Professional Documents
Culture Documents
العمل هو سر الحياة وبهجة االيام ونور االمل و ركيزة التقدم و الحضارة و الرقي ،و لواله الصبحت الحياة فارغة
جافة ..قاسية خالية من كل شئ ،و هللا جل جالله قد جعل المقياس الحقيقي لالنسان في العمل سواء اكان هذا في الدنيا
( ام في االخرة ،و صدق هللا تعالي حيث يقول ( كل امرئ بما كسب رهين
و الكسب ال ياتي اال بالعمل المثمر الجاد الخالق النه يعني الثواب و الجزاء
( قال تعالي ( و قل اعملوا فسيري هللا عملكم و رسوله و المؤمنون
وقد سال الصحابة رسول هللا صلي هللا عليه وسلم :ارايت اعمالنا هذه اهي شئ قد فرغ منه ام هي امر سيتانفه هللا
تعالي ؟
( فقال ( بل هي شئ قد فرغ منه
فقالوا :ففيم العمل اذن ؟
( فقال ( اعملوا في كل ميسر لما خلق له
و في سورة العصر تتجسد هذه الحقيقة واضحة جلية حيث يقول عز من قائل ( و العصر ان االنسان لفي خسر اال الذين
(آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر
.فالعمل هو عماد الحياة ،ولن تتقدم االمم اال اذا عمل جميع ابنائها متعاونين متضافرين
و قد اهتمت جميع االمم و االديان بالعمل و دعت اليه ،وحاربت التواكل و الكسل ،و ارشدت الي اغتنام الوقت في
.تحصيل النافع المفيد
.فعلي كل مواطن ان يسعي جاهدا لتحقيق النافع و المفيد له و للوطن ..فالعمل شرف ..العمل طريق التقدم
العمل في الحقيقة يساهم في تنمية شخصية الفرد وفي تفتق مواهبه وبلورة أفكاره .أما بالنسبة للمجتمع فهو يعتبر
الوسيلة الوحيدة للخروج من التخلف بصورة سريعة وجذرية فعن طريقه تزدهر الصناعات والفنون والمرافق المادية
فيتمكن المجتمع عندئذ من التغلب على األوضاع الرجعية والبالية ولكي تتحقق هذه الفوائد العديدة وجب علينا تنظيم
العمل والقيام به على أحسن وجه فإذا ما أخل الفرد به فسد النظام وتراكمت األعمال وتعددت العقبات وأخذت الجماعة
البشرية تتقهقر ثم ال تلبث أن تنهزم.من ثم نرى أن الفرد المتقاعس عن العمل خطر على المجموعة وأنه عنصر زائد
ليس جديرا بالحياة إذ لم يقم بشكر نعمتها وباستثمارها لنفسه وعائلته ووطنه وللبشرية جمعاء بل هو يستنزف
جهودهم فهو أشبه ما يكون بتلك النباتات واألعشاب الطفيلية التي تلتصق باألشجار المثمرة تزاحمها في غذائها الذي
.تستمده عروقها من األرض
إن المتقاعس عن العمل ساقط ال محالة في هوة الشقاء إذ أنه مهما كان مجده وماله فهو ال يعرف طعم ذلك الشعور
الذي يغمر العامل عندما يفرغ بنجاح من أداء وظيفته في الحياة فيرى فكرته التي هي جزء من روحه تتجسم في نوع
.من المنتوجات المفيدة
إن قيمة المرء الحقيقية ال تقدر بما يملك من مال ومتاع ولكن بما أنتجته قريحته وصنعت يداه ,ومن هنا نستنتج أن
:العمل له فوائد كبيرة على الفرد والمجتمع إذا أنجز بإخالص وإتقان .وقد قال أحمد شوقي في هذا السياق
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غالبا
.وما استعصى على قوم منال إذا اإلقدام كان لهم ركابا
الـــعــمــــــل عـــبـــادة
صنائع واالقتراف وأمثالها .وجعلنا اشتغالكمـ بها نفس قد وجب على كل ّ واحد منكم االشتغال بأمر من األمور من ال ّ
العشي واإلشراق .ال تض ّيعوا أوقاتكم بالبطالة
ّ في اشكروه العبادة هلل الحقّ .تفكروا يا قوم في رحمة هللا وألطافه ث ّم
