You are on page 1of 119

‫جامعة النيلني‬

‫كلية الدراسات العليا‬


‫كلية القانون‬

‫حبث تكميهي ننيم درجت املاجستري يف انقاوىن‬

‫بعنوان ‪:‬‬

‫‪9341‬هـ ‪8192 -‬م‬

‫‌أ‬
e

‫‌ب‬
‫(إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُىنَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ )‬

‫سورة ص اآلية (‪)32‬‬

‫‌ج‬
‫أهدي هذا اجلهد املتىاضع‬

‫إىل أمي انغانيت‬

‫إىل روح أبي‬

‫‌د‬
‫أتقدو خبانص انشكز وانتقديز إىل جامعت اننيهني كهيت انقاوىن وإىل‬

‫انربوفيسىر ‪/‬حممد عثمان خهف اهلل انذي كان نه انفضم بعد اهلل سبحاوه‬

‫وتعاىل يف كتابت هذا املىضىع وأتقدو بانشكز إىل انعامهني دبكتبت انقضائيت‬

‫ومكتبت وسارة انعدل واملزكش انعزبي نهتأميناث اإلجتماعيت ملا ددمىا ي مه‬

‫عىن يف كتابت حبثي هذا ‪.‬‬

‫الببحثة‬

‫‌ه‬
‫مستخمص‬

‫تناولت الدراسة األساس القانوني لمتعويض عن إصابات العمل وتنبع أىمية ىذا الموضوع‬
‫في كونو يواكب التقدم الصناعي حيث أصبح من الصعوبة عمي العامل إثبات خطأ صاحب‬
‫العمل ‪.‬‬

‫ىدفت الدراسة لموصول لؤلساس القانوني لمتعويض عن إصابات العمل وبيان كيفية تقديرىا‪.‬‬

‫ولتحقيق ىذه األىداف إستخدم الباحث المنيج التحميمي الوصفي كدراسة مقارنة أمبلً في‬
‫الوصول إلى الحقائق العممية‪.‬‬

‫تمثمت مشكمة الدراسة في اإلجابة عمى كيف تطور أساس المسؤولية عن إصابات العمل ‪ ،‬وىل‬
‫ما وصل إليو التطور يتفق مع شروط إستحقاق التعويض‪.‬‬

‫توصمت الد ارسة إلى مجموعة من النتائج أىميا إن أساس المسؤولية أساس أخبلقي‬
‫وانساني‪ ،‬وال يقوم عمى أي سند قانوني ‪ ،‬وانما لغرض إضفاء المشروعية والحاجة إلى سند‬
‫قانوني فإن المشرع أضفى عمييا المشروعية كى يمكن اإلستناد عمييا لمنح التعويض لمعامل‪.‬‬

‫واسفرت أىم النتائج التي إستعرض عنيا البحث في التوصية بضرورة النص عمي‬
‫إعتبار المسؤولية عن إصابات العمل ‪ ،‬مسؤولية من نوع خاص تستند إلى نص القانون ‪،‬‬
‫ومراعاة ذلك عن تطبيق نص المادة (‪ )28‬من قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة‬
‫‪1981‬م وتسيم ىذه التوصية في حماية حق العامل في الحصول عمي التعويض في ظل‬
‫التطورات الصناعية ‪.‬‬

‫‌و‬
Abstract
The study dealt the legal basis of comp.ensatior for ork inju the
importance of this subject stems from the fac that it keeps abreast of
industrial progfess, since it is difficult for the worker to prove the
employer’s fault.
The study aimed at reaching to the legal basis of compensation for work
injuries and determining how to compensate for them...
To achieve these goals, the researcher adopted the descriptive analytical
methodology, as a comparative study in the hope of reaching scientific
facts.
The problem of the study lied inanswering the question of how the basis
of responsibility for work injuries developed, and whether the
development reached was in accordance with the conditions for
compensation.
The study reached a number of results, the most important of which is
that the basis of responsibility is a moral and humanitarian basis, and is
not based on any legal basis, but for the purpose of concealing legality
and the need for legal support, the legislator has given it legitimacy
which can be relied upon to grant compensation to the worker.
The main findings reviewed by the study are reflected in the
recommendation that: the responsibility for work injuries should be
considered as a special responsibility based on the text of the law, and
this should be taken into consideration when applying the provisions of
Article 28 of the Compensation for Work Injuries Law, 1981. This
recommendation contributes to the protection of the right the worker in
obtaining compensation under the industrial developments.

‫‌ز‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫العمل بالنسبة لئلنسان‪ ،‬ىو المصدر األساس في الغالب الذي يوفر لو الحياة الكريمة‪،‬‬
‫وىذا العمل ال يخمو من المخاطر‪ ،‬التي يتعرض ليا العامل أثناء قيامو بو ‪ ،‬و التي قد تؤدي‬
‫إلى وفاتو أو عجزه‪ ،‬سواء كان عج اًز كمياً أو جزيئاً‪ ،‬لذلك كان البد من اإلىتمام بيذا الجانب‪،‬‬
‫بتوفير التعويض العادل لو أو ألسرتو‪ ،‬وذلك باإلستناد عمى أساس قانوني ‪ ،‬يحكم ىذا المسالة ‪.‬‬
‫بمتابعة قوانين العمل والتأمينات اإلجتماعية ‪ ،‬نجد أن أساس المسئولية عن إصابات‬
‫مر بمراحل تطور ابتدأ من الخطأ الشخصي‪ ،‬الذي يقع عمى العامل إثباتو ليستحق‬
‫العمل‪ ،‬قد ّ‬
‫التعويض ‪،‬ثم تطور الوضع إلى الخطأ المفترض‪ ،‬إلعفاء العامل من إثبات خطأ صاحب العمل‬
‫الذي أصبح من الصعوبة بمكان إثباتو ‪.‬‬

‫انقسم الفقو إلى اتجاىين ىناك من ذىب إلى اعتبار المسئولية عن األشياء ‪ ،‬أساساً‬
‫ضرر لمعامل‪.‬‬
‫اً‬ ‫التعويض باعتبار صاحب العامل ىو حارس ىذه اآلالت الخطرة ‪ ،‬التي أحدث‬
‫أما اإلتجاه الثاني أرى أن مسئولية صاحب العمل عن إصابات العمل مستمدة من عقد‬
‫العمل ‪ ،‬وكان ذلك تطو اًر ممحوظ ًا ‪ ،‬وعمى الرغم من ذلك لم يستمر طويبلً مع التقدم في‬
‫الصناعة‪ ،‬حيث تعرض لمقصور‪ ،‬وذلك إلمكان صاحب العمل دفع المسئولية عنو ‪،‬مما دعا‬
‫الفقياء إلى البحث عن أساس آخر لتوفير الحماية لمعامل ‪.‬‬
‫وىى المسئولية عن تحمل التبعة ‪ ،‬عمى اعتبارىا أساس لممسئولية ‪ ،‬وذلك دون النظر‬
‫إلى مدي خطأ صاحب العمل ‪،‬ثم نتناول بعد ذلك شروط استحقاق العامل لمتعويض عن‬
‫إصابات العمل ‪ ,‬وكيفية إثبات إصابة العمل ‪،‬وتطبيق ىذه الشروط عمى نظرية تحمل التبعة ‪.‬‬
‫ثم نتفق أخي اًر عمى مقدار تعويض العامل عن اإلصابة والتساؤل الذي يثار ىنا عن‬
‫مدي انطباق شروط استحقاق التعويض عن إصابات العمل عمى شروط تحقق مسئولية تحمل‬

‫‪1‬‬
‫التبعة وذلك لموقوف عمى مدى صحة القول عمى اعتبار نظرية تحمل التبعة أساساً لممسئولية‬
‫عن إصابات العمل ‪ ،‬وىل ىذا األساس يوفر التعويض الكامل لمعامل وذلك من خبلل تناول‬
‫تقدير التعويض وفقا لما جاء بو قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪1981‬م‪،‬وىذا ما‬
‫سوف يجيئ ذكره بالتفصيل ‪.‬‬

‫أىمية الموضوع‪:‬‬
‫تتمثل أىمية الموضوع في األتي‪:‬‬
‫‪.1‬أىمية ىذا الموضوع تظير جمياً مع التقدم الصناعي حيث يصعب عمى العامل إثبات خطأ‬
‫صاحب العمل ‪.‬‬
‫‪ .2‬إن إصابة العمل تفقد العامل قدرتو عمى العمل سواء أن كان ذلك كمياً أو جزيئاً وقد تؤدي‬
‫إلى وفاتو‪ ،‬مما قد يؤدي إلى أن تفقد األسرة العائل الوحيد ليا لذلك كان البد من دراسة‬
‫األساس القانوني لمتعويض عن ذلك الفقد‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬


‫‪ .1‬لما يثيره موضوع إصابات العمل من آثار عمى العامل وبيئة العمل‪.‬‬
‫‪ .2‬معالجة قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪1981‬م‪ ،‬جاءت قاصرة عن محاولة‬
‫إكمال ىذا النقص‪.‬‬
‫‪ .3‬التطورات الصناعية التي أدت إلى حدوث إصابات عمل ال يمكن فييا إثبات خطأ صاحب‬
‫العمل‪.‬‬
‫‪ .4‬إختبلف الفقياء حول أساس المسؤولية عن إصابات العمل‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مشكمة البحث‪:‬‬
‫تتمثل المشكمة في ايجاد األساس القانوني لمتعويض عن إصابات العمل ‪ ،‬ومن أجل ذلك‬
‫كان البد من الوقوف عمى عدد من النقاط تم صياغتيا في التساؤالت اآلتية‪:‬‬
‫‪.1‬ما ىو مفيوم وتعريف إصابات العمل؟‬
‫‪.2‬ىل يعد كل من الحادث العمل أو المرض الميني إصابة عمل؟‬
‫‪.3‬كيف تطور أساس المسئولية عن إصابات العمل؟‬
‫‪.4‬ىل ما وصل إ ليو التطور يتفق مع شروط استحقاق التعويض عن إصابات العمل؟‬
‫‪ .5‬كيفية تقدير التعويض عن إصابات العمل؟‬
‫أىداف البحث‪:‬‬
‫تتمثل أىداف البحث في األتي‪:‬‬
‫‪.1‬تحديد مفيوم وتعريف إصابة العمل‪.‬‬
‫‪ .2‬بيان التطور الذي مرت بو المسئولية عن إصابات العمل‪.‬‬
‫‪.3‬الوصول إلى األساس القانوني لمتعويض عن إصابات العمل‪.‬‬
‫‪.4‬بيان كيفية تقدير التعويض عن إصابات العمل‪.‬‬
‫منيجية البحث‪:‬‬

‫اتبعت في بحثي ىذا المنيج الوصفي التحميمي كدراسة قانونية‪.‬‬

‫الدراسبت السببقة‪:‬‬
‫‪/1‬إصابات العمل والتعويض عنيا دراسة مقارنة في قوانين العمل القطري والسوداني والمصري‬
‫‪ ،‬جذنان محمد الياجري‪.‬‬
‫‪ /2‬أحكام التعويض عن إصابات العمل في القانون السوداني ‪ ،‬عبد العظيم محمد عبد اهلل ‪.‬‬
‫‪ /3‬تأمين إصابات العمل في القانون السوداني والمقارن‪ ،‬د‪ .‬عبد العزيز محمد الحسين آدم ‪.‬‬
‫ىذه الدراسات السابقة تناولت التعويض عن إصابات العمل‪ ،‬ولكنيا لم تتناول األساس القانوني‬
‫لياذا التعويض وىذا ما نحن بصدده في ىذا البحث‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ىيكل البحث‪:‬‬
‫جاء البحث فى فصل تمييدي وثبلثة فصول‪ ،‬الفصل األول جاء بعنوان (مفيوم إصابات‬
‫العمل) وتم مناقشتيا في ثبلثة مباحث‪ ،‬المبحث األول جاء بعنوان (ماىية إصابات العمل)‬
‫ونوقش في ثبلثة مطالب‪ ،‬أما المبحث الثاني فجاء بعنوان (أنواع إصابات العمل) ونوقش في‬
‫ثبلثة مطالب‪ ،‬أما المبحث الثالث فجاء بعنوان (التفرقة بين إصابة العمل وكبلً من المرض‬
‫الميني وحادث العمل) ونوقش في ثبلثة مطالب‪.‬‬
‫الفصل األول جاء بعنوان ( تطور المسؤولية الناشئة عن إصابات العمل) وتم مناقشتو في أربعو‬
‫مباحث‪ ،‬المبحث األول جاء بعنوان (النظرية الشخصية) ونوقش في ثبلثة مطالب‪ ،‬أما المبحث‬
‫الثاني جاء بعنوان ( نظرية المسؤولية العقدية) ونوقش في مطمبين‪ ،‬أما المبحث الثالث فجاء‬
‫بعنوان (نظرية المسؤولية عن األشياء ) ونوقش في مطمبين‪ ،‬أما المبحث الرابع جاء‬
‫بعنوان(نظرية تحمل التبعة) ونوقش في ثبلثة مطالب‪.‬‬
‫الفصل الثاني جاء بعنوان ( شروط التعويض عن إصابات العمل) وتم مناقشتو في ثبلثة‬
‫مباحث‪ ،‬المبحث األول جاء بعنون (شروط إستحقاق التعويض عن إصابات العمل) ونوقش في‬
‫ثبلثة مطالب‪ ،‬أما المبحث الثاني فجاء بعنوان (وسائل إثبات إصابة العمل) ونوقش في‬
‫مطمبين‪ ،‬أما المبحث الثالث فجاء بعنوان (تطبيق اإلستحقاق عمى نظرية تحمل التبعة) ونوقش‬
‫في مطمبين‪.‬‬
‫الفصل الثالث جاء بعنوان (التعويض عن إصابات العمل) وتم مناقشتو في أربعو مباحث‪،‬‬
‫المبحث األول جاء بعنوان (التعويض في حالة وفاة العامل) ونوقش في مطمبين‪ ،‬أما المبحث‬
‫الثاني فجاء بعنوان( التعويض في حالة العجز الكمي )ونوقش في ثبلثة مطالب‪،‬أما المبحث‬
‫الثالث فجاء بعنوان (التعويض في حالة العجز الجزئي) ونوقش في مطمبين‪ ،‬أما المبحث‬
‫األخير فجاء بعنوان (التعويض في حالة األمراض المينية واإلتفاق عمى مقدار التعويض)‬
‫ونوقش في مطمبين‪.‬‬
‫وتم ذكر النتائج والتوصيات لينتيي البحث بقائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫فصل متهيدي‬
‫مفهوم إصابات العنل‬

‫‪5‬‬
‫تمييد وتقسيم‪:‬‬

‫نتناول في ىذا الفصل مفيوم إصابات العمل‪ ،‬وذلك من خبلل بيان ماىية إصابة‬
‫العمل‪ ،‬في المغة والفقو والقانون وثم بعد ذلك أنواع إصابات العمل‪ ،‬وأخي اًر التفرقة بين إصابة‬
‫العمل واصطبلحي المرض الميني‪ ،‬وحادث العمل عمي النحو التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماىية إصابة العمل‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع إصابات العمل‬

‫المبحث الثالث‪ :‬التفرقة بين إصابة العمل وكبلً من المرض الميني وحادث العمل‬

‫‪6‬‬
‫المبحث األول‬

‫ماىية إصابة العمل‬

‫تمييد وتقسيم‪:‬‬

‫نتناول ماىية العمل من خبلل تعريف إصابة العمل في المغة والفقو والقانون وذلك النحو‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف إصابة العمل في المغة‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تعريف إصابة العمل في الفقو ‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬تعريف إصابة العمل في القانون ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المطمب األول‬

‫تعريف إصابة العمل في الفقو‬

‫يتكون مصطمح إصابة العمل من كممتين إصابة وعمل ‪.‬‬

‫تعرف اإلصابة (أصاب) صوبا وصوبة أنصب والسمايف بالمطر جاء ومن أمثال ومن‬
‫العرب (صابت بضر) أنزلت النازلة من مستقرىا بضرب عن نزول الشدة وأصابتيا‪.)1(.‬‬

‫أما العمل ىو المينة والفعل ‪ ،‬والجمع أعمال ‪ ،‬عمل عمميا وأعممو غير واستعممو‬
‫واعتمل الرجل‪ ،‬عممو بنفسو ‪.)2(.‬‬

‫وعن دمج المصطمحين تصبح إصابة العمل ويتضح لنا من خبلل التعريفات أعبله لكبل‬
‫المصطمحين إن إصابة ىي الشدة التي تقع أثناء ممارسة المينة‪.‬‬

‫‪ -1‬مجمع المغة العربية ‪ ،‬المعجم الوسيط ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مصر ‪،‬دار الجميورية لمصحافة ‪5891 ،‬م ‪ ،‬ص‬
‫‪5151‬‬
‫‪ -2‬آبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬المجمد السابع ‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪.135‬‬

‫‪8‬‬
‫المطمب الثاني‬

‫تعريف إصابة العمل في الفقو‬

‫عرفيا الفقو والقضاء الفرنسي بأنيا كل ضرر مادي يمس جسم العامل فجأة سواء كان‬
‫ىذا ظاى اًر أو خفياً (‪.)1‬‬

‫وعرفيا كذلك الفقو والقضاء في مصر بأنيا اإلصابة الناتجة عن حادث العمل بأنيا كل‬
‫ما يمس جسم اإلنسان ويحدث ضر اًر جسمانياً لوقوعو فجأة بفعل قوة خارجية (‪.)2‬‬

‫يبلحظ عمى ىذه التعريفات إتفاق كل من الفقو والقضاء في مصر وفرنسا من ناحية‬
‫إبتداء عبارة حادث العمل ومن ثم‬
‫ً‬ ‫مضمون إصابة العمل‪ ،‬وقد أضاف الفقو والقضاء المصري‬
‫ال يشير لممرض الميني إصابة عمل وفقاً ليذا التعريف ‪ ،‬ويؤكد ذلك أيضاً إشتراط وقوع‬
‫الضرر فجأة وبفعل قوة خارجية ‪ ،‬وذلك لم يتم ذكره في تعريف الفقو والقضاء ‪ ،‬ىذا يدل عمي‬
‫إعتبار المرض الميني في فرنسا إصابة عمل ‪ ،‬وىذا من إعتقادي نتيجة طبيعية والتطور في‬
‫مثل ىذه الدول ‪.‬‬
‫ىناك من يرى إنو عمى الرغم من اإلجتيادات المختمفة من جانب المختصين في مجال‬
‫التأمينات اإلجتماعية نحو تعريف إصابات العمل ظير فجأة دون سابق‪ ،‬فإننا لم نجد تعريف‬
‫متفق عميو وانما اإلتفاق فيما توصموا لو عمى أساس تعريف إصابة العمل بإشتراك تمك‬
‫التعريفات في ثبلثة عناصر ‪.‬‬

‫األول‪ :‬ربط اإلصابة بمكان العمل ‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬ربط اإلصابة بسبب العمل ‪.‬‬

‫‪ -1‬حسن الفكياني ‪ ،‬المرونة العمالية ‪ ،‬الطبعة األولي ‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬مطبعة دار الجبلء ‪5819،‬م ‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -2‬حممي مراد ‪ ،‬قانون العمل ‪ ،‬ص ‪ ،565‬نقبلً عن حممي مراد قانون العمل والتأمينات اإلجتماعية ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،‬القاىرة‬
‫‪ ،‬مطبعة نيضة مصر‪5865 ،‬م ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الثالث‪ :‬حدوث اإلصابة من مسبب خارجي(‪.)1‬‬

‫ألىمية ىذه العناصر في تحديد اإلصابة بإعتبارىا إصابة عمل البد تناوليا بشيء من‬
‫التفصيل عمي النحو اآلتي‪:‬‬

‫األول‪ :‬ربط اإلصابة بمكان العمل‪:‬‬

‫يقصد بمكان العمل المكان أو المجال الجغرافي الذي يتواجد فيو العامل لتنفيذ العمل‬
‫المكمف بو والواجب عميو‪ ،‬ويكون خاضعاً فيو لسمطة واشراف رب العمل حقيقة أو حكمياً(‪.)2‬‬

‫الثاني‪ :‬ربط اإلصابة بسبب العمل ‪:‬‬

‫معنى ذلك ‪ ،‬حدوث اإلصابة أثناء ساعادت العمل وبسببو ‪ ،‬أي أن تقوم عبلقة السببية‬
‫بين الحادث والعمل (‪.)3‬فإذا لم تكن ىناك عبلقة سببية ‪ ،‬ال تعد إصابة عمل‪ ،‬نبلحظ أنو ال‬
‫يق تصر عمي حدوث اإلصابة أثناء العمل بل بسببو وىذا وسع نطاق اإلصابة بأن شمل‬
‫اإلصابة التي تحدث أثناء الذىاب واإلياب من والي مكان العمل ‪ ،‬طالما لم يكن ىناك توقف‬
‫أو إنحراف أو تخمف عن الطريق الطبيعي ‪ ،‬ويقصد بالتوقف أن يسمك العامل سبيمو المعتاد‬
‫إلى عممو أو محل إقام تو ثم يتوقف عن متابعة سير بإرادتو أو مشيئتو ليرتاد أحد المقاىي أو‬
‫المطاعم ‪.‬‬

‫أما التخمف فيو أن تنصرف إرادة العامل إلى أن يسمك طريقة العادي إلى عممو أو محل‬
‫إقامتو ‪ ،‬ثم يعمد إلى التخمف عن مواصمة السير مع زمبلئو ليسمك طريقاً آخ اًر‪ ،‬ويقصد بالطريق‬
‫الطبيعي الذي يسمكو الرجل العادي من مكان العمل إلى محل إقامتو أو العكس(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬منذر أحمد ‪ ،‬إصابات العمل والتأمينات اإلجتماعية ‪ ،‬الطبعة األولي ‪1153 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسو ‪.‬‬
‫‪ -3‬الحسن محمد ساتي‪ ،‬الوسيط في شرح قانون العمل الجديد والتأمينات اإلجتماعية‪ ،‬الطبعة األولي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار النيضة‬
‫العربية ‪1118/1119‬م‪ ،‬ص ‪ 551‬وما بعدىا ‪.‬‬
‫‪ -4‬حيدر أحمد دفع اهلل ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪10‬‬
‫الثالث‪ :‬حدوث اإلصابة من سبب خارجي‪:‬‬

‫يقصد بذلك حدوث اإلصابة نتيجة قوة خارجية ‪ ،‬ويقصد بيا أن يكون الضرر الجسماني‬
‫ناشئاً عن سبب خارجي عن الجياز العضوي كأن ينجم عن آلة أو حيوان أو قوة طبيعية أو‬
‫تصرف أو قول صادر من الغير يحدث لو صدمة نفسية (‪.)1‬وىذا المسبب الخارجي يسير‬
‫العديد من الصعوبات في التطبيق‪ ،‬وىذا ما دعا بعض الفقو إلى أن يثير في ىذا الصدد ثبلثة‬
‫فروض‪.‬‬

‫األول‪ :‬يتعمق بكون السبب االساس لمحادث ذا أصل خارجي كسقوط جزء من اآللة عمى العامل‬
‫أثناء قيامو بالعمل‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬فيو يتعمق بكون السبب االساس الذي أدى إلى اإلصابة داخمياً محضاً كأن يسقط‬
‫العامل عمى األرض أثر ىبوط مفاجئ من الدورة الدموية ‪.‬‬

‫أما الثالث‪ :‬فيو يكون السبب المؤدي إلى الحادث مختمطاً يجمع أسباب داخمية وخارجية في‬
‫الوقت نفسو ويري إنو ال يستبعد من مجال إصابة العمل دون الفرض الثاني نظ اًر لصعوبة‬
‫العقول لوقوع حادث العمل عمى أثر عامل داخمي محض فالغالب يضع نتيجة تضافر العوامل‬
‫الداخمية والخارجية معاً(‪.)2‬‬

