You are on page 1of 19

‫المقاربة النظرية لألجور‬

‫تعترب األجور واحدة من أهم األمور و املواضيع اليت هتتم هبا املؤسسات و كذا العاملني‬

‫هناك عدة مفاهيم لألجور ختتلف من فكر إىل أخر و من نظرية إىل أخرى نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫األجر باللغة الفرنسية (‪ )Salaire‬وهي مس‪C‬تمدة من الكلم‪C‬ة الالتيني‪C‬ة (‪ )Salarium‬وه‪C‬و مص‪C‬طلح يرم‪C‬ز عن‪C‬د‬
‫روما للعالوات املمنوحة للمحارب‪ .1‬كما يعين يف اللغة الثواب واملكافأة‪ .‬وكلمة األجر تدل على معنيني‪ :‬معىن‬
‫ديين يفيد اجلزاء على العمل الصاحل أو الثواب واملكاف‪C‬أة‪ ،‬على حنو م‪CC‬ا ج‪C‬اء يف الق‪C‬رآن الك‪C‬رمي‪» :‬إن‪C‬ا ال نض‪C‬يع أج‪C‬ر‬
‫املصلحني«‪،2‬‬

‫‪-‬األجر هو املقابل املادي الذي يستحقه العامل من صاحب العمل يف مقابل تنفيذ ما يكلف به من أعمال متفق‬
‫عليها‪.3‬‬

‫‪-‬األجور تشري إىل مجيع أشكال التعويضات املادية و اخلدمات و الفوائد ال‪C‬يت حيص‪C‬ل عليه‪C‬ا املوظ‪C‬ف من املؤسس‪C‬ة‬
‫مقابل اجلهد ال‪C‬ذي يبذل‪C‬ه الش‪C‬خص يف العم‪C‬ل و اس‪C‬تغالله لكاف‪C‬ة طاقات‪C‬ه و إمكانيات‪C‬ه و القي‪C‬ام بامله‪C‬ام و املس‪C‬ؤوليات‬
‫املنوطة بالوظيفة إسهاما منه يف حتقيق أهداف املؤسسة‪.4‬‬

‫‪ -‬األجر هو املرتب هو نصيب العامل أو املوظف يف الدخل القومي‪ ،‬يتح‪CC‬دد مبا يض‪CC‬م مس‪C‬توى من احلي‪CC‬اة الالئق‪CC‬ة‬
‫طبق‪CC‬ا للمس‪CC‬توى االقتص‪CC‬ادي واحلض‪CC‬ري لبل‪CC‬د م‪CC‬ا‪ ،‬ويتف‪CC‬اوت ه‪CC‬ذا األج‪CC‬ر أو املرتب مبق‪CC‬دار م‪CC‬ا يس‪CC‬هم ب‪CC‬ه العام‪CC‬ل يف‬
‫تكوين هذا الدخل القومي‪.‬‬

‫‪-‬األجر هو املرتب ه‪C‬و نص‪C‬يب العام‪C‬ل أو املوظ‪CC‬ف يف ال‪C‬دخل الق‪C‬ومي‪ ،‬يتح‪CC‬دد مبا يض‪C‬م مس‪C‬توى من احلي‪C‬اة الالئق‪CC‬ة‬
‫طبق‪CC‬ا للمس‪CC‬توى االقتص‪CC‬ادي واحلض‪CC‬ري لبل‪CC‬د م‪CC‬ا‪ ،‬ويتف‪CC‬اوت ه‪CC‬ذا األج‪CC‬ر أو املرتب مبق‪CC‬دار م‪CC‬ا يس‪CC‬هم ب‪CC‬ه العام‪CC‬ل يف‬
‫تكوين هذا الدخل القومي‪.5‬‬

‫‪ 1‬سراج وهيبة‪"،‬دراسة إقتصادية قياسية على مدى عدالة األجور في الجزائر"‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة الشلف‪،‬اجلزائر‪،‬سنة‬
‫‪، 4002‬ص ‪.3‬‬
‫‪ 2‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية ‪.170‬‬
‫‪ 3‬محمد عبد الفتاح الصيرفي‪",‬ادارة الموارد البشرية"‪,‬دار المنهج للنشر و التوزيع‪,‬عمان‪,‬االردن‪,2005,‬ص‬
‫‪ 4‬فيصل حسونة‪,‬ا"دارة الموارد البشرية" ‪,‬دار أسامة للنشر و التوزيع‪,‬عمان‪,‬األردن‪,2007,‬ص‪107‬‬
‫‪ 5‬حماد محمد الشطا‪ "،‬النظرية العامة لألجور والمرتبات"‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1982 ،‬ص ‪.54‬‬
‫و يعرف األجر أيض‪C‬ا على أن‪C‬ه‪" :‬مثن العم‪C‬ل‪ ,‬أي املق‪CC‬دار من النق‪C‬ود ال‪C‬ذي ي‪C‬دفعها ص‪CC‬احب العم‪C‬ل إىل العام‪CC‬ل نظ‪CC‬ري‬
‫خدمات يؤديها هذا األخري و هو بالنسبة للعامل ميثل املبلغ ال‪C‬ذي حيص‪CC‬ل علي‪CC‬ه مقاب‪CC‬ل م‪C‬ا يبذل‪CC‬ه من جمه‪C‬ود يف ف‪C‬رتة‬
‫زمنية معينة حلساب صاحب العمل"‪.6‬‬

‫و ميكن تعري‪CC‬ف األج‪CC‬ر أيض‪CC‬ا بأن‪CC‬ه م‪CC‬ا يس‪CC‬تحقه العام‪CC‬ل ل‪CC‬دى ص‪CC‬احب العم‪CC‬ل يف مقاب‪CC‬ل تنفي‪CC‬ذ م‪CC‬ا يكل‪CC‬ف ب‪CC‬ه‪ ,‬وفق‪CC‬ا‬
‫لالتفاق الذي يتم بينها‪ .‬و يف إطار ما تفرضه التشريعات املنظمة للعالقة بني العامل و صاحب العمل‪.7‬‬

‫مفه&&وم& الح&&د األدنى لألج&&ور‪ :‬ع ‪CC‬رف احلد األدىن لألج ‪CC‬ور وف ‪CC‬ق اتفاقي ‪CC‬ة منظم ‪CC‬ة العم ‪CC‬ل الدولي ‪CC‬ة رقم ‪ 133‬على‬
‫أن‪CC‬ه‪ C":‬الكس‪CC‬ب األدىن املس‪CC‬موح قانون‪CC‬ا أو فعال مهم‪CC‬ا ك‪CC‬ان مس‪CC‬توى كس‪CC‬ب أو مه‪CC‬ارة العام‪CC‬ل‪ ،‬و ه‪CC‬و األج‪CC‬ر ال‪CC‬ذي‬
‫لديه يف كل بلد قوة القانون و تطبق حتت هتديد العقوبة اجلنائية أو الغري جنائي‪CC‬ة"‪ .‬ووف‪CC‬ق االتفاقي‪CC‬ة ذاهتا على احلد‬
‫األدىن لألجور أن يشمل احتياجات العمال وعائالهتم والعوامل االقتصادية واالجتماعية ‪.8‬‬

‫إن العم‪CC‬ال ذوو األج‪CC‬ر املت‪CC‬دين يقص‪CC‬د هبم أولئ‪CC‬ك ال‪CC‬ذين تك‪CC‬ون أج‪CC‬ورهم بالس‪CC‬اعة أق‪CC‬ل من ثل‪CC‬ثي الوس‪CC‬يط بني كاف‪CC‬ة‬
‫الوظائف‪.9‬‬

‫أنواع األجور‬

‫هناك عدة أنواع من األجور ميكن ذكرها فيما يلي‪:‬‬

‫األجور النقدية ( اإلسمية) ‪ :‬و هي اليت تعرب عن االستحقاقات اليت تدفع للعاملني مقابل اجمله‪CC‬ودات على ش‪CC‬كل‬
‫مبالغ مالية من خالل أنظمة دفع خمتلفة ( بالس‪C‬اعة أو الي‪CC‬وم أو الش‪CC‬هر أو الس‪CC‬نة) تس‪CC‬تخدمها املؤسس‪CC‬ات‪ ،‬و لكن‬
‫ختتل‪CC C‬ف باس ‪CC‬تخدامها ألنظم ‪CC‬ة ال ‪CC‬دفع م‪CC C‬ع اختالف طبيع ‪CC‬ة عم ‪CC‬ل املؤسس ‪CC‬ة و سياس ‪CC‬تها‪ ،‬أنظمته ‪CC‬ا و اس ‪CC‬رتاتيجياهتا‬
‫الوظيفي‪CC‬ة‪ ،‬حيث يوج‪CC‬د بعض املؤسس‪CC‬ات ال‪CC‬يت تس‪CC‬تخدم نظ‪CC‬ام دف‪CC‬ع األج‪CC‬ور فيه‪CC‬ا ش‪CC‬هريا و بعض‪CC‬ها س‪CC‬نويا و أحيان‪CC‬ا‬
‫يكون باليوم أو الساعة (الخصاونه‪ ،‬ابو خيضر‪ ،‬و العياصرة‪ ،2017 ،‬صفحة ‪.)322‬‬