ّ ّ
والكسالة واشتغلوا بما تـنتفع به أنفسكم وأنفس غيركم كذلك قضي األمر في هذا اللوح الذي الحت من أفقه شمس
سكوا بحبل األسباب متوكلين على هللا مس ّبب األسباب .فك ّل الحكمة والبيان .أبغض ال ّناس عند هللا من يقعد ويطلب .تم ّ
ّ
.من يشتغل بصنعة أو احتراف ويعمل بها يع ّد عمله عند هللا نفس العبادة .إن هذا إال من فضله العظيم العميم
الـــــعــمــــــــل ثــــــروة
ودنوه
ّ األول -الّذي أشرق من أفق سماء أ ّم الكتاب في معرفة اإلنسان نفسه وما هو سبب ّ
لعلوه ال ّطراز ّ
األول وال ّتجلّي ّ
وعزته وثروته وفقره فعلى كل ّ إنسان بعد بلوغه وتح ّقق رشده أن يسعى للحصول على ال ّثروة .وهذه ال ّثروة إن ّ وذلّته
وباألخص الّذين قاموا على تربية العالم
ّ الصنعة واالقتراف فهي ممدوحة ومقبولة عند أولي ال ّنهى.حصلت من طريق ّ
كوثر العلم والمعرفة والهادون إلى سبيل الحقيقة .وهم الّذين يرشدون ال ّناس إلىِ سقاة فهم األمم. وتهذيب نفوس
صراط المستقيم هو الّذي يجذب اإلنسان إلى مشرق صراط المستقيم ويطلعونهم على سبب ارتقائهم وارتفاعهم .ألنّ ال ّ
ال ّ
لعزته وشرفه وعظمته.الحكمة ومطلع العرفان ويوصله إلى ما يكون سببا ّ
الـــــــبـــــــطالــــــــــــــة
مشكلة البطالة تعتبر واحدة من تلك المشكالت التي تستحق الدراسة والبحث إليجاد الحلول المناسبة القابلة للتطبيق
.وقبل الخوض في أي مشكلة يجب علينا أوال تحديد المشكلة وتعريفها
:التعريف
المقصود بالبطالة عدم وجود فرص عمل مشروعة لمن توافرت له القدرة على العمل والرغبة فيه .ويمكن أن تكون
.البطالة كاملة أو جزئية
:البطالة الكاملة
هي فقد الكسب بسبب عجز شخصي عن الحصول على عمل مناسب رغم كونه قادراً على العمل ومستعداً له باحثا ً
.بالفعل عن عمل
:البطالة الجزئية
هي تخفيض مؤقت في ساعات العمل العادية أو القانونية وكذلك توقف أو نقص الكسب بسبب وقف مؤقت للعمل دون
.إنهاء عالقة العمل وبوجه خاص ألسباب اقتصادية وتكنولوجية أو هيكلية مماثلة
:البطالة
.تعنى ترك بعض اإلمكانيات المتاحة للمجتمع دون استغالل ويعتبر ذلك بمثابة إهدار للموارد
:أشكال البطالة
:السافرة
.وهي الباحثين الجدد عن العمل ألول مرة والتي تمثل بطالة المتعلمين النسبة الكبيرة منها
:االختيارية
وهي رفض الفرد في االشتراك في عملية اإلنتاج .أو هي ترك العمل اختياريا ً أي رفض فرصة العمل وبالتالي تكون
.البطالة هنا اختيارية دون تدخل للمشكالت االقتصادية واإلنتاجية
:المقنعة
.هي ارتفاع عدد العاملين فعليا ً عن احتياجات العمل بحيث يعملون بالفعل عددا أقل من الساعات الرسمية للعمل
ً
.وتوجد تصنيفات أخرى للبطالة وهي إما بطالة موسمية وأخرى دورية
:أنواع البطالة
:يمكن تقسيم البطالة من وجهتي النظر االجتماعية واالقتصادية إلى
:البطالة الجماعية
والتي كانت تظهر من حين آلخر في الدول الصناعية خالل القرن األخير وكان أحدث بطالة جماعية تلك التي وقعت في
ثالثينات هذا القرن وشملت العالم كله .وفي الواقع أن االنخفاض في الطلب اإلجمالي على اإلنتاج هو السبب المباشر
للبطالة الجماعية وثمة حالة خاصة للبطالة الجماعية يمكن حدوثها في الدول التي تتوقف رفاهيتها إلى حد كبير على
