You are on page 1of 49

‫رقم المادة‪:‬‬

‫‪USI 31602‬‬

‫اسم المادة‪:‬‬

‫دراسة التصوف النصية‬

‫الموضوع‪:‬‬

‫باب رعاية الوقت واغتنامه )الحكمة ‪(22+22+22+81‬‬

‫اسم المحاضر‪:‬‬

‫الأستاذ محمد صيف البحر بن عبد الله‬

‫الشعبة‪:‬‬

‫قسم أصول الدين و الإستشارة )‪(B‬‬

‫كلية الدراسات الإسلامية المعاصرة‬


‫‪SESI 2019/2020‬‬

‫رقم الطلاب‬ ‫اسم الطالب‬ ‫عدد‬

‫‪046859‬‬ ‫نور شاهيرا بنت هارون‬ ‫‪.8‬‬


‫‪046777‬‬ ‫اننيس نجيحة بنت ا‪.‬ك‪ .‬روحيزان‬ ‫‪.2‬‬
‫‪047361‬‬ ‫نور اميرة ايدا بنت محمد كاميل‬ ‫‪.2‬‬
‫‪047305‬‬ ‫سيتي نادية بنت غزالي‬ ‫‪.2‬‬
‫فهرس‬

‫‪1‬‬ ‫مقدمة‬

‫‪1‬‬ ‫الحكمة ثمانية العشرة‬

‫‪9‬‬ ‫الحكمة الثانية والعشرون‬

‫‪81‬‬ ‫الحكمة الثلاثة والعشرون‬

‫‪21‬‬ ‫الحكمة اربة وعشرون‬

‫‪22‬‬ ‫الخلاصة‬
‫مقدمة‬

‫الوقت هو من أثمن ما نملك في حياتنا‪ ،‬بل هو أغلى ما يجب على الإنسان أن يحافظ عليه ويستفيد منه دون‬

‫تبديد أو إضاعة‪ ،‬فالوقت من النعم العظيمة التي تُكافئ نعمة الصحة‪ ،‬حيث يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم‪:‬‬

‫(نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس‪ ،‬الصحة والفراغ)‪ ]١[،‬فهو منحة ربانية سيحاسب الإنسان عليها يوم‬

‫القيامة‪.‬‬

‫قيل في ضرورة استغلال الوقت‪( :‬الوقت كالسيف‪ ،‬إن لم تقطعه قطعك)‪ ،‬فالوقت إن لم تملأه بالخير‬

‫والنفع ولّد الفراغ الذي يضر بالإنسان؛ وسّببَ المشاكل الصحية نتيجة للكسل والخمول‪ ،‬وأسفر عن المشاكل‬

‫الاجتماعية نتيجة لقلة التواصل والتراحم‪ ،‬والمشاكل النفسية نتيجة للشعور بعدم الرضا عن النفس والغاية من‬

‫وجودها في الحياة‪ ،‬فلنحرص على استغلال أوقاتنا بما ينفعنا وينفع مجتمعاتنا‪.‬‬

‫الباب الثاني‬

‫[ تأجيل الأعمال من الرعونات النفسية ]‬

‫الحكمة ثمانية العشرة‬

‫‪ (.۱٨‬إِحالَتُكَ الأعْمالَ عَلى وُجودِ الْفَراغِ مِنْ رُعوناتِ النََّفسِ )‬

‫الإحالة على الشيء ‪ :‬هو تسليطه وإغراؤه عليه ‪ ،‬والمراد هنا توقف الأمر عليه بحيث لا يتوجه له حتى يتيسر‬

‫وجوده ‪ ،‬والفراغ من الشيء ‪ :‬خلوه منه ‪ ،‬وفراغ القلب خلوه مما يشغله ‪ ،‬وفراغ الجوارح خلوها من الأشغال‬

‫‪ ،‬والرعونة ‪ :‬نوع من الحمق‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬من آداب العارف أن يكون كامل العقل ثاقب الذهن ‪ ،‬ومن علامة العقل انتهاز الفرصة في العمل‬

‫ومبادرة العمر من غير تسويف ولا أمل ‪ ،‬إذ ما فات منه لا عوض له وما حصل لا قيمة له‪ .‬وفي الحديث عن‬
‫‪1‬‬
‫رسول الله أنه قال ‪ (( :‬ألا أن وإن من علامة العقل التجافي عن دار الغرور ‪ ،‬والإنابة إلى دار الخلود ‪ ،‬والتزوَُّد‬

‫لسكنى القبور ‪ ،‬والتأهب ليوم النشور ))‪ .‬وقال صلى الله عليه وسلم ‪ (( :‬الكيَِّس من دان نفس وعمل لما بعد‬

‫الموت ‪ ،‬والأحمق من اتبع نفسه هواها ‪ ،‬وتمنى على الله الأماني )) انتهى‪ .‬والكيِّّس هو العاقل ودان نفسه‬

‫حاسبها‪.‬‬

‫فإحالتك الأعمال وتأخيرها إلى وقت آخر تكون فيه فارغ القلب أو القلب من علامة الرعونة والحمق‬

‫وهو غرور ‪ ،‬ومن أين لك أن تصل إلى ذلك الوقت والموت هاجم عليك من حيث لا تشعر ‪ ،‬وعلى تقدير‬

‫وصولك إليه ﻻ تأمن من شغل آخر يعرض لك‪ .‬وفراغ الأشغال من حيث هو نادر لقوله عليه السلام ‪ (( :‬نعمتان‬

‫مغبون فيهما كثير من الناس ‪ :‬الصحة والفراغ )) أي كثير من الناس فقدوهما وغبنوا فيهما ‪ ،‬إذ كثير منهم لا‬

‫تجده إلاََّ مشغولاً بدنيا ‪ ،‬أو مفتونا بهوى ‪ ،‬أو مريضاً مبتلى‪ .‬ومفهوم الكثير أن القليل من الناس رزقهم الله‬

‫الصحة والفراغ ‪ ،‬فإن عمروها بطاعة مولاهم فقد شكروا وربحوا ربحاً عظيماً ‪ ،‬وإن ضيّعوهما فقد خسروا‬

‫خسرناً مبيناً وكفروا بهاتين النعمتين ‪ ،‬فجدير أن تسلبا عنهم‪ .‬وهو أيضاً من علامة الخذلان ‪ ،‬وسيأتي كلام‬

‫الشيخ ‪ :‬الخذلان كل الخذلان أن تقل عوائقك ثم لا تقبل عليه‪.‬‬

‫فالواجب على الإنسان أن يقطع علائقه وعوائقه ‪ ،‬ويخالف هواه ويبادر إلى خدمة مولاه ‪ ،‬ولا ينتظر وقتاً‬

‫آخر ‪ ،‬إذ الفقير ابن وقته ‪ ،‬فلا تجده مشغولاً إلاََّ بفكرة أو نظرة ‪ ،‬أو ذكر أو مذاكرة ‪ ،‬أو خدمة شيخ يوصله‬

‫إلى مولا‪ .‬وقد قلت لب عض الإخوان ‪ :‬الفقير الصديق ليس له فكرة ولا هدرة إلاََّ في الحضرة ‪ ،‬أو ما يوصله‬

‫للحضرة ‪ ،‬والله تعالى أعلم‪.‬‬

‫حكم ابن عطاعالله ‪ :‬شرح العارف بالله الشيخ زروق‬

‫احالتك الأعمال وجود الفراغ من رعونات النفوس‬

‫‪2‬‬
‫قلت ‪ :‬الرعونات ‪ :‬جمع رعونة ‪ ٬‬بضم الراء والمهملة ‪ ،‬وهي ضرب من الحماقة فيظن بصاحبها العقل وليس‬

‫بعاقل في نفس الامر ‪ .‬والعبد في هذه الحالة كذلك ‪ ،‬الأن صورة فعله تقتضى عقله ‪ ،‬وفى حقيقة الأمر هو‬

‫أحمق من ثلاثة أوجه ‪:‬‬

‫أحدها ‪ :‬إحالته ما وجب عليه شرعا وهو العمل على محال عادة وهو الفراغ فى هذه الدر فهو يقول‬

‫لاأعمل حتى أتفرغ ‪ ،‬ولسان الحال يقول له لاتتفرغ إلا بالعمال‪.‬‬

‫الثانى ‪ :‬أنه وثوق بغير موثوق به وهي النفس في عزماتها التي غالب الأمر أنها لا تى بها‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬أنه إهمال للحزم والعزم المقدمين عند ال الآخرة واجتهاده فيها ضمن له دون ما طلب منه هو‬

‫الموحب لذلك ‪ ،‬وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪(( :‬الكيس من دان وعمل لما الموت ‪ ،‬والاحمق‬

‫من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأمانى ‪ ...‬الحديث ))‪.‬‬

‫والناس ثلاثة ‪ :‬رجل ساعده القدر فعمل في فراغه وشغله‪ .‬وهذا من الموفقين المغيوطين‪.‬‬

‫ورجل ‪ :‬وجد الفراغ ولم يعمل وهذا من البطالين المغبونين ‪ ،‬إذجاء (( خصلتان مغبون فيهما كثير من‬

‫الناس‪ :‬الصحة والفراغ ))‪.‬‬

‫ورجل ‪ :‬لم يجد الفراغ وجعله علة في التسويف فأحال عليه العمل ‪ ،‬وهذا من المغترين ‪ ،‬إذ لاحقيقة له‬

‫فى وقته ولا فيها يؤول إليه‬

‫شرح الحكم العطائية ‪ :‬تأليف الشيخ المحدث الحافظ محمد حياة السندي المدني‬

‫‪3‬‬
‫( إِحالَتُكَ الأعْمالَ عَلى وُجودِ الْفَراغِ مِنْ رُعوناتِ النََّفسِ )‬

‫(إحالتك الأعمال ) الصالحة ‪ -‬التي أحبّها الباري وأمر بها عباده ورغبهم فيها وجعلها أسباباً لنيلهم فوزهم في‬

‫الأولى والأخرى ‪ -‬عند ابتلائك بالأشغال ( وع لى وجود ألفراغ ) منها (من رعونات ) حموقات (النفس)‬

‫المتكاسلك عن الطاعات ‪ ،‬المتنفرة عن تحمل مشاق ما يوجب القرب إلى ربّ الموجودات ‪ ،‬المجبولة على‬

‫الميل إلى الشهوات ‪ ،‬فلا تُطِعها في تسويفها ‪ ،‬بل اجتهد في الﻻعمال عند تراكم الأشغال ‪ ،‬وتبتََّل إلى ذي‬

‫الأكرام والإفضال بكريم الخصال‪.‬‬

‫وكم من مسوف فاته تمنل ‪ ،‬ولا يدرك المرء كل ما يهواه‪ .‬ولكل وقت عملٌ مستغرق له ‪ ،‬فلا يمكن‬

‫دركه إذا فات وقته‪.‬‬

‫الحكم العطائية ‪ :‬شرح وتحليل الجزء الأول ‪ :‬الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي‬

‫أولًا ‪ :‬يجب أن نعلم أن (( الأعمال )) التي يعنيها ابن عطاء الله هنا هي الوظائف والأوامر الدينية‪.‬‬

‫ثاتياً ‪ :‬إن المعنى الذي تتضمنه هذه الحكمة معروف ومألوف ‪ ٬‬غير أنه يغيب مع ذلك عن كثير من الأذهان ‪٬‬‬

‫لدى التوجه إلى الوظائف والأعمال الدينية‪ .‬ومن ثم فقد كان المعنى بحاجة إلى دراسة وشرح كما أن الناس‬

‫بحاجة إلى التنبيه إلى أهمية هذا المعنى ‪ ٬‬وإلى خطورة الإعراض عنه والاستهانة به‪ .‬ونبدأ ببيان ذلك بشىء من‬

‫التفصيل‪:‬‬

‫يقول أحدهم ‪ ٬‬وقد انهمك في مشروه التجاري ‪ ٬‬لمن يذكّره بأوامر الله ‪ ٬‬والارتباط بمجلس من‬

‫مجالس العلم ‪ ٬‬أو التقيد بمنهاج دراسي خفيف يتعلم من خلاله عقائد الإسلام وأحكامه يقول له‪:‬‬

‫إنني قد وضعت هذا الذي تقول في برنامج أعمالي ‪ ٬‬وأدرجته في سلّم وظلئفي ‪ ٬‬لكنني مضطر أن‬

‫أوليه الآن كل وقتي وجهدي لأنني إن لم أفعل ذلك ‪ ٬‬فلسوف تقوتني الفرصة بدون ريب؟ ‪...‬‬

‫‪4‬‬
‫وتقول لأحدهم ‪ :‬إن الله قد أكرمك بالمال الوفير ‪ ،‬ومتعك ببحبوحة من العيش ‪ ،‬فهلّا عدت بشيء‬

‫من فضول أموالك إلى هؤلاء المحتاجين الذي من حولك‪ .‬فيجيب ‪ :‬ومن قال لك إني ذاهل عنهم أو أنني ناسٍ‬

‫لواجبي تجاههم ؟ إنني قد قررت ‪ ،‬إذا نجح مشروعي التجاري هذا الذي أنا منهمك فيه الآن ‪ ،‬بناء مستوصف‬

‫للفقراء بنا ء مشفى ‪ ،‬سأعود بعشرين في المئة من ريع وشروعي هذا إلى الأسر الفقيرة لا سيما الشباب المحتاجين‬

‫إلى الزواج ‪ ..‬سأفعل ‪ ..‬وسأتصدق ‪ ..‬أنظرني فقط إلى ظهور نتائج المشروع!‪..‬‬

‫ونتجه إلى طائفة الموظفين ‪ ٬‬وذوي الرتب العسكرية في القطعات والمعسكرات ‪ ٬‬فتذكرهم بحقوق‬

‫الله عز وجل ‪ ٬‬والوظيفة العظمى التي خلق الله الإنسان من أجلهل ‪ ٬‬وسخر له ما في السماوات والأرض خادما‬

‫له على طريق أدائها ‪ ٬‬من الإقبال على معرفة العقائد الإيمانية أولاً ‪ ٬‬والالتزام بأوامر الله السلوكية ثانياً ‪ ٬‬فيقول‬

‫لك أحدهم ‪ ٬‬وهو يشعرك بأنه يتبوأ وظيفة حساسة ‪ ٬‬تتجه إليها أنظار الرقباء ‪:‬‬

‫بيني وبين الوصول إلى التقاعد خمس سنوات ‪ ٬‬ولا اخفيك أنني سأتجه فور تقاعدي حاجا إلى بيت‬

‫الله الحرام ‪ ٬‬ولسوف تجدني بعد ذلك في أول صف في المسجد عند كل صلاة ‪ .‬ولا أخفيك أنني شديد‬

‫لرغبة في دراسة القرآن والعكوف على فهمه وتفسيره ‪ ..‬سأضع منهاجا لدراسة الإسلام وأحكامه‪.‬‬

‫فإن قلت له ‪ :‬فما الذي يمنعك من أن تباشر ذلك من الآن ؟ حدّق في عينيك مشيرا ‪ ٬‬ثم مصرحا إن‬

‫لم تفهم ‪ ٬‬بأنه يمارس وظيفة حساسة ويتبوأ مركزا يلفت الأنظار‪.‬‬

‫ما الذي يقال لهؤلاء المستعجلين في أمور معاشهم التي ضمنها عند لهم ‪ ،‬والمسوفين لواجباتهم الربانية‬

