You are on page 1of 6

‫لماذا العمل ؟‬

‫العمل هو سر الحياة وبهجة االيام ونور االمل و ركيزة التقدم و الحضارة و الرقي ‪ ،‬و لواله الصبحت الحياة فارغة‬
‫جافة ‪..‬قاسية خالية من كل شئ ‪ ،‬و هللا جل جالله قد جعل المقياس الحقيقي لالنسان في العمل سواء اكان هذا في الدنيا‬
‫‪( ‬ام في االخرة ‪ ،‬و صدق هللا تعالي حيث يقول ( كل امرئ بما كسب رهين‬
‫و الكسب ال ياتي اال بالعمل المثمر الجاد الخالق النه يعني الثواب و الجزاء‬
‫( قال تعالي ( و قل اعملوا فسيري هللا عملكم و رسوله و المؤمنون‬
‫وقد سال الصحابة رسول هللا صلي هللا عليه وسلم ‪ :‬ارايت اعمالنا هذه اهي شئ قد فرغ منه ام هي امر سيتانفه هللا‬
‫‪ ‬تعالي ؟‬
‫‪( ‬فقال ( بل هي شئ قد فرغ منه‬
‫‪ ‬فقالوا ‪ :‬ففيم العمل اذن ؟‬
‫( فقال ( اعملوا في كل ميسر لما خلق له‬
‫و في سورة العصر تتجسد هذه الحقيقة واضحة جلية حيث يقول عز من قائل ( و العصر ان االنسان لفي خسر اال الذين‬
‫(آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر‬
‫‪ .‬فالعمل هو عماد الحياة ‪ ،‬ولن تتقدم االمم اال اذا عمل جميع ابنائها متعاونين متضافرين‬
‫و قد اهتمت جميع االمم و االديان بالعمل و دعت اليه ‪ ،‬وحاربت التواكل و الكسل ‪ ،‬و ارشدت الي اغتنام الوقت في‬
‫‪.‬تحصيل النافع المفيد‬
‫‪.‬فعلي كل مواطن ان يسعي جاهدا لتحقيق النافع و المفيد له و للوطن‪ ..‬فالعمل شرف ‪ ..‬العمل طريق التقدم‬

‫ماهي قيمة العمل على الفرد والمجتمع ؟‬

‫العمل في الحقيقة يساهم في تنمية شخصية الفرد وفي تفتق مواهبه وبلورة أفكاره‪ .‬أما بالنسبة للمجتمع فهو يعتبر‬
‫الوسيلة الوحيدة للخروج من التخلف بصورة سريعة وجذرية فعن طريقه تزدهر الصناعات والفنون والمرافق المادية‬
‫فيتمكن المجتمع عندئذ من التغلب على األوضاع الرجعية والبالية ولكي تتحقق هذه الفوائد العديدة وجب علينا تنظيم‬
‫العمل والقيام به على أحسن وجه فإذا ما أخل الفرد به فسد النظام وتراكمت األعمال وتعددت العقبات وأخذت الجماعة‬
‫البشرية تتقهقر ثم ال تلبث أن تنهزم‪.‬من ثم نرى أن الفرد المتقاعس عن العمل خطر على المجموعة وأنه عنصر زائد‬
‫ليس جديرا بالحياة إذ لم يقم بشكر نعمتها وباستثمارها لنفسه وعائلته ووطنه وللبشرية جمعاء بل هو يستنزف‬
‫جهودهم فهو أشبه ما يكون بتلك النباتات واألعشاب الطفيلية التي تلتصق باألشجار المثمرة تزاحمها في غذائها الذي‬
‫‪.‬تستمده عروقها من األرض‬
‫إن المتقاعس عن العمل ساقط ال محالة في هوة الشقاء إذ أنه مهما كان مجده وماله فهو ال يعرف طعم ذلك الشعور‬
‫الذي يغمر العامل عندما يفرغ بنجاح من أداء وظيفته في الحياة فيرى فكرته التي هي جزء من روحه تتجسم في نوع‬
‫‪.‬من المنتوجات المفيدة‬
‫إن قيمة المرء الحقيقية ال تقدر بما يملك من مال ومتاع ولكن بما أنتجته قريحته وصنعت يداه‪ ,‬ومن هنا نستنتج أن‬
‫‪ :‬العمل له فوائد كبيرة على الفرد والمجتمع إذا أنجز بإخالص وإتقان‪ .‬وقد قال أحمد شوقي في هذا السياق‬
‫وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غالبا‬
‫‪.‬وما استعصى على قوم منال إذا اإلقدام كان لهم ركابا‬