.التجارة األجنبية وفقدان أسواق التصدير قد يكون من الشدة بحيث يتأثر االقتصاد كله
:البطالة الموسمية
وهي التي تالزم بعض فروع النشاط االقتصادي ال في الزراعة وحدها بل في بعض الصناعات الموسمية .ونجد أن
.األشخاص الذين يشتغلون في هذه األعمال يدركون مسبقا ً أن عملهم لن يجاوزالموسم
كارثة..أسمها البطالة
إنها حقا كارثة تستوجب الوقوف ..ولفت االنتباه ..فالواقع يؤكد أن معدالت البطالة فى تزايد مستمر ،الجميع يحاول
!!البحث عن طريق للخروج من األزمة ولكن الواضح أنه يزداد ابتعادا
فى السطور التالية نحاول االقتراب من جذور المشكلة بشكل موضوعى بعيدأ عن المزايدات وإلقاء االتهامات فى محاولة
للوقوف على تفاصيل وأبعاد القضية فى محاولة إليجاد الطريق الصحيح
البطالة ،بوجه عام ،هى تعبير عن قصور فى تحقيق الغايات من العمل فى المجتمعات البشرية ،وحيث الغايات من
العمل متعددة ،تتعدد مفاهيم البطالة فيقصد بالبطالة السافرة وجود أفراد قادرين على العمل وراغبين فيه ،ولكنهم ال
.يجدون عمالً ،ولألسف يقتصر االهتمام بالبطالة ،فى حاالت كثيرة ،على البطالة السافرة فقط
لكن مفهوم البطالة ،أو نقص التشغيل ،يمتد إلى الحاالت التى يمارس فيها فرد عمالً ولكن لوقت أقل من وقت العمل
المعتاد ،أو المرغوب .وتسمى هذه الظاهرة البطالة الجزئية الظاهرة أو نقص التشغيل الظاهر .ويمكن اعتبار نقص
. التشغيل الظاهر تنويعة على صنف البطالة السافرة
ويحدث فى بعض المجتمعات أن يعانى بعض من أفرادها ،فى الوقت نفسه ،من زيادة فى التشغيل ،بمعنى عملهم وقتا ً
. أطول من معيار معتاد لكى يتمكنوا من الوفاء باحتياجاتهم ،وهو وجه آخر من أوجه اختالل التشغيل فى المجتمع
كذلك يمكن أن يعانى األشخاص المشتغلون ،ولو كل الوقت المعتاد ،من نقص التشغيل المستتر أو البطالة المقنعة،
عندما تكون إنتاجيتهم ،أو كسبهم ،أو استغالل مهاراتهم وقدراتهم ،متدنية حسب معيار ما ،وهذه أخبث أنواع البطالة،
خاصة فى المجتمعات النامية .حيث نقص التشغيل المستتر هو الوجه اآلخر لتدنى اإلنتاجية االجتماعية للعمل المبذول؛
أو لقصور الدخل من العمل عن الوفاء بالحاجات األساسية ،ومن ثم انخفاض مستوى الرفاه االجتماعى الكلى ،أى
اإلفقار؛ أو إلهدار الطاقات البشرية واالستثمار فى التعليم نتيجة لقلة التوافق بين نظم التعليم واحتياجات سوق العمل؛
أو لتحمل شروط عمل غير آدمية مثل وقت عمل بالغ الطول أو بيئة عمل مضرة؛ وكلها قسمات جوهرية للتخلف .ومن
ف ،أن نقص التشغيل المستتر ال يلقى العناية الواجبة فى مناقشة البطالة .ويعود هذا ،أساساً ،إلى الصعوبات الكبيرة أس ٍ
.التى تحيط بهذه الظاهرة ،فى الفهم والقياس والتشخيص والعالج
وتزداد أهمية التفرقة بين ألوان البطالة فى البلدان النامية التى ال يلتحق بالقطاع الحديث من النشاط االقتصادى فيها إال
قلة من العاملين .حتى هذه القلة ال تتمتع بمزايا العمل ،أو التعويض عن البطالة ،المعتادة فى االقتصادات الرأسمالية
.الناضجة (لهذا ال يستقيم ،كما يقال أحياناً ،أن معدل البطالة فى مصر يقل عن أوروبا مثالً)
يتأثر تقدير حجم البطالة في مصر بالمشاكل المفاهيمية والعجز اإلحصائي بالشكل الذي ظهر فيما سبق ،حيث إن أول