‫هناك عدة أنواع من األجور ميكن ذكرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 6‬بن حمود سكينة‪4",‬دروس في االقتصاد السياسي" ‪,‬الطبعة األولى‪,‬دار الملكية للطباعة و اإلعالم‪,‬الجزائر‪,2006,‬ص‪.33‬‬
‫‪ 7‬صالح الدين عبد الباقي‬
‫‪8‬‬
‫هديل حسن صالح أبو حمدة‪" ،‬محددات األجور في القطاع الصناعي الفلسطيني"–دراسة حالة قطاع غزة‪،-‬مذكرة مقدمة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في برنامج اقتصاديات التنمية‪،‬الجامعة اإلسالمية‪-‬غزة‪،2015،‬ص‪125‬‬
‫‪9‬‬
‫اتجاهات األجور في العالم و تطورات سياسة األجور في البلدان المختارة‪،‬مكتب العمل الدولي‪،2014،‬ص‪7‬‬
‫األجر االسمي‪( :‬النقدي) هو املبلغ الذي يتقاضاه العامل لق‪C‬اء العم‪C‬ل ال‪C‬ذي يق‪CC‬وم ب‪CC‬ه ‪،‬و ه‪C‬و ال يع‪CC‬رب عن‬ ‫‪‬‬
‫املستوى املعيشي للعامل حيث أن مخسمائة دينار مكتسبة يف وقت ما أو مك‪CC‬ان م‪CC‬ا عن‪CC‬دما تك‪CC‬ون أس‪CC‬عار‬
‫املواد الغذائية و الضرورية األخرى رخيصة ‪،‬متثل أجرا حقيقيا أكثر ارتفـاعا من مخسمائة دينار مكتس‪CC‬بة‬
‫‪10‬‬
‫يف وقت ما أو مكان ما عندما تكون أسعار نفس املواد مرتفعة ‪.‬‬
‫األجر الحقيقي‪ :‬عبارة عن كمية السلع واخلدمات اليت يستطيع العامل احلصول عليه‪CC‬ا من خالل دخل‪CC‬ه‬ ‫‪‬‬
‫النقدي‪ ،‬وعكس األجر النقدي فإن األجر احلقيقي يعكس املستوى املعيشي للعمال‪.‬‬
‫األج&ر ال&دوري‪ ‬و األج&&ر غ&ير ال&&دوري‪ 11:‬األج‪CC‬ر ال‪CC‬دوري ه‪CC‬و القاب‪CC‬ل للتك‪CC‬رار ك‪CC‬ل ف‪CC‬رتة ص‪CC‬رف ومث‪CC‬ال‬ ‫‪‬‬
‫ذل‪CC‬ك األج‪CC‬ر األساس‪CC‬ي ‪ ،‬األج‪CC‬ر غ‪CC‬ري ال‪CC‬دوري ه‪CC‬و ال‪CC‬ذي ي‪CC‬دفع على ف‪CC‬رتات زمني‪CC‬ة طويل‪CC‬ة ال تتف‪CC‬ق ودوري‪CC‬ة‬
‫األجر كما أنه ليس مقابال صرحيا للوظيفة ‪،‬ومثال ذلك املنح النقدية ‪ ،‬واملكافآت ‪.‬‬
‫األج&&ر النق&&دي و األج&&ر العي&&ني‪ :‬األج‪CC‬ر النق‪CC‬دي ه‪CC‬و الن‪CC‬وع التقلي‪CC‬دي لألج‪CC‬ر من ي‪CC‬وم أن ص‪CC‬ارت هن‪CC‬اك‬ ‫‪‬‬
‫عمالت ت‪CC‬داول‪ ،‬وجبانب األج‪CC‬ر النق‪CC‬دي وج‪CC‬د ن‪CC‬وع آخ‪CC‬ر من األج‪CC‬ر ي‪CC‬دفع عين‪CC‬ا ‪،‬مث‪CC‬ال اخلبز ال‪CC‬ذي يطهى‬
‫للعم‪CC‬ال يف املخ‪CC‬ابز جمان‪CC‬ا جبانب أج‪CC‬ورهم النقدي‪CC‬ة ‪ ،‬وك‪CC‬انت ه‪CC‬ذه األج‪CC‬ور العيني‪CC‬ة يف بداي‪CC‬ة ظهوره‪CC‬ا متث‪CC‬ل‬
‫نس ‪CC C‬بة ص ‪CC C‬غرية ج ‪CC C‬دا من األج ‪CC C‬ر النق ‪CC C‬دي إال أن احلرك ‪CC C‬ات العمالي ‪CC C‬ة والنقابي ‪CC C‬ة ‪،‬واجتاه ال ‪CC C‬دول خاص ‪CC C‬ة‬
‫الرأمسالية ‪،‬هذا األجر يتقاضاه العمال مقابل قيامه بوظيفة‬
‫األج &&ر اإلض &&افي (الس &&اعات اإلض &&افية(‪:‬انته ‪CC‬اء وقت ‪CC‬ه الفعلي احملدد قانون ‪CC‬ا‪ ،‬ويك ‪CC‬ون مع ‪CC‬دل أج ‪CC‬ر س ‪CC‬اعة‬ ‫‪‬‬
‫إضافية أعلى من معدل أجر ساعة عادية‪.‬‬
‫األجر اإلجمالي‪12:‬هو ما يستحقه العامل من أجر قبل خصم االقتطاعات منه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األج&&ر الط&&بيعي‪ :‬ه‪CC‬و األج‪CC‬ر ال‪CC‬ذي يس‪CC‬مح للعام‪CC‬ل بالبق‪CC‬اء على قي‪CC‬د احلي‪CC‬اة أي ه‪CC‬و ال‪CC‬ذي يض‪CC‬من مس‪CC‬توى‬ ‫‪‬‬
‫الكفاف ‪،‬و يتحدد هذا األجر يف األجل الطويل‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪.‬مولود نورين‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪72‬‬
‫‪11‬‬
‫‪.‬سنان الموسوي‪"،‬إدارة الموارد البشرية و تأثيرات العولمة" ‪،‬مجدالوي للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن‪،2004،‬ص‪142‬‬
‫‪12‬‬
‫زدون جمال‪ "،‬محددات اإلنتاجية و األجور في القطاع الصناعي في الجزائر دراسة تحليلية قياسية للفترة‪-1980‬‬
‫‪،"2013.‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية ‪،‬جامعة تلمسان‪،2016،‬ص‪101،100‬‬
‫األجر المكتسب و غير المكتسب‪ :‬األجر املكتسب هو األجر الذي حيصل عليه العامل نتيج‪CC‬ة لقيام‪CC‬ه‬ ‫‪‬‬
‫مبجهود أو عمل أو خدمة ملدة حمدودة ‪.‬أما األجر غري املكتسب فهو األجر الذي يزيد عن األجر الذي‬
‫يستحقه‪.‬‬
‫األجر الجاري‪ :‬هو األجر السائد يف السوق الذي يتحدد من خالل التوازن بني عرض العم‪CC‬ل والطلب‬ ‫‪‬‬
‫عليه يف األجل القصري‪.‬‬
‫أهمية األجور‬

‫تلعب األج‪CC‬ور دورا مهم‪CC‬ا و أساس‪CC‬يا يف حتدي‪CC‬د أداء األف‪CC‬راد‪ ،‬حيث أن هن‪CC‬اك عالق‪CC‬ة وثيق‪CC‬ة بني أداء األف‪CC‬راد و م‪CC‬ا ‪.‬‬
‫حيص ‪CC‬لون علي ‪CC‬ه من أج ‪CC‬ر‪ ،‬تنعكس نتائجه ‪CC‬ا على النت ‪CC‬ائج املتوق ‪CC‬ع حتقيقه ‪CC‬ا من األف ‪CC‬راد مما ي ‪CC‬ؤثر على النت ‪CC‬ائج املتوق ‪CC‬ع‬
‫حتقيقها على مستوى املؤسسة و بالتايل على مستوى اجملتمع و تكمن أمهية األجور يف العناصر التالية‪:‬‬

‫أهمية األجور بالنسبة للمؤسسة‬

‫تعترب األجور مهمة ألي مؤسسة نظرا لألسباب التالية (ماهر‪ ،2010 ،‬صفحة ‪:)23،22‬‬

‫متثل األجور جزءا من تكلفة انتاج السلع و اخلدمات اليت تقدمها املؤسسة و اليت ترتاوح م‪CC‬ا بني ‪%15‬‬ ‫‪‬‬
‫إىل ‪ %50‬من التكلفة‪ ،‬كما أن التوفري يف ميزانية األجور يساهم مباشرة يف زيادة ارباح املؤسسة‪.‬‬
‫ت ‪CC‬وثر األج ‪CC‬ور يف االنتاجي ‪CC‬ة على اعتب ‪CC‬ار أن اطمئن ‪CC‬ان العم ‪CC‬ال على أج ‪CC‬رهم ميكن أن ي ‪CC‬ؤثر على محاس ‪CC‬هم‬ ‫‪‬‬
‫و تك‪CC‬ثيف جه‪CC‬ودهم للعم‪CC‬ل‪ ،‬كم‪CC‬ا أن عنص‪CC‬ر احلافز ل‪CC‬ه أث‪CC‬ر على زي‪CC‬ادة االنتاجي‪CC‬ة حيث أن احلص‪CC‬ول على‬
‫املكافآت يكون متعلقا باإلنتاجية اليت يقدمها العاملون‪.‬‬
‫يعمل األجر العايل على جذب العاملني امله‪C‬رة حيث تعم‪C‬ل املؤسس‪CC‬ات على اس‪C‬تخدام األج‪CC‬ور العالي‪C‬ة و‬ ‫‪‬‬
‫أنواع متميزة من مزايا و خدمات يف جذب أفضل املوارد البشرية املتاحة يف السوق‪.‬‬
‫الت‪CC‬أثري على س‪CC‬لوك معني بواس‪CC‬طة األج‪CC‬ور من خالل تش‪CC‬جيع املؤسس‪CC‬ة ألمناط س‪CC‬لوكية معين‪CC‬ة باس‪CC‬تخدام‬ ‫‪‬‬
‫احلوافز لتش ‪CC‬جيع االب ‪CC‬داع و االبتك ‪CC‬ار و األفك ‪CC‬ار اجلدي ‪CC‬دة‪ ،‬كم ‪CC‬ا تق ‪CC‬دم احلوافز اجلماعي ‪CC‬ة ( تق ‪CC‬دم جملم ‪CC‬وع‬
‫العاملني يف وحدة انتاجية معينة) لتشجيع العمل اجلماعي‪.‬‬

‫‪-‬أهمية األجر بالنسبة للفرد‪:‬‬

‫لألجر أمهية كبرية للفرد تتمثل يف ‪( :‬حسونة‪ ،2007 ،‬صفحة ‪)108‬‬


‫‪-‬تشجيع العاملني و حتفزهم ملزيد من األداء و اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪-‬تساعد على ختفيف حدة اإلضراب و التوتر النفسي من خالل تعويضهم‪.‬‬

‫‪-‬متثل األجور العائد الوحيد امللموس و املمكن قياسه لتوظيف العاملني لكافة إمكانياهتم يف العمل‪.‬‬

