما السبلـ‪ ،‬كأكالد ىاركف ىـ الذيف فييـ الكيانة ‪ ،‬كيتضمف ىذا السفر أمك انر تتعمؽ بيـ كبعض الشعائر الدينية‬
‫األخرل‪ -0, .‬العدد‪ :‬يتضمف تكجييات لبني إسرائيؿ‪-4 ,‬التثنية‪ :‬كيعني تكرير الشريعة‪ ،‬كاعادة األكامر كالنكاىي عمييـ مرة‬
‫أخرل‪ ,‬سعكد الخمؼ‪ ,‬دراسات في األدياف الييودية والنصرانية‪ ,‬ص‪.64,60‬‬
‫(‪ )6‬العيد القديـ‪ :‬يحتكم عمى األسفار المنسكبة إلى مكسى كاألنبياء مف بعده الذيف كانكا قبؿ عيسى عمييـ الصبلة كالسبلـ‬
‫األسفار المقدسة عند الييود وأثرىا في انحرافيـ عرض ونقد‪ ,‬محمكد بف عبد الرحمف قدح ص‪ ,33‬كيطمؽ لفظ التكراة‬
‫عمى العيد القديـ مف باب إطبلؽ الجزء عمى الكؿ‪ ,‬محمد عمي البار‪ ,‬المدخؿ لدراسة التوراة والعيد القديـ‪ ,‬دار القمـ‪-‬‬
‫دمشؽ‪ ,‬الدار الشامية‪ -‬بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى‪1014,‬ىػ‪1224-‬ـ‪ ,‬ص‪.110‬‬
‫(‪ )8‬سعكد بف عبد العزيز الخمؼ‪ ,‬دراسات في األدياف الييودية والنصرانية‪ ,‬ص‪.64‬‬
‫(‪ )8‬رجا عبد الحميد عرابي‪ ,‬سفر التاريخ الييودي‪ ,‬ص‪.331‬‬
‫(‪ ) 9‬التحريؼ بشكؿ عاـ أنكاع كىي الزيادة‪ ,‬النقصاف‪ ,‬إخفاء الحؽ ‪ ,‬حمؿ الكبلـ عمى غير المعنى المراد‪ ,‬كتماف الحؽ‪,‬‬
‫الخمط بيف الحؽ كالباطؿ ‪,‬كقكؿ كبلـ ظاىره حسف كباطنو سيء كباطؿ‪ ,‬محمد عمي البار‪ ,‬المدخؿ لدراسة التوراة والعيد‬
‫القديـ‪ ,‬ص‪.193,199‬‬

‫‪‌ 55‬‬
‫أصبحت بشكميا األخير كما ىي اآلف كقد أكد القرآف حقيقة التحريؼ في عدة آيات كمف ذلؾ‬
‫وف َك َال َـ المَّ ِو ثُ َّـ ُي َحِّرفُوَن ُو ِم ْف‬
‫س َم ُع َ‬ ‫اف فَ ِر ٌ ِ‬
‫يؽ م ْن ُي ْـ َي ْ‬ ‫َف ُي ْؤ ِم ُنوا لَ ُك ْـ َوقَ ْد َك َ‬
‫وف أ ْ‬
‫ط َم ُع َ‬‫عز كجؿ(أَفَتَ ْ‬ ‫قكلو‬
‫وف)(‪ ,)1‬كرد في الجامع ألحكاـ القرآف(‪()2‬ثـ يحرفونو‪ ,‬قاؿ مجاىد‬ ‫َما َع َقمُوهُ َو ُى ْـ َي ْعمَ ُم َ‬ ‫َب ْع ِد‬
‫كالسدم‪ :‬ىـ عمماء الييكد الذيف يحرفكف التكراة فيجعمكف الحراـ حبلال كالحبلؿ حراما إتباعا‬
‫يف ي ْكتُب َ ِ‬ ‫ِِ‬
‫اب‬
‫وف ا ْلكتَ َ‬ ‫ألىكائيـ‪ ,‬مف بعد ما عقمكه‪ ,‬أم عرفكه كعممكه) كقاؿ عز كجؿ(فَ َوْي ٌؿ لمَّذ َ َ ُ‬
‫يال فَ َوْي ٌؿ لَ ُي ْـ ِم َّما َكتََب ْت أَ ْي ِدي ِي ْـ َو َوْي ٌؿ‬
‫شتَُروا ِب ِو ثَ َم ًنا َقمِ ً‬ ‫وف َى َذا ِم ْف ِع ْن ِد المَّ ِو لِ َي ْ‬
‫ِبأ َْي ِدي ِي ْـ ثُ َّـ َيقُولُ َ‬
‫وف لِقَ ْوٍـ آ َ‬
‫َخ ِر َ‬ ‫ادوا س َّماع َ ِ ِ‬
‫وف ل ْم َكذ ِب َ‬ ‫وف) كقاؿ عز كجؿ( َو ِم َف الَِّذ َ‬ ‫لَ ُي ْـ ِم َّما َي ْك ِس ُب َ‬
‫(‪)3‬‬
‫يف لَ ْـ‬ ‫اع َ‬ ‫س َّم ُ‬ ‫يف َى ُ َ ُ‬
‫وف إِ ْف أُوِتيتُ ْـ َى َذا فَ ُخ ُذوهُ َوِا ْف لَ ْـ تُ ْؤتَْوهُ‬ ‫اض ِع ِو َيقُولُ َ‬ ‫وف ا ْل َكمِـ ِم ْف بع ِد مو ِ‬
‫َْ ََ‬ ‫َ‬ ‫وؾ ُي َحِّرفُ َ‬‫لَ ْـ َيأْتُ َ‬
‫اح َذ ُروا)(‪ ,)4‬كيعترؼ الييكد كالنصارل بالتحريؼ فقد كرد بأف التكراة الحالية ليست ىي تكراة‬
‫فَ ْ‬
‫مكسى حتى الكصايا العشر التي أجمع العمماء عمى أنيا مف تكراة مكسى تختمؼ بمضمكنيا‬
‫الحالي عف سابقو(‪.)5‬‬

‫(‪)6‬‬
‫إلى أف‬ ‫واختمؼ العمماء في حدود التحريؼ ىؿ شمؿ كؿ التوراة أو بعضيا‪ ,‬فذىب جميكرىـ‬
‫التكراة زيد كغير في معظميا تشيد بذلؾ الفركؽ كالتناقضات المكجكدة في األسفار كمقارنتيا‬
‫بحقيقة الديف الذم جاء بو مكسى عميو السبلـ كالشرائع التي أمر بيا بني إسرائيؿ كسأذكر‬
‫أمثمة لتكضيح ذلؾ‪:‬‬
‫‪-1‬الكتاب المقدس يقكـ عمى العنصرية الييكدية كأنيـ شعب ا﵀ المختار كما عداىـ ال قيمة لو‬
‫(‪)7‬‬
‫(أنتـ أكالد لمرب إليكـ ال تخمشكا اجسامكـ ك ال تجعمكا قرعة بيف اعينكـ‬ ‫كرد في سفر التثنية‬

‫(‪ )1‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.64 :‬‬


‫(‪ )2‬القرطبي‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )3‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.62 :‬‬
‫(‪ )4‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.01 :‬‬
‫(‪ )5‬يقكؿ العالـ الييكدم سيمفر( التكراة الحالية ال تمثؿ تكراة مكسى األصمية ‪ ,‬كالكصايا العشر بشكميا كمضمكنيا تختمؼ‬
‫عف الكصايا التي جاء بيا مكسى عميو السبلـ) سفر التاريخ الييودي‪ ,‬رجا عبد الحميد عرابي‪,‬ص‪ 392‬كيقكؿ األب‬
‫ديغك(لقد تككنت أسفار مكسى الخمسة مف أقكاؿ مكركثة ألمـ مختمفة جمعيا محرركف كضعكا تارة ما جمعكا جنبا الى‬
‫جنب‪ ,‬كطك انر غيركا شكؿ ما بيذه الركايات بيدؼ إيجاد كحدة مركبة تاركيف لمعيف أمك ار غير معقكلة كأخرل متنافرة) محمد‬
‫عمي البار‪ ,‬المدخؿ لدراسة التوراة والعيد القديـ‪ ,‬ص‪.134‬‬
‫(‪ )6‬ممف قاؿ بيذا القكؿ العالـ األندلسي ابف حزـ كشيخ اإلسبلـ ابف تيمية كتمميذه ابف القيـ الجكزية‪ ,‬كاإلماـ القرطبي‬
‫صاحب تفسير الجامع ألحكاـ القرآف‪ ,‬محمد عمي البار‪ ,‬المدخؿ لدراسة التوراة والعيد القديـ‪ ,‬ص‪.191‬‬
‫(‪ )7‬اإلصحاح الرابع عشر ‪,‬الفقرة (‪.)9-1‬‬

‫‪‌ 56‬‬
‫ألجؿ ميت ألنؾ شعب مقدس لمرب إليؾ‪ ،‬كقد اختارؾ الرب لكي تككف لو شعبا خاصا فكؽ‬
‫جميع الشعكب الذيف عمى كجو األرض)‪ ,‬كىذا يخالؼ ما جاء بو مكسى عميو السبلـ مف أف‬
‫البشر عبيد ﵀ كأنيـ سكاسية في الحقكؽ كأكرـ الناس عند ا﵀ أتقاىـ‪.‬‬
‫‪-2‬تقكـ التكراة عندىـ عمى االنتقاص مف األنبياء فمثبل كرد في سفر التككيف(‪( )1‬كابتدأ نكح يككف‬
‫فبلحا كغرس كرما كشرب مف الخمر كتعرل داخؿ خبائو)‪ ,‬بخبلؼ تكراة مكسى التي تدعك إلى‬
‫اإليماف باألنبياء جميعيـ كاحتراميـ‪.‬‬
‫‪-3‬تناقض األسفار نفسيا كذلؾ أف الييكد كالنصارل يعتمدكف في الكتاب المقدس عمى ثبلث‬
‫نسخ رئيسة كىي السامرية كاليكنانية كالعبرية كفييا ما فييا مف االختبلفات ‪ ,‬كمثاالن عمى ذلؾ‪:‬‬
‫كرد أف مجمكع األعمار (الفترة الزمنية) مف عيد آدـ إلى إبراىيـ عمييما الصبلة كالسبلـ في‬
‫التكراة العبرية يبمغ (‪ )2223‬سنة‪ ،‬كفي التكراة السامرية يبمغ مجمكع األعمار (‪ )2324‬سنة‪ ،‬كفي‬
‫التكراة اليكنانية يبمغ (‪ )2222‬سنة)(‪.)2‬‬
‫كالتحريؼ أصاب الشريعة كالتاريخ كلكنو في الشريعة أكثر ألف كثي ار مف الحقائؽ التاريخية‬
‫المكجكدة في الكتاب المقدس تتكافؽ مع مقررات القرآف الكريـ(‪.)3‬‬
‫ظؿ عمماء الييكد فترة مف الزمف يعتقدكف أف كاتب تمؾ األسفار ىك مكسى عميو السبلـ‪ ,‬كفي‬
‫(‪)4‬‬
‫تؤكد تحريؼ التكراة مف قبؿ أشخاص‬ ‫القرنيف الثامف عشر كالتاسع عشر ظيرت أبحاث‬
‫كفئات معينة‪ ,‬كذلؾ عبر قركف مديدة تخمميا سبي كحركب تعرض ليا الييكد‪ ,‬ككانت أخصب‬

‫(‪ )1‬اإلصحاح التاسع عشر ‪ ,‬الفقرة ‪.94‬‬


‫(‪ )2‬محمكد عبد الرحماف قدح‪ ,‬األسفار المقدسة عند الييود وأثرىا في انحرافيـ عرض ونقد‪ ,‬الجامعة اإلسبلمية بالمدينة‬
‫المنكرة‪ ,‬الطبعة السنة الثالثة كالثبلثكف‪ -‬العدد (‪1091 ,)111‬ىػ ‪9441‬ـ‪ ,‬ص‪.307‬‬
‫(‪ )3‬رجا عبد الحميد عرابي‪ ,‬سفر التاريخ الييودي‪ ,‬ص‪.304,332‬‬
‫ديكرانت‪":‬لـ يكف‬
‫(‪ )4‬محمد عمي البار‪ ,‬المدخؿ إلى دراسة التوراة والعيد القديـ‪ ,‬ص‪ ,114‬كيقكؿ كؿ ديكرانت ك كيمياـ جيمس ى‬
‫في كسع الييكد بعد عكدتيـ أف يقيمكا ليـ دكلة حربية ؛ ذلؾ أنيـ لـ يكف ليـ مف العدد كالثركة ما يمكنيـ مف إقامة ىذه الدكلة‬
‫كلما كانكا في حاجة إلى نكع مف اإلدارة يعترفكف فيو بسيادة الفرس عمييـ كيييئ ليـ في الكقت نفسو سبيؿ الكحدة القكمية كالنظاـ‬
‫‪ ،‬فقد شرع الكينة في كضع قكاعد حكـ ديني يقكـ كما كاف يقكـ حكـ يكشيا عمى المأثكر مف أقكاؿ الكينة كتقاليدىـ ‪ ،‬كعمى‬
‫أكامر ا﵀ ‪.‬كفي عاـ ‪ 000‬ؽ‪.‬ـ دعا عز ار‪ ،‬كىك كاىف عالـ‪ ،‬الييكد إلى اجتماع خطير‪ ،‬كشرع يق أر عمييـ مف مطمع النيار إلى‬
‫منتصفو "سفر شريعة مكسى" كظؿ ىك كزمبلؤه البلكييكف سبعة أياـ يقرءكف عمييـ ما تحتكيو ممفات ىذا السفر" قصة الحضارة‪,‬‬
‫محمكد كآخريف‪ ,‬دار الجيؿ‪ ،‬بيركت ‪ -‬لبناف‪ ،‬المنظمة العربية لمتربية كالثقافة كالعمكـ‪ ،‬تكنس عاـ‬
‫ترجمة‪ :‬الدكتكر زكي نجيب ي‬
‫النشر‪ 1049 :‬ىػ ‪1299 -‬ـ‪ ,‬ج‪ ,9‬ص‪.372,377‬‬

‫‪‌ 57‬‬
‫عيكد التحريؼ في عيد السبي البابمي(‪ )1‬كيعتمد الييكد عمى ثبلث نسخ رئيسة كىي‪ :‬العبرية‬
‫كالنصارل(‪.)2‬‬ ‫جمي عمى أف التكراة ليست محؿ اتفاؽ عند الييكد‬
‫كالماسكرية كاليكنانية‪ ,‬كىذا دليؿ ه‬

‫المصدر الثاني التممود‪ :‬ىذا الكتاب يعد المصدر الثاني المقدس لدل الييكد‪ ,‬كبعضيـ يكازيو‬
‫(‪)3‬‬
‫كمعناه‪ : :‬التعاليـ أك الشرح كالتفسير‪ ,‬كىي مجمكعة الشرائع الييكدية التي نقميا األحبار‬ ‫بالتكراة‬
‫أك‪ :‬تعميـ ديانة كآداب الييكد(‪ ,)5‬كتسمى بالتكراة‬ ‫(‪)4‬‬
‫شرحا كتفسي ار لمتكراة كاستنباطا مف أصكليا‬
‫الشفاىية(‪ )6‬كىي تتككف مف جزأيف ‪,‬األكؿ ‪:‬المشناه (المتف) بمعنى المعرفة أك الشريعة المكررة‪,‬‬
‫خكفا‬ ‫(‪)8‬‬
‫كالثاني الجمارا(الشرح) بمعنى اإلكماؿ(‪ُّ ,)7‬‬
‫كدكف التممكد مف قبؿ الحاخامات الفريسييف‬
‫عمى الشريعة الشفيية مف الضياع كمف ثـ تعاقبت الشركح عمى المشناه عمى فترات طكيمة امتدت‬
‫مف القرف الثاني بعد الميبلد إلى أكاخر القرف السادس بعد الميبلد(‪ ,)9‬كىك قسماف التممكد البابمي‬
‫كالذم قاـ بتدكينو حاخامات بابؿ كالثاني التممكد الفمسطيني كقاـ بتدكينو حاخامات فمسطيف(‪.)10‬‬

‫التوراة والتممود وأثرىما في تكويف الشخصية الييودية‪:‬‬

‫(‪ )1‬السبي البابمي‪ :‬ىي فترة في التاريخ الييكدم تـ فيو أسر ييكد مممكة ييكذا القديمة‪ ,‬عمى يد نبكخذ نصر الكمداني في‬
‫بابؿ في العراؽ القديمة حيث قاـ نبكخذ نصر بإجبلء الييكد مف فمسطيف مرتيف؛ مرة في عاـ‪ 426‬ؽ‪.‬ـ‪ ،.‬كالمرة الثانية في‬
‫عاـ ‪.497‬ؽ‪.‬ـ‪ ,‬محمكد عبد الرحمف قدح‪ ,‬موجز تاريخ الييود والرد عمى بعض مزاعميـ الباطمة‪,‬ص‪.949,946‬‬
‫(‪ ) 2‬النسخة العبرية ىي المقبكلة كالمعتبرة لدل الييكد كجميكر عمماء البركتستانت النصارل كىي مأخكذة مف الماسكرية‬
‫كما ترجـ عنيا‪ ,‬النسخة اليكنانية كىي المعتبرة لدل النصارل الكاثكليؾ كاألرثكذكس كىي التي تسمى السبعينية كما ترجـ‬
‫عنيا‪ ,‬كالنسخة السامرية كىي المعتبرة كالمقبكلة لدل الييكد السامرييف‪ ,‬سعكد الخمؼ‪ ,‬دراسات في األدياف الييودية‬
‫والنصرانية‪ ,‬ص‪.27‬‬
‫(‪ )3‬عكدة عبد عكدة عبد ا﵀‪ ,‬التممود وأثره في صياغة الشخصية الييودية‪,‬ص‪.2‬‬
‫(‪ )4‬رجا عبد الحميد عرابي‪ ,‬سفر التاريخ الييودي‪ ,‬ص‪.300‬‬
‫(‪)5‬سعكد الخمؼ‪ ,‬دراسات في األدياف الييودية والنصرانية‪,‬ص‪.144‬‬
‫(‪ )6‬دكتكر شمعكف مكياؿ‪ ,‬التممود أصمو تسمسمو آدابو‪ ,‬ترجمة عف العبرانية‪, ,‬ص‪.44‬‬
‫(‪ )7‬دراسات في األدياف الييودية والنصرانية‪, ,‬ص‪.191‬‬
‫(‪ )8‬الفريسيكف‪ :‬كاحدىا فريسي‪ ،‬كىي كممة آرامية تعني كمعناىا " المنعزلكف أك المفركزكف ذك الرأم كالعمـ باألمكر‪ ,‬كىي‬
‫تؤمف بسائر كتب العيد القديـ مع التممكد‪ ،‬كيعتبركف التممكد ىك الكحي الشفكم المنزؿ عمى مكسى‪ ,‬كىـ يشكمكف أغمبية‬
‫الييكد اليكـ‪ ,‬دراسات في األدياف‪,‬ص‪ ,109‬سفر التاريخ الييودي‪ ,‬رجا عبد الحميد عرابي‪,‬ص‪ ,371,374‬كالحاخامات‪:‬‬
‫جمع حاخاـ كيعني حبر ييكدم‪ ،‬رباني كىـ عمماء الييكد‪ ,‬تكممة المعاجـ العربية‪,‬ج‪,0‬ص‪.2‬‬
‫(‪ )9‬عكدة عبد عكدة عبد ا﵀‪ ,‬التممود وأثره في صياغة الشخصية الييودية ‪, ,‬ص‪.14‬‬
‫(‪ )10‬عكدة عبد ا﵀‪ ,‬التممود وأثره في صياغة الشخصية الييودية ‪,‬ص‪.16,19‬‬

‫‪‌ 58‬‬
‫تأثر الييكد جدان بيذيف المنيميف‪ ,‬كظير أثرىما في جميع جكانب الشخصية الييكدية ‪,‬كسأقتصر‬
‫عمى الجانب العقدم كالخمقي‪ ,‬مع ذكر أمثمة مف التكراة كالتممكد لكؿ منيما‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الجانب العقدي‪ :‬تربى الييكد عمى اإلساءة إلى الذات اإلليية ككصفيا بما ال يميؽ بيا‬
‫كالتعب فقد كرد في سفر التككيف(‪( )1‬كفرغ ا﵀ في اليكـ السابع مف عممو الذم عمؿ‪ ،‬فاستراح في‬
‫(‪)2‬‬
‫(فندـ الرب عمى الشر‬ ‫اليكـ السابع مف جميع عممو الذم عمؿ) كالندـ ‪ ,‬كرد في سفر الخركج‬
‫الذم قاؿ إنو يفعمو بشعبو) كجاء في التممكد(‪ ()3‬أف ا﵀ يندـ عمى تركو الييكد في حالة التعاسة حتى‬
‫حتى انو يمطـ كيبكي كؿ يكـ فتسقط مف عينيو دمعتاف في البحر‪ ,‬فيسمع دكييما مف أقصى العالـ‬

‫إلى أقصاه كتضرب المياه كترتجؼ األرض في أغمب األحياف فتحصؿ الزالزؿ)‪ ,‬كنسبكا البنكة‬
‫(‪)4‬‬
‫(كحدث لما ابتدأ الناس يكثركف عمى كجو األرض‪ ,‬ككلدت ليـ‬ ‫إليو فقد كرد في سفر التككيف‬
‫بنات‪ ,‬أف أبناء ا﵀ أركا بنات الناس أنيف حسنات فاتخذكا ألنفسيـ نساء مف كؿ ما اختاركا)‪,‬‬
‫كفيما يتعمؽ باألنبياء فالتكراة مميئة بنسبة ما ال يميؽ إلى األنبياء مف الصفات كاألفعاؿ القبيحة‬
‫كمما الشؾ فيو أف األنبياء عمييـ السبلـ أكمؿ الناس دينا ككرعا كتقكل‪ ،‬كأف ا﵀ اصطفاىـ‬
‫كرعاىـ ككمميـ كحفظيـ كعصميـ مف القبائح كالرذائؿ‪.‬‬

‫ب ِب َما أَ ْغ َوْيتَِني أل َُزِّي َن َّف لَ ُي ْـ ِفي األ َْر ِ‬


‫ض َوألُ ْغ ِوَينَّ ُي ْـ‬ ‫اؿ َر ِّ‬
‫كمف األدلة عمى ذلؾ قكلو تعالى(قَ َ‬
‫يف)(‪ )6‬فقد قررت ىذه اآلية أف إبميس قد عزـ عمى إغكاء‬ ‫اد َؾ ِم ْنيـ ا ْلم ْخمَ ِ‬
‫ص َ‬ ‫يف) ك( إِال ِع َب َ‬
‫(‪)5‬‬
‫َج َم ِع َ‬
‫أْ‬
‫ُُ ُ‬
‫إغكاء عباد ا﵀ كميـ كلكنو ليس لو سمطاف عمى المخمصيف أم مف أخمصتو بتكفيقؾ فيديتو‪ ،‬فإف‬
‫(‪)7‬‬
‫كيدخؿ في المخمصيف األنبياء الذيف اصطفاىـ‬ ‫ذلؾ ممف ال سمطاف لي عميو كال طاقة لي بو‬
‫ا﵀ عز كجؿ لحمؿ رسالتو كدعكة الناس إلى عبادتو ‪.‬‬

‫(‪ )1‬اإلصحاح الثاني‪ ,‬الفقرة الثانية‪.‬‬


‫(‪ )2‬اإلصحاح الثاني كالثبلثيف‪ ,‬الفقرة الرابع عشرة‪.‬‬
‫(‪ )3‬التممود وأثره في صياغة الشخصية الييودية‪,‬ص‪ ,94‬نقبل عف الكنز المرصكد في قكاعد التممكد ‪ ,‬ترجمة يكسؼ‬
‫نصر ا﵀‪,‬ص‪.44‬‬
‫(‪ )4‬اإلصحاح السادس‪ ,‬مف الفقرة األكلى إلى الفقرة الرابعة‪.‬‬
‫(‪ )5‬سكرة الحجر‪ ,‬آية‪.32 :‬‬
‫(‪ )6‬سكرة الحجر‪ ,‬آية‪.04 :‬‬
‫(‪)7‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,16‬ص‪.143‬‬

‫‪‌ 59‬‬
‫كمف األمثمة عمى اتياـ الييكد أنبياء ا﵀ عز كجؿ بالنقص ‪:‬‬

‫‪-1‬اتياميـ نبي ا﵀ إبراىيـ عميو السبلـ بالكذب‪ ,‬كرد في سفر التككيف(‪( )1‬كحدث جكع في األرض‬
‫فانحدر إبراـ (إبراىيـ) إلى مصر ليتغرب ىناؾ ألف الجكع في األرض كاف شديدا كحدث لما قرب أف‬
‫يدخؿ مصر أنو قاؿ لسارام (سارة) امرأتو إني قد عممت أنؾ امرأة حسنة المنظر فيككف إذ رآؾ‬
‫المصريكف أنيـ يقكلكف ىذه امرأتو فيقتمكنني كيستبقكنؾ ‪,‬قكلي انؾ أختي ليككف لي خير بسببؾ‬
‫(‪)2‬‬
‫اتياـ النبي داكد عميو السبلـ‬ ‫كتحيى نفسي مف أجمؾ)‪ ,‬ككرد في سفر صمكئيؿ‬

‫بالزنا(‪()3‬ككاف في كقت المساء أف قاـ داككد كتمشى عمى سطح بيت الممؾ فرأل مف عمى‬
‫السطح امرأة تستحـ ككانت المرأة جميمة المنظر جدا‪ ,‬فأرسؿ داكد رسبل كأخذىا فدخمت إليو‬
‫كاضطجع معيا كىي مطيرة مف طمثيا ثـ رجعت إلى بيتيا كحبمت المرأة فأرسمت كأخبرت داكد‬
‫كمما سبؽ يتضح المسار الذم نشأ عميو أجياؿ الييكد الذم يقكـ عمى العبلقة‬
‫أنيا حبمى)‪ٌ ,‬‬
‫الفاسدة بيف المخمكؽ كالخالؽ‪ ,‬كالنظرة المعكجة إلى األنبياء مما يدفع الفرد الييكدم كالجماعة‬
‫الييكدية إلى إتباع اليكل كالنزكؿ عند مقررات العقؿ كتقديس الباطؿ‪ ,‬ألف تكراتيـ المحرفة عبارة‬
‫عف أىكاء صيغت صياغة أدبية كالقت قبكالن عند و‬
‫قمكب مطبكع عمييا بالكفر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الجانب الخمقي‪ :‬رسخت التكراة كالتممكد النفسية غير السكية لدل الييكد مف خبلؿ الدعكة‬
‫إلى نقاء العنصر الييكدم بالنسبة إلى غيره‪ ,‬كرد في سفر المشنا(‪ ()4‬بنك إسرائيؿ أحباء ا﵀ ألنيـ‬
‫ألنيـ يدعكف أبناءه‪ ،‬بؿ ىناؾ برىاف أعظـ عمى ىذا الحب‪ ،‬كىك أف ا﵀ نفسو قد سماىـ بيذا‬
‫االسـ في قكلو في التكراة (أنتـ أكالد لمرب إليكـ) ككرد في التممكد ( يغفر ذنبان لييكدم يرد لؤلمي‬
‫مالو المفقكد‪ ،‬كغير جائز رد األشياء المفقكدة مف األجانب)(‪ ,)5‬كفي التممكد (اقتؿ الصالح مف‬

‫(‪ )1‬اإلصحاح ‪ ,19‬مف الفقرة (‪.)14-14‬‬


‫(‪ )2‬صمكئيؿ‪ :‬يرل الكتاب المقدس إف صمكئيؿ كاحد مف كبار األنبياء كأنو كاتب ىذه السفر فسمي باسمو ‪,‬أك ألنو يتحدث‬
‫عنو‪ ,‬المدرس‪,‬عمي سرم محمكد‪ ,‬العيد القديـ دراسة نقدية‪ ,‬ترجمة سعدكف السامكؾ‪ ,‬األكاديميكف لمنشر كالتكزيع‪ ,‬الطبعة‬
‫األكلى‪1096 ,‬ىػ‪9446-‬ـ‪ ,‬ص‪.191,194‬‬
‫(‪ )3‬اإلصحاح ‪ ,11‬مف الفقرة (‪.)4-9‬‬
‫(‪ )4‬المشنا‪ :‬أم نصكص التممكد‪ ,‬شمعكف مكباياؿ‪ ,‬التممود أصمو تسمسمو آدابو‪ ,‬ص‪ ,44‬كصايا اآلباء‪ ,‬الفصؿ الثالث‪,‬‬
‫الفقرة الثامف عشرة‪.‬‬
‫(‪ )5‬محمكد عبد الرحمف قدح‪ ,‬األسفار المقدسة عند الييود وأثرىا في انحرافيـ‪,‬ص‪ ,363‬نقبل عف الكنز المرصكد في‬
‫قكاعد التممكد‪ ,‬ترجمة يكسؼ نصر ا﵀ ‪ ,‬ص‪.24-91‬‬

‫‪‌ 61‬‬
‫غير اإلسرائيمييف)(‪ ,)1‬كالغريب أف التكراة تحرـ الزنا بيف الييكد أنفسيـ كرد في سفر التثنية(‪()2‬إذا‬
‫كجد رجؿ مضطجعا مع امرأة زكجة بعؿ يقتؿ االثناف الرجؿ المضطجع مع المرأة) ككرد في سفر‬
‫الخركج(‪ ( )3‬التزف ال تشتو امرأة قريبؾ) كيحث التممكد عمى الزنا بغير الييكديات (لمييكد الحؽ‬
‫في اغتصاب النساء غير الييكديات‪ ,‬كلمييكدم أف يسمـ نفسو لمشيكات إذا لـ يمكنو مقاكمتيا)(‪.)4‬‬

‫المصدر الثالث‪ :‬بروتكوالت حكماء صييوف‬

‫يرل بعض الباحثيف كاألكاديمييف كالمؤرخيف أف لمييكد كتابا ثالثا ال يقؿ خطكرة عف سابقيو(التكراة‬
‫كالتممكد) يدعى(بركتككالت حماء صييكف) يعتمدكف عميو في تشكيؿ السياسات العالمية كرسـ‬
‫الطريؽ لتحقيؽ السيادة عمى شعكب األرض بأكمميا(‪ ,)5‬بينما يرل بعض الكتاب كعمى رأسيـ‬
‫أف البركتككالت خرافة ال حقيقة عادت بالضرر عمى العرب(‪,)7‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫الدكتكر عبد الكىاب المسيرم‬
‫كالظاىر أف ما نراه في عالمنا المعاصر كما حصؿ في العصر الحديث مف مؤامرات ييكدية ضد‬
‫البشرية عمكما كضد المسمميف خصكصا‪ ,‬يعطينا إشارة كبيرة ترجح كفة القكؿ األكؿ كالذم يقكؿ‬
‫بصحة نسبة البركتككالت لمييكد لشدة التبلزـ بيف مضامينيا كبيف كاقعنا المعاصر‪.‬‬

‫معنى بروتكوالت حكماء صييوف‪:‬‬

‫بروتوكوالت‪ :‬جمع كاحده بركتكككؿ‪ ،‬كىك كممة إنجميزية معناه‪ :‬محضر مؤتمر‪ ،‬مسكدة أصمية أك‬
‫ممحؽ معاىدة‪ ,‬كالمراد بيا كثائؽ محاضرة ألقاىا زعيـ صييكني عمى مجمكعة مف الصياينة‬

‫(‪ )1‬المصدر السابؽ‪ ,‬ص‪.363‬‬


‫(‪ )2‬اإلصحاح ‪ ,99‬الفقرة ‪.99‬‬
‫(‪ )3‬اإلصحاح ‪ ,94‬الفقرة مف ‪10‬الى ‪.16‬‬
‫(‪ )4‬محمد عمي البار‪ ,‬المدخؿ إلى دراسة التوراة والعيد القديـ‪ ,‬ص‪.301‬‬
‫)‪ (5‬ممف يقكؿ بيذا الرأم الكاتب المصرم عباس محمد العقاد كالمترجـ محمد خميفة التكنسي كالمؤرخ المبناني عجاج‬
‫نكييض ك د‪ .‬آماؿ ربيع أستاذ األدب العبرم بجامعة القاىرة ك السيد السركم أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عيف شمس‪,‬‬
‫مقاؿ بعنكاف (بروتوكوالت حكماء صييوف حقيقة أـ خياؿ؟ د‪ .‬ربيع‪ :‬األحداث الجارية أكدت صحة الوثائؽ) بقمـ عثماف‬
‫زكي ك أنصاؼ أنكر‪ ,‬مجمة الجزيرة‪ ,‬العدد ‪15‬بتاريخ ‪611/16/64‬ـ‪.‬‬
‫)‪(6‬عبد الكىاب المسيرم‪ :‬كلد عاـ ‪ 1938‬في دمنيكر بمحافظة البحيرة‪ ,‬كىك مفكر إسبلمي يعد مف أبرز المتخصصيف في‬
‫في تاريخ الحركة الصييكنية‪ ،‬كىك أحد مؤسسي حركة كفاية المصرية المعارضة‪ .‬حصؿ في حياتو عمى كثير مف الشيادات‬
‫كالجكائز‪ ،‬كاف آخرىا جائزة القدس‪ ,‬تكفي في مستشفى فمسطيف بالقاىرة‪ ،‬عاـ ‪ ،6118‬عف سبعيف سنة بعد صراع طكيؿ مع‬
‫السرطاف‪ ,‬موقع الجزيرة نت‪ ,‬بتاريخ ‪6115/3/1‬ـ‪.‬‬
‫)‪ )7‬المسيرم‪ ,‬البروتكوالت والييودية والصييونية‪ ,‬دار الشركؽ القاىرة‪ ,‬الطبعة الثالثة‪6113 -‬ـ‪ ,‬ص‪.5‬‬

‫‪‌ 61‬‬
‫ليستأنسكا بيا‪ ،‬كيسيركا عمييا في إخضاعيـ لمعالـ كالسيطرة عميو‪ ,‬ككاف ذلؾ في المؤتمر الذم‬
‫عقد في مدينة باؿ في سكيس ار سنة (‪1897‬ـ) كالذم حضره نحك ثبلثمائة مف أعتى الصياينة‬
‫يمثمكف خمسيف جمعية ييكدية‪ ،‬كال يعرؼ ليا كاتب معيف(‪.)1‬‬

‫أحد محتكياتيا إال الخاصة مف‬


‫ككانت ىذه البركتكككالت مكدعة في مخابئ سرية‪ ،‬كال يعرؼ ه‬
‫ٍ‬
‫الييكد‪ ،‬الذيف يعممكف عمى تنفيذ ما جاء بيا بيدكء‪ ،‬كحسب تخطيط منظـ‪ ،‬حتى شاء ا﵀ ‪-‬‬
‫فع ىرفيا القاصي كالداني(‪.)2‬‬
‫فضحيا‪ ،‬ككشؼ ما فييا لمناس‪ ،‬ى‬
‫ى‬ ‫تعالى‬

‫كعدد البركتكككالت أربعة كعشركف بركتكككالن‪ ،‬كلكنيا غير دقيقة التأليؼ‪ ،‬كبيا كثير مف التكرار‪,‬‬
‫كىدؼ ىذه البركتكككالت إقامة كحدة عالمية‪ ،‬تخضع لسمطاف الييكد‪ ،‬كتديرىا حككمة ييكدية(‪.)3‬‬

‫تاريخ ظيور بروتكوالت حكماء صييوف‪:‬‬

‫اكتشفت ىذه الكثائؽ (البركتكككالت) في سنة (‪1911‬ـ) كذلؾ أف امرأة فرنسية اطمعت عمى ىذه‬
‫الكثائؽ أثناء اجتماعيا بزعيـ مف أكابر رؤساء الصياينة في ككر مف أككار الماسكنية السرية في‬
‫باريس‪ ،‬فاستطاعت ىذه المرأة أف تختمس بعض ىذه الكثائؽ ثـ تفر بو‪ ,‬ككقعت ىذه الكثائؽ بيد‬
‫‪ -‬كبير أعياف ركسيا الشرقية في عيد القيصرية(‪ -)4‬كيدعى أليكس نيقكال فيتش‪ -‬كما إف شعر‬
‫بخطكرتيا حتى سمميا بدكره إلى أحد األدباء الركسييف كالذم قاـ بدراستيا كمف ثـ ترجمتيا إلى‬
‫المغة الركسية‪ ,‬كقد بيف في المقدمة بعض تكقعاتو ألحداث مستقبمية بناء عمى ما بيف يديو مف‬
‫كثائؽ كمف ذلؾ سقكط ركسيا كالخبلفة اإلسبلمية كنشكب الحرب العالمية األكلى كالثانية كتأسيس‬
‫دكلة لمييكد في فمسطيف كغيرىا مف األحداث(‪.)5‬‬

‫)‪ (1‬سعكد الخمؼ‪ ,‬دراسات في األدياف الييودية والنصرانية‪ , ,‬ص‪.165‬‬


‫)‪(2‬عمر عبد العزيز قرشي‪ ,‬مقاؿ بعنكاف( بروتكوالت حكماء صييوف(‪ , ))7‬مكقع األلككة ‪ ,‬بتاريخ ‪6113/9/17‬ـ‪.‬‬
‫)‪ (3‬المصدر السابؽ‪.‬‬
‫)‪ )4‬ركسيا القيصرية‪ :‬ىك االسـ الرسمي لمدكلة الركسية بيف اتخاذ إيفاف الرابع لمقب القيصر في ‪1406‬ـ كحتى قياـ‬
‫بطرس العظيـ بإنشاء اإلمبراطكرية الركسية عاـ ‪1691‬ـ‪ ,‬عبد الكىاب الكيالي‪ ,‬موسوعة السياسة‪ ,‬المؤسسة العربية‬
‫لمدراسات كالنشر‪ ,‬بيركت‪ -‬لبناف‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.924-923‬‬
‫)‪ )5‬سعكد الخمؼ‪ ,‬دراسات في األدياف الييودية والنصرانية‪ ,‬ص‪.197‬‬

‫‪‌ 66‬‬
‫كقد طبعت البركتككالت ألكؿ مرة في سنة (‪1916‬ـ) بالمغة الركسية نسخان قميمة‪ ،‬فشف الييكد‬
‫ضدىا حمبلت مسعكرة ‪ ,‬ككذلؾ في كؿ مرة يتـ طباعتيا يقكـ الييكد إما بإخفائيا أك سرقتيا‬
‫خشية أف يفتضح أمرىـ كتكشؼ أسرارىـ(‪.)1‬‬

‫كمع محاكالت الييكد احتكاء الكتاب إال أنو طبع بمغات كثيرة منيا اإلنجميزية‪ ,‬األلمانية كالفرنسية‪،‬‬
‫كاإليطالية‪ ،‬كمف طبعة (‪1961‬ـ) اإلنجميزية ترجـ الكتاب ألكؿ مرة إلى العربية كطبع سنة‬
‫(‪)2‬‬
‫كقد قدـ لو بمقدمة شرح بيا تاريخ‬ ‫(‪1951‬ـ) عمى يد مترجمو األستاذ "محمد خميفة التكنسي"‬
‫الكتاب كذكر شيئان مف حاؿ الييكد كحاليـ المعاصر كتغمغميـ في كثير مف الدكؿ(‪.)3‬‬

‫البروتكوالت وأثرىا في تكويف الشخصية الييودية‪:‬‬

‫إف البركتككالت ال تعتبر كتابا مقدسا كانما ىي نتاج عقمي يستمد أصكلو كتصكراتو مف التكراة‬
‫المحرفة كضبلالت التممكد‪ ,‬كقد لعبت دك ار ميما في صناعة الشخصية الييكدية خمقيا كعقديا‬
‫كسياسيا‪ ,‬كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬في الجانب الخمقي‪:‬‬

‫كرد في البركتككؿ التاسع ما مضمكنو أف الشخص الييكدم يسعى بيف الشعكب األخرل‬
‫خاصا إلى األخبلؽ الخاصة باألمة التي فييا تعممكف‪،‬‬
‫ن‬ ‫بإفسادىا خمقيا‪(,‬عميكـ أف تكجيكا التفاتنا‬
‫تغيركا أشد األخبلؽ تماس نكا‪ ،‬كبيذا تخضع ىذه‬
‫كلف يستغرقكـ األمر مضي عشر سنكات حتٌى ٌ‬
‫األمة لنا‪ ,)4().‬كىذا األمر ال يتـ إال إذا كاف الييكدم نفسو فاسدان يمارس الرذائؿ كيجر غيره إلى‬
‫ٌ‬
‫فعميا حتى إذا سقط في فخيا تمكف منو الييكدم كسيطر عمى عقمو كقاـ بتسيسو كما يريد‬
‫كىكذا حتى تتـ السيطرة عمى األمة المقصكدة بكامميا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬في الجانب السياسي‪:‬‬

‫)‪ )1‬سعكد الخمؼ‪ ,‬دراسات في األدياف الييودية والنصرانية‪ ,‬ص‪.196‬‬


‫)‪ (2‬لـ أجد لو ترجمة‪.‬‬
‫)‪ (3‬دراسات في األدياف الييودية والنصرانية‪ ,‬ص‪.168‬‬
‫)‪ )4‬محمد خميفة التكنسي‪ ,‬بروتكوالت حكماء صييوف‪ ,‬ص‪.144-143‬‬

‫‪‌ 63‬‬
‫تربي البركتككالت الشخص الييكدم عمى العنؼ تجاه أم جنس غير ييكدم بؿ كتحثو عمى‬
‫(‪)1‬‬
‫(إف‬ ‫المساىمة في إثارة الحركب كاشعاؿ الفتف كاحداث االنقبلبات‪ ,‬كرد في البركتككؿ السابع‬
‫ضخامة الجيش‪ ،‬كزيادة القكة البكليسية ضركريتاف إلتماـ الخطط سابقة الذكر( كىي نيب ثركات‬
‫بد أف يككف إلى جانبنا طبقة صعاليؾ‬
‫اآلخريف كالسيطرة عمى الصناعة كالزراعة‪ ,‬لذلؾ ال ٌ‬
‫أم دكلة‪ ،‬فسندفع الدكؿ المجاكرة‬
‫ضخمة‪ ،‬كجيش كثير كبكليس مخمص ألغراضنا‪ ,‬لك عارضتنا ٌ‬
‫ليا إلى إعبلف الحرب عمييا‪ ..‬كاذا غدر ىؤالء الجيراف فقركا االتحاد ضدنا فسنجيب عمى ذلؾ‬
‫بخمؽ حرب عالمية‪ ).‬ككرد في البركتككؿ الخامس عشر(‪()2‬سنحصؿ عمى السمطة عف طريؽ‬
‫عدد مف االنقبلبات السياسية المفاجئة التي ستحدث في كقت كاحد في جميع األقطار‪ ،‬كسنقبض‬
‫رسميا أنيا عاجزة عف حكـ الشعكب‪ ).‬يفيـ مما سبؽ‬
‫ن‬ ‫عمى السمطة بسرعة عند إعبلف حككماتيا‬
‫كيؼ أف الييكدم ينشا عمى بغض اآلخريف كحب االنتقاـ كبالتالي سيمجأ إلى القتؿ كالعنؼ‬
‫كجميع صكر اإلرىاب‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬البيئة والتاريخ‪:‬‬

‫كاف لمتاريخ الذم مر بو الييكد كالبيئة التي عاشكىا في أكساط متعددة كتحت حكـ و‬
‫أمـ مختمفة‬
‫أث انر ممحكظا في نفسيتيـ كطريقة تفكيرىـ كاكتساب بعض السمات السمبية‪ ,‬كسنحاكؿ مف خبلؿ‬
‫الكقكؼ عمى أىـ المحطات التاريخية التي مر بيا الييكد لمتعرؼ عمى انعكاس ذلؾ عمى‬
‫شخصيتيـ‪.‬‬

‫)‪ )1‬المصدر السابؽ‪ ,‬ص‪.141-139‬‬


‫)‪ (2‬المصدر السابؽ‪ ,‬ص‪.171‬‬

‫‪‌ 64‬‬
‫الفترة األولى في زمف يعقوب عميو الصالة والسالـ ‪ :‬كاف يعيش النبي يعقكب عميو الصبلة‬
‫كالسبلـ كبنكه في البادية(‪ )1‬بعيدا عف المدينة بنمط حياتيا المختمؼ كج ٌكىا الزاىي‪ ,‬كلذا فإف‬
‫المستكل االجتماعي اتسـ بعدة صفات‪:‬‬

‫‪-7‬القساوة‪ :‬كتعني الشدة كالصبلبة كقمة الرحمة كالتياكف بما يمحؽ الغير مف األذل(‪ ,)2‬كىي‬
‫نابعة مف صبلبة القمب كعدـ لينو‪ ,‬كىي نتيجة حتمية لكؿ مف استقر في منطقة البرارم(‪.)3‬‬

‫‪-6‬الغمظة‪ :‬كىي ضد الرقة كالميف كعدـ اإلحساس بالغير مما يؤدم إلى خشكنة معو في القكؿ‬
‫كالفعؿ(‪ ,)4‬كىي تنبع مف شدة القمب كعدـ شفقتو عمى الناس‪ ,‬كىي ثمرة العيش الصعب البعيد عف‬
‫الكسائؿ األكثر راحة‪.‬‬

‫‪-3‬الجفاء لعدـ االتصاؿ بأىؿ المدينة (مصر)(‪ ,)5‬كالتي تتميز بالميكنة في التعامؿ كالسيكلة‬
‫كالرفؽ في الغالب(‪ ,)6‬فيذه األمكر لعبت دك انر في نشكء بعض األخبلؽ البغيضة في أكالد يعقكب‬
‫عميو السبلـ‪ ,‬إال أف النبييف العظيميف يكسؼ كيعقكب عمييما السبلـ لـ يتأث ار بذلؾ حفظا مف ا﵀‬
‫عز كجؿ‪ ,‬كلما يحظكنو مف معية إليية خاصة يحظاىا كؿ نبي‪.‬‬

‫كعمى المستكل األخبلقي فقد تميز عيد بني يعقكب عميو السبلـ كقبؿ الدخكؿ إلى مصر بأمكر‪:‬‬

‫‪ -7‬الحسد(‪ :)7‬الذم تمثؿ في مؤامرتيـ عمى قتؿ أخييـ يكسؼ عميو السبلـ الذم كاف يحظى‬
‫بمنزل ة كبيرة مف أبييـ يعقكب عميو السبلـ فقرركا قتمو ليخمك ليـ جك األبكة كاالىتماـ الخاص‪,‬‬

‫ص َب ٌة إِ َّف أ ََبا َنا لَ ِفي َ‬


‫ض َال ٍؿ‬ ‫ِ‬
‫َحب إِلَى أَِبي َنا م َّنا َوَن ْح ُف ُع ْ‬
‫ؼ َوأَ ُخوهُ أ َ‬ ‫قاؿ عز كجؿ(إِ ْذ قَالُوا لَ ُي ُ‬
‫وس ُ‬

‫(‪ )1‬جاء في قصص األنبياء البف كثير ("وجاء بكـ مف البدو"" أم البادية ‪ ,‬ككانكا يسكنكف أرض العربات مف ببلد‬
‫الخميؿ) ج‪,1‬ص‪.344‬‬
‫)‪ (2‬ابف منظكر‪ ,‬لساف العرب‪ ,‬ج‪,15‬ص‪ ,181‬يعقكب بف مسككيو‪ ,‬تيذيب األخالؽ‪ ,‬ص‪.31‬‬
‫(‪ )3‬محمد عصمت بكر‪ ,‬جذور الفتنة أجياؿ بني إسرائيؿ األولى‪ ,‬ص‪.39‬‬
‫)‪(4‬ابف منظكر‪ ,‬لساف العرب‪ ,‬ج‪,7‬ص‪ ,449‬الفيكمي‪ ,‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير لمرافعي‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.451‬‬
‫(‪ )5‬سميت مصر بالمدينة قاؿ عز كجؿ عمى لساف يكسؼ عميو السبلـ (ادخموا مصر إف شاء اهلل آمنيف)‪ ,‬جبلؿ الديف‬
‫السيكطي‪ ,‬حسف المحاضرة في تاريخ مصر والقاىرة‪ ,‬تحقيؽ ‪ :‬محمد أبك الفضؿ إبراىيـ‪ ,‬دار إحياء الكتب العربية ‪-‬‬
‫عيسى البابي الحمبي كشركاه – مصر‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1396 ,‬ىػ ‪1276 -‬ـ‪,‬ج‪,1‬ص‪.14‬‬
‫(‪ )6‬ألىؿ المدينة سمات تختمؼ عف أىؿ البادية كمف ذلؾ الميكنة كالسيكلة في التعامؿ‪.‬‬
‫تمني زكاؿ نعمة مف مستحؽ ليا‪ ،‬كربما كاف مع ذلؾ سعي في إزالتيا‪ ,‬الراغب األصفياني‪ ,‬المفردات في‬
‫(‪ )7‬الحسد‪ٌ :‬‬
‫غريب القرآف‪ ,‬ص‪.930‬‬

‫‪‌ 65‬‬
‫ضا َي ْخ ُؿ لَ ُك ْـ َو ْج ُو أَِبي ُك ْـ َوتَ ُكونُوا ِم ْف َب ْع ِد ِه قَ ْو ًما‬
‫ؼ أ َِو ا ْط َر ُحوهُ أ َْر ً‬
‫وس َ‬
‫(‪)1‬‬
‫يف) ك(اقْتُمُوا ُي ُ‬ ‫ُم ِب ٍ‬
‫يف)(‪ ,)2‬كرد في تفسير القرآف العظيـ(‪( )3‬يقكلكف‪ :‬ىذا الذم يزاحمكـ في محبة أبيكـ لكـ‬ ‫ص ِال ِح َ‬
‫َ‬
‫أعدمكه مف كجو أبيكـ‪ ،‬ليخمك لكـ كحدكـ‪ ،‬إما بأف تقتمكه أك تمقكه في أرض مف األراضي‬
‫تستريحكا منو‪ ،‬كتخمكا أنتـ بأبيكـ كتككنكا مف بعده قكما صالحيف) ‪.‬‬

‫‪ ,‬ألنيـ بذلؾ‬ ‫ىـ إخكة يكسؼ بقتمو دليؿ عمى ضيؽ األفؽ‬
‫‪-6‬الجيؿ وضيؽ األفؽ‪ :‬إف ٌ‬
‫سيزيدكف مف حب يعقكب عميو السبلـ البنو ‪ ,‬بؿ كاستخدمكا الكذب كالمكر إلخفاء جريمتيـ‬
‫وف)(‪ ,)4‬كرد في‬
‫اء َي ْب ُك َ‬
‫ش ً‬‫اى ْـ ِع َ‬
‫اءو أ ََب ُ‬
‫كتظاىركا بالبكاء كقت رجكعيـ إلى أبييـ قاؿ عز كجؿ( َو َج ُ‬
‫تفسير الشعراكم(‪( )5‬كالبكاء انفعاؿ طبيعي غريزم فطرم‪ ,‬ليس لئلنساف فيو مجاؿ اختيار‪ ,‬كمف‬
‫يريد أف يفتعمو فيك يتباكى‪ ،‬بأف يفرؾ عينيو‪ ،‬أك يأتي ببعض ريقو كيقربو مف عينيو‪ ،‬كال يستر‬
‫(‪. )6‬‬
‫ذلؾ إال أف يككف الضكء خافتا؛ لذلؾ جاءكا أباىـ عشاء يمثمكف البكاء) ‪.‬‬

‫كفي تفسير المنار(‪( )7‬أم جاءكه في كقت العشاء إذ خالط سكاد الميؿ بقية بياض النيار فمحاه‪،‬‬
‫ؽ َوتََرْك َنا‬ ‫ليقنعكه بما يبغكف) كقاؿ عز كجؿ (قَالُوا َيا أ ََبا َنا إِ َّنا َذ َى ْب َنا َن ْ‬
‫ستَِب ُ‬ ‫حاؿ ككنيـ يبككف‬
‫يص ِو‬‫يف)(‪ )8‬ك(وجاءو عمَى قَ ِم ِ‬
‫ََ ُ َ‬ ‫ص ِاد ِق َ‬ ‫ت ِب ُم ْؤ ِم ٍف لَ َنا َولَ ْو ُك َّنا َ‬
‫ب َو َما أَ ْن َ‬ ‫فَأَ َكمَ ُو ِّ‬
‫الذ ْئ ُ‬
‫ؼ ِع ْن َد متَ ِ‬
‫اع َنا‬ ‫َ‬ ‫وس َ‬
‫ُي ُ‬
‫ِ‬ ‫يص ِو ِب َدٍـ َك ِذ ٍب‬
‫قَ ِم ِ‬
‫اف َعمَى َما‬ ‫ص ْبٌر َجمي ٌؿ َوالمَّ ُو ا ْل ُم ْ‬
‫ستَ َع ُ‬ ‫س ُك ْـ أ َْم ًار فَ َ‬ ‫س َّولَ ْت لَ ُك ْـ أَ ْنفُ ُ‬
‫اؿ َب ْؿ َ‬ ‫قَ َ‬
‫وف)(‪ ()9‬كشاء الحؽ سبحانو ىنا أف يعطي الكصؼ المصدرم لممبالغة ككأف الدـ نفسو ىك‬ ‫تَ ِ‬
‫صفُ َ‬

‫(‪ )1‬سكرة يكسؼ‪ ,‬آية‪.9 :‬‬


‫(‪ )2‬سكرة يكسؼ‪ ,‬آية‪.2 :‬‬
‫(‪ )3‬ابف كثير‪ ,‬ج‪,0‬ص‪.312‬‬
‫(‪ )4‬سكرة يكسؼ‪ ,‬آية‪.17:‬‬
‫(‪ )5‬الشعراكم‪ :‬عالـ ديف ككزير أكقاؼ مصرم سابؽ ‪ ,‬كلد سنة ‪1211‬ـ‪ ,‬بقرية دقادكس مركز ميت غمر بمحافظة‬
‫الدقيمية بمصر‪ ,‬كتمقى تعميمو في األزىر الشريؼ مف عاـ ‪1236‬ـ‪,‬إلى عاـ ‪1203‬ـ‪ ,‬كيعد مف أشير المفسريف في‬
‫العصر الحديث ‪ ,‬فقد كاف لو أسمكبو الخاص في التفسير‪ ,‬كطبعت دار أخبار اليكـ خكاطره حكؿ القرآف الكريـ تحت اسـ‬
‫تفسير الشعراكم‪ ,‬كاف معركفان بالكرـ كالجكد كاإلحساف إلى الناس حيث بمغت تبرعاتو ‪ 13‬مميكف جنيي نا ‪ ,‬تكفي سنة‪1229‬ـ‬
‫عف عمر يناىز ‪ ,92‬المصرم‪,‬محمد بف رزؽ بف عبد الناصر بف طرىكني الكعبي السممي‪ ,‬التفسير والمفسروف في غرب‬
‫أفريقيا‪ ,‬دار ابف الجكزم لمنشر كالتكزيع‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1097 -,‬ىػ‪ ,‬ص‪.069-076‬‬
‫(‪ )6‬محمد متكلي الشعراكم‪ ,‬تفسير الشعراوي‪ ,‬ج‪,11‬ص‪.7799‬‬
‫(‪ )7‬محمد رشيد رضا ‪,‬ج‪, 19‬ص‪.994‬‬
‫(‪ )8‬سكرة يكسؼ‪ ,‬آية‪.16:‬‬
‫(‪ )9‬سكرة يكسؼ‪ ,‬آية ‪.19:‬‬

‫‪‌ 66‬‬
‫الذم كذب)(‪ ,)1‬كما أبمغ الجممة في التعبير عف كذبيـ فن ٌكر الدـ ككصفو باسـ الكذب مبالغة في‬
‫ظيكر كذبيـ في دعكل أنو دمو حتى كأنو ىك الكذب بعينو(‪.)2‬‬

‫الفترة الثانية‪ :‬في زمف فرعوف‪:‬‬

‫كذلؾ في زمف فرعكف(‪ ,)4‬ككانت العبلقة‬ ‫(‪)3‬‬


‫كانت الديانة السائدة في مصر قائمة عمى تعدد اآللية‬
‫العبلقة بيف المصرييف كاإلسرائيمييف متكترة ككاف المصريكف مف آؿ فرعكف ال يحبكف مساكنة‬
‫الغرباء‪ ،‬فمما رأل فرعكف نمك شعب إسرائيؿ خاؼ مغبة األمر؛ ألنو كاف يعمـ أنيـ إذا كثركا‬
‫يتبسطكف في األرض كيزاحمكف المصرييف‪ ،‬فطفؽ يستذليـ كيكمفيـ األعماؿ الشاقة كصنع‬
‫(‪)5‬‬
‫لعممو بأف الذؿ يقمؿ النسؿ كيفضي باألمة إلى االنقراض‪ ،‬كلكنيـ‬ ‫الطكب لبناء اليياكؿ كالبرابي‬
‫(‪)6‬‬
‫فمما رآىـ الحكاـ المصريكف يزدادكف نسبل‪ ،‬كأنيـ‬ ‫كلكنيـ ظمكا مع االستذالؿ يتناسمكف كيكثركف‬
‫كأنيـ مع ىذا محافظكف عمى عاداتيـ كتقاليدىـ‪ ،‬كال يمازجكف المصرييف‪ ،‬كعندىـ األثرة كاإلباء‬
‫فعممكا عمى انقراضيـ بقتؿ ذكرانيـ‪ ،‬كاستحياء إناثيـ(‪.)7‬‬

‫وموَن ُك ْـ‬ ‫َّي َنا ُكـ ِم ْف آ ِ ِ‬ ‫(‪)8‬‬


‫س ُ‬‫َؿ ف ْر َع ْو َف َي ُ‬ ‫كلقد أبدع القرآف في إجماؿ تمؾ األحداث ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ( َوِا ْذ َنج ْ ْ‬
‫يـ)(‪ )9‬كالمراد مف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وف أ َْب َناء ُكـ ويستَ ْحي َ ِ‬ ‫وء ا ْل َع َذ ِ‬
‫اء ُك ْـ َوفي َذل ُك ْـ َب َال ٌء م ْف َرِّب ُك ْـ َعظ ٌ‬
‫س َ‬‫وف ن َ‬ ‫َ ْ ََ ْ ُ‬ ‫اب ُي َذ ِّب ُح َ‬ ‫س َ‬‫ُ‬
‫مف األبناء قيؿ أطفاؿ الييكد كقيؿ‪ :‬أريد بو الرجاؿ بدليؿ مقابمتو بالنساء كىذا الكجو أظير كأكفؽ‬
‫بأحكاؿ األمـ إذ المظنكف أف المحؽ كاالستئصاؿ إنما يقصد بو الكبار‪ ,‬كاالستحياء لئلناث كاف‬
‫المقصد منو خبيثا كىك أف يعتدكا عمى أعراضيف كال يجدف بدان مف اإلجابة بحكـ األسر‬

‫(‪ )1‬تفسير الشعراوي ‪,‬ج‪,11‬ص‪.7992‬‬


‫(‪ )2‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,19‬ص‪.994‬‬
‫(‪ )3‬سامي بف عبدا﵀ بف أحمد المغمكث‪ ,‬أطمس األدياف‪ ,‬ص‪.490‬‬
‫(‪ )4‬كرد في تفسير المراغي (كالراجح لدل كثير ممف يعنكف بالتاريخ المصرم القديـ أف فرعكف مكسى ىك الممؾ منفتاح‬
‫ككاف يمقب بسميؿ اإللو)‪ ,‬أحمد بف مصطفى المراغي‪,‬ج‪,2‬ص‪.91‬‬
‫(‪ )9‬البرابي‪ :‬كممة قبطية تعنى معابد‪ ،‬معناىا ىيكؿ كمفردىا باربام كلكنيا جمعت كجمع تكسير‪ ,‬موقع موسوعة تاريخ‬
‫أقباط مصر‪ ,‬بإشراؼ عزت اندراكس‪.www.coptichistory.org ,‬‬
‫(‪ )6‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.942‬‬
‫(‪ )7‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪,‬ج‪,1‬ص‪.942‬‬
‫(‪ )8‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪ , ,‬ج‪,1‬ص‪.021‬‬
‫(‪ )9‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.02 :‬‬

‫‪‌ 67‬‬
‫كاالسترقاؽ(‪ ,)1‬كقد استعبد فرعكف بني إسرائيؿ بمعنى طمب منيـ أف يعتبركه ىك الرب قاؿ عز‬
‫اف َعمَى الطِّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫اؿ ِف ْر َع ْو ُف َيا أَي َيا ا ْل َم َلُ َما َعمِ ْم ُ‬
‫يف‬ ‫ت لَ ُك ْـ م ْف إلَو َغ ْي ِري فَأ َْوق ْد لي َيا َى َ‬
‫ام ُ‬ ‫كجؿ( َوقَ َ‬

‫وسى َواِ ِّني َألَظُن ُو ِم َف ا ْل َك ِاذ ِب َ‬


‫يف)(‪.)2‬‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫ص ْر ًحا لَ َعمِّي أَطمعُ إِلَى إِلَو ُم َ‬
‫فَ ْ ِ‬
‫اج َع ْؿ لي َ‬

‫يخبر تعالى عف كفر فرعكف كطغيانو كافترائو في دعكاه اإلليية لنفسو القبيحة لعنو ا﵀‪ ،‬فقد أعمف‬
‫أماـ قكمو أنو ال يعمـ و‬
‫بإلو غيره كال يمزـ مف ذلؾ عدـ كجكده ‪ ,‬كىك بذلؾ يستدرج قكمو كي‬
‫يصدقكه ‪ ,‬كعزـ عمى الصعكد إلى السماء‪ -‬مقر اإللو في زعمو‪ -‬حتى إف لـ يجده ىنالؾ ظير‬
‫كذب مكسى عميو السبلـ(‪ ,)3‬كقد قابؿ قكمو ىذا اليراء كاليذياف ‪ ،‬بالسككت كالتسميـ ‪ ،‬شأف‬
‫الجيبلء الجبناء(‪ ,)4‬قاؿ ا﵀ تعالى‪( :‬فاستخؼ قومو فأطاعوه)(‪ ,)5‬كذلؾ ألنو دعاىـ إلى‬
‫االعتراؼ لو باإلليية‪ ،‬فأجابكه إلى ذلؾ بقمة عقكليـ كسخافة أذىانيـ(‪.)6‬‬

‫َف تَأ ِْت َي َنا َو ِم ْف‬


‫ُوذي َنا ِم ْف قَْب ِؿ أ ْ‬
‫كلقد عانى بنك إسرائيؿ مف األذل ما عانكه قاؿ عز كجؿ (قَالُوا أ ِ‬
‫(‪)7‬‬
‫وف)‬‫ؼ تَ ْع َممُ َ‬ ‫ستَ ْخمِفَ ُك ْـ ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫ض فَ َي ْنظُ َر َك ْي َ‬ ‫اؿ عسى رب ُكـ أ ْ ِ‬
‫َف ُي ْيم َؾ َع ُد َّو ُك ْـ َوَي ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َب ْعد َما ج ْئتََنا قَ َ َ َ َ ْ‬
‫أم مف قبؿ إرساؿ ا﵀ إياؾ كبعده(‪ ,)8‬كقد تركت ىذه الفترة طباعا معينة استقرت في الييكد ككاف‬
‫ككاف ليا ما بعدىا في فترات الحقة كمف ذلؾ‪:‬‬

‫‪-1‬الذؿ كقابمية االستعباد لمغير‪ :‬لـ يقبؿ بنك إسرائيؿ فيما بينيـ كىـ المستضعفكف بإمبلءات‬
‫فرعكف عمييـ فقد كانكا عمى ديف آبائيـ يعقكب كيكسؼ عمييما السبلـ(‪ ,)9‬إلى أف جاءىـ مكسى‬

‫(‪ )1‬التحرير والتنوير‪,‬ج‪,1‬ص‪.023,029‬‬


‫(‪ )2‬سكرة القصص‪ ,‬آية‪.39 :‬‬
‫)‪)3‬األلكسي‪ ,‬روح المعاني في تفسير القرآف العظيـ والسبع المثاني‪ ,‬ج‪,15‬ص‪ ,136‬التحرير والتنوير‪,‬ج‪,61‬ص‪.163‬‬
‫)‪ )4‬طنطاكم‪ ,‬التفسير الوسيط‪,‬ج‪,11‬ص‪.418‬‬
‫(‪ )5‬سكرة الزخرؼ‪ ,‬آية‪.40 :‬‬
‫(‪)6‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ ‪ ,‬ج‪,7‬ص‪913‬‬
‫(‪ )7‬سكرة األعراؼ‪ ,‬آية‪.192 :‬‬
‫(‪ )8‬كرد في تفسير الطبري ( يقكؿ تعالى ذكره‪ :‬قاؿ قكـ مكسى لمكسى‪ ،‬حيف قاؿ ليـ "استعينوا باهلل واصبروا" = (أكذينا)‬
‫(أكذينا) بقتؿ أبنائنا = (مف قبؿ أف تأتينا) ‪ ،‬يقكؿ‪ :‬مف قبؿ أف تأتينا برسالة ا﵀ إلينا‪ ،‬ألف فرعكف كاف يقتؿ أكالدىـ الذككر‬
‫حيف أظمو زماف مكسى‪ ,.‬كقكلو‪( :‬ومف بعد ما جئتنا) ‪ ،‬يقكؿ‪ :‬كمف بعد ما جئتنا برسالة ا﵀‪ ،‬ألف فرعكف لما غمبت سحرتو‪،‬‬
‫كقاؿ لممؤل مف قكمو ما قاؿ‪ ،‬أراد تجديد العذاب عمييـ بقتؿ أبنائيـ كاستحياء نسائيـ‪ ,).‬ابف جرير الطبرم ‪,‬ج‪,13‬ص‪.03‬‬
‫(‪ )9‬كرد في التحرير والتنوير(ككانت معاشرة اإلسرائيمييف لممصرييف حسنة زمنا طكيبل غير أف اإلسرائيمييف قد حافظكا عمى‬
‫عمى دينيـ كلغتيـ كعاداتيـ فمـ يعبدكا آلية المصرييف) الطاىر بف عاشكر‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.021‬‬

‫‪‌ 68‬‬
‫مكسى عميو السبلـ بالتكحيد الخالص مجددان لمرساالت السابقة(‪ ,)1‬إال أف الجك السائد كالسمطة‬
‫القائمة ذلؾ الكقت أكجدا نكعا مف االستعداد النفسي كالميؿ القمبي لدل الييكد مف عبادة الغير‬
‫فيي ركاسب العيد البائد كالنظاـ السياسي الفرعكني(‪ ,)2‬ككانكا لطكؿ اإلقامة في مصر قد ألفكا‬
‫الذؿ كأنسكا بالشعائر كالعادات الكثنية كقد ظير ىذا بكضكح بعد نجاتيـ مف فرعكف كطمبيـ مف‬
‫يؿ ا ْل َب ْح َر فَأَتَ ْوا َعمَى‬‫س َرِائ َ‬ ‫ِ‬
‫مكسى عميو السبلـ أف يككف ليـ إليا‪ ,‬قاؿ عز كجؿ( َو َج َاو ْزَنا ِب َبني إِ ْ‬
‫اج َع ْؿ لَ َنا إِلَ ًيا َك َما لَ ُي ْـ آلِ َي ٌة قَ َ‬
‫اؿ إِ َّن ُك ْـ قَ ْوٌـ‬ ‫وسى ْ‬ ‫وف عمَى أ ٍ‬
‫َص َناـ لَ ُي ْـ قَالُوا َيا ُم َ‬
‫ْ‬ ‫قَ ْوٍـ َي ْع ُكفُ َ َ‬
‫كرد في جامع البياف في تأكيؿ القرآف(‪()4‬اجعؿ لنا يا مكسى إليا‪ ،‬يقكؿ‪ :‬مثاال نعبده‬ ‫(‪)3‬‬
‫وف)‬
‫تَ ْج َيمُ َ‬
‫كصنما نتخ يذه إلينا‪ ،‬كما ليؤالء القكـ أصناـ يعبدكنيا‪ ,‬كال تنبغي العبادة لشيء سكل ا﵀ الكاحد‬
‫اجب حقو عميكـ‪،‬‬
‫القيار‪ ,‬كقاؿ مكسى صمكات ا﵀ عميو‪ :‬إنكـ أييا القكـ قكـ تجيمكف عظمة ا﵀ كك ى‬
‫كال تعممكف أنو ال تجكز العبادة لشيء سكل ا﵀ الذم لو ممؾ السمكات كاألرض)‪.‬‬

‫‪ -2‬التيرب مف التكاليؼ والجبف‪ :‬كاف مف آثار الذؿ كاليكاف الذم لصؽ ببني إسرائيؿ أنيـ‬
‫كانكا مع مكسى عميو السبلـ يستبطئكف كعد ا﵀ عز كجؿ كيتبرمكف مف المشاؽ كمما مرت بيـ‬
‫اح ٍد‬
‫طع ٍاـ و ِ‬
‫ص ِب َر َعمَى َ َ َ‬ ‫وسى لَ ْف َن ْ‬ ‫كيتمنكف أف لك رجعكا إلى مصر قاؿ عز كجؿ( َوِا ْذ ُق ْمتُ ْـ َيا ُم َ‬
‫صمِ َيا قَا َؿ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض م ْف َب ْقم َيا َوِقثائ َيا َوفُو ِم َيا َو َع َدس َيا َوَب َ‬
‫ت ْاألَر ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّؾ ُي ْخ ِر ْج لَ َنا م َّما تُْن ِب ُ ْ‬‫فَ ْادعُ لَ َنا َرب َ‬
‫ض ِرَب ْت َعمَ ْي ِيـ ِّ‬
‫الذلَّ ُة‬ ‫ِ‬ ‫وف الَِّذي ُى َو أ َْد َنى ِبالَِّذي ُى َو َخ ْيٌر ْ‬
‫ستَ ْب ِدلُ َ‬
‫ُ‬ ‫ص ًار فَِإ َّف لَ ُك ْـ َما َ‬
‫سأَْلتُ ْـ‪َ ‌.‬و ُ‬ ‫اى ِبطُوا م ْ‬ ‫أَتَ ْ‬
‫( ككانكا يظنكف أف مكسى عميو السبلـ خدعيـ بإخراجيـ‬ ‫(‪)5‬‬
‫ض ٍب ِم َف المَّ ِو)‬
‫اءو ِب َغ َ‬
‫س َك َن ُة َوَب ُ‬
‫َوا ْل َم ْ‬
‫مف مصر كجاء بيـ في البرية لييمكيـ؛ فمذلؾ دأبكا عمى إعناتو كاإلكثار مف الطمب فيما يستطاع‬
‫كما ال يستطاع‪ ،‬حتى ييأس منيـ فيرتد بيـ إلى مصر حيث ألفكا الذلة)(‪ ,)6‬كأما بالنسبة لجبنيـ‬
‫الذم ىك حميؼ الذؿ فظير حيف رفضكا دخكؿ األرض المقدسة‪ ,‬بعد أف طمب منيـ ذلؾ‪ ,‬قاؿ‬
‫ب المَّ ُو لَ ُك ْـ َوَال‬ ‫ِ‬
‫َّس َة الَّتي َكتَ َ‬ ‫عز كجؿ عمى لساف مكسى عميو السبلـ ( َيا قَ ْوِـ ْاد ُخمُوا ْاأل َْر َ‬
‫ض ا ْل ُمقَد َ‬

‫(‪ )1‬قاؿ عز كجؿ(كقاؿ مكسى يا فرعكف إني رسكؿ مف رب العالميف) جاء في تفسير في ظالؿ القرآف(كىي ذات الحقيقة‬
‫التي جاء بيا كؿ رسكؿ‪ :‬أنو «رسكؿ» كأف الذم أرسمو ىك رب العالميف) سيد قطب ‪,,‬ج‪,4‬ص‪3129‬‬
‫(‪ )2‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,2‬ص‪.163‬‬
‫(‪ )3‬سكرة األعراؼ‪ ,‬آية‪.139 :‬‬
‫(‪ )4‬ابف جرير الطبرم ‪,‬ج‪,13‬ص‪.94‬‬
‫(‪ )5‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.71 :‬‬
‫(‪ )6‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.960‬‬

‫‪‌ 69‬‬
‫ارُكـ فَتَْن َقمِبوا َخ ِ‬
‫اس ِر َ‬ ‫تَْرتَدوا َعمَى أ َْد َب ِ ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫كاعتذركا بأف فييا قكما ال طاقة ليـ بقتاليـ ‪ ,‬كقد بمغ‬ ‫يف)‬ ‫ُ‬
‫فييا قاؿ عز‬ ‫فييـ الخكؼ مبمغو عندما أبكا الدخكؿ مطمقا محتجيف ببقاء القكـ الجباريف‬

‫ت َو َرب َؾ فَقَ ِات َال إِ َّنا َى ُ‬


‫اى َنا‬ ‫ْى ْب أَ ْن َ‬
‫ييا فَاذ َ‬ ‫ِ‬
‫اموا ف َ‬ ‫كجؿ(قَالُوا َيا م َ ِ َّ‬
‫وسى إنا لَ ْف َن ْد ُخمَ َيا أ ََب ًدا َما َد ُ‬ ‫ُ‬
‫وف)(‪.)2‬‬ ‫قَ ِ‬
‫اع ُد َ‬

‫‪-6‬فساد الفطرة ‪ :‬خمؽ ا﵀ عز كجؿ الناس عمى فطرة سكية تنادم بتكحيد ا﵀ عز كجؿ ‪ ,‬كالييكد‬
‫حاليـ في الفطرة كحاؿ غيرىـ في األصؿ‪ ,‬إال أنو بسبب الظركؼ التي عاشكىا في زمف الفراعنة‬
‫حصؿ اعتبلؿ في فطرتيـ كانحراؼ عف الكجية السكية كالمطالب العمية يقكؿ صاحب‬
‫المنار(‪()3‬أفسد ظمـ الفراعنة فطرة بني إسرائيؿ في مصر‪ ,‬كطبع عمييا طابع الميانة كالذؿ‪ ،‬كقد‬
‫أراىـ ا﵀ تعالى ما لـ ير أحدا مف اآليات الدالة عمى كحدانيتو كقدرتو كصدؽ رسكلو مكسى عميو‬
‫السبلـ‪ ،‬كبيف ليـ أنو أخرجيـ مف مصر لينقذىـ مف الذؿ كالعبكدية كالعذاب إلى الحرية‬
‫كاالستقبلؿ كالعز كالنعيـ‪ ،‬ككانكا عمى ىذا كمو إذا أصابيـ نصب أك جكع‬

‫أك كمفكا أم انر يشؽ عمييـ يتطيركف بمكسى عميو الصبلة كالسبلـ كيتممممكف منو‪ ،‬كيذكركف مصر‬
‫حمييـ الذم‬
‫كيحنكف إلى العكدة إلييا‪ ،‬كلما غاب عنيـ أياما لمناجاة ربو‪ ،‬اتخذكا ليـ عجبل مف ٌ‬
‫ىك أحب شيء إلييـ كعبدكه‪ ،‬لما رسخ في نفكسيـ مف إكبار سادتيـ المصرييف‪ ،‬كاعظاـ‬
‫معبكدىـ)‪.‬‬

‫الفترة الثالثة‪ :‬في زمف السبي البابمي‪:‬‬


‫تعرض الييكد فيما عرؼ تاريخيا بالسبي البابمي(‪ ,)4‬فبعد مكت النبي سميماف عميو السبلـ كالذم‬
‫(‪)5‬‬
‫نبيا مبعكثا فييـ‪ ,‬انقسمت تمؾ المممكة إلى قسميف األكلى كتسمى‬ ‫كاف ممكا عمى بني إسرائيؿ‬
‫ييكذا بالجنكب كعاصمتيا أكرشميـ كالثانية مممكة الشماؿ كلقد تـ القضاء عمى ىاتيف المممكتيف‬

‫(‪ )1‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.91:‬‬


‫(‪ )2‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.90 :‬‬
‫(‪ )3‬محمد رشيد رضا‪,‬ج‪,7‬ص‪.962‬‬
‫(‪ )4‬السبي البابمي‪ :‬يقصد بو قياـ الممؾ الكمداني بختنصر (نبكخذ نصر) بعد أف احتؿ القدس كأحرؽ ىيكؿ سميماف (عمى‬
‫حد زعـ ييكد ألنو لـ يثبت تاريخيا أف النبي سميماف بنى ىيكبل في القدس ) كىدمو‪ ،‬كدمر أسكار كمنازؿ القدس‪ ،‬كأخذ مف‬
‫بقي مف بني إسرائيؿ عبيدا إلى بابؿ كىذا ما يعرؼ في تاريخ الييكد بػ (األسر أك السبي البابمي) سنة ‪ 497‬ؽ‪ .‬ـ‪ .‬تقريبا‪،‬‬
‫محمكد قدح‪ ,‬الموجز في تاريخ الييود والرد عمى بعض مزاعميـ الباطمة ‪ ,‬ص‪.964‬‬
‫(‪)5‬ابف األثير‪ ,‬الكامؿ في التاريخ‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.944‬‬

‫‪‌ 71‬‬
‫مف قبؿ بعض ممكؾ آشر كبابؿ(‪ ,)1‬كتعرض الييكد لمقتؿ كالسبي كتعرضت القدس لمخراب‪ ,‬كمف‬
‫ذلؾ أف ممؾ بابؿ (نبكخذ نصر) قاـ بثبلث حمبلت عمى مممكة ييكذا انتيت بخراب القدس كقتؿ‬
‫الكثير مف الييكد كسبي بعضيـ كنفكا إلى بابؿ كىي العراؽ كذلؾ عاـ ‪586‬ـ قبؿ الميبلد‬
‫تقريبا(‪ ,)2‬كعاشكا فييا زىاء خمسيف سنة تأثركا فييا بحضارات الشرؽ األكسط كالبابمية كالفارسية‬
‫كاليكنانية‪ ,‬كقمدكا أىؿ بابؿ في عادات طعاميـ كشرابيـ‪ ,‬كسنحت ليـ فرص عمؿ في الحككمة‬
‫البابمية‪ ,‬كىذه المرحمة لعبت دك ار ىاما في جكىر الشخصية الييكدية كتسمى بالشتات‪ ,‬كأبرز ما‬
‫فييا‪:‬‬

‫‪-7‬تطور الديانة الييودية‪ :‬انعكس السبي البابمي عمى الييكد بأمكر عدة كاف مف أبرزىا أف قاـ‬
‫الكينة منيـ كالعمماء بتدكيف التكراة المرشد األكؿ لمديانة الييكدية‪ ,‬ككاف أىـ مدكنييا رجؿ يدعى‬
‫(‪)3‬‬
‫الكاتب الذم جاء مف القدس إلى بابؿ كتأثر التدكيف بنتاج الفكر العراقي‪ ,‬حيث اطمع‬ ‫عز ار‬
‫رجاؿ الديف الييكد عمى العقائد السائدة ىناؾ كالطقكس كالشعائر الممارسة‪ ,‬كأيضا شيد السبي‬
‫البابمي تدكيف التممكد مف خبلؿ كضع الشركح الطكيمة لمتكراة‪ ,‬كقد ناؿ اىتماما كبي ار كعناية فائقة‪,‬‬
‫كأصبح مصد ار ميما لممدرسة الدينية كالفمسفية(‪.)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫التي سقطكا فييا بعد خركجيـ مف‬ ‫‪-2‬استطاع الييود التخمص مف رواسب الوثنية والتعددية‬
‫مصر(‪.)6‬‬

‫الفترة الرابعة في الزمف الروماني‪:‬‬


‫(‪)7‬‬
‫مف كبح جماح الييكد في القدس كاجياض ثكراتيـ كتدمير المدينة‬ ‫استطاع الركـ في عاـ‪72‬ـ‬
‫بأكمميا كقتؿ الييكد‪ ,‬كمف ثـ تـ مسح معالـ المدينة كتسكيتيا باألرض عاـ‪135‬ـ(‪ ,)1‬كىذه الفترة‬

‫(‪ )1‬شمبي‪ ,‬أحمد الييودية‪ ,‬دار النيضة لمنشر كالتكزيع‪ ,‬الطبعة الثامنة‪1299 ,‬ـ‪ ,‬ص‪ ,99,97‬الموجز في تاريخ الييود‬
‫والرد عمى مزاعميـ الباطمة‪,‬ص‪.947‬‬
‫(‪ )2‬فكرم جكاد عبد‪ ,‬السبي البابمي وانعكاساتو عمى العقيدة الييودية‪ ,‬بحث مقدـ مف جامعة الككفة‪ ,‬ص‪.9,6‬‬
‫(‪ )3‬يزعـ الييكد أف عز ار الكاتب قد ىيأ قمبو لطمب شريعة الرب كالعمؿ بيا‪ ،‬كليعمـ إسرائيؿ فريضة كقضاء‪ ,‬كعز ار ىذا‬
‫كاف زمف السبي البابمي‪ ،‬كلما عاد بنك إسرائيؿ إلى أكرشميـ في زمف ممؾ الفرس جمعيـ لقراءة ما كتب مف شريعة‪ ,‬دراسات‬
‫سعكد الخمؼ‪ ,‬في األدياف الييودية والنصرانية‪ ,‬ص‪.96‬‬
‫(‪ )4‬فكرم جكاد عبد‪ ,‬السبي البابمي وانعكاساتو عمى العقيدة الييودية‪ ,‬ص‪.94‬‬
‫(‪)5‬التعددية‪ :‬أم تعدد اآللية كذلؾ كاف سائدا في الحضارة الفرعكنية‪ ,‬كعبادة الشمس كالرياح كغيرىا‪ ,‬محمد أبك المحاسف‬
‫عصفكر‪ ,‬معالـ حضارات الشرؽ األدنى القديـ‪ ,‬دار النيضة العربية لمطباعة كالنشر‪ ,‬الطبعة‪1049:‬ىػ ‪-‬‬
‫‪1296‬ـ‪,‬ص‪.77,74‬‬
‫(‪ )6‬فكرم جكاد عبد‪ ,‬السبي البابمي وانعكاساتو عمى الشخصية الييودية ‪ ,‬ص‪94‬‬
‫(‪ )7‬سعكد الخمؼ‪ ,‬دراسات في األدياف الييودية والنصرانية‪ ,‬ص‪.46‬‬

‫‪‌ 71‬‬
‫كاف ليا أثر بالغ عمى الشخصية الييكدية فقد تشتت الييكد في بمداف عدة كضعؼ االىتماـ‬
‫بتراثيـ كمصادرىـ المقدسة‪ ,‬كغاب عنصر التجديد لدل كبرائيـ مما أدل إلى تراجع الثقافة‬
‫الييكدية‪ ,‬فضبل عف حرمانيـ دخكؿ األرض المقدسة لقركف طكيمة‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬العوامؿ النفسية‪:‬‬


‫الشؾ أف أمك انر نفسية ساعدت عمى تأسيس الشخصية الييكدية‪ ,‬كانبثؽ عنيا كؿ خمؽ بغيض‬
‫ذكره القرآف الكريـ مف حسد كحقد كخداع كتحريؼ ‪,‬فالمظير الخارجي لو ما ّْ‬
‫يغذيو مف ميكؿ‬
‫كاتجاىات كقيـ كذكريات رسخت في النفس الييكدية حتى صارت مجمع نقائص كتجسيـ رذائؿ‬
‫كمف ذلؾ‪:‬‬
‫التي تعرض فييا‬ ‫‪ -1‬تأثير ذكريات االضطياد والقتؿ والنفي والطَّرد‪ :‬إف المكاقؼ التاريخية‬
‫(‪)2‬‬

‫الييكد ألحداث جسيمة كآالـ بميغة‪ ,‬تركت آثا ار نفسية عميقة ‪ ،‬تمؾ الذكريات التي مؤلت نفكسيـ‬
‫حقدا كعنصريةن كبغضا كتعاليا عمى اآلخريف‪ ،‬كجعمتيـ يعيشكف طكيبلن في دؼء األماني الكاذبة‪،‬‬
‫ن‬
‫كيدعكف ألنفسيـ ما يدعكف‪ ,‬كلقد جاء القرآف الكريـ فاضحا ليـ‪ ،‬كاصفا ألعماليـ‪ ،‬كاشفا عف‬
‫مخازييـ‪ ،‬متحدثا عما يضمركف مف شر مستطير تجاه البشرية جميعا ‪ ،‬ناعيان عمييـ دعاكاىـ‬
‫كأكاذيبيـ‪ ،‬ك حتى الزعماء كالمفكريف منيـ قرركا ىذه الحقيقة ‪ ,‬كمف ذلؾ أف (الييكد شعب سيئ‬
‫بطبعو‪ ،‬ال يمكف إصبلحو‪ ،‬شعب أنانيى يسعى إلى استعباد العالـ أجمع‪ ،‬شعب يعتبر معاديا لغير‬
‫الييكد رغـ جيكد االندماج‪ ،‬الييكدم حامؿ لكاء الرأسمالية كاالستقبلؿ كالربا كالقير‪ ،‬يقمب كيدمر‬
‫كؿ ما ىك مستقر انو تجسيد االضطراب في العالـ ‪ ,‬كباختصار إف الشعب الييكدم ىك لعنة‬
‫إنسانية‪.)3().‬‬
‫‪-2‬العزلة التي عاشيا الييود(‪ :)4‬ارتبطت الشخصية الييكدية اإلسرائيمية بالعزلة كالتقكقع‬
‫كالشعكر باالضطياد‪ ,‬مما دفعيـ إلى محاكلة تعكيض ىذا الشعكر بالظيكر في صكرة العباقرة‬
‫العزلة التي‬
‫أصحاب المذاىب الجديدة كالنظريات كالفكر المستحدث كاالختراعات‪ ،‬كقد ساعدت ي‬

‫(‪)1‬أحمد شمبي‪ ,‬مقارنة األدياف (الييودية)‪ ,‬ص‪ ,29‬محمكد قدح‪ ,‬الموجز في تاريخ الييود والرد عمى مزاعميـ الباطمة‬
‫ص‪.974‬‬
‫(‪ )2‬كمف ذلؾ ما عانكه في زمف الفراعنة كامبراطكريات اآلشكرييف كالبابمييف كاليكناف كالركماف‪.‬‬
‫(‪ )3‬محمكد سعدات‪ ,‬مقاؿ بعنكاف (العوامؿ التي أسيمت في تكويف الشخصية الييودية اإلسرائيمية)‪ ,‬مكقع شبكة األلككة‬
‫‪9410/19/14‬ـ‪.‬‬
‫(‪)4‬المسيرم‪ ,‬موسوعة الييود والييودية والصييونية‪,‬ج‪,3‬ص‪.4‬‬

‫‪‌ 76‬‬
‫كمنغمقة‬
‫متحجرة‪ ،‬ي‬
‫ٌ‬ ‫عاش فييا الييكد لفترات طكيمة مف تاريخيا عمى تككيف شخصية عنصرية‬
‫حاقدة(‪.)1‬‬

‫‪ -4‬التعصب واألنانية(‪:)2‬الييكد ال يحبكف إال أنفسيـ كيعتبركف أنيـ شعب ا﵀ المختار كيحرمكف‬
‫الحراـ فيما بينيـ كيجيزكنو مع غيرىـ ‪,‬أصيبكا بمرض نفسي كىك حب الذات ‪ ,‬لذا كجدناىـ‬
‫حريصيف عمى الدنيا يخافكف مف المكت‪ ,‬يجركف كراء ممذاتيـ كما تطمبو لو نفكسيـ‪ ,‬لـ يذعنكا‬
‫ألنبيائيـ إال القميؿ منيـ كىذا كاف لو دكره في بركز عداكتيـ لممؤمنيف بؿ كلمبشرية(‪.)3‬‬

‫الفصؿ الثاني ‪ :‬الشخصية الييودية العقدية‬

‫المبحث األوؿ ‪ :‬تعريؼ العقيدة‪.‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬تعريؼ العقيدة لغة كاصطبلحا‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬دكر العقيدة في تكجيو السمكؾ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الييود والعقيدة ويشتمؿ عمى خمسة مطالب‪:‬‬

‫(‪ )1‬محمكد سعدات‪ ,‬مقاؿ بعنكاف (العوامؿ التي أسيمت في تكويف الشخصية الييودية اإلسرائيمية)‪ ,‬مكقع شبكة األلككة‬
‫‪9410/19/14‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )2‬محمكد قدح‪ ,‬موجز تاريخ الييود والرد عمى بعض مزاعميـ الباطمة‪ ,‬ص‪.963‬‬
‫(‪ )3‬محمكد سعدات‪ ,‬مقاؿ بعنكاف (العوامؿ التي أسيمت في تكويف الشخصية الييودية اإلسرائيمية) مكقع شبكة األلككة‪,‬‬
‫‪9410/19/14‬ـ‪.‬‬

‫‪‌ 73‬‬
‫المطمب األوؿ ‪ :‬عقيدة الييكد في ا﵀ عز كجؿ‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬عقيدة الييكد في‌النبكة كاألنبياء‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬عقيدة الييكد في اليكـ اآلخر‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬عقيدة الييكد في اإليماف‪.‬‬

‫المطمب الخامس ‪ :‬عقيدة الييكد في أنفسيـ‪.‬‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬تعريؼ العقيدة‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬العقيدة لغة واصطالحا‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫كالعقد‪ :‬الجمع بيف أطراؼ الشيء‪ ،‬كيستعمؿ‬ ‫أ‪ -‬العقيدة لغة‪ :‬مف عقد‪ ,‬كالجمع‪ :‬أعقاد كعقكد‬
‫ذلؾ في األجساـ الصمبة كعقد الحبؿ كعقد البناء‪ ،‬ثـ يستعار ذلؾ لممعاني نحك‪ :‬عقد البيع كالعيد‬
‫(‪)6‬‬
‫كاعتقدت كذا‪ :‬عقدت عميو القمب‬ ‫كغيرىما‪ ،‬فيقاؿ‪ :‬عاقدتو كعقدتو‪ ،‬كتعاقدنا كعقدت يمينو‬

‫(‪ )1‬ابف فارس‪ ,‬معجـ مقاييس المغة‪ ,‬ج‪,0‬ص‪.96,97‬‬


‫(‪ )9‬الراغب األصفياني‪ ,‬المفردات في غريب القرآف ‪ ,‬ص‪.310‬‬
‫(‪ )3‬الفيكمي‪ ,‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.091‬‬
‫(‪ )0‬مجمع المغة العربية بالقاىرة‪ ,‬المعجـ الوسيط‪ ,‬دار الدعكة‪ .‬ج‪,9‬ص‪.710‬‬
‫(‪ )4‬ضميرية‪ ,‬محمد عثماف‪ ,‬المدخؿ لدراسة العقيدة‪ ,‬مكتبة السكادم لمتكزيع الطبعة الثانية‪1016 ,‬ىػ‪1227-‬ـ‪ .‬ص‪.191‬‬

‫‪‌ 74‬‬
‫كالضمير‪ ،‬حتى قيؿ‪ :‬العقيدة‪ :‬ما يديف اإلنساف بو كلو عقيدة حسنة‪ :‬سالمة مف الشؾ(‪,)3‬إذا مادة‬
‫"عقد" تدكر بيف عدة معاف‪ ،‬منيا‪ :‬الربط كالشد‪ ،‬كالعيد‪ ،‬كالتأكيد‪.‬‬

‫ب‪ -‬العقيدة اصطالحا‪ :‬الحكـ الذم ال يقبؿ الشؾ فيو لدل معتقده (‪ ,)4‬كىي بيذا التعريؼ تشمؿ‬
‫العقيدة الصحيحة كالعقيدة الفاسدة فأم اعتقاد جازـ مطابؽ لمكاقع مستند إلى دليؿ ال يقبؿ شكان كال‬
‫ظنان فيك صحيح كاعتقاد المسمميف بكحدانية ا﵀ تعالى‪ ,‬كأم اعتقاد غير مطابؽ لمكاقع فيك فاسد‬
‫كاعتقاد النصارل بألكىية عيسى عميو السبلـ(‪.)5‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬دور العقيدة فقي توجيو السموؾ‪:‬‬

‫إف أم إنساف عمى كجو األرض يعيش بعقيدة إما صحيحة كاما فاسدة ‪ ,‬كالتي بدكرىا تقكـ في‬
‫تكجيو سمككو كتصرفاتو‪ ,‬كالتبلزـ بيف العقيدة كالسمكؾ أمر حاصؿ ال فكاؾ عنو‪ ,‬كيصؿ اإلنساف‬
‫بذلؾ إلى مراده كغايتو‪ ,‬ككذلؾ أم أمة أك طائفة تعتمد عمى عقائد معينة تتمقاىا مف نبييا إف‬
‫كانت مسممة أك مف عقميا أك مقررات عممائيا إف كانت ضالة‪ ,‬كحاؿ الييكد الذيف لـ يمتزمكا بما‬
‫جاءت بو التكراة مف تصكر صحيح لمككف كاإللو كاليكـ اآلخر كقامكا بعممية التحريؼ حتى‬
‫اضطربت عقائدىـ كضمكا في ذلؾ ضبلال بعيدا‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عقائد الييود مف خالؿ آيات سورة المائدة‬

‫كشفت سكرة المائدة شيئا مف عقائد الييكد في ا﵀‪ ,‬كاإليماف‪ ,‬كاليكـ اآلخر‪ ,‬كالنبكات كعقيدتيـ في‬
‫أنفسيـ كسنعرض لكؿ كاحدة منيا بحسب ما كرد فييا مف آيات‪.‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬عقيدة الييود في اهلل عز وجؿ ‪:‬‬

‫‪‌ 75‬‬
‫أوال ‪ :‬توحيد األلوىية‪ :‬كيقصد بو أف يعمـ اإلنساف ‪ ،‬كيعترؼ عمى كجو العمـ‪ ،‬كاليقيف أف ا﵀ ىك‬
‫المألكه كحده المعبكد عمى الحقيقة‪ ،‬كأف صفات األلكىية كمعانييا ليست مكجكدة‪ ,‬بأحد مف‬
‫المخمكقات‪ ،‬كال يستحقيا إال ا﵀ سبحانو كتعالى(‪.)1‬‬

‫موقؼ الييود مف توحيد األلوىية‪:‬‬

‫‪ -1‬ما قبؿ موسى عميو السالـ‪ :‬كاف الييكد قبؿ بعثة مكسى عميو السبلـ يعبدكف ما تمميو‬
‫رحاال ككانكا يعبدكف‬
‫عمييـ بيئتيـ مف األحجار كاألركاح كالشياطيف فقد كانكا شعبان بدائيا ٌ‬
‫معبكدات األمـ التي يجاكركنيا كالحضارات التي عاصركىا فمقد كانكا يأخذكف أخس ما عندىـ‬
‫كعبادة العجؿ‪ ,‬إذان الشخصية الييكدية اتجيت إلى التعدد قبؿ عيد مكسى عميو السبلـ كلـ تكف‬
‫ممتزمة بالحنيفية التي دعا إلييا أبكىـ إبراىيـ عميو السبلـ(‪.)2‬‬

‫‪-6‬في زمف موسى عميو السالـ‪ :‬كانت حقيقة دعكة مكسى عميو السبلـ لبني إسرائيؿ ىي‬
‫التكحيد أم إفراد ا﵀ عز كجؿ بالعبادة كالخضكع ألكامره ‪ ,‬في الكقت الذم كاف فرعكف‬
‫ت لَ ُك ْـ ِم ْف إِلَ ٍو‬
‫مصر يزعـ أنو اإللو ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ( َوقَا َؿ ِف ْر َع ْو ُف َيا أَي َيا ا ْل َم َلُ َما َعمِ ْم ُ‬
‫َّ ِ‬ ‫يف فَ ْ ِ‬ ‫اف َعمَى الطِّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وسى َوِا ِّني‬‫ص ْر ًحا لَ َعمِّي أَطمعُ إِلَى إِلَو ُم َ‬ ‫اج َع ْؿ لي َ‬ ‫َغ ْي ِري فَأ َْوق ْد لي َيا َى َ‬
‫ام ُ‬
‫يف)(‪ )3‬ىذه اآليػة كانت ضمف حػكار ف ػرعكف مع أىؿ‬ ‫َألَظُن ُو ِم َف ا ْل َك ِاذ ِب َ‬
‫مجمسو كأراد بخطابو أف يثبتيـ عمى عقيدة إلييتو(‪ ,)4‬كقد تأثر بنك إسرائيؿ بدعكة مكسى عميو‬
‫السبلـ كنجاىـ رب العالميف مف فرعكف كممئو إال أف آثار الفرعكنية كانت قد سكنت أعماؽ‬
‫قمكبيـ‪ ,‬كمف ثـ كقعكا في عبادة العجؿ كعادكا إلييا‪ ,‬فمـ يرسخ حب ا﵀ عز كجؿ في قمكب الييكد‬
‫وسى ِم ْف َب ْع ِد ِه ِم ْف ُحمِ ِّي ِي ْـ‬
‫كنفكسيـ كلـ يعظمكه كيقدركه حؽ قدره قاؿ عز كجؿ( َواتَّ َخ َذ قَ ْوُـ ُم َ‬

‫(‪)1‬عثماف جمعة ضميرية‪ ,‬المدخؿ لدراسة العقيدة ‪ ,‬ص‪ ,933‬عبد الرزاؽ بف عبد المحسف البدر‪ ,‬الشيخ عبد الرحماف‬
‫السعدي وجيوده في تقرير العقيدة‪ ,‬مكتبة الرشد‪ ,‬الرياض‪1019 ,‬ىػ‪1229 -‬ـ‪ ,‬ص‪ ,149,141‬العثيميف‪,‬محمد بف‬
‫صالح ‪ ,‬شرح العقيدة الواسطية‪ ,‬خرج أحاديثو كاعتنى بو‪ :‬سعد بف فكاز الصميؿ‪ ,‬دار ابف الجكزم لمنشر كالتكزيع‪ ,‬المممكة‬
‫العربية السعكدية‪ ,‬الطبعة السادسة‪ 1091 ,‬ىػ‪ ,‬ص‪.9‬‬
‫(‪ )2‬أحمد شمبي‪ ,‬مقارنة األدياف (الييودية)‪ ,‬ص‪.199 ,160 ,163‬‬
‫(‪ )3‬سكرة القصص‪ ,‬آية‪.39 :‬‬
‫(‪ )4‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير ‪ ,‬ج‪,94‬ص‪.191‬‬

‫‪‌ 76‬‬
‫بينت‬ ‫(‪)1‬‬
‫يال اتَّ َخ ُذوهُ َو َكانُوا ظَالِ ِميف ىٍ)‬
‫س ِب ً‬ ‫ِ‬
‫س ًدا لَ ُو ُخ َو ٌار أَلَ ْـ َي َر ْوا أ ََّن ُو َال ُي َكمِّ ُم ُي ْـ َوَال َي ْيدي ِي ْـ َ‬
‫ِ‬
‫ع ْج ًال َج َ‬
‫ىذه اآلية أف قكـ مكسى عميو السبلـ اتخذكا عجبلن يعبدكنو في فترة غيابو عنيـ ‪ ,‬كغاب عف‬
‫ذىف بني إسرائيؿ عدـ كجكد صفات ميمة في اإللو(العجؿ) كىي التكمـ كالتكجيو‪ ,‬فكاف ىذا‬
‫المكقؼ خرقا لتكحيد األلكىية كنكاة لمكاقؼ أخرل اتجيت فيو الشخصية الييكدية نحك معبكدات‬
‫أخرل(‪.)2‬‬

‫‪-3‬ما بعد موسى عميو السالـ ‪:‬‬


‫(‪)3‬‬
‫تحديدا‪ ,‬اتخذ الييكد معبكدا جديداٌ كأسمكه‬ ‫بعد كفاة مكسى عميو السبلـ كفي عيد القضاة‬
‫(‪)4‬‬
‫كاعتبركه إلياٌ ليـ فقط مف دكف جميع البش‪ ,‬كىذا ال يعني‬ ‫(ييكه) نظ ار لتأثرىـ بالكنعانييف‬
‫عندىـ عدـ كجكد معبكدات أخرل‪ ,‬كلكف قصركا ييكه عمى أنفسيـ كىذه إشارة إلى االنعزالية التي‬
‫(‪)5‬‬
‫كيمثؿ ييكه‬ ‫كانت لدييـ كالقكقعة الدينية ككيؼ أف ييكه إليان خاصا لبني إسرائيؿ كحدىـ‬
‫انعكاسا لنظرة الييكد كصفاتيـ كاتجاىيـ كىك يسير نحك مرادىـ فيك ليس عندىـ الخالؽ بؿ‬
‫المخمكؽ كليس المطاع بؿ المطيع كقد يككف تمثاالن أك صكرة خيالية(‪ )6‬كمف نصكص التكراة عنو‬
‫مثبل ما كرد في سفر الخركج (‪ ( )7‬كارتحمكا مف سككت كنزلكا في ايثاـ طرؼ البرية ككاف الرب‬
‫يسير أماميـ نيا ار في عمكد سحاب لييدييـ في الطريؽ كليبل في عمكد نار ليضيء ليـ) ‪.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫(فندـ الرب عمى الشر الذم قاؿ إنو‬ ‫كمف صفاتو أنو يخطئ ثـ يندـ‪ ,‬كرد في سفر الخركج‬
‫يفعمو بشعبو ) ككصفكه بأنو و‬
‫قاس كمدمر لمشعكب (فإني اجتاز في أرض مصر ىذه الميمة‬
‫كأضرب كؿ بكر في أرض مصر مف الناس كالبيائـ‪ .‬كأصنع أحكاما بكؿ آلية المصرييف‪ .‬أنا‬

‫(‪ )1‬سكرة األعراؼ‪ ,‬آية‪.109 :‬‬


‫(‪)2‬عبد الرحمف السعدم‪ ,‬تيسير الكريـ المناف في تفسير كالـ الرحمف‪ ,‬ص‪.349‬‬
‫(‪ )3‬عيد القضاة‪ :‬كالم راد بو أف يكشع بف نكف عميو السبلـ لما فتح األرض المقدسة‪ ،‬قسـ األرض المفتكحة عمى أسباط‬
‫بني إسرائيؿ‪ ،‬فأعطى لكؿ سبط قسما مف األرض‪ ،‬كجعؿ عمى كؿ سبط رئيسا مف كبرائيـ‪ ،‬كجعؿ عمى جميع األسباط‬
‫قاضيا كاحدا يحتكمكف إليو فيما شجر بينيـ‪ ،‬كىك يمثؿ الرئيس لجميع األسباط‪ ,‬أحمد شمبي‪ ,‬مقارنة األدياف(الييودية)‪,‬‬
‫ص‪.166‬‬
‫(‪ )4‬أحمد شمبي‪ ,‬مقارنة األدياف (الييودية)‪ ,‬ص‪.199‬‬
‫(‪ )5‬يكسؼ عيد‪ ,‬الديانة الييودية‪ ,‬دار الفكر المبناني‪ -‬بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى‪1224 ,‬ـ‪ ,‬ص‪.76‬‬
‫(‪ )6‬محمد حافظ الشريدة‪ ,‬أصوؿ العقيدة في التوراة المحرفة عرض ونقد‪,‬ص‪.14‬‬
‫(‪ )7‬اإلصحاح‪ ,13‬الفقرة ‪.91-94‬‬
‫(‪ )8‬اإلصحاح‪ ,39‬الفقرة ‪.10‬‬

‫‪‌ 77‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كىك متصؼ بصفات البشر مف الصعكد كالذىاب كيأمر بالسرقة كأنو يستمع لنصائح‬ ‫الرب)‬
‫مكسى عميو السبلـ فينتصح كمف ذلؾ الحكار الذم دار بينيما(كقاؿ الرب لمكسى رأيت ىذا‬
‫الشعب كاذا ىك شعب صمب الرقبة‪ .‬فاآلف اتركني ليحمى غضبي عمييـ كأفنييـ‪ .‬فأصيرؾ شعبا‬
‫عظيما‪ .‬فتضرع مكسى أماـ الرب إليو‪ .‬كقاؿ لماذا يا رب يحمى غضبؾ عمى شعبؾ الذم‬
‫أخرجتو مف أرض مصر بقكة عظيمة كيد شديدة لماذا يتكمـ المصريكف قائميف أخرجيـ بخبث‬
‫ليقتميـ في الجباؿ كيفنييـ عف كجو األرض‪ .‬ارجع عف حمك غضبؾ كاندـ عمى الشر‬
‫(‪)2‬‬
‫مما سبؽ أف ىذا المعبكد عبارة عف صكرة خيالية كيتـ التعامؿ معيا بقدسية‬
‫بشعبؾ‪ , ).‬يتضح ٌ‬
‫يظير أثرىا في سمككيات ييكد فيي اآلمر كالناىي كالمرجع في الشؤكف الدينية‪.‬‬

‫‪ -4‬عبادة األحبار‪ :‬لعمماء الييكد منزلة عظيمة عندىـ ألنيـ يقكمكف بتحرير عمكـ شريعة‬
‫التكراة‪ ,‬لذا فإف كبلميـ ىك المعتمد عند الييكد كخصكصا في التحميؿ كالتحريـ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ‬
‫ُم ُروا إَِّال لِ َي ْع ُب ُدوا إِلَ ًيا‬
‫وف المَّ ِو وا ْلم ِسيح ْاب َف مريـ وما أ ِ‬
‫َْ ََ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َوُرْى َبا َن ُي ْـ أ َْرَب ًابا ِم ْف ُد ِ‬ ‫(اتَّ َخ ُذوا أ ْ‬
‫َح َب َارُى ْـ‬
‫وف)(‪ )3‬كالمعنى‪ :‬اتخذ كؿ مف الييكد كالنصارل رؤساء‬ ‫ش ِرُك َ‬
‫س ْب َحا َن ُو َع َّما ُي ْ‬ ‫وِ‬
‫اح ًدا َال إِلَ َو إَِّال‬
‫ُى َو ُ‬ ‫َ‬
‫الديف فييـ أربابا‪ ،‬فالييكد اتخذكا أحبارىـ كىـ عمماء الديف فييـ أربابا‪ ،‬بما أعطكىـ مف حؽ‬
‫التشريع فييـ كأطاعكىـ فيو‪ ،‬كالنصارل اتخذكا رىبانيـ أم عبادىـ الذيف يخضع العكاـ ليـ أربابا‬
‫كذلؾ(‪ ,)4‬كىذه طاعة عمياء تنبئ عف خمؿ في تكحيد ا﵀ ألف التشريع مف خصائص ا﵀ عز‬
‫كجؿ كالعمماء فقط مبمغكف عف ا﵀ عز كجؿ‪ ,‬فبل يصح لمفرد أف يأخذ بكبلـ العالـ إذا كاف مخالفا‬
‫لمراد ا﵀ عز كجؿ‪ ,‬كتقديس األحبار امتداد لعبادة العجؿ ككأف النفسية كالعقمية الييكدية تتمذذ‬
‫بعبادة غير ا﵀ عز كجؿ أك صرؼ شيء خاص بو إلى غيره ‪.‬‬

‫‪ -5‬معبود العصر‪ :‬إف الييكد قكـ يحبكف عالـ المادة سكاء كاف نقدا أك حياة أك أرضان‪ ,‬كالييكد‬
‫في ىذا الزماف طمعكا كمازالكا يطمعكف في أف تككف ليـ السيادة عمى األرض الفمسطينية بؿ ىـ‬
‫يقدسكنيا كمف أجميا فعمكا الممكف‪ ,‬كلعؿ مف المناسب أف نعتبر فمسطيف معبكدا معاص ار ليـ كقد‬

‫(‪ )1‬سفر الخروج‪ ,‬اإلصحاح‪ ,19‬الفقرة ‪.19‬‬


‫(‪ )2‬سفر الخروج‪ ,‬اإلصحاح ‪ ,39‬الفقرة ‪.13-2‬‬
‫(‪ )3‬سكرة التكبة ‪ ,‬آية‪.31 :‬‬
‫(‪ )4‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار ‪ ,‬ج‪,14‬ص‪.316‬‬

‫‪‌ 78‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(كاذا تخطينا عدة قركف فإننا نجد أف الفكر‬ ‫أشار إلى ىذا صاحب كتاب مقارنة األدياف‬
‫الييكدم الحديث يجعؿ لمييكد ربا جديدان ىك تربة فمسطيف كزىر برتقاليا)‪.‬‬

‫إذف الييكد كقعكا في شرؾ العبادة كلـ يكحدكا ا﵀ عز كجؿ‪ ,‬كلـ يكجيكا كجكىيـ لخالقيـ كيكحدكه‬
‫في العبادة ‪.‬‬

‫توحيد األلوىية عند الييود مف خالؿ سورة المائدة‪:‬‬

‫إف صكر الشرؾ ليست محصكرة في السجكد لصنـ أك حجر أك التكجو لمشمس أك لمقمر بؿ‬
‫يدخؿ في ذلؾ عبادة اليكل كرفض الحكـ بما أنزؿ ا﵀ عز كجؿ‪ ,‬كقد كشفت سكرة المائدة عف‬
‫صكرتيف قبيحتيف تقدح في تكحيد األلكىية عند الييكد كىما‪:‬‬

‫األولى‪ :‬عدـ التحاكـ إلى شرع ا﵀ المسطر في تكراتيـ كفي القرآف الكريـ كعدـ القبكؿ بو‬
‫كالتحاكـ إلى الجاىمية ك قد كرد في ذلؾ آيات عديدة كىي‪:‬‬

‫َم َّنا‬
‫يف قَالُوا آ َ‬‫وف ِفي ا ْل ُك ْف ِر ِم َف الَِّذ َ‬ ‫ار ُع َ‬‫سِ‬ ‫يف ُي َ‬ ‫سو ُؿ َال َي ْح ُزْن َؾ الَِّذ َ‬ ‫الر ُ‬‫‪ -1‬قاؿ عز كجؿ( َيا أَي َيا َّ‬

