Professional Documents
Culture Documents
تعد عملية تسيير األجور من أكثر الوظائف أهمية وحساسية في إدارة الموارد
البشرية في المنظمة ،فحين تضع سياسة موضوعية لألجر تضمن تحقيق العدالة النسبية بين
شاغلي الوظائف المختلفة وضمان تلبية الحاجات المتباينة لألفراد ،كما يجب أن يضمن نظام
األجور المعد تحقيق مصالح كل من األفراد و المنظمة بغية خلق عالقة جيدة بين الطرفين
كما يجب أن ينعكس إيجابا على المجتمع ككل .يمكن االعتماد على جملة من المحاور قصد
تغطية موضوع الدراسة من الناحية التطبيقية (الجانب الميداني).
/1المحور األول :أهمية نظام األجور على مستوى المؤسسة ومكوناته
تعتبر األجور أحد أهم حوافز العمل خاصة في المجتمعات النامية ،نظرا لضعف
مستواها مقارنة بمستوى المعيشة و احتياجات العامل ،ورغم أن علماء النفس لم يولوا
األهمية المناسبة لهذا الحافز في المجتمعات المتطورة اقتصاديا ،نظرا لتناسب األجور مع
مستوى المعيشة فيها ،فتظل أهم الحوافز في المجتمعات النامية و المتطورة على حد سواء ،
وهي موضع اهتمام كبير من قبل العمال و المنظمات.
فمن وجه نظر العاملين تعتبر وسيلة أساسية إلشباع حاجياتهم المادية و االجتماعية ،و
هي من أهم العوامل بل من أكثرها تأثيرا في اندفاع الفرد للعمل و زيادة إنتاجيته ،أو العكس
ومن وجه نظر المنظمات تمثل أحد العناصر األساسية في تكاليف اإلنتاج و أن أي زيادة فيها
تعني بالتالي زيادة في هذه التكاليف مما يفرض عليها أن توازن بين ما تدفعه من أجور و
حوافز مادية وبين ما تحصل عليه من مردود أو إنتاج كنتيجة لهذه األجور و الحوافز بحيث
تكون المحصلة لصالح المنظمة والعامل على حد سواء.
تحديد مكونات نظام األجور :يحتوي األجر على عدة عناصر ثابتة ومتغيرة يختلف تركيبها
من نظام ألخر ومن بلد ألخر وسوف نركز هنا على مكونات األجر وفقا للتنظيم القانوني
الجزائري الحالي و الذي من خالله يمكن تصنيف مكونات األجر إلى عنصرين أساسيين
هما األجر الثابت و األجر المتغير.
اوال :األجر الثابت :يدفع األجر الثابت عن الوقت الذي يستغرقه العامل في عمله حسب
نظام دفع األجور في ا لمنظمة و حسب طبيعة العمل الذي يؤديه ،ويتشكل هذا الجزء من
األجور من ثالثة عناصر أساسية هي :األجر الوطني األدنى المضمون( المحدد من طرف
السلطة العامة بمقتضى نصوص تنظيمية) ،و األجر األساسي والذي هو حاصل ضرب
الرقم االستداللي في القيمة النقدية للنقطة االستداللية وكذلك التعويضات الثابتة الملحقة
التعويضات المدفوعة بحكم أقدمية العمل أو مقابل الساعات اإلضافية بحكم ظروف عمل
خاصة السيما العمل التناوبي والعمل المضر و اإللزامي ،بما فيه العمل الليلي و عالوة
المنطقة.
ثانيا :االجر المتغير :ويتكون من مجموعة من العناصر المتغيرة من حيث القيمة المالية أو
من حيث عنصر الديمومة و االستقرار ،إذ أنها غير دائمة و منتظمة باعتبارها تخضع لعدة
عوامل و معطيات و أسباب قد ال تتحقق بصفة دائمة أما بسبب قدرة العامل ومهاراته أو
بسبب تنظيم العمل .ويتكون األجر المتغير بدوره من ثالثة عناصر أساسية وهي التعويضات
المتغيرة الملحقة ،المكافآت ،االقتطاعات.
