You are on page 1of 21

‫العمل وأهميته‬

‫إعداد الطالبة‪:‬‬
‫العمل‬

‫تنطلق أمهّية العمل من أّنه احلالة اليت ُتعرّب عن مدى جدوى اإلنسان يف احلياة‪،‬‬

‫ففي العمل حتقيق للّذ ات يف املقام األول‪ ،‬ويف نفس الوقت نفع للوطن‪.‬‬

‫كما أّن ُأسس ا جتمع ودعائمه ال تقوم بغري تكاُتف أفراده وعملهم‪ ،‬واليد اليت‬
‫ُمل‬
‫ال تعمل ال تسطيع جلب قوت يومها والعيش يف ظّل عامل أصبح احلصول فيه‬

‫على لقمة العيش ليس باألمر الّس هل‪ .‬تعريف العمل ميكن تعريف العمل بأّنه بذُل‬

‫َج هد عقلّي أو عضلّي لتحقيق نتائج حُم ّد دة‪،‬‬

‫فما يقوم به اإلنسان من أنشطة خُم تلفة يف كاّفة اجملاالت االقتصادّية‪،‬‬

‫واالجتماعّية‪ ،‬والسياسّية‪ ،‬والثقافّية لغرض غري الّتسلية والّلهو ُيسّم ى عمًال‪.‬‬

‫وقد عّر ف أندري الالند العمل يف موسوعته الفلسفية بأّنه عملّية جُي ريها كائن‪،‬‬

‫وُتعترب من نتاجه بالّذ ات ال من ِنتاج عّلة خارجّية‪.‬‬

‫كما أّن للعمل معًىن تقنّيًا يف امليكانيكا‪ ،‬حيث هو ِنتاُج طاقة من خالل زمن‪.‬‬

‫أهمّية العمل في حياة اإلنسان‬


‫أثر العمل على الفرد َيهدف العمل إىل حتقيق الّذ ات وإدراك َم عىن احلياة‪ ،‬وذلك‬

‫من خالل توظيف قدرات الفرد وإمكانّياته يف سبيل حتقيق أهدافه‪ ،‬باذًال ُقصارى‬

‫جهده فيها‪.‬‬

‫وبال غم ّمما صيبه من تعٍب ومشّق ٍة‪ ،‬إال أّنه يكون راض ًا مبا يرى من مثار جهودِه‬
‫ّي‬ ‫ُي‬ ‫ّر‬
‫أمام عينيه‪ ،‬ومبا خُي ّلفه العمل من أثاٍر يف شخصّيته‪ ،‬ومن هذه اآلثار‪:‬‬

‫‪ ‬تطوير الشخصّية وحتقيق الّذ ات عن طريق رؤية نتاج العمل على الواقع‬

‫امللموس‪.‬‬

‫‪ ‬تكوين رؤية وخُم ّطط واضح للُم ستقبل‪.‬‬

‫‪ ‬توفري مصدر دخٍل إلعالة األفراد والعائالت‪.‬‬

‫‪ ‬معرفة الّذ ات وإدراك القدرات واملواهب‪ ،‬والتعّر ف على نقاط قّو ة‬

‫وضعف الفرد‪.‬‬

‫‪ ‬هتذيب األخالق‪ ،‬وتنمية املهارات االجتماعّية‪ ،‬وتعليم أدب احلوار‬

‫واالستماع‪ ،‬والّتواضع مع الّناس‪.‬‬

‫‪ ‬ترسيخ معىن العمل بروح الفريق؛ حيث حَي رتم اإلنسان اآلخرين وُيبادهلم‬

‫االحرتام‪.‬‬
‫أثر العمل على المجتمع‬

‫نتيجًة للعمل وأمهّيته قامت العديد من احلضارات؛ فقامت احلضارة املصرّية على‬

‫العمل الزراعّي واملعماري‪ ،‬باإلضافة إىل براعتهم يف اجملال الكيميائّي ‪ ،‬كما اشتهر‬