‫أهمية األجر بالنسبة للمجتمع‪:‬‬

‫متتل األجور املصدر اجلوهري للق‪CC‬وة الش‪CC‬رائية احملرك‪CC‬ة لالقتص‪C‬اد الق‪CC‬ومي و كلم‪C‬ا حتس‪C‬نت األج‪CC‬ور ميي‪C‬ل الس‪CC‬وق إىل‬
‫االنتع‪CC‬اش لك‪CC‬ل القطاع‪CC‬ات االقتص‪CC‬ادية ب‪CC‬اجملتمع م‪CC‬ع مالحظ‪CC‬ة أن يرتب‪CC‬ط ارتف‪CC‬اع األج‪CC‬ور باإلنتاجي‪CC‬ة مما يس‪CC‬اهم يف‬
‫حتقي‪CC‬ق النم‪CC‬و االقتص‪CC‬ادي للدول‪CC‬ة‪ ،‬و إال ف‪CC‬إذا زادت األج‪CC‬ور و تس‪CC‬ببت يف ارتف‪CC‬اع األس‪CC‬عار فيح‪CC‬دث التض‪CC‬خم أو‬
‫الرك‪CC C‬ود أو ينخفض الطلب على بعض املنتج‪CC C‬ات ال ‪CC‬يت ينتجه‪CC C‬ا الع‪CC C‬املون مما يس‪CC C‬بب اخنفاض‪CC C‬ا يف ع ‪CC‬دد الوظ ‪CC‬ائف‬
‫املطلوبة إلنتاج هذه املنتجات اليت ينتجها العاملون مما قد يسبب اخنفاضا يف ع‪CC‬دد الوظ‪CC‬ائف املطلوب‪C‬ة إلنت‪CC‬اج ه‪CC‬ذه‬
‫و بالت ‪CC‬ايل ختفيض يف تكلف ‪CC‬ة ف ‪CC‬رص العم ‪CC‬ل و ه ‪CC‬و م ‪CC‬ا يع ‪CC‬ين زي ‪CC‬ادة البطالة (الرحيم‪،2011 ،‬‬ ‫املنتج ‪CC‬ات‬
‫صفحة ‪.)113‬‬

‫تعت ‪CC C‬رب األج ‪CC C‬ور ال‪CC C C‬يت ت ‪CC C‬دفع لألف ‪CC C‬راد ّذات أمهي ‪CC C‬ة يف اجملتم ‪CC C‬ع و ذل ‪CC C‬ك للعدي ‪CC C‬د من األس ‪CC C‬باب أمهها (ناصر‪،‬‬
‫‪ ،2003/2004‬صفحة ‪:)14‬‬

‫مبا أن األج ‪CC‬ور ال ‪CC‬يت حيص ‪CC‬ل عليه ‪CC‬ا األف ‪CC‬راد يف اجملتم ‪CC‬ع حيدد املس ‪CC‬توى املعيش ‪CC‬ي هلم‪ ،‬و بالت ‪CC‬ايل حتدد درج ‪CC‬ة‬ ‫‪‬‬
‫الرضا الذي يعيشه هذا اجملتمع‪.‬‬
‫يف ح‪CC C‬ال ك‪CC C‬انت األج‪CC C‬ور مرتفع‪CC C‬ة فإهنا متكن األف‪CC C‬راد من االدخ‪CC C‬ار ال‪CC C‬ذي من املمكن ال‪CC C‬ذي يس‪CC C‬اهم يف‬ ‫‪‬‬
‫االستثمار‪ ،‬مما ينعكس على االقتصاد الوطين‪.‬‬
‫من خالل األجور يستطيع اجملتمع أن حيافظ على األيدي العاملة اخلبرية و اجليدة‪ ،‬كم‪CC‬ا أن لألج‪CC‬ور دور‬ ‫‪‬‬
‫كبري يف حتسني حركة البيع و التب‪CC‬ادل يف األس‪C‬واق و بالت‪C‬ايل تنش‪C‬يط عملي‪C‬ة االس‪C‬تهالك و من مث عملي‪CC‬ات‬
‫اإلنتاج‪.‬‬

‫أهمية األجور بالنسبة إلى الدخل القومي‬


‫تشكل األجور مصدرا مهم‪C‬ا يف احلي‪C‬اة االقتص‪C‬ادية و االجتماعي‪C‬ة ففي كث‪C‬ري من األحي‪C‬ان و يف ال‪C‬دول املتقدم‪C‬ة ف‪C‬إن‬
‫األجور املدفوعة متثل أكرت من ‪ %40‬من ال‪C‬دخل الق‪C‬ومي و أحيان‪C‬ا تص‪CC‬ل إىل ‪ %60‬من جمم‪CC‬وع ال‪C‬دخل الوط‪CC‬ين‪،‬‬
‫و لكن يف الدول النامية فإن النسبة ال تتع‪C‬دى ‪ %15‬من جمم‪C‬وع ال‪C‬دخل الوط‪C‬ين‪ ،‬مما يؤك‪C‬د ت‪C‬دهور نظ‪C‬ام األج‪C‬ور‬
‫هبا (المبيضين‪ 4‬و بن شافي األكلبي‪ ،2012 ،‬صفحة ‪.)176‬‬

‫أهداف األجور‬
‫‪13‬‬
‫تتمثل أهداف األجور يف‪:‬‬

‫‪-‬جذب و من مث احلصول على القوى العاملة املؤهلة السيما يف حالة وجود املؤسسات املنافسة؛‬

‫‪-‬احلفاظ على القوى العاملة داخل املؤسسة و منع تسريبها للخارج؛‬

‫‪-‬حتقيق العدالة يف حتديد و دفع األجور مبا يتناسب مع العمل؛‬

‫‪-‬تشجيع و حتفيز العاملني ملزيد من األداء املتميز مع مكافأة مثل هذا األداء؛‬

‫‪-‬تقليل معدل دوران العمل و الغياب و التأخري و الشكاوي من قبل األفراد العاملني‪.‬‬

‫خصائص األجور‬

‫يتميز األجر مبجموعة من اخلصائص نذكر منها ما يلي‪:14‬‬

‫‪-‬ميثل األجر عقد بني العامل و صاحب العمل يف املؤسسة؛‬

‫‪-‬يعت‪CC‬رب عملي‪CC‬ة بي‪CC‬ع و ش‪CC‬راء للعم‪CC‬ل‪ ،‬ف‪CC‬الفرد يق‪CC‬وم ب‪CC‬بيع عمل‪CC‬ه للمؤسس‪CC‬ة لق‪CC‬اء األج‪CC‬ر و املؤسس‪CC‬ة تش‪CC‬رتيه من‪CC‬ذ لق‪CC‬اء‬
‫العمل أيضا؛‬

‫‪-‬متث‪CC‬ل األج‪CC‬ور الق‪CC‬وة الش‪CC‬رائية بالنس‪CC‬بة للف‪CC‬رد و ال‪CC‬يت حتدد ل‪CC‬ه مس‪CC‬توى معيش‪CC‬ي مقب‪CC‬ول باعتباره‪CC‬ا وس‪CC‬يلة إش‪CC‬باع يف‬
‫حيث تنظر إليها املؤسسات بصفة أحد عناصر التكاليف اليت تزيد و تقلل من تكاليف اإلنتاج؛‬

‫‪13‬‬
‫علي محمد ربابعة‪ "،‬إدارة الموارد البشرية تخصص نظم المعلومات اإلدارية"‪،‬الطبعة األولى‪،‬دار صفاء للنشر و التوزيع‪،‬عمان‪،‬‬
‫‪.‬األردن‪،2003،‬ص‪72‬‬
‫‪14‬‬
‫‪.‬محمد الصيرفي‪"،‬هندسة الموارد البشرية"‪،‬الطبعة األولى‪،‬مؤسسة حورس الدولية‪،2006،‬ص‪311‬‬
‫‪-‬حيدد األجر على أساس عدة اعتبارات من بينها جودة العمل و كميته و كذلك اجلهد و الوقت‪.‬‬

‫معايير تحديد األجور‬

‫ميكن للمؤسس‪CC‬ة اس‪CC‬تخدام املع‪CC‬ايري التالي‪CC‬ة لتحدي‪CC‬د األج‪CC‬ور و هي كالت‪CC‬ايل (كافي‪ ،2014 ،‬صفحة ‪،175‬‬
‫‪:)176‬‬

‫‪-1‬األداء‪ :‬إذ يتقاض‪CC‬ى العام‪CC‬ل وف‪CC‬ق ه‪CC‬ذا األس‪CC‬اس أج‪CC‬را يتناس‪CC‬ب م‪CC‬ع أدائ‪CC‬ه تبع‪CC‬ا ملع‪CC‬ايري موض‪CC‬وعية و حمددة بش‪CC‬كل‬
‫مس‪CC‬بق‪ ،‬و تكمن مش‪CC‬كلة ه‪CC‬ذا املعي‪CC‬ار م‪CC‬ع التمي‪CC‬يز بني كم األداء فمثال ينتج الف‪CC‬رد كمي‪CC‬ة كب‪CC‬رية من املنتج‪CC‬ات لكن‬
‫بنوعية متدنية و قد يكافأ على هذه الكمية و يتم التغاضي عن النوعية‪.‬‬

‫‪-2‬الجه&&د‪ :‬يس‪CC‬تخدم اجله‪CC‬د كمعي‪CC‬ار لتحدي‪CC‬د األج‪CC‬ور يف احلاالت ال‪CC‬يت يك‪CC‬ون فيه‪CC‬ا إجناز الف‪CC‬رد أدىن من املع‪CC‬دل‬
‫املطلوب يف حني كان اجلهد املبذول يف سبيل ذلك كافيا‪.‬‬

‫‪-3‬األقدمية‪ :‬تؤثر األقدمية يف العمل يف نظام األجور‪ ،‬و هذا العامل أكثر وضوحا و استخداما يف نظ‪CC‬ام اخلدم‪CC‬ة‬
‫يف اجلهاز احلكومي‪.‬‬

‫‪-4‬المؤه&&ل العلمي و الخ&&برة‪ :‬إن املؤه ‪CC‬ل العلمي و اخلربة ع ‪CC‬امالن مهم ‪CC‬ان يف حتدي ‪CC‬د أج ‪CC‬ر الف ‪CC‬رد عن ‪CC‬د التحاق ‪CC‬ه‬
‫ألول مرة يف املؤسسة‪ ،‬و لسوق العمل الدور األساسي يف حتديد املقابل هلذه املهارة و اخلربة‪.‬‬

