Professional Documents
Culture Documents
حقوق العامل المصاب فى القانون السودانى (دراسة مقارنة (
حقوق العامل المصاب فى القانون السودانى (دراسة مقارنة (
( دراسة مقارنة )
د .أمحد املصطفى حممد صاحل الصادق
أستاذ القانون اخلاص املشارك
عميد كلية القانون – جامعة شندى
مستخلص البحث
أصابة العمل هى تلك اإلصابة التى تقع للعامل وهو يؤدى عمله مع وجود عالقة سببيَّة
بين العمل والحادث ،ويلزم لتحققها أن تكون تلك اإلصابة هى التى نتج عنها الضرر للعامل ،
نص على إجراءات يتعيَّن على العامل إتباعها ، وأَّل يكون العامل تع َّمد إصابة نفسه .القانون َّ َّ
وعدم إتباع تلك اإلجراءات يعطى لصاحب العمل الحق فى وقف صرف األجر الذي يتقاضاه
العامل ،ذلك ألنَّه فى حالة إنقطاع عن العمل ،كما يفقده حقه فى التعويض .
التشريع السوداني إعتبر ما يدفع للعامل أجر ،بينما أطلق عليها التشريع السعودى
معنى يختلف عن اآلخر ،فاألجر مستحق والمعونة قد تأتى على ً مسمى معونة ،ولك ٌل منهما
التبرع .كذل ك القانون السودانى جاء بميزة أفضل للعامل حيث قضى بأن يتم حساب ُّ سبيل
ونص
َّ نص عليها عقد العمل إذا تض َّمن شروط أفضل من تلك التي التعويض وفقا ً للشروط التى َّ
عليها القانون .
مدة التقادم فى حالة عدم قيام العامل باإلبالغ عن إصابة العمل َّل تقوم على مجرد قاعدة
إجرائيَّة شكليَّة يمكن تجاوزها ألى سبب من األسباب بل تقوم على قاعدة موضوعيَّة ثابتة
شخص غير صاحب العمل ،أن ٍ تعرض لإلصابة من شرع .كما يجوز للعامل الذى َّ قررها ال َّ
يرجع على ذلك الشخص مطالبا ً بالتعويض ع َّما لحقه من ضرر ،غير أنَّه َّل يجوز له أن يجمع
أن المطلوب هو جبر الضرر فحسب . بين المسئوليَّة العقديَّة والمسئوليَّة التقصيريَّة ،إذ َّ
Abstract
The injury that happen to the employee during his work course
and which has causality relationship and resulting damage, is
considered as a work injury. This Work injury should not be intended by
the employee himself. The law urges the employee some procedures to
follow, otherwise the employer has the right to stop the employee
salary as an absentee as well as he will lose his right compensation.
][1
The Sudanese legislation considers what is paid for the employee
as a salary; meanwhile the Saudi considers it as aid. Salary is a right but
aid is a type of donation. Moreover the Sudanese legislation has
distinction that the compensation could be according to the conditions
of the contract if they are more beneficial for the employee than the
law itself.
In case the employee doesn’t inform his accident, he might lose
his right of compensation.
مقدمة :
إهتمت قوانين العمل والتشريعات ذات الصلة فى كافة البلدان بالعامل ،بإعتباره الطرف
األضعف فى العالقة التعاقديَّة الناشئة بينه وصاحب العمل ،ونجدها وضعت على عاتق صاحب
العمل إلتزاما ً بأن يتخذ اإلحتياطات الالزمة لحماية العامل أثناء العمل من األخطار التى قد
يتعرض لها بسبب أدائه للعمل ،وكذلك األمراض الناجمة عن العمل واآلَّلت المستعملة .كما َّ
ألزمت تلك التشريعات صاحب العمل بأن يعلن فى مكان ظاهر فى المنشأة التعليمات الخاصة
بسالمة العمل والعمال باللغة التى يفهمها العمال .
فى ذات الوقت ألزمت العامل بأن يستعمل األساليب الوقائية التى تحول دون وقوع الحوادث
واألخطار ،وأن يحافظ دائما ً على إستعمال هذه األساليب وأَّل يتهاون فيها ،وأن يسعى دوما ً
الى تنفيذ التعليمات الموضوعة من أجل المحافظة على صحته وصحة اآلخرين من اإلصابات
واألمراض ،وأن يتقيَّد بكل اإلرشادات التى تصدر من صاحب العمل ،وأن َّل يسلك سلوكا ً من
شأنه أن يجلب الضرر له ولغيره من العمال ،وإَّل فقد حقه فى التعويض عند اإلقتضاء .
المشرع فرض على صاحب العمل إتخاذ اإلحتياطات الالزمة لحماية العمال من ِّ ولما كان
األخطار ،فإنَّه أيضا ً قد ح َّمله نفقات ومصروفات هذه اإلحتياطات ،وألزمه بحقوق لمصلحة
تعرض إلصابة بسبب العمل وأثنائه ،من هذه الحقوق أن يتكفَّل بنفقات العالج وكل العامل إذا َّ
ما يلزم له ،وأن يدفع للعامل أجره أثناء فترة العالج ،وأن يعوضه فى حالة أصبح غير قادر
على مواصلة العمل بقدر العجز الذى أصابه .