‫أيضًا الفينيقّيون بنشاطهم التجارّي وصناعتهم لألسلحة‪ ،‬واهتّم البابلّيون‬

‫باستخراج املعادن‪.‬و بذلك تتجّلى أمهّية العمل للُم جتمعات والدول من خالل ما‬

‫يأيت‪:‬‬

‫‪ ‬زيادة دخل الفرد‪ ،‬وبالّتايل زيادة إيرادات الّد ولة‪ :‬وذلك لزيادة إقبال‬

‫األفراد على األسواق االقتصادّية واخلدمات التعليمّية والصحّية‪ّ ،‬مما ُيؤّدي‬

‫إىل تنشيط االقتصاد‪ ،‬وزيادة إيرادات الّد ولة‪.‬‬

‫‪ ‬تقوية أواصر الّتكاتف والّتكافل بني الّناس‪ ،‬وُمشاركة اخلربات والّتجارب‬

‫لتحقيق األهداف‪.‬‬

‫‪ ‬تسخري املوارد واإلمكانات ا تاحة وا حيطة إلنتاج ما هو ُمفيد‪.‬‬


‫ُمل‬ ‫ُمل‬
‫‪ ‬تقليل نسبة اجلرمية الّناجتة عن عدم وجود استغالل صحيح للوقت؛ فتقّل‬
‫نسبة جرائم الّس رقة والقتل واالغتصاب‪.‬‬
‫‪ ‬احلّد من انتشار ا خِّدرات‪ُ :‬تعّد البطالة وسطًا ُمالئمًا النتشار ا خِّدرات‬
‫ُمل‬ ‫ُمل‬
‫نتيجًة للفراغ والّتهميش وسوء األوضاع االقتصادّية‪.‬‬

‫‪ ‬حتقيق األمن ا جتمعّي ورفع ا ستوى املعيشّي ‪.‬‬


‫ُمل‬ ‫ُمل‬
‫‪ ‬زيادة اإلنتاجّية‪.‬‬

‫‪ ‬حتسني االستثمار يف ا جتمعات الفقرية‪.‬‬


‫ُمل‬
‫العمل هو رافٌد للُم جتمعات بالكفاءات ا ختلفة واليت يقوم كل فرٍد فيها بأداء‬
‫ُمل‬
‫ٍف‬ ‫ٍة‬
‫عمله بكل مهني واحرتا ‪ ،‬فرتتقي األمم وتنهض بالعمل الّد ؤوب اُملستمّر‬
‫لتحقيق األهداف وإجناز التطّلعات‪.‬‬

‫أنواع العمل ُيقسم العمل بطبيعته إلى عّد ة أنواع‪:‬‬

‫العمل بدوام كامل‪ :‬العمل طيلة ساعات وأّيام الّد وام الرمسّية وفق عقٍد بني جهة‬

‫الّتوظيف والفرد‪ ،‬وحيصل مبوجبه على أجٍر ُمعنّي ‪.‬‬

‫العمل بدوام جزئّي ‪ :‬العمل جزء من اليوم أو خالل أّيام ُمعّينة يف األسبوع‪.‬‬

‫العمل املومسّي ‪ :‬يتّم خالل فرتة ُمعّينة من الّس نة‪ ،‬مثل العمل يف املزارع واحلقول‪،‬‬

‫ويتطّلب التنّق ل بكثرة‪.‬‬


‫العمل احلّر ‪ :‬هو العمل دون الّتعاقد مع جهة رمسّية أو احلصول على راتب ثابت‪،‬‬

‫وحيصل الفرد فيه على الوظيفة وفق مهاراٍت ُمعّينة ميتلكها‪.‬‬

‫العمل املنزيل‪ :‬ويتّم غالبًا عن طريق اإلنرتنت واالّتصال عند بعد‪ ،‬وُيعّد ُمناسبًا يف‬

‫حالة ُبعد مكان العمل عن مكان الّس كن لعدم احلاجة إلدارة األعمال عن قرب‬

‫ومرونته‪.‬‬

‫العمل التطوعّي ‪ :‬عمل غري مأجور خُي ِّص ص فيه الفرد جزءًا من وقته خلدمة األفراد‬

