You are on page 1of 7

‫خزائن األسرار في قرية البطان التونسية‪...

‬‬
‫وجرائم الجنود األمريكيين بها‬
‫تظل قرية "البطان" الواقعة بالقرب من العاصمة تونس‪ ،‬شاهدة‪ $‬على مراحل تاريخية هامة‪،‬‬
‫حيث يعتبرها سكانها بمثابة "خزائن األسرار"‪ ،‬لفترات استعمارية متعددة‪.‬‬
‫القرية التي حل بها كل من الموريسكيين (المسلمون المطرودون من األندلس‪ ،‬في القرن السابع عشر)‬
‫واأللمان والفرنسيين واألمريكيين‪ ،‬تحتفظ بآثار كل هؤالء حتى يومنا هذا‪ ،‬في كتب التاريخ‪ ،‬وفي الحكايات‬
‫الشعبية‪ ،‬وحتى على مستوى العمارة واآلثار‪.‬‬

‫‪© SPUTNIK .‬‬


‫عادات األجداد أقوى من االبتكارات‬
‫عادات وتقاليد األجداد أقوى من االبتكارات الحديثة‬
‫ضمن الشهادات التي وردت في حديث أهل القرية مع "سبوتنيك" عن التاريخ والعادات والتقاليد‪ ،‬شهادات‬
‫عن فترات االستعمار‪ ،‬وعلى الرغم من رفض فكرة االستعمار في مجملها‪ ،‬إال أن بعض شهود العيان‬
‫فاضلوا بين المستعمرين‪ ،‬وكانوا يرون أن المستعمرين ليسوا سواء‪ ،‬حيث كانت معاملة جنود األلمان تختلف‬
‫‪.‬عن معاملة جنود األمريكيين‪ ،‬التي وصفوها باألسوأ على اإلطالق‬
‫في شهادتها مع "سبوتنيك"‪ ،‬تقول السيدة حليمة الفرشيسي‪ ،‬إن‪ ‬الجنود األمريكيين‪ ‬كانوا األسوأ على اإلطالق‪،‬‬
‫حيث كانوا يفتكون القرويين بأحذيتهم عند مهاجمة المنازل‪ ،‬ما كان يضطر األهالي إلى الهروب للجبل‪ ،‬وهو‬
‫ما يتبعه دخول هؤالء الجنود للمنازل بحثا عن الفتيات ونساء القرية‪ ،‬يقولون‪" :‬أين فطيمة"‪.‬‬
‫معاملة األلمان‬
‫تتابع "العمة حليمة الفرشيشي"‪ ،‬أنها تتذكر بعض الوقائع‪ ،‬خاصة قدوم األلمان الذين كانوا يدقون على‬
‫األبواب‪ ،‬أو يدخلون إن وجدوا الباب مفتوحا ليشتروا البيض بمقابل مادي‪ ،‬كما كانوا يهدون القرويين علب‬
‫السجائر‪ ،‬ويتحدثون معهم بمودة‪ ،‬ثم يقولون لهم إن العرب واأللمان متشابهون‪ ،‬وكانوا يتميزون بالوسامة‬
‫والطول الفارع والشعر األشقر والعيون الزرق‪ ،‬وكانوا كلما حلقت طائرات األمريكان في طلعات رباعية‬
‫يختفون داخل المنازل‪ ،‬وتحفظ "حليمة" بعض المقاطع الشعبية التي كانت تغنى منها‪.‬‬
‫‪© AFP 2020 / HATEM SALHI / AFP‬‬

‫البرد يأخذ أولى ضحاياه في تونس‬


‫"وين حيك يا األلمان وقتها تجي بالطيران‪/‬بين طبربة والبطان‪ /‬ركب العلم وبات ثم رحل واألمة تبكي‬
‫بالغصة‪ /‬ركب كل نص ونصه‪/‬والفرجة في الطيران‪ /‬كيف تطلع وتهود بها‪ /‬والفرجة في الطيران‪ /‬خميس‬
‫على ولد االلمانية‪ /‬معلق في صدره مرايات"‪.‬‬

