You are on page 1of 116

‫الجـمهــوريـ ــة الج ـزائـريــة الديمق ـراطي ــة الشعبي ــة‬

‫وزارة التـعلي ـ ــم الع ــال ـ ـي والبـح ــث الـعل ـم ـ ــي‬


‫جـ ــامعـ ــة أم الب ــواق ـ ــي‬
‫كلية العلوم الاقتصاديـة والعلوم التجارية وعلـوم التسييـر‬

‫رقم التسجيل ‪………..:‬‬


‫الشعب ـة‪ :‬علوم اقتصادية‬

‫تأمين إصابات العمل في القطاع العام والقطاع‬


‫الخاص‬
‫دراسة حالة – األمراض المهنية ‪-‬‬

‫مذكرة مكملة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر أكاديمي في العلوم الاقتصادية‬
‫تخصص‪ :‬تأمينات‬

‫إشـ ـ ـ ــراف ألاستاذ‪:‬‬ ‫من إعـداد الطالبة‪:‬‬


‫د‪ /‬محمود جمام‬ ‫بشرى جبايلية‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬


‫رئيسا‬ ‫جامعة ام البواقي‬ ‫أ‪ /‬فوزي شوق‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة أم البواقي‬ ‫أ‪ /‬فراح خالدي‬
‫مشرفا‬ ‫جامعة أم البواقي‬ ‫د‪ /‬محمود جمام‬

‫السنة الجامعية ‪2014 /2013‬‬


‫شكر وعرف ان‬
‫أتقدم بالشكر هلل عز وجل الذي أنارني بنعمة العلم وأمدني‬
‫بالقوة وألهمني بالصبر وأعانني على إنجاز هذا البحث وما‬
‫توفيقي إال بتوفيق اهلل تعالى‪.‬‬

‫كما أتقدم بخالص االمتنان والشكر إلى أستاذي الف اضل " محمود‬
‫جمام " الذي قبل اإلشراف على هذا العمل‪ ،‬وعلى ما قدمه لي‬
‫من نصائح وتوجيهات‪.‬‬
‫إلى كل من ساهم في إتمام بحثي هذا ولو بكلمة‪.‬‬
‫كما أتقدم بالشكر إلى جميع أساتذة كلية العلوم االقتصادية‬
‫والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪.‬‬

‫شكرا جزيال‪.‬‬
‫إهداء وتقدير‬
‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على خاتم األنبياء‬
‫والمرسلين‬
‫أهدي هذا العمل المتواضع الذي تف انيت واجتهدت في‬
‫إعداده إلى‪:‬‬
‫من ربياني وعلماني ألصل الى ما عليه أنا اآلن الى من أطمع في‬
‫أن اسعدهما‪ ،‬والداي العزيزين الذين لم يبخال علي بالعون‬
‫والدعاء وكانا لي نعم السند طوال مش واري الدراس ي‪.‬‬
‫إلى كل من ساعدني من قريب أو من بعيد في انجاز هذا العمل‬
‫المتواضع‪ :‬ريمة‪ ،‬مينة‪ ،‬بالل‪.‬‬
‫الى من ضمتني معهم جدران بيت واحد‪ ،‬أخي العزيز سامي‬
‫وأختي العزيزة كهينة‪ ،‬والكتكوت إسالم‪.‬‬
‫الى صديق اتي‪ :‬دليلة‪،‬كنزة‪،‬رشا‪،‬شيماء‪،‬هاجر‪،‬جهينة‪،‬زينب‪،‬أحالم‪.‬‬

‫وفي األخير أرجو من اهلل تعالى أن يجعل عملي هذا نفعا يستفيد‬
‫منه جميع الطلبة المقبلين على التخرج‪.‬‬
I
II
III
‫‌أ‬
‫‌ب‬
‫‌ج‬
‫‌د‬
‫‌ه‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫التأمين االجتماعي هو أحد أنواع التأمينات التي برزت نتيجة لتعقد مطالب الحياة‪ ،‬وهو يهدف‬

‫بالدرجة األولى إلى تأمين ذوي الدخل المحدود ضد أخطار معينة ويحقق مصلحة اجتماعية عامه فهو‬

‫تأمين لصالح طبقة العمال والموظفين الذين يعتمدون في معاشهم ومعاش أسرهم على ما يتقاضونه من‬

‫أجر‪ ،‬فتقوم الدولة بتنظيم التأمين االجتماعي دون ترك حرية لألفراد في هذا الشأن‪ ،‬بل هو تأمين إجباري‬

‫تقوم به الدولة لمصلحة الموظفين والعمال‪ ،‬فتؤمنهم من إصابات العمل والمرض والعجز والشيخوخة ‪ ،‬كما‬

‫تعتبر تأمينات إصابات العمل وتأمينات حوادث العمل واألمراض المهنية من أبرز أنواع التأمينات‬

‫االجتماعية في الجزائر وذلك ألنها تغطي كافة المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها العامل أثناء أداءه‬

‫لعمله‪ .‬وفي هذا الفصل سنتطرق لدراسة هذه التأمينات ولإللمام بجوانب هذا الفصل نتناول المباحث‬

‫التالية‪:‬‬

‫* المبحث األول‪ :‬ماهية التأمينات االجتماعية ؛‬

‫* المبحث الثاني‪ :‬تأمين إصابات العمل ؛‬

‫* المبحث الثالث‪ :‬اإلجراءات في حالة وقوع إصابة عمل ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية التأمينات االجتماعية‪:‬‬

‫ظهرت التأمينات االجتماعية في بادئ األمر بألمانيا في عهد بسمارك خالل القرن التاسع عشر‬

‫وبالتحديد سنة ‪ ،1881‬وانتشرت منذ مطلع القرن العشرين بفروعها في معظم الدول والتي أهمها‬

‫انجلترا‪،‬إيطاليا‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية واإلتحاد السفياتي ‪ ،‬مما أدى بالباحثين إلى التوسع في هذا‬

‫المجال إلعطاء تعريف شامل لهذا التأمين‪ .‬وهذا ما يتضمنه هذا المبحث في النقاط التالية ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم التأمينات االجتماعية ومميزاتها ‪:‬‬

‫لقد تعددت اآلراء في وضع صيغة عامة لمفهوم التأمينات االجتماعية ‪ ،‬غير أنه رغم‬

‫تعددها إال أنها اتسمت بنفس المميزات وهذا ما سنوضحه من خالل ‪:‬‬

‫‪ -1‬مفهوم التأمينات االجتماعية ‪:‬‬

‫وردت تعار يف متعددة للتأمينات االجتماعية نورد منها مايلي‪:‬‬

‫يحل محل الكسب عندما ينقطع بسبب البطالة‪ ،‬المرض االصابات‪ ،‬الشيخوخة ‪ ،‬ويقوم بتغطية النفقات‬

‫االستثنائية التي تنجم عن الزواج والوالدة والوفاة ‪ ،‬على أن يكون ذلك مقرونا بالعمل على إنهاء حالة‬

‫‪1‬‬
‫انقطاع الكسب بأسرع وقت ممكن"‪.‬‬

‫وعرفه أخر على أنه‪ ":‬تأمين إجباري‪ ،‬وليس اختياري للعامل و لصاحب العمل متى توافرت‬

‫شروطه ‪ ،‬فاالستدراك في هذا التأمين التزام مصدره القانون الذي يحدد شروطه ومزاياه ‪ ،‬وال يملك أي‬

‫‪2‬‬
‫طرف من األطراف العالقة حق التعديل في ذلك"‪.‬‬

‫عبد اللطيف محمود آل محمود‪ ،‬التأمين االجتماعي في ضوء الشريعة االسالمية‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬بيروت‪ ،1991 ،‬ص‪.41‬‬
‫‪1‬‬

‫محمد حسن قاسم‪ ،‬محاضرات في عقد التامين‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،1999 ،‬ص‪.45‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫وعرف أيضا بأنه ‪ "" :‬شكل من أشكال التامين الحكومي ينظمه قانون الضمان االجتماعي للدولة‪،‬‬

‫يمكننا القول أن التأمين االجتماعي‬ ‫‪1‬‬


‫وهو إلزامي ألصحاب األعمال والعمال وفق نسب وقواعد محددة "‬

‫هو‪" :‬كل تأمين يقوم على مبدأ التضامن االجتماعي ‪ ،‬بمعنى أن الخسائر التي يتعرض لها األفراد ويساهم‬

‫في جبرها كل من يتعرض لنفس األخطار التي أدى حدوثها إلى تحقق هذه الخسائر"‪.‬‬

‫إلى التعريف الشامل التالي‪":‬يسند التأمين االجتماعي إلى‬ ‫ويمكن انطالقا من التعاريف السابقة أن نخل‬

‫فكرة التضامن فهو يتسم بالطابع اإلجباري و تقوم الدولة بتنظيم ووضع أحكامه"‪.‬‬

‫فالتأمين االجتماعي ال يتحمل عبئه بالضرورة المستفيد ‪ ،‬بل قد يشارك بجزء ويتحمل صاحب العمل‬

‫والدولة الجزء اآلخر‪ ،‬ويقوم توزيع عبئ االشتراك على أساس فكرة التضامن حيث يساهم صاحب الخطر‬

‫األقل قيمة واحتماال في تغطية صاحب الخطر األكبر قيمة واحتماال ‪ ،‬ألن االشتراك ال يتحدد على أساس‬

‫الخطر‪ ،‬بل يتحدد على أساس الدخل حيث يتمثل عادة في نسبة من الدخل أو األجر‪ ،‬ويغطي التأمين‬

‫االجتماعي المخاطر التي يتعرض لها اإلنسان في شخصه مثل‪ :‬المرض‪ ،‬الشيخوخة‪ ،‬اإلصابة‪ ،‬العجز‪،‬‬

‫الوفاة ‪.‬‬

‫‪ -5‬مميزات التأمينات االجتماعية‪:‬‬

‫يتميز التأمين االجتماعي عن غيره من أنواع التأمين بمايلي‪:‬‬

‫‪ -‬أنه تأمين مغلق ‪ ،‬أي أنه محدود من حيث نوعية المؤمن لهم ‪ ،‬وهم الناس الذين يعملون بأيديهم لكسب‬

‫معاشهم ‪ ،‬وهو أيضا محدد من حيث نوع الخطر المؤمن ضده مثل‪ :‬إصابات العمل والبطالة نحو ذلك‬

‫العمل والوظيفة ؛‬ ‫مما يخ‬

‫بتوفير العالج ونفقاته للعاملين ؛‬ ‫‪ -‬أنه يحوي نوع خا‬

‫‪1‬‬
‫زياد رمضان‪ ،‬مبادئ التأمين دراسة عن واقع التأمين‪ ،‬دار الصفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،8991،‬ص‪. 712‬‬

‫‪4‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬أنه تأمين إجباري لمن يشملهم القانون ‪ ،‬أي أنه نظام قانوني وفي كل البلدان تقريبا دون تمييز بين‬

‫‪1‬‬
‫الدول الغنية والدول الفقيرة ؛‬

‫‪ -‬وفي الجزائر" يستفيد من هذه التأمينات ‪ ،‬كل العمال سواء أكانوا أجراء أم ملحقين باألجراء أيا كان‬

‫‪2‬‬
‫قطاع النشاط الذين ينتمون إليه" ؛‬

‫‪ -‬يتميز بضآلة قيمة المبلغ الذي يساهم به المؤمن له ‪-‬القسط‪ -‬وتغطي الدولة أو رب العمل الباقي وذلك‬

‫النخفاض دخل المؤمن له من جهة ‪ ،‬وألن المخاطر المؤمن عليها مخاطر مرتبطة بالعمل أو المهنة التي‬

‫‪3‬‬
‫يزاولها المؤمن له من جهة أخرى ‪.‬‬

‫* مزايا االشتراك في التأمينات االجتماعية‪:‬‬

‫يعتبر نظام التأمين االجتماعي أكبر مظلة اجتماعية واقتصادية في معظم الدول العربية من حيث‬

‫شمولها لجميع المواطنين ‪.‬‬

‫فمن الناحية االجتماعية ‪ :‬يوفر معاشات لماليين المؤمن عليهم ‪ ،‬مما يضمن‪:‬‬

‫‪ -1‬مستوى مقبول لمعيشة كل مؤمن عليه في حالة فقده القدرة على الكسب بصفة مؤقتة أو دائمة ؛‬

‫‪ -2‬يكفل أسرته التي كان يعولها عند وفاته ؛‬

‫‪ -3‬توفير الرعاية الطبية والخدمات التأهيلية في حاالت إصابات العمل والمرض ؛‬

‫ومن الناحية االقتصادية ‪ :‬فإن نظام التأمين االجتماعي يقوم بما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬تجميع اشتراكات المؤمن عليهم‪.‬‬

‫مراد محمود حسن حيدر‪ ،‬التأمين الصحي‪ ،‬دار الفكر الجامعين االسكندرية‪ ،5009 ،‬ص‪.45‬‬
‫‪1‬‬

‫المادة‪ ،3‬القانون ‪ ،11-33‬المؤرخ في ‪5‬يوليو ‪ ،1933‬المتعلق بالتامينات االجتماعية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 4 ،53‬جويلية ‪.1933‬‬
‫‪2‬‬

‫عبد الهادي السيد محمد تقي الحكيم ‪،‬عقد التامين حقيقته ومشورعيته‪ ، ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،5003 ،‬ص‪.504‬‬
‫‪3‬‬

‫‪5‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬يقوم باستثمارها في مشروعات الخطة القومية للدولة بمختلف أنواعها وبهذا يتيح الفرصة لتشغيل‬

‫عدد كبير من العمال‪.‬‬

‫‪ -3‬يعتبر هذا النظام مظلة حماية ألصحاب األعمال خصوصا صغارهم من التعرض ألزمات اقتصادية‪،‬‬

‫أو اإلعسار المادي نتيجة مطالبة عمالهم لهم بالمكافآت والتعويضات التي تقررها لهم قوانين العمل‪ ،‬حيث‬

‫تحل نظم التأمين االجتماعي محل صاحب العمل في أداء تلك الحقوق مقابل أداء حصة من االشتراكات‬

‫‪1‬‬
‫في نظام التأمين االجتماعي ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أهداف التأمينات االجتماعية وفروعها‪:‬‬

‫تهدف التأمينات االجتماعية أساسا إلى حماية الطبقات الضعيفة في المجتمع من أخطار يتعرضون‬

‫لها ‪ ،‬والتي ال دخل إلرادتهم فيها وال قدرة لهم في حماية أنفسهم منها ‪ ،‬مثل العجز والوفاة المبكرة والبطالة‬

‫والشيخوخة واصابات العمل ‪ ،2‬وللتفصيل أكثر نتعرض لما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬أهداف التأمينات االجتماعية‪:‬‬

‫تحقق التأمينات االجتماعية أهداف ترتبط بالتنمية االقتصادية واالجتماعية يمكن تحديدها في‬

‫الجوانب التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬تحرر التأمينات االجتماعية العامل وأف ارد أسرته من الخوف على المستقبل والقلق على مصيره وتجعله‬

‫يعيش أمنا على نفسه ومن يعولهم في يومه وغده بما تضمن لهم من معيشة كريمة بعيدة عن ذل الحاجة‬

‫‪-‬القانون رقم ‪ 103‬لسنة ‪ ،1991‬التامين على أصحاب األعمال والقانون رقم ‪ 94‬لسنة ‪ ،1999‬التامين على العمال والموظفين بقطاع‬
‫‪1‬‬

‫االعمال العام والخاص‪.‬‬


‫‪-‬مختار محمود الهانسي واب راهيم عبد النبي حمودة‪ ،‬مبادىء الخطر والتامين‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،5001 ،‬ص‪.33‬‬
‫‪2‬‬

‫‪6‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫وألم الحرمان ‪ ،‬كما يؤدي إلى زيادة اإلنتاج لما تشيعه من روح االستقرار في نفوس العاملين وتجعلهم‬

‫يتصرفون بكل طاقتهم إلى اإلنتاج واجادة العمل ؛‬

‫‪ -‬استقرار عالقات العمل ‪ ،‬إذ تقوم التأمينات االجتماعية كوسيط بين العامل ومؤسسة العمل وذلك بجمع‬

‫االشتراكات المستحقة على مؤسسات األعمال ثم دفعها عند توفر شروط استحقاقها ‪ ،‬مما يساعد على قيام‬

‫أفضل الروابط االجتماعية بين طرفي اإلنتاج ألنها تقلل من قيام المنازعات بينهم ؛‬

‫‪ -‬تعمل التأمينات االجتماعية على الحفاظ على المجتمع من الفساد واالنحالل ‪ ،‬وذلك بما تقدمه من‬

‫تعويضات للعاطلين عن العمل ومعاشات العاجزين والنساء واألطفال الذين فقدوا عائلهم ‪ ،‬تبعدهم عن‬

‫التورط في سلوك طريق الجريمة والتشرد والضياع ؛‬

‫‪ -‬تقوم الـتأمينات االجتماعية بدور هام في تطوير وتنمية االقتصاد الوطني وذلك عن طريق استثمار‬

‫احتياطي التأمين في إقامة المشروعات المختلفة مما يتيح الفرصة لتشغيل عدد كبير من المواطنين ؛‬

‫‪ -‬تحافظ التأمينات االجتماعية على القوى العاملة الفنية وتعيد إلى ميدان العمل واإلنتاج من يعجز منهم‬

‫عن أداء عملهم وذلك بعد تأهيلهم مهنيا ؛‬

‫‪ -‬تخفف التأمينات االجتماعية إذا ما اتسع نطاقها من األعباء وااللتزامات المالية الملقاة على الدولة في‬

‫سبيل توفير المعونة لمن هم في حاجة إليها من فئات الشعب ؛‬

‫‪ -‬حماية مؤسسات العمل خاصة الصغيرة ‪ ،‬من التعرض ألزمات مادية نتيجة مطالبتها بتعويضات‬

‫‪1‬‬
‫مستخدميها أو تأدية استحقاقاتهم المقررة في القانون ؛‬

‫مصطفى أحمد أبو عمرو ‪ ،‬األسس العامة للضمان االجتماعي ‪،‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪،‬لبنان ‪ ،5010 ،‬ص‪. 54 ،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪7‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬ال تهدف جهة التأمين االجتماعي إلى تحقيق األرباح المالية منه على حساب الممولين ‪ ،‬فاالستثمار‬

‫الذي تقوم به الهدف منه إيجاد مورد مالي أخر يساعد على تحقيق االشتراكات التي يحققها الممولين‬

‫–المؤمنين لهم و أصحاب العمل والدولة ‪ -‬أو يساعد على زيادة المردود المالي للمستفيدين ‪ ،‬فهي ال‬

‫‪1‬‬
‫تحقق الربح لها‪ ،‬وما يتأتى من أرباح األموال المستثمرة إنما ترجع إلى المستفيدين منه‪.‬‬

‫‪ -5‬فروع التأمينات االجتماعية‪:‬‬

‫لقد صادقت الجزائر على االتفاقية الدولية رقم ‪ 102‬لسنة ‪ ،1592‬وهي اتفاقية صادرة عن منظمة‬

‫على أن التامين االجتماعي(الضمان االجتماعي) يغطي ثمانية حاالت و هي‪:‬‬ ‫العمل الدولية والتي تن‬

‫المرض ‪ ،‬البطالة ‪ ،‬الشيخوخة ‪ ،‬األمراض المهنية واصابات العمل ‪ ،‬اإلعانات العائلية ‪ ،‬األمومة ‪،‬‬

‫العجز‪ ،‬الوفاة ‪.‬‬

‫من هذا المنطلق فان الضمان االجتماعي في الجزائر‪ ،‬يشمل ويغطي المخاطر التالية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬التأمين على المرض ‪:‬‬

‫يتم التامين على المرض بواسطة األداءات العينية والتي تتمثل في التكفل بمصاريف العناية الطبية‬

‫والوقائية والعالجية لصالح المؤمن له وذوي حقوقه ‪ ،‬وأداءات نقدية تتمثل في منح تعويضية يومية للعامل‬

‫الذي يضطره المرض إلى االنقطاع عن العمل ويكون التكفل أحيانا بصورة كاملة وأحيانا بنسبة ‪%80‬‬

‫وفي حالة المرض والتوقف المؤقت بنسبة ‪% 90‬من أجر المنصب الصافي في األسبوعين االوليين‬

‫‪2‬‬
‫و ‪ %100‬ابتداءا من األسبوع الثالث على ان التتجاوز المدة ‪ 3‬سنوات‪.‬‬

‫ب‪ -‬التأمين على الوالدة(األمومة) ‪:‬‬

‫عبد اللطيف محمود آل محمود‪ ،‬التامين االجتماعي في ضوء الشريعة االسالمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.355‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬عبد الرحمان خليفي‪ ،‬الوجيز في منازعات العمل والضمان االجتماعي‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ، 5001 ،‬ص‪.109‬‬
‫‪2‬‬