‫وف لِقَ ْوٍـ َآ َخ ِر َ‬


‫يف لَ ْـ َيأْتُو َؾ‬ ‫اع َ‬ ‫ادوا س َّماع َ ِ ِ‬
‫وف ل ْم َكذ ِب َ‬
‫س َّم ُ‬ ‫يف َى ُ َ ُ‬ ‫وب ُي ْـ َو ِم َف الَِّذ َ‬ ‫ِ‬
‫ِبأَف َْواى ِي ْـ َولَ ْـ تُ ْؤ ِم ْف ُقمُ ُ‬
‫اح َذ ُروا َو َم ْف ُي ِرِد‬
‫وف إِ ْف أُوِتيتُ ْـ َى َذا فَ ُخ ُذوهُ َوِا ْف لَ ْـ تُ ْؤتَ ْوهُ فَ ْ‬ ‫اض ِع ِو َيقُولُ َ‬‫وف ا ْل َكمِـ ِم ْف بع ِد مو ِ‬
‫َْ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُي َحِّرفُ َ‬
‫وب ُي ْـ لَ ُي ْـ ِفي الد ْن َيا‬
‫َف ُيطَ ِّي َر ُقمُ َ‬ ‫ش ْي ًئا أُولَ ِئ َؾ الَِّذ َ‬
‫يف لَ ْـ ُي ِرِد المَّ ُو أ ْ‬ ‫المَّ ُو ِفتْ َنتَ ُو َفمَ ْف تَ ْممِ َؾ لَ ُو ِم َف المَّ ِو َ‬
‫ِ‬ ‫وف لِ ْم َك ِذ ِب أ ََّكالُ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اح ُك ْـ‬‫وؾ فَ ْ‬
‫اء َ‬ ‫وف لمس ْحت فَِإ ْف َج ُ‬ ‫اع َ‬ ‫س َّم ُ‬
‫يـ) ك( َ‬ ‫اب َعظ ٌ‬ ‫ي َولَ ُي ْـ في ْاآلَخ َرِة َع َذ ٌ‬ ‫خ ْز ٌ‬
‫س ِط‬ ‫ِ‬
‫اح ُك ْـ َب ْي َن ُي ْـ ِبا ْلق ْ‬
‫ت فَ ْ‬ ‫ش ْي ًئا َوِا ْف َح َك ْم َ‬
‫ضرو َؾ َ‬ ‫ض َع ْن ُي ْـ َفمَ ْف َي ُ‬ ‫ض َع ْن ُي ْـ َوِا ْف تُ ْع ِر ْ‬ ‫َع ِر ْ‬
‫َب ْي َن ُي ْـ أ َْو أ ْ‬
‫ييا ُح ْك ُـ المَّ ِو ثُ َّـ َيتََولَّ ْو َف ِم ْف َب ْع ِد‬ ‫ِ‬
‫ؼ ُي َح ِّك ُموَن َؾ َو ِع ْن َد ُى ُـ التَّْو َارةُ ف َ‬ ‫يف) ك( َو َك ْي َ‬ ‫إِ َّف المَّ َو ُي ِحب ا ْل ُم ْق ِس ِط َ‬
‫َسمَ ُموا‬ ‫وف الَِّذ َ‬
‫يف أ ْ‬ ‫ييا ُى ًدى َونُور َي ْح ُكـ ِب َيا َّ‬
‫الن ِبي َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫يف) ك(إِ َّنا أَ ْن َزْل َنا التَّْو َارةَ ف َ‬ ‫َذلِ َؾ َو َما أُولَ ِئ َؾ ِبا ْل ُم ْؤ ِم ِن َ‬
‫ش ُوا‬‫اء فَ َال تَ ْخ َ‬ ‫اب المَّ ِو َو َكا ُنوا َعمَ ْي ِو ُ‬
‫ش َي َد َ‬ ‫استُ ْح ِفظُوا ِم ْف ِكتَ ِ‬ ‫َح َب ُار ِب َما ْ‬
‫وف َو ْاأل ْ‬ ‫الرب ِ‬
‫َّاني َ‬ ‫ادوا َو َّ‬‫يف َى ُ‬ ‫لِمَِّذ َ‬
‫يال وم ْف لَـ ي ْح ُكـ ِبما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو فَأُولَ ِئ َؾ ُىـ ا ْل َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫وف)‬ ‫اف ُر َ‬ ‫ُ‬ ‫شتَُروا ِبآ ََياتي ثَ َم ًنا َقم ً َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫ش ْو ِف َوَال تَ ْ‬
‫اخ َ‬‫اس َو ْ‬ ‫الن َ‬
‫ؼ ِب ْاألَ ْن ِ‬
‫ؼ َو ْاألُ ُذ َف ِب ْاألُ ُذ ِف َو ِّ‬ ‫س َوا ْل َع ْي َف ِبا ْل َع ْي ِف َو ْاألَ ْن َ‬ ‫س ِب َّ‬
‫الن ْف ِ‬ ‫ييا أَ َّف َّ‬ ‫ِ‬
‫الس َّف‬ ‫الن ْف َ‬ ‫ك( َو َكتَْب َنا َعمَ ْي ِي ْـ ف َ‬
‫َّؽ ِب ِو فَ ُي َو َكفَّ َارةٌ لَوُ َو َم ْف لَ ْـ َي ْح ُك ْـ ِب َما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو فَأُولَ ِئ َؾ ُى ُـ‬
‫صد َ‬‫اص فَ َم ْف تَ َ‬
‫ص ٌ‬
‫الس ِّف وا ْلجر ِ‬
‫ِب ِّ َ ُ ُ َ‬
‫وح ق َ‬

‫(‪ )1‬أحمد شمبي‪ ,‬الييودية ‪ ,‬ص‪.199‬‬

‫‪‌ 79‬‬
‫اب َو ُم َي ْي ِم ًنا َعمَ ْي ِو‬ ‫ص ِّدقًا لِما َب ْي َف َي َد ْي ِو ِم َف ا ْل ِكتَ ِ‬
‫َ‬ ‫ؽ ُم َ‬ ‫اب ِبا ْل َح ِّ‬ ‫ِ‬
‫ك ( َوأَْن َزْل َنا إِلَ ْي َؾ ا ْلكتَ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫الظَّالِ ُم َ‬
‫وف)‬
‫ؽ لِ ُك ٍّؿ َج َع ْم َنا ِم ْن ُك ْـ ِش ْر َع ًة‬‫اء َؾ ِم َف ا ْل َح ِّ‬ ‫اء ُى ْـ َع َّما َج َ‬ ‫ِب َما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو َوَال تَتَِّب ْع أ ْ‬
‫َى َو َ‬ ‫اح ُك ْـ َب ْي َن ُي ْـ‬
‫فَ ْ‬
‫ات إِلَى المَّ ِو‬ ‫اح َدةً ولَ ِك ْف لِي ْبمُو ُكـ ِفي ما آَتَا ُكـ فَاستَِبقُوا ا ْل َخ ْير ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ُم ًة و ِ‬
‫اء المَّ ُو لَ َج َعمَ ُك ْـ أ َّ َ‬ ‫ش َ‬‫َ‬ ‫اجا َولَ ْو‬ ‫َو ِم ْن َي ً‬
‫اح ُك ْـ َب ْي َن ُي ْـ ِب َما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو َوَال تَتَِّب ْع‬ ‫وف)(‪ )2‬ك( َوأ ِ‬
‫َف ْ‬ ‫يو تَ ْختَمِفُ َ‬
‫مر ِجع ُكـ ج ِميعا فَي َن ِّب ُئ ُكـ ِبما ُك ْنتُـ ِف ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ ُ ْ َ ً ُ ْ َ‬
‫َف‬‫يد المَّ ُو أ ْ‬ ‫ض َما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو إِلَ ْي َؾ فَِإ ْف تََولَّ ْوا فَ ْ‬
‫اعمَ ْـ أ ََّن َما ُي ِر ُ‬ ‫وؾ َع ْف َب ْع ِ‬ ‫َف َي ْف ِت ُن َ‬‫اح َذ ْرُى ْـ أ ْ‬
‫اء ُى ْـ َو ْ‬
‫َى َو َ‬
‫أْ‬
‫وف َو َم ْف‬ ‫اىمِي ِ‬
‫َّة َي ْب ُغ َ‬ ‫وف)(‪ )3‬ك( أَفَح ْكـ ا ْلج ِ‬ ‫اسقُ َ‬ ‫س لَفَ ِ‬ ‫النا ِ‬‫ير ِم َف َّ‬‫ض ُذ ُنوِب ِي ْـ َواِ َّف َك ِث ًا‬ ‫يب ُي ْـ ِب َب ْع ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫ُيص َ‬
‫س ُف ِم َف المَّ ِو ُح ْك ًما لِقَ ْوٍـ ُيوِقنُ َ‬
‫وف)(‪.)4‬‬ ‫َح َ‬‫أْ‬

‫نزلت ىذه اآليات الكريمات في المسارعيف في الكفر‪ ،‬الخارجيف عف طاعة ا﵀ كرسكلو صمى ا﵀‬
‫عميو كسمـ المقدميف آراءىـ كأىكاءىـ عمى شرائع ا﵀ عز كجؿ مف الذيف قالكا آمنا بأفكاىيـ كلـ‬
‫تؤمف قمكبيـ أم أظيركا اإليماف بألسنتيـ‪ ،‬كقمكبيـ خراب خاكيةه منو‪ ،‬كىؤالء ىـ المنافقكف كمف‬
‫( ‪)6‬‬
‫الذيف ىادكا أعداء اإلسبلـ كأىمو(‪ ،)5‬ككرد في سبب نزكؿ ىذه اآليات أقكاؿ عدة أصحيا قكالف‬
‫‪ :‬األكؿ‪ :‬أف ىذه اآليات نزلت في الييكدييف المذيف زنيا كلـ يتحاكما إلى ما بيف أيدييـ مف التكراة‬
‫كىك رجـ المحصف كاتفقكا عمى الجمد مائة جمدة كالتحميـ كاركابيما عمى حماريف مقمكبيف‪ ,‬كمف‬
‫ثـ قالكا بعد الكاقعة نذىب نتحاكـ إلى رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ فإف حكـ برأينا قبمنا‬
‫كاعتبرناه نبيا كاف حكـ بحكـ التكراة فبل نقبؿ(‪ )7‬كيؤيد ذلؾ ركايات حديثية منيا‪:‬‬

‫(‪)8‬‬
‫مر عمى النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ بييكدم‬
‫رضي ا﵀ عنو قاؿ‪ :‬ي ٌ‬ ‫‪ -1‬عف البراء بف عازب‬
‫(‪)1‬‬
‫مجمكدا‪ ،‬فدعاىـ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ،‬فقاؿ‪« :‬ىكذا تجدكف حد الزاني في كتابكـ؟»‪،‬‬ ‫محمما‬
‫ٌ‬

‫)‪ )1‬سكرة المائدة‪ ,‬اآليات‪.04-01:‬‬


‫(‪ )2‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.09 :‬‬
‫(‪ )3‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.02 :‬‬
‫(‪ )4‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.44 :‬‬
‫(‪ )5‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ ‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.149‬‬
‫(‪)6‬عبد الرحماف المحمكد‪ ,‬الحكـ بما أنزؿ اهلل أحكامو وأحوالو‪ ,‬دار طيبة لمنشر كالتكزيع‪ ,‬الطبعة الثانية‪1094,‬ىػ‪-‬‬
‫‪1222‬ـ‪ ,‬ص‪.119‬‬
‫(‪ )7‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪,‬ج‪,3‬ص‪.143,149‬‬
‫(‪ )8‬البراء بف عازب بف الحارث بف عدم األنصارم األكسي ‪ ،‬يكنى أبك عمارة ‪ ,‬غ از مع النبي قرابة الخمس عشرة غزكة‪,‬‬
‫كشيد غزكة تستر ‪ ,‬كشيد الجمؿ كصفيف مع عمي كقاتؿ الخكارج ‪ ,‬نزؿ الككفة كتكفي بيا سنة اثنتيف كسبعيف‪ ,‬ابف حجر‬
‫العسقبلني‪ ,‬اإلصابة في تمييز الصحابة‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.019‬‬

‫‪‌ 81‬‬
‫قالكا‪ :‬نعـ‪ ،‬فدعا رجبل مف عممائيـ‪ ،‬فقاؿ‪« :‬أنشدؾ با﵀ الذم أنزؿ التكراة عمى مكسى‪ ،‬أىكذا‬
‫تجدكف حد الزاني في كتابكـ» قاؿ‪ :‬ال‪ ،‬كلكال أنؾ نشدتني بيذا لـ أخبرؾ‪ ،‬نجده الرجـ‪ ،‬كلكنو كثر‬
‫في أشرافنا‪ ،‬فكنا إذا أخذنا الشريؼ تركناه‪ ،‬كاذا أخذنا الضعيؼ أقمنا عميو الحد‪ ،‬قمنا‪ :‬تعالكا‬
‫فمنجتمع عمى شيء نقيمو عمى الشريؼ كالكضيع‪ ،‬فجعمنا التحميـ‪ ،‬كالجمد مكاف الرجـ‪ ،‬فقاؿ‬
‫رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪« :‬الميـ إني أكؿ مف أحيا أمرؾ إذ أماتكه»‪ ،‬فأمر بو فرجـ‪ ،‬فأنزؿ‬
‫وف ِفي ا ْل ُك ْفر ًٍ) إلى قكلو (إِ ْف أُوِتيتُ ْـ َى َذا‬ ‫سِ‬
‫ار ُع َ‬ ‫سو ُؿ َال َي ْح ُزْن َؾ الَِّذ َ‬
‫يف ُي َ‬ ‫الر ُ‬
‫ا﵀ عز كجؿ‪َ ( :‬يا أَي َيا َّ‬
‫اح َذ ُروا)‪ ،‬يقكؿ‪ :‬ائتكا محمدا صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ،‬فإف أمركـ بالتحميـ‬ ‫فَ ُخ ُذوهُ َوِا ْف لَ ْـ تُ ْؤتَ ْوهُ فَ ْ‬
‫كالجمد فخذكه‪ ،‬كاف أفتاكـ بالرجـ فاحذركا‪ ،‬فأنزؿ ا﵀ تعالى ( َو َم ْف لَ ْـ َي ْح ُك ْـ ِب َما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو فَأُولَ ِئ َؾ‬

‫وف) ( َو َم ْف لَ ْـ َي ْح ُك ْـ ِب َما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو فَأُولَ ِئ َؾ ُى ُـ الظَّالِ ُم َ‬


‫وف) ( َو َم ْف لَ ْـ َي ْح ُك ْـ ِب َما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو‬ ‫ُىـ ا ْل َك ِ‬
‫اف ُر َ‬ ‫ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫وف) في الكفار كميا) ‪.‬‬ ‫اسقُ َ‬ ‫فَأُولَ ِئ َؾ ُىـ ا ْلفَ ِ‬
‫ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫يكدم‬
‫‪ -6‬عف عبد ا﵀ بف عمر رضي ا﵀ عنيما‪ ،‬أف رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ أتي بي ٌ‬
‫كييكدية قد زنيا‪ ،‬فانطمؽ رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ حتى جاء ييكد‪ ،‬فقاؿ‪« :‬ما تجدكف في‬
‫(‪)4‬‬
‫كنخالؼ بيف كجكىيما‪ ،‬كيطاؼ بيما‪،‬‬ ‫كىيي ىما ىكين ىح ّْممييي ىما‬
‫التكراة عمى مف زنى؟» قىاليكا ين ىس ّْكيد يك يج ى‬
‫قاؿ‪« :‬فأتكا بالتكراة إف كنتـ صادقيف»‪ ،‬فجاءكا بيا فقركءىا حتى إذا مركا بآية الرجـ كضع الفتى‬
‫الذم يق أر يده عمى آية الرجـ‪ ،‬كق أر ما بيف يدييا‪ ،‬كما كراءىا‪ ،‬فقاؿ لو عبد ا﵀ بف سبلـ‪ :‬كىك مع‬
‫رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ يمره فميرفع يده‪ ،‬فرفعيا فإذا تحتيا آية الرجـ‪ ،‬فأمر بيما رسكؿ ا﵀‬

‫(‪ )1‬محمـ‪ :‬مسكد الكجو‪ ,‬األثرم‪ ,‬مجد الديف السعادات المبارؾ بف محمد‪ ,‬النياية في غريب الحديث واألثر‪ ,‬المكتبة‬
‫العممية ‪ -‬بيركت‪1322 ،‬ىػ ‪1262 -‬ـ‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬طاىر أحمد الزاكل ‪ -‬محمكد محمد الطناجي‪,‬ج‪,1‬ص‪.000‬‬
‫(‪ )2‬مسمـ بف الحجاج‪ ,‬صحيح مسمـ ‪ ،‬كتاب الحدكد ‪ ,‬باب رجـ الييكد أىؿ الذمة في الزنا ‪ ,‬رقـ الحديث (‪.)1644‬‬
‫(‪ )3‬عبد ا﵀ بف عمر‪ :‬بف الخطاب بف نفيؿ القرشي العدكم صحابي جميؿ كلد في السنة الثالثة مف البعثة كأسمـ مع أبيو‬
‫كىاجر كىك ابف عشر سنيف ‪ ,‬يعتبر مف المكثريف مف الركاية عف الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ ‪ ,‬عرؼ عنو شدة تحريو في‬
‫اإلصابة في تمييز الصحابة‬ ‫إتباع سنة النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ ‪ ,‬تكفي سنة ‪ 90‬ىػ‪ ,‬ابف حجر العسقبلني‪,‬‬
‫ج‪,0‬ص‪.147,144‬‬
‫(‪ )1‬كنحمميما‪ ( :‬نسكد كجكىيما كنحمميما ) ىكذا ىك في أكثر النسخ ( نحمميما ) بالحاء كالبلـ ‪ ،‬كفي بعضيا ( نجمميما‬
‫) بالجيـ ‪ ،‬كفي بعضيا ( نحمميما ) بميميف ككمو متقارب ‪ ،‬فمعنى األكؿ ‪ :‬نحمميما عمى الحمؿ ‪ ،‬كمعنى الثاني نجمميما‬
‫جميعا عمى الجمؿ‪ ،‬كمعنى الثالث ‪ :‬نسكد كجكىيما بالحمـ ‪ -‬بضـ الحاء كفتح الميـ ‪ -‬كىك الفحـ ‪ ،‬كىذا الثالث ضعيؼ‪,‬‬
‫أبك زكريا محيي الديف يحيى بف شرؼ النككم(ت‪676:‬ىػ)‪ ,‬المنياج شرح صحيح مسمـ بف الحجاج دار إحياء التراث‬
‫العربي– بيركت‪ ,‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1396 ،‬ج‪,11‬ص‪ ,618‬بدر الديف العيني الحنفي‪ ,‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري‪,‬‬
‫ج‪,64‬ص‪.615‬‬

‫‪‌ 81‬‬
‫صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ،‬فرجما‪ ،‬قاؿ عبد ا﵀ بف عمر‪ :‬كنت فيمف رجميما‪ ،‬فمقد رأيتو يقييا مف‬
‫الحجارة بنفسو)(‪. )1‬‬

‫كالقكؿ الثاني‪ :‬أنيا نزلت في طائفتيف مف الييكد في الدية(‪ )2‬بينيما‪ ,‬كاف إحداىما قيرت األخرل‬
‫فصارت دية قتيميما عمى الضعؼ مف األخرل أك أف إحداىما يقاد مف القاتؿ كاألخرل يؤخذ منيا‬
‫(‪)4‬‬
‫قاؿ‪ :‬كاف قريظة كالنضير‪،‬‬ ‫الدية فقط(‪ )3‬كالعمدة في ذلؾ حديث ابف عباس رضي ا﵀ عنيما‬
‫ككاف النضير أشرؼ مف قريظة‪ ،‬فكاف إذا قتؿ رجؿ مف قريظة رجبل مف النضير قتؿ بو‪ ،‬كاذا‬
‫قتؿ رجؿ مف النضير رجبل مف قريظة فكدم بمائة كسؽ مف التمر‪ .‬فمما بعث النبي صمى ا﵀‬
‫عميو كسمـ قتؿ رجؿ مف بني النضير رجبل مف قريظة فقالكا‪ :‬ادفعكه إلينا نقتمو فقالكا بيننا كبينكـ‬
‫(‪)5‬‬
‫كالقسط ‪ :‬النفس‬ ‫النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ (فأتكه فنزلت "فإف حكمت فاحكـ بينيـ بالقسط"‬
‫وف)(‪.)7(,)6‬‬ ‫اىمِي ِ‬
‫َّة َي ْب ُغ َ‬ ‫بالنفس ‪ ,‬ثـ نزلت (أَفَح ْكـ ا ْلج ِ‬
‫ُ َ َ‬

‫داللة اآليات عمى موقؼ الييود مف توحيد األلوىية‪:‬‬

‫(‪ )1‬مسمـ بف الحجاج‪ ,‬صحيح مسمـ ‪ ,‬كتاب الحدكد‪ ,‬باب رجـ الييكد أىؿ الذمة في الزنا‪ ,‬رقـ الحديث (‪.)1722‬‬
‫(‪ ) 2‬الدية ‪:‬عرفيا بعض الحنفية بأنيا اسـ لمماؿ الذم ىك بدؿ النفس ‪ ,‬كقاؿ المالكية ‪:‬ىي ماؿ يجب بقتؿ آدمي حر‬
‫عكضا عف دمو كقاؿ الشافعية‪ :‬ىي الماؿ الكاجب بالجناية عمى الحر في نفس أك فيما دكنيا ‪.,‬كقاؿ الحنابمة‪ :‬إنيا الماؿ‬
‫المؤدل إلى مجني عميو‪ ،‬أك كليو‪ ،‬أك كارثو بسبب جناية‪ ,‬وزارة األوقاؼ الكويتية‪ ,‬الموسوعة الفقيية الكويتية‪,‬‬
‫ج‪,91‬ص‪. 00-03‬‬
‫(‪ )3‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ , ,‬ج‪ ,14‬ص‪.339‬‬
‫(‪ )4‬عبد ا﵀ بف عباس‪ :‬بف عبد المطمب القرشي الياشمي حبر األمة‪ ،‬كفقيو العصر‪ ،‬كاماـ التفسير‪ ,‬ابف عـ رسكؿ ا﵀‬
‫صمى الو عميو كسمـ‪ ,‬الذم دعا لو قائبل ‪((:‬الميـ فقو في الديف كعممو التأكيؿ))‪ ,‬كلد قبؿ اليجرة بثبلث سنيف ككاف كسيما‪،‬‬
‫جميبل‪ ،‬مديد القامة‪ ،‬مييبا‪ ،‬كامؿ العقؿ‪ ،‬ذكي النفس‪ ،‬مف رجاؿ الكماؿ‪ ,‬صحب النبي ثبلثيف شي ار ‪ ,‬كركل عنو الكثير مف‬
‫األحاديث‪ ,‬تكفي بالطائؼ ثماف كستيف ىجرية ‪ ,‬عف إحدل كسبعيف سنة‪ ,‬الذىبي‪ ,‬شمس الديف أبك عبد ا﵀ محمد بف أحمد‬
‫بف عثماف بف قى ٍايماز (ت‪609 :‬ىػ)‪ ,‬سير أعالـ النبالء‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬مجمكعة مف المحققيف بإشراؼ الشيخ شعيب األرناؤكط‪,‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ,‬الطبعة الثالثة‪ 1044 ،‬ىػ‪1294 /‬ـ‪,‬ج‪,3‬ص‪ ,331,333‬ابف حجر العسقبلني‪ ,‬اإلصابة في تمييز‬
‫الصحابة‪ ,‬ج‪ ,0‬ص ‪.131,190,199,191‬‬
‫(‪ )5‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.09 :‬‬
‫(‪ )6‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.51 :‬‬
‫(‪)7‬السجستاني‪ ,‬أبك داكد (ت‪964 :‬ىػ)‪ ,‬سنف أبي داود‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد محيي الديف عبد الحميد‪ ,‬المكتبة العصرية صيدا –‬
‫– بيركت‪ .‬كتاب الديات‪ ,‬باب النفس بالنفس‪ ,‬رقـ الحديث (‪ ,)0020‬كقاؿ المحدث محمد ناصر الديف األلباني (صحيح)‪,‬‬
‫صحيح سنف أبي داود‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.94‬‬

‫‪‌ 86‬‬
‫‪ -1‬بينت اآليات أف مف صفات الييكد عدـ التحاكـ إلى ما بيف أيدييـ مف التكراة مف حد الزنا‬
‫كىك الرجـ كالمجكء إلى حكـ الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ طمعا لمكافقة ىكاىـ‪ ,‬كالقرآف تعجب‬
‫ييا ُح ْك ُـ المَّ ِو)(‪ ,)1‬كرد في تفسير القرآف‬ ‫ِ‬
‫ؼ ُي َح ِّك ُموَن َؾ َو ِع ْن َد ُى ُـ التَّْو َارةُ ف َ‬
‫مف ذلؾ قائبل ( َو َك ْي َ‬
‫العظيـ(‪( )2‬ثـ قاؿ تعالى منك ار عمييـ في آرائيـ الفاسدة‪ ،‬كمقاصدىـ الزائغة في تركيـ ما يعتقدكف‬
‫صحتو مف الكتاب الذم بأيدييـ‪ ،‬الذم يزعمكف أنيـ مأمكركف بالتمسؾ بو أبدا‪ ،‬ثـ خرجكا عف‬
‫حكمو‪ ،‬كعدلكا إلى غيره مما يعتقدكف في نفس األمر بطبلنو كعدـ لزكمو ليـ)‪ ,‬إنو مف العجيب‬
‫أف يترككا الييكد كتابيـ كىك التكراة ‪ ,‬كمف ثـ يذىبكف الى الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ كي‬
‫يحكمكه في قضاياىـ‪ ,‬كىـ غير مؤمنيف بو ‪ ,‬ثـ يتكلكف بعد حكمو إذا لـ يرضيـ(‪ ,)3‬كىـ بذلؾ‬
‫جمعكا بيف عدـ القبكؿ بحكـ التكراة كال بحكـ الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ,‬كقد عرؼ الييكد‬
‫بكثرة مخالفة ح ٌكاميـ ألحكاـ كتابيـ بناء عمى تغييرىـ إياىا باعتقاد عدـ مناسبتيا ألحكاليـ كما‬
‫فعمكا في حد الزنا‪ ,‬مثاؿ عمى ذلؾ كرد في التممكد ما يؤكد حؿ الزنا لمييكد كلكف مع غير‬
‫الييكديات‪( ,‬لمييكد الحؽ في اغتصاب النساء غير ييكديات)(‪. )4‬‬

‫‪ -6‬مف المقرر عند أىؿ السنة أف الحكـ ال يككف إال ﵀ لذا فبل يجكز التنازع إلى غيره مما تيكاه‬
‫النفس كيستحسنو العقؿ‪ ,‬فإف ا﵀ عز كجؿ ىك المعبكد بحؽ كمف صكر العبادة النزكؿ عند‬
‫(‪)6‬‬
‫أحكامو في الحدكد كغيرىا‪ ,‬كرد في كتاب تعظيـ قدر الصبلة(‪ )5‬في تعميقو عمى حديث جبريؿ‬
‫(‪)6‬‬
‫عميو السبلـ المشيكر(أما قكلو (اإليماف (أف تؤمف با﵀) أف تكحده كتصدؽ بو بالقمب‬ ‫جبريؿ‬
‫كالمساف كتخضع لو كألمره ‪ ,‬بإعطاء العزـ لؤلداء لما أمر ‪ ,‬مجانبا لبلستنكاب كاالستكبار‬
‫كالمعاندة ‪ ,‬فإذا فعمت ذلؾ لزمت محابو كاجتنبت مساخطو) كيقكؿ صاحب كتاب قكاعد‬
‫(‪)7‬‬
‫(ككذلؾ ال حكـ إال لو فأحكامو مستفادة مف الكتاب كالسنة كاإلجماع كاألقيسة‬ ‫األحكاـ‬
‫الصحيحة كاالستدالالت المعتبرة فميس ألحد أف يستحسف كال أف يستعمؿ مصمحة مرسمة)‪.‬‬

‫(‪ )4‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.43 :‬‬


‫(‪ )2‬ابف كثير‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.147‬‬
‫(‪ )3‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.947‬‬
‫(‪ )4‬محمد عمي البار‪ ,‬المدخؿ لدراسة التوراة والعيد القديـ ‪ ,‬ص‪.301‬‬
‫(‪ )5‬محمد بف نصر المركزم ‪,‬ج‪ ,1‬ص‪.323‬‬
‫(‪ )6‬مسمـ بف الحجاج‪ ,‬صحيح مسمـ‪ ,‬كتاب اإليماف‪ ,‬باب معرفة اإليماف كاإلسبلـ كالقدر كعبلمات الساعة رقـ الحديث (‪.)1‬‬
‫(‪ )7‬العز بف عبد السبلـ‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.149‬‬

‫‪‌ 83‬‬
‫وب ًة ِع ْن َد المَّ ِو‬ ‫الصورة الثانية عبادة الطاغوت ‪ :‬قاؿ عز كجؿ( ُق ْؿ َى ْؿ أَُن ِّب ُئ ُكـ ِب َ ِ ِ‬
‫شٍّر م ْف َذل َؾ َمثُ َ‬ ‫ْ‬
‫َضؿ‬ ‫شر َم َكا ًنا َوأ َ‬ ‫وت أُولَ ِئ َؾ َ‬
‫ير َو َع َب َد الطَّا ُغ َ‬ ‫ب َعمَ ْي ِو َو َج َع َؿ ِم ْن ُي ُـ ا ْل ِق َرَدةَ َوا ْل َخ َن ِ‬
‫از َ‬
‫ِ‬
‫َم ْف لَ َع َن ُو المَّ ُو َو َغض َ‬
‫يؿ) (‪ ,)1‬تقرر ىذه اآلية أف مف الييكد مف عبد الطاغكت كىك بشكؿ عاـ كؿ ما‬ ‫الس ِب ِ‬
‫اء َّ‬ ‫ع ْف سو ِ‬
‫َ ََ‬
‫عبد مف دكف ا﵀ عز كجؿ(‪ )2‬كمعناه ىنا عبادة األصناـ(‪ ،)3‬كجعؿ بمعنى خمؽ ‪ :‬أم كجعؿ منيـ‬
‫مف يبالغ في عبادة الطاغكت(‪)4‬كمف ذلؾ عبادتيـ لمعجؿ بعد أف كانكا أىؿ تكحيد كقد قررت‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س ًدا لَ ُو ُخ َو ٌار أَلَ ْـ‬ ‫وسى م ْف َب ْعده م ْف ُحم ِّي ِي ْـ ع ْج ًال َج َ‬ ‫ذلؾ آيات عدة كقكلو تعالى ( َواتَّ َخ َذ قَ ْوُـ ُم َ‬
‫وسى إِلَى‬ ‫يال اتَّ َخ ُذوهُ َو َكا ُنوا ظَالِ ِم َ‬ ‫ِ‬
‫َي َر ْوا أ ََّن ُو َال ُي َكمِّ ُم ُي ْـ َوَال َي ْيدي ِي ْـ َ‬
‫س ِب ً‬
‫(‪)5‬‬
‫يف) كقاؿ عز كجؿ(فََر َجعَ ُم َ‬
‫َف َي ِح َّؿ‬‫اؿ َعمَ ْي ُك ُـ ا ْل َع ْي ُد أ َْـ أ ََرْدتُ ْـ أ ْ‬‫طَ‬ ‫س ًنا أَفَ َ‬ ‫ِ‬
‫اؿ َيا قَ ْوِـ أَلَ ْـ َيع ْد ُك ْـ َرب ُك ْـ َو ْع ًدا َح َ‬
‫َسفًا قَ َ‬ ‫اف أ ِ‬ ‫قَ ْو ِم ِو َغ ْ‬
‫ض َب َ‬
‫َخمَ ْف َنا َم ْو ِع َد َؾ ِب َم ْم ِك َنا َولَ ِك َّنا ُح ِّم ْم َنا أ َْو َزًا‬
‫ار‬ ‫َخمَ ْفتُ ْـ َم ْو ِع ِدي) ك(قَالُوا َما أ ْ‬
‫(‪)6‬‬
‫ب ِم ْف َرِّب ُك ْـ فَأ ْ‬ ‫ضٌ‬ ‫َعمَ ْي ُك ْـ َغ َ‬
‫س ًدا لَ ُو ُخ َو ٌار فَقَالُوا‬ ‫ِ‬ ‫(‪)7‬‬ ‫الس ِ‬
‫ام ِري)‬ ‫اىا فَ َك َذلِ َؾ أَْلقَى َّ‬
‫ِزي َن ِة ا ْلقَ ْوِـ فَقَ َذ ْف َن َ‬ ‫ِم ْف‬
‫ك( َّفَأ ْخ َر َج لَ ُي ْـ ع ْج ًال َج َ‬
‫وسى فَ َن ِس َي)(‪.)8‬‬ ‫إِلَ ُي ُك ْـ َوِالَ ُو ُم َ‬ ‫َى َذا‬

‫قصة العجؿ‪ :‬غاب النبي مكسى عميو السبلـ عف قكمو ذاىبا إلى الميقات كالمكعد المختار مع‬
‫ا﵀ جؿ جبللو حتى يتمقى عنو التكراة كفي غيابو قاـ شخص سماه القرآف "بالسامرم" بأخذ شيء‬
‫كغر‬
‫مجسما ٌ‬
‫ٌ‬ ‫مف الزينة كالحمي التي خمفيا آؿ فرعكف بعد غرقيـ في البحر كصنع منيا عجبل‬
‫بني إسرائيؿ كادعى أف ىذا إلييـ (‪ ,)9‬كرد في جامع البياف(‪ ( )10‬كاف ا﵀ كقت لمكسى ثبلثيف ليمة‬
‫ليمة ثـ أتميا بعشر‪ ،‬فمما مضت الثبلثكف قاؿ عدك ا﵀ "السامرم"‪ :‬إنما أصابكـ الذم أصابكـ‬
‫عقكبة بالحمي الذم كاف معكـ‪ ،‬فيممكا ككانت حميا تعيركىا مف آؿ فرعكف‪ ،‬فساركا كىي معيـ‪،‬‬
‫صر في عمامتو أك في ثكبو قبضة مف أثر فرس‬
‫فقذفكىا إليو‪ ،‬فصكرىا صكرة بقرة‪ ،‬ككاف قد ٌ‬

‫(‪ )1‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.74 :‬‬


‫(‪ )2‬الراغب األصفياني‪ ,‬المفردات في غريب القرآف‪ ,‬ص‪.491,494‬‬
‫(‪ )3‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪ ,7‬ص‪.907‬‬
‫(‪)4‬القرطبي‪ ,‬الجامع ألحكاـ القرآف‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.934‬‬
‫(‪ )5‬سكرة األعراؼ‪ ,‬آية‪.109 :‬‬
‫(‪ )6‬سكرة طو ‪ ,‬آية‪.97 :‬‬
‫(‪ )7‬سكرة طو ‪ ,‬آية‪.96 :‬‬
‫(‪ )8‬سكرة طو‪ ,‬آية‪.99 :‬‬
‫(‪ )9‬ابف كثير‪ ,‬قصص األنبياء‪ , ,‬ج‪,9‬ص‪.194,112‬‬
‫(‪ )10‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬ج‪,19‬ص‪.344‬‬

‫‪‌ 84‬‬
‫جبرائيؿ عميو السبلـ ‪ ،‬فقذفيا مع الحمي كالصكرة (فأخرج ليـ عجبل جسدا لو خكار) فجعؿ يخكر‬
‫خكار البقر‪ ،‬فقاؿ (ىذا إليكـ والو موسى) )‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توحيد األسماء والصفات‪ :‬كيقصد بو إفراد ا﵀ بأسمائو الحسنى كصفاتو العمى الكاردة في‬
‫القرآف كالسنة الصحيحة‪ ،‬كاإليماف بمعانييا كأحكاميا(‪()1‬كيعتقدكف أف ا﵀ تعالى مدعك بأسمائو‬
‫الحسنى كمكصكؼ بصفاتو التي سمى ككصؼ بيا نفسو ككصفو بيا نبيو صمى ا﵀ عميو‬
‫كسمـ)(‪ ,)2‬كمف المقرر عند المسمميف أف ا﵀ عز كجؿ متصؼ بصفات الكماؿ كالجماؿ كالجبلؿ‬
‫َحد هٍ)(‪,)3‬‬
‫كىك منزه عف النقص كالعيب كليس لو مثيؿ كال نظير‪ ,‬قاؿ عز كجؿ‪َ (:‬ولَ ْـ َي ُك ْف لَ ُو ُكفًُوا أ َ‬
‫َحد هٍ)(‪ ,)3‬قاؿ أبك جعفر الطحاكم(‪()4‬كنقكؿ في تكحيد ا﵀ معتقديف بتكفيؽ ا﵀ إف ا﵀ كاحد ال‬
‫أَ‬
‫شريؾ لو كال شيء مثمو)(‪.)5‬‬

‫موقؼ الييود مف توحيد األسماء والصفات‪ :‬الييكد قكـ أساؤكا ٌأيما إساءة إلى الذات اإلليية مف‬
‫خبلؿ نسبتيـ إلييا أكصاؼ ال تميؽ بيا بؿ ال يقر بيا ذك العقؿ السميـ‪ ,‬كقد امتؤلت تكراتيـ‬
‫بنصكص تصؼ ا﵀ عز كجؿ بالندـ كالعجز كبالتعب كتصكره عمى أنو بشر يتصارع مع يعقكب‬
‫(‪)6‬‬
‫( أف إلييـ في صكرة آدمي كأنو شيخ‪ ،‬أبيض الرأس‬ ‫عميو السبلـ‪ ,‬كرد في سفر دانياؿ‬
‫(‪)7‬‬
‫(فندـ الرب عمى الشر الذم قاؿ إنو يفعمو بشعبو) كفي سفر‬ ‫كالمحية) كفي سفر الخركج‬

‫(‪ )1‬محمد خميفة التميمي‪ ,‬معتقد أىؿ السنة في توحيد األسماء والصفات‪ ,‬ص‪.92‬‬
‫(‪ )2‬الجرجاني‪ ,‬أبك بكر أحمد بف إبراىيـ بف إسماعيؿ بف العباس بف مرداس اإلسماعيمي (ت‪361 :‬ىػ)‪,‬اعتقاد أئمة‬
‫الحديث‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد بف عبد الرحمف الخميس دار العاصمة – الرياض‪ ,‬الطبعة‪ :‬األكلى‪1019 ،‬ىػ‪ ,‬ص‪.41‬‬
‫(‪ )3‬سكرة اإلخبلص‪ ,‬آية‪.0 :‬‬
‫(‪ )4‬أبك جعفر الطحاكم‪ :‬أحمد بف محمد بف سبلمة بف سممة بف عبد الممؾ األزدم‪ ،‬المصرم‪ ،‬الطحاكم‪ ،‬الحنفي‪ ،‬كلد سنة‬
‫سنة ‪932‬ىػ ‪ ,‬طمب العمـ منذ الصغر ‪ ,‬كسمع مف عمماء مصر كالشاـ ‪ ,‬كاف رأسا في الفقو كالحديث كاليو انتيت الرئاسة‬
‫في المذىب الحنفي‪ ,‬تكفي سنة ‪391‬ىػ‪ ,‬شمس الديف الذىبي‪ ,‬سير أعالـ النبالء ‪ ,‬ج‪,11‬ص‪.370-371‬‬
‫(‪ )5‬الطحاكم‪ ,‬أبك جعفر أحمد بف محمد بف سبلمة بف عبد الممؾ بف سممة األزدم الحجرم المصرم(ت‪391 :‬ىػ)‪,‬‬
‫العقيدة الطحاوية‪ ,‬شرح كتعميؽ‪ :‬محمد ناصر الديف األلباني‪ ,‬المكتب اإلسبلمي– بيركت‪ ,‬الطبعة الثانية‪ 1010 ,‬ىػ‪,‬‬
‫ص‪.39-31‬‬
‫(‪ )1‬اإلصحاح التاسع‪ ,‬الفقرة العاشرة‪ ,‬كسفر دانياؿ‪ :‬نسبة إلى الشخصية الرئيسية فيو‪ ,‬عمي محمكد المدرس‪ ,‬العيد القديـ‬
‫دراسة نقدية‪ ,‬ص‪.390‬‬
‫(‪ )9‬اإلصحاح ‪ ,39‬الفقرة ‪.10‬‬

‫‪‌ 85‬‬
‫إرميا(‪ ()1‬إف ا﵀ قاؿ ليـ لتذرؼ عينام دمكعا ليبل كنيا ار كال تكفا ألف العذراء بنت شعبي سحقت‬
‫سحقا عظيما بضربة مكجعة جدا)‪.‬‬

‫موقؼ الييود مف توحيد األسماء والصفات مف خالؿ سورة المائدة‪:‬‬

‫كرد في سكرة المائدة ثبلثة أمكر تكشؼ عف نظرة الييكد إلى الذات اإلليية ‪:‬‬

‫األمر األوؿ‪ :‬ادعاء الييود أف اهلل عز وجؿ يحبيـ ويعامميـ معاممة خاصة‪ ,‬قاؿ سبحانو‬
‫شٌر‬ ‫َب َ‬ ‫َّاؤهُ ُق ْؿ َفمِ َـ ُي َع ِّذ ُب ُك ْـ ِب ُذنُوِب ُك ْـ َب ْؿ أَ ْنتُ ْـ‬
‫َحب ُ‬‫النصارى َن ْح ُف أ َْب َناء المَّ ِو وأ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫كتعالى( َوقَالَ ِت ا ْل َي ُي ُ َّ‬
‫ود َو َ َ‬
‫َوِالَ ْي ِو‬ ‫ض َو َما َب ْي َن ُي َما‬ ‫ات َو ْاأل َْر ِ‬ ‫السماو ِ‬ ‫ِ‬
‫اء َولِمَّو ُم ْم ُؾ َّ َ َ‬ ‫ش ُ‬‫ب َم ْف َي َ‬ ‫اء َوُي َع ِّذ ُ‬ ‫ؽ َي ْغ ِف ُر لِ َم ْف َي َ‬
‫ش ُ‬ ‫ِم َّم ْف َخمَ َ‬
‫( ‪)3‬‬
‫َّاؤهُ) أم لنا معزة خاصة لديو كحظكة عنده‬
‫َحب ُ‬‫صير)(‪ ,)2‬كالمراد بقكليـ ( َن ْح ُف أ َْب َناء المَّ ِو وأ ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ا ْل َم ُ‬
‫كليس المراد حقيقة البنكة‪ ,‬كما كرد في التكراة أف ا﵀ عز كجؿ قاؿ لعبده يعقكب عميو السبلـ‬
‫(أنت ابني بكرم) فقد فسره ممف أسمـ مف الييكد بأف ىذا مف باب التكريـ كالتشريؼ(‪ ,)4‬كمعنى‬
‫اآلية (كقالت طائفة الييكد التي تزعـ أنيا شعب ا﵀ المختار ‪ ،‬كقالت طائفة النصارل التي تزعـ‬
‫أنيا عمى الحؽ دكف غيرىـ قالت كؿ طائفة منيما ‪ :‬نحف في القرب مف ا﵀ ‪ -‬تعالى ‪ -‬بمنزلة‬
‫أبنائو المدلميف‪ ،‬كأحبائو المختاريف‪ ،‬فمنا مف الفضؿ كالمنزلة كالتكريـ ما ليس لغيرنا مف البش‪,‬‬
‫كالذم حمميـ عمى ىذا القكؿ الباطؿ ‪ ،‬جيميـ بما اشتممت عميو كتبيـ ‪ ،‬كتخبطيـ في الكفر‬
‫كالضبلؿ كفيميـ السقيـ لمعاني األلفاظ )(‪.)5‬‬

‫كادعاء الييكد باطؿ ذلؾ أف ا﵀ عز كجؿ ال يحب مف كفر بو كبرسمو كيسعى في األرض فسادان‪,‬‬
‫كالييكد أصبل ال يؤمنكف با﵀ عز كجؿ كال برسكلو كال بكتابو فأنى يحبيـ بؿ ىـ قكـ بغيضكف‬
‫مغضكب عمييـ‪ ,‬ك ا﵀ عز كجؿ يبغض الكفار كيعاقبيـ كيخزييـ في الدنيا كاآلخرة‪ ,‬كيحب‬
‫المؤمنيف كيثيبيـ كيجزييـ في الدنيا كاآلخرة‪.‬‬

‫(‪ )1‬اإلصحاح ‪ ,10‬الفقرة ‪ ,16‬كارميا ‪ :‬نسبة إلى الشخصية الرئيسية فيو ‪ ,‬العيد القديـ دراسة نقدية‪ ,‬ص‪.907‬‬
‫)‪ )2‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.18 :‬‬
‫)‪(3‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.66‬‬
‫)‪ (4‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.66‬‬
‫)‪ )5‬طنطاكم‪ ,‬التفسير الوسيط‪ ,‬ج‪,4‬ص‪.96‬‬

‫‪‌ 86‬‬
‫كقد كرد في سكرة التكبة ما يدلؿ عمى أف الييكد قد نسبكا الكلد ﵀ عز كجؿ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ( َوقَالَ ِت‬
‫وف قَ ْو َؿ‬ ‫ض ِ‬
‫اى ُئ َ‬ ‫النصارى ا ْلم ِسيح ْاب ُف المَّ ِو َذلِ َؾ قَولُيـ ِبأَفْو ِ‬
‫اى ِي ْـ ُي َ‬ ‫ود ُع َزْير ْاب ُف المَّ ِو َوقَالَ ِت َّ‬ ‫ا ْل َي ُي ُ‬
‫ْ ُْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫ٌ‬
‫وف)(‪ )1‬ففي ىذه اآلية تصريح بأف الييكد يعتقدكف بأف‬ ‫يف َكفَُروا ِم ْف قَْب ُؿ قَاتَمَ ُي ُـ المَّ ُو أ ََّنى ُي ْؤفَ ُك َ‬
‫الَِّذ َ‬
‫(عزير)(‪ )2‬ابف ا﵀ عز كجؿ‪ ,‬كىذا قدح بالغ في تكحيد األسماء كالصفات‪ ,‬إذ أف ا﵀ عز كجؿ‬
‫منزه عف الكلد كالكالد‪ ,‬كقد كرد في سبب نزكؿ سكرة اإلخبلص أف ناسان مف الييكد قالكا لمرسكؿ‬

‫صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ :‬أنسب لنا ربؾ‪ ،‬فنزلت‪ُ ( :‬ق ْؿ ُى َو المَّ ُو أ َ‬


‫َح ٌد)(‪. )3‬‬

‫تنزيو عف أف يككف‬ ‫(‪)5‬‬


‫حتى ختـ السكرة(‪ ,)4‬فا﵀ عزك جؿ أح ال ثاني لو‪ ,‬كقكلو (لَ ْـ َيمِ ْد َولَ ْـ ُيولَ ْد)‬
‫يككف لو كلد أك بنت أك أب أكأـ ألف ذلؾ يقتضي التركيب المنافي لؤلحدية كالصمدية(‪.)6‬‬

‫ود َي ُد المَّ ِو َم ْغمُولَ ٌة‬


‫األمر الثاني‪ :‬وصؼ الييود اهلل عز وجؿ بالبخؿ ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ( َوقَالَ ِت ا ْل َي ُي ُ‬
‫اء)(‪ , )7‬يدعي الييكد أف ا﵀ عز‬ ‫ش ُ‬
‫ؼ َي َ‬ ‫اف ُي ْن ِف ُ‬
‫ؽ َك ْي َ‬ ‫سوطَتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُغمَّ ْت أ َْيدي ِي ْـ َولُع ُنوا ِب َما قَالُوا َب ْؿ َي َداهُ َم ْب ُ‬
‫كجؿ قد أمسؾ الخير عنيـ (يعني بذلؾ أنيـ قالكا‪ :‬إف ا﵀ يبخؿ عمينا‪ ،‬كيمنعنا فضمو فبل يفضؿ‪،‬‬
‫كالمغمكلة يده الذم ال يقدر أف يبسطيا بعطاء كال بذؿ معركؼ‪ ،‬تعالى ا﵀ عما قالكا أعداء‬
‫ا﵀)(‪ ,)8‬كجرل استعماؿ اليد في حالة كصؼ شخص بالبخؿ أك بالكرـ ألف العطاء في الغالب‬
‫(‪)9‬‬
‫كعف ابف عباس رضي ا﵀ عنيما قكلو (كقالت الييكد يد ا﵀ مغمكلة غمت‬ ‫يجرم عمى اليد‬
‫أيدييـ كلعنكا بما قالكا) قاؿ"‪ :‬ليس يعنكف بذلؾ أف يد ا﵀ مكثقة‪ ،‬كلكنيـ يقكلكف‪ :‬إنو بخيؿ أمسؾ‬

‫)‪ (1‬سكرة التكبة‪ ,‬آية‪.34 :‬‬


‫)‪ )2‬يعتقد الييكد أف عزير ىك كاتب التكراة بعدما فقدت كأف ذلؾ بكحي أك إلياـ مف ا﵀ عز كجؿ‪ ,‬محمد رشيد رضا‪,‬‬
‫تفسير المنار‪ ,‬ج‪ ,14‬ص‪.990-993‬‬
‫)‪ (3‬سكرة اإلخبلص‪ ,‬آية‪.1 :‬‬
‫)‪ )4‬ابف جرير الطبرم جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪ ,90‬ص‪.799‬‬
‫)‪ (5‬سكرة اإلخبلص‪ ,‬آية‪.3 :‬‬
‫)‪ (6‬طنطاكم‪ ,‬التفسير الوسيط‪ ,‬ج‪,14‬ص‪.401‬‬
‫(‪ )7‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.70:‬‬
‫(‪ )8‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,14‬ص‪.041‬‬
‫(‪)9‬المصدر السابؽ‪ ,‬ج‪ ,14‬ص‪.041‬‬

‫‪‌ 87‬‬
‫ما عنده‪ ،‬تعالى ا﵀ عما يقكلكف عمكا كبي ار(‪ ,")1‬إذان الييكد ينسبكف إلى ا﵀ عز كجؿ صفة البخؿ‬
‫تعالى ا﵀ عز كجؿ عف ذلؾ عمكان كبي ار‪.‬‬

‫منشأ ىذا االعتقاد‪ :‬كاف الييكد قبؿ بعثة النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ قد تفرغكا لصناعة آالت‬
‫(‪)2‬‬
‫لماذا قبض‬ ‫الحرب كبناء الحصكف كانشغمكا عف الزراعة فخابت محاصيميـ فقاؿ قائؿ منيـ‬
‫ا﵀ يده عنا ؟ إف يد ا﵀ مغمكلة‪ ,‬أك يككف الدافع لذلؾ ما رأكه مف حاؿ المسمميف في المدينة‬
‫بعدما آخى النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ بيف المياجريف كاألنصار في أكؿ أمر الدكلة اإلسبلمية‬
‫فقد كانت تمر عمى المسمميف الميالي دكف طعاـ فيتسخطكف عمى ذلؾ بمقكلتيـ تمؾ كمع أف‬
‫القائؿ كاحد إال أف اآلية نسبت الكبلـ إلى الجميع ألنيـ أقركا بباطؿ كبلمو كلـ يعترضكا‬
‫عميو(‪.)3‬‬

‫اف ُي ْن ِف ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫كقد رد ا﵀ عمييـ قائبل ( ُغمَّ ْت أ َْيدي ِي ْـ َولُعنُوا ِب َما قَالُوا َب ْؿ َي َداهُ َم ْب ُ‬
‫سوطَتَ ِ‬
‫(‪)4‬‬
‫اء)‬
‫ش ُ‬‫ؼ َي َ‬
‫ؽ َك ْي َ‬
‫كىذا دعاء عمييـ بجنس مقالتيـ‪ ,‬فجازاىـ بأف كاف ىذا الكصؼ منطبقا عمييـ‪ ,‬فكانكا أبخؿ الناس‬
‫كأقميـ إحسانا‪ ،‬كأسكأىـ ظنا با﵀‪ ،‬كأبعدىـ ا﵀ عف رحمتو التي كسعت كؿ شيء‪ ,‬قاؿ عز كجؿ‬
‫أم أف الييكد حتى كلك كانكا ممككا‬ ‫(‪)5‬‬
‫اس َن ِق ًا‬
‫ير)‬ ‫الن َ‬ ‫يب ِم َف ا ْل ُم ْم ِؾ فَِإ ًذا َال ُي ْؤتُ َ‬
‫وف َّ‬ ‫ِ‬
‫(أ َْـ لَ ُي ْـ َنص ٌ‬
‫فسيبخمكف عمى الناس بأقؿ شيء كال يعطكنيـ حتى ما يساكم النقير كىك ما يظير عمى‬
‫النكاة(‪ ,)6‬كغمت أيدييـ دعاء عمييـ‪ ،‬كيحتمؿ أف يككف خبرا‪ ،‬كيصح عمى كبل االحتماليف أف يككف‬
‫يككف ذلؾ في الدنيا كأف يراد بو اآلخرة‪ ،‬كاذا كاف خب ار عف الدنيا فالمعنى غمت أيدييـ عف الخير‬
‫(‪)7‬‬
‫كلعنكا بما‬ ‫كاإلنفاؽ في سبيؿ ا﵀ كنحكه كاذا كاف خب ار عف اآلخرة فالمعنى غمت في نار جينـ‬
‫قالكا‪ ,‬أم أبعدكا مف رحمة ا﵀ كفضمو بالذم قالكا مف الكفر‪ ،‬كافتركا عمى ا﵀ ككصفكه بو مف‬
‫الكذب كاإلفؾ‪ ,‬كقكلو تعالى( بؿ يداه مبسوطتاف ينفؽ كيؼ يشاء ) كالمعنى(أم بؿ ىك الكاسع‬
‫الفضؿ‪ ،‬الجزيؿ العطاء‪ ،‬الذم ما مف شيء إال عنده خزائنو‪ ،‬كىك الذم ما بخمقو مف نعمة فمنو‬

‫(‪ )1‬المصدر السابؽ‪ ,‬ج‪,14‬ص‪.049‬‬


‫(‪ )2‬اسمو فنحاص‪ ,‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,14‬ص‪.043‬‬
‫(‪)3‬الشعراكم‪ ,‬تفسير الشعراوي‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.3979‬‬
‫(‪ )4‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.70 :‬‬
‫(‪ )5‬سكرة النساء‪ ,‬آية‪.43 :‬‬
‫(‪ )6‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.064‬‬
‫(‪ )7‬ابف عطية األندلسي ‪ ,‬المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.914‬‬

‫‪‌ 88‬‬
‫كحده ال شريؾ لو‪ ،‬الذم خمؽ لنا كؿ شيء مما نحتاج إليو‪ ،‬في ليمنا كنيارنا‪ ،‬كحضرنا كسفرنا‪،‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫(ال حجر عميو‪ ،‬كال مانع يمنعو مما أراد‪ ،‬فإنو‬ ‫ككرد في تيسير المناف‬ ‫كفي جميع أحكالنا)‬
‫تعالى قد بسط فضمو كاحسانو الديني كالدنيكم‪ ،‬كأمر العباد أف يتعرضكا لنفحات جكده‪ ،‬كأف ال‬
‫يسدكا عمى أنفسيـ أبكاب إحسانو بمعاصييـ‪ ,‬فيداه سحاء الميؿ كالنيار‪ ،‬كخيره في جميع األكقات‬
‫مد اررا‪ ،‬يفرج كربا‪ ،‬كيزيؿ غما‪ ،‬كيغني فقيرا‪ ،‬كيفؾ أسي ار كيجبر كسيرا‪ ،‬كيجيب سائبل كيعطي فقي ار‬
‫عائبل كيجيب المضطريف‪ ،‬كيستجيب لمسائميف) كاليد ىنا صفة مف صفاتو‪ ،‬ىي يد‪ ،‬غير أنيا‬
‫ليست بجارحة كجكارح بني آدـ(‪.)3‬‬

‫األمر الثالث‪ :‬وصؼ الييود اهلل عز وجؿ بأنو ينزؿ إلى األرض ويقاتؿ الجباريف في فمسطيف‬
‫ت َو َرب َؾ فَقَ ِاتال إِ َّنا َىا‬
‫ْى ْب أَ ْن َ‬
‫ييا فَاذ َ‬ ‫ِ‬
‫اموا ف َ‬ ‫قاؿ عز كجؿ(قَالُوا َيا م َ ِ َّ‬
‫وسى إنا لَ ْف َن ْد ُخمَ َيا أ ََب ًدا َما َد ُ‬ ‫ُ‬
‫(‪)4‬‬
‫تبيف ىذه اآلية مدل التمرد الييكدم‪ ,‬كذلؾ أف مكسى عميو السبلـ لما قرب‬ ‫ُى َنا قاعدوف)‬
‫(‪)5‬‬
‫العامرة اآلىمة‪ ,‬أمرىـ بدخكليا مستعديف لقتاؿ مف يقاتميـ مف‬ ‫بقكمو مف حدكد األرض المقدسة‬
‫مف أىميا‪ ،‬كأنيـ لما غمب عمييـ مف الضعؼ كالذؿ باضطياد المصرييف ليـ كظمميـ إياىـ أبكا‬
‫(‪)6‬‬
‫كبعد جبنيـ عف‬ ‫كتمردكا كاعتذركا بضعفيـ‪ ،‬كقكة أىؿ تمؾ الببلد‪ ،‬كحاكلكا الرجكع إلى مصر‬
‫دخكؿ األرض المقدسة كرفضيـ القاطع لذلؾ ‪ ,‬قالكا لمكسى فاذىب أنت كربؾ الذم أمرؾ بذلؾ‪،‬‬
‫فقاتبل الجباريف(‪ ،)7‬كاستأصبل شأفتيـ‪ ،‬أك اىزماىـ كأخرجاىـ منيا‪ ،‬إنا ىاىنا منتظركف كمتكقفكف‪،‬‬
‫كمتكقفكف‪ ،‬أك قاعدكف عف القتاؿ‪ ،‬أك غير مقاتميف(‪ ,)8‬كيرل البعض حمؿ الكبلـ عمى ظاىره‬
‫كىذا ليس بغريب عف المغة الييكدية التي تتناكؿ ألفاظا ال تميؽ بجناب ا﵀ عز كجؿ‪ ,‬كرد في‬
‫تفسير الكشاؼ(‪()9‬كالظاىر أنيـ قالكا ذلؾ استيانة با﵀ كرسكلو كقمة مباالة بيما كاستيزاء‪،‬‬

‫(‪ )1‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.133‬‬


‫(‪ )2‬عبد الرحمف السعدم‪ ,‬ص‪.936‬‬
‫(‪ )3‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,14‬ص‪.040‬‬
‫(‪ )4‬سكرة المائدة ‪ ,‬آية‪.90 :‬‬
‫(‪ )5‬األرض المقدسة‪ :‬المطيرة كىي الشاـ‪ ,‬الشككاني‪ ,‬فتح القدير‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.39‬‬
‫(‪ )6‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.964‬‬
‫(‪ )7‬الجباريف‪ :‬قكـ عظاـ األجساـ طكاؿ متعاظمكف‪ ,‬الشككاني‪ ,‬فتح القدير ‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.39‬‬
‫(‪ )8‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.967‬‬
‫(‪ )9‬الزمخشرم‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.791‬‬

‫‪‌ 89‬‬
‫كقصدكا ذىابيما حقيقة بجيميـ كجفاىـ كقسكة قمكبيـ التي عبدكا بيا العجؿ كسألكا بيا رؤية ا﵀‬
‫(‪)1‬‬
‫ىكذا‬ ‫عز كجؿ جيرة‪ ,‬كالدليؿ عميو مقابمة ذىابيما بقعكدىـ ) قاؿ سيد قطب‬

‫في كقاحة العاجز‪ ،‬الذم ال تكمفو كقاحة المساف إال مد المساف! أما النيكض بالكاجب فيكمفو كخز‬
‫السناف! «فاذىب أنت كربؾ»)(‪ ,)2‬كىذه القصة مفصمة في الفصميف الثالث عشر كالرابع عشر‬
‫مف سفر العدد(‪ ،)3‬كمف ذلؾ (ثـ كمـ الرب مكسى قائبل‪ :‬أرسؿ رجاال ليتجسسكا أرض كنعاف التي‬
‫التي أنا معطييا لبني إسرائيؿ‪ ,‬رجبل كاحدا لكؿ سبط مف آبائو ترسمكف‪ ,‬كؿ كاحد رئيس فيو‬
‫(‪)4‬‬
‫فأرسميـ مكسى مف برية فاراف حسب قكؿ الرب ‪ ,‬كميـ رجاؿ ىـ رؤساء بني إسرائيؿ)‬
‫ك(فأشاعكا مذمة األرض التي تجسسكىا‪ ،‬في بني إسرائيؿ قائميف‪ :‬األرض التي مررنا فييا‬
‫لنتجسسيا ىي أرض تأكؿ سكانيا‪ ،‬كجميع الشعب الذم رأينا فييا أناس طكاؿ القامة‪ .‬كقد رأينا‬
‫ىناؾ الجبابرة‪ ،‬بني عناؽ مف الجبابرة‪ .‬فكنا في أعيننا كالجراد‪ ،‬كىكذا كنا في أعينيـ)(‪. )5‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬عقيدة الييود في النبوة واألنبياء صموات اهلل وسالمو عمييـ أجمعيف‪:‬‬

‫موقؼ الييود مف النبوة واألنبياء عمييـ السالـ بشكؿ عاـ‪:‬‬

‫اتسمت عقيدة الييكد في األنبياء باالضطراب كيظير ىذا مف خبلؿ عدة أمكر أذكرىا عمى النحك‬
‫اآلتي ‪:‬‬

‫(‪ )1‬سيد قطب‪ :‬بف إبراىيـ‪ ,‬مفكر إسبلمي مصرم‪ ،‬مف مكاليد قرية (مكشا) في أسيكط‪ ,‬تخرج بكمية دار العمكـ (بالقاىرة)‬
‫سنة ‪ 1343‬ىػ (‪ 1230‬ـ) كعمؿ في جريدة األىراـ‪ .‬ككتب في مجمتي (الرسالة) ك (الثقافة) كعيف مدرسا لمعربية‪ ،‬فمكظفا‬
‫في ديكاف ك ازرة المعارؼ ثـ (مراقبا فنيا) لمك ازرة‪ ,‬كانضـ إلى اإلخكاف المسمميف‪ ،‬فترأس قسـ نشر الدعكة كتكلى تحرير‬
‫جريدتيـ (‪1243‬ـ‪1240-‬ـ) كسجف معيـ‪ ،‬فعكؼ عمى تأليؼ الكتب كنشرىا كىك في سجنو‪ ،‬إلى اف صدر األمر بإعدامو‬
‫فأعدـ ‪ ,‬ككاف مكلده سنة ‪1247‬ـ‪ ,‬كاعدامو سنة ‪ 1276‬ـ‪ ,‬كلـ تخؿ كتبو مف مبلحظات كانتقادات بينيا بعض العمماء‪,‬‬
‫رحمو ا﵀ كتجاكز عنو ‪ ,‬خير الديف الزركمي‪ ,‬األعالـ ‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.109-106‬‬
‫(‪ )2‬سيد قطب‪ ,‬في ظالؿ القرآف ‪,‬ج‪ ,9‬ص‪.964‬‬
‫(‪ )3‬تفسير المنار‪,‬ج‪,7‬ص‪.966‬‬
‫(‪ )7‬سفر العدد ‪ ,‬اإلصحاح ‪,13‬الفقرة (‪.)33-96‬‬
‫(‪ )5‬المصدر السابؽ ‪ ,‬اإلصحاح ‪ ,13‬الفقرة ‪.33-39‬‬

‫‪‌ 91‬‬
‫‪ -1‬ليس لدل الييكد مفيكما كاضحا عف النبي كمف ىك كقد أطمقكه في الكتاب المقدس عمى‬
‫النبي الصادؽ المرسؿ مف ا﵀‪ ،‬كعمى النبي الكاذب‪ ،‬كعمى كينة الييكؿ‪ ،‬كعمى العالـ الحبر‪،‬‬
‫كعمى الساحر كالمنجـ‪ ،‬كعمى كينة اآللية الكثنية(‪. )1‬‬

‫( ‪)2‬‬
‫‪ -6‬يجعمكف بعض النساء أنبياء‪ ،‬كمريـ أخت مكسى عميو السبلـ فقد كرد في سفر الخركج‬
‫النبية أخت ىاركف الدؼ بيدىا كخرجت جميع النساء كراءىا بدفكؼ كرقص)‪.‬‬
‫(فأخذت مريـ ٌ‬

‫‪ -3‬نسبت التكراة المحرفة كالكتب الممحقة بيا إلى األنبياء الكثير مف القبائح كالمخازم كالتي ال‬
‫تميؽ بالرجؿ العادم فكيؼ في حؽ مف بعثكا ىداة ميدييف إلى البشرية جمعاء‪ ,‬كىذا دليؿ عمى‬
‫التحريؼ الذم قاـ بو الييكد لمتكراة كمدل الحقد كالبغض الذم تكنو الشخصية الييكدية ألنبيائيـ‬
‫خاصة كلؤلنبياء عمكما نٍ‪ ,‬كمف ذلؾ أنيـ نسبكا إلييـ الكبائر كالفكاحش ‪ ,‬فقد نسبكا إلى شيخ‬
‫المرسميف نكح عميو السبلـ شرب الخمر كرد في سفر التككيف(‪( )3‬كابتدأ نكح يككف فبلحا كغرس‬
‫كرما كشرب مف الخمر كتعرل داخؿ خبائو) ‪ ,‬ككرد أيضا (فأبصر حاـ أبك كنعاف عكرة أبيو‬
‫كأخبر أخكيو خارجا‪ ،‬فأخذ ساـ كيافث الرداء ككضعاه عمى أكتافيما كمشيا إلى الكراء فمـ يبص ار‬
‫عكرة أبييما‪ ،‬فمما استيقظ نكح مف خمره عمـ ما فعؿ بو ابنو الصغير‪ .‬فقاؿ ممعكف كنعاف عبد‬
‫العبيد يككف إلخكتو )(‪ , )4‬كزعمكا أف ىاركف عميو السبلـ ىك الذم صنع ليـ العجؿ كطمب منيـ‬
‫أف يعبدكه ففي سفر الخركج(‪( )5‬كلما رأل الشعب أف مكسى أبطأ في النزكؿ مف الجبؿ اجتمع‬
‫الشعب عمى ىاركف كقالكا لو قـ اصنع لنا آلية تسير أمامنا فقاؿ ليـ ىاركف‪ :‬انزعكا أقراط‬
‫الذىب التي في أذاف نسائكـ كبنيكـ كبناتكـ كأتكني بيا فأخذ ذلؾ مف أيدييـ كصكره باإلزميؿ‬
‫كصنعو عجبل مسبككا‪ ,‬فقالكا ىذه آليتؾ يا إسرائيؿ)‪.‬‬

‫اب‬ ‫ِ‬
‫وسى ا ْلكتَ َ‬ ‫‪ -4‬يكفركف ببعض األنبياء كيقتمكف البعض اآلخر قاؿ عز كجؿ ( َولَقَ ْد آَتَ ْي َنا ُم َ‬
‫وقَفَّ ْي َنا ِم ْف بع ِد ِه ِبالرس ِؿ وآَتَ ْي َنا ِعيسى ْاب َف مريـ ا ْلب ِّي َن ِ‬
‫س أَفَ ُكمَّ َما َج َ‬
‫اء ُك ْـ‬ ‫وح ا ْلقُ ُد ِ‬
‫ات َوأَي َّْد َناهُ ِب ُر ِ‬ ‫َْ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬

‫(‪ )1‬محمكد عبد الرحمف قدح‪ ,‬أثر األسفار المقدسة عند الييود وأثرىا في انحرافيـ عرض ونقد‪ ,‬ص‪.376‬‬
‫(‪ )2‬االصحاح‪ ,14‬الفقرة ‪.94‬‬
‫(‪ )3‬اإلصحاح ‪ ,2‬الفقرة ‪.94‬‬
‫(‪ )4‬سفر التكويف ‪ ,‬اإلصحاح ‪,2‬الفقرة‪.94‬‬
‫(‪ )5‬اإلصحاح‪ ,39‬الفقرة‪.1‬‬

‫‪‌ 91‬‬
‫استَ ْك َب ْرتُ ْـ فَفَ ِريقًا َك َّذ ْبتُ ْـ َوفَ ِريقًا تَ ْقتُمُ َ‬ ‫سو ٌؿ ِب َما َال تَ ْي َوى أَ ْنفُ ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ,‬فالييكد إما أف يكفركا‬‫وف)‬ ‫س ُك ُـ ْ‬ ‫َر ُ‬
‫بالنبي كيقتمكه ‪ ,‬كاما أف يكفركا بو فقط ‪ ,‬كالدافع في ذلؾ االستكبار عف اتباع الحؽ كاالنصياع‬
‫لو‪.‬‬

‫‪ -5‬إنكارىـ نبكة كرسالة نبينا محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ مع أنيـ يعرفكف نبكتو كصدقو كما‬
‫اء ُى ْـ َواِ ّف فَ ِريقاً ّم ْن ُي ْـ‬ ‫اب َي ْع ِرفُوَن ُو َك َما َي ْع ِرفُ َ‬ ‫يف آتَ ْي َن ُ ِ‬
‫يعرفكف أبناءىـ‪ ,‬قاؿ تعالى(الِّذ َ‬
‫وف أ َْب َن َ‬ ‫اى ُـ ا ْلكتَ َ‬
‫وف)(‪ )2‬كعف مجاىد(‪()3‬ليكتموف الحؽ وىـ يعمموف) قاؿ‪ :‬يكتمكف محمدا‬ ‫ؽ َو ُى ْـ َي ْعمَ ُم َ‬
‫وف ا ْل َح ّ‬
‫لَ َي ْكتُ ُم َ‬
‫صمى ا﵀ عميو كسمـ كىـ يجدكنو مكتكبا عندىـ في التكراة كاإلنجيؿ(‪.)4‬‬

‫المائدة‪‌ ‌:‬‬ ‫موقؼ الييود مف األنبياء عمييـ السالـ مف خالؿ سورة‬

‫كرد في سكرة المائدة ما يبيف مكقؼ الييكد مف األنبياء كالرسؿ عمييـ السبلـ ‪ ,‬كذلؾ في قكلو‬
‫اؽ ب ِني إِ ِ‬ ‫ِ‬
‫سو ٌؿ ِب َما َال تَ ْي َوى‬ ‫س ًال ُكمَّ َما َج َ‬
‫اء ُى ْـ َر ُ‬ ‫س ْم َنا إِلَ ْي ِي ْـ ُر ُ‬
‫س َرائي َؿ َوأ َْر َ‬
‫ْ‬ ‫َخ ْذ َنا ميثَ َ َ‬ ‫تعالى (لَقَ ْد أ َ‬

‫س ُي ْـ فَ ِريقًا َك َّذ ُبوا َوفَ ِريقًا َي ْقتُمُ َ‬


‫(‪)5‬‬
‫وف) كقد أفادت اآلية عدة أمكر‪‌ :‬‬ ‫أَ ْنفُ ُ‬

‫‌‪ - 1‬أخذ ا﵀ عز كجؿ عمى بني إسرائيؿ الميثاؽ كىك يعني تكحيد ا﵀ كالعمؿ بالشرائع كاتباع‬
‫األنبياء كالسمع كالطاعة ﵀ كلرسكلو صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ،‬فنقضكا تمؾ العيكد كالمكاثيؽ كاتبعكا‬
‫آراءىـ كأىكاءىـ‪ ،‬كقدمكىا عمى الشرائع‪ ،‬فما كافقيـ منيا قبمكه كما خالفيـ ردكه(‪.)6‬‬

‫‪ -6‬أرسؿ ا﵀ عز كجؿ إلى بني إسرائيؿ مجمكعة مف الرسؿ كاألنبياء عمييـ السبلـ(‪ )7‬منيـ مف‬
‫جاء بشرع ككتاب‪ ،‬مثؿ مكسى كداكد كعيسى‪ ،‬كمنيـ مف جاء معز از لمشرع مبينا لو‪ ،‬مثؿ يكشع‬

‫(‪ )1‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.96 :‬‬


‫(‪ )2‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.107 :‬‬
‫(‪ )3‬مجاىد‪ :‬االماـ‪ ،‬شيخ القراء كالمفسريف‪ ،‬أبك الحجاج المكي‪ ,‬مكلى السائب بف أبي السائب المخزكمي القرشي ‪ ,‬كلد في‬
‫عاـ ‪61‬ىػ‪ ,‬كاف مرجعان في القراءة كالتفسير ‪ ,‬أخذ العمـ عف ابف عباس ككاف مف أنجب تبلميذه ‪ ,‬كلو غرائب كأقكاؿ في‬
‫العمـ كالتفسير تستنكر‪ ,‬تكفي كىك ساجد عاـ ‪114‬ىػ‪ ,‬الذىبي‪ ,‬سير أعالـ النبالء‪ ,‬ج‪,4‬ص‪.457-449‬‬
‫(‪)4‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.192‬‬
‫(‪ )5‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.64 :‬‬
‫(‪ )6‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )6‬ىناؾ فرؽ بيف الرسكؿ كالنبي ‪ ,‬كقد فرؽ األلكسي بينيما بتعريؼ دقيؽ قائبل(الرسكؿ مف أكحي إليو بشرع جديد كالنبي‬
‫ىك المبعكث لتقرير شرع مف قبمو)‪ ,‬األلكسي‪ ,‬روح المعاني في تفسير القرآف العظيـ والسبع المثاني ج‪,17‬ص‪.157‬‬

‫‪‌ 96‬‬
‫بف نكف عميو السبلـ‪ ,‬كالييكد لـ يقتمكا إال أنبياء ال رسبل (‪ ,)1‬كلـ يرد في القرآف كال في األحاديث‬
‫الصحيحة تعييف أسماء مف ناليـ القتؿ مف األنبياء فنقؼ عند حدكد النص(‪.)2‬‬

‫‪ -3‬مكقؼ الييكد مف الرسؿ عمييـ الصبلة كالسبلـ عمى مدار األزمنة منذ مكسى عميو السبلـ‬
‫إلى زمف نبينا محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ تمثؿ في أمريف األكؿ التكذيب كالثاني التكذيب مع‬
‫القتؿ كقدـ التكذيب عمى القتؿ ألنو أبشع كيحتمؿ ألنو مقدمة لمقتؿ (‪ ,)3‬كجيء يقتمكف بالمضارع‬
‫عمى سبيؿ حكاية الحاؿ الماضية استفظاعان لمقتؿ كاستحضا اٌر لتمؾ الحاؿ الشنيعة لمتعجب منيا‬
‫أك إشارة إلى محاكلة الييكد قتؿ نبينا محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ(‪ ,)4‬كاف ىذا التعبير ليمثؿ تمؾ‬
‫الصكرة المشكىة؛ ألف األلفاظ إذا قرعت الذىف بمفيكميا‪ ،‬يتناكؿ الخياؿ ذلؾ المفيكـ كيصكره‬
‫بالصكرة البلئقة بو‪ ،‬فيككف لو مف التأثير ما يناسبو (‪ ,)5‬كقد ختمت اآلية بمساكئ بني إسرائيؿ بعد‬
‫بعد بياف نعـ ا﵀ عز كجؿ عمييـ مع أف المعيكد في التخاطب ككبلـ الناس أف تذكر ىذه‬
‫يكبخكف عمييا‪ ,‬إشارة إلى سكء معاممتيـ كفظاعتيا كذاؾ أبمغ في تقريع مجترحييا (‪.)6‬‬
‫المساكئ ثـ ٌ‬

‫(‪.)6‬‬
‫‪ -4‬تشير اآلية إلى أف الييكد شخصية مكجية تخضع لعامؿ اليكل الذم يديرىا باتجاه التمرد‬
‫عمى األنبياء كقياس ما يقكلكنو عمى ما ييككف‪ ,‬كىذا ما جعميـ يكذبكف أك يقتمكف ألف النفس‬
‫تستصعب كتأنؼ الخركج عف المألكؼ كالمحبكب لدييا‪ ,‬كفي قكلو تعالى ( ِب َما َال تَ ْي َوى‬
‫س ُي ْـ)(‪ )7‬بياف أف العمة في التكذيب كالقتؿ محصكرة لدييـ في أف ما جاءت بو رسميـ ال يكافؽ‬
‫أَ ْنفُ ُ‬
‫يكافؽ ىكل نفكسيـ كىذه إشارة إلى زيادة تفظيع حاليـ مف أنيـ يكذبكف الرسؿ أك يقتمكنيـ في‬
‫غير حالة يمتمسكف ألنفسيـ فييا عذ ار مف تكميؼ بمشقة فادحة‪ ،‬أك مف حدكث حادث ثائرة‪ ،‬أك‬

‫(‪ )1‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.963‬‬


‫(‪ )0‬صبلح الخالدم‪ ,‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ ‪ ,‬ص‪.112‬‬
‫(‪ )4‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,7‬ص‪ ,329‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,7‬ص‪ ,969‬طنطاكم‪ ,‬التفسير‬
‫الوسيط ‪ ,‬ج‪,0‬ص‪939.‬‬
‫(‪ )7‬الزمخشرم‪ ,‬الكشاؼ عف حقائؽ غوامض التنزيؿ‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.173‬‬
‫(‪ )6‬محمد رشيد رضا‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.319‬‬
‫(‪ )1‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار ‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.31‬‬
‫(‪ )7‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.64 :‬‬

‫‪‌ 93‬‬
‫مف أجؿ التمسؾ بديف يأبكف مفارقتو‪ ،‬كما فعؿ المشرككف مف العرب في مجيء اإلسبلـ‪ ،‬فقد‬
‫ُم ٍة َوِا َّنا َعمى‬ ‫كاجيكا الرسكؿ محمدان صمى ا﵀ عميو كسمـ بقكليـ (إِ َّنا َو َج ْدنا َ‬
‫آباءنا َعمى أ َّ‬

‫آثارِى ْـ ُم ْيتَ ُد َ‬
‫وف)(‪ ,)1‬فيـ أقرب إلى المعذرة مف الييكد(‪.)2‬‬ ‫ِ‬

‫إف المنيجية الييكدية في مكاجية دعكة األنبياء المتجددة بقكلو تعالى (كمما) كالمتمثمة في‬
‫التكذيب كالقتؿ انفردا أك اجتمعا تنبئ عف استشراء حب الذات فييـ ‪ ,‬كالعجب بما تمميو عمييـ‬
‫عقكليـ كالرضى بميكليـ إلى درجة التكذيب برسالة السماء المتضمنة لصبلح نفكسيـ كالنكر‬
‫لعقكليـ ‪ ,‬كىذا يقكدنا إلى أف لمييكد منافع كمطامع يخشكف عمييا مف أف تسمب منيـ أك تؤخذ‬
‫كالجاه كالنفكذ‪ ,‬كىذا يدخؿ في اليكل الذم ييككنو فميس عندىـ دافع لتكذيب الرسؿ خبلؼ ىذا‪.‬‬

‫المطمب الثالث ‪:‬عقيدة الييود في اليوـ اآلخر‪:‬‬

‫معنى اليكـ اآلخر‪ :‬يكـ القيامة الذم يبعث الناس فيػو‪ ,‬لمحساب‪ ،‬كالجزاء ‪ ,‬كسمي بذلؾ‬

‫ألنو ال يكـ بعده‪ ،‬حيث يستقر أىؿ الجنة في منازليـ كأىؿ النار في منازليـ(‪.)3‬‬

‫عقيدة موسى عميو السالـ وقومو في اليوـ اآلخر‪:‬‬

‫إف الديانة الييكدية في األصؿ تؤمف باليكـ اآلخر كما يتضمنو مف بعث كنشكر كجزاء كثكاب‬
‫ِم ْف ُك ِّؿ ُمتَ َك ِّب ٍر َال ُي ْؤ ِم ُف ِب َي ْوِـ‬ ‫وسى إِ ِّني ُع ُ‬
‫ذت ِب َرِّبي َو َرِّب ُك ْـ‬ ‫اؿ ُم َ‬
‫كعقاب ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ( َوقَ َ‬
‫اع ُب ْد ِني‬
‫أََنا المَّ ُو َال إِلَ َو إَِّال أََنا فَ ْ‬ ‫اب)(‪ )4‬كقاؿ عز كجؿ مخاطبا مكسى عميو السبلـ (إِ َّن ِني‬ ‫س ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْلح َ‬
‫ففي ىاتيف‬ ‫(‪)6‬‬
‫س َعى)‬ ‫ييا لِتُ ْج َزى ُكؿ َن ْف ٍ‬
‫س ِب َما تَ ْ‬
‫اد أ ْ ِ‬
‫ُخف َ‬ ‫اع َة آ َِت َي ٌة أَ َك ُ‬ ‫الص َالةَ لِ ِذ ْك ِري) ك (إف َّ‬
‫الس َ‬
‫(‪)5‬‬
‫َوأ َِقِـ َّ‬
‫ىاتيف اآليتيف إثبات عقيدة اليكـ اآلخر كبراءة مكسى عميو السبلـ ممف ينكرىا ‪.‬‬

‫(‪ )3‬سكرة الزخرؼ‪ ,‬آية‪.99 :‬‬


‫(‪ )0‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.964,960‬‬
‫(‪ )1‬عبد الرحمف السعدم‪ ,‬تيسير الكريـ المناف في تفسير كالـ الرحمف‪ ,‬ص‪.37‬‬
‫(‪ )9‬سكرة غافر‪ ,‬آية‪.96 :‬‬
‫(‪ )5‬سكرة طو‪ ,‬آية‪.10 :‬‬
‫(‪ )6‬سكرة طو‪ ,‬آية‪.17:‬‬

‫‪‌ 94‬‬
‫نظرة الييود إلى اليوـ اآلخر بعد التحريؼ ‪:‬‬

‫بعد تحريؼ الييكد لمتكراة اضطربت نظرتيـ إلى اليكـ اآلخر‪ ,‬كاتسمت بعدة أمكر عمى النحك‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬يؤمف الييكد باليكـ اآلخر مف حيث الكجكد ‪ ,‬كالدليؿ عمى ذلؾ مف القرآف قكلو عز كجؿ‬

‫ودةً ُق ْؿ أَتَّ َخذْتُ ْـ ِع ْن َد المَّ ِو َع ْي ًدا َفمَ ْف ُي ْخمِ َ‬


‫ؼ المَّ ُو َع ْي َدهُ أ َْـ‬ ‫َّاما َم ْع ُد َ‬ ‫( َوقَالُوا لَ ْف تَم َّ َّ َِّ‬
‫س َنا الن ُار إال أَي ً‬ ‫َ‬
‫وف َعمَى المَّ ِو َما َال تَ ْعمَ ُم َ‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫وف) ‪ ,‬كمف السنة ما ركتو ُّأـ المؤمنيف عائشة رضي ا﵀ عنيا‬ ‫تَقُولُ َ‬
‫فقد قالت‪ :‬دخمت عمي عجكزاف مف عجز ييكد المدينة‪ ،‬فقالتا لي‪ :‬إف أىؿ القبكر يعذبكف في‬
‫عمي النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ،‬فقمت‬‫قبكرىـ فكذبتيما‪ ،‬كلـ أنعـ أف أصدقيما‪ ،‬فخرجتا‪ ،‬كدخؿ ٌ‬
‫لو‪ :‬يا رسكؿ ا﵀‪ ،‬إف عجكزيف‪ ،‬كذكرت لو‪ ،‬فقاؿ‪« :‬صدقتا‪ ،‬إنيـ يعذبكف عذابا تسمعو البيائـ‬
‫تصكر‬
‫ا‬ ‫كميا» فما رأيتو بعد في صبلة إال تعكذ مف عذاب القبر)(‪ ,)3‬كلكف الييكد ليس ليـ‬
‫كاضحا عف اليكـ اآلخر بؿ تصكراتيـ مختمفة‪ ,‬فمنيـ مف يرل أف العقا ب كال ثكاب إال في‬
‫الدنيا(‪ ,)4‬كمنيـ مف يرل أف اليكـ اآلخر ىك نزكؿ المسيح المنتظر‪ ,‬كمنيـ مف يؤمف بالبعث‬
‫كالحساب كلكف عمى انحراؼ(‪. )5‬‬

‫ودا أ َْو‬ ‫‪ -6‬يحصر الييكد الجنة ليـ كحدىـ قاؿ عز كجؿ ( َوقَالُوا لَ ْف َي ْد ُخ َؿ ا ْل َج َّن َة إَِّال َم ْف َك َ‬
‫اف ُى ً‬
‫يف )(‪ ,)6‬كقد كصؼ ا﵀ عز كجؿ دعكل‬ ‫ص ِاد ِق َ‬ ‫َنصارى ِت ْم َؾ أ ِ‬
‫َماني ُي ْـ ُق ْؿ َىاتُوا ُب ْرَىا َن ُك ْـ إِ ْف ُك ْنتُ ْـ َ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫الييكد كالنصارل باألماني ألنيا تصكر عمؽ بأذىانيـ بدكف برىاف كال دليؿ كبدكنيما ال تثبت‬
‫الدعكل‪ ,‬كالحقيقة أف الجنة ال يدخميا إال مف أسمـ كجيو ﵀ عز كجؿ مخمصا في أعمالو كأقكالو‪,‬‬

‫(‪ )1‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.94 :‬‬


‫(‪ )2‬عائشة‪ :‬بنت أبي أبكر الصديؽ ‪ ,‬زكج رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ ‪ ,‬الفقيية العالمة العابدة ‪ ,‬ذات الكرـ كالجكد‪,‬‬
‫المبرأة مف فكؽ سبع سماكات ‪ ,‬ماتت سنة ثماف كخمسيف كدفنت بالبقيع‪ ,‬ابف حجر العسقبلني‪ ,‬اإلصابة في تمييز‬
‫الصحابة‪, ,‬ج‪,9‬ص‪.934,931‬‬
‫(‪ )3‬محمد بف إسماعيؿ البخارم‪ ,‬صحيح البخاري‪ ,‬كتاب الدعكات‪ ,‬باب التعكذ مف القبر‪ ,‬رقـ الحديث (‪.)7377‬‬
‫(‪ )4‬ترل فرقة الصدكقيكف بأف الحساب يككف في الدنيا كليس في اآلخرة فالعمؿ الصالح ينتج البركة لصاحبو كالعمؿ السيئ‬
‫السيئ ينتج األزمات‪ ,‬زاىر الشيرم‪ ,‬اإليماف باليوـ اآلخر عند الييود ‪ ,‬ص‪.91,94‬‬
‫(‪ )5‬محمكد قدح‪ ,‬األسفار المقدسة عند الييود وأثرىا في انحرافيـ عرض ونقد‪ , ,‬ص‪.364,372‬‬
‫(‪ )6‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.111 :‬‬

‫‪‌ 95‬‬
‫َج ُرهُ ِع ْن َد َرِّب ِو َوَال‬
‫َسمَ َـ َو ْج َي ُو لِمَّ ِو َو ُى َو ُم ْح ِس ٌف َفمَ ُو أ ْ‬
‫كقد رد ا﵀ عز كجؿ عمييـ قائبل ( َبمَى َم ْف أ ْ‬
‫ؼ َعمَ ْي ِي ْـ َوَال ُى ْـ َي ْح َزُن َ‬
‫وف)(‪.)1‬‬ ‫َخ ْو ٌ‬

‫‪ -3‬ما كرد في التكراة المحرفة كالكتب الممحقة بيا مف كعكد مقابؿ اإليماف كالعمؿ الصالح ىي‬
‫عبارة عف متع دنيكية ينعـ ا﵀ بيا عمى الييكد مف انتصار عمى األعداء ككثرة األكالد كفي حالة‬
‫الكفر يمكف ا﵀ عز كجؿ األعداء منيـ كيسبي ذ اررييـ(‪ ,)2‬كىذا يدؿ عمى أنيـ ال يؤمنكف باليكـ‬
‫(‪)3‬‬
‫(كليس في التكراة التي في أيدم الييكد‬ ‫اآلخر إيمانا صريحا صحيحا ‪ ,‬قاؿ صاحب المنار‬
‫كالنصارل بياف صريح لمبعث كالجزاء بعد المكت‪ ،‬كانما فييا كفي مزامير داكد إشارات غير‬
‫(‪)4‬‬
‫ك(أف الجنة مأكل األركاح الزكية ال‬ ‫صريحة) كلكنيـ في التممكد صرحكا بالنعيـ كالجحيـ‬
‫يدخميا إال الييكد‪ ،‬كالجحيـ مأكل الكفار كال نصيب ليـ فيو سكل البكاء لما فيو مف الظبلـ‬
‫كالعفكنة كالطيف‪ ,‬كأف الجحيـ أكسع مف النعيـ ستيف مرة) كيمكف القكؿ بأف اإليماف باليكـ اآلخر‬
‫مازاؿ مف المبادئ األساسية عند الييكد‪ ،‬رغـ ما قامكا مف تحريؼ لمتكراة أك أصركا عمى اتباع‬
‫المحرؼ منيا(‪.)5‬‬

‫نظرة الييود الى اليوـ اآلخر مف خال ؿ سورة المائدة ‪:‬‬

‫كرد في سكرة المائدة إشارة إلى عقيدة الييكد في اليكـ اآلخر كذلؾ في قكلو تعالى ( َوقَالَ ِت‬
‫ؽ َي ْغ ِف ُر‬
‫ِم َّم ْف َخمَ َ‬ ‫شٌر‬‫َب ْؿ أَ ْنتُ ْـ َب َ‬ ‫َّاؤهُ قُ ْؿ َفمِ َـ ُي َع ِّذ ُب ُك ْـ ِب ُذنُوِب ُك ْـ‬
‫َحب ُ‬‫النصارى َن ْح ُف أ َْب َناء المَّ ِو وأ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ا ْل َي ُي ُ َّ‬
‫ود َو َ َ‬
‫ِ‬ ‫َب ْي َن ُي َما َوِالَ ْي ِو‬ ‫السمو ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِ َم ْف َي َ‬
‫ير)(‪ )6‬كقد‬ ‫ا ْل َمص ُ‬ ‫ض َو َما‬ ‫ات َو ْاأل َْر ِ‬ ‫اء َولِمَّو ُم ْم ُؾ َّ َ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ب َم ْف َي َ‬ ‫اء َوُي َع ِّذ ُ‬
‫ش ُ‬
‫قررت اآلية أمريف اثنيف‪:‬‬

‫‪ -1‬اعتقاد الييكد بأنيـ أبناء ا﵀ أم أحباؤه كليس المراد ىنا البنكة الحقيقية(‪. )7‬‬

‫(‪ )1‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.119 :‬‬


‫(‪ )2‬سعكد الخمؼ‪ ,‬دراسات في األدياف الييودية والنصرانية‪ ,‬ص‪.119‬‬
‫(‪ )3‬محمد رشيد رضا ‪ ,‬ج‪ ,14‬ص‪.949‬‬
‫(‪ )4‬ركىمنج‪ ,‬ترجمة يكسؼ نصر ا﵀‪ ,‬الكنز المرصود في قواعد التممود‪ ,‬ص‪.79‬‬
‫(‪ )5‬عبد الكىاب المسيرم‪ ,‬مف ىو الييودي‪ ,‬دار الشركؽ‪ -‬القاىرة‪ ,‬الطبعة الثالثة ‪9449-‬ـ‪ ,‬ص‪.14-2‬‬
‫(‪ )6‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.19 :‬‬
‫(‪ )3‬عبد الرحماف السعدم‪ ,‬تيسير الكريـ المناف في تفسير كالـ الرحمف‪ ,‬ص‪.996‬‬

‫‪‌ 96‬‬
‫‪ -6‬أف العذاب كاقع عمى الييكد بسبب ذنكبيـ ‪ ,‬كالعذاب ىنا يشمؿ الدنيكم كاألخركم(‪ ,)1‬كىذا‬
‫إشارة إلى عقيدتيـ باليكـ اآلخر كقد زعمكا أنيـ لف يعذبكا في النار إال أياما معدكدة قاؿ عز‬

‫ودةً ُق ْؿ أَتَّ َخذْتُ ْـ ِع ْن َد المَّ ِو َع ْي ًدا َفمَ ْف ُي ْخمِ َ‬


‫ؼ المَّ ُو َع ْي َدهُ أ َْـ‬ ‫َّاما َم ْع ُد َ‬ ‫كجؿ( َوقَالُوا لَ ْف تَم َّ َّ َِّ‬
‫س َنا الن ُار إال أَي ً‬ ‫َ‬
‫وف)(‪ )2‬كعف ابف عباس رضي ا﵀ عنيما قاؿ‪ :‬إف الييكد كانكا‬ ‫وف َعمَى المَّ ِو َما َال تَ ْعمَ ُم َ‬
‫تَقُولُ َ‬
‫يقكلكف‪ :‬ىذه الدنيا سبعة آالؼ سنة‪ ،‬كانما نعذب بكؿ ألؼ سنة يكمان في النار‪ ،‬كانما سبعة أياـ‬

‫الن ُار إِالَّ أَيَّاماً َم ْع ُد َ‬


‫ودة ‪. )3() ...‬‬ ‫س َنا َّ‬
‫فنزلت( َوقَالُوا لَ ْف تَ َم َّ‬

‫الخالصة‪ :‬نخمص مما سبؽ أف الييكد ال يؤمنكف باليكـ اآلخر اإليماف الحقيقي إيماف المكحديف‪,‬‬
‫وف َما َح َّرَـ المَّ ُو‬ ‫وف ِبالمَّ ِو وال ِبا ْليوِـ ِ‬
‫اآلخ ِر َوال ُي َحِّرُم َ‬ ‫كبالنسبة لقكؿ ا﵀ تعالى(قَ ِاتمُوا الَِّذ َ‬
‫يف ال ُي ْؤ ِم ُن َ‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫اب َحتَّى ُي ْعطُوا ا ْل ِج ْزَي َة َع ْف َي ٍد َو ُى ْـ‬ ‫ِ‬ ‫ؽ ِم َف الَِّذ َ‬
‫يف أُوتُوا ا ْلكتَ َ‬ ‫يف ا ْل َح ِّ‬ ‫وف ِد َ‬
‫سولُ ُو َوال َي ِدي ُن َ‬‫َو َر ُ‬
‫وف)(‪ )4‬فيمكف تكجييو بأف اآلية ال تنفي عف الييكد كالنصارل اإليماف باليكـ اآلخر مف‬ ‫اغ ُر َ‬‫ص ِ‬
‫َ‬
‫حيث األصؿ ‪ ,‬إنما تنفي عنيـ اإليماف بو بتفصيبلتو كجزيئاتو كما جاءت ككردت عمى ألسنة‬
‫أنبيائيـ (فإف قيؿ‪ :‬أىؿ الكتاب مؤمنكف با﵀ كاليكـ اآلخر؟ قيؿ‪ :‬ال يؤمنكف كإيماف المؤمنيف)(‪,)5‬‬
‫(‪)6‬‬
‫(كلـ يعرؼ أىؿ الكتاب بأنيـ ال يؤمنكف با﵀ كال باليكـ اآلخر‪,‬‬ ‫ككرد في التحرير كالتنكير‬
‫فالييكد كالنصارل مثبتكف لكجكد ا﵀ تعالى كمؤمنكف بيكـ الجزاء‪ ,‬كأف قكؿ الفريقيف بإثبات اليكـ‬
‫اآلخر قد ألصقكا بو تخيبلت كأكذكبات تنافي حقيقة الجزاء‪ :‬كقكليـ‪ :‬لف تمسنا النار إال أياما‬
‫معدكدة فكأنيـ لـ يؤمنكا باليكـ اآلخر)‪.‬‬

‫المطمب الرابع ‪ :‬عقيدة الييود في اإليماف‪:‬‬

‫أ‪ -‬اإليماف ‪ :‬لغة ‪ :‬اإليماف لغة لو ثبلثة معاف ‪:‬‬

‫(‪ )0‬ابف عطية األندلسي‪ ,‬المحرر الوجيز في تفسير الكالـ العزيز‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.169‬‬
‫(‪ )4‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.94 :‬‬
‫(‪ )7‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.966‬‬
‫(‪ )4‬سكرة التكبة‪ ,‬آية‪.92 :‬‬
‫(‪ )5‬البغكم‪ ,‬معالـ التنزيؿ في تفسير القرآف‪ ,‬ج‪,9‬ص‪334‬‬
‫(‪ )6‬ابف عاشكر‪ ,‬ج‪,14‬ص‪.170,663‬‬

‫‪‌ 97‬‬
‫أكالن ‪( -‬األمف) ‪ :‬أم‪ :‬إعطاء األمف كاألماف كالطمأنينة؛ الذم ىك ضد الخكؼ‪ ,‬كآمنتو ضد‬
‫(‪. )2‬‬ ‫أخفتو(‪ .)1‬قاؿ ا﵀ تعالى‪( :‬وآم َنيـ ِّم ْف َخو ٍ‬
‫ؼ)‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ‬

‫ثانيان ‪( -‬التصديؽ) ‪ :‬أم الذم يصدؽ قكلو بالعمؿ‪ ,‬كالتصديؽ‪ :‬ضد التكذيب(‪ ,)3‬قاؿ تعالى ( َو َما‬

‫ص ِاد ِق َ‬
‫َنت ِب ُم ْؤ ِم ٍف لِّ َنا َولَ ْو ُك َّنا َ‬
‫(‪)4‬‬
‫يف)‪.‬‬ ‫أ َ‬

‫ثالثا ‪ :‬اإلقرار(‪ ,)5‬كاإلقرار يسبؽ التصديؽ فتقكؿ أقر بو‪ ،‬كما تقكؿ‪ :‬آمف بو‪ ،‬كأقر لو كما‬

‫تقكؿ‪ :‬آمف لو) كلعؿ المعنى الثالث ىك أجكدىا(‪.)6‬‬

‫إقرار بالمساف‪ ،‬كاعتقاد بالجناف‪ ،‬كعمؿ باألركاف يزيد‬ ‫ب‪-‬اإليماف اصطالحا‪ :‬اإليماف معناه‬
‫بطاعة الرحمف‪ ،‬كينقص بطاعة الشيطاف‪ ,‬كىذا قكؿ عامة أىؿ السنة كالجماعة(‪. )7‬‬

‫موقؼ الييود مف اإليماف بشكؿ عاـ ‪:‬‬

‫إف عبلقة الييكد باإليماف عبلقة مبتكرة إذ أنيـ ال يقركف با﵀ إليا معبكدا ‪ ,‬كأف العبادة ينبغي أف‬
‫ال تكجو إال إليو‪ ,‬بؿ أشرككا في عبادتيـ ‪ ,‬كقدحكا في تكحيدىـ ‪ ,‬كلـ يذعنكا لصفاتو العمية‬
‫كأسمائو الحسنى‪ ,‬مع أنيـ مقركف بكجكده ‪ ,‬كقد كفر الييكد بالنبي محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ‬

‫اء ُى ْـ َوِا َّف فَ ِريقًا ِم ْن ُي ْـ لَ َي ْكتُ ُم َ‬


‫وف ا ْل َح َّ‬
‫ؽ‬ ‫اب َي ْع ِرفُوَن ُو َك َما َي ْع ِرفُ َ‬
‫وف أ َْب َن َ‬
‫يف آتَ ْي َن ُ ِ‬
‫اى ُـ ا ْلكتَ َ‬ ‫قاؿ عز كجؿ(الَِّذ َ‬
‫وف)(‪ ,)8‬كلـ يصدقكا بالقرآف الكتاب الذم أنزؿ عمى محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ قاؿ‬ ‫َو ُى ْـ َي ْعمَ ُم َ‬
‫وف )(‪ ,)9‬كالمقصكد باآليات "ما‬ ‫نات وما ي ْكفُر ِبيا إِالَّ ا ْل ِ‬
‫فاسقُ َ‬ ‫آيات ب ِّي ٍ‬
‫عز كجؿ(ولَقَ ْد أَ ْن َزْلنا إِلَ ْي َؾ ٍ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫(‪)1‬األزىرم‪ ,‬تيذيب المغة‪ ,‬ج ‪ ،14‬ص‪ ,413‬ابف منظكر‪ ,‬لساف العرب‪ ,‬ج ‪ ،13‬ص ‪.96-91‬‬
‫(‪ )2‬سكرة قريش‪ ,‬آية‪.0 :‬‬
‫(‪ )3‬تيذيب المغة‪ ,‬ج ‪ ،14‬ص‪ ,413‬لساف العرب‪ ,‬ج ‪ ،13‬ص ‪.96-91‬‬
‫(‪ )4‬سكرة يكسؼ‪ ,‬آية‪.16 :‬‬
‫(‪ )5‬يرل شيخ اإلسبلـ ابف تيمية أف التعريؼ المغكم لئليماف المناسب لمتعريؼ الشرعي ىك اإلقرار‪ ,‬ابف تيمية‪ ,‬مجموع‬
‫الفتاوى‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.691‬‬
‫(‪)6‬عبد ا﵀ بف عبد الحميد األثرم‪ ,‬اإليماف حقيقتو‪ ،‬خوارمو‪ ،‬نواقضو عند أىؿ السنة والجماعة‪ ,‬مدار الكطف لمنشر‪،‬‬
‫الرياض‪ ,‬الطبعة‪ :‬األكلى‪1090 ،‬ىػ ‪9443 -‬ـ‪ ,‬ص‪.90‬‬
‫(‪)7‬عمي بف عبد العزيز الشبؿ‪ ,‬مسألة اإليماف دراسة تأصيمية‪ ,‬ص‪.8‬‬
‫(‪ )8‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.107 :‬‬
‫(‪ )9‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.22 :‬‬

‫‪‌ 98‬‬
‫حكاه كتاب ا﵀ الذم أنزلو إلى محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ مف خفايا عمكـ الييكد كمكنكف سرائر‬
‫أخبارىـ كأخبار أكائميـ مف بني إسرائيؿ‪ ،‬كالنبأ عما تضمنتو كتبيـ التي لـ يكف يعمميا إال‬
‫أحبارىـ كعمماؤىـ ‪ -‬كما حرفو أكائميـ كأكاخرىـ كبدلكه‪ ،‬مف أحكاميـ التي كانت في التكراة" (‪.)1‬‬

‫الييود واإليماف مف خالؿ سورة المائدة‪:‬‬

‫كردت آيات عديدة تتحدث عف إيماف الييكد‪ ,‬ك كيؼ أنيـ قكـ كافركف بالحؽ كال يقبمكف إال ما‬
‫كافؽ ىكاىـ كمزاجيـ كمصمحتيـ كمف ذلؾ‪:‬‬

‫اؿ المَّ ُو إِ ِّني‬ ‫اؽ ب ِني إِسرِائي َؿ وبعثْ َنا ِم ْنيـ اثْ َني ع َ ِ‬ ‫ِ‬
‫يبا َوقَ َ‬ ‫ش َر َنق ً‬ ‫ُُ ْ َ‬ ‫َََ‬ ‫َْ‬ ‫َخ َذ المَّ ُو ميثَ َ َ‬ ‫‪-1‬قاؿ عز كجؿ( َولَقَ ْد أ َ‬
‫س ًنا‬‫ضا َح َ‬ ‫ضتُ ُـ المَّ َو قَ ْر ً‬ ‫سمِي َو َع َّزْرتُ ُم ُ‬
‫وى ْـ َوأَق َْر ْ‬ ‫آم ْنتُ ْـ ِب ُر ُ‬ ‫الص َالةَ َوآتَ ْيتُـ َّ‬
‫الزَكاةَ َو َ‬ ‫ُ‬ ‫َم َع ُك ْـ لَ ِئ ْف أَقَ ْمتُ ُـ َّ‬
‫ات تَ ْج ِري ِم ْف تَ ْح ِت َيا ْاألَ ْن َي ُار فَ َم ْف َكفَ َر َب ْع َد َذلِ َؾ ِم ْن ُك ْـ فَقَ ْد‬ ‫َألُ َكفِّر َّف ع ْن ُكـ س ِّي َئ ِات ُكـ وَألُ ْد ِخمَ َّن ُكـ ج َّن ٍ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫يؿ)(‪ ,)2‬ذكرت اآلية أف ا﵀ عز كجؿ أخذ الميثاؽ عمى بني إسرائيؿ األسبلؼ في‬ ‫الس ِب ِ‬
‫اء َّ‬ ‫ض َّؿ َ‬
‫س َو َ‬ ‫َ‬
‫زمف مكسى عميو السبلـ كىك العمؿ بالتكراة ككعدىـ إف ىـ أذعنكا ألكامر ا﵀ عز كجؿ بإقامة‬
‫الصبلة كايتاء الزكاة كاإليماف برسمو كنصرتيـ كتكقيرىـ‪ ,‬كأنفقكا في كجكه الخير‪ ,‬بتكفير سيئاتيـ‬
‫كادخاليـ جنتو‪ ,‬ثـ بينت اآلية التي تمييا حاؿ الخمؼ كىـ الييكد في زمف النبي محمد صمى ا﵀‬
‫عميو السبلـ مع الميثاؽ‪ ,‬كيؼ كأنيـ نقضكه كلـ يمتزمكا بو كمف ذلؾ كفرىـ برسالة اإلسبلـ كبما‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫أنزؿ عمى النبي محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ ‪ ,‬ككفرىـ با﵀ كرسكلو صمى ا﵀ عميو كسمـ‬

‫ناى ْـ َج َّنا ِت‬ ‫تاب آم ُنوا واتَّقَوا لَ َكفَّرنا ع ْنيـ س ِّي ِ‬


‫ئات ِي ْـ َوَأل َْد َخ ْم ُ‬ ‫ْ َ ُْ َ‬ ‫َى َؿ ا ْلك ِ َ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫َف أ ْ‬
‫‪ -6‬قاؿ عز كجؿ( َولَ ْو أ َّ‬
‫الن ِع ِيـ)(‪ )4‬قررت اآلية أف أىؿ الكتاب(الييكد كالنصارل) لك آمنكا با﵀ كرسكلو كاتقكا ما كانكا‬ ‫َّ‬

‫يتعاطكنو مف المآثـ كالمحارـ لكفر ا﵀ عز كجؿ عنيـ سيئاتيـ كألدخميـ جنات النعيـ(‪ )5‬كبتفسير‬
‫آخر لك أف أىؿ الكتاب آمنكا بخاتـ المرسميف صمى ا﵀ عميو كسمـ(‪ ,)6‬تشير اآلية إلى أف الييكد‬

‫(‪ )1‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.326‬‬


‫(‪ )2‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪19 :‬‬
‫(‪ )3‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪, ,‬ج‪, 3‬ص‪ ,49‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف ‪,‬‬
‫ج‪,14‬ص‪.191‬‬
‫(‪ )4‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.74 :‬‬
‫(‪ )5‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ابف كثير‪ ,‬ج‪,3‬ص‪ ,130‬جامع البياف في تأويؿ القرآف‪ ,‬ج‪,14‬ص‪.191‬‬
‫(‪ )6‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪,‬ج‪,7‬ص ‪.394‬‬

‫‪‌ 99‬‬
‫ال يؤمنكف بنبكة سيدنا محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ مع أف التكراة كاإلنجيؿ بشرتا بو(‪ ,)1‬كرد في‬
‫(‪)2‬‬
‫(كأما إسماعيؿ فقد سمعت لؾ فيو ‪ ,‬كأثمره ‪ ,‬كأكثره جدا‪ ,‬فيمد اثني عشر كلدا‪,‬‬ ‫سفر التككيف‬
‫كأجعمو أمة كبيرة ) كقكليـ أمة كبيرة إشارة إلى النبي محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ,)3(.‬ككاف الييكد‬
‫كيقركف صفتو كنعتو في تكراتيـ التي بيف أيدييـ ‪ ,‬كقاؿ‬
‫يعممكف عف نبي سيخرج في آخر الزماف أ‬

‫اء ُى ْـ َوِا َّف فَ ِريقًا ِم ْن ُي ْـ لَ َي ْكتُ ُم َ‬


‫وف ا ْل َح َّ‬
‫ؽ‬ ‫اب َي ْع ِرفُوَن ُو َك َما َي ْع ِرفُ َ‬
‫وف أ َْب َن َ‬
‫يف آَتَ ْي َن ُ ِ‬
‫اى ُـ ا ْلكتَ َ‬ ‫عز كجؿ(الَِّذ َ‬
‫وف)(‪ )4‬فقد قررت اآلية معرفة أىؿ الكتاب الييكد كالنصارل مسبقا بصحة ما جاء‬ ‫َو ُى ْـ َي ْعمَ ُم َ‬
‫(‪)5‬‬
‫كما يعرؼ أحدىـ كلده‪ ,‬كعندما سئؿ‬ ‫الرسكؿ محم هد صمى ا﵀ عميو كسمـ مف قبؿ مبعثو كمجيئو‬
‫سئؿ الصحابي الجميؿ عبد ا﵀ بف سبلـ رضي ا﵀ عنو‪ :‬أتعرؼ محمدان كما تعرؼ كلدؾ؟ قاؿ‪،‬‬
‫نعـ كأكثر‪ ،‬نزؿ األميف مف السماء عمى األميف في األرض بنعتو فعرفتو(‪.)6‬‬

‫يف أُوتُوا‬‫يف اتَّ َخ ُذوا ِدي َن ُك ْـ ُى ُزًوا َولَ ِع ًبا ِم َف الَِّذ َ‬


‫َم ُنوا َال تَتَّ ِخ ُذوا الَِّذ َ‬ ‫‪-3‬قاؿ عز كجؿ( َيا أَي َيا الَِّذ َ‬
‫يف آ َ‬
‫الص َال ِة‬
‫اد ْيتُ ْـ إِلَى َّ‬
‫يف ) ك ( َوِا َذا َن َ‬
‫(‪)7‬‬
‫اء َواتَّقُوا المَّ َو إِ ْف ُك ْنتُ ْـ ُم ْؤ ِم ِن َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل ِكتَ ِ‬
‫اب م ْف قَ ْبم ُك ْـ َوا ْل ُكف َار أ َْولِ َي َ‬
‫َ‬
‫وف)(‪ ,)8‬كالييكد قكـ يسخركف باإلسبلـ كأىمو‬ ‫وىا ُى ُزًوا َولَ ِع ًبا َذلِ َؾ ِبأ ََّن ُي ْـ قَ ْوٌـ َال َي ْع ِقمُ َ‬ ‫اتَّ َخ ُذ َ‬
‫كيحتقركف شعائرىـ‪ ,‬كقد ذكر ا﵀ عز كجؿ مثاال عمى ذلؾ في الصبلة ‪ ,‬فقد كاف إذا أذف‬
‫المؤذف كقاـ المسممكف إلى الصبلة قالت الييكد‪ :‬قد قامكا ال قامكا‪ ،‬ككانكا يضحككف إذا ركع‬
‫المسممكف كسجدكا كقالكا في حؽ األذاف‪ :‬لقد ابتدعت شيئا لـ نسمع بو فيما مضى مف األمـ‪،‬‬
‫فمف أيف لؾ صياح مثؿ صياح العير؟ فما أقبحو مف صكت‪ ،‬كما أسمجو مف أمر‪ ,‬كقيؿ‪ :‬إنيـ‬
‫كانكا إذا أذف المؤذف لمصبلة تضاحككا فيما بينيـ كتغامزكا عمى طريؽ السخؼ كالمجكف‪ ،‬تجييبل‬
‫ألىميا‪ ،‬كتنفي ار لمناس عنيا كعف الداعي إلييا (‪.)9‬‬

‫(‪ )1‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,2‬ص‪ ,934-910‬كقد أبدع الشيخ رحمو في عرض البشارات بنبكة محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ في‬
‫الكتاب المقدس‪.‬‬
‫(‪ )2‬اإلصحاح ‪ ,16‬الفقرة ‪.9‬‬
‫(‪)3‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف ‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.333‬‬
‫)‪ (4‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.146 :‬‬
‫)‪ )5‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪,‬ج‪,1‬ص‪.333‬‬
‫(‪ )6‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,2‬ص‪.990‬‬
‫(‪ )7‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.46 :‬‬
‫(‪ )8‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.49 :‬‬
‫(‪ )9‬القرطبي‪ ,‬الجامع ألحكاـ القرآف‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.990‬‬

‫‪‌ 111‬‬
‫اء َولَ ِك َّف َك ِث ًا‬
‫ير‬ ‫الن ِب ِّي َو َما أُْن ِز َؿ إِلَ ْي ِو َما اتَّ َخ ُذ ُ‬
‫وى ْـ أ َْولِ َي َ‬ ‫وف ِبالمَّ ِو َو َّ‬
‫‪ -4‬قاؿ عز كجؿ( َولَ ْو َكا ُنوا ُي ْؤ ِمنُ َ‬
‫وف)(‪ )1‬كالمعنى (أم لك آمنكا حؽ اإليماف با﵀ كالرسكؿ كالقرآف لما ارتكبكا ما ارتكبكه‬ ‫ِم ْنيـ فَ ِ‬
‫اسقُ َ‬ ‫ُْ‬
‫مف مكاالة الكافريف في الباطف‪ ،‬كمعاداة المؤمنيف با﵀ كالنبي كما أنزؿ إليو‪ ،‬كلكف كثي ار منيـ‬
‫فاسقكف أم خارجكف عف طاعة ا﵀ كرسكلو‪ ،‬مخالفكف آليات كحيو كتنزيمو)(‪.)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫أم كلك كاف أكلئؾ الييكد الذيف يتكلكف الكافريف مف مشركي العرب‬ ‫قاؿ محمد رشيد رضا‬

‫يؤمنكف با﵀ عز كجؿ كبالرسكؿ محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ كما أنزؿ إليو مف اليدل كالفرقاف‪،‬‬
‫لما اتخذكا أكلئؾ الكافريف مف عبدة األصناـ أكلياء ليـ كأنصا ار; ألف العقيدة الدينية كانت تبعدىـ‬
‫عنيـ يؤمنكف با﵀ كالنبي محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ أك النبي الذم يدعكف اتباعو‪ ،‬كىك مكسى‬
‫(‪)4‬‬
‫كقد نفت ىذه اآلية عف الييكد ثبلثة أمكر‪:‬‬ ‫صمى ا﵀ عميو كسمـ)‬