‫الـــعــمــــــل عـــبـــادة‬

‫صنائع واالقتراف وأمثالها‪ .‬وجعلنا اشتغالكمـ بها نفس‬ ‫قد وجب على كل ّ واحد منكم االشتغال بأمر من األمور من ال ّ‬
‫العشي واإلشراق‪ .‬ال تض ّيعوا أوقاتكم بالبطالة‬
‫ّ‬ ‫في‬ ‫اشكروه‬ ‫العبادة هلل الحقّ ‪ .‬تفكروا يا قوم في رحمة هللا وألطافه ث ّم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والكسالة واشتغلوا بما تـنتفع به أنفسكم وأنفس غيركم كذلك قضي األمر في هذا اللوح الذي الحت من أفقه شمس‬
‫سكوا بحبل األسباب متوكلين على هللا مس ّبب األسباب‪ .‬فك ّل‬ ‫الحكمة والبيان‪ .‬أبغض ال ّناس عند هللا من يقعد ويطلب‪ .‬تم ّ‬
‫ّ‬
‫‪.‬من يشتغل بصنعة أو احتراف ويعمل بها يع ّد عمله عند هللا نفس العبادة‪ .‬إن هذا إال من فضله العظيم العميم‬
‫الـــــعــمــــــــل ثــــــروة‬
‫ودنوه‬
‫ّ‬ ‫األول ‪ -‬الّذي أشرق من أفق سماء أ ّم الكتاب في معرفة اإلنسان نفسه وما هو سبب ّ‬
‫لعلوه‬ ‫ال ّطراز ّ‬
‫األول وال ّتجلّي ّ‬
‫وعزته وثروته وفقره فعلى كل ّ إنسان بعد بلوغه وتح ّقق رشده أن يسعى للحصول على ال ّثروة‪ .‬وهذه ال ّثروة إن‬ ‫ّ‬ ‫وذلّته‬
‫وباألخص الّذين قاموا على تربية العالم‬
‫ّ‬ ‫الصنعة واالقتراف فهي ممدوحة ومقبولة عند أولي ال ّنهى‪.‬‬‫حصلت من طريق ّ‬
‫كوثر العلم والمعرفة والهادون إلى سبيل الحقيقة‪ .‬وهم الّذين يرشدون ال ّناس إلى‬‫ِ‬ ‫سقاة‬ ‫فهم‬ ‫األمم‪.‬‬ ‫وتهذيب نفوس‬
‫صراط المستقيم هو الّذي يجذب اإلنسان إلى مشرق‬ ‫صراط المستقيم ويطلعونهم على سبب ارتقائهم وارتفاعهم‪ .‬ألنّ ال ّ‬
‫ال ّ‬
‫لعزته وشرفه وعظمته‬‫‪.‬الحكمة ومطلع العرفان ويوصله إلى ما يكون سببا ّ‬

‫الـــــــبـــــــطالــــــــــــــة‬

‫مشكلة البطالة تعتبر واحدة من تلك المشكالت التي تستحق الدراسة والبحث إليجاد الحلول المناسبة القابلة للتطبيق‬
‫‪ .‬وقبل الخوض في أي مشكلة يجب علينا أوال تحديد المشكلة وتعريفها‬

‫‪:‬التعريف‬
‫المقصود بالبطالة عدم وجود فرص عمل مشروعة لمن توافرت له القدرة على العمل والرغبة فيه‪ .‬ويمكن أن تكون‬
‫‪.‬البطالة كاملة أو جزئية‬

‫‪:‬البطالة الكاملة‬
‫هي فقد الكسب بسبب عجز شخصي عن الحصول على عمل مناسب رغم كونه قادراً على العمل ومستعداً له باحثا ً‬
‫‪.‬بالفعل عن عمل‬

‫‪:‬البطالة الجزئية‬
‫هي تخفيض مؤقت في ساعات العمل العادية أو القانونية وكذلك توقف أو نقص الكسب بسبب وقف مؤقت للعمل دون‬
‫‪.‬إنهاء عالقة العمل وبوجه خاص ألسباب اقتصادية وتكنولوجية أو هيكلية مماثلة‬

‫‪:‬البطالة‬
‫‪.‬تعنى ترك بعض اإلمكانيات المتاحة للمجتمع دون استغالل ويعتبر ذلك بمثابة إهدار للموارد‬

