You are on page 1of 229

‫ﻋﺎﻟﻤﻜﻴﺮ ﺍﻷﻭﻝ‬

‫"اوراﻧﻚ زﻳﺐ"‬
‫ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ‬
‫دراﺳﺎت ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ‬

‫أ‪.‬د‪.‬أﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺠﻮارﻧﻪ‬


‫ﻗﺴﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻴﺮﻣﻮك‬

‫‪١٤٣٥‬ﻫـ‪٢٠١٤/‬م‬
‫‪١‬‬
‫اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻷﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ‬

‫ﻧﻘﺪﻣﻬﺎ ﻟﻠﻘﺮاء اﻷﻋﺰاء ﻟﻜﻲ ﻳﻄﻠﻌﻮا‬


‫ﻋﻠﻰ ﻣﺂﺛﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻬﻨﺪ‬

‫وﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﻢ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر "ﻣﺤﻲ‬

‫اﻟﺪﻳﻦ ﻣﺤﻤﺪ اوراﻧﻚ زﻳﺐ"‬


‫‪١٤٣٥‬ﻫـ‪٢٠١٤/‬م‬

‫‪٢‬‬
‫اﻹﻫﺪاء‬
‫اﻟﻰ اوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻄﻠﻌﻮن اﻟﻰ‬
‫اﻟﻌﻮدة ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ اﻟﻰ‬
‫أﻣﺠﺎدﻫﻢ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ‪ ،‬ﻳﺆﻣﻨﻮن‬
‫ﺑﻮﺣﺪة اﻷﻣﺔ وﺗﺮاﺑﻄﻬﺎ‬
‫وﺗﻤﺎﺳﻜﻬﺎ وﺣﺮﻳﺘﻬﺎ وﺳﻴﺎدﺗﻬﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ‬

‫‪٣‬‬
‫ﻋﺎﻟﻤﻜﻴﺮ اﻷول ) اوراﻧﻚ زﻳﺐ (‬

‫اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ‬

‫‪ -‬ﺣﻴﺎﺗﻪ ووﻓﺎﺗﻪ‬
‫‪ -‬ﻋﻠﻰ ﻋﺮش اﻟﻬﻨﺪ‬
‫‪ -‬ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر ﻋﺎﻟﻤﻜﻴﺮ اﻷول )اوراﻧﺠﺰﻳﺐ( اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‬
‫‪ -‬إدارة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ) ﺣﻜﺎم اﻟﻮﻻﻳﺎت(‬
‫‪ -‬اﻟﻤﺆرﺧﻮن واﻟﺘﺪوﻳﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻲ اﻟﻬﻨﺪ‬
‫‪ -‬اﻟﺒﻌﺜﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اوراﻧﺠﺰﻳﺐ‬
‫‪ -‬ﺻﻮرة اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﺑﺎن ﻋﻬﺪ اوراﻧﺠﺰﻳﺐ‬

‫‪٤‬‬
‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬

‫ﻛـ ــﺎن ﻟـ ــﻲ ﺷـ ــرف دراﺳـ ــﺔ ﺗـ ــﺎرﯾﺦ اﻹﺳـ ــﻼم ﻓـ ــﻲ ﺷـ ــﺑﻪ اﻟﻘـ ــﺎرة اﻟﻬﻧدﯾـ ــﺔ )ﺑﺎﻛﺳـ ــﺗﺎن‬
‫واﻟﻬﻧ ـ ـ ــد(ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺟﺎﻣﻌ ـ ـ ــﺔ ﻛراﺗﺷ ـ ـ ــﻲ اﻟﺑﺎﻛﺳ ـ ـ ــﺗﺎﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﺑ ـ ـ ــدأت دراﺳ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣر ﺣﻠ ـ ـ ــﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻷوﻟ ـ ـ ــﻰ ﺳ ـ ـ ــﻧﺔ ‪ ،١٩٧٩‬وأﻧﻬﯾ ـ ـ ــت درﺟ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــدﻛﺗوراﻩ ﺳ ـ ـ ــﻧﺔ ‪ ، ١٩٨٨‬ﺣﯾ ـ ـ ــث ﺗﻧﺎوﻟ ـ ـ ــت‬
‫اﻷطروﺣـ ــﺔ ﺗـ ــﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن اﻻﻗﺗﺻـ ــﺎدي واﻻﺟﺗﻣـ ــﺎﻋﻲ ﻓـ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ــد ﻓـ ــﻲ ﻋﺻـ ــر دوﻟـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻐـ ـ ــول ﻣﻧـ ـ ــذ ﺳـ ـ ــﻧﺔ ‪١٧٠٧ - ١٥٥٦‬م ‪ ،‬وﺗﻌرﻓـ ـ ــت ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗـ ـ ــﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻠـ ـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ـ ــوﻟﻲ‬
‫"اوراﻧـ ــك وزﯾـ ــب" ﻣﻌرﻓـ ــﺔ ﺟﻌﻠﺗﻧـ ــﻲ أﻟـ ــم ﺑﻣﻌظـ ــم ﻣﺻـ ــﺎدر ﺗـ ــﺎرﯾﺦ اﻟﻣرﺣﻠ ـ ـﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻ ـ ـرة ‪،‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿـ ـ ــﺎﻓﺔ اﻟـ ـ ــﻰ اﻟدراﺳـ ـ ــﺎت اﻟﺣدﯾﺛـ ـ ــﺔ اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗﻧﺎوﻟـ ـ ــت ﺑﺎﻟﺑﺣـ ـ ــث واﻟﺗﺣﻠﯾـ ـ ــل واﻟﺗﻣﺣـ ـ ــﯾص‬
‫ﺗـ ـ ــﺎرﯾﺦ ﻫـ ـ ــذا اﻹﻣﺑراطـ ـ ــور اﻟﻣﻐـ ـ ــوﻟﻲ اﻟﻛﺑﯾـ ـ ــر ‪ ،‬وﻛﺷـ ـ ــﻔت ﻟﻧـ ـ ــﺎ ﺗﻠـ ـ ــك اﻟﻣﺻـ ـ ــﺎدر اﻟﺗـ ـ ــﻲ‬
‫ﺳﺄﺳﺗﻌرﺿ ـ ــﻬﺎ ﻻﺣﻘ ـ ــﺎ ‪ ،‬ﻛﺷ ـ ــﻔت ﻋ ـ ــن ﻗﺎﺋ ـ ــد ﻣوﻫ ـ ــوب وزﻋ ـ ــﯾم ﻣﺣﺗ ـ ــرف ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ‬
‫واﻹدارة واﻟﺣﻛـ ــم ‪ ،‬ﺑـ ــل وﻛـ ــﺎن ﻣـ ــن اﻟط ـ ـراز اﻟرﻓﯾـ ــﻊ ﻓـ ــﻲ إدارة ﺷـ ــؤون اﻟـ ــدول ‪ ،‬ﻧﺎﻫﯾـ ــك‬
‫ﻋـ ــن دوﻟ ـﺗــﻪ ﻣﺗراﻣﯾـ ــﺔ اﻷط ـ ـراف ﻛﺛﯾ ـ ـرة اﻷدﯾـ ــﺎن واﻟﻣـ ــذاﻫب ‪ ،‬ﻏزﯾ ـ ـرة اﻟﺛﻘﺎﻓـ ــﺎت واﻟﻠﻐـ ــﺎت‬
‫‪ ،‬ﻣﺗﻧوﻋـ ـ ــﺔ اﻟﺗﺿـ ـ ــﺎرﯾس ‪ ،‬وﻣﺧﺗﻠﻔـ ـ ــﺔ اﻷﻋ ـ ـ ـراق ‪ ،‬ﻣﺗﺑﺎﯾﻧـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻧﺎﺧـ ـ ــﺎت واﻷﻟ ـ ـ ـوان ‪ ،‬ﻫـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻬﻧ ـ ــد ‪ ،‬اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺣﻛﻣﻬ ـ ــﺎ ﺑرﻣﺗﻬ ـ ــﺎ ﻗراﺑ ـ ــﺔ اﺣ ـ ــدى وﺧﻣﺳ ـ ــﯾن ﻋﺎﻣ ـ ــﺎ ) ‪١٠٦٨‬ﻫ ـ ـ ـ‪١٦٥٨/‬م‬
‫– ‪١١١٨‬ﻫـ ـ ـ‪١٧٠٧/‬م( ‪ ،‬واذا ﻛـ ــﺎن أﺳـ ــﻼﻓﻪ ﻫـ ــم ﻣـ ــن أرﺳـ ــﻰ ﻗواﻋـ ــد اﻟﺣﻛـ ــم اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ‬
‫ﻓـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ــد ﺑﺄﺳ ـ ــﺎﻟﯾﺑﻬم اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ــﯾﺔ اﻟﻣﺗﻧوﻋـ ــﺔ ‪ ،‬وطـ ـ ـراﺋﻘﻬم اﻟﻔﻛرﯾ ـ ــﺔ واﻟﻌﻘﺎﺋدﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔ ـ ــﺔ‬
‫‪ ،‬ﻓﺣﻘﻘـ ـ ـوا ﺑﺗﻠ ـ ــك اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ اﻧﺟ ـ ــﺎزات ﻛﺑﯾـ ـ ـرة ﺗ ـ ــﺎرﻛﯾن وراءﻫـ ـ ـم آﺛ ـ ــﺎرا ﻋﻣﯾﻘ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﺛﻘﺎﻓ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻬﻧـ ــد وﻓﻛرﻫـ ــﺎ وﻣﻌﺗﻘـ ــداﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﻓـ ــﺎن اﻟﻣﻠـ ــك "اوراﻧـ ــك زﯾـ ــب" ﻫـ ــو اﻟـ ــزﻋﯾم اﻟﻣﺳـ ــﻠم اﻟوﺣﯾـ ــد‬
‫اﻟ ـ ــذي ﻧﺟـ ـ ــﺢ اوﻻ ﻓ ـ ــﻲ اﺧﺿـ ـ ــﺎع ﻛﺎﻓ ـ ــﺔ اراﺿـ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ــد واﻗﺎﻟﯾﻣﻬـ ـ ــﺎ ‪ ،‬واﻧ ـ ــﻪ ﻫـ ـ ــو اﻟـ ـ ــذي‬
‫ارﺳـ ــﻰ روح اﻟﻌﻘﯾـ ــدة اﻹﺳـ ــﻼﻣﯾﺔ ﻓـ ــﻲ رﺑـ ــوع اﻟﻬﻧـ ــد ‪ ،‬وﻟـ ــﻪ اﻟﻔﺿـ ــل اﻟﻛﺑﯾـ ــر ﻓـ ــﻲ ﺗرﺳـ ــﯾﺦ‬
‫ﻋﻘﯾ ــدة اﻹﺳ ــﻼم ﻓ ــﻲ اﻟوﺳ ــط اﻻﺟﺗﻣ ــﺎﻋﻲ اﻟﻬﻧ ــدي ‪ ،‬ﻓﻘ ــد ﻗﺳ ــم اﻟﻬﻧ ــد اﻟ ــﻰ وﻻﯾ ــﺎت ﺑﻠ ــﻎ‬

‫‪٥‬‬
‫ﻋـ ـ ـ ــددﻫﺎ اﺣـ ـ ـ ــدى وﻋﺷـ ـ ـ ــرون وﻻﯾـ ـ ـ ــﺔ ﺗوزﻋـ ـ ـ ــت ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﺑﺎﻛﺳـ ـ ـ ــﺗﺎن واﻟﻬﻧـ ـ ـ ــد واﻓﻐﺎﻧﺳـ ـ ـ ــﺗﺎن‬
‫وﻛﺷﻣﯾر وﻧﯾﺑﺎل وﺣﺗﻰ ﺳﯾرﯾﻼﻧﻛﺎ ﻓﻲ اﻗﺻﻰ اﻟﺟﻧوب ‪.‬‬

‫ﻣﺣـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ــدﯾن ﻣﺣﻣـ ـ ــد اوراﻧـ ـ ــك زﯾـ ـ ــب ‪ ،‬اﺑـ ـ ــن اﻟﻣﻠﻛـ ـ ــﺔ "ارﺟﻣﻧـ ـ ــد ﺑـ ـ ــﺎﻧو ﺑـ ـ ــﯾﻛم" اﻟﺷـ ـ ــﻬﯾرة‬
‫ﺑ ـ ـ ـ"ﻣﻣﺗ ـ ــﺎز ﻣﺣ ـ ــل" اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗرﻗ ـ ــد ﺗﺣ ـ ــت اﻟﺛ ـ ــرى ﻓ ـ ــﻲ ذﻟ ـ ــك اﻟﺻ ـ ــرح اﻟﻣﻌﻣ ـ ــﺎري اﻟرﻫﯾ ـ ــب‬
‫واﻟﻣﻬﯾ ــب اﻟﻣﺳ ــﻣﻰ ﺑـ ـ ـ"ﺗ ــﺎج ﻣﺣ ــل" ‪ ،‬ﺗﻠ ــك اﻟﻣﻠﻛ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﻋﺎﺷ ــت ﺣﯾ ــﺎة ﻣﻐﻣ ــورة ﺑﺎﻟﺑ ــذخ‬
‫واﻟرﻓـ ـ ــﺎﻩ واﻷﻫﺑـ ـ ــﺔ واﻟﻔﺧﺎﻣـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﺗﻧﻌﻣـ ـ ــت ﻓـ ـ ــﻲ ﻋـ ـ ــرش اﻟﻣﻐـ ـ ــول اﯾﻣـ ـ ــﺎ ﺗﻧﻌـ ـ ــﯾم ‪ ،‬وﻓﺎﻗـ ـ ــت‬
‫ﻣﻠﻛـ ــﺎت اﻟﻌـ ــﺎﻟم ﺑـ ــذﻟك اﻟﻧﻌـ ــﯾم ‪ ،‬وأي ﻓﺧﺎﻣـ ــﺔ وﺧـ ــﯾﻼء اﻋظـ ــم ﺷـ ــﺄﻧﺎ ﻣـ ــن ذﻟـ ــك اﻟﺻـ ــرح‬
‫اﻟﻌظ ـ ــﯾم ‪ ،‬اﻟ ـ ــذي ﺑﻧ ـ ــﺎﻩ ﺷ ـ ــﺎﻫﺟﯾﻬﺎن" ﺗﻛرﯾﻣ ـ ــﺎ وﺗﻌظﯾﻣ ـ ــﺎ وﺗﺧﻠﯾ ـ ــدا ﻟزوﺟﺗ ـ ــﻪ اﻟﺗ ـ ــﻲ أﺣﺑﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﺣﺑـ ـ ــﺎ ﺟﻣـ ـ ــﺎ ‪ ،‬وﻋﺷـ ـ ــﻘﻬﺎ ﻋﺷـ ـ ــﻘﺎ ﻛﺑﯾ ـ ـ ـرا ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﻲ ظـ ـ ــل ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟظـ ـ ــروف اﻟﻣﻔﻌﻣـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺑـ ـ ــذخ‬
‫واﻟرﻓﺎﻫﯾـ ــﺔ وﻟـ ــد "وﺗرﻋـ ــرع اﻷﻣﯾـ ــر"اوراﻧـ ــك زﯾـ ــب" ‪ ،‬اذ ﻟـ ــم ﯾﻛـ ــن ﻣـ ــن اﻟﻣﺗوﻗـ ــﻊ ان ﯾﻛـ ــون‬
‫ﻫ ـ ــذا اﻷﻣﯾ ـ ــر ﻣﻠﻛ ـ ــﺎ ﻣﺻ ـ ــﻠﺣﺎ ﻟﻠﻬﻧ ـ ــد وراﻋﯾ ـ ــﺎ ﻟﻺﺳ ـ ــﻼم ﻓ ـ ــﻲ رﺑوﻋﻬ ـ ــﺎ ‪ ،‬وﻣﺟ ـ ــددا ﻟﻠ ـ ــدﯾن‬
‫وﻋﻠﻣﺎﺋـ ـ ــﻪ وﻓﻘﻬﺎﺋـ ـ ــﻪ وﻋﻠوﻣـ ـ ــﻪ ‪ ،‬اﻣـ ـ ــﺎ واﻧـ ـ ــﻪ اﺻـ ـ ــﺑﺢ ﻣﻠﻛـ ـ ــﺎ ‪ ،‬ورﻓـ ـ ــﻊ ﺷـ ـ ــﻌﺎر اﻹﺻـ ـ ــﻼح‬
‫اﻟ ـ ـ ــدﯾﻧﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳـ ـ ـ ــﻲ واﻻﺟﺗﻣـ ـ ـ ــﺎﻋﻲ واﻷﺧﻼﻗ ـ ـ ــﻲ ‪ ،‬وأﺧـ ـ ـ ــذ ﺑﺎﻟﻬﻧـ ـ ـ ــد اﻟ ـ ـ ــﻰ ﺑـ ـ ـ ــر اﻷﻣـ ـ ـ ــﺎن‬
‫اﻹﻗﺗﺻ ــﺎدي واﻟﺳﯾﺎﺳ ــﻲ ‪ ،‬ﻟﺗﺑﻠ ــﻎ اﻟﻬﻧ ــد ﻓ ــﻲ ﻋﺻـ ـرﻩ ﺷ ــﺄوا ﻋظﯾﻣ ــﺎ ﻟ ــم ﺗﺑﻠﻐ ــﻪ دوﻟ ــﺔ ﻣ ــن‬
‫ﻗﺑ ــل وﻟـ ــن ﺗﺑﻠﻐـ ــﻪ دوﻟـ ــﺔ ﺳـ ــﺗﺄﺗﻲ ﻣﺳـ ــﺗﻘﺑﻼ ‪ ،‬ﻓﺎﻧ ــﻪ ﺑـ ــذﻟك ﯾﻛـ ــون اﻋﺟوﺑـ ــﺔ اﻟزﻣـ ــﺎن وﻧـ ــﺎدرة‬
‫اﻟﻌﺻ ـ ـ ــر ‪ ،‬واﻧ ـ ـ ــﻪ ﻧﺳ ـ ـ ــﯾﺞ وﺣ ـ ـ ــدﻩ ‪ ،‬وﻻ ﯾﻧﻔ ـ ـ ــﻊ ﻣﻘﺎرﻧﺗ ـ ـ ــﻪ ﺑزﻋﻣ ـ ـ ــﺎء آﺧـ ـ ـ ـرﯾن ‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻛ ـ ـ ــن‬
‫ﺟﻌﻠـ ــﻪ ﻣﺛـ ــل ﻏﯾ ـ ـرﻩ ﻣـ ــن ﺧﻠﻔـ ــﺎء اﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن ‪ ،‬ﻷن اﻟﺑﯾﺋـ ــﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣـ ــﻊ واﻟﺛﻘﺎﻓـ ــﺔ واﻟﺟﻐراﻓﯾـ ــﺎ‬
‫اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺣﻛ ـ ـ ــم ﻓﯾﻬـ ـ ــﺎ اوراﻧ ـ ـ ــك زﯾ ـ ـ ــب ﺗﺧﺗﻠـ ـ ــف ﺗﻣ ـ ـ ــﺎم اﻻﺧ ـ ـ ــﺗﻼف ﻋـ ـ ــن ﺑﻘﯾ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺻ ـ ـ ــور‬
‫واﻷﻣ ـ ــﺎﻛن اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺣﻛﻣﻬ ـ ــﺎ ﻏﯾـ ـ ـرﻩ ﻣ ـ ــن زﻋﻣ ـ ــﺎء اﻟﻣﺳ ـ ــﻠﻣﯾن ‪ ،‬واذا ﻛ ـ ــﺎن اﻟ ـ ــﺑﻌض ﯾرﻏ ـ ــب‬
‫ﺑﺗﺳ ـ ــﻣﯾﺗﻪ اﻟﺧﻠﯾﻔ ـ ــﺔ اﻟراﺷ ـ ــد اﻟﺳ ـ ــﺎدس ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺎن ذﻟ ـ ــك ﻻ ﯾﺟ ـ ــوز ﻣ ـ ــن اﻟﻧﺎﺣﯾ ـ ــﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾ ـ ــﺔ‬
‫واﻟواﻗﻌﯾـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺎﻟظروفاﻟﺗـ ــﻲ ﻋﺎﺷ ـ ــﻬﺎ اﻟﺧﻠﻔ ـ ــﺎء اﻟراﺷـ ــدون ﻓ ـ ــﻲ ﺟزﯾ ـ ـرة اﻟﻌ ـ ــر ب ﻏﯾرﻫ ـ ــﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺷﺑﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧدﯾﺔ ‪.‬‬

‫ﺟ ـ ــﺎء ﻫ ـ ــذا اﻟﻛﺗ ـ ــﺎب ﻧﺗﯾﺟ ـ ــﺔ ﺟﻬ ـ ــود ﻛﺑﯾـ ـ ـرة وﻣﻣﺗ ـ ــدة ﻋﺑ ـ ــر اﻟﺳ ـ ــﻧوات واﻷﻋـ ـ ـوام ‪ ،‬وﻗ ـ ــد‬
‫ﺗرﺳ ــﺦ ﻓ ــﻲ ﻓﻛ ــري ﺿ ــرورة ﻛﺗﺎﺑ ــﺔ ﻣؤﻟ ــف ﺧ ــﺎص ﻋ ــن اﻟﻣﻠ ــك اﻟﻣﻐ ــوﻟﻲ "اوراﻧ ــك زﯾ ــب"‬
‫‪ ،‬ﺣﯾـ ــث اﺳـ ــﺗﻬوﺗﻧﻲ ﺷﺧﺻـ ــﯾﺗﻪ اﻟﻔـ ــذة وﺑراﻋﺗـ ــﻪ اﻟﻔرﯾـ ــدة ﻓـ ــﻲ ﺣﻛـ ــم ﺷ ـ ـﺑﻪ اﻟﻘـ ــﺎرة اﻟﻬﻧدﯾـ ــﺔ‬

‫‪٦‬‬
‫اﻟﻣﻠﯾﺋـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻷدﯾـ ـ ــﺎن واﻷﻓﻛـ ـ ــﺎر واﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺿـ ـ ــﺎت واﻟﻠﻐـ ـ ــﺎت واﻟﺛﻘﺎﻓـ ـ ــﺎت واﻷﻟ ـ ـ ـوان واﻷﻋ ـ ـ ـراق‬
‫واﻷﺟﻧـ ــﺎس ‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ اﺳـ ــﺗﻬوﺗﻧﻲ ﺷﺧﺻـ ــﯾﺎت اﺳـ ــﻼﻣﯾﺔ اﺧـ ــرى ﻛـ ــﺎن ﻟﻬـ ــﺎ ﻧﺻـ ــﯾب ﻣوﻓـ ــور‬
‫ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺣﻛ ـ ـ ــم اﻟﻬﻧـ ـ ـ ــد ‪ ،‬اﻣﺛ ـ ـ ــﺎل "ﻣﺣﻣـ ـ ـ ــد ﺑ ـ ـ ــن اﻟﻘﺎﺳ ـ ـ ــم اﻟﺛﻘﻔـ ـ ـ ــﻲ" و" اﻟﺳ ـ ـ ــﻠطﺎن ﻣﺣﻣـ ـ ـ ــود‬
‫اﻟﻐزﻧ ـ ـ ــوي"و" واﻟﺳ ـ ـ ــﻠطﺎن ﻋ ـ ـ ــﻼء اﻟ ـ ـ ــدﯾن اﻟﻐ ـ ـ ــوري" وﻏﯾ ـ ـ ــرﻫم ‪ ،‬ﺑ ـ ـ ــل دﻓﻌﻧ ـ ـ ــﻲ اﻋﺟ ـ ـ ــﺎﺑﻲ‬
‫اﻟﻛﺑﯾـ ـ ــر ﺑﺷﺧﺻـ ـ ــﯾﺔ "اوراﻧـ ـ ــك زﯾـ ـ ــب" اﻟـ ـ ــﻰ ﻛﺗﺎﺑـ ـ ــﺔ ﻣﺟﻣوﻋـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــن اﻷﺑﺣـ ـ ــﺎث اﻟﻌﻠﻣﯾـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ــن ﺗﻠـ ـ ــك اﻟﺷﺧﺻـ ـ ــﯾﺔ واﻟﺗـ ـ ــﻲ ﻧﺷ ـ ـ ـرﺗﻬﺎ ﻓـ ـ ــﻲ ﻣﺟـ ـ ــﻼت ﻋﻠﻣﯾـ ـ ــﺔ ﻣﺣﻛﻣـ ـ ــﺔ ‪،‬‬
‫ورأﯾـ ـ ــت ان أﺟﻣﻌﻬـ ـ ــﺎ وأﺿـ ـ ــﯾف اﻟﯾﻬـ ـ ــﺎ ﻣوﺿـ ـ ــوﻋﺎت اﺧـ ـ ــرى ﻟﺗﻛـ ـ ــون ﻛﺗﺎﺑـ ـ ــﺎ واﻓﯾـ ـ ــﺎ ﻋـ ـ ــن‬
‫ﺗ ـ ــﺎرﯾﺦ "اوراﻧ ـ ــك زﯾ ـ ــب" ‪ ،‬وﺑ ـ ــذﻟك ﯾﻛـ ـ ــون اول ﻣﻧ ـ ــﺗﺞ ﻋﻠﻣ ـ ــﻲ ﺑﺎﻟﻠﻐ ـ ــﺔ اﻟﻌرﺑﯾ ـ ــﺔ ﺑﺻـ ـ ــورة‬
‫ﻛﺗﺎب ﻣﺗﻛﺎﻣل ﻋن ﻣﻠك ﻛﺑﯾر وزﻋﯾم أﻟﻣﻌﻲ ‪.‬‬

‫اﻣ ـ ــﺎ اﻟﻣﺻ ـ ــﺎدر اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ اﺳ ـ ــﺗﻘﯾت ﻣﻧﻬ ـ ــﺎ ﻛﺎﻣ ـ ــل اﻟﻣﻌﻠوﻣ ـ ــﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾ ـ ــﺔ ﺣ ـ ــول‬
‫ﻋﺻ ــر اﻟﻣﻠـ ــك "اوراﻧ ــك زﯾـ ــب" ﻓﻬ ــﻲ ﻛﺛﯾ ـ ـرة وﻣﺗﻧوﻋ ــﺔ ‪ ،‬ﻣـ ــن اﻫﻣ ــﺎ واﻛﺛرﻫـ ــﺎ ﻣوﺿـ ــوﻋﯾﺔ‬
‫ﻛﺗـ ــﺎب "ﻣــــﺂﺛر ﻋــــﺎﻟﻣﻛﯾري" ﻟﻠﻣـ ــؤرخ اﻟﻣﻌﺎﺻـ ــر "ﺳـ ــﺎﻗﻲ ﻣﺳـ ــﺗﻌد ﺧـ ــﺎن" ‪ ،‬ﯾﻌﺗﺑـ ــر ﻛﺗـ ــﺎب‬
‫" ﻣـ ــﺂﺛر ﻋـ ــﺎﻟﻣﻛﯾري" ﻣـ ــن اﻟﻣﺻـ ــﺎدر اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾـ ــﺔ اﻟﻬﺎﻣـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﻗـ ــدﻣت دراﺳـ ــﺔ ﻣﺧﺗﺻ ـ ـرة‬
‫وﻣﺳﺗﻔﯾﺿـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ ﻧﻔ ـ ـ ــس اﻟوﻗـ ـ ــت ﻟﻌﺻ ـ ـ ــر اﻻﻣﺑراطـ ـ ــور "اوراﻧ ـ ـ ـك زﯾ ـ ـ ــب"‪ ،‬وﻗـ ـ ــد أﻟﻔ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﻣـ ــؤرخ اﻟﻬﻧـ ــدي ﻣﺣﻣـ ــد ﺳـ ــﺎﻗﻲ ﻣﺳـ ــﺗﻌد ﺧـ ــﺎن‪ ،‬ﺳـ ــﻧﺔ ‪١١٣٢‬ﻫـ ـ ـ‪١٧١٠/‬م‪ ،‬وذﻟـ ــك ﺑـ ــﺄﻣر‬
‫ﻣ ــن ﻋﻧﺎﯾـ ــﺔ اﷲ اﻟﻛﺷـ ــﻣﯾري وزﯾـ ــر اﻟدوﻟ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﻋﻬـ ــد اﻟﻣﻠ ــك ﻣﺣﻣ ـ ـد ﺷـ ــﺎﻩ اﺑـ ــن‬
‫اوراﻧﺟزﯾ ـ ـ ــت‪ ،‬ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ أن اﻟﻣ ـ ـ ــؤرخ ﻛـ ـ ـ ــﺎن ﯾﻌﻣ ـ ـ ــل " وﻗـ ـ ـ ــﺎﺋﻊ ﻧ ـ ـ ــوﯾز" أي ﻛﺎﺗﺑـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠوﻗـ ـ ـ ــﺎﺋﻊ‬
‫واﻷﺧﺑ ـ ــﺎر ﻓ ـ ــﻲ ﺑ ـ ــﻼط اﻟﻣﻐ ـ ــول ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ــد‪ ،‬واﻟﻛﺗ ـ ــﺎب ﯾﺷ ـ ــﺗﻣل ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺧﺑ ـ ــﺎر أرﺑﻌ ـ ــﯾن‬
‫ـﺎم ـ اوراﻧﺟزﯾـ ــت‪ ،‬ﻓـ ــﻲ ﺣـ ــﯾن دو ّ ن اﻟﻣـ ــؤرخ ﻣﯾـ ــرزا ﻣﺣﻣـ ــد ﻛـ ــﺎظم اﻟﻘزوﯾﻧـ ــﻲ‬
‫ﺳـ ــﻧﺔ ﻣـ ــن ـ أﯾ‬
‫اﻟﻌﻘ ــد اﻷول ﻣـ ــن ﻋﻬـ ــد ﻣﻠـ ــك اﻟﻣﻐـ ــول‪ ،‬وذﻟـ ــك ﺑـ ــﺄﻣر ﻣﻠﻛـ ــﻲ‪ ،‬و ﺟـ ــﺎءت ﺗﺣـ ــت ﻣﺳـ ــﻣﻰ "‬
‫ﻋـ ــﺎﻟﻣﻛﯾر ﻧﺎﻣـ ــﺔ" إﻻ أن اﻟﻣﻠـ ــك أوﻗﻔـ ــﻪ ﻋـ ــن إﻛﻣـ ــﺎل ﻫـ ــذا اﻟﻣﺷـ ــروع‪ ،‬ﺑـ ــدﻋوى اﻧـ ــﻪ ﻛـ ــﺎن‬
‫ﯾﻛ ـ ـ ـ ــذب ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻛﺛﯾ ـ ـ ـ ــر ﻣ ـ ـ ـ ــن اﻟرواﯾ ـ ـ ـ ــﺎت ﻛﻣ ـ ـ ـ ــﺎ أﺷ ـ ـ ـ ــﺎر إﻟ ـ ـ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ـ ـ ــك ﺳ ـ ـ ـ ــﺎﻗﻲ ﻣﺳ ـ ـ ـ ــﺗﻌد‬
‫ﺧـ ـ ــﺎن)‪،(٨‬واﻟﻧﺳـ ـ ــﺧﺔ اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺑـ ـ ــﯾن أﯾـ ـ ــدﯾﻧﺎ ﻣﺗرﺟﻣـ ـ ــﺔ إﻟـ ـ ــﻰ اﻟﻠﻐـ ـ ــﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ــن اﺻـ ـ ــل‬
‫اﻟﻣﺧطـ ــوط اﻟﻔﺎرﺳـ ــﻲ اﻟـ ــذي دون ﻓﯾـ ــﻪ اﻟﻛﺗـ ــﺎب‪ ،‬وﻗـ ــد ﻗـ ــﺎم ﻋﻠـ ــﻰ ﻧﻘﻠ ـ ـﻪ إﻟـ ــﻰ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾـ ــﺔ‬
‫ﻋﺿــو اﻟﻣﺟﻣــﻊ‬ ‫اﻟﺑرﻓﺳــور اﻟﻬﻧــدي ﺳــﯾرﺟﺎدوﻧﺎث ﺳــرﻛﺎر‪Jadunath Sarka‬‬

‫‪٧‬‬
‫اﻟﺗ ـ ــﺎرﯾﺧﻲ اﻟﻬﻧ ـ ــدي‪ ،‬وزﻣﯾ ـ ــل اﻟﻣﺟﻣ ـ ــﻊ اﻵﺳ ـ ــﯾوي اﻟﺑﻧﻐ ـ ــﺎﻟﻲ‪ ،‬وﻣ ـ ــن ﻣﺷ ـ ــﺎﻫﯾر اﻟﻣ ـ ــؤرﺧﯾن‬
‫اﻟـ ــذﯾن ﺳ ـ ــﻠطوا اﻷﺿ ـ ـواء ﺑﺄﺑﺣ ـ ــﺎﺛﻬم ودراﺳ ـ ــﺎﺗﻬم ﻋﻠـ ــﻰ ﺗ ـ ــﺎرﯾﺦ اﻟﻬﻧ ـ ــد ﻓـ ــﻲ ﻋﻬ ـ ــد اﻟﻣﻠ ـ ــك‬
‫اوراﻧﺟزﯾـ ــب‪ ،‬ﻗـ ــدم ﻋﺷ ـ ـرات اﻻﺑﺣـ ــﺎث واﻟﻣؤﻟﻔ ـ ــﺎت واﻟﺗرﺟﻣـ ــﺎت وﯾﻌﺗﺑـ ــر ﻛﺗﺎﺑـ ــﻪ اﻟﺷ ـ ــﻬﯾر‬
‫‪ (History‬واﻟـ ــذي ﯾﻘـ ــﻊ ﻓـ ــﻲ ﺧﻣﺳـ ــﺔ‬ ‫‪of‬‬ ‫ﺑـ ـ ـ" ﺗـ ــﺎرﯾﺦ اوراﻧﺟزﯾـ ــب" )‪Aurangzib‬‬
‫ﻣﺟﻠـ ـ ــدات ﻣـ ـ ــن اﻟﺣﺟـ ـ ــم اﻟﻣﺗوﺳـ ـ ــط ﻣـ ـ ــن أﻋﻣﺎﻟـ ـ ــﻪ اﻟﺧﺎﻟـ ـ ــدة ﻓـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــذا اﻟﻣﺿـ ـ ــﻣﺎر‪،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ‬
‫ﺻـ ـ ــدرت أول ﺗرﺟﻣ ـ ـ ــﺔ " ﻟﻣ ـ ـ ــﺂﺛر ﻋ ـ ـ ــﺎﻟﻣﻛﯾري" ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻣدﯾﻧ ـ ـ ــﺔ ﻛﻠﻛﺗ ـ ـ ــﺎ "‪ "Calcuta‬ﺳ ـ ـ ــﻧﺔ‬
‫‪١٩٤٧‬م‪ ،‬ﺛم أﻋﯾد ﻧﺷرﻩ ﺳﻧﺔ ‪١٩٨١‬م ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﻻﻫور )ﺑﺎﻛﺳﺗﺎن(‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ اﻟذي اﺳﺗﺧدﻣﻪ ﺳﺎﻗﻲ ﻣﺳﺗﻌد ﺧﺎن ﻓﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾﻪ اﻻﺧﺗﺻـﺎر‬
‫اﻟﺷـ ــدﯾد ﻟﻸﺣـ ــداث اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـ ــﺔ ﺑﻌﻬـ ــد اﻹﻣﺑراطـ ــور اوراﻧﺟزﯾـ ــب‪ ،‬إﻻ اﻧـ ــﻪ رﻏـ ــم ذﻟـ ــك ﯾﺳـ ــﻠط‬
‫اﻷﺿواء ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺟواﻧب ذات اﻷﻫﻣﯾـﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ واﻹدارﯾـﺔ‪ ،‬وﻋﻧـد ﻣطﺎﻟﻌﺗﻧـﺎ ﻟﻠﻛﺗـﺎب‬
‫ﻧﺟدﻩ ﯾﺗﺣدث ﻋن‪ ،‬اﻟﻣﻌﺎرك واﻟﺣروب‪ ،‬وﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﺣﺗﻔﺎﻻت اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ‬
‫ﺳﻧﺔ اﻟﺟﻠوس ﻋﻠﻰ اﻟﻌرش ‪ ،‬وﻣوﻟد اﻻﻣﺑراطور وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺗﻘوﯾم اﻟﺷﻣﺳﻲ واﻟﻘﻣـري‪ ،‬وﻛـذﻟك‬
‫اﻟﻌــﺎدة اﻟﻣﺗﺑﻌــﺔ ﻋﻧــد ﻣﻠــوك اﻟﻣﻐــول ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻣﻧﺎﺳــﺑﺎت‪ ،‬ﻣــن ﺗــوزﯾن أﻧﻔﺳــﻬم ﺑــﺎﻟﻣﯾزان‬
‫ﻣﻘﺎﺑل اﻟذﻫب واﻟﻔﺿﺔ‪ ،‬وﺗوزﯾﻌﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟرﻋﯾـﺔ واﻟﻣﺳـؤوﻟﯾن‪ ،‬وﺗﻌـرض ﺑﺷـﻛل ﺷـﺎﻣل إﻟـﻰ‬
‫اﻟﻣﻧﺎﺻــب اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ واﻹدارﯾــﺔ واﻟدﯾﻧﯾــﺔ واﻟﻌﺳــﻛرﯾﺔ ﻟﻠدوﻟــﺔ‪ ،‬وﻣﻣــﺎ ﯾﻌطــﻲ ﻫــذا اﻟﻣﺻــدر‬
‫اﻷﻫﻣﯾــﺔ اﻟﻛﺑــرى‪ ،‬اﻧــﻪ ﻛــﺎن ﯾﻌطــﻲ اﻷﺳــﻣﺎء اﻟﺗــﻲ ﯾــﺗم ﺗﻌﯾﯾﻧﻬــﺎ وﺗﻧﺻــﯾﺑﻬﺎ ﻣوﺿــﺣﺎً ذﻟــك‬
‫ﺑﺎﻟﯾوم واﻟﺷﻬر واﻟﺳﻧﺔ ﺑدﻗﺔ ﻣﺗﻧﺎﻫﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻣﺎ ﻛﺗﺎب "ﻣﻧﺗﺧب اﻟﻠﺑﺎب " ﻟﻠﻣؤرخ ﻣﺣﻣد ﻫﺎﺷم ﻋﻠﻲ ﺧﺎن اﻟﺷﻬﯾر ﺑﺧﺎﻓﻲ ﺧﺎن‬
‫‪ ،‬ﻣن اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟﻬﻧود اﻟذﯾن اﻫﺗﻣوا ﺑدراﺳـﺔ وﺗـدوﯾن ﺗـﺎرﯾﺦ اﻟدوﻟـﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻬﻧـد ‪،‬‬
‫وﺧﺎﻓﻲ ﺧﺎن ‪ ،‬وا ٕ ن ﻟم ﺗﻛﺷف اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻋن اﻧﻪ ﻣؤرخ رﺳﻣﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـﺔ‬
‫‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﯾﺑﻘﻰ ﻣن اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟذﯾن ﻧﺎﻟوا ﺣظﺎً واﻓراً ﻣن اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻣن ﻗﺑـل ﻣﻠـوك‬
‫اﻟﻣﻐ ــول اﻟﻣﺳ ــﻠﻣﯾن ‪ ،‬ﻓﻘ ــد ﺣظ ــﻲ ﺧ ــﺎﻓﻲ ﺧ ــﺎن ﺑﺧدﻣ ــﺔ اﻟﻣﻠ ــك اوراﻧﺟزﯾ ــب ‪ ،‬وﻋﯾﻧ ــﻪ ﻓ ــﻲ‬
‫ﻣﻧﺎﺻـ ــب ﺳﯾﺎﺳـ ــﯾﺔ وﻋﺳـ ــﻛرﯾﺔ ﻋﻠﯾـ ــﺎ ‪ ،‬ﻓﻘـ ــد ﻋﻣـ ــل ﺑدﯾـ ــﺔ اﻷﻣـ ــر ﻣوظﻔـ ــﺎً ﻟﺗـ ــدوﯾن اﻟوﻗـ ــﺎﺋﻊ‬

‫‪٨‬‬
‫واﻷﺧﺑــﺎر ﻋﻧــد ﻋﺑــد اﻟــرزاق ﺧــﺎن رﺋــﯾس ﻣﯾﻧــﺎء ﺳــورات ‪ ،‬وﻛــذﻟك ﻋُ ــﯾن ﺳــﻔﯾراً ﻣــن ﻗﺑــل‬
‫ﺣ ــﺎﻛم إﻗﻠ ــﯾم اﻟﻛﺟـ ـرات وﺑ ــﺄﻣر ﻣ ــن اﻟﻣﻠ ــك ‪ ،‬ﻟﻠﺗوﺟ ــﻪ إﻟـ ـﻰ ﻣﯾﻧ ــﺎء ﺑوﻣﺑ ــﺎي ﻟﻠﺗﻔ ــﺎوض ﻣ ــﻊ‬
‫اﻹﻧﺟﻠﯾــز ﻫﻧــﺎك ‪ ،‬ﺣﯾــث ﺗ ـرأس اﻟﻣﻔﺎوﺿــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺟــرت ﺑــﯾن دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول واﻹﻧﺟﻠﯾــز ‪،‬‬
‫ﻋﻠ ــﻰ ﺧﻠﻔﯾ ــﺔ اﻟﺻـ ـراع اﻟ ــذي ﻧﺷ ــﺄ ﺑﯾﻧﻬﻣ ــﺎ وﻣ ــﺎ ﺗﺳ ــﺑﺑﻪ إﻧﺟﻠﺗـ ـرا ﻣ ــن ﻣﺿ ــﺎﯾﻘﺎت ﻟﻠﻣﻐ ــول‬
‫وﻣﺻﺎﻟﺣﻬم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻣﯾﻧﺎء‪.‬‬

‫أﻟّف ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ ‪ ،‬واﻟذي أﺷﺗﻬر ﺑ ـ " ﻣﻧﺗﺧـب اﻟﻠّﺑـﺎب " وﻫـو‬
‫ﻣﺻدر ﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻣﻌﺎﺻر ‪ ،‬ﺗﺗﻠﺧص ﻓواﺋدﻩ ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺳـﻼم ﻓـﻲ اﻟﻬﻧـد ﻓـﻲ ﻓﺗـرة‬
‫اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻐوﻟﻲ ‪ ،‬ﺟﺎء ﻓﻲ ﺟزأﯾن ‪ ،‬ﻋﺎﻟﺞ اﻟﺟزء اﻷول ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﯾﻣورﻟﻧك وذرﯾﺗﻪ ‪ ،‬وﺻوﻻً‬
‫إﻟـﻰ ﺑــﺎﺑر وﻫﻣــﺎﯾون واﻛﺑـر وﺟﻬــﺎﻧﻛﯾر وﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬أﻣــﺎ اﻟﺟـزء اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻓﺧﺻــص ﻟﻌﺻــر‬
‫اﻟﻣﻠــك اوراﻧﺟزﯾــب ‪ ،‬ﻣــﻊ ﺑﻌــض اﻻﻧﺗﻘــﺎدات اﻟﺗــﻲ وﺟﻬﻬــﺎ ﺧــﺎﻓﻲ ﺧــﺎن واﻟﻣﺗﺻــﻠﺔ ﺑــﺑﻌض‬
‫ﻣواﻗــف اوراﻧﺟزﯾــب اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ واﻹﺻــﻼﺣﯾﺔ‪ .‬اﻷﻣــر اﻟــذي ﯾﺟﻌﻠﻧــﺎ ﻧﻣﯾــل إﻟــﻰ اﻋﺗﺑــﺎر ﻫــذا‬
‫اﻟﻣؤرخ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟرﺳـﻣﯾﯾن ﻟﻠدوﻟـﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـﺔ ‪ ،‬ورﺑﻣـﺎ ﯾﻛـون ﻣوﻗﻔـﺔ اﻟﻧﻘـدي ﻣـن‬
‫ﻣﻠك اﻟﻣﻐول‪ ،‬ﻫو اﻟذي دﻓﻊ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣؤرﺧﯾن إﻟﻰ دراﺳﺔ ﻣؤﻟﻔـﺔ وﺗرﺟﻣﺗـﻪ واﻻﻋﺗﻣـﺎد‬
‫ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﻌﺻر اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾب ‪ .‬وﻗد ﺣـرر اﻟﻛﺗـﺎب‬
‫ﺑﺟزأﯾــﻪ ‪ ،‬ﻣوﻻﻧــﺎ ﻛﺑﯾــر اﻟــدﯾن اﺣﻣــد ‪ ،‬وﻗــﺎم ﻋﻠــﻰ ﻧﺷ ـرﻩ اﻟﻣﺟﻣــﻊ اﻟﺑﻧﻐــﺎﻟﻲ اﻵﺳــﯾوي ﻓــﻲ‬
‫ﺳﻠﺳ ــﻠﺔ اﻟﻣؤﻟﻔ ــﺎت اﻟﻬﻧدﯾ ــﺔ وذﻟ ــك ﺳ ــﻧﺔ ‪1868‬م ‪ ،‬وﻗ ــﺎم اﻟﻣﺳﺗﺷ ــرق اﻹﻧﺟﻠﯾ ــزي اﻟﯾ ــوت‬
‫)‪ (Elliot‬ﺑﺗرﺟﻣﺔ اﻟﺟزء اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻌﺻر اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾب ‪ ،‬وﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ‪.‬‬

‫وﻛﺗﺎب "ﻋﺎﻟﻣﻛﯾر ﻧﺎﻣـﻪ" ﻟﻠﻣـؤرخ ﻣﯾـرزا ﻣﺣﻣـد ﻛـﺎظم ﺑـن ﻣﺣﻣـد أﻣـﯾن اﻟﻘزوﯾﻧـﻲ ‪،‬‬
‫اﺑــن اﻟﻣــؤرخ اﻟﺷــﻬﯾر أﻣــﯾن ﺑــن أﺑــﻲ اﻟﺣﺳــن اﻟﻘزوﯾﻧــﻲ ‪ ،‬ﻣؤﻟــف "ﺑﺎدﺷــﺎﻩ ﻧﺎﻣــﻪ" ﻓــﻲ ﺳــﯾرة‬
‫اﻟﻣﻠك ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬ﺗﻘرب ﻣﺣﻣد ﻛﺎظم إﻟﻰ اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾب ‪ ،‬وﺣﺿﻲ ﻋﻧدﻩ ﺑﺎﻟﻣراﺗـب‬
‫اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬وﻋﯾﻧﻪ ﻣﺷرﻓﺎً ﻋﺎﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻗﺳم اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻓـﻲ ﺑـﻼط اﻟدوﻟـﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـﺔ ) ‪Bakhshi‬‬
‫‪ ، (Paymaster‬وﻋﯾﻧ ــﻪ أﯾﺿ ــﺎً ﻣؤرﺧ ــﺎً رﺳ ــﻣﯾﺎ ﻟﻠ ــﺑﻼط ‪ ،‬وأﻣـ ـرﻩ ﺑﺗ ــﺄﻟﯾف ﻛﺗ ــﺎب ﺟ ــﺎﻣﻊ‬

‫‪٩‬‬
‫وﺷﺎﻣل ﻟﺳﯾرﺗﻪ وﺗﺎرﯾﺦ إﻣﺑراطورﯾﺗـﻪ ‪ ،‬وﻧـزوﻻً ﻋﻧـد رﻏﺑـﺔ اﻟﻣﻠـك ‪ ،‬ﺷـرع ﻣﺣﻣـد ﻛـﺎظم ﻓـﻲ‬
‫ﺗدوﯾن ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﺷـﻬﯾر ﺑ ـ "ﻋـﺎﻟﻣﻛﯾر ﻧﺎﻣـﻪ ‪ ، " Almaqir Nama ،‬وﻗـد أﺗـم ﺗـدوﯾن وﻗـﺎﺋﻊ‬
‫وﺣوادث اﻟﻌﻘـد اﻷول ﻣـن ﻋﻬـد اوراﻧﺟزﯾـب ) ‪1069‬ﻫ ـ‪1659/‬م ‪1079 -‬ﻫ ـ‪1669/‬م(‬
‫ﺛم أﻣر اﻟﻣﻠك ﺑﻣﻧﻌـﻪ ﻣـن إﻛﻣـﺎل ﻛﺗﺎﺑـﻪ ‪ ،‬ﺑـدﻋوى اﻧـﻪ ﯾﻛـذب ﻓـﻲ ﻛﺛﯾـر ﻣـن رواﯾﺎﺗـﻪ اﻟﺗـﻲ‬
‫اﻋﺗﻣدﻫﺎ ﻓـﻲ "ﻋـﺎﻟﻣﻛﯾر ﻧﺎﻣـﻪ"‪ ،‬أﻛـد ﻋﻠـﻰ ذﻟـك اﻟﻣـؤر خ اﻟﻣﻌﺎﺻـر ﺳـﺎﻗﻲ ﻣﺳـﺗﻌد ﺧـﺎن ‪،‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾؤﻛد اﻟﻣؤرخ اﻟﻬﻧدي ﺳرﻛﺎر )‪ (Sarkar‬ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺗﺎب "ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري"‬
‫‪ ،‬أن اﻟﻘزوﯾﻧـﻲ وﻋـد اﻧﺗﻬﺎﺋــﻪ ﻣـن ﺗـدوﯾن اﻟﻌﻘــد اﻷول ﻣـن ﺳـﯾرة اﻟﻣﻠــك اوراﻧﺟزﯾـب ‪ ،‬أﻣــر‬
‫اﻟﻣﻠــك ﺑﺗﻘﻠــﯾص ﻧﻔﻘــﺎت اﻟدوﻟــﺔ ‪ ،‬وأﻏﻠــق داﺋ ـرة اﻟﻧﻔﻘــﺎت اﻟرﺳــﻣﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﻛــﺎن اﻟﻘزوﯾﻧــﻲ‬
‫ﻣﺳؤوﻻً ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺳﺑب اﻟﻧﻘص اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻛـﺎن اﻟﻣﻠـك اوراﻧﺟزﯾـب ﻗــد أﻣـر اﻟﻣـؤرخ اﻟﻘزوﯾﻧـﻲ ﺑﺗﺳــﻠﯾم ﺻـﻔﺣﺎت اﻟﻛﺗـﺎب اﻟﺗــﻲ‬
‫ﯾﻔرغ ﻣﻧﻬﺎ إﻟﯾـﻪ ‪ ،‬وذﻟـك ﻟﻣراﻗﺑـﺔ دﻗـﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻋﻧـدﻩ ‪ ،‬ﻓﺈﻣـﺎ أن ﯾواﻓـق ﻋﻠﯾﻬـﺎ اﻟﻣﻠـك أو‬
‫أن ﯾرﻓﺿ ــﻬﺎ ‪ ،‬وﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــرﻏم ﻣ ــن اﻟﻣوﻗ ــف اﻟﻣﺗﺷـ ــدد اﻟ ــذي اﺗﺧ ــذﻩ ﻣﻠ ــك اﻟﻣﻐ ــول ﺗﺟـ ــﺎﻩ‬
‫اﻟﻘزوﯾﻧ ــﻲ ‪ ،‬وﻣﻧﻌ ــﻪ ﻣ ــن إﻛﻣ ــﺎل ﻣؤﻟﻔ ــﻪ اﻟﺗ ــﺎرﯾﺧﻲ ‪ ،‬إﻻ أن "ﻋ ــﺎﻟﻣﻛﯾر ﻧﺎﻣ ــﻪ" ﯾﺑﻘ ــﻰ ﻣ ــن‬
‫اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻏطت ﺣ ُ ﻘﺑـﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾـﺔ ﻣﻣﯾـزة ﻣـن ﻋﻬـد اﻟﻣﻠـك‬
‫اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ ‪ ،‬ﺑﻛـ ــل ﺗﻔﺎﺻـ ــﯾﻠﻬﺎ ووﻗﺎﺋﻌﻬـ ــﺎ وأﺣـ ــداﺛﻬﺎ ‪ ،‬وﻗـ ــد ﺑـ ــرزت أﻫﻣﯾـ ــﺔ اﻟﻣﺻـ ــدر ﻋﻧـ ــد‬
‫اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟذﯾن اﺑدوا ﻋﻧﺎﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺑﻪ وﺑﻣوﺿوﻋﺎﺗﻪ ﻛﺎﻟﻣؤرخ ﺳﺎﻗﻲ ﻣﺳﺗﻌد ﺧﺎن واﻟﻣؤرخ‬
‫ﺧﺎﻓﻲ ﺧﺎن ‪ ،‬واﻟﻣؤرخ ﺑﺧﺗﺎور ﺧﺎن اﻟﻌﺎﻟﻣﻛﯾري وﻏﯾرﻫم ‪.‬‬

‫اﻣﺎ اﻟرﺣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻰ اﻟﻬﻧد ﻓﻲ ﻋﺻر "اوراﻧك زﯾب" ﻓﺟﺎءت رﺣﻠﺔ اﻟرﺣﺎﻟـﺔ‬
‫اﻟﻔرﻧﺳـﻲ " ﺑﯾرﻧﯾـر ‪ "Bernier‬اﻟﻣﻌروﻓـﺔ ﺑﺎﺳـم " رﺣﻠـﺔ ﻓـﻲ إﻣﺑراطورﯾـﺔ اﻟﻣﻐــول ‪-١٦٥٦‬‬
‫‪١٦٦٨‬م" ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻫم اﻟرﺣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻰ اﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟﻣﻐول ﻓﻲ اﻟﻬﻧـد ‪،‬‬
‫ﻣﻛــث ﯾﻌــﯾش ﻓــﻲ دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول ﻗراﺑــﺔ اﺛﻧﺗــﻰ ﻋﺷ ـرة ﻋﺎﻣــﺎ ﻣﺗواﺻــﻠﺔ ‪ ،‬طــﺎف ﻓــﻲ ﻋﻣــوم‬
‫اﻟﻣــدن اﻟﻬﻧدﯾــﺔ ‪ ،‬وﺻــف اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ اﻟﻬﻧــدي وﺻــﻔﺎ دﻗﯾﻘــﺎ ‪ ،‬ودون اﻟﻌﻣــﺎرة اﻻﺳــﻼﻣﯾﺔ ﻓــﻲ‬

‫‪١٠‬‬
‫اﻟﻬﻧــد ‪ ،‬ﻣــن أﺑرزﻫــﺎ ﺣدﯾﺛــﺔ اﻟﻣﻔﺻــل ﻋــن "ﻗﻠﻌــﺔ أﻛ ـرا" وﻗﻠﻌــﺔ "دﻟﻬــﻲ" وﻣﺳــﺎﺟدﻫﺎ ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ‬
‫اﻋطﻰ وﺻﻔﺎ ﺳﺣرﯾﺎ ﻣﻣﺗﻌﺎ ﻟـ"ﺗﺎج ﻣﺣل" ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗطرق اﻟـﻰ اﻻﺣـوال اﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ وﺗﺟـﺎرة‬
‫اﻟﻬﻧــد ﻣ ــﻊ اوروﺑــﺎ واﻟﻌ ــﺎﻟم ‪ ،‬وذﻛ ــر اﻻﺳ ـواق واﻟﺑﺿ ــﺎﺋﻊ واﻷﺳــﻌﺎر واﻟﻌﻣ ــﻼت واﻟﻣـ ـوازﯾن‬
‫وﻏﯾرﻫــﺎ ‪ ،‬اﻣــﺎ رﺣﻠــﺔ ﺑﯾرﻧﯾــر‪ ،‬ﻓﻘــد ﺣــﺎزت ﻋﻠــﻰ ﺷــﻬرة ﻋﺎﻟﻣﯾــﺔ ﻛﺑﯾ ـرة‪ ،‬دﻓﻌــت ﺑﺎﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن‬
‫واﻟﻣﻬﺗﻣ ـﯾن إﻟــﻰ دراﺳــﺗﻬﺎ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬــﺎ وﻧﻘــدﻫﺎ‪ ،‬ﻻ ﺳــﯾﻣﺎ اﻟﻣؤرﺧــون اﻟﻬﻧــود‪ ،‬وﻛــل اﻟﻣﻌﻧﯾــون‬
‫ﺑﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻐول اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﺷﺑﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺳـﺎﺑﻊ ﻋﺷـر اﻟﻣـﯾﻼدي‪ ،‬ﺗﻘـﻊ‬
‫اﻟرﺣﻠــﺔ ﻓــﻲ ارﺑﻌﻣﺎﺋــﺔ وﺳــﺑﻊ وﺗﺳــﻌون ﺻــﻔﺣﺔ ﻣــن اﻟﺣﺟــم اﻟﻣﺗوﺳــط‪ ،‬ﻣﺗرﺟﻣــﻪ إﻟــﻰ اﻟﻠﻐــﺔ‬
‫اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾـﺔ‪ ،‬ﺣﯾـث ﺗرﺟﻣـت ﻋﻠـﻰ ﯾـد اﻟﻣـؤرخ اﻻﻧﺟﻠﯾـزي ارﻓـن ﺑـروك )‪،(Irvine Brock‬‬
‫واﻟﺗﻲ ﺻدرت طﺑﻌﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻠﻛﺗﺎ ﻓﻲ ﺟزﺋﯾن ﺳﻧﺔ ‪١٨٦٦‬م‪ ،‬ﺛـم ﻗـﺎم ﺑﺗرﺟﻣﺗﻬـﺎ اﻟﻣﺳﺗﺷـرق‬
‫ارﺗﺷﯾﺑﺎﻟد ﻛوﻧﺳﺗﺎﺑل "‪ ،" Archibaled Constable‬ﺛم ﺟﺎءت اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﻬﻧدﯾـﺔ اﻻوﻟـﻰ‬
‫اﻟﺣدﯾﺛــﺔ ﺳــﻧﺔ ‪١٩٨٣‬م‪ ،‬ﻓــﻲ ﻧﯾــودﻟﻬﻲ ‪ ،‬وﻫــﻲ اﻟﻧﺳــﺧﺔ اﻟﺗــﻲ اﺻــدرﻫﺎ وﻋﻠــق ﻋﻠﯾﻬــﺎ وﻗــدم‬
‫ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺷرق ﻓﻧﺳﯾﻧت ﺳﻣﯾث )‪.(Vincent Smith‬‬

‫‪ (Niccolao‬ﻣؤﻟ ــف ﻛﺗ ــﺎب‬ ‫اﻟرﺣﺎﻟ ــﺔ اﻟﻔرﻧﺳ ــﻲ‪ ،‬ﻧﯾﻛ ــوﻻ ﻣﺎﻧوﺳ ــﻲ )‪Manucci‬‬
‫"ﺗـﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻐـول )ٍ‪ "(Storia du mogor‬ﻓـﻲ ارﺑﻌـﺔ ﻣﺟﻠـدات ‪١٧٠٨-١٦٥٣‬م‪ ،‬ﺗـرﺟم‬
‫اﻟﻛﺗـﺎب إﻟـﻰ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾـﺔ اﻟﻣـؤرخ وﻟﯾـﺎم ارﻓـن )‪ ،(William Irvine‬وﻧﺷـرﻩ ﻓـﻲ ﻟﻧـدن ﺳـﻧﺔ‬
‫‪١٩٠٧‬م‪ ،‬ﻗﺿﻰ ﻫذا اﻟرﺣﺎﻟﺔ ﻣﻌظم اﯾﺎم ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‪ ،‬ودﺧل ﻓـﻲ ﺧدﻣـﺔ اﻻﻣﯾـر دارا‬
‫ﺷــﯾﻛوﻩ اﺑــن ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن‪ ،‬وطﻠــب ﻣﻧــﻪ اﻟــدﺧول ﻓــﻲ ﺧدﻣــﺔ اوراﻧﺟزﯾــب ﻓــﺄﺑﻰ ﺛــم دﺧــل ﻓــﻲ‬
‫ﺧدﻣﺔ اﻻﻣﯾـر ﺷـﺎﻩ ﻋـﺎﻟم اﺑـن اوراﻧﺟزﯾـب ﺳـﻧﺔ ‪١٦٧٨‬م‪ ،‬وﺗـوﻓﻲ ﺳـﻧﺔ ‪١٧١٧‬م ‪ ،‬ﺗﻣﯾـزت‬
‫رﺣﻠﺔ ﻣﺎﻧوﺷﻲ ﻋـن ﻏﯾرﻫـﺎ ﻣـن اﻟـرﺣﻼت ﺑﺎﻫﻣﺎﻣﺎﺗﻬـﺎ اﻟواﺳـﻌﺔ واﻟﻌﻣﯾﻘـﺔ ﺑﻌـﺎدات اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ‬
‫اﻟﻬﻧدي ‪.‬‬

‫اﻣـ ــﺎ اﻟدراﺳـ ــﺎت اﻟﺣدﯾﺛـ ــﺔ ﻓﯾـ ــﺄﺗﻲ ﻓـ ــﻲ ﻣﻘـ ــدﻣﺗﻬﺎ أﻋﻣـ ــﺎل اﻟﻣـ ــؤرخ اﻟﻬﻧـ ــدي اﻟﻛﺑﯾـ ــر‬
‫"ﺟﺎدوﻧﺎث ﺳرﻛﺎر ‪ "Jadunath Sarkar‬اﻟـذي ﺗﻔـرغ ﻟﺗـدوﯾن ﺗـﺎرﯾﺦ وﻣـﺂﺛر اﻹﻣﺑراطـور‬

‫‪١١‬‬
‫اﻟﻣﻐـوﻟﻲ "اوراﻧــك زﯾــب" ‪ ،‬ﺣﯾــث ﺻــدر ﻟــﻪ او ﻛﺗــﺎب ﺗﺣــت ﻋﻧـوان " ﻫﻧــد اوراﻧــك زﯾــب "‬
‫"‪ ، "India of Aurangzeb‬ﺳـﻧﺔ ‪١٩٠١‬م ‪ ،‬ﺛـم ﺻـدر ﻟـﻪ اﻫـم ﻣؤﻟﻔﺎﺗـﻪ وﻫـو "ﺗـﺎرﯾﺦ‬
‫اوراﻧـك زﯾــب" ﻓــﻲ ﺧﻣﺳــﺔ ﻣﺟﻠــدات ‪،‬ﺳــﻧﺔ ‪١٩٢٤‬م ‪ ،‬وﻫـو اﻓﺿــل ﻣــﺎ ﻛﺗــب ﻋــن "اوراﻧــك‬
‫زﯾ ــب" ﺑﺎﻟﻠﻐ ــﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾ ــﺔ ‪ ،‬ﺣﯾ ــث اﻋﺗﻣ ــد ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﺻ ــﺎدر اﻟﻔﺎرﺳ ــﯾﺔ اﻷوﻟﯾ ــﺔ ‪،‬واﺳ ــﺗﻐرق‬
‫"ﺳــرﻛﺎر" ﻋﻠــﻰ ﺗﺄﻟﯾﻔــﻪ ﻗراﺑــﺔ ‪ ٢٥‬ﺳــﻧﺔ ﻣــن ﻋﻣـرﻩ ‪ ،‬وﻗﺿــﻰ اﻟﻣــؤرخ اﻟﻬﻧــدي اﻟﺷــﻬﯾر ﻣــن‬
‫ﻋﻣرﻩ ‪ ٢٥‬ﺳﻧﺔ أﺧرى ﻓﻲ ﺗﺄﻟﯾف ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﺷﻬﯾر " ﺳﻘوط اﻹﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ" ‪ ،‬ﺻـدر‬
‫ﺳــﻧﺔ ‪١٩٥٠‬م ‪ ،‬وأﺧﯾ ـرا ‪ ،‬ﻣــن اﻟﻛﺗــب اﻟﻣﻬﻣــﺔ واﻟﺗــﻲ ﻋﺎﻟﺟــت ﺗــﺎرﯾﺦ اﻟﻬﻧــد ﻓــﻲ ﻋﺻ ــر‬
‫اﻟﻣﻠــك اﻟﻣﻐــوﻟﻲ "اوراﻧــك زﯾــب" اﻟﻣــؤرخ اﻟﻬﻧــدي "ظﻬﯾــر اﻟــدﯾن ﻓــﺎروﻗﻲ ﺻــﺎﺣب ﻛﺗــﺎب "‬
‫ﻋﺻـر اوراﻧـك زﯾـب""‪ ، "Aurangzeb and his times‬ﺻـدر ﻓـﻲ طﺑﻌﺗـﻪ اﻷوﻟـﻰ‬
‫ﺳ ــﻧﺔ ‪١٩٣٥‬م ﻓـ ــﻲ ﻣدﯾﻧ ــﺔ "ﻛﻠﻛﺗـ ــﺎ" ﻓ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ــد ‪ ،‬ﺛ ــم اﻋﯾـ ــد طﺑﺎﻋﺗ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﻣدﯾﻧ ــﺔ ﻻﻫـ ــور‬
‫اﻟﺑﺎﻛﺳﺗﺎﻧﯾﺔ ﺳﻧﺔ ‪١٩٧٧‬م‪ ،‬وﻫو ﻣن اﻟﻛﺗب اﻟﻔرﯾدة ﻓﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻟﺗﺎرﯾﺦ "اوراﻧك زﯾب" ‪.‬‬

‫واﺧﯾ ـرا وﻟــﯾس آﺧ ـرا ‪ ،‬ﻓﻘــد ﺗــرك اﻟﻣﻠــك اﻟﻣﻐــوﻟﻲ " ﻣــﺂﺛر ﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ ودﯾﻧﯾــﺔ وادارﯾــﺔ‬
‫ﻏﺎﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺗــﺄﺛﯾر واﻷﻫﻣﯾــﺔ ‪ ،‬اﻟــﻰ درﺟــﺔ ان ﻣؤﺛراﺗــﻪ ﻻ زاﻟــت ﺣﯾــﺔ ﺗﻌــﯾش ﻓــﻲ ارض‬
‫اﻟﻬﻧد ﺣﺗﻰ زﻣﺎﻧﻧﺎ ﻫذا ‪ ،‬اﺑﺗﻐﯾﻧﺎ ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻟﻠﻘـراء اﻟﻌـرب ﻟﻛـﻲ ﯾﺗﻌر ﻓـوا ﻋﻠـﻰ ﻋﻠـم ﺑـﺎرز ﻣـن‬
‫أﻋﻼم اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ‪ ،‬واﷲ ﻣن وراء اﻟﻘﺻد‪.‬‬

‫اﺣﻣد اﻟﺟوارﻧﻪ‬

‫ارﺑد ‪١٤٣٥-‬ﻫـ‪٢٠١٤/‬م‬

‫‪١٢‬‬
‫ﺣﯾﺎﺗﻪ ووﻓﺎﺗﻪ‬

‫ﻣﺣـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ــدﯾن ﻣﺣﻣـ ـ ــد اوراﻧﺟزﯾـ ـ ــب ‪ ،‬اﻟ ـ ـ ـذي اﻋﺗﻠـ ـ ــﻰ ﻋـ ـ ــرش اﻟﻣﻐـ ـ ــول اﻟﻣﺳـ ـ ــﻠﻣﯾن ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻬﻧـ ـ ـ ــد ﺑﺈﺳـ ـ ـ ــم "ﻋـ ـ ـ ــﺎﻟﻣﻛﯾر اﻷول" ‪ ،‬ﻫـ ـ ـ ــو ﺳـ ـ ـ ــﺎدس اﻷﺑﻧـ ـ ـ ــﺎء ﻟﻺﻣﺑراطـ ـ ـ ــور اﻟﻣﻐـ ـ ـ ــوﻟﻲ "‬
‫ﺷ ـ ـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن" ‪ ،‬وﻟزوﺟﺗ ـ ـ ــﻪ اﻟﻣﻠﻛ ـ ـ ــﺔ "ارﺟﻣﻧ ـ ـ ــد ﺑ ـ ـ ــﺎﻧو ﺑ ـ ـ ــﯾﻛم " واﻟﺗ ـ ـ ــﻲ اﺷ ـ ـ ــﺗﻬرت ﺑﺎﺳ ـ ـ ــم "‬
‫ﻣﻣﺗـ ــﺎز ﻣﺣـ ــل " ‪ ،‬وﻟـ ــد "اوراﻧﺟزﯾـ ــب" ﻓـ ــﻲ ﻗرﯾـ ــﺔ "دوﻫـ ــﺎب ‪ "Dohab‬اﻟﻬﻧدﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﻟﯾﻠـ ــﺔ‬
‫‪ ١٥‬ذو اﻟﻘﻌـ ـ ــدة ﺳـ ـ ــﻧﺔ ‪١٠٢٧‬ﻫـ ـ ـ ـ‪ /‬اﻟﻣواﻓـ ـ ــق ﻟﯾـ ـ ــوم اﻷﺣـ ـ ــد ‪ ٢٤‬اﻛﺗـ ـ ــوﺑر ﻋـ ـ ــﺎم ‪١٦١٨‬م‬
‫)ﺧـ ـ ـ ـ ــﺎﻓﻲ ﺧ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ‪ ،‬ﻣﻧﺗﺧـ ـ ـ ـ ــب اﻟﻠﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺎب ‪ ،‬ﻣﺟﻣوﻋـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﯾـ ـ ـ ـ ــوت اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ‪،‬ج‪ ٧‬ص‬
‫‪،٢١٣‬ﻧزﻫ ـ ــﺔ اﻟﺧـ ـ ـواطر ‪،‬ج‪٦‬ص ‪ ، (١٢٣‬وﻋﻧ ـ ــد ﺑﻠوﻏ ـ ــﻪ ﺳ ـ ــن اﻟﻌﺎﺷـ ـ ـرة ﻣ ـ ــن ﻋﻣ ـ ـ ـرﻩ ‪،‬‬
‫اﻗﺑ ـ ــل ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﻌﻠ ـ ــم اﻟﻘـ ـ ـرآن اﻟﻛـ ـ ـرﯾم واﻟﺣ ـ ــدﯾث اﻟﻧﺑ ـ ــوي اﻟﺷـ ـ ـرﯾف ‪ ،‬ﻛﻣ ـ ــﺎ ﺗﻌﻠ ـ ــم اﻟﻠﻐﺗ ـ ــﯾن‬
‫اﻟﻌرﺑﯾـ ــﺔ واﻟﻔﺎرﺳـ ــﯾﺔ واﺗﻘﻧﻬﻣـ ــﺎ اﺗﻘﺎﻧـ ــﺎ ﺟﯾـ ــدا ‪ ،‬ﻓﻛـ ــﺎن ﯾﻛﺗـ ــب ﺑﻬﻣـ ــﺎ وﯾـ ــﺗﻛﻠم ﺑﻬﻣـ ــﺎ اﯾﺿـ ــﺎ ‪،‬‬
‫اﻣـ ــﺎ اﻟﻠﻐـ ــﺔ اﻟﻬﻧدوﺳـ ــﺗﺎﻧﯾﺔ )اﻟﻬﻧدﯾـ ــﺔ ( ﻓﻬـ ــﻲ ﻟﻐـ ــﺔ اﻷم ‪ ،‬وﻫـ ــﻲ اﻟﻠﻐـ ــﺔ اﻟﺧﺎﺻـ ــﺔ ﺑـ ــﺎﻟﺑﻼط‬
‫‪، (sarkar,ashort‬‬ ‫‪history‬‬ ‫‪of‬‬ ‫اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ ﻓـ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ــد)‪Aurangzib,p.7‬‬
‫وﯾؤﻛ ــد اﻟﻣ ــؤرخ اﻟﻧ ــدوي ان اوراﻧﺟزﯾ ــب ﻛ ــﺎن ﺑﺎرﻋ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﻓﻧ ــون ﻛﺗﺎﺑ ــﺔ اﻟﺧ ــط اﻟﻌرﺑـ ــﻲ ‪،‬‬
‫ﻓﻛﺗـ ـ ــب ﻓـ ـ ــﻲ ﻣﺧﺗﻠـ ـ ــف اﻧ ـ ـ ـواع اﻟﺧطـ ـ ــوط ‪ ،‬ﻣﻧﻬـ ـ ــﺎ‪ :‬ﺧـ ـ ــط اﻟﻧﺳـ ـ ــﺦ وﺧـ ـ ــط اﻟﻧﺳـ ـ ــﺧﺗﻌﻠﯾق ‪،‬‬
‫وﺧ ـ ــط اﻟﺷﻛﺳ ـ ــﺗﻪ ‪ ،‬اﻟ ـ ــﻰ درﺟ ـ ــﺔ ان ﺑراﻋﺗ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذا اﻟﻔ ـ ــن ﻣ ـ ــن اﻟﻔﻧ ـ ــون اﻻﺳ ـ ــﻼﻣﯾﺔ‬
‫اوﺻـ ـ ــﻠﺗﻪ اﻟ ـ ـــﻰ ان ﯾﻘـ ـ ــوم ﺑﻧﺳـ ـ ــﺦ اﻟﻣﺻـ ـ ــﺣف اﻟﺷ ـ ـ ـرﯾف ﺑﺧـ ـ ــط ﯾـ ـ ــدﻩ ﻗﺑـ ـ ــل ان ﯾﻌﺗﻠـ ـ ــﻲ‬
‫‪١٣‬‬
‫ﻋ ـ ــرش اﻟﻬﻧ ـ ــد ‪ ،‬وﺑﻌ ـ ــث ﺑﺗﻠ ـ ــك اﻟﻧﺳ ـ ــﺧﺔ اﻟ ـ ــﻰ ﻣﻛ ـ ــﺔ اﻟﻣﻛرﻣ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﺑﻌ ـ ــد ﺟﻠوﺳ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻌ ـ ــرش ﻛﺗـ ـ ــب ﻧﺳ ـ ــﺧﺔ أﺧـ ـ ــرى ﺑﯾ ـ ــدﻩ ‪ ،‬وأﻧﻔـ ـ ــق ﻋ ـ ــل ﺗـ ـ ــذﻫﯾﺑﻬﺎ وﺗﺟﻠﯾ ـ ــدﻫﺎ ﺳـ ـ ــﺑﻌﺔ اﻵف‬
‫روﺑﯾ ـ ــﺔ ﻫﻧدﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﺑﻌﺛﻬ ـ ــﺎ اﻟ ـ ــﻰ اﻟﻣدﯾﻧ ـ ــﺔ اﻟﻣﻧ ـ ــورة ‪ ،‬وﻛ ـ ــﺎن اﻧﺗﺳ ـ ــﺦ اﻷﻟﻔﯾ ـ ــﺔ ﻷﺑ ـ ــن ﻣﺎﻟ ـ ــك‬
‫ﻓـ ـ ــﻲ ﻣراﺣـ ـ ــل اﻟﺻـ ـ ــﺑﺎ ‪ ،‬وارﺳـ ـ ــﻠﻬﺎ اﻟـ ـ ــﻰ ﻣﻛـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻛرﻣـ ـ ــﺔ )ﻧزﻫـ ـ ــﺔ اﻟﺧ ـ ـ ـواطر ‪ ،‬ج‪٦‬ص‬
‫‪. (١٢٨،١٢٩‬‬

‫ﺗـ ـ ــوﻟﻰ اوراﻧﺟزﯾ ـ ـــب وﻻﯾـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــدﻛن اﻟواﻗﻌـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ ﺟﻧـ ـ ــوب اﻟﻬﻧـ ـ ــد ‪ ،‬ﺑـ ـ ــﺄﻣر ﻣـ ـ ــن واﻟـ ـ ــدﻩ‬
‫اﻹﻣﺑرط ـ ـ ــور ﺷ ـ ـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن ﺳ ـ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٣٦‬م وﺑﻘ ـ ـ ــﻲ وﻟﯾ ـ ـ ــﺎ ﻟﻸﻗﻠ ـ ـ ــﯾم اﻟ ـ ـ ــﻰ ﺳ ـ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٤٤‬م ‪،‬‬
‫وﻛـ ــﺎن ﻋﻣ ـ ـرﻩ ﻻ ﯾزﯾـ ــد ﻋﻠـ ــﻰ ﺛﻣـ ــﺎﻧﻲ ﻋﺷ ـ ـرة ﺳـ ــﻧﺔ ‪ ،‬وذﻟـ ــك ﺑﻌـ ــد ﺻ ـ ـراﻋﺎت ﻣرﯾ ـ ـرة ﺑـ ــﯾن‬
‫اﻟدوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ـ ــﺔ واﻟـ ـ ــدول اﻟﺷـ ـ ــﯾﻌﯾﺔ ﻓـ ـ ــﻲ ﺑﯾﺟـ ـ ــﺎﺑور وﻛوﻟﻛﻧـ ـ ــدﻩ ‪ ،‬اﻟﺗـ ـ ــﻲ اﺳـ ـ ــﺗﻘﻠت ﻋـ ـ ــن‬
‫اﻟﺳـ ـ ــﯾﺎدة اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ـ ــﺔ وأظﻬـ ـ ــرت ﻓـ ـ ــﻲ وﺟﻬﻬـ ـ ــﺎ اﻟﻌـ ـ ــداء اﻟﺻ ـ ـ ـرﯾﺢ ‪ ،‬ﺑـ ـ ــل وﻛﺎﻧـ ـ ــت ﺗﻌﻠـ ـ ــن‬
‫ﻛراﻫﯾﺗﻬـ ــﺎ ﻟﻠﺧﻠﻔـ ــﺎء اﻟراﺷـ ــدﯾن وﺗﺳـ ــﺑﻬم وﺗﺷـ ــﺗﻣﻬم ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﻧـ ــﺎﺑر اﻟﻣﺳـ ــﺎﺟد ‪ ،‬ﻓـ ــﻲ اﻟوﻗـ ــت‬
‫اﻟـ ــذي ﯾﺑــﺎﯾﻌون اﻟﻣﻠـ ــوك اﻟﺻـ ــﻔوﯾون ﻓـ ــﻲ اﯾ ـ ـران ‪ ،‬وﻗـ ــد اﺳـ ــﺗﻣر اﻟﺻ ـ ـراع ﺑـ ــﯾن اﻟﻣﻐـ ــول‬
‫اﻟ ــذﯾن ﯾﻣﺛﻠـ ــون اﻫ ــل اﻟﺳـ ــﻧﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋ ــﺔ وﺑـ ــﯾن ﻣﻣﻠﻛﺗ ــﻲ ﺑﯾﺟـ ــﺎﺑور وﻛوﻟﻛﻧ ــدة اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻣﺛـ ــل‬
‫اﻟﻣ ـ ـ ــذﻫب اﻟﺷ ـ ـ ــﯾﻌﻲ ط ـ ـ ــوﯾﻼ ‪ ،‬ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ــﯾن ‪١٦٣٦-١٥٩٥‬م ﺗﻘرﯾﺑ ـ ـ ــﺎ ‪ ،‬اﻟ ـ ـ ــﻰ ان ﻧﺟ ـ ـ ــﺢ‬
‫ﺷـ ـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن ﻓـ ـ ــﻲ ﺗﺣطـ ـ ــﯾم ﻣﻣـ ـ ــﺎﻟﻛﻬم وﻣطـ ـ ــﺎردة اﻷﻣ ـ ـ ـراء اﻟﺷـ ـ ــﯾﻌﺔ وﻗـ ـ ــﺗﻠﻬم اﯾﻧﻣـ ـ ــﺎ ﻋﺛـ ـ ــر‬
‫ﻋﻠـ ــﯾﻬم ‪ ،‬ﻟﺗﺻـ ــﺑﺢ وﻻﯾـ ــﺔ اﻟـ ــدﻛن ﺑﻛـ ــل ﻣﻧﺎطﻘﻬـ ــﺎ ﺗﺣـ ــت ﺳـ ــﯾﺎدة اﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ــﺔ اﻟﺳـ ــﻧﯾﺔ‬
‫‪ ،‬ﻛ ـ ــﺎن اﺳ ـ ــﻧﺎد وﻻﯾ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــدﻛن ﻟﻸﻣﯾ ـ ــر اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب ﺑداﯾ ـ ــﺔ ﺻـ ـ ـراع واﺿ ـ ــﺢ وﻗ ـ ــوي ﺑﯾﻧ ـ ــﻪ‬
‫وﺑ ـ ــﯾن اﻟﺷ ـ ــﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﺷـ ـ ـرﯾن ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ــد ‪ ،‬ﺑﺣﯾ ـ ــث اﺳ ـ ــﺗطﺎع ﻛ ـ ــﺑﺢ ﺟﻣ ـ ــﺎﺣﻬم وﺗﻘﻠ ـ ــﯾص‬
‫‪majumdar,An‬‬ ‫‪Advanced‬‬ ‫ﻧﻔ ــوذﻫم وﻧﻔ ــوذ دﻋ ــﺎﺗﻬم ﻓ ــﻲ اﻟﺟﻧ ــوب اﻟﻬﻧ ــدي)‬
‫‪ ، (,p471‬ورﺑﻣ ـ ـ ــﺎ ﯾﻛ ـ ـ ــون ﻟﻠﻣواﺟﻬ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷـ ـ ـ ـرة ﺑ ـ ـ ــﯾن اوراﻧﺟزﯾ ـ ـ ــب واﻟﺷ ـ ـ ــﯾﻌﺔ ‪ ،‬اﻟ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﺟﺎﻧـ ــب ﺗرﺑﯾﺗـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﺻـ ــﺑﺎﻩ ﻋﻠـ ــﻰ ﻋﻠـ ــوم اﻟﻘ ـ ـرآن وﻋﻠـ ــوم اﻟﺳـ ــﻧﺔ وﻗ ـ ـراءة اﻟﺳـ ــﯾرة اﻟﻧﺑوﯾـ ــﺔ‬
‫وﺳـ ــﯾرة وﺗـ ــﺎرﯾﺦ اﻟﺻـ ــﺣﺎﺑﺔ ‪ ،‬ﯾﻛـ ــون ﻟﻬـ ــﺎ اﺑﻌـ ــد اﻷﺛـ ــر ﻓـ ــﻲ ﺗوﺟﯾـ ــﻪ ﻣﺳـ ــﺎر اﻹﻣﺑراطورﯾـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗوﻟﻰ ﻋرﺷﻬﺎ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣذﻫب اﻟﺳﻧﻲ اﻟﺧﺎﻟص ‪.‬‬

‫ﺑﻌـ ــد ﻣﺿـ ــﻲ ﺛﻣـ ــﺎن ﺳـ ــﻧوات ﻋﻠـ ــﻰ ﺣﻛـ ــم ارواﻧﺟزﯾـ ــب ﻟوﻻﯾـ ــﺔ اﻟـ ــدﻛن اﻟﺟﻧوﺑﯾـ ــﺔ ‪ ،‬ارﺳـ ــل‬
‫واﻟـ ــدﻩ ﻓ ـ ــﻲ طﻠﺑ ـ ــﻪ ﻟﺗـ ــوﻟﻲ ﻣﻬﻣ ـ ــﺔ ﻋﺳ ـ ــﻛرﯾﺔ ﺣرﺑﯾ ـ ــﺔ ﻛﺑﯾ ـ ـرة ﺗﺗﻌﻠ ـ ــق ﺑﺄﻓﻐﺎﻧﺳ ـ ــﺗﺎن وﻗﺑﺎﺋﻠﻬ ـ ــﺎ‬

‫‪١٤‬‬
‫اﻟﻣﺗﻣـ ـ ــردة ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻌـ ـ ــرش اﻟﻣﻐـ ـ ــوﻟﻲ ‪ ،‬ﻻ ﺳـ ـ ــﯾﻣﺎ ﻗﺑﺎﺋـ ـ ــل اﻷوزﺑـ ـ ــك ﻓـ ـ ــﻲ وﻻﯾـ ـ ــﺔ ﻗﻧـ ـ ــدﻫﺎر‬
‫اﻷﻓﻐﺎﻧﯾـ ــﺔ ‪ ،‬وﺗﺣـ ــرك اﻟﯾﻬـ ــﺎ ‪ ،‬وﻟـ ــم ﯾﻣﺿـ ــﻲ ﻋﻠـ ــﻰ ﺣرﻛـ ــﺔ اوراﻧﺟزﯾـ ــب ﺻـ ــوب ﻗﻧـ ــدﻫﺎر‬
‫ﻛﺛﯾ ـ ــر وﻗ ـ ــت وزﻣ ـ ــﺎن ‪ ،‬ﺣﺗ ـ ــﻰ ﺛ ـ ــﺎرت اﻟﺷ ـ ــﯾﻌﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــدﻛن وﺗﻣ ـ ــردت ﻣ ـ ــن ﺟدﯾ ـ ــد ﺿ ـ ــد‬
‫دوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول ‪ ،‬اﻷﻣـ ــر اﻟـ ــذي دﻓـ ــﻊ ﺑﺷـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن اﻟـ ــﻰ إﻋـ ــﺎدة اوراﻧﺟزﯾـ ــب اﻟـ ــﻰ اﻟـ ــدﻛن‬
‫ﻣ ـ ـ ــن ﺟدﯾ ـ ـ ــد ‪ ،‬ﻟﯾﻧﺻ ـ ـ ــﺑﻪ ﺣﺎﻛﻣ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠﯾ ـ ـ ــﻪ ﻟﻠﻣـ ـ ـ ـرة اﻟﺛﺎﻧﯾ ـ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـ ــﻧﺔ ‪ ١٦٥٣‬وﻟﻐﺎﯾ ـ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـ ــﻧﺔ‬
‫‪١٦٥٧‬م ‪ ،‬وﻫﻧـ ـ ــﺎ ﯾﻘـ ـ ــول اﻟﻣـ ـ ــؤرخ اﻟﻬﻧـ ـ ــدي "ﺳﺎﻛﺳـ ـ ــﯾﻧﺎ ‪ "saksena‬ﺻـ ـ ــﺎﺣب ﻛﺗـ ـ ــﺎب "‬
‫ﺗـ ـ ــﺎرﯾﺦ ﺷـ ـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن ﻓـ ـ ــﻲ دﻟﻬـ ـ ــﻲ " ‪ :‬ان اﻟﻣﻌـ ـ ــﺎرك واﻟﺣـ ـ ــروب واﻟﻐـ ـ ــزوات واﻟﻣواﺟﻬـ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﻌﻧﯾﻔ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﺧﺎﺿـ ــﻬﺎ اﻷﻣﯾـ ــر اوراﻧﺟزﯾـ ــب ﻓ ــﻲ اﻗﻠـ ــﯾم اﻟـ ــدﻛن وﻓـ ــﻲ ﻗﻧـ ــدﻫﺎر ‪ ،‬أﻛﺳـ ــﺑﺗﻪ‬
‫ﺗﺟرﺑ ـ ــﺔ ﻋﺳ ـ ــﻛرﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳ ـ ــﯾﺔ ﻓرﯾ ـ ــدة ‪ ،‬ﻟﯾﺑﻠ ـ ــﻎ ﻣﻛﺎﻧ ـ ــﺔ وﺷ ـ ــﺄوا ﻛﺑﯾـ ـ ـرا ﻓ ـ ــﻲ دوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐ ـ ــول‬
‫وا ٕ دارة ﺷـ ــؤوﻧﻬﺎ اﻟﻌﻠﯾـ ــﺎ ‪ ،‬وﺟﻌﻠﺗـ ــﻪ ﯾﺗرﺑـ ــﻊ ﻋﻠـ ــﻰ ﻗﻣـ ــﺔ اﻟﻣﺟـ ــد اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﻲ واﻟﻌﺳـ ــﻛري ﻗﺑـ ــل‬
‫‪saksena,History‬‬ ‫‪of‬‬ ‫ان ﯾﻌﺗﻠـ ـ ـ ــﻲ ﻋـ ـ ـ ــرش اﻟﻣﻐـ ـ ـ ــول ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ـ ـ ــد )‬
‫‪. (Shahjahan,p198‬‬

‫ﻓ ــﻲ اﻟﯾـ ــوم اﻟ ــذي ﺳـ ــﻘط ﻓﯾـ ــﻪ اﻹﻣﺑراط ــور ﺷـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن ﺻ ـ ـرﯾﻊ اﻟﻣ ــرض ‪ ،‬وﺑـ ــﺎت ﯾﻌـ ــﯾش‬
‫اﺳـ ـ ــﯾر اﻟﻔ ـ ـ ـراش واﻟﻌـ ـ ــﻼج ‪ ،‬دب ﻓﯾـ ـ ــﻪ اﻟﺿـ ـ ــﻌف ‪ ،‬ﻓﻠـ ـ ــم ﯾﻌـ ـ ــد ﻗـ ـ ــﺎدرا ﻋﻠـ ـ ــﻰ إدارة دﻓـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺣﻛ ـ ــم ‪ ،‬وظﻬ ـ ــر ﻋﺟـ ـ ـزة اﻟﺷ ـ ــدﯾد ﻓ ـ ــﻲ ﻣﻣﺎرﺳ ـ ــﺔ ﺷ ـ ــؤون اﻟدوﻟ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻣ ـ ــﺎ اﻓﻘ ـ ــدﻩ ﻣﻛﺎﻧﺗ ـ ــﻪ‬
‫‪khafi‬‬ ‫‪Khan,history‬‬ ‫‪of‬‬ ‫اﻟﺑـ ـ ــﺎرزة واﻟﻣـ ـ ــؤﺛرة ﻓـ ـ ــﻲ ﻋـ ـ ــرش اﻟﻬﻧـ ـ ــد )‬
‫‪ ، (alamgir,pp5-7‬وﻗﺎﻋـ ـ ــدة اﻟﺣﻛـ ـ ــم وﻧظﺎﻣـ ـ ــﻪ ﻟـ ـ ــم ﯾﻛـ ـ ــن ﻗـ ـ ــد ﺳـ ـ ــن ﻗﺎﻧوﻧـ ـ ــﺎ ﻟوﻻﯾـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌـ ــرش ﻋﻧـ ــد اﻟﻣﻐـ ــول ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺎﻷﻗوى ﻣـ ــن ﺑـ ــﯾن اﻷوﻻد ﻫـ ــو اﻟ ـ ــذي ﯾﻧﺗـ ــزع اﻟﻌـ ــرش ﺑ ـ ــﺎﻟﻘوة‬
‫واﻟﺣﻧﻛ ــﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﯾﻣﺗﻠﻛﻬـ ــﺎ ‪ ،‬وﻫ ــذا ﻣ ــﺎ ﺳ ــﺎﻋد ﻋﻠـ ــﻰ ﻧﺷ ــر اﻟﺣ ــروب واﻟﻔوﺿـ ــﻰ‬
‫ﺑـ ــﯾن اﺑﻧـ ــﺎء اﻟﻣﻠـ ــوك اﻟﻣﻐـ ــول ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ﺻ ـ ـراﻋﻬم ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺳـ ــﻠطﺔ ‪ ،‬ﻷن اﺣـ ــدا ﻏﯾـ ــر‬
‫اﺑﻧـ ـ ــﺎء اﺑـ ـ ــﺎطرة اﻟﻣﻐـ ـ ـ ــول ﻻ ﯾﺟـ ـ ــرؤ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻋـ ـ ــﻼن اﻟﺗﻣـ ـ ــرد او اﻟﺛ ـ ـ ــورة ‪ ،‬ﻓﻠـ ـ ــﯾس ذﻟ ـ ـ ــك‬
‫ﻣﺳـ ــﻣو ح ﺑـ ــﻪ اﻻ ﻹﺑﻧـ ــﺎء اﺑـ ــﺎطرة اﻟﻣﻐـ ــول ﻓﺣﺳـ ــب ‪ ،‬وﻓـ ــﻲ ظـ ــل ﻫـ ــذا اﻟﻧظـ ــﺎم ‪ ،‬وﺣﯾﻧﻣـ ــﺎ‬
‫أﻋﻠ ـ ــن اﻟﻣﻠ ـ ــك اﻟﻣـ ـ ـرﯾض ﻋ ـ ــن اﺑﻧ ـ ــﻪ "دارا ﺷ ـ ــﯾﻛوﻩ" ﺧﻠﯾﻔﺗ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﻲ ﻋ ـ ــرش اﻟﻬﻧ ـ ــد ‪ ،‬ﺣﺗ ـ ــﻰ‬
‫ﺛـ ــﺎرت ﻣـ ــن ﺣوﻟـ ــﻪ ﺛـ ــورة اﺑﻧﺎﺋـ ــﻪ ﺟﻣﯾﻌـ ــﺎ ‪ ،‬ودب اﻟﺻ ـ ـراع ﺑﯾـ ــﻧﻬم ﻋﻠـ ــﻰ ﺧﻼﻓـ ــﺔ اﻟﻌـ ــرش‬
‫اﻟﻣﻐـ ـ ــوﻟﻲ ‪ ،‬ﻓﺎﺑﻧـ ـ ــﺎء ﺷـ ـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬اﻷﻣﯾـ ـ ــر ﺷـ ـ ــﺟﺎع ﺣـ ـ ــﺎﻛم اﻟﺑﻧﻐـ ـ ــﺎل ‪ ،‬واﻷﻣﯾـ ـ ــر ﻣ ـ ـ ـراد‬

‫‪١٥‬‬
‫ﺑﺧـ ــش ﺣـ ــﺎﻛم اﻟﻛﺟ ـ ـرات ‪ ،‬واﻷﻣﯾـ ــر اوراﻧﺟزﯾـ ــب ﺣـ ــﺎﻛم اﻟـ ــدﻛن ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣـ ــﺎ اﻷﻣﯾـ ــر اﻟﻣﻌـ ــﯾن‬
‫"دارﺷـ ـ ــﯾﻛوﻩ" ﻛـ ـ ــﺎن ﺣﺎﻛﻣـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻛـ ـ ــﺎﺑول واﻟﻣﻠﺗـ ـ ــﺎن ‪ ،‬اﺟﺗﺎﺣـ ـ ــت إﻣﺑرطورﯾـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ـ ــول‬
‫ﻓوﺿ ــﻰ وأزﻣ ــﺔ ﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ ﻛﺑﯾـ ـرة ﻟﻣ ــﺎ ﺗﻌﻬ ــدﻫﺎ ﻣ ــن ﻗﺑ ــل ‪ ،‬ﻓﺟﻣ ــﯾﻌﻬم ﯾﻣﺗﻠﻛ ــون ﻣ ــن اﻟﻘ ــوة‬
‫ﻣـ ـ ــﺎ ﺗـ ـ ــوﻓر ﻟﻬـ ـ ــم اﺳـ ـ ــﺑﺎب اﻟﻧﺻـ ـ ــر ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻵﺧـ ـ ــر ‪ ،‬وﻟﻬـ ـ ــم ﻣـ ـ ــن اﻟﻧﻔـ ـ ــوذ اﺿـ ـ ــﻌﺎف ﻣـ ـ ــﺎ‬
‫ﻟﺷ ـ ـ ــﻘﯾﻘﻬم اﻟﻣﺳ ـ ـ ــﺗﺧﻠف ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻌ ـ ـ ــرش "داراﺷ ـ ـ ــﯾﻛوﻩ" ‪ ،‬وﻗ ـ ـ ــد ﻋ ـ ـ ــزى اﻟﻣ ـ ـ ــؤرخ اﻟﻬﻧ ـ ـ ــدي‬
‫"ﺳـ ــرﻛﺎر" واﻟﻣـ ــؤرخ "ﺷـ ــﺎرﻣﺎ" اﻟـ ــﻰ ان ﻫـ ــذﻩ اﻷزﻣـ ــﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠـ ــت ﺑﻔﻌـ ــل ﻣواﻗـ ــف إﺧـ ــوة "دارا‬
‫ﺷ ـ ــﯾﻛوﻩ" ﺗﺟ ـ ــﺎﻩ اﻷﻓﻛ ـ ــﺎر واﻟﻔﻠﺳ ـ ــﻔﺎت اﻟﺗ ـ ــﻲ ﯾ ـ ــؤﻣن ﺑﻬ ـ ــﺎ واﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﺑﻌ ـ ــد ﻛﺛﯾـ ـ ـرا ﻋ ـ ــن روح‬
‫اﻹﺳـ ـ ــﻼم ‪ ،‬ﻓﻌﻘﯾدﺗـ ـ ــﻪ ﻣﺗﺣـ ـ ــررة ‪ ،‬وﻟـ ـ ــذﻟك اﺟﺗﻣﻌـ ـ ــت ﻋﻠﯾـ ـ ــﻪ أﻏﻠـ ـ ــب رؤوﺳـ ـ ــﺎء وزﻋﻣـ ـ ــﺎء‬
‫ﻗﺑﺎﺋـ ــل اﻟﻬﻧـ ــدوس اﻟﻬﻧدﯾـ ــﺔ ﯾؤﯾدوﻧـ ــﻪ وﯾﻧﺎﺻـ ــروﻧﻪ ﻋﻠـ ــﻰ ﻋـ ــرش اﻟﻬﻧـ ــد ‪ ،‬وﻫـ ــو ﻣـ ــﺎ أﺛـ ــﺎر‬
‫ﻣﺧ ـ ــﺎوف اﺷ ـ ــﻘﺎﺋﻪ وﺣﻣﻠﻬ ـ ــم ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﻣ ـ ــل اﻟﺳ ـ ــﻼح واﻟﺗﻣ ـ ــرد واﻟﺛ ـ ــورة ﺑوﺟﻬ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻗ ـ ــد ﻗ ـ ــﺎد‬
‫اﻟﺗﻣـ ــرد واﻟﻌﺻـ ــﯾﺎن اﻷﻣﯾـ ــر"اوراﻧﺟزﯾـ ــب" اﻟـ ــذي أﻋﻠـ ــن رﻓﺿـ ــﻪ وﺑﻘـ ــوة ﺗـ ــوﻟﻲ "داراﺷـ ــﯾﻛوﻩ‬
‫" اﻟﺣﻛ ـ ـ ــم ﻟﻣ ـ ـ ــﺎ ﯾﺣﻣﻠ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ــن أﻓﻛ ـ ـ ــﺎر ﻣﺧﺎﻟﻔ ـ ـ ــﺔ ﻟﺗﻌ ـ ـ ــﺎﻟﯾم اﻟ ـ ـ ــدﯾن اﻹﺳ ـ ـ ــﻼﻣﻲ اﻟﺣﻧﯾ ـ ـ ــف‬
‫)‪. (Sarkar,op-cit,vol.1,p171‬‬

‫أدت ﺛـ ــورة اﻷﺷـ ــﻘﺎء وﻋﺻـ ــﯾﺎﻧﻬم ﻋﻠـ ــﻰ وﻻﯾـ ــﺔ اﻟﻌـ ــرش ﻓـ ــﻲ دﻟﻬـ ــﻲ اﻟـ ــﻰ اﻧﺗﺷـ ــﺎر ﺣﺎﻟـ ــﺔ‬
‫ﻣ ـ ــن اﻟﻔوﺿ ـ ــﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ــﯾﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ اﺟﺗﺎﺣ ـ ــت ﺷ ـ ــﺑﻪ اﻟﻘ ـ ــﺎرة اﻟﻬﻧدﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓﻠ ـ ــم ﯾﻛﺗ ـ ــف اوﻟﺋ ـ ــك‬
‫اﻷﺷ ــﻘﺎء ﺑرﻓ ــﻊ راﯾ ــﺔ اﻟﺗﻣ ــرد واﻟﻌﺻ ــﯾﺎن ﻓﺣﺳ ــب ‪ ،‬ﺑ ــل ﺑ ــﺎدروا اﻟ ــﻰ إﻋ ــﻼن اﻻﺳ ــﺗﻘﻼل‬
‫ﻛ ـ ــل ﻓ ـ ــﻲ وﻻﯾﺗ ـ ــﻪ وﻣوﻗﻌ ـ ــﻪ ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺎﻷﻣﯾر "ﺷ ـ ــﺟﺎع" ﻧﺻ ـ ــب ﻧﻔﺳ ـ ــﻪ ﻣﻠﻛ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺑﻧﻐ ـ ــﺎل ‪،‬‬
‫وﺿـ ــرب اﻟﺳ ـ ــﻛﺔ ﺑﺎﺳـ ــﻣﻪ ‪ ،‬وﻗـ ـ ـرأت اﻟﺧطﺑ ـ ــﺔ ﻣـ ــن ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﻧ ـ ــﺎﺑر ﻣـ ــدن اﻟﺑﻧﻐ ـ ــﺎل وﻗراﻫ ـ ــﺎ‬
‫‪، (khafi‬‬ ‫ﺑﺎﺳـ ــم اﻟﻣﻠـ ــك اﻟﺟدﯾـ ــد " ﺷ ـ ـﺟﺎع ﺑـ ــن ﺷـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن" )‪khan,op-cit,p.2‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣـ ــﺎ ﺗﺣـ ــﺎﻟف "اوراﻧﺟزﯾـ ــب واﻷﻣﯾـ ــر ﻣ ـ ـراد ﺑﺧـ ــش " ﻓـ ــﻲ وﺟـ ــﻪ ﻣﻠـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ـول اﻟﺟدﯾـ ــد‬
‫"دارا ﺷـ ــﯾﻛوﻩ" ﺳـ ــﻧﺔ ‪١٦٥٧‬م ‪ ،‬وﻛـ ــﺎن ﻣ ـ ــن ﺑﻧـ ــود ﻫـ ــذا اﻹﺗﻔ ـ ــﺎق ‪ ،‬ﺗوزﯾـ ــﻊ ﻣﻠـ ــك أﺑ ـ ــﯾﻬم‬
‫ﺑﯾـ ــﻧﻬم ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻧﺣـ ــو ‪،‬ﺛﻠﺛـ ــﻲ اﻟﻐﻧـ ــﺎﺋم ﻟﻸﻣﯾـ ــر "اوراﻧﺟزﯾـ ــب" واﻟﺛﻠـ ــث اﻵﺧـ ــر ﻟﻸﻣﯾـ ــر"ﻣ ـ ـراد‬
‫ﺑﺧـ ــش " ‪ ،‬وان ﺗـ ــؤول ﺣﺎﻛﻣﯾـ ــﺔ اﻗﻠـ ــﯾم اﻟﺑﻧﺟـ ــﺎب وأﻓﻐﺎﻧﺳـ ــﺗﺎن وﻛﺷـ ــﻣﯾر واﻟﺳـ ــﻧد ﻟﻸﻣﯾـ ــر‬
‫" ﻣ ـ ـ ـ ـراد ﺑﺧـ ـ ـ ــش" ‪ ،‬وﯾـ ـ ـ ــؤول اﻟﻣﻠـ ـ ـ ــك اﻟﻌـ ـ ـ ــﺎم ﻟﻸﻣﯾـ ـ ـ ــر "اوراﻧﺟزﯾـ ـ ـ ــب" وﻋﻠﯾـ ـ ـ ــﻪ ﺗﺣرﻛـ ـ ـ ــت‬
‫اﻟﺟﯾ ـ ــوش ﺑﺎﺗﺟ ـ ــﺎﻩ ﻣدﯾﻧ ـ ــﺔ دﻟﻬ ـ ــﻲ وﻧﺟﺣ ـ ــت ﻓ ـ ــﻲ اﯾﻘ ـ ــﺎع اﻟﻬزﯾﻣ ـ ــﺔ ﺑﺟﯾ ـ ــوش "داراﺷ ـ ــﯾﻛوﻩ"‬

‫‪١٦‬‬
‫ﺳ ـ ـ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٥٨‬م ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣوﻗﻌ ـ ـ ـ ــﺔ "دﻫرﻣ ـ ـ ـ ــت" ‪ ،‬ﺛ ـ ـ ـ ــم اﻟﺗﻘ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺟﻣﻌ ـ ـ ـ ــﺎن ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣوﻗﻌ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫"ﺳ ـ ــﺎﻣﻛورا"اﻟﻘرﯾﺑ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن ﻣدﯾﻧ ـ ــﺔ "اﻛـ ـ ـرا" ‪ ،‬ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺛ ـ ــﺎﻣن ﻣ ـ ــن ﺣزﯾـ ـ ـران‪/‬ﯾوﻧﯾ ـ ــو ‪١٦٥٨‬م ‪،‬‬
‫واوﻗ ـ ــﻊ ﺑﻬ ـ ــﺎ "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" ﻫزﯾﻣـ ـ ـﺔ ﺛﺎﻧﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓوﻟ ـ ــت ﻗـ ـ ـوات اﻟﻣﻠ ـ ــك اﻟﺟدﯾ ـ ــد اﻟﻔـ ـ ـرار اﻣ ـ ــﺎم‬
‫زﺣ ـ ــف اﻷﺷ ـ ــﻘﺎء وﻗـ ـ ـواﺗﻬم اﻟﺿ ـ ــﺎرﺑﺔ ‪ ،‬وﻟﻣ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــرغ "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب " ﻣ ـ ــن ﺣﻣﻠﺗ ـ ــﻪ ﺑﻌ ـ ــدﻣﺎ‬
‫ﺣﻘـ ــق ﻧﺻ ـ ـرﻩ اﻟﻛﺎﺳـ ــﺢ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﻠـ ــك ﺷـ ــﻘﯾﻘﻪ ‪ ،‬زﺣـ ــف ﻧﺣـ ــو ﻣدﯾﻧـ ــﺔ "أﻛ ـ ـرا" ﻣﻌﻘـ ــل اﻟﻣﻠـ ــك‬
‫اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﯾض "ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن" وﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرض ﻋﻠﯾﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺣﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرا ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ‪ ١٣‬رﻣﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن‬
‫‪١٠٦٨‬ﻫ ـ ـ ـ‪١٦٥٨/‬م‪ ،‬ﻣﻧ ـ ــﻊ اﻟﻣﯾـ ـ ـرة واﻟﻣ ـ ــﺎء واﻟطﻌ ـ ــﺎم ﻣ ـ ــن اﻟ ـ ــدﺧول اﻟ ـ ــﻰ اﻟﻣدﯾﻧ ـ ــﺔ ﺣﺗ ـ ــﻰ‬
‫أرﻏﻣﻬـ ــم ﻋﻠـ ــﻰ اﻻﺳﺗﺳـ ــﻼم ‪ ،‬وأودع أﺑـ ــﺎﻩ ﺳـ ــﺟن اﻟﻣدﯾﻧـ ــﺔ ‪ ،‬وﺧﺻـ ــص ﻟـ ــﻪ ﻣـ ــن اﻟﺧـ ــدم‬
‫واﻟﺣﺷـ ــم اﻷﻋـ ــداد اﻟﻛﺛﯾ ـ ـرة ‪ ،‬وﺑﻘـ ــﻲ ﻟدﯾـ ــﻪ ﻣﻌـ ــززا ﻣﻛرﻣـ ــﺎ اﻟـ ــﻰ ان ﻣـ ــﺎت ﺳـ ــﻧﺔ ‪١٦٦٦‬م‬
‫‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ــﯾطر "اوراﻧﺟزﯾـ ـ ــب"ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣدﯾﻧـ ـ ــﺔ أﻛ ـ ـ ـرا ﺳـ ـ ــﯾطرة ﻛﺎﻣﻠـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ ‪ ٢٢‬رﻣﺿـ ـ ــﺎن‬
‫‪khafi‬‬ ‫‪١٠٦٨‬ه‪١٦٥٨/‬م ‪ ،‬وﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذا اﻟﺗ ـ ــﺎرﯾﺦ ﺗﻘﻠـ ــد ﻋ ـ ــرش اﻟﻬﻧـ ــد)‪khan,op-‬‬
‫‪ /cit,pp.24-34‬ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر ‪ ،‬ج‪، ٦‬ص ‪(١٢٣،١٢٤‬‬

‫وﻗﺑـ ـ ــل اﻟﺣ ـ ـ ــدﯾث ﻋ ـ ـــن ﻋ ـ ـ ــرش اﻟﻣﻐ ـ ـ ــول وا ٕ ﻣﺑراطورﻫ ـ ـ ــﺎ اﻟﺟدﯾ ـ ـ ــد ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ـ ــد ‪ ،‬ﯾﻧﺑﻐ ـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﺗوﻗ ـ ــف ﻋﻧ ـ ــد أﺳـ ـ ـرة "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــد ﺗ ـ ــزوج "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" ﺑ ـ ــﺄرﺑﻊ ﻧﺳ ـ ــﺎء ‪ ،‬ﻫﻣ ـ ــﺎ ‪:‬‬
‫‪" -١‬دﯾﻠـ ـراس ﺑ ــﺎﻧو ﺑ ــﯾﻛم" ‪ ،‬وﻫ ــﻲ اﺑﻧ ــﺔ اﻟﻧﺑﯾ ــل "ﺷ ــﺎﻩ ﻧـ ـواز ﺧ ــﺎن" اﻟ ــذي ﺗﻌ ــود اﺻ ــول‬
‫ﺟ ـ ــدﻩ اﻟ ـ ــﻰ اﻟﻣﻠ ـ ــك اﻟﺻ ـ ــﻔوي اﺳ ـ ــﻣﺎﻋﯾل اﻷول ‪ ،‬ﺗزوﺟﻬ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ ﻣدﯾﻧ ـ ــﺔ "أﻛـ ـ ـرا" ﻓ ـ ــﻲ "‪٨‬‬
‫اﯾـ ـ ـ ــﺎر‪/‬ﻣـ ـ ـ ــﺎﯾو ‪١٦٣٧‬م" ‪ ،‬وﺗوﻓﯾـ ـ ـ ــت ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﻣدﯾﻧـ ـ ـ ــﺔ "اوراﻧـ ـ ـ ــﺞ أﺑـ ـ ـ ــﺎد" ﻓـ ـ ـ ــﻲ " ‪ ٨‬ﺗﺷ ـ ـ ـ ـرﯾن‬
‫ﺛﺎﻧﻲ‪/‬اﻛﺗوﺑر ‪١٦٥٧‬م" ‪.(sarkar,ashort history,p12) ،‬‬

‫‪" -٢‬رﺣﻣ ـ ـ ـ ــت اﻟﻧﺳ ـ ـ ـ ــﺎء" واﺳ ـ ـ ـ ــﻣﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘ ـ ـ ـ ــﻲ" ﻧـ ـ ـ ـ ـواب ﺑ ـ ـ ـ ــﺎي"‪ ،‬وﻫ ـ ـ ـ ــﻲ اﺑﻧ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ــز ﻋﯾم‬
‫اﻟﻬﻧدوﺳ ـ ــﻲ " راﺟ ـ ــﺎ راﺟ ـ ــوﻩ" ﻣ ـ ــن وﻻﯾ ـ ــﺔ "راﺟ ـ ــوري " ﻓ ـ ــﻲ اﻗﻠ ـ ــﯾم ﻛﺷ ـ ــﻣﯾر ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻲ ﻣ ـ ــن‬
‫ﻗﺑﯾﻠﺔ اﻟراﺟﺑوت اﻟﻬﻧدﯾﺔ اﻟﻌرﯾﻘﺔ )‪(sarkar,ashort,p12‬‬

‫‪" -٣‬اوراﻧـ ــﺞ أﺑ ـ ــﺎدي ﻣﺣ ـ ــل" ‪ ،‬وﻫ ـ ــو اﺳ ـ ــﻣﻬﺎ اﻟـ ــذي ﺗﺳ ـ ــﻣت ﺑ ـ ــﻪ ﺣﯾﻧﻣ ـ ــﺎ دﺧﻠ ـ ــت ﻗﺻ ـ ــر‬
‫ﺣرﯾم اﻷﻣﯾرات ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ "اوراﻧﺞ أﺑﺎد"‬

‫‪١٧‬‬
‫‪"-٤‬أدﯾﺑ ـ ــوري ﻣﺣ ـ ــل"وﻫ ـ ــﻲ واﻟ ـ ــدة اﻷﻣﯾ ـ ــر "ﻛ ـ ــﺎم ﺑﺧ ـ ــش" ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻲ "ﻣﻣﻠوﻛ ـ ــﺔ ﺟورﺟﯾ ـ ــﺔ"‬
‫‪sarkar,ashort‬‬ ‫ﻛﻣ ــﺎ أﺷ ــﺎر اﻟ ــﻰ ذﻟ ــك اﻟرﺣﺎﻟ ــﺔ اﻟﻔرﻧﺳ ــﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻ ــر "ﻣﺎﻧوﺷ ــﻲ" )‬
‫‪(history,p13‬‬

‫اﻣـ ــﺎ اﺑﻧ ـ ــﺎء اﻹﻣﺑراط ـ ــور "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب " ﻓﻬ ـ ــم ‪ ،‬اﻷﻣﯾ ـ ـرة " زﯾ ـ ــب اﻟﻧﺳ ـ ــﺎء" ‪ ،‬وﻟ ـ ــدت ﻓ ـ ــﻲ‬
‫ﻣدﯾﻧـ ـ ــﺔ "دوﻟـ ـ ــت اﺑـ ـ ــﺎد " ﺳـ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٣٨‬م" ‪ ،‬واﻷﻣﯾ ـ ـ ـرة " زﯾﻧـ ـ ــت اﻟﻧﺳـ ـ ــﺎء" ‪ ،‬وﻟـ ـ ــدت ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫ﻣدﯾﻧـ ـ ــﺔ "اوراﻧ ـ ـ ــﺞ اﺑ ـ ـ ــﺎد " ﺳـ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٤٣‬م ‪ ،‬واﻷﻣﯾـ ـ ـ ـرة " زﺑ ـ ـ ــدة اﻟﻧﺳـ ـ ــﺎء" ‪ ،‬وﻟ ـ ـ ــدت ﻓ ـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻣﻠﺗـ ــﺎن ﺳـ ــﻧﺔ ‪١٦٥١‬م‪ ،‬واﻷﻣﯾـ ــر ﻣﺣﻣـ ــد أﻋظـ ــم" ‪ ،‬وﻟـ ــد ﻓـ ــﻲ ﻣدﯾﻧـ ــﺔ "ﺑرﻫـ ــﺎﻧﺑور" ﺳـ ــﻧﺔ‬
‫‪١٦٥٣‬م ‪ ،‬واﻷﻣﯾ ـ ــر "ﻣﺣﻣ ـ ــد أﻛﺑ ـ ــر" ‪ ،‬وﻟ ـ ــد ﻓ ـ ــﻲ ﻣدﯾﻧ ـ ــﺔ "اوراﻧ ـ ــﺞ أﺑ ـ ــﺎد" ﺳ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٥٧‬م‪،‬‬
‫واﻷﻣﯾـ ــر ﻣﺣﻣـ ــد ﺳـ ــﻠطﺎن ‪،‬وﻟـ ــد ﺑـ ــﺎﻟﻘرب ﻣـ ــن "ﻣـ ــﺎﺛورا" ﺳـ ــﻧﺔ ‪١٦٣٩‬م‪ ،‬واﻷﻣﯾـ ــر "ﻣﺣﻣـ ــد‬
‫ﻣ ُ ﻌظـ ــم" ‪ ،‬وﻫـ ــو اﻟـ ــذي ﺧﻠـ ــف واﻟـ ــدﻩ ﻋﻠـ ــﻰ ﻋـ ــرش اﻟﻬﻧـ ــد ﺑﺎﺳـ ــم " ﺑﻬـ ــﺎدر ﺷـ ــﺎﻩ اﻷول" ‪،‬‬
‫وﻟـ ــد ﻓ ـ ــﻲ ﻣدﯾﻧ ـ ــﺔ "ﺑرﻫ ـ ــﺎﻧﺑور" ﺳ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٤٣‬م‪ ،‬واﻷﻣﯾ ـ ـرة " ﺑ ـ ــدر اﻟﻧﺳ ـ ــﺎء" ‪ ،‬وﻟ ـ ــدت ﺳ ـ ــﻧﺔ‬
‫‪١٦٤٧‬م‪ ،‬واﻷﻣﯾـ ـ ـرة "ﻣﻬ ـ ــر اﻟﻧﺳ ـ ــﺎء" ‪ ،‬وﻟ ـ ــدت ﺳ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٦١‬م ‪ ،‬واﻷﻣﯾ ـ ــر"ﻣﺣﻣ ـ ــد ﻛ ـ ــﺎم‬
‫ﺑﺧش" ‪ ،‬وﻟد ﻓﻲ دﻟﻬﻲ ﺳﻧﺔ ‪١٦٦٧‬م ‪(ashort history,pp14-15).‬‬

‫ﻟﻘ ـ ــد اﺣﺗﻔﻠ ـ ــت ﺑ ـ ــﻼد ﺷ ـ ــﺑﻪ اﻟﻘ ـ ــﺎرة اﻟﻬﻧدﯾ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـرﺗﯾن ﺑﺟﻠ ـ ــوس اﻹﻣﺑراط ـ ــور"ﻣﺣ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــدﯾن‬
‫ﻣﺣﻣـ ـ ـ ــد اوراﻧﺟزﯾـ ـ ـ ــب" ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻌـ ـ ـ ــرش ‪ ،‬ﺟـ ـ ـ ــﺎءت اﻷوﻟـ ـ ـ ــﻰ ﻋﻘـ ـ ـ ــب اﺳﺗﺳـ ـ ـ ــﻼم اﻟﻣﻠـ ـ ـ ــك‬
‫"ﺷـ ـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن" ﻓـ ـ ــﻲ ﺷـ ـ ــﻬر رﻣﺿـ ـ ــﺎن ﻣـ ـ ــن ﺳـ ـ ــﻧﺔ ‪١٠٦٨‬ه‪١٦٥٨/‬م‪ ،‬وﺟـ ـ ــﺎءت اﻷﺧـ ـ ــرى‬
‫ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌ ـ ــﺎم اﻟﻘﺎﺑ ـ ــل اي ﻓ ـ ــﻲ ﻋ ـ ــﺎم ‪١٠٦٩‬ﻫ ـ ـ ـ‪١٦٥٩/‬م ‪ ،‬وﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺳ ـ ــﻧﺔ ﺗ ـ ــم ﺗﻘﻠﯾ ـ ــد‬
‫"او راﻧﺟزﯾ ــب" ﻋـ ــرش اﻟﻣﻐـ ــول ﻓ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ــد ﺑﺷـ ــﻛل رﺳـ ــﻣﻲ ‪ ،‬ﺣﯾ ــث ﻗ ـ ـرأت ﻣﺳـ ــﺎﺟد اﻟﻬﻧـ ــد‬
‫ﻓ ــﻲ دﻟﻬـ ــﻲ وأﻛـ ـرا وﺑﻘﯾـ ــﺔ اﻟﻣ ــدن اﻷﺧـ ــرى اﻟﺧطﺑ ــﺔ ﺑﺎﺳـ ــم اﻟﻣﻠ ــك اﻟﺟدﯾـ ــد ‪ ،‬واﻋﻠ ــن ﻋـ ــن‬
‫ﻟﻘﺑ ـ ــﻪ اﻟﺟدﯾ ـ ــد اﻟ ـ ــذي ﺣﻣ ـ ــل اﺳ ـ ــم ‪ ":‬اﺑ ـ ــو اﻟﻣظﻔ ـ ــر ﻣﺣ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــدﯾن ﻣﺣﻣ ـ ــد اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب‬
‫ﻋﺎﻟﻣﻛﯾر ﺑﺎدﺷﺎﻩ ﻏﺎزي" )ﺳرﻛﺎر‪ ،‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ‪ ،‬ج‪ ٢‬ص ‪(٣٨٧-٣٨٦‬‬

‫ﯾﻧﻘﺳ ـ ـ ـم ﻋﻬ ـ ـ ــد "اوراﻧﺟزﯾ ـ ـ ــب" اﻟ ـ ـ ــﻰ ﻗﺳ ـ ـ ــﻣﯾن ﻣﺗﻣـ ـ ــﺎﺛﻠﯾن ﻣ ـ ـ ــن ﺣﯾ ـ ـ ــث اﻟﻔﺗـ ـ ـ ـرة اﻟزﻣﻧﯾ ـ ـ ــﺔ ‪،‬‬
‫ﻣﺧﺗﻠﻔ ـ ــﯾن ﻣـ ـ ــن ﺣﯾـ ـ ــث اﻷﻋﻣـ ـ ــﺎل واﻟﻣﻬ ـ ــﺎم اﻟﺳﯾﺳﺎﺳـ ـ ــﯾﺔ واﻟﻔﺗوﺣـ ـ ــﺎت اﻟﻌﺳـ ـ ــﻛرﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻔـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧوات ‪١٠٦٨‬ه‪١٦٥٨/‬م وﺣﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺔ ‪١٠٩١‬ه‪١٦٨١/‬م اﻧﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻐل ﻣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــك‬
‫اﻟﻣﻐ ـ ــول اﻟﺟدﯾ ـ ــد ﺑﺣﻣﻼﺗ ـ ــﻪ اﻟﻌﺳ ـ ــﻛرﯾﺔ اﻟﻣﺗﺗﺎﺑﻌ ـ ــﺔ ﺗﺟ ـ ــﺎﻩ اﻷﻗ ـ ــﺎﻟﯾم اﻟﺷ ـ ــﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟوﺳ ـ ــطﻰ‬

‫‪١٨‬‬
‫اﻟـ ـ ــﻰ ان ﺑﺳـ ـ ــط ﺳـ ـ ــﯾطرﺗﻪ ﺑﺷـ ـ ــﻛل ﻛﺎﻣـ ـ ــل ﻋﻠﯾﻬـ ـ ــﺎ ‪ ،‬وﻗـ ـ ــد ﺷـ ـ ــﻬدت ﺗﻠـ ـ ــك اﻟﻔﺗ ـ ـ ـرة ﺗطـ ـ ــورا‬
‫ﻣﻠﺣوظـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﻲ ﻣﺟـ ـ ــﺎﻻت ﻣﺧﺗﻠﻔـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﺳﯾﺎﺳـ ـ ــﯾﺔ وادارﯾـ ـ ــﺔ واﻗﺗﺻـ ـ ــﺎدﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﻔﺗ ـ ـ ـرة اﻟﺛﺎﻧﯾـ ـ ــﺔ‬
‫ﺟـ ـ ـ ـ ـ ــﺎءت ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻧوات ‪١٠٩١‬ه‪١٦٨١/‬م وﻟﻐﺎﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺔ ‪١١١٦‬ه‪١٧٠٧/‬م ‪،‬‬
‫ﺣﯾـ ــث ﺷـ ــﻬدت ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣرﺣﻠـ ــﺔ اﻫﺗﻣﺎﻣـ ــﺎ ﻣﺑﺎﺷ ـ ـرا ﻓـ ــﻲ ﺷـ ــؤون اﻷﻗـ ــﺎﻟﯾم اﻟﻬﻧدﯾـ ــﺔ اﻟﺟﻧوﺑﯾـ ــﺔ‬
‫وﻓـ ــﻲ ﻣﻘـ ــدﻣﺗﻬﺎ اﻗﻠـ ــﯾم اﻟـ ــدﻛن ‪ ،‬ﺗﺎرﻛـ ــﺎ ﻣـ ــدن اﻟﻬﻧـ ــد اﻟﻌرﯾﻘـ ــﺔ ‪ ،‬ﻣﺛـ ــل ﻣدﯾﻧـ ــﺔ دﻟﻬـ ــﻲ وأﻛ ـ ـرا‬
‫ﻟﯾـ ـ ـ ــذﻫب اﻟـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺟﻧـ ـ ـ ــوب وﯾـ ـ ـ ـــدﯾر دﻓـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺣﻛـ ـ ـ ــم ﻣـ ـ ـ ــن ﻫﻧ ـ ـ ـ ــﺎك ﺣﺗـ ـ ـ ــﻰ وﻓﺎﺗـ ـ ـ ــﻪ ﺳ ـ ـ ـ ــﻧﺔ‬
‫‪١١١٦‬ه‪١٧٠٧/‬م ‪.‬‬

‫اذا واﺟﻬ ـ ـ ــت اﻟﻣﺗﺎﻋ ـ ـ ــب واﻟﻣﺻ ـ ـ ــﺎﻋب ﻣﻌظ ـ ـ ــم اﻟﺳ ـ ـ ــﻼطﯾن واﻟﻣﻠ ـ ـ ــوك اﻟﻣﺳ ـ ـ ــﻠﻣﯾن ﻓ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﺣﻛﻣﻬ ـ ـ ـ ـ ــم ﻟﻠﻬﻧ ـ ـ ـ ـ ــد ‪ ،‬ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻣﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻋب واﻟﻣﺗﺎﻋ ـ ـ ـ ـ ــب اﻟﺗ ـ ـ ـ ـ ــﻲ واﺟﻬﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻹﻣﺑرط ـ ـ ـ ـ ــور‬
‫"اور اﻧﺟزﯾ ـ ــب" أﻛﺛـ ـ ــر ﺑﻛﺛﯾـ ـ ــر ﻣﻣـ ـ ــﺎ واﺟﻬـ ـ ــﻪ اﻵﺧـ ـ ــرون ‪ ،‬ﻓﻬـ ـ ــو اﻟـ ـ ــزﻋﯾم اﻟﻣﺳـ ـ ــﻠم اﻟوﺣﯾـ ـ ــد‬
‫اﻟـ ـ ــذي اﺳـ ـ ــﺗطﺎع اﻟﺳـ ـ ــﯾط رة اﻟﻛﺎﻣﻠ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻛﺎﻓـ ـ ــﺔ أﻗ ـ ـ ــﺎﻟﯾم اﻟﻬﻧـ ـ ــد اﻟﺷـ ـ ــﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺷ ـ ـ ــرﻗﯾﺔ‬
‫واﻟوﺳ ـ ــطﻰ واﻟﻐرﺑﯾ ـ ــﺔ واﻟﺟﻧوﺑﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﺑ ـ ــل وﺻ ـ ــل ﻧﻔ ـ ــوذ اﻣﺑراطورﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐ ـ ــول إﺑ ـ ــﺎن ﻋﻬ ـ ــد‬
‫اﻹﻣﺑراطـ ــور "اوراﻧﺟزﯾـ ــب" اﻟـ ــﻰ أﺑﻌـ ــد ﻣـ ــن ذﻟـ ــك ‪ ،‬ﺣﯾـ ــث ﺳـ ــﯾطر ﻋﻠـ ــﻰ ﻧﯾﺑـ ــﺎل وﺑورﻣـ ــﺎ‬
‫‪ ،‬ﻓﻔ ـ ــﻲ ﺳ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٦١‬م ‪ ،‬وﻋﻘ ـ ــب اﺳ ـ ــﺗﺗﺑﺎب اﻷﻣ ـ ــن ﻓ ـ ــﻲ رﺑ ـ ــوع اﻹﻣﺑراطورﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾ ـ ــﺔ‬
‫‪ ،‬ﺑﻘـ ــﻲ ﻋﻠـ ــﻰ "اوراﻧﺟزﯾـ ــب" ان ﯾواﺟـ ــﻪ أﺣـ ــد أﻛﺑـ ــر اﻟﻣﺷـ ــﻛﻼت ﻓـ ــﻲ ﻋﺻ ـ ـرﻩ ‪ ،‬اﻻ وﻫـ ــﻲ‬
‫اﻋ ـ ــﻼن ﺷ ـ ــﻘﯾﻘﻪ" اﻷﻣﯾ ـ ــر ﻣـ ـ ـراد ﺑﺧ ـ ــش" ﻧﻔﺳ ـ ــﻪ ﻣﻠﻛ ـ ــﺎ ﻣﺳ ـ ــﺗﻘﻼ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺑﻧﻐ ـ ــﺎل ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣ ـ ــﺎ‬
‫اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ اﺑرﻣ ـ ـت ﺑﯾﻧـ ــﻪ وﺑـ ــﯾن ﺷـ ــﻘﯾﻘﻪ "اوراﻧﺟزﯾـ ــب" ﺗﻌﻬـ ــدت ﺑـ ــﺎن ﯾﻛـ ــون ﺣﺎﻛﻣـ ــﺎ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﻠـ ــك اﻟﻣﻧـ ــﺎطق ﻻ ﻣﻠﻛـ ــﺎ ﻣﺳـ ــﺗﻘﻼ ‪ ،‬ﻓﻌـ ــﯾن ﺣﺎﻛﻣـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺑﻧﻐـ ــﺎل وﻫـ ــو" اﻷﻣﯾـ ــر‬
‫ﻣﯾ ـ ــر ﺟﻣﻠ ـ ــﺔ" ‪ ،‬وأﻣـ ـ ــدﻩ ﺑﻘـ ـ ـوات ﻋﺳ ـ ــﻛرﯾﺔ ﻛﺑﯾ ـ ـ ـرة ﻛﺎﻓﯾ ـ ــﺔ ﻟﻠﻘﺿ ـ ــﺎء ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻗـ ـ ـوات "ﻣ ـ ـ ـراد‬
‫ﺑﺧ ـ ــش" ‪ ،‬وﻧﺟ ـ ــﺢ "ﻣﯾ ـ ــر ﺟﻣﻠ ـ ــﺔ" ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻘﺿ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺳ ـ ــﻠطﺔ اﻷﻣﯾ ـ ــر "ﻣـ ـ ـراد ﺑﺧ ـ ــش" ‪،‬‬
‫ﻟﯾﺳـ ـ ــدل اﻟﺳـ ـ ــﺗﺎر ﻋﻠﯨﻬـ ـ ــذﻩ اﻟﻘﺿـ ـ ــﯾﺔ اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﻛـ ـ ــﺎدت ان ﺗﺿـ ـ ــﻌف ﻣـ ـ ــن ﺷـ ـ ــﺄن اﻟﻣﻐ ـ ـ ــول‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ــﻲ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ــد ‪ ،‬اﻣ ـ ــﺎ اﻟﻣﺷ ـ ــﻛﻠﺔ اﻟﻛﺑﯾـ ـ ـرة اﻷﺧ ـ ــرى اﻟﺗ ـ ــﻲ واﺟﻬ ـ ــت "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب"‬
‫ﻓـ ــﻲ اﻗﻠـ ــﯾم اﻟﺑﻧﻐـ ــﺎل ‪ ،‬ﻫـ ــﻲ ﺗﻧـ ــﺎﻣﻲ ﻗـ ــوة وﻣﺧـ ــﺎطر ﻗﺑﺎﺋـ ــل "اﻵﻫـ ــوم ‪ "Ahoms‬اﻟﻣﻧﺗﺷ ـ ـرة‬
‫ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺑﻧﻐـ ـ ـ ــﺎل ‪ ،‬وﻫـ ـ ـ ــﻲ ﻗﺑﺎﺋـ ـ ـ ــل ذات أﺻـ ـ ـ ــول ﻣﻧﻐوﻟﯾـ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻫـ ـ ـ ــﺎﺟروا ﻣـ ـ ـ ــن ﻣ ـ ـ ـ ـواطﻧﻬم‬
‫اﻷﺻـ ــﻠﯾﺔ ﻣـ ــن أﻋـ ــﺎﻟﻲ ﺟﺑـ ــﺎل ﺑورﻣـ ــﺎ اﻟﻘرﯾﺑ ـ ـﺔ ﻣـ ــن ﻣرﺗﻔﻌـ ــﺎت ﻫﻣﺎﻻﯾـ ــﺎ ‪ ،‬اﻟـ ــﻰ اﻟﻣﻧـ ــﺎطق‬

‫‪١٩‬‬
‫اﻟﺷـ ــﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺷـ ــرﻗﯾﺔ ﻣـ ــن اﻟﻬﻧـ ــد ‪ ،‬ﻟﯾﺳـ ــﺗﻘروا ﻏـ ــرب اﻟﺑﻧﻐـ ــﺎل ﻓـ ــﻲ اﻟﻘـ ــرن اﻟﺧـ ــﺎﻣس ﻋﺷـ ــر‬
‫اﻟﻣـ ـ ــﯾﻼدي ‪ ،‬واﻣﺗـ ـ ــد ﻧﻔـ ـ ــوذﻫم ﻣـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ــﯾن ﻧﻬـ ـ ــر "ﺑﺎرﻧـ ـ ــﺎدي" ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺷـ ـ ــﻣﺎل اﻟﻐرﺑـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ــن‬
‫اﻟﺑﻧﻐـ ــﺎل ‪ ،‬وﺣﺗـ ــﻰ ﻧﻬـ ــر "ﻛـ ــﺎﻟﻧﺞ" ﻓـ ــﻲ اﻟﺟﻧـ ــوب اﻟﻐرﺑـ ــﻲ ‪ ،‬وﻫـ ــﻲ اﻟﻣﻧطﻘـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻌـ ــرف‬
‫ﺑﺄﺳـ ــم "آﺳـ ـ ــﺎم" ‪ ،‬وﻛﺎﻧـ ــت ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣﺟﻣوﻋـ ــﺎت اﻟﺑﺷ ـ ـرﯾﺔ ﻗـ ــد اﻋﺗﻧﻘـ ــت اﻟدﯾﺎﻧـ ــﺔ اﻟﻬﻧدوﺳـ ــﯾﺔ‬
‫‪ ،‬وأﺿ ـ ــﺣت ﻣ ـ ــن اﻟﻣﻧ ـ ــﺎﻓﺣﯾن ﻋﻧﻬ ـ ــﺎ ‪ ،‬ﺑ ـ ــل وﻧﺎﺻ ـ ــﺑت دوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐ ـ ــول اﻟﻌ ـ ــداء اﻟﺷ ـ ــدﯾد‬
‫وﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻻ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻌﺎﻓﻬﺎ واﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻘﺎطﻬﺎ ان اﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗطﺎﻋوا‬
‫)‪(sarkar,Aurangzib,vol.iii,pp79-100‬‬

‫ﻛ ـ ـ ــﺎن ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻹﻣﺑراط ـ ـ ــور "اوراﻧﺟزﯾ ـ ـ ــب" ان ﯾﺿ ـ ـ ــﻊ ﺣ ـ ـ ــدا ﻟﺗﻠ ـ ـ ــك اﻷﻋﺗ ـ ـ ــداءات اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﻣﺎرﺳ ــﺗﻬﺎ ﻗﺑﺎﺋ ــل "اﻵﻫ ــوم" ﻓـ ــﻲ اﻗﻠ ــﯾم " آﺳ ــﺎم " ﺗﺟ ــﺎﻩ اﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾ ــﺔ ‪ ،‬وﺗﺣﻘﯾﻘ ــﺎ ﻟﻬـ ــذﻩ‬
‫اﻟﻣﻬﻣـ ــﺔ ‪ ،‬ﻛﻠـ ــف ﺣـ ــﺎﻛم اﻟﺑﻧﻐـ ــﺎل " ﻣﯾـ ــر ﺟﻣﻠـ ــﺔ" ﺑﺗﺟﻬﯾـ ــز ﺟـ ــﯾش ﻛﺑﯾـ ــر ﻟﻠﻘﺿـ ــﺎء ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫اﻟﻘ ـ ــوى اﻟﻣﻌﺎدﯾ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ "آﺳ ـ ــﺎم" ‪ ،‬وﺗﺣ ـ ــرك ﻣ ـ ــن ﻣدﯾﻧ ـ ــﺔ "دﻛ ـ ــﺎ" ﻋﻠ ـ ــﻰ رأس ﺟ ـ ــﯾش ﺑﻠ ـ ــﻎ‬
‫اﺛﻧ ـ ــﺎ ﻋﺷـ ـ ـرة اﻟﻔـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــن اﻟﻔرﺳـ ـ ــﺎن ‪ ،‬وﺛﻼﺛ ـ ــون اﻟﻔـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــن اﻟﻣﺷـ ـ ــﺎة ‪ ،‬ﻣﺳ ـ ــﻠﺣﯾن ﺑﺎﻟﻧـ ـ ــﺎدق‬
‫واﻟﻣ ـ ـ ــداﻓﻊ ‪ ،‬وﺗوﻏ ـ ـ ــل ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻷﻗﻠ ـ ـ ــﯾم وﺣﻘ ـ ـ ــق اﻧﺗﺻ ـ ـ ــﺎرات ﻛﺑﯾـ ـ ـ ـرة ﺟ ـ ـ ــدا ‪ ،‬اﻻ ان ﺳ ـ ـ ــوء‬
‫اﻷﺣـ ـ ـوال اﻟﺟوﯾ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــرض ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺟ ـ ــﯾش اﻟﻣﺳ ـ ــﻠﻣﯾن اﻟﺗوﻗ ـ ــف ﻋ ـ ــن اﻟزﺣ ـ ــف ‪ ،‬اﻻ اﻧﻬ ـ ــم‬
‫ﺣﺣﻘ ـ ـوا اﻧﺗﺻـ ــﺎرﻫم ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ارﻏـ ــﺎم زﻋـ ــﯾم "آﺳـ ــﺎم" ﻋﻠـ ــﻰ دﻓـ ــﻊ اﻟﺟزﯾـ ــﺔ ﻟﻠﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن ‪،‬‬
‫ﺣﯾ ـ ــث أﻗ ـ ــر اﻟراﺟ ـ ــﺎ ﺣ ـ ــﺎﻛم "آﺳ ـ ــﺎم"ﺑ ـ ــدﻓﻊ ﺟزﯾ ـ ــﺔ ﻣﻘ ـ ــدار ﻫﺎ ﻣﺎﺋ ـ ــﺔ وﻋﺷ ـ ــرون اﻟﻔ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــن‬
‫اﻟﻔﺿـ ــﺔ واﻟﻔ ـ ــﯾن ﻣـ ــن اﻟ ـ ــذﻫب وﺧﻣﺳ ـ ــون ﻓـ ــﯾﻼ ‪ ،‬ﺟزﯾ ـ ــﺔ ﺳ ـ ــﻧوﯾﺔ ﯾـ ــدﻓﻌﺎ ﻟﺧزﯾﻧ ـ ــﺔ اﻟدوﻟ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻐوﻟﯾ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﺣﯾﻧﻣ ـ ـ ــﺎ ﺗ ـ ـ ــوﻓﻲ "ﻣﯾ ـ ـ ــر ﺟﻣﻠ ـ ـ ــﺔ" ‪ ،‬ﻋ ـ ـ ــﯾن اﻹﻣﺑراط ـ ـ ــور اﻟﻣﻐ ـ ـ ــوﻟﻲ ﺧﺎﻟ ـ ـ ــﻪ "‬
‫ﺷﺎﯾﺳ ـ ـ ــﺗﻪ ﺧ ـ ـ ــﺎن" ﺣﺎﻛﻣـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺑﻧﻐ ـ ـ ــﺎل ‪،‬اﻟ ـ ـ ــذي واﺟ ـ ـ ــﻪ أول وﻻﯾﺗ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺑﻧﻐ ـ ـ ــﺎل‬
‫أزﻣـ ـ ـ ـ ــﺔ"اﻷﻫـ ـ ـ ـ ــوم" اﻟ ـ ـ ـ ـ ــذﯾن ﻧﻘﺿ ـ ـ ـ ـ ـوا اﻟﻌﻬ ـ ـ ـ ـ ــد وﺧرﺟ ـ ـ ـ ـ ـوا ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ طﺎﻋـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐ ـ ـ ـ ـ ــول ‪،‬‬
‫ﻓروﺿ ـ ــﻬﺎ"ﺷﺎﯾﺳ ـ ــﺗﺎ ﺧ ـ ــﺎن" ﺛﺎﻧﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﺧﺿ ـ ــﻌت ﻟﺣﻛ ـ ــم اﻟﻣﻐ ـ ــول ﻣ ـ ــﺎ ﯾﻘ ـ ــرب ﻣ ـ ــن ﺛﻼﺛ ـ ــﯾن‬
‫ﻋﺎﻣﺎ )‪(sharma,op-cit,274,sarkar,vol.iii,101-106‬‬

‫ﺳﯾﺎﺳﺔ "اوراﻧﺟزﯾب" ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻘﺑﺎﺋل اﻷﻓﻐﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣدود اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﻣ ـ ــن اﻛﺛ ـ ــر اﻷزﻣ ـ ــﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ــﯾﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﻌﺎﻣ ـ ــل ﻣﻌﻬ ـ ــﺎ اﻟ ـ ــزﻋﯾم اﻟﻣﻐ ـ ــوﻟﻲ "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب"‬
‫ﺗﻠـ ــك اﻟﺛـ ــورات واﻟﻣﻧﺎوﺷـ ــﺎت اﻟﺗـ ــﻲ أظﻬرﺗﻬـ ــﺎ اﻟﻘﺑﺎﺋـ ــل اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ــﺔ ﺑوﺟـ ــﻪ اﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ــﺔ‬

‫‪٢٠‬‬
‫ﻓـ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ــد ‪ ،‬وﻫـ ــﻲ ﻧﻔـ ــس اﻟﻣﻌﺿـ ــﻠﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻌـ ــﺎطﻰ ﻣﻬـ ــﺎ ﻣﻌظـ ــم ﻣﻠـ ــوك اﻟﻣﻐـ ــول اﻟـ ــذﯾن‬
‫ﺳـ ــﺑﻘوا "اوراﻧﺟزﯾـ ــب" ‪ ،‬وﻛـ ــﺎن ﺳـ ــﺑب ﻛﺛ ـ ـرة اﻟﺛـ ــورات اﻟﺗـ ــﻲ أظرﺗﻬـ ــﺎ ﻗﺑﺎﺋـ ــل اﻷﻓﻐـ ــﺎن ﻗﺑـ ــل‬
‫ﻋﻬ ـ ــد "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" وﺧﻼﻟـ ـ ــﻪ وﺑﻌ ـ ــدﻩ ‪ ،‬إﻧﻣـ ـ ــﺎ ﺗرﺟ ـ ــﻊ اﻟ ـ ــﻰ ﻣﺟﻣوﻋـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن اﻷﺳـ ـ ــﺑﺎب ‪،‬‬
‫وﻫ ــﻲ اﻷﺳـ ــﺑﺎب اﻟﺗ ــﻲ أﺟﻣـ ــﻊ ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ أﻏﻠـ ــب ﻣـ ــن أرخ ﻟﺗ ــﺎرﯾﺦ دوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐ ــول ﻓـ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ــد‬
‫‪ ،‬وﻫ ـ ــﻲ ان اﻟﻘﺑﺎﺋ ـ ــل اﻷﻓﻐﺎﻧﯾ ـ ــﺔ ﺗﺗﻣﺗ ـ ــﻊ ﺑﺣرﯾ ـ ــﺔ ﻗﻠﻣ ـ ــﺎ ﺗﺟ ـ ــدﻫﺎ ﻋﻧ ـ ــد ﻏﯾرﻫ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــن ﺳ ـ ــﻛﺎن‬
‫اﻟﻣﻧـ ــﺎطق اﻷﺧ ـ ــرى ﻓ ـ ــﻲ ﺑـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ــﺎرة اﻟﻬﻧدﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬وذﻟ ـ ــك ﺑﺳـ ــﺑب وﺟ ـ ــودﻫم ﻓ ـ ــﻲ ﻣرﺗﻔﻌ ـ ــﺎت‬
‫ﺟﺑﻠﯾـ ــﺔ وﻣﻧـ ــﺎطق وﻋ ـ ـرة ﯾﺻ ـ ـﻌب ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻐ ـ ـزاة ﺗروﯾﺿـ ــﻬﺎ ﺑﺳـ ــﻬوﻟﺔ وﯾﺳـ ــر ‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ ﻛـ ــﺎن‬
‫ﻟﺻـ ــﻼﺑﺔ اﻟﻣ ـ ـراس ﻟـ ــدﯾﻬم وﻗـ ــوة ﻋ ـ ـزﯾﻣﺗﻬم وﺷ ـ ــﺟﺎﻋﺗﻬم ﺳـ ــﺑﺑﺎ آﺧـ ــر ﻣـ ــن أﺳـ ــﺑﺎب ﻋ ـ ــدم‬
‫اﻋط ـ ـ ــﺎء اﻷﻓﻐ ـ ـ ــﺎن وﻻءﻫ ـ ـ ــم ﻟدوﻟ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐ ـ ـ ــول او ﺣﺗ ـ ـ ــﻰ ﻟﻐﯾرﻫ ـ ـ ــﺎ ‪ ،‬واﻟﻣﺷ ـ ـ ــﻛﻠﺔ اﻟﻛﺑﯾـ ـ ـ ـرة‬
‫اﻷﺧـ ــرى ﺑﺎﺳـ ــﺗﻣرار ﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻟﻌﺻـ ــﯾﺎن واﻟﺗﻣـ ــرد ﻟـ ــدى اﻟﻘﺑﺎﺋـ ــل اﻷﻓﻐﺎﻧﯾـ ــﺔ اﻧﻬـ ــﺎ ﻻ ﺗﺟﺗﻣـ ــﻊ‬
‫ﻋﻠـ ـ ــﻰز ﻋﺎﻣ ـ ـ ـﺔ واﺣـ ـ ــدة وﻻ ﺗرﺑطﻬـ ـ ــﺎ راﺑـ ـ ــط ﻗﺑﻠـ ـ ــﻲ واﺣـ ـ ــد ‪ ،‬وﻣـ ـ ــن أﺑـ ـ ــرز اﻟﻘﺑﺎﺋـ ـ ــل اﻟﺗـ ـ ــﻲ‬
‫ﺗزﻋﻣ ــت ﺣﺎﻟ ــﺔ اﻟﺛ ــورة واﻟﺗﻣ ــرد ﻋﻠ ــﻰ دوﻟ ــﺔ اﻟﻣﻐ ــول ﻓ ــﻲ اﻟﻬﻧ ــد ﻫ ــﻲ ﻗﺑﯾﻠ ــﺔ "ﯾوﺳ ــف زي"‬
‫وﻗﺑﯾﻠﺔ أﻓرﯾدي"‪.‬‬

‫اوﻻ‪ :‬ﻗﺑﯾﻠﺔ "ﯾوﺳف زي"‬

‫ظﻬـ ـ ــرت اول ﺣرﻛـ ـ ــﺔ ﺛـ ـ ــورة وﺗﻣـ ـ ــرد اﻓﻐﺎﻧﯾـ ـ ــﺔ ﺑوﺟـ ـ ــﻪ دوﻟـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ـ ــول ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ـ ــد ﺳـ ـ ــﻧﺔ‬
‫‪١٦٦٧‬م ﻋﻠـ ــﻰ ﯾـ ــد زﻋـ ــﯾم ﻗﺑﯾﻠـ ــﺔ "ﯾو ﺳـ ــف زي" "ﺑﻬـ ــﺎﻛو" ‪ ،‬وﻫـ ــذﻩ اﻟﻘﺑﯾﻠـ ــﺔ اﻷﻓﻐﺎﻧﯾـ ــﺔ ﻣـ ــن‬
‫اﻛﺑ ــر اﻟﻘﺑﺎﺋ ــل اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻧﺗﺷ ــر ﺑ ــﯾن "ﺳـ ـواط"و"ﺑ ــﺎﺟور" وﺑ ــﯾن ﻣرﺗﻔﻌ ــﺎت ﺑﯾﺷ ــﺎور ‪ ،‬اي ﻣـ ــﺎ‬
‫ﺗﻌ ـ ـ ــرف ﺑﻣرﺗﻔﻌ ـ ـ ــﺎت اﻟﻬﻧ ـ ـ ــدوﻛوش ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ــن أﻛﺛ ـ ـ ــر اﻟﻣﻧ ـ ـ ــﺎطق وﻋ ـ ـ ــورة واﺧطرﻫ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺗﺿﺎرﯾﺳـ ـ ــﺎ ‪ ،‬ﻟﻘـ ـ ــد ﺟﻣـ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ــزوﻋﯾم اﻷﻓﻐـ ـ ــﺎﻧﻲ"ﺑﻬـ ـ ــﺎﻛو" ﻣـ ـ ــﺎ ﯾزﯾـ ـ ــد ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺧﻣﺳـ ـ ــﺔ اﻵف‬
‫ﻣﺣـ ــﺎرب أﻓﻐـ ــﺎﻧﻲ ﻣـ ــن ﻗﺑﯾﻠـ ــﺔ "ﯾوﺳـ ــف زي" ﻋـ ــﺎﺑرا ﺑﻬـ ــم ﻧﻬـ ــر اﻟﺳـ ــﻧد اﻟﻛﺑﯾـ ــر ‪ ،‬ﻣﺟﺗﺎﺣـ ــﺎ‬
‫ﺳ ـ ــﻬول ﻧﻬ ـ ــر اﻟﺳ ـ ــﻧد اﻟﺷ ـ ــرﻗﯾﺔ ‪ ،‬وراﺣ ـ ــت ﺗﻌﯾ ـ ــث ﻧﻬﺑ ـ ــﺎ وﺳ ـ ــﻠﺑﺎ وﻓﺳ ـ ــﺎدا ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣﻧ ـ ــﺎطق‬
‫اﻟﺷ ـ ــﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾ ـ ــﺔ ﻟدوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐ ـ ــول ‪ ،‬وﻫ ـ ــو ﻣ ـ ــﺎ أﺛ ـ ــﺎر ﺣﻔﯾظ ـ ــﺔ دوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐ ـ ــول ‪ ،‬وﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫‪ ،(kahfi‬اﻟـ ــذي ﺑ ـ ــﺎدر‬ ‫رأﺳـ ــﻬم اﻹﻣﺑراطـ ــور"اوراﻧﺟزﯾـ ــب" )‪kahn,op-cit,p.210‬‬
‫ﻣـ ـ ــن ﺟﺎﻧﺑ ـ ـ ـﻪ اﻟـ ـ ــﻰ ﺗﻌﺑﺋـ ـ ــﺔ ﻗواﺗـ ـ ــﻪ وﻣﻘﺎﺗﻠﯾـ ـ ــﻪ ‪ ،‬ﻟﯾﺷـ ـ ــﻛل ﺛﻼﺛـ ـ ــﺔ ﺟﯾـ ـ ــوش ﺟ ـ ـ ـرارة زﺣﻔـ ـ ــت‬
‫ﻟﻣﻼﻗ ـ ــﺎة اﻟﻌ ـ ــدوان اﻷﻓﻐ ـ ــﺎﻧﻲ ﻋﻠ ـ ــﻰ اراﺿ ـ ــﻲ اﻟدوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬واﻟﺣ ـ ــق ﺑﻬ ـ ــم ﻫزﯾﻣ ـ ــﺔ‬

‫‪٢١‬‬
‫ﻛﺑﯾـ ـ ـرة ‪ ،‬وﻟ ـ ــم ﯾﻌ ـ ــد ﻟﻬ ـ ــم اي دور ﻓ ـ ــﻲ ﺧﻠ ـ ــق ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن اﻻﺿ ـ ــطراﺑﺎت ﺑوﺟ ـ ــﻪ اﻟدوﻟ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻐوﻟﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﻣ ـ ــﺎ ان أﺗ ـ ــﻰ ﺷ ـ ــﻬر ﺗﺷـ ـ ـرﯾن اول ﺳ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٦٧‬م ﺣﺗ ـ ــﻰ ﺗﻼﺷ ـ ــﻰ ﺧط ـ ــرﻫم‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ )‪.(Ellphinstone,op-cit,p.634‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﻗﺑﯾﻠﺔ "أﻓرﯾدي"‬

‫ﻟﻌﺑـ ــت ﻗﺑﯾﻠـ ــﺔ"أﻓرﯾـ ــدي" اﻷﻓﻐﺎﻧﯾـ ــﺔ دورا ﻛﺑﯾ ـ ـرا ﻓـ ــﻲ اﺛـ ــﺎرة اﻟﻘﻼﻗـ ــل واﻟﻣﺗﺎﻋـ ــب ﻓـ ــﻲ وﺟـ ــﻪ‬
‫ﻣﻠـ ــوك اﻟﻣﻐـ ــول اﻟـ ــذﯾن ﺗﻌـ ــﺎﻗﺑو ﻋﻠـ ــﻰ ﺣﻛـ ــم اﻟﻬﻧـ ــد ‪ ،‬وﻫـ ــم اﻛﺛـ ــر ﻋـ ــدة وﻋـ ــددا وﺧطـ ــورة‬
‫ﻣ ـ ــن ﻗﺑﯾﻠ ـ ــﺔ "ﯾوﺳ ـ ــف زي" ‪ ،‬ﻓﻔ ـ ــﻲ اﻟوﻗ ـ ــت اﻟ ـ ــذي ﺗرﺑـ ـ ـﻊ ﺑ ـ ــﻪ "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" ﻣﻠﻛ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻬﻧـ ــد ‪ ،‬ﺣﺗـ ــﻰ ﺛـ ــﺎرت ﻗﺑﯾﻠـ ــﺔ"اﻓرﯾـ ــدي" ﺑوﺟﻬـ ــﻪ ﻧﺎﻓﺿـ ــﺔ ﺿـ ــروب اﻟطﺎﻋـ ــﺔ اﻟﻘدﯾﻣـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ‬
‫ﻛﺎﻧ ـ ــت ﺗﻣﻧﺣﻬ ـ ــﺎ ﻟﺳـ ـ ـﻠطﺎن اﻟﻣﻐ ـ ــول ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ــد ‪ ،‬ﺑ ـ ــل وراﺣ ـ ــت ﺗﻠ ـ ــك اﻟﻘﺑﯾﻠ ـ ــﺔ اﻷﻓﻐﺎﻧﯾ ـ ــﺔ‬
‫ﺗﻘﺗطـ ــﻊ ﻣـ ــن اراﺿـ ــﻲ دوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول وﺗظﯾﻔﻬـ ــﺎ ﻟﻧﻔوذﻫـ ــﺎ ‪ ،‬وﻗـ ــد ﺗـ ــزﻋم " أﻛﻣـ ــل ﺧـ ــﺎن "‬
‫ﺗﻠ ــك اﻟﺛـ ــورة واﻟﻌﺻ ــﯾﺎن ﺑوﺟـ ــﻪ اﻟﻣﻐ ــول ‪ ،‬وﻣـ ــن أﺷ ــدﻫﺎ وأﻛﺛرﻫـ ــﺎ ﺧط ــورة ‪ ،‬ﺣﯾﻧﻣـ ــﺎ ﺣـ ــل‬
‫رﺑﯾـ ـ ــﻊ ﺳـ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٧٢‬م ‪ ،‬أﻗـ ـ ــدم ﻧﺎﺋـ ـ ــب ﻣﻠـ ـ ــك اﻟﻣﻐـ ـ ــول ﻓـ ـ ــﻲ اﻓﻐﺎﻧﺳـ ـ ــﺗﺎن " ﻣﺣﻣـ ـ ــد أﻣـ ـ ــﯾن‬
‫ﺧـ ــﺎن" ﻋﻠـ ــﻰ اﻟزﺣـ ــف ﺗﺟـ ــﺎﻩ "ﺑﯾﺷـ ــﺎور" ﻟﻣﻼﻗـ ــﺎة ﻗﺑﯾﻠـ ــﺔ "أﻓرﯾـ ــدي" ﻫﻧـ ــﺎك ‪ ،‬وﻟﻣـ ــﺎ ﻋﻠﻣـ ــت‬
‫اﻟﻘﺑﯾﻠ ـ ــﺔ ﺑﻣﻘ ـ ــدﻣﻬم ‪ ،‬ﺣﻣﻠ ـ ــت ﻋﻠ ـ ــﯾﻬم ﻟ ـ ــﯾﻼ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣ ـ ــﯾن ﻏـ ـ ـرة ‪ ،‬وأﺣ ـ ــﺎطوا ﺑﻬ ـ ــم إﺣﺎط ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺳ ـ ـ ـوار ﺑﺎﻟﻣﻌﺻـ ـ ــم ‪ ،‬وﻣﻧﻌ ـ ـ ـوا ﻋـ ـ ــﻧﻬم اﻟﻣـ ـ ــؤن واﻹﻣـ ـ ــدادات ‪ ،‬ﺣﺗـ ـ ــﻰ اﺿـ ـ ــطر "ﻣﺣﻣـ ـ ــد‬
‫أﻣ ـ ــﯾن ﺧ ـ ــﺎن " ﻋﻠـ ـ ــﻰ طﻠ ـ ــب اﻟﺻـ ـ ــﻠﺢ ﻣﻌﻬ ـ ــم ‪ ،‬اﻻ اﻧﻬـ ـ ــم أﺑـ ـ ـوا ﻋﻠﯾـ ـ ــﻪ ذﻟ ـ ــك واﺳـ ـ ــﺗﻣروا‬
‫ﺑﺣﺻـ ـ ــﺎرﻫم ﻟـ ـ ــﻪ وﻟﻘواﺗـ ـ ــﻪ ‪ ،‬ﺑـ ـ ــل ﻣﻣـ ـ ــﺎ زاد اﻟوﺿـ ـ ــﻊ ﺗـ ـ ــدﻫورا وﺧطـ ـ ــورة ﺣﯾﻧﻣـ ـ ــﺎ اﻣطـ ـ ــرت‬
‫اﻷﻓﻐـ ـ ــﺎن اﻟﻘ ـ ـ ـوات اﻟﻣﻘوﻟﯾـ ـ ــﺔ ﺑواﺑـ ـ ــل ﻣـ ـ ــن اﻟﺣﺟـ ـ ــﺎرة ﺣﯾـ ـ ــث ﻛـ ـ ــﺎﻧوا ﻓـ ـ ــﻲ أﻋـ ـ ــﺎﻟﻲ اﻟﺟﺑـ ـ ــﺎل‬
‫وﻗﻣﻣﻬ ــﺎ ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ اﻟﻘـ ـوا ﻋﻠ ــﯾﻬم اﻟﻧﯾـ ـران ‪ ،‬وأطﺑﻘ ــت ﻋﻠ ــﯾﻬم ﻣ ــن ﻛ ــل ﻧﺎﺣﯾ ــﺔ ‪ ،‬وﻟ ــم ﯾﺗرﻛـ ـوا‬
‫ﻟﻬ ـ ــم ﻣﻧﻔ ـ ــذا ﻟﻠﻬ ـ ــروب ‪ ،‬واﻗﺑﻠـ ـ ـوا ﻋﻠ ـ ــﯾﻬم ﯾﻘﺗﻠ ـ ــوﻧﻬم واﺣ ـ ــدا ﻓواﺣ ـ ــدا ﺣﺗ ـ ــﻰ اﺑ ـ ــﺎدوﻫم ﻋ ـ ــن‬
‫آﺧ ـ ــرﻫم ‪ ،‬وﻟ ـ ــم ﯾﺑ ـ ــق ﻣ ـ ــﻧﻬم اﻻ اﻟﺷـ ـ ـرﯾد اﻟﻬ ـ ــﺎرب ‪ ،‬وأوﻗﻌـ ـ ـوا ﺑﺻ ـ ــﻔوف اﻟﻣﻐ ـ ــول ﻣ ـ ــذاﺑﺢ‬
‫ﻓﺿﯾﻌﺔ )‪.(Sarkar,Aurangzib,vol.iii,pp.15,152‬‬

‫ان ﻫ ــذﻩ اﻟﻣذﺑﺣـ ـﺔ اﻟﺗ ــﻲ وﻗﻌ ــت ﻓ ــﻲ ﺻ ــﻔوف اﻟﻣﻐ ــول ‪ ،‬وﻫ ــذا اﻟﻧﺻ ــر اﻟ ــذي ﺣﺻ ــﻠت‬
‫ﻋﻠﯾـ ــﻪ اﻟﻘﺑﯾﻠـ ــﺔ اﻷﻓﻐﺎﻧﯾـ ــﺔ ‪ ،‬ﺷـ ــﺟﻌت ﻗﺑﯾﻠـ ــﺔ "أﻓرﯾـ ــدي" وﺑﻘﯾـ ــﺔ اﻟﻘﺑﺎﺋـ ــل اﻷﻓﻐﺎﻧﯾـ ــﺔ اﻷﺧـ ــرى‬
‫ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﺑـ ــﺎدرة اﻟـ ــﻰ اﻟﺛ ــورة واﻟﻌﺻـ ــﯾﺎن ﺑوﺟـ ــﻪ اﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾ ــﺔ ‪،‬ﻻ ﺳـ ــﯾﻣﺎ ﺗﻠـ ــك اﻟﻘﺑﺎﺋـ ــل‬

‫‪٢٢‬‬
‫اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﻛﺎﻧ ـ ـ ــت ﺗﺿ ـ ـ ــرب ﺑـ ـ ــﯾن "آﺗ ـ ـ ــوك وﻗﻧ ـ ـ ــدﻫﺎر" ‪ ،‬ﻓرﻛﻧـ ـ ــت ﺑ ـ ـ ــدورﻫﺎ اﻟ ـ ـ ــﻰ اﻟﻌﺻـ ـ ـ ـﯾﺎن‬
‫اﻟﻣﺳـ ـ ـ ــﻠﺢ ‪ ،‬ﯾﻘـ ـ ـ ــول اﻟﺳـ ـ ـ ــﺎداﺗﻲ‪ ":‬وﻗـ ـ ـ ــوى ﻣـ ـ ـ ــن ﻋزاﺋﻣﻬـ ـ ـ ــﺎ اﻧﺿـ ـ ـ ــﻣﺎم اﻟـ ـ ـ ــزﻋﯾم اﻷﻓﻐـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ‬
‫"ﺧوﺷـ ـ ــﺣﺎل" اﻟـ ـ ــﻰ ﺻـ ـ ــﻔوﻓﻬم ‪ ،‬وﻫـ ـ ــو زﻋـ ـ ــﯾم ﻗﺑﯾﻠـ ـ ــﺔ "آﺗـ ـ ــوك اﻷﻓﻐﺎﻧﯾـ ـ ــﺔ" ‪ ،‬وﻛـ ـ ــﺎن ﻫـ ـ ــذا‬
‫اﻟـ ــزﻋﯾم ﻗـ ــد اﺳـ ــﺗدرج ﻣـ ــن ﻗﺑـ ــل ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺧﯾﺎﻧـ ــﺔ واﻟﻐـ ــدر اﻟـ ــﻰ ﺑﯾﺷـ ــﺎور ﺛـ ــم ﻗـ ــﺑض اﻟﻣﻐ ـ ــول‬
‫ﻋﻠﯾـ ــﻪ ‪ ،‬وأﻟﻘـ ــوﻩ ﻓـ ــﻲ ﻏﯾﺎﻫـ ــب اﻟﺳـ ــﺟن ﺑﻣدﯾﻧـ ــﺔ "دﻟﻬـ ــﻲ" ‪ ،‬ﺛـ ــم اطﻠﻘـ ــت ﺣﻛوﻣـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول‬
‫ﺳـ ـ ـراﺣﻪ ‪ ،‬ﻋﻠ ـ ــﻰ ان ﯾﺳـ ـ ــﯾر ﺑﺟﻧ ـ ــدﻩ ﻟﻣﺣﺎرﺑـ ـ ــﺔ اﻟﻘﺑﺎﺋ ـ ــل اﻷﻓﻐﺎﻧﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺛ ـ ــﺎﺋرة ‪ ،‬ﺧﺻوﺻـ ـ ــﺎ‬
‫ﻗﺑﯾﻠ ـ ــﺔ "أﻓرﯾ ـ ــدي" ‪ ،‬اﻻ أن ﻣ ـ ــﺎ أﺣ ـ ــرزﻩ ﺑﻧ ـ ــو ﺟﻠدﺗ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن اﻧﺗﺻ ـ ــﺎرات ‪ ،‬أﻧﺳ ـ ــﺎﻩ ﻋ ـ ــداءﻩ‬
‫اﻟﻘـ ــدﯾم ﻣﻌﻬـ ــم وأﻧﺿـ ــم اﻟـ ــﯾﻬم )اﻟﺳـ ــﺎداﺗﻲ ‪ ،‬ﺗـ ــﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن ﻓـ ــﻲ ﺷـ ــﺑﻪ اﻟﻘـ ــﺎرة اﻟﻬﻧدﯾـ ــﺔ‬
‫‪،‬ج‪٢‬ص‪ (١٢٠‬ﻓﻛ ـ ــﺎن ﻟﻬ ـ ــذﻩ اﻟﺣﺎدﺛ ـ ــﺔ آﺛﺎرﻫ ـ ــﺎ اﻟﺳ ـ ــﯾﺋﺔ واﻟﺳ ـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ دوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐ ـ ــول‬
‫ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ــد ‪ ،‬واﻟﻣﻠ ـ ــك "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" ﻟ ـ ــم ﯾﻛ ـ ــن ذﻟ ـ ــك اﻟرﺟ ـ ــل اﻟ ـ ــذي ﺗروﻋ ـ ــﻪ ﻣﺛ ـ ــل ﻫ ـ ــذﻩ‬
‫اﻟﺗﻘﻠﺑ ـ ـ ــﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ـ ــﯾﺔ واﻟﻌﺳ ـ ـ ــﻛرﯾﺔ اﻟﺧطﯾـ ـ ـ ـرة ‪ ،‬وﻟ ـ ـ ــم ﺗﺣ ـ ـ ــدث ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻧﻔﺳ ـ ـ ــﻪ أﯾ ـ ـ ــﺔ أﺛ ـ ـ ــر ‪،‬‬
‫وﻋﻧ ـ ـ ـ ــدﻣﺎ أدرك اﻟﻣﻠ ـ ـ ـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ـ ـ ــوﻟﻲ ان اﻟﻘﺑﺎﺋ ـ ـ ـ ــل اﻷﻓﻐﺎﻧﯾ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗﺗﻘ ـ ـ ـ ــدم اﻟﺧط ـ ـ ـ ــﻰ ﻣﺣ ـ ـ ـ ــرزة‬
‫اﻧﺗﺻـ ـ ــﺎرات ﻣﺗﻼﺣﻘـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ ارﺿـ ـ ــﻪ ‪ ،‬و ان ﺧط ـ ـ ــرﻫم ﯾـ ـ ــزداد ﯾوﻣـ ـ ــﺎ ﺑﻌـ ـ ــد ﯾـ ـ ــوم ‪ ،‬أﻣ ـ ـ ــر‬
‫ﺑﺗﺟﻬﯾـ ـ ــز ﺟـ ـ ــﯾش ﻛﺑﯾـ ـ ــر ﺑﻘﯾـ ـ ــﺎدة اﻣﯾـ ـ ــر اﻟﺑﻧﺟـ ـ ــﺎب " ﻓـ ـ ــداﺋﻲ ﺧـ ـ ــﺎن" وﺣـ ـ ــﺎﻛم "ﻻﻫـ ـ ــور" ‪،‬‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻟﺗﺣرك ﺻ ـ ــوب ﺑﯾﺷ ـ ــﺎور ‪ ،‬ﻛﻣ ـ ــﺎ وﺟ ـ ــﻪ ﺟﯾﺷ ـ ــﺎ آﺧ ـ ــر ﺑﻘﯾ ـ ــﺎدة " ﻣﺣﺑ ـ ــت ﺧ ـ ــﺎن" اﻟ ـ ــذي‬
‫ﺗواطـ ــﺄ ﻣـ ــن ﺟﻬﺗـ ــﻪ ﻣـ ــﻊ اﻟﻘﺑﺎﺋـ ــل اﻷﻓﻐﺎﻧﯾـ ــﺔ وﻋﻘـ ــد ﺣﻠﻔـ ــﺎ ﻣﻌﻬـ ــﺎ ﻟﺣـ ــرب اﻟﻣﻐـ ــول ‪ ،‬ﻓﻌزﻟـ ــﻪ‬
‫"اوراﻧﺟزﯾ ـ ـ ــب" ‪ ،‬وﻋـ ـ ـ ــﯾن ﻣﻛﺎﻧـ ـ ـ ــﻪ "ﺷـ ـ ـ ــﺟﺎﻋت ﺧـ ـ ـ ــﺎن" ‪ ،‬ﻓﺣﺎﻟـ ـ ـ ــت اﻟظـ ـ ـ ــروف واﻷﺣ ـ ـ ـ ـوال‬
‫اﻟﺟوﯾ ــﺔ ووﻋ ــورة اﻟﻣﻧطﻘ ــﺔ ﺑ ــﯾن ﺟ ــﯾش اﻟﻣﻐـ ــول وﺗﺣﻘﯾ ــق اﯾ ــﺔ اﻧﺗﺻ ــﺎرات ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻘﺑﺎﺋـ ــل‬
‫اﻷﻓﻐﺎﻧﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺛـ ـ ــﺎﺋرة ‪ ،‬ﺑـ ـ ــل وأوﻗﻌـ ـ ــت اﻟﻘﺑﺎﺋـ ـ ــل اﻷﻓﻐﺎﻧﯾـ ـ ــﺔ اﻟﻘﺗـ ـ ــل واﻟـ ـ ــذﺑﺢ ﻓـ ـ ــﻲ ﺻـ ـ ــﻔوف‬
‫اﻟﺟـ ـ ــﯾش اﻟﻣﻐـ ـ ــوﻟﻲ ‪ ،‬ﺣﺗ ـ ـ ــﻰ ﻗﺗـ ـ ــل اﻟﻘﺎﺋ ـ ـ ــد "ﺷـ ـ ــﺟﺎﻋت ﺧ ـ ـ ــﺎن " ﻓـ ـ ــﻲ أرض اﻟﻣﻌرﻛ ـ ـ ــﺔ ‪،‬‬
‫وﻫـ ــزم ﺟـ ــﯾش اﻟﻣﻐـ ــول ﻫزﯾﻣـ ــﺔ ﻧﻛ ـ ـراء ‪ ،‬وﻫـ ــو ﻣـ ــﺎ ﺿـ ــﺎﻋف ﺧطـ ــورة اﻟﻘﺑﺎﺋـ ــل اﻷﻓﻐﺎﻧﯾـ ــﺔ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول ‪ ،‬ﺑـ ــل وﺑﺎﺗـ ــت ﺗﺷـ ــﻛل ﺧط ـ ـرا ﻛﺑﯾ ـ ـرا رﺑﻣـ ــﺎ ﯾـ ــوﻫن وﯾﺿـ ــﻌف دوﻟـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻐـ ــول وﯾﺷـ ــﺟﻊ اﻟﻘﺑﺎﺋـ ــل اﻟﻬﻧدﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ داﺧـ ــل اﻹﻣﺑراطورﯾـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺛـ ــورة واﻟﻌﺻـ ــﯾﺎن‬
‫‪ ،‬ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣﺧـ ــﺎوف اﻗﻠﻘـ ــت اﻟﻣﻠـ ــك "اوراﻧﺟزﯾـ ــب" ودﻓﻌـ ــت ﺑـ ــﻪ اﻟـ ــﻰ ﻗﯾـ ــﺎدة اﻟﺟـ ــﯾش ﺑﻧﻔﺳـ ــﻪ‬
‫‪،‬ﻓﻔ ـ ـ ـ ــﻲ ‪ ٢٦‬ﺣزﯾـ ـ ـ ـ ـران‪/‬ﯾوﻧﯾ ـ ـ ـ ــو ‪١٦٧٤‬م ‪ ،‬ﺣ ـ ـ ـ ــط "اوراﻧﺟزﯾ ـ ـ ـ ــب" ﺑﻘواﺗ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣدﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫"ﺑﯾﺷـ ـ ــﺎور" ‪ ،‬وأدار اﻟﺣـ ـ ــرب ﻣ ـ ـ ــن ﻫﻧـ ـ ــﺎك ‪ ،‬واﺳ ـ ـ ــﺗدﻋﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾـ ـ ــق اﻟﻧﺻ ـ ـ ــر ﻧﺧﺑـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــن‬

‫‪٢٣‬‬
‫أﺟﻧ ـ ــﺎدﻩ وﻗـ ـ ـوادﻩ ‪ ،‬وﻋﻠ ـ ــﻰ رأﺳ ـ ــﻬم "آﻏ ـ ــﺎ ﺧ ـ ــﺎن اﻟﺗرﻛ ـ ــﻲ" ﺣ ـ ــﺎﻛم اﻗﻠ ـ ــﯾم اﻟ ـ ــدﻛن ‪ ،‬اﻷﻣ ـ ــر‬
‫اﻟـ ـ ــذي ﻣ ـ ـ ــﻧﺢ اﻣـ ـ ــﺎرات اﻟﺟﻧ ـ ـ ــوب ﻓرﺻـ ـ ــﺔ ﻣﻐ ـ ـ ــﺎدرة واﻟـ ـ ــﯾﻬم اﻟﻘ ـ ـ ــوي ‪ ،‬ﻹﺛـ ـ ــﺎرة اﻟﻣﺗﻌ ـ ـ ــﺎب‬
‫واﻻﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ــطرا ﺑﺎت ﺑوﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ذﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــك )اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎداﺗﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ‬
‫اﻟﺳﺎﺑق‪،‬ج‪٢‬ص‪(khafi khan,op-cit,p.235 ، ٢٢١‬‬

‫أﻓﻠ ـ ــﺢ اﻟﻣﻠ ـ ــك اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب وﻗﺎﺋ ـ ــدﻩ اﻟﺗرﻛ ـ ــﻲ ‪ ،‬ﺑﻘ ـ ــوة اﻟﺳ ـ ــﻼح ﺗ ـ ــﺎرة ‪ ،‬وﺑﺑ ـ ــذل اﻷﻋطﯾ ـ ــﺎت‬
‫واﻷﻣـ ـ ـوال واﻟﻬﺑـ ـ ــﺎت ﻟﺷ ـ ــﯾوخ اﻟﻘﺑﺎﺋـ ـ ــل اﻷﻓﻐﺎﻧﯾ ـ ــﺔ ﺗـ ـ ــﺎرة أﺧ ـ ــرى ‪،‬ﻓـ ـ ــﻲ ان ﯾ ـ ــؤﻣن ﻣﻧطﻘـ ـ ــﺔ‬
‫ﻣﻣـ ـ ــر ﺧﯾﺑـ ـ ــر اﻻﺳـ ـ ــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ‪ ،‬وﻟﻣـ ـ ــﺎ أدام اﻟﻣﻠـ ـ ــك ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳـ ـ ــﺔ ‪ ،‬اﺳـ ـ ــﺗﻘطب ﻟﺻـ ـ ــﻔﻪ‬
‫اﻟﻛﺛﯾ ــر ﻣ ــن اﻟﻣﻧ ــﺎوﺋﯾن ﻣ ــن رﺟ ــﺎﻻت اﻷﻓﻐ ــﺎن ‪ ،‬وﻟ ــم ﯾﻔﻠ ــت أﺣ ــد ﻣ ــن وﺟﻬ ــﺎء وزﻋﻣ ــﺎء‬
‫ﻗﺑﺎﺋـ ــل اﻻﻓﻐـ ــﺎن ﻣـ ــن اﻟوﻗـ ــوع ﻓـ ــﻲ ﺷـ ــرك اﻟﻣﻠـ ــك اﻟـ ــذي ﻧﺻـ ــﺑﻪ ﺑﺣﻧﻛﺗـ ــﻪ ودﻫﺎﺋـ ــﻪ ‪ ،‬ﺣﺗـ ــﻰ‬
‫ﺷ ـ ــرع اﻟﻛﺛﯾ ـ ــر ﻣ ـ ــن رؤوﺳ ـ ــﺎء اﻟﻘﺑﺎﺋ ـ ــل ﯾ ـ ــدﺧﻠون ﻓ ـ ــﻲ ﺣﻠ ـ ــف اﻟﻣﻠ ـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ــوﻟﻲ اﻓواﺟ ـ ــﺎ ‪،‬‬
‫وﻓـ ـ ـ ـ ــرغ ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﻗﺿـ ـ ـ ـ ــﯾﺔ اﻷﻓﻐـ ـ ـ ـ ــﺎن ﺑﻧﺟـ ـ ـ ـ ــﺎح ﻣﻧﻘطـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟﻧظﯾـ ـ ـ ـ ــر)اﻟﺳـ ـ ـ ـ ــﺎداﺗﻲ ‪، ٢٢١/٢‬‬
‫‪.(sarkar,a short ,p.119‬‬

‫اﻟﺛورات اﻟداﺧﻠﯾﺔ‬

‫ﺷ ـ ــﻛﻠت اﻷزﻣ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣﻧ ـ ــﺎطق اﻟﺷ ـ ــﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗ ـ ــﻲ أﺷ ـ ــﻌﻠﺗﻬﺎ ﻗﺑﺎﺋ ـ ــل اﻻﻓﻐ ـ ــﺎن ‪ ،‬ارﺿ ـ ــﯾﺔ‬
‫ﺧﺻ ـ ــﺑﺔ ﻟﻛﺛﯾ ـ ــر ﻣ ـ ــن اﻟطواﺋ ـ ــف واﻟﻘﺑﺎﺋ ـ ــل اﻟﻬﻧدوﺳ ـ ــﯾﺔ وﺣﺗ ـ ــﻰ اﻟﻣﺳ ـ ــﻠﻣﺔ ﻹﻋ ـ ــﻼن ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﺻ ـ ــﯾﺎن واﻟﺗﻣ ـ ــرد ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟدوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ــد ‪ ،‬وﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋ ـ ــرش اﻹﻣﺑراط ـ ــور‬
‫ﻣﺣـ ــﻲ اﻟ ـ ــدﯾن اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب ‪ ،‬ﻫـ ــذا ﻣ ـ ــن ﻧﺎﺣﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﻣ ـ ــن اﻟﻧﺎﺣﯾـ ــﺔ اﻷﺧ ـ ــرى ‪ ،‬وﻟﻣ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــرغ‬
‫اوراﻧﺟزﯾـ ــب ﻣـ ــن ﺑﺳـ ــط اﻷﻣـ ــن واﻻﺳـ ــﺗﻘرار ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﻧـ ــﺎطق اﻟﺷـ ــﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾـ ــﺔ وآﺳـ ــﺎم ‪،‬‬
‫اﺗﺧـ ــذ ﺧط ـ ـوات ﻋﻣﻠﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﺳـ ــﺑﯾل ﺗطﺑﯾـ ــق اﻟﺷ ـ ـرﯾﻌﺔ اﻹﺳـ ــﻼﻣﯾﺔ وﺟﻌﻠﻬـ ــﺎ أﺳﺎﺳـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ‬
‫ﺣﻛ ــم اﻟﻬﻧـ ــد ‪ ،‬وﻫـ ــو ﺑ ــذﻟك ﯾﺧـ ــﺎﻟف ﻣﺧﺎﻟﻔـ ــﺔ ﺻـ ـرﯾﺣﺔ ﺳﯾﺎﺳـ ــﺔ آﺑﺎﺋـ ــﻪ وأﺟ ــدادﻩ ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذا‬
‫اﻷﻣـ ـ ــر ‪ ،‬اﻟﺗـ ـ ــﻲ رﺳـ ـ ــﺧت ﻣﺑـ ـ ــﺎديء ﻓﯾﻬـ ـ ــﺎ ﺗﻐﻠﯾـ ـ ــب اﻟﻣﺻـ ـ ــﺎﻟﺢ اﻟﺳﯾﺎﺳـ ـ ــﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻـ ـ ــﺎدﯾﺔ‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗطﺑﯾ ـ ــق اﻟﺷـ ـ ـرﯾﻌﺔ اﻹﺳ ـ ــﻼﻣﯾﺔ واﻟﻌﻣ ـ ــل ﺑﻘواﻧﯾﻧﻬ ـ ــﺎ وﺗﺷـ ـ ـرﯾﻌﺎﺗﻬﺎ ‪ ،‬وﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ‬
‫ﻻﻗـ ـ ــت ﺗﺟـ ـ ــﺎوب وا ٕ ﻋﺟـ ـ ــﺎب زﻋﻣـ ـ ــﺎء اﻟﻘﺑﺎﺋـ ـ ــل اﻟﻬﻧدوﺳـ ـ ــﯾﺔ ﻓـ ـ ــﻲ ﻋﻣـ ـ ــوم اﻟﻬﻧـ ـ ــد ‪ ،‬وﻛـ ـ ــﺎﻧوا‬

‫‪٢٤‬‬
‫ﯾﻌطـ ــون ﻋـ ــرش اﻟﻣﻐـ ــو ل اﻟـ ــوﻻء اﻟﻣطﻠـ ــق ‪ ،‬ﻻﺳـ ــﯾﻣﺎ ﻋﺻـ ــر اﻹﻣﺑراطـ ــور ﺟـ ــﻼل اﻟـ ــدﯾن‬
‫أﻛﺑـ ــر وﻋﺻـ ــر ﺟﻬـ ــﺎﻧﻛﯾر وﺣﺗـ ــﻰ ﻋﺻـ ــر ﺷـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن واﻟـ ــد اوراﻧﺟزﯾـ ــب ‪ ،‬وﺣﯾﻧﻣـ ــﺎ ﻗـ ــرر‬
‫ﻣﻠـ ـ ــك اﻟﻣﻐـ ـ ــول اﻟﺟـ ـ ــدي "اوراﻧﺟزﯾـ ـ ــب" ﺗﻐﻠﯾـ ـ ــب اﻟﺟواﻧـ ـ ــب اﻟدﯾﻧﯾـ ـ ــﺔ واﻹﺳـ ـ ــﻼﻣﯾﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫ﺷـ ــؤون دوﻟﺗـ ــﻪ ‪ ،‬ﻗﻠـ ــب اﻟﻬﻧـ ــدوس ﻟدوﻟـ ــﺔ وﻋـ ــرش اﻟﻣﻐـ ــول ظﻬـ ــر اﻟﻣﺟـ ــن ‪ ،‬وﻛـ ــﺎن ﻣـ ــن‬
‫اﺑ ـ ـ ــرز اﻟﻘـ ـ ـ ـواﻧﯾن اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ اﺷ ـ ـ ــﻌﻠت روح اﻟﺗﻣ ـ ـ ــرد واﻟﻌﺻ ـ ـ ــﯾﺎن ﻟ ـ ـ ــدى اﻟﻬﻧ ـ ـ ــدوس واﻟﺳ ـ ـ ــﯾﺦ‬
‫وﻏﯾ ـ ــرﻫم ‪ ،‬ﻫ ـ ــو ﺗطﺑﯾ ـ ــق دﻓ ـ ــﻊ ﺿـ ـ ـرﯾﺑﺔ "اﻟﺟزﯾ ـ ــﺔ" ﺳ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٧٩‬م )ﺧ ـ ــﺎﻓﻲ ﺧ ـ ــﺎن ‪ ،‬ص‬
‫‪ ، (٢٥٨‬وﻫ ـ ـ ــﻲ ﺗﺟﺑ ـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ـ ــن ﻏﯾ ـ ـ ــر اﻟﻣﺳ ـ ـ ــﻠﻣﯾن اﻟﻣﻘﯾﻣ ـ ـ ــﯾن ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟدوﻟ ـ ـ ــﺔ اﻹﻷﺳ ـ ـ ــﻼﻣﯾﺔ‬
‫ﻣﻘﺎﺑـ ـ ـ ــل اﻋﻔـ ـ ـ ــﺎءﻫم ﻣـ ـ ـ ــن اﻟﺧدﻣـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺳـ ـ ـ ــﻛرﯾﺔ ‪ ،‬وﺗـ ـ ـ ــﺄﻣﯾن ﺣﯾـ ـ ـ ــﺎﺗﻬم ﻣـ ـ ـ ــن اي اﻋﺗـ ـ ـ ــداء‬
‫ﯾﺗﻌرﺿـ ــون ﻟـ ــﻪ ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣـ ــﺎ اﻟﻣﺳـ ــﻠﻣون ﯾـ ــدﻓﻌون ﻟﺑﯾـ ــت ﻣـ ــﺎل اﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن ﻓرﯾﺿـ ــﺔ" اﻟزﻛـ ــﺎة" ‪،‬‬
‫واذا ﻛـ ــﺎن اﻟﻣﻠـ ــك "اﻛﺑـ ــر" ﻗـ ــد أﻟﻐـ ــﺎ ﺿ ـ ـرﯾﺑﺔ اﻟﺟزﯾـ ــﺔ ﻋـ ــن اﻟﻬﻧﺎدﻛـ ــﺔ وﻏﯾـ ــرﻫم ﻣـ ــن اﻫـ ــل‬
‫اﻟذﻣـ ــﺔ ‪ ،‬ﺗﻣﺷ ـ ــﯾﺎ ﻣـ ــﻊ ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺗﻪ اﻟﻼدﯾﻧﯾـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ اﺗﺑﻌﻬـ ــﺎ ‪ ،‬واذا اطﻣ ـ ــﺋن ﻟـ ــذﻟك اﻟﻬﻧﺎدﻛ ـ ــﺔ‬
‫واﺑﺗﻬﺟـ ـ ـ ـوا وﻓرﺣ ـ ـ ـ ـوا ‪ ،‬اذ أﻧﻬ ـ ـ ــم ﻛـ ـ ـ ــﺎﻧوا ﯾﻧظـ ـ ـ ــرون اﻟﯾﻬ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ أﻧﻬ ـ ـ ــﺎ ﺷـ ـ ـ ــﻌﺎر اﻟﻧذﻟـ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﺻ ـ ــﻐﺎر واﻟﻘﻬ ـ ــر ‪ ،‬إن ﻫـ ـ ــم أﻣ ـ ــروا ﺑ ـ ــدﻓﻌﻬﺎ وﺗﺄدﯾﺗﻬـ ـ ــﺎ ﻟﺑﯾ ـ ــت ﻣ ـ ــﺎل اﻟﻣﺳـ ـ ــﻠﻣﯾن ‪ ،‬واذا‬
‫ﻛ ــﺎن "ﺟﻬـ ــﺎﻧﻛﯾر" و"ﺷـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن" ﻗ ــد ﺗﺑﻌـ ــﺎ اﻟﻣﻠـ ــك "اﻛﺑ ــر" ﺣـ ــذو اﻟﻘـ ــذة ﺑﺎﻟﻘ ــذة ﻓـ ــﻲ اﻟﻐـ ــﺎء‬
‫اﻟﺟزﯾـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺎن "اوراﻧﺟزﯾـ ـ ــب" أﻧـ ـ ــف ﻣﺷـ ـ ــﺎﯾﻌﺗﻬم واﺣﺗـ ـ ــذاء ﺣـ ـ ــذوﻫم ‪ ،‬ﻟﻣـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ــذﻟك ﻣـ ـ ــن‬
‫ﻣﻬﺎﻧ ـ ــﺔ ﻟﻠ ـ ــدﯾن واﻧﺗﻘ ـ ــﺎص ﻟﻣﻛﺎﻧﺗ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣ ـ ــﻊ ‪ ،‬ﺑ ـ ــل و رﻛ ـ ــز ﺟ ـ ــل اﻫﺗﻣﺎﻣ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﻹطﺎﺣـ ــﺔ ﺑﻐﺎﯾـ ــﺎت اﻵﺑـ ــﺎء واﻷﺟـ ــداد ‪ ،‬وﻟﻣـ ــﺎ ﺷـ ــﻌر أﻫـ ــل اﻟذﻣـ ــﺔ ‪ ،‬وﻋﻠـ ــﻰ رأﺳـ ــﻬم اﻫـ ــل‬
‫اﻟﻬﻧـ ــدوس ‪ ،‬اﻟـ ــذﯾن آﻟﻔ ـ ـوا ﻋـ ــدم اﻋطـ ــﺎء اﻟﺟزﯾـ ــﺔ ﻟﺑﯾـ ــت اﻟﻣـ ــﺎل ‪ ،‬ﻛـ ــﺎن ﻟﻔرﺿـ ــﻬﺎ ﻋﻠـ ــﯾﻬم‬
‫ﻣ ـ ـ ــن ﺟدﯾ ـ ـ ــد ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﯾ ـ ـ ــد "اوراﻧﺟزﯾ ـ ـ ــب" ﻛﺑﯾ ـ ـ ــر أﺛ ـ ـ ــر)اﻟﻧﻣ ـ ـ ــر ‪ ،‬ﺗ ـ ـ ــﺎرﯾﺦ اﻻﺳ ـ ـ ــﻼم ﻓ ـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻬﻧد‪. (٣٤٥،‬‬

‫وﺣﯾﻧﻣـ ــﺎ أﺻـ ــﺑﺢ ﻗـ ــﺎﻧون ﻓـ ــرض اﻟﺟزﯾـ ــﺔ ﻧﺎﻓـ ــذا ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻬﻧـ ــدوس ‪ ،‬رأوا ﻓـ ــﻲ ذﻟـ ــك ﻣﻬﺎﻧـ ــﺔ‬
‫ﺻ ـ ـرﯾﺣﺔ ﻟﻬـ ــم ‪ ،‬ﻻ ﺳ ـ ــﯾﻣﺎ واﻧﻬـ ــم رأوا إﻣﺑراط ـ ــور اﻟﻣﻐ ـ ــول اﻟﺟدﯾـ ــد ﯾﻌ ـ ــزز ﻓ ـ ــرض ﺗﻠ ـ ــك‬
‫اﻟﺿـ ـ ـرﯾﺑﺔ ﺑ ـ ــﺎﻟﻘوة ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل ﻧﺷ ـ ــر ﻗـ ـ ـوات ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ درﺑ ـ ــت وﺟﻬ ـ ــزت ﻣ ـ ــن أﺟ ـ ــل ﻫ ـ ــذا‬
‫اﻟﻐ ـ ــرض ‪ ،‬ﻗ ـ ــررت زﻋﺎﻣ ـ ــﺎت اﻟﻬﻧ ـ ــدوس اﻟﺧ ـ ــروج اﺣﺗﺟﺎﺟ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب‬
‫اﻟدﯾﻧﯾ ـ ـ ــﺔ ﺗﺟ ـ ـ ــﺎﻫﻬم ‪ ،‬وﺟﻣﻌـ ـ ـ ـوا أﻧﻔﺳ ـ ـ ــﻬم وﺗﺣرﻛـ ـ ـ ـوا ﺑ ـ ـ ــﺎﻟطرﯾق اﻟواﺻ ـ ـ ــل اﻟ ـ ـ ــﻰ اﻟﻘﺻ ـ ـ ــر‬