‫وتتابع أن‪ ‬المستعمرين الفرنسيين‪ ‬كانوا يعذبون المقاومين كلما نزلوا من الجبل‪ ،‬وقبضوا عليهم فيضعون في‬
‫حلقهم خرطوم الماء حتى تنفخ بطونهم‪ ،‬ثم يدوسون عليها بأقدامهم‪ ،‬وهو ما دفعهم للتحسر على فترات‬
‫األلمان‪.‬‬
‫الموريسكيون‬
‫يقول الباحث في تاريخ الموريسكيين في تونس‪ ،‬منذر شريط‪ ،‬إن الموريسكيين األندلسيين أقاموا في القرن‬
‫السابع عشر قرب قرية" البطان"‪ ،‬التي اختصت بالفالحة والصناعة التقليدية‪ ،‬منذ نشأتها‪ ،‬وهو اسم من أصل‬
‫أسباني‪ ،‬كما جاء في كتاب الباحثة الجامعية‪ ،‬ذات األصول األندلسية من جهة الوالدة‪ ،‬عائشة إبراهيم‪ ،‬ضمن‬
‫كتابها "الموريسكيون جسر الحضارات‪ ..‬خصوصية أسبانية تونسية" الصادر‪ ،‬في ‪.2014‬‬

‫‪  ‬وامتازت البطان منذ ذلك الحين بخصوبة التربة ووفرة المياه وعذوبتها‪ ،‬وكان السلطان المرادي يوسف داي‬
‫"‪ ،" 1637-1610‬أنشأ قصرا في البطان فيه من الفن وحسن الذوق الكثير‪ .‬يضيف في تصريحاته إلى‬
‫"سبوتنيك "‪ ،‬أن السد الذي أقيم في البطان‪ ،‬ساهم في تشغيل معمل حياكة الشاشية الذي ال يبعد عنه الكثير‪،‬‬
‫وتعود المهنة إلى المورسكيين‪ ،‬كما وظف لري حقول الزياتين التي تحيط به‪ ،‬وأنه ما زال شامخا رغم مرور‬
‫مئات السنوات‪ ،‬يتحكم في توزيع المياه في واد مجردة‪ ،‬كما يوجد مركز لتربية الخيول األصيلة‪.‬‬
‫‪© SPUTNIK . ALEXEY VITVITSKY‬‬
‫ذاكرة الطبيعة‬
‫من ناحيتها‪ ،‬قالت القاصة هيام فرشيشي‪ ،‬من سكان القرية في تصريحاتها إلى "سبوتنيك"‪ ،‬إن الحديث عن‬
‫البطان يعني العودة إلى ذاكرة طفولية ثرية بالخبرات الحسية والخيال‪.‬‬
‫وأضافت قائلة‪" :‬بصريا تملكتني مشاهد المكان منذ مدخل القرية‪ ،‬حيث سيج الطريق باألشجار السامقة من‬
‫الجهتين‪ ،‬يعترضنا البرج الشامخ وهو قصر قديم يربى فيه الخيل البربري‪ ،‬وتقام فيه عروض الفروسية‬
‫وعروض فنية‪ ،‬ندخل للقرية من الممر المحاذي للبرج‪ ،‬حيث تعترضنا ضيعة مسيجة باألشواك‪ ،‬تحاذيها دور‬
‫صغيرة بسيطة"‪.‬‬

‫تتابع أن أحد الموروثات في القرية هو "خبز الغناي"‪ ،‬الذي يعد على الحطب في "طاجين فخاري" بأشكاله‬
‫المستطيلة وألوانه وروائحه الزكية‪ ،‬كما أن االقتراب من البئر كان ممنوعا كونه مسكن األشباح‪ ،‬وأن دار‬
‫جدتها كانت تؤم أغلب القرويات‪ ،‬فهي تعالج العقم والرضع‪ ،‬فيما كانت دار عمتها بها انتاج الضيعة‪ ،‬وتتجمع‬
‫النسوة لغربلة القمح والشعير والتوابل‪ ،‬فيما تتجمع الشابات للتطريز والنسج والحياكة‪ ،‬ويتجمع األطفال لنسج‬
‫اللوحات الصغيرة بالصوف‪.‬‬

‫عادات وتقاليد‬

‫دوالر‪© FLICKR.COM / CERNAVODA‬‬ ‫احتياطي تونس من النقد األجنبي يرتفع إلى نحو ‪ 5‬مليارات‬