][2
املبحث األول
مفهوم إصابة العمل
أوالً :تعريف العمل :
العمل لغة يقصد به الصنعة و المهنة والحرفة والفعل ( ، )2ولقد ورد لفظ عمل ومشتقاته
ع َملَ ُك ۡم
ٱّللُ َسيَ َرى َّ ٱع َملُوا فَ َ
فى كثير من آيات القرآن الكريم ،ومن هذه اآليات قال تعالىَ ( :وقُ ِّل ۡ
ش ٰ َهدَ ِّة فَيُن َِّبئ ُ ُكم ِّب َما ُكنت ُ ۡم ت َعۡ َملُونَ ) سورة التوبة ب َوٱل َّ ع ِّل ِّم ۡٱلغ َۡي ِّ
ست ُ َردُّونَ ِّإلَ ٰى ٰ َ سولُ ۥهُ َو ۡٱل ُم ۡؤ ِّمنُ َۖ
ونَ َو َ َو َر ُ
ع ِّملُونَ ) سورة هود اآلية ، 121 علَ ٰى َم َكانَ ِّت ُك ۡم ِّإنَّا ٰ َ ٱع َملُوا َ اآلية َ ( ، 105وقُل ِّللَّذِّينَ ََّل ي ُۡؤ ِّمنُونَ ۡ
( ِّل َي ۡأ ُكلُوا ِّمن ثَ َم ِّرِّۦه َو َما َع ِّملَ ۡتهُ أ َ ۡيدِّي ِّه ۡۚۡم أَفَ َال َي ۡش ُك ُرونَ ) سورة يس اآلية .35
النبى الكريم صلى هللا عليه وسلَّم إحترف الرعى ،فقال صلوات هللا وسالمه عليه " :ما بعث
هللا نبيَّا ً إَّل رعى الغنم ،فقال أصحابه :وأنت ؟ ،فقال :نعم ،كنت أرعاها على قراريط ألهل
مكة(. " )3
أن اإلنسان َّل يرتفع شأنه ،وَّل تعلو مكانته ،وَّل تصان كرامته إَّل بهذا يتضح لنا َّ
بالعمل ،فالعمل سنة نبويَّة ،وضرورة إجتماعيَّة َّ ،ل حياة للفرد وَّل شأن للمجتمع بدونه .
أما معنى العمل فى الفقه يقصد به غالبا ً الفالح أو األجير ،قال تعالى ( :قَالَ ۡت ِّإ ۡحدَ ٰى ُه َما
ين ) سورة القصص اآلية . 26والعمل فى ي ۡٱأل َ ِّم ُ ت ۡٱلقَ ِّو ُّ ٱس ۡت َ َج ۡر َ
ٱس ۡت َ ِّج ۡر َۖهُ إِّ َّن خ َۡي َر َم ِّن ۡ
ت ۡ ٰيََٰٓأَبَ ِّ
عمومه ينصرف الى جهد يبذله اإلنسان ،سواء كان جهدا ً ذهنيَّا ً أو بدنيَّاً ،قل َّ هذا الجهد أو كثر ،
عال شأنه فى تقدير المجتمع أو هبط وزنه ،فكل جهد يبذله اإلنسان يسمى عمالً .فهو كل نشاط
ينصرف الى إنتاج سلعة أو خدمة ذات ثمن فى المجتمع للوفاء بحاجاته ومطالبه الماديَّة
والمعنويَّة .ويعتبر العمل هو الدعامة الثانيَّة فى كل نظام إقتصادى ،فالعمل والمال هما
الدعامتان اإلقتصاديتان .
أن النبى صلى هللا عليه وسلم قال ( :أعطوا األجير أجره قبل أن يجف َّ ورو ى إبن ماجة َّ
ضا على العمل وحرضا عليه وهو أن الكتاب والسنة المط َّهرة ح َّ عرقه) ( . )3ومن ذلك نجد َّ
خير وزيادة . لآلخرة عبادة وفى الدنيا ٌ
][5
احلق فى العالج والرعايَّة الطبيَّة
كفلت القوانين للعامل الحق فى تلقى العالج والرعاية نتيجة لإلصابات التى تلحق به بسبب
نص قانون التعويض عن إصابات العمل على ذلك الحوادث التى تقع أثناء تأديته لعمله ،وقد َّ
بالقول(: )23
تعرض إلصابة عمل بعرض نفسه للكشف الطبى على نفقة صاحب العمل . 1يقوم العامل الذى َّ
لدى الطبيب الذى يعينه صاحب العمل وذلك بعد اإلبالغ عن اإلصابة ،فإذا لم يكن العامل قادرا ً
يبلغ صاحب العمل ليوفر له أكثر مالئمة إلجراء الكشف الطبى عليه ، على ذلك فيجب عليه أن ِّ
ويجوز للعامل فى جميع األحوال أن يعرض نفسه على أى طبيب فى مستشفى حكومى للكشف
عليه .
. 2يكون إثبات إصابة العمل بواسطة طبيب صاحب العمل أو أى طبيب مستشفى حكومى .
. 3إذا ثبت إمتناع العامل الذى أُصيب بإصابة عمل عن عرض نفسه على الطبيب أو إتباع
ألن العامل فى حالة إرشاداته ،يجوز لصاحب العمل وقف صرف األجر الذى يتقاضاه ذلك َّ
اإلنقطاع عن العمل بسبب اإلصابة .
. 4يجب على العامل الذى أُصيب بإصابة عمل أن يتبع إرشادات الطبيب الذى يقوم
()24
بمعالجته
()25
نص على : نظام العمل السعودى َّ
فإن صاحب العمل يلتزم بعالجه ، . 1إذا أُصيب العامل بإصابة عمل ،أو بمرض مهنى َّ ،
ويتح َّمل جميع النفقات الألزمة لذلك ،بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ،بما فيها اإلقامة فى
المستشفى ،والفحوص والتحاليل الطبيَّة ،واألشعة ،واألجهزة التعويضيَّة ،ونفقات اإلنتقال
الى أماكن العالج .