‫‪-5‬مس&&توى ص&&عوبة الوظيف&&ة‪ :‬يعتم‪CC‬د ه‪CC‬ذا املعي‪CC‬ار على متطلب‪CC‬ات ش‪CC‬غل الوظيف‪CC‬ة (الفكري‪CC‬ة و اجلس‪CC‬دية) يف حتدي‪CC‬د‬
‫األج‪CC‬ر‪ ،‬فالوظيف‪C‬ة املتك‪CC‬ررة ال‪C‬يت يس‪CC‬هل تعلمه‪CC‬ا تس‪C‬تحق أج‪CC‬را أق‪C‬ل من الوظ‪CC‬ائف املعق‪CC‬دة فكري‪C‬ا و جس‪C‬ديا‪ ،‬كم‪C‬ا أن‬
‫مقدار سلطات الوظيفة عامل حمدد ألجرها‪.‬‬

‫‪-6‬المس&&توى المعيش&&ي و مس&&توى األس&&عار الس&&ائدة في الس&&وق‪ :‬تت‪CC‬أثر األج‪CC‬ور بتك‪CC‬اليف املعيش‪CC‬ة يف اجملتم‪CC‬ع‪،‬‬
‫فكلما زادت تكاليف املعيشة نقص األجر احلقيقي للعامل و أدى ذل‪CC‬ك إىل خفض مس‪CC‬تواه املعيش‪CC‬ي‪ ،‬األم‪CC‬ر ال‪CC‬ذي‬
‫جعل العديد من املنظمات العاملية متيل إىل حتديد األجور وفقا للزيادة احلالية و املنتظرة يف مستويات األسعار‪.‬‬

‫عوامل تحديد األجور‬

‫يتم حتديد األجور بناءﴽ على جمموعة من العوامل و هي‪:‬‬


‫العوامل االقتصادية‪ :‬لألجر وجهان وج‪C‬ه ميث‪C‬ل التكلف‪C‬ة من وجه‪C‬ة نظ‪C‬ر ص‪C‬احب العم‪C‬ل‪ ،‬ووج‪C‬ه اخ‪C‬ر ميث‪C‬ل ال‪C‬دخل‬
‫بالنسبة للعامل‪ ،‬و يف الوقت نفسه ميث‪C‬ل الس‪C‬عر بالنس‪C‬بة لص‪C‬احب العم‪C‬ل أي م‪C‬ا يدفع‪C‬ه مقاب‪C‬ل توظي‪C‬ف أح‪C‬د عوام‪C‬ل‬
‫االنتاج‪ ،‬و هبذا املعىن ميثل املدفوع مقابل خدمات العامل عملية اقتصادية‪ ،‬و بالتايل فإن سعر العم‪C‬ل يتح‪C‬دد على‬
‫أساس طلب املشرتين (أصحاب العمل) و عرض البائعني (العاملني)‪.‬‬

‫العوام &&ل االجتماعية‪ :‬ينظ ‪CC‬ر ك ‪CC‬ل ف ‪CC‬رد إىل األج ‪CC‬ر ال ‪CC‬ذي حيص ‪CC‬ل علي ‪CC‬ه بوص ‪CC‬فه رم ‪CC‬زا للمرك ‪CC‬ز األديب ال ‪CC‬ذي ميثل ‪CC‬ه‪،‬‬
‫باإلض‪CC‬افة إىل أن‪CC‬ه وس‪CC‬يلة لش‪CC‬راء احتياجات‪CC‬ه‪ ،‬و ه‪CC‬ذا يفس‪CC‬ر م‪CC‬ا يعلق‪CC‬ه الع‪CC‬املون من دالالت ح‪CC‬ىت على االختالف‪CC‬ات‬
‫الطفيفة يف األجور‪.‬‬

‫العوامل النفسية‪ :‬فاألجر وسيلة إلشباع احلاجات النفسية للعاملني و حتفيزهم على العمل (شيخة‪،2013 ،‬‬
‫صفحة ‪.)174‬‬

‫العوامل السياسية‪ :‬تنطوي ه‪C‬ذه االعتب‪C‬ارات على سياس‪C‬ة الدول‪C‬ة فيم‪C‬ا يتعل‪C‬ق بسياس‪C‬ة األج‪C‬ور املطبق‪C‬ة يف البل‪C‬د من‬
‫خالل القوانني و اللوائح اليت تصدرها و تطبقها فيما يتعلق باألجور‪.‬‬

‫العوامل األخالقية‪ :‬جيب أن تكون األج‪C‬ور عادل‪C‬ة بني األف‪C‬راد و ذل‪C‬ك بالنس‪C‬بة لبعض األعم‪C‬ال‪ ،‬كم‪C‬ا أن اخنف‪C‬اض‬
‫األج‪CC‬ور ق‪CC‬د ي‪CC‬دفع األف‪CC‬راد إىل س‪CC‬لوك غ‪CC‬ري أخالقي كالرش‪CC‬وة أو اس‪CC‬تغالل الوظيف‪CC‬ة من أج‪CC‬ل مص‪CC‬احلهم الشخص‪CC‬ية‬
‫و غريها‪.‬‬

‫العوامل الثقافية‪ :‬تنط‪CC‬وي ه‪CC‬ذه االعتب‪CC‬ارات على العالق‪CC‬ة بني األج‪CC‬ور و مس‪CC‬امهتها و تأثريه‪CC‬ا على املس‪CC‬توى الثق‪CC‬ايف‬
‫لألفراد يف اجملتمع من خالل مسامهتها يف مساعدة األفراد على متابعة دراس‪CC‬تهم و الرف‪CC‬ع من مس‪CC‬تواهم الثق‪CC‬ايف من‬
‫خالل شراء الكتب و اجملالت و غريها (جمال‪ ،2016 ،‬صفحة ‪.)102‬‬

‫العوام &&ل االداري &&ة‪ :‬و تل ‪CC‬ك ال ‪CC‬يت تتعل ‪CC‬ق بطبيع ‪CC‬ة الوظيف ‪CC‬ة من حيث البس ‪CC‬اطة أو التعقي ‪CC‬د‪ ،‬و املخ ‪CC‬اطر و املس ‪CC‬ؤولية‬
‫باملقارنة مع غريها من الوظائف األخرى اإلدارية و الفنية اليت تقع على اهليكل التنظيمي‪.‬‬

‫العوامل القانوني&&ة و التش&ريعية‪ :‬و هي املتعلق‪CC‬ة باألنظم‪CC‬ة و الق‪CC‬وانني ال‪CC‬يت تفرض‪CC‬ها الدول‪CC‬ة على املؤسس‪CC‬ات كاحلد‬
‫األدىن لألجور‪ ،‬و آلية التوظيف‪ ،‬و نظام العقود و التأمني و الضمان االجتماعي و املكافآت و غريها‪.‬‬
‫العوامل الشخصية‪ :‬و اليت تتض‪C‬من اخلص‪C‬ائص الشخص‪C‬ية للع‪C‬املني ك‪C‬العمر و احلال‪C‬ة االجتماعي‪C‬ة و املؤه‪C‬ل العلمي‬
‫و التخصص‪ ،‬اخلربات‪ ،‬الذكاء‪ ،‬املهارة و غريها‪.‬‬

‫عوام&&&ل الع&&&رض و الطلب على الم& &&وارد البش&&&رية‪ :‬و خاص‪CC C‬ة ذوي اخلربة و الكف‪CC C‬اءة ال‪CC C‬يت تس‪CC C‬عي العدي‪CC C‬د من‬
‫املؤسس‪CC‬ات املعاص‪CC‬رة إىل االس‪CC‬تحواذ على الكف‪CC‬اءات البش‪CC‬رية و اس‪CC‬تقطاهبا‪ ،‬و خاص‪CC‬ة تل‪CC‬ك املؤسس‪CC‬ات ال‪CC‬يت تس‪CC‬عى‬
‫إىل حتقي‪CC‬ق اجلدارة التنافس‪C‬ية (الخصاونه‪ ،‬ابو خيضر‪ ،‬و العياصرة‪ ،2017 ،‬صفحة ‪327،326‬‬
‫)‪.‬‬

‫مبادئ تحديد األجور‬

‫من أج ‪CC‬ل حتدي ‪CC‬د األج ‪CC‬ور للع ‪CC‬املني جيب مراع ‪CC‬اة بعض املب ‪CC‬ادئ و ال ‪CC‬يت تتلخص يف العناص ‪CC‬ر التالية (الهالالت‪،‬‬
‫‪ ،2016‬صفحة ‪:)331،330‬‬

‫‪-1‬مبدأ العدالة‪ :‬من الضروري أن يكون األجر عادال و يرتكز على أسس ثابتة و موض‪CC‬وعية تس‪CC‬ري على كاف‪CC‬ة‬
‫العاملني دون تفرقة بينهم‪ ،‬و ميثل هذا املبدأ على اجلانب النفسي لألجور‪.‬‬

‫‪-2‬مبدأ المساواة‪ :‬و ه‪CC‬ذا يع‪CC‬ين أن يك‪CC‬ون هنال‪CC‬ك تس‪CC‬اوي يف حتدي‪CC‬د األج‪CC‬ور للوظ‪CC‬ائف و األعم‪CC‬ال ال‪CC‬يت تتس‪CC‬اوى‬
‫أو تتش ‪CC‬ابه يف املس‪CC‬ؤوليات و الواجب‪CC‬ات‪ ،‬باعتم‪CC‬اد أس ‪CC‬س موض ‪CC‬وعية حتدد قيم‪CC‬ة مث أمهي‪CC‬ة ك‪CC‬ل وظيف‪CC‬ة باملقارن‪CC‬ة م‪CC‬ع‬
‫الوظائف األخرى‪ C،‬و ميثل هذا املبدأ على اجلانب املوضوعي لألجور‪.‬‬

‫‪-3‬مبدأ الكفاية‪ :‬و يع‪C‬ين أن تكفي ه‪CC‬ذه األج‪C‬ور الف‪CC‬رد يف مواجه‪C‬ة كاف‪C‬ة متطلب‪C‬ات احلي‪C‬اة املختلف‪C‬ة و االلتزام‪CC‬ات‬
‫املتع‪CC‬ددة‪ ،‬و يتطلب ذل‪CC‬ك األخ‪CC‬ذ بعني االعتب‪CC‬ار بعض األس‪CC‬س مث‪CC‬ل مس‪CC‬توى املعيش‪CC‬ة و مع‪CC‬دل األس‪CC‬عار الس‪CC‬ائدة يف‬
‫السوق‪ ،‬حبيث يتحقق مبدأ الكفاية و ميثل هذا املبدأ اجلانب االقتصادي‪.‬‬