‫‪8‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫تشمل أداءات التأمين على الوالدة أداءات عينية تتمثل في كفالة المصاريف المترتبة عن الحمل‬

‫والوضع وتبعاته ‪ ،‬وأداءات نقدية تتمثل في تعويضية يومية للمرأة العاملة التي تضطر بسبب الوالدة الى‬

‫االنقطاع عن العمل ‪.‬‬

‫وال يجوز منح أداءات التأمين على الوالدة ما لم يتم الوضع على يد طبيب أو مساعدين طبيين مؤهلين إال‬

‫‪1‬‬
‫بسبب قوة قاهرة ‪.‬‬

‫ج‪ -‬التأمين على العجز‪:‬‬

‫يستهدف التأمين على العجز منح معاش للمؤمن له الذي يضطره العجز إلى االنقطاع عن العمل‪،‬‬

‫حيث تمكنهم المنحة الممنوحة لهم العيش طوال فترة العجز‪ ،‬وتقدير درجة العجز من طرف طبيب‬

‫ولجنة مختصة ويكسب على أساسها مبلغ المعاش ‪.‬‬ ‫مخت‬

‫يصنف العجزة إلى ثالثة أصناف ‪:‬‬

‫‪ -‬الصنف األول ‪ :‬العجزة الذين ما زالوا قادرين على ممارسة نشاط مأجور ؛‬

‫‪ -‬الصنف الثاني ‪ :‬العجزة الذين يتعذر عليهم إطالقا ممارسة نشاط مأجور؛‬

‫‪ -‬الصنف الثالث ‪ :‬العجزة الذين يتعذر عليهم ممارسة نشاط ويحتاجون إلى مساعدة الغير‪.‬‬

‫وعلى أساس هذا التصنيف يختلف المبلغ السنوي للمعاش المدفوع ‪ % 00 ،‬للصنف األول ‪%80 ،‬‬

‫‪2‬‬
‫للصنف الثاني ‪ ،‬و ‪ % 80‬للصنف الثالث مضاعفا بنسبة ‪.% 00‬‬

‫د‪ -‬التأمين على الوفاة ‪:‬‬

‫‪-‬المادة ‪ 51‬من القانون ‪ ،11-33‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪-‬المادتان ‪ 31‬و ‪ 39‬من القانون ‪ ،11-33‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫‪9‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫يستهدف هذا التأمين إفادة ذوي حقوق المؤمن له المستوفي من منحة وفاة يقدر رأسمالها ب ‪ 12‬مرة‬

‫مبلغ األجر أخر أجر شهري في المنصب ‪ ،‬وال يمكن أن يقل عن ‪ 12‬مرة مبلغ األجر الوطني األدنى‬

‫‪1‬‬
‫المضمون‪ ،‬وتدفع منحة الوفاة دفعة واحدة ‪.‬‬

‫ه‪ -‬التأمين على حوادث العمل واألمراض المهنية ‪:‬‬

‫تم تأسيس نظام وحيد يتعلق بحوادث العمل واألمراض المهنية يسري على العمال مهما كان قطاع‬

‫النشاط الذين ينتمون إليه وتشمل التغطية الحوادث والطوارئ التي يمكن أن يتعرض لها العامل أثناء‬

‫العمل وبسببه ويكون في مكان العمل أو خارجه بما فيها األم ارض الناتجة عن العمل بفعل التعب‬

‫واإلرهاق أو تسرب مواد سامة‪...‬الخ وعليه يترتب عن اإلصابة الناجمة عن حوادث العمل واألمراض‬

‫‪2‬‬
‫المهنية تكفل هيئات الضمان االجتماعي بالمصاريف التي تتطلبها العالجات ونفقات التنقل واإلقامة‪.‬‬

‫و‪ -‬أداءات التأمين على التقاعد والشيخوخة ‪:‬‬

‫الحق في التقاعد معترف به لجميع األصناف المهنية ‪ ،‬وذلك مهما كان مجال نشاطهم سواء كانوا‬

‫عمال أجراء أو غير أجراء ‪ ،‬بشرط أن يمارسوا النشاط بصورة قانونية ورسمية حيث يقوم هذا الحق على‬

‫ثالثة مبادئ وهي ‪:‬‬

‫* تحديد وربط سن التقاعد حسب كل قطاع ؛‬

‫* عدم مجانية التقاعد بمعنى أنه يقابل دفع العامل لالشتراكات خالل حياته المهنية ؛‬

‫‪-‬المادتان ‪ 19‬و ‪ 13‬من القانون ‪ ،11-33‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪-‬بشير هدفين الوجيز في شرح قانون العمل(عالقات العمل الفردية والجماعية‪ ،‬الطبعة ‪ ،5‬دار الريحانة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،5003 ،‬‬
‫‪2‬‬

‫صً‪،‬ص‪.140،41،‬‬
‫ً‬

‫‪10‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫* مبدأ التناسبية يتم تقدير معاش التقاعد حسب أجر العامل‪.‬‬

‫ويشمل معاش التقاعد في الجزائر معاش مباشر على أساس نشاط العامل نفسه ‪ ،‬أو معاش منقول‬

‫يتضمن معاش للزوج الباقي على قيد الحياة ومعاش إلى أبناء العامل المتوفى‪ 2.‬وحدد المشرع الجزائري‬

‫شرطين من الواجب توفرهما ليكون للعامل الحق في التقاعد وهما ‪:‬‬

‫* شرط السن ‪ :‬وجوب بلوغ ستين سنة من العمر على األقل بالنسبة للرجل وخمس وخمسين بالنسبة‬

‫للمرأة ؛‬

‫‪3‬‬
‫* قضاء خمسة عشر سنة في العمل على األقل ‪.‬‬

‫ز‪ -‬أداءات التأمين على البطالة ‪:‬‬

‫حماية للعمال األجراء الذين يفقدون عملهم بصفة ال إرادية ألسباب اقتصادية ‪ 4،‬ويخول قبول األجر‬

‫في نظام التأمين على البطالة الحق في مجموع أداءات الضمان االجتماعي المستحقة لألجراء ويستفيد‬

‫مما يأتي ‪:‬‬

‫* التعويض الشهري عن البطالة ؛‬

‫* أداءات عينية للتأمين عن المرض والتأمين عن األمومة ؛‬

‫* المنح العائلية ؛‬

‫* اعتماد فترة التكفل كفترة نشاط لدى نظام التقاعد ؛‬

‫‪-‬عجة الجياللي‪ ،‬الوجيز في قانون العمل والحماية االجتماعية النظرية العامة للقانون االجتماعي في الجزائر‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‬
‫‪1‬‬

‫‪ ،5004‬ص‪.139‬‬
‫‪-‬عبد لرحمان خليفي‪ ،‬الوجيز في منازعات العمل والضمان االجتماعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.115‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -‬المادة ‪1‬من القانون ‪.15-33‬‬


‫‪3‬‬

‫‪-‬المادة ‪ 3‬من المرسوم التشريعي ‪ ،09-91‬المؤرخ في ‪ 51‬مايو ‪ ،1991‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪1 ،31‬يوليو ‪.1991‬‬
‫‪4‬‬

‫‪11‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫* االستفادة من رأسمال الوفاة لفائدة ذوي حقوقه عند االقتضاء ‪.‬‬

‫اما بالنسبة لمدة التكفل تتم على أساس شهرين لكل سنة عمل ولمدة التقل عن ‪ 12‬شهر والتتجاوز ‪30‬‬

‫‪2‬‬
‫شه ار ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية التأمينات االجتماعية‪:‬‬

‫تمس أنظمة التأمين االجتماعي جميع األسر في كل المجتمعات وال تقتصر فقط على الفرد‬

‫الموظف ‪ ،‬كما أنها ال تقتصر فقط على الفرد البسيط بل تعدت إلى تطوير االقتصاد الوطني حيث تكمن‬

‫أهمية هذه التأمينات في ‪:‬‬

‫‪ -1‬األهمية االجتماعية ‪:‬‬

‫يقوم التأمين االجتماعي في األساس بوظيفة اجتماعية ‪ ،‬تتمثل في التعاون بين مجموعة من‬

‫بهدف ضمان خطر معين ‪ ،‬فيقوم كل منهم بدفع قسط أو اشتراك لتغطية الخسائر التي‬ ‫األشخا‬

‫‪3‬‬
‫يمكن أن يتعرض لها أحد منهم حيث تتجلى األهمية االجتماعية في ‪:‬‬

‫‪ -‬تأمين العامل أثناء فترة عمله ؛‬

‫‪ -‬تأمين العامل بعد انتهاء الفترة المنتجة من حياته ؛‬

‫‪ -‬تأمين أسرة العامل بعد وفاته ‪ ،‬أي توفير الهدف األساسي من هذا التأمين هم المعاش باعتباره‬

‫‪4‬‬
‫تعويضا عن الدخل الدوري الذي ينقطع نتيجة تحقق خطر الوفاة ؛‬

‫‪-‬توفير األمان واالستقرار وازالة الخوف من بال المؤمنين لهم من أخطار الصدفة ‪.‬‬

‫‪ -5‬األهمية اإلقتصادية ‪:‬‬

‫‪-‬المادة ‪ 11‬من القانون ‪ ،11-91‬تامؤرخ في ‪ 51‬مايو ‪ ،1991‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪-‬عبد الرحمان خليفي الوجيز في منازات العمل والضمان االجتماعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.113‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬حسن عبد اللطيف حمدان‪ ،‬أحكام الضمان االجتماعي‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬بيروت‪ ،8997،‬ص‪،‬ص‪. 891،891،‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬محمد حامد الصياد ‪ ،‬التأمينات االجتماعية و االستقرار الوظيفي و االجتماعي ‪ ،‬محاضرة رقم ‪ ، 7002 ، 81‬األردن ‪ ،‬ص‪. 1‬‬

‫‪12‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫تظهر األهمية اإلقتصادية للتأمين اإلجتماعي من خالل ‪:‬‬

‫‪ -‬المحافظة على رأس المال البشري وزيادة إنتاجه ؛‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬استقرار العاملين بوظائفهم ؛‬

‫‪ -‬يشكل التأمين أحد الوسائل الهامة لإلدخار ‪ ،‬وذلك بواسطة تجميع رؤوس األموال المتكونة من‬

‫أقساط واشتراكات المؤمنين لهم ؛‬

‫‪ -‬استغالل األقساط المكونة في استثمارها وانشاء مشاريع جديدة ‪ ،‬وبهذا يتيح الفرصة لتشغيل عدد‬

‫كبير من العمال ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد حامد الصياد ‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪. 1‬‬

‫‪13‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تأمين إصابات العمل ‪:‬‬

‫تعد إصابات العمل أول المخاطر االجتماعية التي اهتم المشرع بتأمين العمال ضدها خاصة بعد‬

‫ازدهار الصناعة وعجز قواعد المسؤولية المدنية عن تحقيق الحماية الحقيقية للعمال ضده ‪ ،‬وقد‬

‫حاول القضاء خاصة في فرنسا التغلب على مشكلة قصور قواعد المسؤولية المدنية عن حماية العمال‬

‫في حالة تعرضهم إلصابة عمل ولكن استلزم الخطأ والضرر في جانب صاحب العمل وقف حائال‬

‫دون تعويض العامل عن كل ما لحقه من ضرر بسبب إصابة العمل ‪ ،‬وقد تطورت التشريعات حتى‬

‫وصلنا إلى المرحلة الحالية التي تتحمل فيها الهيئة القومية للتأمينات االجتماعية النتائج أو اآلثار‬

‫الناجمة عن إصابات العمل ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم إصابات العمل ‪:‬‬

‫اختلفت التشريعات في هذا الصدد ‪ ،‬حيث يعرفها القانون اإليطالي بأنها تلك التي تحدث بفعل عنيف‬

‫بمناسبة العمل ‪ ،‬أما القانون األلماني فيعرفها بأنها اإلصابة التي تحدث في المشروع أو بمناسبة عمل‬

‫متعلق به ‪ ،‬عقب حاث مفاجئ وغير عادي نتيجة فعل مباغت بتأثير قوة خارجية ‪ .‬ويعرف المشرع‬

‫الفرنسي حادث العمل بأنه الحادث الذي يقع للعامل أو األجير بفعل العمل أو بمناسبة أيا كان مصدر‬

‫‪1‬‬
‫التزامه بالعمل وكذا الحادث الذي يقع في مكان العمل لعامل أو أكثر أو لمديري المشروع ‪.‬‬

‫*‬
‫نعني بإصابة العمل ما يقع للعامل نتيجة حادث معين قد يقع له أثناء تأديته وقيامه بمهامه ‪ ،‬أو‬

‫من خالل ذهابه وايابه من والى العمل كحوادث الطريق ‪ ،‬يشترط أن ال يختلف المصاب أو ينحرف عن‬

‫‪2‬‬
‫المسار الطبيعي والعادي له ‪.‬‬

‫‪ -1‬مصطفى أحمد أبو عمرو ‪ ،‬مبادئ قانون التأمين االجتماعي ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪ ،‬لبنان ‪ ، 7080 ،‬ص ‪،‬ص ‪. 180 ، 109 ،‬‬
‫‪ -‬حكيمة أوجرتني ‪ ،‬تعويضات اصابات العمل واألمراض المهنية في التأمين االجتماعي ‪،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات لنيل شهادة ماستر في‬
‫‪2‬‬

‫العلوم االقتصادية ‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي ‪ ،‬ص‪. 55،‬‬

‫‪14‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫* يقصد بإصابة العمل " اإلصابة بأحد األمراض المهنية أو اإلصابة نتيجة حادث وقع أثناء تأدية‬

‫العمل أو بسببه ‪ ،‬وتعتبر اإلصابة الناتجة عن اإلجهاد أو اإلرهاق من العمل إصابة عمل متى توافرت‬

‫الشروط والقواعد التي يصدر بها قرار من وزير التأمينات باالتفاق مع وزير الصحة ‪ ،‬ويعتبر في حكم‬

‫ذلك حادث يقع للمؤمن عليه خالل فترة ذهابه لمباشرة عمله أو عودته منه بشرط أن يكون الذهاب أو‬

‫‪1‬‬
‫اإلياب دون توقف أو تخلف أو انحراف عن الطريق الطبيعي "‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المخاطر التي يغطيها تأمين إصابات العمل ‪:‬‬

‫من خالل التعلريف السابقة يتبين لنا أن تأمين إصابات العمل يغطي أربعة مخاطر وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬اإلصابة بأحد األمراض المهنية ؛‬

‫‪ -‬اإلصابة نتيجة حادث أثناء العمل أو بسببه ؛‬

‫‪ -‬اإلصابة نتيجة اإلجهاد أو اإلرهاق من العمل ؛‬

‫‪ -‬اإلصابة نتيجة حادث يقع للعامل أثناء ذهابه للعمل أو عودته ‪.‬‬

‫‪ -1‬األمراض المهنية ‪:‬‬

‫يقصد باألمراض المهنية التي تصيب العامل بسبب بيئة العمل أو الظروف التي تحيط بأدائه‬

‫نتيجة تداول المواد المستعملة أو منتجاتها وكذلك التعرض لها وإلشعاعاتها ‪.‬‬

‫وفي مجال تحديد األمراض المهنية نتبع النظم و األساليب التالية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬أسلوب الجدول المغلق ‪:‬‬

‫‪ -‬محمد حسن قاسم ‪ ،‬قانون التأمين االجتماعي ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬جامعة االسكندرية ‪،5003،‬ص‪. 531،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪15‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫تحدد فيه األمراض على سبيل الحصر ‪ ،‬وترتيبا على ذلك فإنه يتعين العتبار المرض مهنيا أن‬

‫يرد في الجدول الذي يلحق عادة بالقانون ‪ ،‬واذا ظهر مرض جديد نتيجة للتطور الصناعي ‪ ،‬فيتعين‬

‫اعتباره من بين األمراض المهنية أن يصدر قانون بإضافته ‪.‬‬

‫ب – أسلوب الجدول المفتوح ‪:‬‬

‫تحدد فيه األمراض على سبيل الحصر مع السماح بإضافة أمراض مهنية جديدة بإجراءات سهلة‬

‫مبسطة تسمح بإضافة األمراض التي تكتشف نتيجة استخدام مواد صناعية جديدة لها خطورتها على‬

‫الصحة ‪.‬‬

‫ج‪ -‬أسلوب التغطية المفتوحة ‪:‬‬

‫يتضمن التشريع في هذا األسلوب تعريفا عاما لمرض المهنة ‪ ،‬ويترك تحديد المرض المهني إلى‬

‫المرض في حدود التعريف الذي يتضمنه‬ ‫اللجنة الطبية المختصة التي يتعين عليها تشخي‬

‫التشريع‪ ،‬مع إقامة السببية بين المرض والعمل الذي يقوم به العامل ويتميز هذا األسلوب بالمرونة‬

‫الكاملة ‪ ،‬إال أنه تعترضه صعوبة في التطبيق إذا لم يكن أعضاء اللجان الطبية على مستوى عادل‬

‫من الخبرة ‪.‬‬

‫د‪ -‬األسلوب المزدوج ‪:‬‬

‫‪ -‬يكون هناك جدول لألمراض المهنية مرفق بالقانون ‪ ،‬وتكون هناك لجنة طبية لها صالحيات‬

‫تحديد المرض المهني الذي لم يرد بالجدول مع اإللتزام بالتعريف الذي يرد بالقانون للمرض المهني ؛‬

‫‪ -‬يأخذ المشرع في قانون التأمين االجتماعي الصادر بالقانون رقم ‪ 95‬لسنة ‪ 1599‬بأسلوب الجدول‬

‫المفتوح ‪ ،‬فألحق بهذا القانون جدوال متضمنا بيانا تفصيليا لما يعتبر من أمراض المهنة ‪ ،‬وكذا بيانا‬

‫لألعمال التي ينشأ عنها كل مرض من هذه األمراض ؛‬

‫‪16‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬حددت على أساس دراسة علمية لألمراض التي يتعرض لها العمال باختالف نوع العمل الذي‬

‫يؤدونه ‪ ،‬وفي الوقت ذاته سمح لوزير التأمينات بقرار يصدره بناء على اقتراح مجلس إدارة الهيئة‬

‫التأمينية إضافة حاالت جديدة للجدول سواء بالنسبة لبيان األمراض أو لبيان األعمال المسببة‬

‫لألمراض ؛‬

‫‪ -‬يشترط العتبار المرض من األمراض المهنية أن يكون من األمراض الواردة بالجدول ‪ ،‬و أن تكون‬

‫مهنة العامل المسببة للمرض من األعمال الواردة بالجدول ؛‬

‫‪ -‬إذا كان العامل قد ترك العمل أو المهنة التي نشأت عنها المرض فإن قانون التأمين اإلجتماعي‬

‫يكفل له جميع الحقوق المقررة ألمراض المهنة عندما تظهر عليه أعراض مرض مهني ‪.‬‬

‫‪ -5‬وقوع الحادث أثناء العمل أو بسببه ‪:‬‬

‫ال يكفي أن يقع حادث للعامل لشموله بالرعاية التي يكفلها التأمين ‪ ،‬وانما يجب أن تكون هناك‬

‫عالقة سببية بين الحادث وبين العمل ‪ ،‬وذلك على التفصيل اآلتي ‪:‬‬

‫أ – وقوع الحادث أثناء العمل ‪:‬‬

‫يفترض المشرع وجود عالقة السببية في جميع الحاالت التي يقع فيها الحادث أثناء تأدية‬

‫العمل‪ ،‬فال يشترط في هذه الحالة إثبات وجود العالقة كما ال يجوز نفيها ‪.‬‬

‫ويعتبر الحادث قد وقع أثناء العمل إذا كان قد وقع خالل الساعات المحددة للعمل وأثناء تأدية العامل‬

‫لعمله ‪ ،‬وتمتد الحماية للعمل الذي يباشره في غير الساعات المقررة مادام لمصلحة صاحب العمل ‪،‬‬

‫وبالنسبة للحوادث التي تقع في أوقات الراحة التي تتخلل ساعات العمل فإنها تعتبر واقعة أثناء العمل‬

‫طالما كان العامل خاللها ال يزال خاضعا إلشراف صاحب العمل في اللحظة التي وقع فيها الحادث‪.‬‬

‫ب – وقوع الحادث بسبب العمل ‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫عالقة السببية في هذه الحالة غير مفترضة بين الحادث والعمل ‪ ،‬بل يتعين إثباتها عن طريق‬

‫إثبات أن العمل هو السبب في وقوع الحادث ‪ ،‬وال يكفي أن يكون الحادث قد وقع بمناسبة العمل ‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلصابة الناتجة عن اإلجهاد أو اإلرهاق من العمل ‪:‬‬

‫تعتبر اإلصابة الناتجة عن اإلجهاد أو اإلرهاق في العمل إصابة عمل متى توافرت الشروط‬

‫التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يكون اإلجهاد أو اإلرهاق ناتجا عن بذل مجهود إضافي يفوق المجهود العادي للمؤمن عليه‬