. 2تعدُّ اإلصابة إصابة عمل وفق ما منصوص عليه فى نظام التأمينات اإلجتماعيَّة ،وتعدُّ
األمراض المهنيَّة فى حكم إصابات العمل ،كما يعدُّ تاريخ أول مشاهدة طبيَّة للمرض فى تاريخ
اإلصابة .
نالحظ أنَّه ك ٌل من القانون السودانى والنظام السعودى كفال للعامل المصاب تلقى العالج و
المشرع السودانى ألزم العامل
ِّ الرعاية الطبية وكل ما يلزم على نفقة صاحب العمل ،غير َّ
أن
المصاب بإتباع إجراءات معيَّنة عند اإلصابة هى :
. 1أن يقوم العامل المصاب بإبالغ صاحب العمل عن اإلصابة .
. 2أن يعرض نفسه على الطبيب الذى يعينه صاحب العمل ،مع جواز أن يعرض نفسه على
أى طبيب فى مستشفى حكومى .
. 3إذا لم يكن قادرا ً على عرض نفسه على الطبيب يجب عليه إبالغ صاحب العمل ليقوم بتدبير
إجراء الكشف عليه .
. 4إتباع إرشادات الطبيب المعالج .
النظام السعودى لم ينص على إجراءات معيَّنة يلزم العامل بإتباعها كما جاء فى القانون
السودانى ،غير أنَّه ترك أمر تحديد اإلجراءات النِّظاميِّة بشأن اإلبالغ عن إصابات العمل الى
وزير العمل ،ليتولى بدوره إصدار القرارات الالزمة لتنظيم اإلجراءات وبيان كيفيَّة اإلبالغ
][6
عن اإلصابات ،حيث جاء فيه ( :تحدد بقرار من الوزير إجراءات اإلبالغ عن إصابات
العمل)(.)26
عدم إتباع العامل المصاب لهذه اإلجراءات يعطى لصاحب العمل الحق فى وقف صرف
األجر الذى يتقاضاه العامل ،ذلك ألنَّه فى حالة إنقطاع عن العمل ،كما يفقده حقه فى التعويض
.ذلك ما قضت به المحكمة العليا ( )32فى قضية محمد المكى ضد شركة أم تى إن ،حيث قامت
أن عدم قيام العامل بإتباع اإلجراءات المحددة إلثبات إصابة العمل ، بشطب الطعن إيجازيا ً إذ َّ
يفقد العامل حقه فى المطالبة بالتعويض .
وكان الطاعن قدم طعنه بأنَّه عمل مع المطعون ضدها موظف بخدمات اإلتصال ،وأنَّه
تعرض إلصابة أدَّت الى ضعف فى السمع العصبى نتج عنه إصابته بعجز جزئى َّ بسبب العمل
فى السمع ،قدره القومسيون الطبى بنسبة ، %20طلب الحكم له بالتعويض عن اإلصابة .
أن الطاعن فشل فى إثبات إصابته وفقا ً لمقتضيات القانون صدر حكم المحكمة العليا تأسيسا ً على َّ
،الذى يتطلب أن يكون إثبات اإلصابة بواسطة الطبيب الخاص لصاحب العمل ،علما ً َّ
بأن
الطاعن ذهب الى طبيبه الخاص وليس طبيب صاحب العمل أو الطبيب الذى يحوله له أو أى
طبيب حكومى .
فى ذات الوقت هناك إلتزامات تقع على صاحب العمل قبل وقوع اإلصابة ،وإلتزامات
أخرى أثناء وقوع اإلصابة .وإلتزامات صاحب العمل عند وقوع اإلصابة وفقا ً لقانون التعويض
عن إصابات تتمثل فى :
. 1إبالغ مدير مكتب العمل .
. 2أن يتم اإلبالغ خالل مدة َّل تتجاوز اليوم الثالث لوقوع الحادث .
باإلضافة لإللتزامين السابقين أوجب قانون العمل ( )27على صاحب المصنع التبليغ عن
الحوادث التى تقع أثناء ساعات العمل اليوميَّة وذلك عند نهاية اليوم األول الذى حدثت فيه
اإلصابة ،وتسببت فى وفاة أى عامل أو حريق أو إنفجار ،أو أدت الى حادث حسيم أو تعطيل
أى عامل عن أداء عمله ليوم واحد أو أكثر .
النظام السعودى جاء فيه َّ :ل يلتزم صاحب العمل بما ورد فى المواد ( ،137 ،133
)138من هذا النظام إذا ثبت أى مما يأتى :
أن العامل تع َّمد إصابة نفسه . َّ . 1
. 2أن اإلصابة حدثت بسبب سلوك مقصود من جانب العامل .
أن العامل إمتنع عن عرض نفسه على طبيب ،أو إمتنع عن قبول معالجة الطبيب المكلف َّ . 3
()16
بعالجه من قبل صاحب العمل دون سبب مشروع .