‫‪٢٥‬‬
‫اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ ‪ ،‬وﻫـ ــم ﯾﺑﻛـ ــون وﯾﺣﺗﺟـ ــون ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺳـ ــﻣﻊ ﻣـ ــن اﻟﻣﻠـ ــك وﺣﺎﺷـ ــﯾﺗﻪ ‪ ،‬ﻟﻛـ ــﻲ ﯾﻠﻐـ ــﻲ‬
‫ﺿـ ـ ـرﯾﺑﺔ اﻟﺟزﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓ ـ ــﻲ ﺣ ـ ــﯾن ﻟ ـ ــم ﯾﺗﻠﻘ ـ ــﻰ اﻟﻣﻠ ـ ــك اﺣﺗﺟﺎﺟ ـ ــﺎﺗﻬم ﺑﺎﻟﺗرﺣ ـ ــﺎب ‪ ،‬وأﻋ ـ ــرض‬
‫ﻋ ـ ــن ﺗﻠ ـ ــك اﻟﻣطﺎﻟ ـ ــب ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣ ـ ــﺎ اﻟﻬﻧ ـ ــدوس ﻣﺳ ـ ــﺗﻣرون ﻓ ـ ــﻲ اﺿـ ـ ـراﺑﻬم واﺣﺗﺟ ـ ــﺎﺟﻬم ﻓ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﺷـ ــﺎرع اﻟرﺋﯾﺳـ ــﻲ اﻟﻣـ ــؤدي اﻟ ـ ـﻰ اﻟﻘﺻـ ــر اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ ‪ ،‬ﺑـ ــل وﺻـ ــﻌدوا ﻣـ ــن اﺣﺗﺟﺎﺟـ ــﺎﺗﻬم‬
‫‪،‬وﺳ ـ ــدوا ﻣﻧﺎﻓ ـ ــذ اﻟط ـ ــرق اﻟﻣؤدﯾ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻰ اﻟﻘﺻ ـ ــر ‪ ،‬ﻋﻠ ـ ــﻰ ان ﻣﻌظ ـ ــم اﻟﻣﺗظ ـ ــﺎﻫرﯾن ﻛﻣ ـ ــﺎ‬
‫وﺻـ ـ ــﻔﻬم اﻟﻣ ـ ـ ــؤرخ اﻟﻬﻧـ ـ ــدي "ﺟﺎدوﻧ ـ ـ ــﺎث ﺳـ ـ ــرﻛﺎر" ﻣ ـ ـ ــن أﺻـ ـ ــﺣﺎب اﻟﻣﺣ ـ ـ ــﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﻷﻣـ ـ ـ ـوال ‪ ،‬واﻫ ـ ـ ــل اﻟﺣ ـ ـ ــرف واﻟﺻ ـ ـ ــﻧﺎﻋﺎت ورﺟ ـ ـ ــﺎﻻت اﻷﺳـ ـ ـ ـواق اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ )اﻟﺑ ـ ـ ــﺎزار(‪،‬‬
‫وﻣ ـ ــﻊ ذﻟ ـ ــك ﺣ ـ ــﺎول اﻟﻣﻠ ـ ــك ردﻫ ـ ــم ﺑﺎﻟﺣﺳـ ـ ــﻧﻰ اﻻ ان ذﻟ ـ ــك ﻟ ـ ــم ﯾﺟ ـ ــدي ﻣﻌﻬ ـ ــم ﻧﻔﻌـ ـ ــﺎ ‪،‬‬
‫ﺣﯾﻧﺋ ـ ــذ أﻣ ـ ــر "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" ﺳ ـ ــﻼح اﻟﻔﯾﻠ ـ ــﺔ ان ﯾﺗ ـ ــوﻟﻰ ﺗﻔرﯾ ـ ــق ﺣﺷ ـ ــودﻫم واﻋﺗﺻ ـ ــﺎﻣﻬم ‪،‬‬
‫ﻣﻌﻠﻧ ـ ـ ــﺎ اﺻـ ـ ـ ـرارﻩ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﺗطﺑﯾ ـ ـ ــق اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧون اﻹﺳـ ـ ـ ــﻼﻣﻲ )‪، (sarkar,op-cit,iii,178‬‬
‫وﻟ ـ ــم ﯾﻛﺗ ـ ــف "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب ﺑﻔ ـ ــرض ﺿـ ـ ـرﯾﺑﺔ اﻟﺟزﯾ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ــد ‪ ،‬ﺑ ـ ــل وأﻣ ـ ــر ﺑﻔ ـ ــرض‬
‫ﺿ ـ ـ ـ ـرﯾﺑﺔ اﻟﺧ ـ ـ ـ ـراج اﻟﺗـ ـ ـ ــﻲ ﻛـ ـ ـ ــﺎن ﻣﻠـ ـ ـ ــوك اﻟﻬﻧـ ـ ـ ــد اﻟﺳـ ـ ـ ــﺎﺑﻘون ﻗـ ـ ـ ــد أﻟﻐوﻫـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ــن ﻗﺑـ ـ ـ ــل‬
‫)‪. (sarkar,op-cit,iii,181‬‬

‫أدت ﺳﯾﺎﺳ ـ ـ ــﺔ "اوراﻧﺟزﯾ ـ ـ ــب" اﻹﺳ ـ ـ ــﻼﻣﯾﺔ ﺗﺟ ـ ـ ــﺎﻩ ﻓ ـ ـ ــرض ﺿـ ـ ـ ـرﯾﺑﺔ اﻟﺟزﯾ ـ ـ ــﺔ واﻟﺧـ ـ ـ ـراج ‪،‬‬
‫وﻫـ ــدم ﺑﻌـ ــض ﻣﻌﺎﺑـ ــد اﻟﻬﻧـ ــدوس اﻟﺗـ ــﻲ اﻗﯾﻣـ ــت ﻓـ ــﻲ ﻋﻬـ ــد اﻟدوﻟـ ــﺔ اﻹﺳـ ــﻼﻣﯾﺔ وﺗﺣوﯾﻠﻬـ ــﺎ‬
‫اﻟ ـ ــﻰ ﻣﺳ ـ ــﺎﺟد‪ ،‬أدت اﻟ ـ ــﻰ ﺷ ـ ــﯾوع روح اﻟﻌ ـ ــداء واﻟﺛ ـ ــورة واﻟﻌﺻ ـ ــﯾﺎن ﻓ ـ ــﻲ اوﺳـ ـ ـﺎط أﻫ ـ ــل‬
‫اﻟذﻣـ ــﺔ ﻣـ ــن اﻫـ ــل اﻟﻬﻧـ ــد ‪ ،‬ﻫﻧـ ــدوس وﺳـ ــﯾﺦ وﻧﺻـ ــﺎرى وﻏﯾـ ــرﻫم ﻣـ ــن اﻟطواﺋـ ــف اﻟدﯾﻧﯾـ ــﺔ‬
‫اﻷﺧ ـ ـ ــرى ‪ ،‬وﻧﺟ ـ ـ ــد ﻣ ـ ـ ــن اﻟﻣﻧﺎﺳ ـ ـ ــب ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻫ ـ ـ ــذا اﻟﺳ ـ ـ ــﯾﺎق ان ﻧﺳ ـ ـ ــﺗﻌرض ﺑﻌ ـ ـ ــض آراء‬
‫اﻟﻣـ ــؤرﺧﯾن ﺣ ـ ــول اﺷ ـ ــﺗﻌﺎل اﻟﺛ ـ ــورات واﻻﻧﺗﻔﺎﺿ ـ ــﺎت ﻓـ ــﻲ وﺟ ـ ــﻪ اﻣﺑرط ـ ــور اﻟﻣﻐ ـ ــول ﻓ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻬﻧـ ــد ‪ ،‬ﺣﯾـ ــث ﯾـ ــرى اﻟﻣـ ــؤرخ اﻷﻣرﯾـ ــك "ﺳـ ــﺗﺎﻧﻠﻲ وﻟﺑـ ــرت ‪": "S.Wolpert‬أن اﻟـ ــدواﻓﻊ‬
‫اﻟرﺋﯾﺳ ـ ــﯾﺔ وراء ﺗـ ــﺄﺟﯾﺞ ﺗﻠ ـ ــك اﻟﺛ ـ ــورات اﻟداﺧﻠﯾ ـ ــﺔ اﻟواﺳ ـ ــﻌﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ اﺟﺗﺎﺣ ـ ــت ﺑ ـ ــﻼد اﻟﻬﻧ ـ ــد‬
‫اﯾـ ــﺎم "اوراﻧﺟزﯾـ ــب" اﻧﻣـ ــﺎ ﻛﺎﻧـ ــت ﺟﻣﻠـ ــﺔ دواﻓـ ــﻊ اﻗﺗﺻـ ــﺎدﯾﺔ ﻣﺣﺿـ ــﺔ ‪ ،‬أﻛﺛـ ــر ﻣﻧﻬـ ــﺎ دواﻓـ ــﻊ‬
‫‪A‬‬ ‫‪New‬‬ ‫دﯾﻧﯾـ ــﺔ ‪ ،‬ﺑﺳـ ــﺑب ﻣـ ــﺎ ﺷـ ــدد ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻣﻠـ ــك اﻟﻣﻐـ ــول ﻓـ ــﻲ أداء اﻟﺟزﯾـ ــﺔ )‬
‫‪ ، (History‬ﺑﯾﻧﻣـ ــﺎ ﯾـ ــرى اﻟﻣـ ــؤرخ اﻟﻬﻧدو ﺳـ ــﻲ "ﺷـ ــﺎرﻣﺎ" ‪ ":‬ان‬ ‫‪of‬‬ ‫‪India,p159‬‬
‫ﺳ ـ ــﺑب ﺗﻠ ـ ــك اﻟﺛ ـ ــورات اﻟﺗ ـ ــﻲ أﺷ ـ ــﻌل أوارﻫ ـ ــﺎ اﻟﻬﻧ ـ ــدوس وﻏﯾ ـ ــرﻫم‪ ،‬ﺗﻌ ـ ــود اﻟ ـ ــﻰ ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ‬

‫‪٢٦‬‬
‫اﻟﺗﻌﺻـ ــب اﻟـ ــدﯾﻧﻲ واﻟﺗزﻣـ ــت اﻟﻌﻘﺎﺋـ ــدي اﻟـ ــذي ﺑـ ــﺎت ﺷـ ــﻌﺎرا ﯾرﻓﻌـ ــﻪ إﻣﺑرطـ ــور اﻟﻣﻐـ ــول"‬
‫اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" ‪ ،‬وﺧﺻوﺻ ـ ــﺎ ﻋﻣﻠ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــدؤوب ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﺣط ـ ــﯾم ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ اﻟﺗﺳ ـ ــﺎﻣﺢ اﻟ ـ ــدﯾﻧﻲ‬
‫اﻟﺗ ـ ــﻲ رﺳ ـ ــﺧﻬﺎ وﺳ ـ ــﺎر ﻋﻠﯾﻬ ـ ــﺎ أﺳ ـ ــﻼﻓﻪ ﻣ ـ ــن ﻗﺑ ـ ــل ‪ ،‬ﻻ ﺳ ـ ــﯾﻣﺎ ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ "ﺟ ـ ــﻼل اﻟ ـ ــدﯾن‬
‫‪ ، (Sharma‬وﻻ‬ ‫‪L.P.,Medieval‬‬ ‫‪History‬‬ ‫‪of‬‬ ‫أﻛﺑ ــر" )‪India,p.410‬‬
‫ﺷ ـ ــك ﻓ ـ ــﻲ ان اﻟﺛـ ــورات اﻟﺗ ـ ــﻲ اﺷ ـ ــﻌﻠﻬﺎ اﻟﻬﻧ ـ ــدوس واﻟﺳ ـ ــﯾﺦ واﻟﺷ ـ ــﯾﻌﺔ وﻗﺑﺎﺋ ـ ــل اﻟﻣراﺗﻬ ـ ــﺎ‬
‫واﻟراﺟﺑ ـ ــوت وﻏﯾ ـ ــرﻫم ‪ ،‬ﺷ ـ ــﻛﻠت اﻣﺗﺣﺎﻧ ـ ــﺎ ﺻ ـ ــﻌﺑﺎ وﺧطﯾـ ـ ـرا اﻣ ـ ــﺎم "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" وﺣﺗﻣ ـ ــت‬
‫ﻋﻠﯾـ ــﻪ اﻟﺗﻌﺎﻣـ ــل ﻣﻌﻬـ ــﺎ ﺑﺣـ ــزم وﻗـ ــوة ﻟﻛـ ــﻲ ﻻ ﯾﺗﻌـ ــرض ﺳـ ــﻠطﺎن اﻹﺳـ ــﻼم وﺳـ ــﯾﺎدﺗﻪ ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫اﻟﻬﻧـ ـ ـ ــد ﻟﻠﺧطـ ـ ـ ــر ‪ ،‬وﻫﻧـ ـ ـ ــﺎ ﻧﺳـ ـ ـ ــﺗﻌرض ﻣوﻗـ ـ ـ ــف "اوراﻧﺟزﯾـ ـ ـ ــب" ﻣـ ـ ـ ــن ﺣرﻛـ ـ ـ ــﺎت اﻟﺗﻣـ ـ ـ ــرد‬
‫واﻟﻌﺻﯾﺎن اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﻓﻲ وﺟﻬﻪ ‪.‬‬

‫اوﻻ‪ :‬ﺛورة ﻗﺑﺎﺋل "اﻟﺟﺎت" اﻟﻬﻧدوﺳﯾﺔ‪:‬‬

‫اول اﻟﺛ ـ ــورات واﻟﻣواﺟﻬ ـ ــﺎت اﻟداﺧﻠﯾ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﯾواﺟﻬﻬ ـ ــﺎ إﻣﺑراط ـ ــور اﻟﻣﻐ ـ ــول"اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب"‬
‫ﻛﺎﻧـ ـ ــت ﺳـ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٦٩‬م ‪ ،‬ﺣﯾﻧﻣـ ـ ــﺎ أﻋﻠـ ـ ــن اﻋﻠﻧـ ـ ــت ﻗﺑﺎﺋـ ـ ــل "اﻟﺟـ ـ ــﺎت" اﻟﻬﻧدوﺳـ ـ ــﯾﺔ ﺛورﺗﻬـ ـ ــﺎ‬
‫ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺳـ ـ ــﻠطﺎن اﻟﻣﻐـ ـ ــول ‪ ،‬ﺣﯾـ ـ ــث ﻗـ ـ ــﺎد زﻋـ ـ ــﯾﻣﻬم " ﻛوﻛـ ـ ــوﻻ ‪ "Gokula‬ﺗﻠـ ـ ــك اﻟﺛـ ـ ــورة ‪،‬‬
‫وﻛـ ـ ـ ـ ــﺎن ﺑداﯾـ ـ ـ ـ ــﺔ أﻣرﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ‪ ،‬ان ﻗﺑﺎﺋـ ـ ـ ـ ــل "اﻟﺟـ ـ ـ ـ ــﺎت" ﻗﺗﻠ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟﺣـ ـ ـ ـ ــﺎﻛم اﻟﻣﻐـ ـ ـ ـ ــوﻟﻲ ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﺑﻼدﻫ ـ ــم"ﻣ ـ ــﺎﺛورا" وﯾ ـ ــدﻋﻰ اﻷﻣﯾ ـ ــر " ﻋﺑ ـ ــداﻟﻧﺑﻲ ﺧ ـ ــﺎن" ‪ ،‬واﻟ ـ ــذي ﻛ ـ ــﺎن ﻣﺗ ـ ــدﯾﻧﺎ وﯾواﻓ ـ ــق‬
‫ﺳ ــﯾدﻩ ﺣ ــﺎﻛم اﻟﻬﻧ ــد ﻓ ــﻲ ﺗطﺑﯾ ــق وﺗﻧﻔﯾ ــذ أﺣﻛ ــﺎم اﻟﺷـ ـرﯾﻌﺔ اﻹﺳ ــﻼﻣﯾﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﻬﻧ ــد ‪ ،‬وﻫ ــو‬
‫اﻟـ ــذي ﺑﺎﺷـ ــر وﻻﯾﺗـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ "ﻣـ ــﺎﺛورا" ﻓـ ــﻲ ﺑﻧـ ــﺎء ﻣﺳـ ــﺟد ﺟـ ــﺎﻣﻊ ﻛﺑﯾـ ــر ﻓـ ــﻲ ﻗﻠـ ــب "ﻣـ ــﺎﺛورا"‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ أط ـ ــﻼل ﻣﻌﺑ ـ ــد ﻫﻧدوﺳ ـ ــﻲ دارس)‪ ، (Sarkar,iii,194‬وﻫ ـ ــذا ﻫ ـ ــو ﺳ ـ ــﺑب ﻣﻘﺗﻠ ـ ــﻪ‬
‫ﻋﻠ ــﻰ ﯾ ــد أﻫـ ــﺎﻟﻲ ﺗﻠـ ــك اﻟﻣﻧطﻘ ــﺔ ‪ ،‬ﻫ ــذﻩ اﻟﺣﺎدﺛ ــﺔ أﺷـ ــﻌﻠت ﺣرﺑ ــﺎ ﺑ ــﯾن اﻟﻣﺳ ــﻠﻣﯾن وﻗﺑﯾﻠـ ــﺔ‬
‫"اﻟﺟـ ــﺎت" ‪ ،‬أدت اﻟـ ــﻰ وﻗـ ــوع ﻗﺗﻠـ ــﻰ ﻣـ ــن اﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن وﻣـ ــن اﻟﻬﻧـ ــدوس ‪ ،‬ﺑﻠـ ــﻎ ﻋـ ــدد ﻗﺗﻠـ ــﻰ‬
‫اﻟﻬﻧ ــدوس ﻣ ــن ﻗﺑﯾﻠ ــﺔ "اﻟﺟ ــﺎت" ﻣ ــﺎ ﯾزﯾ ــد ﻋﻠ ــﻰ ﺧﻣﺳ ــﺔ آﻟ ــف ﻗﺗﯾ ــل ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣ ــﺎ ﯾﻘ ــﺎﺑﻠﻬم ﻣ ــن‬
‫ﻗﺗﻠـ ــﻰ اﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن ﺣ ـ ـواﻟﻲ ارﺑﻌـ ــﺔ آﻻف ‪ ،‬وﺗﺑـ ــﻊ ﺗﻠـ ــك اﻟﺣـ ــرب اﻟﻛﺛﯾـ ــر ﻣـ ــن اﻷﻋﺗـ ــداءات‬
‫ﻣـ ـ ــن ﺟﺎﻧـ ـ ــب ﻗﺑﯾﻠـ ـ ــﺔ "اﻟﺟـ ـ ــﺎت" ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻣﺳـ ـ ــﻠﻣﯾن وﻋﻠـ ـ ــﻰ اراﺿـ ـ ــﻲ اﻟدوﻟـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ـ ــﺔ ‪،‬‬
‫وﺗﻣـ ــدد ﺧطـ ــرﻫم ﺣﺗـ ــﻰ اﻗﺗـ ــرب ﻣـ ــن ﻣدﯾﻧـ ــﺔ "أﻛ ـ ـرا" اﻟﺷـ ــﻬﯾرة )‪ ، (Sarkar,iii,195‬ﻟ ـ ــم‬
‫ﯾﻘ ـ ــف "اوراﻧﺟزﯾـ ـ ــب" ﻣ ـ ــن ﺗﻠـ ـ ــك اﻷﻓﻌ ـ ــﺎل ﻣوﻗـ ـ ــف اﻟﻣﺗﻔ ـ ــرج ‪ ،‬ﺑـ ـ ــل ﺳ ـ ــﺎرع اﻟـ ـ ــﻰ إﻋـ ـ ــداد‬

‫‪٢٧‬‬
‫ﺟ ــﯾش ﻛﺑﯾـ ــر ﺳ ــﻧﺔ ‪١٦٧٠‬م ‪ ،‬ﺑﻘﯾـ ــﺎدة "ﺣﺳ ــن ﻋﻠـ ــﻲ ﺧ ــﺎن" ‪ ،‬وﻫـ ــو ﻣ ــن اﻟﻘـ ــﺎدة اﻟﻣﻐـ ــول‬
‫اﻟﻌﺳـ ــﻛرﯾﯾن اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻌﺗـ ــد ﺑﻬـ ــم دوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول ‪ ،‬وﻟﻣـ ــﺎ وﺻـ ــﻠت ﻗ ـ ـوات اﻟﻣﻐـ ــول اﻟـ ــﯾﻬم ‪،‬‬
‫أوﻗـ ــﻊ "ﺣﺳـ ــن ﻋﻠـ ــﻲ ﺧـ ــﺎن" ﺑﻘﺑﯾﻠـ ــﺔ "اﻟﺟـ ــﺎت" ﻣـ ــذاﺑﺢ ﻋظﯾﻣـ ــﺔ ‪ ،‬وﯾﺑـ ــدوا ان اﻟﻣﻐـ ــول ﻟـ ــم‬
‫ﯾﺗوﻗﻔوا ﻋن اﻟذﺑﺢ ﺣﺗﻰ اﻓﻧوﻫم ﻋن آﺧرﻫم )ﺷﺎرﻣﺎ‪ ،٢٨٠،‬ﺳرﻛﺎر‪.(٣،١٩٠،‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺛورة ﻗﺑﺎﺋل "اﻟﺳﺗﻧﺎم"اﻟﻬﻧدوﺳﯾﺔ‬

‫ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺳ ـ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٧٢‬م ‪ ،‬ظﻬ ـ ـ ــرت ﺛ ـ ـ ــورة "اﻟﺳ ـ ـ ــﺗﻧﺎﻣﯾﯾن" اﻟﻬﻧ ـ ـ ــدوس اﻟﻔﻘـ ـ ـ ـراء ﻓ ـ ـ ــﻲ وﺟـ ـ ـ ــﻪ‬
‫"اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" ‪ ،‬وﻋﻠ ـ ــﻰ راي اﻟﻣ ـ ــؤرخ اﻟﻬﻧ ـ ــدي "ﻣﺎﺟﻣ ـ ــدار" ﻓ ـ ــﺎﻧﻬم ﺛ ـ ــﺎروا وﻫ ـ ــم ﺟ ـ ــﺎﻫﻠون‬
‫ﻟﺣﻘﯾﻘـ ــﺔ اﻟﺛـ ــورة ‪ ،‬ﺑـ ــل وﯾﻔﺗﻘـ ــدون ﻷﻫـ ــداف ﺗﻠـ ــك اﻟﺛـ ــورة اﻟﺗـ ــﻲ أﻋﻠﻧوﻫـ ــﺎ ﺑوﺟـ ــﻪ اﻟﻣﻐـ ــول‪،‬‬
‫وﺣﻘﯾﻘـ ـ ــﺔ أﻣـ ـ ــرﻫم أﻧﻬـ ـ ــم ﺟﻣﺎﻋـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــن اﻟﻬﻧـ ـ ــدوس ﻣﺳـ ـ ــﺎﻟﻣﯾن اﺗﺧـ ـ ــذوا ﻷﻧﻔﺳـ ـ ــﻬم ﻣـ ـ ــذﻫﺑﺎ‬
‫وطﻘ ـ ـ ــوس دﯾﻧﯾ ـ ـ ــﺔ ﻣﺗﻣﯾـ ـ ـ ـزة ﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ ﺑﻬ ـ ـ ــم ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ــم ﯾﺗﺟﻣﻌ ـ ـ ــون ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻣﻘﺎطﻌ ـ ـ ــﺔ "ﺑ ـ ـ ــﺎﺗﯾﻼ"‬
‫و"ﻣﯾـ ـ ـ ـوات" ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻗﻠ ـ ـ ــﯾم "أﺷ ـ ـ ــور" )‪ ، (Majumdar,op-cit,491‬ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ان اﻟﻣ ـ ـ ــؤرخ‬
‫اﻟﻬﻧـ ـ ــدي"ﺳـ ـ ــرﻛﺎر" ﯾؤﻛـ ـ ــد ﻋﻠـ ـ ــﻰ ان اﻟﺳـ ـ ــﺗﻧﺎﻣﯾﯾن اﻟﻬﻧـ ـ ــدوس ﺗﻣﯾـ ـ ــزوا ﺑﻘـ ـ ــذارة ﻣﻼﺑﺳـ ـ ــﻬم‬
‫وﻣطـ ــﺎﻋﻣﻬم وﻓﺣﺷـ ــﻬم اﻟـ ــﻰ اﺑﻌـ ــد ﻣـ ــدى ‪ ،‬وﻫـ ــم ﻻ ﯾﻣﯾـ ــزون ﻓـ ــﻲ ﺷ ـ ـرﯾﻌﺗﻬم ﺑـ ــﯾن ﻣﺳـ ــﻠم‬
‫وﻫﻧدوﺳ ـ ــﻲ ‪ ،‬وﻻ ﻣﻼﻣ ـ ــﺔ ﻋﻧ ـ ــدﻫم ﻓﯾﻣ ـ ــﺎ ﯾﻔﻌﻠ ـ ــون ﻣ ـ ــن ذﻧ ـ ــوب وﻣ ـ ــﺎ ﯾﻘﺗرﻓ ـ ــون ﻣ ـ ــن آﺛ ـ ــﺎم‬
‫وﺧطﺎﯾـ ـ ــﺎ وأﻋﻣـ ـ ــﺎل ﻣﻧﻛ ـ ـ ـرة )‪ ، (sarkar,iii,197‬وﻗـ ـ ــد اﻋﺗﺑـ ـ ــر اﻟﻣـ ـ ــؤرخ"ﺧـ ـ ــﺎﻓﻲ ﺧـ ـ ــﺎن"‬
‫ﺗﻠـ ــك اﻷﺣـ ــداث اﻟﺗ ـ ــﻲ أﺛﺎرﻫـ ــﺎ اوﻟﺋـ ــك اﻟﺑﺷـ ــر ﻣـ ــن اﻟﻬﻧـ ــدوس ﻓـ ــﻲ وﺟـ ــﻪ دوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐ ـ ــول‬
‫ﺳـ ــﻧﺔ ‪١٦٧٢‬م ‪ ،‬ﻣـ ــن اﻷﺣـ ــداث اﻟﺗـ ــﻲ واﺟﻬﺗﻬـ ــﺎ اﻷﺳ ـ ـرة اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ــﺔ ﺑﺣـ ــزم وﻗـ ــوة ‪ ،‬ﻋﻠﻣـ ــﺎ‬
‫ﺑ ـ ـ ــﺎن أﺗﺑ ـ ـ ــﺎع ﺗﻠ ـ ـ ــك اﻟﻔﺋ ـ ـ ــﺔ او اﻟطﺎﺋﻔ ـ ـ ــﺔ ﻻ ﯾﺗﺟ ـ ـ ــﺎوزون ﺧﻣﺳ ـ ـ ــﺔ آﻻف ‪ ،‬أﻏﻠ ـ ـ ــﺑﻬم ﻣ ـ ـ ــن‬
‫ﺣ ـ ـراس اﻟﺑﯾـ ــوت وﻋﻣـ ــﺎل اﻟﺗﺟـ ــﺎرة ‪ ،‬وﺳـ ــﺑب ﺛـ ــورﺗﻬم ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣﻐـ ــول ﯾﻌـ ــود اﻟـ ــﻰ ﺻ ـ ـراع‬
‫ﺑ ـ ــﯾن اﺣ ـ ــد اﺗﺑ ـ ــﺎع اﻟطﺎﺋﻔ ـ ــﺔ اﻟﺳ ـ ــﺗﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣ ـ ــﻊ اﺣ ـ ــد ﻗ ـ ــﺎدة اﻟﻣﻐ ـ ــول ‪ ،‬ﺣﯾ ـ ــث ﻗﺗﻠ ـ ــﻪ رﺟ ـ ــل‬
‫اﻟدوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﻣ ـ ــﺎ أن اﻧﺗﺷ ـ ــر اﻟﺧﺑ ـ ــر ﺣﺗ ـ ــﻰ اﺟﺗﻣ ـ ــﻊ اﺗﺑ ـ ــﺎع اﻟطﺎﺋﻔ ـ ــﺔ اﻟﺳ ـ ــﺗﻧﺎﻣﯾﺔ‬
‫وﻗﺗﻠ ـ ـوا رﺟـ ــل اﻟﻣﻐـ ــول ‪ ،‬وﺣﯾﻧﻣـ ــﺎ ﺑﻠـ ــﻎ اﻟﺧﺑـ ــر اﻟـ ــﻰ ﺣـ ــﺎﻛم اﻷﻗﻠـ ــﯾم ‪ ،‬ﺳـ ــﺎرع ﻓـ ــﻲ ارﺳـ ــﺎل‬
‫ﻗـ ــوة ﻋﺳـ ــﻛرﯾﺔ ﻹﻟﻘـ ــﺎء اﻟﻘـ ــﺑض ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻘﺗﻠـ ــﺔ ‪ ،‬وﺑﯾﻧﻣـ ــﺎ ﻫـ ــم ﻓـ ــﻲ ط ـ ـرﯾﻘﻬم اﻟﯾـ ــﻪ ‪ ،‬أﺣـ ــﺎط‬
‫ﺑﻬ ــم اﻟﺳ ــﺗﻧﺎﻣﯾون ﻣ ــن ﻛ ــل ﺟﺎﻧ ــب وﻗﺗﻠـ ـوا اﻟﻘـ ــوة اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ـﺔ وأﺳ ــروا ﻣ ــن ﺑﻘ ــﻲ ﻋﻠ ــﻰ ﻗﯾـ ــد‬
‫اﻟﺣﯾـ ــﺎة )ﺧـ ــﺎﻓﻲ ﺧـ ــﺎن ‪ ،(٢٥٥ ،‬واﺳـ ــﺗﻣرت ﻗـ ــوﺗﻬم ﺗـ ــزداد ﻗـ ــوة وﺧطـ ــورة ‪ ،‬ﺑـ ــل وراﺣ ـ ـوا‬

‫‪٢٨‬‬
‫ﯾﻬـ ــددوا ﻣدﯾﻧ ـ ــﺔ دﻟﻬـ ــﻲ اﻟﺗ ـ ــﻲ وﺻـ ــﻠوا اﻟ ـ ــﻰ ﻣﺷ ـ ــﺎرﻓﻬﺎ ‪ ،‬وﻫـ ــو ﻣ ـ ــﺎ أﻗﻠـ ــق زﻋ ـ ــﯾم اﻟﻣﻐ ـ ــول‬
‫"اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" ‪ ،‬اﻟ ـ ــذي أﻣ ـ ــر ﻗواﺗ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﺎﻟزﺣف اﻟ ـ ــﯾﻬم وﻣﻼﻗ ـ ــﺎﺗﻬم ‪ ،‬وﻋﻧ ـ ــد اﻟﻠﻘ ـ ــﺎء وﺑﻌ ـ ــد‬
‫اﻟﺗﺣـ ـ ـ ــﺎم اﻟﺟـ ـ ـ ــﺎﻧﺑﯾن ﻓ ـ ـ ـــﻲ ﻣﻌرﻛـ ـ ـ ــﺔ ﺣﺎﻣﯾـ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬اﻧﺗﺻـ ـ ـ ــر اﻟﺳـ ـ ـ ــﺗﻧﺎﻣﯾون ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻣﻐـ ـ ـ ــول‬
‫اﻟﻣﺳ ـ ــﻠﻣﯾن ‪ ،‬وأوﻗﻌـ ـ ـوا ﻓ ـ ــﻲ ﺿ ـ ــﻔوﻓﻬم ﻫزﯾﻣ ـ ــﺔ ﻣﻧﻛـ ـ ـرة ‪ ،‬وﻗ ـ ــد ﺿ ـ ــن اﻟﻣﻐ ـ ــول ان ﺗﺗﺑ ـ ــﺎع‬
‫ﺗﻠـ ــك اﻟطﺎﺋﻔـ ــﺔ اﻧﻣـ ــﺎ ﯾﻘـ ــﺎﺗﻠون ﺑﻘـ ــوة اﻟﺳـ ــﺣر واﻟﺷـ ــﻌوذة ‪ ،‬وﺷـ ــﺎع ﺗـ ــﺄﺛﯾرﻫم اﻟﻧﻔﺳـ ــﻲ ﺑـ ــﯾن‬
‫ﺟﻧـ ـ ــود اﻟﻣﻐـ ـ ــول ﻓ ـ ــﺄﺟﻔﻠوا ﻣـ ـ ــﻧﻬم وﻫرﺑ ـ ـ ـوا ‪،‬وﺣﺗـ ـ ــﻰ ﯾﻠﻘـ ـ ــﻲ اﻣﺑراطـ ـ ــور اﻟﻣﻐـ ـ ــول اﻟﺳـ ـ ــﻛﯾﻧﺔ‬
‫واﻟطﻣﺄﻧﯾﻧ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﻧﻔ ـ ــوس رﺟﺎﻟ ـ ــﻪ وﻋﺳ ـ ــﺎﻛرﻩ ‪ ،‬أﻣ ـ ــرﻫم ﺑﺑﻧ ـ ــﺎء ﻓﺳ ـ ــطﺎطﻪ ‪ ،‬وﺟﻠ ـ ــس ﻓ ـ ــﻲ‬
‫ﻣﻛ ــﺎن ﻣﺧﺻـ ــص وراح ﯾﻛﺗ ــب ﺑﺧـ ــط ﯾـ ــدﻩ آﯾ ــﺎت ﻣـ ــن اﻟﻘ ـ ـرآن اﻟﻛـ ـرﯾم وﺑﻌـ ــض اﻷدﻋﯾـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣ ـ ــﺄﺛورة ﻋـ ـ ــن اﻟرﺳـ ـ ــول ﺿ ـ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾـ ـ ــﻪ وﺳـ ـ ــﻠم ‪ ،‬وﻟﻣـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــرغ ﻣـ ـ ــن ﻛﺗﺎﺑﺗﻬـ ـ ــﺎ ‪ ،‬أﻣـ ـ ــر‬
‫ﺑﺳرﯾﺔ اﻟﺟـ ــﯾش ‪ ،‬ﺛﻣـ ــر ﺳـ ــﺎرت اﻟﻘ ـ ـوات اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ــﺔ وﻫـ ــﻲ ﻣ ُ ﻌﺑـ ــﺄة ﺣﻣﺎﺳـ ــﺎ وﻗـ ــوة‬
‫ﺑﺗﻌﻠﯾﻘﻬـ ــﺎ ـ ــﺎ‬
‫ﻣﻌﻧوﯾـ ــﺔ وﺗﺻـ ــﻣﯾم ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻘﺗـ ــﺎل ‪ ،‬وﻟﻣـ ــﺎ ﺗﻘﺎﺑـ ــل اﻟﺟﻣﻌـ ــﺎن ‪ ،‬وراﺣـ ــت اﻟﺳـ ــﯾوف ﺗﺗﺣـ ــﺎور‬
‫ﻓﯾﻣ ـ ــﺎ ﺑﯾﻧﻬ ـ ــﺎ ‪ ،‬أﻟﺣ ـ ــق اﻟﻣﻐ ـ ــول ﺑﺎﻟﺳـ ـ ــﺗﻧﺎﻣﯾﯾن ﻫزﯾﻣ ـ ــﺔ ﺳ ـ ــﺎﺣﻘﺔ ‪ ،‬ﺣﯾ ـ ــث ﺗﻣ ـ ــت اﺑـ ـ ــﺎدﺗﻬم‬
‫وﺗﺻـ ــﻔﯾﺗﻬم ‪ ،‬وﻟـ ــم ﯾﻧﺟ ـ ـوا ﻣـ ــﻧﻬم اﻻ اﻟﺷ ـ ـرﯾد اﻟﻬـ ــﺎرب ‪ ،‬وﺑـ ــذﻟك وﺿـ ــﻌت دوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول‬
‫ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻟﺛورة اﻟﺳﺗﻧﺎﻣﯾﯾن )ﺳرﻛﺎر‪(٢١٦ ، ٣ ،‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﺛورة "اﻟراﺟﺑوت" اﻟﻬﻧدوﺳﯾﺔ‬

‫أدت ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" اﻟدﯾﻧﯾ ـ ــﺔ ﺗﺟ ـ ــﺎﻩ ﻏﯾـ ـ ــر اﻟﻣﺳ ـ ــﻠﻣﯾن ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ــد ﻓﯾﻣ ـ ــﺎ ﯾﺗﻌﻠـ ـ ــق‬
‫ﺑﻔـ ـ ــرض ﺿ ـ ـ ـرﯾﺑﺔ "اﻟﺟزﯾـ ـ ــﺔ" ﻋﻠـ ـ ــﯾﻬم ‪ ،‬اﻟـ ـ ــﻰ ﺷـ ـ ــﯾوع روح اﻟﺗـ ـ ــذﻣر واﻟﻌـ ـ ــداء ﻓـ ـ ــﻲ وﺳـ ـ ــط‬
‫ﻗﺑﺎﺋ ــل "اﻟراﺟﺑ ــوت" اﻟﻬﻧدوﺳ ــﯾﺔ ‪ ،‬وﻟـ ــم ﺗ ــزل ﻫ ــذﻩ اﻟطﺎﺋﻔ ــﺔ ﻣﺻـ ــدر ﻗﻠ ــق وازﻋ ــﺎج ﻟدوﻟـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻐ ـ ــول ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ــد ﻓ ـ ــﻲ ﻋﺻ ـ ــر "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" ‪ ،‬اﻟ ـ ــﻰ ان ﻫﻠ ـ ــك زﻋ ـ ــﯾﻣﻬم "ﺟﺳـ ـ ـواﻧت‬
‫ﺳـ ـ ـ ــﻧك " ﺣـ ـ ـ ــﺎﻛم وﻻﯾـ ـ ـ ــﺔ "ﻣـ ـ ـ ــﺎروار ‪ ، "Marwar‬وذﻟـ ـ ـ ــك ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﻣدﯾﻧـ ـ ـ ــﺔ ﺑﯾﺷـ ـ ـ ــﺎور ﺳـ ـ ـ ــﻧﺔ‬
‫‪١٦٧٨‬م ‪ ،‬اﻷﻣ ـ ــر اﻟ ـ ــذي ﻗ ـ ــوى ﺳ ـ ــﻠطﺔ اﻟﻣﻐ ـ ــول ﻓ ـ ــﻲ ﺗﻠ ـ ــك اﻟوﻻﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣ ـ ــﺎ ﻟ ـ ــم ﯾﻛ ـ ــن‬
‫ﻟﻠـ ــزﻋﯾم اﻟراﺟﺑـ ــوﺗﻲ ﻣـ ــن اﻷﺑﻧـ ــﺎء اﻻ طﻔـ ــﻼ ﺻـ ــﻐﯾر ا ﻣﻣـ ــﺎ ارﺑـ ــك دوﻟﺗـ ــﻪ وﺟﻌﻠﻬـ ــﺎ ﻋرﺿـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﺗﻔﻛـ ـ ـ ــك واﻻﻧﻘﺳـ ـ ـ ــﺎم ‪ ،‬وﻫـ ـ ـ ــو ﻣـ ـ ـ ــﺎ ﺷـ ـ ـ ــﺟﻊ "اوراﻧﺟزﯾـ ـ ـ ــب" ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﻓـ ـ ـ ــﺗﺢ ﺗﻠـ ـ ـ ــك اﻟوﻻﯾـ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﺧﺿـ ــﺎﻋﻬﺎ اﻟـ ــﻰ ﺳـ ــﻠطﺎن اﻟﻣﻐـ ــول ‪ ،‬ﻛوﻧﻬـ ــﺎ ﺗﺣﺗـ ــل ﻣوﻗﻌـ ــﺎ اﺳـ ــﺗراﺗﯾﺟﯾﺎ ﻫﺎﻣـ ــﺎ ‪ ،‬وﻗﺑـ ــل‬
‫ذﻟ ــك ‪ ،‬ﻛﺎﻧـ ــت ﻋﺎﺋﻠـ ــﺔ "ﺟﺳ ـ ـواﻧت ﺳـ ــﻧك" ﻗـ ــد ﺟ ــﺎءت اﻟـ ــﻰ ﻣدﯾﻧـ ــﺔ دﻟﻬـ ــﻲ ﻟﻣﻘﺎﺑﻠـ ــﺔ اﻟﻣﻠـ ــك‬

‫‪٢٩‬‬
‫"اوراﻧﺟزﯾـ ـ ــب" ‪ ،‬راﻏﺑـ ـ ــﯾن ﻓـ ـ ــﻲ ﺗﻧﺻـ ـ ــﯾب اﺑـ ـ ــن "ﺟﺳ ـ ـ ـواﻧت ﺳـ ـ ــﻧك" ﺧﻠﯾﻔـ ـ ــﺔ ﻷﺑﯾـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫ﻋ ـ ـ ــرش "ﻣ ـ ـ ــﺎروار" ‪ ،‬وﻟﻣ ـ ـ ــﺎ وﺻ ـ ـ ــوﻻ اﻟﻘﺻ ـ ـ ــر ‪ ،‬أﻣ ـ ـ ــر "اوراﻧﺟزﯾ ـ ـ ــب" ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﻘﺑض ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬
‫اﻣﯾ ــرﻫم اﻟﺻ ــﻐﯾر ‪ ،‬ووﺿ ــﻌﻪ ﺗﺣ ــت اﻟرﻋﺎﯾ ــﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾ ــﺔ اﻟﺧﺎﺻ ــﺔ اﻟ ــﻰ ﺣ ــﯾن ﺑﻠوﻏ ــﻪ ﺳ ــن‬
‫اﻟرﺷـ ـ ــد ‪ ،‬وطﻠـ ـ ــب ﻣﻧـ ـ ــﻪ اﻋﺗﻧـ ـ ــﺎق اﻻﺳـ ـ ــﻼم ﻟﯾﻛـ ـ ــون ﺣﺎﻛﻣـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟوﻻﯾـ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻔﻌـ ـ ــل‬
‫اﻋﻠن اﺳﻼﻣﻪ وﺗﺳﻣﻰ ﺑـ" ﻣﺣﻣد راج" )ﺳرﻛﺎر‪/٢١٩ ، ٣،‬ﻣﺎﺟﻣدار‪(٤٩٤،‬‬

‫ﻟـ ــم ﯾﻛـ ــن ﻗ ـ ـرار اﻟﻣﻠـ ــك اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ ﻣرﯾﺣـ ــﺎ وﻻ ﻣطﻣﺋﻧـ ــﺎ ﻟرﺟـ ــﺎﻻت ﻗﺑﯾﻠـ ــﺔ اﻟراﺟﺑـ ــوت ‪ ،‬ﺑـ ــل‬
‫واﻷﻣ ــر اﻟ ــذي ﺟﻌ ــل اﻟراﺟﺑ ــوت ﯾﺗﺧﻔ ــون ﻣﻧ ــﻪ ﻫ ــو اﻋﺗﻧ ــﺎق أﻣﯾ ــرﻫم اﻟﺻ ــﻐﯾر ﻟﻺﺳـ ــﻼم‬
‫‪ ،‬وﻟ ـ ـ ــذﻟك راﺣـ ـ ـ ـوا ﯾﺧطط ـ ـ ــون ﻟﺗﺧﻠﯾﺻ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــن اﻟﻘﺻ ـ ـ ــر اﻟﻣﻐ ـ ـ ــوﻟﻲ ‪ ،‬ﺣﺗ ـ ـ ــﻰ ﺗوﺻ ـ ـ ــﻠوا‬
‫ﺑﺎﻟﺧدﯾﻌ ـ ـ ــﺔ واﻟدﺳ ـ ـ ــﺎﺋس اﻟ ـ ـ ــﻰ ﺗﺧﻠ ـ ـ ــﯾص أﻣﯾ ـ ـ ــرﻫم ﻣ ـ ـ ــن اﻷﺳ ـ ـ ــر )ﺳ ـ ـ ــرﻛﺎر‪-١٤٤ ، ٣،‬‬
‫‪ ، (١٤٥‬وﻟﻣ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ـ ــم اﻟﻘﺻ ـ ـ ــر ﺑﺎﻟ ـ ـ ــذي ﺣﺻ ـ ـ ــل ‪ ،‬أﺗ ـ ـ ــﺑﻌﻬم اﻟﻣﻠ ـ ـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ـ ــوﻟﻲ ﺑﻘـ ـ ـ ـوات‬
‫ﻋﺳـ ــﻛرﯾﺔ ﻟﻠﻘـ ــﺑض ﻋﻠـ ــﻰ اﻷﻣﯾـ ــر اﻟراﺟﺑـ ــوﺗﻲ واﻋﺎدﺗـ ــﻪ اﻟـ ــﻰ دﻟﻬـ ــﻲ ‪ ،‬اﻻ ان اﻟراﺟﺑـ ــوت‬
‫اﻋﺗﺻ ـ ــﻣوا ﺑﺎﻟﺟﺑ ـ ــﺎل واﻟﻣرﺗﻔﻌ ـ ــﺎت اﻟﻌﺎﻟﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬اﻷﻣ ـ ــر اﻟ ـ ــذي ﻣﻛ ـ ــﻧﻬم ﻣ ـ ــن اﯾﻘـ ـ ــﺎع اﻷذى‬
‫واﻟﻘﺗ ــل ﻓ ــﻲ ﺻ ــﻔوف اﻟﻣﻐ ــول ‪ ،‬ﺑ ــل وﻗﺗ ــل ﻣ ــن اﻟﻘـ ـوات اﻟﻣﻐوﻟﯾ ــﺔ أﻋ ــداد ﻛﺑﯾـ ـرة ﺟ ــدا ‪،‬‬
‫ﻓ ـ ـرأى اﻟﻣﻠ ـ ــك ﺑ ـ ـوادر اﻟﻔوﺿ ـ ــﻰ واﻟﻔﺗﻧ ـ ــﺔ ﺗط ـ ــل ﺑرأﺳ ـ ــﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﺣ ـ ــرك ﺟﯾﺷ ـ ــﺎ ﺑﻘﯾﺎدﺗ ـ ــﻪ ﺗﺟ ـ ــﺎﻩ‬
‫"أﺟﻣﯾـ ــر" ﺳـ ــﻧﺔ ‪١٦٧٩‬م ‪ ،‬وذﻟـ ــك ﻋﺷـ ــﯾﺔ إﺧﻔـ ــﺎق اﺑـ ــن "اوراﻧﺟزﯾـ ــب" ﻣﺣﻣـ ــد أﻛﺑـ ــر ﻓـ ــﻲ‬
‫ردع اﻟﻌﺻـ ـ ــﺎة وﺗﺄدﯾـ ـ ــب ﺛـ ـ ــورﺗﻬم وﺗﻣـ ـ ــردﻫم ‪ ،‬ﻟﯾﻌﯾـ ـ ــد اﻟﻣﻠـ ـ ــك ﺗﻧظـ ـ ــﯾم ﺟﯾﺷـ ـ ــﻪ ‪ ،‬وأرﺳـ ـ ــل‬
‫ﺛﻼﺛـ ــﺔ ﺟﯾـ ــوش ﻓـ ــﻲ وﻗـ ــت واﺣـ ــد ﻟﻣﻼﻗـ ــﺎة ﻗﺑﺎﺋـ ــل اﻟراﺟﺑـ ــوت واﻟـ ــﺗﺧﻠص ﻣـ ــن ﺗﻣـ ــردﻫم ‪،‬‬
‫وﻗ ــد أوﻟ ــك ﻗﯾ ــﺎدة ﺗﻠ ــك اﻟﺟﯾ ــوش اﻟ ــﻰ اﺑﻧﺎﺋ ــﻪ ‪ ،‬وﻫ ــم ‪:‬ﻣﺣﻣ ــد ﻣ ُ ﻌظ ــم ‪ ،‬وﻣﺣﻣ ــد أﻋظ ــم‬
‫‪ ،‬وﻣﺣﻣـ ــد أﻛﺑـ ــر ‪،‬ﺑﯾﻧﻣـ ــﺎ اﻟﻣﻠـ ــك ﯾﺳـ ــﯾر ﺑﺧطـ ــﺎﻫم وﯾراﻗـ ــب ﻋـ ــن ﻛﺛـ ــب ﺳـ ــﯾر اﻟﻣﻌـ ــﺎرك ‪،‬‬
‫اﻗـ ـ ـﺗﺣم ﺑﻧﻔﺳ ـ ــﻪ "ﺟ ـ ــﺎدﺑور" وأﺧﺿ ـ ــﻊ"ﻣ ـ ــﺎروار"‪ ،‬وطﻔ ـ ــق ﯾﻬ ـ ــدم ﻣﻌﺎﺑ ـ ــد اﻟﻬﻧ ـ ــدوس ﻣﻌﺑ ـ ــدا‬
‫ﻣﻌﺑ ـ ـ ــدا ‪ ،‬وﯾﺷ ـ ـ ــﯾد ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻧﻘﺎﺿ ـ ـ ــﻬﺎ ﻣﺳ ـ ـ ــﺎﺟد ﻟﻠﻣﺳ ـ ـ ــﻠﻣﯾن )ﺳ ـ ـ ــرﻛﺎر‪ ،‬ﻣﺧﺗﺻ ـ ـ ــر ﺗ ـ ـ ــﺎرﯾﺦ‬
‫اوراﻧﺟزﯾب ‪(١٤٥-١٤٤،‬‬

‫ﻟ ـ ــم ﯾ ـ ــﻧﺟﺢ "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻘﺿ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ــﻰ زﻋﻣ ـ ــﺎء ﻗﺑﺎﺋ ـ ــل اﻟراﺟﺑ ـ ــوت اﻟﻬﻧدوﺳ ـ ــﯾﺔ ‪،‬‬
‫ﺑ ــل اﺳـ ــﺗﻣروا ﯾﻬـ ــددون اﺳـ ــﺗﻘرار دوﻟ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ﺗﺣوﯾ ــل ﺣ ـ ـرﺑﻬم ﻣﻌﻬـ ــﺎ اﻟـ ــﻰ‬
‫ﺣـ ـ ـ ــروب ﻋﺻـ ـ ـ ــﺎﺑﺎت ‪ ،‬ﻟﯾﺳـ ـ ـ ــﻧد ﻣﻬﻣـ ـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ـ ــﺗﺧﻠص ﻣـ ـ ـ ــﻧﻬم واﻟﻘﺿـ ـ ـ ــﺎء ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﺗﻣـ ـ ـ ــردﻫم‬

‫‪٣٠‬‬
‫وﻋﺻـ ـ ــﯾﺎﻧﻬم ﻹﺑﻧـ ـ ــﻪ اﻷﻣﯾـ ـ ــر ﻣﺣﻣـ ـ ــد أﻛﺑـ ـ ــر ‪ ،‬وﻟﻣـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ــم ﺑﻔﻠـ ـ ــﺢ ﻫـ ـ ــذا اﻷﻣﯾـ ـ ــر ﺑﺗﺣﻘﯾـ ـ ــق‬
‫رﻏﺑـ ــﺎت واﻟـ ــدﻩ ‪ ،‬ﻋزﻟـ ــﻪ ﻋـ ــن اﻟﺟـ ــﯾش‪ ،‬وﻟﻣـ ــﺎ أﺣـ ــس اﻟراﺟﺑـ ــوت ﺑﺗـ ــدﻫور اﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ ﺑـ ــﯾن‬
‫اﻟﻣﻠـ ــك ووﻟـ ــدﻩ ‪ ،‬ﺳـ ــﺎرﻋوا اﻟـ ــﻰ اﺳـ ــﺗﻌطﺎف اﻷﻣﯾـ ــر واﺳـ ــﺗﻣﺎﻟﺗﻪ اﻟـ ــﻰ ﺟـ ــﺎﻧﺑﻬم ‪ ،‬ﻣﻌﻠﻧـ ــﯾن‬
‫وﻻءﻫ ــم ﻟ ــﻪ ﻣﻠﻛ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻬﻧ ــد ‪ ،‬وﻻ زاﻟـ ـوا ﺑ ــﻪ ﯾﺳ ــﺗﺣﺛوﻧﻪ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺛ ــورة واﻟﻌﺻ ــﯾﺎن ﺿ ــد‬
‫واﻟ ـ ــدﻩ اﻟ ـ ــﻰ ان اﺳ ـ ــﺗﺟﺎب اﻟ ـ ــﻰ ﻣط ـ ــﺎﻟﺑﻬم وﻧ ـ ــﺎدى ﺑﻧﻔﺳ ـ ــﻪ ﻣﻠﻛ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﯾﻬم ‪ ،‬وﻗ ـ ــد أﺷـ ـ ـﺎر‬
‫اﻟﻣـ ـ ــؤرخ"ﺧـ ـ ــﺎﻓﻲ ﺧـ ـ ــﺎن" اﻟـ ـ ــﻰ ان اﻟراﺟﺑـ ـ ــوت أﺣﺑ ـ ـ ـوا "ﻣﺣﻣـ ـ ــد أﻛﺑـ ـ ــر " ﻟﻌﻼﻗـ ـ ــﺎﺗﻬم ﻣﻌـ ـ ــﻪ‬
‫وﻋﻠـ ــﻰ ﻣـ ــﺎ ﯾﺗﻣﺗـ ــﻊ ﺑـ ــﻪ ﻣـ ــن ﺗﺣـ ــرر ﻛﺑﯾ ـ ـر ﻓـ ــﻲ ﻣﺟـ ــﺎل اﻟﻌﻘﯾـ ــدة واﻟﺳـ ــﻠوك ‪ ،‬ﻓﻬـ ــو ﺿـ ــد‬
‫ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ واﻟ ـ ــدﻩ اﻟدﯾﻧﯾ ـ ــﺔ اﻹﺳ ـ ــﻼﻣﯾﺔ )ﻣﻧﺗﺧ ـ ــب اﻟﻠﺑ ـ ــﺎب ‪ ،(٢٦٨ ،‬وﺣﯾﻧﻣ ـ ــﺎ ﺗﻬﯾ ـ ــﺄ ﻟﻸﻣﯾ ـ ــر‬
‫"ﻣﺣﻣـ ــد اﻛﺑـ ــر" أﺳـ ــﺑﺎب اﻟﻘـ ــوة واﻟﻣﻧﻌـ ــﺔ ‪ ،‬وﺑﻠﻐـ ــت ﻗواﺗـ ــﻪ ﻣـ ــﺎ ﯾزﯾـ ــد ﻋﻠـ ــﻰ ﺳـ ــﺑﻌﺑن اﻟـ ــف‬
‫ﻣﻘﺎﺗ ــل ‪ ،‬زﺣ ــف ﯾطﻠ ــب ﻋ ــرش أﺑﯾ ــﻪ ‪،‬ﻓ ــﻲ ﺣ ــﯾن ﻛ ــﺎن اﻟﻣﻠ ــك "اوراﻧﺟزﯾ ــب" ﻓ ــﻲ أﺟﻣﯾ ــر‬
‫‪ ،‬واﻷﻣﯾـ ـ ــر ﯾزﺣـ ـ ــف ﺑﻘواﺗـ ـ ــﻪ ﻧﺣـ ـ ــوﻩ ‪ ،‬وﻗـ ـ ــد ذاق "اوراﻧﺟزﯾـ ـ ــب" ﻣـ ـ ــن وﻟـ ـ ــدﻩ واﻟراﺟﺑـ ـ ــوت‬
‫ذرﻋ ــﺎ ‪ ،‬اﻻ اﻧ ــﻪ ﻟ ــم ﯾﻛ ــن ﻣﻣ ــن ﯾﻧﻔﻌ ــل او ﯾﺗﺧ ــﺑط ﻓ ــﻲ ﺳﯾﺎﺳ ــﺗﻪ ﻓ ــﻲ ﻣﺛ ــل ﻫ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ــﺔ‬
‫اﻟطﺎرﺋ ـ ــﺔ واﻟﺧطﯾـ ـ ـرة ‪ ،‬ﺑ ـ ــل ﺑـ ـ ــﺎدر ﺑﺣﺳ ـ ــن دﻫﺎﺋ ـ ــﻪ وﺣﻧﻛﺗـ ـ ــﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ــﯾﺔ اﻟﻣﻌﻬ ـ ــودة اﻟـ ـ ــﻰ‬
‫اﻹﯾﻘ ـ ــﺎع ﺑ ـ ــﯾن وﻟ ـ ــدﻩ وزﻋﻣ ـ ــﺎء اﻟراﺟﺑ ـ ــوت ‪ ،‬وﺻ ـ ــرﻓﻬم ﻋ ـ ــن ﻣﺣﺎﻟﻔ ـ ــﺔ اﺑﻧ ـ ــﻪ ‪ ،‬ﻓﺎﺻ ـ ــطﻧﻊ‬
‫ﺧطﺎﺑ ـ ـﺎ ﻣﻣوﻫـ ــﺎ ﺑﻌـ ــث ﺑـ ــﻪ اﻟـ ــﻰ وﻟـ ــدﻩ"ﻣﺣﻣـ ــد أﻛﺑـ ــر" ‪ ،‬ﺗﻌﻣـ ــد ان ﯾﻘـ ــﻊ ﺑﺄﯾـ ــدي اﻟراﺟﺑـ ــوت‬
‫‪ ،‬وﻗ ــد أﺛﻧـ ــﻰ ﻓﯾ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ اﻷﻣﯾ ــر "اﻛﺑـ ــر" وﺧداﻋ ــﻪ ﻟﻸﻋـ ــداء ‪ ،‬وأﻣـ ـرﻩ ﺑﺎﺳـ ــﺗدراﺟﻬم ﺣﺗـ ــﻰ‬
‫ﯾﻘﻌ ـ ـ ـوا ﻓـ ـ ــﻲ ﺷـ ـ ــرك ﻗواﺗـ ـ ــﻪ ﻟﯾﺑﯾـ ـ ــدﻫم ﻋـ ـ ــن آﺧـ ـ ــرﻫم )ﺧـ ـ ــﺎﻓﻲ ﺧـ ـ ــﺎن ‪ ،‬ﻣﻧﺗﺧـ ـ ــب اﻟﻠﺑـ ـ ــﺎب‪،‬‬
‫‪ /٢٧٢-٢٦٩‬اﻟﺳ ـ ـ ــﺎداﺗﻲ ‪ ،(٢٢٨-٢٢٧ ،٢ ،‬ﻓﻛ ـ ـ ــﺎن ﻟﻬ ـ ـ ــذﻩ اﻟرﺳ ـ ـ ــﺎﻟﺔ أﺛرﻫ ـ ـ ــﺎ وو ﻗﻌﻬ ـ ـ ــﺎ‬
‫اﻟﺑ ـ ــﺎﻟﻎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟزﻋﻣ ـ ــﺎء اﻟراﺟﺑ ـ ــوت ‪ ،‬ﺑ ـ ــل وﻟﻌﺑ ـ ــت اﻟرﺳ ـ ــﺎﻟﺔ دورا ﻣﺣورﯾ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ ﺗﻔﺗﯾ ـ ــت‬
‫اﻟﺗﺣ ـ ــﺎﻟف ﺑ ـ ــﯾن "اﻷﻣﯾ ـ ــر ﻣﺣﻣ ـ ــد اﻛﺑ ـ ــر" وزﻋﻣ ـ ــﺎء اﻟراﺟﺑ ـ ــوت ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺄوﻫم اﻟﻣﻠ ـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ــوﻟﻲ‬
‫اﻟراﺟﺑـ ـ ـ ــوت ان وﻟـ ـ ـ ــدﻩ إﻧﻣـ ـ ـ ــﺎ ﯾﻠﻌـ ـ ـ ــب ﺑﻣﺻـ ـ ـ ــﯾرﻫم ﻟﯾـ ـ ـ ــوردﻫم ﻣـ ـ ـ ــورد اﻟﻬـ ـ ـ ــﻼك ‪ ،‬ﻓﺷـ ـ ـ ــﻌر‬
‫اﻟراﺟﺑـ ــوت أﻧﻬـ ــم اﺳـ ــﺗﻐﻔﻠوا ﻟﯾﻘﻌ ـ ـوا ﻓرﯾﺳـ ــﺔ ﺳـ ــﯾف اﻟﻣﻐـ ــول ‪ ،‬ﻓﺗرﻛ ـ ـوا ﻣ ـ ـواﻗﻌﻬم ‪ ،‬وﺗرﻛ ـ ـوا‬
‫اﻷﻣﯾـ ــر ﻣﺣﻣ ـ ــد اﻛﺑـ ــر ‪،‬ﻟﯾﻔﻘ ـ ــد اﻷﻣﯾ ـ ــر ﺑـ ــﯾن ﻋﺷ ـ ــﯾﺔ وﺿ ـ ــﺣﺎﻫﺎ ﻏﺎﻟﺑﯾـ ــﺔ اﻟﻌﺳ ـ ــﺎﻛر اﻟﺗ ـ ــﻲ‬
‫ﻋﻘ ــد ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ اﻵﻣ ــﺎل اﻟﻌـ ـراض ‪ ،‬ﻓ ــوﻟﻰ اﻟﻔـ ـرار ﻧﺣ ــو اﻟ ــدﻛن ﻓ ــﻲ اﻟﺟﻧ ــوب ﻣ ــن اﻟﻬﻧ ــد ‪،‬‬
‫وأﻣﻌ ـ ـ ــن ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟﻬرب وﻧ ـ ـ ــزل ﻋﻧـ ـ ـ ــد زﻋ ـ ـ ــﯾم "اﻟﻣرﻫﺗـ ـ ـ ــﺎ اﻷﻣﯾ ـ ـ ــر ﺷـ ـ ـ ــﯾﻔﺎﺟﻲ"‪ ،‬وﻟﻣ ـ ـ ــﺎ زﺣـ ـ ـ ــف‬
‫"اوراﻧﺟزﯾـ ــب" ﺗﺟـ ــﺎﻩ اﻟﺟﻧـ ــوب ﻓﯾﻣـ ــﺎ ﺑﻌـ ــد ‪ ،‬ﻏﺎدرﻫـ ــﺎ اﻷﻣﯾـ ــر ﻣﺗوﺟﻬـ ــﺎ اﻟـ ــﻰ ﺑـ ــﻼد ﻓـ ــﺎرس‬

‫‪٣١‬‬
‫واﺳـ ــﺗﻘر ﻫﻧـ ــﺎك اﻟ ـ ــﻰ ان ﻣـ ــﺎت ﺳ ـ ــﻧﺔ ‪١٧٠٤‬م‪ ،‬وﺑـ ــذﻟك ﺗﺧﻠـ ــص اﻟﻣﻠ ـ ــك اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ ﻣ ـ ــن‬
‫اﻟراﺟﺑـ ـ ــوت ﻓـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ــﻧﺔ ‪١٠٩٢‬ﻫـ ـ ـ ـ‪١٦٨١/‬م‪ ،‬وﺧﺿـ ـ ــﻌت "ﻣﯾ ـ ـ ـوار" ﻟﺳـ ـ ــﻠطﺎن اﻟﻣﻐـ ـ ــول ‪،‬‬
‫واﻋطـ ـ ــﻰ زﻋـ ـ ــﯾم اﻟراﺟﺑـ ـ ــوت" ﺑﻬﻣـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ــﻧك" وﻻءﻩ اﻟﻣطﻠـ ـ ــق ﻟﻌـ ـ ــرش اﻟﻣﻐـ ـ ــول ‪ ،‬واﻏـ ـ ــدق‬
‫ﻋﻠﯾـ ــﻪ اﻟﻣﻠ ـ ــك "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" اﻟﻬ ـ ــداﯾﺎ واﻷﻋطﯾ ـ ــﺎت اﻟﻛﺑﯾـ ـ ـرة واﻟﻛﺛﯾـ ـ ـرة )ﺷ ـ ــﺎرﻣﺎ‪،‬اﻣﺑراطورﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﻐول ﻓﻲ اﻟﻬﻧد ‪/٢٩٤-٢٩٣ ،‬ﺳرﻛﺎر‪(٢٤٦ ،٣،‬‬

‫راﺑﻌﺎ‪ :‬ﺛورة طﺎﺋﻔﺔ "اﻟﺳﯾﺦ"‬

‫ﻣـ ــن اﻟﺛـ ــورات اﻟﺧطﯾ ـ ـرة اﻟﺗـ ــﻲ اﺷـ ــﺗﻌل اوارﻫـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ وﺟـ ــﻪ اﻟﻣﻠـ ــك اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ"اوراﻧﺟزﯾـ ــب"‬
‫ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﺛـ ـ ــر ﺳﯾﺎﺳـ ـ ــﺗﻪ ﻓـ ـ ــﻲ ﺗطﺑﯾـ ـ ــق ﻓـ ـ ــرض ﺿ ـ ـ ـرﯾﺑﺔ اﻟﺟزﯾـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻣ ـ ـ ـواطﻧﯾن ﻏﯾـ ـ ــر‬
‫اﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن ﻓـ ــﻲ اﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ــﺔ ‪ ،‬ﺗﻠـ ــك اﻟﺛـ ــورة اﻟﺗـ ــﻲ أﺷـ ــﻌﻠﺗﻬﺎ طﺎﺋﻔـ ــﺔ "اﻟﺳـ ــﯾﺦ" اﻟـ ــذي‬
‫ﺑـ ــﺎدروا اﻟـ ــﻰ رﻓـ ــض ﺳﯾﺎﺳـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول واﻋﻠﻧ ـ ـوا ﻋﺻـ ــﯾﺎﻧﻬم ﻋﻠﯾﻬـ ــﺎ ‪ ،‬وﯾﻧﺑﻐـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذا‬
‫اﻟﺳـ ـ ــﯾﺎق اﻟﺣـ ـ ــدﯾث ﻋـ ـ ــن ﺗـ ـ ــﺎرﯾﺦ ﺗﻠـ ـ ــك اﻟطﺎﺋﻔـ ـ ــﺔ ﺑﺷـ ـ ــﻛل ﻣﻘﺗﺿـ ـ ــب ‪ ،‬وذﻟـ ـ ــك ﻟﺗوﺿـ ـ ــﯾﺢ‬
‫ﻣﺳﺑﺑﺎت اﻟﺛورة ودواﻓﻌﻬﺎ وﻣﺳﺑﺑﺎت ﻗﻣﻌﻬﺎ وﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ ‪.‬‬

‫أﺳﺳـ ـ ــت دﯾﺎﻧـ ـ ــﺔ "اﻟﺳـ ـ ــﯾﺦ ‪ "Sikh‬ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﯾـ ـ ــد اﻟﻣﺻـ ـ ــﻠﺢ اﻟﻬﻧدوﺳـ ـ ــﻲ"ﻛـ ـ ــورو ﺑﺎﺑـ ـ ــﺎ ﻧﺎﻧـ ـ ــﺎك‬
‫‪Cunningham,History‬‬ ‫‪١٤٦٩ Guru‬م ‪١٥٣٩ -‬م" )‬ ‫‪Baba‬‬ ‫‪nanak‬‬
‫‪ ، "of‬وﻗ ــد أﻋﺗﻣ ــد ﻓ ــﻲ دﻋوﺗ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ أﺳ ــس وﻣﺑ ــﺎديء‬ ‫‪the‬‬ ‫‪Sikh,pp35-37‬‬
‫ﻛﺛﯾـ ـ ـ ـرة وﻣﺗﻧوﻋ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺻ ـ ـ ــﺎدر اﻟدﯾﻧﯾ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻣﻧﻬ ـ ـ ــﺎ ان دﯾﺎﻧﺗ ـ ـ ــﻪ اﻟﺟدﯾ ـ ـ ــدة اﻋﺗﻣ ـ ـ ــدت ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬
‫أﺻ ـ ــول وأﺳ ـ ــس اﻟ ـ ــدﯾﺎﻧﺗﯾن اﻹﺳ ـ ــﻼﻣﯾﺔ واﻟﻬﻧدوﺳ ـ ــﯾﺔ ‪ ،‬وﻗ ـ ــد ظﻬ ـ ــر ت ﻫ ـ ــذﻩ اﻟدﯾﺎﻧ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ‬
‫‪Maculiffe,The‬‬ ‫‪Sikh‬‬ ‫ﺷ ـ ــﻣﺎل اﻟﻬﻧ ـ ــد ‪ ،‬وﺗﺣدﯾ ـ ــدا ﻓ ـ ــﻲ ﻣﻘﺎطﻌ ـ ــﺔ اﻟﺑﻧﺟ ـ ــﺎب)‬
‫‪ ، (Religion,i,1‬وﻛ ـ ـ ــﺎن "ﻏ ـ ـ ــورو ﺑﺎﺑـ ـ ـ ــﺎ ﻧﺎﻧ ـ ـ ــﺎك"ﯾُﻌﻠـ ـ ـ ــن ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻣـ ـ ـ ــﻸ أﻧ ـ ـ ــﻪ اذا ﻣـ ـ ـ ــﺎ‬
‫اﻣﺗزﺟـ ـ ــت اﻟدﯾﺎﻧـ ـ ــﺔ اﻹﺳـ ـ ــﻼﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟدﯾﺎﻧـ ـ ــﺔ اﻟﻬﻧدوﺳـ ـ ــﯾﺔ ‪ ،‬ﻋـ ـ ــم اﻟـ ـ ــﺑﻼد اﻟﺧﯾـ ـ ــر واﻟﻔـ ـ ــﻼح ‪،‬‬
‫ﺣﯾ ـ ـ ـ ــث ﻧـ ـ ـ ــﺗﺞ ﻋـ ـ ـ ــن ﻫـ ـ ـ ــذا اﻹﻧـ ـ ـ ــدﻣﺎج ‪،‬ﻣـ ـ ـ ــذﻫﺑﺎ دﯾﻧﯾـ ـ ـ ــﺎ ﺟدﯾـ ـ ـ ــدا وﻫـ ـ ـ ــو دﯾﺎﻧـ ـ ـ ــﺔ"اﻟﺳـ ـ ـ ــﯾﺦ"‬
‫)‪ ، (Sarkar,iii,200‬ﺑﯾﻧﻣـ ـ ــﺎ ﺗرﻛـ ـ ــزت دﻋـ ـ ــوة ﻫـ ـ ــذا اﻟﻣﺻـ ـ ــﻠﺢ اﻟﻬﻧدوﺳـ ـ ــﻲ ﻓـ ـ ــﻲ اﻗﻠـ ـ ــﯾم‬
‫اﻟﺑﻧﺟـ ـ ـ ــﺎب ‪ ،‬وﻛـ ـ ـ ــﺎن وﻻدة ﻫـ ـ ـ ــذﻩ اﻟدﯾﺎﻧـ ـ ـ ــﺔ ﻣﺗزاﻣﻧـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ــﻊ وﻻدة إﻣﺑراطورﯾـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ـ ـ ــول‬
‫اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻬﻧد ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟزﻋﯾم اﻟﻣﻐوﻟﻲ اﻟﻛﺑﯾر "ظﻬﯾر اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد ﺑﺎﺑر"‪.‬‬

‫‪٣٢‬‬
‫اﺳـ ــﺗطﺎع "ﻧﺎﻧـ ــﺎك"ﻣـ ــن ان ﯾﺿـ ــﻊ اﻟﻘ ـ ـواﻧﯾن و اﻷﺳـ ــس واﻟﺗﻌﻠﯾﻣـ ــﺎت اﻟدﯾﻧﯾـ ــﺔ ﻟﻬـ ــذا اﻟـ ــدﯾن‬
‫اﻟﺟدﯾ ـ ــد ﻗﺑ ـ ــل ﻣﻣﺎﺗ ـ ــﻪ ﺳ ـ ــﻧﺔ ‪١٥٣٩‬م ‪ ،‬ﻓﻛ ـ ــﺎن ﺑﻣﺛﺎﺑ ـ ــﺔ اﻷب اﻟروﺣ ـ ــﻲ واﻟ ـ ــزﻋﯾم اﻟ ـ ــدﯾﻧﻲ‬
‫اﻟﻛﺑﯾ ـ ــر ﻟﺗﻠ ـ ــك اﻟطﺎﺋﻔ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﺛ ـ ــم ﺧﻠﻔ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن ﺑﻌ ـ ــدﻩ اﻟ ـ ــزﻋﯾم اﻟﺟدﯾ ـ ــد " أﻧﻛ ـ ــﺎد ‪، "Angad‬‬
‫‪١٥٥٢-١٥٣٩‬م" ‪ ،‬وﻗـ ـ ــد ﻋﺎﺻ ـ ـ ــر ﻫ ـ ـ ــذا اﻟ ـ ـ ــزﻋﯾم اﻟﻣﻠـ ـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ـ ــوﻟﻲ "ﻫﻣ ـ ـ ــﺎﯾون" ‪ ،‬ﺛ ـ ـ ــم‬
‫‪١٥٧٤-١٥٥٢ Amardas‬م"‪ ،‬ﻟﯾﺻـ ــﺑﺢ اﻷب اﻟروﺣـ ــﻲ‬ ‫ﺧﻠﻔـ ــﻪ اﻟـ ــزﻋﯾم "أﻣـ ــرداس‬
‫واﻟﻘﺳ ـ ـ ـ ـ ــﯾس اﻷﻋظ ـ ـ ـ ـ ــم ﻟﺗﻠ ـ ـ ـ ـ ــك اﻟطﺎﺋﻔ ـ ـ ـ ـ ــﺔ )‪ ، (Maculiffe,op-cit,ii,19-20‬اﻻ ان‬
‫اﻟوﻗ ــت ﻟ ــم ﯾﺳ ــﻌﻔﻪ ﻓ ــﻲ ﻟﻌ ــب دور ﻣﻬ ــم ﻓ ــﻲ رﻋﺎﯾ ــﺔ اﻟطﺎﺋﻔ ــﺔ وﻧﺷ ــر اﻓﻛﺎرﻫ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻗﻠ ــﯾم‬
‫اﻟﻬﻧ ــد ‪ ،‬ﻓﻣـ ــﺎت ﻓ ــﻲ ﻧﻔـ ــس اﻟﻌ ــﺎم اﻟـ ــذي ﺗﻘﻠ ــد ﻓﯾـ ــﻪ زﻋﺎﻣ ــﺔ اﻟطﺎﺋﻔـ ــﺔ ‪ ،‬وﺧﻠﻔ ــﻪ ﻣـ ــن ﺑﻌـ ــدﻩ‬
‫‪١٥٨١-١٥٧٤ "Ram‬م ‪ ،‬وﻗـ ـ ــد ﺗزاﻣﻧـ ـ ــت زﻋﺎﻣـ ـ ــﺔ "رام‬ ‫اﻟ ـ ــزﻋﯾم " رام داس ‪Das‬‬
‫داس" ﻟطﺎﺋﻔـ ــﺔ "اﻟﺳـ ــﯾﺦ" ﻣـ ــﻊ ﻋﺻ ـ ــر اﻟﻣﻠـ ــك اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ "ﺟ ـ ــﻼل اﻟـ ــدﯾن ﻣﺣﻣـ ــد أﻛﺑ ـ ــر" ‪،‬‬
‫اﻟـ ـ ــذي ﻗـ ـ ــدم رﻋﺎﯾـ ـ ــﺔ ﻓﺎﺋﻘـ ـ ــﺔ "ﻟﻠﺳـ ـ ــﯾﺦ" وأﺗﺑـ ـ ــﺎﻋﻬم ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ـ ــد ‪ ،‬ﺑـ ـ ــل وﺣظـ ـ ــﻲ "رام داس"‬
‫ﺑﻣﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺔ رﻓﯾﻌ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺑ ـ ـ ــﻼد اﻟﻣﻐ ـ ـ ــول ‪ ،‬واﻏ ـ ـ ــدق اﻟ ـ ـ ــﺑﻼط اﻟﻣﻐ ـ ـ ــوﻟﻲ ﻋﻠﯾ ـ ـ ــﻪ ﺑﺎﻟﻬﺑ ـ ـ ــﺎت‬
‫واﻷﻣ ـ ـ ـوال اﻟﻛﺛﯾ ـ ـ ـرة ‪ ،‬وﻣـ ـ ــﻧﺢ اﻟطﺎﺋﻔـ ـ ــﺔ ﻗطﻌـ ـ ــﺔ أرض ﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ ﻣﻘﺎطﻌـ ـ ــﺔ اﻟﺑﻧﺟـ ـ ــﺎب‬
‫وذﻟ ـ ــك ﻟﺑﻧ ـ ــﺎء ﻣﻌﺑ ـ ــد ﻟﻠطﺎﺋﻔ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﺳ ـ ــﻣﯾت ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻣﻧطﻘ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ـ "أﻣرﺗﺳ ـ ــﺎر ‪، "Amritsar‬‬
‫وذﻟك ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪١٥٧٧‬م)‪(Maculiffe,op-cit,iii,1‬‬

‫ﻟﻘ ـ ــد ﻋ ـ ــﻼ ﺷ ـ ــﺄن طﺎﺋﻔ ـ ــﺔ "اﻟﺳ ـ ــﯾﺦ" وزﻋ ـ ــﯾﻣﻬم "رام داس" ﻓ ـ ــﻲ ﻋﺻ ـ ــر اﻟﻣﻠ ـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ــوﻟﻲ‬
‫"أﻛﺑـ ــر" ‪ ،‬وراﺣـ ــت ﺗﻧﺗﺷـ ــر ﺑـ ــﯾن اﻟﻧ ـ ـﺎس ‪ ،‬واﺻـ ــﺑﺣت ﻣدﯾﻧـ ــﺔ "أﻣرﺗﺳـ ــﺎر" ﻣﺣﺟـ ــﺎ ﻟﻠﺳـ ــﯾﺦ‬
‫وﻣﻛﺎﻧـ ــﺎ ﻣﻘدﺳـ ــﺎ ﻟﻬـ ــم ‪ ،‬ﻻ ﺳـ ــﯾﻣﺎ ﺑﻌـ ــد ﺑﻧـ ــﺎء ﻣﻌﺑـ ــدﻫم اﻟﻛﺑﯾـ ــر "اﻟﻣﻌﺑـ ــد اﻟـ ــذﻫﺑﻲ" ‪ ،‬وﺑﻌـ ــد‬
‫وﻓـ ـ ـ ــﺎة "رام داس" ﺧﻠﻔ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ زﻋﺎﻣ ـ ـ ـ ــﺔ طﺎﺋﻔ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺳـ ـ ـ ــﯾﺦ اﻟ ـ ـ ـ ــزﻋﯾم "أرﺟ ـ ـ ـ ــﺎن ‪"Arjan‬‬
‫‪١٦٠٦-١٥٨١‬م ‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑ ـ ــر ﻫ ـ ــذا اﻟﻘﺎﺋ ـ ــد ﻣ ـ ــن أﻟﻣ ـ ــﻊ وأﺑ ـ ــرز اﻟزﻋﻣ ـ ــﺎء اﻟ ـ ــذﯾن ﻋ ـ ــرﻓﺗﻬم‬
‫طﺎﺋﻔ ـ ــﺔ اﻟﺳ ـ ــﯾﺦ ﻋﺑ ـ ــر ﺗﺎرﯾﺧﻬ ـ ــﺎ اﻟطوﯾ ـ ــل ‪ ،‬ﻓﻬ ـ ــو اﻟ ـ ــذي ﺳ ـ ــﺎﻫم ﻓ ـ ــﻲ ﺗﻧظ ـ ــﯾم ﻣﻌﺗﻘ ـ ــدات‬
‫اﻟﺳ ــﯾﺦ وﺗﻧظ ــﯾم ط ــﺎﺋﻔﺗﻬم ‪ ،‬اﻷﻣ ــر اﻟ ــذي أوﺻ ــل اﻟطﺎﺋﻔ ــﺔ اﻟ ــﻰ درﺟ ــﺎت ﻛﺑﯾـ ـرة وﻋﺎﻟﯾـ ــﺔ‬
‫ﻣـ ـ ــن اﻟﺗـ ـ ــﺄﺛﯾر واﻟﻘـ ـ ــوة ﻓـ ـ ــﻲ ﺑـ ـ ــﻼد اﻟﻬﻧـ ـ ــد ‪ ،‬ﻣﺳـ ـ ــﺗﻐﻼ ﺑـ ـ ــذﻟك ﺳﯾﺎﺳـ ـ ــﺔ اﺑـ ـ ــﺎطرة اﻟﻣﻐـ ـ ــول‬
‫اﻟﻣﺗﺳـ ــﺎﻣﺣﺔ ﻛﺛﯾ ـ ـرا ﻣﻌﻬـ ــم وﻣـ ــﻊ ﻏﯾـ ــرﻫم ﻣـ ــن اﻷدﯾـ ــﺎن واﻟطواﺋـ ــف اﻷﺧـ ــرى ‪ ،‬ﺧﺻوﺻـ ــﺎ‬
‫‪Najjar,Punjab‬‬ ‫‪under‬‬ ‫‪the‬‬ ‫‪great‬‬ ‫ﻋﺻــر "أﻛﺑ ــر" واﺑﻧ ــﻪ " ﺟﻬ ــﺎﻧﻛﯾر" )‬

‫‪٣٣‬‬
‫‪ ، "Mughal,p84‬وﻟـ ــم ﺗـ ــرﻛن دﻋـ ــوة طﺎﺋﻔـ ــﺔ اﻟﺳـ ــﯾﺦ اﻟـ ــﻰ ﺣﺻـ ــر ﺟﻬودﻫـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻗﻠـ ــﯾم‬
‫اﻟﺑﻧﺟ ـ ــﺎب ﻓﺣﺳ ـ ــب ‪ ،‬ﺑ ـ ــل راﺣ ـ ــت ﺗﻧﺗﺷ ـ ــر ﻓ ـ ــﻲ ﻛﺛﯾ ـ ــر ﻣ ـ ــن ﻣ ـ ــدن وﻗ ـ ــرى اﻗ ـ ــﺎﻟﯾم اﻟﻬﻧ ـ ــد‬
‫اﻟوﺳ ــطﻰ ‪ ،‬ﺣﺗـ ــﻰ ﺑﻠﻐـ ــت ﺷـ ــﺄوا ﻛﺑﯾ ـ ـرا ‪ ،‬اﻟـ ــﻰ درﺟـ ــﺔ ان ﻣﻠـ ــوك اﻟﻣﻐـ ــول وﻗـ ــﺎدﺗﻬم ﻛـ ــﺎﻧوا‬
‫ﯾﻧﺣﻧ ـ ـ ــون أﻣﺎﻣ ـ ـ ــﻪ ‪ ،‬ﻻﺳ ـ ـ ــﯾﻣﺎ اﻟﻣﻠ ـ ـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ـ ــوﻟﻲ"ﺟ ـ ـ ــﻼل اﻟ ـ ـ ــدﯾن اﻛﺑ ـ ـ ــر" ‪ ،‬اﻟ ـ ـ ــذي ﻛ ـ ـ ــﺎن‬
‫ﻟﺗﺳـ ـ ــﺎﻣﺣﻪ اﻟﻣﻔ ـ ـ ــرط ﺗﺟـ ـ ــﺎﻩ طﺎﺋﻔـ ـ ــﺔ اﻟﺳـ ـ ــﯾﺦ ﻛﺑﯾـ ـ ــر اﻷﺛـ ـ ــر ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺑﻠـ ـ ــوغ ﺗﻠ ـ ـ ـك اﻟطﺎﺋﻔـ ـ ــﺔ‬
‫وزﻋﯾﻣﻬ ـ ــﺎ ﺷ ـ ــﺄوا ﻛﺑﯾـ ـ ـرا ‪ ،‬واﻟﻣﻠ ـ ــك أﻛﺑ ـ ــر ﻟ ـ ــم ﯾﻛﺗﻔ ـ ــﻲ ﺑﻣ ـ ــﻧﺢ اﻟرﻋﺎﯾ ـ ــﺔ ﻟطﺎﺋﻔ ـ ــﺔ اﻟﺳـ ـ ــﯾﺦ‬
‫ﻓﺣﺳـ ــب ‪ ،‬ﺑـ ــل ﻣﻧﺣﻬـ ــﺎ ﻛﺎﻣـ ــل اﻟﺣرﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﻧﺷـ ــر ﻣﻌﺗﻘـ ــداﺗﻬﺎ ﻋﻠـ ــﻰ أرض اﻟﻬﻧـ ــد ﺣﺗـ ــﻰ‬
‫ﻓـ ــﻲ وﺳـ ــط اﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن ‪ ،‬وﻗـ ــد اﻋﺗـ ــرض اﻟﻌدﯾـ ــد ﻣـ ــن ﻣﺷـ ــﺎﯾﺦ وﻋﻠﻣـ ــﺎء اﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ﺗﻠـ ــك اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ــﺔ اﻟﻣﻧﺣـ ــﺎزة اﻟـ ــﻰ طﺎﺋﻔـ ــﺔ اﻟﺳـ ــﯾﺦ ‪ ،‬وﻣـ ــن اﺑـ ــرز اﻟﻌﻠﻣـ ــﺎء اﻟـ ــذﯾن‬
‫رﻓﻌـ ـ ـوا راﯾـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻌﺎرﺿ ـ ــﺔ واﻻﺣﺗﺟـ ـ ــﺎج اﻟﺷ ـ ــﯾﺦ "أﺣﻣـ ـ ــد اﻟﻔ ـ ــﺎروﻗﻲ"‪ ،‬ﺑـ ـ ــل واﻋﻠ ـ ــن ﺣرﺑـ ـ ــﻪ‬
‫ﺿد اﻟﺳﯾﺦ ﻣﺑﺎﺷرة )‪(Sharma,op-cit,p.282/Najjar,op-cit,p85‬‬

‫ﻛﺎﻧ ـ ـ ــت طﺎﺋﻔ ـ ـ ــﺔ "اﻟﺳ ـ ـ ــﯾﺦ" ﺗﻠﺗ ـ ـ ــزم اﻟﺣﯾ ـ ـ ــﺎد اﻟﺗ ـ ـ ــﺎم ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻣﻣﺎرﺳ ـ ـ ــﺔ اﻷﻧﺷ ـ ـ ــطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ـ ــﯾﺔ‬
‫واﻟﻌﺳـ ــﻛرﯾﺔ ‪ ،‬واﻗﺗﺻـ ــر ﻋﻣﻠﻬـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ ﻧﺷـ ــر اﻟﻌﻘﯾـ ــدة اﻟﺟدﯾـ ــدة ﺑـ ــﯾن اﻟﻧـ ــﺎس ‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ اﻧﻬـ ــم‬
‫اﺣﺗرﻣ ـ ـ ـوا اﻟﻘﯾـ ـ ــﺎدة اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ـ ــﺔ وﻣؤﺳﺳـ ـ ــﺎﺗﻬﺎ ﻓـ ـ ــﻲ ﻋﺻـ ـ ــر اﻟﻣﻠـ ـ ــك "اﻛﺑـ ـ ــر" ‪ ،‬وﻟﻣـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﺎت‬
‫"اﻛﺑـ ــر" اﻧﺣـ ــﺎزت طﺎﺋﻔـ ــﺔ اﻟﺳـ ــﯾﺦ اﻟـ ــﻰ اﻷﻣﯾـ ــر اﻟﺛـ ــﺎﺋر "ﺧﺳـ ــروا ﺧـ ــﺎن اﺑـ ــن اﻛﺑـ ــر" ﺿـ ــد‬
‫اﻟﻣﻠ ـ ـ ــك اﻟﺟدﯾ ـ ـ ــد "ﺟﻬـ ـ ـ ــﺎﻧﻛﯾر" ‪ ،‬ﻣ ـ ـ ــﻊ اﻧ ـ ـ ــﻪ أﺑـ ـ ـ ــدى ﺗﺳ ـ ـ ــﺎﻣﺣﺎ ﻛﺑﯾـ ـ ـ ـرا ﻟﻠطﺎﺋﻔـ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬اﻻ ان‬
‫"ﺧﺳ ــروا" ﻛ ــﺎن ﻋﻠ ــﻰ ﻣ ــﺎ ﯾﺑ ــدوا ﺑﯾﻧ ــﻪ وﺑ ــﯾن اﻟﺳ ــﯾﺦ ﻋﻼﻗ ــﺎت ﻋﻣﯾﻘ ــﺔ وﻗوﯾ ــﺔ ﻣﻣ ــﺎ دﻓﻌﻬ ــم‬
‫اﻟ ـ ــﻰ ﻣﻧﺎﺻـ ـ ـرﺗﻪ ﻟﺗـ ـ ــوﻟﻲ ﻋ ـ ــرش اﻟﻣﻐ ـ ــول ‪ ،‬وﻫـ ـ ــﻲ اﻟﻣـ ـ ـرة اﻷوﻟ ـ ــﻰ اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗﺗ ـ ــدﺧل ﻓﯾﻬـ ـ ــﺎ‬
‫طﺎﺋﻔـ ــﺔ اﻟﺳـ ــﯾﺦ ﺑﺎﻟﺷـ ــﺄن اﻟـ ــداﺧﻠﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﻲ ﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول ‪ ،‬وﻫـ ــو ﻣـ ــﺎ ﻏﯾـ ــر ﻣﺳـ ــﺎرﻫﺎ‬
‫اﻟ ــدﻋوي اﻟـ ــﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﻲ ‪ ،‬وﻗـ ــد أدت ﻫـ ــذﻩ اﻟﺧطـ ــوة اﻟﺗـ ــﻲ اﻗـ ــدﻣت ﻋﻠﯾﻬـ ــﺎ اﻟطﺎﺋﻔـ ــﺔ اﻟـ ــﻰ‬
‫دﻓ ـ ــﻊ ﺛﻣ ـ ــن ﺑ ـ ــﺎﻫض وﻛﺑﯾ ـ ــر ‪ ،‬ﺣﯾ ـ ــث ﻗﺗﻠ ـ ــت دوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐ ـ ــول زﻋ ـ ــﯾﻣﻬم " أرﻏ ـ ــﺎن ﺳ ـ ــﻧك"‬
‫ﺳ ـ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٠٦‬م)‪ ،(Majumdar,op-cit,p492‬وﺗﺳ ـ ـ ــﻠم زﻋﺎﻣ ـ ـ ــﺔ اﻟط ـ ـ ــﺎﺋف اﻟ ـ ـ ــزﻋﯾم "‬
‫ﻫﺎرﻛوﺑﻧ ـ ـ ـ ــد ‪١٦٤٥-١٦٠٦ "Hargobind‬م‪ ،‬وﻛ ـ ـ ـ ــﺎن اﻛﺛ ـ ـ ـ ــر ﺧﺑـ ـ ـ ـ ـرة وﺗﻣرﺳ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﻓﻧـ ــون اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﺔ واﻟﻘﺗـ ــﺎل ﻣـ ــن ﺳـ ــﺎﺑﻘﯾﻪ ‪ ،‬ﺑ ـ ــل دﻓﻌـ ــﻪ طﻣوﺣـ ــﻪ اﻟـ ــﻰ ﻣواﺟﻬـ ــﺎت ﻣﻔﺗوﺣ ـ ــﺔ‬
‫ﻣـ ــﻊ دوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐ ـ ــول ‪ ،‬ﺣﯾ ـ ــث اﻧﺗﻘ ـ ــل ﺑﺎﻟطﺎﺋﻔـ ــﺔ وأﺗﺑﺎﻋﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــن ﻣرﺣﻠـ ــﺔ اﻟزﻫ ـ ــد واﻟﺗﻘﺷ ـ ــف‬

‫‪٣٤‬‬
‫اﻟ ـ ــﻰ ﻣرﺣﻠ ـ ــﺔ اﻟﻌﻣ ـ ــل اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ــﻲ واﻟﺗ ـ ــدرﯾب اﻟﻌﺳ ـ ــﻛري ‪ ،‬اﻻ ان ﻣﺣﺎوﻻﺗ ـ ــﻪ ﺗﻠ ـ ــك ﺷ ـ ــﻛﻠت‬
‫ﺧطـ ـ ـ ـرا واﺿـ ـ ـ ــﺣﺎ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺷـ ـ ـ ــرﻋﯾﺔ اﻟدوﻟ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬اﻷﻣ ـ ـ ــر اﻟـ ـ ـ ــذي دﻓ ـ ـ ــﻊ ﺑﺎﻟﻣﻠـ ـ ـ ــك‬
‫"ﺟﻬـ ــﺎﻧﻛﯾر " اﻟـ ــﻰ ﻣطﺎردﺗـ ــﻪ وﻣﻼﺣﻘﺗـ ــﻪ اﻟـ ــﻰ ان ﻗـ ــﺑض ﻋﻠﯾـ ــﻪ وأودﻋـ ــﻪ اﻟﺳـ ــﺟن ﺑﺿـ ــﻊ‬
‫ﺳ ــﻧﯾن ‪ ،‬وﺣﯾﻧﻣ ــﺎ ﺗـ ــوﻟﻰ اﻟﻣﻠ ــك "ﺷ ــﺎﻫﺟﻬﺎن" ﻋـ ــرش اﻟﻬﻧ ــد ‪ ،‬أطﻠ ــق ﺳ ـ ـراﺣﻪ وﻋﻔ ــﺎ ﻋﻧـ ــﻪ‬
‫‪ ،‬وﻟ ـ ــم ﯾﻛـ ـ ــن ﻟﻬـ ـ ــذا اﻟﻌﻔ ـ ـ ـوا ﻛﺑﯾـ ـ ــر أﺛـ ـ ــر ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻧﻔـ ـ ــس اﻟـ ـ ــزﻋﯾم "ﻫﺎرﻛوﺑﻧـ ـ ــد" ﺗﺟـ ـ ــﺎﻩ ﻣـ ـ ــﻧﺢ‬
‫اﻟطﺎﻋـ ــﺔ واﻟـ ــوﻻء ﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول ‪ ،‬ﺑ ـ ـل ﺑﺎﺷـ ــر ﺗﻣـ ــردﻩ وﺛورﺗـ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣﻐـ ــول ‪ ،‬وﻛﺎﻧـ ــت‬
‫اول ﻣواﺟﻬـ ـ ــﺔ ﻋﺳـ ـ ــﻛرﯾﺔ ﻓـ ـ ــﻲ ﻣوﻗﻌـ ـ ــﺔ " ﺳـ ـ ــﺎﻣﻛرام ‪ "Samgram‬اﻟﻘرﯾﺑـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــن ﻣدﯾﻧـ ـ ــﺔ‬
‫"أﻣرﺗﺳـ ــﺎر" ﻓـ ــﻲ ﺳـ ــﻧﺔ ‪ ، ١٦٤٥‬واﻟﺗـ ــﻲ اﻧـ ــزل ﺑﻬـ ــﺎ ﻫ ـ ـزاﺋم ﻛﺑﯾ ـ ـرة ﻓـ ــﻲ ﺻـ ــﻔوف اﻟﻘ ـ ـوات‬
‫اﻟﻣﻐوﻟﯾ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬اﺳﺗﺷ ـ ـ ــﻌرت دوﻟ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐ ـ ـ ــول ﻣﺧ ـ ـ ــﺎطرﻫم ‪ ،‬وﺗﺟﻬ ـ ـ ــزت ﻟﻠﺣ ـ ـ ــد ﻣ ـ ـ ــن ﺗﻠ ـ ـ ــك‬
‫اﻟﻣﺧـ ــﺎطر ‪ ،‬وراﺣ ـ ــت ﺗطـ ــﺎردﻫم وﺗﻼﺣﻘﻬ ـ ــم اﻟـ ــﻰ ان اﻋﺗﺻ ـ ــﻣوا ﻓـ ــﻲ ﺟﺑ ـ ــﺎل "ﻛﺷ ـ ــﻣﯾر "‬
‫اﻟﻣرﺗﻔﻌـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﺣﺗـ ـ ــﻰ ﻟﻘ ـ ـ ــﻲ زﻋـ ـ ــﯾﻣﻬم "ﻫﺎرﻛوﺑﻧ ـ ـ ــد" ﺣﺗﻔـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻛﺷـ ـ ــﻣﯾر ﺳ ـ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٤٥‬م‬
‫"‬ ‫)‪ ، (Najjar,op-cit,p.89‬وﺧﻠﻔـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــن ﺑﻌـ ـ ــدﻩ وﻟـ ـ ــدﻩ" ﻫـ ـ ــﺎر راي‪Har-Ray‬‬
‫‪١٦٦١-١٦٤٤‬م‪ ،‬ﻟﯾﻛ ـ ـ ــون ﺳـ ـ ــﺎﺑﻊ اﻵﺑـ ـ ــﺎء اﻟـ ـ ــروﺣﯾﯾن ﻟطﺎﺋﻔـ ـ ــﺔ اﻟﺳـ ـ ــﯾﺦ ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ـ ــد ‪،‬‬
‫وﻗ ــد ﺣظ ــﻲ ﻫ ــذا اﻟ ــزﻋﯾم ﺑ ــﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣ ــن اﻟﺗﻘ ــدﯾر واﻻﺣﺗـ ـرام ﻋﻠ ــﻰ ﯾ ــد اﻟﻣﻐ ــول ‪ ،‬ﻻ ﺳ ــﯾﻣﺎ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ ﯾـ ــد اﻷﻣﯾـ ــر اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ "دارا ﺷـ ــﯾﻛوﻩ ﺑـ ــن ﺷـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن" ‪ ،‬ﺣﯾـ ــث ﻛـ ــﺎن ﯾﺗـ ــردد ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫‪Maculiffe,op-cit,iv,203‬‬ ‫ﻫـ ــذا اﻷﻣﯾـ ــر ﻛﺛﯾ ـ ـرا وﯾﺟﻠـ ــب ﻟـ ــﻪ اﻟﻬـ ــداﯾﺎ اﻟﻛﺛﯾ ـ ـرة )‬
‫‪(M.Gregore,The History of the Sikh,ii,20-21/‬‬

‫وﻟﻣـ ــﺎ ﺗﻘﻠـ ــد اﻟﻣﻠـ ــك "ﻣﺣـ ــﻲ اﻟـ ــدﯾن ﻣﺣﻣـ ــد اوراﻧﺟز ﯾـ ــب" ﻋـ ــرش دوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول ﻓـ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ــد‬
‫‪ ،‬وﻫـ ــو اﻟـ ــذي ﻗـ ــﺎد ﺣرﺑـ ــﺎ واﺳـ ــﻌﺔ وﻛﺑﯾ ـ ـرة ﻣـ ــﻊ ﺷـ ــﻘﯾﻘﻪ "دارا ﺷـ ــﯾﻛو" اﻟـ ــذي ﻗﻠـ ــدﻩ واﻟـ ــدﻩ‬
‫ﻋ ـ ــرش اﻟﻣﻐ ـ ــول ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ــد ‪ ،‬واﻟ ـ ــذي اﺣ ـ ــﺗﻔظ ﺑﻌﻼﻗ ـ ــﺎت ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ وﻫﺎﻣ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻊ زﻋ ـ ــﯾم‬
‫اﻟﻣﻐـ ــول "ﻫـ ــﺎر راي" اﻟـ ــذي أﻋﻠـ ــن ﺗﺄﯾﯾـ ــدﻩ اﻟﻣطﻠـ ــق ﻟﻣﻠـ ــك اﻟﻣﻐـ ــول "دارا ﺷـ ــﯾﻛوﻩ" ‪ ،‬ﻛـ ــﺎن‬
‫ﻟﻌﻼﻗ ــﺎت "دارا ﺷ ــﯾﻛوﻩ " ﻣ ــﻊ اﻟﺳ ــﯾﺦ اﻟ ــذﯾن اﯾ ــدوﻩ ﺿ ــد ﺷ ــﻘﯾﻘﻪ ‪ ،‬ﺳ ــﺑﺑﺎ ﺟوﻫرﯾ ــﺎ ﻛﺎﻓﯾ ــﺎ‬
‫ﻟـ ـ ــﯾﻌﻠن "اوراﻧﺟزﯾـ ـ ــب " ﺣرﺑـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗﻠـ ـ ــك اﻟطﺎﺋﻔـ ـ ــﺔ وﯾﺿـ ـ ــﻊ ﻟﻬـ ـ ــﺎ ﺣـ ـ ــدا ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ـ ــد ‪،‬‬
‫ﻓﺣﯾﻧﻣ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــرغ ﻣـ ـ ــن اﻻﺳ ـ ــﺗﯾﻼء ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻋـ ـ ــرش اﻟﻬﻧـ ـ ــد واﻟ ـ ــﺗﺧﻠص ﻣـ ـ ــن ﺷـ ـ ــﻘﯾﻘﻪ ‪ ،‬ﺣﺗـ ـ ــﻰ‬
‫ارﺳ ـ ــل ﺑطﻠ ـ ــب زﻋ ـ ــﯾم طﺎﺋﻔ ـ ــﺔ اﻟﺳ ـ ــﯾﺦ" ﻫ ـ ــﺎر راي" ﯾﺳ ـ ــﺗدﻋﯾﻪ اﻟ ـ ــﻰ ﺑ ـ ــﻼط اﻟﻣﻐ ـ ــول ﻓ ـ ــﻲ‬

‫‪٣٥‬‬
‫دﻟﻬ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺗ ـ ـ ـ ــﻪ ‪ ،‬ﻓﻣـ ـ ـ ـ ـ ﺎ ﻛ ـ ـ ـ ــﺎن ﻣ ـ ـ ـ ــن زﻋ ـ ـ ـ ــﯾم اﻟﺳ ـ ـ ـ ــﯾﺦ اﻻ رﻓ ـ ـ ـ ــض دﻋ ـ ـ ـ ــوة ﻣﻠ ـ ـ ـ ــك‬
‫اﻟﻣﻐـ ــول"اوراﻧﺟزﯾـ ــب" ‪ ،‬ﺑـ ــل ارﺳـ ــل ﻣﻛﺎﻧـ ــﻪ وﻟـ ــدﻩ ‪ ،‬وﺣـ ــﺎول وﻟـ ــدﻩ اﺳـ ــﺗدرار ﻋطـ ــف وود‬
‫ﻣﻠـ ــك اﻟﻣﻐـ ــول ﻟﯾﻣـ ــﻧﺢ اﻷذن ﻓـ ــﻲ اﺳـ ــﺗﺧﻼف واﻟـ ــدﻩ زﻋﯾﻣـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ طﺎﺋﻔـ ــﺔ اﻟﺳـ ــﯾﺦ ‪ ،‬اﻻ‬
‫‪Khazan‬‬ ‫‪Singh,History‬‬ ‫‪and‬‬ ‫ان "اوراﻧﺟزﯾ ــب" رﻓ ــض ذﻟ ــك اﻟﻌ ــرض )‬
‫‪ ، (philosophy of the Sikhs,i,139‬وﯾﺑــدو ان اﻟﻘــدر ﻋﺟــل ﺑﻣــوت "ﻫــﺎر‬
‫‪Guru‬‬ ‫‪Hari‬‬ ‫راي " ووﻟــدﻩ ‪ ،‬ﻟــﯾﺧﻠﻔﻬم ﻋﻠــﻰ زﻋﺎﻣــﺔ اﻟطﺎﺋﻔــﺔ "ﻛــورو ﻫــﺎر ﻛﯾﺷــﺎن‬
‫‪-١٦٦١ "Kishan‬م‪ ١٦٦٤-‬م ‪ ،‬وطﻠـ ـ ــب اﻵﺧـ ـ ــر ﻟﻠﻣﻘـ ـ ــول اﻣـ ـ ــﺎم اﻣﺑرطـ ـ ــور اﻟﻣﻐـ ـ ــول‬
‫ﻓ ـ ــﻲ دﻟﻬ ـ ــﻲ ‪ ،‬اﻻ اﻧـ ـ ــﻪ ﺗ ـ ــوﻓﻲ ﻗﺑـ ـ ــل اﻟﻣﺛ ـ ــول اﻣـ ـ ــﺎم زﻋ ـ ــﯾم اﻟﻣﻐـ ـ ــول ‪ ،‬وﻋﻘ ـ ــب وﻓﺎﺗـ ـ ــﻪ ‪،‬‬
‫اﺿـ ــطرﺑت اﺣ ـ ـوال اﻟطﺎﺋﻔـ ــﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﺗـ ــت ﻣﻬـ ــددة ﺑﺎﻻﻧﻘﺳـ ــﺎﻣﺎت اﻟداﺧﻠﯾـ ــﺔ اﻟـ ــﻰ ان ﻗ ـ ــﯾض‬
‫‪١٦٧٥-١٦٦٤ "Tegh‬م‪،‬‬ ‫ﻟﻬ ـ ــﺎ زﻋﯾﻣ ـ ــﺎ ﺟدﯾ ـ ــدا وﻫ ـ ــو "ﺗﯾ ـ ــك ﺑﻬ ـ ــﺎدر ‪Bahadar‬‬
‫ﺣﯾـ ــث ﻧﺟـ ــﺢ ﻓـ ــﻲ ﻟﻣﻠﻣـ ــﺔ اﻟطﺎﺋﻔـ ــﺔ وﺗوﺣﯾـ ــدﻫﺎ ﻣـ ــن ﺟدﯾـ ــد ‪ ،‬وأﺿـ ــﺣت ﻗوﯾـ ــﺔ اﻟـ ــﻰ درﺟـ ــﺔ‬
‫ان زﻋﯾﻣﻬـ ــﺎ أﻋﻠـ ــن وﺑﻛـ ــل ﺷـ ــﺟﺎﻋﺔ ﻣﻧﺎوءﺗـ ــﻪ ﻟﻌـ ــرش اﻟﻣﻐـ ــول ‪ ،‬دون أدﻧـ ــﻰ وﺟـ ــل ﻣـ ــن‬
‫اﻟﻧﺗـ ــﺎﺋﺞ اﻟﺗـ ــﻲ ﺳـ ــﯾﺗﻣﺧض ﻋﻧﻬـ ــﺎ ﻫـ ــذا اﻟﻣوﻗـ ــف ‪ ،‬وﺣﯾﻧﻣـ ــﺎ اﺳﺗﺷـ ــﻌرت اﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ــﺔ‬
‫ﺧطـ ــر اﻟﺳـ ــﯾﺦ ‪ ،‬ارﺳـ ــل "اوراﻧﺟزﯾـ ــب" ﻓـ ــﻲ طﻠـ ــب زﻋـ ــﯾﻣﻬم ﻟﻠﻣﺛـ ــول اﻣﺎﻣـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﻣدﯾﻧـ ــﺔ‬
‫دﻟﻬـ ــﻲ ‪ ،‬وﻧـ ــزل ﻋﻧـ ــد رﻏﺑـ ــﺔ اﻟﻣﻠـ ــك اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ ‪ ،‬وﺗﺣـ ــرك ﻟﻣﻼﻗﺎﺗـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ دﻟﻬـ ــﻲ ‪ ،‬واﺛﻧـ ــﺎء‬
‫ﻣﺳـ ــﯾرة وﻗـ ــﻊ ﻓـ ــﻲ ﻗﺑﺿـ ــﺔ ﺑﻌـ ــض اﻟﺟﻧـ ــود اﻟﻣﻐـ ــول وﺣﻣﻠـ ــوﻩ اﻟـ ــﻰ "اوراﻧﺟزﯾـ ــب" ‪ ،‬وﻟﻣـ ــﺎ‬
‫دﺧ ـ ــل ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ طﻠ ـ ــب ﻣﻧ ـ ــﻪ اﻋﺗﻧ ـ ــﺎق اﻹﺳ ـ ــﻼم ‪ ،‬اﻻ اﻧ ـ ــﻪ رﻓ ـ ــض رﻓﺿ ـ ــﺎ ﻗﺎطﻌ ـ ــﺎ ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺄﻣر‬
‫"اوراﻧﺟزﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب" ﺑﺎﻋﺗﻘﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ‪ ،‬وﺣﺑﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺧﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ أﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ‪ ،‬ﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم أﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﺑﻘﺗﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﺷﻧﻘﺎ)‪(Sharma,op-cit,405/Sarkar,iii,207‬‬

‫ﻛـ ــﺎن ﻟﺷـ ــﻧق زﻋـ ــﯾم طﺎﺋﻔـ ــﺔ اﻟﺳـ ــﯾﺦ " ﺗﯾـ ــك ﺑﻬـ ــﺎدر" أﺛ ـ ـرا ﺳـ ــﻠﺑﯾﺎ ﻋﻠـ ــﻰ ﻋﻼﻗـ ــﺎت اﻟﻣﻐـ ــول‬
‫ﺑطﺎﺋﻔـ ــﺔ اﻟﺳـ ــﯾﺦ ‪ ،‬و أﺛـ ــﺎرت ﻓـ ــﻲ ﻧﻔـ ــوس اﺗﺑـ ــﺎع اﻟطﺎﺋﻔـ ــﺔ روح اﻟﻧﻘﻣـ ــﺔ واﻟﺑﻐﺿـ ــﺎء ﺗﺟـ ــﺎﻩ‬
‫اﻟﻣﻐ ـ ــول ‪ ،‬وأﺷ ـ ــﻌﻠت روح اﻟﺣ ـ ــرب ﺑ ـ ــﯾن اﻟﻣﺳ ـ ــﻠﻣﯾن وطﺎﺋﻔ ـ ــﺔ اﻟﺳ ـ ــﯾﺦ ‪ ،‬ﺑ ـ ــل وﺗﻌﺎطﻔ ـ ــت‬
‫طﺎﺋﻔ ـ ــﺔ اﻟﻬﻧ ـ ــدوس ﻣﻌﻬ ـ ــم ﻟﻸﺧ ـ ــذ ﺑﺛ ـ ــﺎراﺗﻬم ﻣ ـ ــن ﻣﻠ ـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ــول "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" ‪ ،‬ﻓﺑﻌـ ـ ــد‬
‫‪"Gobind‬‬ ‫اﻋداﻣـ ـ ــﻪ ﺷـ ـ ــﻧﻘﺎ ‪ ،‬ﺗـ ـ ــوﻟﻰ زﻋﺎﻣـ ـ ــﺔ اﻟطﺎﺋﻔـ ـ ــﺔ " ﻛوﺑﻧـ ـ ــد ﺳـ ـ ــﻧك ‪Singh‬‬
‫‪١٧٠٨-١٦٧٥‬م ‪ ،‬ﺣﯾـ ـ ــث ﺗﻣﻛ ـ ـ ــن ﻣ ـ ـ ــن ﺗرﺗﯾ ـ ـ ــب اﻟﺻ ـ ـ ــف اﻟ ـ ـ ــداﺧﻠﻲ ‪ ،‬وﻗ ـ ـ ــﺎم ﺑﺗﺳ ـ ـ ــﻠﯾﺢ‬

‫‪٣٦‬‬
‫اﺗﺑﺎﻋـ ــﻪ واﻋـ ــدادﻫم اﻋـ ــدادا ﺣرﺑﯾـ ــﺎ ﻗوﯾـ ــﺎ ‪ ،‬ﻟﻠوﻗـ ــوف ﻓـ ــﻲ وﺟـ ــﻪ اﻟﻣـ ــﺎرد اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ اﻟـ ــذي‬
‫ﯾﺗﻬ ـ ــدد وﺟ ـ ــودﻫم وﺣﯾ ـ ــﺎﺗﻬم وﻣﺳ ـ ــﺗﻘﺑل ﻋﻘﯾ ـ ــدﺗﻬم ‪ ،‬وﺟﻌﻠﺗ ـ ــﻪ ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺗﻪ اﻟﻣﺗﺻ ـ ــﻠﺑﺔ ﺗﺟ ـ ــﺎﻩ‬
‫اﻟﻣﻐـ ـ ــول ﻣـ ـ ــن اﻗـ ـ ــوى زﻋﻣـ ـ ــﺎء اﻟطﺎﺋﻔـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ ﺗﺎرﯾﺧﻬـ ـ ــﺎ ‪ ،‬وﺣﯾﻧﻣـ ـ ــﺎ ﻏـ ـ ــﺎدر "اوراﻧﺟزﯾـ ـ ــب"‬
‫ﻧﺣ ـ ــو اﻟﺟﻧ ـ ــوب اﻟﻬﻧ ـ ــدي ‪ ،‬ﻗﺎﻣ ـ ــت اﻟﻘـ ـ ـوات اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ـ ـﺔ ﺑﺟﻣ ـ ــﻊ اﻟﺿـ ـ ـراﺋب ﻣ ـ ــن اﻟﺑﻧﺟ ـ ــﺎب‬
‫واﻟﻣﻧـ ــﺎطق اﻟﺷـ ــﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬اﻣﺗﻧـ ــﻊ اﻷﻫـ ــﺎﻟﻲ ﻋـ ــن دﻓـ ــﻊ ﺗﻠـ ــك اﻷﻣ ـ ـوال ﻟﺧزﯾﻧـ ــﺔ اﻟدوﻟـ ــﺔ ‪ ،‬ﺑـ ــل‬
‫وﻗـ ـ ــﺎﻣوا ﺑﺗﺻ ـ ــﻔﯾﺔ اﻟﻘ ـ ـ ـوات اﻟﻣراﻓﻘـ ـ ــﺔ ﻟﺟـ ـ ــﺎﻣﻌﻲ اﻟﺿ ـ ـ ـراﺋب ‪ ،‬اﻷﻣـ ـ ــر اﻟـ ـ ــذي دف ﺑﻣﻠـ ـ ــك‬
‫اﻟﻣﻐـ ــول اﻟـ ــﻰ ﺗﺣرﯾـ ــك ﺟﯾﺷـ ــﻪ ﻟﻠﻘﺿـ ــﺎء ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﻣـ ــر اﻟﺳـ ــﯾﺦ واﻟﻘﺑﺎﺋـ ــل اﻟﻣﺳـ ــﺎﻧدة ﻟﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻗﻠ ـ ـ ــﯾم اﻟﺑﻧﺟ ـ ـ ــﺎب ‪ ،‬وﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ــر ﻏم ﻣ ـ ـ ــن اﺳﺗﺑﺳ ـ ـ ــﺎل زﻋ ـ ـ ــﯾم اﻟﺳ ـ ـ ــﯾﺦ ‪ ،‬اﻻ اﻧ ـ ـ ــﻪ ﺧﺳ ـ ـ ــر‬
‫اﻟﻣﻌرﻛـ ــﺔ اﻣـ ــﺎم اﻟﻣﻐـ ــول وﺑـ ــﺎت طرﯾـ ــدا ﻫﺎﺋﻣـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ ﻧﻔﺳـ ــﻪ اﻟـ ــﻰ ان ﻣـ ــﺎت "اوراﻧﺟزﯾـ ــب‬
‫" ﺳﻧﺔ ‪١٧٠٧‬م )‪(Maculiffe,op-cit,v,304‬‬

‫ﺳﯾﺎﺳﺔ "اوراﻧﺟزﯾب" ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺟﻧوب اﻟﻬﻧدي "اﻟدﻛن"‬

‫اوﻻ ‪ :‬ﻓﺗﺢ "ﺑﯾﺟﺎﺑور"‬

‫ﻟﻣ ــﺎ ﻓـ ــرغ "اوراﻧﺟزﯾـ ــب"ﻣـ ــن اﺳـ ــﺗﺗﺑﺎب اﻷﻣـ ــن واﻻﺳـ ــﺗﻘر ار ﻓـ ــﻲ رﺑـ ــوع اﻷﻗـ ــﺎﻟﯾم اﻟﺷـ ــﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫واﻟوﺳـ ـ ــطﻰ ﻟﻠﻬﻧـ ـ ــد ‪ ،‬ووﺿـ ـ ــﻊ ﺣـ ـ ــدا ﻟﺛـ ـ ــورات اﻟﻘﺑﺎﺋـ ـ ــل اﻟراﺟﺑوﺗﯾـ ـ ــﺔ واﻟﺳـ ـ ــﺗﻧﺎﻣﯾﺔ وطﺎﺋﻔـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺳ ــﯾﺦ ‪ ،‬وﺟ ــﻪ اﻧظ ــﺎرﻩ وﺗطﻼﻋـ ــﻪ اﻟ ــﻰ ﺟﻧ ــوب اﻟﻬﻧ ــد ‪ ،‬وﺗﺣدﯾـ ــدا اﻟ ــﻰ ﻣﻘﺎطﻌـ ـﺔ اﻟـ ــدﻛن‬
‫‪ ،‬وﻗـ ــد ﺳـ ــﺑق ﻟـ ـ ـ"اوراﻧﺟزﯾـ ــب" ان ﺣﻛـ ــم وﻻﯾـ ــﺔ اﻟـ ــدﻛن ﯾـ ــوم ﻛـ ــﺎن اﻣﯾ ـ ـرا ﻓـ ــﻲ ﻋﻬـ ــد واﻟـ ــدﻩ‬
‫"ﺷ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن"‪ ،‬وﺧﺑ ـ ـ ـ ـ ــر ار ﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ وﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻛﺎﻧﻬﺎ ‪ ،‬وﺗﻣ ـ ـ ـ ـ ــرس ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻹدارة اﻟﺣرﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ــﯾﺔ واﻹدارﯾ ـ ــﺔ ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ ‪ ،‬ﻛﻣ ـ ــﺎ ﻟﻌـ ـ ــب اﻟﻣﻠ ـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ــوﻟﻲ أﺑ ـ ــرز اﻷدوار اﻟﻌﺳـ ـ ــﻛرﯾﺔ‬
‫ﺣﯾﻧﻣ ـ ــﺎ واﺟ ـ ــﻪ ﻋﺻ ـ ــﯾﺎن اﻟﺷ ـ ــﯾﻌﺔ وﺛ ـ ــورﺗﻬم ﺿ ـ ــد دوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐ ـ ــول ‪ ،‬ﻻ ﺳ ـ ــﯾﻣﺎ ﻣﻣﻠﻛﺗ ـ ــﻲ‬
‫"ﺑﯾﺟـ ـ ـ ــﺎﺑور" و"ﻛوﻟﻛﻧـ ـ ـ ــدﻩ" ‪ ،‬اﻟﺗـ ـ ـ ــﻲ أظﻬـ ـ ـ ــرت ﻋـ ـ ـ ــداءﻫﺎ وﻗﻠـ ـ ـ ــﺔ أدﺑﻬـ ـ ـ ــﺎ ﺗﺟـ ـ ـ ــﺎﻩ اﻟﺧﻠﻔـ ـ ـ ــﺎء‬
‫اﻟراﺷـ ــدﯾن رﺿـ ــﻲ اﷲ ﻋـ ــﻧﻬم ‪ ،‬ودﻋـ ــوﺗﻬم ﻟ ـ ـ ـ"ﺷـ ــﺎﻩ ﻋﺑـ ــﺎس اﻟﺻـ ــﻔوي" ﻣـ ــن ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﻧـ ــﺎﺑر‬
‫اﻟﻣﺳ ـ ــﺎﺟد ‪ ،‬دون وﺿ ـ ــﻊ اﻋﺗﺑ ـ ــﺎر ﻟﺣﻛ ـ ــم اﻟﻣﻐ ـ ــول اﻟﺳ ـ ــﻧﻲ ﻓ ـ ــﻲ ارض اﻟﻬﻧ ـ ــد ‪ ،‬وﻧﺟ ـ ــﺢ‬
‫ﻓـ ـ ــﻲ ﻗﻣـ ـ ــﻊ ﺗﻠـ ـ ــك اﻟﺛـ ـ ــورة وﺗﺄدﯾـ ـ ــب اﻟﺷـ ـ ــﯾﻌﺔ ﻓـ ـ ــﻲ "ﺑﯾﺟـ ـ ــﺎﺑور" و"ﻛوﻟﻛﻧـ ـ ــدﻩ" ‪ ،‬وﻟﻣـ ـ ــﺎ وﻟـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻘﺎﺋ ــد"ﺟ ــﺎي ﺳ ــﻧك " وﻻﯾ ــﺔ اﻟ ــدﻛن ﺑ ــﺄﻣر ﻣ ــن "اوراﻧﺟزﯾ ــب" ﺧ ــﺎض ﻫ ــو اﻵﺧ ــر ﺣروﺑ ــﺎ‬
‫ﺿـ ـ ــد اﻟﻣـ ـ ــر دة واﻟﻌﺻـ ـ ــﺎة ﻣـ ـ ــن اﻟﺷ ـ ـ ــﯾﻌﺔ وﻗﺑﺎﺋـ ـ ــل "اﻟﻣرﻫﺗـ ـ ــﺎ" اﻟﻬﻧدوﺳـ ـ ــﯾﺔ ‪ ،‬وﺑﻘـ ـ ــﻲ ﻓ ـ ـ ــﻲ‬

‫‪٣٧‬‬
‫ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﺑﻬم اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ان أﺑرﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻬم اﺗﻔﺎﻗﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺣﺔ ﺗﻠﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزم ﺑﻣوﺟﺑﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫"ﺑﯾﺟـ ـ ــﺎﺑور"و"ﻛوﻟﻛﻧـ ـ ــدﻩ" اﻟﺷـ ـ ــﯾﻌﯾﺗﯾن ﺑﻌـ ـ ــدم ﺷـ ـ ــﺗم وﺳـ ـ ــب اﻟﺧﻠﻔـ ـ ــﺎء اﻟراﺷـ ـ ــدﯾن ‪ ،‬واﻟﻐـ ـ ــﺎء‬
‫ﻗ ـ ـ ـراءة اﻟﺧطﺑـ ـ ــﺔ ﺑﺎﺳـ ـ ــم ﻣﻠـ ـ ــك ﻓـ ـ ــﺎرس"ﻋﺑـ ـ ــﺎس ﺷـ ـ ــﺎﻩ اﻟﺻـ ـ ــﻔوي" ‪ ،‬اﻻ ان اﻟﺷـ ـ ــﯾﻌﺔ ﻟـ ـ ــم‬
‫ﯾﺣﺗرﻣ ـ ـ ـوا ﺗﻠـ ـ ــك اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ورﺟﻌ ـ ـ ـوا ﺳـ ـ ــﯾرﺗﻬم اﻟﺳـ ـ ــﯾﺋﺔ اﻟﻣﻌﻬـ ـ ــودة ﻓـ ـ ــﻲ ﺷـ ـ ــﺗم اﻟﺧﻠﻔـ ـ ــﺎء‬
‫اﻟراﺷ ـ ــدﯾن ‪ ،‬ﺑ ـ ــل وﺣرﻛـ ـ ـوا ﻗـ ـ ـواﺗﻬم وواﺟﻬـ ـ ـوا اﻟدوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾ ـ ــﺔ وأوﻗﻌـ ـ ـوا ﻓ ـ ــﻲ ﺻـ ـ ــﻔوف‬
‫اﻟﻣﻐول ﻫزاﺋم ﻣﺗﻛررة )‪(Ellphinstone,op-cit,630‬‬

‫اﺳـ ــﺗﺄﻧﻔت اﻟﺷـ ــﯾﻌﺔ ﻓـ ــﻲ ﺟﻧـ ــوب اﻟﻌﻬﻧـ ــد أﻧﺷـ ــطﺗﻬﺎ ﺿـ ــد دوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول ‪ ،‬وراﺣـ ــت ﺗﻌﻠـ ــن‬
‫ﻣـ ـ ـرة أﺧ ـ ــرى ﺳ ـ ــب وﺷ ـ ــﺗم اﻟﺧﻠﻔ ـ ــﺎء اﻟراﺷ ـ ــدﯾن ﻣ ـ ــن ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻣﻧ ـ ــﺎﺑر ‪ ،‬وﻟ ـ ــم ﯾ ـ ــرق ﻫ ـ ــذا‬
‫اﻟﻣوﻗ ــف ﻟدوﻟ ــﺔ اﻟﻣﻐ ــول اﻟﺗ ــﻲ ﺗرﻓ ــﻊ راﯾ ــﺔ اﻟﺳ ــﻧﺔ ﻓ ــﻲ ﺟﻧ ــوب آﺳ ــﯾﺎ ‪ ،‬ﺑ ــل وﺟ ــدت ﻓﯾ ــﻪ‬
‫ﻋ ـ ــدواﻧﺎ ﺻ ـ ــﺎرﺧﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻹﺳ ـ ــﻼم واﻟﻣﺳ ـ ــﻠﻣﯾن وﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋ ـ ــرش اﻟﻣﻐ ـ ــول ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ــد ‪ ،‬ﻻ‬
‫ﺳـ ــﯾﻣﺎ ﺣﯾﻧﻣـ ــﺎ أﻋﻠـ ــن زﻋـ ــﯾم "ﺑﯾﺟـ ــﺎﺑور" اﻟﺷـ ــﯾﻌﻲ" ﻣﺣﻣـ ــد ﻋـ ــﺎدل ﺷـ ــﺎﻩ" اﻟﻣواﺟـ ــﻪ اﻟﻌﻠﻧﯾـ ــﺔ‬
‫واﻟﺻـ ـ ـرﯾﺣﺔ ﺗﺟ ـ ــﺎﻩ اﻟﻌ ـ ــرش اﻟﻣﻐ ـ ــوﻟﻲ‪ ،‬ﺣﯾ ـ ــث راح ﯾﺗوﺳ ـ ــﻊ ﻓ ـ ــﻲ دوﻟﺗ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﺳ ـ ــﺎب‬
‫اﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ اﻣﺗﻧ ـ ــﻊ ﻋ ـ ــن اﻋطـ ــﺎء اﻟدوﻟ ـ ــﺔ ﺿـ ـ ـرﯾﺑﺔ اﻟﺧ ـ ـراج ‪ ،‬وﺿ ـ ــم اﻟﯾ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﻌدﯾ ـ ــد ﻣ ـ ــن اﻟﻣﻧـ ـ ــﺎطق اﻟﺗ ـ ــﻲ ﻛﺎﻧـ ـ ــت ﺗﺧﺿ ـ ــﻊ ﻟﺳ ـ ــﻠطﺎن اﻟﻣﻐـ ـ ــول وﺳ ـ ــﯾﺎدﺗﻬم ‪ ،‬ﺣﯾـ ـ ــث‬
‫اﻣﺗـ ــدت ﺣـ ــدود اﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﺷـ ــﯾﻌﯾﺔ ﻣـ ــن ﺑﺣـ ــر اﻟﻌـ ــرب ﻏرﺑـ ــﺎ اﻟـ ــﻰ ﺧﻠـ ــﯾﺞ اﻟﺑﻧﻐـ ــﺎل ﺷـ ــرﻗﺎ ‪،‬‬
‫وﺑﻠﻐ ــت ﺣﺎﺻ ــﻠﺔ اﻟﻣـ ـوارد ﻓ ــﻲ ﻋﻬ ــد"ﻣﺣﻣ ــد ﻋ ــﺎدل ﺷ ــﺎﻩ" ﻣ ــﺎ ﯾزﯾ ــد ﻋﻠ ــﻰ ﺳ ــﺑﻌﺔ ﻛ ــرورات‬
‫)‪ (Crors‬ﻣـ ـ ـ ــن اﻟروﺑﯾـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻬﻧدﯾـ ـ ـ ــﺔ )‪٧٠‬ﻣﻠﯾـ ـ ـ ــون روﺑﯾـ ـ ـ ــﺔ( ‪ ،‬وﺑﻠـ ـ ـ ــﻎ ﻋدﯾـ ـ ـ ــد ﻗـ ـ ـ ـ ـواﺗﻬم‬
‫اﻟﻣﺳـ ـ ـ ــﻠﺣﺔ ﺣ ـ ـ ـ ـواﻟﻲ ‪ ٢٥٠،٠٠٠‬ﻣـ ـ ـ ــن اﻟﻣﺷـ ـ ـ ــﺎة ‪ ،‬وﺣ ـ ـ ـ ـواﻟﻲ ‪ ٨٠،٠٠٠‬ﻣـ ـ ـ ــن اﻟﻔرﺳـ ـ ـ ــﺎن‬
‫)‪ ، (Sarkar,iv,110‬وﻫـ ـ ــو ﻣـ ـ ــﺎ ﺷـ ـ ــﻛل ﻣﺧـ ـ ــﺎطر ﺣﻘﯾﻘﯾـ ـ ــﺔ ﺗﺟـ ـ ــﺎﻩ اﻟدوﻟـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ـ ــﺔ ‪،‬‬
‫اﻻ ان و ﻓ ـ ــﺎة "ﻋ ـ ــﺎدل ﺷ ـ ــﺎﻩ" ﺳ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٧٢‬م ‪ ،‬ﻋطﻠ ـ ــت طﻣوﺣ ـ ــﺎت اﻟدوﻟ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺗوﺳ ـ ــﻊ‬
‫واﻟﻌ ـ ــدوان ‪ ،‬ﺧﺻوﺻ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ــدﻣﺎ ﺗﻘﻠ ـ ــد وﻟ ـ ــدﻩ "اﺳ ـ ــﻛﻧدر" اﻟ ـ ــذي ﻻ ﯾﺗﺟ ـ ــﺎوز ﺳ ـ ــن اﻟﺑﻠ ـ ــوغ‬
‫ﺑﻌ ـ ــد ‪ ،‬وﯾؤﻛ ـ ــد اﻟﻣ ـ ــؤرخ "ﺧ ـ ــﺎﻓﻲ ﺧ ـ ــﺎن" ان ﻋﻣـ ـ ـرﻩ ﻛ ـ ــﺎن ﯾ ـ ــوم ﺗوﻟﯾ ـ ــﻪ ﻣﻘﺎﻟﯾ ـ ــد اﻟدوﻟ ـ ــﺔ ﻻ‬
‫ﯾزﯾـ ــد ﻋﻠـ ــﻰ ارﺑـ ــﻊ ﺳـ ــﻧوات ‪،‬اﻷﻣـ ــر اﻟـ ــذي ﺳـ ــرع ﻓـ ــﻲ اﻧﺗﺷـ ــﺎر اﻟﻔوﺿـ ــﻰ واﻻﺿـ ــطراﺑﺎت‬
‫اﻟداﺧﻠﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﺗ ـ ــت وﻗ ـ ــوع ﺣرﺑ ـ ــﺎ اﻫﻠﯾ ـ ــﺔ ﺗﻘ ـ ــرع اﻷﺑـ ـ ـواب ‪ ،‬وﻫ ـ ــو ﻣ ـ ــﺎ أﻏ ـ ــرى ﺳ ـ ــﻠطﺎن‬
‫اﻟﻣﻐول ﺑﺎﻟزﺣف ﻧﺣوﻫﺎ واﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﺷرورﻫﺎ )‪(Khafi khan,op-cit,319‬‬

‫‪٣٨‬‬
‫وﺟ ـ ــﻪ اﻟﻣﻠ ـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ــوﻟﻲ "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" اواﻣـ ـ ـرﻩ اﻟ ـ ــﻰ اﺣ ـ ــد ﻗﺎدﺗ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــدﻛن وﯾ ـ ــدﻋﻰ"‬
‫ﺑﻬـ ـ ــﺎدر ﺧـ ـ ــﺎن" ﺑـ ـ ــﺎﻟﺗﺣرك ﺻـ ـ ــوب "ﺑﯾﺟـ ـ ــﺎﺑور"و"ﻛوﻟﻛﻧـ ـ ــدﻩ" وذﻟـ ـ ــك ﺳـ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٧٦‬م ‪ ،‬اﻻ‬
‫ان ﺟ ـ ـ ـ ــﯾش اﻟﻣﻐ ـ ـ ـ ــول أﺧﻔ ـ ـ ـ ــق ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻫ ـ ـ ـ ــذﻩ اﻟﺣ ـ ـ ـ ــرب ‪ ،‬ﻓﺄﻗﺎﻟ ـ ـ ـ ــﻪ "اوراﻧﺟزﯾ ـ ـ ـ ــب" ووﻟ ـ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ــﻪ"دﯾﻠ ـ ـ ـ ــر ﺧ ـ ـ ـ ــﺎن" )‪ ، (Sarkar,iv,116-117‬وﺣـ ـ ـ ـ ـﺎول اﻟﻘﺎﺋ ـ ـ ـ ــد اﻟﺟدﯾـ ـ ـ ـ ـد ﻣ ـ ـ ـ ــن‬
‫ﺧـ ــﻼل ﻣﻣﺎرﺳـ ــﺔ اﺳـ ــﺎﻟﯾب اﻟـ ــدﻫﺎء واﻟﺣﯾﻠـ ــﺔ واﻟﻣﻛـ ــر ان ﯾﺳـ ــﺗﻣﯾل ﻗﺎﺋـ ــد"ﺑﯾﺟـ ــﺎﺑور" وﺟﻌﻠـ ــﻪ‬
‫ﯾوﻗ ــﻊ اﺗﻔﺎﻗﯾ ــﺔ ﺻ ــﻠﺢ ﻣ ــﻊ اﻟدوﻟ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾ ــﺔ ‪ ،‬ﺣﯾ ــث ﻛﺎﻧ ــت رﻏﺑ ــﺔ "اوراﻧﺟزﯾ ــب" ان ﯾ ــﺗم‬
‫اﺧﺿ ـ ــﺎع اﻟﻣﻧطﻘ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺎﻟطرق اﻟﺳ ـ ــﻠﻣﯾﺔ ﻻ اﻟﻌﺳ ـ ــﻛرﯾﺔ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻔﻌ ـ ــل ﺗ ـ ــم اﻋﺗـ ـ ـراف اﻟ ـ ــزﻋﯾم‬
‫اﻟﺷ ـ ــﯾﻌﻲ ﺑﺳـ ـ ــﯾﺎدة اﻟﻣﻐـ ـ ــول ﻋﻠـ ـ ــﻰ "ﺑﯾﺟـ ـ ــﺎﺑور" واﻟ ـ ــدﻛن ‪ ،‬وﻗﺑﻠـ ـ ــت اﻟﺷـ ـ ــﯾﻌﺔ ﺑﻌـ ـ ــدم دﻋـ ـ ــم‬
‫ﻗﺑﺎﺋـ ــل "اﻟﻣرﻫﺗـ ــﺎ" اﻟﻬﻧدوﺳـ ــﯾﺔ ﺿـ ــد اﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ــﺔ ‪ ،‬وﺑﻠﻐـ ــت ﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻟﺗواﻓـ ــق واﻟرﺿـ ــﺎ‬
‫ﺣـ ـ ــدا ان ارﺳـ ـ ــل زﻋـ ـ ــﯾم "ﺑﯾﺟـ ـ ــﺎﺑور" ﺷـ ـ ــﻘﯾﻘﺗﻪ ﻫدﯾـ ـ ــﺔ ﻹﺑـ ـ ــن اﻟﻣﻠـ ـ ــك"اوارﻧﺟزﯾـ ـ ــب" وﻫـ ـ ــو‬
‫ﻣﺣﻣـ ــد ﻣ ُ ﻌظّ ـ ــم" ﻛـ ــﻲ ﯾﺗزوﺟﻬـ ــﺎ )‪ ، (Sarkar,iv,123‬وﻟﻣـ ــﺎ ﻟـ ــم ﯾﻣـ ــر ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣﻌﺎﻫـ ــدة‬
‫"‬
‫ﻛﺛﯾـ ـ ــر زﻣـ ـ ــﺎن ‪ ،‬ﺣﺗـ ـ ــﻰ ﻧﻘـ ـ ــض ﺣـ ـ ــﺎﻛم "ﺑﯾﺟـ ـ ــﺎﺑور اﻟﺷـ ـ ــﯾﻌﻲ " ﺷـ ـ ــروطﻬﺎ ﺑﺗﺣﺎﻟﻔـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــﻊ‬
‫"ﺷـ ــﯾﻔﺎﺟﻲ" زﻋـ ــﯾم ﻗﺑﺎﺋـ ــل "اﻟﻣرﻫﺗـ ــﺎ" اﻟﻬﻧدوﺳـ ــﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻣـ ــﺎ ﻛـ ــﺎن ﻣـ ــن اﻟﻘﺎﺋـ ــد اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ"دﯾﻠـ ــر‬
‫ﺧ ـ ــﺎن" اﻻ ان ﺷ ـ ــن ﺣرﺑ ـ ــﺎ ﻛﺑﯾـ ـ ـرة ﺿ ـ ــد "ﺑﯾﺟ ـ ــﺎﺑور" واﺳ ـ ــﺗطﺎع اﺧﺿ ـ ــﺎﻋﻬﺎ واوﻗ ـ ــﻊ ﻓ ـ ــﻲ‬
‫اﻫﻠﻬـ ــﺎ اﻟﻣـ ــذاﺑﺢ واﻟﻘﺗـ ــل ‪ ،‬وﺑـ ــرﻏم ﻣـ ــن اﻟﻧﺟـ ــﺎح اﻟـ ــذي أﺣـ ــرزﻩ ‪ ،‬ﻓﻘـ ــد أﻧﺑـ ــﻪ "اوراﻧﺟزﯾـ ــب"‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ ذﻟـ ــك ‪ ،‬ﻟرﻏﺑﺗـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ اﻟﺳـ ــﯾطرة ﻋﻠـ ــﯾﻬم ﺑـ ــﺎﻟطرق اﻟﺳـ ــﻠﻣﯾﺔ ﻣـ ــن اﺟـ ــل اﺳـ ــﺗﻘطﺎﺑﻬم‬
‫ﻓ ـ ــﻲ ﺣ ـ ــرب اﻟدوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾ ـ ــﺔ ﺿ ـ ــد ﻗﺑﺎﺋ ـ ــل "اﻟﻣرﻫﺗ ـ ــﺎ" اﻟﻬﻧدوﺳ ـ ــﯾﺔ )‪Sarkar,iv,123-‬‬
‫‪ ،(134‬وﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ــر ﻏم ﻣﻣـ ـ ــﺎ ﺣـ ـ ــل ﺑـ ـ ـ ـ"ﺑﯾﺟـ ـ ــﺎﺑور" ﻣـ ـ ــن ﻣـ ـ ــذاﺑﺢ ﻛﺑﯾ ـ ـ ـرة ﻓـ ـ ــﻲ ﺻـ ـ ــﻔوف‬
‫زﻋﺎﻣﺎﺗﻬـ ــﺎ وﻧﺎﺳـ ــﻬﺎ ‪ ،‬اﻻ أﻧﻬـ ــﺎ ﺣﺎﻓظـ ــت ﻋﻠـ ــﻰ اﺳـ ــﺗﻘﻼﻟﻬﺎ ﻋـ ــن دوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول ‪ ،‬اﻷﻣـ ــر‬
‫اﻟـ ــذي دف ﺑ ـ ـ ـ"اوراﻧﺟزﯾـ ــب" اﻟـ ــﻰ ﺗﺣرﯾـ ــك ﺟﯾـ ــوش ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﺑﻘﯾـ ــﺎدة وﻟـ ــدﻩ اﻷﻣﯾـ ــر" ﻣﺣﻣـ ــد‬
‫أﻋظـ ـ ــم " ﺳـ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٨٠‬م ‪ ،‬وﻟﻣـ ـ ــﺎ اﻗﺗرﺑـ ـ ــت ﻗ ـ ـ ـوات اﻟﻣﻐـ ـ ــول ﻣـ ـ ــن ﻣﺷـ ـ ــﺎرف اﻟﻣﻧطﻘـ ـ ــﺔ ‪،‬‬
‫وﺟـ ـ ــدﻫﺎ ﻣﺣﺻـ ـ ــﻧﺔ وﻣﻧﯾﻌـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓﻔـ ـ ــرض ﻋﻠﯾﻬـ ـ ــﺎ ﺣﺻـ ـ ــﺎرا ﻟﻣـ ـ ــدة ﺛﻼﺛـ ـ ــﺔ أﺷـ ـ ــﻬر ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣـ ـ ــﺎ‬
‫"ﺑﯾﺟ ـ ــﺎﺑور " ﺗﺳﺗﺑﺳ ـ ــل وﺗﻘ ـ ــﺎوم ‪ ،‬وﻟ ـ ــم ﯾﻛ ـ ــن اﻟﻣﻠ ـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ــوﻟﻲ ﻟﯾﺗ ـ ــرك ﻣ ـ ــﺎ ﺑذﻟﺗ ـ ــﻪ دوﻟﺗ ـ ــﻪ‬
‫ﻣ ـ ـ ــن ﺟﻬـ ـ ـ ــود ﻟﺗﺿـ ـ ـ ــﯾﻊ أدراج اﻟرﯾـ ـ ـ ــﺎح ‪ ،‬ﻟﯾزﺣـ ـ ـ ــف ﺑﻧﻔﺳـ ـ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٨٦‬م وﯾﻔـ ـ ـ ــرض‬
‫ﺣﺻ ـ ـ ــﺎرا ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ "ﺑﯾﺟ ـ ـ ــﺎﺑور" اﻟ ـ ـ ــﻰ ان أﻋﻠﻧ ـ ـ ــت اﺳﺗﺳ ـ ـ ــﻼﻣﻬﺎ ﻟﻠﻣﻐ ـ ـ ــول ‪ ،‬ﺣﯾ ـ ـ ــث ﻋﻔ ـ ـ ــﻰ‬
‫"اوراﻧﺟزﯾب" ﻋن زﻋﯾﻣﻬﺎ)‪.(Sarkar,iv,277,278‬‬

‫‪٣٩‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻓﺗﺢ"ﻛوﻟﻛﻧدﻩ"‬

‫ﻋﻘ ـ ــب ﻓـ ـ ـراغ اﻟﻣﻠ ـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ــوﻟﻲ"اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" ﻣ ـ ــن اﺧﺿ ـ ــﺎع "ﺑﯾﺟ ـ ــﺎﺑور " اﻟ ـ ــﻰ ﺳ ـ ــﻠطﺎن‬
‫اﻟﻣﻐ ـ ــول ‪ ،‬وﺟ ـ ــﻪ اﻫﺗﻣﺎﻣ ـ ــﻪ ﺗﺟ ـ ــﺎﻩ اﺧﺿ ـ ــﺎع ﻣﻣﻠﻛ ـ ــﺔ "ﻛوﻟﻛﻧ ـ ــدﻩ" اﻟﺷ ـ ــﯾﻌﯾﺔ ‪ ،‬وذﻟ ـ ــك ﻓ ـ ــﻲ‬
‫آواﺧـ ـ ــر ﺳـ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٨٦‬م ‪ ،‬وﻫـ ـ ــﻲ ﯾوﻣﺋـ ـ ــذ ﺗﺣ ـ ـ ـت ﻗﯾـ ـ ــﺎدة زﻋﯾﻣﻬـ ـ ــﺎ اﻟﺷـ ـ ــﯾﻌﻲ"اﺑـ ـ ــو اﻟﺣﺳـ ـ ــن‬
‫ﻗط ــب ﺷ ــﺎﻩ" ‪ ،‬وﻛ ــﺎن ﻣ ــن اﺳ ــﺑﺎب ﺣﻣﻠ ــﺔ "اوراﻧﺟزﯾ ــب" ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻠ ــك اﻟﻣﻣﻠﻛ ــﺔ ﻣ ــﺎ ﻛﺎﻧـ ــت‬
‫ﺗﻘدﻣ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن دﻋ ـ ــم ﻣ ـ ــﺎدي وﻋﺳ ـ ــﻛري ﻟﻘﺑﺎﺋ ـ ــل "اﻟﻣرﻫﺗ ـ ــﺎ" اﻟﻬﻧدوﺳ ـ ــﯾﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﺣرﺑﻬ ـ ــﺎ ﺿ ـ ــد‬
‫دوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول ‪ ،‬ﺑـ ــل وﺑﻠـ ــﻎ ﻣـ ــن ﺗواطـ ــوء ﺗﻠـ ــك اﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﺷـ ــﯾﻌﺔ ﺿـ ــد اﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ــﺔ‬
‫اﻟﺳـ ـ ــﻧﯾﺔ ‪ ،‬اﻧﻬـ ـ ــﺎ ﻗﺎﻣـ ـ ــت ﺑﺗﻌﯾـ ـ ــﯾن زﻋﯾﻣـ ـ ــﯾن ﻫﻧدوﺳـ ـ ــﯾﯾن وﻫﻣـ ـ ــﺎ " ﻣﺎدﻧـ ـ ــﺎ" و"أﻛﺎﻧـ ـ ــﺎ" وزراء‬
‫ﻓـ ــﻲ اﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﺷـ ــﯾﻌﯾﺔ ‪ ،‬وﻫـ ــم ﻣـ ــن أﺷـ ــد اﻟﻣﻧـ ــﺎوﺋﯾن ﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول ﻓـ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ــد )ﻣﻧﺗﺧـ ــب‬
‫اﻟﻠﺑﺎب ‪(٢٩٧ ،‬‬

‫ﻣﺣﻣـ ــد ﻣ ُ ﻌظـ ــم" اﺑـ ــن اﻟﻣﻠـ ــك "اوراﻧﺟزﯾـ ــب" اﻟـ ــذي ﻗـ ــﺎد ﺣﻣﻠـ ــﺔ ﻋﺳـ ــﻛرﯾﺔ‬
‫ﻟ ــم ﯾﻔﻠـ ــﺢ اﻷﻣﯾـ ــر"‬
‫ﻹﺧﺿـ ـ ــﺎع"ﻛوﻟﻛﻧـ ـ ــدﻩ" ﻣـ ـ ــن ﺗﺣﻘﯾـ ـ ــق اﻻﻧﺗﺻـ ـ ــﺎر اﻟﻣطﻠـ ـ ــوب ‪ ،‬وذﻟـ ـ ــك ﻟﻘـ ـ ــﺔ ﺣﯾﻠﺗـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫اﻹدارة واﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ واﻟﺣ ـ ــزم ‪ ،‬ﻓﺣرﺻ ـ ــت دوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐ ـ ــو ل ﻋﻠ ـ ــﻰ اﺳ ـ ــﺗﻣﺎﻟﺔ "اﺑ ـ ــو اﻟﺣﺳ ـ ــن‬
‫"اﻟﺷ ـ ــﯾﻌﻲ اﻟ ـ ــﻰ ﺻ ـ ــﻔﻬﺎ ﺑ ـ ــﺎﻟطرق اﻟﺳ ـ ــﻠﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻻ ان اﺑ ـ ــو اﻟﺣﺳ ـ ــن ﻛ ـ ــﺎن ﯾ ـ ــرﻓض ﻛﺎﻓ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌـ ــروض اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻘـ ــدﻣﻬﺎ ﻟـ ــﻪ دوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول ‪ ،‬وﻣـ ــﻊ ﻣـ ــرور اﻟوﻗـ ــت ‪ ،‬وﻣﻣﺎرﺳـ ــﺔ دوﻟـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻐـ ـ ــول ﺿـ ـ ــﻐوطﺎت ﻛﺑﯾ ـ ـ ـرة ﻟﺣﻣـ ـ ــل "ﻛوﻟﻛﻧـ ـ ــدﻩ" ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﺗﺳـ ـ ــﻠﯾم واﻟﺧﺿـ ـ ــوع ﻟﺳـ ـ ــﻠطﺎن‬
‫اﻟﻣﻐ ـ ــول ‪ ،‬ﺷ ـ ــﻌر اﺑ ـ ــو اﻟﺣﺳ ـ ــن ان ﺳ ـ ــﻠطﺎﻧﻪ ﺑ ـ ــدأ ﯾﺗﻔﻛ ـ ــك وﯾﺿ ـ ــﻌف ‪ ،‬وان اﻟﻛﺛﯾ ـ ــرون‬
‫ﻣ ـ ــن ﻗﺎدﺗ ـ ــﻪ ﺗﺧﻠـ ـ ـوا ﻋﻧ ـ ــﻪ واﻧﺿ ـ ــﻣوا اﻟ ـ ــﻰ اﻟدوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﺧﺻوﺻ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ــد ﺳ ـ ــﻘوط‬
‫ﻣدﯾﻧ ـ ــﺔ "ﺣﯾ ـ ــدر آﺑ ـ ــﺎد" ﺑﯾ ـ ــد اﻟﻣﻐ ـ ــول ‪ ،‬اﻷﻣ ـ ــر اﻟ ـ ــذي ﺟﻌﻠ ـ ــﻪ ﯾرﺿ ـ ــﺦ ﻟ ـ ــﺑﻌض اﻟﺷ ـ ــروط‬
‫اﻟﺗـ ــﻲ ﻓرﺿـ ــﺗﻬﺎ ﻋﻠﯾـ ــﻪ اﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ــﺔ ‪ ،‬وﻣـ ــن أﺑرزﻫـ ــﺎ ﺣـ ــﺑس وزﯾرﯾـ ــﻪ اﻟﻬﻧدوﺳـ ــﯾﯾن ‪،‬‬
‫ودﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراج اﻟﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﺣق ﻟﻠدوﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐو ﻟﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ )‬
‫‪(Sarkar,AShort,228/Sharma,298‬‬

‫وﺣﯾﻧﻣ ـ ـ ــﺎ ﺧﻠ ـ ـ ــص اﻟﻣﻠ ـ ـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ـ ــوﻟﻲ ﻣ ـ ـ ــن ﺷ ـ ـ ــﺄن ﺗﻠ ـ ـ ــك اﻻﺗﻔﺎﻗﯾ ـ ـ ــﺔ ﺑﯾﻧ ـ ـ ــﻪ وﺑ ـ ـ ــﯾن ﺣ ـ ـ ــﺎﻛم‬
‫"ﻛوﻟﻛﻧـ ـ ــدﻩ" اﺑ ـ ـــو اﻟﺣﺳـ ـ ــن اﻟﺷـ ـ ــﯾﻌﻲ‪ ،‬اﺳـ ـ ــﺗطﺎﻋت ﺑﻌـ ـ ــض اﻟﻧﺳـ ـ ــوة ﻣـ ـ ــن ﻗﺗـ ـ ــل اﻷﻣﯾ ـ ـ ـرﯾن‬
‫اﻟﻬﻧدوﺳـ ـ ــﯾﯾن ﻓـ ـ ــﻲ ﻣﺣﺑﺳـ ـ ــﻬﻣﺎ ‪ ،‬وﯾﺑـ ـ ــدو ان ﻟدوﻟـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ـ ــول ﯾـ ـ ــد ﻓـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﻣﻬﻣـ ـ ــﺔ ‪،‬‬

‫‪٤٠‬‬
‫ﺣﯾ ــث اﻋﻠ ــن اﻟﻣﻠ ــك اﻟﻣﻐ ــوﻟﻲ ﻋ ــن ﻓرﺣﺗ ــﻪ ﻟﺗﻠ ــك اﻟﺣﺎدﺛ ــﺔ ‪ ،‬وﻟ ــم ﯾﻛﺗ ــف ﺑﻣ ــﺎ ﺣﺻ ــل ‪،‬‬
‫ﺑ ـ ـ ــل زﺣ ـ ـ ــف اﻟﯾﻬ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــن ﺟدﯾ ـ ـ ــد ﻟﻠﻘﺿ ـ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﺑ ـ ـ ــو اﻟﺣﺳ ـ ـ ــن ‪ ،‬وﻓ ـ ـ ــوﺟﻲء ﺑﻣﻧﺎﻋ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺣﺻـ ــوﻧﻬﺎ وﻗـ ــوة اﺳ ـ ـوارﻫﺎ‪ ،‬اﺿـ ــﺎﻓﺔ اﻟـ ــﻰ اﻟﻣـ ــؤن واﻷﺳـ ــﻠﺣﺔ اﻟﺗـ ــﻲ اﺣﺗـ ــﺎط اﻟﯾﻬـ ــﺎ اﻟـ ــزﻋﯾم‬
‫اﻟﺷ ـ ــﯾﻌﻲ ﻣ ـ ــن أﺟـ ـ ــل اﻟﺑﻘ ـ ــﺎء داﺧ ـ ــل اﻟﻘﻠﻌ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻊ ﻗواﺗ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــدد طوﯾﻠ ـ ــﺔ ﺟ ـ ــدا ‪ ،‬وﻓ ـ ــرض‬
‫اﻟﻣﻐ ـ ــول ﺣﺻ ـ ــﺎرﻫم ‪ ،‬وﻋ ـ ــﺎﻧوا ﻣ ـ ــﺎ ﻋ ـ ــﺎﻧو ا ﻣ ـ ــن ﻫ ـ ــذا اﻟﺣﺻ ـ ــﺎر ﺑﺳ ـ ــﺑب ﺳ ـ ــوء اﻷﺣـ ـ ـوال‬
‫اﻟﺟوﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﺑﻠ ـ ــوغ اﻟﺣـ ـ ـرارة درﺟ ـ ــﺎت ﻣﺗدﻧﯾ ـ ــﺔ ﺟ ـ ــدا ‪ ،‬ﻣﻣ ـ ــﺎ ﻻ ﯾﺣﺗﻣﻠ ـ ــﻪ اﻟﺟﻧ ـ ــد ‪ ،‬وﺗﻔﺷ ـ ــﻲ‬
‫اﻷﻣ ـ ـ ـراض ﺑ ـ ـــﯾن اﻟﺟـ ـ ــﯾش اﻟﻣﻐـ ـ ــوﻟﻲ ‪ ،‬وأﺿـ ـ ــﺣت ﻫزﯾﻣـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ـ ــول ﻗـ ـ ــﺎب ﻗوﺳـ ـ ــﯾن او‬
‫أدﻧـ ــﻰ ﻣ ـ ــن اﻟﺣـ ــدوث ‪ ،‬اﻻ ان "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" ﻻ ﯾﻌـ ــرف اﻟﻘﻧ ـ ــوط وﻻ اﻟﺗـ ــردد واﻟﺗراﺟ ـ ــﻊ ‪،‬‬
‫ﻓﺄﻋﻣـ ــل اﻟﺣﯾﻠـ ــﺔ واﻟﺧدﯾﻌ ـ ـﺔ‪ ،‬وﻧﺟـ ــﺢ ﻓـ ــﻲ اﺳـ ــﺗﻣﺎﻟﺔ ﺑﻌـ ــض وزراء اﺑـ ــو اﻟﺣﺳـ ــن اﻟﺷـ ــﯾﻌﻲ‬
‫‪ ،‬ﻋـ ــن طرﯾـ ــق ﻣـ ــﻧﺣﻬم اﻷﻣ ـ ـوال اﻟﻛﺛﯾ ـ ـرة ‪ ،‬ﺣﯾـ ــث أﻗـ ــﻧﻌﻬم ﺑﻔـ ــﺗﺢ أﺣـ ــد أﺑ ـ ـواب اﻟﺣﺻـ ــن‬
‫أﻣـ ــﺎم ﻗ ـ ـوات اﻟﻣﻐـ ــول ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻔﻌـ ــل ﺗﺣﻘـ ــق ﻟﻠﻣﻐـ ــول ﻣـ ــﺎ ﯾﺻـ ــﺑون اﻟﯾـ ــﻪ ‪ ،‬ﻓـ ــدﺧﻠت اﻟﻘ ـ ـوات‬
‫اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻰ داﺧ ـ ــل اﻟﻘﻠﻌـ ــﺔ ‪ ،‬واﺳ ـ ــﺗوﻟت ﻋﻠﯨﻣ ـ ــﺎ ﻓﯾﻬـ ــﺎ ﻣ ـ ــن ارزاق وﻣ ـ ــؤن واﺳ ـ ــﻠﺣﺔ ‪،‬‬
‫ووﻗ ـ ــﻊ اﺑـ ـ ـو اﻟﺣﺳ ـ ــن ﻓ ـ ــﻲ أﺳ ـ ــر اﻟﻣﻐ ـ ــول واﺣﺿ ـ ــر اﻟ ـ ــﻰ "اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" واﺻ ـ ــدر ﻋﻔ ـ ــوﻩ‬
‫ﻋﻧـ ــﻪ ‪ ،‬وﻣﻧﺣـ ــﻪ رﻋﺎﯾـ ــﺔ ﺧﺎﺻـ ــﺔ ‪ ،‬واﻋطـ ــﺎﻩ ﻧﻔﻘـ ــﺔ ﺳـ ــﻧوﯾﺔ ﺗﻘـ ــدر ﺑﺣ ـ ـواﻟﻲ ﺧﻣﺳـ ــون اﻟـ ــف‬
‫روﺑﯾﺔ ﻛل ﻋﺎم )‪(Sarka,iv,314-315‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻣﻊ ﻗﺑﺎﺋل "اﻟﻣرﻫﺗﺎ"اﻟﻬﻧدوﺳﯾﺔ‬

‫ﻛﺎﻧ ـ ــت ﻗﺑﺎﺋ ـ ــل "اﻟﻣرﻫﺗ ـ ــﺎ ‪١ "Maratha‬اﻟﻬﻧدوﺳ ـ ــﯾﺔ ﺗﻧظ ـ ــر ﺑﻌ ـ ــﯾن اﻟرﯾﺑ ـ ــﺔ واﻟﺧ ـ ــوف ﻣ ـ ــن‬
‫اﻟﺣﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼت اﻟﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﯾﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻬﺎ ﻣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول"اوراﻧﺟزﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب" ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫ﻣﻣﻠﻛﺗـ ـ ــﻲ"ﺑﯾﺟـ ـ ــﺎﺑور"و"ﻛوﻟﻛﻧـ ـ ــدﻩ" اﻟﺷـ ـ ــﯾﻌﯾﺗﯾن ﻓـ ـ ــﻲ ﺟﻧـ ـ ــوب اﻟﻬﻧـ ـ ــد ‪ ،‬وﺑـ ـ ــﺎت زﻋ ـ ـ ــﯾﻣﻬم "‬
‫ﺷـ ــﺎﻣﺑﻬوﺟﻲ ﺑـ ــن ﺷـ ــﯾﻔﺎﺟﻲ" أﻛﺛـ ــر ﺣـ ــذرا وﺗرﻗﺑـ ــﺎ ﻟﺟـ ــﯾش اﻟﻣﻐـ ــول ‪ ،‬وﻓـ ــﻲ ﻧﻔـ ــس اﻟوﻗـ ــت‬

‫‪ ١‬ﻟ ﻢ ﯾﻜ ﻦ ﻟﻘﺒﺎﺋ ﻞ "اﻟﻤﺮھﺘ ﺎ" اﻟﮭﻨﺪوﺳ ﯿﺔ اي ﺗ ﺎرﯾﺦ ﺣﻀ ﺎري ﻓ ﻲ اﻟﮭﻨ ﺪ ‪ ،‬وﻟ ﻢ ﯾﻈﮭ ﺮ ﻟﮭ ﻢ ﻛﯿﺎﻧ ﺎت ﺳﯿﺎﺳ ﯿﺔ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ارض اﻟﮭﻨ ﺪ ‪ ،‬ﻓﮭ ﻢ اﻗ ﻮام ﻗﻠﯿﻠ ﺔ اﻟﻌ ﺪد ‪ ،‬ﯾﺘﻤﯿ ﺰون ﺑﺴ ﺆء اﺣ ﻮاﻟﮭﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿ ﺔ ‪ ،‬ﺑ ﻞ وﯾﻐﻠ ﺐ ﻋﻠ ﯿﮭﻢ ط ﺎﺑﻊ‬
‫اﻟﺸ ﺬوذ واﻻﻧﺤ ﺮاف وﻋ ﺪم اﻟﺘﻘﯿ ﺪ ﺑﻘ ﻮاﻧﯿﻦ اﺟﺘﻤﺎﻋﯿ ﺔ ﻓ ﻲ ﺣﯿ ﺎﺗﮭﻢ ‪ ،‬وﯾﻌﺘﺒ ﺮون ﻣ ﻦ طﺒﻘ ﺔ "اﻟﺸ ﻮدرا" وھ ﻢ‬
‫اﻟﻤﻨﺒ ﻮذﯾﻦ ﺿ ﻤﻦ اﻟﻄﺒﻘ ﺎت اﻟﻤﻌﺘ ﺮف ﺑﮭ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﮭﻨ ﺪ ‪ ،‬واﻟﺘ ﻲ ﺗﻘ ﻊ ﻓ ﻲ أﺳ ﻔﻞ اﻟﻄﺒﻘ ﺎت وأدﻧﺎھ ﺎ ﻣﻜﺎﻧ ﺔ ‪ ،‬وﯾﺆﻛ ﺪ‬
‫اﻟﻤ ﺆرخ اﻟﮭﻨ ﺪي "ﺳ ﺮﻛﺎر" ان ظﮭ ﻮر ھ ﺬه اﻟﻄﺒﻘ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻌ ﺮف ﺑﺎﻟﻤﺮھﺘ ﺎ ﻛ ﺎن ﻗﺒ ﻞ اﻋ ﺘﻼء "اوراﻧﺠﺰﯾ ﺐ"‬
‫ﻋ ﺮش اﻟﻤﻐ ﻮل ﻓ ﻲ اﻟﮭﻨ ﺪ ﻣ ﺪة ﻗ ﺮن وﻧﺼ ﻒ ﻋﻠ ﻰ وﺟ ﮫ اﻟﺘﻘﺮﯾ ﺐ ‪ ،‬وﻻ ﻧﺴ ﺘﻄﯿﻊ ﺗﺤﺪﯾ ﺪ ﻓﺘ ﺮة وﺟ ﻮدھﻢ ﻓ ﻲ‬
‫ﻣﻨ ﺎطﻖ اﻟ ﺪﻛﻦ اﻟﺠﻨﻮﺑﯿ ﺔ ‪ ،‬وﻗ ﺪ ﻏﻠ ﺐ ﻋﻠ ﯿﮭﻢ ﻋ ﺪم اﻻﺳ ﺘﻘﺮار ‪ ،‬ﻓﮭ ﻢ ﯾﺮﺗﺤﻠ ﻮن ﻣ ﻦ ﻣﻜ ﺎن اﻟ ﻰ ﻣﻜ ﺎن آﺧ ﺮ ‪،‬‬
‫دون ﺿﺎﺑﻂ ﯾﺠﻤﻌﮭﻢ وﯾﻮﺣﺪ ﺻﻔﻮﻓﮭﻢ )‪(Sarkar,iv,3,4/Ellphinstone,615,616‬‬
‫‪٤١‬‬
‫‪ ،‬ﻛـ ــﺎن اﻟـ ــزﻋﯾم اﻟﻬﻧدوﺳـ ــﻲ ﯾﺳـ ــﺗﻐل اﻧﺷـ ــﻐﺎل دوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول ﻓـ ــﻲ ﺣرﺑﻬـ ــﺎ ﺿـ ــد اﻟﺷـ ــﯾﻌﺔ‬
‫ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺟﻧـ ـ ــو ب ‪ ،‬وﯾﺗوﺳـ ـ ــﻊ ﻓـ ـ ــﻲ اﻷراﺿـ ـ ــﻲ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺣﺳـ ـ ــﺎب دوﻟـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ـ ــول ‪ ،‬وﺑﻠﻐـ ـ ــت‬
‫اﻟﺟـ ـ ـ ـرأة ﺑﻘـ ـ ـ ـوات "اﻟﻣرﻫﺗ ـ ـ ــﺎ" اﻟﻬﻧدوﺳ ـ ـ ــﯾﺔ اﻋ ـ ـ ــﻼن ﺛ ـ ـ ــورﺗﻬم وﻋﺻـ ـ ـ ـﯾﺎﻧﻬم ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻋ ـ ـ ــرش‬
‫اﻟﻣﻐ ـ ـ ــول ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ـ ــد ‪ ،‬وﻛ ـ ـ ــﺎن "اوراﻧﺟزﯾ ـ ـ ــب" ﯾراﻗ ـ ـ ــب ﺗﺣرﻛ ـ ـ ــﺎﺗﻬم ‪ ،‬اﻻ اﻧ ـ ـ ــﻪ ﺗ ـ ـ ــرﻛﻬم‬
‫وﺷ ــﺄﻧﻬم ﻟﺣ ــﯾن ﻓراﻏ ــﻪ ﻣ ــن ﺑﺳ ــط ﻫﯾﻣﻧ ــﺔ اﻟدوﻟ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﻣﻣﺎﻟ ــك اﻟﺷ ــﯾﻌﺔ ﻓ ــﻲ "ﺑﯾﺟ ــﺎﺑور"‬
‫و"ﻛوﻟﻛﻧـ ـ ــدﻩ" ‪ ،‬وﻛﺎﻧـ ـ ــت دوﻟـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ـ ــول ﻗـ ـ ــد أﺑرﻣـ ـ ــت ﻣﻌﻬـ ـ ــم اﺗﻔﺎﻗﯾـ ـ ــﺔ ﺳـ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٦٦‬م ‪،‬‬
‫واﺳ ـ ــﺗﻣرت ﺛ ـ ــﻼث ﺳ ـ ــﻧوات ‪ ،‬ﻟﻛ ـ ــن اﻟ ـ ــزﻋﯾم اﻟﻬﻧدوﺳ ـ ــﻲ" ﺷ ـ ــﯾﻔﺎﺟﻲ" ﻟ ـ ــم ﯾﻠﺗ ـ ــزم ﺑﺷ ـ ــروط‬
‫اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﺑـ ـ ـ ــل وﻧ ـﻘـ ـ ــض اﻟﻌﻬـ ـ ـ ــد ‪ ،‬وراح ﯾﺑﻐـ ـ ـ ــﻲ وﯾﻌﺗـ ـ ـ ــدي ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اراﺿـ ـ ـ ــﻲ اﻟدوﻟـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ ﺟﻧـ ـ ــوب اﻟﻬﻧـ ـ ــد ‪ ،‬اﻟـ ـ ــﻰ درﺟـ ـ ــﺔ اﻧـ ـ ــﻪ ﺷـ ـ ــن ﺣرﺑـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻣﻐـ ـ ــول ﺳـ ـ ــﻧﺔ‬
‫‪١٦٧٠‬م )‪ (Sarkar,iv,32-82/Ellphinstone,653,654‬ﻣﺣﻘﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫اﻧﺗﺻـ ــﺎرات ﻋﻠـ ــﻰ ارض اﻟﻣﯾـ ــدان ‪ ،‬وﺑﻘـ ــﻲ ﯾﺷـ ــﻛل ﻋﺎﻣـ ــل ازﻋـ ــﺎج ﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول اﻟـ ــﻰ‬
‫ان ﻣـ ـ ــﺎت اﻟـ ـ ــزﻋﯾم اﻟﻬﻧدوﺳـ ـ ــﻲ "ﺷـ ـ ــﯾﻔﺎﺟﻲ" ﺳـ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٨٠‬م ‪ ،‬وﻟـ ـ ــم ﯾﻛـ ـ ــن "اوراﻧﺟزﯾـ ـ ــب"‬
‫ﻣ ـ ــن اﻟﻘ ـ ــﺎدة اﻟﻼﻣﺑ ـ ــﺎﻟﯾن ﻟﻣ ـ ــﺎ ﯾﻘ ـ ــوم ﺑ ـ ــﻪ اﻟﻬﻧ ـ ــدوس ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺟﻧ ـ ــوب اﻟﻬﻧ ـ ــدي ﻣ ـ ــن ﻗﻼﻗ ـ ــل‬
‫واﺿ ـ ــطراﺑﺎت ﯾﺛﯾروﻧﻬ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـﻲ وﺟ ـ ــﻪ اﻟدوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﻛ ـ ــل ﺣ ـ ــﯾن ‪ ،‬ﺣﺗ ـ ــﻰ ﺣ ـ ــرك‬
‫ﻗواﺗـ ـ ــﻪ زاﺣﻔـ ـ ــﺎ ﻧﺣـ ـ ــو "اﻟﻣرﻫﺗـ ـ ــﺎ" ﺳـ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٨٩‬م ‪ ،‬واوﻗـ ـ ــﻊ ﻓـ ـ ــﯾﻬم ﻫ ـ ـ ـزاﺋم ﻣﻧﻛ ـ ـ ـرة ‪ ،‬وأزال‬
‫ﺳـ ــﻠطﺎﻧﻬم ‪ ،‬وﻛـ ــﺎن ﻣﻌﻘﻠﻬـ ــم آﺧـ ــر اﻟﻣﻌﺎﻗـ ــل اﻟﺗـ ــﻲ ﻛﺎﻧـ ــت ﻗـ ــد اﺳﺗﻌﺻـ ــت ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻌـ ــرش‬
‫اﻟﻣﻐوﻟﻲ ‪ ،‬وﺑذﻟك داﻧت اﻟﻬﻧد ﺑﻛﺎﻓﺔ أﻗﺎﻟﯾﻣﻬﺎ اﻟﻰ ﺳﻠطﺎن اﻟﻣﻐول اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ‪.‬‬

‫ﺗـ ــوﻓﻲ اﻟﻣﻠـ ــك اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ"ﻣﺣـ ــﻲ اﻟـ ــدﯾن ﻣﺣﻣـ ــد اوراﻧﺟزﯾـ ــب" ﻓـ ــﻲ ﺷـ ــﻬر ذي اﻟﻘﻌـ ــدة ﺳـ ــﻧﺔ‬
‫‪١١١٨‬ﻫ ـ ـ ـ ـ اﻟﻣواﻓ ـ ـ ــق ﺷ ـ ـ ــﻬر ﺷ ـ ـ ــﺑﺎط‪/‬ﻓﺑراﯾ ـ ـ ــر ﺳ ـ ـ ــﻧﺔ ‪١٧٠٧‬م ‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ــك إﺛ ـ ـ ــر إﺻ ـ ـ ــﺎﺑﺗﻪ‬
‫ﺑﻣـ ـ ــرض اﻟﻣﻔﺎﺻـ ـ ــل ‪ ،‬ﺣﯾـ ـ ــث ﺑﻠـ ـ ــﻎ ﻫـ ـ ــذا اﻟـ ـ ــزﻋﯾم اﻟﻣﻐـ ـ ــوﻟﻲ ‪ ٩١‬ﻋﺎﻣـ ـ ــﺎ ‪ ،‬ﺣﻛـ ـ ــم اﻟﻬﻧـ ـ ــد‬
‫ﺧﻣﺳ ـ ـ ــﺔ ﻋﻘ ـ ـ ــود‪ ،‬ودﻓ ـ ـ ــن ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻣدﯾﻧ ـ ـ ــﺔ "دوﻟ ـ ـ ــت آﺑ ـ ـ ــﺎد" ﺟﻧ ـ ـ ــوب اﻟﻬﻧ ـ ـ ــد"اﻟ ـ ـ ــدﻛن" )ﻧزﻫ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺧواطر‪/١٣٥ ،٦ ،‬ﻣﻧﺗﺧب اﻟﻠﺑﺎب‪(٥٤٠ ،٥٣٩ ،‬‬

‫‪٤٢‬‬
‫ﺳﻴﺎﺳﺔ "ﺍﻭﺭﺍﻧﺠﺰﻳﺐ " ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‬
‫ﺗﻌرﺿ ـ ــت اﻟدوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ أﺳﺳ ـ ــت ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻣ ـ ــذﻫب اﻟﺳ ـ ــﻧﻲ ‪ ،‬وﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــذﻫب‬
‫اﻹﻣـ ــﺎم اﺑ ـ ــو ﺣﻧﯾﻔ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓدوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐ ـ ــول اﺗﺧـ ــذت ﻣ ـ ــن اﻟﻣ ـ ــذﻫب اﻟﺣﻧﻔ ـ ــﻲ ﻣ ـ ــذﻫﺑﺎ رﺳ ـ ــﻣﯾﺎ‬
‫ﻟﻠدوﻟـ ــﺔ ‪ ،‬ﺗﻌرﺿـ ــت ﻟﻠﻛﺛﯾـ ــر ﻣـ ــن اﻷﻓﻛـ ــﺎر واﻟطراﺋـ ــق اﻟﻔﻠﺳـ ــﻔﯾﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﻛـ ــﺎدت ان ﺗـ ــودي‬
‫ﺑﺗط ــور اﻧﺗﺷ ــﺎر اﻟ ــدﻋوة اﻹﺳ ــﻼﻣﯾﺔ ﻓ ــﻲ رﺑ ــوع ﺷ ــﺑﻪ اﻟﻘ ــﺎرة اﻟﻬﻧدﯾ ــﺔ ‪ ،‬وذﻟ ــك ﯾﻌ ــود اﻟ ــﻰ‬
‫ﻣﺟﻣوﻋ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــن اﻷﺳـ ـ ــﺑﺎب اﻟطﺑﯾﻌﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗﺗ ـ ــوﻓر ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ـ ــد ‪ ،‬ﻓﻔـ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ـ ــد ﺗﻧﺗﺷـ ـ ــر‬
‫اﻟﻔﻠﺳـ ــﻔﺎت واﻷدﯾـ ــﺎن اﻟﻛﺛﯾ ـ ـرة واﻟﻣﺧﺗﻠﻔـ ــﺔ واﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻧـ ــﺔ ‪ ،‬وﻗـ ــد ﺗطـ ــور اﻟﻔﻛـ ــر اﻟﻔﻠﺳـ ــﻔﻲ ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻟﻬﻧـ ــد ﺗطـ ــورا اﻛﺛـ ــر ﻣﻧـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ اﻟﺣﺿـ ــﺎرات اﻟﻘدﯾﻣـ ــﺔ اﻷﺧ ـ ـرى ‪ ،‬ﻟﯾﻧﺑﺛـ ــق ﻋﻧﻬـ ــﺎ ﻋﺷ ـ ـرات‬
‫اﻟﻔﻼﺳ ـ ـ ـ ــﻔﺔ واﻟﻣﺻ ـ ـ ـ ــﻠﺣﯾن اﻟ ـ ـ ـ ــدﯾﻧﯾﯾن واﻹﺟﺗﻣ ـ ـ ـ ــﺎﻋﯾﯾن ‪ ،‬ﺑ ـ ـ ـ ــل وﺷ ـ ـ ـ ــﻬدت وﻻدة دﯾ ـ ـ ـ ــﺎﻧﺗﯾن‬
‫ﻛﺑﯾـ ـ ـرﺗﯾن ‪،‬ﻫﻣـ ـ ــﺎ ‪ :‬اﻟدﯾﺎﻧـ ـ ــﺔ اﻟﺑوذﯾـ ـ ــﺔ ‪ ،‬واﻟدﯾﺎﻧـ ـ ــﺔ اﻟﻬﻧدوﺳـ ـ ــﯾﺔ ‪ ،‬وﻫـ ـ ــذﻩ اﻟـ ـ ــدﯾﺎﻧﺎت ﺗرﻛـ ـ ــت‬
‫آﺛـ ـ ـ ــﺎرا ﻓﻠﺳ ـ ـ ـ ــﻔﯾﺔ ﻛﺛﯾـ ـ ـ ـ ـرة ﻣ ـ ـ ـ ــن أﺑرزﻫ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻛﺗـ ـ ـ ــب اﻟدﯾﻧﯾ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘدﯾﻣ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﺛ ـ ـ ـ ــل اﻟرﻛﻔﯾ ـ ـ ـ ــدا ‪،‬‬
‫واﻟﻣﻬﺎﺑﻬﺎراﺗـ ــﺎ ‪ ،‬ﻫـ ــذا اﻟﺗطـ ــور اﻟﻛﺑﯾـ ــر ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﺟـ ــﺎل اﻟـ ــدﯾﻧﻲ واﻟﻔﻠﺳـ ــﻔﻲ ﺧﻠـ ــق ﺻـ ــﻌوﺑﺎت‬
‫ﻛﺑﯾ ـ ـرة وﺗﺣ ـ ـدﯾﺎتﺻـ ــﻌﺑﺔ اﻣـ ــﺎم اﻟـ ــدول واﻟز ﻋﺎﻣ ـ ـﺎت اﻻﺳـ ــﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﺣﻛﻣـ ــت اﻟﻬﻧـ ــد ‪،‬‬
‫ﻣـ ـ ــن ﺗﻠـ ـ ــك اﻟـ ـ ــدول اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﻛﺎﻧـ ـ ــت ﻋرﺿـ ـ ــﺔ ﻟﻣـ ـ ــؤﺛرات اﻟﻔﻠﺳـ ـ ــﻔﺔ اﻟﻬﻧدﯾـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻫـ ـ ــﻲ دوﻟـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻐـ ـ ــول اﻟﻣﺳـ ـ ــﻠﻣﯾن ‪ ،‬ﺣﯾـ ـ ــث ﻛـ ـ ــﺎن ﺗﺄﺛرﻫـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻔﻠﺳـ ـ ــﻔﺔ اﻟﻬﻧدﯾـ ـ ــﺔ ﻛﺑﯾ ـ ـ ـرا ‪ ،‬وﻗـ ـ ــد ظﻬـ ـ ــرت‬

‫‪٤٣‬‬
‫ﻣﻼﻣ ـ ــﺢ ﺗ ـ ــﺄﺛﯾر اﻟﻔﻠ ﺳ ـ ــﻔﺔ اﻟﻬﻧدﯾ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﻠ ـ ــوك اﻟﻣﻐ ـ ــول ﻓ ـ ــﻲ ﻋﺻ ـ ــر اﻟﻣﻠ ـ ــك "ﺟ ـ ــﻼل‬
‫اﻟـ ــدﯾن أﻛﺑـ ــر" اﻟـ ــذي ﺧﺿـ ــﻊ وﻫـ ــو اﺑـ ــن ﺛﻼﺛـ ــﺔ ﻋﺷـ ــر ﺳـ ــﻧﺔ ﻟﻧﻔـ ــوذ اﻷﻣﯾـ ــر "ﺑﯾـ ــرم ﺧـ ــﺎن‬
‫اﻟﺷ ــﯾﻌﻲ" اﻟﻔﺎرﺳ ــﻲ ﺣﯾ ــث ﻛ ــﺎن وﺻ ــﯾﺎ ﻋﻠ ــﻰ ﻋ ــرش اﻟﻣﻐ ــول ‪ ،‬اﻟ ــذي ﺑﻘ ــﻲ ﯾ ــدﯾر دﻓـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌـ ــرش اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ وﻗﺗـ ــﺎ طـ ــوﯾﻼ اﻟـ ــﻰ ان ﺑﻠـ ــﻎ ﻣـ ــن ﺗـ ــﺎﺛﯾرﻩ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﻠـ ــك اﻟﻣﻐـ ــول ﻣرﺣﻠـ ــﺔ‬
‫اﻧﻘﻠ ــب ﻓﯾﻬ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــدﯾن اﻹﺳ ــﻼﻣﻲ وﺗﻌﺎﻟﯾﻣ ــﻪ اﻟﺳ ــﻣﺣﺔ ‪ ،‬ﺑ ــل وراح ﯾﻧ ــﺎدي اﻟ ــﻰ دﻣ ــﺞ‬
‫اﻷدﯾ ــﺎن وﺧﻠ ــق دﯾ ــن ﺟدﯾ ــد ﯾﺗﻣﺎﺷ ــﻰ ﻣ ــﻊ طﺑﯾﻌـ ـﺔ اﻟﺷ ــﻌب اﻟﻬﻧ ــدي ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ ﻛ ــﺎن ﻟ ــزواج‬
‫اﻟﻣﻠ ـ ــك "اﻛﺑ ـ ــر" ﻣ ـ ــن اﻷﻣﯾـ ـ ـرات اﻟراﺟﺑوﺗﯾ ـ ــﺎت اﻟﻬﻧدوﺳ ـ ــﯾﺎت ﻛﺑﯾ ـ ــر أﺛ ـ ــر ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺧﻼﻗ ـ ــﻪ‬
‫وﺳﻠوﻛﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟدﯾﻧﻲ )آﯾن أﻛﺑري ‪(١٥٩ ،٢ ،‬‬

‫ﺳ ــﺎﯾر اﻟﻣﻠـ ـك "اﻛﺑ ــر" ﻛﺎﻓ ــﺔ اﻷدﯾ ــﺎن اﻟﻣﻧﺗﺷـ ـرة ﻓ ــﻲ اﻟﻬﻧ ــد ‪ ،‬وﻗ ــرب اﺗﺑﺎﻋﻬ ــﺎ وزﻋﻣﺎﺋﻬـ ــﺎ‬
‫اﻟـ ــﻰ ﻗﺻ ـ ـرﻩ وﺑﻼطـ ــﻪ ‪ ،‬ﺑـ ــل وﺑﻧـ ــﻰ ﻟﻬـ ــم اﻟﻣﻌﺎﺑـ ــد واﻷدﯾ ـ ـرة واﻟﻛﻧـ ــﺎﺋس ﻓـ ــﻲ ﻓﻧـ ــﺎء اﻟﻘﺻـ ــر‬
‫اﻟﻣﻠﻛـ ــﻲ ‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ اﻧـ ــﻪ ﻧﺣـ ــﻰ ﻣﻧﺣـ ــﺎ ﻓﻠﺳـ ــﻔﯾﺎ ﺟدﯾـ ــدا ﻓـ ــﻲ اﺗﺧـ ــﺎذﻩ ﻣﺑﻧـ ــﻰ ﺧﺎﺻ ـ ـﺎ ﻟﻣﻣﺎرﺳـ ــﺔ‬
‫طﻘوﺳـ ــﻪ وﻣﻌﺗﻘداﺗـ ــﻪ اﻟﺟدﯾـ ــدة واﻟـ ــذي أﺳـ ــﻣﺎﻩ "ﻋﺑـ ــﺎدة ﺧﺎﻧـ ــﻪ" ‪ ،‬ﺷـ ــﯾد ﻫـ ــذا اﻟﻣﺑﻧـ ــﻰ ﻓـ ــﻲ‬
‫ﻣدﯾﻧـ ــﺔ "ﻓـ ــﺎﺗﺣﺑور ﺳـ ــﻛري" ﻟﺗـ ــدارس ﻋﻘﺎﺋـ ــد اﻷدﯾـ ــﺎن وﻣﺑﺎدﺋﻬـ ــﺎ ‪ ،‬ﺣﯾـ ــث ﻗﺎدﺗـ ــﻪ ﺗوﺟﻬﺎﺗـ ــﻪ‬
‫اﻟﻔﻛرﯾ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻰ دﻣ ـ ــﺞ اﻷدﯾ ـ ــﺎن ﺑﻌﺿ ـ ــﻬﺎ ﺑ ـ ــﺑﻌض ‪ ،‬وﺧﻠ ـ ــق دﯾ ـ ــن ﺟدﯾ ـ ــد اﺳ ـ ــﻣﺎﻩ وأﺳ ـ ــﻣﺎﻩ‬
‫اﻟﻌﻠﻣـ ـ ــﺎء واﻟﻔﻘﻬـ ـ ــﺎء ﻓـ ـ ــﻲ ﻋﺻ ـ ـ ـرﻩ ﺑـ ـ ـ ـ"اﻟـ ـ ــدﯾن اﻹﻟﻬـ ـ ــﻲ او اﻟﺗوﺣﯾـ ـ ــد اﻹﻟﻬـ ـ ــﻲ" ‪ ،‬واﻋﺗﺑ ـ ـ ـرﻩ‬
‫اﻟﻣ ـ ــؤرخ اﻟﻬﻧ ـ ــدي "ﺷ ـ ــﺎرﻣﺎ" ‪":‬ﺷ ـ ــﻲء ﺟ ـ ــﺎﻣﻊ ﻟﺧﺻ ـ ــﺎﺋص اﻟﺗو ﺣﯾ ـ ــد اﻹﻟﻬ ـ ــﻲ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗ ـ ــؤﻣن‬
‫ﺑﻬ ـ ـ ــﺎ اﻟﻬﻧدوﺳ ـ ـ ــﯾﺔ واﻟﻣﺟوﺳ ـ ـ ــﯾﺔ واﻟﺟﯾﻧﯾ ـ ـ ــﺔ واﻟﺑوذﯾ ـ ـ ــﺔ واﻟﯾﻬودﯾ ـ ـ ــﺔ واﻟﻧﺻـ ـ ـ ـراﻧﯾﺔ واﻹﺳ ـ ـ ــﻼم‬
‫")‪ ، (Religious Policy of the great Mughals,p155‬وﻗــد ﺑﻠﻐــت‬
‫ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟﺗﺳ ـ ــﺎﻣﺢ اﻟدﯾﻧﯾ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ أظﻬرﻫ ـ ــﺎ اﻟﻣﻠ ـ ــك "اﻛﺑ ـ ــر" ﺗﺟ ـ ــﺎﻩ اﻷدﯾ ـ ــﺎن اﻷﺧ ـ ــرى ﺣ ـ ــدا‬
‫ﺟﻌﻠﻬـ ــم ﯾﻘوﻣـ ــون ﺑﺎﻟـ ــدﻋوة واﻟﺗﺑﺷـ ــﯾر اﻟـ ــﻰ ﻧﺷ ـ ـر ادﯾـ ــﺎﻧﻬم ﺑـ ــﯾن اﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن ‪ ،‬وﯾؤﻛـ ــد ﻫﻧـ ــﺎ‬
‫اﻟﻣ ـ ــؤرخ اﻟﻣﻌﺎﺻ ـ ــر ﻷﻛﺑ ـ ــر "ﻋﺑ ـ ــداﻟﻘﺎدر اﻟﺑ ـ ــداﯾوﻧﻲ" ‪":‬أﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن ﺷ ـ ــﺎء ﻣ ـ ــن اﻟﻣﺳ ـ ــﻠﻣﯾن‬
‫دﺧ ــل ﻓ ــﻲ دﯾ ــﻧﻬم وﻣ ــن ﺷ ــﺎء ﺑﻘ ــﻲ ﻋﻠ ــﻰ ﻣ ــﺎ ﻫ ــو ﻋﻠﯾ ــﻪ ‪ ،‬ﻣﻣ ــﺎ ﺳ ــﺑﺑت ﻫ ــذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳ ــﺎت‬
‫ﺗـ ــداﻋﯾﺎت ﺧطﯾ ـ ـرة ﻟﻺﺳـ ــﻼم واﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن ‪ ،‬ﺑـ ــل وأﻓﻘـ ــدت ﺗﻠـ ــك اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﺔ ﻫﯾﺑـ ــﺔ اﻹﺳـ ــﻼم‬
‫واﻟﻣﺳ ـ ــﻠﻣﯾن ‪ ،‬وﻗ ـ ــد زاد ﻣ ـ ــن ﺣ ـ ــرب اﻟﻣﻠ ـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ــوﻟﻲ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻻﺳ ـ ــﻼم اﻧ ـ ــﻪ راح ﯾط ـ ــﺎرد‬
‫اﻟﻌﻠﻣـ ــﺎء اﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن اﻟـ ــذﯾن أﻋﻠﻧ ـ ـوا ﻣﻌﺎرﺿـ ــﺗﻬم ﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﺗﻪ اﻟدﯾﻧﯾـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ اﻧﺣرﻓـ ــت ﺑﻌﯾـ ــدا‬

‫‪٤٤‬‬
‫ﻋ ـ ــن ﺣﻘﯾﻘ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﺎ ﯾ ـ ــدﻋوا اﻟﯾ ـ ــﻪ اﻻﺳ ـ ــﻼم ‪ ،‬ﻓط ـ ــرد ﻣﺟﻣوﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن اﻟﻌﻠﻣ ـ ــﺎء اﻟﺳ ـ ــﻧﺔ اﻟ ـ ــﻰ‬
‫اﻓﻐﺎﻧﺳ ـ ــﺗﺎن ‪ ،‬ﺣﯾ ـ ــث اﺳ ـ ــﺗﻘروا ﻓ ـ ــﻲ ﻣدﯾﻧ ـ ــﺔ "ﻗﻧ ـ ــدﻫﺎر ")ﻣﻧﺗﺧ ـ ــب اﻟﺗـ ـ ـوارﯾﺦ ‪(٣٠٨ ،٢ ،‬‬
‫‪ ،‬وﺑﻠ ــﻎ ﺗطـ ــرف اﻟﻣﻠـ ــك"أﻛﺑ ــر" ﺣـ ــدا اﻋﺗﺑـ ــر ﻓﯾ ــﻪ ﺗﻌﻠـ ــم اﻟﻠﻐـ ــﺔ اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ وﺗﻌﻠﯾﻣﻬـ ــﺎ ﺟرﯾﻣـ ــﺔ‬
‫ﻧﻛـ ـ ـ ـراء ‪ ،‬وﺣ ـ ـ ــﺎل ﺑﯾﻧﻬ ـ ـ ــﺎ وﺑ ـ ـ ــﯾن اﻧﺗﺷ ـ ـ ــﺎرﻫﺎ ﺑ ـ ـ ــﯾن اﻟﻣﺳ ـ ـ ــﻠﻣﯾن ‪ ،‬ﻻ ﺳ ـ ـ ــﯾﻣﺎ ﻣﻧﻌﻬ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻣـ ــدارس واﻟﻣﻌﺎﻫـ ــد اﻟﻌﻠﻣﯾـ ــﺔ اﻟﻣﻧﺗﺷ ـ ـرة ﻓـ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ــد ‪ ،‬وﻣﻧـ ــﻊ اﯾﺿـ ــﺎ ﺗﻌﻠـ ــم اﻟﻘ ـ ـرآن اﻟﻛ ـ ـرﯾم‬
‫‪ ،‬واﻷﺣﺎدﯾ ـ ــث اﻟﻧﺑوﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺷـ ـ ـرﯾﻔﻪ وﻋﻠوﻣﻬـ ـ ــﺎ ‪ ،‬وﺳـ ـ ــﻣﺢ ﻓ ـ ــﻲ ﻧﻔـ ـ ــس اﻟوﻗ ـ ــت ‪ ،‬ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ــﺎ‬
‫أﻛـ ــدﻩ اﻟﻣ ـــؤرخ اﻟﺑـ ــداﯾوﻧﻲ ‪ ،‬ﻟـ ــﺗﻌﻠم اﻟﻔﻠﺳـ ــﻔﺔ واﻟرﯾﺎﺿـ ــﯾﺎت واﻟطـ ــب واﻟﻔﻠـ ــك واﻟطﺑﯾﻌﯾـ ــﺎت‬
‫واﻟﺷﻌر واﻟﺳﺣر )ﻣﻧﺗﺧب اﻟﺗوارﯾﺦ ‪(٣١٦ ، ٢ ،‬‬