‫التي كلفهم الله بها ؟‬

‫نقول ما قاله ابن عطاء الله ‪ :‬إنها رعونة من رعونات النفس‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ولكنا نبدأ فنسأله قبل أن نواجهه بهذه الحقيقة ‪ :‬ما المهمة التي خلقك الله من أجلها ؟ لعله لا يعلم‬

‫الجواب ‪ ،‬ولعله لم يصغ في يون من الأيام إلى حديث الله عن مهمة الإنسان ووظيفته التي خلق من أجلها إذن‬

‫نضعه أمام قول الله تعالى‪ :‬وَمَا خَلَ ْقتُ ٱلْجِنَّّ وَٱلْإِنسَ ِإلَّّا لِيَعْبُدُونِ ﴿‪ ﴾٦٥‬مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّّن رِّّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن‬

‫يُطْعِمُونِ ﴿‪ [﴾٦٥‬الذاريات‪]٦٥-٦٥ :‬‬

‫إذن فالمطلوب من الإنسان الذي قضى الله أن يكون له نصيب من الحياة فوق هذه الأرض ‪ ،‬أن يعرف‬

‫ربه من خلال معرفته لنفسه عند مملوكا له ‪ ،‬ثم أن يصغي إلى الوصايا والأوامر والنواهي التي خاطبه الله بها ‪،‬‬

‫فينهض بها وينفذها على الوجه المطلوب‪.‬‬

‫ثم إن ا لله ضمن للإنسان في مقابل ذلك حاجاته وأسباب طمأنينته ورغد عيشه وسخر لمصلحته سائر‬

‫المكونات التي ‪ ،‬كما قد قال له ممثلا في شخص آدم عليه السلام إذ خاطبه وهو في الجنة بما حكاه لنا في‬

‫محكم كتابه‪ :‬إِنَّّ لَكَ َألَّّا تَجُوعَ فِيهَا َولَا تَ ْعرَى ﴿‪ ﴾ ۱۱٨‬وَأَنَّّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا َولَا تَضْحَى ﴿‪[ .﴾۱۱٩‬طه‪:‬‬

‫‪]۱۱٩-۱۱٨‬‬

‫وإليك هذا المثال الذي يقرب إليك هذه الحقيقة ‪ ،‬وما أكثر الناس التائهين عنها‪:‬‬

‫موظف أرسله رئيس الدولة إلى بلدة في دولة نائية ‪ ،‬ليقوم بمهمة محدودة كلََّفه بها‪ .‬من الطبيعي أن‬

‫يكلف سفير هذه الد ولة باستقباله لدى وصوله إلى تلك البلدة ‪ ،‬وأن تهيا له فيها إقامة كريمة ‪ ،‬وأن توفّر له‬

‫أسباب الراحة على اختلافها ‪ ،‬إلى جانب العلاوات المالية التي تقوم إليه‪.‬‬

‫ليس في الناس من يحجل أن الرجل إنما أوفد إلى تلك البلدة النائية لتسجيب لما قد كلفه به رئيس‬

‫ا لدولة من القيام بالمهمة التي أوضحها له‪ ،‬على خير وجه ‪ ،‬فتلك هي وظيفة التي يجب أن ينفق في سبيلها‬

‫‪6‬‬
‫وقته طوال غيابه في ذلك المكان ‪ ،‬وإنما توفر له ماتوفر من المال وأسباب الراحة والنعيم هناك ‪ ،‬ليكون كله‬

‫مسخرا وخادما على طريق إنجازه للمهمة التي أوفد من أجلها‪.‬‬

‫فماذا تقول فيمن ركن إلى النعيم وأسبابه ‪ ،‬وعانق تلك المتع واستنفد وقته كله في اعصارها والتلذذ‬

‫بها‪ ،‬ناسياً أو متناسياً الوظيفة التي أوفد إلى تلك الديار من أجلها‪ ،‬أو مسوفا دلواجباته تجاهها ريثما يروي‬

‫ظمأه أو يشبع نهمه من أسباب النعيم التي أحيطت به ؟!‪..‬‬

‫أقل مايقال عنه في ذلك إنه قد خان سيده ورئيسه فيما قد كلف به‪ ،‬وأنه استسلم لرعونات نفسه‪.‬‬

‫أما الآن ‪ ،‬فإليك تحليل هذه الرعونة التي يقع فيها هذا الشخص وأمثاله ‪ ،‬من خلال بيان أبعادها التالية‪:‬‬

‫أولاً ‪ :‬من أين لهذا الإنسان أنه سيعيش إلى أن يفرغ من مشاريعه التجارية ‪ ،‬أو من أحلامه التوسعية ‪،‬‬

‫أو إلى أن يتقاعد من وظيفته ؟ ومن الذي أخبره ‪ ،‬فصدّقه ‪ ،‬أنه سيعيش إلى الأمد الذي يحلم به ‪ ،‬وأن الموت‬

‫لن يتخطفه بعد أيام أم بعد أسابيع ؟‬

‫وأنت تعلم أن الله قضى بالموت على كل للإنسان انه لن يتخلص من عادية الموت مهما أمكنته الحيل‬

‫ومهما تمكن من ناصية العلم واستكثر من نتائج قدراته ‪ ،‬ولحكمة باهرة عظيمة أخفى عنه ميقات قضائه هذا‬

‫‪ ،‬فليس في الناس كلهم من يعلم أين يقف من الطابور الممتد أمام باب الموت ‪ ،‬أهو يقف في أوله أم في آخره‬

‫‪ ،‬أم فيما بين طرفيه!‪..‬‬

‫وكم من إنسان مدّ جسوراً من الآمال بينه وبين ظلمات الغيب الذي هو مقبل عليه ‪ ،‬فلم يتح له أن‬

‫يقطف من آماله تلك إلا الحسرة والأسى ‪ ،‬فقد كان الموت المخبوء وراء أذنه أسرع إليه من آماله التي كان‬

‫ينسجها‪ .‬وحاق به قول الله عز وجل‪ :‬يََٰأَيُّّهَا ٱلْإِنسََٰنُ إِنَّّكَ كَادِحٌ ِإَلىَٰ رَبِّّكَ كَدْحًا فَمُلََٰقِيهِ ﴿‪ [ ﴾٥‬الانشقاق‪.]٥ :‬‬

‫‪7‬‬
‫ثانياً ‪ :‬لماذا يجعل هذا الإنسان التسويف من نصيب واجباته الأساسية التي خلقه الله من أجلها ‪،‬‬

‫ولايجعله من نصيب أنشطته الدنيوية ورغباته المعيشية التي ضننها الله تعالى له ؟‪..‬‬

‫لماذا يلهث وراء مجموعة أعمال ويتجه إلى عدة مشاريع في آن واحد يمزق وقته بينها ويقضي على‬

‫راحته في سبيلها كلها ‪ ،‬فإذا جاء من ينصحه بأن يريح نفسه وأن لا يجمع على كيانه ركاما من المشاريع‬

‫والوظائف والمهام في وقت واحد ‪ ،‬أجاب قائلا ‪ :‬الواجبات المعيشة أو التجارية كثيرة ‪ ،‬وكل كنها مرهون‬

‫بوقته ‪ ،‬فإن هو أخر واحدًا منها ريثما ينجز الذي قبله فاتته الفرصة وخسر الصفقة!‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬إن الوظائف الدينية التي كلف الله الإنسان بها ‪ ،‬ذات هدف معروف ومكرر في كتاب الله‬

‫تعالى ألا وهو التربية وتزكية النفس‪ .‬ودور هذا الهدف يتمثل في تقيد الأنشطة والأعمال الدنيوية من تجارة‬

‫وصناعة وزراعة ‪ ،‬ووظائف أيا كانت ‪ ،‬بقيود الأخلاق لكي تبعدها عن سبل الغش والخداع والختل والمكر‬

‫بالآخرين‪.‬‬

‫وهذا يتوقف على أن يتمازج النشاط الدنيوي بأشكاله وأنواعه المختلفة بالوظائف الدينية التي تربي‬

‫الفرد وتزكي النفس ‪ ...‬إذ يغدو الالتزام بالوظائف والأوامر الدينية رقيبا على استقامة السلوك بصدد الأنشطة‬

‫والالتزامات الدنيوية على اختلافها ‪ ،‬فيتسامى كل من التاجر والصانع والزارع والعامل والموظف والعسكري ‪،‬‬

‫عن الخيانة والخداع والدجل في المعاملة ‪ ،‬ويتفانى العامل والموظف والعسكري ورجل الأمن صدقاً وإخلاصاً‬

‫في اداء المهمة‪.‬‬

‫إن هذا الاشتباك المتمازج بين الدين والدنيا ‪ ،‬هو الذي يبيسر للدين أن يحقق مهمته في حياة الفرد‬

‫والمجتمع ‪ ،‬وهو الذي يبرز للدنيا وجهها الحضاري والإنساني المسعد الصحيح‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫أما ما يعمد إليه هؤلا ء الذي يصرّون على أن يفكوا الاشتباك بين الأعمال والأنشطة الدنتوية من جانب‬

‫‪ ،‬والوظائف والواجبات الدينية من جانب آخر ‪ ،‬بحيث تسير أعمالهم ووظائفهم الدنيوية بعيدة ومتحررة عن‬

‫سلطان الدين وقيوده ‪ ،‬وبحيث يتم إرجاء الواجبات الدينية ‪ ،‬إلى مابعد الفراغ ‪ ،‬بل إلى مابعد الشبع من المتع‬

‫والرغائب الدنيوية ‪ ،‬فهذا تعطيل خطير لوظيفة الدين في حياة الإنسان ‪ ،‬وإقصاء له عن مناخه الاجتماعي الذي‬

‫يجب أن يوجد وأن تظهر فاعليته فيه ‪ ،‬وإنه لغباء ثقيل وممجوج في جهل مهمة الدين وحكمته في حياة‬

‫الإنسان ‪ ،‬أو هو عبث مقصود يراد منه إطلاق أيدي الماكرين والخادعين المدجلين بحقوق الناس ‪ ،‬وبالمصالح‬

‫الشخصية والاجتماعية ‪ ،‬دونما ضابط أو رقيب‪.‬‬

‫إن الذي يرجئ عمل الدين ووظيفته إلى مابعد فراغ الناس من أنشطتهم وأعمالهم الدنيوية المتنوعة‬

‫ووظائفهم الاجتماعية والسياسية المتفاوتة ‪ ،‬حيث التقاعد بعد الجهد والعمال ‪ ،‬وتوديع الحياة من خلال التعامل‬

‫مع أيامها القليلة الباقية ‪ ،‬إنما يقصي الدين بذلك عن وظيفته التي أقامه الله عليها ‪ ،‬كما يقصي ذلك الأحمق‬

‫ملح الطعام عن وظيفته التي أعدّ لها‪.‬‬

‫واخيراً ‪ :‬وبالإصافة إلى هذا كله ‪ ،‬يجب أن يعلم كل أن جهده كله ‪ ،‬بكل ما يتنوع ويتفرع إليه ‪،‬‬

‫مِلكٌ لله عز وجل ‪ ،‬كما أن ذاته وكيانه ملك له‪ .‬فليس في أنشطته وأعماله ما هو عائد إلى الله ‪ ،‬وما هو عائد‬

‫إليه هم كما قد يتوهم بعض الناس‪...‬‬

‫إن هذا الوهم يتناقض تناقضاً حادّاً مع الخطاب الذي علّمنا وأمرنا الله أن نتوجه به إليه في فاتحة‬

‫كل صلاة ‪ (( :‬إن ‪،‬صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ))‪.‬‬

‫الحكمة الثانية والعشرون‬

‫‪9‬‬
‫(ما من نفس تبدية‪ ،‬إلا وله قدر فيك يمضيه)‬

‫ايقاظ الهمم فى شرح الحكم ‪ -‬أحمد بن محمد بن عجيبة الحسنى‬

‫قلت‪ :‬النفس‪ :‬يفتح الفاء عبارة عن دقيقة من الزمان قدر ما يخرج النفس ويرجع‪ ،‬وهو أوسع من الطرفة‪ ،‬و‬

‫الطرفة أوسع من اللحظة وهي رمق البصر ورده‪ ،‬والقدر ‪ :‬هو العلم السابق للأشياء قبل أن تظهر‪ ،‬وهو علم‬

‫أوقاتها وأما كنها ومقاديرها وعدد أفرادها وما يعرض لها من الكيفيات وما ينزل بها من الآفات‪.‬‬

‫فإذا علمت أيها الإنسان أن أنفاسك قد عمّها القدر‪ ،‬ولا يصدر منك ولا من غيرك إلَّّا ما سبق به علمه‪،‬‬

‫وجرى به قلمه‪ ،‬لزمك أن ترضى بكل ما يجري به القضاء‪ ،‬فأنفاسك معدودة‪ ،‬وطرفاتك ولحظاتك محصورة‪،‬‬

‫فإذا انتهى آخر أنفاسك رحلت إلى آخرتك‪ ،‬وإذا كانت الأنفاس معدودة فما بالك بالخطوات والخطرات غير‬

‫ذلك من التصرفات‪.‬‬

‫تنبيه ذوى الهمم فى شرح الحكم العطائية‪-‬الشيخ زروق‬

‫قلت‪ :‬النفس باتحريك أدق الحركات النفسانية فى عالم الملك والشهادة‪ ،‬ومرجعة لأزمنة دقيقة يجرى بها‬

‫وجود الانسان قتبدو أى نظهر على وجوده‪ ،‬ويبدو معها ما يقضيه الحق للعبد من الأمور العادية وغيرها‪ ،‬فهى‬

‫مراتب للاحكام الجارية على العباد‪ ،‬وبحسب هذا‪ ،‬فكل نفس يقتضى تجلياً جلالياً أو جمالياً أو خارجاً عنهما‪،‬‬

‫وذلك التجلِّّى يقتضى عبودية‪ ،‬وتلك العبودية تقتضى تجل‪ ،‬ولا يزال ذلك متجدداً على ممر الدهور والأوقات‬

‫بعدد الأنفاس فيكون المريد فى كل نفس سالكاً طريقاً إلى اللَّٰه تعالى‪ ،‬وعلى هذا يتنزل قولهم‪ :‬الطرق إلى اللَّٰه‬

‫بعدد أنفاس الخلائق‪ ،‬لا مايسميه بعض الناس اختلاف الحق ومخالفه فما ثم إلَّّا طريق واحد وهو طريق محمد‬

‫صلى اللَّٰه عليه وسلم‪ .‬ومسالكه ثلاثة‪ :‬عبادة‪ ،‬وإراده‪ ،‬وزهادة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫وإن كان مامن نفس تبديه إلا وله قدر فيك يمضيه لم يصح لك اتهامه ولايصح أن يكون عنك غائباً‪،‬‬

‫فيجب أن تستحى منه بأن لاتطلب غيره‪ ،‬ولا تطلب من غيره وتَدَع التدبير معه فتنهض الهمة إليه من غير توفق‬

‫ولاتردد‪.‬‬

‫شرح وتحليل الحكم‪-‬الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي‬

‫النفس هو هذا الهواء الصاعد والنازل من وراء صدرك‪ .‬وهو يتألف من شهيق وزفير‪ .‬وحياة الإنسان إن هي إلا‬

‫مجموعة أنفاسه‪ .‬وإنما تتحقق أعمال أحدنا وأقواله و تصرقاته وأنشطته‪ ،‬في ساحة هذه الأنفاس التي يتنتع بها‪.‬‬

