You are on page 1of 11

‫القيم األساسية ألخالقيات العمل ‪:‬‬

‫مجموعة القيم األخالقية التي ينبغي أن يتحلى بها العامل بغض النظر‬
‫عن العمل التي يزاوله ‪ .‬بكونها صفات أخالقية عامة مرتبطة بالفرد‬
‫أينما كان موقعه في العمل وتعمل هذه القيم األخالقية على تحسين بيئة‬
‫التعامل بين العاملين في أي مؤسسة‪.‬‬
‫ويمكن تصنيف القيم األخالقية المهنية إلى ‪:‬‬
‫(‪ )3‬خلق األمانة‬ ‫(‪ )2‬خلق الصدق‬ ‫(‪ )1‬خلق اإلخالص‬
‫(‪ )6‬خلق الكفاءة‬ ‫(‪ )5‬خلق التعفف‬ ‫(‪ )4‬خلق العدل‬
‫(‪ )9‬خلق حسن‬ ‫(‪ )8‬خلق المبادرة‬ ‫(‪ )7‬خلق اإلتقان‬
‫التعامل (‪ )10‬خلق التعاون‪.‬‬
‫ولكي تترسخ هذه األخالقيات ونحن نهيئ الطالب لسوق العمل‪،‬‬

‫ونعززها في حياته الوظيفية والمهنية بعد تخرجه عليه أن يشارك نهايةَ‬


‫ٍ‬
‫عصف ذهني بـاآلتي‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫كل خلق من أخالقياتـ المهنة من خالل عملية‬
‫يطبق‪ ،‬وأين َّ‬
‫يطبق‪ ،‬ونتائج تطبيق‬ ‫بيان كيفية تطبيق هذا الخلق‪ ،‬ومتى َّ‬
‫والتزام هذا الخلق؛ـ وذلك بحسب تخصص الطالب ومجاله العلمي‪،‬‬
‫ووظيفته ومهنته المستقبلية‪.‬‬
‫والمتتبع لحركة التطوير اإلداري في المنظمات اإلدارية الغربية‬
‫يالحظ أنها نجحت في إحداث نقلة نوعية وكمية في مستوى اإلنتاج من‬
‫خالل تنمية المهارات اإلنتاجية للعاملين وإ دخال األساليب والمعدات‬
‫التكنولوجية الحديثة لكن هذه المنظمات ال تزال عاجزة عن مكافحة‬
‫الفساد اإلداري ولذلك فال تستطيع األجهزة الرقابية الداخلية أو‬
‫الخارجية اكتشافه أو ضبطه ألن ذلك يتعلق بضمائر العاملين حين‬
‫يقبلون الرشوة ويمارسون المحسوبية ويسيئون إلى جهود الخدمة‬
‫ويستقلون الوظيفة العامة والمال العام ‪ .‬ولذلك فإن التشريع اإلسالمي‬
‫قد أهتم بهذا الجانبـ من السلوك اإلنساني حيث أعتبر مراقبة اهلل في‬
‫السر والعلن هي أعلى درجات اإليمان وهي اإلحسان ‪.‬‬

‫‪1‬ـ خلق اإلخالص‬


‫تعريف اإلخالص‪:‬‬
‫اإلخالص لغة‪ :‬يدور جذره اللغوي حول معاني‪ :‬الصفاء‪،‬ـ والنقاء‪،‬‬
‫والسالمة من الشوائب‪ ،‬والبعد عن الرياء‪.‬‬
‫واصطالحا‪(( :‬إفراد هللا سبحانه بالقصد في الطاعة))‪.‬‬
‫على العامل وصاحبـ العمل أن يستحضرا النية الصــالحة بــإخالص العمــل‬
‫هلل‪ ،‬فيقصد في صنعته أو تجارته‪...‬إلخ القيام بفرض من فروض الكفايــات‪،‬‬
‫والنفع ألبنـاء وطنـه وأمتـه‪ ،‬وتحقيـق مصـالح البالد والعبـاد‪ ،‬كمـا عليـه أن‬
‫ينــوي بعملــه االســتعفاف عن الســؤال‪ ،‬واالســتغناء بــالحالل عن النــاس‪،‬‬
‫واالستعانة بما يكسبه من عمله على طاعة هللا تعالى‪ ،‬والقيام برعاية أسرته‬
‫وعياله‪.‬‬