‫أ‪ -‬اإليماف باهلل عز وجؿ‪ :‬فيـ ال يؤمنكف بآيات ا﵀ عز كجؿ كال يكحدكه في العبادة كال يمتزمكف‬
‫بشرعو كال يرضكف بقضائو ‪ ,‬كمنيـ مشبية أم يعتقدكف في ا﵀ أف ال مكجكد إال الجسـ كما يحؿ‬
‫فيو‪ ,‬كىذا بحد ذاتو إنكار لكجكد ا﵀ عز كجؿ (‪ , )5‬كرد في سفر أشعيا(‪( )6‬في‬

‫سنة كفاة عزيا الممؾ رأيت السيد الرب جالسا عمى كرسي عاؿ مرتفع كأذياال تمؤل الييكؿ)‪.‬‬

‫ب‪ -‬اإليماف بالرسوؿ محمد صمى اهلل عميو وسمـ‪ :‬كفر الييكد بنبكة الرسكؿ صمى ا﵀ عميو‬
‫ِّؽ لِ َما َم َع ُي ْـ َو َكانُوا‬
‫صد ٌ‬ ‫كسمـ كلـ يعترفكا بيا ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ (ولَ َّما جاء ُىـ ِكتَ ِ ِ ِ ِ‬
‫اب م ْف ع ْند المَّو ُم َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫اء ُى ْـ َما َع َرفُوا َكفَُروا ِب ِو َفمَ ْع َن ُة المَّ ِو َعمَى‬ ‫ستَ ْف ِت ُحو َف َعمَى الَِّذ َ‬
‫يف َكفَُروا َفمَ َّما َج َ‬
‫ِ‬
‫م ْف قَ ْب ُؿ َي ْ‬

‫(‪ )4‬سكرة المائدة ‪ ,‬آية‪.91 :‬‬


‫(‪ )2‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.174‬‬
‫(‪ )3‬محمد رشيد رضا‪ :‬بف محمد شمس الديف بف محمد ىبياء الديف بف منبل عمي خميفة القممكني‪ ،‬البغدادم األصؿ‪ ،‬الحسيني النسب‪:‬‬
‫صاحب مجمة (المنار) كأحد رجاؿ اإلصبلح اإلسبلمي‪ .‬مف الكتٌاب‪ ،‬العمماء بالحديث كاألدب كالتاريخ كالتفسير‪ .‬كلد كنشأ في القممكف‬
‫(مف أعماؿ طرابمس الشاـ) كتعمـ فييا كفي طرابمس‪ ,‬رحؿ إلى مصر سنة ‪ 1314‬ىػ فبلزـ الشيخ محمد عبده كتتممذ لو صدر مجمة‬
‫(المنار) لبث آرائو في اإلصبلح الديني كاالجتماعي‪ .‬كأصبح مرجع الفتيا‪ ،‬في التأليؼ بيف الشريعة كاألكضاع العصرية الجديدة كلد‬
‫عاـ ‪ 1974‬ـ كتكفي عاـ ‪1234‬ـ‪ ,‬خير الديف الزركمي‪ ,‬األعالـ‪ , ,‬ج‪,7‬ص‪.196-197‬‬
‫(‪ )4‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنارج‪,7‬ص‪.046‬‬
‫(‪ )5‬فخر الديف الرازم‪ ,‬مفاتيح الغيب‪ ,‬ج‪,17‬ص‪.90‬‬
‫(‪ )6‬االصحاح ‪ ,7‬الفقرة (‪ )11 ,1‬كسفر إشعياء‪ :‬سمي بذلؾ نسبة إلى الشخصية الرئيسة فيو‪ ,‬علً محمكد المدرس العيد‬
‫العيد القديـ دراسة نقدية ‪,‬ص‪.933‬‬

‫‪‌ 111‬‬
‫ا ْل َك ِ‬
‫اف ِر َ‬
‫يف)(‪ )1‬قاؿ الطبرم(‪()2‬كانت الييكد تستفتح بمحمد صمى ا﵀ عميو كسمـ عمى كفار العرب‬
‫مف قبؿ‪ ،‬كقالكا‪ :‬الميـ ابعث ىذا النبي الذم نجده في التكراة يعذبيـ كيقتميـ! فمما بعث ا﵀ محمدا‬
‫صمى ا﵀ عميو كسمـ ف أركا أنو بعث مف غيرىـ‪ ،‬كفركا بو حسدا لمعرب‪ ،‬كىـ يعممكف أنو رسكؿ ا﵀‬
‫صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ،‬يجدكنو مكتكبا عندىـ في التكراة‪( :‬فمما جاءىـ ما عرفوا كفروا بو))(‪,)3‬‬
‫كعممكا عمى الصد عف سبيؿ ا﵀ عز كجؿ كايذاء الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ كالكقيعة‬
‫بالمؤمنيف‪ ,‬كخير شاىد عمى ذلؾ محاكلتيـ المتعددة الغتياؿ الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪.‬‬

‫جاء ُى ْـ‬
‫ج‪ -‬اإليماف بالقرآف‪ :‬تعامؿ الييكد مع القرآف بالتكذيب كاإلعراض‪ ,‬قاؿ عز كجؿ( َولَ َّما َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يؽ ِم َف الَِّذ َ‬
‫ِّؽ لِما َم َع ُي ْـ َن َب َذ فَ ِر ٌ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ورِى ْـ‬ ‫تاب المَّو َور َ‬
‫اء ظُ ُي ِ‬ ‫تاب ك َ‬
‫يف أُوتُوا ا ْلك َ‬ ‫صد ٌ‬‫سو ٌؿ م ْف ع ْند المَّو ُم َ‬
‫َر ُ‬
‫َكأ ََّن ُي ْـ َال َي ْعمَ ُم َ‬
‫وف)(‪ )4‬كنبذ بمعنى أعرض كفي المقصكد بكتاب ا﵀ قكالف‪ :‬األكؿ‪ :‬التكراة‪ ,‬كالثاني‪:‬‬
‫القرآف كىك األقرب(‪. )5‬‬

‫المطمب الخامس‪ :‬عقيدتيـ في أنفسيـ‪:‬‬

‫ص َارى‬ ‫الن َ‬ ‫كرد في سكرة المائدة ما يبيف نظرة الييكد إلى أنفسيـ ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ( َوقَالَ ِت ا ْل َي ُي ُ‬
‫ود َو َّ‬

‫اء َوُي َع ِّذ ُ‬


‫ب‬ ‫ش ُ‬‫ؽ َي ْغ ِف ُر لِ َم ْف َي َ‬
‫شٌر ِم َّم ْف َخمَ َ‬
‫َّاؤهُ ُق ْؿ َفمِ َـ ُي َع ِّذ ُب ُك ْـ ِب ُذ ُنوِب ُك ْـ َب ْؿ أَ ْنتُ ْـ َب َ‬
‫َحب ُ‬‫َن ْح ُف أ َْب َناء المَّ ِو وأ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السمو ِ‬ ‫ِ‬
‫ات َو ْاأل َْر ِ‬ ‫اء َولِمَّو ُم ْم ُؾ َّ َ َ‬
‫(‪)6‬‬
‫ير) كرد في سبب النزكؿ عف‬ ‫ض َو َما َب ْي َن ُي َما َوِالَ ْيو ا ْل َمص ُ‬ ‫ش ُ‬ ‫َم ْف َي َ‬
‫ابف عباس رضي ا﵀ عنيما قاؿ‪ :‬أتى رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ نعماف‬

‫كبحرم بف عمرك(‪ ،)1‬كشأس بف عدم(‪ ،)2‬فكممكه‪ ،‬فكمميـ رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو‬ ‫(‪)7‬‬
‫بف أضاء‬
‫عميو كسمـ‪ ،‬كدعاىـ إلى ا﵀ كحذرىـ نقمتو‪ ،‬فقالكا‪ :‬ما تخكفنا‪ ،‬محمد نحف كا﵀ أبناء ا﵀ كأحباؤه‪,‬‬

‫(‪ )0‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.92 :‬‬


‫(‪ )5‬الطبرم‪ :‬بف يزيد بف كثير‪ ،‬اإلماـ العمـ المجتيد‪ ،‬عالـ العصر‪ ،‬أبك جعفر الطبرم‪ ،‬صاحب التصانيؼ البديعة‪ ،‬مف‬
‫أىؿ آمؿ طبرستاف‪ ,‬مكلده سنة ‪ 990‬ىػ‪ ،‬كطمب العمـ بعد األربعيف كمائتيف كأكثر الترحاؿ‪ ،‬كلقي نببلء الرجاؿ‪ ،‬ككاف مف‬
‫أفراد الدىر عمما‪ ،‬كذكاء‪ ،‬ككثرة تصانيؼ‪ ،‬كعرض عميو القضاء فامتنع‪ ،‬كالمظالـ فأبى‪ ,‬كاستكطف بغداد كتكفي بيا عاـ‬
‫‪314‬ىػ‪ ,‬الذىبي‪ ,‬سير أعالـ النبالء‪,‬ج‪,11‬ص‪ ,166-174‬خير الديف الزركمي‪ ,‬األعالـ‪,‬ج‪,7‬ص‪.72‬‬
‫(‪ )6‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪ ,9‬ص‪.934‬‬
‫(‪ )4‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.141 :‬‬
‫(‪ )9‬فخر الديف الرازم‪ ,‬مفاتيح الغيب ‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.717‬‬
‫(‪ )6‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.19 :‬‬
‫)‪ (7‬لـ أجد لو ترجمة في كتب التراجـ ‪.‬‬

‫‪‌ 116‬‬
‫كقكؿ النصارل‪ ،‬فأنزؿ ا﵀ جؿ كعز فييـ ( كقالت الييكد كالنصارل نحف أبناء ا﵀ كأحباؤه‪ ،‬إلى‬
‫آخر اآلية)(‪ ,)3‬كالبنكة ىنا قد يراد بيا الحقيقة أك بمعنى الحبيب (‪ ,)4‬كرد في التممكد(‪( )5‬أف أركاح‬
‫الييكد جزء مف ا﵀ كما أف االبف جزء مف كالده‪ ،‬كأف أركاحيـ عزيزة عند ا﵀ بالنسبة لباقي‬
‫األركاح‪ ،‬ألف أركاح غير الييكد ىي أركاح شيطانية كشبيية بأركاح الحيكانات) ككرد في سفر‬
‫التثنية (‪( )6‬أنتـ أكالد لمرب إليكـ ‪ ,‬ألنؾ شعب مقدس لمرب إليؾ‪ ،‬كقد اختارؾ الرب لكي تككف لو‬
‫شعبا خاصا فكؽ جميع الشعكب الذيف عمى كجو األرض) ‪.‬‬

‫كقد كقع الييكد في تناقض بيف إذ أف زعميـ بأنيـ شعب ا﵀ المختار مرىكف بمدل التزاميـ‬
‫(‪)7‬‬
‫(كأما‬ ‫بكصايا الرب كما ىك مذككر في أسفارىـ المقدسة كمف ذلؾ ما كرد في سفر الخركج‬
‫مكسى فصعد إلى ا﵀‪ ,‬فناداه الرب مف الجبؿ قائبل‪ :‬ىكذا تقكؿ لبيت يعقكب‪ ،‬كتخبر بني إسرائيؿ‬
‫أنتـ رأيتـ ما صنعت بالمصرييف‪ ,‬كأنا حممتكـ عمى أجنحة النسكر كجئت بكـ إلي ‪,‬فاآلف إف‬
‫سمعتـ لصكتي‪ ،‬كحفظتـ عيدم تككنكف لي خاصة مف بيف جميع الشعكب‪ .‬فإف لي كؿ األرض‪,‬‬
‫أنتـ تككنكف لي مممكة كينة كأمة مقدسة) كالمضمكف أف الييكد ليـ منزلة خاصة عند ا﵀ بخبلؼ‬
‫غيرىـ‪ ,‬كقد رد ا﵀ عمييـ بقكلو (قُ ْؿ َفمِ َـ ُي َع ِّذ ُب ُك ْـ ِب ُذ ُنوِب ُك ْـ )‬
‫كرد في الجامع ألحكاـ القرآف(‪()9‬فرد‬ ‫(‪)8‬‬

‫عمييـ قكليـ فقاؿ (فمـ يعذبكـ بذنكبكـ) فمـ يككنكا يخمكف مف أحد كجييف‪ ،‬إما أف يقكلكا ىك‬
‫يعذبنا‪ ،‬فيقاؿ ليـ‪ :‬فمستـ إذا أبناءه كأحباءه‪ ،‬فإف الحبيب ال يعذب حبيبو‪ ،‬كأنتـ تقركف بعذابو‪،‬‬
‫فذلؾ دليؿ عمى كذبكـ‪ -‬كىذا ىك المسمى عند الجدلييف ببرىاف الخمؼ‪ -‬أك يقكلكا‪ ,‬ال يعذبنا‬
‫فيكذبكا ما في كتبيـ‪ ،‬كما جاءت بو رسميـ‪ ،‬كيبيحكا المعاصي كىـ معترفكف بعذاب العصاة‬
‫منيـ‪ ،‬كليذا يمتزمكف أحكاـ كتبيـ)‪.‬‬

‫)‪ (1‬لـ أجد لو ترجمة في كتب التراجـ ‪.‬‬


‫)‪ (2‬لـ أجد لو ترجمة في كتب التراجـ ‪.‬‬
‫(‪ )3‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,14‬ص‪,144‬ص‪.141‬‬
‫(‪ )4‬الزمخشرم‪ ,‬تفسير الكشاؼ عف حقائؽ غوامض التنزيؿ‪ , ,‬ج‪,1‬ص ‪ ,719 ,‬عبد الرحماف السعدم‪ ,‬تيسير الكريـ‬
‫المناف في تفسير كالـ الرحمف‪,‬ص‪.996‬‬
‫(‪ )5‬لكرىنج اشيؿ لكراف‪ ,‬ترجمة حنا نصر ا﵀‪ ,‬الكنز المرصود في قواعد التممود‪, ,‬ص‪.67,77‬‬
‫(‪ )6‬اإلصحاح ‪ ,10‬الفقرة‪.1‬‬
‫(‪ )7‬اإلصحاح ‪ ,12‬الفقرة(‪.)7,3‬‬
‫(‪ )3‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.18 :‬‬
‫(‪)9‬القرطبي‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.191,194‬‬

‫‪‌ 113‬‬
‫يعتقد الييكد بأنيـ شعب ا﵀ المختار‪ ,‬كليـ ميزة عف غيرىـ‪ ,‬فيـ يعتقدكف أف غيرىـ مف الناس‬
‫ِ‬
‫س‬‫ليسكا محترميف كال مكرميف كيطمقكف عمييـ مصطمح األمييف‪ ,‬قاؿ عز كجؿ( َذل َؾ ِبأَنَّ ُي ْـ قَالُوا لَ ْي َ‬
‫وف)(‪ )1‬كيقصدكف باألمييف‬ ‫وف َعمَى المَّ ِو ا ْل َك ِذ َب َو ُى ْـ َي ْعمَ ُم َ‬
‫س ِبي ٌؿ َوَيقُولُ َ‬
‫يف َ‬ ‫َعمَ ْي َنا ِفي ْاأل ِّ‬
‫ُم ِّي َ‬
‫(العرب)(‪ ,)2‬كيرل الييكد أف غيرىـ حيكانات خمقيـ ا﵀ لخدمتيـ(‪ ,)3‬كيعتقدكف أف الجنة حؽ‬
‫َم ِاني ُي ْـ ُق ْؿ‬ ‫ِ‬
‫ص َارى ت ْم َؾ أ َ‬
‫ودا أ َْو َن َ‬ ‫خالص ليـ قاؿ عز كجؿ( َوقَالُوا لَ ْف َي ْد ُخ َؿ ا ْل َج َّن َة إَِّال َم ْف َك َ‬
‫اف ُى ً‬
‫يف)(‪ ,)4‬كىذه عقيدة الفريقيف إلى اليكـ(‪. )5‬‬ ‫ص ِاد ِق َ‬
‫َىاتُوا ُب ْرَىا َن ُك ْـ إِ ْف ُك ْنتُ ْـ َ‬

‫)‪ (1‬سكرة آؿ عمراف ‪ ,‬آية ‪.75:‬‬


‫)‪ (2‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪,‬ج‪,6‬ص‪.56‬‬
‫)‪ )3‬محمكد عبد الرحمف قدح‪ ,‬األسفار المقدسة عند الييود وأثرىا في انحرافيـ عرض ونقد‪ ,‬ص‪.376‬‬
‫)‪ )4‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.111 :‬‬
‫)‪ (5‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.351‬‬

‫‪‌ 114‬‬
‫الفصؿ الثالث‪ :‬الشخصية الييودية الخمقية‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬تعريؼ عاـ باألخالؽ ويشتمؿ عمى مطمبيف‪:‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬األخبلؽ لغة كاصطبلحا‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أخبلؽ الييكد بشكؿ عاـ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أبرز األخالؽ الييودية التي تناولتيا آيات سورة المائدة‪ ,‬ويشتمؿ‬
‫عمى ثمانية مطالب‪:‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬العداكة كالبغضاء‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬نقض المكاثيؽ كالعيكد كالخيانة‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬قسكة القمب‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬الجبف‪.‬‬

‫المطمب الخامس‪ :‬سماع الكذب‪.‬‬

‫المطمب السادس‪ :‬أكؿ الحراـ‪.‬‬

‫‪‌ 115‬‬
‫المطمب السابع‪ :‬المسارعة إلى الكفر كاإلثـ كالعدكاف‪.‬‬

‫المطمب الثامف‪ :‬الكقكع في المنكر كعدـ النيي عنو‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬االنحراؼ الخمقي الييودي المعاصر ويشتمؿ عمى خمسة مطالب‪:‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬أثر االنحراؼ الخمقي في الجاني السياسي‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أثر االنحراؼ الخمقي في الجانب االجتماعي‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أثر االنحراؼ الخمقي في الجانب المالي‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬أثر االنحراؼ الخمقي في الجانب اإلعبلمي‪.‬‬

‫المطمب الخامس‪ :‬أثر االنحراؼ الخمقي في الجانب التربكم‪.‬‬

‫‪‌ 116‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬تعريؼ عاـ باألخالؽ ‪:‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬الخمؽ لغة واصطالحا‪:‬‬

‫أ‪ -‬الخمؽ لغة‪ :‬جمع أخبلؽ‪ ،‬كالخمؽ‪ :‬السجية‪ ,‬كالخمؽ ‪ -‬بضـ البلـ كسككنيا‪ -‬ىك الديف‪،‬‬
‫كالطبع‪ ،‬كالسجية(‪ ,)1‬كالخمؽ بالضـ كبضمتيف‪ :‬السجية كالطبع كالمركءة كالديف(‪.)6‬‬

‫ب‪ -‬الخمؽ اصطالحا‪ :‬الخمؽ عبارة عف ىيئة لمنفس راسخة‪ ،‬تصدر عنيا األفعاؿ بسيكلة كيسر‬
‫مف غير حاجة إلى فكر كركية‪ ،‬فإف كاف الصادر عنيا األفعاؿ الحسنة‪ ،‬كانت الييئة خمقا حسنا‪،‬‬
‫كاف كاف الصادر عنيا األفعاؿ القبيحة‪ ،‬سميت الييئة التي تصدر عنيا خمقا سيئا (‪ ,)3‬كالخمؽ‬
‫ىك‪ :‬حاؿ النفس‪ ،‬بيا يفعؿ اإلنساف أفعالو ببل ركية كال اختيار‪ ،‬كالخمؽ قد يككف في بعض الناس‬
‫غريزة كطبعا‪ ،‬كفي بعضيـ ال يككف إال بالرياضة كاالجتياد (‪.)4‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أخالؽ الييود بصورة عامة‪:‬‬

‫تميز الييكد باالتصاؼ عمى مركر الزمف بالخمؽ البغيض الذم جمب ليـ غضب ا﵀ عز كجؿ‬
‫كلعنتو‪ ,‬فالشخصية الييكدية تميؿ إلى اليكل المخالؼ لمفطرة كالى الطريؽ المجانب لمصكاب‪ ,‬كقد‬
‫تمكنت نزعة الشر فييـ حتى مالكا إلى كؿ ما ىك شر كسكء‪ ,‬خصكصا إذا كاف في حؽ غيرىـ‬
‫مف األمـ كالبشر فما مف نقيصة إال كقد تمثمت في الييكد كما مف خمؽ ذميـ إال كقد تخمقكا بو‪,‬‬
‫كما مف رذيمة إال كقد اقترفكىا(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬ابف منظكر‪ ,‬لساف العرب‪ , ,‬ج‪,14‬ص‪.97‬‬


‫(‪)9‬الفيركز آبادم‪ ,‬مجد الديف أبك طاىر محمد بف يعقكب (ت‪916 :‬ىػ)‪ ,‬القاموس المحيط ‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬مكتب تحقيؽ التراث‬
‫العرقسكسي‪ ,‬مؤسسة الرسالة لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬بيركت – لبناف ‪,‬الطبعة‬
‫ي‬ ‫في مؤسسة الرسالة‪ ,‬بإشراؼ‪ :‬محمد نعيـ‬
‫الثامنة‪ 1097 ،‬ىػ ‪ 9444 -‬ـ‪.‬ص‪.991‬‬
‫(‪ )3‬الجرجاني‪ ,‬عمي بف محمد بف عمي الزيف الشريؼ(ت‪917 :‬ىػ)‪ ,‬التعريفات‪ ,‬حققو ك ضبطو كصححو جماعة مف‬
‫العمماء بإشراؼ‪ ,‬دار الكتب العممية بيركت – لبناف‪ .‬ص‪.141‬‬
‫(‪ )0‬أبك عمي أحمد بف محمد بف يعقكب مسككيو (ت‪091 :‬ىػ)‪ ,‬تيذيب األخالؽ وتطيير األعراؽ‪ ,‬حققو كشرح غريبو‪ :‬ابف‬
‫الخطيب‪ ,‬مكتبة الثقافة الدينية ‪,‬الطبعة األكلى‪ ,‬ص‪.01‬‬
‫(‪ )4‬صبلح عبد الفتاح الخالدم‪ ,‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‪,‬ص‪.191‬‬

‫‪‌ 117‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أبرز األخالؽ الييودية التي تناولتيا آيات سورة المائدة‪.‬‬

‫كشفت سكرة المائدة عف أخبلؽ عديدة اكتنفتيا الشخصية الييكدية كقد قسمتيا إلى ثمانية‬
‫مطالب‪:‬‬

‫َم ُنوا‬‫يف آ َ‬‫اس َع َدا َوةً لِمَِّذ َ‬ ‫ش َّد َّ‬


‫الن ِ‬ ‫‪ -7‬المطمب األوؿ‪ :‬العداوة والبغضاء‪ :‬قاؿ عز كجؿ(لَتَ ِج َد َّف أَ َ‬
‫َف ِم ْن ُي ْـ‬
‫ص َارى َذلِ َؾ ِبأ َّ‬ ‫َم ُنوا الَِّذ َ‬
‫يف قَالُوا إِ َّنا َن َ‬ ‫ش َرُكوا َولَتَ ِج َد َّف أَق َْرَب ُي ْـ َم َوَّدةً لِمَِّذ َ‬
‫يف آ َ‬ ‫يف أَ ْ‬ ‫ود َوالَِّذ َ‬
‫ا ْل َي ُي َ‬
‫س ِ‬‫ِق ِّ‬
‫وف)(‪. )1‬‬ ‫ستَ ْك ِب ُر َ‬‫يف َوُرْى َبا ًنا َوأ ََّن ُي ْـ َال َي ْ‬
‫يس َ‬

‫تميز الييكد بشدة عداكتيـ لممؤمنيف المكحديف با﵀‪ ,‬الذيف آمنكا كصدقكا بالنبي محمد صمى ا﵀‬
‫عميو كسمـ كاتبعكه‪ ،‬كالمقصكد بالذيف أشرككا في اآلية ىـ عبدة األكثاف الذيف اتخذكا األكثاف آلية‬
‫يعبدكنيا مف دكف ا﵀ عزك جؿ(‪ ,)2‬كيعكد السبب في ىذا إلى أف كفر الييكد كفر عناد كجحكد‬
‫كمباىتة لمحؽ كغمط لمناس كتنقص بحممة العمـ‪ ،‬كليذا قتمكا كثي ار مف األنبياء حتى ىمكا بقتؿ‬
‫رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ غير مرة‪ ،‬كسمكه كسحركه‪ ،‬كألبكا عميو أشباىيـ مف المشركيف‬
‫عمييـ لعائف ا﵀ المتتابعة إلى يكـ القيامة(‪ ,)3‬كرد في التفسير الكبير(‪( )4‬مذىب الييكد أنو يجب‬
‫عمييـ إيصاؿ الشر إلى مف يخالفيـ في الديف بأم طريؽ كاف‪ ،‬فإف قدركا عمى القتؿ فذاؾ‪ ،‬كاال‬
‫فبغصب الماؿ أك بالسرقة أك بنكع مف المكر كالكيد كالحيمة) كالعداكة‪ :‬بغضاء يظير أثرىا في‬
‫القكؿ كالعمؿ(‪ ,)5‬كالييكد أشد عداكة مف المشركيف كلذلؾ قدـ ذكرىـ(‪ ,)6‬كقرف بينيـ ألنيـ اجتمعكا‬
‫في بغض اإلسبلـ فالييكد لمحسد عمى ظيكر النبكة في غيرىـ‪ ,‬كالمشرككف لمحسد عمى أف‬
‫سبقيـ المسممكف إلى االىتداء إلى الحؽ كنبذ الباطؿ(‪. )7‬‬

‫(‪ )1‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.99 :‬‬


‫(‪ )2‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪, ,‬ج‪,14‬ص‪.029‬‬
‫(‪)3‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ , ,‬ج‪,3‬ص‪.144‬‬
‫(‪ )4‬فخر الديف الرازم‪ ,‬ج‪,19‬ص‪.013‬‬
‫(‪ )5‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )6‬أبك حفص سراج الديف عمر بف عمي بف عادؿ الحنبمي الدمشقي النعماني الحنبمي (ت‪664 :‬ىػ)‪ ,‬المباب في عموـ‬
‫الكتاب‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬الشيخ عادؿ أحمد عبد المكجكد كالشيخ عمي محمد معكض‪ ,‬دار الكتب العممية ‪ ,‬بيركت ‪ /‬لبناف ‪ ,‬الطبعة‬
‫األكلى‪ 1012 ,‬ىػ ‪1229-‬ـ‪.‬ج‪,6‬ص‪.063‬‬
‫(‪ )7‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.7‬‬

‫‪‌ 118‬‬
‫عداوة الييود لإلسالـ و لممسمميف في الماضي والحاضر‪:‬‬

‫لقد كاجو الييكد اإلسبلـ بالعداء منذ المحظة األكلى التي قامت فييا دكلة اإلسبلـ بالمدينة المنكرة‬
‫‪ ,‬ككادكا لؤلمة المسممة منذ اليكـ األكؿ الذم أصبحت فيو أمة‪ ,‬كتضمف القرآف الكريـ كالسنة‬
‫النبكية العديد مف المكاقؼ كاإلشارات عف ىذا العداء كىذا الكيد ما يكفي كحده لتصكير تمؾ‬
‫الحرب المريرة التي شنيا الييكد عمى اإلسبلـ كالنبي محمد ‪ -‬صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ -‬كعمى األمة‬
‫تخب لحظة كاحدة قرابة أربعة عشر قرنا‪ ،‬كما تزاؿ حتى‬
‫ي‬ ‫المسممة في تاريخيا الطكيؿ كالتي لـ‬
‫المحظة يستعر أكارىا في أرجاء األرض جميعا(‪. )1‬‬

‫أمثمة مف عداء الييود لمنبي صمى اهلل عميو وسمـ والصحابة رضواف اهلل عمييـ أجمعيف‬
‫ولممسمميف عموما‪:‬‬

‫لـ يأ يؿ الييكد جيدا في إيقاع األذل بالرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ كصحبو بالقكؿ تارة كبالفعؿ‬
‫تارة أخرل‪ ,‬كأحداث السيرة النبكية كسيرة الصحابة الكراـ شاىدة عمى ذلؾ كأكضح دليؿ عمى‬
‫عدكانية الييكد‪ ,‬كمف األمثمة عمى ذلؾ ‪:‬‬

‫‪ -1‬محاولة الييود اغتياؿ الرسوؿ محمد صمى اهلل عميو وسمـ أكثر مف مرة‪ ,‬وىي‪:‬‬

‫(‪)2‬‬
‫(أف أـ النبي ‪ -‬صمى ا﵀ عميو كسمـ ‪ -‬لما دفعتو إلى حميمة‬ ‫أ‪ -‬كرد في الطبقات الكبرل‬
‫السعدية التي أرضعتو قالت ليا‪ :‬احفظي ابني كأخبرتيا بما رأت‪ ,‬فمر بيا الييكد‪ ,‬فقالت‪ :‬أال‬
‫تحدثكني عف ابني ىذا فإني حممتو كذا ككضعتو كذا كرأيت كذا كما كصفت أمو‪ ,‬قاؿ‪ :‬فقاؿ‬
‫بعضيـ لبعض اقتمكه‪ .‬فقالكا‪ :‬أيتيـ ىك؟ فقالت‪ :‬ال‪ ,‬ىذا أبكه كأنا أمو‪ ,‬فقالكا‪ :‬لك كاف يتيما لقتمناه‪,‬‬
‫قاؿ‪ :‬فذىبت بو حميمة كقالت‪ :‬كدت أخرب أمانتي)‪.‬‬

‫ب‪ -‬محاولة بني النضير قتمو‪‌:‬كركم في ذلؾ حادثتاف ‪:‬‬

‫(‪ )1‬سيد قطب‪ ,‬في ظالؿ القرآف‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.274‬‬


‫(‪ )2‬محمد بف سعد البغدادم البصرم ‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.21‬‬

‫‪‌ 119‬‬
‫األولى‪ :‬عف عبد الرحمف بف كعب بف مالؾ(‪)1‬رضي ا﵀ عنو عف رجؿ مف أصحاب النبي ‪-‬‬
‫صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ -‬أف كفار قريش كتبكا إلى ابف أبى كمف كاف يعبد معو األكثاف مف األكس‬
‫كالخزرج كرسكؿ ا﵀ ‪-‬صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ -‬يكمئذ بالمدينة قبؿ كقعة بدر إنكـ آكيتـ صاحبنا كانا‬
‫نقسـ با﵀ لتقاتمنو أك لتخرجنو أك لنسيرف إليكـ بأجمعنا حتى نقتؿ مقاتمتكـ كنستبيح نساءكـ‪ .‬فمما‬
‫بمغ ذلؾ عبد ا﵀ بف أبى كمف كاف معو مف عبدة األكثاف اجتمعكا لقتاؿ النبي ‪-‬صمى ا﵀ عميو‬
‫كسمـ‪ -‬فمما بمغ ذلؾ النبي ‪-‬صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ -‬لقييـ فقاؿ « لقد بمغ كعيد قريش منكـ المبالغ‬
‫ما كانت تكيدكـ بأكثر مما تريدكف أف تكيدكا بو أنفسكـ تريدكف أف تقاتمكا أبناءكـ كاخكانكـ »‪.‬‬
‫فمما سمعكا ذلؾ مف النبي‪-‬صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ -‬تفرقكا فبمغ ذلؾ كفار قريش فكتبت كفار قريش‬
‫بعد كقعة بدر إلى الييكد إنكـ أىؿ الحمقة كالحصكف كانكـ لتقاتمف صاحبنا أك لنفعمف كذا ككذا كال‬
‫يحكؿ بيننا كبيف خدـ نسائكـ شيء ‪ -‬كىى الخبلخيؿ ‪ -‬فمما بمغ كتابيـ النبي ‪-‬صمى ا﵀ عميو‬
‫كسمـ‪ -‬أجمعت بنك النضير بالغدر فأرسمكا إلى رسكؿ ا﵀ ‪-‬صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ -‬اخرج إلينا في‬
‫ثبلثيف رجبل مف أصحابؾ كليخرج منا ثبلثكف حب ار حتى نمتقى بمكاف المنصؼ فيسمعكا منؾ‪.‬‬
‫فإف صدقكؾ كآمنكا بؾ آمنا بؾ فقص خبرىـ فمما كاف الغد غدا عمييـ رسكؿ ا﵀ ‪-‬صمى ا﵀‬
‫عميو كسمـ‪ -‬بالكتائب فحصرىـ فقاؿ ليـ « إنكـ كا﵀ ال تأمنكف عندم إال بعيد تعاىدكني عميو‬
‫»‪ .‬فأبكا أف يعطكه عيدا فقاتميـ يكميـ ذلؾ ثـ غدا الغد عمى بنى قريظة بالكتائب كترؾ بنى‬
‫النضير كدعاىـ إلى أف يعاىدكه فعاىدكه فانصرؼ عنيـ كغدا عمى بنى النضير بالكتائب فقاتميـ‬
‫حتى نزلكا عمى الجبلء (‪.)2‬‬

‫الثانية‪ :‬كىناؾ حادثة أخرل تدؿ عمى محاكلة بني النضير قتؿ الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ‬
‫كذلؾ عندما ذىب إلييـ مع نفر مف أصحابو كي يستعيف بيـ في دية القتيميف مف بني عامر‬

‫)‪ (1‬عبد الرحمف بف كعب بف مالؾ‪ :‬األنصارم السممي كلد في عيد النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ ‪ ,‬كقد عده البغكم في‬
‫الصحابة‪ ,‬أكثر مف الحديث ككاف ثقة‪ ,‬مات في زمف خبلفة سميماف بف عبد الممؾ‪ ,‬ابف حجر العسقبلني‪ ,‬اإلصابة في‬
‫تمييز الصحابة‪ ,‬ج‪,4‬ص‪.47‬‬
‫(‪)2‬السجستاني‪ ,‬سنف أبي داود‪ ( ,‬مع أحكاـ الشيخ األلباني‪ -‬اعتنى بو الشيخ مشيكر آؿ سمماف)‪,‬الطبعة األكلى‪ ,‬مكتبة‬
‫المعارؼ لمنشر كالتكزيع‪ ,‬كتاب الخراج‪ ,‬باب في خبر بني النضير‪ ,‬رقـ الحديث(‪ ,)3440‬قاؿ المحدث األلباني صحيح‬
‫اإلسناد‪ ,‬ص‪.439‬‬

‫‪‌ 111‬‬
‫(‪)1‬‬
‫رضي ا﵀ عنو بجكار رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀‬ ‫المذيف ذىبا ضحية جيؿ عمرك بف أمية الضمرم‬
‫عميو كسمـ ليما؛ كذلؾ تنفيذا لمعيد الذم كاف بيف النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ كبيف بني النضير‬
‫ار لما كاف يقكـ بيف بني النضير كبيف بني عامر مف عقكد كأحبلؼ(‪,)2‬‬
‫حكؿ أداء الديات‪ ،‬كاقرنا‬
‫استقبؿ بنك النضير النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ بكثير مف البشاشة كالكياسة‪ ،‬ثـ خبل بعضيـ إلى‬
‫بعض يتشاكركف في قتمو كالغدر بو‪ ،‬كيبدك أنيـ اتفقكا عمى إلقاء صخرة عميو صمى ا﵀ عميو‬
‫كسمـ‪ ،‬مف فكؽ جدار كاف يجمس بالقرب منو‪ ،‬كلكف الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ الذم كاف‬
‫برعاية ا﵀ كحفظو أدرؾ مقاصد بني النضير‪ ،‬إذ جاءه الخبر مف السماء بما عزمكا عميو مف‬
‫شر‪ ،‬فنيض كانطمؽ بسرعة إلى المدينة‪ ،‬ثـ تبعو أصحابو بعد قميؿ‪.‬‬

‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫أتت‬ ‫رضي ا﵀ عنو أف ييكدية‬ ‫ج‪ -‬حاكؿ الييكد قتمو عف طريؽ السـ فعف أنس بف مالؾ‬
‫النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ بشاة مسمكمة‪ ،‬فأكؿ منيا‪ ،‬فجيء بيا فقيؿ‪ :‬أال نقتميا‪ ،‬قاؿ‪« :‬ال»‪،‬‬
‫(‪)6‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫كفي ركاية أخرل أف النبي‬ ‫رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ)‬ ‫فما زلت أعرفيا في ليكات‬
‫صمى ا﵀ عميو كسمـ بعد فتح خيبر سأؿ الييكد عدة أسئمة كاف ثالثيا قكلو صمى ا﵀ عميو‬
‫كسمـ(فيؿ أنتـ صادقي عف شيء إف سألتكـ عنو» قالكا‪ :‬نعـ‪ ،‬فقاؿ‪« :‬ىؿ جعمتـ في ىذه الشاة‬

‫)‪ )1‬عمرك بف أمية الضمرم‪ :‬صحابي جميؿ أسمـ حيف انصرؼ المشرككف مف أحد ككاف شجاعا ككاف أكؿ مشاىده بئر‬
‫معكنة ككاف مف رجاؿ العرب جرأة كنجدة ‪ ,‬كعاش إلى خبلفة معاكية فمات في المدينة‪ ,‬ابف حجر العسقبلني‪ ,‬اإلصابة في‬
‫تمييز الصحابة‪ ,‬ج‪,4‬ص‪.616‬‬
‫)‪ )2‬السيد عمر‪ ,‬وثيقة المدينة المنورة‪ , ,‬ص‪.41-39‬‬
‫(‪ )3‬أنس بف مالؾ بف النضر األنصارم الخزرجي‪ ,‬خادـ رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ لمدة عشر سنيف‪ ,‬شيد ثماني‬
‫غزكات‪ ,‬كقد دعا لو الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ بالبركة في أىمو كمالو‪ ,‬مات عاـ ‪ 23‬كلو مائة سنة إال سنة‪ ,‬اإلصابة في‬
‫تمييز الصحابة‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.966‬‬
‫(‪ )4‬الييكدية‪ :‬ىي زينب بنت الحارث‪ ,‬ابنة أخي الزعيـ الييكدم مرحب‪ ,‬الذىبي‪ ,‬سير أعالـ النبالء‪ , ,‬ج ‪,9‬ص‪.99‬‬
‫(‪ )5‬ليكات‪ :‬جمع لياة كىي المحمات في أقصى سقؼ الفـ‪ ,‬ابف األثير‪ ,‬مجد الديف أبك السعادات األثرم‪ ,‬النياية في غريب‬
‫الحديث‪ ,‬ج‪,0‬ص‪.990‬‬
‫(‪ )6‬محمد بف إسماعيؿ البخارم‪ ,‬صحيح البخاري‪ , ,‬كتاب اليبة‪ ,‬باب قبكؿ اليدية مف المشركيف‪ ,‬رقـ الحديث (‪,)9716‬‬
‫مسمـ بف الحجاج صحيح مسمـ‪ ,‬كتاب السبلـ‪ ,‬باب السـ‪ ,‬رقـ الحديث(‪.)9124‬‬

‫‪‌ 111‬‬
‫سما؟» فقالكا‪ :‬نعـ‪ ،‬فقاؿ‪« :‬ما حممكـ عمى ذلؾ» فقالكا‪ :‬أردنا‪ :‬إف كنت كذابا نستريح منؾ‪ ،‬كاف‬
‫كنت نبيا لـ يضرؾ)(‪. )1‬‬

‫د‪ -‬قاـ رجؿ مف الييكد باإليقاع بيف األكس كالخزرج‪ ,‬مف خبلؿ تذكيرىـ بماضييـ السابؽ قبؿ‬
‫مجيء اإلسبلـ كبعثة النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ,‬فقد كاف الصراع بينيما محتدان‪ ,‬فجاء اإلسبلـ‬
‫كألؼ بينيـ‪ ,‬فقد مر رجؿ مف الييكد عظيـ الكفر شديد الحسد لممسمميف عمى نفر مف أصحاب‬
‫النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ مف األكس كالخزرج‪ ،‬في مجمس قد جمعيـ يتحدثكف فيو‪ ,‬فغاظو ما‬
‫رأل مف جماعتيـ كألفتيـ كصبلح ذات بينيـ عمى اإلسبلـ‪ ،‬بعد الذم كاف بينيـ مف العداكة في‬
‫(‪)2‬‬
‫بيذه الببلد ال كا﵀ ما لنا معيـ‪ ،‬إذا اجتمع مؤلىـ‬ ‫الجاىمية‪ ،‬فقاؿ‪ :‬قد اجتمع مؤل بني قيمة‬
‫بيا‪ ،‬مف قرار‪ ,‬فأمر فتى شابا مف ييكد ككاف معو‪ ،‬فقاؿ‪ :‬اعمد إلييـ‪ ،‬فاجمس معيـ‪ ،‬كذكرىـ يكـ‬
‫(‪)3‬‬
‫يكما‬ ‫بعاث كما كاف قبمو‪ ،‬كأنشدىـ بعض ما كانكا تقاكلكا فيو مف األشعار‪ ,‬ككاف يكـ بعاث‬
‫اقتتمت فيو األكس كالخزرج‪ ،‬ككاف الظفر فيو لؤلكس عمى الخزرج‪ ,‬ففعؿ‪ ,‬فتكمـ القكـ عند ذلؾ‬
‫الحييف عمى الركب‪ :‬أكس بف قيظي(‪ ،)4‬أحد بني حارثة‬
‫فتنازعكا كتفاخركا‪ ،‬حتى تكاثب رجبلف مف ٌ‬
‫حارثة بف الحارث مف األكس ‪ -‬كجبار بف صخر(‪ ،)5‬أحد بني سممة مف الخزرج‪ ,‬فتقاكال ثـ قاؿ‬
‫(‪)6‬‬
‫كغضب الفريقاف‪ ،‬كقالكا‪ :‬قد فعمنا‪ ،‬السبلح‬ ‫أحدىما لصاحبو‪ :‬إف شئتـ كا﵀ رددناىا اآلف جذعة‬
‫فانضمت‬ ‫السبلح السبلح! مكعدكـ الظاىرة كالظاىرة‪ :‬الحرة‪ ,‬فخرجكا إلييا‪ ,‬كتحاكز الناس‪,‬‬

‫(‪ )1‬محمد بف إسماعيؿ البخارم‪ ,‬صحيح البخاري‪ ,‬كتاب الطب‪ ,‬باب ما يذكر في سـ النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ,‬رقـ‬
‫الحديث(‪.)9716‬‬
‫(‪ )2‬قيمة ‪ :‬ىـ األكس كالخزرج‪ ,‬كقيمة أـ مف أمياتيـ نسبكا إلييا ‪ ,‬المطمبي‪ ,‬محمد بف إسحاؽ بف يسار المدني (ت‪:‬‬
‫‪141‬ىػ)‪ ,‬سيرة ابف إسحاؽ‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬سييؿ زكار ‪ ,‬دار الفكر – بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى‪1329 ,‬ىػ ‪1269/‬ـ ص‪.397‬‬
‫كبعاث ( بضـ الباء )‬‫(‪ )3‬بعاث ‪ :‬أك يكـ بعاث ىي آخر معركة مف معارؾ األكس كالخزرج بيثرب قبؿ ىجرة الرسكؿ ‪ ,‬ي‬
‫كقعت قبؿ اليجرة بخمس سنكات ك تيعد أشير كأدمى معركة بيف اليثربييف‪ ,‬كسميت المعركة ببعاث نسبةن لممنطقة التي‬
‫تصادـ بيا الحشداف كقامت عمييا الحرب‪ ,‬ابف األثير‪ ,‬الكامؿ في التاريخ‪ , ,‬ج‪,1‬ص‪.749-741‬‬
‫(‪ )4‬أكس بف قيظي بف عمرك بف زيد بف جشـ بف حارثة األنصارم الحارثي‪ ,‬شيد أحدان ىك كابناه‪ :‬كباثة كعبد ا﵀ ابف‬
‫األثير الجزرم‪ ,‬أسد الغابة في معرفة الصحابة‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬عمي محمد معكض ‪ -‬عادؿ أحمد عبد المكجكد‪ ,‬دار الكتب‬
‫العممية‪ ,‬الطبعة األكلى ‪1014 ,‬ىػ ‪ 1220 -‬ـ‪.‬ص‪.1747‬‬
‫(‪ ) 5‬جبار بف صخر بف أمية بف خنساء‪ ،‬أبك عبد الرحمف األنصار السممي‪ ,‬شيد بد ار كالعقبة‪ ،‬كبعثو رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀‬
‫عميو كسمـ خارصا إلى خيبر‪ ،‬تكفي بالمدينة كلو ستكف سنة‪ ,‬الذىبي‪ ,‬سير أعالـ النبالء ‪ ,‬مجمد الخمفاء الراشديف‪,‬‬
‫ص‪.162‬‬
‫(‪ )6‬جذعة‪ :‬أم أكؿ ما يبتدأ بيا‪ ,‬جديدة‪ ,‬الفراىيدم‪ ,‬الخميؿ بف أحمد‪ ,‬العيف مرتبا عمى حروؼ المعجـ‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬عبد‬
‫الحميد ىنداكم‪ ,‬دار الكتب العممية ‪ ,‬سنة النشر‪1090 :‬ىػ ‪9443 -‬ـ‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.191‬‬

‫‪‌ 116‬‬
‫األكس بعضيا إلى بعض‪ ،‬كالخزرج بعضيا إلى بعض‪ ،‬عمى دعكاىـ التي كانكا عمييا في‬
‫الجاىمية‪ ,‬فبمغ ذلؾ رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ،‬فخرج إلييـ فيمف معو مف المياجريف مف‬
‫أصحابو حتى جاءىـ‪ ،‬فقاؿ‪" :‬يا معشر المسمميف‪ ،‬ا﵀ ا﵀‪ ،‬أبدعكل الجاىمية كأنا بيف أظيركـ بعد‬
‫إذ ىداكـ ا﵀ إلى اإلسبلـ كأكرمكـ بو‪ ،‬كقطع بو عنكـ أمر الجاىمية‪ ،‬كاستنقذكـ بو مف الكفر‪،‬‬
‫كألؼ بو بينكـ‪ ،‬ترجعكف إلى ما كنتـ عميو كفارا؟ فعرؼ القكـ أنيا نزغة مف الشيطاف‪ ،‬ككيد مف‬
‫عدكىـ‪ ،‬فألقكا السبلح مف أيدييـ‪ ،‬كبككا‪ ،‬كعانؽ الرجاؿ مف األكس كالخزرج بعضيـ بعضا‪ ،‬ثـ‬
‫انصرفكا مع رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ سامعيف مطيعيف‪ ،‬قد أطفأ ا﵀ عنيـ كيد عدك ا﵀‬
‫ات المَّ ِو َوالمَّ ُو‬ ‫وف ِبآَي ِ‬
‫اب ل َـ تَ ْكفُُر َ َ‬
‫َى َؿ ا ْل ِكتَ ِ ِ‬ ‫شأس بف قيس كما صنع‪ ,‬فأنزؿ ا﵀ عز كجؿ( ُق ْؿ َيا أ ْ‬
‫(‪)1‬‬

‫َم َف تَْب ُغوَن َيا ِع َو ًجا‬ ‫ِ َّ ِ‬


‫س ِبيؿ المو َم ْف آ َ‬ ‫وف َع ْف َ‬ ‫صد َ‬ ‫َى َؿ ا ْل ِكتَ ِ ِ‬
‫اب ل َـ تَ ُ‬ ‫وف) و( ُق ْؿ َيا أ ْ‬ ‫يد َعمَى َما تَ ْع َممُ َ‬ ‫ش ِي ٌ‬ ‫َ‬
‫يف‬‫يعوا فَ ِريقًا ِم َف الَِّذ َ‬ ‫ِ‬
‫َمنُوا إِ ْف تُط ُ‬ ‫يف آ َ‬ ‫وف) و( َيا أَي َيا الَِّذ َ‬ ‫اف ٍؿ َع َّما تَ ْع َممُ َ‬ ‫شي َداء وما المَّ ُو ِب َغ ِ‬
‫َوأَ ْنتُ ْـ ُ َ ُ َ َ‬
‫ات المَّ ِو َوِفي ُك ْـ‬ ‫وف َوأَ ْنتُ ْـ تُ ْتمَى َعمَ ْي ُك ْـ آ ََي ُ‬
‫ؼ تَ ْكفُُر َ‬ ‫يف) و( َو َك ْي َ‬ ‫أُوتُوا ا ْل ِكتَاب يردو ُكـ بع َد إِيم ِان ُكـ َك ِ‬
‫اف ِر َ‬ ‫َ َُ ْ َ ْ َ ْ‬
‫ؽ‬‫َم ُنوا اتَّقُوا المَّ َو َح َّ‬ ‫يف آ َ‬ ‫ستَ ِق ٍيـ) و( َيا أَي َيا الَِّذ َ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ي إِلَى ص َراط ُم ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سولُ ُو َو َم ْف َي ْعتَص ْـ ِبالمَّو فَقَ ْد ُىد َ‬ ‫َر ُ‬
‫يعا َوَال تَفََّرقُوا َوا ْذ ُك ُروا ِن ْع َم َة المَّ ِو‬ ‫ِ ِ‬
‫اعتَص ُموا ِب َح ْب ِؿ المَّو َجم ً‬
‫وف) و(و ْ ِ‬
‫َ‬ ‫سمِ ُم َ‬ ‫ِِ‬
‫تُقَاتو َوَال تَ ُموتُ َّف إَِّال َوأَ ْنتُ ْـ ُم ْ‬
‫ار‬ ‫شفَا ُح ْفرٍة ِم َف َّ‬
‫الن ِ‬ ‫َص َب ْحتُ ْـ ِب ِن ْع َم ِت ِو إِ ْخ َوا ًنا َو ُك ْنتُ ْـ َعمَى َ‬
‫ؼ َب ْي َف ُقمُوِب ُك ْـ فَأ ْ‬ ‫اء فَأَلَّ َ‬ ‫َع َد ً‬‫َعمَ ْي ُك ْـ إِ ْذ ُك ْنتُ ْـ أ ْ‬
‫َ‬
‫وف)(‪ ,)3(,)2‬فيذه اآليات تأمر المؤمنيف‬ ‫فَأَ ْنقَ َذ ُك ْـ ِم ْن َيا َك َذلِ َؾ ُي َب ِّي ُف المَّ ُو لَ ُك ْـ آ ََي ِات ِو لَ َعمَّ ُك ْـ تَ ْيتَ ُد َ‬
‫بالتحابب كالتكاد كاالجتماع عمى كممة كاحدة كعدـ التفرؽ‪ ,‬كااللتفاؼ حكؿ القيادة النبكية كتحذر‬
‫الصؼ المؤمف مف االنصياع لكبلـ الحاقديف كالكائديف مف الييكد كالنصارل‪ ,‬فيـ حريصكف عمى‬
‫تمزيؽ الصؼ كالتحرش بيف المؤمنيف حتى تضعؼ دكلتيـ كتخكر عزائميـ كينشغمكا ببعضيـ عف‬
‫مكاجية األعداء المتربصيف بيـ ‪.‬‬

‫ىػ‪ -‬كرد في كتاب مكايد ييكدية عبر التاريخ(‪()4‬يمكف القكؿ بأف مقتؿ عمر بف الخطاب رضي‬
‫ا﵀ عنو نتيجة مؤامرة خبيثة دبرىا النفاؽ الييكدم باالشتراؾ مع الحاقديف مف غيرىـ‪ ,‬كنفذىا‬

‫(‪ )1‬شاس بف قيس ‪ :‬أحد شيكخ الييكد ككاف عظيـ الكفر شديد الضغف عمى المسمميف‪ ,‬محمد بف محمد أبك شيبة‪ ,‬السيرة‬
‫النبوية في ضوء القرآف والسنة‪ ,‬دار القمـ – دمشؽ ‪ ,‬الطبعة الثامنة ‪ 1096 -‬ىػ‪,‬ج‪,9‬ص‪.392‬‬
‫(‪ )2‬سكرة آؿ عمراف‪ ,‬اآليات‪.143-29 :‬‬
‫(‪ )3‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.56,55‬‬
‫(‪ )4‬عبد الرحماف حبنكة الميداني‪ ,‬ص‪171.‬‬

‫‪‌ 113‬‬
‫عبد مجكسي(أبك لؤلؤة فيركز)(‪ ,)1‬كلـ يكف عذره فييا إال عذ ار ممفقا أريد بو كتـ مدبرم الجريمة‬
‫الحقيقييف)‪.‬‬

‫‪ -6‬الييود والقضية الفمسطينية‪ :‬لعؿ أكبر عدكاف ارتكبو ييكد العصر ىك القياـ باغتصاب‬
‫جزء ميـ مف كياف الدكلة اإلسبلمية كمساحة غالية مف أرض المسمميف الشاسعة ىي أرض‬
‫س ِج ِد‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َس َرى ِب َع ْبده لَ ْي ًال م َف ا ْل َم ْ‬
‫فمسطيف التي قرر القرآف بركتيا(‪ )2‬قاؿ عز كجؿ( س ْبح َ ِ‬
‫اف الَّذي أ ْ‬ ‫ُ َ‬
‫ير)(‪ )3‬فمقد‬ ‫ِ‬ ‫ا ْلحرِاـ إِلَى ا ْلمس ِج ِد ْاألَقْصى الَِّذي بارْك َنا حولَوُ لِ ُن ِريوُ ِم ْف آَي ِات َنا إِنَّو ُىو َّ ِ‬
‫السميعُ ا ْل َبص ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ‬
‫تـ احتبلؿ فمسطيف بعد جيد جييد كعمؿ دؤكب استمر عشرات السنيف مف زعماء الييكد‬
‫دكلي مع كجكد مسكغات كتسييبلت مف داخؿ ببلد المسمميف‪,‬‬ ‫كالناشطيف فييـ‪ ,‬كبإشراؼ‬
‫ساعدت الييكد عمى إنشاء كطف قكمي ليـ في فمسطيف بدأ في سنة ‪1948‬ـ كالتي تسمى بالنكبة‪,‬‬
‫كاكتمؿ في سنة ‪1967‬ـ كالمعركفة بالنكسة(‪ ,)4‬كمازاؿ ىذا الكياف يعمؿ عمى ترسيخ مفيكـ‬
‫الدكلة الييكدية(‪ ,)5‬كيمارس العدكانية بأشكاليا المختمفة كالمتعددة بحؽ الفمسطينييف‪ ,‬كمف أبشع‬
‫صكر العدكاف حديثا ما قاـ بو االحتبلؿ مف اليجكـ العسكرم عمى مدينة غزة في أكثر مف مرة‬
‫كذلؾ أعكاـ ‪6114,6116,6119‬ـ (‪ ,)6‬كنتج عف ذلؾ إزىاؽ آالؼ األركاح البريئة مف الشيكخ‬

‫(‪ )1‬أبك لؤلؤة‪ :‬فيركز النياكندم‪ ,‬أم مف نياكند ‪ ,‬اسمو "فيركز" كيكنى أبك لؤلؤة المجكسي نسبة إلى ابنتو ككاف يسمى في‬
‫قكمو بابا شجاع الديف ‪ ,‬اسره الركـ ثـ اسره المسممكف مف الركـ كسبي إلى المدينة المنكرة سنة ‪91‬ىػ‪ ,‬كاف مكلى عند‬
‫المغيرة بف شعبة‪ ،‬قاـ باغتياؿ الصحابي الجميؿ عمر بف الخطاب رضي ا﵀ عنو ابف كثير‪ ,‬البداية والنياية ج‪,6‬ص‪,196‬‬
‫عباس القمي‪ ,‬الكنى واأللقاب‪ ,‬ج‪,1‬ص‪ ,121-124‬ج‪ ,9‬كىك كافر عند اىؿ السنة ‪ ,‬قاؿ شيخ اإلسبلـ ابف تيمية ‪( ,‬أبك‬
‫لؤلؤة كافر باتفاؽ أىؿ اإلسبلـ كاف مجكسيان مف عباد النيراف‪ ،‬فقتؿ عمر بغضا في اإلسبلـ كأىمو‪ ،‬كحبا لممجكس‪ ،‬كانتقاما‬
‫لمكفار‪ ،‬لما فعؿ بيـ عمر حيف فتح ببلدىـ‪ ،‬كقتؿ رؤساءىـ‪ ،‬كقسـ أمكاليـ )‪ ,‬ابف تيمية‪ ,‬منياج السنة النبوية في نقض‬
‫كالـ الشيعة القدرية‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد رشاد سالـ ‪ ,‬جامعة اإلماـ محمد بف سعكد اإلسبلمية الطبعة األكلى‪ 1047 ,‬ىػ ‪-‬‬
‫‪ 1297‬ـ‪ ,‬ج‪ 7‬ص‪.361‬‬
‫(‪ )3‬قاؿ عز كجؿ(الذي باركنا حولو) ‪ :‬الذم جعمنا حكلو البركة لسكانو في معايشيـ كأقكاتيـ كحركثيـ كغركسيـ‪ ,‬ابف‬
‫جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,16‬ص‪.341‬‬
‫(‪ )0‬سكرة اإلسراء‪ ,‬آية‪.1 :‬‬
‫(‪ )4‬أحمد العسيرم‪ ,‬تاريخ ما قبؿ اإلسالـ إلى عصرنا الحاضر‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1016 ،‬ىػ ‪1227 -‬ـ‪ ,‬ص‪.002‬‬
‫(‪ ) 5‬الدكلة الييكدية‪ :‬أم دكلة ذات طابع ديني تستمد شرعيتيا مف الكتاب المقدس كمف التراث اإلسرائيمي القديـ‪ ,‬مجمة‬
‫الجيش عدد‪ ,999‬سنة ‪9442‬ـ ‪ ,‬بحث بعنكاف لماذا اإلصرار عمى الدولة الييودية‪ ,‬إعداد إحساف مرتضى‪.‬‬
‫(‪ )6‬كقد بمغت حصيمة العدكاف الصييكني المتكاصؿ عمى قطاع غزة في الحرب األخيرة ‪ 1036‬شييدا كأكثر مف ‪9344‬‬
‫‪ 9344‬جريح منيـ "‪ 390‬طفبل ك ‪ 177‬سيدة ك ‪ 74‬مسنا‪ ,‬المركز الفمسطيني لئلعبلـ نقبل عف المتحدث باسـ ك ازرة‬
‫الصحة الفمسطينية أشرؼ القدرة‪ 9410 /1/9,‬ـ ‪ ,‬ككانت مف أبشع المجازر مجزرة حي الشجاعية يقكؿ المسعؼ حسيف‬

‫‪‌ 114‬‬
‫كالنساء كاألطفاؿ كتدمير كىدـ الكثير مف المنازؿ كالمساكف كالمساجد‪ ,‬كمف صكر العدكاف أيضا‬
‫التخطيط كالعمؿ عمى ىدـ المسجد األقصى الذم تعرض منذ تاريخ االحتبلؿ لمعديد مف‬
‫المحاكالت إلحراقو أك تفجيره فضبل عف التضييؽ عمى القادميف لمصبلة فيو كمنعيـ مف دخكلو‬
‫بعض األحاييف(‪ ,)1‬كلعؿ أبرز كأخطر مشاريع التيكيد الصييكنية التي تحدؽ كتتربص بالمسجد‬
‫األقصى المبارؾ‪ ،‬نية االحتبلؿ الصييكني بناء كنيس يسمى بػ"جكىرة إسرائيؿ" عمى مشارؼ‬
‫ساحة البراؽ؛ حيث يعتزـ االحتبلؿ كأذرعو التنفيذية في القدس نشر مناقصة لبناء كنيس ضخـ‬
‫في البمدة القديمة يبعد عف األقصى ‪611‬ـ‪ ،‬مقبب بارتفاع نحك ‪ 63‬مت انر‪ ،‬عمى ست طبقات‪،‬‬
‫اثنتاف تحت األرض كأربع فكقيا بمساحة بناء إجمالية قدرىا ‪ 1411‬متر مربع‪ ،‬كعمى مساحة‬
‫‪ 378‬ـ‪ ،6‬بدعـ مباشر مف الحككمة الصييكنية‪ ،‬كبتكمفة نحك ‪ 51‬مميكف شيكؿ (ثبلثة عشر‬
‫مميكف دكالر)(‪.)2‬‬

‫كقد كشفت صحيفة يديعكت احركنكت(‪ )3‬عف كجكد مخطط سرم لممصادقة نيائيا عمى تشييد‬

‫مبنى بالقرب مف المسجد األقصى كعمى ‪ 61‬في المائة مف ساحة حائط البراؽ في قمب البمدة‬

‫القديمة بالقدس المحتمة‪ ,‬كقد أطمقت عميو اسـ القمعة الحصينة (‪.)4‬‬

‫عبد الجابر‪ :‬أعمؿ مف سنكات في اإلسعاؼ كعاصرت الحربيف الماضيتيف لكف لـ أر ىكذا كحشية كجنكنا‪ ،‬كجدنا عددا‬
‫كبي ار مف الشيداء منتشريف في الشكارع كالخراؼ المذبكحة‪ ,‬برؾ مف الدماء في كؿ مكاف‪ ,.‬المركز الفمسطيني لئلعبلـ‪,‬‬
‫‪9410/6/94‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )1‬نكاؼ الزرك مقاؿ (أخطر األعواـ عمى القدس واألقصى)‪ , ,‬المركز الفمسطيني لئلعبلـ‪ 9413 /3/1,‬ـ‪.‬‬
‫(‪)2‬المركز الفمسطيني لئلعبلـ‪ ,‬تقرير بعنكاف(‪ 46‬عاما عمى الجريمة ‪ ..‬نار التيويد تكوي األقصى)‪9414/9/91 ,‬ـ‬
‫(‪ )3‬يديعكت احركنكت‪ :‬كتعني آخر األخبار ىي صحيفة إسرائيمية يكمية تصدر بالمغة العبرية‪ ,‬كاف أكؿ صدكر ليا في تؿ‬
‫أبيب سنة ‪1232‬ـ‪ ،‬كما زاؿ مقرىا في تؿ أبيب‪ ,‬كانت لمجريدة ميكؿ نحك حزب (مبام) في فترة ما‪ ،‬إال أف أصحاب‬
‫الجريدة اىتمكا بتكجيييا إلى الجميكر العاـ حتى أصبحت أكبر جريدة كاألكثر انتشا ار في اسرائيؿ‪ ,‬تكسعت أعماؿ‬
‫كنشاطات ىذه الجريدة حيث امتمكت دا انر لمنشر كحصمت عمى مشاركة في القناة الثانية في التمفزيكف االسرائيمي‪ .‬كلمجريدة‬
‫مكقع عمى االنترنت بمغات ثبلث ‪ :‬عبرية كعربية كانكميزية‪ ,‬مكقع مدار المركز الفمسطيني لمدراسات اإلسرائيمية‪,‬‬
‫‪.www.madarcenter.org‬‬
‫(‪ )4‬يديعوت احرونوت‪ :‬عدد بتاريخ ‪.9414/9/19‬‬

‫‪‌ 115‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬نقض العيود والمواثيؽ والخيانة‪ :‬أخذ ا﵀ عز كجؿ عمى الييكد الميثاؽ بأف‬
‫يعبدكه كال يشرككا بو شيئا ك‪ ,‬كأف يقيمكا شعائر الديف مف صبلة كزكاة كأف يؤمنكا بالرسؿ‬
‫كينصركنيـ‪ ,‬باإلضافة إلى أف ينفقكا أمكاليـ في كجكه الخير‪ ,‬لكف الييكد لـ يمتزمكا كلـ يكفكا‬
‫ش َر‬ ‫يؿ َوَب َعثْ َنا ِم ْن ُي ُـ اثْ َن ْي َع َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َخ َذ المَّ ُو ِميثَ َ ِ‬
‫اؽ َبني إِ ْ‬ ‫بالعيد بؿ نقضكه ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ( َولَقَ ْد أ َ‬
‫ضتُ ُـ‬ ‫سمِي َو َع َّزْرتُ ُم ُ‬
‫وى ْـ َوأَق َْر ْ‬ ‫َم ْنتُ ْـ ِب ُر ُ‬ ‫الص َالةَ َوآَتَ ْيتُـ َّ‬
‫الزَكاةَ َوآ َ‬ ‫ُ‬ ‫اؿ المَّ ُو إِ ِّني َم َع ُك ْـ لَ ِئ ْف أَقَ ْمتُ ُـ َّ‬
‫يبا َوقَ َ‬ ‫ِ‬
‫َنق ً‬
‫ات تَ ْج ِري ِم ْف تَ ْح ِت َيا ْاألَ ْن َي ُار فَ َم ْف َكفَ َر َب ْع َد‬ ‫ضا حس ًنا َألُ َكفِّر َّف ع ْن ُكـ س ِّي َئ ِات ُكـ وَأل ُْد ِخمَ َّن ُكـ ج َّن ٍ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫المَّ َو قَ ْر ً َ َ‬
‫اىـ وجع ْم َنا ُقمُوبيـ قَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِب ِ‬ ‫َذلِ َؾ ِم ْن ُك ْـ فَقَ ْد َ‬
‫يؿ) ك(فَ ِب َما َن ْقض ِي ْـ ميثَاقَ ُي ْـ لَ َع َّن ُ ْ َ َ َ‬ ‫ض َّؿ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫اس َي ًة‬ ‫َ ُْ‬ ‫اء َّ‬ ‫س َو َ‬
‫يال‬‫سوا َحظًا ِم َّما ُذ ِّك ُروا ِب ِو َوَال تََاز ُؿ تَطَِّمعُ َعمَى َخ ِائ َن ٍة ِم ْن ُي ْـ إَِّال َقِم ً‬ ‫ِِِ‬ ‫يحِّرفُ َ ِ‬
‫وف ا ْل َكم َـ َع ْف َم َواضعو َوَن ُ‬ ‫َُ‬
‫يف)(‪ ,)2‬كالييكد أيضا ينقضكف العيكد التي‬ ‫اصفَ ْح إِ َّف المَّ َو ُي ِحب ا ْل ُم ْح ِس ِن َ‬ ‫ؼ َع ْن ُي ْـ َو ْ‬ ‫ِم ْن ُي ْـ فَ ْ‬
‫اع ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫يال ِم ْن ُي ْـ) كالمعنى‬
‫تككف بينيـ كبيف البشر قاؿ عز كجؿ( َوَال تََاز ُؿ تَطَّمِعُ َعمَى َخ ِائ َن ٍة ِم ْن ُي ْـ إَِّال َقمِ ً‬
‫أنؾ‪ ،‬أييا الرسكؿ‪ ،‬ال تزاؿ تطمع مف ىؤالء الييكد المجاكريف لؾ عمى خيانة بعد خيانة ما دامكا‬
‫مجاكريف أك معامميف لؾ في الحجاز فبل تحسبف أنؾ قد أمنت مكرىـ ككيدىـ بتأمينؾ إياىـ عمى‬
‫أنفسيـ‪ ،‬فإنيـ قكـ ال كفاء ليـ كال أماف‪ ،‬كقد نقضكا عيد ا﵀ كميثاقو مف قبؿ‪ ،‬فكيؼ يرجى منيـ‬
‫الكفاء لؾ بعد ذلؾ النقض كما ترتب عميو مف قساكة قمكبيـ كقتميـ ألنبيائيـ (إال قميبل منيـ) كعبد‬
‫ا﵀ بف سبلـ كاخكانو الذيف أسممكا رضي ا﵀ عنيـ فيؤالء صادقكف في إسبلميـ‪ ،‬ال يقصدكف‬
‫(‪)4‬‬
‫كالمعنى أف الغدر كالخيانة‬ ‫خيانة كال خداعا‪ ,‬كىك كصؼ متحقؽ فييـ إلى ىذا الزمف كما بعده‬
‫عادة مستمرة ليـ كألسبلفيـ بحيث ال يكادكف يترككنيا أك يكتمكنيا فبل تزاؿ ترل ذلؾ منيـ إال‬
‫(‪)6‬‬
‫لمعيد الذم بينيـ كبيف المسمميف كالذم تضمف أال‬ ‫قميبل منيـ(‪ ,)5‬كمف ذلؾ نقض بني قريظة‬
‫يتحاربكا كال يغدر أحدىما باآلخر‪ ,‬ففي عاـ خمسة مف اليجرة كأثناء حصار قريش كحمفائيا‬

‫(‪ )1‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.19 :‬‬


‫(‪ )2‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.13 :‬‬
‫(‪ )3‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪ , ,‬ج‪,7‬ص‪.937‬‬
‫(‪ )4‬سعكد الخمؼ‪ ,‬دراسات في األدياف الييودية والنصرانية‪ ,‬ص‪.147‬‬
‫(‪)5‬الزمخشرم‪ ,‬الكشاؼ عف حقائؽ التنزيؿ وغوامض التأويؿ‪ ,‬ج‪,3‬ص‪17‬‬
‫(‪ )6‬بنك قريظة‪ :‬قبيمة مف قبائؿ الييكد كانت تقطف في ضكاحي المدينة المنكرة‪ ,‬ككانت حميفة لؤلكس كالخزرج‪,‬‬
‫المباركفكرم‪ ,‬صفي الرحمف (ت‪1096 :‬ىػ)‪ ,‬الرحيؽ المختوـ‪ ,‬دار اليبلؿ‪-‬بيركت (نفس طبعة كترقيـ دار الكفاء لمطباعة‬
‫كالنشر كالتكزيع)‪ ,‬الطبعة األكلى‪ ,‬ص‪.173‬‬

‫‪‌ 116‬‬
‫لممدينة انضـ بنك قريظة لمعسكر الكفر ضد معسكر المسمميف‪ ,‬كقد لقكا جزاء صنيعيـ الماكر‪,‬‬
‫فقد غزاىـ المسممكف كحكـ فييـ بقتؿ رجاليـ كاستبقاء نسائيـ(‪. )1‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬قسوة القمب‪ :‬كصؼ ا﵀ عز كجؿ قمكب الييكد بالقسكة ‪ ,‬داللة عمى عدـ قبكليـ‬
‫الحؽ كانصياعيـ لمباطؿ‪ ,‬فإف الحؽ مف طبيعتو ترقيؽ قمب صاحبو ‪ ,‬كاتصافو بالرحمة كىك‬
‫يستمد ذلؾ مف ا﵀ عز كجؿ ‪ ,‬بخبلؼ الباطؿ كالضبلؿ فإف مف طبيعتو العناد كالغمظة‪ ,‬المستمدة‬
‫مف الشيطاف‪ ,‬كقد قاؿ عز كجؿ(وجع ْم َنا ُقمُوبيـ قَ ِ‬
‫اس َي ًة‪ )2()...‬أم غميظة يابسة عف اإليماف با﵀‪،‬‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ ََ‬
‫كالتكفيؽ لطاعة ا﵀ ‪ ،‬منزكعة منيا الرأفة كالرحمة‪ ,‬فبل يتعظكف بمكعظة لغمظيا كقساكتيا(‪ ,)3‬كق أر‬
‫وب ُي ْـ قَ ِس َّي ًة) بمعنى القمكب التي خالط إيمانيا كفر كالفضة التي خالطيا‬
‫( َو َج َع ْم َنا ُقمُ َ‬
‫(‪)4‬‬
‫آخركف‬
‫نحاس أك رصاص(‪ ,)5‬كقد كرد في سكرة البقرة الحديث عف قسكة القمكب عند الييكد قاؿ عز‬
‫َّر ِم ْن ُو‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوِا َّف م َف ا ْلح َج َارة لَ َما َيتَفَج ُ‬ ‫س َوةً‬‫شد قَ ْ‬ ‫َذلِ َؾ فَ ِي َي َكا ْل ِح َج َارِة أ َْو أَ َ‬ ‫وب ُك ْـ ِم ْف َب ْع ِد‬
‫س ْت ُقمُ ُ‬‫كجؿ(ثُ َّـ قَ َ‬
‫ش َي ِة المَّ ِو َو َما المَّ ُو‬
‫َي ْي ِبطُ ِم ْف َخ ْ‬ ‫اء َوِا َّف ِم ْن َيا لَ َما‬ ‫ِ‬
‫فَ َي ْخ ُر ُج م ْن ُو ا ْل َم ُ‬ ‫ؽ‬‫شقَّ ُ‬ ‫ْاألَ ْن َي ُار َوِا َّف ِم ْن َيا لَ َما َي َّ‬
‫ِب َغ ِ‬
‫اف ٍؿ َع َّما تَ ْع َممُ َ‬
‫وف )(‪ ,)6‬كاف صفة القسكة كالقساكة تكصؼ بيا األجساـ كتكصؼ بيا النفكس‬
‫المعبر عنيا بالقمكب فالمعنى الجامع لمكصفيف ىك عدـ قبكؿ التحكؿ عف الحالة المكجكدة إلى‬
‫قاؿ محمد رشيد رضا(‪()8‬كفي الكبلـ مف المبالغة أف ىذه القمكب فقدت خاصية‬ ‫(‪)7‬‬
‫حالة تخالفيا‬
‫التأثر كاالنفعاؿ بما يرد عمييا مف المكاعظ كاآليات التي ىي مف خكاص الركح اإلنساني حتى‬
‫كأف أصحابيا ىبطكا مف درجة الحيكاف إلى دركة الجماد كالحجارة‪ ،‬بؿ نزلكا عف دركة الحجارة‬
‫أيضا) ‪.‬‬

‫(‪ )1‬محمد أبك شيبة‪ ,‬السيرة النبوية عمى ضوء القرآف والسنة‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.049,047‬‬
‫(‪ )2‬سكرة المائدة ‪ ,‬آية‪.13 :‬‬
‫(‪)3‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪,‬ج‪,14‬ص‪ ,196‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.74‬‬
‫(‪ ) 4‬ق أر حمزة كالكسائي لفظ قاسية بالقصر أم حذؼ األلؼ بعد القاؼ مع تشديد الياء بكزف مطية‪ ,‬عبد الفتاح القاضي‪,‬‬
‫الوافي في شرح الشاطبية‪ ,‬دار السبلـ ‪ ,‬الطبعة التاسعة‪1030 ,‬ىػ‪9413-‬ـ‪ ,‬ص‪.941‬‬
‫(‪ )5‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,14‬ص‪.196‬‬
‫(‪ )6‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.60 :‬‬
‫(‪ )9‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.479‬‬
‫(‪ )8‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.929‬‬

‫‪‌ 117‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬الجبف‪ :‬لعؿ مف أبرز أخبلؽ الييكد الجبف كعدـ اإلقداـ في المكاقؼ الصعبة‬
‫كالقتاؿ كالجياد‪ ,‬كالجباف مف الرجاؿ الذم يياب التقدـ عمى كؿ شيء ليبل كاف أـ نيا ار كالجبف‬
‫كالجباف ضد الشجاعة كالشجاع(‪ ,)1‬كالجيؿ مف بني إسرائيؿ‪ ،‬الذم عاش مع نبي ا﵀ مكسى عميو‬
‫الصبلة كالسبلـ‪ ,‬ظير فيو الجبف كالخكؼ كالرعب‪ ،‬كانسحب ىذا عمى أجياليـ كميا عمى مدار‬
‫التاريخ‪ ،‬ليككف سمة مميزة فييـ‪ ،‬ألف ذلؾ الجيؿ األكؿ عاش عصر فرعكف ثـ صاحب مكسى‬
‫بأـ عينيو آيات ا﵀ الخارقة تتنزؿ عمييـ لتأييدىـ كرعايتيـ كمع ذلؾ‬
‫عميو الصبلة كالسبلـ‪ ,‬كرأل ٌ‬
‫لـ يغير ىذا كمو شيئان مف جبنيـ كخكفيـ‪.‬‬

‫كقد كرد في سكرة المائدة ما يدلؿ عمى خمؽ الجبف عند القكـ كذلؾ في قصة دخكؿ األرض‬
‫المقدسة‪ ,‬كذلؾ أف نبي ا﵀ مكسى عميو السبلـ طمب مف بني إسرائيؿ دخكؿ األرض المقدسة‬
‫التي منحيا ا﵀ عز كجؿ ليـ‪ ,‬فكاف لزاما عمييـ االستجابة الفكرية كالتنفيذ العممي‪ ,‬كلكف تقاعس‬
‫القكـ كجبنكا كاعتذركا عف الدخكؿ بعذر ال تقكـ بو حجة كال تنيض لو قائمة‪ ,‬كىك أف األرض‬
‫يقطنيا القكـ الجباركف‪ ,‬كىـ ينتظركف خركجيـ حتى يتمكنكا مف دخكليا‪ ,‬قاؿ عز كجؿ ( َيا قَ ْوِـ‬
‫ارُكـ فَتَ ْن َقمِبوا َخ ِ‬
‫اس ِر َ‬ ‫َّس َة الَِّتي َكتَ َ َّ‬
‫يف )(‪ )2‬ك(قَالُوا‬ ‫ُ‬ ‫ب الم ُو لَ ُك ْـ َوَال تَْرتَدوا َعمَى أ َْد َب ِ ْ‬ ‫ض ا ْل ُمقَد َ‬ ‫ْاد ُخمُوا ْاأل َْر َ‬
‫يف َوِا َّنا لَ ْف َن ْد ُخمَ َيا َحتَّى َي ْخ ُر ُجوا ِم ْن َيا فَِإ ْف َي ْخ ُر ُجوا ِم ْن َيا فَِإ َّنا‬ ‫َّار َ‬‫ييا قَ ْو ًما َجب ِ‬ ‫ِ‬
‫وسى إِ َّف ف َ‬ ‫َيا ُم َ‬
‫اب فَِإ َذا َد َخ ْمتُ ُموهُ‬ ‫وف أَ ْن َع َـ المَّ ُو َعمَ ْي ِي َما ْاد ُخمُوا َعمَ ْي ِي ُـ ا ْل َب َ‬ ‫اؿ َر ُج َال ِف ِم َف الَِّذ َ‬ ‫َد ِ‬
‫(‪)3‬‬
‫يف َي َخافُ َ‬ ‫وف) ك(قَ َ‬ ‫اخمُ َ‬
‫وسى إِ َّنا لَ ْف َن ْد ُخمَ َيا‬ ‫وف َو َعمَى المَّ ِو فَتََو َّكمُوا إِ ْف ُك ْنتُ ْـ ُم ْؤ ِم ِن َ‬ ‫َد َخ ْمتُ ُموهُ فَِإ َّن ُك ْـ َغ ِال ُب َ‬
‫(‪)4‬‬
‫يف) ك( قَالُوا َيا ُم َ‬
‫اع ُدوف)(‪ ,)5‬تضمنت ىذه اآليات خبر مف‬ ‫اى َنا قَ ِ‬
‫ت َو َرب َؾ فَقَ ِات َال إِ َّنا َى ُ‬ ‫ْى ْب أَ ْن َ‬
‫ييا فَاذ َ‬ ‫ِ‬
‫اموا ف َ‬ ‫أ ََب ًدا َما َد ُ‬
‫مف ا﵀ جؿ ثناؤه عف جكاب قكـ مكسى عميو السبلـ‪ ،‬إذ أمرىـ بدخكؿ األرض المقدسة‪ ,‬أنيـ أبكا‬
‫عميو إجابتو إلى ما أمرىـ بو مف ذلؾ‪ ،‬كاعتمكا عميو في ذلؾ بأف قالكا‪ ،‬إف في األرض المقدسة‬
‫التي تأمرنا بدخكليا‪ ،‬قكما جباريف ال طاقة لنا بحربيـ‪ ،‬كال قكة لنا بيـ‪ ,‬كسمكىـ(جباريف)ألنيـ‬
‫كانكا لشدة بطشيـ كعظيـ خمقيـ‪ ،‬فيما ذكر لنا‪ ،‬قد قيركا سائر األمـ غيرىـ(‪ ,)6‬قاؿ سيد‬

‫(‪ )1‬ابف منظكر‪ ,‬لساف العرب‪ ,‬ج‪,13‬ص‪.90‬‬


‫(‪ )9‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.91 :‬‬
‫(‪ )3‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.99 :‬‬
‫(‪ )0‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.93 :‬‬
‫(‪ )5‬سكرة المائدة ‪,‬آية‪.90 :‬‬
‫(‪ )6‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,14‬ص‪.161‬‬

‫‪‌ 118‬‬
‫قطب(‪()1‬إف جبمة ييكد لتبدك ىنا عمى حقيقتيا‪ ،‬مكشكفة ببل حجاب كلك رقيؽ مف التجمؿ‪ ,‬ذلؾ‬
‫أنيـ أماـ الخطر فبل بقية إذف مف تجمؿ كال محاكلة إذف لمتشجع‪ ،‬كال مجاؿ كذلؾ لمتمحؿ‪ ,‬إف‬
‫الخطر ماثؿ قريب كمف ثـ ال يعصميـ منو حتى كعد ا﵀ ليـ بأنيـ أصحاب ىذه األرض‪ ،‬كأف‬
‫ا﵀ قد كتبيا ليـ‪ -‬فيـ يريدكنو نص ار رخيصا‪ ،‬ال ثمف لو‪ ،‬كال جيد فيو‪ ,‬نص ار مريحا يتنزؿ عمييـ‬
‫تنزؿ المف كالسمكل «إف فييا قوما جباريف وانا لف ندخميا حتى يخرجوا منيا فإف يخرجوا منيا‬
‫فإنا داخموف»(‪ ,))2‬كفى إجابتيـ دليؿ عمى منتيى ضعفيـ كخكار عزميـ‪ ،‬فيـ ال يريدكف استخداـ‬
‫قكاىـ العقمية كالبدنية في دفع الشر عنيـ كجمب الخير ليـ ‪ ،‬بؿ يريدكف أف يعيشكا بالخكارؽ‬
‫كاآليات ما دامكا في ىذه الحياة‪ ,‬كأمة ىذا شأنيا ال تستحؽ أف تحيى حياة كريمة كعزيزة‪ ,‬كلف‬
‫(‪)3‬‬
‫كقد أسند الييكد الخركج إلى القكـ الجباريف‪ ,‬كليس مف المعقكؿ أف يخرج‬ ‫تقكـ ليا دكلة‬
‫صاحب األرض مف أرضو اختيا ار‪ ,‬كىذا إف دؿ يدؿ عمى غباء الييكد كسذاجتيـ كجبنيـ(‪.)4‬‬

‫كقد كشفت آيات أخرل طبيعة الجبف الييكدم‪ ,‬كآيات سكرة البقرة التي تحدثت عف جبف الييكد‬
‫اؿ إِ َّف المَّ َو ُم ْبتَمِي ُك ْـ ِب َن َي ٍر‬ ‫وت ِبا ْل ُج ُن ِ‬
‫ود قَ َ‬ ‫ص َؿ طَالُ ُ‬ ‫عف قتاؿ جالكت كجنكده‪ ,‬قاؿ عز كجؿ( َفمَ َّما فَ َ‬
‫ش ِرُبوا ِم ْن ُو إَِّال‬ ‫ؼ ُغ ْرفَ ًة ِب َي ِد ِه فَ َ‬
‫س ِم ِّني َو َم ْف لَ ْـ َي ْط َع ْم ُو فَِإ َّن ُو ِم ِّني إَِّال َم ِف ا ْغتََر َ‬ ‫ش ِر ِ‬
‫ب م ْن ُو َفمَ ْي َ‬
‫فَ َم ْف َ َ‬
‫اؿ الَِّذ َ‬
‫يف‬ ‫وت َو ُج ُنوِد ِه قَ َ‬
‫َم ُنوا َم َع ُو قَالُوا َال طَاقَ َة لَ َنا ا ْل َي ْوَـ ِب َجالُ َ‬ ‫يال ِم ْن ُي ْـ َفمَ َّما َج َاو َزهُ ُى َو َوالَِّذ َ‬
‫يف آ َ‬ ‫َقمِ ً‬
‫ْف المَّ ِو َوالمَّ ُو َم َع َّ‬
‫الصا ِب ِريف)‬ ‫يرةً ِبِإذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍ ِ ٍ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َيظُن َ َّ‬
‫(‪)5‬‬
‫وف أَن ُي ْـ ُم َالقُوا المو َك ْـ م ْف ف َئة َقميمَة َغمَ َب ْت ف َئ ًة َكث َ‬
‫فالممؾ الصالح طالكت قاـ بتجييز جيش مف بني إسرائيؿ لغزك الكفار كأراد أف يمتحف عزيمتيـ‬
‫فطمب منيـ عند المركر عمى النير أف ال يشربكا منو شربا كافيا إال غرفة كاحدة‪ ,‬كلكف لـ يمتزـ‬
‫بأمر الممؾ إال نفر قميؿ‪ ,‬ثـ عندما أصبحكا كجيا لكجو أماـ العدك قالت األغمبية بأنيـ ال قدرة‬
‫ليـ كال قكة بمكاجية جالكت كجنكده‪ ,‬كىذه عبلمة عمى ما رسخ فييـ مف جبف‪ ,‬كىكذا دائما لغة‬
‫الجبف التي تبرر لصاحبيا النككص عف الثبات في المكاقؼ الصعبة كلكف ثبت القميؿ منيـ‬

‫(‪ )1‬في ظالؿ القرآف ‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.964‬‬


‫)‪ (2‬سكرة المائدة آية‪ ,‬آية‪.66 :‬‬
‫(‪)3‬أحمد مصطفى المراغي (ت‪1361 :‬ىػ)‪ ,‬تفسير المراغي‪ ,‬شركة مكتبة كمطبعة مصطفى البابى الحمبي كأكالده بمصر‪,‬‬
‫الطبعة األكلى‪ 1374 ,‬ىػ ‪ 1207 -‬ـ‪,‬ج‪,7‬ص‪.29‬‬
‫(‪ )4‬صبلح عبد الفتاح الخالدم‪ ,‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‪ ,‬ص‪.992‬‬
‫(‪ )5‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪902 :‬‬

‫‪‌ 119‬‬
‫ْف المَّ ِو َوالمَّ ُو َم َع‬
‫يرةً ِبِإذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍ ِ ٍ‬
‫قائميف( َك ْـ م ْف ف َئة َقميمَة َغمَ َب ْت ف َئ ًة َكث َ‬
‫(‪)1‬‬
‫كىـ المعتقدكف باليكـ اآلخر‬

‫الصا ِب ِر َ‬
‫يف)(‪.)2‬‬ ‫َّ‬

‫ص ُدو ِرِى ْـ ِم َف المَّ ِو َذلِ َؾ‬ ‫ِ‬


‫شد َرْى َب ًة في ُ‬‫كمف صكر الجبف عند الييكد في القرآف قكلو عز كجؿ(َألَ ْنتُ ْـ أَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وف)(‪ )3‬ك(َال يقَ ِاتمُوَن ُكـ ج ِميعا إَِّال ِفي قُرى مح َّ ٍ‬ ‫ِبأ ََّن ُي ْـ قَ ْوٌـ َال َي ْفقَ ُي َ‬
‫ص َنة أ َْو م ْف َو َراء ُج ُد ٍر َبأ ُ‬
‫ْس ُي ْـ‬ ‫ً َُ‬ ‫ْ َ ً‬ ‫ُ‬
‫وف)(‪ ,)4‬كقد قررت اآليتاف‬ ‫شتَّى َذلِ َؾ ِبأ ََّن ُي ْـ قَ ْوٌـ َال َي ْع ِقمُ َ‬
‫وب ُي ْـ َ‬
‫يعا َوُقمُ ُ‬
‫ِ‬
‫س ُب ُي ْـ َجم ً‬ ‫ش ِد ٌ‬
‫يد تَ ْح َ‬ ‫َب ْي َن ُي ْـ َ‬
‫أمريف ميميف األكؿ ‪ :‬الييكد كالمنافقكف يخافكف مف المؤمنيف أكثر مما يخافكف مف ا﵀ عز كجؿ‬
‫كليس ذلؾ إال ألنيـ ال يدرككف حقائؽ األمكر كعكاقبيا كأف المخمكؽ ينبغي أف ال يخاؼ مف‬
‫مخمكؽ مثمو بؿ مف الخالؽ فقط سبحانو كتعالى‪ ,‬كالثاني‪ :‬الييكد ال يقاتمكف المسمميف مجتمعيف‬
‫كال يقاتمكنيـ إال كىـ مختبئكف في حصكنيـ أك بينيـ كبيف المسمميف جدر(‪.)5‬‬

‫كىذا الخكؼ كالجبف نابع مف حبيـ لمدنيا كتكالبيـ عمييا‪ ,‬كبالتالي يفزعكف مف أم شيء ييدد‬

‫اة َو ِم َف الَِّذ َ‬
‫يف‬ ‫اس ع َمى حي ٍ‬
‫الن ِ َ َ َ‬ ‫ص َّ‬ ‫َح َر َ‬‫أْ‬ ‫حياتيـ أك يككف سببا في مكتيـ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ( َولَتَ ِج َدنَّ ُي ْـ‬
‫ير ِب َما‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِم َف ا ْل َع َذ ِ‬ ‫س َن ٍة َو َما ُى َو ِب ُم َز ْح ِز ِح ِو‬
‫َف ُي َع َّم َر َوالم ُو َبص ٌ‬
‫اب أ ْ‬ ‫ؼ َ‬
‫َح ُد ُى ْـ لَ ْو ُي َع َّم ُر أَْل َ‬
‫ش َرُكوا َي َود أ َ‬
‫أَ ْ‬
‫وف)(‪ ,)6‬قررت اآلية مدل حب الييكد لمحياة حتى أف أحدىـ يتمنى أف يعيش ألؼ سنة طمعا‬
‫َي ْع َممُ َ‬
‫طمعا في التمتع أكثر بالمذات كالشيكات‪ ,‬كلعمميـ بعاقبتيـ في اآلخرة فالدنيا عندىـ غاية كرسكا‬
‫ليا كؿ قدراتيـ مف أجؿ أف يصمكا إلى أفضؿ مستكل معيشي‪ ,‬قاؿ ابف كثير(‪ ( )7‬قاؿ عز كجؿ‬
‫(ولتجدنيـ أحرص الناس عمى حياة) أم عمى طكؿ العمر لما يعممكف مف مآليـ السيء‪،‬‬

‫(‪ )1‬صبلح عبد الفتاح الخالدم‪ ,‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‪ ,‬ص‪.992‬‬
‫(‪ )2‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.902 :‬‬
‫(‪ )3‬سكرة الحشر‪ ,‬آية‪.13 :‬‬
‫(‪ )4‬سكرة الحشر‪ ,‬آية‪.10 :‬‬
‫(‪ )5‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‪ ,‬ص‪.937,934‬‬
‫)‪ )6‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.96 :‬‬
‫الدمشقي‪ ,‬حافظ مؤرخ فقيو‪ ,‬كلد‬ ‫ضك بف درع القرشي‬ ‫ً‬
‫ٌ‬ ‫)‪(7‬ابف ىكثير‪ :‬أبك الفداء‪ ،‬عماد الديف إسماعيؿ بف عمر بف كثير بف ٌ‬
‫في عاـ ‪711‬ىػ في قرية مف أعماؿ بصرل الشاـ ‪ ،‬كانتقؿ مع أخ لو إلى دمشؽ سنة ‪ 716‬ىػ كفييا طمب العمـ فبرع في‬
‫عمكـ الحديث كالفقو كالتفسير كالتاريخ‪ ,‬تميز بالحفظ الثاقب كاإلنصاؼ لمخصكـ ‪ ,‬تناقؿ الناس تصانيفو في حياتو‪ ,‬كمف‬
‫آثاره الخالدة ‪ ,‬كتاب تفسير القرآف العظيـ ‪ ,‬كالبداية كالنياية ‪ ,‬كاختصار عمكـ الحديث‪ ,‬تكفي في دمشؽ عاـ ‪774‬ىػ رحمو‬
‫ا﵀‪ ,‬جبلؿ الديف السيكطي‪ ,‬طبقات المفسريف‪ ,‬تحقيؽ‪ ,‬عمي محمد عمر‪ ,‬مكتبة كىبة – القاىرة الطبعة األكلى‪،‬‬
‫‪1396‬ىػ‪,.‬ج‪,1‬ص‪ ,116‬محمد الزحيمي‪ ,‬ابف كثير الدمشقي‪ ,‬دار القمـ – دمشؽ‪ 1415 ,‬ىػ‪1995 -‬ـ ‪ ,‬الطبعة األكلى‪,‬‬
‫ص‪ ,158-,151 68 ,56 ،55‬خير الديف الزركمي‪ ,‬األعبلـ‪ ,‬ج‪,1‬ص‪361.‬‬

‫‪‌ 161‬‬
‫كعاقبتيـ عند ا﵀ الخاسرة‪ ،‬ألف الدنيا سجف المؤمف‪ ،‬كجنة الكافر‪ ،‬فيـ يكدكف لك تأخركا عف مقاـ‬
‫اآلخرة بكؿ ما أمكنيـ‪ ,‬كما يحاذركف منو كاقع بيـ المحالة حتى كىـ أحرص مف المشركيف الذيف‬
‫ال كتاب ليـ)(‪ ,)1‬كىـ إلى اآلف كذلؾ كالظاىر مف سيرتيـ كنظاـ معيشتيـ أنيـ كذلؾ يككنكف إلى‬
‫ما شاء ا﵀(‪.)2‬‬

‫مظاىر الجبف عند الييود ‪:‬‬

‫مظاىر الجبف الييكدم في القرآف عديدة أىميا(‪:)3‬‬

‫ضرو ُك ْـ إَِّال أَ ًذى َوِا ْف‬


‫‪ -1‬عدـ الثبات في صداـ صريح أك لقاء مكشكؼ قاؿ عز كجؿ (لَ ْف َي ُ‬
‫وف)(‪ ,)4‬في ىذه اآلية يقرر ا﵀ عز كجؿ لممؤمنيف حقيقة‬ ‫ص ُر َ‬ ‫ِ‬
‫ُيقَاتمُو ُك ْـ ُي َولو ُك ُـ ْاأل َْد َب َار ثُ َّـ َال ُي ْن َ‬
‫ىامة كىي أف الييكد كالنصارل لف يمحقكا بيـ ضر ار إال أذل كاألذل ىك األلـ الخفيؼ كىك ال‬
‫يبمغ حد الضر الذم ىك األلـ ‪ ،‬كقد قيؿ ‪ :‬ىك الضر بالقكؿ أم يؤذكنكـ بشركيـ‪ ،‬كاسماعكـ‬
‫كفرىـ‪ ،‬كقكليـ في عيسى كأمو كعزير‪ ،‬كدعائيـ إياكـ إلى الضبللة‪ ،‬كلف يضرككـ بذلؾ كىـ في‬
‫حالة القتاؿ ال يثبتكف بؿ يعطكف أدبارىـ لمف أماميـ كىذا كناية عف انيزاميـ‪ ،‬ألف المنيزـ‬
‫يحكؿ ظيره إلى جية الطالب ىربا إلى ممجأ كمكئؿ يئؿ إليو منو‪ ،‬خكفنا عمى نفسو كالطالب في‬
‫ّْ‬
‫(‪)5‬‬
‫‪.‬‬ ‫أثره‪ .‬فدبر المطمكب حينئذ يككف محاذم كجو الطالب اليازمة‬

‫يف َكفَُروا‬ ‫َخ َر َج الَِّذ َ‬


‫‪ -6‬االعتماد عمى الكسائؿ المادية إلى درجة الكفر‪ ,‬قاؿ عز كجؿ( ُى َو الَِّذي أ ْ‬
‫صوُن ُي ْـ ِم َف‬ ‫ِ‬
‫َف َي ْخ ُر ُجوا َوظَنوا أ ََّن ُي ْـ َمان َعتُ ُي ْـ ُح ُ‬ ‫اب ِم ْف ِد َي ِ‬
‫ارِى ْـ ِأل ََّو ِؿ ا ْل َح ْ‬
‫ش ِر َما ظَ َن ْنتُ ْـ أ ْ‬ ‫َى ِؿ ا ْل ِكتَ ِ‬
‫ِم ْف أ ْ‬
‫المَّ ِو‪ ,)6()..‬كالييكد المقصكد بيـ في اآلية ىـ ييكد بني النضير‪ ,‬الذيف أجبلىـ النبي صمى ا﵀‬
‫عميو كسمـ بعد أف نقضكا العيد الذم بينو كبينيـ ‪ ,‬كأخرجكا مف حصكنيـ ككاف في مخيمتيـ‬
‫كاعتقادىـ أنيا مانعة مف بأس ا﵀ ‪ ,‬فمـ ينفعيـ يقينيـ الفاسد فإف قكة ا﵀ عز كجؿ ال تستطيع أم‬
‫قكة اف تقؼ أماميا إليو كفي تقديـ ( مانعتيـ ) كىك كصؼ عمى ( حصكنيـ ) كىك اسـ كاالسـ‬

‫)‪ (1‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.663‬‬


‫)‪(2‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.366‬‬
‫(‪ )3‬انظر كتاب معركة الوجود بيف القرآف والتممود ‪ ,‬عبد الستار سعيد فتح ا﵀‪,‬ص‪.190,194‬‬
‫(‪ )4‬سكرة آؿ عمراف‪ ,‬آية‪.111 :‬‬
‫(‪ )5‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ , ,‬ج‪,6‬ص‪.142,149‬‬
‫(‪ )6‬سكرة الحشر‪ ,‬آية‪.9:‬‬

‫‪‌ 161‬‬
‫بحسب الظاىر أكلى بأف يجعؿ بمرتبة المبتدأ كيجعؿ الكصؼ خب ار عنو ‪ ،‬إشارة إلى أىمية منعة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫الحصكف عند ظنيـ‬

‫ورِى ْـ ِم َف‬
‫ص ُد ِ‬ ‫ِ‬
‫شد َرْى َب ًة في ُ‬
‫‪ -3‬الرىبة مف المؤمنيف أكثر مف ا﵀ عز كجؿ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ(َألَ ْنتُ ْـ أَ َ‬
‫وف)(‪ ,)2‬كالمعنى ىذه الرىبة التي لكـ في صدكر ىؤالء الييكد التي‬ ‫المَّ ِو َذلِ َؾ ِبأ ََّن ُي ْـ قَ ْوٌـ َال َي ْفقَ ُي َ‬
‫أشد مف رىبتيـ مف ا﵀ مف أجؿ أنيـ قكـ ال يفقيكف‪ ،‬ككجو كصؼ الرىبة بأنيا في صدكرىـ‬
‫ىي ٌ‬
‫خفية ‪ ،‬أم أنيـ يتظاىركف باالستعداد لحرب المسمميف كيتطاكلكف‬
‫جد ٌ‬ ‫ً‬
‫اإلشارة إلى أنيا رىبة ُّ‬
‫بالشجاعة ليرىبيـ المسممكف كماىـ بتمؾ المثابة فأطمع ا﵀ رسكلو عمى دخيمتيـ(‪.)3‬‬

‫يعا إَِّال ِفي قًُرى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫بغطاء مف القبلع كالحصكف ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ (َال ُيقَاتمُوَن ُك ْـ َجم ً‬ ‫‪ -4‬ستر جبنيـ‬
‫اء ُج ُد ٍر‪ )4()..‬يعني ‪ :‬أنيـ مف جبنيـ كىمعيـ ال يقدركف عمى مكاجية جيش‬ ‫ور ِ‬ ‫ص َن ٍة أ َْو ِم ْف‬
‫ُم َح َّ‬
‫ََ‬
‫اإلسبلـ بالمبارزة كالمقابمة بؿ إما في حصكف أك مف كراء جدر محاصريف ‪ ،‬فيقاتمكف لمدفع عنيـ‬
‫ضركرة(‪ ,)5‬كىذا كناية عف مصيرىـ إلى اليزيمة إذ ما حكرب قكـ في يعقر دارىـ إال ذلُّكا كما قاؿ‬
‫قاؿ عمي رضي ا﵀ عنو‪ :‬كىذا إطبلع ليـ عمى تطميف لمرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ كالمؤمنيف‬
‫كدخائؿ األعداء(‪.)6‬‬

‫وب ُي ْـ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِد ٌ‬


‫يعا َوُقمُ ُ‬
‫س ُب ُي ْـ َجم ً‬
‫يد تَ ْح َ‬ ‫ْس ُي ْـ َب ْي َن ُي ْـ َ‬
‫‪ -5‬التناكر كالتنافر المكنكف بينيـ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ( َبأ ُ‬
‫وف)(‪ ,)7‬تقرر اآلية مشكمة جد خطيرة عند الييكد كنقطة ضعؼ قاتمة‪,‬‬ ‫شتَّى َذلِ َؾ ِبأ ََّن ُي ْـ قَ ْوٌـ َال َي ْع ِقمُ َ‬
‫َ‬
‫قاتمة‪ ,‬أال كىي التدابر كالتنافر الكاقع بينيـ فميس ىناؾ آفة في أبدانيـ أك قكتيـ‪ ,‬إنما في ضعؼ‬
‫إيمانيـ كتفرؽ كممتيـ‪ ,‬ىـ في الظاىر مجتمعكف‪ ,‬كلكف في الحقيقة قمكبيـ متباغضة متفرقة‪ ,‬كىذا‬
‫راجع إلى قمة عقكليـ فقدمكا الفاضؿ عمى المفضكؿ‪ ,‬كىذا مظير مف مظاىر الجبف(‪. )8‬‬

‫(‪)1‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪,‬ج‪,99‬ص‪.64-72‬‬


‫(‪ )2‬سكرة الحشر‪ ,‬آية‪.13 :‬‬
‫(‪ )3‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,99‬ص‪.149‬‬
‫(‪ )4‬سكرة الحشر‪ ,‬آية‪.10:‬‬
‫(‪ )5‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.140‬‬
‫(‪)6‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,99‬ص‪.144‬‬
‫(‪ )7‬سكرة الحشر‪ ,‬آية‪.10 :‬‬
‫(‪)8‬عبد الرحمف السعدم‪ ,‬تيسير الكريـ المناف في تفسير كالـ الرحمف ‪ ,‬ص‪.949‬‬

‫‪‌ 166‬‬
‫جبف الييود في الوقت المعاصر‪ :‬تظير صفة الجبف عند الييكد بجبلء ككضكح بيف فينة‬
‫كأخرل عمى أرض فمسطيف‪ ,‬كخصكصا عندما يطمب مف الجيش خكض ىجكـ عمى مدينة معينة‬
‫أك قرية أك استيداؼ شخص بعينو‪ ,‬فيـ يحشدكف العديد مف أفراد جنكدىـ كسيارات الجيش لمقياـ‬
‫باعتقاؿ رجؿ كاحد فقط‪ ,‬كفي حربيـ ضد أىؿ لبناف أك أىؿ غزة‪ ,‬يمجأكف إلى القتاؿ مف خبلؿ‬
‫دباباتيـ كطائراتيـ‪ ,‬كيتجنبكف النزكؿ البرم كالمكاجية العينية مع المجاىديف‪ ,‬كالسبب في ذلؾ‬
‫يعكد إلى فرط جبنيـ‪ ,‬ك حرصيـ عمى الحياة‪ ,‬ك معمكـ أف االنتصار الحقيقي في أم معركة‬
‫يعتمد عمى اكتساب األرض ك إسقاط القيادة المعادية‪ ,‬ك ىك ما لـ يحدث في العصر الحديث في‬
‫لبناف أك في غزة‪.‬‬

‫ادوا س َّماع َ ِ ِ‬ ‫المطمب الخامس‪ :‬سماع الكذب‪ :‬قاؿ عز كجؿ( َو ِم َف الَِّذ َ‬


‫وف‬
‫اع َ‬ ‫وف ل ْم َكذ ِب َ‬
‫س َّم ُ‬ ‫يف َى ُ َ ُ‬
‫وؾ)(‪ )1‬كفي قكلو سماعكف لمكذب كجياف‪( :‬األكؿ‪ :‬أف معناه قابمكف لمكذب‪،‬‬ ‫لِقَ ْوٍـ َآ َخ ِر َ‬
‫يف لَ ْـ َيأْتُ َ‬
‫كالسمع يستعمؿ كيراد منو القبكؿ‪ ،‬كذلؾ الكذب الذم يقبمكنو ىػك ما يػقكلػو رؤسػاؤىـ مف األكاذيب‬
‫في ديف ا﵀ تعالى في تحريؼ التكراة‪ ،‬كفي الطعف في محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ,‬كالكجو الثاني‪:‬‬
‫أف المراد مف قكلو سماعكف لمكذب نفس السماع‪ ،‬كالبلـ في قكلو لمكذب الـ كي‪ ،‬أم يسمعكف‬
‫منؾ لكي يكذبكا عميؾ‪ ,‬كأما قكلو (سماعوف لقوـ آخريف لـ يأتوؾ) فالمعنى أنيـ أعيف‬
‫كجكاسيس لقكـ آخريف لـ يأتكؾ كلـ يحضركا عندؾ لينقمكا إلييـ أخبارؾ)(‪ ,)2‬ككرد في تفسير‬
‫المنار(‪()3‬كالبلـ في قكلو‪( :‬لمكذب) فييا كجياف‪( :‬أحدىما) ‪ :‬أنيا لمتقكية‪ ،‬كالمعنى أنيـ يسمعكف‬
‫الكذب كثي ار سماع قبكؿ‪ ،‬أك يقبمكنو‪ ،‬كالمراد بالكذب‪ :‬ما يقكلو رؤساؤىـ في النبي صمى ا﵀ عميو‬
‫كسمـ كفي أحكاـ الديف التي يتبلعبكف فييا بأىكائيـ‪( ,‬كثانييا) ‪ :‬أنيا لمتعميؿ‪ ،‬كالمعنى أنيـ كثيرك‬
‫االستماع لكبلـ الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ كاإلخبار عنو ألجؿ الكذب عميو بالتحريؼ كاستنباط‬
‫الشبيات‪ ،‬فيـ عيكف كجكاسيس بيف المسمميف يبمغكف رؤساءىـ كسائر أعداء اإلسبلـ كؿ ما‬
‫وف لِ ْم َك ِذ ِب‬
‫اع َ‬
‫س َّم ُ‬
‫يقفكف عميو‪ ،‬ألجؿ أف يككف ما يفتركف عميو مف الكذب مقبكال) كقاؿ عز كجؿ( َ‬
‫وف لِمس ْح ِت)(‪ )4‬أم مستجيبكف لو‪ ،‬منفعمكف عنو‪ ،‬سماعكف لقكـ آخريف لـ يأتكؾ أم‬ ‫أ ََّكالُ َ‬

‫(‪ )0‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.01:‬‬


‫(‪ )1‬فخر الديف الرازم‪ ,‬التفسير المحيط ‪ ,‬ج‪,11‬ص‪.342‬‬
‫(‪ )9‬محمد رشيد رضا‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.399,391‬‬
‫(‪ )4‬سكرة المائدة ‪ ,‬آية‪.09 :‬‬

‫‪‌ 163‬‬
‫يستجيبكف ألقكاـ آخريف ال يأتكف مجمسؾ يا محمد(‪ ,)1‬كسماعكف صفة مبالغة مف سامع كىي‬
‫تدؿ عمى أنيـ يستمذكف بالكذب كيميمكف إلى أىؿ الكذب كيمارسكنو في نفس الكقت بكؿ حماس‬
‫كاندفاع(‪ ,)2‬ك تشير اآلية إلى أف الكذب صفة مستقرة في الييكد كامنة في أعماقيـ بؿ إف العقيدة‬
‫الييكدية مف أسسيا الكذب كيظير ىذا في ما امتؤل بو كتابيـ المقدس مف كذب عمى ا﵀ عز‬
‫يمجيا العقؿ‬
‫كجؿ كرسمو صمكات ا﵀ كسبلمو عمييـ أجمعيف فقد نسبكا إلييـ تيما عديدة ‪ ,‬كقبائح ٌ‬
‫السميـ كترفضيا الفطرة السكية (‪.)3‬‬

‫س ُي ْـ‬
‫وف أَ ْنفُ َ‬
‫يف ُي َزك َ‬ ‫كمف اآليات التي كشفت عف صفة الكذب عندىـ قكلو تعالى (أَلَ ْـ تََر إِلَى الَِّذ َ‬
‫ب َو َكفَى ِب ِو‬ ‫ِ ِ‬
‫وف َعمَى المَّو ا ْل َكذ َ‬‫ؼ َي ْفتَُر َ‬
‫(‪)4‬‬
‫وف فَ ِت ً‬
‫يال ) ك ( ا ْنظُ ْر َك ْي َ‬ ‫اء َوَال ُي ْظمَ ُم َ‬
‫ش ُ‬‫َب ِؿ المَّ ُو ُي َزِّكي َم ْف َي َ‬
‫إِثْ ًما ُم ِبي ًنا)(‪ )5‬قاؿ الطبرم(‪()6‬ألـ تر‪ ،‬يا محمد بقمبؾ‪ ،‬الذيف يزككف أنفسيـ مف الييكد فيبرئكنيا‬
‫مف الذنكب كيطيركنيا) كتزكيتيـ ألنفسيـ كادعائيـ أنيـ أبناء ا﵀ كأحباؤه‪ ,‬كأنيـ ال ذنكب ليـ‬
‫كال خطايا(‪ ,)7‬كعف ابف عباس رضي ا﵀ عنيما قاؿ‪ :‬كانت الييكد يقدمكف صبيانيـ يصمكف بيـ‬
‫كيقربكف قربانيـ كيزعمكف أنيـ ال خطايا ليـ كال ذنكب ككذبكا قاؿ ا﵀‪ :‬إني ال أطير ذا ذنب‬
‫بآخر ال ذنب لو ثـ أنزؿ ا﵀ {ألـ تر إلى الذيف يزكوف أنفسيـ})(‪. )8‬‬

‫(‪)9‬‬
‫أف ليـ حقا تاريخيا في فمسطيف كما‬ ‫كمف األمثمة المعاصرة عمى الكذب ادعاء ييكد اليكـ‬
‫جاكرىا مف النيؿ إلى الفرات كينطمقكف في ذلؾ مف نصكص كتابيـ المقدس التي كعدت كما‬
‫يزعمكف كبل مف األنبياء إبراىيـ كاسحاؽ كيعقكب كمكسى كداكد كسميماف عمييـ الصبلة كالسبلـ‬
‫بتممؾ أرض فمسطيف‪ ,‬كمف ذلؾ ما كرد في سفر التككيف(‪()10‬كقاؿ الرب ألبراـ‪( ،‬إبراىيـ) بعد‬

‫(‪ )1‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.149‬‬


‫(‪ )2‬صبلح عبد الفتاح الخالدم‪ ,‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‪ ,‬ص‪.129‬‬
‫(‪ )3‬انظر ص‪ 21‬مف الفصؿ الثاني مف ىذه الدراسة‪.‬‬
‫(‪ )4‬سكرة النساء‪ ,‬آية‪.02 :‬‬
‫(‪ )5‬سكرة النساء‪ ,‬آية‪.44:‬‬
‫(‪ )6‬ابف جرير الطبرم‪,‬ج‪,9‬ص‪.049‬‬
‫(‪ )7‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.044‬‬
‫(‪)8‬السيكطي‪ ,‬الدر المنثور في التفسير بالمأثور‪ ,‬ج‪,9‬ص‪474.‬‬
‫(‪ )9‬ييكد اليكـ‪ :‬طائفة دينية تضـ جماعات مختمفة مف الناس اعتنقت دينا كاحدا‪ ,‬رجا عبد الحميد عرابي‪ ,‬سفر التاريخ‬
‫الييودي‪ ,‬ص‪.319‬‬
‫(‪ )10‬إصحاح ‪ ,14‬الفقرة (‪.)10,13‬‬