ما يواجهنا من عقبات عند التصدي لقضية البطالة هو قلة البيانات وعدم دقتها بشكل يقود إلى تصور إجراءات
.التصحيح والعالج
ويمكننا تتبع تطور حجم مشكلة البطالة في مصر من خالل بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة واإلحصاء حول تقدير
حجم البطالة حيث نجد أنه في عام 1960كان معدل البطالة % 2.5من إجمالي حجم القوى العاملة ،وفي تعداد
1976 %.يقفز الرقم إلى % 7.7ثم إلى % 14.7من تعداد ،1986ولكنه وصل في 8.8 1996
على أنه من المهم هنا أن تشير إلى أن تلك األرقام تتعلق فقط بالبطالة السافرة فهي ال تشمل البطالة المقنعة اإلنتاجية
كما ال تشمل البطالة الموسمية أي هؤالء الذي يعملون في موسم معين ثم يتعطلون باقي العام كما ال تشمل أولئك الذين
.يعملون في حرف وقطاعات هامشية ال استقرار فيها تتسم بضعف الدخل للدرجة التي ال توفر الحياة الالئقة
أما بالنسبة لرقم ومعدل البطالة الحقيقية في الوقت الراهن فهناك اختالف فيها ،فبيانات الحكومة متمثلة في الجهاز
المركزي للتعبئة واإلحصاء تشير إلى أن عدد العاطلين في مصر قد بلغ نحو 1.78مليون عاطل في بداية عام 2002
بما يعني أن معدل البطالة قد بلغ نحو % 9.1وبالمقابل تشير بيانات البنك المركزي المصري في نشرته اإلحصائية
والشهرية الصادرة في أبريل ،2002إلى أن عدد العاطلين في مصر ثابت عند 1.5مليون عاطل من العام المالي
69/97.وحتى العام المالي 2000/2001حيث بلغ % 7.6من إجمالي قوة العمل البالغ نحو 19.5مليون نسمه
وهذه البيانات بدورها تختلف عن البيانات التي أوردها صندوق النقد الدولي في تقريره لعام ،2001ولكنها جاءت
معتمدة على بيانات عام ،1995وهو العام الذي تتوقف عنده بيانات صندوق النقد الدولي لعدم وجود بيانات يمكن
.للصندوق أن يأخذ بها لألعوام التالية لعام 1995
كما يمكن الوصول إلى تقدير رقم أخر لحجم البطالة يختلف عن األرقام السابقة ،ويستمد من بيانات حكومية موثقة
وذلك من خالل البيانات التي أعلنتها اللجنة العليا للتشغيل برئاسة رئيس الوزراء عند تطبيقها لنظام للتعامل المتقدمين
لشغل عدد 170ألف وظيفة حكومية تم اإلعالن عنها عام 2001فقد بلغ عدد عن يسحب استمارة تشغيل نحو 7
.مليون شخص أما من قام بتقديم طلب فعلي لشغل الوظيفة فقد بلغ نحو 4.40مليون
وقد أشارت اللجنة الوزارية العليا للتشغيل إلى أن % 53.5من بين 4.4مليون تقدموا لشغل الوظائف الحكومية ال
تنطبق عليهم الشروط وهذا يعني أن % 46.5منهم أي نحو 2.05مليون تنطبق عليهم الشروط وأولها أن يكون
.عاطالً عن العمل
يضاف إلى ذلك أنه لو تأملنا من اعتبرت الحكومة أن الشروط ال تنطبق عليهم سنجد أنهم ال زالوا داخل دائرة من يعتبر
عاطل ،ولكنهم خرجوا من دائرة المنافسة على 170ألف فرصة عمل بسبب شروط أخرى للتشغيل ،حيث أن % 10
من عدد المتقدمين أي نحو 440ألف ال تنطبق عليهم الشروط ألنهم بال مؤهالت كما أنها اعتبرت أن % 6.5من
.المتقدمين أي نحو 286ألفا ً ال تنطبق عليهم الشروط ألنهم من خريجي ما قبل 1984
كما أنها اعتبرت أن %10من المتقدمين أي 440ألفا ً ال تنطبق عليهم الشروط ألنهم يعملون في أعمال غير دائمة
وغير مؤمن عليهم .كما أعلنت اللجنة أن شروط التشغيل ال تنطبق على نحو % 15من المتقدمين أي نحو 660ألفا ً