‫سواء بذل هذا المجهود في وقت العمل األصلي أو في غيره ؛‬

‫‪ -2‬أن تتوافر عالقة السببية بين حالة اإلجهاد أو اإلرهاق من العمل والحالة المرضية ‪ ،‬وأن تكون‬

‫الفترة الزمنية لإلجهاد أو اإلرهاق كافية لوقوع الحالة المرضية ؛‬

‫‪ -3‬أال تكون الحالة المرضية ناتجة عن مضاعفات أو تطور لحالة مرضية سابقة ؛‬

‫‪ -0‬أن يكون سن المصاب أقل من الستين ‪ ،‬ذلك ألن األمراض الناتجة عن اإلجهاد واإلرهاق بعد‬

‫‪1‬‬
‫هذا السن تعتبر من األمراض الطبيعية للشيخوخة ‪.‬‬

‫‪ -1‬حـوادث الطريق ‪:‬‬

‫يشترط الستحقاق المؤمن عليه الرعاية التي يكفلها نظام التأمين االجتماعي لحاالت حادث‬

‫الطريق أن يقع حادث للعامل وأن يكون ذلك في الطريق الطبيعي للذهاب إلى العمل أو العودة‬

‫منه‪ ،‬وأال يكون العامل قد توقف أو تخلف أ انحرف عن الطريق الطبيعي ‪ ،‬وذلك على التفصيل‬

‫اآلتي ‪:‬‬

‫‪ -‬إصابــة العامــل في الحادث ؛‬

‫‪8‬‬
‫محمد حامد الصياد ‪ ،‬تأمين إصابة العمل في قانون التأمين االجتماعي الصادر بالقانون رقم ‪ 29‬لسنة ‪. 8922‬‬

‫‪18‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬وقــوع الحادث في طريق العمـل‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬المزايا التي يكفلها تأمين إصابات العمل ‪:‬‬

‫يكفل القانون للمصاب باإلضافة لإلسعافات األولية التي يقدمها صاحب العمل عند اإلصابة‬

‫حق العالج والرعاية الطبية وتوفير الخدمات التأمينية وتقديم األطراف واألجهزة الصناعية‬

‫والتعويضية ‪ ،‬كما يكفل له مصاريف انتقاله إلى مكان العالج ‪ ،‬سنتناول فيما يلي األحكام‬

‫بالتفصيل ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬المزايا النقدية خالل فترة العالج ‪:‬‬

‫أ – تعويض األجــر ‪:‬‬

‫ويؤدي عن األيام التي تخلف فيها عن العمل وفقا اآلتي ‪:‬‬

‫يقدر بواقع ‪ % 100‬من األجر المسدد عنه االشتراك سواء كان أج ار أساسيا أم متغي ار ؛‬

‫‪ -1‬اعتبا ار من يوم وقوع اإلصابة وحتى تاريخ الشفاء أو ثبوت العجز أو الوفاة وتدخل في ذلك أيام‬

‫الراحة األسبوعية ؛‬

‫‪ -2‬تلتزم وحدات الجهاز اإلداري بالدولة بدفع تعويض األجر بالنسبة للعاملين ‪.‬‬

‫ب‪ -‬نفقات االنتقال ‪:‬‬

‫‪ -1‬يلتزم صاحب العمل عند حدوث اإلصابة بنقل المصاب إلى مكان العالج ؛‬

‫محمد حسن قاسم‪ ،‬قانون التأمين االجتماعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.544‬‬


‫‪1‬‬

‫‪19‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬يستحق المؤمن عليه مصاريف االنتقال العادية إذا كان عالجه خارج المدينة التي يقيم بها‬

‫ويستحق مصاريف االنتقال بالوسائل الخاصة إذا كان عالجه داخل المدينة أو خارجها إذا قرر‬

‫الطبيب المعالج ذلك ؛‬

‫‪ -3‬تلتزم جهة العمل بصرف نفقات االنتقال ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المـزايا النقـدية بعد انتهاء العـالج ‪:‬‬

‫قد ينتهي العالج بالشفاء دون تخلف عجز أو وفاة أو عجز جزئي أو العجز الكامل ‪ ،‬ونحدد‬

‫المستحقات حسب العجز المتخلف وفقا لآلتي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الشفاء دون تخلف عجز ‪ :‬ال توجد مستحقات ؛‬

‫ب‪ -‬الوفاة أو العجز الكامل المستديم ‪ :‬يستحق في هذه الحالة معاش يسوى على أساس ‪%80‬من‬

‫المتوسط الشهري لألجور المسدد عنها االشتراكات ‪ ،‬ويزاد المعاش بنسبة ‪ %9‬لخمس سنوات حتى‬

‫بلوغ المؤمن عليه سن الستين ؛‬

‫ج‪ -‬تخلف عجز جزئي ‪ %39‬فأكثر ‪ :‬يستحق تعويضا قدر على أساس ضرب نسبة العجز في قيمة‬

‫‪1‬‬
‫معاش العجز ‪( .‬أربع سنوات ) ‪.‬‬

‫الطــبي ‪:‬‬ ‫إعادة الفح ـ‬

‫الطبي مع مراعاة اآلتي ‪:‬‬ ‫يجوز إعادة الفح‬

‫‪ -1‬أنه حق لكل من المؤمن عليه و الصندوق اعادة العالج ؛‬

‫‪ -1‬السالمة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل ‪ ، https://ar-ar.facebook.com/،‬يوم ‪ 20‬أفريل ‪، 0202‬الساعة ‪.00.20‬‬

‫‪20‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫بعد مضي أربع سنوات على تاريخ ثبوت العجز إال في حاالت تحدد‬ ‫‪ -2‬ال يجوز طلب إعادة الفح‬

‫بقرار وزاري ؛‬

‫؛‬ ‫‪-3‬يعاد تسوية الحقوق في ضوء ما يكشف عنه إعادة الفح‬

‫الطبي حقا للمؤمن عليه ‪ ،‬فهو أيضا حق للهيئة حيث يمكن أن يتبين‬ ‫‪-0‬فإن كان طلب إعادة الفح‬

‫‪1‬‬
‫نسبة العجز وبالتالي التخفيف من التزامات الهيئة ‪.‬‬ ‫من نتيجة نق‬

‫‪ -‬محمد حامد الصياد ‪ ،‬تأمين إصابة العمل في قانون التأمين االجتماعي ‪،‬الرجع السابق ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪21‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬االجراءات في حالة وقوع اصابة العمل ‪:‬‬

‫من بين االجراءات التي يقوم بها صاحب العمل عند وقوع إصابة عمل ‪ ،‬أن يصرح عن الحادث إلى‬

‫صندوق التأمين االجتماعي أو ما يعرف أيضا بالضمان االجتماعي عن طريق مطبوعات تنظيمية مرفقة‬

‫بشهادات طبية أولية ‪ ،‬هذا ما نعرفه فيما يلي ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬االجراءات الواجب اتخاذها في حالة وقوع اصابة عمل (حادث عمل)‪:‬‬

‫* يجب أن يتم التصريح بحادث العمل من قبل ‪:‬‬

‫‪ -‬المصاب أو من ناب عنه لصاحب العمل في ظرف ‪ 20‬ساعة ماعدا في حاالت قاهرة وال تحسب أيام‬

‫العطل ؛‬

‫‪ -‬صاحب العمل اعتبا ار من تاريخ ورود نبأ الحادث الى علمه‪،‬لهيئة الضمان االجتماعي في ظرف ‪08‬‬

‫ساعة ‪ ،‬وال تحسب أيام العطل ؛‬

‫‪ -‬هيئة الضمان االجتماعي على الفور لمفتش العمل المشرف على المؤسسة أو للموظف الذي يمارس‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫صالحياته بمقتضى تشريع خا‬

‫* بعد االعالن عن حادث العمل يجب التحقيق‪.‬‬

‫طبي يحدد فيه الوصف الدقيق‬ ‫* يحتفظ المؤمن بوثيقة الحادث لديه ‪ ،‬كما يجب أن يخضع الى فح‬

‫لحالته الصحية المحتملة لعجز المصاب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بلعروسي أحمد التيجاني و وابل رشيد‪،‬قانون الضمان االجتماعي‪،‬دار هومة‪،‬الجزائر‪،‬الطبعة الرابعة‪،7001،‬ص‪.21‬‬

‫‪22‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫* يجب أن يخضع المؤمن المصاب الى الرقابة الطبية التابعة للصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية‬

‫كون أن رأي هذه األخيرة ضروري جدا خاصة في حالة ما اذا كان قاتال أو أدى الى عجز دائم ويتم‬

‫‪1‬‬
‫االعالن عن رأي الصندوق خالل ‪ 10‬أيام من تاريخ االعالم بالحادث‪.‬‬

‫* الحقوق التي يستفيد منها المؤمن له ‪:‬‬

‫أ‪ -‬تعويضات عينية‪ :‬تعويض المصاريف الطبية والجراحية‪،‬الصيدلية‪،‬االستشفائية ‪ ،‬التحليلية وكذلك‬

‫‪.%100‬‬ ‫المصاريف المترتبة عن العالج بالحمامات المعدنية ويكون التعويض بنسبة‬

‫ب‪ -‬تعويضات نقدية‪:‬‬

‫* في حالة العجز المؤقت ‪ :‬يكون التعويض إبتداءا من اليوم األول الذي يلي التوقف ‪ ،‬ويتكفل صاحب‬

‫العمل بتعويض اليوم الذي وقع فيه الحادث‪.‬‬

‫* في حالة العجز الدائم ‪ :‬إذا ظهر بعد شفاء الجرح عجز دائم (جزئي أو كلي) يستفيد المؤمن من منحة‬

‫مناسبة لخطورة العجز التي يشخصها الطبيب االستشاري لصندوق الضمان االجتماعي وفقا لجدول‬

‫‪.‬‬ ‫خا‬

‫‪ -‬في حالة االعتراض على نسبة العجز عن العمل يمكن طلب تعيين خبير حيث ال تعطى هذه اإال إذا‬

‫نسبة العجز تساوي أو تتجاوز‪.% 10‬‬

‫‪ -‬وفي حالة ما إذا كانت نسبة العجز أقل من ‪ % 10‬يكون من حق المؤمن االستفادة من رأسمال‬

‫يحسب على أساس األجر الوطني األدنى المضمون ‪ ،‬وتصرف هذه المنحة كل شهر بعد تقديم بطاقة‬

‫التعريف وبطاقة التسجيل بإحدى الطرق التالية ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪80 ، www.mouwazaf-dz.com -‬مارس ‪،7081‬الساعة ‪82:81‬‬

‫‪23‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬استالم المبلغ مباشرة في شبابيك الصندوق إذا كان المبلغ أقل من‪ 9000 , 00‬دج ؛‬

‫‪ -‬استالم صك في حالة ما كان المبلغ أكبر من أو مساويا للقيمة‪9000 , 00‬دج ؛‬

‫بالمؤمن وفي هذه الحالة‬ ‫‪ -‬ارسال حوالة نقدية أو تحويل المبلغ إلى الحساب الجاري البريدي الخا‬

‫عليه تقديم شهادة إثبات األجر بصفة منتظمة للوكالة ؛‬

‫‪ -‬في حالة ما أودى الحادث بحياة المصاب ‪ :‬يستفيد ذوي الحقوق (الزوج و األطفال والسلف المكفولون)‬

‫من رأسمال الوفاة التي تعادل ‪ 12‬مرة مبلغ األجر الشهري األخير الذي تقاضاه المتوفى كما أنه بإمكانهم‬

‫االستفادة من منحة األيلولة ‪ ،‬تصرف ابتداءا من تاريخ الوفاة ‪ ،‬ولقد تم تحديدها كما يلي ‪:‬‬

‫* تصرف المنحة للزوج بنسبة ‪% 99‬من أجر منصب المتوفي إذا لم يكن له أطفال أو سلف ؛‬

‫* وبنسبة ‪ % 90‬لفائدة الزوج و ‪ % 30‬إذا كان للمتوفي طفال واحدا أو سلف ؛‬

‫* أما إذا كان للمتوفي إضافة إلى الزوج أكثر من ذي حق تكون المنحة ‪ % 90‬لفائدة الزوج ‪ ،‬و ‪% 00‬‬

‫؛‬ ‫لذوي الحقوق تقسم بينهم بالقصا‬

‫* وفي حالة عدم وجود الزوج تقسم المنحة بين ذوي الحقوق حيث أن هذه المنحة تقدر ب ‪ % 50‬من‬

‫بكل ذي حق أي ‪ % 09‬إذا كان ذو‬ ‫أجر منصب المتوفي ‪ ،‬ويتم التقسيم على أساس حد أقصى خا‬

‫الحق طفال ‪ ،‬أو ‪ % 30‬إذا كان سلفا حيث ال يجوز أن تفوق منحة ذوي الحقوق االجمالية ‪% 50‬من‬

‫أجل منصب المتوفي ؛‬

‫‪1‬‬
‫*وفي حالة وفاة الزوج أو زواجه من جديد يتم تقسيم المنحة بين ذوي الحقوق ‪.‬‬

‫‪ ، www.mouwazaf-dz.com-‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪24‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬قيمة قسط االشتراك في تأمين إصابات العمل ‪:‬‬

‫ألزم المشرع كل صاحب العمل أن يصرح إلى هيئة الضمان االجتماعي المختصة إقليميا ‪ ،‬بالنشاط‬

‫الذي بدأ في ممارسته في غضون ‪ 10‬أيام التالية للشروع ‪ ،1‬وحددت له نفس المدة في حال ما إذا قام‬

‫‪2‬‬
‫بتوظيف أي عامل ‪ ،‬بغض النظر عن جنسيته أو طبيعة عالقة عمله ‪ ،‬أو األجر الذي يتقاضاه ‪.‬‬

‫إن مدة العشرة (‪ )10‬أيام للتصريح بالنشاط وبالعمال تبدو مناسبة لكل من العامل ورب العمل ‪،‬إالا‬

‫أنه في حقيقة األمر يمكن أن يتعرض العامل لحادث عمل أول يوم يمارس فيه عمله ‪ ،‬دون أن يكون رب‬

‫العمل مصرحا بنشاطه وبعماله األجراء ففي هذه الحالة يفقد العامل المصاب أو ذوي الحقوق حقه في‬

‫الحماية المقررة قانونا ‪.‬‬

‫إذا مارس رب العمل نشاطه دون أن يقوم بهذين االلتزامين ‪ ،‬يكون ملزما بدفع غرامة تفرضها عليه‬

‫هيئة الضمان االجتماعي ‪ ،‬دون ان تكون لها سلطة في تحديد قيمتها ألن المشرع قد تكفل بذلك ‪.‬‬

‫إن استحقاق االشتراكات مرتبط باستحقاق األجر أي مقابل العمل ‪ ،‬فإن كان العامل في عطلة‬

‫مرضية ‪ ،‬مما أدى إلى تخفيض أجره ‪ ،‬كانت االشتراكات منخفضة ‪ ،‬أما إذا كان في عطلة دون أجر ‪،‬‬

‫فهنا غياب األجر يعني غياب االشتراك ‪.‬‬

‫يتعين على كل صاحب عمل أن يوجه في ظرف الثالثين (‪ )30‬يوما التي تلي انتهاء كل سنة مدنية‬

‫إلى هيئة الضمان االجتماعي المختصة ‪ ،‬تصريحا اسميا باألجور واألجراء ‪ ،‬بين األجور المتقاضاة بين‬

‫أول يوم وآخر يوم من الثالثة (‪ )3‬أشهر ‪ ،‬وكذا مبلغ االشتراكات المستحقة ‪ ،3‬وعدم قيام رب العمل بهذا‬

‫‪-‬المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 11-33‬المؤرخ في ‪ 5‬يوليو ‪ 1933‬يتعلق بالتزامات المكلفين في مجال الضمان االجتماعي ‪ ،‬المعدلة بالمادة ‪4‬‬
‫‪1‬‬

‫من قانون رقم ‪ 19-01‬المؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪. 5001‬‬


‫‪-‬المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 11-33‬المعدلة بالمادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪، 19-01‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪-‬المادة ‪ 11‬القانون رقم ‪ ، 11-33‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫‪25‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫االلتزام ال يعني أنه سيعفى منه ‪ ،‬وانما تقوم هيئة الضمان االجتماعي بتحديد نسبة االشتراكات بصفة‬

‫مؤقتة وتستعين في ذلك باالشتراكات المدفوعة مسبقا ‪ ،‬إما الى الشهر السابق أو ثالثة أشهر أو السنة‬

‫الماضية ‪.‬‬

‫التحديد بهذه الطريقة لن يكون دقيقا وانما جزافيا ‪ ،‬ألنه يسند على عناصر سابقة وليس على ما هو‬

‫موجود فعال في المؤسسة إذ يمكن أن يتخلى بعض العمال عن العمل مثال ‪ ،‬وباإلضافة إلى التقدير‬

‫‪1‬‬
‫الجزافي يكون صاحب العمل ملزم بدفع غرامة تحدد بنسبة ‪. % 9‬‬

‫وتحدد نسبة االشتراك في الضمان االجتماعي كالتالي ‪:‬‬

‫‪ % 20 -‬من أساس الضمان االجتماعي يتحملها المستخدم ‪.‬‬

‫‪ % 9 -‬يتحملها العامل ‪.‬‬

‫لتصل هذه النسبة في مجملها إلى ‪ %25‬منها ‪ % 2‬لتغطية حوادث العمل واألمراض المهنية ‪،2‬أما‬

‫الباقي فيكون لتغطية بعض المجاالت األخرى التي تتصل أساسا بالعامل ‪.‬‬

‫ال يحق للعامل أن يعترض على االقتطاع الذي يقوم به رب العمل من أجرته لتأدية اشتراكات الضمان‬

‫االجتماعي ‪ ،‬وبالمقابل يكون ملزما بدفع القسط الذي يقع على عاتقه دون سواه ‪.‬‬

‫‪ -‬ماهي االثار المترتبة على التأخير في اداء االشتراكات أو في تقديم المستندات الى مكتب الهيئة‬

‫المختص ؟‬

‫‪-‬المادة ‪ 14‬من القانون رقم ‪ ، 11-33‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪-‬المادتان ‪1‬و‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 30-34‬المؤرخ في ‪ 9‬فبراير ‪ ، 1934‬يحدد توزيع نسب الضمان االجتماعي ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪26‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬من المعروف أن نظام التأمين االجتماعي نظام ممول وبالتالي يعتمد في التمويل على االشتراكات التي‬

‫يمثل‬ ‫وما يلتزم به صاحب العمل في القطاع الخا‬ ‫يلتزم بادائها صاحب العمل بالقطاع الخا‬

‫حصتين‪:‬‬

‫‪ -‬حصة العامل التي تقتطع من مرتبه ؛‬

‫‪ -‬حصة صاحب العمل التي يؤديها عن العامل أو اشتراك صاحب العمل عن نفسه لدى مكتب‬

‫التـأمينات‪.‬‬

‫والبد من اداء االشتراكات في موعدها المحدد وهو أول الشهر التالي لشهر االستحقاق وفي حالة‬

‫التأخير في اداء االشتراكات يستحق مبلغ اضافي ‪ % 1‬عن كل شهر تأخير من تاريخ االستحقاق حتى‬

‫نهاية شهر االداء‪.‬‬

‫كما يستحق مبلغ اضافي ‪ % 20‬من قيمة االشتراك األخير عن األجر األساسي في حالة التأخير في‬

‫‪1‬‬
‫تقديم االستمارة عن كل شهر تأخير من تاريخ انتهاء الخدمة حتى تاريخ تقديم االستمارة ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬االستثناءات في مجال تأمين اصابات العمل ‪:‬‬

‫لن تدفع أية نفقات عالج طبي سواء أكانت معالجة داخل المستشفى أو خارج المستشفى ألي من الحاالت‬

‫التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬االنتحار ومحاولة االنتحار أو إيذاء الذات أو محاولة ذلك عمدا؛‬

‫‪-2‬ارتكاب أو محاولة ارتكاب جرم أو االشتراك في فتنه أو مشاجرة (الحاالت القضائية بجميع انواعها)؛‬

‫‪1‬‬
‫‪ 09 ، www.djelfa.info -‬مارس‪،7081‬الساعة ‪.78:12‬‬

‫‪27‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-3‬جميع الحاالت الناتجة عن الحرب ‪ ،‬الغزو‪ ،‬اعمال العدو االجنبي االعتداءات أو العمليات‪،‬شبه‬

‫الحربيه (االعمال العسكرية سواء أكانت حرب معلنة أو ال)الحرب االهلية‪ ،‬التمرد‪،‬الثورة‪،‬االحكام العرفية ‪،‬‬

‫اعمال االرهاب‪ ،‬باإلضافة الى اعمال الشغب ؛‬

‫‪-0‬الحوادث والحاالت المرضية الناتجة عن نشاطات رياضية خطيرة كسباق السيارات ‪ ،‬تسلق الجبال‬