‫وىناك من يتناول إلشتراط توافر األصل الخارجي لئلصابة وذلك ألنو قد تتعدد أسباب‬
‫الحادث بحيث يكون بعضيما خارجياً والبعض اآلخر يرجع إلى التكوين الجسماني لبنية‬
‫المصاب‪ ،‬وعموماً فإن التطور الحديث يتجو شيئ ًا فشيئاً نحو إعتبار الذبحة الصدرية أو السكتة‬
‫القمبية إذا حدثت نتيجة إلرىاق العمل من قبيل إصابات العمل(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز اليبللي ‪ ،‬التأمينات إصابات العمل ‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مطبعة النيضة الجديدة ‪ ،‬القاىرة ‪5861 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬جابر سالم ‪ ،‬تنازع القوانين‪ ،‬في مجال حوادث العمل‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪1151 ،‬م‪ ،‬ص ‪ 11‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪ -3‬حيدر أحمد دفع اهلل ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪11‬‬
‫المطمب الثالث‬
‫تعريف إصابة العمل في القانون‬
‫يقصد بيآ اإلصابة الناشئة من حادث وقع أثناء العمل أو بسببو أو اإلصابة بأحدي‬
‫(‪)1‬‬
‫ويقصد بيآ اإلصابة ‪ ,‬نتيجة حادث ‪,‬يقع بسبب‬ ‫األمراض الواردة في الجدول رقم(‪).)16‬‬
‫العمل‪،‬أو أثناء تأديتو‪ ،‬أو اإلصابة بأحد األمراض المينية الواردة بالجدول رقم(‪, ) 5‬ويعتبر في‬
‫حكم ذلك ‪ ,‬اإلصابة نتيجة حادث يقع لممؤأمن عميو خبلل فترة ذىابو‪ ,‬لمباشرة العمل‪ ،‬أو عودتو‬
‫(‪)2‬‬
‫منو‪,‬بشرط أن يكون ذلك دون توقف‪ ،‬في الطريق الطبيعي أو تخمف عنو أو انحراف منو‪.‬‬
‫وكذلك عرفت اإلصابة التي تحدث أثناء ساعات العمل أو في الطريق من و ألى مكان العمل‬
‫وينتج عنيا عج اًز تقدر نسبتو ب ‪ 15‬فأكثر وتمتد لمعجز الكمي اإلصابات بأحد‪.‬‬
‫األمراض المينية المبينة في الجدول رقم( ‪ ) 1‬المرفق أو اإلصابة نتيجة حادث وقع أثناء تأدية‬
‫العمل أو بس ببو وتعتبر اإلصابة الناتجة عن اإلجياد أو اإلرىاق من العمل إصابة العمل متى‬
‫توفرت فييا الشروط و القواعد التي يصدر بيآ قرار من وزير التأمينات باالتفاق مع وزير‬
‫الصحة ويعتبر كل حادث يقع لممؤأمن عميو خبلل فترة ذىابو لمباشرة عممو أو عودتو منو‬
‫(‪)3‬‬
‫بشرط أن يكون الذىا ب واإلياب دون توقف أو تخمف أو انحراف عن الطريق الطبيعي‬
‫‪.‬يبلحظ عمى النصوص السالفة الذكر‪ ,‬عرفت إصابة عمل في القانون السوداني عمى أنيا‬
‫تشمل كل إصابة وقعت بسبب العمل ‪,‬وكذلك أعتبر المرض الميني إصابة عمل ‪ ,‬وقصر ىذا‬
‫المرض عمى ما ورد بالجدول ‪,‬وخبلفو ال يعتبر مرض ميني وفقا ألحكام ذلك القانون ‪ ,‬أما‬
‫تعريف إصابة العمل في قانون التأمين االجتماعي‪ ,‬فجاء أكثر تفصيبل حيث شمل حادث‬

‫‪ -1‬المادة( ‪ ) 3‬من قانون التعويض عن إصابات العمل ‪ 5895‬م ‪.‬‬


‫‪-2‬المادة (‪ ) 3‬من قانون التأمينات االجتماعية لسنة ‪5881‬م معدال لسنة ‪ 1115‬م ‪.‬‬
‫‪ -3‬قانون التأمينات االجتماعية رقم ‪ 18‬لسنة ‪5811‬م والمعدل بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 5811‬م نقبل عن سمير األود ن‬
‫التعويض عن إصابات العمل في مصر والدول العربية اإلسكندرية منشاة المعارف ‪ 1115‬م‪,‬ص‪1‬‬

‫‪12‬‬
‫الطريق وأما بالنسبة لمقانون المصري أضاف اإلجياد أو اإلرىاق من العمل ‪ ,‬عمي اعتباره‬
‫إصابة عمل فيذا توسع في مفيوم إصابة العمل ‪ ,‬يدل عمى تطور التشريع ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫أنواع إصابات العمل‬

‫تمييد وتقسيم‪:‬‬

‫نتناول في ىذا المبحث أنواع إصابات العمل التي يتعرض ليا العامل فقد تؤدي إلي‬
‫عجزه الكمي عن ممارسة العمل أو إلى العجز الجزئي أو إلى وفاتو ‪ ،‬وذلك عمي النحو التالي‪:‬‬

‫المطمب األول‪ :‬إصابة العمل المسببة لمعجز الكمي ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬إصابة العمل المسببة لمعجز الجزئي ‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬إصابة العمل المسببة لموفاة ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المطمب األول‬

‫إصابة العمل المسببة لمعجز الكمي‬

‫يعرف العجز الكمي بأنو كل عجز يقع عمى المؤأمن عميو من مزاولة أية مينة أو عمل‬
‫يتكسب منو(‪ ،)1‬أي يشترط أن يؤدي العجز إلى عاىة مستديمة ينتج عنيا عدم تأدية عضو أو‬
‫أكثر من أعضاء الجسم المصاب لوظيفتو عمى الوجو المعتاد (‪.)2‬وأن يكون العقبة مستديمة أو‬
‫مستمرة غير مؤقت (‪.)3‬وأخي اًر أن تؤدى العاىة إلى أن يفقد العامل قدرتو عمى مزاولة جميع‬
‫المين (‪.)4‬‬

‫يتضح لنا من خبلل ىذه الشروط أن العجز الكمي يختمف عن العجز المستديم والعجز‬
‫المؤقت حيث أن األول ال يمنع العامل من مزاولة أي عمل يكتسب منو إنما يترتب عميو ضعف‬
‫قدرة العامل عمى العمل كما كان عميو من قبل(‪.)5‬أما العجز المؤقت ىو ما يوقف المصاب عن‬
‫أداء عممو فترة وينتيي بالشفاء بعد العبلج سواء طالت مدة العبلج أم قصرت(‪.)6‬‬

‫نخمص مما سبق أن أنواع إصابات العمل ‪ ،‬اإلصابة المسببة لمعجز الكمي لمعامل حيث‬
‫ال يستطيع بعد ىذه اإلصابة ممارسة أي عمل‪.‬‬

‫‪ -1‬حسن الفكياني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ -2‬عبد العزيز اليبللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.531‬‬
‫‪ -3‬مصطفي الجمال‪ ،‬حمدي عبد الرحمن‪ ،‬التأمينات اإلجتماعية‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪5815 ،‬م‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪ -4‬عبد العزيز اليبللي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.531‬‬
‫‪ -5‬مصطفي الجمال‪ ،‬حمدي عبد الرحمن ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪ -6‬عبد الرحمن محمد داود ‪ ،‬شرح قانون التامينات اإلجتماعية ‪ ،‬مطابع مؤسسة اإلىرام ‪ ،‬ص ‪.558‬‬

‫‪15‬‬
‫المطمب الثاني‬

‫إصابة العمل المسببة لمعجز الجزئي‬

‫يعتبر عج اًز جزئياً إذا لم يؤدى إلى فقد القدرة عمي الكسب ‪ ،‬فالعجز الجزئي ال يفقد‬
‫المصاب اإلستمرار الطبيعي لمعمل بوجو عام (‪.)1‬‬

‫نري بأن العجز الجزئي ىو العجز الذي يقمل من قدرة العامل عمى العمل فيل ال يفقده‬
‫القدرة عمي العمل‪ ،‬نص في قانون التعويض من إصابات العمل لسنة ‪1981‬م ‪ ،‬عمى تعريف‬
‫العجز الجزئي وكذلك عمى مقدار التعويض في حالة العجز الجزئي وىذا ما سوف يتم تناولو‬
‫عن حديثنا عن التعويض عن إصابات العمل ‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز اليبللي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.533‬‬

‫‪16‬‬
‫المطمب الثالث‬

‫اإلصابة المسببة لموفاة‬

‫يجب أن تكون الوفاة نتيجة حادث عمل سواء إصابة عمل أو مرض من أمراض المينة‬
‫‪ ،‬وذلك لمتمييز بينيا وبين الوفاة التي يستحق فييا العامل المتوفي معاشاً(‪.)1‬أي أن الوفاة التي‬
‫يستحق عنيا العامل التعويض ىي الوفاة التي كانت نتيجة إصابة العمل‪ ،‬بمعني إنو لو ال‬
‫اإلصابة لما حدثت الوفاة ‪.‬‬

‫وتقدير التعويض في حالة الوفاة تعويض يساوي األجر اليومي لمتوفي عن تسعمائة‬
‫يوم(‪.)2‬وكذلك جاء في النص عمى التعويض عن حالة الوفاة في قانون التأمين اإلجتماعي (‪.)3‬‬

‫ىذا سوف يتم تناولو بالتفصيل من الفصل األخير التعويض عن إصابات العمل‪.‬‬

‫‪ -1‬حيدر أحمد دفع اهلل ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪55‬‬


‫‪ -2‬المادة (‪ )51‬من قانون التعويض عن واصابات العمل‪.‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادة (‪ )51‬من قانون التأمينات اإلجتماعي لسنة ‪5881‬م ‪ ،‬لسنة ‪1115‬م‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫المبحث الثالث‬

‫التفرقة بين إصابة العمل وكلا من المرض الميني وحادث العمل‬

‫تمييد وتقسيم‪:‬‬

‫لما كان مصطمح إصابة العمل يشمل كل من حادث العمل والمرض الميني‪ ،‬وذلك وفقاً‬
‫لما جاء في القانون السوداني إال أن ىناك فرق بين كل من إصابة العمل والمرض الميني‬
‫وحادث العمل سوف نتناول ذلك النحو اآلتي‪:‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف المرض الميني وحادث العمل‬

‫المطمب الثاني‪ :‬التفرقة بين إصابة العمل والمرض الميني‬

‫المطمب الثالث‪ :‬التفرقة بين إصابة العمل وحادث العمل‬

‫‪18‬‬
‫المطمب األول‬

‫تعريف المرض وحادث العمل‬

‫أوالا ‪ :‬تعريف المرض الميني ‪:‬‬

‫مرض المريض ‪ .‬معروف ‪ .‬والمرض ‪ :‬السقم نقض الصحة ‪ ،‬يكون لئلنسان والبعير ‪ ،‬وىو‬
‫إسم لمجنس (‪.)1‬‬

‫مين ‪ :‬الحزق بالخدمة والعمل ونحو (‪.)2‬‬

‫يقصد بو المرض الذي يصيب العاممين في مين معينة نتيجة المبلمسة أو اإلحتكاك‬
‫المستمر بالمواد األولية في العممية اإلنتاجية أو التعرض ألستنشاق الغازات أو مواد كيماوية‬
‫معنية أو لمغبار أو التعرض ألشعة معينة (‪.)3‬‬

‫وقد عرف بأنو تمك األمراض التي تصيب العامل بسبب بيئة العمل أو الظروف التي‬
‫تحيط بإداتو أو نتيجة تداول المواد المستعممة أو منتجاتيا وكذلك التعرض ليا وألشعتيا(‪.)4‬‬

‫وقد عرفتو التوصية رقم (‪ )67‬لسنة ‪1944‬م‪ ،‬الصادر عن مؤتمر العمل الدولي بأنو‪.‬كل مرض‬
‫تكثر اإلصابة بين المشتغمين في مينة أو حالة تسمم تحدث بسبب المواد المستعممة في مينة ‪،‬‬
‫مما يستوجب التعويض عنيا بإعتبارىا مرضاً إذا كان الشخص ممن يعممون تمك في المينة‪.‬‬

‫‪ -1‬آبي الفضل جمال الدين محمد بن كرم بن منظور األفريقي المصري‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬المجمد السابع ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار صادر‬
‫‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪ -2‬آبي الفضل جمال الدين ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪ -‬موسوعة التأمينات اإلجتماعية من تشريعات تأمين إصابات العمل ‪ ،‬شركة ناس لمطباعة بدون سنة نشر ‪ ،‬ص‪ ، 55‬نقبلً‬
‫‪3‬‬

‫جابر سالم عبد الغفار ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬


‫‪ -4‬ممخص القانون عدد ‪ 19‬لسنة ‪5855‬م ‪ ،‬المؤرخ في ‪ 15‬نترب ‪5855‬م ‪ ،‬المتعمق بالتعويض عن األضرار الحاصمة‬
‫بسبب حوادث الشغل واألمراض المينية ‪ ،‬نقبلً عن أحكام حوادث العمل األمراض المينية من القطاعين الخاص والعام ‪،‬‬
‫مصطفي صخري ‪ ،‬عمان ‪ ،‬مكتبة دار الثقافة ‪5899‬م ‪ ،‬ص ‪.356‬‬

‫‪19‬‬
‫يعد مرضاً مينياً كل ظاىرة إعتبلل وكل تعفن جرثومي أو إصابة يكون مصدرىا بالقرينة‬
‫ناشئاً عن النشاط الميني لممتضرر حسب قائمة األمراض المينية (‪.)1‬‬

‫لم يعرف القانون السوداني المرض الميني بل إعتبره بمثابة إصابة عمل ونص عمى‬
‫األمراض المينية في الجدول رقم (‪ )6‬من قانون العمل لسنة ‪1997‬م ‪ ،‬بإعتبار ما نص عميو‬
‫في الجدول ‪ ،‬يعد مرض ميني والقانون اتبع في ذلك نظام الجدول عمى الرغم من قصور‪،‬‬
‫حيث ال يستحق العامل التعويض إال في األمراض المحددة ‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬تعريف حادث العمل ‪:‬‬

‫حدث‪ :‬الحدث ‪ :‬نقيض القديم ‪.‬‬

‫والحدوث – نقيض القدمة ‪ .‬حدث الشيء يحدث حدوثاً(‪.)2‬‬

‫أما العمل أوردنا تعريفو فيما سبق‪.‬‬

‫عرفو بأنو الحادث الذي يقع أثناء العمل وبسببو (‪.)3‬‬

‫ونرى أن حادث العمل ىو الحادث الذي يقع أثناء ساعات العمل ونتيجة لو بمعني آخر‬
‫لوال العمل لم وقع الحادث ومن ثم سمى بحادث العمل ألرتباط العمل‪.‬‬

‫الحادث‪ :‬يقصد بو اإلصابة أو المرض الميني المبين في الجدول رقم (‪ )6‬الممحق بيذا القانون‬
‫والذي يحدث لمعامل أثناء ساعات العمل أو بسببو يعطمو عن أداء عممو ‪ ،‬كما يقصد بو ما‬
‫يصيب المصنع من حريق أو إنفجار أو إنييار وعرف الحادث ‪ ،‬الجسم بأنو كل حادث يؤدى‬
‫إلى الوفاة وعرف الحادث ‪ ،‬الجسم بأنو كل حادث يؤدى إلى الوفاة أو بسبب عج اًز بنسبة ‪%50‬‬

‫‪ -1‬المادة (‪ )51‬من قانون التعويض عن واصابات العمل‪.‬‬


‫‪ -2‬آبي الفضل جمال الدين ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬صص‪.35‬‬
‫‪ -3‬جبلل إب ارىيم ‪ ،‬الحادث أثناء وبسبب العمل ‪5883‬م‪ ،‬وما بعدىا‪ ،‬نقبلً عن عن د‪ .‬جابر سالم ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪20‬‬
‫أو أكثر أو إصابة أكثر من عامل ‪ ،‬عامل كما يقصد بو الحريق أو اإلنفجار أو اإلنييار الذي‬
‫يؤدى إلى تمف في أدوات اإلنتاج أو أماكن العمل(‪.)1‬‬

‫يبلحظ عمى النص أن حادث العمل مفيوم أوسع وأشمل من إصابة العمل فيو يشمل‬
‫كل حادث يقع أثناء العمل سواء وقع عمى العمال أو عمى مكان العمل من إنييار أو إنفجار أو‬
‫حريق أي اإلصابة فيي محصورة عمى العامل وحده الذي يقع عميو إصابة العمل‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة (‪ )3‬قانون العمل لسنة ‪5813‬م‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫المطمب الثاني‬

‫التفرقة بين المرض الميني و إصابة العمل‬

‫بعد أن بينا تعريف كل من إصابة العمل والمرض الميني ‪ ,‬نجد أن االختبلف يكمن في األتي‪:‬‬

‫‪.1‬عنصر المفاجأة‬

‫‪ 2.‬عنصر المسبب الخارجي‬

‫سوف نتنا ول كل عنصر عمي النحو األتي ‪:‬‬

‫‪.1‬عنصر المفاجأة‪:‬‬

‫تفترق أمراض المينة عن إصابات العمل من ناحية عنصر المفاجأة ‪,‬فاألمراض‬


‫المينية عبارة عن إصابات جسمانية تقع بسبب العمل ‪ ،‬ولكنيا ال تنشا عن حادث فجائي ‪ ,‬بل‬
‫تترتب عمى طبيعة العمل وظروفو خبلل فترة من الزمن (‪.)1‬‬

‫أما إصابة العمل ‪,‬حادث يقع أثناء العمل‪ ,‬أو بسببو بصورة فجائية ‪.‬‬

‫‪.2‬عنصر المسبب الخارجي‪:‬‬

‫إن المرض الميني يحدث نتيجة لسبب داخمي في جسم العامل‪ ،‬عمى خبلف إصابة العمل‬
‫تقع من مسبب خارجي‪ ,‬أي بمعني أن تكون اإلصابة مصدرىا خارجي عن التكوين الجسماني‬
‫(‪)2‬‬
‫لمعامل ‪ ,‬كأن ينجم عن آلة أو حيوان ‪ ,‬وىو ما يعرف بالسبب األجنبي‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬محمد حممي مراد ‪ ,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪.199‬‬


‫‪ -2‬د‪ .‬حيدر احمد دفع اهلل ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪.39‬‬

‫‪22‬‬
‫المطمب الثالث‬

‫التفرقة بين حادث العمل واصابة العمل‬

‫وقد حاول بعض الفقو التفرقة بين اصطبلحي حوادث العمل‪ ،‬واصابات العمل وذلك في‬
‫اتجاىين عمي النحو األتي ‪:‬‬

‫اإل تجاه األول ‪:‬‬

‫ذىب ألى أن الحادثة ىي السبب الخارجي المحدث لمضرر في جسم العامل ‪ ,‬بينما‬
‫اإلصابة ى ي الضرر الجسماني الناشئ عنو أن لفظ الحادث يمكن أن يشمل السبب والنتيجة‬
‫المادية أو اإلصابة ‪ ,‬وقصر معني اإلصابة عمى الضرر الناجم عنيا‪. 1‬‬

‫اإل تجاه الثاني ‪:‬‬

‫يري أن االصطبلح األدق ىو إصابة العمل ‪ ,‬حيث أن االتجاه المؤيد الصطبلح حوادث‬
‫العمل ‪ ,‬كان ييدف من وراء ذلك أن يفرق بين حادث العمل والمرض الميني ‪ ,‬معمبلً ذلك بأن‬
‫‪2‬‬
‫الحادث أىم وأوسع من اإلصابة ‪,‬فكل إصابة البد أن تكون ناجمة عن حادث وليس العكس‬
‫بناء عمى التبرير الذي أستند إليو أصحاب ىذا اإلتجاه الذي أخذت‬
‫نؤيد اإلتجاه األخير ‪ ,‬وذلك ً‬
‫بو العديد من القوانين‪ ،‬ومنيا القانون السوداني‪ ،‬حيث شمل مصطمح اإلصابة حادث العمل‬
‫والمرض الميني ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪‌-‬جابر‌سالم‌عبدالغفار‪‌،‬مرجع‌سابق‪‌،‬ص‌‪‌ .551‬‬
‫‪2‬‬
‫‪‌‌-‬المرجع‌نفسه‪‌ .‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‬
‫تطور املسئولية الهاشئة عو إصابات العنل‬

‫‪24‬‬
‫الفصل االول‬
‫تطور المسئولية الناشئة عن إصابات العمل‬
‫تمييد وتقسيم‪:‬‬
‫إن مسئولية صاحب العمل عن إصابات العمل قد مرت بمراحل تطور عديدة وذلك‬
‫اء تؤسس عمى الخطأ الشخصي حيث‬
‫لمواكبة المتغيرات اإلقتصادية والصناعية‪ ،‬فقد كانت ابتد ً‬
‫كان يقع عمى العامل أثبات خطأ رب العمل ‪،‬ولكن سرعان ما تطور الوضع ‪،‬وأصبح من‬
‫الصعب اعتبار الخطأ أساسا لممسئولية ‪،‬مما دعا الفقو إلى البحث عن أساس آخر لممسئولية‬
‫‪ ,‬حيث انقسم الفقو إلى اتجاىين إتجاه دعا إلى قواعد المسئولية العقدية لتوفير الحماية لمعامل‬
‫استنادا إلى عقد العمل‪ ،‬ولكن ىذه النظرية تعرضت لمنقد كذلك األمر ‪ ،‬واتجاه أخر ذىب إلى‬
‫اعتبار المسئولية الشيئية ىي أساس لممسئولية‪ ،‬وكذلك األمر لم يسمم ىذا اإلتجاه من النقد ‪,‬‬
‫أخي اًر ذىب إلى الفقو إلى أيجاد أساس يتبلئم مع التطورات الصناعية حيث جعل أساس‬
‫بناء عمى تحمل التبعة ‪،‬وسوف نتناول في ىذا الفصل التطور السالف الذكر عمى‬
‫المسئولية ً‬
‫النحو األتي‪:‬‬
‫المبحث األول‪:‬النظرية الشخصية ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬المسئولية العقدية ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬المسئولية الشيئية‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪:‬تحمل التبعة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫المبحث األول‬
‫النظرية الشخصية‬
‫تمييد وتقسيم‪:‬‬
‫كان تعويض العامل عن إصابة العمل يقتضي أن يقوم العامل باثبات خطأ صاحب‬
‫العمل ‪ ،‬وذلك من خبلل تطبيق القواعد العامة المسئولية التقصيرية بإثبات األركان الثبلثة‬
‫(الخطأ ‪،‬والضرر‪ ،‬وعبلقة السببية) ‪،‬والجدير بالذكر أن أركان المسئولية التقصيرية قد مرت‬
‫بعدد من التطورات‪،‬مما أدى إلى اختبلف التشريعات في ركن المسئولية األول مابين الخطأ‬
‫والفعل الضار‪.‬‬
‫وما ييمنا في ىذا الصدد ما تم تطبيقو عمى إصابات العمل ‪،‬وىذه النظرية أيضا لم تستمر‬
‫طويبل في مجال إصابات العمل ‪،‬نتيجة لمتطور اليائل في اآلالت الصناعية وسوف نتناول ذلك‬
‫عمى النحو األتي ‪:‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬مفيوم النظرية الشخصية‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬عناصر النظرية الشخصية‬

‫المطمب الثالث ‪ :‬النظرية الشخصية كأساس لممسؤولية عن إصابات العمل واإلنتقادات‬


‫الموجو ليا‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫المطمب األول‬

‫مفيوم النظرية الشخصية‬

‫وفقا ليذه النظرية ال توجد المسئولية إذا لم يوجد الخطأ وىي تبحث في مسمك الفاعل‬
‫(‪)1‬‬
‫يعني ذلك أن‬ ‫أكثر مما تبحث في الضرر الذي أصاب الغير لذا سميت بالنظرية الشخصية‬
‫أي عمل شخصي يصدر من المسئول نفسو ىي مسئولية تقوم عمى الخطأ واجب اإلثبات‬
‫فالخطأ ىنا غير مفترض بل يكمف الدائن إثباتو في جانب المدين (‪.)2‬‬
‫يقتصر القائمون بيذه النظرية بما ىو ظاىر من نصوص القانون سواء كانت مسئولية‬
‫الشخص عن أفعالو أو عن أفعال غيره أو فعل شيء تحت حراستو فإن المسئولية ال تقوم إال‬
‫إذا وجد خطأ ‪،‬ويستوي أن يكون خطأ واجب اإلثبات كما في المسئولية الشخصية‪ ،‬وىذا ىو‬
‫األصل أو أن يكون الخطأ فرضو القانون ونتيجة لمتطور االقتصادي اليائل والتقدم التقني‬
‫الصناعي وصعوبة أثبات الخطأ ونسبة إلى الفاعل فقد يتعذر عمى المضرور أقامة الدليل عمى‬
‫خطأ خاص بعد زيادة مخاطر العمل نتيجة استعمال المخترعات الحديثة (‪.)3‬‬
‫وقد تطورت قواعد المسئولية التقصيرية ‪ ،‬حيث ىنالك بعض التشريعات تحررت من‬
‫مفيوم الخطأ إلى مفيوم الفعل الضار كما ىو الحال في القانون السوداني (‪.)4‬‬
‫بناء عمى الفعل الضار فإن المسئولية الشخصية يقصد بيا المسئولية التي تمقى‬
‫ومن ثم إذا كان ً‬
‫عمى عاتق مرتكب الفعل الضار شخصياً ‪ ،‬ونكون بصدد المسئولية أو التبعة عن الفعل‬