‫‪:‬أشكال البطالة‬

‫‪:‬هناك ثالثة أشكال للبطالة وهي‬

‫‪.‬سافرة‪ ،‬واختيارية‪ ،‬ومقنعة‬

‫‪:‬السافرة‬
‫‪.‬وهي الباحثين الجدد عن العمل ألول مرة والتي تمثل بطالة المتعلمين النسبة الكبيرة منها‬

‫‪:‬االختيارية‬
‫وهي رفض الفرد في االشتراك في عملية اإلنتاج‪ .‬أو هي ترك العمل اختياريا ً أي رفض فرصة العمل وبالتالي تكون‬
‫‪.‬البطالة هنا اختيارية دون تدخل للمشكالت االقتصادية واإلنتاجية‬

‫‪:‬المقنعة‬
‫‪.‬هي ارتفاع عدد العاملين فعليا ً عن احتياجات العمل بحيث يعملون بالفعل عددا أقل من الساعات الرسمية للعمل‬
‫ً‬

‫‪.‬وتوجد تصنيفات أخرى للبطالة وهي إما بطالة موسمية وأخرى دورية‬

‫‪:‬أنواع البطالة‬
‫‪:‬يمكن تقسيم البطالة من وجهتي النظر االجتماعية واالقتصادية إلى‬

‫‪:‬البطالة الجماعية‬
‫والتي كانت تظهر من حين آلخر في الدول الصناعية خالل القرن األخير وكان أحدث بطالة جماعية تلك التي وقعت في‬
‫ثالثينات هذا القرن وشملت العالم كله‪ .‬وفي الواقع أن االنخفاض في الطلب اإلجمالي على اإلنتاج هو السبب المباشر‬
‫للبطالة الجماعية وثمة حالة خاصة للبطالة الجماعية يمكن حدوثها في الدول التي تتوقف رفاهيتها إلى حد كبير على‬
‫‪.‬التجارة األجنبية وفقدان أسواق التصدير قد يكون من الشدة بحيث يتأثر االقتصاد كله‬

‫‪:‬البطالة االحتكاكية أو االنتقالية‬


‫وهذا النوع من البطالة يحدث عادة نتيجة للتحسينات التكنولوجية في وسائل اإلنتاج أو التغيرات في الطلب على الطراز‬
‫الحديث وهذا يدعو أحيانا ً إلى تغيير وظيفة العامل أو إعادة تدريبه‪ .‬ولكن طالما كان الطلب اإلجمالي لم يتأثر فإنه من‬
‫‪.‬المحتمل ظهور فرص عمل جديدة في الزمن القصير‬

‫‪:‬البطالة الموسمية‬
‫وهي التي تالزم بعض فروع النشاط االقتصادي ال في الزراعة وحدها بل في بعض الصناعات الموسمية‪ .‬ونجد أن‬
‫‪.‬األشخاص الذين يشتغلون في هذه األعمال يدركون مسبقا ً أن عملهم لن يجاوزالموسم‬