‫اﻗﺗﻔـ ـ ــﻰ اﻟﻣﻠـ ـ ــك "ﺟﻬـ ـ ــﺎﻧﻛﯾر ﺑـ ـ ــن أﻛﺑـ ـ ــر" ﺑﺳﯾﺎﺳـ ـ ــﺔ واﻟـ ـ ــدﻩ ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺗﻘـ ـ ــرب ﻣـ ـ ــن اﻟﻬﻧـ ـ ــدوس‬
‫وﻏﯾـ ــرﻫم ‪ ،‬ﺣﯾـ ــث ﻓـ ــﺗﺢ ﻟﻬـ ــم اﺑ ـ ـواب اﻟرﻋﺎﯾـ ــﺔ واﻟﺧدﻣـ ــﺔ ‪ ،‬وﺣـ ــﺎﻓظ ﻋﻠـ ــﻰ ﺳـ ــﺟدة اﻟﺗﺣﯾـ ــﺔ‬
‫اﻟﺗـ ــﻲ أﻗرﻫـ ــﺎ اﻟﻣﻠـ ــك "أﻛﺑـ ــر" ‪ ،‬ﻟﻛﻧـ ــﻪ ﻋﻔـ ــﺎ اﻟﻌﻠﻣـ ــﺎء واﻟﻣﺷـ ــﺎﯾﺦ واﻟﻔﻘﻬـ ــﺎء اﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن ﻣـ ــن‬
‫ﻣﻣﺎرﺳـ ـ ـ ـ ــﺗﻬﺎ ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺣظ ـ ـ ـ ـ ـرة اﻟﻣﻠـ ـ ـ ـ ــك )‪ ، (Sharma,op-cit,pp.73-74‬وﺣﺻـ ـ ـ ـ ــﻠت‬
‫ﺗط ـ ــورات ﻓـ ـ ــﻲ ﻣﺳ ـ ــﯾرة اﻟﻣﻠـ ـ ــك اﻟﻣﻐـ ـ ــوﻟﻲ ‪ ،‬اذ ﻗ ـ ــرب اﻟﯾـ ـ ــﻪ ﻋﻠﻣ ـ ــﺎء اﻟﺳـ ـ ــﻧﺔ وراح ﯾﺄﺧـ ـ ــذ‬
‫ﺑﻧﺻ ـ ــﺎﺋﺣﻬم اﻟ ـ ــﻰ درﺟـ ـ ــﺔ اﻧ ـ ــﻪ ﺑـ ـ ــدأ ﯾﻧﺻ ـ ــﺎع اﻟـ ـ ــﻰ رﻏﺑ ـ ــﺎﺗﻬم ‪ ،‬ﻓﺣﺿـ ـ ــر ﺑﯾ ـ ــﻊ اﻟﺧﻣـ ـ ــور‬
‫واﻷﻓﯾ ـ ــون ‪ ،‬ﻣ ـ ــﻊ أﻧ ـ ــﻪ ﻛ ـ ــﺎن ﻣ ـ ــدﻣﻧﺎ ﻋﻠﯾﻬ ـ ــﺎ )‪ ، (Tuzuk-i-Jahangiri,p.76‬وﻓ ـ ــﻲ‬
‫ﻋﻬـ ـ ــدﻩ ﻛـ ـ ــﺎن ظﻬـ ـ ــور اﻟﻣﺟـ ـ ــدد اﻟـ ـ ــدﯾﻧﻲ اﻟﺷـ ـ ــﯾﺦ اﻟﻌﻼﻣـ ـ ــﺔ "أﺣﻣـ ـ ــد ﺑـ ـ ــن ﻋﺑـ ـ ــد اﻷوﺣـ ـ ــد‬
‫اﻟﻔ ـ ــﺎروﻗﻲ اﻟﺳـ ـ ــرﻫﻧدي"اﻟ ـ ــذي ﯾﻌـ ـ ــرف ﺑﻣﺟـ ـ ــدد اﻷﻟ ـ ــف اﻟﺛـ ـ ــﺎﻧﻲ اﻟﻬﺟ ـ ــري ‪ ،‬ﻋـ ـ ــﺎش ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫ﻛﻧـ ــف اﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﻋﻬـ ــد "ﺟـ ــﻼل اﻟـ ــدﯾن أﻛﺑـ ــر" ﻗراﺑـ ــﺔ ارﺑﻌـ ــﯾن ﺳـ ــﻧﺔ ‪ ،‬وﻛـ ــﺎن‬
‫ﻣﻌﺎرﺿ ـ ــﺎ أﺷ ـ ــد اﻟﻣﻌﺎرﺿ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ "أﻛﺑ ـ ــر "اﻟدﯾﻧﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﺣﻣ ـ ــل راﯾ ـ ــﺔ اﻟﺗﺻ ـ ــدي‬
‫ﻟﻛـ ــل ﻣﻔﺎﺳـ ــد اﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ــﺔ ‪ ،‬ووﺟـ ــﻪ ﻧﻘـ ــدﻩ وﺣرﺑـ ــﻪ ﺿـ ــد اﻟﺷـ ــﯾﻌﺔ وﺿـ ــد ﻏﯾرﻫـ ــﺎ ﻣـ ــن‬
‫أدﯾ ـ ــﺎن اﻟﻬﻧ ـ ــد اﻷﺧـ ـ ــرى ‪ ،‬ﻟﻌ ـ ــب دورا ﻛﺑﯾـ ـ ـرا ﻓـ ـ ــﻲ اﺻ ـ ــﻼح دوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ـ ــول ﻓ ـ ــﻲ ﻋﻬـ ـ ــد‬
‫"ﺟﻬـ ــﺎﻧﻛﯾر" ‪ ،‬ﺑـ ــل ﯾﻌـ ــود اﻟﯾـ ــﻪ ﺳـ ــﺑب ﻋـ ــودة اﻟﻣﻐـ ــول اﻟـ ــﻰ دﯾـ ــﻧﻬم اﻹﺳـ ــﻼﻣﻲ اﻟﺣﻧﯾـ ــف‬
‫واﻟـ ــﺗﺧﻠص ﺷـ ــﯾﺋﺎ ﻓﺷـ ــﯾﺋﺎ ﻣـ ــن ﻣـ ــؤﺛرات ادﯾـ ــﺎن اﻟﻬﻧـ ــد اﻷﺧـ ــرى ‪ ،‬واﻷﻣـ ــر اﻟـ ــذي ﯾﺣﺳـ ــب‬
‫"ﻟﻠﺳ ــرﻫﻧدي" أﻧ ــﻪ ﺷـ ــن ﺣرﺑ ــﺎ ﺿروﺳـ ــﺎ ﺿ ــد اﻟﺷ ــﯾﻌﺔ ‪ ،‬وأﻟـ ــف ﻓ ــﯾﻬم ﻛﺗﺑـ ــﺎ ﻛﺛﯾـ ـرة ﯾﻌـ ــري‬
‫ﻣﻌﺗﻘـ ــداﺗﻬم ﺗﺟـ ــﺎﻩ اﻟرﺳـ ــول واﻟﺻـ ــﺣﺎﺑﺔ اﻟﻛ ـ ـرام ‪ ،‬ﻣـ ــن ﺗﻠـ ــك اﻟﻛﺗـ ــب واﻟرﺳـ ــﺎﺋل ‪ ،‬رﺳـ ــﺎﻟﺔ‬

‫‪٤٥‬‬
‫ﺑﻌﻧ ـ ـوان"رد راﻓﺿـ ــﺔ " ‪ ،‬اﻧﺗﻘـ ــد ﻓﯾﻬـ ــﺎ اﻋﻣـ ــﺎل اﻟﺷـ ــﯾﻌﺔ ﺑﺻ ـ ـراﺣﺔ وﺟ ـ ـرأة وﻛﺷـ ــف اﻟﻧﻘـ ــﺎب‬
‫ﻋ ــن زﯾﻔﻬ ــﺎ ‪ ،‬وﻫ ــو ﻣ ــﺎ دﻓـ ــﻊ ﺑﺎﻟﺷ ــﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻧﻔ ــذﯾن ﻓ ــﻲ ﺑـ ــﻼط اﻟﻣﻐ ــول ﻟﻠوﺷ ــﺎﯾﺔ ﺑ ــﻪ اﻟـ ــﻰ‬
‫اﻟﻣﻠ ـ ـ ــك ‪ ،‬ﺣﺗ ـ ـ ــﻰ اﻋﺗﻘﻠ ـ ـ ــﻪ وأودﻋ ـ ـ ــﻪ اﻟﺳ ـ ـ ــﺟن ‪ ،‬وﻛ ـ ـ ــﺎن ﻟ ـ ـ ــﻪ ﻛﺑﯾ ـ ـ ــر أﺛ ـ ـ ــر ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺗﻐﯾﯾ ـ ـ ــر‬
‫ﻣﻌﺗﻘـ ــدات اﻟﺳـ ــﺟﻧﺎء ‪ ،‬اﻷﻣـ ــر اﻟـ ــذي دﻓـ ــﻊ ﺑﻣﻠـ ــك اﻟﻣﻐـ ــول اﻟـ ــﻰ اطـ ــﻼق ﺳ ـ ـراﺣﺔ وﻣﻧﺣـ ــﻪ‬
‫اﻟﺣرﯾـ ــﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﻧﺷ ـ ــر اﻟ ـ ــدﻋوة اﻻﺳـ ــﻼﻣﯾﺔ اﻟﺻ ـ ــﺣﯾﺣﺔ )ﻣﺳ ـ ــﻌود اﻟﻧ ـ ــدوي‪ ،‬ﺗ ـ ــﺎرﯾﺦ‬
‫اﻟدﻋوة اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻧد ‪،‬ص ‪/١٠٢‬ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‪.(٤٤ ،٥،‬‬

‫ﻟ ـ ــم ﺗﺗوﻗـ ـ ــف دﻋـ ـ ــوة اﻟﻣﺟـ ـ ــدد اﻟﺳـ ـ ــرﻫﻧدي ﻋﻧ ـ ــد اﺣـ ـ ــداث ﺗﻐﯾﯾ ـ ـ ـرات واﺻـ ـ ــﻼﺣﺎت دﯾﻧﯾـ ـ ــﺔ‬
‫واﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ دوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول ﻓـ ــﻲ ﻋﺻـ ــر اﻟﻣﻠـ ــك "ﺟﻬـ ــﺎﻧﻛﯾر" ﻓﺣﺳـ ــب ‪ ،‬ﺑـ ــل اﺳـ ــﺗﻣر‬
‫ﺗـ ــﺄﺛﯾر دﻋوﺗـ ــﻪ واﺻـ ــﻼﺣﺎﺗﻪ ﺗﺗوﻏـ ــل ﻓ ـ ـﻲ اﻋﻣـ ــﺎق اﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن ﻓـ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ــد ‪ ،‬اﻟـ ــﻰ درﺟـ ــﺔ‬
‫ان اﻟﻣﻠـ ـ ــك "ﺷـ ـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن" راح ﯾﻧﺣـ ـ ــﺎز ﺑوﺿـ ـ ــوح اﻟـ ـ ــﻰ اﻟﻣـ ـ ــذﻫب اﻟﺳـ ـ ــﻧﻲ اﻟـ ـ ــذي ﯾﻣﺛ ـ ـ ــل‬
‫ﻣ ـ ــذﻫب اﻟﻣﻐ ـ ــول ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ــد ‪ ،‬وﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــرﻏم ﻣ ـ ــن ان واﻟ ـ ــدة "ﺷ ـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن" ﻫﻧدوﺳـ ـ ــﯾﺔ‬
‫وﻣـ ـ ــن أﺻـ ـ ــول "راﺟﺑوﺗﯾـ ـ ــﺔ" ‪ ،‬اﻻ ان ذﻟـ ـ ــك ﻟـ ـ ــم ﯾﺣـ ـ ــدث ﺧـ ـ ــﻼﻻ ﻓـ ـ ــﻲ ﻋﻘﯾـ ـ ــدة اﻟﻣﻠـ ـ ــك‬
‫اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ اﻟـ ــذي وﺟـ ــﻪ ﺳﯾﺎﺳـ ــﺔ دوﻟﺗـ ــﻪ اﻟدﯾﻧﯾـ ــﺔ ﺑﺎﺗﺟـ ــﺎﻩ ﺻـ ــﺣﯾﺢ وﻣﺛﻣـ ــر ‪ ،‬ﻓﻛـ ــﺎن ظﻬـ ــور‬
‫اﻟﻣﻠ ـ ـ ــك اﻟﺟدﯾ ـ ـ ــد ﺻ ـ ـ ــﻔﺣﺔ ﺟدﯾ ـ ـ ــدة ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺗ ـ ـ ــﺎرﯾﺦ اﻟﻬﻧ ـ ـ ــد ‪ ،‬ﺣﯾ ـ ـ ــث اﺳ ـ ـ ــﺗﻘﺑﻠﻪ اﻟﻣﺳ ـ ـ ــﻠﻣون‬
‫ﺑﺎﻟﺗرﺣ ـ ــﺎب ‪ ،‬وﻗ ـ ــد اﻓﺗ ـ ــﺗﺢ ﻋﺻـ ـ ـرﻩ ﺑ ـ ــﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣ ـ ــن اﻻﺻ ـ ــﻼﺣﺎت اﻟدﯾﻧﯾ ـ ــﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ـ ــﺔ ‪،‬‬
‫ﻣ ـ ــن أﺑرزﻫ ـ ــﺎ ﻋ ـ ــودة ﻧﺷ ـ ــﺎط اﻟ ـ ــدﻋوة اﻵﺳ ـ ــﻼﻣﯾﺔ ﺑ ـ ــﯾن اﻟﻣﺳ ـ ــﻠﻣﯾن واﻟﻬﻧ ـ ــدوس ‪ ،‬وﺑﻧ ـ ــﺎء‬
‫اﻟﻣﺳـ ــﺎﺟد ﻓ ـ ــﻲ رﺑ ـ ــوع اﻟﻬﻧ ـ ــد ‪ ،‬واﻻﻫﺗﻣ ـ ــﺎم ﺑـ ــﺎﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟ ـ ــدﯾﻧﻲ ‪ ،‬ورﻋﺎﯾ ـ ــﺔ وﺗﻘ ـ ــدﯾر اﻟﻌﻠﻣ ـ ــﺎء‬
‫واﻟﻔﻘﻬ ـ ــﺎء اﻟﻣﺳ ـ ــﻠﻣﯾن ‪ ،‬ﻛﻣ ـ ــﺎ وﺟ ـ ــﻪ ﺣروﺑ ـ ــﺎ طﺎﺣﻧ ـ ــﺔ ﺿ ـ ــد اﻟﺷ ـ ــﯾﻌﺔ ‪ ،‬ﺣﯾ ـ ــث ﺧﺻ ـ ــص‬
‫وﻟ ـ ـ ــدﻩ"اوراﻧﺟزﯾ ـ ـ ــب" ﻟﻣواﺟﻬ ـ ـ ــﺔ اﻟﺷ ـ ـ ــﯾﻌﺔ ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻗﻠ ـ ـ ــﯾم "اﻟ ـ ـ ــدﻛن" ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺟﻧ ـ ـ ــوب اﻟﻬﻧ ـ ـ ــد ‪،‬‬
‫ﺧﺻوﺻـ ـ ــﺎ ﻣﻣﻠﻛﺗـ ـ ــﻲ "ﺑﯾﺟـ ـ ــﺎﺑور"و"ﻛوﻟﻛﻧـ ـ ــدة" اﻟﺷـ ـ ــﯾﻌﯾﺗﯾن ‪ ،‬وﻫـ ـ ــﻲ اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺟﻌﻠـ ـ ــت ﻣـ ـ ــن‬
‫"اوراﻧﺟزﯾ ـ ـ ــب" ﺳ ـ ـ ــﻧﯾﺎ ﻣﺗﻌﺻ ـ ـ ــﺑﺎ ‪ ،‬وﻋ ـ ـ ــدوا ﻟ ـ ـ ــدودا ﻟﻠراﻓﺿ ـ ـ ــﺔ اﻟﺷ ـ ـ ــﯾﻌﺔ ‪ ،‬وﺧﻼﻓ ـ ـ ــﺎ ﻟﻣ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺗﻣﺗﻌـ ــت ﺑـ ــﻪ اﻟدﯾﺎﻧـ ــﺔ اﻟﻬﻧدوﺳـ ــﯾﺔ ﻣـ ــن ﺗﺳـ ــﺎﻣﺢ دﯾﻧـ ــﻲ ﻻ ﺣـ ــدود ﻟـ ــﻪ اﯾـ ــﺎم اﻟﻣﻠـ ــك "أﻛﺑـ ــر"‬
‫و"ﺟﻬ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻛﯾر" ‪ ،‬وﺣﺻ ـ ـ ـ ــوﻟﻬم ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﻧﻔ ـ ـ ـ ــوذ ﺳﯾﺎﺳ ـ ـ ـ ــﻲ ﻛﺑﯾ ـ ـ ـ ــر وﻗ ـ ـ ـ ــوي ‪ ،‬وﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋﻬ ـ ـ ـ ــد‬
‫"ﺷ ــﺎﻫﺟﺎن" ﺣرﻣ ـ ـوا ﻣـ ــن ﺟﻣﯾـ ــﻊ ﺗﻠـ ــك اﻷﻣﺗﯾـ ــﺎزات اﻟﺗـ ــﻲ ﺣﺻـ ــﻠوا ﻋﻠﯾﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟﺳـ ــﺎﺑق ‪،‬‬
‫وﺣﻘﯾﻘ ـ ــﺔ اﻷﻣ ـ ــر ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺎن اﻟﻣﻠ ـ ــك "ﺷ ـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن " ﻗ ـ ــد ﺳ ـ ــﺎر ﻓ ـ ــﻲ ﺑﺎﻟدوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾ ـ ــﺔ ﻧﺣ ـ ــو‬

‫‪٤٦‬‬
‫ﺗﻐﻠﯾـ ـ ــب ﻣﺑـ ـ ــﺎديء اﻟـ ـ ــدﯾن اﻹﺳـ ـ ــﻼﻣﻲ اﻟﺣﻧﯾـ ـ ــف ‪ ،‬ﻧﺎﺑـ ـ ــذا ﺟﻣﯾـ ـ ــﻊ اﻟﻐﻘﺎﺋـ ـ ــد واﻟﻬرطﻘـ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﻔﻠﺳـ ــﻔﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﯾﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﻻﻗـ ــت رواﺟ ـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ﻋﺻ ـ ــور أﺳـ ــﻼﻓﻪ ‪ ،‬وﻫ ـ ــو اﻟﺳـ ــﺑب ﻓ ـ ــﻲ‬
‫ﻓرض ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻌﻘﺎﺋدي اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺷﺑﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧدﯾﺔ ‪.‬‬

‫وﻣـ ــﻊ ذﻟـ ــك ﻛﻠ ـ ـﻪ ‪ ،‬ﻓـ ــﺎن اﻟﻣﻠـ ــك "ﺷـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن" ‪ ،‬ورﻏـ ــم ﺗدﯾﻧـ ــﻪ وﻣﯾوﻻﺗـ ــﻪ اﻹﺳـ ــﻼﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻻ‬
‫أﻧـ ــﻪ وﻗـ ــﻊ ﻓـ ــﻲ ﺧطـ ــﺄ ﻛﺑﯾـ ــر ﺣﯾﻧﻣـ ــﺎ أﻋﻠـ ــن وﻻﯾـ ــﺔ اﻟﻌﻬـ ــد ﻟوﻟـ ــدﻩ" داراﺷـ ــﯾﻛو" ‪ ،٢‬اﻷﻣﯾـ ــر‬
‫اﻟ ــذي ﻛ ــﺎن ﺑﺎرﻋ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﻋﻠ ــوم اﻟﻔﻠﺳ ــﻔﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳ ــﺔ واﻟﻛ ــﻼم ‪ ،‬واﻟ ــذي ﻟﻘ ــﻲ ﺗﺄﯾﯾ ــدا ﻣﻧﻘط ــﻊ‬
‫اﻟﻧظﯾـ ــر ﻣـ ــن ﻛـ ــل اﻟـ ــدﯾﺎﻧﺎت واﻟطواﺋـ ــف ﻏﯾـ ــر اﻟﺳـ ــﻧﯾﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ــد ‪ ،‬ﺑـ ــل وﺳـ ــﺎرﻋوا اﻟـ ــﻰ‬
‫ﺑﯾﻌﺗ ـ ــﻪ وﻣﻧﺣ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــوﻻء ‪ ،‬ووﺿ ـ ــﻌوا ﺗﺣ ـ ــت ﺗﺻ ـ ــرﻓﻪ ﻣﻌظ ـ ــم ﻣ ـ ــﺎ ﯾﻣﺗﻠﻛوﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن ﻗـ ـ ـوات‬
‫ﻣﺣﺎرﺑ ــﺔ ‪ ،‬وﺗﻠـ ــك ﻛﺎﻧـ ــت اﻷﺳـ ــﺑﺎب وراء اﻧﻘـ ــﻼب أﺧوﺗـ ــﻪ ﻋﻠﯾـ ــﻪ وﻓـ ــﻲ ﻣﻘـ ــدﻣﺗﻬم اﻷﻣﯾـ ــر‬
‫"ﻣﺣ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ــدﯾن اوراﻧـ ـ ـ ـك زﯾ ـ ـ ــب‪ "،‬اﻟ ـ ـ ــذي ﺗﺣﻣ ّ ـ ـ ـ ـل ﻛﺎﻣ ـ ـ ــل اﻟﻣﺳ ـ ـ ــؤوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻘﺿ ـ ـ ــﺎء ﻋﻠﯾ ـ ـ ــﻪ‬
‫وﺗﺧﻠـ ــﯾص ﻣﻣﻠﻛـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول ﻣـ ــن ﺷـ ــرورﻩ ‪ ،‬ﻋﻠـ ــﻰ أن وﺟـ ــﻪ اﻻﺧـ ــﺗﻼف ﺑـ ــﯾن ﻣـ ــﺎ ﺗﻣﺗ ـ ــﻊ‬
‫ﺑـ ــﻪ ﺟـ ــدﻩ اﻟﻣﻠـ ــك "أﻛﺑـ ــر"ﻣـ ــن أﻓﻛـ ــﺎر ﻓﻠﺳـ ــﻔﯾﺔ ‪ ،‬وﺑـ ــﯾن ﻣـ ــﺎ ﺗﻣﺗـ ــﻊ ﺑـ ــﻪ "دارا ﺷـ ــﯾﻛوﻩ" ﯾُ ﻌـ ــد‬
‫ﻛﺑﯾ ـ ـرا ﺟـ ــدا ‪ ،‬ﻓـ ــﺎن "أﻛﺑـ ــر " ﻟـ ــم ﯾﻛـ ــن ﺻـ ــﺎﺣب ﻋﻠـ ــم وﻣﻌرﻓـ ــﺔ ‪ ،‬ﺑـ ــل ﻛـ ــﺎن أﻣﯾـ ــﺎ ﻻ ﯾﻘ ـ ـرأ‬
‫وﻻ ﯾﻛﺗ ــب ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣ ــﺎ ﻛ ــﺎن "داراﺷ ــﯾﻛو" ﻣ ــن ﻓﻼﺳ ــﻔﺔ اﻟﻬﻧ ــد وﻋﻠﻣﺎﺋﻬ ــﺎ اﻟﻧﺟﺑ ــﺎء ‪ ،‬وﻫ ــو ﻣ ــﺎ‬
‫أﺛ ـ ــﺎر ﻣﺧ ـ ــﺎوف اﻷﺳـ ـ ـرة اﻟﻣﻐوﻟﯾ ـ ــﺔ ﺑرﻣﺗﻬ ـ ــﺎ ‪ ،‬وﻋﻠ ـ ــﻰ رأﺳ ـ ــﻬم اﻷﻣﯾ ـ ــر "اوراﻧـ ـ ـك زﯾ ـ ــب" ‪،‬‬
‫اﻟـ ـ ــذي ﻛـ ـ ــﺎن ﺧـ ـ ــﻼف ﺷ ـ ـ ــﻘﯾﻘﻪ ﯾﻧﺣـ ـ ــﺎز ﺑﺷـ ـ ــﻛل ﻛﺎﻣـ ـ ــل اﻟ ـ ـ ــﻰ ﻋﻠـ ـ ــوم اﻟـ ـ ــدﯾن واﻟﺷـ ـ ـ ـرﯾﻌﺔ‬
‫اﻹﺳـ ــﻼﻣﯾﺔ وﺗﺣدﯾـ ــدا اﻟﻣـ ــذﻫب اﻟﺳـ ــﻧﻲ ‪ ،‬وﺣﯾﻧﻣـ ــﺎ اﻋﺗﻠـ ــﻰ ﻋـ ــرش اﻟﻣﻐـ ــول ﻓـ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ــد ‪،‬‬
‫وﻫ ـ ــو اﻟ ـ ــذي ﺗرﺑ ـ ــﻰ وﺗﻌﻠ ـ ــم ﻋﻠ ـ ــوم اﻟﺷـ ـ ـرﯾﻌﺔ اﻹﺳ ـ ــﻼﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﺗﻣ ـ ــرس ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻗﺗ ـ ــﺎل اﻟﻔ ـ ــرق‬
‫واﻟﻣ ـ ــذاﻫب واﻷدﯾـ ـ ـﺎن اﻷﺧ ـ ــرى ‪ ،‬ﺑﻛ ـ ــل ﻣ ـ ــﺎ أوﺗ ـ ــﻲ ﻣ ـ ــن ﻗ ـ ــوة ‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑ ـ ــر ﻋﺻـ ـ ـرﻩ ﻓﺗﺣ ـ ــﺎ‬
‫ﺟدﯾ ــدا ﻟﻠﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن ﻓـ ــﻲ ﺷـ ــﺑﻪ اﻟﻘـ ــﺎرة اﻟﻬﻧدﯾـ ــﺔ ﺑرﻣﺗﻬ ــﺎ ‪ ،‬وﻗـ ــد ﺗﻘـ ــدم ﻣﻌﻧـ ــﺎ ﺣروﺑـ ــﻪ اﻟﻛﺛﯾ ـ ـرة‬
‫ﻓـ ـ ــﻲ ﻣﺧﺗﻠـ ـ ــف اﻗـ ـ ــﺎﻟﯾم اﻟﻬﻧـ ـ ــد ‪ ،‬ﺣﯾـ ـ ــث ﺛـ ـ ــﺎرت ﻋﻠﯾـ ـ ــﻪ ﻗﺑﺎﺋـ ـ ــل اﻟراﺟﺑـ ـ ــوت اﻟﻬﻧدوﺳـ ـ ــﯾﺔ ‪،‬‬

‫‪ ٢‬وﻟ ﺪ اﻷﻣﯿ ﺮ "داراﺷ ﯿﻜﻮه" ﻟﻠﯿﻠ ﺔ ﺑﻘﯿ ﺖ ﻣ ﻦ ﺷ ﮭﺮ ﺻ ﻔﺮ ﺳ ﻨﺔ ‪١٠٢٤‬ھ ـ ‪ ،‬وﻛ ﺎن ﺑﺎرﻋ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻠ ﻮم واﻟﻤﻌ ﺎرف‬
‫اﻟﻔﻠﺴ ﻔﯿﺔ ‪ ،‬وﻟ ﮫ ﻓﯿﮭ ﺎ ﻣﺼ ﻨﻔﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ ‪ ،‬ﻣﻨﮭ ﺎ‪" :‬ﻓ ﻲ ﺳ ﯿﺮ اﻟﻤﺸ ﺎﯾﺦ" ‪ ،‬و"ﺳ ﻔﯿﻨﺔ اﻷوﻟﯿ ﺎء" ‪ ،‬و"ﺳ ﻜﯿﻨﺔ‬
‫اﻷوﻟﯿ ﺎء" ‪ ،‬و"اﻟﺴ ﺮ اﻷﻛﺒ ﺮ واﻷﻋﻈ ﻢ " ‪ ،‬و"رﺳ ﺎﻟﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻌ ﺎرف" ‪ ،‬وﻟ ﮫ ﻣﺼ ﻨﻒ ﻧﻘ ﺶ ﻓ ﻲ ﻋﻨﻮاﻧ ﮫ‬
‫ﺗﺼ ﺎوﯾﺮ ﻋﻈﻤ ﺎء اﻟﮭﻨ ﻮد ﻣﻜ ﺎن "ﺑﺴ ﻢ ﷲ اﻟ ﺮﺣﻤﻦ اﻟ ﺮﺣﯿﻢ" ‪ ،‬ﺑ ﻞ وﻗ ﺎل ﻓ ﻲ ﺧﻄﺒ ﺔ اﻟﻜﺘ ﺎب‪":‬أﻧ ﮫ ﻟ ُ ﺐ اﻟﻘ ﺮآن‬
‫وأﻧ ﮫ ﺳ ﺮ ﻣﻜﻨ ﻮن ﻻ ﯾﻤﺴ ﮫ إﻻ اﻟﻤﻄﮭ ﺮون ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﻣﺼ ﻨﻔﺎﺗﮫ اﻟﺬاﺋﻌ ﺔ اﻟﺼ ﯿﺖ " اﻟﺘﻄﺒﯿ ﻖ ﻓﯿﻤ ﺎ ﺑ ﯿﻦ ﻣ ﺬھﺐ‬
‫اﻟﮭﻨ ﺎدك وأھ ﻞ اﻹﺳ ﻼم ‪ ،‬ﻗﺘﻠ ﮫ ﺷ ﻘﯿﻘﮫ "اوراﻧﺠﺰﯾ ﺐ" ﺳ ﻨﺔ ‪١٠٧٠‬ھ ـ )ﻧﺰھ ﺔ اﻟﺨ ﻮاطﺮ ‪ ،‬ج ‪ ، ٥‬ص ‪-١٤٣‬‬
‫‪(١٤٤‬‬
‫‪٤٧‬‬
‫وطﺎﺋﻔ ـ ــﺔ اﻟﺳ ـ ــﯾﺦ ﻓ ـ ــﻲ وﻻﯾ ـ ــﺔ اﻟﺑﻧﺟ ـ ــﺎب ‪ ،‬واﻟﺷ ـ ــﯾﻌﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــدﻛن ‪ ،‬ﺟﻧ ـ ــوب اﻟﻬﻧ ـ ــد ‪ ،‬ﻛ ـ ــل‬
‫ﺗﻠـ ـ ــك اﻟﺛـ ـ ــورات ﻛﺎﻧـ ـ ــت ﺑﺳـ ـ ــﺑب ﺗوﺟﻬﺎﺗـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ــﻲ ﺗطﺑﯾـ ـ ــق اﻟﺷ ـ ـ ـرﯾﻌﺔ اﻹﺳـ ـ ــﻼﻣﯾﺔ وﺟﻌﻠﻬـ ـ ــﺎ‬
‫اﻟدﯾن اﻷوﺣد اﻟذي ﯾﺣﻛم اﻟﺑﻼد ‪.‬‬

‫ذﻫ ـ ــب اﻟﻣؤرﺧ ـ ــون ﻓ ـ ــﻲ ذﻛ ـ ــر ﺳ ـ ــﯾرﺗﻪ وﻣﻧﺎﻗﺑ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــذاﻫب ﺷ ـ ــﺗﻰ ‪ ،‬اﻻ اﻧﻧ ـ ــﺎ ﻧﻘ ـ ــف ﻋﻧ ـ ــد‬
‫اﻟـ ــذي ذﻛ ـ ـرﻩ اﻟﻣـ ــؤرخ اﻟﻧـ ــدوي ‪ ":‬ﻛـ ــﺎن "اوراﻧ ـ ـك زﯾـ ــب" ﻋﺎﻟﻣـ ــﺎ دﯾﻧـ ــﺎ ﺗﻘﯾـ ــﺎ ورﻋـ ــﺎ ﻣﺗﺻـ ــﻠﺑﺎ‬
‫ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣ ـ ــذﻫب)اﻟﺳ ـ ــﻧﻲ(‪ ،‬ﯾﺗ ـ ــدﯾن ﺑﺎﻟﻣ ـ ــذﻫب اﻟﺣﻧﻔ ـ ــﻲ ‪ ،‬ﻻ ﯾﺗﺟ ـ ــﺎوز ﻋﻧ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﻲ ﻗ ـ ــول او‬
‫ﻋﻣـ ــل ‪ ،‬وﻛ ـ ــﺎن ﯾﻌﻣ ـ ــل ﺑﺎﻟﻌزﯾﻣ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﯾﺻ ـ ــﻠﻲ اﻟﺻ ـ ــﻼة اﻟﻣﻔروﺿ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ اواﺋ ـ ــل أوﻗﺎﺗﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﺟﻣﺎﻋـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﺳـ ــﺟد ‪ ،‬وﯾﻘـ ــﯾم اﻟﺳـ ــﻧن واﻟﻧواﻓـ ــل ﻣـ ــﺎ أﻣﻛـ ــن ‪ ،‬وﻛـ ــﺎن ﯾﺣـ ــﻲ اﻟﻠﯾ ـ ــﺎﻟﻲ‬
‫ﺑـ ـ ــﺎﻟﺗراوﯾﺢ ‪ ،‬وﯾﻌﺗﻛـ ـ ــف ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻌﺷ ـ ـ ـرة اﻷواﺧـ ـ ــر ﻣـ ـ ــن ﺷـ ـ ــﻬر رﻣﺿـ ـ ــﺎن اﻟﻣﺑـ ـ ــﺎرك ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻣﺳـ ــﺟد ‪ ،‬وﯾﺻـ ــوم اﻟﺗط ـ ـوع ﯾـ ــوﻣﻲ اﻷﺛﻧـ ــﯾن واﻟﺧﻣـ ــﯾس ‪ ،‬وﻛـ ــﺎن ﯾرﺳـ ــل اﻟﻧـ ــﺎس ﺗﺑﺎﻋـ ــﺎ‬
‫ﻷداء ﻓرﯾﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺞ )ﻧزﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواطر‪ ، (Sarkar,iii,53/١٢٤ ،٦ ،‬ﻛﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺣـ ــرص ﻋﻠـ ــﻰ ﺑـ ــذل اﻷﻋطﯾـ ــﺎت ﻟﻠﻣﺣﺗـ ــﺎﺟﯾن ‪ ،‬ﻻ ﺳـ ــﯾﻣﺎ ﻓـ ــﻲ اﯾـ ــﺎم اﻟﺣـ ــﺞ ‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ ﻛـ ــﺎن‬
‫ﯾﺣ ـ ــﺎﻓظ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻷذﻛ ـ ــﺎر واﻷدﻋﯾـ ـ ــﺔ اﻟﻣـ ـ ــﺄﺛورة ﻋ ـ ــن اﻟﻧﺑـ ـ ــﻲ ﺻ ـ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾـ ـ ــﻪ وﺳـ ـ ــﻠم ‪،‬‬
‫وﺻـ ــﺎﺣب اﻟﻌﻠﻣـ ــﺎء واﻟﻔﻘﻬـ ــﺎء واﻟﻣﺷـ ــﺎﯾﺦ ‪ ،‬وﺣﻔـ ــظ اﻟﻘ ـ ـرآن اﻟﻛ ـ ـرﯾم ‪ ،‬وذﻟـ ــك ﺑﻌـ ــد ﺟﻠوﺳـ ــﻪ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻌـ ــرش ‪ ،‬ﻓـ ــﺄرخ ﺑﻌـ ــض اﻟﻣـ ــؤرﺧﯾن ﻟﺑـ ــدء ﺣﻔظـ ــﻪ ﻣـ ــن ﻗوﻟـ ــﻪ ﺗﻌـ ــﺎﻟﻰ ‪ ":‬ﺳـ ــﻧﻘرﺋك‬
‫ﻓ ــﻼ ﺗﻧﺳ ــﻰ"‪ ،‬وﻟﺗﻣ ــﺎم ﺣﻔظ ــﻪ ﻟﻠﻘـ ـرآن " ﻟـ ــوح ﻣﺣﻔ ــوظ" ‪ ،‬وﻣ ــن ﻣ ــﺂﺛرﻩ ‪ ،‬ﻛ ــﺎن ﻟ ــﻪ ﻣﻌرﻓـ ــﺔ‬
‫ﻓـ ــﻲ اﻟﺣـ ــدﯾث اﻟﻧﺑـ ــوي اﻟﺷ ـ ـرﯾف ‪ ،‬وأﻟـ ــف ﻓـ ــﻲ ذﻟـ ــك ﻛﺗﺎﺑـ ــﺎ أﺳـ ــﻣﺎﻩ‪ ":‬اﻷرﺑﻌـ ــﯾن" ‪ ،‬ﺟﻣـ ــﻊ‬
‫ﻓﯾـ ــﻪ ارﺑﻌـ ــﯾن ﺣـ ــدﯾﺛﺎ ﻣـ ــن أﻗ ـ ـوال اﻟرﺳـ ــول ﻣﺣﻣـ ــد ﺻـ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾـ ــﻪ وﺳـ ــﻠم ‪ ،‬وذﻟـ ــك ﻗﺑـ ــل‬
‫ﺗوﻟﯾ ـ ـ ــﻪ اﻟﻌ ـ ـ ــرش اﻟﻣﻐ ـ ـ ــوﻟﻲ ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ـ ــد )ﻧزﻫ ـ ـ ــﺔ اﻟﺧـ ـ ـ ـواطر‪، (١٢٦ ،١٢٥ /٦ ،‬وﺑﻠ ـ ـ ــﻎ‬
‫ﺑ ـ ـ ـ"اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب" اﻟزﻫـ ــد ﻣﺑﻠﻐ ـ ــﺎ ﻛﺑﯾـ ـ ـرا ‪ ،‬ﻓﺎﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻊ ﺳ ـ ــﻌﺔ ﺳ ـ ــﻠطﺎﻧﻪ ‪ ،‬ﻛ ـ ــﺎن ﯾﺄﻛ ـ ــل ﺧﺑ ـ ــز‬
‫اﻟﺷـ ــﻌﯾر ﻓـ ــﻲ ﺷـ ــﻬر رﻣﺿـ ــﺎن ‪ ،‬وﯾﺻـ ــﻠﻲ ﺑﺎﻟﻧـ ــﺎس اﻟﺗ ـ ـراوﯾﺢ)اﻟﻣﺣﺑـ ــﻲ‪ ،‬ﺧﻼﺻ ـ ـﺔ اﻷﺛـ ــر‪،‬‬
‫ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‪(١٣٣/٦ ،‬‬

‫وﻣـ ـ ــﻊ ان "اوراﻧ ـ ـ ـك زﯾـ ـ ــب" ﻣﻠﻛـ ـ ــﺎ ﻻ ﻋﺎﻟﻣـ ـ ــﺎ ‪ ،‬اﻻ أﻧـ ـ ــﻪ اﺳـ ـ ــﺗطﺎع ﺑﻘـ ـ ــوة اﯾﻣﺎﻧـ ـ ــﻪ وﻓﻬﻣـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﻘـ ـ ــوي ﻟدﯾﻧـ ـ ــﻪ ان ﯾﺟـ ـ ــدد ﻓـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ــدﯾن اﻹﺳـ ـ ــﻼﻣﻲ ‪ ،‬وﯾﺻـ ـ ــﻠﺢ ﻣـ ـ ــن أﺣ ـ ـ ـوال اﻟﻣﺳـ ـ ــﻠﻣﯾن‬
‫ودوﻟ ــﺗﻬم ﻓـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ــد ‪ ،‬ﺣﺗـ ــﻰ ﺳ ــﺎﻗﻪ اﻧﺗﻣـ ــﺎءﻩ اﻟﻘـ ــوي ﻟﻺﺳ ــﻼم ‪ ،‬أﻧـ ــﻪ ﺟﻣ ــﻊ ﻋـ ــدد ﻛﺑﯾـ ــر‬

‫‪٤٨‬‬
‫ﻣـ ــن ﻋﻠﻣـ ــﺎء وﻓﻘﻬـ ــﺎء اﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن اﻷﺣﻧـ ــﺎف ‪ ،‬طﺎﻟﺑـ ــﺎ ﻣـ ــﻧﻬم ﺗﺻـ ــﻧﯾف ﻛﺗـ ــﺎب ﻓـ ــﻲ اﻟﻔﻘـ ــﻪ‬
‫اﻟﺣﻧﻔـ ــﻲ ﯾﺣـ ــوي ﻛﺎﻓـ ــﺔ اﻟﻣﺳـ ــﺎﺋل اﻟﻔﻘﻬﯾـ ــﺔ ‪ ،‬ﻟﯾﻛـ ــون ﺑﻣﺛﺎﺑـ ــﺔ اﻟدﺳـ ــﺗور اﻟـ ــذي ﺗﺣـ ــﺗﻛم اﻟﯾـ ــﻪ‬
‫اﻟدوﻟ ـ ــﺔ واﻟﻘﺿ ـ ــﺎء ﻋﻧ ـ ــد اﻟﻣﻐ ـ ــول اﻟﻣﺳ ـ ــﻠﻣﯾن ‪ ،‬وﻟﺑ ـ ــﻰ اﻟﻌﻠﻣ ـ ــﺎء اﻟﻧ ـ ــداء ‪ ،‬وﺷ ـ ــﻛل ﻣ ـ ــﻧﻬم‬
‫ﻓرﯾﻘـ ـ ــﺎ ﻟﺗـ ـ ــﺄﻟﯾف اﻟﻛﺗـ ـ ــﺎب ‪ ،‬وﺗرأﺳـ ـ ــﻬم اﻟﺷـ ـ ــﯾﺦ اﻟﻌﻼﻣـ ـ ــﺔ ﻧظـ ـ ــﺎم اﻟـ ـ ــدﯾن اﻟﺑرﻫـ ـ ــﺎﻧﺑوري ‪،‬‬
‫وﺻ ـ ــﻧﻔوا ﻛﺗﺎﺑ ـ ــﺎ ﻣوﺳ ـ ــوﻋﯾﺎ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻔﻘ ـ ــﻪ اﻟﺣﻧﻔ ـ ــﻲ ‪ ،‬ﺳ ـ ــﻣﻲ ﺑـ ـ ـ ـ" اﻟﻔﺗ ـ ــﺎوى اﻟﻌﺎﻟﻣﻛﯾرﯾ ـ ــﺔ او‬
‫‪٣‬‬
‫اﻟﻔﺗـ ــﺎوى اﻟﻬﻧدﯾ ـ ــﺔ" ‪ ،‬وﻗ ـ ــد اﻧﻔـ ـ ـق ﻋﻠﯾﻬ ـ ــﺎ اﻟﻣﻠ ـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ــوﻟﻲ ﻣ ـ ــﺎﺋﺗﻲ اﻟ ـ ــف ﻣ ـ ــن اﻟﻧﻘ ـ ــود ‪،‬‬
‫وﺗﻌﺗﺑ ـ ــر ﺗﻠ ـ ــك اﻟﻔﺗ ـ ــﺎوى ﻣ ـ ــن ﻣﻧﺟ ـ ـ ـزات اﻟﻣﻠ ـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ــوﻟﻲ"اوراﻧ ـ ــك زﯾ ـ ــب" اﻟﺣﺿـ ـ ــﺎرﯾﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﻬـ ـ ــو ﻣـ ـ ــن اﻟزﻋﻣـ ـ ــﺎء اﻟﻣﺳـ ـ ــﻠﻣﯾن اﻟﻘﻼﺋـ ـ ــل اﻟـ ـ ــذﯾن وﺿـ ـ ــﻌوا ﻣرﺟﻌﯾـ ـ ــﺎت ﻓﻘﻬﯾـ ـ ــﺔ ﺷـ ـ ــﺎﻣﻠﺔ‬
‫ﺗﻧـ ــﺗظم ﺑﻬـ ــﺎ ﻣﺳـ ــﯾرة اﻟدوﻟـ ــﺔ وﻗواﻧﯾﻧﻬـ ــﺎ ‪ ،‬وﺑـ ــذﻟك ﯾﻛـ ــون اﻟﻣﻠـ ــك اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ "اوراﻧـ ــك زﯾـ ــب"‬
‫ﻣ ـ ــن اﻟﻣﻠ ـ ــوك اﻟﺳ ـ ــﻣﻠﯾن اﻟﻘﻼﺋ ـ ــل اﻟ ـ ــذﯾن اﻋﺗﻧـ ـ ـوا ﺑﺎﻟﺗﺷـ ـ ـرﯾﻊ اﻹﺳ ـ ــﻼﻣﻲ ووﺿ ـ ــﻊ ﻗـ ـ ـواﻧﯾن‬
‫ﻟﻠدوﻟﺔ ‪.‬‬

‫وﻣـ ــن اﻹﺻـ ــﻼﺣﺎت اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺑﻧﺎﻫـ ــﺎ "اوراﻧـ ــك زﯾـ ــب" ‪ ،‬أﻧـ ــﻪ اﻋطـ ــﻰ اﻟﻔﻘ ـ ـراء واﻟﻣﺣﺗـ ــﺎﺟﯾن‬
‫اﻟﻌطﺎﯾ ـ ـ ــﺎ اﻟﺟزﻟ ـ ـ ــﺔ اﻟﻛﺛﯾـ ـ ـ ـرة ‪ ،‬واﻋﻔ ـ ـ ــﺎﻫم ﻣ ـ ـ ــن دﻓ ـ ـ ــﻊ اﻟﻐراﻣ ـ ـ ــﺎت واﻟﺿـ ـ ـ ـراﺋب اﻟﻣﺳ ـ ـ ــﺗﺣﻘﺔ‬
‫ﻋﻠـ ــﯾﻬم ‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ أﻧـ ــﻪ اﻫـ ــﺗم اﻫﺗﻣﺎﻣـ ــﺎ ﻛﺑﯾ ـ ـرا ﻓـ ــﻲ ﺑﻧـ ــﺎء اﻟﻣﺳـ ــﺎﺟد ﻓـ ــﻲ رﺑـ ــوع اﻟﻬﻧـ ــد ‪ ،‬ﻓـ ــﻲ‬
‫ﺷـ ــﻣﺎﻟﻬﺎ وﺟﻧوﺑﻬ ـ ــﺎ وﺷ ـ ــرﻗﻬﺎ وﻏرﺑﻬ ـ ــﺎ ‪ ،‬ﻛ ـ ــﺎن ﻣـ ــن أﺑرزﻫ ـ ــﺎ ﻣﺳ ـ ــﺟد"ﺑ ـ ــﺎد ﺷ ـ ــﺎﻫﻲ ﻣﺳ ـ ــﺟد"‬
‫اﻟﻘ ـ ــﺎﺑﻊ ﻓ ـ ــﻲ ﻣدﯾﻧ ـ ــﺔ ﻻﻫ ـ ــور اﻟﺑﺎﻛﺳ ـ ــﺗﺎﻧﯾﺔ ‪ ،‬واﻟ ـ ــذي ﯾﻌﺗﺑ ـ ــر ﺗﺣﻔ ـ ــﺔ ﻣﻌﻣﺎرﯾ ـ ــﺔ ﻓرﯾ ـ ــدة ﻓ ـ ــﻲ‬
‫ﻓﻧﻬ ـ ـ ــﺎ وز ﺧرﻓﺗﻬ ـ ـ ــﺎ وﻫﻧدﺳ ـ ـ ــﺗﻬﺎ ‪،‬وﻋﻣ ّ ـ ـ ــر اﻟﻘ ـ ـ ــدﯾم ﻣﻧﻬ ـ ـ ــﺎ ‪ ،‬وﺻ ـ ـ ــرف اﻟرواﺗ ـ ـ ــب واﻷرزاق‬
‫ﻟﻸﺋﻣ ـ ــﺔ واﻟوﻋ ـ ــﺎظ واﻟﻣ ـ ــؤذﻧﯾﯾن ‪ ،‬وأﺳ ـ ــس دورا ﻟﻠﻌﺟـ ـ ـزة ﺳ ـ ــﻣﯾت ﺑ ـ ـ ـ" ﺑﻠﻐ ـ ــور ﺧﺎﻧ ـ ــﺎت" ‪،‬‬
‫ﺣﯾ ــث اﻧﺗﺷ ــرت ﻓ ــﻲ ﻣﻌظ ــم اراﺿ ــﻲ اﻟﻬﻧ ــد ‪ ،‬وﻛ ــﺎن ﯾرﺳ ــل اﻟﻌطﺎﯾ ــﺎ اﻟﻛﺛﯾـ ـرة اﻟ ــﻰ أﻫ ــل‬
‫اﻟﺣـ ـ ــرﻣﯾن اﻟﺷ ـ ـ ـرﯾﻔﯾن ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﻲ ﻣﻛـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻛرﻣـ ـ ــﺔ واﻟﻣدﯾﻧـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻧـ ـ ــورة )ﻧزﻫـ ـ ــﺔ اﻟﺧ ـ ـ ـواطر‪/٦،‬‬
‫‪ ، (١٢٨،١٢٩‬وﻣ ـ ــن اﻫﺗﻣﺎﻣﺎﺗ ـ ــﻪ اﻟﺧﺎﺻ ـ ــﺔ اﻧ ـ ــﻪ ﻛ ـ ــﺎن ﯾ ـ ــﺗﻘن اﻟﻠﻐ ـ ــﺔ اﻟﻌرﺑﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﯾﻛﺗ ـ ــب‬

‫‪ ٣‬وﻣﻤ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ ﻣﻘﺪﻣ ﺔ اﻟﻔﺘ ﺎوى اﻟﻌﺎﻟﻤﻜﯿﺮﯾ ﺔ ‪ ":‬أﻟﮭ ﻢ أﻣﯿ ﺮ اﻟﻤ ﺆﻣﻨﯿﻦ ‪ ،‬إﻣ ﺎم اﻟﻐ ﺰاة ورأس اﻟﻤﺠﺎھ ﺪﯾﻦ "اﺑ ﻮ‬
‫اﻟﻤﻈﻔ ﺮ ﻣﺤ ﻲ اﻟ ﺪﯾﻦ اوراﻧ ﻚ زﯾ ﺐ ﺑﮭ ﺎدر ﻋ ﺎﻟﻤﻜﯿﺮ اﻟﻐ ﺎزي " اﻟ ﻰ ﺗ ﺄﻟﯿﻒ ﻛﺘ ﺎب ﯾﻔ ﺮغ ﻣ ﻦ اﻟﺘﮭ ﺬﯾﺐ اﻷﻧﯿ ﻖ ‪،‬‬
‫ﻓ ﻲ ﻗﺎﻟ ﺐ اﻟﻜﻤ ﺎل ‪ ،‬وﯾﻠ ﺒﺲ ﺣﺴ ﻦ اﻟﺘﺮﺗﯿ ﺐ ﺣﻠ ﺔ اﻟﺠﻤ ﺎل ‪ ،‬ﻋﺎرﯾ ﺎ ﻋ ﻦ اﻹطﻨ ﺎب واﻹﻣ ﻼل ‪ ،‬ﺣﺎوﯾ ﺎ ﻟﻤﻌﻈ ﻢ‬
‫اﻟﺮواﯾ ﺎت اﻟﺼ ﺤﯿﺤﺔ ‪ ،‬ﻣﺸ ﺘﻤﻼ ﻋﻠ ﻰ ﺟ ﻞ اﻟ ﺪراﯾﺎت اﻟﻨﺠﯿﺤ ﺔ ‪ ،‬ﯾﺒ ﯿﻦ اﻟﻐ ﺚ ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻤﯿﻦ ‪ ،‬وﯾﻤﯿ ﺰ اﻟﻀ ﻌﯿﻒ‬
‫ﻣ ﻦ اﻟﻤﺘ ﯿﻦ ‪ ،‬ﻓﺤﺸ ﺪ ﻟ ﮫ اﻟﺤ ﺬاق ﻓ ﻲ ھ ﺬا اﻟﻔ ﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء اﻟﻐﺎﺋﺼ ﯿﻦ ﻋﻠ ﻰ ﻓﺮاﺋ ﺪه ‪ ،‬وﻛﻠ ﺪ اﻟﻜﺘ ﺐ اﻟﻤﺪوﻧ ﺔ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺔ ﻟﻔﻮاﺋ ﺪه ‪ ،‬ﻓ ﺄوﻋﺰ اﻟ ﯿﮭﻢ ﺑﺎﻟﻜ ﺪش ﻓ ﻲ ﻣﺨﺎﯾ ﻞ ھ ﺬا اﻟﻔ ﻦ ‪ ،‬ﺣﺘ ﻰ أﺗﻤ ﻮه وﺳ ﻤﻮه ﺑ ـ"اﻟﻔﺘ ﺎوى اﻟﻌﺎﻟﻤﻜﯿﺮﯾ ﺔ‪،‬‬
‫ﻧﺴ ﺒﺔ ﻟﻠﻤﻠ ﻚ "اوراﻧ ﻚ زﯾ ﺐ"‪ ،‬وھ ﻮ ﻣ ﺪون ﺑﺎﻷﺻ ﻞ اﻟﻌﺮﺑ ﻲ )اﻟﻔﺘ ﺎوى اﻟﻌﺎﻟﻤﻜﯿﺮﯾ ﺔ ‪ ،‬ج‪ ،١‬ص ‪ ، ٣ ،٢‬طﺒ ﻊ‬
‫ﻛﻮﺗﺎ ‪ ،‬ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن ‪١٣٩٨ ،‬ھـ‪١٩٧٨/‬م(‬
‫‪٤٩‬‬
‫ﺑﻬ ـ ــﺎ ‪ ،‬وﺑ ـ ــرع ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺧ ـ ــط ﯾﻛﺗ ـ ــب اﻟﻧﺳ ـ ــﺦ واﻟﻧﺳ ـ ــﺗﻌﻠﯾق واﻟﺷﻛﺳ ـ ــﺗﻪ ‪ ،‬ﺣﺗ ـ ــﻰ اﻧ ـ ــﻪ ﻛﺗ ـ ــب‬
‫ﻣﺻـ ــﺣﻔﺎ ﺑﺧ ـ ــط ﯾـ ــدﻩ ﻗﺑـ ــل ﺟﻠوﺳ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻌـ ــرش وارﺳ ـ ــﻠﻪ اﻟ ـ ــﻰ اﻟﻣﺳـ ــﺟد اﻟﺣـ ـ ـرام ﻓ ـ ــﻲ‬
‫ﻣﻛ ـ ــﺔ اﻟﻣﻛرﻣ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﺑﻌ ـ ــد ﺟﻠوﺳ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻌ ـ ــرش ﻛﺗ ـ ــب ﻣﺻ ـ ــﺣﻔﺎ آﺧ ـ ــر وأﻧﻔـ ـ ـق ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﺗذﻫﯾﺑـ ـ ــﻪ وﺗﺟﻠﯾـ ـ ــدﻩ ﺳـ ـ ــﺑﻌﺔ آﻻف روﺑﯾـ ـ ــﺔ ﻫﻧدﯾـ ـ ــﺔ وارﺳـ ـ ــﻠﻬﺎ اﻟـ ـ ــﻰ اﻟﻣﺳـ ـ ــﺟد اﻟﻧﺑـ ـ ــوي ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣﻧورة )ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‪(١٢٨ /٦ ،‬‬

‫اﻓﺗ ــﺗﺢ ﻋﻬـ ــدﻩ ﺑﺎﻋﺗﻣ ــﺎد اﻟﺗﻘـ ــوﯾم اﻟﻬﺟـ ــري و اﻟﻐ ــﺎء اﻟﺗﻘـ ــوﯾم اﻹﻟﻬـ ــﻲ اﻟ ــذي أﻣـ ــر ﺑﺗطﺑﯾﻘـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻠـ ــك "اﻛﺑـ ــر" ‪ ،‬ﺣﯾـ ــث أﻟﻐـ ــﻰ "اﻛﺑـ ــر" اﻟﺗﻘـ ــوﯾم اﻹﺳـ ــﻼﻣﻲ )اﻟﻬﺟـ ــري( ‪ ،‬واﺗﺧـ ــذ ﺗﻘوﯾﻣـ ــﺎ‬
‫ﯾﺑ ـ ــدأ ﻓﯾ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن ﯾ ـ ــوم ﺟﻠوﺳ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻌ ـ ــرش ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ــد ﺳ ـ ــﻧﺔ ‪٩٦٣‬ﻫ ـ ـ ـ ‪ ،‬ﺣﯾ ـ ــث اﻣ ـ ــر‬
‫اﻟﻣﻠـ ــك "اﻛﺑـ ــر" اﻟﻣـ ــؤرﺧﯾن وﻛﺗـ ــﺎب اﻟوﻗـ ــﺎﺋﻊ واﻟﻣراﺳـ ــم اﻟﯾوﻣﯾـ ــﺔ ﺑﺎﻋﺗﻣـ ــﺎد اﻟﺗﻘـ ــوﯾم اﻟﺟدﯾـ ــد‬
‫‪ ،‬طﺎﻟﺑـ ــﺎ ﻣـ ــﻧﻬم ﺟﻌـ ــل اﻟﺗـ ــﺎرﯾﺦ اﻷﻟﻔـ ــﻲ اﻷﻛﺑـ ــري اﻟﺟدﯾـ ــد ﻫـ ــو اﻟﺗﻘـ ــوﯾم اﻟرﺳـ ــﻣﻲ ﻟﻠدوﻟـ ــﺔ‬
‫)اﻟﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداﯾوﻧﻲ ‪ ،‬ﻣﻧﺗﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب اﻟﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوارﯾﺦ ‪ ، (٣١٦-٣١٠/٢ ،‬وﺑﺎﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت دور ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك‬
‫اﻟﻌﻣـ ــﻼت وﺿ ـ ـرﺑﻬﺎ ﻓـ ــﻲ إﺛﺑـ ــﺎت اﻟﺗـ ــﺎرﯾﺦ )اﻟﺗﻘـ ــوﯾم اﻹﻟﻬـ ــﻲ( اﻟـ ــﻰ ﺟﺎﻧـ ــب اﺳـ ــم اﻟﻣﻠـ ــك‬
‫ﻓﺄﺑطﻠﻬـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻣﻠـ ـ ـ ــك "اورﻟﻧـ ـ ـ ــك زﯾـ ـ ـ ــب" )اﻟﺑـ ـ ـ ــداﯾوﻧﻲ ‪ ،(٣٢٧،٣٢٨/٢،‬وذﻫـ ـ ـ ــب "اوراﻧـ ـ ـ ــك‬
‫زﯾـ ــب" ﺑﻌﯾـ ــدا ﻓـ ــﻲ ﺗﻐﯾﯾـ ــر ﺟـ ــذري ﻟﻌﻣـ ــوم ﻧﻬـ ــﺞ وﺳﯾﺎﺳـ ــﺔ ﺟـ ــدﻩ اﻟﻣﻠـ ــك "اﻛﺑـ ــر" ‪ ،‬ﻓـ ــﺄﻟﻐﻰ‬
‫ﻛﺎﻓـ ــﺔ اﻟﻣراﺳـ ــﯾم واﻟﻌـ ــﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾـ ــد اﻟرﺳـ ــﻣﯾﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــﺑﻼط اﻟﻣﻠﻛـ ــﻲ ‪ ،‬ﻣﻧﻬـ ــﺎ ‪ ،‬اﻟﺗوﻗـ ــف‬
‫ﻋ ـ ــن اﻟﺳ ـ ــﻼم ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻣﻠ ـ ــك اﻧﺣﻧ ـ ــﺎءا ورﻛوﻋ ـ ــﺎ )‪ ، (Smith,p.159‬وﻗ ـ ــد أﻓﺗ ـ ــﻰ ﻛﺛﯾ ـ ــر‬
‫ﻣ ـ ــن ﻋﻠﻣ ـ ــﺎء اﻟﻣﺳ ـ ــﻠﻣﯾن ﺑﺟـ ـ ـواز اﻟرﻛ ـ ــوع ﻟﻠﻣﻠ ـ ــك‪ ،‬ﻣ ـ ــن ﻫ ـ ــؤﻻء اﻟﻌﻠﻣ ـ ــﺎء اﻟﺷ ـ ــﯾﺦ "ﺗ ـ ــﺎج‬
‫اﻟـ ــدﯾن اﻟ ـ ــدﻫﻠوي" اﻟ ـ ــذي ﻛ ـ ــﺎن ﻋﻠـ ــﻰ طرﯾﻘ ـ ــﺔ اﻟﺷ ـ ــﯾﺦ اﺑ ـ ــن ﻋرﺑـ ــﻲ ‪ ،‬ﺑ ـ ــل وزﯾ ـ ــن ﻟﻠﻣﻠ ـ ــك‬
‫اﻟﻌﺻـ ــﻣﺔ واﻟﻛﻣـ ــﺎل ﻓـ ــﻲ ﻧﻔﺳـ ــﻪ ‪ ،‬وأﻓﺗـ ــﻰ ﺑﺟ ـ ـواز اﻟﺳـ ــﺟود ﻟـ ــﻪ)اﻟﺑـ ــداﯾوﻧﻲ ‪، (٣٦٥/٢ ،‬‬
‫اﻧطﻠ ــق "اوراﻧ ــك زﯾ ــب" ﯾﺣﻣ ــل ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌ ــﺎدات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ اﻟﺳ ــﯾﺋﺔ اﻟﺗ ــﻲ اﻧﺗﺷ ــرت ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣ ـ ــﻊ وأﺛـ ـ ــرت ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ ﺗـ ـ ــﺄﺛﯾرا ﻛﺑﯾ ـ ـ ـرا ‪ ،‬ﻣﻧﻬـ ـ ــﺎ اﻧﺗﺷـ ـ ــﺎر ﺷـ ـ ــرب اﻟﺧﻣـ ـ ــور ﻓـ ـ ــﻲ ﻋﻣـ ـ ــوم‬
‫اﻷراﺿـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧدﯾـ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﺗﺣﻘﯾﻘ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻬـ ـ ـ ــذﻩ اﻟﻐﺎﯾـ ـ ـ ــﺔ ﻓﻘـ ـ ـ ــد أﻓـ ـ ـ ــرد ﻟﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻣﺻـ ـ ـ ــﻠﺣﺔ ﺧﺎﺻـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻓﻺﺣﺗﺳ ـ ــﺎب اﻟﺷ ـ ــرﻋﻲ ‪ ،‬وﻋ ـ ــﯾن ﻟﻬ ـ ــﺎ اﻟﻣ ـ ــوظﻔﯾن اﻟﺧﺎﺻ ـ ــﯾن واﻟﻌﻣ ـ ــﺎل اﻟ ـ ــذﯾن ﯾﻘوﻣ ـ ــون‬
‫ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذ اﻷواﻣـ ـ ــر اﻟﻣﻠﻛﯾـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــذا اﻟﻐـ ـ ــرض )ﺧـ ـ ــﺎﻓﻲ ﺧـ ـ ــﺎن ‪ ،(٨/٢ ،‬وﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟـ ــرﻏم ﻣﻣـ ــﺎ ﺑذﻟـ ــﻪ "اوراﻧـ ــك زﯾـ ــب" ﻣـ ــن ﺟﻬـ ــود ﻛﺑﯾ ـ ـرة ﻓـ ــﻲ ﺳـ ــﺑﯾل اﻟﻘﺿـ ــﺎء ﻋﻠـ ــﻰ ﻋـ ــﺎدة‬

‫‪٥٠‬‬
‫ﺷـ ـ ــرب اﻟﺧﻣـ ـ ــور واﻧﺗﺷـ ـ ــﺎرﻫﺎ ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣـ ـ ــﻊ ‪ ،‬اﻻ اﻧـ ـ ــﻪ ﻟـ ـ ــم ﯾﺣﻘـ ـ ــق اﻟﻧﺟـ ـ ــﺎح اﻟﻣطﻠـ ـ ــوب‬
‫ﻟﻠ ـ ــﺗﺧﻠص ﻣﻧﻬ ـ ــﺎ ‪ ،‬وﯾؤﻛ ـ ــد اﻟﻣ ـ ــؤرخ اﻟﻬﻧ ـ ــدي "ﺷ ـ ــﺎرﻣﺎ" ‪ ":‬ان اوراﻧ ـ ــك زﯾ ـ ــب" ﻟ ـ ــم ﯾﺣﻘ ـ ــق‬
‫اﻟﻧﺟ ــﺎح اﻟﻣطﻠ ــوب ﻷن اﻟﻔﺳ ــﺎد ﻛ ــﺎن ﻗ ــدد ﺗﻔﺷـ ــﻰ ﻓ ــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣ ــﻊ وﺑﻠ ــﻎ ﻣ ــن ﻗﺑﻠ ــﻪ ﻣﺑﻠﻐـ ــﺎ‬
‫ﻟـ ــم ﯾﻌـ ــد ﻣﻣﻛﻧـ ــﺎ اﻟﻘﺿـ ــﺎء اﻟﺗـ ــﺎم ﻋﻠﯾـ ــﻪ واﺳﺗﺋﺻـ ــﺎل ﺷـ ــﺄﻓﺗﻪ‪ ،‬اﻻ أن اﻟﻔﺧـ ــﺎر ﻛـ ــل اﻟﻔﺧـ ــﺎر‬
‫ﻟﻠﻣﻠـ ــك "اوراﻧـ ــك زﯾـ ــب" اﻟـ ــذي ﻟـ ــم ﯾـ ــﺄل ﺟﻬـ ــدا ﻓـ ــﻲ ﺳـ ــﺑﯾل ﺗﺧﻠـ ــﯾص اﻟﻬﻧـ ــد ﺑرﻣﺗﻬـ ــﺎ ﻣـ ــن‬
‫اﻧﺗﺷ ـ ــﺎر ﺗﻠ ـ ــك اﻵﻓ ـ ــﺔ اﻟﺷـ ـ ـرﯾرة " )‪ ، (Sharma,124‬ﻛﻣ ـ ــﺎ أﺻ ـ ــدر ﻗـ ـ ـرارا ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺛﺎﻟ ـ ــث‬
‫ﻋﺷـ ـ ــر ﻣـ ـ ــن ﺷـ ـ ــﻬر أﯾـ ـ ــﺎر‪/‬ﻣـ ـ ــﺎﯾو ‪١٦٥٩‬م ‪ ،‬وﻋﻣﻣـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺳـ ـ ــﺎﺋر اﻟوﻻﯾـ ـ ــﺎت اﻟﻬﻧدﯾـ ـ ــﺔ‬
‫ﯾطﻠ ـ ــب وﻻة اﻟدوﻟ ـ ــﺔ واﻟﻣﺣﺗﺳ ـ ــﺑﯾن ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ اﻟ ـ ــﻰ ﻣﻧ ـ ــﻊ اﻻﺗﺟ ـ ــﺎر او ﺗﻌ ـ ــﺎطﻲ اﻟﻣﺧ ـ ــدرات ‪،‬‬
‫ﻣﺛ ـ ـ ــل اﻷﻓﯾ ـ ـ ــون واﻟﺣﺷ ـ ـ ــﯾش وﻏﯾرﻫ ـ ـ ــﺎ ‪ ،‬ﺣﯾ ـ ـ ــث اﻧﺗﺷ ـ ـ ــرت اﻧﺗﺷ ـ ـ ــﺎرا واﺳ ـ ـ ــﻌﺎ ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ـ ــد‬
‫)‪ ، (Sharma,123,124‬ﻛﻣ ـ ـ ــﺎ أﺻ ـ ـ ــدر اواﻣـ ـ ـ ـرﻩ اﻟﻣﻠﻛﯾ ـ ـ ــﺔ ﺑﻣﻧ ـ ـ ــﻊ اﻻﺣﺗﻔ ـ ـ ــﺎل ﺑﺷ ـ ـ ــﻬر‬
‫ﻣﺣرم اﻟﺣرام ﻣن ﻛل ﻋﺎم ﻫﺟري )‪(Sarkar,iii,54‬‬

‫ﻟ ـ ــم ﯾﺗ ـ ـ ـوان اﻟﻣﻠـ ـ ــك "اوراﻧ ـ ــك زﯾـ ـ ــب" ﻟﺣظـ ـ ــﺔ واﺣـ ـ ــدة ﻋ ـ ــن ان ﯾوﻗـ ـ ــﻊ أﺷـ ـ ــد اﻟﻌﻘوﺑـ ـ ــﺎت ‪،‬‬
‫ﯾﺻ ـ ــل ﺑﻌﺿ ـ ــﻬﺎ ﺣ ـ ــد اﻟﻘﺗ ـ ــل واﻟﺗﺷـ ـ ـرﯾد ﻋﻠ ـ ــﻰ اوﻟﺋ ـ ــك اﻟ ـ ــذﯾن ﯾﺗط ـ ــﺎوﻟون ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺧﻠﻔ ـ ــﺎء‬
‫اﻟراﺷـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾن ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ــب واﻟﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﺗم واﻟﻘـ ـ ـ ـ ـ ــدح واﻟـ ـ ـ ـ ـ ــذم ‪ ، (Manucci,ii,160)،‬وﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن‬
‫اﺻـ ـ ــﻼﺣﺎﺗﻪ ﺣﺿـ ـ ــر اﻗﺎﻣـ ـ ــﺔ اﻟﺣﻔـ ـ ــﻼت اﻟﻐﻧﺎﺋﯾـ ـ ــﺔ اﻟراﻗﺻـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﻲ ﻋﻣـ ـ ــوم اﻟﻬﻧـ ـ ــد ‪ ،‬ﺑـ ـ ــل‬
‫واﺻـ ـ ــدر اواﻣ ـ ـ ـرﻩ ﺑطـ ـ ــرد اﻟﻣﻐﻧـ ـ ــﯾن واﻟﻣﻐﻧﯾـ ـ ــﺎت )‪ ،(Sarkar,iii,55‬ﻛﻣـ ـ ــﺎ اﺑطـ ـ ــل ﻋـ ـ ــﺎدة‬
‫ﻣـ ــن ﻋـ ــﺎدات اﻟـ ــﺑﻼط اﻟﻣﻠﻛـ ــﻲ ‪ ،‬وﻫـ ــﻲ ﺗـ ــوزﯾن اﻟﻣﻠـ ــك ﻛـ ــل ﺳـ ــﻧﺔ ﻓـ ــﻲ ﻋﯾـ ــد اﻟﻧﯾـ ــروز ‪،‬‬
‫ﯾﻘﺎﺑﻠـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﯾ ـ ـزان اﻟـ ــذﻫب واﻟﻔﺿـ ــﺔ ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣـ ــﺎ ﯾﺗﺻـ ــدق ﺑﻣﺟﻣـ ــوع ﺗﻠـ ــك اﻷﻣ ـ ـوال ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫اﻟﻔﻘـ ـ ـراء واﻟﻣﺣﺗ ـ ــﺎﺟﯾن ‪ ،‬زﻋﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــن أﺑ ـ ــﺎطرة اﻟﻣﻐ ـ ــول اﻟﻘ ـ ــدﻣﺎء أن ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻌ ـ ــﺎدة ﺗﻘ ـ ــﯾﻬم‬
‫ﻧواﺋـ ــب اﻟـ ــدﻫر وﺷـ ــرورﻩ ‪ ،‬وﺗـ ــدﻓﻊ ﻋـ ــﻧﻬم ﻧﺣـ ــس اﻟﺳـ ــﻧﯾن ‪ ،‬أﺑطﻠﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟﺳـ ــﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾـ ــﺔ‬
‫ﻋﺷـ ـ ــر ﻣـ ـ ــن ﺟﻠوﺳـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻌـ ـ ــرش اﻟﻣﻐـ ـ ــوﻟﻲ )‪ ، (Sarkar,iii,56‬وﺣﺿـ ـ ــر ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻣﻧﺟﻣـ ـ ـ ــﯾن واﻟﺳـ ـ ـ ــﺣرة واﻟﻣﺷـ ـ ـ ــﻌوذﯾن ﻣـ ـ ـ ــن ﻣزاوﻟـ ـ ـ ــﺔ أﻋﻣـ ـ ـ ــﺎﻟﻬم ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ـ ــﻧﺔ ‪١٦٧٥‬م ‪،‬‬
‫ﺑﻣوﺟـ ـ ــب اواﻣـ ـ ــر ﻣﻠﻛﯾـ ـ ــﺔ رﺳـ ـ ــﻣﯾﺔ )‪ ، (Manucci,iii,57‬وأﻟﻐـ ـ ــﻰ اﻻﺣﺗﻔـ ـ ــﺎﻻت ﺑﺎﻋﯾـ ـ ــﺎد‬
‫اﻟﻣ ـ ــﯾﻼد اﻟﻣﻠﻛﯾ ـ ــﺔ )‪ ، (Sakar,iii,57‬وﻣﻧ ـ ــﻊ ﻛ ـ ــذﻟك ﻣ ـ ــﺎ ﯾﻌ ـ ــرف ﺑﺎﻟطﻠ ـ ــﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ ﺷُ ـ ـرﻓﺎت اﻟﻘﺻـ ــر ﻟﺗﺗﻣﺗـ ــﻊ اﻟرﻋﯾـ ــﺔ ﺑـ ــﺎﻟﻧظر اﻟـ ــﻰ وﺟـ ــوﻫﻬم اﻟﻣﯾﻣوﻧـ ــﺔ ‪ ،‬ﺷـ ــﺄﻧﻬم ﻓـ ــﻲ‬

‫‪٥١‬‬
‫ذﻟـ ــك ﺷـ ــﺄن اﻟﻣﻠـ ــوك اﻟوﺛﻧﯾـ ــون ﻓـ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ــد اﻟـ ــذﯾن ﻛﺎﻧـ ــت ﺗﻌﺑـ ــدﻫم رﻋﺎﯾـ ــﺎﻫم وﺗﻘدﺳـ ــﻬم ‪،‬‬
‫اﻧﻘط ــﻊ ﻋ ــن ﻣﻣﺎرﺳ ــﺗﻬﺎ اﻟﻣﻠ ــك "اوراﻧ ــك زﯾـ ــب" ﻓ ــﻲ اﻟﺳ ــﻧﺔ اﻟﺣﺎدﯾ ــﺔ ﻋﺷـ ـرة ﻣ ــن ﺗوﻟﯾـ ــﻪ‬
‫ﻋرش اﻟﻬﻧد )ﻣﺳﻌود اﻟﻧدوي‪،‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻟدﻋوة اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻧد ‪(١٣٣،‬‬

‫ﻣ ـ ــن اﻹﺟـ ـ ـراءات اﻟﺗ ـ ــﻲ اﻋﺗﺑرﻫ ـ ــﺎ اﻟﻬﻧ ـ ــدوس وﻏﯾ ـ ــرﻫم ﻣ ـ ــن اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺎت اﻟﻣﺗﺷ ـ ــددة اﻟﺗ ـ ــﻲ‬
‫طﺑﻘﻬ ـ ــﺎ اﻟﻣﻠ ـ ــك "اوراﻧ ـ ــك زﯾ ـ ــب" ﻓ ـ ــﻲ اﻣﺑراطورﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐ ـ ــول ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ــد ‪ ،‬ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺗﻪ ﻓ ـ ــﻲ‬
‫اﻋـ ـ ــﺎدة اﻟﻌﻣ ـ ـ ــل ﺑﺿـ ـ ـ ـرﯾﺑﺔ اﻟﺟزﯾـ ـ ــﺔ ‪ ،‬اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ اﻟﻐﺎﻫ ـ ـ ــﺎ ﻣﻠـ ـ ــوك اﻟﻣﻐ ـ ـ ــول اﻟﺳ ـ ـ ــﺎﺑﻘﯾن وﻓ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﻣﻘـ ــدﻣﺗﻬم "ﺟـ ــﻼل اﻟـ ــدﯾن ﻣﺣﻣـ ــد اﻛﺑـ ــر" ‪ ،‬و"ﺟﻬـ ــﺎﻧﻛﯾر" و"ﺷـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن" ‪ ،‬وﻛـ ــﺎن ﯾﻬـ ــدف‬
‫ﻣـ ـ ــن وراء ﺗطﺑﯾـ ـ ــق ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﺿ ـ ـ ـرﯾﺑﺔ اﻟـ ـ ــﻰ ﺗﻬﯾـ ـ ــﺄة اﻷﺟ ـ ـ ـواء اﻟﻣﻧﺎﺳـ ـ ــﺑﺔ اﻣـ ـ ــﺎم اﻟﻣ ـ ـ ـواطﻧﯾن‬
‫ﻟﻠـ ــدﺧول ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــدﯾن اﻹﺳـ ــﻼﻣﻲ ‪ ،‬إﺿـ ــﺎﻓﺔ اﻟـ ــﻰ زﯾـ ــﺎدة ﻫﯾﻣﻧـ ــﺔ اﻟدوﻟـ ــﺔ وﻣراﻓﻘﻬـ ــﺎ اﻟﺗـ ــﻲ‬
‫ﺗﺳ ـ ـ ــﯾطر ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﻛﺎﻓـ ـ ـ ــﺔ أراﺿـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ـ ـ ــد )اﻟﻧـ ـ ـ ــدوي‪ ،(١٣٣/٦،‬وﻗـ ـ ـ ــد ﻻﺣـ ـ ـ ــظ اﻟرﺣﺎﻟـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻻوروﺑـ ــﻲ " ﻣﺎﻧوﺷـ ــﻲ ‪ "Manucci‬اﻟـ ــذي ﻛـ ــﺎن ﺷـ ــﺎﻫدا ﻋﻠـ ــﻰ ﻋﺻـ ــر اﻟﻣﻠـ ــك "اوراﻧـ ــك‬
‫زﯾ ــب" ‪ ،‬ﻻﺣ ــظ اﻋـ ــدادا ﻛﺑﯾـ ـرة ﻣ ــن اﻟﻬﻧـ ــدوس وﻏﯾ ــرﻫم ﯾ ــدﺧﻠون ﻓـ ــﻲ اﻟ ــدﯾن اﻹﺳـ ــﻼﻣﻲ‬
‫‪ ،‬ﻋﻠ ــﻰ ان ﻣﻌظ ــم ﻫ ــؤﻻء اﻟ ــذﯾن دﺧﻠـ ـوا ﻣ ــن اﻟ ــذﻣﯾﯾن ﻓ ــﻲ اﻹﺳ ــﻼم اﻧﻣ ــﺎ ﺑﺳ ــﺑب ﻋ ــدم‬
‫ﻗ ـ ـ ــدرﺗﻬم ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ دﻓ ـ ـ ــﻊ اﻷﻣـ ـ ـ ـوال اﻟﻣطﻠوﺑ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺟزﯾ ـ ـ ــﺔ )‪ ، (Manucci,ii,234‬وﻣﻣ ـ ـ ــﺎ ﻻ‬
‫ﺷ ــك ﻓﯾ ــﻪ ان ﺳﯾﺎﺳ ــﺔ "اوراﻧ ــك زﯾ ــب" ﻓ ــﻲ ﻓ ــرض ﺿـ ـرﯾﺑﺔ اﻟﺟزﯾ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــذﻣﯾﯾن أدت‬
‫اﻟـ ـ ــﻰ اﻧﺗﺷـ ـ ــﺎر اﻻﺳـ ـ ــﻼم ﺑﯾـ ـ ــﻧﻬم ﺑﺷـ ـ ــﻛل ﻣﻧـ ـ ــﺗظم وﺗـ ـ ــدرﯾﺟﻲ ‪ ،‬اﻟـ ـ ــﻰ درﺟـ ـ ــﺔ ان اﻟﻣﻠـ ـ ــك‬
‫اﻟﻣﻐ ـ ـ ــوﻟﻲ راح ﯾﺳ ـ ـ ــﺗﻌطف اﻟﻬﻧ ـ ـ ــدوس وﯾﺳ ـ ـ ــﺗﻣﯾﻠﻬم ﺑﺎﻟﻌطﺎﯾ ـ ـ ــﺎ واﻟﻧﻔﻘ ـ ـ ــﺎت اﻟ ـ ـ ــﻰ اﻋﺗﻧ ـ ـ ــﺎق‬
‫اﻻﺳ ــﻼم ‪ ،‬وﻛ ــﺎن ﻟﺗﻠ ــك اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﺔ أﺛـ ـرﻩ اﻟﻌﻣﯾ ــق ﻋﻠ ــﻰ اﺣ ــداث ﺗﻐﯾﯾـ ـرات ﻛﺑﯾـ ـرة وواﺳ ــﻌﺔ‬
‫وﺳط اﻟﻬﻧدوس وﻏﯾرﻫم ‪.‬‬

‫ﻛـ ـ ــﺎن ﻟﺳﯾﺎﺳـ ـ ــﺎت "اوراﻧـ ـ ــك زﯾـ ـ ــب" اﻹﺻـ ـ ــﻼﺣﯾﺔ ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧـ ـ ــد ردود ﻓﻌـ ـ ــل ﺳـ ـ ــﻠﺑﯾﺔ ﻟـ ـ ــدى‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺷـ ــرﻗﯾن واﻟﻣ ـ ــؤرﺧﯾن اﻟﻬﻧـ ــود ‪ ،‬ﺑ ـ ــل وﻣـ ــﻧﻬم ﻣـ ــن وﻗـ ــف ﻣوﻗ ـ ــف اﻟﻌـ ــداء ﻣـ ــن ﺗﻠ ـ ــك‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ وﺷ ـ ــن ﻋﻠﯾﻬ ـ ــﺎ ﺣرﺑ ـ ــﺎ ﺷ ـ ــﻌواء ‪ ،‬ﻣﻌﺗﺑرﯾﻧﻬ ـ ــﺎ ﺗﻌ ـ ــدي ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﻘ ـ ــوق اﻟﻣـ ـ ـواطﻧﯾن‬
‫اﻟﻬﻧ ـ ــود وﺑﻌﯾ ـ ــدا ﻋ ـ ــن ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ اﻟﺗﺳ ـ ــﺎﻣﺢ اﻟـ ـ ــدﯾﻧﻲ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﻋﻣ ـ ــل ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذﻫﺎ اﺑـ ـ ــﺎطرة‬
‫اﻟﻣﻐـ ــول اﻟﺳـ ــﺎﺑﻘﯾن ﻟﻌﺻـ ــر "اوراﻧـ ــك زﯾـ ــب" ‪ ،‬ﻣؤﻛـ ــدﯾن ﻋﻠـ ــﻰ ان اﻧﺗﺷـ ــﺎر اﻻﺳـ ــﻼم ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻟﻬﻧ ـ ــد اﯾ ـ ــﺎم "اوراﻧ ـ ــك زﯾ ـ ــب" اﻧﻣ ـ ــﺎ ﻛ ـ ــﺎن ﺑﻔﻌ ـ ــل ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ اﻟﻘﻣ ـ ــﻊ واﻟﺗرﻫﯾ ـ ــب اﻟﺗ ـ ــﻲ ﻛ ـ ــﺎن‬

‫‪٥٢‬‬
‫ﯾﻣﺎرﺳ ـ ــﻬﺎ ﺗﺟ ـ ــﺎﻫﻬم ‪ ،‬وﻣ ـ ــن أﺑ ـ ــرز اوﻟﺋ ـ ــك اﻟﻣﺳﺗﺷ ـ ــرﻗﯾن ‪ ،‬اﻟﻣ ـ ــؤرخ اﻻﻧﺟﻠﯾ ـ ــزي "ﻟﯾﻧﺑ ـ ــول‬
‫" ‪ ،‬و"ﻛﻧﯾﻧﻛﻬ ـ ـ ــﺎم‬ ‫‪Smith‬‬ ‫‪ ، "Lane‬و"ﺳ ـ ـ ــﻣﯾت‬ ‫‪-‬‬ ‫‪poole‬‬
‫‪ ، "Sharma‬و"ﻣﺎﺟﻣ ـ ــدار‬ ‫‪،"Cunningham‬وﻣ ـ ــن اﻟﻣ ـ ــؤرﺧﯾن اﻟﻬﻧ ـ ــود "ﺷ ـ ــﺎرﻣﺎ‬
‫‪ ، "Majumdar‬و" ﺳﺎﻛﺳـ ـ ـ ــﯾﻧﺎ ‪ "Saksena‬وﻏﯾـ ـ ـ ــرﻫم اﻟﻛﺛﯾـ ـ ـ ــر ‪ ،‬وﯾﺑـ ـ ـ ــدو ان ﻣوﻗـ ـ ـ ــف‬
‫اﻟﻣﻠ ــك اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ ﺗﺟ ــﺎﻩ اﻷدﯾـ ــﺎن اﻷﺧـ ــرى ﻛ ــﺎن ﻣوﻗﻔـ ــﺎ ﺗﺣـ ــددﻩ اﻟﻣﺻ ــﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠدوﻟـ ــﺔ‬
‫‪ ،‬وﻟـ ـ ــم ﯾﺗﺄﻛـ ـ ــد ﻟﻧـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻣﺻـ ـ ــﺎدر اﻟﺗﻧﺎرﯾﺧﯾـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـ ـ ــﺔ ان "اوراﻧـ ـ ــك زﯾـ ـ ــب" اﺷـ ـ ــﻬر‬
‫ﺳـ ــﯾف اﻟﻌﻧـ ــف واﻟﺗرﻫﯾـ ــب ﻓـ ــﻲ وﺟـ ــﻪ اﻟﻬﻧـ ــدوس وﻏﯾـ ــرﻫم ﻟﻛـ ــﻲ ﯾﻌﺗﻧﻘ ـ ـوا اﻹﺳـ ــﻼم ‪ ،‬ﺑـ ــل‬
‫ﻛ ــﺎن ﯾﻌﺗـ ــرف ﺑﻬ ــم دﯾﻧـ ــﺎ ﺛﺎﻧﯾ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟ ــﻰ ﺟﺎﻧ ــب ﺑﻘﯾـ ــﺔ اﻷدﯾ ــﺎن اﻷﺧ ــرى ‪ ،‬واﻧﻣـ ــﺎ‬
‫ﻛـ ــﺎن ﯾﺳ ـ ــﻌﻰ اﻟـ ــﻰ ﻓ ـ ــرض ﻫﯾﻣﻧ ـ ــﺔ اﻹﺳ ـ ــﻼم ﻋﻠـ ــﻰ ﻣراﻓ ـ ــق اﻟدوﻟ ـ ــﺔ ﻟﻛ ـ ــﻲ ﯾﺧﻠ ـ ــق ﻟﻠ ـ ــدﯾن‬
‫ﻫﯾﺑ ـ ـ ـ ــﺔ وﻣﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻧﻔ ـ ـ ـ ــوس ‪ ،‬ﻻ ﺳ ـ ـ ـ ــﯾﻣﺎ وان اﻟﻬﻧ ـ ـ ـ ــد ﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ــت ﻣرﺗﻌ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﺧراﻓ ـ ـ ـ ــﺎت‬
‫واﻟﺧ ــزﻋﺑﻼت اﻟدﯾﻧﯾ ــﺔ اﻟﻣﻧﺣرﻓ ــﺔ اﻟﻛﺛﯾـ ـرة ‪ ،‬وان ﻣ ــن أﺳ ــﻠم ﻣ ــن اﻟﻬﻧ ــدوس ﻟ ــم ﯾﻛ ــن ﻛﻣ ــﺎ‬
‫ﯾـ ـ ــدﻋﻲ اﻟﻣؤرﺧـ ـ ــون ﻣ ـ ـ ــن اﻧﻬـ ـ ــم آﻣﻧ ـ ـ ـوا ﺑﻔﻌـ ـ ــل اﻟﻘـ ـ ــوة واﻟﻬﻧـ ـ ــف ‪ ،‬وﻫﻧـ ـ ــﺎ ﯾؤﻛـ ـ ــد اﻟﻣـ ـ ــؤرخ‬
‫اﻟﻬﻧـ ــدي "ﻓـ ــﺎروﻗﻲ ‪ "Faruki‬ﻓـ ــﻲ ﻛﺗﺎﺑـ ــﻪ"اوراﻧـ ــك زﯾـ ــب وﻋﺻ ـ ـرﻩ " ﻧﻘـ ــﻼ ﻋـ ــن اﻟﻣﺻـ ــدر‬
‫‪Kokla‬‬ ‫اﻟﺗ ــﺎرﯾﺧﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻ ــر "ﻣ ــﺂﺛر ﻋ ــﺎﻟﻣﻛﯾري" "أﻧ ــﻪ وﻋﻧ ــدﻣﺎ ﻛ ــﺎن "ﻛ ــوﻛﻼ ﺟ ــﺎت‬
‫‪ "Jat‬أﺣـ ــد زﻋﻣـ ــﺎء اﻟﻬﻧـ ــدوس ﯾﺗﺟﻬـ ــز ﺑﺟﯾﺷـ ــﻪ ﻟﻣﺣﺎرﺑـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول ‪ ،‬اﻻ اﻧـ ــﻪ ﻓﺷـ ــل ﻓـ ــﻲ‬
‫ذﻟ ـ ــك ‪ ،‬و اﻋﺗﻧ ـ ــق وﻟ ـ ــدﻩ واﺑﻧﺗ ـ ــﻪ اﻹﺳ ـ ــﻼم ‪ ،‬وان اﺑﻧﺗ ـ ــﻪ ﺗزوﺟ ـ ــت ﺑ ـ ـ ـ "ﺷ ـ ــﺎﻩ ﻗ ـ ــوﻟﻲ" اﺣ ـ ــد‬
‫ﻛﺑ ـ ــﺎر ﻗ ـ ــﺎدة اﻟﻣﻐ ـ ــول اﻟﻣﺳ ـ ــﻠﻣﯾن )‪ ،٤ (Faruki,180‬ﻟﻘ ـ ــد ﻧﺣ ـ ــﺎ "اوراﻧ ـ ــك زﯾ ـ ــب" ﻣﻧﺣ ـ ــﺎ‬
‫طﯾﺑ ـ ــﺎ ﺗﺟ ـ ــﺎﻩ رﺟ ـ ــﺎﻻت اﻟ ـ ــدﯾن اﻟﻬﻧ ـ ــدوس واﻟﻣﺗ ـ ــدﯾﻧﯾﯾن ﻣ ـ ــﻧﻬم ‪ ،‬اذ ﺣﯾـ ـ ـوا ﻟدﯾ ـ ــﻪ ﺑﺎﻟﺗﻘ ـ ــدﯾر‬
‫واﻻﺣﺗـ ـ ـرام ‪ ،‬ﺧ ـ ــﻼف ﻣ ـ ــﺎ ﻛ ـ ــﺎن ﻣ ـ ــن ﻋ ـ ــداء ﺑﯾﻧ ـ ــﻪ وﺑ ـ ــﯾن رﺟ ـ ــﺎﻻت اﻟﻌﺻ ـ ــﯾﺎن واﻟﺗﻣ ـ ــرد‬
‫اﻟـ ــذﯾن واﺟﻬﻬـ ــم ﺑﻛـ ــل ﻗـ ــوة وﻋﻧـ ــف ‪ ،‬اﻷﻣـ ــر اﻟـ ــذي ﺳـ ــﺎﻋد ﻛﺛﯾ ـ ـرا ﻋﻠـ ــﻰ ﻗﺑـ ــول اﻹﺳـ ــﻼم‬
‫ﻓـ ـ ــﻲ وﺳـ ـ ــط اﻟﻬﻧـ ـ ــدوس ‪ ،‬وزاد ﻋـ ـ ــدد ﻣـ ـ ــن اﻋﺗﻧﻘـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ــﻲ ﺻـ ـ ــﻔوﻓﻬم ‪ ،‬وﻻﺣـ ـ ــظ اﻟرﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻔرﻧﺳـ ــﻲ "ﻣﺎﻧوﺷـ ــﻲ" اﻟـ ــذي ﻋﺎﺻـ ــر اﻟﻣﻠـ ــك اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ "اوراﻧـ ــك زﯾـ ــب" ‪ ،‬ان اﻟﻧـ ــﺎس ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻟﻬﻧـ ـ ــد راﺣـ ـ ـ ـوا ﯾـ ـ ــدﺧﻠون ﻓ ـ ـ ــﻲ دﯾـ ـ ــن اﻹﺳ ـ ـ ــﻼم اﻓواﺟـ ـ ــﺎ)‪ ،(Manucci,iv,434‬ﻓﺎﻟﻣﻠ ـ ـ ــك‬
‫اﻟﻣﻐ ـ ــوﻟﻲ واﺟ ـ ــﻪ ﺻ ـ ــﻌوﺑﺎت ﻛﺑﯾـ ـ ـرة ﻣ ـ ــن ﻗﺑ ـ ــل رﺟ ـ ــﺎﻻت اﻟﻬﻧ ـ ــدوس اﻟ ـ ــذﯾن ﺗرﺑﺻـ ـ ـوا ﺑ ـ ــﻪ‬
‫وﺑدوﻟﺗـ ــﻪ ﻟﻠﻘﺿـ ــﺎء ﻋﻠﯾﻬـ ــﺎ او اﺿـ ــﻌﺎﻓﻬﺎ ‪ ،‬وﻣـ ــن ﺗﻠـ ــك اﻟﻣﻣﺎرﺳـ ــﺎت اﻟﺗـ ــﻲ ﻣﺎرﺳـ ــﺗﻬﺎ ﺗﻠـ ــك‬

‫‪Faruki,M. Aurangzib and his time ,1st.ed.Cacutta1935,repr.Lahore,1977 ٤‬‬

‫‪٥٣‬‬
‫اﻟزﻋﺎﻣ ـ ــﺎت اﻟﻬﻧدوﺳ ـ ــﯾﺔ ﻫ ـ ــدم ﻣﺳ ـ ــﺎﺟد اﻟﻣﺳ ـ ــﻠﻣﯾن ودور ﻋﺑ ـ ــﺎدﺗﻬم ‪ ،‬وﺗﺣوﯾ ـ ــل اﻟ ـ ــﺑﻌض‬
‫ﻣﻧﻬـ ـ ــﺎ اﻟـ ـ ــﻰ ﻣﻌﺎﺑـ ـ ــد ﻫﻧدوﺳـ ـ ــﯾﺔ ‪ ،‬وﻫـ ـ ــو ﻣـ ـ ــﺎ ﺟﻌـ ـ ــل ﻣـ ـ ــن "اوراﻧـ ـ ــك زﯾـ ـ ــب" ﯾﺗﺧـ ـ ــذ ﻣوﻗﻔـ ـ ــﺎ‬
‫ﻣﺗﺷـ ــددا ازاء ﺗﻠـ ــك اﻟﻣﻣﺎرﺳـ ــﺎت اﻟﻌدواﻧﯾـ ــﺔ ﻣـ ــن ﻗﺑـ ــل اﻟﻬﻧـ ــدوس وﻏﯾـ ــرﻫم ‪ ،‬ﻓﻘـ ــﺎم ﺑﺗﺟدﯾـ ــد‬
‫ﺗﻠ ــك اﻟﻣﺳـ ــﺎﺟد ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ اﻣـ ــر ﺑﻬ ــدم ﯨﺎﻟﻣﻌﺎﺑـ ــد اﻟﻬﻧدوﺳ ــﯾﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﺑﻧﯾ ــت ﻓـ ــﻲ ﻋﻬ ــد أﺳـ ــﻼﻓﻪ‬
‫او ﺗﻠـ ــك اﻟﺗـ ــﻲ ﺑﻧﯾـ ــت ﻋﻠـ ــﻰ اﻧﻘـ ــﺎض اﻟﻣﺳـ ــﺎﺟد اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻬـ ــدﻣت ‪ ،‬وﻛـ ــﺎن ﻟﻬـ ــذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﺔ‬
‫ﺻـ ــدا واﺳـ ــﻌﺎ ﻟـ ــدى اﻟﻣـ ــؤرﺧﯾن اﻟـ ــذي ﺣﻣﻠ ـ ـوا ﺑﻌﻧـ ــف ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﻣﺎرﺳـ ــﺗﻬﺎ ﻣـ ــن ﻗﺑـ ــل ﻣﻠـ ــك‬
‫اﻟﻣﻐـ ـ ــول"اوراﻧـ ـ ــك زﯾـ ـ ــب" ‪ ،‬ﺣﯾـ ـ ــث ﻋـ ـ ــﺎﺑوا ﻋﻠﯾـ ـ ــﻪ ﺳﯾﺎﺳـ ـ ــﺗﻪ ﻓـ ـ ــﻲ ﻧﺷـ ـ ــر اﻹﺳـ ـ ــﻼم ﺑـ ـ ــﯾن‬
‫اﻟﻬﻧ ـ ــدوس ‪ ،‬وﻛ ـ ــذﻟك ﻫدﻣ ـ ــﻪ ﻟﻠﻣﻌﺎﺑ ـ ــد ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣ ـ ــﺎ ﯾﻘ ـ ــف اﻟﻣ ـ ــؤرخ "ﻓ ـ ــﺎروﻗﻲ" ﻣ ـ ــن ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ‬
‫"ارواﻧ ـ ــك زﯾ ـ ــب" اﻟدﯾﻧﯾ ـ ــﺔ ﻣوﻗﻔ ـ ــﺎ ارﺗﻛ ـ ــز ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺟﻣوﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن اﻟﻌو اﻣ ـ ــل ‪ ،‬ﻣﻧﻬ ـ ــﺎ ‪ :‬ان‬
‫ﻣﺻ ـ ــﺎدر اﻟﻣرﻫﺗ ـ ــﺎ اﻟﻬﻧ ـ ــدوس اﻋﺗرﻓ ـ ــت ﺻـ ـ ـراﺣﺔ ﻋ ـ ــن ﻫ ـ ــدم اﻟﻬﻧ ـ ــدوس ﻟﻠﻣﺳ ـ ــﺎﺟد ودور‬
‫اﻟﻌﺑـ ــﺎدة اﻻﺳـ ــﻼﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻻ ﺳـ ــﯾﻣﺎ ﻋﻠـ ــﻰ ﯾـ ــد اﻟﻘﺎﺋـ ــد واﻟـ ــزﻋﯾم اﻟﻬﻧدوﺳـ ــﻲ "ﺷـ ــﯾﻔﺎﺟﻲ" اﻟـ ــذي‬
‫ﺛـ ـ ـ ــﺎر ﺑوﺟـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻣﻠـ ـ ـ ــك اﻟﻣﻐـ ـ ـ ــوﻟﻲ ‪ ،‬وﻣﻧﻬـ ـ ـ ــﺎ ان اﻟﻣﻠـ ـ ـ ــك "اوراﻧـ ـ ـ ــك زﯾـ ـ ـ ــب" ﺣﯾﻧﻣـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ــﺗﺢ‬
‫ﻗ ـ ــﻼع"ﺳ ـ ــﺎﺗرا"و"ﺑ ـ ــﺎرﻟﻲ" وﻛﺎﻧ ـ ــت ﻗ ـ ــد ﺧﺿ ـ ــﻌت ﺳ ـ ــﺎﺑﻘﺎ ﻟﺣﻛ ـ ــم اﻟﻣﺳ ـ ــﻠﻣﯾن ‪ ،‬اﻛﺗﺷ ـ ــف ان‬
‫اﻟﻣﺳـ ــﺎﺟد ﻓﯾﻬـ ــﺎ ﻣﻬدﻣـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓﺄﺳـ ــرع اﻟـ ــﻰ ﺗﺟدﯾـ ــد ﺑﻧﺎﺋﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﻧطﻘـ ــﺔ)ﻓـ ــﺎروﻗﻲ ‪(١١٤ ،‬‬
‫‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ أﺻ ــدر اواﻣـ ـرﻩ ﻟﻠﻬﻧ ــدوس ﺑﻌ ــدم ﺑﻧ ــﺎء ﻣﻌﺎﺑ ــد ﺟدﯾ ــدة اﻻ إذا ﺻ ــدر أﻣـ ـرا رﺳ ــﻣﯾﺎ‬
‫ﻣ ـ ــن ﻗﺑ ـ ــل دوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐ ـ ــول ﺑ ـ ــذﻟك ‪ ،‬وﺑ ـ ــرﻏم ﻫ ـ ــذا اﻟﺷ ـ ــﺎن ‪ ،‬ﺑﻘ ـ ــﻲ اﻟﻌ ـ ــدي ﻣ ـ ــن اﻟزﻋﻣ ـ ــﺎء‬
‫اﻟﻬﻧـ ـ ـ ــدوس ﯾﺷـ ـ ـ ــﯾدون اﻟﻣﻌﺎﺑـ ـ ـ ــد ﺧـ ـ ـ ــﺎرج إطـ ـ ـ ــﺎر اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧون اﻟرﺳـ ـ ـ ــﻣﻲ ‪ ،‬ﻓـ ـ ـ ــﻲ "ﺑﯾﻧـ ـ ـ ــﺎرس"‬
‫و"ﺑﯾﻬﺎر" )ﺧﺎﻓﻲ ﺧﺎن ‪(٤٧٢/١ ،‬‬

‫ﯾﺑـ ــدو ان ﻣـ ــن اﺳـ ــﺑﺎب اﻟﺣـ ــرب اﻟﺗـ ــﻲ ﺷـ ــﻧﻬﺎ "اوراﻧـ ــك زﯾـ ــب" ﺿـ ــد ﺷـ ــﻘﯾﻘﻪ "دارا ﺷـ ــﯾﻛوﻩ"‬
‫‪ ،‬ﻣواﻓﻘـ ـ ــﺔ اﻷﺧﯾ ـ ــر ﻟﻠﻬﻧـ ـ ــدوس ﺑﺑﻧـ ـ ــﺎء ﻣﻌﺎﺑـ ـ ــدﻫم ﻓـ ـ ــﻲ اي ﻣﻛـ ـ ــﺎن ارادوا ‪ ،‬وﻗـ ـ ــد ﺑـ ـ ــرزت‬
‫ﺗوﺟﻬ ـ ــﺎت اﻟﻣﻠ ـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ــوﻟﻲ "اوراﻧ ـ ــك زﯾ ـ ــب" ﻓﻺطﺎﺣ ـ ــﺔ ﺑﺷ ـ ــﻘﯾﻘﻪ ﺣﯾﻧﻣ ـ ــﺎ أرﺳـ ـ ـل ﺑرﺳ ـ ــﺎﻟﺔ‬
‫اﻟـ ــﻰ واﻟـ ــدﻩ"ﺷـ ــﺎﻫﺟﯾﻬﺎن" وﻫـ ــو ﯾﺣﺎﺻ ـ ـرﻩ ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﺎﺻـ ــﻣﺔ "أﻛ ـ ـرا" ‪ ،‬ﯾﻘـ ــول ﻟـ ــﻪ ﻓﯾﻬـ ــﺎ‪ ":‬اﷲ‬
‫ﺷـ ــﻬﯾد ﻋـ ـﻠــﻲﱠ أﻧﻧ ـ ــﻲ ﻻ ﯾﺧـ ــﺎﻟﺟﻧﻲ اي ﺣﻘ ـ ــد او ﺑﻐﺿ ـ ــﺎء ﻧﺣـ ــو ﻣﻠ ـ ــك اﻹﺳ ـ ــﻼم واﻟﺣﻠ ـ ــول‬
‫ﻣﻛﺎﻧ ـ ــﻪ ﻣﻠﻛ ـ ــﺎ ﺟدﯾـ ـــدا ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻬﻧ ـ ــد ‪ ،‬وﯾﻘﺻ ـ ــد ﺑ ـ ــذﻟك واﻟ ـ ــدﻩ‪ ،‬ﻟﻛﻧﻧ ـ ــﻲ أﻋﺗﻘ ـ ــد اﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن‬
‫واﺟﺑ ـ ــﻲ ط ـ ــرد "دارا ﺷ ـ ــﯾﻛوﻩ" ﻣ ـ ــن ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺳـ ـ ـرﯾر اﻟﻣﻠ ـ ــك ﺑﺳـ ـ ـﺑب ﻋ ـ ــدم اﻫﺗﻣﺎﻣ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﺄﻣر‬

‫‪٥٤‬‬
‫اﻟـ ــدﯾن اﻹﺳـ ــﻼﻣﻲ ‪ ،‬وﻻ ﺑـ ــﺄﻣر اﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن ‪ ،‬وﻫـ ــو اﻟـ ــذي أﻋﻠـ ــن ﻋﻠـ ــﻰ رؤوس اﻷﺷـ ــﻬﺎد‬
‫ردﺗ ـ ــﻪ اﻟﺻـ ـ ـرﯾﺣﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻹﺳ ـ ــﻼم ‪ ،‬ﺑ ـ ــل وأﻋﻠ ـ ــن إﻟﺣ ـ ــﺎدﻩ ﺑﻛ ـ ــل ﺟـ ـ ـرأة ووﺿ ـ ــوح ‪ ،‬وﻟ ـ ــم‬
‫ﯾﺗﺧـ ــذ ذﻟـ ــك ﻟﻧﻔﺳـ ــﻪ ﻓﺣﺳـ ــب ‪ ،‬ﺑـ ــل ﺣﻣـ ــل رﻋﯾﺗـ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ اﻹﻟﺣـ ــﺎد واﻟﻔﺟـ ــور واﻟﻌﺻـ ــﯾﺎن ‪،‬‬
‫ﻟﻬ ـ ــذا ﻓﺄﻧ ـ ــﺎ زاﺣ ـ ــف ﻧﺣ ـ ــو اﻟﻌﺎﺻ ـ ــﻣﺔ "أﻛـ ـ ـرا" ﻟﻣﻘﺎﺗﻠ ـ ــﺔ اﻟﻣرﺗ ـ ــدﯾن ﻋ ـ ــن اﻹﺳ ـ ــﻼم ‪ ،‬ﻷﻧﻬ ـ ــم‬
‫ﺣطﻣ ـ ـ ـوا اﻟﻣﺳـ ـ ــﺎﺟد اﻟﻛﺛﯾ ـ ـ ـرة وأﻗـ ـ ــﺎﻣوا ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﻧﻘﺎﺿـ ـ ــﻬﺎ ﻣﻌﺎﺑـ ـ ــدﻫم )ﻣﻘﺗﺑﺳـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــن آداب‬
‫ﻋ ـ ـ ــﺎﻟﻣﻛﯾري ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺎروﻗﻲ ‪ ، (١١٦ ،‬ﻛﻣ ـ ـ ــﺎ أﺻ ـ ـ ــدر اﻟﻣﻠ ـ ـ ــك اﻟﻣﻐ ـ ـ ــوﻟﻲ "اوراﻧ ـ ـ ــك زﯾ ـ ـ ــب"‬
‫ﻣرﺳ ـ ــوﻣﺎ آﺧ ـ ــر ﺑﻌ ـ ــث ﺑ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــﻰ واﻟ ـ ــﻲ "ﺑﻧ ـ ــﺎرس" "اﻟﺳ ـ ــﯾد اﺑ ـ ــو اﻟﺣﺳ ـ ــن" ‪ ،‬ﺟ ـ ــﺎء ﻓﯾ ـ ــﻪ ‪":‬‬
‫ﻏﺎﯾﺗﻧـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ﺣﻛـ ــم ﻫـ ــذﻩ اﻟـ ــﺑﻼد اﻟﻣﺣﺎﻓظـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﺣﻘـ ــوق اﻟﻣ ـ ـواطﻧﯾن وﺣﻣـ ــﺎﯾﺗﻬم وﻧﺷـ ــر‬
‫اﻟـ ــوﻋﻲ ﻓـ ــﻲ ﺻـ ــﻔوﻓﻬم ‪ ،‬وﺗﻧﻣﯾـ ــﺔ ﻣ ـ ـواردﻫم اﻷﻗﺗﺻـ ــﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾـ ــﺔ ‪ ،‬ﻟﻛـ ــﻲ ﯾﻌـ ــم اﻟﺧﯾـ ــر‬
‫واﻟﻣﻧﻔﻌـ ــﺔ ﻋﻣـ ــوم اﻟﻧـ ــﺎس ‪ ،‬وﺑﻧـ ــﺎء ﻋﻠـ ــﻰ ذﻟـ ــك ﻗررﻧـ ــﺎ ﺣﻔـ ــظ وﺻـ ــﯾﺎﻧﺔ اﻟﻣﻌﺎﺑـ ــد اﻟﻘدﯾﻣـ ــﺔ‬
‫وﺣﻣﺎﯾﺗﻬـ ــﺎ ﻣـ ــن أن ﯾطﺎﻟﻬـ ــﺎ ﯾـ ــد اﻟﺗﺧرﯾـ ــب واﻟﺗـ ــدﻣﯾر واﻟﻌﺑـ ــث ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣـ ــﺎ ﻻ ﺗﺳـ ــﻣﺢ اﻟدوﻟـ ــﺔ‬
‫ﺑﺑﻧ ـ ــﺎء ﻣﻌﺎﺑ ـ ــد ﺟدﯾ ـ ــدة ﻟﻠﻬﻧ ـ ــدوس او ﻏﯾ ـ ــرﻫم ‪ ،‬وﻗ ـ ــد ط ـ ــرق ﻣﺳ ـ ــﺎﻣﻌﻧﺎ ان ﻣﺟﻣ ـ ــوع ﻣ ـ ــن‬
‫اﻟﻣﺳـ ـ ـ ــﻠﻣﯾن ﯾﺿـ ـ ـ ــﺎﯾﻘون اﻟﻬﻧ ـ ـ ـ ــدوس وﯾﻌﺗـ ـ ـ ــدون ﻋﻠـ ـ ـ ــﯾﻬم ‪ ،‬وﻋﻠﯾـ ـ ـ ــﻪ ﻓﻘـ ـ ـ ــد ﻗررﻧـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻧ ـ ـ ـ ــﻊ‬
‫اﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن ﻣـ ــن اﻻﻋﺗـ ــداء ﻋﻠـ ــﻰ اﻫـ ــل اﻟذﻣـ ــﺔ ﻣـ ــن اﻟﻬﻧـ ــدوس ‪ ،‬وﻋﻠﯾـ ــك ﯾـ ــﺎ اﺑـ ــﺎ اﻟﺣﺳـ ــن‬
‫أﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ــذ ذﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ﺑﺎﻷﻋﺗﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر واﻟﺟدﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــرر ﺑﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرﯾﺦ ‪ ١٥‬ﺟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدي اﻟﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ‬
‫‪١٠٦٩‬ﻫـ‪١٦٥٩/‬م )‪(Faruki,119/Sharma,136‬‬

‫وﺧﻼﺻ ـ ــﺔ اﻟ ﻘـ ـ ــول ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺎن اﻟﺳﯾﺎﺳـ ـ ــﺔ اﻟدﯾﻧﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺗـ ـ ــﻲ اﺗﺑﻌﻬـ ـ ــﺎ اﻟﻣﻠـ ـ ــك اﻟﻣﻐـ ـ ــوﻟﻲ "اوراﻧـ ـ ــك‬
‫زﯾ ـ ــب" ﻓ ـ ــﻲ ﺟﻧ ـ ــوب آﺳ ـ ــﯾﺎ )ﺷ ـ ــﺑﻪ اﻟﻘ ـ ــﺎرة اﻟﻬﻧدﯾ ـ ــﺔ ( ﺗﺗﻣﺎﺷ ـ ــﻰ ﺑ ـ ــدون أدﻧ ـ ــﻰ ﺷ ـ ــك ﻣ ـ ــﻊ‬
‫ﺗﻌ ــﺎﻟﯾم اﻹﺳـ ــﻼم اﻟ ــذي ﻫ ــو اﻟ ــدﯾن اﻟﺣ ــﺎﻛم ﻟﻠﻬﻧ ــد ﻓ ــﻲ ذﻟ ــك اﻟﻌﺻ ــر ‪ ،‬ﻓﻛ ــﺎن ﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﺗﻪ‬
‫دورا ﺑ ـ ــﺎرزا وﻣﻬﻣ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺣﻔـ ـ ــﺎظ ﻋﻠ ـ ــﻰ ر وح اﻹﺳ ـ ــﻼم وﺗﻌﺎﻟﯾﻣـ ـ ــﻪ ﺣﯾ ـ ــﺔ وﻗوﯾ ـ ــﺔ وﺳـ ـ ــط‬
‫اﻟﻬﻧـ ــود ‪ ،‬ﻓـ ــﺄدى اﻟواﺟـ ــب اﻟـ ــذي ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻣـ ــن ﺧدﻣـ ــﺔ ﻟﻺﺳـ ــﻼم واﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن وﺣﺿـ ــﺎرﺗﻬﻣﺎ‬
‫‪ ،‬وﻫ ـ ـ ــو ‪ -‬ﻛﻣـ ـ ـ ــﺎ ﯾﻘ ـ ـ ــول اﻟﻣـ ـ ـ ــؤرخ اﻻﻧﺟﻠﯾ ـ ـ ــزي ﻟﯾﻧﺑـ ـ ـ ــول‪ -‬ﻛ ـ ـ ــﺎن اوﻻ وأﺧﯾ ـ ـ ـ ـرا ﻣﺗﻣﺳـ ـ ـ ــﻛﺎ‬
‫ﺑﺻ ـ ــﻼﺑﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻫ ـ ــداب اﻟ ـ ــدﯾن واﻟﺷـ ـ ـرﯾﻌﺔ اﻹﺳ ـ ــﻼﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻓ ـ ــﻼ ﺷ ـ ــﻲء ﻋﻧ ـ ــدﻩ ﻓ ـ ــﻲ ﺣﯾﺎﺗ ـ ــﻪ‬
‫ﻛﻠﻬ ـ ــﺎ وﻻ ﻓ ـ ــﻲ ﺣﻛﻣ ـ ــﻪ وادارﺗ ـ ــﻪ ﻟﻠﻬﻧ ـ ــد ‪ ،‬وﻻ ﺣﺗ ـ ــﻰ ﻓ ـ ــﻲ اﯾ ـ ــﺎم راﺣﺗ ـ ــﻪ واﺳ ـ ــﺗﺟﻣﺎﻣﻪ ‪ ،‬ﻻ‬
‫ﺷ ـ ــﻲء ﻣ ـ ــن ذﻟـ ــك ﻛﻠ ـ ــﻪ ﻗ ـ ــد أﺛ ـ ــر ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺗزاﻣ ـ ــﻪ ﺑﻣﺑ ـ ــﺎديء اﻹﺳ ـ ــﻼم اﻟﺗزاﻣ ـ ــﺎ ﺻـ ـ ـرﯾﺣﺎ‬

‫‪٥٥‬‬
‫ﺷ ـ ـ ــﺟﺎﻋﺎ ‪ ،‬وﻷول ﻣـ ـ ـ ـرة ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺗ ـ ـ ــﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻐ ـ ـ ــول اﻟﻣﺳ ـ ـ ــﻠﻣﯾن ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ـ ــد ﯾﻌﺗﻠ ـ ـ ــﻲ ﻋ ـ ـ ــرش‬
‫اﻹﻣﺑراطورﯾ ـ ــﺔ زﻋﯾﻣ ـ ــﺎ ﻣﺳ ـ ــﻠﻣﺎ ﻣ ـ ــث "اوراﻧ ـ ــك زﯾ ـ ــب" ‪ ،‬ﻓﻬ ـ ــو اﻟﻣﻠ ـ ــك اﻟ ـ ــذي اﺗﺧ ـ ــذ ﻣ ـ ــن‬
‫ﻋرﺷـ ــﻪ وﺳـ ــﻠطﺎﻧﻪ وﺳـ ــﯾﻠﺔ ﯾ ـ ـراﻫن ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﺳـ ــﺑﯾل إﻛ ـ ـرام اﻹﺳـ ــﻼم وﻧﺷـ ــر ﻣﺑﺎدﺋـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ‬
‫ﺑﻼد اﻟﻬﻧد ﻗﺎطﺑﺔ )‪.(Lane-Poole,359-362‬‬

‫‪٥٦‬‬
‫ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ )ﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ(‬

‫ﺗﻣﯾزت اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻠﻰ ﻓﯾﻬﺎ اﻻﻣﺑراطور اﻟﻣﻐوﻟﻲ ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد اوراﻧﺟزﯾب ﻋﻠﻰ‬
‫ﻋ ــرش اﻟﻬﻧ ــد) ‪١٠٦٨‬ﻫ ـ ـ‪١٦٥٨/‬م – ‪١١١٨‬ﻫ ـ ـ‪١٧٠٧/‬م( ﺑﺗوﺳ ــﻊ ﻣط ــرد ﻟرﻗﻌ ــﺔ اﻟدوﻟ ــﺔ‬
‫اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ ﻓــﻲ ﺟﻧــوب اﺳــﯾﺎ‪ ،‬وﻧﻼﺣــظ‪ ،‬اﻧــﻪ ﻣﻧــذ ﺗﺄﺳﺳــت اﻟدوﻟــﺔ ﺳــﻧﺔ‪٩٣٣‬ﻫـ ـ‪١٥٢٦ /‬م‬
‫ﻋﻠ ــﻰ ﯾ ــد ظﻬﯾ ــر اﻟ ــدﯾن ﻣﺣﻣ ــد ﺑ ــﺎﺑر‪ ،‬ودوﻟ ــﺔ اﻟﻣﻐ ــول ﻣﺳ ــﺗﻣرة ﺑﺷ ــﻛل ﺗ ــدرﯾﺟﻲ ﺑﺈﺳ ــﻘﺎط‬
‫اﻟﺣﻛوﻣــﺎت اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ واﻟﻬﻧدوﺳــﯾﺔ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ﺳــﯾطر اﻟﻣﻐــول ﻋﻠــﻰ ﻣﻧــﺎطق اﻟﻬﻧــد اﻟﺷــﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫وﺑﻌــض اﻟﻣﻧــﺎطق اﻟوﺳــطﻰ‪ ،‬ﻛــﺄﻗﻠﯾم اﻟﺳــﻧد واﻟﻣﻠﺗــﺎن واﻟﺑﻧﺟــﺎب وﻛﺷــﻣﯾر وﺳــﻬول اﻟﻛــﻧﺞ‪،‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻧﻛﻣﺷـت اﻟدوﻟـﺔ ﻓـﻲ ﻋﻬـد اﻻﻣﺑراطـور ﻫﻣـﺎﯾون‪ ،‬ﺑـل وﺗﺣـت ﺿـﻐط اﻟﻘـوة اﻷﻓﻐﺎﻧﯾـﺔ‬
‫ﺑزﻋﺎﻣـ ــﺔ ﺷﯾرﺷـ ــﺎﻩ ﺳـ ــور)‪٩٤٧‬ﻫـ ـ ـ‪١٥٤٠/‬م‪٩٦٣-‬ﻫـ ـ ـ‪١٥٥٥/‬م( ﺳـ ــﻘطت دوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول‬
‫واﻧﻬــﺎرت‪ ،‬ﻋﻠ ــﻰ أن ﻋــودة اﻟﻣﻐ ــول إﻟ ــﻰ اﻟﻬﻧــد ﺳ ــﻧﺔ ‪٩٦٣‬ﻫ ـ ـ‪١٥٥٥/‬م ﺑــدأ ﯾﺄﺧ ــذ طﺎﺑﻌ ــﺎً‬
‫ﺗﻧظﯾﻣﯾﺎً ﻗوﯾﺎً‪ ،‬وﻛذﻟك أﺻﺑﺣت اﻹدارة ﻣوﺟﻬﺔ ﻧﺣو ﺗﺄﺳﯾس دوﻟﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫وذﻟ ـ ــك أﯾ ـ ــﺎم اﻻﻣﺑراط ـ ــور ﺟ ـ ــﻼل اﻟ ـ ــدﯾن أﻛﺑ ـ ــر) ‪٩٦٤‬ه‪١٥٥٦/‬م‪١٠١٤-‬ه‪١٦٠٥/‬م(‬
‫ﺻــﺎﺣب اﻟﯾــد ﻓــﻲ ﺗرﺳــﯾﺦ ﻣﻔﻬــوم اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻣﺳــﺗﻘرة واﻟﻘﺎﺋﻣــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺳــﯾﺎدة اﻟﻘــﺎﻧون‪ ،‬ﺣﯾــث‬
‫اﻧﻘﺳﻣت ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﻐول ﻓﻲ أﯾﺎﻣﻪ إﻟﻰ اﺛﻧﻰ ﻋﺷر و ﻻﯾﺔ إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗد ﻣـن ﻗﻧدﻫــﺎر‬
‫(‬
‫‪ ،‬وﻗد ﻧﺟﺢ اﻛﺑر ﺑدﻓﻊ‬ ‫إﻟﻰ ﺷـرق اﻟﺑﻧﻐـﺎل‪ ،‬وﻣن ﻛﺷـﻣﯾر إﻟﻰ ﻧﺎرﺑــﺎدا )‪Narbada‬‬
‫ﺣــدود دوﻟﺗــﻪ ﺑﺎﻟﺗوﺳــﻊ ﻧﺣــو اﻟﺟﻧــوب)اﻟــدﻛن(‪ ،‬وذﻟــك ﻟﻐﺎﯾــﺔ اﻟﻣﻧــﺎطق اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﻟﻧﻬــر ﻛرﺷــﻧﺎ‬
‫)‪ ،(Krishna‬وﺣﯾﻧﻣــﺎ ﻧﻌــﺎﻟﺞ ﻋﻬــد اوراﻧﺟزﯾــب ﻧﺟــد ان دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول ﻗــد وﺻ ـﻠت إﻟــﻰ‬
‫أﻗﺻـﻰ درﺟـﺎت اﺗﺳــﺎﻋﻬﺎ‪ ،‬وذﻟـك ﺑﻔﻌـل اﻟﻧﺷــﺎط اﻟﺣرﺑـﻲ اﻟـذي ﻗــﺎدﻩ ﻣﻠـك اﻟﻣﻐـول ﺑﻧﻔﺳــﻪ‪،‬‬
‫ﺣﯾث ﻟم ﯾﻌد أﻗﻠﯾﻣﺎً أو ﻣﻧطﻘﺔ ﻣن ﻣﻧﺎطق اﻟﻬﻧد ﺧﺎرج اﻟﻬﯾﻣﻧﺔ واﻟﺳﯾﺎدة اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ‪ ،‬وﺑذﻟك‬

‫‪٥٧‬‬
‫زادت ﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟ ــﺔ ﺑﺎزدﯾ ــﺎد اﻻﻗ ــﺎﻟﯾم واﻟوﻻﯾ ــﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻬ ــﺎ ﻛﻣ ــﺎ ازداد ﻋ ــدد ﻣﻧ ــﺎطق‬
‫اﻟﻧﻔوذ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﻣﻐول‪ ،‬وﺑذﻟك ﺑﻠﻐت اﻟوﻻﯾﺎت )ﺳﯾﻪ‪ (Subah ،‬اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻐـول‬
‫اﻟﻣرﻛزﯾــﺔ‪ ،‬إﺣــدى وﻋﺷــرون وﻻﯾــﺔ‪ ،‬وﻫــﻲ‪ -:‬ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن آﺑــﺎد )أﻛـرا(‪ ،‬اﻛﺑــر آﺑــﺎد )دﻟﻬــﻲ(‪،‬‬
‫اﷲ آﺑــﺎد‪ ،‬أودﻩ‪ ،‬ﺑﯾﻬ ــﺎر‪ ،‬اورﯾﺳ ــﺎ‪ ،‬اﻟﺑﻧﻐ ــﺎل‪ ،‬اوراﻧ ــك آﺑ ــﺎد‪ ،‬ﺑﯾـ ـرار‪ ،‬وﻻﯾ ــﺔ اﻟﺳ ــﻧد‪ ،‬اﻟﻣﻠﺗ ــﺎن‪،‬‬
‫اﻟﺑﻧﺟـ ــﺎب)اﻻﻫـ ــور(‪ ،‬ﻛﺷـ ــﻣﯾر‪ ،‬ﺑﯾـ ــدار‪ ،‬ﺣﯾـ ــدر آﺑ ـ ـﺎد‪ ،‬ﻣـ ــﺎﻟوا‪ ،‬ﺑﯾﺟـ ــﺎﺑور‪ ،‬ﻛﺎﺑـ ــل‪ ،‬أﺟﻣﯾـ ــر‪،‬‬
‫اﻟﻛﺟـ ـرات‪ ،‬ﺧﺎﻧـ ــدﯾش‪ ،‬ﻋﻠـ ــﻰ أن ﻫ ــذﻩ اﻟوﻻﯾـ ــﺎت اﻟﺗـ ــﻲ ظﻬ ــرت ﻓـ ــﻲ ﻋﺻـ ــر اﻻﻣﺑراطـ ــور‬
‫اوراﻧﺟزﯾــب ﺗﺷــﻛل ﻋﻣــوم ﺑــﻼد ﺟﻧــوب آﺳــﯾﺎ )ﺷــﺑﻪ اﻟﻘــﺎرة اﻟﻬﻧدﯾــﺔ ( ﺑﺎﺳــﺗﺛﻧﺎء وﻻﯾــﺔ ﻛﺎﺑــل‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺿم ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻷراﺿﻲ اﻷﻓﻐﺎﻧﯾﺔ ﺷﻣﺎل اﻟﻬﻧد‪.‬‬
‫ﺣﻛـم اﻟوﻻﯾﺎت) اﻟﺳﺑﺎﻫدار (‪-:‬‬
‫ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺗوﻗف ﻋﻧد ﻣﺻطﻠﺢ وﻣﻔﻬوم ﺣﻛم اﻟوﻻﯾﺎت ﻟدى اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻬﻧد‪ ،‬وﻫل ﻛﺎن ﻫـذا اﻟﻧظـﺎم اﻟـذي طﺑّ ـق ﻓـﻲ ﻋﻬـدﻫﺎ ﻣﺳـﺗﺣدﺛﺎً أم ﻫـو ﻧظـﺎم ﻣﺳـﺗﻣد ﻣـن‬
‫ﻧظم إدارﯾﺔ طﺑﻘت ﻓﻲ ﻋﺻور ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻹﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟﻣﻐول اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻬﻧد؟‬
‫ﻓﻣ ـ ــن اﻟﺑ ـ ــدﯾﻬﯾﺎت ﻟ ـ ــدى اﻟﻣ ـ ــؤرﺧﯾن اﻟﻣﺳ ـ ــﻠﻣﯾن اﻧﻬ ـ ــم اﻋﺗﺑ ـ ــروا اﻟﻌﻬ ـ ــود اﻷوﻟ ـ ــﻰ ﻟﻠدوﻟ ـ ــﺔ‬
‫اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻫــﻲ اﻟﻔﺗ ـرة اﻟﺗــﻲ ظﻬــر ﺑﻬــﺎ اﺳــم اﻟـواﻟﻲ اﻟــذي أطﻠــق ﻋﻠــﻰ ﻣــن ﯾــدﯾر ﺷــؤون‬
‫اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻠﺳــﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻋﺎﺻــﻣﺔ اﻟدوﻟــﺔ اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻛــذﻟك اﻷﻣــر ﻓــﻲ‬
‫ﻋﻬـ ــد ﺳـ ــﻠطﻧﺔ دﻟﻬـ ــﻲ‪ ،‬ﺳ ـ ـواء اﻟﻌﻬـ ــد اﻟﻣﻣﻠـ ــوﻛﻲ أو اﻷﻓﻐـ ــﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻧﺟـ ــدﻫم ﯾطﺑﻘـ ــون ﻧﻔـ ــس‬
‫اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻣﻊ اﺧﺗﻼف ﺑﺳﯾط ﺑﺎﻟﻣﺳﻣﻰ ﻟـﯾس إﻻ‪ ،‬إذ أطﻠﻘـوا ﻋﻠـﻰ واﻟـﻲ اﻹﻗﻠـﯾم "اﻟﺣـﺎﻛم‬
‫و أﺣﯾﺎﻧﺎ "اﻟﻧﺎظم")‪ ،(١‬ﻛﻣﺎ أطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻛم اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ "اﻟﺳﯾﻬﺳﺎﻻر" ﻓﻲ ﻋﺻـر اﻟدوﻟـﺔ‬
‫اﻟﺳﺎﻣﺎﻧﯾﺔ واﻟﻐزﻧوﯾﺔ واﻟﺳـﻠﺟوﻗﯾﺔ)‪ ،(٢‬أﻣـﺎ اﻟﻣراﺣـل اﻷوﻟـﻰ ﻣـن ﻋﻬـد اﻟدوﻟـﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـﺔ‪ ،‬ﻓﻘـد‬
‫اﺳــﺗﺧدم ﻣﺻــطﻠﺢ " اﻟﺳﯾﻬﺳ ــﺎﻻر" ﺣﺗــﻰ ﻣﺟ ــﻲء اوراﻧﺟزﯾــب إﻟــﻰ اﻟﻌ ــرش‪ ،‬ﺣﯾــث ﺗﻐﯾ ــر‬
‫اﻟﻣﺳـ ـ ــﻣﻰ اﻟـ ـ ــوظﯾﻔﻲ ﻟﺣـ ـ ــﺎﻛم إﻟـ ـ ــﻰ "اﻟﺳـ ـ ــﯾﺎﻫدار" وﻛﻼﻫﻣـ ـ ــﺎ ﯾﻌطﯾـ ـ ــﺎن ﻧﻔـ ـ ــس اﻟﻣﻌﻧـ ـ ــﻰ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﺳﺑﻬﺳﺎﻻر ﻫو ﺣﺎﻛم اﻟوﻻﯾﺔ وﯾﺄﺧـذ اﻟﺻـﺑﻐﺔ اﻟﻌﺳـﻛرﯾﺔ‪ ،‬وﻛـذﻟك اﻟﺳـﺑﺎﻫدار‪ ،‬ﻫـو ﻗﺎﺋـد‬
‫اﻟﺟﯾش وﺣﺎﻛم اﻟوﻻﯾﺔ ﻣﻌﺎً )‪ ،(٣‬واﻹﻣﺑراطورﯾـﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻋﻬـد اوراﻧﺟزﯾـب وﻣـن ﺳـﺑﻘﻪ‬
‫‪٥٨‬‬
‫ﻣـن ﻣﻠـوك اﻟﻣﻐــول‪ ،‬أطﻠﻘـت ﻋﻠــﻰ اﻹﻗﻠـﯾم اﻟﺗــﺎﺑﻊ ﻟﻠدوﻟـﺔ اﺳــم " ﺳـﺑﻪ" " ‪ ، "Subah‬وﻛــل‬
‫ﻣرﻛ ــز إﻟ ــﻰ ﺟﻣﻠ ــﺔ دﺳ ــﺎ ﻛ ــر )‪ ،(Parganahs‬وﻛ ــل دﺳ ــﻛر إﻟ ــﻰ ﻣﺟﻣوﻋ ــﺔ ﻣ ــن اﻟﻘ ــرى‬
‫اﻟﺻــﻐﯾرة)‪ ،(٤‬وﻗــد أدت ﻫــذﻩ اﻟﺗﻘﺳــﯾﻣﺎت ﺑﺎﻟدوﻟــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾــﺔ إﻟــﻰ ﺑﻠــوغ اﻟﺗطــور واﻻزدﻫــﺎر‬
‫واﻟﺳـ ــﯾطرة ﺑﻛﻔـ ــﺎءة ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﻘـ ــدرات اﻟﻬﻧـ ــد اﻻﻗﺗﺻـ ــﺎدﯾﺔ‪ ،‬إﻟـ ــﻰ ﺟﺎﻧـ ــب اﻟﻬﯾﻣﻧـ ــﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﯾﺔ‬
‫اﻟواﺿﺣﺔ‪ ،‬وﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك‪ ،‬ﻓـﺎن ﺳﯾﺎﺳـﺔ اﻟﻣﻐـول اﻹدارﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻛـل ﻋﻬودﻫـﺎ ﺗﻘرﯾﺑـﺎً‪ ،‬ﻟـم‬
‫ﺗﺗوﻗف ﻋﻧد ﺣد اﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت اﻷوﻟﻰ ﻻراﺿﻲ اﻟﻬﻧد‪ ،‬ﺑل ذﻫﺑوا إﻟـﻰ ﻣـﺎ ﻫـو اﺑﻌـد ﻣـن ذﻟـك‬
‫وأﻋﻣق ﺗﺄﺛﯾراً‪ ،‬ﺣﯾﻧﻣﺎ طﻔﻘوا ﯾﺗﺧذون ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟدﻗﯾﻘـﺔ ﻓـﻲ ﺗﻘﺳـﯾم‬
‫اﻟوﻻﯾﺔ اﻟواﺣدة إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت واﻟﻣﺳﻣﯾﺎت اﻟوظﯾﻔﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗـﻲ ﺗﻌﻣـل ﺟﻣﯾﻌﻬـﺎ‬
‫وﺑﺷــﻛل ﻣﻧــﺗظم ﻟﻠﺣﯾﻠوﻟــﺔ دون ﺗﻌــرض ﻣﺻــﺎﻟﺢ اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾــﺔ ﻟﻠﺿــﻌف أو ﻟﻸﺧطــﺎر‬
‫اﻟﺧﺎرﺟﯾ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻛ ــﺎن ﻟﻛ ــل وﻻﯾ ــﺔ‪ ،‬دﯾـ ـوان ﺧ ــﺎص‪ ،‬و"ﺑﺧﺷ ــﻲ" اﻟﻣﺳ ــؤول ﻋ ــن ﺟﻣ ــﻊ وﺿ ــﺑط‬
‫اﻟﺟ ــﯾش وﺗﻧظﯾﻣﺎﺗ ــﻪ وﻋﻧﺎﺻ ـ ـرﻩ وﻣـ ـواردﻩ‪ ،‬وأﻣﯾـ ــر اﻟﻌ ــدل‪ ،‬وﺻ ــدر‪ ،‬وﻫـ ــو اﻟ ــذي ﯾﻣـ ــﺎرس‬
‫ﺳ ــﻠطﺎت اﻟﻘﺿ ــﺎء‪ ،‬واﻟﻛوﺗـ ـوال )وﻫ ــو اﻟﻘ ــﯾّ م ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﻘـ ـواﻧﯾن واﻷواﻣ ــر واﻟﺗﻌﻠﯾﻣ ــﺎت‬
‫اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟﺳﺑﺎﻫدار‪ ،‬وذﻟك ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن واﻻﺳﺗﻘرار( وأﻣﯾر اﻟﺑﺣر‪ ،‬ووﻗـﺎﺋﻊ‬
‫ﻧــوﯾز‪ ،‬اﻟﻣﺧﺑــر وﻣﺗــﺎﺑﻊ اﻷﺧﺑــﺎر وﻛﺎﺗــب اﻟوﻗــﺎﺋﻊ واﻟﺣ ـوادث ﻓــﻲ اﻟــﺑﻼط)‪ ،(٥‬وﺑــرﻏم اﻟدﻗ ـﺔ‬
‫اﻟواﺿــﺣﺔ واﻻﻧﺿــﺑﺎطﯾﺔ اﻟﺷــدﯾدة ﻓــﻲ ﺗﻧظــﯾم اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟدوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد‪،‬‬
‫ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﯾﻘﯾن ‪ ،‬إﻧﻬﺎ ﻻﺗﻛﺎد ﺗﺧﺗﻠف ﺑﻣﻬﺎﻣﻬﺎ وﻣﺿـﺎﻣﯾﻧﻬﺎ ﻋﻧـد اﻟﻣﻐـول‪ ،‬ﻋـن ﺗﻠـك اﻟﺗـﻲ‬
‫ﻛﺎﻧت ﻣن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟواﻟﻲ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺻورﻫﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻛﺗدﺑﯾر اﻟﺟـﯾش‬
‫وﺗﻘــدﯾر أرزاﻗﻬــم وﺗ ـرﺗﯾﺑﻬم ﻓــﻲ اﻟﻧ ـواﺣﻲ واﻟﺛﻐــور‪ ،‬واﻟﻧظــر ﻓــﻲ اﻷﺣﻛــﺎم وﺗﻌﯾــﯾن اﻟﻘﺿــﺎة‪،‬‬
‫وﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟﺧراج ‪ ،‬وﻗﺑض اﻟﺻدﻗﺎت‪ ،‬وﺗﻘﻠﯾد اﻟﻌﻣﺎل‪ ،‬وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟـدﯾن واﻟـدﻓﺎع ﻋﻧـﻪ‪ ،‬واﻗﺎﻣـﺔ‬
‫اﻟﺣـدود‪ ،‬وﺣﻔــظ اﻷﻣــن واﻹﻣﺎﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋــﺎت وﺗﺳــﯾﯾر اﻟﺣﺟــﯾﺞ وﻣﺟﺎﻫــدة اﻷﻋــداء)‪،(٦‬‬
‫وﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺣﻘﺎﻗﺎت إﻧﻣﺎ ﺗﻧدرج ﺗﺣت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ أﻣﯾـر اﻻﺳـﺗﻛﻔﺎء اﻟـذي ﯾﻧـوب ﻋـن اﻟﺧﻠﯾﻔـﺔ‬
‫ﻓـﻲ ﺣﻛﻣــﻪ ﻟﻠوﻻﯾــﺔ وﺑــذﻟك ﯾﻛـون ﻣﻧﺻــب اﻟﺳــﺑﺎﻫدار أو ﺣــﺎﻛم اﻟوﻻﯾـﺔ ﻓــﻲ دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول‪،‬‬

‫‪٥٩‬‬
‫ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﺳﺎﺋر اﻟﻌﺻور اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬو ﻧﺎﺋب ﻋـن اﻟﻣﻠـك ﻓـﻲ إدارة وﺗﺻـرﯾف ﺷـؤون‬
‫اﻟوﻻﯾﺔ‪.‬‬

‫أﻣــﺎ ﻣوﺿــوع اﻟدراﺳــﺔ‪ ،‬اﻟــذي ﯾﻌــﺎﻟﺞ ﻣﻧﺻــب " اﻟﺳــﺑﺎﻫدار" اﻟﺣــﺎﻛم اﻹﻗﻠﯾﻣــﻲ ﻓــﻲ‬
‫ﻋﻬ ــد اوراﻧﺟزﯾ ــب‪ ،‬ﻓ ــﺎن " ﻣ ــﺂﺛر ﻋ ــﺎﻟﻣﻛﯾري" ﺗﻛ ــﺎد ﻻ ﺗﺧﻠ ــو ﺻ ــﻔﺣﺔ ﻣ ــن ﺻ ــﻔﺣﺎﺗﻬﺎ إﻻ‬
‫وﺗﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ذﻛر ﻋزل أو ﺗﻌﯾﯾن ﺟدﯾد ﻟﺣﻛﺎم اﻟوﻻﯾﺎت‪ ،‬ﻣـﻊ إﻋطـﺎء اﻟﺟﻬـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗرﻏـب‬
‫اﻟدوﻟــﺔ ﻓــﻲ إرﺳــﺎﻟﻬم إﻟﯾﻬــﺎ‪ ،‬وﻛــذﻟك اﻟﺗــﺎرﯾﺦ وﺣﺗــﻰ اﻟﯾــوم‪ ،‬اﺿــف إﻟــﻰ ذﻟــك اﻟﻣﻧﺎﺻــب‬
‫واﻟﻣــﻧﺢ واﻻﻋطﯾــﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻧﺣﻬــﺎ ﻟﻬــم اﻟﻣﻠــك اوراﻧﺟزﯾــب‪ ،‬ﻋﻠــﻰ إﻧﻧــﺎ‪ ،‬واﺛ ـراء ﻟﻠﻣوﺿــوع‪،‬‬
‫اﺳـﺗﻌﻧﺎ ﺑﺎﻟﻌدﯾ ــد ﻣ ــن اﻟﻣﺻــﺎدر اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾ ــﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻـ ـرة‪ ،‬ﻟﺗﻌزﯾزﻫ ــﺎ وا ٕ ﺿــﺎﻓﺔ ﻣ ــﺎ ﻧﻘ ــص ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﻣﺻدر " ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري" واﻫم ﺗﻠك اﻟﻣﺻﺎدر ‪" ،‬ﻣﻧﺗﺧب اﻟﻠﺑﺎب" ﻟﻠﻣؤرخ ﺧﺎﻓﻲ ﺧﺎن‪،‬‬
‫و "ﻋﺎﻟﻣﻛﯾر ﻧﺎﻣﺔ" ﻟﻣﯾـرزا ﻣﺣﻣـد ﻛـﺎظم اﻟﻘزوﯾﻧـﻲ‪ ،‬و "ﻣـرآة اﻟﻌـﺎﻟم" ﻟﻠﻣـؤرخ ﺑﺧﺗـﺎ ورﺧـﺎن‪،‬‬
‫وﻏﯾر ﻫﺎ ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﺗظﻬر ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟﺑﺣث‪.‬‬

‫اﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺎﻟﯾم " اﻟﺳﺑﺎﻫدارﯾﺔ "‪-:‬‬


‫اﺧـ ــﺗط اﻟﻣﻐ ـ ــول اﻟﻣﺳـ ــﻠﻣون ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ واﺿ ـ ــﺣﺔ ورﺻـ ــﯾﻧﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﺳـ ــﯾﺎدﺗﻬم ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺷ ـ ــﺑﻪ‬
‫اﻟﻘ ــﺎرة اﻟﻬﻧدﯾ ــﺔ‪ ،‬وﻣ ــن ﺧ ــﻼل دراﺳ ــﺗﻧﺎ ﻟ ـ ـ " ﻣ ــﺂﺛر ﻋ ــﺎﻟﻣﻛﯾري" ﻧﻼﺣ ــظ ﺗﻠ ــك اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﺔ‬
‫اﻹدارﯾ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﻋﻣ ـ ــل ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذﻫﺎ اﻟﻣﻠ ـ ــك اوراﻧﺟز ﯾ ـ ــب ﺗﺟ ـ ــﺎﻩ اﻟوﻻﯾ ـ ــﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠدوﻟـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺗﺟ ـ ـ ــﺎﻩ ﺗﻌﯾ ـ ـ ــﯾن واﺧﺗﯾ ـ ـ ــﺎر اﻟ ـ ـ ــوﻻﻩ "اﻟﺳ ـ ـ ــﺑﺎﻫدار"ﺑﻌﻧﺎﯾ ـ ـ ــﺔ ﻓﺎﺋﻘ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وا ٕ ذا ﻛ ـ ـ ــﺎن‬
‫ﻣﺟﻣ ـ ــوع اﻟوﻻﯾ ـ ــﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌ ـ ــﺔ ﻟﺳ ـ ــﻠطﺔ اﻟﻣﻐـ ـ ــول اﻟﻣﺳ ـ ــﻠﻣﯾن إﺣ ـ ــدى وﻋﺷ ـ ــرون وﻻﯾـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫واﻟﺗ ـ ـ ــﻲ ﺷ ـ ـ ــﻣﻠت ﻣﻌظ ـ ـ ــم ﻣﻧ ـ ـ ــﺎطق اﻟﻬﻧ ـ ـ ــد اﻟﺷ ـ ـ ــﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺟﻧوﺑﯾ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺎن ذﻟ ـ ـ ــك دﻓ ـ ـ ــﻊ‬
‫ﺑﺎوراﻧﺟزﯾ ـ ــب إﻟ ـ ــﻰ ﺗطﺑﯾ ـ ــق اﻟﻣزﯾ ـ ــد ﻣ ـ ــن اﻟﻘـ ـ ـواﻧﯾن واﻷﻧظﻣ ـ ــﺔ ذات اﻟﻔﺎﻋﻠﯾ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻟﯾ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻔﺿـ ـ ــﯾﺔ إﻟـ ـ ــﻰ ﺿـ ـ ــﺑط ﻣﺣﻛ ـ ـ ــم ﻟﺷـ ـ ــؤون اﻹﻣﺑراطورﯾ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻟﺳـ ـ ــوف ﻧﺗﺣ ـ ـ ــدث ﻋ ـ ـ ــن‬

‫‪٦٠‬‬
‫طﺑﯾﻌ ــﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾﻧـ ــﺎت واﻹﺟ ـ ـراءات اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺗﺧـ ــذﻫﺎ دوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول ﻓـ ــﻲ ﻣـ ــﻧﺢ اﻟﻣﻧﺎﺻـ ــب‬
‫واﻻﻋطﯾﺎت‪.‬‬

‫أوﻻً ‪ -:‬اﺧﺗﯾﺎر اﻷﻣراء ﻟﻣﻧﺻب اﻟوﻻﯾﺔ‪-:‬‬


‫اﻷﻫﻣﯾــﺔ اﻟﻛﺑﯾ ـرة اﻟﺗــﻲ ﻛــﺎن ﯾﺗﻣﺗــﻊ ﺑﻬــﺎ اﻟﺳــﺑﺎﻫدار )اﻟﺣــﺎﻛم اﻹﻗﻠﯾﻣــﻲ( ﻓــﻲ دوﻟــﺔ‬
‫اﻟﻣﻐــول ﻓــﻲ ﺟﻧ ــوب آﺳــﯾﺎ‪ ،‬واﻟﺻ ــﻼﺣﯾﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ واﻟﻌﺳ ــﻛرﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ اﻟواﺳ ــﻌﺔ‪،‬‬
‫ﺟﻌﻠ ــت ﻣﻌظ ــم ﻣﻠ ــوك اﻟﻣﻐ ــول ﻗﺑ ــل اﻋ ــﺗﻼﺋﻬم اﻟﻌ ــرش ﯾﻣﺎرﺳ ــون ﻫ ــذﻩ اﻟوظﯾﻔ ــﺔ اﻟﻬﺎﻣ ــﺔ‬
‫ﺑﺄﻧﻔﺳ ـ ــﻬم‪ ،‬وﺣ ـ ــﺎﻓظ اﻻﺑ ـ ــﺎطرة ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ ﺑﺗﻌﯾ ـ ــﯾن أﺑﻧ ـ ــﺎﺋﻬم ﺣﻛﺎﻣ ـ ــﺎً ﻟﻠوﻻﯾ ـ ــﺎت‪،‬‬
‫ﻓــﺎﻻﻣﺑراطور ﺷ ــﺎﻩ ﺟﻬــﺎن وﻟ ــﻰ ﻫــذا اﻟﻣﻧﺻ ــب ﻻﺑﻧــﻪ ﻣﺣﻣ ــد ﺷــﺟﺎع اﻟ ــذي ﺗــوﻟﻰ إﻣ ــﺎرة‬
‫اﻟﺑﻧﻐ ـ ـ ـ ــﺎل ﻣ ـ ـ ـ ــدة إﺣ ـ ـ ـ ــدى وﻋﺷ ـ ـ ـ ــرون ﺳ ـ ـ ـ ــﻧﺔ ﻣﺗواﺻ ـ ـ ـ ــﻠﺔ )‪١٠٤٩‬ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ‪١٦٣٩/‬م وﻟﻐﺎﯾ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫‪١٠٧١‬ﻫـ‪١٦٦٠/‬م‪ ،‬واﻣﺎرة ﺑﯾﻬﺎر ﺳـﻧﺔ )‪١٠٦٩‬ﻫ ـ‪١٦٥٨/‬م()‪ ،(١٢‬أﻣـﺎ اﻷﻣﯾـر اوراﻧﺟزﯾـب‬
‫ﻘـ ﻓـد ﺗــوﻟﻰ ﻋــدة وﻻﯾــﺎت أﯾــﺎم واﻟــدﻩ ﺷــﺎﻩ ﺟﻬــﺎن‪ ،‬ﻓﻌ ُ ــﯾن ﻋﻠــﻰ وﻻﯾــﺔ اﻟﻛﺟ ـرات ﻣــدة ﻋــﺎﻣﯾن‬
‫وذﻟك ﻣن ﺳﻧﺔ )‪١٠٥٥‬ﻫـ‪١٦٤٥/‬م وﺣﺗـﻰ ‪١٠٥٧‬ﻫ ـ‪١٦٤٧/‬م()‪ ،(١٣‬ﺛـم ﺗـوﻟﻰ ﺳـﺑﺎﻫدارﯾﻪ‬
‫ﺑﻠــﺦ وﺑدﺧﺷــﺎن ﻓــﻲ اﻟﻌﺷ ـرﯾن ﻣــن ﻛــﺎﻧون ﺛــﺎﻧﻲ ﺳــﻧﺔ )‪١٠٥٧‬ﻫـ ـ‪١٦٤٧/‬م(‪ .‬وﻗــد اﺧﺗــﺎرﻩ‬
‫واﻟدﻩ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻘﻼﻗل واﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﺗﻲ أطﻠﻘﻬﺎ اﻻوزﺑك ﻓﻲ آﺳﯾﺎ اﻟوﺳطﻰ وﻗد اﻧﺗﻘـل‬
‫ﻣــن ﻫﻧــﺎك ﺑﻌــد ﻓﺷــﻠﻪ ﻓــﻲ ﺗﺣﻘﯾــق اﻧﺗﺻــﺎرات ﻋﻠــﻰ ﻣﻠــك ﺑﻠ ـﺦ وﺑﺧــﺎرى)‪،(١٤‬ﻣﺗوﺟﻬــﺎً إﻟــﻰ‬
‫ﻣﻘﺎطﻌـ ــﺔ اﻟﻣﻠﺗـ ــﺎن واﻟﺳـ ــﻧد )ﺷـ ــﻣﺎل اﻟﻬﻧـ ــد( ﺣﯾـ ــث ﺑﺎﺷـ ــر ﻣﻬﺎﻣـ ــﻪ ﻛﺣـ ــﺎﻛم إﻗﻠﯾﻣـ ــﻲ ﺳـ ــﻧﺔ‬
‫)‪١٠٥٨‬ﻫـ‪١٦٤٨/‬م( وﺣﺗﻰ ﺳـﻧﺔ)‪١٠٦٣‬ﻫ ـ‪١٦٥٢/‬م()‪ ،(١٥‬ﻛﻣـﺎ ﻗـﺎم واﻟـدﻩ ﺑﺗﻌﯾﯾﻧـﻪ ﺣﺎﻛﻣـﺎً‬
‫ﻋﻠ ــﻰ ﻣﻘﺎطﻌ ــﺔ اﻟ ــدﻛن ﻟﻠﻣـ ـرة اﻷوﻟ ــﻰ ﺳ ــﻧﺔ)‪١٠٥٢‬ﻫ ـ ـ‪١٦٤٢/‬م( ﺛ ــم ﻟﻠﻣـ ـرة اﻟﺛﺎﻧﯾ ــﺔ ﺳ ــﻧﺔ‬
‫)‪١٠٥٣‬ﻫ ـ‪١٦٤٣/‬م( واﺳــﺗﻣر ﺣﺗــﻰ ﺳــﻧﺔ )‪١٠٥٨‬ﻫ ـ‪١٦٤٨/‬م(‪ ،‬أي ﺣﺗــﻰ اﻋﺗﻠــﻰ ﻋــرش‬
‫دﻟﻬﻲ‪ ،‬وﻗد اﺧﺿﻊ أﺛﻧﺎء ﻓﺗرة وﻻﯾﺗﻪ إﻗﻠﯾم ﻛوﻟﻛﻧدة وﻓﺗﺢ ﻣدﯾﻧﺔ ﺣﯾدر آﺑﺎد)‪.(١٦‬‬

‫وﻋﻠــﻰ ﻧﻔــس اﻟﺳﯾﺎﺳــﺔ ﺳــﺎر اوراﻧﺟزﯾــب ﻓــﻲ ﻓﺗ ـرة ﺣﻛﻣــﻪ ﻟﻺﻣﺑراطورﯾــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾــﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻛﺎن ﺣرﯾﺻﺎً أﺷد اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ إرﺳـﺎل أﺑﻧﺎﺋـﻪ إﻟـﻰ اﻻﻗـﺎﻟﯾم ﻟﯾﻘوﻣـوا ﻋﻠـﻰ وﻻﯾـﺔ ﺷـؤوﻧﻬﺎ‬

‫‪٦١‬‬
‫ﺣﺗــﻰ ﻟﻧﺟــدﻩ ﯾﻣــﺎرس ﻋﻠــﯾﻬم ﺳﯾﺎﺳــﺔ اﻟﺗوزﯾــﻊ ﻋﻠــﻰ اﻻﻗــﺎﻟﯾم اﻟﻬﺎﻣــﺔ‪ ،‬ﻟﻛــﻲ ﯾﺗﻣرﺳ ـوا ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻹدارة وﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬وﯾﻛﺷف ﻟﻧـﺎ "ﻣـﺂﺛر ﻋـﺎﻟﻣﻛﯾري" اﻟـدور اﻟﻛﺑﯾـر اﻟـذي ﻣﺎرﺳـﻪ أﺑﻧـﺎء‬
‫اوراﻧﺟزﯾب ﻓﻲ ﻣﻧﺻب اﻟﺳﺑﺎﻫدار‪ ،‬وﺗﻧوع وﻻﯾﺎﺗﻬم ﻓﻲ ﺣﻛم اﻻﻗﺎﻟﯾم‪ ،‬ﻓـﻲ ﺣـﯾن ﺑﻠـﻎ ﻋـدد‬
‫أوﻻدﻩ ﺧﻣﺳﺔ‪ ،‬ﺟﻣﯾﻌﻬم ﺗوﻟوا ﻫذا اﻟﻣﻧﺻـب ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ أﻣﯾـرﯾن ﻣـن اﻟﻌﺎﺋﻠـﺔ‪ ،‬وﻧﺷـﯾر‬
‫ﻫﻧﺎ إﻟﻰ ﻫؤﻻء‪-:‬‬

‫‪(١‬اﻷﻣﯾر ﻣﺣﻣد أﻋظم‪ ،‬وﻟد ﻓﻲ )‪١٢‬ﺷﻌﺑﺎن ‪١٠٦٣‬ﻫـ‪ ٢٨/‬ﺣزﯾران‪١٦٥٣‬م( ﻣن اﻟﻣﻠﻛﺔ‬


‫دﯾﻠراس ﺑﺎﻧوﺑﯾﻛم اﺑﻧﻪ ﺷﺎﻩ ﻧواز ﺧﺎن اﻟﺻﻔوي)‪، (١٧‬ﺗوﻟﻰ اﻷﻣﯾر ﻣﺣﻣد أﻋظم وﻻﯾﺔ‬
‫ﻋﺷرة أﻗﺎﻟﯾم ﻫﻧدﯾﺔ ‪ ،‬ﺟﺎءت ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬وﻻﯾﺔ اﻟﺑﻧﻐﺎل)‪١٠٨٨‬ﻫـ‪١٦٧٨/‬م()‪. (١٨‬‬
‫)‪(١٩‬‬
‫‪ )،‬وﻗد ﺟﻣﻊ‬ ‫وﻻﯾﺔ ﺑﯾﻬﺎر)‪١٠٨٨‬ﻫـ‪١٦٧٨/‬م‪١٠٩٠-‬ﻫـ‪١٦٨٠/‬م(‬ ‫ب‪-‬‬
‫وﺑﯾن اﻟﺑﻧﻐﺎل واورﯾﺳﺎ‪.‬‬ ‫ﺑﯾﻧﻬﺎ‬
‫)‪(٢٠‬‬
‫ﺟـ‪ -‬وﻻﯾﺔ اورﯾﺳﺎ)‪١٠٨٨‬ﻫـ‪١٦٧٨/‬م(‬
‫)‪(٢١‬‬
‫وﻻﯾﺔ اﻟﻣﻠﺗﺎن)‪١٠٨٦‬ﻫـ‪١٦٧٦/‬م‪١٠٨٧ -‬ﻫـ‪١٦٧٧/‬م(‬ ‫د‪-‬‬
‫ﻫـ‪ -‬وﻻﯾﺔ اﻟﺑﻧﺟﺎب)‪١٠٩١‬ﻫـ‪١٦٨١/‬م‪١٠٩٢ -‬ﻫـ‪١٦٨٢/‬م()‪.(٢٢‬‬

‫ﺛم ﻋﺎد إﻟﯾﻬﺎ ﺳﺑﺎﻫداراً ﺳﻧﺔ )‪١١٠٠‬ﻫـ‪١٦٩٠/‬م()‪.(٢٣‬‬

‫)‪(٢٤‬‬
‫وﻻﯾﺔ ﻣﺎﻟوا)‪١٠٦٩‬ﻫـ‪١٦٨٦/‬م‪١٠٩٧-‬ﻫـ‪١٦٨٧/‬م(‬ ‫و‪-‬‬
‫وﻻﯾــﺔ ﺧﺎﻧــدﯾش)‪١٠٩٦‬ﻫـ ـ‪١٦٨٦/‬م‪١١١٦ -‬ﻫـ ـ‪١٧٠٦/‬م()‪ .(٢٥‬وﻗــد ﺟﻣــﻊ‬ ‫ر‪-‬‬
‫وﺑـﯾن ﻣـﺎﻟوا)‪١١١٦‬ه‪١٧٠٦/‬م‪١١١٧-‬ه‪١٧٠٧/‬م(‪،‬‬ ‫ﺑﯾﻧﻬـﺎ‬
‫وﻫﻲ أطول ﻣدة ﯾﺧدم ﺑﻬﺎ ﺣﺎﻛﻣﺎً ﻟﻠوﻻﯾﺔ‪.‬‬

‫)‪(٢٦‬‬
‫وﺟﻣﻊ ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن وﻻﯾﺔ ﺧﺎﻧدﯾش‪.‬‬ ‫وﻻﯾﺔ اﻟدﻛن )‪١١١٦‬ﻫـ‪١٧٠٦/‬م(‬ ‫ز‪-‬‬

‫)‪(٢٧‬‬
‫وﻗـد ﺟﻣــﻊ‬ ‫وﻻﯾـﺔ اﻟﻛﺟـرات )‪١١١٣‬ﻫ ـ‪١٧٠٣/‬م‪١١١٦ -‬ﻫ ـ‪١٧٠٦/‬م(‬ ‫س‪-‬‬
‫وﺑﯾن وﻻﯾﺗﻪ ﻻﻣﺎرة ﺧﺎﻧدﯾش‪.‬‬ ‫ﺑﯾﻧﻬﺎ‬

‫‪٦٢‬‬
‫ش‪ -‬وﻻﯾﺔ أﺟﻣﯾر)‪١١١٤‬ه‪١٧٠٤/‬م‪١١١٥-‬ه‪١٧٠٥/‬م( ‪.‬‬

‫‪(٢‬اﻷﻣﯾر ﻣﺣﻣد ﻣﻌظم‪ ،‬وﻟد ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻷﺧﯾر ﻣن رﺟب)‪١٠٥٣‬ﻫـ‪ ٤/‬أﻛﺗوﺑر‪،‬‬


‫‪١٦٤٣‬م( ﻣن اﻟﻣﻠﻛﺔ ﻧواب ﺑﺎي)‪ ،(٢٨‬وﻗد ﺗوﻟﻲ ﺷؤون ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺎﻟﯾم ﻫﻲ‪-:‬‬
‫أ‪ .‬وﻻﯾــﺔ اﻟــدﻛن )‪١٠٥٨‬ﻫـ ـ‪١٦٥٨/‬م)‪ ،(٢٩‬ﺛــم ﺗوﻻﻫــﺎ ﻣــن )‪١٠٧٣‬ﻫـ ـ‪١٦٦٤/‬م‪١٠٧٤ -‬‬
‫ﻫـ ـ‪ (١٦٦٥/‬ﻟﻠﻣ ـرة اﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ)‪ ،(٣٠‬ﺛــم وﻟﻠﻣ ـرة اﻟﺛﺎﻟﺛــﺔ )‪١٠٧٧‬ﻫـ ـ‪١٦٦٧/‬م‪١٠٨١ -‬‬
‫ﻫـ‪١٦٧١/‬م()‪.(٣١‬‬

‫)‪(٣٢‬‬
‫ب‪.‬وﻻﯾﺔ أﻛرا)ﺷﺎﻩ ﺟﻬﺎن آﺑﺎد( )‪١١٠٦‬ﻫـ‪١٦٩٦/‬م(‬

‫)‪(٣٣‬‬
‫ج‪ .‬وﻻﯾﺔ اﻟﺑﻧﺟﺎب )‪١١١٦‬ﻫـ‪١٧٠٦/‬م‪١١١٨-‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م(‬

‫‪ (٣‬اﻷﻣﯾر ﻣﺣﻣد ﻛﺎم ﺑﺧش‪ ،‬وﻟد )‪١٠‬رﻣﺿﺎن ‪١٠٧٧‬ﻫـ‪ ٢٤/‬ﺷﺑﺎط ‪١٦٦٧‬م(‬


‫ﻟواﻟدﺗﻪ اﻟﻣﻠﻛﺔ ﺑﺎي أودي ﯾوري )‪ (udipnri‬وﻫو ﺣﺎﻓظ ﻟﻠﻘرآن اﻟﻛرﯾم)‪،(٣٤‬‬
‫ﺻدر اﻷﻣر اﻟﻣﻠﻛﻲ ﺑﺗﻌﯾﯾﻧﻪ ﺛﻼث ﻣرات‪.‬‬
‫وﻻﯾﺔ ﺑﯾرار )‪١١٠٨‬ﻫـ‪١٦٩٨/‬م‪١١١٠ -‬ﻫـ‪١٧٠٠/‬م()‪.(٣٥‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫ب‪ .‬وﻻﯾﺔ ﻛوﻟﻛﻧدﻩ )ﺣﯾدر آﺑﺎد( )‪١١١٤‬ﻫـ‪١٧٠٤/‬م()‪.(٣٦‬‬
‫ﺟـ‪ .‬وﻻﯾﺔ ﺑﯾﺟﺎﺑور )‪١١١٨‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م()‪،(٣٧‬ﻓﻲ أواﺧر ﻋﻬد اوراﻧﺟزﯾب‪.‬‬
‫‪ (٤‬اﻷﻣﯾر ﻋظﯾم اﻟﺷﺄن ﻣﺣﻣد ﺳﻠطﺎن ‪ ،‬وﻟد ﻣن اﻟﻣﻠﻛﺔ ﻧواب ﺑﺎي‪ ،‬ﺳﻧﺔ )‪٤‬‬
‫رﻣﺿﺎن ‪١٠٤٩‬ﻫـ‪ ١٩/‬دﯾﺳﻣﺑر ‪١٦٣٩‬م(‪ ،‬وﯾﺣﻔظ اﻟﻘرآن وﯾﺗﻘن اﻟﻌرﺑﯾﺔ‬
‫واﻟﻔﺎرﺳﯾﺔ واﻟﺗرﻛﯾﺔ)‪ ،(٣٨‬ﻋﯾﻧﻪ واﻟدﻩ ﻋﻠﻰ‪-:‬‬

‫أ‪-‬وﻻﯾـــــﺔ اﻟﺑﻧﻐـــــﺎل )‪١١٠٨‬ﻫــــــ‪١٦٩٨/‬م‪١١١٨-‬ﻫــــــ‪١٧٠٧/‬م(وﺣﻛـــــم ﻓﯾﻬـــــﺎ ﻋﺷـــــر‬


‫ﺳﻧوات)‪.(٣٩‬‬

‫ب‪-‬وﻻﯾﺔ ﺑﯾﻬﺎر ووﻻﯾﺔ ﺑﯾرار )‪١١١٤‬ﻫـ‪١٧٠٤/‬م‪١١١٨ -‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م( وﺑـذﻟك ﯾﻛـون ﻗـد‬


‫ﺟﻣﻊ ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن وﻻﯾﺔ اﻟﺑﻧﻐﺎل)‪.(٤٠‬‬

‫‪٦٣‬‬
‫‪(٥‬اﻷﻣﯾر ﻣﺣﻣد اﻛﺑـر‪ ،‬وﻟـد ﻣـن اﻟﻣﻠﻛـﺔ دﯾـﻼرس ﺑـﯾﻛم‪ ،‬ﺳـﻧﺔ )‪ ١٢‬ذي اﻟﺣﺟـﺔ‪،‬‬
‫)‪(٤١‬‬
‫‪ ،‬وﻣن ﺧﻼل دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‬ ‫‪١٠٦٧‬ﻫـ‪ ١١/‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪١٦٥٧‬م(‬
‫ووﻻﯾﺎت إدارﯾﺔ ﻛﺛﯾـرة‪ ،‬ﺑـل وﺟـدﻧﺎﻩ ﯾﺗﻘﻠـد ﻟﻣـرة‬ ‫ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﻌﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﺻب‬
‫واﺣدة ‪:‬‬
‫أ‪.‬وﻻﯾﺔ اﻟﻣﻠﺗﺎن )‪١٠٨٨‬ﻫـ‪١٦٧٨/‬م‪١٠٨٩ -‬ﻫـ ‪١٦٧٩/‬م( وﻟﻣدة ﻋﺎم واﺣد‬
‫ﻓﻘط)‪.(٤٢‬‬

‫ب‪.‬وﻻﯾﺔ ﻣﺎﻟوا )‪١٠٨٧‬ه‪١٦٧٦/‬م‪١٠٨٨-‬ه‪١٦٧٧/‬م(‪.‬‬

‫‪ (٦‬اﻷﻣﯾــر ﺑﯾــدار ﺑﺧــت‪ ،‬وﻫــو ﻟــﯾس ﻣــن أﺑﻧــﺎء اﻟﻣﻠــك‪ ،‬واﻧﻣــﺎ ﻣــن أﺑﻧــﺎء أﺷــﻘﺎﺋﻪ‪ ،‬ﺗــوﻟﻰ‬
‫وﻗد ﺟﻣﻊ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻔﺗرة‪:‬‬ ‫إﻣﺎرات ﻋدﯾدة‪،‬‬
‫أ‪ .‬وﻻﯾــﺔ ﻣــﺎﻟوا )‪١١١٤‬ﻫـ ـ‪١٧٠٤/‬م‪١١١٦-‬ﻫـ ـ‪١٧٠٦/‬م( وﻗــد ﺟﻣــﻊ ﻣﻌﻬــﺎ وﻻﯾــﺔ‬
‫ﺧﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾش )‪١١١٤‬ه‪١٧٠٤/‬م( ووﻻﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻛن ) ‪١١١٣‬ه‪١٧٠٣/‬م‪-‬‬
‫‪١١١٥‬ه‪١٧٠٥/‬م()‪.(٤٣‬‬

‫‪ (٧‬اﻷﻣﯾر ﻣﻌز اﻟدﯾن‪ ،‬وﻫو ﻟﯾس ﻣن أﺑﻧﺎء اﻟﻣﻠك اﯾﺿﺎً‪ ،‬ﻣﻧﺣـﻪ اوراﻧﺟزﯾـب اﻟﻌدﯾـد ﻣـن‬
‫اﻟوﻻﯾﺎت‪:‬‬

‫أ‪ .‬وﻻﯾﺔ اﻟﻣﻠﺗﺎن )‪١١٠٨‬ﻫـ‪١٦٩٨/‬م‪١١١٠-‬ﻫـ‪١٧٠٠/‬م()‪.(٤٤‬‬


‫ب‪ .‬وﻻﯾﺔ اﻟﺳﻧد )‪١١١٤‬ﻫـ‪١٧٠٤/‬م‪١١١٨ -‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م()‪.(٤٥‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎً ‪ :‬ﺗﻌﯾﯾن اﻟوﻻة ‪:‬‬


‫إن اﻹﺟ ـراءات اﻟﺗــﻲ طﺑﻘﻬــﺎ اﻟﻣﻐــول ﻓــﻲ اﻟﺗﻌﯾﯾﻧــﺎت اﻟرﺳــﻣﯾﺔ ﻟﻠــوﻻة إﻧﻣــﺎ ﻛﺎﻧــت ﺗــﺗم ﻣــن‬
‫ﺧــﻼل ﺳــﻠطﺔ اﻹﻣﺑراطــور اوراﻧﺟزﯾــب واﻟﺗــﻲ ﻫــﻲ أﻋﻠــﻰ ﺳــﻠطﺔ ﺗﻧﻔﯾذﯾــﺔ وﺗﺷ ـرﯾﻌﯾﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬وﻛذﻟك اﻷﻣر ﻓﻲ ﺣﺎل اﺧﺗﯾﺎر اﻟوزراء واﺻﺣﺎب اﻟـدواوﯾن واﻟوظـﺎﺋف اﻟﻌﻠﯾـﺎ ﻓـﻲ‬

‫‪٦٤‬‬
‫اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر اﻟوﻻة‪ ،‬ﻓﺈن اﻟواﻗﻊ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻻﺧﺗﯾـﺎر ﻓـﻲ اﻷﻏﻠـب ﯾﻘـﻊ‬
‫ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻛﻔ ــﺎءات اﻹدارﯾ ــﺔ اﻟﻌﺎﻟﯾ ــﺔ ذات اﻟﻣﺳ ــﺗوى اﻟﻌﻠﻣ ــﻲ اﻟرﻓﯾ ــﻊ وﻛ ــذﻟك اﻟﻘ ــوة اﻹدارﯾ ــﺔ‬
‫واﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ اﻟﻣﻣﯾـزة‪ ،‬وﺣﺗــﻰ أوﻟﺋــك اﻟــوﻻة اﻟﻣﻘرﺑــون ﻣــن اﻷﺳـرة اﻟﻣﻐوﻟﯾــﺔ ﺻــﺎﺣﺑﺔ اﻟﺳــﯾﺎدة‬
‫واﻟﺳــﻠطﺔ‪ ،‬ﺳـواء ﻣــن اﻷﻣـراء أو اﻟﻧــﺑﻼء أو ﻏﯾــرﻫم‪ ،‬ﻣﻣــن ﻟﻬـم ﺧدﻣــﺔ ﻗدﯾﻣــﺔ وﻣﻣﯾـزة ﻓــﻲ‬
‫ﺑ ــﻼط اﻟﻣﻐ ــول‪ ،‬ﻛﺎﻧ ــت ﺗﻧطﺑ ــق ﻋﻠ ــﯾﻬم اﻟﺷ ــروط اﻟﻣﻌرﻓﯾ ــﺔ ﻛ ــﺎﻟﺧﺑرة واﻟﻌﻠ ــم واﻟدراﯾ ــﺔ وﻗ ــوة‬
‫اﻟﺷﺧﺻـ ــﯾﺔ‪ ،‬وﻗـ ــد ﻻﺣظﻧـ ــﺎ ﻣـ ــن ﺳـ ــﯾﺎق اﻷﺣـ ــداث اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ وردت ﻓـ ــﻲ " ﻣـ ــﺂﺛر‬
‫ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري" إن ﻣﻌظم ﺗﻌﯾﯾﻧﺎت اﻟﺣﻛﺎم اﻹدارﯾﯾن )اﻟﺳﺑﺎﻫدار( إﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺗﺧذ ﻓﻲ ﺛـﻼث‬
‫ﻣﻧﺎﺳﺑﺎت رﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﻠوﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌـرش‪ ،‬واﻟﺳـﻧﺔ اﻟﻣﯾﻼدﯾـﺔ اﻟﻘﻣرﯾـﺔ ﻟﻠﻣﻠـك‪،‬‬
‫واﻟﺳ ــﻧﺔ اﻟﻣﯾﻼدﯾ ــﺔ اﻟﺷﻣﺳ ــﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠ ــك‪ ،‬وﻟطﺎﻟﻣ ــﺎ ﻗ ــد ﺟﻠ ــس اوراﻧﺟزﯾ ــب ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌ ــرش ﺳ ــﻧﺔ‬
‫‪١٠٦٨‬ﻫ ـ ـ ـ‪١٦٥٨/‬م وﺣﺗ ـ ــﻰ ‪١١١٨‬ﻫ ـ ـ ـ‪١٧٠٧/‬م‪ ،‬وﻫ ـ ــﻲ إﺣ ـ ــدى وﺧﻣﺳ ـ ــون ﺳ ـ ــﻧﺔ‪ ،‬ﻧﺟ ـ ــد‬
‫ﺑﺎﻟﻣﺣﺻـﻠﺔ ﻣﺎﺋــﺔ وﺛــﻼث وﺧﻣﺳـون ﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ اﺣﺗﻔﺎﻟﯾــﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻧــت ﺗـﺗم ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﺗﻌﯾﯾﻧـﺎت اﻟﺟدﯾــدة‬
‫واﻟﻌ ــزل واﻟﻣ ــﻧﺢ واﻻﻋطﯾ ــﺎت وﺗوزﯾ ــﻊ اﻟﻣﻧﺎﺻ ــب اﻟﻌﻠﯾ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟدوﻟ ــﺔ‪ ،‬وﻣﻧﻬ ــﺎ اﻟﺣﻛوﻣ ــﺎت‬
‫اﻹﻗﻠﯾﻣﯾــﺔ‪ ،‬ﻓــﻲ اﻟوﻗــت اﻟــذي ﻛﺎﻧــت ﺗوﺷــﺢ ﻓﯾــﻪ ﺳــﺎﺋر اﻟﻘ ـرارات اﻟرﺳــﻣﯾﺔ ﺑﺗوﻗﯾــﻊ اﻟﻣﻠــك‬
‫اﻟﺷﺧﺻ ــﻲ‪ ،‬وﻋﻧ ــدﻣﺎ ﺗﺻ ــﻔﺣﻧﺎ " ﻣ ــﺂﺛر ﻋ ــﺎﻟﻣﻛﯾري" ﻓﻘ ــد ﻋﺛرﻧ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ )‪ (٢١٦‬ﺳ ــﺑﺎﻫداراً‬
‫)ﺣﺎﻛﻣــﺎ إدارﯾــﺎً ( ﺗﻣــت إﺟ ـراءات ﺗﻌﯾﯾــﻧﻬم وﻋ ـزﻟﻬم وﻧﻘﻠﻬــم ﻣــن وﻻﯾــﺔ إﻟــﻰ أﺧــرى ﺑﻣوﺟــب‬
‫أواﻣر ﻣﻠﻛﯾﺔ رﺳﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻟﻔــت أﻧظﺎرﻧــﺎ دراﺳــﺔ ﻗﯾﻣــﺔ ﻻﺣــد اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن اﻟﺑﺎﻛﺳــﺗﺎﻧﯾﯾن‪ ،‬وﻫــو ﻣﺣﻣــد أطﻬــر ﻋﻠــﻲ)‪،(٤٦‬‬
‫ﺣﯾــث اﻋــد دراﺳــﺔ ﺑﻌﻧ ـوان " اﻟﺣﻛــﺎم اﻹﻗﻠﯾﻣﯾــﯾن ﻓــﻲ ﻋﻬــد اوراﻧﺟزﯾــب‪ ،‬وﻗــرر اﻟﺑﺎﺣــث أن‬
‫ﻋدد اﻟوﻻة ﺑﻠﻎ ﻣﺎﺋﺔ وﺳﺑﻊ وﺛﻼﺛون‪ ،‬وﺑذﻟك ﯾﻛون ﻗـد ﺑـﺎﻟﻎ ﻓـﻲ اﻟﺧطـﺄ‪ ،‬وﻻ ﻧـدري ﻣـﺎ ﻫـو‬
‫اﻟﻣﺳــوغ اﻟــذي دﻓــﻊ ﺑــﻪ إﻟــﻰ إﻋــﻼن ذﻟــك‪ ،‬ﻋﻠﻣــﺎً ﺑــﺎن ﻣﺟﻣــوع اﻟــوﻻة ﻟــدى ﺳــﺎﻗﻲ ﻣﺳــﺗﻌد‬
‫ﺧﺎن‪ ،‬ﯾزﯾد أو ﯾﻧﻘص ﻋن ‪ ٢١٦‬واﻟﯾﺎ‪ ،‬ﺗﻌﺎﻗﺑوا ﻋﻠﻰ إدارة وﺗﺻرﯾف ﺷؤون اﻟوﻻﯾـﺎت ﻓـﻲ‬
‫ﻋﻬــد اﻟﻣﻠــك اوراﻧﺟزﯾــب‪ ،‬ﻛﻣــﺎ أﺷــﺎر اﻟﺑﺎﺣــث اطﻬــر ﻋﻠــﻲ إﻟــﻰ اﻷﺻــول اﻟﻌرﻗﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﯾﻧﺗﻣ ــﻲ إﻟﯾﻬ ــﺎ أوﻟﺋ ــك اﻟ ــوﻻة‪ ،‬اﻷﻣ ــر اﻟ ــذي ﯾﻌﻧ ــﻲ ﺑوﺿ ــوح وﺟ ــود ﻓﺋ ــﺎت ﻋرﻗﯾ ــﺔ ﺗﻣﺗﻌ ــت‬
‫‪٦٥‬‬
‫ﺑﺎﻣﺗﯾـﺎزات ﻛﺑﯾـرة ﻓـﻲ اﻟدوﻟــﺔ‪ ،‬وﻟﯾﺳـوا ﻣـن اﻟﻣﻐــول ﻋﻠـﻰ أﯾـﺔ ﺣـﺎل ﺑــل ﻫـم ﻣـن اﻹﯾـراﻧﯾﯾن‬
‫اﻟﻔــرس‪ ،‬وﻧﻌﺛــر ﻋﻠــﻰ ﺧطــﺄ آﺧــر ﻟــدى اﻟﺑﺎﺣــث ﻛــﺎن ﻧﺗﯾﺟــﺔ اﻋﺗﻣــﺎد اﻟــرﻗم ‪ ،١٣٧‬ﻛﻌــدد‬
‫ﻟﻠوﻻة‪ ،‬وﺗﺣﻘﯾﻘﺎً ﻟﻠﻔﺎﺋدة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻧﺿﻊ ﺟدوﻻً ﺑﯾﺎﻧﯾﺎ وﻓﻘﺎً ﻟﻠﻧﺻـوص اﻟﺗـﻲ اﻋﺗﻣـدﻧﺎﻫﺎ ﻓـﻲ "‬
‫ﻣ ــﺂﺛر ﻋ ــﺎﻟﻣﻛﯾري " ﻟﻠﺗﻌ ــرف ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻔﺋـ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗوﻟ ــت اﻟﻣﻧﺻ ــب‪ ،‬وﻋ ــددﻫم واﻟﻧﺳـ ــب‬
‫اﻟﻣﺋوﯾﺔ‪:‬‬
‫اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺋوﯾﺔ‬ ‫اﻟﻌدد‬ ‫اﻟﻔﺋﺔ‬
‫‪%٣،٣٢‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫اﻷﻣراء اﻟﻣﻐول‬
‫‪%٤٦،٤٤‬‬ ‫‪١٠٠‬‬ ‫اﻹﯾراﻧﯾون اﻟﻔرس‬
‫‪%١٨،١٢‬‬ ‫‪٣٩‬‬ ‫اﻷﺗراك اﻟطوراﻧﯾون‬
‫‪%٧،٧٨‬‬ ‫‪١٦‬‬ ‫اﻷﻓﻐﺎن‬
‫‪%١٢،١٠٨‬‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫اﻟﻣﺳﻠﻣون اﻟﻬﻧود‬
‫‪%٨،٧٢‬‬ ‫‪١٩‬‬ ‫ﻣﺳﻠﻣون آﺧرون‬
‫‪%٣،١٥٢‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫ﻫﻧدوس وراﺟﺑوت‬

‫وﻧﻼﺣــظ ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﺟــدول ‪ ،‬أن اﻹﯾ ـراﻧﯾﯾن ﺣــﺎزوا ﻋﻠــﻰ اﻟﻧﺻــﯾب اﻷﻛﺑــر ﻓــﻲ ﺣﻛــم‬
‫اﻟوﻻﯾــﺎت‪ ،‬وﻫــﻲ ﺗ ـوازي ﻋــدد اﻷﺗ ـراك واﻷﻓﻐــﺎن واﻟﻬﻧــود اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن واﻟﻬﻧــدوس وﻏﯾــرﻫم‪،‬‬
‫وﻫـذا ﯾﻌطﯾﻧـﺎ ﺑﻌـض اﻟﻣؤﺷـرات ﻋﻠـﻰ ان وﺻـول ﻫـؤﻻء اﻹﯾـراﻧﯾﯾن إﻟـﻰ ﻫـذﻩ اﻟدرﺟـﺔ ﻣــن‬
‫اﻟﺳــﻠطﺎت اﻟواﺳــﻌﺔ ﻟــدﻟﯾل ﻋﻠــﻰ اﻟــرواﺑط اﻟوﺛﯾﻘــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻛﺎﻧــت ﺗ ـرﺑط ﺑﯾــﻧﻬم وﺑــﯾن اﻷﺳ ـرة‬
‫اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻬﻧـد‪ ،‬ورﺑﻣـﺎ ﯾﻛـون وﺻـول اﻹﯾـراﻧﯾﯾن إﻟـﻰ ﻫـذﻩ اﻟﻣرﺗﺑـﺔ ﻣـﺎ ﯾﺑـررﻩ‬
‫ﻟـدى اﻟﻣﻐـول‪ ،‬ﻓـﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧـب اﻟـوﻻء اﻟﻣطﻠـق اﻟـذي ﻣﺎرﺳـﻪ اﻹﯾراﻧﯾـون ﺗﺟـﺎﻩ اﻟﻣﻐـول‪ ،‬ﻓــﺎﻧﻬم‬
‫ﻋــﻼوة ﻋﻠــﻰ ذﻟــك‪ ،‬ﻣــن اﻛﺛــر اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﺛﻘﺎﻓــﺔ وﻣﻌرﻓــﺔ وﻋﻠﻣــﺎً ﺑﺷــؤون اﻹدارة واﻟﺳﯾﺎﺳــﺔ‪،‬‬
‫ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺎن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻔـرس ﻟـم ﯾﻧﺣﺻـر ﻓـﻲ ﻣﻧﺻـب ادارة اﻟوﻻﯾـﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌـﺔ ﻟﻠﺳـﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾـﺔ‬

‫‪٦٦‬‬
‫ﻓـﻲ اﻟﻌﺎﺻــﻣﺔ دﻟﻬـﻲ‪ ،‬ﺑــل ﻛــﺎن ﻣـﻧﻬم اﻟــوزراء وﻗـﺎدة اﻟﺟــﯾش‪ ،‬ﻧﺿــﯾف إﻟـﻰ ذﻟــك ﺗــﺄﺛﯾرﻫم‬
‫اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﺳﺑق ﻓﺗرة اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻐوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺿﻣﺎر ﻧﺷر اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺎرﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‪ ،‬اﻟﺗـﻲ‬
‫ﻫﯾﻣﻧـت ﻋﻠـﻰ ﺟواﻧـب اﻟﺣﯾـﺎة اﻟﺛﻘﺎﻓﯾـﺔ واﻹدارﯾــﺔ ﻓـﻲ ﻋﻣـوم اﻟﻬﻧـد وأﻓﻐﺎﻧﺳـﺗﺎن وﺣﺗـﻰ آﺳــﯾﺎ‬
‫اﻟوﺳطﻰ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎً ‪ :‬ﻧﻣﺎذج ﻋﻠﻰ ﻗدرة اﻟوﻻة وأﻫﻣﯾﺗﻬم‬

‫ﺑرزت ﺷﺧﺻﯾﺎت ﻣرﻣوﻗﺔ ﺗﻘﻠدت ﻣﻧﺻـب " اﻟﺳـﺑﺎﻫدار" ﻓـﻲ ﻋﻬـد اوراﻧﺟزﯾـب‪ ،‬ﻣﻌظﻣﻬـم‬
‫ﻣــن اﻻﯾ ـراﻧﯾﯾن‪ ،‬ﺗﻣﯾــزوا ﻓــﻲ ﻛﻔــﺎءﺗﻬم ودراﯾــﺗﻬم وﻧﺷــﺎطﺎﺗﻬم اﻟواﺳــﻌﺔ ﻓــﻲ اﻷﻋﻣــﺎر واﻟﺑﻧــﺎء‬
‫ﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ اﻷﻣراء اﻟﻣﻐـول‪ ،‬ﻣـن ﻫـؤﻻء اﻟـوﻻة اﻟﺷـﻬﯾر ﺑ ـ " ﺷﺎﯾﺳـﺗﺎ ﺧـﺎن " اﻟﻣﻠﻘـب ﺑـﺎﻣﯾر‬
‫اﻻﻣراء‪ ،‬اﺑو طﺎﻟب ﺑن أﺑﻰ اﻟﺣﺳن اﻟـدﻫﻠوﻣﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺗـوﻓﻲ ﺳـﻧﺔ ‪١١٠٥‬ﻫ ـ‪١٦٩٥/‬م‪ ،‬اﻟـذي‬
‫اﻋﺗﺑرﺗــﻪ اﻟﻣﺻــﺎدر اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ ﻟﺣﻘﺑــﺔ اﻟﻣﻐــول اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد‪ ،‬ﻣــن اﻟﻣﻬ ـرة ﻓــﻲ ﻛﺎﻓــﺔ‬
‫اﻟﻌﻠ ــوم ﻻﺳ ــﯾﻣﺎ اﻟﻔﻧ ــون اﻟﺣرﺑﯾ ــﺔ واﻹدارﯾ ــﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ‪ ،‬وﻟ ــذﻟك ﺗﻌﺎﻗ ــب ﻋﻠ ــﻰ ﺣﻛ ــم أﻫ ــم‬
‫اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌـﺔ ﻟﻺﻣﺑراطورﯾـﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـﺔ‪ ،‬ﻓﻘـد ﺗـوﻟﻰ وﻻﯾـﺔ اﻟـدﻛن ﺟﻧـوب اﻟﻬﻧـد ﻓـﻲ " ‪٢٩‬‬
‫رﻣﺿ ـ ــﺎن ‪١٠٦٨‬ﻫ ـ ـ ـ‪ ٢/‬ﺟ ـ ــوﻻي ‪١٦٥٩‬م "‪ ،‬وذﻟ ـ ــك ﺧﻠﻔ ـ ــﺎً ﻟﻸﻣﯾ ـ ــر ﻣﺣﻣ ـ ــد أﻋظ ـ ــم اﺑـ ـ ـن‬
‫اوراﻧﺟزﯾ ــب)‪ ،(٤٧‬ﺛ ــم ﺗ ــوﻟﻰ وﻻﯾ ــﺔ اورﯾﺳ ــﺎ ﻓ ــﻲ ‪ ٢٤‬ﻣﺣ ــرم ﺳ ــﻧﺔ ‪١٠٨٦‬ﻫ ـ ـ‪ ٢٩/‬ﻣ ــﺎرس‬
‫‪١٦٧٦‬م)‪ ،(٤٨‬وﺗـ ــوﻟﻰ وﻻﯾـ ــﺔ أﻛ ـ ـرا ﻓـ ــﻲ "‪ ٦‬ﺟﻣـ ــﺎدى اﻷوﻟـ ــﻰ ﺳـ ــﻧﺔ ‪١٠٨٨‬ﻫـ ـ ـ‪ ١٦/‬ﺟـ ــون‬
‫‪١٦٧٨‬م)‪ ،(٤٩‬ﺛــم ﺗــوﻟﻰ وﻻﯾــﺔ اﻟﺑﻧﻐــﺎل ﻓــﻲ "‪ ١٣‬ﺷــﻌﺑﺎن ‪١٠٨٩‬ﻫـ ـ‪ ٩/‬ﺳــﺑﺗﻣﺑر ‪١٦٧٩‬م‪،‬‬
‫ﺧﻠﻔﺎً ﻟﻸﻣﯾر ﻣﺣﻣد أﻋظم)‪.(٥٠‬‬
‫وﻗد ﺗﻣﯾزت إدارة ﺷﺎﯾﺳﺗﺎﺧﺎن ﻓﻲ وﻻﯾﺔ اﻟﺑﻧﻐﺎل اﻟذي ﺗوﻟﻰ إدارﺗـﻪ ﻣـرﺗﯾن‪ ،‬اﻷوﻟـﻰ‪ ،‬وﻫـﻲ‬
‫اﻟﻔﺗ ـرة اﻻطــول‪ ،‬ﻣــن ﺳــﻧﺔ ‪١٠٧٣‬ﻫـ ـ‪١٦٦٤/‬م وﺣﺗــﻰ ﺳــﻧﺔ ‪١٠٩٨‬ﻫـ ـ‪١٦٨٨/‬م)‪ ،(٥١‬وﻓــﻲ‬
‫اﻟﻔﺗ ـرة اﻷوﻟــﻰ واﻟﺗــﻲ اﻣﺗــدت إﻟــﻰ اﻛﺛــر ﻣــن أرﺑــﻊ ﻋﺷ ـرة ﺳــﻧﺔ ﻣﺗواﺻــﻠﺔ‪ ،‬ﻏَ ﯾــر ﻓــﻲ إدارة‬
‫اﻟوﻻﯾــﺔ‪ ،‬إذ ﺑــدأ ﻣﺷــروﻋﻪ اﻟطﻣــوح ﻓــﻲ ﺻــﯾﺎﻧﺔ اﻷﻧﻬــﺎر اﻟﻛﺛﯾ ـرة واﻟﺗــﻲ ﻟــﯾس ﻟﻬــﺎ ﺣﺻــر‬
‫واﻟﻣﻧﺗﺷـ ـرة ﻓ ــﻲ اﻏﻠ ــب أراﺿ ــﻲ اﻟﺑﻧﻐ ــﺎل‪ ،‬ﺣﯾ ــث ﻛﺎﻧ ــت ﺗﺷ ــﻛل ﻣﺻ ــدر ﺧط ــر واﺿـ ـرار‬
‫ﺑﻣﺣﺎﺻﯾل وزراﻋﺎت اﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﺗﻬدﯾدﻫﺎ اﻟﺳﻧوي ﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﻛﺎن‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻋﺎﻟﺞ ﺷﺄن‬