‫واجملتمع‪.‬‬

‫نظرة اإلسالم للعمل اهتم اإلسالم بالعمل ودعا إليه من خالل اآليات‬

‫واألحاديث ا تعّد دة‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪َ( :‬فِإَذا ُقِض َيِت الَّص َالُة َفاْنَتِش ُر وا يِف اَألْر ِض‬
‫ُمل‬
‫َو اْبَتُغوا ِم ْن َفْض ِل الَّلِه َو اْذُك ُر وا الَّلَه َك ِثًريا َلَعَّلُك ْم ُتْف ِلُح وَن )‪.‬‬

‫وقد حّث على العمل بدًال من التسّو ل و التذّلل لآلخرين؛ فخروج اإلنسان يومّيًا‬

‫من بيته لطلب الّر زق لعائلته‪ ،‬إمّن ا ُيعرّب عن إحدى صور العمل الفردّي اليت مُي كن‬

‫لإلنسان من خالهلا كسب املال احلالل الطّيب الذي ُيعينه على شراء احلاجيات‬

‫ا ختلفة ألهله وبيته‪ ،‬فبدون العمل ال يستطيع اإلنسان أن حُي ّق ق َك فاف عيشه‪.‬‬
‫ُمل‬
‫باإلضافة إىل اعتبار العمل وسيلًة إلقامة الّد ين‪ ،‬عن طريق االجتهاد الّد ؤوب يف‬

‫كاّفة امليادين لعمارة األرض‪ ،‬وجتّلي أمهّيته يف دفع ا فاسد واالستعمار‪ ،‬وترك‬
‫َمل‬
‫االعتماد الُك لّي على األمم اُألخرى‪.‬‬

‫قيمة العمل في اإلسالم‬

‫العمل قيمة غليا من قيم اإلسالم ‪ ،‬فهو أس الدين وركيزة اإلميان وقوام احلياة‬

‫الطيبة لذلك أحاطه اإلسالم بضمانات تكفل حتقيق غاياته ‪ ،‬يف احلفاظ علي حياة‬

‫الفرد واجلماعة بسبب ما نشاهده من تفشي الفقر علي املستوي احمللي واملستوي‬

‫الدويل ‪ ،‬فأغلبية السكان داخل اجملتمعات العربية تعاين الفقر واجلوع واحلاجة ‪،‬‬