‫كارثة‪..‬أسمها البطالة‬
‫إنها حقا كارثة تستوجب الوقوف ‪ ..‬ولفت االنتباه ‪ ..‬فالواقع يؤكد أن معدالت البطالة فى تزايد مستمر ‪ ،‬الجميع يحاول‬
‫!!البحث عن طريق للخروج من األزمة ولكن الواضح أنه يزداد ابتعادا‬
‫فى السطور التالية نحاول االقتراب من جذور المشكلة بشكل موضوعى بعيدأ عن المزايدات وإلقاء االتهامات فى محاولة‬
‫للوقوف على تفاصيل وأبعاد القضية فى محاولة إليجاد الطريق الصحيح‬
‫البطالة ‪ ،‬بوجه عام‪ ،‬هى تعبير عن قصور فى تحقيق الغايات من العمل فى المجتمعات البشرية‪ ،‬وحيث الغايات من‬
‫العمل متعددة‪ ،‬تتعدد مفاهيم البطالة فيقصد بالبطالة السافرة وجود أفراد قادرين على العمل وراغبين فيه‪ ،‬ولكنهم ال‬
‫‪.‬يجدون عمالً ‪ ،‬ولألسف يقتصر االهتمام بالبطالة‪ ،‬فى حاالت كثيرة‪ ،‬على البطالة السافرة فقط‬
‫لكن مفهوم البطالة‪ ،‬أو نقص التشغيل‪ ،‬يمتد إلى الحاالت التى يمارس فيها فرد عمالً ولكن لوقت أقل من وقت العمل‬
‫المعتاد‪ ،‬أو المرغوب‪ .‬وتسمى هذه الظاهرة البطالة الجزئية الظاهرة أو نقص التشغيل الظاهر‪ .‬ويمكن اعتبار نقص‬
‫‪. ‬التشغيل الظاهر تنويعة على صنف البطالة السافرة‬
‫ويحدث فى بعض المجتمعات أن يعانى بعض من أفرادها‪ ،‬فى الوقت نفسه‪ ،‬من زيادة فى التشغيل‪ ،‬بمعنى عملهم وقتا ً‬
‫‪. ‬أطول من معيار معتاد لكى يتمكنوا من الوفاء باحتياجاتهم‪ ،‬وهو وجه آخر من أوجه اختالل التشغيل فى المجتمع‬
‫كذلك يمكن أن يعانى األشخاص المشتغلون‪ ،‬ولو كل الوقت المعتاد‪ ،‬من نقص التشغيل المستتر أو البطالة المقنعة‪،‬‬
‫عندما تكون إنتاجيتهم‪ ،‬أو كسبهم‪ ،‬أو استغالل مهاراتهم وقدراتهم‪ ،‬متدنية حسب معيار ما‪ ،‬وهذه أخبث أنواع البطالة‪،‬‬
‫خاصة فى المجتمعات النامية‪ .‬حيث نقص التشغيل المستتر هو الوجه اآلخر لتدنى اإلنتاجية االجتماعية للعمل المبذول؛‬
‫أو لقصور الدخل من العمل عن الوفاء بالحاجات األساسية‪ ،‬ومن ثم انخفاض مستوى الرفاه االجتماعى الكلى‪ ،‬أى‬
‫اإلفقار؛ أو إلهدار الطاقات البشرية واالستثمار فى التعليم نتيجة لقلة التوافق بين نظم التعليم واحتياجات سوق العمل؛‬
‫أو لتحمل شروط عمل غير آدمية مثل وقت عمل بالغ الطول أو بيئة عمل مضرة؛ وكلها قسمات جوهرية للتخلف‪ .‬ومن‬
‫ف ‪ ،‬أن نقص التشغيل المستتر ال يلقى العناية الواجبة فى مناقشة البطالة‪ .‬ويعود هذا‪ ،‬أساساً‪ ،‬إلى الصعوبات الكبيرة‬ ‫أس ٍ‬
‫‪.‬التى تحيط بهذه الظاهرة‪ ،‬فى الفهم والقياس والتشخيص والعالج‬
‫وتزداد أهمية التفرقة بين ألوان البطالة فى البلدان النامية التى ال يلتحق بالقطاع الحديث من النشاط االقتصادى فيها إال‬
‫قلة من العاملين‪ .‬حتى هذه القلة ال تتمتع بمزايا العمل‪ ،‬أو التعويض عن البطالة‪ ،‬المعتادة فى االقتصادات الرأسمالية‬
‫‪.‬الناضجة (لهذا ال يستقيم‪ ،‬كما يقال أحياناً‪ ،‬أن معدل البطالة فى مصر يقل عن أوروبا مثالً)‬
‫يتأثر تقدير حجم البطالة في مصر بالمشاكل المفاهيمية والعجز اإلحصائي بالشكل الذي ظهر فيما سبق ‪ ،‬حيث إن أول‬
‫ما يواجهنا من عقبات عند التصدي لقضية البطالة هو قلة البيانات وعدم دقتها بشكل يقود إلى تصور إجراءات‬
‫‪.‬التصحيح والعالج‬
‫ويمكننا تتبع تطور حجم مشكلة البطالة في مصر من خالل بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة واإلحصاء حول تقدير‬
‫حجم البطالة حيث نجد أنه في عام ‪ 1960‬كان معدل البطالة ‪ % 2.5‬من إجمالي حجم القوى العاملة‪ ،‬وفي تعداد‬
‫‪ 1976 %.‬يقفز الرقم إلى ‪ % 7.7‬ثم إلى ‪ % 14.7‬من تعداد ‪ ،1986‬ولكنه وصل في ‪8.8 1996‬‬
‫على أنه من المهم هنا أن تشير إلى أن تلك األرقام تتعلق فقط بالبطالة السافرة فهي ال تشمل البطالة المقنعة اإلنتاجية‬