‫قواعد اعداد نظام األجور‬

‫هن‪CC‬اك جمموع‪CC‬ة من االعتب‪CC‬ارات و القواع‪CC‬د ال‪CC‬يت جيب مراعاهتا ح‪CC‬ىت تض‪CC‬من املؤسس‪CC‬ة جناح نظمه‪CC‬ا املتعلق‪CC‬ة ب‪CC‬األجور‬
‫و هي كالتايل‪:‬‬

‫‪-1‬االنتاجية‪ :‬من الضروري أن تأخذ سياسة األجور انتاجية الفرد و أدائه يف العمل‪.‬‬
‫‪-2‬التط &&ور‪ :‬و ه ‪CC‬ذا يع ‪CC‬ين أن تتص ‪CC‬ف سياس ‪CC‬ة األج ‪CC‬ور بالليون ‪CC‬ة‪ ،‬أي أن تك ‪CC‬ون قابل ‪CC‬ة للتط ‪CC‬ور وفق ‪CC‬ا للنم ‪CC‬و ال ‪CC‬ذايت‬
‫للمؤسسة و كذلك النمو االقتصادي و االجتماعي للبيئة اخلارجية‪.‬‬

‫‪-3‬البيئة القانونية ( التشريع)‪ :‬جيب أن تؤخذ بعني االعتبار التشريعات العمالي‪C‬ة و الق‪C‬وانني املنظم‪C‬ة للعم‪C‬ل عن‪C‬د‬
‫رسم السياسة (بربر‪ ،2000 ،‬صفحة ‪.)156‬‬

‫‪-4‬ق&&درة المؤسس&&ة على ال&&دفع‪ :‬و ه ‪CC‬و عام ‪CC‬ل كث ‪CC‬ريا م ‪CC‬ا تتمس ‪CC‬ك ب ‪CC‬ه النقاب ‪CC‬ات عن ‪CC‬د طلب الزي‪CC‬ادة أي مس‪CC‬توى‬
‫األج‪CC‬ور‪ ،‬كم‪CC‬ا ط‪CC‬البت النقاب‪CC‬ات برف‪CC‬ع األج‪CC‬ور ملنتس‪CC‬بيها مس‪CC‬تندة على الق‪CC‬درة املالي‪CC‬ة للمش‪CC‬روع و اعت‪CC‬ربت الرحبي‪CC‬ة‬
‫حجة لدعم زيادة األجور‪.‬‬

‫‪-5‬س&&وق العم&&ل‪ :‬و ع‪CC‬ادة م‪CC‬ا تتمس‪CC‬ك اإلدارة بديناميكي‪CC‬ة الس‪CC‬وق يف حتدي‪CC‬د األج‪CC‬ور‪ ،‬ففي ن‪CC‬دوة الوظ‪CC‬ائف على‬
‫اإلدارة ان تكون ملزمة بدفع معدالت أجور عالية و ذلك من أجل جذب و استقطاب العاملني‪.‬‬

‫‪-6‬تكلفة المعيش&ة‪ :‬و يع‪CC‬د أح‪CC‬د عوام‪CC‬ل حتدي‪CC‬د األج‪CC‬ور و ال‪CC‬يت افرتض‪CC‬ته مص‪CC‬لحة اإلدارة و الع‪CC‬املني‪ ،‬على اعتب‪CC‬ار‬
‫أن بعض العاملني سيض‪CC‬طرون للبحث عن عم‪C‬ل آخ‪C‬ر إن مل ت‪C‬دفع هلم أج‪C‬ور تض‪C‬من هلم مس‪C‬توى مناس‪CC‬ب للعيش‪،‬‬
‫و ق‪CC‬د تعم‪CC‬دت بعض اإلدارات إىل منح خمصص‪CC‬ات إض‪CC‬افية لعماهلا من أج‪CC‬ل احملافظ‪CC‬ة على اس‪CC‬تمراريتهم يف العم‪CC‬ل‬
‫لديهم دون التطلع لعمل إضايف لتكملة دخوهلم (عامر‪ ،2011 ،‬صفحة ‪.)291‬‬

‫أسس تحديد األجور‬

‫تعد أنظمة األجور و الرواتب من بني األنظمة اليت القت اهتماما كب‪CC‬ريا من ط‪CC‬رف املؤسس‪CC‬ات ألهنا تش‪C‬كل نس‪C‬بة‬
‫كب ‪CC‬رية من إمجايل التك‪CC C‬اليف ال‪CC C‬يت تتحمله‪CC C‬ا املؤسس‪CC C‬ات‪ ،‬و هلذا جيب مراع‪CC C‬اة بعض األس‪CC C‬س عن‪CC C‬د وض ‪CC‬ع سياس ‪CC‬ة‬
‫لألجور يف املؤسسة (الموسوي‪ ،2006 ،‬صفحة ‪:)136‬‬

‫أن تعكس االختالفات يف األجور بني خمتلف الوظائف االختالف‪CC‬ات احلقيقي‪C‬ة يف درج‪CC‬ة ص‪CC‬عوبة واجب‪C‬ات‬ ‫‪‬‬
‫و مسؤوليات الوظائف؛‬
‫أن تتناسب معدالت األجور املدفوعة من قبل املؤسسة مع املؤسسات اليت تتشابه معها يف نفس احملي‪CC‬ط‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ألن اخنفاضها يؤدي إىل ترك العمال األكفاء وظائفهم و العمل يف مؤسسات أخرى ت‪CC‬دفع أج‪CC‬ورا عالي‪CC‬ة‬
‫و بالتايل تنخفض اإلنتاجية؛‬
‫حتقي‪CC‬ق الت‪CC‬وازن بني قيم‪CC‬ة م‪CC‬ا حتص‪CC‬ل علي‪CC‬ه املؤسس‪CC‬ة من ق‪CC‬وة عم‪CC‬ل األف‪CC‬راد مقاب‪CC‬ل م‪CC‬ا تتحمل‪CC‬ه املؤسس‪CC‬ة من‬ ‫‪‬‬
‫تكاليف امجالية و اليت تكون يف شكل أجور و نفقات أخرى كاملزايا اليت حيصل عليها العاملون؛‬
‫أن يكون هناك تناسب بني األجور و تكاليف املعيشة السائدة للمحافظة على الروح املعنوية للعاملني؛‬ ‫‪‬‬
‫أن يتم وضع حدود دنيا و عليا ألجر الوظيفة؛‬ ‫‪‬‬
‫أن يعكس نظام األجور االرتباط الذي يكون بني ما يدفع للعامل كمقابل و بني أدائه الفعلي؛‬ ‫‪‬‬
‫أن يتناسب نظام األجور مع قدرة املؤسسة املالية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أنظمة دفع األجور‬

‫حيصل العم‪C‬ال على أج‪C‬ورهم مقاب‪C‬ل األداء ال‪C‬ذي يقوم‪C‬ون ب‪C‬ه بط‪C‬رق خمتلف‪C‬ة‪ ،‬حيث تس‪C‬تخدم ك‪C‬ل دول‪C‬ة أو مؤسس‪C‬ة‬
‫الطريق‪CC‬ة ال‪CC‬يت تتالءم م‪CC‬ع طبيعته‪CC‬ا و أنظمته‪CC‬ا و قوانينه‪CC‬ا هبدف بن‪CC‬اء نظ‪CC‬ام فع‪CC‬ال و ع‪CC‬ادل ل‪CC‬دفع األج‪CC‬ور‪ ،‬و من بني‬
‫أبرز أنظمة دفع األجور‪:‬‬

‫نظ&&ام األج&&ر على مب&&دأ وح&&دة ال&&زمن ( ال&&وقت)‪ :‬و تعت‪CC‬رب من بني الط‪CC‬رق الش‪CC‬ائعة يف االس‪CC‬تعمال نظ‪CC‬را‬ ‫‪-‬‬
‫لس ‪CC‬هولتها و بس ‪CC‬اطتها‪ ،‬حيث يتم مبوجب ه ‪CC‬ذه الطريق ‪CC‬ة دف ‪CC‬ع األج ‪CC‬ر اعتم ‪CC‬ادا على وح ‪CC‬دة ال ‪CC‬زمن املتف ‪CC‬ق‬
‫عليها بني صاحب العمل و العامل كالساعة‪ ،‬أو اليوم‪ ،‬أو الفصل‪ ،‬أو السنة و يك‪C‬ون األج‪C‬ر غ‪C‬ري حمك‪C‬وم‬
‫بكمية اإلنتاج (الخصاونه‪ ،‬ابو خيضر‪ ،‬و العياصرة‪ ،2017 ،‬صفحة ‪.)333،332‬‬

‫و يتم استخدام هذه الطريقة يف العديد من احلاالت (ناصر‪ ،‬أنظمة األجور و أثرها على أداء‬
‫العاملين في شركات و مؤسسات القطاع العام الصناعي في سورية‪ ،2004 ،‬صفحة ‪،17‬‬
‫‪: )18‬‬