‫‪٦٧‬‬
‫اﻟواﺟﻬ ــﺔ اﻟﺑﺣرﯾ ــﺔ ﻟﻺﻗﻠ ــﯾم‪ ،‬وذﻟ ــك ﻋﻧ ــدﻣﺎ ﺷ ــرع ﺑداﯾ ــﺔ اﻷﻣ ــر ﺑﺗﺣط ــﯾم أوﻛ ــﺎر اﻟﻘراﺻ ــﻧﺔ‬
‫)‪ (Pirates nest‬ﻓــﻲ ﻣﻧطﻘــﺔ ﺗﺷــﺎﻧﺗﻛو ن )‪ ،(Chatgaon‬واﻧﺗﺻــر ﻋﻠــﻰ اﻷوروﺑﯾــﯾن‬
‫اﻟﺑرﺗﻐﺎﻟﯾﯾن واﻹﻧﺟﻠﯾز‪ ،‬ووﺿﻌﻬم ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق ﻗرﯾﺑﺔ ﻣن دﻛﺎ‪ ،‬وطﻔق ﯾوﺳﻊ اﻟوﻻﯾﺔ وﺣـدود‬
‫اﻹﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ)‪ .(٥٢‬وﻗد أﺳﻬب اﻟرﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﯾرﻧﯾر)‪ ( Bernier‬ﻓﻲ رﺣﻠﺗـﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﺣ ــدﯾث ﻋ ــن ﻣواﺟﻬ ــﺔ ﺷﺎﯾﺷ ــﺗﺎ ﺧ ــﺎن ﻟﻠﺑرﺗﻐ ــﺎﻟﯾﯾن اﻟ ــذﯾن راﺣـ ـوا ﯾﺣﺗﻛ ــرون ﺗﺟ ــﺎرة ﺧﻠ ــﯾﺞ‬
‫اﻟﺑﻧﻐــﺎل وﯾﻬــددون ﺳــﯾﺎدة دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول‪ ،‬وﯾﺷــﯾر" ﺑﯾرﻧﯾــر" إﻟــﻰ ﻣوﻗــف اوراﻧﺟزﯾــب اﻟــذي‬
‫دﻋﻣــﻪ دﻋﻣــﺎً ﻋﺳــﻛرﯾﺎً ﻛﺑﯾـ ـراً‪ ،‬وﯾــروي أن اوراﻧﺟزﯾــب ﻗــد وﺟ ــﻪ رﺳــﺎﻟﺔ إﻟــﻰ اﻟﺑرﺗﻐ ــﺎﻟﯾﯾن‪،‬‬
‫ﯾﺣذرﻫم ﻣن ﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻌرض ﻟﻣﺻﺎﻟﺢ دوﻟﺔ اﻟﻣﻐول‪ ،‬وطـﺎﻟﺑﻬم ﺑـﺎﻟﺧروج وﻋـدم ﺗﻌـرﯾض‬
‫أﻫــﺎﻟﯾﻬم ﻟﻠﻬــﻼك واﻣﻼﻛﻬــم ﻟﻠــدﻣﺎر‪ ،‬ﻛﻣــﺎ طــﺎﻟﺑﻬم ﺑــدﻓﻊ أﺿــﻌﺎف اﻟﻣﺑــﺎﻟﻎ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﻗﻠﯾم)‪.(٥٣‬‬
‫وﻛ ـ ـ ــذﻟك‪ ،‬واﺟ ـ ـ ــﻪ ﺷﺎﯾ ﺳ ـ ـ ــﺗﺎ ﺧ ـ ـ ــﺎن ﻣﺣ ـ ـ ــﺎوﻻت اﻹﻧﺟﻠﯾ ـ ـ ــز ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﺳ ـ ـ ــﯾطرة ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣﯾﻧ ـ ـ ــﺎء‬
‫ﻫـوﻛﻠﻲ)‪ ،(Hughli‬ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ إن اﻹﻧﺟﻠﯾـز ﺑــدأوا ﯾﺛﯾـروا اﻟﻘﻼﻗـل واﻻﺿـطراﺑﺎت ﻓــﻲ‬
‫ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺳواﺣل اﻟﺷرﻗﯾﺔ ﻟﻠﻬﻧد وﺧﻠﯾﺞ اﻟﺑﻧﻐﺎل‪ ،‬ووﻓﻘﺎً ﻟﻣﺎ اوردﻩ اﻟﻣؤرخ ﺳرﻛﺎر ‪Sarkar‬‬
‫ﻓ ــﺎن ﺑداﯾ ــﺔ اﻟﻣواﺟﻬ ــﺎت ﺑ ــﯾن اﻟﻘﺎﺋ ــد اﻟﻣﻐ ــوﻟﻲ ﺷﺎﯾﺳ ــﺗﺎ ﺧ ــﺎن واﻹﻧﺟﻠﯾ ــز ﻛﺎﻧ ــت ﻋﻠ ــﻰ اﺛ ــر‬
‫ﻣﻧﺎوﺷ ــﺎت ﺑ ــﯾن ﻋﻣ ــﺎل ﻫﻧ ــود ﻣﺳ ــﻠﻣﯾن وﻏﯾ ــر ﻣﺳ ــﻠﻣﯾن ﻣ ــﻊ رﺋ ــﯾس ﻣﺻ ــﻧﻊ ﺷ ــرﻛﺔ اﻟﻬﻧ ــد‬
‫اﻟﺷرﻗﯾﺔ ﺟوب ﺗﺷـﺎرﻧوك)‪ ،(Job charnock‬وﻗـد اﺻـدر اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻟﻬﻧـدي ﻓـﻲ اﻟﺑﻧﻐـﺎل‬
‫أﻣـ ـ ـراً ﯾﻘﺿ ـ ــﻲ ﺑﻣوﺟﺑ ـ ــﻪ أن ﺗ ـ ــدﻓﻊ ﺷ ـ ــرﻛﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾ ـ ــز ‪ ٤٣‬أﻟ ـ ــف روﺑﯾ ـ ــﺔ ﻷوﻟﺋ ـ ــك اﻟﻌﻣ ـ ــﺎل‬
‫اﻟﻣطرودﯾن‪.‬ﺑﯾﻧﻣـﺎ رﻓض رﺋﯾس اﻟﺷرﻛﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟـدﻓﻊ اﻟﻣﺑﻠـﻎ‪ ،‬وﺑﺳـﺑب ذﻟـك‬
‫ﻗﺎﻣت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘوات اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ ﺑﺎﺣﺗﻼل اﻟﻣﺻﻧﻊ وذﻟك ﺳﻧﺔ ‪١٦٨٥‬م‪ ،‬وﻣـن ﺣﯾﻧﻬـﺎ‬
‫ﺗــدﻫورت اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت ﺑ ــﯾن اﻟﺟــﺎﻧﺑﯾن‪ ،‬وﻋﻧ ــدﻣﺎ ﻋﻠ ــم ﺷﺎﯾﺳــﺗﺎ ﺧ ــﺎن ﻋ ــن ﻧﯾــﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾ ــز ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﺳــﯾطرة ﻋﻠــﻰ ﻣﯾﻧــﺎء ﻫــوﻛﻠﻲ‪ ،‬وﺿــﻊ ﺧطــﺔ ﻟﻠﺧــﻼص ﻣــن ﻣﺧــﺎطرﻫم‪ ،‬ﻓﺎرﺳــل ﻟﻬــم ﻗــوة‬
‫ﺣرﺑﯾـﺔ ﻛﺑﯾـرة وأﻣــر ﺑـﺎﺣﺗﻼل اﻟﻣﺻـﻧﻊ اﻹﻧﺟﻠﯾــزي ﻓـﻲ ﯾﺎﺗﻧـﺎ )‪ (Patna‬وﻗــد ﺑـدأت اﻟﺣــرب‬
‫اﻟﻔﻌﻠﯾ ــﺔ ﺑ ــﯾن ﺷﺎﯾﺳ ــﺗﺎﺧﺎن واﻹﻧﺟﻠﯾ ــز ﻓ ــﻲ ﺷ ــﺑﺎط ﺳ ــﻧﺔ ‪١٦٨٧‬م‪ ،‬ﺗ ــم ﻋﻠ ــﻰ اﺛرﻫ ــﺎ ط ــرد‬
‫اﻹﻧﺟﻠﯾز ﻣن ﻫوﻛﻠﻲ)‪ ،(٥٤‬وﻗدوﺑّﺦ ﺷﺎﯾﺳﺗﺎ ﺧﺎن اﻹﻧﺟﻠﯾز ﻋﻠﻰ أﻓﻌـﺎﻟﻬم ﻓـﻲ ﻫـوﻛﻠﻲ‪ ،‬إﻻ‬
‫اﻧ ــﻪ أذن ﻟﻬ ــم ﺑﺑﻧ ــﺎء ﻣﯾﻧ ــﺎء ﺟدﯾ ــد ﻓ ــﻲ اﻟوﺑﯾرﯾ ــﺎ )‪ (Ulubera‬ﻋﻠ ــﻰ )‪ ٢٠‬ﻣ ــﯾﻼً ( ﺟﻧ ــوب‬
‫ﻛﺎﻟﻛﺗﺎ ) ‪ .(Calcutta‬وﻣن ﺛم ﯾﻌﯾد اﺗﺻﺎﻟﻬم اﻟﺗﺟﺎري ﺑﻣﯾﻧﺎء ﻫوﻛﻠﻲ)‪.(٥٥‬‬

‫‪٦٨‬‬
‫وﻧﻌطــﻲ ﻧﻣوذﺟــﺎً آﺧ ـراً ﻟﻠــوﻻة اﻹﯾ ـراﻧﯾﯾن اﻟﻣﺗﻣﯾ ـزﯾن ﻓــﻲ ﻋﻬــد او راﻧﺟزﯾــب‪ ،‬وﻫــو‬
‫إﺑـ ـراﻫﯾم ﺧ ــﺎن‪ ،‬إﺑـ ـراﻫﯾم ﺑ ــن ﻋﻠ ــﻲ اﻟﻔﺎرﺳ ــﻲ )ت ‪١١٢١‬ﻫ ـ ـ‪١٧٠٩/‬م(‪ ،‬ﻣ ــن اﻟﺷﺧﺻ ــﯾﺎت‬
‫اﻹﯾراﻧﯾــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﻟﻌﺑ ــت دوراً ﺑ ــﺎرزاً ﻓ ــﻲ ﺗﻧﻣﯾ ــﺔ وﺗط ــوﯾر وﻻﯾ ــﺎت ﻋدﯾ ــدة ﻓ ــﻲ ﻋﻬ ــد اﻟﻣﻠ ــك‬
‫اوراﻧﺟزﯾـب‪ ،‬ﺣﯾـث ﺗؤﻛــد اﻟﻣﺻـﺎدر اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾـﺔ‪ ،‬أن إﺑـراﻫﯾم ﺧـﺎن ﻛـﺎن ﻣﺗﻣرﺳــﺎً ﻓـﻲ اﻟﺣﻛــم‬
‫واﻹدارة إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻌﻠوم اﻟﻛﺛﯾرة اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺗﻘﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻋﯾن واﻟﯾﺎ ﻓﻲ اﻛﺛر ﻣـن وﻻﯾـﺔ‬
‫ﻫﺎﻣـ ــﺔ ﻣـ ــن وﻻﯾـ ــﺎت اﻹﻣﺑراطورﯾـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻘـ ــد وﻻﻩ ﻋـ ــﺎﻟﻣﻛﯾر وﻻﯾـ ــﺔ ﻛﺷـ ــﻣﯾر ﺳـ ــﻧﺔ‬
‫‪١٠٧٠‬ﻫـ ـ‪١٦٦٠/‬م)‪،(٥٦‬ووﻻﻩ إﻣــﺎرة ﻻﻫــور )اﻟﺑﻧﺟــﺎب( ﺳــﻧﺔ ‪١٠٧٢‬ﻫـ ـ‪١٦٦٣/‬م)‪ ،(٥٧‬ﺛــم‬
‫وﻻﻩ ﺑﯾﻬـﺎر ﺳـﻧﺔ ‪١٠٧٨‬ﻫ ـ‪١٦٦٩/‬م)‪(٥٨‬ووﻻﻩ اﻟﺑﻧﻐــﺎل ﺳـﻧﺔ ‪١٠٩٩‬ﻫ ـ‪١٦٨٩/‬م)‪،(٥٩‬وﻣﻧﺣــﻪ‬
‫وﻻﯾ ــﺔ اﷲ آﺑـ ــﺎد ﺳ ــﻧﺔ ‪١١٠٨‬ﻫـ ـ ـ‪١٦٩٨/‬م)‪،(٦٠‬وﻟﻠﻣـ ـرة اﻟﺛﺎﻟﺛـ ــﺔ ﯾﻌﯾﻧ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ ﻛﺷ ــﻣﯾر ﺳـ ــﻧﺔ‬
‫‪١١١٣‬ﻫـ ـ‪١٧٠٣/‬م)‪ ،(٦١‬وﻋﻠــﻰ إﻗﻠــﯾم اﻟﻛﺟ ـرات ﺳــﻧﺔ ‪١١١٧‬ﻫـ ـ‪١٧٠٦/‬م)‪،(٦٢‬وﻋــﯾن ﻋﻠــﻰ‬
‫وﻻﯾﺔ ﻻﻫور ﻟﻠﻣرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺳﻧﺔ ‪١١١٠‬ﻫـ‪١٧٠٠/‬م)‪،(٦٣‬وﺑﻌد وﻓﺎة اوراﻧﺟزﯾـب‪ ،‬ﺗـوﻟﻰ وﻻﯾـﺔ‬
‫ﻛﺎﺑ ــل ﻓ ــﻲ ﻋﻬ ــد ﺷ ــﺎﻩ ﻋ ــﺎﻟم ﺑ ــن ﻋ ــﺎﻟﻣﻛﯾر‪ ،‬ﺛ ــم ﻋ ــزل ﻋﻧﻬ ــﺎ‪ ،‬وﺟ ــﺎء إﻟ ــﻰ إﺑـ ـراﻫﯾم آﺑ ــﺎد‬
‫اﻟﻘرﯾﺑﺔ)‪٣٠‬ﻣﯾﻼً ( ﻣن ﻻﻫور‪ ،‬واﻋﺗزل ﺑﻬﺎ ﻋن اﻟﻧﺎس ﺣﺗﻰ ﻣﺎت)‪.(٦٤‬‬
‫وﻗــد ﺑــذل إﺑ ـراﻫﯾم ﺧــﺎن ﺟﻬــداً ﻛﺑﯾ ـراً ﻓــﻲ ﺗطــوﯾر اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻹدارﺗــﻪ‪ ،‬ﻓﻧﺷــر ﻓﯾﻬــﺎ‬
‫اﻟﻌﻣﺎرات وﻋﻣرﻫﺎ ﺑﺎﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟزراﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺑﻧﻰ اﻟﺳدود واﻟﻘﻧوات وأﺻﻠﺢ اﻷراﺿﻲ وزاد ﻣن‬
‫إﻧﺗﺎﺟﯾـﺔ اﻟوﻻﯾ ــﺎت ﻣــن اﻟﻣﺣﺎﺻ ــﯾل اﻟزراﻋﯾــﺔ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ ﺳ ــﺎﻫم ﻛﺛﯾ ـراً ﻓ ــﻲ ﺑﻧــﺎء اﻟﻣﺳ ــﺎﺟد ﻓ ــﻲ‬
‫ﻛﺷــﻣﯾر وﻻﻫــور واﻟﺑﻧﻐــﺎل واﻟﻛﺟ ـرات واﷲ آﺑــﺎد وﺑﯾﻬــﺎر‪ ،‬وﺑﻧــﻰ ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﻣــدارس اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾــﺔ‬
‫واﻟﺑﯾﻣﺎرﺳ ــﺗﺎﻧﺎت واﻟﺣ ــداﺋق اﻟﺟﻣﯾﻠ ــﺔ واﻟرﺑﺎط ــﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔ ــﺔ)‪،(٦٥‬وﻛﺎﻧ ــت ﻣ ــن اﺑ ــرز ﺳ ــﻣﺎت‬
‫إدارﺗ ــﻪ ‪ ،‬وﻻﯾﺗ ــﻪ اﻟﺛﺎﻧﯾ ــﺔ ﻋﻠـ ـﻰ إﻗﻠ ــﯾم ﻛﺷ ــﻣﯾر )‪١٠٨٨‬ﻫ ـ ـ‪١٦٧٨/‬م‪١٠٩٥ -‬ﻫ ـ ـ‪١٦٨٥/‬م(‬
‫واﻟﺗﻲ اﺳﺗﻣرت ﺛﻣﺎﻧﻲ ﺳﻧوات‪ ،‬إذ أن ﺳﺎﻗﻲ ﻣﺳﺗﻌد ﺧﺎن ﻣؤﻟف ﻛﺗﺎب " ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‬
‫" أورد ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻏﺎﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻷﻫﻣﯾــﺔ واﻻﻋﺗﺑــﺎر‪ ،‬وذﻟــك ﻋﻧــدﻣﺎ ﻧﺟــﺢ إﺑ ـراﻫﯾم ﺧــﺎن أﺛﻧــﺎء‬
‫وﻻﯾﺗـﻪ ﻟﻛﺷـﻣﯾر ﻣـن ﺗﺟرﯾـد ﺣﻣﻠــﺔ ﻋﺳـﻛرﯾﺔ ﺿـد ﻣﻣﻠﻛـﺔ اﻟﺗﺑــت‪ ،‬ﺑﻘﯾـﺎدة اﺑﻧـﻪ ﻓـداﺋﻲ ﺧــﺎن‪،‬‬
‫ﺣﯾث ﺣﻘـق اﻧﺗﺻـﺎراً ﺳـﺎﺣﻘﺎً ﻋﻠـﻰ اﻟـداﻻي زاﻣﻧـدار )‪ (Zamindar Dalai‬ﻣﻠـك اﻟﺗﺑـت‪،‬‬
‫ﺣﺗــﻰ اﻋﺗﺑ ـرﻩ اﻟﻣﻐــول ﻓﺗﺣــﺎً ﻋظﯾﻣــﺎً ﻣــن ﻓﺗوﺣــﺎﺗﻬم ﻓــﻲ ﺟﻧــوب آﺳــﯾﺎ‪ ،‬وﯾــروي ﻟﻧــﺎ ﻣﺳــﺗﻌد‬
‫ﺧـ ــﺎن‪ ،‬اﻧـ ــﻪ وﻋﻘـ ــب اﻟﻔـ ــﺗﺢ‪ " :‬ﻓـ ــﻲ ﯾـ ــوم اﻟﺟﻣﻌـ ــﺔ )‪ ٤‬رﻣﺿـ ــﺎن ‪١٠٩٤‬ﻫـ ـ ـ‪ ١٧/‬اوﻛﺳـ ــت‬
‫‪١٦٨٣‬م( " ‪.‬وﺻ ـ ــﻠت رﺳ ـ ــﺎﻟﺔ ﻣ ـ ــن واﻟ ـ ــﻲ ﻛﺷ ـ ــﻣﯾر إﺑـ ـ ـراﻫﯾم ﺧ ـ ــﺎن إﻟ ـ ــﻰ ﺣﺿـ ـ ـرة اﻟﻣﻠ ـ ــك‬

‫‪٦٩‬‬
‫اوراﻧﺟزﯾ ــب‪ ،‬ﺗﻔﯾ ــد أن وﻟ ــدﻩ ﻓ ــداﺋﻲ ﺧ ــﺎن ﻗ ــﺎد ﺣﻣﻠﺗ ــﻪ اﻟﺟﻬﺎدﯾ ــﺔ ﺿ ــد اﻟﺗﺑ ــت وﺣﺎﻛﻣﻬ ــﺎ "‬
‫اﻟداﻻي زاﻣﻧدار" ﺛم أﻣر اﻹﻣﺑراطور اوراﻧﺟزﯾب ﺑﻌد ﺳﻣﺎﻋﻪ ﻟﻬذا اﻟﻧﺑﺄ‪ ،‬رﺟﺎﻻت اﻟـﺑﻼط‬
‫اﻟ ﻠﻣﻛــﻲ ﺑﺎﻻﻧﺣﻧــﺎء إﺟــﻼﻻً وﺗﻌظﯾﻣــﺎً ﻟﻬــذا اﻟﻧﺻــر اﻟﻛﺑﯾــر‪ ،‬وأﻣــر ﺑﺎﻟﻣوﺳــﯾﻘﻰ ان ﺗﻌــزف‬
‫إظﻬــﺎر اً ﻟﻠﺑﻬﺟــﺔ واﻟﻔــرح‪ ،‬وأﻣــر ﺑﺈﺿــﺎﻓﺔ ﻣﻧﺻــب ﺧﻣﺳ ــﺔ اﻻف ﻹﺑراﻫﯾ ــم ﺧ ــﺎن‪ ،‬وﻣﻧـ ــﺣﻪ‬
‫اﻧﻌﺎﻣﺎً ﻗـدرﻩ ﻋﺷـرة ﻣﻼﯾﯾـن دام )‪ (One kror of Damas Inam‬ﻛﻣﺎ ﺻدر ﻣرﺳـوﻣﺎً‬
‫ﻣﻠﻛﯾﺎً‪ ،‬ﯾطري ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻬـد إﺑـراﻫﯾم ﺧـﺎن وﯾﻣﺟـدﻩ‪ ،‬أﻣـر ﺑﻣﻧﺣـﻪ ﻛﺳـوة ﺧﺎﺻـﺔ ﻣزرﻛﺷـﺔ‬
‫ﺑــﺎﻟﻣﺟوﻫرات‪.‬وأﻋطــﺎﻩ ﺧﻧﺟ ـراً ﻣرﺻــﻌﺎً وﻋﻠﺑــﻪ ﻟؤﻟ ـؤة ﻛﺑﯾ ـرة ﻣﻣﯾ ـزة‪ ،‬وﯾﻘــدر ﺛﻣــن اﻟﺧﻧﺟــر‪،‬‬
‫ﺑﺳﺑﻌﺔ اﻻف روﺑﯾﺔ‪ ،‬وﻣﻧﺣﻪ ﺟـواداً ﻋرﺑﯾـﺎً ﺛﻣﯾﻧـﺎً‪ ،‬وﻓـﯾﻼً ﻣـن اﺻـطﺑﻼت اﻟﻣﻠـك اﻟﺧﺎﺻـﺔ‪،‬‬
‫ﯾﺑﻠﻎ ﺛﻣﻧﻪ ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر أﻟف روﺑﯾﺔ)‪.(٦٦‬‬
‫وﺗﺟــدر اﻹﺷــﺎرة ﻫﻧــﺎ‪ ،‬أن إﺑ ـراﻫﯾم ﺧــﺎن إﻟــﻰ ﺟﺎﻧــب ﻧﺷــﺎطﺎﺗﻪ اﻟواﺳــﻌﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل‬
‫اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻹدارﯾﺔ واﻟزراﻋﯾﺔ واﻟﻌﻣر اﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻛﺎن واﺳﻊ اﻻطﻼع وﯾؤﻟف وﯾﺻﻧف‪ ،‬وﻛﺎن‬
‫ﻣـن اﺑـرز ﻣؤﻟﻔﺎﺗـﻪ‪ ،‬ﻛﺗﺎﺑـﻪ " ﺑﯾـﺎض إﺑراﻫﯾﻣـﻲ " ﻓـﻲ اﻟﺳـﯾرة واﻟﺗـﺎرﯾﺦ‪ ،‬ﻓـﻲ ﺳـﺑﻊ ﻣﺟﻠــدات‪،‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠــدات اﻷول واﻟﺛــﺎﻧﻲ واﻟﺛﺎﻟــث‪ ،‬ﻓــﻲ ﺳــﯾرة اﻟﺧﻠﻔــﺎء اﻟراﺷــدﯾن اﻟﺛﻼﺛــﺔ‪ ،‬واﻟراﺑــﻊ ﻓــﻲ‬
‫ﻋﺎﺋﺷــﺔ اﻟﺻــدﯾﻘﺔ‪ ،‬واﻟﺧــﺎﻣس ﻓﯾﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــق ﺑــﺎﻷﻣﯾر ﻣﻌﺎوﯾــﺔ‪ ،‬واﻟﺳــﺎدس ﻓــﻲ اﻣﺎﻣــﺔ ﺳــﯾدﻧﺎ‬
‫ﻋﻠﻲ وﻓﺿﺎﺋل اﻟﺣﺳﯾن ‪ ،‬واﻟﺳﺎﺑﻊ ﻓﻲ اﻟﻔروع)‪.(٦٧‬‬

‫راﺑﻌﺎ‪ -:‬اﻟﻣﻧﺎﺻب‬

‫طﺑ ـ ــق اﻟﻣﻐ ـ ــول ﻧظﺎﻣ ـ ــﺎً إدارﯾ ـ ــﺎً ﺑ ـ ــﺎﻟﻎ اﻟدﻗ ـ ــﺔ واﻟﺗﻧظ ـ ــﯾم‪ ،‬أﻻ وﻫ ـ ــو ﻣ ـ ــﺎ ﯾﻌ ـ ــرف "‬
‫ﺑﺎﻟﻣﻧﺻــﺑدار"‪ ،‬وﻗــد اﺗﺧــذ اﻟﻣﻐــول ﻫــذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳــﺔ ﻟرﻓــﻊ ﺳــوﯾﺔ اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾن ﻓــﻲ اﻟدوﻟــﺔ‪ ،‬ﻣــن‬
‫اﻻﻣ ـراء واﻟــوزراء إﻟــﻰ وظ ــﺎﺋف ﻣﺗدﻧﯾــﺔ ﻧوﻋــﺎً ﻣــﺎ‪ ،‬وﺗﺑ ــدأ ﻫــذﻩ اﻟﻣﻧﺎﺻــب ﺑﺎﻟﻌﺷـ ـرة اﻵف‬
‫)‪ (Deh Hazari‬وﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﻌﺷـرة )‪ ،(Dah Bashi‬واﻟـوﻻة " اﻟﺳـﺑﺎﻫدار" ﺧﺻـص ﻟﻬـم‬
‫ﻣﻣﯾزات وظﯾﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬وﻫﻲ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻻف )‪ (She Hazari‬وﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺳﺑﻌﺔ‬
‫اﻵف)‪ (٦٨)(Haft Hazari‬وﺳﻧﺿـﻊ ﻟﻠﻘـﺎرئ ﻻﺣﻘـﺎً ﺟـدوﻻً ﯾﺑـﯾن ﻣﺧﺻﺻـﺎت اﻟﻣﻧﺎﺻـب‬
‫اﻟﺗـﻲ ﻛـﺎن ﯾﺗوﻻﻫـﺎ ﻛﺑــﺎر ﻣﺳـؤوﻟﻲ اﻟدوﻟـﺔ‪ .‬وﻫـﻲ ﻣﺧﺻﺻــﺎت ﺛﺎﺑﺗـﺔ ﺑﺛﺑـوت اﻟﺷـﺧص ﻓــﻲ‬
‫وظﯾﻔﺗﻪ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾت ﯾﻧﻌم ﻋﻠﯾﻬم ﺑﺎﻻﻋطﯾـﺎت واﻟﻬﺑـﺎت واﻟﻣـﻧﺢ اﻻﺧـرى‪،‬‬

‫‪٧٠‬‬
‫واﻟﺗــﻲ ﺗﻛــون ﺧــﺎرج اﻟﻣﺧﺻﺻــﺎت اﻟرﺳــﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻓﯾﻣــﻧﺣﻬم اﻟﻛﺳــوة واﻟﺧﯾــول واﻟﺟﻣــﺎل واﻟﻔﯾﻠــﺔ‬
‫واﻷﻣوال واﻟﺧﻧﺎﺟر اﻟﻣرﺻﻌﺔ واﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺻﻧﺎف اﻷﺧرى‪.‬‬

‫)‪(٧٠‬‬
‫ﺟدول ﯾوﺿﺢ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧﺻﺑدار وﻣﺧﺻﺻﺎت اﻟﻣوظﻔﯾن وﻓﻘﺎً ﻟﻣﻧﺎﺻﺑﻬم‬

‫اﻟﻌرﺑـــﺎت اﻟﻣﻧﺻب‬ ‫اﻟﻔﯾﻠﺔ‬ ‫اﻟﺑﻐﺎل‬ ‫اﻟﺟﻣﺎل‬ ‫اﻟراﺗـــــــب اﻟﺧﯾول‬


‫اﻟﻣﺗﺣـــرﻛ‬ ‫اﻟﺷﻬري‬

‫ة‬

‫اﻟﻌﺷرة اﻻف "‪"Deh Hazari‬‬ ‫‪٣٢٠‬‬ ‫‪٢٠٠‬‬ ‫‪٤٠‬‬ ‫‪١٦٠‬‬ ‫‪٦٨٠‬‬ ‫‪٦٠،٠٠٠‬روﺑﯾﺔ‬ ‫‪١‬‬

‫اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﺔ اﻻف "‪"Hasht Hazari‬‬ ‫‪٢٦٠‬‬ ‫‪١٧٠‬‬ ‫‪٣٤‬‬ ‫‪١٣٠‬‬ ‫‪٥٣٠‬‬ ‫‪٥٠،٠٠٠‬‬ ‫‪٢‬‬

‫اﻟﺳﺑﻌﺔ اﻻف "‪"Haft Hazari‬‬ ‫‪٢٢٠‬‬ ‫‪١٤٠‬‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫‪١١٠‬‬ ‫‪٤٩٠‬‬ ‫‪٤٥،٠٠٠‬‬ ‫‪٣‬‬

‫اﻟﺧﻣﺳﺔ اﻻف "‪"Panj Hazari‬‬ ‫‪١٦٠‬‬ ‫‪١٠٠‬‬ ‫‪٢٠‬‬ ‫‪٨٠‬‬ ‫‪٣٤٠‬‬ ‫‪٣٠،٠٠٠‬‬ ‫‪٤‬‬

‫اﻷرﺑﻌﺔ اﻻف "‪"chahar Hazari‬‬ ‫‪١٣٠‬‬ ‫‪٨٠‬‬ ‫‪١٧‬‬ ‫‪٦٥‬‬ ‫‪٢٧٠‬‬ ‫‪٢٢،٠٠٠‬‬ ‫‪٥‬‬

‫اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻻف "‪"Seh Hazari‬‬ ‫‪١٠٠‬‬ ‫‪٧٠‬‬ ‫‪١٤‬‬ ‫‪٥٠‬‬ ‫‪٢٠٠‬‬ ‫‪١٧،٠٠٠‬‬ ‫‪٦‬‬

‫اﻷﻟﻔﯾن "‪"Do Hazari‬‬ ‫‪٦٠‬‬ ‫‪٤٠‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫‪٣٠‬‬ ‫‪١٥٠‬‬ ‫‪١٢،٠٠٠‬‬ ‫‪٧‬‬

‫اﻷﻟف "‪"Hazari‬‬ ‫‪٤٢‬‬ ‫‪٣٠‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫‪١٠٤‬‬ ‫‪٨،٢٠٠‬‬ ‫‪٨‬‬

‫اﻟﺗﺳﻌﻣﺎﺋﺔ " ‪"Neh sadi‬‬ ‫‪٤٠‬‬ ‫‪٣٠‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪٢٠‬‬ ‫‪١٠٠‬‬ ‫‪٧،٧٠٠‬‬ ‫‪٩‬‬

‫اﻟﺛﻣﺎﻧﻣﺎﺋﺔ "‪"Hasht sadi‬‬ ‫‪٣٤‬‬ ‫‪٢٨‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪٢٠‬‬ ‫‪٨٢‬‬ ‫‪٥،٠٠٠‬‬ ‫‪١٠‬‬

‫اﻟﺳﺑﻌﻣﺎﺋﺔ "‪"Haft sadi‬‬ ‫‪٢٧‬‬ ‫‪١٩‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪١٧‬‬ ‫‪٥٨‬‬ ‫‪٤،٠٠٠‬‬ ‫‪١١‬‬

‫اﻟﺳﺗﻣﺎﺋﺔ "‪"Shash sadi‬‬ ‫‪٢١‬‬ ‫‪١٥‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١٤‬‬ ‫‪٣٨‬‬ ‫‪٣،٥٠٠‬‬ ‫‪١٢‬‬

‫اﻷرﺑﻌﻣﺎﺋﺔ "‪"Chahar sadi‬‬ ‫‪١٢‬‬ ‫‪١٠‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪٢٠‬‬ ‫‪٢،٠٠٠‬‬ ‫‪١٣‬‬

‫اﻟﻣﺎﺋﺔ "‪"Yaz sadi‬‬ ‫‪٥‬‬ ‫‪٣‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١٠‬‬ ‫‪٧٠٠‬‬ ‫‪١٤‬‬

‫‪٧١‬‬
‫اﻟﺧﻣﺳون "‪"Panj abi‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪١‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫‪٢٥٠‬‬ ‫‪١٥‬‬

‫اﻟﻌﺷرة "‪"Dah Bashi‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪٤‬‬ ‫‪١٠٠‬‬ ‫‪١٦‬‬

‫ﺧﺎﻣﺳﺎً ‪ :‬اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻌرش اﻟﻣﻐوﻟﻲ‪-:‬‬

‫وﺟـ ــدﻧﺎ ﻣـ ــن اﻟﻣﻬـ ــم ان ﻧرﺻـ ــد أﺳـ ــﻣﺎء اﻟـ ــوﻻة واﻋـ ــدادﻫم اﻟـ ــذﯾن ظﻬـ ــروا ﻓـ ــﻲ ﻣﺳـ ــﯾرة‬
‫اﻟﻣﻠـ ـ ــك ﻣﺣـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ــدﯾن ﻣﺣﻣـ ـ ــد اوراﻧﺟزﯾـ ـ ــب‪ ،‬ﻛﻣـ ـ ــﺎ ﻧـ ـ ــدرك ﻣﻌﻬـ ـ ــﺎ أﻫﻣﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺗﻌرﯾـ ـ ــف‬
‫ﺑـ ـ ــﺎﻹﻗﻠﯾم )اﻟوﻻﯾ ـ ـ ــﺔ( ﻣـ ـ ــن ﺣﯾ ـ ـ ــث ﻣوﻗﻌﻬـ ـ ــﺎ اﻟﺟﻐراﻓ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬وﻣـ ـ ــﺎ ﺗﺣﺗوﯾ ـ ـ ــﻪ اﻟوﻻﯾـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــن‬
‫وﺣ ـ ــدات إدارﯾ ـ ــﺔ ﺧﺎﺿ ـ ــﻌﺔ ﻟﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬واﺷ ـ ــﻬر اﻟﻣ ـ ــدن واﻟﻌواﺋ ـ ــد اﻟﺳ ـ ــﻧوﯾﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﻘ ـ ــدﻣﻬﺎ‬
‫اﻟوﻻﯾ ــﺔ إﻟ ــﻰ ﺧزﯾﻧ ــﺔ اﻟدوﻟ ــﺔ‪ ،‬وﻛ ــذﻟك اﻟﺗﻌ ــرف ﻋﻠ ــﻰ ﻋ ــدد اﻟ ــوﻻة واﺳ ــﻣﺎﺋﻬم وﺗـ ـوارﯾﺦ‬
‫ﺗ ــوﻟﯾﻬم ﻟﻠﻣﻧﺻ ــب ﻛﻣ ــﺎ ﻫ ــو ﻣوﺿ ــﺢ ﻓ ــﻲ ﺟ ــدول اﻻﻗ ــﺎﻟﯾم‪ ،‬اذ ﺧﺻﺻ ــﻧﺎ ﻟﻛ ــل وﻻﯾ ــﺔ‬
‫ﺟـ ـ ــدوﻻً ﺑﺄﺳ ـ ـ ــﻣﺎء اﻟـ ــوﻻة اﻟ ـ ـ ــذﯾن أداروا ﺷـ ـ ــؤوﻧﻬﺎ‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ــك ﺗﻌﻣﯾﻣـ ـ ــﺎً ﻟﻠﻔﺎﺋ ـ ـ ــدة‪ ،‬وﻛﺷ ـ ـ ــﻔﺎً‬
‫ﻟﺳـ ــﯾﺎدة دوﻟـ ــﺔ إﺳـ ــﻼﻣﯾﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﺷـ ــﺑﻪ اﻟﻘـ ــﺎرة اﻟﻬﻧدﯾـ ــﺔ ﺑﻣﻣﺎرﺳـ ــﺎﺗﻬﺎ اﻟدﻗﯾﻘـ ــﺔ واﻟﻣﻧظﻣـ ــﺔ‬
‫واﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻧﻬوض ﺑﺎﻟدوﻟﺔ‪.‬‬

‫وﻻﯾﺔ اﻟدﻛن )‪(Deccan‬‬

‫‪٧٢‬‬
‫اﺷ ـ ــﺗﻬرت ﺑوﻻﯾ ـ ــﺔ ﺣﯾ ـ ــدرآﺑﺎد وأﺣﯾﺎﻧ ـ ــﺎ ﻛوﻟﻛﻧ ـ ــدة وﻫ ـ ــو ﻓ ـ ــﻲ ﺟﻧ ـ ــوب اﻟﻬﻧ ـ ــد‪ ،‬ﯾﺣ ـ ــدﻫﺎ ﻣ ـ ــن‬
‫اﻟﺷ ـ ـ ـ ــﻣﺎل واﻟﺷ ـ ـ ـ ــرق اورﯾﺳ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻣ ـ ـ ـ ــن اﻟﻐ ـ ـ ـ ــرب ﺑﯾ ـ ـ ـ ــدار )‪ ،(Bedar‬وﻣ ـ ـ ـ ــن اﻟﺟﻧ ـ ـ ـ ــوب‬
‫ﺑﯾﺟـ ــﺎﺑور‪ ،‬وﺗﺣﺗـ ـ ــوي ﻋﻠـ ــﻰ ‪ ٢٢‬دﺳـ ــﻛراً‪ ،‬أﻣـ ــﺎ أﻫـ ــم ﻣـ ــدﻧﻬﺎ‪ ،‬ﺣﯾـ ــدر آﺑـ ــﺎد‪ ،‬ﻛوﻟﻛﻧـ ــدة‪ ،‬ﻣـ ــﺎ‬
‫ﯾ ــداك آرﻛ ــوت‪ ،‬ورﻧﺟـ ــﺎل‪ ،‬رﺟـ ــﺎ ﺑﻧـ ـ ــدري‪ ،‬ﻣرﺗﺿـ ــﻰ ﻧﻛ ــر‪ ،‬وﻗـ ـد ﺑﻠﻐـ ــت اﻟﻌواﺋ ــد اﻟﺳـ ــﻧوﯾﺔ‬
‫ﻟﻺﻗﻠـ ــﯾم ﺣ ـ ـواﻟﻲ ‪ ٣٥٠‬ﻣﻠﯾـ ــون دام )‪(٧١‬وﺗﻌﺎﻗـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ ﺣﻛـ ــم ﻫـ ــذا اﻹﻗﻠـ ــﯾم أرﺑﻌـ ــﺔ ﻋﺷـ ــر‬
‫واﻟﯾﺎً )ﺳﺑﺎﻫدار()‪.(٧١‬‬

‫اﻟﻣﺻدر‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟﺣﺎﻛم اﻹداري‬


‫اﻟﺳﺑﺎﻫدار‬
‫ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‬

‫‪١٠٦٨‬ﻫـ‪١٦٥٨/‬م‪١٠٦٩-‬ﻫـ‪٤،١٣،= ١٦٥٩/‬‬ ‫اﻷﻣﯾ ـ ـ ـ ـ ــر ﻣﺣﻣ ـ ـ ـ ـ ــد‬ ‫‪١‬‬


‫ﻣﻌظم ﺷﺎﻩ ﻋﺎﻟم‬
‫‪١٠٧٠‬ﻫـ‪١٠٧٢-١٦٦٠/‬ﻫـ‪١٦٦٢/‬م =‪٢٧-١٨،٢٥،‬‬ ‫ﺷﺎﯾﺳﺗﺎ ﺧﺎن‬ ‫‪٢‬‬

‫اﻷﻣﯾ ـ ـ ـ ـ ــر ﻣﺣﻣ ـ ـ ـ ـ ــد ‪١٠٧٣‬ﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪١٦٦٣/‬م‪٢٨،٢٨،= -‬‬ ‫‪٣‬‬


‫‪١٠٧٤‬ﻫـ‪١٦٦٤/‬م‬ ‫ﻣﻌظم ﺷﺎﻩ ﻋﺎﻟم‬
‫‪١٠٧٥‬ﻫـ‪١٦٦٦/‬م‪١٠٧٦-‬ﻫـ‪١٦٦٧/‬م =‪٣٢،٣٦،‬‬ ‫ﻣﯾـ ـ ـ ــرزا راﺟﺎﺟـ ـ ـ ــﺎي‬ ‫‪٤‬‬
‫ﺳﻧك‬
‫‪١٠٧٧‬ﻫـ‪١٦٦٨/‬م‪١٠٨١-‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م =‪٤٠،٦٧،‬‬ ‫اﻻﻣﯾ ـ ـ ـ ـ ــر ﻣﺣﻣ ـ ـ ـ ـ ــد‬ ‫‪٥‬‬
‫ﻣﻌظم ﺷﺎﻩ ﻋﺎﻟم‬
‫‪١٠٨٢‬ﻫـ‪١٦٧٢/‬م‪١٠٨٦-‬ﻫـ‪١٦٧٦/‬م =‪٧١،٩١،‬‬ ‫ﺑﻬﺎدرﺧﺎن ﻛوﻛﺎ‬ ‫‪٦‬‬

‫‪١٠٨٧‬ﻫـ‪١٦٧٧/‬م =‪٩٩-٩٦،‬‬ ‫دﯾﻼرﺧﺎن‬ ‫‪٧‬‬

‫‪١٠٨٨‬ﻫـ‪١٦٧٨/‬م‪١٠٨٩-‬ﻫـ‪١٦٧٩/‬م =‪١٠٠،١٠٦،‬‬ ‫اﻻﻣﯾر ﺷﺎﻩ ﻋﺎﻟم‬ ‫‪٨‬‬

‫‪١٠٩٠‬ﻫـ‪١٦٨٠/‬م‪١٠٩٣-‬ﻫـ‪١٦٨٣/‬م =‪١١٢،١٣٧،‬‬ ‫ﺑﻬﺎدر ﺧﺎن ﻛوﻛﺎ‬ ‫‪٩‬‬

‫‪١٠٩٤‬ﻫـ‪١٦٨٤/‬م =‪١٥٠-١٤٤،‬‬ ‫ﺻﺎﻓﻲ ﺧﺎن‬ ‫‪١٠‬‬

‫‪١٠٩٥‬ﻫـ‪١٦٨٥-‬م =‪١٦٠-١٥١،‬‬ ‫أﻣﺎﻧت ﺧﺎن‬ ‫‪١١‬‬

‫‪١٠٩٦‬ﻫـ‪١٦٨٦/‬م‪١٠٩٨-‬ﻫـ‪١٦٨٨/‬م =‪١٦١،١٨٢،‬‬ ‫ﺣﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔﯾﻊ‬ ‫‪١٢‬‬

‫‪٧٣‬‬
‫ﺳﺑزاوري‬
‫‪١١٠٥‬ﻫـ‪١٦٩٥/‬م =‪٢٢٤-٢٢٣،‬‬ ‫دﯾﺎﻧت ﺧﺎن‬ ‫‪١٣‬‬

‫‪١١٠٩‬ﻫـ‪١٧٩٩/‬م =‪٢٤٤-٢٣٩،‬‬ ‫ﺣﺳن ﻋﻠﻲ ﺧﺎن‬ ‫‪١٤‬‬

‫‪١١١٠‬ﻫـ‪١٧٠٠/‬م‪١١١٢-‬ﻫـ‪١٧٠٢/‬م =‪٢٤٥،٢٦٢،‬‬ ‫ﻧﺟﺎﺑت ﺧﺎن‬ ‫‪١٥‬‬

‫‪١١١٣‬ﻫـ‪١٧٠٣/‬م‪١١١٥-‬ﻫـ‪١٧٠٥/‬م =‪٢٧٠،٢٨٦،‬‬ ‫اﻻﻣﯾر ﺑﯾدار ﺑﺧت‬ ‫‪١٦‬‬

‫=‪٣٠٣-٢٩٣،‬‬ ‫‪١١١٦‬ﻫـ‪١٧٠٦/‬م‬ ‫اﻻﻣﯾ ـ ـ ـ ـ ــر ﻣﺣﻣ ـ ـ ـ ـ ــد‬ ‫‪١٧‬‬


‫أﻋظم‬

‫و ﻻﯾﺔ اوراﻧك آﺑﺎد )‪-:(Aurangabad‬‬

‫ﯾﺣـد ﻫـذﻩ اﻟوﻻﯾـﺔ ﻣـن اﻟﺷــﻣﺎل ﺧﺎﻧـدﯾش‪ ،‬وﻣـن اﻟﻐـرب ﺑﺣــر اﻟﻌـرب‪ ،‬وﻣـن اﻟﺷـرق ﺑﯾـرار‪،‬‬
‫وﻣ ــن اﻟﺟﻧـ ــوب ﺑﯾﺟـ ــﺎﺑور‪ ،‬وﯾﺑﻠـ ــﻎ طوﻟﻬـ ــﺎ ﺷـ ــﻣﺎﻻً وﺟﻧوﺑـ ــﺎً ‪٢٤١‬ﻛـ ــم وﻋرﺿـ ــﻬﺎ ‪١٦١‬ﻛـ ــم‪،‬‬
‫وﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ دﺳﺎﻛر وﺛﻣﺎﻧون ﻗرﯾﺔ‪ ،‬أﻫم ﻣدﻧﻬﺎ‪ ،‬اورﻧﺞ آﺑﺎد‪ ،‬ﻣﺎﻟك ﻋﻧﺑـر‪ ،‬دوﻟـت‬
‫آﺑــﺎد‪ ،‬اﺣﻣـ ــد ﻧﻛــر‪ ،‬ﺟوﻧــﺎر‪ ،‬ﺳــﺎﺗﺎرا)‪ ،(٧٢‬وﻗــد ﺑﻠﻐــت اﻟﻌواﺋــد اﻟﺳــﻧوﯾﺔ ﻣــﺎ ﻣﺟﻣوﻋــﻪ ﺗﻘرﯾﺑــﺎً‪،‬‬
‫)‪ ٢٥٠‬ﻣﻠﯾون( وﻟم ﯾظﻬر ﻣن اﻟوﻻة اﻻ ﺧﺎن زﻣﺎن ﻣﯾر ﺧﻠﯾل)‪.(٧٣‬‬

‫وﻻﯾﺔ اورﻧﺞ آﺑﺎد )‪(Aurangabad‬‬

‫اﻟﻣﺻدر‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟﺣﺎﻛم اﻹداري‬

‫ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‬ ‫اﻟﺳﺑﺎﻫدار‬

‫=‪٣٥-٣٢،‬‬ ‫‪١٠٧٥‬ﻫـ‪١٦٦٦/‬م‬ ‫‪ .١‬ﺧﺎن زﻣﺎن ﻣﯾر‬

‫‪٧٤‬‬
‫‪٣٩-٣٦‬‬ ‫ﺧﻠﯾل‬
‫‪١٠٧٦‬ﻫـ‪١٦٦٧/‬م‬

‫وﻻﯾﺔ اﷲ آﺑﺎد )‪:(Allahabad‬‬

‫ﺗﻘﻊ ﻫذﻩ اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﻬول اﻟﻛﻧﺞ وﯾﺣدﻫﺎ ﻣن اﻟﺷرق ﺑﯾﻬـﺎر )‪ (Bihar‬وﻣـن اﻟﻐـرب أﻛـرا‬
‫)‪ ،(Agra‬واودﻩ ﺷــﻣﺎﻻً وﺑﺎﻧــدﻛﺎرﻩ )‪ (Bandhogarh‬ﺟﻧوﺑــﺎً‪ ،‬وطــول ﻫــذا اﻹﻗﻠــﯾم ﻣــن‬
‫اﻟﺷرق إﻟﻰ اﻟﻐرب ‪٢٥٧‬ﻛم‪ ،‬أﻣﺎ ﻋرﺿﻪ ﺷﻣﺎﻻً وﺟﻧوﺑﺎً ﻓﯾﺑﻠﻎ ‪١٩٣‬ﻛم‪ ،‬ﯾﺣﺗوي ﻫذا ﻋﻠﻰ‬
‫ﻋﺷ ـرة دﺳــﺎﻛر‪ ،‬و)‪(٤٧‬ﻗرﯾــﺔ وﻣﺣــل‪ ،‬أﻣــﺎ أﻫــم ﻣــدن اﻹﻗﻠــﯾم ﻓﻬــﻲ‪ -:‬اﷲ آﺑــﺎد‪ ،‬ﺑﯾﻧــﺎرس‪،‬‬
‫ﺟ ــﺎﻧﯾور‪ ،‬ﻛﺎﻟﻧﺟ ــﺎر‪ ،‬ﺗﺷ ــوﻧﺎرﻛﺎرﻩ‪ ،‬ﻣﯾرزاﯾ ــور‪ ،‬ﻏ ــﺎزي ﯾ ــور‪ ،‬ﻧﺎﺻ ــر آﺑ ــﺎد‪ ،‬ﻓ ــﺎﺗﺣﯾور وراي‬
‫ﺑﺎرﻟﻲ )‪٧٤(Rae Bareli‬وﺗﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ ﺣﻛم ﻫذﻩ اﻟوﻻﯾﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺷر واﻟﯾـﺎً‪ ،‬وأﻛﺛـرﻫم ﻣـدة‬
‫ﻓــﻲ إدارة اﻟوﻻﯾــﺔ ﻫــو اﻟﺳﺑﺎﻫ ــدار ﺑﻬــﺎدر ﺧــﺎن‪ ،‬وﻗــد ﺑﻠﻐــت ﻋواﺋــد ﻫــذﻩ اﻟوﻻﯾـ ــﺔ اﻟﺳــﻧوﯾﺔ‬
‫)‪(٧٥‬‬
‫‪ ٣٧٦‬ﻣﻠﯾون دام‪ ،‬أي ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل ‪ ٩،٤٠٠،٠٠٠‬روﺑﯾﺔ ﻫﻧدﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺻدر‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟواﻟـــــــــﻲ‬

‫ﻋﺎﻟﻣﻛﯾرﻧﺎﻣﺔ ‪٤٨٦‬‬ ‫‪١٠٦٨‬ﻫـ‪١٦٥٨/‬م‪١٠٦٩-‬ﻫـ‪١٦٥٩/‬م‬ ‫ﺧﺎن دوراﻧﻲ‬ ‫‪١‬‬

‫ﻣﺂﺛرﻋــــــــﺎﻟﻣﻛﯾري‪-١٨‬‬ ‫‪١٠٧٠‬ﻫـ‪-/‬‬ ‫ﺑﻬﺎدر ﺧﺎن‬ ‫‪٢‬‬


‫‪٢٠‬‬
‫‪١٦٦٠-‬م‪١٠٧٦-‬ﻫـ‪١٦٦٧/‬م‬

‫ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري ‪٥٢‬‬ ‫‪١٠٧٧‬ﻫـ‪١٦٦٨/‬م‪١٠٧٨-‬ﻫـ‪١٦٦٩/‬م‬ ‫اﷲ وردي ﺧﺎن‬ ‫‪٣‬‬

‫=‪٥٥-٥٢،‬‬ ‫‪١٠٧٩‬ﻫـ‪١٦٧٠/‬م‪١٠٨٢-‬ﻫـ‪١٦٧٢/‬م‬ ‫‪٤‬‬


‫ﻣﯾرﺧﺎن ﻣﯾرﻣﯾران‬

‫=‪٧٦،٨٦ ،‬‬ ‫‪١٠٨٣‬ﻫـ‪١٦٧٣/‬م‪١٠٨٥-‬ﻫـ‪١٦٧٥/‬م‬ ‫‪٥‬‬


‫ﺣﺳن ﻋﻠﻲ ﺧﺎن‬

‫‪٧٥‬‬
‫=‪١١٣ ،٩١،‬‬ ‫‪١٠٨٦‬ﻫـ‪١٦٧٦/‬م‪١٠٩٠-‬ﻫـ‪١٦٨٠/‬م‬ ‫‪٦‬‬
‫ﻫﻣت ﺧﺎن‬
‫ﻣﯾرﻋﯾﺳﻰ‬

‫=‪١٤٤،١٥١،‬‬ ‫‪١٠٩٤‬ﻫـ‪١٦٨٤/‬م‪١٠٩٥-‬ﻫـ‪١٦٨٥/‬م‬ ‫‪٧‬‬


‫ﺳﯾف ﺧﺎن‬

‫=‪١٦١،١٨٩،‬‬ ‫‪١٠٩٦‬ﻫـ‪١٦٨٦/‬م‪١٠٩٩-‬ﻫـ‪١٦٨٩/‬م‬ ‫‪٨‬‬


‫ﻣﺣﺗﺷم ﺧﺎن‬

‫=‪١٩٩ ،‬‬ ‫‪١١٠٠‬ﻫـ‪١٦٩٠/‬م‬ ‫‪٩‬‬


‫ﺑﻬﺎدر ﺧﺎن ﻛوﻛﺎ‬

‫=‪٢٠٣،٢٠٩،‬‬ ‫‪١١٠١‬ﻫـ‪١٦٩١/‬م‪١١٠٣-‬ﻫـ‪١٦٩٣/‬م‬ ‫‪١٠‬‬


‫ﻫﻣت ﺧﺎن ﻣﺣﻣد‬
‫ﺣﺳن‬

‫=‪٢١٤،٢٣٢،‬‬ ‫‪١١٠٤‬ﻫـ‪١٦٩٤/‬م‪١١٠٧-‬ﻫـ‪١٦٩٧/‬م‬ ‫‪١١‬‬


‫ﺑزرك اﻣﯾر ﺧﺎن‬

‫=‪٢٣٥،٢٤٥،‬‬ ‫‪١١٠٨‬ﻫـ‪١٦٩٨/‬م‪١١١٠-‬ﻫـ‪١٧٠٠/‬م‬ ‫‪١٢‬‬


‫اﺑراﻫﯾم ﺧﺎن‬

‫=‪٢٥٦،٢٦٢،‬‬ ‫‪١١١١‬ﻫـ‪١٧٠١/‬م‪١١١٢-‬ﻫـ‪١٧٠٢/‬م‬ ‫‪١٣‬‬


‫ﺳﯾﻬدار ﺧﺎن‬

‫=‪٢٧٠ ،‬‬ ‫‪١١١٣‬ﻫـ‪١٧٠٣/‬م‬ ‫‪١٤‬‬


‫ﻓداﺋﻲ ﺧﺎن‬

‫=‪٢٧٩،٣٠٨،‬‬ ‫‪١١١٤‬ﻫـ‪١٧٠٤/‬م‪١١١٨-‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‬ ‫‪١٥‬‬


‫ﺳﺑﻬدار ﺧﺎن‬

‫وﻻﯾﺔ اﻟﺑﻧﻐﺎل )‪-:(Bengal‬‬

‫وﻫﻲ ﻣن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﻐول ﻓﻲ زﯾﺎدة ﻣواردﻫم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻣن‬
‫ﺧـ ــﻼل إﻗﺎﻣـ ــﺔ اﻟﻣﺷـ ــﺎرﯾﻊ اﻟزراﻋﯾـ ــﺔ ﻓﯾﻬـ ــﺎ‪ ،‬ﯾﺣـ ــد ﻫـ ــذﻩ اﻟوﻻﯾـ ــﺔ ﻣـ ــن اﻟﻐـ ــرب ﻣرﺗﻔﻌـ ــﺎت "‬
‫ﺗﺷــﯾﺗﺎﻛوﻧك" )‪ ،(Chittagons‬وﺑﯾﻬــﺎر ﻣــن اﻟﻐــرب وﻫﻣﺎﻻﯾــﺎ ﻣــن اﻟﺷــﻣﺎل‪ ،‬وﻣــن اﻟﺷ ــرق‬
‫ﺧﻠــﯾﺞ اﻟﺑﻧﻐ ــﺎل‪ ،‬وﯾﺑﻠــﻎ طوﻟﻬــﺎ ﻣــن اﻟﺷــرق إﻟــﻰ اﻟﻐــرب ﺣـواﻟﻲ ‪٦٤٤‬ﻛــم‪ ،‬وﺷــﻣﺎﻻً وﺟﻧوﺑــﺎً‬
‫‪٣٢٢‬ﻛم)‪.(٧٦‬‬

‫‪٧٦‬‬
‫ﺗﺣﺗــوي وﻻﯾــﺔ اﻟﺑﻧﻐــﺎل ﻋﻠــﻰ اﺛﻧــﻰ ﻋﺷ ـرة دﺳــﻛراً‪ ،‬و‪١٢١٩‬ﻗرﯾــﺔ وﻗــد ﺑﻠﻐــت ﻋواﺋــد اﻹﻗﻠــﯾم‬
‫اﻟﺳـ ــﻧوﯾﺔ‪ ١١٠،٧٣٩،٥٢٣،‬داﻣـ ــﺎً )‪ (٧٧‬أﻣـ ــﺎ أﻫـ ــم ﻣـ ــدن اﻟوﻻﯾـ ــﺔ‪ :‬ﻻﻛﻬﻧـ ــوﺗﻲ‪ ،‬ﺳـ ــوﻧﺎرﻛون‪،‬‬
‫ﺳوﻧﺎرﻛون‪ ،‬ﺑﺎرﺑﺎك آﺑﺎد‪ ،‬ﺷرﯾف آﺑﺎد‪ ،‬ﺑوردوان‪ ،‬راﻧﻛﺑور‪ ،‬دﻛﺎ‪ ،‬ﻣرﺷد آﺑﺎد‪.‬‬

‫اﻟﻣﺻدر‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟواﻟـــﻲ‬

‫ﻣﺂﺛرﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‬ ‫‪١٠٦٩‬ﻫـ‪١٦٥٩/‬م‪١٠٧٢-‬ﻫـ‪١٦٦٣/‬م‬ ‫ﻣﯾر ﺟﻣﻠﺔ‬ ‫‪١‬‬


‫‪١٣،٢٥‬‬

‫=‪٢٨،٩١،‬‬ ‫اﻣﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻻﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراء ‪١٠٧٣‬ﻫـ‪١٦٦٤/‬م‪١٠٨٦-‬ﻫـ‪١٦٧٦/‬م‬ ‫‪٢‬‬


‫ﺷﺎﯾﺳﺗﺎ ﺧﺎن‬

‫=‪٩٩-٩٦ ،‬‬ ‫ﻓـ ــداﺋﻲ ﺧـ ــﺎن اﻋظـ ــم ‪١٠٨٧‬ﻫـ‪١٦٧٧/‬م‬ ‫‪٣‬‬


‫ﻛوﻛﺎ‬

‫=‪١٠٠،١٠٦،‬‬ ‫‪١٠٨٨‬ﻫـ‪١٦٧٨/‬م‪١٠٨٩-‬ﻫـ‪١٦٧٩/‬م‬ ‫اﻻﻣﯾر ﻣﺣﻣد أﻋظم‬ ‫‪٤‬‬

‫=‪١١٢،١٨٢،‬‬ ‫‪١٠٩٠‬ﻫـ‪١٦٨٠/‬م‪١٠٩٨-‬ﻫـ‪١٦٨٨/‬م‬ ‫ﺷﺎﯾﺳﺗﺎ ﺧﺎن‬ ‫‪٥‬‬

‫=‪١٨٩،٢٣٢،‬‬ ‫‪١٠٩٩‬ﻫـ‪١٦٨٩/‬م‪١١٠٧-‬ﻫـ‪١٦٩٧/‬م‬ ‫اﺑراﻫﯾم ﺧﺎن‬ ‫‪٦‬‬

‫=‪٢٣٥،٣٠٨،‬‬ ‫‪١١٠٨‬ﻫـ‪١٦٩٨/‬م‪١١١٨-‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‬ ‫اﻻﻣﯾر ﻋظﯾم اﻟﺷﺄن‬ ‫‪٧‬‬

‫وﻻﯾﺔ ﺧﺎﻧدﯾش ) ‪:(Khandeesh‬‬

‫وﻫ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ــن اﻟوﻻﯾـ ـ ــﺎت اﻟﺻـ ـ ــﻐﯾرة‪ ،‬ﯾﺣـ ـ ــدﻫﺎ ﻣ ـ ــن اﻟﺷـ ـ ــرق وﻻﯾـ ـ ــﺔ ﺑﯾ ـ ـ ـرار‪ ،‬وﻣـ ـ ــن اﻟﺷـ ـ ــﻣﺎل‬
‫واﻟﻐ ــرب وﻻﯾ ــﺔ ﻣ ــﺎﻟوا‪ ،‬وﻣ ــن اﻟﺟﻧ ــوب ﺟﺎﻟﻧ ــﺎ )‪ (Jalna‬وﯾﺑﻠ ــﻎ ط ــول ﻫـ ــذﻩ اﻟوﻻﯾـ ــﺔ ﻣـ ــن‬
‫اﻟﺷ ـ ـ ــرق إﻟـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻐـ ـ ــرب ﺣ ـ ـ ـواﻟﻲ ‪١٢١‬ﻛـ ـ ــم‪ ،‬وﻋرﺿـ ـ ــﻬﺎ ﺟﻧوﺑـ ـ ــﺎً وﺷـ ـ ــﻣﺎﻻً ‪٨٠‬ﻛـ ـ ــم‪ ،‬وﻗـ ـ ــد‬
‫ﺑﻠﻐ ـ ــت ﻋواﺋ ـ ــد ﻫ ـ ــذﻩ اﻟوﻻﯾ ـ ــﺔ ﺳ ـ ــﻧوﯾﺎً‪ ،‬ﺣـ ـ ـواﻟﻲ ‪ ٣٦٩‬ﻣﻠﯾ ـ ــون دام‪ ،‬وﺗﺣﺗ ـ ــوي ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺳ ـ ــﺗﺔ‬
‫دﺳـ ـ ـ ــﺎﻛر‪ ،‬و‪ ١١٣‬ﻗرﯾـ ـ ـ ــﺔ وﻣﺣـ ـ ـ ــﻼً )‪ ،(٧٨‬اﻣـ ـ ـ ــﺎ اﻫـ ـ ـ ــم ﻣـ ـ ـ ــدن وﻻﯾـ ـ ـ ــﺔ ﺧﺎﻧـ ـ ـ ــدﯾش ﻓﻬـ ـ ـ ــﻲ‪-:‬‬

‫‪٧٧‬‬
‫ﺑرﻫ ـ ــﺎﻧﯾور‪ ،‬آﺳ ـ ــﯾر )‪ ،(Asir‬ﺑﺎﻛــﻼﻧـ ـ ــﺎ )‪ (Baglana‬وﺗﻌﺎﻗ ـ ــب ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﻛ ـ ــم وا ٕ دارة ﻫ ـ ــذﻩ‬
‫اﻟوﻻﯾﺔ ﺣواﻟﻲ ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر واﻟﯾﺎً ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺻدر‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟواﻟـــﻲ‬

‫=‪١٧-١٢،١٣+٤،‬‬ ‫‪١٠٦٨‬ﻫـ‪١٦٥٨/‬م‪١٠٦٩-‬ﻫـ‪١٦٥٩/‬م‬ ‫وزﯾر ﺧﺎن‬ ‫‪١‬‬

‫=‪٣٥-٣١،٣٢،‬‬ ‫‪١٠٧٤‬ﻫـ‪١٦٦٥/‬م‪١٠٧٥-‬ﻫـ‪١٦٦٦/‬م‬ ‫وزﯾر ﺧﺎن‬ ‫‪٢‬‬

‫=‪-٣٩،٤٠-٣٦،‬‬ ‫‪١٠٧٦‬ﻫـ‪١٦٦٧/‬م‪١٠٧٧-‬ﻫـ‪١٦٦٨/‬م‬ ‫ﺧﺎن زﻣﺎن ﻣﯾرﺧﻠﯾل‬ ‫‪٣‬‬


‫‪٤٣‬‬

‫=‪٦٠ ،٤٥،‬‬ ‫‪١٠٧٨‬ﻫـ‪١٦٦٩/‬م‪١٠٨٠-‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‬ ‫ﻣﺧﺗﺎر ﺧﺎن‬ ‫‪٤‬‬

‫=‪-٧٠،٩٦-٦٧،‬‬ ‫‪١٠٨١‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‪١٠٨٧-‬ﻫـ‪١٦٧٧/‬م‬ ‫ﻫو ﺷدار ﺧﺎن‬ ‫‪٥‬‬


‫‪٩٩‬‬

‫=‪١٢٠-١١٢،‬‬ ‫‪١٠٩٠‬ﻫـ‪١٦٨٠/‬م‬ ‫ﺑﻬﺎدر ﺧﺎن ﻛوﻛﺎ‬ ‫‪٦‬‬

‫=‪١٣٠-١٢١،‬‬ ‫‪١٠٩١‬ﻫـ‪١٦٨١/‬م‬ ‫ارﯾﺞ ﺧﺎن‬ ‫‪٧‬‬

‫=‪١٣٦-١٣١،‬‬ ‫‪١٠٩٢‬ﻫـ‪١٦٨٢/‬م‪١٠٩٣-‬ﻫـ‪١٦٨٣/‬م‬ ‫ﻣﻐل ﺧﺎن‬ ‫‪٨‬‬

‫‪١٤٣-١٣٧‬‬

‫=‪١٦٠-١٥١ ،‬‬ ‫‪١٠٩٥‬ﻫـ‪١٦٨٦/‬م‬ ‫ﺧﺎن زﻣﺎن ﻣﯾر ﺧﻠﯾل‬ ‫‪٩‬‬

‫=‪٦٩-١٦١ ،‬‬ ‫‪١٠٩٦‬ﻫـ‪١٦٨٦/‬م‬ ‫اﻻﻣﯾر ﻣﺣﻣد أﻋظم‬ ‫‪١٠‬‬

‫=‪٢١٣-٢٠٩ ،‬‬ ‫‪١١٠٣‬ﻫـ‪١٦٩٣/‬م‬ ‫ﻋﻧﺎﯾت ﺧﺎن‬ ‫‪١١‬‬

‫=‪٢١٤،٢٢٣،‬‬ ‫‪١١٠٤‬ﻫـ‪١٦٩٤/‬م‪١١٠٥-‬ﻫـ‪١٦٩٥/‬م‬ ‫ﻣرﺣﻣت ﺧﺎن‬ ‫‪١٢‬‬

‫=‪٢٣١-٢٥٥،‬‬ ‫‪١١٠٦‬ﻫـ‪١٦٩٦/‬م‬ ‫ﻋﻧﺎﯾت ﺧﺎن اﻟﺛﺎﻧﻲ‬ ‫‪١٣‬‬

‫=‪٢٣٢،٢٣٩،‬‬ ‫‪١١٠٧‬ﻫـ‪١٦٩٧/‬م‪١١٠٩-‬ﻫـ‪١٦٩٩/‬م‬ ‫ﻧﺟﺎﺑت ﺧﺎن‬ ‫‪١٤‬‬

‫=‪٢٥٥-٢٤٥،‬‬ ‫‪١١١٠‬ﻫـ‪١٧٠٠/‬م‬ ‫ﻣﻧﻘدﺧﺎن ﻣﺣﻣدﻗوي‬ ‫‪١٥‬‬

‫‪٧٨‬‬
‫=‪٢٦١ -٢٥٦،‬‬ ‫‪١١١١‬ﻫـ‪١٧٠١/‬م‬ ‫ﺻدراﻟدﯾن ﻣﺣﻣد ﺧﺎن‬ ‫‪١٦‬‬

‫=‪٢٦٢،٢٧٠،‬‬ ‫ﻧﺟﺎﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ‪١١١٢‬ﻫـ‪١٧٠٢/‬م‪١١١٣-‬ﻫـ‪١٧٠٣/‬م‬ ‫‪١٧‬‬


‫ﺑﻬراورﺧﺎن‬
‫=‪٢٨٥-٢٧٩،‬‬ ‫‪١١١٤‬ﻫـ‪١٧٠٤/‬م‬ ‫اﻻﻣﯾر ﺑﯾدار ﺑﺧت‬ ‫‪١٨‬‬

‫=‪٣٠٣-٢٩٣،‬‬ ‫‪١١١٦‬ﻫـ‪١٧٠٦/‬م‬ ‫اﻻﻣﯾر ﻣﺣﻣد أﻋظم‬ ‫‪١٩‬‬

‫=‪٣٠٧-٣٠٤،‬‬ ‫‪١١١٧‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‬ ‫ﻧﺟﺎﺑت ﺧﺎن ﺑﻬﺎدرﺧﺎن‬ ‫‪٢٠‬‬

‫=‪٣٢٣ -٣٠٨،‬‬ ‫‪١١١٨‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‬ ‫ﺗﺷن ﻣﺎﻟﺗش ﺧﺎن‬ ‫‪٢١‬‬

‫وﻻﯾﺔ اﻛرا ) ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن آﺑﺎد ‪-:(Shahjahanabad‬‬


‫ﺗﻘــﻊ ﻫــذﻩ اﻟوﻻﯾــﺔ إﻟــﻰ اﻟﺷــرق ﻣــن دﻟﻬــﻲ‪ ،‬ﯾﺣــدﻫﺎ ﻣــن اﻟﺷــﻣﺎل ﻧﻬــر اﻟﻛــﻧﺞ )‪،(Ganges‬‬
‫وﻣــن اﻟﺟﻧــوب ﻣــﺎﻟوا )‪ ،(Malwa‬وﻣــن اﻟﺷــرق وﻻﯾــﺔ اﷲ آﺑــﺎد‪ ،‬ﯾﺑﻠــﻎ طــول ﻫــذا اﻹﻗﻠــﯾم‬
‫‪٢٨٢‬ﻛم وﻋرﺿﻪ ﺣواﻟﻲ ‪١٦١‬ﻛـم‪ ،‬وﯾﺣﺗـوي ﻋﻠـﻰ ‪ ١٣‬دﺳـﻛراً‪ ،‬و‪ ٢٦٤‬ﻗرﯾـﺔ وﻣﺣـﻼً اﻫـم‬
‫ﻣ ــدن ﻫ ــذﻩ اﻟوﻻﯾ ــﺔ ‪:‬اﻛـ ـرا)‪ ،(Agra‬ﻛواﻟﯾ ــور‪ ،‬ﻣﺎراﺛ ــﺎ)‪ ،(Martha‬دﻫﻠﯾ ــور)‪،(Dholpur‬‬
‫ﺑﻬ ــﺎرﺗﯾور‪ ،‬ﻣ ــﺎﺛورا‪ ،‬ﻓﺎﺗﺣﺑورﺳـ ــﻛري‪ ،‬ﻛﺎﻟﯾﺑﺳ ــﻲ ﻛـ ــﺎﻧوج‪ ،‬ﺑﺎﯾﺎﻧ ــﺎ‪ ،‬ﺟﺎﻟﯾﺳـ ــﺎر‪ ،‬اﻟـ ـوار‪ ،‬ﻓـ ــروخ‬
‫آﺑــﺎد)‪ ،(٧٩‬وﻗــد ﺑﻠﻐــت ﻋواﺋــد اﻟوﻻﯾــﺔ اﻟﺳــﻧوﯾﺔ ﻣــﺎ ﻗﯾﻣﺗــﻪ‪ ١ ،٠٥١ ،٧٠٩ ،٢٨٣ ،‬ﻣﻠﯾــﺎر‬
‫وا ٕ ﺣدى وﺧﻣﺳون ﻣﻠﯾون وﻧﺻف‪ ،‬وﺗﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ ﺣﻛم ﻫذﻩ اﻟوﻻﯾﺔ ﺳﺗﺔ ﻋﺷر واﻟﯾﺎً ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺻدر‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟواﻟــﻲ‬

‫=‪١٢-٤‬‬ ‫‪١٠٦٨‬ﻫـ‪١٦٥٨-‬م‬ ‫ﺷﺎﯾﺳﺗﺎ ﺧﺎن‬ ‫‪١‬‬

‫=‪١٧-١٣ ،‬‬ ‫‪١٠٦٩‬ﻫـ‪١٦٥٦/‬م‬ ‫ﻣﺧﻠص ﺧﺎن‬ ‫‪٢‬‬

‫‪٧٩‬‬
‫=‪٢٥ ،١٨،‬‬ ‫‪١٠٧٠‬ﻫـ‪١٦٦٠/‬م‪١٠٧٢-‬ﻫـ‪١٦٦٣/‬م‬ ‫وزﯾر ﺧﺎن‬ ‫‪٣‬‬

‫=‪٦٦-٢٨،٦٠،‬‬ ‫‪١٠٧٣‬ﻫـ‪١٦٦٤/‬م‪١٠٨٠-‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‬ ‫اﺳﻼم ﺧﺎن ﻫوﺷدار‬ ‫‪٤‬‬

‫=‪٦٧،٧٠،‬‬ ‫‪١٠٨١‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‬ ‫ﻧﺎﻣدار ﺧﺎن‬ ‫‪٥‬‬

‫=‪٧١،٨٦،‬‬ ‫‪١٠٨٢‬ﻫـ ‪١٦٧٢‬م‪١٠٨٣-‬ﻫـ‪١٦٧٣/‬م‬ ‫ﺳﺎﺑورﻻﻧد ﺧﺎن‬ ‫‪٦‬‬

‫=‪٨١،٨٦،‬‬ ‫‪١٠٨٤‬ﻫـ‪١٦٧٤/‬م‪١٠٨٥-‬ﻫـ‪١٦٧٥/‬م‬ ‫ﻣﻌﺗﻣد ﺧﺎن‬ ‫‪٧‬‬

‫=‪٩٩-٩٦،‬‬ ‫‪١٠٨٧‬ﻫـ‪١٦٧٧/‬م‬ ‫ﺣﺳن ﻋﻠﻲ ﺧﺎن‬ ‫‪٨‬‬

‫=‪١٠٠،١٠٦،‬‬ ‫‪١٠٨٨‬ﻫـ‪١٦٧٨/‬م‪١٠٨٩-‬ﻫـ‪١٦٧٩/‬م‬ ‫ﺷﺎﯾﺳﺗﺎ ﺧﺎن‬ ‫‪٩‬‬

‫=‪١٢٠-١١٢،‬‬ ‫‪١٠٩٠‬ﻫـ‪١٦٨٠/‬م‬ ‫ﺻﺎﻓﻲ ﺧﺎن‬ ‫‪١٠‬‬

‫=‪١٣٠-١٢١،‬‬ ‫‪١٠٩١‬ﻫـ‪١٦٨١/‬م‬ ‫ﻋﺑداﷲ ﺧﺎن‬ ‫‪١١‬‬

‫=‪١٣٦-١٣١،‬‬ ‫‪١٠٩٢‬ﻫـ‪١٦٨٢/‬م‬ ‫ﺳﯾد ﻣﻧّور‬ ‫‪١٢‬‬

‫=‪١٥٠-١٤٤،‬‬ ‫‪١٠٩٤‬ﻫـ‪١٦٨٤/‬م‬ ‫ﻣﺣﺗﺷم ﺧﺎن‬ ‫‪١٣‬‬

‫=‪١٥١،١٦١،‬‬ ‫‪١٠٩٥‬ﻫـ‪١٦٨٥/‬م‪١٠٩٦-‬ﻫـ‪١٦٨٦/‬م‬ ‫ﺻﺎﻓﻲ ﺧﺎن‬ ‫‪١٤‬‬

‫=‪١٨٢ ،١٧٠،‬‬ ‫‪١٠٩٧‬ﻫـ‪١٦٨٧/‬م‪١٠٩٨-‬ﻫـ‪١٦٩٨/‬م‬ ‫ﺳﺑﻬدار ﺧﺎن‬ ‫‪١٥‬‬

‫=‪٢١٤ ،٢٠٩،‬‬ ‫‪١١٠٣‬ﻫـ‪١٦٩٣/‬م‪١١٠٤-‬ﻫـ‪١٦٩٤/‬م‬ ‫اﻋﺗﻘﺎد ﺧﺎن‬ ‫‪١٦‬‬

‫=‪٢٢٤-٢٢٣ ،‬‬ ‫‪١١٠٥‬ﻫـ‪١٦٩٥/‬م‬ ‫ﻓداﺋﻲ ﺧﺎن‬ ‫‪١٧‬‬

‫=‪٢٣١-٢٢٥،‬‬ ‫‪١١٠٦‬ﻫـ‪١٦٩٦/‬م‬ ‫اﻻﻣﯾر ﻣﺣﻣد ﻣﻌظم‬ ‫‪١٨‬‬

‫=‪٢٣٥،٢٦٢،‬‬ ‫اﻋﺗﻘـ ـ ــﺎد ﺧـ ـ ــﺎن اﻋﺗﻘـ ـ ــﺎد ‪١١٠٨‬ﻫـ‪١٦٩٨/‬م‪١١١٢-‬ﻫـ‪١٧٠٢/‬م‬ ‫‪١٩‬‬


‫ﺧﺎن‬
‫=‪٢٧٠،٣٠٨،‬‬ ‫ﻣﺧﺗ ـ ـ ـ ــﺎر ﺧ ـ ـ ـ ــﺎن ﻗﻣ ـ ـ ـ ــر ‪١١١٣‬ﻫـ‪١٧٠٣/‬م‪١١١٨-‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‬ ‫‪٢٠‬‬
‫اﻟدﯾن‬

‫‪٨٠‬‬
‫وﻻﯾﺔ اﻟﺳﻧد)‪-:(Sindh‬‬

‫ﯾﺣــدﻫﺎ ﻣ ــن اﻟﺷــرق وﻻﯾ ــﺔ اﻟﻛﺟ ـرات‪ ،‬وﻣ ــن اﻟﻐــرب اﻟﻣﻛـ ـران )ﺑﻠوﺟﺳــﺗﺎن( وﻣ ــن اﻟﺷ ــﻣﺎل‬
‫ﺑﻬﻛﺎر‪ ،‬وﺑﺣر اﻟﻌرب ﻣن اﻟﺟﻧوب‪ ،‬وﯾﺑﻠﻎ طول ﻫذﻩ اﻟوﻻﯾﺔ ‪٤١٤‬ﻛم وﻋرﺿﻬﺎ‪١٦١ ،‬ﻛـم‬
‫واﻫم ﻣدﻧﻬﺎ‪ -:‬ﺗﻬﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺳﯾوﺳﺗﺎن‪ ،‬ﺑﺣﯾدر آﺑﺎد‪ ،‬ﻛراﺗﺷﻲ‪ ،‬آﻣرﻛوت‪،‬ﻛﺎﻫـﺎن)‪،(٨١‬ﺑﯾﻧﻣـﺎ ﺑﻠﻐـت‬
‫ﻋواﺋــد ﻫــذﻩ اﻟوﻻﯾــﺔ اﻟﺳــﻧوﯾﺔ ﻣ ــﺎ ﻗﯾﻣ ــﺗﻪ‪٩٠٠،٩٨٦،٥٧٤ :‬داﻣــﺎً )‪(٨٢‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﺗﻌـ ــﺎﻗب ﻋﻠ ــﻰ‬
‫إدارة ﻫذﻩ اﻟوﻻﯾﺔ ﺧﻣﺳﺔ وﻻة )ﺳﺑﺎﻫدار( ﻓﻘط ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺻدر‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟواﻟ ــﻲ‬

‫=‪١٧-١٢،١٣-٤،‬‬ ‫‪١٠٦٨‬ﻫـ‪١٦٥٨/‬م‪١٠٦٩-‬ﻫـ‪١٦٥٩/‬م‬ ‫ﻗﺑﺎد ﺧﺎن اﻟﺑدﺧﺷﻲ‬ ‫‪١‬‬

‫=‪٢٤-١٨،٢١،‬‬ ‫‪١٠٧٠‬ﻫـ‪١٦٦٠/‬م‪١٠٧٣-‬ﻫـ‪١٦٦٤/‬م‬ ‫ﻻﺳﻛﺎر ﺧﺎن‬ ‫‪٢‬‬

‫=‪٣٩-٣١،٣٦،‬‬ ‫‪١٠٧٤‬ﻫـ‪١٦٦٥/‬م‪١٠٧٦-‬ﻫـ‪١٦٦٧/‬م‬ ‫ﻗﺑﺎد ﺧﺎن اﻟﺑدﺧﺷﻲ‬ ‫‪٣‬‬

‫=‪١٤٤،١٧٠،‬‬ ‫‪١٠٧٧‬ﻫـ‪١٦٦٨/‬م‪١٠٨٨-‬ﻫـ‪١٦٧٨/‬م‬ ‫ﺳﯾد ﻋزت ﺧﺎن‬ ‫‪٤‬‬

‫=‪١٤٤،١٧٠،‬‬ ‫‪١٠٩٤‬ﻫـ‪١٦٨٤/‬م‪١٠٩٧-‬ﻫـ‪١٦٧٨/‬م‬ ‫ﺳردارﺧﺎن‬ ‫‪٥‬‬

‫=‪٢٧٩،٣٠٨،‬‬ ‫‪١١١٤‬ﻫـ‪١٧٠٤/‬م‪١١١٨-‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‬ ‫اﻷﻣﯾر ﻣﻌز اﻟدﯾن‬ ‫‪٦‬‬

‫‪٨١‬‬
‫وﻻﯾﺔ ﻛﺷﻣﯾر )‪:(Kashmir‬‬

‫ﯾﺣ ــد ﻫ ــذﻩ اﻟوﻻﯾ ــﺔ ﻣ ــن ﺟﻬ ــﺔ اﻟﺷ ــرق ﻣرﺗﻔﻌ ــﺎت اﻟﺗﺑ ــت‪ ،‬وﻣ ــن اﻟﻐ ــرب اﻓﻐﺎﻧﺳ ــﺗﺎن‪ ،‬وﻣ ــن‬
‫اﻟﺷ ــﻣﺎل ﺗرﻛﺳ ــﺗﺎن اﻟﺻـ ــﯾﻧﯾﺔ‪ ،‬وﻣ ــن اﻟﺟﻧ ــوب وﻻﯾـ ــﺔ ﻻﻫ ــور‪ ،‬وﯾﺑﻠ ــﻎ طـ ــول ﻫ ــذﻩ اﻟوﻻﯾـ ــﺔ‬
‫‪١٩٣‬ﻛــم‪ ،‬وﻋرﺿــﻬﺎ ‪٩٧‬ﻛــم‪ ،‬ﯾــذﻛر ﺑﺧﺗــﺎرو ﺧــﺎن ﻓــﻲ ﻣؤﻟﻔــﻪ ﻣـرآة ﻋــﺎﻟم‪ ،‬ان ﻓﯾﻬــﺎ اﺣــدى‬
‫)‪(٨٣‬‬
‫اﻫم ﻣدن ﻫذﻩ اﻟوﻻﯾﺔ‪ ،‬ﺳرﻧﯾﻛﺎر)‪،(Sringar‬‬ ‫وﺧﻣﺳون ﻗرﯾﺔ وﻟم ﯾذﻛر ﻋدد اﻟدﺳﺎﻛر‬
‫اﺳﻼم آﺑﺎد‪ ،‬ﺷﺎﻩ آﺑـﺎد‪ ،‬ﺷـوﯾﯾﺎن‪،‬ﯾﺎﻣﯾور)‪ - (Pampur‬ﺑﯾﻧﻣـﺎ ﺑﻠﻐـت اﻟﻌواﺋـد اﻟﺳـﻧوﯾﺔ اﯾـﺎم‬
‫)‪(٨٤‬‬
‫وﺗﻌﺎﻗ ـ ــب ﻋﻠ ـ ــﻰ إدارﺗﻬ ـ ــﺎ اﺛﻧ ـ ــﺎ ﻋﺷ ـ ــر‬ ‫اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب ﺣـ ـ ـواﻟﻲ‪ ٠٧٤،٢١٣ ،٨٢٦:‬داﻣ ـ ــﺎً‬
‫)ﺳﺑﺎﻫداراً (ﺣﺎﻛﻣﺎً ادارﯾﺎً ‪.‬‬

‫‪٨٢‬‬
‫اﻟﻣﺻدر‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟواﻟـــﻲ‬

‫=‪١٧-٤،١٣،‬‬ ‫‪١٠٦٨‬ﻫـ‪١٦٥٨/‬م‪١٠٦٩-‬ﻫـ‪١٦٥٩/‬م‬ ‫اﻋﺗﻣﺎد ﺧﺎن‬ ‫‪١‬‬

‫=‪٢٠-١٨،‬‬ ‫‪١٠٧٠‬ﻫـ‪١٦٦٠/‬م‬ ‫إﺑراﻫﯾم ﺧﺎن‬ ‫‪٢‬‬

‫=‪٢١،٢٥،‬‬ ‫‪١٠٧١‬ﻫـ‪١٦٦٢/‬م‪١٠٧٢-‬ﻫـ‪١٦٦٣/‬م‬ ‫إﺳﻼم ﺧﺎن‬ ‫‪٣‬‬

‫=‪٢٨،٣٢‬‬ ‫‪١٠٧٣‬ﻫـ‪١٦٦٣/‬م‪١٠٧٥-‬ﻫـ‪١٦٦٦/‬م‬ ‫ﺳﯾف ﺧﺎن‬ ‫‪٤‬‬

‫‪٣٦،٤٥‬‬ ‫‪١٠٧٦‬ﻫـ‪١٦٦٧/‬م‪١٠٧٨-‬ﻫـ‪١٦٦٩/‬م‬ ‫ﻣﺑﺎرز ﺧﺎن‬ ‫‪٥‬‬

‫=‪٥١،٦٠،‬‬ ‫‪١٠٧٩‬ﻫـ‪١٦٧٠/‬م‪١٠٨٠-‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‬ ‫ﺳﯾف ﺧﺎن‬ ‫‪٦‬‬

‫=‪٦٧،٨٦،‬‬ ‫‪١٠٨١‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‪١٠٨٥-‬ﻫـ‪١٦٧٥/‬م‬ ‫اﻓﺗﻘﺎر ﺧﺎن‬ ‫‪٧‬‬

‫=‪٩١،٩٦،‬‬ ‫‪١٠٨٦‬ﻫـ‪١٦٧٦/‬م‪١٠٨٧-‬ﻫـ‪١٦٧٧/‬م‬ ‫ﻗوام اﻟدﯾن ﺧﺎن‬ ‫‪٨‬‬

‫=‪١٥١ ،١٠٠،‬‬ ‫‪١٠٨٨‬ﻫـ‪١٦٧٨/‬م‪١٠٩٥-‬ﻫـ‪١٦٨٥/‬م‬ ‫إﺑراﻫﯾم ﺧﺎن‬ ‫‪٩‬‬

‫=‪١٦١،١٨٩،‬‬ ‫‪١٠٩٦‬ﻫـ‪١٦٨٦/‬م‪١٠٩٩-‬ﻫـ‪١٦٨٩/‬م‬ ‫ﺣﻔﯾظ اﷲ ﺧﺎن‬ ‫‪١٠‬‬

‫=‪١٩٩،٢٠٥،‬‬ ‫‪١١٠٠‬ﻫـ‪١٦٩٠/‬م‪١١٠٢-‬ﻫـ‪١٦٩٢/‬م‬ ‫ﻣظﻔر ﺧﺎن‬ ‫‪١١‬‬

‫=‪٢٠٩،٢٣٢،‬‬ ‫‪١١٠٣‬ﻫـ‪١٦٩٣/‬م‪١١٠٧-‬ﻫـ‪١٦٩٧/‬م‬ ‫أﺑو ﻧﺻر ﺧﺎن‬ ‫‪١٢‬‬

‫=‪٢٦٢ ،٢٣٥،‬‬ ‫ﻓﺎﺿـــل ﺧـــﺎن ﺑرﻫـــﺎن ‪١١٠٨‬ﻫـ‪١٦٩٨/‬م‪١١١٢-‬ﻫـ‪١٦٧٠/‬م‬ ‫‪١٣‬‬


‫اﻟدﯾن‬
‫=‪٢٧٠،٢٩٣،‬‬ ‫‪١١١٣‬ﻫـ‪١٧٠٣/‬م‪١١١٦-‬ﻫـ‪١٧٠٦/‬م‬ ‫إﺑراﻫﯾم ﺧﺎن‬ ‫‪١٤‬‬

‫=‪٣٠٤،٣٠٨،‬‬ ‫‪١١١٧‬ﻫـ‪١٧٠٦/‬م‪١١١٨-‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‬ ‫ﻧوازش ﺧﺎن‬ ‫‪١٥‬‬

‫‪٨٣‬‬
‫وﻻﯾﺔ دﻟﻬﻲ ) اﻛﺑرآﺑﺎد ‪-:(Akbarabad‬‬

‫وﻫـ ـ ــﻲ اﻟوﻻﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗﻘـ ـ ــﻊ ﻓﯾﻬـ ـ ــﺎ ﻋﺎﺻـ ـ ــﻣﺔ اﻟدوﻟـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻣدﯾﻧـ ـ ــﺔ دﻟﻬـ ـ ــﻲ‪ ،‬وﻗـ ـ ــد‬
‫ﺣظﯾـ ــت ﻫـ ــذﻩ اﻟوﻻﯾـ ــﺔ ﺑرﻋﺎﯾـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول واﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن اﻟـ ــذﯾن ﺳـ ــﺑﻘوﻫم ﻓـ ــﻲ ﺣﻛـ ــم اﻟﻬﻧـ ــد‪،‬‬
‫وﺗﻘ ـ ــﻊ ﻓ ـ ــﻲ ﺳ ـ ــﻬول اﻟﻛﻧـ ـ ــﺞ اﻟﺷﻬ ـ ـ ــﯾرة‪ ،‬وﻣ ـ ــن اﻟﺟﻧ ـ ــوب وﻻﯾ ـ ــﺔ اﺟﻣﯾ ـ ــر‪ ،‬وﻣ ـ ــن اﻟﺷـ ـ ـﻣﺎل‬
‫ﻣرﺗﻔﻌ ـ ــﺎت ﺟﺑ ـ ــﺎل ﻫﻣﺎﻻﯾ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺣﯾ ـ ــث ﯾﺑﻠ ـ ــﻎ ط ـ ــول اﻹﻗﻠ ـ ــﯾم ‪٢٧٤‬ﻛ ـ ــم وﻋرﺿ ـ ــﻪ‪٢٢٥‬ك م‪،‬‬
‫وﯾﺣﺗـ ــوي ﻋﻠـ ــﻰ ﺛﻣﺎﻧﯾـ ــﺔ دﺳـ ــﺎﻛر و ‪ ٢٨٥‬ﻗرﯾـ ــﺔ‪ ،‬وﻗـ ــد ﺑﻠﻐـ ــت اﻟﻌواﺋ ـ ــد ﻋﺎﻟﺳـ ــﻧوﯾﺔ ﺣ ـ ـواﻟﻲ‬
‫‪ ١٦٩،٣٩٨‬وﯾﺣ ـ ـــدﻫﺎ ﻣـ ـ ــن اﻟﺷ ـ ـ ــرق وﻻﯾـ ـ ــﺔ اﷲ آﺑـ ـ ــﺎد‪ ،‬وﻣـ ـ ــن اﻟﻐـ ـ ــرب وﻻﯾـ ـ ــﺔ ﻻﻫ ـ ـ ــور‪،‬‬
‫‪ ١ ،١٦٨ ،٣٩٨ ،٢٦٩‬داﻣ ـ ــﺎً )‪ ،(٨٥‬اﻫ ـ ــم اﻟﻣ ـ ــدن‪ ،‬دﻟﻬ ـ ــﻲ‪ ،‬ﺑ ـ ــداﯾون‪ ،‬ﺷ ـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن ﻧ ـ ــور‪،‬‬
‫راﻣﯾور‪ ،‬ﺳرﻫﻧد‪ ،‬ﻫﺎﻧﺳﻲ‪ ،‬ﺳﺎﻣﺎن‪ ،‬ﯾﺎﻧﺟﺎﯾﺎت‪ ،‬ﺳوﻫﻧﺎ‪ ،‬ﺗﻬﺎﻧﺳوار‪.‬‬

‫اﻟﻣﺻدر‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟواﻟ ــﻲ‬

‫=‪١٢-٤،‬‬ ‫‪١٠٦٨‬ﻫـ‪١٦٥٨/‬م‬ ‫ﺳﯾﺎدت ﺧﺎن‬ ‫‪١‬‬

‫=‪١٧-١٣،‬‬ ‫‪١٠٦٩‬ﻫـ‪١٦٥٩/‬م‬ ‫داﻧﺷﻣﻧد ﺧﺎن‬ ‫‪٢‬‬

‫=‪٢٧-٢٥،‬‬ ‫‪١٠٧٢‬ﻫـ‪١٦٦٣/‬‬ ‫ﻫودار ﺧﺎن‬ ‫‪٣‬‬

‫=‪٢٨،٣١،‬‬ ‫‪١٠٧٣‬ﻫـ‪١٦٦٤/‬م‪١٠٧٤-‬ﻫـ‪١٦٦٥/‬م‬ ‫ﺻﺎﻓﻲ ﺧﺎن‬ ‫‪٤‬‬

‫=‪٦٦-٣٢،٦٠،‬‬ ‫‪١٠٧٥‬ﻫـ‪١٦٦٦/‬م‪١٠٨٠-‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‬ ‫داﻧﺷﻣﻧد ﺧﺎن‬ ‫‪٥‬‬

‫=‪٦٧،٧٦،‬‬ ‫‪١٠٨١‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‪١٠٨٣-‬ﻫـ‪١٦٧٣/‬م‬ ‫ﻧﺎﻣدار ﺧﺎن‬ ‫‪٦‬‬

‫=‪٨١،١٠٠،‬‬ ‫‪١٠٨٤‬ﻫـ‪١٦٧٤/‬م‪١٠٨٨-‬ﻫـ‪١٦٩٨/‬م‬ ‫ﺻﺎﻓﻲ ﺧﺎن‬ ‫‪٧‬‬

‫=‪١٢١،٢٣٢،‬‬ ‫‪١٠٩١‬ﻫـ‪١٦٨١/‬م‪١١٠٧-‬ﻫـ‪١٦٩٧/‬م‬ ‫ﻋﺎﻗل ﺧﺎن‬ ‫‪٨‬‬

‫‪٨٤‬‬
‫=‪٢٣٥،٣٠٨،‬‬ ‫‪١١٠٨‬ﻫـ‪١٦٩٨/‬م‪١١١٨-‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‬ ‫ﻣﺣﻣد ﯾﺎر ﺧﺎن‬ ‫‪٩‬‬

‫وﻻﯾﺔ اﻟﻛﺟرات)‪-:(Gujarat‬‬

‫ﯾﺣــدﻫﺎ ﻣــن اﻟﻐــرب ﺑﺣــر اﻟﻌــرب واﻟﺳــﻧد‪ ،‬وﻣــن اﻟﺷــﻣﺎل اﻟﺳــﻧد وﻣــن اﻟﺷــرق ﻣــﺎﻟوا وﻣــن‬
‫اﻟﺟﻧوب ﺑﺣر اﻟﻌرب‪ ،‬وﯾﺑﻠﻎ طـول اﻹﻗﻠـﯾم ‪٤٨٥‬ﻛـم وﻋرﺿـﻪ ‪٤٣٥‬ﻛـم‪ ،‬وﯾﺣﺗـوي ﻋﻠـﻰ ‪٩‬‬
‫دﺳ ــﺎﻛر‪ ،‬و‪١٨٨‬ﻗرﯾ ــﺔ و‪ ١٣‬ﻣﯾﻧ ــﺎء ﺑﺣ ــري‪ ،‬اﻣ ــﺎ اﻫ ــم ﻣ ــدﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻧﯾﺎﯾ ــﻪ‪ ،‬ﺳ ــورات‪ ،‬راﻧ ــدار‪،‬‬
‫ﻧﺎوﺳﺎري)‪ ،(Navsari‬ﺑروﺗش)‪ ،(Broach‬ﺳوﻣﻧﺎت)‪ ،(somnatw‬ﺑﺎرودا‪ ،‬اﺣﻣد آﺑﺎد‪،‬‬
‫ﻣﺣﻣود آﺑﺎد‪ ،‬ﻧﻬر واﻟﻪ‪ ،‬وﺑﻠﻐت ﻋواﺋد اﻻﻗﻠﯾم ﺣواﻟﻲ‪ ٧٩،٥٨٣ ،‬ﻣﻠﯾـون دام)‪،(٨٦‬وﺗﻌﺎﻗـب‬
‫ادارﺗﻬﺎ اﯾﺎم اوراﻧﺟزﯾـب ﺗﺳﻌﺔ وﻻة‪.‬‬

‫اﻟﻣﺻدر‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟواﻟ ــﻲ‬

‫=‪٤،١٢،‬‬ ‫‪١٠٦٨‬ﻫـ‪١٦٥٨/‬م‬ ‫ﺷﺎﻫﻧواز ﺧﺎن‬ ‫‪١‬‬

‫=‪١٣،٢١،‬‬ ‫‪١٠٦٩‬ﻫـ‪١٦٥٩/‬م‪١٠٧١-‬ﻫـ‪١٦٦٢/‬م‬ ‫ﺟﺎﺳوﻧت ﺳﻧك‬ ‫‪٢‬‬

‫=‪٣٦ ،٢٥،‬‬ ‫‪١٠٧٢‬ﻫـ‪١٦٦٣/‬م‪١٠٧٦-‬ﻫـ‪١٦٦٧/‬م‬ ‫ﻗطب اﻟدﯾن ﺧﺎن‬ ‫‪٣‬‬

‫=‪٤٠،٦٠،‬‬ ‫‪١٠٧٧‬ﻫـ‪١٦٦٨/‬م‪١٠٨٠-‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‬ ‫ﺑﻬﺎدر ﺧﺎن ﻛوﻛﺎ‬ ‫‪٤‬‬

‫=‪٦٧،٧١،‬‬ ‫‪١٠٨١‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‪١٠٨٢-‬ﻫـ‪١٦٧٢/‬م‬ ‫ﺟﺎﺳوﻧت ﺳﻧك‬ ‫‪٥‬‬

‫=‪٧٦،١٢١،‬‬ ‫‪١٠٨٣‬ﻫـ‪١٦٧٣/‬م‪١٠٩١-‬ﻫـ‪١٦٨١/‬م‬ ‫ﻣﺣﻣد أﻣﯾن ﺧﺎن‬ ‫‪٦‬‬

‫=‪١٣١،١٥١،‬‬ ‫‪١٠٩٢‬ﻫـ‪١٦٨٢/‬م‪١٠٩٥-‬ﻫـ‪١٦٨٥/‬م‬ ‫ﻣﺧﺗﺎر ﺧﺎن‬ ‫‪٧‬‬

‫‪٨٥‬‬
‫=‪١٦١،٢٦٢،‬‬ ‫‪١٠٩٦‬ﻫـ‪١٦٨٦/‬م‪١١١٢-‬ﻫـ‪١٧٠٢/‬م‬ ‫ﺷﺟﺎﻋت ﺧﺎن‬ ‫‪٨‬‬

‫=‪٢٧٠،٢٩٣،‬‬ ‫‪١١١٣‬ﻫـ‪١٧٠٣/‬م‪١١١٦-‬ﻫـ‪١٧٠٦/‬م‬ ‫اﻻﻣﯾر ﻣﺣﻣد أﻋظم‬ ‫‪٩‬‬

‫=‪٣٠٤،٣٠٨ ،‬‬ ‫‪١١١٧‬ﻫـ‪١٧٠٦/‬م‪١١١٨-‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‬ ‫اﺑراﻫﯾم ﺧﺎن‬ ‫‪١٠‬‬

‫وﻻﯾﺔ اﻟﻣﻠﺗﺎن)‪-:(Multn‬‬

‫ﯾﺣــدﻫﺎ ﻣــن اﻟﺟﻧ ــوب اﻟﺳــﻧد‪ ،‬وﻣــن اﻟﺷ ــﻣﺎل اﻓﻐﺎﻧﺳــﺗﺎن‪ ،‬وﻣــن اﻟﺷ ــرق ﺑﻠوﺟﺳــﺗﺎن‪ ،‬وﻣ ــن‬
‫اﻟﻐرب اﻟﺑﻧﺟﺎب‪ ،‬وﯾﺣﺗوي اﻻﻗﻠﯾم ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ دﺳـﺎﻛر‪ ،‬و‪ ٩٨‬ﻗرﯾـﺔ وﻣﺣـﻼً‪ ،‬اﻣـﺎ اﻫـم ﻣـدن‬
‫ﻫ ــذﻩ اﻟوﻻﯾـ ــﺔ‪ ،‬اﻟﻣﻠﺗــﺎن‪ ،‬اوﺗﺷ ــﻪ)‪ (Uch‬ﺗﺎﻟﻣﺑ ــﺎ)‪ ،(Talimiba‬ﺑﻬﺎﻛــﺎر‪ ،‬ﺳ ــﻛّر‪ ،‬ﺑﻬ ــﺎوﻟﯾور‪،‬‬
‫ﺳــﯾوي‪ ،‬ﺷــﯾﻛرﺑور‪ ،‬آﻟــور دورﺑــﯾﻼ‪ ،‬ﻋﺑــد اﻟﺣــﻲ‪ ،‬ص‪ ٦٥-٦٤‬وﻗــد ﻟﻐــت اﻟﻌواﺋــد اﻟﺳــﻧوﯾﺔ‬
‫ﻟﻬ ــذا اﻻﻗﻠ ــﯾم ﺣـ ـواﻟﻲ ‪٢٤٥ ،٣١٨ ،٥٧٥‬داﻣ ــﺎ)‪ ،(٨٧‬و ﺗﻌﺎﻗ ــب ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ اﺛﻧ ــﻰ ﻋﺷـ ـرة واﻟﯾ ــﺎً‬
‫)ﺳﺑﺎﻫداراً (‪.‬‬

‫اﻟﻣﺻدر‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟواﻟ ـ ــﻲ‬

‫=‪٤،١٣،١٤ ،‬‬ ‫‪١٠٦٨‬ﻫـ‪١٦٥٨/‬م‪١٠٦٩-‬ﻫـ‪١٦٥٩/‬م‬ ‫ﻻﺷﻛﺎر ﺧﺎن‬ ‫‪١‬‬

‫=‪٣٥-١٨،٣٢،‬‬ ‫‪١٠٧٠‬ﻫـ‪١٦٦٠/‬م‪١٠٧٥-‬ﻫـ‪١٦٦٦/‬م‬ ‫ﺗرﺑﯾت ﺧﺎن‬ ‫‪٢‬‬

‫=‪٣٦،٤٠،‬‬ ‫‪١٠٧٦‬ﻫـ‪١٦٦٧/‬م‪١٠٧٧-‬ﻫـ‪١٦٦٨/‬م‬ ‫ﺳﯾف ﺧﺎن‬ ‫‪٣‬‬

‫=‪٦٦-٤٥،٦٠،‬‬ ‫‪١٠٧٨‬ﻫـ‪١٦٦٩/‬م‪١٠٨٠-‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‬ ‫ﻻﺳﻛﺎر ﺧﺎن‬ ‫‪٤‬‬

‫=‪٦٧،٨١،‬‬ ‫‪١٠٨١‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‪١٠٨٤-‬ﻫـ‪١٦٧٤/‬م‬ ‫ﻋﺑد ﺧﺎن‬ ‫‪٥‬‬

‫=‪٩٠-٨٦،‬‬ ‫‪١٠٨٥‬ﻫـ‪١٦٧٥/‬م‬ ‫دﯾﻠﯾر ﺧﺎن‬ ‫‪٦‬‬

‫‪٨٦‬‬
‫=‪٩١،٩٦،‬‬ ‫‪١٠٨٦‬ﻫـ‪١٦٧٦/‬م‪١٠٨٧-‬ﻫـ‪١٦٧٧/‬م‬ ‫اﻷﻣﯾر ﻣﺣﻣد اﻋظم‬ ‫‪٧‬‬

‫=‪١٠٠،١٠٦،‬‬ ‫‪١٠٨٨‬ﻫـ‪١٦٧٨/‬م‪١٠٨٩-‬ﻫـ‪١٦٧٩/‬م‬ ‫اﻷﻣﯾر ﻣﺣﻣد اﻛﺑر‬ ‫‪٨‬‬

‫=‪١٨٢،١٩٩،‬‬ ‫‪١٠٩٨‬ﻫـ‪١٦٨٨/‬م‪١١٠٠-‬ﻫـ‪١٦٩٠/‬م‬ ‫ﻣﻛرﻣت ﺧﺎن‬ ‫‪٩‬‬

‫=‪١٢٢-٢١٤،‬‬ ‫‪١١٠٤‬ﻫـ‪١٦٩٤/‬م‬ ‫اﷲ ﯾﺎرﺧﺎن‬ ‫‪١٠‬‬

‫=‪٢٢٣،٢٢٥ ،‬‬ ‫‪١١٠٥‬ﻫـ‪١٦٩٥/‬م‪١١٠٦-‬ﻫـ‪١٦٩٦‬م‬ ‫ﻣﻛرم ﺧﺎن‬ ‫‪١١‬‬

‫=‪٢٣٥،٢٤٥،‬‬ ‫‪١١٠٨‬ﻫـ‪١٦٩٨/‬م‪١١١٠-‬ﻫـ‪١٧٠٠/‬م‬ ‫اﻷﻣﯾر ﻣﻌز اﻟدﯾن‬ ‫‪١٢‬‬

‫=‪٣٢٣-٢٥٦،٣٠٨،‬‬ ‫‪١١١١‬ﻫـ‪١٧٠١/‬م‪١١١٨-‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‬ ‫ﻣﺣﻣد رﻓﯾﻊ‬ ‫‪١٣‬‬

‫وﻻﯾﺔ اورﯾﺳﺎ )‪-:(Orissa‬‬

‫ﯾﺣدﻫﺎ ﻣن اﻟﺷﻣﺎل ﺑﯾرار وﻛوﻧدوان‪ ،‬وﻣن اﻟﺟﻧـوب واﻟﺷـرق ﺧﻠـﯾﺞ اﻟﺑﻧﻐـﺎل‪ ،‬وﻣـن اﻟﻐــرب‬
‫وﻻﯾﺔ ﺣﯾدر آﺑﺎد‪ ،‬وﯾﺑﻠﻎ طوﻟﻬﺎ ‪١٩٣‬ﻛم وﻋرﺿـﻬﺎ ‪١٦١‬ﻛـم‪ ،‬وﺗﺣﺗـوي ﻋﻠـﻰ إﺣـدى ﻋﺷـر‬
‫دﺳ ــﻛراًو ‪ ٢٤٤‬ﻗرﯾ ــﺔ وﻣﺣﻼً‪،‬اﻣ ــﺎ اﻫ ــم ﻣ ــدﻧﻬﺎ‪،‬ﻛﺗﺎك)‪ ،(Cuttsck‬ﯾ ــوري)‪ ،(٨٨)(Puri‬أﻣـ ــﺎ‬
‫اﻟﻌواﺋد اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻟﻠوﻻﯾﺔ‪ ١٩٧ ،‬ﻣﻠﯾون دام)‪،(٩٨‬وﺗﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ ادارﺗﻬﺎ اﯾﺎم اوراﻧﺟزﯾـب اﺛﻧـﻰ‬
‫ﻋﺷرة واﻟﯾﺎً )ﺳﺑﺎﻫدار(‪.‬‬

‫اﻟﻣﺻدر‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟواﻟـ ــﻲ‬

‫=‪١٣،٤٠ ،‬‬ ‫‪١٠٦٩‬ﻫـ‪١٦٥٩/‬م‪١٠٧٧-‬ﻫـ‪١٦٦٧/‬م‬ ‫ﺧﺎن دوراﻧﻲ‬ ‫‪1‬‬

‫=‪٥٠-٤٥،‬‬ ‫‪١٠٧٨‬ﻫـ‪١٦٦٨/‬م‬ ‫ﺗرﺑﯾت ﺧﺎن‬ ‫‪٢‬‬

‫=‪٩٥-٥١،‬‬ ‫‪١٠٧٩‬ﻫـ‪١٦٦٩/‬م‬ ‫ﺻﺎﻓﻲ ﺧﺎن‬ ‫‪٣‬‬

‫=‪٦٠،٦٧،‬‬ ‫‪١٠٨٠‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‪١٠٨١-‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‬ ‫ﺳﯾف ﺷﯾﻛﺎن ﺧﺎن‬ ‫‪٤‬‬

‫‪٨٧‬‬
‫=‪٨٦،٩١،‬‬ ‫‪١٠٨٥‬ﻫـ‪١٦٧٥/‬م‪١٠٨٦-‬ﻫـ‪١٦٧٦/‬م‬ ‫رﺷﯾد ﺧﺎن‬ ‫‪٥‬‬

‫=‪١٠٥-١٠٠،‬‬ ‫‪١٠٨٨‬ﻫـ‪١٦٧٨/‬م‬ ‫اﻻﻣﯾر ﻣﺣﻣد اﻋظم‬ ‫‪٦‬‬

‫=‪١٠٦،١٧٠،‬‬ ‫‪١٠٨٩‬ﻫـ‪١٦٧٩/‬م‪١٠٩٧-‬ﻫـ‪١٦٨٧/‬م‬ ‫ﺷﺎﯾﺳﺗﺎن ﺧﺎن‬ ‫‪٧‬‬

‫=‪١٨٢،٢٠٩،‬‬ ‫‪١٠٩٨‬ﻫـ‪١٦٨٨/‬م‪١١٠٣-‬ﻫـ‪١٦٩٣/‬م‬ ‫اﺑو ﻧﺻر ﺧﺎن‬ ‫‪٨‬‬

‫=‪٢٢٣ ،٢١٤،‬‬ ‫‪١١٠٤‬ﻫـ‪١٦٩٤/‬م‪١١٠٥-‬ﻫـ‪١٦٩٥/‬م‬ ‫ﻛﺎﻣﻛﺎر ﺧﺎن‬ ‫‪٩‬‬

‫=‪٢٢٥،٢٣٩،‬‬ ‫‪١١٠٦‬ﻫـ‪١٦٩٦/‬م‪١١٠٩-‬ﻫـ‪١٦٩٩/‬م‬ ‫اﻛرام ﺧﺎن‬ ‫‪١٠‬‬

‫=‪٢٥٥-٢٤٥،‬‬ ‫‪١١١٠‬ﻫـ‪١٧٠٠/‬م‬ ‫زﺑردﺳت ﺧﺎن‬ ‫‪١١‬‬

‫=‪٢٥٦،٢٧٠،‬‬ ‫‪١١١١‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‪١١١٣-‬ﻫـ‪١٧٠٣/‬م‬ ‫ﻏﺿﻧﻔر ﺧﺎن‬ ‫‪١٢‬‬

‫=‪٢٧٩،٣٠٨،‬‬ ‫‪١١١٤‬ﻫـ‪١٧٠٤/‬م‪١١١٨-‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‬ ‫ﻛﺎﻣﻛﺎر ﺧﺎن‬ ‫‪١٣‬‬

‫وﻻﯾﺔ ﺑﯾدار )ظﻔرآﺑﺎد()‪: (Bedar‬‬

‫ﯾﺣد ﻫذﻩ اﻟوﻻﯾﺔ ﻣن اﻟﺷﻣﺎل وﻻﯾﺔ ﺧﺎﻧدﯾش‪ ،‬وﻣـن اﻟﺷـرق ﺗﯾﻼﻧﻛﺎﻧـﺎ)‪ (Tilangana‬وﻣـن‬
‫اﻟﻐــرب اوراﻧــﺞ آﺑــﺎد وﻣــن اﻟﺟﻧــوب ﻗــل ﺑــرق‪ ،‬وﯾﺑﻠــﻎ طوﻟﻬــﺎ ‪٣١٤‬ﻛــم وﻋرﺿــﻬﺎ ‪١٨٥‬ﻛــم‪،‬‬
‫وﺗﺣﺗــوي ﻋﻠــﻰ ﺳــﺗﺔ دﺳــﺎﻛر وﻣﺎﺋـ ــﺔ وﺳــﺑﻌون ﻗرﯾــﺔ‪ ،‬واﻫــم ﻣــدﻧﻬﺎ‪ -:‬ﺑﯾــدار‪ ،‬ﻧــﺎدر)‪،(٩٠‬‬
‫وﺑﻠﻐـت اﻟﻌواﺋـد اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟوﻻﯾـﺔ ﺣـواﻟﻲ ‪٢٥٠‬ﻣﻠﯾـون دام)‪ ،(٩١‬وﺗﻌﺎﻗـب ﻋﻠـﻰ ﺣﻛﻣﻬـﺎ‬
‫ﺗﺳﻌﺔ وﻻة )ﺳﺑﺎﻫدار(‪.‬‬

‫اﻟﻣﺻدر‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟواﻟـ ــﻲ‬

‫=‪٢١،٣٦ ،‬‬ ‫ﺧ ـ ـ ــﺎن زﻣ ـ ـ ــﺎن ﻣﯾــ ـ ــر ‪١٠٧١‬ﻫـ‪١٦٦٢/‬م‪١٠٧٦-‬ﻫـ‪١٦٦٧/‬م‬ ‫‪١‬‬


‫ﺧﻠﯾ ـ ــل ﻣﯾ ـ ــر ﺷﻣـ ـ ــس‬
‫اﻟـدﯾن‬
‫=‪٧٠-٦٧،‬‬ ‫‪١٠٨١‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‬ ‫ﻣﺧﺗﺎر ﺧﺎن‬ ‫‪٢‬‬

‫=‪٧٥-٧١،‬‬ ‫‪١٠٨٢‬ﻫـ‪١٦٧٢/‬م‬ ‫ﻣﺧﺗﺎر ﺧﺎن‬ ‫‪٣‬‬

‫‪٨٨‬‬
‫=‪٩٩-٩٦،‬‬ ‫‪١٠٨٧‬ﻫـ‪١٦٧٧/‬م‬ ‫ﺧﺎن زﻣﺎن ﻣﯾرﺧﻠﯾل‬ ‫‪٤‬‬

‫=‪١٦٩-١٦١،‬‬ ‫‪١٠٩٦‬ﻫـ‪١٦٨٦/‬م‬ ‫ﻗوﻟﺗش ﺧﺎن‬ ‫‪٥‬‬

‫=‪٢١٣-٢٠٩،‬‬ ‫‪١١٠٣‬ﻫـ‪١٦٩٣/‬م‬ ‫ﻋﺑد اﷲ ﺧﺎن‬ ‫‪٦‬‬

‫‪٢٢٢-٢١٤‬‬ ‫‪١١٠٤‬ﻫـ‪١٦٩٤/‬م‬ ‫ﻻﺷﻛﺎر ﺧﺎن‬ ‫‪٧‬‬

‫=‪٢٢٤-٢٢٣ ،‬‬ ‫‪١١٠٥‬ﻫـ‪١٦٩٥/‬م‬ ‫ﻋﺑداﷲ ﺧﺎن‬ ‫‪٨‬‬

‫=‪٢٢٥،٢٣٢،‬‬ ‫‪١١٠٦‬ﻫـ‪١٦٩٦/‬م‪١١٠٧-‬ﻫـ‪١٦٩٧/‬م‬ ‫ﺧﺎﻧزاد ﺧﺎن‬ ‫‪٩‬‬

‫=‪٢٤٥ ،٢٣٩،‬‬ ‫‪١١٠٩‬ﻫـ‪١٦٩٩/‬م‪١١١٠-‬ﻫـ‪١٧٠٠/‬م‬ ‫ﻋﻠﻲ ﻣردان ﺧﺎن‬ ‫‪١٠‬‬

‫=‪٢٦١-٢٥٦،‬‬ ‫‪١١١١‬ﻫـ‪١٧٠١/‬م‪١١١٤-‬ﻫـ‪١٧٠٤/‬م‬ ‫ﺧداﺑﻧدﻩ ﺧﺎن‬ ‫‪١١‬‬

‫‪٢٨٥-٢٧٩‬‬

‫وﻻﯾﺔ أودﻩ )‪:(Oudh‬‬

‫ﯾﺣدّﻫﺎ ﻣن اﻟﺷرق ﺑﯾﻬﺎر‪ ،‬وﻣـن اﻟﻐـرب اﻛﺑـر آﺑـﺎد وﻣـن اﻟﺟﻧـوب اﷲ آﺑـﺎد‪ ،‬وﻣـن اﻟﺷـﻣﺎل‬
‫ﻣرﺗﻔﻌﺎت ﻫﻣﺎﻻﯾﺎ‪ ،‬ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺧﻣﺳﺔ دﺳﺎﻛر وﻣﺎﺋﺔ وﺗﺳﻊ وارﺑﻌون ﻗرﯾـﺔ‪ ،‬واﻫـم ﻣـدﻧﻬﺎ‪،‬‬
‫ﻓﯾض آﺑﺎد‪ ،‬ﻟﻛﻧﻬو‪ ،‬ﺑﻬراﯾش‪ ،‬ﺑﯾﻠﻛرام‪ ،‬ﻫﺎرودي‪ ،‬ﻓﺎﺗﺣﺑور‪ ،‬ﺧﯾـر آﺑـﺎد‪ ،‬ﻫـﺎرﻛون‪ ،‬ﻣوﻫـﺎن‪،‬‬
‫ﺳــﺎﻧدﯾﻼ)‪ ،(٩٢‬اﻣــﺎ اﻟﻌواﺋــد اﻟﺳــﻧوﯾﺔ ﻟﻬــذﻩ اﻟوﻻﯾــﺔ ﻓﯾﺑﻠــﻎ ﺣ ـواﻟﻲ‪ ١٩٣،٠٧٢،٣٢٠‬دام)‪،(٩٣‬‬
‫وﺗﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ ادارﺗﻬﺎ اﯾﺎم اوراﻧﺟزﯾت ﺳﺑﻌﺔ ﻋﺷر واﻟﯾﺎً ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺻدر‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟواﻟ ـ ــﻲ‬

‫=‪١٢-٤،‬‬ ‫‪١٠٦٨‬ﻫـ‪١٦٥٨/‬م‬ ‫ارادة ﺧﺎن‬ ‫‪١‬‬

‫‪٨٩‬‬
‫=‪١٧-١٣،‬‬ ‫‪١٠٦٩‬ﻫـ‪١٦٥٩/‬م‬ ‫ﻓداﺋﻲ ﺧﺎن ﻛوﻛﺎ‬ ‫‪٢‬‬

‫=‪١٨،٣٢،‬‬ ‫‪١٠٧٠‬ﻫـ‪١٦٦٠/‬م‪١٠٧٥-‬ﻫـ‪١٦٦٦/‬م‬ ‫ﻣراد ﺧﺎن‬ ‫‪٣‬‬

‫=‪٣٦،٤٠،‬‬ ‫‪١٠٧٦‬ﻫـ‪١٦٦٧/‬م‪١٠٧٧-‬ﻫـ‪١٦٦٨/‬م‬ ‫ﺻﺎﻓﺷﯾﻛﺎن ﺧﺎن‬ ‫‪٤‬‬

‫=‪٤٥،٦٧،‬‬ ‫‪١٠٧٨‬ﻫـ‪١٦٦٩/‬م‪١٠٨١-‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‬ ‫ﻓداﺋﻲ ﺧﺎن ﻛوﻛﺎ‬ ‫‪٥‬‬

‫=‪٨١،٨٥،‬‬ ‫ﻣﯾراﺣﻣـ ـ ـ ــد ﺳـ ـ ـ ــﻌﺎدت ‪١٠٨٤‬ﻫـ‪١٦٧٤/‬م‬ ‫‪٦‬‬


‫ﺧﺎن‬
‫=‪٨٦،٩٦،‬‬ ‫‪١٠٨٥‬ﻫـ‪١٦٧٥/‬م‪١٠٨٧-‬ﻫـ‪١٦٧٧/‬م‬ ‫ﻧﺎﻣدار ﺧﺎن‬ ‫‪٧‬‬

‫=‪١٠٥-١٠٠،‬‬ ‫‪١٠٨٨‬ﻫـ‪١٦٧٨/‬م‬ ‫ﺗﺣو ّ ر ﺧﺎن‬ ‫‪٨‬‬

‫=‪١١١-١٠٦،‬‬ ‫‪١٠٨٩‬ﻫـ‪١٦٧٩/‬م‬ ‫أﺑو ﻣﺣﻣد ﺧﺎن‬ ‫‪٩‬‬

‫=‪١٩٨-١٨٩،‬‬ ‫‪١٠٩٩‬ﻫـ‪١٦٨٩/‬م‬ ‫ﻛﺎﻣﻛﺎر ﺧﺎن‬ ‫‪١٠‬‬

‫=‪٢٠٢-١٩٩،‬‬ ‫‪١١٠٠‬ﻫـ‪١٦٩٠/‬م‬ ‫ﻣﺣﻣد ﺣﺳن‬ ‫‪١١‬‬

‫=‪٢٢٢-٢١٤،‬‬ ‫‪١١٠٤‬ﻫـ‪١٦٩٤/‬م‬ ‫ﺧداﺑﻧدﻩ ﺧﺎن‬ ‫‪١٢‬‬

‫=‪٢٢٣،٢٣٢،‬‬ ‫أﺻـ ـ ـ ــﻐرﺧﺎن ﺣﯾـ ـ ـ ــدر ‪١١٠٥‬ﻫـ‪١٦٩٥/‬م‪١١٠٧-‬ﻫـ‪١٦٩٧/‬م‬ ‫‪١٣‬‬


‫آﺑﺎدي‬
‫=‪٢٣٥،٢٣٩،‬‬ ‫‪١١٠٨‬ﻫـ‪١٦٩٨/‬م‪١١٠٩-‬ﻫـ‪١٦٩٩/‬م‬ ‫أﺳد اﷲ اﻛرام ﺧﺎن‬ ‫‪١٤‬‬

‫=‪٢٤٥،٢٨٦،‬‬ ‫‪١١١٠‬ﻫـ‪١٧٠٠/‬م‪١١١٥-‬ﻫـ‪١٧٠٥/‬م‬ ‫ﺷﻣﺷﯾر ﺧﺎن‬ ‫‪١٥‬‬

‫=‪٣٠٣-٢٩٣،‬‬ ‫‪١١١٦‬ﻫـ‪١٧٠٦/‬م‬ ‫ﻣﯾرزا ﺣﺎن ﻋﺎﻟم‬ ‫‪١٦‬‬

‫=‪٣٠٤،٣٠٨،‬‬ ‫‪١١١٧‬ﻫـ‪١٧٠٦/‬م‪١١١٨-‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‬ ‫اﺑو ﻧﺻر ﺧﺎن‬ ‫‪١٧‬‬

‫‪٩٠‬‬
‫وﻻﯾﺔ ﻣﺎﻟوا)‪-:(Malwa‬‬

‫ﯾﺣـ ّـد ﻫــذﻩ اﻟوﻻﯾــﺔ ﻣــن اﻟﻐــرب اﻟﻛﺟـ ـرات وأﺟﻣﯾــر‪ ،‬وﻣــن اﻟﺷــرق ﺑﺎﻧــدﻫو‪ ،‬وﻣــن اﻟﺷ ــﻣﺎل‬
‫ﻧــﺎروار وﻣــن اﻟﺟﻧــوب ﺑﺎﻛﻼﻧــﺎ)‪ ،(Baklana‬وﯾﺑﻠــﻎ طوﻟﻬــﺎ ‪٣٩٤‬ﻛــم وﻋرﺿــﻬﺎ‪٣٧٠‬ﻛــم‪،‬‬
‫وﺗﺣﺗــوي ﻋﻠــﻰ اﺛﻧﺗــﻲ ﻋﺷ ـرة دﺳــﻛراً وﺛﻼﺛﻣﺎﺋــﺔ وﺳــﺗون ﻗرﯾــﺔ أﻫــم ﻣــدن اﻟوﻻﯾــﺔ‪ ،‬أوﺟــﺎن‪،‬‬
‫)‪ ،(Ujjain‬ﺗﺷ ــﺎﻧدﯾري‪ ،‬ﻣﺎﻧ ــدو‪ ،‬ﺳ ــﺎروﻧﺞ‪ ،‬ﺑﻬوﺑ ـ ــﺎل)‪ ،(٩٤)(Bhopal‬أﻣ ــﺎ ﻋواﺋ ــد اﻹﻗﻠﯾ ـ ــم‬
‫ﻓﺑﻠﻐـ ـ ــت ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺳﻧ ـ ـ ــﺔ‪٤٢٥،٥ ،‬ﻣﻠﯾـ ــون دام‪(٩٥) ،‬وﺗﻌﺎﻗـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ ادارﺗﻬـ ــﺎ ﺧﻣﺳـ ــﺔ ﻋﺷـ ــر‬
‫واﻟﯾﺎً ‪).‬ﺳﺑﺎﻫدار(‪.‬‬

‫اﻟﻣﺻدر‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟواﻟ ـ ـ ــﻲ‬

‫=‪٤،٢٨،‬‬ ‫‪١٠٦٨‬ﻫـ‪١٦٥٨/‬م‪١٠٧٢-‬ﻫـ‪١٦٦٣/‬م‬ ‫ﺟﻌﻔر ﺧﺎن‬ ‫‪١‬‬

‫=‪٣١،٦٧،‬‬ ‫‪١٠٧٤‬ﻫـ‪١٦٦٥/‬م‪١٠٨١-‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‬ ‫ﻧﺟﺎﺑت ﺧﺎن ووزﯾرﺧﺎن ﻣﺣﻣد طﺎﻫـر‬ ‫‪٢‬‬

‫=‪٧١،٩١،‬‬ ‫‪١٠٨٢‬ﻫـ‪١٦٧٢/‬م‪١٠٨٦-‬ﻫـ‪١٦٧٦/‬م‬ ‫اﺳﻼم ﺧﺎن روﻣﻲ‬ ‫‪٣‬‬

‫=‪٩٦،١٠٠،‬‬ ‫‪١٠٨٧‬ﻫـ‪١٦٧٧/‬م‪١٠٨٨-‬ﻫـ‪١٦٧٨/‬م‬ ‫اﻻﻣﯾر ﻣﺣﻣد اﻛﺑر‬ ‫‪٤‬‬

‫=‪١٢١،١٠٦،‬‬ ‫‪١٠٨٩‬ﻫـ‪١٦٧٩/‬م‪١٠٩١-‬ﻫـ‪١٦٨١/‬م‬ ‫ﻣﺧﺗﺎرﺧﺎن ﻣﯾرﺷﻣس اﻟدﯾن‬ ‫‪٥‬‬

‫=‪١٣١،١٤٤،‬‬ ‫‪١٠٩٢‬ﻫـ‪١٦٨٢/‬م‪١٠٩٤-‬ﻫـ‪١٦٨٤/‬م‬ ‫ﻣﻔﺗﺧرﺧﺎن‪ ،‬ﺧﺎن زﻣﺎن‬ ‫‪٦‬‬

‫=‪١٦٠-١٥١،‬‬ ‫‪١٠٩٥‬ﻫـ‪١٦٨٥/‬م‬ ‫ﻣ ُ ﻐل ﺧﺎن‬ ‫‪٧‬‬

‫=‪١٦١،١٧٠،‬‬ ‫‪١٠٩٦‬ﻫـ‪١٦٨٦/‬م‪١٠٩٧-‬ﻫـ‪١٦٨٧/‬م‬ ‫اﻷﻣﯾر ﻣﺣﻣد أﻋظم‬ ‫‪٨‬‬

‫‪٩١‬‬
‫=‪١٨٨-١٨٢،‬‬ ‫‪١٠٩٨‬ﻫـ‪١٦٨٨/‬م‬ ‫ﻣﯾرﺧﺎن ﺑﯾﻬﻣﺎﻧﻲ‬ ‫‪٩‬‬

‫=‪٢١٤،٢٢٣،‬‬ ‫‪١١٠٤‬ﻫـ‪١٦٩٤/‬م‪١١٠٥-‬ﻫـ‪١٦٩٥/‬م‬ ‫ﺑﻬﺎدر ﺧﺎن ﻛوﻛﺎ‬ ‫‪١٠‬‬

‫=‪٢٢٥،٢٥٦،‬‬ ‫‪١١٠٦‬ﻫـ‪١٦٩٦/‬م‪١١١١-‬ﻫـ‪١٧٠١/‬م‬ ‫ﻣﺧﺗﺎرﺧﺎن ﻗﻣراﻟدﯾن‬ ‫‪١١‬‬

‫=‪٢٦٢،٢٧٠،‬‬ ‫‪١١١٢‬ﻫـ‪١٧٠٢/‬م‪١١١٣-‬ﻫـ‪١٧٠٣/‬م‬ ‫أﺑو ﻧﺻﺎر ﺧﺎن‬ ‫‪١٢‬‬

‫=‪٢٧٩،٢٩٣،‬‬ ‫‪١١١٤‬ﻫـ‪١٧٠٤/‬م‪١١١٦-‬ﻫـ‪١٧٠٦‬م‬ ‫اﻷﻣﯾر ﺑﯾدار ﺑﺧت‬ ‫‪١٣‬‬

‫=‪٣٠٤،٣٠٨،‬‬ ‫‪١١١٧‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‪١١١٨-‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‬ ‫ﺧﺎن ﻋﺎﻟم ﺣﯾدرآﺑﺎدي‬ ‫‪١٤‬‬

‫وﻻﯾﺔ ﺑﯾرار)‪-:(Berar‬‬

‫ﯾﺣــد ﻫــذﻩ اﻟوﻻﯾــﺔ ﻣــن اﻟﺷــرق ﻧﻬــر ﻓــﺎردا )‪ (Varda‬وﻣــن اﻟﻐــرب وﻻﯾــﺔ ﺧﺎﻧــدﯾش‪ ،‬وﻣــن‬
‫اﻟﺟﻧـوب ﻧﻬـر ﺗـﺎﺑﺗﻲ)‪ ،(Tapti‬وﯾﺑﻠـﻎ طوﻟﻬـﺎ ‪٣٢٢‬ﻛـم وﻋرﺿـﻬﺎ ‪٢٤١‬ﻛـم‪ ،‬وﺗﺣﺗـوي ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻋﺷـرة دﺳﺎﻛر وﻣﺎﺋﺗﻲ ﻗرﯾـﺔ‪ ،‬اﻣـﺎ أﻫـم ﻣـدﻧﻬﺎ‪ :‬اﻟﺗﺷـﺑور)‪ ،(Elichpor‬ﻛـوال‪ ،‬ﻣﺎﻟﻛـﺔ ﯾـور‪،‬‬
‫ﻧظــﺎم آﺑــﺎد‪ ،‬ﻧــﺎرواك‪ ،‬ﺷــﺎﻩ ﯾــور‪ ،‬ﻣــﺎﻫور‪ ،‬اﻣــﺎ اﻟﻌـواﺋ ــد اﻟﺳ ـﻧوﯾﺔ ﻓﺑﻠﻐــت ﺣ ـواﻟﻲ ‪٦٠٧،٢٧‬‬
‫ﻣﻠﯾون دام)‪ ،(٩٦‬وﺗﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ ادارﺗﻬﺎ اﺣدى ﻋﺷرة واﻟﯾﺎً )ﺳﺑﺎﻫدار(‪.‬‬

‫اﻟﻣﺻدر‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟواﻟ ـ ــﻲ‬

‫ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪١٩١،‬‬ ‫‪١٠٦٨‬ﻫـ‪١٦٥٨/‬م‪١٠٦٩-‬ﻫـ‪١٦٥٩/‬م‬ ‫ﺳﯾد ﺻﻼﺑت ﺧﺎن‬ ‫‪١‬‬

‫=‪٤٧٦ ،‬‬ ‫‪١٠٧٠‬ﻫـ‪١٦٦٠/‬م‬ ‫ﺷﺎﻩ ﺑﯾك ﺧﺎن‬ ‫‪٢‬‬

‫ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪٣٩-٣٦،‬‬ ‫‪١٠٧٦‬ﻫـ‪١٦٦٧/‬م‬ ‫أرﯾﺞ ﺧﺎن‬ ‫‪٣‬‬

‫‪٩٢‬‬
‫ﻋﺎﻟﻣﻛﯾر ﻧﺎﻣﺔ ‪١٠٣٢ ،‬‬ ‫‪١٠٧٧‬ﻫـ‪١٦٦٨/‬م‬ ‫داود ﺧﺎن ﻗرﯾﺷﻲ‬ ‫‪٤‬‬

‫ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪٩٠-٨٦،‬‬ ‫‪١٠٨٥‬ﻫـ‪١٦٧٥/‬م‬ ‫ﺧﺎن زﻣﺎن‬ ‫‪٥‬‬

‫=‪١٦٠-١٥١،‬‬ ‫‪١٠٩٥‬ﻫـ‪١٦٦٥/‬م‬ ‫ارﯾﺞ ﺧﺎن‬ ‫‪٦‬‬

‫=‪١٦١،١٧٠،‬‬ ‫‪١٠٩٦‬ﻫـ‪١٦٨٦/‬م‪١٠٩٧-‬ﻫـ‪١٦٨٧/‬م‬ ‫ارﯾﺞ ﺧﺎن‬ ‫‪٧‬‬

‫=‪١٨٨-١٨٢،‬‬ ‫‪١٠٩٨‬ﻫـ‪١٦٨٨/‬م‬ ‫اﻻﻣﯾر ﻛﺎم ﺑﺧش‬ ‫‪٧‬‬

‫اﺧﺑﺎرات‪،٣٦ ،‬ﻣﺂﺛر‪٢٠٩،‬‬ ‫‪١١٠٣‬ﻫـ‪١٦٩٣/‬م‬ ‫ﻧوازش ﺧﺎن روﻣﻲ‬ ‫‪٩‬‬

‫ﻣﺂﺛر‪٢٢٥ ،٢١٤ ،‬‬ ‫‪١١٠٤‬ﻫـ‪١٦٩٤/‬م‪١١٠٦-‬ﻫـ‪١٦٩٦/‬م‬ ‫ﻋﻠﻲ ﻣردان ﺧﺎن‬ ‫‪١٠‬‬

‫=‪١٤٥ ،٢٣٥ ،‬‬ ‫‪١١٠٨‬ﻫـ‪١٦٩٨/‬م‪١١١٠-‬ﻫـ‪١٧٠٠/‬م‬ ‫اﻻﻣﯾر ﻛﺎم ﺑﺧش‬ ‫‪١١‬‬

‫=‪٢٦٢ ،٢٥٦ ،‬‬ ‫‪١١١١‬ﻫـ‪١٧٠١/‬م‪١١١٢-‬ﻫـ‪١٧٠٢/‬م‬ ‫ﺧداﺑﻧدﻩ ﺧﺎن‬ ‫‪١٢‬‬

‫=‪٢٠٣ ،٢٧٠ ،‬‬ ‫‪١١١٣‬ﻫـ‪١٧٠٣/‬م‪١١١٨-‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‬ ‫ﻓﯾروز ﺟﻧك‬ ‫‪١٣‬‬

‫وﻻﯾﺔ ﺑﯾﺟﺎﺑور)‪-:(Bijapur‬‬

‫ﯾﺣ ــدﻫﺎ ﻣ ــن اﻟﻐ ــرب ﺑﺣ ــر اﻟﻌ ــرب‪ ،‬وﻣ ــن اﻟﺷ ــﻣﺎل‪ ،‬وﻣ ــن اﻟﺷ ــرق ﺑﯾ ــدار‪ ،‬وﻣ ــن اﻟﺟﻧ ــوب‬
‫ﻧﯾﺟﺎﯾﺎﻧﻛر‪ ،‬اوراﻧك آﺑﺎد‪ ،‬ﺗﺣﺗوي ﻫذﻩ اﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ دﺳـﺎﻛر وﺧﻣـس وﺛﻣـﺎﻧون ﻗرﯾــﺔ‪،‬‬
‫اﻣ ــﺎ ﻋواﺋ ــد اﻟوﻻﯾ ــﺔ اﻟﺳــﻧوﯾﺔ ﻓﻘ ــد ﺑﻠﻐ ــت ﺣ ـواﻟﻲ‪ ١٠٦ ،٤٩) ،‬ﻣﻠﯾ ــون دام( واﻫ ــم ﻣ ــدﻧﻬﺎ‪،‬‬
‫ﺑﯾﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑور‪ ،‬ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺑﺎر ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ)‪ ،(Gulbarga‬ﻧﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدرغ)‪(Naldurg‬ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻩ‬
‫درغ)‪(shahdurg‬ﻓﯾﺟﺎﯾ ــﺎﻧﻛر)‪ ،(٩٧)(Vijaynafar‬وﺗﻌﺎﻗ ــب ﻋﻠ ــﻰ ﺣﻛﻣﻬ ــﺎ وادارﺗﻬ ــﺎ اﯾ ــﺎم‬
‫اوراﻧﺟزﯾب ﺳﺑﻌﺔ وﻻة )ﺳﺑﺎﻫدار(‪.‬‬

‫اﻟﻣﺻدر‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟواﻟـ ــﻲ‬

‫‪٩٣‬‬
‫=‪١٨١-١٧٠،‬‬ ‫‪١٠٩٧‬ﻫـ‪١٦٨٧/‬م‬ ‫ﻣﯾر ﻣﺣﻣد ﺣﺳن‬ ‫‪١‬‬

‫=‪١٨٨-١٨٢،‬‬ ‫‪١٠٩٨‬ﻫـ‪١٦٨٨/‬م‬ ‫ﻋﺑداﷲ رﻫﺎن ﺑﺎرﻫﺎ‬ ‫‪٢‬‬

‫=‪١٩٨-١٨٩ ،‬‬ ‫‪١٠٩٩‬ﻫـ‪١٦٨٩/‬م‬ ‫ﻻﺷﻛﺎر ﺧﺎن‬ ‫‪٣‬‬

‫=‪٢٢٣،٢٣٢،‬‬ ‫‪١١٠٥‬ﻫـ‪١٦٩٥/‬م‪١١٠٧-‬ﻫـ‪١٦٩٧/‬م‬ ‫ﻻﺷﻛﺎر ﺧﺎن‬ ‫‪٤‬‬

‫=‪٢٣٩،٢٤٥،‬‬ ‫‪١١٠٩‬ﻫـ‪١٦٩٩/‬م‪١١١٠-‬ﻫـ‪١٧٠٠/‬م‬ ‫ﻣﺄﻣور ﺧﺎن‬ ‫‪٥‬‬

‫=‪٢٦١-٢٥٦،‬‬ ‫‪١١١١‬ﻫـ‪١٧٠١/‬م‬ ‫ﻟطف اﷲ ﺧﺎن‬ ‫‪٦‬‬

‫=‪٣٠٤ ،٢٦٢،‬‬ ‫‪١١١٢‬ﻫـ‪١٧٠٢/‬م‪١١١٧-‬ﻫـ‪١٧٠٦/‬م‬ ‫ﺗﺷن ﻗوﻟﺗﻲ ﺧﺎن‬ ‫‪٧‬‬

‫=‪٣٢٣-٣٠٨،‬‬ ‫‪١١١٨‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‬ ‫اﻻﻣﯾر ﻛﺎم ﺑﺧش‬ ‫‪٨‬‬

‫وﻻﯾﺔ ﻛﺎﺑل )‪-:(Kabul‬‬

‫وﻫــﻲ اﻟوﻻﯾــﺔ اﻟوﺣﯾــدة اﻟواﻗﻌــﺔ ﺧــﺎرج اﻹطــﺎر اﻟﺟﻐراﻓــﻲ ﻟﻠﻬﻧــد‪ ،‬وﻫــﻲ ﺗﺷــﺗﻣل ﻋﻠــﻰ ﻋﻣــوم‬
‫أراﺿــﻲ اﻓﻐﺎﻧﺳــﺗﺎن‪ ،‬وﺗﺣﺗــوي ﻋﻠــﻰ ارﺑﻌــﯾن ﻗرﯾــﺔ‪ ،‬ﺑﻠﻐــت اﻟﻌواﺋــد اﻟﺳــﻧوﯾﺔ ﻟوﻻﯾــﺔ ﻛــﺎﺑول‬
‫ﺣـواﻟﻲ ‪ ١٥٨‬ﻣﻠﯾــون دام)‪ ،(٩٨‬وﺗﻌﺎﻗــب ﻋﻠــﻰ ادارﺗﻬــﺎ أﯾ ــﺎم اﻻﻣﺑراطــور اوراﻧﺟزﯾــب ﺳــﺑﻌﺔ‬
‫وﻻة ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺻدر‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟواﻟ ـ ـ ـ ــﻲ‬

‫=‪٤،١٨،‬‬ ‫‪١٠٦٨‬ﻫـ‪١٦٥٨/‬م‪١٠٧٠-‬ﻫـ‪١٦٦٠/‬م‬ ‫ﻣﺣﺑت ﺧﺎن‬ ‫‪١‬‬

‫‪٩٤‬‬
‫=‪٢١،٤٠،‬‬ ‫‪١٠٧١‬ﻫـ‪١٦٦٢/‬م‪١٠٧٧-‬ﻫـ‪١٦٦٨/‬م‬ ‫اﻣﯾر ﺧﺎن‬ ‫‪٢‬‬

‫=‪٤٥،٥١،‬‬ ‫‪١٠٧٨‬ﻫـ‪١٦٦٩‬م‪١٠٧٩-‬ﻫـ‪١٦٧٠/‬م‬ ‫ﻣﺣﺑت ﺧﺎن‬ ‫‪٣‬‬

‫=‪٦٠،٦٧،‬‬ ‫‪١٠٨٠‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‪١٠٨١-‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‬ ‫ﻣﺣﻣد اﻣﯾن ﺧﺎن‬ ‫‪٤‬‬

‫=‪٧١،٧٦،‬‬ ‫‪١٠٨٢‬ﻫـ‪١٦٧٢/‬م‪١٠٨٣-‬ﻫـ‪١٦٧٣/‬م‬ ‫ﻣﺣﺑت ﺧﺎن‬ ‫‪٥‬‬

‫=‪٩١ ،٨١،‬‬ ‫‪١٠٨٤‬ﻫـ‪١٦٧٤/‬م‪١٠٨٦-‬ﻫـ‪١٦٧٦/‬م‬ ‫ﻓداﺋﻲ ﺧﺎن‬ ‫‪٦‬‬

‫=‪٩٦،٢٣٢،‬‬ ‫‪١٠٨٧‬ﻫـ‪١٦٧٧/‬م‪١١٠٧-‬ﻫـ‪١٦٩٧/‬م‬ ‫أﻣﯾر ﺧﺎن ﻣﯾرﻣﯾران‬ ‫‪٧‬‬

‫=‪٢٦٢ ،٢٤٥،‬‬ ‫‪١١١٠‬ﻫـ‪١٧٠٠/‬م‪١١١٢-‬ﻫـ‪١٧٠٢/‬م‬ ‫ﻧﺎﺻر ﺧﺎن‬ ‫‪٨‬‬

‫=‪٢٧٠،٣٠٨،‬‬ ‫‪١١١٣‬ﻫـ‪١٧٠٣/‬م‪١١١٨-‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‬ ‫ﺷﯾرزﻣﺎن‬ ‫‪٩‬‬

‫وﻻﯾﺔ ﺑﯾﻬﺎر)‪-:(Bihar‬‬

‫ﯾﺣـ ـ ــد ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟوﻻﯾـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــن اﻟﺷـ ـ ــرق إﻗﻠـ ـ ــﯾم اﻟﺑﻧﻐـ ـ ــﺎل‪ ،‬وﻣـ ـ ــن اﻟﻐـ ـ ــرب وﻻﯾـ ـ ــﺔ أودﻩ‬
‫ووﻻﯾ ـ ــﺔ اﷲ آﺑـ ـ ــﺎد‪ ،‬وﻣـ ـ ــن اﻟﺷ ـ ــﻣﺎل ﻣرﺗﻔﻌـ ـ ــﺎت ﻫﻣﺎﻻﯾـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﯾﺑﻠ ـ ــﻎ طـ ـ ــول اﻹﻗﻠـ ـ ــﯾم ﺣ ـ ـ ـواﻟﻲ‬
‫‪١٩٣‬ﻛـ ــم وﻋرﺿ ـ ــﻪ ‪١٧٧‬ﻛـ ــم‪ ،‬وﻗ ـ ــد ﺑﻠﻐـ ــت اﻟدﺳ ـ ــﺎﻛر ﺳـ ــﺑﻌﺔ‪ ،‬وﻋ ـ ــدد اﻟﻘـ ــرى واﻟﻣﻣـ ـ ـرات‬
‫‪ ،٢٤٠‬واﻫـ ـ ـ ـ ــم ﻣـ ـ ـ ـ ــدﻧﻬﺎ‪ ،‬ﺑﯾﻬـ ـ ـ ـ ــﺎر ﺷ ـ ـ ـ ـ ـرﯾف‪ ،‬ﺣﺟـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑـ ـ ـ ـ ــور‪ ،‬ﻣـ ـ ـ ـ ــوﻧﺟﯾر‪ ،‬ﺗﺷـ ـ ـ ـ ــﺎﻣﺑﺎران‪،‬‬
‫)‪ ،(champaran‬ﺳـ ـ ـ ــﺎران‪ ،‬ﺗﯾرﻫـ ـ ـ ــوت‪ ،‬روﻫﺗـ ـ ـ ــﺎس)‪ ،(Ruhtas‬ﻣظﻔـ ـ ـ ــر ﯾـ ـ ـ ــور‪ ،‬ﺷـ ـ ـ ــﺎﻩ‬
‫آﺑـ ـ ـ ــﺎد‪ ،‬ﺑﺎﺗﻧـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺑﯾﻬـ ـ ـ ــﺎر)‪ ،(٩٩‬وﻗـ ـ ـ ــد ﺑﻠﻐـ ـ ـ ــت ﻋواﺋـ ـ ـ ــدﻫﺎ اﻟﺳـ ـ ـ ــﻧوﯾﺔ ﺣ ـ ـ ـ ـواﻟﻲ ‪ ٧٢٢‬ﻣﻠﯾـ ـ ـ ــون‬
‫دام)‪ ،(١٠٠‬وﺗﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ ادارﺗﻬﺎ اﺣدى ﻋﺷر واﻟﯾﺎً )ﺳﺑﺎﻫدار(‪.‬‬

‫اﻟﻣﺻدر ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟﺣﺎﻛم اﻻداري‬


‫اﻟﺳﺑﺎﻫدار‬

‫‪٩٥‬‬
‫=‪٣١ ،٤،‬‬ ‫‪١٠٦٨‬ﻫـ‪١٦٥٨/‬م‪١٠٧٧-‬ﻫـ‪١٦٦٨/‬م‬ ‫داود ﺧﺎن ﻗرﯾﺷﻲ‬ ‫‪١‬‬

‫=‪٣٢،٤٠،‬‬ ‫‪١٠٧٥‬ﻫـ‪١٦٦٦/‬م‪١٠٧٧-‬ﻫـ‪١٦٦٨/‬م‬ ‫ﻻﺷﻛﺎر ﺧﺎن‬ ‫‪٢‬‬

‫=‪٤٥،٧٦،‬‬ ‫‪١٠٧٨‬ﻫـ‪١٦٦٩/‬م‪١٠٨٣-‬ﻫـ‪١٦٧٣/‬م‬ ‫اﺑراﻫﯾم ﺧﺎن‬ ‫‪٣‬‬

‫=‪٨١،٨٦،‬‬ ‫‪١٠٨٤‬ﻫـ‪١٦٧٤/‬م‪١٠٨٥-‬ﻫـ‪١٦٧٥/‬م‬ ‫اﻣﯾر ﺧﺎن ﻣﯾر ﻣﯾران‬ ‫‪٤‬‬

‫=‪٩١،٩٦،‬‬ ‫‪١٠٨٦‬ﻫـ‪١٦٧٦/‬م‪١٠٨٧-‬ﻫـ‪١٦٧٧/‬‬ ‫ﺗرﺑﯾت ﺧﺎن‬ ‫‪٥‬‬

‫=‪١١٢ ،١٠٠،‬‬ ‫‪١٠٨٨‬ﻫـ‪١٦٧٨/‬م‪١٠٩٠-‬ﻫـ‪١٦٨٠/‬م‬ ‫اﻻﻣﯾر ﻣﺣﻣد اﻋظم‬ ‫‪٦‬‬

‫=‪١٣٧ ،١٠١،‬‬ ‫‪١٠٩١‬ﻫـ‪١٦٨١/‬م‪١٠٩٣-‬ﻫـ‪١٦٨٣/‬م‬ ‫ﺻﺎﻓﻲ ﺧﺎن‬ ‫‪٧‬‬

‫=‪٢٠٩ ،١٤٤،‬‬ ‫‪١٠٩٤‬ﻫـ‪١٦٨٤/‬م‪١١٠-‬ﻫـ‪١٦٩٣/‬م‬ ‫ﺻﺎﻓﻲ ﺧﺎن‬ ‫‪٨‬‬

‫=‪٢٢٢ ،٢١٤،‬‬ ‫‪١١٠٤‬ﻫـ‪١٦٩٤/‬م‬ ‫ﻣﺧﺗﺎر ﺧﺎن‬ ‫‪٩‬‬

‫=‪٢٢٣،٢٦٢،‬‬ ‫‪١١٠٥‬ﻫـ‪١٦٩٥/‬م‪١١١٢-‬ﻫـ‪١٧٠٢/‬م‬ ‫ﻓداﺋﻲ ﺧﺎن‬ ‫‪١٠‬‬

‫=‪٢٧٠،٢٧٨ ،‬‬ ‫‪١١١٣‬ﻫـ‪١٧٠٣/‬م‬ ‫ﺷﻣﺷﯾر ﺧﺎن‬ ‫‪١١‬‬

‫=‪٣٠٨ ،٢٧٩ ،‬‬ ‫‪١١١٤‬ﻫـ‪١٧٠٤/‬م‪١١١٨-‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‬ ‫اﻻﻣﯾر ﻋظﯾم اﻟﺷﺄن‬ ‫‪١٢‬‬

‫وﻻﯾﺔ اﺟﻣﯾر)‪:(Ajmer‬‬

‫ﯾﺣـدﻫﺎ ﻣــن اﻟﺟﻧــوب اﻟﻛﺟـرات‪ ،‬وﻣــن اﻟﺷــﻣﺎل دﻟﻬـﻲ‪ ،‬وﻣــن اﻟﻐــرب دﺑــﺎﻟﯾور)‪(Dipalpur‬‬
‫وﻣن اﻟﺷـرق اﻛﺑـر آﺑـﺎد )اﻛـرا( وﯾﺑﻠـﻎ طوﻟﻬـﺎ ‪٢٤١‬ﻛـم وﻋرﺿـﻬﺎ ‪٢٧١‬ﻛـم‪ ،‬وﺗﺣﺗـوي ﻋﻠـﻰ‬
‫‪ ٩‬دﺳــﺎﻛر و‪ ٢٢٥‬ﻗرﯾـ ـﺔ وﻣﺣــل‪ ،‬اﻫ ــم ﻣــدﻧﻬﺎ‪ ،‬اﺟﻣﯾ ــر‪ ،‬ﻧــﺎﻛوار‪ ،‬اودﻫﯾ ــور‪ ،‬ﺟــودﻩ ﯾ ــور‪،‬‬
‫ﺟـﺎﯾﺑور‪ ،‬ﺑﻧـدي)‪ ،(١٠١‬وﺗﺑﻠــﻎ ﻋواﺋـدﻫﺎ اﻟﺳـﻧوﯾﺔ ﺣـواﻟﻲ ‪ ٤٣٧‬ﻣﻠﯾ ــون دام)‪ ،(١٠٢‬وﺗﻌﺎﻗــب‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣﻛم اﻟوﻻﯾـ ــﺔ اﺛﻧﺎ ﻋﺷرة واﻟﯾﺎ‪.‬‬

‫‪٩٦‬‬
‫اﻟﻣﺻدر ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟﺣﺎﻛم اﻻداري‬
‫اﻟﺳﺑﺎﻫدار‬
‫=‪٤،١٨،‬‬ ‫‪١٠٦٨‬ﻫـ‪١٦٥٨/‬م‪١٠٧٠-‬ﻫـ‪١٦٦٠/‬م‬ ‫ﺗرﺑﯾت ﺧﺎن‬ ‫‪١‬‬

‫=‪٢١،٢٤،‬‬ ‫‪١٠٧١‬ﻫـ‪١٦٦٢/‬م‬ ‫ﻣرﺣﻣت ﺧﺎن‬ ‫‪٢‬‬

‫=‪٤٠،٤٥،‬‬ ‫‪١٠٧٧‬ﻫـ‪١٦٦٨/‬م‪١٠٧٨-‬ﻫـ‪١٦٦٩/‬م‬ ‫ﻋﺎﺑد ﺧﺎن‬ ‫‪٣‬‬

‫=‪٥١،٧١،‬‬ ‫‪١٠٧٩‬ﻫـ‪١٦٧٠/‬م‪١٠٨٢-‬ﻫـ‪١٦٧٢/‬م‬ ‫ﻋزت ﺧﺎن‬ ‫‪٤‬‬

‫=‪٩١،٩٦،‬‬ ‫‪١٠٨٦‬ﻫـ‪١٦٧٦/‬م‪١٠٨٧-‬ﻫـ‪١٦٧٧/‬م‬ ‫داراب ﺧﺎن‬ ‫‪٥‬‬

‫=‪١٠٠،١٠٦،‬‬ ‫‪١٠٨٨‬ﻫـ‪١٦٧٨/‬م‪١٠٨٩-‬ﻫـ‪١٦٧٩/‬م‬ ‫اﻓﺗﺧﺎر ﺧﺎن‬ ‫‪٦‬‬

‫=‪١٢٠ ،١١٢،‬‬ ‫‪١٠٩٠‬ﻫـ‪١٦٨٠/‬م‬ ‫ﻋﻧﺎﯾت ﺧﺎن‬ ‫‪٧‬‬

‫=‪١٣٧ ،١٢١،‬‬ ‫‪١٠٩١‬ﻫـ‪١٦٨١/‬م‪١٠٩٣-‬ﻫـ‪١٦٨٣/‬م‬ ‫ﻋﻧﺎﯾت ﺧﺎن‬ ‫‪٨‬‬

‫=‪٢١٤ ،١٨٢،‬‬ ‫‪١٠٩٨‬ﻫـ‪١٦٨٨/‬م‪١١٠٤-‬ﻫـ‪١٦٩٤/‬م‬ ‫ﺷﺟﺎﻋت ﺧﺎن‬ ‫‪٩‬‬

‫=‪٢٢٤ ،٢٢٣ ،‬‬ ‫‪١١٠٥‬ﻫـ‪١٦٩٥/‬م‬ ‫ﻣﺟﺎﻫد ﺧﺎن‬ ‫‪١٠‬‬

‫=‪٢٣١ ،٢٢٥،‬‬ ‫‪١١٠٦‬ﻫـ‪١٦٩٦/‬م‬ ‫ﺗرﺑﯾت ﺧﺎن‬ ‫‪١١‬‬

‫=‪٢٧٠ ،٣٢٢،‬‬ ‫‪١١٠٧‬ﻫـ‪١٦٩٧/‬م‪١١١٣-‬ﻫـ‪١٧٠٣/‬م‬ ‫ﻋﺑداﷲ ﺧﺎن‬ ‫‪١٢‬‬

‫=‪٢٨٦ ،٢٧٩،‬‬ ‫‪١١١٤‬ﻫـ‪١٧٠٤/‬م‪١١١٥-‬ﻫـ‪١٧٠٥/‬م‬ ‫اﻷﻣﯾر ﻣﺣﻣد اﻋظم‬ ‫‪١٣‬‬

‫=‪٣٠٤ ،٢٩٣ ،‬‬ ‫‪١١١٦‬ﻫـ‪١٧٠٦/‬م‪١١١٧-‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‬ ‫زﺑردﺳت ﺧﺎن‬ ‫‪١٤‬‬

‫وﻻﯾﺔ اﻟﺑﻧﺟﺎب)ﻻﻫور( )‪:(Punjab‬‬

‫ﯾﺣـ ــد ﻫـ ــذﻩ اﻟوﻻﯾـ ــﺔ )اﻟﺳـ ــﺑﺎﻫدارﯾﺔ( ﻣـ ــن اﻟﺷـ ــرق وﻻﯾـ ــﺔ دﻟﻬـ ــﻲ‪ ،‬وﻣـ ــن اﻟﻐـ ــرب اﻟﻣﻠﺗـ ــﺎن‪،‬‬
‫وﻣـ ـ ــن اﻟﺷـ ـ ــﻣﺎل ﻛﺷـ ـ ــﻣﯾر وﻣـ ـ ــن اﻟﺟﻧـ ـ ــوب راﺟﺳـ ـ ــﺗﺎن‪ ،‬وﯾﺑﻠـ ـ ــﻎ طـ ـ ــول اﻟوﻻﯾـ ـ ــﺔ ‪٢٨٩‬ﻛـ ـ ــم‬
‫وﻋرﺿـ ـ ــﻬﺎ ‪١٣٨‬ﻛـ ـ ــم‪ ،‬وﺗﺣﺗـ ـ ــوي ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺧﻣﺳـ ـ ــﺔ دﺳـ ـ ــﺎﻛر ‪ ،‬وﺛﻼﺛﻣﺎﺋـ ـ ــﺔ وﺛﻼﺛـ ـ ــون ﻗرﯾـ ـ ــﺔ‬
‫وﻣﺣ ـ ــﻼً‪ ،‬أﻣ ـ ــﺎ أﻫ ـ ــم ﻣ ـ ــدﻧﻬﺎ‪ -:‬ﻻﻫ ـ ــور‪ ،‬ﺳ ـ ــﯾﺎﻟﻛوت‪ ،‬ﺟ ـ ــﺎﻣو‪ ،‬ﺑﺎﺗ ـ ــﺎﻻ‪ ،‬ﻗﺎدﯾ ـ ــﺎن‪ ،‬ﻛﺎﺳ ـ ــو‪،‬‬
‫ﻛـ ـ ــﺎﻟﻧور‪ ،‬ﻫوﺷـ ـ ــﯾﺎرﯾور‪ ،‬أﻣـ ـ ــر ﺗﺳـ ـ ــﺎر)‪ ،(١٠٣‬وﻗـ ـ ــد ﺑﻠﻐـ ـ ــت ﻋواﺋـ ـ ــدﻫﺎ اﻟﺳـ ـ ــﻧوﯾﺔ ﺣ ـ ـ ـواﻟﻲ‪-:‬‬
‫‪٩٧‬‬
‫‪١٢٥،٠١٦،٩٠٧‬داﻣ ـ ـ ــﺎً )‪ ،(١٠٤‬وﺗﻌﺎﻗ ـ ـ ــب ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ادارة‪ ،‬وﺗﻌﺎﻗ ـ ـ ــب ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺣﻛ ـ ـ ــم اﻟوﻻﯾ ـ ـ ــﺔ‬
‫ارﺑﻊ ﻋﺷـ ـ ـرة واﻟﯾـ ـ ــﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺻدر ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ‬ ‫اﻟﺣﺎﻛم اﻹداري اﻟﺳﺑﺎﻫدار‬

‫=‪٤،٢١ ،‬‬ ‫‪١٠٦٨‬ﻫـ‪١٦٥٨/‬م‪١٠٧١-‬ﻫـ‪١٦٦٢/‬م‬ ‫ﺧﻠﯾل اﷲ ﺧﺎن‬ ‫‪١‬‬

‫=‪٤٠ ،٢٥،‬‬ ‫‪١٠٧٢‬ﻫـ‪١٦٦٣/‬م‪١٠٧٧-‬ﻫـ‪١٦٦٨/‬م‬ ‫إﺑراﻫﯾم ﺧﺎن‬ ‫‪٢‬‬

‫=‪٤٥،٦٠،‬‬ ‫‪١٠٧٨‬ﻫـ‪١٦٦٩/‬م‪١٠٨٠-‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‬ ‫ﻣﺣﻣد أﻣﯾن ﺧﺎن‬ ‫‪٣‬‬

‫=‪٧٠،٨١،‬‬ ‫‪١٠٨١‬ﻫـ‪١٦٧١/‬م‪١٠٨٤-‬ﻫـ‪١٦٧٤/‬م‬ ‫ﻓداﺋﻲ ﺧﺎن‬ ‫‪٤‬‬

‫=‪٨٦،٩٦،‬‬ ‫‪١٠٨٥‬ﻫـ‪١٦٧٥/‬م‪١٠٨٧-‬ﻫـ‪١٦٧٧/‬م‬ ‫اﻣﺎﻧت ﺧﺎن‬ ‫‪٥‬‬

‫=‪١٠٠،١١٢،‬‬ ‫‪١٠٨٨‬ﻫـ‪١٦٧٨/‬م‪١٠٩٠-‬ﻫـ‪١٦٨٠/‬م‬ ‫ﻗوام اﻟدﯾن ﺧﺎن‬ ‫‪٦‬‬

‫=‪١٢١،١٣١،‬‬ ‫‪١٠٩١‬ﻫـ‪١٦٨١/‬م‪١٠٩٢-‬ﻫـ‪١٦٨٢/‬م‬ ‫اﻻﻣﯾر ﻣﺣﻣد اﻋظم‬ ‫‪٧‬‬

‫=‪١٣٧،١٧٠،‬‬ ‫‪١٠٩٣‬ﻫـ‪١٦٨/‬م‪١٠٩٧-‬ﻫـ‪١٦٨٧/‬م‬ ‫ﻣﻛرم ﺧﺎن ﻣﯾر اﻋظم‬ ‫‪٨‬‬

‫=‪١٨٨-١٨٢،‬‬ ‫‪١٠٩٨‬ﻫـ‪١٦٨٨/‬م‬ ‫ﺳﺑﻬدار ﺧﺎن‬ ‫‪٩‬‬

‫=‪١٩٨-١٨٩،‬‬ ‫‪١٠٩٩‬ﻫـ‪١٦٨٩/‬م‬ ‫ﻣﺣﺑت ﺧﺎن اﻟﺣﯾدرآﺑﺎدي‬ ‫‪١٠‬‬

‫=‪٢٠٢-١٩٩ ،‬‬ ‫‪١١١٠‬ﻫـ‪١٦٩٠/‬م‬ ‫اﻻﻣﯾر ﻣﺣﻣد اﻋظم‬ ‫‪١١‬‬

‫=‪٢٠٩ ،٢٠٣،‬‬ ‫‪١١٠١‬ﻫـ‪١٦٩١/‬م‪١١٠٣-‬ﻫـ‪١٦٩٣/‬م‬ ‫ﺑﻬﺎدر ﺧﺎن‬ ‫‪١٢‬‬

‫=‪٢٣٢ ،٢١٤،‬‬ ‫‪١١٠٤‬ﻫـ‪١٦٩٤/‬م‪١١٠٧-‬ﻫـ‪١٦٩٧/‬م‬ ‫ﻣﻛرم ﺧﺎن‬ ‫‪١٣‬‬

‫=‪٢٣٨-٢٣٥،‬‬ ‫‪١١٠٨‬ﻫـ‪١٦٩٨/‬م‬ ‫أﺑو ﻧﺻر ﺧﺎن‬ ‫‪١٤‬‬

‫=‪٢٤٥،٢٧٠،‬‬ ‫‪١١١٠‬ﻫـ‪١٧٠٠/‬م‪١١١٣-‬ﻫـ‪١٧٠٣/‬م‬ ‫إﺑراﻫﯾم ﺧﺎن‬ ‫‪١٥‬‬

‫=‪٢٩٢-٢٨٦،‬‬ ‫‪١١١٥‬ﻫـ‪١٧٠٥/‬م‬ ‫زﺑردﺳت ﺧﺎن‬ ‫‪١٦‬‬

‫=‪٣٠٨ ،٢٩٣،‬‬ ‫‪١١١٦‬ﻫـ‪١٧٠٦/‬م‪١١١٨-‬ﻫـ‪١٧٠٧/‬م‬ ‫اﻷﻣﯾر ﻣﺣﻣد ﻣﻌظم‬ ‫‪١٧‬‬

‫‪٩٨‬‬
‫ﺧﺎﺗﻣﺔ اﻟدراﺳﺔ‬

‫ﻻ ﺷك ﺑﺎن ﺟﻧوب آﺳﯾﺎ ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﻌرف ﻗدﯾﻣﺎ ﺑﺷﺑﻪ اﻟﻘـﺎرة اﻟﻬﻧدﯾـﺔ‪ ،‬واﻟﺗـﻲ ﺗﺿـم‬
‫اﻷﻗطـ ــﺎر ‪ ،‬اﻟﻬﻧـ ــد ‪ ،‬ﺑﺎﻛﺳـ ــﺗﺎن‪،‬ﺑﻧﻐﻼدش‪ ،‬واﻓﻐﺎﻧﺳـ ــﺗﺎن ‪ ،‬ﻣـ ــن اﻟﻣﻧـ ــﺎطق اﻟﺗـ ــﻲ ﺣﺿـ ــﯾت‬
‫ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم اﻟﻔﺎﺗﺣﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ‪ ،‬ﺑدءا ﺑﺎﻟﻔﺗﺢ اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻣﻧﺎطﻘﻬﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ﺳﻧﺔ ‪٩٣‬ﻫ ـ‪٧١١ /‬م‬
‫ﻋﻠﻰ ﯾد ﻣﺣﻣد اﺑن اﻟﻘﺎﺳم‪ ،‬واﻧﺗﻬﺎء ﺑﺣﻛم اﻟﻣﻐول اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن‪ ،‬وﻫﻲ ﺑﻼد ﺷﺎﺳﻌﺔ‪ ،‬ﻣﺗﻌددة‬
‫اﻟﺗﺿ ــﺎرﯾس واﻟﻣﻧﺎﺧـ ــﺎت‪ ،‬وﻣﺗﻌ ــددة اﻷﺟﻧـ ــﺎس واﻷﻋـ ـراق ‪،‬وﻣﺧﺗﻠﻔـ ــﺔ اﻟ ــدﯾﺎﻧﺎت واﻟﺛﻘﺎﻓـ ــﺎت‬
‫واﻟﻠﻐــﺎت‪ ،‬اﻷﻣــر اﻟــذي ﯾﺗطﻠــب ﺟﻬــدا ﺳﯾﺎﺳــﯾﺎ وادارﯾــﺎ ﻛﺑﯾ ـرا ﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺳــﯾطرة ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻣــن‬
‫ﺧ ــﻼل ﻧظﻣﻬ ــﺎ ﺑوﺣ ــدات ادارﯾ ــﺔ ﻣرﺗﺑط ــﺔ ﺑﺎﻟﺳ ــﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾ ــﺔ ‪ ،‬ﺑﻬ ــدف ﺿ ــﻣﺎن اﻣ ــﺗﻼك‬
‫ﻣواردﻫــﺎ اﻟﻣﺎدﯾــﺔ واﻟﺑﺷـرﯾﺔ ‪،‬واﻟوﻗــﺎﺋﻊ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ ذات اﻟﺻــﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧطﻘــﺔ ﺗﺷــﯾر اﻟــﻰ اﻧــﻪ ﻟــم‬
‫ﺗﺗــوﻓر ﺗﻠــك اﻟﻬﯾﻣﻧــﺔ واﻟﺳــﯾطرة اﻻ ﻟدوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ‪ ،‬وﻫــو ﯾؤﻛــد ﺑــﺎﻟطﺑﻊ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻣﻘدرة وﻛﻔﺎءة أﺑﺎطرة اﻟﻣﻐول اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻدارﯾﺔ ‪.‬‬
‫وﻋﻬــد اﻻﻣﺑراطــور ﻣﺣــﻲ اﻟــدﯾن ﻣﺣﻣــد اوراﻧﺟزﯾــب ﻣــن اﻟﻌﻬــود اﻟﺗــﻲ ظﻬ ـرت ﻓﯾﻬــﺎ‬
‫ﺗﻠــك اﻟﻘــدرات اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ واﻻدارﯾــﺔ اﻟﻛﺑﯾ ـرة ‪ ،‬وﺗﻣﺛــل ذﻟــك اﻟﺟﻬــد ﺣﯾﻧﻣــﺎ ﻗﺳــم ﺷــﺑﻪ اﻟﻘــﺎرة‬
‫اﻟﻬﻧدﯾﺔ إﻟـﻰ وﻻﯾـﺎت ﻣﺗﻌـددة ﺧﺿـﻌت ﺟﻣﯾﻌﻬـﺎ ﻟﺳـﻠطﺔ وﻻة اﻟوﻻﯾـﺎت ﺑﺷـﻛل ﻣﺑﺎﺷـر ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﯾﺳﻌﻧﺎ ﻫﻧﺎ‪ ،‬اﻻ ان ﻧﺷﯾر إﻟﻰ ﻣﺎ ﺧﻠﺻت اﻟﯾﻪ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ‪:‬‬
‫اوﻻ‪-:‬ﯾؤﻛـد ﺗطﺑﯾــق ﻧظــﺎم اﻟو ﻻﯾـﺎت ﻓــﻲ ﻋﻬــد اﻣﺑراطورﯾــﺔ اﻟﻣﻐـول ﻋﻠــﻰ اﻧﻬــم ﻛــﺎﻧوا‬
‫ﯾﺳﻌون ﺑذﻟك إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛم اﻟﻣطﻠق ﺑﺷؤون اﻟﺑﻼد وﺧﯾراﺗﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪-:‬واذا ﻛﺎﻧت اﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟﻣﻐول ﻗد ﺣﻘﻘت ﻧﺟﺎﺣﺎت ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﻣﯾـدان اﻟﺳﯾﺎﺳـﺔ‬
‫واﻻﻗﺗﺻﺎد ‪ ،‬ﻓـﺎن ذﻟـك ﯾرﺟـﻊ ﺑـدون ادﻧـﻰ ﺷـﻛوك إﻟـﻰ ﻗـوة ﻧظـﺎﻣﻬم اﻻداري ﻓـﻲ ﻣﺧﺗﻠـف‬
‫اﻟوﻻﯾ ــﺎت ‪ ،‬ﺑ ــل ان ﻧﺟ ــﺎح اﻣﺑراطورﯾ ــﺔ اﻟﻣﻐ ــول ﻓ ــﻲ ﻫ ــذا اﻟﻣﺿ ــﻣﺎر ﻟ ــدﻟﯾل ﻋﻠ ــﻰ ﺗط ــور‬
‫ﻧﻬﺟﻬم اﻻداري ﻓﻲ ﻣﻌظم وﻻﯾﺎت اﻟدوﻟﺔ ‪.‬‬

‫‪٩٩‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ -:‬ﺗﻣﻛن اﻟﻣﻐول اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﯾﺎم اوراﻧﺟزﯾب ‪ ،‬ﻣن ﺑﺳط ﻛﺎﻣل ﺳـﯾطرﺗﻬم وﻫﯾﻣﻧـﺗم‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻛﺎﻓ ــﺔ اﻗ ــﺎﻟﯾم ﺷ ــﺑﻪ اﻟﻘ ــﺎرة اﻟﻬﻧدﯾ ــﺔ ‪ ،‬اﻟﺷــﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺟﻧوﺑﯾ ــﺔ ‪ ،‬وﺗﺑ ــﯾن ذﻟـ ـك ﻣ ــن ﺧ ــﻼل‬
‫اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻌدﯾدة واﻟﺗﻲ ﺑﻠﻐت زﻫﺎء اﺣدى وﻋﺷرون وﻻﯾﺔ ‪.‬‬
‫راﺑﻌـ ــﺎ‪-:‬ان ظﻬـ ــور ﺣ ـ ـواﻟﻲ ‪ ٢١٦‬واﻟﯾـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟﻣﺻـ ــدر اﻟﺗـ ــﺎرﯾﺧﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻـ ــر " ﻣـ ــﺂﺛر‬
‫ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري" ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﺧﻣﺳﯾن ﻋﺎﻣـﺎ ‪ ،‬ﻫـﻲ ﻓﺗـرة ﺣﻛـم اﻻﻣﺑراطـور اوراﻧﺟزﯾـب‬
‫)‪١٠٦٩‬ه‪١٦٥٨/‬م‪١١١٩-‬ه‪١٧٠٧/‬م( ﻟدﻟﯾل اﻛﯾد ﻋﻠﻰ ادراك اﻟﻣﻐول ﻷﻫﻣﯾـﺔ ﻧظـﺎم‬
‫ﺣﻛم اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ‪،‬‬
‫ﺑﻐرض ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﻛﺗﺳﺑﺎت اﻟﻣﻐول اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ ﻣـن ﻣﺣـﺎوﻻت اﻟﺗﻣـرد واﻟﺧـروج ﻋﻠـﻰ طﺎﻋـﺔ‬
‫اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻧﻼﺣظ ‪ ،‬وﺑرﻏم ﻛﺛرة اﻋداد اﻟوﻻة ‪ ،‬اﻻ ان اﻟوﻻة ﻛـﺎﻧوا ﯾﺗﻣﺗﻌـون ﺑﺎﻣﺗﯾـﺎزات‬
‫ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﺑﯾرة‪ ،‬ﻓﻛﺎن ﻣن ﻫؤﻻء اﻟـوﻻة ﻣـن ﻫـم اﻛﺛـر ﻧﻔـوذا واوﺳـﻊ ﻫﯾﻣﻧـﺔ ﻣـن‬
‫ﺑﻌ ــض اﻟـ ــدوﯾﻼت اﻻﺳـ ــﻼﻣﯾﺔ وﺣﺗ ــﻰ اﻻوروﺑﯾـ ــﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻ ـ ـرة ‪ ،‬ﻓ ــﺎﻟﻰ ﺟﺎﻧـ ــب اﻻﻣﺗﯾـ ــﺎزات‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻘد ﺗﻣﺗﻊ اﻟوﻻة ﺑﺎﻣﺗﯾﺎزات ﻋﺳﻛرﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﺗـم ﺗﺻـﻧﯾﻔﻬم ﻓـﻲ‬
‫رﺗب ﻋﺎﻟﯾﺔ وﻣﺗﻘدﻣـﺔ ‪ ،‬وﻫـﻲ ﻣـﺎﺑﯾن ﺛﻼﺛـﺔ اﻵف إﻟـﻰ ﺳـﺑﻌﺔ اﻵف ‪ ،‬وﻧظـرة ﺳـرﯾﻌﺔ إﻟـﻰ‬
‫ﺟدول اﻟرﺗب واﻟﻣﻧﺎﺻب ﺳﻧﻼﺣظ ان اﻟراﺗـب اﻟﺷـﻬري ﻟﻠـواﻟﻲ ﯾﻛـون ﻣـﺎﺑﯾن ‪ ١٧‬أﻟـف‬
‫روﺑﯾــﺔ ﻫﻧدﯾــﺔ وﻟﻐﺎﯾــﺔ ‪٤٥‬اﻟــف روﺑﯾــﺔ ‪ ،‬واﻟﺧﯾــول ﻣــﺎ ﺑــﯾن ‪ ، ٤٩٠ -٢٠٠‬واﻟﺟﻣــﺎل ﻣــﺎ‬
‫ﺑــﯾن ‪ ، ١١٠ -٥٠‬واﻟﺑﻐــﺎل ﻣــﺎ ﺑــﯾن ‪ ،٢٧ -١٤‬واﻟﻔﯾﻠــﺔ ﻣــﺎ ﺑــﯾن ‪ ،١٤٠-٧٠‬واﻟﻌرﺑــﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﺣرﻛــﺔ ﻣــﺎ ﺑــﯾن ‪ ، ٢٢٠ -١٠٠‬وذﻟــك وﻓﻘــﺎ ﻟﺗﺳﻠﺳــل اﻟرﺗــب واﻟﻣﻧﺎﺻــب ‪ ،‬وﻫــو ﻧظــﺎم‬
‫ﻗرﯾب اﻟﺷﺑﻪ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻣﻠوﻛﻲ اﻟذي طﺑق ﻓـﻲ ﻣﺻـر وﺑـﻼد اﻟﺷـﺎم ‪،‬ﺣﯾـث ﯾﻛـون اﻻﻣﯾـر‬
‫أﻣﯾر أﻟف او ﻣﺎﺋﺔ وﻫﻛذا ‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺳﺎ‪ -:‬ﻟم ﻧﻼﺣظ ‪ ،‬وﻧﺣن ﻧراﺟﻊ اﻟﻣﺻدر اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ " ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري" ﻣﺎ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ‬
‫اﯾﺔ ﻣﺣﺎوﻻت ﻣن اﺣد اﻟوﻻة ﻟﻠﺗﻣرد ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ او اﻻﻧﻔﺻﺎل ﻋﻧﻬﺎ ‪ ،‬وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم‬
‫ﻣن ﻛﺛرة اﻟوﻻة وﺗﻌدد ﻋـروﻗﻬم وﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻬم‪،‬وﻫـذا ﻣـﺎ ﯾؤﻛـد ﻋﻠـﻰ ان ﺳ ــﻠطﺔ اﻟﻣﻐـول ﻛﺎﻧـت‬
‫ﻓﺎذة ودﻗﯾﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻊ اﻟوﻻة ﻣن ﺟﻬﺔ ‪ ،‬ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟطﯾﺑﺔ اﻟﺗـﻲ رﺑطـت‬
‫ﺑﯾن اﺑﺎطرة اﻟﻣﻐول ووﻻﺗﻬم ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟوﻻﯾﺎت ‪.‬‬

‫‪١٠٠‬‬
Footnotes - ‫اﻟﻬواﻣش‬
Saran,p. The provincial government of the mughals, (1526-1658), .١
(Lahore, 1978), pp.183-184

‫ ﻧﻘﻠﺔ ﻋن اﻟﻔﺎرﺳﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻌرﺑﯾﺔ – ﯾﺣﯾﻰ‬،‫ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺑﯾﻬﻘﻲ‬،‫م( ﻣﺣﻣد ﺑن اﻟﺣﺳن‬١٠٧٧/‫ﻫـ‬٤٧٠ ‫ )ت‬،‫ اﻟﺑﯾﻬﻘﻲ‬.٢
.٢١٦-٢١٤ ‫( ص‬١٩٨٢ ،‫ )ﺑﯾروت‬،‫اﻟﺧﺷﺎب وﺻﺎدق ﻧﺷﺄت‬
.٣٣١ ‫م( ص‬١٩٦٩ ،‫ ﻋرﺑﻲ )ﺑﯾروت‬-‫ ﻓﺎرﺳﻲ‬،‫ اﻟﻣﻌﺟم اﻟذﻫﺑﻲ‬،‫ ﻣﺣﻣد اﻟﺗﻧوﺧﻲ‬.٣
Majumdar and others, An Advanced History of India, (Delhi, 1983), .٤
p. 555

Abul fadl, Akbar nama, vol. (iii),p. 282, Qureshi,l.H The administration of the .٥
mughal Empire, (karachi, 1966) , p.229

Saran, pp.183-184 – ٣٠ ‫ ص‬،‫ اﻻﺣﻛﺎم اﻟﺳﻠطﺎﻧﯾﺔ‬،‫ اﻟﻣﺎوردي‬.٦


،‫ ) دﻣﺷق‬،‫ ﻣﻌﺎرف اﻟﻌوارف ﻓﻲ اﻧواع اﻟﻌﻠوم واﻟﻣﻌﺎرف‬،‫ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‬،‫ ﻋﺑد اﻟﺣﻲ اﻟﺣﺳﻧﻲ‬.٧
. ٦٣ ‫م( ص‬١٩٨٣
Saqi mustad khan, maasir-1- Alamgiri, A History of the Emperor Aurangzib- .٨
Alamgir.(1658-1707 A..D) Translated into English and annotated by Sir Jadu-
nath sarkar, Honorary member, Royal Asiatic Society of Great Britain and Ireland,
reprinted in pakistan (Lahore,
1981) , p. 83.
Sarkar,d, History of Aurangzib, V vols. Ist published, calcutta, .٩
1912, new edition, Karachi, 1981.
Elliot and Dowson, History of India as told by its own Historians, .١٠
(Lahore, 1976) Vol. Vii, pp.181-182
Ahmed Basheer, Judicial system of the mughal Empire, (karachi, .١١
1978), p.29

١٠١
Sarkar, vol. V. pp-277-278 .١٢
Sarkar, vol. I, p.43 .١٣
Sarkar, vol. I,pp.23-62 .١٤
Sarkar, vol. I,pp.63-69 .١٥
Sarkar, vol. I, pp.127-134 ٠١٦

Massir-I-Alamgiri, p.320 .١٧


Massir-I- Alamgiri, p.106-111 .١٨
Ibid, pp.116-120 .١٩
Ibid, pp.91-99 .٢٠
Ibid, pp.91-99 .٢١
Ibid, pp.121-136 .٢٢
Ibid, pp.199-200 .٢٣
Ibid, pp.161-170 .٢٤
Ibid, pp.161,293 .٢٥
Ibid, pp.293 .٢٦
Ibid, pp.270,293 .٢٧
Ibid, pp.319 .٢٨
Ibid, pp.4-12 .٢٩
Ibid, pp.28-31 .٣٠
Ibid, pp.40-31 .٣١
Ibid, pp.225-231 .٣٢
Ibid, pp.293-303-308-323 .٣٣
Ibid, pp.322 .٣٤
Ibid, pp.235-245 .٣٥
Ibid, pp.279 .٣٦
Ibid, pp.808 ٣٧
Ibid, pp.319 .٣٨
Ibid, pp.235,308 .٣٩
Ibid, pp.279,308 .٤٠
Ibid, pp.320 .٤١
Ibid, pp.100,106 .٤٢
Ibid, pp.270 .٤٣
Ibid, pp.235,245 .٤٤
Ibid, pp.279-308 .٤٥

١٠٢
M.Athar Ali, Provincial Governors under Aurangzib, An Article mentioned in .٤٦
the muslims in india amiscellany, vol. I, ( Lahore, 1983), p.99.

massir –I- Alamgiri, p. 15 .٤٧


Ibid, p92 .٤٨
Ibid, p.104 .٤٩
Ibid, p. 111 .٥٠
Ibid, pp.28-30-91-95-112-120 .٥١
.١٣‫ ص‬،٦‫ ﺟـ‬.‫ ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر وﺑﻬﺟﺔ اﻟﻣﺳﺎﻣﻊ واﻟﻧواظر‬، ‫ﻋﺑد اﻟﺣﻲ اﻟﺣﺳﻧﻲ اﻟﻧدوي‬ .٥٢
Sarkar, Aurangzib History, vol.V,pp.280-281 Bernier, pp.180-181 .٥٣

Sarkar, Ashort History of Aurangzib, pp.340-341 .٥٤


Sarkar, Ashort, p. 341 .٥٥
Massir –I- Alamgiri,p.18-20 .٥٦
Ibid, pp.25-27 .٥٧
Ibid, pp.45-50 .٥٨
Ibid, pp.100-105 .٥٩
Ibid, pp.189-198 .٦٠
Ibid, pp.235-238 .٦١
Ibid, pp.270-278 .٦٢
Ibid, pp.304-307 .٦٣
Ibid, pp.245-255 .٦٤
.٣‫ ص‬٦‫ ﺟـ‬،‫ ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر وﺑﻬﺟﺔ اﻟﻣﺳﺎﻣﻊ واﻟﻧواظر‬.٦٥
Sarkar,V, 323-324 / ٣‫ ص‬،٦‫ ﺟـ‬،‫ ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‬.٦٦
Massir –I- Alamgir,p. 144

.٣‫ ص‬،٦‫ ﺟـ‬،‫ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‬ .٦٧


Abdul Hai, India during muslim Rule, tr. Into English from Urdu by .٦٨
M.Ahmed (Lueknow, India, 1977) p,82.
Ibid, pp.97-98. .٦٩
Ibid, p.98

Bakhtawar khan, mirat-I- Alam, book ii mentioned in the, Elliot and Dowson, .٧٠
Vol Vii, pp. 164-165.
‫ وﻫﻲ وﺣدة ﻧﻘد ﺗم اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﻬﺎ ﻓﻲ‬،‫واﻟدام ﻗطﻌﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﻧﺣﺎﺳﯾﺔ ﺿرﺑت ﻓﻲ اﻟﻌﻬود اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‬
.‫ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛل أرﺑﻌون داﻣﺎً ﺗﻌﺎدل روﺑﯾﺔ ﻫﻧدﯾﺔ واﺣدة‬،‫ﺟﻣﻊ اﻟﻌواﺋد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺿراﺋب ﻣن ﻛﺎﻓﺔ أﻗﺎﻟﯾم اﻟدوﻟﺔ‬

١٠٣
Abdul Hai, pp.54-55 .٧١
Bakhtawar khan, p. 164 .٧٢
Abdul Hai, pp. 40-43 .٧٣
Bakhtawar Khan,p. 165 .٧٤
Abdul Hai, p. 50 .٧٥
Bakhatawar Khan,p.164 .٧٦
Abdul Hai, P. 58 .٧٧
Abdul Hai, pp-36-39

Bakhtawar Khan, (iii), Elliot, vol, p. 164 .٧٨


Abdul Hai, pp. 65-66

Bakhtawar khan,TTT, Elliot, vol. Vll. P. 164 .٧٩


Elliot, Vll,164 .٨٠
Ibid,Vll,164 .٨١
Abdul Hai, pp.67-69 .٨٢
Abdul Hai, pp.67-69 .٨٣
Bakhtawar Khan, Elliot, Vll,p.164 .٨٤
Abdul Hai, p53

Bakhtawar Khan,E,Vll,164 .٨٥


Abdul Hai,pp.73-74 .٨٦
Bakhtawar Khan,E,Vll,164 .٨٧
Abdul Hai,pp.317-49 .٨٨
Bakhtawar Khan,E,Vll,164 .٨٩
Abdul Hai,pp,70-71 .٩٠
Bakhtawar Khan,E,Vll,164

Bakhtawar Khan ,164Abdul Hai, P. 65 .٩١


Abdul Hai,pp,72-73 .٩٢
Bakhtawar khan,E,Vll,164 .٩٣
Abdul Hai, pp.47-48 .٩٤
Bakhtawar Khan,E,Vll,p. 164 .٩٥
Abdul Hai, P&p.59-60 .٩٦
Bakhtawar Khan, E, Vll,164 .٩٧
Abdul Hai, pp-60-62 .٩٨
Bakhtawar Khan, 164 .٩٩

١٠٤
Ibid, pp.163-164 .١٠٠

١٠٥
‫ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ ﻭﺍﻟﺘﺪﻭﻳﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪ‬

‫ﺗﻌﺗﺑر إﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟﻣﻐول اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن ﻓـﻲ اﻟﻬﻧـد ﻣـن اﻟـدول اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ اﻟراﺋـدة ﻓـﻲ‬
‫ﻣﺿــﻣﺎر ﺗط ــور ﺣرﻛــﺔ اﻟﺗ ــدوﯾن اﻟﺗــﺎرﯾﺧﻲ اﻟرﺳ ــﻣﻲ ﻣــن ﺧ ــﻼل ﻣؤﺳﺳــﺔ ﻛﺗ ــﺎب اﻟوﻗ ــﺎﺋﻊ‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ اﻫﺗﻣت ﺑﻣﺟرﯾﺎت اﻟدوﻟـﺔ وأﺣـداﺛﻬﺎ ﺗﻔﺻـﯾﻼ دﻗﯾﻘـﺎ ‪،‬ﻣﻣـﺎ ﺟﻌـل اﻟدوﻟـﺔ ﺛرﯾـﺔ‬
‫ﺑﺳــﺟﻼﺗﻬﺎ اﻟﺿــﺧﻣﺔ ﻣــن اﻟوﺛــﺎﺋق اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ ذات اﻟﺻــﻠﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷ ـرة ﺑﺗــﺎرﯾﺦ ﺟﻧــوب آﺳــﯾﺎ‬
‫)ﺷﺑﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧدﯾﺔ( اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻌﺳﻛري واﻹداري واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ‪.‬‬

‫ﻋﻠــﻰ أن ﻣــن اﻷﻫــداف اﻟﺗــﻲ ﺗﺗطﻠــﻊ إﻟــﻰ ﺑﺣﺛﻬــﺎ ودراﺳــﺗﻬﺎ ﻫــذﻩ اﻟورﻗــﺔ اﻟﺑﺣﺛﯾــﺔ ‪،‬‬
‫ﺗطور ﺣرﻛﺔ اﻟﺗدوﯾن اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ وﻛﺗﺎب اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟرﺳﻣﯾن ﻓﻲ دوﻟـﺔ اﻟﻣﻐـول اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻬـد ﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــرن اﻟﺳ ــﺎﺑﻊ ﻋﺷ ــر اﻟﻣ ــﯾﻼدي‪ ،‬إﺿ ــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ أن اﻟﺑﺣ ــث ﯾﺳ ــﻌﻰ إﻟ ــﻰ اﺑ ــر از‬
‫ﻧـ‬
‫اﻟﺟواﻧب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ -١‬اﻟﺗﻌ ـ ــرف ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻫﻣﯾ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــدوﯾن اﻟﺗ ـ ــﺎرﯾﺧﻲ اﻟرﺳ ـ ــﻣﯾﺔ ﻋﻧـ ـ ـد اﻟﻣﻐ ـ ــول ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ــد‪.‬‬
‫‪ -٢‬اﻟﺗوﻗف ﻋﻧد ﻣﺷـﺎﻫﯾر اﻟﻣـؤرﺧﯾن اﻟرﺳـﻣﯾﯾن اﻟـذﯾن دوﻧـوا ﺣرﻛـﺔ اﻟﺗـﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻐـوﻟﻲ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻘرن اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر‪.‬‬

‫‪ -٣‬اﺑرز ﺟواﻧب ﺗطور ﻣؤﺳﺳﺔ ﻛﺗﺎب اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻷﺧﺑﺎر اﻟﺳرﯾﺔ‪.‬‬

