Professional Documents
Culture Documents
إعداد الطالبة:
العمل
تنطلق أمهّية العمل من أّنه احلالة اليت ُتعرّب عن مدى جدوى اإلنسان يف احلياة،
ففي العمل حتقيق للّذ ات يف املقام األول ،ويف نفس الوقت نفع للوطن.
كما أّن ُأسس ا جتمع ودعائمه ال تقوم بغري تكاُتف أفراده وعملهم ،واليد اليت
ُمل
ال تعمل ال تسطيع جلب قوت يومها والعيش يف ظّل عامل أصبح احلصول فيه
على لقمة العيش ليس باألمر الّس هل .تعريف العمل ميكن تعريف العمل بأّنه بذُل
وقد عّر ف أندري الالند العمل يف موسوعته الفلسفية بأّنه عملّية جُي ريها كائن،
كما أّن للعمل معًىن تقنّيًا يف امليكانيكا ،حيث هو ِنتاُج طاقة من خالل زمن.
من خالل توظيف قدرات الفرد وإمكانّياته يف سبيل حتقيق أهدافه ،باذًال ُقصارى
جهده فيها.
وبال غم ّمما صيبه من تعٍب ومشّق ٍة ،إال أّنه يكون راض ًا مبا يرى من مثار جهودِه
ّي ُي ّر
أمام عينيه ،ومبا خُي ّلفه العمل من أثاٍر يف شخصّيته ،ومن هذه اآلثار:
تطوير الشخصّية وحتقيق الّذ ات عن طريق رؤية نتاج العمل على الواقع
امللموس.
وضعف الفرد.
ترسيخ معىن العمل بروح الفريق؛ حيث حَي رتم اإلنسان اآلخرين وُيبادهلم
االحرتام.
أثر العمل على المجتمع
نتيجًة للعمل وأمهّيته قامت العديد من احلضارات؛ فقامت احلضارة املصرّية على
العمل الزراعّي واملعماري ،باإلضافة إىل براعتهم يف اجملال الكيميائّي ،كما اشتهر
باستخراج املعادن.و بذلك تتجّلى أمهّية العمل للُم جتمعات والدول من خالل ما
يأيت:
زيادة دخل الفرد ،وبالّتايل زيادة إيرادات الّد ولة :وذلك لزيادة إقبال
لتحقيق األهداف.
العمل بدوام كامل :العمل طيلة ساعات وأّيام الّد وام الرمسّية وفق عقٍد بني جهة
العمل بدوام جزئّي :العمل جزء من اليوم أو خالل أّيام ُمعّينة يف األسبوع.
العمل املومسّي :يتّم خالل فرتة ُمعّينة من الّس نة ،مثل العمل يف املزارع واحلقول،
العمل املنزيل :ويتّم غالبًا عن طريق اإلنرتنت واالّتصال عند بعد ،وُيعّد ُمناسبًا يف
حالة ُبعد مكان العمل عن مكان الّس كن لعدم احلاجة إلدارة األعمال عن قرب
ومرونته.
العمل التطوعّي :عمل غري مأجور خُي ِّص ص فيه الفرد جزءًا من وقته خلدمة األفراد
واجملتمع.
نظرة اإلسالم للعمل اهتم اإلسالم بالعمل ودعا إليه من خالل اآليات
واألحاديث ا تعّد دة ،قال اهلل تعاىلَ( :فِإَذا ُقِض َيِت الَّص َالُة َفاْنَتِش ُر وا يِف اَألْر ِض
ُمل
َو اْبَتُغوا ِم ْن َفْض ِل الَّلِه َو اْذُك ُر وا الَّلَه َك ِثًريا َلَعَّلُك ْم ُتْف ِلُح وَن ).
وقد حّث على العمل بدًال من التسّو ل و التذّلل لآلخرين؛ فخروج اإلنسان يومّيًا
من بيته لطلب الّر زق لعائلته ،إمّن ا ُيعرّب عن إحدى صور العمل الفردّي اليت مُي كن
لإلنسان من خالهلا كسب املال احلالل الطّيب الذي ُيعينه على شراء احلاجيات
ا ختلفة ألهله وبيته ،فبدون العمل ال يستطيع اإلنسان أن حُي ّق ق َك فاف عيشه.