‫‪‌ 164‬‬
‫اعتزاؿ لكط عنو‪ :‬ارفع عينيؾ كانظر مف المكضع الذم أنت فيو شماال كجنكبا كشرقا كغربا ألف‬
‫جميع األرض التي أنت ترل لؾ أعطييا كلنسمؾ إلى األبد ) كفي مكضع آخر(‪()1‬في ذلؾ اليكـ‬
‫قطع الرب مع أبراـ ميثاقا قائبل‪ :‬لنسمؾ أعطي ىذه األرض‪ ،‬مف نير مصر إلى النير الكبير‪،‬‬
‫ً‬ ‫(‪)2‬‬
‫اس ىموي‬ ‫ام ىأرىتي ىؾ تىم يد لى ىؾ ٍابننا ىكتى ٍد يعك ٍ‬
‫اؿ ا﵀ي‪ -‬أم( إلبراىيـ)«ىبؿ ىساره ٍ‬ ‫نير الفرات) كأيضا (فىقى ى‬
‫ت لى ىؾ ًف ً‬
‫يو‪ .‬ىىا أ ىىنا‬ ‫اعي يؿ فىقى ٍد ىس ًم ٍع ي‬
‫ىما إًسم ً‬ ‫ً‬ ‫إًسح ى ً‬
‫يـ ىع ٍيدم ىم ىعوي ىع ٍي ندا أبديا لنسمو مف بعده ‪ .‬ىكأ َّ ٍ ى‬ ‫اؽ‪ .‬ىكأيق ي‬ ‫ٍى‬
‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يموي ىمعى‬ ‫يسا ىيمً يد‪ ،‬ىكأ ٍ‬
‫ىج ىعميوي أ َّ ً‬
‫يمةن ىكب ىيرةن‪ ,‬ىكلك ٍف ىع ٍيدم أيق ي‬ ‫أ ىيب ًاريكوي ىكأيثٍ ًم يرهي ىكأي ىكثّْيرهي ىكثً نا‬
‫ير ًج ِّدا‪ .‬اثٍىن ٍي ىع ىش ىر ىرئً ن‬
‫اؽ الًَّذم تىمً يدهي لى ىؾ ىس ىارةي ًفي ى ىذا اٍل ىكٍق ًت ًفي الس ىَّن ًة اآلتًىي ًة)‪ ,‬فيذه أمثمة مف نصكص تكراتية تعد‬ ‫إً ٍس ىح ى‬
‫إبراىيـ كاسحاؽ عمييما السبلـ كنسمييما بأرض كنعاف كيرد عمييا بأف الكعد المعطى إلبراىيـ‬
‫عميو السبلـ يشمؿ ذرية إسماعيؿ فمماذا التفرقة كالعنصرية ألنو كرد في النص كممة (نسمؾ)‪,‬‬
‫كانيا مشركطة بالقياـ بفرائض الرب كشريعتو(‪. )3‬‬

‫المطمب السادس‪ :‬أكؿ الحراـ ‪ :‬الييكد قكـ يأكمكف الحراـ كيتاجركف بالديف مقابؿ الماؿ‪ ,‬كىذا‬
‫كقاؿ عز كجؿ( َوتََرى َك ِث ًا‬
‫ير‬ ‫وف لِمس ْح ِت)‬
‫(‪)4‬‬
‫وف لِ ْم َك ِذ ِب أ ََّكالُ َ‬
‫اع َ‬ ‫س َّم ُ‬‫خمؽ رصيف فييـ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ( َ‬
‫ت لَ ِب ْئ َ‬ ‫اف َوأَ ْكمِ ِي ُـ الس ْح َ‬ ‫وف ِفي ِْ‬
‫اإل ثِْـ َوا ْل ُع ْد َو ِ‬ ‫سِ‬ ‫ِ‬
‫(‪)5‬‬
‫اى ُـ‬
‫وف) ك( َل ْوَال َي ْن َي ُ‬‫س َما َكا ُنوا َي ْع َممُ َ‬ ‫ار ُع َ‬ ‫م ْن ُي ْـ ُي َ‬
‫وف )(‪.)6‬‬
‫ص َن ُع َ‬ ‫س َما َكا ُنوا َي ْ‬ ‫ت لَ ِب ْئ َ‬‫اإل ثْ َـ َوأَ ْكمِ ِي ُـ الس ْح َ‬
‫َح َب ُار َع ْف قَ ْولِ ِيـ ِْ‬
‫ُ‬ ‫وف َو ْاأل ْ‬ ‫الرب ِ‬
‫َّاني َ‬ ‫َّ‬

‫كالسحت معناه الحراـ‪ ,‬كىك الرشكة(‪ ,)7‬كالسحت‪ :‬كؿ ما ال يحؿ كسبو‪ ،‬كىك مف‪ -‬سحتو‪ -‬إذا‬

‫ؽ المَّ ُو ِّ‬
‫الرَبا)(‪ ,)8‬كسميت الرشاء التي كانكا‬ ‫استأصمو ألنو مسحكت البركة كما قاؿ تعالى‪َ ( :‬ي ْم َح ُ‬
‫يأخذكنيا بالسحت إما ألف ا﵀ تعالى يسحتيـ بعذاب‪ ،‬أم يستأصميـ‪ ،‬أك ألنو مسحكت البركة(‪,)9‬‬

‫(‪ )1‬سفر التكويف‪ ,‬إصحاح ‪,14‬الفقرة (‪.)9‬‬


‫(‪ )2‬سفر التكويف‪ ,‬إصحاح ‪, 16‬الفقرة(‪.)91,12‬‬
‫(‪ )3‬صالح الرقب‪ ,‬ليس لمييود حؽ ديني في فمسطيف‪ ,‬ص‪.4,0‬‬
‫(‪ )4‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.09 :‬‬
‫(‪ )5‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.79 :‬‬
‫(‪ )6‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.73 :‬‬
‫(‪ )7‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪,‬ج‪,3‬ص‪.147‬‬
‫(‪ )8‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪ ,967 :‬الزمخشرم‪ ,‬الكشاؼ عف حقائؽ غوامض التنزيؿ‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.730‬‬
‫(‪ )9‬فخر الديف الرازم‪ ,‬التفسير الكبير‪ ,‬ج‪,11‬ص‪.374‬‬

‫‪‌ 165‬‬
‫(‪)1‬‬
‫إذان السحت عند‬ ‫كالسحت يشمؿ جميع الماؿ الحراـ‪ ،‬كالربا كالرشكة كأكؿ ماؿ اليتيـ كالمغصكب‬
‫عند الييكد لو عدة كجكه كىي‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬رشوة الحكاـ‪ :‬فقد كاف الحاكـ في بني إسرائيؿ إذا أتاه مف كاف مبطبل في دعكاه برشكة‬
‫سمع كبلمو كال يمتفت إلى خصمو‪ ،‬فكاف يسمع الكذب كيأكؿ السحت‪ ,‬كالرشكة‪ :‬ىي ما يعطى؛‬
‫إلبطاؿ حؽ‪ ،‬أك إلحقاؽ باطؿ(‪.)2‬‬

‫الثاني‪ :‬رشوة الفقراء‪ :‬كاف فقراؤىـ يأخذكف مف أغنيائيـ ماال ليقيمكا عمى ما ىـ عميو مف‬
‫الييكدية‪ ،‬فالفقراء كانكا يسمعكف أكاذيب األغنياء كيأكمكف السحت الذم يأخذكنو منيـ‪.‬‬

‫َخ ِذ ِى ُـ ِّ‬
‫الرَبا )(‪.)4(,)3‬‬ ‫الثالث‪ :‬أكالوف لمربا لقكلو تعالى‪َ ( :‬وأ ْ‬

‫ولمرشوة عند الييود صور عديدة وىي ‪:‬‬

‫وف َما‬ ‫يف َي ْكتُ ُم َ‬ ‫‪ -1‬كتماف ما أنزؿ اهلل عز وجؿ مف الحؽ مقابؿ الرشكة ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ(إِ َّف الَِّذ َ‬
‫وف ِفي ُبطُوِن ِيـ إَِّال َّ‬
‫الن َار َوَال ُي َكمِّ ُم ُي ُـ‬ ‫يال أُولَ ِئ َؾ َما َيأْ ُكمُ َ‬
‫وف ِب ِو ثَ َم ًنا َقمِ ً‬
‫شتَُر َ‬ ‫أَ ْن َز َؿ اهلل ِم َف ِ‬
‫الكتَ ِ‬
‫اب َوَي ْ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬
‫يـ)(‪)5‬كرد في جامع البياف في تأكيؿ آم القرآف(‪( )6‬يعني‬ ‫القيام ِة وَال ي َزِّكي ِيـ ولَيـ ع َذ ِ‬‫ِ‬
‫اب أَل ٌ‬ ‫اهللُ َي ْوَـ َ َ َ ُ ْ َ ُ ْ َ ٌ‬
‫(يعني تعالى ذكره بقكلو‪" :‬أكلئؾ"‪ ،‬ىؤالء الذيف يكتمكف ما أنزؿ ا﵀ مف الكتاب في شأف محمد‬
‫صمى ا﵀ عميو كسمـ بالخسيس مف الرشكة يعطكنيا‪ ،‬فيحرفكف لذلؾ آيات ا﵀ كيغيركف معانييا)‪.‬‬

‫‪ - 6‬تحريؼ كالـ اهلل عز وجؿ‪ ,‬كتغيير المعاني حتى تكافؽ أىكاء مف يرشكنيـ‪ ,‬قاؿ عز‬
‫وف)(‪ ,)7‬قاؿ عز كجؿ(فَ َوْي ٌؿ‬ ‫وف َك َال َـ المَّ ِو ثُ َّـ ُي َحِّرفُوَن ُو ِمف َب ْع ِد َما َع َقمُوهُ َو ُى ْـ َي ْعمَ ُم َ‬ ‫س َم ُع َ‬
‫كجؿ( َي ْ‬
‫يال فَ َوْي ٌؿ لَ ُي ْـ ِم َّما‬
‫شتَُروا ِب ِو ثَ َم ًنا َقمِ ً‬‫وف َى َذا ِم ْف ِع ْن ِد المَّ ِو لِ َي ْ‬
‫اب ِبأ َْي ِدي ِي ْـ ثُ َّـ َيقُولُ َ‬ ‫يف ي ْكتُب َ ِ‬
‫وف ا ْلكتَ َ‬ ‫لمَّذ َ َ ُ‬
‫ِِ‬

‫(‪ )1‬ابف عاشكر ‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,11‬ص‪.374‬‬


‫)‪ )2‬الشريؼ الجرجاني‪ ,‬التعريفات‪ , ,‬ص‪.111‬‬
‫(‪ )3‬سكرة النساء‪ ,‬آية‪.171.:‬‬
‫(‪ )4‬فخر الديف الرازم‪ ,‬التفسير الكبير‪,‬ج‪,11‬ص‪.371‬‬
‫(‪ )5‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.160 :‬‬
‫(‪ )6‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.392‬‬
‫(‪ )7‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.64 :‬‬

‫‪‌ 166‬‬
‫َكتََب ْت أ َْي ِدي ِي ْـ َو َوْي ٌؿ لَ ُي ْـ ِم َّما َي ْك ِس ُب َ‬
‫وف)(‪ )1‬تكعد ا﵀ عز كجؿ الييكد بالعذاب عمى ما كتبكه بأيدييـ‬
‫مف الكذب كالبيتاف كاالفت ارء كعمى أكميـ مقابؿ ذلؾ ماال حراما كىك السحت‪ ، ,‬فعف ابف عباس‬
‫رضي ا﵀ عنيما في (فويؿ ليـ) يقكؿ‪ :‬فالعذاب عمييـ مف الذم كتبكا بأيدييـ مف ذلؾ الكذب‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ككيؿ ليـ مما يكسبكف يقكؿ مما يأكمكف بو الناس السفمة كغيرىـ‬

‫‪-4‬استخدـ الييود الرشوة مف أجؿ التخفيؼ عنيـ في قسمة خيبر‪ ,‬جاء في الحديث الشريؼ‬
‫(‪)3‬‬
‫رضي ا﵀ عنو‬ ‫أف رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ كاف يبعث عبد ا﵀ بف ركاحة‬

‫(‪)4‬‬
‫بينو كبيف الييكد ‪ ،‬قاؿ‪ :‬فجمعكا حميا مف حمي نسائيـ‪ ،‬فقالكا‪ :‬ىذا لؾ‪ ،‬كخفؼ عنا‪،‬‬ ‫فيخرص‬
‫كتجاكز في القسمة‪ ،‬فقاؿ‪ :‬يا معشر الييكد‪ ،‬كا﵀ إنكـ لمف أبغض خمؽ ا﵀ إلي‪ ،‬كما ذاؾ بحاممي‬
‫أف أحيؼ عميكـ‪ ،‬أما الذم عرضتـ مف الرشكة‪ ،‬فإنيا سحت كانا ال نأكميا‪ ،‬قالكا‪ :‬بيذا قامت‬
‫السمكات كاألرض(‪.)5‬‬

‫يفيـ مف الحديث أف السحت عند الييكد حراـ‪ ,‬قاؿ ابف عبد البر(‪( )6‬كفي ىذا الحديث دليؿ عمى‬
‫أف السحت كىك الرشكة عند الييكد حراـ كال يحؿ‪ ،‬أال ترل إلى قكليـ‪ :‬بيذا قامت السماكات‬

‫(‪ )1‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.62 :‬‬


‫(‪ )2‬ابف كثير‪ ,‬ج‪ ,1‬ص‪.947‬‬
‫(‪ )3‬عبد ا﵀ بف ركاحة‪ :‬بف ثعمبة بف امرئ القيس األنصارم الخزرجي‪ ،‬أحد النقباء( أم كفيبل عمى قكمو)‪ ،‬شيد العقبة‪،‬‬
‫كبدرا‪ ،‬كأحدا‪ ،‬كالخندؽ‪ ،‬كالحديبية‪ ،‬كعمرة القضاء‪ ،‬كالمشاىد كميا إال الفتح كما بعده‪ ،‬ألنو قتؿ يكـ مؤتة شييدا‪ .‬كىك أحد‬
‫األمراء في غزكة مؤتة‪ ،‬كأحد الشعراء المحسنيف الذيف كانكا يردكف األذل عف رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ,‬يكسؼ بف‬
‫عبد البر القرطبي‪ ,‬االستيعاب في معرفة األصحاب‪ ,‬ج‪,3‬ص‪ ,929‬محمد أبك شيبة‪ ,‬السيرة النبوية عمى ضوء القرآف‬
‫والسنة‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.041‬‬
‫تمرا‪ ،‬ثـ يعتد بما‬ ‫تمرا‪ ،‬فيقدر ما عميو رطبا َّ‬
‫كيقدر ما ينقص لك صار ن‬ ‫(‪ )4‬الخرص ‪ :‬معناه حزر ما عمى َّ‬
‫النخؿ مف الرطب ن‬
‫بما بقي بعد النقص‪ ،‬ككذلؾ في العنب‪ ,‬محمد أحمد الدسكقي‪ ,‬الشرح الكبير لمدردير مع حاشية الدسوقي‪ ,‬ج‪,1‬ص‪,043‬‬
‫القرطبي‪ ,‬الجامع ألحكاـ القرآف‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.144‬‬
‫(‪ )6‬مالؾ بف أنس بف مالؾ بف عامر األصبحي (ت‪179 :‬ىػ) ‪ ,‬موطأ مالؾ برواية محمد بف الحسف الشيباني‪ ,‬تعميؽ‬
‫كتحقيؽ‪ :‬عبد الكىاب عبد المطيؼ‪ ,‬المكتبة العممية‪ ,‬الطبعة الثانية‪ ,‬كتاب الصرؼ كأبكاب الربا‪ ,‬باب ما يكره مف قطع‬
‫الدراىـ كالدنانير‪ ,‬رقـ الحديث(‪ ,)836‬قاؿ ابف عبد البر‪ :‬ىذا حديث مرسؿ في جميع المكطآت عف مالؾ بيذا اإلسناد‪,‬‬
‫التمييد لما في الموطأ مف المعاني واألسانيد‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬مصطفى بف أحمد العمكم ‪ ,‬محمد عبد الكبير البكرم‪ ,‬ك ازرة عمكـ‬
‫األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية – المغرب‪ 1387 ,‬ىػ‪,‬ج‪ ,9‬ص‪.139‬‬
‫(‪ )6‬ابف عبد البر‪ :‬اإلماـ شيخ اإلسبلـ حافظ المغرب أبك عمر يكسؼ بف عبد ا﵀ بف محمد بف عبد البر بف عاصـ‬
‫َّ‬
‫الن ىمرم القرطبي‪ ،‬كلد سنة ثماف كستيف كثبلث مائة ىجرية في ربيع اآلخر‪ ,‬كساد أىؿ الزماف في الحفظ كاإلتقاف‪ ,‬ككاف مع‬
‫ُّ‬
‫تقدمو في عمـ األثر كبصره بالفقو كالمعاني‪ ,‬لو بسطة كبيرة في عمـ النسب كاألخبار‪ .‬جبل عف كطنو فكاف في الغرب مدة‪,‬‬

‫‪‌ 167‬‬
‫كاألرض‪ ،‬كلكال أف السحت محرـ عمييـ في كتابيـ ما عيرىـ ا﵀ في القرآف بأكمو‪ ،‬فالسحت محرـ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫عند جميع أىؿ الكتاب)‬

‫المطمب السابع‪ :‬المسارعة إلى الكفر واإلثـ والعدواف‪:‬‬

‫مف أخبلؽ الييكد المسارعة إلى الكفر كارتكاب جميع المعاصي كالى التعدم عمى حدكد ا﵀‬
‫عز كجؿ فيـ ال يمتزمكف بما أحؿ ا﵀ أك حرـ بؿ يتبعكف ىكاىـ كما يكافقو‪ ,‬قاؿ عز كجؿ(يأَي َيا‬
‫يف قَالُواْ آم َّنا ِبأَفْو ِ‬
‫اى ِي ْـ َولَ ْـ‬ ‫وف ِفي ا ْل ُك ْف ِر ِم َف الَِّذ َ‬ ‫سِ‬
‫ار ُع َ‬ ‫نؾ الَِّذ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫يف ُي َ‬ ‫سو ُؿ الَ َي ْح ُز َ‬
‫الر ُ‬
‫َّ‬

‫وف ا ْل َكمِ َـ‬‫وؾ ُي َحِّرفُ َ‬ ‫وف لِقَ ْوٍـ آ َخ ِر َ‬


‫يف لَ ْـ َيأْتُ َ‬ ‫اع َ‬ ‫س َّم ُ‬
‫ادواْ س َّماع َ ِ ِ‬
‫وف ل ْم َكذ ِب َ‬ ‫يف ى ُ َ ُ‬
‫تُ ْؤ ِمف ُقمُوبيـ و ِم َف الَِّذ َ ِ‬
‫ُ ُْ َ‬
‫اف َوأَ ْكمِ ِي ُـ‬ ‫وف ِفي ِْ‬
‫اإل ثِْـ َوا ْل ُع ْد َو ِ‬ ‫سِ‬
‫ار ُع َ‬ ‫اض ِع ِو)(‪ )2‬كقاؿ عز كجؿ( وتَرى َك ِث ا ِ‬
‫ير م ْن ُي ْـ ُي َ‬
‫ً‬ ‫َ َ‬
‫ِمف بع ِد مو ِ‬
‫َ ْ ََ‬
‫وف)(‪ ,)3‬كقد عبر عز كجؿ بالمسارعة لمداللة عمى أنيـ يفعمكف‬ ‫ت لَ ِب ْئ َ‬
‫س َما َكا ُنوا َي ْع َممُ َ‬ ‫الس ْح َ‬
‫المعصية كىـ مقتنعكف بيا مع أف المسارعة تأتي في أمر الخير‪ ,‬كاإلثـ ‪:‬ىك كؿ ما يضر قائمو‬
‫كفاعمو في دينو كدنياه‪ ،‬كالعدكاف‪ :‬ىك الظمـ كتجاكز الحقكؽ كالحدكد الذم يضر الناس(‪ ,)4‬كاإلثـ‬
‫ىنا يتناكؿ جميع المعاصي كالمنييات(‪ ,)5‬كلـ يقؿ يسارعكف إلى ذلؾ ألف المسارع إلى الشيء‬
‫يككف خارجا عنو‪ ،‬فيقبؿ عميو بسرعة‪ ،‬كىؤالء غارقكف في اإلثـ كالعدكاف‪ ،‬كانما يسارعكف في‬
‫جزئيات كقائعيما‪ ،‬كمما قدركا عمى إثـ أك عدكاف ابتدركه‪ ،‬كلـ يتكانكا فيو (‪. )6‬‬

‫كالمسارعة الييكدية في اإلثـ كالعدكاف كأكؿ السحت‪ ،‬ىي ثبلث مراحؿ أك خطكات‪ :‬فعندما‬
‫يرتكبكف المنكر كالباطؿ يقعكف في اإلثـ أكال‪ ،‬ثـ يعتدكف عمى اآلخريف ثانيا ‪ ،‬كمف مظاىر ىذا‬

‫ثـ تحكؿ إلى شرؽ األندلس فسكف دانية كبمنسية كشاطبة كبيا تكفى سنة ثبلث كستيف كأربع مائة ىجرية‪ ,‬كاستكمؿ مائة‬
‫سنة‪ ,.‬شمس الديف الذىبي‪ ,‬تذكرة الحفاظ‪ ,‬دار الكتب العممية بيركت‪ -‬لبناف ‪,‬الطبعة األكلى‪1012 ،‬ىػ‪1229 -‬ـ‪ ,‬ج‪,3‬‬
‫ص‪1199‬‬
‫(‪ )1‬يكسؼ بف عبد البر القرطبي‪ ,‬التمييد لما في الموطأ مف المعاني واألسانيد‪ ,‬ج‪,2‬ص‪.101‬‬
‫(‪ )2‬سكرة المائدة ‪ ,‬آية‪.01 :‬‬
‫(‪ )3‬سكرة المائدة ‪ ,‬آية‪.79 :‬‬
‫(‪ )4‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪ ,7‬ص‪.369‬‬
‫(‪ )5‬فخر الديف الرازم‪ ,‬التفسير الكبير‪ ,‬ج‪ ,19‬ص‪.329‬‬
‫(‪ )6‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.363-369‬‬

‫‪‌ 168‬‬
‫أكميـ السحت «كىك الحراـ» ثالثان‪ ,‬إف المسارعة الييكدية في ىذا دليؿ عمى تغمغؿ االنحراؼ في‬
‫قمكبيـ كسيطرتو عمى كيانيـ‪ ،‬كتكجيو الختياراتيـ كأعماليـ كخطكاتيـ كسيرىـ كحركتيـ(‪. )1‬‬

‫المطمب الثامف ‪ :‬الوقوع في المنكر وعدـ النيي عنو‪:‬‬

‫بينت سكرة المائدة أف الييكد كانكا متماديف في فعؿ المنكر كال ينيى بعضيـ بعضا عف فعمو‬
‫يسى ْاب ِف َم ْرَي َـ َذِل َؾ ِب َما‬ ‫ود َو ِع َ‬ ‫اف َد ُاو َ‬ ‫سِ‬ ‫لَ‬
‫ِ‬ ‫يؿ َعمَى‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫يف َكفَُروا م ْف َبني إِ ْ‬ ‫قاؿ عز كجؿ(لُ ِع َف الَِّذ َ‬
‫وف)(‪. )3‬‬ ‫فَ َعمُوهُ لَ ِب ْئ َ‬ ‫اى ْو َف َع ْف ُم ْن َك ٍر‬ ‫(‪)2‬‬
‫س َما َكا ُنوا َي ْف َعمُ َ‬ ‫وف) ك( َكا ُنوا َال َيتََن َ‬ ‫ص ْوا َو َكا ُنوا َي ْعتَ ُد َ‬
‫َع َ‬

‫استحؽ الييكد المعنة مف ا﵀ عز كجؿ ككاف مف مكجبات ذلؾ أنيـ ال يتناىكف عف المنكر أم‬
‫(‪)4‬‬
‫كمف ذلؾ قتؿ األنبياء عمييـ السبلـ كارتكاب‬ ‫ال ينتيكف عف فعمو كال ينيى بعضيـ بعضا‬
‫المحارـ‪ ,‬كقد كرد في الحديث الشريؼ ما يبيف ذلؾ‪ ,‬فعف عبد ا﵀ بف مسعكد (‪ )5‬رضي ا﵀ عنو‬
‫قاؿ‪ :‬قاؿ رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ :‬إف أكؿ ما دخؿ النقص عمى بني إسرائيؿ كاف الرجؿ‬
‫يمقى الرجؿ فيقكؿ يا ىذا اتؽ ا﵀ كدع ما تصنع فإنو ال يحؿ لؾ ثـ يمقاه مف الغد فبل يمنعو ذلؾ‬
‫أف يككف أكيمو كشريبو كقعيده فمما فعمكا ذلؾ ضرب ا﵀ قمكب بعضيـ ببعض ثـ قاؿ (لعف الذيف‬
‫كفروا مف بني إسرائيؿ عمى لساف داود وعيسى ابف مريـ) إلى قكلو (فاسقوف) ثـ قاؿ كبل كا﵀‬
‫عمى الحؽ أط ار‬ ‫(‪)6‬‬
‫لتأمرف بالمعركؼ كلتنيكف عف المنكر كلتأخذف عمى يدم الظالـ كلتأطرَّنو‬
‫(‪)7‬‬
‫كفي ركاية أخرل عف عبد ا﵀ بف مسعكد‪ ،‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسكؿ ا﵀‬ ‫كلتقصرنو عمى الحؽ قص ار)‬
‫صمى ا﵀ عميو كسمـ‪(:‬لما كقعت بنك إسرائيؿ في المعاصي فنيتيـ عمماؤىـ فمـ ينتيكا‪ ،‬فجالسكىـ‬

‫(‪ )7‬صبلح عبد الفتاح الخالدم‪ ,‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‪ ,‬ص‪.907‬‬
‫(‪ )2‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.69 :‬‬
‫(‪ )3‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.62 :‬‬
‫(‪ )4‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,14‬ص‪.027‬‬
‫(‪ ) 5‬عبد ا﵀ بف مسعكد‪ :‬بف غافؿ بف حبيب اليذلي‪ ,‬أحد السابقيف إلى اإلسبلـ‪ ,‬كمف يرجع إلييـ في تمقي القرآف الكريـ‬
‫شيد جميع الغزكات مع الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ,‬كشيد مكقعة اليرمكؾ‪ ,‬أحد المكثريف مف الركاية عف الرسكؿ صمى‬
‫ا﵀ عميو كسمـ‪ ,‬مات سنة اثنتيف كثبلثيف‪ ,‬كدفف بالبقيع‪ ,‬ابف األثير الجزرم‪ ,‬أسد الغابة في معرفة الصحابة‪,‬‬
‫ج‪,1‬ص‪.396-391‬‬
‫(‪ )6‬لتأطرَّنو‪ :‬لتحممنو عمى الحؽ كالصكاب كلك عمى غير إرادة منو‪ ,‬أك لتردنو عمى الحؽ‪,‬آبادم‪ ,‬أبك الطيب محمد شمس‬
‫الحؽ العظيـ‪ ,‬عوف المعبود شرح سنف أبي داود‪ ,‬المكتبة السمفية‪ ,‬المدينة المنكرة‪ ,‬ج‪,2‬ص‪.1009‬‬
‫(‪ )7‬السجستاني‪ ,‬سنف أبي داود‪ ,‬مع (أحكاـ الشيخ األلباني‪ -‬اعتنى بو الشيخ مشيكر آؿ سمماف) كتاب المبلحـ‪ ,‬باب‬
‫األمر كالنيي‪ ,‬رقـ الحديث (‪ ,)0337‬قاؿ األلباني ضعيؼ ‪ ,‬ج‪,0‬ص‪.191‬‬

‫‪‌ 169‬‬
‫في مجالسيـ ككاكمكىـ كشاربكىـ‪ ،‬فضرب ا﵀ قمكب بعضيـ عمى بعض كلعنيـ {عمى لساف داكد‬
‫كعيسى ابف مريـ ذلؾ بما عصكا ككانكا يعتدكف}» قاؿ‪ :‬فجمس رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪،‬‬
‫ككاف متكئا فقاؿ‪« :‬ال كالذم نفسي بيده حتى تأطركىـ عمى الحؽ أطر)(‪ ,)1‬إف السككت عف‬
‫المخطئيف كعدـ نيييـ عف المنكر كاإلثـ مف قبؿ العامة كالعمماء مدعاة النتشار كشيكع المنكر‬
‫في المجتمع كحدكث خرؽ في نظامو الديني كالحياتي‪ ,‬كتقصير في كاجب األمر بالمعركؼ‬
‫(‪)2‬‬
‫(كذلؾ أف شأف المناكر أف يبتدأىا الكاحد مف‬ ‫كالنيي عف المنكر‪ ,‬كرد في التحرير كالتنكير‬
‫النفر القميؿ‪ ،‬فإذا لـ يجدكا مف يغير عمييـ تزايدكا فييا ففشت كاتبع فييا الدىماء بعضيـ بعضا‬
‫حتى تعـ كينسى ككنيا مناكر فبل ييتدم الناس إلى اإلقبلع عنيا كالتكبة منيا فتصيبيـ لعنة ا﵀)‬
‫كمف مظاىر الرضا بالمعصية مجالسة العصاة كعدـ االكتراث بما صدر منيـ‪ ,‬كأفراد المجتمع يد‬
‫كاحدة كجسد كاحد يجب إصبلح خممو كمداكاة مرضو كمساندة الحؽ كأىمو كمناصرتيـ حتى يظؿ‬
‫الجسد متماسكا ماضيا في تحقيؽ رسالتو كغايتو‪ ,‬كرد في ظبلؿ القرآف(‪( )3‬إف العصياف كالعدكاف‬
‫قد يقعاف في كؿ مجتمع مف الشريريف المفسديف المنحرفيف‪ .‬فاألرض ال تخمك مف الشر كالمجتمع‬
‫ال يخمك مف الشذكذ‪ ،‬كلكف طبيعة المجتمع الصالح ال تسمح لمشر كالمنكر أف يصبحا عرفا‬
‫مصطمحا عميو كأف يصبحا سيبل يجترئ عميو كؿ مف ييـ بو‪ .‬كعند ما يصبح فعؿ الشر أصعب‬
‫مف فعؿ الخير في مجتمع مف المجتمعات كيصبح الجزاء عمى الشر رادعا كجماعيا تقؼ‬
‫الجماعة كميا دكنو كتكقع العقكبة الرادعة عميو‪ ,‬عندئذ ينزكم الشر‪ ،‬كتنحسر دكافعو‪ .‬كعندئذ‬
‫يتماسؾ المجتمع فبل تنحؿ عراه‪ .‬كعندئذ ينحصر الفساد في أفراد أك مجمكعات يطاردىا‬
‫المجتمع‪ ،‬كال يسمح ليا بالسيطرة كعندئذ ال تشيع الفاحشة)‪.‬‬

‫كبنك إسرائيؿ كقعكا في إثـ معصية عدـ األخذ عمى يد الظالـ فاستحقكا المعنة مف ا﵀ عز كجؿ‬
‫كىي الطرد كاإلبعاد مف رحمتو كقد تنافرت قمكبيـ كتباغضت‪ ,‬فالمجتمع الذم ال يحرص أفراده‬
‫عمى معالجة الخمؿ كسد الثغرات كاىداء النصح لبعضيـ البعض يككف سببا لنزع البركة كالرحمة‬
‫مف بيف الناس كحمكؿ الغضب اإلليي فييـ ‪.‬‬

‫)‪ )1‬الترمذم‪ ,‬سنف الترمذي‪ ,‬أبكاب تفسير القرآف عف رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ,‬باب كمف سكرة المائدة‪ ,‬رقـ الحديث‬
‫(‪ ,)3147‬قاؿ الترمذم حديث حسف غريب‪,‬ج‪,5‬ص‪.656‬‬
‫(‪ )7‬ابف عاشكر‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.923‬‬
‫(‪ )1‬سيد قطب‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.209‬‬

‫‪‌ 131‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬االنحراؼ الخمقي الييودي المعاصر‪:‬‬

‫لمييكد تغمغؿ ال يخفى عمى أحد في التحكـ بالمسار الذم تسير عميو المؤسسات العالمية سكاء‬
‫أكانت اقتصادية أك اجتماعية أك فنية أك سياسية كما يترتب عمى ذلؾ مف تدمير لمقيـ كالمبادئ‬
‫اإلسبلمية كاألخبلؽ الفاضمة‪ ,‬كشيكع الفاحشة كالرذيمة كظيكر الفكضى السياسية‪ ,‬كصعكد‬
‫لؤلغنياء عمى حساب الفقراء كأصحاب الدخؿ المحدكد‪ ,‬كلذا فيـ يكجيكف السياسات العالمية بما‬
‫يخدـ مصالحيـ أكال‪ ,‬كسأعرض أمثمة مف عدة جكانب تبيف نفكذ الييكد في العالـ كالذم سيظير‬
‫مدل انحرافيـ الخمقي كفساد فطرتيـ ‪.‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬أثر االنحراؼ الخمقي الييودي عمى الجانب السياسي ‪:‬‬

‫نيج الييكد في ىذا الزماف في تعامميـ مع المسمميف كغيرىـ كفي تعامميـ مع حككمات العالـ‬
‫نيجا سياسيا جائ ار كىك نابع بالطبع مف فسادىـ األخبلقي‪ ,‬كىك يقكـ عمى عنصريف ‪ ,‬كىما‪:‬‬

‫أ‪ -‬العنصرية‪ :‬يرل الييكد أنيـ شعب ا﵀ المختار ‪ ,‬كأنيـ متميزكف عف باقي الشعكب كاألمـ‬
‫كالطكائؼ ‪ ,‬كينبغي أف يعيشكا حياة مترفة بخبلؼ غيرىـ‪ ,‬كمف يعتدم عمييـ بقتؿ أك غيره فيك‬
‫إرىابي‪ ,‬كرد في سفر التثنية(‪()1‬أنتـ أكالد لمرب إليكـ‪ .‬ال تخمشكا أجسامكـ‪ ،‬كال تجعمكا قرعة بيف‬
‫أعينكـ ألجؿ ميت ‪,‬ألنؾ شعب مقدس لمرب إليؾ‪ ،‬كقد اختارؾ الرب لكي تككف لو شعبا خاصا‬
‫فكؽ جميع الشعكب الذيف عمى كجو األرض) ‪.‬‬

‫ب‪ -‬ازدراء اآلخر‪ :‬ينظر الييكد إلى غيرىـ كخصكصا المسمميف منيـ نظرة ازدراء كتحقير بؿ‬
‫كسمكا اآلخريف بمصطمح األغيار (الجكييـ)(‪ ,)2‬كال اعتبار لمصالحيـ في حالة تعارضيا مع‬
‫مصالح الييكد‪.‬‬

‫(‪ )1‬اإلصحاح ‪ ,73‬الفقرة‪.6-1‬‬


‫(‪ )6‬كممة ( جكييـ ) ىي جمع لكممة (جكم ) كىي تعني بالمغة العربية ( القكـ أك الشعب )ككانت تطمؽ عمى مدينة في‬
‫كنعاف ‪ ،‬كقد استخدمت ىذه الكممة لمتفريؽ بيف الييكد ك الشعكب االخرل فكؿ انساف ال يتبع الديانة الييكدية ىك مف‬
‫االغيار‪ ،‬ثـ تطكر معنى ىذه الكممة في العقيدة الييكدية مف اإلشارة الى االمـ األخرل لتتطكر كتستخدـ في الذـ ك القدح‪,‬‬
‫ياسر دركيش أحمد مقاؿ بعنواف( ما وراء المصطمحات الييودية (‪ )6‬األغيار(جوييـ)‪6114/16/66 ,‬ـ‪ ,‬مف موقع مركز‬
‫بيت المقدس لمدراسات التوثيقية‪.‬‬

‫‪‌ 131‬‬
‫كال عجب أف نجد التغمغؿ الييكدم الكبير في المؤسسات الدكلية كالعالمية االقتصادية كالصحية‬
‫كالتعميمية كغيرىا‪ ,‬كدكرىـ في تقرير السياسات كالخطط التي تخدـ مآربيـ كتعمؿ لمكصكؿ إلى‬
‫تحقيؽ غاياتيـ‪ ,‬بغض النظر عف الكسيمة المتبعة في ذلؾ‪ ,‬كمف األمثمة عمى انحراؼ الييكد‬
‫سياسيا‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫التي تـ إنشاؤىا في فمسطيف‪ ،‬كالتي يزعمكف‬ ‫‪ -1‬محاكلة إخضاع العالـ لفكرة مممكة إسرائيؿ‬
‫أف حدكدىا تككف مف العراؽ شرقان إلى مصر غربان‪ -‬مف الفرات إلى النيؿ‪ -‬كمف شماؿ الشاـ‬
‫شماالن إلى يثرب جنكبان(‪.)2‬‬

‫‪ -6‬التدخؿ في السياسة األمريكية لصالح ما يعرؼ دكلة إسرائيؿ في فمسطيف ‪,‬عف طريؽ منظمة‬
‫(‪)3‬‬
‫كالتي بدكرىا تضغط عمى الككنجرس األمريكي لدعـ الييكد‪ ,‬كاظيارىـ‬ ‫المكبي الصييكني‬
‫بصكرة إيجابية(‪.)4‬‬

‫‪ -3‬سيطرة الييكد عمى كسائؿ اإلعبلـ بشقيو المرئي كالمسمكع كتكجيو ذلؾ لخدمة الدكلة‬
‫(‪)5‬‬
‫‪.‬‬ ‫كالمصالح الييكدية‬

‫‪ -4‬إشعاؿ نار الفتنة بيف الحككمات كشعكبيا‪ :‬كذلؾ عف طريؽ إغراء الحككمات باضطياد‬
‫الشعكب‪ ،‬كاغراء الشعكب بالتمرد عمى الحككمات‪ ،‬كمحاكلة إبقاء كؿ مف قكة الحككمة‪ ،‬كقكة‬
‫الشعب؛ لتبقى العداكة دائمة مستمرة(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬يطمؽ الييكد عمى دكلتيـ مسمى دكلة إسرائيؿ كىذا مف التضميؿ المتعمد مف حاخاماتيـ حتى يصبغكا دكلتيـ بصبغة‬
‫دينية‪ ,‬فيـ يحسبكف أنفسيـ امتدادان إلسرائيؿ كىك يعقكب عميو السبلـ كالصحيح أف يعقكب عميو السبلـ منيـ براء‪.‬‬
‫(‪ )6‬ناصر الحمد‪ ,‬رسائؿ في األدياف والفرؽ والمذاىب‪ ,‬ص‪.84‬‬
‫َّ‬
‫المحدد‪ :‬ىك لجنة الشئكف العامة اإلسرائيمية األمريكية (إيباؾ)‪ ،‬كىي مف أىـ جماعات‬ ‫(‪ )3‬المكبي الصييكني بالمعنى‬
‫موسوعة الييود والييودية‬ ‫الضغط‪ ,‬كميمتو الضغط عمى المشرعيف األمريكييف لتأييد الدكلة الصييكنية‪ ,‬المسيرم‪,‬‬
‫والصييونية‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.411‬‬
‫(‪ )3‬المصدر السابؽ‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.411-411‬‬
‫(‪ )5‬طارؽ السكيداف‪ ,‬الييود الموسوعة المصورة‪ ،‬ص ‪.٢٣٣‬‬
‫(‪ )6‬رسائؿ في األدياف والفرؽ والمذاىب‪ ,‬ص‪.85‬‬

‫‪‌ 136‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬أثر االنحراؼ الخمقي الييودي عمى الجانب االجتماعي‪:‬‬

‫يدكر الجانب االجتماعي عند أم طائفة أك شعب حكؿ طبيعة العبلقة القائمة داخميا أم بيف‬
‫األفراد أنفسيـ كالذيف تجمعيـ عقيدة كاحدة‪ ,‬كبيف عبلقة األفراد مع مف يختمفكف معيـ مف‬
‫أصحاب المذاىب كالعقائد األخرل‪ ,‬كالييكد تميزت عبلقتيـ ببعضيـ البعض كما صكرىا القرآف‬
‫اء إِلَى َي ْوِـ‬
‫ض َ‬‫بالعداكة كالتمزؽ كالتشتت كالفرقة قاؿ عز كجؿ ( َوأَْلقَ ْي َنا َب ْي َن ُي ُـ ا ْل َع َد َاوةَ َوا ْل َب ْغ َ‬
‫ام ِة)(‪ ,)1‬كالمقصكد إما الطكائؼ الييكدية فيما بينيا‪ ،‬كاما طكائؼ النصرانية فيما بينيا أك بيف‬ ‫ِ‬
‫ا ْلق َي َ‬
‫الييكدية كالنصرانية‪ ,‬فإذا كانت لمييكد فالعداكة كالبغضاء قائمة بيف طكائفيـ بعضيا مع بعضيا‬
‫شتَّى َذلِ َؾ ِبأ ََّن ُي ْـ قَ ْوٌـ َال‬
‫وب ُي ْـ َ‬
‫يعا َوُقمُ ُ‬
‫ِ‬
‫س ُب ُي ْـ َجم ً‬ ‫ش ِد ٌ‬
‫يد تَ ْح َ‬ ‫ْس ُي ْـ َب ْي َن ُي ْـ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫اآلخر ‪ ,‬كقاؿ عز كجؿ( َبأ ُ‬
‫وف)(‪ )3‬فيـ متدابركف متباغضكف متناحركف فيما بينيـ كاف كانكا في الظاىر كما يييئ‬ ‫َي ْع ِقمُ َ‬
‫لمناظر إلييـ يدا كاحدة عمى المسمميف(‪ ,)4‬كبالنسبة لعبلقة الييكد مع غيرىـ فيي مبتكرة ذلؾ أنيـ‬
‫يحبكف اإلساءة إلى غير الطائفة الييكدية ‪ ,‬فنجد أنيـ استخدمكا القتؿ كالعنؼ كالخيانة تجاه‬
‫المسمميف بؿ كالنصارل‪ ,‬كمف األمثمة عمى انحراؼ الييكد اجتماعيا‪:‬‬

‫(‪)5‬‬
‫أك‬ ‫‪ -1‬التمييز كالتفريؽ الكاقع بيف أفراد الييكد كما ىك حاصؿ بيف المتدينيف كغير المتدينيف‬
‫بيف الييكد الغربييف كالشرقييف(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.64 :‬‬


‫(‪ )6‬الشعراكم‪ ,‬تفسير الشعراوي‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.3686‬‬
‫(‪ )3‬سكرة الحشر‪ ,‬آية‪.13 :‬‬
‫(‪ )4‬طنطاكم‪ ,‬التفسير الوسيط‪ ,‬ج‪,14‬ص‪.315‬‬
‫(‪ )5‬الييكد المتدينكف‪ :‬كىؤالء يؤمنكف بأف الييكدية ليست مجرد تراث ثقافي كانما ىي انتماء ديني‪ ،‬كبأف المغة العبرية لغة‬
‫َّ‬
‫مقدسة‪ ,‬ال يصح استخداميا في الحياة اليكمية أك في شئكف الدنيا‪ ,‬كىذا الفريؽ معاد لمصييكنية رافض لمدكلة الصييكنية‪,‬‬
‫كغير المتدينيف ‪ :‬ىـ الذيف ال يؤمنكف بالديف الييكدم كبعبارة أخرل ىـ العممانيكف‪ ,‬المسيرم‪ ,‬موسوعة الييود والييودية‬
‫والصييونية‪,‬ج‪ ,3‬ص‪.674,671,‬‬
‫(‪ ) 6‬الييكد الغربيكف‪ :‬كىـ ييكد أكركبا الغربية كألمانيا كالدنمارؾ كىكلندا كغيرىا ‪ ,‬كىـ أقؿ الفرؽ تمسكا بالتراث الديني ‪,‬‬
‫كالييكد الشرقيكف‪ :‬أم ىـ ييكد ركسيا كبكلكنيا كركمانيا ‪ ,‬كىـ يشكمكف األكثرية بيف المجتمع الييكدم‪ ,‬كأكثر الفرؽ تمسكا‬
‫بالديف‪ ,‬رجا عبد الحميد عرابي‪ ,‬سفر التاريخ الييودي‪ ,‬ص‪.393-391‬‬

‫‪‌ 133‬‬
‫‪ -6‬التركيز عمى سياسة القتؿ‪ ,‬كال يفرقكف في ذلؾ بيف الصغير كالكبير‪ ,‬كخير دليؿ ذلؾ‬
‫تاريخيـ الطكيؿ في احتبلؿ فمسطيف الحافؿ بالعديد مف المجازر كالمذابح كالتي راح ضحيتيا‬
‫اآلالؼ مف الشيداء مف الرجاؿ كالنساء كالشيكخ كاالطفاؿ كمجزرة دير ياسيف ككفر قاسـ كمجزرة‬
‫(‪)1‬‬
‫استيداؼ الييكد‬ ‫المسجد اإلبراىيمي في الخميؿ‪ ,‬كقد رأل العالـ في انتفاضة القدس األخيرة‬
‫لصغار فمسطيف‪ ,‬كتحديدا في مدينة الخميؿ(‪.)2‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أثر االنحراؼ الخمقي عمى الجانب المالي ‪:‬‬

‫لقد تغمغؿ حب الماؿ في نفس ييكد كبدا ذلؾ مف خبلؿ حرصيـ الشديد عمى الحياة الدنيا‬

‫َخ ِذ ِى ُـ ِّ‬
‫الرَبا‬ ‫كأكميـ الربا كتعاطييـ لو كتعامميـ بو كىذا ليس حديثا بؿ منذ القدـ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ( َوأ ْ‬
‫ِ‬ ‫اف ِر َ ِ‬
‫َعتَ ْد َنا ِل ْم َك ِ‬ ‫اس ِبا ْلب ِ‬
‫اط ِؿ َوأ ْ‬ ‫َوقَ ْد ُن ُيوا َع ْن ُو َوأَ ْكمِ ِي ْـ أ َْم َو َ‬
‫اؿ َّ‬
‫يما)(‪ )3‬كقكلو‪ :‬كأخذىـ‬ ‫يف م ْن ُي ْـ َع َذ ًابا أَل ً‬ ‫الن ِ َ‬
‫الربا كقد نيكا عنو أم أف ا﵀ قد نياىـ عف الربا فتناكلكه كأخذكه كاحتالكا عميو بأنكاع مف الحيؿ‬
‫كصنكؼ مف الشبو(‪ ،)4‬كأكمكا أمكاؿ الناس بالباطؿ فقد كاف الييكد يحتالكف كيخادعكف أنبيائيـ‬
‫عمييـ الصبلة كالسبلـ ‪ ،‬ليجيزكا ألنفسيـ أكؿ الربا الذم حرمو ا﵀ عمييـ كنياىـ عنو‪ ,‬كمف‬
‫الحيؿ التي احتالكا فييا ألجؿ الربا أنيـ قصركا التحريـ فيو عمى التعامؿ بيف الييكد بعضيـ‬

‫البعض‪ ،‬كقالكا ال نتعامؿ فيما بيننا بالربا‪ ،‬أما معاممة الييكدم لغير الييكدم بالربا فجعمكه حبلالن‬
‫(‪)5‬‬
‫(لؤلجنبي تقرض بربا‪ ،‬كلكف ألخيؾ ال تقرض بالربا)‪ ,‬كمف‬ ‫ال بأس بو‪ ,‬كرد في سفر التثنية‬
‫تبلعب الشيطاف بيـ أنيـ يزعمكف أف الفقياء إذا احمكا ليـ الشيء صار حبلال‪ ،‬كاذا حرمكه صار‬
‫حراما‪ ،‬كاف كاف نص التكراة بخبلفو‪ ،‬كىذا تجكيز منيـ لنسخيـ ما شاءكا مف شريعة التكراة‪،‬‬

‫(‪ )1‬االنتفاضة الفمسطينية الثالثة أك انتفاضة القدس‪ ،‬ككذلؾ يسميت انتفاضة السكاكيف‪ :‬ىي مكجة احتجاجات كأعماؿ‬
‫جيادية تشيدىا األراضي الفمسطينية المحتمة كداخؿ الخط األخضر منذ بداية أكتكبر ‪ 6115‬كحتى كقت كتابة الرسالة‪,‬‬
‫تميزت بقياـ فمسطينييف بعمميات طعف متكررة كدىس لعسكرييف كمدنييف إسرائيمييف‪ ،‬ردان عمى جرائـ جيش االحتبلؿ الييكدم‬
‫مف قتؿ لمفمسطينييف كحماية قطعاف المستكطنيف في اقتحاميـ المتكرر لممسجد األقصى المبارؾ‪ ,‬كقد تزامنت األحداث‬
‫أيضا مع تنفيذ القكات اإلسرائيمية ضربات جكية عمى قطاع غزة الذم انطمقت منو صكاريخ نحك دكلة الكياف الييكدم ‪.‬‬
‫ن‬
‫(‪ )6‬بمغ عدد الشيداء مف الخميؿ كالذيف قتمكا عمى أيدم القكات الصييكنية في انتفاضة السكاكيف حتى‪6115/11/14‬ـ‬
‫شييدا بإذف ا﵀ عز كجؿ‪ ,‬صحيفة ىآرتس‪ ,‬عميرة ىامس‪ ,‬تقرير بعنواف(شيداء الخميؿ‪ ..‬شيادات مف الخميؿ تثير‬
‫ن‬ ‫(‪)64‬‬
‫الشكوؾ حوؿ رواية الجيش ‪ -‬تاريخ ‪6115/11/14‬ـ ‪ ,‬مف موقع الحياة الجديدة‪.‬‬
‫(‪ )3‬سكرة النساء ‪ ,‬آية‪.171 :‬‬
‫(‪)4‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪ ,9‬ص‪.014‬‬
‫(‪ )5‬اإلصحاح الثالث والعشريف‪ ,‬الفقرة ‪.94‬‬

‫‪‌ 134‬‬
‫فحجركا عمى الرب تعالى كتقدس أف ينسخ ما يريد مف شريعتو ‪ ،‬كجكزكا ذلؾ ألحبارىـ‬
‫كعممائيـ(‪.)1‬‬

‫ككانت أكركبا التي تديف بالنصرانية تحرـ الربا كتنيى عف التعامؿ بو لكف كمنذ أكاخر القرف‬
‫السادس عشر الميبلدم بدأت أكربا بالتمرد عمى ىذا الحكـ اإلليي ففي عاـ ‪1593‬ـ كضع‬
‫استثناء ليذا الحظر في أمكاؿ القاصريف فصار يباح تثميرىا بالربا‪ ،‬بإذف مف القاضي‪ ،‬فكاف ىذا‬
‫(‪)2‬‬
‫ثـ تبع ذلؾ استغبلؿ الكبار لنفكذىـ‪ ،‬لكف الربا لـ ينتشر كلـ يقر كقانكف معترؼ‬ ‫خرقا لمتحريـ‬
‫بو إال بعد الثكرة الفرنسية كالتي كاف لمييكد اليد الطكلى فييا لتحقيؽ مطامعيـ‪ ,‬كمف ذلؾ إنشاء‬
‫مصارؼ ربكية(‪ )3‬لتحقيؽ أحبلميـ باالستحكاذ عمى أمكاؿ العالـ‪ ،‬كجاءت الفرصة في تمؾ الثكرة‬
‫(‪)4‬‬
‫أنو يجكز لكؿ أحد أف‬ ‫فقد أقر الربا كأيحؿ فقد قررت الجمعية العمكمية في فرنسا سنة ‪1789‬ـ‬
‫يتعامؿ بالربا في حدكد خاصة يعينيا القانكف‪ ,‬كاستطاع الييكد مف خبلؿ عممية اإلقراض إيقاع‬
‫الدكؿ كالمؤسسات في فخ الفكائد مما أدل إلى سقكط الدكؿ اقتصاديا‪.‬‬
‫كمف األمكر التي ساعدت الييكد عمى السيطرة عمى االقتصاد العالمي امتبلكيـ لمثركات الثمينة‬
‫كخصكصا الذىب كالفضة كاستبداليما بأكراؽ كسندات ليس ليا قيمة‪ ,‬كبذلؾ بقي الييكد الذيف‬
‫يممككف الذىب ىـ األغنى كالمتحكميف في االقتصاد العالمي بينما يستعبدكف األفراد كالشعكب‬
‫الثاني كالعشريف(‪()6‬في أيدينا‬ ‫(‪)5‬‬
‫بأكراؽ يتحكمكف في قيمتيا الكرقية‪ ,‬كقد جاء في البركتكككؿ‬
‫تتركز أعظـ قكة في األياـ الحاضرة‪ ،‬كأعني بيا الذىب ففي خبلؿ يكميف نستطيع أف نسحب أم‬

‫(‪)1‬ابف القيـ‪ ,‬محمد بف أبي بكر بف أيكب بف سعد شمس الديف الجكزية (ت‪641 :‬ىػ)‪ ,‬إغاثة الميفاف مف مصائد‬
‫الشيطاف‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد حامد الفقي ‪,‬مكتبة المعارؼ‪ ،‬الرياض‪ ،‬المممكة العربية السعكديةج‪,9‬ص‪.399‬‬
‫(‪ )2‬محمكد عارؼ أبك كىبة‪ ,‬نظريات الربا في الفكر االقتصادي‪ ,‬بحث منشكر في مجمة المسمـ المعاصر‪ ,‬العدد‪ ,93‬سنة‬
‫‪1294‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬مصارؼ ربكية‪ :‬مؤسسة ائتمانية تقكـ أساسان عمى تمقي الكدائع كمنح القركض الربكية‪(,‬بتصرؼ)‪ ,‬فيد الشريؼ مذكرة‬
‫نقود ومصارؼ (‪ , ,)2‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )4‬مجمة البحكث اإلسبلمية‪ ,‬بحث بعنواف ( تعميؽ عف الفرؽ بيف الفائدة البنكية والربا) ‪ ,‬صالح الحصيف ‪ ,‬ص‪,190‬‬
‫العدد ‪ 31‬إصدار سنة ‪1011‬ىػ‪.‬‬
‫(‪ )5‬بركتككؿ‪ :‬مفرد بركتككالت كىي‪ :‬كثائؽ محاضرة ألقاىا زعيـ صييكني عمى مجمكعة مف الصياينة ليستأنسكا بيا‪،‬‬
‫كيسيركا عمييا في إخضاعيـ لمعالـ كالسيطرة عميو‪ ,‬كعددىا ‪ 90‬بركتككؿ‪ ,‬سعكد الخمؼ‪ ,‬دراسات في األدياف الييودية‬
‫والنصرانية‪,‬ص‪.194‬‬
‫(‪ )6‬محمد خميفة التكنسي‪ ,‬بروتكوالت حكماء صييوف‪ ,‬ص‪.946‬‬

‫‪‌ 135‬‬
‫مقدار منو مف حجرات كنزنا السرية )‪ ,‬كيقكؿ الييكد‪ :‬إف كؿ الذىب الذم ظممنا نكدسو خبلؿ‬
‫قركف كثيرة جدان ال بد أف يساعدنا في غرضنا الصحيح كىك إعادة النظاـ تحت حكمنا (‪.)1‬‬

‫كليذا ىيمف الييكد عمى بيكت الماؿ في العالـ‪ ،‬كمراكز القكل االقتصادية‪ ،‬كالبنكؾ‪ ،‬كالصناعات‬
‫المختمفة‪،‬األمر الذم ساعدىـ كثي انر في تكطيد ما يرمكف إليو مف مخططات كالتي كاف عمى رأسيا‬
‫تثبيت دعائـ الدكلة الييكدية في فمسطيف مف خبلؿ الدعـ المالي المستمر لمييكد ىناؾ‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬أثر االنحراؼ الخمقي عمى الجانب اإلعالمي‪:‬‬

‫سعى الييكد لمسيطرة عمى الماكينة اإلعبلمية كما سعكا لمسيطرة عمى االقتصاد‪ ,‬حتى يجمعكا بيف‬
‫القكة المادية كالقكة العقمية كي يتحكمكا في زرع األفكار كالمفاىيـ التي يريدكف‪ ,‬فيـ ينادكف‬
‫بالمذىب الرأسمالي(‪ ,)2‬كىذا يتطمب حشدا ىائبل مف المؤسسات اإلعبلمية كالقنكات الفضائية‬
‫كالمجبلت كالصحؼ حتى يرسخ في األذىاف أف ال مستقبؿ مستقر لمبشرية إال مف خبلؿ ما‬
‫تنادم بو الييكدية مف انحبلؿ كربا كفساد‪ ,‬كالعقكؿ قد تتغير بكممة مؤثرة أك بمطالعة صحيفة أك‬
‫بخطبة تسمعيا لذا فاف الييكد حققكا ألنفسيـ نفكذا ممحكظا عمى كسائؿ اإلعبلـ كخصكصا بعد‬
‫(‪)3‬‬
‫كمف انبثؽ عنو مف ق اررات كمنيا‪:‬‬ ‫انعقاد المؤتمر الصييكني األكؿ عاـ ‪1897‬ـ‬

‫‪ -1‬إف القنكات ( كسائؿ اإلعبلـ) التي يجد فييا الفكر اإلنساني ترجمانا لو يجب أف تككف‬
‫خالصة في أيدينا‪.‬‬
‫‪ -6‬األدب كالصحافة ىما أعظـ قكتيف تعميميتيف كاعبلميتيف يجب أف تككف تحت سيطرتنا‪.‬‬

‫(‪ )1‬سعيد صالح‪ ,‬العقيدة الييودية وخطرىا عمى اإلنسانية‪ ,‬دار الصفا لمطباعة كالنشر‪ ,‬الطبعة‪-‬الثانية ‪.1224‬‬
‫ص‪.909‬‬
‫(‪ )2‬الرأسمالية‪ :‬نظاـ اقتصادم ذك فمسفة اجتماعية كسياسية‪ ،‬يقكـ عمى أساس إشباع حاجات اإلنساف الضركرية كالكمالية‪،‬‬
‫كتنمية الممكية الفردية كالمحافظة عمييا‪ ،‬متكسعان في مفيكـ الحرية‪ ،‬معتمدان عمى سياسة فصؿ الديف نيائيان عف الحياة‪ ,‬الندكة‬
‫العالمية لمشباب اإلسبلمي‪ ,‬الموسوعة الميسرة في األدياف واألحزاب والمذاىب المعاصرة‪ ,‬دار الندكة العالمية لمطباعة‬
‫كالنشر كالتكزيع ‪,‬الطبعة الرابعة‪ 1094 ،‬ىػ‪ .‬ج‪,9‬ص‪.214‬‬
‫(‪ )3‬تـ انعقاد المؤتمر الصييكني األكؿ برئاسة شخص يدعى ثيكدرىرتزؿ في مدينة بازؿ بسكيسرا‪ ,‬عبد القادر عيسى عبيد‪,‬‬
‫إفساد الييود وأثره في تتبير عموىـ‪ ,‬رسالة ماجستير الجامعة اإلسبلمية غزة ‪1033 ,‬ىػ‪9419-‬ـ‪,‬ص‪.66‬‬

‫‪‌ 136‬‬
‫‪ -3‬يجب أف ال يككف ألعدائنا كسائؿ صحفية يعبركف فييا عف آرائيـ كاف كجدت فبلبد مف‬
‫التضييؽ عمييا لمنعيا مف مياجمتنا(‪.)1‬‬

‫يبلحظ أف الييكد حريصكف كؿ الحرص عمى التحكـ في كسائؿ اإلعبلـ بشكؿ عاـ كخصكصا‬
‫الصحافة عمى مستكل العالـ كباألخص في دكؿ أمريكا كأكركبا كمف األمثمة عمى ذلؾ ‪:‬‬

‫انتشارا‪ ،‬كىي جريدة النيكيكرؾ تايمز‪ ،‬التي بدأت‬


‫ن‬ ‫‪ -1‬تكجو الييكد إلى أكسع الجرائد األمريكية‬
‫عمميا في سنة ‪1851‬ـ(‪ ،)2‬كقاـ بشرائيا شخص ييكدم ألنيا كانت تعاني مف أزمة مالية‬
‫كصارت جريدة النيكيكرؾ تايمز مف ىذه المحظة كالى اآلف جريدة ييكدية ً‬
‫صرفة‪ ,‬أما صحيفة‬
‫(‪)3‬‬
‫مباشر في السياسة األمريكية‪ ،‬كىاتاف الجريدتاف‬
‫نا‬ ‫تأثير‬
‫فيي الجريدة التي تؤثر نا‬ ‫الكاشنطف بكست‬
‫يحرص عمى قراءتيا كبار المكظفيف في الحككمة األمريكية كليا تأثيرىا البالغ عمى السياسة‬
‫األمريكية (‪.)4‬‬

‫‪-3‬يسيطر الييكد بشكؿ كامؿ عمى ثبلث شبكات تميفزيكنية تنتج األكثرية الساحقة مف مكاد‬
‫التسمية األمريكية‪ ،‬كتمثؿ المصدر الرئيسي لؤلنباء لؤلمريكييف‪ ،‬كىذه الشبكات ىي ‪ NBC‬ك‪CBC‬‬
‫ك‪ ABC‬كال يخفى عمى أم متابع ليذه القنكات الصبغة الييكدية الكاضحة(‪.)5‬‬

‫‪-3‬مدينة السينما العالمية ىكليككد(‪ )6‬كالتي بمثابة مدينة السينما األكلى في العالـ‪ -‬تعتبر مدينة‬
‫ييكدية خالصة‪ -‬حيث يشكىكف مف خبلؿ ما تعرضو مف أفبلـ أم مجمكعة عرقية خبلفيـ (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬أحمد محمد أبك زيد‪ ,‬مقاؿ بعنكاف(النفوذ الييودي في األجيزة اإلعالمية والمؤسسات الدولية)‪ ,‬مف مكقع األلككة‪,‬‬
‫‪9449/11/0‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )2‬جريدة نيكيكرؾ تايمز‪ :‬ذات تكجو ليبرالي كىي قريبة مف الديمقراطييف عمكما‪ ،‬كفي السياسة الخارجية مؤيدة إلسرائيؿ‪،‬‬
‫ككتاب األعمدة فييا يتراكحكف بيف التأييد المطمؽ إلسرائيؿ كالتأييد المخفؼ ليا‪ ,‬الجزيرة نت‪9446/14/99 ,‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أنشئت عاـ ‪1966‬ـ‪ ,‬كىي ذات تكجو ديمقراطي‪ ,‬الجزيرة نت‪9446/14 ,‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )4‬فؤاد سيد الرفاعي‪ ,‬النفوذ الييودي في األجيزة الدولية والمؤسسات اإلعالمية‪ ,‬ص‪.94‬‬
‫(‪)5‬النفوذ الييودي في األجيزة الدولية والمؤسسات اإلعالمية‪ ,‬ص‪.91‬‬
‫(‪ ) 6‬ىكليكد‪ :‬منطقة في مقاطعة لكس أنجمس في كالية كاليفكرنيا في الكاليات المتحدة األمريكية تقع بيف الغرب كالشماؿ‬
‫الغربي لمركز مدينة لكس أنجمكس‪ ,‬سبب شيرتيا كجكد استكديكىات السينما كالنجكـ العالمييف فييا‪ ،‬تعد المركز التاريخي‬
‫لمسنيما األمريكية كالممثميف األمريكييف‪, www.alwatanvoice.coml ,‬كىي تعني الخشب المقدس كالذم كاف‬

‫‪‌ 137‬‬
‫كالييكد يستغمكف اآللة اإلعبلمية في كسب الرأم العاـ لتأييد قضاياىـ مثؿ شرعية دكلتيـ المقامة‬
‫عمى أرض فمسطيف‪ ,‬كتشكيو صكرة العرب كالمسمميف‪ ,‬كنشر كؿ ما ىك رذيمة كمسيء لمقيـ‬
‫(‪)2‬‬
‫أف التمفزيكف البريطاني عرض خبلؿ شيريف ما‬ ‫الحضارية كاألخبلؽ النبيمة‪ ,‬كتشير إحصائية‬
‫يقارب مف ‪ 138‬ساعة مف البرامج التي تتحيز لمييكد كتياجـ العرب‪ ,‬كقاـ إعبلميـ في الداخؿ‬
‫الفمسطيني عمى سياسة إعبلمية مبرمجة لتثبيت أقداميـ كدكلتيـ ككيانيـ الغاصب‪ ,‬كمف ذلؾ أنيـ‬
‫حيف يقكمكف بشف حرب عمى الفمسطينييف في الضفة أك القطاع يقكـ إعبلميـ بكصؼ ذلؾ‬
‫بالحؽ المشركع بخبلؼ ما إذا قاـ أحد أك طائفة بالتصدم ليـ أك بقتؿ جندم أك أسره فإنيـ‬
‫يعتبركف ذلؾ إرىابا(‪.)3‬‬

‫المطمب الخامس‪ :‬أثر االنحراؼ الخمقي عمى الجانب التربوي‪:‬‬

‫كالمراد بو آراؤىـ في التربية كالتعميـ كنظرياتيـ في ذلؾ كأساليبيـ في نشكء األجياؿ ‪ ,‬كقد طرح‬
‫الييكد أفكا ار تربكية غريبة خاصة بيـ زرعت في أجياليـ العنصرية كالقكمية المدمرة‪ ,‬كسعكا إلى‬
‫ضرب فمسفة التربية اإلسبلمية قاصديف بذلؾ ضرب األجياؿ الصاعدة في ببلد المسمميف ‪ ,‬حتى‬
‫يزكؿ البغض في قمكب الناس تجاىيـ ‪ ,‬كيسيؿ تمرير المخططات الييكدية عمى تمؾ الشعكب‬
‫التي استمرأت النمط الحياتي الييكدم ‪ ,‬كمف األمثمة عمى انحراؼ الييكد تربكيا‪:‬‬

‫‪ -1‬يربي الييكد أفرادىـ عمى اإلساءة إلى اآلخريف مف خبلؿ التحريض عمى العنؼ كالتحرش‬
‫ب إًليي ىؾ ًإلىى‬ ‫الجنسي كجكاز الربا مع غير الييكدم‪ ,‬كرد في سفر التثنية ( ىمتىى أىتىى بً ىؾ َّ‬
‫الر ُّ‬ ‫(‪) 4‬‬

‫ام ىؾ‪،‬‬ ‫الر ُّ ً‬ ‫اخ هؿ إًلى ٍييا لًتىمتىمً ىكيا‪ ،‬كطىرىد يشعكبا ىكثًيرةن ًمف أىم ً‬ ‫ت ىد ً‬ ‫ض الَّتًي أ ٍىن ى‬‫األ ٍىر ً‬
‫ىم ى‬
‫ب إليي ىؾ أ ى‬ ‫ام ىؾ‪ ،‬ىكىدفى ىعيي يـ َّ‬ ‫ى ٍ ى ى ى ي ن ى ٍ ى‬
‫البنً ًو‪،‬‬ ‫اى ٍريى ٍـ‪ٍ ,‬ب ىنتى ىؾ الى تي ٍع ًط ٍ‬
‫طع لىيـ عي ندا‪ ،‬كالى تي ٍش ًف ٍؽ عمى ٍي ًيـ‪ ،‬كالى تيص ً‬
‫ى‬ ‫ى ٍ ى‬
‫ً‬
‫ض ىرٍبتىيي ٍـ‪ ،‬فىإَّن ىؾ تي ىحّْريميي ٍـ‪ ,‬الى تى ٍق ى ٍ ي ٍ ى ٍ ى‬ ‫ىك ى‬
‫ب ىعمى ٍي يك ٍـ‬ ‫الر ّْ‬
‫ب َّ‬ ‫ضي‬ ‫يخ ىرل‪ ،‬فىىي ٍح ىمى ىغ ى‬ ‫البنً ىؾ‪ .‬ألَّىنوي ىي يرُّد ٍاب ىن ىؾ ًم ٍف ىكىرائًي فىىي ٍعيب يد آلًيىةن أ ٍ‬
‫ٍخ ٍذ ٍ‬ ‫ىكبًنتٍوي الى تىأ ي‬
‫ّْ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كف‬
‫ص ىابيي ٍـ‪ ،‬ىكتيقىط يع ى‬
‫كف أ ٍىن ى‬
‫ّْر ى‬ ‫كف بً ًي ٍـ‪ :‬تى ٍيد يم ى‬
‫كف ىم ىذاب ىحيي ٍـ‪ ،‬ىكتي ىكس ي‬ ‫ىكيي ٍيم يك يك ٍـ ىس ًر ن‬
‫يعا‪ ,‬ىكلك ٍف ى ىك ىذا تى ٍف ىعمي ى‬

‫يستعمؿ في الطقكس الكثنية القديمة لتصنع منو أدكات السحر لمتحكـ في الناس كجعميـ في غيبكبة‪,‬‬
‫‪.related:worldconspiracy.freezoy.com‬‬

‫(‪ )1‬النفوذ الييودي في األجيزة اإلعالمية والمؤسسات الدولية ‪ ,‬فؤاد سيد الرفاعي‪ ,‬ص‪.01 ,32,39‬‬
‫(‪ )2‬ىذه اإلحصائية نشرتيا صحيفة العرب القطرية في‪ ,1291/9/12‬محمد رمضاف خير يكسؼ‪ ,‬مقاؿ بعنواف (السيطرة‬
‫الييودية عمى وسائؿ اإلعالـ العالمية لزياد أبو غنيمة)‪ ,‬مكقع األلككة ‪ ,‬بتاريخ ‪9410/2/19‬ـ‪.‬‬
‫(‪)3‬غازم السعدم – منير اليكر اإلعالـ االسرائيمي‪,‬ص‪ ,97‬أحمد رفيؽ عكض‪ ,‬لغة الخطاب اإلعالمي االسرائيمي مكتب‬
‫الشؤكف الفكرية كالدراسات – البيرة‪9447 ,‬ـ‪ ,‬ص‪.179‬‬
‫(‪ )1‬اإلصحاح السابع‪ ,‬الفقرة ‪.6-1‬‬

‫‪‌ 138‬‬
‫كف تى ىماثًيمىيي ٍـ بً َّ‬
‫الن ًار) ككرد في السفر نفسو (‪()1‬لؤلجنبي تقرض بربا‪ ،‬كلكف ألخيؾ ال‬ ‫ىس ىك ًارىييي ٍـ‪ ،‬ىكتي ٍح ًرقي ى‬
‫تقرض بربا؛ لكي يباركؾ الرب) ‪.‬‬

‫لعب الييكد دك ار في طرح نظريات مادية خمت مف العنصر الركحي قاصديف بذلؾ ضرب النسيج‬
‫األسرم‪ ,‬كتفككو مما يسيؿ انحبلؿ األسرة أخبلقيا‪ ,‬كنظرية فركيد(‪)2‬الطبيب النمساكم الييكدم‬
‫كالتي تدعك إلى عبادة الجنس مف خبلؿ ربطو بسمكؾ اإلنساف‪ ,‬كالى اعتبار األخبلؽ مانعان عف‬
‫تحقيؽ اإلشباع الجنسي فيترتب عمى ذلؾ عقد كاضطرابات نفسية (‪ ,)3‬كرد في البركتككؿ‬
‫التاسع(‪()4‬كلقد خدعنا الجيؿ الناشئ مف األممييف‪ ,‬كجعمناه فاسدا متعفنا بما عممناه مف مبادئ‬
‫كنظريات معركؼ لدينا زيفيا التاـ‪ ,‬كلكف نحف أنفسنا الممقنكف ليا‪ ,‬كلقد حصمنا عمى نتائج مفيدة‬
‫خارقة مف غير تعديؿ فعمي لمقكانيف السارية مف قبؿ بؿ بتحريفيا في بساطة كبكضع تفسيرات ليا‬
‫لـ يقصد إلييا مشرعكىا)‪.‬‬

‫‪ -3‬يغذم الييكد الرغبات الشيكانية كالجنسية لدل األفراد لدييـ كفي األمـ األخرل مف مختمؼ‬
‫األعمار‪ ,‬كذلؾ عف طريؽ تشريع اإلباحية كالزنا كتشجيع فتح بيكت لمدعارة(‪ ,)5‬فتنشأ أجياؿ غارقة‬
‫في شيكاتيا غائبة عف حقيقة كجكدىا في الحياة ‪ ,‬رسخ فييا حب الييكد ‪ ,‬معجبة‬

‫بالحضارة الغربية‪ ,‬كبالتالي ال تفكر في مقاكمة الييكد ‪ ,‬يقكؿ أحد حاخامات الييكد(‪ ()6‬شعبنا‬
‫محافظ مؤمف كلكف عمينا أف نشجع االنحبلؿ في المجتمعات غير الييكدية فيعـ ‌الكفر كالفساد‬
‫كتضعؼ الركابط المتينة التي تعتبر أىـ مقكمات الشعكب فيسيؿ عمينا السيطرة عمييا كتكجيييا‬

‫(‪ )6‬سفر التثنية‪ ,‬اإلصحاح ‪ ,63‬الفقرة‪.19‬‬


‫(‪ )3‬فركيد‪ :‬كلد في سنة ‪1856‬ـ ‪ ,‬كاسمو الحقيقي سيغيسمكند شمكمك فركيد ‪ ,‬ىك طبيب نمساكم مف أصؿ ييكدم‪،‬‬
‫اختص بدراسة الطب العصبي كمفكر حر‪ ,‬يعتبر مؤسس عمـ التحميؿ النفسي‪ ,‬كىك طبيب األعصاب النمساكم الذم أسس‬
‫مات في سنة‪1939‬ـ‪ ,‬عبد الكىابي الكيالي‪ ,‬موسوعة السياسة‬ ‫مدرسة التحميؿ النفسي كعمـ النفس الحديث‪,‬‬
‫ج‪,3‬ص‪.541-538‬‬
‫(‪ )4‬الندكة العالمية لمشباب اإلسبلمي‪ ,‬الموسوعة الميسرة في األدياف واألحزاب والمذاىب‪ ,‬ص‪.868-866‬‬
‫(‪ )5‬عباس محمكد العقاد‪ ,‬الخطر الييودي بروتكوالت حكماء صييوف‪ ,‬ص‪.147‬‬

‫(‪)5‬عبد الرحمف حبنكة الميداني‪ ,‬مكايد الييود عبر التاريخ ‪ ,‬دار القمـ ‪ ,‬دمشؽ – بيركت‪ ,‬الطبعة الثانية‪1398 ,‬ىػ‪-‬‬
‫‪1978‬ـ‪,‬ص‪.347-344‬‬
‫(‪)6‬اسمو الحاخاـ ريتشكركف‪ ,‬خباب الحمد‪ ,‬مقاؿ بعنكاف ( كيؼ ينظر الييود لممرأة أخالقياً؟(قراءة في األبعاد الفكرية‬
‫الييوديَّة في إفساد المرأة)‪ ,‬مف مكقع صيد الفكائد‪.‬‬

‫‪‌ 139‬‬
‫كيفما نريد)(‪ ,)1‬كىذا االنحراؼ يسمـ منو كؿ مف اعتنؽ ديف اإلسبلـ كالتزـ تعاليمو كتمسؾ بقيمو‬
‫النبيمة السامية كالتي تترفع عف كؿ ما ىك دنيء كمتناقض مع الفطرة السكية كالنفس الزكية‪.‬‬

‫الفصؿ الرابع‪ :‬الشخصية الييودية السياسية‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬تعريؼ عاـ ويشتمؿ عمى مطمبيف‪:‬‬

‫المطمب األوؿ ‪ :‬السياسة لغة كاصطبلحا‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬معنى الشخصية الييكدية السياسية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬معالـ السياسة الييودية مف خال ؿ سورة المائدة ويشتمؿ عمى ثالثة مطالب‪:‬‬

‫(‪ )1‬يزعـ الحاخاـ أف شعب ييكد محافظ كىذا تضميؿ كخداع بؿ ىك أحط شعكب األرض أخبلقيا‪.‬‬

‫‪‌ 141‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬سياسة القتؿ عند الييكد‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬سياسة الحركب كاإلفساد في األرض‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬كالية الييكد لمنصارل ضد المسمميف‪.‬‬

‫المبحث األوؿ ‪ :‬تعريؼ عاـ‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬السياسة لغة واصطالحا‪:‬‬

‫أ‪ -‬السياسة لغة‪ :‬مف ساس يسكس سياسة‪ ,‬كساس األمر سياسة‪ :‬قاـ بو‪ .‬كالسياسة‪ :‬القياـ عمى‬
‫الشيء بما يصمحو(‪ ,)1‬كفي الحديث الشريؼ ‌عف أبي ىريرة رضي ا﵀ عنو ع ًف النَّبً ّْي َّ‬
‫صمى ا﵀ي‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫اؿ‪‌ « :‬كانت بنك إسرائيؿ تسكسيـ األنبياء كمما ىمؾ نبي خمفو نبي كانو ال نبي‬ ‫ىعمى ٍي ًو ىك ىسمَّ ىـ‪ ،‬قى ى‬
‫(‪)2‬‬
‫ببيعة األكؿ فاألكؿ أعطكىـ حقيـ‬ ‫بعدم كسيككف خمفاء فيكثركف‪ .‬قالكا فما تأمرنا؟ قاؿ‪ :‬فيكا‬

‫(‪ )1‬ابف منظكر األنصارم‪ ,‬لساف العرب‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.149‬‬


‫)‪ (2‬فيكا‪ :‬فعؿ أمر بالكفاء كالمعنى أنو إذا بكيع الخميفة بعد خميفة فبيعة األكؿ صحيحة يجب الكفاء بيا كبيعة الثاني باطمة‪,‬‬
‫العسقبلني‪ ,‬ابف حجر‪ ,‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ,‬دار المعرفة ‪ -‬بيركت‪1379 ،‬ىػ‪ ,‬رقـ كتبو كأبكابو أحاديثو‪ :‬محمد‬

‫‪‌ 141‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كاف بنك إسرائيؿ يسكسيـ أنبياؤىـ أم تتكلى أمكرىـ كما يفعؿ‬ ‫فإف ا﵀ سائميـ عما استرعاىـ »‬
‫األمراء كالكالة بالرعية‪ ,‬فكانكا إذا ظير فييـ فساد بعث ا﵀ ليـ نبيا يقيـ ليـ أمرىـ كيزيؿ ما غيركا‬
‫مف أحكاـ التكراة(‪.)2‬‬

‫ب‪ -‬السياسة اصطالحا‪ :‬لمسياسة تعريفات عديدة‪ ,‬كذلؾ راجع إلى الزاكية التي يتناكليا كؿ‬
‫تخصص فيي في اإلسبلـ (استصبلح الخمؽ بإرشادىـ إلى الطريؽ المنجي في العاجؿ كاآلجؿ‬
‫(‪)3‬‬
‫كفي عمـ السياسة (فف ممارسة القيادة كالحكـ كعمـ الدكلة أك السمطة كأكجو‬ ‫كتدبير أمكرىـ)‬
‫العبلقة بيف الحاكـ كالمحككـ)(‪ ,)4‬كفي عمـ االجتماع تعرؼ (بالتدبير الحكيـ كالنظر الحصيؼ‬
‫في عاقبة أمر ما كالجية التي تضع سياسة خاصة بيدؼ معيف ترتبط بإطار لمعمؿ التنفيذم‬
‫لتحقيؽ ىذا اليدؼ)(‪ ,)5‬ككممة السياسة لـ ترد في القرآف الكريـ كلكف يكجد ما يرادفيا في المعنى‬

‫اب َوا ْل ِح ْك َم َة َوآتَ ْي َن ُ‬


‫اى ْـ ُم ْمكاً‬ ‫ِ‬
‫يـ ا ْلكتَ َ‬
‫كالممؾ‪ ,‬كالحكمة‪ ,‬كالتمكيف(‪ ,)6‬قاؿ عز كجؿ(فَقَ ْد آتَْي َنا َ ِ ِ‬
‫آؿ إ ْب َراى َ‬
‫اء)(‪ )8‬كقاؿ عزك‬ ‫ض َيتََب َّوأُ ِم ْن َيا َح ْي ُ‬
‫ؼ ِفي ْاأل َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعظيماً) كقاؿ عز كجؿ( َو َك َذل َؾ َم َّك َّنا ل ُي ُ‬
‫(‪)7‬‬
‫ش ُ‬ ‫ث َي َ‬ ‫وس َ‬
‫ض َما أَ ْن َز َؿ‬ ‫َف َي ْف ِت ُن َ‬
‫وؾ َع ْف َب ْع ِ‬ ‫اح َذ ْرُى ْـ أ ْ‬
‫اء ُى ْـ َو ْ‬ ‫اح ُك ْـ َب ْي َن ُي ْـ ِب َما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو َوال تَتَِّب ْع أ ْ‬
‫َى َو َ‬ ‫َف ْ‬‫جؿ( َوأ ِ‬
‫المَّ ُو)(‪. )9‬‬

‫فؤاد عبد الباقي‪ ,‬كقاـ بإخراجو كصححو كأشرؼ عمى طبعو‪ :‬محب الديف الخطيب‪ ,‬عميو تعميقات العبلمة‪ :‬عبد العزيز بف‬
‫عبد ا﵀ بف باز‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.497‬‬
‫(‪ )3‬محمد بف إسماعيؿ البخارم‪ ,‬صحيح البخاري‪ ,‬كتاب أحاديث األنبياء‪ ,‬باب ما ذكر عف بني إسرائيؿ‪ ,‬رقـ‬
‫الحديث(‪.)4333‬‬
‫(‪ )0‬ابف حجر العسقبلني‪ ,‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.026‬‬
‫(‪ )3‬ابف عابديف‪ ,‬محمد أميف بف عمر بف عبد العزيز عابديف الدمشقي الحنفي (ت‪1949 :‬ىػ)‪ ,‬رد المحتار عمى الدر‬
‫المختار‪ ,‬دار الفكر‪ -‬بيركت‪ ,‬الطبعة الثانية‪101 ,‬ىػ‪1229 -‬ـ‪ ,‬ج‪,0‬ص‪ ,14‬محمد بف عمي ابف القاضي محمد حامد بف‬
‫محمد صابر الفاركقي الحنفي التيانكم (ت‪ :‬بعد ‪1149‬ىػ) كشاؼ اصطالحات العموـ والفنوف‪ ,‬تقديـ كاشراؼ كمراجعة‪ :‬د‪.‬‬‫ٌ‬
‫رفيؽ العجـ‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬د‪ .‬عمي دحركج‪ ,‬نقؿ النص الفارسي إلى العربية‪ :‬د‪ .‬عبد ا﵀ الخالدم‪ ,‬مكتبة لبناف ناشركف ‪ -‬بيركت‪,‬‬
‫ج‪,1‬ص‪.770‬‬
‫(‪)4‬عبد الكىاب الكيالي‪ ,‬موسوعة السياسة ‪ , ,‬ج‪,3‬ص‪.379‬‬
‫(‪)5‬أحمد زكي بدكم‪ ,‬معجـ مصطمحات العموـ االجتماعية‪ ,‬مكتبة لبناف ناشركف‪ -‬بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى ‪-‬‬
‫‪1223‬ـ‪,‬ص‪.319‬‬
‫(‪)6‬القرضاكم‪ ,‬يكسؼ‪ ,‬الديف والسياسة تأصيؿ ورد شبيات‪ ,‬دار الشركؽ‪9446,‬ـ‪ ,‬ص‪.91-12‬‬
‫(‪ )7‬سكرة النساء‪ ,‬آية‪.40 :‬‬
‫(‪ )8‬سكرة يكسؼ‪ ,‬آية‪.91:‬‬
‫(‪ )9‬سكرة المائدة‪ ,‬آية ‪.02 :‬‬

‫‪‌ 146‬‬
‫بينت اآليات السابقة أف ا﵀ عز كجؿ رزؽ آؿ إبراىيـ عميو السبلـ(أىمو كأتباعو عمى دينو)(‪ )1‬عدة‬
‫أم جعمنا فييـ الممكؾ(‪ ,)3‬كالممؾ‬ ‫(‪)2‬‬
‫اى ْـ ُم ْمكاً َع ِظيماً)‬
‫عدة أمكر كاف منيا الممؾ العظيـ ( َوآتَ ْي َن ُ‬
‫ضبط الشيء المتصرؼ فيو بالحكـ(‪ ,)4‬كىذه سياسة ككذلؾ األمر بالنسبة لمتمكيف فقد مكف ا﵀‬
‫عز كجؿ النبي يكسؼ عميو السبلـ في أرض مصر كجعمو ممكا يتصرؼ فييا بأمره كنييو(‪,)5‬‬
‫كأمر ا﵀ عز كجؿ نبيو محمدان صمى ا﵀ عميو كسمـ أف يحكـ بيف الييكد بالحكـ الشرعي الذم‬
‫أنزلو ا﵀ عز كجؿ عميو(‪ ,)6‬إذان فالممؾ كالحكـ يعني حكـ الناس كأمرىـ كنيييـ كقيادتيـ في‬
‫أمكرىـ‪ ,‬كالقياـ عمى أمكرىـ الدينية كالدنيكية كىذا ال يتأتى إال بالتمكيف فالسياسة إذان ىي إدارة‬
‫أمكر الناس حكما كرعاية كتنظيما كفف التعامؿ مع اآلخريف‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬معنى الشخصية الييودية السياسية‪:‬‬

‫الحديث عف سياسة الييكد يراد بو طريقة إدارتيـ لشؤكنيـ الخاصة بما يخدـ مصالحيـ ك كيفية‬
‫تعامميـ مع اآلخر سكاء كاف مكافقا ليـ أـ مخالفا‪ ,‬إال أف ىذا البحث يعنى بعبلقة الييكد مع‬
‫مخالفييـ كىـ المسممكف تحديدا‪ ,‬كيشمؿ أيضا البحث عف أىداؼ الييكد الدنيكية مف خبلؿ‬
‫البحث فيما ينتيجكنو مف كسائؿ شتى في تحقيؽ مطامعيـ ‪ ,‬فيـ يستخدمكف القتؿ كايقاد‬
‫الحركب‪ ,‬كيحسنكف كسب تعاطؼ الناس تجاه قضاياىـ كخصكصا صناع القرار كالمتنفذيف منيـ‪,‬‬
‫كعبلقتيـ بالنصارل بيف مد كجزر كتمدد كانكماش إال أنو يجمعيـ ىدؼ كاحد أال كىك محاربة‬
‫االسبلـ كأىمو حتى يخمك ليـ الجك كتنقاد ليـ الحككمات كالشعكب كيديف ليـ العالـ ‪.‬‬

‫كاف الييكد عبر تاريخيـ الطكيؿ صناع فتف كمشعمك حركب ككراء أحداث جسيمة مرت بيا‬
‫األمة المسممة بؿ البشرية جمعاء‪ ,‬كخصكصا منذ بدء عصر تسامح المسمميف مع الييكد كالممتد‬
‫عبر القركف الثامف عشر كالتاسع عشر كالعشريف(‪ ,)7‬منطمقيف في ذلؾ مف تعاليـ تكراتيـ‬

‫)‪(1‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪,‬ج‪,9‬ص‪.094‬‬


‫)‪ (2‬سكرة النساء‪ ,‬آية‪.40 :‬‬
‫)‪ )3‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.927‬‬
‫)‪ )4‬الراغب األصفياني‪ ,‬المفردات في غريب القرآف‪ ,‬ص‪.664‬‬
‫)‪ )5‬الزمخشرم‪ ,‬الكشاؼ عف حقائؽ التنزيؿ وعيوف األقاويؿ في وجوه التأويؿ‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.040‬‬
‫)‪ )6‬عبد الرحمف السعدم‪ ,‬تيسير الكريـ المناف في تفسير كالـ الرحمف‪,‬ص‪.634‬‬
‫(‪)7‬عبد ا﵀ التؿ‪ ,‬األفعى الييودية في معاقؿ اإلسالـ‪ ,‬المكتب اإلسبلمي بيركت ‪ ,‬دمشؽ‪ ,‬ص‪.2‬‬

‫‪‌ 143‬‬
‫كتممكدىـ‪ ,‬لمقضاء عمى غير الييكد حتى يحكمكا العالـ‪ ,‬كمف األمثمة عمى ذلؾ مف الماضي‬
‫كالحاضر‪:‬‬

‫‪ -1‬إحداث الفتنة في زمف الصحابة رضواف اهلل عمييـ أجمعيف‪ ,‬كمف ذلؾ قياـ رجؿ ييكدم‬
‫يدعى عبد ا﵀ بف سبأ(‪ ,)1‬بإحداث قبلقؿ زمف و‬
‫كؿ مف الصحابييف الجميميف عثماف بف عفاف كعمي‬
‫بف أبي طالب رضي ا﵀ عنيما‪ ,‬حيث قاـ بنشر أفكاره اآلثمة المتضمنة بضركرة إسقاط الخميفة‬
‫عثماف رضي ا﵀ عنو كأثار الناس عميو‪ ،‬كأخذ ينتحؿ لو االتيامات كيختمؽ لو المظالـ‪ ،‬كيكيؿ لو‬
‫في األخطاء‪ ،‬كأخذ الخبيث يطعف عمنا في خبلفتو‪ ،‬كاتيمو بالظمـ‪ ،‬كنادل بالخركج عميو كعمى‬
‫كالتو في األقاليـ‪ ،‬مظي ار ناحية أخرل حساسة لدل المسمميف ىي‪ :‬األمر بالمعركؼ كالنيي عف‬
‫المنكر كالتي مف خبلليا بدأ بتشكيؿ جبية معارضة ضد الصحابي الجميؿ أمير المؤمنيف عثماف‬
‫رضي ا﵀ عنو‪ ,‬كمف باب الحقيقة التاريخية فإف كؿ ما قيؿ في حؽ عثماف رضي ا﵀ عنو مف‬
‫قبؿ الحاقديف عميو باطؿ سندان كمتنان(‪ ,)2‬السيما كأنو مف المبشريف بالجنة فقد أخبره الرسكؿ صمى‬
‫ا﵀ عميو كسمـ بأنو شييد كبأف لو الجنة عمى بمكل‬

‫تصيبو(‪.)3‬‬

‫(‪)1‬عبد ا﵀ بف سبأ‪ :‬رجؿ ييكدم مف أىؿ صنعاء سعى جاىدا إلحداث قبلقؿ بيف المسمميف مف خبلؿ التنقؿ بيف بمدانيـ‬
‫فأسمـ في أياـ عثماف رضي ا﵀ عنو‪ ،‬ثـ تنقؿ في ببلد الحجاز‪ ،‬ثـ ذىب إلى البصرة ‪ ،‬ثـ إلى الككفة‪ ،‬ثـ إلى الشاـ كىك‬
‫يحاكؿ في كؿ بمد ينزؿ بيا أف يضؿ ضعاؼ األحبلـ‪ ،‬كلكنو لـ يستطع السبيؿ إلى ذلؾ‪ ،‬فأتى مصر فأقاـ بيف أىميا كما‬
‫فتئ يمفتيـ عف أصكؿ دينيـ‪ ،‬كيزيد ليـ بما يزخرفو مف القكؿ حتى كجد مرتعان خصيبان‪ ,‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬محمد بف بف‬
‫يزيد بف كثير بف غالب اآلممي‪ ،‬أبك جعفر الطبرم‪ ,‬تاريخ الطبري = تاريخ الرسؿ والمموؾ وصمة تاريخ الطبري (صمة‬
‫تاريخ الطبرم لعريب بف سعد القرطبي (ت‪372 :‬ىػ)‪ ,‬دار التراث – بيركت‪ ,‬الطبعة‪ :‬الثانية ‪ 1396 -‬ىػج‪ 4‬ص‪,22-29‬‬
‫األسفراييني‪ ,‬طاىر بف محمد أبك المظفر (ت‪061 :‬ىػ)‪ ,‬التبصير في الديف وتمييز الفرقة الناجية عف الفرؽ اليالكيف‪,‬‬
‫تحقيؽ‪ :‬كماؿ يكسؼ الحكت‪ ,‬عالـ الكتب – لبناف‪ ,‬الطبعة األكلى‪1043,‬ىػ ‪1293 -‬ـ‪ ,‬ص‪.142‬‬
‫)‪ (2‬ذكر القاضي أبك بكر العربي في كتابو القيـ الفريد العواصـ مف القواصـ كؿ االتيامات التي كجيت إلى عثماف رضي‬
‫ا﵀ عنو كأخذ بتفنيدىا كاحدة تمك األخرل‪ ,‬كمف األمثمة عمى ذلؾ قكلو (كأما ضربو لعمار كابف مسعكد‪ ،‬كمنعو عطاءه‬
‫فزكر‪ ،‬كضربو لعمار إفؾ مثمو‪ ،‬كلك فتؽ أمعاءه ما عاش أبدا‪ .‬كقد اعتذر عف ذلؾ العمماء بكجكه‪ ،‬ال ينبغي أف يشتغؿ‬
‫بيا‪ ،‬ألنيا مبنية عمى باطؿ كأما جمع القرآف فتمؾ حسنتو العظمى‪ ،‬كخصمتو الكبرل) كغيرىا مف األمثمة‪ ,‬ص‪. 311-681‬‬
‫)‪ )3‬عف أبي مكسى رضي ا﵀ عنو‪ ،‬أف النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ دخؿ حائطا كأمرني بحفظ باب الحائط‪ ،‬فجاء رجؿ‬
‫يستأذف‪ ,‬فقاؿ‪« :‬ائذف لو كبشره بالجنة»‪ ،‬فإذا أبك بكر ثـ جاء آخر يستأذف‪ ،‬فقاؿ‪« :‬ائذف لو كبشره بالجنة»‪ ،‬فإذا عمر‪ ،‬ثـ‬
‫جاء آخر يستأذف فسكت ىنيية ثـ قاؿ‪( :‬ائذف لو كبشره بالجنة عمى بمكل ستصيبو)‪ ,‬فإذا عثماف بف عفاف )‪ ,‬محمد بف‬

‫‪‌ 144‬‬
‫كأيضا كاف عبد ا﵀ بف سبأ ىك أكؿ مف أسس التشيع ك الغمك في أىؿ البيت(‪ ,)1‬كنشط في التنقؿ‬

‫مف بمد إلى بمد؛ الحجاز كالبصرة كالككفة‪ ،‬ثـ إلى الشاـ‪ ،‬ثـ إلى مصر كبيا استقر ككجد آذانان‬
‫لبث سمكمو ضد الخميفة عثماف رضي ا﵀ عنو كالغمك في عمي رضي ا﵀ عنو كىذا‬
‫صاغية ٌ‬
‫يمكلكنو‪ ،‬إذ كاف كمما طرد مف بمد انتقؿ‬
‫النشاط منو في نشر أفكاره يدعك إلى الظف بأف الييكد ّْ‬
‫يمكليـ كينشر آراءىـ‪ ،‬كقد‬
‫إلى آخر بكؿ نشاط‪ ،‬كالشؾ أنو يحتاج في تنقمو ىك كأتباعو إلى مف ّْ‬
‫بدأ ينشر آراءه متظاى انر بالغيرة عمى اإلسبلـ‪ ،‬كمطالبان بإسقاط الخميفة إثر إسبلمو المزعكـ(‪.)2‬‬

‫ثـ دعا إلى التشيع ألىؿ البيت كالى إثبات الكصاية لعمي رضي ا﵀ عنو(‪ ,)3‬ثـ دعا إلى القكؿ‬

‫(‪)4‬‬
‫ثـ إلى القكؿ بألكىية عمي رضي ا﵀ عنو‪.‬‬ ‫بالرجعة‬

‫‪ -6‬لعب الييود دو ار خطي ار في تأجيج الحروب الصميبية‪ ,‬فيـ كالنصارل يمتقكف في ىدؼ‬
‫محدد أال كىك ضرب اإلسبلـ كالمسمميف ‪ ,‬كجاءت الحركب الصميبية في آخر القرف الحادم‬
‫عشر الميبلدم(‪ ,)5‬كاستطاع فييا الصميبيكف أف يستكلكا عمى بيت المقدس كعمى شريط ساحمي‬
‫ضيؽ‪ ,‬كيتضح مف دراسة ىذه الحركب أف الييكد كانكا مف كراء الصميبييف فيـ كانكا كمازالكا‬

‫إسماعيؿ البخارم‪ ,‬صحيح البخاري‪ ,‬كتاب المناقب‪ ,‬باب مناقب عثماف بف عفاف أبي عمرك القرشي رضي ا﵀ عنو‪ ,‬رقـ‬
‫الحديث(‪.)3695‬‬

‫(‪ )3‬إحساف إليي ظيير‪ ,‬الشيعة والسنة‪ ,‬إدارة ترجماف السنة – باكستاف‪ ,‬الطبعة الثالثة‪1327 ,‬ىػ‪,‬ص‪.90-2‬‬
‫(‪)2‬المصدر السابؽ‪ ,‬ص‪.90‬‬
‫(‪ )3‬مف عقائد الشيعة الكصية‪ :‬أم أف عميا رضي ا﵀ عنو ىك الكصي بعد النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ ‪ ,‬أم الخميفة كأف‬
‫ا﵀ ىك الذم اختاره لذلؾ‪ ,‬ممدكح الحربي‪ ,‬مجمؿ عقائد الشيعة في ميزاف أىؿ السنة والجماعة‪ ,‬ألفا للنشز والتوسٌع‪ ,‬الطبعت‬
‫األولى‪1436,‬هـ‪ .6111-‬ص‪.119‬‬
‫(‪ )4‬الرجعة‪ :‬كاف ابف سبأ يقكؿ برجعة عمي رضي ا﵀ عنو إلى الدنيا بعد مكتو كبرجعة رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ ‪,‬‬
‫قياسا عمى رجكع عيسى عميو السبلـ إلى الدنيا في آخر الزماف‪ ,‬عمي محمد الصبلبي‪ ,‬فكر الخوارج والشيعة في ميزاف‬
‫أىؿ السنة‪ ,‬الناشر‪ :‬دار ابف حزـ – القاىرة‪ ,9449 - 1092,‬ص‪.994-962‬‬
‫(‪ )5‬طقكش‪ ,‬محمد سيؿ‪ ,‬تاريخ الحروب الصميبية (حروب المشرؽ)‪ ,‬دار النفائس ‪ ,‬الطبعة األكلى‪1039 ,‬ىػ‪9411-‬ـ‬
‫ص‪.39‬‬

‫‪‌ 145‬‬
‫يحممكف بالعكدة الى بيت المقدس كالسيطرة عميو‪ ,‬فاتخذكا الصميبييف ستا ار مف كرائو يعكدكف الى‬
‫أرض أجدادىـ(‪.)1‬‬

‫كقد اتخذ الييكد الماؿ كسيمة ليـ إذ كانكا يمثمكف أغنى مراكز التجارة عمى الساحؿ الشمالي‬
‫لمبحر المتكسط فساعدكا الصميبييف ليقكمكا بيذه المغامرة باسـ الصميب لفتح الطريؽ التجارم إلى‬
‫الشرؽ عبر فمسطيف(‪.)2‬‬

‫كما كانت تمؾ الحركب الصميبية‪ -‬كالمتمثمة بثماني حمبلت ‪ -‬رد فعؿ ييكدم ضد األكربييف‬
‫دفعكىـ إلييا دفعا لؤلخذ بثأرىـ التجارم بعد صدكر فتكل مف الكنيسة تقضى بكسر االحتكارات‬
‫الييكدية في التجارة كالعممة كالمبادالت في أكركبا‪ ,‬فبذلت األقطار المسيحية المبلييف مف النقكد‬
‫كاألركاح لخكض ىذه الحرب المقدسة‪ ,‬كلكف الذل كسب مف كراء تمؾ الحركب كأثرل ثراء فاحشا‬
‫إنما ىـ الييكد(‪.)3‬‬

‫‪-4‬الييود والخالفة العثمانية(‪ :)4‬حرص الييكد عمى إسقاط الخبلفة اإلسبلمية بسقكط الدكلة‬

‫العثمانية كذلؾ عف طريؽ ييكد كالذيف أطمؽ عميو اسـ"الدكنمة"(‪ ,)5‬كقد اتجو الدكنمة إلى‬
‫(‪)6‬‬
‫عمى مكاالة‬ ‫تحطيـ الخبلفة العثمانية في تركيا بعد فشميـ في حمؿ" السمطاف عبد الحميد"‬
‫ىدفيـ كالمتمثؿ في إقامة دكلة ييكدية في فمسطيف‪ ,‬مف خبلؿ ييكدم رجؿ يدعى (ثيكدر‬

‫(‪ )1‬أحمد شمبي‪ ,‬مقارنة األدياف(الييودية)‪ ,‬ص‪.24‬‬


‫(‪ )2‬المصدر السابؽ‪ ,‬ص‪.21‬‬
‫(‪ )3‬رياض شاىيف‪ ,‬أوضاع الييود وموقفيـ مف الغزو الصميبي لبالد الشاـ‪ ,‬بحث‪ ,‬الجامعة اإلسبلمية– غزة‪9444 ,‬ـ‪,‬‬
‫ص‪.7-4‬‬
‫(‪ )4‬الخبلفة العثمانية‪ :‬أك الدكلة العثمانية‪ ،‬ىي خبلفة إسبلمية أسسيا عثماف األكؿ بف أرطغرؿ‪ ،‬كاستمرت قائمة لما يقرب‬
‫مف ‪ 744‬سنة‪ ،‬كبالتحديد مف ‪ 96‬يكليك ‪1922‬ـ حتى ‪ 92‬أكتكبر ‪1293‬ـ‪ ,‬أحمد العسيرم‪ ,‬موجز التاريخ اإلسالمي‪,‬‬
‫ص‪.313‬‬
‫(‪ )5‬الدكنمة‪ :‬ىـ جماعة مف الييكد أظيركا اإلسبلـ كأبطنكا الييكدية لمكيد لممسمميف‪ ،‬سكنكا منطقة الغرب مف آسيا‬
‫الصغرل كأسيمكا في تقكيض الدكلة العثمانية كالغاء الخبلفة ‪ ,‬عف طريؽ انقبلب جماعة االتحاد كالترقي كال يزالكف إلى‬
‫اآلف يكيدكف لئلسبلـ‪ ،‬ليـ براعة في مجاالت االقتصاد كالثقافة كاإلعبلـ؛ ألنيا ىي كسائؿ السيطرة عمى المجتمعات‪ ,‬الندكة‬
‫العالمية لمشباب اإلسبلمي‪ ,‬الموسوعة الميسرة في األدياف والفرؽ والمذاىب‪ ,‬ص‪.446‬‬
‫(‪ )6‬السمطاف عبد الحميد الثاني‪ :‬أحد سبلطيف آؿ عثماف‪ ,‬كلد عاـ ‪1909‬ـ‪ ,‬كتكلى الحكـ عاـ ‪1967‬ـ‪ ,‬كداـ حكمو‬
‫ثبلثيف سنة‪ ,‬تميز بالسيرة الحسنة كاالىتماـ بأمكر المسمميف ككالياتيـ‪ ,‬كقد حيكت ضده مؤامرة عزؿ عمى إثرىا مف الحكـ‬
‫سنة‪1242‬ـ‪ ,‬ككانت كفاتو سنة ‪1219‬ـ‪ ,‬عبد الكىاب الكيالي‪ ,‬موسوعة السياسة‪,‬ج‪,0‬ص‪.911,914‬‬

‫‪‌ 146‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الذم حاكؿ مف خبلؿ زياراتو المتكررة لتركيا إقناع السمطاف عبد الحميد مف خبلؿ‬ ‫ىرتزؿ)‬
‫(‪)2‬‬
‫رئيس تحرير بريد الشرؽ بإقطاع فمسطيف كطنا قكميا لمييكد مقابؿ حؿ‬ ‫صديقو (نيكلنسكي)‬
‫المشاكؿ المالية لمدكلة العثمانية‪ ,‬كلكنو رفض قائبلن‪( :‬انصح صديقؾ ىرتزؿ‪ ،‬أف ال يتخذ خطكات‬
‫جديدة حكؿ ىذا المكضكع‪ ،‬ألني ال أستطيع أف أتنازؿ عف شبر كاحد مف األراضي المقدسة‪،‬‬
‫ألنيا ليست ممكي‪ ،‬بؿ ىي ممؾ شعبي‪ .‬كقد قاتؿ أسبلفي مف أجؿ ىذه األرض‪ ،‬كرككىا بدمائيـ؛‬
‫فميحتفظ الييكد بمبليينيـ‪ .‬إذا مزقت دكلتي‪ ،‬مف الممكف الحصكؿ عمى فمسطيف بدكف مقابؿ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫كلكف لزـ أف يبدأ التمزيؽ أكالن في جثتنا كلكف ال أكافؽ عمى تشريح جثتي كأنا عمى قيد الحياة)‬
‫فعمؿ الييكد عمى عزلو كنجحكا في ذلؾ‪ ,‬كما دعكا إلى الدعكة الطكرانية(‪ )4‬في تركيا لمتخمص مف‬
‫(‪)5‬‬
‫ككاف منيـ "مصطفى كماؿ‬ ‫مف اإلسبلـ ك المغة العربية‪ ,‬كأنشأكا حزب "االتحاد كالترقي‬
‫(‪)7‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫الذل كاف لو أكبر الدكر في القضاء عمى الخبلفة اإلسبلمية‬ ‫أتاتكرؾ"‬

‫)‪ (1‬ثيكدرىرتزؿ‪ :‬مؤسس الحركة الصييكنية الجديدة‪ ,‬كلد بمدينة بكدابست سنة ‪1274‬ـ‪ ,‬عاش في النمسا كاستقر بيا‪,‬‬
‫كاشتغؿ بالصحافة‪ ,‬غمب عميو في البداية الطابع المسيحي‪ ,‬ثـ تيكد نتيجة معايشتو فترة معاداة السامية‪ ,‬عمؿ جاىدا لرسـ‬
‫معالـ الصييكنية الجديدة كجمع الييكد في دكلة خاصة ليـ ‪ ,‬كألؼ بصدد ذلؾ كتابو المشيكر الدكلة الييكدية‪ ,‬مات سنة‬
‫‪1240‬ـ‪ ,‬المصدر السابؽ‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.146‬‬
‫)‪ (2‬لـ أجد لو ترجمة‪.‬‬
‫)‪ )3‬الصبلبي‪ ,‬عمي محمد‪ ,‬الدولة العثمانية عوامؿ النيوض وأسباب السقوط‪ ,‬دار التكزيع كالنشر اإلسبلمية‪ ،‬مصر‪,‬‬
‫الطبعة األكلى‪ 1461 ،‬ىػ ‪ 6111 -‬ـ‪ ,‬ص‪.446-444‬‬
‫(‪ )4‬الطكرانية‪ :‬ىي حركة سياسية قكمية ظيرت بيف األتراؾ العثمانييف أكاخر القرف التاسع عشر ميبلدم ‪ ،‬ىدفت إلى‬
‫تكحيد أبناء العرؽ التركي الذيف ينتمكف إلى لغة كاحدة كثقافة كاحدة‪ ,‬عبد الكىاب الكيالي‪ ,‬موسوعة السياسة‬
‫ج‪,3‬ص‪.692‬‬
‫تكجو مقدرات الدكلة العثمانية كتدير شؤكنيا منذ االنقبلب الدستكرم عاـ‬
‫(‪ )5‬حزب االتحاد كالترقي‪ :‬حركة سياسية كانت ٌ‬
‫‪1249‬ـ حتى ىزيمة الدكلة في الحرب العالمية األكلى كتكقيع معاىدة (مكدركس) عاـ ‪1219‬ـ‪ ,‬المصدر السابؽ‪,‬‬
‫ج‪,9‬ص‪.91‬‬
‫(‪ )6‬مصطفى كماؿ أتاتكرؾ‪ :‬كلد في سنة ‪ 1991‬ـ‪ ,‬قائد الحركة التركية الكطنية في أعقاب الحرب العالمية األكلى ‪،‬كأكقع‬
‫‪،‬كأكقع اليزيمة عمى اليكنانييف في الحرب التركية اليكنانية عاـ‪ 1299‬ـ ‪،‬كبعد انسحاب قكات الحمفاء مف األراضي التركية‬
‫جعؿ عاصمتو مدينة أنقرة ‪،‬كأسس جميكرية تركيا الحديثة ‪،‬فألغى الخبلفة اإلسبلمية كأعمف عممانية الدكلة‪ ,‬تكفي سنة‬
‫‪1239‬ـ‪ ,‬المصدر السابؽ‪ ,‬ج‪ ,4‬ص‪.999‬‬
‫(‪)7‬عبد ا﵀ التؿ‪ ,‬األفعى الييودية‪ ,‬ص‪ ،140-60‬أنكر الجندم‪ ,‬المخططات التممودية الييودية الصييونية‪ ,‬دار‬
‫االعتصاـ‪ ,‬الطبعة الثانية‪1326-‬ىػ‪1266-‬ـ‪ .‬ص ‪.140-27‬‬

‫‪‌ 147‬‬
‫‪ -4‬الييود والحرب العالمية األولى والثانية(‪ :)1‬لعب الييكد دركا ىاما في الحربيف العالميتيف‬
‫األكلى كالثانية عف طريؽ سيطرتيـ عمى بريطانيا‪ ،‬فنجحكا في إيياـ اإلنجميز أف الحرب ضد‬
‫ألمانيا ال بد أف تعكد عمييـ بالخير العميـ كبخاصة بعد اقتساـ المستعمرات األلمانية‪ ،‬فخاضت‬
‫بريطانيا الحرب عاـ (‪1914‬ـ )(‪ ,)2‬كلـ يكتؼ الييكد بزج بريطانيا في حرب دامية شممت أكركبا‬
‫كميا‪ ،‬بؿ زجكا بالكاليات المتحدة في الحرب مما أدل إلى ذبح عشرات األلكؼ مف األمريكاف‬
‫كخسارة آالؼ المبلييف مف الدكالرات في داخؿ الببلد ذىبت جميعيا لجيكب الييكد الذيف أداركا‬
‫دفٌة الحرب بالشكؿ الذم يؤمف انتصار الحمفاء ليتسنى ليـ تحقيؽ كعكدىـ لمييكد(‪ ,)3‬كصرفت‬
‫أمريكا عمى قكاتيا في ىذه الحرب اثنيف كعشريف ألؼ مميكف دكالر‪ ،‬كالخسائر البشرية بيف قتيؿ‬
‫كجريح ستة كأربعكف مميكف شخص(‪ ,)4‬ثـ أخذ الييكد يدبركف إلشعاؿ نار الحرب العالمية الثانية‬
‫(‪)5‬‬
‫كبدأت المعركة الدعائية ضد ألمانيا‪ ,‬كمف ثـ ضد ىتمر‬

‫(‪)6‬‬
‫التي أظيرت عداءىا لمييكد بسبب بشاعتيـ كخبثيـ كمكرىـ‪ ,‬كاستطاع الييكد بما ليـ‬ ‫كالنازية‬
‫مف نفكذ خطير كسيطرة تامة عمى صحافة أكربا كأمريكا أف يصكركا النازية كحشان مفترسان ييدد‬
‫أكربا كأمريكا‪ ,‬كاستغؿ الييكد نفكذىـ الكامؿ عمى حككمات بريطانيا كفرنسا كالكاليات المتحدة‪،‬‬
‫كأعمنكا في بادئ األمر الحرب االقتصادية عمى ألمانيا كفرضكا قكانيف المقاطعة عمى أكربا‬
‫الغربية كالكاليات المتحدة بقصد خنؽ ألمانيا تمييدان لتدميرىا عسكريان‪ ،‬كأعمنت صحؼ الييكد‬