‫‪ -1‬فتحى عبدالرحيم عبداهلل ‪ ،‬دراسات في المسئولية التقصيرية نحو مسئولية موضوعية ‪ ،‬منشأة المعارف جبلل خزي وشركاه‬
‫‪1111،‬م ‪،‬ص‪.58‬‬
‫‪ -2‬عبدالرزاق احمد السنيورى ‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدنى الجديد المجمد األول ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار أحياء التراث العربي ص‬
‫‪111‬‬
‫‪-3‬فتحى عبدالرحيم عبداهلل ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪11‬‬
‫‪ -4‬المادة (‪ )539‬من قانون المعامبلت المدنية (كل فعل سبب ضرر لمغير يمزم مرتكبو بالتعويض ولو كان غير مميز )‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الشخصي إذا كان الضرر الذي يطالب بالتعويض عنو ناشئاً عن فعل أو عمل أتاه المدعى‬
‫عميو دون أن يتدخل في وقوعو شيء آخر(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬محمد الطيب محمد الخير سرور ‪ ،‬قواعد المسئولية التقصيرية في القانون السوداني ‪، ،‬الطبعة األولي ‪،‬شركة مطابع‬
‫السودان ‪1118،‬م ‪،‬ص‪. 15‬‬

‫‪28‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫عناصر النظرية الشخصية‬
‫عناصر ىذه النظرية ىي ذاتيا أركان المسئولية التقصيرية وىي الخطأ‪ ،‬والضرر ‪،‬وعبلقة‬
‫السببية ‪،‬وسوف نتناول ىذه العناصر بشيء من التفصيل عمى النحو االتي‪:‬‬
‫أوال ‪:‬الخطأ ‪:‬‬
‫تضاربت اآلراء في تحديد معنى الخطأ في المسئولية التقصيرية ‪ ،‬ف أرى شائعٌ بين‬
‫ِ‬
‫الفقياء يقول أن الخطأ ىو العمل الضار المخالف لمقانون ‪ ،‬ورأي ٍ‬
‫ثان قال بو األ ستاذ ببلنيول‬
‫يعرف الخطأ بأنو ىو األخبلل بالتزام سابق‪.‬‬
‫ً‬
‫ويري األُستاذ ايمانويل ليقى يقول أن تحديد فكرة الخطأ يقتضي التوفيق ما بين أمرين‬
‫(‪)1‬‬
‫الرأي‬ ‫‪،‬مقدار معقول من الثقة توليو الناس لمشخص ومقدار من الثقة يوليو الشخص لنفسو‬
‫(‪)2‬‬
‫الذي استقر فقيا وقضاء ىو أن الخطأ في المسئولية التقصيرية ىو إخبلل بالتزام قانوني‬
‫(‪)3‬‬
‫أما‬ ‫فيو من ناحية يشبو المسئولية التعاقدية حيث يتمثل الخطأ فييا باإلخبلل بالتزام تعاقدي‬
‫اإللتزام القانوني الذي يعتبر اإلخبلل بو خطأ في المسئولية التقصيرية فيو دائما االلتزام ببذل‬
‫عناية وىو يتطمب من الشخص أن يمتزم في سموكو اليقظة والتبصر حتى ال يضر بالغير فإذا‬
‫انحرف عن ىذا السموك الواجب ‪،‬وكان من القدرة عمى التميز بحيث يدرك أنو قد إنحرف ‪،‬كان‬
‫ىذا اإلنحراف خطأ يستوجب المسئولية التقصيرية ومن ثم يتحمل الخطأ في المسئولية التقصيرية‬
‫(‪)4‬‬
‫فالنسبة لمعنصر األول‬ ‫والى عنصرين األول مادي وىو التعدي والثاني معنوي وىو األدراك‬

‫‪ -1‬عبدالرزاق أحمد السنيورى ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬


‫‪ -2‬أنور العمروسي ‪ ،‬المسئولية التقصيرية والمسئولية العقدية في القانون المدني ‪،‬الطبعة األولي ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعى ‪1115،‬م ص‪.55‬‬
‫‪ -3‬محمد عثمان خمف اهلل ‪ ،‬النظرية العامة في المسئولية التقصيرية ‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬ص ‪. 63‬‬
‫‪ -4‬انور العمروسي ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 55‬ومابعدىا‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫وىو التعدي يعرف بأنو كل انتياك لحق أو مصمحة لبلنسان تمس جسده كالقتل وفقد األعضاء‬
‫والجوارح بالقطع أو البتر أو في مالو أو عرضو كأشانة السمعة والي غير ذلك ويشترط فيو أن‬
‫(‪)1‬‬
‫يؤدى إلى خسارة مالية سواء النقص أو التمف أو بنقص المنافع أو زوال بعض األوصاف‬
‫بناء عمى اإلخبلل بالتزام القانوني الذي‬
‫نرى بأن الخطأ ىو الذي يقع من الشخص ً‬
‫يفرض عميو عدم اإلضرار بالغير ومن ثم في حالة وقوعو فإنو يتوجب عمى مرتكبو جبر‬
‫الضرر بالتعويض عنو و ال يتم ذلك إال بعد أن يثبت المضرور الخطأ ‪.‬‬
‫ثاني ا‪:‬الضرر‪:‬‬
‫ويشمل كل ما يعد انتياكا لحق من حقوق المضرور أو مصمحة مشروعة تتعمق بنفسو‬
‫(‪)2‬‬
‫أي أال يشترط أن يكون الحق الذي يحصل‬ ‫أو مالو أو شرفو وعرضو أو شعوره وعاطفتو‬
‫المساس بو حقاً مالياً بل يكفي المساس بحق يحميو القانون كالحق في الحياة مثبلً ‪ ،‬بل أنو ال‬
‫يشترط أ ن يكون المساس بحق يحميو القانون ‪،‬ويكفي أن يقع عمى مصمحة لمشخص ولو لم‬
‫يكفميا القانون بدعوى خاصة طالما أن ىذه المصمحة مشروعة أي غير مخالفة لمقانون(‪.)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ويعرف الضرر‬ ‫ولمضرر صورتان في الواقع ىما الضرر المادي والضرر األدبي‬
‫المادي بأنو أخبلل بمصمحة لممضرور ذات قيمة مالية ‪.‬وقد تكون ىذه المصمحة حقا أو مجرد‬
‫مصمحة مالية‪ ،‬ومثال الحق لكل شخص في سبلمة حياتو وجسمو من التعدي ‪،‬أما المصمحة‬

‫‪ -1‬محمد عثمان خمف اهلل ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪65‬‬


‫‪ -2‬محمد عثمان خمف اهلل ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.551‬‬
‫‪ -3‬عبدالعزيز المصاصمة ‪ ،‬المسئولية المدنية التقصيرية الفعل الضار ‪ ،‬الطبعة األولي ‪ ،‬عمان ‪،‬الدار العممية ودار الثقافة‬
‫لمنشر والتوزيع ‪1111،‬م ‪ ،‬ص ‪63‬‬
‫‪-4‬محمد عثمان خمف اهلل ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪551‬‬

‫‪30‬‬
‫المالية مثل أن يصاب عامل فيستحق معاشا عند رب العمل ‪ ،‬فيكون المسئول عن إصابة‬
‫مالية لو إذ جعمو مسئوال عن معاش العامل (‪. )1‬‬ ‫العامل قد أصاب رب العمل في مصمحة‬
‫ثالثا‪ :‬علقة السببية‪:‬‬
‫عبلقة السببية ما بين الخطأ والضرر ‪.‬معناىا أن توجد عبلقة مباشرة ما بين الخطأ الذي‬
‫ارتكبو المسئول والضرر الذي أصاب المضرور ‪.‬والسببية ىي ركن مستقل عن ركن الخطأ وأية‬
‫ذلك أنيا توجد وال يوجد الخطأ كما إذا أحدث شخص ضر اًر بفعل صدر منو ال يعد خطأ‬
‫وتتحقق المسئولية عمى أساس تحمل التبعة ‪ ،‬فالسببية ىنا موجودة والخطا غير موجود وقد‬
‫(‪)2‬‬
‫وقد ظير لموىمة األولي أن إثبات توافر عبلقة السببية بين‬ ‫يوجد الخطأ وال توجد السببية‬
‫الضرر الذى تحقق وخطأ الضحية ميمة جد سيمة‪ ،‬غير أن العكس ىو الصحيح ‪،‬ذلك أن‬
‫(‪)3‬‬
‫وىنالك من يرى أن ذلك راجعاً إلى تعدد‬ ‫عبلقة السببية أثارت والزالت تثير الكثير من الجدل‬
‫(‪)4‬‬
‫واذا كانت السببية مستقمة عن الخطأ ‪ ،‬اال أن ىذا اإلستقبلل ال‬ ‫ظروف االحوال وتداخميا‬
‫(‪)5‬‬
‫وىذا مانجده بصدد في ظل النظرية‬ ‫يظير في جبلء عندما يكون الخطأ وأجب اإلثبات‬
‫الشخصية حيث يجب اثبات الخطأ إلستحقاق التعويض وفقاً ليذه النظرية ‪.‬‬
‫وعبلقة السببية قد تنعدم إذا كان الخطأ ىو السبب في الضرر ‪ ،‬ولم يكن ىو السبب المنتج أو‬
‫(‪)6‬‬
‫ونخمص مما سبق أن عبلقة السببية ىي‬ ‫كان السبب المنتج ولم يكن ىو السبب المباشر‬

‫‪ -1‬عبدالرزاق أحمد السنيورى ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪،911‬وما بعدىا‪.‬‬


‫‪ -2‬عبدالرزاق أحمد السنيوري ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪913‬‬
‫‪ -3‬فريدة اليومورى ‪ ،‬عبلقة السببية في مجال المسئولية التقصيرية ‪ ،‬الطبعة االولي ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‬
‫‪ ، 1118،‬ص ‪596‬‬
‫‪ -4‬انور العمروسي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪15‬‬
‫‪ -5‬عبدالرزاق أحمد السنيوري ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪915‬‬
‫‪ -6‬محمد شريف عبدالرحمن ‪،‬المسئولية التقصيرية ‪ ،‬الطبعة االولي ‪ ،‬المركز القومي لئلصدارات القانونية ‪.1111،‬‬

‫‪31‬‬
‫ركن من أركان المسئولية المدنية سواء كانت عقدية أو تقصيرية البد من توافرىا لمقيام‬
‫بالمسؤولية واستحقاق التعويض ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫المطمب الثالث‬
‫النظرية الشخصية كأساس المسئولية عن إصابات العمل‬
‫أوالا‪ :‬تطبيق النظرية الشخصية عمى المسئولية واإلنتقادات الموجو ليا‪:‬‬
‫وتطبيق النظرية عمى المسئولية عن إصابات العمل فإن عمى العامل إثبات خطأ رب‬
‫العمل‪ ،‬وعمى أثر ذلك يمزم رب العمل وفقاً لقواعد المسئولية التقصيرية بتعويض ىذا العامل‬
‫(‪)1‬‬
‫وذلك بإثبات العناصر السالفة الذكر فالخطأ يقصد بو خطأ رب العمل الذي ينتج‬ ‫المصاب‬
‫عنو إصابة العمل وىي تشمل حادث العمل والمرض الميني فبل بد من توافر عبلقة السببية‬
‫مابين الخطـأ والضرر وىذا ما يصعب إثباتو وفقاً لنظرية الخطأ الشخصي ‪.‬فإذا لم يستطيع‬
‫العامل إثبات خطأ رب العمل فبل يسأل ىذا األخير ويتحمل العامل وحده تبعة ما أصابو إذا‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬مع‬ ‫كانت اإلصابة ناشئة عن قوة قاىرة أو وليدة خطأ العامل ذاتو أو بقى سببو مجيوالً‬
‫التطورات الصناعية يصعب إثبات خطأ رب العمل ‪ ،‬لذلك كان ال بد من البحث عن أساس‬
‫لتعويض العامل عن إصابة العمل أكثر تيسي اًر عمى العامل باعتباره الطرف الضعيف في عبلقة‬
‫العمل‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬نقد النظرية الشخصية‬

‫بعد أن تناولنا مفيوم نظرية الخطأ الشخصي وعناصرىا وتطبيق ىذه النظرية عمى المسئولية‬
‫عن إصابات العمل سوف نتناول النقد الذي وجو إلى ىذه النظرية حيث أخذ عمييا األتي‪:‬‬

‫‪ -1‬جابر سالم عبد الغفار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪31‬‬


‫(دراسة مقارنة ) مجمة القانون واالقتصاد ‪ ،‬كمية‬ ‫‪ -2‬محمود جمال الدين ذكى ‪ ،‬ضمان أخطار المينة في القانون المصرى‬
‫الحقوق ‪ ،‬جامعة القاىرة السنة الخامسة والعشرون ‪،‬العددين األول والثاني مارس ويونيو‪ 5811‬م ‪ ،‬القاىرة ‪ ،5816‬ص‪ 68‬نقبلً‬
‫عن ‪.‬جابر سالم عبد الغفار ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 31‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ .1‬إعتراض الفقياء عمى النظرية الشخصية عمى أساس أنيا ال تصمح إال في نظام‬
‫اقتصادي يقوم عمى الزراعة ‪ ،‬أما في ظل التطور الحالي لمصناعة واإلقتصاد وازدياد‬
‫مخاطر الآلالت فبل تصمح إال المسئولية الموضوعية ‪،‬إذا ليس من العدل أن نضحي‬
‫بالمصاب(‪.)1‬‬
‫‪ .2‬إن الخطأ لم يعد قاد اًر عمى أن يحقق العدل والتوازن بين العبلقات(‪.)2‬‬
‫‪ .3‬ليست بحوادث العمل أقل من حوادث النقل بعد تقدم المخترعات الميكانيكية وشيوع‬
‫الصناعات الكبرى‪ .‬ولعل حوادث النقل وحوادث العمل ىي أبمغ الحوادث أث اًر في تطور‬
‫المسئولية التقصيرية(‪.)3‬‬
‫‪ .4‬صعوبة إثبات خطأ صاحب العمل‪.‬‬

‫ال من الخطأ‬
‫يرى الباحث أن ىناك عدد من التشريعات تطورت واتجيت إلى الفعل الضار بد ً‬
‫والتعويض عن الضرر حتى ولو وقع الضرر من غير المميز ‪،‬كما في القانون السوداني(‪.)4‬‬
‫فمن باب أولي أن يتطور ىذا الوضع أيضاً مع المسئولية عن إصابات العمل مواكباً لمتطورات‬
‫االقتصادية والصناعية ‪.‬‬
‫قد أصبحت ىذه النظرية محبلً لمعديد من النقد السالف الذكر ومن ثم لم تعد تصمح لكي‬
‫تكون أساسا لمتعويض العادل من إصابات العمل ‪ .‬لذلك فقد أرى بعض الفقياء المجوء إلى‬
‫المسئولية العقدية من أجل توفير الحماية البلزمة لمعامل(‪.)5‬‬

‫‪ -1‬فتحي عبد الرحيم عبد اهلل ‪ ,‬مرجع سابق ‪.،‬ص‪.15‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسو ‪.،‬ص‪.15‬‬
‫‪3‬‬
‫‪‌‌-‬احمد‌عبدالرازق‌السنهوري‪‌،‬مرجع‌سابق‪‌،‬ص‌‪‌ .958‬‬
‫‪ -4‬أنظر المادة (‪ )39‬من قانون المعامبلت المدنية لسنة ‪5893‬م‪.‬‬
‫‪ -5‬جابر سالم عبدالقادر مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 59‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫نظرية المسئولية العقدية‬


‫تقسيم وتمييد‪:‬‬
‫بناء عمى الخطأ‬
‫ً‬ ‫كما ذكرنا سابقاً أن المسئولية عن إصابات العمل كانت تؤسس‬
‫الشخصي من رب العمل‪ ،‬وذلك الوضع أصبح ال يتناسب مع التقدم الصناعي وغيره من المآخذ‬
‫التي سبق أن ذكرت لذلك كان ال بد من البحث عن أساس أخر ليذه المسئولية وىو المسئولية‬
‫العقدية كأساس لمسئولية رب العمل وذلك إستناداً عمى عقد العمل وسوف نتناول ىذه النظرية‬
‫عمى النحو األتي ‪:‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬مفيوم المسئولية العقدية وأركانيا‬

‫المطمب الثانى ‪:‬المسئولية العقدية كأساس المسؤولية عن إصابات العمل واإلنتقادات‬


‫الموجو ليا‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫المطمب االول‬
‫مفيوم المسئولية العقدية وأركانيا‬
‫أوالا‪ :‬مفيوم النظرية العقدية ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وىى تقوم عمي اإلخبلل بالتزام‬ ‫ىي التي تنشأ عن اإلخبلل بما التزم بو المتعاقد‬
‫(‪)2‬‬
‫وقيام المسئولية العقدية يفترض‬ ‫عقدى اختمف باختبلف ما أشتمل عميو العقد من اإل لتزامات‬
‫أن ىنالك عقداً صحيحاً وأجب التنفيذ لم يقم المدين بتنفيذه فإذا أمكن التنفيذ العيني وطمبو‬
‫الدائن أجبر المدين عميو ففي ىذه الحالة يحكم القاضى بالتعويض من جزاء عدم تنفيذ اإللتزام‬
‫وىنالك تقوم المسئولية العقدية (‪.)3‬‬
‫من خبلل ما سبق فإن قيام المسئولية العقدية ناتج عن إخبلل أحد طرفي العقد بما تم‬
‫اإللتزام بو في العقد ذلك العقد الصحيح الذي توفرت جميع أركانو وشروطو و ترتبت أثاره‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أركان المسئولية العقدية‬


‫أركان المسئولية العقدية ىي‪:‬‬
‫‪ .1‬الخطأ العقدي‬
‫‪ .2‬الضرر‬
‫‪ .3‬عبلقة السببية ‪.‬‬
‫سوف نتناول كل ركن من ىذه األركان عمى النحو األتي‪:‬‬

‫‪ -1‬بدرية عبد المنعم حسونو ‪،‬شرح أحكام المسئولية في الشريعة اإلسبلمية والقانون المدني السوداني لسنة ‪5895‬م ‪ ،‬الطبعة‬
‫األولي المكتبة القانونية القضائية ‪1155،‬م ص‬
‫‪ -2‬عبد الرزاق احمد السنيورى‪ ,‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.139‬‬
‫‪ -3‬أنور العمروسي ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪. 311‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ /1‬الخطأ العقدى ‪:‬‬
‫األصل أن يكون المدين مسئوال عن خطأه الشخصى‪ ،‬ولكنو قد يكون مسئوالً عن عمل الغير أو‬
‫عن أشياء في حراستو كما ىو األمر في المسئولية التقصيرية‪،‬وقد تُعدل قواعد المسئولية العقدية‬
‫باإلتفاق أو عن طريق التأمين(‪.)1‬‬

‫فإذا كان الخطأ العقدي صادر من أحد المتعاقدين بشخصو فانو خطأ شخصي يعرف بأنو‬
‫عدم تنفيذ المدين التزامو الناشئ من العقد (‪.)2‬‬
‫يجب التميز بين نوعين من اإللتزامات ‪:‬‬
‫أ‪ /‬التزام ال يكون تنفيذه أال بتحقيق غاية معينو مثل اإللتزام بنقل الممك والحقوق العينية األخرى‬
‫فيو األلتزام بتحقيق غاية ب‪ /‬اإللتزام ببذل الجيد في سبيل غرض تحقق ىذا الغرض أو لم‬
‫يتحقق فيو أذن اإللتزام ببذل عناية ولكنو ال يتضمن نتيجة محققة والميم أن يبذل المدين‬
‫العناية التي يبذليا الشخص العادي(‪.)3‬‬
‫أذن فإن المسئولية العقدية عن العمل الشخصي تتحقق في حالة إخبلل المتعاقد بإلتزامو‬
‫العقدي سواء كان ىذا اإللتزام نتيجة أو ببذل عناية بالنسبة إلثبات الخطأ العقدي فإن األصل‬
‫أن الدائن ىو المكمف بإثبات الدين ‪،‬والمدين األصل أنو ىو المكمف بالتخمص منو‪،‬مجال‬
‫تطبيق ىذه القاعدة عندما يطالب الدائن المدين بتنفيذ التزامو عيناً (‪.)4‬‬
‫والمسئولية العقدية عن فعل الغير أو عن فعل األشياء ال تغير في ماىية الخطأ العقدى‬
‫أو يؤثر في تحققو أن يكون عدم الوفاء راجعاً إلى فعل شخص غير المدين سواء كان ىذا‬

‫‪ -1‬عبد الر ازق السنيورى ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.611‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسو‪.‬‬
‫‪ -3‬أنور العمروسي ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪ 311‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪ -4‬عبد الرزاق السنيوري ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص‪.618‬‬

‫‪37‬‬
‫الشخص اآلخر أجنبياً عن المدين أم كان تابعاً لو أو بديبلً عنو نائباً أو مساعداً في تنفيذ‬
‫العقد(‪.)1‬‬
‫‪ /2‬الضرر‬

‫الركن الثانى في المسئولية العقدية ىو الضرر فبل بد من وجود ضرر حتي تترتب ىذه‬
‫المسئولية في ذمة المدين والدائن ىو الذي يحمل عبء إثبات الضرر ألنو ىو الذى يدعيو(‪.)2‬‬

‫الضرر ىو األذي الذي يصيب الشخص في حق من حقوقو أو مصمحو مشروعو لو‬


‫سواء كان ذلك الحق أو تمك المصمحة ذات قيمة مالية أو لم يكن(‪.)3‬‬
‫والضرر أما مباشر أو غير مباشر والمباشر أما متوقع أو غير متوقع والقاعدة أن الضرر غير‬
‫المباشر ال يعوض عنو في المسئولية التعاقدية وال في المسئولية التقصيرية ‪ ،‬أما الضرر‬
‫المباشر ىو الذي يعوض عنو في كل من المسئولة التعاقدية والمسئولية التقصيرية (‪.)4‬‬
‫‪ /3‬علقة السببية ‪:‬‬
‫تعد رابطة السببية متوفرة بين عدم وفاء المدين بالتزامة وبين الضرر الذي اصاب الدائن‬
‫متى ثبت إنو لوال اإلخبلل بالتزامو ما أصاب الدائن ىذا الضرر (‪.)5‬بمعنى إثبات الصمة بين‬
‫(‪)6‬‬
‫خطأ المدين والضرر فإذا لم يكن الخطأ ىو سبب الضرر فبل مسئولية ‪.‬‬

‫‪ -1‬سميمان مرقص ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص‪.313‬‬


‫‪ -2‬عبدالرازق السنيورى ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪. 618‬‬
‫‪ -3‬سميمان مرقص ‪،‬مرجع سابق ص ‪.315‬‬
‫‪ -4‬انور العمروسي ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.339‬‬
‫‪ -5‬سميمان مرقص ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.318‬‬
‫‪ -6‬انور العمروسي ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.351‬‬

‫‪38‬‬
‫المفروض أن عبلقة السببية بين الخطأ والضرر قائمة ‪ ،‬فبل يكمف الدائن إثباتيا بل أن المدين‬
‫ىو الذي يكمف بنفي ىذه العبلقة إذا أدعي أنيا غير موجودة فعبء اإلثبات يقع عميو ال عمى‬
‫الدائن ‪ .‬والمدين ال يستطيع نفي عبلقة السببية إال بإثبات السبب األجنبي (‪.)1‬‬

‫‪ -1‬عبدالرزاق السنيورى ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.699‬‬