‫‪-‬إذا كان من الصعب حتديد كمية اإلنتاج لكل فرد ‪،‬كأعمال الصيانة ‪.‬‬
‫‪-‬عن‪CC‬دما يك‪CC‬ون الف‪CC‬رد غ‪CC‬ري ق‪CC‬ادر على التحكم يف كمي‪CC‬ة اإلنت‪CC‬اج كعم‪CC‬ال خ‪CC‬ط التجمي‪CC‬ع حيث تك‪CC‬ون س‪CC‬رعة الف‪CC‬رد‬
‫حمكومة بسرعة اآلالت‪.‬‬
‫‪-‬عندما تكون اجلودة أهم من كمية اإلنتاج‪.‬‬
‫‪-‬عندما يكون العمل معرضا لالنقطاع نتيجة لوجود أعطال متكررة ال دخل للعامل فيها‪.‬‬
‫‪-‬عندما تكون املواد املستخدمة يف العملية اإلنتاجية مرتفعة القيمة حتتاج إىل عناية و اهتمام كبري‪.‬‬
‫‪-‬إذا ك‪CC‬انت األجه‪CC‬زة املس‪CC‬تخدمة يف العملي‪CC‬ة اإلنتاجي‪CC‬ة دقيق‪CC‬ة و عالي‪CC‬ة احلساس‪CC‬ية حبيث حتت‪CC‬اج إىل درج‪CC‬ة عالي‪CC‬ة من‬
‫العناية و االهتمام‪.‬‬
‫‪-‬إذا كانت املؤسسة تقوم بنشاط خدمي حيث ال يوجد إنتاج ملموس‪.‬‬
‫و من عيوب نظام األجر الزمين ما يلي (شاويش‪ ،2005 ،‬صفحة ‪:)182‬‬
‫ال يش‪CC‬جع روح االبتك‪CC‬ار و املب‪CC‬ادرة و ال يش‪CC‬كل ح‪CC‬افزا كافي‪CC‬ا أم‪CC‬ا أف‪CC‬راد الق‪CC‬وى العامل‪CC‬ة لرف‪CC‬ع و حتس‪CC‬ني انت‪CC‬اجيتهم‬
‫كم ‪CC‬ا و نوع ‪CC‬ا‪ ،‬و ذل ‪CC‬ك بس ‪CC‬بب حص ‪CC‬وهلم على أج ‪CC‬ر زم ‪CC‬ين ث ‪CC‬ابت دون تلقيهم أي مكافئ ‪CC‬ات على انت ‪CC‬اجهم و‬
‫جهودهم االضافية؛‬
‫ال يراعي هذا النظام الفروق الفردية بني األفراد من حيث الكفاءة و املقدرة؛‬
‫ص‪CC‬عوبة التنب‪CC‬ؤ بتكلف‪CC‬ة العم‪CC‬ل كعنص‪CC‬ر من عناص‪CC‬ر االنت‪CC‬اج كوهنا ختتل‪CC‬ف من وقت آلخ‪CC‬ر ألن االنت‪CC‬اج ق‪CC‬د خيتل‪CC‬ف‬
‫بدرجة ملحوظة بينما ال خيتلف أجر العامل‪.‬‬
‫‪-‬نظام األجر على أساس اإلنت&اج (القطع&ة)‪ :‬و ه‪CC‬و أك‪CC‬ثر األنظم‪CC‬ة ش‪CC‬يوعا‪ ،‬خاص‪CC‬ة عن‪CC‬دما اجتهت عناي‪CC‬ة الص‪CC‬ناعة‬
‫إىل كمية اإلنتاج أكثر من جودته‪ ،‬و عندما أص‪C‬بح اإلنت‪C‬اج مرتبط‪CC‬ا بس‪CC‬رعة العام‪C‬ل و مقدرت‪C‬ه اإلنتاجي‪C‬ة‪ ،‬فاخلاص‪C‬ية‬
‫األساس‪CC‬ية لل‪CC‬دفع هن‪CC‬ا هي أن العم‪CC‬ل املطل‪CC‬وب تأديت‪CC‬ه حتدد ل‪CC‬ه قيم‪CC‬ة نقدي‪CC‬ة معين‪CC‬ة حيص‪CC‬ل عبيه‪CC‬ا الف‪CC‬رد إذا أمت العم‪CC‬ل‬
‫املطلوب تأديته‪ ،‬و عموما فإن تطبيق هذا النظام يتم يف احلاالت التالية‪:‬‬
‫‪-‬حالة األعمال اليت يسهل قياس انتاجها بوحدات رقمية مثل مشاريع البناء و الصناعات املعدنية؛‬
‫‪-‬حالة اإلنتاج النمطي الذي يتميز بالتدفق املنظم‪ ،‬حبيث ال تكون هناك عراقيل كثرية؛‬
‫‪-‬حالة اإلنتاج الذي ميكن من ربط جمهود الفرد و كمية إنتاجه؛‬
‫‪-‬يف حال‪CC‬ة ع‪CC‬دم وج‪CC‬ود نظ‪CC‬ام رقاب‪CC‬ة و إش‪CC‬راف فع‪CC‬ال من ج‪CC‬انب اإلدارة‪ ،‬أو عن‪CC‬دما ال يت‪CC‬وفر ل‪CC‬ديها ال‪CC‬وقت الك‪CC‬ايف‬
‫ملالحظة و مراقبة العمال (معمر‪ ،2020 ،‬صفحة ‪.)71‬‬
‫و يعيب هذه الطريقة أهنا (فالح‪ ،2008 ،‬صفحة ‪:)38‬‬

‫‪-‬ال تناسب كل األعمال أو الوظائف‪.‬‬

‫صعوبة حتديد املعايري القياسية لإلنتاج الذي حياسب الفرد على أساسها‪.‬‬
‫‪-‬كما قد يتعمد أصحاب األعمال إىل تغيري هذه املعدالت‪ ،‬و بذلك يضطر العمال إىل زيادة سرعتهم للحصول‬
‫على نفس األجر‪.‬‬
‫‪-‬ال توجه اهتماما كافيا ملركز الفرد يف املشروع‪ ،‬و تقدميته و سلوكه الوظيفي‪.‬‬
‫‪-‬يستخدم العامل كل قدراته يف أداء عمله من أجل زيادة أجره‪ ،‬األمر الذي يولد له مض‪C‬ايقات بس‪C‬بب اإلره‪C‬اق‬
‫الشديد و املخاطر اليت تواجهه أثناء تأديته لعمله (‪.)FELLA, 2008, p. 75‬‬
‫ط&&رق تحدي&&د األج&&ر باإلنت&&اج أو األج&&ر التش&&جيعي‪ :‬و يتوق‪CC‬ف مبوجب ه‪CC‬ذا النظ‪CC‬ام األج‪CC‬ر على اإلنتاجي‪CC‬ة و في‪CC‬ه‬
‫يتم االختيار بني عدة طرق الحتساب األجر املرتبط باإلنتاجية منها‪:‬‬
‫‪-‬تحديد األج&&ر على أس&&اس اإلنت&اج الف&ردي‪ :‬حيث يتقاض‪CC‬ى الف‪CC‬رد أج‪CC‬ره على أس‪CC‬اس ع‪CC‬دد الوح‪CC‬دات ال‪CC‬يت ق‪CC‬ام‬
‫بإنتاجها مبفرده‪ ،‬و خيتلف مقدار األجر املتحقق باختالف األساليب املعتمدة و اليت تتضمن ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬أجر القطع&ة الموح&دة‪ :‬و في‪CC‬ه ي‪CC‬دفع األج‪CC‬ر عن ك‪CC‬ل قطع‪CC‬ة منتج‪CC‬ة بغض النظ‪CC‬ر عن الع‪CC‬دد‪ ،‬و يعتم‪CC‬د االحتس‪CC‬اب‬
‫إما على أجر القطعة أو زمن القطعة املعياري‪ ،‬و يتم احتس‪C‬اب األج‪CC‬ر على مرحل‪C‬تني‪ ،‬يف األوىل على أس‪CC‬اس ع‪CC‬دد‬
‫الوحدة املنتجة (أجرة القطعة املوحدة)‪ ،‬و يف الثانية حيسب وقت معياري لكل وحدة يضرب يف عدد الوحدات‬
‫املنتج‪C‬ة‪ ،‬فيك‪CC‬ون ع‪CC‬دد الس‪C‬اعات أس‪CC‬اس يف احتس‪C‬اب األج‪CC‬ور بغض النظ‪CC‬ر عن ال‪CC‬زمن الفعلي ال‪CC‬ذي لزم‪CC‬ه اإلنت‪CC‬اج (‬
‫المرعي‪ ،2015 ،‬صفحة ‪.)141‬‬

‫‪-‬أجر القطعة المتغير‪ :‬و فيه حيدد األجر على أساس سعرين لكل مستوى انتاج كأن يكون مثال‪:‬‬

‫إذا ك‪CC‬ان ع‪CC‬دد القط‪CC‬ع املنتج‪CC‬ة أق‪CC‬ل من ‪ 100‬ف‪CC‬إن أج‪CC‬ر القطع‪CC‬ة املنتج‪CC‬ة ه‪CC‬و ‪ 10‬دين‪CC‬ار‪ ،‬أم‪CC‬ا إذا ك‪CC‬ان ع‪CC‬دد القط‪CC‬ع‬
‫املنتجة أكثر من ‪ 101‬فإن أجر القطعة املنتجة ‪ 20‬دينار‪.‬‬

‫و حيف‪CC‬ز ه‪CC‬ذا األس‪C‬لوب الع‪CC‬املني على زي‪CC‬ادة اإلنت‪CC‬اج‪ ،‬كم‪CC‬ا ي‪C‬ؤدي إىل حتقي‪CC‬ق وف‪CC‬ورات بس‪CC‬بب اقتص‪CC‬اديات ال‪C‬وفرة و‬
‫حتميل التكاليف الثابتة على عدد من الوحدات املنتجة (منير‪ ،2010 ،‬صفحة ‪.)220‬‬

‫و تستخدم املؤسسات عدة أساليب لتحفيز العاملني على زيادة اإلنتاجية منها‪:‬‬

‫طريق&&&ة ت&&&ايلور‪ :Taylor‬نتيج‪CC C‬ة للدراس‪CC C‬ة ال‪CC C‬يت ق‪CC C‬ام هبا ت‪CC C‬ايلور فق‪CC C‬د رأى وج‪CC C‬ود اختالف يف مس‪CC C‬تويات أداء‬
‫العاملني و اختالف مستوياهتم اإلنتاجية لذا و من أجل حتفيز العاملني فقد ح‪C‬دد مكاف‪CC‬آﴽت للعام‪C‬ل اجلي‪C‬د ال‪C‬ذي‬
‫ي‪CC‬ؤدي عمل‪CC‬ه يف ال‪CC‬وقت احملدد و ذل‪CC‬ك من خالل إعط‪CC‬اء مع‪CC‬دل أج‪CC‬ر أعلى من مع‪CC‬دل األج‪CC‬ر ال‪CC‬ذي ي‪CC‬دفع للعم‪CC‬ال‬
‫الذين ينجزون نفس العمل لكن بوقت أطول‪.‬‬

‫طريقة هالسي‪ :Halsey‬وضع هالسي معادلة على أساسها يتم حساب األجر و هي كالتايل‪:‬‬