‫‪١٠٦‬‬
‫ﺗﻣﻬﯾد‪:‬‬

‫دوﻟﺔ اﻟﻣﻐول اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻬﻧد ﻣن اﻟـدول اﻟﺗـﻲ ﺣرﺻـت ﻋﻠـﻰ ﺗـدوﯾن ﺗﺎرﯾﺧﻬـﺎ‬
‫وﻣ ــﺎ ﯾﺗﺻ ــل ﺑﺣﯾﺎﺗﻬ ــﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ واﻟﻌﺳ ــﻛرﯾﺔ واﻹدارﯾ ــﺔ واﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ ‪ ،‬وﻗ ــد‬
‫ﺗرﺟم ﻫذا اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻣﻧذ اﻟﺑداﯾﺎت اﻷوﻟـﻰ ﻟﺗﺄﺳـﯾس اﻹﻣﺑراطورﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻬﻧـد ﺳـﻧﺔ ‪ 933‬ﻫ ـ‬
‫‪1526/‬م ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟﻣﻠك ظﻬﯾـر اﻟـدﯾن ﻣﺣﻣـد ﺑـﺎﺑر‪ ،‬إذ دون ﺑﻧﻔﺳـﻪ ﺳـﯾرة ﺣﯾﺎﺗـﻪ واﻟﺗـﻲ‬
‫)‪(1‬‬
‫واﻟﺗـﻲ ﺟـﺎءت ﻓـﻲ ﻣﺟﻠـد ﺿـﺧم ‪ ،‬رﺻـد‬ ‫ﺳـﻣﺎﻫﺎ "ﺑـﺎﺑر ﻧﺎﻣـﻪ " ) ‪( nama Baber‬‬
‫ﻓﯾﻪ ﻛل ﺗﺣرﻛﺎﺗﻪ ﻣن ﻣوﻟدﻩ ﺣﺗﻰ ﺣرﺑﻪ وﻣﻌﺎرﻛـﻪ ﻋﻠـﻰ ارض آﺳـﯾﺎ اﻟوﺳـطﻰ وأﻓﻐﺎﻧﺳـﺗﺎن‬
‫واﻟﻬﻧد‪ ،‬وﺗﺄﺳﯾﺳﻪ ﻟﻣﻠك ﺟدﯾد ﻓﻲ ﺷﺑﻪ اﻟﻘـﺎرة اﻟﻬﻧدﯾـﺔ ‪ ،‬وﻋﻠـﻰ ﻫدﯾـﻪ ﺳـﺎر اﻟﻣﻠـك ﻫﻣـﺎﯾون‬
‫اﻟذي ﺣرص ﻫو اﻷﺧر ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﺳﺟل ﯾﺣﻣـل ﺳـﯾرة ﺣﯾﺎﺗـﻪ‪ ،‬ﻓﺟـﺎءت ﺑﻌﻧـوان"ﻫﻣـﺎﯾون‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ ،‬وﻛذﻟك اﻟﻣﻠك ﺟﻼل اﻟدﯾن اﻛﺑر ‪ ،‬اﻟـذي أﻣـر وزﯾـرﻩ‬ ‫ﻧﺎﻣﻪ" )‪( Humyan Nama‬‬
‫أﺑـﺎ اﻟﻔﺿـل اﻟﻧــﺎﻛوري ﺑوﺿـﻊ ﺳــﻔر ﺿـﺧم ﻓــﻲ ﺳـﯾرة ﺣﯾﺎﺗــﻪ وﺷـؤون دوﻟﺗــﻪ ‪ ،‬وﺣﻣـل اﺳــم‬
‫)‪( 3‬‬
‫وﻫﻛذا ‪ ،‬اﺳﺗﻣر ﻣﻠوك اﻟﻣﻐول ﻣن ﻋﻬد ﻣﻠك إﻟﻰ‬ ‫"اﻛﺑر ﻧﺎﻣﻪ " )‪( Akbar nama‬‬
‫ﻋﻬد ﻣﻠك آﺧر ﺣرﯾﺻون ﻋﻠﻰ ﺗوﺛﯾق ﺗﺎرﯾﺧﻬم وﺳﯾرة ﺣﯾﺎﺗﻬم وﺿﺑط ﺷؤون دوﻟﺗﻬم ﻓـﻲ‬
‫ﻣؤﻟﻔﺎت ﻛﺛﯾرة وﻛﺑﯾرة ‪.‬‬

‫وﻗد ﺷﻬد اﻟﻘرن اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر اﻟﻣﯾﻼدي ﻣن ﺣﯾﺎة دوﻟﺔ اﻟﻣﻐول اﻟﺣﺎﻓﻠـﺔ ﺑﺎﻟﻧﺷـﺎط‬
‫واﻟﺗطور ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻻزدﻫﺎر اﻟﻛﺑﯾر واﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺣرﻛﺔ اﻟﺗدوﯾن اﻟﺗـﺎرﯾﺧﻲ‪ ،‬ﻫـذﻩ اﻟﺣرﻛـﺔ‬
‫أﻓ ــرزت ﻋﺷـ ـرات اﻟﻣؤﻟﻔ ــﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾ ــﺔ ‪ ،‬واﻟﺗ ــﻲ ﻗﺎﻣ ــت ﻋﻠ ــﻰ رﺻ ــد دﻗﯾ ــق ﻟﻣﺳ ــﯾرة دوﻟ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻐــول اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻓــﻲ ﻋﺻــر اﻟﻣﻠــك ﺟﻬــﺎﻧﻛﯾر وﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن واوراﻧﺟزﯾــب ‪ ،‬إﻻ أن ﻫــذا‬

‫‪١٠٧‬‬
‫اﻻﻫﺗﻣ ــﺎم ﻗ ــد اﻧﺑﺛ ــق ﻋﻧ ــﻪ ﻣ ــﻧﻬﺞ ﺗ ــﺎرﯾﺧﻲ ﻣﻧﺣ ــﺎزا ﺑﺎﻟﻛﺎﻣ ــل ‪ ،‬إﻻ ﻣ ــﺎ ﻧ ــدر ‪ ،‬إﻟ ــﻰ ﺳ ــﻠطﺔ‬
‫اﻟﻣﻐول اﻟرﺳﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي أﺳﺑﻎ ﻋﻠـﻰ أﻏﻠـب اﻟﻣـؤرﺧﯾن اﻟﺻـﺑﻐﺔ اﻟرﺳـﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻓـﺄطﻠق‬
‫ﻋﻠﯾﻬم اﻟﻣـؤرﺧﯾن اﻟرﺳـﻣﯾون ﻓـﻲ ﺑـﻼد اﻟدوﻟـﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـﺔ‪ ،‬ﻓﺄﺑـﺎطرة ﻛـﺎﻧوا ﻓـﻲ ﻣﺳـﺗوى ﻋـﺎل‬
‫ﻣن اﻟﻔﻬم واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬم أﻛﺛر ﺗﺷدداً ودﻗﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﯾـﺎر اﻷﻧﺳـب واﻷﺟـدر‬
‫ﻋﻠــﻰ ﺗﺳــطﯾر ﺳــﯾرة ﺣﯾــﺎﺗﻬم وﺷــؤون دوﻟــﺗﻬم ‪ ،‬واﻷﻣــر اﻟﻣﻬــم أن أﺑــﺎطرة اﻟﻣﻐــول اﻧــدﻓﻌوا‬
‫ﺗﺟﺎﻩ ﺗﺄﺳﯾس دواﺋـر ﺧﺎﺻـﺔ ﺗﺳـﻌﻰ ﺑﺟـد وﻧﺷـﺎط إﻟـﻰ ﺗوﺛﯾـق ﺳـﯾرة أﻋﻣـﺎل اﻟدو ﻟـﺔ اﻟﯾوﻣﯾـﺔ‬
‫ﺑﻧﺷﺎطﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪،‬وﻟذﻟك‪ ،‬أﺳﺳوا ﻣﺎ ﯾﻌـرف "ﺑوﻗـﺎﺋﻊ ﻧـوﯾس" و "ﺳـواﻧﺢ ﻧﻛـر" أي ﻛﺗﺑـﺔ‬
‫وﺗﺣرﯾــر اﻟوﻗــﺎﺋﻊ واﻷﺧﺑــﺎر اﻟﻌﺎﻣــﺔ واﻟﺳ ـرﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺣــدث ﻓــﻲ ﯾوﻣﯾــﺎت اﻟدوﻟــﺔ وﻓــﻲ ﻛﺎﻓــﺔ‬
‫اﻷﻗﺎﻟﯾم ‪.‬‬

‫واﻟذي ﻧﻼﺣظﻪ ‪ ،‬أن ﻣﻌظم أوﻟﺋك اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟرﺳﻣﯾﯾن ‪ ،‬ﻣﺎ رﺳوا وظﯾﻔـﺔ "وﻗـﺎﺋﻊ‬
‫ﻧوﯾس" و "ﺳواﻧﺢ ﻧﻛر" وذﻟك ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺗـﻲ ﻛﺎﻧـت ﺧﺎﺿـﻌﺔ ﻟﺳـﻠطﺔ وﻫﯾﻣﻧـﺔ‬
‫دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد ‪ ،‬وﻫــﻲ اﻟﺗــﻲ ﻣﻧﺣــﺗﻬم اﻟﻘــدرة واﻟﻛﻔﺎﯾــﺔ واﻟﺧﺑ ـرة ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻛﺗﺎﺑـﺔ اﻟﺗـﺎرﯾﺦ وﺗﺣرﯾـر اﻷﺣـداث ﺑﺷـﻛل دﻗﯾـق وﻣوﺛـق ﻣـن ﻣﺻـﺎدرة اﻟﺣﯾـﺔ ‪ ،‬أﺿـف إﻟــﻰ‬
‫ذﻟك ‪ ،‬أﻧﻬم ﻛﺎﻧوا ﯾﺗﻘﻠﺑون ﻓﻲ ﻣﻧﺎﺻـب اﻟدوﻟـﺔ ‪ ،‬ﺳـواء ﻓـﻲ وﻻﯾـﺎت اﻷﻗـﺎﻟﯾم اﻟﻣﻧﺗﺷـرة ﻓـﻲ‬
‫أرﺟﺎء اﻟﻬﻧد ‪ ،‬أو ﻓﻲ ﻋﺎﺻﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ دﻟﻬﻲ واﻛرا ‪ ،‬وﺣﺗﻰ داﺧل اﻟﺑﻼط اﻟﻣﻠﻛـﻲ ﻧﻔﺳـﻪ ‪،‬‬
‫وﻛــﺎﻧوا ‪ ،‬إذا ﻣــﺎ ﺛﺑﺗــت ﻛﻔــﺎﯾﺗﻬم وﻣﻘــدرﺗﻬم اﻟﻌﺎﻟﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺗوﺛﯾــق اﻷﺧﺑــﺎر وﺿــﺑط اﻟﺗﻘــﺎرﯾر‬
‫اﻟﻣﻔﺻــﻠﺔ ‪ ،‬ﯾؤﻫﻠــون ﻟﻠــدﺧول ﻓــﻲ ﺧدﻣــﺔ اﻟــﺑﻼط اﻟﻣﻠﻛــﻲ ‪ ،‬وﯾﻌﯾﻧــون ﻓــﻲ وظــﺎﺋف ﻋﺎﻟﯾــﺔ‬
‫وﻣﺗﻘدﻣــﺔ ‪ .‬ﻛﺎﻟوﻻﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻷﻗــﺎﻟﯾم ‪ ،‬واﻟﻣﺷــرف ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻛﺗﺑــﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ ‪ ،‬واﻟﻣﺷــرف ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻧﻔﻘﺎت ‪ ،‬واﻟﻣﺷرف ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺳل ﺧﺎﻧﺔ ‪ ،‬وﻣﺷرف ﻋﻠﻰ دﯾوان اﻟﺧراج ‪ ،‬وﻓﻲ اﻷﻏﻠـب ‪،‬‬
‫وﺑﻌدﻣﺎ ﯾﻣروا ﺑﺳﻠﺳـﻠﺔ ﻣـن اﻟوظـﺎﺋف ‪ ،‬ﯾﺗﺟـﻪ ﻗـرار اﻟﻣﻠـك إﻟـﻰ ﺗﻌﯾﯾـﻧﻬم ﻣـؤرﺧﯾن رﺳـﻣﯾﯾن‬
‫ﻟﻠﺑﻼط اﻟﻣﻠﻛﻲ ‪.‬‬

‫‪١٠٨‬‬
‫طــور اﻟﻐــول ﻧظﺎﻣــﺎً ﻣﺗﻘﻧــﺎً وﻣﺣﻛﻣــﺎً ﻟﻠوﺻــول إﻟــﻰ ﻣﻌرﻓــﺔ أﺣ ـوال اﻟدوﻟــﺔ وأﺧﺑــﺎر‬
‫اﻟرﻋﯾــﺔ وﺗﺣرﻛــﺎت اﻟﻣﻧــﺎوﺋﯾن واﻷﻋــداء ‪ ،‬وﻗــد ﻛﺎﻧــت ﻣﻌظــم اﻟوﻗــﺎﺋﻊ واﻷﺧﺑــﺎر ﺗﺻــل إﻟــﻰ‬
‫ﺑﻼط اﻹﻣﺑراطورﯾﺔ ﻋﺑر اﻟﻘﻧوات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫‪١‬ـ وﻗﺎﺋﻊ ﻧوﯾس ‪ (Waqai Nawis ) ،‬ﻛﺗﺎب اﻟوﻗﺎﺋﻊ ‪.‬‬

‫‪ -٢‬ﺳواﻧﺢ ﻧﻛر ‪ ( Swanih – Nigar ) ،‬ﻣﺣرروا اﻷﺧﺑﺎر اﻟﺳرﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ -٣‬ﻫﺎرﻛﺎﻩ ‪ ( Harkaras ) ،‬أﺻﺣﺎب اﻟﺑرﯾد ‪.‬‬


‫)‪(4‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -٤‬ﺧﻔﯾﺔ ﻧوﯾس ‪ ( Khufia Nawis ) ،‬اﻟﺟواﺳﯾس واﻟﻌﯾون اﻟﺳرﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‬

‫ﻋ ــﯾن ﻛﺗ ــﺎب اﻟوﻗ ــﺎﺋﻊ وﻣﺣ ــرروا اﻷﺧﺑ ــﺎر اﻟﺳـ ـرﯾﺔ وأﺻ ــﺣﺎب اﻟﺑرﯾ ــد واﻟﻌﯾ ــون )‬
‫اﻟﺟواﺳــﯾس ( ﻓــﻲ اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻠﺣﻛــم اﻟﻣرﻛــزي ﻟدوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول ﻓــﻲ دﻟﻬــﻲ اواﻛ ـرا ‪،‬‬
‫وﯾﻛوﻧوا ﺑﺎﻟﻌـﺎدة ﺧـﺎرج ﺳـﻠطﺔ اﻟﺣـﺎﻛم اﻹداري ‪ ،‬ﺑـل ﻛﺛﯾـراً ﻣـﺎ ﯾﺿـﻌون اﻹﻣﺑراطورﯾـﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﺻورة ﺣرﻛﺎت اﻟوﻻة وﻧﺷﺎطﺎﺗﻬم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ واﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬وﯾﺗوزﻋون ﻓﻲ‬
‫اﻟوﻻﯾــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟدﺳ ــﺎﻛر واﻟﻘ ــرى ‪ ،‬ﻟﺗ ــدوﯾن ﻣﻌظــم اﻷﺣ ــداث ‪ ،‬ﺻ ــﻐﯾرة ﻛﺎﻧ ــت أم ﻛﺑﯾـ ـرة ‪،‬‬
‫وﺟرت اﻟﻌﺎدة ﻋﻧد ﻫؤﻻء أن ﯾزودوا اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﺑﺎﻷﺧﺑﺎر واﻟﺗﻘﺎرﯾر ﻛـل ﯾـوم ﻣـرﺗﯾن ‪ ،‬ﻓﻔـﻲ‬
‫اﻟﻣﺳــﺎء ﯾرﺳــﻠون وﻗــﺎﺋﻊ وأﺣــداث اﻟﯾــوم ‪ ،‬وﻓــﻲ اﻟﺻــﺑﺎح ﯾرﺳــﻠون أﺣــداث اﻟﻠﯾــل ‪ ،‬وذﻟــك‬
‫)‪(5‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺑواﺳطﺔ اﻟـ " ﻫﺎرﻛﺎرﻩ " أﺻﺣﺎب اﻟﺑرﯾد‬

‫ﯾﺑــدو أن اﻫﺗﻣــﺎم اﻟﻣﻐــول ﺑﻣﺛــل ﻫــذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت ﺗ ـزاﻣن ﻣــﻊ ﺗﺄﺳــﯾس دوﻟــﺗﻬم ﻓــﻲ‬
‫ﺷﺑﺔ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧدﯾﺔ )اﻟﻬﻧد ‪ ،‬ﺑﺎﻛﺳﺗﺎن ‪ ،‬ﺑﻧﻐﻼدش ‪ ،‬وﻛﺷﻣﯾر ( ﻓﻲ ﻣطﻠﻊ اﻟﻘرن اﻟﺳـﺎدس‬
‫ﻋﺷر اﻟﻣﯾﻼدي ‪ ،‬ﻟﻛﻧﻬﺎ أﺧذت ﺷﻛﻼً أﻛﺛر دﻗﺔ واﻧﺿﺑﺎطﺎً وﺗطوراً ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻣﻠك ﺟﻼل‬
‫اﻟدﯾن اﻛﺑر‪ ،‬وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ أواﻣرﻩ ‪ ،‬اﺻدر ﻣرﺳوﻣﺎً ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟراﺑﻊ واﻟﻌﺷرﯾن ﻣن ﺟﻠوﺳﻪ‬
‫‪١٠٩‬‬
‫ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌ ــرش واﻟ ــذي ﯾﺻ ــﺎدف ﺳ ــﻧﺔ ‪ 988‬ﻫ ـ ـ ‪1590 /‬م ‪ ،‬ﺑﺗﻌﯾ ــﯾن أﺻ ــﺣﺎب دواوﯾ ــن‬
‫رﺳــﻣﯾﯾن ﻓــﻲ ﻛــل اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻠدوﻟــﺔ ‪ ،‬ﻛــﺎن ﻣــﻧﻬم ‪ ،‬داﺋ ـرة " وﻗــﺎﺋﻊ ﻧــوﯾس " ﻛﺗﺑــﺔ‬
‫اﻟوﻗــﺎﺋﻊ اﻟرﺳ ــﻣﯾون )‪ ، (6‬ﺛــم أﻋ ــﺎد اﻟﻣﻠــك ﺟ ــﻼل اﻟــدﯾن اﻛﺑ ــر ﺗﻧظــﯾم ﻗﺳ ــم اﻻﺳ ــﺗﺧﺑﺎرات‬
‫وﺗدوﯾن اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻟﻠﻌﻣل ﺑﻧﺷﺎط وﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﻛﺑﯾـرﺗﯾن ‪ ،‬ﻓطـور ﻣؤﺳﺳـﺔ " وﻗـﺎﺋﻊ ﻧـوﯾس " ووﻓﻘـﺎً‬
‫ﻟرواﯾــﺔ اﻟﻣــؤرخ أﺑــو اﻟﻔﺿــل اﻟﻧــﺎﻛوري ﻓــﻲ ﻛﺗﺎﺑــﻪ " آﯾــن اﻛﺑــري " ﻓﻘــد ﻋــﯾن اﻟﻣﻠــك أﻛﺑــر‬
‫أرﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﻣوظﻔﺎً ﻓﻲ ﻗﺳم " وﻗﺎﺋﻊ ﻧوﯾس " اﺛﻧﺎن ﻣﻧﻬم ﯾﻌﻣﻠـون ﯾوﻣﯾـﺎً ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗـب ‪،‬‬
‫ﯾﻘوﻣون ﺑﺗدوﯾن ﻛل ﻣﺎ ﯾﺻدر ﻋن اﻹﻣﺑراطور ﻣن ﺗﺣرﻛﺎت ‪ .‬وﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻠﻘﺎﻩ اﻟﻣﻠك ﻣـن‬
‫أﺧﺑﺎر ﻣن رؤﺳﺎء اﻷﻗﺳﺎم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻹﻣﺑراطورﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾﻘوﻣـون ﺑﺗﺛﺑﯾـت ذﻟـك ﻓـﻲ‬
‫ﺳ ــﺟﻼت ﺧﺎﺻ ــﺔ أﻋ ــدت ﻟﻬ ــذا اﻟﻐ ــرض ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ ﯾﻘوﻣ ــون ﺑﺗ ــدوﯾن ﻧﺷ ــﺎطﺎت اﻹﻣﺑراط ــور‬
‫اﻻﻋﺗﯾﺎدﯾ ــﺔ ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺗﻌﯾﯾﻧ ــﺎت ﻓ ــﻲ اﻟﻣﻧﺎﺻ ــب اﻟﻌﻠﯾ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟدوﻟ ــﺔ ‪ ،‬اﻟﺗﻔﺗ ــﯾش اﻟرﺳ ــﻣﻲ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟﺟﯾش ‪ ،‬ﻣﻧﺢ اﻷراﺿﻲ اﻟزراﻋﯾـﺔ واﻻﻗطﺎﻋـﺎت ‪ ،‬وﻋﻘـد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋـﺎت اﻟﺧﺎﺻـﺔ واﻟﻌﺎﻣـﺔ‬
‫‪ ،‬ﺧﻔــض أو زﯾــﺎدة اﻟرﺳــوم واﻟﺿ ـراﺋب ‪ ،‬ﺗوﺛﯾــق اﻟﻌﻘــود اﻟﺗﺟﺎرﯾــﺔ واﻟﺑﯾــﻊ ‪ ،‬وﻧﻘــل اﻷﻣ ـوال‬
‫وﻛــذﻟك وﺻــول وﻣﻐــﺎدرة رﺟــﺎﻻت اﻟﺣﺎﺷــﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ ) ‪ ، ( Courtiers‬ﺗﻔﺻــﯾﻼت‬
‫إﺣداﺛﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎرك‪ ،‬اﻻﻧﺗﺻـﺎرات واﻟﻣﻬﺎدﻧـﺎت وﻣﻌﺎﻫـدات اﻟﺳـﻼم ‪ ،‬وﻣﺣﺎﺻـﯾل اﻟزراﻋﯾـﺔ‬
‫) ‪(7‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﺳﻧوﯾﺔ‬

‫ﻛﻣﺎ ﻧﻼﺣظ ‪ ،‬أن اﻟﻣﻠك ﻧور اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد ﺟﻬﺎﻧﻛﯾر ‪ ،‬ﺳﻌﻰ إﻟـﻰ ﺗطـوﯾر ﻣؤﺳﺳـﺔ‬
‫ﺗﺣرﯾر اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻷﺧﺑﺎر ‪ ،‬ﻓﻘﺎم ﺑﺗﻌﯾﯾن " وﻗﺎﺋﻊ ﻧـوﯾس " ﻓـﻲ ﻛـل وﻻﯾـﺔ ﻣـن وﻻﯾـﺎت اﻟدوﻟـﺔ‬
‫اﻟﻣﻐوﻟﯾــﺔ )‪ ، (8‬وﻛــذﻟك ‪ ،‬ﻓﻌــل اﻟﻣﻠــك ﺷــﻬﺎب اﻟــدﯾن ﻣﺣﻣــد ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن اﻟــذي طــور ﻫ ــو‬
‫اﻷﺧر ﺗﻠك اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ‪ ،‬واﺳﺗﺣدث ﻗﺳﻣﺎً ﺟدﯾداً ﯾﺳﻣﻰ " ﺳواﻧﺢ ﻧوﯾس " أي ﻛﺗﺑﺔ اﻟوﻗـﺎﺋﻊ‬
‫اﻟﺳرﯾﺔ ‪ ،‬وﻫم ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻛُﺗﺎب ﺳـرﯾﯾن ﯾﻘوﻣـون ﺑﻧﻘـل اﻷﺧﺑـﺎر وﺗﻔﺻـﯾل اﻷﺣـداث داﺧـل‬
‫اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻠدوﻟــﺔ ‪ ،‬أﻣــﺎ اﻟﻣﻠــك ﻣﺣــﻲ اﻟــدﯾن ﻣﺣﻣــد اوراﻧﺟزﯾــب ‪ ،‬ﻓﻘــد ﻛﺎﻧــت ﻓــﻲ‬
‫ﻋﻬ ــدﻩ ﻣؤﺳﺳ ــﺔ " وﻗ ــﺎﺋﻊ ﻧ ــوﯾس " و " ﺳـ ـواﻧﺞ ﻧﻛ ــر ﻧ ــوﯾس " ﻣﺗط ــورة أﻛﺛ ــر ﻣ ــن ﻋﻬ ــود‬

‫‪١١٠‬‬
‫أﺳﻼﻓﻪ ‪ ،‬إذ ﻛﺎﻧت ﺗﻘوم ﺑﻣﻬﺎم ﻛﺛﯾرة وﻋظﯾﻣﺔ ‪ ،‬ﻏطت ﺳﺎﺋر أﻧﺣﺎء وﻻﯾﺎت اﻟﻬﻧد اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ‬
‫)‪(9‬‬
‫‪ .‬ﺣﯾث اﻧﺗﺷـر ﻛﺗـﺎب اﻟوﻗـﺎﺋﻊ ﻓـﻲ ﻣﺧﺗﻠـف ﻣﻧـﺎطق‬ ‫إﺣدى وﻋﺷرون وﻻﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺻرﻩ‬
‫ووظﺎﺋﻔﻬـﺎ ‪ ،‬ﻓﺎﻧﺗﺷـروا ﻓـﻲ اﻷﻗـﺎﻟﯾم واﻟدﺳـﺎﻛر واﻟﻘـرى واﻟﻣﺣـﺎل واﻟﻣـواﻧﺊ واﻟﺟـﯾش واﻟﻘــﻼع‬
‫)‪(10‬‬
‫‪ ،‬أﻣــﺎ‬ ‫وﺑـﻼط اﻷﻣـراء وﻗﺻـور اﻟﻧــﺑﻼء وﻗﺻـر اﻟﺣـرﯾم وﻓـﻲ ﺑﻘﯾــﺔ اﻟـدواوﯾن اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ‬
‫ﺗﻌﯾــﯾن ﻛﺗــﺎب اﻟوﻗــﺎﺋﻊ " وﻗــﺎﺋﻊ ﻧــوﯾس " ﻓﻛــﺎن ﯾــﺗم ﻋــﺎدة ﺑــﺄﻣر ﻣــن اﻹﻣﺑراطــور ﻣﺑﺎﺷ ـرة ‪،‬‬
‫وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﺻدار ﺳﻧد ﻣﻠﻛﻲ واﻟذي ﯾﺣﻣل ﺗوﻗﯾﻊ اﻟوزﯾر ‪ ،‬ﺑﻌدﻫﺎ ﯾﻣﻧﺢ اﻟﻛﺎﺗـب‬
‫ﻣﻧﺻــﺑﺎً رﺳــﻣﯾﺎً ﻓــﻲ اﻟدوﻟــﺔ وﯾــدﺧل ﺿــﻣن ﻣــﺎ ﯾﻌــرف ﻋﻧــد دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول ﺑ ـ " ﻣﻧﺻــﺑدار "‬
‫)‪ (11‬وﻗــد اﻫﺗﻣــت دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول اﻫﺗﻣﺎﻣــﺎً ﺑﺎﻟﻐــﺎً ﻓــﻲ اﻟﺗﻘــﺎرﯾر اﻟﺗــﻲ ﻛﺎﻧــت ﺗرﺳــل ﻣــن ﻗﺑــل‬
‫ﻛﺗــﺎب اﻟوﻗــﺎﺋﻊ ﻣــن ﻣﺧﺗﻠــف اﻟوﻻﯾــﺎت واﻷﻗــﺎﻟﯾم ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ أن اﻟﻣﻠــك ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن ﻛــﺎن ﯾــذﻫب‬
‫إﻟـﻰ اﻻﺟﺗﻣـﺎع ﺑﻬـم ﻓـﻲ اﻟــدﯾوان اﻟﺧـﺎص ‪ ،‬أﻣـﺎ اوراﻧﺟزﯾـب ﻓﻛــﺎن ﻓـﻲ ﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻷﺣﯾــﺎن‬
‫ﯾﺳــﺗﻣﻊ إﻟــﻰ اﻟﺗﻘــﺎرﯾر واﻷﺧﺑــﺎر وﻫــو داﺧــل " اﻟﻐﺳــل ﺧﺎﻧــﻪ " اﻟﺣﻣــﺎم اﻟﻣﻠﻛــﻲ اﻟﺧــﺎص ‪،‬‬
‫)‪(12‬‬
‫‪.‬‬ ‫وﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻘرأ اﻟﺗﻘﺎرﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠك ﻛل ﻟﯾﻠﺔ ﺑواﺳطﺔ إﺣدى اﻟﻧﺳﺎء‬

‫وﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺳﺗﻌرض أﺳﻣﺎء اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟرﺳﻣﯾﯾن واﻟذﯾن ﻓﻲ ﻣﻌظﻣﻬـم ﻣﺎرﺳـوا ﻣﻬﻧـﺔ‬


‫أو وظﯾﻔــﺔ " وﻗــﺎﺋﻊ ﻧــوﯾس " ﻓــﻲ دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول ‪ ،‬ﻧﻼﺣــظ ‪ ،‬أﻧﻬــم ﻛــﺎﻧوا ﯾﺗﻣﺗﻌــون ﺑﻘــدرات‬
‫ﻋﻠﻣﯾــﺔ ﻋﺎﻟﯾــﺔ ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ﻣﻬــﺎراﺗﻬم وﻛﻔــﺎءاﺗﻬم اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ واﻹدارﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ اﻛﺗﺳــﺑوﻫﺎ‬
‫ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘﻠدﻫم ﻟﻣﻧﺎﺻب ﻋﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ‪،‬ﻓﻧﺟد ﻣﻧﻬم اﻟﺷﻌراء واﻷدﺑﺎء وﻛﺗﺑﺔ اﻹﻧﺷﺎء‬
‫واﻟﻔﻘﻬــﺎء ﻓــﻲ ﺑﻌــض اﻷﺣﯾــﺎن ‪ ،‬وﻟــذﻟك ‪،‬ﻧﺟــد ﻣــن أﺳــﻣﺎء ﻣــؤرﺧﻲ اﻟــﺑﻼط اﻟرﺳــﻣﯾﯾن ﻣــﺎ‬
‫ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣرﻣوﻗﺔ ﻛﺎﻷﻟﻘﺎب اﻟﺗـﻲ ﺣﻣﻠوﻫـﺎ ‪ ،‬ﻣﺛـل ﻧـواب ‪ ،‬ﻣﯾـرزا ‪،‬‬
‫ﺧواﺟـﺔ ‪ ،‬ﻣﯾـر ‪ ،‬اﻟﺷـﯾﺦ واﻟﺣﻛـﯾم ‪ ،‬وﻛﻠﻬـﺎ ﺗﺷـﯾر ﺑﺷـﻛل واﺿـﺢ إﻟـﻰ أن ﻫـؤﻻء إﻧﻣـﺎ ﻛـﺎﻧوا‬
‫ﺑﻣﺳﺗوى ﻋﻠﻣﻲ رﻓﯾﻊ ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ دﻓﻊ ﺑﻣﻠوك اﻟﻣﻐول إﻟﻰ رﻋﺎﯾﺗﻬم واﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻬـم وﺗﻘﻠﯾـدﻫم‬
‫وظﺎﺋف ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ‪.‬‬

‫‪١١١‬‬
‫ﻋﻠﻰ أن اﻟﺗطور اﻟذي ﺷﻬدﺗﻪ ﻣؤﺳﺳﺔ ﻛﺗﺎب اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺧض ﻋﻧﻬﺎ ظﻬور‬
‫ﻣؤرﺧﯾن رﺳﻣﯾﯾن ﻟﻠدوﻟﺔ وذﻟك ﻓﻲ ﻋﺻر اﻟﻣﻠك ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن واﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾب )‪1627‬م‬
‫– ‪1707‬م( ‪ ،‬ﻛﺎن وراء ﺗﺟﻣﻊ ﻫﺎﺋل وﻛﺑﯾر ﺟداً ﻟﻌدد اﻟوﺛـﺎﺋق واﻟﺗﻘـﺎرﯾر ‪ ،‬ﺳـواء أﻛﺎﻧـت‬
‫ﺗﻬـﺗم ﺑـﺄﻣور اﻟﻬﺎﻣــﺔ أو اﻟﺗـﻲ ﺗﻘــل ﻋﻧﻬـﺎ أﻫﻣﯾـﺔ وذﻟــك ﺑﺷـﻛل اﻋﺗﯾــﺎدي ﻟﺗﺻـﺑﺢ ﻣـن أوراق‬
‫)‪(13‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﺑﻼط اﻟرﺳﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ أﺣﺗﻔظ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ أرﺷﯾف اﻟﺑﻼط اﻟﻣﻐوﻟﻲ‬

‫ﺗﺗﺟﻪ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟرﺳﻣﯾﯾن اﻟذﯾن ظﻬروا ﻓـﻲ اﻟﻘـرن‬
‫اﻟﺳـﺎﺑﻊ ﻋﺷـر اﻟﻣـﯾﻼدي ﻓـﻲ ﻋﺻـر دوﻟـﺔ اﻟﻣﻐــول اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن ﻓـﻲ اﻟﻬﻧـد وﻫـﻲ اﻟﻔﺗـرة اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗﺑدأ ﻣن )‪1014‬ﻫـ ‪1605 -‬م وﺣﺗـﻰ ‪1118‬ﻫ ـ ‪1707 -‬م ( واﻟﺗـﻲ ﺗﺷـﻣل ﻋﻬـد ﺛﻼﺛـﺔ‬
‫ﻣــن أﺑــﺎطرة اﻟﻣﻐــول ‪ ،‬ﻧــور اﻟــدﯾن ﻣﺣﻣــد ﺟﻬــﺎﻧﻛﯾر ‪ ،‬وﺷــﻬﺎب اﻟــدﯾن ﻣﺣﻣــد ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن ‪،‬‬
‫وﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد اوراﻧﺟزﯾب ‪.‬‬

‫ﻣﻌﺘﻤﺪ ﺧﺎﻥ ‪:‬‬

‫اﻷﻣﯾـر ﻣﺣﻣــد ﺷـرﯾف ﺑــن دوﺳــت ﻣﺣﻣـد اﻹﯾراﻧــﻲ ‪ ،‬اﻟﺷــﻬﯾر ﺑﻣﻌﺗﻣـد ﺧــﺎن ‪ ،‬ﻣــن‬
‫اﻟرﺟـﺎل اﻟﻣﻌــروﻓﯾن ﺑﺎﻟﺗــﺎرﯾﺦ واﻟﺳــﯾر واﻷﻧﺳــﺎب ‪ ،‬ﻗـدم اﻟﻬﻧــد وﺗﻘــرب إﻟــﻰ اﻟﻣﻠــك اﻟﻣﻐــوﻟﻲ‬
‫ﺟﻬﺎﻧﻛﯾر ﺑن اﻛﺑر ﺻﺎر ﻣن ﻧدﻣﺎﺋﻪ ‪ ،‬وﻟﺛﻘﺗﻪ اﻟﻛﺑﯾرة ﺑﻪ اﻋﺗﺎد ﻣﻠك اﻟﻣﻐول ﻋﻠﻰ ادﺧﺎﻟـﻪ‬
‫ﻣﻧزﻟــﻪ اﻟﺧــﺎص)‪، (14‬وظــل ﯾﺗرﻗــﻰ ﻓــﻲ اﻟﻣﻧﺎﺻــب ﺣﺗــﻰ ﻋﯾﻧــﻪ ﺟﻬــﺎﻧﻛﯾر ‪ ،‬ﻣﺷــرﻓﺎً ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻧﻔﻘﺎت اﻟدوﻟـﺔ ) ‪ ( Bakhshi paymaster‬وﻗـد ﻋﺎﺻـر ﻫـذا اﻟﻣـؤرخ اﻷﺣـداث اﻟﺳـﯾﺋﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﻋﺻﻔت داﺧل اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﻗﺎدﻫﺎ اﻟﻣﻠك ﺟﻬﺎﻧﻛﯾر ﺿد وﻟدﻩ ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن‬
‫‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﺛورة اﻟﺗﻲ ﺗزﻋﻣﻬﺎ اﻷﺧﯾر ﺿد واﻟدﻩ ﻣن اﺟل اﻟوﺻول ﻋﻠـﻰ اﻟﺳـﻠطﺔ ‪ .‬وذﻟـك‬
‫ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﯾﺔ اﻟﺻراﻋﺎت اﻟﺣﺎدة اﻟﺗـﻲ ﻧﺷـﺑت ﺣـول ﺧﻼﻓﺗـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟﻌـرش ‪ ،‬ﺣﯾـث ﺗزﻋﻣـت‬
‫زوﺟﺔ اﻟﻣﻠك " ﻧورﺟﻬﺎن " اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﻠﯾد اﻷﻣﯾـر ﺳـﻠﯾم )ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن ( وﻻﯾـﺔ اﻟﻌـرش‬

‫‪١١٢‬‬
‫‪ ،‬وﯾ ــروي اﻟﻣ ــؤرخ ﻣﻌﺗﻣ ــد ﺧ ــﺎن اﻧ ــﻪ ﻛ ــﺎن ﺷ ــﺎﻫد ﻋﯾ ــﺎن ﺣﯾﻧﻣ ــﺎ ﺗ ــم اﻟﻘ ــﺑض ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﻠ ــك‬
‫ﺟﻬــﺎﻧﻛﯾر ﻓــﻲ اﻟﻣﻌﺳــﻛر اﻟﻣﻠﻛــﻲ ‪ ،‬اﻟــذي ﻓــﺎوض ﻣــن اﺟــل إطــﻼق ﺳ ـراﺣﻪ ‪ ،‬إﻻ أن ﻟــم‬
‫ﯾوﻓق ﻓﻲ ﻫـذا اﻟﻣﺳـﻌﻰ ‪ .‬وﻟـذﻟك ﺟـﺎء ﻣؤﻟﻔـﻪ " إﻗﺑـﺎل ﻧﺎﻣـﻪ " ) ‪ ( Iqbal Nama‬ﺣـﺎﻓﻼ‬
‫)‪(15‬‬
‫‪،‬‬ ‫ﺑﺎﻷﺣداث اﻟﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺷﺎﻫدﻫﺎ ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻗد أﻛﻣل ﺗﺄﻟﯾﻔﻪ ﻟﻠﻛﺗـﺎب ﺑﻌـد وﻓـﺎة ﺟﻬـﺎﻧﻛﯾر‬
‫)‪(16‬‬
‫‪.‬‬ ‫ورﺑﻣﺎ ﯾﻛون ذﻟك ﺑﻌد ﻋﺎم ‪ 1037‬ﻫ ـ ‪ 1632 /‬م‬

‫ﺗــم ﻧﺷــر وﺗرﺟﻣــﺔ اﻟﻛﺗــﺎب ﺑﺎﻟﻠﻐــﺔ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾــﺔ ﻣــن اﻷﺻــل اﻟﻔﺎرﺳــﻲ ﻋﻠــﻰ ﯾــد ﻋﺑــد‬
‫اﻟﺣـﻲ واﺣﻣـد ﻋﻠـﻲ ﺗﺣـت اﺷـراف اﻟﻣﯾﺟـور و ‪ .‬ن ‪ .‬ﻟﯾـز ) ‪ ( W . N . Lees‬وذﻟـك‬
‫ﻓــﻲ اﻟﻣﺟﻣــﻊ اﻟﺑﻧﻐــﺎﻟﻲ اﻷﺳــﯾوي ﻓــﻲ ﻛﻠﻛﺗــﺎ ‪ ،‬واﻟــذي ﺻــدر ﺿــﻣن ﺳﻠﺳــﻠﺔ ﻗﺎﺋﻣــﺔ اﻟﻛﺗــب‬
‫)‪(17‬‬
‫‪ ،‬أﻣـﺎ اﻟﺟـزء اﻟﻣﺗﻌﻠـق ﺑﺎﻟﻣﻠﻛـﺔ‬ ‫اﻟﻬﻧدﯾـﺔ ) ‪ ( Bibliotheca Indica‬ﺳـﻧﺔ ‪ 1865‬م‬
‫ﻧورﺟﻬﺎن واﻹﺣداث اﻟﺗﻲ ﻗﺎدﺗﻬﺎ ﻣن اﺟـل إﻗﺻـﺎء ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن ﻋـن اﻟﻌـرش واﻟﺗـﻲ ظﻬـرت‬
‫ﻓﻲ اﻷرﺑﻊ ﺳﻧوات اﻷﺧﯾـرة ﻣـن ﻋﺻـر ﺟﻬـﺎﻧﻛﯾر ‪ ،‬ﻓﻘـد ﺗـم ﺗرﺟﻣﺗـﻪ إﻟـﻰ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫)‪(18‬‬
‫‪ ،‬وﻗ ــد ﺗ ــوﻓﻲ اﻟﻣ ــؤرخ ﻣﻌﺗﻣ ــد ﺧـ ــﺎن‬ ‫ﯾ ــد اﻟﻣﺳﺗﺷ ــرق اﻻﻧﺟﻠﯾ ــزي اﻟﯾ ــوت ) ‪( Elliot‬‬
‫اﻹﯾراﻧﻲ ﺳﻧﺔ ‪١٠٤٩‬ﻫـ‪١٦٣٩/‬م) ‪.(19‬‬

‫ﻧﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﺧﺎﻥ ‪:‬‬

‫ﻣﻬـﺔ اﷲ ﺧـ ــﺎن ﺑـ ــن ﺧواﺟـ ــﻪ ﺣﺑﯾـ ــب اﷲ اﻟﻬـ ــروي ‪ ،‬ﻣﻣـ ــن ﺗﻣـ ــر ّ س ﻓـ ــﻲ اﻹدارة‬
‫ﻣـ ـ‬
‫)‪(20‬‬
‫‪ ،‬ﻓﻘــد ﻋﻣــل ﻫــذا اﻟﻣــؤرخ وﻟﻣــدة ﺛﻼﺛــﯾن ﺳــﻧﺔ ﻓــﻲ ﻗﺳــم‬ ‫واﻟﺳﯾﺎﺳــﺔ ﻓــﻲ ﺑــﻼط اﻟﻣﻐــول‬
‫اﻟﺧﺎﻟﺻﺔ ﻓـﻲ ﺑـﻼط اﻟﻣﻠـك ﺟـﻼل اﻟـدﯾن اﻛﺑـر ‪ ،‬ﺛـم اﺣﺗـل ﻣﻧﺻـب " وﻗـﺎﺋﻊ ﻧـوﯾس " ﻣـدة‬
‫إﺣدى ﻋﺷرة ﺳﻧﺔ ﻓـﻲ ﺑـﻼط اﻟﻣﻠـك ﺟﻬـﺎﻧﻛﯾر ‪ ،‬وﻗـد اﺷـﺗﻐل ﻗﺑـل ذﻟـك ﺳـﻧﺔ ‪ 1004‬ﻫـ ـ ‪/‬‬
‫‪ 1595‬م ‪ ،‬ﻣﺷرﻓﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺷﺎﻫﺎﻧﯾﺔ )اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ( واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧـت ﺗـدار ﻣـن ﻗﺑـل اﻻﻣﯾـر‬
‫)‪(21‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺧﺎن ﺧﺎﻧﺎن اﻟﺟﻬﺎﻧﻛﯾري‬

‫‪١١٣‬‬
‫ﺑــدأ ﻧﻌﻣــﺔ اﷲ ﺧــﺎن ﺑﺗــﺄﻟﯾف ﺗﺎرﯾﺧــﻪ اﻟﻣﻌــروف ﺑـ ـ " اﻟﻣﺧــﺎزن اﻷﻓﻐﺎﻧﯾــﺔ " ﻓــﻲ) ‪ 13‬ﺷــﺑﺎط‬
‫‪ 1612‬م ( وذﻟـ ــك ﻓـ ــﻲ ﻣﺣﻠـ ــﺔ ﻣﺎﻟـ ــك ﺑـ ــور ﻣـ ــن وﻻﯾـ ــﺔ ﺑﯾ ـ ـرار ) ‪ ، ( Berar‬وﻫـ ــو ﻣـ ــن‬
‫اﻟﻣؤﻟﻔــﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ اﻋﺗﻧــت ﺑﺗــﺎرﯾﺦ اﻷﻓﻐــﺎن اﻟــذﯾن ﺣﻛﻣ ـوا اﻟﻬﻧــد وﺳــﯾطروا ﻋﻠﯾﻬــﺎ‬
‫ﻟﻔﺗ ـرات طوﯾﻠ ــﺔ ‪ ،‬وﺳ ــﺎﻫﻣوا ﻓ ـﻲ ﻧﺷ ــر اﻟﺛﻘﺎﻓ ــﺔ اﻹﺳ ــﻼﻣﯾﺔ ﻣﺳــﺎﻫﻣﺔ ﻛﺑﯾـ ـرة ‪ ،‬وﻗ ــد ﺟ ــﺎءت‬
‫ﻓﺻول اﻟﻛﺗﺎب اﻷرﺑﻌﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻣﻌﻧﯾـﺔ ﺑﺗـﺎرﯾﺦ ﺗﻠـك اﻷﺳـر اﻷﻓﻐﺎﻧﯾـﺔ ‪ ،‬ﻛﺎﻷﺳـرة اﻟﻠودﯾـﺔ )‬
‫‪ 885‬ﻫ ـ ‪ 1451 -‬م ‪ 390/‬ﻫ ـ ‪ 1526 -‬م ( واﻷﺳرة اﻟﺳـورﯾﺔ ) آل ﺳـور ‪( Sur ،‬‬
‫)‪ 946‬ﻫ ـ ـ ـ ‪ 1539 -‬م ‪ 962 /‬ﻫ ـ ـ ـ ‪ 1554 -‬م (‪ ،‬أﻣـ ــﺎ اﻟﻔﺻـ ــل اﻟﺧـ ــﺎﻣس واﻟﻔﺻـ ــل‬
‫اﻟﺳﺎدس ﻓﺧﺻﺻـﻬﺎ ﻟﻠﺣـدﯾث ﻋـن اﻷﻣﯾـر ﺧـﺎن ﺟﻬـﺎن اﺣـد اﺑـرز أﻣـراء اﻟدوﻟـﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـﺔ‬
‫)‪(22‬‬
‫‪ ،‬ﺗرﺟم اﻟﻛﺗﺎب إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﺑﻌﻧوان " ﺗـﺎرﯾﺦ اﻻﻓﻐـﺎن ‪History of‬‬ ‫اﻟﻛﺑﺎر‬
‫‪ " Afghans‬ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟﻣﺳﺗﺷرق اﻻﻧﺟﻠﯾزي ﺑﯾرن ﻫﺎرد ) ‪ ، ( Bern Hard‬وﺟﺎء ﻓﻲ‬
‫‪Oriental‬‬ ‫ﺟ ـ ـزأﯾن ‪ ،‬وﻧﺷـ ــر ﻓـ ــﻲ ﻟﻧـ ــدن ﺑواﺳ ـ ـطﺔ ﻣرﻛـ ــز اﻟﺗرﺟﻣـ ــﺎت اﻟﺷـ ــرﻗﯾﺔ ‪) ،‬‬
‫‪ ( Translation‬ﺳـ ــﻧﺔ ‪ ١٨٢٩‬م وﺳـ ــﻧﺔ ‪ 1836‬م ‪ ،‬وﺗـ ــرﺟم أﯾﺿـ ــﺎً ﻓـ ــﻲ‬ ‫‪Funds‬‬
‫)‪(23‬‬
‫‪ ،‬وﻗ ــد ﻓ ــرغ ﻧﻌﻣ ــﺔ اﷲ ﻣ ــن ﺗﺻ ــﻧﯾف اﻟﻛﺗ ــﺎب ﺳ ــﻧﺔ‬ ‫ﻣﺟﻣوﻋ ــﺎت اﻟﯾ ــوت ) ‪( Elliot‬‬
‫)‪( 24‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 1020‬ﻫ ـ ‪ 1611 /‬م‬

‫ﻣﻔﺿل ﺧﺎن ‪:‬‬

‫ﺳ ــﯾد ﻣﻔﺿ ــل ﺧ ــﺎن ﻣ ــن اﻟﻣ ــؤرﺧﯾن اﻟرﺳ ــﻣﯾﯾن اﻟ ــذﯾن ظﻬ ــروا ﻓ ــﻲ ﺑ ــﻼط اﻟدوﻟ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻐوﻟﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﻋﺻـ ــر اﻟﻣﻠـ ــك اوراﻧﺟزﯾـ ــب ‪ ،‬ﻓـ ــﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧـ ــب اﻫﺗﻣﺎﻣﺎﺗـ ــﻪ ﺑﺗـ ــدوﯾن اﻟوﻗـ ــﺎﺋﻊ‬
‫وﺗﺳــﺟﯾﻠﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻘــد ﺣــرص ﻋﻠــﻰ ﺗــﺄﻟﯾف ﻛﺗــﺎب ﻓــﻲ اﻟﺗــﺎرﯾﺦ ‪ ،‬اﺳــﻣﺎﻩ " ﺗــﺎرﯾﺦ ﻣﻔﺻــﻠﻲ " ‪،‬‬
‫اﺑﺗدأ ﺑﻪ ﻣﻧذ اﻟﺧﻠﯾﻘﺔ ﺣﺗﻰ ﺳﻧﺔ ) ‪ 1077‬ﻫ ـ ‪ 1666 /‬م ( إﻻ أﻧﻪ ﻏطﻰ اﻟﻌﺷر ﺳﻧوات‬
‫)‪(25‬‬
‫‪ ،‬وﻗد اﻧﻘﺳم ﻋﻣﻠﻪ إﻟﻰ ﺳﺑﻊ ﻣﻘﺎﻻت ‪،‬‬ ‫اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻋﻬد اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾب ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‬
‫ﺧﺻﺻت اﻟﻣﻘﺎﻻت اﻟﺳﺎدﺳﺔ واﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺳﻼم ﻓـﻲ اﻟﻬﻧـد ‪ ،‬ﺑﻣـﺎ ﻓـﻲ‬

‫‪١١٤‬‬
‫ذﻟك اﻟﻣﻐول اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن )‪ ،(26‬وﯾُﻌد ﻫذا اﻟﻌﻣل ﻣن اﻟﻣؤﻟﻔﺎت اﻟﻘﯾﻣـﺔ ﺑﻣﺎدﺗـﻪ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾـﺔ إذ‬
‫)‪(27‬‬
‫‪.‬‬ ‫زاد ﻋﻠﻰ اﻻﻟف ﺻﻔﺣﺔ‬

‫ﻣﯾرزا ﻛﺎﻣﻘﺎر ﺧﺎن ‪:‬‬

‫ﻋﺎﺻـر اﻟﻣـؤرخ ﻛﺎﻣﻘــﺎر ﺧـﺎن اﻟﻣﻠــك ﺟﻬـﺎﻧﻛﯾر ‪ ،‬وﺗﻘــرب ﻣﻧـﻪ ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ اﺧﺗـﺎرﻩ ﻣــن‬
‫ﻛﺗﺑﺔ اﻟوﻗﺎﺋﻊ " وﻗﺎﺋﻊ ﻧوﯾس " ﻓـﻲ اﻟـﺑﻼط اﻟﻣﻠﻛـﻲ ‪ ،‬ﺳـﻧﺔ ‪ 1040‬ﻫـ ـ ‪ 1630 /‬م ﺑﺗـﺄﻟﯾف‬
‫ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﻣﺷﻬور ﺑـ ـ " ﻣـﺂﺛر ﺟﻬـﺎﻧﻛﯾري " ‪ ،‬اﻟـذي ﺟـﺎء ﻋﻠـﻰ ﺳـﯾرة اﻟﻣﻠـك ﺟﻬـﺎﻧﻛﯾر وﺣﯾﺎﺗـﻪ‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪ ،‬وﻗد أﺗم ﻋﻣﻠﻪ ﻣﺎ ﻛﺗﺑﻪ اﻟﻣؤرخ ﻣﻌﺗﻣد ﺧـﺎن ‪ ،‬وﻗـد ﺣﻣـل ﻛﺎﻟﺳـﺎﺑق ‪ ،‬ﻋﻧـوان "‬
‫)‪(28‬‬
‫‪.‬‬ ‫إﻗﺑﺎل ﻧﺎﻣﻪ " وذﻟك ﺣواﻟﻲ ﺳﻧﺔ ) ‪ 1042‬ﻫ ـ ‪ 1632 /‬م (‬

‫ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﻼﻫوري ‪:‬‬

‫وﻟد اﻟﻣؤرخ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﻼﻫوري وﻧﺷـﺄ ﻓـﻲ اﻟﻬﻧـد ‪ ،‬وﻓـﻲ ﻣدﯾﻧـﺔ ﻻﻫـور ‪ ،‬وﻓﯾﻬـﺎ‬
‫ﺗﻌﻠم أﻧواع اﻟﻌﻠوم ﻋﻠﻰ ﯾد ﻋﻠﻣﺎﺋﻬﺎ ‪ ،‬ﺛم أﺻﺑﺢ ﺗﻠﻣﯾذاً ﻟوزﯾر اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ أﺑو اﻟﻔﺿل‬
‫ﺑن اﻟﻣﺑﺎرك اﻟﻧﺎﻛوري ‪ ،‬وزﯾر اﻟﻣﻠك ﺟﻼل اﻟدﯾن اﻛﺑـر ‪ ،‬وﻣؤﻟـف اﻟﻣوﺳـوﻋﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾـﺔ‬
‫)‪(29‬‬
‫‪،‬‬ ‫اﻟﺷ ــﻬﯾرة‪ ،‬وﻫ ــﻲ ‪ " - :‬اﻛﺑ ــر ﻧﺎﻣ ــﻪ " و " آﯾ ــن اﻛﺑ ــري " أي ﻗـ ـواﻧﯾن اﻟﻣﻠ ــك اﻛﺑ ــر‬
‫واﻟﻼﻫوري ﻣن اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟرﺳﻣﯾﯾن ﻟﺑﻼط اﻟﻣﻐول ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻣﻠك ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬واﺧﺗـﺎرﻩ‬
‫اﻟﻣﻠك ﻟﯾـؤرخ ﻟﻌﺻـرﻩ ‪ ،‬وﻋﻧـدﻣﺎ ﻋـﯾن ﻣؤرﺧـﺎً رﺳـﻣﯾﺎً ﻟﻠـﺑﻼط ﻛـﺎن ﻓـﻲ ﻋﻣـرﻩ ‪ ،‬وان اﻟﻌﻣـل‬
‫اﻟذي ﻗﺎم ﺑﺗدوﯾﻧﻪ ﻻ ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ ﻋﺷرﯾن ﺳﻧﻪ ﻣن ﻋﻬد ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬وﻗـد أﻛﻣـل اﻟﻼﻫـوري‬
‫‪ " Badshah‬ﻓ ــﻲ‬ ‫ﻋﻣﻠ ــﻪ ﻓ ــﻲ ﻫ ــذا اﻟﻛﺗ ــﺎب اﻟﻣﺷ ــﻬور ﺑ ـ ـ " ﺑﺎدﺷ ــﺎﻩ ﻧﺎﻣ ــﻪ ‪Nama ،‬‬
‫)‪(30‬‬
‫‪ ( Elliot‬أن‬ ‫‪ ،‬وﯾؤﻛـد اﻟﻣﺳﺗﺷـرق اﻻﻧﺟﻠﯾــزي اﻟﯾـوت )‬ ‫‪1058‬ﻫ ـ ‪ 1648 /‬م‬
‫اﻟﻼﻫوري أﺣد ﺗﻼﻣﯾذﻩ ﻣدرﺳﺔ اﻟﻧـﺎﻛوري ‪ ،‬ﻗـد درس ﻣﻧﻬﺟـﻪ اﻟﺗـﺎرﯾﺧﻲ دراﺳـﺔ ﻣﺳﺗﻔﯾﺿـﺔ‬
‫ﺣﺗﻰ ﺧـرج اﻟﻛﺗـﺎب ﺑـﻧﻔس اﻟﻌـرض واﻷﺳـﻠوب ‪ ،‬ﻣﻠﯾﺋـﺎً ﺑﺎﻷﺣـداث واﻟوﻗـﺎﺋﻊ واﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ‪،‬‬
‫واﻟﺗـ ــﻲ ﻏطـ ــت ﻣﺧﺗﻠـ ــف ﺟواﻧـ ــب اﻟﺣﯾـ ــﺎة ﻟﻠﺳـ ــﻧوات اﻟﻌﺷ ـ ـرﯾن اﻷوﻟـ ــﻰ ﻣـ ــن ﻋﻬـ ــد اﻟﻣﻠـ ــك‬

‫‪١١٥‬‬
‫ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬وﻛﺎن اﻟﺳﺑب اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻠك اﻟﻼﻫوري ﻟﯾﻛون ﻣؤرﺧﺎً رﺳﻣﯾﺎً ﻟﻠدوﻟﺔ ‪ ،‬ﻟﻠﺷـﻬرة‬
‫واﻟﻣﻘدرة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺿـﺑط اﻷﺣـداث وﻋرﺿـﻬﺎ ﻋرﺿـﺎً واﻓﯾـﺎً ‪ ،‬إذ‬
‫اﺣﺿـرﻩ ﻣــن ﻣدﯾﻧــﺔ ﺑﺎﺗﻧـﺎ ) ‪ ( Patna‬ﺣﯾــث ﯾﻌــﯾش ﻓﺗـرة ﺗﻘﺎﻋــد ﻣــن اﻟﺧدﻣـﺔ ‪ ،‬وﻗــد رﻋــﺎﻩ‬
‫)‪(31‬‬
‫‪.‬‬ ‫وزﯾر اﻟدوﻟﺔ ﺳﻌد اﷲ ﺧﺎن‬

‫ﻋ ــﺎﻟﺞ اﻟﻼﻫ ــوري ﻓ ــﻲ ﻛﺗﺎﺑ ــﻪ " ﺑﺎدﺷ ــﺎﻩ ﻧﺎﻣ ــﻪ " اﻟ ــذي اﺷ ــﺗﻬر ﺑﺷ ــﺎﻫﺟﻬﺎن ﻧﺎﻣ ــﻪ ‪،‬‬
‫اﻟﺳﻧوات اﻟﻌﺷرﯾن ﻣن ﺣﻛم ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن )‪ 1037‬ﻫـ ـ ‪ 1627 /‬م – ‪ 1056‬ﻫـ ـ ‪1646 /‬‬
‫م ‪ (،‬إﻻ أﻧــﻪ دو ّ ن اﻟﺳ ــﻧوات اﻟﻌﺷـ ـرة ﻛﻣــﺎ ﺟ ــﺎءت ﻋﻧ ــد اﻟﻣــؤرخ اﻟﻘزوﯾﻧ ــﻲ ‪ ،‬ﻣ ــﻊ ﺑﻌ ــض‬
‫اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت اﻟطﻔﯾﻔﺔ ‪ ،‬وﻧﻼﺣظ أن اﻟﻼﻫوري ﻗد ﺳـﺟل اﻟوﻗـﺎﺋﻊ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾـﺔ ﺑﺷـﻛل ﻣﻔﺻـل‬
‫‪ ،‬رﻏم ﻣﺄﺧذ اﻟﻣؤرﺧﯾن ﻋﻠﻰ أﺳﻠوﺑﻪ وﻣﻧﻬﺟﻪ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑـﺔ ‪ ،‬وذﻟـك ﻟﻛﺑـر ﺳـﻧﻪ ‪ ،‬إﻻ أﻧـﻪ ‪،‬‬
‫ﯾﺑﻘﻰ ﻓـﻲ وﺟﻬـﺔ ﻧظـر اﻟﻣـؤرﺧﯾن اﻟﻣﻬﺗﻣـﯾن ﺑدراﺳـﺔ ﺗـﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻐـول اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن ﻓـﻲ اﻟﻬﻧـد ‪،‬‬
‫ﻣ ــن أﻓﺿـ ــل اﻟﻣؤﻟﻔـ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ اﺛـ ــرت ﺑﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻬـ ــﺎ ﻓﺗ ـ ـرة ﺣﻛ ــم ﺷـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬وﻗـ ــد اﻣﺗدﺣـ ــﻪ‬
‫ﻣﻌﺎﺻروﻩ ﻣن اﻟﻣؤرﺧﯾن أﻣﺛـﺎل ﻣﺣﻣـد ﺻـﺎﻟﺢ ﻣؤﻟـف ﻛﺗـﺎب " اﻟﻌﻣـل اﻟﺻـﺎﻟﺢ " واﻟﻣـؤرخ‬
‫ﺧﺎﻓﻲ ﺧﺎن ‪ ،‬ﻣؤﻟف ﻛﺗﺎب "ﻣﻧﺗﺧب اﻟﻠُﺑّ ﺎب " ‪ ،‬وﻟم ﯾﻘف اﻷﻣر ﻋﻧد ﻫؤﻻء ﺣد اﻹطراء‬
‫واﻟﻣــدﯾﺢ ﻓﺣﺳــب ‪ ،‬ﺑــل ﻧﺟــد اﻟﻣــؤرخ ﺧــﺎﻓﻲ ﺧــﺎن ﯾﺗــﺄﺛر ﺑﻣﻧﻬﺟــﻪ وأﺳــﻠوﺑﻪ اﻟﺗــﺎرﯾﺧﻲ ﻓــﻲ‬
‫ﻋرﺿﻪ ﻟﻸﺣداث ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﺷرﯾن ﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻋﻬد ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن واﻟﺗﻲ دوﻧﻬﺎ ﺧﺎﻓﻲ ﺧﺎن‬
‫‪ ،‬ﻫﻲ ﺑﻧﻔس اﻷﺳﻠوب واﻟﻌرض اﻟذي ﺟﺎء ﺑﻪ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﻼﻫوري ‪.‬‬

‫ﺗﻌﺗﺑــر ﻛﺗﺎﺑــﺎت اﻟﻼﻫــوري ﻣوﺳــوﻋﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻟﻛﺗﺎﺑــﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ ‪ ،‬وذﻟــك ﻟﻛﺛ ـرة‬
‫وﻏ ـزارة اﻟﻣــﺎدة وﺗﻔﺻــﯾﻼﺗﻬﺎ اﻟدﻗﯾﻘــﺔ ﻟﻠوﻗــﺎﺋﻊ واﻷﺣــداث ‪ ،‬وﻗــد ﺟــﺎء اﻟﻛﺗــﺎب ﻓــﻲ ﻣﺟﻠــدﯾن‬
‫ﻛﺑﯾرﯾن ‪ ،‬وﺗم ﻧﺷرﻩ ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻬﻧدﯾﺔ اﻟﺷﻬﯾرة " ‪ " Bibliotheca Indica‬وﻗـد‬
‫أﺣﺗوى ﻋﻠﻰ‬

‫" ‪ " 1662‬ﺻﻔﺣﺔ ‪ ،‬إذ ﻟم ﯾﺗرك اﻟﻣـؤرخ ﺷـﺎردة وﻻ واردة ﻣـن ﺳـﯾرة ﺣﯾـﺎة ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن إﻻ‬
‫وأﺛﺑﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺗﺎرﯾﺧــﻪ ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺗﻌﯾﯾﻧــﺎت واﻟﺗرﻗﯾــﺎت واﻟﻌــزل وﻧﻘــل اﻟﻣﻧﺎﺻــب ﻟﻸﻣ ـراء واﻟﻧــﺑﻼء‬
‫‪١١٦‬‬
‫وﻏﯾرﻫم ‪ ،‬وﯾﺳـﺟل ﻟﻼﻫـوري ﻗدرﺗـﻪ اﻟﻛﺑﯾـرة ﻓـﻲ إﻋطﺎﺋﻧـﺎ وﺻـﻔﺎً ﻟﻌﻣـﺎرات وﻣﻧﺷـﺂت دﻟﻬـﻲ‬
‫اﻟﺷــﻬﯾرة " ﺑﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن آﺑــﺎد " وﺻــﻔﺎً أﺳــﺗوﻋب ﻛــل ﻓﻧــون واﺑﺗﻛــﺎرات اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾــﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺗﺻﻣﯾم ﻟﻣدﯾﻧﺔ دﻟﻬﻲ ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﻏدت ﻣـن ﻛﺑرﯾـﺎت اﻟﻣـدن اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ ﻓـﻲ اﻟﻘـرن اﻟﺳـﺎﺑﻊ‬
‫)‪(32‬‬
‫‪ .‬ﺗرﺟﻣــت ﻣﻠﺣﻘــﺎت ﻋــن ﻫــذا اﻟﻛﺗــﺎب ﻓــﻲ ﻣﺟﻣوﻋــﺔ اﻟﻣﺳﺗﺷــرق "‬ ‫ﻋﺷــر اﻟﻣــﯾﻼدي‬
‫‪ " Elliot‬ﻋ ــن ﺗ ــﺎرﯾﺦ اﻹﺳ ــﻼم ﻓ ــﻲ اﻟﻬﻧ ــد ‪ ،‬ﻓ ــﻲ اﻟﻣﺟﻠ ــد رﻗ ــم ‪ 7‬ﻣ ــن ﺻ ــﻔﺣﺔ ‪ 5‬وﺣﺗ ــﻰ‬
‫)‪(33‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺻﻔﺣﺔ ‪ ، 72‬وﺗوﻓﻲ اﻟﻼﻫوري ﺳﻧﺔ ‪ 1065‬ﻫ ـ ‪ 1654 /‬م‬

‫ﻣﺣﻣد أﻣﯾن اﻟﻘزوﯾﻧﻲ ‪:‬‬

‫وﻫــو اﻟﺷــﯾﺦ ﻣﺣﻣــد أﻣــﯾن ﺑــن أﺑــﻲ اﻟﺣﺳــن اﻟﻘزوﯾﻧــﻲ ‪ ،‬ﻛــﺎن أﺑــوﻩ ﺣﺳــن ﺑــن أﺑــﻲ‬
‫اﻟﺣﺳــن اﻟﻘزوﯾﻧــﻲ ‪ ،‬ﺷــﺎﻋراً ﻣﺟﯾــداً ‪ ،‬ﺳــﺎﻓر إﻟــﻰ ﺑﻠــﺦ ‪ ،‬ﺛــم إﻟــﻰ اﻟﻬﻧــد ﺳــﻧﺔ ‪ 1054‬ﻫ ـ ـ ‪/‬‬
‫‪ ١٦٤٤‬م ‪ ،‬وﺗﻘرب إﻟﻰ اﻟﻣﻠـك ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬ﺣﺗـﻰ ﻧـﺎل ﻋﻧـدﻩ اﻟﺻـﻼت اﻟﻛﺛﯾـرة ‪ ،‬ﺛـم وﻻﻩ‬
‫)‪(34‬‬
‫‪.‬‬ ‫أوراﻧﺟزﯾب ﻋﻠﻰ دﯾوان اﻟﺧراج ﻓﻲ وﻻﯾﺔ ﻛﺷﻣﯾر‬

‫ﺗﻘﻠـد اﻟﻘزوﯾﻧــﻲ ﻓــﻲ ﻣﻧﺎﺻـب رﺳــﻣﯾﺔ ﻋدﯾــدة ﻓـﻲ دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول ‪ ،‬ﻓﻘـد ﻋﯾﻧــﻪ اﻟﻣﻠــك‬
‫ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن ﻛﺎﺗﺑــﺎً ﻟﻠوﻗــﺎﺋﻊ " وﻗــﺎﺋﻊ ﻧــوﯾس ﺛـ"ـم ﺗﺣــول إﻟــﻰ ﻗﺳــم ﻛُﺗّ ــﺎب اﻟﺗﻘــﺎرﯾر اﻹﺧﺑﺎرﯾــﺔ‬
‫)‪(35‬‬
‫‪ ،‬ﺛـم ﻋﯾﻧـﻪ أول ﻣـؤرخ رﺳـﻣﻲ ﻟﻠـﺑﻼط اﻟﻣﻐـوﻟﻲ ﻓـﻲ ﻋﻬـدﻩ ‪،‬‬ ‫اﻟﺳﺑرﯾﺔ " ﺳواﻧﺢ ﻧﻛر "‬
‫وذﻟك ﺑﻌدﻣﺎ أﺛﺑـت ﻛﻔـﺎءة ﻛﺑﯾـرة ﻓـﻲ ﺗﺣرﯾـر وﺗـدوﯾن وﺗوﺛﯾـق اﻟوﻗـﺎﺋﻊ واﻷﺣـداث ‪ ،‬ﻻﺳـﯾﻣﺎ‬
‫ﺗﻠـ ــك اﻟﺗﻘـ ــﺎرﯾر اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺗﻌﻠـ ــق ﺑـ ــﺎﻷﻣﯾر أوراﻧﺟزﯾـ ــب ﻛﺣـ ــﺎﻛم ﻹﻗﻠـ ــﯾم اﻟـ ــدﻛن ‪ ،‬وﻣﻣﺎرﺳـ ــﺗﻪ‬
‫ﻟﻣﺻـﺎرﻋﺔ اﻟﻔﯾﻠــﺔ اﻟﺗـﻲ ﻛــﺎن ﯾﺗﻘﻧﻬـﺎ أﯾﻣــﺎ إﺗﻘــﺎن ‪ ،‬ﻓﻘـدر ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن اﻟﺗﻔﺻـﯾﻼت ودﻗــﺔ ﻧﻘــل‬
‫اﻟﺧﺑـ ــر ﻋﻧـ ــد اﻟﻘزوﯾﻧـ ــﻲ ‪ ،‬ﺛـ ــم دو ّ ن ﺗﻘـ ــﺎرﯾر ﻋـ ــن ﺣﻣﻠـ ــﺔ ﺑﺎﻧـ ــدﯾﻼ ) ‪ ( Bandela‬واﻟﺗـ ــﻲ‬
‫أﺳﺗﺣﺳﻧﻬﺎ اﻟﻣﻠك ﻛﺛﯾراً ‪ ،‬وﻣﻛث اﻟﻘزوﯾﻧﻲ ﻣﺳؤوﻻً ﻋن ﻛُﺗّﺎب اﻟوﻗـﺎﺋﻊ اﻟرﺳـﻣﯾﺔ ﺣﺗـﻰ ﻓـرغ‬
‫ﻣـن ﺗﺳـﺟﯾل ﻛﺎﻓـﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﻘـﻊ ﻓـﻲ اﻟﻌﺷـر ﺳـﻧوات اﻷوﻟـﻰ ﻣـن ﻋﻬـد ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن‬
‫)‪(36‬‬
‫‪.‬‬

‫‪١١٧‬‬
‫أﻟف اﻟﻘزوﯾﻧﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﺷـﻬﯾر ﺑـ ـ " ﺑﺎدﺷـﺎﻩ ﻧﺎﻣـﻪ ‪ " Badshah Nama‬ﻓـﻲ ﺳـﯾرة‬
‫ﻣﻠك اﻟﻣﻐول ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬وﻫو ﺷﺑﯾﻪ ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن ﻛﺗب اﻟﺣوﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ دوﻧت ﻓـﻲ ﻋﺻـر‬
‫ﻫذا اﻟﻣﻠك ‪ ،‬وﻧﻼﺣظ ‪ ،‬أن اﻟﻘزوﯾﻧﻲ ﻗﺳ ّ م ﻋﻣﻠﻪ إﻟـﻰ ﻣﻘدﻣـﺔ ‪ ،‬وﺗﺣﺗـوي ﻋﻠـﻰ ﺳـﯾرة ﺣﯾـﺎة‬
‫اﻟﻣﻠك ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن ﻣن ﯾوم وﻻدﺗﻪ وﺣﺗﻰ اﻋﺗﻼﺋﻪ اﻟﻌرش ‪ ،‬وﻫﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣـن اﻟﻣﻘـﺎﻻت‬
‫اﻟﺗـﻲ ﺗﺗﺣـدث ﻋـن اﻟﻌﺷـر ﺳـﻧوات اﻷوﻟـﻰ ﻟﻌﻬـد اﻟﻣﻠـك ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬وﺛﻣـﺔ ﻣﻠﺣـق ﯾﺷــﺗﻣل‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻗﺎﺋﻣــﺔ ﺑﺄﺳــﻣﺎء اﻟﻌﻠﻣــﺎء واﻟﻔﻘﻬــﺎء واﻷطﺑــﺎء واﻟﺷــﻌراء وﻏﯾــرﻫم ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ أن اﻟﻘزوﯾﻧــﻲ‬
‫أﺷﺎر ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻗد ﻋزم اﻟﻌزم ﻋﻠﻰ إﺗﻣﺎم ﻣؤﻟﻔﻪ ﻟﯾﻛـون ﺟـزءاً ﺛﺎﻧﯾـﺎً ﯾﺷـﺗﻣل ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﻌﺷر ﺳﻧوات اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻟـم ﯾـوف ﺑﻣـﺎ ﻗطﻌـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻧﻔﺳـﻪ ﻣـن ﻋﻬـد ‪ ،‬وﺳـﺑب ذﻟـك‬
‫ﻛﻣــﺎ ﯾﺧﺑرﻧــﺎ ‪ ،‬اﻧﺷــﻐﺎﻟﻪ ﺑﻣﻧﺻــﺑﻪ اﻟﺟدﯾــد ‪ ،‬ﺣﯾــث ﻋــﯾن ﻣﺳــؤوﻻً ﻋــن ﻗﺳــم اﻟﻣﺧــﺎﺑرات ﻓــﻲ‬
‫)‪(37‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟدوﻟﺔ‬

‫أﻣـ ــﺎ ﻣـ ــﻧﻬﺞ اﻟﻘزوﯾﻧـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ ﻛﺗﺎﺑﺗـ ــﻪ ﻟﻠوﻗـ ــﺎﺋﻊ واﻷﺧﺑـ ــﺎر ﻓﯾﻐﻠـ ــب ﻋﻠﯾـ ــﻪ اﻻﺧﺗﺻـ ــﺎر‬
‫واﻟﺑﺳﺎطﺔ ‪ ،‬ﻟﻛﻧﻪ ذات ﻓﺎﺋدة ﻛﺑﯾرة ‪ ،‬ﺗﻛﺷف وﺑدﻗﺔ ﻋن ﺗﺎرﯾﺦ أﺣـد ﻣﻠـوك اﻟﻣﻐـول اﻟﻛﺑـﺎر‬
‫إﻻ وﻫو ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن‪ ،‬واﻟﺣﻘﯾﻘـﺔ أن اﻟﻌدﯾـد ﻣـن اﻟﻣـؤرﺧﯾن ﺗـﺄﺛروا ﺑﻣﻧﻬﺟـﻪ ‪ ،‬وراﺣـوا ﯾؤﻟﻔـون‬
‫وﯾﻛﺗﺑون ﺑﻧﻔس اﻷﺳﻠوب ‪ ،‬ﻓﻌﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﻼﻫوري ‪ ،‬أﻛﺛـر ﺗـﺄﺛراً ﺑﻛﺗﺎﺑﺎﺗـﻪ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾـﺔ ‪ ،‬أﻣـﺎ‬
‫ﻛﺗ ــﺎب " ﺑﺎدﺷ ــﺎﻩ ﻧﺎﻣ ــﻪ " ﻓﯾوﺟ ــد ﻣﻧ ــﻪ ﻧﺳ ــﺧﺔ ﻣﺧطوط ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻣﻛﺗﺑ ــﺔ اﻟﺟﻣﻌﯾ ــﺔ اﻵﺳ ــﯾوﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﻠﻛﯾـﺔ) ‪ ( Library of the Royal Asiatic Society‬وﺛـﻼث ﻧﺳـﺦ ﻓـﻲ اﻟﻣﺗﺣـف‬
‫اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ) ‪. ( British museum‬‬

‫ﻣﺣﻣد طﺎﻫر ) ﻋﻧﺎﯾﺔ ﺧﺎن ( ‪:‬‬

‫‪١١٨‬‬
‫وﻟــد ﻋﻧﺎﯾــﺔ ﺧــﺎن ﻓــﻲ اﻟﻌــﺎم اﻋﺗﻠــﻰ ﻓﯾــﻪ ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن ﻋــرش اﻟﻣﻣﻠﻛــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد ‪،‬‬
‫وذﻟــك ﺳــﻧﺔ )‪ 1037‬ﻫ ـ ـ ‪ 1627 /‬م ( ‪ ،‬وﻫــو أﺑــن ظﻔرﺧــﺎن ﺑــن ﺧواﺟــﺔ أﺑــو اﻟﺣﺳــﯾن ‪،‬‬
‫وواﻟدﻩ ‪ ،‬ﻛﺎن وزﯾراً ﻓﻲ ﺑﻼط اﻟﻣﻠـك ﺟﻬـﺎﻧﻛﯾر ‪ ،‬وﻗـد وﻟـد وﻧﺷـﺄ ﻓـﻲ ﺑـﻼد ﻓـﺎرس ‪ ،‬ورﺣـل‬
‫إﻟﻰ اﻟﻬﻧد ﺳﻧﺔ ) ‪ 984‬ﻫـ ـ ‪ 1576 /‬م ( أﯾـﺎم اﻟﻣﻠـك اﻛﺑـر ‪ ،‬وﻗـد ﺗـزوج اﻟﻣﻠـك ﺟﻬـﺎﻧﻛﯾر‬
‫ﻣن أﺧﺗﻪ ﻧورﺟﻬﺎن ‪ ،‬وﻟﻘﺑﻪ ﺟﻬﺎﻧﻛﯾر ﺑـ " آﺻف ﺧﺎن " ‪ ،‬ﺛم ﺗزوج اﻟﻣﻠك ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن ﻣـن‬
‫اﺑﻧﺗﻪ " ارﺟﻣﻧد ﺑﺎﻧوﺑﯾﻛم " اﻟﺷﻬﯾرة ﺑـ " ﻣﻣﺗـﺎز ﻣﺣـل " وذﻟـك ﺳـﻧﺔ ) ‪ 1020‬ﻫـ ـ ‪1611 /‬‬
‫م ( ‪ ،‬وﻛﺎن اﺻف ﺧﺎن ﻋﺎﻟﻣﺎً ﻓﻲ اﻟﻣﻧطق واﻟﺣﻛﻣـﺔ واﻟﺗـﺎرﯾﺦ واﻹﻧﺷـﺎء واﻟﺷـﻌر ‪ ،‬ﻋـﯾن‬
‫ﺣﺎﻛﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺑل وﻋﻠﻰ ﻛﺷﻣﯾر وﻓﺗﺢ ﺑﻌض ﻣﻧﺎطق اﻟﺗﺑت ﺛـم ﻋـﯾن واﻟﯾـﺎً ﻋﻠـﻰ اﻟﺳـﻧد ‪،‬‬
‫)‪(38‬‬
‫‪ ،‬وﻟ ــد اﻟﻣ ــؤرخ‬ ‫وﺗــوﻓﻲ ﺳ ــﻧﺔ ) ‪1051‬ﻫـ ـ ـ ‪ 1641 /‬م ( ﺑﻣدﯾﻧــﺔ ﻻﻫ ــور ودﻓ ــن ﻓﯾﻬــﺎ‬
‫ﻣﺣﻣد طﺎﻫر ﻓﻲ ﻧﻌﻣـﺔ واﻟـدﻩ ‪ ،‬وﺗﺄدﯾـب ﻋﻠـﻰ أﺳـﺎﺗذة ﻋﺻـرﻩ ‪ ،‬واﺧـذ اﻟﺷـﻌر ﻋـن ﻣﺣﻣـد‬
‫ﻋﻠ ــﻲ اﻟﺻ ــﺎﺋب اﻟﺗﺑرﯾ ــزي ‪ ،‬ﺛ ــم وﻟ ــﻲ اﻟﻧظ ــﺎرة ﻓ ــﻲ اﻟﺣﺿـ ـرة اﻟﺳ ــﻠطﺎﻧﯾﺔ ‪ ،‬وﺣﺻ ــل ﻋﻠ ــﻰ‬
‫ﻣﻧﺻ ــب أﻟ ــف وﺧﻣﺳ ــﻣﺎﺋﺔ ‪ ،‬ﺛ ــم ﻓ ــﻲ آﺧ ــر أﯾ ــﺎم اﻟﻣﻠ ــك ﺷ ــﺎﻫﺟﻬﺎن وﻟ ــﻲ ﻧظ ــﺎرة اﻟﻛﺗ ــب‬
‫اﻟﺷــﺎﻫﺎﻧﯾﺔ ) اﻟﻣﻛﺗﺑــﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ ( ‪،‬و " داروﻧﻣــﺎ داغ " وﻫــو ﻣﻧﺻــب رﺋــﯾس داﺋ ـرة اﻟﺧﯾــول‬
‫اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ ‪ ،‬ﺣﯾــث ﺑﻬ ــﺎ ﻣــدة ‪ ،‬ﺛ ــم اﻋﺗــزل اﻟﻧ ــﺎس ‪ ،‬وﻟــزم اﻟﺑﯾ ــت ﻓــﻲ ﻛﺷ ــﻣﯾر ‪ ،‬ﻓرﺗــب ﻟ ــﻪ‬
‫)‪(39‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻋﺎﻟﻣﻛﯾر أرﺑﻌﺔ وﻋﺷرﯾن أﻟف روﺑﯾﺔ ﻫﻧدﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﺳﻧﺔ‬

‫أﻟـف ﻛﺗﺎﺑـﻪ " ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن ﻧﺎﻣـﺔ ‪ " Shahjahan Nama ،‬ﻓـﻲ ﯾوﻣﯾـﺎت وﺳـﯾرة‬
‫اﻟﻣﻠك ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬ﻓـﻲ ﺣـﯾن ﻛﺎﻧـت ﻣﺻـﺎدر اﻟﺟـزء اﻷول ﻣـن اﻟﻛﺗـﺎب ﻣﻧﺑﺛﻘـﺔ ﻣـن ﺧﺑـرة‬
‫وﻣﻌرﻓ ــﺔ اﻟﻣؤﻟ ــف ‪ ،‬إﻻ أﻧﻧ ــﺎ ﻧﻼﺣ ــظ أن ﺛﻣ ــﺔ ﺗﺷ ــﺎﺑﻪ ﻛﺑﯾ ــر ﺑﺗ ــدوﯾن اﻟﻣ ــؤرخ ﻋﻧﺎﯾ ــﺔ ﺧ ــﺎن‬
‫ﻟﻠﺳﻧوات اﻟﻌﺷرﯾن اﻷوﻟﻰ ﻟﻌﻬد ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬و ﻣـﺎ ﻛﺗﺑـﻪ ﻋﺑـد اﻟﺣﻣﯾـد اﻟﻼﻫـوري واﻟﻣـؤرخ‬
‫)‪(40‬‬
‫‪،‬‬ ‫اﻟﻘزوﯾﻧﻲ ‪ ،‬ﺣﺗﻰ أﻋﺗﺑرﻩ ﺑﻌﺿﻬم ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﻠﺧﺻﺎت ﻟﻣـﺎ ﻛﺗﺑـﻪ ﻫـؤﻻء اﻟﻣـؤرﺧﯾن‬
‫ﺟــﺎءت اﻷﺣــداث اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ دوﻧﻬــﺎ ﻋﻧﺎﯾــﺔ ﺧــﺎن ﺣﺗــﻰ ﺳــﻧﺔ ) ‪1068‬ﻫـ ـ ‪1658 /‬م(‬
‫وﻫو اﻟﻌﺎم اﻟذي أﻋﺗﻠﻰ ﻓﯾـﻪ اوراﻧﺟزﯾـب ﻋـرش اﻹﻣﺑراطورﯾـﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻬﻧـد ‪ ،‬ورﻏـم‬

‫‪١١٩‬‬
‫ﻣﻌﺎﺻرﺗﻪ ﻟﻸﺣداث اﻟﺗﻲ وﻗﻌت ﺑﯾن ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن ووﻟدﻩ اوراﻧﺟزﯾب ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾـدّ ون أﯾـﺔ‬
‫ﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻋﻧﻬـﺎ ‪ .‬وﻧﺳـﺗطﯾﻊ أن ﻧﺗﻌـرف ﻋﻠـﻰ ﻣــﻧﻬﺞ ﻫـذا اﻟﻣـؤرخ ﻣـن ﺧـﻼل ﺣدﯾﺛـﻪ ﻋــن‬
‫ﻛﺗﺎﺑﻪ " ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن ﻧﺎﻣﺔ " ‪:‬‬

‫" إن ﻛﺎﺗب وﻣﺣرر ﻫذﻩ اﻟﺳطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﻐﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺣﻣد طﺎﻫر ‪ ، ... ،‬اﻟـذي‬
‫أﻋﯾد إﻟﻰ رﺟﺎﻻت ﻣدوﻧﻲ اﻹﺧﺑﺎر و اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺳرﯾﺔ واﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬إﻧﻪ ﻓﻲ ﺷﻬر رﺑﯾﻊ اﻷول‬
‫ﻣن اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺣﺎدﯾﺔ واﻟﺛﻼﺛﯾن ﻣن ﻋﺻر اﻟﻣﻠـك ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن اﻟﻣواﻓـق اﻟﺳـﻧﺔ ) ‪1068‬ﻫ ـ ‪/‬‬
‫‪1657‬م (ﻋُ ﯾﻧت ﻣﺷرﻓﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺷﺎﻫﺎﻧﯾﺔ ) اﻟﻣﻠﻛﯾـﺔ ( ‪ ،‬وﻫﻧـﺎك ﻋﺛـر ﻋﻠـﻰ ﺛﻼﺛـﺔ‬
‫ﻧﺳﺦ ﻣن ﻛﺗﺎب " ﺑﺎدﺷـﺎﻩ ﻧﺎﻣـﻪ " واﻟﺗـﻲ ﻛﺗﺑـت ﺑﯾـد اﻟﻣـؤرخ اﻟﺷـﯾﺦ ﻋﺑـد اﻟﺣﻣﯾـد اﻟﻼﻫـوري‬
‫وآﺧ ـرﯾن ‪ ،‬وﻗــد اﺣﺗــوى ﻛــل )ﻓﺻــل( ﻣــن ﻫــذﻩ اﻟﻣؤﻟﻔــﺎت ﻋﻠــﻰ ﺗــﺎرﯾﺦ ﻋﺷــر ﺳــﻧوات ﻣــن‬
‫ﻋﻬد ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬ورأى اﻟﻣؤﻟف أن ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﻣؤ ﻟﻔـﺎت أﺳـﺎﻟﯾب ﻣﺗﺑﺎﯾﻧـﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ ‪ ،‬وﻓﯾﻬـﺎ‬
‫ﺷــﯾﺋﺎُ ﻣــن اﻟﺗﻌﻘﯾــد واﻷطﻧــﺎب اﻟــذي ﻻ ﯾﻠــزم )‪ .(41‬ﻋﻠــﻰ أن اﻟﻧﺳــﺦ اﻟﻣﺗــوﻓرة ﻓــﻲ اﻟﻣﺗﺣــف‬
‫اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﻫﻲ ﺛﻼث ﻧﺳﺦ ‪ ،‬وﻫﻧـﺎك ﻧﺳـﺧﺔ ﻣـن ﻣﻘﺗﻧﯾـﺎت ﻣﻛﺗﺑـﺔ اﻟﻣﺟﻣـﻊ اﻵﺳـﯾوي ‪ ،‬ﻓـﻲ‬
‫ﺣﯾن وردت ﺑﻌض ﻧﺻوص اﻟﻛﺗﺎب ﻣﺗرﺟﻣﺔ ﻣن اﻷﺻل اﻟﻔﺎرﺳﻲ إﻟﻰ اﻟﻠﻐـﺔ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾـﺔ‬
‫)‪(42‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻋﻧد اﻟﻣﺳﺗﺷرق اﻻﻧﺟﻠﯾزي ) ‪( Elliot‬‬

‫ﻣﺣﻣد وارث اﻷﻛﺑر آﺑﺎدي ‪:‬‬

‫وﻫو اﻟﺷﯾﺦ ﻣﺣﻣد وارث اﻷﻛﺑر آﺑﺎدي ‪ ،‬ﻣن اﻟرﺟﺎﻻت اﻟﻣﻌروﻓﯾن ﻓﻲ اﻟﻬﻧـد ﻓـﻲ‬
‫ﻋﻠوﻣﻬم وﻣﻌﺎرﻓﻬم ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ اﻹﻧﺷﺎء واﻟﺗﺎرﯾﺦ واﻟﺳﯾر ‪ ،‬ﻛﺎن ﺟﯾد اﻟﻘرﯾﺣﺔ ‪ ،‬ﺳﻠم اﻟﻔﻛر‬
‫‪ ،‬ﺣﺳــن اﻟﺧﻠــق واﻟﻣﺣــﺎظرة ‪ ،‬وﺣــول ﺳــﯾرة اﻟﻣﻠــك ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬أﻟــف ﻛﺗــﺎﺑﻊ اﻟﺷــﻬﯾر ﺑـ ـ "‬
‫ﺑﺎدﺷﺎﻩ ﻧﺎﻣﻪ أو ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن ﻧﺎﻣﻪ " ‪ ،‬وﻫو ﺗﻛﻣﻠﺔ ﻟﻛﺗﺎب ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﻼﻫـوري ‪ ،‬ﯾﺑـدأ ﻣـن‬
‫ﺳ ــﻧﺔ ﻋﺷ ـ ـرﯾن اﻟﺟﻠوﺳـ ــﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠ ــك ﺷـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن ) ‪ 1057‬ﻫ ـ ـ ـ ‪ 1648 /‬م – ‪ 1069‬ﻫ ـ ـ ـ ‪/‬‬
‫)‪(43‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪1659‬م (‬

‫‪١٢٠‬‬
‫ﺟــﺎء ﻛﺗﺎﺑــﻪ ﺑﻠﻐــﺔ ﺳــﻬﻠﺔ وﺑﺄﺳــﻠوب ﺑﺳــﯾط وﻣﺧﺗﺻــر ‪ ،‬وﻧﺟــدﻩ ﯾﺧﺻــص ﻣﻠﺣﻘــﺎً‬
‫ﺑﺎﻟﻛﺗــﺎب اﺷــﺗﻣل ﻋﻠــﻰ أﺳــﻣﺎء اﻟﻌﻠﻣــﺎء واﻟﻔﻘﻬــﺎء واﻷطﺑــﺎء اﻟﺷــﻌراء اﻷدﺑــﺎء واﻟﺷــﯾوخ ﻓــﻲ‬
‫زﻣﺎﻧــﻪ ‪ ،‬وﯾﻌﻠﻣﻧــﺎ اﻟﻣــؤرخ ﺳــﺎﻗﻲ ﻣﺳــﺗﻌد ﺧــﺎن ‪ ،‬أﻧــﻪ ﻗُ ﺗــل ﻋﻠــﻰ ﯾــد أﺣــد ﺗﻼﻣذﺗــﻪ ‪ ،‬اﻟــذي‬
‫ﻛﺎن ﻣﺟﻧوﻧﺎً ‪ ،‬وذﻟك ﯾـوم اﻷرﺑﻌـﺎء اﻟﻌﺎﺷـر ﻣـن رﺑﯾـﻊ اﻷول ﺳـﻧﺔ ‪ 1091‬ﻫـ ـ ) ‪ 31‬آذار‬
‫)‪(44‬‬
‫‪ .‬وﯾوﺟد ﻣن ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﻧﺳـﺧﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣﺗﺣـف اﻟﺑرﯾطـﺎﻧﻲ وﻧﺳـﺧﺔ ﺛﺎﻧﯾـﺔ‬ ‫‪ 1860‬م (‬
‫)‪(45‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻓﻲ ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﻣﻠﻛﻲ اﻵﺳﯾوي‬

‫ﻣﺣﻣد ﺻﺎﻟﺢ ﻛﺎﻣﺑو ‪:‬‬

‫اﻟﺷـﯾﺦ ﻣﺣﻣــد ﺻـﺎﻟﺢ ﻛــﺎﻣﺑو ‪ ،‬أﺣـد اﻟﻛﺗــﺎب واﻟﻧُﺳ ّ ـﺎخ اﻟﺑــﺎرﻋﯾن ﻓـﻲ ﺑــﻼط اﻟﻣﻐــول‬
‫اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد ‪ ،‬ﯾﺳــﻣﻰ ﺑﻣﯾــر ﻣﺣﻣــد ﺻــﺎﻟﺢ وأﺣﯾﺎﻧــﺎً ﻣﯾــر ﻣﺣﻣــد ﻣــؤﻣن ‪ ،‬اﺷــﺗﻬر‬
‫ﺑﺎﻟﺷﻌر اﻟﻔﺎرﺳﻲ واﻟﻬﻧـدي ‪ ،‬وﻟﻘـب ﻋﻧـد ﺷـﻌراء اﻟﻔﺎرﺳـﯾﺔ ﺑ ـ " اﻟﻛﺷـﻔﻲ " ‪ ،‬وﻋﻧـد ﺷـﻌراء‬
‫اﻟﻬﻧدﯾــﺔ ﺑـ ـ " ﺳــﺑﺣﺎن " ‪ ،‬ﺗﻘﻠــد ﻣﻧﺎﺻــب ﻋﻠﯾــﺎ ﻓــﻲ اﻟدوﻟــﺔ ‪ ،‬وﺣﺻــل ﻋﻠــﻰ ﻣﻧﺻــب ﻗﺎﺋــد‬
‫ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ )‪ ،(46‬وﻗد ﻋُ ﯾن ﻣﺣﻣد ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﻗﺳـم اﻟوﻗـﺎﺋﻊ اﻟﻣﻠﻛﯾـﺔ أﯾـﺎم اﻟﻣﻠـك ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن‬
‫‪ ، ( Imperil Records Departrment ) ،‬اﻷﻣـر اﻟـذي ﺟﻌﻠـﻪ ﯾطﻠـﻊ ﻋﻠـﻰ ﺗﻘـﺎرﯾر‬
‫اﻟدوﻟـ ــﺔ ووﺛﺎﺋﻘﻬـ ــﺎ اﻟرﺳـ ــﻣﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻـ ــﺔ وذﻟـ ــك ﺑﺷـ ــﻛل اﻋﺗﯾـ ــﺎدي ‪ ،‬ﻓﻛﺎﻧـ ــت ﺗﻠـ ــك اﻟﺗﻘـ ــﺎرﯾر‬
‫وﻣﺣ ــررات اﻟوﻗ ــﺎﺋﻊ ﻣﺻ ــدرﻩ اﻷﺳﺎﺳ ــﻲ ﻓ ــﻲ ﻛﺗﺎﺑ ــﺔ ﺗﺎرﯾﺧ ــﻪ اﻟ ــذي اﺷ ــﺗﻬر ﺑﺎﺳ ــم " اﻟﻌﻣ ــل‬
‫اﻟﺻﺎﻟﺢ " ﺣﯾث ﻓرغ ﻣن ﻛﺗﺎﺑﺗﻪ ﺳﻧﺔ ) ‪ 1070‬ﻫ ـ ‪ 1659 /‬م ( )‪ ، (47‬وﻫو ﻋﻠﻰ ﻏرار‬
‫اﻟﻛﺗب اﻟﺗـﻲ اﻟﻔـت ﻓـﻲ ﺳـﯾرة اﻟﻣﻠـك ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬ﺣﺗـﻰ أن اﻟﻣـؤرﺧﯾن أطﻠﻘـوا ﻋﻠﯾـﻪ اﺳـم "‬
‫ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن ﻧﺎﻣــﻪ " ‪ ،‬وﻫــو ﯾﺷــﺗﻣل ﻋﻠــﻰ ﺣﯾــﺎة ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن ﻣــن ﻣوﻟــدﻩ ﺣﺗــﻰ وﻓﺎﺗــﻪ ﺳــﻧﺔ )‬
‫‪ 1076‬ﻫ ـ ‪ 1665 /‬م ( ‪.‬‬

‫‪١٢١‬‬
‫وﻛﺗﺎب " اﻟﻌﻣل اﻟﺻـﺎﻟﺢ " ﻣـن اﻷﻋﻣـﺎل اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾـﺔ ذاﺋﻌـﺔ اﻟﺳـﻣﻌﺔ واﻟﺻـﯾت ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺷـرق‪ ،‬وﻫـو ﻟــم ﯾﻛـن ﻣﻧﻔﺻـﻼً ﻛﻣــﺎ ﻫـو ﺣـﺎل ﺑﻘﯾــﺔ اﻟﻣؤﻟﻔـﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻـرة ‪ ،‬وﻟــم ﯾﻬـﺗم ﻓــﻲ‬
‫ﺗــدوﯾن ﻧﻔــس اﻷﺣــداث ‪ ،‬ﺑــل ﻧﺟــدﻩ ﯾﺳــﻠط اﻷﺿ ـواء ﻋﻠــﻰ أﺣــداث ﺗرﻛﻬــﺎ اﻵﺧــرون وﻟــم‬
‫ﯾﺗﺣــدﺛوا ﻋﻧﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻣؤﻟﻔــﺎﺗﻬم ‪ ،‬ﻓﺟــﺎء ﺑﺟدﯾــد ﺣــول ‪ ،‬ﺧﻠــﻊ اﻟﻣﻠــك ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن ﻋــن اﻟﻌــرش‬
‫اﻟﻣﻐوﻟﻲ ‪ ،‬وﺻراع اﻷﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻓﺗﻪ ‪ ،‬أﻣﺎ ﻣﻧﻬﺟﻪ ‪ ،‬ﻓﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾـﻪ اﻷﺳـﻠوب اﻟﺑﻼﻏـﻲ‬
‫واﻟﺑﯾﺎﻧﻲ ) ‪ ، ( Rhetorical‬ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾـﺔ اﻟﻛﺗـﺎب ﻣﻠﺣﻘـﺎً ﯾﺷـﺗﻣل ﻋﻠـﻰ أﺳـﻣﺎء اﻟﻌﻠﻣـﺎء‬
‫واﻟﻔﻘﻬـﺎء واﻟﻣﺣــدﺛﯾن واﻟﺷــﻌراء واﻷطﺑــﺎء واﻟﻔﻧــﺎﻧﯾن واﻟﺷــﯾوخ اﻟــذﯾن ﻋﺎﺻــروا ﻋﻬــد اﻟﻣﻠــك‬
‫ﺷ ــﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬وﺛﻣ ــﺔ ﺗرﺟﻣ ــﺎت )‪ (Biographies‬ﻟﺳ ــﯾرة وﺣﯾ ــﺎة اﻷﻣـ ـراء واﻟﻧ ــﺑﻼء واﻟﻘ ــﺎدة‬
‫)‪(48‬‬
‫‪.‬‬ ‫وأﺻﺣﺎب اﻟﻣﻧﺎﺻب اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻬم اﻟوظﯾﻔﻲ‬

‫ﺗرﺟم اﻟﻣﺳﺗﺷرق اﻟﯾوت ) ‪ ( Elliot‬ﺑﻌض ﻧﺻوص اﻟﻛﺗﺎب ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺧـﻪ ‪ ،‬ﺗـﺎرﯾﺦ‬


‫اﻹﺳــﻼم ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﻧﺷــر اﻟﻛﺗــﺎب ﻓــﻲ اﻟﻣﺟﻣــﻊ اﻟﺑﻧﻐــﺎﻟﻲ اﻵﺳــﯾوي ﺿــﻣن ﺳﻠﺳــﻠﺔ‬
‫اﻟﻛﺗـب اﻟﻬﻧدﯾـﺔ ‪Asiatic Society in the Bibliotheca Indica Series ) ،‬‬
‫‪.(49) ( Bengel‬‬

‫ﻣﺣﻣد ﺻﺎدق ﺧﺎن اﻟﺗﺑرﯾزي ‪-:‬‬

‫)‪(50‬‬
‫ﺛ ــم إﻟ ــﻰ وﻟ ــدﻩ‬ ‫اﻟﻣ ــؤرخ ﻣﺣﻣ ــد ﺻ ــﺎدق ﺧ ــﺎن ﺗﻘ ــرب إﻟ ــﻰ اﻟﻣﻠ ــك ﺟﻬ ــﺎﻧﻛﯾر‬
‫ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن اﻟذي ﻋﯾﻧﻪ ﻛﺎﺗﺑﺎً ﻟﻠوﻗﺎﺋﻊ اﻟرﺳـﻣﯾﺔ " وﻗـﺎﺋﻊ ﻧـوﯾس " ‪ ،‬وذﻟـك ﻓـﻲ ﺣﻣﻠـﺔ اﻷﻣﯾـر‬
‫ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن ﺿد اﻟراﺟﺎ اﻟﻬﻧدوﺳﻲ ‪ ،‬وﻗد ﺣﺻل اﻟﻣؤرخ ﻋﻠﻰ ﻟﻘـب "ﺻـﺎدق ﺧـﺎن " وذﻟـك‬
‫)‪(51‬‬
‫‪ .‬إﻣﺎ ﻛﺗﺎﺑـﻪ " ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن ﻧﺎﻣـﻪ ‪" Shahjahan Nama ،‬‬ ‫ﺑﺄﻣر اﻟﻣﻠك ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن‬
‫ﻓﻬـو ﻣــن اﻷﻋﻣـﺎل اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ اﻟﻬﺎﻣــﺔ ‪ ،‬وذﻟـك ﻋﻠــﻰ اﻟـرﻏم ﻣــن ﺗﻛـرار اﺳـم اﻟﻛﺗــﺎب وﺣﺗــﻰ‬
‫ﻣﺎدﺗــﻪ ﻓ ــﻲ ﻛﺛﯾ ــر ﻣ ــن اﻷﺣﯾ ــﺎن ‪ ،‬إﻻ اﻧ ــﻪ ﺣﻣ ــل ﺗﻧوﻋ ــﺎً ﻟﻠﻣﺻ ــﺎدر اﻟوﺛﺎﺋﻘﯾ ــﺔ واﻟرﺳ ــﻣﯾﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﺟ ــﺎءت ﻣﺎدﺗ ــﻪ ﻏزﯾـ ـرة ‪ ،‬وﻫ ــﻲ ﻣ ــن اﻟﻣﺻ ــﺎدر اﻟﺗ ــﻲ ﯾﻌ ــول ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ دراﺳ ــﺔ ﻋﺻ ــر‬

‫‪١٢٢‬‬
‫ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬ﺣﺗـﻰ اﻋﺗﺑـرﻩ اﻟﻣـؤرخ اﻟﻬﻧـدي ﺳﻛﺳـﯾﻧﺎ ) ‪ ( Saksena‬ﻣـن اﻟﻣﺻـﺎدر اﻟﺗـﻲ‬
‫)‪(52‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻻ ﯾرﻗﻰ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺷك أو اﻻﺗﻬﺎم )‪(Unimpeachable‬‬

‫ﯾﺗﺣـدث اﻟﻛﺗــﺎب ﻋــن ﻋﺻـر ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن ﻣﻧــذ اﻋﺗﻼﺋــﻪ ﻟﻠﻌـرش اﻟﻣﻐــوﻟﻲ ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد‬
‫ﺳــﻧﺔ )‪1037‬ﻫـ ـ ‪1628 /‬م( وﺣﺗــﻰ ﺗﻌﯾﯾﻧــﻪ ﻟﻸﻣﯾــر دارا ﺷــﯾﻛوﻩ وﻟﯾــﺎً ﻟﻠﻌﻬــد ‪ ،‬وﯾوﺟــد ﻣــن‬
‫اﻟﻛﺗ ــﺎب ﻣﺧطوط ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﻣﺗﺣ ــف اﻟﺑرﯾط ــﺎﻧﻲ ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ وﯾوﺟ ــد ﻟﻬ ــذا اﻟﻣ ــؤرخ ﻛﺗ ــﺎب ﺗـ ـراﺟم‬
‫ﺑﻌﻧـوان )طﺑﻘـﺎت ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ( Tabqat – I – ShahJahani ،‬واﻟـذي ﯾﺗﺣـدث ﻓﯾـﻪ‬
‫اﻟﻣؤرخ ﻣﺣﻣد ﺻﺎدق ﻋن ﺳﯾرة اﻟﺷﺧﺻـﯾﺎت اﻟﻣﺷـﻬورة ﻣـن أﻣـراء وﻗـﺎدة وﻧـﺑﻼء وﻋﻠﻣـﺎء‬
‫)‪(53‬‬
‫‪.‬‬ ‫ووﻻة وﻏﯾرﻫم‬

‫ﻣﺣﻣد ﺷرﯾف ﺣﻧﻔﻲ ‪:‬‬

‫اﻟﺷــﯾﺦ ﻣﺣﻣــد ﺷ ـرﯾف ﺑــن ﻣﺣﻣــد ﻓرﯾــد اﻟﺻــدﯾﻘﻲ اﻟﺣﻧﻔــﻲ اﻟﻛﺟراﺗــﻲ ‪ ،‬أﺣــد ﻛﺑــﺎر‬
‫)‪(54‬‬
‫‪ ،‬ووﻟد ﻓﻲ اﻟدﻛن وﻋﺎش‬ ‫اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‪ ،‬در ّ س ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻛﺟرات ﻣﻌظم اﻟﻌﻠوم‬
‫ﺑﻬــﺎ ﺧﻣــس ﺳــﻧوات ‪ ،‬وﻗــد زار واﻟــدﻩ ﻣﻌظــم ﻣﻧــﺎطق اﻟــدﻛن ‪ ،‬اﻟــذي ﯾﺣﺗــوي ﻋﻠــﻰ ﺧﻣــس‬
‫وﻻﯾــﺎت ‪ ،‬اﺣﻣــد ﻧﻛ ــر‪ ،‬ﺑﯾﺟــﺎﺑور ‪ ،‬ﻛوﻟﻛﻧ ــدﻩ ‪ ،‬ﺧﺎﻧــدﯾش ‪ ،‬وﺑﯾـ ـرار ‪ ،‬ﺛــم رﺣ ــل إﻟــﻰ إﻗﻠ ــﯾم‬
‫اﻟﻛﺟـ ـرات وﻣـ ــﺎﻟوا ‪ ،‬واﺟﻣﯾ ــر ودﻟﻬـ ــﻲ واﻛ ـ ـرا ‪ ،‬وﻻﻫ ــور واﻟﺳـ ــﻧد واﻟﻣﻠﺗ ــﺎن ‪ ،‬وﻓـ ــﻲ ﺳـ ــﻧﺔ )‬
‫)‪(55‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪1031‬ﻫـ ‪1621 /‬م ( زار ﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻛﺷﻣﯾر ‪ ،‬وذﻟك ﺑرﻓﻘﺔ اﻟﻣﻠك ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن‬

‫أﻟــف اﻟﻣ ــؤرخ ﻣﺣﻣ ــد ﺷـ ـرﯾف ﺣﻧﻔ ــﻲ ﻛﺗﺎﺑــﻪ اﻟﺷ ــﻬﯾر ﺑـ ـ ـ " ﻣﺟ ــﺎﻟس اﻟﺳ ــﻼطﯾن " ‪،‬‬
‫وﯾﻌـد ﻣـن اﻟﻣؤﻟﻔـﺎت اﻟﻬﺎﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻧﺎوﻟــت ﻋﻬـد اﻟﻣﻠـك ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬ﻻﺳـﯾﻣﺎ وﻻﯾﺗـﻪ ﻟﻌــرش‬
‫اﻹﻣﺑراطورﯾــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾــﺔ ‪ ،‬وﺗﺣدﯾــداً ﺳــﻧﺔ ) ‪1038‬ﻫـ ـ ‪1628 /‬م( ‪ ،‬وﻗــد ﻏﻠــب اﻷﺳــﻠوب‬
‫اﻹﻧﺷﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺟﻪ ﻓﻲ ﺗدوﯾن اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻷﺣداث اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ‪ ،‬إذ ﻟم ﻧﻌﺛـر ﻋﻠـﻰ أﺑـواب‬
‫وﻓﺻــول واﺿــﺣﺔ ‪ ،‬إﻻ أن ﻗ ـراءة اﻟﻛﺗــﺎب ﺗﺣــدد ﺗﻠــك اﻟﻌﻧــﺎوﯾن واﻟﻔﺻــول ‪ ،‬ﻓﻘــد اﺣﺗــوى‬
‫اﻟﻛﺗﺎب ﻋﻠﻰ ﻣﻘدﻣﺔ ‪ ،‬ﺛم ﺗﺣدث ﻋن اﻟدوﻟﺔ اﻟﻐزﻧوﯾﺔ ‪ ،‬واﻟدوﻟﺔ اﻟﻐورﯾﺔ ‪ ،‬وﺳﻠطﻧﺔ دﻟﻬﻲ‬

‫‪١٢٣‬‬
‫‪ ،‬ﺛــم اﻧﺗﻘــل ﻟﻠﺣــدﯾث ﻋــن دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن وأﺑﺎطرﺗﻬــﺎ اﻟﻌظــﺎم ‪ ،‬ﻛﺎﻟﻣﻠــك ﺑــﺎﺑر ‪،‬‬
‫ﻫﻣ ــﺎﯾون ‪ ،‬ﺷﯾرﺷ ــﺎﻩ ‪ ،‬اﻷﻓﻐ ــﺎﻧﻲ ‪ ،‬اﻛﺑ ــر ‪ ،‬ﺟﻬ ــﺎﻧﻛﯾر‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ ﺗﻧ ــﺎول اﻟﺣ ــدﯾث ﻋ ــن ﻣﻣﺎﻟ ــك‬
‫اﻟدﻛن وﻛﺷﻣﯾر وﻏﯾرﻫﻣﺎ ‪ ،‬واﻟذي ﺗﻣﯾز ﺑﻪ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب اﻧﻪ ﺟﺎء ﺑﻘواﺋم إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻓرﯾدة ‪،‬‬
‫ﺗﻛﺷف ﻋن ﻋواﺋد اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻣن اﻟوﻻﯾﺎت ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻣﻠك اﻛﺑر وﺟﻬـﺎﻧﻛﯾر‬
‫‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ ‪-:‬‬

‫‪ 656.100.000‬دام‬ ‫‪ -1‬وﻻﯾﺔ دﻟﻬﻲ‬

‫‪ 822.500.000‬دام‬ ‫‪ -2‬وﻻﯾﺔ اﻛرا‬

‫‪ 825.000.000‬دام‬ ‫‪ -3‬وﻻﯾﺔ اﻟﺑﻧﺟﺎب‬

‫‪ 250.000.000‬دام‬ ‫‪ -4‬وﻻﯾﺔ ﻛﺎﺑل وﻛﺷﻣﯾر‬

‫‪ 283.500.000‬دام‬ ‫‪ -5‬وﻻﯾﺔ اﻟدﻛن‬

‫‪ 873.200.000‬دام‬ ‫‪ -6‬وﻻﯾﺔ ﺧﺎﻧدﯾش وﺑﯾرار‬

‫‪ 280.000.000‬دام‬ ‫‪ -7‬وﻻﯾﺔ ﻣﺎﻟوا‬

‫‪ 506.400.000‬دام‬ ‫‪ -8‬وﻻﯾﺔ اﻟﻛﺟرات‬

‫‪ 312.700.000‬دام‬ ‫‪ -9‬وﻻﯾﺔ اودﻩ‬

‫‪ 232.200.000‬دام‬ ‫‪ -10‬وﻻﯾﺔ اودﻩ‬

‫‪ 420.500.000‬دام‬ ‫‪ -11‬وﻻﯾﺔ اﺟﻣﯾر‬

‫‪ 307.000,000‬دام‬ ‫‪ -12‬وﻻﯾﺔ اﷲ آﺑﺎد‬

‫‪ 400.000,000‬دام‬ ‫‪ -13‬وﻻﯾﺔ اﻟﺳﻧد واﻟﻣﻠﺗﺎن‬

‫)‪(56‬‬
‫‪ 500.000,000‬دام‬ ‫‪ -14‬وﻻﯾﺔ اﻟﺑﻧﻐﺎل‬

‫‪١٢٤‬‬
‫ﺑﺧﺗﺎور ﺧﺎن اﻟﻌﺎﻟﻣﻛﯾري ‪:‬‬

‫اﻟﺷﯾﺦ ﺑﺧت ﯾﺎور ﺧﺎن اﻟﻌﺎﻟﻣﻛﯾري ‪ ،‬ﻛﺎن ﻣن ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻠك ﻣﺣـﻲ اﻟـدﯾن ﻣﺣﻣـد‬
‫اوراﻧﺟزﯾب و ﻣﺣل ﺛﻘﺗﻪ وﻣﺗﻠزﻣﻲ رﻛﺎﺑﻪ ‪ ،‬ﻣدﻩ ﺛﻼﺛﯾن ﺳﻧﺔ ﻣﺗواﺻﻠﺔ ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﻣﻧﺣﻪ اﻟﻣﻠـك‬
‫ﻣﻧﺻﺑﺎً رﻓﯾﻌﺎً ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ‪ ،‬أﻟﻔـﺎً ﻟﻧﻔﺳـﻪ )أي أﻟـف ﻣﻘﺎﺗـل( وﺧﻣﺳـﯾن وﻣـﺎﺋﺗﯾن روﺑﯾـﺔ ﻟﻠﺧﯾـل‬
‫)‪(57‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬وذﻟك ﺳﻧﺔ ) ‪1085‬ﻫ ـ ‪1675 /‬م( ‪ ،‬ﻛـﺎن ﻣـﺎﻫراً ﻓـﻲ اﻹﻧﺷـﺎء واﻟﺳـﯾر واﻟﺗـﺎرﯾﺦ‬
‫ﺛ ــم ﻋﯾﻧ ــﻪ اﻟﻣﻠ ــك اوراﻧﺟزﯾ ــب ﻣﺷ ــرﻓﺎً ﻟﻠﺧﺎﺻ ــﺔ اﻹﻣﺑراطورﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟ ــﺑﻼط اﻟﻣﻐ ــوﻟﻲ ‪ ،‬ﺛ ــم‬
‫)‪(58‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺻﺎﺣب دﯾوان اﻹﻧﺷﺎء ‪ ،‬ﺛم أﺻﺑﺢ وزﯾرا ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ‬

‫ﯾﺣﺗــل اﻟﻣــؤرخ ﺑﺧﺗــﺎور ﺧــﺎن ﻣوﻗﻌــﺎً ﻫﺎﻣــﺎً ﺑــﯾن اﻟﻣــؤرﺧﯾن اﻟرﺳــﻣﯾﯾن ﻓــﻲ اﻟــﺑﻼط‬
‫اﻟﻣﻐوﻟﻲ‪ ،‬ﻻﺳﯾﻣﺎ واﻧﻪ ﻗﺿﻰ ﻣﻌظم ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻹﻣﺑراطور اوراﻧﺟزﯾب ‪ ،‬وﻣﺎ ﺗوﻻﻩ‬
‫ﻣن ﻣﻧﺎﺻب ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ‪ ،‬وﻫـو اﻟـذي ﻛـﺎن ﯾطﻠـﻊ اﻟﻣﻠـك ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﻘـﺎرﯾر اﻟـواردة ﻣـن‬
‫ﻛﺎﻓـﺔ اﻷﻗـﺎﻟﯾم واﻟوﻻﯾـﺎت إﻟـﻰ اﻟﻌﺎﺻـﻣﺔ دﻟﻬـﻲ ‪ ،‬وﻗـد أﻟـف ﻛﺗﺎﺑـﺎً ﻫﺎﻣـﺎً ﻓـﻲ اﻟﺗـﺎرﯾﺦ وﺟﻌﻠـﻪ‬
‫ﻟﻠﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾب ‪ ،‬وﺳﻣﺎﻩ " ﻣرآة اﻟﻌـﺎﻟم " ‪ ،‬وﻫـو اﻟﻛﺗـﺎب اﻟـذي ﺟﻌـل ﻣـن ﺑﺧﺗـﺎور ﺧـﺎن‬
‫)‪(59‬‬
‫‪ ،‬وﻟﻠﻣؤرخ ﻣؤﻟﻔﺎت أﺧرى ‪ ،‬ﻣﺛل " ﻣرآة ﺟﻬﺎن ﻧﺎﻣﺔ "‬ ‫ﻣؤرﺧﺎً رﺳﻣﯾﺎً ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ‬
‫و " ﻣﻧﺗﺧب ﺣدﯾﻘﺔ ﺳﻧﺎﺋﻲ " و " ﻣﻧﺗﺧب ﻛﻠﯾﺎت اﻟﻌطﺎر " و " ﻣﻧﺗﺧب ﻟﻠﻣﺛﻧوي اﻟﻣﻌﻧـوي‬
‫" وﻟﻪ " رﯾﺎض اﻷوﻟﯾﺎء ﻓﻲ أﺧﺑﺎر اﻟﻣﺷﺎﯾﺦ " )‪ ، (60‬وﻗد ﺻﻧف ﻟﻪ اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻛﺗﺑـﺎً ﻛﺛﯾـرة ‪،‬‬
‫ﻣﻧﻬم اﻟﻘﺎﺿﻲ أﺑو ﺑﻛر اﻷﻛﺑر آﺑﺎدي ‪ ،‬ﺻﻧف ﻟﻪ ﻛﺗﺎﺑـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻔﻘـﻪ ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾـﺔ ‪ ،‬وﺟﻣـﻊ ﻓﯾـﻪ‬
‫اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ‪ ،‬وﺳﻣﺎﻩ ﺑﺎﺳﻣﻪ " اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺑﺧﺗﺎوري "‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺻﻧف ﻟﻪ اﻟﻣ ُ ﻸ ﻣﺣﻣـد‬
‫ﻧـﺎﻓﻊ " ﺧﻼﺻــﺔ اﻟﺧﺎﻧﯾــﺔ " ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻔﺎرﺳــﯾﺔ ‪ ،‬وﺻــﻧف ﻟــﻪ اﻟﺣﻛــﯾم ﻋﺑــد اﷲ رﺳــﺎﻟﺔ ﻓــﻲ اﻟطــب‬
‫)‪(61‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﺳﻣﺎﻫﺎ "ﻫﻣدم ﺑﺧت"‬

‫‪١٢٥‬‬
‫اﺗﺧــذ ﺑﺧﺗــﺎور ﺧــﺎن ﻣﻧﻬﺟــﺎ ﻣوﺳــوﻋﯾﺎ ﻓــﻲ ﺗدوﯾﻧــﻪ ﻟﻠﺗــﺎرﯾﺦ ‪ ،‬ﻓﺑﺎﻹﺿ ـﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﻧــﻪ‬
‫ﺣــرص اﺷ ــد اﻟﺣ ــرص ﻋﻠــﻰ رﺻ ــد ﺗ ــﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻠ ــك اﻟﻣﻐــوﻟﻲ اوراﻧﺟزﯾ ــب ‪ ،‬إﻻ اﻧ ــﻪ أﺑ ــدى‬
‫اﻫﺗﻣﺎﻣــﺎً ﺑﺗــﺎرﯾﺦ اﻟﻌــﺎﻟم ﺟﻣﯾﻌــﻪ ‪،‬اﻟﻘــدﯾم واﻹﺳــﻼﻣﻲ وﺣﺗــﻰ ﻋﺻــر دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول ‪ ،‬وﻫــو‬
‫ﺑــذﻟك ﯾﻛ ــون ﻛﺎﺗﺑ ــﺎ ﺛرﯾ ــﺎ وﻏﻧﯾ ــﺎ ﺑﻣﺎدﺗ ــﻪ اﻟﻌﻠﻣﯾــﺔ واﻟﺗﺎرﯾﺧﯾ ــﺔ ‪ ،‬وﻟﻠﻛﺷ ــف ﻋ ــن أﻫﻣﯾ ــﺔ ﻫ ــذا‬
‫اﻟﻣﺻــدر اﻟﺗــﺎرﯾﺧﻲ ‪ ،‬ﯾﻧﺑﻐــﻲ اﻟﺗو ﻗــف ﻋﻧــد ﻣﺣﺗوﯾﺎﺗــﻪ ﻛﻣــﺎ وردت ﻓــﻲ ﻧــص اﻟﻣﺧطوطــﺔ‬
‫اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺣف اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣـل اﻟـرﻗم "‪ ، "7657‬ﺣﯾـث ﺟـﺎء اﻟﻛﺗـﺎب ﻓـﻲ‬
‫ﻣﻘدﻣـﺔ وﺧﺎﺗﻣــﺔ وﺳــﺑﻌﺔ أﺑـواب ‪ ،‬ﺗﺣـدث ﻓــﻲ اﻟﻣﻘدﻣــﺔ ﻋــن ﺧﻠـق اﻟﻛــون وطﺑﯾﻌــﺔ اﻹﻧﺳــﺎن‬
‫واﻟﺟن وا ٕ ﺑﻠﯾس ‪ ...‬اﻟﺦ ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺑﺎب اﻷول ‪ -:‬ﻓﻔﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺑطﺎرﻛـﺔ واﻟﯾﻬـود واﻟﻣﺳـﯾﺣﯾﯾن‬
‫وﻣﻠوﻛﻬم اﻟﻘدﻣﺎء ‪ ،‬وﺗﺣدث ﻋن اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﯾوﻧﺎن واﻹﻏرﯾق اﻟﻘدﻣﺎء ‪ ،‬ﻛﺳـﻘراط واﺑـوﻗراط‬
‫وﻓﯾﺛ ــﺎﻏورس وارﺳ ــطوا وﻫ ــوﻣﯾروس وﺑطﻠﯾﻣ ــوس وﻏﯾ ــرﻫم ‪ ،‬ﺛ ــم ﺗﺑ ــﻊ ذﻟ ــك ﺗ ــﺎرﯾﺦ أﺑ ــﺎطرة‬
‫اﻟﻔرس وﻣﻠوك اﻟـﯾﻣن اﻟﻘـدﻣﺎء ‪ ،‬أﻣـﺎ اﻟﺑـﺎب اﻟﺛـﺎﻧﻲ ‪ -:‬ﻓﻔـﻲ ﺳـﯾرة اﻟرﺳـول اﻷﻛـرم) ﺻـﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﯾــﻪ وﺳــﻠم( ‪ ،‬واﻟﺧﻠﻔ ـﺎء اﻟراﺷــدﯾن اﻷرﺑﻌــﺔ ‪ ،‬واﻷﺋﻣــﺔ واﻟﻣﺑﺷ ـرﯾن ﺑﺎﻟﺟﻧــﺔ ‪ ،‬ﺻــﺣﺎﺑﺔ‬
‫اﻟرﺳـول )ص( ‪ ...‬اﻟــﺦ ‪ ،‬وﻗــد اﺷـﺗﻣل ﻫــذا اﻟﺑــﺎب ﻋﻠـﻰ اﺛﻧــﻲ ﻋﺷــر ﻓﺻـﻼً ‪ ،‬أﻣــﺎ اﻟﺑــﺎب‬
‫اﻟﺛﺎﻟث ‪ -:‬ﻓﻔﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟدوﻟﺔ اﻷﻣوﯾﺔ واﻟﻌﺑﺎﺳﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﻣﻠـوك اﻟﻣﻌﺎﺻـرون ﻟﻠدوﻟـﺔ اﻟﻌﺑﺎﺳـﯾﺔ‬
‫‪ ،‬ﻛﻘﯾﺎﺻرة اﻟروم ‪ ،‬وأﺷراف ﻣﻛﺔ واﻟﻣدﯾﻧﺔ ‪ ،‬وﺧﺎﻧﺎت اﻷﺗراك ‪ ،‬وﻣﻠـوك اﻟطواﺋـف ‪ ،‬ﺟـﺎء‬
‫ﻫــذا اﻟﺑــﺎب ﻓــﻲ ﺛﻣﺎﻧﯾــﺔ ﻓﺻــول ‪ ،‬أﻣــﺎ اﻟﺑــﺎب اﻟراﺑــﻊ ‪ -:‬ﻓﯾﺗﺣــدث ﻋــن ﺗــﺎرﯾﺦ ﺗﯾﻣورﻟﻧــك‬
‫وﺧﻠﻔﺎﺋﻪ اﻟﻘﺎﺋﻣون ﻋﻠﻰ أﻣر إﯾران وطوران )ﺑﻼد اﻟﺗرك( ﺛم ﯾﺗﺣدث ﻋن اﻟدوﻟﺔ اﻟﺻـﻔوﯾﺔ‬
‫‪ ،‬واﻟﺑــﺎب اﻟﺧــﺎﻣس ‪ -:‬ﻓﻬــو ﻓــﻲ ﺗــﺎرﯾﺦ اﻟﻬﻧــد ‪ ،‬دﯾﺎﻧــﺎت اﻟﻬﻧــد ‪ ،‬وﻋﺎداﺗﻬــﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ ‪،‬‬
‫ﺣﻠول ﻓﺟر اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﻬﻧد ‪ ،‬ﺳﻼطﯾن دﻟﻬﻲ ﻣن ﺷﻬﺎب اﻟدﯾن اﻟﻐـوري إﻟـﻰ اﻟﺳـﻠطﺎن‬
‫إﺑ ـراﻫﯾم ﻟــودي ‪ ،‬وأﻣ ـراء اﻟﺑﻧﻐــﺎل ‪ ،‬وأﻣ ـراء اﻟﻛﺟ ـرات ‪ ،‬وأﻣ ـراء ﻛﺷــﻣﯾر ‪ ...‬اﻟــﺦ ‪ ،‬واﻟﺑــﺎب‬
‫اﻟﺳ ــﺎدس ‪ -:‬ﻓﻔ ــﻲ ﺗ ــﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻐ ــول اﻟﺗﯾﻣ ــورﯾﯾن ﻓ ــﻲ اﻟﻬﻧ ــد ‪ ،‬ﺑ ــﺎﺑر ‪ ،‬ﻫﻣ ــﺎﯾون ‪ ،‬اﻛﺑ ــر ‪،‬‬
‫ﺟﻬــﺎﻧﻛﯾر ‪ ،‬ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ .‬واﻟﺑــﺎب اﻟﺳ ــﺎﺑﻊ ‪ -:‬ﺧﺻــﻪ ﻟﺳــﯾرة وﺗ ــﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻠــك ﻣﺣــﻲ اﻟ ــدﯾن‬
‫ﻣﺣﻣد اوراﻧﺟزﯾب )ﻋﺎﻟﻣﻛﯾر(وا ٕ ﻣﺑراطورﯾﺗﻪ ‪ ،‬وﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ‪ ،‬وﺳﻌﺔ اﻟدوﻟﺔ وأﻗﺎﻟﯾﻣﻬـﺎ ‪ ،‬وﺣﻛـﺎم‬
‫‪١٢٦‬‬
‫اﻟوﻻﯾ ــﺎت ‪ ،‬واﻟ ــوزراء واﻟﻌﻠﻣ ــﺎء واﻟﻣﻌﺎﺻـ ـرﯾن ﻟﻌﻬ ــد اﻟﻣﻠ ــك اوراﻧﺟزﯾ ــب ‪ .‬ﺛ ــم ﻧﺟ ــدﻩ ﯾﻬ ــﺗم‬
‫ﺑوﺿﻊ إﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﻋن ﻣداﺧل اﻟدوﻟﺔ وﻋواﺋدﻫﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻣن اﻷﻗﺎﻟﯾم واﻟوﻻﯾـﺎت ‪،‬‬
‫ﻓﺻـﻠﻬﺎ ﺗﻔﺻ ــﯾﻼً دﻗﯾﻘـ ــﺎً ‪ ،‬ﺣﯾـ ــث ﺑﻠ ــﻎ إﺟﻣـ ــﺎﻟﻲ ﻋواﺋـ ــد اﻟ ــدﺧل اﻟﺳـ ــﻧوي ﺣ ـ ـواﻟﻲ "‬
‫واﻟﺗ ــﻲ ـ ـ‬
‫‪ 9.241.716.082‬دام" وﻗد ﺗرﺟﻣت ﺑﻌـض ﻓﺻـول اﻟﻛﺗـﺎب ﻓـﻲ ﻣﺟﻣوﻋـﺔ اﻟﻣﺳﺗﺷـرق‬
‫)‪(62‬‬
‫‪ .‬ﺗوﻓﻲ اﻟﻣؤرخ ﺑﺧﺗﺎور ﺧﺎن اﻟﻌﺎﻟﻣﻛﯾري ﻓﻲ ‪ 15‬رﺑﯾـﻊ‬ ‫اﻻﻧﺟﻠﯾزي اﻟﯾوت ) ‪(Elliot‬‬
‫اﻷول ﺳﻧﺔ ‪1096‬ﻫ ـ )‪ 9‬ﺷﺑﺎط ‪1685‬م( ‪ ،‬وﻗد ﺗﺄﺳف اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾـب ﻋﻠـﻰ وﻓﺎﺗـﻪ ‪،‬‬
‫وأم ّ ﺑﺻﻼة اﻟﺟﻧﺎزة وﺣﻣل ﻣﻊ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻧﻌﺷﻪ ‪ ،‬وأﻣر ﺑدﻓﻧﻪ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ دﻟﻬـﻲ ﻓـدﻓن ﻓﯾﻬـﺎ‬
‫)‪(63‬‬
‫‪.‬‬

‫ﺟﻼل اﻟدﯾن طﺑطﺑﺎﺋﻲ ‪:‬‬

‫ﻛــﺎن ﺟــﻼل اﻟــدﯾن طﺑطﺑــﺎﺋﻲ ﻣــن اﻟﻣــؤرﺧﯾن اﻟرﺳــﻣﯾﯾن ﻟﻠــﺑﻼط اﻟﻣﻐــوﻟﻲ ‪ ،‬وﻣــن‬
‫اﻟﻣﻘـرﺑﯾن إﻟــﻰ اﻟﻣﻠــك ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬أﻟــف ﻛﺗﺎﺑــﻪ اﻟﺷــﻬﯾر ﺑ ـ ـ "ﺑﺎدﺷــﺎﻩ ﻧﺎﻣــﻪ" وﻫــو ﻋﻠــﻰ ﻧﻬــﺞ‬
‫ﻛﺗ ــﺎب اﻟﻘزوﯾﻧ ــﻲ واﻟﻼﻫ ــوري ‪ ،‬ﺣﯾ ــث ﯾﻐط ــﻲ ﻫ ــذا اﻟﻛﺗ ــﺎب اﻟﻔﺗـ ـرة اﻟواﻗﻌ ــﺔ ﻣ ــﺎ ﺑ ــﯾن ﺳ ــﻧﺔ‬
‫)‪1042‬ﻫـ ـ ‪1633 /‬م وﺣﺗــﻰ ﺳ ــﻧﺔ ‪1045‬ﻫـ ـ ‪1636/‬م( وﻫ ــﻲ أرﺑــﻊ ﺳ ــﻧوات ﻣــن ﺣﻛ ــم‬
‫ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن ‪.‬‬

‫ﻣﻧﻬﺟﻪ ﻓﻲ ﺗدوﯾن اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻏﻠب ﻋﻠﯾـﻪ اﻻﺧﺗﺻـﺎر اﻟﺷـدﯾد ﻣـﻊ اﺳـﺗﺧداﻣﻪ أﺳـﺎﻟﯾب‬
‫ﻟﻐوﯾــﺔ ﺑﻼﻏﯾــﺔ ﺟﻣﯾﻠــﺔ ‪ ،‬وﻣــن وﺟﻬــﺔ ﻧظــر اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻟﻣــؤرﺧﯾن ﻟــم ﺗﻛــن ﻣﺻــﺎدرة ذات‬
‫أﻫﻣﯾــﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ ﻛﺑﯾ ـرة ‪ ،‬ﺑــل اﻧــﻪ اﻗﺗــﺑس ﻋــن اﻟﻣــؤرخ اﻟﻘزوﯾﻧــﻲ ﻛــل ﻣــﺎ ﻛﺗﺑــﻪ ﻋــن إﻗﻠــﯾم‬
‫ووﻻﯾــﺔ ﻛﺷــﻣﯾر ‪ ،‬وﻗــد ﻓــرغ طﺑطﺑــﺎﺋﻲ ﻣــن ﺗــدوﯾن ﺗﺎرﯾﺧــﻪ "ﺑﺎدﺷــﺎﻩ ﻧﺎﻣــﻪ" ﺳــﻧﺔ )‪1050‬ﻫـ ـ‬
‫)‪(64‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪1640/‬م(‬

‫ﻣﺣﻣد ﻛﺎظم ‪:‬‬

‫‪١٢٧‬‬
‫اﻟﻣؤرخ ﻣﯾرزا ﻣﺣﻣد ﻛﺎظم ﺑن ﻣﺣﻣد أﻣﯾن اﻟﻘزوﯾﻧﻲ ‪ ،‬اﺑن اﻟﻣـؤرخ اﻟﺷـﻬﯾر أﻣـﯾن‬
‫)‪(65‬‬
‫‪،‬‬ ‫ﺑــن أﺑــﻲ اﻟﺣﺳــن اﻟﻘزوﯾﻧــﻲ ‪ ،‬ﻣؤﻟــف "ﺑﺎدﺷــﺎﻩ ﻧﺎﻣــﻪ" ﻓــﻲ ﺳــﯾرة اﻟﻣﻠــك ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن‬
‫ﺗﻘــرب ﻣﺣﻣــد ﻛــﺎظم إﻟــﻰ اﻟﻣﻠــك اوراﻧﺟزﯾــب ‪ ،‬وﺣﺿــﻲ ﻋﻧــدﻩ ﺑﺎﻟﻣراﺗــب اﻟﻌﺎﻟﯾــﺔ ‪ ،‬وﻋﯾﻧــﻪ‬
‫ﻣﺷرﻓﺎً ﻋﺎﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻗﺳـم اﻟﻧﻔﻘـﺎت ﻓـﻲ ﺑـﻼط اﻟدوﻟـﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـﺔ )‪(Bakhshi Paymaster‬‬
‫‪ ،‬وﻋﯾﻧﻪ أﯾﺿﺎً ﻣؤرﺧﺎً رﺳﻣﯾﺎ ﻟﻠﺑﻼط ‪ ،‬وأﻣرﻩ ﺑﺗﺄﻟﯾف ﻛﺗﺎب ﺟﺎﻣﻊ وﺷـﺎﻣل ﻟﺳـﯾرﺗﻪ وﺗـﺎرﯾﺦ‬
‫إﻣﺑراطورﯾﺗﻪ ‪ ،‬وﻧزوﻻً ﻋﻧد رﻏﺑﺔ اﻟﻣﻠـك ‪ ،‬ﺷـرع ﻣﺣﻣـد ﻛـﺎظم ﻓـﻲ ﺗـدوﯾن ﻛﺗﺎﺑـﻪ اﻟﺷـﻬﯾر ﺑ ـ‬
‫"ﻋــﺎﻟﻣﻛﯾر ﻧﺎﻣــﻪ ‪ ، " Almaqir Nama ،‬وﻗــد أﺗــم ﺗــدوﯾن وﻗــﺎﺋﻊ وﺣـوادث اﻟﻌﻘــد اﻷول‬
‫ﻣـن ﻋﻬـد اوراﻧﺟزﯾـب ) ‪1069‬ﻫ ـ‪1659/‬م ‪1079 -‬ﻫ ـ‪1669/‬م( ﺛـم أﻣـر اﻟﻣﻠـك ﺑﻣﻧﻌــﻪ‬
‫ﻣن إﻛﻣﺎل ﻛﺗﺎﺑﻪ ‪ ،‬ﺑدﻋوى اﻧﻪ ﯾﻛذب ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن رواﯾﺎﺗﻪ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣـدﻫﺎ ﻓـﻲ "ﻋـﺎﻟﻣﻛﯾر‬
‫)‪(66‬‬
‫‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣـﺎ ﯾؤﻛـد اﻟﻣـؤرخ‬ ‫ﻧﺎﻣﻪ" ‪ ،‬أﻛد ﻋﻠﻰ ذﻟـك اﻟﻣـؤرخ اﻟﻣﻌﺎﺻـر ﺳـﺎﻗﻲ ﻣﺳـﺗﻌد ﺧـﺎن‬
‫اﻟﻬﻧــدي ﺳــرﻛﺎر )‪ (Sarkar‬ﻓــﻲ ﻣﻘدﻣﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻛﺗــﺎب "ﻣــﺂﺛر ﻋــﺎﻟﻣﻛﯾري" ‪ ،‬أن اﻟﻘزوﯾﻧــﻲ‬
‫وﻋد اﻧﺗﻬﺎﺋـﻪ ﻣـن ﺗـدوﯾن اﻟﻌﻘـد اﻷول ﻣـن ﺳـﯾرة اﻟﻣﻠـك اوراﻧﺟزﯾـب ‪ ،‬أﻣـر اﻟﻣﻠـك ﺑﺗﻘﻠـﯾص‬
‫ﻧﻔﻘــﺎت اﻟدوﻟ ــﺔ ‪ ،‬وأﻏﻠ ــق داﺋ ـرة اﻟﻧﻔﻘ ــﺎت اﻟرﺳ ــﻣﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺗ ــﻲ ﻛــﺎن اﻟﻘزوﯾﻧ ــﻲ ﻣﺳ ــؤوﻻً ﻋﻧﻬ ــﺎ‬
‫) ‪(67‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺑﺳﺑب اﻟﻧﻘص اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫ﻛـﺎن اﻟﻣﻠـك اوراﻧﺟزﯾـب ﻗــد أﻣـر اﻟﻣـؤرخ اﻟﻘزوﯾﻧـﻲ ﺑﺗﺳــﻠﯾم ﺻـﻔﺣﺎت اﻟﻛﺗـﺎب اﻟﺗــﻲ‬
‫ﯾﻔرغ ﻣﻧﻬﺎ إﻟﯾـﻪ ‪ ،‬وذﻟـك ﻟﻣراﻗﺑـﺔ دﻗـﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻋﻧـدﻩ ‪ ،‬ﻓﺈﻣـﺎ أن ﯾواﻓـق ﻋﻠﯾﻬـﺎ اﻟﻣﻠـك أو‬
‫أن ﯾرﻓﺿﻬﺎ ‪،‬وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﻣوﻗف اﻟﻣﺗﺷدد اﻟذي اﺗﺧذﻩ ﻣﻠك اﻟﻣﻐول ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻘزوﯾﻧـﻲ‬
‫‪ ،‬وﻣﻧﻌ ــﻪ ﻣ ــن إﻛﻣ ــﺎل ﻣؤﻟﻔ ــﻪ اﻟﺗ ــﺎرﯾﺧﻲ ‪ ،‬إﻻ أن "ﻋ ــﺎﻟﻣﻛﯾر ﻧﺎﻣ ــﻪ" ﯾﺑﻘ ــﻰ ﻣ ــن اﻟﻣﺻـ ـﺎدر‬
‫اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻏطت ﺣ ُ ﻘﺑﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻣﻣﯾزة ﻣن ﻋﻬـد اﻟﻣﻠـك اﻟﻣﻐـوﻟﻲ ‪،‬‬
‫ﺑﻛــل ﺗﻔﺎﺻــﯾﻠﻬﺎ ووﻗﺎﺋﻌﻬــﺎ وأﺣــداﺛﻬﺎ ‪ ،‬وﻗــد ﺑــرزت أﻫﻣﯾــﺔ اﻟﻣﺻــدر ﻋﻧــد اﻟﻣــؤرﺧﯾن اﻟــذﯾن‬
‫اﺑدوا ﻋﻧﺎﯾﺔ ﻛﺑﯾـرة ﺑـﻪ وﺑﻣوﺿـوﻋﺎﺗﻪ ﻛـﺎﻟﻣؤرخ ﺳـﺎﻗﻲ ﻣﺳـﺗﻌد ﺧـﺎن واﻟﻣـؤرخ ﺧـﺎﻓﻲ ﺧـﺎن ‪،‬‬
‫واﻟﻣؤرخ ﺑﺧﺗﺎور ﺧﺎن اﻟﻌﺎﻟﻣﻛﯾري وﻏﯾرﻫم ‪.‬‬

‫‪١٢٨‬‬
‫وﻗــد ﻛﺷــف ﻟﻧــﺎ اﻟﻣﺳﺗﺷــرق اﻻﻧﺟﻠﯾــزي اﻟﯾــوت ) ‪ (Elliot‬ﻋــن أن اﻟﺟــزء اﻟﻣﺗﻌﻠــق‬
‫ﺑﻔــﺗﺢ إﻗﻠــﯾم آﺳــﺎم )‪ (Assam‬ﻗــد ﺗــرﺟم إﻟــﻰ اﻟﻠﻐــﺔ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾــﺔ ﺑﻛﺎﻣﻠــﻪ ‪ ،‬وذﻟــك ﻋﻠــﻰ ﯾــد‬
‫اﻟﻣـؤرخ ﻓﺎﻧﺳـﯾﺗرﯾت )‪ ، (Mr. Vansittrate‬وﻧﺷـر ﻓـﻲ اﻟﻣﺟﻠـﺔ اﻵﺳـﯾوﯾﺔ اﻟﻣﺗﻧوﻋـﺔ )‬
‫‪Asiati‬‬ ‫‪ ، (Asiatic‬وﻧﺷــر أﯾﺿ ــﺎً ﻓ ــﻲ ﻣﺟﻠــﺔ اﻟﺑﺣ ــوث اﻵﺳــﯾوﯾﺔ )‬ ‫‪Miscellany‬‬
‫‪ ، (Researches‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﺷر ﻛﺎﻣل اﻟﻌﻣل ﺑﻠﻐﺗﻪ اﻟﻔﺎرﺳﯾﺔ اﻷﺻـﻠﯾﺔ ﻓـﻲ ﺳﻠﺳـﻠﺔ اﻟﻛﺗـب‬
‫اﻟﻬﻧدﯾــﺔ‪ (Bibliothec India) ،‬ﻓﺟــﺎء ﻓــﻲ أﻛﺛــر ﻣــن أﻟــف وﻣﺎﺋــﺔ ﺻــﻔﺣﺔ‪ ،‬وﻗــد ﻓــرغ‬
‫)‪(68‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻘزوﯾﻧﻲ ﻣن ﻛﺗﺎﺑﻪ "ﻋﺎﻟﻣﻛﯾر ﻧﺎﻣﻪ" ﺳﻧﺔ )‪1100‬ﻫـ‪1688/‬م(‬

‫ﻣﺣﻣد ﺳﺎﻗﻲ ﻣﺳﺗﻌد ﺧﺎن ‪:‬‬

‫اﻟﻣـؤرخ ﻣﺣﻣـد ﺳــﺎﻗﻲ ﻣﺳـﺗﻌد ﺧــﺎن‪ ،‬ﻛـﺎن ﻣـن اﻟﻣﻘـرﺑﯾن إﻟـﻰ اﻟــﺑﻼط اﻟﻣﻐـوﻟﻲ ﻓــﻲ‬
‫ﻋﻬــد اﻟ ﻠﻣــك اوراﻧﺟزﯾــب‪ ،‬ووﻟ ــدﻩ اﻟﻣﻠــك ﻣﺣﻣــد ﺷــﺎﻩ‪ ،‬اﻟ ــذي ﻋﯾﻧــﻪ ﻣؤرﺧــﺎً رﺳــﻣﯾﺎً ﻟﻠدوﻟ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻣـﺎرس ﻣﻬـﺎم أﻋﻣﺎﻟـﻪ ﻓـﻲ ﻣﻧﺻـﺑﻪ ﻛﻣﺳـؤول ﻓـﻲ داﺋـرة ﻛﺗّ ـﺎب اﻟوﻗـﺎﺋﻊ‬
‫)‪(69‬‬
‫‪ ،‬أﻟف ﻛﺗﺎﺑـﻪ اﻟﻣﻌـروف ﺑ ـ "ﻣـﺂﺛر ﻋـﺎﻟﻣﻛﯾري" اﻟـذي ﻓـرغ ﻣـن‬ ‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ "وﻗﺎﺋﻊ ﻧوﯾس"‬
‫ﺗﺻــﻧﯾﻔﻪ ﺳــﻧﺔ )‪1132‬ﻫـ ـ‪1719/‬م(‪ ،‬ﺟــﺎء ذﻟــك ﺣﺳــب رﻏﺑــﺔ اﻟﻣﻠــك وﺑــﺄﻣر ﻣــن اﻟــوزﯾر‬
‫)‪(70‬‬
‫‪ ،‬ﻓــﺄﻟف‬ ‫ﻋﻧﺎﯾــﺔ اﷲ اﻟﻛﺷــﻣﯾري‪ ،‬وزﯾــر اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺑــﻼط اﻟﻣﻠــك ﻣﺣﻣــد ﺷــﺎﻩ‬
‫ﻫذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺧﺗﺻر واﻟﺷﺎﻣل ﻟﻌﺻر اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾب ‪.‬‬

‫ﺟ ــﺎء "ﻣ ــﺂﺛر ﻋ ــﺎﻟﻣﻛﯾري" ﻓ ــﻲ ﺟـ ـزأﯾن ‪ ،‬اﻷول ﻣﺧﺗﺻـ ـرات ﻟﻛﺗ ــﺎب ﻣﺣﻣ ــد أﻣ ــﯾن‬
‫اﻟﻘزوﯾﻧــﻲ "ﻋ ــﺎﻟﻣﻛﯾر ﻧﺎﻣ ــﻪ" واﻟ ــذي وﺛــق ﻓﯾ ــﻪ أﺣ ــداث اﻟﻌﺷ ــر ﺳــﻧوات اﻷوﻟ ــﻰ ﻣ ــن ﻋﻬ ــد‬
‫اوراﻧﺟزﯾــب )‪1069‬ﻫ ـ‪1695/‬م‪1079-‬ﻫـ ـ‪1669 /‬م(‪ ،‬أﻣــﺎ اﻟﺟــزء اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻓﯾﺷــﺗﻣل ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻷﺣـ ـ ــداث اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ ظﻬـ ـ ــرت ﻓـ ـ ــﻲ ﺳ ـ ـ ــﯾرة اوراﻧﺟزﯾ ـ ـ ــب ﻓـ ـ ــﻲ اﻷرﺑﻌ ـ ـ ــﯾن ﺳ ـ ـ ــﻧﺔ اﻟﻣﺗﺑﻘﯾ ـ ـ ــﺔ )‬
‫‪1079‬ﻫـ ـ ـ‪1669/‬م ‪1118-‬ﻫـ ـ ـ‪1707/‬م(‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑـ ــر "ﻣـ ــﺂﺛر ﻋـ ــﺎﻟﻣﻛﯾري" ﻣـ ــن اﻟﻣﺻـ ــﺎدر‬

‫‪١٢٩‬‬
‫اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ اﻟﻬﺎﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻗــدﻣت دراﺳــﺔ ﻣﺧﺗﺻ ـرة وﻣﻔﯾــدة ﻓــﻲ ﻧﻔــس اﻟوﻗــت ﻟﻌﺻــر اﻟﻣﻠــك‬
‫اوراﻧﺟزﯾب‪ ،‬وظﻬرت ﺗرﺟﻣﺎت ﻋدﯾـدة وﻗدﯾﻣـﺔ ﻟﻬـذا اﻟﻣﺻـدر اﻟﻣﻌﺎﺻـر‪ ،‬ﻛﺎﻟﺗرﺟﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫‪ ،(Henry‬ﺳ ــﻧﺔ‬ ‫ﻗ ــﺎم ﺑﻬ ــﺎ اﻟﻣﺳﺗﺷ ــرق اﻻﻧﺟﻠﯾ ــزي ﻫﻧ ــري ﻓﺎﻧﺳ ــﯾﺗرات ) ‪Vansittate‬‬
‫‪1785‬م‪ ،‬وﻗد ﻧﺷرت ﻫذﻩ اﻟﺗرﺟﻣﺔ ﻓﻲ ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻛﺗب اﻟﻬﻧدﯾﺔ ) ‪Bibliotheca Indica‬‬
‫( ‪ ،‬وﯾطﻠﻌﻧــﺎ اﻟﻣــؤرخ اﻻﻧﺟﻠﯾــزي اﻟﯾــوت )‪ (Elliot‬ﻧﺎﺷــر اﻟﺳــﻔر اﻟﺿــﺧم ﻟﺗــﺎرﯾﺦ اﻹﺳــﻼم‬
‫ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‪ ،‬اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ أﺳﺎﺳﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن اﻟﺳﻧوات اﻷرﺑﻌﯾن اﻷﺧﯾرة‬
‫ﻣن ﻋﻬد اوراﻧﺟزﯾب ﻗﺎم ﺑﺗرﺟﻣﺗﻬﺎ ﻟﯾوت ﺑﯾرﻛﻧز)‪ (Lieut Perkins‬وﻫـﻲ اﻟﺗرﺟﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫)‪(71‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻋﺗﻣدﻫﺎ اﻟﯾوت ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‬

‫ﻛﻣـ ــﺎ وردت ﺗرﺟﻣـ ــﺔ ﻷﺟ ـ ـزاء ﻛﺑﯾ ـ ـرة ﻣـ ــن ﻋﻣـ ــل ﻣﺳـ ــﺗﻌد ﺧـ ــﺎن ﻟﻠﻣـ ــؤرخ ﺟـ ــﯾﻣس‬
‫( ﺣﯾـ ــث وردت اﻟﺗرﺟﻣـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﻛﺗﺎﺑـ ــﻪ اﻟﺷـ ــﻬﯾر ﺑـ ـ ـ "اﻟﺗـ ــﺎرﯾﺦ‬ ‫‪Jams‬‬ ‫ﺑﯾـ ــرد)‪Bird‬‬
‫‪Political‬‬ ‫‪Statistical‬‬ ‫‪History‬‬ ‫‪of‬‬ ‫اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﻲ واﻹﺣﺻ ــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻛﺟـ ـرات )‬
‫)‪(72‬‬
‫‪ ،‬وﺛﻣ ـ ـ ـــﺔ ﻧﺳـ ـ ـ ــﺧﺔ ﻣﺗرﺟﻣـ ـ ـ ــﺔ ﻗـ ـ ـ ــﺎم ﺑﻬـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻣـ ـ ـ ــؤرخ اﻟﻬﻧـ ـ ـ ــدي اﻟﺷـ ـ ـ ــﻬﯾر‬ ‫‪"(Gujarat‬‬
‫"ﺳ ـ ـ ــرﻛﺎر ‪ "Sarkar‬ﺣﯾ ـ ـ ــث ﺻ ـ ـ ــدرت أول ﻧﺳ ـ ـ ــﺧﺔ ﻣﺗرﺟﻣ ـ ـ ــﺔ إﻟ ـ ـ ــﻰ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾ ـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ـ ــن‬
‫اﻷﺻ ـ ــل اﻟﻔﺎرﺳ ـ ــﻲ ﻓ ـ ــﻲ ﻣدﯾﻧ ـ ــﺔ ﻛﻠﻛﺗ ـ ــﺎ )‪ (Calcutta‬ﺳ ـ ــﻧﺔ ‪1947‬م ‪ ،‬ﺛ ـ ــم أﻋﯾ ـ ــد ﻧﺷـ ـ ـرﻩ‬
‫)‪(73‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺳﻧﺔ ‪1981‬م‪ ،‬ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﻻﻫور )ﺑﺎﻛﺳﺗﺎن(‬

‫اﻣـ ــﺎ ﻣـ ــﻧﻬﺞ ﺳـ ــﺎﻗﻲ ﻣﺳـ ــﺗﻌد ﺧـ ــﺎن اﻟﺗـ ــﺎرﯾﺧﻲ ﻓﯾﻐﻠـ ــب ﻋﻠﯾـ ــﻪ اﻻﺧﺗﺻـ ــﺎر اﻟﺷـ ــدﯾد‬
‫ﻟﻸﺣداث‪ ،‬وﯾﺳـﺗﺧدم اﻟﺳـﻧوات اﻟﻬﺟرﯾـﺔ وﻓﻘـﺎً ﻟﻠﺳـﻧوات اﻟﺟﻠوﺳـﯾﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﻌـرش اﻟﻣﻐـوﻟﻲ‪،‬‬
‫ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻧﻪ أﺷﺎر إﻟﻰ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﻠوﺳﯾﺔ اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﺣﺗﻰ اﻟﺧﻣﺳﯾن واﻟﺗـﻲ ﺗﻘـﻊ ﺿـﻣن‬
‫اﻟﺗــﺎرﯾﺦ اﻟﻬﺟــري‪ ،‬ورﻏــم اﻻﺧﺗﺻــﺎر اﻟﺑــﯾن‪ ،‬إﻻ أﻧــﻪ ﯾﺳــﻠط اﻷﺿ ـواء ﺑﻛﺛﺎﻓــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻛﺎﻓــﺔ‬
‫اﻟﺟواﻧب ذات اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻹدارﯾـﺔ واﻟﻌﺳـﻛرﯾﺔ وﺣﺗـﻰ اﻟﺷﺧﺻـﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠـك‪ ،‬ﻓﯾﺗﺣـدث‬
‫ﻋـ ــن اﻟﻣﻌـ ــﺎرك واﻟﻔﺗوﺣـ ــﺎت‪ ،‬واﻟﻌـ ــﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾـ ــد اﻟرﺳـ ــﻣﯾﺔ ﻟﻠدوﻟـ ــﺔ‪ ،‬ﻻﺳـ ــﯾﻣﺎ اﻻﺣﺗﻔـ ــﺎﻻت‬
‫ﺑﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ اﻟﺳــﻧﺔ اﻟﺟﻠوﺳــﯾﺔ واﻟﺳــﻧﺔ اﻟﻣﯾﻼدﯾــﺔ اﻟﺷﻣﺳــﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠــك‪ ،‬واﻟﺳــﻧﺔ اﻟﻣﯾﻼدﯾــﺔ اﻟﻘﻣرﯾــﺔ‪،‬‬

‫‪١٣٠‬‬
‫واﻟﻌ ــﺎدات اﻟﻣﺗﺑﻌ ــﺔ ﻋﻧ ــد اﻟﻣﻐ ــول ﻓ ــﻲ ﻣﺛ ــل ﻫ ــذﻩ اﻟﻣﻧﺎﺳ ــﺑﺎت‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ ﺗﻌ ــرض ﺑﺷ ــﻛل وافٍ‬
‫ﻟﻠﻣﻧﺎﺻــب اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ واﻹدارﯾــﺔ واﻟدﯾﻧﯾــﺔ واﻟﻌﺳــﻛرﯾﺔ ﻓــﻲ اﻟدوﻟــﺔ وأﻫﻣﯾــﺔ ذﻟــك‪ ،‬أن اﻟﻣــؤرخ‬
‫ﻛﺎن ﯾوﺛق ﺗﻠـك اﻟﻣﻧﺎﺳـﺑﺎت ﺑـﺎﻟﺗوارﯾﺦ اﻟدﻗﯾﻘـﺔ‪ ،‬ﻣوﺿـﺣﺎً ذﻟـك ﺑـﺎﻟﯾوم واﻟﺷـﻬر واﻟﺳـﻧﺔ ﺑدﻗـﺔ‬
‫ﻛﺑﯾرة ‪.‬‬

‫ﻣﺣﻣد ﻣﻌﺻوم ‪:‬‬

‫دﺧــل اﻟﻣــؤرخ ﻣﺣﻣــد ﻣﻌﺻــوم ﻓــﻲ ﺧدﻣــﺔ اﻟــﺑﻼط اﻟﻣﻐــوﻟﻲ وﺗﺣدﯾــداً ﻣــﻊ اﻷﻣﯾــر‬
‫ﺳــﻠطﺎن ﺷــﺟﺎع ﺷــﻘﯾق اوراﻧﺟزﯾــب‪ ،‬وﻫــو ﻣــن اﻟﻌﻠﻣــﺎء اﻟﻣﻌــروﻓﯾن ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد‪ ،‬ﻟــم ﺗﻛﺷــف‬
‫اﻟﻣﺻــﺎدر ﻋــن اﻟوظ ــﺎﺋف اﻟرﺳــﻣﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﺷ ــﻐﻠﻬﺎ ﻣﺣﻣــد ﻣﻌﺻــوم‪ ،‬وﻣ ــﻊ ذﻟــك‪،‬ﯾﺑﻘﻰ ﻣ ــن‬
‫اﻟﻣــؤرﺧﯾن اﻟرﺳــﻣﯾﯾن ﻟــﺑﻼط اﻟﻐــول‪ ،‬ﻻﺳــﯾﻣﺎ ﻟﻌﺻــر اﻟﻣﻠــك اوراﻧﺟزﯾــب‪ ،‬ودورﻩ اﻟﺟﻬــﺎدي‬
‫واﻟﻌﺳﻛري ﻓﻲ أﻧﺣﺎء ﻣﺗﻌددة ﻣن اﻟﻬﻧد‪.‬اﻟف ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﺷﻬﯾر ﺑ ـ"ﻓﺗوﺣـﺎت ﻋـﺎﻟﻣﻛﯾري" واﻟـذي‬
‫ﯾُ ﻌــد ﺑﺣــق ﻣــن ﻣﺻــﺎدر اﻟدوﻟــﺔ اﻟرﺳــﻣﯾﺔ اﻟﻬﺎﻣــﺔ ‪ ،‬ﺟــﺎءت ﻣﺻــﺎدر اﻟﻛﺗــﺎب ﻣــن وﺛــﺎﺋق‬
‫وﺗﻘـﺎرﯾر وﻣﺷـﺎﻫدات ﺣﯾـﺔ ﻟﻠﻣـؤرخ ﻣﺣﻣــد ﻣﻌﺻـوم‪ ،‬ﻛﻣـﺎ اﺑﻠـﻎ ﺑﻧﻔﺳــﻪ ﻋـن ذﻟـك ‪ ،‬واﻧـﻪ ﻗــد‬
‫ﺧدم ﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﻬﻧد ‪ ،‬اﻟﺷﯾﺦ أﻛرم اﻟدﯾن ﺑن ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب اﻟﺣﻧﻔﻲ اﻷﺣﻣد آﺑﺎدي‬
‫اﻟﻛﺟراﺗﻲ ‪ ،‬ﺣﯾث ﻟﻘﺑﻪ ﺷـﺎﻩ ﻋـﺎﻟم ﺑـن اوراﻧﺟزﯾـب ﺑﺷـﯾﺦ اﻹﺳـﻼم‪ ،‬وﻫـو ﻣـن ﻋﻠﻣـﺎء اﻟﻬﻧـد‬
‫واﻟﻣﻬﺗﻣ ــﯾن ﺑﺑﻧ ــﺎء اﻟﻣ ــدارس واﻟﻣﻛﺗﺑ ــﺎت ‪ ،‬ﻛﻣدرﺳ ــﺔ " ﻫ ــداﯾت ﺑﺧ ــش " ﻓ ــﻲ دﻟﻬ ــﻲ ﺳ ــﻧﺔ‬
‫)‪(74‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪ 1109‬ﻫ ـ ‪1697 /‬م ( وأﺗﻣﻬﺎ ﺳﻧﺔ ) ‪ 1111‬ﻫ ـ ‪ 1699 /‬م (‬

‫ﯾﺣﺗوي اﻟﻛﺗﺎب ﻋﻠﻰ ﺧﻣﺳـﺔ وﺧﻣﺳـﯾن ﻓﺻـﻼً ‪ ،‬ﯾﺗﻌﻠـق اﻷول ﺑﺣﻣـﻼت وﻓﺗوﺣـﺎت‬
‫ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن ﻓــﻲ ﻣدﯾﻧــﺔ ﺑﻠــﺦ وﺑدﺧﺷــﺎن ‪ ،‬أﻣــﺎ اﻟﻔﺻــل اﻟﺛــﺎﻧﻲ واﻟﺧﻣﺳــﯾن ﻓﯾﺗﻌﻠــق ﺑﻣﺻــرع‬
‫اﻷﻣﯾـ ــر دارا ﺷ ـ ــﯾﻛوﻩ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﯾ ـ ــد اوراﻧﺟزﯾ ـ ــب وﺗﺗﺣ ـ ــدث اﻟﻔﺻ ـ ــول اﻟﺗﺎﻟﯾ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــن ﻓﺗوﺣ ـ ــﺎت‬
‫اوراﻧﺟزﯾب ﻓﻲ ﺑﻼد ﻣﺎ وراء اﻟﻧﻬر‪ ،‬وذﻟك ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن واﻟﯾﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺑـل وﻗﻧـدﻫﺎر ‪ ،‬وﺑﻌﺛـﻪ‬
‫واﻟدﻩ إﻟﻰ ﺧﺎﻧﺎت اﻟﺗرك ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﻔﺗوﺣـﺎت واﺳـﻌﺔ ﻓـﻲ اﻟـدﻛن ﺟﻧـوب اﻟﻬﻧـد ‪،‬‬

‫‪١٣١‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﯾﺗﺣــدث اﻟﻔﺻــل اﻟﺧــﺎﻣس واﻟﺧﻣﺳــﯾن ‪ ،‬ﻋــن اﻟﻣﻠــك ﺷــﺎﻩ ﻋــﺎﻟم واﻟﻣﻠــك ﻣﻌظــم ﺧــﺎن‬
‫)‪(75‬‬
‫‪.‬‬

‫ﻣﯾرزا ﻣﺣﻣد ﻧﻌﻣﺔ ﺧﺎن ‪:‬‬

‫اﻷﻣﯾر ﻣﺣﻣد ﺑن ﻓﺗﺢ اﻟدﯾن اﻟﺣﻛـﯾم اﻟﺷـﯾرازي ‪ ،‬ﻧـواب ﻧﻌﻣـﺔ ﺧـﺎن ‪ ،‬ﻣـن اﻷﻣـراء‬
‫اﻟﻣﺷﻬورﯾن ﻓﻲ اﻟﺷﻌر واﻟﻬﺟﺎء ‪ ،‬وﻟد وﻧﺷﺄ ﺑﺄرض اﻟﻬﻧد ‪ ،‬وﺳﺎﻓر ﻣـﻊ واﻟـدﻩ إﻟـﻰ ﺷـﯾراز‬
‫‪ ،‬وﻗـ ـرأ اﻟﻌﻠ ــم ﻋﻠ ــﻰ ﻣ ــن ﺑﻬ ــﺎ ﻣ ــن اﻟﻌﻠﻣ ــﺎء ‪ ،‬ﺛ ــم ﻋ ــﺎد إﻟ ــﻰ أرض اﻟﻬﻧ ــد ‪ ،‬وﺗﻘ ــرب إﻟ ــﻰ‬
‫اوراﻧﺟزﯾــب ‪ ،‬ووﻻّﻩ ﻋﻠــﻰ " ﻧﻌﻣــﺔ ﺧﺎﻧــﻪ " داﺋ ـرة اﻟــﻧﻌم واﻟﻬﺑــﺎت ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻟﻘﺑــﻪ اﻟﻣﻠــك ﺑـ ـ "‬
‫ﻧﻌﻣﺔ ﺧﺎن " ﺳﻧﺔ )‪1104‬ﻫ ـ ‪1692 /‬م( ‪ ،‬ﺛم وﻻّﻩ ﻋﻠﻰ ﺟواﻫر ﺧﺎﻧﻪ )ﺧزﯾﻧﺔ اﻟﺟـواﻫر(‬
‫وﻟﻣــﺎ ﻗــﺎم ﺑﺎﻟﻣﻠــك ﺷــﺎﻩ ﻋــﺎﻟم ﺑــن اوراﻧﺟزﯾــب ‪ ،‬ﻟﻘﺑــﻪ " داﻧﺷــﻣﻧد ﺧــﺎن " وﻗــد ﻋــرف ﻋﻧــﻪ‬
‫ﻣﻬﺎرﺗﻪ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺷﺎء واﻟﺷﻌر واﻟﻬﯾﺋﺔ واﻟﻬﻧدﺳﺔ )‪ ، (76‬ﻛﻣﺎ ﻋﯾﻧﻪ اوراﻧﺟزﯾب ﻣﺷرﻓﺎً‬
‫)‪(77‬‬
‫‪ ،‬وﯾﻌﺗــب ﻧﻌﻣــﺔ ﺧــﺎن ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ‬ ‫ﻋﻠـﻰ ﺗﺣرﯾــر اﻟوﻗــﺎﺋﻊ واﻷﺧﺑــﺎر ﻓــﻲ ﺑﻼطــﻪ اﻟﻣﻠﻛــﻲ‬
‫إﻟــﻰ اﻟوظــﺎﺋف اﻟرﺳــﻣﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﺷــﻐﻠﻬﺎ ﻓــﻲ دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول ‪ ،‬ﻣــن اﻟﻣــؤرﺧﯾن اﻟرﺳــﻣﯾن وﻣــن‬
‫ﻛﺗﺑــﺔ اﻟوﻗــﺎﺋﻊ واﻷﺣــداث اﻟرﺳــﻣﯾﺔ ﻟﻠدوﻟــﺔ ‪ ،‬ﻛــﺎن ﺣرﯾﺻــﺎً ﻋﻠــﻰ ﺗﺳــﻣﯾﺔ ﻛﺗﺎﺑــﺔ ﺑﻌﻧ ـوان "‬
‫اﻟوﻗﺎﺋﻊ " ‪.‬‬

‫ﺣـﺎز ﻣؤﻟﻔــﺔ " اﻟوﻗـﺎﺋﻊ " ﻋﻠــﻰ ﺷــﻬرة ﻋﻠﻣﯾـﺔ ﻛﺑﯾـرة ﻓــﻲ أوﺳـﺎط اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن اﻟﻣﻬﺗﻣــﯾن‬
‫ﻓـ ـﻲ ﺗ ــﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻐ ــول اﻟﻣﺳ ــﻠﻣﯾن ﻓ ــﻲ اﻟﻬﻧ ــد ‪ ،‬وذﻟ ــك ﻟﻘﯾﻣ ــﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت اﻟـ ـواردة ﻓ ــﻲ ﻫ ــذا‬
‫اﻟﻣﺻــدر ‪ ،‬وﺟــودة ﻣﺎدﺗــﻪ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ ‪ ،‬وﻗــد ﺗرﻛــزت " اﻟوﻗــﺎﺋﻊ " ﻋﻧــد ﻧﻌﻣــﺔ ﺧــﺎن ‪ ،‬ﻓــﻲ‬
‫اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻓﺗوﺣﺎت اوراﻧﺟزﯾب " ﻋﺎﻟﻣﻛﯾر " ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ ﻣـن اﻟﻬﻧـد ‪ ،‬ﻛـﺈﻗﻠﯾم‬
‫اﻟــدﻛن ‪ ،‬وﻗــد ﺻــدر ﻛﺗــﺎب " اﻟوﻗــﺎﺋﻊ " ﻓــﻲ ﺑوﻣﺑــﺎي ﻓــﻲ ﻣﺟﻠــد واﺣــد ‪ ،‬ﺑﺛﻼﺛﻣﺎﺋــﺔ وﺗﺳــﻊ‬
‫)‪(78‬‬
‫‪ ،‬ﻟــﻪ ﻣؤﻟﻔــﺎت‬ ‫ﻋﺷ ـرة ﺻــﻔﺣﺔ ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﺻــدر ﻟﻛﻧﻬــو )‪ (Lucknow‬ﺳــﻧﺔ ‪ 1843‬م‬

‫‪١٣٢‬‬
‫أﺧــرى ﻣﺛــل " اﻟﺷــﺎﻫﻧﺎﻣﺔ )‪ ، (Shah Nama‬و " ﺟﻧــك ﻧﺎﻣــﺔ " ﺳــﯾر اﻟﻣﻌــﺎرك ‪ ،‬وﻫــو‬
‫ﻋن ﻣﻌﺎرك اوراﻧﺟزﯾب ﺿد ﻣﻠك ادﯾﺑور )‪ ،(Udipur‬ﻧﺷر ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﻓـﻲ ﻟﻛﻧﻬـو ﺳـﻧﺔ‬
‫)‪(79‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪1261‬ﻫ ـ ‪1845 /‬م(‬

‫ﻧواب ﻋﺎﻗل ﺧﺎن ‪:‬‬

‫ﻣن اﻷﻣراء اﻟﻣﺷﻬورﯾن ‪ ،‬وﻟد وﻧﺷﺄ ﺑﺄرض اﻟﻬﻧد ‪ ،‬وﺗﻘرب ﻣن اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾب‬
‫ﺣﺗــﻰ ﺣﺿــﻲ ﻟدﯾــﻪ ﺑﺈﻧﻌﺎﻣــﺎت ﻛﺛﯾ ـرة ‪ ،‬ﻓــوﻻﻩ ﻣﻧﺻــب " ﺑﺧﺷــﯾﻛري " ﻓــﻲ ﻣﻌﺳــﻛرﻩ ‪ ،‬ﺣــﯾن‬
‫ﻛﺎن ﺣﺎﻛﻣﺎً ﻋﻠﻰ إﻗﻠﯾم اﻟدﻛن ‪ ،‬ﺛم ﻟﻘﺑﻪ ﻋﺎﻟﻣﻛﯾر ﺑـ " ﻋﺎﻗل ﺧﺎن " ووﻻﻩ وﻻﯾﺔ إﻗطـﺎع ﻣـﺎ‬
‫ﺑﯾن ﻧﻬري ﺟﻣﻧﺎ واﻟﻛﻧﺞ ‪ ،‬وﺟﻌﻠﻪ ﻧﺎظراً ﻋﻠﻰ " اﻟﻐﺳل ﺧﺎﻧﺔ " اﻟﺣﻣـﺎم اﻟﻣﻠﻛـﻲ اﻟﺧـﺎص ‪،‬‬
‫)‪(80‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺛم وﻻﻩ ﻋﻠﻰ دار اﻟﻣﻠك ﻓﻲ دﻟﻬﻲ وﺑﻘﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﻣدة ﺣﯾﺎﺗﻪ‬

‫وﺗﻣﺗﻊ اﻟﻣؤرخ ﺑﺑراﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻌر واﻹﻧﺷﺎء واﻟﺗﺎرﯾﺦ وﻛـﺎن ﻣـن اﻟﻣﺗﺻـوﻓﺔ ‪،‬‬
‫اﻟـذﯾن أﻟﻔـوا ﻓــﻲ اﻟﻌدﯾـد ﻣـن اﻟﻣوﺿــوﻋﺎت اﻟﺻـوﻓﯾﺔ ‪ ،‬ﻣــن ذﻟـك ‪ ،‬ﻛﺗﺎﺑـﻪ اﻟﺷــﻬﯾر ﺑ ـ "ﺛﻣـرة‬
‫اﻟﺣﯾﺎة"‪ ،‬ﺟﻣﻊ ﻓﯾﻪ ﻣﻠﻔوظﺎت اﻟﺷﯾﺦ ﺑرﻫﺎن اﻟدﯾن اﻟﺷطﺎري ‪ ،‬زﻋﯾم اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺻوﻓﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺑﻼد اﻟﻬﻧد ‪ ،‬أﻣﺎ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ " اورﻧك ﻧﺎﻣﺔ " ‪ ،‬ﻓﯾﻌد ﻣن ﺟﻣﻠﺔ اﻟﻣﺻـﺎدر اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾـﺔ‬
‫اﻟﻣﻌﺎﺻـرة اﻟﻬﺎﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻋﺎﻟﺟــت ﺣﯾــﺎة اﻟﻣﻠــك اﻟﻣﻐــوﻟﻲ ﻣﺣــﻲ اﻟــدﯾن ﻣﺣﻣــد اوراﻧﺟزﯾــب ‪،‬‬
‫رﺻــد ﻓﯾــﻪ أﺧﺑــﺎر اﻟﻣﻠــك واﻟﺣ ـوادث واﻟوﻗــﺎﺋﻊ اﻟﺗــﻲ ﺣﺻــﻠت ﻓــﻲ ﻋﻬــدﻩ ‪ ،‬ﺟــﺎء ﻓــﻲ زﻫــﺎء‬
‫)‪(81‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺛﻣﺎﻧﻲ ﻛرارﯾس ‪ ،‬وﻣﺎت اﻟﻣرخ ﻧواب ﻋﺎﻗل ﺧﺎن ﺳﻧﺔ ‪1107‬ﻫ ـ ‪1695 /‬م‬

‫ﺧﺎﻓﻲ ﺧﺎن ‪:‬‬

‫اﻟﻣــؤرخ ﻣﺣﻣــد ﻫﺎﺷــم ﻋﻠــﻲ ﺧــﺎن اﻟﺷــﻬﯾر ﺑﺧــﺎﻓﻲ ﺧــﺎن ‪ ،‬ﻣــن اﻟﻣــؤرﺧﯾن اﻟﻬﻧــود‬
‫اﻟﻣﻐوﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻬﻧـد ‪ ،‬وﺧـﺎﻓﻲ ﺧـﺎن ‪ ،‬وا ٕ ن ﻟـم‬
‫ﻟ‬ ‫اﻟذﯾن اﻫﺗﻣـوا ﺑدراﺳـﺔ وﺗـدوﯾن ﺗـﺎرﯾﺦ اﻟدوﻟـﺔ‬
‫ﺗﻛﺷـف اﻟﻣﺻــﺎدر اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ ﻋــن اﻧــﻪ ﻣــؤرخ رﺳــﻣﻲ ﻟﻠدوﻟــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾــﺔ ‪ ،‬إﻻ أﻧــﻪ ﯾﺑﻘــﻰ ﻣــن‬
‫اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟذﯾن ﻧﺎﻟوا ﺣظﺎً واﻓراً ﻣن اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻻﻫﺗﻣـﺎم ﻣـن ﻗﺑـل ﻣﻠـوك اﻟﻣﻐـول اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن‬

‫‪١٣٣‬‬
‫‪ ،‬ﻓﻘ ــد ﺣظ ــﻲ ﺧ ــﺎﻓﻲ ﺧ ــﺎن ﺑﺧدﻣ ــﺔ اﻟﻣﻠ ــك اوراﻧﺟزﯾ ــب ‪ ،‬وﻋﯾﻧ ــﻪ ﻓ ــﻲ ﻣﻧﺎﺻ ــب ﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ‬
‫وﻋﺳﻛرﯾﺔ ﻋﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻓﻘد ﻋﻣل ﺑدﯾﺔ اﻷﻣر ﻣوظﻔﺎً ﻟﺗدوﯾن اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻷﺧﺑﺎر ﻋﻧد ﻋﺑـد اﻟـرزاق‬
‫‪ (82‬وﻛذﻟك ﻋُ ﯾن ﺳﻔﯾراً ﻣن ﻗﺑل ﺣﺎﻛم إﻗﻠﯾم اﻟﻛﺟرات وﺑﺄﻣر‬
‫ﺧﺎن رﺋﯾس ﻣﯾﻧﺎء ﺳورات ) ‪،‬‬
‫ﻣــن اﻟﻣﻠــك ‪ ،‬ﻟﻠﺗوﺟــﻪ إﻟــﻰ ﻣﯾﻧــﺎء ﺑوﻣﺑــﺎي ﻟﻠﺗﻔــﺎوض ﻣــﻊ اﻹﻧﺟﻠﯾــز ﻫﻧــﺎك ‪ ،‬ﺣﯾــث ﺗ ـرأس‬
‫اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﻲ ﺟـرت ﺑـﯾن دوﻟـﺔ اﻟﻣﻐـول واﻹﻧﺟﻠﯾـز ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ ﺧﻠﻔﯾـﺔ اﻟﺻـراع اﻟـذي ﻧﺷـﺄ‬
‫ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﻣﺎ ﺗﺳﺑﺑﻪ إﻧﺟﻠﺗرا ﻣـن ﻣﺿـﺎﯾﻘﺎت ﻟﻠﻣﻐـول وﻣﺻـﺎﻟﺣﻬم اﻟﺗﺟﺎرﯾـﺔ واﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ ﻓـﻲ‬
‫)‪(83‬‬
‫‪.‬‬ ‫ذﻟك اﻟﻣﯾﻧﺎء‬

‫أﻟّف ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ ‪ ،‬واﻟذي أﺷﺗﻬر ﺑ ـ " ﻣﻧﺗﺧـب اﻟﻠّﺑـﺎب " وﻫـو‬
‫ﻣﺻدر ﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻣﻌﺎﺻر ‪ ،‬ﺗﺗﻠﺧص ﻓواﺋدﻩ ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺳـﻼم ﻓـﻲ اﻟﻬﻧـد ﻓـﻲ ﻓﺗـرة‬
‫اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻐوﻟﻲ ‪ ،‬ﺟﺎء ﻓﻲ ﺟزأﯾن ‪ ،‬ﻋﺎﻟﺞ اﻟﺟزء اﻷول ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﯾﻣورﻟﻧك وذرﯾﺗﻪ ‪ ،‬وﺻوﻻً‬
‫إﻟـﻰ ﺑــﺎﺑر وﻫﻣــﺎﯾون واﻛﺑـر وﺟﻬــﺎﻧﻛﯾر وﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬أﻣــﺎ اﻟﺟـزء اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻓﺧﺻــص ﻟﻌﺻــر‬
‫اﻟﻣﻠــك اوراﻧﺟزﯾــب ‪ ،‬ﻣــﻊ ﺑﻌــض اﻻﻧﺗﻘــﺎدات اﻟﺗــﻲ وﺟﻬﻬــﺎ ﺧــﺎﻓﻲ ﺧــﺎن واﻟﻣﺗﺻــﻠﺔ ﺑــﺑﻌض‬
‫)‪(84‬‬
‫‪ .‬اﻷﻣـر اﻟـذي ﯾﺟﻌﻠﻧـﺎ ﻧﻣﯾـل إﻟـﻰ اﻋﺗﺑـﺎر‬ ‫ﻣواﻗف اوراﻧﺟزﯾب اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ واﻹﺻـﻼﺣﯾﺔ‬
‫ﻫذا اﻟﻣؤرخ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟرﺳـﻣﯾﯾن ﻟﻠدوﻟـﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـﺔ ‪ ،‬ورﺑﻣـﺎ ﯾﻛـون ﻣوﻗﻔـﺔ اﻟﻧﻘـدي‬
‫ﻣــن ﻣﻠــك اﻟﻣﻐــول‪ ،‬ﻫــو اﻟــذي دﻓــﻊ اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻟﻣــؤرﺧﯾن إﻟــﻰ دراﺳــﺔ ﻣؤﻟﻔــﺔ وﺗرﺟﻣﺗــﻪ‬
‫واﻻﻋﺗﻣــﺎد ﻋﻠﯾــﻪ ﻓــﻲ اﻟﺑﺣــوث واﻟدراﺳــﺎت ذات اﻟﺻــﻠﺔ ﺑﻌﺻــر اﻟﻣﻠــك اوراﻧﺟزﯾــب ‪ .‬وﻗــد‬
‫ﺣــرر اﻟﻛﺗــﺎب ﺑﺟزأﯾــﻪ ‪ ،‬ﻣوﻻﻧــﺎ ﻛﺑﯾــر اﻟــدﯾن اﺣﻣــد ‪ ،‬وﻗــﺎم ﻋﻠــﻰ ﻧﺷ ـرﻩ اﻟﻣﺟﻣــﻊ اﻟﺑﻧﻐــﺎﻟﻲ‬
‫اﻵﺳﯾوي ﻓﻲ ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻣؤﻟﻔﺎت اﻟﻬﻧدﯾﺔ وذﻟك ﺳﻧﺔ ‪1868‬م ‪ ،‬وﻗﺎم اﻟﻣﺳﺗﺷـرق اﻹﻧﺟﻠﯾـزي‬
‫)‪(85‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣـﺎ‬ ‫اﻟﯾوت )‪ (Elliot‬ﺑﺗرﺟﻣـﺔ اﻟﺟـزء اﻟﻣﺗﻌﻠـق ﺑﻌﺻـر اﻟﻣﻠـك اوراﻧﺟزﯾـب ‪ ،‬وﺧﻠﻔﺎﺋـﻪ‬
‫ﻗــﺎل اﻟﻣــؤرخ اﻟﻔﻧﺳــﺗون )‪ (Ellphinstone‬وﺟراﻧــت دف )‪ (Grant Duff‬أن ﺗرﺟﻣــﺔ‬
‫‪ ، (Major‬اﻟﺿــﺎﺑط ﻓ ــﻲ‬ ‫اﻟﺟــزء اﻷول ﻫــو ﻣــن أﻋﻣــﺎل ﻣ ــﺎﺟور ﺟــوردون)‪Gordon‬‬
‫)‪(86‬‬
‫‪ ،‬ﻛﻣ ـ ــﺎ اﻫ ـ ــﺗم‬ ‫اﻟﺟ ـ ــﯾش اﻟﺑرﯾط ـ ــﺎﻧﻲ اﻟ ـ ــذي ﺧ ـ ــدم ﻓ ـ ــﻲ ﻣدﯾﻧ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــدراس )‪(Madras‬‬

‫‪١٣٤‬‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺷـ ــرق اﻹﻧﺟﻠﯾـ ــزي ارﺳـ ــﻛن )‪ (Erskine‬ﺑﺗرﺟﻣـ ــﺔ اﻟﻘﺳـ ــم اﻟﻣﺗﻌﻠـ ــق ﺑﺣـ ــروب اﻟﻣﻠـ ــك‬
‫)‪(87‬‬
‫‪ ،‬ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﯾؤﻛد اﻟﻣؤرخ اﻟﺑﺎﻛﺳﺗﺎﻧﻲ‬ ‫ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن ﻓﻲ إﻗﻠﯾم اﻟدﻛن )‪(Deccan‬‬
‫ﻣﺣﻣــد ﺑﺷــﯾر ﻋﻠــﻰ أن أﻓﺿــل ﻧﺳــﺧﺔ ﻣﺣــررة ﺑﺎﻟﻠﻐــﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾــﺔ ﻫــﻲ ﻣــن أﻋﻣــﺎل اﻟﻣــؤرخ‬
‫)‪(88‬‬
‫‪ .‬ﻛﻣ ــﺎ أﻛ ــد‬ ‫ﻣﻌ ــﯾن اﻟﺣ ــق واﻟﺗ ــﻲ ﻧﺷ ــرت ﻓ ــﻲ ﻣﺟﻠ ــﺔ اﻟﻣﺟﻣ ــﻊ اﻟﺗ ــﺎرﯾﺧﻲ اﻟﺑﺎﻛﺳ ــﺗﺎﻧﻲ‬
‫اﻟﻣؤرخ ﻛﻧدي )‪ (Kenndy‬اﻟذيأوﻟﻰ اﻫﺗﻣﺎﻣﺎً ﻛﺑﯾراً ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‬
‫أن اﻟﻣـؤرخ ﺧــﺎﻓﻲ ﺧـﺎن ﻗــدم ﻓـﻲ ﻣؤﻟﻔــﻪ " ﻣﻧﺗﺧـب اﻟﻠّﺑــﺎب "ﻋﻣـﻼً ﻋﻠﻣﯾــﺎً ﻣﻣﯾـزاً ‪ ،‬وﯾﻌﺗــب‬
‫)‪(89‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻣن أﻫم اﻹﻋﻣﺎل ﻓﻲ ﻋﺻرﻩ ‪ ،‬ﻟﺗﻣﯾزﻩ ﺑدﻗﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل واﻟﻧﻘد ﻟﻠرواﯾﺎت واﻟوﺛﺎﺋق‬

‫ﻣﺑﺎرك ﺑن اﺳﺣق اﻟدﻫﻠوي ‪:‬‬

‫اﻷﻣﯾــر ﻣﺑــﺎرك ﺑــن اﺳــﺣق اﻟﺣﺳــﯾﻧﻲ اﻟــدﻫﻠوي ‪ ،‬ﯾﻠﻘــب ﺑﻧ ـواب ﻣﺑــﺎرك اﷲ ﺧــﺎن ‪،‬‬
‫وـﻟــد وﻧﺷ ــﺄ ﻓ ــﻲ ﻣدﯾﻧ ــﺔ ﻻﻫــور‪ ،‬وظ ــل ﯾﺗﻘ ــرب إﻟ ــﻰ اﻟﻣﻠــك اوراﻧﺟزﯾ ــب ﺣﺗ ــﻰ وﻻّﻩ ﻋﻠ ــﻰ "‬
‫اوراﻧـك آﺑـﺎد " وﻋﻠـﻰ " ﻣﻧدﺳـور " وﻟﻣــﺎ ﺗـوﻓﻲ اوراﻧﺟزﯾـب ﺳـﻧﺔ )‪1118‬ﻫـ ـ ‪ 1707/‬م( ‪،‬‬
‫أﺻﺑﺢ ﻣـن ﻧـدﻣﺎء وزﯾـر اﻟدوﻟـﺔ واﻟـﺑﻼط اﻟﻣﻐـوﻟﻲ ﻣـﻧﻌم ﺧـﺎن ‪ ،‬وﻛـﺎن واﻟـدﻩ أرادة ﺧـﺎن ‪،‬‬
‫وﺟدﻩ اﻟﻣﻌظم ﺧﺎن ﻣن ﻛﺑﺎر اﻷﻣراء ﻓـﻲ ﻋﻬـد اﻟﻣﻠـك ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن وواﻟـدﻩ ﺟﻬـﺎﻧﻛﯾر ‪ ،‬وﻗـد‬
‫ﺗــوﻓﻲ اﻟﻣــؤرخ ﻣﺑــﺎرك ﺳــﻧﺔ )‪1128‬ﻫ ـ ـ ‪ 1715 /‬مﻓـ(ـﻲ ﻋﺻــر اﻟﻣﻠــك اﻟﻣﻐــوﻟﻲ ﻓــر ّ رخ‬
‫ﺳــﯾﺎر )‪ ،(90‬وﻛــﺎن ﻗــد ﻋُ ــﯾن ﻓــﻲ اﻟﺳــﻧﺔ ﺛﻼﺛــﺔ وﺛﻼﺛــﯾن ﻟﺟﻠــوس اﻟﻣﻠــك اوراﻧﺟزﯾــب ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻌ ــرش ﺑﻣﻧﺻ ــب ﻓﺎوﺟ ــدار )‪ (Faujdar‬ﻋﻠ ــﻰ ﻣﻧطﻘ ــﺔ ﺟﺎﻗﻧ ــﺎ )‪ (Jagna‬ﺛ ــم ﻓ ــﻲ وﻗ ــت‬
‫ﻻﺣق ﻋﻠﻰ ﻣدﯾﻧﺔ " اوراﻧك آﺑـﺎد " و " ﻣﺎﻧـدو " ﻛﻣـﺎ ﻋﯾﻧـﻪ اﻟﻣﻠـك ﺷـﺎﻩ ﻋـﺎﻟم ﺣﺎﻛﻣـﺎً ﻋﻠـﻰ‬
‫)‪(91‬‬
‫‪.‬‬ ‫دؤاب )‪(Doab‬‬

‫ﻗﺎم ﺑﺗﺄﻟﯾف ﻛﺗﺎب اﺳﻣﺎﻩ " ﺗﺎرﯾﺦ أرادة ﺧﺎن " واﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻣـن اﻟﻣﺻـﺎدر اﻟﻬﺎﻣـﺔ‬
‫كﻠـ ﻓــر ّ رخ ﺳــﯾﺎر ‪ ،‬ﺑﺣﯾــث‬
‫ﻟدراﺳـﺔ اﻟﻣراﺣــل اﻷﺧﯾـرة ﻟﻌﺻــر اوراﻧﺟزﯾــب وﺣﺗــﻰ ﻋﺻــر اﻟﻣ‬
‫ﯾﻧﻘﺳم ﻫذا اﻟﻣؤﻟف إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻔﺻول اﻟﻣﺧﺗﺻرة ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ وﺿﻊ ﻣﻠﺣﻘﺎً ﻫﺎﻣـﺎً ‪،‬‬
‫)‪(92‬‬
‫‪ ،‬ﻋﺎﺻ ــر اﻟﻣ ــؤرخ ﻣرﺣﻠ ــﺔ‬ ‫اﺣﺗ ــوى ﻋﻠ ــﻰ رﺳ ــﺎﻟﺗﯾن ﻛﺗﺑ ــت ﺑﺧ ــط اﻟﻣﻠ ــك اوراﻧﺟزﯾ ــب‬
‫‪١٣٥‬‬
‫اﻻﻧﺣطــﺎط واﻟﺿــﻌف واﻟﺗﻔﻛــك اﻟﺗــﻲ أﺻــﺎﺑت اﻟﺑﯾــت اﻟﻣﻐــوﻟﻲ ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد ‪ ،‬ﻋﻧــدﻣﺎ ﺛــﺎرت‬
‫اﻟﺣروب واﻟﻔﺗن واﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﺣﺎدة ﺑﯾن أﻓراد اﻷﺳرة اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ ‪ ،‬وﻗد ﻋﺑّر ﻫو ﺑﻧﻔﺳـﻪ ﻋـن‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ واﻟﻣﺛﯾرة اﻟﺗﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻓﻲ ﺷﺑﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧدﯾﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻘول‬
‫ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ اﻟﻛﺗﺎب ‪:‬‬

‫" ﺧﻼل ﺳﻧﯾن ﺣﯾﺎﺗﻲ اﻟﻔﻘﯾرة ‪ ،‬ﺣﯾـث ﺑﻠﻐـت ﻣـن اﻟﻌﻣـر اﻟراﺑﻌـﺔ واﻟﺳـﺗون ‪ ،‬واﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﺻــﺎدف ﺳــﻧﺔ )‪ 1126‬ﻫ ـ ـ ‪ 1714 /‬م( ‪ ،‬وﺑﻣﺛــل ﻫــذﻩ اﻟﺗﻘﻠﺑــﺎت ﻓــﻲ ﺷــؤون اﻟــدﻧﯾﺎ ‪،‬‬
‫اﻧﺣطﺎط اﻹﻣﺑراطورﯾﺔ ‪ ،‬وﻓﺎة اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻣراء ‪ ،‬ﺗﺣطم وزوال اﻟﺑﯾوت اﻟﻌرﯾﻘﺔ اﻟﻘدﯾﻣـﺔ‬
‫‪ ،‬وﺳ ــﻘوط اﻷﺛرﯾ ــﺎء واﻷﻏﻧﯾ ــﺎء ‪ ،‬وﺑ ــروز اﻟﻔﻘـ ـراء ﻣﺣﻠﻬ ــم ‪ ،‬ﻛ ــل ذﻟ ــك ﺷ ــﺎﻫدﺗﻪ ﺑﻧﻔﺳ ــﻲ ‪،‬‬
‫واﻟ ــذي ﻟ ــم ﯾدوﻧ ــﻪ أﺣ ــد ﻏﯾ ــري ﻣ ــن اﻟﻣ ــؤرﺧﯾن اﻟﻣﻌﺎﺻـ ـرﯾن ‪ ،‬وﻛﻣﺳ ــؤول ﻓ ــﻲ داﺋرﺗ ــﻲ ‪،‬‬
‫وﺣﯾﻧﻬﺎ ﻛﻧت ﻣﻌﺎﯾﺷﺎً ﻟﺗﻠك اﻷﺣداث ﻋن ﻛﺗب ﻓﻘد ﺗﺣﺻل ﻟﻲ ﺗﻘﺎرﯾر ووﺛﺎﺋق ﻫﺎﻣـﺔ ﺟـداً‬
‫‪ ،‬ﺣﯾـث ﺷـﻛﻠت اﻟﻣﺻـدر اﻟـرﺋﯾس اﻟـذي وﺟﻬﻧـﻲ ﻓـﻲ ﺗــدوﯾن اﻟﺗـﺎرﯾﺦ ‪ ،‬وﻛـوﻧﻲ ﻛﻧـت أﺣــد‬
‫)‪(93‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺷﺎرﻛﯾن ﻓﯾﻬﺎ ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻗﻣت ﺑﺗدوﯾﻧﻬﺎ ﺑدﻗﺔ ووﺿوح "‬

‫ﺟــﺎءت ﺑﻌــض ﻧﺻــوص اﻟﻛﺗــﺎب ﻣﺗرﺟﻣــﺔ إﻟــﻰ اﻟﻠﻐــﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾــﺔ ﻋﻧــد اﻟﻣﺳﺗﺷــرق‬
‫)‪(94‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﯾوت )‪ (Elliot‬ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻬﻧد‬

‫ﻣﯾرزا ﻣﺣﻣد طﺎﻫر اﻟﻛﺷﻣﯾري ‪:‬‬

‫وﻫـو اﻟﻣــؤرخ ﻣﺣﻣـد طــﺎﻫر ﺑـن أﺣﺳــن اﷲ ﺑـن أﺑــﻲ اﻟﺣﺳـن اﻟﺗرﺑﺗــﻲ اﻟﻛﺷــﻣﯾري ‪،‬‬
‫وﻟــﻲ اﻟﻧظــﺎرة ﻓــﻲ ﻋﻬــد اﻟﻣﻠــك ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ ،‬ﺛــم وﻟــﻲ ﻧظــﺎرة " اﻟﻛﺗــب اﻟﺷــﺎﻫﺎﻧﯾﺔ " اﻟﻣﻛﺗﺑــﺔ‬
‫اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ‪ ،‬ﺛـم اﻋﺗـزل ﻋـن اﻟﻧـﺎس وﻟـزم اﻟﻌزﻟـﺔ ﻓـﻲ ﻛﺷـﻣﯾر ‪ ،‬ورﺗـب ﻟـﻪ اﻟﻣﻠـك اوراﻧﺟزﯾـب‬
‫أرﺑﻌﺔ وﻋﺷرﯾن أﻟﻔﺎً ﻣن اﻟروﺑﯾﺎت ﻓـﻲ اﻟﻌـﺎم ‪ ،‬وﻗـد أﻫـﺗم ﺑﻛﺗﺎﺑـﺔ اﻟوﻗـﺎﺋﻊ واﻟﺣـوادث ‪ ،‬وﻟـﻪ‬
‫ﻛﺗﺎب ﺑﺳﯾط ﻓﻲ أﺧﺑﺎر اﻟﻣﻠك ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن‪ ،‬ﻛﺗب ﻓﯾﻪ أﺧﺑﺎر ﺳـﻧﺔ ﻣـن أﯾﺎﻣـﻪ‪ ،‬وﯾﻼﺣـظ أﻧـﻪ‬
‫ﻣﻠﺧــص ﻋــن اﻟ ـ " ﺑﺎدﺷــﺎﻩ ﻧﺎﻣــﻪ " ﻟﻌﺑــد اﻟﺣﻣﯾــد اﻟﻼﻫــوري ‪ ،‬و " ﺷــﺎﺟﻬﺎن ﻧﺎﻣــﻪ " ﻟﻣﺣﻣــد‬

‫‪١٣٦‬‬
‫)‪(95‬‬
‫أﻣﯾن اﻟﻘزوﯾﻧﻲ ‪ ،‬وﻗد ﺗوﻓﻲ ﻣﯾرزا ﻣﺣﻣد طﺎﻫر اﻟﻛﺷﻣﯾري ﺳﻧﺔ ‪1081‬ﻫ ـ ‪1670 /‬‬
‫‪.‬‬

‫وﻧود أن ﻧﺷﯾر ﻫﻧﺎ ‪ ،‬إﻟﻰ أن اﻟذﯾن اﻫﺗﻣـوا ﺑﺗـدوﯾن اﻟوﻗـﺎﺋﻊ واﻷﺣـداث اﻟرﺳـﻣﯾﺔ ‪،‬‬
‫ﻟم ﯾﻛوﻧوا ﻓـﻲ ﻣﻌظﻣﻬـم ﻣـؤرﺧﯾن رﺳـﻣﯾﯾن ‪ ،‬وﻫـم ﻛﺛـر ‪ ،‬ﺑﯾـد أﻧﻧـﺎ ﻧـود ذﻛـر ﺑﻌـض ﻫـؤﻻء‬
‫اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﻣوظﻔﯾن ﻓﻲ " وﻗﺎﺋﻊ ﻧوﯾس " داﺋرة ﺗﺣرﯾر اﻟوﻗـﺎﺋﻊ و " ﺳـواﻧﺢ ﻧﻛـر " ﺗﺣرﯾـر‬
‫اﻷﺧﺑﺎر اﻟﺳرﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﺎﻷﻣﯾر ﺑﻬﺎء اﻟدﯾن اﻷﻛﺑر آﺑﺎدي ‪ ،‬اﻟذي وﻻّﻩ ﻋﺎﻟﻣﻛﯾر )اوراﻧﺟزﯾـب(‬
‫ﻋﻠـﻰ ﺗﺣرﯾــر اﻟﺳـواﻧﺢ ﺑــﺈﻗﻠﯾم اﻟﻛﺟـرات )‪ ، (96‬واﻟﺷــﯾﺦ اﺣﻣــد ﺑــن اﻟﺣﺳــﯾن اﻟﺧـواﻓﻲ ‪ ،‬وﻻّﻩ‬
‫اوراﻧﺟزﯾب ﺗﺣرﯾر اﻟﺳواﻧﺢ ﺑﻣدﯾﻧﺔ اﺣﻣد آﺑﺎد وذﻟك ﺳﻧﺔ )‪ 1050‬ﻫ ـ ‪ 1640 /‬م( ‪ ،‬ﺛم‬
‫)‪(97‬‬
‫‪،‬‬ ‫وﻻّﻩ ﻧﻔ ــس اﻟﻣﻬ ــﺎم ﺑﻧﺎﺣﯾ ــﺔ اﻟﻣﻠﺗ ــﺎن ‪ ،‬وﻗ ــد ﺗ ــوﻓﻲ ﺳ ــﻧﺔ )‪ 1095‬ﻫـ ـ ـ ‪ 1683 /‬م(‬
‫واﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟﺟﻠﯾل اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ اﻟﺑﻠﻛراﻣﻲ ‪ ،‬اﻟذي وﻻّﻩ ﻋﺎﻟﻣﻛﯾر ﺗﺣرﯾـر اﻟوﻗـﺎﺋﻊ ﻓـﻲ ﻻﻫـور‬
‫ﺳﻧﺔ )‪1112‬ﻫ ـ ‪1700 /‬م ( ‪ ،‬ﺛم ﻧﻘﻠﻪ إﻟﻰ ﺳﯾوﺳﺗﺎن ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﺳـﻧد ﺳـﻧﺔ )‪1116‬ﻫـ ـ ‪/‬‬
‫‪1704‬م( ‪ ،‬وﺑﻘﻲ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﻧﺔ )‪1130‬ﻫ ـ‪1717 /‬م( ‪ ،‬أي ﺑﻌد وﻓـﺎة اوراﻧﺟزﯾـب ‪ ،‬وﻗـد‬
‫ﺗوﻓﻲ ﺳﻧﺔ )‪1138‬ﻫ ـ‪1725 /‬م()‪.(98‬‬

‫وﺑﻌ ــد اﻹط ــﻼع ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣ ــؤرﺧﯾن اﻟرﺳ ــﻣﯾﯾن وﻛﺗ ــﺎب اﻟوﻗ ــﺎﺋﻊ ﻓ ــﻲ دوﻟ ــﺔ اﻟﻣﻐ ــول‬
‫اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد ‪ ،‬واﻟﺗــﻲ أظﻬــرت ﻛﺛﯾ ـراً ﻣــن ﻣظــﺎﻫر اﻟﻘــوة واﻟﺳــﯾطرة ﻋﻠــﻰ ﻋﻣــوم‬
‫وﻻﯾﺎت وأﻗﺎﻟﯾم ﺷﺑﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧدﯾﺔ واﻟﺗـﻲ اﺳـﺗﻣرت زﻫـﺎء ﻗـرﻧﯾن وﻧﺻـف ‪ ،‬ﻧـود أن ﻧﺳـﺟل‬
‫ﺑﻌض اﻻﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ‪:‬‬

‫أوﻻً ‪ :‬ﺗط ــور ﻣؤﺳﺳ ــﺔ " وﻗ ــﺎﺋﻊ ﻧ ــوﯾس " ﻛﺗ ــﺎب اﻟوﻗ ــﺎﺋﻊ اﻟرﺳ ــﻣﯾون ﻓ ــﻲ دوﻟ ــﺔ اﻟﻣﻐ ــول‬
‫اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن‪ ،‬إﻧﻣﺎ ﺟﺎء ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﻠك اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾـرة اﻟﺗـﻲ أوﻻﻫـﺎ إﯾﺎﻫـﺎ ﻣﻌظـم أﺑـﺎطرة‬
‫اﻟﻣﻐــول ﻣﻧــذ ﺗﺄﺳــﯾس دوﻟــﺗﻬم وﺣﺗــﻰ ﻧﻬﺎﯾﺗﻬــﺎ اﻷﺧﯾ ـرة ‪ ،‬إذ ﻟــم ﯾﺗوﻗــف ﻧﺷــﺎط ﺗﻠــك‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‪ ،‬ﺑل ﺑﻘﻲ ﯾزدﻫر ﺑﺻورة ﻣطردة ﻣن ﻋﺻر إﻣﺑراطور إﻟﻰ ﻋﺻر آﺧر‬
‫‪.‬‬
‫‪١٣٧‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎً ‪ :‬رﻏﺑﺔ ﻣﻠوك اﻟﻣﻐول ﻓﻲ ﺗﺳﺟﯾل ﺳﺟﻼت ﻟﺳﯾرة ﺣﯾﺎﺗﻬم ووﻗﺎﺋﻊ وأﺣداث دوﻟﺗﻬم ‪،‬‬
‫وﻛــﺎﻧوا ﻗــد ﺗــﺄﺛروا ﺑــذﻟك ﺑــزﻋﯾﻣﻬم ﺗﯾﻣورﻟﻧــك اﻟــذي ﯾﻌﺗﺑــر أول زﻋــﯾم ﻣﻐــوﻟﻲ ﯾــدون‬
‫ﺳﯾرة ﺣﯾﺎﺗﻪ وﻫﻲ اﻟﻣﺷﻬورة ﺑـ " ﻣﻠﻔوظﺎت ﺗﯾﻣوري " ‪ ،‬ﺳﺎﻫم ﻓﻲ دﻓـﻊ اﻟﺗـدوﯾن ‪،‬‬
‫ﺳـ ـواء اﻟوﻗ ــﺎﺋﻊ واﻟﺗﻘ ــﺎرﯾر واﻷﺧﺑ ــﺎر ‪ ،‬ﻟﺗﺣﻔ ــل إﻣﺑراط ــورﯾﺗﻬم ﺑﺄرﺷ ــﯾف وﺳ ــﺟﻼت‬
‫ﺿﺧﻣﺔ اﺳﺗوﻋﺑت ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺑﺗﻔﺻﯾﻼﺗﻬﺎ اﻟدﻗﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻘـرن اﻟﺗﺎﺳـﻊ واﻟﻌﺎﺷـر‬
‫واﻟﺣـ ــﺎدي ﻋﺷـ ــر اﻟﻬﺟرﯾ ـ ـﺔ ‪ ،‬اﻟﻣواﻓـ ــق ﻟﻠﻘـ ــرن اﻟﺳـ ــﺎدس واﻟﺳـ ــﺎﺑﻊ واﻟﺛـ ــﺎﻣن ﻋﺷـ ــر‬
‫اﻟﻣﯾﻼدﯾﺔ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛــﺎً ‪ :‬إن وﺟــود ﻣﺛــل ﺗﻠــك اﻟــدواﺋر واﻟﻣؤﺳﺳــﺎت ﻓــﻲ ﺣﺎﺿ ـرة اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾــﺔ ‪ ،‬أﻓــرز‬
‫ﻧﻬﺟــﺎً ﺟدﯾــداً ﻓ ــﻲ ﺗوﺛﯾــق اﻟوﻗ ــﺎﺋﻊ واﻷﺣــداث ‪ ،‬وذﻟــك ﺑظﻬ ــور ﻣــؤرﺧﯾن رﺳ ــﻣﯾﯾن‬
‫ﻟدوﻟ ــﺔ اﻟﻣﻐ ــول‪ ،‬ﻧﺟﺣـ ـوا ﻧﺟﺎﺣ ــﺎً ﻣﻠﺣوظ ــﺎً ﻓ ــﻲ إﺑـ ـراز ﺣﺿ ــﺎرة اﻟﻣﻐ ــول وﺗ ــﺎرﯾﺧﻬم‬
‫اﻟﻣﻠﻲء ﺑﺎﻷﺣداث واﻹﺿﺎﻓﺎت اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ‪.‬‬

‫راﺑﻌــﺎً ‪ :‬وﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻣــن اﺣﺗﻔــﺎل اﻟﻘــرن اﻟﺳــﺎﺑﻊ ﻋﺷــر اﻟﻣــﯾﻼدي ﻣــن ﻋﻣــر إﻣﺑراطورﯾــﺔ‬
‫اﻟﻣ ـﻐ ــول ﺑﻌﺷـ ـ ـرات اﻟرﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻷﺟﺎﻧ ـ ــب اﻟ ـ ــذﯾن ﺷّ ـ ــدﻫم ﺗط ـ ــور اﻟدوﻟ ـ ــﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ــﻲ‬
‫واﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻟﻰ زﯾﺎرﺗﻬﺎ واﻹطﻼع ﻋﻠﻰ أﺣواﻟﻬﺎ وﺗدوﯾن ﻛل ﻣﺎ ﺷﺎﻫدوﻩ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ‬

‫أرض اﻟﻬﻧد ‪ ،‬إﻻ أن ﻣﻠوك اﻟﻣﻐول ﺗﻠك ﯾرﻛﻧوا إﻟﻰ ﻣﺛل ﺗﻠك اﻟرﺣﻼت وأﺻـﺣﺎﺑﻬﺎ ‪ ،‬ﺑـل‬
‫ﻋﻣدوا إﻟﻰ إﯾﺟﺎد اﻟﻣؤرﺧون اﻟﺛﻘﺎت ﻟﻠﺗﻌﺎطﻲ ﻣﻊ وﻗﺎﺋﻊ اﻟدوﻟﺔ وﻣﺟرﯾﺎت أﺣداﺛﻬﺎ‬
‫‪.‬‬

‫‪١٣٨‬‬
‫أﺳم اﻟﻣؤرخ‬ ‫ﻓﺗرة اﻟﺣﻛم‬ ‫اﻹﻣﺑراطور‬ ‫اﻟرﻗم‬

‫‪ ١٠١٤‬ﻫ ـ ‪١٠٣٧ /‬ﻫ ـ ‪ ١٦٠٥ -‬م ‪ /‬ﻣﻌﺗﻣد ﺧﺎن ‪ ،‬ﻧﻌﻣﺔ اﷲ ﺧﺎن ‪ ،‬ﻣﯾرزا ﻛﺎﻣﻘﺎر ﺧﺎن‬ ‫ﺟﻬﺎﻧﻛﯾر‬ ‫‪١‬‬
‫‪ ١٦٢٨‬م‬

‫ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﻼﻫوري ‪ ،‬ﻣﺣﻣد أﻣﯾن اﻟﻘزوﯾﻧﻲ ‪،‬‬ ‫‪ ١٠٣٧‬ﻫ ـ ‪ ١٠٦٩ /‬ﻫ ـ ‪ ١٦٢٨ -‬م‬ ‫ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن‬ ‫‪٢‬‬
‫ﻣﺣﻣد طﺎﻫر )ﻋﻧﺎﯾت ﺧﺎن( ‪ ،‬ﻣﺣﻣد وارث اﻷﻛﺑر‬ ‫‪ ١٦٥٩ /‬م‬
‫آﺑﺎدي ‪ ،‬ﻣﺣﻣد ﺻﺎﻟﺢ ﻛﺎﻣﺑو ‪ ،‬ﻣﺣﻣد ﺻﺎدق ﺧﺎن‬
‫اﻟﺗﺑرﯾزي ‪ ،‬ﻣﺣﻣد ﺷرﯾف ﺣﻧﻔﻲ‪ ،‬ﺟﻼل اﻟدﯾن‬
‫طﺑطﺑﺎﺋﻲ ‪ ،‬ﻣﺣﻣد ﻛﺎظم )اوراﻧﺟزﯾب( وﻣﯾرزا‬
‫ﻣﺣﻣد طﺎﻫر اﻟﻛﺷﻣﯾري )اوراﻧﺟزﯾب(‬

‫ﻣﺧﺗﺎر ﺧﺎن اﻟﻌﺎﻟﻣﻛﯾري ‪ ،‬ﻣﺣﻣد ﻛﺎظم ‪ ،‬ﻣﺣﻣد‬ ‫‪ ١٠٦٩‬ﻫ ـ ‪ ١١١٩ /‬ﻫ ـ ‪ ١٦٥٩ -‬م‬ ‫اوراﻧﺟزﯾب‬ ‫‪٣‬‬
‫ﺳﺎﻗﻲ ﻣﺳﺗﻌد ﺧﺎن ‪ ،‬ﻣﺣﻣد ﻣﻌﺻوم ﻣﯾرزا ‪،‬‬ ‫‪ ١٧٠٧ /‬م‬
‫ﻣﺣﻣد ﻧﻌﻣﺔ ﺧﺎن ‪ ،‬ﻧواب ﻋﺎﻗل ﺧﺎن ‪ ،‬ﺧﺎﻓﻲ‬
‫ﺧﺎن‪ ،‬ﻣﺑﺎرك ﺑن اﺳﺣق اﻟدﻫﻠوي )ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن ‪+‬‬
‫اوراﻧﺟزﯾب( وﻣﯾرزا ﻣﺣﻣد طﺎﻫر اﻟﻛﺷﻣﯾري‬

‫)ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن ‪ +‬اوراﻧﺟزﯾب(‬

‫‪١٣٩‬‬
‫اﻟﻬواﻣش‬

1- Baber , Baber Nama , memoirs of Baber , Translated from the original


Turki Text , by , Annette Susannah Beveridge , 1st pr .