ُمل
باإلضافة إىل اعتبار العمل وسيلًة إلقامة الّد ين ،عن طريق االجتهاد الّد ؤوب يف
كاّفة امليادين لعمارة األرض ،وجتّلي أمهّيته يف دفع ا فاسد واالستعمار ،وترك
َمل
االعتماد الُك لّي على األمم اُألخرى.
العمل قيمة غليا من قيم اإلسالم ،فهو أس الدين وركيزة اإلميان وقوام احلياة
الطيبة لذلك أحاطه اإلسالم بضمانات تكفل حتقيق غاياته ،يف احلفاظ علي حياة
الفرد واجلماعة بسبب ما نشاهده من تفشي الفقر علي املستوي احمللي واملستوي
الدويل ،فأغلبية السكان داخل اجملتمعات العربية تعاين الفقر واجلوع واحلاجة ،
ويف حاجة ماسة لتأمني ضروريات احلياة املعيشية من الطعام والشراب وامللبس
خط الفقر ،وهو مذموم بقول الرسول ( كاد الفقر أن يكون كفرًا )
والتحذير منه إيل حد وصف الرسول بقوله ( كاد الفقر أن يكون كفرًا ) نتيجة
الثار املدمرة الناشئة عنه من التخلف والقهر والعوز والفاقة وجتلياهتا واضحة
واحنراف وإهدار للطاقات وضياع للموارد ،وهي مشكلة قائمة علي املستوي
احمللي داخل كل دولة إسالمية وعلي مستوي العامل اإلسالمي ،وعلي املستوي
الدويل حيث إن هناك حاليًا 550مليون نسمة يعيشون علي أقل من دوالر يف
اليوم ،كما أن هناك نسبًا عالية للبطالة والعمالة املتعطلة يف العامل وخاصة يف
الدول اإلسالمية وال شك أن البطالة قنبلة موقوتة توشك علي االنفجار 0
وقد نتج عن ذلك ختلف وتعثر يف عمليات التنمية يف دول العامل العريب
( هود ) 61 :أي :طلب منكم إعمارها ،ووسيلة العمار العمل ،ومفاد هذا
مما يؤكد أن التنمية بالعمل تعترب واجبة حالة التخلف اليت جتعل دول العامل
اإلسالمي عالة علي غريها من الدول األجنبية ،مبا يرتتب عليه من التبعية والتأثري
علي حرية قرارها ورسم مستقبلها ورفعة مكانتها يف اجملتمع الدويل ،لذا حنن
حباجة ماسة الستعادة قيمة العمل ،وإشاعة ثقافة اجلدية والسبق إيل اإلنتاج علي
املستوي الفردي واجلماعي ،وتوجيه الفرد وتنمية استعداده باعتباره الركيزة يف
لذلك يعترب العمل هو عنصر اإلنتاج األساسي ،وعده اإلسالم أفضل انواع
الكسب ففي احلديث ( :ما اكل أحد قط طعامًا خريًا من أن يأكل من عمل يده
،وإن نيب اهلل داود عليه السالم كان يأكل من عمل يده ) وسئل الرسول أي
الكسب أفضل قال ( عمل الرجل بيده ،وكل بيع مربور ) والعمل يشمل كل
فعالية اقتصادية مشروعة يف مقابل أجر سواء كان هذا العمل بدينا كان أم ذهنيا
0
وغسل األموال واخلمر واخلنزير ملا ينشا عنها من تعطيل ملكات العقل وانتهاكها
مسلمات متثل ضمانات للعمل املطلوب يف النظر اإلسالمي ،جنملها فيما يلي -:
-أن العمل فريضة إسالمية للقادر عليه إلغناء نفسه وتوفري ضروريات حياته
لنفسه وملن يعول ،وجاء اخلطاب اإلسالمي مقررًا هلذه احلقيقة ،بصيغة الفرضية
والتكليف علي املستوي الفردي فمن يعمل مثقال ذرة خري يره ( الزلزلة :
)7