‫ويف حاجة ماسة لتأمني ضروريات احلياة املعيشية من الطعام والشراب وامللبس‬

‫واملسكن والعالج والتعليم والعديد من أفراد اجملتمعات اإلسالمية تعيش حتت‬

‫خط الفقر ‪ ،‬وهو مذموم بقول الرسول ‪ ( ‬كاد الفقر أن يكون كفرًا )‬

‫وأحكام اإلسالم واضحة يف ضرورة مكافحة الفقر ‪ ،‬وضمان احتياجات اإلنسان‬

‫والتحذير منه إيل حد وصف الرسول بقوله ( كاد الفقر أن يكون كفرًا ) نتيجة‬

‫الثار املدمرة الناشئة عنه من التخلف والقهر والعوز والفاقة وجتلياهتا واضحة‬

‫ملموسة يف الواقع املعيشي للمجتمعات العربية وإلسالمية‬


‫ومن مظاهر الفقر البطالة والتبطل ‪ ،‬بكل ما يرتتب عليه من حرمان وتسول وفاقة‬

‫واحنراف وإهدار للطاقات وضياع للموارد ‪ ،‬وهي مشكلة قائمة علي املستوي‬

‫احمللي داخل كل دولة إسالمية وعلي مستوي العامل اإلسالمي ‪ ،‬وعلي املستوي‬

‫الدويل حيث إن هناك حاليًا ‪ 550‬مليون نسمة يعيشون علي أقل من دوالر يف‬

‫اليوم ‪ ،‬كما أن هناك نسبًا عالية للبطالة والعمالة املتعطلة يف العامل وخاصة يف‬

‫الدول اإلسالمية وال شك أن البطالة قنبلة موقوتة توشك علي االنفجار ‪0‬‬

‫وقد نتج عن ذلك ختلف وتعثر يف عمليات التنمية يف دول العامل العريب‬

‫واإلسالمي خباصة ‪ ،‬وهذا يتناقض مع األمر القرآين بالعمارة – وهي التنمية –‬

‫بقوله تعايل ‪ ‬واستعمركم فيها ‪‬‬

‫( هود ‪ ) 61 :‬أي ‪ :‬طلب منكم إعمارها ‪ ،‬ووسيلة العمار العمل ‪ ،‬ومفاد هذا‬

‫أن التنمية فرض حمتم علي الفرد واجلماعة ‪0‬‬

‫مما يؤكد أن التنمية بالعمل تعترب واجبة حالة التخلف اليت جتعل دول العامل‬

‫اإلسالمي عالة علي غريها من الدول األجنبية ‪ ،‬مبا يرتتب عليه من التبعية والتأثري‬

‫علي حرية قرارها ورسم مستقبلها ورفعة مكانتها يف اجملتمع الدويل ‪ ،‬لذا حنن‬

‫حباجة ماسة الستعادة قيمة العمل ‪ ،‬وإشاعة ثقافة اجلدية والسبق إيل اإلنتاج علي‬
‫املستوي الفردي واجلماعي ‪ ،‬وتوجيه الفرد وتنمية استعداده باعتباره الركيزة يف‬

‫التنمية املطلوبة ‪0‬‬

‫لذلك يعترب العمل هو عنصر اإلنتاج األساسي ‪ ،‬وعده اإلسالم أفضل انواع‬

‫الكسب ففي احلديث ‪ ( :‬ما اكل أحد قط طعامًا خريًا من أن يأكل من عمل يده‬

‫‪ ،‬وإن نيب اهلل داود عليه السالم كان يأكل من عمل يده ) وسئل الرسول ‪ ‬أي‬

‫الكسب أفضل قال ( عمل الرجل بيده ‪ ،‬وكل بيع مربور ) والعمل يشمل كل‬

‫فعالية اقتصادية مشروعة يف مقابل أجر سواء كان هذا العمل بدينا كان أم ذهنيا‬

‫‪0‬‬

‫وحترم الشريعة الكسب عن طريق األنشطة غري املشروعة ‪ :‬املخدرات والبغاء‬

‫وغسل األموال واخلمر واخلنزير ملا ينشا عنها من تعطيل ملكات العقل وانتهاكها‬

‫لقيم الشرف واحلصول علي املال بالطرق غري املشروعة ‪0‬‬

‫ومثة حقائق أساسية عن العمل كواجب ديين ومعاشي تتجلي يف ان هناك‬

‫مسلمات متثل ضمانات للعمل املطلوب يف النظر اإلسالمي ‪ ،‬جنملها فيما يلي ‪-:‬‬

‫‪ -‬أن العمل فريضة إسالمية للقادر عليه إلغناء نفسه وتوفري ضروريات حياته‬

‫لنفسه وملن يعول ‪ ،‬وجاء اخلطاب اإلسالمي مقررًا هلذه احلقيقة ‪ ،‬بصيغة الفرضية‬
‫والتكليف علي املستوي الفردي ‪ ‬فمن يعمل مثقال ذرة خري يره ‪ ( ‬الزلزلة ‪:‬‬

‫‪)7‬‬

‫‪ ‬من عمل صاحلا من ذكرا أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ‪ ( ‬النحل ‪:‬‬

‫‪) 97‬‬

‫وعلي مستوي اخلطاب العام ‪:‬‬

‫‪ ‬وفل اعلموا فسريي اهلل عملكم ورسوله واملؤمنون ‪ ( ‬التوبة ‪) 105 :‬‬

‫حبسبانه وسيلة فاعلة لتقدم اجملتمع وبلوغه مكانة مرموقة بني األمم والشعوب ‪0‬‬

‫‪ -‬ضبط اإلسالم سلوك الفرد يف أدائه ووجهه إيل العمل املنتج الذي يسد حاجة‬

‫الفرد ‪ ،‬وينفع اجملتمع ‪ ،‬ويرتك أثرًا ملموسًا علي حياة الفرد واألمة ‪ ،‬وهو مغزي‬