‫‪39‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫المسئولية العقدية كأساس المسئولية عن إصابات العمل واإلنتقادات الموجيو ليا‬
‫أوالا‪ :‬المسئولية العقدية كأساس لممسئولية عن إصابات العمل‪:‬‬
‫كما ذكرنا سابقاً فإن المسئولية العقدية ىي جزاء اإلخبلل بالعقد فإن فريقاً من الفقو يرى‬
‫إن المسئولية العقدية أساس مسئولية رب العمل عن إصابات العمل حيث إن عقد العمل ينشيء‬
‫في ذمة رب العمل إلتزاماً بسبلمة العامل ضد إصابات العمل مما يوجب عميو اتخاذ اإلجراءات‬
‫والوسائل الكفيمة بحمايتو ووقايتو وال يسأل العامل إال عن إثبات وقوع الحادث أثناء قيامو‬
‫(‪)1‬‬
‫لذلك سوف نتناول تعريف‬ ‫بالعمل ‪ ،‬ليتحمل رب العمل أعباء التعويض عن تمك اإلصابات‬
‫عقد العمل واإللتزام بضمان السبلمة عمى النحو اآلتى‪:‬‬
‫‪ /1‬تعريف عقد العمل ‪:‬‬
‫يقصد بو أي عقد سواء كان مكتوباً أو شفوياًصريحاً أو ضمنياً يستخدم بمقتضاه أي‬
‫شخص تحت اشراف وادارة صاحب العمل مقابل أجر أياً كان نوعو عمى اال يشمل عقود التممذة‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫الصناعية والتدريب المينى لسنة ‪1974‬م‬
‫َو ُعرف كذلك بأنو عقد يمتزم أحد طرفيو بأن يقوم بالعمل لمصمحة آخر تحت إشرافو أو‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫إدارتو مقابل أجر‬

‫‪ -1‬محمود جمال الدين ذكي ‪ ،‬ضمان اخطار المينة في القانون المصري (دراسة مقارنو) ‪ ،‬مجمة القانون واالقتصاد ‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق جامعة القاىرة السنة الخامسة والعشرون ‪ ،‬المدون االول والثاني مارس ويونيو ‪5811‬م القاىرة ‪ 5816‬ص ‪ 11-58‬و‬
‫د‪.‬فؤاد مرسي ‪ ،‬اساس التعويض عن اصابات العمل مجمة القانون واالقتصاد كمية الحقوق جامعة القاىرة السنة الثانية والعشرون‬
‫‪ ،‬العدد االول ‪ ،‬مارس ‪ ،5811‬ص ‪ 118‬وما بعدىا د‪.‬احمد محمود ‪،‬الخطر في تامين اصابات العمل القاىرة دار الصفا‬
‫لمطباعو ‪ 5816‬ص ‪ 1‬نقبلً عن جابر سالم ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ 36‬ومابعدىا‬
‫‪ -2‬المادة (‪ )5‬من قانون العمل لسنة ‪5881‬م ‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة (‪ )511‬من قانون المعامبلت المدنيسة لسنة ‪5895‬م‬

‫‪40‬‬
‫يتضح من خبلل ىذه التعريفات التي تتفق عمى وحدة المضمون حيث يتمثل عقد‬
‫العمل في اتفاق يبرم بين العامل وصاحب العمل يمتزم فيو األول بالقيام بعمل مقابل أجر تحت‬
‫إشراف وادارة الثاني(‪.)1‬‬
‫يعرف عقد العمل بأنو عقد البد من تتوافر بشأنو أركان وشروط صحة العقد ومن أركان‬
‫ىذا العقد كل من العامل ورب العمل وال بد من أن يكون محل العقد ىو القيام بعمل وذلك تحت‬
‫إشراف ورقابة رب العمل ‪.‬‬
‫عقد العمل كغيره من العقود يولد اإللتزامات والحقوق ألطرافو حتى يترتب في حالة‬
‫اإلخبلل بو المسئولية العقدية ‪.‬‬

‫‪ /2‬اإل لتزام بضمان السلمة ‪:‬‬


‫كما ذكرنا سالفاً فإن أصحاب ىذا اإلتجاه يرون أن المسئولية العقدية ىي أساس مسئولية‬
‫صاحب العمل ‪،‬عمى تقدير أن عقد العمل ينشي في ذمة صاحب العمل إلى جوار التزامو‬
‫باألجر التزاماً آخر‪ ،‬وىو سبلمة العامل من الحوادث(‪.)2‬‬
‫بمعني أن التزام رب العمل ال ينحصر بمقتضي ىذا العقد ‪ ،‬في دفع األجر بل يمتزم‬
‫أيضا بالمحافظة عمى سبلمة العامل فكما أن من إستأجر شيئا يمتزم برده بحالة حسنة فكذلك‬
‫وبناء عميو إذا أصيب‬
‫ً‬ ‫يجب أن يخرج العامل من لدي صاحب العمل سميماً كما حضر ‪،‬‬
‫العامل يكون صاحب العمل قد أخل بإلتزامو بحماية العامل(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬زكريا يوسف زكريا ‪ ،‬التنظيم القانونى لعقد العمل واالثار المترتبة عمية ‪ ،‬شركة مطابع العممة المحدودة ‪1155،‬م ‪ ،‬ص‪16‬‬
‫ومابعدىا‪.‬‬
‫‪ -2‬سعيد سعد عبد السبلم ‪ ,‬االلتزام بضمان السبلمة في عقد العمل ‪ ،‬الطبعة األولي ‪,‬ص ‪ 35‬وما بعدىا‬
‫‪ -3‬محمد حممي مصطفي ‪ ,‬قانون العمل والتأمينات االجتماعية ‪ ,‬الطبعة الرابعة ‪ ,‬مطبعة نيضة مصر‪5865,‬م ص ‪.681‬‬

‫‪41‬‬
‫يري الفقو الحديث تبني نظام اإللتزام بضمان السبلمة في عقد العمل ‪ ،‬فإنو ليس من المنطقي‬
‫والمقبول والعدل أن يكون من يستخدم غيره لمصمحتو يحصل عمى قوة العمل لديو بمقتضي‬
‫عقد معو غير ميتم بسبلمتو ‪ ،‬وال يمزم بإتخاذ الوسائل الكفيمة بوقايتو من األخطار التي يتعرض‬
‫(‪)1‬‬
‫ليا أثناء ىذا العمل الذي أستخدم إلنيائو‪.‬‬
‫الجدير بالذكر أن من التزامات رب العمل اآلتي‪:‬‬
‫يجب عمى كل صاحب مصنع أن يحيط العاممين عمماً بمخاطر المينة ووسائل الوقاية‬
‫منيا ‪ ،‬ويجب عميو أن يتخذ اإلحتياطات البلزمة لحماية عمالو من الحوادث الصناعية وأمراض‬
‫(‪)2‬‬
‫وكذلك يجب أن يوفر كل أسباب األمن والسبلمة ‪ ،‬في منشآتو وأن يييئ كل ما يمزم‬ ‫المينة ‪.‬‬
‫لتمكين العامل من تنفيذ التزاماتو ‪ ،‬ويعني بصبلحية اآلالت واألجيزة الخاصة بالعمل حتى ال‬
‫(‪)3‬‬
‫يقع ضرر منيا ‪.‬‬

‫إن مضمون ليذه االلتزامات السالفة الذكر ىي أن عمي رب العمل أن يضمن سبلمة‬
‫العامل أثناء أداء العمل‪ ،‬وكذلك تمكين العامل من أداء التزامو والحماية من األضرار التي تقع‬
‫من اآلالت واألجيزة الخاصة بالعمل‪ ،‬وما ييمنا في ىذا الصدد التزام رب العمل بسبلمة العامل‬
‫‪ ،‬وىذا اإللتزام ىو الذي إستند عميو بعض الفقياء في توفير الحماية لمعامل نظ اًر إليو‪ ،‬عمى أن‬
‫أساس التعويض عن اصابات العمل ‪ ،‬ىو اإلخبلل بذلك اإللتزام الذي يقع عمى رب العمل‬
‫ال بالمسئولية العقدية‪.‬‬
‫بإعتباره إخبل ً‬

‫‪ -1‬سعيد سعد عبد السبلم‪,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص‪31‬‬


‫‪ -2‬المادة(‪ )85‬من قانون العمل لسنة‪5881‬‬
‫‪ -3‬الماد(‪ 515‬ب‪/‬ج ) من قانون المعامبلت المدنية لسنة ‪ 5895‬م‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ثانيا‪ :‬نقد النظرية العقدية ‪:‬‬

‫يؤخذ عمى تطبيق ىذه النظرية اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬إمكان صاحب العمل دفع المسئولية عنو بإثبات السبب األجنبي ‪.‬‬
‫‪ .2‬قد يدرج رب العمل شرط ًا في العقد يعفيو من المسؤولية عن إصابات العمل (‪.)1‬‬
‫‪ .3‬لم يعد لعقد العمل في التشريعات الحديثة أي أثر في نطاق تطبيقيا وأصبح تأمين‬

‫إصابات العمل في معظم دول العالم ومن بينيا مصر وكذلك األمر في السودان فرعاً‬
‫من فروع التأمين اإلجتماعي أو الضمان اإلجتماعي (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬جمال ذكي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ، 11‬أحمد محرز ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،15‬نقبلً عن جابر سالم عبد الغفار ‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ -2‬سمير األودن‪,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص‪.9‬‬

‫‪43‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫نظرية المسئولية عن االشياء‬
‫ذىب جانب من الفقو اعتبار المسئولية عن األشياء ىي أساس مسئولية صاحب العمل عن‬
‫إصابات العمل ‪،‬لكي يعفي العامل من إثبات الخطأ بإفتراضو وفقا ليذه النظرية التي سوف‬
‫نتناوليا عمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬تطور المسئولية عن األشياء وشروط تحقيقيا‪:‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تطبيق النظرية كأساس المسئولية عن إصابات العمل‬

‫‪44‬‬
‫المطمب االول‬

‫تطور المسئولية عن األشياء وشروط تحققيا‬

‫أوالا‪ :‬تطور المسئولية عن األشياء ‪:‬‬

‫قد تطورت المسئولية عن األشياء غير الحية تطو اًر سريعاً ‪،‬منذ بداية القرن العشرين فقد‬
‫كانت بادي األمر قائمة عمى أساس وجوب إثبات خطأ من جانب المسئول ‪،‬ولكن النظم‬
‫ثر في‬
‫اإلقتصادية لم تقف عمى حالتيا بل أحدثت المخترعات الحديثة تطو اًر عظيماً وكان لذلك أ اً‬
‫تطور المسئولية لذلك إذا يغينا اشتراط إثبات خطأ من صاحب الشيء(‪.)1‬‬
‫تناولت النظم القانونية الحديثة ىذه المسئولية بوجو خاص‪ ،‬وذلك بعد التطور الصناعي‬
‫الضخم الذي يعد سمو من السمات المميزه ليذا العصر حيث تتعدد أوجو تداخل األشياء‬
‫واألالت في حياة اإلنسانية وذلك في حقول اإلنتاج والنقل والمواصبلت ولكثرة الحوادث الناشئة‬
‫(‪)2‬‬
‫نخمص مما سبق أن ىذه المسئولية جاءت لمواكبة التطورات الصناعية‬ ‫عن ىذا التدخل‬
‫وتقدير لصعوبة إثبات وقوع الخطأ من قبل المسئول ىذه األالت لذلك كان آلبد من إفتراض‬
‫اً‬
‫الخطأ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط تحقق المسئولية عن األشياء ‪:‬‬


‫ال مما يحدثو ىذا الشيء من ضرر لمغير سواء‬
‫لكل من تولى حراسة شيء يكون مسئو ً‬
‫(‪)3‬‬
‫كان منقوال أم عقا اًر‪.‬‬
‫ووفقا ليذا النص لتحقق مسئولية حارس األشياء البد من توافر شرطين ىما‪:‬‬

‫‪ -1‬عبدالرزاق سنيورى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.5118‬‬


‫‪ -2‬محمد الطيب محمد الخير سرور‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.191‬‬
‫‪ -3‬المادة (‪ )5/559‬قانون المعامبلت المدنية لسنة ‪5895‬م‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ -‬حراسة األشياء‬
‫‪ -‬وقوع الضرر بفعل الشيء‬
‫ونعرض ليذين الشرطين فيما يمي ‪:‬‬
‫‪ /1‬حراسة األشياء‪:‬‬
‫المقصود بالحراسة وفقاً لممعيار التوفيقي الحراسة المعنوية وليس المادية وكذلك التشمل‬
‫الحراسة القانونية واستقر ال أرى عمى أن الحارس ىو من تكون لو سمطة الرقابة عمى الشيء‪ ،‬بما‬
‫تتبعو سمطة استعمال الشيء والتصرف في أمره ومن وثم ال يكون التابع حارساً لكن السارق‬
‫يكون حارساً لمشيء(‪.)1‬‬
‫أما بالنسبة لمشيء كل شيء مادي غير حي فيما عدا البناء الذي ال يدخل في ىذا‬
‫(‪)2‬‬
‫لكن في القانون السوداني أدخل في مفيوم الشيء سواء كان حيواناً أم جماداً أو‬ ‫النطاق‬
‫عقار لم يضيق نطاقو عمى ماذكر من التعريف أعبله‪.‬‬
‫اً‬

‫لؤلشياء في نظر القانون تقسيمات عديدة منيا‪:‬‬

‫تقسيم إلى حية وأشياء غير حية ‪ ،‬والى عقارات ومنقوالت والى أشياء خطرة بذاتيا‬
‫وأشياء غير خطرة بطبيعتيا والى اشياء ذات حركة ذاتية وأشياء ال تتحرك ال بفعل االنسان‬
‫وتدخمو(‪.)3‬‬
‫لذلك فإن القانون السوداني جانبو عندما نص عمى إعتبار الشيء سواء كان جماداً أو‬
‫حيواناً إلى آخر ذلك فيو بذلك يتفق مع تقسيمات الشيء القانون ‪.‬‬

‫‪ -1‬حسن عمي ذنون ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.561‬‬


‫‪ -2‬رمضان ابو السعود‪،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪1113 ،‬م‪ ،‬ص ‪.553‬‬
‫‪ -3‬حسنى عمى ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.563‬‬

‫‪46‬‬
‫نخمص مما سبق أن الشرط األول الذي يجب توافره في المسئولية الشيئية وفقاً لما نص‬
‫عميو في القانون السوداني ‪ ،‬فإنو البد من تولي حراسة شيء سواء كان جماداً أو حيواناً أو‬
‫منقوالً أو عقا اًر ونص عمى ذلك فإن ىنالك من يقتصر مفيوم الشيء عمى األشياء غير الحية‪.‬‬
‫‪ /2‬وقوع الضرر بفعل الشيء‪:‬‬
‫الشرط الثاني لقيام المسئولية الشيئية ىو وقوع الضرر بفعل الشيء وسبق أن بينا المقصود‬
‫بالشيء‪.‬‬
‫ولعل من النافمة أن أبين أن ىذا الضرب من ضروب المسئولية ال يتصور إال إذا كان الضرر‬
‫الذي وقع نتيجة فعل (شيء) من األشياء(‪.)1‬‬
‫ال بفعل الحارس وال كان أمام المسئولية عن الخطأ الشخصي والمعول عميو ىو تدخل الشيء‬
‫تدخبلً إيجابياً في أحداث الضرر ‪.‬‬
‫وافتراض إيجابية التدخل يتفق مع الحاجات العممية ومع القواعد العامة ‪،‬فيو يتفق مع‬
‫الحاجات العممية ألنو ييسر لممضرور الطريق إلى مساءلة الحارس‪ ،‬فتكميفو بإثبات أن تدخل‬
‫الشيء كان إيجابياً يحممو بعبء ثقيل يرىقو‪ ،‬وقد يؤدي إلى رفض دعواه إذا تعذر عميو إقامة‬
‫(‪)2‬‬
‫الدليل عمى أن الشيء كان ىو السبب المنتج لمضرر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪‌-‬حسن‌على‌الذنون‪‌،‬مرجع‌سابق‌‪‌،‬ص‌‪‌ .561‬‬
‫‪ -2‬محمد لبيب شنب‪ ،‬المسئوليو عن االشياء ‪،‬الطبعة الثانية‪ ،‬االسكندرية ‪،‬مكتبة الوفاء القانونية‪،1118،‬ص‪.595‬‬

‫‪47‬‬
‫المطمب الثالث‬

‫تطبيق النظرية كأساس لممسئولية عن اصابات العمل والنقد الموجو ليا‬

‫أوالا‪ :‬تطبيق النظرية كأساس المسئولية عن إصابات العمل‪:‬‬

‫بناء عمى تطبيق القواعد‬


‫كما ذكرنا سمفاً فإن أساس المسئولية عن إصابات العمل كان ً‬
‫العامة لممسئولية التقصيرية ونظ اًر لقصور ىذه النظرية عن مواكبة التطور كان البد من إيجاد‬
‫أساس لمتعويض عن إصابات العمل إنقسم الفقو إلى اتجاىين إتجاه ذىب إلى إعتبار النظرية‬
‫المسئولية العقدية كأساس ‪،‬واتجاه أخر إتجو إلى إعتبار المسئولية عن األشياء كأساس لمسئولية‬
‫بناء عمى‬
‫صاحب العمل عمى إعتبار أن الضرر يقع نتيجة إلستخدام ىذه أآلالت الخطرة وليس ً‬
‫خطأ من جانب صاحب العمل‪ .‬فأساس المسئولية ىنا ممكية أو حيازة وليس الخطأ فمالك‬
‫ضرر التي تمحق بالغير وبما أن صاحب العمل قدم أآلالت واألدوات‬
‫الشيء يجب أن يتحمل األ ا‬
‫البلزمة وىيأ المكان الصالح لبلستغبلل فعميو تقع المسئولية عن الحوادث والتي تمحق العامل‬
‫بسبب ذلك(‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬نقد تطبيق النظرية‬


‫إن كانت النظرية الشيئية تعفي العامل من إثبات خطأ رب العمل إال أن ىنالك مآخذ عمييا‬
‫وىي‪:‬‬
‫‪ -‬إمكان رب العمل دفع المسئولية عنو‪،‬وذلك إذا ما أثبت وقوع الضرر نتيجة قوة قاىرة أو‬
‫نتيجة خطأ طفيف من جانب العامل(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬محمد حممي مراد مرجع سابق‪ ،‬ص‪.689‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسو‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫نظرية تحمل التبعة‬
‫بناء عمى قواعد المسئولية‬
‫أن االساس القانوني لمتعويض عن إصابات العمل كان ً‬
‫التقصيرية بإثبات الخطأ الشخصي ‪،‬وتعرضت ىذه النظرية لنقد لم تعد تصمح معو لكي تكون‬
‫أساساً لتعويض فإتجو بعض الفقياء إلى المسئولية العقدية والبعض اآلخر إلى المسئولية‬
‫الشيئية وكبلىما تعرضا لمنقد والقصور بحيث ال يمكن اإلستناد إلى أي منيما كأساس لمتعويض‬
‫لذلك كان البد من البحث عن أساس آخر أال وىو تحمل التبعة ‪،‬وىي مسئولية خاصة سوف‬
‫نتناوليا كأساس لمتعويض عن إصابات العمل‪ ،‬وذلك عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬مضمون نظرية تحمل التبعة‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬أساس وشروط تحقق المسئولية ‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬التعويض واإلنتقادات الموجو لمنظرية‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫المطمب االول‬

‫مضمون نظرية تحمل التبعة‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬نشأة نظرية تحمل التبعة‪:‬‬

‫إن تأسيس المسئولية المدنية عمى فكرة الخطأ كانت سببا في عدم حصول العمال تعويضيم‬
‫الناتج عما يحدث ليم من ضرر ‪،‬وذلك بسبب صعوبة إثبات الخطأ في جانب صاحب‬
‫(‪)1‬‬
‫لذلك ولدت نظرية المسئولية عن تحمل التبعة من رحم المظالم التي تحيق بالعمال‬ ‫العمل‬
‫الذين يقعون ضحايا ألصابات العمل من جر ِ‬
‫اء التعامل مع اآلالت الحديثة ذات المخاطر‬
‫المتعددة ويخرجون ببل تعويض في الدعاوي التي يرفعونيا لمتعويض عن األضرار التي تمحق‬
‫بيم جراء ذلك لمجرد عجزىم عن إثبات خطأ رب العمل في بادئ األمر(‪)2‬حتى مع افتراض‬
‫وجود الخطأ ألمكان دفعة بالسبب األجنبي أو غيره مماسبق ذكره ‪.‬‬

‫لم يستطع القضاء والفقو وكل الوسائل السالفة التي حاولت تخفيف اإلثبات عمى‬
‫المضرور الخروج صراحة عن فكرة الخطأ كأساس لمتعويض عن إصابات العمل إنما جاء ىذا‬
‫اإلستبعاد الصريح والعمني لفكرة الخطأ عمى يد نظرية تحمل التبعة(‪.)3‬‬

‫والواقع أن ظيور فكرة تحمل التبعة كانت نقطة تحول في الفقو والقانون المدني كمو فقد‬
‫بدأ أنصار ىذه الفكرة يياجمون أفكار وقواعد قانونية كانت سائدة من قبل ‪،‬وقد كانت التحوالت‬

‫‪ -1‬عبدالعزيز محمد الحسين‪،‬تأمين اصابات العمل في القانون السوداني والمقارن‪ ،‬معيداالدارة العامو الرياض‪ ،‬مجمة و ازرة‬
‫العدل‪،‬العدد السابع واالربعون السنة الثامنة عشر‪ ،‬ديسمبر ‪1156‬م‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -2‬محمد عثمان خمف ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.86‬‬
‫‪ -3‬محمد محمد أحمد محمد ‪ ،‬دور الخطأ من تأمين اصابات العمل ‪،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪1113 ،‬م‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪50‬‬
‫اإلقتصادية عامبلً ىاماً لنشؤ الصناعات‪ ،‬مما أدى إلى زيادة حوادث لم تخطر ببال المشرع من‬
‫(‪)1‬‬
‫قبل‬

‫نرى إنو كان البد من البحث عن قواعد خاصة تتناسب مع ىذا الوضع حتى ال يجافي‬
‫القانون العدالة ويقف عاج اًز عن مواكبة التطور‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬مفيوم فكرة تحمل التعبة‪:‬‬


‫تقوم المسئولية عمى أساس تحمل التبعة عمى مفيوم بسيط كما أراد مناصرو المدرسة‬
‫الوضعية اإلجتماعية يتمخص في أن من يجمب إلى المجتمع اآلت وأدوات أو يقوم نشاط تتولد‬
‫(‪)2‬‬
‫عنو مخاطر غير مألوفة عميو أن يتحمل األضرار التي تحدث لمغير من جراء ذلك‬
‫ويعرف األُستاذ (سافاينيية) المسئولية المادية وتحمل التبعة بأنيا تمك المسئولية التي تمزم‬
‫( ‪)3‬‬
‫اإلنسان بتعويض ما أحدثو من ضرر حيث كانت ىذه األضرار نتيجة نشاط يمارسو‬
‫وأ ول من نادى بيذه النظرية الفقو اليبو وجاء دور الفقو سالي الذي قام بصياغة نظرية‬
‫تتضمن مبدأ تحمل التبعة عرفت بنظرية تحمل تبعة المخاطر ‪)4(.‬وتتمخص ىذه النظرية بأن‬
‫صاحب العمل الذي إستحدث مخاطر نشاطو يجب عميو أن يتحمل نتائج ىذه المخاطر‬
‫وتعويض العامل عن األضرار التي تصيبو من ىذا الخطر وال يتطمب من المضرور إال إثبات‬
‫الضرر وعبلقة السببية بين الضرر والتبعية‪.‬‬
‫أو بمعنى أن رب العمل يجب عميو أن يعوض العمال عن إصابتيم بغض النظر عن‬
‫وقوع خطأ منو الن الوضع الذي إنشأه إنما يعود عميو ربحو وألن إصابات العمل ىي المخاطر‬

‫‪ -1‬حسين عبدالذنون‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص‪.1‬‬


‫‪-2‬فتحى عبدالرحيم عبداهلل ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 15‬ومابعدىا‪.‬‬
‫‪ -3‬حسن عمى الذنون‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الجزء الخامس‪ ،‬ص‪.195‬‬
‫‪ -4‬محمد عثمان خمف اهلل ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.88‬‬