المشرع السعودى رفع اإللتزامات الواقعة على عاتق ِّ مما ورد فى هذه المادة نجد َّ
أن
صاحب العمل من ،تح ُّمل جميع النفقات العالجيَّة الالزمة لعالج العمل المصاب بإصابة عمل،
واألجر الذى يدفع للعامل أثناء فترة العالج ،وكذلك مبلغ التعويض الذى يصرف للعامل إذا ما
نتج عن اإلصابة عجز جزئى ،أو عجز دائم كلى ،أو أدت اإلصابة الى وفاته .أعفى هذا
النَّص صاحب العمل من هذه اإللتزامات وَّل يكون ملزما ً بأداء شئ منها إذا ما ثبت أن العامل قد
أن اإلصابة فى هذه الحالة َّل تكون إصابة عمل ،فضالً على تع َّمد إصابة نفسه ،والعلة فى ذلك َّ
أن أن العامل يكون سئ النيَّة فى تنفيذه إللتزاماته التعاقديَّة إضرارا ً بصاحب العمل .حيث َّ
المبادئ العامة فى العدالة تقتضى بعدم جواز إستفادة الشخص من ُجرم إقترفه ،بحيث يجعله
][7
هذا ال ُجرم فى وضع أفضل مما كان عليه .وبالتالى إذا ما تع َّمد العامل إصابة نفسه فإنَّه َّل
يستحق أى نفقات عالجيَّة أو أجر أو تعويض عن إصابته(.)5
أن التشريعات السودانية والنظام السعودى وضعا إلتزاما ً جوهريَّا ً من مما سبق نالحظ َّ
اإللتزامات الواجبة على صاحب العمل بمقتضى العالقة التعاقديَّة التى نشأت بينه وبين العامل،
وهذا اإللتزام يتمثل فى عالج العامل الذى يعمل فى منشأته ولحسابه وأُصيب بإصابة عمل ،أو
بمرض مهنى .ومن قبيل إصابات العمل بتر أحد أعضاء جسم العامل أو فقدها نتيجة عمله على
أحد األجهزة أو المعدات الموجودة بالمنشأة أو المصنع الذى يعمل فيه ،أو إصابته بحادث
إصطدام بسيارة نتيجة لقيادته لسيارة المنشأة التى يعمل فيها ،على الرغم من إتباعه التعليمات
واألنظمة المتبعة بشأن المرور ،أو إصابته بمرض نتيجة المتخلفات من عمليات التصنيع ،
كاإلصابة بالربو واإللتهاب الرئوى نتيجة لتصاعد األبخرة والغازات من المصنع أو المنشأة .
وغير ذلك العديد والعديد من اإلصابات واألمراض التى قد يتعرض لها العامل من جراء عمله
المشرع صاحب العمل بتح ُّمل جميع النفقات الآلزمة لعالج العامل سواء ِّ فى المنشأة .فالزم
بطريقة مباشرة أو غير مباشرة شاملة كاإلقامة فى المستشفى ،وإجراء كافة الفحوص والتحاليل
الطبيَّة الالزمة وإجراء األشعة ،فضالً عن إلتزامه بدفع ثمن األجهزة التعويضية ونفقات
اإلنتقال الى أماكن العالج .
املبحث الثالث
احلق فى التعويض
أوالً :تعويض األجر :
تعرض العامل إلصابة نتيجة لحادث وقع أثناء ساعات العمل أو بتكليف من صاحب ُّ
العمل ،يؤدى الى إنقطاعه عن العمل ،ويحول دون نفاذ ما تفرضه عليه العالقة التعاقديَّة
الناشئة بينه وصاحب العمل ،مما يحتِّم تنظيم تقاضيه األجر خالل فترة اإلنقطاع .
التشريعات نظمت ذلك بأن كفلت له الحق بأن يستحق أجره أثناء فترة العالج بتراتيب
قانونيَّة معيَّنة .قانون التعويض عن إصابات العمل السودانى ،قضى بإستحقاق العامل لألجر
خالل فترة اإلنقطاع عن العمل بسبب إصابة العمل ،وجاء فيه(:)24
َّ . 1ل يجوز إنهاء عقد أى عامل بسبب إنقطاعه عن العمل للعالج بسبب إصابة عمل حدثت له
،الى أن يتم عالجة ويتقرر عدم لياقته للخدمة .
. 2بالرغم من أحكام أى قانون آخر يدفع صاحب العمل للعامل أثناء العالج أجره عن فترة
اإلنقطاع عن العمل على الوجه اآلتى :
أ .فى الستة شهور األولى يدفع له األجر كامالً .
][8
ب .فى الستة أشهر الثانية يدفع له نصف األجر بعد أن يستنفد أجازته السنوية العادية بأجر
كامل .
ج .فيما زاد عن ذلك يدفع له ثلث األجر الى أن يتم شفاؤه أو يثبت عجزه وفقا ً ألحام هذا القانون
.
()25 َّ
النظام السعودى نظم ذلك على النحو اآلتى :
. 1للمصاب فى حالة عجزه المؤقت عن العمل الناجم عن إصابة عمل الحق فى معونة مالية
تعادل أجره كامالً لمدة ثالثين يوما ً .
%75 . 2من أجره طوال الفترة التى يستغرقها عالجه .
. 3إذا بلغ العالج سنة أو تقرر طبيَّا ً عدم إحتمال شفائه وحالته الصحيَّة َّل تمكنه من العمل
ويعوض عن اإلصابة .وَّل يكون لصاحب العمل الحق فى َّ عدَّت اإلصابة عجزا ً كليَّا ً ينهى العقد ُ
إسترداد ما دفعه الى المصاب خالل تلك السنة .
يتعرض إلصابة َّ أن هذه المواد قررت للعامل الذى مما جاء فى مواد القانونيين أعاله نجد َّ
عمل أدت الى عجزه المؤقت عن العمل ،أن يتقاضى أجره ،بيد أنَّهما إختالفا فى كيفيَّة تقاضى
ذلك األجر أثناء فترة العالج الى أن يتقرر شفاؤه أو عدم صالحيته للخدمة .
القانون السودانى جاء بوضعيَّة أفضل للعامل من نظيره السعودى ،حيث نجده إبتدا ًء
تلقى العالج بسبب قضى صراحة بعدم جواز إنهاء عقد العامل بسبب إنقطاعه عن العمل أثناء ِّ
اإلصابة التى حدثت له ،بينما يفهم ذلك ضمنا ً فى القانون السعودى .كذلك التشريع السودانى
إعتبر ما يدفع للعامل أجر ،بينما أطلق عليها التشريع السعودى مسمى معونة ،ولك ٌل منهما
التبرع .