‫كما ال تشمل البطالة الموسمية أي هؤالء الذي يعملون في موسم معين ثم يتعطلون باقي العام كما ال تشمل أولئك الذين‬
‫‪.‬يعملون في حرف وقطاعات هامشية ال استقرار فيها تتسم بضعف الدخل للدرجة التي ال توفر الحياة الالئقة‬
‫أما بالنسبة لرقم ومعدل البطالة الحقيقية في الوقت الراهن فهناك اختالف فيها‪ ،‬فبيانات الحكومة متمثلة في الجهاز‬
‫المركزي للتعبئة واإلحصاء تشير إلى أن عدد العاطلين في مصر قد بلغ نحو ‪ 1.78‬مليون عاطل في بداية عام ‪2002‬‬
‫بما يعني أن معدل البطالة قد بلغ نحو ‪ % 9.1‬وبالمقابل تشير بيانات البنك المركزي المصري في نشرته اإلحصائية‬
‫والشهرية الصادرة في أبريل ‪ ،2002‬إلى أن عدد العاطلين في مصر ثابت عند ‪ 1.5‬مليون عاطل من العام المالي‬
‫‪ 69/97.‬وحتى العام المالي ‪ 2000/2001‬حيث بلغ ‪ % 7.6‬من إجمالي قوة العمل البالغ نحو ‪ 19.5‬مليون نسمه‬
‫وهذه البيانات بدورها تختلف عن البيانات التي أوردها صندوق النقد الدولي في تقريره لعام ‪ ،2001‬ولكنها جاءت‬
‫معتمدة على بيانات عام ‪ ،1995‬وهو العام الذي تتوقف عنده بيانات صندوق النقد الدولي لعدم وجود بيانات يمكن‬
‫‪.‬للصندوق أن يأخذ بها لألعوام التالية لعام ‪1995‬‬
‫كما يمكن الوصول إلى تقدير رقم أخر لحجم البطالة يختلف عن األرقام السابقة‪ ،‬ويستمد من بيانات حكومية موثقة‬
‫وذلك من خالل البيانات التي أعلنتها اللجنة العليا للتشغيل برئاسة رئيس الوزراء عند تطبيقها لنظام للتعامل المتقدمين‬
‫لشغل عدد ‪ 170‬ألف وظيفة حكومية تم اإلعالن عنها عام ‪ 2001‬فقد بلغ عدد عن يسحب استمارة تشغيل نحو ‪7‬‬
‫‪.‬مليون شخص أما من قام بتقديم طلب فعلي لشغل الوظيفة فقد بلغ نحو ‪ 4.40‬مليون‬
‫وقد أشارت اللجنة الوزارية العليا للتشغيل إلى أن ‪ % 53.5‬من بين ‪ 4.4‬مليون تقدموا لشغل الوظائف الحكومية ال‬
‫تنطبق عليهم الشروط وهذا يعني أن ‪ % 46.5‬منهم أي نحو ‪ 2.05‬مليون تنطبق عليهم الشروط وأولها أن يكون‬
‫‪.‬عاطالً عن العمل‬
‫يضاف إلى ذلك أنه لو تأملنا من اعتبرت الحكومة أن الشروط ال تنطبق عليهم سنجد أنهم ال زالوا داخل دائرة من يعتبر‬
‫عاطل‪ ،‬ولكنهم خرجوا من دائرة المنافسة على ‪ 170‬ألف فرصة عمل بسبب شروط أخرى للتشغيل‪ ،‬حيث أن ‪% 10‬‬
‫من عدد المتقدمين أي نحو ‪ 440‬ألف ال تنطبق عليهم الشروط ألنهم بال مؤهالت كما أنها اعتبرت أن ‪ % 6.5‬من‬
‫‪.‬المتقدمين أي نحو ‪ 286‬ألفا ً ال تنطبق عليهم الشروط ألنهم من خريجي ما قبل ‪1984‬‬
‫كما أنها اعتبرت أن ‪ %10‬من المتقدمين أي ‪ 440‬ألفا ً ال تنطبق عليهم الشروط ألنهم يعملون في أعمال غير دائمة‬
‫وغير مؤمن عليهم‪ .‬كما أعلنت اللجنة أن شروط التشغيل ال تنطبق على نحو ‪ % 15‬من المتقدمين أي نحو ‪ 660‬ألفا ً‬
‫باعتبارهم من النساء‪ ،‬ممن هن من خريجات النظام التعليمي الالتي تزوجن ويعشن حياة مستقرة وكأن زواج المرأة‬
‫‪.‬واستقرارها يخرجها من قوة العمل‪ ،‬رغم أنهن في سن العمل ويرغبن في العمل وقادرات عليه‬
‫وبناء على البيانات السابقة فإن عدد العاطلين وفقا ً لهذا المصدر الحكومي يصبح ‪ 3.436‬مليون عاطل (أي أكثر من‬
‫ضعف الرقم الرسمي المعلن للبطالة) وهو عبارة عن ‪ 2.05‬اعتبرت الحكومة أنهم تنطبق عليهم شروط التشغيل‬
‫الحكومي ونحو ‪ 660‬ألف امرأة مؤهلة وقادرة وطلبت العمل وهي في سن النشاط االقتصادي‪ ،‬ونحو ‪ 440‬ألف عاطل‬
‫‪.‬من غير المؤهلين ونحو ‪ 286‬ألفا ً من العاطلين من خريجي النظام التعليمي قبل عام ‪ 1984‬أو بعد عام ‪200‬‬
‫وبذلك تتضح حقيقة حجم مشكلة البطالة حيث يتوقع أن حجم البطالة الحقيقي ال يقل بأي حال من األحوال عن ‪: % 17‬‬