‫‪51‬‬
‫المتصمة بالنشاط اإلقتصادي لممشروع والتي ال يمكن لمعامل ميما أُوتي من الحرص والحيطة‬
‫أن يدفعيا عن نفسة (‪.)1‬‬
‫ويطمق عمييا أيضا نظرية تحمل الخطر الميني ‪،‬ىو أن صاحب العمل وبما إنو ىو المنتفع من‬
‫عمل العامل‪ ،‬فعميو تغطية األخطار الناشئة عن ىذا العمل التي تيدد العامل حتى لو إنعدم‬
‫الخطأ من جانب صاحب العمل(‪.)2‬‬

‫ونخمص مما سبق ذكره فإن نظرية تحمل التبعة تستند عمى تحمل استجبلب المخاطر‬
‫بناء عمى‬
‫وذلك نتيجة لمتطورات الصناعية بحيث يتعذر معيا إثبات الخطأ فإن المسئولية تقوم ً‬
‫تحمل تبعة ممارسة ىذا النوع من األنشطة الخطره الغرم بالغنم ‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد محمد أحمد ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪ -2‬عمى ذنون ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪52‬‬
‫المطمب الثاني‬

‫أساس وشروط تحقق المسئولية‬

‫أوالا‪ :‬أساس المسئولية عن تحمل التبعة‬


‫إزاء اصرر أنصار النظرية المادية والوضعية عمى استبعاد فكرة الخطأ أيا ما كانت‬
‫صورتو إن الخطأ الشخصي واجب اإلثبات أو الخطأ المفترض سواء كان قاببلً إلثبات العكس‬
‫أوغير قابل وذلك من المسئوليات السالفة الذكر ومساندة القضاء وجميور الفقو باالخذ بيذه‬
‫النظرية يحممنا إلى القول بنفي الوصف القانوني لؤلساس الذي تقوم عميو ىذه النظرية ويستتبع‬
‫ذلك بالضرورة البحث عن أساس آخر يقوم عميو ىذه النظرية والذي قال بو أنصار المدرسة‬
‫أساس ىذه المسئولية الضرر وان ذلك األساس يقضي جبر الضرر الذي لحق بالمضرور‬
‫وينبغي أال يحول الربط بين الضرر والخطأ دون جبر ذلك الضرر حيث يكون ذلك منافيا‬
‫لمقتضيات العدالة (‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط تحقق مسؤولية تحمل التبعة‪:‬‬

‫تم استباط شروط تحقق تمك المسئولية بالرجوع إلى إجتيادات فقو المدرسة الموضوعية‬
‫وكذلك التطبيقات التشريعية لمنظرية في القانون المقارن وذلك فيما يمي(‪:)2‬‬
‫‪ -‬أن يتسبب شيء في حراسة رب العمل في إحدث ضرر‬
‫أن يحدث الشيء ضر اًر بالغير‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وجود عبلقة السببية بين الشيء والضرر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سوف نتناول ىذه الشروط بشيء من التفصيل ‪:‬‬

‫‪ -1‬المصدر نفسو‪ ،‬ص ‪.516‬‬


‫‪-2‬محمد عثمان خمف اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.511‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ /1‬أن يتسبب شيء في حراسة شخص في إحداث ضرر‪:‬‬
‫سبق أن تكممنا في الحديث عن النظرية الشيئية عن مفيوم الشيء والحراسة ‪،‬ولكن نجد أن ىذا‬
‫الشرط يخمتف في مسئولية تحمل التبعة عن المسئوليات األُخرى وذلك إن الحراسة في‬
‫المسئوليات األخيرة تقوم عمى الخطأ وتفريط الرقابة عمى الشيء من بين يديو أو أىمال رقابتة‬
‫يحدث الضرر بالغير ذلك أن المسئولية عن تحمل التبعة ال تقوم عمى خطأ واجب إثباتو أو‬
‫خطأ مفترض ولكن ألغراض تحقق ىذه المسئولية كان أن يكون الشيء المسبب لمضرر تحت‬
‫حيازة شخص وحراسة ‪.‬‬
‫‪ /2‬أن يحدث الشيء ضررا بالغير ‪:‬‬

‫الضرر ركن من أركان المسئولية المدنية سواء كانت تقصيرية أو عقدية‪ ،‬فبلبد من‬
‫حدوث الضرر حتى يستحق التعويض جب اًر ليذا الضرر وينطبق األمر نفسو عمى مسئولية‬
‫تحمل التبعة وىي مسئولية من نوع خاص‪.‬‬

‫ويعني ذلك الشرط أن يثبت المضرور أن ما لحقو كان بفعل ذلك الشيء والمقصود بذلك‬
‫بطبيعة الحال (الفعل المادي) األمر الذي يتطمب تدخبلً إيجابياً من الشيء وليس كون الشيء‬
‫في وضع سمبي والتدخل اإليجابي ال يتطمب اإلتصال أو المساس المادي المباشر بين الشيء‬
‫والمضرور‪.‬‬
‫‪ /3‬وجود علقة السببية بين الشيء والضرر‪:‬‬
‫عبلقة السببية أيضا من أركان قيام المسئولية المدنية وال بد من توفرىا لقيام المسئولية‬
‫فإذا إ نعدمت العبلقة فبل مسئولية لذلك ألبد من وجود عبلقة السببية بين فعل الشيء والضرر‬
‫وال يشترط في المسئولية عن تحمل التبعة ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫غير أن مفيوم ىذه النظرية واألساس الذي تقوم عميو يجعل نفي ىذه المسئولية غير‬
‫جائز ولو بإثبات تدخل السبب األجنبي وذلك في اإلجتياد الفقيي النظري ولكن بعض تطبيقات‬
‫ىذه‪ ،‬والبعض منيا أخذ بعضاً من تمك الصور والبعض اآلخر لم يأخذ بأن من تمك الصور في‬
‫نفي المسئولية‪ ،‬وعمى سبيل المثال فإن غالبية تشريعات التأمينات اإلجتماعية بالنسبة لممسئولية‬
‫(‪. )1‬‬
‫عن إصابات العمل لم تأخذ نسبة تدخل المضرور‬

‫‪ -1‬محمد عثمان خمف اهلل‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ 515‬ومابعدىا‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫المطمب الثالث‬
‫التعويض واإلنتقادات الموجو لمنظرية‬
‫أوالا‪ :‬التعويض في المسئولية عن تحمل التبعة‬
‫درج العمل عمى وصف الشراح لمتعويض في مسئولية تحمل التبعة عمى أنو بمثابة‬
‫( تعويض جزافي) بمعني أن مقداره محدد سمفاً في التشريع الذي تناول المجال الذي تطبق فيو‬
‫تمك المسئولية من تعويضات إصابات العمل و غيرىا‪ ،‬ومؤدي ذلك أال يكون لمقضاء سمطة‬
‫تقدير التعويض وفقاً لمقواعد العامة بحيث يشمل ما لحق المضرور من خسارة وما فاتو من‬
‫(‪)1‬‬
‫ونخمص من خبلل ما سبق ذكره أن تعويض‬ ‫كسب ويسمي في الفقو( التعويض الكامل)‬
‫بناء عمى المسئولية عن تحمل التبعة تعويض جزافي يتم تقديره من قبل المشرع في‬
‫المضرور ً‬
‫الحالة المعنية التي نص عمييا‪ ،‬وذلك خبلفاً لمتعويض الكامل‪ ,‬وىذا الوضع الطبيعي لعدم‬
‫تطبيق القواعد العامة لممسئولية بإثبات عناصرىا حيث أن المسئولية عن تحمل التبعة ىي‬
‫مسئولية من نوع خاص‪ ،‬ويعد خروجا عن القواعد العامة المتعارف عمييا‪ ،‬ولكن مع ذلك فإنو‬
‫يجب اال يحرم المضرور من حقو في التعويض الكامل‪ ،‬وذلك إذا قام بإثبات العناصر المكونة‬
‫لممسئولية وفقاً لمقواعد العامة إلستحقاق التعويض إذا رغب ذلك‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬نقد نظرية تحمل التبعة‬


‫ووجيت ىذه النظرية منذ أن ظيرت لمعمن وحتى في صورتيا المعدلة التي قال بيا الفقيو‬
‫(جوسدان) بموجو عاصفة من اإلنتقادات منيا ‪.‬‬
‫‪ .1‬إن األساس الفني الذي قامت عميو النظرية والمتمثل في اإلدعاء بأن القانون المدني‬
‫الفرنسي لم يأخذ بفكرة الخطأ في إقامة المسئولية عن األشياء وانما أسسيا عمى تحقق‬

‫‪1‬‬
‫‪‌-‬محمد‌عثمان‌خلف‌هللا‪‌،‬مرجع‌سابق‪‌،‬ص‌‪‌ .551‬‬

‫‪56‬‬
‫الضرر وذلك إدعاء غير صحيح ويعد تحايبلً عمى نصوص القانون قام بو أنصار المدرسة‬
‫الوضعية ‪.‬‬
‫‪ .2‬إن إسناد النظرية إلى قواعد العدالة يعد أساساً غير ٍ‬
‫كاف من الناحية القانونية لتقام عميو‬
‫المسئولية وذلك في الببلد التي يكون التشريع أساساً لتنظيم العبلقات المدنية ‪.‬‬
‫‪ .3‬كما أن قيام المسئولية دون خطأ يؤدى إلى تقاعس الناس عن ممارسة النشاط وتعمل عمى‬
‫تثبيط اليمم وتفقدىم كل مصمحة في ممارسة أي نشاط لخشيتيم التورط في مثل تمك‬
‫المسئولية‬
‫‪ .4‬إنو حتى مع األخذ بيذه المسئولية في صورتيا المقيدة التي قال بيا الفقو (جوسران) حيث‬
‫إقترح فكرة الربح كقيد عمى النشاط الذي يمكن أن يحدث الضرر ‪،‬فإن فكرة الربح ىي فكرة‬
‫مرنة لذاتيا عمى نحو ال نياية لو يصعب قصرىا في حدود معينة (‪.)1‬‬

‫يرى أن اإل نتقادات التي وجيت ليذه النظرية تحمل في ثناييا شيء من المبالغة فبالنسبة إلى‬
‫اإلعتبارات الفنية من قبيل صعوبة التحديد لمفيوم التسبب في الخطأ أو معيار تحديد فكرة الربح‬
‫فإنو من غير المقبول أن ترفض فكرة ىدفيا العدالة لمجرد الصعوبات التي تكتنف تطبيقيا‬
‫وكذلك فإن القول بأن التطبيق يؤدى إلى إنكماش النشاط اإلقتصادي فإن الناشطون‬
‫(‪)2‬‬
‫اإلقتصاديون بسيمتيم المغامرة والجري وراء الربح في الظروف‬
‫ونحن نؤيد ماتم الرد بو عمى اإلنتقادات التي وجيت لمنظرية فإن تطبيق فكرة الخطأ مع ظل‬
‫قيام ىذه التطورات وحتى مع إفتراضو فإن ذلك يجافي العدالة عمى نحو صريح ال يمكن قبولو‪.‬‬

‫‪ -1‬سميمان مرقص‪ ،‬الفعل الضار‪ ،‬دار النشر لمجامعات المصرية‪ ،‬ط‪5816 ،1‬م‪ ،‬ص ‪ 119‬وما بعدىا‪ ،‬نقبلً عن محمد‬
‫عثمان خمف اهلل ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪.551‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسو ‪ ,‬ص ‪.551‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫شروط التعويض عو إصابات العنل‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫شروط التعىيض عن إصبببت العمل‬
‫تمييد وتقسيم ‪:‬‬
‫نتناول في ىذا الفصل استحقاق التعويض عن إصابة العمل ‪ ،‬وذلك وفقا لما جاء بو‬
‫الفقياء ‪ ،‬مقارنة مع الوضع في قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪1981‬م‪.‬‬
‫ثم بعد ذلك نتناول كيفية إثبات إصابة العمل عن طريق الوسائل العامة والخاصة ‪،‬‬
‫وأخي ار نتناول مدى انطباق ىذه الشروط الواجب توافرىا الستحقاق التعويض مع نظرية تحمل‬
‫التبعة ‪،‬وذلك عمى النحو اآلتي ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬شروط استحقاق التعويض عن إصابات العمل‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬وسائل إثبات إصابة العمل‬

‫المبحث الثالث ‪:‬تطبيق شروط االستحقاق عمى نظرية تحمل التبعة ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫المبحث األول‬
‫شروط استحقاق التعويض عن إصابات العمل‬
‫نتناول في ىذا المبحث ‪,‬الشروط التي يجب توفرىا حتى يستحق العامل التعويض عن‬
‫إصابة العمل ‪,‬وفقاً لما استقر عميو الفقو مع مقارنة ذلك بما أخذ بو قانون التعويض عن‬
‫إصابات العمل لسنة ‪1981‬م‪ ،‬وذلك عمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫المطمب األول ‪ :‬أن تقع اإلصابة بسبب العمل‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪:‬أن تحدث اإلصابة أثناء تأدية العمل ‪.‬‬
‫المطمب الثالث ‪:‬أال تكون اإلصابة متعمدة أو نتيجة سوء سموك العامل ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫المطمب األول‬
‫أن تقع اإلصابة بسبب العمل‬
‫األصل إنو العتبار الحادث إصابة عمل ‪ ،‬أن تقوم بينو وبين ظروف العمل عبلقة‬
‫سببية ‪،‬بحيث يمكن القول أنو لوال ظروف العمل لما وقع الحادث ‪،‬وال يشترط ‪ ،‬أن يكون متعمقا‬
‫بتنفيذ التزام المصاب في عممو أو مينتو ‪.‬وعمى ذلك فإنو يدخل ضمن إصابات العمل الحوادث‬
‫التى تقع في أثناء ساعات العمل أو في مكانو عمى الرغم من انقطاع الصمة بينيما التزام‬
‫(‪.)1‬‬
‫المصاب بأداء عممو ‪،‬كان يقع اعتداء في أوقات العمل بين العمال لضغائن شخصية‬
‫فإذا تشاجر عامل مع زميل لو في نفس مكان العمل ولو لسبب غير العمل فإن اإلصابة التي‬
‫تحدث نتيجة المشاحنة تعتبر إصابة عمل(‪.)2‬‬
‫ونرى عدم تأييد ىذا اإلتجاه حيث أنو ال يجب تفسير عبارة بسبب العمل بالمعني الواسع‬
‫‪ ،‬فقد تقع اإلصابة أثناء ساعات العمل إلعتبارات شخصية مثل المشاجرة بين العمال فإنو يجب‬
‫أخراج ذلك من نطاق إصابات العمل ‪.‬‬
‫الجدير بالذكر أن الضرر الذي ينتج عن حادث العمل يفرض وجود عبلقة سببية بين‬
‫الحادث والعمل ‪ ،‬ولكن تثور المشكمة عندما يقع الحادث بسبب العمل فينا يتعين عمى العامل‬
‫(‪)3‬‬
‫إثبات مينية الحادث بمعنى أن اإلصابة نتجت بسبب العمل فموال العمل لما وقع الحادث‬
‫وبالنظر إلى القانون السوداني نجد أنو نص عمى اآلتي‪:‬‬
‫ألغراض ىذا القانون تعتبر اإلصابة ناشئة من حادث وقع أثناء العمل أو بسببو أو إصابة بأحد‬
‫األمراض المينية الواردة في الجدول رقم (‪ )6‬الممحق بقانون األمن الصناعي لسنة ‪1976‬م(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬عبد الرحمن محمد داود ‪ ،‬شرح قانون التأمينات االجتماعية من الوجيتين النظرية والتطبيقية ‪ ،‬مطابع مؤسسة األىرام‬
‫‪5869،‬م ‪ ،‬ص ‪515‬‬
‫‪ -2‬محمد حممي مراد ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪195‬‬
‫‪ -3‬حيدر احمد دفع اهلل ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪519‬‬

‫‪61‬‬
‫يتضح لنا من النص أعبله أنو يشترط وقوع اإلصابة أثناء العمل أو بسببو و أضيف‬
‫إلى ذلك اإلصابة بأحد األمراض المينية الواردة في الجدول فقد أعطيت ىذه األمراض حكم‬
‫إصابة العمل كما ذكرنا سمفا ‪.‬‬
‫قد تتدخل بعض العوامل في حدوث اإلصابة كما لو سقط عامل عمى األرض أثناء‬
‫العمل مغشيا عميو ثم مات بعد ذلك في ىذه الحالة ال ُيعد السقوط وحده حادثاً أو إصابة أال إذا‬
‫كان ناشئا عن سبب خارجي يتصل بظروف العمل أما إذا كان راجعا إلى حالة ضعف التي‬
‫كان يعانييا المصاب نتيجة مرض سابق الم بو انتفت عبلقة السببية بين الحادث والضرر ‪،‬‬
‫ويمتنع استحقاق المؤمن عميو لمتعويض أو المعاش المقرر قانونا(‪.)2‬‬
‫ونخمص مما سبق ذكره أنو يشترط إستحقاق التعويض عن اإلصابة التي وقعت بسبب‬
‫العمل ‪,‬أي وجود عبلقة السببية بين اإلصابة والعمل‬
‫وىو شرط بدييي ومفترض ‪ ،‬وذلك حيث وقوع الحادث أثناء ساعات العمل ‪ ،‬أال إذا تم‬
‫أثبات عكس ذلك والقانون السوداني أخذ بيذا الشرط في قانون التعويض عن إصابات العمل‬
‫لسنة ‪1981‬م ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة (‪ )1‬من قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪5895‬م‬


‫‪ -2‬عبد الرحمن محمد داود مرجع سابق ‪،‬ص ‪.511‬‬

‫‪62‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫أن تحدث اإلصابة أثناء العمل‬
‫ال يكون وجود رابطة السببية بين الحادث وبين العمل بل يجب وقوع اإلصابة أثناء تأدية‬
‫العمل ‪ )1(.‬وىذا يعني حدوث اإلصابة إثناء ساعات العمل وىذا يشمل أيضا الحادث الذي يقع‬
‫أثناء الذىاب واإلياب من والى مكان العمل ‪.‬‬
‫وذلك عمى اعتبار إنو لوال العمل لما وقع الحادث ومن ثم يراعى في ذلك حالة التخمف‬
‫أو التوقف أو اإل نحراف عن الطريق العادي الذي سبق أن بيناىا فيما سبق(‪)2‬ويجب عدم الخمط‬
‫بين وجوب حدوث اإلصابة أثناء العمل وبين وقوعيا في مكان العمل فقد يحدث أن يؤدي‬
‫(‪)3‬‬
‫والجدير‬ ‫العامل بعض عممو خارج محل صاحب العمل كما لو كمفو بميمة خارج محل العمل‬
‫(‪)4‬‬
‫بالذكر أن قانون التعويض عن إصابات العمل نص عمى ذلك‬

‫‪ -1‬محمد حممي مراد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.193‬‬


‫‪ -2‬انظر صفحة ‪.5‬‬
‫‪ -3‬محمد حممي مراد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪191‬‬
‫‪ -4‬المادة (‪ )1‬من قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪5895‬م ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫المطمب الثالث‬
‫أال تكون اإلصابة متعمدة أو نتيجة سموك فاحش لمعامل‬
‫سوء السموك العادي لممؤأمن عميو ال يكفي لحرمانو من التعويض إذ يجب أن يتوفر في‬
‫السموك السوء الذي يحرم المؤمن عميو من التعويض عن إصابتو ثلثة شروط وىي‪:‬‬
‫‪/1‬أن يتصف الفحش‪ ,‬أي أن يكون جسيماً مثي اًر لئلستنكار‪.‬‬
‫‪ /2‬أن يكون مقصودا‪.‬‬
‫‪ /3‬أن توجد صمة بينو وبين اإلصابة(‪.)1‬‬
‫وبالنظر إلى القانون السوداني نجد أنو نص عمى تمك الشروط كاآلتي ‪:‬‬
‫(ال يكون العامل المصاب مستحق ألي تعويض بموجب ىذا القانون عن أي إصابة‬
‫عمل تنشأ عن سوء تصرف خطير ومقصود من جانب العامل ما لم تؤدي تمك اإلصابة إلى‬
‫الوفاة أو إلى عجز ال تقل نسبتو عن ‪% 40‬و ال يدفع أي تعويض بموجب ىذا القانون عن‬
‫العجز أو الوفاة الناتجة عن تعمد العامل إصابة نفسو )(‪.)2‬‬
‫يتضح لنا مما ورد أعبله ‪,‬أن القانون السوداني أخذ بالشروط السالفة الذكر ‪,‬حتى يكون‬
‫العامل مستحقا لمتعويض‪ ،‬حيث نص في الفقرة الثانية من المادة عمى سموك العامل الفاحش ‪،‬‬
‫وذلك بعبارة التصرف الخطير حيث أنو لم يجعل أي تصرف يصدر من العامل سبب في‬
‫حرمانو من التعويض ‪ ،‬بل نص عمى أن يكون التصرف خطير ‪ ،‬وفي اعتقادي أن المقصود‬
‫بالسموك الخطير السموك الفاحش ‪.‬‬
‫ونص أيضاً عمى أن يكون السموك مقصوداً‪ ،‬ذلك حيث أن التصرف الخطير قد يقع من‬
‫العامل نتيجة إىمال ‪,‬لذلك وقد أفمح المشرع عندما نص عمى أن يكون التصرف خطير‬

‫‪ -1‬محمد حممي مراد مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪191.‬‬


‫‪ -2‬المادة (‪ )51‬قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪5895‬م‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫ومقصود ‪ ،‬والقصد كما ذكرنا سمفاً شرط من شروط السموك الذي يحرم العامل من التعويض‬
‫إال أنو مع ذلك فإن المشرع قيد ىنا التصرفات بأن ال تؤدي إلى الوفاة أو العجز الذي ال يقل‬
‫بنسبة ‪ % 40‬ومعنى ذلك أن العامل يحرم من التعويض إذا قام بتصرف خطير ومقصود لم‬
‫يؤدي إلى العجز ال تقل نسبتو عن ‪ %40‬أو الوفاة ‪,‬أما بالنسبة لمفقرة الثالثة فقد نص عمى‬
‫حرمان العامل من التعويض في حالة تعمد العامل إصابة نفسو وأدت إلى العجز بالنسبة‬
‫المحددة أو الوفاة ‪.‬‬

‫نرى إنو يجب أن نتناول شروط استحقاق التعويض في حالة اإلصابة بمرض الميني ‪،‬‬
‫عمى الرغم من أن القانون السوداني قد حكم إصابة العمل ‪.‬‬

‫وذلك لوجود الفروق بينيما ولموقوف الدقيق عمى اإلستحقاق ال بد من الوقوف عمى ىذه الشروط‬
‫لما جاء بو بعض الفقو وىى ‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الشرط األول‪ :‬أن يكون المرض واردا في الجدول المشار إليو‬

‫وىذا الشرط معمول بو في القانون السوداني حيث إنو أخذ بنظام الجداول في األخذ في اعتبار‬
‫المرض الميني ونجد أن ىذه األنظمة قد تنوعت وتعددت إلى‪:‬نظام التغطية الشاممة ‪ -‬نظام‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫الجداول ‪ -‬النظام المزدوج‬

‫‪ -1‬عبد الرحمن محمد داود ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.511‬‬


‫‪2‬‬
‫‪‌-‬المرجع‌نفسة‪‌ .‬‬

‫‪65‬‬
‫وسوف نتناول ىذه األنظمة بشيء من التفصيل عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫أ‪ .‬نظام التغطية الشاممة (الغطاء العام)‪:‬‬

‫حيث كمما أثبت العامل عبلقة المرض الميني الذي إصابة بالنشاط الميني الذي يمارسو إال‬
‫َو ُع َد ذلك المرض مينيا ولعل من أىم سمبيات ىذا النظام الذي يواجو بو العامل المصاب‬
‫(‪)1‬‬
‫صعوبة إثبات مينية المرض وأن كانت الخبرات الطبية تساعد كثي اًر في ىذا المجال‬

‫بمعنى أن يتم وضع تعريف عام لؤلمراض المينية ويترك لييئة الضمان سمطة تطبيق ىذا‬
‫(‪)2‬‬
‫التعريف العام عمى الحاالت المختمفة‬