1922 , re – pr . ( London , 1969 ) .

2- Gullbadan Begam , Humayn Nama , Tra. By. A.S. Beveridge ,

( London , 1902 ) .

3- Abul fadle , Akbar nama , tra. By. H.Beveride. (Valcutta, 1902).

4- Siddiqi, M.2, The Intelligence Service under the Nughals, P. 53, an article
mentioned in the Muslims in India, vol.II, edited by Irfan Habib and Nizami,
(Lahore) .

5- Abul hai , India During muslim Rule, (Lucknow, India, 1977) , PP. 87 -88
.

6- Abul fadle , Akbar nama , vol. III, PP. 413, 559 .

7- Abul fadle , Ain-i-Akbar , tra. Vol. I, by H. Blockman, vols. II and III, by


H.S. Jarett, (Calcutta, 1873, 1942 and 1948) vol. I,

PP. 237 – 238 .

8- Siddiqi, op – cit, P. 53 .

9- Siddiqi, op – cit, P. 54 .

١٤٠
10- Saqi Mustad Khan, Massir – i - alamgiri, tr. By J. Sarkar, (Lahore,
1981) , PP. 64 -65 .

11- Siddiqi, op – cit, P. 55 .

12- Manucci, N. Storio De mogar (1653 – 1708) , tr. By W. Irvin, (London,


1907) , vol. II, P. 332 .

13- Sarkar, J.S. The translation preface of massir – i – Alamgiri,

PP. III – IV .

،‫ ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر وﺑﻬﺟﺔ اﻟﻣﺳﺎﻣﻊ واﻟﻧواظر ) ﺣﯾدر آﺑﺎد‬،‫ ﻋﺑد اﻟﺣﻲ اﻟﺣﺳﻧﻲ‬- 14
. 374‫ ص‬، 5‫ ج‬، ( ‫ م‬1955 / ‫ ﻫ ـ‬1375) ،‫ اﻟﻬﻧد‬،‫اﻟدﻛن‬

15- Beni – Prasad , History of Jahangir , (Allahahad , 1973) , P. 420.

16- Saksena , History of Shah Jahan of Delhi , (Allahahad , 1975) , P.111 .

17- Beni – Prasad , op – cit , P. 419 .

18- Elliot and Dowson , History of India as told by its own


historians, (Lahore, 1976) vol. VI, PP. 393 – 438 .

. 374 ‫ ص‬، 5‫ ج‬، ‫ ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‬-19

. 423 ‫ ص‬، 5‫ ج‬، ‫ ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‬-20

21- Saksena , Introduction , P. 11 .

‫ ﺗﻘرب إﻟﻰ اﻟﻣﻠك ﺟﻬﺎﻧﻛﯾر‬، ‫ اﻷﻣﯾر اﻟﻛﺑﯾر ﺧﺎن ﺟﻬﺎن ﻟودي‬Saksena, P.11 - 22
‫ وﻛﺎن ﻣن اﻷﻣراء اﻟﻛﺑﺎر وﻣن أﻫل اﻟﻌﻠم ﻗﺗل‬، ‫ وﻟﻣﺎ ﺗوﻓﻲ ﺟﻬﺎﻧﻛﯾر ﻗﺗﻠﻪ ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن‬، ‫وﺗدرج إﻟﻰ اﻹﻣﺎرة‬
. 140 -139 ‫ ص‬،5‫ ج‬،‫ ﻧزﻫﺔ‬، ‫ م‬1630 / ‫ ﻫ ـ‬1040 ‫ﺳﻧﺔ‬

. 374‫ ص‬، 5‫ ج‬، ‫ – ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‬24

25- Elliot , vol . VII, P. 420 .

١٤١
‫‪26- Supra, vol. I, P. 131 .‬‬

‫‪27- Elliot , vol . VII, P.142 .‬‬

‫‪28- Saksena , op –cit, P. 111 .‬‬

‫‪ - 29‬ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص‪. 374‬‬

‫‪30- Saksena , P. V .‬‬

‫‪ Elliot,‬اﻟ ــوزﯾر اﻟﻛﺑﯾ ــر ﺳ ــﻌد اﷲ اﻟﺗﻣﯾﻣ ــﻲ اﻟﻼﻫ ــوري‪ ،‬ﻧﺷ ــﺄ ﺑﻼﻫ ــور وﺣﻔ ــظ اﻟﻘـ ـرآن‬ ‫‪VII,‬‬ ‫‪P.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪. -31‬‬
‫واﺷـــﺗﻐل ﺑـ ــﺎﻟﻌﻠم ‪ ،‬ﻛـــﺎن ﻟـــﻪ ذﻛـ ــﺎء ﻣﻔـــرط ودرس زﻣﺎﻧـ ــﺎً ﻓـ ــﻲ ﻣدرﺳـــﺔ وزﯾـ ــر ﺧـ ــﺎن ﺑﻼﻫـــور ‪ ،‬وذﻟـ ــك ﺳـ ــﻧﺔ‬
‫‪ 1050‬ﻫ ــ ـ ـ ‪ 1540 /‬م ‪ ،‬ﺧﻠــ ــﻊ ﻋﻠﯾـ ـ ــﻪ اﻟﻣﻠــ ــك ﺷـ ـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن ووﻻﻩ ﻋﻠــ ــﻰ اﻟﻌــ ــرض اﻟﻣﻛـ ـ ــرر ‪ ،‬ﺛــ ــم ﺟﻌﻠـ ـ ــﻪ‬
‫ﻧـ ـ ــﺎظراً ﻟﺣرﯾﻣـ ـ ــﻪ ‪ ،‬وﻟﻘﺑـ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ــﻌد اﷲ ﺧـ ـ ــﺎن ‪ ،‬ﺛـ ـ ــم ﺟﻌﻠـ ـ ــﻪ ﻗﻬرﻣﺎﻧـ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ــﻧﺔ ‪ 1053‬ﻫ ـ ـ ـ ـ ‪ 1543 /‬م ‪ ،‬ﺛـ ـ ــم‬
‫ﺟﻌﻠـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ دﯾــ ـ ـوان اﻟﺧﺎﻟﺻـ ـ ــﺔ اﻟﺷــ ـ ـرﯾف )وزﯾـ ـ ــر اﻟﺧــ ـ ـراج( ﺳـ ـ ــﻧﺔ ‪ 1055‬ﻫــ ـ ـ ـ ‪ 1645 /‬م ‪ ،‬وﻣﻧﺣ ـ ـ ــﻪ‬
‫أدوات اﻟﻛﺗـ ـ ــﺎب اﻟﻣرﺻـ ـ ــﻌﺔ ﺑـ ـ ــﺎﻟﺟواﻫر ‪ ،‬وأﻣــ ـ ـرﻩ ﺑﺗﺳ ـ ـ ــوﯾد ﻟﻣﻧﺎﺷـ ـ ــﯾر وﺗﺑﻠﯾﻐﻬـ ـ ــﺎ إﻟـ ـ ــﻰ اﻟﻛﺗـ ـ ــﺎب ‪ ،‬ﺛ ـ ـ ــم وﻻﻩ‬
‫اﻟـ ــوزارة اﻟﻌظﻣـ ــﻰ ‪ ،‬ﺳـ ــﻧﺔ ‪ 1055‬ﻫ ـ ـ ـ ‪ 1645 /‬م ‪ ،‬وأﻧﻌـ ــم ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﺑﻌﺷ ـ ـرة ﻣﻼﯾـ ــﯾن دام )ﻛـ ــل أرﺑﻌـ ــون دام‬
‫ﺗﺳﺎوي روﺑﯾﺔ واﺣدة( ﺗوﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1066‬ﻫ ـ ‪ 1655 /‬م ‪ ،‬ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر ‪ ،‬ج ‪5‬‬

‫ص ‪. 156 -154‬‬

‫‪32- Saksena , op –cit, P. V .‬‬

‫‪ -33‬ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص ‪. 212‬‬

‫‪ -34‬ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص ‪. 130‬‬

‫‪35- Elliot , vol . VII, P. 2 .‬‬

‫‪36- Saksena , op –cit, P. IV .‬‬

‫‪37- Elliot , vol . VII, PP. 1-2 .‬‬

‫‪ -38‬ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص ‪. 16 -15‬‬

‫‪ -39‬ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص ‪. 381 – 380‬‬

‫‪١٤٢‬‬
40- Elliot , vol . VII, P. 73 .

41- Elliot , vol . VII, P. 74 .

42- Elliot , vol . VII, PP. 73 – 120 .

. 394 – 393 ‫ ص‬، 5‫ ج‬، ‫ ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‬-43

44- Massir – i – Alamigri, P. 87 .

45- Elliot , vol . VII, PP. 121 – 123 .

46- Elliot , vol . VII, P. 123 .

47- Saksena, op – cit, P. VII .

48- Yasin , Asocial History of Islamic India , (New Delhi, 1974)

P. 161.

49- Elliot , vol . VII, P. 123 .

50- Beni – Prasad, op – cit, P. 422 .

51- Elliot , vol . VII, P. 133 .

52- History of Shah Jahan – Introduction, PP. V- VI .

53- Elliot , vol . VII, P. 123 .

. 375 ‫ ص‬، 5‫ ج‬، ‫ ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‬-54

55- Elliot , vol . VII, PP. 139 – 140 .

56- Elliot , vol . VII, P. 138 .

(‫) ﻛل أرﺑﻌون داﻣﺎً ﺗﻌﺎدل روﺑﯾﺔ ﻫﻧدﯾﺔ واﺣدة‬

. 89 ‫ ص‬، 5‫ ج‬، ‫ ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‬-57

58- Massir – i – Alamigri, P. 155 .

١٤٣
‫‪59- Massir – i – Alamigri, P. 155 .‬‬

‫‪ -60‬ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص ‪. 89‬‬

‫‪61- Massir – i – Alamigri, P. 155 .‬‬

‫‪62- Bakhtawar Khan , Mirat – i – Alam, Elliot, vol. VII, PP. 154- 165 .‬‬

‫‪63- Massir- i – Alamigri, P. 155 .‬‬

‫‪64- Saksena, PP. IV –V .‬‬

‫‪ -65‬ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص ‪. 85‬‬

‫‪66- Massir- i – Alamigri, PP. 83 , 101 .‬‬

‫‪67- Sarkar, Translation Preface of massir – i -Alamigri, P. V .‬‬

‫‪68- Elliot , vol . VII, PP. 175 -177 .‬‬

‫‪69- Ahmed Basheer , Judicial System of the Mughal Empire,‬‬

‫‪(Karachi, 1978) , P. 29 .‬‬

‫‪ -70‬اﻷﻣﯾر ﻋﻧﺎﯾﺔ اﷲ ﺑن ﺷﻛر اﷲ اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ اﻟﻧﯾﺳﺎﺑوري اﻟﻛﺷﻣﯾري ‪ ،‬ﻧواب ﻋﻧﺎﯾﺔ اﷲ ﺧﺎن اﻟﻌﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ﺗﻘرب إﻟﻰ‬
‫ﻋﺎﻟﻣﻛﯾر وﺻﺎء ﻣﺷرﻓﺎً ﻋﻠﻰ " ﺟواﻫر ﺧﺎﻧﺔ " ‪ ،‬ﺛم ﺻﺎر ﻗﻬرﻣﺎﻧﺔ ‪ ،‬وﺗدرج إﻟﻰ اﻹﻣﺎرة ‪ ،‬ﺛم ﺗوﻟﻰ وﻻﯾﺔ ﻛﺷﻣﯾر ﻓﻲ‬
‫أﯾﺎم ﺷﺎﻩ ﻋﺎﻟم ‪ ،‬ورﺑﻣﺎ ﯾﻛون ذﻟك ﺳﻧﺔ ‪1123‬ﻫ ـ ‪1711 /‬م ‪ ،‬ووﻟﻲ دﯾوان اﻟﺧراج ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ دﻟﻬﻲ ‪ ،‬ﺛم ﺗوﻟﻰ اﻟوزارة‬
‫‪ ،‬ﻛﺎن ﺑﺎرﻋﺎً ﻓﻲ اﻹﻧﺷﺎء واﻟﺗرﺳل ‪ ،‬ﺟﻣﻊ ﺗوﻗﯾﻌﺎت اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾب ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ واﺣدة وأﺳﻣﺎﻫﺎ ‪" ،‬أﺣﻛﺎم‬
‫ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري" ‪ ،‬وﻛذﻟك ﺟﻣﻊ ﻣراﺳﻼﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ واﺣدة وﺳﻣﺎﻫﺎ "ﻛﻠﻣﺎت طﯾﺑﺎت"‪ ،‬وﻛﺎﻧت أﻣﻪ ﻣن ﺣﻔظﺔ اﻟﻘرآن‬
‫اﻟﻛرﯾم وﺗﺳﻣﻰ ﻣرﯾم ‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻣت وﺣﻔظت زﯾب اﻟﻧﺳﺎء ﺑﯾﻛم " اﺑﻧﺔ اﻹﻣﺑراطور اوراﻧﺟزﯾب ‪ ،‬اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ‪،‬‬
‫وﺗﺄدﺑت ﻋﻠﻰ ﯾدﯾﻬﺎ ‪ ،‬ﺗوﻓﻲ ﻋﻧﺎﯾﺔ اﷲ ﺳﻧﺔ ‪ 1139‬ﻫ ـ ‪1726 /‬م ‪ .‬ﻧزﻫﺔ ‪ ،‬ج‪ 6‬ص ‪. 193 -192‬‬

‫‪71- Elliot , vol . VII, PP.181 – 182 .‬‬

‫‪72- Ahmed Basheer , op – cit, P. 29 .‬‬

‫‪١٤٤‬‬
73- Massir- i – Alamigri, A History of the Emperor Aurangzeb – Alamgir, (1658 – 1707
A. D ) .

. 36 ‫ ص‬، 6‫ ج‬، ‫ ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‬-74

75- Elliot , vol . VII, P. 198 .

. 264 ‫ ص‬، 6‫ ج‬، ‫ ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‬-76

77- Elliot , vol . VII, P. 200 .

78- Elliot , vol . VII, P. 200 .

79- Elliot , vol . VII, PP. 201- 202 .

. 331 ‫ ص‬، 6‫ ج‬، ‫ ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‬-80

. 332 ‫ ص‬، 6‫ ج‬، ‫ ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‬-81

82- Elliot , vol . VII, PP. 350- 352 .

83- Sharma, Mughal in India , PP. 329 – 331 .

84- Saksena, P. x .

85- Beni Prasad, op – cit . P. 423 .

86- Elliot , vol . VII, P. 210 .

87- Elliot, PP. 211 – 533 .

"‫أﺑﺣﺎث اﻟﯾرﻣوك "ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬

88- Judicial System of the Mughol Empire , P. 28 .

89- Kennedy , P. Histroy of the Greet Mugols, vol. II, PP. 84- 85 .

. 247‫ ص‬، 6‫ ج‬، ‫ ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‬-90

١٤٥
91- Elliot , vol . VII, P. 534 .

92- Elliot , vol . VII, P. 536 .

93- History of Iradat Khan , Elliot, Vol. VII, P. 535 .

94- Elliot , vol . VII, PP. 536 – 564 .

. 381 - 380 ‫ ص‬، 5‫ ج‬، ‫ ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‬-95

. 95 – 94 ‫ ص‬، 5‫ ج‬، ‫ ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‬-96

. 38 ‫ ص‬، 5‫ ج‬، ‫ ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‬- 97

. 140 - 139 ‫ ص‬، 6‫ ج‬، ‫ ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‬- 98

١٤٦
١٤٧
‫ﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻭﺭﺍﻧﺠﺰﻳﺐ‬

‫ﺗﻘدﯾم‪-:‬‬

‫اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﻣﻣﺗدة ﻣن ﻋﺎم ‪١٥٦٨‬م وﺣﺗﻰ ﻋﺎم ‪١٧٠٧‬م‪ ،‬ﻫـﻲ ﻣـن اﻟﻔﺗـرات‬

‫اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺗـﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻐـول اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن ﻓـﻲ ﺟﻧـوب آﺳـﯾﺎ )ﺷـﺑﻪ اﻟﻘـﺎرة اﻟﻬﻧـدي(‪ ،‬إذ ﺑـرزت‬

‫‪١٤٨‬‬
‫ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻹﻣﺑراطور ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد أوراﻧﺟزﯾب ﻛﺄﺣد أﻋﻼم اﻟﻘـﺎدة اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﯾن وﻣـن‬

‫أﺻﺣﺎب اﻵﺛﺎر اﻟﺧﺎﻟدة ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺣﺿﺎرة اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻟﺳـﻧﺎ ﻫﻧـﺎ ﺑﺻـدد اﻟﺣـدﯾث ﻋـن‬

‫ﺟواﻧـب اﻹﺑــداع واﻟزﻫــو اﻟﺣﺿــﺎري اﻟــذي اﻧطﻠــق ﻓـﻲ ﻋﺻــر ﻫــذا اﻟﻣﻠــك اﻟﻣﻐــوﻟﻲ‪ ،‬ﻓﺗﻠــك‬

‫اﻟﺟواﻧب و اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ ﻛﺛﯾرة وﻣﺗﻧوﻋـﺔ ﻓﺎﻹﺑـداع ﺷـﻣل ﻛـل ﺟواﻧـب اﻟﺣﯾـﺎة‪ ،‬ﺳـواء‬

‫اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ أم اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ أم اﻟﻌﺳــﻛرﯾﺔ واﻹدارﯾ ــﺔ أو اﻟﺛﻘﺎﻓﯾــﺔ واﻟﻌﻠﻣﯾ ــﺔ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ أﺻ ــﺑﺣت‬

‫ﺷﺧﺻــﯾﺔ اوراﻧﺟزﯾ ــب ﻣﺛــﺎر ﺟ ــدل ودراﺳ ــﺔ وﺗﺣﻠﯾــل ﻟ ــدى ﻋﺷـ ـرات اﻟﻣــؤرﺧﯾن ﻣ ــن ﻛﺎﻓ ــﺔ‬

‫اﻷﻗطﺎر‪ ،‬وﻫـم ﺑـﯾن ﻣؤﯾـد ﻟﻣﺟﻣـل ﺳﯾﺎﺳـﺎﺗﻪ وا ٕ ﺻـﻼﺣﺎﺗﻪ و ﺑـﯾن ﻣﻌـﺎرض ﻟﺗﻠـك اﻟﺗوﺟﻬـﺎت‬

‫واﻹﺻ ــﻼﺣﺎت‪ ،‬وﻣ ــﺎ ﯾﻌﻧﯾﻧ ــﺎ ﻫﻧ ــﺎ‪ ،‬ﻟ ــﯾس اﻟﺗﻌ ــرض ﻟﻣ ــﺂﺛرﻩ اﻟﺑﺎﻗﯾ ــﺔ‪ ،‬ﺑ ــل ﯾﻧﺻ ــب اﻫﺗﻣﺎﻣﻧ ــﺎ‬

‫ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ اﻟﺑﻌﺛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻘـﺎطرت إﻟـﻰ ﺑـﻼط اﻟﻣﻐـول ﻓـﻲ ﻋﻬـد ذﻟـك اﻟﻣﻠـك‪ ،‬اﻟـذي‬

‫طﻔـ ــق ﯾﺳـ ــﺗﻘطب ﻋﺷ ـ ـرات اﻟﺑﻌﺛـ ــﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﯾﺔ ﻣـ ــن ﻛﺎﻓـ ــﺔ اﻷﻗطـ ــﺎر اﻹﺳـ ــﻼﻣﯾﺔ وﻏﯾـ ــر‬

‫اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻟﻪ‪.‬‬

‫واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ‪ ،‬أن اﻟﻬﯾﻣﻧﺔ واﻟﻧﻔوذ اﻟﺗﻲ ﻧﺟﺢ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬـﺎ اوراﻧﺟزﯾـب ﻓـﻲ ﻋﻣـوم أﻗـﺎﻟﯾم‬

‫ﺷﺑﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧدﯾﺔ وأﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن‪ ،‬ﻫو اﻟﺳـﺑب اﻟـذي دﻓـﻊ ﺑـدول ﻛﺛﯾـرة إﻟـﻰ ﺗوﺛﯾـق اﻟﻌﻼﻗـﺎت‬

‫اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﻣﻌﻬــﺎ‪ ،‬ﻧﺎﻫﯾــك ﻋــن أن دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول أﺿــﺣت ﻣــن أرﻗــﻰ اﻟــدول‬

‫وأﻋظﻣﻬــﺎ ﺳــﻠطﺎﻧﺎً وﺛـراء وأﺑﻬــﺔ ﻓـﻲ ذﻟــك اﻟﻌﺻــر‪ ،‬وﯾﺷــﻬد ﻋﻠــﻰ ذﻟــك اﻟﻣﻌــﺎﻟم اﻟﺣﺿــﺎرﯾﺔ‬

‫اﻟراﻗﯾﺔ واﻟﺑدﯾﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻋﻬدﻩ وﻋﻬد ﻣن ﺳﺑﻘﻪ ﻣن ﻣﻠوك اﻟﻣﻐول اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن‪ ،‬ﻛﺎﻟﻣﻠـك‬

‫أﻛﺑ ــر‪ ،‬وﺟﻬ ــﺎﻧﻛﯾر‪ ،‬وﺷ ــﺎﻩ ﺟﻬ ــﺎن‪ ،‬ﻋﻠ ــﻰ أن اوراﻧﺟزﯾ ــب ﯾﻌﺗﺑ ــر أول زﻋ ــﯾم ﻣﺳ ــﻠم ﯾ ــﻧﺟﺢ‬

‫ﺑﻘدرﺗ ــﻪ وﻛﻔﺎءﺗ ــﻪ ﻓ ــﻲ اﻟﺳ ــﯾطرة اﻟﻛﺎﻣﻠ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ أراﺿ ــﻲ اﻟﻬﻧ ــد‪ ،‬وﻟ ــذﻟك ﺗﺿ ــﺎﻋﻔت أﻋ ــداد‬

‫اﻷﻗــﺎﻟﯾم اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻠدوﻟــﺔ‪ ،‬وزادت أﻋــداد اﻟوﻻﯾــﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾــﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻠﺳــﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾــﺔ ﻓــﻲ‬

‫ﻣدﯾﻧــﺔ دﻟﻬــﻲ‪ ،‬ﺣﯾــث أﺻــﺑﺢ ﻋــدد ﺗﻠــك اﻟوﻻﯾــﺎت إﺣــدى وﻋﺷــرون وﻻﯾــﺔ ﺗﺷــﻛل ﺑﻣﺟﻣﻠﻬــﺎ‬

‫‪١٤٩‬‬
‫أراﺿــﻲ اﻟﻬﻧــد اﻟﺷــﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺟﻧوﺑﯾــﺔ‪ ،‬واﻟﺷــرﻗﯾﺔ واﻟﻐرﺑﯾــﺔ‪ ،‬وﻟﻠﻔﺎﺋــدة ﻧﺷــﯾر ﻫﻧــﺎ إﻟــﻰ ﺑﻌــض‬

‫أﺳ ــﻣﺎء ﺗﻠ ــك اﻟوﻻﯾ ــﺎت؛ اﻟﺑﻧﻐ ــﺎل‪ ،‬وأروﯾﺳ ــﺎ‪ ،‬وﺑﯾﻬ ــﺎر‪ ،‬واﷲ آﺑ ــﺎد‪ ،‬واودﻩ‪ ،‬واﻛـ ـرا‪ ،‬ودﻟﻬ ــﻲ‪،‬‬

‫وﻻﻫ ــور‪ ،‬وﻛﺷ ــﻣﯾر‪ ،‬وﻣﻠﺗ ــﺎن‪ ،‬واﻟﺳ ــﻧد‪ ،‬وأﺟﻣﯾ ــر‪ ،‬واﻟﻛﺟـ ـرات‪ ،‬وﻣ ــﺎﻟوا‪ ،‬واﻟ ــدﻛن‪ ،‬وﺑﯾـ ـرار‪،‬‬

‫وﺧﺎﻧدﯾش‪ ،‬وﻛﺎﺑل‪ ،‬وﻗﻧـدﻫﺎر‪ ،‬وﻋﻧـدﻣﺎ ﻧﺣﺻـﻲ ﻋـدد اﻟـوﻻة اﻟـذﯾن ﺗﻌـﺎﻗﺑوا ﻋﻠـﻰ ﺣﻛـم ﺗﻠـك‬
‫)‪(١‬‬
‫)ﺣﺎﻛﻣــﺎً إدارﯾــﺎً‬ ‫اﻟوﻻﯾــﺎت ﻓــﻲ ﻋﻬــد اوراﻧﺟزﯾــب‪ ،‬ﻧﺟــدﻫم ﯾزﯾــدون ﻋﻠــﻰ اﻟـ ـ ‪ ١٣٧‬واﻟﯾــﺎً‬

‫ﻟﻸﻗﺎﻟﯾم(‪.‬‬

‫وﻛــﺎن ﻟﻬــذا اﻻﻣﺗــداد واﻟﺗوﺳــﻊ اﻟﻛﺑﯾــر ﻟدوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول أﯾــﺎم اوراﻧﺟزﯾــب‪ ،‬ﺳــﺑب وراء‬

‫إﺛـ ـراء اﻟدوﻟ ــﺔ وﺗطورﻫ ــﺎ وازدﻫﺎرﻫ ــﺎ اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدي‪ ،‬وﻧﻘ ــف ﻫﻧ ــﺎ ﻋﻧ ــد ﺣﺟ ــم اﻟﻌواﺋ ــد اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ‬

‫اﻟﺳــﻧوﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﻛﺎﻧــت ﺗﻔــد إﻟــﻰ ﺧزﯾﻧــﺔ اﻟدوﻟــﺔ ﻣــن ﺗﻠــك اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻠﻌﺎﺻــﻣﺔ دﻟﻬــﻲ‪،‬‬

‫ﺣﯾـ ــث ورد ﻋﻧـ ــد اﻟﻣـ ــؤرخ اﻟﻬﻧـ ــدي ﺑﺧﺗﺎورﺧـ ــﺎن ﻓـ ــﻲ ﻣؤﻟﻔـ ــﻪ اﻟﺷـ ــﻬﯾر "ﻣﯾ ـ ـرات ﻋـ ــﺎﻟم" ﻣـ ــﺎ‬

‫ﺧﻼﺻﺗﻪ‪-:‬‬

‫‪ ٩,٢٤١,٧١٦,٠٨٢‬دام‬ ‫ﺻﺎﻓﻲ اﻟﻌواﺋد اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻟﻸﻗﺎﻟﯾم‬

‫‪ ١,٧٢٦,٩٨١,٢٥١‬دام‬ ‫ﻣﺧﺻﺻﺎت ﺧزﯾﻧﺔ اﻟﺑﻼط اﻟﻣﻠﻛﻲ‬

‫‪ ٧,٥١٧,٧٣٤,٧٣١‬دام‬ ‫ﻣﺧﺻﺻﺎت اﻟﻌﻣﺎل واﻟوﻻة‬

‫)‪(٢‬‬
‫‪ ١٨,٤٨٦,٤٦٣,٠٦٤‬دام‬ ‫ﻣﺟﻣوع اﻟﻌواﺋد‬

‫ﻓ ــﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧـ ــب اﻟﻘـ ــوة اﻻﻗﺗﺻـ ــﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘـ ــد ﺗﻣﺗﻌـ ــت إﻣﺑراطورﯾـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول ﻓـ ــﻲ ﻋﻬـ ــد‬

‫اوراﻧﺟزﯾــب ﺑﻧﻔــوذ ﺳﯾﺎﺳــﻲ ﻛﺑﯾــر‪ ،‬اﻷﻣــر اﻟــذي دﻓــﻊ ﺑﺎﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻟــدول اﻟﻣﻌﺎﺻ ـرة إﻟــﻰ‬

‫ﺗﺣﺳــﯾن اﻟﻌﻼﻗــﺎت وﺗوطﯾــدﻫﺎ ﻣﻌﻬــﺎ ﻣــن ﺧــﻼل إرﺳــﺎل اﻟﺑﻌﺛــﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ واﻟﺳــﻔراء إﻟــﻰ‬

‫اﻟ ــﺑﻼط اﻟﻣﻐ ــوﻟﻲ‪ ،‬وﻋﻧ ــد ﻣﻌﺎﻟﺟ ــﺔ اﻟﻣﺻ ــﺎدر اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾ ــﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻـ ـرة‪ ،‬ﻛﻣ ــﺂﺛر ﻋ ــﺎﻟﻣﻛﯾري‪،‬‬

‫‪١٥٠‬‬
‫ورﺣﻠــﺔ ﺑﯾرﻧﯾــر اﻟﻔرﻧﺳــﻲ‪ ،‬ﻧﻼﺣــظ أن دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول ﺑﻠﻐــت اﻟــذروة اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ واﻟﻌﺳ ــﻛرﯾﺔ‬

‫وﺣﻘﻘت ﻫﯾﺑﺔ ﺟﻌﻠت ﻣﻌظم اﻟدول اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻬﺎ ﺗﺣﺳب أﻟف ﺣﺳـﺎب ﻣﻌﻬـﺎ‪ ،‬وﻟـذﻟك رﺑﻣـﺎ‬

‫ﯾﻛــون أﺣــد دواﻓــﻊ إرﺳــﺎل اﻟﺑﻌﺛــﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ إﻟــﻰ ﺑــﻼط اﻟﻣﻐــول رﻫﺑــﺔ ﻣﻧﻬــﺎ ورﻏﺑــﺔ ﻓــﻲ‬

‫إظﻬﺎر اﻟو ﻻء واﻟطﺎﻋﺔ ﻟﻬﺎ‪،‬وﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻋداﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬أو ﻟﺗوﺛﯾق ﻋرى اﻟﺗﻌﺎون‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﺑﯾن اﻟﻣﻐول وﺑﯾن ﺗﻠك اﻟﺑﻠدان‪.‬‬

‫وﻏﺎﯾــﺔ ﻫــذﻩ اﻟدراﺳــﺔ‪ ،‬اﻟﻛﺷــف ﻋــن ﺣﻘــﺎﺋق ﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ ﻫﺎﻣــﺔ‪ ،‬ﺗﺣﻛــﻲ واﻗﻌــﺎً ﺳﯾﺎﺳــﯾﺎً‬

‫واﻗﺗﺻــﺎدﯾﺎً ﻹﺣــدى ﻋﻬــود اﻟــدول اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ ﻓــﻲ ﺟﻧــوب آﺳــﯾﺎ‪ ،‬ﺗﻣﺧــض ﻋﻧــﻪ ﻓﺗـرة زﻣﻧﯾــﺔ‬

‫ﻣﻠﯾﺋـﺔ ﺑـﺎﻟﻘوة واﻟﺳـﯾﺎدة واﻟﻧﻔـوذ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ ﺑـﻼد رﺑﻣـﺎ ﺗزﯾـد ﻣﺳـﺎﺣﺗﻬﺎ ﻋﻠـﻰ أرﺑﻌـﺔ ﻣﻼﯾـﯾن ﻛــم‪،٢‬‬

‫وﻛــذﻟك ارﺗﺑ ــﺎط ﻫ ــذﻩ اﻟدوﻟ ــﺔ ﺑﻌﺎﻟﻣﻬ ــﺎ اﻟﻌرﺑ ــﻲ واﻹﺳ ــﻼﻣﻲ‪ ،‬ﻣ ــن ﺧ ــﻼل ﺗﺑ ــﺎدل اﻟﺳ ــﻔﺎرات‬

‫وﺗﻘــدﯾم اﻟﻣﺳــﺎﻋدات اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ واﻟﻌﯾﻧﯾــﺔ ﻟــدول ﻋرﺑﯾــﺔ‪ ،‬ﻛﺄﺷ ـراف ﻣﻛــﺔ وﻣﻣﻠﻛــﺔ ﺣﺿــرﻣوت‬

‫اﻟﯾﻣن‪ ،‬ودول إﺳﻼﻣﯾﺔ ﻛﺎﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬واﻟدوﻟـﺔ اﻟﺻـﻔوﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺧﺎﻧـﺎت ﻓـﻲ ﺑﺧـﺎرى وﺑﻠـﺦ‬

‫وﻛﺎﺷﻐر‪ ،‬ودول ﻏﯾر إﺳﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺣﺑﺷﺔ واﻟﺑﻌﺛﺔ اﻟﻬوﻟﻧدﯾﺔ‪.‬‬

‫أوﻻً ‪ :‬اﻟﺑﻌﺛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻷﺷراف ﻣﻛﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﻠـوم‪ ،‬ﻓـﺈن ﻋﻼﻗـﺔ اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن ﻓـﻲ اﻟﻌـﺎﻟم وﻣـﻧﻬم دوﻟـﺔ اﻟﻣﻐـول اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن‬

‫ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‪ ،‬ﻣﻊ اﻟدﯾﺎر اﻟﻣﻘدﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺔ واﻟﻣدﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻫـﻲ ﻋﻼﻗـﺎت روﺣﯾـﺔ ورﺑﺎطـﺎت دﯾﻧﯾـﺔ‪،‬‬

‫وﻗد ﻛﺷﻔت ﻟﻧﺎ اﻟﻣﺻﺎدر ﻋن ﺑداﯾﺔ وﺻول ﺑﻌﺛﺎت ﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ ﻣـن أﺷـراف ﻣﻛـﺔ إﻟـﻰ ﺑـﻼط‬

‫اﻟﻣﻐول ﻓـﻲ ﻋﻬـد ﻣؤﺳـس اﻹﻣﺑراطورﯾـﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـﺔ‪ ،‬ظﻬﯾـر اﻟـدﯾن ﻣﺣﻣـد ﺑـﺎﺑر )‪١٥٢٦‬م‪-‬‬

‫‪١٦٠٥‬م( )ﺣﯾـ ـ ــث ﻗ ـ ـ ــﺎم ﺑﺈرﺳـ ـ ــﺎل أﻣـ ـ ـ ـوال ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺷ ـ ـ ــﻛل ﻧـ ـ ــذور ﻟﻣﻛ ـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻛرﻣـ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـ ــﻧﺔ‬
‫)‪(٣‬‬
‫وﻟــم ﺗﺗوﻗــف ﻫــذﻩ اﻟﺑﻌﺛــﺎت‪ ،‬ﻓظﻬــرت ﻓــﻲ ﻋﻬــد ﺟــﻼل اﻟــدﯾن ﻣﺣﻣــد‬ ‫‪٩٣٢‬ﻫـ ـ‪١٥٢٦/‬م(‬
‫‪١٥١‬‬
‫أﻛﺑــر )‪١٦٠٥-١٥٥٦‬م( وﻋﻬــد ﺟﻬــﺎﻧﻛﯾر )‪١٦٠٥‬م‪١٦٢٧-‬م( وﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن )‪١٦٢٨‬م‪-‬‬

‫‪١٦٥٨‬م(‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻬد اوراﻧﺟزﯾب أﺧذت ﺑﺎزدﯾﺎد ﻣطرد‪ ،‬وﻧﻼﺣـظ ذﻟـك ﻣـن ﺧـﻼل‬

‫ﺗــردد اﻟﺳــﻔراء ﻣــن ﻗﺑــل أﺷـراف ﻣﻛــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺑــﻼط دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول‪ ،‬اﻷﻣــر اﻟــذي ﯾؤﻛــد ﻋﻠـﻰ‬

‫رﻏﺑﺔ اوراﻧﺟزﯾب ﻓﻲ دﻋم أﺷـراف ﻣﻛـﺔ وﺗزوﯾـد اﻟﺣـرﻣﯾن اﻟﺷـرﯾﻔﯾن ﺑـﺎﻟﻣؤن واﻟﻣﺳـﺎﻋدات‬

‫اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ‪ ،‬ﻓﻔـﻲ اﻟﺳـﻧﺔ اﻷوﻟـﻰ اﻟﺗـﻲ ﯾﺟﻠـس ﻓﯾﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﻌـرش )‪١٠٦٩‬ﻫ ـ‪١٦٥٩-‬م( ﺳـﺎرع‬

‫اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾب إﻟـﻰ إرﺳـﺎل ﺑﻌﺛـﺔ ﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ ﺑرﺋﺎﺳـﺔ اﻟﺷـﯾﺦ ﻣﯾـر إﺑـراﻫﯾم اﺑـن ﻣﯾرﻧﻌﻣـﺎن‪،‬‬

‫ﺣﺎﻣﻼً اﻟﻬداﯾﺎ واﻷﻋطﯾﺎت‪ ،‬وﻗد ﺑﻠﻎ ﺣﺟﻣﻬﺎ‪ ،‬ﺳـﺗﻣﺎﺋﺔ وﺛﻼﺛـون أﻟـف روﺑﯾـﺔ‪ ،‬وﻗـد اﺳـﺗﻘﺑﻠﻪ‬
‫)‪(٥‬‬ ‫)‪(٤‬‬
‫وﻗـد‬ ‫"اﻷﻣﯾر زﯾد ﺑـن ﻣﺣﺳـن )‪١٠٤٢‬ﻫ ـ‪١٦٣٢ /‬م‪١٠٧٧/‬ﻫ ـ‪١٦٦٦/‬م(‬ ‫ﺷرﯾف ﻣﻛﺔ‬

‫ﻣﻛ ــث ﻫ ــذا اﻟﻣﺑﻌ ــوث ﻓ ــﻲ ﻣﻛ ــﺔ ﻗراﺑ ــﺔ ﺧﻣﺳ ــﺔ ﻋﺷـ ـرة ﺳ ــﻧﺔ ﻣﺗواﺻ ــﻠﺔ‪ ،‬ﻟﯾﻌ ــود ﻓ ــﻲ ﺳ ــﻧﺔ‬
‫)‪(٦‬‬
‫‪١٠٨٤‬ﻫـ‪١٦٧٣/‬م‪ ،‬إﻟﻰ اﻟﺑﻼط اﻟﻣﻐوﻟﻲ ﺑﻌد ﺗﻠك اﻟﺟوﻟﺔ اﻟطوﯾﻠﺔ‪.‬‬

‫وﻣــن ﺟﺎﻧﺑــﻪ ﻗــﺎم اﻟﺷ ـرﯾف زﯾــد ﺑــن ﻣﺣﺳــن ﺑﺈرﺳــﺎل أول ﺑﻌﺛــﺔ ﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ إﻟــﻰ ﺑــﻼط‬

‫اﻟﻣﻐول ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾـب‪ ،‬ﻓﻔـﻲ ﺳـﻧﺔ )‪١٠٧٥‬ﻫ ـ‪١٦٦٥/‬م( ﺗـزﻋم اﻟﺷـﯾﺦ ﺣﺟـﻲ‬

‫أﺣﻣــد ﺳــﻌﯾد ﺗﻠــك اﻟﺑﻌﺛــﺔ‪ ،‬وﻗــد ﺣﺿــر إﻟــﻰ اﻟﻌﺎﺻــﻣﺔ دﻟﻬــﻲ ﻓــﻲ اﻟﺳــﻧﺔ اﻟراﺑﻌــﺔ ﻟﺟﻠــوس‬

‫اﻟﻣﻠ ــك ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌ ــرش‪ ،‬واﺳ ــﺗﻘﺑل اﺳ ــﺗﻘﺑﺎﻻً ﺣ ــﺎراً‪ ،‬وﻗ ــد ﺣﻣ ّ ــل ﻣ ــن ﻣﻠ ــك اﻟﻣﻐ ــول ﺑﺎﻟﻬ ــداﯾﺎ‬

‫واﻷﻣوال إﻟـﻰ أﺷـراف ﻣﻛـﺔ وﻟﻸﻣـﺎﻛن اﻟﻣﻘدﺳـﺔ‪ ،‬وﺑﻠﻐـت ﻗﯾﻣـﺔ اﻷﻋطﯾـﺎت ﺣـواﻟﻲ ﺳـﺗﻣﺎﺋﺔ‬

‫وﺳــﺗون أﻟــف روﺑﯾــﺔ‪ ،‬وﻗــد أﺟــرى اﻟﻣﻠ ــك ﻟﻬــذا اﻟﻣﺑﻌــوث ﻣﻘﺎﺑﻠــﺔ رﺳــﻣﯾﺔ ﺣﺿــرﻫﺎ أﻣـ ـراء‬

‫اﻟــﺑﻼط وﻛﺑــﺎر ﻗــﺎدة اﻟدوﻟــﺔ‪ ،‬وﺧــﻼل ﻫــذﻩ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠــﺔ ﻣﻧﺣــﻪ ﻫدﯾــﺔ أﺧــرى وﻫــﻲ ﻋﺑــﺎرة ﻋــن‬

‫أرﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﺣﺻﺎﻧﺎً ﻋرﺑﯾﺎً )‪ ،(٧‬وﯾﺑدو أن ﻫذﻩ اﻟﺳﻔﺎرة ﻛﺎﻧت ﺗﺗﺿﻣن ﻣﺑﻌوﺛﯾن‪ ،‬إذ ﯾظﻬـر‬

‫اﺳم اﻟﺷﯾﺦ ﺳﯾد ﯾﺣﯾﻰ ﻛﻣﺑﻌوث آﺧر‪ ،‬ﺣﯾث اﺟﺗﻣﻊ ﺑﻪ اﻹﻣﺑراطـور اﻟﻣﻐـوﻟﻲ‪ ،‬وأﺧـذ ﻣﻧـﻪ‬

‫رﺳــﺎﻟﺔ ﺟــﺎء ﺑﻬــﺎ ﻣــن أﺷـراف ﻣﻛــﺔ‪ ،‬وﺛﻼﺛــﺔ ﺧﯾــول ﻋرﺑﯾــﺔ‪ ،‬وﺑﻌــض اﻵﺛــﺎر اﻟﻣﻘدﺳــﺔ اﻟﺗــﻲ‬

‫‪١٥٢‬‬
‫أﺣﺿرﻫﺎ )‪ (Sacred relics‬ﻣن ﻣﻛﺔ واﻟﻣدﯾﻧﺔ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ وﻫﺑـﻪ اﻟﻣﻠـك اﻟﻛﺳـوة وﺳـﺗﺔ آﻻف‬
‫)‪(٨‬‬
‫وﯾوم اﻷﺣد ‪ ١٧‬ﺷوال ‪١٠٧٥‬ﻫـ‪ ٢٣/‬أﺑرﯾـل ‪١٦٦٥‬م‪ ،‬ظﻬـر ﻣﺑﻌـوث ﻣﻛـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫روﺑﯾﺔ‪،‬‬

‫ﺣﻔل ﺳﻧوي‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ واﻷرﺑﻌـﯾن ﻟﻣـﯾﻼد اﻟﻣﻠـك اوراﻧﺟزﯾـب اﻟﻘﻣرﯾـﺔ‪ ،‬ﺣﯾـث‬

‫ﺟرت اﻟﻌﺎدة ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ أن ﯾزن اﻟﻣﻠك ﻧﻔﺳﻪ ﺑـﺎﻟﻣﯾزان ﻣﻘﺎﺑـل اﻟـذﻫب واﻟﻔﺿـﺔ‪ ،‬وﯾﻘـوم‬

‫ﺑﺗوزﯾﻊ ﺗﻠك اﻷﻣوال‪ ،‬وﻗد ﺣﺻل ﻣﺑﻌوث ﻣﻛﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺣﻔل ﻋﻠﻰ ﻋطﺎﯾﺎ اﻟﻣﻠـك اﻟﻧﻘدﯾـﺔ‬

‫واﻟﻌﯾﻧﯾـﺔ‪ ،‬ﺛـم ﻗـﺎم ﺑوداﻋـﻪ وداﻋــﺎً رﺳـﻣﯾﺎً )‪ ،(٩‬وﻗـد ﺷـﺎﻫد اﻟرﺣﺎﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳـﻲ ﺑﯾرﻧﯾـر ﻓـﻲ ﻫــذﻩ‬

‫اﻟﻣﻧﺎﺳ ــﺑﺔ ﺳـ ــﻔﯾر أﺷـ ـراف ﻣﻛـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﯾ ــث أﺷـ ــﺎر إﻟ ــﻰ أن ﺳـ ــﻔﺎرة ﺷـ ـرﯾف ﻣﻛـ ــﺔ ﻛﺎﻧـ ــت أول‬

‫اﻟﺳﻔﺎرات‪ ،‬ﻛﺳﻔﺎرة اﻟﯾﻣن واﻟﺣﺑﺷﺔ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻬداﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺣﻣﻠﺗﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺳﻔﺎرة ﻣن ﺷرﯾف ﻣﻛﺔ‬

‫إﻟـ ــﻰ إﻣﺑ ارطـ ــور اﻟﻣﻐـ ــول ﻓﻛﺎﻧـ ــت ﺗﺣﺗـ ــوي ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻌدﯾـ ــد ﻣـ ــن اﻟﺧﯾـ ــول اﻟﻌرﺑﯾـ ــﺔ وﻣﻛﻧﺳـ ــﺔ‬

‫)‪ (besom‬ﻛﺎﻧــت ﺗﺳــﺗﺧدم ﻓــﻲ ﺗﻧظﯾــف ﺑﺎﺣــﺔ اﻟﻣﺳــﺟد اﻟﺣ ـرام ﻓــﻲ ﻣﻛــﺔ اﻟﻣﻛرﻣــﺔ)‪،(١٠‬‬

‫وﺑﻌــد ﻣــرور ﺳــﺗﺔ أﻋ ـوام ﻋﻠــﻰ ﺳــﻔﺎرة ﺷ ـرﯾف ﻣﻛــﺔ اﻷﻣﯾــر زﯾــد ﺑــن ﻣﺣﺳــن‪ ،‬وردت إﻟــﻰ‬

‫اﻟ ـ ـ ــﺑﻼط اﻟﻣﻠﻛـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻐـ ـ ـ ــوﻟﻲ ﺳـ ـ ـ ــﻔﺎرة ﺟدﯾـ ـ ـ ــدة ﻣ ـ ـ ــن ﻗﺑـ ـ ـ ــل اﻟﺷ ـ ـ ـ ـرﯾف ﺳـ ـ ـ ــﻌد ﺑـ ـ ـ ــن زﯾـ ـ ـ ــد‬

‫‪١٦٧٢‬م()‪ ،(١١‬وذﻟك ﯾـوم اﻷرﺑﻌـﺎء اﻷول ﻣـن ﺷـوال‬ ‫)‪١٠٧٧‬ﻫـ‪١٠٨٣/‬ﻫـ‪١٠٨٢-‬ﻫـ‪/‬‬

‫ﺳ ــﻧﺔ ‪١٠٨١‬ﻫ ـ ـ‪/‬اﻷول ﻣ ــن ﻓﺑراﯾ ــر ﺳ ــﻧﺔ ‪١٦٧١‬م‪ ،‬وﻣﺑﻌ ــوث اﻟﺷـ ـرﯾف ﻓﯾﻬ ــﺎ ﻫ ــو اﻟﺷ ــﯾﺦ‬

‫ﻋﺛﻣﺎن‪ ،‬اﻟذي اﺳﺗﻘﺑل رﺳﻣﯾﺎً ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ دﻟﻬﻲ‪ ،‬وﺟﻠس ﻓﻲ ﺣﺿرة اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾـب‪،‬‬

‫ﺣﯾــث ﻗ ــدم ﻟــﻪ ﻫ ــداﯾﺎ ﺷ ـرﯾف ﻣﻛ ــﺔ اﻷﻣﯾــر ﺳ ــﻌد ﺑــن زﯾ ــد‪ ،‬وﻛﺎﻧــت ﺗﺗﻛ ــون ﻣــن ﺟـ ـوادﯾن‬

‫ﻋ ـرﺑﯾﯾن‪ ،‬وﺣ ـزام ﺳــﯾف ﻣﺻــﻧوع ﻣــن اﻟﻔﺿــﺔ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﻛﺎﻧــت ﻫدﯾــﺔ اﻟﻣﻠــك ﻟﻠﺷــﯾﺦ ﻋﺛﻣــﺎن‪،‬‬

‫ﺧﻧﺟـ ـ ـراً ﻣرﺻـ ــﻌﺎً ﺑ ـ ــﺎﻟﺟواﻫر‪ ،‬وﻋﺷـ ـ ـرة آﻻف روﺑﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻗطﻌ ـ ــﺔ ذﻫﺑﯾ ـ ــﺔ زﻧ ـ ــﺔ ﻣﺎﺋ ـ ــﺔ ﻣﻬ ـ ــر‬

‫)‪ ،(١٢)(mohars‬وﻗطﻌــﺔ روﺑﯾــﺔ واﺣــدة زﻧــﺔ ﻣﺎﺋــﺔ روﺑﯾــﺔ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﻋــﯾن ﻟﻠﺷ ـرﯾف ﻋﺷــرون‬

‫أﻟف روﺑﯾﺔ)‪.(١٣‬‬

‫‪١٥٣‬‬
‫وﻓـ ــﻲ وﻻﯾـ ــﺔ اﻟﺷ ـ ـرﯾف ﺑرﻛـ ــﺎت ﺑـ ــن ﻣﺣﻣـ ــد ﺑـ ــن إﺑ ـ ـراﻫﯾم )‪١٠٨٣‬ﻫـ ـ ـ‪١٠٩٩/‬ﻫـ ـ ـ‪-‬‬

‫‪١٦٧٢‬م‪١٦٨٧/‬م()‪ ،(١٤‬وﺟــﻪ اﻹﻣﺑراطــور اوراﻧﺟزﯾــب ﺷــﯾﺦ اﻹﺳــﻼم ﻛﻣﺑﻌــوث إﻟــﻰ ﻣﻛــﺔ‬

‫وذﻟ ــك ﺳ ــﻧﺔ ‪١٠٩٥‬ﻫ ـ ـ‪١٦٨٤/‬م‪ ،‬وأﻧﻌ ــم ﻋﻠﯾ ــﻪ ﺑﺎﻷﻋطﯾ ــﺎت‪ ،‬وأﻋط ــﺎﻩ ﻛﺗ ــﺎب أدب زﯾ ــﺎرة‬

‫اﻷﻣــﺎﻛن اﻟﻣﻘدﺳــﺔ‪ ،‬وﻫــﻲ رﺳــﺎﻟﺔ وﺟﻬﻬــﺎ اوراﻧﺟزﯾــب ﻟﻠﺿ ـراﻋﺔ واﻟﺷــﻔﺎﻋﺔ ﻟــدى اﻟرﺳــول‬

‫اﻷﻛــرم )ص( ﺣﯾــث أﻣ ـرﻩ أن ﯾﺿــﻊ اﻟرﺳــﺎﻟﺔ ﻋﻠــﻰ ﺿ ـرﯾﺢ اﻟرﺳــول ﻋﻠﯾــﻪ اﻟﺳــﻼم ﺑﻌــدﻣﺎ‬
‫)‪(١٥‬‬
‫ﯾﻘوم ﺑﻘراءﺗﻬﺎ ﻋﻧدﻩ‪.‬‬

‫م‪ ،‬ﻋﻘ ــد اﻹﻣﺑراط ــور ﻣﺣ ــﻲ اﻟ ــدﯾن اوراﻧﺟزﯾ ــب ﻟﻘ ــﺎء ً‬
‫وﻓ ــﻲ ﺳ ــﻧﺔ ‪١٠٩٦‬ﻫ ـ ـ‪١٦٨٦/‬‬

‫رﺳﻣﯾﺎً ﻟﺳﻔﯾر ﺷرﯾف ﻣﻛﺔ اﻷﻣﯾر ﺑرﻛﺎت وﻫو اﻟﺷـﯾﺦ أﺣﻣـد آﻧﻣـﺎ‪ ،‬وﻣﻧﺣـﻪ اﻟﻛﺳـوة وأﻟﻔـﯾن‬

‫روﺑﯾـﺔ ﻫﻧدﯾـﺔ)‪ ،(١٦‬وﻓـﻲ ﻧﻔـس اﻟﻌـﺎم أﻧﻌـم اﻟﻣﻠـك اوراﻧﺟزﯾـب ﻋﻠـﻰ ﻣﺑﻌـوث ﻣﻛـﺔ ﺑﺎﻟﻛﺳــوة‪،‬‬

‫وأﻋطــﺎﻩ ﺧﻧﺟ ـراً ﻣزرﻛﺷــﺎً وﺣﺻــﺎن وﺛﻼﺛــﺔ آﻻف روﺑﯾــﺔ ﺛــم أذن ﻟــﻪ ﺑــﺎﻟﻌودة إﻟــﻰ اﻟــدﯾﺎر‬
‫)‪(١٧‬‬
‫اﻟﺣﺟﺎزﯾﺔ اﻟﻣﻘدﺳﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎً ‪ :‬اﻟﺑﻌﺛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﺣﻛﺎم ﺑﺧﺎرى وﺑﻠﺦ )اﻻﺳﺗراﺧﺎن(‬

‫ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﻐول اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻬﻧد أن ﺑﻼد ﻣﺎ وراء اﻟﻧﻬر وﺗرﻛﺳـﺗﺎن ﻫـﻲ ﻣـواطن‬

‫آﺑـ ــﺎﺋﻬم وأﺟـ ــدادﻫم وأﻧﻬـ ــﺎ اﻷرض اﻟﺗـ ــﻲ أرﺳـ ــﻰ ﻋﻠﯾﻬـ ــﺎ ﺗﯾﻣـ ــور ﻟﻧـ ــك ﺑـ ــذور إﻣﺑراطورﯾﺗـ ــﻪ‬

‫اﻟواﺳﻌﺔ‪ ،‬وﻟذﻟك ظﻠوا ﯾﺗطﻠﻌون إﻟﯾﻬﺎ وا ٕ ﻟـﻰ ﺳـﯾﺎدﺗﻬﺎ ﻣـن ﺟدﯾـد‪ ،‬إﻻ أن اﻟظـروف ﻟـم ﺗﻛـن‬

‫ﺗﺟـ ــري ﻓـ ــﻲ ﺻـ ــﺎﻟﺣﻬم‪ ،‬ﻓﺑﻌـ ــد اﻹطﺎﺣـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺳـ ــﻠطﺎن إﻣـ ــﺎم ﻗـ ــوﻟﻲ ﺧـ ــﺎن ﺳـ ــﻠطﺎن اﻟدوﻟـ ــﺔ‬

‫اﻻﺳ ـﺗراﺧﺎﻧﯾﺔ ﻋــﺎم ‪١٦٤٢‬م‪ ،‬وﻫــو أﺣــد أﺑــرز ﻗــﺎدة وزﻋﻣــﺎء ﻫــذﻩ اﻟدوﻟــﺔ‪ ،‬وﺑــث اﻟﻔوﺿــﻰ‬

‫واﻻﺿطراﺑﺎت ﺑﺎﻟدوﻟـﺔ‪ ،‬واﺗﺟﻬـت اﻷﻧظـﺎر ﻟﺗوﻟﯾـﺔ ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز ﺧـﺎن ﺧﻠﻔـﺎً ﻟـﻪ‪ ،‬ﻓﻌﻠـم ﻧـﺎدر‬

‫ﻣﺣﻣ ــد ﺧ ــﺎن ﺑﻬ ــذﻩ اﻟﺗوﺟﻬ ــﺎت‪ ،‬وﻫ ــرب إﻟ ــﻰ ﺑﻠ ــﺦ واﺳ ــﺗﻧﺟد ﺑﺎﻟﻣﻠ ــك اﻟﻣﻐ ــوﻟﻲ ﺷ ــﺎﻫﺟﻬﺎن‬
‫‪١٥٤‬‬
‫)‪١٦٥٧-١٦٢٨‬م( ﻣﻠــك اﻟﻬﻧ ــد‪ ،(١٨)،‬ﺣﯾ ــث ﺑﻌ ــث ﻟ ــﻪ ﺳ ــﻔﺎرة ﺧﺎﺻ ــﺔ ﺑرﺋﺎﺳ ــﺔ ﻧﺎظرﺑﯾ ــﻪ‪،‬‬

‫ﺣﯾث ﻗوﺑل رﺳﻣﯾﺎً ﻓﻲ ﺑـﻼط ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن ﻓـﻲ ‪ ١١‬ﻛـﺎﻧون ﺛـﺎن ﻋـﺎم ‪١٦٤٦‬م‪ ،‬وﻗـدم رﺳـﺎﻟﺔ‬

‫اﻟزﻋﯾم ﻧﺎدر ﻣﺣﻣد‪ ،‬وﻣﻌﻬﺎ اﻟﻬداﯾﺎ ﻟﻺﻣﺑراطور اﻟﻣﻐوﻟﻲ)‪ ،(١٩‬وﻗد ﺳـﯾر اﻟﻣﻠـك ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن‬

‫ﺟﯾﺷﺎً ﻛﺑﯾراً إﻟﻰ ﺑﻠﺦ‪ ،‬وﻟﻣﺎ ﻋﻠم ﻧﺎدر ﻣﺣﻣد ﺧﺎن ﺑﻧواﯾـﺎ اﻟﻣﻠـك اﻟﻣﻐـوﻟﻲ‪ ،‬وﻟـﻰ ﻫﺎرﺑـﺎً إﻟـﻰ‬

‫أﺻﻔﻬﺎن ﻋﺎﺻﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺻﻔوﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾـث اﻟﺷـﺎﻩ اﻟﺻـﻔوي ﻋﺑـﺎس ﺷـﺎﻩ اﻟﺛـﺎﻧﻲ )‪-١٦٤٢‬‬

‫‪١٦٦٦‬م(‪ ،‬وﺳــﺎد ﻣﻐــول اﻟﻬﻧــد ﺑﻠــﺦ أﻛﺛــر ﻣــن ﻋــﺎﻣﯾن )‪١٦٤٨-١٦٤٦‬م( ﺑﯾــد أﻧﻬــم ﻟــم‬

‫ﯾﺗﻣﻛﻧـوا ﻣــن ﺗرﺳــﯾﺦ أﻗــداﻣﻬم ﻓﯾﻬــﺎ‪ ،‬وﻫﻧــﺎ ظﻬــر ﻋﺑــد اﻟﻌزﯾــز ﺧــﺎن ﻋﻠــﻰ رأس ﺟــﯾش ﯾزﯾــد‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣـﺎﺋﺗﻲ أﻟـف ﻣﻘﺎﺗـل‪ ،‬ﻣﻣـﺎ اﺿـطر ﺷـﺎﻩ ﺟﻬـﺎن إﻟـﻰ اﻻﻧﺳـﺣﺎب واﻟﻌـودة إﻟـﻰ اﻟﻬﻧـد‪،‬‬

‫وﻋﺎدت اﻟﺳﻠطﺔ إﻟﻰ ﻧﺎدر ﺷﺎﻩ)‪ ،(٢٠‬ﺛم ﺣﺻﻠت ﻣواﺟﻬـﺔ ﻣـﻊ اﻟﺳـﻠطﺎن ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز ﺧـﺎن‬

‫ﺳــﻠطﺎن ﺑﺧــﺎرى وﺑﻠــﺦ واﻟﻣﻠــك اوراﻧﺟزﯾــب اﻟــذي ﺷــن ﺣﻣﻠــﺔ ﺗﺟــﺎﻩ ﺑﻠــﺦ وﺑﺧــﺎرى إﻻ أﻧﻬــﺎ‬
‫)‪(٢١‬‬
‫ﺑﺎءت ﺑﺎﻟﻔﺷل‪.‬‬

‫وﺑـ ــرﻏم اﻟﻣواﺟﻬـ ــﺎت اﻟﻌﺳـ ــﻛرﯾﺔ واﺳـ ــﺗﻣرار اﻟﺣـ ــروب ﺑـ ــﯾن دوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول ودوﻟـ ــﺔ‬

‫اﻻﺳﺗراﺧﺎن ﻓـﻲ ﺑـﻼد آﺳـﯾﺎ اﻟوﺳـطﻰ‪ ،‬إﻻ أن ذﻟـك ﻟـم ﯾﻘـف ﻋﺎﺋﻘـﺎً أﻣـﺎم ﺗﺣﺳـن اﻟﻌﻼﻗـﺎت‬

‫وﺗﺑـﺎدل اﻟﺑﻌﺛــﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ‪ ،‬إذ ﺣرﺻــت دوﻟــﺔ اﻟﺧﺎﻧــﺎت ﻓــﻲ آﺳــﯾﺎ اﻟوﺳــطﻰ ﻋﻠــﻰ إظﻬــﺎر‬

‫اﻟﻣودة ﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻐول ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‪ ،‬ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾب‪ ،‬ﻓﻠﻘد ﺑﺎدر اﻟﺳﻠطﺎن‬

‫ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺧﺎن ﺳﻠطﺎن ﺑﻠﺦ )‪١٠٥٧‬ﻫـ‪١٦٤٧/‬م‪١٠٩١-‬ﻫ ـ‪١٦٨٠/‬م()‪ ،(٢٢‬إﻟـﻰ إرﺳـﺎل‬

‫ﺳــﻔﺎرة إﻟــﻰ ﺑــﻼط اﻟﻣﻐــول ﻓــﻲ دﻟﻬــﻲ‪ ،‬وﻛﺎﻧــت ﺑرﺋﺎﺳــﺔ اﻟﺷــﯾﺦ أﺣﻣــد ﺑــن ﺧواﺟــﺔ ﺧوﻧ ــد‬

‫ﻣﺣﻣود‪ ،‬اﻟذي وﺻـل إﻟـﻰ ﺿـواﺣﻲ ﻣدﯾﻧـﺔ دﻟﻬـﻲ ﯾـوم اﻷﺣـد )‪ ٤‬رﺑﯾـﻊ اﻟﺛـﺎﻧﻲ ‪١٠٧١‬ﻫ ـ‪/‬‬

‫‪ ١٧‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪١٦٦٢‬م( وأﺟرﯾت ﻟﻪ ﻣراﺳم اﺳﺗﻘﺑﺎل ﺧﺎرج ﻣدﯾﻧﺔ دﻟﻬﻲ‪ ،‬ﺣﺗﻰ اﺣﺿر إﻟﻰ‬

‫اﻟـﺑﻼط واﺟﺗﻣــﻊ ﺑﺎﻟﻣﻠــك اوراﻧﺟزﯾــب‪ ،‬ﻓﻘـدم ﻟــﻪ رﺳــﺎﻟﺔ ﻣــن ﻣﻠـك ﺑﺧــﺎرى ﻣــﻊ اﻟﻬــداﯾﺎ‪ ،‬ﺟﯾــﺎد‬

‫‪١٥٥‬‬
‫ﺗرﻛﯾــﺔ‪ ،‬وزوﺟــﯾن ﻣــن اﻟﺟﻣــﺎل‪ ،‬وﻫــداﯾﺎ ﯾﺑﻠــﻎ ﺛﻣﻧﻬــﺎ أﻛﺛــر ﻣــن ‪ ٢٤‬أﻟــف روﺑﯾــﺔ‪ ،‬وﺗﻠطــف‬

‫ﻋﻠﯾــﻪ اﻹﻣﺑراطــور )‪(goacionsly‬وﻣﻧﺣــﻪ اﻟﻛﺳــوة وﺧﻧﺟ ـراً ﻣرﺻــﻌﺎً ﺑــﺎﻟﺟواﻫر‪ ،‬وﺣ ـزام‬

‫ﻣزرﻛش ﺑﺎﻟﻠؤﻟؤ‪ ،‬وﻋﺷـرون أﻟـف روﺑﯾـﺔ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﺧﺻـص ﻟـﻪ ﻣﻘـراً ﻟﻺﻗﺎﻣـﺔ ﻓﯾـﻪ طﺎﻟﻣـﺎ وﻫـو‬

‫ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد)‪ ،(٢٣‬وﺑﻌــد ﺧﻣــس ﺳــﻧوات‪ ،‬أرﺳــل ﺣــﺎﻛم ﺑﺧــﺎرى اﻟﺳــﻠطﺎن ﻋﺑــد اﻟﻌزﯾــز ﺧــﺎن‬

‫ﻣﺑﻌوﺛﺎً ﺟدﯾداً‪ ،‬ﻛﻣﺎ أرﺳل اﻟﺳﻠطﺎن ﺳﺑﺣﺎن ﻗـوﻟﻲ ﺧـﺎن ﺣـﺎﻛم ﺑﻠـﺦ)‪ (٢٤‬ﺳـﻔﯾراً إﻟـﻰ اﻟـﺑﻼط‬

‫اﻟﻣﻐــوﻟﻲ وذﻟــك ﯾــوم اﻟﺛﻼﺛــﺎء‪ ٢٥ ،‬ذو اﻟﻘﻌــدة ‪١٠٧٧‬ﻫ ـ‪ ٩/‬ﻣــﺎﯾو ‪١٦٦٧‬م‪ ،‬وﻫــﻲ ﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ‬

‫اﺣﺗﻔــﺎل اﻟﻣﻠــك اوراﻧﺟزﯾــب ﺑﻌﯾــد ﻣــﯾﻼدﻩ اﻟﻘﻣــري‪ ،‬اﻟﺣــﺎدي واﻟﺧﻣﺳــﯾن‪ ،‬ﺣﯾــث وز ّ ن اﻟﻣﻠــك‬

‫ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻟﻣﯾزان ﺟرﯾﺎٌ ﻟﻠﺗﻘﺎﻟﯾد واﻟﻌﺎدات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻟدى اﻟﺑﻼط اﻟﻣﻠﻛﻲ‪ ،‬وﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ‬

‫اﻻﺣﺗﻔﺎﻟﯾــﺔ‪ ،‬ﺗــم ﺗوزﯾــﻊ اﻟﻣﻧﺎﺻــب اﻟﻌﻠﯾــﺎ واﻟﻣــﻧﺢ واﻷﻋطﯾــﺎت‪ ،‬وﻣــن اﻟــذﯾن رﻋــﺎﻫم اﻟﻣﻠــك‬

‫ﺑﺈﻧﻌﺎﻣﺎﺗــﻪ‪ ،‬اﻟﺳــﯾد رﺳــﺗم ﺑﯾــﻪ ﻣﺑﻌــوث اﻟﺳــﻠطﺎن ﻋﺑــد اﻟﻌزﯾــز ﺧــﺎن ﺣــﺎﻛم ﺑﺧــﺎرى‪ ،‬واﻟﺳــﯾد‬

‫ﺧوﺷــﻲ ﺑﯾــﻪ ﻣﺑﻌــوث اﻟﺳــﻠطﺎن ﺳــﺑﺣﺎن ﻗــوﻟﻲ ﺧــﺎن ﺣــﺎﻛم ﺑﻠــﺦ‪ ،‬وﻣــن ﺗﻠــك اﻹﻧﻌﺎﻣــﺎت‪،‬‬

‫اﻟﻛﺳوة‪ ،‬وأﻣوال ﻧﻘدﯾﺔ‪ ،‬ﺛم ﻗﺎل اﻟﻣﻠك ﺑوداﻋﻬم‪ ،‬ﺑﻌـدﻣﺎ أﻋطـﻰ ﺳـﻔﯾر ﺑﺧـﺎرى ﻣـﺎﺋﺗﻲ أﻟـف‬
‫)‪(٢٥‬‬
‫روﺑﯾﺔ‪ ،‬وﺳﻔﯾر ﺑﻠﺦ ﺧﻣﺳون أﻟف روﺑﯾﺔ‪.‬‬

‫وﺑﻌ ــد ﺛ ــﻼث ﺳ ــﻧوات‪ ،‬وﺗﺣدﯾ ــداً ﯾـ ــوم اﻷﺣ ــد )‪ ٢٧‬ذو اﻟﺣﺟ ــﺔ‪١٠٨ ،‬ﻫ ـ ـ‪ ٨/‬ﻣـ ــﺎﯾو‬

‫‪١٦٧٠‬م( أرﺳل اﻹﻣﺑراطور ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد اوراﻧﺟزﯾب ﺑﻌﺛﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ إﻟﻰ ﺑﻼط ﻣﻠك‬

‫ﺑﺧــﺎرى ﻋﺑــد اﻟﻌزﯾــز ﺧــﺎن‪ ،‬ﺑرﺋﺎﺳــﺔ اﻟﺳــﯾد اﻛﺗﺎزﺧــﺎن‪ ،‬وذﻟــك رداً ﻋﻠــﻰ اﻟﺳــﻔﺎرة اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ‪،‬‬

‫وﺣﻣﻠــت ﺳــﻔﺎرة اوراﻧﺟزﯾــب رﺳــﺎﻟﺔ‪ ،‬وﻫــداﯾﺎ‪ ،‬ﻣﻧﻬــﺎ ﺟ ـواداً ﺑﻘﯾﻣــﺔ ﻣﺎﺋــﺔ ﻣﻬــر )‪،(mohars‬‬

‫وﻓــﯾﻼًﻘﯾﺑﻣــﺔ أرﺑﻌــﺔ آﻻف روﺑﯾــﺔ‪ ،‬وﺧﻧﺟ ـراً ﻣزرﻛﺷــﺎً ﻣرﺻــﻌﺎً ﺑــﺎﻟﺟواﻫر‪ ،‬وﺳــﯾﻔﺎً ﻣرﺻــﻌﺎً‬

‫ﺑـﺎﻟﻣﺟوﻫرات‪ ،‬وﻣﻧﺣــﻪ ﻣــن اﻟﻣﻠـك اﻟﻣﻐــوﻟﻲ ﻟﻣﻠــك ﺑﺧـﺎرى اﻟﺳــﻠطﺎن ﻋﺑــد اﻟﻌزﯾــز‪١ ½ ) ،‬‬

‫‪١٥٦‬‬
‫ﻫزاري()‪ ،(٢٦‬ﻛﻣﻧﺣﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﺗؤدى ﻟﻪ ﻛل ﻋﺎم‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﺣﻣﻠـﻪ ﻣﻠـك اﻟﻬﻧـد ﻣـن ﻧـوادر اﻟﻬﻧـد ﻣـﺎ‬
‫)‪(٢٧‬‬
‫ﻗﯾﻣﺗﻪ ﻣﺎﺋﺗﻲ أﻟف روﺑﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺳﻌﺔ ﻣن ﺣﺳﺎن اﻟﺟﯾﺎد‪.‬‬

‫وﯾــوم اﻟﺧﻣــﯾس )‪ ١٦‬رﺑﯾــﻊ اﻟﺛــﺎﻧﻲ ‪١٠٩٠‬ﻫ ـ‪ ٦/‬ﻣــﺎﯾو ‪١٦٨٠‬م( ﺑﻌــدﻣﺎ ﻋﻠــم اﻟﻣﻠــك‬

‫اوراﻧﺟزﯾب ﻋن ﻣﻘدم ﻣﺑﻌوث ﻣﻠك ﺑﻠﺦ ﺳﺑﺣﺎن ﻗوﻟﻲ إﻟﻰ إﻗﻠـﯾم ﻛﺎﺑـل أﺻـدر أواﻣـرﻩ إﻟـﻰ‬

‫ﺣـﺎﻛم ﻛﺎﺑـل ﺑﻣﻧﺣـﺔ ﺧﻣﺳــﺔ آﻻف روﺑﯾـﺔ‪ ،‬وﻧﻔـس اﻟﻣﺑﻠــﻎ ﻗـدم ﻟـﻪ ﻣــن ﺣـﺎﻛم وﻻﯾـﺔ ﻻﻫــور‪،‬‬

‫وﺗﻣــت ﻣﻘﺎﺑﻠــﺔ اﻟﺳــﻔﯾر ﻧــﺎظر ﺑﯾــك ﻣــﻊ اﻟﻣﻠــك اوراﻧﺟزﯾــب ﻓــﻲ اﻟــﺑﻼط اﻟﻣﻠﻛــﻲ ﻓــﻲ دﻟﻬــﻲ‪،‬‬

‫ﺣﯾــث ﻣﻧﺣــﺔ اﻟﻛﺳــوة وﺧﻧﺟ ـراً وأﻟــف روﺑﯾــﺔ ﻧﻘــداً‪ ،‬وﻟﻘﺑــﻪ اوراﻧــﺞ ﺧــﺎن‪ ،‬وﻋــﯾن ﻟــﻪ ﻣﻧﺻــب‬
‫)‪(٢٨‬‬
‫اﻟﻔﯾن‪.‬‬

‫وﻋﻧدﻣﺎ اﺳﺗوﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺎن ﺳﺑﺣﺎن ﻗوﻟﻲ ﺧﺎن ﺣﺎﻛم ﺑﻠﺦ ﻋﻠﻰ ﺑﺧﺎرى‪ ،‬أرﺳـل ﺑﻌﺛـﺔ‬

‫ﺳﯾﺎﺳـ ــﯾﺔ إﻟـ ــﻰ ﺑـ ــﻼط اﻟﻣﻐـ ــول‪ ،‬وﺻـ ــﻠت ﻓـ ــﻲ )‪ ٨‬ﺟﻣـ ــﺎدي اﻷول ‪١٠٩٣‬ﻫـ ـ ـ‪ ٢٥ /‬أﺑرﯾـ ــل‬

‫‪١٦٨٣‬م(ﺣﯾث ﻋﻘد اﻹﻣﺑراطور اوراﻧﺟزﯾب اﺟﺗﻣﺎﻋﺎً رﺳﻣﯾﺎً ﻟﻠﺳـﯾد ﻣﺣﻣـد ﺷـرﯾف ﺳـﻔﯾر‬

‫ﺑﺧﺎرى‪ ،‬وﻣﻧﺣﻪ اﻟﻛﺳوة ﺟرﯾﺎً ﻟﻠﻌﺎدة واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ)‪،(٢٩‬وﺑﻌد ﺛﻼث ﺳﻧوات أي‬

‫ﻓﻲ ﺳﻧﺔ )‪١٠٩٦‬ﻫـ‪١٦٨٦/‬م( ﺟﺎء إﻟﻰ اﻟﺑﻼط اﻟﻣﻐوﻟﻲ ﻓﻲ دﻟﻬﻲ ﻣﺑﻌوث ﻣﻠـك ﺑﺧـﺎرى‪،‬‬

‫وﻫو اﻟﺳﯾد ﻣﯾر ﺟﻼل اﻟدﯾن‪ ،‬ﺣﯾـث ﻧأﻌـم ﻋﻠﯾـﻪ ﻣﻠـك اﻟﻣﻐـول ﺑﺎﻟﻛﺳـوة‪ ،‬وﺧﻧﺟـراً وﻣﻘﺑﺿـﺎً‬
‫)‪(٣٠‬‬
‫ذﻫﺑﯾﺎً وأﻟف روﺑﯾﺔ ﻧﻘداً ‪.‬‬

‫ووﻓﻘـﺎً ﻷﺑــرز ﻣﺻـﺎدر اﻟﻌﻬــد اﻟﻣﻐـوﻟﻲ أﯾــﺎم اوراﻧﺟزﯾـب اﻻوﻫــو‪ ،‬ﻣـﺂﺛر ﻋــﺎﻟﻣﻛﯾري‪،‬‬

‫ﻓـ ـ ــﺈن آﺧـ ـ ــر ﺑﻌﺛ ـ ـــﺎت ﻣﻠـ ـ ــك ﺑﺧـ ـ ــﺎرى إﻟـ ـ ــﻰ ﺑـ ـ ــﻼط اﻟﻣﻐـ ـ ــول ﻓـ ـ ــﻲ دﻟﻬـ ـ ــﻲ ﺟـ ـ ــﺎءت ﺳـ ـ ــﻧﺔ‬

‫)‪١١٠١‬ﻫـ‪١٦٩٠/‬م(‪ ،‬وﻛﺎﻧـت ﺑرﺋﺎﺳـﺔ اﻟﺳـﻔﯾر ﻧـﺎظر ﺑﯾـﻪ‪ ،‬ﺣﯾـث اﺳـﺗﻘﺑل اﺳـﺗﻘﺑﺎﻻً رﺳـﻣﯾﺎً‬

‫ﺣﺎﻓﻼً ﻣﻊ ﺳﻔﯾر ﻛﺎﺷﻐر واﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬وأﺧذ ﻣﻧﻪ اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣرﺳﻠﺔ إﻟﯾﻪ ﻣن اﻟﺳـﻠطﺎن‬

‫ﺳ ــﺑﺣﺎن ﻗ ــوﻟﻲ ﺧ ــﺎن‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ اﺳ ــﺗﻘﺑل ﻣﻧ ــﻪ اﻟﻬ ــداﯾﺎ واﻷﻋطﯾ ــﺎت‪ ،‬وﺑﻌ ــد اﻧﻘﺿ ــﺎء اﻟﻣﻘﺎﺑﻠ ــﺔ‬

‫‪١٥٧‬‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬أﻧﻌـم ﻋﻠﯾـﻪ اوراﻧﺟزﯾـب ﺑﺎﻟﻬـداﯾﺎ اﻟﺟزﯾﻠـﺔ ﻛﺎﻟﻛﺳـوة واﻟﺧﯾـول واﻟﻔﯾﻠـﺔ واﻟﻣﺟـوﻫرات‬
‫)‪(٣١‬‬
‫واﻷﻣوال‪.‬‬

‫وﺗﺣﻘﯾﻘﺎً ﻟﻠﻔﺎﺋدة واﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ ،‬ﻧﺟد ﻣن اﻟﺿروري اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ رواﯾﺔ اﻟرﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳـﻲ‬

‫ﺑﯾرﻧﯾر‪ ،‬اﻟذي ﺳﺎح ﻓﻲ أرض اﻟﻬﻧد ‪١٦٦٨-١٦٥٦‬م‪ ،‬وﻛﺎن ﺷﺎﻫد ﻋﯾﺎن ﻋﻠـﻰ اﺳـﺗﻘﺑﺎل‬

‫اﻟﺳــﻔﺎرة اﻷوﻟــﻰ اﻟﻘﺎدﻣــﺔ ﻣــن ﺑﺧــﺎرى وﺑﻠــﺦ‪ ،‬ﺣﯾــث ﯾﻘــول‪ :‬ﻛــوﻧﻲ ﻛﻧــت ﺣﺎﺿ ـراً اﻟﻣﻘﺎﺑﻠــﺔ‬

‫اﻟرﺳ ــﻣﯾﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺟ ــرت ﻟﻠﺳ ــﻔراء ﻓ ــﻲ ﻣﺑﻧ ــﻰ اﻟﻣﻘ ــﺎﺑﻼت اﻟرﺳ ــﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻓ ــﺄروي ﺑدﻗ ــﺔ ﻣ ــﺎ ﺣ ــدث‬

‫أﻣﺎﻣﻲ‪:‬‬

‫"ﻋﻧد ظﻬور اﻟﺳﻔراء ﻟﺣﺿرة اﻟﻣﻠـك اوراﻧﺟزﯾـب‪ ،‬ﻗـﺎﻣوا ﺑﺗﺣﯾﺗـﻪ ﺑﺎﻟﺳـﻼم‪ ،‬ووﺿـﻌوا‬

‫أﯾـدﯾﻬم ﺛـﻼث ﻣـرات ﻋﻠـﻰ رؤوﺳـﻬم ‪(Placing the hand thrice upon the‬‬

‫)‪ head‬وﯾﻌﯾدوﻫﺎ إﻟﻰ اﻷﺳﻔل‪ ،‬ﺗﻌﺑﯾراً ﻋـن اﻹﺟـﻼل واﻟﺗﻘـدﯾر‪ ،‬ﺛـم اﻗﺗرﺑـوا ﺣﺗـﻰ أﺻـﺑﺣوا‬

‫ﻋﻠﻰ ﻣﻘرﺑﺔ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﻠك أﺧذ اﻟرﺳﺎﺋل ﻣﻧﻬم‪ ،‬ﻟﻛن ﻫذﻩ اﻹﺟـراءات )اﻟﺑروﺗوﻛـول( ﻛـﺎن‬

‫ﯾؤدﯾــﻪ اﻷﻣ ـراء ﺑﺻــﺣﺑﺔ اﻟﺳــﻔراء)‪ ،(٣٢‬اﻟــذﯾن أﺧــذوا اﻟرﺳــﺎﺋل وﻗــﺎﻣوا ﺑﻔﺗﺣﻬــﺎ أﻣــﺎم اﻟﻣﻠــك‬

‫وﻗرأوﻫــﺎ‪ ،‬ﺛــم ﺳــﻠﻣت ﻟوراﻧﺟزﯾــب‪ ،‬وأﻋﻘــب ذﻟــك‪ ،‬ﺻــدور اﻷﻣــر اﻟﻣﻠﻛــﻲ‪ ،‬ﺑﻣــﻧﺢ ﻛــل واﺣــد‬

‫ﻣـن اﻟﺳـﻔراء ﻋﺑـﺎءة ﻛﺑﯾـرة وﻫـﻲ ﻣـن اﻟﻘﻣـﺎش اﻟﻣطـرز )‪ (vest of brocade‬وﻋﻣﺎﻣـﺔ‪،‬‬

‫)‪ (sash‬ﻣﺻــﻧوﻋﺎً ﻣــن اﻟﺣرﯾــر وﻣطــرزاً ﺑــﺎﻟﻧﻘوش‪ ،‬ﺑﻌــدﻫﺎ‪ ،‬ﻗــدم اﻟﺳــﻔراء ﻫــداﯾﺎ‬
‫‪،‬‬ ‫ووﺷــﺎح‬

‫ﻣﻠوﻛﻬم‪) ،‬اﻟﻣﻠك ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺧـﺎن ﻣﻠـك ﺑﺧـﺎرى‪ ،‬واﻟﻣﻠـك ﺳـﺑﺣﺎن ﻗـوﻟﻲ ﺧـﺎن ﻣﻠـك ﺑﻠـﺦ(‪،‬‬

‫وﻛﺎﻧت اﻟﻬداﯾﺎ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣـن اﻟﺻـﻧﺎدﯾق‪ ،‬ﻣﻠﯾﺋـﺔ ﺑـﺎﻵزور اﻟﻣﻧﺗﻘـﻰ ﺑﻌﻧﺎﯾـﺔ ﻓﺎﺋﻘـﺔ‬

‫)‪ (choicest Azure‬وﺑﻌــض اﻟﺟﻣــﺎل طوﯾﻠــﺔ اﻟﺷــﻌر‪ ،‬واﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻟﺧﯾــول اﻟﺟﻣﯾﻠــﺔ‪،‬‬

‫ﻣﻧﻬﺎ ﺧﯾوﻻً ﺗﺗرﯾﺔ‪ ،‬وﺑﻌض اﻟﺟﻣﺎل اﻟﻣﺣﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻔواﻛـﻪ اﻟطﺎزﺟـﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺗﻔـﺎح واﻟﻌﻧـب واﻟﺑطـﯾﺦ‬

‫‪(Bokhara‬‬ ‫واﻟﻛﻣﺛــرى‪ ،‬وﺑﻌــض اﻷﺣﻣــﺎل ﻣــن اﻟﻔواﻛــﻪ اﻟﻣﺟﻔﻔــﺔ‪ ،‬ﻛــﺎﻟﺑرﻗوق اﻟﺑﺧــﺎري‬

‫‪١٥٨‬‬
‫)‪ Prunes‬واﻟﻣﺷﻣش)‪ ،(٣٣‬واﻟﻛﺷﻣش وﻫو اﻟزﺑﯾب )‪ (raisin‬اﻟﺧﺎﻟﻰ ﻣن اﻟﻧوى‪ ،‬وﺑﻌض‬

‫اﻷﻧواع اﻟﺳوداء واﻟﺑﯾﺿﺎء ﻣن اﻟزﺑﯾب واﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻣذاق ﺟﻣﯾل‪.‬‬

‫ﺳــﺎرع اوراﻧﺟزﯾــب ﺑﻧﻔﺳــﻪ ﻟﺗﺣﯾــﺔ ﺳــﻔراء اﻟﺧﺎﻧــﺎت‪ ،‬وراح ﯾﻣﺟــدﻫم وﯾطــري ﻋﻠــﯾﻬم‬

‫ﺑﺻـورة ﻓﯾﻬـﺎ ﻣﺑﺎﻟﻐـﺔ ﻛﺑﯾـرة‪ ،‬ﻟﻣـﺎ ﺟﻠﺑـوﻩ ﻣﻌﻬــم ﻣـن ﻫـداﯾﺎ ﻧـﺎدرة وﺛﻣﯾﻧـﺔ‪ ،‬وأﺷـﺎر ﻓـﻲ ﺣدﯾﺛــﻪ‬

‫ﻣﻌﻬم إﻟﻰ ﺧﺻوﺑﺔ أراﺿﻲ اﻷوزﺑك ﺛم وﺟﻪ إﻟـﯾﻬم ﺳـؤاﻟﯾن أو ﺛﻼﺛـﺔ أﺳـﺋﻠﺔ‪ ،‬ﺣـول ﻣﻌﻬـد‬

‫ﺳﻣرﻗﻧد)‪ ،(٣٤‬وﻋﻘب ذﻟك‪ ،‬ﻓﻘد أﺷﺎر اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻔراء ﻟﻠـذﻫﺎب إﻟـﻰ اﻟراﺣـﺔ‬
‫)‪(٣٥‬‬
‫واﻟﻧوم وأﻋﻠن ﻋن رﻏﺑﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺗﻬم ﻣرة ﺛﺎﻧﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻗــد دﻓــﻊ اﻟﻔﺿــول ﺑﺎﻟرﺣﺎﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﻲ ﺑﯾرﻧﯾــر‪ ،‬إﻟــﻰ وﺻــف ﺳــﻠوك ﻫــؤﻻء اﻟﺳــﻔراء‬

‫وطﺑﺎﺋﻌﻬم وﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻬم‪ ،‬ﺑﻌد ﻣﻛوﺛﻬم ﻓﻲ ﻋﺎﺻﻣﺔ اﻻﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ دﻟﻬﻲ أﻛﺛـر ﻣـن‬

‫أرﺑﻌﺔ أﺷﻬر‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪:‬‬

‫"ﻣﻛث ﻫؤﻻء اﻟﺳﻔراء ﻓﻲ دﻟﻬﻲ أﻛﺛر ﻣن أرﺑﻌﺔ أﺷﻬر‪ ،‬دون أن ﯾﺳﻌوا إﻟﻰ طﻠـب‬

‫إذن ﺑﻣﻐﺎدرﺗﻬ ــﺎ‪ ،‬وذﻟ ــك ﺑﺳ ــﺑب ﻣ ــﺎ ﺗﻌرﺿـ ـوا ﻟ ــﻪ ﻣ ــن أﻣـ ـراض أﺛ ــر ﻋﻠ ــﻰ ﺳ ــﻼﻣﺔ‬

‫ﺻﺣﺗﻬم‪ ،‬ﺣﺗﻰ أن ﺑﻌﺿﻬم ﻗد ﻣﺎت ﻓﻲ دﻟﻬﻲ ﺑﺳﺑب ارﺗﻔـﺎع درﺟـﺎت اﻟﺣـرارة ﻓـﻲ‬

‫اﻟﻬﻧــد‪ ،‬أو ﻟﺗﻧــﺎوﻟﻬم ﺑﻌــض اﻟﻣﺂﻛــل واﻟﻣطــﺎﻋم اﻟﺗــﻲ أﺿــرت ﺑﺻــﺣﺗﻬم‪ ،‬وﻻ ﯾوﺟــد‬

‫أﻧـ ــﺎس ﻛﻣﺛـ ــل ﺗﺗـ ــﺎر اﻷوزﺑـ ــك‪ ،‬ﻓﻬـ ــم ﺿـ ــﯾﻘوا اﻷﻓـ ــق واﻟﺗﻔﻛﯾـ ــر‪ ،‬وﺑﺧـ ــﻼء )ﻗـ ــذرﯾن(‬

‫)‪ (soraia‬وا ٕ ن اﻟﺷــﺧص اﻟــذي ﻗــﺎد ﻫــذﻩ اﻟﺳــﻔﺎرة أﺧــذ اﻷﻣـوال اﻟﻣﻬــداة ﻟﻬــم ﻣــن‬
‫‪،‬‬

‫اوراﻧﺟزﯾــب ﻹﻧﻔﺎﻗﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ أﻓــر اد اﻟوﻓــد‪ ،‬إﻻ أﻧﻬــم ﻋﺎﺷ ـوا ﻓــﻲ ﺣﯾــﺎة ﺑﺋﯾﺳــﺔ ﻻ ﺗﻠﯾــق‬
‫)‪(٣٦‬‬
‫ﺑﻣﻘﺎﻣﻬم"‪.‬‬

‫ﺛــم ﯾﺷ ــﯾر إﻟ ــﻰ اﻟﻬ ــداﯾﺎ واﻟﻣ ــﻧﺢ اﻟﺗ ــﻲ ﻗ ــدﻣﻬﺎ اﻟﻣﻠ ــك اﻟﻣﻐ ــوﻟﻲ اوراﻧﺟزﯾ ــب ﻟﺳ ــﻔراء‬

‫ﺑﺧﺎرى وﺑﻠﺦ‪،‬‬
‫‪١٥٩‬‬
‫"وﺑﺣﺿور ﻛـل أﻣـراء اﻟـﺑﻼط اﻟﻣﻐـوﻟﻲ‪ ،‬أﻣـر اوراﻧﺟزﯾـب ﺑﺈﻋطـﺎء ﻛـل واﺣـد ﻣـﻧﻬم‬

‫ﻋﺑﺎءﺗﯾن ﻣطرزﺗﯾن وﺛﻣﺎﻧﯾﺔ آﻻف روﺑﯾﺔ ﻟﻠﺑﯾوت اﻟﺗﻲ ﯾﻘﯾﻣون ﻓﯾﻬـﺎ‪ ،‬وﻛـذﻟك أرﺳـل ﻣﻌﻬـم‬

‫ﻟﺧﺎﻧﺎت ﺑﺧﺎرى وﺑﻠﺦ وﺳﻣرﻗﻧد‪ ،‬ﻋﺑﺎءات ﺟﻣﯾﻠﺔ‪ ،‬وﻋدد ﻣن اﻷﻗﻣﺷـﺔ اﻟﻣزرﻛﺷـﺔ‪ ،‬وأﻗﻣﺷـﺔ‬

‫ﺣرﯾرﯾﺔ ﻣﻧﺳوﺟﺔ ﺑﺎﻟذﻫب واﻟﻔﺿﺔ وﺑﻌض اﻟﺳﺟﺎد اﻟﻧﺎدر وﺧﻧﺟرﯾن ﻣرﺻـﻌﯾن ﺑﺎﻷﺣﺟـﺎر‬
‫)‪(٣٧‬‬
‫اﻟﻛرﯾﻣﺔ‪.‬‬

‫وﺧﻼل ﻓﺗرة إﻗﺎﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ دﻟﻬﻲ )ﯾﻘول ﺑﯾرﻧﯾر(‪ ،‬ﻗﻣت ﺑزﯾﺎرﺗﻬم ﺛﻼث ﻣـرات‪،‬‬

‫ﺑﺣﯾـ ــث ﻗ ــدّﻣت ﻟﻬـ ــم ﻋﻠـ ــﻰ اﻋﺗﺑـ ــﺎر أﻧـ ــﻲ طﺑﯾـ ــب وذﻟـ ــك ﻣـ ــن ﻗﺑـ ــل أﺣـ ــد أﺻـ ــدﻗﺎﺋﻲ ﻣـ ــن‬

‫اﻷوزﺑﻛﯾﯾن‪ ،‬وﻛﺎﻧت ﻟدي رﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ ﺑﻼدﻫم إن ﻫم ﺳﺎﻋدوﻧﻲ ﺑذﻟك‪،‬‬

‫ﻟﻛﻧــﻲ وﺟــدﺗﻬم ﻻ ﯾﻔﻘﻬــون ﺷــﯾﺋﺎً ﻋﻣــﺎ ﺳــﺄﻟت‪ ،‬ﺣﺗــﻰ أﻧﻬــم ﻻ ﯾﻌرﻓــون ﺣــدود ﻣﻣﻠﻛــﺗﻬم‪ ،‬وﻻ‬
‫)‪(٣٨‬‬
‫إﻋطﺎء أﯾﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن اﻟﺗﺗﺎر اﻟذﯾن ﻧﺟﺣوا ﻓﻲ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﺻﯾن‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎً ‪ :‬اﻟﺑﻌﺛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﺻﻔوﯾﺔ )إﯾران(‪.‬‬

‫اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ ﺑ ــﯾن دوﻟ ــﺔ اﻟﻣﻐ ــول ﻓ ــﻲ اﻟﻬﻧ ــد ودوﻟ ــﺔ اﻟﺻ ــﻔوﯾﯾن ﻓ ــﻲ إﯾـ ـران‬

‫ﻋﻼﻗــﺎت ﺳــﺎﺑﻘﺔ ﻟﻌﻬــد اﻟﻣﻠــك اوراﻧﺟزﯾــب‪ ،‬ﻓﻘــد ﻧﺷــﺄت ﻣــﻊ ﻧﺷــوء اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾــﺔ ﺳــﻧﺔ‬

‫‪١٥٢٦‬م ﻋﻧدﻣﺎ أﺳﺳﻬﺎ اﻟﻣﻠك ﺑﺎﺑر‪ ،‬ﺣﯾث ﻛﺎﻧت اﻟدو ﻟﺔ اﻟﺻﻔوﯾﺔ وﻟﯾدة ﻋﻬد ﺟدﯾـد‪ ،‬وﻗـد‬

‫ﺳــﺎﻫﻣت ﻓــﻲ إﻋــﺎدة اﻟﺣﻛــم ﻟﻠﻣﻐــول ﻋﻧــدﻣﺎ طــرد اﻟﻘﺎﺋــد اﻷﻓﻐــﺎﻧﻲ ﺷﯾرﺷــﺎﻩ ﺳــوري اﻟﻣﻠــك‬

‫ﻫﻣ ــﺎﯾون واﻧﺗـ ــزع ﻣﻧـ ــﻪ ﻋ ــرش اﻟﻬﻧ ــد‪ ،‬ﻓﺎﻟﺗﺟـ ــﺄ ﻫﻣ ــﺎﯾون إﻟ ــﻰ اﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﺻ ــﻔوﯾﺔ ﻓ ــﻲ ﻋﻬـ ــد‬

‫طﻬﻣﺎﺳب ﺷﺎﻩ اﻟﺻﻔوي‪ ،‬ﺣﯾث ﻗدم ﻟﻬﻣﺎﯾون ﻛل اﻟدﻋم‪ ،‬وﻫو اﻟذي ﺟﻬز ﺟـﯾش اﻟﻣﻐـول‬

‫ﻟﻠﻘﺿــﺎء ﻋﻠــﻰ دوﻟــﺔ اﻷﻓﻐــﺎن ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد‪ ،‬وﻧﺟــﺢ ﺑــدﻋﻣﻬم ﻣــن دﺧــول اﻟﻬﻧــد ﻣﺟــدداً ﺳــﻧﺔ‬

‫‪١٦٠‬‬
‫‪٩٦٣‬ﻫ ـ‪١٥٥٥/‬م)‪ (٣٩‬واﺳـﺗﻣرت اﻟﻌﻼﻗـﺎت ﺑـﯾن اﻟـدوﻟﺗﯾن ﺗﺄﺧـذ طﺎﺑﻌـﺎً ﺣﻣﯾﻣﯾـﺎً‪ ،‬وذﻟـك ﻓــﻲ‬

‫ﻋﻬد أﻛﺑر وﺟﻬﺎﻧﻛﯾر وﺷﺎﻫﺟﻬﺎن‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﺑﻌﺛﺎت اﻟدوﻟﺔ اﻟﺻﻔوﯾﺔ إﻟﻰ ﺑﻼط اﻟﻣﻠك اﻟﻣﻐوﻟﻲ اوراﻧﺟزﯾب ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﻣﻣﯾزة‬

‫ﻋﻠ ــﻰ ﻏﯾرﻫ ــﺎ ﻣ ــن اﻟﺑﻌﺛ ــﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ اﻷﺧ ــرى‪ ،‬وﺳﻧوﺿ ــﺢ ذﻟ ــك ﻣ ــن ﺧ ــﻼل ﻣﺷ ــﺎﻫدات‬

‫اﻟرﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﯾرﻧﯾر ﻟﺳﻔراء اﻟدوﻟﺔ اﻟﺻﻔوﯾﺔ ﻓﻲ ﺑـﻼط اﻹﻣﺑراطورﯾـﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـﺔ‪ ،‬ﻓوﻓﻘـﺎً‬

‫ﻟﻠﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻟﻠﻛﺷـف ﻋـن ﺑﻌﺛـﺎت اﻟدوﻟـﺔ اﻟﺻـﻔوﯾﺔ إﻟـﻰ ﺑـﻼط اﻟﻣﻐـول‪،‬‬

‫ﻧﺟــد أن أول ﺳــﻔﺎرة إﻟــﻰ ﺑــﻼط اوراﻧﺟزﯾــب ﺟــﺎءت ﻣــن ﻗﺑــل اﻟﻣﻠــك اﻟﺻــﻔوي ﻋﺑــﺎس ﺷــﺎﻩ‬

‫اﻟﺛ ـ ــﺎﻧﻲ )‪١٠٥٢‬ﻫ ـ ـ ـ‪١٦٤٢/‬م‪١٠٧٧-‬ﻫ ـ ـ ـ‪١٦٦٧/‬م()‪ ،(٤٠‬إذ ﺑﻌ ـ ــث ﺑﺎﻟﺳ ـ ــﯾد ﺑ ـ ــوداغ ﺑﯾ ـ ــك‬

‫)‪ (Budaq Beq‬إﻟﻰ اﻟﻬﻧـد‪ ،‬وﯾـوم ﻋﻠـم اﻟﻣﻠـك اوراﻧﺟزﯾـب ﺑواﺳـطﺔ ﻋﻣﺎﻟـﻪ ﻋـن وﺻـول‬

‫ﻫ ــذا اﻟﺳ ــﻔﯾر ووﺻ ــوﻟﻪ إﻟ ــﻰ أرض اﻟﻣﻠﺗ ــﺎن ﯾ ــوم اﻟﺟﻣﻌ ــﺔ )‪ ٢٩‬ﺷ ــﻌﺑﺎن ‪١٠٧١‬ﻫ ـ ـ ‪١٩ /‬‬

‫أﺑرﯾــل ‪١٦٦١‬م‪ (،‬أﻣــر واﻟﯾــﻪ ﻋﻠــﻰ إﻗﻠــﯾم اﻟﻣﻠﺗــﺎن ﺗر ﺑﯾــت ﺧــﺎن ﺑﻣﻘﺎﺑﻠﺗــﻪ وﺗﻛرﯾﻣــﻪ وﺣﺳــن‬

‫ﺿــﯾﺎﻓﺗﻪ‪ ،‬وﻣﻧﺣــﻪ ﺧﻣﺳــﺔ آﻻف روﺑﯾــﺔ‪ ،‬وﺗﺳــﻊ ﻗطــﻊ ﻣــن اﻷﻟﺑﺳــﺔ اﻟﺟﻣﯾﻠــﺔ‪ ،‬ﺛــم اﺳــﺗﻘﺑﻠﻪ‬

‫ﺣﺎﻛم وﻻﯾﺔ اﻟﺑﻧﺟﺎب )ﻻﻫـور( ﺧﻠﯾـل اﷲ ﺧـﺎن‪ ،‬ﺑﺣﻔـﺎوة وﺣﺳـن ﺿـﯾﺎﻓﺔ‪ ،‬وﻣﻧﺣـﻪ ﻋﺷـرون‬

‫ـأﻟـف روﺑﯾ ــﺔ‪ ،‬وﺳ ــﯾﻔﺎً ﻣرﺻ ــﻌﺎً ﺑ ــﺎﻟﺟواﻫر وﺧﻧﺟـ ـراً ﻣرﺻ ــﻌﺎً‪ ،‬وﺳ ــﺑﻊ ﻗط ــﻊ ﻣ ــن اﻟﻣﻼﺑ ــس‬

‫اﻟﺟﻣﯾﻠ ــﺔ‪ ،‬وﻋﻧـ ـدﻣﺎ ﺣﺿ ــر إﻟ ــﻰ )ﺳـ ـراي ﺑ ــﺎوﻟﻲ( أﺣﺿ ــروا ﻟ ــﻪ طﻌﺎﻣ ــﺎً ﻣ ــن ﻣﺎﺋ ــدة اﻟﻣﻠ ــك‬
‫)‪(٤١‬‬
‫ﺛــم ﯾــوم‬ ‫اﻟﺧﺎﺻــﺔ‪ ،‬واﺟﺗﻣــﻊ ﺑــﻪ اﻟﻣﻠــك ﯾــوم )‪ ٣‬ﺷ ـوال ‪ ٢٢ /‬ﻣــﺎﯾو( ﻣــن ﻧﻔــس اﻟﻌــﺎم‪،‬‬

‫اﻟﺳ ـ ــﺑت )‪ ١٠‬ذو اﻟﺣﺟـ ـ ــﺔ ‪١٠٧١‬ﻫـ ـ ـ ـ‪ ٢٧/‬ﺟ ـ ــوﻻي ‪١٦٦٢‬م( ﺻـ ـ ــﺎدف أول أﯾـ ـ ــﺎم ﻋﯾـ ـ ــد‬

‫اﻷﺿﺣﻰ‪ ،‬أﺻدر اﻹﻣﺑراطور اوراﻧﺟزﯾب إذﻧـﺎً ﺑﻣﻐـﺎدرة ﻣﺑﻌـوث ﻣﻠـك ﻓـﺎرس ﻋﺑـﺎس ﺷـﺎﻩ‬

‫اﻟﺻــﻔوي‪ ،‬وﺟﻬــز اﻟﺳــﻔﯾر ﺑــﺎﻟﻣﻧﺢ واﻷﻋطﯾــﺎت‪ ،‬ﻹرﺳــﺎﻟﻬﺎ إﻟــﻰ ﻋﺑــﺎس اﻟﺻــﻔوي‪ ،‬اﺣﺗــوت‬

‫ﻋﻠـﻰ ﻣﺎﺋ ــﺔ أﻟ ــف روﺑﯾــﺔ‪ ،‬وﻛﺳـ ـوات ﻣﻠﻛﯾ ــﺔ ﺧﺎﺻ ــﺔ‪ ،‬وﺧﻧﺟ ـراً ﻣط ــرزاً ﺑ ــﺎﻟﺟواﻫر‪ ،‬وﺟـ ـواداً‬

‫‪١٦١‬‬
‫ﻣﺳـرﺟﺎً ﺑﺎﻟـذﻫب وﻟﺟـﺎم ذﻫﺑـﻲ )‪،(A horse with gold saddle and bridle‬‬

‫وﻓﯾﻼً‪ ،‬ﻣﻊ ﻣﺣﻔﺔ وﻏطﺎء ﻣزرﻛش وﻣذﻫب‪ ،‬وﺻﻧدوﻗﺎً ﻣزﺧرﻓـﺎً ﺑﺎﻟـذﻫب‪ ،‬ﺛـم ﻣـﻧﺢ اﻟﺳـﻔﯾر‬

‫ﺧﻣﺳــﻣﺎﺋﺔ أﻟــف روﺑﯾــﺔ‪ ،‬وﺧﻣــس وﺛﻼﺛــون أﻟــف روﺑﯾــﺔ ﻟرﻓﺎﻗــﻪ)‪ ،(٤٢‬ﻣــن ﺟﺎﻧﺑــﻪ‪ ،‬وﻓــﻲ ﺳــﻧﺔ‬

‫)‪ ١‬رﺑﯾﻊ اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪١٠٧٣‬ﻫـ‪ ٢/‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪١٦٦٣‬م( وﺑﻌدﻣﺎ اﺣﺗﻔل اﻟـﺑﻼط اﻟﻣﻐـوﻟﻲ ﺑﻣﻧﺎﺳـﺑﺔ‬

‫ﺗــوزﯾن اﻟﻣﻠــك اﻟﺳﺎدﺳــﺔ واﻷرﺑﻌــﯾن اﻟﺷﻣﺳــﯾﺔ ﻟﻣــﯾﻼد اﻟﻣﻠــك‪ ،‬أﻣــر ﺑﺈرﺳــﺎل اﻷﻣﯾــر ﺗرﺑﯾــت‬

‫ﺧﺎن ﻣﺑﻌوﺛﺎً ﻣن دوﻟﺔ اﻟﻣﻐول إﻟﻰ ﺑﻼط ﻋﺑـﺎس ﺷـﺎﻩ اﻟﺛـﺎﻧﻲ اﻟﺻـﻔوي‪ ،‬رداً ﻋﻠـﻰ ﺳـﻔﺎرﺗﻪ‬

‫اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ورداً ﻋﻠـﻰ رﺳـﺎﻟﺗﻪ‪ ،‬وﻗـد ﺣﻣـل ﻫـذا اﻟﺳـﻔﯾر اﻟﻣﻐـوﻟﻲ رﺳـﺎﻟﺔ إﻟـﻰ اﻟﻣﻠـك اﻟﺻـﻔوي‬

‫وﺣﻣ ّ ﻠـﻪ ﺑﺎﻟﻬــداﯾﺎ اﻟﻬﻧدﯾـﺔ اﻟﻧﻔﯾﺳــﺔ‪ ،‬وﺳــﺑﻌﻣﺎﺋﺔ اﻟـف روﺑﯾــﺔ)‪ ،(٤٣‬وﻓــﻲ ﻋﻬـد اﻟﻣﻠــك اﻟﺻــﻔوي‬

‫ﺣﺳ ــﯾن ﻣﯾ ــرزا اﻷول )‪١١٠٥‬ﻫ ـ ـ‪١٦٩٤/‬م‪١١٣٥-‬ﻫ ـ ـ‪١٧٢٢/‬م()‪ ،(٤٤‬ﺟ ــﺎءت إﻟ ــﻰ ﺑ ــﻼط‬

‫اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾب ﺳﻧﺔ ‪١١١٧‬ﻫـ‪١٧٠٥/‬م‪ ،‬ﺑﻌﺛﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑرﺋﺎﺳﺔ اﻟﺳـﻔﯾر ﻣﺣﻣـد ﻣﺣﺳـن‪،‬‬
‫)‪(٤٥‬‬
‫وأﺟرى ﻟﻪ اﻟﻣﻠك اﻟﻣﻐوﻟﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ رﺳﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻋــن ﺳــﻔﺎرة ﺑــوداغ ﺑﯾــك‪ ،‬ﯾﺣــدﺛﻧﺎ اﻟرﺣﺎﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﻲ ﺑﯾرﻧــر )‪ (Bernier‬ﻋــن ﻫــذﻩ‬

‫اﻟﺳﻔﺎرة وﻣﺎ ﺟرى ﻟﻬﺎ ﻣن اﺳـﺗﻘﺑﺎل ﻛﺑﯾـر ﺗﻣﯾـز ﻋﻠـﻰ ﻏﯾرﻫـﺎ ﻣـن اﻟﺳـﻔﺎرات اﻷﺧـرى اﻟﺗـﻲ‬

‫اﻋﺗﺎدت اﻟﻣﺟـﺊ إﻟـﻰ اﻟـﺑﻼط اﻟﻣﻐـوﻟﻲ‪ ،‬ﻓﻌﻧـد وﺻـول ﻫـذﻩ اﻟﺳـﻔﺎرة إﻟـﻰ اﻟﻌﺎﺻـﻣﺔ دﻟﻬـﻲ‪،‬‬

‫اﺳــﺗﻘﺑل ﺑــوداغ ﺑﯾــك ﺳــﻔﯾر اﻟﻣﻠــك ﻋﺑــﺎس ﺷــﺎﻩ اﻟﺻــﻔوي اﺳــﺗﻘﺑﺎﻻً ﺣــﺎﻓﻼً‪ ،‬ﺣﺗــﻰ اﻷﺳ ـواق‬

‫اﻟﺗ ــﻲ ﻋﺑ ــر ﻣ ــن ﺧﻼﻟﻬ ــﺎ‪ ،‬زﯾﻧ ــت ﺑ ــﺎﻟزﻫور واﻟﺳ ــﺟﺎد وأﺣ ــﯾط اﻟﻣوﻛ ــب ﺑﺎﻟﻔرﺳ ــﺎن ﻣ ــن ﻛ ــل‬

‫ﺟﺎﻧــب‪ ،‬ﻛﻣ ـﺎ ﻛﺎﻧــت اﻟﻣوﺳــﯾﻘﻰ ﺗﻌــزف اﻷﻟﺣــﺎن واﻟﺻــداﺣون ﯾﺻــدﺣون ﺑــﺂﻻﺗﻬم‪ ،‬وﻋﻧــد‬

‫دﺧوﻟــﻪ ﺑــﺎب ﻗﻠﻌــﺔ اﻟﻘﺻــر‪ ،‬أطﻠﻘــت اﻷﻋﯾ ـرة اﻟﻧﺎرﯾــﺔ اﺣﺗﻔــﺎء ﺑﻣﻘدﻣــﻪ‪ ،‬ورﺣــب ﺑــﻪ اﻟﻣﻠــك‬

‫اوراﻧﺟزﯾب أﺟﻣل ﺗرﺣﯾب‪ ،‬وأﺑدى ﻣﻼطﻔـﺔ ﻟـﻪ ﺑﺷـﻛل ﻛﺑﯾـر‪ ،‬وأدى اﻟﺳـﻔﯾر واﺟـب اﻟﺗﺣﯾـﺔ‬

‫واﻟﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﻋﺎدة وطﻘوس اﻟﻔرس‪ ،‬ﺛم اﺳﺗﻘﺑل ﻣﻧﻪ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﻠك ﻋﺑﺎس ﺷـﺎﻩ اﻟﺻـﻔوي‪،‬‬

‫‪١٦٢‬‬
‫وأﻣــر اوراﻧﺟزﯾــب ﻗﺎدﺗــﻪ ﺑﻛﺳــوة اﻟﺳــﻔﯾر ﻓــﻲ ﺣﺿ ـرﺗﻪ‪ ،‬وﻫــﻲ ﻋﺑــﺎءة ﻣزرﻛﺷــﺔ‪ ،‬وﻋﻣﺎﻣــﺔ‬

‫ﻣطرزة ﺑـﺎﻟﺟواﻫر‪ ،‬ووﺷـﺎح ﻣـن اﻟﺣرﯾـر )‪ (Silken Sash‬ﻣطـرزاً ﺑﺎﻟـذﻫب واﻟﻔﺿـﺔ‪ ،‬ﺛـم‬

‫ﻗ ــدم اﻟﺳ ــﻔﯾر اﻟﻬ ــداﯾﺎ اﻟﺗ ــﻲ أﺣﺿ ــرﻫﺎ ﻣﻌ ــﻪ ﻣ ــن ﺑ ــﻼد ﻓ ــﺎرس‪ ،‬وﻫ ــﻲ‪ ،‬ﺧﻣﺳ ــﺔ وﻋﺷ ــرون‬

‫ﺣﺻــﺎﻧﺎً‪ ،‬ﯾﻘــول ﺑﯾرﻧﯾــر أﻧــﻪ ﻟــم ﯾﺷــﺎﻫد ﻣﺛﻠﻬــﺎ ﺟﻣــﺎﻻً وﺣﺳــﻧﺎً‪ ،‬وﺑﯾــوت ﻣطــرزة وﻣزرﻛﺷــﺔ‪،‬‬

‫وﻋﺷــرون ﺟﻣــﻼً ﺗﺣﻣــل اﻷﻛﯾــﺎس اﻟﻣﻠﯾﺋــﺔ ﺑﻣــﺎء اﻟــورد‪ ،‬وﻣﻧﻬــﺎ ﻧــوع اﺳــﻣﻪ )ﺑﯾدﻣﺳــك( وﻫــو‬

‫ﺷراب ﻣﻧﻌش وﻧﺎدر‪ ،‬وﺧﻣس أو ﺳت ﺳﺟﺎدات ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻧوع اﻟﻌﺟﻣـﻲ اﻟﻔﺎﺋﻘـﺔ اﻟﺣﺳـن‬

‫واﻟﺟﻣــﺎل‪ ،‬وﺑﻌــض ﻗطــﻊ اﻟﻠؤﻟــؤ‪ ،‬ﻣﻌﻣوﻟــﺔ وﻣزﺧرﻓــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺷــﻛل ورود ﺻــﻐﯾرة‪ ،‬ﻣﻌﻣوﻟــﺔ‬

‫ﯾدوﯾﺎً ﺑﺷﻛل ﺑـدﯾﻊ وراﺋـﻊ‪ ،‬وﯾﺷـك ﺑﯾرﻧﯾـر ﺑـﺄن ﻣﺛـل ﻫـذﻩ اﻟﺻـﻧﺎﻋﺎت ﻣوﺟـودة ﻓـﻲ أوروﺑـﺎ‪،‬‬

‫‪(Damascus‬‬ ‫وﻗـ ــدم اﻟﺳـ ــﻔﯾر ﻫدﯾـ ــﺔ أﺧـ ــرى ﻋﺑـ ــﺎرة ﻋـ ــن أرﺑﻌـ ــﺔ ﺳـ ــﯾوف دﻣﺷـ ــﻘﯾﺔ‬

‫)‪ Cutlasses‬وﻫــﻲ ﺳ ــﯾوف ﻗﺻ ــﯾرة وﺛﻘﯾﻠ ــﺔ ﻣﻘوﺳ ــﺔ ﻛ ــﺎن ﯾﺳ ــﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟﺑﺣ ــﺎرة‪ ،‬وﺗﺳ ــﻣﻰ‬

‫اﻟﻘطﻠــس‪ ،‬وأرﺑﻌــﺔ ﺧﻧــﺎﺟر )‪(Poniards‬ﻣرﺻــﻌﺔ ﺑــﺎﻟﻣﺟوﻫرات و ﺧﻣــس ﻣﻘﺎﻋــد ﺻــﻣﻣت‬


‫)‪(٤٦‬‬
‫ﻟظﻬور اﻟﺧﯾول )ﻫوادج( ﻣطرزة وﻣطﻌﻣﺔ ﺑﺎﻟﻠؤﻟؤ واﻷﺣﺟﺎر اﻟﻛرﯾﻣﺔ‪.‬‬

‫ﻣﻛــث اﻟﺳــﻔﯾر اﻟﺻــﻔوي ﻓــﻲ ﻣدﯾﻧــﺔ دﻟﻬــﻲ أرﺑﻌــﺔ أو ﺧﻣﺳــﺔ أﺷــﻬر وﻫــو ﯾﺣظــﻰ‬

‫ﺑرﻋﺎﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن اﻟﻣﻠك أوراﻧﺟزﯾب‪ ،‬وأﻣراء اﻟـﺑﻼط اﻟﻣﻐـوﻟﻲ‪ ،‬وﻋﻧـدﻣﺎ ﻗـرر اﻟﻌـودة إﻟـﻰ‬

‫ﺑﻼدﻩ‪ ،‬دﻋﺎﻩ اﻟﻣﻠك إﻟﻰ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ رﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻣﻧﺣﻪ ﻋﺑـﺎءة ﺟدﯾـدة‪ ،‬وﺟﻬـزﻩ ﺑﺎﻟﻬـداﯾﺎ اﻟﺗـﻲ ﺗﻠﯾـق‬

‫ﺑﻣﻘــﺎم ﻣﻠ ــك ﻓ ــﺎرس‪ ،‬ﻋﺑ ــﺎس ﺷ ــﺎﻩ اﻟﺻ ــﻔوي‪ ،‬وﻟﻘ ــد ﻛ ــﺎن ﻟﻣوﻗ ــف اوراﻧﺟزﯾ ــب ﻣ ــن اﻟﺑﻌﺛ ــﺔ‬

‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔـ اﻟﻔﺎرﺳ ــﯾﺔ وا ٕ ﺣﺎطﺗــﻪ ﻟﻬ ــﺎ ﺑﻛــل رﻋﺎﯾ ــﺔ وﺗﻘــدﯾر‪ ،‬دوراً ﻓ ــﻲ ﺗوﺛﯾــق اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت ﺑ ــﯾن‬

‫اﻟدوﻟﺗﯾن‪ ،‬ﺑﻌدﻣﺎ ﺷﺎﺑﻬﺎ ﺑﻌض اﻟﻌداوة ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﺎﻧدت اﻟدوﻟﺔ اﻟﺻﻔوﯾﺔ ﺷـﻘﯾق اوراﻧﺟزﯾـب‪،‬‬

‫دارا ﺷــﯾﻛوﻩ‪ ،‬وﻛــذﻟك‪ ،‬أدرك أﻣ ـراء اﻟــﺑﻼط‪ ،‬ﺑــﺄن رﺳــﺎﻟﺔ اﻟﺷــﺎﻩ اﻟﺻــﻔوي‪ ،‬ﺑﻠﻐــت ﻣﻛﺎﻧﻬــﺎ‪،‬‬

‫ﺣﯾـث ﻋﺑّ ــر اﻟﻣﻠــك ﻋﺑــﺎس ﺷــﺎﻩ ﻋــن ﺳــرورﻩ ﺑﻣــوت دارا ﺷــﯾﻛوﻩ‪ ،‬وﻛــذﻟك رﻏﺑــﺔ اﻟﺻــﻔوﯾﯾن‬

‫‪١٦٣‬‬
‫ﺑﺎﻟﻠﻘـب اﻟﺟدﯾــد ﻻوراﻧﺟزﯾــب‪ ،‬وﻫـو "ﻋــﺎﻟﻣﻛﯾر" ﻓــﺎﺗﺢ اﻟﻌــﺎﻟم واﻟـذي ﺿــرب ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻣــﻼت‬
‫)‪(٤٧‬‬
‫اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‪.‬‬

‫وﻗــد وردت إﺷــﺎرة‪ ،‬وﻫــﻲ ﻓــﻲ ﻏﺎﯾــﺔ اﻷﻫﻣﯾــﺔ‪ ،‬ﻣــن اﻟرﺣﺎﻟــﺔ ﺑﯾرﻧﯾــر‪ ،‬إﻟــﻰ ﺣﺻــوﻟﻪ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﻧﺻوص اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻌﺛﻬﺎ اﻟﻣﻠك ﻋﺑﺎس ﺷﺎﻩ اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺻﻔوي‪ ،‬إﻟﻰ اﻟﻣﻠـك‬

‫اوراﻧﺟزﯾب‪ ،‬ﺣﯾث أورد‪-:‬‬

‫"أﻧت ﻣن اﻟﯾوم وﺻﺎﻋداً ﺗﺣﻣـل ﻟﻘـب ﻋـﺎﻟﻣﻛﯾر "ﻓـﺎﺗﺢ اﻟﻌـﺎﻟم" ﺑﺳـم اﷲ‪ ،‬ﺑﻌﺛـت ﻟـك‬
‫)‪(٤٨‬‬
‫اﻟﺳﯾوف‪ ،‬واﻟﺧﯾول‪ ،‬ودﻋﻧﺎ ﻧزﯾل اﻷﻗﻧﻌﺔ واﻟﻌداوة ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻧﺎ"‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎً ‪ :‬اﻟﺑﻌﺛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ ﺑ ــﯾن اﻟﻣﻐ ــول واﻟدوﻟ ــﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾ ــﺔ ﺗﻛ ــﺎد ﺗﻛ ــون ﻣ ــن أﺿ ــﻌف‬

‫اﻟﻌﻼﻗﺎت‪ ،‬وﺗﻧﻌدم اﻟﺻﻼت ﺑﯾن اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن ﻓﻲ ﻣﻌظم ﻣراﺣـل اﻟـدوﻟﺗﯾن اﻟﺗـﻲ ﺗـزاﻣن ﺗـﺎرﯾﺦ‬

‫ﺗﺄﺳﯾﺳﻬﺎ ﻓﻲ وﻗت واﺣـد ﺗﻘرﯾﺑـﺎً‪ ،‬إذ أﺳﺳـت اﻟدو ﻟـﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾـﺔ ﺳـﻧﺔ ‪١٥١٦‬م ﺣﯾـث ﺗـم ﻟﻬـﺎ‬

‫اﻟﺳــﯾطرة ﻋﻠــﻰ إرث اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻣﻣﻠوﻛﯾــﺔ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﻗﺎﻣــت دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول ﺳــﻧﺔ ‪١٥٢٦‬م ﺣﯾــث‬

‫أﺳﺳﻬﺎ اﻟﻣﻠك ﺑﺎﺑر اﻟﺷﻬﯾر‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻌود ﺳﺑب ﺿﻌف اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻐـول و‬

‫اﻟﻌﺛﻣــﺎﻧﯾﯾن إﻟــﻰ ﺳ ــﺑب ﺟــوﻫري‪ ،‬وﻫ ــو ﻣﺣﺎوﻟــﺔ ﺗﯾﻣورﻟﻧ ــك واﻟﻣﻐــول اﻟﻘﺿ ــﺎء ﻋﻠــﻰ دوﻟ ــﺔ‬

‫اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﯾن اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ آﺳﯾﺎ اﻟﺻﻐرى‪ ،‬ﺣﯾﻧﻣﺎ اﺟﺗﺎﺣـت ﻗـوات ﺗﯾﻣورﻟﻧـك ﺑـﻼد اﻟﻌﺛﻣـﺎﻧﯾﯾن‪،‬‬

‫وﻫزﻣوﻫم وأﺳروا زﻋـﯾﻣﻬم اﻟﺳـﻠطﺎن ﺑﺎﯾزﯾـد اﻟﻌﺛﻣـﺎﻧﻲ وأرﺳـﻠوﻩ إﻟـﻰ ﻋﺎﺻـﻣﺔ اﻹﻣﺑراطورﯾـﺔ‬

‫اﻟﺗﯾﻣورﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﻣرﻗﻧد‪ ،‬وﯾدرك اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾون أﻧﻪ ﻟو ﻟم ﯾﻣت ﺗﯾﻣورﻟﻧك ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻌﺎم اﻟـذي‬

‫اﺟﺗــﺎح ﻓﯾ ــﻪ ﺑﻼدﻫــم‪ ،‬وﻣ ــﺎ أﻋﻘــب ذﻟ ــك ﻣ ــن اﻧﻘﺳــﺎﻣﺎت ﺳـ ـرﯾﻌﺔ ﻓــﻲ ﺟﺳ ــد اﻹﻣﺑراطورﯾ ــﺔ‬

‫‪١٦٤‬‬
‫اﻟﺗﯾﻣورﯾﺔ‪ ،‬ﻟﻣﺎ أﻣﻛن اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾون إطﻼﻗﺎً ﻣن إﻋﺎدة ﺑﻧﺎء دوﻟﺗﻬم‪ ،‬ودوﻟﺔ اﻟﻣﻐـل ﻓـﻲ اﻟﻬﻧـد‪،‬‬

‫وزﻋﯾﻣﻬــﺎ اوراﻧﺟزﯾــب وﻣــن ﺳــﺑﻘﻪ ﻣــن ﻣﻠــوك‪ ،‬إﻧﻣــﺎ ﻫــم ﻣــن ذرﯾــﺔ وﺳــﻼﻟﺔ ﺗﯾﻣورﻟﻧــك‪ ،‬ﻣــن‬

‫ﻫﻧﺎ ﺑﻘﯾت اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻓـﺎﺗرة إﻟـﻰ ﺣـد ﻛﺑﯾـر‪ ،‬وﻣـﺎ ظﻬـر ﻟـدﯾﻧﺎ ﻣـن ﺳـﻔﺎرات وﺑﻌﺛـﺎت ﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ‬

‫ﻋﺛﻣﺎﻧﯾـﺔ إﻟــﻰ ﺑــﻼط اﻟﻣﻐــول ﻓــﻲ دﻟﻬــﻲ‪ ،‬إﻧﻣــﺎ ﺟــﺎء ﻣــن ﻗﺑــل ﺣــﺎﻛم اﻟﺑﺻـرة اﻟﻌﺛﻣــﺎﻧﻲ‪ ،‬إﻻ‬

‫ﺳــﻔﺎرة واﺣــدة وردت ﻣــن ﻗﺑــل اﻟﺳــﻠطﺎن اﻟﻌﺛﻣــﺎﻧﻲ ﺳــﻠﯾﻣﺎن اﻟﺛــﺎﻧﻲ )‪١٠٩٩‬ﻫـ ـ‪١٦٨٧/‬م‪-‬‬

‫‪١١٠٢‬ﻫـ‪١٦٩١/‬م()‪ ،(٤٩‬وذﻟك ﺳﻧﺔ ‪١١٠١‬ﻫـ‪١٦٩٠/‬م‪ ،‬ﺣﯾث وﺻل اﻟﺳـﻔﯾر أﺣﻣـد آﻏـﺎ‬

‫ﻣﻣــﺛﻼً ﻋــن اﻟﺳــﻠطﺎن‪ ،‬واﺳــﺗﻘﺑل اﺳــﺗﻘﺑﺎﻻً رﺳــﻣﯾﺎً ﻣــﻊ ﺑﻘﯾــﺔ اﻟﺳــﻔﺎرات اﻟﺗــﻲ وﺻــﻠت إﻟــﻰ‬

‫دﻟﻬــﻲ وﻫــﻲ ﻗﺎدﻣــﺔ ﻣــن ﺑﺧــﺎرى وﻛﺎﺷــﻐر‪ ،‬وأﺧــذ اوراﻧﺟزﯾــب ﻣﻧــﻪ رﺳــﺎﻟﺔ ﻣــن اﻟﺳــﻠطﺎن‬

‫ﺳــﻠﯾﻣﺎن اﻟﺛــﺎﻧﻲ‪ ،‬وﻣﻌﻬــﺎ اﻟﻬــداﯾﺎ‪ ،‬وأﻧﻌــم ﻋﻠﯾــﻪ اوراﻧﺟزﯾــب ﺑﺎﻟﻛﺳــوة‪ ،‬وأرﺳــل ﻫــداﯾﺎﻩ إﻟــﻰ‬
‫)‪(٥٠‬‬
‫اﻟﺳﻠطﺎن اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻣن ﺟﻣﻠﺗﻬﺎ ﺧﯾول وﻓﯾﻠﺔ وﻣﺟوﻫرات‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﺑﻌﺛﺎت ﻓﻛﺎﻧت ﺗرد إﻟﻰ ﺑﻼط اﻟﻣﻐول ﻣـن ﻗﺑـل ﺣـﺎﻛم اﻟﺑﺻـرة اﻟﻌﺛﻣـﺎﻧﻲ‪،‬‬

‫ﻓﻔ ــﻲ ﺳ ــﻧﺔ ‪١٠٧٠‬ﻫ ـ ـ‪١٦٦٠/‬م ﺣﯾ ــث أﻗ ــﺎم ﺑ ــﻼط اﻟﻣﻐ ــول ﺣﻔ ــﻼً ﺳ ــﻧوﯾﺎً ﺑﻣﻧﺎﺳ ــﺑﺔ اﻟﺳ ــﻧﺔ‬

‫اﻟﺟﻠوﺳــﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛــﺔ ﻻﻋــﺗﻼء اوراﻧﺟزﯾــب اﻟﻌــرش‪ ،‬ورد اﻟــﺑﻼط أﺧﺑــﺎراً ﻣﻔﺎدﻫــﺎ‪ ،‬ﺑــﺄن ﺣــﺎﻛم‬

‫اﻟﺑﺻرة اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ اﻟﺳﯾد ﺣﺳﯾن ﺑﺎﺷﺎ‪ ،‬ﻗد أرﺳل رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻊ ﻣﺑﻌوﺛـﻪ ﻗﺎﺳـم آﻏـﺎ‪ ،‬ﯾﻬﻧـﺊ ﻓﯾﻬـﺎ‬

‫اوراﻧﺟزﯾــب ﺑﻬــذﻩ اﻟﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ اﻟﺟﻠوﺳــﯾﺔ‪ ،‬وﻣﻌــﻪ ﺧﯾــوﻻً ﻓﺎرﺳــﯾﺔ ﻫدﯾــﺔ ﻟﻠﻣﻠــك‪ ،‬وﻗــد أﺻ ــدر‬

‫اوراﻧﺟزﯾــب أواﻣ ـرﻩ ﻟﻠﻣﺗﺻــدر ﻓــﻲ ﻣﯾﻧــﺎء ﺳــورات )‪ (Surat‬ﺣﯾــث ﺣــط اﻟﻣﺑﻌــوث‪ ،‬وﻫــو‬

‫ﻣﺻــطﻔﻰ ﺧــﺎن ﺑﻣــﻧﺢ ﻗﺎﺳــم آﻏــﺎ أرﺑﻌــﺔ آﻻف روﺑﯾــﺔ ﻛﻣﺻــﺎرﯾف وﻧﻔﻘــﺎت ﺧﺎﺻــﺔ ﺑــﻪ‪،‬‬

‫وطﻠب ﺑﺈرﺳﺎﻟﻪ إﻟـﻰ اﻟـﺑﻼط اﻟﻣﻠﻛـﻲ ﻓـﻲ دﻟﻬـﻲ‪ ،‬وﺗﻛـون ﻫـذﻩ اﻟﺑﻌﺛـﺔ ﻗـد أرﺳـﻠت ﻓـﻲ ﻋﻬـد‬

‫اﻟﺳﻠطﺎن اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻣﺣﻣـد اﻟراﺑـﻊ )‪١٠٥٨‬ﻫ ـ‪١٠٩٩-١٦٤٨/‬ﻫ ـ‪١٦٦١/‬م()‪ ،(٥١‬ﻛﻣـﺎ ﺑﻌـث‬

‫ﺣــﺎﻛم اﻟﺑﺻ ـرة ﺣﺳــﯾن ﺑﺎﺷــﺎ ﺳــﻧﺔ ‪١٠٧١‬ﻫـ ـ‪١٦٦١/‬م‪ ،‬ﻣﺑﻌوﺛــﻪ إﻟــﻰ ﺑــﻼط اﻟﻣﻐــول‪ ،‬وﻫــو‬

‫‪١٦٥‬‬
‫اﻟﺳـﯾد ﻗﺎﺳــم آﻏـﺎ اﻟروﻣــﻲ‪ ،‬وﻋﻘــد اﻟﻣﻠـك اوراﻧﺟزﯾــب ﻟـﻪ ﻣﻘﺎﺑﻠــﺔ رﺳــﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾـث ﻗــدم ﻟﻠﻣﻠــك‬

‫اﻟﻣﻐــوﻟﻲ ﻫــداﯾﺎ ﺣﺳــﯾن ﺑﺎﺷــﺎ‪ ،‬ﻣــن ﻫــذﻩ اﻟﻬــداﯾﺎ‪ ،‬ﺧﻣﺳــﺔ ﺧﯾــول ﻋرﺑﯾــﺔ‪ ،‬وﺑﻌــض اﻟﺧﯾــول‬
‫)‪(٥٢‬‬
‫اﻷﺧرى‪ ،‬وﻏﻠﻣﺎن ﻣن ﺟورﺟﯾﺎ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻣﻧﺣﻪ اوراﻧﺟزﯾب اﻟﻛﺳوة وﺧﻣﺳﺔ آﻻف روﺑﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪١٠٧٩‬ﻫـ‪١٦٦٩/‬م‪ ،‬ﺑﻌـث ﻣﺧﺑـر اﻟرﺳـﺎﺋل ﻓـﻲ وﻻﯾـﺔ اﻟﻣﻠﺗـﺎن ﺑﻣﻌﻠوﻣـﺎت‬

‫ﺗﻔﯾد ﺑﺄن ﺣﺳﯾن ﺑﺎﺷﺎ ﺣﺎﻛم وﻻﯾﺔ اﻟﺑﺻرة اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾـﺔ‪ ،‬ﻗـد ﻋـزل ﻣـن ﻣﻧﺻـﺑﻪ‬

‫ﺑﺳــﺑب ﺧــﻼف وﻗــﻊ ﺑﯾﻧــﻪ وﺑــﯾن اﻟﺳــﻠطﺎن اﻟﻌﺛﻣــﺎﻧﻲ ﻣﺣﻣــد اﻟراﺑــﻊ‪ ،‬اﻟــذي ﻋــﯾن ﺑــدﻻً ﻣﻧــﻪ‬

‫اﻟﺳــﯾد ﯾﺣﯾــﻰ ﺑﺎﺷــﺎ‪ ،‬وﻟﻬــذا اﻟﺳــﺑب ﻟــم ﯾــﺗﻣﻛن ﺣﺳــﯾن ﺑﺎﺷــﺎ ﻣــن اﻟﺑﻘــﺎء ﻓــﻲ اﻟﺑﺻ ـرة وﻟــن‬

‫ﯾﺳــﺗطﯾﻊ اﻟــذﻫﺎب إﻟــﻰ ﻣﻘــر اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾــﺔ‪ ،‬ﻓﻘــرر اﻟﻣﻐــﺎدرة إﻟــﻰ إﯾ ـران‪ ،‬ﺣﯾــث رﻓﺿــت‬

‫اﻟدوﻟﺔ اﻟﺻﻔوﯾﺔ اﺳﺗﻘﺑﺎﻟﻪ‪ ،‬ﻓﻘرر أﺧﯾراً اﻟذﻫﺎب إﻟﻰ اﻟﻬﻧد‪ ،‬وواﻓق اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾـب ﻋﻠـﻰ‬

‫ﻣﺟﯾﺋﻪ وﺗﺣﻘﯾق رﻏﺑﺗﻪ‪ ،‬وأﻣر ارﺗﺎك ﺑﯾك ﺣﺎﻣـل اﻟﺻـوﻟﺟﺎن )‪ (macebearer‬ﺑﺈﺣﺿـﺎر‬

‫اﻟﻛﺳوة ﻟﻪ وﻓﯾﻼً‪ ،‬واﻟﺳﻣﺎح ﻟﻪ ﺑزﯾﺎرة اﻟﺑﻼط اﻟﻣﻠﻛﻲ ﻓﻲ أي وﻗت ﯾﺷﺎء‪.‬‬

‫وﯾوم اﻟﺛﻼﺛﺎء )‪ ١١‬ﺻﻔر ‪١٠٧٩‬ﻫـ‪١/‬ﺟـوﻻي ‪١٦٦٩‬م‪ ،‬ﻋﻠـم اوراﻧﺟزﯾـب ﺑوﺻـول‬

‫ﺣﺳــﯾن ﺑﺎﺷــﺎ إﻟــﻰ أرض أﻏ ـرا آﺑــﺎد ﻓــﻲ اﻟﺑﻧﺟــﺎب‪ ،‬ﺣﯾــث ﻛــﺎن ﻓــﻲ اﺳــﺗﻘﺑﺎﻟﻪ ﻋﻠــﻰ ﻣــدﺧل‬

‫ﻻﻫـ ــور ﺻـ ــدر اﻟﺻـ ــدور ﺑﺧـ ــش اﻟﻣﻠـ ــك اﺳـ ــدﺧﺎن‪ ،‬وﻣﺟﻣوﻋـ ــﺔ ﻣـ ــن اﻷﻣ ـ ـراء واﻷﻋﯾـ ــﺎن‪،‬‬

‫واﺻطﺣﺑوﻩ إﻟﻰ ﺣﺿرة اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾب‪ ،‬وذﻟك ﺑﻌدﻣﺎ أرﺳل إﻟـﻰ "اﻟﻐﺳـل ﺧﺎﻧـﺔ" ﻣﻛـﺎن‬

‫اﻻﻏﺗﺳـﺎل أو اﻟﺣﻣــﺎم‪ ،‬ﺑﻌـدﻫﺎ ﻗــﺎم ﺑﺗﺄدﯾـﺔ ﻓــروض اﻟــوﻻء واﻟطﺎﻋـﺔ ﺛــم ﻗﺑـل اﻟﻌــرش‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ‬

‫ﻛــﺎن اﻟﻣﻠــك ﺧﻠﻔــﻪ‪ ،‬ﺛــم ﻣــﻧﺢ اوراﻧﺟزﯾــب أوﻻدﻩ‪ ،‬اﻓرﯾﺳــﯾﺎب ﺑﯾــك وﻋﻠــﻲ ﺑﯾــك ﺧﻣﺳــﺔ آﻻف‬

‫روﺑﯾ ــﺔ‪ ،‬وأﻫ ــداﻫم ﯾﺎﻗوﺗ ــﺔ )‪ (ruby‬ﺗﺑﻠ ــﻎ ﻗﯾﻣﺗﻬ ــﺎ ﻋﺷ ــرون أﻟ ــف روﺑﯾ ــﺔ‪ ،‬وأﻋط ــﺎﻫم ﻋﺷـ ـرة‬

‫ﺧﯾ ــول ﻋرﺑﯾ ــﺔ‪ ،‬وﻛﺳ ــوة ﺧﺎﺻ ــﺔ‪ ،‬وﺳ ــﯾﻔﺎً ﻣرﺻ ــﻌﺎً ﺑ ــﺎﻟﺟواﻫر ﻗﯾﻣﺗ ــﻪ ﺳ ــﺗﺔ آﻻف روﺑﯾ ــﺔ‪،‬‬

‫وﺧﻧﺟـاًـرﻣرﺻــﻌﺎً ﺑــﺎﻟﺟواﻫر‪ ،‬وﻓــﯾﻼً ﻣــﻊ ﺳ ــرج ﻣــذﻫب‪ ،‬وﻣﺎﺋــﺔ أﻟــف روﺑﯾــﺔ ﻧﻘــداً وﻣﻧﺣ ــﻪ‬

‫‪١٦٦‬‬
‫ﻣﻧﺻــب ‪٥‬آﻻف‪ ،‬وﻟﻘﺑــﻪ ﺑﺈﺳــﻼم ﺧــﺎن‪ ،‬وﻣــﻧﺢ أوﻻدﻩ ﻟﻘــب ﺧــﺎن أﯾﺿــﺎً‪ ،‬وأﻋطــﺎﻫم ﻗﺻ ـراً‬

‫ﺟﻣﯾﻼً ﻣﻠﺊ ﺑﺎﻷﺛﺎث اﻟﻔﺎﺧر واﻟﺳﺟﺎد اﻟﺟﻣﯾل‪ ،‬وﻗﺎرﺑﺎً ﻻﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﻧﻬر)‪.(٥٣‬‬

‫ﺧﺎﻣﺳﺎً ‪ :‬اﻟﺑﻌﺛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟدوﻟﺔ ﺣﺿرﻣوت )اﻟﯾﻣن(‪.‬‬

‫ﻻ ﺗﻛﺷـف اﻟﻣﺻــﺎدر اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ ﻋـن ﻋﻼﻗــﺎت ﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ واﺿـﺣﺔ اﻟﻣﻌــﺎﻟم ﺑــﯾن دوﻟــﺔ‬

‫اﻟﻣﻐــول ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد واﻟدوﻟــﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟــﯾﻣن وﺣﺿــرﻣوت‪ ،‬ﺣﺗــﻰ اﻟﺗﺑــﺎدل اﻟﺗﺟــﺎري ﯾﻛــﺎد‬

‫ﯾﻛون ﻏﺎﻣﺿﺎً‪ ،‬إﻻ أﻧﻧﺎ ﻋﺛرﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺎرات ﯾﻣﻧﯾﺔ ﺟـﺎءت إﻟـﻰ ﺑـﻼط اﻟﻣﻐـول ﻓـﻲ دﻟﻬـﻲ‪،‬‬

‫وﯾﺑــدو أن ﺗﻠــك اﻟﺳــﻔﺎر ات أرﺳــﻠت إﻟــﻰ اوراﻧﺟزﯾــب ﻟﺗﻘــدﯾم اﻟﺗﻬــﺎﻧﻲ ﻟــﻪ ﺑﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ اﻋﺗﻼﺋــﻪ‬

‫ﻋــرش اﻹﻣﺑراطورﯾــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾــﺔ‪ ،‬وﻣــن اﻟواﺿــﺢ أن ﺳــﻔﺎرات اﻟــﯾﻣن ﻛﺎﻧــت ﻗــد أرﺳــﻠت ﻓــﻲ‬

‫ﻋﻬــد اﻹﻣــﺎم ﻣﺗوﻛــل إﺳــﻣﺎﻋﯾل )‪١٠٥٤‬ﻫـ ـ‪١٦٤٤/‬م‪١٠٨٧-‬ﻫـ ـ‪١٦٧٦/‬م( واﻹﻣــﺎم ﻣﺟﯾــد‬


‫)‪(٥٤‬‬
‫ﻣﺣﻣد )‪١٠٨٧‬ﻫـ‪١٦٧٦/‬م‪١٠٩٣-‬ﻫـ‪١٦٨٢/‬م(‪.‬‬

‫وﺻــل إﻟــﻰ ﺑــﻼط اﻟﻣﻐــول أول ﻣﺑﻌــوث ﺣﺿــرﻣوﺗﻲ ﻓــﻲ ﻋﻬــد اوراﻧﺟزﯾــب‪ ،‬وﻫــو‬

‫ﺳﯾد ﻋﺑد اﷲ‪ ،‬وذﻟك ﺳﻧﺔ ‪١٠٧١‬ﻫـ‪١٦٦١/‬م‪ ،‬ﺣﺎﻣﻼً رﺳﺎﻟﺔ ﻣن اﻹﻣﺎم ﻣﺗوﻛـل إﺳـﻣﺎﻋﯾل‬

‫وﻫـ ــداﯾﺎ‪ ،‬ﻗـ ـوـد اﺳـ ــﺗﻘﺑل اﺳـ ــﺗﻘﺑﺎﻻً رﺳـ ــﻣﯾﺎً ﺣـ ــﺎﻓﻼً‪ ،‬وﻣﻧﺣـ ــﻪ اﻹﻣﺑراطـ ــور اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ اﻟﻛﺳـ ــوة‬

‫واﻷﻣوال‪ ،‬وﻗدم ﺗﺳﻌﺔ ﻣن اﻟﺟﯾﺎد اﻟﻌرﺑﯾـﺔ اﻟﻣطﻬﻣـﺔ )‪ (steeds‬أرﺳـﻠﻬﺎ اﻹﻣـﺎم إﺳـﻣﺎﻋﯾل‬

‫إﻟﻰ اﻹﻣﺑراطور اوراﻧﺟزﯾب‪ ،‬واﺣﺗﻔﻠت ﺑﻪ دوﻟﺔ اﻟﻣﻐوﻟﺔ ﻣدة ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم ﻣﺗواﺻﻠﺔ)‪.(٥٥‬‬

‫ﻛـذﻟك ﺑﻌــث اﻹﻣـﺎم ﻣﺗوﻛــل إﺳـﻣﺎﻋﯾل ﺳــﻧﺔ ‪١٠٧٥‬ﻫ ـ‪١٦٦٥/‬م ﻣﺑﻌوﺛــﺎً رﺳـﻣﯾﺎً إﻟــﻰ‬

‫ﺑــﻼط اوراﻧﺟزﯾــب ﻟﺗﻘــدﯾم اﻟﺗﻬــﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ اﻟﺗﺎﺳــﻌﺔ واﻷرﺑﻌــﯾن اﻟﻘﻣرﯾــﺔ ﻟﻣــﯾﻼد اﻟﻣﻠــك‪،‬‬

‫‪١٦٧‬‬
‫وذﻟــك ﻓــﻲ )‪ ١٧‬ﺷـوال‪ ٢٣/‬أﺑرﯾــل(‪ ،‬وﻗــد ﻣﻧﺣــﻪ ارواﻧﺟزﯾــب اﻷﻋطﯾــﺎت واﻷﻣـوال اﻟﻌﯾﻧﯾــﺔ‬
‫)‪(٥٦‬‬
‫واﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺛم ﻗﺎم ﺑوداﻋﻪ وﻣن ﻣﻌﻪ ﻣن ﺳﻔراء اﻟﺣﺑﺷﺔ وا ٕ ﺷراف ﻣﻛﺔ‪.‬‬

‫ﺳﺎدﺳﺎً ‪ :‬اﻟﺑﻌﺛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟدوﻟﺔ ﻛﺎﺷﻐر‪.‬‬

‫أورد اﻟﻣﺻدر اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ "ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري" ﺳﻔﺎرة ﻛﺎﻧت ﺗﻔد إﻟﻰ ﺑﻼط اﻟﻣﻐول ﻣن‬

‫ﻗﺑل ﻣﻠك ﻛﺎﺷﻐر‪ ،‬وﺑذﻟك ﯾﻛون ﻣؤﻟف اﻟﻛﺗﺎب ﺳـﺎﻗﻲ ﻣﺳـﺗﻌدﺧﺎن ﻗـد ﻓﺻـل ﺑـﯾن ﻛﺎﺷـﻐر‬

‫وﻣﻣﻠﻛﺔ ﺑﺧﺎرى وﺑﻠﺦ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﻰ ﻋﻣوم أﻗـﺎﻟﯾم آﺳـﯾﺎ اﻟوﺳـطﻰ ﻓـﻲ ﻋﺻـر اﻟدوﻟـﺔ‪،‬‬

‫وﻗ ــد ﺗﺣ ــدﺛت اﻟﻣﺻ ــﺎدر واﻟﻣراﺟ ــﻊ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾ ــﺔ ﻋ ــن ﺑﻌ ــض ﺣﻛوﻣ ــﺎت ظﻬ ــرت ﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــرن‬

‫اﻟﺳــﺎﺑﻊ ﻋﺷــر واﻟﺛــﺎﻣن ﻋﺷــر اﻟﻣﯾﻼدﯾــﯾن ﻓ ــﻲ ﺑــﻼد ﻣــﺎ وراء اﻟﻧﻬــر‪ ،‬ﻛﺎﻷﺳ ـرة اﻟﺗﯾﻣورﯾ ــﺔ‬

‫)‪٧٧١‬ﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ‪١٣٦٩/‬م‪٩٠٦-‬ﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ‪١٥٠٠/‬م( واﻷﺳ ـ ـ ـ ـ ـرة اﻟﺷـ ـ ـ ـ ــﯾﺑﺎﻧﯾﺔ )‪٩٠٦‬ﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ‪١٥٠٠/‬م‪-‬‬

‫‪١٠٠٧‬ﻫـ ـ ـ ـ‪١٥٩٩/‬م( وﺣﻛوﻣـ ـ ــﺎت ﺧﯾﻔـ ـ ــﺎ )‪ (Kliva‬وﺧوﻗﻧـ ـ ــد )‪ (Khokunds‬وﺑﺧـ ـ ــﺎرى‪،‬‬
‫)‪(٥٧‬‬
‫واﻻﺳﺗراﺧﺎن )‪١٠٠٧‬ﻫـ‪١٥٩٩/‬م‪١٢٠٠-‬ﻫـ‪١٧٨٥/‬م(‪.‬‬

‫إﻻ أن أﺳــﻣﺎء اﻟﻣﻠــوك واﻟﺳــﻔﺎرات اﻟﺗــﻲ ظﻬــرت ﻓــﻲ ﻣــﺂﺛر ﻋــﺎﻟﻣﻛﯾري ﻛﺎﻟﺳــﻠطﺎن‬

‫ﻋﺑ ــد اﷲ ﺧ ــﺎن وﺑﻠﺑ ــﺎرس ﺧ ــﺎن ﻛﺳ ــﻼطﯾن ﻟﻛﺎﺷ ــﻐر‪ ،‬ﻓﯾ ــرﺟﺢ أﻧﻬ ــﺎ ﺗﺎﺑﻌ ــﺔ ﻟﺧﺎﻧ ــﺎت ﺧﯾﻔ ــﺎ‬

‫)‪ (khiva‬اﻟﺗﻲ ﺳﯾطرت ﻋﻠﻰ ﺧوارزم وﻓرﻏﺎﻧـﺔ )‪٩٢١‬ﻫ ـ‪١٥١٥/‬م‪١٢٨٩-‬ﻫ ـ‪١٨٧٢/‬م(‪،‬‬

‫وﻗد ظﻬر اﺳم ﺑﻠﺑﺎرس ﺧﺎن ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻣﺔ أﺳﻣﺎء ﺳـﻼطﯾن ﺧﯾﻔـﺎ إﻻ أﻧـﻪ ﻟـﯾس ﻣﻣـن ﻋﺎﺻـر‬

‫اﻟﻣﻠ ـ ـ ـ ـ ــك اوراﻧﺟزﯾ ـ ـ ـ ـ ــب )‪٩٢١‬ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪١٥١٥/‬م‪٩٣١-‬ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‪١٥٢٥/‬م( وﺑﻠﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺎرس اﻟﺛ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ‬
‫)‪(٥٨‬‬
‫)‪١١٤٥‬ﻫـ‪١٧٣٥/‬م‪١١٥٣-‬ﻫـ‪١٧٤٠/‬م(‪.‬‬

‫‪١٦٨‬‬
‫وﻣـﻊ وﺟــود ﻣﺛـل ﻫــذﻩ اﻻﻟﺗﺑﺎﺳـﺎت‪ ،‬واﻟﺗــﻲ رﺑﻣــﺎ وﻗـﻊ ﺑﻬــﺎ ﻣـؤرخ ﺑــﻼط اوراﻧﺟزﯾــب‪،‬‬

‫ﺳ ــﺎﻗﻲ ﻣﺳــﺗﻌد ﺧ ــﺎن‪ ،‬إﻻ أﻧﻧ ــﺎ وﻟﻠﻔﺎﺋ ــدة ﻧ ــورد اﻟﺳ ــﻔﺎرات اﻟﺗ ــﻲ أﺷ ــﺎر ﻟﻬ ــﺎ اﻟﻣ ــؤرخ واﻟﺗ ــﻲ‬

‫وﺻﻠت إﻟﻰ ﺑﻼط اﻟﻣﻐول ﻣن ﻗﺑل ﻣﻣﻠﻛﺔ ﻛﺎﺷﻐر‪ ،‬ﻋﻠﻣﺎً ﺑـﺄن ﻣﻣﻠﻛـﺔ ﻛﺎﺷـﻐر‪ ،‬وا ٕ ن ﺻـﺢ‬

‫زﻋم ذﻟك اﻟﻣؤرخ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻣن اﻟدول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﻓﻲ آﺳـﯾﺎ اﻟوﺳـطﻰ ﻓـﻲ اﻟﻘـرن‬

‫اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر اﻟﻣﯾﻼدي‪ ،‬اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر اﻟﻬﺟري(‪.‬‬

‫ﻓﻔــﻲ اﻟﻌــﺎم ‪١٠٧٥‬ﻫـ ـ‪١٦٦٥/‬م‪ ،‬ﺣﯾــث وﺻــﻠت ﺳــﻔﺎرة ﻣــن ﻣﻠــك ﻛﺎﺷــﻐر ﻋﺑــد اﷲ‬

‫ﺧﺎن إﻟﻰ ﺑﻼط اوراﻧﺟزﯾب‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾظﻬر اﺳم ﻣﺑﻌوث ذﻟك اﻟﻣﻠك‪ ،‬وﻓﻲ ﻧﻔـس اﻟﺳـﻧﺔ‬

‫ﺑﻌــث ﻣﻠــك اﻟﻣﻐــول ﻣﺑﻌوﺛــﻪ اﻟﺳــﯾد ﺧواﺟــﺔ إﺳــﺣق‪ ،‬ﺣــﺎﻣﻼً رﺳــﺎﻟﺔ ﯾــرد ﻓﯾﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ رﺳــﺎﻟﺔ‬

‫ﻣﻠــك ﻛﺎﺷــﻐر‪ ،‬وﺣﻣ ّ ﻠــﻪ أﯾﺿــﺎً اﻟﻬــداﯾﺎ واﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن ﺧﯾ ـرات اﻟﻬﻧــد اﻟﺛﻣﯾﻧــﺔ)‪ ،(٥٩‬ﺛــم ﯾطﻠﻌﻧــﺎ‬

‫ﻣؤرخ اﻟﺑﻼط اﻟﻣﻐوﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎدﺛﺔ طرد ﻣﻠك ﻛﺎﺷﻐر ﻋﺑد اﷲ ﺧﺎن‪ ،‬وﻟﺟـوءﻩ إﻟـﻰ اﻟﻬﻧـد‪،‬‬

‫وذﻟ ــك ﺳ ــﻧﺔ ‪١٠٧٨‬ﻫ ـ ـ‪١٦٦٨/‬م‪ ،‬وﺗﺣدﯾ ــداً ﯾ ــوم اﻟﺛﻼﺛ ــﺎء )‪ ٨‬ﺷـ ـوال‪ ١٢ ،‬ﻣ ــﺎرس( ﺣﯾ ــث‬

‫وﺻــل إﻟــﻰ ﺿ ـواﺣﻲ ﻣدﯾﻧــﺔ دﻟﻬــﻲ‪ ،‬وأﺻــدر اﻟﻣﻠــك اوراﻧﺟزﯾــب أﻣ ـرﻩ ﺑﺎﺳــﺗﻘﺑﺎﻟﻪ اﺳــﺗﻘﺑﺎﻻً‬

‫رﺳـﻣﯾﺎً‪ ،‬وأﻣــر ﺑﺈﻛراﻣـﻪ واﻻﺣﺗﻔــﺎء ﺑـﻪ‪ ،‬وﯾــوم اﻷﺣـد )‪ ١١‬ﺷـوال‪ ١٥/‬ﻣـﺎرس( ﻏــﺎدر ﻋﻣــدة‬

‫اﻟﻣﻠــك ﺟﻌﻔــر ﺧــﺎن‪ ،‬واﺳــدﺧﺎن إﻟــﻰ ﺧــﺎرج ﻣدﯾﻧــﺔ دﻟﻬــﻲ ﻻﺳــﺗﻘﺑﺎﻟﻪ وا ٕ ﺣﺿــﺎرﻩ إﻟــﻰ ﺑــﻼط‬

‫اﻟﻣﻠــك اﻟﻣﻐــوﻟﻲ‪ ،‬وﺟــﻲء ﺑــﻪ إﻟــﻰ ﻣــدﺧل ﺑﯾــت اﻻﺳــﺗﻘﺑﺎل اﻟرﺳــﻣﯾﺔ وﻫــو ﯾﻣﺗطــﻲ ﺻــﻬوة‬

‫اﻟﺟـ ـ ـواد )‪ ،(horseback‬وﻋﻧ ـ ــدﻣﺎ دﺧ ـ ــل راح ﯾﺷ ـ ــﺎرك ﻓ ـ ــﻲ ﺗﻧ ـ ــﺎول اﻟطﻌ ـ ــﺎم واﻟﺷـ ـ ـراب‬

‫اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻠﻣﻠـك‪ ،‬وﻗﺑـل ﻋﻛـﺎزاً أﻫـدي إﻟﯾـﻪ‪ ،‬ﻣزرﻛﺷـﺎً وﻣرﺻـﻌﺎً ﺑـﺎﻟﺟواﻫر‪ ،‬ﺛـم اﻧﺻـرف‬

‫إﻟﻰ دار اﻟﺣﻣﺎم )ﻏﺳل ﺧﺎﻧﺔ( ﺑﺟﺎﻧب اﻟﻧﻬر‪ ،‬وﺑﻌد ﺳﺎﻋﺔ ظﻬر اﻹﻣﺑراطور اوراﻧﺟزﯾب‪،‬‬

‫ﻓــﻧﻬض ﻣﻠــك ﻛﺎﺷــﻔر وﺗوﺟــﻪ إﻟﯾــﻪ‪ ،‬واﺳــﺗﻬل ﺣدﯾﺛــﻪ ﺑﺎﻟﺳــﻼم ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻠــك‪ ،‬ﺛــم ﺗﺻــﺎﻓﺣﺎ‪،‬‬

‫وأﺧـذﻩ اﻟﻣﻠــك اوراﻧﺟزﯾــب ﺑﯾــدﻩ إﻟــﻰ اﻟﻣﺳــﺟد‪ ،‬وﺑﻌـد ﻧﺻــف ﺳــﺎﻋﺔ أذن ﻟــﻪ ﺑﺎﻟﻣﻐــﺎدرة إﻟــﻰ‬

‫‪١٦٩‬‬
‫أﺣــد اﻟﺑﯾ ــوت اﻟﺗ ــﻲ أﻋ ــدت ﻟــﻪ ﺑﻛﺎﻣ ــل أﺛﺎﺛﻬ ــﺎ)‪ ،(٦٠‬وزﯾ ــن اﻟﺑﯾــت ﺑ ــﺑﻌض اﻷﺛ ــﺎث اﻟﻣﻠﻛ ــﻲ‬

‫اﻟﺧــﺎص‪ ،‬ﺛــم ﻣﻧﺣــﻪ اﻟﻣﻠــك اوراﻧﺟزﯾــب أﻋطﯾــﺔ ﺑﻠﻐــت )‪ (11 Lakhs‬أي ﻣﻠﯾــو ن وﻣﺎﺋــﺔ‬

‫أﻟف روﺑﯾﺔ ﻧﻘداً‪ ،‬وﺑﻠﻐت ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻬداﯾﺎ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻷﺧـرى ﺣـواﻟﻰ ﻋﺷـرون أﻟـف روﺑﯾـﺔ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ‬

‫ﻗدم ﻟـﻪ ﺛﻣﺎﻧﯾـﺔ ﻋﺷـر ﺟـواداً ﻣﺳـرﺟﺔ ﺑﺎﻷﺳـرﺟﺔ اﻟﻣزرﻛﺷـﺔ واﻟﻣرﺻـﻌﺔ ﺑـﺎﻟﺟواﻫر واﻟـذﻫب‬

‫واﻟﻔﺿﺔ‪ ،‬ﺣﯾـث اﺣﺗﺷـدت ﻓـﻲ ﺑﺎﺣـﺔ ﻣﺑﻧـﻰ اﻻﺳـﺗﻘﺑﺎل اﻟﻣﻠﻛـﻲ‪ ،‬ﺛـم ﻓـﻲ اﻷﯾـﺎم اﻟﺗﺎﻟﯾـﺔ‪ ،‬ﻗـﺎم‬

‫ﻣﻠـك ﻛﺎﺷـﻐر وزوﺟﺎﺗـﻪ وﻋﺎﺋﻠﺗـﻪ ﺑﺟـوﻻت ﻟﻬـو ﺻـﺎﺧﺑﺔ )‪ (merry making‬إﻟـﻰ ﺣدﯾﻘـﺔ‬

‫"ﺻﺎﺣب آﺑﺎد" ﻓﻲ دﻟﻬﻲ‪ ،‬وﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﻣﻠﻛﺔ ﺑﯾﻛم ﺻﺎﺣب زوﺟﺔ اوراﻧﺟزﯾب‪ ،‬ﻓﻘد أﻫدي‬

‫ﻟ ﻠﻣــك ﻛﺎﺷ ــﻐر ﻋﺷ ــرون أﻟ ــف روﺑﯾ ــﺔ‪ ،‬وﺛﻣﺎﻧﯾ ــﺔ ﻋﺷ ــر ﻗطﻌ ــﺔ ﻟﯾ ــﺎس‪ ،‬وﺧﻧﺟـ ـراً ﻣرﺻ ــﻌﺎً‬

‫ﺑـﺎﻟﺟواﻫر‪ ،‬وﺻـﻧدوﻗﺎً ﻣزرﻛﺷـﺎً ﺑـﺎﻟﺟواﻫر ﻟﺣﻔـظ أوراق اﻟﺗﻧﺑـول )‪ (betel leafe‬وﺑﻌـض‬

‫ﻗطـﻊ اﻟﻛرﺳـﺗﺎل‪ ،‬وﻣـﺎﺋﺗﻲ وﺟﺑـﺔ طﻌـﺎم‪ ،‬وﻫــداﯾﺎ ﻗﯾﻣـﺔ ﻣﺗﻧوﻋـﺔ)‪ ،(٦١‬وﻓـﻲ ﯾـوم )‪ (٥‬ﺷـوال ‪/‬‬

‫‪٢٩‬ﻣ ــﺎرس( ﯾﺻ ــف ﻟﻧ ــﺎ ﺳ ــﺎﻗﻲ ﻣﺳ ــﺗﻌدﺧﺎن ﻣﻘﺎﺑﻠ ــﺔ اوراﻧﺟزﯾ ــب اﻟرﺳ ــﻣﯾﺔ ﻟﻣﻠ ــك ﻛﺎﺷ ــﻐر‬

‫اﻟﻣﻌزول‪ ،‬ﻓﯾﻘول‪:‬‬

‫"وﺑﻌدﻣﺎ ظﻬر اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾب إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻌرش اﻟﻣﻠﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﻼط‪ ،‬ﻗﺎم ﻋﻬدة‬

‫اﻟﻣﻠ ــك ﺑﺈﺣﺿ ــﺎر ﺧ ــﺎن ﻛﺎﺷ ــﻐر ﻟﻣﻘﺎﺑﻠ ــﺔ اوراﻧﺟزﯾ ــب‪ ،‬ﺣﯾ ــث ﺳ ــﺎرع ﻣﻠ ــك ﻛﺎﺷ ــﻐر‬

‫ﻟﻼﻧﺣﻧــﺎء أﻣــﺎم اﻟﻣﻠــك‪ ،‬ﺛــم راح اﻟﻣﻠــك ﯾﺿــﻊ ﯾــداﻩ ﻋﻠــﻰ ظﻬ ـرﻩ‪ ،‬ﺛــم ﺟﻠــس أﻣﺎﻣــﻪ‪،‬‬

‫وﺑﻌدﻫﺎ اﺻطﺣﺑﻪ ﻋﻣدة اﻟﻣﻠك ﻟﻠﻣﺑﺎرزة ﻋﻠﻰ ظﻬر اﻟﻔﯾل‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻏﺎدر اوراﻧﺟزﯾب‬
‫)‪(٦٢‬‬
‫إﻟﻰ ﺣﺟرة اﻟﻧوم"‪.‬‬

‫وﻧﻼﺣظ‪ ،‬أﻧﻪ ﺑﻌد ﻋﺎم واﺣد ﻋﻠﻰ ﻋزل اﻟﻣﻠك ﻋﺑد اﷲ ﺧﺎن ﻣﻠك ﻛﺎﺷﻐر وﻟﺟوﺋـﻪ‬

‫إﻟـﻰ ﺑـﻼط اﻟﻣﻐــول ﻓـﻲ دﻟﻬـﻲ‪ ،‬ﺗﺻــل ﺳـﻔﺎرة ﻣـن ﻗﺑــل ﻣﻠـك ﻛﺎﺷـﻐر ﺑﻠﺑــﺎرس ﺧـﺎن‪ ،‬وذﻟــك‬

‫ﯾــوم اﻷرﺑﻌــﺎء )‪ ١٣‬ﺷــﻌﺑﺎن ‪١٠٧٩‬ﻫـ ـ ‪ ٦ /‬ﻛــﺎﻧون ﺛــﺎﻧﻲ ‪١٦٦٩‬م( ﺣﯾــث ﻋﻘــدت ﻟﺳــﻔﯾر‬

‫‪١٧٠‬‬
‫ﻛﺎﺷﻐر اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟرﺷﯾد‪ ،‬ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ رﺳﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾـب وذﻟـك ﻓـﻲ ﻣﺑﻧـﻰ‬

‫اﻻﺳـﺗﻘﺑﺎﻻت اﻟرﺳــﻣﯾﺔ ﻓــﻲ اﻟــﺑﻼط اﻟﻣﻠﻛــﻲ‪ ،‬ﺣﯾــث ﻗــدم رﺳــﺎﻟﺔ ﻟﻠﻣﻠــك اﻟﻣﻐــوﻟﻲ أرﺳــﻠﻬﺎ ﻟــﻪ‬

‫ﻣﻠ ــك ﻛﺎﺷ ــﻐر‪ ،‬ﺛ ــم ﻗ ــﺎم اﻟﻣﻠ ــك ﺑﺈﻋط ــﺎء اﻟرﺳ ــﺎﻟﻰ إﻟ ــﻰ ﺧ ــدﻣت ﺧ ــﺎن اﻟﻘ ــﺎﺋم ﺑ ــﺄﻣر ﺟﻧ ــﺎح‬
‫)‪(٦٣‬‬
‫اﻻﻟﺗﻣﺎس اﻟﻣﻠﻛﻲ )‪.(darogha‬‬

‫ﺛــم وردت ﺳــﻔﺎرة ﺟدﯾــدة ﻣــن ﻣﻠــك ﻛﺎﺷــﻐر ﺑﻠﺑــﺎرس ﺧــﺎن إﻟــﻰ ﺑــﻼط اﻟﻣﻐــول ﻓــﻲ‬

‫دﻟﻬ ــﻲ‪ ،‬وذﻟ ــك ﯾ ــوم اﻻﺛﻧ ــﯾن )‪ ٤‬ﺟﻣ ــﺎدى اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ ‪١٠٩٣‬ﻫ ـ ـ‪ ٢١/‬ﻣ ــﺎﯾو ‪١٦٨٣‬م( ﺑرﺋﺎﺳ ــﺔ‬

‫اﻟﺳــﯾد أﯾــوب ﺑﯾــك‪ ،‬وﻋﻧــدﻣﺎ أذن ﻟــﻪ ﺑﺎﻟﻣﻐــﺎدرة ﻣﻧﺣــﻪ اﻟﻣﻠــك اوراﻧﺟزﯾــب اﻟﻛﺳــوة وﺧﻧﺟ ـراً‬

‫ﻣرﺻﻌﺎً ﺑﺎﻟﺟواﻫر‪ ،‬وأﻋطﺎﻩ أﻟﻔﻲ روﺑﯾﺔ ﻧﻘداً )‪ ،(٦٤‬وﻓـﻲ ﺳـﻧﺔ )‪١١٠١‬ﻫ ـ‪١٦٩٠/‬م( وﺻـل‬

‫اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟـرﺣﯾم ﺑﯾـك ﺳـﻔﯾر ﻣﻠـك ﻛﺎﺷـﻐر إﻟـﻰ ﺑـﻼط اﻟﻣﻠـك اوراﻧﺟزﯾـب‪ ،‬ﺣﯾـث اﺳـﺗﻘﺑل‬

‫اﺳ ــﺗﻘﺑﺎﻻً رﺳ ــﻣﯾﺎً ﻣ ــﻊ ﺳـ ـﻔراء ﻣﻠ ــك ﺑﺧ ــﺎرى واﻟدوﻟ ــﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾ ــﺔ‪ ،‬وأﺧ ــذ ﻣﻧ ــﻪ ﻣﻠ ــك اﻟﻣﻐ ــول‬

‫اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﻣﻠﻬﺎ ﻣﻌﻪ ﻣن ﻣﻠك ﻛﺎﺷﻐر‪ ،‬وأﺧذ ﻣﻧﻪ ﻣﻠـك اﻟﻣﻐـول اﻟرﺳـﺎﻟﺔ اﻟﺗـﻲ ﺣﻣﻠﻬـﺎ‬

‫ﻣﻌﻪ ﻣن ﻣﻠك ﻛﺎﺷﻐر‪ ،‬وﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻬداﯾﺎ أرﺳﻠت ﻣﻌﻪ ﻫدﯾﺔ ﻟﻣﻠك اﻟﻣﻐول‪ ،‬وﻗد أﻧﻌـم‬

‫ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻠك اﻟﻬﻧد ﺑﺎﻟﻛﺳوة واﻟﺧﯾل واﻟﻔﯾﻠﺔ واﻟﻣﺟوﻫرات واﻟﺗﻲ ﺧﺻﺻت ﻟﻣﻠك ﻛﺎﺷﻐر)‪.(٦٥‬‬

‫ﺳﺎﺑﻌﺎً ‪ :‬اﻟﺑﻌﺛﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟدوﻟﺔ ﺣﯾدرآﺑﺎد )اﻟدﻛن(‪.‬‬

‫ﻛﺎﻧــت ﻣﻣﻠﻛــﺔ ﺣﯾــدرآﺑﺎد ﺟﻧــوب اﻟﻬﻧــد ﺧــﺎرج ﺳــﯾطرة اﻟﻣﻐــول ﻓــﻲ ﻋﺻــر اﻟﻣﻠــوك‬

‫اﻟﺳــﺎﺑﻘﯾن ﻻوراﻧﺟزﯾــب‪ ،‬وﺑﻘﯾــت ﻛــذﻟك ﻓــﻲ اﻟﺳــﻧوات اﻷوﻟــﻰ ﻣــن اﻋﺗﻼﺋــﻪ ﻋــرش دﻟﻬــﻲ‪،‬‬

‫ووﻗﻌت ﺣروب ﺑﯾن اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن‪ ،‬ﻻ ﺳﯾﻣﺎ أﯾﺎم اﻟﺳﻠطﺎن أﺑـو اﻟﺣﺳـن آﺧـر ﺳـﻼطﯾن اﻷﺳـرة‬

‫اﻟﺣﺎﻛﻣــﺔ ﻓــﻲ ﻣﻣﻠﻛــﺔ ﻛوﻟﻛﻧــدة )ﺣﯾــدرآﺑﺎد( )‪١٠٨٣‬ﻫـ ـ‪١٦٧٢/‬م‪١٠٩٨-‬ﻫـ ـ‪١٦٨٧/‬م()‪،(٦٦‬‬

‫ورﻏــم ﺗ ــدﻫور اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت ﺑ ــﯾن اﻟﺟ ــﺎﻧﺑﯾن‪ ،‬إﻻ أﻧ ــﻪ ظﻬ ــرت ﺳ ــﻔﺎرة ﻣ ــن ﻗﺑ ــل أﺑ ــو اﻟﺣﺳ ــن‬
‫‪١٧١‬‬
‫ﺗوﺟﻬــت إﻟــﻰ ﺑــﻼط اﻟﻣﻐــول ﻓــﻲ دﻟﻬــﻲ‪ ،‬وذﻟــك ﺳــﻧﺔ ‪١٠٨٥‬ﻫـ ـ‪١٦٧٥/‬م‪ ،‬أي ﻗﺑــل اﻧﺗﻬــﺎء‬

‫ﺣﻛم ﻫذﻩ اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟﻣﻐول ﺳﻧﺔ ‪١٠٩٨‬ﻫـ‪١٦٨٧/‬م)‪ ،(٦٧‬إذ ﺑﻌث ﻣﻠـك ﺣﯾـدر آﺑـﺎد‬

‫أﺑو اﻟﺣﺳن ﻣﺑﻌوﺛﺎً إﻟﻰ ﺑـﻼط اﻹﻣﺑراطـور اﻟﻣﻐـوﻟﻲ اوراﻧﺟزﯾـب‪ ،‬وﻫـو اﻟﺳـﯾد ﻗـوام اﻟـدﯾن‪،‬‬

‫ﺣﺎﻣﻼً ﻣﻌﻪ ﺗﺳﻌﻣﺎﺋﺔ أﻟف روﺑﯾـﺔ واﻟﻌدﯾـد ﻣـن اﻟﻣﺟـوﻫرات‪ ،‬وﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻟﻔﯾﻠـﺔ‪ ،‬ﻗـدﻣﻬﺎ‬

‫ﻻوراﻧﺟزﯾــب‪ ،‬ﻣــن ﺟﺎﻧﺑــﻪ‪ ،‬أﺻــدر اوراﻧﺟزﯾــب أواﻣـرﻩ ﺑﺈﻫداﺋــﻪ اﻟﻛﺳــوة ﻓــﻲ اﻟﯾــوم اﻟــذي ﺗــم‬

‫ﻓﯾﻪ ﻣﻘﺎﺑﻠﺗﻪ رﺳﻣﯾﺎً‪ ،‬وأﺛﻧﺎء ﻋودﺗﻪ أﻋطﻲ ﻛﺳوة ﺛﺎﻧﯾﺔ)‪.(٦٧‬‬

‫ﺛﺎﻣﻧﺎً ‪ :‬اﻟﺑﻌﺛﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻬوﻟﻧدﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻬوﻟﻧدﯾون اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﯾﺗواﺟدون ﻋﻠﻰ ﻣواﻧﺊ اﻟﻬﻧد‪ ،‬ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﯾﻧـﺎء ﺳـورات‬

‫)‪ (Surat‬اﻟواﻗ ــﻊ ﻋﻠ ــﻰ ﺳ ـ ـواﺣل اﻟﻬﻧ ــد اﻟﻐرﺑﯾـ ــﺔ‪ ،‬واﻟ ــذﯾن ﻛﺎﻧ ــت ﻟﻬـ ــم ﻧﺷ ــﺎطﺎت ﺗﺟﺎرﯾـ ــﺔ‬