‫‪ % 20‬من حجم قوة العمل ومما يفاقم من خطورة هذا المعدل المرتفع لنسبة البطالة إلى قوة العمل ما تتسم به كتلة‬
‫‪:‬العاطلين في مصر من سمات خاصة هي‬
‫أن الشطر األعظم من كتلة البطالة يتمثل في بطالة الشباب الذين يدخلون سوق العمل ألول مرة فبناء على بيانات ‪1.‬‬
‫الجهاز المركزي للتعبئة العامة واإلحصاء فإنه في عام ‪ 1992‬كان عدد العاطلين من الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين‬
‫‪ 40 ،15‬عاما ً قد بلغ نحو ‪ 1.47‬مليون عاطل بما شكل نحو ‪ %99‬من عدد العاطلين كما تركزت البطالة في الفئة‬
‫األكثر شبابا ً ممن تتراوح أعمارهم بين ‪ ،15‬و‪ 30‬عاماً‪ ،‬حيث بلغ عدد العاطلين منهم عام ‪ 99‬نحو ‪ 1.31‬مليون عاطل‬
‫‪.‬بما شكل نحو ‪ % 88‬من عدد العاطلين في ذلك العام‬
‫أن البطالة في مصر هي بطالة متعلمة فالغالبية العظمى من العاطلين من خريجي الجامعات ومدارس ثانوية‪ ،‬ويالحظ ‪2.‬‬
‫أن نسبة المتعلمين في كتلة المتعطلين أخذه في االزدياد وهو ما يعني إهدار طاقات وموارد استثمارية تم استثمارها في‬
‫‪.‬العملية التعليمية دون أن ينتج عنها عائد‪ ،‬يتمثل في تشغيل هذه الطاقة البشرية لتصبح منتجة‬
‫فقد كانت تشكل نحو ‪ % 76‬من جملة المتعطلين في عام ‪ 1986‬أما في عام ‪ 2001‬فإنه وفقا ً للبيانات المستخدمة من‬
‫بيانات اللجنة العليا للتشغيل فإن العدد اإلجمالي للمتعطلين بلغ ‪ 3.438‬مليون عاطل منهم نحو ‪ 3‬ماليين متعلم مما‬
‫‪.‬يعني أن المتعلمين يشكلون نحو ‪ 87.3‬من عدد المتعطلين‬
‫ارتفاع نسبة البطالة بين النساء ففي عام ‪ 1988‬كانت نسبة البطالة بين النساء في الحضر ‪ % 22.1‬مقابل ‪3. %8.4‬‬
‫بالنسبة للبطالة بين الرجال أما في الريف فكانت النسبة أكبر من ذلك حيث بلغت ‪ % 26.3‬بينما سجلت معدالت البطالة‬
‫في صفوف الرجال في الريف انخفاضا ً عن مثيله في الحضر‪ ،‬فقد بلغ نحو ‪ ،% 6.6‬أما إذا عدنا للبيانات التي أعلنتها‬
‫اللجنة العليا للتوظيف في المذكرة آنفا ً فإننا سوف نجد أن هناك ‪ 660‬ألف إمرأة متعلمة وفي سن العمل وراغبة في فيه‬
‫تعاني من البطالة وال شك أن هذا الرقم عرضة ألن يرتفع بشكل كبير إذا ما أضفنا إليه إجمالي عدد النساء ممن هم في‬
‫سن العمل وراغبات في العمل ولكنهم لم يتقدمن لشغل الوظائف المعلن عنها لكونهن غير متعلمين‪ ،‬أو لكونهن من‬
‫‪.‬خريجي النظام التعليمي قبل ‪ 1984‬أو بعد عام ‪ ،2000‬وهي على أي حال من العاطالت‬
‫اتجاه معدالت البطالة لالرتفاع في الحضر بعد أن كانت في فترات سابقة ترتفع بنسبة أكبر في الريف‪ ،‬حيث تشير ‪4.‬‬
‫بيانات تقرير التنمية البشرية ‪ 1995‬إلى أن معدالت البطالة في الحضر كانت ‪ % 12.5‬مقابل ‪ % 9.2‬في الريف‪،‬‬
‫وربما يمكن تفسير ذلك بتزايد معدالت هجرة األيدي العاملة العاطلة من الريف إلى المدن سعيا ً وراء فرصة عمل‬
‫وخصوصا ً في القطاعات الهامشية التي تزدهر في المدن‪ ،‬كما يمكن إيجاد تفسير لهذه الزيادة في كون الجزء األكبر من‬
‫البطالة هي بطالة متعلمة وهي عادة موجودة بنسبة أكبر في الحضر إلى جانب قدرة قطاع الزراعة وخاصة الزراعة‬
‫العائلية على استيعاب عمالة إضافية حتى وإن كانت زائدة عن حاجة العمل مما يقلل من نسبة البطالة الظاهرة في‬
‫‪.‬الريف مقابل زيادة نسبة البطالة المقنعة‬
‫‪:‬أسباب مشكلة البطالة‬
‫ترجع أسباب مشكلة البطالة في الجزء األكبر منها إلى أسباب هيكلية تعود إلى طبيعة نمو االقتصاد المصري كاقتصاد‬
‫نامي يعاني من اختالالت هيكلية داخلية وخارجية تتمثل في االختالل في ميزان المدفوعات واالختالل في الموازنة العامة‬
‫‪.‬للدولة‪ ،‬إلى جانب وجود فجوة كبيرة بين كل من االدخار واالستثمار وبالتالي اإلنتاج واالستهالك‬