‫األجر المستحق األجر بالساعة الوقت المستنفد(المقتصد) أجر نصف الوقت المقتص&&د عن&&د إنج&&از عم&&ل‬
‫معين‬
‫تتميز هذه الطريقة باهنا تشجع العاملني على االقتصاد يف الوقت‪ ،‬إذ يزداد األجر تبعا لذلك كم‪C‬ا أهنا تض‪C‬من هلم‬
‫ح‪CC‬دا أدىن من األج‪CC‬ر و ه‪CC‬و أج‪CC‬ر ال‪CC‬وقت ال‪CC‬ذي يقض‪CC‬يه املوظ‪CC‬ف يف العم‪CC‬ل‪ ،‬و يؤخ‪CC‬ذ على ه‪CC‬ذه الطريق‪CC‬ة أهنا تس‪CC‬مح‬
‫لرب العمل أن يشارك العاملني يف جهدهم اإلضايف الذي يوفرونه (كافي‪ ،2014 ،‬صفحة ‪180،179‬‬
‫‪.)181،‬‬

‫طريق&&ة م&&يرك ‪ :Merick‬يتم من خالل ه‪CC‬ذه الطريق‪CC‬ة حتدي‪CC‬د ثالث فئ‪CC‬ات لألج‪CC‬ر‪ :‬العام‪CC‬ل ذو الكف‪CC‬اءة العالي‪CC‬ة‬
‫و العام‪CC‬ل متوس‪CC‬ط الكف‪CC‬اءة‪ ،‬العام‪CC‬ل البطيء أو منخفض الكف‪CC‬اءة و العام‪CC‬ل ال‪CC‬ذي يص‪CC‬ل إنتاج‪CC‬ه ‪ %84‬على س‪CC‬بيل‬
‫املث‪CC‬ال من املس‪CC‬توى املعي‪CC‬اري فإن‪CC‬ه يتقاض‪CC‬ى عالوة معين‪CC‬ة على إنتاج‪CC‬ه‪ ،‬أم‪CC‬ا العام‪CC‬ل ال‪CC‬ذي يص‪CC‬ل إنتاج‪CC‬ه إىل ‪%100‬‬
‫يتقاضى مكافأة إضافية زيادة عن املكافأة السابقة‪.‬‬

‫طريقة روان ‪ :Rowan‬يتم مبوجبها حتديد زمن معياري إلهناء العمل فإذا مل ينجز العمل يف ال‪CC‬وقت املعي‪CC‬اري‬
‫استحق العامل األجر العادي دون حسم‪ ،‬أما إذا بلغه يف وقت أقل من املعي‪C‬اري فإن‪C‬ه يس‪C‬تحق عالوة إض‪C‬افية متث‪C‬ل‬
‫جزء من أجر الوقت املقتصد به باإلضافة إىل أجر الوقت املستنفذ يف العمل‪ ،‬أي أن‪:‬‬

‫األج ‪CC‬ر املس ‪CC‬تحق أج ‪CC‬ر الس ‪CC‬اعة ال ‪CC‬وقت املس ‪CC‬تنفذ (ال ‪CC‬وقت احملدود‪-‬ال ‪CC‬وقت املس ‪CC‬تنفذ)‪ /‬ال ‪CC‬وقت احملدد للعم ‪CC‬ل أج ‪CC‬رة‬
‫الوقت املستحق‬

‫و يع ‪CC‬اب على ه ‪CC‬ذه الطريق ‪CC‬ة كوهنا معق ‪CC‬دة و ص ‪CC‬عبة االحتس ‪CC‬اب و الفهم من قب ‪CC‬ل الع ‪CC‬املني (منير‪،2010 ،‬‬
‫صفحة ‪.)221‬‬

‫طريقة جانت ‪ :Gantt‬يف هذه الطريقة حيدد زمن قياس إلنتاج حجم معني من الوح‪CC‬دات‪ ،‬ف‪CC‬إذا جنح الف‪CC‬رد يف‬
‫بلوغ هذا املستوى منح أجره املعتاد عن الوقت املستنفد يف العمل مع عالوة إضافية تساوي نسبة معينة من أجر‬
‫ال ‪CC‬وقت املس ‪CC‬تنفد يف اإلنت ‪CC‬اج‪ ،‬و إذا جتاوز إنتاج ‪CC‬ه املس ‪CC‬توى القياس ‪CC‬ي تقاض ‪CC‬ى أج ‪CC‬را على ك ‪CC‬ل قطع ‪CC‬ة منتج ‪CC‬ة‪ ،‬وإذا‬
‫اخنفض إنتاجه عن املستوى القياسي فإنه يستحق أجره فقط عن الوقت الذي قضاه بالعمل دون معاقبته‪.‬‬

‫طريقة امرسون ‪ :Emerson‬و تضمن هذه الطريقة للف‪CC‬رد ح‪CC‬دا أدىن من األج‪CC‬ر ه‪CC‬و أج‪CC‬ر ال‪CC‬وقت املس‪CC‬تنفد يف‬
‫العمل مضافا إليه عالوة إضافية تعادل نسبة معينة من األجر األساسي يف حالة م‪C‬ا إذا بل‪C‬غ مس‪C‬توى كف‪C‬اءة إنتاج‪C‬ه‬
‫‪ %66‬و تت ‪CC‬درج الزي ‪CC‬ادة يف االرتف ‪CC‬اع بارتف ‪CC‬اع مس ‪CC‬توى كف ‪CC‬اءة إنتاجه (عامر‪ ،2011 ،‬صفحة ‪،295‬‬
‫‪.)296‬‬
‫طريقة تحدي&د األج&ر على أس&اس اإلنت&اج الجم&اعي‪ :‬يتم دف‪CC‬ع األج‪CC‬ور على أس‪CC‬اس حتدي‪CC‬د رقم قياس‪CC‬ي لإلنت‪CC‬اج‪،‬‬
‫يكون مبثابة اهلدف اإلنتاجي‪ ،‬و عند بلوغ هذا الرقم أو جتاوزه توزع عالوة إضافية على جمم‪CC‬وع الع‪CC‬املني ال‪CC‬ذين‬
‫سامهوا يف حتقيق اهلدف اإلنتاجي‪ ،‬و ذلك وف‪CC‬ق مع‪C‬ايري توض‪CC‬ع ل‪C‬ذلك‪ ،‬مث‪C‬ل املس‪CC‬توى ال‪C‬وظيفي لك‪C‬ل ف‪C‬رد يف حتقي‪CC‬ق‬
‫اهلدف املنش ‪CC‬ود‪ ،‬و يص ‪CC‬لح اس ‪CC‬تخدام ه ‪CC‬ذه الطريق ‪CC‬ة يف حال ‪CC‬ة ك ‪CC‬ون اإلنت ‪CC‬اج و حتقي ‪CC‬ق اهلدف نتيج ‪CC‬ة مس ‪CC‬امهة مجي ‪CC‬ع‬
‫العاملني‪( .‬محمد‪ ،2015 ،‬صفحة ‪)183‬‬

‫جتمع هذه الطريقة النظامني‬ ‫طريقة تجميع النظامين (األجر الزمني و األجر على أساس اإلنتاج)‪:‬‬
‫السابقني‪ ،‬و يقدر األجر على أساس الزمن مع األخذ بعني االعتبار ق‪C‬درة اإلنت‪C‬اج‪ ،‬و بعب‪C‬ارة أخ‪C‬رى أن يتك‪C‬ون‬
‫األج‪CC‬ر من ج‪CC‬زأين‪ ،‬األول ث‪CC‬ابت يك‪CC‬ون على أس‪CC‬اس ال‪CC‬زمن و االخ‪CC‬ر إض‪CC‬ايف يك‪CC‬افئ ب‪CC‬ه العام‪CC‬ل إذا زاد إنتاج‪CC‬ه ن‪CC‬د‬
‫مستوى معني‪ ،‬و حتدد هذه الزيادة من قبل املؤسسة وفقا التف‪C‬اق مس‪C‬بق تعق‪C‬ده املؤسس‪C‬ة م‪C‬ع النقاب‪C‬ات العمالي‪C‬ة‬
‫و ال ‪CC‬ذي يطل ‪CC‬ق علي ‪CC‬ه األج ‪CC‬ر املتزاي ‪CC‬د أو األج ‪CC‬ر التش ‪CC‬جيعي (المبيضين و بن شافي األكلبي‪،2012 ،‬‬
‫صفحة ‪.)228‬‬

‫– النظريات المفسرة لألجور‪:‬‬

‫نظرا ألمهية األجور يف احلياة االقتصادية ظهرت العدي‪CC‬د من النظري‪C‬ات يف الفك‪C‬ر االقتص‪C‬ادي و ال‪C‬يت حتاول تفس‪C‬ري‬
‫الكيفية اليت يبىن عليها حتديد أجور العمال يف السوق و من أهم هذه النظريات‪:‬‬

‫النظريات التقليدية لألجور‬

‫األج &&ر عن &&د آدم س &&ميث‪ :‬ط ‪CC‬ور آدم مسيث ه ‪CC‬ذه النظري ‪CC‬ة خالل الف ‪CC‬رتة م ‪CC‬ا بني (‪ ،)1790-1723‬و اس ‪CC‬تندت‬
‫نظريته إىل االفرتاض األساسي بأن العم‪C‬ال حيص‪C‬لون على األج‪C‬ور نتيج‪C‬ة تزاي‪C‬د ال‪C‬ثروة و ال‪C‬يت تك‪C‬ون حمددة مس‪C‬بقا‪،‬‬
‫و اليت يتم انشاؤها عن طريق االدخار (‪ ،)THEORY OF WAGES‬كما تفس‪CC‬ر ه‪CC‬ذه النظري‪C‬ة املب‪C‬دأ‬
‫الذي حيدد النسبة الطبيعية لألجور و ه‪C‬ذه النس‪C‬بة حتدد كب‪CC‬اقي الس‪C‬لع‪ ،‬إذ يعت‪CC‬رب األج‪C‬ر كس‪C‬لعة يتح‪C‬دد س‪C‬عرها من‬
‫خالل العرض والطلب عليها حيث أي زي‪CC‬ادة يف الطلب على العم‪C‬ل مبس‪C‬توى أعلى من عرض‪C‬ه ي‪CC‬ؤدي إىل ارتف‪C‬اع‬
‫األجر و العكس صحيح (عقيل جاسم عبد هللا و طارق عبد الحسين‪ ،1997 ،‬صفحة ‪.)328‬‬
‫نظرية حد الكفاف‪ :‬تعد من أقدم النظريات يف حتديد األجور‪ ،‬و ق‪C‬د ع‪CC‬رض هلا ك‪C‬ل من ويلي‪C‬ام بي‪C‬ين و ريتش‪C‬ارد‬
‫كانتيسلون و فرانسوا كينيه‪ ،‬و قد أضاف إليها كذلك كل من ريكاردو و م‪CC‬التس‪ ،‬ووفق‪CC‬ا لنظري‪C‬ة ح‪CC‬د الكف‪CC‬اف‬
‫يعت‪CC‬رب األج‪CC‬ر مثن‪CC‬ا للعم‪CC‬ل أو لق‪CC‬درة العم‪CC‬ل إي مبع‪CC‬ىن اخ‪CC‬ر الق‪CC‬درة على العم‪CC‬ل و يتوق‪CC‬ف ه‪CC‬ذا األج‪CC‬ر على مس‪CC‬توى‬
‫الكف‪CC‬اف بالنس‪C‬بة للعامل (زينب و سوزي‪ ،2007 ،‬صفحة ‪ ،)500‬و يتم حتدي‪C‬د مس‪C‬توى األج‪CC‬ور عن‬
‫طريق التفاوض بني العامل و رب العمل من جهة و أيضا يتحدد بسعر السلع اليت يستهلكها العامل و يتغري ه‪CC‬ذا‬
‫األجر فقط مع تغري أسعار السلع األساسية اليت حيتاجها العامل (‪.)Reynaut, 1994, p. 06‬‬