‫ركوب الدراجات النارية ‪.............‬الخ ؛‬

‫‪-9‬جميع الحاالت الناتجة عن ادمان الكحول والمخدرات والمواد التي تحدث الهلوسة ؛‬

‫‪ - 0‬التلوث االشعاعي والنووي والكيماوي المفاعالت الذرية المخلفات للمعدات العسكرية المخلفات للمواد‬

‫النووية التلوث الكيماوي ؛‬

‫‪ -9‬الزالزل الفيضانات ثوران البراكين االنجرافات األرضية واألخطار الطبيعية األخرى ؛‬

‫‪ -8‬جميع الحاالت السابقة للتأمين غير المصرح عنها بطلب االنتساب ؛‬

‫المناعة االيدز(‪ )AIDS‬وجميع‬ ‫‪ -5‬مرض فقدان الشهية ‪،‬الفشل الكلوي وغسيل الكلى ‪،‬مرض نق‬

‫الحاالت المرضية والفحوصات الطبية ذات العالقة بالشيخوخة الزهيمر(الخرف) ؛‬

‫‪ -10‬الجراحة التجميلية والمعالجات التجميلية واالدوية الخاصة بها ‪،‬اال اذا كانت ناجمة عن حادث‬

‫مشمول بهذا التأمين ؛‬

‫‪ -11‬أية أمور تكون من مسؤولية السلطات الحكومية االصابة أو المرض القابل للتعويض بموجب أي‬

‫قانون او تشريع او أي نظام اخر بما فيها اصابات العمل او أمراض المهنة المشمولة بموجب قانون‬

‫الضمان االجتماعي وحوادث السير من قبل الجهة المسببة للحالة ؛‬

‫‪28‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -12‬الحاالت من اجل تصحيح السمع والنظر ( الليزر والليزك) االجهزة المساعدة للسمع والنظر اال اذا‬

‫كانت ناتجة عن حادث مشمول بمقتضى عقد التأمين؛‬

‫‪ -13‬جراحة األسنان والفكين اللثة اال اذا كانت ناتجة عن حادث مشمول في التأمين ‪،‬وفي هذه الحالة‬

‫يستثنى تركيب الجسور واألسنان؛‬

‫‪ -10‬الخلل العقلي والنفسي ( األمراض العقلية والنفسية ) واألدوية المهدئة والعصبية أمراض الصرع؛‬

‫‪ -19‬تركيب األطراف الصناعية وزراعة األعضاء واألجهزة الطبية المساعدة مثل منظم القلب الصمامات‬

‫الصناعية للقلب العدسات الالصقة الركبة الصناعية والمفصل الصناعي أجهزة المعالجة التنفسية المشدات‬

‫اجهزة تثبيت الفكين العكازات مشدات الرقبة المقعد المتحرك؛‬

‫‪ -10‬األمراض السارية المعدية والوبائية وأمراض المناعة والسرطان واألورام التهاب الكبد الوبائي حمى‬

‫البحر االبيض المتوسط معالجة هشاشة العظام وااللتهاب الرئوي الالنمطي ( ‪ )SARS‬واألمراض التي‬

‫تكفلها الدولة ؛‬

‫‪ -19‬أي معالجة داخل المستشفى أو فحوصات أو غيرها من االجراءات الطبية التي يمكن القيام بها‬

‫خارج المستشفى دون تعريض حياة المؤمن له للخطر؛‬

‫‪ -18‬جميع العالجات غير المسجلة بو ازرة الصحة كدواء أكثر من عبوة دواء واحدة باستثناء المضادات‬

‫الحيوية والفطرية والطفيلية ‪.1‬‬

‫‪ ، WWW.YAQEEN-JO.COM -‬الساعة ‪ ، 11.40‬يوم ‪ 15‬أفريل ‪. 5011‬‬


‫‪1‬‬

‫‪29‬‬
‫عموميات حول التأمينات اإلجتماعية وتأمين إصابات العمل‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة ‪:‬‬

‫في هذا الفصل قمنا بإعطاء عدة تعار يف عن التأمينات االجتماعية ومميزاتها وفروعها وأهميتها‬

‫‪ ،‬وبعد ذلك سلطنا البحث حول ـتأمين إصابات العمل مفهوما وتعريفا ‪ ،‬لنصل إلى المخاطر التي يغطيها‬

‫هذا النوع من التأمين ‪ ،‬وبعد ذلك وقفنا مليا عند المزايا التي يكفلها تأمين إصابات العمل حيث عرفنا‬

‫المزايا النقدية خالل فترة العالج والمزايا النقدية بعد انتهاء فترة العالج ‪.‬‬

‫وفي المبحث الثالث من هذا الفصل تحدثنا عن االجراءات الواجب اتخاذها في حالة وقوع إصابة‬

‫عمل ‪ ،‬ذاكرين الحقوق التي يستفيد منها المؤمن له‪ .‬وأيضا كل من قيمة قسط االشتراك واالستثناءات في‬

‫مجال تأمين إصابات العمل ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد ‪:‬‬

‫إن إصابات العمل من أهم أنواع المخاطر التي حظيت باهتمام المشرع بهدف توفير الحماية لهم‬

‫وتسهيل حصولهم على التعويض الذي يغطي حوادث العمل واألمراض المهنية دون الحاجة إلى اللجوء‬

‫الى القضاء لمقاضاة صاحب العمل أو شركة التأمين ‪ ،‬فتأمين إصابات العمل هو تأمين إجباري تقوم به‬

‫الدولة وتفرضه على فئة معينة لصالح أفراد آخرين قد يتعرضون خالل عملهم لحوادث مختلفة ‪.‬‬

‫والهدف األساسي لهذه التأمينات هو ضمان مستوى المعيشة أو الحد األدنى على األقل من نفقاتها‬

‫لمن يصيبهم أحد األخطار التي تؤدي إلى انقطاع دخولهم ‪ ،‬ومن هنا انطلقنا من مضمون دراستنا‬

‫والمتمثل في واقع تأمين إصابات العمل في القطاع العام والقطاع الخاص وكذلك تأمين حوادث العمل ‪،‬‬

‫كل هذا وأكثر سنتعرض إليه بشكل واضح ومفصل في هذا الفصل من خالل ‪:‬‬

‫* المبحث األول ‪ :‬تأمين إصابات العمل في القطاعين العام والخاص ؛‬

‫* المبحث الثاني ‪ :‬تأمين حوادث العمل ؛‬

‫* المبحث الثالث ‪ :‬الحوادث القابلة للتعويض ‪ ،‬واجبات وحقوق المستفيدين من تأمين حوادث العمل‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬تأمين إصابات العمل في القطاعين العام والخاص ‪:‬‬

‫قمنا في هذا المبحث بدراسة واقع تأمين إصابات العمل في العمل في القطاعين العام والخاص ‪،‬‬

‫حيث قسمناه إلى ثالث مطالب ‪ ،‬المطلب األول قمنا بدراسة األشخاص الذين يغطيهم تأمين إصابات‬

‫العمل واألطراف المتدخلة فيه‪ ،‬والمطلب الثاني تطرقنا إلى االلتزامات التي تترتب عن المؤسسة (قطاع‬

‫عام وقطاع خاص) في إطار الضمان االجتماعي ‪ ،‬أما المطلب الثالث درسنا كيفية إثبات إصابة العمل ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬األشخاص الذين يغطيهم تأمين إصابات العمل واألطراف المتدخلة فيه ‪:‬‬

‫‪-1‬األشخاص المستفيدون من تأمين إصابات العمل ‪:‬‬

‫"كل العمال سواء أكانوا أجراء أم ملحقين باألجراء أيا كان النشاط الذين ينتمون إليه والنظام الذي‬

‫‪1‬‬
‫يسري عليهم‪".‬‬

‫"ينطوي وجوبا تحت التأمينات االجتماعية األشخاص الذين يشتغلون في التراب الوطني أيا كانت‬

‫جنسيتهم سواء أكانوا يعملون بأية صفة من الصفات وحيثما كان لصالح فرد أو جماعة من أصحاب‬

‫‪2‬‬
‫العمل ومهما كان مبلغ أو طبيعة أجرهم وشكل وطبيعة أو صالحية عقد عملهم أو عالقتهم فيه‪".‬‬

‫* جميع األشخاص العاملون فوق التراب الوطني سواء أكانوا مواطنين أم أجانب ‪ ،‬ومهما كانت مدة‬

‫عالقة عملهم دائمة أو مؤقتة ‪ ،‬ومهما كان القطاع الذين يعملون فيه عام أو خاص؛‬

‫* يستفيد من هذا النظام األشخاص الذين يعملون لحسابهم الخاص في القطاعات االقتصادية واألنشطة‬

‫ذات الطابع الحرفي؛‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 11-33‬المؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪،1833‬المتعلق بالتأمينات اإلجتماعية ‪،‬المتمم والمعدل‪.‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ ،11-38‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪32‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫* التالميذ والطلبة ؛‬

‫* األشخاص الذين يزاولون التدريب في دورة معدة إلعادة تأهيلهم العملي أو إعادة تكييفهم المهني ؛‬

‫* كذلك المساجين الذين يؤدون عمال أثناء تنفيذ عقوبة جزائية ؛‬

‫* األشخاص ضحايا حوادث يتعرضون لها خالل تأديتهم عمال من أعمال التفاني في المصلحة العامة أو‬

‫إلنقاذ شخص معرض للخطر ‪.‬‬

‫‪-2‬األطراف المتدخلة في تأمين إصابات العمل ‪:‬‬

‫تتكون العالقات التأمينية في إطار نظام الضمان االجتماعي من ثالثة أطراف وهم المؤسسة العامة‬

‫‪1‬‬
‫للضمان االجتماعي وصاحب العمل والعامل ‪.‬‬

‫مؤسسة الضمان االجتماعي ‪ :‬حيث يقوم بإدارة تأمين إصابات العمل صندوق الضمان االجتماعي‬ ‫‪-‬‬

‫الذي يتمتع بالشخصية االعتبارية وذمة مالية مستقلة تمكنه من القيام بجميع التصرفات القانونية واكتساب‬

‫الحقوق في نطاق اختصاصه وتتكون موارده بصورة أساسية من اشتراكات أصحاب العمل والمؤمن عليهم‬

‫جراء تأخره في أداء االشتراكات ‪.‬‬


‫ويخص المبالغ التي تفرض على أصحاب العمل من ٌ‬

‫‪ -‬صاحب العمل ‪ :‬وهو الطرف الثاني في العالقة القانونية ويقصد به كل شخص طبيعي أو معنوي‬

‫يستخدم عامال أو أكثر مقابل أجر ‪ ،‬ويسري في شأنهم نظام التأمينات االجتماعية ولم يشترط قانون‬

‫التأمينات االجتماعية أن يكون صاحب العمل وطنيا بل تشمل أحكامه أيضا األجانب الذين يمارسون‬

‫نشاطهم داخل اإلقليم‪.‬‬

‫‪-‬بشير هدفي ‪ ،‬الوجيز في شرح قانون العمل عالقات العمل الفردية والجماعية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.142‬‬
‫‪1‬‬

‫‪33‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬العامل ‪ :‬وهو الطرف الثالث المستفيد من التعويضات التي يتضمنها صندوق الضمان االجتماعي ‪،‬‬

‫حيث يستقطع االشتراك من األجر الشهري للعامل إضافة إلى مساهمة صاحب العمل ويوزع بنسب‬

‫متفاوتة على المخاطر االجتماعية والمهنية وفقا لما تحدده النصوص القانونية والتنظيمية السارية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬االلتزامات التي تترتب عن المؤسسة (قطاع عام وقطاع خاص) في إطار‬

‫الضمان االجتماعي ‪:‬‬

‫يجب على المؤسسة القيام ببعض االلتزامات واإلجراءات القانونية التي تتمثل في ثالثة نقاط ‪:‬‬

‫‪ -‬التصريح بالنشاط أو بالعمل؛‬

‫‪ -‬التصريح بالمداخيل و األجور ؛‬

‫‪ -‬دفع االشتراكات ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -1‬التصريح بالنشاط ‪:‬‬

‫يلتزم المكلف في إطار الضمان االجتماعي باإلعالن عن نفسه بمزاولة نشاط غير مأجور أو تشغيل‬

‫أجير لدى هيئة الضمان المتخصصة ‪ ،‬خالل العشر أيام األولى من بداية النشاط أو التصريح لدى هيئة‬

‫الضرائب ويتم التصرف في استمارة تسلم من طرف مصالح هيئات الضمان االجتماعي تتضمن التعريف‬

‫بالمصرح والنشاط الذي يمارسه ‪ ،‬حيث يتم هذا التصريح لدى إحدى الهيئات التالية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬لدى هيئة التأمين االجتماعي لغير األجراء ‪:‬‬

‫وفق الوثائق التالية ‪:‬‬

‫‪-‬درار عياش ‪ ،‬أثر نظام الضمان االجتماعي على حركية االقتصاد الوطني ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية ‪ ،‬فرع التحليل‬
‫‪1‬‬

‫االقتصادي ‪ ،‬جامعة يوسف بن خده ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2002،‬ص ‪.73،77،‬‬

‫‪34‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬نسخة من السجل التجاري أو المهني أو الحرفي ؛‬

‫‪ -‬شهادة بداية النشاط تسلم من طرف إدارة الضرائب ؛‬

‫‪ -‬عقد المحل التجاري ؛‬

‫‪ -‬شهادة الحالة المدنية أو العائلية ؛‬

‫‪ -‬نسخة من عقد الشركة للشركاء ؛‬

‫‪ -‬وثيقة التسجيل تسحب من الصندوق المعني ‪.‬‬

‫ب‪ -‬لدى هيئة التأمين االجتماعي لألجراء ‪:‬‬

‫ويتم التصريح على النحو التالي ‪:‬‬

‫يوجب القانون على أرباب العمل ‪ ،‬أن يصرح بكل عامل يشتغل لديه ويطلب انتسابه في هيئة‬

‫التأمين االجتماعي ‪ ،‬وهذه الفئات المصرح بها هي كاألتي ‪:‬‬

‫العمال ‪ :‬يلتزم المكلف بالتصريح بفئات العمال مهما كانت جنسياتهم ‪ ،‬الذين يمارسون في الجزائر عمال‬

‫مأجور أو ما يشابه ‪.‬‬

‫الممتهنون ‪ :‬لحساب مستخدم واحد أو أكثر مهما كانت طبيعة العقد أو العالقة التي ترتبط بينهما ‪.‬‬

‫المعوقين ‪ :‬وتقدر نسبة اشتراكهم بنسبة ‪ % 5‬في حين الطلبة الجامعيون تقدر نسبة اشتراكهم ‪%5..5‬‬

‫أما األشخاص الذين يستخدمهم األشخاص فتقدر نسبة اشتراكهم ‪ ، %9‬أما المتمرنون فنسبة اشتراكهم‬

‫‪. %5‬‬

‫‪35‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬التصريح بالمداخيل واألجور ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫حيث يتضمن التصريح في هذا المجال بالحاالت التالية ‪:‬‬

‫* المداخيل بالنسبة لغير األجراء (أرباب العمل) ؛‬

‫* األجور بانسبة للعمال ‪.‬‬

‫تحسب حصيلة االشتراك كنسبة من الدخل سواء الدخل الخاضع للضريبة بالنسبة لغير األجراء وتقدر‬

‫ب ‪ % 15‬من أجر العامل بالنسبة لألجراء ‪ ،‬حيث يتحمل األجير نسبة ‪ % 9‬منها والباقي على عاتق‬

‫رب العمل (المكلف) حيث يكون التصريح باألجور إما شهريا أو فصليا أو سنويا وذلك حسب عدد‬

‫العمال‪.‬‬

‫‪ -8‬دفع االشتراكات ‪:‬‬

‫بالنسبة للمؤمنين غير األج ارء تحدد نسبة االشتراك ب‪ % 15‬من الدخل السنوي الخاضع للضريبة ‪،‬‬

‫أما بالنسبة للمؤمنين األجراء تحدد نسبة االشتراك ب ‪ % 55.5‬تضاف إليها النسب التالية حالة‬

‫القطاعات المتعلقة بالبناء ‪ ،‬الري واألشغال العمومية ‪:‬‬

‫‪ % 51.15‬تأمين العطل المدفوعة ؛‬

‫‪ % ...5‬التأمين على البطالة الناتجة عن الظروف المناخية ؛‬

‫‪ % ..15‬الوقاية من المخاطر‪.‬‬

‫‪-‬عمورة أمين ‪ ،‬أثر سوق العمل على اشتراكات الضمان االجتماعي ‪،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة ماستر ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية ‪ ،‬تخصص‬
‫‪1‬‬

‫صحة وحماية اجتماعية ‪،‬جوان ‪ ،2011‬ص ‪.52‬‬

‫‪36‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما بالنسبة لمخالفة التكليف بعدم التصريح أو بعدم الدفع في االجال القانونية فإنه يعرض المكلف‬

‫بعقوبات التأخير على التوالي وفقا للنسب المحددة قانونيا ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬كيفية إثبات إصابة العمل ‪:‬‬

‫إن األخذ بقواعد اإلثبات المتعارف عليها في قواعد القانون العام ‪ ،‬تؤدي إلى إلزام الضحية أو ذوي‬

‫حقوقه إثبات كافة العناصر المكونة للحادث ‪ ،‬وهو األمر الذي يصعب تحقيقه ‪ ،‬وفي حالة عدم تمكنهم‬

‫من ذلك يحرمون من الحق في التعويض وبالتالي يفقدون الحماية المقررة قانونا ‪.‬‬

‫ولتقليل العبء على المضرور أو ذوي حقوقه ‪ ،‬أسس المشرع الجزائري اإلثبات بالقرينة ‪ ،‬إلضفاء‬

‫الطابع المهني للحادث في الحاالت التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬اإلصابة أو الوفاة التي تحدث للعامل في مكان أداء العمل ؛‬

‫‪ -‬اإلصابة أو الوفاة التي تقع في زمن أداء العمل ؛‬

‫‪ -‬وقوع اإلصابة أو الوفاة في فترة العالج الذي عقب الحادث ‪.1‬‬

‫وان كان يمكن أن يستفيد العامل من هذه القرينة ‪ ،‬إال أنه يمكن للطرف اآلخر إثبات عكسها ‪ ،‬وذلك‬

‫بنفي العالقة بين اإلصابة والعمل ‪ ،‬كأن يثبت أن الحادث كان خارج إطار عالقة التبعية ‪ ،‬مثل اإلصابة‬

‫التي تقع أثناء االضراب ‪ ،‬أو مغادرة العمل قبل نهاية الدوام دون الحصول على رخصة ‪.‬‬

‫كما يمكن لهيئة الضمان االجتماعي أو المستخدم أن يثبت أن الحادث كان بسبب أجنبي وخارجي‬

‫عن تنفيذ العمل ‪ ،‬أو أن يستطيع صندوق الضمان االجتماعي أن يثبت قطعا بما ال يدع مجاال للشك أن‬

‫حالة العامل ال يرجع سببها إلى الحادث ‪ ،‬وانما إلى مرض سابق ‪ ،‬بشرط لم تكن له عالقة بتفاقمه‪. 1‬‬

‫‪-‬المادة ‪ 5‬من القانون رقم ‪ ، 18-38‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪37‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتنفي هذه القرينة في حالة رفض ذوي حقوق الضحية إجراء تشريح للجثة متى طلبها صندوق‬

‫الضمان االجتماعي ‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون لزاما على هؤالء إثبات عالقة السببية بين الحادث‬

‫والوفاة ‪.‬‬

‫أما إذا تعلق األمر بحادث الطريق المكيف بحادث العمل ‪ ،‬فيقع على العامل أو ذوي حقوقه من‬

‫بعده ‪ ،‬عبء إثبات أن الحادث وقع في الطريق الطبيعي للعمل ‪ ،‬وكذا في فترة زمنية معقولة فإذا كان‬

‫الطريق يستهلك نصف ساعة من الزمن مثال لكن العامل ينتقل بوسائل النقل الجماعية ‪ ،‬فهنا تؤخذ فترة‬

‫االنتظار بعين االعتبار ‪ ،‬أما الحادث الذي يقع للعامل بعد ساعات طويلة من انتهاء العمل فهو قرينة‬

‫قانونية على أنه لم يحصل أثناء العودة من العمل ‪ .‬تتولى هيئة الضمان االجتماعي إثبات وجود التوقف‬

‫أو االنحراف‪ ،‬ويكون اإلثبات مفتوحا بكل الطرق ‪ ،‬بما في ذلك القرائن مثال إذا كان العامل يقطع الطريق‬

‫الطبيعي خالل ساعة ‪ ،‬وقطعه يوم وقوع الحادث في ظرف ساعتين أو أكثر فهذا يشكل قرينة قانونية‬

‫بسيطة ‪ ،‬على أن العامل قد توقف أو انحرف ‪.‬‬

‫وحتى يستفيد العامل من حقه في الحماية ‪ ،‬يتعين عليه إثبات عكس هذه القرينة ألنها قرينة بسيطة‬