‫تستطرد‪":‬كان الطعام يعد على قدر في الجبل‪ ،‬الغالل الطازجة‪ ،‬الشاي المعطر بروائح النباتات الجبلية المعد‬
‫على "الكانون"‪ ،‬كلها أشياء توحي بالبساطة‪ ،‬خرافات جدتي العجيبة والغريبة‪ ،‬حديث جدي عن الحرب‬
‫العالمية الثانية في البطان‪ ،‬عن األلمان واألمريكان والفرنسيين‪ ،‬وقد تناقلتها عمتي التي تحفظ الكثير من‬
‫‪.‬األشعار حول تلك الوقائع‪ ،‬وحول استشهاد المناضل النقابي‪ ،‬فرحات حشاد‬

‫تقول زينب الكعبي‪ ،‬إحدى فتيات قرية "البطان" التي تتقن الحياكة التقليدية والتطريز وإعداد األكالت‬
‫التقليدية‪" :‬إن أهل البطان يحافظون على عادات غذائية تقليدية تعد من الدقيق حتى اليوم‪ ،‬مثل‪ ‬كسكسي‬
‫العولة‪  ،‬والمحمص من العجين المدور الصغير يطبخ كحساء في ليالي الشتاء بالخضر والقديد‪ ،‬والحاللم‬
‫والنواصر‪ ،‬وخبز الغناي‪ ،‬وخبز الطابونة‪ ،‬وخبز فطير‪ ،‬وشربة الشعير‪.‬‬
‫طقوس الختان‬
‫وتضيف أن طقوس حفالت الختان في القرية تسبقها عزف المزيكا‪ ،‬كما يركب الطفل الذي سيختن على‬
‫حصان‪ ،‬ويجوبون به القرية‪ ،‬حيث ترافقه الفرقة النحاسية‪ ،‬فيما غابت عن القرية عروض الفروسية‪ ،‬في‬
‫السنوات األخيرة‪ ،‬والتي كانت تواكب زردة الولي الصالح "سيدي غنية"‪ ،‬الذي بني ضريحه في مقبرة‬
‫البطان‬

‫تقرير‪ /‬محمد حميدة‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪1 / 4‬‬
‫‪© SPUTNIK . M.HEMEDAH‬‬

‫هدايا تذكارية تقليدية في سيدي بو سعيد في تونس خزائن األسرار في قرية "البطان" التونسية‪ ...‬وجرائم‬
‫الجنود األمريكيين بها© ‪REUTERS / ZOUBEIR SOUISSI‬‬
‫مجتمع‬
‫‪(GMT 12:30 26.01.2019‬محدثة ‪)GMT 15:21 26.01.2019‬انسخ الرابط‪0 0 1‬‬
‫تابعنا عبر‬
‫تظل قرية "البطان" الواقعة بالقرب من العاصمة تونس‪ ،‬شاهدة على مراحل تاريخية هامة‪ ،‬حيث يعتبرها‬
‫سكانها بمثابة "خزائن األسرار"‪ ،‬لفترات استعمارية متعددة‪.‬‬

‫القرية التي حل بها كل من الموريسكيين (المسلمون المطرودون من األندلس‪ ،‬في القرن السابع عشر)‬
‫واأللمان والفرنسيين واألمريكيين‪ ،‬تحتفظ بآثار كل هؤالء حتى يومنا هذا‪ ،‬في كتب التاريخ‪ ،‬وفي الحكايات‬
‫الشعبية‪ ،‬وحتى على مستوى العمارة واآلثار‪.‬‬
‫عادات األجداد أقوى من االبتكارات‬
‫© ‪. SPUTNIK‬‬
‫عادات وتقاليد األجداد أقوى من االبتكارات الحديثة‬
‫ضمن الشهادات التي وردت في حديث أهل القرية مع "سبوتنيك" عن التاريخ والعادات والتقاليد‪ ،‬شهادات‬
‫عن فترات االستعمار‪ ،‬وعلى الرغم من رفض فكرة االستعمار في مجملها‪ ،‬إال أن بعض شهود العيان‬
‫فاضلوا بين المستعمرين‪ ،‬وكانوا يرون أن المستعمرين ليسوا سواء‪ ،‬حيث كانت معاملة جنود األلمان‬
‫تختلف عن معاملة جنود األمريكيين‪ ،‬التي وصفوها باألسوأ على اإلطالق‪.‬‬
‫في شهادتها مع "سبوتنيك" ‪ ،‬تقول السيدة حليمة الفرشيسي‪ ،‬إن الجنود األمريكيين كانوا األسوأ على‬
‫اإلطالق‪ ،‬حيث كانوا يفتكون القرويين بأحذيتهم عند مهاجمة المنازل‪ ،‬ما كان يضطر األهالي إلى الهروب‬
‫للجبل‪ ،‬وهو ما يتبعه دخول هؤالء الجنود للمنازل بحثا عن الفتيات ونساء القرية‪ ،‬يقولون‪" :‬أين فطيمة"‪.‬‬