‫إذن‪ ،‬فابن عطاءاللَّٰه يخاطب كلاً منا من خلال حكمته هذه قائلاً‪ :‬يا ابن آدم‪ ،‬إن كل تقلباتك وكل‬

‫أحوالك الصغيرة والكبيرة الخفية والمعلنة‪ ،‬داخل في قضاء اللَّٰه وقدره‪ ،‬بحيث ماتكاد تطلق شهقة ثم زفرة إلا‬

‫وهو داخل في سجلّ علم اللَّٰه عنك‪.‬‬

‫وأساس هذا قول رسول اللَّٰه صلى اللَّٰه عليه وسلم ‪ (( :‬كل شيء بقدر حتى العجز والكيس))‪ .‬ومن‬

‫ثم فإن معرفة هذه الحقيقة والقين بها من أوليات العقيدة الإسلامية‪.‬‬

‫أما ثمرة تشبع المسلم بهذه القيقة‪ ،‬فهي أنه يستريح بذلك ويريح‪ .‬على أن لا ينسى ما قلناه من‬

‫ضرورة التعامل مع الأسباب لا اعتمادا عليها ولكن تأدبًا مع اللَّٰه عز وجل في الخضوع للنظام الذي سيَّّر هذه‬

‫المكونات على أساسه‪.‬‬

‫ينهض المسلم بما كلفه اللَّٰه به‪ ،‬ويبحث عن المسبَّّبات عن طريق التعامل مع أسبابها‪ ،‬فإن هو وصل‬

‫إلى مبتغاه حمد اللَّٰه عز وجل موقناً بأن اللَّٰه هو المتفصل عليه‪ ،‬وإن لم يصل إليه استسلم الحكم اللَّٰه موقناً أن‬

‫اللَّٰه لم يقدّر له في سابق غيبه وعلمه هذا الأمر‪ ،‬واستراح من القلق والاضطراب متذكراً قول إللَّٰه تعالى‪{ :‬وَعَسَى‬

‫أَنْ َت ْكرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَْيرٌ َلكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّّوا شَيْئا وَهُوَ َشرُّّ َلكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُوْنَ} [البقرة ‪.]٦/٦١٥ :‬‬

‫‪11‬‬
‫ومن ثمرات تشبع المسلم بهذه الحقيقة أنه لا يبالي أن يغامر في سبيل ما شرعه اللَّٰه له أو أمره به‪،‬‬

‫بجسده وراحته‪ ،‬بل بماله وحياته إن تطلب الأمر ذلك‪ ،‬إذ هو يعلم أن ما قد سجل في علم اللَّٰه وغيبه القديم‬

‫لا بدّ أن يجري ويتم‪ ،‬سواء أعرض عما ينبغي أن يفعله وتكاسل‪ ،‬أو أقبل وغامر‪ .‬إذن فالكسل غير وارد‪ ،‬لأن‬

‫اللَّٰه قد أمره بالسعي والعمل وبذل كل ما يملك من جهد‪ ،‬مادامت الغاية مشروعة أو مطلوبة‪ ،‬والإقدام لا‬

‫حاجة إلى الخوف من نتائجه وأخطاره‪ ،‬مادام المقدّر لا بدّ أن يجري وأن يتحقق في ميقاته‪.‬‬

‫والنتيجة أن يلتزم الذي أيقن بهذا‪ ،‬بميزان الشرع في إقدامه وإحجامه‪ ،‬ثم لا يبالي بشيء من المخاوف‬

‫التي قد تصيبه أو تطوف به‪ .‬وتتجلّى هذه النتيجة أكثر ما تتجلى‪ ،‬في أنشطة المسلمين‪ ،‬في العصور الغابرة‬

‫على طريق الجهاد والدعوة إلى اللَّٰه عز وجل والعمل على نشر المبادئ والقيم الإسلامية‪ ،‬الاعتقادية منها‬

‫والحضارية‪ .‬فقد ضربوا الأمثلة المدهشة في المغامرة بالمال والحياة ومفارقة الأوطان والتعرض لشتى الأخطار‪،‬‬

‫وها هم أولاء قد تناثرت قبورهم في أنحاء العالم الإسلامي الذي لم يكن إسلامياً آنذاك‪.‬‬

‫ولو ساءلت نفسك عن السر الذي حملهم على كل ذلك‪ ،‬لعلمت بدون كثير تأمل أو جهد أنه الالتزام‬

‫بأوامر الله أولا‪ ،‬والاستهانة بالأخطار على تفاوتها وتنوعها ثانية‪ ،‬ولكن‪ ،‬فمن أين جاءت تلك الاستهانة؟‪ ..‬لا‬

‫ريب أنها إنما جاءت من اليقين بأن كل ما سيواجه الإنسان في حياته ليس إلا مصداقا لقضاء الله وقدره‪.‬‬

‫بوسعك أن تعلم إذ أن كل ما يجري في حياة الإنسان‪ ،‬من أعماله وتصرفاته الاختيارية‪ ،‬وشؤونه و‬

‫أحداثه الاضطرارية‪ ،‬مرآة دقيقة للقدر المغيب عنا في علم الله عز وجل‪ .‬وليس في شؤون الإنسان وتصرفاته ما‬

‫هو داخل في هذه المرأة وما هو خارج منها‪ ،‬بل الكل مرآة دقيقة القدر الله عز وجل‪.‬‬

‫ولكن كثيرا من المسلمين يظلون ويا للأسف في جهالة عمياء تحاه هذه الحقيقة التي هي من أوليات‬

‫الدين‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫تسألي فتيات هذا السؤال الدائم‪ :‬هل الزواج قسمة ونصيب؟‬

‫أقول‪ :‬ما معنی قسمة ونصيب‪ ،‬تقول السائلة‪ :‬يعي أهو قضاء وقدر؟ ويسألني السؤال نفسه كثير من الشباب‪..‬‬

‫تقع حادثة ما‪ ،‬وينتهي التحقيق في التعرف على حقيقة الحادثة وأسبابها‪ ،‬إلى أنها قضاء وقدر!‪ ..‬أي ليس لها‬

‫خلفيات مسببة‪ .‬و معنی ذلك أن الحادثة لو كانت مستندة إلى خلفيات مسببة‪ ،‬إذن لما كان لها علاقة بالقضاء‬

‫والقدر‪.‬‬

‫وقد انتشر هذا التصور الأعرق‪ ،‬حتى غدا ذلك مصطلحة يعتمده كثير من القانونيين والمحامين‪ ،‬في تقسيم‬

‫الحوادث إلى ما له سبب جرمی وإلى ما ليس له مبه ر مي‪.‬‬

‫كل هذا‪ ...‬ورسول الله يقول في الحديث الصحيح والمعروف(( كل شيء بقدر حتى العجز والكيس))‪.‬‬

‫ولكن ما القضاء والقدره؟‬

‫هذا أيضا مايتيه أكثر المسلمين عن معرفته اليوم‪ .‬وأظن أن تيههم هذا هو سبب جهلهم بأن كل شيء في الدنيا‬

‫بقضاء وقدر‪.‬‬

‫القضاء هو علم الله بكل ماسيجري في الكون‪ ،‬أي مستقي"‪ ،‬من الحوادث الطبيعية‪ ،‬والتصرفات البشرية‬

‫القسرية منها والاختيارية‪.‬‬

‫والقدر وقوع هذا الذي تعلق به علم الله تعالى‪ ،‬مطابقا لعلمه‪ ،‬إذن فالقضاء هو علم الله بكل ما سيجري‬

‫مستقبلا‬

‫والقدر هو المرحلة التنفيذية لذلك المعلوم الذي كان مخبوءا في غيبة عز وجل‬

‫‪13‬‬
‫وهل يساورك شك في أن الله يعلم ما سيجري في ملكوته‪ ،‬وهل يجري شيء ما في ملكوته إلا بخلقه‬

‫و قدرته‪ ،‬فكيف لا حيط علم‪ ،‬نما قرر أو (خطط) خلقه أو إعدامه و تکييفه؟ وليس قضاء الله عز وجل أكثر‬

‫من علمه ما قد قرر فعله‪.‬‬

‫فإذا علمت أن قضاء الله هو علمه بما سيكون‪ ،‬علمت أن القضاء لا علاقة له بالخير أو الاختبار كما‬

‫يتوهم كثير من الناس‪ ،‬إذ القضاء هو العلم‪ ،‬والعلم صفة كاشفة لا تستلزم بحد ذاتها حيرا ولا اختبارا‪.‬‬

‫ولكن بوسعك أن تتبين ماقد تعلق به علم الله عز وجل‪ ،‬وأن تتأمل فيه لتدرك أنه ينقسم‪:‬‬

‫إلى ما علم الله أنه سيخلقه بأمر تكوين لاعلاقة للاختيار الإنساني به‪ ،‬كالحوادث التي تعرض لما يسمونه الطبيعة‬

‫من فياضانات وزلازل وتقلبات مناخية وتطورات نباتية و الحوادث التي تتزل قسرا بالإنسان‪ ،‬من ولادة وموت‬

‫وأمراض وعاهات ورقاد‪ ،‬ويقظة‪ ،‬وسقوط‪ ...‬إلخ‬

‫وإلى ما علم الله أنه سيخلقه تبعا لما قد تتجه إليه رغبة الإنسان واختياره‪ ،‬مثل كافة التصرفات والأعمال‬

‫التي يمارسها أحدنا برغبته واختياره‪ .‬دور الإنسان فيها التوجه واتخاذ القرار‪ ،‬تمقتضى ما أودع الله فيه من‬

‫ملكة تحمله صاحب اختيار‪ ،‬ودور الباري عز وجل (إن صح التعبير) أن يخلق هذا الذي وقع اختيار الإنسان‬

‫عليه وعزم على فعله‪.‬‬

‫فهذان النوعان من الأشياء التي تخضع للحلق التكويني‪ ،‬والأشياء التي يخضع فيها الخلق لإرادة الإنسان‬

‫واختياره‪ ،‬كلاهما داخل في معلومات الله عز وجل قبل أن يوحدها‪ ..‬إذن فكل ذلك داخل في قضاء الله عز‬

‫وجل‪ ،‬وذلك لما علمنا من أن قضاء الله علمه بكل ما سيجري في الكون‪.‬‬

‫غير أن المهم أن تعلم أن كل ماي صدر عن الإنسان من شؤونه القسرية وأعماله الاختيارية على اختلافها‪،‬‬

‫داخل في علم الله سلفاء أي إنه جل جلاله يعلم كل ماسيصدر عنه من ذلك‪ ،‬كل في ميقاته الزماني و حيزه‬

‫‪14‬‬
‫المكاني‪ ،‬وعلم الله بما سيجري في الكون هو الذي يسمى قضاء‪ ،‬فإذا وقع المعلوم‪ ،‬ولن يقع إلا طبق علم الله‬

‫به‪ ،‬ستمي ذلك الوقوع المطابق لعلم الله قدرا‪.‬‬

‫هذا معنى قول رسول الله‪(( :‬كل شيء بقدر حتى العجز والكيس))‪.‬‬

‫الحكمة الثلاثة والعشرون‬

‫]مداومة مراقبة الله في جميع الأحوال[‬

‫ثم ذكر الأدب السابع ‪ ،‬وهو دوام المراقبة ومواصلة المشاهدة فقال ‪:‬‬

‫‪ (- ٦٢‬لا تترقب فروغ الأغيار‪ ،‬فإن ذلك يقطعك عن وجود المراقبة له فيما هو مقيمك فيه) ‪.‬‬

‫إبعاد الغمم عن إيقاظ الهمم في الشرح الحكام‪ -‬أحمد بن محمد عجيبة الحسني‬

‫الترقب ‪ :‬هو الانتظار‪ ،‬والأغيار ‪ :‬جمع غير بكسر الغين‪ ،‬وهو ما يغير القلب عن حاله‪ ،‬والغالب استعماله فيما‬

‫يغيره من حالة النقص‪ .‬وعند الصوفية‪ :‬كل ما يشغل عن الحضرة ويغير القلب عنها فهو غير ‪ ،‬والمراقبة ‪ :‬هي‬

‫العسة على القلب لئلا يخرج من حضرة الرب‪ .‬والمراد بها في كلام الشيخ مطلق العسة‪ ،‬فتصدق بمراقبة القلب‬

‫كما تقدم ‪ ،‬وتصدق بمراقبة الروح وهي عسها على دوام الشهود ‪ ،‬و بمراقبة السر وهي عسته على دوام الترقي‬

‫والأدب ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬إذا أقامك الحق تعالى في حال يغلب فيها وجود الأغيار لغلبة الحس فيها‪ ،‬كما إذا أقامك في‬

‫شغل دنيوي في الظاهر لا محيد لك عنه‪ ،‬فجاهد قلبك في العسة عليه في الحضور لئلا تسرقك الغفلة‪ ،‬أو‬

‫جاهد روحك في العسة عليها في دوام الشهود لئلا يسرق الحس‪ ،‬أو جاهد سرك في استمداد المواهب والعلوم‬

‫لئلا يحصل من ذلك فتور ‪.‬‬


‫‪15‬‬
‫ولا تترقب‪ ،‬أي تنتظر فراغ شغل يدك من تلك الأغيار فتؤخر حضور قلبك إلى تمام شغل يدك‪،‬‬

‫فيفوتك وجود المراقبة في تلك الحال التي أقامك الحق فيها‪ ،‬فيكون في حقك سوء أدب ‪ ،‬وفيه أيضا تضييع‬

‫ذلك الوقت وخلوه من معاملة الحق‪ ،‬وصرف الأوقات لا يمكن قضاؤها‪.‬‬

‫تنبيه ‪ :‬ليس هذا تكرار مع تقدم في قوله‪:‬إحالتك اللأعمال على وجود الفراغ من رعونات النفس‪ ،‬لأن‬

‫ذلك في عمل الجوارح وهذا في عمل القلوب‪ ،‬يدلك على ذلك تعبيره هنا بالمرافبة وتعبيره ثم بالأعمال‪،‬‬

‫وبالله التوفيق‪.‬‬

‫تنبيه ذوى الهمم في شرح الحكام العطايئة‪ -‬الشيخ زروق‬

‫( لا تترقب فروغ الأغيار‪ ،‬فإن ذلك يقطعك عن وجود المراقبة له فيما هو مقيمك فيه)‬

‫قلت ‪ :‬لا تنتظر بعملك من الأغيار والأفكار فإن ذلك التوقف قاطع لك عن عبودية الوقت وحكمه‪ ،‬ولكن قم‬

‫له تقدر عليه كما أنت من غير التفات إلى فراغ ولا غيره‪ ،‬فقد قيل‪(( :‬سيروا إلى الله عرجا ومكاسير ولا‬

‫تنتظروا الصحة‪ ،‬فإن انتظار الصحة بطالة))‪ .‬انتهى ‪.‬‬

‫ومترقب الفراغ للعمل كمن يقول لا أتداوى حتى أجد الشفاء‪ ،‬فيقول له‪ :‬لا تجد الشفاء حتى تتداوى‪،‬‬

‫فلا هو يتداوى ‪ ،‬فلا هو يتداوى ولا يجد الشفاء‪ ،‬كذلك هذا‪ :‬يقول لا أعمال حتى أتفرع‪ ،‬ولا يتفرع حتى‬

‫يعمل ‪ ،‬فهو لا يجد الفراغ‪ ،‬ثم الذي ينتظره من الفراغ محال عادة لأن الدنيا دار الشغل والفكر‪ ،‬كما قيل ‪:‬‬