‫‪2‬ـ خلق الصدق‬


‫تعريف الصدق‪:‬‬
‫الصدق لغة‪ :‬قال ابن فارس‪( :‬الصاد والدال والقاف) أصل يدل على قوة‬
‫الشيء قوال وغيره ‪ ،‬وهو ضد الكذب‪.‬‬
‫واصطالحا‪(( :‬القول بما يطابق الحقيقة والواقع من غير تعديل وال زيادة‬
‫وال نقصان))‪.‬‬
‫وليس اإلخبار مقصورا على القول‪ ،‬بل قد يكــون بالفعــل أو باإلشــارة باليــد‬
‫وهزة الرأس ونحو ذلك‪ ،‬وقد يكون بالسكون‪.‬‬
‫وتوخي الصدق في العمل له فوائد جمة منها ‪:‬‬
‫‪ o‬الصدق في العمل يقتضي مطابقة فعل اإلنسان قوله‪ ،‬فتكون أعماله‬
‫الظاهرة ترجمة صادقة لما هو مستقر في باطنه وضميره‪ ،‬وهذا بال شك‬
‫يثمر اإلتقان في كل عمل يعمله فيؤديه كامال‪ ،‬فال غش‪ ،‬وال خداع‪.‬‬
‫‪ o‬وإذا حقق العامل هذه المعاني العظيمة فهذا دليــل على صــدق عملــه‪،‬‬
‫ومجاهدتــه المســتمرة على إرادتــه بعملــه وجــه هللا تعــالى‪ ،‬عالوة على أن‬
‫الصدق يوفر ثقــة كبــيرة بين العمــال وأصــحابـ العمــل‪ ،‬وبينهم وبين أفــراد‬
‫المجتمع‪ ،‬ويزيد البركة في األعمال‪.‬‬

‫‪3‬ـ خلق األمانة‬


‫تعريف األمانة‪:‬‬
‫األمانة ً‬
‫لغة‪ :‬قال ابن فارس‪( :‬الهمزة والميم والنون)‪ :‬أصالن متقاربان‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬األمانة التي هي ضد الخيانة ومعناها‪ :‬سكون القلب‪.) (...‬‬
‫واصطالحا‪(( :‬خلق ثابت في النفس يعف به اإلنسان عما ليس لــه بــه حــق‪،‬‬
‫ويؤدي به ما عليه))‪.‬‬
‫األمانة في أخالقيات المهنة‪:‬‬
‫األمانة كلمة تشمل جميع مناحي الحياة‪،‬ـ ويدخل فيها يقينا العمل الوظيفي ‪،‬‬
‫وتتضمن األمانة في أداء المهنة أمورا ثالثة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ما يخص حقيقة المهنة‪ :‬بالحفاظ على خصوصية العالقة بين أطــراف‬
‫المهنة بحسب طبيعتها؛ مما يعــرف عنــد النــاس بأنــه نقض للعهــد‪ ،‬وإفشــاء‬
‫للسر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يخص التصرف في المهنة‪ :‬بالحفاظ على مصالح المهنة الحقيقيــة‪،‬‬
‫ال مصــلحته الشخصــية على حســاب المهنــة‪ ،‬فال يســرف في اإلنفــاق‪ ،‬وال‬
‫يستغل مهنته أو منصبه ليقــدم مصــالحه الشخصــية على مقتضــيات مهنتــه‪،‬‬
‫وأن يحافظ على المال العام للشركة أو المؤسسة وممتلكاتها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ما يخص وسيلة المهنة‪ :‬سواء في الوصول إليها أو في أدائهــا‪ ،‬فيجب‬
‫أن تكون مشروعة؛ ألن الغاية ال تبرر الوســيلة‪ ،‬وللوســائل حكم المقاصــد‪،‬‬
‫فال كذب وال غش وال محسوبية‪.‬‬
‫آثار االلتزام باألمانة في المهنة‪:‬‬
‫‪1‬ـــ االلتزام بأوقات الدوام وحسن استثمارها‪.‬‬
‫‪2‬ــ التزام العامــل بالتقيــد بتعليمــات صــاحب العمــل؛ فيمــا ال يتعــارض مــع‬
‫الشريعة والقوانين اإلدارية‪.‬‬
‫‪3‬ـ االلتزام بعد إفشاء األسرار المهنية‪.‬‬
‫‪4‬ـ التزام العامل ووفاؤه بما نص عليه عقد العمل من شروط وبنود‪.‬‬