‫التأكيد القرَاين علي العمل النافع بأنه العمل الصاحل ‪ ،‬فالفائزون من الناس هم‬

‫الذين امنوا وعملوا الصاحلات ‪ ،‬وهو نص قوله تعايل ‪  :‬والعصر (‪ )1‬إن‬

‫اإلنسان لفي ُخ سر (‪ )2‬إال الذين امُنوا وعملوا الصاحلات وتواصوا باحلق وتوصوا‬

‫بالصرب‪ ( ‬العصر ‪) 3 – 1 :‬‬


‫‪ -‬تربز قيمة الفرد وحتدد مكانته ‪ ،‬ويتبوأ موقعه يف اجملتمع بقدر عمله وحسب‬

‫جمهوده وطاقته وما حيققه جملتمعه ‪ ،‬وهو ما يظهر يف قوله تعايل ‪  :‬ولكل‬

‫درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون‪ ( ‬األنعام ‪) 132 :‬‬

‫وبذلك يتبوأ الفرد مكانته املرموقة يف اهليئة االجتماعية بقدر عمله وإبداعه فيه ‪0‬‬

‫‪ -‬إن األمر اإلسالمي للفرد واجلماعة بالتكليف بالعمل واإللزام به ملا فيه صاحله ‪،‬‬

‫يضمن له إخراجه من حالة الفقر والفاقة والعجز والتسول إيل الوفاء بضروريات‬

‫حياته ‪ ،‬واحتياجاته األساسية ‪ ،‬وهو امللحظ يف حديث الرسول ‪ ( ‬ألن يأخذ‬

‫أحدكم حبله فيحتطب علي ظهره خري له من أن يأيت رجًال فيسأله اعطاه أو‬

‫منعه )‬

‫ويف األثر ‪ :‬مكسبه فيها دناءة خري من مسألة الناس ‪0‬‬

‫‪ -‬وجوب إلتقان العمل وعدم التوقف عن إجادة فيه ‪ ،‬وتطويره من أجل‬

‫احلصول علي كسب أعلي وعائد أكرب ‪ ،‬والداللة علي هذا واضحة كما يف‬

‫احلديث ‪ ( :‬إن اهلل ‪ 0‬عز وجل – حيب إذا عمل أحدكم عمًال أن يتقنه ) وقوله‬

‫‪ ( ‬اليد العليا خري من اليد السفلي )‬


‫واإلتقان يكون ببذل أقصي اجلهد ‪ ،‬بغية الوصول إيل أعلي إنتاجية ‪ ،‬والتميز يف‬

‫نوعيه واالرتقاء بدرجته ‪ ،‬باعتبار أن اجلودة قيمة أساسية من قيم العمل يف‬

‫اإلسالم ‪ ،‬واجلودة تكون بالبحث املتواصل البتكار أفضل األساليب لتحسني‬

‫املنتج ‪ ،‬وزيادة عائده والتقليل يف تكلفته ‪ ،‬والتحول من اجليد لألجود بلوغًا‬

‫ألعلي تنمية ممكنة ‪0‬‬

‫وسبيل ذلك العلم واملعرفة املستدامة اهلادفة إيل زيادة إنتاجية الفرد ‪ ،‬وتعظيم‬

‫التنمية يف اجملتمع ‪ ،‬لذلك كان العلم هو سبيل الرفعة والفالح يف قوله تعايل ‪:‬‬

‫‪ ‬يرفع اهلل الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات‪ ( ‬اجملادلة ‪) 11 :‬‬

‫وهو ما يناقض املمارسات العملية للفرد واجلماعة يف اجملتمعات العربية واإلسالمية‬

‫‪ ،‬وما تسجله من إحصائيات صادقة عن إنتاجية الفرد والشعوب يف بالد العروبة‬

‫واإلسالم ‪0‬‬

‫إن شعار املؤمن ‪:‬‬

‫‪ ‬وقل رب زدين علمًا ‪ ( ‬طه ‪) 114 :‬‬

‫فطلب التزود بالعلم لسعادة الدين والدنيا وارتقاء بالعمل والعاملني ‪0‬‬
‫‪ -‬يفرض اإلسالم فرضًا حمتمًا علي كل فرد السعي للحصول علي عمل يسد‬