‫والشك أن البحث في أسباب مشكلة البطالة البد من ربطه بنمط عملية التنمية السائدة فقد شهد االقتصاد المصري تقلب‬
‫في أكثر من نمط من أنماط التنمية فمن نمط اقتصاد الحر الرأسمالي قبل ثورة يوليو ‪ ،52‬إلى نمط االقتصاد االشتراكي‬
‫الموجه مع ما صاحبه من التزام الدولة باستيعاب الجزء األكبر من العمالة في دوالر العمل الحكومي بشقيه اإلنتاجي‬
‫والخدمي‪ ،‬حيث أدي ذلك إلى خفض معدالت البطالة في تلك الفترة فرغم ما مر به االقتصاد المصري في الفترة من‬
‫‪ 1968‬إلى ‪ 1973‬من صعوبات نتيجة لتوجيه وتعبئة الجزء األكبر من موارده لصالح االتفاق العسكري إلى جانب ما‬
‫صاحبه ذلك من تدهور معدل االستثمار المحلي إال أن معدالت البطالة في تلك الفترة كانت تدور حول معدالت منخفضة‬
‫إذا ما قورنت بالوقت الراهن (‪ % 2.2‬من حجم قوة العمل) األمر الذي قد يرجع إلى استيعاب القوات المسلحة لجزء‬
‫‪.‬كبير من قوة العمل مع زيادة سنوات الخدمة العسكرية‬
‫ومع بداية تحول االقتصاد المصري من نمط التنمية المعتمد على االقتصاد االشتراكي الموجه إلى تنفيذ ما سمي‬
‫بسياسات االنفتاح االقتصادي في النصف الثاني من السبعينيات اتجهت معدالت البطالة نحو االرتفاع النسبي إال أن هذا‬
‫االرتفاع ظل في الحدود المقبولة فقد تراوح معدل البطالة بين ‪ % 2.3‬و‪ % 5.6‬طوال هذه الفترة حيث مكن زيادة حجم‬
‫اإلنفاق الحكومي في ذلك الوقت ممن إعادة اإلعمار وزيادة موارد مصر من النقد األجنبي سواء كان ذلك من البترول أو‬
‫تحويالت العاملين بالخارج أو حصيلة السياحة إضافة إلى القروض الضخمة التي حصلت عليها مصر آنذاك‪ ،‬كما ساهم‬
‫استيعاب أسواق العمالة بالخليج العربي ألعداد كبيرة من العمال والفنيين المصريين في تأجيل انفجار مشكلة البطالة إلى‬
‫‪.‬عقدي الثمانينيات والتسعينيات حيث شهدت فترة الثمانينات العديد من العوامل التي أدت إلى تفاقم مشكلة البطالة‬
‫إذ ساهمت مجموعة من العوامل الخارجية في إضعاف معدالت االستثمار وبالتالي زيادة حجم البطالة من هذه العوامل‬
‫انخفاض الحصيلة من بيع البترول المصري نتيجة النخفاض أسعارها إلى جانب قلة حجم الصادرات المصرية األخرى‪.‬‬
‫يضاف إلى ذلك تفاقم مشكلة ديون مصر الخارجية وزيادة أعباء خدمة الدين مع ما صاحب ذلك من قيود على قدرة‬
‫‪.‬مصر على االقتراض‬
‫كل هذه عوامل وأسباب ساهمت في تفاقم مشكلة البطالة بدءاً من عام ‪ 1991‬لبرنامج اإلصالح االقتصادي والتكيف‬
‫‪.‬الهيكلي حيث اتخذت مشكلة البطالة أبعاداًً جديدة فما هو أثر تطبيقه برنامج اإلصالح االقتصادي على مشكلة البطالة‬
‫ويترتب على االعتراف بتنوع صنوف البطالة تف ّهم أن للبطالة أو نقص التشغيل‪ ،‬فى سياق االقتصاد الكلى للبلدان‬
‫النامية‪ ،‬آثاراً وخيمة على الرفاه البشرى‪ .‬فانتشار البطالة يحرم المتعطلين من الكسب‪ ،‬مصدر العيش األساسى لسواد‬
‫الناس فى هذه البلدان‪ .‬واستشراء البطالة المستترة) يضغط على األجور‪ ،‬وهى متدنية أصالً‪ ،‬و ُيقلل من قدرتها على‬
‫اللحاق بمتصاعد الغالء‪ .‬وحيث يشتد وقع البطالة على القطاعات األضعف من المجتمع‪ ،‬الفقراء والنساء‪ُ ،‬تساعد البطالة‬
‫‪.‬على زيادة التشرذم االجتماعى‬
‫وفى منظور إمكان التنمية البد وأن يؤدى اشتداد نقص التشغيل إلى تفاقم قصور اإلنتاج عن إشباع الحاجات اإلنسانية‪،‬‬
‫معمقا ً بذلك االعتماد على العالم الخارجى‪ ،‬فى الوفاء بهذه الحاجات‪ ،‬و ُمزيداً من اللجوء إلى القروض والمعونات‪،‬‬
‫لتمويل شراء هذه الحاجات‪ ،‬مما ُي عيد إنتاج التبعية لمراكز االقتصاد العالمى‪ ،‬فقط على درك أدنى من العجز‪ ،‬وغياب‬
‫القدرة على التنافس فى المعترك االقتصادى الدولى‪ .‬وتكون المحصلة هى استفحال مشكلة التخلف فى حلقة شريرة‬
‫‪.‬يتعين العمل على كسرها‬