باعتبارهم من النساء ،ممن هن من خريجات النظام التعليمي الالتي تزوجن ويعشن حياة مستقرة وكأن زواج المرأة
.واستقرارها يخرجها من قوة العمل ،رغم أنهن في سن العمل ويرغبن في العمل وقادرات عليه
وبناء على البيانات السابقة فإن عدد العاطلين وفقا ً لهذا المصدر الحكومي يصبح 3.436مليون عاطل (أي أكثر من
ضعف الرقم الرسمي المعلن للبطالة) وهو عبارة عن 2.05اعتبرت الحكومة أنهم تنطبق عليهم شروط التشغيل
الحكومي ونحو 660ألف امرأة مؤهلة وقادرة وطلبت العمل وهي في سن النشاط االقتصادي ،ونحو 440ألف عاطل
.من غير المؤهلين ونحو 286ألفا ً من العاطلين من خريجي النظام التعليمي قبل عام 1984أو بعد عام 200
وبذلك تتضح حقيقة حجم مشكلة البطالة حيث يتوقع أن حجم البطالة الحقيقي ال يقل بأي حال من األحوال عن : % 17
% 20من حجم قوة العمل ومما يفاقم من خطورة هذا المعدل المرتفع لنسبة البطالة إلى قوة العمل ما تتسم به كتلة
:العاطلين في مصر من سمات خاصة هي
أن الشطر األعظم من كتلة البطالة يتمثل في بطالة الشباب الذين يدخلون سوق العمل ألول مرة فبناء على بيانات 1.
الجهاز المركزي للتعبئة العامة واإلحصاء فإنه في عام 1992كان عدد العاطلين من الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين
40 ،15عاما ً قد بلغ نحو 1.47مليون عاطل بما شكل نحو %99من عدد العاطلين كما تركزت البطالة في الفئة
األكثر شبابا ً ممن تتراوح أعمارهم بين ،15و 30عاماً ،حيث بلغ عدد العاطلين منهم عام 99نحو 1.31مليون عاطل
.بما شكل نحو % 88من عدد العاطلين في ذلك العام
أن البطالة في مصر هي بطالة متعلمة فالغالبية العظمى من العاطلين من خريجي الجامعات ومدارس ثانوية ،ويالحظ 2.
أن نسبة المتعلمين في كتلة المتعطلين أخذه في االزدياد وهو ما يعني إهدار طاقات وموارد استثمارية تم استثمارها في
.العملية التعليمية دون أن ينتج عنها عائد ،يتمثل في تشغيل هذه الطاقة البشرية لتصبح منتجة
فقد كانت تشكل نحو % 76من جملة المتعطلين في عام 1986أما في عام 2001فإنه وفقا ً للبيانات المستخدمة من
بيانات اللجنة العليا للتشغيل فإن العدد اإلجمالي للمتعطلين بلغ 3.438مليون عاطل منهم نحو 3ماليين متعلم مما
.يعني أن المتعلمين يشكلون نحو 87.3من عدد المتعطلين
ارتفاع نسبة البطالة بين النساء ففي عام 1988كانت نسبة البطالة بين النساء في الحضر % 22.1مقابل 3. %8.4
بالنسبة للبطالة بين الرجال أما في الريف فكانت النسبة أكبر من ذلك حيث بلغت % 26.3بينما سجلت معدالت البطالة
في صفوف الرجال في الريف انخفاضا ً عن مثيله في الحضر ،فقد بلغ نحو ،% 6.6أما إذا عدنا للبيانات التي أعلنتها
اللجنة العليا للتوظيف في المذكرة آنفا ً فإننا سوف نجد أن هناك 660ألف إمرأة متعلمة وفي سن العمل وراغبة في فيه
تعاني من البطالة وال شك أن هذا الرقم عرضة ألن يرتفع بشكل كبير إذا ما أضفنا إليه إجمالي عدد النساء ممن هم في
سن العمل وراغبات في العمل ولكنهم لم يتقدمن لشغل الوظائف المعلن عنها لكونهن غير متعلمين ،أو لكونهن من
.خريجي النظام التعليمي قبل 1984أو بعد عام ،2000وهي على أي حال من العاطالت
اتجاه معدالت البطالة لالرتفاع في الحضر بعد أن كانت في فترات سابقة ترتفع بنسبة أكبر في الريف ،حيث تشير 4.