‫)‪(1‬الحرب العالمية األكلى‪ :‬نشبت بيف القكل األكركبية في ‪ 99‬يكليك ‪1210‬ـ كانتيت في ‪ 11‬نكفمبر مف عاـ ‪1219‬ـ‬
‫‪ ,‬كالحرب العالمية الثانية‪ :‬نشبت بيف حمفيف اثنيف شكبل معظـ دكؿ العالـ كىما دكؿ المحكر كقكات التحالؼ ‪ ,‬كاندلعت‬
‫الحرب في األكؿ مف سبتمبر ‪1232‬ـ في أكركبا كانتيى في الثاني مف سبتمبر ‪1204‬ـ‪ ،‬عبد الكىاب الكيالي موسوعة‬
‫السياسة‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.941,129‬‬
‫(‪ )2‬كليـ كار‪ ,‬الييود وراء كؿ جريمة‪ ,‬شرح كتعميؽ خير ا﵀ طمفاح‪ ,‬دار الكتاب العربي‪ ,‬الطبعة الثانية‪1049 ,‬ىػ ‪-‬‬
‫‪1299‬ـ‪ .‬ص‪.161‬‬
‫(‪ )3‬عبد ا﵀ التؿ‪ ,‬األفعى الييودية‪ ,‬ص‪.92‬‬
‫(‪ )4‬عبد ا﵀ التؿ ‪,‬األفعى الييودية‪ ,‬ص‪.30-33‬‬
‫(‪ )5‬ىتمر‪ :‬زعيـ ألماني كلد سنة ‪1992‬ـ‪ ,‬ككاف زعيما لحزب العماؿ األلماني االشتراكي الكطني باسـ الحزب النازم‪ ,‬حكـ‬
‫حكـ ألمانيا في الفترة ما بيف عامي ‪1233‬ـ ‪1204-‬ـ حيث شغؿ منصب مستشار الدكلة ‪ ,‬مات عاـ ‪1204‬ـ منتحرا‪,‬‬
‫عبد الكىاب الكيالي‪ ,‬موسوعة السياسة‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.74,73‬‬
‫(‪ )6‬النازية‪ :‬ىي اختصار لمحركؼ األكلى مف عبارة (حزب العمؿ االشتراكي األلماني)‪ ،‬كقد نشأ ىذا الحزب ّْ‬
‫كرد فعؿ‬
‫كيكحد العماؿ‪ ،‬كيعيد‬
‫لؤلزمات التي كاجيت ألمانيا بعد ىزيمتيا في الحرب العالمية األكلى‪ ،‬كي يكاجو الفساد االقتصادم‪ ،‬ي‬
‫الكبرياء الكطني أللمانيا‪ ،‬كقد التحؽ بو ىتمر‪ ،‬كتدرج فيو‪ ،‬حتى صار زعيمان لو‪ ،‬عبد العزيز كامؿ‪ ,‬مقاؿ بعنكاف ( حرب‬
‫األفكار بيف بأس األمريكاف كيأسيـ)‪ ,‬مف موقع صيد الفوائد‪ ,‬بدكف تاريخ‪.‬‬

‫‪‌ 148‬‬
‫صراحة أنيا أعمنت الحرب عمى ىتمر منذ اليكـ األكؿ الذم تسمـ فيو السمطة كما أعمنكا صراحة‬
‫أف الحرب العالمية الثانية ال بد أف تيعمف مف أجؿ الدفاع عف أسس الييكدية‪ ,‬كدفعت الكاليات‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫المتحدة مف أجؿ سكاد عيكف الييكد في ىذه الحرب ‪ 351‬ألؼ مميكف دكالر‬

‫إف ضخ أمريكا آلالؼ المبلييف مف الدكالرات لصالح الييكد ليس باألمر الجديد‪ ،‬لذا ال نستغرب‬
‫لك خصصت الكاليات المتحدة جزءان مف ميزانيتيا لدعـ إسرائيؿ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬معالـ السياسة الييودية مف خالؿ سورة المائدة‬

‫لقد كشفت سكرت المائدة عف معالـ أساسية تتعمؽ بسياسة الييكد كفسادىـ ‪ ,‬تجاه المسمميف‬
‫خصكصا‪ ,‬كتجاه البشرية عمكمان‪ ,‬كأظيرت حقيقة العبلقة بيف الييكد كالنصارل كأف بعضيـ‬
‫أكلياء بعض‪ ,‬كسنبيف ذلؾ مف خبلؿ عرض اآليات التي تدكر حكؿ ىذه المعاني ‪.‬‬

‫المطمب األوؿ ‪ :‬سياسة القتؿ عند الييود ‪:‬‬

‫س ٍاد ِفي‬ ‫س أ َْو فَ َ‬ ‫يؿ أَنَّ ُو َم ْف قَتَ َؿ َن ْف ً‬


‫سا ِب َغ ْي ِر َن ْف ٍ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ِ‬ ‫قاؿ عز كجؿ( ِم ْف أ ْ ِ‬
‫َج ِؿ َذل َؾ َكتَ ْب َنا َعمَى َبني إِ ْ‬
‫سمُ َنا‬ ‫ِ‬ ‫َح َيا َّ‬ ‫اىا فَ َكأ ََّن َما أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ض فَ َكأ ََّنما قَتَ َؿ َّ‬ ‫ْاأل َْر ِ‬
‫اءتْ ُي ْـ ُر ُ‬
‫يعا َولَقَ ْد َج َ‬ ‫اس َجم ً‬ ‫الن َ‬ ‫َح َي َ‬
‫يعا َو َم ْف أ ْ‬
‫اس َجم ً‬ ‫الن َ‬ ‫َ‬
‫وف)(‪. )2‬‬ ‫س ِرفُ َ‬ ‫ض لَ ُم ْ‬‫ير ِم ْن ُي ْـ َب ْع َد َذلِ َؾ ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫ات ثُ َّـ إِ َّف َك ِث ًا‬
‫ِبا ْلب ِّي َن ِ‬
‫َ‬

‫بعد أف قص ا﵀ عز كجؿ قصة ابني آدـ(‪ ,)3‬كالتي تضمنت الحديث عف أكؿ عممية قتؿ في‬
‫التاريخ حيث قتؿ األخ أخاه ‪ ,‬بيف ا﵀ عز كجؿ أنو شرع لبني اسرائيؿ كأعمميـ أنو مف قتؿ نفسا‬
‫بغير سبب مف قصاص‪ ،‬أك فساد في األرض‪ ،‬كاستحؿ قتميا ببل سبب كال جناية ‪ ،‬فكأنما قتؿ‬
‫الناس جميعا; ألنو ال فرؽ عنده بيف نفس كنفس‪ ( ،‬ومف أحياىا ) أم‪ :‬حرـ قتميا كاعتقد ذلؾ‪،‬‬

‫(‪)1‬األفعى الييودية ‪,‬ص‪ ,30,39‬كلياـ غام كار‪ ,‬أحجار عمى رقعة الشطرنج‪ ,‬ترجمة سعيد جزائرلي ص‪.934-930‬‬
‫(‪ )2‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.39:‬‬
‫(‪ )3‬انظرص‪ 9‬مف الفصؿ األكؿ مف ىذه الدراسة‪.‬‬

‫‪‌ 149‬‬
‫فقد سمـ الناس كميـ منو بيذا االعتبار ; كليذا قاؿ ‪ ( :‬فكأنما أحيا الناس جميعا ) كمعنى العبارة‬
‫أنو بسبب ذلؾ الجرـ كالقتؿ الذم أحمو أحد ىذيف األخكيف ظمما كعدكانا‪ ،‬ال بسبب آخر كتبنا‬
‫(‪)1‬‬
‫نفسا مؤمنة بغير نفس قىتىمتيا‬
‫أم( حكمنا مف قتؿ ن‬ ‫كفرضنا عمى بني إسرائيؿ كيت ككيت‬
‫صاصا أك بغير فساد في األرض‪ ،‬بحرب ا﵀ كرسكلو كحرب المؤمنيف‬
‫ن‬ ‫فاستحقت القى ىكد بيا كالقتؿ ًق‬
‫فييا فكأنما قتؿ الناس جميعا فيما استكجب مف عظيـ العقكبة مف ا﵀ جؿ ثناؤه‪ ,‬كمف ً‬
‫سم ىـ الناس‬ ‫ن‬
‫جميعا)(‪ ,)2‬كالمقصكد مف التشبيو‬
‫ن‬ ‫مف قتمو إياىـ‪ ،‬إال فيما أذف ا﵀ في قتمو منيـ فكأنما أحيا الناس‬
‫تيكيؿ القتؿ‪ ,‬ألف الداعي إليو ىك أمر نفساني ممزكج بالرغبة في االنتقاـ كال يستبعد أف تطاؿ‬
‫تمؾ الرغبة الشيطانية نفكسا أخرل ‪ ,‬فمذلؾ اعتبرت اآلية أف قاتؿ النفس الكاحدة بغير حؽ اقترفتو‬
‫كأنو قتؿ الناس جميعا(‪.)3‬‬

‫كىذا التخصيص ببني إسرائيؿ لما كاف مف شدة حسد الييكد لمنبي صمى ا﵀ عميو كسمـ كلمعرب;‬
‫ألنو بعث فييـ‪ ،‬كما بيف ا﵀ عز كجؿ ذلؾ في كتابو مف قبؿ ‪ ،‬كبما كاف مف إسرافيـ في البغي‬
‫‪ ،‬كمنو قتميـ لؤلنبياء عمييـ السبلـ بغير حؽ(‪ ,)4‬فبنك إسرائيؿ لـ يجترئكا عمى قتؿ النفس فقط‬
‫النبكة‪ ،‬كلذلؾ كاف التخصيص‪،‬‬
‫بؿ اجت أركا عمى قتؿ النفس اليادية‪ ،‬كىي النفس التي تحمؿ رسالة ٌ‬
‫فقد قتمكا أنبياءىـ الذيف حممكا ليـ المنيج التطبيقي؛ ألف األنبياء عمييـ السبلـ يأتكف كنماذج‬
‫قاؿ سيد قطب(‪()6‬كلقد‬ ‫(‪)5‬‬ ‫تطبيقية لممناىج حتى ً‬
‫يمفتكا الناس إلى حقيقة تطبيؽ منيج ا﵀ عز كجؿ‬
‫كتب ا﵀ ذلؾ المبدأ عمى بني إسرائيؿ; ألنيـ كانكا ‪ -‬في ذلؾ الحيف ‪ -‬ىـ أىؿ الكتاب; الذيف‬
‫يمثمكف "دار اإلسبلـ " ما أقامكا بينيـ شريعة التكراة ببل تحريؼ كال التكاء كلكف بني إسرائيؿ‬
‫تجاكزكا حدكد شريعتيـ‪ ,‬بعدما جاءتيـ الرسؿ بالبينات الكاضحة ‪ ,‬ككانكا عمى عيد رسكؿ ا﵀ ‪-‬‬

‫يحدكثة حكاىا سيبكيو‪,‬‬


‫صة أىك األ ٍ‬ ‫(‪ )1‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪ , ,‬ج‪ ,7‬ص‪ ,999‬ككيت كيت‪ :‬كىي كناية عف ً‬
‫الق َّ‬
‫ابف منظكر‪ ,‬لساف العرب‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.99‬‬
‫)‪(2‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,11‬ص‪,641‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪ ,3‬ص‪-96‬‬
‫‪.94‬‬
‫)‪ )3‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,69‬ص‪.178‬‬
‫(‪ )4‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.999‬‬
‫(‪ )5‬كرد في تفسير معالـ التنزيؿ (قاؿ سميماف بف عمي قمت لمحسف‪ :‬يا أبا سعيد‪ :‬ىي لنا كما كانت لبني إسرائيؿ؟ قاؿ‪:‬‬
‫إم كالذم ال إلو غيره ما كانت دماء بني إسرائيؿ أكرـ عمى ا﵀ مف دمائنا) البغكم‪ ,‬ج‪,3‬ص‪ ,06‬الشعراكم‪ ,‬تفسير‬
‫الشعراوي‪ ,‬ج‪,4‬ص‪ ,3497‬طنطاكم‪ ,‬التفسير الوسيط‪ ,‬ج‪,0‬ص‪.197‬‬
‫(‪ )6‬سيد قطب‪,‬في ظال ؿ القرآف‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.969‬‬

‫‪‌ 151‬‬
‫صمى ا﵀ عميو كسمـ ‪ -‬كما يزالكف يكثر فييـ المسرفكف المتجاكزكف لحدكد شريعتيـ‪ .‬كالقرآف‬
‫يسجؿ عمييـ ىذا اإلسراؼ كالتجاكز كاالعتداء; بغير عذر‪ ,‬كيسجؿ عمييـ كذلؾ انقطاع حجتيـ‬
‫عمى ا﵀ عز كجؿ كسقكطيا بمجيء الرسؿ إلييـ‪ ،‬كببياف شريعتيـ ليـ ‪ :‬فقد قاؿ عز كجؿ في‬
‫ختاـ اآلية السابقة( ولقد جاءتيـ رسمنا بالبينات ثـ إف كثي ار منيـ بعد ذلؾ في األرض‬
‫(‪)1‬‬
‫كىؿ مف إسراؼ أشد مف تجاكز حدكد ا﵀ ; كالتعدم عمى شريعتو ‪ ،‬بالتغيير أك‬ ‫لمسرفوف)‬
‫باإلىماؿ؟)‪.‬‬

‫كىذا التخصيص ببني إسرائيؿ أيضا ألنيـ أكؿ أمة نزؿ الكعيد عمييـ في قتؿ األنفس مكتكبا‪,‬‬
‫ككاف قبؿ ذلؾ قكال مطمقا‪ ،‬كألنيـ أكثر الناس سفكا لمدماء‪ ،‬كقتبل لممصمحيف‪ ،‬فقد قتمكا كثي ار مف‬

‫األنبياء عمييـ السبلـ‪ ،‬كما قتمكا أكثر المرشديف كالناصحيف ‪ ،‬قاؿ عز كجؿ (إِ َّف الَِّذ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫وف‬
‫يف َي ْكفُُر َ‬
‫ش ْرُىـ ِب َع َذ ٍ‬ ‫الن ِ‬‫س ِط ِم َف َّ‬ ‫يف يأْمر َ ِ‬
‫وف ِبا ْلق ْ‬
‫ؽ وي ْقتُمُ َ َِّ‬
‫يف ِب َغ ْي ِر َح ٍّ َ َ‬ ‫ات المَّ ِو َوَي ْقتُمُ َ‬
‫وف َّ‬
‫الن ِب ِّي َ‬ ‫ِبآَي ِ‬
‫اب‬ ‫اس فَ َب ِّ ْ‬ ‫وف الذ َ َ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫أَلِ ٍيـ)(‪ )3‬كالمراد بالذيف يأمركف بالقسط مف الناس أم الحكماء الذيف يرشدكف الناس إلى العدالة‬
‫العامة في كؿ شيء‪ ،‬كيجعمكنيا ركح الفضائؿ كقكاميا‪ ،‬كمرتبتيـ في اليداية كاإلرشاد تمي مرتبة‬
‫األنبياء‪ ,‬كأثرىـ في ذلؾ يمي أثرىـ(‪.)4‬‬

‫إف سياسة القتؿ عند الييكد منشؤىا مف مصادرىـ المقدسة لدييـ‪ ,‬كقد كردت في ذلؾ نصكص‬
‫في التكراة كالتممكد‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مف التوراة‪ :‬أ‪ -‬جاء في سفر إرميا(‪()5‬ممعكف مف يعمؿ عمؿ الرب برخاء‪ ،‬كممعكف مف‬
‫يمنع سيفو عف الدـ)‪.‬‬

‫(‪)6‬‬
‫(ك حرمكا كؿ ما في المدينة – أم قتمكا ‪ -‬مف رجؿ ك امرأة مف طفؿ‬ ‫ب‪ -‬كرد في سفر يشكع‬
‫ك شيخ حتى البقر ك الغنـ ك الحمير بحد السيؼ)‪.‬‬

‫(‪ )1‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.39 :‬‬


‫(‪ )2‬طنطاكم‪ ,‬التفسير الوسيط‪ ,‬ج‪,0‬ص‪.197‬‬
‫(‪ )3‬سكرة آؿ عمراف‪ ,‬آية‪.91 :‬‬
‫(‪ )4‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.917‬‬
‫(‪ )5‬اإلصحاح ‪ ,09‬الفقرة ‪. 14‬‬
‫(‪ )6‬اإلصحاح‪,7‬الفقرة‪.94‬‬

‫‪‌ 151‬‬
‫ج‪ -‬كجاء في سفر التثنية(‪()1‬إذا دفعيا الرب إليؾ إلى يدؾ فاضرب جميع ذككرىا بحد السيؼ‪,‬‬
‫كأما النساء كاألطفاؿ كالبيائـ ككؿ ما في المدينة‪ ،‬كؿ غنيمتيا‪ ،‬فتغتنميا لنفسؾ‪ ،‬كتأكؿ غنيمة‬
‫أعدائؾ التي أعطاؾ الرب إليؾ‪ ,‬ىكذا تفعؿ بجميع المدف البعيدة منؾ جدا التي ليست مف مدف‬
‫ىؤالء األمـ ىنا‪ ,‬كأما مدف ىؤالء الشعكب التي يعطيؾ الرب إليؾ نصيبا فبل تستبؽ منيا نسمة‬
‫يما)‪ ,‬ككرد أيضا (فضربا تضرب سكاف تمؾ المدينة بحد السيؼ‪ ،‬كتحرميا‬ ‫ما‪ ،‬بؿ ‌تي ىحّْريميىا تى ٍح ًر ن‬
‫بكؿ ما فييا مع بيائميا بحد السيؼ )(‪. )2‬‬

‫د‪ -‬كجاء في سفر صمكئيؿ األكؿ(‪()3‬فاآلف اذىب كاضرب عماليؽ‪ ،‬كحرمكا كؿ ما لو كال تعؼ‬
‫عنيـ بؿ اقتؿ رجبل كامرأة‪ ،‬طفبل كرضيعا‪ ،‬بق ار كغنما‪ ،‬جمبل كحمارا)‪.‬‬

‫يتضح مف النقكالت السابقة أف التكراة تغذم الشخصية الييكدية بعقيدة قتؿ اآلخر خصكصا إذا‬
‫كاف مسمما ‪ ,‬كال تفرؽ بيف كبير كصغير كطفؿ كرضيع ‪ ,‬فالميـ في العقمية الييكدية الكصكؿ‬
‫إلى المصالح بأم كسيمة حتى كلك عمى حساب البشرية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مف التممود‪ :‬لقد نادت نصكص عديدة مف التممكد بضركرة قتؿ المخالؼ لمييكد كتعتبر‬
‫ذلؾ قربانا يتقرب بو إلى ا﵀ عز كجؿ‪ ,‬فمف ذلؾ‪:‬‬

‫أ‪( -‬حطّْـ الصالح مف بيف األجانب)(‪.)4‬‬

‫ب‪( -‬حتى أفضؿ الغكيـ( غير الييكد) يجب قتمو)(‪. )5‬‬

‫(‪)6‬‬
‫‪.‬‬ ‫ج‪(-‬الييكدم الذم يقتؿ مسيحيا ال يقترؼ إثما‪ ،‬بؿ يقدـ إلى ا﵀ أضحية مقبكلة)‬

‫فالييكد ال يفرقكف في القتؿ بيف مسمـ كمسيحي‪ ,‬كىذا دليؿ عمى مدل ترسخ عقيدة القتؿ في‬
‫أذىانيـ كدكرىا في تحقيؽ مصالحيـ‪.‬‬

‫(‪ )1‬اإلصحاح ‪ ,94‬الفقرة ‪.16-13‬‬


‫(‪ )2‬اإلصحاح‪ ,14‬الفقرة‪.13‬‬
‫(‪ )3‬اإلصحاح ‪ ,3‬الفقرة ‪.14‬‬
‫(‪ )4‬جياد عايش آؿ عممة‪ ,‬مقاؿ بعنواف (قتؿ األطفاؿ عقيدة ييودية)‪ ,‬مف مكقع مركز بيت المقدس لمدراسات التكثيقية‪,‬‬
‫بتاريخ ‪9414/7/9‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )5‬المصدر السابؽ‪.‬‬
‫(‪ )6‬المصدر السابؽ‪.‬‬

‫‪‌ 156‬‬
‫حاخامات الييود اليوـ وموقفيـ مف سياسة القتؿ‪:‬‬

‫لحاخامات الييكد الدكر البارز في تشجيع أفراد الييكد عمى قتؿ المسمميف كخصكصا‬
‫الفمسطينييف‪ ,‬كصدرت في ذلؾ تصريحات عديدة عمى لساف كبارىـ‪ ,‬كمف ذلؾ‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫شديدا‪ ،‬نريد‬
‫ن‬ ‫شبابا ييكديِّا قكيِّا أك‬
‫أ‪ -‬قاؿ الحاخاـ األكبر لمكياف الييكدم إبراىاـ شابير ‪(:‬نريد ن‬
‫شبابا ييكديِّا يدرؾ أف رسالتو الكحيدة ىي تطيير األرض مف المسمميف‪ ،‬الذيف يريدكف منازعتنا‬
‫ن‬
‫مف األرض‪ ،‬يجب أف نتخمَّص‬ ‫في أرض الميعاد‪ ،‬يجب أف تثبتكا ليـ أنكـ قادركف عمى اجتثاثيـ ى‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫منيـ كما يتـ التخمص مف الميكركبات كالجراثيـ)‬

‫ب‪ -‬قاؿ الحاخاـ "إسحاؽ بيريتس(‪ (:)3‬أماـ عدد مف المجنديف الجدد‪ :‬إذا استمر ارتفاع األذاف‬
‫الذم يدعك المسمميف لمصبلة كؿ يكـ خمس مرات في القاىرة كعماف كالرباط‪ ،‬فبل تىتى ىح َّدثيكا عف‬
‫السبلـ)(‪ ,)4‬كعدـ الحديث عف السبلـ يعني الدعكة إلى استخداـ أمر آخر كىك القتؿ‪.‬‬
‫أفاع سامة((‪,)6‬كىذا‬ ‫(‪)5‬‬
‫ج‪-‬قاؿ الحاخاـ "عكفاديا يكسؼ" عف العرب‪ :‬إنيـ أسكأ مف الثعابيف‪ ،‬إنيـ و‬
‫تحريض ضمني عمى القتؿ‪.‬‬

‫أشاد الحاخاـ "بكرج" بالمجرـ "باركخ جكلد شتايف" (‪ ,)1‬منفّْذ مجزرة المسجد اإلبراىيمي‬ ‫د‪-‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كمف‬
‫تقديس ﵀‪ ،‬ى‬
‫ه‬ ‫بالخميؿ بقكلو‪( :‬إف ما قاـ بو باركخ جكلد شتايف‬ ‫بمنتصؼ رمضاف ‪1994‬ـ‬
‫الكاجبات الييكدية الدينية)(‪.)3‬‬

‫)‪ (1‬لـ أجد لو ترجمة‪.‬‬


‫(‪)2‬عمي محمد زينك‪ ,‬مقاؿ بعنواف (عقيدة القتؿ عند الييود)‪ ,‬مف مكقع شبكة األلككة ‪ ,‬بتاريخ ‪9442/3/6‬ـ‬
‫)‪ (3‬إسحاؽ بيرتيس‪ :‬كلد في سنة ‪1935‬ـ في (الدار البيضاء) – المغرب‪ ,‬كجاء إلى فمسطيف سنة ‪1953‬ـ‪ ،‬كاستقر سنة‬
‫‪1963‬ـ في مدينة ديمكنا في النقب‪ ,‬عضك في حزب الميككد‪ ,‬شغؿ مناصب عدة منيا منصب نائب كزير الصناعة‬
‫كالتجارة كالسياحة عامي ‪1977‬ـ ‪ 1978 -‬ـ‪ ,‬كىك متنقؿ بيف عدة أحزاب صييكنية‪ ,‬مكقع مدار المركز الفمسطيني‬
‫لمدراسات اإلسرائيمية‪.‬‬
‫(‪ )4‬مقاؿ بعنواف (عقيدة القتؿ عند الييود)‪ ,‬مف مكقع شبكة األلككة ‪ ,‬بتاريخ ‪9442/3/6‬ـ‬
‫(‪ )5‬عكفاديا يكسؼ‪ :‬كلد في سنة ‪1294‬ـ‪ ,‬كىك باحث في التممكد‪ ,‬كيعد الحاخاـ األكبر السابؽ لمييكد السفارديـ في‬
‫إسرائيؿ‪ ،‬كىك أيضا الزعيـ الركحي لحزب شاس السياسي الممثؿ في الكنيست اإلسرائيمي‪ .‬يحظي بالتبجيؿ‪ ،‬كخاصة في‬
‫مجتمعات السفارديـ كالمزراحييف‪ ,‬يعتبره الكثيركف أىـ شخصية دينية في الجيؿ الحالي‪ ،‬كىك مصدر الفيتيا الدينية‪ ,‬وكالة‬
‫معا‪ ,‬بتاريخ‪2113/11/7‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )6‬مقاؿ يعنكاف (عقيدة القتؿ عند الييكد)‪ ,‬عمي محمد زينك‪ ,‬مف مكقع شبكة األلككة ‪ ,‬بتاريخ ‪9442/3/6‬ـ‪.‬‬

‫‪‌ 153‬‬
‫كمف الممفت لمنظر صدكر فتكل جديدة بتكقيع مائة حاخاـ ييكدم مضمكنيا تحريـ دخكؿ المسجد‬
‫األقصى عمى الييكد خكفا مف صدكر عمميات جيادية ضدىـ مف قبؿ الفمسطينييف(‪ ,)4‬كىذا إف‬
‫دؿ يدؿ عمى ارتباكيـ كمدل جبنيـ مف المسمميف كعدـ قدرتيـ عمى قتاليـ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الييود وايقاد الحروب والسعي في الفساد في األرض ‪:‬‬

‫ار لِ ْم َح ْر ِب أَ ْطفَأ َ‬
‫َىا المَّ ُو‬ ‫ام ِة ُكمَّ َما أ َْوقَ ُدوا َن ًا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض َِ‬
‫اء إلَى َي ْوـ ا ْلق َي َ‬ ‫قاؿ عز كجؿ( َوأَْلقَ ْي َنا َب ْي َن ُي ُـ ا ْل َع َد َاوةَ َوا ْل َب ْغ َ‬
‫يف)(‪.)5‬‬ ‫ادا َوالمَّ ُو َال ُي ِحب ا ْل ُم ْف ِس ِد َ‬ ‫سً‬ ‫ض فَ َ‬ ‫س َع ْو َف ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫َوَي ْ‬

‫لقد بينت ىذه اآلية حقيقتيف ميمتيف مف حقائؽ السياسة الييكدية كمعمميف مف معالميا‪ ,‬كىما‪:‬‬

‫ار لِ ْم َح ْر ِب أَ ْط َفأ َ‬
‫َىا المَّ ُو)‪ ,‬تشير اآلية إلى‬ ‫األولى ‪ :‬إيقاد الحروب‪ :‬قاؿ عز كجؿ( ُكمَّ َما أ َْوقَ ُدوا َن ًا‬
‫كسيمة مف كسائؿ الييكد لتثبيت كجكدىـ كالحفاظ عمى جنسيـ ‪ ,‬كالعمؿ عمى زعزعة األمف عند‬
‫المسمميف كاحداث القبلقؿ‪ ,‬كىذه الكسيمة ىي إيقاد الحركب‪ ,‬كىي إما أنيا عامة(‪ ،)6‬عمبل بظاىر‬
‫المفظ‪ ,‬كالمعنى كمما جمع أمرىـ عمى شيء فاستقاـ كاستكل‪ ،‬فأرادكا مناىضة مف ناكأىـ‪ ،‬شتتو‬
‫كخ ٍب ًث نياتيـ‬
‫أك كمما أرادكا محاربة أحد غمبكا كقيركا‬ ‫(‪)7‬‬
‫ا﵀ عز كجؿ عمييـ كأفسده‪ ،‬لسكء فعاليـ ي‬
‫كلـ يقـ ليـ نصر مف المَّو عمى أحد قط(‪,)8‬أك أف المعنى في اآلية خاص بالكيد لرسكؿ ا﵀ صمى‬

‫(‪ )1‬باركخ جكلدشتايف‪ :‬كلد في‪1247‬ـ في حي برككميف (بنيكيكرؾ) لعائمة ييكدية أرثكذكسية متشددة ‪ ,‬كتعمـ فييا الديف‬
‫كالطب‪ ,‬كاف متعاطفا مع التيار المتشدد لمصييكنية الدينية‪ ,‬ىاجر إلى إسرائيؿ كعمؿ في جيشيا كطبيب كمف ثـ‬
‫كاحتياطي‪ ,‬عرؼ عنو رفضو لمداكتو لغير الييكد كحتى لك كانكا يخدمكف في الجيش‪ ,‬كفي ‪ 94‬فبراير ‪1220‬ـ قاـ( باركخ‬
‫) بإطبلؽ النار بكاسطة سبلح آلي عمى المصميف في المسجد اإلبراىيمي أثناء أدائيـ لصبلة فجر الجمعة في منتصؼ‬
‫شير رمضاف‪ ,‬كاستطاع المصمكف قتمو بعد ضربو بطفاية حريؽ‪. www.nablustv.net,‬‬
‫(‪ )2‬تعد مجزرة المسجد اإلبراىيمي مف أبشع جرائـ االحتبلؿ في القرف العشريف‪ ,‬كقد حدثت في ‪ 1220 /9/94‬ـ المكافؽ‬
‫‪1010/2/14‬ىػ‪ ,‬كقد بمغ عدد الشيداء فييا ‪92‬كعدد الجرحى مايقارب‪ ,344‬مقاؿ بعنكاف‪ ,‬الخميؿ تحيي مجزرة المسجد‬
‫االبراىيمي في ذكراىا الػ ‪ ,19‬المركز الفمسطيني لإلعالـ ‪2112/8/3 ,‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬مقاؿ بعنواف (عقيدة القتؿ عند الييود)‪ ,‬مف موقع شبكة األلوكة ‪ ,‬بتاريخ ‪9442/3/6‬ـ‪.‬‬
‫)‪ (4‬موقع الرسالة‪ -‬نت‪ -‬القدس المحتمة ‪ ,‬تاريخ‪6115/11/66‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )5‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.70:‬‬
‫(‪ )6‬محمد رشيد رضا‪ ,‬تفسير المنار‪, ,‬ج‪,7‬ص‪.362‬‬
‫(‪ )7‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,14‬ص‪.049‬‬
‫(‪ )8‬الزمخشرم‪ ,‬الكشاؼ عف حقائؽ وغوامض التنزيؿ‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.746‬‬

‫‪‌ 154‬‬
‫ا﵀ عميو كسمـ قاؿ ابف كثير(‪()1‬كمما عقدكا أسبابا يكيدكنؾ بيا‪ ،‬ككمما أبرمكا أمك ار يحاربكنؾ بيا‬
‫يبطميا ا﵀ كيرد كيدىـ عمييـ ‪ ،‬كيحيؽ مكرىـ السيئ بيـ) كلعؿ القكؿ بالعمكـ ىك األظير أخذا‬
‫بظاىر المفظ(‪.)2‬‬

‫ككاف العرب إذا أرادكا حربا باإلغارة عمى غيرىـ أكقدكا نا ار عمى جبؿ أك ربكة يسمكنيا نار‬
‫الحرب ‪ ،‬كىي إحدل نيراف مشيكرة عندىـ ‪ ,‬فالحركب في ذاتيا كبما تشتمؿ عميو مف مذابح‬
‫بشرية تشبو النار المستعرة في أخطارىا كمصائبيا(‪.)3‬‬

‫اميـ كسرعةي ارتدادىـ عنيا‪ ،‬كاحجاميـ عف مصابحة‬


‫كشبو عز كجؿ حاؿ انحبلؿ عزميـ أك انيز ي‬
‫ٌ‬
‫أعدائيـ‪ ،‬بحاؿ مف انطفأت ناره الٌتي أكقدىا (‪ ,)4‬كالتعبير باإلطفاء إشارة إلى القضاء التاـ عمى‬
‫كؿ كيد يصدر منيـ أك عمى كؿ حرب يقفكف كراءىا كيفتعمكف أسبابيا‪.‬‬

‫كالحرب ضد السمـ‪ ،‬كليس مرادفا لمقتاؿ‪ ،‬بؿ ىي لفظ عاـ فتشمؿ اإلخبلؿ باألمف‪ ،‬كالنيب‬
‫(‪)5‬‬
‫ألف األصؿ في معنى كممة الحرب‬ ‫كالسمب‪ ،‬كلك بغير قتؿ‪ ،‬ك تيييج الفتف‪ ،‬كاإلغراء بالقتاؿ‬
‫(‪)6‬‬
‫كسبب تييئة أسبابيا مف قبؿ الييكد ما يكنكنو مف حسد لرسكؿ اإلسبلـ‬ ‫التعدم كسمب الماؿ‬
‫َى ِؿ ا ْل ِكتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪)7‬‬
‫اب‬ ‫صمى ا﵀ عميو كسمـ كلئلسبلـ كأىمو في كؿ حيف كآف قاؿ عز كجؿ( َوَّد َكث ٌ‬
‫ير ِّم ْف أ ْ‬
‫َّف لَ ُي ُـ ا ْل َحؽ)(‪ )8‬ككد أم‬ ‫ند أَنفُ ِس ِيـ ِّمف َب ْع ِد َما تََبي َ‬
‫لَو يردوَن ُكـ ِّمف بع ِد إِيم ِان ُكـ ُكفَّا ارً حسداً ِّم ْف ِع ِ‬
‫َ َ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫ْ َُ‬
‫تمنى فالييكد يتمنكف أف يردكا المؤمنيف عف إيمانيـ حسدان منبعثان مف أصؿ نفكسيـ (‪.)9‬‬

‫كال يحب الييكد أف يسكد األمف في مجتمعات المسمميف كخصكصا ببلد الشاـ‪ ,‬كال يرضكف‬
‫بسيادة العقيدة الحقة التي تقرر أف ال معبكد بحؽ في ىذا الكجكد إال ا﵀ عز كجؿ‪ ,‬كأف الشريعة‬

‫(‪)1‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.130‬‬


‫(‪ )2‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.362‬‬
‫(‪)3‬األلكسي‪ ,‬روح المعاني في تفسير القرآف والسبع المثاني‪ ,‬ج‪,3‬ص‪,302 ,‬طنطاكم‪ ,‬التفسير الوسيط‪ ,‬ج‪,0‬ص‪912‬‬
‫(‪ )4‬ابف عاشكر ‪,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.941‬‬
‫(‪ )5‬محمد رشيد رضا ‪,‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.362‬‬
‫)‪ (6‬كرد في لساف العرب(كالحرب بالتحريؾ أف يسمب الرجؿ مالو حربو يحربو إذا أخذ مالو فيك محركب كحريب) ابف‬
‫منظكر‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.316‬‬
‫(‪ )7‬تفسير المنار‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.362‬‬
‫)‪ (8‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.119:‬‬
‫)‪ (9‬الزمخشرم‪ ,‬الكشاؼ عف غوامض التنزيؿ وعيوف األقاويؿ‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.177‬‬

‫‪‌ 155‬‬
‫التي ينبغي أف تسكد ىي ما جاء بيا رسكؿ ا﵀ محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ,‬فالييكد حريصكف‬
‫عمى سيادة تعاليـ التكراة كالتممكد‪ ,‬كالتي تتناقض مع الشريعة الخاتمة كال تتكافؽ مع المثؿ العميا‬
‫كالقيـ اإلنسانية كاألخبلؽ الحميدة كال الفطرة السكية‪.‬‬

‫كتجدد السعي كالمكر كالخبث‬


‫ٌ‬ ‫إف التعبير ب«كمما» يفيد استمرار الرغبة‪ ،‬كتكرار المحاكلة‪،‬‬
‫كاإليقاد لمحرب‪ ،‬كالييكد يكقدكف الحركب‪ ،‬كيشعمكف نارىا‪ ،‬كالذم يكقدىا ال يحترؽ‪ ،‬كانما يقدـ ليا‬
‫الكقكد فقط‪ ،‬كصدؽ ا﵀ فإف ييكد ال يخسركف مف الضحايا في الحركب ما يذكر‪ ،‬كانما الخسارة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫لمشعكب الساذجة‪ ،‬كالكقكد ىـ أبناء تمؾ الشعكب كمكاردىا كأمكاليا ككجكدىا‬

‫نماذج مف إيقاد الييود لمحروب قديما وحديثا‪:‬‬

‫‪ -7‬في عصر النبوة ‪ :‬عندما ىاجر النبي محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ إلى المدينة المنكرة قاـ‬
‫(‪)2‬‬
‫كالذم كاف مف بنكده عدـ مناصرة الييكد‬ ‫بعدة أعماؿ‪ ,‬كاف منيا أف عقد ميثاقا مع قبائؿ الييكد‬
‫الييكد لممشركيف في حربيـ ضد الرسكؿ محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ كأصحابو ‪ ,‬إال أف الييكد بدأ‬
‫يتحرؾ فييـ الحقد الدفيف كالحسد المكنكف في صدكرىـ تجاه اإلسبلـ كنبي اإلسبلـ محمد صمى‬
‫ا﵀ عميو كسمـ‪ ,‬فنقضكا الميثاؽ مرة تمك مرة‪ ,‬ككانكا ثبلث قبائؿ‪ :‬ىـ ‪ -1‬بنك قينقاع ‪ -6‬بنك‬
‫النضير‪ -3 ,‬بنك قريظة‪ ,‬فكاجو الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ كالمسممكف معو كيد كحرب كؿ‬
‫قبيمة عمى حدة ‪.‬‬

‫كلقد كانت أكلى ىذه القبائؿ نقضا لمعيد قبيمة بنك قينقاع (‪ ,)3‬فمقد ساءىـ انتصار المسمميف عمى‬
‫عمى المشركيف في غزكة بدر الكبرل‪ ,‬كظير حقدىـ عمى الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪,‬‬
‫كالمسمميف كأخذكا يتعرضكف ليـ بالسخرية‪ ,‬كيؤذكف كؿ مف يرد مف المسمميف عمى سكقيـ‬

‫(‪ )1‬صبلح الخالدم‪ ,‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‪ ,‬ص‪.949‬‬


‫(‪ )6‬ثبت ىذا الميثاؽ باألحاديث الصحيحة كقد تضمف عدة بنكد‪ ,‬مثؿ ‪ -1‬ال يقتؿ مؤمف مؤمنان في كافر‪ ،‬كال ينصر كاف انر‬
‫عمى مؤمف‪ -6,‬كانو مف تبعنا مف ييكد فإف لو النصر كاألسكة‪ ،‬غير مظمكميف كال متناصر عمييـ‪ -3 ,‬كاف الييكد ينفقكف‬
‫مع المؤمنيف ما دامكا محاربيف‪ ,‬عمي محمد الصبلبي‪ ,‬السيرة النبوية عرض وقائع وتحميؿ أحداث‪ ,‬دار المعرفة لمطباعة‬
‫كالنشر كالتكزيع‪ ،‬بيركت – لبناف‪ ,‬الطبعة‪ :‬السابعة‪ 1469 ،‬ىػ ‪ 6118 -‬مج‪,1‬ص‪.493-496‬‬
‫(‪ )3‬بنك قينقاع‪ :‬كانكا يسكنكف داخؿ المدينة ػ في حي باسميـ ػ ككانكا صاغة كحداديف كصناع الظركؼ كاألكاني‪ ،‬كألجؿ‬
‫ىذه الحرؼ كانت قد تكفرت لكؿ رجؿ منيـ آالت الحرب‪ ،‬ككاف عدد المقاتميف فييـ سبعمائة‪ ،‬ككانكا أشجع ييكد المدينة‪،‬‬
‫ككانكا أكؿ مف نكث العيد كالميثاؽ مف الييكد‪ ,‬المباركفكرم‪ ,‬الرحيؽ المختوـ‪ ,‬ص‪.914‬‬

‫‪‌ 156‬‬
‫كيتحرشكف بالمسممات(‪ ,)1‬حتى تفاقـ أمرىـ كاشتد أذاىـ ‪ ,‬فما كاف مف الرسكؿ صمى ا﵀ عميو‬
‫كسمـ إال أف جمعيـ ككقؼ فييـ ناصحا كمرشدا كمحذ ار مف عاقبة ما يفعمكف‪ ,‬فعف ابف عباس‬
‫رضي ا﵀ عنيما قاؿ‪ :‬لما أصاب رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ قريشان يكـ بدر‪ ،‬كقدـ المدينة‬
‫جمع الييكد في سكؽ بني قينقاع‪ .‬فقاؿ‪( :‬يا معشر ييكد‪ ،‬أسممكا قبؿ أف يصيبكـ مثؿ ما أصاب‬
‫قريشان)‪ .‬قالكا‪ :‬يا محمد‪ ،‬ال يغرنؾ مف نفسؾ أنؾ قتمت نف انر مف قريش كانكا أغما انر ال يعرفكف‬
‫يف‬‫القتاؿ‪ ،‬إنؾ لك قاتمتنا لعرفت أنا نحف الناس‪ ،‬كأنؾ لـ تمؽ مثمنا‪ ،‬فأنزؿ ا﵀ تعالى‪ُ ( :‬قؿ لِّمَِّذ َ‬
‫آي ٌة ِفي ِف َئتَْي ِف ا ْلتَقَتَا ِف َئ ٌة‬
‫اف لَ ُك ْـ َ‬ ‫اد) و(قَ ْد َك َ‬
‫(‪)2‬‬
‫س ا ْل ِم َي ُ‬ ‫وف إِلَى َج َي َّن َـ َوِب ْئ َ‬
‫ش ُر َ‬ ‫وف َوتُ ْح َ‬
‫ستُ ْغمَ ُب َ‬ ‫َكفَُرواْ َ‬
‫شاء إِ َّف ِفي‬ ‫ص ِرِه َمف َي َ‬ ‫ْي ا ْل َع ْي ِف َواهللُ ُي َؤِّي ُد ِب َن ْ‬
‫ِ‬
‫ُخ َرى َكاف َرةٌ َي َر ْوَن ُيـ ِّم ْثمَ ْي ِي ْـ َأر َ‬
‫يؿ ِ‬
‫اهلل َوأ ْ‬ ‫س ِب ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫تُقَات ُؿ في َ‬
‫صار ًٍ)(‪.)4())3‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َذل َؾ لَع ْب َرةً َّأل ُْوِلي األ َْب َ‬

‫بجمى وب‬
‫كمرت األياـ كصدر مف بني قينقاع ما كاف في الحسباف‪ ,‬كذلؾ أف امرأة مف العرب قدمت ى‬
‫ليا‪ ،‬فباعتو في سكؽ بني قينقاع‪ ،‬كجمست إلى صائغ‪ ،‬فجعمكا يريدكنيا عمى كشؼ كجييا‪ ،‬فأبت‪،‬‬
‫فى ىع ىمد الصائغ إلى طرؼ ثكبيا فعقده إلى ظيرىا ػ كىي غافمة ػ فمما قامت انكشفت سكأتيا‬
‫فضحككا بيا فصاحت‪ ،‬فكثب رجؿ مف المسمميف عمى الصائغ فقتمو ػ ككاف ييكديان ػ فشدت الييكد‬
‫عمى المسمـ فقتمكه(‪ ،)5‬فاستصرخ أىؿ المسمـ المسمميف عمى الييكد‪ ،‬فكقع الشر بينيـ كبيف بني‬
‫قينقاع‪ ,‬فقاـ الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ كجنكده مف الصحابة الكراـ إلييـ كحاصركىـ أشد‬
‫الحصار كالذم استمر خمس عشرة ليمة ‪ ,‬كقذؼ ا﵀ عز كجؿ الرعب في قمكب الييكد حتى نزلكا‬
‫عمى حكـ رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ,‬فأمرىـ أف يخرجكا مف المدينة كال يجاكركه بيا‪،‬‬
‫فخرجكا إلى أ ٍذ يرىعات الشاـ(‪ ،)6‬فقؿ أف لبثكا فييا حتى ىمؾ أكثرىـ(‪. )1‬‬

‫(‪ )1‬المباركفكرم‪ ,‬الرحيؽ المختوـ‪ ,‬ص‪.917‬‬


‫(‪ )2‬سكرة آؿ عمراف‪ ,‬آية‪.19 :‬‬
‫(‪ )3‬سكرة آؿ عمراف‪ ,‬آية‪.13 :‬‬
‫(‪)4‬السجستاني‪ ,‬سنف أبي داود‪ ,‬كتاب الخراج كالفيء كاإلمارة‪ ,‬باب ( كيؼ كاف إخراج الييكد مف المدينة)‪ ,‬رقـ الحديث‬
‫(‪ ,)3443‬قاؿ المحدث محمد بف ناصر الديف األلباني (ضعيؼ اإلسناد)‪ ,‬ضعيؼ أبي داكد‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.034‬‬
‫(‪ )5‬المعافرم‪ ,‬أبك محمد جماؿ الديف عبد الممؾ بف ىشاـ بف أيكب الحميرم (ت‪913 :‬ىػ)‪ ,‬السيرة النبوية البف ىشاـ‪,‬‬
‫تحقيؽ‪ :‬مصطفى السقا كابراىيـ األبيارم كعبد الحفيظ الشمبي‪ ,‬شركة مكتبة كمطبعة مصطفى البابي الحمبي كأكالده بمصر‪,‬‬
‫الطبعة الثانية‪1364 ،‬ىػ ‪ 1244 -‬ـ‪ ,.‬ج‪,9‬ص‪.06‬‬
‫(‪ )6‬أذرعات‪ :‬منطقة بالشاـ ‪ ,‬مف حكراف ‪ ,‬تقع بالقرب مف مدينة درعا شماال داخؿ حدكد الجميكرية السكرية معجـ‬
‫عاتؽ بف غيث ببلدم‪ ,‬المعالـ الجغرافية في السيرة النبوية‪ ,‬ص‪.99‬‬

‫‪‌ 157‬‬
‫كقبض رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ منيـ أمكاليـ بعد أف ترككىا غنيمة لممسمميف(‪ ،)2‬ككاف‬

‫نصيبو فييا ثبلث ًق ًسي كدرعيف كثبلثة أسياؼ كثبلثة رماح‪ ،‬كخمس غنائميـ (‪.)3‬‬

‫‪ -6‬في عصر الصحابة رضواف اهلل عمييـ‪ :‬لـ يأؿ الييكد جيدا في زمف الخبلفة الراشدة مف‬
‫إحداث البمبمة في صفكؼ المسمميف كزرع الفتنة كتيييج الناس عمى خمفائيـ‪ ,‬كاستخداـ عامؿ‬
‫النفاؽ كالتستر بالديف مف أجؿ أف يبثكا سمكـ أفكارىـ كضبلالت عقكليـ‪ ,‬فيضربكا المسمميف‬
‫ببعضيـ ‪,‬كيحكلكا دكف استقرار الدكلة اإلسبلمية‪ ,‬ككاف مف نتاج ذلؾ مقتؿ الخميفة الراشد عثماف‬
‫رضي ا﵀ عنو‪ ,‬فقد ألبكا عميو الكالة كحرشكا بينيـ كبينو كأكىمكىـ مف خبلؿ الرسائؿ المزكرة أنو‬
‫(‪)4‬‬
‫فمنعكه مف الصبلة كمنعكا عنو الماء كطالبكه بالتنازؿ‬ ‫يريد الشر بيـ‪ ,‬حتى خرج عميو الخكارج‬
‫عف الخبلفة كلكنو أبى قائبل‪‌:‬ال أنزع قميصا ألبسنيو ا﵀ عز كجؿ(‪ ,)5‬ككاف نتيجة ذلؾ أف قامكا‬
‫بقتمو(‪.)6‬‬

‫‪ -3‬في الزمف المعاصر‪ :‬لقد استطاع الييكد احتبلؿ فمسطيف سنة ‪1948‬ـ كمف ذلؾ الكقت الى‬
‫كقتنا الحالي‪ ,‬ما فتئ الييكد يستخدمكف مع شعبنا الفمسطيني أبشع صكر الحرب كالعدكاف‬
‫كبأشكاليما المختمفة‪ ,‬كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬

‫أ‪ -‬قتؿ الرجاؿ كالشباب كاألطفاؿ كالقياـ بمجازر راح ضحيتيا األلكؼ مف أفراد الشعب(‪.)7‬‬

‫(‪)1‬عمي بف برىاف الديف الحمبي(ت‪1400 :‬ىػ)‪ ,‬السيرة الحمبية في سيرة االميف المأموف‪ ,‬دار الكتب العممية ‪-‬‬
‫بيركت‪,‬الطبعة الثانية ‪1096 -‬ىػ‪ ,‬ج‪ ,9‬ص‪.069‬‬
‫)‪ )2‬الصبلبي‪ ,‬السيرة النبوية عرض وقائع وتحميؿ أحداث‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.115‬‬
‫(‪)3‬ابف القيـ‪ ,‬زاد المعاد في ىدي خير العباد‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيركت ‪ -‬مكتبة المنار اإلسبلمية‪ ،‬الككيت الطبعة السابعة‬
‫كالعشركف‪1014 ,‬ىػ ‪1220/‬ـ ج‪ ,9‬ص‪.21 ،61‬‬
‫)‪(4‬الخكارج‪ :‬قاؿ الشيرستاني‪( :‬كؿ مف خرج عمى اإلماـ الحؽ الذم اتفقت الجماعة عميو يسمى خارجيان‪ ،‬سكاء كاف الخركج‬
‫في أياـ الصحابة عمى األئمة الراشديف أك كاف بعدىـ عمى التابعيف ليـ بإحساف كاألئمة في كؿ زماف)‪ ,‬الممؿ والنحؿ‪,‬‬
‫مؤسسة الحمبي‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.114‬‬
‫)‪ )5‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬تاريخ الطبري‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.666‬‬
‫(‪)6‬عبد الرحمف حبنكة الميداني‪ ,‬مكايد ييودية عبر التاريخ‪ ,‬ص‪.176,171‬‬
‫(‪ ) 7‬لقد ارتكب الييكد مجازر عدة بحؽ العزؿ مف الشعب الفمسطيني عبر تاريخ احتبللو ‪ ,‬كمجزرة دير ياسيف في‬
‫‪1209/0/2‬ـ‪ ,‬كمذبحة قبية في ‪1243/14/10‬ـ‪ ,‬كمجزرة القدس في ‪1276/7/6‬ـ‪ ,‬كمذبحة صاب ار كشاتيبل في ‪-17‬‬
‫‪1299/2/19‬ـ‪ ,‬كمذبحة مخيـ جنيف في ‪3/92‬ك ‪9449/ 0/2‬ـ ‪ ,‬كمجازر غزة األخيرة خصكصا في‬
‫‪9442,9449‬ك‪9410‬ـ‪ ,‬المجازر الييكدية في فمسطيف ‪ ,‬موقع قصة اإلسالـ ‪ ,‬بتاريخ ‪9419/2/16‬ـ‪.‬‬

‫‪‌ 158‬‬
‫مف كافة أطياؼ ىذا‬ ‫ب‪ -‬إبعاد لممجاىديف(‪ ,)1‬كاعتقاؿ األلكؼ مف المجاىديف كالمقاكميف‬
‫الشعب كمف مختمؼ مناطقو منذ عاـ ‪1984‬ـ‪ ,‬كقد بمغ عدد أبناء الحركة األسيرة حتى‬
‫(‪)2‬‬
‫كقد زادت حدة االعتقاالت في االنتفاضة األخيرة حتى‬ ‫‪6115/4/16‬ـ(‪ )6111‬أسير كأسيرة‪.‬‬
‫اطنا‪ ،‬باإلضافة إلى اعتقاؿ ‪ 711‬عامؿ مف داخؿ األراضي المحتمة عاـ‬
‫أنيا بمغت ‪ 3466‬مك ن‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.1948‬‬

‫ج‪ -‬تضييؽ الخناؽ عمى حركة التنقؿ بيف المدف كالقرل الفمسطينية ‪ ,‬كالتعسؼ في التعامؿ مع‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫مف يسكنكف في القدس عامة كفي بمدتيا القديمة خاصة‬

‫د‪ -‬العمؿ عمى تقسيـ المسجد األقصى زمانيا كمكانيا(‪ ,)5‬تمييدا ليدمو كاقامة الييكؿ المزعكـ(‪,)6‬‬
‫(‪)7‬‬
‫مف عزؿ كؿ‬ ‫المزعكـ(‪ ,)6‬كنكاة فكرة التقسيـ تعكد إلى ما قاـ بو الييكد بعد اتفاؽ (أكسمك)‬

‫(‪ )1‬قاـ االحتبلؿ في ‪1229/2/16‬ـ بأكبر عممية إبعاد جماعي استيدفت ‪ 014‬مف خيرة أبناء كقيادات الشعب‬
‫الفمسطيني‪ ,‬حيث تـ إبعادىـ الى منطقة مرج الزىكر في لبناف‪ ,‬انظر كتاب (مرج الزىور محطة في تاريخ الحركة‬
‫اإلسالمية في فمسطيف)‪ ,‬لمؤلفو حسني البكريني‪.‬‬
‫(‪ )2‬وكالة وفا‪ ,‬وكالة األنباء والمعمومات الفمسطينية‪9414/0/17 ,‬ـ ‪ ,‬نقبل عف جمعية نادم األسير الفمسطيني ‪.‬‬
‫)‪ (3‬وكالة سما اإلخبارية‪ ,‬بتاريخ‪6116/1/7‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )4‬كاف آخر ما قاـ بو االحتبلؿ فرض الحصار عمى سكاف البمدة القديمة في القدس كمنع القادميف إلييا مف الدخكؿ ‪ ,‬مع‬
‫مع السماح لممستكطنيف بالدخكؿ إلييا كالتجكؿ دكف قيد تقرير‪ ,‬وكالة معا اإلخبارية ‪2115/11/16‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )5‬صفا‪ ,‬وكالة الصحافة الفمسطينية‪9414/9/3 ,‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )6‬يزعـ الييكد أنو كاف ليـ في الماضي ىيكبل مكاف المسجد األقصى‪ ،‬كالحقيقة أف ىذا الزعـ أسطكرة ييكدية نسجتيا‬
‫يخيا ‪ -‬ككما جاء في السنة‬
‫أيدم أحبار كحاخامات الييكد‪ ،‬ثـ نسبتيا إلى نبي ا﵀ سميماف ‪ -‬عميو السبلـ‪ ،-‬كالثابت تار ن‬
‫النبكية ‪ -‬أف سميماف‪ ،‬عميو السبلـ‪ ،‬لـ ً‬
‫يبف ىيكبلن كما تزعـ التكراة‪ ،‬كاف قصة الييكؿ كما تركييا الكتب المقدسة عند الييكد‬
‫قصة خرافية‪ ،‬كالييكؿ نفسو ليس لو كجكد حقيقي في التاريخ‪ ,‬عبد الناصر الف ار‪ ,‬الييكؿ المزعوـ بيف الوىـ والحقيقة‪,‬‬
‫ص‪.92,97‬‬
‫)‪(7‬اتفاقية أكسمك‪ :‬اتفاؽ سبلـ كقعتو دكلة ييكد كمنظمة التحرير الفمسطينية في مدينة كاشنطف األمريكية في ‪ 13‬سبتمبر‬
‫‪1223‬ـ‪ ،‬بحضكر الرئيس األمريكي السابؽ بيؿ كمينتكف‪ ,‬كسمي االتفاؽ نسبة إلى مدينة أكسمك النركيجية التي تمت فييا‬
‫السرية في عاـ‪ 1221‬ـ‪ ,‬كالتي أفرزت ىذا االتفاؽ في ما عرؼ بمؤتمر مدريد‪ ,‬كقد نصت االتفاقية عمى التزاـ‬
‫المحادثات ٌ‬
‫منظمة التحرير الفمسطينية عمى لساف رئيسيا ياسر عرفات بحؽ دكلة إسرائيؿ في العيش في سبلـ كأمف كالكصكؿ إلى حؿ‬
‫لكؿ القضايا األساسية المتعمقة باألكضاع الدائمة مف خبلؿ المفاكضات‪ ،‬كبإعبلف المبادئ تبدأ حقبة خالية مف العنؼ‪،‬‬
‫كطبقا لذلؾ فإف منظمة التحرير تديف استخداـ اإلرىاب كأعماؿ العنؼ األخرل‪ ،‬كستعاقب كؿ مف ينتيؾ االتفاقية أيا كاف‬
‫حزبو‪ ,‬كفي المقابؿ قررت حككمة ييكد عمى لساف رئيس كزرائيا اسحؽ رابيف أنو في ضكء التزامات منظمة التحرير‬
‫الفمسطينية‪ ،‬االعتراؼ بمنظمة التحرير الفمسطينية باعتبارىا الممثؿ لمشعب الفمسطيني‪ ،‬كبدء المفاكضات معيا‪ ,‬بحث‬
‫بعنواف(نص اتفاؽ أوسمو)‪ ,‬مجمة العكدة‪ ,‬العدد الثاني كالسبعكف – سنة ‪ 9413,‬ـ ‪ -‬ذك القعدة ‪ 1030‬ىػ‪.‬‬

‫‪‌ 159‬‬
‫القدس عف الضفة الغربية‪ ،‬كاقامتو الجدار العازؿ كالحكاجز التي تمنع دخكؿ المقدسييف‬
‫كفمسطيني الداخؿ مف الكصكؿ إلى المسجد األقصى الشريؼ‪ ,‬كمف ثـ خطى الييكد خطكة خطيرة‬
‫تمثمت في مسكدة قانكف طرحت في منتصؼ سنة ‪ 6116‬ـ داخؿ أركقة الكنيست(‪( )1‬البرلماف)‬
‫لتقسيـ المسجد مكانيا كزمانيا بيف المسمميف كالييكد‪ ,‬كأعيد طرحيا سنة ‪6113‬ـ كنصت عمى‬
‫تخصيص كقت محدد لممسمميف لمصبلة في المسجد األقصى‪ ،‬ككقت محدد أيضا لمييكد ليقكمكا‬
‫بصمكاتيـ كطقكسيـ(‪ ،)2‬كقد بدأ تنفيذ الخطة فعميا في ‪6115/9/16‬ـ مف خبلؿ االقتحامات التي‬
‫يقكـ بيا المستكطنكف تحت رعاية الحككمة الييكدية‪ ,‬إال أف التصدم الحاصؿ مف المرابطيف‬
‫كالمرابطات داخؿ المسجد األقصى كما قاـ بو الشباب المؤمف مف عمميات طعف كدىس‬
‫استيدفت الجنكد الييكد كالمستكطنيف‪ ,‬كمكاقؼ بعض الحككمات اإلسبلمية كؿ ىذا كاف سببا في‬
‫تأخير الحككمة الييكدية عف تطبيؽ مشركع التقسيـ بالشكؿ المعد لو(‪.)3‬‬

‫كمازالت قطعاف المستكطنيف يقتحمكف المسجد األقصى المرة تمك األخرل برعاية الجنكد الييكد‪,‬‬
‫كىذا يتطمب مف األمة المسممة أف تقؼ يدا كاحدة كصفا كاحدا تجاه ىذا الكياف الييكدم‬
‫الغاصب حتى يستردكا بيت المقدس ككؿ فمسطيف بإذف ا﵀ عز كجؿ‪.‬‬

‫ادا‬
‫سً‬ ‫س َع ْو َف ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫ض فَ َ‬ ‫(وَي ْ‬
‫الحقيقة الثانية‪ :‬سعي الييود لمفساد في األرض ‪ :‬قاؿ عز كجؿ َ‬
‫َوالمَّ ُو َال ُي ِحب ا ْل ُم ْف ِس ِد َ‬
‫يف)(‪.)4‬‬

‫قررت اآلية أف الييكد يعممكف جاىديف لمفساد في األرض كالمعنى(أم إنيـ لـ يككنكا فيما يأتكنو‪،‬‬
‫أك عمى ما يأتكنو مف عداكة النبي كالمؤمنيف‪ ،‬كايقاد نيراف الحرب كالفتف كالقتاؿ‪ ،‬مصمحيف‬
‫لؤلخبلؽ كاألعماؿ‪ ،‬أك لشئكف االجتماع كالعمراف‪ ،‬بؿ كانكا يسعكف في األرض سعي فساد‪ ،‬أك‬

‫)‪ (1‬الكنيست الييكدم‪ :‬ىك البرلماف الييكدم حيث يتركز فيو عمؿ التشريع كمراقبة الحككمة اإلسرائيمية‪ ,‬كيبمغ عدد نكاب‬
‫نائبا‪ ،‬ينتمي كؿ منيـ إلى حزب مسجؿ كيعمؿ ممثبل ليذا الحزب‪ ,‬كالكنيست نسبة إلى مجمس الحاخامات‬ ‫الكنيست ‪ 194‬ن‬
‫المذككر في شرح التكراة‪ ,‬كيحتؿ أىمية دستكرية شكمية كبرل نظ ار لعدـ كجكد قانكف مكتكب عند الييكد‪ ,‬موسوعة السياسة‪,‬‬
‫عبد الكىاب الكيالي ‪ ,‬ج‪,0‬ص‪.163‬‬
‫)‪ (2‬محمد خضر قريش‪ ,‬مقاؿ بعنكاف‪ ,‬تقسيـ المسجد األقصى بيف جاىزية الخطط والبدء بالتنفيذ‪ ,‬ككالة معا‪,‬‬
‫بتاريخ‪9414/2/1‬ـ‪.‬‬
‫)‪ (3‬تقرير بعنكاف(السيناريو اإلسرائيمي لتقسيـ األقصى)‪ ,‬إعداد قناة الجزيرة‪ ,‬مف مكقع الجزيرة نت‪ ,‬بتاريخ‬
‫‪9414/2/17‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )4‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.70 :‬‬

‫‪‌ 161‬‬
‫ألجؿ الفساد‪ ،‬بمحاكلة منع اجتماع كممة العرب‪ ،‬كخركجيـ مف األمية إلى العمـ‪ ،‬كمف الكثنية إلى‬
‫التكحيد‪ ،‬كبالكيد لممؤمنيف‪ ،‬كتشكيكيـ في الديف; حسدا ليـ‪ ،‬كحبا في دكاـ امتيازىـ عمييـ)(‪.)1‬‬

‫كىذه ىي أبرز سمة مف سمات تاريخيـ كمٌو‪ ،‬القديـ منو كالكسيط كالمعاصر‪ ,‬فيـ أكثر أىؿ‬
‫األرض رغبة في الفساد كحرصان عميو‪ ،‬كىـ يفكقكف باقي األمـ فيو‪ ،‬كىـ قدكة لآلخريف الراغبيف‬
‫فيو‪ ,‬كالفساد نتيجة حتمية لما يقكـ بو الييكد مف حركب تجاه المسمميف كالبشرية جمعاء ‪.‬‬

‫معنى الفساد لغة وشرعا‪:‬‬

‫الفساد لغة‪ :‬الفساد خركج الشيء عف االعتداؿ قميبل كاف الخركج عنو أك كثي انر كيضاده‬
‫الصبلح(‪.)2‬‬

‫اصطالحا‪ :‬الفساد ىك الكفر كالعمؿ بالمعصية(‪ )3‬أك الفساد يتناكؿ جميع أنكاع اإلثـ‪ ،‬فمف عمؿ‬

‫بغير أمر ا﵀ فيك مفسد(‪ ,)4‬كبتعريؼ أدؽ(الخركج عف حالة الصبلح كاالعتداؿ التي جاء بيا‬

‫القرآف الكريـ كالسنة النبكية إلى ما يباينيا)(‪.)4‬‬

‫كالفساد الييكدم ىك كفرىـ با﵀ كبرسكلو صمى ا﵀ عميو كسمـ كارتكابيـ المعاصي الظاىرة‬
‫كالباطنة كىذا خركج عف الفطرة كعف خط االعتداؿ كخركج عف دائرة الصبلح التي نادت بيا‬
‫الكتب السماكية كعمى رأسيا القرآف الكريـ‪ ,‬كالفساد في األرض مبلزـ لمييكد منذ أياميـ األكلى مع‬
‫نبييـ مكسى عميو السبلـ‪ ،‬كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬

‫أ‪ -‬قصة قاركف الذم كاف مف قكـ مكسى عميو السبلـ‪ ،‬ككاف مفسدان في األرض‪ ،‬كاستخدـ ما‬

‫(‪ )1‬محمد رشيد رضا تفسير المنار‪ ,‬ج‪,7‬ص‪.374‬‬


‫(‪ )9‬الراغب األصفياني‪ ,‬المفردات في غريب القرآف‪ ,‬ص‪.737‬‬
‫(‪ )3‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,1‬ص‪26‬‬
‫(‪ )0‬مصطفى المنصكرم‪ ,‬المقتطؼ مف عيوف التفاسير‪ ,‬حققو كخرج أحاديثو‪ ,‬محمد عمي الصابكني‪ ,‬دار القمـ‪ ,‬دمشؽ‪,‬‬
‫الدار الشامية‪ ,‬بيركت‪ ,‬الطبعة الثانية‪1417 ,‬ىػ‪1996-‬ـ‪ .‬ص‪.395‬‬
‫(‪ )4‬عبد السبلـ المكح‪ -‬ضيائي السكسي‪ ,‬مظاىر الفساد وآثاره في القرآف الكريـ(دراسة موضوعية)‪ ,‬ص‪.5‬‬

‫‪‌ 161‬‬
‫منحو ا﵀ عز كجؿ مف الماؿ ككىبو مف العمـ لئلفساد‪ ،‬كنصحو الصالحكف مف قكمو بعدـ اإلفساد‬
‫وسى فَ َب َغى َعمَ ْي ِي ْـ َوآتَ ْي َناهُ ِم َف‬ ‫اف م ْف قَ ْوِـ ُم َ‬
‫وف َك َ ِ‬ ‫كالفساد فمـ ينتصح قاؿ عز كجؿ (إ َّف قَ ُار َ‬
‫اؿ لَ ُو قَ ْو ُم ُو ال تَ ْف َر ْح إِ َّف المَّ َو ال ُي ِحب‬ ‫ص َب ِة أُولِي ا ْلقُ َّوِة إِ ْذ قَ َ‬ ‫ِ‬
‫وز َما إِ َّف َمفَات َح ُو لَتَُن ُ‬
‫وء ِبا ْل ُع ْ‬ ‫ا ْل ُك ُن ِ‬
‫س َف‬ ‫َح ِس ْف َك َما أ ْ‬
‫َح َ‬ ‫يب َؾ ِم َف الد ْن َيا َوأ ْ‬ ‫ِ‬
‫س َنص َ‬
‫ِ‬
‫َّار ْاآلخ َرةَ َوال تَ ْن َ‬ ‫يف) و( َو ْابتَ ِغ ِفيما آتَ َ َّ‬
‫اؾ الم ُو الد َ‬ ‫َ‬ ‫ا ْلفَ ِر ِح َ‬
‫اؿ إِ َّن َما أُوِتيتُ ُو َعمَى ِع ْمٍـ‬ ‫يف) و(قَ َ‬ ‫ض إِ َّف المَّ َو ال ُي ِحب ا ْل ُم ْف ِس ِد َ‬ ‫اد ِفي ْاأل َْر ِ‬ ‫سَ‬ ‫المَّ ُو إِلَ ْي َؾ َوال تَ ْب ِغ ا ْلفَ َ‬
‫شد ِم ْن ُو قُ َّوةً َوأَ ْكثَُر َج ْمعاً َوال‬ ‫وف َم ْف ُى َو أَ َ‬ ‫َىمَ َؾ ِم ْف قَ ْبمِ ِو ِم َف ا ْلقُُر ِ‬ ‫َف المَّ َو قَ ْد أ ْ‬ ‫ِع ْن ِدي أ ََولَ ْـ َي ْعمَ ْـ أ َّ‬
‫وف ا ْل َح َياةَ الد ْن َيا َيا‬
‫يد َ‬ ‫يف ُي ِر ُ‬‫اؿ الَِّذ َ‬‫وف) و(فَ َخ َر َج َعمَى قَ ْو ِم ِو ِفي ِزي َن ِت ِو قَ َ‬ ‫سأَ ُؿ َع ْف ُذ ُنوِب ِي ُـ ا ْل ُم ْج ِرُم َ‬‫ُي ْ‬
‫اب المَّ ِو َخ ْيٌر‬ ‫ِ‬
‫يف أُوتُوا ا ْلع ْم َـ َوْيمَ ُك ْـ ثََو ُ‬ ‫اؿ الَِّذ َ‬‫وف إِ َّن ُو لَ ُذو َحظٍّ َع ِظ ٍيـ) و( َوقَ َ‬
‫ت لَ َنا ِم ْث َؿ َما أُوِت َي قَ ُار ُ‬ ‫لَ ْي َ‬
‫اف لَ ُو ِم ْف‬ ‫ض فَ َما َك َ‬ ‫ارِه ْاأل َْر َ‬‫س ْف َنا ِب ِو َوِب َد ِ‬
‫وف) و(فَ َخ َ‬ ‫الصا ِب ُر َ‬ ‫صالِحاً َوال ُيمَقَّ َ‬
‫اىا إَِّال َّ‬ ‫ِ‬
‫آم َف َو َعم َؿ َ‬ ‫ل َم ْف َ‬
‫ِ‬

‫س‬‫يف تَ َم َّن ْوا َم َكا َن ُو ِب ْاأل َْم ِ‬‫َص َب َح الَِّذ َ‬


‫يف) و( َوأ ْ‬ ‫ص ِر َ‬ ‫اف ِم َف ا ْلم ْنتَ ِ‬
‫ُ‬ ‫وف المَّ ِو َو َما َك َ‬ ‫ص ُروَن ُو ِم ْف ُد ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ف َئة َي ْن ُ‬
‫ؼ ِب َنا‬
‫سَ‬ ‫اء ِم ْف ِع َب ِاد ِه َوَي ْق ِد ُر لَ ْوال أ ْ‬
‫َف َم َّف المَّ ُو َعمَ ْي َنا لَ َخ َ‬ ‫ش ُ‬‫ؽ لِ َم ْف َي َ‬
‫الرْز َ‬
‫سطُ ِّ‬‫وف َوْي َكأَ َّف المَّ َو َي ْب ُ‬
‫َيقُولُ َ‬
‫وف)(‪.)1‬‬
‫اف ُر َ‬ ‫وْي َكأ ََّن ُو ال ي ْفمِح ا ْل َك ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬

‫تتمخص قصة قاركف مف خبلؿ العرض القرآني في عدة أمكر‪:‬‬

‫‪ -1‬كاف قاركف مف قكـ مكسى عميو السبلـ أم مف المخاطبيف بدعكتو كرسالتو‪ ,‬كلكنو اختار‬
‫طريؽ الكفر كالتجبر‪ ,‬فقد آتاه ا﵀ عز كجؿ كنك انز أم ثراء كغنى كماال عظيما(‪ ,)2‬قاؿ عز‬
‫كالمعنى أف مفاتح خزائف‬ ‫(‪)3‬‬
‫ص َب ِة أُولِي ا ْلقُ َّوِة)‬ ‫ِ‬ ‫كجؿ( َوآتَ ْي َناهُ ِم َف ا ْل ُك ُن ِ‬
‫وز َما إِ َّف َمفَات َح ُو لَتَنُ ُ‬
‫وء ِبا ْل ُع ْ‬
‫أمكالو لتثقؿ الجماعة القكية عف حمميا‪ ،‬ىذه المفاتيح‪ ،‬فما ظنؾ بالخزائف! (‪.)4‬‬

‫‪ -6‬قاـ جماعة مف الذيف ءامنكا بدعكة مكسى عميو السبلـ كساركا عمى طريقو بتقديـ النصيحة‬
‫لقاركف لعؿ قمبو يرؽ كيعكد إلى رشده كيكؼ عف طغيانو كفساده‪ ,‬كحذركه مف البطر كنصحكه‬

‫)‪ )1‬سكرة القصص‪ ,‬اآليات‪.86-76 :‬‬


‫)‪ )2‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,19‬ص‪.617‬‬
‫)‪ (3‬سكرة القصص‪ ,‬آية ‪.76:‬‬
‫)‪ )4‬عبد الرحمف السعدم‪ ,‬تيسير الكريـ المناف في تفسير كالـ الرحمف‪ ,‬ص‪.663‬‬

‫‪‌ 166‬‬
‫بأف يشكر مف أنعـ عميو بتمؾ األمكاؿ‪ ,‬كأف يجمع بيف نصيبي الدنيا كاآلخرة كنيكه عف الفساد‬

‫ض إِ َّف المَّ َو ال ُي ِحب ا ْل ُم ْف ِس ِد َ‬


‫يف)(‪.)1‬‬ ‫اد ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫سَ‬ ‫في األرض قاؿ عز كجؿ( َوال تَ ْب ِغ ا ْلفَ َ‬

‫‪ -3‬لـ يستجب قاركف لمنصيحة‪ ,‬ناسبا ما فيو مف نعيـ إلى عممو كقكتو أك إلى أف ا﵀ يعمـ‬
‫متناسيا قكة ا﵀ عز كجؿ‬ ‫(‪)3‬‬
‫اؿ إِ َّن َما أُوِتيتُ ُو َعمَى ِع ْمٍـ ِع ْن ِدي)‬
‫قاؿ عز كجؿ(قَ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫استحقاقو لذلؾ‬
‫كبطشو فيمف خمكا قبمو مف الجبابرة كالمتغطرسيف‪.‬‬

‫‪ -4‬خرج قاركف عمى قكمو بأبيى حمة كزينة عنده (فقد استعد كتجمؿ بأعظـ ما يمكنو‪ ،‬كتمؾ‬
‫الزينة في العادة مف مثمو تككف ىائمة‪ ،‬جمعت زينة الدنيا كزىرتيا كبيجتيا كنضارتيا كفخرىا‪،‬‬
‫فرمقتو في تمؾ الحالة العيكف‪ ،‬كمؤلت بًَّزتيوي القمكب‪ ،‬كاختمبت زينتو النفكس‪ ،‬فانقسـ فيو الناظركف‬
‫قسميف)(‪ ،)4‬القسـ األكؿ كىـ مف تعمقت قمكبيـ بالدنيا كغفمكا عف النعيـ األخركم تمنكا لك حازكا‬
‫مثؿ ما حاز قاركف مف األمكاؿ كالزينة‪ ,‬كالقسـ الثاني كىـ مف سمت نفكسيـ كعمت ىمميـ كرنت‬
‫أنظارىـ إلى الثكاب األخركم كأدرككا حقيقة قاركف كمصيره فقد تألمكا لحاؿ أىؿ الدنيا كأنكركا‬

‫صالِحاً َوال ُيمَقَّ َ‬


‫اىا إَِّال‬ ‫ِ‬
‫آم َف َو َعم َؿ َ‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫اب المو َخ ْيٌر ل َم ْف َ‬
‫سكء نظرتيـ كفساد تصكرىـ قائميف( َوْيمَ ُك ْـ ثََو ُ‬
‫وف)(‪ ,)5‬فإف ما أعده ا﵀ عز كجؿ في اآلخرة مف الثكاب الجزيؿ كالنعيـ المقيـ خير مف‬ ‫الصا ِب ُر َ‬
‫َّ‬
‫نعيـ الدنيا كذلؾ لمف آمف با﵀ عز كجؿ كعمؿ صالحان كال يناؿ ذلؾ إال الصابركف‪.‬‬

‫‪ -5‬كانت نتيجة قاركف أف خسؼ ا﵀ عز كجؿ بو كبداره األرض‪ ,‬كالخسؼ‪ :‬انقبلب بعض ظاىر‬
‫أم خسفنا األرض مصاحبة لو‬ ‫(‪)7‬‬
‫ض)‬ ‫س ْف َنا ِب ِو َوِب َد ِ‬
‫ارِه ْاأل َْر َ‬ ‫قاؿ عز كجؿ(فَ َخ َ‬
‫(‪)6‬‬
‫األرض إلى باطنيا‬
‫لو كلداره‪ ،‬فيك كداره مخسكفاف مع األرض التي ىك فييا(‪.)8‬‬

‫)‪ (1‬سكرة القصص‪ ,‬آية‪.77 :‬‬


‫)‪ )2‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.668‬‬
‫)‪ )3‬سكرة القصص‪ ,‬آية‪.78:‬‬
‫)‪ (4‬السعدم‪ ,‬تيسير الكريـ المناف في تفسير كالـ الرحمف‪ ,‬ص‪.663‬‬
‫)‪ (5‬سكرة القصص‪ ,‬آية‪.81 :‬‬
‫)‪ (6‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,61‬ص‪.185‬‬
‫)‪ (7‬سكرة القصص‪ ,‬آية‪.81‬‬
‫)‪ )8‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,61‬ص‪.185‬‬

‫‪‌ 163‬‬
‫‪ -6‬عادت الفئة التي أعجبت بماؿ قاركف كالتي تمنت ما عنده إلى رشدىا (كندمكا عمى تمنييـ‬
‫لما أركا سكء عاقبتو كامتمكيـ العجب مف تمؾ القصة كمف خفي تصرفات ا﵀ تعالى في خمقو‬
‫(‪)1‬‬
‫قاؿ عز‬ ‫كعممكا كجكب الرضى بما قدر لمناس مف الرزؽ فخاطب بعضيـ بعضا بذلؾ كأعمنكه)‬
‫اء ِم ْف ِع َب ِاد ِه‬
‫ش ُ‬‫ؽ لِ َم ْف َي َ‬
‫الرْز َ‬ ‫َف المَّ َو َي ْب ُ‬
‫سطُ ِّ‬ ‫وف َوْي َكأ َّ‬
‫س َيقُولُ َ‬ ‫َص َب َح الَِّذ َ‬
‫يف تَ َم َّن ْوا َم َكا َن ُو ِب ْاأل َْم ِ‬ ‫كجؿ( َوأ ْ‬
‫َوَي ْق ِد ُر)(‪.)2‬‬

‫ب‪ -‬قاـ النبي مكسى عميو السبلـ بتحذير بني إسرائيؿ مف اإلفساد في األرض في أكثر مف‬
‫مكطف لما يعمـ‪ -‬مف خبلؿ تجربتو مع بني إسرائيؿ كخبرتو فييـ‪ -‬تمكف اإلفساد في قمكب ييكد‬
‫كرغبتيـ فيو‪ ,‬فمما استسقى لقكمو كضرب بعصاه الحجر كانفجرت منو اثنتا عشرة عينان‪ ،‬كعممت‬
‫كؿ قبيمة منيـ العيف الخاصة بيا التي يشربكف منيا‪ ،‬أمرىـ مكسى عميو السبلـ باألكؿ كالشرب‬

‫ض ُم ْف ِس ِد َ‬
‫يف﴾(‪,)3‬‬ ‫ؽ المَّ ِو َوالَ تَ ْعثَْواْ ِفي األ َْر ِ‬
‫ش َرُبواْ ِمف ِّرْز ِ‬
‫كنياىـ عف اإلفساد‪ ،‬فقاؿ ليـ‪ُ ﴿ :‬كمُواْ َوا ْ‬
‫العثىا " شدة اإلفساد ‪ ،‬بؿ ىك أشد اإلفساد(‪ ,)4‬كلما‬
‫كالمعنى التسعكا في األرض فسادا‪‌ ,‬كأصؿ " ى‬
‫تكجو مكسى عميو السبلـ إلى الطيكر لمناجاة ا﵀‪ ،‬كجعؿ مكانو أخاه ىاركف عميو السبلـ لقيادة‬
‫بني إسرائيؿ‪ ،‬نبَّيو إلى إفسادىـ كتمكف ىذا الخمؽ فييـ‪ ،‬كدعاىـ إلى مبلحظة ذلؾ‪ ،‬كنياه عف‬

‫يؿ ا ْل ُم ْف ِس ِد َ‬
‫س ِب َ‬ ‫اخمُ ْف ِني ِفي قَو ِمي وأ ِ‬
‫َصم ْح َوالَ تَتَِّب ْع َ‬
‫(‪)5‬‬
‫فنيي عف‬
‫ي‬ ‫يف﴾‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫اتباع المفسديف‪ ،‬فقاؿ لو‪ْ ﴿ :‬‬
‫المشاركة في عمؿ مف عرؼ بالفساد‪ ،‬ألف صدكره عف المعركؼ بالفساد‪ ،‬و‬
‫كاؼ في تكقع إفضائو‬ ‫ي‬
‫إلى فساد(‪.)6‬‬

‫ج‪ -‬ذكرت سكرة اإلسراء أف ا﵀ عز كجؿ قضى إلى بني إسرائيؿ أم أخبرىـ في الكتاب الذم‬
‫ض ْي َنا إِلَى َب ِني‬
‫أنزلو عمييـ كىك التكراة أنيـ سيفسدكف في األرض مرتيف قاؿ عز كجؿ ﴿ َوقَ َ‬
‫اب لَتُ ْف ِس ُد َّف ِفي األ َْر ِ‬
‫ض َم َّرتَْي ِف َولَتَ ْعمُ َّف ُعمُ ًوا َك ِب ًا‬
‫ير﴾(‪ ,)7‬كفرغ ربؾ إلى بني إس ارئيؿ‬ ‫يؿ ِفي ا ْل ِكتَ ِ‬
‫س َرِائ َ‬
‫إِ ْ‬
‫إس ارئيؿ فيما أنػزؿ مف كتابو عمى مكسى صمكات ا﵀ كسبلمو عميو بإعبلمو إياىـ‪ ،‬كاخباره ليـ‬

‫)‪(1‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪,‬ج‪,61‬ص‪.188‬‬


‫)‪ (2‬سكرة القصص‪ ,‬آية ‪.86‬‬
‫(‪ )3‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.74:‬‬
‫(‪)4‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.193‬‬
‫(‪ )5‬سكرة األعراؼ‪ ,‬آية‪.109 :‬‬
‫)‪(6‬ابف عاشكر ‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.651‬‬
‫)‪ (7‬سكرة اإلسراء‪ ,‬آية‪.4:‬‬

‫‪‌ 164‬‬
‫كلتستكبرف عمى ا﵀ باجترائكـ‬
‫ٌ‬ ‫مرتيف‪,‬‬
‫كلتخالفف أمره في ببلده ٌ‬
‫ٌ‬ ‫لتعصف ا﵀ يا معشر بني إسرائيؿ‬
‫ٌ‬
‫عميو استكبا ار شديدا(‪.)1‬‬

‫كىاتاف المرتاف مف باب التمثيؿ كليس مف باب الحصر‪ ،‬كاال فكؿ تاريخ ييكد ىك فساد كقتؿ‬
‫كتخريب كتدمير(‪ ،)2‬كتدؿ اآلية عمى كقكع ىذيف اإلفساديف قبؿ اإلسبلـ‪ ,‬ألف ا﵀ عز كجؿ أعمـ‬
‫( ‪)3‬‬
‫بني إسرائيؿ عنيما سابقا في التكراة‪ ,‬كممف قاؿ بذلؾ الطبرم‪ ,‬كابف كثير‪ ,‬كالقرطبي‬
‫كالزمخشرم(‪ ,)4‬كارتأل رأييـ مف المفسريف المعاصريف محمد رشيد رضا كمحمد الطاىر بف‬
‫عاشكر(‪ ,)5‬كالعبلمة المفسر محمد األميف الشنقيطي(‪ ,)6‬كتتمخص أدلتيـ في ثبلث نقاط رئيسية‪:‬‬

‫رئيسية‪:‬‬

‫)‪ (1‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,17‬ص‪.356‬‬


‫(‪ (2‬صبلح الخالدم‪ ,‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‪ ,‬ص‪.651‬‬
‫)‪ )3‬القرطبي‪ :‬ىك أبك عبد ا﵀ محمد بف أحمد بف أبي بكر بف فى ٍرح األنصارم الخزرجي األندلسي القرطبي ا كلد في قرطبة‬
‫قرطبة ما بيف ( ‪611 - 611‬ىػ)‪ ،‬كعاش بيا‪ ،‬ثـ انتقؿ إلى مصر حيث استقر بً يم ٍنىية‪ ،‬كيقاؿ ليا اليكـ‪ :‬المنيا‪ ،‬كبقي فييا‬
‫حتى تيكفّْي‪ ,‬تمقى في قرطبة العمكـ الشرعية كالعربية فبرع في النحك كالتفسير كالفقو‪ ,‬كمف ثـ ارتحؿ إلى مصر كاستقر بيا‪,‬‬
‫تميز بالخمؽ الحسف كالتكاضع الجـ ‪ ,‬كمف آثاره الخالدة كتابو العظيـ في التفسير(الجامع ألحكاـ القرآف) تكفي في المنيا‬
‫عاـ ‪671‬ىػ رحمو ا﵀ ‪ ,‬إبراىيـ بف عمي بف محمد‪ ،‬ابف فرحكف‪ ،‬برىاف الديف اليعمرم(ت‪799 :‬ىػ) الديباج المذىب في‬
‫معرفة أعياف عمماء المذىب‪ ,‬تحقيؽ كتعميؽ‪ :‬الدكتكر محمد األحمدم أبك النكر‪,‬دار التراث لمطبع والنشر‪،‬‬
‫القاىرةاص‪ ,417‬السيكطي طبقات المفسريف‪ ,‬ص‪ ,79‬مشيكر حسف محمكد سمماف‪ ,‬اإلماـ القرطبي شيخ أئمة التفسير‪,‬‬
‫دار القمـ دمشؽ‪ ،‬الطبعة األكلى ‪ 1413 ،‬ى ػ‪ .‬ص‪.19 -17‬‬
‫)‪ (4‬الزمخشرم‪ :‬أبك القاسـ محمكد بف عمر بف محمد بف عمر الخكارزمي الزمخشرم‪ ,‬كلد في ىزىم ٍخ ىشر(ببلد فارس القديمة)‬
‫القديمة) مف شير رجب سنة ‪467‬ىػ‪ ،‬رحؿ إلى بغداد كبيا تمقى العمكـ كبرع في اآلداب‪ ،‬كصنؼ التصانيؼ‪ ،‬تنقؿ بيف‬
‫العراؽ كخراساف‪ ،‬ككمما دخؿ بمدا اجتمع عميو الناس ‪ ,‬كاف يرل االعتزاؿ غفر ا﵀ لو‪ ,‬شمس الديف الذىبي‪ ,‬سير أعالـ‬
‫النبالء‪ ,‬ج‪,15‬ص‪.17-15‬‬
‫)‪ (5‬ابف عاشكر‪ :‬كلد في تكنس عاـ ‪1879‬ـ ‪ ,‬كتمقى العمـ في جامعو الرائد الزيتكنة كبرع في الفقو كالتفسير كعمكـ المغة‬
‫المغة ‪ ,‬عيف قاضيا ثـ أصبح رئيسان لئلفتاء ثـ عيف عاـ ‪ 1936‬شيخا لئلسبلـ مالكيا‪ ,‬كىك مف أعضاء المجمعيف العربييف‬
‫في دمشؽ كالقاىرة‪ ,‬لو مؤلفات عديدة منيا التحرير كالتنكير في تفسير القرآف ‪ ,‬مقاصد الشريعة اإلسبلمية‪ ,‬تكفي في تكنس‬
‫سنة ‪1973‬ـ رحمو ا﵀‪ ,‬الزركمي‪ ,‬األعالـ‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.174-173‬‬
‫)‪ (6‬الشنقيطي‪ :‬محمد األميف بف محمد المختار بف عبد القادر الجكني الشنقيطي‪ ,‬كلد عاـ ‪1917‬ـ في مدينة (تنبو)‬
‫بمكريتانيا ‪ ,‬كنشأ يتيمان فكفمو أخكالو كأحسنكا تربيتو كمعاممتو ‪ ،‬فدرس في دارىـ عمكـ القرآف الكريـ كالسيرة النبكية المباركة‬
‫كاألدب كالتاريخ ‪ ،‬فكاف ذلؾ البيت مدرستو األكلى ‪ ,‬كمف ثـ اتصؿ بعدد مف عمماء بمده فأخذ عنيـ ‪ ،‬كناؿ منيـ اإلجازات‬
‫العممية‪ ,‬عرؼ عنو الخمؽ الحسف كالمباقة كالتكاضع‪ ,‬كحج عاـ (‪1367‬ىػ) كاستقر مدرسا في المدينة المنكرة ثـ الرياض‬
‫كأخي ار في الجامعة االسبلمية بالمدينة عاـ (‪ 1381‬ىػ) كتكفي بمكة سنة ‪1973‬ـ ‪ ,‬مف آثاره الخالدة تفسير (أضكاء البياف‬

‫‪‌ 165‬‬
‫يف ح ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ -1‬قاؿ عز كجؿ( َوِا ْف ُعدت ْـ ُع ْد َنا َو َج َع ْم َنا َج َي َّن َـ ل ْم َكاف ِر َ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫فيذه السنة اإلليية تعني أف‬ ‫ير )‬
‫ص ًا‬
‫الييكد ليـ عكدة لئلفساد في األرض ‪ ,‬كلف يككف ليا فائدة اف اعتبرنا أف اإلفساديف سيقعاف في‬
‫المستقبؿ(‪.)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫لـ تحصؿ‬ ‫‪ -6‬تعرض بنك إسرائيؿ لعقكبتيف مف ا﵀ عز كجؿ عمى يدم البابمييف كالركماف‬
‫مثميما في التاريخ كىذا يتناسب مع مضمكف قكلو تعالى( َوِا ْذ تَأ ََّذ َف َرب َؾ لَ َي ْب َعثَ َّف َعمَ ْي ِي ْـ إِلَى َي ْوِـ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫اب إِ َّف َرب َ‬
‫وء ا ْل َع َذ ِ‬ ‫ا ْل ِقي ِ‬
‫يـ)(‪ )4‬كالمراد أف ا﵀ عز‬ ‫ور َرح ٌ‬ ‫س ِريعُ ا ْلعقَاب َوِان ُو لَ َغفُ ٌ‬
‫َّؾ لَ َ‬ ‫س َ‬‫وم ُي ْـ ُ‬
‫س ُ‬‫امة َم ْف َي ُ‬
‫ََ‬
‫كجؿ قضى أنو سيبعث عمى الييكد كأخبلفيـ مف يذيقيـ كيمييـ فنكف العذاب مف اإلذالؿ ‪,‬‬
‫كضرب الجزية‪ ,‬كجعميـ تحت األيدم مع عدـ كجكد منعة ليـ كىذا ما حدث سابقان(‪.)5‬‬

‫‪ -3‬كرد في سكرة المائدة ما قد يدؿ عمى كقكع اإلفساديف قبؿ اإلسبلـ كذلؾ يفيـ مف قكلو تعالى‬
‫ير ِم ْن ُي ْـ َوالمَّ ُو‬ ‫ِ‬
‫اب المَّ ُو َعمَ ْي ِي ْـ ثُ َّـ َع ُموا َو َ‬
‫صموا َكث ٌ‬ ‫صموا ثُ َّـ تَ َ‬
‫(وح ِسبوا أََّال تَ ُك َ ِ‬
‫وف فتْ َن ٌة فَ َع ُموا َو َ‬ ‫ََ ُ‬
‫ير ِب َما َي ْع َممُ َ‬
‫وف)(‪.)6‬‬ ‫ِ‬
‫َبص ٌ‬

‫كرد في التفسير الكبير(‪()7‬قاؿ القفاؿ(‪)8‬رحمو ا﵀ تعالى ‪ :‬ذكر ا﵀ تعالى في سكرة بني إسرائيؿ ما‬
‫اب لَتُ ْف ِس ُد َّف في األ ْر ِ‬
‫ض‬ ‫ض ْي َنآ إِلَى َب ِنى إسرائيؿ في ا ْل ِكتَ ِ‬ ‫يجكز أف يككف تفسي انر ليذه اآلية فقاؿ( َوقَ َ‬
‫ش ِد ٍ‬ ‫ادا لَّ َنآ أ ُْولِى َبأ ٍ‬‫آء َو ْع ُد أُوَال ُى َما َب َعثْ َنا َعمَ ْي ُك ْـ ِع َب ً‬
‫ير) (فَِإ َذا َج َ‬‫َم َّرتَْي ِف َولَتَ ْعمُ َّف ُعمُ ًوا َك ِب ًا‬
‫(‪)9‬‬
‫يد‬ ‫ْس َ‬

‫في تفسير القرآف) ككتاب(منيج دراسة آيات األسماء كالصفات)‪ ,‬أنس كتبي‪ ,‬أعالـ مف أرض النبوة‪, ,‬ج‪,1‬ص‪,183‬‬
‫الزركمي‪ ,‬األعالـ‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.45-44‬‬
‫)‪ (1‬سكرة اإلسراء‪ ,‬آية‪.8 :‬‬
‫)‪ )2‬محمد الجمؿ‪ ,‬محمد الحكرم‪ ,‬منصكر أبك زينة‪ ,‬بحث بعنكاف (آراء المفسريف في إفسادتي بني إسرائيؿ مف خالؿ‬
‫سورة اإلسراء دراسة وتقويـ)‪ ,‬جامعة اليرمكؾ‪ ,‬ص‪.9‬‬
‫)‪ (3‬محمد الطاىر بف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,15‬ص‪.69‬‬
‫)‪ )4‬سكرة األعراؼ‪ ,‬آية‪.167 :‬‬
‫)‪ (5‬األلكسي‪ ,‬روح المعاني في تفسير القرآف والسبع المثاني‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.411‬‬
‫)‪ )6‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.71 :‬‬
‫)‪ )7‬فخر الديف الرازم‪ ,‬ج‪,16‬ص‪.417‬‬
‫)‪ )8‬القفاؿ‪ :‬االماـ العبلمة‪ ،‬الفقيو االصكلي المغكم‪ ،‬عالـ خراساف‪ ،‬أبك بكر‪ ،‬محمد بف عمي بف إسماعيؿ بف الشاشي‬
‫الشافعي القفاؿ الكبير‪ ,‬كلد في عاـ ‪691‬ىػ‪ ,‬في مدينة(الشاش) طشقند حاليان عاصمة جميكرية أكزبكستاف‪ ,‬مف شيكخو‬
‫اإلماـ ابف خزيمة كاإلماـ الطبرم ‪ ,‬برع في الفقو كالتفسير ‪ ,‬كاف إماـ كقتو كأعمـ أىؿ بمده في زمانو كشيخان مف شيكخ‬
‫الشافعية‪ ,‬تكفي سنة ‪365‬ىػ‪ ,‬الذىبي‪ ,‬سير أعالـ النبالء‪ ,‬ج‪,16‬ص‪.685-683‬‬
‫)‪ (9‬سكرة اإلسراء‪ ,‬آية‪.4 :‬‬

‫‪‌ 166‬‬
‫َوَب ِن َ‬
‫يف‬ ‫اف َو ْع ًدا َّم ْف ُعوال)(‪ )1‬ك(ثُ َّـ َرَد ْد َنا لَ ُك ُـ ا ْل َك َّرةَ َعمَ ْي ِي ْـ َوأ َْم َد ْد َنا ُكـ ِبأ َْم َو ٍاؿ‬
‫ِّيار َو َك َ‬ ‫ِ‬
‫اسوا خ َال َؿ الد َ‬ ‫فَ َج ُ‬
‫سؤا‬ ‫ِ‬ ‫ير)(‪ )2‬فيذا في معنى {فَعموا وصموا } ثـ قاؿ {فَِإ َذا جآء و ْع ُد ِ‬
‫اآلخ َرِة‬ ‫َو َج َع ْم َنا ُك ْـ أَ ْكثََر َن ِف ًا‬
‫ل َي ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َُ َ َ‬
‫ير}(‪ )3‬فيذا في معنى قكلو {ثُ َّـ‬ ‫س ِج َد َك َما َد َخمُوهُ أ ََّو َؿ َم َّرٍة َولِ ُيتَِّب ُروا َما َعمَ ْوا تَتْ ِب ًا‬
‫وى ُك ْـ َولِ َي ْد ُخمُوا ا ْل َم ْ‬
‫ُو ُج َ‬
‫ير ِّم ْن ُي ْـ })‪ ,‬كلـ يتفؽ مف قاؿ بيذا الرأم عمى حقيقة اإلفساديف فمنيـ مف‬ ‫ِ‬
‫صموا َكث ٌ‬ ‫{ثُ َّـ َع ُموا َو َ‬
‫(‪)4‬‬
‫كمنيـ مف اعتبره مخالفة بني إسرائيؿ ألحكاـ‬ ‫اعتبر اإلفساد األكؿ قتؿ زكريا عميو السبلـ‬
‫التكراة(‪ ,)5‬كبالنسبة لئلفساد الثاني فجميكرىـ يرل أنو قتؿ يحيى بف زكريا عميو السبلـ(‪.)6‬‬

‫كيرل بعض المفسريف كالمختصيف بعمـ التفسير مف المعاصريف(‪ ,)7‬كعمى رأسيـ الشيخ الشعراكم‬
‫أف اإلفساديف سيقعاف في زمف اإلسبلـ فأما األكؿ فقد كقع في زمف النبي محمد صمى ا﵀ عميو‬
‫كسمـ كذلؾ يظير في حركبو مع قبائؿ الييكد كانتصاره عمييـ ىك كصحابتو رضكاف ا﵀ عمييـ‬
‫أجمعيف‪ ,‬كذلؾ بعدما ناصبكه العداء كنقضكا عيكدىـ المبرمة مع الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ‬
‫كأما الثاني فيك ما نعيشو في ىذا الزمف الحالي كىذا الكاقع المعاصر مف إفساد الييكد كتجمعيـ‬
‫في فمسطيف حتى يتـ القضاء عمييـ عمي يدم عباد ا﵀ عز كجؿ الصالحيف(‪ ,)8‬كتتمخص أدلة‬
‫ىذا الفريؽ فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬أف آيات سكرة اإلسراء مكية (‪ )9‬تميد ألحداث مستقبمية‪.‬‬

‫)‪ )1‬سكرة اإلسراء‪ ,‬آية‪. 5:‬‬


‫)‪ (2‬سكرة اإلسراء‪ ,‬آية‪.6 :‬‬
‫)‪ )3‬سكرة اإلسراء‪ ,‬آية‪.7 :‬‬
‫)‪ (4‬كىك رأم ابف عباس رضي ا﵀ عنيما كابف زيد رضي ا﵀ عنو‪ ,‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪,‬‬
‫القرآف‪ ,‬ج‪,17‬ص‪.357‬‬
‫)‪ )5‬محمد الجمؿ‪ ,‬محمد الحكرم‪ ,‬منصكر أبك زينة‪ ,‬بحث بعنكاف (آراء المفسريف في إفسادتي بني إسرائيؿ مف خالؿ‬
‫سورة اإلسراء دراسة وتقويـ)‪ ,‬ص‪.8‬‬
‫)‪ (6‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,17‬ص‪ ,365‬كمستند ىذا القكؿ ركايات مركية عف أىؿ‬
‫الكتاب ال تصدؽ كال تكذب‪.‬‬
‫)‪ (7‬فضؿ حسف عباس‪ ,‬اإلسراء والمعراج دروس ونفحات‪ ,‬ص‪ ,131-113‬صبلح الخالدم‪ ,‬حقائؽ قرآنية حوؿ القضية‬
‫الفمسطينية‪ ,‬ص‪.181-151‬‬
‫)‪ (8‬بحث بعنكاف (آراء المفسريف في إفسادتي بني إسرائيؿ مف خالؿ سورة اإلسراء دراسة وتقويـ)‪ ,‬ص‪14‬‬
‫)‪ )9‬السيكطي‪ ,‬اإلتقاف في عموـ القرآف‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.36‬‬

‫‪‌ 167‬‬
‫‪ -6‬بدأت سكرة األسراء بالحديث عف رحمة اإلسراء ثـ ثنت بالحديث عف إفساد بني إسرائيؿ كفي‬
‫ىذا إشارة إلى أمر سيقع في المستقبؿ(‪.)1‬‬

‫‪ -3‬تاريخ بني إسرائيؿ مميء باإلفساد كالقكؿ بكقكعيما قبؿ اإلسبلـ يجعؿ مف تحديد اإلفساد‬
‫بمرتيف ليس فيو فائدة كمغزل(‪.)2‬‬

‫اسوا ِخ َال َؿ‬ ‫ْس َ ِ ٍ‬


‫شديد فَ َج ُ‬ ‫اء َو ْع ُد أُوَال ُى َما َب َعثْ َنا َعمَ ْي ُك ْـ ِع َب ً‬
‫ادا لَ َنا أُولِي َبأ ٍ‬ ‫‪ -4‬قاؿ عز كجؿ(فَِإ َذا َج َ‬

‫ِ ِ‬
‫آء َو ْع ُد اآلخ َرِة ل َي ُ‬
‫اف َو ْع ًدا َم ْف ُعوًال) ‪ ,‬كقاؿ عز كجؿ(فَِإ َذا َج َ‬ ‫ِّي ِ‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ك(إذا) في‬ ‫وى ُك ْـ )‬
‫سؤا ُو ُج َ‬ ‫ار َو َك َ‬ ‫الد َ‬
‫في المكضعيف تدالف عمى أف شيئان سيقع في المستقبؿ كىما الكعداف اإلليياف بالقضاء عمى‬
‫اإلفساديف الييكدييف يقكؿ الشعراكم(‪()5‬معمكـ أف ( إ ىذا ) ظرؼ لما يستقبؿ مف الزماف ‪ ،‬كما تقكؿ‬
‫تقكؿ ‪ :‬إذا جاء فبلف أكرمتو ‪ ،‬فيذا دليؿ عمى أف أكلى اإلفسادتيف لـ تحدث بعد)‪.‬‬

‫كيميؿ الباحث إلى الرأم األكؿ لعمك كعب مف قاؿ بو مف أئمة التفسير كعمى رأسيـ ابف عباس‬
‫رضي ا﵀ عنيما‪ ,‬فرأم الصحابة ىك المقدـ‪ ,‬كثـ إف الخكض في تفاصيؿ أمكر ليست محسكمة‬
‫ليس مف كرائو كثير فائدة مرجكة ‪ ,‬فالكؿ متفؽ عمى أف الييكد مف طبيعتيـ اإلفساد في األرض‬
‫كقد تكعد ا﵀ عز كجؿ بأف يبعث عمييـ في كؿ مرة يفسدكف فييا مف يكسر شككتيـ كيمرغ‬
‫جباىيـ باألرض كيذيقيـ أصناؼ العذاب(‪.)6‬‬

‫)‪ )1‬بحث بعنكاف (آراء المفسريف في إفسادتي بني إسرائيؿ مف خالؿ سورة اإلسراء دراسة وتقويـ)‪ ,‬ص‪.15‬‬
‫)‪ )2‬المصدر السابؽ‪ ,‬ص‪.15‬‬
‫)‪ (3‬سكرة اإلسراء‪ ,‬آية‪.5 :‬‬
‫)‪ )4‬سكرة اإلسراء‪ ,‬آية‪.7 :‬‬
‫)‪(5‬الشعراكم‪ ,‬تفسير الشعراوي‪ ,‬ج‪ , 14‬ص‪.8353‬‬
‫)‪ )6‬يقكؿ الشيخ صالح الفكزاف(فا﵀ عز كجؿ كما أنو عاقبيـ عمى المرتيف األكلييف ‪ ،‬فيك كذلؾ سيعاقبيـ كمما أفسدكا في‬
‫في األرض ‪،‬إلى آخر الدنيا) بتصرؼ‪ ,‬مجموع فتاوى الشيخ صالح الفوزاف‪,‬ج‪,1‬ص‪.156‬‬

‫‪‌ 168‬‬
‫الفساد الييودي في زمف النبوة ‪:‬‬

‫يحدثنا القرآف الكريـ عف صكرة مف صكر فساد الييكد في زمف النبكة تتمثؿ في صدىـ عف‬
‫آم َف تَْب ُغوَن َيا ِع َو ًجا‬ ‫ِ ِ‬
‫س ِبيؿ المّو َم ْف َ‬
‫وف َعف َ‬
‫صد َ‬ ‫َى َؿ ا ْل ِكتَ ِ ِ‬
‫اب ل َـ تَ ُ‬ ‫سبيؿ ا﵀ ‪ ,‬قاؿ تعالى‪ُ ( :‬ق ْؿ َيا أ ْ‬
‫وف)(‪ , )1‬كىذا تكبيخ مف ا﵀ عز كجؿ ألىؿ الكتاب في‬ ‫شي َداء وما المّ ُو ِب َغ ِ‬
‫اف ٍؿ َع َّما تَ ْع َممُ َ‬ ‫ََ‬ ‫َوأَنتُ ْـ ُ َ‬
‫صدىـ المؤمنيف عف سبيؿ الكصكؿ إلى الحؽ ‪ ,‬كالمعنى لـ تصدكف عف ديف ا﵀ مف صدؽ ا﵀‬
‫كرسكلو تبغكف ديف ا﵀ اعكجاجا عف سننو كاستقامتو‪ ,‬كأنتـ شيداء عمى أف الذم تصدكف عنو مف‬
‫السبيؿ حؽ‪ ،‬كتعممكنو كتجدكنو في كتبكـ(‪ ,)2‬فالييكد يعممكف جيدا أف الرسكؿ محمدان صمى ا﵀‬
‫ع ميو كسمـ حؽ‪ ,‬كأف الديف عند ا﵀ اإلسبلـ‪ ,‬كلكف سعكا جاىديف لصد المسمميف عف ذلؾ أم‬
‫تصدكف عف السَّبيؿ المستقيـ كتريدكف السَّبيؿ‬
‫ٌ‬ ‫صرفيـ عف الحؽ إلى الباطؿ‪ ,‬كبتفسير آخر‬
‫المعك ٌج(‪.)3‬‬

‫بالصد عف سبيؿ ا﵀ كاحد مف أمريف اثنيف)‪:)4‬‬


‫ٌ‬ ‫كالمراد‬

‫إما محاكلة إرجاع المؤمنيف إلى الكفر بإلقاء التشكيؾ عمييـ‪ ,‬كمف ذلؾ إنكار بعض الييكد‬
‫‪ٌ -1‬‬
‫كجكد اسـ الرسكؿ محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ كنعتو في كتابيـ التكراة‪ ,‬قاؿ عز كجؿ(الَِّذ َ‬
‫يف‬

‫اء ُى ْـ َوِا َّف فَ ِريقًا ِم ْن ُي ْـ لَ َي ْكتُ ُم َ‬ ‫اب َي ْع ِرفُوَن ُو َك َما َي ْع ِرفُ َ‬ ‫آَتَ ْي َن ُ ِ‬
‫( ‪)5‬‬
‫وف)‬ ‫وف ا ْل َح َّ‬
‫ؽ َو ُى ْـ َي ْعمَ ُم َ‬ ‫وف أ َْب َن َ‬ ‫اى ُـ ا ْلكتَ َ‬
‫ص ٌحة ما جاءىـ بو الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ‬ ‫يخبر تعالى أف عمماء أىؿ الكتاب يعرفكف ً‬
‫ٌ‬
‫و‬
‫محمد‬ ‫أحدىـ كلده(‪ ,)6‬كمعنى يكتمكف الحؽ أم ‪ :‬يكتمكف أمر‬ ‫كما يعرفكف أبناءىـ‪ ,‬كما يعرؼ ي‬
‫صمى ا﵀ عميو كسمـ كىـ يجدكنو مكتكبا عندىـ في التكراة كاإلنجيؿ(‪.)7‬‬

‫)‪ )1‬سكرة آؿ عمراف ‪ ,‬آية‪.99 :‬‬


‫)‪ (2‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.54‬‬
‫)‪ (3‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,4‬ص‪.67‬‬
‫(‪ )4‬المصدر السابؽ ‪,‬ج‪,4‬ص‪.66‬‬
‫)‪ )5‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.146 :‬‬
‫(‪ )6‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.466‬‬
‫(‪ )7‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬اج‪ , 3‬ص‪ ,189‬محمد متكلي الشعراكم‪ ,‬تفسير الشعراوي‪,‬‬
‫ج‪,1‬ص‪.378‬‬

‫‪‌ 169‬‬
‫حج بيت المقدس‬
‫حج الكعبة‪ ،‬كترغيبيـ في ٌ‬
‫صد أتباعيـ عف ٌ‬
‫الحج أم ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الناس عف‬
‫صد ٌ‬‫‪ -6‬كاما ٌ‬
‫بتفضيمو عمى الكعبة‪ ,‬فالرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ عندما قدـ المدينة كانت قبمتو في الصبلة‬
‫إلى بيت المقدس‪ ,‬كظؿ عمى ذلؾ ستة عشر شي انر أك سبعة عشر شي ار(‪ ,)1‬كمف ثـ جاء األمر‬
‫اإلليي بأف يكلي كجيو في الصبلة شطر المسجد الحراـ‪ ,‬فسخر الييكد مف ذلؾ كاعترضكا عميو‪,‬‬
‫(‪)2‬‬
‫(فقد كاف أنبياء بني إسرائيؿ يصمكف إلى بيت‬ ‫ألف بيت المقدس ىك قبمتيـ‪ ,‬قاؿ صاحب المنار‬
‫المقدس‪ ،‬ككانت صخرة المسجد األقصى المعركفة ىي قبمتيـ‪ ،‬كقد صمى النبي صمى ا﵀ عميو‬
‫كسمـ كالمسممكف إلييا زمنا‪ ،‬ككاف النبي ‪ -‬صمى ا﵀ عميو كسمـ ‪ -‬يتشكؼ الستقباؿ الكعبة‪،‬‬
‫كيتمنى لك حكؿ ا﵀ القبمة إلييا; بؿ كاف يجمع بيف استقباليا كاستقباؿ الصخرة في مكة فيصمي‬
‫في جية الجنكب مستقببل لمشماؿ‪ ،‬فمما ىاجر منيا إلى المدينة تعذر ىذا الجمع‪ ،‬فتكجو إلى ا﵀‬
‫السم ِ‬ ‫ِ‬
‫اء‬ ‫ب َو ْج ِي َؾ في َّ َ‬
‫تعالى بجعؿ الكعبة ىي القبمة‪ ،‬فأمره ا﵀ بذلؾ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ(قَ ْد َن َرى تَ َقم َ‬
‫ِ (‪)3‬‬
‫اـ) ‪.‬‬ ‫س ِج ِد ا ْل َح َر‬ ‫اىا فَ َو ِّؿ َو ْج َي َؾ َ‬
‫ش ْط َر ا ْل َم ْ‬ ‫ض َ‬‫َفمَ ُن َولِّ َي َّن َؾ ِق ْبمَ ًة تَْر َ‬

‫اس َما‬ ‫اء ِم َف َّ‬


‫الن ِ‬ ‫س َيقُو ُؿ السفَ َي ُ‬
‫كقد أباف ا﵀ عز كجؿ سابقا عف مكقؼ الييكد مف تغيير القبمة ( َ‬
‫صر ٍ‬
‫ِ‬ ‫ش ُ ِ‬ ‫ب َي ْي ِدي َم ْف َي َ‬ ‫َوَّال ُى ْـ َع ْف ِق ْبمَ ِت ِي ُـ الَِّتي َكا ُنوا َعمَ ْي َيا ُق ْؿ لِمَّ ِو ا ْل َم ْ‬
‫اط‬ ‫اء إلَى َ‬ ‫ؽ َوا ْل َم ْغ ِر ُ‬
‫ش ِر ُ‬
‫ستَ ِق ٍيـ)(‪ )4‬ككممة السفياء تشمؿ الييكد كغيرىـ(‪ ،)5‬كقد كرد ما يدؿ عمى دخكؿ الييكد في ىذه‬ ‫ُم ْ‬
‫ىذه اآلية ‪ ,‬فعف البراء بف عازب قاؿ ‪ :‬كاف رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ يحب أف يتكجو إلى‬
‫ب َو ْج ِي َؾ ِفي السمآء } فتكجو نحك الكعبة ‪ ،‬كقاؿ‬
‫الكعبة ‪ ،‬فأنزؿ ا﵀ ‪ -‬تعالى ‪ { -‬قَ ْد نرى تَ َقم َ‬
‫السفياء مف الناس ‪ -‬كىـ الييكد ‪ -‬ما كالىـ عف قبمتيـ التي كانكا عمييا(‪.)6‬‬

‫)‪)1‬عف البراء بف عازب رضي ا﵀ عنو قاؿ‪ :‬صمينا مع النبي صمى ا﵀ عميو ك سمـ نحك بيت المقدس ستة عشر أك‬
‫سبعة عشر شي ار ثـ صرفة نحك القبمة)‪ ,‬محمد بف إسماعيؿ البخارم‪ ,‬صحيح البخاري‪ ,‬كتاب التفسير‪ ,‬باب سكرة البقرة‪ ,‬رقـ‬
‫الحديث(‪,)4666‬مسمـ بف الحجاج‪ ,‬صحيح مسمـ‪ ,‬كتاب المساجد‪ ,‬باب تحكيؿ القبمة مف القدس إلى الكعبة‪ ,‬رقـ‬
‫الحديث(‪.)565‬‬
‫(‪ )6‬محمد رشيد رضا‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )3‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.144 :‬‬
‫(‪ )4‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.146 :‬‬
‫(‪ )5‬قاؿ ابف كثير) قيؿ المراد بالسفياء ىاىنا‪ :‬المشرككف؛ مشركك العرب‪ ،‬قالو الزجاج‪ .‬كقيؿ‪ :‬أحبار ييكد‪ ،‬قالو مجاىد‪.‬‬
‫كقيؿ‪ :‬المنافقكف‪ ،‬قالو السدم‪ .‬كاآلية عامة في ىؤالء كميـ‪ ،‬كا﵀ أعمـ)‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.456‬‬
‫(‪ )6‬صحيح البخاري ‪ ,‬كتاب الصبلة ‪ ,‬باب التكجو نحك القبمة حيث كاف‪ ,‬رقـ الحديث(‪.)391‬‬