‫معاملة األلمان‬

‫تتابع "العمة حليمة الفرشيشي"‪ ،‬أنها تتذكر بعض الوقائع‪ ،‬خاصة قدوم األلمان الذين كانوا يدقون على‬
‫األبواب‪ ،‬أو يدخلون إن وجدوا الباب مفتوحا ليشتروا البيض بمقابل مادي‪ ،‬كما كانوا يهدون القرويين علب‬
‫السجائر‪ ،‬ويتحدثون معهم بمودة‪ ،‬ثم يقولون لهم إن العرب واأللمان متشابهون‪ ،‬وكانوا يتميزون بالوسامة‬
‫والطول الفارع والشعر األشقر والعيون الزرق‪ ،‬وكانوا كلما حلقت طائرات األمريكان في طلعات رباعية‬
‫يختفون داخل المنازل‪ ،‬وتحفظ "حليمة" بعض المقاطع الشعبية التي كانت تغنى منها‪.‬‬

‫مدينة تالة‪ ،‬تونس‬


‫© ‪AFP 2020 / HATEM SALHI / AFP‬‬
‫البرد يأخذ أولى ضحاياه في تونس‬
‫"وين حيك يا األلمان وقتها تجي بالطيران‪/‬بين طبربة والبطان‪ /‬ركب العلم وبات ثم رحل واألمة تبكي‬
‫بالغصة‪ /‬ركب كل نص ونصه‪/‬والفرجة في الطيران‪ /‬كيف تطلع وتهود بها‪ /‬والفرجة في الطيران‪ /‬خميس‬
‫على ولد االلمانية‪ /‬معلق في صدره مرايات"‪.‬‬
‫وتتابع أن المستعمرين الفرنسيين كانوا يعذبون المقاومين كلما نزلوا من الجبل‪ ،‬وقبضوا عليهم فيضعون‬
‫في حلقهم خرطوم الماء حتى تنفخ بطونهم‪ ،‬ثم يدوسون عليها بأقدامهم‪ ،‬وهو ما دفعهم للتحسر على‬
‫فترات األلمان‪.‬‬

‫الموريسكيون‬

‫يقول الباحث في تاريخ الموريسكيين في تونس‪ ،‬منذر شريط‪ ،‬إن الموريسكيين األندلسيين أقاموا في‬
‫القرن السابع عشر قرب قرية" البطان"‪ ،‬التي اختصت بالفالحة والصناعة التقليدية‪ ،‬منذ نشأتها‪ ،‬وهو اسم‬
‫من أصل أسباني‪ ،‬كما جاء في كتاب الباحثة الجامعية‪ ،‬ذات األصول األندلسية من جهة الوالدة‪ ،‬عائشة‬
‫إبراهيم‪ ،‬ضمن كتابها "الموريسكيون جسر الحضارات‪ ..‬خصوصية أسبانية تونسية" الصادر‪ ،‬في ‪.2014‬‬

‫وامتازت البطان منذ ذلك الحين بخصوبة التربة ووفرة المياه وعذوبتها‪ ،‬وكان السلطان المرادي يوسف‬
‫داي "‪ ،"1637-1610‬أنشأ قصرا في البطان فيه من الفن وحسن الذوق الكثير‪ .‬يضيف في تصريحاته إلى‬
‫"سبوتنيك"‪ ،‬أن السد الذي أقيم في البطان‪ ،‬ساهم في تشغيل معمل حياكة الشاشية الذي ال يبعد عنه‬
‫الكثير‪ ،‬وتعود المهنة إلى المورسكيين‪ ،‬كما وظف لري حقول الزياتين التي تحيط به‪ ،‬وأنه ما زال شامخا‬
‫رغم مرور مئات السنوات‪ ،‬يتحكم في توزيع المياه في واد مجردة‪ ،‬كما يوجد مركز لتربية الخيول األصيلة‪.‬‬