‫‪4‬ــ خلق العدل‬


‫تعريف العدل‪:‬‬
‫العدل ً‬
‫لغة‪(( :‬ما قام في النفوس أنه مستقيم‪ ،‬وهو ضد الجور))‪.‬‬
‫واصطالحا‪(( :‬وضع كل شيء في موضعه الالئق بــه‪ ،‬من غــير زيــادة وال‬
‫نقصان))‪.‬‬
‫للعدل في أداء الوظيفة أربعة جوانب‪ ،‬هي‪:‬‬
‫الجانب األول‪ :‬العدل في تعامل الرئيس مع مرؤسيه‪:‬‬
‫والمقصود به‪ :‬العدل في التقويم‪ ،‬والتوظيف‪ ،‬وتفويض السلطة‪ ،‬وتوزيع‬
‫الحوافز؛ وأال يكون هناك ظلم‪ ،‬وأن يعطي كل ذي حق حقه‪ ،‬والعدل‬
‫والمساواة أمام القانون في الجزاءـ من أهم بواعث األمن‪ ،‬والشعور بالرضا‬
‫والراحة النفسية‪ ،‬والكرامة اإلنسانية‪.‬‬
‫الجانب الثاني‪ :‬العدل في تعامل الموظفين مع رئيسهم‪:‬‬
‫ويقتضي ذلك‪ :‬أال يبالغ الموظفون في وصف سلبيات رؤسائهم‪ ،‬وغيبتهم‪،‬‬
‫أو تحميل أفعالهم وأقوالهم فوق ما تحتمل‪ ،‬وتفسيرها وفق أهوائهم‪ ،‬وعليهم‬
‫أن يكونوا منصفين في الموازنة بين الجوانب اإليجابية والسلبية‪.‬‬
‫الجانب الثالث‪:‬ـ العدل بين الموظفين بعضهم مع بعض‪:‬‬
‫بأن يحسن بعضهم ببعض الظن‪ ،‬وال َيحمل كالمهم إال على المحمل‬
‫الحسن‪ ،‬وال ينحاز ألحد العاملين ضد اآلخر‪ ،‬وعلى الجميع أن يلتزم‬
‫بالوقت المحدد للعمل؛ فالوقت ملك لصاحبـ العمل‪ ،‬يتقاضى عليه العامل‬
‫أجرا‪ ،‬وعليهم أن يلتزموا بما تمليه عليهم األنظمة واللوائح ‪.‬‬
‫الجانب الرابع‪ :‬عدل الموظف مع المستفيدين‪:‬‬
‫((يجب أن يتسم الموظف بالعدل بين جميع عمالئــه على حــد ســواء‪ ،‬بحيث‬
‫يعطي لكــل ذي حــق حقــه‪ ،‬فال يمــيز أحــد المــراجعين على اآلخــر‪ ،‬لتجنب‬
‫المحســـوبية‪ ،‬وال يجـــوز للموظـــف أن يقـــدم أقربـــاءه أو أصـــدقاءه على‬
‫المــراجعين اآلخــرين ال في العطــاء وال في الــدور‪ ،‬وال في أي مظهــر من‬
‫مظاهر التمييز))‪.‬‬

‫‪5‬ـ خلق التعـفــف‬


‫تعريف التعفف‪:‬‬
‫التعفــف لغـ ً‬
‫ـة‪ :‬الكــف عمــا ال يحــل ويجمــل‪ ...‬وقيــل‪ :‬االســتعفاف‪ :‬الصــبر‪،‬‬
‫والنزاهة عن الشيء ‪.‬‬
‫التعفف وأثره على أداء الوظيفة والمهنة‪:‬‬
‫يجب على كل موظف وعامل ومهني أن يكون عفيفــا‪ ،‬عزيــز النفس‪ ،‬غــني‬
‫القلب‪،‬ـ بعيدا عن أكل أموال النــاس بالباطــل ممــا يقــدم لــه من رشــوة‪ ،‬تحت‬
‫غطاء الهدية واإلكرامية وغير ذلك؛ لما لها من تــأثير على النفس ال ينكــر؛‬
‫فتكون ذريعة للوساطات والمحسوبيات‪.‬‬