/2المحور الثاني :معايير تحديد االجر ( على مستوى المؤسسات الجزائرية)
اذ تعتمد المؤسسة على جملة من المعايير الموحدة ممثلة في :األداء اذ يعتبر هو قياس
للنتائج المحققة ،الجهد باعتباره كاداه لتقييم أداء األشخاص ،االقدمية والتي هي أساس لمنح
العوائد في كل المنظمات العامة في كل دول العالم رغم انها ال تلعب نفس الدور في
المنظمات الخاصة إضافة الى المؤهل العلمي وكذلك الخبرة اذ يؤديان دورا ال يستهان به في
تحديد أجر الفرد مع االخذ بعين االعتبار المهارات و الخبرات المكتسبة من الفرد ،كما يعتبر
مستوى صعوبة الوظيفة من بين المعايير المعتمدة في تحديد أجر العامل مما يساهم في
تغييره بتغير صعوبتها ،نظيف عامال أخيرا هو عامل الوقت الذي يرتبط باألجر على أساس
تقديره اداءه في الوقت المحدد له.
كما يمكن أن نشير الى المبادئ التي يعتمد عليها نظام األجور وطريقة احتساب أجر العامل.
/3العوامل المؤثرة على نظام األجور:
هناك بعض العوامل التي تؤثر في مستوى األجور والرواتب والتي يجب أن يراعيها
النظام الجيد وفيما يلي العوامل الرئي سية المؤثرة على تحديد األجور للفرد العامل مقابل
األداء الفعلي الذي يقوم به.
القوانين والتشريعات السائدة في المجتمع تكاد ال توجد اليوم في العالم دولة ليس لها -
قوانين تنظم األجور ،هده القوانين ملزمة لكافة المنظمات الخاضعة لقوانين العمل هذه
القوانين غالبا ما تحدد الحدود الدنيا لألجر وللضمانات والتعويضات المستحقة ،ساعات
العمل و العطالت.
الوضع االقتصادي :يمثل الوضع االقتصادي عامال مهما األجور ألنه يؤثر في -
معدالت دوران وفي مستوى األجور التي تدفعها المنظمات المناظرة والمنافسة .ففي فترة
الكساد تسترد العامل الذي يشعر بعدم الرضا عن الترك خوفا من عدم إيجاد فرصة عمل
أخرى ،يجعل مستوى األجور بدون مخاطر كثيرة .أما في االنتعاش االقتصادي فالطلب
على العاملين المؤهلين يتزايد ،مما يشجع على ترك العمل ويجعل عملية االحتفاظ بالعناصر
الجيدة أكثر صعوبة ،مما يستدعي األمر رفع مستوى األجور والرواتب .
العوامل اإلدارية وتكاليف المعيشة :تتمثل العوامل اإلدارية بحجم المنظمة وقدراتها -
المالية ومستوى اإلنتاجية وأهمية وقيمة الوظيفة بالنسبة للمستخدم ضمن هذه المنظمة اما
التكاليف المعيشية فالمطلوب أن يتسم تحديد مستوى األجور ،خاصة لفئات األجر الدنيا
والوسطى ،بحيث يوفر دخال كافيا لتغطية متطلبات المعيشة.
جماعات الضغط و المساومة الجماعية :تستخدم المساومة الجماعية في كثير من -
الدول خاصة الدول الرأسمالية على نطاق واسع ومقبول كأساس تعتمد عليه المنظمات في
تحديد معدالت األجور والمزايا المادية اإلضافية األخرى.
الوسائل التكنولوجية واستخدامها :ان استخدام الوسائل التكنولوجيا في المنظمة -
سوف يؤثر على وضع األجور والرواتب حيث أن استخدامها يؤدي إلى تخفيض الجهد
البدني والفكري للفرد العامل الذي يبذله حيال إنجاز العمل المطلوب منه.
قدرة المنظمة على دفع األجور :ان هذا العمل يعكس الوضع المالي للمنظمة -
ومشاكلها فقد تعاني المنظمة من مشاكل مالية تجعلها غير قادرة على دفع األجور بالمستوى
السائد في السوق (.خاصة المؤسسات الخاصة).
اإلنتاجية :هناك عالقة مستمرة بين إنتاجية العامل واألجر الذي يحصل عليه ،وتقاس -
اإلنتاجية عادة بكمية اإلنتاج لساعات العمل كما تحبذ اإلدارة ربط االجير باإلنتاج وال شك
أن الدول المتقدمة استطاعت التقدم بفعل الزيادة الكبيرة التي صاحبت إنتاجية العاملين فيها.