‫شـــروط الـــــعمـــــــل‬

‫يهتم العامل بجودة العمل وإتقانه‪ ،‬ويبذل جهده إلحسانه وإحكامه ‪ ،‬وأنه تعالى – كما يقول الرسول صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪":.‬كتب اإلحسان على كل شيء"رواه مسلم‬
‫‪: ‬وهللا ال يرضى من المؤمن إال أن يقوم بعمله في صورة كاملة متقنة‪ ،‬وهذا ما يؤكده الرسول صلى هللا عليه وسلم‬
‫إن هللا يحب إذا عمل أحدكم عمالً أن يتقنه"رواه البخاري"‬
‫‪.‬وهذا يشمل األعمال كلها‪ ،‬أعمال الدنيا وأعمال اآلخرة‬
‫‪:‬وهناك خلقان أصيالن يتوقف عليهما جودة العمل وحسن اإلنتاج‪ ،‬هما‬
‫األمانة واإلخالص‪ ،‬وهما في المؤمن على أكمل صورة وأروع مثال‪ ،‬فالعامل المؤمن ليس همه مجرد الكسب المادي‪،‬أو‬
‫إرضاء صاحب العمل‪ ،‬ولكنه أمين على صنعته يخلص فيها جهده‪،‬ويرعى حق إخوانه المؤمنين‪ ،‬قال تعالى‪" :‬وقل‬
‫)اعملوا فسيري هللا عملكم ورسوله والمؤمنون)‪ ".‬التوبة ‪105:‬‬
‫‪.‬فليس المطلوب مجرد العمل‪،‬بل إحسانه وأداءه بأمانة وإتقان‬

You might also like