بيانات تقرير التنمية البشرية 1995إلى أن معدالت البطالة في الحضر كانت % 12.5مقابل % 9.2في الريف،
وربما يمكن تفسير ذلك بتزايد معدالت هجرة األيدي العاملة العاطلة من الريف إلى المدن سعيا ً وراء فرصة عمل
وخصوصا ً في القطاعات الهامشية التي تزدهر في المدن ،كما يمكن إيجاد تفسير لهذه الزيادة في كون الجزء األكبر من
البطالة هي بطالة متعلمة وهي عادة موجودة بنسبة أكبر في الحضر إلى جانب قدرة قطاع الزراعة وخاصة الزراعة
العائلية على استيعاب عمالة إضافية حتى وإن كانت زائدة عن حاجة العمل مما يقلل من نسبة البطالة الظاهرة في
.الريف مقابل زيادة نسبة البطالة المقنعة
:أسباب مشكلة البطالة
ترجع أسباب مشكلة البطالة في الجزء األكبر منها إلى أسباب هيكلية تعود إلى طبيعة نمو االقتصاد المصري كاقتصاد
نامي يعاني من اختالالت هيكلية داخلية وخارجية تتمثل في االختالل في ميزان المدفوعات واالختالل في الموازنة العامة
.للدولة ،إلى جانب وجود فجوة كبيرة بين كل من االدخار واالستثمار وبالتالي اإلنتاج واالستهالك
والشك أن البحث في أسباب مشكلة البطالة البد من ربطه بنمط عملية التنمية السائدة فقد شهد االقتصاد المصري تقلب
في أكثر من نمط من أنماط التنمية فمن نمط اقتصاد الحر الرأسمالي قبل ثورة يوليو ،52إلى نمط االقتصاد االشتراكي
الموجه مع ما صاحبه من التزام الدولة باستيعاب الجزء األكبر من العمالة في دوالر العمل الحكومي بشقيه اإلنتاجي
والخدمي ،حيث أدي ذلك إلى خفض معدالت البطالة في تلك الفترة فرغم ما مر به االقتصاد المصري في الفترة من
1968إلى 1973من صعوبات نتيجة لتوجيه وتعبئة الجزء األكبر من موارده لصالح االتفاق العسكري إلى جانب ما
صاحبه ذلك من تدهور معدل االستثمار المحلي إال أن معدالت البطالة في تلك الفترة كانت تدور حول معدالت منخفضة
إذا ما قورنت بالوقت الراهن ( % 2.2من حجم قوة العمل) األمر الذي قد يرجع إلى استيعاب القوات المسلحة لجزء
.كبير من قوة العمل مع زيادة سنوات الخدمة العسكرية
ومع بداية تحول االقتصاد المصري من نمط التنمية المعتمد على االقتصاد االشتراكي الموجه إلى تنفيذ ما سمي
بسياسات االنفتاح االقتصادي في النصف الثاني من السبعينيات اتجهت معدالت البطالة نحو االرتفاع النسبي إال أن هذا
االرتفاع ظل في الحدود المقبولة فقد تراوح معدل البطالة بين % 2.3و % 5.6طوال هذه الفترة حيث مكن زيادة حجم
اإلنفاق الحكومي في ذلك الوقت ممن إعادة اإلعمار وزيادة موارد مصر من النقد األجنبي سواء كان ذلك من البترول أو
تحويالت العاملين بالخارج أو حصيلة السياحة إضافة إلى القروض الضخمة التي حصلت عليها مصر آنذاك ،كما ساهم
استيعاب أسواق العمالة بالخليج العربي ألعداد كبيرة من العمال والفنيين المصريين في تأجيل انفجار مشكلة البطالة إلى
.عقدي الثمانينيات والتسعينيات حيث شهدت فترة الثمانينات العديد من العوامل التي أدت إلى تفاقم مشكلة البطالة
إذ ساهمت مجموعة من العوامل الخارجية في إضعاف معدالت االستثمار وبالتالي زيادة حجم البطالة من هذه العوامل
انخفاض الحصيلة من بيع البترول المصري نتيجة النخفاض أسعارها إلى جانب قلة حجم الصادرات المصرية األخرى.
