‫املحاضرة التاسعة‬

‫األجور‬

‫ﻧﺗﻁﺭﻕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺟﻭﺭ ﻭﺃﻫﻣﻳﺗﻬﺎ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ﻣﻔﻬﻭﻣﻬﺎ ‪ ،‬ﺃﻧﻭﺍﻋﻬﺎ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪     ‬‬

‫تمهيد ‪ :‬التطور التاريخي لألجور‬

‫تطور مفهوم األجور بتطور العصور واألزمنة ‪ ،‬حيث كان في البداية ّ‬
‫يعبر على املقابل املادي الذي‬
‫يتحصل عليه العامل نظير قوة عمله وتسمح له بتجديدها والحفاظ عليها ‪ّ ،‬ثم تطور إلى ما وصل إليه في العصر‬
‫الحديث مع التطورات التي جاء بها النظام الرأسمالي باعتباره مقابل لعنصر العمل لذي يدخل في العملية‬
‫اإلنتاجية ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم األجور‬
‫أعطيت مفاهيم عديدة لألجور ‪ ،‬لكنها تجتمع كلها في املقابل املادي الذي يتحصل عليه العامل مقابل‬
‫تقديم خدمة العمل ‪ ،‬كما ّ‬
‫يعبر عنه محاسبيا بتكلفة العمل التي تتحملها املؤسسة لقاء استخدامها لليد العاملة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع األجور‬

‫يمكن التمييز بين عدة أنواع لألجور‬
‫أ ـ األجر النقدي ‪ :‬هو مبلغ نقدي يتحصل عليه العامل مقابل قوة عمله‪,‬‬
‫ب ـ األجر العيني ‪ :‬هو مجموع السلع والخدمات التي يتحصل عليها العامل مقابل العمل‪.‬‬
‫ج ـ األجر الحقيقي‪ :‬هو مقدار السلع والخدمات التي يتحصل عليها العامل نظير أجره النقدي‪.‬‬
‫د ـ األجر الطبيعي ‪ :‬هو األجر الذي يسمح للعامل بتجديد قوة عمله (أجر الكفاف)‪.‬‬
‫ه ـ األجر اإلضافي ‪ :‬هو ما يدفع زيادة عن األجر العادي مقابل العمل اإلضافي ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أهمية األجور‬

‫تظهر أهمية األجور في ثالث مستويات ندرجها فيما يلي ‪:‬‬
‫أ ـ مستوى الفرد ‪ :‬وتظهر أهميتها من خالل نقطتين‬
‫ـ يعتبر األجر املحدد الرئيس ي ملستوى معيشة الفرد وكذلك مركزه االجتماعي ( املستوى الصحي‪ ،‬الثقافي‪،‬‬
‫التعليمي واملعيش ي )‬
‫ـ تعمل األجور على مقارنة العمال فيما بينهم من حيث املدخالت واملخرجات وهو ما يؤثر مباشرة على‬
‫املؤسسة‪.‬‬
‫ب ـ مستوى املؤسسة ‪ :‬باعتبار األجور تكلفة للمؤسسة ‪ ،‬وتصل أحيانا إلى ‪ % 50‬من التكلفة اإلجمالية ‪ ،‬فهي‬
‫دائما تراقب املجهود املبذول من طرف العمال باملقابل املادي (األجور) املدفوع في ظل املنافسة الشديدة‬
‫‪،‬‬
‫وتعمل دائما على التقارب بين إنتاجية العمل وتقليل النفقات‪.‬‬

‫ج ـ بالنسبة للمجتمع ‪ :‬لألجور أهمية بالغة في تقدم املجتمعات من خالل عالقة األجور بالضرائب التي‬
‫مصدر إيرادات خزينة الدولة والتي على أساسها يتم اإلنفاق العام على مختلف املشاريع‬ ‫تشكل‬
‫ذات‬
‫املنفعة العامة‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الدور االقتصادي واالجتماعي لألجور‬

‫أ ـ الدور االقتصادي ‪ :‬باعتبار األجر ثمن عنصر العمل ‪ ،‬فإن أهميته تظهر من خالل العملية اإلنتاجية التي‬
‫تساهم بها قوة العمل ‪ ،‬فتزداد الثروة بالنسبة لالقتصاد ‪ ،‬ويعود بالفائدة على العامل وعلى املؤسسة‬
‫على حد سواء‪.‬‬
‫ب ـ االعتبار االجتماعي‪ :‬األجر محدد للمستوى املعيش ي للفرد ‪ ،‬وبالتالي يحدد املكانة االجتماعية له وسط‬
‫فئة معينة من األفراد ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬مكونات نظام األجور‪ :‬يتكون نظام األجور عادة من األجور الثابتة واألجور املتغيرة‬
‫أ ـ األجور الثابتة وتتكون من ‪:‬‬
‫ـ األجر األدنى الوطني املضمون ‪ :‬وهو األجر األدنى املطبق على كافة العمال ‪ ،‬ويحدد بناءا على القدرة‬
‫الشرائية‬
‫للمواطن ‪.‬‬
‫ـ األجر األساس ي‪ :‬يمنح نظير منصب العمل ويختلف من منصب آلخر‪.‬‬
‫ـ التعويضات ‪ :‬وتتمثل في املستحقات املالية الناتجة عن تعويض األقدمية ‪ ،‬تعويض الخطر أو الضرر‬
‫وتعويض املنح العائلية ‪...‬‬
‫ب ـ األجور املتغيرة ‪ :‬وهي مستحقات مالية يتحصل عليها العامل ‪ ،‬كتعويضات املكافآت والحوافز‪.‬‬