‫قابلة إثبات العكس ‪ ،‬إذ يثبت مثال وجود القوة القاهرة أما إذا عجز عن ذلك فال يبقى أمامه سوى إثبات‬

‫العالقة بين التوقف أو االنحراف بالعمل ‪ ،‬مثال تفقد بعض األشياء المتعلقة بالعمل وأنه لم يكن ألسباب‬

‫شخصيه واذا لم يكن بعيدا عن الطريق الطبيعي يمكن أن يكون التوقف بسبب ضروريات الحياة اليومية‪،‬‬

‫كشراء األدوية مثال ‪.‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ ، 18-38‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪38‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتحديد المدة التي يستغرقها الطريق هي مسألة موضوعية تخضع لتقدير القاضي الذي يستدل بعدة‬

‫عوامل مثل مواعيد العمل ‪ ،‬والمسافة بين نقطتي الطريق وظروف الجو والحالة الشخصية للعامل وكذا‬

‫سنه والحالة الصحية‪. 1‬‬


‫ُ‬

‫‪ -‬فيروز قالية ‪ ،‬الحماية القانونية للعامل من األخطار المهنية ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ‪ ،‬جامعة مولود معمري‪-‬تيزي وزو‪-‬‬
‫‪1‬‬

‫‪،‬كلية الحقوق ‪، 2012،‬ص ص ‪. 85،83،‬‬

‫‪39‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تامين حوادث العمل ‪:‬‬

‫يرتبط التأمين على حوادث العمل ارتباطا وثيقا بأحكام القوانين التي تنظم عالقات العمل ‪ ،‬بحيث‬

‫يتحدد نطاق غطائه ومبلغ التعويض الواجب دفعه بالحدود التي ترسمها هذه القوانين ‪ ،‬لذا يمكننا القول أن‬

‫عالقة المؤمن له في هذا النوع من التأمين تتبلور على أساس العالقة القانونية بين رب العمل والعامل‪. 1‬‬

‫ونوضح ذلك من خالل هذا المبحث ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم حوادث العمل ‪:‬‬

‫تعددت التعاريف المقدمة لحادث العمل تبعا لتباين وجهة نظر الباحثين ومن بين هذه التعاريف نجد‬

‫ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬تعريف حادث العمل ‪:‬‬

‫عرف على أنه ‪ " :‬كل حادث يقع أثناء العمل صدفة أو بسببه وأيضا البد من أن يؤثر على القدرة‬

‫اإلنتاجية ‪.2":‬‬

‫وهو أيضا ‪ " :‬كل حادث كان نتيجة حادث وقع للمؤمن له أثناء تأدية العمل أو بسببه أو خالل فترة‬

‫ذهابه لمبشرة عمله أو عودته منه دون تخلف أو توقف أو انحراف عن الطريق الطبيعي المعتاد "‪.‬‬

‫وعرف أيضا على أنه ‪ " :‬كل حادث وقع في مكان العمل نتيجة لوجود قوة أو مؤثر خارجي‬

‫أدى إلى حدوث الضرر كاآلالت وأدوات العمل ‪ ،‬و أن ينشأ عن الحادث ضرر بدني بجسم المؤمن‬

‫له و وجود عالقة بين الحادث والعمل ‪ ،‬بحيث يكون الحادث بسبب ظروف العمل أو بسبب تواجد‬

‫العمل أثناء فترة العمل ‪ ،‬باإلضافة إلى وجود عنصر المفاجأة بحيث يكون الحادث غير متوقع و ال‬

‫يمكن تفادي تلك اللحظة و أن ال تكون األغراض المشكوك فيها ناجمة عن حاالت مرضية‬

‫‪1‬‬
‫بهاء بهيج شكري ‪ ،‬التأمين في التطبيق و القانون و القضاء ‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان األردن ‪ ، 0222 ،‬ص ‪. 330‬‬
‫‪2‬‬
‫وفاق حياة و بريبر صوفيا ‪ ،‬دحدوح خديجة ‪ ،‬األمن و الوقاية من حوادث العمل و آثارها على أداء مؤسسة صناعية ‪ ،‬عين السمارة ‪ ،‬كلية‬
‫‪2‬‬
‫العلوم اإلقتصادية و علوم التجارة و علوم التسيير ‪ ،‬جامعة منتوري ‪ ،‬قسنطينة ‪ ، 0223 ،‬ص‪. 4‬‬

‫‪40‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫سابقة "‪.‬‬

‫كما يعتبر حادث عمل ‪ " :‬الحادث الذي يقع خالل الساعات المحددة للعمل وأثناء تأدية العامل‬

‫لعمله‪ .‬وتمتد الحماية للعامل حتى أثناء العمل الذي يباشره في غير الساعات المقررة مادام المصلحة‬

‫صاحب العمل ‪ ،‬وبالنسبة للحوادث التي تقع في أوقات الراحة التي تتخلل ساعات العمل فإنها تعتبر‬

‫واقعة أثناء العمل طالما كان العامل خاللها ال يزال خاضعا إلشراف صاحب العمل في اللحظة التي‬

‫‪1‬‬
‫وقع الحادث ‪".‬‬

‫وحسب المشرع الجزائري يعتبر حادث العمل ‪" :‬كل حادث اجرت عنه إصابة بدنية ناتجة عن‬

‫‪2‬‬
‫سبب مفاجئ و خارجي و ط أر في إطار عالقة العمل "‪.‬‬

‫ومن خالل هذا التعريف ‪ ،‬يتبين أن حادث العمل يتكون من ثالثة عناصر ‪:‬‬

‫أ‪-‬الفعل الذي أدى إلى وقوع الحادث ‪:‬‬

‫هو الحدث المفاجئ والخارجي الذي وقع بغير إرادة المصاب أيضا هو اإلصابة المفاجئة‬

‫التي يكون مصدرها وتاريخ وقوعها موثوق منهما ‪ ،‬مما يبرز اإلصابة الناتجة من التفاهم البطيء‬

‫لتبعات الحادث ‪.‬‬

‫السبب الخارجي يمكن أن يط أر نتيجة أي سبب شريطة أن يكون قد وقع الحادث خالل تأدية‬

‫المؤمن له لعمله أو أثناء المسافة التي يقطعها من مكان عمله إلى منزله وذلك في الحالتين الذهاب‬

‫إلى العمل أو اإلياب منه ‪.‬‬

‫يمكن أن يكون العمل الذي نجم عنه الحادث سببه الكلي أو الجزئي هو العمل نفسه أو حدث‬

‫خارج عن العمل إذا كان المؤمن له على عالقة مع صاحب العمل ‪ ،‬و يتعلق األمر بـ ‪:‬‬

‫‪ -‬آلة أو أداة أداة ؛‬

‫‪1‬‬
‫محمد حامد الصياد ‪ ،‬ليلى محمد الوزيري ‪ ،‬تأمين إصابة العمل في قانون التأمين اإلجتماعي ‪. WWW.SOUFORUM.COM/MK ،‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 6‬من القانون ‪ 13/33‬المتعلق بحوادث العمل و األمراض المهنية ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪41‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬قوة طبيعية ( كان عرضة لغبار نتيجة رياح أو برد أو لفحة الشمس و ما إلى ذلك ‪ )...‬؛‬

‫‪ -‬تعرضه العتداء أثناء المسافة التي يقطعها للذهاب إلى عمله أو اإلياب منه ؛‬

‫‪ -‬إصابته بلسعة حشرة ؛‬

‫‪ -‬تسرب الغاز ‪.‬‬

‫ب – اإلصابة البدنية ‪:‬‬

‫المقصود منها الضرر الملحق بالبدن نتيجة الحادث الذي تعرض له مهما بلغت خطورته ‪ ،‬يمكن أن‬

‫يتعلق األمر بإصابة ظاهرية أو باطنية ‪ ،‬داخلية أو خارجية ‪ ،‬عميقة أو سطحية ‪ ،‬تتسبب في ‪:‬‬

‫‪ -‬عجز مؤقت أو دائم ؛‬

‫‪ -‬الوفـاة ؛‬

‫‪ -‬يستدعي عالج أو ال ؛‬

‫‪ -‬كأن يصاب مثال ‪ :‬بالتواء المفاصل أو كسر أو التهاب أو خلع أو احتراق أو جرح أو لدغة أو‬

‫استئصال أو تمزق عضلي و ماشبه ذلك‪. 1‬‬

‫ج‪ -‬عالقة العمــل ‪:‬‬

‫هي عالقة التبعية التي تربط المصاب و صاحب العمل أثناء وقوع الحادث ‪ ،‬وذلك مهما كانت‬

‫طبيعة هذه العالقة ‪ ،‬حيث أنها قد يكون موظف قديم أو الذي تم توظيفه حديثا حتى و إن كان أول‬

‫يوم له في العمل ‪.‬‬

‫د – التبعية داخل المؤسسة ‪:‬‬

‫يعتبر العامل على عالقة بصاحب العمل عندما يكون تحت مسؤوليته المباشرة خالل ساعات‬

‫العمل ‪ ،‬ويبقى على عالقة به عندما يتواجد بأماكن العمل ‪ ،‬أي في المحالت واألماكن الملحقة التي‬

‫تمارس فيها مهام الحراسة والرقابة وسلطة صاحب العمل ‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫مصلحة حوادث العمل ‪ ، CNAS ،‬أم البواقي ‪ ،‬يوم ‪ 16‬فيفري ‪0214‬‬

‫‪42‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫هـ ‪ -‬التبعية خارج المؤسسة ‪:‬‬

‫هي تبعية العامل لصاحب العمل عندما يكون العامل خارج مكان العمل في إطار مهني أثناء‬

‫تأدية مهمته طبق ألوامر وتعليمات المسؤول ‪.‬‬

‫مالحظــة ‪:‬‬

‫عندما يغادر العامل مكان عمله ألغ ارض شخصية بموافقة من صاحب العمل وبحوزته إذن‬

‫بالخروج ‪ ،‬فإن العامل في هذه الحالة ال يتكفل به في إطار التأمين على حادث العمل ‪ ،‬وهذا النعدام‬

‫‪.‬‬ ‫عنصر السببية بين العمل والحادث‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬القوانين المحددة لحوادث العمل ‪:‬‬

‫بموجب القانون رقم ‪ 38-38‬المعدل والمتمم بموجب األمر رقم ‪ 36-69‬المتعلق بحوادث العمل‬

‫واألمراض المهنية‪ ،‬تم تأسيس نظام وحيد يسري على العمال سواء أكانوا أجراء أم ملحقين باألجراء مهما‬

‫يكن قطاع النشاط الذي ينتمون اليه ‪ ،‬وتشمل التغطية الحوادث التي يمكن أن يتعرض لها العمال أثناء‬

‫العمل وبسببه ‪ .‬وفي ما يلي سنذكر بعض المواد المحددة لحوادث العمل في قانون الضمان االجتماعي ‪.‬‬

‫‪ -‬يعتبر كحادث عمل كل حادث انجرت عنه إصابة بدنية ناتجة عن سبب مفاجئ وخارجي وط أر في‬

‫‪1‬‬
‫إطار عالقة العمل ‪.‬‬

‫‪ -‬يعتبر كحادث عمل ‪ ،‬الحادث الواقع أثناء ‪:‬‬

‫* القيام خارج المؤسسة بمهمة ذات طابع استثنائي أو دائم طبقا لتعليمات المستخدم ؛‬

‫* ممارسة عهدة انتخابية أو بمناسبة ممارستها ؛‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بلعروسي أحمد التيجاني ووابل رشيد ‪ ،‬قانون الضمان االجتماعي ‪ ،‬المادة ‪ ، 6‬ص ‪ ، 20‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫* مزاولة الدراسة بانتظام خارج ساعات العمل ‪.‬‬

‫‪ -‬يعتبر أيضا كحادث عمل ‪ ،‬حتى ولم يكن المعني باألمر مؤمنا له اجتماعيا ‪ ،‬الحادث الواقع أثناء ‪:‬‬

‫* النشاطات الرياضية التي تنظمها الهيئة المستخدمة ؛‬

‫‪2‬‬
‫* القيام بعمل متفان للصالح العام أو إلنقاذ شخص معرض للهالك ‪.‬‬

‫‪ -‬يجب اعتبار اإلصابة أو الوفاة اللتين تطرآن في مكان العمل أو في مدته واما في وقت بعيد عن ظرف‬

‫وقوع الحادث ‪ ،‬واما أثناء العالج الذي عقب الحادث ناتجين عن العمل ما لم يثبت العكس ‪.‬‬

‫‪ -‬ال يجوز تحمل تبعات مرض سابق للحادث بمقتضى هذا القانون إذا ثبت قطعا أن هذا الحادث لم‬

‫يتسبب ال في االعتراء بهذا المرض وال في اكتشافه في تفاقمه ‪.‬‬

‫‪ -‬يسقط افتراض عوز الوفاة للعمل أو للحادث إذا اعترض ذو حقوق المصاب إلجراء تشريح الجثة‬

‫المطلوب من قبل هيئة الضمان االجتماعي ما لم يبادروا بإثبات عالقة السببية بين الحادث والوفاة ‪.‬‬

‫‪ -‬يكون في حكم حادث العمل الحادث الذي يط أر أثناء المسافة التي يقطعها المؤمن للذهاب إلى عمله ‪،‬‬

‫أو االياب منه ‪ ،‬وذلك أيا كانت وسيلة النقل المستعملة شريطة أال يكون المسار قد انقطع أو انحرف إال‬

‫إذا كان ذلك بحكم االستعمال أو الضرورة أو ظرف عارض أو ألسباب قاهرة ‪ .‬ويقع المسار المضمون‬

‫على هذا النحو بين مكان العمل من جهة ومكان اإلقامة أو ما شابه كالمكان الذي يتردد عليه العامل‬

‫‪3‬‬
‫عادة إما لتناول الطعام واما ألغراض عائلية ‪.‬‬

‫‪ -‬يجب أن يتم التصريح بحادث العمل من قبل ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 2‬قانون الضمان االجتماعي ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ ، 3‬قانون الضمان االجتماعي ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬المواد ‪، 10،1،12،8‬قانون الضمان االجتماعي ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫* المصاب أو من ناب عنه لصاحب العمل في ظرف ‪ 42‬ساعة ماعدا في حاالت قاهرة وال تحسب‬

‫أيام العطل ؛‬

‫* صاحب العمل اعتبا ار من تاريخ ورود نبأ الحادث إلى عمله لهيئة الضمان االجتماعي في ظرف ‪23‬‬

‫ساعة ‪ ،‬وال تحسب أيام العطل ؛‬

‫* هيئة الضمان االجتماعي على الفور لمفتش العمل المشرف على المؤسسة أو للموظف الذي يمارس‬

‫صالحيته بمقتضى تشريع خاص ‪.‬‬

‫‪ -‬إذا لم يبادر صاحب العمل بما عليه ‪ ،‬يمكن أن يبادر بالتصريح لهيئة الضمان االجتماعي المصاب‬

‫‪1‬‬
‫أو مفتشية العمل ‪ ،‬وذلك في أجل مدته ‪ 2‬سنوات اعتبا ار من يوم وقوع الحادث ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الشروط الالزمة لالستفادة من تأمين حوادث العمل والمستفيدين منه ‪:‬‬

‫لالستفادة من التعويض في مجال التأمين على حوادث العمل ‪ ،‬البد من تحقق الشروط أو‬

‫المواصفات في الحادث أو المؤمن له والتي بدورها توضح المستنفدين من هذا التأمين ‪ ،‬والمبين من‬

‫خالل‪:‬‬

‫‪– 1‬الشروط الالزمة لالستفادة من تأمين حوادث العمل ‪:‬‬

‫وتتمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬يستفيد العامل من هذا التأمين بمجرد أن يشتغل ؛‬

‫‪ -‬لالستفادة من األداءات النقدية (التعويضية اليومية ) ‪ ،‬ستوجب إثبات أن الحادث كان نتيجة عمل‬

‫مأجور؛‬

‫ال بد وأن تكون الضحية تعرضت لـ ‪:‬‬

‫‪ -‬المادتان ‪ ، 14-18‬قانون الضمان االجتماعي ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪45‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬إما حادث عمل ؛‬

‫‪ -‬إما حادث مسافة أي في طريق الذهاب واإلياب من المنزل إلى العمل ‪ ،‬شرط أن ال يكون المسار قد‬

‫انقطع أو انحراف إال بحكم الضرورة أو القوة القاهرة ‪.‬‬

‫* يجب أن يكون الحادث ناتج عن أحد األسباب التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬القيام بمهمة ذات طابع مهني ‪ ،‬أو عمل دائم طبقا لتعليمات رب العمل ؛‬

‫‪ -‬القيام بعمل في إطار انتداب انتخابي ‪ ،‬أو في إطار مهمة منظمة جماهيرية ؛‬

‫‪ -‬متابعة دراسة منتظمة ‪ ،‬خارج أوقات العمل ‪.‬‬

‫* حادث السير الذي يقع بسبب ‪:‬‬

‫‪ -‬القيام بنشاطات رياضية في إطار العمل ‪ ،‬وبإذن من صاحب العمل ؛‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬القيام بأعمال البر من أجل الصالح العام ‪ ،‬أو إنقاذ شخص معرض للهالك ‪.‬‬

‫*يسقط افتراض عوز الوفاة للعمل أو للحادث إذا اعترض ذو حقوق المصاب إلجراء تشريح الجثة‬

‫‪2‬‬
‫المطلوب من قبل هيئة الضمان االجتماعي ما لم يبادروا بإثبات عالقة السببية بين الحادث والوفاة ‪.‬‬

‫‪ -2‬المستفيدون من تأمين حوادث العمل ‪ :‬وهم ‪:‬‬

‫العامل األجيــر ؛‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬العامل الشبه باألجير ؛‬

‫‪ -‬الحمالون المسموح لهم من طرف السلطات المختصة ؛‬

‫‪ -‬حراس مواقف السيارات غير المدفوعة األجر متى رخصت لهم المصالح المختصة بذلك ‪.‬‬

‫‪ -‬الفئات األخرى من األشخاص وهم ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء ‪ ،‬التأمين على حوادث العمل و األمراض المهنية ‪ ،‬مطبعة الصندوق الوطني للتأمينات‬
‫االجتماعية ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 11‬من القانون ‪ 13/33‬المرجع سابق ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬طالب المؤسسات التربوية والتقنية ومؤسسات التكوين المهني ؛‬

‫‪ -‬الطالب الممتهنون والمتربصون ؛‬

‫‪ -‬المتربصون في مؤسسات التدريب والتكوين المهني واعادة التكيف ؛‬

‫‪ -‬األشخاص المتطوعون في تسيير هيأت الضمان االجتماعي ؛‬

‫‪ -‬األشخاص ضحايا حوادث يتعرضون لها خالل تأديتهم عمال من أعمال التفاني في المصلحة العامة‬

‫أو إلنقاض شخص معرض للخطر ؛‬

‫‪ -‬الرياضيون المشاركون في جمعية رياضية الذين ليسوا رياضيي النخبة ؛‬

‫‪ -‬اليتامى التابعين لمراكز رعاية الشباب الذين قد يتعرضون لحادث ناتج عن عمل ملزمين بتأديته ؛‬

‫‪ -‬السجين الذي يؤدي عمال ‪ ،‬أثناء تنفيذه لعقوبة جزائية ؛‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬األشخاص الذين يشاركون في أعمال ذات طابع اجتماعي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المادتين ‪ 8-3‬من القانون ‪ 13/33‬المتعلق بحوادث العمل و األمراض المهنية ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬الحوادث القابلة للتعويض ‪ ،‬واجبات وحقوق المستفيدين من‬

‫تأمين حوادث العمل ‪:‬‬

‫في هذا المبحث تطرقنا إلى الحوادث القابلة للتعويض والفرق بين تأمينات حوادث العمل وتأمين‬

‫إصابات العمل ‪ ،‬وكذلك كل من واجبات وحقوق المستفيدين من تأمين حوادث العمل ‪ ،‬هذا ما سنتعرف‬

‫‪:‬‬ ‫عليه من خالل‬

‫المطلب األول ‪ :‬الحوادث القابلة للتعويض ‪:‬‬

‫وتتمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬يعتبر كحادث عمل ‪ ،‬الحادث الذي يط أر أثناء ‪:‬‬

‫‪ -‬القيام خارج المؤسسة بمهمة ذات طابع استثنائي أو دائم طبقا لتعليمات صاحب العمل ؛‬

‫‪ -‬ممارسة أو بمناسبة ممارسة انتداب سياسي انتخابي أو في إطار منظمة جماهيرية ما ؛‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مزاولة دراسة بانتظام خارج ساعات العمل ‪.‬‬

‫ب‪ -‬ويعتبر أيضا كحادث عمل ‪ ،‬حتى لو لم يكن المعني باألمر مؤمنا له اجتماعيا الحادث الذي يط أر‬