‫ب‪.‬نظام الجداول ‪:‬‬

‫طريقة الجداول ‪ ،‬حيث تصنف األمراض المينية ومسبباتيا في جداول مجردة عمى‬
‫(‪)3‬‬
‫وأىم سمبيات ىذه الطريقة اتساميا بنوع‬ ‫سبيل الحصر‪ ،‬وىذا ما أخذ بو القانون السوداني ‪.‬‬
‫من الجمود قد ال يكون دائماً في صالح العامل المصاب الذي قد يصاب فعبلً بمرض ميني‬
‫رغم أن ىذا األخير غير مصنف في البلئحة لمحددة قانوناً(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬محمد االكشبور‪. ،‬بمعيد كرومي ‪،‬مرجع سابق ‪,‬ص‪511‬‬


‫‪ -2‬حيدر احمد دفع اهلل ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪11‬‬
‫‪ .3‬جدول رقم (‪ )6‬من قانون األمن الصناعي لسنة ‪5816‬م ‪,‬جدول رقم ()من قانون العمل لسنة ‪5881‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬محمد الكشبور ‪ ،‬بمعيد كرومي ‪ ,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪511‬‬

‫‪66‬‬
‫ج‪.‬النظام المزدوج‬

‫وضع الجدول مع تعريف عام المرض الميني و أعطاء الجيات المختصة سمطة تقديرية‬
‫إلعتبار المرض الميني ونرى أن ىذا النظام األخير ىو النظام األمثل إلعتبار المرض ميني‬
‫حيث أنو يبعد عن السمبيات السالفة الذكر في النظامين اآلخرين ‪.‬‬

‫أما الشرط الثاني‪:‬‬

‫ىو أن يكون العامل مشتغبلً بإحدى المين التى يؤدي االشتغال بيآ إلى حدوث المرض‬
‫كذلك البد من أن يكون ىذا نوع من العمل ىو الذي أدى إلى اإلصابة بيذا المرض تحديدا‬
‫إلعتباره مرض ميني والجدير بالذكر أن نظام الجدول يحدد نوع المرض واألعمال التي ينتج‬
‫عنيا‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫وسائل أثبات إصابة العمل‬
‫نتناول في ىذا المبحث ‪,‬وسائل أثبات إصابة العمل والتي يتم أثباتيا بوسائل اإلثبات‬
‫العامة التي جاء بيآ قانون اإلثبات لسنة ‪1994‬م ‪ ،‬وسائل اإلثبات الخاصة وفقاً لما جاء في‬
‫قانون العمل لسنة ‪ 1997‬م وقانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪1981‬م وذلك عمى‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫المطمب األول ‪ :‬وسائل اإلثبات العامة ‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬وسائل اإلثبات الخاصة‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫المطمب األول‬
‫وسائل اإلثبات العامة‬
‫إذا حدثت إصابة عمل فإن العامل يستحق التعويض عنيا إذا توافرت شروط‬
‫اإلستحقاق‪ ،‬ولكن ىذه اإلصابة كيف يتم إثباتيا وذكرنا سمفاً أن اإلثبات قد يتم بوسائل عامة‬
‫وبوسائل خاصة‪ ،‬وسوف نتناول في ىذا الصدد وسائل اإلثبات العامة وسند المجوء إلييا النص‬
‫اآلتي ‪:‬‬
‫( إذا لم يكن ىنالك عقد مكتوب فيجوز لمعامل إثبات حقوقو بكافة طرق اإلثبات )(‪)1‬وىي عمى‬
‫النحو اآلتي ‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬اإلقرار‬

‫ثانياً ‪ :‬الشيادة‬

‫ثالثاً ‪:‬المستندات‬

‫رابعاً ‪ :‬القرائن‬
‫أوالا ‪ :‬اإلقرار‬

‫‪ -‬اإلقرار ىو اعتراف شخص بواقعة تثبت مسئولية مدعى بيآ عميو ‪.‬‬
‫‪ -‬يكون اإلقرار قضائي وغير قضائي )(‪.)2‬‬

‫ليس لئلقرار شكل خاص بو بل أن لو صور متعددة فيو قد يكون صريحاً أو ضمنياً و‬
‫الصريح قد يكون مكتوباً أو شفوياً ‪ ،‬وفي جميع األحوال يكون قضائياً أو غير قضائي(‪)1‬ففي‬

‫‪ -1‬المادة (‪)5،19‬من قانون العمل لسنة ‪5881‬م‬


‫‪ -2‬المادة (‪)51‬من قانون اإلثبات لسنة ‪ 5885‬م‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫حالة وقوع اإلصابة أثناء العمل أو بسببو وقيام صاحب العمل بالقيام بتعويض العامل عنيا فان‬
‫ذلك يعد اعترافاً ضمنياً من صاحب العمل عمى وقوع اإلصابة‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬الشيادة‬

‫الشيادة ىي إقرار ينشئ التزاما عمى الغير(‪.)2‬‬

‫دركو المباشر لواقعة ‪,‬تثبت لغيره‬


‫وعرفت الشيادة بأنيا البينة الشفوية لشخص عن إ ا‬
‫(‪)3‬‬
‫‪،‬غالبا تكون الشيادة المقصودة في مجال‬ ‫مسئولية مدعى بيآ عمى آخر أمام المحكمة‬
‫إصابات العمل شيادة العمال ‪ ،‬وذلك بتواجدىم في مكان العمل الذي وقع فيو الحادث ولكن من‬
‫الصعوبة الحصول عمى الشيادة في ىذه الحالة‪ ،‬فالعامل قد ال يدلي بشيادتو خوفاً من أن يفقد‬
‫عممو ‪،‬لذلك أرى أن إثبات اإلصابة عن طريق الشيادة نادر الحدوث ‪.‬‬

‫ثالث ا ‪:‬المستندات‬
‫المستندات ىي البيانات المسجمة بطريقة الكتابة أـو الصوت أو الصورة (‪)4‬ونرى ان من‬
‫المستندات التي قد تثبت وقوع إصابة العمل مثبل إصابة العامل بمرض منصوص عميو في‬
‫الجدول ومن ثم فإن ذلك دليل عمى اعتباره إصابة عمل ‪,‬وكذلك المستندات الطبية ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬القرائن‬
‫بناء عمى الغالب من األحوال (‪)1‬وىذه‬
‫ىي األمارة الدالة عمى إثبات أي واقعة أو نفييا ً‬
‫األقرب واأليسر حيث أنو طالما وقعت اإلصابة أثناء العمل أو بسببو فإن ىذا دليل عمى‬
‫اعتبارىا إصابة عمل ىي قرينة قابمة إلثبات العكس‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق السنيوري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬المجمد الثاني‪,‬ص‪.515‬‬


‫‪ -2‬مفمح القضاة ‪،‬اإلثبات في المواد المدنية والتجارية ‪،‬اإلما ارت العربية المتحدة ‪،‬ص‪.541‬‬
‫‪ -3‬المادة (‪ )13‬من قانون اإلثبات لسنة ‪5885‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة (‪ )36‬من قانون اإلثبات لسنة ‪5885‬م‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫ونرى أنيا الوسائل العامة التي يمكن من خبلليا إثبات إصابة العمل‪ ،‬ولقد قمنا بتوضيح كيفية‬
‫اإلثبات ‪،‬الجدير بالذكر أن الرجوع ألي ىذه الوسائل إلثبات إصابة العمل ‪ ,‬كما ذكرنا سمفا ‪,‬‬
‫نص عميو في المادة (‪ )28‬الفقرة (‪ )4‬من قانون العمل لسنة ‪1997‬م‪ ,‬أال أنو نص عمى‬
‫استخداميا في حالة عدم وجود عقد مكتوب ونجد انو قد اعتبر عقد العمل يشمل أو يتضمن‬
‫التزامات عمى كل من الطرفين ومن ضمن االلتزامات التى تقع عمى صاحب العمل ضمان‬
‫سبلمة العامل‪ ،‬ولكن نري أ نو في حالة إصابة العمل ال نقيد بعقد العمل حتى ال يكون العقد‬
‫ىو أساس التعويض عن اإلصابة ومن ثم إثبات عناصر اإلخبلل بالمسئولية العقدية وىذا ما‬
‫لم يأخذ بو القانون السوداني ‪.‬‬

‫‪.1‬المادة (‪ )59‬من قانون اإلثبات لسنة‪5885‬م‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫الوسائل الخاصة إلثبات إصابة العمل‬
‫نتناول في ىذا المطمب الوسائل الخاصة إلثبات إصابة العمل وذلك وفقا لما جاء في‬
‫قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪1981‬م وقانون العمل لسنة ‪1997‬م وذلك عمى‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالا‪:‬إثبات إصابة العمل وفقا لقانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪1891‬م‬
‫جاء ذلك عمي النحو األتي‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يكون إثبات إصابة العمل بوساطة طبيب صاحب العمل أو أي طبيب مستشفي حكومي‬
‫‪ .1‬مع مراعاة أحكام المادة (‪ )4( )13‬من قانون القومسيون الطبي ‪1973‬م ‪,‬يقوم القومسيون‬
‫الطبي العام بتقدير نسبة العجز واثبات أنواعو في حاالت إصابات العمل واألمراض المينية‬
‫(‪.)2‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تقدر نسبة العجز وفقا ألحكام الفصل السابع من الئحة القومسيون الطبي ‪1974‬م‬

‫يلحظ عمى النصوص أعله اآلتي‪:‬‬


‫‪ .1‬تم تحديد اإلثبات عن طريق طبيب صاحب العمل أو أي طبيب مستشفى حكومي ‪,‬ونرى‬
‫أن تحديده بطبيب لدى صاحب العمل ‪ ,‬قد ال يكون من صالح العامل ألنو تابع لصاحب‬
‫العمل الذي يتم اإلثبات ضده ‪ ,‬وعندما نص عمى طبيب في مستشفى حكومي ذلك لئلبتعاد‬
‫عن الشبيات في اعتقادي ‪,‬ونري أال يقيد بطبيب صاحب العمل بإعتبارىا بينة خبير‪.‬‬
‫‪ .2‬ويتم أثبات العجز و أنواعو بواسطة القومسيون الطبي وأيضا تُعد بينة خبير ونرى أن ما تم‬
‫ذكره إـثبات بالخبرة ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة( ‪)5/ 9‬من قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪5895‬م‪.‬‬

‫‪ -2‬المادة (‪ )59‬من قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪5895‬م‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫ثانيا‪ :‬إثبات إصابة العمل وفقا لقانون العمل لسنة ‪1881‬م‬

‫يجب عمى صاحب المصنع التبميغ عن الحوادث التى تحدث في المصنع أثناء ساعات‬
‫العمل اليومية أو بسببو‪ ،‬وذلك عند نياية اليوم األول الذي حدثت فيو اإلصابة وفقا لؤلنموذج‬
‫المرفق بالجدول رقم (‪ )5‬الممحق بيذا القانون‪ ،‬التي سببت‪:‬‬

‫أ‪‌ .‬وفاة أي عامل ‪،‬أو‬


‫ب‪‌.‬الحريق أو االنفجار ‪،‬أو‬
‫ج‪‌.‬حادث جسيم ‪،‬أو‬
‫(‪)1‬‬
‫د‪‌ .‬تعطل أي عامل عن أداء عممو ليوم واحد أو أكثر‬

‫نص قانون العمل عمى وسيمة أخرى إلثبات اإلصابة وىي عن طريق التبميغ عن اإلصابة فإذا‬
‫أعدت ىذه الوثيقة فإنيا دليل عمى وقوع إصابة العمل ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة (‪ )81‬من قانون العمل لسنة ‪5881‬م‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫تطبيق اإلستحقاق عمى نظرية تحمل التبعة‬
‫نتناول في ىذا المبحث تطبيق شروط االستحقاق لمتعويض عن اصابات العمل التي سبق‬
‫أن ذكرناىا في المبحث األول‪ ،‬عمى نظرية تحمل التبعة‪ ،‬بأعتبارىا النظرية التي اتجو الفقو‬
‫الحديث إلييا كأساس لمتعويض عن أصابات العمل‪ ،‬ولموقف عمى مدى صحة ذلك كان البد‬
‫من القيام بتطبيق شروط اإلستحقاق عمى النظرية ‪،‬لموصول إلى تأييد النظرية كأساس لمتعويض‬
‫أم ال ‪،‬عمى النحو اآلتي ‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬التطبيق من حيث المفيوم ‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬التطبيق من حيث الشروط‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫المطمب األول‬
‫التطبيق من حيث المفيوم‬
‫نتناول مفيوم استحقاق التعويض عن اصابات العمل‪ ،‬ومفيوم نظرية تحمل التبعة ‪،‬ثم‬
‫الوقوف عمى مدى التطابق بينيما عمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫اوالا ‪ :‬مفيوم استحقاق التعويض عن اصابات العمل‬
‫ورينا‬
‫تناولنا فيما سبق مفيوم إصابة العمل وىي اإلصابة التي تحدث أثناء العمل أو بسببو‪ ،‬أ‬
‫‪)1( ‬‬
‫قد أعطى كل من حادث العمل والمرض الميني حكم اصابة العمل‪.‬‬ ‫القانون السوداني‬
‫ومعنى استحقاق التعويض عن إصابة العمل ىو حدوث اإلصابة أثناء العمل أو بسببو‬
‫أو اإلصابة بأحد األمراض المينية عمى إال ترجع اإلصابة إلى تعمد العامل إصابة نفسو‪ ،‬ومن‬
‫ثم فأنو يستحق التعويض عنيا‪ ،‬ولكن ماىو األساس القانوني لمتعويض عنيا‪ ،‬ولقد تناولنا‬
‫مراحل تطور المسئولية عنيا واختبلف الفقياء‪.‬‬
‫نبلحظ فيما يتعمق بالتطبيقات العممية لشروط إستحقاق التعويض‪ ،‬وفق ًا لنظرية تحمل‬
‫التبعة لم يتناوليا الفقياء بالشرح والتحميل‪ ،‬وذلك بتطبيق كل منيما عمى آخر ‪ ،‬وقد حاول‬
‫الباحث عن ىذا السعي والخروج منو بنظرية تصمح أن تكون معيا اًر تطبق عميو شروط تحمل‬
‫التبعة‪.‬‬
‫ثاني ا‪:‬مفيوم نظرية تحمل التبعة‪.‬‬
‫سبق أن بينا ‪،‬مفيوم نظرية تحمل التبعة ونخمص من المفيوم السالف الذكر (‪)2‬األتي‪:‬‬

‫‪‌‬نالحظ‌فٌما‌ٌتعلق‌بالتطبٌقات‌العملٌة‌لشروط‌إستحقاق‌التعوٌض‌وفقاً‌لنظرٌة‌تحمل‌التبعة‌لم‌ٌتناولها‌الفقهاء‌بالشرح‌والتحلٌل‪‌،‬وذلك‌بتطبٌق‌كل‌‬
‫منهما‌على‌اآلخر‪‌،‬وقد‌حاول‌الباحث‌القٌام‌بذلك‌للوصول‌إلى‌‌األساس‌القانونً‌للتعوٌض‪‌ .‬‬
‫‪ -1‬يقصد بو قانون التعويض عن اصاصبات العمل لسنة (‪.)5895‬‬
‫‪ -2‬أنظر الصفحة رقم (‪.)36‬‬

‫‪75‬‬
‫ىذه النظرية تعني وجوب تحمل تبعة المخاطر التي نتجت عن ممارسة نشاط معين ادت‬
‫ممارستو الى إستجبلب مخاطر مستحدثة وذلك إستناداً عمى قاعدة (الغرم بالغنم)‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬خلصة المفيومين‪:‬‬
‫نخمص مما سبق الى اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬إستجبلب المخاطر إلى المجتمع نتيجة لممارسة نشاط معين (نظرية تحمل التبعة)‬
‫‪ .2‬وجوب تعويض العامل عن إصابة نتيجة العمل الستحقاق التعويض عن إصابات‬
‫العمل‪.‬‬
‫ومن ثم نجد أن كل المفيومين يتفقا مع تحمل تبعة نشاط معين لذلك يمكننا القول بأن شروط‬
‫استحقاق التعويض ىي أساساً تستند أو مستمدة من نظرية تحمل التبعة‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫التطبيق من حيث الشروط‬
‫نتناول في ىذا المطمب تطبيق شروط استحقاق التعويض عمى شروط تحمل التبعة لموصول‬
‫إلى مدي التوافق بينيما وذلك عمى النحو اآلتي‪.‬‬
‫اوالا ‪:‬شروط استحقاق التعويض عن اصابات العمل‪:‬‬
‫شروط استحقاق التعويض عن اصابات العمل‪ ،‬وفقا بما جرى عميو الفقو ‪ ،‬ومقارنة بما جاء بو‬
‫قانون التعويض عن اصابات العمل لسنة ‪1981‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬وقوع اإلصابة بسبب العمل‪.‬‬
‫‪ .2‬وقوع اإلصابة أثناء العمل‪.‬‬
‫‪ .3‬أال تكون اإلصابة متعمدة أو ناتجة عن سموك فاحش‪.‬‬
‫وفي حالة األمراض المينية ‪ ،‬اإلصابة بأحد األمراض المينية الواردة في الجدول ‪،‬رقم (‪)6‬‬
‫الممحق بقانون العمل لسنة ‪1997‬م‪.‬‬
‫ثاني ا ‪:‬شروط تحقق مسئولية تحمل التبعة‬
‫‪ .1‬أن يتسبب شيء في حراسة شخص في أحداث ضرر بالغير‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يحدث الشيء ضرر بالغير ‪.‬‬
‫‪ .3‬وجود عبلقة السببية بين الشيء والضرر(‪.)1‬‬
‫سبق أن تناولنا شروط اإلستحقاق وشروط تحقق المسئولية تحمل التبعة ‪،‬بالتفصيل وماييمنا‬
‫في ىذا الصدد ‪،‬ىو الوقوف عمى مدى تطابق كل من شروط اإلستحقاق مع شروط مسئولية‬
‫تحمل التبعة ‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد عثمان خمف اهلل ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.511‬‬

‫‪77‬‬
‫نخمص مما تقدم أنو يشترط إبتداء إلستحقاق التعويض عن إصابة العمل أن تقع اإلصابة‬
‫بسبب العمل ‪ ،‬أى بمعنى أنو لوال العمل لما وقعت اإلصابة أو حدوث اإلصابة نتيجة لممارسة‬
‫عمل معين‪ ،‬نرى أن ىذا الشرط يماثل الشرط األول من مسئولية تحمل التبعة ‪ ،‬وىو أن يتسبب‬
‫شيء في حراسة شخص في احداث ضرر بالغير ىي ممارسة صاحب العمل لمعمل بواسطة‬
‫العامل الذي لحقت بو االصابة ‪.‬‬
‫والشرط الثاني اإلستحقاق التعويض‪ ،‬حدوث اإلصابة أثناء العمل سواء كان في مكان‬
‫العمل أو خارجة وىي تدخل في ذلك الشرط األول لمسئولية تحمل التبعة‪.‬‬
‫أما الشرط الثاني في مسئولية تحمل التبعة أن يحدث الشيء ضر اًر بالغير‪ ،‬والضرر ىو حدوث‬
‫اإلصابة وىو شرط بدييي ومفترض فموال اإلصابة لما إستحق العامل التعويض ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمشرط األخير وىو أال تكون اإلصابة متعمدة أو ناتجة عن سموك فاحش‬
‫لمعامل ‪،‬وىذا الشرط يماثل في مسئولية تحمل التبعة وجود عبلقة السببية بين الشيء والضرر‬
‫ونرى أن المقصود بالشيء إذا قمنا بتطبيق ىذه النظرية عمى التعويض عن إصابات العمل ىو‬
‫العمل الذي تسبب في الضرر لمعامل و لوال العمل لما وقع الحادث وىو يتفق مع الشيء الذي‬
‫قصد من ىذه النظرية إنيا أتت بفعل التطورات الصناعية الضخمة التي تزداد يوماً بعد يوم‬
‫كذلك فإن الشرط األخير يعني أال تنقطع عبلقة السببية بين العمل واالصابة حتى يستحق‬
‫العامل التعويض أو بعبارة أُخرى قد يفسر بأنو امتدد لمعبلقة بأن ال تتداخل عوامل خارجية‬
‫تؤدى إلى إنقطاع عبلقة السببية‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أ ن مسئولية تحمل التبعة ال تسقط حتى لو كان ذلك الضرر قد حدث‬
‫بفعل أجنبي لنفي المسئولية‪ ،‬وقد اختمف غالبية تشريعات التأمينات اإلجتماعية بالنسبة‬

‫‪78‬‬
‫لممسئولية عن اصابات العمل لم تأخذ سوي بتدخل المضرور وحتماً من ىذه الحالة تأخذ‬
‫بالخطأ العادي وانما الخطأ العمدي أو اإلىمال الجسيم(‪.)1‬‬
‫وىذا ما أخذ بو القانون السوداني ‪:‬‬
‫‪ .1‬ال يكون العامل مستحق ألي تعويض بموجب ىذا القانون عن أي إصابة عمل تنشأ‬
‫عن سوء تصرف خطير ومقصود من جانب ذلك العامل ما لم تؤدى تمك اإلصابة إلى‬
‫الوفاة أو إلى عجز ال تقل نسبة عن ‪. %40‬‬
‫‪ .2‬ال يدفع أي تعويض بموجب ىذا القانون عن العجز أو الوفاة الناتجة عن تعمد العامل‬
‫(‪)2‬‬
‫إصابة نفسو‪.‬‬
‫نخمص مما سبق ذكره تطابق شروط استحقاق التعويض وشروط تحمل التبعة ‪ ،‬ومن ثم‬
‫نستنتج أن أساس التعويض جاء عمى نظرية تحمل التبعة‪ ،‬ولكن ىذه النظرية ال يمكن القول‬
‫بأنيا األساس وىي لم يتم األخذ بيا في قانون المعامبلت المدنية لسنة ‪1983‬م ‪.‬‬
‫ولم يتم ذكرىا في قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪ 1981‬م فيي من‬
‫المسئوليات الخاصة ال يمكن األخذ بيا ما لم يتم ذكرىا في القانون ‪.‬‬
‫لكن يمكننا القول أن مسئولية صاحب العمل عن تعويض العامل ىي مسئولية نص‬
‫عمييا القانون بغرض إضفاء المشروعية وذلك إذا توافرت شروط اإلستحقاق ‪.‬‬

‫‪1‬ـ محمد عثمان خمف اهلل ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪ 515‬ومابعدىا‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة (‪ )51‬من قانون التعويض عن اصابات العمل لسنة (‪5895‬م)‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫تقدير التعويض عو اصابات العنل‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫تقدير التعويض عن إصابات العمل‬
‫تمييد وتقسيم ‪:‬‬
‫نتناول في ىذا الفصل كيفية تقدير التعويض عن إصابة العمل ‪،‬التي رأينا فيما سبق أنيا‬
‫تشمل كل إصابة أثناء أداء العمل أو بسببو أو اإلصابة بأحد األمراض المينية ‪،‬ولكي نبين‬
‫مقدار التعويض عن اإلصابة البد من معرفة مقدار العجز الذي نتج عنيا فقد تؤدي ىذه‬
‫اإلصابة إلى وف اة العامل ‪،‬وقد ينتج عنيا عجز كمي أو جزئي أو قد ينتج عنيا اإلصابة بأحد‬
‫األمراض المينية ‪،‬لذلك البد من تناول حاالت اإلصابة السالفة الذكر ‪،‬نبين مقدار التعويض‬
‫‪،‬وذلك عمى النحو اآلتي ‪:‬‬
‫المبحث األول ‪:‬التعويض في حالة الوفاة العامل ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬التعويض في حالة العجز الكمي ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬التعويض في حالة العجز الجزئي ‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪:‬التعويض في حالة األمراض المينية واإلنفاق عمى مقدار التعويض‬