من عمل صاحلا من ذكرا أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ( النحل :
) 97
وفل اعلموا فسريي اهلل عملكم ورسوله واملؤمنون ( التوبة ) 105 :
حبسبانه وسيلة فاعلة لتقدم اجملتمع وبلوغه مكانة مرموقة بني األمم والشعوب 0
-ضبط اإلسالم سلوك الفرد يف أدائه ووجهه إيل العمل املنتج الذي يسد حاجة
الفرد ،وينفع اجملتمع ،ويرتك أثرًا ملموسًا علي حياة الفرد واألمة ،وهو مغزي
التأكيد القرَاين علي العمل النافع بأنه العمل الصاحل ،فالفائزون من الناس هم
اإلنسان لفي ُخ سر ( )2إال الذين امُنوا وعملوا الصاحلات وتواصوا باحلق وتوصوا
جمهوده وطاقته وما حيققه جملتمعه ،وهو ما يظهر يف قوله تعايل :ولكل
درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون ( األنعام ) 132 :
وبذلك يتبوأ الفرد مكانته املرموقة يف اهليئة االجتماعية بقدر عمله وإبداعه فيه 0
-إن األمر اإلسالمي للفرد واجلماعة بالتكليف بالعمل واإللزام به ملا فيه صاحله ،
يضمن له إخراجه من حالة الفقر والفاقة والعجز والتسول إيل الوفاء بضروريات
أحدكم حبله فيحتطب علي ظهره خري له من أن يأيت رجًال فيسأله اعطاه أو
منعه )
احلصول علي كسب أعلي وعائد أكرب ،والداللة علي هذا واضحة كما يف
احلديث ( :إن اهلل 0عز وجل – حيب إذا عمل أحدكم عمًال أن يتقنه ) وقوله
نوعيه واالرتقاء بدرجته ،باعتبار أن اجلودة قيمة أساسية من قيم العمل يف
وسبيل ذلك العلم واملعرفة املستدامة اهلادفة إيل زيادة إنتاجية الفرد ،وتعظيم
التنمية يف اجملتمع ،لذلك كان العلم هو سبيل الرفعة والفالح يف قوله تعايل :
يرفع اهلل الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ( اجملادلة ) 11 :
واإلسالم 0
فطلب التزود بالعلم لسعادة الدين والدنيا وارتقاء بالعمل والعاملني 0
-يفرض اإلسالم فرضًا حمتمًا علي كل فرد السعي للحصول علي عمل يسد
حاجته ويويف بضرورياته األساسية وواجب الدولة واجملتمع معًا إتاحة فرص
العمل املنتج والكسب النافع بدل عليه ،قوله – تعايل :فإذا ُقضيت الصالة
( اجلمعة ) 10 :
يوق أمري املؤمنني عمر بن اخلطاب ( :ال يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ،فإن
وقد يتطلب ذلك الدولة متليك الشباب القادر بعض عناصر اإلنتاج كما يف إتاحة
الشرعي يف إحياء املوات وإعمار األرض وهو مطلب فردي ومجاعي 0
وهو ما قرره احلديث ( :من أحيا أرضًا ميتة فهي له ) وفيها إشارة إيل إعالء
الكسب بالعمل اليدوي وإعاله مكانة القائمني عليه ،والدعوة إليه باعتباره
صرح البناء ووسيلة التنمية وقد ثبت أن الرسول قد شارك صحابته يف العمل
بيده يف أكثر من مناسبة ومن املعلوم أنه عمل بيده الشريفة يف بناء مؤسسة اإلميان
األويل يف اإلسالم مسجد قباء ،كما مل خيجل من عمل او يقلل من قدره ،
يشهد لذلك مقولته لبعض أصحابه تقديسًا للعمل ( :وعلي مجع احلطب ) وهو