‫واﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﻛﺑﯾ ـرة‪ ،‬ﺗﻣﺧﺿــت ﻋــن ﺑﻧــﺎء ﻣﺻــﺎﻧﻊ ﻛﺑﯾ ـرة‪ ،‬وﻗــد ﺗ ـرأس "دﯾــرك ﻓــﺎن ادرﻛــﺎن‬

‫)‪ (Dirk Van Adrichean‬ﻫــذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳـﺔ اﻟﺻــﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣـن ﺳــﻧﺔ ‪١٦٦٢‬م‪١٦٦٥-‬م‪،‬‬

‫ﺣﯾـث ﻧﺟـﺢ ﻓــﻲ اﻟﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ اذن رﺳــﻣﯾﺔ ﻣـن اﻟﻣﻐـول ﻟﻠﺗواﺟــد ﻓـﻲ ﻣﯾﻧـﺎء ﺳــورات‪ ،‬إذ‬

‫ﺣﺻــﻠوا ﻋﻠــﻰ ﻓرﻣــﺎن رﺳــﻣﻲ ﻓــﻲ )‪ ٢٩‬أﻛﺗــوﺑر ﺳــﻧﺔ ‪١٦٦٢‬م( واﻟــذي ﺻــدر ﻓــﻲ ﻣدﯾﻧــﺔ‬

‫دﻟﻬﻲ‪ ،‬ﻣن اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾب‪ ،‬ﺣﯾـث أﻋطـﻰ اﻟﻬوﻟﻧـدﯾﯾن اﻟﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻻﻣﺗﯾـﺎزات اﻟﺗﺟﺎرﯾـﺔ‬
‫)‪(٦٩‬‬
‫ﻓﻲ إﻗﻠﯾم اﻟﺑﻧﻐﺎل وا ٕ ﻗﻠﯾم اورﯾﺳﯾﺎ‪.‬‬

‫واﻟﻬوﻟﻧــدﯾون ﻟــم ﯾﺗــﺄﺧروا ﻋــن ﺗﻘــدﯾم اﻟﺗﻬــﺎﻧﻲ واﻟﺗﺑرﯾﻛــﺎت ﻟﻺﻣﺑراطــور اوراﻧﺟزﯾــب‬

‫ﺑﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ اﻋﺗﻼﺋــﻪ ﻋــرش اﻟﻬﻧــد‪ ،‬ﺣﯾــث ﻗــرروا إرﺳــﺎل ﺑﻌﺛــﺔ رﺳــﻣﯾﺔ إﻟــﻰ اﻟـﺑﻼط اﻟﻣﻐــوﻟﻲ‪،‬‬

‫وﻗـﺎد ﻫـذﻩ اﻟﺑﻌﺛـﺔ اﻟﺳـﻔﯾر "ﻣوﻧﺳـﯾور ادرﯾﻛـﺎن )‪ "(Monsieur Adrican‬رﺋـﯾس ﻣﺻـﻧﻊ‬


‫)‪(٧٠‬‬
‫اﻟﻬوﻟﻧدﯾﯾن ﻓﻲ ﻣﯾﻧﺎء ﺳورات‪ ،‬وﻗد وﺻﻔﻪ ﺑﯾرﻧﯾر ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﺎﻣﺔ واﻷﻫﻠﯾﺔ‪.‬‬
‫‪١٧٢‬‬
‫وﻧﻼﺣظ اﻫﺗﻣﺎم اﻟرﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﯾرﻧﯾر ﺑﻬذﻩ اﻟﺳﻔﺎرة‪ ،‬ﻓﻼ ﻧﺟد ذﻛراً ﻟﻬﺎ ﻓـﻲ ﺑﻘﯾـﺔ‬

‫اﻟﻣﺻــﺎدر اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ اﻷﺧــرى‪ ،‬و ﻟــذﻟك اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت اﻟﺗــﻲ أوردﻫــﺎ ﺑﯾرﻧﯾــر‪ ،‬ﺗﻛﺷــف ﻟﻧــﺎ ﻋــن‬

‫أﻫﻣﯾــﺔ ﻫــذﻩ اﻟﺳــﻔﺎرة‪ ،‬ﻻ ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗﻘﺑل اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﺑــﯾن اﻟﻬوﻟﻧــدﯾﯾن‬

‫واﻟﻣﻐول ﻓﺣﺳب‪ ،‬ﺑل ﻋﻠﻰ ﻋﻣوم ﻣﺳﺗﻘﺑل ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟم اﻷوروﺑﻲ‪.‬‬

‫ﻓﯾذﻛر‪ ،‬أﻧـﻪ ﻋﻧـد ﻣﻘﺎﺑﻠـﺔ اﻟﺳـﻔﯾر اﻟﻬوﻟﻧـدي ﻟﻠﻣﻠـك اﻟﻣﻐـوﻟﻲ اوراﻧﺟزﯾـب‪ ،‬ﻓﻘـد ظﻬـر‬

‫ﻣﻠك اﻟﻣﻐول ﺑﺳﻠوك وﻣظﻬر ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻷﺑﻬﺔ واﻟﻌظﻣﺔ واﻟﺧﯾﻼء اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬وﯾـرى ﺑﯾرﻧﯾـر‬

‫أﯾﺿــﺎً‪ ،‬أﻧــﻪ ﺑــدى ﻣﺗﺣﻣﺳــﺎً وﻣﺳــﺗﺧﻔﺎً ﺑﺎﻟﻣﺳــﯾﺣﯾﯾن )‪ ،(despises Christians‬ورﻏــم‬

‫ذﻟك ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺿرت إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺳﻔﺎرة اﻟﻬوﻟﻧدﯾﺔ‪ ،‬أظﻬرت اﻟﻣﻠك دﻣﺛﺎً ﻟطﯾﻔﺎً‬

‫وﺑطرﯾﻘـ ــﺔ ﺗ ـ ــوﻣﻲ ﺑﺷـ ــﻌور اﻻﺳ ـ ــﺗﻌﻼء واﻟﺗﻔـ ــوق )‪ ،(condescending‬وأﺑ ـ ــدى ﺣﺳ ـ ــن‬

‫اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﺳﺎرع ﺑﺎﻟﺳﻔﯾر اﻟﻬوﻟﻧدي إﻟﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟﺗﺣﯾﺔ)‪ ،(٧١‬وﻗد اﺳﺗﻘﺑل اﻟرﺳـﺎﺋل ﻣـن‬

‫ﺧــﻼل اﻣرأﺗــﻪ ﻓــﻲ اﻟــﺑﻼط اﻟﻣﻠﻛــﻲ‪ ،‬وﺑﻌــد اﻧﺗﻬــﺎء اﻹﺟ ـراءات اﻟﺗﻣﻬﯾدﯾــﺔ ﻟطﻘــوس اﻟﻣﻘﺎﺑﻠــﺔ‬

‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬أﻣر اﻟﻣﻠك ﺑﺈﻫداﺋﻪ ﻋﺑﺎءة ﻣطرزة وﻣزرﻛﺷﺔ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧـت ﻫدﯾـﺔ اﻟﺳـﻔﯾر‪ ،‬ﻛﻣﯾـﺔ‬

‫ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻷﻟﺑﺳﺔ اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ اﻟﻔﺎﺧرة‪ ،‬وﻣﻼﺑـس وﻗﻣـﺎش ﻗرﻣزﯾـﺔ اﻟﻠـون )‪ (scarlet‬وﻛـؤوس‬

‫ﺟﻣﯾﻠ ــﺔ اﻟﻣﻧظ ــر‪ ،‬وﺑﻌ ــض اﻷﺻ ــﻧﺎف اﻟﺻ ــﯾﻧﯾﺔ واﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾ ــﺔ‪ ،‬وﻛرﺳ ــﻲ ﻣﺗﺣ ــرك ﻣﺧﺻ ــص‬
‫)‪(٧٢‬‬
‫ﻟﺟﻠوس اﻟﻣﻠك‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻣﺗﻧﻘل‪.‬‬

‫وﻗد ﺟرت اﻟﻌﺎدة ﻋﻧد أﺑﺎطرة اﻟﻣﻐول ﻓﻲ اﻟﻬﻧد أن ﯾؤﺧروا اﻟﺳﻔراء اﻷﺟﺎﻧب ﺑﻘدر‬

‫اﻟﻣﺳـﺗطﺎع وذﻟــك ﺗﺣﻘﯾﻘــﺎً ﻟﻔﻛـرة اﻟﻌظﻣــﺔ واﻟﻬﯾﻣﻧــﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﺗﻣﺗــﻊ ﺑﻬــﺎ اﻟﻌــرش اﻟﻣﻐــوﻟﻲ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ‬

‫ﻛـﺎﻧوا ﺣرﯾﺻــون ﻋﻠــﻰ اﻻﺳــﺗزادة ﻣــن اﻟﺑﻌﺛ ــﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ داﺧــل اﻟــﺑﻼط اﻟﻣﻠﻛــﻲ إظﻬ ــﺎراً‬

‫ﻷﻫﻣﯾــﺔ اﻟدوﻟــﺔ وﺳــﻠطﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ ﻏﯾــر ﻫــذﻩ اﻟﻌــﺎدة‪ ،‬أذن ﻟﻠﺳــﻔﯾر اﻟﻬوﻟﻧــدي ﺑــﺎﻟﻌودة إﻟــﻰ‬

‫ﺳــورات ﺑﺷــﻛل ﺳ ـرﯾﻊ‪ ،‬وﯾــذﻛر ﺑﯾرﻧﯾــر أن ﻫــذﻩ اﻟﺑﻌﺛــﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ ﺗﻌرﺿــت ﻟﻸﻣ ـراض‪ ،‬إذ‬

‫‪١٧٣‬‬
‫ﻣـﺎت ﺳــﻛرﺗﯾر "ادرﯾﻛـﺎن" وأﺻــﯾب ﺑﻌـض رﻓﺎﻗــﻪ ﺑــﺎﻟﻣرض‪ ،‬وﻋﻧـد ﻣﻐﺎدرﺗــﻪ ﻗـدم ﻟــﻪ اﻟﻣﻠــك‬

‫اوراﻧﺟزﯾب ﻫدﯾﺔ أﺧرى‪ ،‬وﻫﻲ ﻋﺑـﺎءة ﻛﺑﯾـرة ﻣطـرزة وﻣزرﻛﺷـﺔ ﺑـﺎﻟﻣﺟوﻫرات‪ ،‬ﻛﻣـﺎ أﻋطـﺎﻩ‬

‫ﻋﺑــﺎءة ﺑــﻧﻔس اﻟﻣواﺻــﻔﺎت ﻟﺣــﺎﻛم ﺑﺎﺗﺎﻓﯾــﺎ )‪ (Batavia‬وﻫــو رﺋــﯾس اﻟﻣﺻــﺎﻧﻊ اﻟﻬوﻟﻧدﯾــﺔ‬

‫اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳواﺣل اﻟﺷرﻗﯾﺔ ﻟﻠﻬﻧد ‪(The governor-General of the Dutch‬‬

‫)‪.Indies‬‬

‫أﻣﺎ أﻫداف اﻟﺳﻔﺎرة اﻟﻬوﻟﻧدﯾﺔ إﻟﻰ ﺑﻼط اﻟﻣﻐول ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‪ ،‬ﻓﻛﺎﻧت ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠـﻰ‬

‫ﺣظــوة ﻟــدى ﻣﻠــوك اﻟﻣﻐــول ﻻﺳــﯾﻣﺎ اﻟﻣﻠــك اوراﻧﺟزﯾــب‪ ،‬وﻛــذﻟك ﻟﻧﻘــل أﺧﺑــﺎر اﻟﻬوﻟﻧــدﯾﯾن‬

‫واﻷوروﺑﯾﯾن إﻟﻰ ﺑﻼط اﻟﻣﻐول‪ ،‬ﺑﻬدف ﺗﻌزﯾز اﻟﺻـﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾـﺔ ﺑـﯾن اﻟﺟـﺎﻧﺑﯾن‪ ،‬واﻟﻌﻣـل‬

‫ﻋﻠـﻰ ﻧﺷـرﻫﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺳـواﺣل اﻟﻬﻧدﯾــﺔ اﻟﺷـرﻗﯾﺔ واﻟﻐرﺑﯾـﺔ‪ ،‬رﻏﺑــﺔ ﻓـﻲ ﺟﻧــﻲ اﻷرﺑـﺎح اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ‪،‬‬

‫وذﻫﺑوا أﯾﺿﺎً إﻟﻰ إﺑراز أﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣواﻧﺊ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺿرورة إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‬

‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟدى ﺣﻛﺎم ﺗﻠك اﻷﻗﺎﻟﯾم ﻣن اﻟﻣﻐول‪ ،‬وﺗﺷﺟﯾﻊ ﺣﻛﺎم اﻟﻣﻐول ﻋﻠﻰ ﺗطوﯾر ﺗﺟﺎرﺗﻬم‬

‫اﻟﺑﺣرﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻬوﻟﻧدﯾﯾن واﻷوروﺑﯾﯾن‪ ،‬ﻛون دوﻟﺗﻬم دوﻟﺔ واﺳﻌﺔ وﻗوﯾﺔ اﻟﻧﻔوذ‪.‬‬

‫وﯾــرى ﺑﯾرﻧﯾــر أن اﻟﻬوﻟﻧــدﯾﯾن ﺗﻣﻛﻧ ـوا ﺑﻔﻌــل ﻋﻼﻗــﺎﺗﻬم اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ اﻟﺟﯾــدة ﻣــﻊ ﻣﻠــك‬

‫اﻟﻣﻐـ ـ ــول‪ ،‬ﻣ ــ ــن اﻻﺳـ ـ ــﺗﯾﻼء واﻟﺳـ ـ ــﯾطرة ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗﺟـ ـ ــﺎرة اﻟﻧﺣـ ـ ــﺎس‪ ،‬واﻟرﺻـ ـ ــﺎص‪ ،‬واﻟﻘرﻓـ ـ ــﺔ‬

‫)‪ (Cinnamon‬واﻟﻘرﻧﻔـ ـ ــل )‪ (Clove‬وﺟـ ـ ــوزة اﻟطﯾـ ـ ــب )‪ (nutmeg‬واﻟﻔﻠﻔـ ـ ــل اﻷﺳـ ـ ــود‪،‬‬

‫وﺧﺷب اﻟﺻﺑّ ﺎر )‪ (aloes-wood‬واﻟﻔﯾﻠﺔ وﺑﻌض اﻷﺻﻧﺎف اﻟﻬﻧدﯾﺔ اﻷﺧرى)‪.(٧٤‬‬

‫ﺗﺎﺳﻌﺎً ‪" :‬اﻟﺑﻌﺛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟدوﻟﺔ أﺛﯾوﺑﯾﺎ )اﻟﺣﺑﺷﺔ("‪.‬‬

‫‪١٧٤‬‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﺛﯾوﺑﯾﺔ )اﻟﺣﺑﺷﺔ( ﻣﻊ اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻋﻼﻗﺎت ﻗدﯾﻣـﺔ‪ ،‬ﺗﻣﺗـد‬

‫إﻟــﻰ ﻋﺻــور ﻣــﺎ ﻗﺑــل ظﻬــور اﻹﺳــﻼم‪ ،‬ﺛــم ﺗﻌــززت ﻫــذﻩ اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﻓــﻲ ﺻــدر اﻹﺳــﻼم ﻻ‬

‫ﺳــﯾﻣﺎ ﻓــﻲ ﻋﻬــد اﻟرﺳــول )ص(‪ ،‬وﻋﻬــد اﻟﻧﺟﺎﺷــﻲ ﻣﻠــك اﻟﺣﺑﺷــﺔ)‪ ،(٧٥‬واﺳــﺗﻣرت اﻟﻌﻼﻗــﺎت‬

‫ﻓــﻲ ﺗﺣﺳــن ﻣﺳــﺗﻣر ﻓــﻲ ﻋﻬــود اﻹﺳــﻼم اﻷﺧــرى‪ ،‬وذﻟــك ﻣــﻊ ﺗﺑــﺎﯾن واﺧــﺗﻼف ﻣﻌﺗﻘــدات‬

‫اﻟﻌرب واﻷﺣﺑﺎش‪ ،‬ﺣﺗﻰ اﻧﺗﺷر اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﺣﺑﺷﺔ اﻧﺗﺷـﺎراً واﺳـﻌﺎً رﻏـم ﺳـﯾطرة اﻟﻛﻧﯾﺳـﺔ‬

‫اﻟﻣﺳ ــﯾﺣﯾﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺣﻛ ــم ﻓﯾﻬ ــﺎ‪ ،‬وﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــرن اﻟﺳ ــﺎدس ﻋﺷ ــر اﻟﻣ ــﯾﻼدي ﻧﻼﺣ ــظ أن ﺛﻣ ــﺔ‬

‫ارﺗﺑﺎطﺎت ﺑﯾن أﺛﯾوﺑﯾﺎ واﻟﺑرﺗﻐﺎﻟﯾون‪ ،‬إذ ﺳﺎﻋد اﻵﺧرون اﻟﺣﺑﺷﺔ ﻋﻠﻰ طرد اﻹﻣﺎم اﻟﻣﺳـﻠم‬

‫اﻟـ ــذي ﯾﺣﻛـ ــم ﻣﻧـ ــﺎطق اﻟﺻـ ــوﻣﺎل‪ ،‬وظﻠـ ــت ﻣﻧطﻘـ ــﺔ اﻟﺣﺑﺷـ ــﺔ ﻣرﻛ ـ ـزاً ﻟﻠﺑﻌﺛـ ــﺎت اﻟﺗﺑﺷـ ــﯾرﯾﺔ‬

‫اﻷوروﺑﯾــﺔ ﺣﺗــﻰ ﺗــم اﻟــﺗﺧﻠص ﻣــﻧﻬم ﺳــﻧﺔ ‪١٦٣٣‬م‪ ،‬وﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻔﺗ ـرة ﺑــرزت اﻟﺻ ـراﻋﺎت‬

‫اﻟﻬﻧدﯾــﺔ واﻟﺑرﺗﻐﺎﻟﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ أﺛﯾوﺑﯾــﺎ واﺳــﺗﻣر ﻫــذا اﻟﻧ ـزاع ﻣــﻊ ﻫﯾﻣﻧــﺔ ﻧظــﺎم اﻹﻗطــﺎع ﻋﻠ ــﻰ‬

‫اﻟﺣﯾـﺎة اﻟﻌﺎﻣـﺔ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ اﻟﻌـﺎم ‪١٨٥٥‬م‪ ،‬ﺛــم ﺑـرزت وﺣـدة أﺛﯾوﺑﯾــﺎ ﻋﻠـﻰ ﯾــد ﺗﯾـودروس اﻟﺛــﺎﻧﻲ‬
‫)‪(٧٦‬‬
‫)‪ (Tewodros II‬ﺳﻧﺔ )‪١٨٥٥‬ن‪١٨٦٨-‬م(‪.‬‬

‫وﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻣــن ورود ﺳــﻔﺎر ات ﺣﺑﺷــﯾﺔ )أﺛﯾوﺑﯾــﺔ( إﻟــﻰ ﺑــﻼط اﻟﻣﻐــول ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد‪،‬‬

‫وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪ ،‬إﻻ أﻧﻧﺎ –وﺑﻛل أﺳف‪ -‬ﻟم ﻧﺳﺗطﻊ ﺗﺣدﯾد أﺳﻣﺎء اﻟﻣﻠـوك‬

‫اﻷﺣﺑــﺎش اﻟــذﯾن ﺗﻣــت ﻓــﻲ ﻋﺻــرﻫم إرﺳــﺎل اﻟﺑﻌﺛــﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ إﻟــﻰ ﻣﻐــول اﻟﻬﻧــد‪ ،‬وﻣــﻊ‬

‫ذﻟك‪ ،‬ﻓﻘد ﺣظﯾت ﺳﻔﺎرة اﻟﺣﺑﺷﺔ ﺑـﺎﺣﺗرام وﺗﻘـدﯾر ﻣﻠـك اﻟﻣﻐـول اوراﻧﺟزﯾـب ﻓـﻲ أﻛﺛـر ﻣـن‬

‫ﻣـ ـرة‪ ،‬وﯾﺑ ــدو أن ظﻬ ــور ﻣﺛ ــل ﻫ ــذﻩ اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت إﻧﻣ ــﺎ ﻛﺎﻧ ــت ﺗﻬ ــدف ﺑﺎﻟدرﺟ ــﺔ اﻷوﻟ ــﻰ إﻟ ــﻰ‬

‫ﺗﺣﺳﯾن طرق اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﺑﯾن اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن‪.‬‬

‫وﻋودة إﻟﻰ "ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري" ﻓﺈﻧﻧـﺎ ﻧﻌﺛـر ﻋﻠـﻰ أول ﺑﻌﺛـﺔ ﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ ﻟﻠﺣﺑﺷـﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻧـت‬

‫ﻗد وﺻﻠت إﻟﻰ ﻣدﯾﻧﺔ دﻟﻬﻲ ﺳـﻧﺔ ‪١٠٧٥‬ﻫ ـ‪١٦٦٥/‬م‪ ،‬وذﻟـك ﻟﺗﻘـدﯾم اﻟﺗﻬـﺎﻧﻲ ﻟﻺﻣﺑراطـور‬

‫‪١٧٥‬‬
‫اوراﻧﺟزﯾــب ﺑﻣﻧﺎﺳــﺑﺔ ﺗوﻟﯾــﻪ ﻋــرش اﻟﻣﻐــول ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد‪ ،‬وﻗــد وﺻــل ﻫــذا اﻟﺳــﻔﯾر ﻓــﻲ ﻧﻔــس‬

‫اﻟوﻗــت اﻟــذي وﺻــل ﻓﯾــﻪ ﺳــﻔراء أﺷ ـراف ﻣﻛــﺔ وﺣﺿــرﻣوت‪ ،‬وﻫــو اﻟﺳــﻔﯾر ﺳــﯾدي ﻛﺎﻣــل‪،‬‬

‫ﯾﺣﻣل رﺳﺎﻟﺔ ﻣن ﻣﻠك اﻟﺣﺑﺷﺔ ﻟﻣﻠك اﻟﻣﻐول‪ ،‬وﻗد اﺳـﺗﻘﺑل اﺳـﺗﻘﺑﺎﻻً رﺳـﻣﯾﺎً ﺣـﺎﻓﻼً‪ ،‬وأﻧﻌـم‬

‫ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻠك اﻟﻣﻐول ﺑﺎﻟﻛﺳوة واﻷﻣوال‪ ،‬واﺣﺗﻔل ﺑﻪ وﺑﺳﻔراء اﻟدول اﻷﺧرى ﻣدة ﺧﻣﺳﺔ أﯾﺎم‬

‫ﻣﺗواﺻﻠﺔ)‪.(٧٧‬‬

‫ﺛـ ــم ﻓـ ــﻲ ﯾـ ــوم اﻷﺣـ ــد )‪ ١٧‬ﺷ ـ ـوال ﺳـ ــﻧﺔ ‪١٠٧٥‬ﻫـ ـ ـ‪ ٢٣ /‬أﺑرﯾـ ــل ‪١٦٦٥‬م( واﻟـ ــذي‬

‫ﺗﺻﺎدف ﻓﯾﻪ اﻟذﻛرى اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ واﻷرﺑﻌﯾن اﻟﻘﻣرﯾﺔ ﻟﻣﯾﻼد اﻟﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾب‪ ،‬ﺣﺿـر ﺳـﻔﯾر‬

‫اﻟﺣﺑﺷﺔ‪ ،‬واﺣﺗﻔـل ﺑـﻪ وﻣﻧﺣـﻪ اﻟﻣﻠـك اﻷﻋطﯾـﺎت واﻷﻣـوال اﻟﻌﯾﻧﯾـﺔ واﻟﻧﻘدﯾـﺔ ﺛـم ﻗـﺎم ﺑوداﻋـﻪ‬

‫رﺳﻣﯾﺎً )‪ ،(٧٨‬وﻓﻲ ﯾوم اﻷرﺑﻌﺎء )‪ ١‬ﺷوال ﺳﻧﺔ ‪١٠٨١‬ﻫـ‪ ١ /‬ﻓﺑراﯾر ‪١٦٧١‬م(‪ ،‬وﺻل إﻟﻰ‬

‫ﺑﻼط اﻟﻣﻐـول ﻓـﻲ اﻟﻬﻧـد‪ ،‬اﻟﺳـﯾد ﻣﺣﻣـد روﻣـﻲ‪ ،‬ﺳـﻔﯾراً ﻣـن ﻗﺑـل ﻣﻠـك اﻟﺣﺑﺷـﺔ‪ ،‬ﺣﯾـث ﻗـدم‬

‫اﻟﻬ ــداﯾﺎ واﻷﻋطﯾ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺑﻌﺛﻬ ــﺎ ﻣﻠ ــك اﻟﺣﺑﺷ ــﺔ ﻻوراﻧﺟزﯾ ــب‪ ،‬وأﻧﻌ ــم ﻋﻠﯾ ــﻪ ﻣﻠ ــك اﻟﻬﻧ ــد‬
‫)‪(٧٩‬‬
‫ﺑﺎﻟﻛﺳوة‪ ،‬وﻋﻧد ﻋودﺗﻪ إﻟﻰ ﺑﻼدﻩ ﻗدم ﻟﻪ ﻣﻠك اﻟﻬﻧد ﻛﺳوة ﺛﺎﻧﯾﺔ وﻋﺷرة آﻻف روﺑﯾﺔ‪.‬‬

‫اﺳﺗﻘﺑﻠت ﺳﻔﺎرة اﻟﺣﺑﺷﺔ اﻟﺗـﻲ وﺻـﻠت إﻟـﻰ ﺑـﻼط اﻟﻣﻐـول ﺳـﻧﺔ ‪١٠٧٥‬ﻫ ـ‪١٦٦٥/‬م‬

‫ﺑﺣﻔــﺎوة وﺗﻛ ـرﯾم ﻛﺑﯾ ـرﯾن‪ ،‬وﯾطﻠﻌﻧــﺎ اﻟرﺣﺎﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﻲ ﺑﯾرﻧﯾــر ﻋﻠــﻰ ﺗﻔﺎﺻــﯾل ﻫــذﻩ اﻟﺳــﻔﺎرة‬

‫اﻹﺛﯾوﺑﯾ ــﺔ‪ ،‬وذﻟ ــك ﺑﺳ ــﺑب ﻣ ــﺎ ﯾرﺑط ــﻪ ﻣ ــن ﻣﻌرﻓ ــﺔ وﻋﻼﻗ ــﺎت ﻣﻌﻬ ــﺎ‪ ،‬وﻗ ــد ﺟﻌﻠﻬ ــﺎ ﺑﯾرﻧﯾ ــر‬

‫ﺳــﻔﺎرﺗﯾن ﺑــدﻻً ﻣــن ﺳــﻔﺎرة واﺣــدة‪ ،‬ﺑرﺋﺎﺳــﺔ أﺣــد اﻟﺗﺟــﺎر اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن واﻷﺧــرى ﺑرﺋﺎﺳــﺔ أﺣــد‬

‫اﻟﺗﺟﺎر اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﯾن‪ ،‬ﻓﻧﺟـدﻩ ﯾﺗﺟﺎﻫـل اﻟﺗﻌـرض إﻟـﻰ اﺳـم ذﻟـك اﻟﺳـﻔﯾر اﻟﻣﺳـﻠم‪ ،‬وﻻ ﯾﻔﺻـل‬

‫اﻷﺣداث ﻋﻧﻪ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻧزع ﺑﺷﻛل واﺿﺢ إﻟﻰ إﺑراز اﻟﺳﻔﺎرة اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﯾرﺋﺳﻬﺎ أﺣد‬

‫اﻟﺗﺟــﺎر اﻷرﻣــن اﻟﻣﺳــﯾﺣﯾﯾن‪ ،‬وﻫــو ﻣــن ﻣواﻟﯾــد ﺣﻠــب‪ ،‬وﻣﺷــﻬور ﺑﺄﺛﯾوﺑﯾــﺎ ﺑﺎﺳــم ﻣ ـراد)‪،(٨٠‬‬

‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﺟـد ﻓـﻲ رواﯾـﺎت ﺳـﺎﻗﻲ ﻣﺳـﺗﻌد ﺧـﺎن أﺳـﻣﺎء ﺑﻌﺛـﺎت ﻣﻠـك اﻟﺣﺑﺷـﺔ ﻛﺎﻟﺳـﻔﯾر ﺳـﯾدي‬

‫‪١٧٦‬‬
‫ﻛﺎﻣـل وﻫــو اﻟــذي ﺗﺟﺎﻫﻠـﻪ ﺑﯾرﻧﯾــر‪ ،‬واﻟﺳــﻔﯾر اﻟﺳـﯾد ﻣﺣﻣــد روﻣــﻲ‪ ،‬وﻛﺎﻧـت ﻫﻧــﺎك اﺷــﺎرﺗﺎن‬

‫ﻣﻧــﻪ ﺗــوﺣﻲ ﺑــﺄن اﻟﺳــﻔﯾر اﻟﻣﺳــﻠم ﻷﺛﯾوﺑﯾــﺎ‪ ،‬ﻗــد أرﺳــل ﻣــن ﻗوﻧ ـدر )‪ (Gonder‬ﻋﺎﺻــﻣﺔ‬

‫اﻟﺣﺑﺷﺔ إﻟﻰ اﻟﻬﻧد ﺑﻘﺻد اﻻﺗﺟﺎر ﺑﺄﻋداد ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟرﻗﯾق وﻟﺷـراء اﻟﺑﺿـﺎﺋﻊ اﻟﻬﻧدﯾـﺔ‪ ،‬ﺛـم‬

‫ﯾﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﺳﻔﯾر اﻷرﻣﻧـﻲ اﻟﻣﺳـﯾﺣﻲ ﺑﺄﻧـﻪ ﻛـﺎن ﯾـﺄﺗﻲ ﻛـل ﻋـﺎم إﻟـﻰ اﻟﻬﻧـد ﺣـﺎﻣﻼً اﻟﻬـداﯾﺎ‬

‫اﻟﺳـﻧوﯾﺔ ﻣـن ﻣﻠـك اﻟﺣﺑﺷـﺔ إﻟـﻰ اﻹﻧﺟﻠﯾـز اﻟﻬوﻟﻧـدﯾﯾن اﻟـذﯾن اﻧﺷـﺄوا ﺷـرﻛﺔ اﻟﻬﻧـد اﻟﺷـرﻗﯾﺔ‪،‬‬

‫وﯾﻌود ﻣﺣﻣﻼً ﺑﺎﻟﻬـداﯾﺎ أﺛﻧـﺎء ﻋودﺗـﻪ إﻟـﻰ )‪ (Gonder‬وﻛـذﻟك‪ ،‬ﯾﺑـرز رﻏﺑـﺔ اﻟﻣﻠـك ﻟﺗﺄدﯾـﺔ‬

‫ﺗﻠــك اﻟﻣﻬﻣــﺎت‪ ،‬وﻟــذﻟك أﻧﻔــق ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻷﻣ ـوال اﻟطﺎﺋﻠــﺔ‪ ،‬ﺣﯾــث أﻫــداﻫم ﺛﻼﺛــﺔ وﺛﻼﺛــﯾن ﻣــن‬

‫ﻓﺗﯾﺎن اﻟرﻗﯾـق‪ ،‬ذﻛـوراً وا ٕ ﻧﺎﺛـﺎً‪ ،‬ﻟﺑﯾﻌﻬـﺎ ﻓـﻲ أﺳـواق ﻣﻛـﺔ‪ ،‬وا ٕ ﻧﻔـﺎق ﻋواﺋـدﻫﺎ ﻋﻠـﻰ رﺣﻠـﺗﻬم إﻟـﻰ‬

‫اﻟﻬﻧــد ﻟﻠوﺻــول إﻟ ــﻰ ﺑــﻼط اﻟﻣﻐ ــول‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﻛ ــﺎن ﯾﺑــﺎع رأس اﻟرﻗﯾ ــق ﺑـ ـ ‪ ٣٠-٢٥‬ﻛروﻧ ــﺔ‬

‫)‪ ،(Crowns‬ﺑﺎﻹﺿ ــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ ذﻟ ــك‪ ،‬ﻓﻘ ــد أرﺳ ــل ﻣﻠ ــك اﻟﺣﺑﺷ ــﺔ إﻟ ــﻰ إﻣﺑراط ــور اﻟﻣﻐ ــول‬

‫اوراﻧﺟزﯾب ﺧﻣﺳﺔ وﻋﺷرون ﻏﻼﻣﺎً ﻣﻣﯾزﯾن ﻣﻧﺗﻘﯾن ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ‪ ،‬ﻋﺷرة ﻣﻧﻬم ﻓـﻲ ﺳـن ﺻـﻐﯾرة‬

‫ﻣﻌدﯾن ﻟﻠﺧﺻﻲ‪ ،(eunuchs) ،‬ﻛﻣﺎ ﺣﻣـل اﻟﺳـﻔراء ﻣﻌﻬـم ﻫـداﯾﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ‪ ،‬ﺧﻣﺳـﺔ ﻋﺷـر‬

‫ﺣﺻﺎﻧﺎً ﺷﺑﯾﻬﺔ ﺑﺎﻟﺧﯾول اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬وأﺻﻧﺎف ﻣن اﻟﺑﻐﺎل )وﻫﻲ اﻟﺣﻣﯾر اﻟوﺣﺷـﯾﺔ( إذ ﯾﺷـﯾر‬

‫إﻟﻰ ان ﺟﻠودﻫﺎ ﺷﺑﯾﻬﺔ ﺑﺟﻠود اﻟﻧﻣور‪ ،‬وزوﺟﯾن ﻣن اﻟﻔﯾﻠﺔ‪ ،‬وﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن ﻗـرون اﻟﺛﯾـران‬
‫)‪(٨١‬‬
‫وﻫو طﯾب ﯾﺧرج ﻣن ﺑﻌض ﻏدد ﺳﻧّور اﻟزﺑّ ﺎد )‪.(civet‬‬
‫ﻣﻠﯾﺋﺔ ﺑﺎﻟز ّ ﺑﺎد )‬

‫وﯾﺻف اﻟرﺣﺎﻟﺔ ﺑﯾرﻧﯾر )‪ (Bernier‬ﻣﻐﺎدرة ﻫؤﻻء اﻟﺳﻔراء اﻟذﯾن اﻟﺗﻘﺎﻫم ﻓﻲ ﻣﻛﺔ‬

‫ﻣ ــن اﻟﻌﺎﺻ ــﻣﺔ اﻷﺛﯾوﺑﯾ ــﺔ ﻛوﻧ ــدر )‪ (Gonder‬اﻟواﻗﻌ ــﺔ ﻓ ــﻲ وﻻﯾ ــﺔ دوﻣﺑﯾ ــﺎ )‪،(Dumbia‬‬

‫ﺣﯾــث ﻏــﺎدروا ﺑﺎﺣﺗﻔــﺎل رﺳــﻣﻲ‪ ،‬وﺗوﺟﻬـوا ﺑﻌــد ﺷــﻬور ﻗﻠﯾﻠــﺔ إﻟــﻰ ﺑﯾﻠــول )‪ (Beiloul‬ﻋﻠــﻰ‬

‫ﻣﻘرﺑــﺔ ﻣــن ﻣﺿــﯾق ﺑــﺎب اﻟﻣﻧــدب‪ ،‬وﻋﻧــد وﺻــوﻟﻬم إﻟــﻰ ﻣﻛــﺔ‪ ،‬وﺟــد اﻟﺳــﻔراء أﺳ ـواق ﻣﻛــﺔ‬

‫ﺗﻐــص ﺑــﺎﻟرﻗﯾق‪ ،‬وﯾﺑــﺎع ﻓﯾﻬــﺎ اﻷﻧﺛــﻰ واﻟــذﻛر ﺑﺄﺳــﻌﺎر زﻫﯾــدة‪ ،‬وﻋﻘــب ﺑــﯾﻌﻬم ﻟﺑﺿــﺎﻋﺗﻬم‬

‫‪١٧٧‬‬
‫رﻛﺑـوا ﺷـراﻋﺎً وﺗوﺟﻬـوا إﻟـﻰ ﻣﯾﻧـﺎء ﺳـورات‪ ،‬وﻗـد ﻣـﺎت اﻟﻌدﯾـد ﻣـن اﻟﻌﺑﯾـد ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟرﺣﻠـﺔ‬

‫وﻓﻘــدوا اﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻟﺧﯾــول‪ ،‬ﺑﺳــﺑب ﺑﻌــد اﻟﻣﺳــﺎﻓﺔ وطــول اﻟﻔﺗ ـرة اﻟزﻣﻧﯾــﺔ‪ ،‬وﺣﺗــﻰ اﻟﺑﻐــﺎل‬

‫)‪ (mule‬اﻟﺣﻣﯾـر اﻟوﺣﺷــﯾﺔ ﻣﺎﺗــت وﺳـﻠﺧت ﺟﻠودﻫــﺎ‪ ،‬وﺑــﻊ دوﺻـوﻟﻬم إﻟــﻰ ﻣﯾﻧــﺎء ﺳــورات‬

‫ﺑﺳــﺎﻋﺎت ﻗﻼﺋــل‪ ،‬ﻓوﺟﺋ ـوا ﺑﺣرﻛــﺔ ﺗﻣــرد ﻓــﻲ ﺑﯾﺟــﺎﺑور ﯾﻘودﻫــﺎ اﻟــزﻋﯾم اﻟﻬﻧدوﺳــﻲ ﺷــﯾﻔﺎﺟﻲ‬

‫)‪ (٨٢)(Shivaje‬ﺿــد اﻟﻣﻐــول‪ ،‬ﺣﯾــث دﺧــل اﻟﻣﺗﻣــردون ﻣدﯾﻧــﺔ ﺳــورات‪ ،‬وﻗــد ﺗﻌرﺿــت‬

‫ﺳــﻛﻧﻰ اﻟﺳــﻔراء إﻟــﻰ اﻟﺣرﯾــق واﻟــدﻣﺎر‪ ،‬وﺣﺗــﻰ ﺑﺿــﺎﺋﻌﻬم وﻫــداﯾﺎﻫم ﻟﻣﻠــك اﻟﻣﻐــول ﻟــم ﺗــﻧﺞ ُ‬

‫ﻣن اﻟﺣرﯾق واﻟﺗف‪ ،‬وﻟم ﯾﻧﻘذوا إﻻ اﻟﻘﻠﯾل ﻣﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠون ﻣن ﻣﺗﺎع‪ ،‬ﺑﻌـض اﻟرﻗﯾـق‪ ،‬وأوراق‬

‫اﻋﺗﻣﺎدﻫم ﻟـدى اﻟـﺑﻼط اﻟﻣﻐـوﻟﻲ )‪ (Credentials‬وﯾـدﻋﻲ اﻟﻬﻧـود أن اﻟـزﻋﯾم اﻟﻬﻧدوﺳـﻲ‬

‫ﺷـﯾﻔﺎﺟﻲ ﻋوﺿــﻬم ﻋـن ﺧﺳــﺎﺋرﻫم وﻣﻔﻘـوداﺗﻬم وﺟﻬــزﻫن ﺗﺟﻬﯾـزات ﺗﻠﯾــق ﺑﻣﻘـﺎﻣﻬم ﻟﯾﺗﺳــﻧﻰ‬
‫)‪(٨٣‬‬
‫ﻟﻬم اﻟذﻫﺎب إﻟﻰ ﻋﺎﺻﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ دﻟﻬﻲ‪.‬‬

‫وﯾروي ﻟﻧﺎ اﻟرﺣﺎﻟﺔ ﺑﯾرﻧﯾر‪ ،‬أن ﺻـدﯾﻘﻪ اﻟﻌزﯾـز اﻟﻣوﻧﺳـﯾور ادرﯾﻛـﺎن رﺋـﯾس ﻣﺻـﻧﻊ‬

‫اﻟﻬوﻧ ــدﯾﯾن ﻓ ــﻲ ﻣﯾﻧ ــﺎء ﺳ ــورات‪ ،‬أﻋط ــﻰ ﻣـ ـراد اﻷرﻣﻧ ــﻲ رﺳ ــﺎﻟﺔ ﻟ ــﻲ‪ ،‬اﺳ ــﺗﻠﻣﺗﻬﺎ ﻣﻐﻣ ــوراً‬
‫ﻟ‬

‫ﺑﺎﻟﻣﻔﺎﺟﺋــﺔ ﻟﻣــﺎ رأﯾﺗــﻪ‪ ،‬ﺑﻌــد ﻏﯾــﺎب طــﺎل أﻛﺛــر ﻣــن ﺳــت ﺳــﻧوات‪ ،‬وﺳــﺎرﻋت إﻟــﻰ ﺗﻘﺑﯾــل‬

‫ﺻدﯾﻘﻲ اﻷرﻣﻧﻲ ﺑﺣـرارة وﻋواطـف ﺟﯾﺎﺷـﺔ‪ ،‬ووﻋدﺗـﻪ ﺑﺗﻘـدﯾم ﺧـدﻣﺎﺗﻲ ﻛﺎﻣﻠـﺔ ﻟـﻪ‪ ،‬ووﺟـدت‬

‫ﻧﻔﺳﻲ ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺔ ﺑﻣﻛﺎن‪ ،‬أن أﻛون ﻣ ُ ﻌﯾﻧﺎً ﻟﻬؤﻻء اﻟﺳﻔراء اﻟﻣﻔﻠﺳﯾن‪ ،‬وظﻠت ﻣﺣـﺎوﻻﺗﻲ‬

‫ﻋﻘﯾﻣــﺔ )‪ (Vain‬وﻏﯾــر ﻣﺟدﯾــﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾــق ﻣــﺎ أرﻏــب ﻓــﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘــﻪ ﻣــن أﺟــل ﺳــﻌﺎدة أوﻟﺋــك‬

‫اﻟﺳــﻔراء اﻷﺣﺑ ــﺎش‪ ،‬وﯾرﯾــد ﺑﯾرﻧﯾ ــر ﻫﻧــﺎ‪ ،‬أن ﯾظﻬ ــر ﻧﻔﺳــﻪ ﻋﻠ ــﻰ أﻧــﻪ اﻟﻣﻧﻘ ــذ ﻟﻬــذﻩ اﻟﺑﻌﺛ ــﺔ‬

‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪،‬إذ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﺗﺳوﻟﺔ‪ ،‬وﻟم ﺗﻠقَ أي ﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟرﻋﺎﯾﺔ واﻟﺗﻘـدﯾر‪ ،‬وﯾـذﻫب إﻟـﻰ‬

‫أﻛﺛـ ــر ﻣـ ــن ذﻟـ ــك‪ ،‬ﺑﺄﻧـ ــﻪ اﻟﺗﻘـ ــﻰ ﺑـ ــوزﯾر اﻟﺷـ ــؤون اﻟﺧﺎرﺟﯾـ ــﺔ ﻟدوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول وﻫـ ــو اﻷﻣﯾـ ــر‬

‫داﻧﺷﻣﻧدﺧﺎن‪ ،‬ﺣﯾث أﺳﻬب ﻣﻌﻪ ﺣول اﻟﺑﻌﺛﺔ اﻷﺛﯾوﺑﯾـﺔ إﻟـﻰ ﺑـﻼط اﻟﻣﻐـول‪ ،‬وﻣـﺎ ﺣـل ﺑﻬـﺎ‬

‫‪١٧٨‬‬
‫ﻣن ﻣﺻﺎﺋب‪ ،‬ﺣﯾث ﻧﻘل ﻫذﻩ اﻷﺣداث إﻟﻰ اﻟﻣﻠـك او راﻧﺟزﯾـب‪ ،‬اﻟـذي ﻗـرر ﻣﻘﺎﺑﻠـﺔ ﻫـؤﻻء‬

‫رﺳﻣﯾﺎً ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ‪ ،‬وأﺧذ ﻣﻧﻬم اﻟرﺳـﺎﺋل‪ ،‬ﻫـذﻩ اﻟرواﯾـﺔ ﺗﺟﻌﻠﻧـﺎ ﻧﺗﺷـﻛك‬

‫ﺑﻬــﺎ‪ ،‬ﻓــﻼ أﻋﺗﻘــد أن ﻫــذا اﻟﻔرﻧﺳــﻲ ﻟــﻪ اﻟﻘــدرة ﻋﻠــﻰ ﺗﺣﻘﯾــق ﻫــذا اﻷﻣــر‪ ،‬إذ أﻧــﻪ ﻓــﻲ ﻣوﻗــﻊ‬

‫آﺧـر ﯾﺷــﯾر إﻟـﻰ أن اﻹﻣﺑراطــور اوراﻧﺟزﯾــب ﺳـﺎرع إﻟــﻰ اﺣﺗـرام ﻫـذﻩ اﻟﺑﻌﺛــﺔ اﻷﺛﯾو ﺑﯾــﺔ‪ ،‬إذ‬

‫ﻣﻧﺣﻬم اﻟﻛﺳوة اﻟﻣزرﻛﺷﺔ واﻟﻣطـرزة )‪ (Vest of brocade‬وﻣﻧطﻘـﺔ ﺣرﯾرﯾـﺔ ﻣزرﻛﺷـﺔ‪،‬‬

‫وﻋﻣﺎﻣــﺔ ﺣرﯾرﯾــﺔ ﻣطــرزة ﻫــﻲ اﻷﺧــرى‪ ،‬وأﺻــدر أواﻣ ـرﻩ ﺑرﻋــﺎﯾﺗﻬم وا ٕ ﻛ ـراﻣﻬم واﻟﻣﺣﺎﻓظــﺔ‬

‫ﻋﻠﯾﻬم)‪ ،(٨٤‬وﻫو دﻟﯾل ﻋﻠﻰ أن اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻣـت ﺑوﺻـوﻟﻬم إﻟـﻰ اﻟﻌﺎﺻـﻣﺔ اﻟﻬﻧدﯾـﺔ‬

‫دﻟﻬﻲ‪ ،‬ﺑل ﻋﻠﻣوا ﺑﻬﺎ ﯾوم ﻋﺑرت ﻣﯾﻧﺎء ﺳورات اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﺳﻠطﺔ وﻧﻔوذ اﻟﻣﻐـول‪ ،‬إذ ﻻ ﯾﻌﻘـل‬

‫أن ﯾﺳﯾطر اﻟﻣﻐول ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ أﻗﺎﻟﯾم وﺳواﺣل اﻟﻬﻧد اﻟﺷرﻗﯾﺔ واﻟﻐرﺑﯾﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﻌرﻓون ﺑﻣﻘـدم‬

‫ﻫذﻩ اﻟﺑﻌﺛﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣن اﻟﺣﺑﺷﺔ‪ ،‬وا ٕ ذا ﺣﺎول ﺑﯾرﻧﯾر أن ﯾوﻫﻣﻧﺎ ﺑﻣﺎ ﺣدث ﻟﻬـم‪ ،‬ﻓـﻼ ﯾﻣﻛـن‬

‫ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال أن ﯾﻐﯾب ﻋن ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﻐـول اﻟـذﯾن ﻋرﻓـوا ﺟﯾـداً ﻛﯾـف ﯾﺗﺣﻛﻣـون‬

‫ﺑﺣرﻛﺔ اﻟﻧﺎس واﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ ﺳﺎﺋر أﻧﺣﺎء اﻟﻬﻧـد‪ ،‬وﻧﺷـرﻫم ﻟﻣﺧﺑـرﯾن وﻧﻘﻠـﺔ اﻷﺧﺑـﺎر ﻓـﻲ ﻛـل‬

‫ﻣﻛﺎن‪.‬‬

‫وأﺛﻧ ــﺎء ﻣﻘﺎﺑﻠ ــﺔ اوراﻧﺟزﯾ ــب ﻟﺳ ــﻔراء اﻟﺣﺑﺷ ــﺔ‪ ،‬أﺻ ــدر أﻣـ ـرﻩ ﺑﺎﻹﯾ ــذان ﻟﻬ ــم ﺑﻣﻐ ــﺎدرة‬

‫اﻟﻘﺻر اﻟﻣﻠﻛﻲ‪ ،‬ﺣﯾث ﻗدم ﻟﻛـل ﻣﻧﻬـﺎ ﻋﺑـﺎءة ﺟدﯾـدة وﺧﺻـص ﻟﻬـم ﻫـداﯾﺎ ﻧﻘدﯾـﺔ ﻣﻘـدارﻫﺎ‬

‫ﺳــﺗﺔ اﻵف روﺑﯾــﺔ‪ ،‬وﻫﻧــﺎ ﯾﻌطﯾﻧــﺎ ﺑﯾرﻧﯾــر ﻣوﻗﻔــﻪ اﻟﻣﺿــﺎد واﻟــذي ﯾﻣﯾــل ﻓﯾــﻪ إﻟــﻰ اﻟﻌﺻــﺑﯾﺔ‬

‫واﻟﺗﻣﯾـز‪ ،‬ﺣﯾـث أﺷـﺎر إﻟـﻰ أن ﺗﻠـك اﻷﻣـوال ﻟـم ﺗـوزع ﻋﻠـﻰ اﻟﺳـﻔراء ﺑﺎﻟﺗﺳـﺎوي‪ ،‬إذ أﻋطـﻰ‬
‫)‪(٨٥‬‬
‫اﻟﺳﻔﯾر اﻟﻣﺳﻠم أرﺑﻌﺔ آﻻف‪ ،‬أﻣﺎ ﻣراد اﻷرﻣﻧﻲ ﻓﺄﻟﻔﯾن روﺑﯾﺔ ﻓﻘط ﻷﻧﻪ ﻣﺳﯾﺣﻲ‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻬـداﯾﺎ واﻟﻣـﻧﺢ اﻟﺗـﻲ ﻗـدﻣﻬﺎ ﻣﻠـك اﻟﻣﻐـول اوراﻧﺟزﯾـب ﻟﻠﺑﻌﺛـﺔ اﻷﺛﯾوﺑﯾـﺔ ﻟﺗرﺳـﻠﻬﺎ‬

‫إﻟﻰ ﻣﻠﻛﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻛﺎﻧت ﻋﺑﺎءة ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻣزرﻛﺷـﺔ ﻏﺎﻟﯾـﺔ اﻟـﺛﻣن وﺑـوﻗﯾﺗﯾن ﻛﺑﯾـرﺗﯾن ‪(tow large‬‬

‫‪١٧٩‬‬
‫)‪ cornets‬ﻣﺻـ ـ ـ ــﻧوﻋﺔ ﻣـ ـ ـ ــن اﻟﻔﺿـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وطﺑﻠـ ـ ـ ــﯾن ﻣﺻـ ـ ـ ــﻧوﻋﺔ ﻣـ ـ ـ ــن اﻟﺟﻠـ ـ ـ ــد وﻣطﻌﻣـ ـ ـ ــﺔ‬

‫ﺑﺎﻟﻔﺿـﺔ )‪(kettledrum‬وﺧﻧﺟـراً ﻣرﺻـﻌﺎً ﺑﺎﻟﯾـﺎﻗوت ‪(aponiard studded with‬‬

‫)‪ruties‬وﻗطﻌﺗــﯾن ﻛﺑﯾــر ﺗﯾن ﻣــن ﻓﺋــﺔ اﻟروﺑﯾــﺔ‪ ،‬واﺣــدة ﻣــن اﻟــذﻫب واﻷﺧــرى ﻣــن اﻟﻔﺿــﺔ‬

‫ﺗﻌﺎدل ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﻋﺷرون أﻟف ﻓرﻧك ﻓرﻧﺳﻲ‪ ،‬وﯾؤﻛد ﺑﯾرﻧﯾر أﻧﻪ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗـرة اﻟزﻣﻧﯾـﺔ ﻛـﺎن‬

‫ﻟدﯾــﻪ ﻋﻠ ــم ﺑ ــﺄن ﻣﻣﻠﻛ ــﺔ اﻟﺣﺑﺷ ــﺔ ﻣ ــﺎ ﻛﺎﻧ ــت ﺗﻌ ــرف اﻟﻧﻘ ــود اﻟﻣﺳ ــﻛوﻛﺔ‪ ،‬وأدرك أﯾﺿ ــﺎً أن‬

‫اﻟﻣﻐـول ﻋﻠـﻰ ﻋﻠــم ﺑـذﻟك‪ ،‬وأن ﻣﺛــل ﺗﻠـك اﻟﻘطــﻊ اﻟﻧﻘدﯾـﺔ ﻟــن ﺗﺧـرج ﺧــﺎرج اﻟﻬﻧـد‪ ،‬وﺳــﯾدﻓﻊ‬

‫ذﻟك ﺑﺎﻟﺳﻔراء إﻟﻰ اﻻﺑﺗﯾﺎع ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎﺟوﻧـﻪ ﻣـن اﻟﺳـﻠﻊ واﻟﺣـواﺋﺞ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻔﻌـل‪ ،‬ﺑﻘﯾـت ﺗﻠـك‬

‫اﻟﻘطــﻊ داﺧــل اﻟﻬﻧــد ﺣﯾــث اﺷــﺗروا ﺑﻬــﺎ ﺣ ـواﺋﺟﻬم ﻣــن اﻟﺗواﺑــل واﻟﻣﻼﺑــس اﻟﻘطﻧﯾــﺔ اﻟﺟﯾــدة‪،‬‬

‫وأرﺑﻌﺔ ﻗﻣﺻﺎن ﻟﻠﻣﻠك وﻟﻠﻣﻠﻛﺔ‪ ،‬وأرﺑﻊ ﻋﺑﺎءات ﻛﺑﯾرة وﺑﻧﺎطﯾل ﺳراوﯾل ﺻـﯾﻔﯾﺔ‪ ،‬وأﺿـﺎف‬

‫ﻣـن اﻷواﻋــﻲ واﻟﺛﯾــﺎب ﺷــروﻫﺎ ﻟﻠﻌدﯾــد ﻣــن ﺣـرﯾم اﻟﻣﻠــك وأوﻻدﻫــن‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﯾﺷــﯾر ﺑﯾرﻧﯾــر أﻧــﻪ‬

‫ﺗﻧـﺎﻫﻰ اﻟﯾـﻪ أﺧﺑـﺎراً ﺣـول رﻏﺑـﺔ اﻟﻣﻠـك اوراﻧﺟرﯾـب ﻟـدى ﺳـﻔراء اﻟﺣﺑﺷـﺔ ﻓـﻲ اﻋـﻼم ﻣﻠﻛﻬــم‬

‫ﻋــن ﺗﻠــك اﻟرﻏﺑــﺔ ﻓــﻲ اﻋــﺎدة ﺑﻧــﺎء ﻣﺳــﺟد ﻓــﻲ اﻟﺣﺑﺷــﺔ ﺗﻌــرض ﻟﻠﻬــدم واﻟﺗــدﻣﯾر ﻋﻠــﻰ ﯾــد‬

‫اﻟﺑرﺗﻐﺎﻟﯾﯾن‪ ،‬وﻗدم ﻣﻠك اﻟﻬﻧد اوراﻧﺟرﯾب اﻟﻔﻲ روﺑﯾﺔ ﻣﺳـﺎﻋدة ﻓـﻲ اﻋـﺎدة اﻋﻣـﺎر اﻟﻣﺳـﺟد‬

‫)‪.(٨٦‬‬

‫وﻧﻼﺣ ــظ أن ﺛﻣ ــﺔ ﻣوﻗ ــف ﻣﺗﺷ ــدد وﻣﻌ ــﺎرض ﻣ ــن ﻗﺑ ــل ﺑﯾرﻧﯾ ــز اﻟ ــذي ﺑ ــدى ﻋﻠﯾ ــﻪ‬

‫اﻟﺳﺧط واﻟﺣﻧق واﻟﻐﺿب ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻋﻠم ﻣن اﻟﺳـﻔراء‪ ،‬ﻻ ﺳـﯾﻣﺎ اﻟﺳـﻔﯾر اﻷرﻣﻧـﻲ اﻟﻣﺳـﯾﺣﻲ‪،‬‬

‫إﻧﻬم ﻗﺑﻠوا ﻋرﺿﺎً ﻟﻠﻣﻠك اوراﻧﺟزﯾب ﺑﺣﻣل ﻧﺳـﺧﺔ ﻣـن اﻟﻘـرآن اﻟﻛـرﯾم وﺛﻣﺎﻧﯾـﺔ ﻛﺗـب دﯾﻧﯾـﺔ‬

‫أﺧرى‪ ،‬ﻛﺗﺑت وﺻﯾﻐت ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن ﻋﻘﯾدة اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن‪ ،‬وﻫو اﻟذي ﯾﻘول ﻓﻲ رﺣﻠﺗﻪ‪:‬‬

‫" ﺑــدا ﻫــذا اﻷﻣــر ﻟــﻲ ﻣــؤذٍ وﻓظﯾــﻊ)‪ ،(WICKED‬ﻻ ﺳــﯾﻣﺎ ﻣــن اﻟﺳــﻔﯾر اﻷرﻣﻧــﻲ‬

‫اﻟﻣﺳـﯾﺣﻲ‪ ،‬واﻟــذي ﻫــو ﯾﻌﻣــل ﻣﻣــﺛﻼً ﻋــن ﻣﻠــك اﻟﺣﺑﺷــﺔ وﺑﺎﺳــﻣﻪ")‪ ،(٨٧‬وأﺛﻧــﺎء إﻗــﺎﻣﺗﻬم ﻓــﻲ‬

‫‪١٨٠‬‬
‫ﻣدﯾﻧـﺔ دﻟﻬـﻲ‪ ،‬وﺑﻌــدﻣﺎ ﻟﻘـﻲ اﻟﺳـﻔراء ﻣــن اﻟﺣﻔـﺎوة واﻟﺗﻛـرﯾم ﻋﻠـﻰ ﯾـد ﻣﻠــك اﻟﻣﻐـول ودوﻟﺗــﻪ‪،‬‬

‫دﻋـ ــﺎﻫم داﻧﺷـ ــﻣﻧدﺧﺎن وزﯾـ ــر اﻟﺷـ ــؤون اﻟﺧﺎرﺟﯾـ ــﺔ إﻟـ ــﻰ ﺑﯾﺗـ ــﻪ وراح ﯾﺳـ ــﺄﻟﻬم ﻋـ ــن طﺑﯾﻌـ ــﺔ‬

‫وﺟﻐراﻓﯾــﺔ اﻟﺣﺑﺷــﺔ‪ ،‬وﻋــن ﻧظــﺎم اﻟﺣﻛــم ﻓﯾﻬــﺎ‪ ،‬وﺳــﻌﻰ ﻛــذﻟك إﻟــﻰ ﻣﻌرﻓــﺔ ﻣﺻــﺎدر وﻣﻧــﺎﺑﻊ‬
‫)‪(٨٨‬‬
‫ﻧﻬر اﻟﻧﯾل اﻟﻌظﯾم‪.‬‬

‫ﯾﺑﻘــﻰ أن ﻧﺷــﯾر ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟدراﺳــﺔ إﻟــﻰ ﺑﻌــض اﻟــذﯾن ﺗوﻟـوا ﻣﻧﺻــب وزﯾــر اﻟﺷــؤون‬

‫اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟدى دوﻟﺔ اﻟﻣﻐول‪ ،‬واﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﯾراﻓﻘون اﻟﺑﻌﺛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﯾﺳﺗﻘﺑﻠوﻧﻬﺎ ﻛذﻟك‪.‬‬

‫‪ .١‬داﻧﺷﻣﻧد ﺧﺎن‪ ،‬ﻣﺣﻣد ﺷﻔﯾﻊ اﻟﯾـزدي‪ ،‬ﻛـﺎن ﻣـن اﻷﻓﺎﺿـل اﻟﻣﺷـﻬورﯾن ﻓـﻲ‬

‫اﻟﻬﻧــد‪ ،‬دﺧــل اﻟﻬﻧــد ﻋــن طرﯾــق ﻣﯾﻧــﺎء ﺳــورات ﺳــﻧﺔ ‪١٠٦٠‬ﻫـ ـ ‪١٦٥٠‬م أﯾــﺎم‬

‫ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن‪ ،‬ﺛــم وﻻﻩ ﻋــﺎﻟﻣﻛﯾر ﻣﯾــر ﺑﺧﺷــﯾﻛري ﺳــﻧﺔ ‪١٠٧٨‬ﻫـ ـ ‪١٦٥٨‬م‪ ،‬وﻗــد‬

‫ﻗ ـرأ ﻋﻠﯾــﻪ ﻋــﺎﻟﻣﻛﯾر" أﺣﯾــﺎء ﻋﻠــوم اﻟــدﯾن"‪ ،‬ﻛــﺎن واﺳــﻊ اﻻطــﻼع ﻓــﻲ اﻟﻌﻠــوم‬

‫اﻟﻔﻠﺳـﻔﯾﺔ واﻟﺗـﺎرﯾﺦ واﻟﺗﻣـدن‪ ،‬وﻛـﺎن ﯾﻌـرف اﻟﻠﻐـﺎت اﻟﻣﺗﻧوﻋـﺔ‪،‬وﻛﺛﯾر اﻟﻣطﺎﻟﻌـﺔ‪،‬‬

‫وﻛـ ـ ــﺎن ﻣـ ـ ــن ﻧدﻣﺎﺋـ ـ ــﻪ اﻟـ ـ ــدﻛﺗور ﺑﯾرﻧﯾـ ـ ــر اﻟﻔرﻧﺳـ ـ ــﻲ‪ ،‬ﻣـ ـ ــﺎت ﺳـ ـ ــﻧﺔ ‪١٠٨١‬ﻫـ ـ ـ ـ‬
‫)‪(٨٩‬‬
‫‪١٦٧٠‬م‪.‬‬

‫‪ .٢‬اﻷﻣﯾـ ــر اﺳـ ــﻣﺎﻋﯾل ﺑـ ــن اﺑ ـ ـراﻫﯾم اﻟـ ــدﻫﻠوي‪ ،‬ﻧ ـ ـواب ذو اﻟﻔﻘـ ــﺎر ﺧـ ــﺎن وﻫـ ــو‬

‫اﻟﻣﺷــﻬور ﺑﻧﺻــرت ﺟﻧــك وﺻﻣﺻــﺎم اﻟدوﻟــﺔ‪ ،‬وﻻﻩ ﻋــﺎﻟﻣﻛﯾر"ﻣﯾــر ﺑﺧﺷــﯾﻛري"‬


‫)‪(٩٠‬‬
‫وﻟﻘﺑﻪ ﻧﺻرت ﺟﻧك"‪.‬‬

‫‪ .٣‬اﻟﺷــﯾﺦ ﻋﺑــد اﻟﺟﻠﯾــل ﺑــن ﻣﯾــر أﺣﻣــد اﻟﺣﺳــﯾﻧﻲ اﻟﺑﻠﻛراﻣــﻲ‪ ،‬ﻋﯾﻧــﻪ ﻋــﺎﻟﻣﻛﯾر‬

‫ﻋﻠﻰ" ﻣﯾرﺑﺧﺷﯾﻛري" وﻛﺎن ﻋﺎﻟﻣﺎً ﺑﺎرﻋﺎً ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ واﻟﺑﯾﺎن واﻟﺑدﯾﻊ واﻟﺣدﯾث‬

‫واﻟﺗﻔﺳــﯾر واﻟﺳــﯾر واﻟﺗــﺎرﯾﺦ‪ ،‬وﻛــﺎن ﯾﻌــرف اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ واﻟﻔﺎرﺳــﯾﺔ واﻟﺗرﻛﯾــﺔ‬

‫‪١٨١‬‬
‫واﻟﻬﻧدﯾ ــﺔ" اﻟﺳﻧﺳ ــﻛرﯾﺗﯾﺔ"‪ ،‬وﯾﻧﺷ ــﻰء ﻓ ــﻲ ﻛ ــل ﻣﻧﻬ ــﺎ ﺷ ــﻌراً‪ ،‬وﻗ ــد ﺗ ــوﻓﻲ ﺳ ــﻧﺔ)‬
‫)‪(٩١‬‬
‫‪١١٣٨‬ﻫـ‪١٧٢٥ /‬م( ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ دﻟﻬﻲ‪.‬‬

‫وﻣﺣﺻﻠﺔ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت أﺣد أﺑرز اﻟﻌﺻور اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻬﻧد ﻣﻣﺛﻼً ﺑﺎﻹﻣﺑراطور ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد اوراﻧﺟزﯾب‪ ،‬وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺻﺎدر‬
‫اﻟﻣﺗوﻓرة واﻟﺗﻲ اﻫﺗﻣت اﻫﺗﻣﺎﻣﺎً ﻣﻠﺣوظﺎً ﺑظﺎﻫرة ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﻣﯾزة وﻫﻲ ﺗردد اﻟﺑﻌﺛﺎت‬
‫واﻟوﻓود اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ إﻟﻰ ﺑﻼط اﻟﻣﻐول ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ دﻟﻬﻲ‪ ،‬ﻧﺧﻠص ﺑﻌد ذﻟك إﻟﻰ ﺗﺑﯾﺎن‬
‫اﻻﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫أوﻻً ‪ :‬دﻟت اﻟﺑﻌﺛﺎث واﻟﺳﻔﺎرات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻟدول اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻻﻣﺑراطورﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﻐول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﺻر‬
‫اﻟﻣﻠك اﻟﻣﻐوﻟﻲ اوراﻧﺟرﯾب‪ ،‬اﻟذي ﻧﺟﺢ ﺑﺎﻣﻛﺎﻧﺎت دوﻟﺗﻪ اﻟوﻓﯾرة ﻣن ﺑﺳط ﻛﺎﻣل ﺳﯾطرﺗﻪ‬
‫وﺳﯾﺎدﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﻬﻧدﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎً ‪ :‬أﺑرزت أﻫﻣﯾﺔ وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن دﻟﻬﻲ ﻓﻲ ﻋﺻر اﻟﻣﻐول وﺑﯾن‬
‫أﺷراف ﻣﻛﺔ واﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣﻧورة‪ ،‬وﻋﻛﺳت وﺛوق اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن‪ ،‬ﻛﻣﺎ أوﺿﺣت‬
‫ﺣرص ﻣﻠوك اﻟﻣﻐول اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﻋﻠﻰ رأﺳﻬم أوراﻧﺟرﯾب ﻓﻲ ﺗﻌزﯾز رواﺑط أواﺻر‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻟدﯾﺎر اﻟﻣﻘدﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﻗدم ﻟﻬﺎ دﻋﻣﺎً ﻣﺎدﯾﺎً ﺳﻧوﯾﺎً ﺳﺎﻫم ﻓﻲ رﻓﻊ ﺳوﯾﺔ‬
‫اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻣﻘدﺳﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎً ‪ :‬ﻻﺣظت ﻣن ﺧﻼل اﻟدراﺳﺔ أن رواﺑط اﻟﻣﻐول ﻛﺎﻧت أﻛﺛر وداً وﺗﻣﺎﺳﻛﺎً ﻣﻊ اﻟدوﻟﺔ‬
‫اﻟﺻﻔوﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻼد ﻓﺎرس ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟدول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة اﻷﺧرى‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ‬
‫ﻋزز ﻣﻛﺎﻧﺔ وﻣﻛﺎﺳب اﻟدوﻟﺗﯾن اﻹﺳﻼﻣﯾﺗﯾن ﻓﻲ آﺳﯾﺎ‪ ،‬ووﻗﻔت دون أن ﺗﻧﻬﺎر أﻣﺎم ﻗوة‬
‫اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﺿﺎرﺑﺔ واﻟﺗﻲ ﺳﯾطرت ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎطق ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم‬
‫اﻹﺳﻼﻣﻲ ‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎً ‪ :‬ﺗﺑﯾن أن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣﻐول اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑﺎﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﻠﯾﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻓﺎﺗرة ﺟداً‪ ،‬اذ ﻟم‬
‫ﻧﻼﺣظ أﯾﺔ اﻫﺗﻣﺎﻣﺎت ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﯾن ﻓﻲ إرﺳﺎل اﻟﺳﻔراء واﻟﺑﻌﺛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬
‫ﺑﺷﻛل ﻣرﺿﻲ وﻣﻘﺑول إﻟﻰ ﺑﻼط اﻟﻣﻐول ﻓﻲ دﻟﻬﻲ‪ ،‬اﻻﻣر اﻟذي ﯾظﻬر ﻓﺗوراً واﺿﺣﺎً‬
‫ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن‪.‬‬

‫‪١٨٢‬‬
‫ﺧﺎﻣﺳﺎً ‪ :‬وﺟدﻧﺎ رﻏﺑﺔ ﻟدى اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ آﺳﯾﺎ اﻟوﺳطﻰ )ﺑﻼد ﻣﺎ وراء اﻟﻧﻬر‬
‫وﺗرﻛﺳﺗﺎن( ﻓﻲ اداﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟﻣﻐول‪ ،‬وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ارﺳﺎل اﻟﺑﻌﺛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﺳﻔراء ﺗﻌﺑﯾرات ﻋن ودّﻫم وﻗﺑوﻟﻬم ﻻﻣﺑراطورﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﻐول ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‪ ،‬وﻛذﻟك ﺣﺳﻣﺎً ﻟﻠﺧﻼف اﻟﻘﺎﺋم ﺑﯾن دوﻟﺔ اﻻﺳﺗراﺧﺎن ﻓﻲ ﺑﺧﺎرى وﺑﻠﺦ‬
‫وﺳﻣرﻗﻧد ﻣﻊ دوﻟﺔ اﻟﻣﻐول ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‪.‬‬
‫ﺳﺎدﺳﺎً ‪ :‬ﻣﺎ ﻣﯾز اﻟﺳﻔﺎرات إﻟﻰ ﺑﻼط اﻟﻣﻐول‪ ،‬ﺗﻠك اﻟﺳﻔﺎرة اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻬوﻟﻧدﯾﯾن‬
‫اﻟذﯾن ﺣﺻﻠوا ﻋﻠﻰ ﺗﻔوﯾض ﺷرﻋﻲ ﻣن ﻗﺑل اﻹﻣﺑراطور اﻟﻣﻐوﻟﻲ اوراﻧﺟرﯾب ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ‬
‫ﻣﺻﺎﻧﻊ وﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳواﺣل اﻟﻬﻧد اﻟﺷرﻗﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺳﺎﺑﻌﺎً ‪ :‬ﻧﻼﺣظ أن ﻛل اﻟﺑﻌﺛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺻﻠت إﻟﻰ ﺑﻼط اﻟﻣﻐول ﻓﻲ دﻟﻬﻲ‬
‫ﻛﺎﻧت ﺗﺣﻣل رﺳﺎﺋل ﻣن ﻣﻠوﻛﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻠك اﻟﻣﻐول‪ ،‬واﻟذي ﯾﻘوم ﺑدورﻩ ﺑﺎﻟرد ﻋﻠﯾﻬﺎ‬
‫ﺑرﺳﺎﺋل ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﯾرﺳﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﻧﻔس اﻟﻣﺑﻌوﺛﯾن‪ ،‬أو أﺣﯾﺎﻧﺎً ﯾرﺳل ﻣﺑﻌوﺛﺎً ﺧﺎﺻﺎً ﻣن ﺑﻼطﻪ‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺷﺎﻫدﻧﺎ أن ﺗﻘدﯾم اﻟﻬداﯾﺎ واﻟﻣﻧﺢ واﻷﻋطﯾﺎت اﻟﻣﻣﯾزة وﻏﺎﻟﯾﺔ اﻟﺛﻣن ﻛﺎﻧت ﺗﻘرﯾﺑﺎً‬
‫ﺑروﺗوﻛوﻻً رﺳﻣﯾﺎً ﺳﻌﻰ إﻟﻰ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻌظم ﻣﻠوك اﻟﻣﻐول‪.‬‬
‫وأﺧﯾراً‪ ،‬ﻛﻠﻧﺎ أﻣل ﻓﻲ أن‪ ،‬ﻧﻛون ﻗد أوﺿﺣﻧﺎ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﯾن دول‬
‫اﻟﻣﻧطﻘﺔ ودوﻟﺔ اﻟﻣﻐول اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‪ ،‬آﻣﻠﯾن أن ﺗﺣظﻰ ﻣﻧﺎطق ﺟﻧوب آﺳﯾﺎ‬
‫وآﺳﯾﺎ اﻟوﺳطﻰ ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﺣدﯾﺛﺔ‪.‬‬

‫‪١٨٣‬‬
Footnotes

1. M. Athar Ali, Provincial Governments under Aurangzeb, An Analysis, An Article

of “Muslims in India, a Miscellany, Edited by, Irfan Habib and Nizami, Lahore,

VoL. I, P. 99.

2. Bakhtawar Khan, Mirat –I- Alam, mirat –I-Jahan nama, mentioned in, ELLIOT

AND dowson, The history of india as told by its own historians, the

muhammadan period, lahore, 1976, vol. V11pp- 163- 165 ‫واﻟـدام ﻗطﻌـﺔ ﻧﻘدﯾـﺔ ﻧﺣﺎﺳـﯾﺔ‬

‫ وﻫـﻲ وﺣـدة ﻧﻘـد ﺗـم اﻟﺗﻌﺎﻣـل ﺑﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺟﻣـﻊ اﻟﻌواﺋـد واﻟﺿـراﺋب‬،‫ﺿرﺑت أﯾﺎم اﻟﻌﻬود اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‬

.‫ ﺑﯾﻧﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛـ ـ ـ ــل أرﺑﻌ ـ ـ ـ ــون داﻣــ ـ ـ ــﺎً ﺗﻌ ـ ـ ـ ــﺎدل روﺑﯾ ـ ـ ـ ــﺔ ﻫﻧدﯾ ـ ـ ـ ــﺔ واﺣــ ـ ـ ــدة‬،‫اﻟﻣﺎﻟﯾ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ــن ﻛﺎﻓ ـ ـ ـ ــﺔ أﻗ ـ ـ ـ ــﺎﻟﯾم اﻟدوﻟــ ـ ـ ــﺔ‬

3. Baber, The Babernama, Translated foom the original Turki Text by Annette

susannax Bexveridge, (London, 1969), pp- 522- 523.

4. Saqi mustad khan, maathir- I- Al amgiri, Ahistory of the Emperor Aurangzib –

Alamgir- (1658- 1707 A.D), translated into English and annotated by, sir

dadunath sarkar, ( lahore 1981), P. 17.

‫ ﻣﻧــذ أوﻟﻬــم ﻓــﻲ ﻋﻬــد اﻟرﺳــول ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾــﻪ وﺳــﻠم ﺣﺗــﻰ اﻟﺷ ـرﯾف‬،‫ اﻣ ـراء اﻟﺑﻠــد اﻟﺣ ـرام‬،‫ أﺣﻣــد زﯾﻧــﻲ دﺣــﻼن‬.٥

.١١٠ -١٠٤ ‫ ص‬،١٩٨١ ،‫ ﺑﯾروت‬،‫ اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﻧﺷر‬،‫اﻟﺣﺳﯾن ﺑن ﻋﻠﻲ‬

٨١ ‫ ص‬،‫ ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‬.٦

٣٢ ‫ ص‬،‫ ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‬.٧

٣٢ ‫ ص‬،‫ ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‬.٨

٣٢ ‫ ص‬،‫ ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‬.٩

10. Bernier, F. Travels in the mogul Empire, AD. 1656- 168, second edition revised

by vincent A. smith, first indian edition, ( new delhi, 1983), P. 133.

.١٢٤ -١١٢‫ ص‬،‫ اﻣراء اﻟﺑﻠد اﻟﺣرام‬،‫زﯾﻧﻲ دﺣﻼن‬.١١

١٨٤
‫‪ .١٢‬اﻟﻣﻬر ووﺣدة ﻧﻘد ﺿرﺑت أﯾﺎم اﻟﻣﻐول‪.‬‬

‫‪ .١٣‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص‪.٦٧‬‬

‫‪ .١٤‬زﯾﻧﻲ دﺣﻼن‪ ،‬ص‪.١٢٨ -١٢٤‬‬

‫‪ .١٥‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.١٥٤‬‬

‫‪ .١٦‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.١٦٦‬‬

‫‪ .١٧‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.١٧٤ -١٧٣‬‬

‫أﺣﻣدوف ﺑورﯾﺑوي وﻣﻧـوروف زاﻫـد اﷲ‪ ،‬اﻟﻌـرب واﻹﺳـﻼم ﻓـﻲ أوزﺑﻛﺳـﺗﺎن ﺗـﺎرﯾﺦ آﺳـﯾﺎ اﻟوﺳـطﻰ ﻣـن أﯾـﺎم اﻷﺳـر ‪18.‬‬

‫اﻟﺣﺎﻛﻣــﺔ ﺣﺗــﻰ اﻟﯾــوم‪ ،‬ﻣراﺟﻌــﺔ ﻧﻌﻣــت اﷲ اﺑراﻫﯾﻣــوف‪ ،‬اﻟﻌﺿــو اﻟﻣراﺳــل ﻷﻛﺎدﯾﻣﯾــﺔ اﻟﻌﻠــوم اﻷوزﺑﻛــﻲ‪ )،‬ﺑﯾــروت‪،‬‬

‫‪١٩٩٦Sarkar,‬م( ص ‪ ،٣٢٤‬وﻟﻠﻣزﯾ ــد ﺣ ــول ﻋﻼﻗ ــﺎت اﻟﻣﻐ ــول ﺑﺂﺳ ــﯾﺎ اﻟوﺳ ــطﻰ راﺟ ــﻊ‪،‬‬ ‫‪History‬‬ ‫‪of‬‬

‫‪Aurangzib, ( Karacli, 1981) vol.I, PP- 46- 62.‬‬

‫‪19. Saksena, B.P, History of shahjahan of Dihli, ( All ahabad, 1973), P. 194.‬‬

‫‪ .٢٠‬اﻟﻌرب واﻹﺳﻼم ﻓﻲ اوزﺑﻛﺳﺗﺎن‪ ،‬ص ‪. saksena, PP. 195- 198 ،٣٢٤‬‬

‫‪21. Saksensa, pp- 204- 207‬‬

‫‪22. Lane- poole, s, The mohammadan Dynasties, chronological and genealogical‬‬

‫)‪Tables with Historical introduetions, ( Karachi, 1969‬‬

‫‪ .٢٣‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص‪٢٢‬‬

‫‪ lane- poole, p.250‬ﺣﻛم ﺑﻠﺦ ﻣن ‪١٠٩١‬ﻫـ‪١٦٨٠ /‬م‪١١١٤ -‬ﻫـ‪١٧٠٢ /‬م ‪24.‬‬

‫‪ .٢٥‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪٤١‬‬

‫‪ sarkar, Ashort History‬اﻧظـر ‪Hazari= half alakh‬ﯾﻌﻧـﻲ ﺧﺻـص ﻟـﻪ ﺧﻣـس وﺳـﺑﻌون أﻟـف روﺑﯾـﺔ‪26. ،‬‬

‫‪of Aurangzib, ( calcutta, 1979) P. 400.‬‬

‫‪ .٢٧‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.٦٥ -٦٤‬‬

‫‪ .٢٨‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.١١٩‬‬

‫‪ .٢٩‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.١٤٠‬‬

‫‪١٨٥‬‬
‫‪ .٣٠‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪.١٩٧ ،‬‬

‫ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪ ،٢٠٣‬اﻷﺳرة اﻻﺳـﺗرﺧﺎﻧﯾﺔ ) ‪١٠٠٧‬ﻫ ـ‪١٥٩٩ /‬م‪١٢٠٠ -‬ﻫ ـ‪١٧٨٥ /‬م( ﺣﻛﻣـت ﺑﺧـﺎرى ‪31.‬‬

‫وﺑﻠــﺦ‪ ،‬ﺑــدأت ﻫــذﻩ اﻷﺳـ ـرة ﺑــﺎﻟزﻋﯾم ﺑــﺎﻗﻲ ﻣﺣﻣــد ﺧ ــﺎن‪ ،‬واﻧﺗﻬــت ﻓــﻲ ﻋﻬــد أﺑ ــو اﻟﻐــﺎزي ﺑﻬــﺎدر ﺳــﻧﺔ ‪١٢٠٠‬ﻫ ـ ـ‪/‬‬

‫‪١٧٨٥‬م‪ ،‬ﻣــن زﻋﻣﺎﺋﻬــﺎ اﻟﺳــﻠطﺎن وﻟــﻲ ﻣﺣﻣــد ﺧــﺎن‪ ،‬اﻟﺳــﻠطﺎن اﻣــﺎم ﻗــوﻟﻲ ﺧــﺎن‪ ،‬ﻧــﺎدر ﻣﺣﻣــد ﺧــﺎن‪ ،‬ﻋﺑــد اﻟﻌزﯾــز‬

‫‪ lave- pooli, p.250‬ﺧﺎن وﺳﺑﺣﺎن ﻗوﻟﻲ ﺧﺎن‪ ،‬وأﺑو اﻟﻔﺎﯾدﺧﺎن وﻏﯾرﻫم‪.‬‬

‫‪32. Bernier P. 117‬‬

‫‪33. Bernier P. 118‬‬

‫وﻫﻲ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻣﺷﻬورة ﺑﺄﻋﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﻔﻧﯾـﺔ واﻟﻣﻌﻣﺎرﯾـﺔ اﻟﺑدﯾﻌـﺔ‪ ،‬وﺗﺳـﻣﻰ) ﺑﻣدرﺳـﺔ" ﺷـﯾردارﺑﻧﯾت ﺳـﻧﺔ ‪34. (shir Dar‬‬

‫‪١٦٠١‬م‪ ،‬وﻣدرﺳــﺔ ﺷــﯾردار ﻣــن أﻫــم ﻣــدارس ﺳــﻣرﻗﻧد‪ ،‬ﻛــﺎن ﻓﯾﻬــﺎ ﺣـواﻟﻲ ‪١٢٨‬ﻋﺎﻟﻣــﺎً وﻓﻘﯾﻬــﺎً وﻣﺣــدﺛﺎً وﻣﻬﻧدﺳــﺎً‬

‫وﻣﻌﻣﺎرﯾــﺎً‪ ،‬وﻫﻧــﺎك ﻣدرﺳــﺔ" ﺗﯾﻼﻛــﺎري" اﻟﻣﻛﺳــوة ﺑﺎﻟــذﻫب ﺑﻧﯾــت ﺳــﻧﺔ ‪١٦١٨‬م‪ ،‬وﺗﺣﺗــوي ﻋﻠــﻰ ‪ ٥٦‬ﻏرﻓــﺔ ﺻــﻔﯾﺔ‪،‬‬

‫وﻣدرﺳــﺔ" اﻟــﻎ ﺑﯾــك" وﻫــﻲ ﻣــن أﻋظــم اﻟﻣــدارس ﻓــﻲ ﺳــﻣرﻗﻧد‪ ،‬ﺑﻧﯾــت ﺳــﻧﺔ ‪١٤٢٠‬م‪ ،‬أو ﺳــﻧﺔ ‪١٤٣٢‬م‪ ،‬ﻋﻠــﻰ ﯾــد‬

‫ﺗﯾﻣورﻟﻧك‪ ،‬وﻫﻲ أﺻﻐر ﻣن ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣدارس‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻣﯾزت ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻫـﺎ ﻣـن اﻟﻣـدارس ﺑﺗﻌﻠﯾﻣﻬـﺎ اﻟﻌﻠـوم اﻟرﯾﺎﺿـﯾﺔ‬

‫‪Ropotkine,‬واﻟﻔﻠﻛﯾــﺔ‪ ،‬اﻷﻣــر اﻟــذي ﻣﯾــز ﻣدﯾﻧــﺔ ﺳــﻣر ﻗﻧــد ﻋﻠﻣﯾــﺎً وﻣﻌرﻓﯾــﺎً ﻓــﻲ اﻟﻘــرن اﻟﺧــﺎﻣس ﻋﺷــر ﻣــﯾﻼدي‬

‫‪P.A.K, ency. Britanica, 9 th ed. 1886.‬‬

‫‪35. Bernier, P.119.‬‬

‫‪36. Bernier, P.120‬‬

‫‪37. Bernier, P.120‬‬

‫‪38. Bernier, P.121‬‬

‫‪39. Al- Badaoni, muntakhab- ut- Tawarikh, Tra. From the original persian by‬‬

‫‪george s.A, Ranking, ( Karachi, 1976) vol. I, pp.400- 470.‬‬

‫‪40. Lane- poole, P. 235‬‬

‫‪ .٤١‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪Bernier, P.146 .٢١‬‬

‫ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.٢٢‬‬ ‫‪.٤٢‬‬

‫‪ .٤٣‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.٢٩‬‬

‫‪١٨٦‬‬
‫‪44. Lane- poole, P. 235‬‬

‫‪ .٤٥‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.٣٠٥‬‬

‫‪46. Bernier, pp- 147- 148‬‬ ‫‪ ،‬اﻷﺳـرة اﻟﺻــﻔوﯾﺔ ﺗﺄﺳﺳــت ﻋﻠـﻰ ﯾــد اﺳــﻣﺎﻋﯾل اﻟﺻـﻔوي ﺳــﻧﺔ ‪٩٠٧‬ﻫــ‪/‬‬

‫‪١٥٠٢‬م‪ ،‬واﻧﺗﻬــﻰ ﺣﻛــم ﻫــذﻩ اﻷﺳ ـرة اﻟﺷــﯾﻌﯾﺔ ﻻﯾ ـران وأﻓﻐﺎﻧﺳــﺗﺎن ﻓــﻲ ﻋﻬــد ﻋﺑــﺎس ﺷــﺎﻩ اﻟﺛﺎﻟــث ﺳــﻧﺔ ‪١١٤٨‬ﻫـ ـ‪/‬‬

‫‪١٧٣٦‬م‪ ،‬وﻣــن أﺑــرز زﻋﻣــﺎء ﻫــذﻩ اﻷﺳـرة‪ ،‬طﻬﻣــﺎ ﺳــب ﺑــن اﺳــﻣﺎﻋﯾل ) ‪٩٣٠‬ﻫـ ـ‪١٥٢٤ /‬م‪٩٨٤ -‬ﻫـ ـ‪١٥٧٦ /‬م(‬

‫وﺷ ـ ــﺎﻩ ﻋﺑ ـ ــﺎس اﻷول) ‪٩٨٥‬ﻫ ـ ـ ـ‪١٦٢٩ /‬م‪١٠٧٧ -‬ﻫ ـ ـ ـ‪١٦٦٧ /‬م( وﺷ ـ ــﺎﻩ ﻋﺑ ـ ــﺎس اﻟﺛ ـ ــﺎﻧﻲ )‪١٠٥٢‬ﻫ ـ ـ ـ‪-١٦٢٩/‬‬

‫‪١٠٧٧Ovin, voyage to surate in the year 1689,( london, 1690) P. 169‬ﻫـ‪(١٦٦٧/‬‬

‫‪47. Benier, P. 149‬‬

‫‪48. Benier, P. 149‬‬

‫‪ .٤٩‬ﯾﻠﻣــﺎز اوزﺗوﻧــﺎ‪ ،‬ﺗــﺎرﯾﺦ اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾــﺔ‪ ،‬ﺗرﺟﻣــﺔ ﻋــدﻧﺎن ﻣﺣﻣــود ﺳــﻠﻣﺎن‪ ،‬ﻣﻧﺷــورات ﻣؤﺳﺳــﺔ ﻓﯾﺻــل ﻟﻠﺗﻣوﯾــل‪،‬‬

‫ﺗرﻛﯾﺎ‪ )،‬اﺳﺗﺎﻧﺑول‪١٩٨٨ ،‬م( ج‪ ١‬ص ‪.٥٦٢ -٥٥٦‬‬

‫‪ .٥٠‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪٢٠٣‬‬

‫‪ .٥١‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ج‪ ١‬ص ‪.٥٥٦ -٥٤١‬‬

‫‪ .٥٢‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.٢٢ -٢١‬‬

‫‪ .٥٣‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.٥٥ -٥٤‬‬

‫أﺳﺳـت دوﻟـﺔ اﻷﺋﻣـﺔ ﻓـﻲ ﺻـﻧﻌﺎء ﺳـﻧﺔ) ‪١٠٠٠‬ﻫ ـ‪١٥٩١ /‬م( وﻛﺎﻧـت ﻗﺑـل ذﻟـك ﻓـﻲ ﻣدﯾﻧـﺔ ﺳـﻌدﻩ‪ ،‬ﻣؤﺳـس ﻫــذﻩ ‪54.‬‬

‫اﻟدوﻟــﺔ ﻫــو اﻹﻣــﺎم ﻗﺎﺳــم ﻣﻧﺻــور)‪١٠٠٠‬ﻫــ‪١٥٩١/‬م‪١٠٢٩ -‬ﻫــ ‪١٦٢٠‬م( وﻛﺎﻧــت ﻧﻬﺎﯾــﺔ ﻫــذﻩ اﻷﺳـرة ﻓــﻲ ﻋﻬــد‬

‫‪Lave- poole, P. 94‬اﻷﻣﺎم ﻣﻬدي اﺳﻣﺎﻋﯾل) ‪١١٦٠‬ﻫـ‪١٧٤٧/‬م( ‪،‬‬

‫‪ Bernier, P.133‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪55. -٣٢‬‬

‫‪ .٥٦‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.٣٢‬‬

‫‪ .٥٧‬اﻟﻌرب واﻹﺳﻼم ﻓﻲ اوزﺑﻛﺳﺗﺎن‪ ،‬ص ‪.٣٠١ -٢٢٤‬‬

‫‪58. Lane- poole, pp. 253- 254.‬‬

‫‪ .٥٩‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.٣٣‬‬

‫‪ .٦٠‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.٤٥‬‬

‫‪١٨٧‬‬
‫‪ .٦١‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.٤٦ -٤٥‬‬

‫‪ .٦٢‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.٤٦‬‬

‫‪ .٦٣‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.٥٠‬‬

‫‪ .٦٤‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.١٤١‬‬

‫‪ .٦٥‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.٢٠٣‬‬

‫‪ Lane – poole, p. 296 .٦٦‬ﻣؤﺳس ﻫذﻩ اﻷﺳرة ﻫو ﺳﻠطﺎن ﻛوﻟﻲ وذﻟك ﺳﻧﺔ ‪٩١٨‬ﻫـ‪١٥١٢ -‬م‪.‬‬

‫‪67. Sharma, s.s. mughal empire in India, ( Agra, 8th ed, n.d.) pp- 298-301‬‬

‫‪ .٦٨‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.٨٩‬‬

‫‪69. Bernier, P. 127‬‬

‫‪70. Bernier, P. 127‬‬

‫‪71. Bernier, P. 127‬‬

‫‪72. Bernier, P. 128‬‬

‫‪73. Bernier, P. 128‬‬

‫‪74. Bernier, P. 129‬‬

‫‪ .٧٥‬ﻟﻠﻣزﯾد ﻣـن اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت راﺟـﻊ‪ ،‬ﻋﺑـد اﻟطﯾـب‪ ،‬ﻫﺟـرة اﻟﺣﺑﺷـﺔ وﻣـﺎ وراءﻫـﺎ ﻣـن ﻧﺑـﺎء‪ ،‬ﺑﺣـث ﻗـدم ﻓـﻲ اﻟﻧـدوة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـﺔ‬

‫اﻟﺛﺎﻟﺛــﺔ ﻟدراﺳــﺎت اﻟﺟزﯾ ـرة اﻟﻌرﺑﯾــﺔ‪ ،‬ﺳــﻧﺔ ‪١٩٨٣‬م‪ ،‬ﻣﻧﺷــورات ﻣﺟﻠــﺔ" دراﺳــﺎت اﻓرﯾﻘﯾــﺔ" اﻟﻌــدد اﻟﺛــﺎﻣن ﻋﺷــر‪ ،‬دار‬

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻟﻠﻧﺷر واﻟطﺑﺎﻋﺔ‪ ،‬اﻟﺧرطوم‪ ،‬اﻟﺳودان‪١٩٩٨ ،‬م‪ ،‬ص ‪. ١٤ -٥‬‬

‫‪76. The new eneyclopaedia Britainica, An Article of “ Ethiopia” 15th ed. 1990, vol.‬‬

‫‪1V, pp- 579- 582.‬‬

‫‪ .٧٧‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.٣٢‬‬

‫‪ .٧٨‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.٣٢‬‬

‫‪ .٧٩‬ﻣﺂﺛر ﻋﺎﻟﻣﻛﯾري‪ ،‬ص ‪.٦٧‬‬

‫‪80. Bernier, p. 134‬‬

‫‪١٨٨‬‬
‫‪81. Bernier, pp. 135- 136‬‬

‫‪ .٨٢‬ﺷﯾﻔﺎﺟﻲ‪ ،‬ﻣؤﺳس دوﻟﺔ اﻟﻣﻬﺎرﺗﻬﺎ اﻟﻬﻧدوﺳﯾﺔ )‪ ( Mahartha‬ﻓﻲ ﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺑﯾﺟﺎﺑور اﻟﻬﻧدﯾﺔ‪ ،‬وﻟد ﺳﻧﺔ ‪١٦٨٠‬م‪.‬‬

‫‪83. Bernier, p. 137‬‬

‫‪84. Bernier, p. 138‬‬

‫‪85. Bernier, p. 139‬‬

‫‪ Bernier, p. 140 .٨٦‬ﺑﻧـﻲ ﻫـذا اﻟﻣﺳـﺟد اﻟـذي طﺎﻟـب اﻟﻣﻠـك اﻟﻣﻐـوﻟﻲ اوراﻧﺟرﯾـب ﻓـﻲ اﻋـﺎدة اﻋﻣـﺎرﻩ وﺑﻧﺎﺋـﻪ ﻋﻠـﻰ‬

‫ﺿرﯾﺢ )‪ (Mausoleum‬أﺣد اﻟدﻋﺎة اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟذﯾن ﻫﺎﺟروا إﻟﻰ اﻟﺣﺑﺷﺔ ﻟﻧﺷـر اﻟـدﻋوة اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ ﻓﯾﻬـﺎ‪ ،‬ﺣﯾـث‬

‫ﺣﻘـق ﻧﺟﺎﺣــﺎً ﻛﺑﯾـراً ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻣﺿــﻣﺎر‪ ،‬وﻗــد دﻣــر اﻟﺑرﺗﻐــﺎﻟﯾون ذﻟــك اﻟﻣﺳــﺟد ﻋﻧــدﻣﺎ اﺟﺗــﺎﺣوا اﻟﺣﺑﺷــﺔ ﻋــن طرﯾــق‬

‫ﻣﯾﻧﺎء ﻛوا )‪ (Goa‬اﻟﻬﻧدي‪.‬‬

‫‪87. Bernier, p. 140‬‬

‫‪88. Bernier, p. 141‬‬

‫‪ .٨٩‬ﻋﺑد اﻟﺣﻲ اﻟﺣﺳﻧﻲ اﻟﻧدوي‪ ،‬ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر وﺑﻬﺟﺔ اﻟﻣﺳﺎﻣﻊ واﻟﻧواظر‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ ﻣﺟﻠس داﺋـرة اﻟﻣﻌـﺎرف اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾـﺔ‪،‬‬

‫ﺣﯾدرآﺑﺎد‪ -‬اﻟرﻛن اﻟﻬﻧد‪١٣٧٥ ،‬ﻫـ‪١٩٥٥ -‬م‪ ،‬ج‪ ٥‬ص ‪.٣٧٦ -٣٧٥‬‬

‫‪ .٩٠‬ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‪ ،‬ج‪ ٦‬ص ‪٣٢‬‬

‫‪ .٩١‬ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‪ ،‬ج‪ ٦‬ص ‪.١٤٠ -١٣٩‬‬

‫‪١٨٩‬‬
‫ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻭﺭﺍﻧﺠﺰﻳﺐ‬
‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ "ﺑﻴﺮﻧﻴﺮ"‬

‫ﺗﻬــدف ﻫــذﻩ اﻟدراﺳــﺔ إﻟــﻰ اﻟﺗﻌــرف ﻋﻠــﻰ ﻣــدى ﺗطــور وازدﻫــﺎر اﻟﻣدﯾﻧــﺔ اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ ﻓــﻲ‬
‫ﺟﻧــوب آﺳــﯾﺎ )اﻟﻬﻧــد( وذﻟــك ﻣــن ﺧــﻼل دراﺳــﺔ ﺟﺎﻧــب ﻣــن ﺟواﻧــب اﻟرﺣﻠــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻗــﺎم ﺑﻬــﺎ‬
‫اﻟرﺣﺎﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﻲ ﺑﯾرﻧﯾــر )‪ (Bernier‬إﻟــﻰ اﻣﺑراطورﯾــﺔ اﻟﻣﻐــول اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻌﺎم ‪١٦٥٦‬م وﺣﺗﻰ اﻟﻌـﺎم ‪١٦٦٨‬م‪ ،‬واﻟﺗـﻲ ﺗﻌﺗﺑـر واﺣـدة ﻣـن اﻟـرﺣﻼت اﻟﻬﺎﻣـﺔ واﻟﻔرﯾـدة‬
‫اﻟﺗــﻲ ﺗﻣﯾــزت ﺑﻬــﺎ ﺑﻣــﺎ ﺣﻣﻠﺗــﻪ ﻣــن ﻣﻌﻠوﻣــﺎت وﺣﻘــﺎﺋق ﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ ﻏزﯾـرة‪ ،‬وﻫــﻲ اﻟﺗــﻲ ﺟــﺎءت‬
‫ﺷــﺎﻫدة ﻋﻠــﻰ ﻋﺻــر ظﻬــرت ﻓﯾــﻪ ﺗﺣــوﻻت ﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ وﻋﻘﺎﺋدﯾــﺔ ﻣﺗﺳــﺎرﻋﺔ‪ ،‬وﻣــﺎ‬
‫ﻧﺑﺗﻐﯾﻪ ﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ ﻫذﻩ‪ ،‬اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻻﻣور اﻟﻬﺎﻣﺔ‪-:‬‬

‫‪١٩٠‬‬
‫أوﻻً ‪ -:‬اﻟﺗﻌرﯾـ ــف ﺑﺎﻟرﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻟﻔرﻧﺳـ ــﻲ ﺑﯾرﻧﯾـ ــر‪ ،‬ورﺣﻠﺗـ ــﻪ اﻟﺷـ ــﻬﯾرة‪" ،‬رﺣـ ــﻼت إﻟـ ــﻰ‬
‫اﻣﺑراطورﯾــﺔ اﻟﻣﻐــول"‪١٦٥٦ ،‬م‪١٦٦٨-‬م‪ ،‬وﻫــل ﻛﺎﻧــت اﻟرﺣﻠــﺔ ﻣــن اﻻﻫﻣﯾــﺔ ﻣــﺎ‬
‫ﺟﻌﻠﻬﺎ وﺛﯾﻘﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻣﻌﺎﺻرة‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎً ‪ -:‬دور اﺑﺎطرة اﻟﻣﻐـول اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن ﻓـﻲ ﺗطـوﯾر اﻟﻣدﯾﻧـﺔ اﻻﺳـﻼﻣﯾﺔ واﻟﻧﻬـوض‬
‫ﺑﻬ ــﺎ ﻣ ــن ﺟواﻧ ــب ﻋدﯾ ــدة‪ ،‬وﺟﻌﻠﻬ ــﺎ ﻣ ــدﻧﺎً ﻣﻧﺎﻓﺳ ــﺔ ﻟﺑﻘﯾ ــﺔ اﻟﻣ ــدن اﻻﺳ ــﻼﻣﯾﺔ وﻏﯾ ــر‬
‫اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌﺻر‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎً ‪ -:‬اﻟرﻗﻲ واﻻزدﻫﺎر اﻟذي راﻓق ﻣﺳﯾرة اﻟدوﻟـﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳـﯾﺔ واﻟﻌﺳـﻛرﯾﺔ‬
‫واﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻟ ــذي اﻧﻌﻛ ــس ﺑﺷ ــﻛل واﺿ ــﺢ وﻛﺑﯾ ــر ﻋﻠ ــﻰ ﺗط ــور ﻋﻠ ــوم اﻟ ــﻧﻘش‬
‫واﻟزﺧرﻓﺔ واﻟﻌﻣﺎرة واﻟﺗﺻﻣﯾم‪.‬‬

‫ﺗﻣﻬﯾد‪-:‬‬
‫ﻻ ﺑ ــد ﻣ ــن اﻻﻋﺗـ ـراف ﺑداﯾ ــﺔ‪ ،‬أن ﻣ ــن أﻛﺛ ــر اﻟﻣ ــدن اﻹﺳ ــﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﻟ ــم ﺗﺷ ــﻣﻠﻬﺎ‬
‫دراﺳـﺎت اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن اﻟﻌـرب ﻓــﻲ ﺣﻘــل اﻟﺗﻣـدن اﻹﺳــﻼﻣﻲ ودراﺳــﺔ اﻟﻣدﯾﻧـﺔ اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺗﻠــك‬
‫اﻟﻣــدن اﻟﻌظﯾﻣــﺔ اﻟواﻗﻌــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد واﻓﻐﺎﻧﺳــﺗﺎن واﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن ﻣــدن آﺳــﯾﺎ اﻟوﺳــطﻰ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ‬
‫ﻧﺟد اﻫﺗﻣﺎﻣﺎً ﻛﺑﯾـراً ﻟـدى اﻟﻣﺳﺗﺷـرﻗﯾن اﻷورﺑﯾـﯾن‪ ،‬وﻧﺧـص ﻣـﻧﻬم ﺑﺎﻟـذﻛر اﻟﻔرﻧﺳـﯾﯾن اﻟـذﯾن‬
‫طرﻗ ـوا أﺑ ـواب دراﺳــﺔ اﻟﻣدﯾﻧــﺔ اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ ﻓــﻲ ﻋﻣــوم اﻟــﺑﻼد اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻻ ﺳــﯾﻣﺎ ﻣدﯾﻧــﺔ‬
‫دﻟﻬــﻲ واﻛ ـرا‪ ،‬اﻟﺗــﻲ ﺣظﯾــت ﺑﺎﻫﺗﻣــﺎم ﻣﻌظــم اﻟﺣﻛوﻣــﺎت واﻟــدول اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻌﺎﻗﺑــت‬
‫ﻋﻠــﻰ ﺣﻛــم اﻟﻬﻧـ ﺑــدـدءاً ﺑﺎﻻﻓﻐــﺎن اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن واﻧﺗﻬــﺎء ً ﺑدوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول‪ ،‬واﻟﺗــﻲ رﻛــزت ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺟواﻧب ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﺟواﻧب اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‪.‬‬

‫ﻓﻔﻲ اﻟوﻗت اﻟذي اﻧﻘطﻊ ﻓﯾﻪ اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑﺎﻟرﺣﻼت وﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣدن‪،‬‬
‫وذﻟ ــك ـﻓــﻲ اﻟﻘ ــرن اﻟﺳ ــﺎﺑﻊ ﻋﺷ ــر واﻟﺛ ــﺎﻣن ﻋﺷ ــر‪ ،‬ﻧﺟ ــد ﻫﺟوﻣ ــﺎً ﻛﺑﯾـ ـراً ﻣ ــن ﻗﺑ ــل اﻟرﺣﺎﻟ ــﺔ‬

‫‪١٩١‬‬
‫اﻷﺟﺎﻧب‪ ،‬ﻣﻣن ﻫـم ﻓـﻲ ﻣﺳـﺗوى رﻓﯾـﻊ ﻣـن اﻟﻌﻠـم واﻟﻣﻌرﻓـﺔ‪ ،‬ﯾﺟوﺑـون دﯾـﺎر اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن ﻣـن‬
‫ﻣﺷـ ــرﻗﺔ إﻟـ ــﻰ ﻣﻐرﺑـ ــﻪ‪ ،‬ﯾؤرﺧـ ــون وﯾـ ــدوﻧون ﻣﺷـ ــﺎﻫداﺗﻬم ﻋـ ــن ﻣـ ــدن اﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن وﻣﻌـ ــﺎﻟﻣﻬم‬
‫اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ‪ ،‬وﻧﻌﺟب ﻟﻠﺣﺷد اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻬؤﻻء اﻟرﺣﺎﻟﺔ اﻷورﺑﯾون اﻟذﯾن ﺟﺎءوا إﻟﻰ إﻣﺑراطورﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﻐ ــول اﻟﻣﺳ ــﻠﻣﯾن‪ ،‬ﯾ ــدﻓﻌﻬم ذﻟ ــك ﺣ ــب اﻟﻣﻌرﻓ ــﺔ واﻹطـ ـﻼع ﻋﻠ ــﻰ ﺣﻘ ــﺎﺋق ﺗﻠ ــك اﻟ ــدول‬
‫وﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻬﺎ واﻟﺗطورات اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻬﻧـ ــد اﻹﺳـ ــﻼﻣﯾﺔ ﻓـ ــﻲ ﻋﺻـ ــر دوﻟـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ــول اﻟﻣﺳـ ــﻠﻣﯾن ) ‪١٨٥٧-١٥٢٦‬م(‬
‫اﺳﺗﻘطﺑت اﻫﺗﻣﺎم ورﻏﺑﺔ اﻟﻛﺛﯾرﯾن ﻣن اﻟرﺣﺎﻟﺔ اﻷورﺑﯾﯾن‪ ،‬اﻟذﯾن ﺗﻘﺎطروا ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻣـن ﺑـﻼد‬
‫أورﺑﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻓرﻧﺳﺎ‪ ،‬إﯾطﺎﻟﯾﺎ‪ ،‬اﻟﺑرﺗﻐﺎل‪ ،‬إﻧﻛﻠﺗرا و أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ‪ ،‬ﺗﺷدﻫم اﻟرﻏﺑﺔ إﻟـﻰ اﻛﺗﺷـﺎف‬
‫وﻣﻌرﻓﺔ واﻗﻊ اﻟﺣﯾﺎة اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻧد و ﻣﻌرﻓـﺔ ﺳـﻠﻌﻬﺎ وﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬـﺎ وأﺳـواﻗﻬﺎ اﻟﺗﺟﺎرﯾـﺔ‪،‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗوﻗﻬم إﻟﻰ اﻟﺗﻘرب ﻣن اﺑﺎطرة اﻟﻣﻐول ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠـﻰ رﻋـﺎﯾﺗﻬم وﻋطﺎﯾـﺎﻫم‬
‫اﻟواﺳﻌﺔ‪ ،‬وﻗﺑل أن ﻧﺄﺗﻲ ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن رﺣﻠﺔ اﻟرﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﯾرﻧﯾر‪ ،‬وﻫﻲ ﻫدف دراﺳﺗﻧﺎ‬
‫وﺑﺣﺛﻧ ــﺎ‪ ،‬ﻧﺗوﻗ ــف ﻋﻧ ــد ﺑﻌ ــض ﻣﺷ ــﺎﻫﯾر اﻟرﺣﺎﻟ ــﺔ اﻟ ــذﯾن وﻓ ــدوا إﻟ ــﻰ ﺑ ــﻼط اﻹﻣﺑراطورﯾ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬اﻟرﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑرﺗﻐﺎﻟﻲ‪ ،‬أدوﻟف ﻣوﻧﺳﯾرات )‪ ( Adolf Antony Monserrate‬ﺻﺎﺣب‬
‫‪ ،" ( The‬اﻟﺗـ ــﻲ ﺗرﺟﻣﻬـ ــﺎ ﻣـ ــن اﻟﺑرﺗﻐﺎﻟﯾـ ــﺔ إﻟـ ــﻰ‬ ‫"اﻟﺗﻌﻠﯾﻘـ ــﺎت‪Commentary) ،‬‬
‫اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟﻣـ ـ ــؤرخ ﻫوﯾﻼﻧـ ـ ــد )‪ ،(Hoyland‬وﻣﻌـ ـ ــﻪ اﻟﻣـ ـ ــؤرخ اﻟﻬﻧـ ـ ــدي ﺑﯾﻧرﺟـ ـ ــﻲ‬
‫)‪ ،(Benerji‬ﺣﯾث ﻧﺷرت ﻫذﻩ اﻟرﺣﻠﺔ ﻓﻲ اﻛﺳﻔورد ﺳﻧﺔ ‪١٩٢٢‬م‪ ،‬وﻛﺎن ﻣوﻧﺳﯾرات‬
‫أول ﻣﺑﻌ ــوث ﺑرﺗﻐ ــﺎﻟﻲ إﻟ ــﻰ ﺑ ــﻼط اﻟﻣﻠ ــك ﺟ ــﻼل اﻟ ــدﯾن اﻛﺑ ــر‪ ،‬ﺣﯾ ــث ﻣﻛ ــث ﺳ ــﻔﯾراً‬
‫‪i‬‬
‫ﻟﻠﺑرﺗﻐﺎل ﻟدى اﻟﺑﻼط اﻟﻣﻐوﻟﻲ ﻣن ﻋﺎم ‪١٥٨٢-١٥٨٠‬م‪.‬‬

‫ب‪ -‬اﻟرﺣﺎﻟـﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾـزي‪ ،‬ﺳـﯾر ﺗوﻣـﺎس رو )‪ ،(Sir Thomes Roe‬ﻣـدون " رﺣﻠـﺔ‬
‫إﻟﻰ اﻟﻬﻧد ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر‪Travels in India in the Seventeenth "،‬‬
‫‪ ،" Century‬واﻟﺗﻲ ﻧﺷرت ﻓﻲ ﻟﻧدن ﺳﻧﺔ ‪١٨٧٣‬م‪ ،‬وﺗوﻣﺎس رو‪ ،‬ﻛﺎن ﺳﻔﯾر اﻟﻣﻠك‬
‫‪١٩٢‬‬
‫اﻟﺑرﯾط ــﺎﻧﻲ ﺟـ ــﯾﻣس )‪ ،(James‬إﻟ ــﻰ ﺑـ ــﻼط اﻟﻣﻠ ــك اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ ﺟﻬ ــﺎﻧﻛﯾر‪ ،‬ﻣـ ــن ﺳـ ــﻧﺔ‬
‫‪١٦١٥‬م‪١٦١٧-‬م‪.ii‬‬

‫ج‪-‬اﻟرﺣﺎﻟـﺔ اﻟﻬوﻟﻧـدي‪ ،‬ﻓراﻧﻛـوﯾس ﺑﯾﻠﺳـرت ) ‪ ،(Francoys Pelsaert‬واﻟﺗـﻲ ﺟـﺎءت‬


‫ﻋﻧـوان رﺣﻠﺗـﻪ ﺑﺎﺳـم "ﻫﻧـد ﺟﻬــﺎﻧﻛﯾر‪ ،" Jahangir’s India ،‬ﻗـﺎم ﺑﺗرﺟﻣﺗﻬـﺎ إﻟــﻰ‬
‫اﻟﻠﻐــﺔ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾــﺔ اﻟﻣــؤرخ اﻻﻧﺟﻠﯾــزي ﻣورﻻﻧــد "‪ ،" Moreland‬وﻧﺷــرﻫﺎ ﻓــﻲ ﻛــﺎﻣﺑردج‬
‫)‪ (Cambridge‬ﺳـ ــﻧﺔ ‪١٩٢٥‬م‪ ،‬وﺻـ ــل إﻟـ ــﻰ اﻟﻬﻧـ ــد ﺳـ ــﻧﺔ ‪١٦٢٠‬م ﻛﺄﺣـ ــد ﻣـ ــدراء‬
‫اﻟﻣﺻــﻧﻊ اﻟﻬوﻟﻧــدي ﻓــﻲ ﻣدﯾﻧــﺔ أﻛـرا )‪ (Agra‬ﺣﯾــث ﻗﺿــﻰ ﻣﻌظــم أﯾﺎﻣــﻪ‪،‬ﺛم ﻋــﺎد إﻟــﻰ‬
‫ﻫوﻟﻧـ ـ ـ ـ ــدا ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻧﻬﺎﯾـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ـ ـ ــﺎم ‪١٦٢٧‬م‪ ،‬واﺷـ ـ ـ ـ ــﺗﻬرت رﺣﻠﺗـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑﺎﺳـ ـ ـ ـ ــم اﻻﺣﺗﺟـ ـ ـ ـ ــﺎج‬
‫)‪ (Remonstrate‬وﻫ ــﻲ ﺳ ــﺟل ﻟﺳ ــﺑﻊ ﺳ ــﻧوات ﻓ ــﻲ اﻟﻬﻧ ــد اﻟﻣﻐوﻟﯾ ــﺔ‪ ،‬وﺻ ــف ﻓﯾﻬ ــﺎ‬
‫‪iii‬‬
‫دﻟﻬﻲ واﻛرا وﻛﺷﻣﯾروﻻﻫور وﺑرﻫﺎﻧﺑور‪.‬‬

‫د‪ -‬اﻟرﺣﺎﻟــﺔ اﻹﯾطــﺎﻟﻲ‪ ،‬ﺑﯾﺗــرو دﯾــﻼ ﻓــﺎﻟﻲ‪ (Pietra Della Valle) ،‬ﺻــﺎﺣب اﻟرﺣﻠــﺔ‬
‫اﻟﻣﺷﻬورة ﺑﺎﺳﻣﻪ "رﺣﻠﺔ ﺑﯾﺗرو دﯾﻼ ﻓﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻬﻧد ) ‪Pietra Della Valle in‬‬
‫‪ ،(India‬ﺗرﺟﻣﻬــﺎ إﻟ ــﻰ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾ ــﺔ ﻫ ــﺎﻓرز )‪(Havers‬وا ٕ دوارد ﻗرﯾ ــﻪ )‪ (Gray‬ﺳ ــﻧﺔ‬
‫‪١٨٩٢‬م‪ ،‬زار ﻣﺻ ــر واﻟﺟزﯾـ ـرة اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ وﺑ ــﻼد اﻟﺷ ــﺎم‪ ،‬ووﺻ ــل إﻟ ــﻰ ﻣﯾﻧ ــﺎء ﺳ ــورات‬
‫اﻟﻬﻧ ــدي ﺳ ــﻧﺔ ‪١٦٢٣‬م‪ ،‬وﻣﻛ ــث ﻓ ــﻲ اﻟﻬﻧ ــد ﺣﺗ ــﻰ ﺳ ــﻧﺔ ‪١٦٢٧‬م‪ ،‬ﺣﯾ ــث زار ﻣﻌظ ــم‬
‫‪iv‬‬
‫اﻟﻣواﻧﺊ اﻟﻬﻧدﯾﺔ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟرﺣﺎﻟــﺔ اﻻﻟﻣــﺎﻧﻲ ﺟــون اﻟﺑــرت ﻗــون ﻣﺎﻧدﯾﻠﺳــو ) ‪Johnn Albert Von‬‬ ‫ه‪-‬‬
‫‪ (Mabdelso‬ﺻــﺎﺣب رﺣﻠــﺔ )‪ ،(Harris’s Travels‬وﺻــل ﻣﯾﻧــﺎء ﺳــورات ﻓــﻲ‬
‫‪ ١٦٣٩‬ﺑﻌــدﻣﺎ طــو ّ ف ﻓــﻲ ﻣــدن ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻣــن‬
‫م‪،‬‬ ‫اﻟﻬﻧــد ﺳــﻧﺔ ‪١٦٣٨‬م‪ ،‬وﻏﺎدرﻫــﺎ ﺳــﻧﺔ‬
‫اﻟﻣدن اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‪ ،‬ﻛﻼﻫور ودﻟﻬﻲ واﻛرا وﻛﺎﻣﺑﺎي‪.v‬‬

‫‪١٩٣‬‬
‫و‪ -‬اﻟرﺣﺎﻟـﺔ اﻻﻧﺟﻠﯾـزي‪ ،‬ﺑﯾﺗـر ﻣﻧـدي )‪ (Peter Mundy‬اﻟـذي رﺣـل إﻟـﻰ اﻟﻬﻧـد ووﺻـل‬
‫ﻣﯾﻧﺎء ﺳورات ﺳﻧﺔ ‪١٦٢٨‬م‪ ،‬ﺛم ﻓـﻲ ﺳـﻧﺔ ‪١٦٣٠‬م‪ ،‬ﻋـﯾن ﻓـﻲ ﻣﺻـﻧﻊ اﻛـرا )‪(Agra‬‬
‫وﻣﻛث ﻓﯾﻬﺎ ﺛﻣﺎن ﺳﻧوات ﺣﺗﻰ ﺳﻧﺔ ‪١٦٣٦‬م‪ ،‬واﺷﺗﻬرت رﺣﻠﺗﻪ ﺑﺎﺳم " رﺣﻼت ﺑﯾﺗـر‬
‫ﻣﻧـدي ﻓـﻲ اﻟﻬﻧـد واوروﺑـﺎ وآﺳـﯾﺎ )‪١٦٠٨‬م‪١٦٦٧-‬م( "‪“ Travels of Peter -‬‬
‫”)‪ -Mundy in India in Europe and Asia (1608-1667‬وﻧﺷـر ﻫـذﻩ‬
‫اﻟرﺣﻠﺔ ر‪.‬س‪ .‬ﺗﯾﻣﺑل )‪ (R.C Temple‬ﺳﻧﺔ ‪١٩١٤‬م‪.vi‬‬

‫ز‪ -‬اﻟرﺣﺎﻟﺔاﻟﻔرﻧﺳ ــﻲ ﺟ ــﯾن ﺗ ــﺎﻓرﻧﯾر )‪ ،(Jean-Tavernier‬اﻟ ــذي زار اﻟﻬﻧ ــد ﻻول ﻣـ ـرة‬
‫ﺳــﻧﺔ ‪١٦٤٠‬م‪ ،‬واﺳــﺗطﺎع ﺧــﻼل ﻓﺗ ـرة اﻗﺎﻣﺗــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد ﻣــن ﻣﺷــﺎﻫدة ﻣﻌظــم ﻣــدﻧﻬﺎ‬
‫وارﯾﺎﻓﻬﺎ‪ ،‬وﻏدى ﺻدﯾﻘﺎً ﻟﻠرﺣﺎﻟـﺔ اﻟﻔرﻧﺳـﻲ ﺑﯾرﻧﯾـر )‪ (Bernier‬ورﺣـل ﻣﻌـﻪ إﻟـﻰ اﻗﻠـﯾم‬
‫اﻟﺑﻧﻐـﺎل‪ ، vii‬ﻗـﺎم اﻟﻣـؤرخ ﺑـول ) ‪ (Ball‬ﺑﺗرﺟﻣــﺔ رﺣﻠﺗـﻪ إﻟـﻰ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾـﺔ‪ ،‬ﺣﯾـث ﺟــﺎءت‬
‫ﺑﻌﻧ ـوان "رﺣــﻼت ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد" )‪ ،(Travels in India‬واﺻــدرﻫﺎ ﻓــﻲ ﻟﻧــدن ﺳــﻧﺔ‬
‫‪١٨٩٩‬م‪.viii‬‬

‫ح‪-‬اﻟرﺣﺎﻟـﺔ اﻟﻔر ﻧﺳــﻲ‪ ،‬ﻧﯾﻛــوﻻ ﻣﺎﻧوﺳــﻲ )‪ (Niccolao Manucci‬ﻣؤﻟــف ﻛﺗــﺎب "ﺗــﺎرﯾﺦ‬


‫اﻟﻣﻐــول )ٍ‪ "(Storia du mogor‬ﻓــﻲ ارﺑﻌــﺔ ﻣﺟﻠــدات ‪١٧٠٨-١٦٥٣‬م‪ ،‬ﺗــرﺟم‬
‫اﻟﻛﺗـﺎب إﻟــﻰ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾــﺔ اﻟﻣــؤرخ وﻟﯾــﺎم ارﻓــن )‪ ،(William Irvine‬وﻧﺷـرﻩ ﻓــﻲ ﻟﻧــدن‬
‫ﺳــﻧﺔ ‪١٩٠٧‬م‪ ،ix‬ﻗﺿــﻰ ﻫــذا اﻟرﺣﺎﻟــﺔ ﻣﻌظــم اﯾــﺎم ﺣﯾﺎﺗــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد‪،‬ودﺧل ﻓــﻲ ﺧدﻣــﺔ‬
‫اﻻﻣﯾر دارا ﺷﯾﻛوﻩ اﺑن ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن‪ ،‬وطﻠـب ﻣﻧـﻪ اﻟـدﺧول ﻓـﻲ ﺧدﻣـﺔ اوراﻧﺟزﯾـب ﻓـﺄﺑﻰ‬
‫ﺛــم دﺧــل ﻓــﻲ ﺧدﻣــﺔ اﻻﻣﯾــر ﺷــﺎﻩ ﻋــﺎﻟم اﺑــن اوراﻧﺟزﯾــب ﺳــﻧﺔ ‪١٦٧٨‬م‪ ،‬وﺗــوﻓﻲ ﺳــﻧﺔ‬
‫‪١٧١٧‬م‪.x‬‬

‫ﻫؤﻻء ﺑﻌض ﻣﺷﺎﻫﯾر اﻟرﺣﺎﻟﺔ اﻻوروﺑﯾﯾن اﻟذﯾن زاروا اﻟﻬﻧد ﻓﻲ ﻋﻬد اﻣﺑراطورﯾـﺔ‬
‫اﻟﻣﻐــول اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻓــﻲ اﻟﻘــرن اﻟﺳــﺎﺑﻊ ﻋﺷــر‪ ،‬وﻗــد ﺗرﻛـوا ﺳــﺟﻼت ﺣﺎﻓﻠــﺔ ﻣــن اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت‬

‫‪١٩٤‬‬
‫واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺣول اﻻﺣداث اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣرت ﺑﻬﺎ ﻣﻧطﻘﺔ ﺟﻧـوب اﺳـﯾﺎ ﻓـﻲ ﺗﻠـك‬
‫اﻟﻔﺗ ـرة‪ ،‬وﯾﺟــﻲء ﺑﯾرﻧﯾــر‪ ،‬وﻫــو اﻟرﺣﺎﻟــﺔ اﻟــذي ﻗﺻــدﻧﺎﻩ ﻓــﻲ دراﺳــﺗﻧﺎ‪ ،‬ﻟﯾﻐطــﻲ ﻓــﻲ رﺣﻠﺗــﻪ "‬
‫رﺣﻠﺔ ﻓﻲ اﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟﻣﻐول " ﺣﻘﺑـﺔ زﻣﻧﯾـﺔ ﻫﺎﻣـﺔ وﻫـﻲ ﺟـدﯾرة ﺑﺎﻟﺑﺣـث واﻟدراﺳـﺔ‪ ،‬ﺣﯾـث‬
‫ﻛﺎﻧــت ﻣرﺣﻠــﺔ اﻧﺗﻘﺎﻟﯾــﺔ ﺗﻐﯾــر ﻓﯾﻬــﺎ ﻣﺟــرى ﺗــﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻐــول ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد‪ ،‬اذ اﻧﻔــردت اﻟرﺣﻠــﺔ‬
‫ﺑﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺳﻧوات ‪١٦٥٦‬م وﺣﺗﻰ ‪١٦٦٨‬م ﻣن ﻋﻬد اوراﻧﺟزﯾب وﻧﻬﺎﯾﺔ ﻋﻬـد ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن‪،‬‬
‫وﺑﺎﻻﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﻫﻣﯾــﺔ ﺗﻠــك اﻟــرﺣﻼت وﻏﯾرﻫــﺎ‪ ،‬ﻓــﺎن رﺣﻠــﺔ ﺑﯾرﻧﯾــر ﺗﺗﻣﯾــز ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻧﻬــﺎ‬
‫ﺟﺎءت ﻛﺳﺟل ﺗﺎرﯾﺧﻲ ﺷﺎﻫد ﻋﯾﺎن ﻋﻠﻰ رﺣﻠﺔ اﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﻋﻬد إﻟﻰ ﻋﻬـد ﺟدﯾـد‪ ،‬ﺣﺎﻓـل‬
‫ﺑﺎﻟﺻراﻋﺎت واﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﻌﻘﺎﺋدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟرﺣﻠﺔ وﺻﺎﺣﺑﻬﺎ‪-:‬‬


‫رﺣــﻼت ﻓــﻲ اﻣﺑراطورﯾــﺔ اﻟﻣﻐــول ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد‪ ،‬ﻫــﻲ ﻣــن اﻋﻣــﺎل اﻟرﺣﺎﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﻲ‬
‫ﺑﯾرﻧﯾــر )‪ ،(Bernier‬اﻟــذي طــﺎف ﻓــﻲ اﻧﺣــﺎء ﻋدﯾــدة ﻣــن اﻟﻣــدن اﻻﺳــﻼﻣﯾﺔ ﻓ ـﻲ اﻟﻬﻧــد‪،‬‬
‫وذﻟــك ﻣــن ﺳــﻧﺔ ‪١٦٥٦‬م وﻟﻐﺎﯾــﺔ ﺳــﻧﺔ ‪١٦٦٨‬م‪ ،‬وﻗﺑــل اﻟﺣــدﯾث ﻋــن ﻣﺿــﺎﻣﯾن اﻟرﺳــﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻛﺷـف ﻋﻧﻬـﺎ ودراﺳـﺗﻬﺎ‪ ،‬ﯾﻧﺑﻐـﻲ اﻟﺗوﻗـف ﻋﻧـد ﺳـﯾرة وﺣﯾـﺎة ﻫـذا‬
‫اﻟرﺣﺎﻟــﺔ اﻟﺧﺎﺻــﺔ‪ ،‬واﻟﺣﻘﯾﻘــﺔ ان اﻟﻣــﺎدة اﻟﺗــﻲ اﺳــﺗطﻌﻧﺎ اﻟﺣﺻــول ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﺣــول ذﻟــك‪ ،‬اﻧﻣــﺎ‬
‫وردت ﻓــﻲ ﺗﻧﻘﯾﺣــﺎت اﻟﻣﺳﺗﺷــرق اﻻﻧﺟﻠﯾــزي ﻓﻧﺳــﻧت ﺳــﻣث )‪ (Vincnet Smith‬ﻋﻠــﻰ‬
‫رﺣﻠـﺔ ﺑﯾرﻧﯾـر‪ ،‬ﻓـﺎﻟﻰ ﺟﺎﻧـب اﻻﻫﻣﯾـﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾــﺔ واﻟﺗﺎرﯾﺧﯾـﺔ ﻟﺗﺻـوﯾﺑﺎﺗﻪ وﻧﻘـدﻩ وﺷـروﺣﻪ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟرﺣﻠـﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻧـﻪ اﻋطﺎﻧـﺎ ﺻــورة ﻣﺿـﯾﺋﺔ وﻣﺗﻛﺎﻣﻠـﺔ ﻋــن ﺣﯾـﺎة ﺑﯾرﻧﯾـر‪ ،‬وﻫــو ﻣـﺎ اﺿـﻔﻰ ﻋﻠــﻰ‬
‫دراﺳﺔ ﺳﻣﯾث ﻓواﺋـد ﻋﻠﻣﯾـﺔ وﺗﺎرﯾﺧﯾـﺔ ﻛﺑﯾـرة‪ ،‬ﺑﺣﯾـث اﻋﺎﻧﻧـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﻌـرف ﻋﻠﯾﻬـﺎ‪ ،‬وﻟـوﻻﻩ‪،‬‬
‫ﻟﻣﺎ اﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻟﻔﺎﺋدة ﻣطﻠﻘـﺎً‪ ،‬وﻟـذﻟك‪ ،‬ﻓـﺎن اﻏﻠـب ﻣـﺎدة اﻟﺗﻌرﯾـف ﺑﺳـﯾرة اﻟرﺣﺎﻟـﺔ‪،‬‬
‫اﻧﻣﺎ ﻧوردﻫﺎ وﻓﻘﺎً ﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺳﻣﯾث‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﺗﺳﻠﺳﻠﺔ زﻣﻧﯾﺎً ‪.‬‬

‫‪١٩٥‬‬
‫وﻟــد اﻟرﺣﺎﻟــﺔ ﻓراﻧﺳــﯾس ﺑﯾرﻧﯾــر )‪ (Francois Bernier‬ﻓــﻲ ﺟــوﻩ )‪ (Joue‬ﻓــﻲ‬
‫ﻓرﻧﺳﺎ‪ ،‬وذﻟك ﻣﺎ ﺑﯾن )‪ /٢٦-٢٥‬اﯾﻠول ﺳﻧﺔ ‪١٦٢٠‬م(‪ ،‬ﻟواﻟدﯾن ﻣزارﻋﯾن‪ ،‬ﺑدأت رﺣﻼﺗـﻪ‬
‫ﻓــﻲ ﺷــﻣﺎل اﻟﻣﺎﻧﯾــﺎ وﺑوﻟﻧــدا واﯾطﺎﻟﯾــﺎ وﺳوﯾﺳ ـرا ﻣــﺎ ﺑــﯾن ‪١٦٤٧‬م‪١٦٥٠-‬م‪ ، xi‬وﻓــﻲ اﻟﻌــﺎم‬
‫‪١٦٥٢‬م اﺟﺗـ ـ ــﺎز اﻣﺗﺣـ ـ ــﺎن "ﻋﻠـ ـ ــم وظـ ـ ــﺎﺋف اﻻﻋﺿـ ـ ــﺎء" )‪ (Physiology‬ﻓـ ـ ــﻲ ﺟﺎﻣﻌـ ـ ــﺔ‬
‫ﻣوﻧﺗﯾﺑﻼر )‪ ،(Montpellier‬ﻛﻣﺎ اﺟﺗﺎز اﻣﺗﺣﺎن اﻟرﺧﺻﺔ اﻟطﺑﯾﺔ‪ ،‬وﻣﻧﺢ ﺷﻬﺎدة اﻟطـب‪،‬‬
‫ﺛم رﺟـﻊ إﻟـﻰ ﺑـﺎرﯾس‪ ،‬و ﻓـﻲ اﻟﻌـﺎم ‪١٦٥٤‬م‪ ،‬زار ﻣﺻـر وﻣﻛـث ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻫرة ﻋﺎﻣـﺎً ﻛـﺎﻣﻼً‪،‬‬
‫واﺑﺣــر ﻋﺑ ــر اﻟﺳــوﯾس إﻟــﻰ ﻣﯾﻧــﺎء ﺟــدة‪ ،‬ﺛــم اﺑﺣــر إﻟــﻰ ﻣﻛــﺔ‪ ،‬ﺑﻌــدﻫﺎ اﺑﺣــر إﻟــﻰ ﻣﯾﻧــﺎء‬
‫ﺳ ــورات ﻋﻠ ــﻰ ﺷـ ـواطﺊ اﻟﻬﻧ ــد اﻟﻐرﺑﯾ ــﺔ‪ ،‬وﻓ ــﻲ اﻟﻌ ــﺎم ‪١٦٥٩‬م وﺑﯾﻧﻣ ــﺎ ﻋ ــزم ﺑﯾرﻧﯾ ــر ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟرﺣﯾــل ﻋــن ﺳــورات إﻟــﻰ ﻣدﯾﻧــﺔ اﻛ ـرا‪ ،‬اﺟﺑــر ﻋﻠــﻰ اﻻﻧﺿــﻣﺎم إﻟــﻰ ﺟــﯾش اﻻﻣﯾـ ـر دارا‬
‫ﺷﯾﻛوﻩ اﺑن ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن‪ ،‬ﻟﯾﺗﺧذ ﻣﻧﻪ طﺑﯾﺑﺎً ﺧﺎﺻﺎً‪ ،‬وﻗدﺣدث ذﻟك ﺑـﺎﻟﻘرب ﻣـن ﻣدﯾﻧـﺔ اﺣﻣـد‬
‫آﺑﺎد‪.xii‬‬

‫وﺻــل إﻟــﻰ ﻣدﯾﻧــﺔ دﻟﻬــﻲ ﻓــﻲ اﻻول ﻣــن ﺷــﻬر ﺗﻣــوز ﺳــﻧﺔ ‪١٦٦٣‬م‪ ،‬ﺣﯾــث ﻗــﺎم‬
‫ﺑﺗدوﯾن اول رﺳـﺎﻟﺔ إﻟـﻰ ﺻـدﯾﻘﻪ )‪ (de la Mothe le Vayer‬وﻣﻛـث ﻓﯾﻬـﺎ ﺣﺗـﻰ ﺳـﻧﺔ‬
‫‪١٦٦٤‬م‪ ،xiii‬وﻓ ــﻲ )‪ ٢٥‬ﺷ ــﺑﺎط ﺳ ــﻧﺔ ‪١٦٦٥‬م( اﻧﺗﻘ ــل إﻟ ــﻰ ﻣدﯾﻧ ــﺔ ﻻﻫ ــور‪ ،‬ﺛ ــم ﻓ ــﻲ ﺳ ــﻧﺔ‬
‫‪١٦٦٦‬م ﻏــﺎدر اﻗﻠــﯾم اﻟﺑﻧﻐــﺎل ﻣﺗوﺟﻬــﺎً إﻟــﻰ اﻗﻠــﯾم ﻛوﻟﻛﻧــدﻩ ﺣﯾــث وﺻــﻠﻬﺎ ﺳــﻧﺔ ‪١٦٦٧‬م‪،‬‬
‫وﺑﻌدﻫﺎ ﻏﺎدر إﻟﻰ ﺷﯾراز ﻓـﻲ اﯾـران ووﺻـل ﻓـﻲ اﻟﻌـﺎم ‪١٦٦٨‬م إﻟـﻰ ﻣدﯾﻧـﺔ ﺗطـوان ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻣﻘرﺑـﺔ ﻣــن ﺷـﯾراز‪ ،‬ﺛــم وﺻـل إﻟــﻰ ﻣﯾﻧــﺎء ﻣرﺳـﯾﻠﯾﺎ ﺳــﻧﺔ ‪١٦٦٩‬م‪ ،‬ﺛـم ﻓــﻲ ﺳــﻧﺔ ‪١٦٧٠‬م‪،‬‬
‫اﻣــر ﻣﻠــك ﻓرﻧﺳــﺎ ﺑطﺑﺎﻋــﺔ رﺣﻠﺗــﻪ‪ ،‬وﻓــﻲ ﺳــﻧﺔ ‪١٦٨٥‬م‪ ،‬ﻗــﺎم ﺑزﯾــﺎرة إﻟــﻰ ﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺎ‪ ،‬واﺧﯾ ـراً‬
‫ﺗوﻓﻲ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﺑﺎرﯾس ﻓﻲ )‪ ٢٢‬اﯾﻠول ﺳﻧﺔ ‪١٦٨٨‬م(‪.xiv‬‬

‫اﻣ ــﺎ رﺣﻠ ــﺔ ﺑﯾرﻧﯾ ــر‪ ،‬ﻓﻘ ــد ﺣ ــﺎزت ﻋﻠ ــﻰ ﺷ ــﻬرة ﻋﺎﻟﻣﯾ ــﺔ ﻛﺑﯾـ ـرة‪ ،‬دﻓﻌ ــت ﺑﺎﻟﺑـ ــﺎﺣﺛﯾن‬
‫واﻟﻣﻬﺗﻣــﯾن إﻟــﻰ دراﺳــﺗﻬﺎ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬــﺎ وﻧﻘــدﻫﺎ‪ ،‬ﻻ ﺳــﯾﻣﺎ اﻟﻣؤرﺧــون اﻟﻬﻧــود‪ ،‬وﻛــل اﻟﻣﻌﻧﯾــون‬
‫ﺑﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻐول اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﺷﺑﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺳـﺎﺑﻊ ﻋﺷـر اﻟﻣـﯾﻼدي‪ ،‬ﺗﻘـﻊ‬

‫‪١٩٦‬‬
‫اﻟرﺣﻠــﺔ ﻓــﻲ ارﺑﻌﻣﺎﺋــﺔ وﺳــﺑﻊ وﺗﺳــﻌون ﺻــﻔﺣﺔ ﻣــن اﻟﺣﺟــم اﻟﻣﺗوﺳــط‪ ،‬ﻣﺗرﺟﻣــﻪ إﻟــﻰ اﻟﻠﻐــﺔ‬
‫اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾـﺔ‪ ،‬ﺣﯾـث ﺗرﺟﻣـت ﻋﻠـﻰ ﯾـد اﻟﻣـؤرخ اﻻﻧﺟﻠﯾـزي ارﻓـن ﺑـروك )‪،(Irvine Brock‬‬
‫واﻟﺗﻲ ﺻدرت طﺑﻌﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻠﻛﺗﺎ ﻓﻲ ﺟزﺋﯾن ﺳﻧﺔ ‪١٨٦٦‬م‪ ،‬ﺛـم ﻗـﺎم ﺑﺗرﺟﻣﺗﻬـﺎ اﻟﻣﺳﺗﺷـرق‬
‫ارﺗﺷﯾﺑﺎﻟد ﻛوﻧﺳﺗﺎﺑل "‪ ،" Archibaled Constable‬ﺛم ﺟﺎءت اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﻬﻧدﯾـﺔ اﻻوﻟـﻰ‬
‫اﻟﺣدﯾﺛــﺔ ﺳــﻧﺔ ‪١٩٨٣‬م‪ ،‬ﻓــﻲ ﻧﯾــودﻟﻬﻲ ‪ ،‬وﻫــﻲ اﻟﻧﺳــﺧﺔ اﻟﺗــﻲ اﺻــدرﻫﺎ وﻋﻠــق ﻋﻠﯾﻬــﺎ وﻗــدم‬
‫ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺷرق ﻓﻧﺳﯾﻧت ﺳﻣﯾث )‪.(Vincent Smith‬‬

‫اﻣــﺎ اﻟرﺳــﺎﻟﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾــﺔ ﺑﺎﻟدراﺳــﺔ واﻟﺑﺣــث واﻟﺗــﻲ ﺗﺗﺣــدث ﻋــن ﻣــدﯾﻧﺗﻲ دﻟﻬــﻲ واﻛ ـرا‪،‬‬
‫ﺟــﺎءت ﻣــن ﺑــﯾن ﻣﺟﻣوﻋــﺔ رﺳــﺎﺋل اﺧــرى اﻋﺗــﺎد ﺑﯾرﻧﯾــر ان ﯾرﺳــﻠﻬﺎ إﻟــﻰ اﺻــدﻗﺎﺋﻪ ﻓ ــﻲ‬
‫ﺑــﺎرﯾس )ﻓرﻧﺳــﺎ(‪ ،‬وﻫــذﻩ اﻟرﺳــﺎﻟﺔ ﻛــﺎن ﻗــد ﺑﻌــث ﺑﻬــﺎ إﻟــﻰ ﺻــدﯾﻘﻪ اﻟﻣوﻧﺳــﯾور دي ﻻﻣــوﺗﻲ‬
‫ﻟﯾﻔﯾر )‪ (De La Mothe Le Vayer‬ﺣﯾث ﻛﺗﺑﻬﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ دﻟﻬﻲ‪ ،‬ﻓﻲ اﻻول ﻣـن‬
‫ﺷــﻬر ﺗﻣــوز ﺳــﻧﺔ ‪١٦٦٣‬م‪ ،‬اﻣــﺎ ﺻــدﯾﻘﻪ ﻟﯾﻔﯾــر )‪١٥٨٨‬م‪١٦٧٢-‬م( ﻓﻬــو اﺣــد اﻟﻌﻠﻣــﺎء‬
‫اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن اﻟﻣﺷﻬورﯾن ﺑﻐزارة اﻻﻧﺗﺎج اﻟﻌﻠﻣﻲ‪ ،‬ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻘل اﻟﺗـﺎرﯾﺦ واﻟﺟﻐراﻓﯾـﺎ وﻋﻠـم‬
‫اﻻﻋراق اﻟﺑﺷرﯾﺔ )اﻻﺛﻧوﻟوﺟﻲ )‪.xv(Ethnology‬‬

‫واذا ﻛــﺎن ﻗــد ظﻬــرت دراﺳــﺎت ﺑﺣﺛﯾــﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻــﺔ ﺗﻬــﺗم ﺑواﻗــﻊ وطﺑﯾﻌــﺔ‬
‫اﻟﻣدﯾﻧـﺔ اﻟﻣدﯾﻧـﺔ اﻻﺳــﻼﻣﯾﺔ ﻓـﻲ ﻣﻧـﺎطق ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻣـن اﻟﻌـﺎﻟم اﻻﺳــﻼﻣﻲ‪ ،‬ﻓـﺎن اﻟـدور اﻟــذي‬
‫ﻟﻌﺑﺗﻪ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻻﺳـﻼﻣﯾﺔ ﻓـﻲ اﻟﻬﻧـد‪ ،‬ﻛـﺎن ﺑﻣﺳـﺗوى ﺣﺿـﺎري راق ﻣزدﻫـر ﻣﻔﻌـم ﺑﺎﻟﺣﯾوﯾـﺔ‬
‫واﻟﻧﺷﺎط واﻟﺗطـور‪ ،‬وﻋﻠﯾـﻪ ﻓـﺎن ﻫـذﻩ اﻟدراﺳـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺳـﺗﺗﻣﺣور ﺣـول اﺣـدى رﺳـﺎﺋل ﺑﯾرﻧﯾـر‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﻣدﯾﻧــﺔ دﻟﻬــﻲ واﻛ ـرا‪ ،‬ﺗﻣــﻸ ﻓراﻏــﺎً ﺑﺣﺛﯾــﺎً ﻛﺑﯾ ـراً ﺣــول ﺟواﻧــب اﻻﻫﺗﻣــﺎم ﺑدراﺳــﺔ‬
‫اﻟﺗﻣدن اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓـﻲ ﺟﻧـوب اﺳـﯾﺎ‪ ،‬ﻓﻧﺟـد ﺗﻠـك اﻟدراﺳـﺔ ﺗﺣﺗـوي ﻋﻠـﻰ ﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﺗﺎرﯾﺧﯾـﺔ‬
‫ﺛ ـرةﻓ ــﻲ وﺻ ــﻔﻬﺎ ﻟﻣ ــدﯾﻧﺗﯾن إﺳ ــﻼﻣﯾﺗﯾن ﻣزدﻫـ ـرﺗﯾن رﺑﻣ ــﺎ ﻓﺎﻗ ــت ازدﻫ ــﺎراً وﻋﻣ ــﺎرة وﻧﺷ ــﺎطﺎً‬
‫ﺗﺟﺎرﯾــﺎً اﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻟﻣــدن اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ ﻓــﻲ اﻟﺷــرق واﻟﻐــرب‪ ،‬ﻓﺎﻟرﺳــﺎﻟﺔ ﺟــﺎءت ﻟﺗﻌــزز دو ر‬
‫‪١٩٧‬‬
‫ﻣداﺋن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﺷـﺑﻪ اﻟﻘـﺎرة اﻟﻬﻧدﯾـﺔ ﻓـﻲ ﺗطـور وﻧﻬﺿـﺔ اﻟﺣﺿـﺎرة اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻫﻣـﺎ‬
‫اﻟﻣدﯾﻧﺗﺎن اﻟﺗﻲ ﺣظﯾت ﺑرﻋﺎﯾـﺔ اﻟﻣﻐـول اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن واﺗﺧـذوا ﻣﻧﻬـﺎ ﻋواﺻـم ﻹﻣﺑراطـورﯾﺗﻬم‪،‬‬
‫ﻛﻣ ــﺎ أن اﻟرﺳ ــﺎﻟﺔ ﺣﻔﻠ ــت ﺑﺄوﺻ ــﺎف ﻓرﯾ ــدة ﻟﻠ ــﺑﻼط اﻹﻣﺑراط ــوري اﻟﻣﻐ ــوﻟﻲ‪ ،‬اﻟ ــذي اﻋﺗ ــﺎد‬
‫ﺑﯾرﻧﯾــر ﻋﻠــﻰ زﯾﺎرﺗــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳــﺑﺎت اﻟرﺳــﻣﯾﺔ وﻏﯾــر اﻟرﺳــﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﻗــدم ﺻــورة ﻣﺿــﯾﺋﺔ‬
‫ﻟﻧﺷﺎط دوﻟﺔ اﻟﻣﻐول وﺗطور ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻹدارﯾـﺔ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ أﺳـﻬب ﻓـﻲ ﺣدﯾﺛـﻪ ﻋـن‬
‫طﺑﯾﻌ ــﺔ اﻟﺷ ــﻌب اﻟﻬﻧ ــدي ﺑﻔﺋﺎﺗ ــﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔ ــﺔ وطﺑﻘﺎﺗ ــﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻧ ــﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻟﻣﺳ ــﻠﻣﯾن‬
‫واﻟﻬﻧدوس واﻟﺳﯾﺦ واﻟﻣﺳﯾﺣﯾﯾن وﻏﯾرﻫم‪.‬‬
‫وﻧﺟد ﻣن اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟرﺳﺎﺋل اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ وردت ﺿﻣن‬
‫رﺣﻠﺔ ﺑﯾرﻧﯾر‪ ،‬ﻓﻘـد ﺑﻌـث ﺑرﺳـﺎﻟﺔ إﻟـﻰ اﻟﻣوﻧﺳـﯾور ﺗﺷـﺑﯾﻠﯾﺎن )‪(Monsieur Chapelain‬‬
‫)‪١٦٧٤-١٥٩٤‬م( وﻫو ﺷﺎﻋر ﻓرﻧﺳﻲ ﺷﻬﯾر‪ ،‬ﻛﺗـب ﻟـﻪ ﻫـذﻩ اﻟرﺳـﺎﻟﺔ ﻓـﻲ ﻣدﯾﻧـﺔ ﺷـﯾراز‬
‫اﻹﯾراﻧﯾﺔ ﯾوم )‪ ٤‬ﺗﺷرﯾن اﻻول ‪١٦٦٧‬م( وﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻋﺎدات وﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﻬﻧد وﻣﻌﺗﻘداﺗﻬم‬
‫‪Monsieur‬‬ ‫‪de‬‬ ‫اﻟدﯾﻧﯾ ــﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ ‪ ،xvi‬ورﺳ ــﺎﻟﺔ اﻟﻣوﻧﺳ ــﯾور دي ﻣﯾ ــرﻓﯾﻼس )‬
‫‪ (Mervelles‬ﻛﺗﺑﻬ ــﺎ ﻟ ــﻪ ﻓ ــﻲ ﻣدﯾﻧ ــﺔ دﻟﻬ ــﻲ ﻓ ــﻲ )‪ ١٤‬دﯾﺳ ــﻣﺑر ‪١٦٦٤‬م( وﺗﻧ ــﺎول ﻓﯾﻬ ــﺎ‬
‫زﺣف اﻟﺟﯾش اﻟﻣﻐوﻟﻲ ﺑﻘﯾﺎدة اﻹﻣﺑراطـور اوراﻧﺟزﯾـب ﺑﺎﺗﺟـﺎﻩ اﻗﻠـﯾم ﻛﺷـﻣﯾر ﺑﻬـدف اﻟﺗﻧـزﻩ‬
‫واﻟﺗرﻓﯾﻪ‪ ،‬وﺗﺣدث ﻋﻧد ﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺟﯾش اﻟﻣﻐـوﻟﻲ واﺳـﻠﺣﺗﻪ وﺗﻌـدادﻩ وﻓﺋﺎﺗـﻪ اﻟﻣﺳـﻠﺣﺔ‪،xvii‬‬
‫ورﺳﺎﻟﺔ أﺧرى إﻟـﻰ اﻟﻣوﻧﺳـﯾور دي ﻣﯾـرﻓﯾﻼس‪ ،‬ﻛﺗﺑﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻣدﯾﻧـﺔ ﻻﻫـور ﻓـﻲ )‪ ٢٥‬ﺷـﺑﺎط‬
‫‪١٦٦٥‬م( ﯾﺗﺣـ ــدث ﻓﯾﻬـ ــﺎ أﯾﺿـ ــﺎ ﻋـ ــن اﻟﺟـ ــﯾش اﻟﻣﻐـ ــوﻟﻲ وﻋـ ــن اﻟﻔﯾﻠـ ــﺔ واﻟﺧﯾـ ــول واﻟﺑﻐـ ــﺎل‬
‫واﻟﺟﻣــﺎل واﻟﺻــﻌﺎب اﻟﺗــﻲ اﻋﺗرﺿــت ﻣﺳ ــﯾرة ﻫــذا اﻟﺟــﯾش‪ ،xviii‬وﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟرﺳ ــﺎﺋل‬
‫اﻷﺧرى ﻟﺻدﯾﻘﻪ ﻣﯾرﻓﯾﻼس‪ ،‬ﻣﻧﻬـﺎ ﻣـﺎ ﻫـو ﺣـول ﺗﺣـرك اﻟﻣﻠـك اوراﻧﺟزﯾـب ﻧﺣـو ﻛﺷـﻣﯾر‪،‬‬
‫ﻛﻣ ــﺎ ﯾﺻ ــف ﻣدﯾﻧ ــﺔ ﻻﻫ ــور وﻫ ــﻲ ﻋﺎﺻ ــﻣﺔ إﻗﻠ ــﯾم اﻟﺑﻧﺟ ــﺎب‪ ،‬وﻣﻣﻠﻛ ــﺔ اﻟﺧﻣﺳ ــﺔ اﻧﻬ ــر‪،xix‬‬
‫ورﺳــﺎﻟﺔ‪ ،‬وﻫــﻲ اﻟرﺳ ــﺎﻟﺔ اﻟﺗﺎﺳــﻌﺔ‪ ،‬ﻛﺗﺑﻬــﺎ ﻓ ــﻲ ﻛﺷــﻣﯾر‪،‬واﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﺑرﻫــﺎ ﺟﻧ ــﺔ اﻟﻬﻧــد‪ ،‬واﻟﺗ ــﻲ‬
‫اﺷﺗﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﻣﺎدة ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ﺣول ﻫذا اﻻﻗﻠﯾم‪.xx‬‬

‫ﻣﺣﺗوﯾﺎت اﻟرﺳﺎﻟﺔ‪-:‬‬
‫اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﺣث واﻟدراﺳﺔ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺳﺗﯾن ﺻﻔﺣﺔ‪ ،‬ﻣـن ﺻـﻔﺣﺔ ‪ ٢٣٩‬إﻟـﻰ‬
‫ﺻــﻔﺣﺔ ‪،٢٩٩‬وﻻﻧﻘﺻــد ﻫﻧــﺎ ﺗرﺟﻣــﺔ اﻟرﺳــﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻻن اﻟدراﺳــﺔ ﻻ ﺗﺣﺗﻣــل ﻣﺛــل ذﻟــك‪ ،‬واﻟــذي‬

‫‪١٩٨‬‬
‫ﻧﺳــﻌﻰ اﻟﯾــﻪ اﻟﺑﺣــث ﻓــﻲ ﻣﺣﺗوﯾــﺎت اﻟرﺳــﺎﻟﺔ‪ ،‬وﻋﻧﺎﺻــرﻫﺎ اﻟرﺋﯾﺳــﯾﺔ ذات اﻟﻌﻼﻗــﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷ ـرة‬
‫ﺑطﺑﯾﻌ ــﺔ ﻣدﯾﻧ ــﺔ دﻟﻬ ــﻲ واﻛـ ـرا‪ ،‬ﻓوﺟ ــدﻧﺎ ﺑﻌ ــد ﻗـ ـراءة اﻟرﺳ ــﺎﻟﺔ اﻧﻬ ــﺎ ﺗﺣﺗ ــوي ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻ ــر‬
‫اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪-:‬‬
‫اوﻻً ‪ -:‬ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣدﯾﻧﺔ دﻟﻬﻲ واﻛرا ﺑﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣدن اﻻوروﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺎرﯾس ﻟﻧدن واﻣﺳﺗردام‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎً ‪ -:‬اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺑﻧﺎء ﻣدﯾﻧﺔ دﻟﻬﻲ اﻟﺗﻲ ﺷﯾدت ﻓـﻲ ﻋﺻـر اﻟﻣﻠـك ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن‬
‫ﺣﯾث‬
‫ﺳﻣﯾت ﺑﺎﺳﻣﻪ‪ ،‬ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن آﺑﺎد‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎً ‪ -:‬وﺻف ﻗﻠﻌﺔ دﻟﻬﻲ وﻣﺎ ﯾﺣﯾط ﺑﻬـﺎ ﻣـن ﺣـداﺋق‪ ،‬ووﺻـف ﻣـﺎ ﺑـداﺧﻠﻬﺎ ﻣـن‬
‫اﺳواق‬
‫وﻣﺣـﻼت ﺗﺟﺎرﯾـﺔ وﺷـوارع‪ ،‬وﺑﯾـوت اﻟﺗﺟـﺎر واﻟﻣﻧـﺎزل اﻟﺷـﻌﺑﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺣرﻓﯾـون وﻣﺑﻧـﻰ‬
‫اﻟﻌﺎم‬
‫واﻟﺧﺎص وﻗﺻر اﻟﺣرﯾم‪ ،‬ووﺻف اﻟﻌرش اﻟﻣﻠﻛﻲ‪ ،‬وﺑﻌض اﻻﺣﺗﻔـﺎﻻت اﻟرﺳـﻣﯾﺔ‬
‫واﻟﻌﺎب‬
‫اﻟﺗﺳﻠﯾﺔ‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎً ‪ -:‬وﺻف اﻟﻣﺳﺟد اﻟﺟﺎﻣﻊ‪.‬‬
‫ﺧﺎﻣﺳﺎً ‪ -:‬اﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟﺗواﺟد اﻟﻣﺳﯾﺣﻲ واﻟﻬوﻟﻧدي ﻓﻲ دﻟﻬﻲ واﻛرا‪.‬‬
‫ﺳﺎدﺳﺎً ‪ -:‬وﺻف ﺗﺎج ﻣﺣل ﻓﻲ اﻛرا‪.‬‬

‫وﻗﺑــل ان ﻧﺧــوض ﻓــﻲ ﺑﺣــث ودراﺳــﺔ ﻋﻧﺎﺻــر وﻣﺣﺗوﯾــﺎت اﻟرﺳــﺎﻟﺔ ﺗﻠــك‪ ،‬ﯾﻧﺑﻐــﻲ‬
‫ﻋﻠﯾﻧ ــﺎ اﻟوﻗ ــوف ﻋﻧ ــد اﻓﺗﺗﺎﺣﯾ ــﺔ ﺑﯾرﻧﯾ ــر ﻟرﺣﻠﺗ ــﻪ واﻟﺗ ــﻲ ﺣ ــدد ﻓﯾﻬ ــﺎ أﻫداﻓ ــﻪ ودواﻓﻌ ــﻪ ﻣﻧﻬ ــﺎ‪،‬‬
‫ﻓﯾﻘول‪-:‬‬
‫" ان اﻟرﻏﺑﺔ اﻟﺗﻲ دﻓﻌﺗﻧﻲ إﻟﻰ زﯾﺎرة ﻣﺻر وﻓﻠﺳطﯾن‪ ،‬ظﻠت ﺗـدﻓﻊ ﺑـﻲ وﺑرﻏﺑـﺎﺗﻲ ﻟﻠﺗوﺳـﻊ‬
‫ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟرﺣﻠﺔ‪ ،‬ﻓﺷﺎﻫدت ﻋن ﻛﺛـب اﻟﺑﺣـر اﻷﺣﻣـر ﺑطوﻟـﻪ ﺟﻧوﺑـﺎً وﺷـﻣﺎﻻً‪ ،‬وﻣﻛﺛـت ﻓـﻲ‬
‫ﻣﺻــر ﻣــﺎ ﻻ ﯾﻘــل ﻋــن ﺳــﻧﺔ ﻛﺎﻣﻠــﺔ‪ ،‬وﻏﺎدرﺗﻬــﺎ إﻟــﻰ ﻣﯾﻧــﺎء اﻟﺳــوﯾس ﺛــم إﻟــﻰ ﻣﯾﻧــﺎء ﺟــدة‪،‬‬
‫واﻟﺗــﻲ ﺗﺑﻌــد ﻣﺳــﺎﻓﺔ رﺣﻠــﺔ ﻧﺻــف ﯾــوم ﻋــن ﻣﻛــﺔ‪ ،‬ﺛــم ﺗﻣﻛﻧــت ﻣــن اﻟﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ أذن‬
‫رﺳــﻣﯾﺔ ﻣــن ﺣــﺎﻛم اﻟﺑﺣــر اﻷﺣﻣــر )اﻟﻌﺛﻣــﺎﻧﻲ(‪ ،‬ﻟﻠﺳــﻣﺎح ﻟــﻲ ﺑــدﺧول ﻣﻛــﺔ‪ ،‬ﺗﻠــك اﻟﻣدﯾﻧــﺔ‬

‫‪١٩٩‬‬
‫اﻟﻣﻘدﺳﺔ ﻋﻧد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن‪ ،‬وﻗد ﺣزت ﺑﻬذﻩ اﻷذن ﻋﻠﻰ ﻓرﺻﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺛﻣﯾﻧﺔ ﺟداً‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﻟﻣﺳــﯾﺣﻲ ﻣﺛﻠــﻲ‪ ،‬اﻟــذي ﺗﺣــول اﻟﺷ ـرﯾﻌﺔ اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ ﺑﯾﻧــﻪ وﺑــﯾن زﯾﺎراﺗﻬــﺎ‪ ،‬ﺑﺎﺳــﺗﺛﻧﺎء اﻟﻌﺑﯾــد‬
‫واﻟرﻗﯾــق‪ ،‬وﺑﻌــد ﻣﺿــﻲ ﺧﻣﺳــﺔ أﺳــﺎﺑﯾﻊ‪ ،‬رﺣﻠ ــت إﻟــﻰ اﻟﺣﺟــﺎز‪ ،‬ووﺻــﻠت إﻟــﻰ ﻣﻛــﺔ‪ ،‬ﺛ ــم‬
‫دﻓﻌﻧ ــﻲ اﻟﻔﺿ ــول إﻟ ــﻰ زﯾ ــﺎرة ﻛوﻧ ــدر )‪ (Gondur‬ﻋﺎﺻ ــﻣﺔ اﻟﺣﺑﺷ ــﺔ‪ ،‬إﻻ أن اﻟظ ــروف‬
‫اﻟﺻــﻌﺑﺔ وﻗﻔــت ﻋﺎﺋﻘــﺎً أﻣــﺎم ﺗﺣﻘﯾــق ﺗﻠــك اﻟرﻏﺑــﺔ‪ ،‬إذ أن اﻟﻛﺎﺛوﻟﯾــك ﻟــم ﯾﻛوﻧـوا أﻣﻧــﺎء ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻷﺟﺎﻧب‪ ،‬ﺑﺳﺑب اﻻﺿطﻬﺎد اﻟذي ﻟﺣق ﺑﻬم ﻣـن اﻟﺑرﺗﻐـﺎﻟﯾﯾن… ﺛـم رﻛﺑـت اﻟﺑﺣـر ﺑﻘـﺎرب‬
‫ﻫﻧدي‪ ،‬وأﺑﺣرﻧﺎ ﻋﺑر ﻣﺿﯾق ﺑﺎب اﻟﻣﻧدب‪ ،‬وﺑﻌـد ﻣﺿـﻲ اﺛﻧﺗـﺎن وﻋﺷـرون ﻟﯾﻠـﺔ‪ ،‬وﺻـﻠت‬
‫إﻟ ـ ــﻰ ﻣﯾﻧـ ـ ــﺎء ﺳ ـ ــورات )‪ (Surat‬ﻓـ ـ ــﻲ ﺑ ـ ــﻼد اﻟﻬﻧدوﺳـ ـ ــﺗﺎن‪ ،‬ارض إﻣﺑراطورﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣﻐـ ـ ــول‬
‫اﻟﻌظﻣﺎء‪.xxi‬‬

‫أوﻻ‪ -:‬ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣدﯾﻧﺗﻲ دﻟﻬﻲ وأﻛرا ﺑﺑﻘﯾـﺔ اﻟﻣـدن اﻷوروﺑﯾـﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻـرة‪ ،‬ﺑـﺎرﯾس‪ ،‬ﻟﻧـدن‬
‫واﻣﺳﺗردام‪.‬‬
‫ﻧ ــود ﺑ ــﺎدئ ذي ﺑ ــدء اﻹﺷ ــﺎرة إﻟ ــﻰ ان ﻣﻌظ ــم اﻟرﺣﺎﻟ ــﺔ اﻷﺟﺎﻧ ــب وﻏ ــﺎﻟﺑﯾﺗﻬم ﻣـ ـن‬
‫اﻷوروﺑﯾــﯾن‪ ،‬وﻣــﻧﻬم اﻟرﺣﺎﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﻲ ﺑﯾرﻧﯾــر‪ ،‬ﺟــﺎءوا إﻟــﻰ اﻟﻬﻧــد وﻓــﻲ أذﻫــﺎﻧﻬم ﻣواﻗــف‬
‫ﺳ ــﻠﺑﯾﺔ ﻣﺳ ــﺑﻘﺔ ﻋ ــن اﻟﻌ ــﺎﻟم اﻹﺳ ــﻼﻣﻲ ﺑﻣدﻧ ــﻪ وﻣﺟﺗﻣﻌ ــﻪ‪ ،‬وﯾﻐﻠ ــب ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﻛﺛﯾ ــر ﻣ ــن‬
‫اﻷﺣﯾ ــﺎن اﻟﺗﻌﺻ ــب اﻻﻋﻣ ــﻰ‪ ،‬واﻟﺗزﻣ ــت اﻟ ــذي ﻻ ﻣﺑ ــرر ﻟ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ اﻹط ــﻼق‪ ،‬ﺣﺗ ــﻰ ان‬
‫اﺣــدﻫم‪ ،‬وﻫــو اﻟرﺣﺎﻟــﺔ ﻣــﺎﻧرﯾﻛو )‪ (Manrique‬وﺻــف اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻓــﻲ رﺣﻠﺗــﻪ اﻟــﻰ ﺑــﻼد‬
‫اﻟﻬﻧد ﺑﺎﻧﻬم ﺑراﺑرة‪ ،‬ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺎﻧﻪ وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت‪ ،‬ﯾﺷﯾد ﺑدور اﻟدوﻟـﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـﺔ وﻣـﺎ أﺣدﺛﺗـﻪ‬
‫ﻣن ﺗطور ﻓﻲ اﻟﻣﺿﻣﺎر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و اﻹداري واﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻌﻠﯾم‪.‬‬

‫واﻟرﺣﺎﻟــﺔ ﺑﯾرﻧﯾــر ﻋﻧــدﻣﺎ ﯾﻌﻘــد ﻣﻘﺎرﻧﺗــﻪ ﻟــدﻟﻬﻲ واﻛ ـرا ﻣــﻊ اﻟﻣــدن اﻻوروﺑﯾــﺔ ﺑــﺎرﯾس‬
‫وﻟﻧــدن واﻣﺳــﺗردام‪ ،‬ﻧﺟــدﻩ ﯾﺣﻣــل اﻓﻛــﺎراً ﻏﯾــر ﻣﺗوازﻧــﺔ ﯾﻐﻠــب ﻋﻠﯾــﻪ اﻟﺗﻧــﺎﻗض‪ ،‬ﻓﺣﯾﻧــﺎً ﯾؤﻛــد‬
‫ﻋﻠ ــﻰ ازدﻫ ــﺎر اﻟﻣدﯾﻧ ــﺔ اﻻﺳ ــﻼﻣﯾﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﻬﻧ ــد‪ ،‬وﺣﯾﻧ ــﺎً آﺧ ــر ﯾﻘﻠ ــل ﻣ ــن ﺷ ــﺄن ﺗﻠ ــك اﻟﻣ ــدن‬
‫اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل وﺿﻌﻬﺎ ﻟﻠﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺑﺎرﯾس وﻟﻧدن‪ ،‬وﻫو اﻟذي ﻧﺟدﻩ ﯾؤﻛد ﻋﻠـﻰ اﻧـﻪ‬
‫ﻏﯾــر اﻟﺻــورة اﻟﻣﺧﺗزﻧــﺔ ﻟدﯾــﻪ ﺳــﺎﺑﻘﺎً ﻋــن ﻣــدن اﻟﻣﺳ ـﻠﻣﯾن‪ ،‬وﻣﻧﻬــﺎ دﻟﻬــﻲ واﻛ ـرا‪ ،‬ﺗﻐﯾــرت‬
‫ﻣﺟـرد ﻣﺷـﺎﻫدﺗﻪ اﻻوﻟﻰ‪،‬وﻗـد ﺟــﺎءت ﻣﻘﺎرﻧﺗـﻪ ﻓـﻲ ﻣطﻠـﻊ رﺳــﺎﻟﺗﻪ اﻟﺗـﻲ ﺑﻌﺛﻬـﺎ إﻟـﻰ ﺻــدﯾﻘﻪ‬

‫‪٢٠٠‬‬
‫‪ ،(Vayer‬واراد اﻟﻛﺷـ ــف ﻟـ ــﻪ ﻋـ ــن ﺗطـ ــور ﻫـ ــﺎﺗﯾن اﻟﻣـ ــدﯾﻧﺗﯾن‬ ‫ﻓـ ــﻲ ﺑـ ــﺎرﯾس ) ﻓـ ــﺎﯾﯾر‬
‫اﻻﺳــﻼﻣﯾﺗﯾﯾن‪ ،‬اذ ﻧــوﻩ إﻟــﻰ اﻧﻬﻣــﺎ ﻻ ﺗﻘــﻼن ﺟﻣــﺎﻻً وﺣﺿــﺎرة وﻋﻣــﺎرة واﻫﻣﯾــﺔ ﻋــن ﻣدﯾﻧــﺔ‬
‫ﺑــﺎرﯾس وﻟﻧــدن‪ ،‬ان ﻟــم ﺗﻔﻘﻬﻣــﺎ ﺟﻣﯾﻌــﺎً ﻓــﻲ اﻟﻌدﯾــد ﻣــن ﺟواﻧــب اﻟﺗﻘــدم‪ ،‬وﻗــد اﻋــرب ﻋــن‬
‫دﻫﺷــﺗﻪ واﻋﺟﺎﺑــﻪ اﻟﻛﺑﯾــر ﺑﻬﻣــﺎ‪ ،‬ﻋﻧــدﻣﺎ ﺣــط ﺑرﺣﺎﻟــﻪ اﻟﯾﻬﻣــﺎ ﺑﻌــد ﻋﻧــﺎء طوﯾــل ﻣــن اﻟﺳــﻔر‬
‫اﻟﺷﺎق‪ ،‬واﻟﺻـورة اﻟﺳـﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗـﻲ اﻋﺗـرف ﺑﻬـﺎ ﺑﯾرﻧﯾـر‪ ،‬اﻧﻣـﺎ ﺟـﺎء ﺑﻬـﺎ ﻣـن ﻣوطﻧـﻪ اﻻﺻـﻠﻲ‬
‫ﺑﺎرﯾس‪ ،‬وﻫذا ﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ان اﻻوروﺑﯾﯾن ﻣﻣن ﻛﺗﺑوا و ﺗﺣدﺛوا ﻋـن اﻟﻣـدن اﻻﺳـﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻟـم‬
‫ﯾﻧﺻﻔوا ﺗﻣدﻧﻬﺎ وﺗطورﻫﺎ‪ ،‬وﻫم اﻟذﯾن اﻋﺗﺑروا اﺑﻧﯾﺔ اﻟﻬﻧد اﻗل ﺑدرﺟﺎت ﻣن ﺣﯾـث اﻟﺟﻣـﺎل‬
‫ﻋﻣـ ــﺎ ﺗﺗﻣﺗـ ــﻊ ﺑـ ــﻪ ﻣـ ــدن اﻟﻐـ ــرب ﻋﻣوﻣـ ــﺎً‪ ،‬ﻣﺗﻧﺎﺳـ ــﯾﯾن –ﯾﻘـ ــول ﺑﯾرﻧﯾـ ــر‪ -‬اﻟﻔـ ــﺎرق اﻟﻣﻧـ ــﺎﺧﻲ‬
‫واﻟﺟﻐراﻓﻲ )واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ( اﻟذي ﯾﻠﻌـب اﻟـدور اﻻﺳﺎﺳـﻲ ﻓـﻲ اﺣـداث ذﻟـك اﻟﻔـﺎرق واﻻﺧـﺗﻼف‬
‫ﻓــﻲ طﺑﯾﻌــﺔ اﻟﻌﻣــﺎرة واﻟﻣﻧﺷــﺂت‪ ،‬ﻓــﻲ ﺣــﯾن‪ ،‬ﻣــﺎ ﻧﺟــدﻩ وﻧﻼﺣظــﻪ ﻓــﻲ ﻣــدن ﺑــﺎرﯾس وﻟﻧــدن‬
‫واﻣﺳﺗردام‪ ،‬ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ ﻣﻌظم اﺣﯾﺎء ﻣدﯾﻧﺔ دﻟﻬﻲ‪.xxii‬‬

‫وﯾﻌﺎود ﺑﯾرﻧﯾر ﺣدﯾﺛﻪ ﻋن اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺎت اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻣﻌظم اﻟﻣدن اﻟﻐرﺑﯾـﺔ‪،‬‬
‫ﻋﺎزﯾﺎً ذﻟك إﻟﻰ اﻟظروف اﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ اﻟﺑـﺎردة اﻟﺳـﺎﺋدة ﻓـﻲ اﻟﻐـرب اﻻوروﺑـﻲ‪ ،‬ﺗﻠـك اﻟظـروف‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠـب ﻣواﺻـﻔﺎت ﺧﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻌﻣـﺎرة واﻟﺑﻧـﺎء‪ ،‬رﺑﻣـﺎ ﺗﻛـون اﻓﺿـل ﻣـن ﻏﯾرﻫـﺎ ﻣـن‬
‫اﻟﻣﻧﺎطق اﻟداﻓﺋﺔ‪ ،‬وذﻟك ﻣن اﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﺟواء داﻓﺋﺔ ﻓﻲ ﻣوﺳم اﻟﺷﺗﺎء اﻟطوﯾل‪،‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﻣدﯾﻧــﺔ دﻟﻬــﻲ‪ ،‬ﻓﺗﻘــﻊ ﻓــﻲ ﻣﻛــﺎن آﺧّ ــﺎذ‪ ،‬وﻫــﻲ ﺗﺗﻛﯾــف ﻣــﻊ ظروﻓﻬــﺎ اﻟﻣﻧﺎﺧﯾــﺔ اﻟﺣــﺎرة‬
‫ﺟــداً‪ ،‬اذ ان اﻟﺣ ـرارة ﻓــﻲ ﺑــﻼد اﻟﻬﻧــد ﻣﺛﯾ ـرة وﺷــدﯾدة ﻻ ﺗطــﺎق‪ ،‬اﻻﻣــر اﻟــذي دﻓــﻊ ﺑﺎﻟﻣﻠــك‬
‫واﻟرﻋﯾـﺔ إﻟـﻰ ﻟـﺑس اﻻﺣذﯾـﺔ اﻟﺧﻔﯾﻔـﺔ )اﻟﺑـﺎﺑوش( طـوال اﻟﻌـﺎم‪ ،‬وﯾﻌﺗﻣـرون اﻟﻌﻣـﺎﺋم اﻟﺧﻔﯾﻔــﺔ‬
‫اﻟﻣﺻـﻧوﻋﺔ ﻣـن اﺟﻣـل واﺟـود اﻧـواع اﻻﻗﻣﺷــﺔ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ ان اﻟﺷـﺎﺋﻊ ﻓـﻲ ﻟﺑـﺎس اﻟﻬﻧـود‪ ،‬وﻋﻧــد‬
‫اﻟﺟﻣﯾ ـ ــﻊ‪ ،‬اﻟﺧﻔﯾ ـ ــف ﻣ ـ ــن اﻟﻘﻣ ـ ــﺎش‪ ،‬اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﻐﻠ ـ ــب ﻋﻠﯾﻬ ـ ــﺎ اﻻﻟـ ـ ـوان اﻟﺑﺎﻫﺗ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺧﺻوﺻ ـ ــﺎً‬
‫اﻻﺑﯾض‪.xxiii‬‬
‫وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻼﺟواء اﻟﺣﺎرة واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻣر ﻓﻲ دﻟﻬﻲ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن ﻣدن اﻟﻬﻧد‪ ،‬اﻛﺛر ﻣن‬
‫ﺳــﺗﺔ اﺷــﻬر‪ ،‬ﻓــﺎن اﻟﻧــﺎس اﻋﺗــﺎدوا ﻋﻠــﻰ اﻟﻧــوم ﻓــﻲ اﻟطرﻗــﺎت‪ ،‬ودون اﻏطﯾــﺔ‪ ،‬وﻫــؤﻻء ﻫــم‬
‫ﻋﺎﻣ ــﺔ اﻟﻧ ــﺎس‪ ،‬اﻣ ــﺎ اﻟﺗﺟ ــﺎر ﻓﯾﻧ ــﺎﻣون ﻓ ــﻲ ﺣ ــداﺋق ﻣﻧ ــﺎزﻟﻬم اﻟﺧﺎﺻ ــﺔ‪ ،‬او ﻋﻠ ــﻰ اﺳ ــطﺢ‬

‫‪٢٠١‬‬
‫اﻟﺑﯾوت‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﯾﻌﻘد ﺑﯾرﻧﯾر ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬ﺟﺎءت ﻟﺻﺎﻟﺢ دﻟﻬﻲ‪،‬وﻟﺻـﺎﻟﺢ اﻧﺗﺷـﺎر اﻻﻣـن وﺳـﯾﺎدة‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي ﺗﻣﺗﻌت ﺑﻪ دوﻟﺔ اﻟﻣﻐول ااﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺣﯾث اﺷﺎر إﻟﻰ ﺻدﯾﻘﻪ‪-:‬‬

‫" ﻫـب ان ﺷـوارع ﺟـﺎﻛوﯾز )‪ (Jaques‬او ﺷـوارع دﯾﻧﯾـز )‪ (Denis‬ﻓـﻲ ﺑــﺎرﯾس‪،‬‬


‫وﺑﯾوﺗﻬﺎ‬
‫اﻟﻣﻐﻠﻘﺔ‪ ،‬ﻫل ﺑﺎﻻﻣﻛـﺎن ﺻـﻼﺣﯾﺔ ﻫـذﻩ اﻟﺷـوارع ﻟﻠﺳـﻛن )‪ (Habitable‬وﻫـل ﻣـن‬
‫اﻟﻣﻣﻛن‬
‫اﻟﻧوم ﻓﯾﻬﻣﺎ اﺛﻧﺎء اﻟﻠﯾل ان ذﻟك ﺳﯾﺣدث ﻣﺷﺎﻛل ﻻ ﺣﺻر ﻟﻬـﺎ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣـﺎ اﻻﻣـر ﻓـﻲ‬
‫ﻣدﯾﻧــﺔ دﻟﻬــﻲ ﻣﺧﺗﻠــف ﺗﻣﺎﻣــﺎً‪ ،‬ﻓﺑﺎﺳــﺗطﺎﻋﺔ أي اﻧﺳــﺎن ان ﯾﻧــﺎم وﻫــو آﻣــن ﻣطﻣــﺋن‬
‫ﺑﻛﺎﻣ ــل راﺣﺗـ ــﻪ‪ ،‬وﻣـ ــﺎ ﻋﻠﯾـ ــك‪ ،‬اﻻ ان ﺗﻐﺗﺳـ ــل ﺑﺎﻟﻣـ ــﺎء‪ ،‬وﺑﻌـ ــدﻫﺎ ﺗﺧﻠـ ــد إﻟـ ــﻰ اﻟﻧـ ــوم‬
‫ﻣﺑﺎﺷرة‪ ،‬ﻣﺳﺗﻠﻘﯾﺎً ﻋﻠﻰ اﻻرض او ﻋﻠﻰ اﻟﺳرﯾر "‪.xxiv‬‬

‫وﻋﻧــدﻣﺎ ﺗﺣــدث ﺑﯾرﻧﯾــر ﻋــن ﺣــداﺋق ﺷــﺎﻟﻣﺎر )‪ (shalimar‬اﻟﻌﺎﺋــدة اﻟــﻰ اﻟــﺑﻼط‬


‫اﻟﻣﻐــوﻟﻲ‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﻓﯾﻬــﺎ اﺣــد ﻣﻧــﺎزل اﻟﻣﻠــك اﻟﺧﺎﺻــﺔ‪ ،‬اﺷــﺎد ﺑﺟﻣﺎﻟﻬــﺎ وروﻋﺗﻬــﺎ‪ ،‬وﺗﺻــﻣﯾم‬
‫ﺑﻧﺎﺋﻬ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻔرﯾ ـ ـ ـ ــد‪،‬وﻣﻊ ذﻟ ـ ـ ـ ــك‪،‬ﺷ ـ ـ ـ ــدّ د ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻧﻬ ـ ـ ـ ــﺎ رﻏ ـ ـ ـ ــم ذﻟ ـ ـ ـ ــك‪ ،‬ﻻ ﺗﻘ ـ ـ ـ ــﺎرن ﺑﺟﻣ ـ ـ ـ ــﺎل‬
‫)‪ (Fountainbleau‬وﺳﺎﻧت ﺟﯾرﻣﺎن )‪ (Saint German‬وﻓرﺳـﺎي )‪،(Versailles‬‬
‫‪ (Sain‬وﺗﺷـ ــﺎﻧﺗﻠﻲ‬ ‫واﻧـ ــﻪ ﻻ ﯾوﺟـ ــد ﻓـ ــﻲ دﻟﻬـ ــﻲ ﻣـ ــﺎ ﯾﻣﺎﺛـ ــل ﺳـ ــﺎﻧت ﻛـ ــﻼود )‪cloud‬‬
‫)‪ (Chantilly‬وﻟﯾــﺎن ﻛــور )‪ (Liancour‬ﺑــل ﺑــﺎﻟﻎ ﺣﯾﻧﻣــﺎ وﺻــف ﺗﻠــك اﻟﺣدﯾﻘــﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ‬
‫اﻟﻣﻐوﻟﯾــﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻧﻬــﺎ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ﻻ ﺗﻣﺎﺛــل اﺣــد ﻣﻧــﺎزل اﻟﺑﯾــوت اﻟﺧﺎﺻــﺔ ﺑﺗﺟــﺎر ﻓرﻧﺳــﺎ‪ ،‬وﻻ ﺣﺗــﻰ‬
‫ﻣواطﻧﯾﻬﺎ اﻟﻌﺎدﯾﯾن‪.xxv‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎً ‪-:‬وﺻف ﻣدﯾﻧﺔ دﻟﻬﻲ اﻟﺗﻲ ﺑﻧﺎﻫﺎ وﺷﯾدﻫﺎ اﻟﻣﻠك ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن وﺳﻣﯾت ﺑﺎﺳﻣﻪ‪-:‬‬
‫ﯾﺑدو‪ ،‬وﻧﺣن ﻧﺳﺗﻌرض ﻣﺷـﺎﻫدات و اﻗـوال ﺑﯾرﻧﯾـر‪ ،‬اﻧـﻪ ﻏﯾـر ﻣطﻠـﻊ ﻋﻠـﻰ ﺗـﺎرﯾﺦ‬
‫ﻣدﯾﻧﺔ دﻟﻬﻲ‪ ،‬وﻻ ﻫو ﺣﺎول ﻣﻌرﻓﺔ ذﻟك ﻣن ﺳﻛﺎﻧﻬﺎ‪ ،‬ﺳواء اﻟوزراء اﻟذﯾن ﻛﺎن ﯾﻠﺗﻘﻲ ﺑﻬم‬
‫وﯾﺻــطﺣﺑﻬم‪ ،‬وﻧﺧــص ﻣــﻧﻬم اﻟــوزﯾر داﻧﺷــﻣﻧد ﺧــﺎن ‪،xxvi‬وﻻ ﺣﺗــﻰ ﻣــن اﻟﻌﻠﻣــﺎء وﻏﯾــرﻫم‪،‬‬
‫اﻻﻣر اﻟذي اﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﺑﯾرﻧﯾر ﺑﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣدﯾﻧـﺔ ﻣﺟﻬـوﻻً وﻣﺷوﺷـﺎً‪ ،‬وﻫـو ﻣـﺎ ادى ﺑـﻪ‬

‫‪٢٠٢‬‬
‫إﻟ ــﻰ ﻋ ــدم اﯾﺻ ــﺎل واﻗ ــﻊ وﺣ ــﺎل اﻟﻣدﯾﻧ ــﺔ اﻻﺳ ــﻼﻣﯾﺔ إﻟ ــﻰ ﺻ ــدﯾﻘﻪ‪،‬وﻻ اﻋط ــﺎء اﻟﺻ ــورة‬
‫اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻋن ﻋﺎﺻـﻣﺔ اﻣﺑراطورﯾـﺔ اﻟﻣﻐـول ﻓـﻲ اﻟﻬﻧـد‪ ،‬وﻫـﻲ اﻟﻣدﯾﻧـﺔ اﻟﻌرﯾﻘـﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾـﺎً‬
‫وﺣﺿــﺎرﯾﺎً‪ ،‬واﻟﺣﻘﯾﻘــﺔ‪ ،‬ان ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن آﺑــﺎد )دﻟﻬــﻲ( ﻫــﻲ آﺧــر اﻟﻣــدن اﻻﺳــﻼﻣﯾﺔ واﺣــدﺛﻬﺎ‬
‫ﺑﻧ ــﺎء ﻓــﻲ اﻟﻬﻧ ــد‪ ،‬وﻫ ــﻲ ﻣ ــن اﻟﻣ ــدن اﻟﺗ ــﻲ ﻣ ــرت ﺑﻣراﺣ ــل ﻣﺗﻌ ــددة ﻣ ــن اﻟﺗط ــور واﻟﻧﻣ ــﺎء‪،‬‬
‫ﻓﺎﺻ ــﺑﺣت ﻣﺟﻣوﻋ ــﺔ ﻣ ــن اﻟﻣ ــدن ﻓ ــﻲ ﻣدﯾﻧ ــﺔ واﺣ ــدة‪ ،‬ﻓﺳ ــﻣﺎﻫﺎ ﻗط ــب اﻟ ــدﯾن اﯾﺑ ــك ﺳ ــﻧﺔ‬
‫)‪٥٨٨‬ﻫـ‪١١٩٢/‬م(‪ ،‬ﺑﻘﺑﺔ اﻻﺳﻼم‪ ،‬وﺳﻣﺎﻫﺎ اﻟﺳﻠطﺎن ﻏﯾـﺎث اﻟـدﯾن ﺑﻠـﺑن ﺑ ـ " ﻏﯾـﺎث ﺑـور‬
‫" ﺳــﻧﺔ )‪٦٧٩‬ﻫـ ـ‪١٢٨٠/‬م(‪ ،‬وﺳــﻣﺎﻫﺎ ﺟــﻼل اﻟــدﯾن ﻓﯾروزﺷــﺎﻩ اﻟﺧﻠﺟــﻲ اﻻﻓﻐــﺎﻧﻲ ﺑـ ـ "ﻣﻌــز‬
‫آﺑــﺎد" ﺳــﻧﺔ )‪٦٨٩‬ﻫـ ـ‪١٢٩٠/‬م(‪ ،‬وﺳــﻣﯾت ﺑـ ـ " ﺗﻐﻠــق آﺑــﺎد " زﻣــن اﻟﺳــﻠطﺎن ﻏﯾــﺎث اﻟــدﯾن‬
‫ﺗﻐﻠق ﺳﻧﺔ )‪٧٥٥‬ﻫـ‪١٣٥٤/‬م(‪.xxvii‬‬

‫وﻻ ﯾﻌﺛــر ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﯾﺷــﯾر إﻟــﻰ ان ﺑﯾرﻧﯾــر ﻣطﻠــﻊ ﻋﻠــﻰ ﺗطــورات اﻟﻣدﯾﻧــﺔ وﻣراﺣــل‬
‫اﻟﺣﻛــم اﻻﺳــﻼﻣﻲ ﻓﯾﻬــﺎ‪ ،‬ﺑــل اﻛﺗﻔــﻰ ﺑوﺻــف ﻣدﯾﻧــﺔ دﻟﻬــﻲ اﻟﺟدﯾــدة واﻟﺗــﻲ اﺷــﺗﻬرت ﻓــﻲ‬
‫اﯾﺎﻣـ ـ ــﻪ ﺑـ ـ ـ ـ " ﺷـ ـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن آﺑـ ـ ــﺎد "‪ ،‬واﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺑﻧﺎﻫـ ـ ــﺎ اﻻﻣﺑراطـ ـ ــور ﺷـ ـ ــﺎﻫﺟﻬﺎن ﻣـ ـ ــﺎﺑﯾن ﺳـ ـ ــﻧﺔ‬
‫‪١٠٤٨‬ﻫـ‪١٦٣٨/‬م‪١٠٦٩ -‬ﻫـ‪١٦٥٨/‬م‪.xxviii‬‬

‫وﻗد ورد ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ﺑﯾرﻧﯾر‪-:‬‬


‫" ﺟــﺎء ﻣوﻗــﻊ ﺑﻧ ــﺎء ﻫــذﻩ اﻟﻣدﯾﻧ ــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻣﻘرﺑــﺔ ﻣ ــن اﻟﻣدﯾﻧــﺔ اﻟﻘدﯾﻣ ــﺔ‪ ،‬وﻓﯾﻬــﺎ اﻣ ــر‬
‫ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن ﺑﺑﻧﺎء ﻗﺻرﻩ وﺑﻼطﻪ اﻟﻣﻠﻛﻲ‪ ،‬وﻟم ﯾﻌد ﯾذﻛر اﺳم دﻟﻬﻲ‪ ،‬اذ طﻐﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻻﺳم‬
‫اﻟﺟدﯾ ــد )ﺷ ــﺎﻫﺟﻬﺎن آﺑ ــﺎد(… ﻓﻣدﯾﻧ ــﺔ دﻟﻬ ــﻲ ﻣدﯾﻧ ــﺔ ﺣدﯾﺛ ــﺔ ﺑﻛ ــل ﻣ ــﺎ ﺗﺣﻣﻠ ــﻪ اﻟﻛﻠﻣ ــﺔ ﻣ ــن‬
‫ﻣﻌﻧﻰ‪ ،‬ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اراض ﻣﻧﺑﺳطﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺔ ﻧﻬر ﺟﻣﻧﺎ )‪ (Gemnu‬وﻫو اﻟﻧﻬر اﻟﺷﺑﯾﻪ‬
‫ﺑﻧﻬــر اﻟﻠــورﯾن )‪ (Loire‬ﻓــﻲ ﻓرﻧﺳــﺎ‪ ،‬ﺑﻧﯾــت اﻟﻣدﯾﻧــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺿــﻔﺔ واﺣــدة ﻟﻠﻧﻬــر‪ ،‬واﺧــذت‬
‫ـﺷـﻛﻼً ﻫﻼﻟﯾــﺎً ﻣﺳــﺗدﯾراً‪ ،‬ﯾرﺑطﻬــﺎ ﺟﺳــر واﺣــد وذﻟــك ﻟﻠﻌﺑــور اﻟﯾﻬــﺎ‪ ،‬وﻗــد طوﻗــت اﻟﻣدﯾﻧــﺔ‬
‫ﺑﺎﺳوار ﻣرﺗﻔﻌﺔ‪ ،‬ﺑﻧﯾت ﻣن اﻟﻘرﻣﯾـد واﻵﺟـر… اﻣـﺎ ﺗﺣﺻـﯾﻧﺎت اﺳـوار اﻟﻣدﯾﻧـﺔ ﻓﻠـم ﺗﻛﺗﻣـل‬
‫ﺑ ـﻌـد‪،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺑﻠ ــﻎ ط ــول اﻟﻣدﯾﻧ ــﺔ ﺣـ ـواﻟﻲ ﻓرﺳــﺧﺎً وﻧﺻ ــف اﻟﻔرﺳ ــﺦ‪ ،‬ﻓ ــﻲ ﺣ ــﯾن ﻻ اﺳ ــﺗطﯾﻊ‬
‫ﺿــﺑط وﺗﺣدﯾــد ﻣﺣــﯾط اﻟﻣدﯾﻧــﺔ‪ ،‬ﻟﻛﺛ ـرة ﻣــﺎ ﯾﺣــﯾط ﺑﻬــﺎ ﻣــن اﻟﺿ ـواﺣﻲ اﻟﻣﻠﯾﺋــﺔ ﺑﺎﻟﺣ ــداﺋق‬
‫اﻷﺧّ ﺎذة واﻟﺳﺎﺣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ"‪.xxix‬‬