‫‪‌ 171‬‬
‫كاف صد الييكد المؤمنيف عف سبيؿ ا﵀ عز كجؿ نابع مف الحسد المكنكف في صدكرىـ تجاه‬
‫يم ِان ُك ْـ ُكفَّ ًا‬
‫ار‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫المسمميف كالديف‪ ,‬قاؿ عز كجؿ ( َوَّد َك ِثير ِم ْف أ ْ ِ ِ ِ‬
‫َىؿ ا ْلكتَاب لَ ْو َي ُردوَن ُك ْـ م ْف َب ْعد إ َ‬ ‫ٌ‬
‫اصفَ ُحوا َحتَّى َيأ ِْت َي المَّ ُو ِبأ َْم ِرِه إِ َّف‬
‫اعفُوا َو ْ‬ ‫س ًدا ِم ْف ِع ْن ِد أَ ْنفُ ِس ِي ْـ ِم ْف َب ْع ِد َما تََبي َ‬
‫َّف لَ ُي ُـ ا ْل َحؽ فَ ْ‬ ‫َح َ‬
‫ير)(‪ )1‬كالمعنى ‪ :‬أحب كتمنى عدد كثير مف الييكد الذيف ىـ أىؿ كتاب‪،‬‬ ‫المَّ َو عمَى ُك ِّؿ َ ٍ ِ‬
‫ش ْيء قَد ٌ‬ ‫َ‬
‫أف ينقمككـ أييا المؤمنكف مف اإليماف إلى الكفر‪ ،‬حسدا لكـ كبغضا لدينكـ‪ ،‬مف بعد ما ظير ليـ‬
‫س ًدا ِم ْف ِع ْن ِد أَ ْنفُ ِس ِي ْـ) أم مبعث ىذا‬ ‫(‪)2‬‬
‫أنكـ عمى الحؽ باتباعكـ محمدا صمٌى ا﵀ عميو كسمٌـ ‪َ (,‬ح َ‬
‫التمني لـ يكف لو مف سبب أك عمة سكل الحسد الذم استكلى عمى نفكسيـ‪ ،‬كاستحكذ عمى‬
‫قمكبيـ‪ ,‬فيـ لـ يؤمركا بذلؾ فالحسد خمؽ مذمكـ في شريعتيـ ‪ ,‬كىذا دليؿ عمى أف الييكد يعتقدكف‬
‫صحة اإلسبلـ ‪ ,‬كلكنيا طبيعة النقص كالدنك التي تجعؿ ‌صاحبها ‌ٌتمنى ‌زوال ‌النعمة ‌عن ‌من‌‬
‫ٌتمثل‌صورة‌الحق(‪‌ .)3‬‬

‫فساد الييود في العصر الحديث‪:‬‬

‫ظير الييكد عمى المسرح العالمي في القرف العشريف ظيك ار كاضحا ‪ ,‬كأصبح باديا لكؿ ذم لب‬
‫كبصيرة كمتابعة لؤلحداث مدل تغمغؿ الييكد في سياسة الحككمات العالمية كخصكصا الكبرل‬
‫منيا كالكاليات المتحدة األمريكية‪ ,‬كسعييـ الحثيث لممساىمة في صناعة المذاىب المنحرفة يقكؿ‬
‫(‪)5‬‬
‫يجد اعترافاتيـ بأنيـ أصحاب النظريات التي‬ ‫الشعراكم(‪()4‬كمف يق أر «بركتكككالت صييكف»‬
‫كالداركينية(‪.)8‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫كالكجكدية‬ ‫(‪)6‬‬
‫تقكد إلى األفكار الخاطئة كالماركسية‬

‫(‪ )1‬سكرة البقرة‪ ,‬آية‪.119 :‬‬


‫(‪ )6‬طنطاكم‪ ,‬التفسير الوسيط‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.644‬‬
‫(‪ )3‬المصدر السابؽ‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.644‬‬
‫(‪ )4‬الشعراكم‪ ,‬تفسير الشعراوي‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.3671‬‬
‫(‪ ) 5‬يرل الدكتكر عبد الكىاب المسيرم أف ما يعرؼ ببرتكككالت حكماء صييكف أمر ال أساس لو مف الصحة كال يستند إلى‬
‫كثائؽ تثبت صحتو‪ ,‬عبد الكىاب المسيرم‪ ,‬البروتوكوالت والييودية والصييونية‪ ,‬ص‪.13,5‬‬
‫(‪ )6‬الماركسية‪ :‬أك الشيكعية مذىب فكرم يقكـ عمى اإللحاد كأف المادة ىي أساس كؿ شيء كيفسر التاريخ بصراع الطبقات‬
‫كبالعامؿ االقتصادم‪ ,‬ظيرت في ألمانيا عمى يد ماركس كانجمز‪ ,‬الندكة العالمية لمشباب اإلسبلمي‪ ,‬الموسوعة الميسرة في األدياف‬
‫والمذاىب واألحزاب المعاصرة‪ ,‬ص‪.965,919‬‬
‫(‪ )7‬الكجكدية‪ :‬مذىب فمسفي أدبي ممحد‪ ،‬كىك أشير مذىب استقر في اآلداب الغربية في القرف العشريف‪ ,‬كىك مذىب يرل أف ال‬
‫شيء سابؽ عمى اإلنساف ‪ ,‬كأف اإلنساف ىك الذم يصنع ذاتو كقيمو‪ ,‬المصدر السابؽ‪ ,‬ص‪.866,816‬‬
‫)‪ )8‬الداركنية‪ :‬مذىب فكرم ينسب إلى شارلز داركيف صاحب نظرية النشكء كاالرتقاء ‪ ,‬كأف الطبيعة ىي التي خمقت كؿ شيء‪,‬‬
‫المصدر السابؽ‪ ,‬ص‪.933,965‬‬

‫‪‌ 171‬‬
‫كىي أمكر مرتبة مف قبؿ ليظير أثرىا الضار في الشعكب غير الييكدية‪ ,‬أما الييكد فقد حصنكىـ‬
‫ضد ىذه المبادئ الفاسدة‪ ،‬ىكذا أرادكا التبييت ضد العالـ‪ ،‬كىكذا يككف سعييـ بالفساد بيف الناس‪.‬‬
‫كاذا نظرنا إلى االنحراؼ الحالي في الككف فإننا نجدىـ كراءه‪ ,‬كيكتشؼ الككف كؿ فترة مف الزمف‬
‫أف الفساد الذم فيو إنما ىك بسبب ىؤالء الناس كبسبب مكائدىـ؛ لذلؾ يصيبيـ الحؽ بالككارث‬
‫كؿ فترة مف الزمف‪,‬ألنيـ يسعكف في األرض فسادان‪ ,‬كىذا السعي في األرض بالفساد إنما يأخذ‬
‫صك انر متعددة‪ ،‬مرة يأخذ شكؿ النظريات العممية‪ ،‬كمرة يأخذ شكؿ التطرؼ في األنظمة السياسية‬
‫مف رأسمالية شرسة أك شيكعية شرسة‪ ،‬ككؿ ذلؾ تخريب لحياة الناس‪.).‬‬

‫صور مف الفساد الييودي المعاصر‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫بابتداع نظريات فكرية ضالة كمف ثـ العمؿ‬ ‫‪ -1‬الفساد الفكري‪ :‬قاـ الييكد في العصر الحديث‬
‫عمى تركيجيا كتطبيقيا كتصديرىا إلى بعض الدكؿ كمف ذلؾ دكؿ العالـ الثالث(‪ ,)2‬كمثاال عمى‬
‫ذلؾ‪ :‬النظرية الماركسية كمضمكنيا الدعكة إلى اإللحاد أم عدـ االعتراؼ بكجكد ا﵀ عز كجؿ‪,‬‬
‫كالغاء الممكية الفردية‪ ,‬فالممكية فقط لمدكلة أك الحككمة‪ ,‬كتنظر إلى الحياة مف منظكر مادم‪،‬‬
‫كتسعى إلى تحقيؽ أىدافيا بالحديد كالنار‪ ،‬كبكؿ ما أكتيت مف كسائؿ(‪ ,)3‬كفي ذلؾ يقكؿ الرئيس‬
‫(‪)4‬‬
‫محذ انر الشعب األمريكي مف الييكد(في أية بقعة مف العالـ‬ ‫األمريكي األسبؽ بنياميف فرانكميف‬
‫ىكطىأتيا أقداـ الييػكد بأعداد كبيرة‪ ،‬يظير التاريخ أنيـ كانكا يعمدكف دائمان إلى طمس القيـ األدبية‬
‫كاألخبلقية ألصحاب األرض كيبادركف الى زعزعة الصرح التجارم كاضعافو ٌأكالن قبؿ اإلمساؾ‬
‫محصنة مف‬
‫ٌ‬ ‫تجمعات‬
‫بمفاصمو‪ ،‬ثـ يتداعكف إلى تمييز أنفسيـ في ٌ‬

‫(‪ )1‬العصر الحديث‪ :‬ينسب المؤرخكف مصطمح بداية العصر الحديث إلى الفترة ما بيف عاـ ‪1511‬ـ تقر نيبا إلى ‪1811‬ـ‪،‬‬
‫كىك أقساـ أكائؿ ‪,‬أكاسط ‪,‬كأكاخر‪ ,‬قصة الحضارة ‪ ,‬كيؿ ديكرانت ‪ ,‬أريؿ ديكرانت‪ ,‬ج‪,9‬ص‪.65‬‬
‫(‪ )6‬العالـ الثالث‪ :‬اختمؼ الباحثكف في تحديد مدلكؿ العالـ الثالث ‪ ,‬إال أنو يمكف القكؿ بأف العالـ الثالث يشمؿ الدكؿ التي‬
‫تعاني مف مشاكؿ مشتركة سكاء كانت في أفريقيا أك آسيا أك أكركبا‪ ,‬بيتر كالفرت سكزاف كافرت ‪,‬السياسة والمجتمع في‬
‫العالـ الثالث‪ ,‬ترجمة عبد ا﵀ الغامدم‪ ,‬ص‪.5,3‬‬
‫(‪ )3‬الندكة العالمية لمشباب اإلسبلمي‪ ,‬الموسوعة الميسرة في األدياف والمذاىب واألحزاب المعاصرة‪ ,‬ص‪.965,919‬‬
‫)‪ (4‬بنجاميف فرانكميف‪ :‬سياسي كعالـ ككاتب كفيمسكؼ أمريكي‪ ,‬كلد في بكسطف سنة ‪1719‬ـ‪ ,‬انخرط في الحياة العممية منذ‬
‫منذ ن عكمة أظفاره فعمؿ في الطباعة‪ ,‬كمف ثـ انتقؿ إلى لندف كمف ثـ عاد إلى فيبلدلفيا في الكاليات المتحدة‪ ,‬فأسس مطبعة‬
‫كأصدر جريدة القت قبكال عند الناس ككاف اسميا (فيبلدلفيا غازيت)‪ ,‬يعتبر مف مؤسسي الكاليات المتحدة األمريكية‪ ,‬مات‬
‫في عاـ ‪1791‬ـ‪ ,‬عبد الكىاب الكيالي‪ ,‬موسوعة السياسة‪ ,‬ج‪,4‬ص‪.487‬‬

‫‪‌ 176‬‬
‫عصية عمى االختراؽ‪ ،‬ثـ يعمدكف إلى نقض القيـ المسيحية كاالستخفاؼ‬
‫ٌ‬ ‫الذكباف أك االنصيار‪،‬‬
‫بمكركثاتيا كتكذيب مسمٌماتيا‪ ،‬كيش ٌكمكف يبػؤ انر فاعمة ذات نفكذ يفكؽ نفكذ الدكلة داخؿ الدكلة‪ ،‬حتى‬
‫إذا ما كاجيكا معارضةن ما‪ ،‬عمػدكا إلى خنؽ الدكلة ماليػان‪.‬‬

‫إنو إذا لـ يتـ استثناؤىـ مف األىمية في دستكر الكاليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬فإنيـ سكؼ يتم ٌكنكف‬
‫مف التكتٌؿ كالتنامي بأعداد ىائمة خبلؿ أق ٌؿ مف مائتي عػاـ‪ ،‬بحيث تصبح ليـ اليد‬

‫الطكلى لبلستقكاء كالتسمٌط كابتبلع األرض كافتراس النفكذ الذم يم ٌكنيـ مف تقرير الصكرة التي‬
‫كرثىتىنا الذيف‬
‫يجب أف تككف عمييا حككماتنا مستقببلن‪ .‬إنكـ إذا لـ تسارعكا إلى استثنائيـ ‪ ،‬فاف ى‬
‫سيتصببكف عرقان كىـ يك ٌػدكف في المزارع بحثان عف اإلنتاج ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫سيخمفكننا خبلؿ أق ٌؿ مف مائتي عػاـ‪،‬‬
‫ى‬
‫بينما ىـ يجمسػكف كاألسياد في مكتب التاجر‪..‬إنني أح ٌذركـ أييا السادة بأنكـ إذا لـ تعممكا عمى‬
‫استثنائيـ بصكرة دائمة فاف أحفادكـ سيمعنػكنكـ في قبكركـ) (‪.)1‬‬

‫‪ -6‬الفساد الخمقي ‪ :‬كجو الييكد جيكدا كبيرة في تذكيب الحس الخمقي لدل الشعكب عامة‬
‫كالمسممة منيا خاصة‪ ,‬إلدراكيـ أنيا القكة التي تقؼ ضد مذاىبيـ اليدامة كأفكارىـ المنحرفة‬
‫التي تؤيد الحرية الشخصية في إبداء الرأم كممارسة الجنس‪ ,‬فالفرد بدكف سياج خمقي يحميو‬
‫يصبح فريسة لكؿ دعكة إلى اإلباحية كالتمرد عمى األسرة كالمجتمع ‪ ,‬كيفقد التصكر الصحيح‬
‫لمحياة ‪ ,‬كبذلؾ يصبح معكؿ ىدـ كافساد ال معكؿ بناء كاصبلح‪ ,‬كلقد نيج الييكد كسائؿ عدة‬
‫لمعمؿ عمى نشر الرذائؿ‪ ,‬كاثارة شيكات البطف كالفرج‪ ,‬كي يفسدكا أخبلؽ المجتمعات‪ ,‬كيعكد‬
‫عمى كبارىـ مف خبلؿ ذلؾ أمكاالن طائمة تمؤل خزائنيـ‪ ,‬كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬

‫أ‪ -‬السيطرة عمى كسائؿ اإلعبلـ كتكجيييا تكجييان إباحيان إلحاديان‪ ،‬إلثارة الغرائز البييمية مف خبلؿ‬
‫الصحافة اليكمية كاألسبكعية كالسينما كالتمفاز كاإلعبلنات التجارية (‪.)2‬‬

‫)‪ (1‬مقاؿ بعنكاف(وثيقة مؤسس الدستور األمريكي وأوؿ رئيس لمواليات المتحدة بنجاميف فرانكميف حوؿ الييػػود)‪ ,‬مكقع‬
‫ربحي حمكـ ‪ ,‬بتاريخ‪6111/11/16‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )6‬فؤاد سيد الرفاعي‪ ,‬النفوذ الييودي في األجيزة اإلعالمية والمؤسسات الدولية‪ ,‬ص‪,131,163‬عبد ا﵀ التؿ‪ ,‬جذور‬
‫البالء‪ ,‬ص‪.186,173‬‬

‫‪‌ 173‬‬
‫ب‪ -‬السيطرة عمى أنشطة المؤسسات الشبابية‪ ،‬مف النكادم كاالتحادات الشبابية كك ازرات الشباب‬
‫كالرياضة‪ ،‬كتكجيييا تكجييان عبثيان الىيان بعيدان عف تكجيات األمة كأىدافيا كتفريغيا مف محتكياتيا‬
‫الجيادية كالتربكية (‪.)1‬‬

‫ج‪ -‬فتح دكر الدعارة‪ ,‬كسف قكانيف تعمؿ عمى حمايتيا كتنظيميا بؿ كاصدار قكانيف تسمح لمشكاذ‬
‫بممارسة شذكذىـ(‪.)2‬‬

‫كمف األدبيات األجنبية كالتي تعبر عف فساد الييكد خمقيا‪ ,‬ركاية تاجر البندقية كىي إحدل‬
‫ركايات األديب اإلنجميزم الشيير كلياـ شكسبير(‪ ,)3‬كىي قصة تظير خمؽ الكرـ كحب الناس‬
‫كالتفاني في مساعدتيـ لدل التاجر النصراني‪ ,‬كفي نفس االمر تظير خمؽ الشجع كالطمع كالقد‬
‫كالبخؿ كالمتمثؿ في التاجر الييكدم المرابي كالذم كاف حاقدا عمى النصراني ألنو ال يتعامؿ‬
‫بالربا كيقكـ بإقراض الناس بدكف أم فائدة ربكية(‪.)4‬‬

‫فيذه أمثمة تبرز دكر الييكد في تحطيـ القيـ النبيمة كالعفة كالفضيمة‪ ,‬كالعمؿ عمى طمس اليكية‬
‫اإلسبلمية‪ ,‬كابعاد الطمبة كالشباب كبقية أفراد األمة عف تعاليـ التربية الحقة كعف التفكير بالجياد‬
‫ضد الييكد‪ ,‬كىذا ليس غريبا عف ييكد تمؾ الفئة التي تحدث عنيا القرآف الكريـ كثي ار كاصفا‬
‫طريقة تفكيرىـ كخبث شخصيتيـ كمدل عنصريتيـ تجاه غيرىـ مف األمـ‪ ,‬فيـ حريصكف عمى‬
‫حياة ممؤىا الرغد كالرفاىية‪ ,‬كالسيطرة عمى مقدرات العالـ‪ ,‬كتسخير الحككمات العالمية لمصالحيـ‬
‫كحظكظيـ‪ ,‬كيسعكف جاديف إلثارة القبلقؿ كالفتف في دكؿ العالـ كخصكصا في ببلد المسمميف‪,‬‬
‫كىـ يحافظكف بذلؾ عمى كجكدىـ في فمسطيف‪ ,‬كىذا كمو مف باب الصد عف سبيؿ ا﵀ عز كجؿ‪,‬‬
‫َم َف تَ ْب ُغوَن َيا ِع َو ًجا َوأَ ْنتُ ْـ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫س ِبيؿ المو َم ْف آ َ‬
‫وف َع ْف َ‬
‫صد َ‬ ‫َى َؿ ا ْل ِكتَ ِ ِ‬
‫اب ل َـ تَ ُ‬ ‫قاؿ عز كجؿ ( ُق ْؿ َيا أ ْ‬
‫كالمعنى لـ‬ ‫(‪)5‬‬
‫وف)‬ ‫شي َداء وما المَّ ُو ِب َغ ِ‬
‫اف ٍؿ َع َّما تَ ْع َممُ َ‬ ‫َُ ُ ََ‬

‫)‪ (1‬محمد محمد حسيف‪ ,‬حصوننا ميددة مف الداخؿ ‪ ,‬ص‪. 171,161‬‬


‫)‪ (2‬عبدالرحمف حبنكة الميداني‪ ,‬مكايد ييودية عبر التاريخ‪ ,‬ص‪.351,344‬‬
‫)‪ (3‬كلياـ شكسبير‪ :‬شاعر كأديب إنجميزم يعد مف أشير الشعراء كأعظـ األدباء عند الغرب النصراني‪ ,‬لو ركايات مسرحية‬
‫عديدة مف أشيرىا تاجر البندقية كعطيؿ كمكيت‪ ,‬كلد في سنة ‪1470‬ـ كتكفي في سنة ‪1717‬ـ‪ ,‬معجـ أعالـ المورد‪ ,‬منير‬
‫البمعبكي‪ ,‬ص‪976‬‬
‫)‪ (4‬تمخيص قصة تاجر البندقية ‪,‬كامؿ الكيبلني‪www.marefa.org,‬‬
‫)‪ (5‬سكرة آؿ عمراف‪ ,‬آية‪22 :‬‬

‫‪‌ 174‬‬
‫تضمكف عف طريؽ ا﵀ كمحجتو التي شرعيا ألنبيائو كأكليائو كأىؿ اإليماف مف صدؽ با﵀ كرسكلو‬
‫كما جاء بو مف عند ا﵀ تبغكف بذلؾ تحكيميـ عف اليدل إلى الضبلؿ(‪.)1‬‬

‫إف الييكد متميفكف عمى غكاية المؤمنيف ال ييدأ ليـ قرار حتى تنحرؼ الجمكع الغفيرة مف‬
‫المسمميف كىذه الرغبة مكجكدة في جميع طبقاتيـ كمف ذلؾ أحبارىـ(‪ ,)2‬قاؿ عز كجؿ( َيا أَي َيا‬
‫س ِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير ِم َف ْاأل ْ‬
‫َم ُنوا إِ َّف َك ِث ًا‬ ‫الَِّذ َ‬
‫يؿ‬ ‫وف َع ْف َ‬ ‫اس ِبا ْل َباط ِؿ َوَي ُ‬
‫صد َ‬ ‫اؿ َّ‬
‫الن ِ‬ ‫ار َوالرْى َب ِ‬
‫اف لَ َيأْ ُكمُ َ‬
‫وف أ َْم َو َ‬ ‫َح َب ِ‬ ‫يف آ َ‬
‫اهلل)(‪ ,)3‬كالمقصكد باألحبار عمماء الييكد(‪ ,)4‬كاآلية تحذر منيـ كمف ضبلليـ‪ ,‬فيـ يأكمكف الدنيا‬
‫بالديف يتكسبكف مف أمكاؿ الناس كيتطمعكف إلى المناصب كالرياسة مقابؿ تحريفيـ لكبلـ ا﵀‬
‫أم‪ :‬كىـ مع أكميـ الحراـ يصدكف الناس عف‬ ‫(‪)5‬‬
‫يؿ المَّ ِو }‬
‫س ِب ِ‬
‫وف َع ْف َ‬
‫صد َ‬
‫عز كجؿ‪ ,‬كىـ { َوَي ُ‬
‫كيمبسكف الحؽ بالباطؿ‪ ،‬كيظيركف لمف اتبعيـ مف الجيمة أنيـ يدعكف إلى الخير‪،‬‬
‫اتباع الحؽ‪ ،‬ي‬
‫كليسكا كما يزعمكف‪ ،‬بؿ ىـ دعاة إلى النار‪ ،‬كيكـ القيامة ال ينصركف(‪ ,)6‬فعمى أىؿ اإليماف‬
‫الحذر مف النيج الييكدم المؤدم إلى دمار الشخصية المؤمنة في الدنيا كنار جينـ في اآلخرة‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬سياسة الوالء القائـ بيف الييود والنصارى ضد اإلسالـ‪:‬‬

‫مقدمة عامة‪:‬‬

‫أشارت سكرة المائدة إلى حقيقة ميمة مف معالـ السياسة الييكدية‪ ,‬أال كىي الكالء القائـ بيف بعض‬
‫الييكد كبعض النصارل‪ ,‬أم التعاكف كالتناصر فيما بينيـ ضد المسمميف كعقد التحالفات‬
‫العسكرية كاالقتصادية يبنيـ بـ يرجع بالفائدة عمى الفريقيف‪ ,‬كحتى يظؿ زماـ األمكر بأيدييـ‬
‫آمنُوا َال‬ ‫كيتحكمكا في العالـ كمو بما في ذلؾ العالـ اإلسبلمي‪ ,‬قاؿ عز كجؿ( َيا أَي َيا الَِّذ َ‬
‫يف َ‬

‫)‪ (1‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪,‬ج‪,3‬ص‪53‬‬


‫)‪ (2‬صبلح عبد الفتاح الخالدم‪ ,‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‪ ,‬ص‪658‬‬
‫)‪ )3‬سكرة التكبة‪ ,‬آية‪34 :‬‬
‫)‪ (4‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪,‬ج‪,0‬ص‪.191‬‬
‫)‪ )5‬سكرة التكبة‪ ,‬آية‪.30 :‬‬
‫)‪ (6‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,4‬ص‪.166‬‬

‫‪‌ 175‬‬
‫ض ۚ َو َمف َيتََولَّ ُيـ ِّمن ُك ْـ فَِإ َّن ُو ِم ْن ُي ْـ ۚ إِ َّف‬ ‫ض ُي ْـ أ َْولِ َي ُ‬
‫اء َب ْع ٍ‬ ‫ص َار َٰى أ َْولِ َي َ‬
‫اء ۚ َب ْع ُ‬ ‫ود َو َّ‬
‫الن َ‬ ‫َّتتَّ ِخ ُذوا ا ْل َي ُي َ‬
‫يف)(‪.)1‬‬ ‫المَّ َو َال َي ْي ِدي ا ْلقَ ْوَـ الظَّ ِال ِم َ‬

‫ففي ىذه اآلية ينيى تعالى عباده المؤمنيف عف مكاالة الييكد كالنصارل الذيف ىـ أعداء اإلسبلـ‬
‫كأىمو‪ ،‬قاتميـ ا﵀ عز كجؿ‪ ،‬ثـ أخبر أف بعضيـ أكلياء بعض يتناصركف فيما بينيـ كيككنكف يدا‬
‫عمى مف سكاىـ‪ ،‬فأنتـ ال تتخذكىـ أكلياء‪ ،‬فإنيـ األعداء عمى الحقيقة كال يبالكف بضركـ‪ ،‬بؿ ال‬
‫يدخركف مف مجيكدىـ شيئا عمى إضبللكـ‪ ،‬فبل يتكالىـ إال مف ىك مثميـ(‪ ,)2‬كقد بيف ا﵀ عز‬
‫النيي عف مكاالة أىؿ الكتاب بعد ما سمعكا مف‬
‫تييأت نفكس المؤمنيف لقبكؿ ٌ‬
‫كجؿ ذلؾ بعد أف ٌ‬
‫كتقميب األمكر لمرسكؿ صمى ا﵀ عميو‬
‫ى‬ ‫اضطراب الييكد في دينيـ كمحاكلتيـ تضميؿ المسمميف‬
‫(‪)3‬‬
‫ألف‬
‫ٌ‬ ‫يأييا الّذيف آمنوا ال تتّخذوا الييود وال ّنصارى }‬
‫كسمـ فأقبؿ عمييـ بالخطاب بقكلو ‪ّ { :‬‬
‫الصمة كليس أكلئؾ بأىؿ لكالية المسمميف يلبعد ما بيف األخبلؽ‬ ‫ً‬
‫الكالية تنبني عمى الكفاؽ كالكئاـ ك ٌ‬
‫تقدـ ‪,)4(.‬‬
‫النيي ىنا عف التٌعميؿ كالتٌكجيو اكتفاء بما ٌ‬
‫كجرد ٌ‬
‫ينية‪ ،‬كإلضمارىـ ال ىكيد لممسمميف‪ٌ ,‬‬
‫الد ٌ‬
‫ٌ‬
‫(‪)5‬‬
‫كاختمؼ أىؿ التفسير في سبب نزكؿ ىذه اآليات عمى ثبلثة أقكاؿ ‪ ,‬مردىا جميعا كما قاؿ‬
‫الطبرم(‪ ()6‬أف ا﵀ تعالى ذكره نيى المؤمنيف جميعا أف يتخذكا الييكد كالنصارل أنصا ار كحمفاء‬
‫عمى أىؿ اإليماف با﵀ كرسكلو كغيرىـ‪ ،‬كأخبر أنو مف اتخذىـ نصي ار كحميفا‬

‫ككليا مف دكف ا﵀ كرسكلو كالمؤمنيف‪ ،‬فإنو منيـ في التحزب عمى ا﵀ كعمى رسكلو كالمؤمنيف‪،‬‬
‫كأف ا﵀ كرسكلو منو بريئاف)‪ ,‬كقاؿ في مكضع آخر(‪ ()7‬كلـ يصح بكاحد مف ىذه‬

‫)‪ (1‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.51 :‬‬


‫)‪ (2‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,3‬ص‪ ,136‬عبد الرحمف السعدم‪ ,‬تيسير المناف في تفسير كالـ الرحمف‪,‬‬
‫ص‪.635‬‬
‫)‪ (3‬سكرة المائدة‪ ,‬آية‪.51 :‬‬
‫)‪ )4‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.668‬‬
‫)‪ (5‬مف المفسريف مف يرل أف ىذه اآليات نزلت في عبادة بف الصامت‪ ،‬كعبد ا﵀ بف أبي ابف سمكؿ‪ ،‬في براءة يعىبادة مف‬
‫حمؼ الييكد‪ ،‬كفي تمسؾ عبد ا﵀ بف أبي ابف سمكؿ بحمؼ الييكد‪ ,‬كمنيـ مف يرل أنيا نزلت في شأف بعض المؤمنيف أرادكا‬
‫بعد غزكة أحد أف يعاىدكا الييكد ضد المشركيف‪ ,‬كقاؿ آخركف‪ :‬بؿ عني بذلؾ أبك لبابة بف عبد المنذر‪ ،‬في إعبلمو بني‬
‫قريظة إذ رضكا بحكـ سعد‪ :‬أنو الذبح‪ ,‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪,‬ج‪ ,11‬ص‪.398,397,395‬‬
‫)‪ )6‬ابف جرير الطبرم‪ ,‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,11‬ص‪.398‬‬
‫(‪ )7‬جامع البياف في تأويؿ آي القرآف‪ ,‬ج‪,11‬ص‪.399‬‬

‫‪‌ 176‬‬
‫األقكاؿ الثبلثة خبر تثبت بمثمو حجة‪ ،‬فيسمـ لصحتو القكؿ بأنو كما قيؿ‪ ,‬فإذ كاف ذلؾ كذلؾ‪،‬‬
‫فالصكاب أف يحكـ لظاىر التنزيؿ بالعمكـ عمى ما عـ‪ ،‬كيجكز ما قالو أىؿ التأكيؿ فيو مف القكؿ‬
‫الذم ال عمـ عندنا بخبلفو‪ .‬غير أنو ال شؾ أف اآلية نزلت في منافؽ كاف يكالي ييكدا أك نصارل‬
‫النيي الذم في اآلية‪ ,‬ىك ما كقع مف الييكد‪ ،‬مف أذل‬
‫خكفا عمى نفسو مف دكائر الدىر)‪ ,‬كسبب ٌ‬
‫لمرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ كمف معو مف المؤمنيف كلـ ييقتصر عمييـ في النيي‪ ,‬لكيبل يحسب‬
‫ألف‬
‫النصارل عمى الييكد ىنا‪ٌ ،‬‬ ‫النصارل‪ ،‬فمدفع ذلؾ عطؼ ٌ‬‫المسممكف ٌأنيـ مأذكنكف في مكاالة ٌ‬
‫الديف كالنفرةي الناشئة عف تكذيبيـ‬
‫الداعي لعدـ المكاالة كاحد في الفريقيف‪ ،‬كىك اختبلؼ ٌ‬ ‫السبب ٌ‬
‫و‬
‫يكمئذ أذاة مثؿ الييكد فيكشؾ أف‬ ‫فالنصارل كاف لـ تجئ منيـ‬
‫محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ ٌ‬ ‫رسالة ٌ‬
‫تجيء منيـ إذا يكجد داعيو (‪.)1‬‬

‫كعقٌبو بقكلو‪ {:‬بعضيـ أولياء بعض } أم ٌأنيـ أجدر بكالية بعضيـ بعضان‪ ،‬أم بكالية ك ٌؿ فريؽ‬
‫ألف ك ٌؿ فريؽ منيـ تتقارب أفراده في األخبلؽ كاألعماؿ فيسيؿ الكفاؽ‬ ‫منيـ بعض ً ً‬
‫أىؿ فريقو‪ٌ ،‬‬
‫النصارل‪ ,‬فيناؾ مف النصارل مف يبغض الييكد‪ ,‬كلكف‬ ‫الييكد أكلياء ٌ‬
‫ى‬ ‫أف‬
‫بينيـ‪ ،‬كليس المعنى ٌ‬
‫الكؿ يضمركف البغضاء كالشر لممسمميف‪ ،‬كىـ كاف اختمفكا فيما بينيـ‪ ،‬لكنيـ متفقكف عمى كراىية‬
‫اإلسبلـ كالمسمميف(‪.)2‬‬

‫كالقرآف الكريـ في عدد مف آياتو يقرف بيف الييكد كالنصارل ‪ ,‬فمف ذلؾ قكلو تعالى ( َوقالَ ِت ا ْل َي ُي ُ‬
‫ود‬
‫النصارى َن ْح ُف أ َْبناء المَّ ِو وأ ِ‬
‫ص َارى َحتَّى‬ ‫ود َوَال النَّ َ‬ ‫َو َّ‬
‫(‪)3‬‬
‫ضى َع ْن َؾ ا ْل َي ُي ُ‬
‫َّاؤهُ) ‪ ,‬كقاؿ تعالى ( َولَ ْف تَْر َ‬
‫َحب ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫تَتَِّبعَ ِممَّتَ ُي ْـ)(‪ ,)4‬كالمعنى أف رضا الييكد غير رضا النصارل‪ ,‬فإف النبي محمد صمى ا﵀ عميو‬
‫كسمـ إف رضي عنو الييكد فمف يرضى عنو النصارل كالعكس صحيح ‪ ,‬ألنيـ‬

‫مختمفكف(‪ ,)5‬كلكف جمعيـ في ىذه اآلية دليؿ بارز عمى أف كبل الفريقيف ينطمؽ مف مبدأ كاحد‬
‫كمشترؾ‪ ,‬أال كىك الكقكؼ تجاه مف ييدـ معتقدات الفريقيف أك يحاكؿ تسفيييا‪ ,‬كقاؿ تعالى( َوقَالَ ِت‬
‫وف قَ ْو َؿ‬ ‫ض ِ‬
‫اى ُئ َ‬ ‫النصارى ا ْلم ِسيح ْاب ُف المَّ ِو َذلِ َؾ قَولُيـ ِبأَفْو ِ‬
‫اى ِي ْـ ُي َ‬ ‫ود ُع َزْير ْاب ُف المَّ ِو َوقَالَ ِت َّ‬ ‫ا ْل َي ُي ُ‬
‫ْ ُْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫ٌ‬
‫وف) ك(اتَّ َخ ُذواْ أ ْ‬‫يف َكفَُروا ِم ْف قَْب ُؿ قَاتَمَ ُي ُـ المَّ ُو أ ََّنى ُي ْؤفَ ُك َ‬
‫الَِّذ َ‬
‫(‪)6‬‬
‫َح َب َارُى ْـ َوُرْى َبا َن ُي ْـ‬

‫)‪(1‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.669‬‬


‫)‪ (2‬المصدر السابق‪ ,‬ج‪,6‬ص‪.669‬‬
‫)‪ )3‬سورة الوائدة‪ ,‬آٌت‪.18 :‬‬
‫)‪ )4‬سورة البقزة‪ ,‬آٌت‪.161:‬‬
‫)‪ (5‬الشعزاوي‪ ,‬تفسير الشعراوي‪ ,‬ج‪,1‬ص‪335‬‬
‫)‪ (6‬سكرة التكبة‪ ,‬آية‪.31 :‬‬

‫‪‌ 177‬‬
‫ُمرواْ إِالَّ لِيعب ُدواْ إِلَػيا و ِ‬
‫اح ًدا الَّ إِلَ َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَربابا ِّمف ُد ِ ِ‬
‫ػو إِال ُى َو ُ‬
‫س ْب َحا َنوُ‬ ‫ً َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫يح ْاب َف َم ْرَي َـ َو َما أ ُ‬
‫وف المّو َوا ْل َمس َ‬ ‫َْ ً‬
‫ش ِرُك َ‬
‫(‪)1‬‬
‫وف) ‪ ,‬يظير في اآليتيف السابقتيف اجتماع الييكد كالنصارل في نفس اآلية كفي نفس‬ ‫َع َّما ُي ْ‬
‫المضمكف‪ ,‬فالفريقاف أشركا با﵀ عز كجؿ‪ ,‬فالييكد نسبكا البنكة إلى ا﵀‪ ,‬كعبدكا أحبارىـ مف خبلؿ‬
‫اتباعيـ في تحميميـ كفي تحريميـ حتى كلك خالؼ الشريعة اإلليية كالنصارل في اعتقادىـ أف‬
‫المسيح عيسى عميو السبلـ ىك ابف ا﵀ كطاعتيـ رىبانيـ فيما يخالؼ الشريعة(‪.)2‬‬

‫مظاىر الوالية بيف الييود والنصارى‪:‬‬

‫إف الكالية بيف الييكد كالنصارل تعني التعاكف كالتناصر القائـ بينيـ في جميع النكاحي ضد‬
‫اإلسبلـ كالمسمميف‪ ,‬كىذا يرجع إلى طبيعة العبلقة الحميمة بينيـ‪ ,‬كىي كاف كانت في بدايتيا‬
‫عداكة ظيرت في مكقؼ الييكد مف رسالة النبي عيسى عميو السبلـ‪ ,‬الذم أرسمو ا﵀ عز كجؿ‬
‫إلى بني إسرائيؿ متممان رسالة مكسى عميو السبلـ‪ ،‬كمصححان ما حرفو الييكد فييا‪ ،‬إال أف الييكد‬
‫ىغركا بو الحكاـ‪ ,‬كحاكلكا قتمو‪ ,‬بؿ ادعكا قتمو كصمبو عميو السبلـ(‪,)3‬‬
‫ناصبكه العداء‪ ،‬ككذبكه‪ ،‬كأ ٍ‬
‫كمنذ ذلؾ الحيف كالعداكة بيف الييكد كالنصارل عمى أى يش ّْدىا‪ ,‬إال أف ذلؾ يزكؿ كيختفي أثره‪ ،‬بؿ‬
‫الكئاـ إذا كاف عدك الطرفيف اإلسبلـ أك المسمميف‪ ,‬كتتحكؿ العداكة إلى صداقة(‪.)4‬‬
‫ي‬ ‫ىي يح ُّؿ محمَّو‬

‫ائؼ الييكًد‬
‫كليس في تاريخ العداكات عداكة تماثؿ شراستيا كأبديتيا ذلؾ النكع الذم تكاجو بو طك ي‬
‫كالنصارل األمةى اإلسبلميةى(‪.)5‬‬

‫كلقد استطاع الييكد في العصر الحديث مف صناعة عبلقات جيدة مع الغرب النصراني نظ ار‬
‫لمصالحيـ المشتركة ‪ ,‬كحقدىـ الدفيف عمى اإلسبلـ كأىمو‪ ,‬المكركث مف آبائيـ كأجدادىـ عبر‬
‫األزمنة المنصرمة ‪.‬‬

‫)‪ (1‬سكرة التكبة‪ ,‬آية‪.31 :‬‬


‫)‪ )2‬ابف عاشكر‪ ,‬التحرير والتنوير‪ ,‬ج‪.11‬ص‪.176,171‬‬
‫ش ِّب َو لَ ُي ْـ َوِا َّف الَِّذ َ‬
‫يف‬ ‫)‪ (3‬قاؿ عز كجؿ (وقَولِ ِيـ إَِّنا قَتَ ْم َنا ا ْلم ِسيح ِعيسى ْاب َف مريـ رسو َؿ المَّ ِو وما قَتَمُوهُ وما صمَبوهُ و ِ‬
‫لك ْف ُ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ََ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ ْ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ش ٍّؾ ِم ْن ُو َما لَ ُي ْـ ِبو م ْف ع ْمـ إِال ات َ‬
‫ِّباع الظ ِّف َوما قَتَمُوهُ َيقيناً ) سكرة النساء‪ ,‬آية‪.157 :‬‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يو لَ ِفي َ‬
‫اختَمَفُوا ِف ِ‬
‫ْ‬
‫)‪ )4‬مطر الزىراني‪ ,‬موقؼ أصحاب األىواء والفرؽ مف السنة النبوية ورواتيا‪ ,‬جذورىـ وسائميـ وأساليبيـ قديما‬
‫وحديثا‪ ,‬ص‪.36‬‬
‫)‪ (5‬سفر الحكالي‪ ,‬العممانية‪ ,‬ص‪.499‬‬

‫‪‌ 178‬‬
‫كلقد تمكف الييكد مف إنشاء تحالؼ قكم مع المعسكر الغربي لما قامكا بو سابقا ‪ ,‬كخصكصا في‬
‫الفترة التي شيدت فييا أكركبا خكاء ركحيا كضعؼ المؤسسة النصرانية(‪ ,)1‬مف تذكيب النصارل‬
‫بشكؿ عاـ كأكركبا بشكؿ خاص ضمف مخططاتيـ‪ ,‬فتغمغمكا في حياتيـ كشؤكنيـ كقامكا بإحداث‬
‫ثكرات معينة ضد الكنيسة كثكرة (مارتف لكثر)(‪ ,)2‬ككاف يرفع الييكد شعارات الحرية كاإلخاء‬
‫كالمساكاة مف خبلؿ منظماتيـ السرية(‪ ,)3‬كتمكنكا بذلؾ مف تحقيؽ عدة نتائج منيا‪ -:‬تمكف الييكد‬
‫مف تىىب ُّكء مناصب كمكاقع رفيعة في الحككمات الغربية ‪.‬‬

‫‪ -6‬السيطرة التامة عمى االقتصاد الغربي كثركاتو‪ ،‬بؿ كعمى اقتصاد كثركات العالـ‪.‬‬

‫‪ -3‬كسب التعاطؼ األكركبي تجاه الشعب الييكدم‪.‬‬

‫‪ -4‬تمكف الييكد مف إحياء التحالؼ الييكدم النصراني مرة أخرل ضد اإلسبلـ(‪.)4‬‬

‫صورتيف مف الوالية بيف الييود والنصارى ضد المسمميف في العصر الحديث‪:‬‬

‫لعب التحالؼ الييكدم النصراني أدكا ار ىامة في العصر الحديث ‪ ,‬كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬

‫‪ -1‬القضاء عمى الخالفة اإلسالمية‪ :‬لقد كاف القضاء عمى الخبلفة مف مصمحة النصارل الذيف‬
‫كانت ليـ دكليـ االستعمارية كتتحيف الفرصة لؤلخذ بثأر الحركب الصميبية كمف مصمحة‬

‫الييكد أيضا الذيف أيقنكا أف فشميـ مع السمطاف عبد الحميد الثاني‪ ,‬يستكجب التركيز عمى العالـ‬
‫(‪)5‬‬
‫الذم‬ ‫الصميبي‪ ،‬كتسخيره لمآربيـ التممكدية‪ ,‬كبمغت الخطة ذركة التكحد بعد قرار مجمع الفاتيكاف‬

‫)‪ (1‬ناصر الحمد‪ ,‬رسائؿ في األدياف والفرؽ‪ ,‬ص‪.383‬‬


‫كمطمؽ عصر اإلصبلح في أكركبا‪ ،‬بعد‬
‫)‪ (2‬مارتف لكثر‪ :‬كلد في سنة ‪1483‬ـ‪ ,‬راىب ألماني‪ ،‬كقسيس‪ ،‬كأستاذ لبلىكت‪ ،‬ي‬
‫اعتراضو عمى صككؾ الغفراف‪ ,‬نشر في عاـ ‪ 1517‬ـ رسالتو الشييرة المؤلفة مف خمس كتسعيف نقطة كالتي يعارض فييا‬
‫مبدأ القياـ بعمؿ لمحصكؿ عمى تكفير الخطايا ‪ ,‬ألف العفك ىك ىدية مجانية كنعمة ا﵀ مف خبلؿ اإليماف بعيسى عميو‬
‫السبلـ‪ ,‬مات في سنة ‪1546‬ـ‪ , ,‬عبد الكىاب الكيالي‪ ,‬موسوعة السياسة‪ ,‬ج‪,5‬ص‪.499-497‬‬
‫)‪(3‬المنظمات السرية‪ :‬يقصد بيا بشكؿ عاـ مجمكعة مف األفراد الذيف يخفكف أدائيـ كأنشطتيـ الداخمية كيعممكف كفؽ‬
‫مفاىيـ خاصة كاتصاالت معينة لتحقيؽ الرغبة كاليدؼ‪ ,‬كبشكؿ خاص يقصد بيا منظمات الييكد التي يعممكف مف خبلليا‬
‫لتحقيؽ مآربيـ بالسيطرة عمى العالـ‪ ,‬كالصييكنية ‪ ,‬كالماسكنية كفرساف الييكؿ‪ ,‬إيياب سميـ‪ ,‬مقاؿ بعنواف المنظمات السرية‬
‫في العالـ ‪ ,‬بتاريخ‪ ,6116/6/65‬مف مكقع دنيا الكطف‪.‬‬
‫)‪ (4‬مطر الزىراني‪ ,‬موقؼ أصحاب األىواء والفرؽ مف السنة ورواتيا ‪ ,‬ص‪.34‬‬
‫)‪ )5‬أقر مؤتمر الفاتيكاف الذم انعقد في سنة ‪1963‬ـ‪ ,‬بدكر الييكد في قتؿ المسيح كبراءة الركماف ‪ ,‬كلكف ب أر األجياؿ‬
‫الييكدية البلحقة مف تكلي كزر ىذه الجريمة‪ ،‬كحصر الجريمة في أقؿ عدد ممكف مف الكينة كرؤساء الشعب الييكدم‪،‬‬
‫منقذ السقار‪ ,‬مقاؿ بعنواف(ىؿ افتدانا المسيح عمى الصميب)‪ ,‬مف مكقع صيد الفكائد‪.‬‬

‫‪‌ 179‬‬
‫الذم ينص عمى تبرئة الييكد مف دـ المسيح عميو السبلـ‪ ،‬كالذم كاف ييدؼ إلى محك كؿ أثر‬
‫عدائي مسيحي لمييكد‪ ،‬كبالتالي إيجاد كتمة ييكدية نصرانية كاحدة لمجابية اإلسبلـ(‪ ,)1‬كىكذا نجد‬
‫أف الييكد كالنصارل متعادكف متناحركف ال يجمعيـ سكل مصالحيـ‪ ،‬كأعظـ مصمحة يجتمعكف‬
‫عمييا ىي عداء اإلسبلـ كالمسمميف‪.‬‬

‫‪ -6‬إنشاء الدولة الييودية في فمسطيف ‪ :‬يشترؾ النصارل مع الييكد في االعتقاد كالعمؿ مف‬
‫أجؿ اجتماع الييكد في فمسطيف كاقامة دكلة ليـ فييا‪ ,‬كاتخاذ القدس عاصمة كمرك از رئيسيا‬
‫لدكلتيـ‪ ,‬أما الييكد‪ ,‬فيعتقدكف ذلؾ‪ ,‬كيعممكف مف أجمو؛ العتقادىـ بأف ا﵀ سبحانو كتعالى عقد‬
‫عيدا كأبرـ كعدا مع إبراىيـ عميو السبلـ‪ ,‬عمى أف تككف فمسطيف ممكا لو كلذريتو مف الييكد فقط‪,‬‬
‫كتبيـ المحرفة‪ ,‬المقدسة عندىـ‪ ,‬فمثبل كرد في سفر‬ ‫كيستدلكف عمى ذلؾ بنصكص مف‬
‫التككيف(‪()2‬كقاؿ الرب ألبراـ‪ ،‬بعد اعتزاؿ لكط عنو‪ :‬ارفع عينيؾ كانظر مف المكضع الذم أنت‬
‫فيو شماال كجنكبا كشرقا كغربا ‪ ,‬ألف جميع األرض التي أنت ترل لؾ أعطييا كلنسمؾ إلى األبد)‬
‫أما النصارل فيركف أنيـ ىـ األحؽ بفمسطيف كأنيا ليـ ‪ ,‬إال أنيـ يركف أنيا البمد األصمي لمييكد‪,‬‬
‫كأف ا﵀ جؿ كعبل‪ ,‬قدر أف الييكد سيجتمعكف فييا كيقيمكف دكلتيـ‪ ,‬كيتخذكف القدس عاصمة ليا‪,‬‬
‫كيقيمكا ىيكميـ‪ ,‬كذلؾ في آخر الزماف‪ ,‬قبيؿ مجيء المسيح ثانية إلى األرض‪ ,‬حيث إنيـ يعتقدكف‬
‫أف المسيح سينزؿ في آخر الزماف‪ ،‬كسيقتؿ كؿ مف لـ يدخؿ في النصرانية (‪.)3‬‬

‫كسأذكر مثاليف معاصريف عمى دعـ النصارل لفكرة الكطف الييكدم‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬بريطانيا والييود‪ :‬لقد قامت بريطانيا بعمؿ دؤكب كجيد كبير لتمكيف الييكد مف إقامة‬

‫(‪)4‬‬
‫كطف ليـ عمى أرض فمسطيف‪ ,‬ككانت أكثر مف ساند الييكد عبر تاريخ القضية الفمسطينية‬
‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬

‫‪ -1‬إصدار كعد بمفكر(‪ :)1‬أك تصريح بمفكر كالمعركؼ أيضا بكعد مف ال يممؾ لمف ال يستحؽ‬
‫كذلؾ بناء عمى المقكلة المزيفة أرض ببل شعب لشعب ببل أرض‪ ,‬تطمؽ عمى الرسالة التي أرسميا‬

‫)‪ )1‬سفر الحكالي‪ ,‬العممانية ‪ ,‬ص‪.534‬‬


‫)‪(2‬إلصحاح ‪ ,13‬الفقرة(‪.)15,14‬‬
‫)‪ )3‬ناصر الحمد‪ ,‬رسائؿ في األدياف والفرؽ والمذاىب ‪ ,‬ص‪.611‬‬
‫)‪ )4‬عبد الكىاب الكيالي‪ ,‬تاريخ فمسطيف الحديث‪ ,‬ص‪.63-66‬‬

‫‪‌ 181‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫يشير فييا إلى‬ ‫كزير خارجية بريطانيا إلى المكرد (ليكنيؿ كالتر ركتشيمد)‬ ‫آرثر جيمس بمفك‬
‫تأييد الحككمة البريطانية إلنشاء كطف قكمي لمييكد في فمسطيف كتـ نشره في الصحؼ البريطانية‬
‫سنة ‪ 8‬نكفمبر ‪1917‬ـ كفكر إعبلف ىذا الكعد سارعت دكؿ أكركبا‪ ،‬كعمى رأسيا "فرنسا"‬
‫ك"إيطاليا" ك"أمريكا" بتأييده‪ ،‬بينما كاف في مناطؽ العالـ العربي كقع الصاعقة‪ ،‬كاختمفت ردكد‬
‫(‪)4‬‬
‫كىذا الكعد إف دؿ عمى شيء فيدؿ‬ ‫أفعاؿ العرب عميو بيف الدىشة كاالستنكار كالغضب‪,‬‬
‫(‪)5‬‬
‫العالمية كالتي كاف أىـ‬ ‫بكضكح عمى تعاطؼ بريطانيا النصرانية مع السياسة الصييكنية‬
‫أىدافيا إيجاد كطف قكمي لمييكد في فمسطيف‪.‬‬

‫‪ -6‬عمى إثر كعد بمفكر أتـ البريطانيكف إخضاعيـ لفمسطيف(كقد كانت بريطانيا قد باشرت‬
‫سمطاتيا عمى فمسطيف سابقا باإلكراه كبقكة السبلح) ما بيف عامي ‪1917‬ـ‪1918-‬ـ كخاصة بعد‬
‫أف منح الحمفاء بريطانيا حؽ االنتداب في فمسطيف سنة ‪1961‬ـ في مؤتمر ساف ريمكف(‪,)6‬‬

‫)‪ (1‬كعد بمفكر‪ :‬ىك التصريح البريطاني الرسمي الصادر في ‪ 6‬نكفمبر ‪1917‬ـ كالذم أبدت فيو الدكؿ االستعمارية‬
‫تعاطفيا مع األماني الصييكنية‪ ,‬كىك عبارة عف رسالة أرسميا كزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بمفكر إلى المميكنير‬
‫الييكدم المعركؼ المكرد ليكنيؿ ككلتر دم ركتشيمد كتنص الرسالة بتعيد بريطانيا الكامؿ بالكقكؼ بجانب الييكد لتحقيؽ‬
‫ىدفيـ المتثمؿ في إقامة دكلة ليـ في فمسطيف عبد الكىاب الكيالي‪ ,‬موسوعة السياسة‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.561-561‬‬
‫)‪(2‬آرثر جيمس بمفكر‪ :‬سياسي بريطاني محافظ كصييكني مسيحي كلد في سنة ‪ 1848‬ـ في كيتنغياـ في اسكتمندا كفييا‬
‫تعمـ االبتدائية كالعيد القديـ أكمؿ دراساتو العميا في كمية إيتكف كجامعة كامبريدج بإنجمت ار‪,‬‬
‫تكلى رئاسة الك ازرة في بريطانيا مف ‪ 1916‬إلى ‪ 1915‬ـ ‪ ,‬كعمؿ أيضان كزي انر لمخارجية مف ‪ 1916‬إلى ‪ 1919‬ـ في‬
‫حككمة ديفيد لكيد جكرج‪ ,‬اشتير بإعطاء كعد بمفكر الذم نص عمى دعـ بريطانيا إلنشاء كطف قكمي لمييكد في فمسطيف ‪,‬‬
‫مات عاـ ‪1931‬ـ‪ ,‬المصدر السابؽ‪ ,‬ص‪.561‬‬
‫)‪ )3‬ركتشميد‪ :‬ليكنيؿ كلد في سنة ‪ 1868‬ـ‪ ،‬كىك مصرفي بريطاني‪ ،‬كسياسي‪ ،‬كعالـ حيكاف‪ ,‬مف عائمة ركتشميد الييكدية‬
‫كالتي اشتيرت بالصرافة‪ ,‬ككانت أغنى عائمة في كقتيا‪ ,‬كىك أكؿ عضك في البرلماف اإلنجميزم كزعيـ الطائفة الييكدية في‬
‫انجمت ار‪ ,‬حرص عمى دعـ الييكد حتى تقكـ دكلتيـ ‪ ,‬مات سنة ‪1937‬ـ‪ ,‬مكسكعة السياسة‪ ,‬عبد الكىاب الكيالي‪,‬‬
‫ج‪,6‬ص‪.838‬‬
‫)‪ (4‬دائرة شؤكف البلجئيف‪ ,‬تقرير حوؿ وعد بمفور‪ ,‬حركة حماس‪ ,‬ص‪.6‬‬
‫)‪(5‬الصييكنية‪ :‬الصييكنية حركة سياسية عنصرية متطرفة‪ ،‬ترمي إلى إقامة دكلة لمييكد في فمسطيف تحكـ مف خبلليا‬
‫العالـ كمو‪ ,‬كىي مشتقة مف (جبؿ صييكف) في القدس حيث ابتنى داكد قصره بعد انتقالو مف (الخميؿ) إلى بيت المقدس في‬
‫القرف الحادم عشر قبؿ الميبلد كقد ارتبطت الحركة الصييكنية الحديثة بشخصية الييكدم النمساكم ىرتزؿ الذم يعد‬
‫الداعية األكؿ لمفكر الصييكني الحديث‪ ,‬الندكة العالمية لمشباب اإلسبلمي‪ ,‬الموسوعة الميسرة في األدياف والمذاىب‬
‫واألحزاب المعاصرة‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.518‬‬
‫)‪ )6‬مؤتمر ساف ريمك‪ :‬مؤتمر دكلي عقده الحمفاء الغربيكف كالياباف بعد انتصارىـ عمى ألمانيا في الحرب العالمية االكلى‬
‫في مدينة ساف ريمك في إيطاليا‪ ,‬في سنة ‪1961‬ـ‪ ,‬ككاف مف بنكده تقاسـ المشرؽ العربي بيف فرنسا كبريطانيا كاضفاء‬
‫الشرعية الدكلية عمى كعد بمفكر‪ ,‬عبد الكىاب الكيالي‪ ,‬موسوعة السياسة‪ ,‬ج‪,3‬ص‪.118 -117‬‬

‫‪‌ 181‬‬
‫كتخكيميا بتطبيؽ نص كعد بمفكر‪ ,‬فاستطاعكا فرض سياستيـ كالتي كانت تسعى لتكطيد أقداـ‬
‫الييكد في فمسطيف‪ ,‬مف خبلؿ اليجرات المتبلحقة كالقياـ بمجازر ضد الفمسطينييف(‪.)1‬‬

‫‪ -3‬ظمت بريطانيا طيمة حكميا كالذم استمر ثبلثيف عاما تسعى لضرب كؿ مقاكمة تعترض‬
‫خطتيا‪ ,‬كحاكلت بكؿ ما أكتيت مف قكة دعـ اليجرة الييكدية إلى فمسطيف كدعـ الكجكد الييكدم‬
‫في فمسطيف اقتصاديا كعسكريا كسياسيان‪ ,‬كسكتت عف ما قاـ بو الييكد مف مجازر ضد‬
‫الفمسطينييف‪ ,‬كعندما بدأت تسحب قكاتيا مف فمسطيف أخذت بالجبلء عف المناطؽ الييكدية‪,‬‬
‫كتسميميا لمككالة الييكدية‪ ,‬كأخذت تسمميا المطارات كالمعسكرات كمستكدعات الذخيرة‬
‫كالتحصينات‪ ,‬كعمى إثر انسحابيا النيائي كاف إعبلف دكلة ييكد في سنة ‪ 15‬مايك ‪1948‬ـ(‪.)2‬‬

‫ثانياً‪ :‬أمريكا والييود‪ :‬لـ تأؿ الكاليات المتحدة األمريكية جيدان مف تقديـ الدعـ العسكرم كالمالي‬
‫لمييكد‪ ,‬عمى الرغـ مف األعماؿ الكحشيَّة كالمجازر اإلسرائيمية الك ً‬
‫اضحة تيجاه الفمسطينييف‪ ،‬فقد‬
‫دائما مع القضيَّة الفمسطينية بتجاىؿ تاـ كببلمباالة‪ ،‬كمف‬
‫تعاممت اإلدارات األمريكيَّة المتعاقبة ن‬
‫(‪)3‬‬
‫عاـ ‪ ،1947‬كالذم تىعيَّدت فيو الكاليات‬ ‫األمثمة عمى ذلؾ‪ -1:‬مبدأ تركماف‬

‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المتحدة بتقديـ َّ‬


‫المسمحة التي تىخضعي‬ ‫الدعـ لمشعكب القابعة تحت نير االحتبلؿ أك األقميَّات ي‬
‫لضغكط خارجيَّة‪ ،‬كىذا يشمؿ الفمسطينييف إال أف الرئيس تركماف لـ يمتزـ بيذا المبدأ فقد اعترؼ‬
‫(‪)4‬‬
‫تأسيس الدكلة‪ ،‬كقاؿ تركماف مبر ار فعمو ‪:‬‬ ‫بدكلة إسرائيؿ بعد ‪11‬دقيقة مف إعبلف بف جكريكف‬

‫)‪)1‬عبد الكىاب الكيالي‪ ,‬تاريخ فمسطيف الحديث‪ ,‬ص‪ ,315-311‬عبدا﵀ عبد الدائـ‪ ,‬نكبة فمسطيف عاـ ‪7931‬ـ‪ ,‬ص‪.5-4‬‬
‫)‪ (2‬عبدا﵀ عبد الدائـ‪ ,‬نكبة فمسطيف عاـ ‪7931‬ـ‪ ,‬ص‪.5-4‬‬
‫)‪ )3‬ىارم تركماف ‪ :‬كلد في سنة ‪ 1884‬ـ‪ ،‬كىك الرئيس الثالث كالثبلثكف لمكاليات المتحدة األمريكية‪ ،‬تكلى المنصب مف‬
‫‪ 1945‬حتى ‪1953‬ـ‪ ،‬كاف تركماف يشغؿ منصب نائب الرئيس األمريكي لمدة ‪ 86‬يكـ ثـ تكلى الرئاسة خمفان لمرئيس‬
‫فرانكميف ركزفمت الذم تكفى في المنصب‪ ،‬أشرؼ تركماف عمى إنياء الحرب العالمية الثانية كاستسبلـ كبلن مف ألمانيا‬
‫كالياباف‪ ،‬كما أمر بإطبلؽ قنبمتي ىيركشيما كناجازاكي في أغسطس ‪ 1945‬ـ‪ ،‬كذلؾ بدأت في عيده الحرب الباردة بيف‬
‫الكاليات المتحدة كاإلتحاد السكفيتي‪ ،‬كقد لعب دك ار كبي ار في تأييد الحركة الصييكنية ‪ ,‬أصدر تركماف مبدأ ميما في تاريخ‬
‫أمريكا‪ ,‬يقضي بحماية المصالح األمريكية كالنفكذ األمريكي مف خبلؿ مقاكمة المد الشيكعي‪ ,‬مات تركماف في سنة ‪1976‬ـ‪,‬‬
‫عبد الكىاب الكيالي‪ ,‬موسوعة السياسة‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.764,763‬‬
‫كلتحمسو‬
‫ٌ‬ ‫)‪ )4‬دافيد بف غكريكف ‪ٌ :‬أكؿ رئيس كزراء إلسرائيؿ‪ ,.‬يكلد مدينة بمكنسؾ البكلندية سنة ‪ 1886‬ـ باسـ دافيد غريف‪،‬‬
‫كلتحمسو لمصييكنية‪ ،‬ىاجر إلى فمسطيف عاـ ‪ ,1916‬امتيف بف غكريكف الصحافة في بداية حياتو العممية كبدأ باستعماؿ‬ ‫ٌ‬
‫العمالية الصييكنية في‬
‫االسـ الييكدم "بف غكريكف" عندما مارس حياتو السياسية‪ ,‬كاف بف غكريكف مف طبلئع الحركة ٌ‬
‫مرحمة تأسيس إسرائيؿ ‪ ،‬فقد قاد بف غكريكف إسرائيؿ في حرب ‪ 1948‬ـ التي ييطمؽ عمييا اإلسرائيميكف‪ ،‬حرب االستقبلؿ‪,‬‬

‫‪‌ 186‬‬
‫أف أستجيب لمئات اآلالؼ الذيف ىيحرصكف عمى ىنجاح‬
‫عمي ٍ‬
‫"أنا آسؼ أيُّيا السادة كلكف يجب َّ‬
‫الصييكنية؛ فميس لدم مئات اآلالؼ مف العرب في دائرتي االنتخابية"(‪.)1‬‬

‫‪ -6‬في ًظ ّْؿ إدارة الرئيس األمريكي جيمي كارتر(‪ ,)2‬كالذم كاف يؤكد عمى حؽ الفمسطينييف في‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫في الضفة‬ ‫إقامة المستكطنات الييكديَّة‬ ‫اصمت إسرائيؿ بعد كامب ديفيد‬
‫تقرير المصير ك ٍ‬
‫الغربية(‪)5‬مف خبلؿ استيبلئيا عمى األراضي العربية‪ ،‬كأ ىذ ىعف كارتر لمضغط القكم مف قبؿ‬
‫المُّكبي اإلسرائيمي(‪ )6‬في ّْ‬
‫ظؿ خيبة أمؿ شديدة مف المجتمع األمريكي المسمـ‪.‬‬

‫‪ -3‬قامت اإلدارة األمريكية قريبا بإدراج ثبلثة مف قيادات المقاكمة الفمسطينية مف حركة المقاكمة‬
‫اإلسبلمية حماس عمى قكائـ اإلرىاب لدييا(‪ ,)7‬كتجاىمت كتعامت عف جرائـ قيادة االحتبلؿ بحؽ‬
‫شعبنا‪ ,‬كتنكرت لمحؽ الثابت بأف حركات المقاكمة ىي حركات تحرر كطني تقاكـ االحتبلؿ‬
‫مقاكمة مشركعة كفمتيا كافة األعراؼ كالمكاثيؽ الدكلية كتدافع عف حقكقيا كحقكؽ شعكبيا‪.‬‬

‫تبكأ رئاسة الكزراء اإلسرائيمية منذ تأسيس إسرائيؿ مف سنة‬


‫كيعد بف غكريكف مف المؤسسيف لحزب العمؿ اإلسرائيمي كالذم ٌ‬
‫‪1948‬ـ كحتى ‪1963‬ـ باستثناء األعكاـ ‪1951‬ـ ‪1953-‬ـ‪ ,‬عبد الكىاب الكيالي‪ ,‬موسوعة السياسة ج‪,1‬ص‪.574,573‬‬
‫)‪ (1‬بشار بككر‪ ,‬مقاؿ بعنواف(السياسة األمريكية تجاه القضية الفمسطينية)‪6116/5/14 ,‬ـ‪ ,‬مف مكقع شبكة األلككة‪.‬‬
‫)‪(2‬جيمي كارتر‪ ،‬كلد في سنة ‪1964‬ـ‪ ,‬رئيس الكاليات المتحدة التاسع كالثبلثكف كذلؾ في الفترة مف ‪1977‬ـ إلى‪1981‬ـ‬
‫مف الحزب الديمقراطي‪ ,‬كلد في مدينة بمينز بكالية جكرجيا األمريكية‪ ,‬دخؿ السياسة في ‪1966‬ـ عندما انتخب عضكان في‬
‫تميزت فترة رئاستو بعكدة منطقة قناة بنما إلى بنما كتكقيع‬
‫مجمس شيكخ كالية جكرجيا‪ ،‬كفي ‪ 1971‬انتخب كحاكـ لمكالية ‪ٌ ,‬‬
‫اتفاقيات كامب ديفيد لمسبلـ في الشرؽ األكسط ككذلؾ أزمة الرىائف في السفارة األمريكية في إيراف‪ ,‬خبلؿ التسعينيات كالى‬
‫اآلف ظير ككسيط كمفاكض لمسبلـ‪ ،‬كمتفرغ لممشاركة في السياسات الدكلية‪ ,‬عبد الكىاب الكيالي‪ ,‬موسوعة السياسة‪ ,‬ج‬
‫‪ ,4‬ص‪63,66‬‬
‫)‪ (3‬كامب ديفيد‪ :‬اتفاؽ لمتسكية بيف مصر كاسرائيؿ ‪ ,‬أشرفت عميو اإلدارة األمريكية ‪ ,‬كحضره ك هؿ مف الرئيس المصرم‬
‫محمد أنكر السادات‪ ,‬كالرئيس األمريكي جيمي كارتر كرئيس الكزراء اإلسرائيمي مناحيـ بيغيف‪ ,‬كتـ عقده في منتجع كامب‬
‫ديفيد فير الكاليات المتحدة األمريكية‪ ,‬سنة ‪1269‬ـ‪ ,‬كاستمر ثبلثة عشر يكما ‪ ,‬موسوعة السياسة ‪ ,‬ج‪ 0‬ص‪.44,49‬‬
‫)‪ )4‬المستكطنات الييكدية‪ :‬كحدات سكنية أقاميا الييكد في الضفة الغربية ألفرادىـ ‪ ,‬مف أجؿ االستيبلء عمى األرض‪,‬‬
‫موسوعة السياسة‪ ,‬ج‪ ,1‬ص‪.199‬‬
‫)‪ (5‬الضفة الغربية‪ :‬عبارة عف كتمة جبمية كاحدة تشكؿ ما يسمى بجباؿ نابمس كالقدس كالخميؿ ‪ ,‬يحدىا شرقا نير األردف‪,‬‬
‫كغربا الساحؿ الفمسطيني‪ ,‬كشماال منطقة الجميؿ‪ ,‬كجنكبا صحراء النقب‪ ,‬عبد الكىاب الكيالي‪ ,‬موسوعة السياسة ‪,‬‬
‫ج‪,3‬ص‪.737,736‬‬
‫(‪ )7‬المكبي اإلسرائيمي‪ :‬منظمة أمريكية ييكدية تأسست ‪1954‬ـ‪ ,‬بغرض التأثير في السياسة األمريكية تجاه الشرؽ األكسط‬
‫بحيث تتفؽ ىذه السياسة مع المصالح اإلسرائيمية كالصييكنية‪ ,‬عبد الكىاب المسيرم‪ ,‬موسوعة الييود والييودية‬
‫والصييونية‪ ,‬ج‪ ,6‬ص‪.498‬‬
‫)‪ )7‬نقبل عف مكقع مفكرة اإلسالـ ‪ ,‬بتاريخ ‪.6115/9/8‬‬

‫‪‌ 183‬‬
‫يتضح مما سبؽ التكاتؼ كالتعاضد كالكالء القائـ بيف الييكد كالنصارل قديما كحديثا‪ ,‬األمر الذم‬
‫يدعك المؤمف إلى الحذر منيما جميعا‪ ,‬كمما الشؾ فيو أف الييكد كالنصارل ال يرضكف عف‬
‫ص َارى َحتَّى تَتَِّب َع ِممَّتَ ُي ْـ‬
‫الن َ‬‫ود َوَال َّ‬
‫ضى َع ْن َؾ ا ْل َي ُي ُ‬
‫المؤمف إال إذا اتبع ممتيـ‪ ,‬قاؿ عز كجؿ( َولَ ْف تَْر َ‬
‫اء َؾ ِم َف ا ْل ِع ْمِـ َما لَ َؾ ِم َف المَّ ِو ِم ْف‬ ‫ِ‬
‫اء ُى ْـ َب ْع َد الَّذي َج َ‬
‫َى َو َ‬
‫ت أْ‬ ‫ُق ْؿ إِ َّف ُى َدى المَّ ِو ُى َو ا ْل ُي َدى َولَ ِئ ِف اتََّب ْع َ‬
‫صير وٍ)(‪ )1‬ففي ىذه اآلية يخبر تعالى رسكلو‪ ،‬أنو ال يرضى منو الييكد كال النصارل أبدا‬ ‫ولِ ٍّي وَال َن ِ‬
‫َ َ‬
‫إال باتباعو دينيـ(‪ ,)2‬ألنيـ دعاة إلى الديف الذم ىـ عميو‪ ،‬كيزعمكف أنو اليدل‪ ,‬كقكلو‪ { :‬إً َّف يى ىدل‬
‫المَّ ًو ىك اليدل} أم‪ :‬قؿ يا محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ :‬إف ىدل ا﵀ الذم بعثني بو ىك اليدل‪،‬‬
‫يعني‪ :‬ىك الديف المستقيـ الصحيح الكامؿ الشامؿ(‪ ,)3‬كأما ما أنتـ عميو‪ ،‬فيك اليكل بدليؿ قكلو {‬
‫صٍ‬
‫ير }‪.‬‬ ‫َىواء ُىـ بع َد الَِّذي جاء َؾ ِم َف ا ْل ِع ْمِـ ما لَ َؾ ِم َف المَّ ِو ِم ْف ولِ ٍّي وال َن ِ‬ ‫َولَ ِئ ِف اتََّب ْع َ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ت أ َْ َ ْ َ ْ‬

‫كفي اآلية تيديد ككعيد شديد لؤلمة عف اتباع طرائؽ الييكد كالنصارل‪ ،‬بعد ما ىعمًمكا مف القرآف‬
‫كالسنة‪ ،‬عيا نذا با﵀ مف ذل ػؾ‪ ،‬فإف الخطاب مع الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ‪ ،‬كاألمر‬

‫ألمتو(‪,)4‬ألف االعتبار بعمكـ المعنى ال بخصكص المخاطب‪ ،‬كما أف العبرة بعمكـ المفظ ال‬
‫بخصكص السبب(‪.)5‬‬

‫)‪ )1‬سكرة البقرة آية‪.161:‬‬


‫)‪ (2‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,1‬ص‪ ,681‬عبد الرحمف السعدم‪ ,‬تفسير السعدي‪ ,‬ص‪.64‬‬
‫)‪ (3‬تفسير القرآف العظيـ‪ ,‬ج‪,1‬ص‪.991‬‬
‫)‪ (4‬ابف كثير‪ ,‬تفسير القرآف العظيـ‪,‬ج‪,1‬ص‪.681‬‬
‫)‪ (5‬قاؿ السيكطي (اختمؼ أىؿ األصكؿ ىؿ العبرة بعمكـ المفظ أك بخصكص السبب كاألصح عندنا األكؿ) اإلتقاف في‬
‫عمكـ القرآف‪ ,‬ج‪,1‬ص‪ ,89‬عبد الرحمف السعدم‪ ,‬تيسير الكريـ المناف في تفسير كالـ الرحمف‪ ,‬ص‪.64‬‬

‫‪‌ 184‬‬
‫الخاتمة‬
‫وتشمل‌النتائج‌والتوصٌات ‌‬

‫*النتائج‪:‬‬

‫‪ -1‬القرآف الكريـ ىك المرجع األكؿ لمعرفة شخصية ييكد كقد كفانا بما فيو مف آيات كثيرة‬
‫تضمنتيا السكر المكية كالسكر المدنية كقد بمغت خمسيف سكرة ‪ ,‬فينبغي االعتماد عمييا كمف ثـ‬
‫الرجكع إلى السنة الصحيحة الثابتة عف رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عمسو كسمـ لقراءة تاريخ القكـ كسبر‬
‫شخصيتيـ ‪.‬‬

‫‪ -6‬تحدث القرآف الكريـ عف بني إسرائيؿ كالييكد كثي انر‪ ,‬كخصكصان في سكر البقرة كاألعراؼ‬
‫كالمائدة‪.‬‬

‫‪ -3‬أطمؽ مصطمح الييكد في القرآف الكريـ في العيد المدني‪ ,‬كقد كرد ثماني مرات كاف نصيب‬
‫سكرة المائدة األكبر حيث كرد فييا أربع مرات‪.‬‬

‫‪ -4‬انقسـ بنك إسرائيؿ عبر تاريخيـ القديـ كالطكيؿ قسميف ‪ ,‬قسـ مؤمف مكحد آمف برسالة أنبياء‬
‫بني إسرائيؿ بدءان مف مكسى عميو السبلـ كاتبع تعاليـ التكراة كالزبكر كاإلنجيؿ‪ ,‬كقسـ أعرض‬
‫ككذب كلـ يؤمف باإلسبلـ دينان كال بما جاء بو األنبياء بدءان مف مكسى عميو السبلـ كانتياء‬
‫بعيسى عميو السبلـ آخر أنبياء بني إسرائيؿ ‪.‬‬

‫‪ -5‬ييكد الحجاز في زمف البعثة النبكية المحمدية كالذيف أطمؽ عمييـ القرآف اسـ أىؿ الكتاب‬
‫منيـ مف آمف بالرسكؿ محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ كصدقو فيما جاء بو كىـ الفئة القميمة ‪ ,‬كمنيـ‬
‫كىـ األكثرية أعرضكا عف الحؽ ككفركا بالقرآف ككذبكا الرسكؿ العظيـ محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ‬
‫كآذكه كاعترضكا طريؽ دعكتو لكف ا﵀ عز كجؿ سمـ‪.‬‬

‫ضؿ بنك إسرائيؿ عمى عالمي زمانيـ كقت أف تمسككا بالحؽ كأذعنكا لرسالة السماء‪ ,‬كسمبت‬
‫‪ -6‬في ٌ‬
‫منيـ األفضمية بعد أف تاىكا في دياجير الكفر كالجحكد كقامكا بتحريؼ التكراة‪.‬‬

‫‪‌ 185‬‬
‫‪ -7‬الشخصية الييكدية مجمع الرذائؿ كالنقائص فما مف خمؽ مذمكـ أك قبيح إال كسرل في‬
‫أفرادىـ كجماعاتيـ كتكارثتو األجياؿ خمفان عف سمؼ‪.‬‬

‫‪ -8‬آيات سكرة المائدة مف أكاخر اآليات القرآنية التي تحدثت عف الييكد كىذا إف دؿ عمى شيء‬
‫فيدؿ عمى أف ما ذكر عنيـ في السكرة نفسيا مف أخبلؽ كعقائد باؽ فييـ إلى قياـ الساعة‪.‬‬

‫‪ -9‬جذكر الشخصية الييكدية تعكد إلى األخبلؽ المذمكمة التي كانت في أجدادىـ مف بني‬
‫إسرائيؿ‪ ,‬مرك انر بالبيئة الفرعكنية الكثنية كما تركتو مف آثار بميغة في نفس ييكد‪ ,‬كمف ثـ مرك انر‬
‫بفترات التحريؼ لمتكراة كما آلت إليو مف األسفار كشركحاتيا المتمثمة في التممكد ‪ ,‬األمر الذم‬
‫كاف األثر البارز في ظيكر الييكد‪.‬‬

‫‪ -11‬فساد فطرة الييكد كاعكجاجيا بصكرة غريبة‪.‬‬

‫‪ -11‬أم شخصية كافرة تتأثر بالبيئة كالتاريخ كعمماء الديف كبالكتب المقدسة حتى كاف حرفت‪.‬‬

‫‪ -16‬ربط الييكد عقائدىـ بما يبرزىـ كيميزىـ عف غيرىـ‪ ,‬فيـ يزعمكف أنيـ شعب ا﵀ المختار‪,‬‬
‫كمثاالن عمى ذلؾ ما اختمقكه مف أقكاؿ عمى لساف – إلييـ‪ -‬مف تحريضو عمى قتؿ الشعكب غير‬
‫الييكدية كأنو ممكيـ بمد فمسطيف‪.‬‬

‫‪ -13‬الشخصية الييكدية ذك تركيبة غريبة‪ ,‬امتزج فييا كؿ ما عرفتو البشرية مف معايب كنقائص‬
‫كقبائح ‪ ,‬كلذلؾ فالييكد شعب غير مرغكب فيو حتى لدل النصارل‪.‬‬

‫‪ -14‬العداكة الييكدية لممؤمنيف ما فتئت قائمة منذ فجر الدكلة المسممة كالى كقتنا الحالي فالمنيج‬
‫كاحد كاف تعددت األجياؿ كانقضت القركف كاألزماف السالفة‪.‬‬

‫‪ -15‬االنحراؼ الييكدم المعاصر امتد إلى جميع الجكانب التربكية كالسياسية كاالجتماعية‬
‫كاالقتصادية كغيرىا‪ ,‬مما يدلؿ عمى غكر االنحراؼ كشدتو‪.‬‬

‫‪ -16‬السياسة المعاصرة لعبة الييكد يديركف دفتيا عمى حسب ما تتطمبو مصالحيـ‪ ,‬الميـ أف‬
‫تظؿ أزمة األمكر بيد قادة ييكد‪ ,‬كحتى يطكؿ أمد دكلتيـ المقامة عمى أرض األنبياء عمييـ‬
‫السبلـ‪ ,‬كمف ثـ يتحقؽ حمميـ الكبير بإقامة الييكؿ المزعكـ ال قدر ا﵀ عز كجؿ‪.‬‬

‫‪‌ 186‬‬
‫‪ -17‬الفساد الييكدم قديمان كحديثان اتسـ تقريبان بنفس المظاىر كالسمات ألف اليدؼ كاحد محاربة‬
‫اإلسبلـ كأىمو ‪ ,‬كاإلستراتيجية كاحدة‪.‬‬

‫‪ -18‬الييكد كالنصارل تكأماف طالما التقت مصالحيـ‪ ,‬ككاف عدكىـ المسمميف‪ ,‬كالكالء القائـ بينيـ‬
‫تطكر عف عداكة سابقة حتى يستطيعكا محاربة كممة التكحيد كتفريؽ عصا المسمميف‪.‬‬

‫*التوصيات‬

‫‪-1‬تحتاج المكتبة اإلسبلمية إلى كتب كرسائؿ عممية‪ ,‬تبرز الدرر الكامنة في كتب التفسير‬
‫المتعمقة بالحديث عف الييكد‪.‬‬

‫‪ -6‬ينبغي مراعاة الفركؽ الكاقعية بيف أزمنة الييكد السابقة كاآلنية كربطيا باآليات القرآنية حتى‬
‫تفيـ جيدان‪.‬‬

‫‪ -3‬أكصي بسمسمة تيعنى بالشخصية اإلسرائيمية مف خبلؿ السكر التي تحدثت عنيا ‪ ,‬فمثبلن‬
‫الشخصية اإلسرائيمية مف خبلؿ سكرة البقرة كعبلقتيا بالكاقع المعاصر‪.‬‬

‫‪‌ 187‬‬
‫أوال‪ :‬مسرد اآليات الكريمة‬

‫رقـ الصفحة‬ ‫رقـ اآلية‬ ‫اسـ السورة‬ ‫الرقـ‬

‫الفاتحة‬

‫يـ‬ ‫ط ا ْلم ِ‬ ‫اى ِد َنا ِّ‬


‫ستَق َ‬ ‫الص َار َ ُ ْ‬
‫‪49‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ْ‬ ‫‪1‬‬

‫ص َارطَ الَِّذ َ‬ ‫ِ‬


‫‪49‬‬ ‫َغي ِر ‪7‬‬ ‫ت َعمَ ْي ِي ْـ‬ ‫يف أَ ْن َع ْم َ‬
‫ْ‬
‫وب َعمَ ْي ِي ْـ َوَال الضَّالِّ َ‬
‫يف‬ ‫ض ِ‬
‫ا ْل َم ْغ ُ‬
‫‪2‬‬
‫البقرة‬

‫‪39‬‬ ‫يؿ ا ْذ ُك ُروا ِن ْع َم ِت َي الَِّتي أَ ْن َع ْم ُ‬


‫ت ‪41‬‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ِ‬
‫َيا َبني إِ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعمَ ْي ُك ْـ َوأ َْوفُوا ِب َع ْيدي أُوؼ ِب َع ْيد ُك ْـ َوِاي َ‬
‫َّاي‬ ‫‪1‬‬
‫فَ ْارَى ُب ِ‬
‫وف‬
‫‪53‬‬ ‫‪41‬‬ ‫ص ِّدقًا لِ َما َم َع ُك ْـ َوَال‬ ‫ت ُم َ‬ ‫َم ُنوا ِب َما أَ ْن َزْل ُ‬ ‫وآ ِ‬
‫شتَُروا ِبآ ََي ِاتي‬ ‫اف ٍر ِب ِو َوَال تَ ْ‬ ‫تَ ُكوُنوا أ ََّو َؿ َك ِ‬ ‫‪2‬‬
‫وف‬ ‫َّاي فَاتَّقُ ِ‬ ‫يال َوِاي َ‬ ‫ثَ َم ًنا َقمِ ً‬
‫‪39‬‬ ‫‪47‬‬ ‫ت‬‫يؿ ا ْذ ُك ُروا ِن ْع َم ِت َي الَِّتي أَ ْن َع ْم ُ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ِ‬
‫يا َبني إِ ْ‬
‫ض ْمتُ ُك ْـ َعمَى ا ْل َعالَ ِم َ‬
‫يف‬ ‫َعمَ ْي ُك ْـ َوأ َِّني فَ َّ‬ ‫‪3‬‬
‫وموَن ُك ْـ‬ ‫َّي َنا ُكـ ِم ْف آ ِ ِ‬
‫س ُ‬‫َؿ ف ْر َع ْو َف َي ُ‬ ‫وِا ْذ َنج ْ ْ‬
‫‪68224,23‬‬ ‫‪49‬‬
‫وف‬
‫ستَ ْح ُي َ‬ ‫اء ُك ْـ َوَي ْ‬
‫وف أ َْب َن َ‬ ‫اب ُي َذ ِّب ُح َ‬ ‫وء ا ْل َع َذ ِ‬
‫س َ‬ ‫ُ‬
‫‪4‬‬
‫يـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء ُك ْـ َوفي َذل ُك ْـ َب َال ٌء م ْف َرِّب ُك ْـ َعظ ٌ‬ ‫س َ‬ ‫نَ‬
‫‪41‬‬ ‫‪55‬‬ ‫وسى لَ ْف ُن ْؤ ِم َف لَ َؾ َحتَّى َن َرى‬ ‫َوِا ْذ ُق ْمتُ ْـ َيا ُم َ‬
‫اعقَ ُة َوأَ ْنتُ ْـ‬ ‫الص ِ‬‫َّ‬ ‫المَّ َو َج ْي َرةً فَأ َ‬
‫َخ َذتْ ُك ُـ‬ ‫‪5‬‬
‫وف‬
‫تَ ْنظُُر َ‬
‫‪26‬‬ ‫‪58‬‬ ‫َوِا ْذ ُق ْم َنا ْاد ُخمُوا َى ِذ ِه ا ْلقَ ْرَي َة فَ ُكمُوا ِم ْن َيا‬ ‫‪6‬‬
‫َّدا‬
‫سج ً‬ ‫ح ْي ُ ِ‬
‫اب ُ‬ ‫ث ش ْئتُ ْـ َر َغ ًدا َو ْاد ُخمُوا ا ْل َب َ‬ ‫َ‬
‫س َن ِز ُ‬
‫يد‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫َوقُولُوا حط ٌة َن ْغف ْر لَ ُك ْـ َخطَ َايا ُك ْـ َو َ‬
‫ا ْل ُم ْح ِس ِن َ‬
‫يف‬

‫‪‌ 188‬‬
‫يؿ لَيـ ‪59‬‬ ‫َِّ ِ‬ ‫َّؿ الَِّذ َ‬
‫يف ظَمَ ُموا قَ ْوًال َغ ْي َر الذي ق َ ُ ْ‬ ‫فبد َ‬
‫‪26‬‬
‫َ‬
‫السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَأَ ْن َزْل َنا َعمَى الَِّذ َ‬
‫اء‬ ‫يف ظَمَ ُموا ِر ْج ًاز م َف َّ َ‬
‫‪7‬‬
‫وف‬
‫سقُ َ‬ ‫ِب َما َكا ُنوا َي ْف ُ‬
‫وسى لِقَ ْو ِم ِو فَ ُق ْم َنا ْ ْ‬ ‫ِ‬
‫اض ِرب ‪61‬‬
‫سقَى ُم َ‬ ‫استَ ْ‬
‫وِاذ ْ‬
‫‪167‬‬ ‫‪8‬‬

‫ش َرةَ‬‫اؾ ا ْل َح َج َر فَا ْنفَ َج َر ْت ِم ْن ُو اثْ َنتَا َع ْ‬ ‫ص َ‬ ‫ِب َع َ‬


‫ش َرَب ُي ْـ ُكمُوا‬ ‫اس َم ْ‬ ‫َع ْي ًنا قَ ْد َعمِـ ُكؿ أَُن ٍ‬
‫َ‬
‫ؽ المَّ ِو َوَال تَ ْعثَْوا ِفي‬ ‫ش َرُبوا ِم ْف ِرْز ِ‬ ‫َوا ْ‬
‫ض ُم ْف ِس ِد َ‬
‫يف‬ ‫ْاأل َْر ِ‬
‫‪71,50,49‬‬ ‫الذلَّ ُة وا ْلمس َك َن ُة وباءو ‪61‬‬ ‫ض ِرَب ْت َعمَ ْي ِيـ ِّ‬ ‫َو ُ‬
‫‪9‬‬
‫ََ ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ُ‬
‫وف‬‫ض ٍب ِم َف المَّ ِو َذِل َؾ ِبأ ََّن ُي ْـ َكا ُنوا َي ْكفُُر َ‬ ‫ِب َغ َ‬
‫ؽ‬‫يف ِب َغ ْي ِر ا ْل َح ِّ‬ ‫وف َّ‬
‫الن ِب ِّي َ‬ ‫ات المَّ ِو َوَي ْقتُمُ َ‬ ‫ِبآَي ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫وف‬ ‫َذل َؾ ِب َما َع َ‬
‫ص ْوا َو َكا ُنوا َي ْعتَ ُد َ‬
‫‪41‬‬ ‫َخ ْذ َنا ِميثَاقَ ُكـ ورفَع َنا فَوقَ ُكـ الطور ‪63‬‬ ‫َوِا ْذ أ َ‬
‫َ‬ ‫ْ ََ ْ ْ ُ‬
‫ُخ ُذوا ما آَتَ ْي َنا ُكـ ِبقُ َّوٍة وا ْذ ُكروا ما ِف ِ‬
‫يو‬ ‫‪11‬‬
‫َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وف‬‫لَ َعمَّ ُك ْـ تَتَّقُ َ‬
‫‪41‬‬ ‫اؿ إِ َّن ُو يقُو ُؿ إِ َّنيا بقَرةٌ َال َذلُو ٌؿ تُِثير ‪71‬‬ ‫قَ َ‬
‫ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬
‫سمَّ َم ٌة َال ِش َي َة‬ ‫ث ُم َ‬ ‫س ِقي ا ْل َح ْر َ‬ ‫ض َوَال تَ ْ‬ ‫ْاأل َْر َ‬ ‫‪11‬‬
‫وىا َو َما‬ ‫ؽ فَ َذ َب ُح َ‬ ‫ت ِبا ْل َح ِّ‬‫َف ِج ْئ َ‬ ‫ييا قَالُوا ْاآل َ‬ ‫ِ‬
‫ف َ‬
‫وف‬
‫ادوا َي ْف َعمُ َ‬ ‫َك ُ‬
‫ثـ قَس ْت ُقمُوب ُكـ ِم ْف بع ِد َذلِ َؾ فَ ِيي ‪74‬‬
‫‪118,41‬‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َّ َ‬
‫س َوةً َوِا َّف ِم َف ا ْل ِح َج َارِة‬ ‫شد قَ ْ‬ ‫َكا ْل ِح َج َارِة أ َْو أَ َ‬ ‫‪12‬‬
‫َّر ِم ْن ُو ْاألَ ْن َي ُار َوِا َّف ِم ْن َيا لَ َما‬ ‫لَ َما َيتَفَج ُ‬
‫اء َوِا َّف ِم ْن َيا لَ َما‬ ‫ِ‬
‫ؽ فَ َي ْخ ُر ُج م ْن ُو ا ْل َم ُ‬ ‫شقَّ ُ‬‫َي َّ‬
‫اف ٍؿ َع َّما‬ ‫شي ِة المَّ ِو وما المَّ ُو ِب َغ ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫َي ْي ِبطُ م ْف َخ ْ َ‬
‫وف‬
‫تَ ْع َممُ َ‬
‫اف فَ ِر ٌ‬‫َف ُي ْؤ ِم ُنوا لَ ُك ْـ َوقَ ْد َك َ‬
‫يؽ ‪75‬‬ ‫وف أ ْ‬
‫‪128,56‬‬ ‫أفَتَ ْط َم ُع َ‬
‫وف َك َال َـ المَّ ِو ثُ َّـ ُي َحِّرفُوَن ُو ِم ْف‬
‫س َم ُع َ‬ ‫ِ‬
‫م ْن ُي ْـ َي ْ‬
‫‪13‬‬

‫َب ْع ِد َما َع َقمُوهُ َو ُى ْـ َي ْعمَ ُم َ‬


‫وف‬
‫فوي ٌؿ لِمَِّذيف ي ْكتُبوف ا ْل ِكتَاب ِبأَي ِدي ِيـ ثَُّـ ‪79‬‬
‫‪128256,41‬‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫َْ‬
‫‪14‬‬
‫‪‌ 189‬‬
‫شتَُروا ِب ِو‬ ‫وف َى َذا ِم ْف ِع ْن ِد المَّ ِو لِ َي ْ‬ ‫َيقُولُ َ‬
‫يال فَ َوْي ٌؿ لَ ُي ْـ ِم َّما َكتََب ْت أ َْي ِدي ِي ْـ‬ ‫ثَ َم ًنا َقمِ ً‬
‫َو َوْي ٌؿ لَ ُي ْـ ِم َّما َي ْك ِس ُب َ‬
‫وف‬
‫ودةً ‪81‬‬ ‫َّاما َم ْع ُد َ‬ ‫َّ َِّ‬
‫‪97,95‬‬ ‫س َنا الن ُار إال أَي ً‬ ‫َوقَالُوا لَ ْف تَ َم َّ‬
‫ؼ المَّ ُو‬ ‫ُق ْؿ أَتَّ َخذْتُ ْـ ِع ْن َد المَّ ِو َع ْي ًدا َفمَ ْف ُي ْخمِ َ‬ ‫‪15‬‬
‫وف‬‫وف َعمَى المَّ ِو َما َال تَ ْعمَ ُم َ‬ ‫َع ْي َدهُ أ َْـ تَقُولُ َ‬
‫‪41‬‬ ‫يؿ َال تَعب ُدوف ‪83‬‬
‫ُْ َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫َخ ْذ َنا ِميثَ َ ِ‬
‫اؽ َبني إِ ْ‬ ‫وِا ْذ أ َ‬
‫ِ‬
‫سا ًنا َوِذي ا ْلقُ ْرَبى‬ ‫إَِّال المَّ َو َوِبا ْل َوال َد ْي ِف إِ ْح َ‬
‫‪16‬‬
‫س ًنا‬‫اس ُح ْ‬ ‫يف َوقُولُوا لِ َّمن ِ‬ ‫اك ِ‬ ‫وا ْليتَامى وا ْلمس ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ‬
‫الزَكاةَ ثُ َّـ تََولَّ ْيتُ ْـ إَِّال‬‫الص َالةَ َوآَتُوا َّ‬ ‫يموا َّ‬ ‫ِ‬
‫َوأَق ُ‬
‫وف‬
‫ض َ‬ ‫يال ِم ْن ُك ْـ َوأَ ْنتُ ْـ ُم ْع ِر ُ‬‫َقمِ ً‬
‫‪92‬‬ ‫ولَقَ ْد آَتَي َنا موسى ا ْل ِكتَاب وقَفَّي َنا ِم ْف بع ِد ِه ‪87‬‬ ‫‪17‬‬
‫َْ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ات‬‫ِبالرس ِؿ وآَتَ ْي َنا ِعيسى ْاب َف مريـ ا ْلب ِّي َن ِ‬
‫َْ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫سو ٌؿ‬ ‫اء ُك ْـ َر ُ‬ ‫س أَفَ ُكمَّ َما َج َ‬ ‫وح ا ْلقُ ُد ِ‬ ‫َوأَي َّْد َناهُ ِب ُر ِ‬
‫استَ ْك َب ْرتُ ْـ فَفَ ِريقًا‬
‫س ُك ُـ ْ‬ ‫ِب َما َال تَ ْي َوى أَ ْنفُ ُ‬
‫َك َّذ ْبتُ ْـ َوفَ ِريقًا تَ ْقتُمُ َ‬
‫وف‬
‫ؼ ب ْؿ لَع َنيـ المَّ ُو ِب ُك ْف ِرِىـ ‪88‬‬
‫وب َنا ُغ ْم ٌ َ َ ُ ُ‬ ‫وقَالُوا ُقمُ ُ‬
‫‪53‬‬
‫ْ‬
‫وف‬ ‫فَ َقمِ ً‬
‫يال َما ُي ْؤ ِم ُن َ‬
‫‪18‬‬
‫ولَ َّما جاء ُىـ ِكتَ ِ ِ ِ ِ‬
‫اب م ْف ع ْند المَّو ُم َ‬
‫‪112,53‬‬ ‫ِّؽ ‪89‬‬
‫صد ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫وف َعمَى‬ ‫ستَ ْف ِت ُح َ‬ ‫ِ‬
‫ل َما َم َع ُي ْـ َو َكا ُنوا م ْف قَ ْب ُؿ َي ْ‬
‫ِ‬ ‫‪19‬‬
‫اء ُى ْـ َما َع َرفُوا َكفَُروا‬ ‫يف َكفَُروا َفمَ َّما َج َ‬ ‫الَِّذ َ‬
‫ِب ِو َفمَع َن ُة المَّ ِو عمَى ا ْل َك ِ‬
‫اف ِريف‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َم ُنوا ِبما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو قَالُوا ‪91‬‬ ‫يؿ لَيـ آ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوِا َذا ق َ ُ ْ‬
‫‪41‬‬ ‫‪21‬‬
‫َ‬
‫اءهُ‬ ‫وف ِب َما َو َر َ‬
‫َوَي ْكفُُر َ‬ ‫ُن ْؤ ِم ُف ِب َما أُْن ِز َؿ َعمَ ْي َنا‬
‫لِ َما َم َع ُي ْـ ُق ْؿ َفمِ َـ‬ ‫ص ِّدقًا‬‫َو ُى َو ا ْل َحؽ ُم َ‬
‫ِم ْف قَ ْب ُؿ إِ ْف ُك ْنتُ ْـ‬ ‫اء المَّ ِو‬ ‫وف أَ ْن ِب َي َ‬
‫تَ ْقتُمُ َ‬
‫ُم ْؤ ِم ِن َ‬
‫يف‬
‫و ِمف ‪96‬‬ ‫حي ٍ‬
‫اة‬ ‫اس َعمَى‬ ‫الن ِ‬‫ص َّ‬ ‫ولَتَ ِج َد َّن ُي ْـ أ ْ‬
‫‪121,52‬‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َح َر َ‬
‫ؼ‬
‫أَْل َ‬ ‫ُي َع َّم ُر‬ ‫َح ُد ُى ْـ لَ ْو‬
‫ش َرُكوا َي َود أ َ‬
‫يف أَ ْ‬ ‫الَِّذ َ‬
‫‪21‬‬

‫‪‌ 191‬‬
‫َف‬‫اب أ ْ‬ ‫س َن ٍة َوما ُى َو ِبم َز ْح ِز ِح ِو ِم َف ا ْل َع َذ ِ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ير ِب َما َي ْع َممُ َ‬
‫وف‬ ‫َّ ِ‬
‫ُي َع َّم َر َوالم ُو َبص ٌ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َولَقَ ْد أَ ْن َزْل َنا إِلَ ْي َؾ آ ََيات َب ِّي َن َ َ َ ُ َ‬
‫‪99‬‬ ‫ات وما ي ْكفُر ِبيا ‪99‬‬
‫اسقُوف‬ ‫إَِّال ا ْلفَ ِ‬ ‫‪22‬‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫سو ٌؿ م ْف ع ْند المَّو ُم َ‬
‫ِّؽ ‪111‬‬
‫صد ٌ‬ ‫اء ُى ْـ َر ُ‬
‫َولَ َّما َج َ‬
‫‪113‬‬ ‫‪23‬‬
‫يف أُوتُوا‬ ‫يؽ ِم َف الَِّذ َ‬ ‫لِ َما َم َع ُي ْـ َن َب َذ فَ ِر ٌ‬
‫ِ‬ ‫ا ْل ِكتَ ِ‬
‫ورِى ْـ َكأ ََّن ُي ْـ َال‬
‫اء ظُ ُي ِ‬ ‫اب المَّو َو َر َ‬‫اب كتَ َ‬ ‫َ‬
‫وف‬
‫َي ْعمَ ُم َ‬
‫‪53239‬‬ ‫‪115‬‬ ‫اب َوَال‬ ‫َى ِؿ ا ْل ِكتَ ِ‬
‫يف َكفَُروا ِم ْف أ ْ‬ ‫َما َي َود الَِّذ َ‬
‫َف ُي َن َّز َؿ َعمَ ْي ُك ْـ ِم ْف َخ ْي ٍر ِم ْف‬ ‫يف أ ْ‬ ‫ش ِرِك َ‬ ‫ا ْل ُم ْ‬ ‫‪24‬‬
‫اء‬
‫ش ُ‬ ‫َرِّب ُك ْـ َوالمَّ ُو َي ْختَص ِب َر ْح َم ِت ِو َم ْف َي َ‬
‫ض ِؿ ا ْل َع ِظ ِيـ‬ ‫َوالمَّ ُو ُذو ا ْلفَ ْ‬
‫‪176,159‬‬ ‫‪119‬‬ ‫اب َل ْو َي ُردوَن ُك ْـ ِم ْف‬ ‫َى ِؿ ا ْل ِكتَ ِ‬‫ير ِم ْف أ ْ‬ ‫ِ‬
‫َوَّد َكث ٌ‬
‫س ًدا ِم ْف ِع ْن ِد أَ ْنفُ ِس ِي ْـ‬ ‫ار َح َ‬ ‫يم ِان ُك ْـ ُكفَّ ًا‬ ‫ِ ِ‬
‫َب ْعد إ َ‬
‫‪25‬‬
‫اعفُوا‬ ‫َّف لَ ُي ُـ ا ْل َحؽ فَ ْ‬ ‫ِم ْف َب ْع ِد َما تََبي َ‬
‫اصفَ ُحوا َحتَّى َيأ ِْت َي المَّ ُو ِبأ َْم ِرِه إِ َّف المَّ َو‬ ‫َو ْ‬
‫ير‬ ‫عمَى ُك ِّؿ َ ٍ ِ‬
‫ش ْيء قَد ٌ‬ ‫َ‬
‫ودا‬‫اف ُى ً‬ ‫َوقَالُوا لَ ْف َي ْد ُخ َؿ ا ْل َج َّن َة إَِّال َم ْف َك َ‬
‫‪115,96‬‬ ‫‪111‬‬
‫َم ِاني ُي ْـ قُ ْؿ َىاتُوا ُب ْرَىا َن ُك ْـ‬ ‫ِ‬
‫ص َارى ت ْم َؾ أ َ‬ ‫أ َْو َن َ‬
‫‪26‬‬

‫ص ِاد ِق َ‬
‫يف‬ ‫إِ ْف ُك ْنتُ ْـ َ‬
‫‪96‬‬ ‫‪112‬‬ ‫َسمَ َـ َو ْج َي ُو لِمَّ ِو َو ُى َو ُم ْح ِس ٌف َفمَ ُو‬ ‫َبمَى َم ْف أ ْ‬
‫‪27‬‬
‫ؼ َعمَ ْي ِي ْـ َوَال ُى ْـ‬ ‫َج ُرهُ ِع ْن َد َرِّب ِو َوَال َخ ْو ٌ‬ ‫أْ‬
‫َي ْح َز ُف‬
‫‪187,181,38‬‬ ‫النصارى ‪121‬‬ ‫ود َوَال َّ‬ ‫ضى َع ْن َؾ ا ْل َي ُي ُ‬ ‫َولَ ْف تَْر َ‬
‫ََ‬
‫َحتَّى تَتَِّبعَ ِممَّتَ ُي ْـ ُق ْؿ إِ َّف ُى َدى المَّ ِو ُى َو‬ ‫‪28‬‬
‫اء ُى ْـ َب ْع َد الَِّذي‬ ‫َى َو َ‬ ‫ت أْ‬ ‫ا ْل ُي َدى َولَ ِئ ِف اتََّب ْع َ‬
‫اء َؾ ِم َف ا ْل ِع ْمِـ َما لَ َؾ ِم َف المَّ ِو ِم ْف َولِ ٍّي‬ ‫َج َ‬
‫صٍ‬
‫ير‬ ‫وَال َن ِ‬
‫َ‬
‫‪39‬‬ ‫ت ‪122‬‬‫يؿ ا ْذ ُك ُروا ِن ْع َم ِت َي الَِّتي أَ ْن َع ْم ُ‬
‫س َرِائ َ‬ ‫ِ‬
‫َيا َبني إِ ْ‬
‫‪29‬‬
‫‪‌ 191‬‬
‫ض ْمتُ ُك ْـ َعمَى ا ْل َعالَ ِم َ‬
‫يف‬ ‫َعمَ ْي ُك ْـ َوأ َِّني فَ َّ‬
‫‪21‬‬ ‫‪127‬‬ ‫اع َد ِم َف ا ْل َب ْي ِت‬ ‫اىيـ ا ْلقَو ِ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫َوِا ْذ َي ْرفَعُ إ ْب َر ُ‬
‫ت َّ ِ‬ ‫َّؿ ِم َّنا إِ َّن َؾ أَ ْن َ‬ ‫وِاسم ِ‬
‫السميعُ‬ ‫اعي ُؿ َرَّب َنا تَقَب ْ‬ ‫‪31‬‬
‫َ َْ‬
‫يـ‬ ‫ِ‬
‫ا ْل َعم ُ‬
‫‪21‬‬ ‫‪132‬‬ ‫وب َيا َب ِن َّي‬ ‫اى ِ ِ‬
‫يـ َبنيو َوَي ْعقُ ُ‬
‫وو َّ ِ ِ ِ‬
‫صى ب َيا إ ْب َر ُ‬ ‫ََ‬
‫ِّيف فَ َال تَ ُموتُ َّف إَِّال‬ ‫اصطَفَى لَ ُك ُـ الد َ‬ ‫إِ َّف المَّ َو ْ‬
‫‪31‬‬

‫سمِ ُم َ‬
‫وف‬ ‫َوأَ ْنتُ ْـ ُم ْ‬
‫‪173‬‬ ‫‪142‬‬ ‫اس َما َوَّال ُى ْـ َع ْف‬ ‫الن ِ‬ ‫اء ِم َف َّ‬ ‫سيقُو ُؿ السفَ َي ُ‬
‫ؽ‬‫ش ِر ُ‬ ‫ِق ْبمَ ِت ِي ُـ الَِّتي َكا ُنوا َعمَ ْي َيا قُ ْؿ لِمَّ ِو ا ْل َم ْ‬ ‫‪32‬‬
‫صر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ش ُ ِ‬ ‫ب َي ْي ِدي َم ْف َي َ‬
‫اط‬ ‫اء إلَى َ‬ ‫َوا ْل َم ْغ ِر ُ‬
‫ستَ ِق ٍيـ‬
‫ُم ْ‬
‫اء َفمَ ُن َولِّ َي َّن َؾ‬‫السم ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َو ْج ِي َؾ في َّ َ‬ ‫قَ ْد َن َرى تَ َقم َ‬
‫‪173‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪33‬‬
‫س ِج ِد‬ ‫ش ْط َر ا ْل َم ْ‬ ‫اىا فَ َو ِّؿ َو ْج َي َؾ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ِق ْبمَ ًة تَْر َ‬
‫وى ُك ْـ‬
‫ث َما ُك ْنتُ ْـ فَ َولوا ُو ُج َ‬ ‫ا ْل َح َرِاـ َو َح ْي ُ‬
‫وف‬
‫اب لَ َي ْعمَ ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫ش ْط َرهُ َوِا َّف الَِّذ َ‬
‫يف أُوتُوا ا ْلكتَ َ‬ ‫َ‬
‫اف ٍؿ َع َّما‬ ‫أ ََّن ُو ا ْلحؽ ِم ْف رِّب ِيـ وما المَّ ُو ِب َغ ِ‬
‫َ ْ ََ‬ ‫َ‬
‫وف‬
‫َي ْع َممُ َ‬
‫اب َي ْع ِرفُوَن ُو َك َما‬ ‫ِ‬ ‫الَِّذ َ‬
‫اى ُـ ا ْلكتَ َ‬ ‫يف آَتَ ْي َن ُ‬
‫‪172,101299,92‬‬ ‫‪146‬‬

‫اء ُى ْـ َوِا َّف فَ ِريقًا ِم ْن ُي ْـ لَ َي ْكتُ ُم َ‬


‫وف‬ ‫وف أ َْب َن َ‬‫َي ْع ِرفُ َ‬
‫‪34‬‬
‫وف‬
‫ؽ َو ُى ْـ َي ْعمَ ُم َ‬ ‫ا ْل َح َّ‬
‫‪128‬‬ ‫‪174‬‬ ‫وف َما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو ِم َف‬ ‫يف َي ْكتُ ُم َ‬ ‫إ َّف الَِّذ َ‬
‫‪35‬‬
‫يال أُولَ ِئ َؾ َما‬ ‫وف ِب ِو ثَ َم ًنا َقمِ ً‬ ‫شتَُر َ‬ ‫اب َوَي ْ‬ ‫ا ْل ِكتَ ِ‬
‫الن َار َوَال ُي َكمِّ ُم ُي ُـ‬ ‫وف ِفي ُبطُوِن ِيـ إَِّال َّ‬ ‫َيأْ ُكمُ َ‬
‫ْ‬
‫المَّ ُو يوـ ا ْل ِقي ِ‬
‫امة َوَال ُي َزِّكي ِي ْـ َولَ ُي ْـ َع َذ ٌ‬
‫اب‬ ‫َْ َ َ َ‬
‫يـ‬ ‫ِ‬
‫أَل ٌ‬
‫‪27‬‬ ‫‪247‬‬ ‫ث لَ ُك ْـ‬ ‫اؿ لَ ُي ْـ َن ِبي ُي ْـ إِ َّف المَّ َو قَ ْد َب َع َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫وف لَ ُو ا ْل ُم ْم ُؾ‬ ‫وت َممِ ًكا قَالُوا أ ََّنى َي ُك ُ‬ ‫طَالُ َ‬ ‫‪36‬‬
‫ت‬‫َحؽ ِبا ْل ُم ْم ِؾ ِم ْن ُو َولَ ْـ ُي ْؤ َ‬ ‫َعمَ ْي َنا َوَن ْح ُف أ َ‬
‫اصطَفَاهُ‬ ‫اؿ إِ َّف المَّ َو ْ‬ ‫اؿ قَ َ‬ ‫س َع ًة ِم َف ا ْلم ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬

‫‪‌ 196‬‬
‫سِـ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫سطَ ًة في ا ْلع ْمـ َوا ْل ِج ْ‬ ‫ادهُ َب ْ‬ ‫َعمَ ْي ُك ْـ َو َز َ‬
‫ِ‬
‫اء َوالمَّ ُو َواسعٌ‬ ‫ش ُ‬ ‫َوالمَّ ُو ُي ْؤِتي ُم ْم َك ُو َم ْف َي َ‬
‫يـ‬ ‫ِ‬
‫َعم ٌ‬
‫َف يأ ِْتي ُكـ ‪248‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اؿ لَ ُي ْـ َنبي ُي ْـ إ َّف آ ََي َة ُم ْمكو أ ْ َ َ ُ‬ ‫َوقَ َ‬
‫‪27‬‬
‫س ِكي َن ٌة ِم ْف َرِّب ُك ْـ َوَب ِقيَّ ٌة ِم َّما‬ ‫التَّاب ُ ِ ِ‬
‫وت فيو َ‬ ‫ُ‬
‫‪37‬‬
‫وف تَ ْح ِممُ ُو‬ ‫وسى َوَآ ُؿ َى ُار َ‬ ‫تََر َؾ َآ ُؿ ُم َ‬
‫ا ْل َم َال ِئ َك ُة إِ َّف ِفي َذلِ َؾ َآل ََي ًة لَ ُك ْـ إِ ْف ُك ْنتُ ْـ‬
‫ُم ْؤ ِم ِن َ‬
‫يف‬
‫‪121 ,121,27‬‬ ‫اؿ إِ َّف المَّ َو ‪249‬‬ ‫وت ِبا ْل ُج ُنوِد قَ َ‬ ‫ص َؿ طَالُ ُ‬ ‫َفمَ َّما فَ َ‬
‫س ِم ِّني‬ ‫ش ِر ِ‬
‫ب م ْن ُو َفمَ ْي َ‬ ‫ُم ْبتَمي ُك ْـ ِب َن َي ٍر فَ َم ْف َ َ‬
‫ِ‬ ‫‪38‬‬
‫ؼ‬‫َو َم ْف لَ ْـ َي ْط َع ْم ُو فَِإنَّ ُو ِم ِّني إَِّال َم ِف ا ْغتََر َ‬
‫يال ِم ْن ُي ْـ‬ ‫ش ِرُبوا ِم ْن ُو إَِّال َقمِ ً‬ ‫ُغ ْرفَ ًة ِب َي ِد ِه فَ َ‬
‫َمنُوا َم َع ُو قَالُوا َال‬ ‫يف آ َ‬ ‫َفمَ َّما َج َاو َزهُ ُى َو َوالَِّذ َ‬
‫ود ِه قَا َؿ الَِّذ َ‬
‫يف‬ ‫وت َو ُجنُ ِ‬ ‫طَاقَ َة لَ َنا ا ْل َي ْوَـ ِب َجالُ َ‬
‫وف أ ََّن ُي ْـ ُم َالقُوا المَّ ِو َك ْـ ِم ْف ِف َئ ٍة َقمِيمَ ٍة‬ ‫َيظُن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْف المَّو َوالمَّ ُو َمعَ‬ ‫يرةً ِبِإذ ِ‬ ‫َغمَ َب ْت ف َئ ًة َكث َ‬
‫يف‬‫الصا ِب ِر َ‬
‫َّ‬
‫‪27‬‬ ‫وت ‪251‬‬ ‫ود َجالُ َ‬ ‫ْف المَّ ِو َوقَتَ َؿ َد ُاو ُ‬ ‫وى ْـ ِبِإذ ِ‬‫فَ َي َزُم ُ‬
‫َوآَتَاهُ المَّ ُو ا ْل ُم ْم َؾ َوا ْل ِح ْك َم َة َو َعمَّ َم ُو ِم َّما‬ ‫‪39‬‬
‫اء‬
‫ش ُ‬ ‫َي َ‬
‫ات والمَّ ُو َال ‪276‬‬ ‫الربا ويرِبي َّ ِ‬ ‫َيم َح ُ َّ‬
‫الص َدقَ َ‬ ‫ؽ الم ُو ِّ َ َ ُ ْ‬
‫‪127‬‬
‫ْ‬
‫ار أ َِث ٍيـ‬‫ُي ِحب ُك َّؿ َكفَّ ٍ‬ ‫‪41‬‬
‫سورة آؿ عمراف‬