‫فما قصى أحد منها لبانته ولا انتهى أرب منها الا ألى أرب‬

‫فإذا أردت أن يكون شغلك فراغا فاجعل عمالك من جملة أشغالك‪ ،‬وليس ذلك إلا بتحقيق العلم بما‬

‫هي عليه كما نسبه عليه إذ قال‬

‫‪16‬‬
‫شرح الحكام العطايئة ‪ -‬محمد حياة السندى‬

‫( لا تترقب فروغ الأغيار‪ ،‬فإن ذلك يقطعك عن وجود المراقبة له فيما هو مقيمك فيه)‬

‫إذا اقام الله تعالى عبدا في سبب من الأسباب‪ ،‬فالواجب عليه أن يوفيه حقه ويلتزم فيه الأدب ولا يترقب وقتا‬

‫ثانيا يكون فيه فارغا منه ‪ ،‬فإن تأميله للوقت الثاني يمنعه من القيام بحق الوقت الأول فيما أقيم فيه وتوفيته بما‬

‫يجب له وهو خلاف الأمر المطلوب منه فليجتنب ذلك المريد‪.‬‬

‫قال أبو حفص رضي الله عنه‪ :‬الفقير الصادق هو الذي يكون في كل وقت بحكمه فإذا ورد عليه‬

‫وارد يشغله عن حكم وقته يستوحش منه ويتقيه‪ .‬وقال سهل بن عبد الله رضي الله تعالى عنه‪ :‬إذا جنك الليل‬

‫فلا تؤمل النهار حتى تسلم ليلتك تلك وتؤدي حق الله فيها وتنصح فيها لنفسك وإذا أصبحت فكذلك‪ .‬وسئل‬

‫سهل رضي الله عنه‪ :‬متى يستريح الفقير؟ فقال ‪ :‬إذا لم ير وقتا غير الوقت الذي هو فيه‪ .‬قال البغوي في تفسيره‬

‫شّرِّّ وَٱلْخَْيرِ} [الأنبياء‪ ]٢٦ :‬الشدة والرخاء والصحة والسقم والغنى والفقر‪.‬‬
‫عند قوله تعالى‪ { :‬وَنَبْلُوكُم بِٱل َّ‬

‫وقيل‪ :‬بما تحبون وما تكرهون لننظر شكركم فيما تحبون وصبركم فيما تكرهون‬

‫شرح و التحليل الحكام‪ -‬محمد سيد رمضان البوطي‬

‫( لا تترقب فروغ الأغيار‪ ،‬فإن ذلك يقطعك عن وجود المراقبة له فيما هو مقيمك فيه)‪.‬‬

‫من المعلوم ان هذه الحياة الدنيا‪ ،‬مليئة بالمغريات والمللهيات والمنيسات التي من شأنها أن تططع العبد عن‬

‫الله عز وجل ‪ .‬وصدق الله جعل جلاله إذ يقول‪{ :‬زُيِّّنَ لِلنَّّاسِ ُحبُّّ ٱلشَّّهَوََٰتِ مِنَ ٱلنِّّسَآءِّ وَٱْلبَنِينَ وَٱلْقَنََٰطِيرِ‬

‫حرْثِ ٓ َٰذَلِكَ مَتََٰعُ ٱلْحَيَوَٰةِ ٱلدُّّنْيَا ٓ وَٱللَّّهُ عِندَ ۥهُ‬


‫ٱلْمُقَن َطرَةِ مِنَ ٱلذَّّ َهبِ وَٱلْفِضَّّةِ وَٱلْخَيْلِ ٱلْمُسَوَّّمَةِ وَٱلْأَنْعََٰمِ وَٱلْ َ‬

‫حُسْنُ ٱلْمَـََّٓابِ}‬

‫‪17‬‬
‫ومهما حاول الإنسان أن ينتقي لنفسه حياة صافية نظيفة من هذه الشواغل ‪ ،‬فلن يعثر عليها‪ ،‬ما دام‬

‫يتقلب في فجاج هذه الحياة الدنيا‪.‬‬

‫إذ إن هذه الشواغل هي المادة الامتحانية التي شاء الله تعالى أن يبتلي بها عباده‪ ،‬فإذا ترفعوا فوقها‬

‫وتغلبوا على آفاتها‪ ،‬استجابة لأمر الله عز وجل ‪ ،‬وفى لهم وعده‪،‬وأجزل لهم المثوبة والأجر‪ ،‬وأكرمهم بنعيم‬

‫مقيم وسعادة خالدة‪ ،‬وإن ركنوا إليها وتركوها تتغلب على الوظيفة التي أقامهم الله عليها ‪ ،‬فنسوا في سبيلها‬

‫الله ووصاياه وأحكامه‪ ،‬نفذ فيهم وعيده‪ ،‬وقضى عليهم بشقاء لا نهاية له‪.‬‬

‫إذن فلا مطمع في أن يتخلص الإن سان‪ ،‬ما دام في هذه الحياة الدنيا‪ ،‬من هذه الشواغل التي عبر عنها‬

‫عطاء لله بالأغيار‪ ،‬بل المطلوب منه أن يعيش في غمارها‪ ،‬وأن يصارعها حتى يتغلب عليها‪ ،‬فيسخرها لأوامر‬

‫الله ومرضاته‪،‬ولا يتركها تسخره للانزلاق في حمأة الشهوات والأهواء ‪ .‬وهذا معنى القول العلما الربانين‪:‬‬

‫((الخلوة في الجلوة)) أي ليست الخلوة التي يطلبها الله منك أن تفر من نظام الحياة الدنيا ومجتمعها‬

‫الإنسىاني‪ ،‬إلى كهف قضى لا يراك فيه أحد ولا تراه‪ ،‬وإنما الخلوة التي يجبها ويشرعها الله لك‪ ،‬أن تكون‬

‫داخلا في معترك هذه الحياة ومعترفا في الوقت ذاته فوق أوضارها‪ ،‬تجابه تيارات معتها ومغرياتها متحكما‬

‫بها‪ ،‬لا متحكمة بك‪.‬‬

‫غير أن في الناس من يجهل هذا القانون الرباني والحكمة منه‪ ،‬فيستسلم لشواغل عابرة‪ ،‬وأنها تمر به‬

‫وتتجاوزه عما قريب‪ ،‬ولسوف يفرغ عندئذ لشأنه الذي أمره الله به‪.‬‬

‫فإن كان يمر بمرحلة الشباب‪ ،‬حدث نفسه أن الاستسلام لنزوات الشباب شر لا بد منه‪ ،‬ولا محيص‬

‫عنه‪ ،‬ولكن الشباب سينقضي عما قريب فتفرغ عندئذ حياته من عقابيله ونزواته‪ ،‬ومن ثم إلى الغفلة عن مراقبة‬

‫الله عز وجل‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫إن الدنيا كلها‪ ،‬كيفما تقلبت في جنباتها‪ ،‬وأنى شرقت أو غربت منها‪ ،‬مليئة بالشواغل والأغيار‬

‫الملهية والمنسية‪ ،‬إذن فكيف الخلاص منها؟‬

‫إن الخلاص لا يكون بالفرار منها‪ ،‬على أن الفرار منها‪ ،‬مع البقاء في هذه الحياة غبر ممكن‪ .‬لأن‬

‫الشواغل التي عبر عنها ابن عطاء الله بالأغيار‪ ،‬ليست محصورة بما تراه عيناك من زينة الحياة الدنيا‬

‫وزخارفها ومغرياتها‪ ،‬وفتنة الناس بعضهم ببعض‪ ،‬حتى تقول لنفسك‪ :‬سأنجو منها بالابتعاد عنها وللجوء إلى‬

‫العزلة والخلوات‪.‬‬

‫إن نفسك التي بين جنبيك مليئة بالشواغل والأغيار‪ ،‬با إنها لشواغل أسوأ وأخطر من تلك التي‬

‫تطوف بك أو تجابهك في الأسواق والملتقيات والمجتمعات!‪...‬‬

‫إن الفرار من الأغيار أيا كانت وأينما وجدت‪ ،‬إنما يكون بالالتجاء إلى الله عز وجل‪ .‬وهذا من معاني‬

‫قول الله تعالى‪َ { :‬ولَا تَجْعَلُوآ مَعَ ٱللَّّهِ ِإلََٰهًا ءَّا َخرَ ٓ إِنِّّى َلكُم مِّّنْ ُه نَذِي ٌر مُّّبِينٌ}‬

‫ومعنى الفرار إليه كثرة الالتجاء إليه بالدعاء والشكوى من حال النفس وضعف الكيان‪ ،‬مع مراقبته الدائمة‬

‫بواسطة كثرة ذكره ودوام تذكره ‪.‬‬

‫قد تكون الظروف ألجأته إلى الإقامة في ديار غربة وكفر‪ ،‬أو تكون أعماله التجارية أو الصناعية‬

‫اضطرته إلى الاندماج في مجتمعات أو مجموعات من الناس‪ ،‬يبثون من سلوكهم وأنفسهم وباء مهلكا في كل‬

‫ما حولهم‪ ،‬أو تكون ضروراته الدراسية زجته بين أقران تائهين عن الله منغمسين في الموبقات‪ ..‬ومع ذلك فإن‬

‫بوسعه أن يرى قوارب النجاة أمامه مهياة في انتظاره‪ ،‬فإن هو فر ملتجئا إلى واحد منها‪ ،‬فلسوف يرى فيها‬

‫‪19‬‬
‫سلامته وأمنه من كل تلك المهالك والأخطار ‪.‬ولم يكن فرار أصحاب رسول الله ومن جاء بعد هم من السلف‬

‫الصالح‪ ،‬إلا إلى هذا الملاذ‪.‬‬

‫وليس خبر عبد الرحمن الداخل وأصحابه القلة عنك ببعيد !‬

‫ألم يغامروا في سبيل نشر رسالة الله‪ ،‬ويتجهوا بها إلى عالم جديد لا علم لهم به‪ ،‬ولا خبر لديهم عنه‪،‬‬

‫لقد كان ذلك العالم الجديد لا علم لهم به‪،‬ولا خبر لديهم عنه‪ ،‬لقد كان ذلك العالم الجديد الذي وفدوا إليه‬

‫مليئا بالأخطار المتحهة إلى معاشهم وحياتهم الدنيوية‪ ،‬وبالأخطار والشواغل المتجهة إلى دينهم وعلاقتهم با‬

‫الله عز وجل ‪.‬‬

‫فكيف وقاهم الله شر تلك الأخطار كلها؟ وكيف أخضع الله لهم تلك المجتمعات‪ .‬وانار أمامهم‬

‫ومن حولهم تلك الليالي الحالكات؟‬

‫لو أنهم اس تسلمو للواقع‪ ،‬وانتظروا‪ ،‬أو ترقبوا‪ ،‬فراغهم من تلك الأغيار‪ ،‬على حد تعبر ابن عطاء الله‪،‬‬

‫متصورين أنها ستمر بهم وتجتازهم‪ ،‬إذن لا ختنقوا في حمأتها‪ ،‬أثرا بعد عين‪ ،‬وبقيت تلك المحتمعات تخب‬

‫في ظلامها‪.‬‬

‫لقد كان سبيلهم إلى تلك الوقاية الإلهية العجيبة‪ ،‬فرارهم إلى الله‪.‬‬

‫وكان معنى فرارهم إليه شدة التجائهم إليه‪ ...‬كانوا إذا دعوه دعاء المضطر الواجف‪ ،‬وكانوا يرقبونه‬

‫في كل حركاتهم وسكناتهم وأطوارهم‪ ،‬كانت جسومهم وظواهرهم تتقلب في غمار تلك العواصف والتيارات‬

‫والمغريات والأخطار‪ ،‬غير أن قلوبهم وأفكارهم كانت منصرفة بالذكر والرجاء إلى مدبر الكائناتجل جلاله ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ولو اعتبر المسلمون اليوم هذه الحكمة التي اعتصرها ابن عطاء الله من كتاب والسنة رسوله والسيرة‬

‫السلف والصالح‪ ،‬واتخذاوها لأنفسهم منهجا‪ ،‬إذن لكتب الله لهم من التأييد ما كتبه لعبد الرحمن الداخل‬

‫وصحبه ‪.‬‬

‫خرِجََّنّكُم ِّّمنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّّ فِى مِلَّّتِنَا ٓ فَأَوْ َحىَٰٓ‬


‫وصدق الله القائل‪{ :‬وَقَالَ ٱلَّّذِينَ كَ َفرُوآ ِل ُرسُلِهِمْ لَنُ ْ‬

‫سكِنََّنّكُمُ ٱلْأَ ْرضَ مِنٓ بَعْدِهِمْ ٓ َٰذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِى وَخَافَ وَعِيدِ}‬
‫ِإلَيْهِمْ رَبُّّهُمْ لَنُهِْلكَنَّّ ٱلظَّّلِمِينَ َولَنُ ْ‬

‫[ابراهيم ‪١١-١٢ /١١‬‬

‫الحكمة اربعة وعشرون‬

‫َار‪ ،‬مَا دُ ْمتَ فِي هذِهِ الدَّّارِ‪ ،‬فَإِنَّّهَا مَا أَْبرَزَتْ إِلا مَا هُ َو مُسْتَحَقُّّ وَصْ ِفهَا وَوَا ِجبُ‬
‫(لا تَسْتَ ْغرِبْ وُقُوْعَ الْأَكْد ِّ‬

‫نَعْتِهاَ)‪.‬‬

‫شرح الحکم العطائية – محمد حياة السندي‬

‫وتتخصص هذه الحكمة الأربع والعشرون أيضًا بالحجاب الذي يغطي قلب الله‪ .‬هذا حاجز يواجهه الكثير من‬

‫الناس‪ .‬يواجه البشر الأحداث التي تحدث في العالم بواحد من اثنين من المواقف ‪ ،‬سواء كانوا يرون ما يحدث‬

‫نتيجة لأفعالهم أو ما إذا كانوا ينظرون إليه على أنه فعل الله‪ .‬هذه الحكمة موجهة إلى أولئك الذين يرون أن‬

‫أحداث العالم هي عمل الله ولكنهم لا يستطيعون رؤية حكمة الله في أعماله‪.‬‬

‫الشخص الذي اكتسب الحقيقة وتم تطهير قلبه ‪ ،‬سوف يميل إلى السعي إلى الكمال‪ .‬لقد اشتاق إلى‬

‫رؤية شريعة الله على أنها الأكثر تعالى على هذه الأرض‪ .‬يتوق إلى رؤية أهل النبي محمد كقائد للبشرية‬

‫جمعاء‪ .‬يريد أن يرى البشرية جمعاء تعيش بسلام‪ .‬إنه يريد كل ما هو جيد وراغب في التضحية من أجل جلب‬

‫الخير للعالم‪ .‬هذا جزء من الرغبة المولودة في قلب شخص قلبه نقي بالفعل‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن ما حدث هو‬

‫‪21‬‬
‫عكس ما كانت الرغبة النقية لعبد الله المتواضع‪ .‬الشائعات في كل مكان‪ .‬وقعت جرائم القتل هنا وهناك‪.‬‬

‫المسلمون مضطهدون في كل مكان‪ .‬يتفشى العنف والظلم‪ .‬يتم تجاهل صرخة الخير‪ .‬تم تجاهل الدعوة‬