‫تعرضت هذه النظرية إىل العديد من االنتقادات و متثلت يف (وهيبة‪ ،2008 ،‬صفحة ‪:)24‬‬

‫‪-‬حسب هذه النظرية فإن كل ما حيصل عليه العمال يوجه لالستهالك و هذا خمالف للفطرة البشرية اليت توزع‬
‫الدخل بني االدخار و االستهالك‪.‬‬

‫‪-‬يصعب تطبيق هذه النظرية على أرض الواقع‪ ،‬ألن مستوى الكفاف مفهوم‪ C‬نسيب و ال ميكن ضبطه بقيمة‬
‫حمددة‪ ،‬حيث يرجع ذلك لعادات و تقاليد كل جمتمع‪.‬‬

‫‪-‬مل تعطي هذه النظرية أي أمهية للعمال و العمال‪ ،‬ألهنا تعترب العامل كآلة و مل تأخذ بعني االعتبار أن العامل‬
‫هو أساس و جوهر العملية االنتاجية‪ ،‬كما أمهلت عدة عوامل مهمة هلا عالقة باألجر كإنتاجية العمل‪ ،‬التطور‬
‫التكنلوجي‪ ،‬املستوى العام لألسعار‪.‬‬

‫‪-‬افرتضت هذه النظرية بأن ارتفاع األجر فوق مستوى الكفاف سيؤدي إىل زيادة النسل(عدد السكان) و هذا‬
‫األمر ليس بالضرورة‪ C‬صحيح‪ ،‬ففي أغلب األحيان جند العديد من األسر اليت تعيش يف رخاء و حتد من النسل‪.‬‬

‫نظرية رصيد األجور‪ :‬ارتبطت هذه النظرية جبون ستيوارت ميل الذي نص على أن أجور العمال جيب أن‬
‫تؤخذ من جزء من رأس املال‪ ،‬حيث يقول ستيوارت ميل" إذا جنح القانون أو الرأي العام يف حتديد أجور بعض‬
‫العمال فوق املعدل الناتج عن النسبة بني جمموع رأس املال و عدد العمال فمن الضروري أن يكون هناك عمال‬
‫اخرون عاطلون عن العمل يف أماكن أخرى‪C.‬‬

‫تعترب هذه النظرية كتكملة لنظرية حد الكفاف‪ ،‬حيث تعترب أن الوسيلة الوحيدة لرفع األجر الفردي للعمال‬
‫يكون إما يف حالة تقييد عدد األيدي العملة لألفراد الذين يعرضون العمل أو يف حالة زيادة رأس املال و الذي‬
‫يكون موجها إىل تكوين الرصيد (‪.)d'Echthal, 1888, p. 661‬‬
‫وعليه فان أهم النتائج املرتتبة عن هذه النظرية ما يلي (شطا‪ ،1982 ،‬صفحة ‪:)137‬‬

‫‪-‬إن زيادة عرض العمل يؤدي إىل اخنفاض األجور‪ ،‬فمادام رصيد األجور يعترب مبلغا ثابتا فإن زيادة عدد طاليب‬
‫العمل يعين اخنفاض األجر‪.‬‬

‫‪ -‬مبا أن رصيد األجور مبلغ ثابت‪ ،‬فإن املطالبة برفع األجور غري وارد‪ ،‬وأنه يلزم على العمال كي يرفعوا‬
‫مستوى معيشتهم أن حيدوا من عرض العمل بتحديد النسل‪.‬‬

‫‪-‬إذا فرضت ضرائب على رأس املال فإن هذا يعين أيضا نقص الرصيد و بالتايل نقص األجور‪.‬‬

‫و قد وجهت بعض االنتقادات هلذه النظرية منها (ادريوش‪ ،2013 ،‬صفحة ‪:)75،74‬‬

‫‪-‬مل تبني هذه النظرية الطريقة اليت يتم مبوجبها حتديد رصيد األجور من قبل املنتجني‪ ،‬كما أهنا مل تبني كيفية‬
‫توزيع ذلك الرصيد على العاملني‪.‬‬

‫‪-‬من اخلطأ أن تعتمد هذه النظرية على رصيد األجور الذي يتم اقتطاعه من إيرادات العام السابق‪ ،‬ألن املبالغ‬
‫اليت ميكن توفريها كرصيد لدفع األجور ليست ثابتة بل تعتمد باألساس على جناح أو فشل العملية اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪-‬مل تستطع هذه النظرية تفسري ظاهرة اختالف األجور بناءﴽ على تفاوت العمال يف الكفاية اإلنتاجية ألهنا‬
‫أمهلت هذا اجلانب‪.‬‬

‫‪-‬يظهر على هذه النظرية طابع التشاؤم ألهنا ال تعطي أمال لرفع أجور العمال إال عن طريق اخنفاض عددهم‪،‬‬
‫و هذا ال يتم إال بامتناعهم عن الزواج وزيادة عدد الوفيات بينهم‪ ،‬و ذلك ألن خمصص األجور ثابت‪.‬‬

‫‪-‬وجود فئة معينة من العمال يتم حتديد أجورهم بناءﴽ على نسبة معينة من اإلنتاج أو األرباح‪ ،‬و هذا ما تعجز‬
‫النظرية عن تفسريه‪.‬‬

‫النظريات الحديثة لألجور‬

‫نظرية اإلنتاجية الحدية‪ :‬ظهرت يف األول نظرية عرفت ب نظرية إنتاجية العمل على يد االقتصادي الفرنسي‬
‫لورا و االقتصادي األمريكي ولكر‪ ،‬و حيدد أجر العامل على أساس انتاجيته فكلما زادت زاد أجره‪ ،‬حيث‬
‫تدفع أوال حصص عناصر اإلنتاج األخرى من اإلنتاج الصايف و ما يتبقى منه يدفع أجورا للعمال‪.‬‬
‫تعترب نظرية اإلنتاجية احلدية من أشهر نظريات األجور‪ ،‬و قد ظهرت يف الفكر االقتصادي على أثر ظهور‬
‫التحليل احلدي يف نظرية القيمة و اكتشاف فكرة املنفعة احلدية و ظهور فكرة اإلنتاجية احلدية لتفسري أمثان‬
‫خدمات عناصر اإلنتاج و يف مقدمتها عنصر العمل (ادريوش‪ ،2013 ،‬صفحة ‪.)77،76‬‬

‫و يف أواخر القرن التاسع عشر و مطلع القرن العشرين أدخ‪CC‬ل االقتص‪CC‬اديون على رأس‪CC‬هم األم‪CC‬ريكي ج‪C‬ان كالرك‬
‫تع‪CC‬ديالت على (النظري‪CC‬ة اإلنتاجي‪C‬ة) حتولت بنتيجته‪CC‬ا إىل (النظري‪CC‬ة اإلنتاجي‪C‬ة احلدي‪CC‬ة) و حياول كالرك الربه‪C‬ان على‬
‫أن‪CC‬ه جبمي‪CC‬ع ف‪CC‬روع اإلنت‪CC‬اج يعم‪CC‬ل م‪CC‬ا يس‪CC‬مى بق‪CC‬انون اإلنتاجي‪CC‬ة املتناقص‪CC‬ة و يتخلص ه‪CC‬ذا الق‪CC‬انون ب‪CC‬أن اإلنت‪CC‬اج يتزاي‪CC‬د‬
‫مبعدالت أبطأ من معدالت تزايد كمية العم‪C‬ل املب‪C‬ذول يف اإلنت‪C‬اج (سكينة‪ ،2006 ،‬صفحة ‪328،327‬‬
‫)‪.‬‬

‫و تقوم هذه النظرية على االفرتاضات التالية‪:‬‬

‫‪-‬املنافس‪CC‬ة الكامل‪CC‬ة يف ك‪CC‬ل من األس‪CC‬واق و العوام‪CC‬ل و املنتج‪CC‬ات‪ ،‬و ه‪CC‬ذا يع‪CC‬ين أن س‪CC‬عر املنتج و العام‪CC‬ل ( العمال‪CC‬ة)‬
‫يبقى ثابت دون تغيري‪.‬‬

‫‪-‬ق ‪CC‬انون تن ‪CC‬اقص الغل ‪CC‬ة‪ ،‬حيث تف ‪CC‬رتض ه ‪CC‬ذه النظري ‪CC‬ة على أن إنتاجي ‪CC‬ة عام ‪CC‬ل معني س ‪CC‬وف تتن ‪CC‬اقص م ‪CC‬ع اس ‪CC‬تخدام‬
‫وحدات إضافية من العمال مع بقاء العوامل األخرى ثابتة‪.‬‬

‫‪-‬تف ‪CC‬رتض النظري ‪CC‬ة على أن احلص ‪CC‬ول على أقص ‪CC‬ى ق ‪CC‬در من األرب ‪CC‬اح ال ميكن حتقيق ‪CC‬ه إال عن طري ‪CC‬ق اس ‪CC‬تخدام ك ‪CC‬ل‬
‫العمال حبيث يكون األجر مساويا لإلنتاج احلدي‪.‬‬

You might also like