‫وـ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫َّ‬


‫الم ُو َال إلَ َو إال ُى َو ا ْل َحي ا ْلقَي ُ‬
‫‪55‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫ؽ مص ِّدقًا لِما بيف ‪3‬‬ ‫ِ‬
‫اب ِبا ْل َح ِّ ُ َ‬ ‫نز َؿ َعمَ ْي َؾ ا ْلكتَ َ‬ ‫َّ‬
‫‪55‬‬ ‫‪2‬‬
‫َ َْ َ‬
‫َي َد ْي ِو َوأَ ْن َز َؿ التَّْو َارةَ َو ِْ‬
‫اإل ْن ِجي َؿ‬
‫ُق ْؿ لِمَِّذ َ‬
‫شروف إِلَى ‪12‬‬
‫وف َوتُ ْح َ ُ َ‬‫ستُ ْغمَ ُب َ‬‫يف َكفَُروا َ‬
‫‪161‬‬ ‫‪3‬‬

‫س ا ْل ِم َي ُ‬
‫اد‬ ‫َج َي َّن َـ َوِب ْئ َ‬
‫‪‌ 193‬‬
‫‪161‬‬ ‫قَ ْد َكاف لَ ُكـ َآي ٌة ِفي ِف َئتَي ِف ا ْلتَقَتَا ِف َئ ٌة ‪13‬‬ ‫‪4‬‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ُخرى َك ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اف َرةٌ َي َر ْوَن ُي ْـ‬ ‫س ِبيؿ المو َوأ ْ َ‬ ‫تُقَات ُؿ في َ‬
‫ِ‬
‫ص ِرِه َم ْف‬ ‫ْي ا ْل َع ْي ِف َوالمَّ ُو ُي َؤِّي ُد ِب َن ْ‬ ‫م ْثمَ ْي ِي ْـ َأر َ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ار‬‫صِ‬ ‫اء إِ َّف في َذل َؾ لَع ْب َرةً ألُولِي ْاأل َْب َ‬ ‫ش ُ‬ ‫َي َ‬
‫ات المَّ ِو وي ْقتُمُوف ‪21‬‬ ‫وف ِبآَي ِ‬
‫يف َي ْكفُُر َ َ‬ ‫إِ َّف الَِّذ َ‬
‫‪5‬‬
‫‪154,50‬‬ ‫ََ َ‬
‫وف‬
‫ْم ُر َ‬ ‫يف َيأ ُ‬ ‫وف الَِّذ َ‬ ‫ؽ َوَي ْقتُمُ َ‬ ‫يف ِب َغ ْي ِر َح ٍّ‬ ‫َّ‬
‫الن ِب ِّي َ‬
‫اب أَلِ ٍيـ‬ ‫ش ْرُىـ ِب َع َذ ٍ‬
‫اس فَ َب ِّ ْ‬ ‫الن ِ‬ ‫س ِط ِم َف َّ‬ ‫ِ‬
‫ِبا ْلق ْ‬
‫اب تَعالَوا إِلَى َكمِم ٍة سو ٍ‬ ‫ُق ْؿ يا أ ْ ِ‬
‫َى َؿ ا ْلكتَ ِ َ ْ‬
‫‪38‬‬ ‫اء ‪64‬‬ ‫‪6‬‬
‫َ ََ‬ ‫َ‬
‫ش ِر َؾ ِب ِو‬ ‫َب ْي َن َنا َوَب ْي َن ُك ْـ أََّال َن ْع ُب َد إَِّال المَّ َو َوَال ُن ْ‬
‫ضا أ َْرَب ًابا ِم ْف‬ ‫ض َنا َب ْع ً‬ ‫ش ْي ًئا َوَال َيتَّ ِخ َذ َب ْع ُ‬ ‫َ‬
‫ش َي ُدوا ِبأ ََّنا‬ ‫وف المَّ ِو فَِإ ْف تََولَّ ْوا فَقُولُوا ا ْ‬ ‫ُد ِ‬
‫سمِ ُم َ‬
‫وف‬ ‫ُم ْ‬
‫وديًا وَال َنصرِانيًا ولَ ِك ْف ‪67‬‬ ‫ما َك َ ِ ِ‬
‫يـ َي ُي ِ َ‬ ‫اف إ ْب َراى ُ‬
‫‪42‬‬ ‫‪7‬‬
‫َْ َ‬ ‫َ‬
‫ش ِرِكيف‬ ‫اف ِم َف ا ْل ُم ْ‬ ‫سمِ ًما َو َما َك َ‬ ‫َك َ ِ‬
‫اف َحنيفًا ُم ْ‬
‫اط ِؿ‬ ‫ؽ ِبا ْلب ِ‬ ‫َى َؿ ا ْل ِكتَ ِ ِ‬
‫وف ا ْل َح َّ َ‬ ‫س َ‬ ‫اب ل َـ تَ ْم ِب ُ‬ ‫َيا أ ْ‬
‫‪43‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪71‬‬ ‫وف‬
‫ؽ َوأَ ْنتُ ْـ تَ ْعمَ ُم َ‬ ‫وف ا ْل َح َّ‬‫َوتَ ْكتُ ُم َ‬
‫‪43216‬‬ ‫َم ُنوا ِبالَِّذي ‪72‬‬ ‫اب آ ِ‬ ‫َى ِؿ ا ْل ِكتَ ِ‬‫ط ِائفَ ٌة ِم ْف أ ْ‬ ‫َوقَالَ ْت َ‬ ‫‪9‬‬
‫الن َي ِ‬ ‫يف آَم ُنوا َو ْج َو َّ‬ ‫َِّ‬
‫ار‬ ‫أُْن ِز َؿ َعمَى الذ َ َ‬
‫وف‬ ‫وا ْكفُروا آ ِ‬
‫َخ َرهُ لَ َعمَّ ُي ْـ َي ْر ِج ُع َ‬ ‫َ ُ‬
‫‪114,43‬‬ ‫ْم ْن ُو ِب ِق ْنطَ ٍ‬
‫ار ‪75‬‬ ‫ِ‬
‫َىؿ ا ْلكتَاب َم ْف إ ْف تَأ َ‬
‫و ِم ْف أ ْ ِ ِ ِ‬ ‫‪11‬‬
‫ار َال‬ ‫ْم ْن ُو ِب ِدي َن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُي َؤدِّه إلَ ْي َؾ َوم ْن ُي ْـ َم ْف إ ْف تَأ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ت َعمَ ْي ِو قَ ِائ ًما َذلِ َؾ‬ ‫ِّه إِلَ ْي َؾ إَِّال َما ُد ْم َ‬‫ي َؤد ِ‬
‫ُ‬
‫س ِبي ٌؿ‬ ‫يف َ‬ ‫ُم ِّي َ‬‫س َعمَ ْي َنا ِفي ْاأل ِّ‬ ‫ِبأ ََّن ُي ْـ قَالُوا لَ ْي َ‬
‫ِ ِ‬
‫وف‬
‫ب َو ُى ْـ َي ْعمَ ُم َ‬ ‫وف َعمَى المَّو ا ْل َكذ َ‬ ‫َوَيقُولُ َ‬
‫‪21‬‬ ‫يؿ إَِّال ما ‪93‬‬
‫َ‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ُكؿ الطَّع ِاـ َك َ ِ ِ ِ‬
‫اف ح ًال ل َبني إِ ْ‬ ‫َ‬
‫‪11‬‬

‫س َرِائي ُؿ َعمَى َن ْف ِس ِو ِم ْف قَ ْب ِؿ أ ْ‬
‫َف تَُن َّز َؿ‬ ‫َح َّرَـ إِ ْ‬
‫وىا إِ ْف ُك ْنتُ ْـ‬ ‫اة فَا ْتمُ َ‬ ‫التَّو ارةُ ُق ْؿ فَأْتُوا ِبالتَّور ِ‬
‫َْ‬ ‫َْ‬
‫يف‬‫ص ِاد ِق َ‬
‫َ‬
‫‪42‬‬ ‫اس لَمَِّذي ِبب َّك َة ‪96‬‬ ‫ض َع لِ َّمن ِ‬ ‫إِ َّف أ ََّو َؿ ب ْي ٍت و ِ‬ ‫‪12‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫‪‌ 194‬‬
‫ُم َب َارًكا َو ُى ًدى لِ ْم َعالَ ِم َ‬
‫يف‬
‫ات المَّ ِو ‪98‬‬ ‫وف ِبآَي ِ‬ ‫َى َؿ ا ْل ِكتَ ِ ِ‬
‫اب ل َـ تَ ْكفُُر َ َ‬ ‫ُق ْؿ َيا أ ْ‬
‫‪114‬‬ ‫‪13‬‬
‫وف‬
‫يد َعمَى َما تَ ْع َممُ َ‬ ‫ش ِي ٌ‬ ‫َوالمَّ ُو َ‬
‫‪114,42,‬‬ ‫يؿ ‪99‬‬‫س ِب ِ‬ ‫َى َؿ ا ْل ِكتَ ِ ِ‬
‫وف َع ْف َ‬ ‫صد َ‬ ‫اب ل َـ تَ ُ‬ ‫ُق ْؿ َيا أ ْ‬ ‫‪14‬‬
‫‪177،172‬‬ ‫اء‬
‫ش َي َد ُ‬ ‫َم َف تَ ْب ُغوَن َيا ِع َو ًجا َوأَ ْنتُ ْـ ُ‬ ‫المو َم ْف آ َ‬
‫َّ ِ‬

‫اف ٍؿ َع َّما تَ ْع َممُ َ‬


‫وف‬ ‫وما المَّ ُو ِب َغ ِ‬
‫ََ‬
‫‪114‬‬ ‫يا أَييا الَِّذيف آَم ُنوا إِ ْف تُ ِطيعوا فَ ِريقًا ِمف ‪111‬‬ ‫‪16‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫يم ِان ُك ْـ‬ ‫ِ‬
‫اب َي ُردو ُك ْـ َب ْع َد إ َ‬
‫ِ‬
‫يف أُوتُوا ا ْلكتَ َ‬ ‫الَِّذ َ‬
‫َك ِ‬
‫اف ِر َ‬
‫يف‬
‫ات ‪111‬‬
‫وف َوأَ ْنتُ ْـ تُ ْتمَى َعمَ ْي ُك ْـ آ ََي ُ‬ ‫ؼ تَ ْكفُُر َ‬ ‫َو َك ْي َ‬
‫‪114‬‬ ‫‪17‬‬
‫ص ْـ ِبالمَّ ِو فَقَ ْد‬ ‫المَّ ِو وِفي ُكـ رسولُ ُو وم ْف يعتَ ِ‬
‫َ َ َْ‬ ‫َ ْ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ستَق ٍيـ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي إِلَى ص َراط ُم ْ‬ ‫ُىد َ‬
‫ؽ تُقَ ِات ِو ‪112‬‬ ‫َم ُنوا اتَّقُوا المَّ َو َح َّ‬ ‫يف آ َ‬ ‫َيا أَي َيا الَِّذ َ‬
‫‪114‬‬ ‫‪18‬‬

‫سمِ ُم َ‬
‫وف‬ ‫َوَال تَ ُموتُ َّف إَِّال َوأَ ْنتُ ْـ ُم ْ‬
‫صموا ِبحب ِؿ المَّ ِو ج ِميعا وَال تَفََّرقُوا ‪113‬‬ ‫وْ ِ‬
‫اعتَ ُ‬
‫‪114‬‬ ‫‪19‬‬
‫َ ً َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫اء‬
‫َع َد ً‬ ‫َوا ْذ ُك ُروا ِن ْع َم َة المَّ ِو َعمَ ْي ُك ْـ إِ ْذ ُك ْنتُ ْـ‬
‫أْ‬
‫َص َب ْحتُ ْـ ِب ِن ْع َم ِت ِو‬
‫إِ ْخ َوا ًنا‬ ‫فَأَلَّ َ‬
‫ؼ َب ْي َف ُقمُوِب ُك ْـ فَأ ْ‬
‫ار فَأَ ْنقَ َذ ُك ْـ‬ ‫الن ِ‬‫شفَا ُح ْفرٍة ِم َف َّ‬ ‫َو ُك ْنتُ ْـ َعمَى َ‬
‫َ‬
‫ِم ْن َيا َك َذلِ َؾ ُي َب ِّي ُف المَّ ُو لَ ُك ْـ آ ََي ِات ِو لَ َعمَّ ُك ْـ‬
‫وف‬‫تَ ْيتَ ُد َ‬
‫‪122‬‬ ‫لَ ْف يضرو ُكـ إَِّال أَ ًذى وِا ْف يقَ ِاتمُو ُكـ يولو ُكـ ‪111‬‬ ‫‪21‬‬
‫ْ َُ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫وف‬
‫ص ُر َ‬‫ْاأل َْد َب َار ثُ َّـ َال ُي ْن َ‬
‫‪51‬‬ ‫الذلَّ ُة أَيف ما ثُ ِقفُوا إَِّال ‪112‬‬ ‫ض ِرَب ْت َعمَ ْي ِيـ ِّ‬ ‫‪21‬‬
‫َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اءو‬ ‫اس َوَب ُ‬ ‫الن ِ‬ ‫ِب َح ْب ٍؿ ِم َف المَّ ِو َو َح ْب ٍؿ ِم َف َّ‬

‫ض ٍب ِم َف المَّ ِو َو ُ‬
‫ض ِرَب ْت َعمَ ْي ِي ُـ ا ْل َم ْ‬
‫س َك َن ُة‬ ‫ِب َغ َ‬
‫ات المَّ ِو‬ ‫وف ِبآَي ِ‬
‫َذل َؾ ِبأ ََّن ُي ْـ َكا ُنوا َي ْكفُُر َ َ‬
‫ِ‬
‫ؽ َذلِ َؾ ِب َما‬ ‫اء ِب َغ ْي ِر َح ٍّ‬‫وف ْاألَ ْن ِب َي َ‬‫َوَي ْقتُمُ َ‬
‫وف‬
‫صواْ َو َكا ُنوا َي ْعتَ ُد َ‬
‫َع َ‬

‫‪‌ 195‬‬
‫سورة النساء‬
‫‪11‬‬ ‫‪7‬‬ ‫اف‬‫يب ِم َّما تََر َؾ ا ْل َوالِ َد ِ‬ ‫ِ‬
‫اؿ َنص ٌ‬ ‫لِ ِّمر َج ِ‬ ‫‪1‬‬
‫يب ِم َّما تََر َؾ‬ ‫ِ‬
‫ساء َنص ٌ‬
‫وف ولِ ِّمن ِ‬
‫َو ْاألَق َْرُب َ َ َ‬
‫وف ِم َّما َق َّؿ ِم ْن ُو أ َْو َكثَُر‬ ‫اف َو ْاألَق َْرُب َ‬ ‫ا ْل َو ِال َد ِ‬
‫وضا‬
‫يبا َم ْف ُر ً‬ ‫ِ‬
‫َنص ً‬
‫الص َالةَ َوأَ ْنتُ ْـ‬
‫َم ُنوا َال تَ ْق َرُبوا َّ‬ ‫يف آ َ‬ ‫َيا أَي َيا الَِّذ َ‬
‫‪11211‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬
‫وف َوَال ُج ُن ًبا‬ ‫س َك َارى َحتَّى تَ ْعمَ ُموا َما تَقُولُ َ‬ ‫ُ‬
‫يؿ َحتَّى تَ ْغتَ ِسمُوا َوِا ْف ُك ْنتُ ْـ‬ ‫س ِب ٍ‬
‫إَِّال َعا ِب ِري َ‬
‫َح ٌد ِم ْن ُك ْـ‬ ‫اء أ َ‬ ‫سفَ ٍر أ َْو َج َ‬ ‫ضى أ َْو َعمَى َ‬ ‫َم ْر َ‬
‫اء َفمَ ْـ تَ ِج ُدوا‬ ‫ستُـ ِّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫س َ‬ ‫الن َ‬ ‫م َف ا ْل َغائط أ َْو َال َم ْ ُ‬
‫س ُحوا‬ ‫ام َ‬
‫ط ِّي ًبا فَ ْ‬ ‫يدا َ‬ ‫ص ِع ً‬ ‫اء فَتََي َّم ُموا َ‬ ‫َم ً‬
‫ور‬
‫اف َعفُ ًوا َغفُ ًا‬ ‫ِب ُو ُجو ِى ُك ْـ َوأ َْي ِدي ُك ْـ إِ َّف المَّ َو َك َ‬
‫‪51216‬‬ ‫‪46‬‬ ‫وف ا ْل َكمِ َـ َع ْف‬ ‫ادوا ُي َحِّرفُ َ‬ ‫يف َى ُ‬ ‫ِم َف الَِّذ َ‬
‫‪3‬‬
‫اس َم ْع‬ ‫وف ِ‬ ‫ِِِ‬
‫ص ْي َنا َو ْ‬ ‫سم ْع َنا َو َع َ‬ ‫َم َواضعو َوَيقُولُ َ َ‬
‫اع َنا لَيًا ِبأَْل ِس َن ِت ِي ْـ َوطَ ْع ًنا‬ ‫َغ ْير مسم ٍع ور ِ‬
‫َ ُ َْ ََ‬
‫ط ْع َنا‬‫س ِم ْع َنا َوأَ َ‬ ‫ِّيف َولَ ْو أَنَّ ُي ْـ قَالُوا َ‬ ‫ِفي الد ِ‬
‫اف َخ ْي ًار لَ ُي ْـ َوأَق َْوَـ َولَ ِك ْف‬ ‫اس َم ْع َوا ْنظُ ْرَنا لَ َك َ‬ ‫َو ْ‬
‫وف إَِّال َقمِ ً‬
‫يال‬ ‫لَ َع َن ُي ُـ المَّ ُو ِب ُك ْف ِرِى ْـ فَ َال ُي ْؤ ِم ُن َ‬
‫س ُي ْـ َب ِؿ المَّ ُو‬ ‫وف أَ ْنفُ َ‬ ‫يف ُي َزك َ‬ ‫أَلَ ْـ تََر إِلَى الَِّذ َ‬
‫‪125‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪4‬‬

‫وف فَ ِت ً‬
‫يال‬ ‫اء َوَال ُي ْظمَ ُم َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ُي َزِّكي َم ْف َي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫وف َعمَى المَّو ا ْل َكذ َ‬ ‫ؼ َي ْفتَُر َ‬ ‫ا ْنظُ ْر َك ْي َ‬
‫‪125‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪5‬‬
‫َو َكفَى ِب ِو إِثْ ًما ُم ِبي ًنا‬
‫وف‬‫يب ِم َف ا ْل ُم ْم ِؾ فَِإ ًذا َال ُي ْؤتُ َ‬ ‫ِ‬
‫أ َْـ لَ ُي ْـ َنص ٌ‬
‫‪88‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪6‬‬
‫اس َن ِق ًا‬
‫ير‬ ‫الن َ‬ ‫َّ‬
‫‪145‬‬ ‫‪54‬‬ ‫اى ُـ المَّ ُو‬ ‫اس َعمَى َما آَتَ ُ‬ ‫الن َ‬ ‫وف َّ‬ ‫س ُد َ‬ ‫أ َْـ َي ْح ُ‬
‫اب‬ ‫ِ‬ ‫ضمِ ِو فَقَ ْد آَتَ ْي َنا آ َ ِ ِ‬ ‫ِم ْف فَ ْ‬
‫يـ ا ْلكتَ َ‬ ‫َؿ إ ْب َراى َ‬
‫‪7‬‬
‫يما‬ ‫ِ‬ ‫َوا ْل ِح ْك َم َة َوآَتَ ْي َن ُ‬
‫اى ْـ ُم ْم ًكا َعظ ً‬
‫ات إِلَى‬ ‫َف تُ َؤدوا ْاألَما َن ِ‬ ‫ْم ُرُك ْـ أ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫إ َّف الم َو َيأ ُ‬
‫‪11‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪8‬‬
‫َ‬
‫َف تَ ْح ُك ُموا‬ ‫اس أ ْ‬ ‫الن ِ‬ ‫َىمِ َيا َوِا َذا َح َك ْمتُـ َب ْي َف َّ‬ ‫أْ‬
‫ْ‬

‫‪‌ 196‬‬
‫ِبا ْل َع ْد ِؿ إِ َّف المَّ َو ِن ِع َّما َي ِعظُ ُك ْـ ِب ِو إِ َّف المَّ َو‬
‫ير‬
‫ص ًا‬‫اف س ِميعا ب ِ‬
‫َك َ َ ً َ‬
‫يؿ لَيـ تَعالَوا إِلَى ما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو وِالَى ‪61‬‬ ‫ِ‬
‫َوِا َذا ق َ ُ ْ َ ْ‬
‫‪11‬‬ ‫‪9‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وف َع ْن َؾ‬ ‫صد َ‬ ‫يف َي ُ‬ ‫اف ِق َ‬
‫ت ا ْلم َن ِ‬
‫سوؿ َأر َْي َ ُ‬
‫الر ُ ِ‬ ‫َّ‬
‫ودا‬
‫ص ُد ً‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوِب ُك ْف ِرى ْـ َوقَ ْول ِي ْـ َعمَى َم ْرَي َـ ُب ْيتَا ًنا َعظ ً‬
‫يما‬
‫‪27‬‬ ‫‪156‬‬
‫‪11‬‬
‫‪28227‬‬ ‫وقَولِ ِيـ إِ َّنا قَتَ ْم َنا ا ْلم ِسيح ِعيسى ابف مريـ ‪157‬‬ ‫‪11‬‬
‫َ ْ َ َْ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ ْ‬
‫صمَ ُبوهُ َولَ ِك ْف‬ ‫ِ‬
‫سو َؿ المَّو َو َما قَتَمُوهُ َو َما َ‬ ‫َر ُ‬
‫يو لَ ِفي َ‬
‫ش ٍّؾ‬ ‫اختَمَفُوا ِف ِ‬‫يف ْ‬‫ش ِّب َو لَ ُيـْ َوِا َّف الَِّذ َ‬
‫ُ‬
‫ِم ْن ُو َما لَ ُي ْـ ِب ِو ِم ْف ِع ْمٍـ إَِّال ات َِّباعَ الظَّ ِّف‬
‫َو َما قَتَمُوهُ َي ِقي ًنا‬
‫يز ح ِكيما ‪158‬‬ ‫َب ْؿ رفَ َع ُو المَّ ُو إِلَ ْي ِو َو َك َ َّ‬
‫اف الم ُو َع ِز ًا َ ً‬
‫‪28‬‬
‫َ‬
‫‪12‬‬
‫‪136,127,53,29‬‬ ‫أ َْم َوا َؿ‬ ‫الرَبا َوقَ ْد ُن ُيوا َع ْن ُو َوأَ ْكمِ ِي ْـ‬
‫َخ ِذ ِى ُـ ِّ‬
‫َوأ ْ‬ ‫‪13‬‬
‫ِم ْنيـ ‪161‬‬ ‫َعتَ ْد َنا لِ ْم َك ِ‬ ‫اس ِبا ْلب ِ‬
‫ُْ‬ ‫اف ِر َ‬
‫يف‬ ‫اط ِؿ َوأ ْ‬ ‫َ‬ ‫الن ِ‬ ‫َّ‬
‫يما‬ ‫ِ‬
‫َع َذ ًابا أَل ً‬

‫سورة المائدة‬
‫ُحمَّ ْت ‪1‬‬‫ود أ ِ‬ ‫يف آَم ُنوا أ َْوفُوا ِبا ْل ُعقُ ِ‬ ‫َِّ‬
‫َيا أَي َيا الذ َ َ‬
‫‪1224‬‬ ‫‪1‬‬
‫يم ُة ْاألَ ْن َع ِاـ إَِّال َما ُي ْتمَى َعمَ ْي ُك ْـ َغ ْي َر‬ ‫لَ ُك ْـ َب ِي َ‬
‫الص ْي ِد َوأَ ْنتُ ْـ ُح ُرٌـ إِ َّف المَّ َو َي ْح ُك ُـ َما‬ ‫ُم ِحمِّي َّ‬
‫ُي ِر ُ‬
‫يد‬
‫‪7‬‬ ‫ير ‪3‬‬‫َّـ َولَ ْح ُـ ا ْل ِخ ْن ِز ِ‬‫ُحِّرَم ْت َعمَ ْي ُك ُـ ا ْل َم ْيتَ ُة َوالد ُ‬
‫‪2‬‬
‫ُى َّؿ لِ َغ ْي ِر المَّ ِو ِب ِو َوا ْل ُم ْن َخ ِنقَ ُة‬ ‫وما أ ِ‬
‫ََ‬
‫يح ُة َو َما أَ َك َؿ‬ ‫وا ْلموقُوَذةُ وا ْلمتَردِّي ُة و َّ ِ‬
‫النط َ‬ ‫َ َُ َ َ‬ ‫َ َْ‬
‫ص ِب‬ ‫الس ُبعُ إَِّال َما َذ َّك ْيتُ ْـ َو َما ُذ ِب َح َعمَى الن ُ‬ ‫َّ‬
‫ؽ‬
‫سٌ‬ ‫َف تَستَ ْق ِسموا ِب ْاأل َْ ِ ِ ِ‬
‫َزالـ َذل ُك ْـ ف ْ‬ ‫َوأ ْ ْ ُ‬
‫الص َال ِة ‪6‬‬
‫َم ُنوا إِ َذا قُ ْمتُ ْـ إِلَى َّ‬ ‫يف آ َ‬ ‫َيا أَي َيا الَِّذ َ‬
‫‪1128‬‬ ‫‪3‬‬
‫ؽ‬‫وى ُك ْـ َوأ َْي ِد َي ُك ْـ إِلَى ا ْل َم َر ِاف ِ‬ ‫فَا ْغ ِسمُوا ُو ُج َ‬

‫‪‌ 197‬‬
‫وامسحوا ِبرء ِ‬
‫وس ُك ْـ َوأَْر ُجمَ ُك ْـ إِلَى ا ْل َك ْع َب ْي ِف‬ ‫َ ْ َ ُ ُُ‬
‫ضى‬ ‫َوِا ْف ُك ْنتُ ْـ ُجنُ ًبا فَاطَّ َّي ُروا َوِا ْف ُك ْنتُ ْـ َم ْر َ‬
‫َح ٌد ِم ْن ُك ْـ ِم َف‬ ‫اء أ َ‬ ‫سفَ ٍر أ َْو َج َ‬ ‫أ َْو َعمَى َ‬
‫ِِ‬
‫اء َفمَ ْـ تَ ِج ُدوا َم ً‬
‫اء‬ ‫س َ‬ ‫الن َ‬‫ستُـ ِّ‬
‫ا ْل َغائط أ َْو َال َم ْ ُ‬
‫س ُحوا ِب ُو ُجو ِى ُك ْـ‬ ‫ام َ‬ ‫يدا طَ ِّي ًبا فَ ْ‬ ‫ص ِع ً‬‫فَتََي َّم ُموا َ‬
‫يد المَّ ُو لِ َي ْج َع َؿ َعمَ ْي ُك ْـ‬ ‫َوأ َْي ِدي ُك ْـ ِم ْن ُو َما ُي ِر ُ‬
‫يد لِ ُيطَ ِّي َرُك ْـ َولِ ُي ِت َّـ ِن ْع َمتَ ُو‬
‫ِم ْف َح َر ٍج َولَ ِك ْف ُي ِر ُ‬
‫ش ُك ُروف‬ ‫َعمَ ْي ُك ْـ لَ َعمَّ ُك ْـ تَ ْ‬
‫‪117,99‬‬ ‫‪12‬‬ ‫يؿ َوَب َعثْ َنا‬ ‫س َرِائ َ‬‫اؽ َبني إِ ْ‬
‫َخ َذ المَّ ُو ِميثَ َ ِ‬ ‫َولَقَ ْد أ َ‬ ‫‪4‬‬
‫اؿ المَّ ُو إِ ِّني‬ ‫يبا َوقَ َ‬ ‫ِم ْنيـ اثْ َني ع َ ِ‬
‫ش َر َنق ً‬ ‫ْ َ‬ ‫ُُ‬
‫الزَكاةَ‬ ‫الص َالةَ َوآَتَ ْيتُـ َّ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َم َع ُك ْـ لَ ِئ ْف أَقَ ْمتُ ُـ‬
‫ضتُ ُـ المَّ َو‬ ‫وى ْـ َوأَق َْر ْ‬ ‫سمِي َو َع َّزْرتُ ُم ُ‬ ‫َم ْنتُ ْـ ِب ُر ُ‬ ‫َوآ َ‬
‫س ِّي َئ ِات ُك ْـ‬
‫س ًنا َألُ َكفِّ َر َّف َع ْن ُك ْـ َ‬ ‫ضا َح َ‬ ‫قَ ْر ً‬
‫ات تَ ْج ِري ِم ْف تَ ْح ِت َيا ْاألَ ْن َي ُار‬ ‫وَأل ُْد ِخمَ َّن ُكـ ج َّن ٍ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫اء‬
‫س َو َ‬ ‫ض َّؿ َ‬ ‫فَ َم ْف َكفََر َب ْع َد َذلِ َؾ ِم ْن ُك ْـ فَقَ ْد َ‬
‫الس ِبيؿ‬‫َّ‬
‫‪118,117,39‬‬ ‫‪13‬‬ ‫اى ْـ َو َج َع ْم َنا‬ ‫ض ِي ْـ ِميثَاقَ ُي ْـ لَ َع َّن ُ‬ ‫فَ ِبما َن ْق ِ‬
‫َ‬
‫‪5‬‬
‫اض ِع ِو‬ ‫وف ا ْل َكمِـ ع ْف مو ِ‬
‫َ َ ََ‬ ‫اس َي ًة ُي َحِّرفُ َ‬ ‫ُقمُوبيـ قَ ِ‬
‫َ ُْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سوا َحظًا م َّما ُذ ِّك ُروا ِبو َوَال تََاز ُؿ تَطَّمعُ‬ ‫َوَن ُ‬
‫ؼ‬ ‫اع ُ‬ ‫يال ِم ْن ُي ْـ فَ ْ‬ ‫َعمَى َخ ِائ َن ٍة ِم ْن ُي ْـ إَِّال َقمِ ً‬
‫اصفَ ْح إِ َّف المَّ َو ُي ِحب ا ْل ُم ْح ِس ِن َ‬
‫يف‬ ‫َع ْن ُي ْـ َو ْ‬
‫‪,114,97,86,51‬‬ ‫‪18‬‬ ‫اء المَّ ِو‬ ‫ص َارى َن ْح ُف أ َْب َن ُ‬ ‫الن َ‬‫ود َو َّ‬ ‫َوقَالَ ِت ا ْل َي ُي ُ‬ ‫‪6‬‬
‫‪181‬‬ ‫َّاؤهُ قُ ْؿ َفمِ َـ ُي َع ِّذ ُب ُك ْـ ِب ُذ ُنوِب ُك ْـ َب ْؿ أَ ْنتُ ْـ‬ ‫َحب ُ‬ ‫وأ ِ‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫اء َوُي َع ِّذ ُ‬ ‫ش ُ‬ ‫ؽ َي ْغ ِف ُر لِ َم ْف َي َ‬ ‫شٌر ِم َّم ْف َخمَ َ‬ ‫َب َ‬
‫السمو ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‬ ‫ات َو ْاأل َْر ِ‬ ‫اء َولِمَّو ُم ْم ُؾ َّ َ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫َم ْف َي َ‬
‫ير‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َما َب ْي َن ُي َما َوِالَ ْيو ا ْل َمص ُ‬
‫‪2228‬‬ ‫‪21‬‬ ‫وسى لِقَ ْو ِم ِو َيا قَ ْوِـ ا ْذ ُك ُروا ِن ْع َم َة‬ ‫اؿ ُم َ‬ ‫َوِا ْذ قَ َ‬ ‫‪7‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء َو َج َعمَ ُك ْـ‬ ‫المَّو َعمَ ْي ُك ْـ إِ ْذ َج َع َؿ في ُك ْـ أَ ْن ِب َي َ‬
‫َح ًدا ِم َف‬ ‫ِ‬
‫ُممُو ًكا َوآَتَا ُك ْـ َما لَ ْـ ُي ْؤت أ َ‬

‫‪‌ 198‬‬
‫ا ْل َعالَ ِم َ‬
‫يف‬
‫ض ا ْلمقَدَّس َة الَِّتي َكتَب ‪21‬‬
‫َيا قَ ْوِـ ْاد ُخمُوا ْاأل َْر َ ُ َ‬
‫‪119,71,8‬‬ ‫‪8‬‬
‫َ‬
‫ارُك ْـ فَتَ ْن َقمِ ُبوا‬
‫المَّ ُو لَ ُك ْـ َوَال تَْرتَدوا َعمَى أ َْد َب ِ‬
‫اس ِر َ‬
‫يف‬ ‫َخ ِ‬
‫َّاريف وِا َّنا ‪22‬‬ ‫ِ‬
‫‪121 ,119,48‬‬ ‫ييا قَ ْو ًما َجب ِ َ َ‬ ‫وسى إِ َّف ف َ‬ ‫قَالُوا َيا ُم َ‬
‫‪9‬‬
‫لَ ْف َن ْد ُخمَ َيا َحتَّى َي ْخ ُر ُجوا ِم ْن َيا فَِإ ْف َي ْخ ُر ُجوا‬
‫وف‬ ‫ِم ْنيا فَِإ َّنا َد ِ‬
‫اخمُ َ‬ ‫َ‬
‫اؿ رج َال ِف ِمف الَِّذيف ي َخافُوف أَ ْنعـ المَّ ُو ‪23‬‬
‫قَ َ َ ُ‬
‫‪119‬‬ ‫‪11‬‬
‫َ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫اب فَِإ َذا‬
‫َد َخ ْمتُ ُموهُ‬ ‫َعمَ ْي ِي َما ْاد ُخمُوا َعمَ ْي ِي ُـ ا ْل َب َ‬
‫وف َو َعمَى المَّ ِو فَتََو َّكمُوا‬
‫إِ ْف ُك ْنتُ ْـ‬ ‫فَِإ َّن ُك ْـ َغالِ ُب َ‬
‫ُم ْؤ ِم ِن َ‬
‫يف‬
‫‪119,89,71226‬‬ ‫قَالُوا يا موسى إِ َّنا لَ ْف َن ْد ُخمَيا أَب ًدا ما ‪24‬‬ ‫‪11‬‬
‫َ َ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ت َو َرب َؾ فَقَ ِات َال إِ َّنا‬ ‫ْى ْب أَ ْن َ‬ ‫ييا فَاذ َ‬ ‫ِ‬
‫اموا ف َ‬ ‫َد ُ‬
‫وف‬ ‫اى َنا قَ ِ‬
‫اع ُد َ‬ ‫َى ُ‬
‫‪8‬‬ ‫اؿ فَِإنَّيا مح َّرم ٌة عمَي ِيـ أَرب ِعيف س َن ًة ‪26‬‬ ‫قَ َ‬ ‫‪12‬‬
‫َ ُ َ َ َ ْ ْ َْ َ َ‬
‫ْس َعمَى ا ْلقَ ْوِـ‬ ‫ض فَ َال تَأ َ‬ ‫وف ِفي ْاأل َْر ِ‬ ‫يي َ‬‫َيت ُ‬
‫ِ‬

‫اس ِق َ‬
‫يف‬ ‫ا ْلفَ ِ‬
‫‪9‬‬ ‫ؽ إِ ْذ قََّربا ‪27‬‬ ‫َد َـ ِبا ْل َح ِّ‬
‫َوا ْت ُؿ َعمَ ْي ِي ْـ َن َبأَ ْاب َن ْي آ َ‬ ‫‪13‬‬
‫َ‬
‫َّؿ ِم َف‬ ‫َح ِد ِى َما َولَ ْـ ُيتَقَب ْ‬ ‫ِ‬
‫قُ ْرَبا ًنا فَتُقُِّب َؿ م ْف أ َ‬
‫اؿ إِ َّن َما َيتَقََّب ُؿ المَّ ُو ِم َف‬
‫اؿ َألَقْتُمَ َّن َؾ قَ َ‬
‫َخ ِر قَ َ‬ ‫ْاآل َ‬
‫ا ْل ُمتَّ ِق َ‬
‫يف‬
‫ض لِي ِري ُو ‪31‬‬ ‫ث المَّ ُو ُغرابا ي ْبح ُ ِ‬
‫ث في ْاأل َْر ِ ُ َ‬ ‫فَ َب َع َ‬
‫‪9‬‬ ‫‪14‬‬
‫ًَ َ َ‬
‫َخ ِ‬ ‫اري سوءةَ أ ِ‬
‫اؿ َيا َوْيمَتَى‬ ‫يو قَ َ‬ ‫ؼ ُي َو ِ َ ْ َ‬ ‫َك ْي َ‬
‫ي‬‫ار َ‬‫اب فَأ َُو ِ‬ ‫وف ِم ْث َؿ َى َذا ا ْل ُغر ِ‬ ‫َف أَ ُك َ‬ ‫ت أْ‬ ‫َع َج ْز ُ‬‫أَ‬
‫َ‬
‫الن ِاد ِم َ‬
‫يف‬ ‫َص َب َح ِم َف َّ‬ ‫ِ‬
‫س ْوأَةَ أَخي فَأ ْ‬ ‫َ‬
‫‪152،153‬‬ ‫ِم ْف أَج ِؿ َذلِ َؾ َكتَب َنا عمَى ب ِني إِسرِائي َؿ أَنَّ ُو ‪32‬‬
‫َْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ْ‬
‫س ٍاد ِفي‬ ‫س أ َْو فَ َ‬ ‫سا ِب َغ ْي ِر َن ْف ٍ‬ ‫َم ْف قَتَ َؿ َن ْف ً‬
‫يعا َو َم ْف‬ ‫ِ‬ ‫ض فَ َكأَنَّما قَتَ َؿ َّ‬ ‫ْاأل َْر ِ‬
‫اس َجم ً‬ ‫الن َ‬ ‫َ‬
‫يعا َولَقَ ْد‬ ‫ِ‬ ‫َح َيا َّ‬ ‫اىا فَ َكأ ََّن َما أ ْ‬
‫اس َجم ً‬ ‫الن َ‬ ‫َح َي َ‬‫أْ‬

‫‪‌ 199‬‬
‫ير ِم ْن ُي ْـ‬‫ات ثُ َّـ إِ َّف َك ِث ًا‬ ‫جاءتْيـ رسمُ َنا ِبا ْلب ِّي َن ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ُْ ُ ُ‬
‫س ِرفُ َ‬
‫وف‬ ‫ض لَ ُم ْ‬ ‫َب ْع َد َذلِ َؾ ِفي ْاأل َْر ِ‬

‫س ُِ َ‬ ‫سو ُؿ َال َي ْح ُزْن َؾ الَِّذ َ‬


‫ارعوف ‪41‬‬
‫يف ُي َ‬ ‫الر ُ‬
‫َيا أَي َيا َّ‬
‫‪1312124,81,56‬‬ ‫‪15‬‬
‫يف قَالُوا آَم َّنا ِبأَفْو ِ‬
‫اى ِي ْـ‬ ‫ِفي ا ْل ُك ْف ِر ِم َف الَِّذ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ادوا‬ ‫يف َى ُ‬ ‫وب ُي ْـ َو ِم َف الَِّذ َ‬ ‫َولَ ْـ تُ ْؤ ِم ْف ُقمُ ُ‬
‫َخ ِر َ‬
‫يف‬ ‫وف لِقَ ْوٍـ آ َ‬ ‫اع َ‬ ‫س َّم ُ‬
‫س َّماع َ ِ ِ‬
‫وف ل ْم َكذ ِب َ‬ ‫َ ُ‬
‫اض ِع ِو‬‫وف ا ْل َكمِـ ِم ْف بع ِد مو ِ‬
‫َْ ََ‬ ‫َ‬ ‫وؾ ُي َحِّرفُ َ‬ ‫لَ ْـ َيأْتُ َ‬
‫وف إِ ْف أُوِتيتُ ْـ َى َذا فَ ُخ ُذوهُ َوِا ْف لَ ْـ‬ ‫َيقُولُ َ‬
‫اح َذ ُروا َو َم ْف ُي ِرِد المَّ ُو ِفتْ َنتَ ُو َفمَ ْف‬ ‫تُ ْؤتَْوهُ فَ ْ‬
‫يف لَ ْـ‬ ‫ش ْي ًئا أُولَ ِئ َؾ الَِّذ َ‬
‫تَ ْممِ َؾ لَ ُو ِم َف المَّ ِو َ‬
‫وب ُي ْـ لَ ُي ْـ ِفي الد ْن َيا‬ ‫َف ُيطَ ِّي َر ُقمُ َ‬ ‫ُي ِرِد المَّ ُو أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يـ‬
‫اب َعظ ٌ‬ ‫ي َولَ ُي ْـ في ْاآلَخ َرِة َع َذ ٌ‬ ‫خ ْز ٌ‬
‫‪83,81,52,37‬‬ ‫وف لِمس ْح ِت فَِإ ْف‬ ‫وف لِ ْم َك ِذ ِب أ ََّكالُ َ‬ ‫اع َ‬ ‫س َّم ُ‬
‫َ‬
‫‪16‬‬
‫‪127,125‬‬ ‫ض َع ْن ُي ْـ‬ ‫َع ِر ْ‬ ‫اح ُك ْـ َب ْي َن ُي ْـ أ َْو أ ْ‬ ‫وؾ فَ ْ‬ ‫اء َ‬‫َج ُ‬
‫شي ًئا وِا ْف ‪42‬‬
‫وؾ َ ْ َ‬ ‫ضر َ‬ ‫ض َع ْن ُي ْـ َفمَ ْف َي ُ‬ ‫َوِا ْف تُ ْع ِر ْ‬
‫س ِط إِ َّف المَّ َو ُي ِحب‬ ‫ِ‬
‫اح ُك ْـ َب ْي َن ُي ْـ ِبا ْلق ْ‬
‫ت فَ ْ‬ ‫َح َك ْم َ‬
‫ا ْل ُم ْق ِس ِط َ‬
‫يف‬
‫ؼ يح ِّكموَن َؾ و ِع ْن َد ُىـ التَّو ارةُ ِفييا ‪43‬‬
‫َو َك ْي َ ُ َ ُ‬
‫‪83,80‬‬ ‫‪17‬‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ُح ْك ُـ المَّ ِو ثُ َّـ َيتََولَّ ْو َف ِم ْف َب ْع ِد َذلِ َؾ َو َما‬
‫أُولَ ِئ َؾ ِبا ْل ُم ْؤ ِم ِن َ‬
‫يف‬
‫‪81,6‬‬ ‫إِ َّنا أَ ْن َزْل َنا التَّو ارةَ ِفييا ُى ًدى وُنور يح ُكـ ‪44‬‬ ‫‪18‬‬
‫َ ٌ َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ادوا‬ ‫يف َى ُ‬ ‫َسمَ ُموا ِلمَِّذ َ‬‫يف أ ْ‬ ‫وف الَِّذ َ‬ ‫الن ِبي َ‬‫ِب َيا َّ‬
‫استُ ْح ِفظُوا ِم ْف‬ ‫َح َب ُار ِب َما ْ‬ ‫وف َو ْاأل ْ‬ ‫َّاني َ‬ ‫الرب ِ‬
‫َو َّ‬
‫ش ُوا‬‫اء فَ َال تَ ْخ َ‬
‫ش َي َد َ‬‫اب المَّ ِو َو َكا ُنوا َعمَ ْي ِو ُ‬ ‫ِكتَ ِ‬
‫شتَُروا ِبآ ََي ِاتي ثَ َم ًنا‬ ‫ش ْو ِف َوَال تَ ْ‬ ‫اخ َ‬ ‫اس َو ْ‬ ‫الن َ‬‫َّ‬
‫يال َو َم ْف لَ ْـ َي ْح ُك ْـ ِب َما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو فَأُولَ ِئ َؾ‬ ‫َقمِ ً‬
‫اف ُروف‬ ‫ُىـ ا ْل َك ِ‬
‫ُ‬
‫الن ْف ِ‬‫س ِب َّ‬ ‫َف َّ‬ ‫ِ‬
‫َو َكتَ ْب َنا َعمَ ْي ِي ْـ ف َ‬
‫س ‪45‬‬
‫الن ْف َ‬ ‫ييا أ َّ‬
‫‪81,6‬‬ ‫‪19‬‬
‫ؼ َو ْاألُ ُذ َف‬ ‫ؼ ِب ْاألَ ْن ِ‬ ‫َوا ْل َع ْي َف ِبا ْل َع ْي ِف َو ْاألَ ْن َ‬

‫‪‌ 611‬‬
‫الس ِّف وا ْلجر ِ‬
‫اص‬ ‫ص ٌ‬ ‫وح ق َ‬ ‫الس َّف ِب ِّ َ ُ ُ َ‬ ‫ِب ْاألُ ُذ ِف َو ِّ‬
‫َّؽ ِب ِو فَ ُي َو َكفَّ َارةٌ لَ ُو َو َم ْف لَ ْـ‬ ‫صد َ‬ ‫فَ َم ْف تَ َ‬
‫َي ْح ُك ْـ ِب َما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو فَأُولَ ِئ َؾ ُى ُـ الظَّ ِال ُم َ‬
‫وف‬
‫‪6‬‬ ‫يؿ ِبما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو ِف ِ‬
‫يو ‪46‬‬ ‫اإل ْن ِج ِ‬
‫َى ُؿ ِْ‬ ‫َوْل َي ْح ُك ْـ أ ْ‬ ‫‪21‬‬
‫َ‬
‫َو َم ْف لَ ْـ َي ْح ُك ْـ ِب َما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو فَأُولَ ِئ َؾ ُى ُـ‬
‫وف‬
‫اسقُ َ‬ ‫ا ْلفَ ِ‬
‫ؽ مص ِّدقًا لِما ‪48‬‬ ‫ِ‬
‫اب ِبا ْل َح ِّ ُ َ‬ ‫َوأَ ْن َزْل َنا إِلَ ْي َؾ ا ْلكتَ َ‬
‫‪79‬‬ ‫‪21‬‬
‫َ‬
‫اب َو ُم َي ْي ِم ًنا َعمَ ْي ِو‬ ‫َب ْي َف َي َد ْي ِو ِم َف ا ْل ِكتَ ِ‬
‫ِب َما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو َوَال تَتَِّب ْع‬ ‫اح ُك ْـ َب ْي َن ُي ْـ‬
‫فَ ْ‬
‫ؽ لِ ُك ٍّؿ َج َع ْم َنا‬
‫اء َؾ ِم َف ا ْل َح ِّ‬
‫َج َ‬ ‫اء ُى ْـ َع َّما‬
‫َى َو َ‬‫أْ‬
‫اء المَّ ُو‬ ‫ش َ‬ ‫اجا َولَ ْو َ‬ ‫ِم ْن ُك ْـ ِش ْر َع ًة‬
‫َو ِم ْن َي ً‬
‫اح َدةً َولَ ِك ْف لِ َي ْبمُ َو ُك ْـ ِفي َما‬ ‫ُم ًة و ِ‬
‫لَ َج َعمَ ُك ْـ أ َّ َ‬
‫ات إِلَى المَّ ِو َم ْر ِج ُع ُك ْـ‬ ‫آَتَا ُكـ فَاستَِبقُوا ا ْل َخ ْير ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ‬
‫يو تَ ْختَمِفُوف‬ ‫ج ِميعا فَي َن ِّب ُئ ُكـ ِبما ُك ْنتُـ ِف ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ً ُ ْ َ‬
‫َف اح ُكـ بي َنيـ ِبما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو وَال تَتَِّبع ‪49‬‬
‫‪146 ,81‬‬ ‫َوأ ِ ْ ْ َ ْ ُ ْ َ‬
‫‪22‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ض‬‫وؾ َع ْف َب ْع ِ‬ ‫َف َي ْف ِت ُن َ‬
‫اح َذ ْرُى ْـ أ ْ‬‫اء ُى ْـ َو ْ‬‫َى َو َ‬‫أْ‬
‫َما أَ ْن َز َؿ المَّ ُو إِلَ ْي َؾ فَِإ ْف تََولَّ ْوا فَ ْ‬
‫اعمَ ْـ أ ََّن َما‬
‫ض ُذ ُنوِب ِي ْـ َوِا َّف‬ ‫يب ُي ْـ ِب َب ْع ِ‬ ‫يد المَّ ُو أ ْ ِ‬ ‫ُي ِر ُ‬
‫َف ُيص َ‬
‫وف‬ ‫اس لَفَ ِ‬
‫اسقُ َ‬ ‫الن ِ‬ ‫ير ِم َف َّ‬ ‫َك ِث ًا‬
‫َّة يب ُغوف وم ْف أَحسف ِمف ‪51‬‬ ‫ِِ ِ‬
‫أَفَ ُح ْك َـ ا ْل َجاىمي َ ْ َ َ َ‬
‫‪23‬‬
‫‪83,81‬‬ ‫ْ َُ َ‬
‫المَّ ِو ُح ْك ًما لِقَ ْوٍـ ُيوِق ُن َ‬
‫وف‬
‫‪)2( 179,38‬‬ ‫َم ُنوا َال تَتَّ ِخ ُذوا ا ْل َي ُي َ‬
‫ود ‪51‬‬
‫يف آ َ‬‫َيا أَي َيا الَِّذ َ‬
‫‪24‬‬
‫ض‬‫اء َب ْع ٍ‬ ‫ض ُي ْـ أ َْولِ َي ُ‬ ‫ص َارى أ َْولِ َي َ‬
‫َب ْع ُ‬
‫اء‬ ‫َو َّ‬
‫الن َ‬
‫فَِإنَّ ُو ِم ْن ُي ْـ إِ َّف المَّ َو َال‬
‫َو َم ْف َيتََولَّ ُي ْـ ِم ْن ُك ْـ‬
‫َي ْي ِدي ا ْلقَ ْوَـ الظَّالِ ِم َ‬
‫يف‬
‫‪111‬‬ ‫يا أَييا الَِّذيف آَم ُنوا َال تَتَّ ِخ ُذوا الَِّذيف ‪57‬‬ ‫‪25‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يف أُوتُوا‬ ‫اتَّ َخ ُذوا ِدي َن ُك ْـ ُى ُزًوا َولَ ِع ًبا ِم َف الَِّذ َ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب م ْف قَ ْبم ُك ْـ َوا ْل ُكف َار أ َْولِ َي َ‬
‫اء َواتَّقُوا‬ ‫ا ْلكتَ َ‬
‫المَّ َو إِ ْف ُك ْنتُ ْـ ُم ْؤ ِم ِن َ‬
‫يف‬

‫‪‌ 611‬‬
‫‪111‬‬ ‫وىا ُى ُزوا ‪58‬‬
‫ً‬ ‫الص َال ِة اتَّ َخ ُذ َ‬ ‫َّ‬ ‫اد ْيتُ ْـ إِلَى‬ ‫َوِا َذا َن َ‬ ‫‪26‬‬

‫َولَ ِع ًبا َذلِ َؾ ِبأ ََّن ُي ْـ قَ ْوٌـ َال َي ْع ِقمُ َ‬


‫وف‬
‫‪84‬‬ ‫شٍّر ِم ْف َذلِ َؾ مثُوب ًة ِع ْن َد ‪61‬‬ ‫ُق ْؿ َى ْؿ أَُن ِّب ُئ ُك ْـ ِب َ‬ ‫‪27‬‬
‫َ َ‬
‫ب َعمَ ْي ِو َو َج َع َؿ‬ ‫ِ‬
‫المَّو َم ْف لَ َع َن ُو المَّ ُو َو َغض َ‬
‫ِ‬
‫وت‬‫ير َو َع َب َد الطَّا ُغ َ‬ ‫از َ‬ ‫ِم ْن ُي ُـ ا ْل ِق َرَدةَ َوا ْل َخ َن ِ‬
‫الس ِب ِ‬
‫يؿ‬ ‫اء َّ‬‫ضؿ ع ْف سو ِ‬ ‫أُولَ ِئ َؾ َ‬
‫شر َم َكا ًنا َوأَ َ َ َ َ‬
‫‪131 ,127 ,52‬‬ ‫وف ِفي ِْ‬
‫اإل ثِْـ ‪62‬‬
‫ار ُع َ‬ ‫سِ‬ ‫وتَرى َك ِث ا ِ‬
‫ير م ْن ُي ْـ ُي َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ‬
‫‪29‬‬
‫س َما َكا ُنوا‬ ‫اف َوأَ ْكمِ ِي ُـ الس ْح َ‬
‫ت لَ ِب ْئ َ‬ ‫َوا ْل ُع ْد َو ِ‬
‫وف‬
‫َي ْع َممُ َ‬
‫‪127‬‬ ‫قَولِ ِيـ ‪63‬‬ ‫َع ْف‬ ‫َح َب ُار‬
‫وف َو ْاأل ْ‬ ‫الرب ِ‬
‫َّاني َ‬ ‫اى ُـ َّ‬
‫لَ ْوَال َي ْن َي ُ‬ ‫‪31‬‬
‫ْ ُ‬
‫َكا ُنوا‬ ‫َما‬ ‫س‬ ‫ت لَ ِب ْئ َ‬ ‫اإل ثْ َـ َوأَ ْكمِ ِي ُـ الس ْح َ‬
‫ِْ‬
‫وف‬
‫ص َن ُع َ‬‫َي ْ‬
‫‪,135 ,88287,37‬‬ ‫ود ي ُد المَّ ِو م ْغمُولَ ٌة ُغمَّ ْت أَي ِدي ِيـ ‪64‬‬ ‫ِ‬
‫َوقَالَت ا ْل َي ُي ُ َ‬
‫‪31‬‬
‫ْ ْ‬ ‫َ‬
‫‪163 ,157‬‬ ‫ؽ‬‫اف ُي ْن ِف ُ‬ ‫سوطَتَ ِ‬ ‫َولُع ُنوا ِب َما قَالُوا َب ْؿ َي َداهُ َم ْب ُ‬
‫ِ‬
‫ير ِم ْن ُي ْـ َما أُْن ِز َؿ‬ ‫يد َّف َك ِث ًا‬‫اء َولَ َي ِز َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ؼ َي َ‬ ‫َك ْي َ‬
‫إِلَ ْي َؾ ِم ْف َرِّب َؾ طُ ْغ َيا ًنا َو ُك ْف ًار َوأَْلقَ ْي َنا َب ْي َن ُي ُـ‬
‫ام ِة ُكمَّ َما‬ ‫ِ ِ‬
‫اء إلَى َي ْوـ ا ْلق َي َ‬
‫ض َ ِ‬ ‫ا ْل َع َد َاوةَ َوا ْل َب ْغ َ‬
‫س َع ْو َف‬ ‫َىا المَّ ُو َوَي ْ‬ ‫ار لِ ْم َح ْر ِب أَ ْطفَأ َ‬ ‫أ َْوقَ ُدوا َن ًا‬
‫ادا َوالمَّ ُو َال ُي ِحب‬ ‫سً‬ ‫ض فَ َ‬ ‫ِفي ْاأل َْر ِ‬

‫ا ْل ُم ْف ِس ِد َ‬
‫يف‬
‫اب آَم ُنوا واتَّقَوا لَ َكفَّرَنا ‪65‬‬ ‫ِ‬
‫َى َؿ ا ْلكتَ ِ َ َ ْ‬ ‫َف أ ْ‬ ‫َولَ ْو أ َّ‬
‫‪111‬‬ ‫‪32‬‬
‫ْ‬
‫الن ِع ِيـ‬
‫ات َّ‬ ‫اىـ ج َّن ِ‬ ‫ِ‬
‫س ِّي َئات ِي ْـ َوَأل َْد َخ ْم َن ُ ْ َ‬ ‫َع ْن ُي ْـ َ‬
‫شي ٍء حتَّى ‪68‬‬ ‫َى َؿ ا ْل ِكتَ ِ‬
‫ستُ ْـ َع َمى َ ْ َ‬ ‫اب لَ ْ‬ ‫ُق ْؿ َيا أ ْ‬
‫‪12‬‬ ‫‪33‬‬
‫يؿ َو َما أُْن ِز َؿ إِلَ ْي ُك ْـ‬ ‫اإل ْن ِج َ‬
‫يموا التَّْو َارةَ َو ِْ‬ ‫ِ‬
‫تُق ُ‬
‫ير ِم ْن ُي ْـ َما أُْن ِز َؿ‬ ‫يد َّف َك ِث ًا‬ ‫ِم ْف َرِّب ُك ْـ َولَ َي ِز َ‬
‫ِ‬
‫ْس َعمَى‬ ‫إِلَ ْي َؾ م ْف َرِّب َؾ طُ ْغ َيا ًنا َو ُك ْف ًار فَ َال تَأ َ‬

‫‪‌ 616‬‬
‫ا ْلقَوِـ ا ْل َك ِ‬
‫اف ِر َ‬
‫يف‬ ‫ْ‬
‫‪92,37‬‬ ‫‪71‬‬ ‫س ْم َنا‬
‫يؿ َوأ َْر َ‬ ‫س َرِائ َ‬
‫اؽ َبني إِ ْ‬
‫َخ ْذ َنا ِميثَ َ ِ‬ ‫لَقَ ْد أ َ‬ ‫‪34‬‬
‫سو ٌؿ ِب َما َال‬ ‫اء ُى ْـ َر ُ‬‫س ًال ُكمَّ َما َج َ‬ ‫إِلَ ْي ِي ْـ ُر ُ‬
‫س ُي ْـ فَ ِريقًا َك َّذ ُبوا َوفَ ِريقًا َي ْقتُمُ َ‬
‫وف‬ ‫تَ ْي َوى أَ ْنفُ ُ‬
‫ِ‬ ‫لَقَ ْد َكفَ َر الَِّذ َ‬
‫يف قَالُوا إِ َّف المَّ َو ُى َو ا ْل َمس ُ‬
‫يح‬
‫‪13‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪35‬‬
‫س َرِائي َؿ‬ ‫ِ‬
‫يح َيا َبني إِ ْ‬
‫ِ‬
‫ْاب ُف َم ْرَي َـ َوقَا َؿ ا ْل َمس ُ‬
‫ش ِر ْؾ‬ ‫اع ُب ُدوا المَّ َو َرِّبي َو َرَّب ُك ْـ إِنَّ ُو َم ْف ُي ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِبالمَّو فَقَ ْد َح َّرَـ المَّ ُو َعمَ ْيو ا ْل َج َّن َة َو َمأ َْواهُ‬
‫صٍ‬
‫ار‬ ‫النار وما لِمظَّالِ ِم َ ِ‬ ‫َّ‬
‫يف م ْف أَ ْن َ‬ ‫ُ ََ‬
‫‪6‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ث ثََال ثَ ٍة‬ ‫يف قَالُوا إِ َّف المَّ َو ثَ ِال ُ‬ ‫لَقَ ْد َكفَ َر الَِّذ َ‬
‫‪36‬‬
‫اح ٌد َوِا ْف لَ ْـ َي ْنتَ ُيوا‬ ‫وما ِم ْف إِلَ ٍو إَِّال إِلَ ٌو و ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬
‫يف َكفَُروا م ْن ُي ْـ‬ ‫ِ‬
‫س َّف الَّذ َ‬ ‫وف لَ َي َم َّ‬‫َع َّما َيقُولُ َ‬
‫يـ‬ ‫ع َذ ِ‬
‫اب أَل ٌ‬ ‫َ ٌ‬
‫‪13‬‬ ‫‪77‬‬ ‫ين ُك ْـ َغ ْي َر‬‫اب َال تَ ْغمُوا ِفي ِد ِ‬ ‫َى َؿ ا ْل ِكتَ ِ‬
‫ُق ْؿ َيا أ ْ‬ ‫‪37‬‬
‫ضموا ِم ْف‬ ‫اء قَ ْوٍـ قَ ْد َ‬ ‫ؽ َوَال تَتَِّب ُعوا أ ْ‬
‫َى َو َ‬ ‫ا ْل َح ِّ‬
‫ضموا ع ْف سو ِ‬
‫اء‬ ‫ير َو َ‬ ‫َضموا َك ِث ًا‬ ‫قَ ْب ُؿ َوأ َ‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫الس ِب ِ‬
‫يؿ‬ ‫َّ‬
‫‪131‬‬ ‫‪78‬‬ ‫يؿ َعمَى‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫يف َكفَُروا م ْف َبني إِ ْ‬ ‫لُ ِع َف الَِّذ َ‬
‫‪38‬‬
‫يسى ْاب ِف َم ْرَي َـ َذلِ َؾ ِب َما‬ ‫ود َو ِع َ‬ ‫اف َد ُاو َ‬ ‫سِ‬ ‫لَ‬
‫ِ‬
‫وف‬
‫ص ْوا َو َكا ُنوا َي ْعتَ ُد َ‬ ‫َع َ‬
‫اىوف ع ْف م ْن َك ٍر فَعمُوه لَ ِب ْئس ‪79‬‬
‫َكا ُنوا َال َيتََن َ ْ َ َ ُ‬
‫‪131‬‬ ‫‪39‬‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫وف‬
‫َما َكا ُنوا َي ْف َعمُ َ‬
‫‪111‬‬ ‫وف ِبالمَّ ِو َو َّ‬
‫الن ِب ِّي وما أُْن ِز َؿ ‪81‬‬
‫َولَ ْو َكا ُنوا ُي ْؤ ِم ُن َ‬
‫‪41‬‬
‫ََ‬
‫ير ِم ْن ُي ْـ‬
‫اء َولَ ِك َّف َك ِث ًا‬ ‫إِلَ ْي ِو َما اتَّ َخ ُذ ُ‬
‫وى ْـ أ َْولِ َي َ‬
‫وف‬
‫اسقُ َ‬ ‫فَ ِ‬
‫اس ع َداوةً لِمَِّذيف آَم ُنوا ‪82‬‬ ‫ش َّد َّ‬ ‫لَتَ ِج َد َّف أَ َ‬
‫الن ِ َ َ‬
‫‪41‬‬
‫‪119,51,9‬‬ ‫َ َ‬
‫ش َرُكوا َولَتَ ِج َد َّف أَق َْرَب ُي ْـ‬‫يف أَ ْ‬ ‫ود َوالَِّذ َ‬ ‫ا ْل َي ُي َ‬
‫ص َارى‬ ‫يف قَالُوا إِ َّنا َن َ‬ ‫َم ُنوا الَِّذ َ‬
‫يف آ َ‬ ‫َم َوَّدةً لِمَِّذ َ‬
‫يف َوُرْى َبا ًنا َوأ ََّن ُي ْـ َال‬ ‫س ِ‬
‫يس َ‬ ‫َف ِم ْن ُي ْـ ِق ِّ‬‫َذلِ َؾ ِبأ َّ‬

‫‪‌ 613‬‬
‫ستَ ْك ِب ُر َ‬
‫وف‬ ‫َي ْ‬
‫‪13211‬‬ ‫يا أَييا الَِّذيف آَم ُنوا إِ َّنما ا ْل َخمر وا ْلمي ِسر ‪91‬‬ ‫‪42‬‬
‫ُْ َ َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫س ِم ْف َع َم ِؿ‬ ‫َزال ُـ ِر ْج ٌ‬ ‫اب َو ْاأل َْ‬ ‫ص ُ‬‫َو ْاألَ ْن َ‬
‫اجتَِن ُبوهُ لَ َعمَّ ُك ْـ تُ ْفمِ ُح َ‬
‫وف‬ ‫طِ‬
‫اف فَ ْ‬ ‫َّ‬
‫الش ْي َ‬
‫ِ‬
‫ص ْي ُد ا ْل َب ْح ِر َو َ َ ُ َ ً ْ‬ ‫أُح َّؿ لَ ُك ْـ َ‬
‫‪11‬‬ ‫طعام ُو متَاعا لَ ُكـ ‪96‬‬ ‫‪43‬‬

‫َّارِة َو ُحِّرَـ َعمَ ْي ُك ْـ َ‬


‫ص ْي ُد ا ْل َبِّر َما ُد ْمتُ ْـ‬ ‫مسي َ‬ ‫َولِ َّ‬
‫ش ُروف‬‫ُح ُرًما َواتَّقُوا المَّ َو الَِّذي إِلَ ْي ِو تُ ْح َ‬
‫اريوف يا ِعيسى ابف مريـ َى ْؿ ‪112‬‬ ‫إِ ْذ قَ َ‬
‫اؿ ا ْل َح َو ِ َ َ‬
‫‪9‬‬ ‫‪44‬‬
‫َ ْ َ َْ ََ‬
‫َف ُي َنِّز َؿ َعمَ ْي َنا َم ِائ َدةً ِم َف‬ ‫ستَ ِطيعُ َرب َؾ أ ْ‬ ‫َي ْ‬
‫اؿ اتَّقُوا المَّ َو إِ ْف ُك ْنتُ ْـ ُم ْؤ ِم ِن َ‬
‫يف‬ ‫السم ِ‬
‫اء قَ َ‬ ‫َّ َ‬
‫‪9‬‬ ‫َف َنأْ ُك َؿ ِم ْنيا وتَ ْطم ِئ َّف ُقمُوب َنا ‪113‬‬ ‫قَالُوا ُن ِر ُ‬
‫يد أ ْ‬ ‫‪45‬‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫وف َعمَ ْي َيا ِم َف‬ ‫ص َدقْتََنا َوَن ُك َ‬ ‫َف قَ ْد َ‬ ‫َوَن ْعمَ َـ أ ْ‬
‫اى ِد َ‬
‫يف‬ ‫الش ِ‬
‫َّ‬
‫‪9‬‬ ‫اؿ ِعيسى ابف مريـ المَّي َّـ رَّب َنا أَ ْن ِز ْؿ ‪114‬‬ ‫قَ َ‬ ‫‪46‬‬
‫ُ َ‬ ‫َ ْ ُ َْ ََ‬
‫وف لَ َنا ِع ً‬
‫يدا‬ ‫اء تَ ُك ُ‬ ‫سم ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َعمَ ْي َنا َمائ َدةً م َف ال َّ َ‬
‫ير‬
‫ت َخ ُ‬ ‫َخ ِرَنا َوآ ََي ًة ِم ْن َؾ َو ْارُزْق َنا َوأَ ْن َ‬
‫ِأل ََّولِ َنا وآ ِ‬
‫َ‬
‫ازِق َ‬
‫يف‬ ‫الر ِ‬
‫َّ‬
‫‪9‬‬ ‫اؿ المَّ ُو إِ ِّني م َنِّزلُيا عمَي ُكـ فَم ْف ي ْكفُر بع ُد ‪115‬‬ ‫قَ َ‬ ‫‪47‬‬
‫ُ َ َ ْ ْ َ َ ْ َْ‬
‫ِ‬
‫ُع ِّذ ُب ُو أ َ‬
‫َح ًدا‬ ‫ُع ِّذ ُب ُو َع َذ ًابا َال أ َ‬
‫م ْن ُك ْـ فَِإ ِّني أ َ‬
‫ِم َف ا ْل َعالَ ِم َ‬
‫يف‬

‫سورة األعراؼ‬
‫اؿ ا ْلم َلُ ِم ْف قَوِـ ِفرعوف أَتَ َذر موسى ‪127‬‬
‫َوقَ َ َ‬
‫‪25‬‬ ‫‪1‬‬
‫ْ ْ َْ َ ُ ُ َ‬
‫ض َوَي َذ َر َؾ َوآَلِ َيتَ َؾ‬
‫َوقَ ْو َم ُو لِ ُي ْف ِس ُدوا ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫ِ‬
‫اء ُى ْـ‬
‫س َ‬ ‫ستَ ْح ِيي ن َ‬ ‫اء ُى ْـ َوَن ْ‬‫س ُنقَتِّ ُؿ أ َْب َن َ‬
‫اؿ َ‬ ‫قَ َ‬
‫وف‬‫اى ُر َ‬ ‫وِا َّنا فَوقَيـ قَ ِ‬
‫َ ْ ُْ‬
‫اؿ موسى لِقَو ِم ِو استَِعي ُنوا ِبالمَّ ِو واص ِبروا ‪128‬‬
‫قَ َ ُ َ‬
‫‪25‬‬ ‫‪2‬‬
‫َ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اء ِم ْف‬ ‫ش ُ‬‫ورثُ َيا َم ْف َي َ‬ ‫ض لِمَّ ِو ُي ِ‬ ‫إِ َّف ْاأل َْر َ‬
‫اق َب ُة لِ ْم ُمتَّ ِق َ‬
‫يف‬ ‫ِعب ِاد ِه وا ْلع ِ‬
‫َ َ َ‬

‫‪‌ 614‬‬
‫َف تَأ ِْتي َنا و ِم ْف بع ِد ما ‪129‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫قَالُوا أُوذي َنا م ْف قَ ْبؿ أ ْ َ َ َ ْ َ‬
‫‪69‬‬ ‫‪3‬‬
‫َف ُي ْيمِ َؾ َع ُد َّو ُك ْـ‬ ‫ِج ْئتََنا قَا َؿ َع َ‬
‫سى َرب ُك ْـ أ ْ‬
‫ؼ‬‫ض فَ َي ْنظُ َر َك ْي َ‬ ‫ستَ ْخمِفَ ُك ْـ ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫َوَي ْ‬
‫وف‬
‫تَ ْع َممُ َ‬
‫وف‬
‫ض َعفُ َ‬ ‫ستَ ْ‬ ‫يف َكا ُنوا ُي ْ‬ ‫َوأ َْو َرثْ َنا ا ْلقَ ْوَـ الَِّذ َ‬
‫‪44‬‬ ‫‪4‬‬
‫اربيا الَِّتي بارْك َنا ‪137‬‬ ‫ؽ ْاأل َْر ِ‬
‫ََ‬ ‫ض َو َم َغ ِ َ َ‬ ‫ار َ‬‫شِ‬ ‫َم َ‬
‫س َنى َعمَى َب ِني‬ ‫ِ‬
‫ييا َوتَ َّم ْت َكم َم ُة َرِّب َؾ ا ْل ُح ْ‬ ‫ف َ‬
‫ِ‬

‫ص َنعُ‬ ‫اف َي ْ‬ ‫ص َب ُروا َوَد َّم ْرَنا َما َك َ‬ ‫يؿ ِب َما َ‬ ‫س َرِائ َ‬‫إِ ْ‬
‫وف‬
‫ش َ‬ ‫ِف ْر َع ْو ُف َوقَ ْو ُم ُو َو َما َكا ُنوا َي ْع ِر ُ‬
‫‪69،44‬‬ ‫يؿ ا ْل َب ْح َر فَأَتَ ْوا َعمَى‬ ‫س َرِائ َ‬ ‫ِ‬
‫َو َج َاو ْزَنا ِب َبني إِ ْ‬
‫‪5‬‬
‫قَوٍـ يع ُكفُوف عمَى أَص َن ٍاـ لَيـ قَالُوا يا ‪138‬‬
‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َْ َ َ‬
‫اج َع ْؿ لَ َنا إِلَ ًيا َك َما لَ ُي ْـ آَلِ َي ٌة قَا َؿ‬ ‫وسى ْ‬ ‫ُم َ‬
‫إِ َّن ُك ْـ قَ ْوٌـ تَ ْج َيمُ َ‬
‫وف‬
‫وموَن ُك ْـ‬ ‫وِا ْذ أَ ْنج ْي َنا ُكـ ِم ْف آ ِ ِ‬
‫س ُ‬ ‫َؿ ف ْر َع ْو َف َي ُ‬
‫‪43‬‬ ‫‪6‬‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫وء ا ْل َع َذ ِ ُ َ ْ َ ْ َ َ ْ ْ ُ َ‬
‫اب يقَتِّمُوف أَب َناء ُكـ ويستَحيوف ‪141‬‬
‫س َ‬ ‫ُ‬
‫يـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اء ُك ْـ َوفي َذل ُك ْـ َب َال ٌء م ْف َرِّب ُك ْـ َعظ ٌ‬ ‫س َ‬ ‫نَ‬
‫اىا‬
‫يف لَ ْيمَ ًة َوأَتْ َم ْم َن َ‬ ‫وسى ثََال ِث َ‬ ‫اع ْد َنا ُم َ‬ ‫َو َو َ‬
‫‪167‬‬ ‫‪7‬‬
‫ات رِّب ِو أَرب ِعيف لَيمَ ًة وقَا َؿ ‪142‬‬ ‫ِ‬ ‫ِب َع ْ‬
‫ش ٍر فَتَ َّـ ميقَ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫اخمُ ْف ِني ِفي قَ ْو ِمي‬ ‫وف ْ‬ ‫يو َى ُار َ‬ ‫َخ ِ‬ ‫موسى ِأل ِ‬
‫ُ َ‬
‫يؿ ا ْل ُم ْف ِس ِد َ‬
‫يف‬ ‫س ِب َ‬ ‫َصم ْح َوَال تَتَِّب ْع َ‬
‫وأ ِ‬
‫َ ْ‬
‫‪45‬‬ ‫ش ْي ٍء‬ ‫اح ِم ْف ُك ِّؿ َ‬ ‫َو َكتَ ْب َنا لَ ُو ِفي ْاألَ ْل َو ِ‬ ‫‪8‬‬
‫ْىا ِبقُ َّوٍة ‪145‬‬ ‫ش ْي ٍء فَ ُخذ َ‬ ‫يال لِ ُك ِّؿ َ‬ ‫صً‬ ‫مو ِعظَ ًة وتَ ْف ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫َح ِ‬
‫سأ ُِري ُك ْـ َد َار‬‫سن َيا َ‬ ‫ْم ْر قَ ْو َم َؾ َيأْ ُخ ُذوا ِبأ ْ َ‬ ‫َوأ ُ‬
‫اس ِق َ‬
‫يف‬ ‫ا ْلفَ ِ‬
‫حمِ ِّي ِيـ ‪148‬‬ ‫َب ْع ِد ِه ِم ْف‬ ‫وسى ِم ْف‬ ‫َواتَّ َخ َذ قَ ْوُـ ُم َ‬
‫‪84277,26‬‬ ‫‪9‬‬
‫ُ ْ‬
‫أ ََّن ُو َال‬ ‫أَلَ ْـ َي َر ْوا‬‫س ًدا لَ ُو ُخ َو ٌار‬ ‫ِ‬
‫ع ْج ًال َج َ‬
‫ِ‬
‫ُي َكمِّ ُم ُي ْـ َوَال َي ْيدي ِي ْـ َ‬
‫س ِب ً‬
‫يال اتَّ َخ ُذوهُ َو َكا ُنوا‬
‫ظَالِ ِم َ‬
‫يف‬
‫س َن ًة َوِفي‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َوا ْكتُ ْب لَ َنا في َىذه الد ْن َيا َح َ‬
‫‪34‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪156‬‬

‫‪‌ 615‬‬
‫ِ‬ ‫ْاآل ِ‬
‫َخ َرِة إِ َّنا ُى ْد َنا إِلَ ْي َؾ قَ َ‬
‫اؿ َع َذا ِبي أُص ُ‬
‫يب‬
‫ش ْي ٍء‬‫اء َو َر ْح َم ِتي َو ِس َع ْت ُك َّؿ َ‬ ‫ش ُ‬ ‫ِب ِو َم ْف أَ َ‬
‫وف َّ‬
‫الزَكاةَ‬ ‫وف َوُي ْؤتُ َ‬‫يف َيتَّقُ َ‬ ‫سأَ ْكتُُب َيا لِمَِّذ َ‬
‫فَ َ‬
‫يف ُى ْـ ِبآ ََي ِات َنا ُي ْؤ ِم ُن َ‬
‫وف‬ ‫َوالَِّذ َ‬
‫‪169 ,45‬‬ ‫وِا ْذ تَأ ََّذف رب َؾ لَيبعثَ َّف ع َمي ِيـ إِلَى يوِـ ‪167‬‬ ‫‪11‬‬
‫َْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫اب إِ َّف َرَّب َؾ‬
‫وء ا ْل َع َذ ِ‬ ‫ا ْل ِقي ِ‬
‫س َ‬‫وم ُي ْـ ُ‬ ‫س ُ‬ ‫امة َم ْف َي ُ‬
‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ‬
‫يـ‬
‫ور َرح ٌ‬ ‫س ِريعُ ا ْلعقَاب َوِان ُو لَ َغفُ ٌ‬
‫لَ َ‬

‫سورة التوبة‬
‫‪97‬‬ ‫قَ ِاتمُوا الَِّذيف َال ي ْؤ ِم ُنوف ِبالمَّ ِو وَال ِبا ْليوِـ ‪29‬‬ ‫‪1‬‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ْاآل ِ‬
‫سولُ ُو‬ ‫وف َما َح َّرَـ المَّ ُو َو َر ُ‬ ‫َخ ِر َوَال ُي َحِّرُم َ‬
‫يف أُوتُوا‬ ‫ؽ ِم َف الَِّذ َ‬ ‫يف ا ْل َح ِّ‬‫وف ِد َ‬ ‫َوَال َي ِدي ُن َ‬
‫اب َحتَّى ُي ْعطُوا ا ْل ِج ْزَي َة َع ْف َي ٍد َو ُى ْـ‬ ‫ِ‬
‫ا ْلكتَ َ‬
‫وف‬ ‫ص ِ‬
‫اغ ُر َ‬ ‫َ‬
‫‪181,87237‬‬ ‫ود ُع َزْيٌر ْاب ُف المَّ ِو َوقَالَ ِت‬ ‫َوقَالَ ِت ا ْل َي ُي ُ‬ ‫‪2‬‬
‫النصارى ا ْلم ِسيح ابف المَّ ِو َذلِ َؾ قَولُيـ ‪31‬‬ ‫َّ‬
‫ْ ُْ‬ ‫َ ُ ُْ‬ ‫ََ‬
‫يف َكفَُروا ِم ْف‬ ‫وف قَ ْو َؿ الَِّذ َ‬ ‫ض ِ‬
‫اى ُئ َ‬ ‫ِبأَفْو ِ‬
‫اى ِي ْـ ُي َ‬ ‫َ‬
‫قَ ْب ُؿ قَاتَمَ ُي ُـ المَّ ُو أ ََّنى ُي ْؤفَ ُك َ‬
‫وف‬
‫‪383 ,78‬‬ ‫وف ‪33‬‬‫َح َب َارُى ْـ َوُرْى َبا َن ُي ْـ أ َْرَب ًابا ِم ْف ُد ِ‬‫اتَّ َخ ُذوا أ ْ‬
‫ُم ُروا إَِّال‬ ‫المَّ ِو وا ْلم ِسيح ْاب َف مريـ وما أ ِ‬ ‫‪3‬‬
‫َْ ََ َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ل َي ْع ُب ُدوا إِلَ ًيا َواح ًدا َال إِلَ َو إَِّال ُى َو ُ‬
‫س ْب َحا َن ُو‬
‫ش ِرُك َ‬
‫وف‬ ‫َع َّما ُي ْ‬
‫‪)2(378‬‬ ‫ير ِم َف ْاأل ْ‬
‫َح َب ِ‬ ‫َم ُنوا إِ َّف َك ِث ًا‬ ‫َيا أَي َيا الَِّذ َ‬
‫ار ‪34‬‬
‫يف آ َ‬
‫‪4‬‬
‫اس ِبا ْلب ِ‬
‫اط ِؿ‬ ‫الن ِ‬ ‫اؿ َّ‬ ‫وف أ َْم َو َ‬ ‫اف لَ َيأْ ُكمُ َ‬ ‫َوالرْى َب ِ‬
‫َ‬
‫يف َي ْك ِن ُز َ‬
‫وف‬ ‫يؿ المَّ ِو َوالَِّذ َ‬ ‫س ِب ِ‬
‫وف َع ْف َ‬ ‫صد َ‬ ‫َوَي ُ‬
‫س ِب ِ‬
‫يؿ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َوا ْل ِف َّ‬ ‫َّ‬
‫ض َة َوَال ُي ْنفقُوَن َيا في َ‬ ‫الذ َى َ‬
‫اب أَلِ ٍيـ‬
‫ش ْرُىـ ِب َع َذ ٍ‬ ‫َّ ِ‬
‫المو فَ َب ِّ ْ‬

‫سورة يونس‬

‫‪‌ 616‬‬
‫‪37‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪3‬‬
‫َم ْنتُ ْـ ِبالمَّ ِو‬ ‫ِ ِ‬
‫وسى َيا قَ ْوـ إ ْف ُك ْنتُ ْـ آ َ‬ ‫اؿ ُم َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫سمِ ِم َ‬
‫يف‬ ‫ِ‬
‫فَ َعمَ ْيو تََو َّكمُوا إِ ْف ُك ْنتُ ْـ ُم ْ‬
‫‪37‬‬ ‫فَقَالُوا عمَى المَّ ِو تَو َّك ْم َنا رَّب َنا َال تَجع ْم َنا ِفتْ َن ًة ‪85‬‬ ‫‪2‬‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لِ ْمقَ ْوِـ الظَّالِ ِم َ‬
‫يف‬
‫‪37‬‬ ‫‪86‬‬ ‫وَن ِّج َنا ِبر ْحم ِت َؾ ِم َف ا ْلقَوِـ ا ْل َك ِ‬
‫اف ِر َ‬
‫يف‬ ‫‪3‬‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬

‫سورة ىود‬

‫‪20‬‬ ‫اؽ‬ ‫اىا ِبِإ ْ‬


‫س َح َ‬ ‫ض ِح َك ْت فَ َب َّ‬
‫ش ْرَن َ‬ ‫ام َأرَتُ ُو قَ ِائ َم ٌة فَ َ‬
‫َو ْ‬
‫‪3‬‬
‫ِ‬
‫وب‬
‫اؽ َي ْعقُ َ‬ ‫َو ِم ْف َو َراء إِ ْ‬
‫س َح َ‬
‫‪73‬‬
‫سورة يوسؼ‬

‫ِ‬ ‫ؼ ِألَِب ِ‬
‫أ ََبت إِ ِّني َأر َْي ُ َ‬ ‫إِ ْذ قَ َ‬
‫ت أَح َد ‪4‬‬ ‫يو َيا‬ ‫وس ُ‬‫اؿ ُي ُ‬
‫‪23‬‬ ‫‪3‬‬
‫َوا ْلقَ َم َر َأر َْيتُ ُي ْـ لِي‬ ‫س‬ ‫ش َر َك ْو َك ًبا َو َّ‬
‫الش ْم َ‬ ‫َع َ‬
‫اج ِد َ‬
‫يف‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫‪66‬‬ ‫‪8‬‬ ‫َحب إِلَى أَِبي َنا ِم َّنا‬ ‫ؼ َوأَ ُخوهُ أ َ‬ ‫وس ُ‬‫إِ ْذ قَالُوا لَ ُي ُ‬
‫‪2‬‬
‫ض َال ٍؿ ُم ِب ٍ‬
‫يف‬ ‫ص َب ٌة إِ َّف أ ََبا َنا لَ ِفي َ‬ ‫َوَن ْح ُف ُع ْ‬
‫ضا َي ْخ ُؿ لَ ُك ْـ‬ ‫ؼ أ َِو ا ْط َر ُحوهُ أ َْر ً‬ ‫وس َ‬
‫اقْتُمُوا ُي ُ‬
‫‪66‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬
‫َو ْج ُو أَِبي ُك ْـ َوتَ ُكوُنوا ِم ْف َب ْع ِد ِه قَ ْو ًما‬
‫صالِ ِح َ‬
‫يف‬ ‫َ‬
‫اء َي ْب ُكوف‬ ‫ِ‬
‫ش ً‬ ‫اى ْـ ع َ‬‫اءو أ ََب ُ‬
‫َو َج ُ‬
‫‪66‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪4‬‬
‫ؽ َوتََرْك َنا‬ ‫قَالُوا َيا أ ََبا َنا إِ َّنا َذ َى ْب َنا َن ْ‬
‫ستَِب ُ‬
‫‪98,67‬‬ ‫‪5‬‬
‫ت‬‫ب َو َما أَ ْن َ‬ ‫اع َنا فَأَ َكمَ ُو ِّ‬ ‫ؼ ِع ْن َد متَ ِ‬
‫الذ ْئ ُ‬ ‫وس َ‬‫ُي ُ‬
‫‪37‬‬
‫َ‬
‫ص ِاد ِق َ‬
‫يف‬ ‫ِب ُم ْؤ ِم ٍف لَ َنا َولَ ْو ُك َّنا َ‬
‫‪67‬‬ ‫اؿ َب ْؿ‬ ‫يص ِو ِب َدٍـ َك ِذ ٍب قَ َ‬
‫وجاءو عمَى قَ ِم ِ‬
‫ََ ُ َ‬
‫‪6‬‬
‫س َّولَ ْت لَ ُكـ أَ ْنفُس ُكـ أَم ار فَصبر ج ِمي ٌؿ والمَّوُ ‪38‬‬
‫َ‬ ‫ُ ْ ْ ً َ ٌْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وف‬
‫صفُ َ‬ ‫اف عمَى ما تَ ِ‬
‫ستَ َع ُ َ َ‬ ‫ا ْل ُم ْ‬
‫شتَراه ِم ْف ِمصر ِالم أرَِت ِو ‪23‬‬ ‫وقَ َ ِ‬
‫اؿ الَّذي ا ْ َ ُ‬
‫‪345‬‬ ‫‪7‬‬
‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬

‫‪‌ 617‬‬
‫ِ‬
‫َف َي ْنفَ َع َنا أ َْو َنتَّخ َذهُ‬ ‫سى أ ْ‬ ‫أَ ْك ِرِمي َمثْ َواهُ َع َ‬
‫ؼ ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫ض‬ ‫وس َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َولَ ًدا َو َك َذل َؾ َم َّك َّنا ل ُي ُ‬
‫ِ‬ ‫يؿ ْاأل ِ ِ‬ ‫َولِ ُن َعمِّم ُو ِم ْف تَأ ِْو ِ‬
‫َحاديث َوالمَّ ُو َغال ٌ‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وف‬
‫اس َال َي ْعمَ ُم َ‬ ‫الن ِ‬ ‫ِ‬
‫َعمَى أ َْم ِرِه َولَك َّف أَ ْكثَر َّ‬
‫َ‬
‫‪23‬‬ ‫َف َن َزغَ ‪300‬‬ ‫اء ِب ُك ْـ ِم َف ا ْل َب ْد ِو م ْف َب ْعد أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َج َ‬
‫‪8‬‬
‫َب ْي ِني َوَب ْي َف إِ ْخ َوِتي إِ َّف َرِّبي‬ ‫اف‬
‫ط ُ‬ ‫َّ‬
‫الش ْي َ‬
‫يـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ُ ِ َّ‬ ‫يؼ لِ َما‬
‫لَ ِط ٌ‬
‫يـ ا ْل َحك ُ‬
‫اء إن ُو ُى َو ا ْل َعم ُ‬ ‫َي َ‬
‫سورة إبراىيـ‬

‫‪20‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ب لِي َعمَى ا ْل ِك َب ِر‬ ‫ِِ ِ‬


‫ا ْل َح ْم ُد لمَّو الَّذي َو َى َ‬
‫‪3‬‬
‫اؽ إِ َّف رِّبي لَس ِميع الدع ِ‬
‫اء‬ ‫إِسم ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫س َح َ َ‬ ‫يؿ َوِا ْ‬
‫اع َ‬ ‫َْ‬
‫سورة الحجر‬

‫ب ِبما أَ ْغويتَِني َأل َُزِّي َن َّف لَيـ ِفي ‪39‬‬


‫اؿ َر ِّ َ‬ ‫قَ َ‬
‫‪59‬‬ ‫‪3‬‬
‫ُْ‬ ‫َْ‬
‫َج َم ِع َ‬
‫يف‬ ‫ض َوَألُ ْغ ِوَينَّ ُي ْـ أ ْ‬‫ْاأل َْر ِ‬
‫‪59‬‬ ‫‪40‬‬ ‫يف‬
‫ص َ‬ ‫اد َؾ ِم ْنيـ ا ْلم ْخمَ ِ‬ ‫إَِّال ِع َب َ‬ ‫‪2‬‬
‫ُُ ُ‬

‫سورة اإلسراء‬
‫ِمف ‪3‬‬ ‫َس َرى ِب َع ْب ِد ِه لَ ْي ًال‬ ‫س ْبح َ ِ‬
‫اف الَّذي أ ْ‬
‫‪335‬‬ ‫‪3‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫الَِّذي‬ ‫ْصى‬ ‫ا ْلمس ِج ِد ا ْلحرِاـ إِلَى ا ْلم ِ‬
‫س ِجد ْاألَق َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ‬
‫َب َارْك َنا َح ْولَ ُو لِ ُن ِرَي ُو ِم ْف آ ََي ِات َنا إِ َّنو ُى َو‬
‫ير‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫السميعُ ا ْل َبص ُ‬
‫‪46‬‬ ‫وآَتَي َنا موسى ا ْل ِكتَاب وجع ْم َناه ُى ًدى لِب ِني ‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫َ‬ ‫َ َ ََ ُ‬ ‫َ ْ ُ َ‬
‫يال‬ ‫يؿ أََّال تَتَّ ِخ ُذوا ِم ْف ُدوِني‪َ ‎‬و ِك ً‬
‫س َرِائ َ‬
‫إِ ْ‬
‫‪46‬‬ ‫وح إِ َّن ُو َكاف عب ًدا ‪3‬‬ ‫ُذِّريَّ َة َم ْف َح َم ْم َنا َم َع ُن ٍ‬ ‫‪3‬‬
‫َ َْ‬
‫ور‬
‫ش ُك ًا‬ ‫َ‬
‫‪369,167,46‬‬ ‫اب‬‫إسرِائي َؿ ِفي ا ْل ِكتَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ْي َنا إِلَى َبني ْ‬ ‫َوقَ َ‬
‫‪4‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لَتُ ْفس ُد َّف في ْاأل َْر ِ َ ْ َ ْ‬
‫ض م َّرتَي ِف ولَتَعمُ َّف عمُ ًوا ‪4‬‬
‫ُ‬
‫َك ِب ًا‬
‫ير‬
‫‪‌ 618‬‬
‫‪373,170,46‬‬ ‫أُوَال ُى َما َب َعثْ َنا َعمَ ْي ُك ْـ ِع َب ً‬
‫ادا ‪5‬‬
‫فَِإ َذا َج َ‬
‫اء َو ْع ُد‬ ‫‪5‬‬
‫ِّي ِ‬
‫ار‬ ‫ِ‬ ‫َِ ٍ‬ ‫لَ َنا أُولِي َبأ ٍ‬
‫اسوا خ َال َؿ الد َ‬ ‫شديد فَ َج ُ‬ ‫ْس‬
‫اف َو ْع ًدا َم ْف ُعوًال‬ ‫َو َك َ‬
‫‪370‬‬ ‫عمَي ِيـ وأَم َد ْد َنا ُكـ ‪6‬‬ ‫ثُ َّـ َرَد ْد َنا لَ ُك ُـ ا ْل َك َّرةَ‬ ‫‪6‬‬
‫ْ‬ ‫َْ ْ َ ْ‬
‫أَ ْكثََر َن ِف ًا‬
‫ير‬ ‫يف َو َج َع ْم َنا ُك ْـ‬ ‫ِبأ َْم َو ٍاؿ َوَب ِن َ‬
‫إِ ْف أَحس ْنتُـ أَحس ْنتُـ ِألَ ْنفُ ِس ُكـ وِا ْف أَسأْتُـ ‪7‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪373,170,47‬‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ َ ْ ْ َ ْ‬
‫ِ ِ‬
‫س ُئواْ ُو ُجو َى ُك ْـ‬‫اء َو ْع ُد ْاآلَخ َرِة ل َي ُ‬
‫َفمَ َيا فَِإ َذا َج َ‬
‫س ِج َد َك َما َد َخمُوهُ أ ََّو َؿ َم َّرٍة‬ ‫َولِ َي ْد ُخمُواْ ا ْل َم ْ‬
‫َولِ ُيتَِّب ُروا َما َعمَ ْوا تَتْ ِب ًا‬
‫ير‬
‫َف يرحم ُكـ وِا ْف ع ْدتُـ ع ْد َنا ‪8‬‬
‫سى َرب ُك ْـ أ ْ َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫َع َ‬
‫‪369,47‬‬ ‫‪8‬‬
‫ُ ْ ُ‬
‫يف ح ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ير‬
‫ص ًا‬ ‫َو َج َع ْم َنا َج َي َّن َـ ل ْم َكاف ِر َ َ‬
‫سورة مريـ‬

‫يف أَ ْن َعـ المَّ ُو َعمَ ْي ِيـ ِم َف َّ‬


‫الن ِب ِّي َ‬
‫يف‬ ‫ِ َِّ‬
‫أُولَئ َؾ الذ َ َ‬
‫‪23,20‬‬ ‫‪3‬‬
‫ْ‬
‫وح و ِم ْف ‪58‬‬ ‫ِم ْف ُذِّري ِ‬
‫َد َـ َو ِم َّم ْف َح َم ْم َنا َم َع ُن ٍ َ‬ ‫َّة آ َ‬
‫يؿ َو ِم َّم ْف َى َد ْي َنا‬ ‫س َرِائ َ‬
‫يـ َوِا ْ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ُذِّريَّة إ ْب َراى َ‬
‫الر ْح َم ِف‬ ‫ات َّ‬‫اجتََب ْي َنا إِ َذا تُ ْتمَى َعمَ ْي ِي ْـ آ ََي ُ‬ ‫َو ْ‬
‫س َّج ًدا َوُب ِكيًا‬‫َخروا ُ‬
‫سورة طو‬

‫‪95‬‬ ‫إِ َّن ِني أََنا المَّ ُو َال إِلَ َو إَِّال أََنا فَاعب ْد ِني وأ َِقِـ ‪34‬‬ ‫‪3‬‬
‫َ‬ ‫ُْ‬
‫الص َالةَ لِ ِذ ْك ِري‬
‫َّ‬
‫ُخ ِفييا لِتُج َزى ُكؿ ‪36‬‬ ‫اع َة آ َِت َي ٌة أَ َك ُ‬ ‫إِ َّف َّ‬
‫اد أ ْ َ ْ‬ ‫الس َ‬
‫‪95‬‬ ‫‪2‬‬
‫س َعى‬ ‫س ِب َما تَ ْ‬ ‫َن ْف ٍ‬
‫‪23‬‬ ‫‪37‬‬ ‫َولَقَ ْد َم َن َّنا َعمَ ْي َؾ َم َّرةً أ ْ‬
‫ُخ َرى‬ ‫‪3‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪38‬‬ ‫وحى‬‫ُم َؾ َما ُي َ‬ ‫إِ ْذ أ َْو َح ْي َنا إِلَى أ ِّ‬ ‫‪4‬‬
‫‪23‬‬ ‫يو ِفي ا ْل َي ِّـ‬
‫وت فَاق ِْذ ِف ِ‬‫يو ِفي التَّاب ِ‬
‫ُ‬
‫َف اق ِْذ ِف ِ‬ ‫أِ‬ ‫‪5‬‬
‫اح ِؿ يأْ ُخذْه ع ُدو لِي وع ُدو ‪39‬‬ ‫الس ِ‬
‫َف ْمُي ْم ِق ِو ا ْل َيـ ِب َّ‬
‫ََ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫ص َن َع َعمَى‬ ‫ت َعمَ ْي َؾ َم َح َّب ًة م ِّني َوِلتُ ْ‬ ‫لَ ُو َوأَْلقَ ْي ُ‬

‫‪‌ 619‬‬
‫َع ْي ِني‬
‫‪24‬‬ ‫سوَال َرِّب َؾ فَأ َْر ِس ْؿ َم َع َنا‬ ‫فَأْت َياهُ فَقُوَال إِ َّنا َر ُ‬
‫ِ‬ ‫‪6‬‬
‫‪47‬‬ ‫اؾ ِبآ ََي ٍة‬ ‫يؿ َوَال تُ َع ِّذ ْب ُي ْـ قَ ْد ِج ْئ َن َ‬ ‫س َرِائ َ‬
‫َبني إِ ْ‬
‫ِ‬
‫الس َال ُـ َعمَى َم ِف اتََّب َع ا ْل ُي َدى‬ ‫ِم ْف َرِّب َؾ َو َّ‬
‫اؿ‬
‫َسفًا قَ َ‬ ‫اف أ ِ‬ ‫ض َب َ‬‫وسى إِلَى قَ ْو ِم ِو َغ ْ‬ ‫فر َج َع ُم َ‬
‫‪84‬‬ ‫‪7‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫اؿ‬
‫س ًنا أَفَطَ َ‬ ‫َيا قَ ْوِـ أَلَ ْـ َيع ْد ُك ْـ َرب ُك ْـ َو ْع ًدا َح َ‬
‫‪86‬‬
‫َف َي ِح َّؿ َعمَ ْي ُك ْـ‬ ‫َعمَ ْي ُك ُـ ا ْل َع ْي ُد أ َْـ أ ََرْدتُ ْـ أ ْ‬
‫َخمَ ْفتُ ْـ َم ْو ِع ِدي‬ ‫ب ِم ْف َرِّب ُك ْـ فَأ ْ‬ ‫ضٌ‬ ‫َغ َ‬
‫‪84‬‬ ‫‪87‬‬ ‫َخمَ ْف َنا َم ْو ِع َد َؾ ِب َم ْم ِك َنا َولَ ِك َّنا ُح ِّم ْم َنا‬
‫قالُوا َما أ ْ‬ ‫‪8‬‬
‫اىا فَ َك َذِل َؾ أَْلقَى‬ ‫ار ِم ْف ِزي َن ِة ا ْلقَ ْوِـ فَقَ َذ ْف َن َ‬ ‫أ َْو َزًا‬
‫الس ِ‬
‫ام ِري‬ ‫َّ‬
‫س ًدا لَ ُو ُخ َو ٌار فَقَالُوا‬ ‫ِ‬
‫َخ َر َج لَ ُي ْـ ع ْج ًال َج َ‬ ‫فَأ ْ‬
‫‪84‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪9‬‬
‫وسى فَ َن ِس َي‬ ‫َى َذا إِلَ ُي ُك ْـ َوِالَ ُو ُم َ‬
‫سورة األنبياء‬

‫ض الَِّتي بارْك َنا ‪73‬‬ ‫َّي َناهُ َولُوطًا إِلَى ْاأل َْر ِ‬ ‫َوَنج ْ‬
‫‪20‬‬ ‫‪3‬‬
‫ََ‬
‫ييا لِ ْم َعالَ ِم َ‬
‫يف‬ ‫ف َ‬
‫ِ‬
‫اخص ٌة ‪97‬‬ ‫واقْتَرب ا ْلو ْع ُد ا ْلحؽ فَِإ َذا ِىي َ ِ‬
‫ش َ‬
‫‪34‬‬ ‫‪2‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ‬
‫يف َكفَُروا َيا َوْيمَ َنا قَ ْد ُك َّنا ِفي‬ ‫ص ُار الَِّذ َ‬ ‫أ َْب َ‬
‫ظالِ ِم َ‬
‫يف‬ ‫َغ ْفمَ ٍة ِم ْف َى َذا َب ْؿ ُك َّنا َ‬
‫سورة الشعراء‬

‫شي ٍء ُم ِب ٍ‬
‫يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قَا َؿ أ ََولَ ْو ج ْئتُ َؾ ب َ ْ‬
‫‪25‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪3‬‬

‫الص ِاد ِق َ‬
‫يف‬ ‫ت ِم َف َّ‬ ‫ْت ِب ِو إِ ْف ُك ْن َ‬
‫اؿ فَأ ِ‬‫قَ َ‬
‫‪25‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪2‬‬

‫اف ُم ِب ٌ‬
‫يف‬ ‫صاهُ فَِإ َذا ِى َي ثُ ْع َب ٌ‬ ‫فَأَْلقَى َع َ‬
‫‪25‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪3‬‬
‫ضاء لِ َّمن ِ‬ ‫ِ‬
‫اظ ِر َ‬
‫يف‬ ‫ع َي َدهُ فَِإ َذا ى َي َب ْي َ ُ‬ ‫َوَن َز َ‬
‫‪25‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪25‬‬ ‫اؿ أَصحاب موسى ‪63‬‬
‫اف قَ َ ْ َ ُ ُ َ‬ ‫اءى ا ْل َج ْم َع ِ‬
‫َفمَ َّما تََر َ‬
‫‪5‬‬

‫إِ َّنا لَ ُم ْد َرُك َ‬


‫وف‬
‫‪25‬‬ ‫‪62‬‬ ‫س َي ْي ِد ِ‬
‫يف‬ ‫ِ‬
‫اؿ َك َّال إِ َّف َمع َي َرِّبي َ‬ ‫قَ َ‬ ‫‪6‬‬

‫‪‌ 611‬‬
‫ِب َع َ‬ ‫اض ِر ْب‬ ‫وسى أ ِ‬‫فَأ َْو َح ْي َنا إِلَى ُم َ‬
‫‪25‬‬ ‫اؾ ‪63‬‬
‫ص َ‬ ‫َف ْ‬ ‫‪7‬‬
‫َكالطَّ ْوِد‬ ‫ؽ‬‫اف ُكؿ ِف ْر ٍ‬‫ؽ فَ َك َ‬
‫ا ْل َب ْح َر فَا ْن َفمَ َ‬
‫ا ْل َع ِظ ِيـ‬
‫َخ ِر َ‬
‫يف‬ ‫َوأ َْزلَ ْف َنا ثَ َّـ ا ْآل َ‬
‫‪25‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪8‬‬

‫َج َم ِع َ‬
‫يف‬ ‫وسى َو َم ْف َم َع ُو أ ْ‬‫َوأَ ْن َج ْي َنا ُم َ‬
‫‪25‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪9‬‬

‫َخ ِر َ‬
‫يف‬ ‫ثُ َّـ أَ ْغ َرْق َنا ْاآل َ‬
‫‪25‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪30‬‬
‫سورة القصص‬

‫ض ِعفُوا ِفي ‪5‬‬ ‫استُ ْ‬‫يف ْ‬ ‫َف َن ُم َّف َعمَى الَِّذ َ‬ ‫يد أ ْ‬‫َونُ ِر ُ‬
‫‪24‬‬ ‫‪3‬‬

‫ارِث َ‬
‫يف‬ ‫ض َوَن ْج َعمَ ُي ْـ أ َِئ َّم ًة َوَن ْج َعمَ ُي ُـ ا ْل َو ِ‬ ‫ْاأل َْر ِ‬
‫‪23‬‬ ‫فَا ْلتَقَطَ ُو َآ ُؿ ِفرعوف لِي ُكوف لَيـ ع ُد ًوا ‪8‬‬ ‫‪2‬‬
‫ْ َْ َ َ َ ُْ َ‬
‫ود ُى َما َكا ُنوا‬ ‫اف َو ُج ُن َ‬ ‫ام َ‬ ‫ِ ِ‬
‫َو َح َزًنا إ َّف ف ْر َع ْو َف َو َى َ‬
‫اط ِئ َ‬
‫يف‬ ‫َخ ِ‬
‫‪24‬‬ ‫ام َأرَةُ ِف ْر َع ْو َف قَُّرةُ َع ْي ٍف لِي َولَ َؾ َال‬ ‫ِ‬
‫َوقَالَت ْ‬
‫‪3‬‬
‫َف ي ْنفَع َنا أَو َنتَّ ِخ َذه ولَ ًدا ‪9‬‬
‫ُ َ‬ ‫سى أ ْ َ َ ْ‬ ‫تَ ْقتُمُوهُ َع َ‬
‫وف‬
‫ش ُع ُر َ‬ ‫َو ُى ْـ َال َي ْ‬
‫ت لَ ُكـ ‪38‬‬ ‫ِ‬ ‫وقَ َ ِ‬
‫اؿ ف ْر َع ْو ُف َيا أَي َيا ا ْل َم َلُ َما َعم ْم ُ ْ‬
‫‪76,68,24‬‬ ‫‪4‬‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍِ‬
‫اف َعمَى‬ ‫ام ُ‬ ‫م ْف إلَو َغ ْي ِري فَأ َْوق ْد لي َيا َى َ‬
‫ص ْر ًحا لَ َعمِّي أَطَِّمعُ إِلَى‬ ‫يف فَ ْ ِ‬
‫اج َع ْؿ لي َ‬ ‫الطِّ ِ‬

‫وسى َوِا ِّني َألَظُن ُو ِم َف ا ْل َك ِاذ ِب َ‬


‫يف‬ ‫ِ‬
‫إِلَو ُم َ‬
‫‪)2(365‬‬ ‫إِ َّف قَاروف َكاف ِم ْف قَوِـ موسى فَب َغى ‪76‬‬ ‫‪5‬‬
‫َ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫وز َما إِ َّف َمفَ ِات َح ُو‬ ‫َعمَ ْي ِي ْـ َوآَتَ ْي َناهُ ِم َف ا ْل ُك ُن ِ‬
‫اؿ لَ ُو‬ ‫ص َب ِة أُولِي ا ْلقُ َّوِة إِ ْذ قَ َ‬ ‫وء ِبا ْل ُع ْ‬‫لَتَُن ُ‬
‫قَ ْو ُم ُو َال تَ ْف َر ْح إِ َّف المَّ َو َال ُي ِحب ا ْلفَ ِر ِح َ‬
‫يف‬
‫ِ‬
‫َخرةَ وَال ‪77‬‬ ‫َو ْابتَ ِغ ِفيما آَتَ َ َّ‬
‫َّار ْاآل َ َ‬ ‫اؾ الم ُو الد َ‬
‫‪366,165‬‬ ‫‪6‬‬
‫َ‬
‫َح ِس ْف َك َما‬ ‫يب َؾ ِم َف الد ْن َيا َوأ ْ‬ ‫س َنص َ‬
‫ِ‬
‫تَ ْن َ‬
‫اد ِفي‬ ‫سَ‬ ‫س َف المَّ ُو إِلَ ْي َؾ َوَال تَ ْب ِغ ا ْلفَ َ‬ ‫َح َ‬ ‫أْ‬
‫ض إِ َّف المَّ َو َال ُي ِحب ا ْل ُم ْف ِس ِد َ‬
‫يف‬ ‫ْاأل َْر ِ‬
‫اؿ إِ َّنما أُوِتيتُ ُو عمَى ِع ْمٍـ ِع ْن ِدي أَولَـ ‪78‬‬
‫قَ َ َ‬
‫‪366,165‬‬ ‫‪7‬‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬

‫‪‌ 611‬‬
‫َىمَ َؾ ِم ْف قَ ْبمِ ِو ِم َف‬ ‫َف المَّ َو قَ ْد أ ْ‬ ‫َي ْعمَ ْـ أ َّ‬
‫شد ِم ْن ُو قُ َّوةً َوأَ ْكثَُر َج ْم ًعا‬ ‫وف َم ْف ُى َو أَ َ‬ ‫ا ْلقُُر ِ‬

‫سأَ ُؿ َع ْف ُذ ُنوِب ِي ُـ ا ْل ُم ْج ِرُم َ‬


‫وف‬ ‫َوَال ُي ْ‬
‫‪365‬‬ ‫فَ َخرج عمَى قَو ِم ِو ِفي ِزي َن ِت ِو قَا َؿ الَِّذيف ‪79‬‬ ‫‪8‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬
‫ت لَ َنا ِم ْث َؿ َما‬ ‫وف ا ْل َح َياةَ الد ْن َيا َيا لَ ْي َ‬ ‫يد َ‬ ‫ُي ِر ُ‬
‫وف إِ َّن ُو لَ ُذو َحظٍّ َع ِظ ٍيـ‬ ‫أُوِت َي قَ ُار ُ‬
‫وقَا َؿ الَِّذيف أُوتُوا ا ْل ِع ْمـ ويمَ ُكـ ثَواب المَّ ِو ‪80‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪366,165‬‬ ‫َ َْ ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صالِ ًحا َوَال ُيمَقَّ َ‬
‫اىا‬ ‫ِ‬
‫َم َف َو َعم َؿ َ‬
‫ِ‬
‫َخ ْيٌر ل َم ْف آ َ‬
‫إَِّال َّ‬
‫الصا ِب ُر َ‬
‫وف‬
‫ِم ْف ‪83‬‬ ‫اف لَ ُو‬ ‫س ْف َنا ِب ِو َوِب َد ِ‬
‫ارِه ْاأل َْر َ‬
‫ض فَ َما َك َ‬ ‫فَ َخ َ‬
‫‪366,165‬‬ ‫‪30‬‬
‫ِم َف‬ ‫وف المَّ ِو َو َما َك َ‬
‫اف‬ ‫ص ُروَن ُو ِم ْف ُد ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ف َئة َي ْن ُ‬
‫ص ِر َ‬
‫يف‬ ‫ا ْلم ْنتَ ِ‬
‫ُ‬
‫يف تَ َم َّن ْوا َم َكا َن ُو ِب ْاأل َْم ِ‬ ‫َص َب َح الَِّذ َ‬
‫س ‪82‬‬
‫َوأ ْ‬
‫‪367,165‬‬ ‫‪33‬‬
‫ؽ لِ َم ْف‬ ‫الرْز َ‬
‫سطُ ِّ‬ ‫َف المَّ َو َي ْب ُ‬ ‫وف َوْي َكأ َّ‬
‫َيقُولُ َ‬
‫اء ِم ْف ِع َب ِاد ِه َوَي ْق ِد ُر لَ ْوَال أ ْ‬
‫َف َم َّف المَّ ُو‬ ‫ش ُ‬ ‫َي َ‬
‫ؼ ِب َنا َوْي َكأَنَّ ُو َال ُي ْفمِ ُح‬ ‫سَ‬ ‫َعمَ ْي َنا لَ َخ َ‬
‫وف‬ ‫ا ْل َك ِ‬
‫اف ُر َ‬
‫سورة غافر‬

‫‪95‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ْت ِب َرِّبي َو َرِّب ُك ْـ ِم ْف‬


‫وسى إِ ِّني ُعذ ُ‬ ‫اؿ ُم َ‬ ‫َوقَ َ‬ ‫‪3‬‬
‫ِ‬
‫اب‬ ‫س ِ‬ ‫ُك ِّؿ ُمتَ َك ِّب ٍر َال ُي ْؤ ِم ُف ِب َي ْوِـ ا ْلح َ‬

‫سورة الزخرؼ‬
‫ُم ٍة وِا َّنا ‪22‬‬
‫َب ْؿ قَالُوا إِ َّنا َو َج ْد َنا آ ََب َ‬
‫اء َنا َعمَى أ َّ َ‬
‫‪94‬‬ ‫‪3‬‬

‫ارِى ْـ ُم ْيتَ ُد َ‬
‫وف‬ ‫َعمَى َآثَ ِ‬
‫طاعوه إِنَّيـ َكا ُنوا قَوما ‪54‬‬ ‫استَ َخ َّ‬
‫ؼ قَ ْو َم ُو فَأَ َ ُ ُ ُ ْ‬ ‫فَ ْ‬
‫‪68‬‬ ‫‪2‬‬
‫ًْ‬
‫اس ِق َ‬
‫يف‬ ‫فَ ِ‬
‫سورة الحجرات‬