‫للسلام‪ .‬أعمال الشر لا تزال تتم دون تردد‪.‬‬

‫رأى الخادم الاضطراب في العالم وشعر وكأنه رمح يخترق قلبه‪ .‬تأوه قلبها ‪" ،‬يتم لعب دينك ‪ ،‬أين‬

‫هو دفا عك ‪ ،‬يا الله! المسلمون مضطهدون أين مساعدتكم اللهم! صرخة طريقك غير مرحب بها هل تقف‬

‫ساكنا يا الله! يرتكب البشر البر والإثم والظلم ؛ هذه هي حالة القلب لشخص محير لرؤية اضطراب الحياة‬

‫في هذا العالم وليس لديه قوة لإزالته‪.‬‬

‫ايقاظ الهمم في شرح الکم – ابن عجيبة الحسنى‬

‫كانت الملائكة قادرة على تخيل حياة العالم التي كانت ستعيشها البشرية قبل خلق أول إنسان‪ .‬طبيعة العالم‬

‫التي وصفها الملائكة هي الفوضى وإراقة الدماء‪ .‬العالم أم الفوضى وإراقة الدماء لها‪ .‬الأم لا تلد إلا الأطفال من‬

‫نوعها‪ .‬إن ولادة الفوضى والحرب والقتل وما إلى ذلك في العالم شيء يجب أن يحدث في العالم ‪ ،‬لذلك لا‬

‫داعي للتساؤل‪ .‬إذا كان هناك سلام ووئام هنا وهناك في العالم ‪ ،‬فهو هجاء أو ولادة لا تتبع طبيعة والدتها‪.‬‬

‫الله يشرح بوضوح طبيعة العالم الذي يسكنه الإنسان‪ .‬الأعداء يكرهون بعضهم البعض ‪ ،‬ويدمرون‬

‫بعضهم البعض ومرحهم هو الخداع‪ .‬كل التكهنات والانتقام الذي يحدث في هذا العالم ليس كاملاً‪.‬‬

‫ينقسم البشر إلى مجموعتين ‪ ،‬المؤمنين وغير المؤمنين‪ .‬أولئك الذين لا يؤمنون يحصلون على مكافأة‬

‫على الخير الذي يفعلونه في هذا العالم وفي الآخرة لا يمكنهم المطالبة بأي شيء من الله‪ .‬لا تندهش وتحزن‬

‫أن الله سيكافئهم على مصلحتهم وهم يعيشون في العالم بمنحهم مزايا وعيوب عديدة‪ .‬ليس لهم الحق في‬

‫طلب صالح الآخرة وعادتهم هناك جهنم‪ .‬وبالمثل ‪ ،‬لا ينبغي أن يكون مفاجئًا ومحزنًا إذا كان على أولئك‬

‫‪22‬‬
‫الذين لديهم إيمان وخيرات أن يتحملوا معاناة وإذلال العيش في العالم‪ .‬هذا العالم لا يستحق مكاناً لله أن‬

‫يعوضه عن خيرهم‪ .‬إن نية الله الحسنة ذات قيمة عالية جدًا ونبيلة جدًا وعظيمة جدًا ‪ ،‬ولا تستحق أن يتم نقلها‬

‫إلى هذا العالم المتواضع والدوني‪ .‬العالم هو مجرد مكان للعيش والممارسة والموت‪ .‬في نهاية العذاب سنقوم‬

‫من جديد وانتظارنا هو حالة أبدية‪.‬‬

‫شرح االحکم شيخ عطية شقر‬

‫لَا تَسْتَغْرِبْ وُقُوْعَ الْأَكْدَارِ مَا دُمْتَ فِي هذِهِ الدَّّارِ‬

‫لا تفاجأ بالاضطراب أثناء إقامتك في العالم‪ .‬لا تشعر بغرابة مع جميع أنواع الصعوبات بينما لا تزال على قيد‬

‫الحياة في العالم‪ .‬إنه ليس مثل شخص يعيش في هذا العالم ‪ ،‬يتوق إلى الراحة وراحة البال (الروح) لأن الله‬

‫قد خلق العالم كمكان للإختبار والبؤس للبشر ‪ ،‬بحيث تستمر المعاناة طالما أنت في العالم‪ .‬لا تتوقع المتعة‬

‫من المشقة‪ .‬لذلك ‪ ،‬الشيخ الجنيدي رضي الله عنه قال‪" :‬إن العالم حقًا هو حجر الزاوية في الشدائد ‪ ،‬ومسار‬

‫القلق ‪ ،‬واختبار المسار ومسار الكارثة"‪.‬‬

‫الشيخ أبو تراب رضي الله عنه قال‪ :‬تذكر ‪ ،‬أيها الإنسان ‪ ،‬أنكم جميعًا تحبون ثلاثة أشياء ليست لك‪:‬‬

‫أولاً ‪ ،‬ارغبوا في رغباتكم ‪ ،‬بينما رغباتكم هي رغباتهم‪ .‬ثانياً ‪ ،‬استمتع بالروح ‪ ،‬بينما الروح لله‪ .‬ثالثًا ‪ ،‬استمتع‬

‫بالعقار ‪ ،‬في حين أن العقار يخص الورثة‪ .‬أنت تحب شيئين ‪ ،‬لكنك لن تجدهما أبدًا‪ :‬أي الراحة والسعادة‬

‫في العالم ‪ ،‬بينما كلاهما في الجنة فقط‪ .‬النبي صلى الله عليه وسلم تقول‪" :‬إن العالم سجن المؤمنين ‪ ،‬وجنة‬

‫للكافرين"‪.‬‬

‫فَإِنَّّهَا مَا أَبْرَزَتْ إِلَّّا مَا هُوَ مُسْتَحِقُّّ وَصْفِهَا وَ وَاجِبُ نَعْتِهَا‬

‫"لأنه يظهر فقط ما هو صحيح ويجب أن يكون له"‬

‫حقا ‪ ،‬العالم ليس لديه ما يقوله سوى البؤس‪ .‬لأن الصعوبة صنعت وتم تحديدها وفقًا لذلك‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫مفهوم الحكمة‬

‫لقد جعل الله تعالى العالم مكانا للاختبار أو التشهير بحيث يطيع الجميع ما حدده الله وسيكافأ في الآخرة‪.‬‬

‫لذلك لا تقلق بشأن ذلك‪.‬‬

‫اعتبار الحكمة‬

‫‪ . ١‬قال الشيخ ابن عجيبة‪" :‬من أخلاق الذين يعرفون الله تعالى ألا يكون غريباً أو مندهشاً من خلقه سواء بالقوة‬

‫أو الجمال أو غيره"‪.‬‬

‫‪ . ۲‬قال جعفر الصادق ذات مرة‪" :‬من طالب بشيء لم يخلق ‪ ،‬فهو يحتقر نفسه فعلاً ولا يحصل على القوت"‪.‬‬

‫سُئل‪ :‬ما هذا؟ الجواب‪" :‬الصحة في العالم"‪.‬‬

‫‪ .۳‬حياة المسلم أن يعد نفسه للاختبار لأنه يمكن أن يمنحه راحة البال‪.‬‬

‫‪ . ١‬هدّد الجنيد البغدادي نفسه بقوله‪" :‬لا تقلق بشأن أي مصيبة حدثت لي لأنني طورت طريقة أن العالم مكان‬

‫حزن ومحاكمة وشر‪ .‬أحد القواعد هو أنني يجب أن أتعامل مع أي شيء أكرهه على الرغم من أنه يأتي في‬

‫شكل مرح‪ .‬إنها هدية الله عز وجل ‪ ،‬لكن الأصل أصلي"‪.‬‬

‫الخلاصة‬

‫والخلاصة‪ ،‬الحكمة ثمانية العشرة هو تسليطه وإغراؤه عليه ‪ ،‬والمراد هنا توقف الأمر عليه بحيث لا يتوجه له‬

‫حتى يتيسر‪ .‬الحكمة الثانية والعشرون ينهض المسلم بما كلفه اللَّٰه به‪ ،‬ويبحث عن المسبَّّبات عن طريق التعامل‬

‫مع أسبابها‪ ،‬فإن هو وصل إلى مبتغاه حمد اللَّٰه عز وجل موقناً بأن اللَّٰه هو المتفصل عليه‪ ،‬وإن لم يصل إليه‬

‫استسلم الحكم اللَّٰه موقناً أن اللَّٰه لم يقدّر له في سابق غيبه وعلمه هذا الأمر‪ ،‬واستراح من القلق والاضطراب‬

‫متذكراً الحكمة الثلاثة والعشرون ولا تترقب‪ ،‬أي تنتظر فراغ شغل يدك من تلك الأغيار فتؤخر حضور قلبك‬
‫‪24‬‬
‫ فيكون في حقك سوء أدب‬،‫ فيفوتك وجود المراقبة في تلك الحال التي أقامك الحق فيها‬،‫إلى تمام شغل يدك‬

‫الحكمة اربعة‬.‫ وصرف الأوقات لا يمكن قضاؤه‬،‫ وفيه أيضا تضييع ذلك الوقت وخلوه من معاملة الحق‬،

‫ هذا حاجز يواجهه‬.‫وعشرون وتتخصص هذه الحكمة الأربع والعشرون أيضًا بالحجاب الذي يغطي قلب الله‬

‫ سواء كانوا يرون‬، ‫ يواجه البشر الأحداث التي تحدث في العالم بواحد من اثنين من المواقف‬.‫الكثير من الناس‬

.‫ما يحدث نتيجة لأفعالهم أو ما إذا كانوا ينظرون إليه على أنه فعل الله‬

TERJEMAHAN

BAB KEDUA

Hikam 18: Penangguhan Kerja dari penjagaan diri

18: “Menunda pekerjaan termasuk tanda kebodohan seseorang”

Tipu daya dan penguasaan: Dia akan dikuasai dan dihasut, dan apa yang dimaksudkan di sini
adalah bahawa dia berhenti sehingga dia tidak pergi kepadanya sehingga kehadirannya menjadi
lebih mudah, Masa lapang: Mereka mengosongkannya, dan kekosongan hati merosakkannya
daripada nyawa, dan kekosongan mangsanya tidak mempunyai kerja, Kebodohan: Jenis
kebodohan.

Berkata: Adalah etika yang berpengetahuan untuk mempunyai akal yang sempurna
ketajaman minda, dan dari tanda minda, merebut peluang kerja dan inisiatif usia tanpa
penangguhan atau harapan, kerana apa yang dilewatkannya tidak dapat dikalahkan dan apa
yang terjadi tidak mempunyai nilai. Dalam hadis Rasulullah s.a.w bersabda: ((“Walau
bagaimanapun, dari tanda pemujaan terhadap kesombongan, untuk mendelegasikan ke rumah
selama-lamanya, untuk menyediakan tempat tinggal untuk kuburan, dan untuk mempersiapkan
hari penerbitan))”. Dan berkata Rasulullah s.a.w : ((“Orang yang cerdik ialah yang sentiasa
muhasabah dirinya dan membuat bekalan amalan untuk selepas mati, dan orang-orang yang
bodoh ialah orang yang mengikut hawa nafs dirinya dan bercita-cita kepada Allah dengan
pelbagai cita-cita tanpa usaha”)) Akhir. Orang yang cerdik ialah orang yang berakal dan diri
sendiri mengiranya.
25
Oleh itu, menunda amal kebaikan dan melambatkannya sehingga masa yang lain apabila
anda merasakan kekosongan hati adalah tanda kebodohan, yang merupakan keangkuhan. Dan
memberi keutamaan dan membersihkannya adalah bukan dari mempercayai pekerjaan yang
lain. Dan kekosongan kerja ialah dari mana ia jarang berlaku bagi Rasulullah s.a.w: ((“Dua
nikmat yang terpedaya oleh kebanyakan manusia iaitu nikmat sihat dan nikmat masa lapang”))
Itulah, ramai orang yang kehilangan mereka dan ketidakadilan di dalamnya, kerana kebanyakan
mereka mendapati ia hanya diduduki secara fizikal, terpesona dengan mewah, atau pesakit yang
sakit. Banyak yang difahami sesungguhnya sedikit dari manusia yang memahami tentang
nikmat masa lapang, maka sesungguhnnya jika dia mengarahkannya untuk mematuhi hamba-
hamba mereka, mereka mengucapkan terima kasih dan mendapat untung yang besar. Ia juga
merupakan tanda pengkhianatan, dan kata-kata sheikh akan datang: Letakkan semua
pengkhianatan, bahawa halangan kamu akan berkurang dan kemudian kamu tidak akan
menerimanya.

Tugas seseorang adalah untuk memotong sambungan dan halangannya, Dia tidak
bersetuju dengan keinginannya dan memulakan perkhidmatannya, dan tidak menunggu masa
yang lain, kerana orang miskin adalah waktunya. jadi kamu tidak akan mendapati dia sibuk
kecuali dengan idea atau rupa, atau kajian, atau perkhidmatan Sheikh yang mengarahkannya ke
Mawla. Dan saya berkata kepada beberapa saudara-saudara: Orang miskin dan ramah tidak tahu
atau membazir kecuali di hadapan, atau apa yang menyampaikannya ke hadapan, dan Tuhan
yang Maha Kuasa terbaik.

Syarah dari Kitab Hikam karangan Syeikh Ahmad bin Ahmad bin Isa al-Burnusi az-
Zaruq Syeikh al-Maliki

Berkata: Jenis kebodohan: Jama’ ghaunah , dengan bergabung di belakang dan diabaikan, yang
merupakan kebodohan, jadi fikiran dianggap pemilik dan bukan orang yang waras dalam
perkara yang sama. Dan pelayan dalam hal ini juga, sekarang gambaran tindakannya
memerlukan pikirannya, dan sebenarnya itu bodoh dalam tiga cara:

Pertama: Rujukannya adalah apa yang dia diwajibkan secara sah untuk melakukan,
yang berfungsi di kedai yang biasanya ruang kosong di tempat ini.

Kedua: Dia tanpa dipercayai, dan dia adalah jiwa dalam penyelesaiannya, yang sering
tidak hilang Dia dipercayai tanpa dipercayai, dan dia adalah jiwa dalam penyelesaiannya, yang
sering tidak hilang.

26
Ketiga: Ia adalah kecuaian penentuan dan keazaman yang dibentangkan oleh orang
bijak, kerana takut keabadian, tetapi keutamaan dunia dan di akhirat dan ketekunannya di
dalamnya tanpa apa yang dia minta kepadanya. Dan sesungguhnya Rasulullah s.a.w telah
bersabda: “Orang yang cerdik ialah yang sentiasa muhasabah diri untuk bekalan amalan
selepasa mati dan orang-orang yang bodoh ialah orang yang mengikut hawa nafs dirinya dan
bercita-cita kepada Allah dengan pelbagai cita-cita tanpa usaha”

Terdapat tiga golongan: seorang lelaki dibantu oleh nasib dan dia bekerja dalam keadaan
kekosongan dan kesibukan. Dan ini adalah dari kalangan yang bahagia dan kesenangan.

Pemuda: adanya masa lapang dan tidak bekerja dan ini ialah dari kalangan penganggur
yang menganggur.

Pemuda: tidak ada masa lapang dan menjadikannya bertangguh dalam pekerjaan, dan
ini adalah dari Ini adalah salah satu daripada mereka yang telah diampunkan, kerana tidak ada
kebenaran kepadanya pada waktunya atau di mana perintahnya akan berlalu kepadanya, dan
Tuhan akan mengasihani.