ُّ معنى يختلف عن اآلخر ،فاألجر مستحق والمعونة قد تأتى على سبيل ً
أيضا ً فى القانون السودانى تأتى المدة التى يتقاضى فيها العامل أجره مع تدرجه أطول ،
مقارنة مع نظيره السعودى الذى وضع لها سقف أعلى َّل يمكن تجاوزه وهو سنة .فيكون
إستمر فى حالة العجزَّ للعامل الحق فى أن يتقاضى أجره كامالً فى الستة أشهر األولى ،فإذا
يستحق أجازته السنوية العادية بأجر كامل ،بعد هذه المدة فإنَّه يدفع له نصف األجر فى الستة
أشهر الثانية ،ما زاد عن ذلك يدفع له ثلث األجر الى أن يتم شفاؤه أو يثبت عجزه .وإذا ما قرر
عجزه وفقا ً ألحكام القانون يترتَّب على ذلك إنهاء العقد وتعويض العامل عن إصابته ،وَّل يكون
لصاحب العمل الحق فى إسترداد ما دفعه الى العامل المصاب خالل تلك الفترة .
المشرع السودانى لم يحدد مدة قصوى لتقاضى العامل المصاب أجره خالل ِّ يمكن القول َّ
بأن
فترة اإلصابة ،وإنَّما تدرج فى إنقاص المستحق من األجر الكامل الى حد الثلث الى أن يشفى أو
المشرع السعودى وضع لها سقفا ً أعلى وهو سنة بعدها إما شفاء أو َّ يثبت عجزه المستديم ،أما
تفوق على نظيره السعودى وكفل للعامل المصاب إنهاء للعقد ،وبهذا يكون القانون السودانى َّ
حماية أفضل خالل فترة اإلصابة .
ثانيَّاً :تعويض اإلصابة :
اإلصابة المقصودة هنا هى تلك اإلصابة التى تنتج عن حادث وقع أثناء العمل و تؤدى
الى الوفاة أو العجز الجسيم .وتعتبر اإلصابة ناشئة من حادث وقع أثناء العمل أو بسببه ،أو
إصابته بأحد األمراض المهنيَّة الواردة فى الجدول الملحق بقانون العمل ،إذا أدت الى وفاة
العامل عند حدوثها أو نتج عنها عجز َّل تقل نسبته عن ، %40بغض النظر ع َّما إذا كان
][9
العامل عند حدوث تلك اإلصابة مخالفا ً ألحكام أى قانون أو لوائح تكون مطبقة على خدمته أو
مخالفا ً ألى تعليمات صادرة من صاحب العمل ،إذا كانت األفعال التى يقوم بها تتصل بأغراض
صنعة العمل أو أعماله(.)8
نص القانون على إستحقاق العامل للتعويض حيث جاء فيه(:)11 وقد َّ
ُ
. 1يدفع صاحب العمل للعامل الذى أصيب إصابة عمل تعويضا ً وفقا ً ألحكام هذا القانون أو
وفقا ً ألى شروط أفضل .
َّ . 2ل يكون العامل مستحقا ً ألى تعويض بموجب هذا القانون على أى إصابة تنشأ عن سوء
تصرف خطير ومقصود من جانب ذلك العامل ما لم تؤد تلك اإلصابة الى الوفاة أو عجز َّل تقل ُّ
نسبته عن . %40
نص القانون على التعويض عن وفاة العامل المصاب ،و التعويض فى حالتى العجز وقد َّ
الكلى والعجز الجزئى على النحو اآلتى بيانه :
. 1إذا توفى العامل بسبب إصابة العمل فيدفع صاحب العمل الى أفراد العائلة تعويضا ً يساوى
األجر اليومى للمتوفى وقت حدوث اإلصابة عن تسعمائة يوم(. )12
. 2إذا أدت إصابة العمل الى عجز كلى فيكون مقدار التعويض مبلغا ً مساويا ً ألجر العامل وقت
حدوث اإلصابة عن ألف ومائتين وستين يوما ً (.)13
. 3أ .إذا أدت اإلصابة الى عجز جزئى فيكون مقدار التعويض حسب نسبة العجز الجزئى من
مقدار التعويض المستحق فى حالة العجز الكلى .
ب .إذا تسبب الحادث الواحد فى أكثر من إصابة فيجب أن تجمع التعويضات التى تمنح بموجب
أحكام هذا القانون بالنسبة الى كل إصابة على أَّل تزيد تلك التعويضات فى مجموعها عن مقدار
التعويض الواجب دفعه فى حالة العجز الكلى الناشئ عن تلك اإلصابات(. )14
نظام العمل السعودى ورد فيه(:)15
. 1إذا نتج عن اإلصابة عجز دائم كلى ،أو أدت اإلصابة الى وفاة المصاب ،فللمصاب أو
المستحقين عنه الحق فى تعويض يقدَّر بما يعادل أجره لمدة ثالث سنوات بحد أدنى قدره أربعة
وخمسون ألف لاير .
فإن المصاب يستحق تعويضا ً معادَّلً لنسبة ذلك . 2أما إذا نتج عن اإلصابة عجز دائم جزئى َّ ،
العجز المقدَّر ،وفقا ً لجدول دليل نسب العجز المعتمد ،مضروبةً فى قيمة تعويض العجز الدائم
الكلى .