‫‪‌ 616‬‬
‫‪52‬‬ ‫اس إِ َّنا َخمَ ْق َنا ُك ْـ ِم ْف َذ َك ٍر َوأُْنثَى‬ ‫َيا أَي َيا َّ‬
‫الن ُ‬
‫‪3‬‬
‫شعوبا وقَب ِائ َؿ لِتَعارفُوا إِ َّف ‪33‬‬
‫ََ‬ ‫َو َج َع ْم َنا ُك ْـ ُ ُ ً َ َ‬
‫يـ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫أَ ْك َرَم ُك ْـ ع ْن َد المو أَتْقَا ُك ْـ إ َّف الم َو َعم ٌ‬
‫َخ ِب ٌ‬
‫ير‬
‫سورة الحشر‬

‫‪323‬‬ ‫َى ِؿ‬‫يف َكفَ ُروا ِم ْف أ ْ‬ ‫َخ َر َج الَِّذ َ‬‫ُى َو الَِّذي أ ْ‬ ‫‪3‬‬
‫ش ِر ما ظَ َن ْنتُـ ‪2‬‬ ‫اب ِم ْف ِد َي ِ ِ ِ ِ‬ ‫ا ْل ِكتَ ِ‬
‫ْ‬ ‫ارى ْـ أل ََّوؿ ا ْل َح ْ َ‬
‫ِ‬
‫صوُن ُي ْـ‬ ‫َف َي ْخ ُر ُجوا َوظَنوا أ ََّن ُي ْـ َمان َعتُ ُي ْـ ُح ُ‬ ‫أْ‬
‫ِم َف المَّ ِو‬
‫‪335 ,323,123‬‬ ‫ورِى ْـ ِم َف المَّ ِو‬ ‫ص ُد ِ‬ ‫ِ‬
‫شد َرْى َب ًة في ُ‬ ‫َألَ ْنتُ ْـ أَ َ‬ ‫‪2‬‬

‫َذلِ َؾ ِبأ ََّن ُي ْـ قَ ْوٌـ َال َي ْفقَ ُي َ‬


‫وف‬
‫‪33‬‬
‫‪,323,323,36‬‬ ‫ص َن ٍة‬‫يعا إَِّال ِفي قًُرى ُم َح َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َال ُيقَاتمُوَن ُك ْـ َجم ً‬
‫‪3‬‬
‫‪324‬‬ ‫ش ِد ٌ‬
‫يد ‪34‬‬ ‫ِ‬
‫أ َْو م ْف َو َراء ُج ُد ٍر َبأ ُ‬
‫ْس ُي ْـ َب ْي َن ُي ْـ َ‬ ‫ِ‬
‫شتَّى َذلِ َؾ ِبأ ََّن ُي ْـ‬ ‫وب ُي ْـ َ‬‫يعا َوُقمُ ُ‬
‫ِ‬
‫س ُب ُي ْـ َجم ً‬ ‫تَ ْح َ‬
‫قَ ْوٌـ َال َي ْع ِقمُ َ‬
‫وف‬
‫سورة قريش‬

‫‪98‬‬ ‫الَِّذي أَ ْطعميـ ِم ْف جوٍع وآَم َنيـ ِم ْف َخو ٍ‬


‫ؼ‬ ‫‪3‬‬
‫ْ‬ ‫ُ َ َ ُْ‬ ‫َ َ ُْ‬
‫‪4‬‬

‫سورة اإلخالص‬
‫ُق ْؿ ُى َو المَّ ُو أ َ‬
‫َح ٌد‬
‫‪87‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪87‬‬ ‫‪3‬‬ ‫لَ ْـ َيمِ ْد َولَ ْـ ُيولَ ْد‬ ‫‪2‬‬
‫‪85‬‬ ‫‪4‬‬ ‫َح ٌد‬
‫َولَ ْـ َي ُك ْف لَ ُو ُكفُ ًوا أ َ‬
‫‪3‬‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‪‌ 613‬‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫ثانياً‪ :‬مسرد األحاديث النبوية الشريفة‬

‫الصفحة‬ ‫تخريج الحديث‬ ‫طرؼ الحديث‬


‫‪81‬‬ ‫صحيح مسمـ‬ ‫أتي بييودي وييودية قد زنيا‬
‫‪3‬‬ ‫سنف الترمذي‬ ‫آخر سورة نزلت سورة المائدة والفتح‬
‫‪131‬‬ ‫سنف أبي داود‬ ‫إف أوؿ ما دخؿ النقص عمى بني إسرائيؿ‬
‫‪4‬‬ ‫صحيح البخاري‪ ,‬صحيح مسمـ‬ ‫إنكـ تقرؤوف آية لو نزلت فينا التخذناىا عيدا‬
‫‪111‬‬ ‫سنف أبي داود‬ ‫إنكـ ال تأمنوف عندي إال بعيد تعاىدوني عميو‬
‫‪112‬‬ ‫صحيح البخاري‪ ,‬صحيح مسمـ‬ ‫أف ييودية أتت النبي صمى اهلل عميو وسمـ بشاة مسمومة‬
‫‪128‬‬ ‫موطأ مالؾ‪ ,‬سنف أبي داود‬ ‫بعث رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ عبد اهلل بف رواحة‬
‫‪3‬‬ ‫سنف النسائي الكبرى‬ ‫دخمت عمى عائشة فقالت لي ىؿ تق أر سورة المائدة ؟ فقمت‪ :‬نعـ‬
‫‪95‬‬ ‫صحيح البخاري‬ ‫دخمت عمي عجوزاف مف عجز ييود المدينة‬
‫‪5‬‬ ‫صحيح البخاري‬ ‫سقطت قالدة لي بالبيداء – ونحف داخموف المدينة‬
‫‪112‬‬ ‫صحيح البخاري‬ ‫فيؿ أنتـ صادقي عف شيء إف سألتكـ عنو‬
‫‪5‬‬ ‫قاؿ المقداد يوـ بدر‪ :‬يا رسوؿ اهلل إنا ال نقوؿ لؾ كما قالت بنو صحيح البخاري‬
‫وف)‬ ‫اى َنا قَ ِ‬
‫اع ُد َ‬ ‫ت َو َرب َؾ فَقَ ِات َال إِ َّنا َى ُ‬
‫ْى ْب أَ ْن َ‬
‫إسرائيؿ لموسى (فَاذ َ‬
‫‪‌ 614‬‬
‫‪144‬‬ ‫صحيح البخاري‬ ‫وس ُي ُـ األَ ْن ِب َي ُ‬
‫اء‬ ‫س ُ‬ ‫س َرِائ َ‬
‫يؿ تَ ُ‬ ‫َكا َن ْت َب ُنو إِ ْ‬
‫‪173‬‬ ‫صحيح البخاري‬ ‫كاف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ يحب أف يتوجو إلى الكعبة‬
‫‪82‬‬ ‫سنف أبي داود‬ ‫كاف قريظة والنضير‪ ،‬وكاف النضير أشرؼ مف قريظة‬
‫‪161‬‬ ‫سنف أبي داود‬ ‫لما أصاب رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ قريشاً يوـ بدر‬
‫‪81‬‬ ‫صحيح مسمـ‬ ‫مر عمى النبي صمى اهلل عميو وسمـ بييودي محمما مجمودا‬
‫‪3‬‬ ‫نزلت سورة المائدة عمى النبي صمى اهلل عميو وسمـ جميعا اف كادت مسند اإلماـ أحمد‬
‫مف ثقميا لتكسر الناقة‬

‫ثالثا‪ :‬مسرد النصوص التوراتية‬

‫رقـ الصفحة‬ ‫النص‬


‫‪86‬‬ ‫أف إلييـ في صورة آدمي وأنو شيخ‬
‫أنتـ أوالد لمرب إليكـ ال تخمشوا اجسامكـ و ال تجعموا قرعة بيف ‪,304,57‬‬
‫‪333‬‬ ‫اعينكـ‬
‫إذا وجد رجؿ مضطجعا مع امرأة زوجة بعؿ يقتؿ االثناف الرجؿ ‪63‬‬
‫المضطجع مع المرأة‬
‫إذا دفعيا الرب إليؾ إلى يدؾ فاضرب جميع ذكورىا بحد ‪354‬‬

‫السيؼ‬
‫‪86‬‬ ‫إف اهلل قاؿ ليـ لتذرؼ عيناي دموعا ليال ونيا ار‬
‫‪60‬‬ ‫بنو إسرائيؿ أحباء اهلل‬
‫‪90‬‬ ‫ثـ كمـ الرب موسى قائال‪ :‬أرسؿ رجاال ليتجسسوا أرض كنعاف‬
‫‪90‬‬ ‫فأشاعوا مذمة األرض التي تجسسوىا‬
‫‪78‬‬ ‫فإني اجتاز في أرض مصر ىذه الميمة‬
‫‪93‬‬ ‫فأبصر حاـ أبو كنعاف عورة أبيو وأخبر أخويو خارجا‬

‫‪‌ 615‬‬
‫‪93‬‬ ‫فأخذت مريـ النبية أخت ىاروف‬
‫‪354‬‬ ‫فضربا تضرب سكاف تمؾ المدينة بحد السيؼ‬
‫اؿ اهلل‪ -‬أي( إلبراىيـ)«بؿ ساره ام أرَتُ َؾ تَمِ ُد لَ َؾ اب ًنا وتَ ْدعو اسم ُو ‪326‬‬
‫َْ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫فَقَ َ ُ‬
‫اؽ‪.‬‬ ‫إِ ْ‬
‫س َح َ‬
‫‪355‬‬ ‫فاآلف اذىب واضرب عماليؽ‬
‫‪86,78,59‬‬ ‫فندـ الرب عمى الشر الذي قاؿ إنو يفعمو بشعبو‬
‫‪302‬‬ ‫في سنة وفاة عزيا الممؾ‬
‫‪326‬‬ ‫في ذلؾ اليوـ قطع الرب مع أبراـ ميثاقا‬
‫‪63‬‬ ‫التزف ال تشتو امرأة قريبؾ‬
‫‪343,336‬‬ ‫للجنبي تقرض بربا‪ ،‬ولكف ألخيؾ ال تقرض بالربا‬
‫‪343‬‬ ‫اخ ٌؿ إِلَ ْي َيا لِتَ ْمتَمِ َك َيا‬
‫ت َد ِ‬‫ض الَِّتي أَ ْن َ‬
‫لي َؾ إِلَى األ َْر ِ‬
‫الرب إِ ُ‬
‫َمتَى أَتَى ِب َؾ َّ‬
‫‪354‬‬ ‫ممعوف مف يعمؿ عمؿ الرب برخاء‪ ،‬وممعوف مف يمنع سيفو عف الدـ‬
‫وأما إسماعيؿ فقد سمعت لؾ فيو ‪ ,‬وأثمره ‪ ,‬وأكثره جدا‪ ,‬فيمد اثني ‪300‬‬
‫عشر ولدا‪ ,‬وأجعمو أمة كبيرة‬
‫‪304‬‬ ‫وأما موسى فصعد إلى اهلل‬
‫وابتدأ نوح يكوف فالحا وغرس كرما وشرب مف الخمر وتعرى داخؿ ‪93 ,57‬‬
‫خبائو‬
‫وارتحموا مف سكوت ونزلوا في ايثاـ طرؼ البرية وكاف الرب يسير ‪77‬‬
‫أماميـ نيا ار في عمود سحاب لييدييـ في الطريؽ وليال في‬
‫‪60‬‬ ‫وحدث جوع في األرض فانحدر إبراـ (إبراىيـ) إلى مصر‬
‫‪59‬‬ ‫وحدث لما ابتدأ الناس يكثروف عمى وجو األرض‬
‫و حرموا كؿ ما في المدينة – أي قتموا ‪ -‬مف رجؿ و امرأة مف طفؿ و ‪354‬‬
‫شيخ حتى البقر و الغنـ و الحمير بحد السيؼ‬
‫وفرغ اهلل في اليوـ السابع مف عممو الذي عمؿ‪ ،‬فاستراح في اليوـ ‪59‬‬
‫السابع مف جميع عممو الذي عمؿ‬
‫‪383 ,326‬‬ ‫وقاؿ الرب ألبراـ‪( ،‬إبراىيـ) بعد اعتزاؿ لوط عنو‬
‫‪78‬‬ ‫وقاؿ الرب لموسى رأيت ىذا الشعب واذا ىو شعب صمب الرقبة‬
‫‪60‬‬ ‫وكاف في وقت المساء أف قاـ داوود وتمشى عمى سطح بيت الممؾ‬
‫‪93‬‬ ‫ولما رأى الشعب أف موسى أبطأ في النزوؿ مف الجبؿ‬

‫‪‌ 616‬‬
‫رابعا‪ :‬مسرد األعالـ‬

‫رقـ الصفحة‬ ‫جدوؿ األعالـ‬


‫‪85‬‬ ‫أبو جعفر الطحاوي‬
‫‪335‬‬ ‫أبو لؤلؤة‬
‫‪302‬‬ ‫ابف جرير الطبري‬
‫‪329‬‬ ‫ابف عبد البر‬
‫‪322‬‬ ‫ابف كثير‬
‫‪3‬‬ ‫أسماء بنت يزيد‬
‫‪332‬‬ ‫أنس بف مالؾ‬
‫‪333‬‬ ‫أوس بف قيظي‬
‫‪355‬‬ ‫إبراىاـ شابير‬
‫‪356‬‬ ‫إسحاؽ بيرتيس‬
‫‪83‬‬ ‫البراء بف عازب‬
‫‪363‬‬ ‫الخوارج‬
‫‪368‬‬ ‫الزمخشري‬

‫‪‌ 617‬‬
‫‪349‬‬ ‫السمطاف عبد الحميد الثاني‬
‫‪368‬‬ ‫القرطبي‬
‫‪369‬‬ ‫القفاؿ الكبير‬
‫‪5‬‬ ‫المقداد بف األسود‬
‫‪356‬‬ ‫باروخ جولد شتايف‬
‫‪303‬‬ ‫بحري بف عمرو‬
‫‪338‬‬ ‫بنو قريظة‬
‫‪359‬‬ ‫بنو قينقاع‬
‫‪384‬‬ ‫بمفور‬
‫‪375‬‬ ‫بنجاميف فرانكميف‬
‫‪349‬‬ ‫تيودر ىرتزؿ‬
‫‪333‬‬ ‫جبار بف صخر‬
‫‪3‬‬ ‫جبير بف نفير‬
‫‪386‬‬ ‫جيمي كارتر‬
‫‪386‬‬ ‫دافيد بف غوريوف‬
‫‪384‬‬ ‫روتشميد‬
‫‪90‬‬ ‫سيد قطب‬
‫‪303‬‬ ‫شأس بف عدي‬
‫‪334‬‬ ‫شاس بف قيس‬
‫‪95‬‬ ‫عائشة بنت أبي بكر الصديؽ‬
‫‪333‬‬ ‫عبد الرحمف بف كعب بف مالؾ‬
‫‪328‬‬ ‫عبد اهلل بف رواحة‬
‫‪346‬‬ ‫عبد اهلل بف سبأ‬
‫‪28‬‬ ‫عبد اهلل بف سالـ‬
‫‪82‬‬ ‫عبداهلل بف عباس‬
‫‪83‬‬ ‫عبد اهلل بف عمر‬
‫‪333‬‬ ‫عبد اهلل بف مسعود‬
‫‪63‬‬ ‫عبد الوىاب المسيري‬
‫‪49‬‬ ‫عدي بف حاتـ‬

‫‪‌ 618‬‬
‫‪332‬‬ ‫عمرو بف أمية الضمري‬
‫‪356‬‬ ‫عوفاديا يوسؼ‬
‫‪343‬‬ ‫فرويد‬
‫‪382‬‬ ‫مارتف لوثر‬
‫‪368‬‬ ‫محمد األميف الشنقيطي‬
‫‪368‬‬ ‫محمد الطاىر بف عاشور‬
‫‪63‬‬ ‫محمد خميفة التونسي‬
‫‪92‬‬ ‫مجاىد‬
‫‪66‬‬ ‫محمد متولي الشعراوي‬
‫‪303‬‬ ‫محمد رشيد رضا‬
‫‪350‬‬ ‫مصطفى كماؿ أتاتورؾ‬
‫‪303‬‬ ‫نعماف بف أضاء‬
‫‪349‬‬ ‫نيولنسكي‬
‫‪385‬‬ ‫ىاري تروماف‬
‫‪353‬‬ ‫ىتمر‬
‫‪377‬‬ ‫وليـ شكسبير‬

‫‪‌ 619‬‬
‫خامسا‪ :‬مسرد البمداف‬

‫رقـ الصفحة‬ ‫المكاف‬ ‫الرقـ‬

‫‪360‬‬ ‫أذرعات‬ ‫‪3‬‬


‫‪89‬‬ ‫األرض المقدسة‬ ‫‪2‬‬
‫‪20‬‬ ‫الخميؿ‬ ‫‪3‬‬
‫‪23‬‬ ‫الساحؿ‬ ‫‪4‬‬
‫‪20‬‬ ‫الشاـ‬ ‫‪5‬‬
‫‪386‬‬ ‫الضفة الغربية‬ ‫‪6‬‬
‫‪333‬‬ ‫بعاث‬ ‫‪7‬‬
‫‪340‬‬ ‫ىوليود‬ ‫‪8‬‬

‫‌‬

‫‪‌ 661‬‬
‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫‌‬

‫المصادر والمراجع‬

‫*كتب التفاسير‬

‫‪‌-1‬ابن‌أبً‌حاتم‪‌,‬أبو‌محمد‌عبد‌الرحمن‌بن‌محمد‌بن‌إدرٌس‌بن‌المنذر‌التمٌمً‪‌،‬الحنظلً‪(،‬ت‪‌:‬‬
‫‪367‬هـ)‪‌,‬تفسير القرآن العظيم‪‌,‬تحقٌق‪‌:‬أسعد‌محمد‌الطٌب‪‌,‬مكتبة‌نزار‌مصطفى‌الباز‪‌,‬المملكة‌‬
‫العربٌة‌السعودٌة‌‪‌,‬الطبعة‌الثالثة‪1419‌,‬هـ‌‪‌ ‌‌.‬‬

‫‪ -6‬ابف عاشكر‪ ,‬محمد الطاىر بف محمد بف محمد الطاىر التكنسي (ت‪1393 :‬ىػ)‪ :‬التحرير‬
‫والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقؿ الجديد مف تفسير الكتاب المجيد»‪ ,‬الدار التكنسية‬
‫لمنشر‪ ,‬تكنس‪ 1984 ,‬ىػ‪.‬‬

‫‪ -3‬ابف عطية األندلسي‪ ,‬أبك محمد عبد الحؽ بف غالب بف عبد الرحمف بف تماـ المحاربي (ت‪:‬‬
‫‪546‬ىػ)‪ ,‬المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬عبد السبلـ عبد الشافي محمد ‪ .‬دار‬
‫الكتب العممية ‪ ,‬بيركت‪ .‬الطبعة األكلى‪ 1466 ,‬ىػ‪.‬‬

‫‪‌ 661‬‬
‫‪‌ -4‬ابف كثير‪ ,‬أبك الفداء إسماعيؿ بف عمر القرشي البصرم ثـ الدمشقي (ت‪774 :‬ىػ) تفسير‬
‫القرآف العظيـ‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد حسيف شمس الديف‪,‬دار الكتب العممية‪ ,‬منشكرات محمد عمي‬
‫بيضكف‪ ,‬بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى ‪ 1419 -‬ىػ‪.‬‬

‫‪ -5‬األلكسي‪ ,‬شياب الديف محمكد بف عبد ا﵀ الحسيني األلكسي(ت‪1671 :‬ىػ)‪ ,‬روح المعاني‬
‫في تفسير القرآف العظيـ والسبع المثاني‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬عمي عبد البارم عطية‪ ,‬دار الكتب العممية‪,‬‬
‫بيركت ‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1415 ,‬ىػ‪.‬‬

‫‪ -6‬البغكم‪ ,‬محيي السنة‪ ،‬أبك محمد الحسيف بف مسعكد بف محمد بف الفراء الشافعي‪ ,‬معالـ‬
‫التنزيؿ في تفسير القرآف = تفسير البغوي (ت‪511 :‬ىػ) تحقيؽ‪ :‬عبد الرزاؽ الميدم‪ ,‬دار إحياء‬
‫التراث العربي‪ ,‬بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1461 ,‬ىػ‪.‬‬

‫‪ -7‬الحنبمي‪ ,‬أبك حفص سراج الديف عمر بف عمي بف عادؿ الحنبمي الدمشقي النعماني (ت‪:‬‬
‫‪775‬ىػ) المباب في عموـ الكتاب‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬الشيخ عادؿ أحمد عبد المكجكد كالشيخ عمي محمد‬
‫معكض‪ ,‬دار الكتب العممية ‪ ,‬بيركت ‪ -‬لبناف‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1419 ,‬ىػ ‪1998-‬ـ‪.‬‬

‫العزيرم‪( ,‬ت‪331 :‬ىػ) ‪ ,‬غريب القرآف المسمى بنزىة‬


‫‪ -8‬السجستاني‪ ،‬أبك بكر محمد بف عزير ي‬
‫القموب‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد أديب عبد الكاحد جمراف‪ ,‬دار قتيبة‪ ,‬سكريا ‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1416 ,‬ىػ‪.‬‬

‫‪ -9‬السعدم‪ ,‬عبد الرحمف بف ناصر بف عبد ا﵀ ‪( ,‬ت‪1376 :‬ىػ)‪ ,‬تيسير الكريـ الرحمف في‬
‫تفسير كالـ المناف ‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬عبد الرحمف بف معبل المكيحؽ ‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬الطبعة األكلى‪,‬‬
‫‪-1461‬ىػ ‪ 6111-‬ـ‪.‬‬

‫‪-11‬السيكطي‪ ,‬عبد الرحمف بف أبي بكر‪ ،‬جبلؿ الديف السيكطي(ت‪911 :‬ىػ)‪ ,‬الدر المنثور في‬
‫التفسير بالمأثور‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬بيركت‪.‬‬

‫‪ -11‬الدينكرم‪ ,‬أبك محمد عبد ا﵀ بف مسمـ بف قتيبة‪( ,‬ت‪676 :‬ىػ)‪ ,‬غريب القرآف‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬أحمد‬
‫صقر‪ .‬دار الكتب العممية (لعميا مصكرة عف الطبعة المصرية)‪ ,‬السنة‪ 1398 :‬ىػ ‪ 1978 -‬ـ‪.‬‬

‫‪‌ 666‬‬
‫‪-16‬الراغب األصفياني‪ ,‬أبك القاسـ الحسيف بف محمد(ت‪516 :‬ىػ)‪ ,‬تفسير الراغب األصفياني‪,‬‬
‫تحقيؽ كدراسة‪ :‬د‪ .‬محمد عبد العزيز بسيكني‪ ,‬كمية اآلداب‪ ,‬جامعة طنطا‪ ,‬الطبعة األكلى‪,‬‬
‫‪1461‬ىػ ‪ 1999 -‬ـ‪.‬‬

‫‪-13‬الراغب األصفياني‪ ,‬أبك القاسـ الحسيف بف محمد (ت‪516 :‬ىػ)‪ ,‬المفردات في غريب‬
‫القرآف‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬صفكاف عدناف الداكدم‪ ,‬دار القمـ‪ -‬دمشؽ‪ ,‬الدار الشامية‪ -‬بيركت‪ ,‬الطبعة‬
‫األكلى‪ 1416,‬ىػ‪.‬‬

‫‪ -14‬الزحيمي‪ ,‬د كىبة بف مصطفى‪ ,‬التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنيج ‪ ,‬دار الفكر‬
‫المعاصر‪ ,‬دمشؽ ‪ ,‬الطبعة الثانية‪ 1418 ,‬ىػ‪.‬‬

‫‪-15‬الزمخشرم‪ ,‬أبك القاسـ محمكد بف عمرك بف أحمد‪ ,‬الزمخشرم جار ا﵀ (ت‪538 :‬ىػ)‬
‫الكشاؼ عف حقائؽ غوامض التنزيؿ‪ ,‬دار الكتاب العربي‪ ,‬بيركت‪.‬‬

‫‪ -16‬الشعراكم‪ ,‬محمد متكلي‪( ,‬ت‪1418 :‬ىػ)‪ ,‬تفسير الشعراوي – الخكاطر‪ ,‬مطابع أخبار‬
‫اليكـ‪1997 ,‬ـ‪.‬‬

‫‪ -17‬الشككاني‪ ,‬محمد بف عمي بف محمد بف عبد ا﵀ الشككاني اليمني(ت‪1651 :‬ىػ)‪ ,‬فتح‬


‫القدير‪ ,‬دار ابف كثير‪ ,‬دمشؽ‪ ,‬دار الكمـ الطيب‪ ,‬بيركت ‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1414 - ,‬ىػ‪.‬‬

‫‪ -18‬القاسمي‪ ,‬محمد جماؿ الديف بف محمد سعيد بف قاسـ الحبلؽ (ت‪1336 :‬ىػ) محاسف‬
‫التأويؿ‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد باسؿ عيكف السكد‪ ,‬دار الكتب العممية‪ ,‬بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى‪1418 -‬‬
‫ىػ‪.‬‬

‫‪-19‬القرطبي‪ ,‬أبك عبد ا﵀ محمد بف أحمد بف أبي بكر بف فرح األنصارم الخزرجي شمس‬
‫الديف القرطبي (ت‪671 :‬ىػ)‪ ,‬الجامع ألحكاـ القرآف = تفسير القرطبي‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬أحمد البردكني‬
‫كابراىيـ أطفيش‪ ,‬دار الكتب المصرية‪ ,‬القاىرة‪ ,‬الطبعة الثانية‪138 ,‬ىػ ‪ 1964 -‬ـ‪.‬‬

‫‪ -61‬القممكني‪ ,‬محمد رشيد بف عمي رضا بف محمد شمس الديف بف محمد بياء الديف بف منبل‬
‫عمي خميفة الحسيني (ت‪1354 :‬ىػ)‪ ,‬تفسير المنار‪ ,‬الييئة المصرية العامة لمكتاب ‪ 1991 ,‬ـ‪.‬‬

‫‪‌ 663‬‬
‫‪-61‬الطبرم‪ ,‬أبك جعفر محمد بف جرير بف يزيد بف كثير بف غالب اآلممي (ت‪311 :‬ىػ)‬
‫جامع البياف في تأويؿ القرآف‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬أحمد محمد شاكر‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬الطبعة‬
‫األكلى‪ 1461,‬ىػ ‪ 6111 -‬ـ‪.‬‬

‫تفسير المراغي‪ ,‬شركة مكتبة كمطبعة‬ ‫‪ -66‬المراغي‪ ,‬أحمد بف مصطفى ‌(ت‪1371 :‬ىػ)‬
‫مصطفى البابى الحمبي كأكالده بمصر‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1365 ,‬ىػ ‪ 1946 -‬ـ‪.‬‬

‫‪ -63‬المنصكرم‪ ,‬مصطفى المنصكرم‪ ,‬المقتطؼ مف عيوف التفاسير‪ ,‬حققو كخرج أحاديثو‬


‫محمد عمي الصابكني‪ ,‬دار القمـ‪ ,‬دمشؽ‪ ,‬الدار الشامية ‪ ,‬بيركت ‪ ,‬الطبعة الثانية‪1417 ,‬ىػ‪-‬‬
‫‪1996‬ـ‪.‬‬

‫‪ -64‬طنطاكم‪ ,‬محمد سيد‪ ,‬التفسير الوسيط لمقرآف الكريـ‪ ,‬دار نيضة مصر لمطباعة كالنشر‬
‫كالتكزيع‪ ,‬الفجالة ‪ ,‬القاىرة‪ ,‬الطبعة األكلى‪.‬‬

‫‪‌ -65‬قطب‪‌ ,‬سٌد ‌إبراهٌم ‌حسٌن ‌الشاربً ‌(ت‪1385‌ :‬هـ) ‌ ‌في ظالؿ القرآف‪ ,‬دار الشركؽ –‬
‫بيركت‪ ,‬القاىرة‪ ,‬الطبعة السابع عشرة ‪ 1416 -‬ىػ‪.‬‬

‫‪ -66‬فخر الديف الرازم‪ ,‬أبك عبد ا﵀ محمد بف عمر بف الحسف بف الحسيف (ت‪616 :‬ىػ)‌مفاتيح‬
‫الغيب = التفسير الكبير‪ ,‬دار إحياء التراث العربي ‪ .‬بيركت‪ ,‬الطبعة الثالثة‪ 1461 ,‬ىػ‪.‬‬

‫*كتب عموـ القرآف والقراءات‬

‫‪‌ -1‬الجديع‪ ,‬عبد ا﵀‪ ,‬المقدمات األساسية في عموـ القرآف‪ ,‬مركز البحكث اإلسبلمية ليدز –‬
‫بريطانيا‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1466 ،‬ىػ ‪ 6111 -‬ـ‪.‬‬

‫‪ -6‬الزرقاني‪ ,‬محمد عبد العظيـ(ت‪1367 :‬ىػ)‪ ,‬مناىؿ العرفاف في عموـ القرآف‪ ,‬الطبعة الثالثة‪,‬‬
‫مطبعة عيسى البابي الحمبي كشركاه‪.‬‬

‫‪ -3‬الزركشي‪‌ ,‬أبك عبد ا﵀ بدر الديف محمد بف عبد ا﵀ بف بيادر (ت‪794 :‬ىػ)‪ ,‬البرىاف في‬
‫عموـ القرآف‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد أبك الفضؿ إبراىيـ‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1376 ,‬ىػ ‪ 1957 -‬ـ ‪ ,‬دار‬
‫إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحمبي كشركائو‪.‬‬

‫‪‌ 664‬‬
‫‪-4‬السيكطي‪ ,‬عبد الرحمف بف أبي بكر‪ ،‬جبلؿ الديف‪( ,‬ت‪911 :‬ىػ)‪‌ ,‬اإلتقاف في عموـ القرآف‬
‫تحقيؽ‪ :‬محمد أبك الفضؿ إبراىيـ‪ ,‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪1394 ,‬ىػ‪1974 /‬ـ‪.‬‬

‫‌‬ ‫‪-5‬المدني‪ ,‬محمد بف رزؽ بف عبد الناصر بف طرىكني الكعبي السممي أبك األرقـ المصرم‬
‫التفسير والمفسروف في غرب أفريقيا‪ ,‬دار ابف الجكزم لمنشر كالتكزيع‪ ،‬المممكة العربية‬
‫السعكدية‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1466 -,‬ىػ‪.‬‬

‫‪ -6‬عبد الباقي‪ ,‬محمد فؤاد‪‌ ,‬المعجـ المفيرس أللفاظ القرآف الكريـ‪ ,‬دار الكتب المصرية ‪,‬سنة‬
‫النشر‪1364 :‬ىػ‪.‬‬

‫*كتب الحديث‬

‫‪ -7‬آبادم‪ ,‬أبك الطيب محمد شمس الحؽ العظيـ‪ ,‬عوف المعبود شرح سنف أبي داود‪ ,‬تحقيؽ‬
‫عبد الرحمف محمد عثماف‪ ,‬المكتبة السمفية‪ ,‬المدينة المنكرة‪.‬‬

‫‪ -6‬ابف األثير‪ ,‬مجد الديف أبك السعادات المبارؾ بف محمد بف محمد بف محمد ابف عبد الكريـ‬
‫الشيباني الجزرم(ت‪616 :‬ىػ)‪ ,‬النياية في غريب الحديث واألثر‪ ,‬المكتبة العممية ‪ -‬بيركت‪،‬‬
‫‪1399‬ىػ ‪1979 -‬ـ‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬طاىر أحمد الزاكل ‪ -‬محمكد محمد الطناجي‪.‬‬

‫‪-3‬ابف أبي شيبة‪ ,‬أبك بكر بف عبد ا﵀ بف محمد بف إبراىيـ بف عثماف بف خكاستي العبسي(ت‪:‬‬
‫‪635‬ىػ)‪ ,‬الكتاب المصنؼ في األحاديث كاآلثار‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬كماؿ يكسؼ الحكت‪ ,‬مكتبة الرشد –‬
‫الرياض‪ ,‬الطبعة األكلى‪1419 ,‬ىػ‪.‬‬

‫‪ -4‬البخارم‪ ,‬محمد بف إسماعيؿ أبك عبدا﵀ الجعفي‪ ,‬الجامع المسند الصحيح المختصر مف‬
‫أمور رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ وسننو وأيامو‪ - ,‬صحيح البخاري‪ ,-‬تحقيؽ‪ :‬محمد زىير‬
‫بف ناصر الناصر‪ ,‬دار طكؽ النجاة (مصكرة عف السمطانية بإضافة ترقيـ محمد فؤاد عبد الباقي)‬
‫الطبعة األكلى‪1466 ,‬ىػ ‪ ,‬مع الكتاب‪ :‬شرح كتعميؽ د‪ .‬مصطفى ديب البغا‪.‬‬

‫بد‪ ،‬التميمي أبك حاتـ الدارمي(ت‪:‬‬


‫‪ -5‬البستي‪ ,‬محمد بف حباف بف أحمد بف حباف بف معاذ بف ىم ٍع ى‬
‫‪354‬ىػ)‪ ،‬اإلحساف في تقريب صحيح ابف حباف‪ ,‬ترتيب‪ :‬األمير عبلء الديف عمي بف بمباف‬

‫‪‌ 665‬‬
‫الفارسي (ت‪ 739 :‬ىػ)‪ ,‬حققو كخرج أحاديثو كعمؽ عميو‪ :‬شعيب األرناؤكط‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪,‬‬
‫بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1418 ,‬ىػ ‪.1988 -‬‬

‫‪-6‬الترمذم‪ ,‬أبك عيسى محمد بف عيسى بف ىس ٍكرة بف مكسى بف الضحاؾ(ت‪679 :‬ىػ) الجامع‬
‫الكبير‪ -‬سنف الترمذي‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬بشار عكاد معركؼ‪ ,‬دار الغرب اإلسبلمي – بيركت ‪ 1998 ,‬ـ‪.‬‬

‫الترمذم ‪ ,‬محمد بف عيسى بف ىس ٍكرة بف مكسى بف الضحاؾ‪ ،‬سنف الترمذي‪ ،‬أبك عيسى‪ ,‬تحقيؽ‬
‫كتعميؽ‪ :‬أحمد محمد شاكر (جػ ‪ )6 ،1‬كمحمد فؤاد عبد الباقي (جػ‪ ,)3‬كابراىيـ عطكة عكض‬
‫المدرس في األزىر الشريؼ (جػ ‪ ,)5 ،4‬شركة مكتبة كمطبعة مصطفى البابي الحمبي – مصر‪,‬‬
‫الطبعة الثانية‪ 1395 ،‬ىػ ‪ 1975 -‬ـ‪.‬‬

‫‪ -7‬السجستاني‪‌ ,‬أبك داكد سميماف بف األشعث بف إسحاؽ بف بشير بف شداد بف عمرك‬


‫األزدم(ت‪675 :‬ىػ)‪ ,‬سنف أبي داود‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد محيي الديف عبد الحميد‪ ,‬المكتبة العصرية‬
‫صيدا – بيركت‪.‬‬

‫السجستاني‪ ,‬صحيح سنف أبي داود ‪ -‬ضعيؼ سنف أبي داود‪ ,‬أبك داكد ‪ /‬تحقيؽ‪ :‬محمد ناصر‬
‫الديف األلباني ‪ ,‬مكتبة المعارؼ‪ ,‬سنة النشر‪.1998 – 1419 :‬‬

‫السجستاني‪‌ ,‬أبو ‌داود ‌سميماف بف األشعث األزدم‪ ,‬سنف أبي داود‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬شعيب األرناؤكط‬
‫كآخركف‪ ,‬دار الرسالة العالمية ‪ ,‬الطبعة األكلى‪.‌6119 - 1431 ,‬‬

‫السجستاني‪‌ ,‬سميماف بف األشعث أبك داكد‪ ,‬سنف أبي داود (مع أحكاـ األلباني‪ ،‬ت‪ :‬مشيكر)‬
‫تحقيؽ‪ :‬محمد ناصر الديف األلباني ‪ -‬مشيكر بف حسف آؿ سمماف‪ ,‬الطبعة األكلى‪ ,‬مكتبة‬
‫المعارؼ لمنشر كالتكزيع‪.‬‬

‫‪-8‬الشيباني‪ ,‬أبك عبد ا﵀ أحمد بف محمد بف حنبؿ بف ىبلؿ بف أسد(ت‪641 :‬ىػ)‪‌ ,‬مسند اإلماـ‬
‫أحمد بف حنبؿ‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬أحمد محمد شاكر‪ ,‬دار الحديث – القاىرة‪ ,‬ط‪ 1416 ،1‬ىػ ‪1995 -‬ـ‪,‬‬
‫عدد األجزاء‪( 8 :‬القسـ الذم حققو أحمد شاكر)‪.‬‬

‫‪‌ 666‬‬
‫الشيباني‪ ,‬أبك عبد ا﵀ أحمد بف محمد بف حنبؿ بف ىبلؿ بف أسد‪ ,‬مسند اإلماـ أحمد بف حنبؿ‬
‫تحقيؽ‪ :‬شعيب األرناؤكط ‪ -‬عادؿ مرشد‪ ،‬كآخركف‪ ,‬إشراؼ‪ :‬د‪ :‬عبد ا﵀ بف عبد المحسف التركي‪,‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ,‬ط‪ 1461 .1‬ىػ ‪ 6111 -‬ـ‪.‬‬

‫‪-9‬الطيالسي‪ ,‬أبك داكد سميماف بف داكد بف الجاركد البصرل(ت‪614 :‬ىػ)‪ ,‬مسند أبي داود‬
‫الطيالسي‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬الدكتكر محمد بف عبد المحسف التركي ‪ ,‬دار ىجر – مص‪ ,‬الطبعة‬
‫األكلى‪ 1419,‬ىػ ‪ 1999 -‬ـ‪.‬‬

‫‪ -11‬القرطبي‪ ,‬أبك عمر يكسؼ بف عبد ا﵀ بف محمد بف عبد البر بف عاصـ النمرم (ت‪:‬‬
‫‪463‬ىػ)‪ ,‬التمييد لما في الموطأ مف المعاني واألسانيد‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬مصطفى بف أحمد العمكم ‪,‬‬
‫محمد عبد الكبير البكرم‪ ,‬ك ازرة عمكـ األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية – المغرب ‪ 1387 ,‬ىػ‪.‬‬

‫‪-11‬النيسابكرم‪ ,‬مسمـ بف الحجاج أبك الحسف القشيرم (ت‪661 :‬ىػ)‪ ,‬المسند الصحيح المختصر‬
‫بنقؿ العدؿ عف العدؿ إلى رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ – صحيح مسمـ‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد فؤاد‬
‫عبد الباقي‪ ,‬دار إحياء التراث العربي‪ ,‬بيركت‪.‬‬

‫‪-16‬المدني‪ ,‬مالؾ بف أنس بف مالؾ بف عامر األصبحي (ت‪179 :‬ىػ) ‪ ,‬موطأ مالؾ برواية‬
‫محمد بف الحسف الشيباني‪ ,‬تعميؽ كتحقيؽ‪ :‬عبد الكىاب عبد المطيؼ‪ ,‬المكتبة العممية‪ ,‬الطبعة‬

‫الثانية‪ ,‬ىم ًزىيدة ى‬


‫منقحة ‪.‬‬

‫*كتب الفقو‬

‫‪ -1‬ابف تيمية‪ ,‬تقي الديف أبك العباس أحمد بف عبد الحميـ بف تيمية الحراني (ت‪768 :‬ىػ)‬
‫مجمكع الفتاكل‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬عبد الرحمف بف محمد بف قاسـ‪ ,‬مجمع الممؾ فيد لطباعة المصحؼ‬
‫الشريؼ‪ ،‬المدينة النبكية‪ ،‬المممكة العربية السعكدية ‪1416 ,‬ىػ‪1995/‬ـ‪.‬‬

‫‪ -6‬ابف عابديف‪ ,‬محمد أميف بف عمر بف عبد العزيز عابديف الدمشقي الحنفي(ت‪1656 :‬ىػ)‪ ,‬رد‬
‫المحتار عمى الدر المختار‪ ,‬دار الفكر‪ -‬بيركت‪ ,‬الطبعة الثانية‪1416 ,‬ىػ ‪1996 -‬ـ‪.‬‬

‫‪-3‬ابف قدامة‪ ,‬أبك محمد مكفؽ الديف عبد ا﵀ بف أحمد بف محمد بف قدامة الجماعيمي المقدسي‬
‫ثـ الدمشقي الحنبمي (ت‪661 :‬ىػ)‪ ,‬المغني‪ ,‬مكتبة القاىرة‪.‬‬

‫‪‌ 667‬‬
‫‪-4‬الجكيني‪ ,‬عبد الممؾ بف عبد ا﵀ بف يكسؼ بف محمد الجكيني أبك المعالي ركف الديف الممقب‬
‫بإماـ الحرميف (ت‪478 :‬ىػ)‪ ,‬الورقات‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬د‪ .‬عبد المطيؼ محمد العبد‪.‬‬

‫‪-5‬الحطاب‪ ,‬شمس الديف أبك عبد ا﵀ محمد بف محمد بف عبد الرحمف الطرابمسي المغربي‬
‫الرعيني المالكي (ت‪954 :‬ىػ)‪ ,‬مواىب الجميؿ في شرح مختصر خميؿ‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬الطبعة‬
‫ُّ‬
‫الثالثة‪1416,‬ىػ ‪1996 -‬ـ‪.‬‬

‫‪-6‬الدسكقي‪ ,‬محمد بف أحمد بف عرفة المالكي(ت‪1631 :‬ىػ)‪ ,‬حاشية الدسوقي عمى الشرح‬
‫الكبير‪ ,‬دار الفكر‪.‬‬

‫‪ -1‬الشريؼ‪ ,‬فيد‪ ,‬مذكرة نقود ومصارؼ(‪ ,)6‬بدكف طبعة‪.‬‬

‫‪-1‬الفكزاف‪ ,‬صالح بف فكزاف‪ ,‬مجموع فتاوى الشيخ صالح الفوزاف‪ ,‬بدكف طبعة ‪.‬‬

‫‪-9‬المرغيناني‪ ,‬عمي بف أبي بكر بف عبد الجميؿ الفرغاني أبك الحسف برىاف الديف(ت‪593 :‬ىػ)‪,‬‬
‫اليداية في شرح بداية المبتدي‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬طبلؿ يكسؼ‪ ,‬دار إحياء التراث العربي ‪ -‬بيركت –‬
‫لبناف‪.‬‬

‫‪‌ -11‬النككم‪ ,‬أبك زكريا محيي الديف يحيى بف شرؼ النككم (ت‪676 :‬ىػ)‪ ,‬المجموع شرح‬
‫الميذب ((مع تكممة السبكي والمطيعي))‪ ,‬دارالفكر‪ ,‬طبعة كاممة معيا تكممة السبكي كالمطيعي‪.‬‬

‫‪ -11‬ك ازرة األكقاؼ كالشئكف اإلسبلمية – الككيت‪ -‬الموسوعة الفقيية الكويتية‪ ,‬عدد األجزاء‪:‬‬
‫‪ 45‬جزءا الطبعة‪(:‬مف ‪ 1467 - 1414‬ىػ)‪ ,‬األجزاء ‪ :63 - 1‬الطبعة الثانية‪ ,‬دار السبلسؿ –‬
‫الككيت‪ ,‬األجزاء ‪ :38 - 64‬ط‪ .1‬مطابع دار الصفكة – مصر‪ ,‬األجزاء ‪ :45 - 39‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ,‬طبع الك ازرة‪.‬‬

‫*كتب العقيدة‬

‫‪‌ -1‬ابف تيمية‪ ,‬تقي الديف أبك العباس أحمد بف عبد الحميـ بف عبد السبلـ بف عبد ا﵀ بف أبي‬
‫القاسـ بف الحراني الحنبمي الدمشقي (ت‪768 :‬ىػ)‪ ,‬منياج السنة النبوية في نقض كالـ الشيعة‬

‫‪‌ 668‬‬
‫القدرية‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد رشاد سالـ ‪ ,‬جامعة اإلماـ محمد بف سعكد اإلسبلمية ‪ ,‬الطبعة األكلى‪,‬‬
‫‪ 1416‬ىػ ‪ 1986 -‬ـ‪.‬‬

‫‪ -6‬األسفراييني‪ ,‬طاىر بف محمد أبك المظفر(ت‪471 :‬ىػ)‪‌ ‌ ,‬التبصير في الديف وتمييز الفرقة‬
‫الناجية عف الفرؽ اليالكيف‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬كماؿ يكسؼ الحكت‪ ,‬عالـ الكتب – لبناف‪ ,‬الطبعة‬
‫األكلى‪1413,‬ىػ ‪1983 -‬ـ‪.‬‬

‫‪ -3‬البدر‪ ,‬عبد الرزاؽ بف عبد المحسف‪ ,‬الشيخ عبد الرحماف السعدي وجيوده في تقرير‬
‫العقيدة‪ ,‬مكتبة الرشد‪ ,‬الرياض‪1418 ,‬ىػ‪1998 -‬ـ‪.‬‬

‫‪-4‬الحمد‪ ,‬محمد بف إبراىيـ‪ ,‬رسائؿ في األدياف والفرؽ والمذاىب‪ ,‬بدكف طبعة‪.‬‬

‫‪ -5‬الخمؼ‪ ,‬سعكد بف عبد العزيز‪ ,‬دراسات في األدياف الييودية والنصرانية‪ ,‬مكتبة أضكاء‬
‫السمؼ‪ .‬الرياض‪ ,‬الطبعة الرابعة‪1465 ,‬ىػ‪6114/‬ـ‪.‬‬

‫‪ -6‬الشبؿ‪ ,‬عمي بف عبد العزيز بف عمي‪ ,‬مسألة اإليماف دراسة تأصيمية‪ ,‬بدكف طبعة‪.‬‬

‫‪ -7‬الطحاكم‪ ,‬أبك جعفر أحمد بف محمد بف سبلمة بف عبد الممؾ بف سممة األزدم الحجرم‬
‫المصرم(ت‪361 :‬ىػ)‪‌ ,‬العقيدة الطحاوية‪ ,‬شرح كتعميؽ‪ :‬محمد ناصر الديف األلباني المكتب‬
‫اإلسبلمي – بيركت‪ ,.‬الطبعة الثانية‪ 1414 ,‬ىػ‪.‬‬

‫‪ -8‬العثيميف‪ ,‬محمد بف صالح بف محمد(ت‪ 1461 :‬ىػ) شرح العقيدة الواسطية‪ ,‬خرج أحاديثو‬
‫كاعتنى بو‪ :‬سعد بف فكاز الصميؿ‪ ,‬دار ابف الجكزم لمنشر كالتكزيع‪ ,‬المممكة العربية السعكدية‪,‬‬
‫الطبعة السادسة‪ 1461 ,‬ىػ‪.‬‬

‫‪-9‬المركزم‪ ,‬أبك عبد ا﵀ محمد بف نصر بف الحجاج(ت‪694 :‬ىػ) تعظيـ قدر الصالة تحقيؽ‪ :‬د‪.‬‬
‫عبد الرحمف عبد الجبار الفريكائي‪ ,‬مكتبة الدار ‪ -‬المدينة المنكرة‪ ,‬الطبعة األكلى ‪1416‬ىػ‪.‬‬

‫‪ -11‬شمبي‪ ,‬أحمد‪ ,‬مقارنة األدياف ‪ :‬الييودية‪ ,‬دار النيضة لمنشر كالتكزيع‪ ,‬الطبعة الثامنة‪,‬‬
‫‪1988‬ـ‪.‬‬

‫‪‌ 669‬‬
‫‪ -11‬ضميرية‪ ,‬د ‪.‬عثماف جمعة‪ ,‬مدخؿ لدراسة العقيدة اإلسالمية‪ ,‬مكتبة السكادم لمتكزيع‬
‫الطبعة الثانية‪1417 ,‬ىػ‪1996-‬ـ‪.‬‬

‫‪-16‬عيد‪ ,‬يكسؼ‪ ,‬الديانة الييودية‪ ,‬دار الفكر المبناني‪ -‬بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى‪1995 ,‬ـ‪.‬‬

‫*كتب السيرة والتاريخ‬

‫‪ -1‬أبك شيبة‪ ,‬محمد بف محمد بف سكيمـ أبك يشيبة (ت‪1413 :‬ىػ)‪ ,‬السيرة النبوية عمى ضوء‬
‫القرآف والسنة‪ ,‬دار القمـ – دمشؽ ‪ ,‬الطبعة الثامنة ‪ 1467 -‬ىػ‪.‬‬

‫‪ -6‬ابف األثير‪ ,‬أبك الحسف عمي بف أبي الكرـ محمد بف محمد بف عبد الكريـ بف عبد الكاحد‬
‫الشيباني الجزرم‌(ت‪631 :‬ىػ)‪ ،‬عز الديف‪ ,‬الكامؿ في التاريخ‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬عمر عبد السبلـ تدمرم‪,‬‬
‫دار الكتاب العربي‪ ،‬بيركت – لبناف ‪,‬الطبعة األكلى‪1417 ،‬ىػ ‪1997/‬ـ‪.‬‬

‫‪-3‬ابف كثير‪ ,‬أبك الفداء إسماعيؿ بف عمر القرشي البصرم ثـ الدمشقي (ت‪774 :‬ىػ) البداية‬
‫والنياية‪ ,‬تحقيؽ ‪ :‬عمي شيرم‪ ,‬دار إحياء التراث العربي‪ ,‬الطبعة األكلى‪ ،1418 ,‬ىػ ‪1988 -‬‬
‫ـ‪.‬‬

‫‪ -4‬ابف كثير‪ ,‬أبك الفداء إسماعيؿ بف عمر القرشي البصرم ثـ الدمشقي (ت‪774 :‬ىػ) الفصوؿ‬
‫في السيرة‪ ,‬تحقيؽ كتعميؽ‪ :‬محمد العيد الخطراكم‪ ،‬محيي الديف مستك‪ ,‬مؤسسة عمكـ القرآف‪,‬‬
‫الطبعة الثالثة‪ 1413 ،‬ىػ‪.‬‬

‫‪-5‬ابف قيـ‪ ,‬محمد بف أبي بكر بف أيكب بف سعد شمس الديف الجكزية (ت‪751 :‬ىػ)‪ ,‬زاد المعاد‬
‫في ىدي خير العباد‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيركت ‪ -‬مكتبة المنار اإلسبلمية‪ ،‬الككيت الطبعة السابعة‬
‫كالعشركف‪1415 ,‬ىػ ‪1994/‬ـ‪.‬‬

‫‪-6‬الحربي‪ ,‬عاتؽ بف غيث بف زكير بف زاير بف حمكد بف عطية بف صالح الببلدم (ت‪:‬‬
‫‪1431‬ىػ) ‪ ,‬معجـ المعالـ الجغرافية في السيرة النبوية‪ ,‬دار مكة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬مكة المكرمة‪,‬‬
‫الطبعة األكلى‪ 1416 ،‬ىػ ‪ 1986 -‬ـ‪.‬‬

‫‪‌ 631‬‬
‫‪ -7‬الحمبي‪ ,‬عمي بف إبراىيـ بف أحمد الحمبي‪ ،‬أبك الفرج‪ ،‬نكر الديف ابف برىاف الديف (ت‪:‬‬
‫‪1144‬ىػ)‪ ,‬السيرة الحمبية = إنساف العيوف في سيرة األميف المأموف‪ ,‬دار الكتب العممية ‪-‬‬
‫بيركت ‪,‬الطبعة الثانية ‪1467 -‬ىػ‪.‬‬

‫‪ -8‬الدباغ ‪‌,‬مصطفى مراد‪ ,‬بالدنا فمسطيف‪ ,‬طبعة جديدة‪ ,‬دار اليدل – كفر قرع‪.‬‬

‫‪ -9‬السيكطي‪ ,‬عبد الرحمف بف أبي بكر‪ ،‬جبلؿ الديف(ت‪911 :‬ىػ)‪ ,‬حسف المحاضرة في تاريخ‬
‫مصر والقاىرة‪ ,‬تحقيؽ ‪ :‬محمد أبك الفضؿ إبراىيـ ‪ ,‬دار إحياء الكتب العربية ‪ -‬عيسى البابي‬
‫الحمبي كشركاه – مصر‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1387 ,‬ىػ ‪1967 -‬ـ‪.‬‬

‫‪-11‬الصبلبي‪ ,‬عمي محمد‪ ,‬الدولة العثمانية عوامؿ النيوض وأسباب السقوط‪ ,‬دار التكزيع‬
‫كالنشر اإلسبلمية‪ ،‬مصر‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1461 ،‬ىػ ‪ 6111 -‬ـ‪.‬‬

‫‪-11‬الطبرم‪ ,‬أبك جعفر محمد بف جرير‪ ,‬تاريخ الطبري‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد أبك الفضؿ إبراىيـ دار‬
‫المعارؼ‪ ,‬الطبعة الثانية‪1387 ,‬ىػ – ‪1967‬ـ‪.‬‬

‫‪-16‬العسيرم‪ ,‬أحمد معمكر العسيرم‪ ,‬موجز التاريخ اإلسالمي منذ عيد آدـ عميو السالـ‬
‫(تاريخ ما قبؿ اإلسالـ) إلى عصرنا الحاضر (فيرسة مكتبة الممؾ فيد الكطنية ‪ -17‬الرياض)‬
‫الطبعة األكلى‪ 1417 ،‬ىػ ‪1996 -‬ـ‪.‬‬

‫‪ -13‬المباركفكرم‪ ,‬صفي الرحمف (ت‪1467 :‬ىػ)‪ ,‬الرحيؽ المختوـ‪ ,‬دار اليبلؿ ‪ -‬بيركت (نفس‬
‫طبعة كترقيـ دار الكفاء لمطباعة كالنشر كالتكزيع)‪,‬الطبعة األكلى‪.‬‬

‫‪ -14‬المطمبي‪ ,‬محمد بف إسحاؽ بف يسار المدني(ت‪151 :‬ىػ)‪ ,‬سيرة ابف إسحاؽ (كتاب السير‬
‫والمغازي)‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬سييؿ زكار‪ ,‬دار الفكر – بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى‪1398 ,‬ىػ ‪1978/‬ـ‪.‬‬

‫‪ -15‬المعافرم‪ ,‬أبك محمد جماؿ الديف عبد الممؾ بف ىشاـ بف أيكب الحميرم(ت‪613 :‬ىػ)‬
‫السيرة النبوية البف ىشاـ‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬مصطفى السقا كابراىيـ األبيارم كعبد الحفيظ الشمبي ‪,‬شركة‬
‫مكتبة كمطبعة مصطفى البابي الحمبي كأكالده بمصر‪ ,‬الطبعة الثانية‪1375 ،‬ىػ ‪ 1955 -‬ـ‪.‬‬

‫‪‌ 631‬‬
‫ديكرانت‪ً ,‬كؿ = كيمياـ جيمس(ت‪ 1981 :‬ـ)‪ ,‬قصة الحضارة‪ ,‬تقديـ‪ :‬الدكتكر محيي ٌ‬
‫الديف‬ ‫‪ -16‬ى‬
‫محمكد كآخريف‪ ,‬دار الجيؿ‪ ،‬بيركت ‪ -‬لبناف‪ ،‬المنظمة‬
‫ي‬ ‫صابر‪ ,‬ترجمة‪ :‬الدكتكر زكي نجيب‬ ‫ى‬
‫العربية لمتربية كالثقافة كالعمكـ‪ ،‬تكنس ‪ 1418 ,‬ىػ ‪ 1988 -‬ـ‪.‬‬

‫‪ -17‬طقكش‪ ,‬محمد سيؿ‪ ,‬تاريخ الحروب الصميبية حروب الفرنجة في المشرؽ‪-319 .‬‬

‫‪291‬ىػ ‪7697-7192 /‬ـ‪ ,‬دار النفائس ‪ ,‬الطبعة األكلى‪1436 ,‬ىػ‪6111-‬ـ‪.‬‬

‫‪-18‬عصفكر‪ ,‬دكتكر محمد أبك المحاسف عصفكر‪ ,‬معالـ حضارات الشرؽ األدنى القديـ‪ ,‬دار‬
‫النيضة العربية لمطباعة كالنشر‪ ,‬سنة النشر‪1418,‬ىػ ‪1987 -‬ـ‪.‬‬

‫‪ -19‬كلفنسكف‪ ,‬إسرائيؿ ‪‌,‬تاريخ الييود في بالد العرب‪ ,‬في الجاىمية وفي صدر اإلسالـ مطبعة‬
‫االعتماد ‪ ,‬القاىرة ‪1345‬ىػ‪1967-‬ـ‪.‬‬

‫كتب المغة‪:‬‬

‫‪-7‬ابف منظكر‪ ,‬محمد بف مكرـ بف عمى‪ ،‬أبك الفضؿ‪ ،‬جماؿ الديف األنصارم الركيفعى اإلفريقى‬
‫(ت‪711 :‬ىػ)‪ ,‬لساف العرب ‪ ,‬دار صادر – بيركت‪ ,‬الطبعة الثالثة ‪ 1414 -‬ىػ‪.‬‬

‫‪-6‬األزىرم‪ ,‬محمد بف أحمد بف اليركم‪ ،‬أبك منصكر (ت‪371 :‬ىػ)‪ ,‬تيذيب المغة‪ ,‬تحقيؽ‪:‬‬
‫محمد عكض مرعب‪ ,‬دار إحياء التراث العربي – بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى‪6111 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪-3‬الجرجاني‪‌ ,‬عمي بف محمد بف عمي الزيف الشريؼ(ت‪816 :‬ىػ)‪ ,‬التعريفات‪ ,‬تحقيؽ ضبطو‬
‫كصححو جماعة مف العمماء بإشراؼ‪ ,‬دار الكتب العممية‪ ,‬بيركت – لبناف‪.‬‬

‫‪-4‬الجكىرم‪ ,‬أبك نصر إسماعيؿ بف حماد الفارابي(ت‪393 :‬ىػ)‪ ,‬الصحاح تاج المغة وصحاح‬
‫العربية‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬أحمد عبد الغفكر عطار‪ ,‬دار العمـ لممبلييف – بيركت الطبعة الرابعة ‪1417 ,‬‬
‫ىػ ‪ 1987 -‬ـ‪ ,‬عدد األجزاء‪.6 :‬‬

‫‪-5‬الرازم‪ ,‬أحمد بف فارس بف زكرياء القزكيني أبك الحسيف (ت‪395 :‬ىػ)‪ ,‬معجـ مقاييس المغة‪,‬‬
‫تحقيؽ ‪ :‬عبد السبلـ محمد ىاركف‪ ,‬دار الفكر‪1399 ,‬ىػ ‪1979 -‬ـ‪.‬‬

‫‪‌ 636‬‬
‫‪-6‬العقيمي‪ ,‬عبد ا﵀ بف عبد الرحمف اليمداني المصرم (ت‪769 :‬ىػ)‪ ,‬شرح ابف عقيؿ عمى‬
‫ألفية ابف مالؾ‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد محيي الديف عبد الحميد ‪ ,‬دار التراث ‪ -‬القاىرة‪ ،‬دار مصر‬
‫لمطباعة‪ ،‬سعيد جكدة السحار كشركاه ‪,‬الطبعة العشركف‪ 1411 ,‬ىػ ‪ 1981 -‬ـ‪.‬‬

‫‪ -7‬الفراىيدم‪ ,‬الخميؿ بف أحمد الفراىيدم ‪ -‬عبد الحميد ىنداكم‪ ,‬العيف مرتبا عمى حروؼ‬
‫المعجـ‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬عبد الحميد ىنداكم ‪ ,‬دار الكتب العممية ‪ ,‬سنة النشر‪1464 :‬ىػ ‪6113 -‬ـ‪.‬‬

‫‪ -8‬الفيركز آبادم‪‌ ,‬مجد الديف أبك طاىر محمد بف يعقكب (ت‪817 :‬ىػ)‪‌ ,‬القاموس المحيط‬
‫قسكسي‪ ,‬مؤسسة‬
‫تحقيؽ‪ :‬مكتب تحقيؽ التراث في مؤسسة الرسالة‪ ,‬بإشراؼ‪ :‬محمد نعيـ العر ي‬
‫الرسالة لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬بيركت – لبناف ‪,‬الطبعة الثامنة‪ 1466 ،‬ىػ ‪ 6115 -‬ـ‪.‬‬

‫‪ -9‬الفيكمي‪ ,‬أبك العباس‪ ,‬أحمد بف محمد بف عمي الحمكم (ت‪ :‬نحك ‪771‬ىػ)‪ ,‬المصباح المنير‬
‫في غريب الشرح الكبير‪ ,‬المكتبة العممية – بيركت‪.‬‬

‫‪-11‬النككم‪ ,‬أبك زكريا محيي الديف يحيى بف شرؼ (ت‪676 :‬ىػ)‪ ,‬تيذيب األسماء والمغات دار‬
‫الكتب العممية‪ ،‬بيركت – لبناف‪.‬‬

‫‪ -11‬مجمع المغة العربية بالقاىرة‪(,‬إبراىيـ مصطفى ‪ /‬أحمد الزيات ‪ /‬حامد عبد القادر ‪ /‬محمد‬
‫النجار)‪‌,‬المعجـ الوسيط‪ ,‬دار الدعكة‪.‬‬

‫كتب التراجـ*‬

‫‪-1‬ابف األثير‪ ,‬عز‌الدٌن‪‌ ,‬أبك الحسف عمي بف أبي الكرـ محمد بف محمد بف عبد الكريـ بف عبد‬
‫الكاحد الشيباني الجزرم (ت‪631 :‬ىػ)‪‌ ,‬أسد الغابة في معرفة الصحابة‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬عمي محمد‬
‫معكض ‪ -‬عادؿ أحمد عبد المكجكد ‪ ,‬دار الكتب العممية ‪,‬الطبعة األكلى ‪1415 ,‬ىػ ‪ 1994 -‬ـ‪.‬‬

‫‪-6‬ابف سعد‪ ,‬أبك عبد ا﵀ محمد بف سعد بف منيع الياشمي بالكالء‪ ،‬البصرم‪ ،‬البغدادم (ت‪:‬‬
‫‪631‬ىػ)‪,‬الطبقات الكبرى‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد عبد القادر عطا‪ ,‬دار الكتب العممية – بيركت‪ ,‬الطبعة‬
‫األكلى‪ 1411 ،‬ىػ ‪ 1991 -‬ـ‪.‬‬

‫‪‌ 633‬‬
‫‪-3‬الذىبي‪ ,‬شمس الديف أبك عبد ا﵀ محمد بف أحمد بف عثماف بف قى ٍايماز (ت‪748 :‬ىػ) تذكرة‬
‫الحفاظ‪ ,‬دار الكتب العممية بيركت‪ -‬لبناف ‪,‬الطبعة األكلى‪1419 ،‬ىػ‪1998 -‬ـ‪.‬‬

‫‪ -4‬الذىبي‪ ,‬شمس الديف أبك عبد ا﵀ محمد بف أحمد بف عثماف بف قى ٍايماز (ت‪748 :‬ىػ) سير‬
‫أعالـ النبالء‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬مجمكعة مف المحققيف بإشراؼ الشيخ شعيب األرناؤكط ‪,‬مؤسسة الرسالة‬
‫‪,‬الطبعة الثالثة‪ 1415 ،‬ىػ ‪ 1985 /‬ـ‪.‬‬

‫‪ -5‬الزركمي‪ ,‬خير الديف بف محمكد بف محمد بف عمي بف فارس الدمشقي (ت‪1396 :‬ىػ) ‪,‬‬
‫األعالـ‪ ,‬دار العمـ لممبلييف ‪,‬الطبعة الخامسة عشر‪ 6116 ,‬ـ‪.‬‬

‫‪-6‬السيكطي‪ ,‬جبلؿ الديف عبد الرحمف بف أبي بكر(ت‪911 :‬ىػ)‪ ,‬طبقات المفسريف العشريف‬
‫تحقيؽ‪ :‬عمي محمد عمر‪ ,‬مكتبة كىبة – القاىرة الطبعة األكلى‪1396 ،‬ىػ‪.‬‬

‫‪-7‬العسقبلني‪ ,‬أبك الفضؿ أحمد بف عمي بف محمد بف أحمد بف حجر (ت‪856 :‬ىػ)‪ ,‬اإلصابة‬
‫في تمييز الصحابة‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬عادؿ أحمد عبد المكجكد كعمى محمد معكض‪ ,‬دار الكتب العممية‬
‫– بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى‪ 1415 ,‬ىػ‪.‬‬

‫‪-8‬القرطبي‪ ,‬أبك عمر يكسؼ بف عبد ا﵀ بف محمد بف عبد البر بف عاصـ النمرم (ت‪:‬‬
‫‪463‬ىػ)‪‌ ,‬االستيعاب في معرفة األصحاب‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬عمي محمد البجاكم‪ ,‬دار الجيؿ‪ ،‬بيركت‬
‫الطبعة األكلى‪ 1416 ،‬ىػ ‪ 1996 -‬ـ‪.‬‬

‫‪ -9‬الكيالي‪ ,‬عبد الكىاب‪ ,‬موسوعة السياسة‪ :‬سبعة أجزاء‪ ,‬المؤسسة العربية لمدراسات كالنشر‪,‬‬
‫بيركت‪ -‬لبناف‪.‬‬

‫*كتب عامة‬

‫‪‌ -1‬ابف القيـ‪ ,‬محمد بف أبي بكر بف أيكب بف سعد شمس الديف الجكزية (ت‪751 :‬ىػ)‪ ,‬إغاثة‬
‫الميفاف مف مصايد الشيطاف‪ ,‬تحقيؽ‪ :‬محمد حامد الفقي‪ ,‬مكتبة المعارؼ‪ ،‬الرياض‪ ،‬المممكة‬
‫العربية السعكدية ‪ ,‬الطبعة الثانية ‪1388 ,‬ىػ ‪1968 -‬ـ‪.‬‬

‫‪‌ 634‬‬
‫‪ -6‬آؿ سمماف‪ ,‬مشيكر بف حسف‪ ,‬اإلماـ القرطبي شيخ أئمة التفسير‪ ,‬دار القمـ دمشؽ‪ ،‬الطبعة‬
‫األكلى ‪ 1413 ،‬ى ػ‪.‬‬

‫‪ -3‬األثرم‪ ,‬عبد ا﵀ بف عبد الحميد‪ ,‬اإليماف حقيقتو خوارمو نواقضو عند أىؿ السنة والجماعة‪,‬‬
‫مدار الكطف لمنشر‪ -‬الرياض‪ ,‬الطبعة األكلى‪1464‬ىػ‪6113 -‬ـ‪.‬‬

‫‪ -4‬األنصارم‪ ,‬بدر‪ ,‬قياس الشخصية‪ ,‬دار الكتاب الحديث ‪ ,‬الطبعة األكلى‪6111‬ـ‪.‬‬

‫‪-5‬البار‪ ,‬محمد عمي‪ ,‬المدخؿ لدراسة العيد القديـ ج‪ ,7‬دار القمـ‪ -‬دمشؽ‪ ,‬الدار الشامية‪-‬‬
‫بيركت‪ ,‬الطبعة األكلى‪1411,‬ىػ‪1991-‬ـ‪.‬‬

‫‪ -6‬البعمبكي‪ ,‬منير‪ ,‬معجـ أعالـ المورد‪ ,‬موسوعة تراجـ ألشير أعالـ العرب واألجانب القدامى‬
‫والمحدثيف مستفادة مف موسوعة المورد‪ ,‬دار العمـ لممبلييف‪ ,‬بيركت – لبناف‪ ,‬الطبعة األكلى‪,‬‬
‫‪1996‬ـ‪.‬‬

‫‪-7‬البكريني‪ ,‬حسني‪ ,‬مرج الزىور محطة في تاريخ الحركة اإلسالمية في فمسطيف‪ ,‬مركز‬
‫الزيتكنة لمدراسات كاالستشارات‪ ,‬الطبعة األكلى‪6116-‬ـ‪.‬‬

‫‪-8‬التؿ‪ ,‬عبد ا﵀‪ ,‬األفعى الييودية في معاقؿ اإلسالـ‪ ,‬المكتب اإلسبلمي بيركت ‪ ,‬دمشؽ‪.‬‬

‫‪-9‬التؿ‪ ,‬عبد ا﵀‪ ,‬جذور البالء‪ ,‬دار اإلرشاد‪ ,‬الطبعة األكلى ‪1391,‬ىػ‪1971-‬ـ‪.‬‬

‫‪-11‬التكنسي‪ ,‬محمد خميفة‪ ,‬الخطر الييودي بروتوكوالت حكماء صييوف‪ ,‬الطبعة الخامسة‪,‬‬
‫‪1411‬ىػ‪1981-‬ـ‪.‬‬

‫‪ -11‬الجندم‪ ,‬أنكر‪ ,‬المخططات التممودية الييودية الصييونية‪ ,‬دار االعتصاـ‪ ,‬الطبعة الثانية‪-‬‬
‫‪1397‬ىػ‪1977-‬ـ‪.‬‬

‫‪-16‬الحربي‪ ,‬ممدكح‪ ,‬مجمؿ عقائد الشيعة في ميزاف أىؿ السنة والجماعة‪ ,‬ألفا لمنشر كالتكزيع‪,‬‬
‫الطبعة األكلى‪1436,‬ىػ‪.6111-‬‬

‫الحياة اإلسالميَّة‬ ‫وآثارَىا في‬ ‫وتطورَىا‬ ‫نشأتيا‬ ‫‪-13‬الحكالي‪ ,‬سفر عبد الرحمف‪ِ ,‬‬
‫العممانيَّة ‪-‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫المع ً‬
‫اص ىرة‪ ,‬دار اليجرة‪.‬‬ ‫يى‬
‫‪‌ 635‬‬
‫‪-14‬الخالدم‪ ,‬صبلح عبد الفتاح‪ ,‬حقائؽ قرآنية حكؿ القضية الفمسطينية‪ ,‬منشكرات القضية‬
‫الفمسطينية‪ -‬لندف ‪ ,‬الطبعة الثانية ‪1995‬ـ‪.‬‬

‫‪-15‬الخالدم‪ ,‬صبلح عبد الفتاح‪ ,‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‪ ,‬دار القمـ – دمشؽ‬
‫الطبعة األكلى ‪1419‬ىػ‪1998-‬ـ‪.‬‬

‫‪-16‬الدكسرم‪ ,‬عبد الرحمف‪ ,‬ييود األمس سمؼ سيئ لخمؼ أسوأ‪ ,‬مكتبة السكادم لمتكزيع الطبعة‬
‫األكلى ‪1413‬ىػ‪.1996-‬ـ‬

‫‪-17‬الرقب‪ ,‬صالح‪ ,‬ليس لمييود حؽ ديني في فمسطيف‪ ,‬الجامعة اإلسبلمية ‪-‬غزة‪ ,‬مجمة‬
‫الجامعة اإلسبلمية ‪ ,‬المجمد السادس‪ -‬العدد األكؿ – ‪1998‬ـ‪.‬‬

‫‪-17‬الرفاعي‪ ,‬فؤاد سيد عبد الرحمف‪ ,‬النفوذ الييودي في األجيزة اإلعالمية والمؤسسات‬
‫الدولية‪ ,‬بدكف طبعة‪.‬‬

‫‪-18‬الزحيمي‪ ,‬محمد‪ ,‬ابف كثير الدمشقي الحافظ المفسر المؤرخ الفقيو‪ ,‬دار القمـ – دمشؽ‪,‬‬
‫‪ 1415‬ىػ‪1995 -‬ـ ‪ ,‬الطبعة األكلى‪.‬‬

‫‪-19‬الزىراني‪ ,‬أبك ياسر محمد بف مطر بف عثماف آؿ مطر الزىراني (ت‪1467 :‬ىػ)‪ ,‬موقؼ‬
‫أصحاب األىواء والفرؽ مف السنة النبوية ورواتيا جذورىـ وسائميـ وأساليبيـ قديما وحديثا‪,‬‬
‫مكتبة الصديؽ لمنشر كالتكزيع‪ ,‬الطبعة األكلى ‪1411,‬ىػ‪.‬‬

‫‪ -61‬السعدم‪ ,‬غازم‪ ,‬اليكر‪ ,‬منير‪ ,‬اإلعالـ االسرائيمي‪ ,‬دار الجميؿ لمنشر كالتكزيع – عماف‬
‫‪1987‬ـ‪.‬‬

‫‪-61‬السكيداف‪ ,‬طارؽ‪ ,‬الموسوعة الييودية المصورة‪ ,‬مؤسسة اإلبداع الخيرم‪.‬‬

‫‪-66‬الشريدة‪‌,‬محمد حافظ‪ ,‬أصوؿ العقيدة في التوراة المحرفة عرض ونقد‪1646 ,‬ىػ‪6113-‬ـ‪.‬‬

‫‪-63‬الشيابي‪ ,‬إبراىيـ‪ ,‬استراتيجية القرآف في مواجية الييودية العالمية‪ ,‬منشكرات اتحاد الكتاب‬
‫العرب‪1997,‬ـ‪.‬‬

‫‪‌ 636‬‬
‫‪-64‬الصالح‪ ,‬محمد أديب‪ ,‬الييود في القرآف والسنة‪ ,‬دار اليدل لمنشر كالتكزيع‪ ,‬الطبعة األكلى‬
‫‪1413‬ىػ‪1993 ,‬ـ‪.‬‬

‫‪-65‬المدرس‪ ,‬عمي سرم محمكد‪‌ ,‬العيد القديـ دراسة نقدية‪ ,‬األكاديميكف لمنشر كالتكزيع‪ ,‬الطبعة‬
‫األكلى ‪1467 ,‬ىػ‪6117-‬ـ‪.‬‬

‫‪-66‬القرضاكم‪ ,‬يكسؼ‪ ,‬الديف والسياسة تأصيؿ ورد شبيات‪ ,‬دار الشركؽ‪6117,‬ـ‪.‬‬

‫‪-67‬النبياني‪ ,‬تقي الديف‪ ,‬الشخصية اإلسالمية‪ ,‬الجزء األوؿ‪ ,‬دار األمة لمنشر كالتكزيع‪ ,‬الطبعة‬
‫السادسة‪1464 ,‬ىػ‪6113-‬ـ‪.‬‬

‫‪-68‬الندكة العالمية لمشباب اإلسبلمي‪ ,‬إشراؼ كتخطيط كمراجعة‪ :‬د‪ .‬مانع بف حماد الجيني‬
‫الموسوعة الميسرة في األدياف والمذاىب واألحزاب المعاصرة‪ ,‬دار الندكة العالمية لمطباعة كالنشر‬
‫كالتكزيع ‪,‬الطبعة الرابعة‪ 1461 ،‬ىػ‪.‬‬

‫‪-69‬المحمكد‪ ,‬عبد الرحمف صالح‪ ,‬الحكـ بما أنزؿ اهلل أحوالو وأحكامو‪ ,‬دار طيبة لمنشر‬
‫كالتكزيع‪ ,‬الطبعة الثانية‪1461,‬ىػ‪1999 -‬ـ‪.‬‬

‫‪-31‬المسيرم‪ ,‬عبد الكىاب‪ ,‬البروتوكوالت والييودية والصييونية‪ ,‬دار الشركؽ القاىرة‪ ,‬الطبعة‬
‫الثالثة‪6113 -‬ـ‪.‬‬

‫‪-31‬المسيرم‪ ,‬عبد الكىاب‪ ,‬موسوعة الييود والييودية والصييونية‪ ,‬دار الشركؽ‪ ,‬الطبعة‬
‫األكلى‪1999,‬ـ‪.‬‬

‫‪-36‬المسيرم‪ ,‬عبد الكىاب‪ ,‬مف ىو الييودي‪ ,‬دار الشركؽ‪ -‬القاىرة‪ ,‬الطبعة الثالثة ‪6116-‬ـ‪.‬‬

‫‪-33‬الميداني‪ ,‬عبد الرحمف حبنكة‪ ,‬مكايد ييودية عبر التاريخ‪ ,‬دار القمـ ‪ ,‬دمشؽ – بيركت‪,‬‬
‫الطبعة الثانية‪1398 ,‬ىػ‪1978-‬ـ‪.‬‬

‫‪ -34‬بدكم‪ ,‬أحمد زكي‪ ,‬معجـ مصطمحات العموـ االجتماعية ‪ ,‬مكتبة لبناف ناشركف‪ -‬بيركت‬
‫الطبعة األكلى ‪1993-‬ـ‬

‫‪‌ 637‬‬
‫‪-35‬حسيف‪ ,‬د‪ .‬محمد محمد‪ ,‬حصوننا ميددة مف الداخؿ‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ -‬سكريا‪ ,‬الطبعة‬
‫الثامنة ‪1414‬ىػ‪1983 -‬ـ‪.‬‬

‫‪ -36‬دركزة‪ ,‬محمد عزت‪ ,‬الييود في القرآف الكريـ ‪ ,‬المكتب اإلسبلمي ‪.‬‬

‫‪ -37‬ركىمنج‪ ,‬ترجمة الدكتكر حنا نصر ا﵀ ‪,‬الكنز المرصود في قواعد التممود‪1899 ,‬ـ‪.‬‬

‫‪-38‬سعيد‪ ,‬عبد الستار فتح ا﵀‪ ,‬معركة الوجود بيف القرآف والتممود‪ ,‬الطبعة الرابعة‪.‬‬

‫‪-39‬سكسة‪ ,‬أحمد‪‌ ,‬أبحاث في الييودية والصييونية‪ ,‬دار األمؿ لمنشر كالتكزيع‪- ,‬اربد‪-‬األردف‪,‬‬
‫الطبعة األكلى‪6113 -‬ـ‪.‬‬

‫‪-41‬صالح‪ ,‬سعيد‪ ,‬العقيدة الييودية وخطرىا عمى اإلنسانية‪ ,‬دار الصفا لمطباعة كالنشر‪,‬‬
‫الطبعة‪-‬الثانية ‪1991.,‬‬

‫‪ -41‬طعيمة‪ ,‬صابر‪ ,‬تاريخ الييود العاـ‪ ,‬دار الجيؿ ‪ -‬بيركت‪ ,‬الطبعة الثالثة‪1411 ,‬ىػ‪-‬‬
‫‪1991‬ـ‪.‬‬

‫‪ -46‬ظيير‪ ,‬إحساف إليي‪ ,‬الشيعة والتشيع فرؽ وتاريخ‪ ,‬إدارة ترجماف السنة – باكستاف‬
‫الطبعة العاشرة‪1415 -‬ىػ – ‪1995‬ـ‪.‬‬

‫‪ -43‬ظيير‪ ,‬إحساف إليي‪ ,‬الشيعة والسنة‪ ,‬إدارة ترجماف السنة – باكستاف‪ ,‬الطبعة الثالثة‬
‫‪1396‬ىػ – ‪1976‬ـ‪.‬‬

‫‪-44‬عباس‪ ,‬فضؿ حسف‪ ,‬اإلسراء والمعراج دروس ونفحات‪ ,‬دار الفرقاف لمنشر كالتكزيع‪ -‬عماف‬
‫‪ ,‬الطبعة الثالثة‪6114-‬ـ‪.‬‬

‫‪ -45‬عبد ا﵀‪ ,‬عكدة عبد عكدة‪ ,‬التممود وأثره في صياغة الشخصية الييودية‪ ,‬بدكف طبعة‪.‬‬

‫‪ -46‬عبد‪ ,‬فكرم جكاد‪ ,‬السبي البابمي وانعكاساتو عمى الشخصية الييودية‪ ,‬بحث‪ -‬جامعة‬
‫الككفة‬

‫‪‌ 638‬‬
‫‪-47‬عرابي‪ ,‬رجا عبد الحميد‪ ,‬سفر التاريخ الييودي تاريخيـ عقائدىـ فرقيـ نشاطاتيـ‬
‫سموكياتيـ الحركة الصييونية والقضية الفمسطينية‪ ,‬دار األكائؿ لمنشر كالتكزيع – دمشؽ الطبعة‬
‫األكلى‪6116-‬ـ ‪ ,‬الطبعة الثانية‪6116-‬ـ‬

‫‪-48‬عكض‪ ,‬أحمد رفيؽ‪ ,‬لغة الخطاب اإلعالمي االسرائيمي(عممية السور الواقي أنموذجا)‬
‫مكتب الشؤكف الفكرية كالدراسات – البيرة‪6116 ,‬ـ‪.‬‬

‫‪-49‬عكيضة‪ ,‬كامؿ محمد محمد‪ ,‬عمـ النفس بيف الشخصية والفكر‪ ,‬دار الكتب العممية‬
‫‪1416‬ىػ‪1996-‬ـ‪.‬‬

‫‪ -51‬قدح‪ ,‬محمكد عبد الرحمف‪ ,‬األسفار المقدسة عند الييود وأثرىا في انحرافيـ عرض ونقد‪,‬‬
‫الجامعة اإلسبلمية بالمدينة المنكرة‪ ,‬الطبعة السنة الثالثة كالثبلثكف ‪ -‬العدد (‪1461 ,)111‬ىػ‬
‫‪6111‬ـ‪.‬‬

‫‪ -51‬قدح‪ ,‬محمكد بف عبد الرحمف‪ ,‬الموجز في تاريخ الييود والرد عمى مزاعميـ الباطمة‬
‫الجامعة اإلسبلمية بالمدينة المنكرة ‪,‬الطبعة السنة التاسعة كالعشركف ‪ -‬العدد (‪/1418(- )117‬‬
‫‪1419‬ىػ)‪.‬‬

‫‪ -56‬كالفرت‪ ,‬بيتر‪ ,‬سكزاف‪ ,‬السياسة والمجتمع في العالـ الثالث‪ ,‬كالفرت‪ ,‬ترجمة عبد ا﵀‬
‫الغامدم‪.‬‬

‫‪-53‬كار‪ ,‬كليـ‪ ,‬شرح كتعميؽ خير ا﵀ طمفاح‪ ,‬الييود وراء كؿ جريمة‪ ,‬دار الكتاب العربي‪,‬‬
‫الطبعة الثانية‪1416 ,‬ىػ ‪1986 -‬ـ‪.‬‬

‫‪ -54‬مسككيو‪ ,‬أبك عمي أحمد بف محمد بف يعقكب (ت‪461 :‬ىػ)‪ ,‬تيذيب األخالؽ وتطيير‬
‫األكلى‪‌.‬‬ ‫األعراؽ‪ ,‬حققو كشرح غريبو‪ :‬ابف الخطيب ‪ ,‬مكتبة الثقافة الدينية ‪,‬الطبعة‬

‫‪ -55‬مكياؿ‪ ,‬د‪ .‬شمعكف‪ ,‬ترجمة عف العبرانية‪ ,‬التممود أصمو تسمسمو آدابو‪ ,‬الدار الثقافية لمنشر‪,‬‬
‫الطبعة األكلى ‪1465 ,‬ىػ‪6114-‬ـ‪.‬‬

‫*رسائؿ وبحوث عممية‬

‫‪‌ 639‬‬
‫‪-1‬عبيد‪ ,‬عبد القادر عيسى‪ ,‬إفساد الييود وأثره في تتبير عموىـ‪ ,‬رسالة ماجستير الجامعة‬
‫اإلسبلمية غزة ‪1433 ,‬ىػ‪6116-‬ـ‪.‬‬

‫‪ -6‬شاىيف‪ ,‬رياض‪ ,‬أوضاع الييود وموقفيـ مف الغزو الصميبي لبالد الشاـ( ‪291 -397‬ىػ ‪/‬‬
‫‪7697 -7191‬ـ )‪ ,‬بحث ‪ -‬الجامعة اإلسبلمية – غزة‪6115 ,‬ـ‪.‬‬

‫‪-3‬طنطاكم‪ ,‬محمد سيد‪ ,‬بنو إسرائيؿ في القرآف والسنة‪ ,‬رسالة دكتكراه‪ -‬جامعة األزىر دار‬
‫الشركؽ ‪ ,‬القاىرة‪1461 ,‬ىػ‪6111-‬ـ‪.‬‬

‫‪-4‬عشا‪ ,‬آالء محمد مصباح‪ ,‬الجانب المادي في الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‪ ,‬رسالة‬
‫ماجستير ‪ ,‬الجامعة األردنية – عماف‪6117 ,‬ـ‪.‬‬

‫‪ -6‬السكسي‪ ,‬عبد السبلـ المكح ضيائي‪ ,‬مظاىر الفساد وآثاره في القرآف الكريـ(دراسة‬
‫موضوعية)‪ ,‬بحث مف الجامعة اإلسبلمية – غزة ‪6118 ,‬ـ‪.‬‬

‫‪ -7‬الصيفي‪ ,‬رمضاف بف يكسؼ عبد اليادم الصيفي‪‌ ,‬منيج القرآف الكريـ في التعامؿ مع‬
‫جرائـ الييود(دراسة تطبيقية بيف الماضي والحاضر)‪‌ ,‬رسالة ماجستير‪ ,‬الجامعة اإلسبلمية –‬
‫غزة‪1431 ,‬ىػ‪6119 -‬ـ‪.‬‬

‫‪‌-8‬الف ار‪‌,‬عبد الناصر‪ ,‬الييكؿ المزعوـ بيف الوىـ والحقيقة‪ ,‬جامعة القدس المفتكحة‪ -‬غزة‪.‬‬

‫‪ -9‬البغدادم‪ ,‬أبك يعبيد القاسـ بف سبلٌـ بف عبد ا﵀ اليركم البغدادم (ت‪664 :‬ىػ)‪ ,‬الناسخ‬
‫والمنسوخ في القرآف العزيز وما فيو مف الفرائض والسنف‪ ,‬دراسة كتحقيؽ‪ :‬محمد بف صالح‬
‫المديفر (أصؿ التحقيؽ رسالة جامعية)‪ ,‬مكتبو الرشد ‪ /‬شركة الرياض – الرياض ‪,‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪ 1418‬ىػ ‪ 1997 -‬ـ‪.‬‬

‫‪ -11‬الجمؿ‪ ,‬محمد أحمد‪ ,‬الحكرم‪ ,‬محمد رضا‪ ,‬أبك زينة‪ ,‬منصكر محمكد‪ ,‬آراء المفسريف في‬
‫إفسادتي بني إسرائيؿ‪ ,‬بحث مقدـ مف جامعة اليرمكؾ – كمية الشريعة –قسـ أصكؿ الديف‪.‬‬

‫*مجالت‬

‫‪‌ 641‬‬
‫‪ -1‬مجمة البحوث اإلسالمية‪ ,‬عدد‪ ,31‬سنة ‪1411‬ىػ‪.‬‬

‫‪-6‬مجمة العودة‪ ,‬عدد (‪ -)76‬سنة ‪ 6113‬ـ – ‪1434‬ىػ‪.‬‬

‫‪ -3‬مجمة المسمـ المعاصر‪,63 ,‬سنة ‪1981‬ـ‪.‬‬

‫*الشبكة العالمية لممعمومات(االنترنت)‬

‫‪‌-1‬الجزيرة نت‪.www.aljazeera.net ,‬‬

‫‪‌-6‬الحياة الجديدة نت‪.www.alhaya.ps ,‬‬

‫‪ -3‬الرسالة نت‪.alresalah.ps ,‬‬

‫‪‌-4‬المركز الفمسطيني لإلعالـ‪.www.palinfo.com ,‬‬

‫‪-5‬دنيا الوطف‪.www.alwatanvoice.com,‬‬

‫‪ -6‬صيد الفوائد‪.www.saaid.net,‬‬

‫‪ -7‬قصة اإلسالـ‪.islamstory.com ,‬‬

‫‪ -8‬مدار‪.www.madarcenter.org ,‬‬

‫‪ -9‬مركز بيت المقدس لمدراسات التوثيقية‪.www.aqsaonline.org ,‬‬

‫‪-11‬مفكرة اإلسالـ‪.islamemo.com,‬‬

‫‪‌ 641‬‬
‫مسرد الموضوعات‬
‫رقـ الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫صفحة العنواف‬
‫إجازة الرسالة‬
‫أ‬ ‫اإلقرار‬
‫ب‬ ‫اإلىداء‬
‫ج‬ ‫شكر وعرفاف‬
‫د‬ ‫ممخص الرسالة(عربي)‬
‫و‬ ‫ممخص الرسالة(إنجميزي)‬
‫ح‬ ‫المقدمة‬
‫س‬ ‫خطة البحث‬
‫‪3‬‬

‫الفصؿ األوؿ ‪:‬تعريؼ عاـ بسورة المائدة والشخصية الييودية‬

‫‪3‬‬ ‫المبحث األوؿ‪ :‬تعريؼ عاـ بسورة المائدة‬


‫‪3‬‬ ‫المطمب األوؿ ‪ :‬اسـ السورة وزمف وأسباب النزوؿ‪ ,‬عدد آياتيا‪ ,‬والجو العاـ‬
‫لمسورة‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫أ‪ -‬اسـ السورة‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫ب‪ -‬زمف نزوليا وأسباب النزوؿ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫ت‪-‬عدد آياتيا ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫ث‪ -‬الجو العاـ لمسورة ‪ ,‬ويشمؿ عدة محاور‬
‫‪6‬‬ ‫األوؿ‪ :‬المحور العقدي‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫الثاني‪ :‬المحور التشريعي‪.‬‬

‫‪‌ 646‬‬
‫‪8‬‬ ‫الثالث‪ :‬المحور القصصي‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫الرابع‪ :‬محور الحديث عف الييود والنصارى‪.‬‬
‫‪30‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬أوجو التشابو بيف سورتي المائدة والنساء‬
‫‪32‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬مميزات سورة المائدة ومكانتيا بيف السور القرآنية الكريمة‬
‫‪34‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تعريؼ الشخصية والييودية‬
‫‪34‬‬ ‫المطمب األوؿ ‪ :‬الشخصية لغة واصطالحا‪.‬‬
‫‪34‬‬ ‫أ‪ -‬الشخصية ‪:‬لغة‪.‬‬
‫‪34‬‬ ‫ب‪ -‬الشخصية اصطالحا‪.‬‬
‫‪36‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬معنى الييودية‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬معنى الشخصية الييودية‪.‬‬
‫‪38‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬الشخصية الييودية قبؿ اإلسالـ‬
‫‪38‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬معنى كممة الييود لغة واصطالحا‪.‬‬
‫‪38‬‬ ‫أ‪ -‬الييود لغة‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫ب‪ -‬الييود اصطالحا‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬التسمسؿ التاريخي لمييود‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫ألوال‪ :‬النشأة والميالد‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫ثانيا‪ :‬بنو إسرائيؿ في زمف موسى عميو السالـ‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪ -3‬مرحمة االستضعاؼ‬
‫‪25‬‬ ‫‪ -2‬مرحمة التمكيف‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪ -3‬مرحمة ما بعد التمكيف‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫ثالثا‪ :‬بنو إسرائيؿ في زمف عيسى عميو السالـ‪.‬‬
‫‪28‬‬ ‫رابعاً‪ :‬الييود ما قبؿ البعثة النبوية‪.‬‬
‫‪30‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‬
‫‪30‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬معمومات عامة عف الييود في القرآف الكريـ‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫جدوؿ مقارنة بيف بني إسرائيؿ والييود‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬معالـ الخطاب القرآني عف الشخصية الييودية‬
‫‪37‬‬ ‫‪ -3‬السرد القصصي‬
‫‪37‬‬ ‫‪-2‬إبراز عقائد الييود‬
‫‪37‬‬ ‫‪ -3‬خطاب القرآف عف الييود اتسـ بالشمولية‬

‫‪‌ 643‬‬
‫‪38‬‬ ‫‪ -4‬جزء مف الخطاب اتسـ بالحوار والمجادلة‬
‫‪38‬‬ ‫‪-5‬أبرز الخطاب العالقة الحميمة بيف كال مف الييود والنصارى‬
‫‪38‬‬ ‫‪-6‬اتسـ الخطاب باالستمرارية‬
‫‪39‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬أبرز السور التي تناولت الحديث عف الييود وأبرز ما جاء‬
‫فييا‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫أوالً‪ :‬الييود مف خالؿ سورة البقرة‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -3‬التذكير بنعـ اهلل عز وجؿ عمييـ‪.‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪-2‬بياف المواثيؽ التي أخذىا اهلل عمى بني إسرائيؿ‪.‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪ -3‬التعنت في السؤاؿ والتعنت في التنفيذ‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -4‬ذكرت سورة البقرة بعض الصفات القبيحة ليـ‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -5‬تناولت السورة الحديث عف مواقؼ وقصص في تاريخ بني إسرائيؿ‪.‬‬
‫‪42‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الييود مف خالؿ سورة آؿ عمراف‪.‬‬
‫ً‬
‫‪42‬‬ ‫‪ -3‬معركة الجدؿ والمناظرة مع أىؿ الكتاب‪.‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪-2‬عرضت سورة آؿ عمراف لبعض السموكيات الشائنة لمييود‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -3‬بينت السورة كفر الييود‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬الييود مف خالؿ سورة األعراؼ‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -3‬بياف ما كاف فيو بنو إسرائيؿ مف ذؿ وىواف في زمف فرعوف‪.‬‬
‫‪44‬‬ ‫‪ -2‬ذكرت السورة موقفيف يكشفاف عف أمر خطير مستقر في شخص ييود‬
‫‪.‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪ -3‬بينت سورة األعراؼ حقيقة ميمة كتبيا اهلل عمى بني إسرائيؿ‪.‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪ -4‬بينت قصة التوراة التي أنزلت عمى موسى عميو السالـ‪.‬‬
‫‪45‬‬ ‫رابعا‪ :‬الييود مف خالؿ سورة اإلسراء‪.‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪-3‬تذكير الييود بعيديف ميميف‪.‬‬
‫‪46‬‬ ‫‪-2‬تحدثت السورة عف إفسادتي بني إسرائيؿ‪.‬‬
‫‪47‬‬ ‫‪-3‬سنة العودة‪.‬‬
‫‪48‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬سمات الشخصية الييودية في القرآف الكريـ‬
‫‪48‬‬ ‫‪ -3‬شخصية معقدة‪.‬‬
‫‪49‬‬ ‫‪ -2‬شخصية غير سوية‪.‬‬
‫‪49‬‬ ‫‪ -3‬شخصية ذليمة ومغضوب عمييا‪.‬‬

‫‪‌ 644‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -4‬شخصية عدوانية‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪ -5‬شخصية تعنى بالتمبيس والتحريؼ‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪ -6‬شخصية مغرورة ومعجبة بنفسيا‪.‬‬
‫‪52‬‬ ‫‪ -7‬دنيوية مادية‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪ -8‬لعؿ أىـ سمات الييود أنيـ كفار‪.‬‬
‫‪54‬‬ ‫المبحث الخامس‪ :‬مكونات الشخصية الييودية‬
‫‪54‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬مصادر التمقي عند الييود(المشارب والمناىؿ)‪.‬‬
‫‪54‬‬ ‫المصدر األوؿ‪ :‬التوراة لغة‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫التوراة في اصطالح القرآف‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫التوراة في اصطالح الييود‪.‬‬
‫‪56‬‬ ‫تحريؼ التوراة‪.‬‬
‫‪58‬‬ ‫المصدر الثاني‪ :‬التممود‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫التوراة والتممود وأثرىما في تكويف الشخصية الييودية‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫أوال‪ :‬الجانب العقدي‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫وصفيـ اهلل عز وجؿ بأوصاؼ قبيحة‪.‬‬
‫‪60‬‬ ‫وصفيـ األنبياء عمييـ السالـ بأوصاؼ قبيحة‪.‬‬
‫‪60‬‬ ‫الجانب الخمقي‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫المصدر الثالث‪ :‬بروتكوالت حكماء صييوف‪.‬‬
‫‪62‬‬ ‫معنى بروتكوالت حكماء صييوف‪.‬‬
‫‪62‬‬ ‫تاريخ ظيور بروتكوالت حكماء صييوف‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫البروتكوالت وأثرىا في تكويف الشخصية الييودية‪.‬‬
‫‪64‬‬ ‫أوال‪ :‬في الجانب الخمقي‪.‬‬
‫‪64‬‬ ‫ثانيا‪ :‬في الجانب السياسي‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬البيئة والتاريخ‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫الفترة األولى في زمف يعقوب عميو الصالة والسالـ‪.‬‬
‫‪67‬‬ ‫الفترة الثانية‪ :‬في زمف فرعوف‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫الفترة الثالثة‪ :‬في زمف السبي البابمي‪.‬‬
‫‪72‬‬ ‫الفترة الرابعة في الزمف الروماني‪.‬‬
‫‪72‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬العوامؿ النفسية‪.‬‬

‫‪‌ 645‬‬
‫‪72‬‬ ‫‪-3‬تأثير ذكريات االضطياد والقتؿ والنفي والطَّرد‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫‪-2‬العزلة التي عاشيا الييود‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫‪ -3‬التعصب واألنانية‪.‬‬
‫‪74‬‬

‫الفصؿ الثاني‪ :‬الشخصية الييودية العقدية‬

‫‪75‬‬ ‫المبحث األوؿ ‪ :‬تعريؼ العقيدة‬


‫‪75‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬العقيدة لغة واصطالحا‬
‫‪75‬‬ ‫أ‪ -‬العقيدة لغة‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫ب‪-‬العقيدة اصطالحاً‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬دور العقيدة في توجيو السموؾ‪.‬‬
‫‪76‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬عقائد الييود مف خالؿ آيات سورة المائدة‬
‫‪76‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬عقيدة الييود في اهلل عز وجؿ‪.‬‬
‫‪76‬‬ ‫أوالً‪ :‬موقؼ الييود مف توحيد األلوىية‪.‬‬
‫‪76‬‬ ‫‪ -3‬ما قبؿ موسى عميو السالـ‪.‬‬
‫‪76‬‬ ‫‪ -2‬في زمف موسى عميو السالـ‪.‬‬
‫‪77‬‬ ‫‪ -3‬ما بعد موسى عميو السالـ‪.‬‬
‫‪78‬‬ ‫‪ -4‬عبادة األحبار‪.‬‬
‫‪79‬‬ ‫‪ -5‬معبود العصر‪.‬‬
‫‪79‬‬ ‫توحيد األلوىية عند الييود مف خالؿ سورة المائدة‪.‬‬
‫‪79‬‬ ‫الصورة األولى‪ :‬عدـ التحاكـ إلى شرع اهلل عز وجؿ المسطر في التوراة‬
‫وفي القرآف الكريـ وعدـ القبوؿ بو‪.‬‬
‫‪83‬‬ ‫داللة اآليات عمى موقؼ الييود مف توحيد األلوىية‪.‬‬
‫‪84‬‬ ‫الصورة الثانية‪ :‬عبادة الطاغوت‪.‬‬
‫‪85‬‬ ‫قصة العجؿ‪.‬‬
‫‪85‬‬ ‫ثانياً‪ :‬توحيد األسماء والصفات‪.‬‬
‫‪86‬‬ ‫موقؼ الييود مف توحيد األسماء والصفات‪.‬‬
‫‪86‬‬ ‫موقؼ الييود مف توحيد األسماء والصفات مف خالؿ سورة المائدة‪.‬‬

‫‪‌ 646‬‬
‫‪86‬‬ ‫األمر األوؿ‪ :‬ادعاء الييود أف اهلل عز وجؿ يحبيـ ويعامميـ معاممة خاصة‪.‬‬
‫‪86‬‬ ‫األمر الثاني‪ :‬وصؼ الييود اهلل عز وجؿ بالبخؿ‪.‬‬
‫‪88‬‬ ‫منشأ ىذا االعتقاد‪.‬‬
‫‪89‬‬ ‫األمر الثالث‪ :‬وصؼ الييود اهلل عز وجؿ بأنو ينزؿ إلى األرض ويقاتؿ‬
‫الجباريف في فمسطيف‪.‬‬
‫‪93‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬عقيدة الييود في النبوة واألنبياء عمييـ السالـ‪.‬‬
‫‪93‬‬ ‫موقؼ الييود مف النبوة واألنبياء عمييـ السالـ بشكؿ عاـ‪.‬‬
‫‪92‬‬ ‫موقؼ الييود مف األنبياء عمييـ السالـ مف خالؿ سورة المائدة‪.‬‬
‫‪92‬‬ ‫آية الميثاؽ ودالالتيا‪.‬‬
‫‪94‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬عقيدة الييود في اليوـ اآلخر‪.‬‬
‫‪95‬‬ ‫عقيدة موسى عميو السالـ وقومو في اليوـ اآلخر‪.‬‬
‫‪95‬‬ ‫نظرة الييود إلى اليوـ اآلخر بعد التحريؼ‪.‬‬
‫‪97‬‬ ‫نظرة الييود الى اليوـ اآلخر مف خالؿ سورة المائدة‪.‬‬
‫‪97‬‬ ‫زعـ الييود بأنيـ أولياء اهلل وأحباؤه عرض ونقد‪.‬‬
‫‪97‬‬ ‫الخالصة‪.‬‬
‫‪98‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬عقيدة الييود في اإليماف‪.‬‬
‫‪98‬‬ ‫أ‪ -‬اإليماف لغة‪.‬‬
‫‪99‬‬ ‫ب‪ -‬اإليماف اصطالحاً‪.‬‬
‫‪99‬‬ ‫موقؼ الييود مف اإليماف بشكؿ عاـ‪.‬‬
‫‪99‬‬ ‫الييود واإليماف مف خالؿ سورة المائدة‪.‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪ -3‬آية الميثاؽ‪.‬‬
‫‪300‬‬ ‫‪-2‬عاقبة أىؿ الكتاب لو ءامنوا باهلل عز وجؿ‪.‬‬
‫‪303‬‬ ‫‪-3‬الييود يسخروف مف اإلسالـ وأىمو‪.‬‬
‫‪303‬‬ ‫‪-4‬الييود يوالوف المشركيف‪.‬‬
‫‪302‬‬ ‫نفى القرآف عف الييود اإليماف باهلل عز وجؿ واإليماف بالرسوؿ وبالقرآف‬
‫‪303‬‬ ‫المطمب الخامس‪ :‬عقيدة الييود في أنفسيـ‪.‬‬
‫‪304‬‬ ‫يزعـ الييود أنيـ شعب اهلل المختار والرد عمى ذلؾ‪.‬‬
‫‪306‬‬
‫الفصؿ الثالث‪ :‬الشخصية الييودية الخمقية‬

‫‪‌ 647‬‬
‫‪308‬‬ ‫المبحث األوؿ‪ :‬تعريؼ عاـ باألخالؽ‪.‬‬
‫‪308‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬األخالؽ لغة واصطالحا‪.‬‬
‫‪308‬‬ ‫أ‪ -‬األخالؽ لغة‪.‬‬
‫‪308‬‬ ‫ب‪-‬األخالؽ اصطالحا‪.‬‬
‫‪308‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬أخالؽ الييود بصورة عامة‪.‬‬
‫‪309‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أبرز األخالؽ الييودية التي تناولتيا آيات سورة‬
‫المائدة‪.‬‬
‫‪309‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬العداوة والبغضاء‪.‬‬
‫‪330‬‬ ‫عداوة الييود لإلسالـ و لممسمميف في الماض والحاضر‪.‬‬
‫‪330‬‬ ‫أمثمة مف عداء الييود لمنبي صمى اهلل عميو وسمـ والصحابة ولممسمميف‬
‫عموما‪.‬‬
‫‪330‬‬ ‫‪ -3‬محاولة الييود اغتياؿ الرسوؿ محمد صمى اهلل عميو وسمـ أكثر مف‬
‫مرة‪.‬‬
‫‪333‬‬ ‫‪ -2‬الوقيعة بيف الصحابة‪.‬‬
‫‪335‬‬ ‫‪-3‬الييود وراء مقتؿ الصحابي عمر بف الخطاب رضي اهلل عنو‪.‬‬
‫‪335‬‬ ‫‪ -4‬الييود والقضية الفمسطينية‪.‬‬
‫‪337‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬نقض العيود والمواثيؽ والخيانة‪.‬‬
‫‪338‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬قسوة القمب‪.‬‬
‫‪339‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬الجبف‪.‬‬
‫‪322‬‬ ‫مظاىر الجبف عند الييود‪.‬‬
‫‪322‬‬ ‫‪ -3‬عدـ الثبات في صداـ صريح أو لقاء مكشوؼ‪.‬‬
‫‪323‬‬ ‫‪ -2‬االعتماد عمى الوسائؿ المادية إلى درجة الكفر‪.‬‬
‫‪323‬‬ ‫‪ -3‬الرىبة مف المؤمنيف أكثر مف اهلل عز وجؿ‪.‬‬
‫‪323‬‬ ‫‪ -4‬ستر جبنيـ بغطاء مف القالع والحصوف‪.‬‬
‫‪324‬‬ ‫‪ -5‬التناكر والتنافر المكنوف بينيـ‪.‬‬
‫‪324‬‬ ‫جبف الييود في الوقت المعاصر‪.‬‬
‫‪324‬‬ ‫المطمب الخامس‪ :‬سماع الكذب‪.‬‬
‫‪326‬‬ ‫مثاؿ معاصر عمى كذب الييود‬

‫‪‌ 648‬‬
‫‪327‬‬ ‫المطمب السادس‪ :‬أكؿ الحراـ‬
‫‪327‬‬ ‫معنى السحت‬
‫‪327‬‬ ‫وجوه السحت‬
‫‪328‬‬ ‫صور الرشوة‬
‫‪328‬‬ ‫‪ -3‬كتماف ما أنزؿ اهلل عز وجؿ مف الحؽ‬
‫‪328‬‬ ‫‪ -2‬تحريؼ كالـ اهلل عز وجؿ‬
‫‪328‬‬ ‫‪ -3‬استخدـ الييود الرشوة مف أجؿ التخفيؼ عنيـ في قسمة خيبر‬
‫‪329‬‬ ‫المطمب السابع‪ :‬المسارعة إلى الكفر واإلثـ والعدواف ‪.‬‬
‫‪330‬‬ ‫المطمب الثامف‪ :‬الوقوع في المنكر وعدـ النيي عنو‪.‬‬
‫‪333‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬االنحراؼ الييودي الخمقي في الوقت المعاصر ‪.‬‬
‫‪333‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬أثر االنحراؼ الخمقي الييودي عمى الجانب السياسي‪.‬‬
‫‪334‬‬ ‫أمثمة عمى انحراؼ الييود سياسياً‪.‬‬
‫‪335‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬أثر االنحراؼ الخمقي الييودي عمى الجانب االجتماعي‪.‬‬
‫‪335‬‬ ‫أمثمة عمى انحراؼ الييود اجتماعيا‪.‬‬
‫‪336‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬أثر االنحراؼ الخمقي الييودي عمى الجانب المالي‪.‬‬
‫‪338‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬أثر االنحراؼ الخمقي الييودي عمى الجانب اإلعالمي‪.‬‬
‫‪338‬‬ ‫أمثمة عمى انحراؼ الييود إعالميا‪.‬‬
‫‪340‬‬ ‫المطمب الخامس‪ :‬أثر االنحراؼ الخمقي الييودي عمى الجانب التربوي‪.‬‬
‫‪343‬‬ ‫أمثمة عمى انحراؼ الييود تربويا‪.‬‬
‫‪343‬‬

‫الفصؿ الرابع‪ :‬الشخصية الييودية السياسية‬

‫‪344‬‬ ‫المبحث األوؿ‪ :‬تعريؼ عاـ‬


‫‪344‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬السياسة لغة واصطالحا‪.‬‬
‫‪344‬‬ ‫أ‪-‬السياسة لغة‪.‬‬
‫‪344‬‬ ‫ب‪-‬السياسة اصطالحا‪.‬‬
‫‪345‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬معنى الشخصية الييودية السياسية‪.‬‬
‫‪346‬‬ ‫صناعة الييود لمفتف وأمثمة مف الماضي والحاضر‪.‬‬

‫‪‌ 649‬‬
‫‪346‬‬ ‫‪-3‬إحداث الفتنة في زمف الصحابة رضواف اهلل عمييـ أجمعيف‪.‬‬
‫‪348‬‬ ‫‪ -2‬لعب الييود دو ار خطي ار في تأجيج الحروب الصميبية‪.‬‬
‫‪349‬‬ ‫‪ -3‬الييود والخالفة العثمانية‪.‬‬
‫‪350‬‬ ‫‪ -4‬الييود والحرب العالمية األولى والثانية‪.‬‬
‫‪352‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬معالـ السياسة الييودية مف خالؿ سورة المائدة‬
‫‪352‬‬ ‫المطمب األوؿ ‪ :‬سياسة القتؿ عند الييود‪.‬‬
‫‪354‬‬ ‫نصوص مف التوراة تدعو إلى القتؿ‪.‬‬
‫‪355‬‬ ‫نصوص مف التممود تدعو إلى القتؿ‪.‬‬
‫‪355‬‬ ‫حاخامات الييود اليوـ وموقفيـ مف عقيدة القتؿ‪.‬‬
‫‪357‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬الييود وايقاد الحروب والسعي في الفساد في األرض‪.‬‬
‫‪359‬‬ ‫نماذج مف إيقاد الييود لمحروب قديما وحديثا‪.‬‬
‫‪359‬‬ ‫‪ -3‬في عصر النبوة‪.‬‬
‫‪363‬‬ ‫‪ -2‬في عصر الصحابة رضواف اهلل عمييـ أجمعيف‪.‬‬
‫‪363‬‬ ‫‪ -3‬في الزمف المعاصر‪.‬‬
‫‪363‬‬ ‫الحقيقة الثانية‪ :‬سعي الييود لمفساد في األرض‪.‬‬
‫‪364‬‬ ‫معنى الفساد لغة وشرعا‪.‬‬
‫‪364‬‬ ‫الفساد لغة‪.‬‬
‫‪364‬‬ ‫الفساد اصطالحا‪.‬‬
‫‪364‬‬ ‫قصة قاروف‪.‬‬
‫‪365‬‬ ‫ممخص قصة قاروف‪.‬‬
‫‪368‬‬ ‫آراء المفسريف في إفسادي بني إسرائيؿ المذكور في سورة اإلسراء‪.‬‬
‫‪372‬‬ ‫الفساد الييودي في زمف النبوة‪.‬‬
‫‪374‬‬ ‫فساد الييود في العصر الحديث‪.‬‬
‫‪375‬‬ ‫صور مف الفساد الييودي المعاصر‪.‬‬
‫‪375‬‬ ‫‪ -3‬الفساد الفكري‪.‬‬
‫‪376‬‬ ‫‪ -2‬الفساد الخمقي‪.‬‬
‫‪378‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬سياسة الوالء القائـ بيف الييود والنصارى ضد‬
‫اإلسالـ‪.‬‬

‫‪‌ 651‬‬
‫‪378‬‬ ‫مقدمة عامة‪.‬‬
‫‪383‬‬ ‫مظاىر الوالية بيف الييود والنصارى‪.‬‬
‫‪382‬‬ ‫صورتيف مف الوالية القائمة بيف الييود والنصارى ضد المسمميف في العصر‬
‫الحديث‪.‬‬
‫‪382‬‬ ‫‪ -3‬القضاء عمى الخالفة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪383‬‬ ‫‪ -2‬إنشاء الدولة الييودية في فمسطيف‪.‬‬
‫‪383‬‬ ‫أوال‪ :‬بريطانيا والييود‪.‬‬
‫‪385‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أمريكا والييود‪.‬‬
‫‪388‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪388‬‬ ‫نتائج‬
‫‪390‬‬ ‫توصيات‬
‫‪393‬‬ ‫مسرد اآليات‬
‫‪238‬‬ ‫مسرد األحاديث‬
‫‪239‬‬ ‫مسرد النصوص التوراتية‬
‫‪223‬‬ ‫مسرد األعالـ‬
‫‪224‬‬ ‫مسرد البمداف‬
‫‪225‬‬ ‫المصادر والمراجع‬
‫‪246‬‬ ‫مسرد الموضوعات‬

‫‪‌ 651‬‬

You might also like