‫‪6‬ـ خلق الكفاءة‬


‫تعريف الكفاءة‪:‬ـ‬
‫{و َل ْم َي ُكنْ لَّ ُه‬
‫الكفاءة لغة‪ :‬التساوي والمماثلة والندية ‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ُكفُواً َأ َح ٌد} [اإلخالص‪.]4 :‬‬
‫واصطالحا‪(( :‬تركيبة من المعارف والمهارات والخــبرة والســلوكيات الــتي‬
‫تمارس في إطار محدد‪ ،‬وتتم مالحظتها من خالل العمــل الميــداني‪ ،‬والــذي‬
‫يعطي لها صــفة القبــول‪ ،‬ومن ثم فإنــه يرجــع للمؤسســة تحديـ ُدها وتقويمُهــا‬
‫وقبولُها وتطويرُها))‪.‬‬
‫كيفية البلوغ إلى الكفاءة‪:‬‬
‫‪ o‬بلوغ الكفاءة في العمل تستدعي من العامل والموظف والمهني‬
‫جميعا‪ ،‬الوعي التام بحاجتهم الكتشاف قدراتهم ومواطن القوة والموهبة‬
‫فيهم‪.‬‬
‫‪ o‬ثم تنميتها عمليا‪ ،‬إذ ال يكفي الشعور بها أو تنميتها نظريا‪ ،‬بل يرافق‬
‫ذلك االلتحاق بالمراكز العملية‪ ،‬وبرامج التدريب المهنية‪ ،‬فيلتزم بحضور‬
‫نشاطاتها‪ ،‬ويجتهد في االكتساب والتحصيل‪ ،‬والتمرين والتدريب‪ ،‬ويدفع‬
‫بعقله وفكره في هذا االتجاه‪.‬‬
‫‪ o‬الكفاءة تتأتى من خالل المعرفة المتخصصة بالعمل‪ ،‬وخطواته‪،‬‬
‫وإجراءاته الفنية في كل مستوياته‪ ،‬وإدراك العالقات المختلفة بين مراحله‪.‬‬
‫‪ o‬المرونة في التعامل مع اآلخرين‪ ،‬وفهم ميولهم حتى يتمكن من‬
‫التواصل الفعال معهم والعمل بروح الفريق‪.‬‬
‫‪ o‬ضرورة تحديد أسباب ودواعي الوظيفة في ضوء الهدف من العمل‪،‬‬
‫وتحديد المواصفاتـ المطلوبة فيمن يشغلها‪ ،‬حرصا على تحقيق العدالة‬
‫والنزاهة في االختيار‪.‬‬
‫‪ o‬المطالبة بخلق الكفاءة ال يقتصر فقط عنــد بدايــة االلتحــاق بالوظيفــة‪،‬‬
‫بل إن الموظف مطالب به مدة خدمته الوظيفية أو المهنية‪.‬‬

‫‪7‬ـ خلق اإلتقان‬


‫تعريف اإلتقان‪:‬‬
‫اإلتقان ً‬
‫لغة‪(( :‬اإلحكام))‪.‬‬
‫واصطالحا‪(( :‬األداء المتكامل لشخص محترف في أي مجال عملي))‪.‬‬
‫حث الدين االسالمي القويم على االتقان في العمل ‪ ،‬وهنالك آيــات قرآنيــة ‪،‬‬
‫وأحاديث نبوية شريفة كثيرة عن ذلك ‪ ،‬قال هللا تعالى في محكم كتابه ‪ :‬پسم‬
‫آهلل آلرحمن آلرحيم { َوقُ ِل آعْ َملُوْآ َف َس َي َرى آهّلل ُ َع َم َلگُ ْم َو َرسُولُ ُه َو ْآلمُْؤ ِم ُنـ َ‬
‫ـون }‬
‫يقول الرسول األكرم صلى هللا عليه والــه وســلم ‪:‬ال" ِإنَّ هَّللا ُ ُيحِبُّ ِإ َذا َع ِمـ َل‬
‫َأ َح ُد ُك ْم َع َمال َأنْ ُي ْت ِق َن ُه " ‪.‬‬