المشرع السودانى والسعودى فى هذه المواد كيفيَّة تقدير التعويض المستحق ِّ حدد ك ٌل من
للعامل المصاب بعجز دائم سواء أكان هذا العجز كليَّا ً أو جزئيا ً بشرط أن يكون هذا العجز كما
تقدَّم نتيجة إصابة عمل ،فإذا تسببت هذه اإلصابة فى إحداث عجز دائم كلى للعامل أو نتج عنها
وفاة المصاب ،فيكون للمصاب الذى ثبت عجزه أو المستحقين عنه فى حالة وفاته الحق فى
()14 تعويض يجرى حسابه بالكيفيَّة التى وردت فى ِّكال القانونين ،فى ذات الوقت نجد َّ
أن القانون
نص عليها عقد العمل إذا تض َّمن السودانى قضى بأن يتم حساب التعويض وفقا ً للشروط التى َّ
ونص عليها القانون .أما إذا كانت اإلصابة نتيجة عن سوء تصرف َّ شروط أفضل من تلك التى
أن العامل تع َّمد إصابة نفسه ،فأنه فى خطير أوسلوك أرعن مقصود من جانب العامل ،أى َّ
()14
. صت عليه مواد القانون الحالة َّل يستحق التعويض الذى ن َّ
][10
تقدير نسبة العجز :
القانون( )11أوجب عند تقدير نسبة العجز مراعاة المادة ( )4/13من قانون القمسيون
الطبى لسنة 1974م ،إذ يقوم القمسيون الطبى العام بتقدير نسبة العجز وإثبات أنواعه فى
حاَّلت إصابت العمل واألمراض المهنيَّة ،وتقدَّر نسبة العجز وفقا ً ألحكام الفصل السابع من
َّلئحة القمسيون الطبى لسنة 1974م ((ت َّم إلغاء قانون القمسيون الطبى لسنة 1974م بموجب قانون
القمسيون الطبى القومى لسنة 2008م ،وكانت المادة ( )4/13المشار اليها تتعلق بتقدير نسبة العجز وإثبات
أنواعه ،ولم يرد فى قانون القمسيون الطبى القومى لسنة 2008م أى نص يتناول نسبة العجز وإثبات أنواعه
نص على اإلبقاء على اللوائح والقواعد ،وبالتالى تعتبر الالئحة التى تتض َّمن النسب
،ولكن عند إلغاء القانون َّ
ساريَّة )).
نسبة العجز وأنواعه جاءت فى أورنيك وزارة الصحة اإلتحاديَّة ،القمسيون الطبى أورنيك
نمرة ( )2الصادر بموجب أحكام الفصل السابع من َّلئحة القمسيون الطبى لسنة 1974م حيث
حددت الالئحة جدول النسب المئويَّة للعجز أو العاهة الناتجة عن الحادث أو اإلصابة كما يلى:
املبحث الرابع
حقوق العامل املصاب
وفق ًا لقواعد املسؤوليَّة التقصرييَّة
المسؤوليَّة التقصيريَّة تأتى نتيجة لإلخالل بإلتزامات وواجبات يفرضها القانون وإستوجب
أن القانون يوجب على اإلنسان مراعاتها حيث يترتب على عدم مراعاتها أضرارا ً للغير ،إذ َّ
عدم اإلضرار بغيره ،فإن وقعت تلك األفعال الضارة حتى وإن لم يقصدها الفاعل يتوجب عليه
تحمله إلتزامات وإن لم يقصدها ،إَّل أنَّه يلزمه جبرهاتح ُّمل تبعتها وتصبح فى ذمته ،ومن ث َّم ِّ
وهذه ما تسمى باإللتزامات غير اإلدراديَّة(. )9
فى بعض األحايين قد تقع إصابة العمل فى مكان العمل من شخص غير صاحب العمل
يتعرض العامل إلصابة نتج عنها كسر ساقه بسبب َّ مما يرتب فى ذمته مسؤوليَّة .مثال ذلك أن
شخص غير
ٍ رجوع شاحنة تقوم بتفريغ أغراض خاصة بالعمل .فالكسر ت َّم بمكان العمل من
صاحب العمل .هنا يثور سؤال :هل يجوز لذلك العامل أن يرجع على ذلك الشخص الذى
سبب له الضرر؟ وهل يجوز له الجمع بين التعويضين ،تعويض من صاحب العمل وتعويض
من ذلك الغير ؟
القانون السودانى جاء فيه :إذا حدثت أصابة العمل التى يستحق عليها التعويض بموجب
أحكام هذا القانون فى ظروف يترتب عليها مسؤوليَّة قانونيَّة بأن يدفع أى شخص آخر غير
صاحب العمل تعويضا ً عن األضرار الناشئة عن اإلصابة :
أ .يجوز للعامل أن يتخذ إجراءات طلب التعويض ضد ذلك الشخص عن األضرار التى حدثت
له ،وضد أى شخص آخر يكون ملزما ً بدفع تعويض ،على أَّل يجوز الجمع بين التعويض عن
تلك األضرار والتعويض بموجب أحكام هذا القانون .
ب .إذا كان العامل المصاب قد حصل على تعويض منه بموجب أحكام هذا القانون ،فيجوز
طلب منه دفع التعويض بموجب أحكام المادة ()25 لصاحب العمل دفع التعويض ألى شخص ُ
أن يرجع بقيمة المبالغ المستحقة بموجب أحكام هذا القانون التى دفها على الشخص الملزم
بها(. )22
][12
أن القانون السودانى أعطى العامل المصاب الحق فى أن يرجع على من النص المتقدِّم نجد َّ
الشخص ا لذى سبب له الضرر غير صاحب العمل ويطالبه بالتعويض ،ولكن َّل يحق له الجمع
بين التعويض الناشئ عن اإللتزام الناشئ عن العقد بين صاحب العمل والعامل ،والتعويض
صا ً مشابه لما جاء المترتب عن الفعل الذى سبب الضرر للعامل .فى النظام السعودى لم أجد ن َّ
فى القانون السودانى .