‫أثناء ‪:‬‬

‫‪ -‬األعمال والنشاطات المطلوبة التي ينظمها الحزب أو المنظمات الجماهيرية أو االتحادات المهنية ؛‬

‫‪ -‬األنشطة الرياضية التي تنظم في إطار الجمعيات ؛‬

‫‪ -‬القيام بعمل من أعمال البر من أجل الصالح العام أو إلنقاذ شخص معرض للهالك ‪.‬‬

‫ج‪ -‬كما يجب اعتبار اإلصابة أو الوفاة ناتجين عن العمل واللتين تطرأن إما ‪:‬‬

‫‪ -‬في مكان العمل أو مدته ؛‬

‫‪ -‬المادة ‪ ،7‬القانون ‪ 18/38‬المتعلق بحوادث العمل واالمراض المهنية ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪48‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬وقت بعيد عن ظرف وقوع الحادث ؛‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أثناء العالج الذي عقب الحادث ‪.‬‬

‫د‪ -‬الحادث الذي يقع في الطريق الطبيعي للذهاب إلى العمل أو العودة منه ‪ ،‬وأوال يكون العامل قد‬

‫توقف أو تخلف أو إنحرف عن الطريق الطبيعي وذلك على التفصيل اآلتي ‪:‬‬

‫‪ -‬وقوع الحادث في طريق العمل ‪ :‬و يقصد بطريق العمل طريق الذهاب إلى العمل أو العودة إلى‬

‫البيت؛‬

‫‪ -‬الوقت الطبيعي للطريق ‪ :‬الفترة الزمنية التي يذهب فيها لعامل عادة من منزله إلى عمله أو يعود فيها‬

‫من العمل إلى المنزل ؛‬

‫‪ -‬يجب أال يكون العامل قد توقف أو تخلف أو انحرف عن الطريق الطبيعي ‪ :‬ويقصد بالتوقف في‬

‫الطريق أن يتوقف العامل في الطريق الطبيعي الذي سبب من األسباب ‪ ،‬وبالتخلف أن يتوجه إلى‬

‫مكان ال يقع على الطريق ذاته ‪ ،‬وباالنحراف أن يترك الطريق الطبيعي ليسلك طريقا آخر ال يمكن أن‬

‫‪2‬‬
‫يوصف بحسب المعيار الموضوعي بأنه طريقا طبيعيا للذهاب إلى العمل أو العودة منه ‪.‬‬

‫ه‪ -‬المسار المضمون كذلك هو المسافة التي يقطعها العامل من مكان عمله والمكان الذي يتردد عليه‬

‫لتناول الطعام ‪.‬‬

‫يمكن أن يتعلق األمر بمطعم أو المطاعم التابعة للمؤسسات أو أي مكان آخر بما في ذلك‬

‫المرافق العمومية ‪ ،‬ال يمكننا أن نلزم العامل الذي يمارس نشاطه بعيدا عن منزله ( عامل في ورشة‬

‫أو عامل في مهمة ) أن يتناول طعامه دوما في نفس المكان ‪.‬‬

‫‪ -‬المادتين ‪ 9 – 8‬من القانون ‪ 15/85‬المتعلق بحوادث العمل واألمراض المهنية ‪ ،‬المرجع نفسه ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-Cahier de la sécurité social .La réparation et la prévention des accidents du travail , CNAS centre familial de Ben‬‬
‫‪Aknoun .Alger‬‬

‫‪49‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مالحظة ‪:‬‬

‫المكان الذي يتناول فيه الطعام ليس بالضرورة المكان األقرب من مكان العمل ‪ ،‬يحق للعامل‬

‫اختيار مكان تناول طعامه وفقا لقدراته المادية و احتياجاته أو ألي سبب آخر ‪.‬‬

‫المطــلب الثاني ‪ :‬الفرق بين تأمينات حوادث العمل وتأمين إصابات العمل ‪:‬‬

‫يظن الكثير من العامة أن تأمين حوادث العمل نفسه التأمين على إصابات العمل ‪ ،‬لكن هذا‬

‫الشبه يوجد فقط في المعنى اللغوي للجملتين لكن من خالل تطرقنا إلى المصطلحين استخلصنا ما‬

‫يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬تعريف إصابة العمل ‪:‬‬

‫يقصد بإصابة العمل ‪" :‬اإلصابة بأحد األمراض المهنية ‪ ،‬وتعتبر اإلصابة الناتجة عن اإلجهاد‬

‫أو اإلرهاق من العمل إصابة عمل طبيعي متى توافرت فيها الشروط ‪ ،‬أو اإلصابة نتيجة حادث وقع‬

‫أثناء تأدية العمل أو بسببه ‪ ،‬ويعتبر في حكم ذلك كل حادث يقع للمؤمن عليه خالل فترة ذهابه‬

‫للعمل أو عودته منه بشرط أن يكون الذهاب أو اإلياب دون توقف أو تخلف أو انحراف عن الطريق‬

‫‪1‬‬
‫الطبيعي "‪.‬‬

‫ومنه نخلص إلى أن تأمين إصابات العمل غطى أربعة (‪ ).0‬مخاطر ‪:‬‬

‫اإلصابة بأحد األمراض المهنية ‪ :‬هي كل أعراض التسمم و التعفن و االعتالل أي تلك األمراض‬ ‫‪-‬‬

‫التي تصيب العامل بسبب بيئة العمل أو الظروف التي تحيط بأدائه نتيجة تداول المواد المستعملة أو‬

‫إلشعاعاتها ‪،‬‬ ‫منتجاتها‪ ،‬و كذلك التعرض لها و‬

‫‪ -‬المادة ‪ 68‬من القانون ‪ 18-38‬المتعلق بحوادث العمل ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪50‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬اإلصابة بحادث العمل بسبب العمل ‪ :‬ويقصد بذلك أيضا أن يقع الحادث بسبب ظروف العمل أو‬

‫‪1‬‬
‫طبيعته ( أي أنه لوال العمل لما كانت اإلصابة ) ‪،‬‬

‫‪ -‬اإلصابة نتيجة حادث يقع للعامل أثناء ذهابه للعمل أو عودته منه ‪ :‬وهو حادث المسافة أو الطريق؛‬

‫‪ -‬اإلصابة نتيجة حادث أثناء العمل ‪ :‬أي يقع له في مكان العمل أي تقع اإلصابة أثناء الفترة الزمنية‬

‫ألداء العمل ؛‬

‫‪ -‬اإلصابة نتيجة اإلجهاد أو اإلرهاق من العمل ‪ :‬بحيث يكون ناتجا عن بذل مجهود إضافي يفوق‬

‫المجهود في وقت العمل األصلي أو في غيره ‪.‬‬

‫‪ – 2‬التفرقة بين تأمين حوادث العمل وتأمين إصابات العمل ‪:‬‬

‫من التعاريف السابقة لتأمين حوادث العمل و تأمين إصابات العمل وصلنا إلى الفرق بين هذين‬

‫النوعين من التأمينات ‪ ،‬وهو أن تأمين حادث العمل يعتبر نوع من تأمين إصابات العمل ألنه ضمن‬

‫المخاطر التي يغطيها األخير ‪:‬‬

‫‪ -‬اإلصابة نتيجة حادث عمل أثناء العمل أو بسببه ؛‬

‫‪ -‬اإلصابة بحادث يقع للعامل أثناء ذهابه للعمل أو عودته منه ؛‬

‫‪( -‬تأمين حادث أثناء العمل ‪ ،‬وتأمين حادث الطريق أو المسافة ) ‪.‬‬

‫ومنه فتأمين إصابات العمل أشمل من تأمين حوادث العمل ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المؤسسة العامة للضمان االجتماعي ‪ ،‬األردن ‪WWW.SSC.gov.jo ،‬‬

‫‪51‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬واجبات وحقوق المستفيدين من تأمين حوادث العمل ‪:‬‬

‫للمستفيدين من حوادث العمل التزامات ال بد منها التخاذ مصلحة حوادث العمل إجراءاتها بحيث‬

‫أنه في حالة عدم االلتزام بواجباته تؤخذ في حقه عقوبات ‪ ،‬وفي المقابل له حقوق تلتزم بها هيأة‬

‫الضمان االجتماعي ‪ ،‬وهذا ما سنوضحه في النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬واجبات و التزامات المصاب أو المستفيد من تأمين حوادث العمل ؛‬

‫‪ -‬حقوق المصاب والت ازمات هيأة الضمان االجتماعي اتجاهه ‪.‬‬

‫‪ -1‬واجبات المستفدين من تأمين حوادث العمل ‪:‬‬

‫يتعرض العامل إلى حوادث في مجال عمله والتي ينبغي عليه أن يبلغ الهيأة المختصة بالتكفل‬

‫به أثناء إصابته ويكون التبليغ بالحادث مختلف باختالف نوع الحادث ومكانه ‪.‬‬

‫أ‪ -‬التصـريح بحادث العمل ‪:‬‬

‫يجب أن يتم التصريح بحادث العمل من قبل ‪:‬‬

‫‪ -‬المصاب أو من ناب عنه لصاحب العمل في ظرف ‪ 50‬ساعة ‪ ،‬ماعدا حاالت قاهرة ‪ ،‬وال تحسب‬

‫أيام العطل الرسمية ؛‬

‫‪ -‬صاحب العمل اعتبا ار من تاريخ علمه بنبأ الحادث ‪ ،‬لهيئة الضمان االجتماعي في ظرف ‪ 08‬ساعة‬

‫و ال تحسب أيام العطل الرسمية ؛‬

‫‪ -‬اذا لم يبادر صاحب العمل بما عليه‪ ،‬يمكن أن تقوم بالتصريح بالحادث المنظمة النقابية أو متفشية‬

‫العمل ‪ ،1‬أو الموظف الذي يمارس صالحيته كرابط بين المؤسسة والصندوق الوطني للضمان االجتماعي‬

‫للعمال األجراء‪.2‬‬

‫‪-‬المادة ‪ 18‬من القانون ‪ ، 18-38‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬المعهد الوطني للعمل ‪ ،‬قانون الضمان االجتماعي نصوص تشريعية وتنظيمية ‪ ،‬الطبعة الثانية المعدلة والمتممة ‪ ،‬وحدة الرهان الرياضي‬
‫‪،‬الشراقة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 0226 ،‬ص ‪. 401‬‬

‫‪52‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬يتعين على المصاب بحادث عمل الذي ط أر في اطار عالقة العمل أن يشعر صاحب العمل بالحادث‬

‫في ظرف ‪ 50‬ساعة التي تلي وقوع الحادث‪,‬‬

‫‪ -‬هذا االلتزام سيضمن امكانية التكفل بالضرر البدني الذي ألحق بالمصاب جراء الحادث‪,‬حتى وان كانت‬

‫االصابة غير خطيرة ولم ينجر عن الحادث عواقب‪,‬‬

‫‪ -‬عدم التصريح بالحادث من قبل صاحب العمل لهيئة الضمان االجتماعي أو التصريح به متأخ ار‬

‫سيعرض صاحب العمل لعقوبات ‪ ،‬تتمثل في تحصيل غرامة من قبل هيئة الضمان االجتماعي يساوي‬

‫مبلغها‪ % 5.‬من األجرة التي يتقاضاها المصاب كل ثالثة أشهر؛‬

‫‪ -‬ال يسقط وجوبا المبادرة في التصريح من قبل صاحب العمل‪,‬حتى ولو لم ينجز عن الحادث عجز عن‬

‫العمل أو بدا أنه ال سبب للعمل فيه ؛‬

‫وفي الحالة األخيرة يجوز لصاحب العمل أن يشفع تصريحه بتحفظات‪. 1‬‬

‫ب‪-‬التصريح بحادث المسافة‪:‬‬

‫في حالة وقوع الحادث أثناء المسار لحادث(حادث المسافة أو الطريق)‪ ,‬يتوجب دخول طرف ثالث‬

‫والذي قد يكون من الجهة القضائية حيث ترسل وجوبا نسخة من المحضر الذي تعده هذه الجهة في أجل‬

‫مدته ‪ 1.‬أيام الى هيئة الضمان االجتماعي لمكان الحادث‪.‬‬

‫كما يجب أن تسلم نسخة من هذا المحضر الى المصاب وذوي حقوقه و المنظمة النقابية المعنية‬

‫ان طلبوا ذلك‪ ،‬وعندما تتدخل في الحادث المسؤولية الجنائية لمن كان سببا فيه أي في حالة االعتداء‬

‫‪ -‬مصلحة حوادث العمل ‪ ، cnas ،‬أم البواقي ‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪53‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫على الضحية‪ ،‬تحصل هيئة الضمان االجتماعي من النيابة أو من القاضي المكلف بدراسة القضية‪,‬‬

‫تسليما لمستندات الخاصة باإلجراءات الجارية ‪.1‬‬

‫‪ -2‬حقوق المصاب بحادث العمل (األداءات)‪:‬‬

‫اذا كانت الضحية تمارس عمال مأجو ار‪ ,‬وأثبت أن توقفها عن العمل كان بسبب العجز الذي ألحق‬

‫بها من جراء الحادث ‪ ،‬فلها الحق في األداءات أيا كانت طبيعتها دون شرط مدة العمل ‪ ،‬ولكل حالة‬

‫األداءات الخاصة لها‪:‬‬

‫أ‪-‬األداءات عن العجز المؤقت‪:‬‬

‫تكون األداءات عن العجز المؤقت المقدمة اثر وقوع حادث العمل من طبيعة عينية كما يمكن أن‬

‫تكون من طبيعة نقدية و تتمثل في‪:‬‬

‫* األداءات العينية‪:‬‬

‫‪ -‬تستحق األداءات المتعلقة بالعالجات التي يستلزمها شفاء المصاب سواء أحصل انقطاع عن العمل أم‬

‫ال‪ ,‬و دون تحديد للمدة ؛‬

‫‪ -‬للمصاب الحق في االستفادة من عالج خاص قصد إعادة تأهيله وظيفيا ويمكن أن يتضمن العالج‬

‫اقامة المصاب في مؤسسة عمومية أو مؤسسة خاصة معتمدة‪.‬‬

‫‪ -‬للمستفيد الحق فيما يلي‪:‬‬

‫* مصاريف اعادة التأهيل في حالة ما اذا لم تتم داخل المؤسسة ؛‬

‫* مصاريف االقامة اذا تمت اعادة التأهيل داخل المؤسسة ؛‬

‫‪ -‬المعهد الوطني للعمل ‪ ،‬قانون الضمان االجتماعي نصوص تشريعية وتنظيمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 422‬‬
‫‪1‬‬

‫‪54‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫* مصاريف التنقل؛‬

‫* التعويضات اليومية اذا لم يحصل الجبر‪.‬‬

‫‪ -‬للمصاب الذي يصبح على اثر الحادث غير قادر على ممارسة مهنته اال بعد اعادة تأهيله وظيفيا أو‬

‫‪1‬‬
‫مهنيا داخل المؤسسة أو لدى صاحب العمل لتمكينه من تعلم ممارسة مهنة من اختياره ‪.‬‬

‫* األداءات النقدية‪ :‬وتتمثل فيمل يلي‪:‬‬

‫‪ -‬يكون أجر اليوم الذي ط أر فيه الحادث على صاحب العمل‪ ,‬ذلك أيا كانت طريقة دفع األجر‬

‫‪ -‬تدفع للمصاب تعويضية يومية اعتبا ار من اليوم األول الذي يليه يوم التوقف عن العمل (يوم وقوع‬

‫الحادث)‪ ,‬وذلك خالل كل فترة العجز عن العمل و كذلك في حالة االنتكاس أو التفاقم (معاودة الضرر)‪.‬‬

‫ب‪-‬األداءات عن العجز الدائم‪ :‬و تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اذا أصيب العامل بعد جبر الجرح أو التئامه بعجز دائم يمنعه من االستمرار في ممارسة عمله‪ ,‬يمكنه‬

‫االستفادة من ريع نسبي يتناسب وعجزه‪.‬‬

‫‪ -‬تحدد نسبة العجز عن العمل من طرف الطبيب المستشار بهيئة الضمان االجتماعي‪ ,‬اخذا باالعتبار‬

‫كال من‪:‬‬

‫* عامل السن ؛‬

‫* عامل القابلية ؛‬

‫‪ -‬المرجع الوطني للعمل ‪ ،‬قانون الضمان االجتماعي نصوص تشريعية وتنظيمية ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 424‬‬
‫‪1‬‬

‫‪55‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫* القدرة المهنية(الكفاءة) ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫حيث يعتمد جداول خاصة بذلك و التي من بينها الجداول التالية ‪:‬‬

‫جدول رقم(‪ :)1‬يوضح نسبة العجز في حالة كسر األصابع ‪.‬‬

‫اليد‬ ‫اليد‬ ‫مكان اإلصابة‬

‫اليسرى(بالمائة)‬ ‫اليمنى(بالمائة)‬

‫من ‪ .‬الى ‪5‬‬ ‫من ‪ 1‬الى ‪0‬‬ ‫مفصل ما بين السالميات‬ ‫اإلبهام‬

‫من ‪ .‬الى ‪1‬‬ ‫من ‪ 1‬الى ‪5‬‬ ‫مفصل مل بين راحة اليد و األصابع‬

‫من ‪ 5‬الى ‪6‬‬ ‫من ‪ 0‬الى ‪8‬‬ ‫كل مفاصل األصبع‬

‫‪.‬‬ ‫من ‪ 1‬الى ‪5‬‬ ‫مفصل مل بين راحة اليد و األصابع‬ ‫السبابة‬

‫من ‪ .‬الى ‪0‬‬ ‫من ‪ 1‬الى ‪5‬‬ ‫المفصل األول و الثاني في األصبع‬

‫من ‪ 0‬الى ‪8‬‬ ‫من ‪ 5‬الى ‪1.‬‬ ‫كل مفاصل األصبع‬

‫‪.‬‬ ‫من ‪ .‬الى ‪5‬‬ ‫مفصل واحد‬ ‫الوسطى أو البنصر‬

‫من ‪ 0‬الى ‪6‬‬ ‫من ‪ 5‬الى ‪8‬‬ ‫كل مفاصل األصبع‬

‫‪.‬‬ ‫من ‪ .‬الى ‪1‬‬ ‫مفصل واحد‬ ‫الخنصر‬

‫من‪ .‬الى ‪0‬‬ ‫من ‪ 5‬الى ‪5‬‬ ‫كل مفاصل األصبع‬

‫من ‪ .‬الى ‪1‬‬ ‫من‪ 1‬الى ‪5‬‬ ‫مفصل مل بين راحة اليد و األصابع‬ ‫اإلبهام‬

‫من ‪ 5‬الى ‪6‬‬ ‫من ‪ 0‬الى ‪8‬‬ ‫كل مفاصل األصبع‬

‫‪ -‬الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء ‪ ،‬التأمين على حوادث العمل واألمراض المهنية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 12‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-cnas.recueil des textes législatifs et réglementaire de sécurité social.baréme des taux médicaux‬‬
‫‪d’incapacité permanante des accidents deu travail.tome II.alger.p(4-11).‬‬

‫‪56‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جدول رقم(‪ :)5‬يوضح نسب العجز حسب حركات األصابع‬

‫اليد اليسرى(بالمائة)‬ ‫اليد اليمنى(بالمائة)‬ ‫مكان االصابة‬

‫من ‪ 8‬الى ‪15‬‬ ‫من ‪ 1.‬ال ‪15‬‬ ‫تمدد(بسط األصابع)‬ ‫تحريك األصابع األربع ما‬

‫عدا االبهام)‬

‫من ‪ 15‬الى ‪5.‬‬ ‫من ‪ 5.‬الى ‪5.‬‬ ‫انقباض(ربط األصابع)‬

‫من ‪ 8‬الى ‪15‬‬ ‫من ‪ 1.‬الى ‪5.‬‬ ‫تحركات كل األصابع معا تمدد(بسط األصابع)‬

‫من ‪ 5.‬الى ‪5.‬‬ ‫من ‪ 5.‬الى ‪0.‬‬ ‫انقباض(ربط األصابع)‬

‫جدول رقم(‪ :)5‬يوضح نسب العجز في حالة بتر أحد أصابع أحد اليدين‬

‫اليد اليسرى(بالمائة)‬ ‫اليد اليمنى(بالمائة)‬ ‫مكان البتر‬

‫من ‪ 8‬الى ‪15‬‬ ‫من‪ 1.‬الى ‪15‬‬ ‫السالمى الظفرية كاملة‬ ‫االبهام‬

‫من ‪ 55‬الى ‪5.‬‬ ‫من ‪ 5.‬الى ‪55‬‬ ‫كامل االصبع‬

‫من ‪ 1‬الى ‪5‬‬ ‫من ‪ 5‬الى ‪5‬‬ ‫السالمى الظفرية كاملة‬ ‫السبابة‬

‫من ‪ 11‬الى ‪15‬‬ ‫من ‪ 10‬الى ‪16‬‬ ‫كامل االصبع‬

‫من ‪ 5‬الى ‪0‬‬ ‫من ‪ 0‬الى ‪5‬‬ ‫السالمى الظفرية كاملة‬ ‫الوسطى‬

‫من ‪ 8‬الى ‪1.‬‬ ‫من ‪ 1.‬الى ‪15‬‬ ‫كامل اإلصبع‬

‫من ‪ 5‬الى ‪5‬‬ ‫من ‪ 5‬الى ‪0‬‬ ‫السالمى الظفرية كاملة‬ ‫البنصر‬

‫من ‪ 6‬الى ‪8‬‬ ‫من ‪ 8‬الى ‪1.‬‬ ‫كامل االصبع‬

‫من ‪ 1‬الى ‪5‬‬ ‫من ‪ 5‬الى ‪5‬‬ ‫السالمى الظفرية كاملة‬ ‫الخنصر‬

‫‪57‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من ‪ 0‬الى ‪6‬‬ ‫من ‪ 6‬الى ‪8‬‬ ‫كامل االصبع‬