‫أهم أسباب ضعف اإلتقان‪:‬‬


‫‪1‬ـ ضعف الجانبـ الديني ‪ ،‬أسس القيم الصحيحة‬
‫‪2‬ـ عدم اإلقرار بأهمية المرجعية في أي عمل أو مهنة سواء المرجعية‬
‫العليا أو سلطة اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪3‬ـ عدم النظر إلى قيمة العمل وأهميته‪.‬‬
‫‪4‬ـ جهل العامل بمتطلبات العمل ومستلزماته‪ ،‬فال يتمكن من أدائه على‬
‫الوجه المطلوب‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم الشعور بالمسؤولية‪.‬‬
‫‪6‬ـ إسناد العمل لغير أهله ‪.‬‬
‫‪8‬ـ خلق المبادرة‬
‫تعريف المبادرة‪:‬‬
‫المبادرة ً‬
‫لغة‪ :‬قال ابنُ فارس‪(( :‬البا ُء والدال والرّ اء‪ ،‬أصالن‪ :‬أح ُدهما‪ :‬كما ُل‬
‫الشي ِء وامتالؤه‪ ،‬واآلخر‪ :‬اإلسْ را ُع إلى الشيء))‪.‬‬
‫واصطالحً ا‪(( :‬عملية اقتراح أشياء‪ ،‬والقيام بها قبل اآلخرين‪ ،‬وهي صفة‬
‫الشخص الذي يملك القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت‬
‫المناسب))‪.‬‬
‫فهي نتيجة استعداد ذهني وبدني يتجســد من خالل الســلوك الحيــوي الفعَّال؛ـ‬
‫إذ يقوم الفرد المبادر بمحاولة حل مشكلة تواجهه‪ ،‬أو تواجــه زمالئــه‪ ،‬دون‬
‫أن يكلِّفــه أحــد‪ ،‬وقــد يتصــرف نيابــة عنهم مســخرا كــل جهــوده وإمكانياتــه‬
‫الفكرية والبدنية والمادية إلنجاح مهمته‪.‬‬
‫من صور المبادرة لدى الموظف‪:‬‬
‫‪1‬ــ التحلي بالتعامل الراقي‪ ،‬وبناء عالقات إنسانية جيدة‪ ،‬وامتالك قدر من‬
‫الذكاء العاطفي الذي يم ِّكن المرء من استشعار لمشاعر اآلخرين‪ ،‬وتقدير‬
‫لمواقفهم‪ ،‬ومعرفة لمواطن القوة والضعف فيهم ‪.‬‬
‫‪2‬ــ البحث عن الحلول المبتكرة‪ ،‬والتفكير خارج الصندوق‪ ،‬واستثمار‬
‫الفرص‪ ،‬وسرعة اإلنجاز مع اإلتقان‪ ،‬واالستمرارية في النشاط والفاعلية‪،‬‬
‫وتقديم اإلسهامات والمقترحات‪،‬ـ مع جودة التعبير عن األفكار بلياقة وأدب‪.‬‬
‫‪3‬ـ المشاركة في صنع القرار‪ :‬فــالموظف أو العامــل عنــدما يكــون عنصــرا‬
‫فاعال في عمليـة صـنع القـرار أو حــل المشـكالت ال سـيما مــا يتعلـق منهـا‬
‫بإدارتــه أو قســمه أو وحدتــه؛ يشــعر بأهميتــه وثقــة مــديره‪ ،‬وكــذلك ثقــة‬
‫مؤسسته‪.‬‬