يضاف إلى ذلك تفاقم مشكلة ديون مصر الخارجية وزيادة أعباء خدمة الدين مع ما صاحب ذلك من قيود على قدرة
.مصر على االقتراض
كل هذه عوامل وأسباب ساهمت في تفاقم مشكلة البطالة بدءاً من عام 1991لبرنامج اإلصالح االقتصادي والتكيف
.الهيكلي حيث اتخذت مشكلة البطالة أبعاداًً جديدة فما هو أثر تطبيقه برنامج اإلصالح االقتصادي على مشكلة البطالة
ويترتب على االعتراف بتنوع صنوف البطالة تف ّهم أن للبطالة أو نقص التشغيل ،فى سياق االقتصاد الكلى للبلدان
النامية ،آثاراً وخيمة على الرفاه البشرى .فانتشار البطالة يحرم المتعطلين من الكسب ،مصدر العيش األساسى لسواد
الناس فى هذه البلدان .واستشراء البطالة المستترة) يضغط على األجور ،وهى متدنية أصالً ،و ُيقلل من قدرتها على
اللحاق بمتصاعد الغالء .وحيث يشتد وقع البطالة على القطاعات األضعف من المجتمع ،الفقراء والنساءُ ،تساعد البطالة
.على زيادة التشرذم االجتماعى
وفى منظور إمكان التنمية البد وأن يؤدى اشتداد نقص التشغيل إلى تفاقم قصور اإلنتاج عن إشباع الحاجات اإلنسانية،
معمقا ً بذلك االعتماد على العالم الخارجى ،فى الوفاء بهذه الحاجات ،و ُمزيداً من اللجوء إلى القروض والمعونات،
لتمويل شراء هذه الحاجات ،مما ُي عيد إنتاج التبعية لمراكز االقتصاد العالمى ،فقط على درك أدنى من العجز ،وغياب
القدرة على التنافس فى المعترك االقتصادى الدولى .وتكون المحصلة هى استفحال مشكلة التخلف فى حلقة شريرة
.يتعين العمل على كسرها
شـــروط الـــــعمـــــــل
يهتم العامل بجودة العمل وإتقانه ،ويبذل جهده إلحسانه وإحكامه ،وأنه تعالى – كما يقول الرسول صلى هللا عليه وسلم
":.كتب اإلحسان على كل شيء"رواه مسلم
: وهللا ال يرضى من المؤمن إال أن يقوم بعمله في صورة كاملة متقنة ،وهذا ما يؤكده الرسول صلى هللا عليه وسلم
إن هللا يحب إذا عمل أحدكم عمالً أن يتقنه"رواه البخاري"
.وهذا يشمل األعمال كلها ،أعمال الدنيا وأعمال اآلخرة
:وهناك خلقان أصيالن يتوقف عليهما جودة العمل وحسن اإلنتاج ،هما
األمانة واإلخالص ،وهما في المؤمن على أكمل صورة وأروع مثال ،فالعامل المؤمن ليس همه مجرد الكسب المادي،أو
إرضاء صاحب العمل ،ولكنه أمين على صنعته يخلص فيها جهده،ويرعى حق إخوانه المؤمنين ،قال تعالى" :وقل
)اعملوا فسيري هللا عملكم ورسوله والمؤمنون) ".التوبة 105:
.فليس المطلوب مجرد العمل،بل إحسانه وأداءه بأمانة وإتقان