‫‪٢٠٣‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎً ‪ -:‬وﺻف ﻗﻠﻌﺔ دﻟﻬﻲ‪-:‬‬
‫ﻗﻠﻌ ــﺔ دﻟﻬ ــﻲ اﻟﺗ ــﻲ ﺑﻧﺎﻫ ــﺎ اﻟﻣﻠ ــك اﻟﻣﻐ ــوﻟﻲ ﺷ ــﺎﻫﺟﻬﺎن‪ ،‬اﺳ ــﺗﻐرق ﺑﻧﺎءﻫ ــﺎ ﺣـ ـواﻟﻲ‬
‫ﻋﺷــرون ﻋﺎﻣــﺎً ﺗﻘرﯾﺑــﺎً‪ ،‬اذ ﺑــدأ اﻟﻌﻣــل ﺑﻬــﺎ ﻋــﺎم ‪١٠٤٨‬ﻫـ ـ‪١٦٣٨/‬م‪ ،‬وﻟﯾﺳــﺗﻣر ﺣﺗــﻰ ﺳــﻧﺔ‬
‫‪١٠٦٩‬ﻫـ ـ ـ‪١٦٥٨/‬م‪ ،‬واﻟﻘﻠﻌـ ــﺔ ﻫـ ــﻲ اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺷـ ــﻛل اﻏﻠﺑﯾـ ــﺔ ﺣـ ــدود ﻣدﯾﻧـ ــﺔ دﻟﻬـ ــﻲ اﻟﺟدﯾـ ــدة‬
‫)ﺷ ــﺎﻫﺟﻬﺎن آﺑ ــﺎد(‪ ،‬وﻫ ــﻲ ﻣ ــن ﻣ ــﺂﺛر اﻟﻣﻐ ــول اﻟﺧﺎﻟ ــدة وﻣ ــن اﺑ ــداع ﻓ ــن اﻟﻌﻣ ــﺎرة واﻟﺑﻧ ــﺎء‬
‫اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻣر اﻟﻌﺻور‪ ،‬ﻟﻔﺗت اﻫﺗﻣﺎم اﻟرﺣﺎﻟﺔ ﺑﯾرﻧﯾر‪ ،‬وﺟﻌﻠﻬﺎ )أي اﻟﻘﻠﻌﺔ( ﻋﻼﻣﺔ‬
‫ﻣﻣﯾ ـزة ﻟﻣدﯾﻧــﺔ دﻟﻬــﻲ ﻓــﻲ ﻋﺻــر اﻣﺑراطورﯾــﺔ اﻟﻣﻐــول‪ ،‬ﻓﺎﻋﺗﺑرﻫــﺎ ﻣــن اﻟﻣﻧﺷــﺂت اﻟﻌظﯾﻣــﺔ‬
‫اﻟﺧﺎﻟــدة ﻓــﻲ اﻟﺗــﺎرﯾﺦ‪ ،‬اﻟواﻗﻌــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻧﻬــر ﺟﻣﻧــﺎ )‪ (Gumna‬واﻟﺗــﻲ ﯾﻔﺻــﻠﻬﺎ ﻋــن اﻟﻧﻬــر‬
‫ﻛﺛﺑﺎن رﻣﻠﯾﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔ‪ ،‬ﺑطوﻟﻬـﺎ وﻋرﺿـﻬﺎ‪ ،‬وﻗـد اﻋﺗـﺎد ﻣﻠـوك اﻟﻣﻐـول ان ﯾﻌﻘـدوا ﻋﻠـﻰ ﻫـذﻩ‬
‫اﻟﻬﺿﺎب ﻣﺻﺎرﻋﺔ اﻟﻔﯾﻠﺔ اﻟﺷﻬﯾرة‪.xxx‬‬

‫ﺛم ﯾﻧﺗﻘل ﺑﯾرﻧﯾر ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن اﺳوار ﻗﻠﻌﺔ دﻟﻬﻲ‪-:‬‬


‫" اﻣــﺎ ﺳــور اﻟﻘﻠﻌــﺔ‪ ،‬واﻟــذي ﯾﺣــﯾط ﺑــﻪ اﺑ ـراج ﻗدﯾﻣــﺔ‪ ،‬ﺗﺷــﺑﺔ إﻟــﻰ ﺣــد ﻛﺑﯾــر‬
‫اﻻﺑـراج اﻟﻣوﺟــودة داﺧــل اﻟﻣدﯾﻧــﺔ‪،‬اﻻ اﻧﻬــﺎ ﺻــﻧﻌت ﻣــن اﻵﺟــر )‪ (brick‬اﻟﻣﺻــﻧوﻋﺔ ﻣــن‬
‫اﻟﺣﺟــﺎرة اﻟﺣﻣـراء اﻟﺷــﺑﯾﻬﺔ ﺑﺎﻟرﺧــﺎم‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﺗﻌطــﻲ ﻣﻧظـراً ﺧﻼﺑــﺎً ﺟﻣــﯾﻼً‪ ،‬واﻟﻘﻠﻌــﺔ ﻣﺣﻣﯾــﺔ‬
‫ﺑﺧﻧـﺎدق دﻓﺎﻋﯾـﺔ ﻋﻣﯾﻘــﺔ‪ ،‬ﻣﻣﻠـوءة ﺑﺎﻟﻣﯾـﺎﻩ‪ ،‬وﺛﻣــﺔ ﺣدﯾﻘـﺔ واﺳـﻌﺔ ﺑﻣﺣــﺎذاة اﻟﺧﻧـدق‪ ،‬ﻣﻣﻠــوءة‬
‫ﺑــﺎﻟورود واﻟزﻫــور واﻟرﯾــﺎﺣﯾن واﻟﺷــﺟﯾرات اﻟﺧﺿ ـراء‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﺗﻌطــﻲ ﻣﻧظ ـراً ﺳــﺎﺣراً ﻋﻠــﻰ‬
‫طوال ﺳور اﻟﻘﻠﻌﺔ‪ ،‬ﺛم ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻌـد اﻟﺣدﯾﻘـﺔ ﻣﺑﺎﺷـرة‪ ،‬ﻣﯾـدان ﻣﻠﻛـﻲ ﺧـﺎص‪ ،‬ﯾﻘـﻊ اﻣـﺎم ﺑواﺑـﺔ‬
‫اﻟﻘﻠﻌﺔ‪ ،‬اﻣﺎ ﺧﻠف اﻟﻘﻠﻌﺔ ﻓﯾﻘﻊ ﺷﺎرﻋﺎن ﯾﻌﺗﺑران اﻫم ﺷوارع اﻟﻣدﯾﻧﺔ‪ ،‬وﻧﺷﺎﻫد ﺧﯾم اﻻﻣـراء‬
‫واﻟﻧــﺑﻼء ﻗــد ﻧﺻــﺑت ﻓــﻲ اﻟﻣﯾــدان اﻟﻣﻠﻛــﻲ‪ ،‬اذ ﯾﻌﻘــد ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻣﯾــدان‪ ،‬ﺗــدرﯾﺑﺎت ﺧﺎﺻــﺔ‬
‫ﺑ ــﺎﻟﺧﯾول اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ‪ ،‬ﺣﻔﺎظ ــﺎً ﻋﻠ ــﻰ ﺟودﺗﻬ ــﺎ وﻟﯾﺎﻗﺗﻬ ــﺎ وﻗ ــدرﺗﻬﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻘﺗ ــﺎل‪ ،‬وﯾﻘ ــوم ﻗﺎﺋ ــد‬
‫اﻟﻔرﺳــﺎن ﺑﻔﺣــص اﻟﺧﯾــول ﺑﻌﻧﺎﯾــﺔ ﻓﺎﺋﻘــﺔ‪ ،‬ﻣﺑــدﯾﺎً ﺣرﺻــﻪ اﻟﻛﺑﯾــر ﻋﻠــﻰ ﻓــرز اﻧ ـواع اﻟﺧﯾــول‬
‫واﻧﺗﻘــﺎء اﻟﺧﯾــول اﻟﺟﯾــدة‪ ،‬ﺧﺎﺻــﺔ اﻟﺧﯾــول اﻟﺗرﻛﯾــﺔ واﻟﺗﺗرﯾــﺔ اﻟﻘﺎدﻣــﺔ ﻣــن آﺳــﯾﺎ اﻟوﺳــطﻰ‪،‬‬
‫وﺗوﺳ ـ ــم ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﺧﯾ ـ ــول ﺑوﺳـ ـ ــم اﻟﻣﻠـ ـ ــك )‪ (brand‬وذﻟ ـ ــك ﻟﯾﻣﯾزﻫـ ـ ــﺎ ﻋ ـ ــن ﺑﻘﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺧﯾـ ـ ــول‬
‫اﻻﺧرى"‪.xxxi‬‬

‫‪٢٠٤‬‬
‫واﻟواﻗــﻊ ان ﺑﯾرﻧﯾــر ﻟــم ﯾُ ﺳــمﱢ ﻟﻧــﺎ اﺳــﻣﺎء اﻟﺣــداﺋق اﻟﺗــﻲ ﻛﺎﻧــت ﺗﺣــﯾط ﺑﻘﻠﻌــﺔ دﻟﻬــﻲ‬
‫واﻟﺗــﻲ ﺟﻌﻠــت ﻣﻧﻬــﺎ ﻣﻧظ ـراً ﺟﻣــﯾﻼً‪ ،‬ﻋﻠﻣــﺎً ﺑــﺎن ﻫﻧــﺎك اﻟﻌدﯾــد ﻣــن ﺗﻠــك اﻟﺣــداﺋق‪ ،‬ﻣﻧﻬــﺎ‪،‬‬
‫ﺣدﯾﻘﺔ ﻗدﺳﯾﺔ )‪ (Kudsia Garden‬اﻟواﻗﻌـﺔ إﻟـﻰ اﻟﺷـﻣﺎل ﻣـن ﻗﻠﻌـﺔ اﻟﻣدﯾﻧـﺔ وﻫـﻲ ﻗﺑﺎﻟـﺔ‬
‫ﺑواﺑــﺔ ﻛﺷ ــﻣﯾر‪ ،‬وﻗ ــد ﺑﻧﺗﻬــﺎ ﻗدﺳ ــﯾﺔ ﺑ ــﯾﻛم واﻟــدة اﻟﻣﻠ ــك اﺣﻣ ــد ﺷــﺎﻩ اﻟﻣﻐ ــوﻟﻲ‪ ،xxxii‬وﺣدﯾﻘ ــﺔ‬
‫ﺷﺎﻟﻣﺎر‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺑﻌد ﻋن اﻟﻘﻠﻌﺔ ﻣـﯾﻼً واﺣـداً ﻓﻘـط‪ ،‬ﺑﻧﺎﻫـﺎ ﺳـﻧﺔ ‪١٦٥٣‬م اﻟﻣﻠـك ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن‬
‫اﻟﻣﻐــوﻟﻲ‪ ،xxxiii‬وﻋﻠــﻰ ﺑﻌــد ﻧﺻــف ﻣﯾــل ﺗﻘــﻊ ﺣدﯾﻘــﺔ‪ ،‬روﺷــﺎﻧﺎرا ﺑﻛــﯾم ) ‪Roshanara‬‬
‫‪ (Begam Garden‬واﻟﺗﻲ ﺑﻧﯾت ﺳﻧﺔ ‪١٦٥٠‬م‪ ،‬ﺑﺎﻣر ﻣـن اﻻﻣﯾـرة اﻟﻣﻐوﻟﯾـﺔ‪ ،‬روﺷـﺎﻧﺎرا‬
‫ﺑﯾﻛم اﺑﻧﺔ اﻻﻣﺑراطور ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن‪.xxxiv‬‬

‫اﻣ ــﺎ ﻣﺣﺗوﯾ ــﺎت اﻟﻘﻠﻌ ــﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪،‬ﻓﺗﺷ ــﻣل ﻋﻠ ــﻰ ﻣراﻓ ــق وﻣﻧﺷ ــﺂت ﻣﻌﻣﺎرﯾ ــﺔ ﻛﺑﯾـ ـرة‬
‫وﻛﺛﯾ ـرة‪ ،‬ﻛﻘﺻــر اﻟﺣ ـرﯾم و اﻟﻣﺑــﺎﻧﻲ اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ‪ ،‬ودﯾ ـوان اﻟﺧــﺎص واﻟﻌــﺎم‪ ،‬واﻟﺣﻣــﺎم اﻟﻣﻠﻛــﻲ‪،‬‬
‫وﻛــذﻟك اﻟﻣﺳــﺎﺟد اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ اﻟﺧﺎﺻــﺔ‪ ،‬ﻛــل ﻫــذﻩ اﻟﻣﻌــﺎﻟم اﻋﺟﺑــت اﻟرﺣﺎﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﻲ ﺑﯾرﻧﯾــر‬
‫اﺷــد اﻻﻋﺟــﺎب‪ ،‬وﻗــرر اﻧﻬــﺎ وﻻ ﺳــﯾﻣﺎ اﻟﻘﺻــر اﻟﻣﻠﻛــﻲ واﻟﻣﺑــﺎﻧﻲ اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ اﻟﺧﺎﺻــﺔ‪ ،‬ﺗﺷــﺑﻪ‬
‫إﻟــﻰ ﺣــد ﻛﺑﯾــر ﺟﻣــﺎل وروﻋــﺔ ﻗﺻــر اﻟﻠــوﻓر واﻻوﺳــﻛ﷼ )‪ (Escurial‬ﻓــﻲ ﻓرﻧﺳــﺎ‪ ،‬ورأى‬
‫ﻛــذﻟك ان اﻟﻣﺑــﺎﻧﻲ اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ اﻟﺿــﺧﻣﺔ‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﺗﻘــﻊ داﺧــل اﻟﻘﻠﻌــﺔ‪ ،‬ﻻ ﺗﺷــﺑﻪ ﺑﻔﻧــون وﻧﻘــوش‬
‫ﻋﻣﺎرﺗﻬــﺎ ﻣ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﺳ ــﺑﺎﻧﯾﺎ وﻓرﻧﺳ ــﺎ‪ ،‬ﻟﻛﻧﻬ ــﺎ ﺟﻣﯾﻠ ــﺔ ﺟ ــداً‪ ،‬ﺗﺗﻧﺎﺳ ــب ﻣ ــﻊ طﺑﯾﻌ ــﺔ اﻟظ ــروف‬
‫اﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ اﻟﺣﺎرة ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‪.xxxv‬‬

‫وﻗــد اﻛــد ﻋﻠــﻰ ﺟﻣﺎﻟﯾــﺎت اﻟﻣﺑــﺎﻧﻲ اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ وﻋﻣﺎرﺗﻬــﺎ ودﻗــﺔ ﺗﺻــﻣﯾﻣﻬﺎ اﻟﻬﻧدﺳــﻲ‪،‬‬
‫اﻟﻣــؤرخ واﻟﻣﺳﺗﺷــرق اﻻﻧﺟﻠﯾــزي ﻓﯾرﻛوﺳــن )‪ (Fergusson‬اﻟــذي ﺗﺧﺻــص ﻓــﻲ اﺑﺣﺎﺛــﻪ‬
‫ودراﺳ ــﺎﺗﻪ ﺣ ــول ﻓﻧ ــون اﻟﻌﻣ ــﺎرة اﻟﻣﻧﻐوﻟﯾ ــﺔ واﻟﻬﻧدﯾﺔ‪،‬ﻓﻘ ــد اﻋﺗﺑ ــر اﻟﻘﺻ ــر اﻟﻣﻠﻛ ــﻲ داﺧ ــل‬
‫اﻟﻘﻠﻌــﺔ‪،‬ﻣن اﻋظــم واﻣﯾــز اﻟﻘﺻــور ﻓــﻲ اﻟﺷــرق ﻋﻠﯨــﺎﻻطﻼق‪ ،‬ﺑــل ذﻫــب اﺑﻌــد ﻣــن ذﻟــك‪،‬‬
‫ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻗـرر اﻧـﻪ ﻣـن اﻟﻘﺻـور اﻟﻧـﺎدرة ﻓـﻲ اﻟﻌـﺎﻟم‪ ،‬ﺑـل ان ﻗﺻـر اﻟﺣـرﯾم وﺣـدﻩ واﻟـذي ﯾﻘـﻊ‬
‫ﺑداﺧل ﻗﻠﻌﺔ دﻟﻬﻲ‪ ،‬ﺑﺣﺟﻣﻪ وﻓﺧﺎﻣﺗﻪ وﻣﻧﺷﺂﺗﻪ اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ‪ ،‬ﯾﻌد وﺣـدﻩ اﻛﺑـر ﻣـرﺗﯾن او ﺛﻼﺛـﺔ‬
‫ﻣ ـرات ﻣــن اﻻﺳــﻛو﷼‪ ،‬واﻟﺣﻘﯾﻘــﺔ‪ ،‬ﻓــﺎن ﻗﺻــر اﻟﻣﻐــول اﻟﻣﻠﻛــﻲ‪ ،‬اﻛﺑــر ﻣــن أي ﻗﺻــر ﻓــﻲ‬

‫‪٢٠٥‬‬
‫ﻋﻣوم اوروﺑﺎ ﻗﺎطﺑﺔ ‪ ،xxxvi‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻗرر اﻟﻣؤرخ ﻓﺎﺗﺷـﺎو )‪ (Fanshawe‬ان طـول اﻟﻘﺻـر‬
‫ﺑﻠﻎ ‪ ٣٢٠٠‬ﻗدم ﻣن اﻟﺷﻣﺎل إﻟﻰ اﻟﺟﻧوب‪ ،‬وﯾﺣﯾط ﺑﻪ ﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﻧـﺑﻼء اﻟﻣﺑﻧﯾـﺔ ﻣـن اﻟﻘرﻣﯾـد‬
‫اﻻﺣﻣر‪.xxxvii‬‬

‫وﻧﻼﺣ ــظ ان ﺑﯾرﻧﯾ ــر‪ ،‬واﺛﻧ ــﺎء ﺣدﯾﺛ ــﻪ ﻋ ــن ﻣ ــداﺧل اﻟﻘﻠﻌ ــﺔ وﺑواﺑﺎﺗﻬ ــﺎ‪ ،‬ﯾﺷ ــﯾر إﻟ ــﻰ‬
‫ﺛﻼﺛــﺔ ﻣــداﺧل‪ ،‬اﻻ اﻧــﻪ ﻟــم ﯾﺳــم ﻫــذﻩ اﻟﺑواﺑــﺎت‪ ،‬او ﺣﺗــﻰ ﻟــم ﯾﺳﺗﻔﺳــر ﻋﻧﻬــﺎ‪ ،‬وذﻟــك رﻏــم‬
‫اﻋﺟﺎﺑــﻪ اﻟﺷــدﯾد ﺑﻬــﺎ‪ ،‬واﻟﺣﻘﯾﻘــﺔ ان اﺑ ـواب اﻟﻘﻠﻌــﺔ ﻛﺎﻧــت ﻣﺷــﻬورة ﺑﺎﺳــﻣﺎﺋﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬﻧــﺎك ﺑواﺑــﺔ‬
‫ﻛﺷﻣﯾر وﺑواﺑﺔ دﻟﻬﻲ وﺑواﺑﺔ ﻻﻫور‪ ،xxxviii‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﻧﺑﻪ ﺑﯾرﻧﯾر إﻟـﻰ اﺣـد ﻣـداﺧل اﻟﻘﻠﻌـﺔ‪،‬‬
‫ﻓوﺟــد ﻋﻠ ــﻰ ﻣ ــدﺧﻠﻬﺎ ﻓﯾﻠــﯾن ﻣﻧﺣ ــوﺗﯾن ﻣ ــن اﻟﺻ ــﺧور‪ ،‬وﺿــﻌت ﺑﺷ ــﻛل ﻫﻧدﺳ ــﻲ ﻣﺣﻛ ــم‪،‬‬
‫ﺑﺣﯾــث ﯾﻘــﻊ ﻣــن ﺟﻬــﺔ اﻟﯾﺳــﺎر‪ ،‬ﻓﯾــل ﻋﻠﯾــﻪ اﺣــد زﻋﻣــﺎء اﻟﻬﻧــدوس اﻟراﺟﺑــوت‪ ،‬وﻫــو اﻟراﺟــﺎ‬
‫‪ (Raja‬اﺣ ــد راﺟـ ـوات ﺗﺷ ــﯾﺗور )‪ ،(Chitor‬اﻣ ــﺎ اﻟﻧﺻ ــب اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ‬ ‫ﺟﺎﯾﻣ ــﺎل )‪Jaimal‬‬
‫ﻓﻠﺷﻘﯾﻘﻪ ﺑوﻟﺗﺎ )‪ ،(Polta‬وﻫؤﻻء ﯾﻌﺗﺑرون ﻣن اﻫـم ﻗـﺎدة اﻟﻬﻧـدوس اﻟﻌظـﺎم‪ ،‬اﻟـذﯾن ﺗﻣﯾـزوا‬
‫ﺑﺎﻟﺷﺟﺎﻋﺔ اﻟﻧﺎدرة‪ ،‬واﺷﺗﻬرت اﺳﻣﺎﺋﻬم ﻓﻲ ﻋﺻر اﻟﻣﻠك ﺟﻼل اﻟدﯾن اﻛﺑر‪ ،‬اذ ﻟﻌﺑوا دوراً‬
‫ﻫﺎﻣــﺎً وﺟرﯾﺋــﺎً ﻓــﻲ ﻣﻌﺎرﺿــﺔ اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾــﺔ‪ ،‬وﺳــﻌوا إﻟــﻰ اﻟﻘﺿــﺎء ﻋﻠﯾﻬــﺎ وﻋﻠــﻰ وﺟودﻫــﺎ‬
‫ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻬﻧ ـ ــد‪ ،‬اﻻ ان اﻟﻣﻠ ـ ــك اﻛﺑ ـ ــر ﻧﺟ ـ ــﺢ ﻓ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــﺗﺧﻠص ﻣﻧﻬﻣ ـ ــﺎ وﻗﺗﻠﻬﻣ ـ ــﺎ‪ ،‬وذﻟ ـ ــك ﺳ ـ ــﻧﺔ‬
‫‪١٥٦٨‬م‪.xxxix‬‬

‫ﺛم ﯾﺗﺣدث ﺑﯾرﻧﯾر ﻋن ﻣﺷﺎﻫداﺗﻪ داﺧل اﻟﻘﻠﻌﺔ‪ ،‬وﯾﺻف اﻟﺷﺎرع اﻟﻔﺿﻲ اﻟطوﯾل‪،‬‬
‫وﻫــو ﺷــﺎرع ﺧﺻــص ﻟﻠﻣﺷــﺎة ﻓﻘــط‪ ،‬ﻓــﻼ ﺗﺗﺣــرك ﻓﯾــﻪ اﻟﺧﯾــول او اﯾــﺔ اﻧ ـواع اﺧــرى ﻣــن‬
‫اﻟﺣﯾواﻧﺎت‪ ،‬وﯾﺣﯾط ﺑﺎﻟﺷﺎرع اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ﻣن ﺟواﻧﺑـﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ‪ ،‬وﻫـﻲ اﻟﺗـﻲ اﺧﺗﯾـرت ﻟﻠﺣـرﻓﯾﯾن‬
‫‪(Gold‬‬ ‫داﺧــل اﻟﻘﻠﻌ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻧ ــﺎك اﻟطـ ـرازة )‪ (embroiders‬وﺻ ــﺎﻏﺔ اﻟ ــذﻫب )‪Smith‬‬
‫واﻟرﺳــﺎﻣﯾن واﻟطﻼﺋــﯾن )‪ (varnishers‬واﻟﻧﺳــﺎﺟﯾن اﻟــذﯾن ﯾﺻــﻧﻌون اﻻﻧﺳــﺟﺔ اﻟﺣرﯾرﯾــﺔ‪،‬‬
‫واﻻﻗﻣﺷﺔ اﻟﻣﻘﺻﺑﺔ واﻟﻣطرزة )‪ (،brocade‬وﻫﻧﺎك ﺻﻧّ ﺎع اﻟﻣوﺳﯾﻠﯾن‪ ،‬ﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻌﻣﺎﺋم‬
‫اﻟﺟﻣﯾﻠــﺔ‪ ،‬وﺻــﺎﻧﻌو اﻻﺣزﻣــﺔ واﻻط ـواق اﻟﻣزﯾﻧــﺔ ﺑــﺎﻟورود اﻟذﻫﺑﯾــﺔ ) ‪Girtles with‬‬
‫‪ (golden‬وﻓ ــﻲ ﻣﺑ ــﺎﻧﻲ اﺧ ــرى ﺷ ــﺎﻫد اﻟﻧﺟ ــﺎرﯾن )‪ (Joiners‬واﻟﺧـ ـراطﯾن‬ ‫‪flowers‬‬
‫‪،(Shoe‬ﻋﻠـ ــﻰ ان ﺟﻣﯾـ ــﻊ ﻫـ ــؤﻻء‬ ‫)‪ (Turners‬واﻟﺧﯾـ ــﺎطﯾن واﻟﺣـ ــذاﺋﯾن )‪makers‬‬

‫‪٢٠٦‬‬
‫اﻟﺣرﻓﯾ ــون ﯾﻣﺎرﺳ ــون ﻧﺷ ــﺎطﺎﺗﻬم ﺑﺷ ــﻛل ﯾ ــوﻣﻲ‪ ،‬ﻓ ــﻲ اﻟﻣﺑ ــﺎﻧﻲ اﻟﺗ ــﻲ اطﻠ ــق ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ اﺳ ــم "‬
‫ﻛﺎرﺧﺎﻧــﺔ" وﻗــد ﻧــوﻩ ﺑﯾرﻧﯾــر إﻟــﻰ ان ﻣﻌظــم ﻫــؤﻻء اﻟﺣــرﻓﯾﯾن ﯾﻘوﻣــون ﻋﻠــﻰ ﺗــدرﯾب اﺑﻧــﺎﺋﻬم‬
‫اﻟﺣرﻓــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻌرﻓــون‪ ،‬ﻓﺎﻟﺻــﺎﺋﻎ ﯾــﺄﺗﻲ اﺑﻧــﻪ ﺻــﺎﺋﻐﺎً‪ ،‬واﻟﻧﺟــﺎر ﯾــﺄﺗﻲ اﺑﻧــﻪ ﻧﺟــﺎراً واﻟط ـراز‬
‫ﯾﺄﺗﻲ اﺑﻧﻪ طرازاً‪ ،‬وﻫﻛذا‪.xl‬‬

‫ﯾﻧﺗﺻف اﻟﺷﺎرع ﻗﻧﺎة ﻣﺎﺋﯾﺔ طوﯾﻠﺔ ﻣﺗﺣرﻛﺔ‪ ،‬ﺗﺳﯾر ﺣﺗﻰ ﺗﺻل إﻟﻰ ﻗﺻر اﻟﺣـرﯾم‬
‫ﺛــم ﺗﻐــور اﻟﻣﯾــﺎﻩ ﻓــﻲ ﺧﻧــدق اﻟﻘﻠﻌــﺔ‪ ،‬وﻗــد ﺟﻠﺑــت ﻫــذﻩ اﻟﻣﯾــﺎﻩ ﻣــن ﻧﻬــر ﺟﻣﻧــﺎ ﺑواﺳــطﺔ ﻗﻧــﺎة‬
‫ﻣﻔﺗوﺣﺔ ﺗﺻل ﻣﺳﺎﻓﺗﻬﺎ إﻟـﻰ ﺳـﺗﺔ ﻓراﺳـﺦ‪ ،‬ﺗﻣـر ﻓـوق دﻟﻬـﻲ‪ ،‬وﻧﺣﺗـت ﻫـذﻩ اﻟﻘﻧـﺎة ﻋﻠـﻰ ﯾـد‬
‫ﻋﻣﺎل ﻣﻬرة داﺧل اﻟﺻﺧور اﻟﺣﺟرﯾﺔ ‪ xli،‬وﺗﻌد ﻗﻧﺎة دﻟﻬﻲ ﻋﻣـﻼً ﻣﻌﻣﺎرﯾـﺎً وﻫﻧدﺳـﯾﺎً ﻓرﯾـداً‪،‬‬
‫ﯾﺷــﻬد ﻋﻠــﻰ ﺗطــور اﻣﺑراطورﯾــﺔ اﻟﻣﻐــول وﺑراﻋــﺔ ﻋﻠﻣﺎﺋﻬــﺎ‪ ،‬وﻗــد ﺻــﻣم ﻫــذﻩ اﻟﻘﻧــﺎة اﻷﻣﯾــر‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣردان ﺧﺎن اﻟﻘﻧدﻫﺎري‪ ،‬وﻫو أﺣد اﻟﻣﺷﻬورﯾن ﺑﺎﻟﻌﻘل واﻟدﻫﺎء واﻟﺳﯾﺎﺳـﺔ‪ ،‬ﻛـﺎن واﻟﯾـﺎً‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻗﻧــدﻫﺎر ﻓــﻲ ﻋﺻــر ﺷــﺎﻩ ﻋﺑــﺎس اﻟﺻــﻔوي‪ ،‬ووﻟــﻲ ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﺳــﻧﺔ ‪١٠٣٤‬ﻫـ ـ‪١٦٢٤/‬م‪،‬‬
‫وﻣﻛــث ﻓﯾﻬــﺎ ﺣ ـواﻟﻲ اﺛﻧــﻲ ﻋﺷ ـرة ﺳــﻧﺔ‪ ،‬وﻋﻧــدﻣﺎ ﺗــوﻓﻲ ﺷــﺎﻩ ﻋﺑــﺎس‪ ،‬وﻗــﺎم ﺑﺎﻟﻣﻠــك ﺣﻔﯾــدﻩ‬
‫ﺻﻔﻲ ﺷﺎﻩ اﻟﺻﻔوي‪ ،‬اﻓﺗﺗﺢ ﻋﻬدﻩ ﺑﺎﻟظﻠم واﻟﻘﻣـﻊ واﻟﺗﻌـدي ﻋﻠـﻰ ﺣﻘـوق اﻟﻧـﺎس‪ ،‬ﻓﺄﺿـطر‬
‫ﻋﻠﻲ ﻣردان إﻟﻰ ﺗـرك ﻗﻧـدﻫﺎر واﻟﻠﺟـوء إﻟـﻰ اﻟﻬﻧـد‪ ،‬ﻓﺎﺳـﺗﻘﺑﻠﻪ ﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن ﻓـﻲ ﻣدﯾﻧـﺔ دﻟﻬـﻲ‬
‫ﺳﻧﺔ ‪١٠٣٧‬ﻫـ‪١٦٢٧/‬م‪ ،‬وﺣظﻲ ﻟدﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻣرﻣوﻗﺔ إذ ﻛﺎن ﻣن اﻹدارﯾﯾن اﻟﻼﻣﻌـﯾن‬
‫ﻓﻲ ﻋﻬدﻩ‪ ،‬ﺗوﻟﻰ ﺑﺄﻣر ﺷﺎﻫﺟﺎن‪ ،‬وﻻﯾﺔ ﻛﺷﻣﯾر ووﻻﯾﺔ اﻟﺑﻧﺟﺎب وﻛﺎﺑل ﺛم ﻛﺷﻣﯾر‪ ،‬وﻣﺎت‬
‫ﻓﯾﻬــﺎ ﺳــﻧﺔ ‪١٠٦٧‬ﻫـ ـ‪١٦٥٧/‬م‪ ،‬وﻟــﻪ ﻣــﺂﺛر ﻣﻌﻣﺎرﯾــﺔ ﻛﺛﯾ ـرة ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد‪ ،‬وﻷﻧــﻪ ﺻــﻣم ﻗﻧــﺎة‬
‫دﻟﻬﻲ‪ ،‬ﻓﻘد ﺳﻣﯾت ﺑﺎﺳﻣﺔ "ﻗﻧﺎة ﻋﻠﻲ ﻣردان ﺧﺎن"‪.xlii‬‬

‫ﺛــم ﯾﻧﺗﻘــل ﺑﯾرﯾــز ﻟﯾﺗﺣــدث ﻋﻣــﺎ ﺷــﺎﻫدﻩ ﻓــﻲ ﻗﻠﻌــﺔ دﻟﻬــﻲ‪ ،‬ﻻﺳــﯾﻣﺎ ﻣﺑﻧﯾــﯾن ﻋظﯾﻣــﯾن‬
‫اﻣﺗﺎزت ﺑﻬﻣﺎ ﻗﻠﻌﺔ دﻟﻬﻲ‪ ،‬وﺟﻌﻠت ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻛﺎﻧـﺎً ذا أﺑﻬـﻪ ﻣﻠﻛﯾـﺔ وﻓﺧﺎﻣـﺔ ﻋظﯾﻣـﺔ‪ ،‬أﻻ وﻫﻣـﺎ‬
‫ﻣﺑﻧــﻰ اﻟﻌــﺎم واﻟﺧــﺎص "اﻟــدﯾوان اﻟﺧــﺎص"‪ ،‬وﻧﻼﺣــظ ﻋــدم اﻫﺗﻣــﺎم اﻟرﺣﺎﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﻲ ﻓــﻲ‬
‫ﺗﻔﺻــﯾﻼت ﻫــذﯾن اﻟﻣﺑﻧﯾــﯾن‪ ،‬ﻟﯾﻛﺗﻔــﻲ ﺑــذﻛرﻫﻣﺎ وذﻛــر أﻫﻣﯾﺗﻬــﺎ ﻟــﯾس إﻻ‪ ،‬وﻣــﻊ ذﻟــك ﻧﺷــﯾر‬
‫إﻟﻰ أﻗوال ﺑﯾرﯾز‪-:‬‬

‫‪٢٠٧‬‬
‫"إن اﻟﻣﺑﻧ ــﻰ اﻟﺧ ــﺎص واﻟﻌ ــﺎم ﻣﺑﻧ ــﻰ ﺿـ ـﺧم وﺻ ــرح ﻋظ ــﯾم ﻓ ــﻲ ﻏﺎﯾ ــﺔ اﻟروﻋـ ــﺔ‬
‫واﻟﺟﻣــﺎل‪ ،‬وﻫــو ﻋﺑــﺎرة ﻋــن ﺑﺎﺣــﺔ ﻣﯾداﻧﯾــﺔ ﻓﺳــﯾﺣﺔ‪ ،‬ﻣﺑﻧﯾــﺔ ﻣــن اﻟﻘﻧــﺎطر اﻟﻛﺛﯾ ـرة‪،‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﻫﻧــﺎك ﺟــدران ﺧﺎﺻــﺔ ﻣﻣﯾ ـزة ﻟﻛــل ﻗﻧطـرة‪ ،‬وﯾﻘــﻊ ﻓــوق ﻣــدﺧل ﻫــذا اﻟﻣﺑﻧــﻰ‪،‬‬
‫دﯾوان واﺳﻊ ﻛﺑﯾر‪ ،‬ﯾﻣﯾل ﺑﻔﺗﺣﺗﻪ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ اﻟﺑﻼط اﻟﻣﻠﻛﻲ‪ ،‬وﯾﺳﻣﻰ ﻫـذا اﻟـدﯾوان‪ ،‬ﺑ ـ‬
‫" ﻧﻛر ﺧﺎﻧﺔ " "‪ ،"Nagar Khana‬وﻫﻲ ﻗﺎﻋﺔ اﻟطﺑـول واﻟﻣوﺳـﯾﻘﻰ‪Kettle-" ،‬‬
‫‪.xliii"drum Room‬‬

‫ﻟ ــم ﯾﻌطﯾﻧ ــﺎ ﺑﯾرﻧﯾ ــر‪ ،‬رﻏ ــم ﻣﻼﺣظﺎﺗ ــﻪ اﻟﻬﺎﻣ ــﺔ‪ ،‬أﯾ ــﺔ ﺗﻔﺎﺻ ــﯾل ﺣ ــول طﺑﯾﻌ ــﺔ ﻫ ــذا‬
‫اﻟﻣﺑﻧــﻰ‪ ،‬ﻣﻣــﺎ ﯾﺟﻌﻠﻧــﺎ ﻧﻌطــﻲ ﺑﻌــض اﻟﺗوﺿــﯾﺣﺎت ﺣــول ﻫــذﻩ اﻷﺑﻧﯾــﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟــدﯾوان‬
‫اﻟﻌـﺎم‪ (Hall of the Public Audience) ،‬ﯾﻘـﻊ ﻋﻠـﻰ ﻣﻘرﺑــﺔ ﻣـن ﻣـدﺧل اﻟــﺑﻼط‬
‫اﻟﻣﻠﻛــﻲ‪ ،‬وﯾﺑﻠــﻎ ﻋرﺿــﺔ ﻣــن اﻟﺷــرق إﻟــﻰ اﻟﻐــرب ﺣـواﻟﻲ ‪ ٤٢٠‬ﻗــدم‪ ،‬ﯾﺣــﯾط ﺑــﻪ ﻣــن ﻛﺎﻓــﺔ‬
‫اﻟﺟﻬـ ــﺎت ﻌاﻟﻘـ ــود واﻟﻘﻧـ ــﺎطر اﻟﺟﻣﯾﻠـ ــﺔ‪ ،‬وﯾﻘﺎﺑـ ــل اﻟـ ــدﯾوان اﻟﻌـ ــﺎم‪ ،‬ﻣﺣـ ــل ﻣ ُ ﺳـ ــﯾﺞ ﺑﺎﻟﺣﺟـ ــﺎرة‬
‫اﻟﻘرﻣﯾدﯾــﺔ اﻟﺣﻣـراء‪ ،‬وﺛﻣــﺔ ﻣﺳــﺎﻣﯾر ﺿــﺧﻣﺔ زرﻛﺷــت ﺑــﺎﻟطﻼء اﻟﻣــذﻫب‪ ،‬وﻗــد ﺳــﻣﻲ ﻫــذا‬
‫اﻟﺳـﯾﺎج ﺑ ـ" ﻗـﻼل ﺑـﺎري )‪ ،"(Gula’l Bari‬اﻟـذي ﺧﺻـص ﻟﻠﻣﺳـؤوﻟﯾن اﻟﺻـﻐﺎر وﺣﺎﺷـﯾﺔ‬
‫اﻟﺑﻼط اﻟﻣﻠﻛﻲ )‪ ،(Court Attendants‬أﻣﺎ ﻋﻠﯾﺔ اﻟﻘـوم ﻓﻣﻛـﺎﻧﻬم داﺧـل اﻟﻣﺑﻧـﻰ اﻟﻌـﺎم‪،‬‬
‫وﻋﺎﻣﺔ اﻟﻧﺎس ﺧﺻص ﻟﻬم ﻣﻛﺎن ﯾﻘﻊ ﺧﺎرج ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺳﯾﺎج‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﺗﺑﻠﻎ ﻣﺳـﺎﺣﺔ اﻟﻣﺑﻧـﻰ‬
‫‪ ١٠٠‬ﻗـ ــدم × ‪ ٦٠‬ﻗـ ــدم‪ ،‬وﻫـ ــو ﻣـ ــن اﻷﺑﻧﯾـ ــﺔ اﻟﺿـ ــﺧﻣﺔ اﻟراﺋﻌـ ــﺔ‪ ،‬وﻓـ ــﻲ اﻟﻣﻛـ ــﺎن اﻟﻣﻧﻌـ ــزل‬
‫ﺑﺎﻟﺳــﯾﺎج‪ ،‬ﯾﻘــﻊ اﻟﻌــرش اﻟطﺎووﺳــﻲ اﻟﻣﻠﻛــﻲ‪ ،xliv‬وﻗــد ﻟﻔﺗــت روﻋــﺔ وﺗﺻــﻣﯾم اﻟﻌــرش اﻧﺗﺑــﺎﻩ‬
‫ﺑﯾرﻧﯾر‪ ،‬ﺑل وﺟﻌﻠﺗﻪ ﯾﻘف ﻣﻧدﻫﺷﺎً ﺣﺎﺋراً أﻣﺎم ﻫـذﻩ اﻟروﻋـﺔ واﻹﺑـداع اﻟﻣﻐـوﻟﻲ‪ ،‬وﯾؤﻛـد ﻓـﻲ‬
‫رﺳـﺎﻟﺗﻪ إﻟـﻰ ﺻـدﯾﻘﺔ " أﻧـﻪ ﻟـم ﯾـرى ﻣﺛﻠـﻪ ﻓـﻲ ﺣﯾﺎﺗـﻪ"‪Never did I Witness a " ،‬‬
‫‪ ،"more extraordinary Scene‬وﯾﻘدم ﻟﻧﺎ وﺻﻔﺎً ﻣﻔﯾداً ﺣول اﻟﻌرش اﻟﻣﻐوﻟﻲ‪-:‬‬
‫" ﻟﻘــد ظﻬــر اﻻﻣﺑراطــور اﻟﻣﻐــوﻟﻲ ﺟﺎﻟﺳــﺎً ﻋﻠــﻰ اﻟﻌــرش اﻟواﻗــﻊ ﻓــﻲ ﻧﻬﺎﯾــﺔ‬
‫ردﻫــﺔ ﻗﺻ ــر دﯾـ ـوان اﻟﻌ ــﺎم اﻟﻣﻠﻛ ــﻲ اﻟﻔﺳ ــﯾﺢ‪ ،‬ﻓ ــﻲ ﻣﻼﺑ ــس ﻣﻬﯾﺑ ــﺔ ﻓ ــﺎﺧرة وراﺋﻌ ــﺔ ﺗﺧﻠ ــب‬
‫اﻻﻟﺑــﺎب‪ ،‬وﻫــﻲ ﻣﻼﺑــس ﺑﯾﺿــﺎء‪ ،‬ﻣرﻫﻔــﺔ ﻧﺎﻋﻣــﺔ ﻣﺻــﻘوﻟﺔ ﺑﺎﻻﻧﺳــﺟﺔ اﻟﺣرﯾرﯾــﺔ اﻟﻣــوردة‪،‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺛوﺑﻪ ﻣزﺧرﻓﺎً وﻣزرﻛﺷﺎً ﺑﺎﻟﺧﯾوط اﻟذﻫﺑﯾﺔ اﻟﻧﻔﯾﺳﺔ‪ ،‬وﻋﻣﺎﻣﺗﻪ ﻗد ﺻﻧﻌت ﻣن اﻟﻘﻣـﺎش‬
‫اﻟﻣذﻫب‪ ،‬ﯾﺣﻔﻬﺎ رﯾش اﻟطﺎووس اﻟﺧـﻼب‪ ،‬وﻛـذﻟك اﻟﻣﺟـوﻫرات اﻟﻧـﺎدرة اﻟﺣﺳـن واﻟﺟﻣـﺎل‪،‬‬

‫‪٢٠٨‬‬
‫وﻣﺟــوﻫرات راﺋﻌــﺔ اﺧــرى‪ ،‬ﺗﺑــدو ﺑﻬﯾــﺔ اﻟﻣﻧظــر‪ ،‬ﺟﻠﯾــﺔ اﻟﺣﺳــن‪ ،‬ﻓرﯾــدة ﻓــﻲ ﻧوﻋﻬــﺎ‪ ،‬وﻫــﻲ‬
‫ظــﺎﻫرة ﻟﻠﻌﯾــﺎن‪.‬ﺗﻌﻛــس ﺑرﯾﻘــﺎً وﻟﻣﻌﺎﻧــﺎً وﻧــوراً ﻛﺄﺷــﻌﺔ اﻟﺷــﻣس‪ …،‬وﺑــدت ﻗﻼدﺗــﻪ اﻟﻠؤﻟؤﯾــﺔ‬
‫اﻟﺿﺧﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻧﻘﻪ‪ ،‬ﺗﺗدﻟﻰ ﺣﺗﻰ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﺑطن ‪ ،…،‬اﻣﺎ اﻟﻌرش اﻟﻣﻠﻛـﻲ اﻟـذي ﯾﺟﻠـس‬
‫ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﻠك‪ ،‬ﻓﻣدﻋّ م ﺑﺳت ارﺟل ﻛﺑﯾرة وﺿﺧﻣﺔ‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻧدﻩ إﻟـﻰ اﻻرض ﻟﺗﺛﺑﯾﺗـﻪ‪،‬‬
‫ﻗﯾل اﻧـﻪ ﻣﺻـﻧوع ﻣـن اﻟـذﻫب اﻟﺧـﺎﻟص‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣـﺎ اﻟﻣﺟـوﻫرات ﺑﺎﻧواﻋﻬـﺎ‪ ،‬ﻛـﺎﻟزﻣرد واﻻﺣﺟـﺎر‬
‫اﻟﻛرﯾﻣــﺔ واﻟﯾــﺎﻗوت واﻟﻣــﺎس ﺗﻧﺗﺷــر ﻓــوق اﻟﻌــرش اﻟﻣﻠﻛــﻲ وﻣــن ﺣوﻟــﻪ‪ ،‬وذﻟــك ﻣــﺎ ﺟﻌﻠﻧــﻲ‬
‫ﻋﺎﺟزاً ﻋن دﻗﺔ اﻟوﺻف واﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻟواﺿﺣﺔ‪ ،‬ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻣن ﺣﯾث ﺗﻘدﯾر ﻗﯾﻣﺗﻪ اﻟﻣﺎدﯾﺔ‪،‬‬
‫وذﻟك ﺑﺳﺑب اﻟظروف اﻻﻣﻧﯾﺔ اﻟﻣﺷددة واﻟت ﺣﺎﻟت ﺑﯾﻧﻲ وﺑﯾن اﻻﻗﺗـراب ﻣﻧـﻪ… ﻟﻛﻧﻧـﻲ‪،‬‬
‫اﺳﺗطﯾﻊ ان اؤﻛد ﻋﻠﻰ ان ذﻟك اﻧﻐﻣﺎس ﺑﺎﻟﻎ ﻣن اﻟﺗﺑذﯾر واﻟﺗرف‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌر ش اﻟـذي ﯾﺟﻠـس‬
‫ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﻠك‪ ،‬وﻣن ﺧﻼل ﺧﺑرﺗـﻲ وﻣﻌرﻓﺗـﻲ ﺑﺎﻻﺷـﯾﺎء‪ ،‬ﺗﻘـدر ﻗﯾﻣﺗـﻪ ﺑـﺎرﺑﻌﯾن ﻣﻠﯾـون روﺑﯾـﺔ‬
‫)وذﻟــك ﻣــﺎ ﯾﻌــﺎدل ﻓــﻲ ذﻟــك اﻟﻌﺻــر‪ ٤,٥٠٠,٠٠٠ ،‬ﺟﻧﯾــﻪ(‪ ،xlv‬ﻛﻣــﺎ ﻧﻼﺣــظ ﻋﻧــد اﺳــﻔل‬
‫اﻟﻌرش‪ ،‬ان اﻻﻣراء ﯾﺟﺗﻣﻌون ﻣـن ﺣـول ﻛرﺳـﻲ اﻟﻣﻠـك‪ ،‬ﺑﻣظﻬـر ﺑـﺎﻫر ﻣﺷـرق‪ ،‬ﯾﺟﻠﺳـون‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻣﻧﺻــﺎت ﻣﺳــﯾﺟﺔ ﺑﺎﻟﻔﺿــﺔ ﻏﺎﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟروﻋــﺔ واﻻﺗﻘــﺎن‪،‬وﻫﻲ ﻣﻐطــﺎة ﺑﻣظﻠــﺔ رﺣﺑــﺔ‬
‫ﻓﺳﯾﺣﺔ ﺗﻘﻊ ﻓوق ﺳرﯾر اﻟﻣﻠك‪ ،‬ﻣﺻﻧوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘﻣﺎش اﻟﻣﻘﺻب واﻟﻣطرز ﺑـﺎﺣﻠﻰ واﺟﻣـل‬
‫اﻟﺗطﺎرﯾز )‪ ،(Frings of gold‬وﯾﺗدﻟﻰ ﻣن ﻗﻣﺎش اﻟﻣظﻠـﺔ ﺷراﺷـﯾب ﻣـن اﻟـذﻫب‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣـﺎ‬
‫اﻋﻣــدة اﻟﻣﺑﻧــﻰ ﻣﻐطــﺎة ﺑﺎﻟﻘﻣــﺎش اﻟﻣﻘﺻــب ﻛﻣــﺎ ان ارﺿــﯾﺗﻪ ذﻫﺑﯾــﺔ‪ ،‬وﺛﻣــﺔ ﻣظﻠــﺔ اﺧــرى‬
‫ﻣﺻــﻧوﻋﺔ ﻣــن ﻗﻣــﺎش اﻟﺳــﺎﺗﺎن اﻟﺣرﯾــري اﻟﻣــزرﻛش ﺑﺎﻟــذﻫب واﻟزﻫــور واﻟــورود‪ ،‬وﺗﻐطــﻲ‬
‫اﻟﻣظﻠــﺔ ﻣﺳــﺎﺣﺎت واﺳــﻌﺔ ﻣــن اﻟﺟﻧــﺎح اﻟﻣﻠﻛــﻲ‪ ،‬وﻫــﻲ ﻣﺛﺑﺗــﺔ ﺑﺣﺑــﺎل ﺣرﯾرﯾــﺔ ﺣﻣ ـراء ﻗوﯾــﺔ‬
‫)‪ …(Red Silken Cords‬اﻣــﺎ ارﺿــﯾﺔ اﻟﻌــرش اﻟﻣﻠﻛــﻲ ﻓﻣﻐطــﺎة ﺑﺎﻟﺳــﺟﺎد اﻟﻔــﺎﺧر‬
‫اﻟﻔﺧم‪ ،‬اﻟﻣﺻﻧوع ﻣـن اﻟﺣرﯾـر اﻟﺛﻣـﯾن‪ ،…،‬ﺛـم ﯾﺗﺣـدث ﺑﯾرﻧﯾـر ﻋـن ﻣﺷـﺎﻫداﺗﻪ ﻓﯾﻘـول‪" -:‬‬
‫اﻣــﺎ ﻓــﻲ اﻟﯾــوم اﻟﺛﺎﻟــث ﻣــن اﻻﺣﺗﻔــﺎل‪ ،‬ﻓﯾﻘــوم اﻟﻣﻠــك وﯾﻠﯾــﻪ اﻻﻣ ـراء واﻋﯾــﺎن اﻟــﺑﻼط ﺑﺗــوزﯾن‬
‫اﻧﻔﺳﻬم ﺑﻣﯾزان ﺿﺧم‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣـﺎ ﯾوﺿـﻊ اﻟﻣﻠـك ﺑﻛﻔـﺔ‪ ،‬وﺗﻣـﻸ اﻟﻛﻔـﺔ اﻻﺧـرى ﻣـﺎ ﯾﺳـﺎوي وزﻧـﻪ‬
‫ذﻫﺑﺎً "‪.xlvi‬‬
‫وﺛﻣﺔ ﻣﻼﺣظﺔ اوردﻫﺎ ﺑﯾرﻧﯾر‪ ،‬وذﻟك ﻓﻲ ﻣﻌرض ﺣدﯾﺛﻪ ﻋن اﻟﻌرش اﻟﻣﻠﻛﻲ‪ ،‬ان‬
‫ﻣﺻــﻣم ﻫــذا اﻟﻌــرش ﻟدﯾــﻪ ﻗــدرة ﻓﻧﯾــﺔ ﻋﺎﻟﯾــﺔ ﺟــداً ﻣــن اﻟﻣﻬــﺎرة واﻻﺑــداع واﻻﺑﺗﻛــﺎر‪ ،‬اﻻﻣــر‬
‫اﻟذي ﺟﻌل ﺑﯾرﻧﯾر ﯾﺣﺗﺎر ﻛل اﻟﺣﯾرة ﻓﻲ ﺗﻘدﯾراﺗﻪ ﻟﻼﻣور‪ ،‬وﻫذا ﻣـﺎ دﻓـﻊ ﺑـﻪ إﻟـﻰ اﻟﺧـروج‬

‫‪٢٠٩‬‬
‫ﻋن اﻻﻋﺗراف ﺑﺎﻟﺣﻘﯾﻘـﺔ واﻟواﻗـﻊ‪ ،‬اذ اﻧـﻪ ﻋـزى ﺑﻧـﺎء ﻫـذا اﻟﻌـرش اﻟﻣﻠﻛـﻲ اﻟﻔرﯾـد إﻟـﻰ اﺣـد‬
‫اﻟﻣﺻــﻣﻣﯾن اﻟﻔرﻧﺳــﯾﯾن‪ ،‬وﯾﻛــون ﺑــذﻟك ﻗ ـد اﻧﻛــر ﻗــدرة اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻋﻠــﻰ اﻧﺟــﺎز ﻣﺛــل ﻫــذا‬
‫اﻟﻌﻣــل اﻟﻔرﯾــد‪ ،‬ﺑــل وﯾﻘﻠــل ﻣــن دورﻫــم اﻟﺣﺿــﺎري اﻟﻣﻣﯾــز ﻓــﻲ ﻣرﺣﻠــﺔ ﻣــن ﻣراﺣــل اﻟﺗــﺎرﯾﺦ‬
‫اﻟﻬﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻧﻧﻘل ﻫﻧﺎ اﻟﻧص اﻻﻧﺟﻠﯾزي اﻟذي ورد ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟرﺣﻠﺔ‪-:xlvii‬‬
‫‪“It was constructed by ShahJahan, the father of Aurangzeb …,‬‬
‫‪They were made by a workman of stonishing power, a‬‬
‫‪Frenchman by birth, named … who after defrading several of‬‬
‫‪the princes of Europe, by means of false gems, which he‬‬
‫‪fabricated with peculiar skill, sought refuge in the Great‬‬
‫‪mogol’s‬‬ ‫‪court,‬‬ ‫‪where‬‬ ‫‪he‬‬ ‫‪made‬‬ ‫‪line‬‬ ‫‪fortune”.‬‬

‫وﯾﻌﺗﺑــر ﻣــﺎ ﻗــررﻩ اﻟرﺣﺎﻟــﺔ ﺑﯾرﻧﯾــر ﯾــدﺧل ﻓــﻲ ﺑــﺎب اﻟﻣﺑﺎﻟﻐــﺔ اﻟﻣﻔرطــﺔ‪ ،‬اﻟــذي ﯾﻠﻐــﻲ‬
‫دور اﻻﺧـرﯾن ﻓــﻲ اﻻﺑـداع واﻻﺑﺗﻛــﺎر‪ ،‬وﯾﻧظـر اﻟﯾﻬــﺎ ﻣـن زاوﯾــﺔ ﺿـﯾﻘﺔ‪ ،‬ﻣﻌﺗﺑـراً اﻟﻔرﻧﺳــﯾﯾن‬
‫ﻫــم اﻟﺟــﻧس اﻟوﺣﯾــد اﻟــذي ﯾﻌﻠــو ﻋﻠــﻰ ﻏﯾ ـرﻩ ﻣــن اﻻﺟﻧــﺎس‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ان اﻟﻣــؤرخ اﻻﻧﺟﻠﯾــزي‬
‫ﺳــﻣﯾث )‪ (Smith‬وﻫــو اﻟــذي ﻧﻘــﺢ اﻟرﺣﻠــﺔ وﺻــﺣﺣﻬﺎ وﻋﻠــق ﻋﻠــﻰ ﺣواﺷــﯾﻬﺎ‪ ،‬ﺷــك ﻓــﻲ‬
‫ادﻋﺎء ﺑﯾرﻧﯾر‪ ،‬واﻋﺗﺑر ﻣﺟﺎﻧﺑـﺎً ﻟﻠواﻗـﻊ واﻟﺣﻘﯾﻘـﺔ‪ ،‬ﺣﺗـﻰ وﻋﻧـد ﻗراﺋﺗﻧـﺎ ﻟـﻧص اﻟرﺣﻠـﺔ ﻻ ﻧﺟـد‬
‫ﺑﯾرﻧﯾر ﻧﻔﺳﻪ ﯾﺛﺑت اﺳم ذﻟك اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟـذي ادﻋـﻰ اﻧـﻪ ﺻـﻣم اﻟﻌـرش وﺑﻧـﺎﻩ‪ ،‬ورﺑﻣـﺎ ﺗـﺄﺗﻲ‬
‫ﻣﻼﺣظـﺎت اﻟرﺣﺎﻟـﺔ اﻟﻔرﻧﺳـﻲ ﺗـﺎﻓرﻧﯾر )‪ ،(Tavernier‬ﻣـﻊ ﺗﺣﯾـزﻩ ﻫـو اﻻﺧـر‪ ،‬وذﻟـك ﻓــﻲ‬
‫وﺻــﻔﻪ ﻟﻠﻌــرش اﻟﻣﻐــوﻟﻲ‪ ،‬اﻛﺛــر دﻗــﺔ وﻣوﺿــوﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬــو ﻟــم ﯾــدﻋﻲ ﻣــﺎ ادﻋــﺎﻩ ﺑﯾرﻧﯾــر‪ ،‬ﺑــل‬
‫ﻗــدّر اﺑــداع واﺑﺗﻛــﺎر دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد‪ ،‬وﻧﺄﺧــذ ﻣﺛــﺎﻻً ﻋﻠــﻰ دﻗــﺔ وﺻــف‬
‫ﺗــﺎﻓﯾرﻧﯾر ﻟﻠﺟــوﻫرة اﻟﺗــﻲ ﻛــﺎن ﯾﺿــﻌﻬﺎ اﻟﻣﻠــك ﻓــﻲ ﻣﻘدﻣــﺔ ﻋﻣﺎﻣﺗــﻪ‪ ،‬وذﻟــك ﻓــﻲ اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻣــن‬
‫ﺷﻬر ﻧوﻓﻣﺑر ﺳﻧﺔ ‪١٦٥٥‬م‪ ،‬اذ ﯾﻘول‪-:‬‬
‫" ﺟ ــﺎءت اﻟﺟ ــوﻫرة ﻣﺻ ــﻧوﻋﺔ ﻣ ــن ﺛﻣ ــﺎن ﻗط ــﻊ‪ ،‬ﺑﺣﯾ ــث ﯾﺑﻠ ــﻎ وزﻧﻬ ــﺎ ‪١٥٨ ١/٢‬‬
‫ﻗﯾراطﺎً اﯾطﺎﻟﯾﺎً‪ ،‬او ‪١٥٨ ٤/٢٥‬ﻗﯾراطﺎً اﻧﺟﻠﯾزﯾﺎً‪ ،‬وﻗـد ﺑﯾﻌـت ﻟﻌظﻣـﺎء اﻟﻣﻐـول ﻓـﻲ ﻣﯾﻧـﺎء‬
‫ﺟوا )‪ (Goa‬ﺑﺛﻣن ﻣﻘدارﻩ ‪ ١٨١,٠٠٠‬روﺑﯾﺔ ﻫﻧدﯾﺔ‪ ،‬أي ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل ‪٢٠,٤١٢‬ﺟﻧﯾﻪً ‪.xlviii‬‬

‫‪٢١٠‬‬
‫اﻣــﺎ اﻟــدﯾوان اﻟﻣﻠﻛــﻲ اﻟﺧــﺎص )‪ (Royal Audience‬ﻓﻠــم ﯾﺗﺣــدث ﻋﻧــﻪ ﺑﯾرﻧﯾــر‬
‫ﻛﺛﯾـ ـراً‪ ،‬ﺑ ــل اﻟ ــذي ﻧﻼﺣظ ــﻪ‪ ،‬اﻧ ــﻪ اﺛﻧ ــﺎء ﺣدﯾﺛ ــﻪ ﻋ ــن اﻟ ــدﯾوان اﻟﻌ ــﺎم ﯾﺧﻠ ــط ذﻟ ــك ﺑﺎﻟ ــدﯾوان‬
‫اﻟﺧﺎص وﯾﺑدو ان ﺑﯾرﻧﯾر وﺑﻘﯾﺔ اﻟرﺣﺎﻟﺔ اﻻﺟﺎﻧـب ﻟـم ﯾﺳـﻣﺢ ﻟﻬـم ﺑـدﺧول اﻟـدﯾوان اﻟﻣﻠﻛـﻲ‬
‫اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﻻن ﻓﯾﻪ ﻣﻧﺎﻣـﺔ اﻟﻣﻠـك واﺳ ّ ـرﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻـﺔ‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑـر ﻫـذا اﻟـدﯾو ان اﻟﻣﻠﻛـﻲ ﻣـن اﻫـم‬
‫اﻟدواوﯾن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ‪ ،‬ﺗﺑﻠﻎ ﻣﺳﺎﺣﺗﻪ ‪ ١٩٠‬ﻗدﻣﺎً ﻓـﻲ ‪ ١٦٠‬ﻗـدﻣﺎً )‪ ،(١٦٠×١٩٠‬اﻣـﺎ ﻣﺳـﺎﺣﺔ‬
‫اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻣﺳﺎﺣﺗﻬﺎ ‪ ٩٠×٩٧‬ﻗـدم‪ ،‬ﯾﻘﺎﺑﻠﻬـﺎ ﻣﺑﺎﺷـرة رﺻـﯾف ﻣـن اﻟرﺧـﺎم اﻻﺑـﯾض‪،‬‬
‫ﻋﻠــﻰ ﺟواﻧﺑﻬــﺎ ﺣ ـواﺟز رﺧﺎﻣﯾــﺔ ﺗﻔﺻــل ﺑﻘﯾــﺔ اﻟﻣﺑــﺎﻧﻲ‪ ،‬وذﻟــك ﻋﻠــﻰ ﻏ ـرار ﻣﺑﻧــﻰ اﻟﻣﺣــل‬
‫اﻟﺧـﺎص )‪ (Khas Mahal‬اﻟـذي ﺑﻧـﻲ ﻟﻠﻣﻠـك ﻓـﻲ ﻗﻠﻌـﺔ اﻛـرا )‪ ،(٤٩)xlix (Agra‬وﻟﺳـﻧﺎ‬
‫ﻫﻧـﺎ ﺑﺻـدد اﻟﺣـدﯾث ﻣﻔﺻـﻼ ﻋـن اﻟﻣﺑﻧـﻰ اﻟﺧـﺎص‪ ،‬اﻻ اﻧﻧـﺎ ﻧﺟـد ﻣـن اﻟﺿـروري اﻻﺷـﺎرة‬
‫إﻟﻰ اﻫﻣﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎح اﻟﺧـﺎص واﻟـذي ﻓﯾـﻪ ﻣرﻗـد اﻟﻣﻠـك وﻣﻧﺎﻣﺗـﻪ واﺳـر ّ ﺗﻪ ) ‪King Private‬‬
‫‪ (Apartment‬واﻟﺗــﻲ ﻛﺎﻧــت ﺗﺳــﻣﻰ ﺑـ ـ " ﺗﺳــﺑﯾﺢ ﺧﺎﻧــﻪ "‪ ،‬وﯾﻣــر ﺑــداﺧل اﻟﻐرﻓــﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻗﻧـﺎة رﺧﺎﻣﯾـﺔ ﺟﻣﯾﻠـﺔ ﺗﺗوﺳـط اﻟﻐرﻓـﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾـﺔ وﺑﻘﯾـﺔ اﻟﻐـرف اﻻﺧـرى اﻟﺗﺎﺑﻌـﺔ ﻟﻬـﺎ‪،‬‬
‫وﻋﻠ ــﻰ اﻟﻘﻧ ــﺎطر اﻟﻌﻠﯾ ــﺎ ﻟﻠﻐ ــرف ﯾﻘ ــﻊ ﺣـ ـواﺟز رﺧﺎﻣﯾ ــﺔ ﻣ ــن ﻗﺿ ــﺑﺎن ﻣﺗﺻ ــﺎﻟﺑﺔ وﻣﺗداﺧﻠ ــﺔ‬
‫ﺑﻌﺿــﻬﺎ ﻣــﻊ اﻟــﺑﻌض اﻻﺧــر‪ ،‬ﻣﺻــﻧوﻋﺔ ﻣــن اﻟرﺧــﺎم واﻟﻣرﻣــر )‪ (Alabaster‬اﻟﻣﺿــﻲء‬
‫اﻟﻣﺷﻊ‪ ،‬ﺛم ﯾﻘﻊ ﺷﻣﺎل اﻟﻐرﻓﺔ "ﻣﯾزان اﻟﻌدل "‪ ،‬اﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺛﻣﺔ ﺷرﻓﺔ راﺋﻌﺔ‬
‫اﻟﺟﻣــﺎل‪ ،‬ﻓﯾﻬــﺎ ﻓﺗﺎﺋــل وﺷــﻣوع ﺟﻣﯾﻠــﺔ‪ ،‬وﻣــن ﺟﻬــﺔ اﻟﻧﻬــر‪ ،‬ﻫﻧــﺎك ﻏرﻓــﺔ ﺑــﺎرزة إﻟــﻰ اﻟﺧــﺎرج‬
‫ﺗﺳـﻣﻰ "ﻣـﺛﻣن ﺑـرج" ‪ ،‬اﻟﺑـرج اﻟﻣـﺛﻣن )‪ ،(Octagonal Tower‬وﻫـو ﺷـﺑﯾﻪ ﺑﺎﻟـذي ﺑﻧــﻲ‬
‫ﻓـﻲ ﻗﻠﻌـﺔ اﻛـرا )‪ ،(Agra‬وﯾﻘـﻊ ﺗﺣـت اﻟﻐــرف اﻟﻣﻠﻛﯾـﺔ واﻟﺷـرﻓﺔ اﻟﻣطﻠــﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﻧﻬـر ﺑو اﺑــﺔ‬
‫ﺗﺳﻣﻰ "ﺑواﺑﺔ اﻟﺧﺿر" )‪.l(Khizri Gate‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻧﺳﺟل ﻣﺷﺎﻫدات ﺑﯾرﻧﯾر ﺣول ﻣﺑﻧﻰ ﻫﺎم ﻣن اﺑﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐـول ﻓـﻲ ﻗﻠﻌـﺔ دﻟﻬـﻲ‪،‬‬
‫ﯾﻌرف ﺑﺎﺳم "اﻟﻐﺳل ﺧﺎﻧﺔ " )‪ ،(Royal Bath‬واﻟذي ﯾﻘﻊ ﺿﻣن ﺣدود اﻟـدﯾوان اﻟﻣﻠﻛـﻲ‬
‫اﻟﺧــﺎص‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑــر ﺑﯾرﻧﯾــر‪ ،‬ان ﻫــذا اﻟﻣﺑﻧــﻰ وان ﻛــﺎن ﺻــﻐﯾراً اﻻ اﻧــﻪ ﯾﺗﻣﺗــﻊ ﺑﺎﻫﻣﯾــﺔ ﻛﺑﯾــر ة‬
‫ﺟ ــداً ﻟ ــدى اﻟﻣﻐ ــول‪ ،‬ﺑﺣﯾ ــث ﻻ ﯾﺳ ــﻣﺢ ﺑدﺧوﻟ ــﻪ اﻻ ﻻﻋ ــداد ﻗﻠﯾﻠ ــﺔ وﻣ ــن ﺣﺎﺷ ــﯾﺔ اﻟ ــﺑﻼط‬
‫اﻟﻣﻠﻛﻲ‪ ،‬وﯾﺑدو ان اﻟﻐﺳل ﺧﺎﻧﺔ‪ ،‬ﻛﺎن ﻣﺧﺻﺻﺎً ﻟﻠﻣﻠك واﻻﻣـراء وﻛﺑـﺎر رﺟـﺎﻻت اﻟدوﻟـﺔ‪،‬‬
‫وﺣﺗﻰ اﻟﺿﯾوف ﻣن اﻟﺑﻌﺛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﺳﻔراء‪ ،‬اﻟذﯾن ﺳﻣﺢ ﻟﻬم ﺑﺎوﻗﺎت ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬وﻫـذا‬

‫‪٢١١‬‬
‫اﻟﻣﺑﻧـﻰ –ﻛﻣـﺎ ﯾـراﻩ ﺑﯾرﻧﯾـر‪ -‬ﺗﺣﻔـﺔ ﻓﻧﯾـﺔ وﺟﻣﺎﻟﯾـﺔ راﺋﻌـﺔ‪ ،‬وذﻟـك ﻟﻛﺛـرة اﻟﻧﻘـوش واﻟرﺳــوﻣﺎت‬
‫واﻟزﺧ ــﺎرف اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻐط ــﻲ ﺟ ــدران اﻟﻣﺑﻧ ــﻰ وﺳ ــﻘﻔﻪ وارﺿ ــﯾﺗﻪ‪ ،‬وﻫ ــﻲ ﻓ ــﻲ ﻣﻌظﻣﻬ ــﺎ ﻣطﻠﯾ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟذﻫب‪ ،‬اﻣـﺎ ﻣوﻗـﻊ اﻟﺣﻣـﺎم ﻓﯾﻧﺗﺻـف اﻟﻣﺑﻧـﻰ‪ ،‬وﯾرﺗﻔـﻊ ﻋـن ﺳـطﺢ اﻻرض ﺣـواﻟﻲ ارﺑﻌـﺔ‬
‫اﻗدام إﻟﻰ ﺧﻣﺳﺔ اﻗدام‪ ،‬وﻓﻲ ﻫـذا اﻟﻣوﻗـﻊ اﻟﻣﻠﻛـﻲ اﻟﺧـﺎص‪ ،‬ﯾﺟﻠـس اﻟﻣﻠـك ﻋﻠـﻰ ﻛرﺳـﻲ‪،‬‬
‫و ﯾﺣـﯾط ﺑــﻪ اﻻﻣـ ـراء ﻣــن ﻛــل ﺟﺎﻧ ــب‪ ،‬وﺧــﻼل ذﻟ ــك‪ ،‬ﯾﺗﺧــذ اﻟﻣﻠــك ﺳﻠﺳ ــﻠﺔ ﻣــن اﻟﻘـ ـرارات‬
‫واﻟﺗﻌﯾﯾﻧــﺎت ﻓــﻲ اﻟﻣﻧﺎﺻــب اﻟﻌﻠﯾــﺎ‪ ،‬وﻛﺛﯾ ـراً ﻣــﺎ ﻛــﺎن ﯾﻐــدق ﻋﻠــﻰ رﺟــﺎﻻت اﻟدوﻟــﺔ ﺑــﺎﻟﻣﻧﺢ‬
‫واﻻﻋطﯾﺎت واﻟﻬداﯾﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺳﺗﻘﺑل اﻟﺗﻘﺎرﯾر واﻻﺧﺑـﺎر اﻟﺧﺎﺻـﺔ ﺑﺎﻟدوﻟـﺔ ‪،‬وﻻﺳـﯾﻣﺎ ﻣـن‬
‫اﻟﺣﻛوﻣــﺎت اﻻﻗﻠﯾﻣﯾــﺔ‪ ،‬وﻛﺛﯾ ـراً ﻣــﺎ ﻛــﺎن اﻟﻣﻠــك واﻻﻣ ـراء ﯾﺗﺑــﺎﺣﺛون ﺑﺷــؤون اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻬﺎﻣــﺔ‪،‬‬
‫وﻗـد ﺗﻌـود اﻟﻣﻠـك ﻋﻠـﻰ اﻻﺟﺗﻣـﺎع ﺑﻘـﺎدة وﻛﺑـﺎر رﺟـﺎﻻت اﻟدوﻟـﺔ داﺧـل "اﻟﻐﺳـل ﺧﺎﻧـﺔ" ﻛــل‬
‫ﯾوم ﻣرﺗﯾن‪.li‬‬

‫وﯾﺗﻧﻘل ﺑﯾرﻧﯾر ﻓﻲ وﺻف ﺻرح ﻣﻐوﻟﻲ ﻫﺎم وﻫو ﯾﻘـﻊ اﯾﺿـﺎً داﺧـل ﻗﻠﻌـﺔ دﻟﻬـﻲ‪،‬‬
‫وﻫو " ﻗﺻر اﻟﺣـرﯾم" واﻟـذي اﺷـﺗﻬر اﯾـﺎم اﻟﻣﻐـول " ﺑﺎﻟﻣﺣـل" )‪،(Seraglio) ،(Mahal‬‬
‫وﻗﺑل اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎﻫدات ﺑﯾرﻧﯾر‪ ،‬ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺗوﻗف ﻋﻧد "ﻗﺻر اﻟﺣرﯾم" ﻟـدى اﻟﻣﻐـول‪،‬‬
‫اﻟذﯾن ظﻬر ﻋﻠﯾﻬم وﻟﻌﻬم اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺑﻧـﺎء ﻣﺛـل ﺗﻠـك اﻟﻘﺻـور اﻟﻔﺎرﻫـﺔ ﻓـﻲ اﻧﺣـﺎء ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ‬
‫ﻣن ﺑﻼد اﻟﻬﻧد‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗؤوي اﻟﯾﻬﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣـن اﻟﻧﺳـﺎء واﻟﻣﺣظﯾـﺎت‪ ،‬وﻗـد اطﻠـق ﻋﻠـﻰ ﻫـذﻩ‬
‫اﻻﻣﺎﻛن اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﻧﺳﺎء اﻟﻌﺎﺋـدات ﻻﻣﺑراطـور اﻟﻣﻐـول اﺳـم " ﻣﺣـل" )‪ (Mahal‬وﻗـد‬
‫ﺳﻣﺎﻩ اﻟﻣؤرخ اﺑو اﻟﻔﺿل اﻟﻧﺎﻛوري‪ ،‬وزﯾر اﻟدوﻟـﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻋﻬـد اﻟﻣﻠـك ﺟـﻼل اﻟـدﯾن‬
‫اﻛﺑــر ﺑـ ـ "ﺷﺎﺑﺳــﺗﺎن اﻗﺑــﺎل" او "ﺷﺎﺑﺳــﺗﺎن ﺧــﺎص"‪ lii‬وﻓــﻲ ﻋﺻــر اﻛﺑــر ﻋــﺎش اﻛﺛــر ﻣــن‬
‫ﺧﻣﺳ ــﺔ آﻻف اﻣـ ـرأة ﻓ ــﻲ ﻗﺻ ــر اﻟﺣـ ـرﯾم‪ ،‬وﻗ ــد ﺧﺻ ــص ﻟﻬ ــن اﻣ ــﺎﻛن ﻣﻧﻔﺻ ــﻠﺔ وﻣﻣﯾـ ـزة‪،‬‬
‫وﺗﺿﺎﻋف ﻫذا اﻟﻌدد اﯾـﺎم اﻻﻣﺑراطـور ﻣﺣـﻲ اﻟـدﯾن اوراﻧﺟزﯾـب‪ ،‬وﻣـﻊ ذﻟـك‪ ،‬ﻓـﺎن اﺟﻧﺣـﺔ‬
‫ﺗﻠــك اﻟﻧﺳــوة ﺗﺗﻣﯾــز ﺑروﻋﺗﻬــﺎ وﻓﺧﺎﻣﺗﻬــﺎ اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾــﺔ‪ ،‬اﻣــﺎ ﻗﺻــور اﻟﻣﻠﻛــﺎت "رﻗﯾــﺔ ﺳــﻠطﺎن‬
‫ﺑـﯾﻛم" و "ﺷــﻬزادي ﺧـﺎﻧوم" و "ﻛﻠـزار ﺑـﯾﻛم" و "ﻣـرﯾم ﻣﻛـﺎﻧﻲ" ﻓﻛﻠﻬــﺎ ﻛﺎﻧـت ﺗﻘــﻊ ﻓـﻲ ﻣدﯾﻧــﺔ‬
‫اﻛرا )‪ ،liii(Agra‬وﻫﻧﺎك ﺛﻼﺛﺔ ﻗﺻور ﻓﺧﻣﺔ ﻻﯾواء ﺧﻠﯾﻼت )ﻋﺷـﯾﻘﺎت( اﺑـﺎطرة اﻟﻣﻐـول‪،‬‬
‫وﻋرﻓت ﻫذﻩ اﻻﻣﺎﻛن ﺑﺎﺳـﻣﺎء ﻋدﯾـدة‪ ،‬ﻛﻣﺣـل اﻻﺣـد‪ ،‬وﻣﺣـل اﻟﺛﻼﺛـﺎء‪ ،‬وﻣﺣـل اﻟﺳـﺑت‪،liv‬‬
‫وﯾرى اﻟرﺣﺎﻟﺔ دي ﻻﯾت )‪(De Laet‬ان ﻫﻧﺎك ﻗﺻراً ﺧﺎﺻﺎً ﻟﻠﻧﺳﺎء اﻟﻠواﺗﻲ ﯾﺟﻠﺑن ﻣـن‬

‫‪٢١٢‬‬
‫اﻟــدول اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ‪ ،‬وﻫــذا اﻟﻣﻛــﺎن ﯾﺳــﻣﻰ ﺑـ ـ "ﺑﻧﻐــﺎﻟﻲ ﻣﺣــل"‪ ،lv‬وﻫﻧــﺎك ﺛﻼﺛــﺔ ﻣﺣــﺎل ﻧﺳــوﯾﺔ‬
‫ﺷـﯾدت ﻓــﻲ ﻋﻬــد اﻻﻣﺑراطــور ﺟﻬــﺎﻧﻛﯾر ﻓـﻲ ﻗﻠﻌــﺔ ﻻﻫــور‪ ،‬ﻓﻛــﺎن اﻟﻣﺣــل )اﻟﻘﺻــر( اﻻول‬
‫ﯾﺣﺗــوي ﻋﻠــﻰ اﺑﻧﯾــﺔ وﻋﻧــﺎﺑر ﻣزدوﺟــﺔ‪ ،‬وﻛــل ﻋﻧﺑــر ﯾﺣﺗــوي ﻋﻠــﻰ ﺛﻣــﺎن ﻏــرف ﻟﻠﻌدﯾــد ﻣــن‬
‫اﻟﻧﺳــﺎء‪ ،‬اﻣــﺎ اﻟﻣﺣــل اﻟﺛــﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻓﻌﺑــﺎرة ﻋــن ﺻــرح ﻣرﺑــﻊ ﺿــﺧم ﻣــﻊ ﻛﺎﻓــﺔ ﺗﺟﻬﯾزاﺗــﻪ‪ ،‬وﻗــد‬
‫ﺧﺻص ﻟﺣواﻟﻲ ﻣﺎﺋﺗﻲ اﻣرأة‪ ،‬اﻣﺎ اﻟﻣﺣـل اﻟﺛﺎﻟـث‪ ،‬ﻓﻛـﺎن اﻓﺧﻣﻬـﺎ واﺷـﻬرﻫﺎ‪ ،‬اﺣﺗـوى ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺳــت ﻋﺷـرة ﻏرﻓــﺔ ﻛﺑﯾـرة‪ ،‬وﺳــﺎﺣﺔ رﺻــﻔت ﺑــﺎﻟﺑﻼط واﻟرﺧــﺎم‪ ،‬وﺑرﻛــﺔ ﻣــﺎء‪ ،‬زﯾﻧــت ﺑﺎﻟﻣراﯾــﺎ‬
‫واﻟﺻور اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟراﺋﻌﺔ‪ ،‬ذات اﻟﻧﻘوش واﻟﻣطرزات اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ‪ ،‬وﻛﺎﻧـت اﺑـواب ﺟﻣﯾـﻊ اﻟﻐـرف‬
‫ﺗﻔــﺗﺢ ﻣــن اﻟﺧــﺎرج ﻓﻘــط‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻛــن ﻓﺗﺣﻬــﺎ ﻣــن اﻟــداﺧل‪ ، lvi‬ﻛﻣــﺎ ان ﻫﻧــﺎك اﺟﻧﺣــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ‬
‫ﻻﺑﻧــﺔ اﻟﻣﻠــك ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن‪ ،‬اﻻﻣﯾ ـرة ﺟﻬﺎﻧــﺎرا ﺑــﯾﻛم‪ ،‬ﺣﯾــث ﻣﻠﺋــت ﻏرﻓﺗﻬــﺎ ﺑﺎﻟزﯾﻧــﺔ واﻟزﺧرﻓــﺔ‬
‫واﻟﻣزرﻛﺷــﺎت واﻟﺻــور اﻟراﺋﻌــﺔ اﻟﺟذاﺑــﺔ‪ ،‬ﻓــﻲ ﺣــﯾن ﺷــﯾد ﻗﺻــر "ﺑــﯾﻛم ﺻــﺎﺣب" ﺑﺎﻟرﺧــﺎم‬
‫اﻻﺑﯾض اﻟﺳﺎﺣر‪ ،‬وﺻﻣم ﻟﻪ ﻗﻧوات ﻣﺎﺋﯾﺔ ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟروﻋﺔ واﻟﺟﻣﺎل‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺑﻧﯾت اﻟﻧواﻓﯾر‬
‫واﻟﺣداﺋق اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ‪.lvii‬‬

‫وﻣطﺎﻟﻌﺗﻧــﺎ ﻟرﺳــﺎﻟﺔ ﺑﯾرﻧﯾــر‪ ،‬ﯾﺧﺑرﻧــﺎ ﺑﺎﺳــﺗﺣﺎﻟﺔ اﻋطــﺎء وﺻــف واﺿــﺢ وواﻓــﻲ ﻋــن‬
‫ﻗﺻر اﻟﺣرﯾم داﺧل ﻗﻠﻌﺔ دﻟﻬﻲ‪ ،‬اﻻﻣر اﻟذي ﺟﻌﻠﻪ ﻋﺎﺟزاً ﻋـن ﺗﻘـدﯾم ﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﺗﺎرﯾﺧﯾـﺔ‬
‫دﻗﯾﻘﺔ‪ ،‬وﺳﺑب ذﻟك راﺟﻊ إﻟﻰ ان اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻐوﻟﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻗد وﺿﻌت ﻗـواﻧﯾن ﺻـﺎرﻣﺔ ازاء‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺗﻣﻧﻊ ﻣن زﯾﺎرﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﻟﻠﻣﻘر ﺑﯾن ﻣن اﻟﻣﻠك‪ ،‬وﻣن ﺑﺎب اوﻟﻰ ﻣﻧـﻊ ﺑﯾرﻧﯾـر‪،‬‬
‫ﻛوﻧﻪ ﺳﺎﺋﺢ ﻓرﻧﺳﻲ وﻣﺳﯾﺣﻲ‪ ،‬ﻟﻛﻧﻪ‪ ،‬ﺣﺎول ﺟﺎﻫداً اﻋطﺎء وﺻف ﻣﻣـﺎ ﺳـﻣﻊ ﻣـن ﺣـراس‬
‫اﻟﻘﺻر‪ ،‬ﻣﻌﺗﻣداً ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘل ﻣن واﺣد إﻟﻰ آﺧر‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟك‪ ،‬ﯾﺑﻘﻰ ﻣـﺎ ﺟـﺎء ﺑـﻪ ﻋﻠـﻰ ﻗـدر‬
‫ﻣــن اﻻﻫﻣﯾــﺔ‪ ،‬اذ ﯾﺑــﯾن ﻟﻧ ــﺎ ﺟﺎﻧﺑــﺎً ﻫﺎﻣــﺎً ﻣــن ﺟواﻧ ــب ﺣﯾــﺎة اﻟﻣﻠــوك اﻟﻣﻐــول اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ‬
‫واﻟﺧﺎﺻــﺔ‪ ،‬وﻛــذﻟك ﺣــرص دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول ﻋﻠــﻰ ﻋزﻟــﺔ ﻫــذﻩ اﻟﻘﺻــور ﻋــن اﻟﻧــﺎس‪ ،‬ﯾﻘــول‬
‫ﺑﯾرﻧﯾر‪-:‬‬
‫" ﻛﯾف ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺳﺎﺋﺢ ﻣﺛﻠﻲ وﺻف ﻗﺻر اﻟﺣرﯾم اﻟﻣﻠﻛﻲ وﺻﻔﺎً واﺿـﺣﺎً‬
‫ودﻗﯾﻘ ــﺎً‪ ،‬ﻻ ﺳ ــﯾﻣﺎ ﻣ ــن اﻟ ــداﺧل‪ ،‬اﻻ اﻧﻧ ــﻲ ﻛﻧ ــت اذﻫ ــب ﻟﻣﺷ ــﺎﻫدﺗﻪ ﻋ ــن ﺑﻌ ــد ﻓ ــﻲ ﺑﻌ ــض‬
‫اﻻوﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﻐﯾب ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﻠك ﺧﺎرج ﻣدﯾﻧﺔ دﻟﻬﻲ‪ ،‬وذات ﻣرة‪ ،‬ﺣﺻل اﻣراً ﻏرﯾﺑـﺎً‪،‬‬
‫اذ ﺳﻣﺢ ﻟﻲ ﺑﺎﻟدﺧول إﻟﻰ ﺑواﺑﺔ اﻟﻘﺻر ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﺣدى ﻧﺳﺎء اﻟﻘﺻـر اﻟﻣرﯾﺿـﺎت‪ ،‬اﻟﺗـﻲ‬

‫‪٢١٣‬‬
‫ﻟم ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺧروج ﺧﺎرج ﻣﺑﻧﻰ اﻟﻘﺻر ووﻓﻘﺎً ﻟﻠﻌﺎدات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻘد اﺟـرى اﻟﺣـرس ﻣـﺎ‬
‫ﯾﻠزم ﻣن اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت‪ ،‬اذ ﻏطوا رأﺳﻲ ﺑﻘطﻌﺔ ﻣن ﻗﻣﺎش اﻟﺷﺎل اﻟﻛﺷﻣﯾري اﻟطوﯾل‪ ،‬واﻟذي‬
‫اﺧﻔﻰ ﻛل ﺟﺳﻣﻲ‪ ،‬وﺳﺎﻗﻧﻲ اﺣد اﻟﺧﺻﯾﺎن ﺑﯾدﻩ‪ ،‬وﻛﻧت اﺳﯾر ﻛرﺟل اﻋﻣـﻰ ﻻ ﯾـرى ﻣـن‬
‫ﺣوﻟــﻪ ﺷــﯾﺋﺎً‪ ،‬وطﻣــﺄﻧﻧﻲ ذﻟــك اﻟﺧﺻــﻲ‪ ،‬ﺛــم اﺧﺑرﻧــﻲ اﻟﺧﺻــﯾﺎن ﺑــﺎن داﺧــل اﻟﻘﺻــر ﻣﻠﯾﺋــﺎً‬
‫ﺑﺎﻻﺟﻧﺣــﺔ اﻟﺟﻣﯾﻠــﺔ‪ ،‬وﻫــﻲ ﻣﻧﻔﺻــﻠﺔ ﻋــن ﺑﻌﺿــﻬﺎ اﻟــﺑﻌض‪ ،‬وﺗﺧﺗﻠــف اﺣﺟﺎﻣﻬــﺎ ﻣــن ﺟﻧــﺎح‬
‫إﻟــﻰ آﺧــر وﻓﻘــﺎً ﻟﻠﻣراﺗــب واﻟﻣﻧﺎﺻــب‪ ،‬او ﺣﺗــﻰ ﻟــدﺧل اﻟﻣ ـرأة اﻟﻣــﺎﻟﻲ‪ ،‬وﻟﻛــل ﻋﻧﺑــر ﻣــن‬
‫ﻋﻧــﺎﺑر اﻟﺣ ـرﯾم ﺧ ـزان ﻣــﺎء ﺧــﺎص‪ ،‬ﯾﻘــﻊ ﻋﻠــﻰ ﻣﻘرﺑــﺔ ﻣــن ﺑــﺎب اﻟﻌﻧﺑــر‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ان اﻟﺣــداﺋق‬
‫اﻟﺟﻣﯾﻠــﺔ ﺗﻐطــﻲ ردﻫــﺎت اﻟﻘﺻــر‪ ،‬ﺣﯾــث ﺻــﻣم ﺑــداﺧﻠﻬﺎ ﻣﻣ ـرات وﻣﻣﺎﺷــﻲ ﺑــﯾن اﻻﺷــﺟﺎر‬
‫اﻟﺟﻣﯾﻠ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ــذﻩ اﻟﻣﻣـ ـرات ﻣﺿ ــﻠﻠﺔ ﺑﺎﻻﺷ ــﺟﺎر‪ ،‬وﯾﺣ ــﯾط ﺑﻬ ــﺎ ﺟ ــداول ﻣﯾ ــﺎﻩ ﺻ ــﻐﯾرة ﻣﻠﯾﺋ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻧواﻓﯾر واﻟﻣﻐﺎرات اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ )‪ (grotto‬وﺷرﻓﺎت ﺗﺳﺗﺧدم ﻟﻠﻧوم ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎء"‪.lviii‬‬

‫وﺳــﺟل ﺑﯾرﻧﯾــر ﻣﺷــﺎﻫداﺗﻪ ﻟﻘﺻــر اﻟﺣ ـرﯾم اﻟﻣﻐــوﻟﻲ‪ ،‬ﻣــن ذﻟــك‪ ،‬ﻣــﺎ ﻛﺎﻧــت ﺗﻌﻘــدﻩ‬
‫ﻧﺳﺎء اﻟﻘﺻر ﻣن ﻣﻬرﺟﺎﻧـﺎت واﺳـواق ﺗﻌﺗﺑـر ﺑﻣﺛﺎﺑـﺔ اﻻﻋﯾـﺎد واﻟﻧـزﻩ ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟﻠﻣﻐـول‪ ،‬ﻓﻘـد‬
‫اﻗﺎﻣـت ﻧﺳـﺎء ﻗﺻــر اﻟﺣـرﯾم‪ ،‬وﻫــن ﻣـن اﻟﺣﺳــﺎن اﻟﺟﻣـﯾﻼت‪ ،‬وﻣﻌظﻣﻬــن زوﺟـﺎت اﻻﻣـراء‬
‫واﻟرﺗــب اﻟﻌﺎﻟﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟدوﻟــﺔ‪ ،‬ﻣﻌرﺿــﺎً ﻟﺑﯾــﻊ اﻟﺑﺿــﺎﺋﻊ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ‪ ،‬ﻻﺳــﯾﻣﺎ اﻻﻗﻣﺷــﺔ اﻟﻧــﺎدرة‬
‫اﻟﻣط ــرزة واﻟﻣزرﻛﺷ ــﺔ‪ ،‬وﻛ ــذﻟك اﻟﻌﻣ ــﺎﺋم اﻟﻣﺻ ــﻧوﻋﺔ ﻣ ــن اﻓﺧ ــر اﻧـ ـواع اﻻﻗﻣﺷ ــﺔ اﻟﻧ ــﺎدرة‬
‫اﻟﻣطــرزة ﺑﺎﻟــذﻫب‪ ،‬وﯾﻌــرض اﯾﺿــﺎً ﻗﻣــﺎش ﻧﺳــﺎﺋﻲ ﻓــﺎﺧر ﻣﺻــﻧوع ﻣــن اﻟﻣوﺳــﯾﻠﯾن‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ‬
‫ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻋرض وﺑﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﺛﻣﯾﻧﺔ‪ ،‬ﺳﯾدات ﻓﺎﺗﻧﺎت وﺳﺎﺣرات‪ ،‬ﻓﻲ ﺣـﯾن ﯾﻘـوم‬
‫اﻟﻣﻠك واﻟﻣﻠﻛﺎت واﻻﻣﯾرات ﺑﺷـراء ﻣـﺎ ﻫـو ﻣﻌـروض ﻣـن اﻟﺑﺿـﺎﺋﻊ‪ ،‬ﺣﺗـﻰ ان اﻟﻣﻠـك ﻛـﺎن‬
‫ﻣﻠﻔﺗﺎً ﻟﻼﻧﺗﺑﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﺳﺎوﻣﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﻌﺎر‪.lix‬‬
‫ﻛﻣــﺎ ﻗــرر ﺑﯾرﻧﯾــر ان اﻟﻣﻠــك اﻟﻣﻐــوﻟﻲ ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن ﻛــﺎن ﻣﻐرﻣــﺎً ﺑﺎﻟﻧﺳــﺎء واﻟﺟــﻧس‪،‬‬
‫وﻫـو اﻟـذي ﺣـرص ﻋﻠـﻰ اﻗﺎﻣـﺔ اﻟﻣﻬرﺟﺎﻧــﺎت داﺧـل ﻗﺻـر اﻟﺣـرﯾم اﻟﻣﻐـوﻟﻲ ﺑﺷـﻛل ﻣﺛﯾــر‪،‬‬
‫اﻻﻣر اﻟذي اﺣدث ﻗﻠﻘﺎً واﺣراﺟﺎً ﻟﻼﻣراء‪ ،‬اذ اﻧﻪ ﻛـﺎن ﻛﺛﯾـراً ﻣـﺎ ﯾﻧﺗﻬـك اﻟﻘﯾـود اﻟﻣﻔروﺿـﺔ‬
‫وﯾﺗﺟﺎوز اﻟﺣﺷﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓـﻲ ﻗﺻـر اﻟﺣـرﯾم اﻟﻣﻠﻛـﻲ‪ ،‬اذ ﻛـﺎن ﯾـدﻋو اﻟراﻗﺻـﺎت‬
‫واﻟﻣطرﺑﺎت واﻟﻣﻐﻧﯾﺎت إﻟﻰ اﺣﯾـﺎء ﻣﺛـل ﻫـذﻩ اﻻﺣﺗﻔـﺎﻻت وﻗـد اﺣـﺗﻔظ ﺑﻬـن ﻣـن اﺟـل ﻫـذا‬
‫اﻟﻐــرض‪ ،‬ﻋﻠﻣــﺎً ﺑــﺎن اﻟراﻗﺻــﺎت ﻟــم ﯾﻛــن ّ ﻣــن اﻟﺑﻐﺎﯾــﺎ‪ ،‬ﺑــل ﻧﺳــﺎء ﺧﺎﺻــﺎت وﻣــن طﺑﻘــﺎت‬

‫‪٢١٤‬‬
‫اﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ــﺔ ﻣﻌﺗﺑـ ـ ـرة ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣ ـ ــﻊ‪ ،‬وﯾﻛﺛ ـ ــر ﺣﺿ ـ ــورﻫن ﻓ ـ ــﻲ ﻣﻧﺎﺳ ـ ــﺑﺎت زواج اﻻﻣـ ـ ـراء‪،‬‬
‫واﺻــﺣﺎب اﻟﻣﻧﺎﺻــب اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﻓــﻲ اﻟدوﻟــﺔ‪ ،‬ﻓــﻲ اﻟوﻗــت اﻟــذي ﻛﺎﻧــت ﻓﯾــﻪ اوﻟﺋــك اﻟﻧﺳــوة ﻣــن‬
‫اﻟﺟﻣﯾﻼت اﻟﻠـواﺗﻲ ﯾرﺗـدﯾن ﻣﻼﺑـس ﺳـﺎﺣرة وﻓﺎﺗﻧـﺔ وﺟﻣﯾﻠـﺔ‪ ،‬وﺷـﺎﻫﺟﻬﺎن ﻛـﺎن ﻣﻐرﻣـﺎً ﺑﻬـذا‬
‫اﻟﻣﻬرﺟﺎن اﻟذي اطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﺳم )‪ ،(Kenchens‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﺗﺧـذ اﻟﻣﻠـك اوراﻧﺟزﯾـب ﻗـرارات‬
‫ﺛــراﻛ ﺗﺷــدداً وورﻋــﺎً ﻣــن واﻟــدﻩ‪ ،‬ﻓﺣــر ّ م ﻣﺛــل ﻫــذﻩ اﻻﻓﻌــﺎل‪ ،‬وﻣﻧــﻊ اﻗﺎﻣــﺔ اﻟﻣﻬرﺟــﺎن داﺧــل‬
‫ﻗﺻـر اﻟﺣـرﯾم‪ ،‬وﻣــﻊ ذﻟــك‪ ،‬ظﻠــت ﻫــذﻩ اﻟﻧﺳــوة ﺗـﺄﺗﻲ ﻛــل ﯾــوم ارﺑﻌــﺎء ﻟﻠﺳــﻼم ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻠــك‬
‫اوراﻧﺟزﯾب‪ ،‬وذﻟك ﻓﻲ ﻣﺑﻧﻰ اﻟدﯾوان اﻟﻣﻠﻛﻲ اﻟﺧﺎص داﺧل ﻗﻠﻌﺔ دﻟﻬﻲ‪.lx‬‬

‫راﺑﻌﺎً ‪ -:‬وﺻف اﻟﻣﺳﺟد اﻟﺟﺎﻣﻊ ﻓﻲ دﻟﻬﻲ‪-:‬‬


‫ﻗراءﺗﻧــﺎ ﻟــﻧص اﻟرﺳــﺎﻟﺔ اﻟﺗــﻲ وردت ﻓــﻲ رﺣﻠــﺔ ﺑﯾرﻧﯾــر‪ ،‬ﺗطﻠﻌﻧــﺎ ﻓﻘــط ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺟد‬
‫واﺣــد‪ ،‬وﻫــو اﻟﻣﺳــﺟد اﻟﺟــﺎﻣﻊ ﻓــﻲ دﻟﻬــﻲ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﻫﻧــﺎك اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻟﻣﺳــﺎﺟد اﻟﻣﺗﻧــﺎﺛرة ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻣدﯾﻧــﺔ‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﺑﻧﯾــت ﻓــﻲ ﺣﻘــب ﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ‪ ،‬ورﻏــم اﻫﻣﯾﺗﻬــﺎ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ واﻟﻣﻌﻣﺎرﯾــﺔ‪،‬‬
‫اﻻ ان ﺑﯾرﻧﯾـر ﻏـض اﻟطـرف ﻓـﻲ اﻟﺣـدﯾث ﻋﻧﻬـﺎ‪ ،‬وﻻ ﻧـدري ﻣـﺎ اﻟـذي دﻓـﻊ ﺑـﻪ إﻟـﻰ ذﻟـك‪،‬‬
‫ﻋﻠﻣــﺎً ﺑــﺎن اﻟﻔﺗ ـرة اﻟﺗــﻲ ﺗواﺟــد ﻓﯾﻬــﺎ ﺑﯾرﻧﯾــر ﻓــﻲ ﻣدﯾﻧــﺔ دﻟﻬــﻲ‪ ،‬ﺗؤﺷــر ﻋﻠــﻰ ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن‬
‫اﻟﻣﺳــﺎﺟد اﻟﻬﺎﻣــﺔ‪ ،‬ﻧﺷــﯾر إﻟــﻰ ﺑﻌﺿــﻬﺎ ﻧظـراً ﻟﻠﻔﺎﺋــدة اﻟﻌﻠﻣﯾــﺔ‪ ،‬ﻣﻧﻬــﺎ‪ ،‬ﻣﺳــﺟد ﻗﺑــﺔ اﻻﺳــﻼم‪،‬‬
‫وﻫو اول ﻣﺳﺟد ﺑﻧـﻲ ﻓـﻲ ﻣدﯾﻧـﺔ دﻟﻬـﻲ ﻋﻠـﻰ ﯾـد اﻟﺳـﻠطﺎن ﻗطـب اﻟـدﯾن اﯾﺑـك وذﻟـك ﺳـﻧﺔ‬
‫‪٥٨٧‬ﻫـ‪١١٩١/‬م‪ ،‬وﺗﻣت ﺗوﺳﻌﺔ اﻟﻣﺳـﺟد ﻓـﻲ ﻋﻬـد اﻟﺳـﻠطﺎن ﺷـﻣس اﻟـدﯾن اﻟﺗـﺗﻣش ﺳـﻧﺔ‬
‫‪٦٢٨‬ﻫـ‪١٢٣٠/‬م‪ ،lxi‬وﻣﺳﺟد ﻣوﺗﻲ‪ ،‬وﻫو اﻟﻣﺳﺟد اﻟﻠؤﻟؤي‪ ،‬وﻫو ﻣن اروع اﻟﻣﺳﺎﺟد اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺑﻧﯾـ ــت ﻓـ ــﻲ ﻣدﯾﻧـ ــﺔ دﻟﻬـ ــﻲ‪ ،‬واﻛﺛرﻫـ ــﺎ دﻗـ ــﺔ وروﻋـ ــﺔ ﻫﻧدﺳـ ــﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻧـ ــﻲ اﯾـ ــﺎم اﻟﻣﻠـ ــك ﻋـ ــﺎﻟﻣﻛﯾر‬
‫)اوراﻧﺟزﯾب( ﺳﻧﺔ ‪١٠٧٠‬ﻫ ـ‪١٦٥٩/‬م‪ ،lxii‬وﻣﺳـﺟد ﻓـﺎﺗﺣﺑور‪ ،‬وﯾﻌـرف ﺑ ـ "زﯾﻧـﺔ اﻟﻣﺳـﺎﺟد"‪/‬‬
‫ﺑﻧـﻲ ﺳــﻧﺔ ‪١٠٦٠‬ﻫ ـ‪١٦٥٠/‬م‪ ،‬ﺑــﺄﻣر ﻣــن اﻟﻣﻠﻛـﺔ ﻧـواب ﻓــﺎﺗﺣﺑور ﺑـﯾﻛم زوﺟــﺔ اﻻﻣﺑراطــور‬
‫ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن‪ ،lxiii‬وﺛﻣﺔ ﻣﺳﺎﺟد ﻋدﯾدة ﻻ داﻋﻲ ﻟذﻛرﻫﺎ ﻫﻧﺎ‪.‬‬

‫اﻣﺎ اﻟﻣﺳﺟد اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟذي ﺧﺻﻪ ﺑﯾرﻧﯾر ﺑﺎﻟوﺻف‪ ،‬ﻓﯾﻘﻊ ﺧﺎرج ﻗﻠﻌﺔ دﻟﻬـﻲ‪ ،‬وﻫـو‬
‫ﻣــن اﻟﻣﺳــﺎﺟد اﻟﻣﻣﯾ ـزة اﻟﺗــﻲ ﺷــﯾدت ﻓــﻲ ﻋﺻــر دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑــر ﻣﻌﻠــم‬
‫ﻣﻌﻣـﺎري ﺷـﺎﻫد ﻋﻠـﻰ ﺗطـور ﻓـن اﻟﻌﻣـﺎرة واﻟﻬﻧدﺳـﺔ اﻻﺳـﻼﻣﯾﺔ ﻟـدى اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن ﻓـﻲ اﻟﻬﻧـد‪،‬‬

‫‪٢١٥‬‬
‫واﻟﻣﺳــﺟد ﯾﻘــﻊ ﻋﻠــﻰ ﻣﻘرﺑــﺔ ﻣــن اﻟﻘﻠﻌــﺔ‪ ،‬ﻣــن ﺟﻬــﺔ اﻟﺷــﻣﺎل اﻟﻐر ﺑــﻲ‪ ،‬ﺑﻧﺗــﻪ اﻻﺑﻧــﺔ اﻟﻛﺑــرى‬
‫ﻟﺷﺎﻫﺟﻬﺎن وﻫﻲ اﻟﻣﻠﻛﺔ ﺟﻬﺎﻧﺎرا ﺑﯾﻛم‪ ،‬وﺗم اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣن ﺑﻧﺎﺋﻪ ﺳـﻧﺔ ‪١٦٤٨‬م‪ ،‬ﺑﻌـد ﺧﻣـس‬
‫ﺳ ــﻧوات ﻣﺗواﺻ ــﻠﺔ ﻣ ــن اﻟﻌﻣ ــل ‪ ،lxiv‬وﻧﻼﺣ ــظ ان ﺣ ــدﯾث ﺑﯾرﻧﯾ ــر ﻗ ــد اﻧﺣﺻ ــر ﻓ ــﻲ ﻫ ــذا‬
‫اﻟﻣﺳﺟد ﻓﻘط‪ ،‬اذ ﯾﻘول‪-:‬‬
‫" ﯾﻘــﻊ اﻟﻣﺳــﺟد اﻟﺟــﺎﻣﻊ ﻋﻠــﻰ ﺻــﺧرة ﻛﺑﯾ ـرة ﻣرﺑﻌــﺔ وﺳــط ﻣدﯾﻧــﺔ دﻟﻬــﻲ‪،‬‬
‫وﯾﺣــﯾط ﺑــﻪ ارﺑﻌ ـﺔ ﺷ ـوارع ﻛﺑﯾ ـرة‪ ،‬اﻟﺷــﺎرع اﻻول ﯾﻘﺎﺑــل اﻟﻣــدﺧل اﻟرﺋﯾﺳــﻲ ﻟﻠﻣﺳــﺟد‪ ،‬وﯾﻘــﻊ‬
‫اﻟﺷـﺎرع اﻟﺛـﺎﻧﻲ ﺧﻠــف ﻣﺑﻧـﻰ اﻟﻣﺳـﺟد‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ اﻟﺷـوارع اﻻﺧـرى‪ ،‬ﻓﺗﻘــﻊ ﻋﻠـﻰ ﺑواﺑـﺎت ﺟﺎﻧﺑﯾــﺔ‬
‫ﺟﻣﯾﻠــﺔ‪ ،‬وﺻــﻌوداً إﻟــﻰ اﻟﺑواﺑ ــﺎت اﻟــﺛﻼث‪ ،‬ﻓﯾﻧﺑﻐــﻲ ﺗﺧطــﻲ ﺛﻼﺛ ــون درﺟــﺔ ﻣﺻــﻣﻣﺔ ﻣ ــن‬
‫اﻟﺣﺟﺎرة اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ‪ ،‬واﻟﺗـﻲ ﺗﻐطـﻲ طـول وﻋـرض اﻟدر ﺟـﺔ‪ ،‬اﻣـﺎ اﻟﺟﺎﻧـب اﻟﺧﻠﻔـﻲ ﻣـن‬
‫اﻟﻣﺳـﺟد‪ ،‬ﻓﻣﻐطــﻰ ﺑﺎﻟﺣﺟــﺎرة اﻟﻣﻧﺣوﺗــﺔ ﻋﻠــﻰ اﺷــﻛﺎل ﻫﻧدﺳــﯾﺔ راﺋﻌــﺔ‪ ،‬واﻟﻣــداﺧل ﻣرﺻــوﻓﺔ‬
‫ﺑﺎﻟرﺧ ــﺎم اﻟﺟﻣﯾـ ــل‪ .‬وﻗـ ــد ﺻـ ــﻧﻌت اﻻﺑ ـ ـواب ﻣ ــن اﻟﺧﺷـ ــب اﻟﻣﻐطـ ــﻰ ﺑﺎﻟﻧﺣـ ــﺎس اﻟﻣـ ــزرﻛش‬
‫اﻟﺟﻣﯾــل‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﯾﻘــﻊ ﻓــوق ﺗﻠــك اﻟﺑواﺑــﺎت اﻟرﺋﯾﺳــﯾﺔ اﻟــﺛﻼث‪ ،‬اﺑ ـراج ﻣﺻــﻧوﻋﺔ ﻣــن اﻟرﺧــﺎم‬
‫اﻻﺑــﯾض‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﺗﻌﻛــس ﻧﻣظ ـراً ﺟــذاﺑﺎً‪ ،‬وﯾﻘــﻊ ﺧﻠــف اﻟﻣﺳــﺟد ﺛــﻼث ﻗﺑــﺎب ﻛﺑﯾ ـرة ﺻــﻧﻌت‬
‫ﻣ ــن اﻟرﺧ ــﺎم اﻻﺑ ــﯾض اﻟﻧﺎﺻ ــﻊ‪ ،‬اﻣ ــﺎ اﻟﻘﺑ ــﺔ اﻟوﺳــطﻰ ﻓﻬ ــﻲ اﺿ ــﺧم ﻣ ــن اﻟﻘﺑ ــﺎب اﻻﺧ ــرى‬
‫واﻛﺛرﻫن روﻋـﺔ وﺟﻣـﺎﻻً‪ ،‬وﺑﺎﺳـﺗﺛﻧﺎء اﻟﻘﺑـﺎب واﻻﺑـراج اﻟﺗـﻲ ﺻـﻧﻌت ﻣـن اﻟرﺧـﺎم اﻻﺑـﯾض‪،‬‬
‫ﻓـﺎن اﻟﻣﺳـﺟد ﺟﻣﯾﻌــﻪ ﺻـﻧﻊ ﻣــن اﻟﺣﺟـﺎرة اﻟﺣﻣـراء واﻟرﺧــﺎم اﻻﺣﻣـر‪ ،lxv‬وﻗــد اﻋﺗـﺎد اﻟﻣﻠــك‬
‫اﻟﻣﻐوﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟذﻫﺎب إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺟد ﻛل ﯾوم ﺟﻣﻌﺔ‪ ،‬ﺑﻬـدف اﻟﺻـﻼة ﺟﻣﺎﻋـﺔ‪ ،‬وﻫـو اﻟﯾـوم‬
‫اﻟﻣﻘدس ﻋﻧد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن واﻟذي ﯾﻌﺎدل ﺑﻘدﺳﯾﺗﻪ ﯾوم اﻻﺣد ﻋﻧد اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﯾن‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﻛﺎن‬
‫اﻟﺷ ــﺎرع اﻟﻣ ــؤدي ﻣ ــن اﻟ ــﺑﻼط إﻟ ــﻰ اﻟﻣﺳ ــﺟد ﯾ ــرش ﺑﺎﻟﻣ ــﺎء‪ ،‬وذﻟ ــك ﻟﻠ ــﺗﺧﻠص ﻣ ــن اﻟﻐﺑ ــﺎر‬
‫واﻻوﺳــﺎخ‪ ،‬وﺗﺧﻔﯾــف ﺣ ـرارة اﻟﺷــﺎرع‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﯾﻧﺗﺷــر ﻋﻠــﻰ ﺟﻧﺑــﺎت اﻟﺷــﺎرع ﺟﻧــود ﻣﺳــﻠﺣﯾن‪،‬‬
‫وذﻟــك ـﺑــدءاً ﻣــن ﺑواﺑ ــﺔ اﻟﻘﻠﻌ ــﺔ ووﺻــوﻻً إﻟ ــﻰ ﻣــدﺧل اﻟﻣﺳ ــﺟد‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣ ــﺎ ﻫﻧــﺎك ﺳ ــﺗﺔ ﺧﯾ ــول‬
‫ﯾﻣﺗطﯾﻬــﺎ اﻟﻔرﺳــﺎن واﻟﺗــﻲ ﺗﻘــف ﻋﻠــﻰ اﻫﺑــﺔ اﻻﺳــﺗﻌداد اﻧﺗظــﺎراً ﻟﺧــروج اﻟﻣوﻛــب اﻟﻣﻠﻛــﻲ‪،‬‬
‫وﻣﻬﻣﺗﻬﺎ ﻓﺗﺢ اﻟطرﯾق اﻣﺎم ﻋﺑور اﻟﻣﻠك اﻟﺷﺎرع‪ ،‬ﻓﯾﻣﺎ اﻟﻣﻠك ﯾﻣﺗطﻲ ﻓﯾﻼً ﺿـﺧﻣﺎً‪ ،‬ﯾﺳـﯾر‬
‫ﺑــﻪ ﻣــن اﻟﻘﻠﻌــﺔ إﻟــﻰ اﻟﻣﺳــﺟد‪ ،‬وﻗــد ﺻــﻣم ﻋﻠــﻰ ظﻬــر اﻟﻔﯾــل ﻫــودج ﺟﻣﯾــل وراﺋــﻊ‪ ،‬ﺗظﻠﻠــﻪ‬
‫ﻣظﻠــﺔ ﻣدﻋﻣــﺔ ﺑــدﻋﺎﺋم ﻣذﻫﺑــﺔ‪ ،‬طﻌﻣــت ﺑــﺎﻻزور )‪ ،(Azure‬وﯾﻘــوم ﻋﻠــﻰ ﺣﻣﻠﻬــﺎ ﺛﻣﺎﻧﯾــﺔ‬
‫ﻣن رﺟﺎﻻت اﻟﺣرس اﻷﻗوﯾﺎء‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾراﻓق اﻟﻣﻠك ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻻﻣـراء‪ ،‬ﺑﻌﺿـﻬم ﯾرﻛـب‬

‫‪٢١٦‬‬
‫اﻟﺧﯾـ ــول وﺑﻌﺿـ ــﻬم ﯾرﻛـ ــب ﻋرﺑـ ــﺎت‪ ،‬وﯾﺗو ﺳـ ــط اﻻﻣ ـ ـراء اﻋـ ــداد ﻏﻔﯾ ـ ـرة ﻣـ ــن ذوي اﻟرﺗـ ــب‬
‫واﻟﻣﻧﺎﺻب اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾظﻬر ﺣﻣﻠﺔ اﻟﺻوﻟﺟﺎﻧﺎت اﻟﻔﺿﯾﺔ‪.lxvi‬‬
‫وﻗــد ﻛﺷ ــف اﻟرﺣﺎﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳ ــﻲ ﺗ ــﺎﻓرﻧﯾر )‪ (Tavernier‬ﻋــن ﺑﻌ ــض اﻟﺗﻔﺻ ــﯾﻼت‬
‫اﻟﺗﻲ راﻓﻘت اﻟﻣﻠك اﻟﻰ اﻟﻣﺳﺟد اﻟﺟﺎﻣﻊ‪ ،‬وآﺛرﻧﺎ ﺗﺛﺑﯾﺗﻬﺎ ﻫﻧﺎ‪ ،‬ﻣزﯾداً ﻟﻠﻔﺎﺋدة‪-:‬‬
‫" ﯾﺻــﺣب اﻟﻣﻠــك ﻓــﻲ اﻟﻌــﺎدة ﺛﻣﺎﻧﯾــﺔ ﻣــن اﻟﻔﯾﻠــﺔ‪ ،‬ارﺑﻌــﺔ ﻟﻠﺣراﺳــﺔ‪،‬وارﺑﻌﺔ‬
‫وﺿﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻬوادج‪ ،‬واﺣداً ﻣﻧﻬـﺎ ﻣﺧﺻـص ﻟﻠﻣﻠـك‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣـﺎ ﯾراﻓـق اﻟﻣوﻛـب ‪٦٠٠-٥٠٠‬‬
‫ﻣــن اﻟرﻣــﺎﺣﯾن )‪ (Pikemen‬و ‪ ٤٠٠-٣٠٠‬ﯾﺣﻣﻠــون اﻟﻔﺗﺎﺋــل اﻟﺑﺎرودﯾــﺔ )اﻟﺑﻧــﺎدق(‪ ،‬اﻣــﺎ‬
‫اذا ـرﻛــب اﻟﻣﻠــك ﺧــﯾﻼً‪ ،‬ﻛ ــﺎن ﻋﻠــﻰ اﻟﻧــﺑﻼء اﻟﺳــﯾر ﻋﻠ ــﻰ اﻗــداﻣﻬم‪ ،‬اﻣــﺎ اذا رﻛــب ﻓ ــﯾﻼً ‪،‬‬
‫ﻓﻌﻠﯾﻬم رﻛوب اﻟﺧﯾول"‪.lxvii‬‬
‫ﻛﻣﺎ اﺷﺎر إﻟﻰ ﺧطﺑﺔ اﻣﺎم اﻟﻣﺳﺟد اﻟﺟﺎﻣﻊ ﯾوم اﻟﺟﻣﻌﺔ وذﻟك ﻓﻲ ﺣﺿرة‬
‫اﻻﻣﺑراطور اﻟﻣﻐوﻟﻲ‪-:‬ﯾﺎ" اﻟﻬﻲ‪ ،‬اﻋز اﻻﺳﻼم وﺷر ّ ﻓﻪ‪ ،‬واﻋز ﺷﯾوخ اﻻﺳﻼم ﺑﻘوة اﺑدﯾـﺔ‬
‫)‪ ،(Perpetual‬ﻛﻣ ــﺎ واﻋ ــز ﻋﺑ ــدك اﻟﺳ ــﻠطﺎن‪ ،‬اﺑ ــن اﻟﺳ ــﻠطﺎن‪ ،‬واﺑ ــن اﻟﺧﺎﻗ ــﺎن‪ ،‬ﺣـ ــﺎﻛم‬
‫اﻟﻘﺎرﺗﯾن‪ ،‬وﺳﯾد اﻟﺑﺣر ﯾن‪ ،‬اﻟﻔﺎﺗﺢ اﻟﻐﺎزي اﻟﻣﺟﺎﻫد‪ ،‬اﻻﻣﺑراطور اﺑو اﻟﻣظﻔر ﺷﻬﺎب اﻟـدﯾن‬
‫ﻣﺣﻣد ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن اﻟﻐـﺎزي‪ ،‬ادام اﷲ ﻋـزﻩ وﻣﻠﻛـﻪ‪ ،‬اﻟﻠﻬـم اﺣﻔظـﻪ واﺣﻔـظ ﻋﺳـﺎﻛرﻩ‪ ،‬وﻛـن ﻟـﻪ‬
‫ﻋوﻧﺎً وﻋﺿداً‪ ،‬واﻣﻧﺣﻪ اﻟﻘوة ﻟﻘﻣﻊ اﻟﻣردة واﻟﻣﻧﺎﻓﻘﯾن‪ ،‬اﻟﻠﻬم اﺣﻔظ ﺑﻼدﻧﺎ‪ ،‬واﻧﺷر اﻻﺳـﻼم‬
‫ﻓــﻲ رﺑــوع ﻣــدﻧﻧﺎ اﻻﺳــﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬وادم ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻧﻌﻣــﺔ اﻻﻣــن واﻟﺻــﺣﺔ واﻟﻌﺎﻓﯾــﺔ‪ ،‬واﺣﻔــظ ﻋﺑﯾــدك‬
‫وﺣﺟﺎج ﺑﯾت اﷲ اﻟﺣرام‪ ،‬واﻟﻣﺟﺎﻫدﯾن‪ ،‬واﺣﻔظ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﺑر واﻟﺑﺣر"‪.lxviii‬‬

‫و ﺳ ــﺟل ﺑﯾرﻧﯾ ــر اﻟﻌدﯾ ــد ﻣ ــن اﻟﻣﺷ ــﺎﻫدات ﻓ ــﻲ ﻣدﯾﻧ ــﺔ دﻟﻬ ــﻲ‪ ،‬ﻣ ــن ذﻟ ــك‪ ،‬ﻣوﻗ ــﻊ‬
‫اوﻣﺑﻧـﻰ "ﻛـروان ﺳـراي" )‪ ،(Karawan Sarai‬وﻫــو ﻣﺧﺻـص ﻟﻼﻣﯾـرات اﻟﻣﻐوﻟﯾــﺎت‪،‬‬
‫وﯾﺳـﻣﻰ اﯾﺿـﺎً ﺑ ـ "ﺑـﯾﻛم ﺳـراي" )‪ ،(Begum Serai‬ﺣﯾـث اﺧـذ ﻫـذﻩ اﻟﺗﺳـﻣﯾﺔ ﻣـن اﺳـم‬
‫اﺑﻧﺔ اﻟﻣﻠك ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن اﻟﻛﺑـرى‪ ،‬اﻻﻣﯾـرة ﺑـﯾﻛم ﺻـﺎﺣب‪ ،‬واﻟﺗـﻲ اﻣـرت ﺑﺑﻧﺎﺋـﻪ‪ ،‬وﯾﺗﻛـون ﻫـذا‬
‫اﻟﻣﺑﻧﻰ ﻣن ﻣرﺑﻊ ﻛﺑﯾر ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻌﻘود واﻟﻘﻧﺎطر‪ ،‬واﻟﺣﺟرات اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﻣﺗﻌـددة اﻻﺷـﻛﺎل‪،‬‬
‫واﻟﺗـﻲ ﯾﺣـﯾط ﺑﻬــﺎ اروﻗـﺔ ﻛﺛﯾـرة ﻋﻠــﻰ طـول اﻟﻣﺑﻧــﻰ‪ ،‬ﻟﺗﺷـﻛل ﺣﺟـرات ﺟﻣﯾﻠــﺔ‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑـر ﻫــذا‬
‫اﻟﻣﺑﻧﻰ ﻣن اﻻﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﻏﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟﻌﺷﺎق‪ ،‬ﻣن اﻻﻣراء واﻻﺛرﯾﺎء ﻣن اﻟﻔـرس‬

‫‪٢١٧‬‬
‫واﻻوزﺑــك‪ ،‬وﺑﻌــض اﻻﺛرﯾــﺎء واﻟﺗﺟــﺎر اﻻﺟﺎﻧــب‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﻛــﺎن اﻟﻣﻛــﺎن ﯾﻐﻠــق ﻓــﻲ ﺳــﺎﻋﺎت‬
‫اﻟﻠﯾل‪.lxix‬‬

‫وﺣ ــﺎول ﺑﯾرﻧﯾ ــر اﺛﻧ ــﺎء ﺣدﯾﺛ ــﺔ ﻋ ــن ﺳ ــﻛﺎن ﻣدﯾﻧ ــﺔ دﻟﻬ ــﻲ‪ ،‬ان ﯾﻘﺎرﻧﻬ ــﺎ ﻣ ــﻊ ﻣدﯾﻧ ــﺔ‬
‫ﺑﺎرﯾس‪ ،‬اﻻ اﻧﻪ ﯾﺟﻌل ﻣن ﺑﺎرﯾس زﻫرة ﻣـداﺋن اﻟـدﻧﯾﺎ‪ ،‬واﻟﺗـﻲ وﺻـﻔﻬﺎ ﺑﺎﻧﻬـﺎ ﻣﻠﯾﺋـﺔ ﺑﺎﻟﻧـﺎس‬
‫واﻟﻌﻣﺎرات واﻻﺑﻧﯾﺔ واﻟﺷوارع واﻟﻣﺣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‪ ،‬وﯾؤﻛد ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗـت ان ﺳـﻛﺎن ﻣدﯾﻧـﺔ‬
‫دﻟﻬــﻲ‪ ،‬ﯾﺗﺳــﺎوون‪ ،‬ﻋﻠــﻰ وﺟــﻪ اﻟﺗﻘرﯾــب‪ ،‬ﻣــﻊ ﺳــﻛﺎن ﺑــﺎرﯾس‪ ،‬وﻧﺟــدﻩ ﯾﻘــرر ﺑــﺎن اﻟﻣدﯾﻧــﺔ‬
‫ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻ ﯾﻘل ﻋن ﺧﻣس وﺛﻼﺛون اﻟف ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺑﺷرﯾﺔ‪ ،‬ﯾﺿﺎف اﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬اﻟﻧﺳﺎء‬
‫واﻻطﻔــﺎل واﻟﺧــدم واﻟﺣﺷــم‪ ،lxx‬ﺛــم ﯾﺗﺣــدث ﻋــن ﺑﻌــض اﻟﻣﻬرﺟﺎﻧــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺷــﺎﻫدﻫﺎ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻣﻘرﺑـﺔ ﻣــن ﻗﻠﻌــﺔ دﻟﻬــﻲ‪ ،‬واﻟﺗـﻲ ﺗﺷــﺗﻣل ﻋﻠــﻰ ﻋــروض ﻣﺛﯾـرة ﻟﻠﻣﺷــﺎﻫدﯾن‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﻻ ﯾوﺟــد‬
‫ﻟﻬﺎ ﻣﺛﯾﻼً ﻓﻲ ﻋﻣوم دول اﻟﻐرب اﻻوروﺑﻲ‪ ،‬ذﻟك اﻟﻣﻬرﺟﺎن ﻫـو ﻣﺻـﺎرﻋﺔ اﻟﻔﯾﻠـﺔ‪ ،‬واﻟـذي‬
‫ﯾﻘــﺎم ﻓــﻲ ﺗواﺟــد ﻣﻌظــم ﻓﺋــﺎت اﻟﻧــﺎس‪ ،‬وﻋﻠــﻰ ارض رﻣﻠﯾــﺔ ﻗرﯾﺑــﺔ ﻣــن ﻧﻬــر ﺟﻣﻧــﺎ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ‬
‫ﯾﺷﺎﻫد اﻟﻣﻠك واﻟﻣﻠﻛﺎت واﻻﻣﯾرات ورﺟﺎﻻت اﻟدوﻟﺔ ﺗﻠك اﻟﻣﺻﺎرﻋﺔ ﻣﻧذ ﻟﺣظﺎﺗﻬﺎ اﻻوﻟـﻰ‬
‫وﺣﺗـﻰ ﻧﻬﺎﯾﺗﻬــﺎ‪ ،‬ﻣــن اﻣــﺎﻛن ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻣــن اﺑ ـراج اﻟﻘﻠﻌــﺔ ﺑﺣﯾــث ﺗﺗﻘﺎﺑــل اﻟﻔﯾﻠــﺔ وﺟﻬــﺎً ﻟوﺟــﻪ‪،‬‬
‫ـ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻘرﺑﺔ ﻣن اﻟﺟدار اﻟﺗراﺑـﻲ اﻟـذي ﯾرﺗﻔـﻊ ﺳـﺗﺔ اﻗـدام‪ ،‬ﻓـﻲ اﻟوﻗـت اﻟـذي ﯾﻣﺗطـﻲ اﻟﻔﯾـل‬
‫اﻟواﺣد راﻛﺑﯾن‪ ،‬ﯾﺗﺣﻛﻣﺎن ﺑﺣرﻛﺔ اﻟﻔﯾل‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺳﺎﺋس اﻟﻔﯾل ﯾﺣﻣل ﺑﯾدﻩ ﻗﺿﯾﺑﺎً ﻣن اﻟﺣدﯾد‬
‫ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺧطﺎﻓﺔ )ﻋﻘﻔﺔ(‪ ،‬وﻓـﻲ ﺣـﺎل ﺳـﻘوط ﻫـذا اﻟﻘﺎﺋـد‪ ،‬ﯾﺳـﺗﻌﺎض ﻋﻧـﻪ ﺑـﺂﺧر‪ ،‬وﯾﻘـوم‬
‫رﻛــﺎب اﻟﻔﯾﻠــﺔ ﺑﺗﺷــﺟﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺻــﺎرﻋﺔ واﻟﻘﺗــﺎل ﻣــن ﺧــﻼل اطــﻼق اﺻ ـوات ﯾﺳــﻣﻌﻬﺎ‬
‫اﻟﻔﯾﻠــﺔ‪ ،‬واﻟﻣﻔﺎﺟــﺄة واﻟﺻــدﻣﺔ اﻟﻣروﻋــﺔ‪ ،‬اﻧــﻪ ﻻ ﯾــﺗم ﻣﻌﺎﻟﺟــﺔ ﻣــن ﯾﺳــﻘط ﻋــن ظﻬــر اﻟﻔﯾــل‪،‬‬
‫ﺣﺗﻰ وان ﻛﺎن ﻣﺿرﺟﺎً ﺑﺎﻟدﻣﺎء‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻻﺣظﻧـﺎ ﺗوﻗـف ﻣﺗﻛـرر ﻟﻠﻣﺻـﺎرﻋﺔ‪ ،‬ﻻراﺣـﺔ اﻟﻔﯾﻠـﺔ‪،‬‬
‫وﻗد ﺿﻣﻧت اﻟدوﻟﺔ ﺣﻘوﻗﺎً ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣن ﯾﻘﺗل اﺛﻧﺎء اﻟﻣﺻﺎرﻋﺔ‪.lxxi‬‬

‫ﺧﺎﻣﺳﺎً ‪-:‬اﻟﻣﺳﯾﺣﯾون واﻟﻬوﻟﻧدﯾون ﻓﻲ دﻟﻬﻲ و اﻛرا‪-:‬‬


‫ﺑ ــدى ﺑﯾرﻧﯾ ــر ﺣرﯾﺻ ــﺎً ﻛ ــل اﻟﺣ ــرص ﻋﻠ ــﻰ ﻣﻌرﻓ ــﺔ اﻟﺗواﺟ ــد اﻟﻣﺳ ــﯾﺣﻲ ﻓ ــﻲ دوﻟ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻐــول اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد‪ ،‬اﻻﻣــر اﻟــذي ﯾﺟﻌﻠﻧــﺎ ﻧﻣﯾــل اﻟــﻰ ان اﻟرﺣﺎﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﻲ ﻛــﺎن‬
‫ﺑدون ادﻧﻰ ﺷك ﻣن اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن اﻟﻣﺗدﯾﻧﯾن‪ ،‬واﻟذي ﯾرﻏب ﻓـﻲ ﻧﺷـر اﻟﻌﻘﯾـدة اﻟﻣﺳـﯾﺣﯾﺔ ﻓـﻲ‬

‫‪٢١٨‬‬
‫ﺑﻼد اﻟﻬﻧـد‪ ،‬وان ﻫـو ﻟـم ﯾظﻬـر ﻋﻠﯾـﻪ ﺳـﻣﺎت اﻟﺗﻧﻌﺻـب اﻟـدﯾﻧﻲ ﺑﺷـﻛل ﻻﻓـت ﻟﻠﻧظـر‪ ،‬اﻻ‬
‫اﻧﻪ ﻛرس اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺟﻬد ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺗواﺟد اﻟﻣﺳـﯾﺣﻲ ﻓـﻲ اﻟﻣﻧطﻘـﺔ‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﺗواﻗـﺎً ﻟﻣﻌرﻓـﺔ ﻣوﻗـف اﺑـﺎطرة اﻟﻣﻐـول ﻣـﻧﻬم‪ ،‬وﻋﻧـد ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻧـﺎ ﻟرﺳـﺎﻟﺗﻪ اﻟﺗـﻲ ﺑﻌـث‬
‫ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﺻدﯾﻘﻪ واﻟﺗـﻲ ﺟـﺎءت ﻓـﻲ ﻛﺗـﺎب اﻟرﺣﻠـﺔ‪ ،‬ﻧﺟـدﻩ ﯾﺧـوض ﻓـﻲ رواﯾـﺎت ﻛﺛﯾـرة ﺟـداً‬
‫ﺣــول اﻟﻣﺳــﯾﺣﯾﯾن ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﯾﻐﻠــب ﻋﻠﯾﻬــﺎ طــﺎﺑﻊ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐــﺔ واﻟﺧراﻓــﺔ ﻓــﻲ ﻛﺛﯾــر ﻣــن‬
‫اﻻﺣﯾ ــﺎن وﻧدﻋ ــﻪ ﯾﺗﺣ ــدث ﻋ ــن اﻟﻣﺳ ــﯾﺣﯾﯾن ﻓ ــﻲ دﻟﻬ ــﻲ واﻛـ ـرا وﺑﻌ ــض اﻟﻣ ــدن اﻻﺳ ــﻼﻣﯾﺔ‬
‫اﻟﻬﻧدﯾﺔ اﻻﺧرى‪-:‬‬
‫" ﻓــﻲ ﻣدﯾﻧــﺔ دﻟﻬــﻲ ﻫﻧــﺎك ﻛﻧﯾﺳــﺔ ﻟﻠﯾﺳــوﻋﯾﯾن اﻟﻣﺳــﯾﺣﯾﯾن‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﺳــﻣﯾت‬
‫ﺑﺎﻟﻛﻠﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺑﻧﯾت ﺗﻘدﯾراً ﻟﻌﻘﯾدﺗﻧﺎ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻣﺳﯾﺣﯾون ﻓﯾﻬﺎ ﻻ ﯾزﯾدون ﻋن ﺛﻼﺛون ﻋﺎﺋﻠـﺔ‬
‫ﻓﻘط‪ ،‬وﻗد ﺗم اﺳﺗدﻋﺎء ﻫؤﻻء اﻟﯾﺳوﻋﯾﯾن ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻠك ﺟﻼل اﻟدﯾن اﻛﺑر‪ ،‬وذﻟك ﻋﻧـدﻣﺎ‬
‫ﻛــﺎن ﻟﻠﺑرﺗﻐــﺎﻟﯾﯾن ﻧﺷــﺎط ﺗﺟــﺎري ﻣﻠﻣــوس ﻋﻠــﻰ ﺷ ـواطﺊ اﻟﻬﻧــد‪ ،‬وﻟــم ﯾﺷــﻣﻠﻬم اﻟﻣﻠــك اﻛﺑــر‬
‫ﺑرﻋﺎﯾﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم ﻓﺣﺳـب‪ ،‬ﺑـل اﺻـدر او اﻣـرﻩ ﺑﺑﻧـﺎء ﻛﻧـﺎﺋس ﻟﻬـم‬
‫ﻓــﻲ ﻣدﯾﻧــﺔ اﻛ ـرا وﻣدﯾﻧــﺔ ﻻﻫــور‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﺣظــﻲ اﻟﻧﺻــﺎرى ﺑرﻋﺎﯾﺗــﻪ اﻟداﻓﺋــﺔ‪ ،‬ورﻋﺎﯾــﺔ اﻟﻣﻠــك‬
‫ﺟﻬــﺎﻧﻛﯾر اﯾﺿــﺎً‪ ،‬اﻻ اﻧﻬــم اﺿــطﻬدوا ﻓــﻲ ﻋﺻــر اﻟﻣﻠــك ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن‪ ،‬اﻟــذي ﺣــرﻣﻬم ﻣــن‬
‫ﻛﺛﯾر ﻣن اﻣﺗﯾﺎزاﺗﻬم اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ودﻋﻰ إﻟﻰ ﺗﺣطـﯾم ﻛﻧﯾﺳـﺔ ﻻﻫـور‪ ،‬واﻟﺗـﻲ ﺣطﻣـت ﺑﺎﻟﻔﻌـل‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺣطم اﺟزاء ﻛﺑﯾر ة ﻣن ﻛﻧﯾﺳﺔ ﻣدﯾﻧﺔ اﻛرا )‪.lxxii(Agra‬‬

‫وﻣﻣــﺎ ﻫــو ﻣﻠﻔــت ﻟﻼﻧﺗﺑــﺎﻩ‪ ،‬ان ﺑﯾرﻧﯾــر‪ ،‬راح ﯾﻛﯾــل اﻟﻣــداﺋﺢ واﻟﺛﻧــﺎءات ﻋﻠــﻰ ﻣﻠــك‬
‫اﻟﻣﻐــول ﺟﻬــﺎﻧﻛﯾر‪ ،‬اﻟــذي ﺟﻌﻠــﻪ ﻣــن اﻓﺿــل اﺑــﺎطرة اﻟﻣﻐــول اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻻطﻼق‪ ،‬واﻛﺛرﻫم ﺗﺳﺎﻣﺣﺎً ﻣﻊ اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﯾن‪ ،‬وﯾﺷﯾر اﯾﺿﺎً إﻟﻰ ان اﻟرﻫﺑﺎن واﻟﻘﺳس ﻛـﺎﻧوا‬
‫ﻣﺗﻌطﺷــﯾن ﻓــﻲ ﻋﻬــدﻩ ﻧﺣــو ﺗطــور اﻟﻛﻧﯾﺳــﺔ وازدﻫﺎرﻫــﺎ ﻓــﻲ ﺑــﻼد اﻟﻬﻧــد‪ ،‬وﺣــﺎول ﺑﯾرﻧﯾــر‬
‫اﻟﺗﺄﻛﯾ ــد ﻋﻠ ــﻰ ان اﻟﻣﻠ ــك ﺟﻬ ــﺎﻧﻛﯾر اظﻬ ــر ﺑﻛ ــل ﺟ ــﻼء ووﺿ ــوح اﺣﺗﻘ ــﺎرﻩ ﺑﻘـ ـواﻧﯾن اﻟﻘـ ـرآن‬
‫وﺗﻌﺎﻟﯾم اﻻﺳﻼم‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن اﺑدى اﻋﺟﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ‪ ،‬ﺑل ذﻫب إﻟـﻰ‬
‫اﻛﺛـر ﻣـن ذﻟــك‪ ،‬ﺣﯾﻧﻣـﺎ ﺳـﻣﺢ ﻻﺛﻧــﯾن ﻣـن اﺑﻧــﺎء ﺷـﻘﯾﻘﺎﺗﻪ ﺑﺎﻋﺗﻧـﺎق اﻟﻣﺳــﯾﺣﯾﺔ‪ ،‬وﻗـد ﺗﺣــدث‬
‫اﻟﯾﺳــوﻋﯾون ﺑــﺎن اﻟﻣﻠــك ﺟﻬــﺎﻧﻛﯾر ﻗــرر ﺗﺣدﯾــد ﺳﯾﺎﺳــﺔ ﺟدﯾــدة ﻟﻠدوﻟــﺔ ﺗﻘــوم ﻋﻠــﻰ ﺗﺷــﺟﯾﻊ‬
‫اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺗﻌﺎﻟﯾم اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد‪ ،‬وﻗرر اﯾﺿﺎً‪ ،‬ﺗزﯾﯾن اﻟﺑﻼط اﻟﻣﻠﻛﻲ وﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟـﺑﻼط‬

‫‪٢١٩‬‬
‫اﻟﻣﻠﻛـ ــﻲ ﺑـ ــﺎﻟﻣﻼﺑس ذات اﻟـ ــﻧﻣط اﻻوروﺑـ ــﻲ‪ ،‬ﺑـ ــل اﻧـ ــﻪ ﻛـ ــﺎن ﯾﺗﻣﻧـ ــﻰ‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ ادﻋـ ــﻰ ذﻟـ ــك‬
‫اﻟﯾﺳوﻋﯾﯾن‪ ،‬ان ﯾﻣوت ﻋﻠﻰ اﻟدﯾﺎﻧﺔ اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ وﻫو ﻋﻠﻰ ﻓراش اﻟﻣوت‪.lxxiii‬‬

‫ورﺑﻣــﺎ ﯾﻛــون ﻣــﺎ اﺳﺗﺧﻠﺻــﻪ ﺑﯾرﻧﯾــر ﺣــول اﻟﺗﺣــوﻻت اﻟﻌﻘﺎﺋدﯾــﺔ واﻟﻔﻛرﯾــﺔ ﻋﻧــد ﻣﻠــك‬
‫اﻟﻣﻐول ﺟﻬﺎﻧﻛﯾر ﺻﺣﯾﺣﺎً‪ ،‬اذ اﻧﻪ ﺗﺄﺛر ﻛﺛﯾـراً ﺑﺳﯾﺎﺳـﺔ اﺑﯾـﻪ اﻟدﯾﻧﯾـﺔ‪ ،‬واﻟﺗـﻲ ﻛﺎﻧـت ﺳﯾﺎﺳـﺔ‬
‫ﺗوﻓﯾﻘﯾــﺔ ﺑــﯾن ﻛــل اﻻدﯾــﺎن‪ ،‬وﻟــذﻟك ﺧﺿــﻊ ﻟﻣؤﺛراﺗــﻪ ﻣﻧــذ رﯾﻌــﺎن ﺷــﺑﺎﺑﻪ‪ ،‬وذﻟــك ان اﻟﻣﻠــك‬
‫اﻛﺑر اﺣﺿر ﻻﺑﻧﻪ ﺳﻠﯾم )ﺟﻬﺎﻧﻛﯾر( ﻣدرﺳﯾن ﯾﺳوﻋﯾﯾن ﺟﺎءوا إﻟﻰ اﻟﺑﻼط اﻟﻣﻠﻛﻲ‪ ،‬ﺣﺗﻰ‬
‫اﻧـﻪ ﻓـﻲ ﺳـﻧﺔ ‪١٥٩٠‬م‪ ،‬ﻛـﺎن اﻟﻛﺎردﻧـﺎل اﻟﯾوﻧـﺎﻧﻲ ﻟﯾـو ﺟرﯾﻣـون )‪ (Leo Grimon‬ﯾﻌﺗﻘـد‬
‫ﺑﺎن اﻻﻣﯾر ﺳﻠﯾم ﻗد اﻋﺗﻧق اﻟدﯾﺎﻧﺔ اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ‪.lxxiv‬‬
‫اﻣﺎ اﻟﻬوﻟﻧدﯾون‪ ،‬ﻓﻘد اﻛد ﺑﯾرﻧﯾر‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻧﻬم ﯾﺗواﺟدون ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ اﻛرا‪ ،‬ﺣﯾث ﻛﺎن‬
‫ﻟﻬم ﻣﺻﻧﻌﺎً ﯾﺷرﻓون ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬وﻫم ﻻ ﯾزﯾـدون ﻋﻠـﻰ ﺧﻣﺳـﺔ اﺷـﺧﺎص‪ ،‬ﯾﻘوﻣـون ﻋﻠـﻰ ﺣﻣـل‬
‫اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﻣدﯾﻧﺔ اﻛرا‪ ،‬ﺛم ﯾﺷﺣﻧوﻧﻬﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﺳﻔن إﻟﻰ اﻟﻣواﻧﺊ وارﺳﺎﻟﻬﺎ‬
‫إﻟﻰ اوروﺑﺎ‪ ،‬وﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻼﺑس واﻟزﺟﺎج وﺻﻣﻎ اﻟﻠك‪ ،‬واﻟـذﻫب‬
‫واﻟﻔﺿﺔ واﻻواﻧﻲ اﻟﺣدﯾدﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧوا ﯾﺷﺗرون اﻟﻧﯾﻠﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﯾﺟﻧـﻰ ﻣﺣﺻـوﻟﻬﺎ ﻣـن ﻣدﯾﻧـﺔ‬
‫ﺑﯾﺎﻧــﺔ )‪ (Bianes‬ﻋﻠــﻰ ﻣﻘرﺑــﺔ ﻣــن ﻣدﯾﻧــﺔ اﻛ ـرا‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻛــﺎن ﻟﻬــم ﻓﯾﻬــﺎ ﻣﺳــﺎﻛن ﺧﺎﺻــﺔ‬
‫ﻟﺟﻣﻊ اﻟﻣﺣﺻول ﻛل ﻋﺎم‪ ،‬وﻛذﻟك ﻛـﺎن اﻟﻬوﻟﻧـدﯾون ﯾﺷـﺗرون ﺑﺿـﺎﺋﻊ وﺳـﻠﻊ ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ ﻣـن‬
‫ﻣﻧﺎطق ﺟﯾﻼﺑور )‪ (Jelapur‬وﻫﻲ ﻋﻠـﻰ ﻣﺳـﺎﻓﺔ ﺳـﺑﻌﺔ اﯾـﺎم ﻣـن ﻣدﯾﻧـﺔ اﻛـرا‪ ،‬وﻛـﺎن ﻟﻬـم‬
‫ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺳﺎﻛن ﺧﺎﺻﺔ‪.lxxv‬‬

‫ﺳﺎدﺳﺎً ‪-:‬وﺻف ﺗﺎج ﻣﺣل " ‪-:" Taj Mahal‬‬


‫اﻟواﻗــﻊ وﻋﻧ ــد ﻗراءﺗﻧ ــﺎ ﻟرﺳــﺎﻟﺔ ﺑﯾرﻧﯾ ــر‪ ،‬ﻧﺟ ــدﻩ ﯾﺳ ــﺗﻐرق ﻓــﻲ وﺻ ــف ﻣﻌ ــﺎﻟم ﻣدﯾﻧ ــﺔ‬
‫دﻟﻬﻲ‪ ،‬واﻟرﺳـﺎﻟﺔ اﻟﺗـﻲ ﻋـدد ﺻـﻔﺣﺎﺗﻬﺎ ﻗراﺑـﺔ ﺳـﺗون ﺻـﻔﺣﺔ‪ ،‬ﻻ ﻧﺟـد ﻓﯾﻬـﺎ اﻻ اﻟﻘﻠﯾـل ﻋـن‬
‫وﺻــف ﻣدﯾﻧــﺔ اﻛ ـرا‪ ،‬ﻟﯾﻛﺗﻔــﻲ ﺑﯾرﻧﯾــر ﺑوﺻــف ﻣــﺎ ﻟــﻪ ﻋﻼﻗــﺔ ﺑﻬــذﻩ اﻟﻣدﯾﻧــﺔ اﻟﻌظﯾﻣــﺔ‪ ،‬ﻓــﻲ‬
‫اﻻﺛر اﻟﻣﻌﻣﺎري اﻟﻔرﯾد اﻟﺷﻬﯾر ﺑﺗﺎج ﻣﺣل‪ ،‬ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺎﻧﻪ اﺧذ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ رﺳـﺎﻟﺗﻪ‪،‬‬
‫ان ﯾﺗﺣدث ﻋن ﺿرﯾﺢ اﻟﻣﻠك ﺟﻼل اﻟـدﯾن اﻛﺑـر اﯾﺿـﺎً‪ ،‬اﻻ اﻧـﻪ ﻟـم ﯾﻔـﻲ ﺑوﻋـدﻩ‪ ،‬وﻛـذﻟك‬

‫‪٢٢٠‬‬
‫ﻟم ﯾﺗﺣدث ﻋن ﻗﻠﻌـﺔ اﻟﻣدﯾﻧـﺔ اﻟﺿـﺧﻣﺔ واﻟﺗـﻲ ﺗﺳـﻣﻰ ﺑﺎﻟﻘﻠﻌـﺔ اﻟﺣﻣـراء )‪ (Red Fort‬وﻻ‬
‫ﻋن ﻣﺳﺎﺟدﻫﺎ اﻟﻛﺛﯾرة‪ ،‬وﻻ ﻋن ﺣداﺋﻘﻬﺎ وﻣﻌﺎﻟﻣﻬﺎ اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ اﻟﺑﺎرزة‪.‬‬

‫اﻣﺎ ﺗـﺎج ﻣﺣـل اﻟـذي اﻧﺑﻬـر ﺑـﻪ ﺑﯾرﻧﯾـر‪ ،‬ﻓﻘـد اﻓـرد ﻟـﻪ ﺣـدﯾﺛﺎً طـوﯾﻼً‪ ،‬ﻟﯾﺗﺣـدث ﻋـن‬
‫ﻣﺷﺎﻫدات ﻛﺛﯾرة ﻟﻬذا اﻟﺻرح اﻟﺧﺎﻟد‪ ،‬ورﻏم ذﻟك اﻻ ان وﺻﻔﻪ ﻟﺗﺎج ﻣﺣل ظل ﻟم ﯾظﻬر‬
‫ﻟدﯾــﻪ ﺑﻣظــﺎﻫرﻩ اﻟﻬﻧدﺳــﯾﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘــﺔ‪ ،‬ﻻ ﺳــﯾﻣﺎ ﻣــن داﺧــل اﻟﻘﺻــر‪ ،‬واﻟﺳــﺑب ﻓــﻲ ذﻟــك‪ ،‬ﻣــﺎ‬
‫اطﻠﻌﻧــﺎ ﻋﻠﯾــﻪ ﺑﯾرﻧﯾــر ﻧﻔﺳــﻪ‪ ،‬وﻫــو ان دوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻻ ﺗﺳــﻣﺢ ﻻﺣــد ﻣــن ﻏﯾــر‬
‫اﻟﻣﺳﻠﻣﺑن ﻓﻲ دﺧول اﻟﻘﺻر اطﻼﻗﺎً‪ ،‬اذ ﻛﺎن ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﻘدس اﻟـذي ﻻ ﯾﺟـوز ﻓﯾـﻪ‬
‫اﻟزﯾــﺎرة اﻻ ﻟﻠﻣﺳــﻠﻣﯾن وذﻟــك ﻟﻘ ـراءة اﻟﻔﺎﺗﺣــﺔ وﺑﻌــض آﯾــﺎت اﻟﻘ ـرآن اﻟﻛ ـرﯾم‪ ،‬ﻟﻠﺗــرﺣم ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻣﻠﻛــﺔ ارﺟﻣﻧــد واﻟﻣﻠــك ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن‪ ،‬ﻟــذﻟك ﻟــم ﯾــﺗﻣﻛن ﺑﯾرﻧﯾــر وﻻ ﻏﯾ ـرﻩ ﻣــن اﻟرﺣﺎﻟــﺔ ﻣــن‬
‫وﺻف اﻟﺗﺎج وﺻﻔﺎً ﺷﺎﻣﻼً ودﻗﯾﻘﺎً ‪.‬‬
‫ﯾﻘول ﺑﯾرﻧﯾر )‪-:(Bernier‬‬
‫" ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺧـرج ﻣـن ﻣدﯾﻧـﺔ اﻛـرا ﻣﺗـوﺟﻬﯾن ﺟﻬـﺔ اﻟﺷـرق‪ ،‬ﻧـدﺧل ﻓـﻲ ﺷـﺎرع‬
‫طوﯾــل وﻋ ـرﯾض‪ ،‬واﻟــذي ﯾﺣــﯾط ﺑــﻪ ﺳــور طوﯾــل وﻋ ـرﯾض اﯾﺿــﺎً ‪ ،‬واﻟــذي‬
‫ﯾﺷـﻛل اﺣــد واﺟﻬــﺎت ﻣرﺑــﻊ اﻟﺣدﯾﻘــﺔ‪ ،‬وﻫـو ﺑﺎﺗﺳــﺎع ﻛﺑﯾــر ﯾزﯾــد ﻋﻠــﻰ ﺳــﻌﺔ‬
‫اﻟﻘﺻـ ــر اﻟﻣﻠﻛـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ ﺑـ ــﺎرﯾس‪ ،‬وﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺟﺎﻧـ ــب اﻻﺧـ ــر‪ ،‬ﺗﻣﺗﻠـ ــﺊ اﻟﺑﯾـ ــوت‬
‫وﺗﻧﺗﺷــر اﻟﻣﺳــﺎﻛن اﻟﺟﯾــدة اﻟﻣﻌﻣوﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺷــﻛل ﻋﻘــود وﻗﻧــﺎطر‪ ،‬اﻟﺷــﺑﯾﻬﺔ‬
‫إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﺑﺗﻠك اﻟﻣوﺟودة ﻓـﻲ ﻣدﯾﻧـﺔ دﻟﻬـﻲ‪ ،‬وﺑﻌـد ﻗطـﻊ اﻟﺷـﺎرع ﻧﻌﺛـر‬
‫ﻓــﻲ اﻟﺟﻬــﺔ اﻟﯾﻣﻧــﻰ ﻋﻠــﻰ ﺑواﺑــﺔ ﻛﺑﯾ ـرة‪ ،‬ﺑﻧﯾــت ﺑﺎﺣﻛــﺎم‪،‬وﻫﻲ ﺟﻣﯾﻠــﺔ ﺟــداً‪،‬‬
‫وﻫـﻲ ﻛـروان ﺳـراي )‪ ،(Karwan Sarai‬ﻛﻣـﺎ ﯾﻘـﻊ ﻣﻘﺎﺑـل اﻟﺳـور ﺑواﺑــﺔ‬
‫اﺧـ ــرى راﺋﻌـ ــﺔ اﻟﺑﻧـ ــﺎء وﺟﻣﯾﻠـ ــﺔ اﻻﻋﻣـ ــدة‪ ،‬واﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺷـ ــﻛل ﻣـ ــدﺧﻼً ﺑﺎﺗﺟـ ــﺎﻩ‬
‫اﻟﺣدﯾﻘـﺔ‪ ، lxxvi‬وﻋﻧــد اﻟــدﺧول إﻟــﻰ ﺑﺎﺣــﺔ اﻟﺳـرادق ﻧﻘﺗــرب ﻣــن ﺣدﯾﻘــﺔ ﺗــﺎج‬
‫ﻣﺣــل‪ ،‬ﺛــم ﻧﺟــد اﻧﻔﺳــﻧﺎ ﺗﺣــت ﻗﺑــﺔ ﺑﺎﻟﻐ ـﺔ اﻟﺟﻣــﺎل )‪،(Lofty Cupola‬‬
‫ﯾﺣﯾط ﺑﻬﺎ ﻣن اﻻﻋﻠﻰ اروﻗﺔ وﺷرﻓﺎت ﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾﻘﻊ ﻓﯾﻬﺎ دﯾـواﻧﯾن‪،‬‬
‫إﻟــﻰ ﯾﻣــﯾن وﺷــﻣﺎل اﻟﻘﺑــﺔ‪ ،‬وﻛﻼﻫﻣــﺎ ﯾرﺗﻔﻌــﺎن ﻋــن اﻻرض ﺣ ـواﻟﻲ ‪١٠-٨‬‬
‫اﻗدام‪ ،‬ﯾﻘﺎﺑل اﻟﻣدﺧل ﻣن ﺟﻬﺔ اﻟطرﯾق ﻗﻧطرة ﻛﺑﯾرة ﻣﻔﺗوﺣﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﻧﻘﺳم‬

‫‪٢٢١‬‬
‫اﻟﺣدﯾﻘﺔ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن طوﯾﻠﯾن وﻣﺗوازﯾﯾن‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻣﻣر ﻣن اﻻﺗﺳـﺎع ﺑﺣﯾـث‬
‫ﯾﺳﺗوﻋب ﺳت ﺣﺎﻓﻼت‪ ،‬وﻫو طرﯾق ﻣرﺻوف ﺑﺎﺣﻛـﺎم ﺑﺎﻟﺣﺟـﺎرة اﻟﻣرﺑﻌـﺔ‬
‫اﻟﻛﺑﯾ ـ ـرة‪ ،‬وﯾﺷـ ــطر ﻫـ ــذا اﻟﻣﻣـ ــر ﻗﻧ ـ ـوات ﻣﺎﺋﯾـ ــﺔ ﺻـ ــﻣﻣت ﻣـ ــن اﻟﺻـ ــﺧور‬
‫اﻟﻣﻧﺣوﺗـﺔ ﺑﻌﻧﺎﯾـﺔ ﻓﺎﺋﻘـﺔ‪ ،‬وزﯾﻧـت وزﺧرﻓـت ﺑﻧـواﻓﯾر ﻣﯾـﺎﻩ ﺟـﺎءت ﻣـن ﻣواﻗــﻊ‬
‫ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻣــن اراض ﻣﻧﺧﻔﺿــﺔ ﺑﻣﺣــﺎذاة اﻟﻘﻧ ـوات اﻟﻣﺎﺋﯾــﺔ اﻟرﺋﯾﺳــﯾﺔ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ‬
‫ﺟﻧﺑـﺎت اﻟﺳـرادق‪ ،‬وﻋﻠــﻰ طـول ﺳـور اﻟﺣدﯾﻘــﺔ‪ ،‬ﺛﻣـﺔ رواق واﺳـﻊ وطوﯾــل‪،‬‬
‫ﯾﺣ ــﯾط ﺑ ــﻪ اﻋﻣ ــدة ﻣﺻ ــﻔوﻓﺔ ﺻ ــﻔﺎً ﻫﻧدﺳ ــﯾﺎً راﺋﻌ ــﺎً‪ ،‬وﻛ ــﺎن ﯾﺳ ــﻣﺢ ﻟﻠﻔﻘـ ـراء‬
‫ﺑﺎﻟـدﺧول إﻟـﻰ ﺳــﺎﺣﺔ ﻫـذا اﻟــرواق ﺛـﻼث ﻣـرات ﻓـﻲ اﻻﺳــﺑوع‪ ،‬ﺧﺎﺻـﺔ ﻓــﻲ‬
‫ﻣوﺳ ـ ـ ــم اﻻﻣط ـ ـ ــﺎر‪ ،‬وذﻟـ ـ ــك ﻟﻠﺣﺻ ـ ـ ــول ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ـ ــﻧﺢ واﻋطﯾـ ـ ــﺎت اﻟﻣﻠ ـ ـ ــك‬
‫اﻟﻣﻐوﻟﻲ"‪.lxxvii‬‬

‫ﺛم ﯾﺷﯾر ﺑﯾرﻧﯾر إﻟﻰ اﻟﻘﺑﺔ اﻟﻛﺑﯾـرة اﻟﻣﺻـﻧوﻋﺔ ﻣـن اﻟرﺧـﺎم اﻻﺑـﯾض‪ ،‬واﻟﺗـﻲ ﺗواﺟـﻪ‬
‫اﻟﺣدﯾﻘﺔ‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺷﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﺗﺎج ﻣﺣـل )‪ ،(Taj Mahal‬وﺛﻣـﺔ ارﺑﻌـﺔ ﻣﻧـﺎرات ﻛﺑﯾـرة‬
‫ﺗﺣــﯾط ﺑﺎﻟﺗــﺎج‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﯾﺷــﺎﻫد ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺑﻧــﻰ اﻟﻧﻘــوش اﻟﺟﻣﯾﻠــﺔ واﻟﺗــﻲ ﻣﻠﺋــت ﺑﺎﻵﯾــﺎت اﻟﻘرآﻧﯾــﺔ‬
‫ﺑﺎﺷــﻛﺎل ﻫﻧدﺳــﯾﺔ ﺟذاﺑــﺔ‪ ،‬وﯾﻘــﻊ ﺗﺣــت اﻟﻘﺑــﺔ اﻟﻛﺑﯾ ـرة ﺣﺟ ـرة ﺻــﻐﯾرة ﺣﯾ ـث ﺗرﻗــد ﺑــداﺧﻠﻬﺎ‬
‫اﻟﻣﻠﻛﺔ ﻣﻣﺗﺎز ﻣﺣـل‪ ،‬وﺗﻔـﺗﺢ اﻟﺣﺟـرة ﻣـرة واﺣـدة ﻓـﻲ اﻟﺳـﻧﺔ‪ ،‬وﻻن دوﻟـﺔ اﻟﻣﻐـول ﻻ ﺗﺳـﻣﺢ‬
‫ﻟ ــدﺧول ﻏﯾ ــر اﻟﻣﺳ ــﻠﻣﯾن اﻟﺣﺟـ ـرة‪ ،‬وﻣﺷ ــﺎﻫدة اﻟﺿـ ـرﯾﺢ‪ ،‬ﻓﻠ ــم ﯾﺳ ــﺗطﯾﻊ ﺑﯾرﻧﯾ ــر ﻣﺷ ــﺎﻫدﺗﻪ‬
‫واﻟﺣدﯾث ﻋﻧﻪ‪.lxxviii‬‬

‫وﺛﻣﺔ ﻣﺷﺎﻫدات اﺧرى ﻟﻠرﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﺟﻠﯾزي ﺑﯾﺗر ﻣﻧدي )‪ (Petter Mandy‬اﻟذي‬


‫ﻣﻛــث ﻓــﻲ ﻣدﯾﻧــﺔ اﻛ ـرا ﻣــن ﻋــﺎم ‪١٦٣١‬م وﺣﺗــﻰ ﺳــﻧﺔ ‪١٦٣٢‬م‪ ،lxxix‬وﻫــﻲ ﻧﻔﺳــﻬﺎ اﻟﺗــﻲ‬
‫وردت ﻋﻧد ﺑﯾرﻧﯾر‪ ،‬وﻛذﻟك اﻟرﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺗﺎﻓرﻧﯾر )‪ (tavernier‬اﻟذي ﺳﻛن اﻛرا ﺳﻧﺔ‬
‫‪١٦٤١‬م‪ ،‬وﺣﺗــﻰ ﺳ ــﻧﺔ ‪١٦٦٥‬م‪ ،‬ﺳ ــﺟل ﻧﻔ ــس اﻻﻧطﺑﺎﻋ ــﺎت‪ lxxx‬اﻟﺗ ــﻲ ﺳ ــﺟﻠﻬﺎ اﻟﺳ ــﺎﺑﻘﯾن‪،‬‬
‫واﻟرﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎﻧوﺳﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ )‪ (Niccolai Manucci‬اﻟذي وﺿﻊ ﻧﻔس اﻟﻣﺷﺎﻫدات ﺳﻧﺔ‬
‫‪١٦٥٨‬م‪.lxxxi‬‬

‫‪٢٢٢‬‬
‫وﻋﻧ ــد ﻣراﺟﻌﺗﻧ ــﺎ ﻟﻠﻣﺻ ــﺎدر اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾ ــﺔ ﻧﺟ ــد ﺣﺻ ــول ﻧﻘ ــص ﻛﺑﯾ ــر وواﺿ ــﺢ ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ وردت ﻋﻧد ﺑﯾرﻧﯾر ﺣول ﺗـﺎج ﻣﺣـل‪ ،‬ﻓـﻼ ﻫـو ﺗﺣـدث ﻋـن ﺗـﺎرﯾﺦ اﻧﺷـﺎﺋﻪ‬
‫واﻟظروف اﻟﺗﻲ دﻋت إﻟﻰ ذﻟك‪ ،‬وﻻ ﺣﺎول اﻟﺣـدﯾث ﻋـن اﻟﻣـواد اﻟﺗـﻲ ﺻـﻣم ﻣﻧﻬـﺎ اﻟﺗـﺎج‪،‬‬
‫وﻋﻠﯾــﻪ‪ ،‬ﻓــﺎن ﺗــﺎج ﻣﺣــل‪ ،‬ﻣــن اﻟﻣﺑــﺎﻧﻲ اﻟﺗــﻲ ﺗﺳــﺗﺣق اﻟدراﺳــﺔ وﺗﺳــﺗﺣق اﻟﻣﺷــﺎﻫدة ﻛــذﻟك‪،‬‬
‫ﻓﻬــو ﻣــن اﻟﻣﺑــﺎﻧﻲ اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾــﺔ واﻻﺛــﺎر اﻻﺳــﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﺧﻠــدﻫﺎ اﻟﺗــﺎرﯾﺦ‪ ،‬واﻟــذي ﺗظﻬــر ﻓﯾــﻪ‬
‫ﻣﻼﻣﺢ وﺗطور ﻓﻧون اﻟﻌﻣﺎرة واﻟﻬﻧدﺳﺔ واﻻﺑداع‪ ،‬ﻋﻧد دوﻟﺔ اﻟﻣﻐول اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓـﻲ اﻟﻬﻧـد‪،‬‬
‫ﻛﺎن ﻟﻠﺗﺎج ﻋدة ﻣﺳـﻣﯾﺎت‪ ،‬ﺣﯾـث اطﻠـق ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﻣﺳـﻠﻣﯾن اﺳـم "اﻟروﺿـﺔ اﻟﻣﻧـورة"‪ ،‬وﺳـﻣوﻩ‬
‫"روﺿــﺔ ﻣﻣﺗــﺎز ﻣﺣــل"‪ ،‬واﺷــﺗﻬر ﻓﯾﻣــﺎ ﺑﻌــد ﺑﺎﺳــم "ﺗــﺎج ﻣﺣــل"‪ ، lxxxii‬ﺑﻧــﺎﻩ ﻣﻠــك اﻟﻣﻐــول‬
‫ﺷــﺎﻫﺟﻬﺎن ﺑــن ﺟﻬــﺎﻧﻛﯾر ﺗﺧﻠﯾــداً ﻟــذﻛرى ﻣﻌﺷــوﻗﺗﻪ وزوﺟﺗــﻪ ارﺟﻣﻧــد ﺑــﺎﻧوﺑﯾﻛم اﺑﻧــﺔ آﺻــف‬
‫ﺧﺎن اﻻﯾراﻧﻲ‪ ،‬رﺋﯾس وزراء دوﻟﺔ اﻟﻣﻐول ﻓﻲ ﻋﻬدﻩ‪ ،‬وزوﺟﺗـﻪ ﻛﺎﻧـت ﺑدﯾﻌـﺔ اﻟﺣﺳـن وآﯾـﺔ‬
‫ﻓــﻲ اﻟﺟﻣــﺎل‪ ،‬وﻟــدت ﻟــﻪ ارﺑﻌــﺔ اﺑﻧــﺎء وﺛــﻼث ﺑﻧــﺎت‪ ،‬ﻣــﻧﻬم اﻟﻣﻠــك ﻋــﺎﻟﻣﻛﯾر "اوراﻧﺟزﯾــب"‪،‬‬
‫ﻛﺎﻧــت وﻓﺎﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻣدﯾﻧــﺔ ﺑرﻫــﺎﻧﺑور ﺳــﻧﺔ ‪١٠٤٠‬ﻫـ ـ‪١٦٣٠/‬م‪ ،‬وﻟﻬــﺎ ﺗﺳــﻊ وﺛﻼﺛــون ﺳــﻧﺔ‪،‬‬
‫ودﻓﻧت ﻓﻲ ﺑﻠدة زﯾن آﺑﺎد‪ ،‬ﺛم ﻧﻘﻠوا ﺟﺳدﻫﺎ ﺑﻌد ﺳﺗﺔ اﺷﻬر إﻟﻰ ﻣدﯾﻧﺔ اﻛﺑر آﺑـﺎد )اﻛـرا(‪،‬‬
‫ﺣﯾــث ﺑﻧــﻲ ﻋﻠــﻰ ﻗﺑرﻫــﺎ ﺗﻠــك اﻟﻌﻣــﺎرة اﻟﺑدﯾﻌــﺔ اﻟﻣﺗﻘﻧــﺔ اﻟﺑﻧــﺎء‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﻗــل ﻧظﯾرﻫــﺎ ﻓــﻲ ﻣــدن‬
‫اﻻﺳــﻼم ﺑــل وﻣــدن اﻟﻌــﺎﻟم‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﺗﻌﺗﺑــر درة ﯾﺗﯾﻣــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻣﺑــﺎﻧﻲ واﻟﻘﺻــور‪ ، lxxxiii‬ﺣﺗــﻰ‬
‫اﻋﺗﺑرﻩ ﻋﻠﻣﺎء اﻻﺛﺎر واﻟﻌﻣـﺎرة واﻟﻔـن ﻣـن اﻛﺛـر اﻟﻣﺑـﺎﻧﻲ روﻋـﺔ وﺟﻣـﺎﻻً واﺗﻘﺎﻧـﺎً ﻓـﻲ اﻟﻌـﺎﻟم‪،‬‬
‫وﺟﻌﻠـوﻩ ﻣـن اﻋﺟوﺑـﺎت اﻟـدﻧﯾﺎ‪ ،lxxxiv‬وﻗـد اﺳـﺗﻐرق اﻟﻌﻣـل ﻓـﻲ ﻋﻣـﺎرة ﺗـﺎج ﻣﺣـل اﻛﺛـر ﻣــن‬
‫ﻋﺷـرﯾن ﺳـﻧﺔ ‪ ،‬ﺑُ ـدء اﻟﻌﻣـل ﺑـﻪ ﺳـﻧﺔ ‪١٦٣٢‬م‪ ،‬واﻧﺗﻬـﻰ ﺳـﻧﺔ ‪١٦٤٣‬م‪ ،‬اﻻ ان اﻟﻌﻣـل ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﺗﺎج ﻟم ﺗﻛﺗﻣل ﺣﺗﻰ ﺳﻧﺔ ‪١٦٥٣‬م‪.lxxxv‬‬

‫وﯾﺷــﯾر اﻟﺑﺎﺣ ــث اﻟﻬﻧــدي ر‪.‬ﻧﺎﺛ ــﺎ )‪ (R.Nath‬إﻟ ــﻰ ان اﻟﻣﻠــك ﺷ ــﺎﻫﺟﻬﺎن اﺻ ــدر‬
‫ﺧﻣﺳ ــﺔ ﻓرﻣﺎﻧ ــﺎت ﻟﻐ ــرض ﺑﻧ ــﺎء ﺗ ــﺎج ﻣﺣ ــل‪ ،‬ﺛﻼﺛ ــﺔ ﻣﻧﻬ ــﺎ ﻣوﺟ ــودة ﻓ ــﻲ ارﺷ ــﯾف ﺑﯾﻛ ــﺎﻧﯾر‬
‫)‪ (Bikaner‬وﻫﻲ ﻧﺳﺦ اﺻﻠﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻔرﻣﺎﻧﺎت اﻻﺧرى ﻓﻬﻲ ﻣن ﺿـﻣن ﻣﻘﺗﻧﯾـﺎت اﻟﻣﻬراﺟـﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺟﺎﯾﺑور )‪ ،lxxxvi(Jaipur‬ﻋﻠﻰ ان ﻫذﻩ اﻟﻔرﻣﺎﻧﺎت ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ طﺎﻟﺑت اﻻﻣﯾـر اﻟراﺟﺑـوﺗﻲ‬
‫ﻣﯾـرزا راﺟـﺎ ﺟﺎﯾﺳـﻧك )‪ (Mirza Raja Chaisingh‬ﻓـﻲ ﺗـوﻓﯾر اﻟﻣﻬﻧدﺳـﯾن واﻟﺣـرﻓﯾﯾن‬
‫واﻟﻌﻣــﺎل‪ ،‬ﺑﺎﻻﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ﻣ ـواد اﻟﺑﻧــﺎء‪ ،‬وﻧــزوﻻ ﻋﻧــد رﻏﺑــﺔ اﻟﻣﻠــك واواﻣ ـرﻩ‪ ،‬ﺑــﺎدر اﻻﻣﯾــر‬

‫‪٢٢٣‬‬
‫اﻟﻬﻧدوﺳ ــﻲ إﻟ ــﻰ اﻟﺷ ــروع ﺑﺎﻟﻌﻣ ــل‪ ،‬وﻗ ــد وﺿ ــﻌت دوﻟ ــﺔ اﻟﻣﻐ ــول اﻻﻣـ ـوال اﻟطﺎﺋﻠ ــﺔ ﺗﺣ ــت‬
‫ﺗﺻـ ـرﻓﻪ‪ ،‬ﻓﺑ ــﺎدر إﻟ ــﻰ ﺟﻣ ــﻊ اﻟرﺧ ــﺎم اﻻﺑ ــﯾض ﻣ ــن اﻗﻠ ــﯾم ﻣﻛراﻧ ــﺎ ﻓ ــﻲ راﺟﺳ ــﺗﺎن‪ ،‬واﻟرﺧ ــﺎم‬
‫اﻻﺻ ـ ــﻔر ﻣ ـ ــن اواﺳ ـ ــط اﻟﻬﻧ ـ ــد‪ ،‬واﻟﻛرﺳ ـ ــﺗﺎل اﺣﺿـ ـ ـرﻩ ﻣ ـ ــن اﻟﺻ ـ ــﯾن‪ ،‬وﺣﺟ ـ ــر اﻟ ـ ــﻼزورد‬
‫)‪ (LapisLazuli‬وﻫو ﺣﺟر ﺳـﻣﺎوي اﻟزرﻗـﺔ‪ ،‬ﺟﻠـب ﻣـن ﺳـﯾرﯾﻼﻧﻛﺎ واﺣﺟـﺎر ﻛرﯾﻣـﺔ ﻣـن‬
‫ﻧــوع اﻟﯾﺷــب ذا ﻟــون اﺧﺿــر )‪ (Jasper‬ﺟﻠﺑــت ﻣــن اﻟﺑﻧﺟــﺎب‪ ،‬واﻟﻌﻘﯾــق )‪ (Onyx‬ﻣــن‬
‫ﺑــﻼد ﻓــﺎرس‪ ،‬واﻟﻔﯾــروز وﻟوﻧــﻪ ازرق ﻣﺧﺿــر )‪ (Turquoise‬ﻣــن ﺑــﻼد اﻟﺗﺑــت‪ ،‬واﻟﻠؤﻟــؤ‬
‫واﻟﻣرﺟـﺎن )‪ (Carol and Pearl‬ﻣـن اﻟﻣﺣـﯾط اﻟﻬﻧـدي‪ ،lxxxvii‬وﻗـد ﻗـدرت ﺗﻛﻠﻔـﺔ اﻟﺑﻧـﺎء‬
‫ﺑﺗﻘـﺎدﯾر ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ‪ ،‬ﻣﻧﻬـﺎ ‪ ٣١,٧٤٨,٠٢٨‬روﺑﯾـﺔ ﻫﻧدﯾـﺔ‪ ،‬وﻫـﻲ ﺗﻌـﺎدل ‪ ٣,١٧٤,٨٠٢‬ﺟﻧﯾـﻪ‬
‫اﺳﺗرﻟﯾﻧﻲ‪ ،‬وﺛﻣﺔ ﺗﻘـدﯾر ﺑ ـ ‪ ٣٠‬ﻣﻠﯾـون ﺟﻧﯾـﻪ اﺳـﺗرﻟﯾﻧﻲ‪ ،lxxxviii‬وﻻ ﻧرﯾـد ﻫﻬﻧـﺎ اﻟﺧـوض ﻓـﻲ‬
‫ﺗﻔﺻــﯾﻼت‪ ،‬رﺑﻣــﺎ ﺗﺧرﺟﻧــﺎ ﻋــن اطــﺎر اﻟﺑﺣــث‪ ،‬ﻓﺻــرح ﺗــﺎج ﻣﺣــل ﯾﺣﺗــﺎج إﻟــﻰ دراﺳــﺎت‬
‫ﻛﺛﯾرة‪ ،‬اﻻ اﻧﻧـﺎ اردﻧـﺎ ﻣـن ﻫـذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﺗوﺿـﯾﺣﺎً اﻛﺛـر ﻟﻣـﺎ ورد ﻋﻧـد اﻟرﺣﺎﻟـﺔ اﻟﻔرﻧﺳـﻲ‬
‫ﺑﯾرﻧﯾر‪ ،‬اﻟذي ﻗﺻدﻧﺎﻩ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ‪.‬‬
‫وﺧﺎﺗﻣﺔ اﻟدراﺳﺔ‪ ،‬ان اﻟﺑﺣث ﻓـﻲ ﻣـداﺋن اﻻﺳـﻼم ﻛﺷـف ﺣﺎﻟـﺔ اﻟﺗطـور واﻻزدﻫـﺎر‬
‫اﻟﺗـﻲ ﻣــرت ﺑﻬــﺎ ﻋﺑــر ﻣراﺣــل ﻛﺛﯾ ـرة‪ ،‬ﺗــدﻋوﻧﺎ إﻟــﻰ ﻗ ـراءة ﺗــﺎرﯾﺦ ﻣــدن زاﻫ ـرة ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد اﻻ‬
‫ـ‬
‫وﻫﻲ ﻣدﯾﻧﺔ دﻟﻬﻲ وﻣدﯾﻧﺔ اﻛرا‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﻣدن اﻟﺗﻲ اﺗﺧذﻫﺎ اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻋﺑر ﻋﺻـور دوﻟﻬـم‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻋواﺻ ــم ﻟﻬ ــم‪ ،‬وﻣ ــن ﻫ ــؤﻻء اﻟﻣﻐــول اﻟﻣﺳ ــﻠﻣﯾن‪ ،‬واﻟرﺣﻠ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻌرﻓﻧ ــﺎ ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ‪،‬‬
‫واﻟرﺳﺎﻟﺔ ﺣول ﻫذﻩ اﻟﻣدن اﻟﺗﻲ ﻗﻣﻧﺎ ﺑدراﺳﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣن اﻻﻫﻣﯾﺔ ﺑﻣﻛﺎن ﻣﺎ ﺗﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﻘـف ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺣﻘﺎﺋق ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻛﺛﯾرة وﻣﻌﺎﺻـرة‪ ،‬ﻛـﺎن اﻟرﺣﺎﻟـﺔ اﻟﻔرﻧﺳـﻲ ﺷـﺎﻫد ﻋﻠﯾﻬـﺎ وﻋﻠـﻰ ﺗطورﻫـﺎ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻘرن اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر اﻟﻣﯾﻼدي‪ ،‬وﻫذا ﯾـدﻓﻌﻧﺎ إﻟـﻰ اﺳـﺗﺧﻼص ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻻﺳـﺗﻧﺗﺎﺟﺎت‬
‫اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﻧﺗﯾﺟﺔ دراﺳﺗﻧﺎ اﻟﻣﺗﻌﻣﻘﺔ ﻟرﺣﻠﺔ ﺑﯾرﻧﯾر‪-:‬‬

‫اوﻻً ‪ -:‬ﺗﻌﺗﺑر رﺣﻠﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﯾرﻧﯾر ﻣن اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻬﺎﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ اطﻠﻌﺗﻧـﺎ ﻋﻠـﻰ واﻗـﻊ‬
‫اﻟﻣدﯾﻧﺔ‬
‫اﻻﺳــﻼﻣﯾﺔ ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد‪ ،‬ﻓــﻲ ﻓﺗ ـرة ﺣﻛــم اﻟﻣﻐــول‪ ،‬ﻻ ﺳــﯾﻣﺎ اﻧﻬــﺎ ﺟــﺎءت ﻓــﻲ‬
‫ﻣرﺣﻠﺔ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ﻣن اﻟﻣﻠك ﺷﺎﻫﺟﻬﺎن إﻟﻰ اﻟﻣﻠك اوراﺗﺟزﯾب‪ ،‬واﻟﺗﻲ‬

‫‪٢٢٤‬‬
‫اﻟﻘــت ﺑظﻼﻟﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣﺗﻐﯾ ـرات ﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ وﺣﺗــﻰ ﻋﻘﺎﺋدﯾــﺔ ﻛﺛﯾ ـرة‬
‫ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎً ‪ -:‬اﻟﻛﺷ ــف ﻋ ــن ازدﻫ ــﺎر وﺗط ــور ﻛﺑﯾ ــر ﻟﻣدﯾﻧ ــﺔ دﻟﻬ ــﻲ وﻣدﯾﻧ ــﺔ اﻛـ ـرا‪ ،‬وذﻟ ــك‬
‫ﺑﺎﻟﻘرن اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر اﻟﻣﯾﻼدي‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﻏﺎب ﻧﺟم اﻟﻌﺷرات ﻣن‬
‫اﻟﻣــدن اﻻﺳــﻼﻣﯾﺔ ﻓــﻲ ﻣﺷــرق اﻟــﺑﻼد اﻻﺳــﻼﻣﯾﺔ وﻣﻐرﺑﻬــﺎ‪ ،‬ﻓﻔﺎﻗﺗﻬــﺎ دﻟﻬــﻲ‬
‫ﺗطوراً ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺣﻘول واﻟﻣﺟﺎﻻت ﺧﺻوﺻﺎً ﻓﻲ ﻣﺿﻣﺎر اﻟﻌﻣـﺎرة واﻟﻔـن‬
‫واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻻﻗﺗﺻﺎد‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛــﺎً ‪ -:‬ﺣــرص اﻟرﺣﺎﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﻲ ﻋﻠــﻰ ارﺳــﺎل ﻣﺷــﺎﻫداﺗﻪ ﻟﻣــدن اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻬﻧ ــد إﻟ ــﻰ ﻓرﻧﺳ ــﺎ‪ ،‬اﻻﻣ ــر اﻟـ ـذي ﺟﻌﻠ ــﻪ ﯾﻛﺷ ــف ﻟﻬ ــم ﻋ ــن ﺣﯾ ــﺎة ﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ‬
‫واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺗطورة ﺗﻌﯾﺷﻬﺎ ﺷﺑﻪ اﻟﻘﺎرة اﻟﻬﻧدﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﻣﻐول‪ ،‬وﻫـو ﻣـﺎ‬
‫دﻓـ ــﻊ ﺑﺎﻟﻔرﻧﺳـ ــﯾﯾن ﺗـ ــدرﯾﺟﯾﺎً إﻟـ ــﻰ اﻻﺗﺻـ ــﺎل ﻣـ ــﻊ اﻟﻬﻧـ ــد ﻟﺗﺣﻘﯾـ ــق ﻣﻛﺎﺳـ ــب‬
‫ﺗﺟﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﻻ ﺳﯾﻣﺎ وان اﺳواق اﻟﻬﻧد ﻣن اﻻﺳواق اﻟﻐﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم‪.‬‬

‫راﺑﻌ ــﺎً ‪ -:‬ﻛﺷ ــف ﻟﻧ ــﺎ ﺑﯾرﻧﯾ ــر ﻓ ــﻲ رﺳ ــﺎﻟﺗﻪ ﻋظﻣ ــﺔ ﻗﻠﻌ ــﺔ دﻟﻬ ــﻲ اﻟﺗ ــﻲ ﺑﻧﺎﻫ ــﺎ اﻟﻣﻠ ــك‬
‫ﺷ ــﺎﻫﺟﻬﺎن‪ ،‬واﻟﺗ ــﻲ ﺗﺷ ــﻛل ﻣدﯾﻧ ــﺔ ﺷ ــﺎﻫﺟﻬﺎن آﺑ ــﺎد اﻟﺟدﯾ ــدة‪ ،‬ﻻ ﺳ ــﯾﻣﺎ ﻣ ــﺎ‬
‫اﺣﺗوﺗ ــﻪ اﻟﻘﻠﻌ ــﺔ ﻣ ــن ﻗﺻ ــور وﻋﻣ ــﺎرات راﺋﻌ ــﺔ اﻟﺑﻧ ــﺎء واﻟﺗﺻ ــﻣﯾم‪ ،‬ﻛﻘﺻ ــر‬
‫اﻟﺣ ـرﯾم واﻟــدﯾوان اﻟﻣﻠﻛــﻲ اﻟﻌــﺎم واﻟــدﯾوان اﻟﻣﻠﻛــﻲ اﻟﺧــﺎص واﻟﻐﺳــل ﺧﺎﻧــﺔ‬
‫وﻣﺣﻼت اﻟﺣرﻓﯾون )اﻟﻛﺎر ﺧﺎﻧﺔ(‪ ،‬وﻗﺎﻋـﺔ اﻟطﺑـول "ﻧﻛـر ﺧﺎﻧـﺔ" واﻟﺣـداﺋق‬
‫واﻟﻣﻣ ـرات‪ ،‬ووﺻــف اﻟﻌــرش اﻟﻣﻠﻛــﻲ‪ ،‬ﺟﻣﯾﻌﻬــﺎ ﺟــﺎءت ﻟﺗﺑــﯾن واﻗــﻊ اﻟﻔــن‬
‫واﻟﻌﻣﺎرة اﻟﻣﺗطورة ﻟدى دوﻟﺔ اﻟﻣﻐول اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻬﻧد‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺳﺎً ‪ -:‬ﺗوﻗف ﺑﯾرﻧﯾر ﻓﻲ ﻣدﯾﻧـﺔ اﻛـرا ﻟﻠﺣـدﯾث ﻋـن ﺗـﺎج ﻣﺣـل‪ ،‬ﻛـﺎن ﻣـن اﺑـرز‬
‫ﻣﻼﻣــﺢ اﻟرﻗــﻲ اﻟﺣﺿــﺎري ﻟدوﻟــﺔ اﻟﻣﻐــول ﻓــﻲ اﻟﻬﻧــد‪ ،‬اذ ان ﻫــذا اﻟﺻــرح‬

‫‪٢٢٥‬‬
‫اﻟﻌظ ــﯾم اﻟﺧﺎﻟ ــد‪ ،‬ظ ــل ﻋﺑ ــر اﻟﻘ ــرون ﺻ ــرﺣﺎً ﻣ ــﺎﺛﻼً ﻟﻠﻧ ــﺎس ﺑﺑﻬﺎﺋ ــﻪ ودﻗ ــﺔ‬
‫ﺗﺻﻣﯾﻣﻪ وروﻋﺔ ﺑﻧﺎءﻩ‪ ،‬واﻟذي ﻗل ﻧظﯾرﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم‪.‬‬

‫ﺳﺎدﺳ ــﺎً ‪-:‬ﺗط ــور ﻣدرﺳ ــﺔ اﻟﻔﻧ ــون واﻟﻌﻣ ــﺎرة‪ ،‬وظﻬ ــور ﻋﻠ ــوم ﺟدﯾ ــدة وﻣﺑﺗﻛـ ـرة ﻋﻧ ــد‬
‫اﻟﻣﻐول اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن‪ ،‬ﻛﻌﻠم اﻟﻧﻘوش واﻟزﺧرﻓﺔ واﻟرﺳم واﻟﺗﺻﻣﯾم‪.‬‬

‫وأﺧﯾراً‪ ،‬ﻧﺄﻣل ان ﻧﻛون ﻗد ﺟﺋﻧﺎ ﺑﺟدﯾد ﺣول ﻣدﯾﻧﺔ دﻟﻬﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر‬
‫اﻟﻣــﯾﻼدي ﻣــن ﺧــﻼل دراﺳــﺗﻧﺎ ﻟرﺣﻠــﺔ ﺑﯾرﻧﯾــر ورﺳــﺎﻟﺗﻪ اﻟﺗــﻲ ﻛﺎﻧــت ﻣﺣــور‬
‫اﻟﺑﺣث واﻟدراﺳﺔ‪.‬‬

‫‪Sources and Footnotes:-‬‬ ‫اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻬواﻣش‪-:‬‬

‫‪٢٢٦‬‬
i
Sharma, Mughal Empire in India, Agra, PP.152-154, Beni Prasad, History of
Jahangir, (Allahabad,1973),P.427
ii
Saksena, History of Shah Jahan of Delhi, (Allahabad,1973) the introduction, P. xxi
iii
Saksena, op-at, P. xxi
iv
Prasad, op-at, P. 433
v
Saksena, op-at, P. xxiii
vi
Rekha Mesra, Women in Mughal India, (Allahabad,1967), P. 76
vii
Saksena, introduction, P. xxix
viii
Rekha Mesra, op-at, P. 77
ix
Muhamad Basheer, Judicial System of the Mughal Empire, (Karachi, 1978) P. 31
x
Saksena, introduction, P. xxix
xi
Bernier, Travels in the Mughal empire, A.D. 1656-1668, An Chronicle of some the
Principle events in the Vincent Smith, P.xx
xii
Bernier, Travels, Smith revised, P. xx
xiii
Bernier, Travels, Smith revised, P. xx
xiv
Ibid, p. xxi
xv
Bernier, Travels in the Mughal empire, (new Delhi, 1983), P.230.
xvi
Bernier, op-cit, PP. 300-349
xvii
Bernier, op-cit, PP. 350-357
xviii
Bernier, op-cit, PP. 358-382
xix
Bernier, op-cit, PP. 383-384
xx
Bernier, op-at, PP. 393-431
xxi
Bernier, PP. 1-3
xxii
Bernier, P. 240
xxiii
Bernier, P. 240
xxiv
Bernier, P. 241
xxv
Bernier, PP. 283-284
xxvi
Bernier, P. 141 ‫ ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻣﺠﻠﺲ‬،‫ ﻧﺰھﺔ اﻟﺨﻮاطﺮ وﺑﮭﺠﺔ اﻟﻤﺴﺎﻣﻊ واﻟﻨﻮاظﺮ‬، ‫ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻲ اﻟﺤﺴﻨﻲ‬،‫اﻧﻈﺮ‬
. ٣٧٦-٣٧٥ ‫ ص‬،‫م‬١٩٥٥/‫ھـ‬١٣٧٥ ،‫ اﻟﮭﻨﺪ‬،‫ ﺣﯿﺪر آﺑﺎد اﻟﺪﻛﻦ‬،‫داﺋﺮة اﻟﻤﻌﺎرف اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ‬
xxvii
‫ دور اﻟﺪول اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﮭﻨﺪ ﻓﻲ‬،‫ راﺟﻊ اﺣﻤﺪ ﺟﻮارﻧﺔ‬،‫ﻟﻠﻤﺰﯾﺪ ﺣﻮل اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﺑﻤﺪﯾﻨﺔ دﻟﮭﻲ اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ‬
. ١٨٧-١٦٥‫ ص‬،‫م‬٢٠٠٠ ‫ آذار‬،١ ‫ اﻟﻌﺪد‬١٦ ‫ اﻟﻤﺠﻠﺪ‬،‫ ﻣﺠﻠﺔ اﺑﺤﺎث اﻟﯿﺮﻣﻮك‬،‫رﻋﺎﯾﺔ وﺗﻄﻮر اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﻓﻲ ﻣﺪﯾﻨﺔ دﻟﮭﻲ‬
xxviii
Cambridge History of India, (Delhi, 1965), Vol. III, P.578.
xxix
Bernier, Travels, PP. 241-242
xxx
Bernier, PP. 242
xxxi
Bernier, P. 243
xxxii
Fanshawe, H.C, Shah Jahan’s Delhi-Past and Present, (Delhi, 1902) 1st Indian
reprinted, 1979, PP. 54-55.
xxxiii
Fanshawe, op-cit, PP. 60-61.
xxxiv
Fanshawe, op-cit, PP. 61-62.
٢٢٧
xxxv
Bernier, P. 256.
xxxvi
Fergusson, History of Indian Architecture, editing of 1876..
xxxvii
Fanshawe, P. 22.
xxxviii
Fanshawe, P. 17-28.
xxxix
Bernier, P. 256-257. For details see Keen, H.G. Appendix A. of A handbook for
Visitors to Delhi and it’s neighborhood, 4th ed. (Calcutta, 1882)
xl
Bernier, P. 259.
xli
Bernier, P. 258.
xlii
٢٨٤-٢٨٣‫ ص‬،‫ ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‬،‫اﻟﻧدوي‬
xliii
Bernier, P. 259-260.
xliv
Fanshawe, P. 28-29.
xlv
Tavernier, Travels in India, tr. By V.Ball, (London, 1899) Vol.I, P. 400, ( ‫ﻗدر‬
‫( ﺟﻧﯾﻪ‬١٢,٥٠٠,٠٠٠)‫)ﺑـ‬

xlvi
Bernier, op-cit, PP. 260-270.
xlvii
Bernier, P. 269.
xlviii
Tavernier, Vol.I, P. 400.
xlix
Fanshawe, PP. 34-36.
l
Fanshawe, PP. 37-38.
li
Bernier, Travels, PP. 265-267. For more details see Fanshawe, PP.
38-39.
lii
Abul Fadl- Ain-I- Akbari, Vol.I, P.44
liii
Manucci, Nicola, Storio Do Mogor (1653-1708) tr. By William Irvine, (London,
1907), Vol. II, P. 330.
liv
Delaet, J, The Empire of the Great Mogal, tr. By J.S. HoyLand and Banerji,
(Bombay, 1928), PP.37-39.
lv
De laet, P. 40.
lvi
Fitch, Ralph, England’s Pioneer to India and Burma, Ed. by J-Horton, (London,
1899) PP.126-165
lvii
Rekha Misra, PP. 76-78.
lviii
Bernier, P. 267.
lix
Bernier, P. 272.
lx
Bernier, PP. 273-274
lxi
Abdal Hai, India During Muslim Rule, (Lucknow, India, 1977), P.155
lxii
Fanshawe, P.39.
lxiii
Abdul Hai, P.161.
lxiv
Saksena, op-cit, P.164.
lxv
Bernier, PP. 278-279.
lxvi
Bernier, P. 280.
lxvii
Fanshawe, P. 46.
lxviii
Fanshawe, P. 46.
lxix
Bernier, P. 281.
lxx
Bernier, P. 282.
lxxi
Bernier, PP. 276-278.
lxxii
Bernier, PP. 286-287.
lxxiii
Bernier, PP. 287-288.

٢٢٨
lxxiv
Beni, Prasad, op-cit, P.37, for more details about Jahangir’s Relations, with
christians, See, S.R. Sharma, Religious policy of the mughal Emperors. (Lahore,
1975) PP. 74-76.
lxxv
Bernier, P. 292.
lxxvi
Bernier, PP. 293-294.
lxxvii
Bernier, P. 295.
lxxviii
Bernier, P. 298.
lxxix
Peter Mundy, Travels of Peter Mundy, vol.II, (ed. R.C. Temple,1914) PP.212-
213.
lxxx
Travels in India, PP .90-91.
lxxxi
Storia do Mogor, vol.I, PP. 183, 360
lxxxii
R.Nath, Imperial Firmans Relating to the construction of the Taj Mahal
mentioned on the “Muslims in India a miscellany, Vol.III, Ed by IRFAN HABIB
Lahore, N.D.) P.158
lxxxiii
٨٧ ‫ ص‬،‫ ﻧزﻫﺔ اﻟﺧواطر‬،‫ﻋﺑد اﻟﺣﻲ‬
lxxxiv
Saksena, op-cit, PP. 264-265.
lxxxv
Grewal, B, Taj Mahal, (London, 1986) P.11
lxxxvi
Nath, ImperialFirmans, PP.163-166.
lxxxvii
Nath, op-cit, P.166, See also Grewal, Taj Mahal, PP. 11-12.
For more details see, Fergusson,. History of Indian Architecture, 2ed.ed. 1910 and,
John Lall, Taj Mahal and the glory of Mughal Agra, 1982, Lustre Press and, Carrol,
D, The Taj Mahal, 1972, new York, see also, Brown, P., Indian architecture, Islamic
Period, (Bombay, 1956).
lxxxviii
Grewal, Taj Mahal, P.10.

٢٢٩

You might also like