‫جدول رقم(‪ :)0‬يوضح نسب العجز في حالة فقدان يد كاملة‬

‫اليد اليسرى(بالمئة)‬ ‫اليد اليمنى(بالمئة)‬ ‫مكان البتر‬

‫من ‪ 58‬الى ‪6.‬‬ ‫من ‪ 68‬الى ‪..‬‬ ‫بتر اليد‬

‫من ‪ 58‬الى ‪6.‬‬ ‫من ‪ 68‬الى ‪..‬‬ ‫بتر نصف الذراع أو كاملة‬

‫‪1..‬‬ ‫بتر اليدين أو الذراعين كاملين ‪1..‬‬

‫‪ -2‬األداءات في حالة الوفاة‪:‬‬

‫اذا نتجت عن حادث العمل وفاة المؤمن له فانه تدفع لذوي حقوقه التعويضات التالية ‪:‬‬

‫* رأسمال الوفاة ‪:‬‬

‫‪ -‬يستفيد ذوي حقوق المؤمن له كل من الزواج ‪ ،‬األوالد و األصول من رأسمال الوفاة ؛‬

‫‪ -‬يساوي رأسمال الوفاة اثنا عشر(‪ )15‬مرة األجر الشهري للمؤمن له األكثر مالئمة له‪ ,‬الذي تقاضاه‬

‫خالل السنة السابقة لوفاته ‪ ،‬والذي كان وعاء لحساب االشتراكات ؛‬

‫‪ -‬في جميع الحاالت ال يمكن أن يقل هذا المبلغ عن اثني عشر(‪ )15‬مرة األجر الوطني األدنى‬

‫المضمون ؛‬

‫‪ -‬يصرف رأسمال الوفاة مرة واحدة بعد وفاة المؤمن له ؛‬

‫‪58‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬يقسم رأسمال الوفاة بين ذوي الحقوق بالتساوي ؛‬

‫‪ -‬ال يمكن الجمع بين رأسمال الوفاة الخاص بالحادث و رأسمال الوفاة الخاص بالتأمينات االجتماعية‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬‬

‫* ريع ذوي الحقوق ‪:‬‬

‫‪ -‬يصرف الريع لذوي الحقوق ابتداءا من أول يوم يلي تاريخ الوفاة ؛‬

‫‪ -‬يحسب الريع على أساس األجر الشهري الخاضع لالشتراكات الذي تسلمه المؤمن له المتوفى خالل‬

‫‪ 15‬شه ار الذي سبقت الحادث ؛‬

‫يستفيد من هذه األداءات كل من‪:‬‬

‫* زوج المؤمن له ؛‬

‫* األوالد المكفولون والذين تتوفر فيهم الشروط التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬الذين يقل عمرهم عن ‪ 18‬سنة ؛‬

‫‪ -‬الذين يقل عمرهم عن ‪ 55‬سنة وأبرم بشأنهم عقد تمهين و يقل أجرهم عن نصف األجر الوطني األدنى‬

‫المضمون ؛‬

‫‪ -‬الذين يقل عمرهم عن ‪ 51‬سنة ويتابعون تعليمهم ؛‬

‫‪ -‬األوالد و ذووا الحقوق من الدرجة الثالثة المكفولين ‪.‬‬

‫‪ -‬الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال االجراء‪ ،‬التأمين على حوادث العمل واألمراض المهنية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪1‬‬

‫‪59‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫* األصول المكفولون ‪ :‬وهم اما أصول المتوفى أو أصول الزوج الذين تنعدم لديهم موارد مادية‪ ,‬أو تكون‬

‫‪1‬‬
‫مواردهم أو الدخل الذي يتقاضونه يقل عن القيمة الدنيا لمعاش التقاعد ‪.‬‬

‫‪ -‬الصندوق الوطني للتأمينات االجماعية للعمال األجراء ‪ ،‬التأمين على حوادث العمل واألمراض المهنية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪،‬ص‪. 20-15 ،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪60‬‬
‫واقع تأمين اصابات العمل في القطاعين العام والخاص‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة ‪:‬‬

‫عمل قانون التأمين االجتماعي على توحيد أحكامه بالنسبة لكافة العاملين سواء من كان يعمل‬

‫منهم في القطاع العام أو القطاع الخاص ‪ ،‬وقد كان القصد من وراء ذلك تحقيق المساواة بين كافة‬

‫العاملين من حيث المزايا التأمينية ‪.‬‬

‫ومن خالل دراستنا لهذا الفصل نجد أن التعويضات أو المزايا التي يتحصل عليها العمال في‬

‫القطاع العام هي نفسها التعويضات أو المزايا التي يحصل عليها العمال في القطاع الخاص في‬

‫حالة تعرضهم إلى إصابات العمل أو أمراض مهنية ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫دراسة ميدانية على األمراض المهنية ‪CNAS‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تعتبر مؤسسة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي مؤسسة خدمية بالدرجة األولى وكذا ملكية‬

‫جماعية للعمال وعائالتهم ‪ ،‬وأن مصدر تمويلهم األساسي هو االشتراكات التي تقطع من الرواتب‬

‫الشهرية للعمال هذا على أساس مبدأ وقاعدة تحقيق التضامن بين جميع العمال‪ ،‬وفي هذا الجانب‬

‫تطرقنا إلى دراسة بعض الحاالت من أجل إيضاح بعض النقاط الهامة المتبعة في إجراءات دراسة‬

‫حاالت األمراض المهنية وكذا الطريقة الحسابية المتبعة لحساب مبلغ التعويض ‪ ،‬حيث قسمنا‬

‫الفصل إلى ‪:‬‬

‫* المبحث األول‪ :‬عموميات حول مؤسسة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪ CNAS‬؛‬

‫* المبحث الثاني‪ :‬دراسة حالة لكيفية سير ملف مرض مهني واجراءات التعويض ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫دراسة ميدانية على األمراض المهنية ‪CNAS‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث األول ‪ :‬عموميات حول مؤسسة الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‬


‫‪:CNAS‬‬

‫حاولت في هذا المبحث اإلشارة إلى نشأة صندوق الضمان االجتماعي للعمال األجراء بصفة عامة‬
‫والتعريف بوكالة أم البواقي بصفة خاصة (محل التربص)‪ ،‬كما تعرضت الى كيفية االشتراك ضمن قطاع‬
‫الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫كانت والية أم البواقي في إطار الضمان االجتماعي تابعة للصندوق الجهوي بقسنطينة ‪ ،‬حيث‬

‫كان الصندوق يضم ‪ 42621‬صاحب عمل و ‪ 000555‬مؤمنا اجتماعيا‪ ،‬وهو الضغط الذي أدى‬

‫بالمسؤولين إلى إعالن الالمركزية ‪ ،‬وكان نتيجة ذلك ميالد صندوق الضمان االجتماعي لوكالة أم‬

‫البواقي حيث ظهر للوجود سنة ‪.4791‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬التعريف بوكالة أم البواقي (محل التربص)‪:‬‬

‫‪ -1‬تعريف وكالة أم البواقي ‪:‬‬

‫يعرف صندوق الضمان االجتماعي بأم البواقي بأنه وكالة خدماتية‪ ،‬وطنية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪،‬‬

‫عمومية‪ ،‬ممولة من طرف الدولة‪ ،‬دورها األساسي فرض الحماية التشريعية للعامل والى أصحاب‬

‫العمل من جميع األخطار التي تهددها‪ ،‬وقد افتتحت وكالة أم البواقي في سنة ‪4791‬م حيث تفرعت‬

‫عن المديرية الجهوية للضمان االجتماعي قسنطينة في إطار الالمركزية للتسيير‪ ،1‬كما أنها ذات طابع‬

‫إداري وتتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬وتخضع للقوانين والتنظيمات الجاري بها العمل ‪.‬‬

‫يتكون المقر المركزي للصندوق تحت سلطة المدير وبمساعد األمين العام من‪: 2‬‬

‫‪ -‬المديرية الفرعية لألداء ؛‬

‫‪ -‬نائب مدير المستخدمين ‪ ، CNAS ،‬أم البواقي ‪ 11 ،‬أفريل ‪. 4112‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -‬معلومات من الوكالة ‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫‪63‬‬
‫دراسة ميدانية على األمراض المهنية ‪CNAS‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬المديرية الفرعية للتحصيل و المنازعات ؛‬

‫‪ -‬المديرية الفرعية للمراقبة ؛‬

‫‪ -‬المديرية الفرعية للمراقبة الطبية ؛‬

‫‪ -‬المديرية الفرعية للوقاية من حوادث العمل واألمراض المهنية ؛‬

‫‪ -‬المديرية الفرعية للدراسات واإلحصائيات والتنظيم ؛‬

‫‪ -‬المديرية الفرعية لإلعالم اآللي ؛‬

‫‪ -‬المديرية الفرعية للعمليات المالية ؛‬

‫‪ -‬المديرية الفرعية لالنجازات والتجهيز الوسائل العامة ؛‬

‫‪ -‬المديرية الفرعية للمستخدمين ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -4‬مهام الصندوق الوطني للتامينات االجتماعية وحوادث العمل واالمراض المهنية‪:‬‬

‫‪ -‬يسير الخدمات العينية والنقدية الخاصة بالتأمينات االجتماعية وحوادث العمل واألمراض المهنية ؛‬

‫‪ -‬يسير بصورة انتقالية المنح العائلية الموضوعة قانونا على عاتق هيأت الضمان االجتماعي؛‬

‫‪ -‬يتولى تحصيل االشتراكات الموجهة لتمويل الخدمات المنصوص عليها في الفترات السابقة ومراقبة‬

‫هذا التحصيل والمنازعات المرتبطة به ؛‬

‫‪-‬المادتين ‪ 8‬و ‪ 9‬من المرسوم رقم ‪ 442-81‬المؤرخ في ‪، 1981-18-41‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ، 21‬في ‪،1981-18-41‬‬
‫‪1‬‬

‫ص‪. 82 ،‬‬

‫‪64‬‬
‫دراسة ميدانية على األمراض المهنية ‪CNAS‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬يساهم في تطوير سياسة الوقاية من حوادث العمل واألمراض المهنية‪ ،‬ويسير صندوق الوقاية من‬

‫حوادث العمل واألمراض المهنية ؛‬

‫‪ -‬يمارس المراقبة الطبية على المستفيدين ؛‬

‫‪ -‬تتولى هيأة الضمان االجتماعي أيضا القيام بأعمال تتمثل في اقامة مرافق ذات النفع الصحي‬

‫واالجتماعي إلفادة العمال ذوي حقوقهم باألداءات االجتماعية ؛‬

‫‪ -‬يتولى تسيير صندوق المساعدات واإلسعافات الذي يخصص لمنح في بعض الحاالت االستثنائية‬

‫امتيازات للمؤمنين لهم اجتماعيا ولذوي حقوقهم ‪:‬‬

‫* عندما ال يستوفي المعنيون الشروط التي تخول لهم االستفادة من أداءات الضمان‬

‫االجتماعي؛‬

‫* عندما يكون من ذوي الدخل المحدود ؛‬

‫* يمول صندوق المساعدات واإلسعافات بجزء من اشتراكات الضمان االجتماعي ‪.‬‬

‫‪ -‬يعطي رقم تسجيل وطني للمؤمنين لهم اجتماعيا و للعاملين ‪.‬‬

‫‪ -2‬أهداف صندوق الضمان االجتماعي‪:‬‬

‫إن الغرض األساسي من وجود صندوق الضمان االجتماعي هو ضمان حقوق العمال وتعويضهم عن‬
‫مختلف المخاطر التي تواجههم‪ ،‬ويسعى الضمان االجتماعي إلى تحقيق مجموعة من األهداف والمتمثلة‬

‫‪1‬‬
‫في‪:‬‬

‫المادة ‪ 99‬من المرسوم ‪ ،119/01‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.41‬‬


‫‪1‬‬

‫‪65‬‬
‫دراسة ميدانية على األمراض المهنية ‪CNAS‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬النشاط الصحي العائلي عن طريق تطبيق الطب المجاني‪ ،‬حيث بدأ تطبيق النظام على مستوى المراكز‬
‫الصحية ابتداء من سنة ‪ .4790‬وانطالقا من شهر أفريل ‪ 4799‬امتد نشاطها ليستفيد منه فئات أخرى؛‬

‫‪ -‬األطفال المؤمنين الذين ال تتجاوز أعمارهم ‪ 46‬سنة‪ ،‬توابع المؤمن االجتماعي‪ ،‬عائالت و أبناء الشهداء‬

‫المستفيدين من الثورة الزراعية‪.‬‬

‫‪ -2‬الهيكل التنظيمي لوكالة أم البواقي ‪: CNAS-OEB‬‬

‫‪1‬‬
‫الشكل رقم(‪ :)4‬يوضح الهيكل التنظيمي لوكالة أم البواقي ‪.‬‬

‫‪ -‬المصدر ‪ :‬نائب مدير المستخدمين ‪ ،‬أم البواقي ‪CNAS‬‬


‫‪1‬‬

‫‪66‬‬
‫دراسة ميدانية على األمراض المهنية ‪CNAS‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المديرية العامة‬

‫مديرية الوكالة الوالئية‬


‫أم البواقي (‪)SANC.BEO‬‬

‫نيابة مديرية‬ ‫نيابة مديرية‬ ‫نيابة مديرية‬ ‫نيابة مديرية‬ ‫نيابة‬


‫األداءات‬ ‫مديرية‬
‫اإلعالم‬ ‫الرقابة الطبية‬ ‫تحصيل العمليات‬
‫العامة‬ ‫األداءات‬
‫األلي‬ ‫المالية‬
‫مركز الدفع‬

‫المحاسبة و‬
‫مصلحة الرقابة‬ ‫المالية‬ ‫مصلحة‬ ‫مصلحة حوادث العمل و‬
‫مركز الحساب‬
‫الطبية على مستوى‬ ‫األمراض المهنية‬
‫كل مركز‬ ‫الموظفين‬

‫‪-RECEPION‬‬ ‫مصلحة األخطار‬


‫الكبرى‬
‫‪-VENTILATION‬‬ ‫مصلحة‬

‫‪-BUDGET‬‬ ‫الوسائل‬
‫‪-CM-OEB‬‬ ‫مصلحة الشفاء‬
‫العامة‬
‫‪-CM-A.BIEDA‬‬ ‫‪-PAIE‬‬

‫‪-CM-A.AIN‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪CENTRALISATION‬‬ ‫مصلحة اإلنتساب‬
‫‪FAKROUN‬‬
‫المخزن‬
‫‪-CM MESK‬‬ ‫التحصيل و‬
‫‪-CM-MLILA‬‬ ‫المنازعات‬
‫مصلحة اإلتفاقيات‬

‫مصلحة الترقيم‬
‫الصيانة‬
‫مصلحة التعاقد مع‬
‫مصلحة المنازعات‬ ‫المستشفيات‬

‫مصلحة مراقبة أرباب‬


‫العمل‬ ‫مصلحة اإلشتراكات‬ ‫المنح العائلية‬

‫‪67‬‬
‫دراسة ميدانية على األمراض المهنية ‪CNAS‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬كيفية االشتراك في الضمان االجتماعي‪:‬‬

‫يمر المؤمن له بعدة مراحل أو مصالح لالشتراك أصحاب العمل والعمال في الضمان‬

‫االجتماعي‪ ،‬وهذا ما سنوضحه في النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬نسبة االشتراك في الضمان االجتماعي و كيفية توزيعها ‪:‬‬

‫نسبة اشتراكات الضمان االجتماعي محددة ومقسمة كما يلي‪:‬‬

‫* ‪ % 21‬من نسبة االشتراك على عاتق صاحب العمل ؛‬

‫* ‪ % 7‬من نسبة االشتراك على عاتق العامل ؛‬

‫* ‪ % 5.0‬من نسبة االشتراك تتكفل بها الخدمات االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -4‬الخطوات المتبعة لالشتراك في الضمان االجتماعي‪:‬‬

‫حتى يتمكن الشخص الراغب في االشتراك في الضمان االجتماعي ال بد أن يمر بعدة مراحل‬

‫(مصالح) هي‪:‬‬

‫* مصلحة االنتساب ‪:‬‬

‫‪ -‬األشخاص المنتسبون‪ :‬ينتسب في الضمان االجتماعي وجوبا كل من العمال أيا كانت جنسيتهم‪ ،‬وهم‬
‫الذين يمارسون بالجزائر عمال مأجو ار أو الذين رهن لتكوين مهما كانت صفتهم‪ ،‬وحينما كان لحساب مستخدم‬
‫واحد أو أكثر و أيا كان مبلغ أو طبيعة أجرهم أو صالحية عقدهم‪.‬‬

‫‪ -‬طلب االنتساب‪ :‬يتوجب على المستخدمين والعمال غير األجراء االنتساب لوكاالت الضمان االجتماعي‬
‫بالوالية التي تقع في دائرة مقر المؤسسة أو النشاط‪ ،‬أما بالنسبة للعمال األجراء يقوم المستخدم بتقديم‬
‫االنتساب للعمال كاآلتي‪:‬‬

‫‪68‬‬
‫دراسة ميدانية على األمراض المهنية ‪CNAS‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ‬طلب تصريح باالنتساب للمؤمن اجتماعيا؛‬

‫‪ ‬شهادة ميالد أصلية؛‬

‫‪ ‬شهادة مدنية للحالة العائلية‪.‬‬

‫كما يجب على صاحب العمل أن يلتزم بتقديم طلب االنتساب في اآلجال المحددة خالل العشر أيام التي‬
‫تلي توظيف العامل‪ ،‬كما يجب أن نذكر أن هناك انتساب تلقائي الذي يتم من طرف وكالة الضمان‬
‫االجتماعي لصالح الذين لم يقوم بطلب االنتساب في اآلجال المحددة وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ ‬بمبادرة تلقائية من الوكالة؛‬

‫‪ ‬بعريضة يقدمها المعني أو من ذوي الحقوق بالمنظمة النقابية أو من أي شخص آخر‪.‬‬

‫وفي حالة عدم االنتساب في اآلجال المحددة يؤدي إلى إجراء تغريم هيئة الضمان االجتماعي المختصة‬
‫محليا تصريحا بالنشاط وذلك خالل ‪ 45‬أيام التي تلي بداية النشاط ويجب أن يتضمن التصريح كل الوثائق‬
‫الموضحة للنشاط‪:‬‬

‫‪ ‬مرسوم إنشاء المؤسسة؛‬

‫‪ ‬عقد رسمي إلنشاء المؤسسة؛‬

‫‪ ‬السجل التجاري بالرقم الجبائي‪.‬‬

‫وفي هذه المصلحة يقوم بملء االستمارة المتعلقة بالتصريح بالنشاط‪ ،‬والتي تكون بها جهة باللغة العربية‬
‫وجهة باللغة الفرنسية في أعلى الوثيقة به اسم ورقم الوكالة‪ ،‬وتضم ‪ 0‬أقسام وهي‪:‬‬

‫‪ -‬القسم األول‪ :‬يحتوي على معلومات تعريفية خاصة ب‪:‬‬

‫‪ ‬اسم ولقب المصرح والصفة؛‬

‫‪ ‬اإلدارة‪ ،‬ويبرز فيها الطبيعة االجتماعية (العنوان‪ ،‬المركز البريدي‪ ،‬رقم الهاتف‪ ،‬تاريخ بدأ النشاط‪،‬‬

‫رقم الحساب الجاري أو البنكي)‪.‬‬

‫‪ -‬القسم الثاني‪ :‬أصل اإلدارة‪ ،‬وفيه خمسة خانات يجب الشطب على واحدة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫دراسة ميدانية على األمراض المهنية ‪CNAS‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬القسم الثالث‪ :‬قطاع االنتماء‪ ،‬وهي أيضا تحتوي على خمسة خانات ويجب الشطب على واحدة فقط و‬
‫ذلك حسب نوع االنتماء‪.‬‬