وإصابة العمل التى تحدث ألى عامل أو تكون راجعة الى إهمال ،أو فعل متع َّمد من
صاحب العمل أو أحد األشخاص الذين يعملون لديه ومسؤوَّلً عن أعمالهم أو تقصيرهم ،يمنح
العامل الحق فى رفع دعوى مدنيَّة ويكون للعامل الحق فى الحصول على تعويض عن األضرار
التى لحقت به من صاحب العمل (. )4
أن الضرر يتم جبره فحسب ،وهذا يعنى أنَّه َّل يحق للشخص إذا ما الثابت فقها ً وقضا ًء َّ
قُضى له بالتعويض وفقا ً لقواعد أى من المسئوليتين ،أن يقوم بالمطالبة مرة أخرى بمقتضى
القواعد األخرى ،إذ مفاد ذلك حصوله على أكثر مما لحقه من أضرار ،بينما األصل هو جبر
أن ذلك الجمع قد نبذته كل اآلراء الفقهيَّة ،أن كان يقصد به المقاضاة بأى الضرر فحسب .كما َّ
من المسئوليتين إذا خسر إحدهما نظرا ً لتجافى ذلك مع مبدأ حجيَّة األمر المقضى .
أما القضاء نجده لم يقطع برأى مو َّحد فى ذلك الشأن ،فبينما نجد منها ما َّل يقر مبدأ الجمع
،ذهب بعضها الى عكس ذلك ،ما يذهب الى إمكان الجمع بين المسئوليتين .
فقد جاء ( :بأنَّه َّل يجوز المطالبة بتعويض وفقا ً ألحكام المسئوليَّة التقصيريَّة وذلك حيث
كان سبب الدعوى هو اإلخالل بالعقد( ، ))28بينما قضاء آخر( )29ذهب الى إمكان ذلك الجمع
أن المدعى له الحق على حيث جاء فيه ( :القاعدة التى تقوم عليها المسئوليَّة التقصيريَّة ،هى َّ
المدعى عليه الذى يتو َّجب عليه إتخاذ الحذر والحيطة بحيث إذا أخ َّل المدعى عليه بذلك الواجب
فأن ذلك يعتبر سببا ً لتحقيق المسئوليَّة .والمسئوليَّة ،مما ترتب عليه وقوع الضرر للمدعى َّ
التقصيريَّة هى تقوم الى جانب المسئوليَّة العقديَّة على الرغم من أنَّها نشأت سبب العالقة
التعاقديَّة بين الطرفين ) .
المحكمة العليا حسمت األمر فى قضيَّة حامد محمد حسن ضد ورثة عليَّة حيث قررت عدم
إن الجمع يعنى تمكين المدعين باألخذ الجمع بين المسئوليتين وجاء فى حكمها تبريرا ً لذك َّ ( :
فإن اإللتزام يكون بما يختاروه من خصائص كل مسئوليَّة وهذا َّل يجوز ،ففى حالة وجود عقد َّ
فى الحدود التى رسمها هذا العقد وليس للمتعاقد اللجؤ الى المسئوليَّة التقصيريَّة .أما حيث كان
اإللتزام من النوع الذى يفرضه ك ٌل من العقد والقانون فيكون عندئذ للطرف المتضرر الخيار
بين المسئوليتين)( . )30كما برر ذلك الحكم عدم جواز الجمع باإلضافة الى ما تقدَّم ،بأنَّه يرجع
الى إختالف طرق إثبات الخطأ فى الحالتين ،فيبنما يقع إثباته على المدعى فى دعوى العقد ،
فإن دعوى المسئوليَّة التقصيريَّة تقوم على خطأ مفترض يتعيَّن على المدعى عليه نفيه . َّ
تعرض لإلصابة خالصة القول نجد أنه الثابت فقها ً وقضا ًء وقانونا ً ،أنَّه يجوز للعامل الذى َّ
شخص غير صاحب العمل ،أن يرجع على ذلك الشخص مطالبا ً بالتعويض ع َّما لحقه من ٍ من
ضرر ،غير أنَّه َّل يجوز له أن يجمع بين المسئوليَّة العقديَّة والمسئوليَّة التقصيريَّة ،إذ َّ
أن
المطلوب هو جبر الضرر فحسب ،وأنَّه بالخيار باألخذ بأى منهما .وفى حالة األخذ بالمسئوليَّة
العقديَّة يحق لصاحب العمل بعد دفع مبلغ التعويض أن يرجع على ذلك الشخص الذى سبب
اإلصابة للعامل بالمبلغ الذى ت َّم دفعه .
][13
فى تقديرى وحتى َّل يفقد العامل المصاب حقه فى التعويض أن يأسس دعواه على كل ما
يوصله الى ما يريد عن طريق الطلب اإلحتياطى فى الدعوى المرفوعة ،بمعنى له أن يرفع
دعواه مستندا ً على أسباب عقديَّة وإحتياطا ً على أسباب تقصيريَّة مشمولين فى ذات عريضة
الدعوى ،بحيث إذا ثبت حقه إستنادا ً على األسباب العقديَّة إستغنت المحكمة عن الخوض فى
فإن الفرصة متاحة له فى ذات الدعوىاألسباب التقصيريَّة ،بينما إذا فشل فى الدفع األساسى َّ ،
إلثبات ما يطالب به إحتياطيَّا ً أى إستنادا ً على األسباب التقصيريَّة .