‫حاجته ويويف بضرورياته األساسية وواجب الدولة واجملتمع معًا إتاحة فرص‬

‫العمل املنتج والكسب النافع بدل عليه ‪ ،‬قوله – تعايل ‪  :‬فإذا ُقضيت الصالة‬

‫فأنتشروا يف األرض وابتغوا من فضل اهلل‪‬‬

‫( اجلمعة ‪) 10 :‬‬

‫يوق أمري املؤمنني عمر بن اخلطاب ‪ ( :‬ال يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ‪ ،‬فإن‬

‫السماء ال متطر ذهبًا وال فضة )‬

‫وقد يتطلب ذلك الدولة متليك الشباب القادر بعض عناصر اإلنتاج كما يف إتاحة‬

‫الفرصة أمامه لعمل املشروعات الصغرية وتعمري الصحراء استمدادا من احلكم‬

‫الشرعي يف إحياء املوات وإعمار األرض وهو مطلب فردي ومجاعي ‪0‬‬

‫وهو ما قرره احلديث ‪ ( :‬من أحيا أرضًا ميتة فهي له ) وفيها إشارة إيل إعالء‬

‫الكسب بالعمل اليدوي وإعاله مكانة القائمني عليه ‪ ،‬والدعوة إليه باعتباره‬

‫صرح البناء ووسيلة التنمية وقد ثبت أن الرسول ‪ ‬قد شارك صحابته يف العمل‬

‫بيده يف أكثر من مناسبة ومن املعلوم أنه عمل بيده الشريفة يف بناء مؤسسة اإلميان‬

‫األويل يف اإلسالم مسجد قباء ‪ ،‬كما مل خيجل من عمل او يقلل من قدره ‪،‬‬
‫يشهد لذلك مقولته لبعض أصحابه تقديسًا للعمل ‪ ( :‬وعلي مجع احلطب ) وهو‬

‫أمر له مغزاه يف هذا اخلصوص ‪ ،‬وما أجدر بامة العرب واإلسالم أن تصحح‬

‫املفاهيم املغلوطة عن تدين قيمة العمل وصاحب العمل اليدوي ووضعه يف أسفل‬

‫السلم االجتماعي ‪ ،‬ولتعلم أن أحد أسباب ختلفها احتقار هذا النوع من العمل‬

‫والنظرة الدونية له ‪0‬‬

‫حق العمل يف املواثيق الدولية ‪-:‬‬

‫اهتمت املواثيق العاملية حبق العمل ‪ ،‬وعلي رأس هذه املواثيق ‪ ،‬اإلعالن العاملي‬