‫‪81‬‬
‫المبحث األول‬
‫التعويض في حالة الوفاة العامل‬
‫نتناول في ىذا المبحث تعويض العامل في حالة ما إذا أدت اإلصابة إلى وفاتو وذلك‬
‫عن إصابات العمل لسنة ‪1981‬م ‪ ,‬وقانون التأمين‬ ‫وفقا لما جاء في قانون التعويض‬
‫اإلجتماعي لسنة ‪1990‬م معدال لسنو ‪2004‬م ‪،‬وذلك عمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬تعريف الوفاة ‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬تقدير التعويض في حالة الوفاة ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫المطمب األول‬
‫تعريف الوفاة‬
‫تعرف الوفاة بأنيا توقف خبليا المخ عن العمل بغض النظر عن وضع خبليا القمب‪،‬وقد‬
‫تكون الوفاة مباشرة أو متأخرة بسبب حادث العمل ‪،‬ويجب أن تكون الوفاة نتيجة حادث عمل‬
‫سواء إصابة عمل أو مرض من أمراض المينة وذلك لمتميز بينيا وبين الوفاة التي يستحق فييا‬
‫(‪)1‬‬
‫العامل المتوفى معاشا‬
‫وىنالك من يرى أن الوفاة المقصودة بقانون التأمينات االجتماعية ىي وفاة العامل إذا‬
‫كانت ذات صمة بالعمل ‪،‬كما إذا إنفجرت آلة في مصنع وترتب عمى ىذا اإلنفجار وفاة العامل‪،‬‬
‫أو إذا كانت الوفاة ذات صمة بالعبلج الذي تمقاه العامل بعد إصابتو‪ .‬أما إذا كانت ال عبلقة لو‬
‫بيذا وال ذاك ‪ ،‬فأنو ال يترتب عمييا خضوع العامل ‪ ،‬المصاب في ىذه الحالة لقانون التأمينات‬
‫اإلجتماعية (‪.)2‬‬
‫نخمص مما سبق إن الوفاة التي يستحق عنيا العامل التعويض ‪ ,‬ىي الوفاة التي كانت‬
‫نتيجة إصابة العمل ‪ ,‬بمعنى أنو لو ال اإلصابة لما حدثت الوفاة ‪.‬‬

‫‪ -1‬حيدر أحمد دفع اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.555‬‬


‫‪ -2‬مصطفى الجمال‪ ،‬د‪ .‬حمدي عبد الرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.151‬‬

‫‪83‬‬
‫المطمب الثاني‬

‫تقدير التعويض في حالة الوفاة‬

‫(إذا توفى العامل بسبب إصابة العمل فيدفع صاحب العمل إلى أفراد العائمة ‪،‬تعويض يساوي‬
‫األجر اليومي لممتوفى عن اإلصابة عن تسعمائة يوم)(‪.)1‬‬
‫(إذا نشأت وفاة المؤأمن عميو من اإلصابة ‪،‬فيربط المعاش عمى أساس متوسط أجره الشيري‬
‫( ‪)2‬‬
‫لمثبلث األخيرة وقت وقوع اإلصابة)‬
‫يتضح من نص المادة األولى أنو في حالة ما إذا توفى العامل المصاب بسبب اإلصابة فإن‬
‫التعويض الذي تستحقو أسرتو ىو أجر يومي عن تسعمائة يوم ‪،‬ىذا األجر يدفع إلي عائمتو‪،‬‬
‫ومن ثم يجب عمينا أن نوضح أوال مفيوم أفراد العائمة ثم بعد ذلك توضيح مصطمح األجر‬
‫اليومي لمعامل المتوفي وأخي اًر مقارنة الوضع مع قانون التامين اإلجتماعي ‪.‬‬
‫أوالا ‪:‬المقصود بأفراد العائمة‬
‫يقصد بيم أفراد أسرة العامل الذين يعتمدون عميو اعتمادا كمياً أو جزئي ًا في ضروريات‬
‫معيشتيم‪.‬‬
‫قد افمح المشرع في تحديد المقصود بأفراد العائمة ولكن وسع من مصطمح أفراد العائمة أو‬
‫جعمو مرنا وقد يكون ذلك نتاجاً لما ىو سائد في المجتمع السوداني ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المقصود باألجر اليومي‬


‫لم يعرف القانون األجر اليومي تحديدا لذلك سوف نرجع إلى تعريف األجر عموماً ‪.‬‬

‫‪ -3‬المادة (‪ )51‬من قانون التعويض عن إصابة العمل لسنة ‪595‬م‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة (‪ )51‬من قانون التأمين اإلجتماعي لسنة (‪ )5881‬بتعديل لسنة ‪1115‬م‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ُعرف بأنو كل ما يتقاضاه العامل مقابل عممو أو ىو ثمن العمل فكل ما يمتزم بو صاحب العمل‬
‫(‪)1‬‬
‫في مواجية العامل نظير قيام ىذا األخير بأداء العمل محل العقد سمي أج اًر‬
‫(األجر يقصد بو مبمغ المرتب األساس وجميع المكافأت األخرى التي تدفع لمعامل‬
‫ب واسطة صاحب العمل ‪،‬ويشمل قيمة الطعام أو أي وقود أو سكن وأي مبالغ تدفع عن العمل‬
‫اإلضافي أو أي مكافأة خاصة أخرى مقابل أداء عمل أو أي عبلوات أخرى ‪ ،‬وال يشمل أي‬
‫مبالغ تدفع كمنحة أو ىبة أو بدل سفريو أو إمتياز أو إكتتاب يدفعو صاحب العمل في أي‬
‫(‪)2‬‬
‫مشروع لمتأمينات اإلجتماعية أو المعاش )‬
‫وىذا التعريف ىو ذاتو تعريف األجر الذي جاء بو المشرع في قانون العمل لسنة‬
‫‪1997‬م يتضح لنا من تعريفات األجر من خبلل النصوص السالفة الذكر أن األجر يشمل‬
‫المرتب األساس وكل المكافأت األخرى ‪.‬‬
‫ونرى من خبلل تعريفات األجر السالفة الذكر أن األجر اليومي ىو المرتب الذي‬
‫يستحقو العامل عن العمل عن اليوم الواحد باإلضافة إلى نسبة من جميع المك افأة المستحقة‬
‫لو من جراء العمل‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬تعويض الوفاة في قانون التأمين اإلجتماعي‬
‫(إذا نشأت وفاة المؤأمن عميو من اإلصابة ‪ ،‬فيربط المعاش عمى أساس متوسط أجره‬
‫(‪)3‬‬
‫الشيري لمثبلث سنوات األخيرة )‬
‫ثم تحديد المعاش بمتوسط األجر الشيري عمى خبلف ما جاء في قانون التعويض عن‬
‫إصابات العمل لسنة ‪1981‬م وذلك تعويض عن األجر اليومي وذلك لممدة المذكورة أعبله‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد السعيد الزقرد‪ ،‬قانون العمل شرح لمقانون الجديد رقم ‪1113/51‬م‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬المكتبة العصرية‪1111 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.511‬‬
‫‪ -2‬المادة (‪)3‬من قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪5895‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة (‪ )51‬من قانون التأمين االجتماعي لسنة ‪5881‬م معدالً لسنة ‪1115‬م ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫الجدير بالذكر أنو مع مراعاة أحكام قانون التأمينات االجتماعية لسنة ‪1990‬م وأحكام البند(‪)2‬‬
‫ىذه المادة تطبق أحكام ىذا القانون عمى التعويض الذي يدفع عن إصابات العمل ألي عامل‬
‫في السودان عمى أنو أصبح العامل عاج اًز أو إذا توفى نتيجة الحادث وكان ىذا العامل أو أفراد‬
‫عائمتو مستحقين لمعاش خاص أو استثنائي بموجب أحكام قانون معاش حكومة السودان لسنة‬
‫‪1991‬م أو قانون معاشات الخدمة العامة لسنة ‪1975‬م أو أي قانون معاشات آخر فيدفع ليم‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ذلك المعاش أو إستحقاقيم بموجب احكام ىذا القانون أييما أفضل‬

‫نخمص مما سبق أنو يعوض العامل عن إصابات العمل وفقاً لما جاء في قانون التعويض عن‬
‫إصابات العمل لسنة ‪1981‬م مع مراعاة أحكام قانون التأمين اإلجتماعي‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة(‪ )5/5‬من قانون التعويض من إصابات العمل لسنة ‪5895‬م‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫التعويض في حالة العجز الكمي‬
‫نتناول في ىذا المبحث‪ ,‬حالة ما إذا نتج عن إصابة العمل عجز كمي لمعامل‪ ,‬كيفية‬
‫تقدير التعويض في ىذه الحالة ‪,‬أو بمعنى أخر مقدار التعويض في حالة العجز الكمي ‪,‬ببيان‬
‫التعريف والشروط ومقدار التعويض عمى النحو األتي ‪:‬‬

‫المطمب األول ‪:‬تعريف العجز الكمي ‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪:‬شروط العجز الكمي ‪.‬‬

‫المطمب الثالث ‪:‬مقدار التعويض عن العجز الكمي‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫المطمب األول‬
‫تعريف العجز الكمي‬
‫يعرف بأنو كل عجز يقع عمى المؤأمن عميو من مزاولة أية مينة أو عمل يتكسب منو‬
‫أي يشترط أن ينتج عن ىذا العجز عدم القدرة عمى ممارسة جميع المين بوجو عام كالحاصل‬
‫في الجنون المطبق وبعض حاالت الشمل ‪ .‬ولكن ال يكفي عجز المؤمن عميو عن االستقرار في‬
‫مينة الكتابة ‪،‬ولكن يمكن مزاولة مينة جديدة تبلئم حالتو بما يبدو اعتباره عجز جزئيا غير‬
‫(‪)1‬‬
‫(أو عرف العجز الكمي المستديم بأنو عجز ‪ ،‬من شأنو أن يحول كميو بصفة مستديمة‬ ‫كامل‬
‫(‪)2‬‬
‫بين المؤأمن عميو وبين مزاولة مينة أو عمل يكتسب منو)‬
‫عرف بأنو يقصد بو العجز الذي يعجز العامل بسببو عن الكسب في أي عمل كان‬
‫باستطاعتو أن يعمل فيو قبل اإلصابة التي نتج عنيا العجز بنسبة ‪.%100‬‬

‫المستديم والعجز المؤقت لذلك يجب توضيح ىذه‬ ‫ويختمف العجز الكمى عن‬
‫المصطمحات كاألتي ‪:‬‬
‫العجز المستديم فيو ما يكون بطبيعتو غير قابل لمشفاء ويبلزم المصاب طول حياتو ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫والعجز المستديم أما أن يكون عج از كامبل وأما أن يكون عج اًز جزئياً‪.‬‬
‫ونرى أن العجز الكمى يشتمل في داخمة عمى مصطمح العجز المستديم‪ ،‬ألنو يؤدى إلى‬
‫عجز دائم عن ممارسة العامل لعممو ‪ ،‬وىذه االستدامة ىي ما يميز العجز المستديم أال أن‬
‫مصطمح العجز المستديم قد يكون كمي أو جزئي ‪.‬‬

‫‪ -1‬حسن الفكياني ‪ ،‬المدونة العمالية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪ -2‬المادة (‪ )3‬من قانون التعويض عن إصابة العمل لسنة ‪5895‬م‪.‬‬
‫‪-3‬عبد العزيز اليبللي ‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪. 535‬‬

‫‪88‬‬
‫الفرق بين العجز المستديم والعجز الكامل ‪،‬في أن األول ال يمنع العامل من م ازولة العامل أي‬
‫عمل يكتسب منو و إنما يترتب عميو ضعف في قدرة العامل عمى العمل عما كان عميو من قبل‬
‫‪ ،‬أما العجز الكامل فإنو يترتب عميو عدم قدرة المصاب عمى مزاولة أي عمل يكتسب منو‬
‫(‪)1‬‬
‫وتقدير كل ذلك مسألة وقائع تدخل في اختصاص قاضي الموضوع‬
‫والعجز المؤقت ىو ما يفقد المصاب عن أداء عممو فترة وينتيي بالشفاء بعد العبلج‬
‫(‪)2‬‬
‫سواء طالت مدة العبلج أم قصرت‬

‫‪-1‬مصطفى الجمال‪ ،‬د‪ .‬حمدي عبد الرحمن‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.155‬‬


‫‪ -2‬عبد الرحمن محمد داود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.558‬‬

‫‪89‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫شروط العجز الكمي‬
‫يشترط في العجز الكمي وفقا لما سبق ذكره من التعريفات اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬قيام حالة العجز ذاتيا ‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون ىذا العجز مستديماً‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يحول بين المصاب وبين مزاولة أي عمل أو مينة يكتسب منو‪.‬‬

‫ونتحدث عن ىذه الشروط بشيء من التفصيل عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫الشرط األول ‪ :‬والمقصود بو أن يؤدي العجز إلى عاىة مستديمة ينتج عنيا عدم تأدية عضو‬
‫(‪)1‬‬
‫أو أكثر من أعضاء الجسم المصاب لوظيفتو عمى الوجو المعتاد‬
‫الشرط الثاني ‪:‬أن يكون ىذا العجز مستديماً أي مستم اًر غير مؤقت ‪،‬ويستمر مدى الحياة أي‬
‫أنو يتعذر شفاؤه وال يرجى من شفاء لو‪ ،‬وعمى ذلك فإنو ال يعد في حكم العجز الكامل ‪،‬العجز‬
‫(‪)2‬‬
‫المؤقت الذي يرجى منو الشفاء بعد فترة من الزمن‬
‫الشرط الثالث‪ :‬يجب أن تؤدي العاىة حتى يمكن اعتبارىا عج اًز كمياً إلى فقد العامل الكسب‬
‫(‪)3‬‬
‫بحيث يصبح غير قادر عمى مزاولة جميع المين ‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز اليبللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.531‬‬


‫‪-2‬مصطفى الجمال د‪ .‬حمدي عبد الرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.153‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز اليبللي‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.531‬‬

‫‪90‬‬
‫المطمب الثالث‬
‫تقدير التعويض في حالة العجز الكمي‬
‫إذا أدت إصابة العمل إلى عجز كمي فيكون مقدار التعويض مبمغاً مساوياً ألجر العامل‬
‫(‪)1‬‬
‫المصاب وقت حدوث اإلصابة عن ألف ومائتي يوماً ‪.‬‬
‫يتضح لنا من النص أعبله أن تعويض العامل عن إصابة العمل التي تؤدي إلى العجز الكمي‬
‫يستحق عنيا تعويضاً يساوي أجر العامل عن ثبلثة سنوات وأربعة أشير تقريباً وىذا يزيد عن‬
‫تعويض الوفاة الذي سبق بيانو ‪،‬وىنالك من يقتصر ذلك بأن العامل المصاب أحق بالتعويض‬
‫(‪)2‬‬
‫أكبر؛ ألنو صاحب الشأن المباشر ‪،‬كما أنو بوفاتو تقل نفقات األسرة ‪.‬‬
‫وكذلك نص عمى‪:‬‬
‫إذا كان وأردا في الجدول رقم (‪ )4‬الممحق بيذا القانون تقدر درجتو بالنسبة المئوية‬
‫الواردة من ذلك الجدول و إذا لم يكن وأرداً في الجدول رقم (‪ )4‬الممحق بيذا القانون فيقدر‬
‫العجز بنسبة ما فقده المؤأمن عميو من القدرة عمى العمل نتيجة إصابة العمل وذلك بواسطة‬
‫(‪)3‬‬
‫الجيات الطبية المنصوص عمييا في المادة (‪)82‬‬
‫والجدير بالذكر أن مسألة تحديد طبيعة ونوع العجز يعد مسألة واقع يرجع فييا‬
‫االختصاص لمسمطة التقديرية لقاضي الموضوع (‪. )4‬‬

‫‪ -1‬المادة (‪ )53‬من قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪.5895‬‬


‫‪ -2‬محمد حممي مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.919‬‬
‫‪ -3‬المادة (‪ )13‬من قانون التأمين االجتماعي لسنة ‪ 5881‬معدالً لسنة ‪.1115‬‬
‫‪ -4‬محمد الكشبور‪ ،‬بمعيد كرومي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.116‬‬

‫‪91‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫التعويض في حالة العجز الجزئي‬
‫نتناول في ىذا الفصل التعويض عن العجز الجزئي وفقاً لما ورد في القانون السوداني إبتداء‬
‫بالتعريف ثم مقدار التعويض في ىذه الحالة وذلك عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف العجز الجزئي‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪:‬مقدار التعويض في حالة العجز الجزئي ‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫المطمب األول‬
‫تعريف العجز الجزئي‬
‫يعد العجز جزئياً إذا لم يؤدي إلى فقد القدرة عمى الكسب كاألعور ومقطوع الكف فكبلىما‬
‫يمكن أن يزاول أعماالً أو مينة أخرى ولو بأجر مخفض فالعجز الجزئي ال يفقد المصاب‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلستمرار الطبيعي لمعمل بوجو عام‬
‫ويقصد بو العجز الجزئي الذي يقمل من قدرة العامل عمى الكسب في أي عمل كان‬
‫(‪)2‬‬
‫بإستطاعتو أن يعمل فيو وقت اإلصابة التي نتج عنيا العجز بنسبة ال تصل الى ‪.%100‬‬
‫لم يتم تعريف العجز الجزئي في قانون التأمين اإلجتماعي لسنة ‪1991‬م المعدل لسنة ‪2004‬م‬
‫ولكن تم تحديده في المادة ‪ 45‬من القانون عند احتساب معاشات العجز الجزئي بإستحقاق‬
‫المعاش في حالة العجز الجزئي المستديم الذي تقدر نسبتو ب ‪ %15‬أو أكثر ولم يحدد قانون‬
‫التعويض عن إصابات العمل الحد األدنى لمعجز الجزئي الذي يستحق عنو العامل المصاب‬
‫التعويض ‪،‬بينما ثم تحديد ىذه النسبة في قانون التأمين اإلجتماعي (‪)3‬وىذا العجز الجزئي أيضا‬
‫قد يكون مستديماً أو مؤقتاً والجدير بالذكر أن الفرق بين العجز الجزئي المستديم والعجز الكمي‬
‫المستديم ىو أن األول ال يؤدي إلى فقد القدرة أو اإلستمرار الطبيعي لمعمل ‪،‬أما الثاني فانو‬
‫(‪)4‬‬
‫يؤدي إلى فقد قدرة المصاب عمى العمل والكسب‬

‫‪ -1‬عبد العزيز اليبللي ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.533‬‬


‫‪ -2‬المادة (‪ )3‬من قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪5895‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬حيدر أحمد دفع اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.53‬‬
‫‪ -4‬عبد العزيز اليبللي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.533‬‬

‫‪93‬‬
‫المطمب الثاني‬

‫مقدار التعويض في حالة العجز الجزئي‬

‫‪ .1‬إذا أدت إصابة العمل إلى عجز جزئي فيكون مقدار التعويض حسب نسبة العجز‬
‫الجزئي من مقدار التعويض المستحق في حالة العجز الكمي‪ ،‬وذلك وفقا المادة ‪13‬‬
‫‪ .2‬إذا تسبب الحادث الواحد في أكثر من إصابة فيجب أن تجمع التعويضات التي تمنح‬
‫بموجب أحكام ىذا القانون بالنسبة إلى كل إصابة عمى أال تزيد تمك التعويضات من‬
‫مجموعيا عن مقدار التعويض الواجب دفعو في حالة العجز الكمي الناشئ عن تمك‬
‫اإلصابات(‪.)1‬‬

‫ونخمص مما سبق أن يكون التعويض في حالة العجز الجزئي‪ ،‬وفقاً لما نص عميو في‬
‫المادة أعبله بالنظر إلى مقدار العجز وخصم قيمة التعويض من مقدار التعويض في حالة‬
‫العجز الكمي ‪.‬‬

‫وكذلك نص في حالة تعدد اإلصابات فالتعويض عن مجموع ىذه اإلصابات عمى أال‬
‫يتجاوز التعويض في حالة العجز الكمي ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة (‪ )55‬من قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪5895‬م‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫التعويض في حالة األمراض المينية واإلتفاق عمى مقدار التعويض‬
‫سبق أن تناولنا في الفصل التمييدي تعريف المرض الميني والتفرقة بينو وبين إصابة‬
‫العمل ‪،‬و رأينا أن القانون السوداني ‪،‬قد أعطى المرض الميني حكم إصابة العمل ‪ ،‬فإذا أصيب‬
‫العامل بأحد األمراض المينية ‪،‬فإنو يستحق التعويض عنو عمى اعتباره إصابة عمل ‪،‬رأينا‬
‫كيفية أو شروط استحقاق التعويض في حالة المرض الميني ‪،‬بقي عمينا أن نتناول مقدار‬
‫التعويض عن المرض الميني ثم أخي اًر اإلتفاق عمى مقدار التعويض‪ ،‬وذلك وفقا لما جاء بو‬
‫قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪1981‬م وذلك عمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬التعويض عن األمراض المينية وفقاً لقانون التعويض عن إصابات العمل لسنة‬
‫‪1981‬م‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬االتفاق عمى مقدار التعويض‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫المطمب األول‬
‫التعويض عن األمراض المينية وفقا لقانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪1891‬م‬
‫‪ .1‬يقوم صاحب العمل بدفع تعويض لكل عامل يصاب بسبب العمل بأحد األمراض المينية‬
‫الناشئة عن طبيعة العمل والواردة في الجدول رقم (‪)6‬الممحق بقانون األمن الصناعي لسنة‬
‫‪ 1976‬م‪ ،‬وفي حالة وفاة العامل يقوم بدفع التعويض ألفراد عائمة العامل المتوفى وذلك وفقا‬
‫ألحكام المواد ‪.12،13،14،15‬‬
‫‪ .2‬إذا حدثت وفاة العامل أو نشأ عجز عن اإلصابة بسبب العمل بأحد األمراض المينية الوارد‬
‫بالجدول رقم (‪)6‬الممحق بقانون األمن الصناعي لسنة ‪1976‬م وكان خبلل السنة السابقة‬
‫عمى ظيور أعراض المرض بشيادة الطبيب قد عمل لدى أكثر من صاحب عمل ‪،‬يقوم‬
‫صاحب العمل األخير بدفع التعويض المستحق لمعامل ألفراد عائمتو ‪.‬وذلك وفقا ألحكام ىذا‬
‫القانون ‪.‬‬
‫‪ .3‬يكون صاحب العمل ممزماً بدفع التعويض المستحق عن الوفاة أو العجز الناشئ عن‬
‫المرض الميني الذي يصيب العامل خبلل السنة التالية إلنتياء عممو لدى صاحب العمل‬
‫وذلك سواء كان في عمل أو كان في صناعة ال ينشأ عنيا ذلك المرض ‪.‬‬
‫‪ .4‬يجوز لصاحب العمل الذي دفع التعويض بموجب أحكام البند (‪ )2‬أو (‪ )3‬أن يرفع عمى‬
‫كل صاحب عمل سابق بنسبة التعويض عمى المدة التي قضاىا العامل لديو إذا أثبت أن‬
‫إصابة العامل بالمرض قد نشأت عن عممو السابق مع صاحب العمل‪ ،‬وذلك أو تطورت‬
‫لديو‪.‬‬
‫‪ .5‬في حالة العقود المشتركة يكون العامل مستحق من كل صاحب عمل بجميع المبالغ‬
‫المستحقة بموجب أحكام ىذا القانون كما لو كان ىو صاحب العمل الوحيد (‪.)1‬‬