‫‪9‬ـ خلق حسن التعامل‬


‫تعريف حسن التعامل‪:‬‬
‫حسن التعامل‪(( :‬هو الموقف الحسـن الثـابت الصـادق الـذي يتخـذه المـؤمن‬
‫أثنــاء تعاملــه مــع اآلخــرين في ســائر المعــامالت على مــا يكفــل الرفــق‬
‫بالمتعاملين))‪.‬‬
‫حسن معاملة الموظف مع رؤسائه‪ ،‬وزمالئه‪ ،‬ومرؤوسيه‪ ،‬والمراجعين‪:‬‬
‫‪ o‬فالرؤساء والمدراء أكثر خبرة في العمل غالبا‪ ،‬وحسن التعامل معهم‬
‫يظهر في تنفيذ توجيهاتهم؛ وفي العالقة الجيدة معهم‪.‬‬
‫‪ o‬والزمالء شركاء في المصلحة‪،‬ـ ونصحاءـ في العمــل‪ ،‬فيرشــد الواحــد‬
‫منهم زميله‪ ،‬ويسهل له مهمته‪ ،‬ويكون مرآة له‪ ،‬فيعــود عليهم ذلــك بالراحــة‬
‫النفســية‪ ،‬وعلى العمــل بــاألداء الجيــد‪ ،‬كمــا يظهــر في التحيــة واالبتســامة‬
‫والمالطفة‪ ،‬والتعاون واإليجابية‪ ،‬والنصح والدعم‪ ،‬والتغاضــي عن العيــوب‬
‫واألخطاء غير المقصودة‪.‬‬
‫والمرؤوسون لوالهم ما استطاع الرئيس أن ينجز مهامه‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫‪o‬‬
‫أن المنطقي أن يكــون الــرئيس والمــدير قــدوة لهم‪ ،‬فــإذا كــان يتعامــل معهم‬
‫بلياقة واحترام‪ ،‬فسيكونون كذلك مع بعضهم‪ ،‬بل وسيظهر مــردود ذلــك في‬
‫عملهم وإنتــاجهم‪ ،‬أمــا لــو كــان متعاليــا عليهم‪ ،‬فــإن عطــاءهم سيضــعف‪،‬‬
‫وستتوتر نفسياتهم معه ومع اآلخرين‪.‬‬
‫‪ o‬والمراجعــون هم معيــار نجــاح المؤسســة‪ ،‬فانطبــاعهم عن المؤسســة‬
‫يعكس رأيهم في تعامل موظفيها‪ ،‬وألنهم أصحابـ حاجة‪ ،‬فمن حسن تعامــل‬
‫الموظف معهم أن يتقن فن االحتواء ويتدرب عليه‪.‬‬
‫فمن الناس من تحتويـه بابتســامة صــادقة‪ ،‬أو كلمـة طيبـة‪ ،‬أو إنصــات لــه‬
‫باهتمام‪ ،‬وتسامح‪ ،‬وليبتعد عن تصيد األخطاء والعثرات‪،‬ـ خصوصــا في أي‬
‫سلوك يسيئ إليه‪ ،‬فيغلب جانب إحسان الظن في ذلك‪.‬‬

‫‪10‬ـ خلق التعاون‬


‫تعريف التعاون‪:‬‬
‫التعاون لغة‪ :‬العون هو الظهير‪ ،‬ورجل معوان‪ :‬كثير المعونة للناس ‪.‬‬
‫واصطالحا‪(( :‬اإلتيان بكل خصلة من خصالـ الخير المأمور بفعلها‪،‬‬
‫واالمتناع عن كل خصلة من خصال الشر المأمور بتركها‪،‬بكل قول يبعث‬
‫عليها‪ ،‬وبكل فعل كذلك)) ‪.‬‬
‫فالتعاون يقتضي األلفة‪ ،‬ووحدة الهدف‪ ،‬واجتماع القلوبـ على بلوغه‪.‬‬

‫فوائد التعاون في البيئة المهنية‪:‬‬


‫‪ .1‬خفض المنافسة والصراع غير المنتج‪ :‬ذلك أن دعم مناخ التعاون‬
‫والعمل الجماعي يقلل من زيادة التنافس الضارـ بين الموظفين‪ ،‬وهذا بال‬
‫شك يؤدي إلى سد قنوات االتصال بينهم والتفاهم والتعاون؛ وبالضرورة‬
‫سيقلل من فعالية األفراد‪ ،‬واإلنتاج‪.‬‬
‫‪ .2‬تبادل المعلومات‪ :‬فالمعرفة قوة‪ ،‬وفي مناخ التعاون في العمل يعمل‬
‫الموظفون كفريق واحد؛ يتبادلون ما لديهم من خبرات ومعارف‪ ،‬فيحصل‬
‫التكامل بينهم‪.‬‬
‫‪ .3‬تحقيق السعادة لألفراد‪ :‬فعندما تشترك مع غيرك في الوصول إلى هدف‬
‫مشترك‪ ،‬فإن هذا التكاتف والتعاون يثمر سعادة وراحة نفسية‪ ،‬ورضى ‪.‬‬

You might also like