‫حلقوق اإلنسان الذي قرر العديد من احلقوق ‪:‬‬

‫ففي مادة ‪-: 17‬‬

‫‪ -‬لكل فرد حق التملك مبفرده أو باالشرتاك مع غريه ‪0‬‬

‫‪ -‬ال جيوز جتريد أحد من ملكه تعسفًا ‪0‬‬

‫حق العمل واختياره واحلد من البطالة ‪-:‬‬

‫ويف املادة ‪ 23‬من اإلعالن ‪-:‬‬


‫‪ -‬لكل شخص احلق يف العمل ‪ ،‬وله حرية اختياره بشروط عادلة مرضية ‪ ،‬كما‬

‫أن له حق احلماية من البطالة ‪0‬‬

‫تقرير حق األجر العادل والالئق بالكرامة اإلنسانية ‪-:‬‬

‫‪ -‬لكل فرد أن يقوم بعمل له ‪ ،‬واحلق يف أجر عادل مرضي يكفل له وألسرته‬

‫عيشة الئقة بكرامة اإلنسان ‪ ،‬تضاف إليه عند اللزوم وسائل أخري للحماية‬

‫االجتماعية ‪0‬‬

‫لكل شخص احلق يف ان ينشئ ‪ ،‬وينظم إيل نقابات محاية ملصلحته ‪0‬‬

‫يقول عمر رضي اهلل عنه ‪ ( :‬يا معشر الفقراء ارفعوا رءوسكم ‪ ،‬فقد وضح‬

‫الطريق فاستبقوا اخلريات وال تكونوا عالة علي املسلمني )‬

‫احلق يف الراحة وحتديد حد أدين لساعات العمل ‪-:‬‬

‫مادة ‪-: 24‬‬

‫‪ -‬لكل شخص احلق يف الراحة ‪ ،‬ويف أوقات الفراغ ‪ ،‬وال سيما يف حتديد معقول‬

‫لساعات العمل ‪ ،‬ويف عطالت دورية بأجر ‪0‬‬

‫احلق يف مستوي معيشي مناسب ‪-:‬‬


‫مادة ‪-: 25‬‬

‫‪ -‬لكل شخص احلق يف مستوي من املعيشة كاف للمحافظة علي الصحة‬

‫والرفاهية له وألسرته ويتضمن ذلك التغذية وامللبس واملسكن والعناية الطبية ‪،‬‬

‫وكذلك اخلدمات االجتماعية الالزمة ‪ ،‬وله احلق يف تأمني معيشته يف حاالت‬

‫البطالة ‪ ،‬واملرض والعجز ‪ ،‬والرتمل ‪ ،‬والشيخوخة ‪ ،‬وغري ذلك من فقدان وسائل‬

‫العيش نتيجة لظروف خارجة عن إرادته‬

‫‪ -‬االتفاقية الدولية بشان احلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ‪0‬‬