Syarah Hikam ‘Athoillah karangan Muhammad Hayat

(Menunda amal) – Amalan baik - Yang Maha Pencipta yang memerintahkan hamba-hambanya
dalam beribadah dan menjadikan mereka alasan-alasan untuk memenangi mereka pada yang
pertama dan terakhir – apabila kamu melakukan pekerjaan (dan padanya terdapat kekosongan)
salah seorang daripada mereka (dari kalangan yang bodoh) (jiwannya) orang yang malas jauh
dari mentaati, dan orang yang berpaling daripada menanggung kesulitan apa yang
mewajibkannya untuk mendekatkan diri kepada Tuhan Pencipta, ia berkewajipan untuk
cenderung kepada keinginan, maka janganlah patuh, bahkan dia lebih bekerja keras dalam
melaksanakan kerja-kerja yang terkumpul itu, dia mempunyai sifat-sifat yang mulia.

Dan berapa banyak dia terlepas kehilangan harapan, dan dia tidak menyedari apa yang
disukainya. Dan bagi setiapnya kali berkerja membawanya, dan ia tidak boleh direalisasikan
jika terlambat.

Syarah wa Tahlil Hikam karangan Syeikh Said Ramadhan al-Buthi

Sehubungan dengan ini terdapat dua hal yang perlu diketahui.

27
Pertama: Bahawa pekerjaan yang dimaksudkan Ibnu ‘Athaillah di sini adalah
pekerjaan umum dan urusan agama.

Kedua: Makna ungkapan yang disampaikan beliau ini sebenarnya sudah diketahui
semua orang. Hanya saja sering sekali peribahasa yang sangat bermakna ini kita lupakan di saat
akan melakukan sesuatu, baik pekerjaan umum mahupun agama. Dengan demikian, maka
peribahasa ini perlu dibahas dan dijelaskan dalam kemasan yang lebih menarik, agar kita tetap
mengingatnya dalam kehidupan kita. Kita juga perlu dingatkan tentang betapa meruginya orang
yang tidak memperdulikan atau mengabaikannya. Untuk itu mari kita ikuti ulasan berikut ini:

Ada seorang ahli agama mengingatkan seorang ahli perniagaan:

“Encik, selain berusaha, ingatlah juga Allah s.w.t, ikutilah majlis agama, kerana di sana
engkau akan mendapatkan siraman rohani yang memperkuatkan keimanan kamu kepada Allah
s.w.t.”

Ahli perniagaan, “sebenarnya hal itu saya sudah buat dalam program saya. Akan tetapi
saya masih mencari waktu yang lapang untuk dapat mengikuti acara-acara seperti yang engkau
katakan tadi. Ini kerana pekerjaan saya sangat banyak memerlukan waktu, bahkan hampir tidak
ada waktu saya untuk berehat. Banyak perkara yang harus saya lakukan sekarang. Jika tidak
saya selesaikan, saya tidak akan mendapat kesempatan ini lagi di waktu lain.”

Kepada orang lain, ahli agama itu berkata lagi, “Engkaukan sudah diberi Allah s.w.t
kekayaan harta, kehidupan kamu sudah dalam keadaan baik. Alangkah baiknya jika sebahagian
harta kamu engkau sedekahkan untuk orang yang memerlukan di sekitarmu”.

Ahli perniagaan, “Siapa yang mengatakan saya tidak peduli kepada mereka? Saya sudah
merancang, jika perniagaan yang sedang saya jalankan ini berjaya, saya akan bangunkan klinik
dan hospital khusus untuk orang yang kurang mampu. Dua puluh peratus dari keuntungan
perniagaan ini nanti aku berikan kepada keluarga-keluarga miskin, terutama anak-anak muda
yang ingin bernikah. Saya pasti akan wujudkan rancangan ini, saya pasti bersedekah lihat nanti
setelah perniagaan ini benar-benar berjaya!”.

Si ahli agama bertemu lagi dengan para pegawai tinggi. Terjadilah dialog berikut:

“Allah s.w.t telah memberikan kesempatan bagi kamu untuk menikmati jawatan dan
kedudukan seperti yang engkau rasakan sekarang ini. Alangkah baiknya jika engkau tidak
melupakan hak Allah s.w.t”, saran ahli agama.

28
Lima tahun lagi aku akan pencen. Setelah pencen aku akan pergi melaksanakan ibadah
haji. Setelah itu kamu akan melihatkan aku berada di saf paling denan di masjid setiap
melaksanakan solat. Selepas itu, aku akan banyak membaca al-Quran dan memahami
kandungan tafsirannya. Aku malah akan membuat kaedah tersendiri dalam mengkaji Islam”,
jawab pegawai itu.

Ahli agama, “Kenapa tidak sekarang saja rancangan-rancangan itu kamu laksanakan?”

Pegawai, “Aku kan masih mengejar prestasi! Aku ingin membuat orang kagum terhadap
hasil kerjaku. Jadi, belum mempunyai waktu!”.

Apakah istilah yang tepat untuk orang-orang yang disibukkan oleh urusan kehidupan
yanh sebenarnya telah dijamin Allah s.w.t bagi mereka, lantas menangguh-nangguh amal
ibadah kepada Allah s.w.t itu?

Istilah yang tepat adalah yang dikatakan Ibnu ‘Athaillah, “Sikap itu sikap yang bodoh”.

Akan tetapi, sebelum kita menyampaikan istilah ini kepada mereka, sebaiknya terdahulu
ditanya dengan soalan berikut, “Apakah sesungguhnya tujuan Allah s.w.t mencipta kamu?” Ini
kerana boleh jadi mereka tidak dapat menjawab soalan ini dengan benar. Boleh jadi mereka
pernah mendengar firman Allah s.w.t tentang tujuan penciptaan manusia serta tugas yang
dibebankan kepadanya. Jika itu yang terjadi, maka terlebih dahulu kita harus membaca firman
Allah s.w.t sebagai berikut kepadanya:

Ertinya: “Dan Aku tidak mrnciptakan jin dan manusia melainkan supaya mereka
menyembah-Ku. Aku tidak menghendaki rezeki sedikitpun dari mereka dan Aku tidak
menghendaki supaya mereka memberi Aku makan”.

(Az-Zariaat: 56-57)

Kita harus beritahu mereka berdasarkan ayat ini, bahawa yang dituntut dari manusia
sebagai hamba adalah mengenal Tuhan-Nya dengan cara mengenali dirinya sebagai hamba
yang menjadi milik Allah s.w.t. Setelah menyedari itu, barulah kemudian melaksanakan
kewajipan-kewajipan yang dibebankan Allah s.w.t kepadannya.

Sebagai balasan dari kesedaran dan penyembahannya tersebut, Allah s.w.t menjamin
akan memberikan segala yang dia perlukan, kehidupan yang tenang dan lapang serta
nenundukkan serta memudahkan segala sesuatu yang ada di alam ini untuk memenuhi hajat dan

29
keperluannya, sebagaimana firman Allah s.w.t sehubungan Nabi Adam yang ketika itu berada
dalam syurga:

“Sesungguhnya telah dikurniakan berbagai nikmat bagimu, bahawa engkau tidak akan
lapar dalam syurga itu dan tidak akan bertelanjang. Dan sesungguhnya engkau juga
tidak akan dahaga dalam syurga itu, dan tidak akan merasa panas matahari”.

(Taha: 118-119)

Perumpamaan ini sangat banyak dilupakan manusia:

“Seorang petugas diutus presiden sebagai wakilnya untuk mengurus sebuah urusan di
satu negara yang jauh. Tentunya duta yang telah ditempatkan di sana akan menyambut dengan
baik. Sebab ia utusan presiden. Segala kemudahan tentunya akan disediakan untuknya. Tempat
tinggal yang bagus, makanan yang enak, kenderaan yang mewah dan pelbagai kemudahan
lainnya, di samping wang saku dan gaji yang tentunya sangat memuaskan”.

Semua orang mengetahui bahawa kemudahan yang diberikan kepadanya agar dia dapat
menjalankan tugasnnya dengan upaya yang maksimum dan baik. Jika tidak, ia tidak akan
mendapatkannya.

Apa pendapat kamu jika sang utusan tadi mengambil dan menikmat segala kemudahan
yang diberikan tapi tidak menjalankan tugas yang dibebankan kepadanya? Dia melupakan
tujuan pengerimannya ke negeri tersebut?

Paling tidak kita akan mengatakan bahawa orang tersebut telah mengkhianati presiden
yang mengutusnya dan bukti bahawa telah tertipu oleh kebodohan dirinya.

Berikutan ini, kami akan jelaskan betapa kelirunya orang yang memiliki kebodohan
seperti ini.

Pertama: Dari manakah orang ini tahu bahawa dia akan hidup sehingga mempunyai
waktu lapang? Dapatkah dijaminnya bahawa ia dapat hidup di saat perniagaannya telah maju
dan tidak perlu bekerja lagi? Dapatkah dia pastikan bahawa dia akan hidup sampai masa
pencennya? Siapa yang memberi tahu kepadanya sampai dia begitu percaya bahawa dia akan
hidup sampai batas yang dia angan-angankan? Siapakah yang mengatakan kepadanya bahawa
maut tidak menjemputnya setelah beberapa hari atau minggu?

Bukankah anda tahu bahawa Allah s.w.t telah menentukan kematian seseorang? Apabila
saat kematian itu tiba, dia tidak akan dapat mengelak meskipun menggunakan teknologi yang

30
sangat canggih. Sedangkan kematian itu tidak diketahui selain oleh Allah s.w.t. Ini adalah
rahsia-Nya sendiri. Tidak seorang manusia pun yang tahu di urutan ke berapa dia dalam senarai
maut, apakah masih jauh di belakang atau sudah dekat!..

Ramai sekali manusia yang belum sempat menggapai segala yang di rencanakan tiba-
tiba telah diragut oleh kematian. Kematian memang sering lebih cepat tiba daripada angan dan
cita yang direncanakan seseorang! Amat tepatlah dengan firman Allah s.w.t yang berbunyi:

“Wahai manusia! Sesungguhnya engkau sentiasa berpenat-lelah (menjalankan


keadaan hidupmu) dengan sedaya upayamu hinggalah (semasa engkau) kembali
kepada Tuhanmu, kemudian engkau tetap menemui balasan apa yang engkau telah
usahakan itu (tercatit semuanya)”. (Al-Insyiqaaq: 6)

Kedua: Kenapakah orang ini menggunakan istilah “nanti” untuk kewajipan yang
sesungguhnya untuk (melakukan) itulah Allah s.w.t menciptakannya? Kalau pun dia harus
memakai istilah itu, kenapa tidak untuk pekerjaan duniawi sahaja yang jelas-jelas dijamin Allah
s.w.t untuknya?

Kenapakah dia menghabiskan waktunya untuk menguruskan segala pekerjaan duniawi,


sampai tidak ada waktu untuk berehat? Jika ada orang yang menasihati, agar menyediakan
waktu untuk berehat sambil beribadah kepada Allah s.w.t dan tidak mesti menuntaskan
pekerjaan yang menumpuk dalam satu waktu. Dia akan menjawab: “Setiap perniagaan yang
saya jalankan sudah mempunyai waktu tertentu, di mana jika tidak memanfaatkan kesempatan
dengan baik maka kesempatan itu tidak akan datang kembali lagi. Tentu perniagaan saya akan
lingkup dan rugi!!

Ketiga: Kewajipan agama yang dibebankan Allah s.w.t kepada manusia mempunyai
tujuan baik yang telah dijelaskan secara berulang di dalam al-Quran, iaitu pendidikan dan
pembersihan diri. Jiwa yang terdidik dan dibersihkan oleh al-Quran ini akan menampakkan
keperibadiaan yang rajin bekerja dalam mengejar kehidupan dunia namun dengan tuntutan
agama, jauh dari amalan penipuan, rasuah dan sebagainya.

Peribadi yang seperti ini tidak akan muncul tanpa pendekatan seseorang dengan agama
kerana agamalah yang akan memandu jiwa seseorang untuk jujur, ikhlas, istiqamah dan serius
dalam segala hal yang dilakukan. Mereka tidak akan tergamak menipu berbohong, mengkhianat
dan sebagainya.

31
Sudah tentu penggabungan antara agama dan dunia ini, merupakan kemudahan bagi
agama untuk melancarkan misinya dalam kehidupan peribadi seseorang mahupun masyarakat.
Penggabungan tersebut akan sangat menunjang lajunya kemajuan perkembangan peradaban
manusia yang sihat dan menyenangkan.

Sedangkan orang-orang yang cuba memisahkan antara kehidupan dunia dengan


peraturan agama. Di mana antara dunia dan agama bergerak sendiri, urusan agama baru
disentuh setelah berasa mempunyai waktu lapang atau setelah benar-benar berbahaya bagi
kehidupan manusia. Bahkan ini merupakan tindakan bodoh kerana tidak mengetahui betapa
besarnya peranan agama dalam menunjang kemajuan peradaban dunia. Bahkan lagi, tindakan
ini tindakan dungu, sebab dengan jauhnya manusia dari banyaklah hak-hak manusia yang
diabaikan dan dirampas, kehidupan masyarakat akan sangat terganggu dan tidak akan
merasakan ketenteraman. Manusia akan hidup tanpa pengawasan dan kawalan agama.

Orang yang menangguh dalam beramal sehingga mempunyai waktu lapang dan selama
beraktiviti sama sekali dia pisahkan antara agama dan pekerjaanya, akan samalah dengan orang
yang bodoh memisahkan makanan dengan garam dan mentega. Dengan demikian, maka agama
merupakan unsur yang sangat penting dalam mengharungi kehidupan dunia ini.

Terakhir: Tambahan dari apa yang disampaikan, suatu hal yang harus diketahui semua
bahawa usaha bersungguh-sungguh yang dilakukan manusia dengan segala macamnya adalah
milik Allah s.w.t bahkan diri dan segala sesuatu yang berada di sekitarnya milik Allah s.w.t.
Maka setiap perbuatan dan aktiviti manusia kembali kepada Allah s.w.t tidak kepada diri
pelakunya, sebagaimana yang difahami oleh sebahagian orang yang salah.

Hikam 22: Tiada satu nafas pun yang engkau hembuskan melainkan baginya
ada satu qadar (iaitu ketentuan Allah) yang sudah terlebih dahulu ditetapkan (iaitu
sejak azali lagi) akan berlaku keatas dirimu.

Iqadhul Himam fi syarh al-hikam - Syeikh Ahmad bin Muhammad bin Ajibah al-
Hasani

Aku berkata:
Al-Nafas: Iaitu dengan huruf fa fathah, merujuk kepada detik-detik daripada masa dengan
kadar apa yang keluar daripada nafas dan masuk kembali. Ia lebih panjang daripada al-tarfah

32
(kerdipan) yang mana al-tarfah itu lebih panjang daripada al-lahzah iaitu menutup penglihatan
dan membukanya kembali.

Al-Qadr: Iaitu suatu ilmu tentang sesuatu perkara yang akan datang sebelum ianya terjadi.
Dengan ilmu itu juga dapat diketahui waktunya, begitu juga dengan rupa, kadar, bilangan serta
apa-apa sahaja yang termasuk dalam kaifiatnya dan apa yang diturunkan daripada jenis
penyakit.
Apabila kamu mengetahui wahai manusia bahawa setiap helaan nafas kamu itu telah
ditentukan oleh qadar dan ia tidak akan keluar daripada kamu dan orang selain kamu melainkan
semua itu didahului dengan ilmu-Nya serta dicatat oleh qalam-Nya. Oleh itu, hendaklah kamu
redha dengan setiap apa yang berlaku sesuai dengan qada’. Helaan nafas kamu dapat dihitung
dan kerdipan mata kamu juga terhad. Apabila tamatnya nafas terakhir kamu, kamu akan
berpindah ke alam akhirat kamu. Oleh kerana helaan nafas kamu itu boleh dihitung, maka kamu
tidak akan terdetik pun di dalam hati kamu untuk melakukan perkara-perkara yang tidak
sepatutnya.