‫‪ -1‬المادة(‪ )11‬من قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪5895‬م‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫الملحظات عمى النص‪:‬‬
‫يبلحظ عمى الفقرة األولى أنيا حددت األمراض التي يعوض عنيا باألمراض الواردة في‬
‫الجدول رقم (‪)6‬الممحق بقانون األمن الصناعي لسنة ‪1976‬م وىذا كما يدل عمى األخذ بنظام‬
‫الجدول لتحدي د المرض الميني وىذا النظام يؤخذ عميو في حالة إصابة العامل مرض لم يرد في‬
‫الجدول ال يستحق التعويض عنو أي بمعنى حصر المشرع األمراض التي يعوض عنيا في‬
‫الجدول وما عدا ذلك ال يعوض عنو ‪.‬‬
‫وقد حدد في حالة الوفاة بسبب المرض يدفع التعويض ألفراد العائمة وذلك بتطبيق أحكام‬
‫التعويض السالفة الذكر ‪.‬‬
‫أما الفقرة الثانية فيي تناولت حالة اشتغال العامل لدى أكثر من صاحب عمل واصابتو‬
‫بمرض ميني ففي ىذه الحالة ‪،‬يقوم بدفع التعويض صاحب العمل األخير ‪.‬‬
‫أما الفقرة الثالثة فيي تنظم حالة ظيور المرض بعد إنتياء العامل من العمل كم ىي المدة التي‬
‫يكون فييا صاحب العمل ممزماً بدفع التعويض عنيا ‪.‬‬
‫القانون في ىذه الفقرة نظم ذلك بالسنة التالية إلنتياء عممو لدي صاحب عمل سواء كان‬
‫ىذا العامل ببل عمل أو يعمل في صناعة أخرى ال ينشأ عنيا ذلك المرض ‪.‬‬
‫نبلحظ أنو في ىذه الفقرة تم تحديد العمل الذي مارسو العامل بعد انتيائو من عممو‬
‫السابق بأن ال ينشأ عنو ىذا المرض ولم يحدد ذلك في الفقرة السالفة في حالة تعدد األعمال‬
‫التي يمارسيا العامل ‪.‬‬
‫أما الفقرة الرابعة ‪،‬جاءت تكممة لمفقرة الثانية بأنو من حق صاحب العمل أن يرجع عمى‬
‫صاحب العمل السابق لو إذا ثبت اشتراكيم في تسبيب المرض ‪،‬وقد أفمح المشرع عندما قام‬
‫بذلك من أ جل مصمحة العامل حتى ال يطول مدة حصولو عمى التعويض ‪،‬وتعقيد اإلجراءات‬
‫باعتباره الطرف الضعيف في العبلقة ‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫أما الفقرة األخيرة جاءت لتنظيم حالة العقود المشتركة في حالة تعاقد العامل عمى عقد عمل‬
‫مشترك مع أكثر من صاحب عمل ‪،‬وفي حالة إصابتو بمرض ميني‪ ،‬فإنو يستحق تعويض‬
‫منيم جميعاً كما لو كانوا صاحب عمل واحد ‪.‬‬
‫وقد نص في القانون عمى التعويض في حالة العقود المشتركة‪:‬‬
‫‪ .1‬يكون مستحقاً التعويض كل عامل يقوم بأداء عمل مع أكثر من صاحب عمل ويصاب‬
‫إصابة عمل نتيجة حادث وقع أثناء قيامة بذلك العمل أو بسببو ‪،‬ويقوم بدفع ذلك التعويض‬
‫صاحب العمل الذي أصيب لديو العامل ‪.‬‬
‫‪ .2‬ألغراض البند (‪ )1‬يكون األجر الذي يقدر بموجبو التعويض مساوياً لمجموع دخل العامل‬
‫من كل أصحاب العمل ‪.‬‬
‫‪ .3‬ال يكون العامل المصاب بإصابة عمل مستحقاً لتعويض بموجب أحكام البند (‪ )1‬أال إذا‬
‫أعمن حقيقة ارتباطو مع أي صاحب عمل آخر إلى جميع أصحاب العمل عند ارتباطو‬
‫بالعقد الثاني أو البلحق ‪.‬‬
‫‪ .4‬إذا كان العامل المصاب بإصابة عمل متفرغاً لخدمة مستديمة مع صاحب عمل وقت وقوع‬
‫الحادث الذي تسبب في اإلصابة ‪.‬ووقعت اإلصابة لدى صاحب العمل ‪ ،‬فيجب أال يحسب‬
‫عند تقدير أجره أي أجور يتقاضاىا بموجب عقد صاحب العمل آخر ‪.‬‬
‫‪ .5‬يجب عمى الشخص الذي يدفع التعويض أن يعد كشف حساب بموجب األجر الذي يتقاضاه‬
‫(‪)1‬‬
‫العامل المصاب الذي تم بموجبو تقدير أجره المنصوص عميو في البند (‪))2‬‬

‫‪ -1‬المادة (‪ )58‬من قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪5895‬م‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫نخمص مما سبق ذكره أن قانون التعويض عن إصابات العمل جاء بتنظيم دقيق في حالة‬
‫التعويض عن المرض الميني باعتباره إصابة عمل في جميع الحاالت ولوحظ أنو كان مراعيا‬
‫لمصمحة العامل في ذلك ‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫االتفاق عمى مقدار التعويض‬
‫في حالة التعويض عن إصابات العمل قد يتم األتفاق عميو بين رب العمل والعامل مع مراعاة‬
‫قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة (‪1981‬م) وذلك عمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬يجوز لمعامل المصاب بإصابة عمل وصاحب العمل أن يبرما عن طريق المدير بعد وقوع‬
‫اإلصابة التي نتيجة ليا طالب التعويض اتفاقاً مكتوباً بالنسبة إلى مقدار التعويض الذي‬
‫يدفعو صاحب العمل عمى أن ال يكون التعويض المتفق عميو أقل من مقدار التعويض‬
‫الواجب دفعة بموجب أحكام القانون أو أي شرط عمل أفضل يستفيد منو العامل المصاب ‪.‬‬
‫‪ .2‬يحرر اإلتفاق المنصوص عميو في البند (‪ )1‬من ثبلث نسخ‬
‫‪ .3‬إذا كان العامل المصاب ال يستطيع القراءة أو ال يستطيع فيم المغة التي صدر بيآ االتفاق‬
‫فيجب أن يحرر اإلتفاق أمام المدير ويقوم المدير بقراءة اإلتفاق وشرحو لمعامل المصاب ‪.‬‬
‫‪ .4‬إذا تم اإلتفاق عمى مقدار التعويض فيجوز لممحكمة إذا قدم ليا أحد طرفيو طمباً خبلل ثبلثة‬
‫أشير من تاريخ اإلتفاق أن يمغي ذلك اإلتفاق ‪.‬‬
‫أ‪‌ .‬المبمغ الذي دفعو صاحب العمل لمعامل أو سيدفعو ىو ال يتعارض مع أحكام البند(‪)1‬‬
‫ب‪‌.‬اإلتفاق قد أبرم عن جيل أو خطأ فيما يتعمق بحقيقة طبيعة اإلصابة أو تقدير التعويض‪.‬‬
‫ج ‪.‬أبرام اإلتفاق كان عن طريق الغش أو التيديد أو التدليس أو بغبن وذلك من الطرق‬
‫(‪)1‬‬
‫التي تعتبر أسباباً كافية لبطبلن اإلتفاق قانوناً‬
‫يبلحظ من النص اآلتي‪:‬‬
‫جوز القانون في حالة وقوع إصابة العمل إذا كان اإلتفاق عمى التعويض عنيا في عقد‬
‫ّ‬
‫العمل إبتداء قد تم باإلتفاق فميس ىنالك ما يمنع أيضا من اإلتفاق عمى مقدار التعويض في‬

‫‪ -1‬المادة (‪ )15‬من قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪5895‬م‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫حالة اإلصابة الناتجة من ىذا العمل ‪ ،‬ولكن لم يتم وضعيا بدون قيود قد وضع القانون ضابط‬

‫إلتفاق عمى مقدار التعويض بأال يقل عن قيمة التعويض المحددة وفقاً ألحكام ىذا القانون مثبلً‬
‫في حالة تعويض العجز الكمي باأل يقل عن تعويض األجر عن ألف ومائتي يوم وىكذا ‪.‬‬
‫وما جاء بو من نصوص في ذلك كميا إجرائية وجاءت من أجل حماية العامل وجوز لممحكمة‬
‫التدخل في ىذا اإلتفاق في الحاالت سالف ذكرىا ‪.‬‬
‫وخلصة ما سبق ذكره‪:‬‬
‫تناولت مقدار التعويض عن إصابات العمل حتى نقف عمى األساس القانوني لمتعويض‪،‬‬
‫بناء عمى مقادير محددة سمفاً في قانون التعويض عن‬
‫وجدنا أن التعويض قد تم تحديده ً‬
‫إصابات العمل ‪،‬ونبلحظ أن ىذا التعويض ىو تعويض جزافي وليس تعويضاً كامبلً مما يؤكد‬
‫لنا ما سبق ذكره أن األساس القانوني لمتعويض عن إصابات العمل ىي فكرة تحمل التعبة‬
‫‪،‬ولكن ال يمكن القول بيآ ألنيا نوع من المسئوليات الخاصة البد من ذكرىا في القانون حتى‬
‫يتم األخذ بيا‪ .‬ولكن يثور التساؤل عن حق العامل في الحصول عمى التعويض الكامل ‪،‬أم فقط‬
‫ينحصر تعويضو عمى ىذا التعويض الجزافي الذي نص عميو القانون ؟‬
‫نرى أن القانون السوداني نظم ىذه المسالة عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كان سبب إصابة العمل التي حدثت آلي عامل راجعاً إلى إىمال أو فعل متعمد من‬
‫صاحب العمل أو من أحد األشخاص اآلخرين الذين يعممون لديو كان ىو مسئوالً عن أعماليم‬
‫أو تقصيرىم‪ ،‬فيجوز لمعامل أن يرفع دعوى أمام المحكمة المدنية ال تستند إلى أي من أحكام‬
‫ىذا القانون والحصول عمى تعويض عن األضرار التي لحقت بو من صاحب العمل عمى أنو‪:‬‬

‫أ‪‌ .‬ال يحول الحكم الذي يصدر من تمك اإلجراءات دون إتخاذ أي إجراءات في الدعوى التي‬
‫يرفعيا بموجب أحكام ىذا القانون أي شخص أو ترفع نيابة عنو فيما يتعمق بإصابة العمل‬

‫‪101‬‬
‫ذاتيا أال إذا كان التعويض الذي حكم بو ال يقل عن التعويض الذي يحكم بو بموجب أحكام‬
‫ىذا القانون ‪.‬‬
‫ب‪‌.‬ال يحول الحكم الصادر في أي دعوى بموجب أحكام ىذا القانون ودون إتخاذ أي إجراءات‬
‫في الدعوى التي ال تسند إلى أي من أحكام ىذا القانون وحتى يدحضيا أي شخص أو ترفع‬

‫عنو فيما يتعمق بإصابة العمل ذاتيا ‪ ،‬عمى أنو إذا تقرر أن صاحب العمل مسئول قانوناً‬
‫في الدعوى التي ال تستند عمى أحكام ىذا القانون فيجب عمى المحكمة بعد تقدير التعويض‬
‫أن تخصم من حدوده التعويض المحكوم بو بموجب أحكام ىذا القانون ‪.‬‬
‫ج‪‌.‬ال يحول اإلتفاق المبرم بموجب أحكام المادة (‪ )21‬دون قيام العامل المصاب برفع دعوى ال‬
‫تستند عمى أي من أحكام ىذا القانون ‪.‬فيما يتعمق بإصابة العمل ذاتيا ما لم يتفق صراحة‬
‫عمى غير ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬أذا تقرر في أي دعوى أو استئناف ال يستند إلى أي من أحكام ىذا القانون أن صاحب‬
‫العمل غير مسئول قانوناً فيجب عمى المحكمة التي رفعت أماميا تمك الدعوى أو محكمة‬
‫اإلستئناف اإل ستمرار فييا لمفصل فيما سبق إذا كان التعويض بموجب أحكام ىذا القانون واجب‬
‫الدفع إلى العامل المصاب ‪ ،‬كما يجب أن تقدر التعويض الواجب دفعو وان تخصم ‪ .‬من‬
‫التعويض المذكور أي مصروفات أخرى تدل أن صاحب العمل قد تكبدىا بسبب رفع الدعوى‬
‫غير المستند عمى أي من أحكام ىذا القانون (‪. )1‬‬

‫يتضح لنا من خبلل النص السابق أن لمعامل الحق في المطالبة بالتعويض الكامل وذلك‬
‫استناداً عمى القواعد العامة في الحاالت التي سبق ذكرىا في المادة ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة (‪ )19‬من قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪5895‬م‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫ولعل المادة (‪ )28‬من القانون تعد من ابرز األحكام التي تضمنيا قانون التعويض عن‬
‫إصابات ا لعمل حيث أعطي القانون بموجبيا العامل الحق في الحصول عمى تعويض مدني‬
‫بخبلف التعويض المنصوص عميو في القانون متى كانت اإلصابة قد تسبب فييا المخدم أو‬
‫شخص مسئول تابع لو العامل عن عمد أو إىمال أو تقصير ‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن القانون‬
‫وبموجب المادة (‪ )21‬أجاز التعويض اإلتفاقي مع االحتفاظ لكبل الطرفين في المجوء إلى‬
‫المحكمة إللغاء اإلتفاق أو تعديمو بما تراه المحكمة عادالً وفقاً لمظروف المحيطة بموضوع‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلتفاق في الحاالت التي حددتيا المادة المذكورة‬

‫‪ -1‬حيدر أحمد دفع اهلل‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.511‬‬

‫‪103‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫تناولنا في ىذا البحث األساس القانوني لمتعويض عن إصابات العمل‪ ،‬وذلك من خبلل بيان‬
‫مفيوم إصابة العمل وأنواع ىذه اإلصابات وكذلك بيان تطور مسئولية صاحب العمل عن ىذه‬
‫اإلصابات وشروط استحقاق التعويض وكيفية تقدير التعويض في حالة اإلصابة وتوصمنا من‬
‫كل ذلك لعدد من النتائج والتوصيات عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫أوالا‪ :‬النتائج‪:‬‬

‫‪ .1‬يعد كل من حادث العمل والمرض الميني إصابة عمل‪.‬‬


‫‪ .2‬ينص القانون عمى تحمل التبعة لذلك ال يمكن إعتبارىا أساساً لمتعويض ‪.‬‬
‫‪ .3‬أخذ القانون السوداني بنظام الجداول لتحديد المرض الميني ‪.‬‬
‫‪ .4‬النظام المزدوج ىو النظام األمثل إلعتبار المرض الميني ‪.‬‬
‫‪ .5‬تطابق شروط إستحقاق التعويض عن إصابات العمل وشروط المسؤولية عن تحمل‬
‫التبعة ‪.‬‬
‫‪ .6‬التعويض عن إصابات العمل تعويض جزائي‪.‬‬
‫‪ .7‬إثبات إصابات العمل بكافة وسائل اإلثبات ‪.‬‬
‫‪ .8‬أساس المسؤولية أخبلقي وانساني بغرض إضفاء المشروعية ‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬التوصيات ‪:‬‬

‫‪ .5‬تعديل قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪5895‬م‪ ،‬باألخذ بالنظام المزدوج لتحديد‬
‫المرض الميني بإعتباره النظام األمثل‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫‪ .1‬النص عمى إعتبار المسؤولية عن إصابات العمل مسؤولية من نوع خاص تستند إلى‬
‫نص القانون ‪ ،‬ومراعاة ذلك عن تطبيق نص المادة (‪ )59‬من قانون التعويض عن‬
‫إصابات العمل لسنة ‪5895‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬مراجعة قانون العمل وربطو بقانون إصابات العمل السوداني لسنة ‪5895‬م ‪.‬‬
‫‪ .5‬يجب مراعاة إال يقيد بطبيب صاحب العمل بإعتبارىا بينة خبير ‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫املصادر واملراجع‬

‫‪106‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫أوالا‪ :‬المصادر‬

‫القران الكريم‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬المعاجم المغوية‪:‬‬

‫‪ .1‬آبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬المجمد السابع‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار‬
‫صادر‪.‬‬
‫‪ .2‬مجمع المغة العربية‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مصر‪ ،‬دار‬
‫الجميورية لمصحافة‪1985 ،‬م‪.‬‬

‫ثالث ا‪ :‬المراجع المتخصصة‪:‬‬

‫‪ .1‬جابر سالم عبد الغفار‪ ،‬تنازع القوانين في مجال حوادث العمل‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة ‪2010،‬م ‪.‬‬
‫‪ .2‬حسن الفكياني‪ ،‬المدونة العمالية التأمينات االجتماعية‪ ،‬الطبعة األولي‪ 1970 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬حيدر احمد دفع اهلل‪ ،‬إصابات العمل والتأمينات االجتماعية‪ ،‬الطبعة األولي‪ 2013 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬سعيد سعد عبد السبلم‪ ،‬االلتزام بضمان السبلمة في عقد العمل‪ ،‬الطبعة األولي‪.‬‬
‫‪ .5‬سمير االود ن‪ ،‬التعويض عن إصابات العمل في مصر والدول العربية اإلسكندرية‪ ،‬منشاة‬
‫المعارف‪2004 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .6‬عبد الرحمن محمد داود‪ ،‬شرح قانون التأمينات االجتماعية من الوجيتين النظرية والتطبيقية‪،‬‬
‫مطابع مؤسسة‪ ،‬األىرام ‪1968،‬م‪.‬‬
‫‪ .7‬عبد العزيز اليبللي‪ ،‬تامين إصابة العمل‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مطبعة النيضة الجديدة ‪ 1967،‬م‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫‪ .8‬كامل محمد بدوي‪ ،‬المرجع في قانون عقد العمل الفردي والمباحث في قانون إصابات العمل‬
‫وأمراض المينة‪ ،‬دار التأليف‪.‬‬
‫‪ .9‬محمد احمد محمود عجيز‪ ،‬دور الخطاء في تامين إصابات العمل بين القانونين المصري‬
‫والفرنسي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار النيضة العربية‪ 2003 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .10‬محمد الكشبور ود بمعيد كرومي‪ ،‬حوداث الشغل واالمراض المينية‪،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة ‪2004،‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬محمد حممي مراد‪ ،‬قانون العمل والتامينات االجتماعية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪1961 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .12‬مصطفي صخري‪ ،‬احكام حوداث العمل واالمراض المينية في القطاعين الخاص والعام‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬دار الثقافة‪1998 ،‬م‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬المراجع العامة‪:‬‬

‫‪ .1‬أنور العمروسي‪ ،‬المسئولية التقصيرية والمسئولية العقدية في القانون المدني‪ ،‬الطبعة األولي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬سميمان مرقس‪,‬نظرية العقد‪,‬دار النشر لمجامعات المصرية ‪.‬‬
‫‪ .3‬حسن عبد الباسط جميعي‪ ،‬الخطأ المفترض في المسئولية المدنية‪.‬‬
‫‪ .4‬حسن عمي ذنون‪ ،‬المبسوط في شرح القانون المدني‪ ،‬الطبعة األـولي‪ ،‬الجزء الخامس‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬دار وائل لمنشر‪ 2006 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬حسن عمي ذنون‪ ،‬المبسوط في شرح القانون المدني‪ ،‬الجزء الثاني ‪،‬عمان ‪،‬دار ؤائل‬
‫لمنشر‪2006،‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬رمضان أبو السعود‪ ،‬مصادر االلتزام‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫لمنشر‪2003 ،‬م‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫‪ .7‬زكريا يونس زكريا‪ ،‬التنظيم القانوني لعقد العمل واألثار المرتبة عميو‪ ،‬شركة مطابع العممة‬
‫المحدودة‪ 2014 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .8‬شريف الطباخ‪ ،‬التعويضات‪ ،‬توزيع وليد حيدر‪.‬‬
‫‪ .9‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬المجمد األول‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار‬
‫الجامعات المصرية‪1952 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .10‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬المجمد الثاني‪.‬‬
‫‪ .11‬عبد العزيز المصاصمة‪ ،‬المسئولية المدنية التقصيرية الفعل الضار‪ ،‬عمان‪ ،‬الدار‬
‫العممية‪ ،‬و دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ 2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .12‬فتحي عبد الرحيم عبد اهلل‪ ،‬دراسات في المسئولية التقصيرية‪ ،‬منشاة المعارف جبلل‬
‫خزي وشركاه‪.‬‬
‫‪ .13‬فريدة اليوموري‪ ،‬عبلقة السببية في مجال المسئولية التقصيرية‪ ،‬الطبعة األولي‬

‫‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ 2009 ،‬م‪.‬‬

‫‪ .14‬محمد الطيب محمد الخير سرور‪ ،‬قواعد المسئولية التقصيرية في القانون السوداني‪،‬‬
‫الطبعة األولي‪ ،‬السودان‪ ،‬شركة مطابع السودان لمعممة المحدودة‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫الطبعة األولي‪ ،‬المركز القومي‬ ‫‪ .15‬محمد شريف عبد الرحمن‪ ،‬المسئولية التقصيرية‪،‬‬
‫لئلصدارات القانونية‪ 2007 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .16‬محمد عثمان خمف اهلل‪ ،‬النظرية العامة في المسئولية التقصيرية‪ ،‬الجزء الثاني‪.‬‬
‫‪ .17‬محمد عمي عبد اهلل‪ ،‬الوجيز في المسئولية المدنية‪ ،‬الطبعة األولي‪ ،‬مطبعة القضائية‪.‬‬
‫‪ .18‬محمد لبيب شنب‪ ،‬المسئولية عن األشياء‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪،‬‬
‫‪2009‬م ‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫‪ .19‬مفمح القضاة‪ ،‬اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬األمارات العربية المتحدة‪ ،‬مطبعة‬
‫وسمال‪.‬‬
‫‪ .20‬موسوعة التصنيف الموضوعي لمسوابق القضائية المنشورة بمجبلت األحكام القضائية‬
‫من ‪1956‬م حتى ‪ 2008‬م‪ ،‬التعويض‪ ،‬السمطة القضائية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الدوريات‪:‬‬

‫‪ .1‬عبد العزيز محمد الحسن ادم (تامين إصابات العمل في القانون السوداني والمقارن)‬
‫مجمة العدل‪ ،‬العدد السابع واألربعون‪ ،‬و ازرة العدل‪ ،‬ديسمبر ‪ 2016‬م‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬القوانين‪:‬‬

‫‪ .1‬قانون التعويض عن إصابات العمل لسنة ‪1981‬م ‪.‬‬


‫‪ .2‬قانون المعامبلت المدنية لسنة ‪1984‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬قانون التامين االجتماعي لسنة ‪1990‬م معدال لسنة ‪2004‬م ‪.‬‬
‫‪ .4‬قانون اإلثبات لسنة ‪1994‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬قانون العمل لسنة ‪1997‬م‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫فيرس الموضوعات‬

‫الصفحة‬ ‫المىضىع‬
‫أ‬ ‫استهــــــالل‬
‫ة‬ ‫اهــــــــــذاء‬
‫د‬ ‫شكر وتمذير‬
‫د‬ ‫مستخهص‬
‫ه‬ ‫‪ABSTRACT‬‬
‫مقدمة البحث‬
‫‪5‬‬ ‫المقدمــــة‬
‫‪2‬‬ ‫انذراسبث انسببمت‬
‫فصل تمهيدي‬

‫مفهىم إصبببت العمل‬


‫‪3‬‬ ‫انمبحج األول‪ 6‬مبهيت إصببت انؼمم‬
‫‪51‬‬ ‫انمبحج انخبني‪ 6‬أنىاع إصبببث انؼمم‬
‫‪54‬‬ ‫انمبحج انخبنج‪6‬انتفرلت بين إصببت انؼمم وكالً من انمرض انمهني وحبدث انؼمم‬
‫الفصل األول‪ :‬تطىر المسئىلية النبشئة عن إصبببت العمل‬
‫‪32‬‬ ‫انمبحج األول‪ 6‬اننظريت انشخصيت‬
‫‪21‬‬ ‫انمبحج انخبني ‪ 6‬نظريت انمسئىنيت انؼمذيت‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫انمبحج انخبنج‪ 6‬نظريت انمسئىنيت ػن األشيبء‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫انمبحج انرابغ‪ 6‬نظريت تحمم انتبؼت‪.‬‬
‫الفصل الثبني ‪ :‬شروط التعىيض عن إصبببت العمل‬
‫‪26‬‬ ‫انمبحج االول ‪ 6‬شروط إستحمبق انتؼىيط ػن إصبببث انؼمم‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫انمبحج انخبني ‪ 6‬وسبئم إحببث إصببت انؼمم‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫انمبحج انخبنج‪ 6‬تطبيك اإلستحمبق ػهى نظريت تحمم انتبؼت‬
‫الفصل الثبلث ‪ :‬تقدير التعىيض عن إصبببت العمل‬
‫‪43‬‬ ‫انمبحج األول‪ 6‬انتؼىيط في حبنت وفبة انؼبمم‬
‫‪43‬‬ ‫انمبحج انخبني‪ 6‬انتؼىيط في حبنت انؼحز انكهى‬
‫‪53‬‬ ‫انمبحج انخبنج‪ 6‬انتؼىيط في حبنت انؼزز انززئي‬

‫‪111‬‬
‫انمبحج انرابغ‪ 6‬انتؼىيط في حبنت األمراض انمهنيت واإلتفبق ػهى ممذار‬
‫‪51‬‬
‫انتؼىيط‬
‫الخبتمــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫‪561‬‬ ‫أوالً‪ 6‬اننتبئذ‬
‫‪561‬‬ ‫حبنيبً‪ 6‬انتىصيبث‬
‫‪563‬‬ ‫لبئمت انمصبدر وانمرارغ‬
‫‪555‬‬ ‫فهرس انمىظىػبث‬

‫‪112‬‬

You might also like