‫احلق يف العمل واختياره لكسب معيشة الفرد ‪-:‬‬

‫مادة ‪-: 6‬‬

‫‪ -‬تقر الدول األطراف يف االتفاقية احلالية باحلق يف العمل الذي يتضمن حق لكل‬

‫فرد يف ان تكون أمامه فرصة كسب معيشته عن طريق العمل الذي خيتاره أو‬

‫يقبله حبرية ‪ ،‬وتتخذ هذه الدول اخلطوات املناسبة لتأمني هذا احلق ‪0‬‬

‫صياغة برامج وسياسات لتحقيق النمو الشامل ‪-:‬‬


‫وتشمل اخلطوات علي برامج وسياسات ووسائل لإلرشاد والتدريب الفين واملهين‬

‫لتحقيق منو اقتصادي ‪ ،‬واجتماعي وثقايف مطرد ‪ ،‬وعمالة كاملة ومنتجة يف ظل‬

‫شروط تؤمن للفرد حرياته السياسية واالقتصادية ‪0‬‬

‫حق الفرد يف ضمان مستوي معيشي الئق كرمي ‪-:‬‬

‫مادة ‪-: 11‬‬

‫‪ -‬حق لكل فرد يف مستوي معيشي مناسب لنفسه ولعائلته ‪ ،‬وكذلك يف حتسني‬

‫أحواله املعيشية بصفة مستمرة ‪0‬‬

‫مادة ‪-: 7‬‬

‫‪ -‬من العهد الدويل للحقوق االقتصادية واالجتماعية ‪0‬‬

‫‪ -‬حق لكل فرد يف اجملتمع بشروط عمل صاحلة وعادلة تكفل ‪-:‬‬

‫‪ -1‬مكافآت توفر لكل العمال كحد أدين وهو ما حتمته الشريعة يف وجوب‬

‫توفري حد الكفاف ‪ ،‬ويأيت بإبعاد شبح اجلوع ‪0‬‬


‫‪ -2‬احلق يف أجور عادلة ومكافآت متساوية عن األعمال ‪ ،‬متساوية القيمة دون‬

‫متييز من أي نوع وعلي وجه اخلصوص ومبا يكفل للنساء شروط عمل ال تقل‬

‫عن تلك اليت يتمتع هبا الرجال مع مساواة يف األجر عن األعمال املتساوية ‪0‬‬

‫ويف اإلسالم يستحق كل عامل أجره فور عمله ( أعطوا األجري أجره قبل أن‬

‫جيف عرقه )‬

‫‪ -3‬احلق يف معيشة شريفة هلم ولعائالهتم ‪ ،‬كحق من حقوق الكرامة بقوله تعايل‬

‫‪:‬‬

‫‪‬ولقد كرمنا بين ادم ومحلناهم يف الرب والبحر ورزقناهم من الطيبات ‪‬‬

‫( اإلسراء ‪) 70‬‬

‫‪ -4‬ظروف عمل مأمونة وصحية ‪0‬‬

‫‪ -5‬اوقات للراحة والفراغ وحتديد معقول لساعات العمل وإجازات دورية‬

‫مدفوعة وكذلك مكافآت عن أيام العطلة العامة وهو ما أشار إليه احلديث ‪:‬‬

‫( روحوا القلوب ساعة وساعة )‬

‫مادة ‪-: 8‬‬


‫‪ -‬حق لكل فرد يف تشكيل النقابات واالنضمام إيل ما خيتار منها يف حدود ما‬

‫تفرضه قواعد التنظيم املعين ‪ ،‬من أجل تعزيز ومحاية مصاحلة االقتصادية‬

‫واالجتماعية وهذا جائز باعتباره وسيلة إيل املصلحة احملققة منه مبقتضي قاعدة‬

‫( الوسيلة إيل الواجب واجبة ) ‪0‬‬

‫املشكالت املتعلقة بالعمل والعمالة ‪-:‬‬

‫‪ -‬سوء أحوال العمالة بسبب استغالل أرباب األعمال هلم وعدم احلصول علي‬

‫الراحة الكافية هلم أسبوعيًا ‪ ،‬وكذلك تشغيل األطفال والنساء ‪ ،‬والعمل يف‬

‫املناجم والتفتيش ‪0‬‬

‫‪ -‬احلاجة إيل بث العدل االجتماعي يف عالقة أصحاب العمل والعمال ‪0‬‬

‫أهداف منظمة العمل الدولية ‪-: ILO‬‬

‫‪ -‬تدعيم أسس السالم العاملي ببث العدالة يف النظام االجتماعي ‪0‬‬

‫‪ -‬إعالن فيالدليفا امللحق مبيثاق منظمة العمل الدولية ‪1944‬م ( العمل ليس‬

‫سلعة ) ‪0‬‬

‫‪ -‬الفاقة هتدد الرخاء وتؤدي إيل عدم االستقرار يف النظام االجتماعي ‪0‬‬
‫‪ -‬تشغيل األيدي العاملة بأجور تكفل املعيشة ‪0‬‬

‫‪ -‬توفري تغذية كافية وسكن مناسب وأوقات للراحة وهو ما كفلته القواعد‬

‫الشرعية ومنظمة العمل الدولية وجعلته هدفا هلا ‪0‬‬

‫( كلفوهم من األعمال ما يطيقون ) ‪0‬‬

‫‪ ‬ال ُيكلف اهلل نفسًا إال وسعها ‪ ( ‬البقرة ‪) 286 :‬‬

‫( النساء ‪) 28 :‬‬ ‫‪ُ ‬يريد اهلل أن خيفف عنكم ‪‬‬

‫( النساء ‪) 28 :‬‬ ‫‪ ‬وُخ لق اإلنسان ضعيفًا ‪‬‬

‫‪ ‬ربنا وال حتملنا ما ال طاقة لنا به ‪ ( ‬البقرة ‪) 286 :‬‬

‫‪ -‬توسيع نطاق الضمان االجتماعي والتكافل املعيشي ‪ ،‬وهو ما نبه عليه اإلسالم‬

‫وجعله أصال من أصول شريعته يف احلياة بقوله تعايل ‪:‬‬

‫‪ ‬إن لك إال جتوع فيها وال تعري ‪ ( ‬طه ‪ ) 118 :‬وقوله ‪:‬‬

‫‪ ‬وُيطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسريًا (‪ )8‬إمنا نطعمكم لوجه اهلل‬

‫ال نريد منكم جزاء وال شكورا ‪ ( ‬اإلنسان ‪) 9 – 8 :‬‬


‫وقد تبنت منظمة العمل الدولية الضمان االجتماعي والعناية الطبية هدفًا تسعي‬

‫إيل بلوغه وواجبًا علي مجيع الدول اختاذ التدابري الالزمة لتحقيقه ‪0‬‬

You might also like