Syarah Hikam karangan Syeikh Ahmad bin Ahmad bin Isa al-Burnusi az-Zaruq Syeikh
al-Maliki

Nafas dari segi pergerakannya adalah pergerakan nafsiyyah (kerohanian) yang paling halus
dalam alam malakut (ghaib) dan alam syahadah (Nampak) dan tempat kembalinya pada saat
yang paling baik yang di dalamnya wujud manusia muncul sehingga ia menampakkan diri
dengan segala sisi kewujudannya. Muncul pula bersamanya segala yang telah ditetapkan oleh
pencipta keatas seorang hamba dengan berbagai perkara biasa dan yang selainnya. Semuanya
meliputi sejumlah tingkatan yang diusahakan atas setiap hamba. Maka, berkaitan dengan hal
ini, setiap jiwa memerlukan tajalli yang jelas seperti sifat jalal ataupun sifat jamal-Nya, atau
selain keduanya. Tajalli itu meniscayakan ubudiyyah dan ubudiyyah meniscayakan tajalli, itu
terus berlangsung dan diperbaharui sepanjang zaman sesuai dengan bilangan nafas.

Jadi boleh dikatakan, setiap murid adalah salik dirinya dalam perjalanan menuju Allah.
Kerana itulah para sufi mengatakan “jalan-jalan menuju Allah sebanyak hitungan bilangan
nafas makhluk” Maksudnya bukanlah jalan seperti yang dikatakan sebahagian orang sebagai
satu perbezaan antara Allah dan segala sesuatu selain Dia. Kerana hakikatnya hanya ada satu

33
iaitu jalan Muhammad s.a.w, dan model perjalanannya (masalik) ada tiga bentuk iaitu: ibadah,
iradah (kehendak), zahadah (zuhud).

Meskipun tiada satu pun nafas yang ditampakkan untumu kecuali padanya ada kadar
yang telah ditentukan untukmu, kau tidak boleh menuduh-Nya sehingga kau tidak meminta
selain dia dan tidak mencari selain Dia. Dan, ditinggalkan mengatur bersama-Nya agar
himmah-mu kepada-Nya bangkit tanpa keraguan dan tanpa desertai dengan keinginan untuk
berhenti.

Syarah Wa Tahlil Hikam - Syeikh Said Ramadhan Al-Buthi.

Nafas adalah udara yang naik turun dari bahagian belakang badan kamu. Ianya terdiri daripada
penarikan nafas dan hembusan nafas. Kehidupan manusia tiada lain hanyalah kumpulan dari
bernafas. Aktiviti, perkataan, perlakuan seseorang terwujud ditengan-tengah nafas yang
dinikmatinya.

Ibnu Ataillah sungguhnya telah memberitahu kepada kita melalui hikmahnya ini
dengan ungkapan, “Wahai anak Adam!, sesungguhnya semua perlakuan kamu kecil dan besar,
nyata dan tersembunyi adalah termasuk dalam qadha dan qadar Allah taala. Sedutan dan
hembusan nafas kamu juga termasuk dalam catatan ilmu-Nya.

Dasar ungkapan ini adalah sabda Rasulullah s.a.w, “segala sesuatu itu ada qadarnya,
sampai kelemahan dan kecerdasan”. Oleh kerana mengetahui dan meyakini hakikat ini
termasuk keutamaan akidah Islam.

Adapun hasil nyata yang diperolehi oleh seseorang muslim dan mengetahui hakikat ini adalah
ketenangan jiwa. Dengan catatan dia tidak lupa akan apa yang telah kami sampaikan bertapa
pentingnya berinteraksi dengan sebab, bukan sebagai sandaran tetapi sebagai adab terhadap
Allah s.w.t, sebagai bentuk kepatuhan dan ketaatan yang digariskan-Nya dalam alam ini atas
dasar sebab dan akibat tersebut.

Seorang hamba yang muslim mesti bangkit mengerjakan apa yang diperintahkan oleh
Allah kepadanya dan mencari akibat dan sebab melakukannya. Apabila telah berjaya
menggapai cita-citanya, maka hendaklah dia memuji Allah dengan penuh keyakinan bahawa
Dia-lah yang telah memberikan kurnia/anugerah kepadanya. Jika dia gagal menggapainya
hendaklah dia menyerahkan semua itu kepada hikmah Allah dengan diiringi oleh keyakinan
bahawa Allah belum mentakdirkan apa yang dia inginkan, hendaklah dia tidak mengeluh dan
gundah hati. Allah taala berfirman:

34
Maksudnya: “Boleh jadi kamu membenci sesuatu, padahal dia amat baik bagi kamu
dan boleh jadi (pula) kamu menyukai sesuatu, padahal dia amat buruk bagi kamu;
Allah mengetahui, sedang kamu tidak mengetahui”.

Di antara sesuatu yang dititikberatkan oleh seorang muslim dari mengetahui hakikat ini
adalah bahawasanya dia tidak akan peduli mengembara di jalan yang telah disyariatkan dan
diperintahkan oleh Allah, baik dengan jasad ataupun harta dan nyawa jika itu dituntut. Ini
kerana dia mengetahui bahawa apa yang telah dicatatkan oleh Allah di dalam ilmu-Nya pasti
akan terjadi, baik dia berpaling atau malas mengerjakan apa yang semestinya dilakukannya,
atau menerima dan mengembara demi semua itu. Jadi, malas bukanlah sesuatu yang ditentukan,
kerana Allah taala telah menyuruh hambanya untuk berusaha, bekerja dan mencurahkan segala
daya upaya selama tujuannya sah dan dituntut oleh syariat. Hasil dan tentangan dari apa yang
dilakukan tidak perlu dirisaukan dan ditakutkan selama apa yang telah ditakdirkan pasti tejadi
pada waktunya.

Kesimpulannya, seorang muslim yang meyakini hakikat ini hendaklah berterusan


dengan melakukan sesuatu berpandukan syariat yang betul, kemudian tidak perlu risau dengan
penentangan yang akan dihadapi. Kesimpulan ini amat jelas kelihatan dalam semasa kaum
muslim mengembara dalam berjihad dan berdakwah dijalan Allah serta menyebarkan prinsip-
prinsip dan nilai-nilai islam yang baik dari segi akidah mahupun peradaban. Mereka telah
mengembara dengan berbekalkan harta dan nyawa meninggalkan kampung halaman dan
menghadapi pelbagai tetangan. Kubur mereka telah berpancar sinarnya di seluruh penjuru alam
Islam yang ada saat itu bukanlah negeri islam.

Seandainya kamu bertanya kepada diri kamu sendiri tentang rahsia yang membuat
mereka mampu berbuat demikian tentu saja kamu akan mengetahuinya tanpa harus banyak
berfikir. Rahsianya adalah berterusan melakukan perintah Allah kemudian menganggap mudah
dengan tentangan dan bahaya yang akan dihadapi dalam berjuang. Akan tetapi dari manakah
dari manakah munculnya anggapan mudah itu?. Sudah pasti bahawa ianya muncul dari
keyakinan apa yang akan dialami oleh manusia dalam hidupnya tidak terlepas dari qadha dan
qadar Allah.

Dengan demikian kamu boleh mengetahui bahawa semua perbuatan dan perilaku
manusia yang bersifat ikhtiar dan bukan ikhtiar merupakan cermin takdir yang hanya Allah
yang mengetahuinya. Akan tetapi ramai diantara manusia yang masih buta dengan hakikat ini,
sebuah hakikat yang merupakan di antara keutamaan dalam agama.

35
Seorang remaja perempuan bertanya kepadaku, “Adakah pernikahan merupakan
sebahagian daripada nasib?”..Maksudnya adakah pernikahan itu qadha dan qadar?. Ramai
pemuda mengajukan soalan yang sama kepadaku.

Pada suatu saat terjadi suatu peristiwa. Setelah diselidik penyebab dari hakikat dan
sebab terjadinya peristiwa tersebut ternyatalah adalah kerana qadha dan qadar. Ertinya,
peristiwa itu tidak mempunyai latar belakang sebab dan akibat. Itu menunjukkan bahawa
seandainya peristiwa itu disandarkan kepada latar belakang sebab dan akibat, maka tidak ada
hubungannya dengan qadha dan qadar.

Anggapan yang membingungkan ini telah tersebar dan telah menjadi istilah yang sering
dipakai oleh ahli hukum dan pengacara dalam membahagi peristiwa atau kejadian kepada
peristiwa yang mempunyai sebab jenayah dan peristiwa yang tidak mempunyai sebab jenayah.
Akhir kata, semua itu telah disimpulkan oleh Rasullulah s.a.w dalam hadis sahih, “segala
sesuatu itu ada qadarnya, sampai kelemahan dan kecerdasan”.

Apakah yang dimaksudkan dengan qadha dan qadar?

Ini juga adalah termasuk dalam perkara yang tidak diketahui oleh kebanyakan kaum
muslimin. Hal itu disebabkan oleh ketidaktahuan mereka bahawa segala sesuatu yang tejadi di
dunia adalah dengan qadha dan qadar.

Qadar adalah pengetahuan Allah terhadap apa yang akan terjadi di alam ini, baik
peristiwa dan perilaku manusia yang diikhtiarkan. Qadar adalah berlaku atau terjadinya sesuatu
yang ada di dalam ilmu Allah s.w.t.

Jadi qadha adalah pengetahuan Allah terhdap apa yang akan terjadi sedangkan qadar
adalah tahap pengetahuan sesuatu yang telah tersembunyi dalam ilmu Allah s.w.t.

Adakah kamu ragu-ragu bila Allah mengetahui apa akan terjadi di kerajaan-Nya.
Apakah kamu ragu jika segala sesuatu yang terjadi di kerajaan-Nya dengan ciptaan dan takdir-
Nya? Bagaimana mungkin ilmu-Nya tidak akan memenuhi/mencukupi semua yang telah
ditentukan atau direncanakan-Nya penciptaan, ketiadaaan atau caranya?

Apabila kamu telah mengetahui bahawa yang dimaksudkan dengan qadha Allah adalah
pengetahuan-Nya dengan apa yang akan terjadi maka kamu juga akan mengetahui bahawa
qadha tidak ada hubungannya dengan paksaan (jabar) atau pilihan (ikhtiar) sebagai mana yang

36
dianggap oleh orang ramai. Qadha adalah pengetahuan atau ilmu. Pengetahuan adalah sesuatu
sifat penyingkap yang tidak mengandungi paksaan dan pilihan.

Segala sesuatu yang ada dalam ilmu Allah dibahagi kepada dua. Pertama, sesuatu yang
tiada hubungannya dengan pilihan manusia, seperti peristiwa-peristiwa seperti fenomena alam
contohnya banjir, gempa bumi, perubahan cuaca dan pertumbuhan tumbuh-tumbuhan.
Peristiwa yang tidak boleh dielakkan oleh manusia seperti melahirkan, mati, sakit, tua, tidur,
bangun dan jatuh. Kedua, sesuatu yang terjadi sesuai dengan keinginan dan pilihan manusia
seperti semua perlakuan dan aktiviti yang dilakukan oleh seseorang sesuai dengan keinginan
dan pilihannya. Peranan manusia dalam hal ini adalah mengarahkan perhatian dan mengambil
keputusan berdasarkan kemampuan dan keterampilan yang telah diberikan Allah, sedangkan
peranan Allah adalah menciptakan sesuatu yang dipilih dan ingin dikerjakan oleh manusia.

Kedua hal diatas adalah termasuk dalam pengetahuan Allah sebelum ia menciptakan
nya. Jadi, semua itu adalah termasuk dalam qadha Allah. Sebagaimana yang telah kita ketahui
bahawa yang dimaksudkan dengan qadha Allah adalah pengetahuan Allah terhadap segala
sesuatu yang akan terjadi.

Kesimpulannya, kamu mesti mengetahui adalah bahawa semua perbuatan manusia baik
Ijbari (bukan pilihan manusia secara sukarela) atau ikhtiari (pilihan manusia) berada dalam
ilmu Allah sejak dahulu kala. Ertinya, Allah mengetahui apa yang akan dikerjakan manusia.
Semua terjadi pada waktu dan tempat yang telah ditentukan-Nya. Pengetahuan Allah akan apa
yang akan terjadi di alam ini itulah yang disebut dengn qadha. Sesuatu tidak akan terjadi kecuali
sesuai dengan ilmu Allah. Sesuatu yang terjadi sesuai dengan ilmu Allah disebut dengan qadar.
Itulah makna dari sabda Rasullulah s.a.w “segala sesuatu itu ada qadarnya, sampai kelemahan
dan kecerdasannya”.

Hikam 23: (Janganlah menanti masa lapang untuk beribadah. Hal ini akan memutuskanmu
daripada kewajipan menunaikan hak terhadap apa-apa yang Allah tetapkanmu di dalamnya
(dalam masa lapang itu).

Syarah Hikam Al-Attai’yyah Karangan Ahmad Bin Muhammad Ajibah Al-Husni

Kemudian, pengarang menyebutkan adab yang ketujuh iaitu merasai sentiasa diawasi dan
sentiasa rasa diri disaksikan. Maka, pengarang berkata:

37
Al-Taraqqab: Iaitu menunggu dan menanti.
Al-Aghyar: Jamak kepada ghair dengan huruf ghain berbaris kasrah. Ia bermaksud apa-apa
sahaja yang menyibukkan hati tentang hal ehwal keadaannya. Kebiasaannya ia digunakan
untuk merujuk kepada apa-apa yang mengubah daripada hal ehwal keadaan yang bersifat
kekurangan. Bagi golongan sufi ia merujuk kepada setiap perkara yang menyibukkan apabila
ia ada dan mengubah pandangan hati terhadapnya maka itulah yang dimaksudkan dengan ghair.
Al-Muraqabah: Ialah rasa hati-hati di dalam hati diperhatikan agar tidak terkeluar daripada
hadrat Tuhan. Apa yang dimaksudkan oleh ungkapan syeikh adalah rasa hati-hati yang mutlak.
Maka, benarlah dengan pengawasan hati sebagaimana yang telah dijelaskan dan benarlah
dengan pengawasan ruh iaitu rasa roh itu sentiasa menyaksikan keagungan Allah serta dengan
pengawasan rahsia iaitu rasa sentiasa berhati-hati dalam perpindahan maqam dan adab.

Aku berkata: Apabila engkau menegakkan hak Allah s.w.t dalam keadaan berupaya
mengatasi kewujudan sebarang kesibukan yang lain, ia akan dapat mengatasi rasa kesibukan
tersebut. Sebagaimana apabila engkau menegakkan sesuatu dalam kesibukan duniawi pada
zahirnya ia tidak ada jalan keluar bagimu daripadanya. Maka, hati engkau perlu berusaha untuk
menghadapi kesukaran ini secara sedar supaya hati kamu tidak dicuri oleh kelalaian ataupun
roh engkau perlu berusaha dalam kesukaran ini untuk kekal berada dalam maqam syuhud
sentiasa agar rohmu tidak dicuri oleh perasaanmu. Ataupun, engkau perlu berusaha untuk
memelihara rahsiamu dalam meminta bantuan agar diberikan keupayaan dan ilmu agar tidak
terhasil daripada rasa jemu.