‫مدينة فاس‪ ،‬المغرب‬


‫© ‪SPUTNIK . ALEXEY VITVITSKY‬‬
‫بعد البيتزا اإليطالية والقهوة التركية‪" ...‬الكسكسي" المغربي في الطريق إليكم‬
‫ذاكرة الطبيعة‬
‫من ناحيتها‪ ،‬قالت القاصة هيام فرشيشي‪ ،‬من سكان القرية في تصريحاتها إلى "سبوتنيك"‪ ،‬إن الحديث عن‬
‫البطان يعني العودة إلى ذاكرة طفولية ثرية بالخبرات الحسية والخيال‪.‬‬

‫وأضافت قائلة‪" :‬بصريا تملكتني مشاهد المكان منذ مدخل القرية‪ ،‬حيث سيج الطريق باألشجار السامقة‬
‫من الجهتين‪ ،‬يعترضنا البرج الشامخ وهو قصر قديم يربى فيه الخيل البربري‪ ،‬وتقام فيه عروض الفروسية‬
‫وعروض فنية‪ ،‬ندخل للقرية من الممر المحاذي للبرج‪ ،‬حيث تعترضنا ضيعة مسيجة باألشواك‪ ،‬تحاذيها دور‬
‫صغيرة بسيطة"‪.‬‬

‫تتابع أن أحد الموروثات في القرية هو "خبز الغناي"‪ ،‬الذي يعد على الحطب في "طاجين فخاري" بأشكاله‬
‫المستطيلة وألوانه وروائحه الزكية‪ ،‬كما أن االقتراب من البئر كان ممنوعا كونه مسكن األشباح‪ ،‬وأن دار‬
‫جدتها كانت تؤم أغلب القرويات‪ ،‬فهي تعالج العقم والرضع‪ ،‬فيما كانت دار عمتها بها انتاج الضيعة‪ ،‬وتتجمع‬
‫النسوة لغربلة القمح والشعير والتوابل‪ ،‬فيما تتجمع الشابات للتطريز والنسج والحياكة‪ ،‬ويتجمع األطفال‬
‫لنسج اللوحات الصغيرة بالصوف‪.‬‬

‫عادات وتقاليد‬

‫تونس‬
‫© ‪FLICKR.COM / CERNAVODA‬‬
‫احتياطي تونس من النقد األجنبي يرتفع إلى نحو ‪ 5‬مليارات دوالر‬
‫تستطرد‪":‬كان الطعام يعد على قدر في الجبل‪ ،‬الغالل الطازجة‪ ،‬الشاي المعطر بروائح النباتات الجبلية‬
‫المعد على " الكانون"‪ ،‬كلها أشياء توحي بالبساطة‪ ،‬خرافات جدتي العجيبة والغريبة‪ ،‬حديث جدي عن‬
‫الحرب العالمية الثانية في البطان‪ ،‬عن األلمان واألمريكان والفرنسيين‪ ،‬وقد تناقلتها عمتي التي تحفظ‬
‫الكثير من األشعار حول تلك الوقائع‪ ،‬وحول استشهاد المناضل النقابي‪ ،‬فرحات حشاد‪.‬‬
‫تقول زينب الكعبي‪ ،‬إحدى فتيات قرية "البطان" التي تتقن الحياكة التقليدية والتطريز وإعداد األكالت‬
‫التقليدية‪ " :‬إن أهل البطان يحافظون على عادات غذائية تقليدية تعد من الدقيق حتى اليوم‪ ،‬مثل كسكسي‬
‫العولة‪ ،‬والمحمص من العجين المدور الصغير يطبخ كحساء في ليالي الشتاء بالخضر والقديد‪ ،‬والحاللم‬
‫والنواصر‪ ،‬وخبز الغناي‪ ،‬وخبز الطابونة‪ ،‬وخبز فطير‪ ،‬وشربة الشعير‪.‬‬

‫طقوس الختان‬

‫وتضيف أن طقوس حفالت الختان في القرية تسبقها عزف المزيكا‪ ،‬كما يركب الطفل الذي سيختن على‬
‫حصان‪ ،‬ويجوبون به القرية‪ ،‬حيث ترافقه الفرقة النحاسية‪ ،‬فيما غابت عن القرية عروض الفروسية‪ ،‬في‬
‫السنوات األخيرة‪ ،‬والتي كانت تواكب زردة الولي الصالح "سيدي غنية"‪ ،‬الذي بني ضريحه في مقبرة‬
‫البطان‪.‬‬
‫تقرير‪ /‬محمد حميدة‬

‫‪4/1‬‬
‫© ‪SPUTNIK . M.HEMEDAH‬‬
‫قرية البطان‬
‫‪...‬‬

You might also like