أمر له مغزاه يف هذا اخلصوص ،وما أجدر بامة العرب واإلسالم أن تصحح
املفاهيم املغلوطة عن تدين قيمة العمل وصاحب العمل اليدوي ووضعه يف أسفل
السلم االجتماعي ،ولتعلم أن أحد أسباب ختلفها احتقار هذا النوع من العمل
اهتمت املواثيق العاملية حبق العمل ،وعلي رأس هذه املواثيق ،اإلعالن العاملي
-لكل فرد أن يقوم بعمل له ،واحلق يف أجر عادل مرضي يكفل له وألسرته
عيشة الئقة بكرامة اإلنسان ،تضاف إليه عند اللزوم وسائل أخري للحماية
االجتماعية 0
لكل شخص احلق يف ان ينشئ ،وينظم إيل نقابات محاية ملصلحته 0
يقول عمر رضي اهلل عنه ( :يا معشر الفقراء ارفعوا رءوسكم ،فقد وضح
-لكل شخص احلق يف الراحة ،ويف أوقات الفراغ ،وال سيما يف حتديد معقول
والرفاهية له وألسرته ويتضمن ذلك التغذية وامللبس واملسكن والعناية الطبية ،
-تقر الدول األطراف يف االتفاقية احلالية باحلق يف العمل الذي يتضمن حق لكل
فرد يف ان تكون أمامه فرصة كسب معيشته عن طريق العمل الذي خيتاره أو
يقبله حبرية ،وتتخذ هذه الدول اخلطوات املناسبة لتأمني هذا احلق 0
لتحقيق منو اقتصادي ،واجتماعي وثقايف مطرد ،وعمالة كاملة ومنتجة يف ظل
-حق لكل فرد يف مستوي معيشي مناسب لنفسه ولعائلته ،وكذلك يف حتسني
-حق لكل فرد يف اجملتمع بشروط عمل صاحلة وعادلة تكفل -:
-1مكافآت توفر لكل العمال كحد أدين وهو ما حتمته الشريعة يف وجوب
متييز من أي نوع وعلي وجه اخلصوص ومبا يكفل للنساء شروط عمل ال تقل
عن تلك اليت يتمتع هبا الرجال مع مساواة يف األجر عن األعمال املتساوية 0
ويف اإلسالم يستحق كل عامل أجره فور عمله ( أعطوا األجري أجره قبل أن
جيف عرقه )
-3احلق يف معيشة شريفة هلم ولعائالهتم ،كحق من حقوق الكرامة بقوله تعايل
:
ولقد كرمنا بين ادم ومحلناهم يف الرب والبحر ورزقناهم من الطيبات
( اإلسراء ) 70
مدفوعة وكذلك مكافآت عن أيام العطلة العامة وهو ما أشار إليه احلديث :
تفرضه قواعد التنظيم املعين ،من أجل تعزيز ومحاية مصاحلة االقتصادية
واالجتماعية وهذا جائز باعتباره وسيلة إيل املصلحة احملققة منه مبقتضي قاعدة
-سوء أحوال العمالة بسبب استغالل أرباب األعمال هلم وعدم احلصول علي
الراحة الكافية هلم أسبوعيًا ،وكذلك تشغيل األطفال والنساء ،والعمل يف
-إعالن فيالدليفا امللحق مبيثاق منظمة العمل الدولية 1944م ( العمل ليس
سلعة ) 0
-الفاقة هتدد الرخاء وتؤدي إيل عدم االستقرار يف النظام االجتماعي 0
-تشغيل األيدي العاملة بأجور تكفل املعيشة 0
-توفري تغذية كافية وسكن مناسب وأوقات للراحة وهو ما كفلته القواعد
-توسيع نطاق الضمان االجتماعي والتكافل املعيشي ،وهو ما نبه عليه اإلسالم
إن لك إال جتوع فيها وال تعري ( طه ) 118 :وقوله :
وُيطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسريًا ( )8إمنا نطعمكم لوجه اهلل
إيل بلوغه وواجبًا علي مجيع الدول اختاذ التدابري الالزمة لتحقيقه 0