‫‪ -‬القسم الرابع‪ :‬معلومات تتعلق باألجراء وفيها تاريخ التوظيف‪.‬‬

‫‪ -‬القسم الخامس‪ :‬الوثائق التي يجب اإلثبات بها وتاريخ ومكان تحرير الوثيقة‪ ،‬وامضاء المصرح وختم‬
‫المصلحة‪.‬‬

‫* مصلحة الترقيم ‪ :‬بعد التصريح بالنشاط في مصلحة أرباب العمل ينتقل صاحب العمل الى مصلحة‬

‫الترقيم حتى يتم منح أرقام التسجيل لصاحب العمل والعمال الذين يريد التأمين عليهم‪ ،‬ويجب أن يرفق‬

‫صاحب العمل بالوثائق التالية الخاصة به ‪:‬‬

‫‪ -‬نسخة من السجل التجاري(مصادق عليها) ؛‬

‫‪ -‬رقم التسجيل في الضرائب ؛‬

‫‪ -‬شهادة التصريح بالوجود ؛‬

‫‪ -‬فتح حساب بنكي ؛‬

‫‪ -‬ختم صاحب المؤسسة (باسم المؤسسة) ؛‬

‫‪ -‬الوثائق التي تحدد بياناته ‪.‬‬

‫الوثائق الخاصة بالعمال‪:‬‬

‫‪ -‬شهادة الميالد األصلية ؛‬

‫‪ -‬شهادة الحالة المدنية ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫دراسة ميدانية على األمراض المهنية ‪CNAS‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وبعد تسليم جميع هذه الوثائق لمصلحة الترقيم يحصل صاحب العمل على وثيقة التصريح أو الطلب‬

‫برقم التسجيل‬

‫‪1‬‬
‫)‪. (Déclaration et demande d’affiliation d’un assure social‬‬

‫وفي حالة تأخر صاحب العمل عن ترقيم عماله تفرض عليه غرامة مالية وذلك حسب مدة التأخر التي‬

‫قام بها صاحب العمل ويتم إشعاره عن طريق ورقة إشعار بعقوبات وزيادات التأخير‪.‬‬

‫* مصلحة االشتراكات ‪ :‬يجب على المستخدم دفع مجموع االشتراكات إلى صندوق الضمان‬

‫االجتماعي سواء كان خاص به أو بالعامل ‪ ،‬ويكون اشتراكه على أساس دوري حيث تدفع االشتراكات‬

‫من طرف المستخدم إلى هيئة الضمان االجتماعي التابع إلقليمها حيث من(‪ )4‬عامل إلى(‪ )7‬عمال‬

‫يتم الدفع كل ثالثة أشهر‪ ،‬ومن(‪ )45‬عمال فما أكثر يكون الدفع كل‬

‫كما يجب أن يكون األجر األدنى الدافع لالشتراكات في أي من الحاالت أكبر من األجر الوطني‬

‫األدنى المضمون و تحسب اشتراكات الضمان االجتماعي بالنسبة للعمال غير األجراء باقتطاع ‪% 7‬‬

‫من أجر العامل و ‪ %26‬من أجر صاحب العمل ‪.‬‬

‫نستنتج أن العامل حتى يتم اشتراكه في الضمان االجتماعي يجب أوال أن يمر بمصلحة االنتساب ثم‬
‫مصلحة االشتراكات مرو ار بمصلحة الترقيم‪.‬‬

‫‪ -‬الملحق رقم (‪. )4‬‬


‫‪1‬‬

‫‪71‬‬
‫دراسة ميدانية على األمراض المهنية ‪CNAS‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة حالة لكيفية سير ملف مرض مهني واجراءات‬

‫التعويض ‪:‬‬

‫من خالل الدراسة التي قمنا بها على مستوى الوكالة ‪ ،‬يمكن تلخيص أهم النقاط التي تم التطرق‬

‫‪:‬‬ ‫إليها فيما يلي‬

‫المطلب األول‪ :‬كيفية سير ملف مرض مهني ‪:‬‬

‫يطلق اسم األمراض المهنية على بعض األمراض التي تكون ظروف العمل سببا فيها ويطبق‬

‫عليها نفس األحكام التي تسير ملف حوادث العمل‪ ،‬إال فيما يخص التصريح بها ‪ ،‬إذ أنه يستوجب‬

‫على المصاب شخصيا وليس من طرف صاحب العمل‪ ،‬ويتم تحديد مدة التصريح من ‪ 40‬يوما إلى‬

‫ثالثة أشهر على األكثر ابتداءا من تاريخ الكشف الطبي وتشخيص المرض ‪.‬‬

‫‪ -1‬الشروط الالزمة لالعتراف باألمراض المهنية ‪:‬‬

‫األمراض المهنية المعترف بها يجب أن تستوفي المعايير التالية‪:‬‬

‫‪ -‬التعرض للخطر ؛‬

‫‪ -‬العالقة بين الخطر والمرض ؛‬

‫‪ -‬ادراج المرض في جدول األمراض المهنية ‪.‬‬

‫* وصف جدول األمراض المهنية ‪:‬‬

‫هناك ‪ 10‬جدول أمراض مهنية‪ ،‬توزع على ثالثة (‪ )50‬مجموعات ‪:‬‬

‫‪72‬‬
‫دراسة ميدانية على األمراض المهنية ‪CNAS‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬المجموعة األولى ‪ :‬يوضح فيها المظاهر المرضية للتسمم الحاد أو المزمن ( جدول ‪ ) 06‬؛‬

‫‪ -‬المجموعة الثانية ‪ :‬العدوى الجرثومية ( جدول ‪ ) 46‬؛‬

‫‪ -‬المجموعة الثالثة ‪ :‬األمراض الناتجة عن الغالف الجوي أو موقف معين ( جول ‪. ) 40‬‬

‫لكل جدول من جداول األمراض المهنية لديه ‪:‬‬

‫‪ -‬عنوان للجدول ؛‬

‫‪ -‬قائمة األعراض ( الخانة اليسرى ) ؛‬

‫‪ -‬تفاصيل التعويض ( الخانة الوسطى ) ؛‬

‫‪ -‬قائمة األمراض ( الخانة اليمنى ) ‪.‬‬

‫العمود األيسر‬ ‫العمود األوسط‬ ‫العمود األيمن‬

‫علم األمراض ‪ :‬أحيانا يكون‬ ‫تفاصيل التعويض‬ ‫قائمة األعمال التي تنفذ على‬
‫العامل ‪.‬‬
‫مطلوب اختبارات أرصدة‬ ‫تفاصيل التعرض‬

‫بيولوجيا‪ ،‬مخطط السمع ‪.‬‬

‫المجموعة (‪)4‬‬
‫أو‬
‫قائمة شاملة‬
‫المجموعة ‪ 2‬و ‪. 0‬‬

‫‪73‬‬
‫دراسة ميدانية على األمراض المهنية ‪CNAS‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫* معايير االعتراف بالمرض المهني ‪:‬‬

‫التعرف على المرض المهني ينطوي على ثالثة شروط أشيرت في جداول المرض المهني ‪:‬‬

‫‪ -4‬تكون األمراض أو األعراض في بيان الجدول ( العمود األيسر ) ؛‬

‫‪ -2‬الوفاء بالموعد النهائي للحصول على التعويض ( العمود األوسط ) ؛‬

‫‪ -0‬أن يكون المرض يطبق أو يمارس في الجدول الموضح في ( العمود األيمن ) ؛‬

‫‪ -4‬الوثائق الواجب ارسالها الى المراقبة الطبية ‪:‬‬

‫على صاحب تزويد المؤسسة بالوثائق التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬وثيقة التصريح بالمرض المهني ؛‬

‫‪ -‬شهادة طبية أولية مبدئية ؛‬

‫‪ -‬التصريح باالجراءات التي تسبب استخداهما في مرض مهني ‪.‬‬

‫* األسئلة المطروحة من قبل المراقبة الطبية ‪:‬‬

‫األسئلة المطروحة واالجابات التي تدلي بها المراقبة الطبية ‪:‬‬

‫‪ -4‬هل هو مرض مهني قابل للتعويض ؟‬

‫‪ -‬إذا كانت اإلجابة نعم ‪ :‬الطبيب المسؤول يحدد رقم الجدول ؛‬

‫‪ -‬إذا كانت اإلجابة ال ‪ :‬الطبيب المسؤول يحدد نمط وطبيعة الرفض ؛‬

‫إداري‬ ‫أو ‪.‬‬ ‫طبي‬ ‫‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫دراسة ميدانية على األمراض المهنية ‪CNAS‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -2‬التوقف عن العمل من ‪........‬إلى‪ .........‬هل هو مبرر ؟‬

‫‪ -0‬هل العجز الجزئي الدائم ‪ IPP‬ضمن المخطط ؟‬

‫‪ -1‬هل هناك عالج ؟‬

‫‪ -0‬هل العالج يرتبط بالمرض المهني ؟‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬االجراءات في حالة اإلصابة بالمرض المهني وطرق حساب التعويض‪:‬‬

‫من خالل الدراسة التي قمنا بها على مستوى الوكالة‪ ،‬يمكن تلخيص أهم النقاط التي تم التطرق‬

‫إليها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬االجراءات في حالة االصابة بالمرض المهني ‪:‬‬

‫يجب أن يندج المرض الذي أصيب به العامل ضمن أحد جداول األمراض المهنية المحددة ‪،‬‬

‫ويجب أن يكون مرتبط بمحيط العمل ‪.‬‬

‫أ‪ -‬يجب التصريح بالمرض المهني في أجل ‪:‬‬

‫‪ 40 -‬يوم كحد أدنى ؛‬

‫‪ 50-‬أشهر كحد أقصى ابتداءا من تاريخ المعاينة الطبية للمرض ‪.‬‬

‫‪ -‬يجب أن يتضمن الملف الواجب تقديمه ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬وثيقة التصريح بالمرض المهني ؛‬

‫‪ -‬شهادة طبية أولية ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫دراسة ميدانية على األمراض المهنية ‪CNAS‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬يتم تكوين وتصفية ملف المرض المهني وفق الشروط المتعلقة بحوادث العمل واالستفادة من نفس‬

‫اآلداءات في حوادث العمل ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الشهادة الطبية الخاصة بالتوقف عن العمل بسبب المرض ‪:‬‬

‫يجب أن يكون قرار الطبيب المعالج القاضي بتوقف المريض عن مزاولة العمل معلال بعدم امكانية‬

‫ممارسة أي نشاط مهني ‪ ،‬نتيجة لتدهور حالته الصحية ‪ ،‬حتى تكون محل تعويض من قبل‬

‫الصندوق‪.‬‬

‫يجب أن تودع شهادة التوقف عن العمل لدى مصالح الضمان االجتماعي خالل ‪ 11‬ساعة التي تلي‬

‫تاريخ اصدار الشهادة ‪.‬‬

‫* يتعين على كل مؤمن له اجتماعيا انقطع عن العمل بسبب مرض مهني ‪ ،‬أن يتوجه إلى مركز‬

‫انتسابه ليتمكن من تعويض آداءات العطلة المرضية ‪.‬‬

‫حيث تحدد التعويضات اليومية كما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬ابتدءا من اليوم األول إلى غاية اليوم ‪ 40‬الذي يلي التوقف عن العمل‪ ،‬يكون بنسبة ‪ % 05‬من‬

‫األجر؛‬

‫‪ -‬ابتداءا من اليوم ‪ 46‬الذي يلي التوقف عن العمل بنسبة ‪ % 455‬من األجر ؛‬

‫‪ -‬في حال تعلق األمر باألمراض طويلة تطبق نسبة ‪ % 455‬ابتداءا من اليوم األول من التوقف عن‬

‫العمل ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫دراسة ميدانية على األمراض المهنية ‪CNAS‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -4‬طريقة حساب التعويضات ‪:‬‬

‫بعد أن تتم جميع االجراءات الواجب اتخاذها في حالة االصابة بالمرض المهني ‪ ،‬تتم عملية‬

‫حساب التعويضات كما يلي ‪:‬‬

‫نطبق العملية الحسابية التالية مع اقتطاع نسبة االشتراكات والضريبة ‪:‬‬

‫التعويض اليومي = األجر القاعدي ‪21 /‬‬

‫أما في حالة حساب التعويض في حالة العجز نطبق العملية الحسابية التالية ‪:‬‬

‫مبلغ التعويض = مبلغ األجر السنوي ‪ X‬نسبة العجز‬

‫مثال تطبيقي ‪:‬‬

‫وقع حادث ألحد العاملين بورشة وهو يعمل ‪ ،‬أدى إلى قطع في أصبع رجله ‪.‬‬

‫كيف تتم حساب التعويضات ؟‬

‫مع العلم أن العامل يتقاضى أجر قيمته ‪ 24555‬دج ؛‬

‫قدرت نسبة العجز ب ‪. % 25‬‬

‫‪77‬‬
‫دراسة ميدانية على األمراض المهنية ‪CNAS‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫التعويض اليومي = األجر القاعدي ‪05 /‬‬

‫التعويض اليومي للعامل = ‪ 955 = 05 / 24555‬دج ؛‬

‫مبلغ التعويض = األجر السنوي ‪ x‬نسبة العجز‬

‫األجر السنوي = ‪ 202555 = 42 x 24555‬دج ؛‬

‫مبلغ التعويض = ‪ 05155 = % 25 x 202555‬دج ؛‬

‫مبلغ التعويض الشهري = ‪ 1255 = 42 / 05155‬دج ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫دراسة ميدانية على األمراض المهنية ‪CNAS‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالصة ‪:‬‬

‫بعدما تعرفنا على محل التربص (وكالة أم البواقي ‪ )CNAS‬وهيكلها التنظيمي ‪ ،‬اتجهنا إلى‬

‫كيفية االشتراك في الضمان االجتماعي بذكر أهم الخطوات المتبعة لكي يصبح الفرد مؤمنا اجتماعيا ‪،‬‬

‫بتحديد نسب االشتراك وكذا كيفية توزيعها مع التطرق إلى أهم مهام الصندوق الوطني للضمان‬

‫االجتماعي ‪ ،‬هذا بالنسبة للمبحث األول ‪.‬‬

‫أما المبحث الثاني فكان تطبيقا على أرض الواقع لكل ما فرضناه وطرحناه عنه إشكاال وتصورنا‬

‫حوله افتراضات ‪ ،‬وذلك بدراسة بعض األمثلة الواقعية للمؤمن لهم ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬

‫تعرضنا من خالل هذا البحث لدراسة اصابات العمل في القطاع العام والقطاع الخاص –دراسة حالة‬

‫أمراض مهنية‪ -‬سواء من الناحية النظرية أو من الناحية الميدانية ‪.‬‬

‫وقد رأينا كيف أن الضمان االجتماعي قائم على العدل بين الطبقة العاملة وحمايتهم من األخطار ‪،‬‬

‫وبالذات أخطار اصابات العمل والتي باتت في ازدياد متالحظ في حياتنا اليومية ‪ ،‬إذ أن نظام التأمينات‬

‫االجتماعية يكفل للعمال األمان ضد المخاطر التي تؤدي إلى عدم قدرتهم على العمل مؤقتا أو بصفة نهائية‪.‬‬

‫حيث يعتبر صندوق الضمان االجتماعي منبع الراحة والطمأنينة للعمال المؤمن لهم اجتماعيا ‪ ،‬ولعل من أهم‬

‫األهداف التي يرمي ويسعى لتحقيقها هي تغطية أكبر مجال ممكن من الحوادث وبالتالي تؤدي إلى الزيادة‬

‫في االنتاج لما تشيعه من روح االس تقرار في نفوس العاملين ‪ ،‬كما تقوم أيضا التأمينات االجتماعية بدور هام‬

‫في تطوير وتنمية االقتصاد الوطني وذلك عن طريق استثمار احتياطي التأمينات في إقامة المشروعات‬

‫المختلفة مما تتيح الفرصة لتشغيل عدد كبير من المواطنين ‪.‬‬

‫كما نجد أن قانون التأمين االجتماعي عمل على توحيد أحكامه بالنسبة لكافة العاملين سواء في القطاع العام‬

‫أو القطاع الخاص ‪ ،‬وذلك قصد تحقيق المساواة بين كافة العاملين من حيث المزايا التأمينية‪.‬‬

‫من خالل دراستنا لهذا الموضوع وتربصنا بهيئة الضمان االجتماعي للعمال األجراء ‪ ،‬خرجنا بجملة من‬

‫النتائج واالقتراحات وهي كالتالي ‪:‬‬

‫النتائج ‪:‬‬

‫‪ -‬يسعى الضمان االجتماعي جاهدا لتوفير الحماية الالزمة والظروف المالئمة للمؤمن لهم اجتماعيا ؛‬

‫‪80‬‬
‫‪ -‬وجدنا أن التأمينات االجتماعية تغطي عددا كبي ار من األشخاص المؤمنين لهم وتجاوزت بذلك لتشمل ذوي‬

‫حقوقهم استجابة لحاجة المجتمع ؛‬

‫‪ -‬يحقق نظام التأمين االجتماعي االستقرار للعامل وأسرته من بعده ‪ ،‬من خالل تأمين العامل سواء أثناء فترة‬

‫عمله أو بعد انتهاء الفترة المنتجة من حياته ؛‬

‫‪ -‬تبين لنا أن أي مؤسسة تحتاج إلى هذا النوع من التأمين ذلك في إطار توفير الحماية االجتماعية للعمال‬

‫من جهة وضمان المخاطر التي تشكل عبئا من جهة أخرى ؛‬

‫‪ -‬نجد أن المؤسسة في هذا النوع من التأمين تتحمل جزءا من قيمة الخسائر التي يتعرض لها العمال ؛‬

‫‪ -‬هذا النوع من التأمين يخفف عبء تحمل الخسارة على األفراد من خالل توزيع الخسائر ؛‬

‫‪ -‬توصلنا إلى أن هذا النوع من التأمين يخضع له جميع العمال وتطبق أحكامه على كافة العاملين بالقطاع‬

‫العام والقطاع الخاص ‪.‬‬

‫اختبار الفرضيات ‪:‬‬

‫‪ -‬الفرضية األولى ‪ :‬تأمين اصابات العمل هو نفسه تأمين حوادث العمل ‪.‬‬

‫هذه الفرضية خاطئة ‪ ،‬ألن تأمين حوادث العمل يعتبر واحد من بين أنواع تأمين اصابات العمل ‪ ،‬أي تأمين‬

‫اصابات العمل أشمل من تأمين حوادث العمل ‪.‬‬

‫‪ -‬الفرضية الثانية ‪ :‬هل يتحمل العامل وحده االشتراكات الخاصة بهذا النوع من التأمين أم هناك أطراف‬

‫أخرى تتدخل في ذلك ‪.‬‬

‫هذه الفرضية خاطئة ‪ ،‬ألن العامل ال يتحمل وحده االشتراكات بل أن صاحب العمل يتحمل نسبة ‪% 42‬‬

‫‪81‬‬
‫بينما العامل يتحمل نسبة ‪ %5‬من قسط االشتراك ‪.‬‬

‫‪ -‬الفرضية الثالثة ‪ :‬قانون الضمان االجتماعي الذي يطبق على القطاع العام هو نفسه الذي يطبق على‬

‫القطاع الخاص ‪.‬‬

‫هذه الفرضية صحيحة ‪ ،‬ألن أحكام قانون التأمين االجتماعي موحدة بالنسبة لكافة العاملين سواء قطاع عام‬

‫أو خاص ‪.‬‬

‫من خالل ما تم عرضه ودراسته في الجانب النظري والتطبيقي نقترح ما يلي ‪:‬‬

‫االقتراحات ‪:‬‬

‫‪ -‬توعية المجتمع من خالل ندوات وحمالت تحسيسية وكذلك عن طريق وسائل االعالم المختلفة للتعريف‬

‫بالثقافة التأمينية ؛‬

‫‪ -‬تطوير قطاع تأمين اصابات العمل وتحسين نوعية الخدمات ؛‬

‫‪ -‬السرعة في إجراءات التعويض وصرفها في أوقاتها المناسبة ؛‬

‫‪ -‬اتخاذ اجراءات وقائية للتخفيف من حوادث العمل ؛‬

‫‪ -‬ادخال تكنولوجيا جديدة ومتطورة لتسريع التواصل بين الوكاالت ‪.‬‬

‫ومع ذلك ايجابيات صندوق الضمان االجتماعي تغطي سلبياته ‪ ،‬رغم أن هذا النوع من التأمين ال يزال‬

‫متأخ ار نوعا ما وذلك راجع إلى عدم الوعي الكافي لدى المؤمنين لهم اجتماعيا هذا من جهة ومن جهة أخرى‬

‫التأخر في تسديد التعويضات من قبل الصندوق ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ -4‬حسه عبد اللطيف حمدان‪ ،‬أحكام الضمان االجتماعي‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬بيروت‪2991،‬‬
20
‫الملخص ‪:‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪:‬‬

‫‪Résumé:‬‬

‫‪Mots clés:‬‬

You might also like