اخلامتة :
أوالً :النتائج :
.1أصابة العمل هى تلك اإلصابة التى تقع للعامل وهو يؤدى عمله مع وجود عالقة سببيَّة
بين العمل والحادث ،ويلزم لتحققها أن تكون تلك اإلصابة هى التى نتج عنها الضرر
وأَّل يكون العامل تع َّمد إصابة نفسه .للعامل َّ ،
نص عليها القانون يعطى لصاحب العمل . 2عدم إتباع العامل المصاب لإلجراءات التى َّ
الحق فى وقف صرف األجر الذى يتقاضاه العامل ،ذلك ألنَّه فى حالة إنقطاع عن العمل
،كما يفقده حقه فى التعويض .
.2التشريع السودانى إعتبر ما يدفع للعامل أجر ،بينما أطلق عليها التشريع السعودى
معنى يختلف عن اآلخر ،فاألجر مستحق والمعونة قد تأتى ً مسمى معونة ،ولك ٌل منهما
التبرع .
ُّ على سبيل
نص عليها عقد َّ . 3القانون السودانى قضى بأن يتم حساب التعويض وفقا ً للشروط التى
ونص عليها القانون .
َّ العمل إذا تض َّمن شروط أفضل من تلك التى
. 4مدة التقادم فى حالة عدم قيام العامل باإلبالغ عن إصابة العمل َّل تقوم على مجرد قاعدة
إجرائيَّة شكليَّة يمكن تجاوزها ألى سبب من األسباب بل تقوم على قاعدة موضوعيَّة ثابتة
شرع . قررها ال َّ
شخص غير صاحب العمل ،أن يرجع على ٍ تعرض لإلصابة من . 5يجوز للعامل الذى َّ
ذلك الشخص مطالبا ً بالتعويض ع َّما لحقه من ضرر ،غير أنَّه َّل يجوز له أن يجمع بين
أن المطلوب هو جبر الضرر فحسب . المسئوليَّة العقديَّة والمسئوليَّة التقصيريَّة ،إذ َّ
ثانيَّاً :التوصيات :
أن يتم النص بأن يقوم العامل أو من ينوب عنه باإلبالغ فقط عن تلك اإلصابة التي .1
تقع خارج مكان العمل ،ألن اإلصابة التي تقع داخل مكان العمل يفترض علم
صاحب العمل بها من واقع يومية األحوال.
القانون ألزم العامل الذي يتعرض إلصابة عمل أن يقدِّم طلب التعويض بنفسه ،أو .2
بواسطة أحد أفراد عائلته .أوصى بأن تعدَّل عبارة "أوبواسطة أحد أفراد عائلته" ،
ويستعاض عنها بعبارة " أومن ينوب عنه".
املصادر واملراجع :
.1القرآن الكريم .
.2ابن منظور ،لسان العرب .
][14
.3السنن الكبرى للبيهقي ،ج .8
.4د .حيدر أحمد دفع هللا ،عقد العمل والتأمينات اإلجتماعيَّة فى السودان 2007 ،م ،ط1
.
.5د .أسامة عطية محمد عبد العال ،الوجيز فى نظام العمل السعودى ،مكتبة الرشد ،
2014م ،ط.1
.6د .مهدى أحمد عبد القادر ،شرح قانون العمل ،بدون 1999 ،م ،ط. 1
.7د .السيد محمد السيد عمران ،شرح قانون العمل الكويتى ،وحدة التأليف والنشر ،كلية
الحقوق 1997 ،م ،ط.1
.8أ.د .حاج آدم حسن الطاهر ،موسوعة قوانين العمل والتأمينات اإلجتماعيَّة 2013 ،م ،
ط. 1
.9أ .د .محمد الشيخ عمر دفع هللا ،اإللتزامات غير اإلدرادية 2007،م ،ط. 1
.10د .حيدر أحمد دفع هللا ،إصابات العمل والتأمينات اإلجتماعيَّة 2007،م ،ط. 1
القوانني:
.11قانون إصابات العمل لسنة 1981م ،المادة (. )10
.12قانون إصابات العمل لسنة 1981م ،المادة (. )12
.13قانون إصابات العمل لسنة 1981م ،المدة (. )13
.14قانون إصابات العمل لسنة 1981م ،المدة (. )14
.15قانون نظام العمل السعودى لسنة 1425هـ ،المادة (. )138
.16قانون إصابات العمل لسنة 1981م ،المادة ( ، )10قانون العمل السعودى لسنة
1425هـ ،المادة (. )139
.17قانون إصابات العمل لسنة 1981م ،المادة (. )18
.18قانون إصابات العمل لسنة 1981م ،المادة (. )9
.19قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة 1981م ،المادة (. )24
َّ .20لئحة القمسيون الطبى لسنة 1974م ،المادة (. )13
.21الالئحة التنفيذيَّة لقانون التأمين اإلجتماعى لسنة 2004م ،المادة (. )32
.22نظام العمل السعودى لسنة 1425هـ ،المادة (. )34
.23قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة 1981م ،المادة () 8
.24قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة 1981م ،المادة () 7
.25نظام العمل السعودى لسنة 1425هـ ،المادة ()37
.26قانون العمل السعودى لسنة 1425هـ ،المادة ()141
.27قانون العمل لسنة 1997م السودانى ،المادة ()92
الدوريات :
.28مجلة األحكام القضائية لسنة 1975م
.29مجلة األحكام القضائيَّة لسنة 1995م
.30مجلة األحكام القضائيَّة لسنة 1977م
.31مجلة األحكام القضائية لسنة 1996م .
][15
.32مجلة األحكام القضائية لسنة 2012م .
.
][16