Maka, janganlah tertunggu-tunggu lagi iaitu menunggu waktu lapang sehingga kamu
kelak akan disibukkan dengan perkara-perkara yang lain sehingga menangguhkan kamu untuk
menyibukkan hatimu. Akhirnya, engkau akan kehilangan perasaan diperhatikan (al-
muraqabah) walaupun tatkala engkau sedang menegakkan kebenaran. Maka, jadilah ia pada
hak engkau sebagai seburuk—buruk adab. Ia juga akan menyempitkan waktu itu sehingga tidak
dapat lagi untuk berurusan dengan al-Haq (Allah) dan waktu-waktu tersebut digunakan begitu
sahaja tanpa dapat diganti semula.

Perhatian: Bukanlah yang dimaksudkan dengan pengulangan dan mendahulukan sebagaimana


ungkapannya: “Mendahulukan beramal ketika adanya waktu lapang merupakan sebahagian
daripada perkara yang keterlaluan bagi jiwa. Kerana, ungkapan itu merujuk kepada amalan

38
yang dilakukan oleh anggota badan yang zahir. Adapun dalam hal ini ungkapan itu merujuk
kepada amalan hati. Ia menunjukkan kepada kamu melalui ungkapan seperti ini dengan rasa
diawasai (al-muraqabah) dan mengungkapkannya kemudian barulah dengan amalan. Wabillahi
Taufiq.

Syarah Hikam Al-Attai’yyah Karangan Syeikh Ahmad Zarruq

“Jangan menanti dirimu terbebas dari godaan, kerana penantian akan memutuskanmu dari
muraqabah kepada Allah dalam maqam yang telah Dia tetapkan untukmu”.

Maksudnya: Jangan menunggu dengan amalmu datangnya waktu luang dari segala sesuatu
Dia dan dari segala fikiran. Sikap itu akan membuatmu berhenti di perjalanan; akan
memutuskan ‘ubuddiyah waktumu dengan segala hukumnya. Namun, tegaklah dirimu di
dalamnya sesuai dengan kemampuan yang ditetapkan atas dirimu tanpa berpaling kepada
kelapangan atau kepada yang lain selain Dia. Dikatakan: “Berjalanlah kepada Allah dengan
mendaki dan melalui segala kesulitan. Jangan menunggu sihat, kerana menunggu sihat itu
batil”.
Menunggu datang waktu luang untuk beramal adalah seperti orang yang berkata: “Aku
tidak akan berubat sampai aku sembuh. “Kemudian dikatakan kepadanya: “Kau tidak akan
mendapatkan kesembuhan hingga kau berubat. “Tetap saja ia tidak berubat dan tentu sahaja ia
tidak mendapatkan kesembuhan. Keadaannya sama seperti orang yang menunggu masa lapang.
Ia mengatakan: “Aku tidak beramal hingga ada waktu lapang. Kemudian, kelapangan waktu
yang diinginkannya itu sebenarnya mustahil didapatkan kerana dunia adalah tempat kesibukan
dan pemikiran. Maka, jika engkau ingin kesibukanmu menjadi waktu lapangmu, jadikan
amalmu sebagai kesibukanmu. Keadaan ini tidak dapat diwujudkan kecuali dengan
merealisasikan ilmu tentangnya sebagaimana diperingatkan oleh Ibnu ‘Atha’illah r.a
Syarah Hikam Al-Attai’yyah Karangan Muhammad Hayyah Al-Sindi

Sekiranya Allah taala mengadakan hamba (manusia) dengan sebab atau alasan, maka dia mesti
memenuhi haknya dan mematuhi adab dan jangan menunggu waktu yang kedua yang mana
waktu lapang. Jika dia menangguhkannya pada waktu kedua, maka dihalang daripada
melakukan hak pada waktu pertama dengan apa yang ditinggalkan. Dan ini perkara yang
bertentangan dengan apa yang diperlukan daripadanya, maka dia harus menghindari keinginan
itu.

39
Abu Hafs r.a berkata: “Faqir yang sodiq itu ialah orang yang sentiasa berada dengan
hukumnya dalam setiap waktu. Ini kerana apabila ia didatangi oleh sesuatu yang
membimbangkannya tentang hukum waktunya, maka ia menjadi liar (jemu) terhadapnya dan
terus menafikannya”.
Sahl bin Abdullah al-Tustari r.a berkata: “Jika tiba waktu malam maka janganlah
mengharap tibanya siang hari sehingga anda menunaikan malam anda dengan datangnya Haq
Allah Taala di dalamnya, dan demikian pula bila anda berada pada siang hari”. Apabila Sahl
r.a ditanya: “Ketika mana berubahnya istirehat seorang faqir? Jawab beliau: “Apabila didapati
tidak ada yang lain selain waktu di mana ia ditempatkan di dalamnya”.

Syarah Hikam Al-Attai’yyah Karangan Said Ramadan Al-Buthi

“Jangan menantikan berakhirnya halangan rintangan untuk lebih mendekatkan diri


kepada Allah sebab yang demikian itu akan memutuskan kamu daripada kewaspadaan
kamu terhadap kewajipan diri kamu”.

Adalah suatu hal yang telah sama-sama kita ketahui bahawa kehidupan dunia penuh dengan
perkara-perkara yang memperdayakan, melalaikan dan juga dapat melupakan, yang akhirnya
dapat menyebabkan seorang hamba terputus daripada Tuhannya Allah Azza Wa Jalla.

Maha Benar Allah Yang Beriman:

“Dijadikan indah pada (pandangan) manusia kecintaan kepada apa-apa yang diingini,
iaitu wanita-wanita, anak-anak, harta yang banyak dari jenis emas, perak, kuda pilihan,
binatang-binatang ternak dan sawah lading. Itulah kesenangan hidup di dunia dan disisi
Allah-lah tempat kembali yang baik (syurga)”. (Al-Imraan:3/14)

Apabila seorang manusia berusaha menepis dan menjaga dirinya dari perkara-perkara
tersebut di atas, maka dirinya tidak akan terjerumus ke dalam perkara-perkara ini, selama
dirinya tidak berubah daripada jalan kehidupan yang dipenuhi dengan kebaikan ini.

Perkara-perkara yang memperdayakan dan melalaikan ini dalah suatu materi ujian dan
cubaan yang diberikan Allah kepada para hambaNya. Apabila seorang manusia dapat
menjalani dan mengatasi cubaan ujian ini dengan baik, seraya mematuhi perintah ullah, maka
dirinya akan menuai janji Allah s.w.t. dan juga mendapatkan ganjaran pahala, serta Allah akan
memuliakan mereka dengan nikmat yang kekal serta kebahagiaan yang abadi.

40
Namun apabila dirinya membiarkan perkara-perkara yang memperdayakan ini, tidak
dapat mengatasi serta mengalahkannya dan juga melupakan jalan dan pesanan wasiat Allah.
Maka dirinya akan menerima kewujudan daripada ancaman Allah, menerima dosa, serta akan
merasakan azab yang tidak akan pernah berakhir.

Jadi intinya manusia tidak dapat menghindari diri dari hal yang disebut dengan "Al-
Alghyar" (halangan rintangan) oleh Ibnu Atha ini, selama dirinya masih berada di dalam
kehidupan dunia (sebab ini adalah suatu ujian dan cubaan daripada Allah). Akan tetapi setiap
manusia dituntut untuk melawan dan mengalahkannya, juga menundukkannya kepada perintah
dan keredaan Allah, serta tidak membiarkannya ditundukkan ke dalam hawa nafsu.

Inilah yang dimaksud daripada perkataan ulama "Al-Khulwah Fi Al-Jalwah", yang


maksudnya adalah khalwat (menyendiri) yang dituntut Islam dari anda bukanlah mengasingkan
atau menyisihkan diri dari hukum alam kehidupan dan lingkungan masyarakat dunia, dengan
hidup sendiri di dalam suatu gua misalnya, sehingga tidak ada seorang pun yang melihat anda
dan anda pun tidak dapat melihat mereka.

Akan tetapi khalwat yang disukai dan disyariatkan Allah kepada anda adalah, bahawa
anda harus tetap berada dalam pertempuran di dalam kehidupan ini, dengan tetap
memanfaatkan waktu dan juga mengeluarkan pemikiran-pemikiran positif yang timbul dalam
kehidupan ini.

Dunia ini, bagaimanapun bentuk dan keadaannya selalu sahaja dipenuhi dengan
kesibukan-kesibukan yang melalaikan, memperdayakan dan melupakan, lantas bagaimana diri
kita dapat menghindari dan mengenyampingkannya?.

Penghindaran di sini bukanlah dengan cara melarikan diri dari segala rintangan dan
penghalang, sebab melarikan diri padahal keadaan ini tetap seperti ini adalah sungguh sangat
tidak mungkin. Ini kerana kesibukan yang diibaratkan Ibnu Atha dengan "Al-Aghyar (halangan
rintangan)" ini bukanlah hanya terbatas pada perkara-perkara perhiasan dan keindahan dunia
serta juga fitnah ujian antara manusia yang dapat dilihat oleh mata kasar anda, sehingga anda
dapat berkata kepada diri anda, "Saya akan selamat daripada semua ini dengan menjauhkan
diri dan menyisihkan diri saya daripada perkara-perkara ini."

Diri anda selalu sahaja dipenuhi dengan pelbagai kesibukan, bahkan sebahagian
kesibukan ini dapat menjadi suatu kesibukan yang lebih buruk dan berbahaya daripada
kesibukan lainnya.

41
Pelarian diri dari kesibukan ini bagaimana pun dan di mana pun, dapat dilakukan
dengan berserah diri dan meminta perlin dungan kepada Allah. Inilah yang dimaksudkan
dengan firman Allah di dalam Al-Quran:

Ertinya: "Maka segeralah kembali kepada (mentaati) Allah. Sesungguhnya aku


seorang pemberi peringatan yang nyata dari Allah untuk kamu." (Adz Dzariyaat: 50)

Maksud daripada 'fafirru' (segera kembali) di sini adalah banyak berlindung kepada
Allah dengan doa dan juga mengadukan keadaan jiwa dan juga kelemahannya, bersamaan
dengan pengawasan-Nya yang diiringi dengan sentiasa menyebut-Nya.

Kadang-kadang suatu keadaan memaksa seseorang yang tinggal di negeri Barat atau
negeri orang kafir, atau pekerjaan atau perniagaannya memaksa dan menuntut seseorang untuk
tinggal di dalam kumpulan komuniti mereka (baca: orang Barat), serta masuk dan duduk di
dalam perkumpulan mereka sehingga turut mendapatkan bencana di sekitar mereka.

Bersamaan dengan ini, dirinya dapat melihat faktor-faktor yang dapat membawanya
menuju gerbang kejayaan yang juga dinanti-nantikannya. Apabila dirinya berlindung kepada
Allah, maka keselamatan akan didapatinya. Para sahabat Rasulullah sendiri dan juga para
ulama salaf soleh sentiasa tetap bersandar kepada hal ini.

Khabar mengenai kisah Abdurrahman Ad Dakhil dapat memberikan contoh kepada anda.

Bukankah mereka telah memasukkan diri mereka ke dalam jalan penyebaran dakwah
dan menuju alam baru yang tidak mereka ketahui sebelumnya dan juga mereka tidak memiliki
pengalaman di dalam hal ini. Alam itu adalah suatu alam baru dan mereka diutus ke dalamnya,
dan penuh dengan bahaya dalam hal kehidupan mereka di dunia dan juga bahaya-bahaya dan
kesibukan yang mengarahkan mereka ke agama mereka dan juga hubungan mereka dengan
Allah Azza Wa Jalla.

Bagaimana Allah melindungi mereka dari semua bahaya ini dan bagaimana Allah
menundukkan komuniti itu untuk mereka serta memberikan penerangan di hadapan mereka?

Apabila mereka menyerah kepada kenyataan, menunggu nunggu, maka alam baru yang
mereka hadapi ini akan tetap dalam kegelapan.

Sesungguhnya yang menjadikan mereka dapat mengatasi semua ini adalah penyerahan
diri mereka kepada Allah. Mereka sentia memerhatikan semua gerakan dan perkembangan

42
mereka. Anggota tubuh dan jasad mereka masuk ke dalam perkara-perkara yang
memperdayakan, namun hati mereka sentiasa tetap berzikir dan mengharap kepada Allah, Sang
Penguasa alam semesta.

Apabila kaum muslimin di masa ini menerapkan hikmah yang terkandung di dalam
kisah yang ditekankan Ibnu Atha daripada Kitab Allah dan sunnah Rasulullah serta sirah para
salaf soleh maka mereka mendapatkan suatu manhaj dan nantinya mereka juga mendapatkan
sesuatu yang sama dengan Abdurrahman Ad Dakhil berserta para pasukannya.

Maha Benar Allah yang berfirman:

Ertinya: "Orang-orang kafir berkata kepada Rasul-rasul mereka, Kami sungguh-


sungguh akan mengusir kamu dari negeri kami atau kamu kembali kepada agama
kami." Maka Tuhan mewahyukais kepada mereka, “Kami pasti akan membinasakan
orang-orang yang zalim itu dan Kami pasti akan menempatkan kamal de negeri-
negeri itu sesudah mereka. Yang demikian itu adalah untuk) orang-orang yang takut
(akan menghadap) ke hadrat Ku dan yang takut kepada ancaman-Ku." (Ibrahim:13,
14)

Hikam 24: Maksudnya : “Janganlah kamu merasa hairan kerana berlakunya segala kesukaran
selama kamu masih tinggal di negeri ini (iaitu selama kamu masih berada di dunia ini). Kerana
sesungguhnya ia tidak menzahirkan melainkan apa yang memang layak bagi sifatnya dan yang
wajib dari ciri-cirinya.

Syarah Hikam Al-Attai’yyah Karangan Muhammad Hayyah Al-Sindi

Hikmah 24 ini pula mengkhususkan kepada dunia sebagai hijab yang menutupi pandangan hati
terhadap Allah s.w.t. Halangan inilah yang banyak dihadapi oleh manusia. Manusia
menghadapi peristiwa yang berlaku di dalam dunia dengan salah satu daripada dua sikap iaitu
sama ada mereka melihat apa yang terjadi adalah akibat perbuatan makhluk ataupun mereka
memandangnya sebagai perbuatan Tuhan. Hikmat 24 ini menjuruskan kepada golongan yang
melihat peristiwa yang berlaku dalam dunia sebagai perbuatan Tuhan tetapi mereka tidak dapat
melihat hikmah kebijaksanaan Tuhan dalam perbuatan-Nya.

43
Manusia yang telah memperolehi keinsafan dan hatinya sudah beransur bersih, dia akan
cenderung untuk mencari kesempurnaan. Dia sangat ingin untuk melihat syariat Allah s.w.t
menjadi yang termulia di atas muka bumi ini. Dia sangat ingin melihat umat Nabi Muhammad
s.a.w menjadi pemimpin kepada sekalian umat manusia. Dia ingin melihat semua umat
manusia hidup rukun damai. Dia inginkan segala yang baik-baik dan sanggup berkorban untuk
mendatangkan kebaikan kepada dunia. Begitulah sebahagian daripada keinginan yang lahir di
dalam hati orang yang hatinya sudah beransur bersih. Tetapi, apa yang terjadi adalah terbalik
daripada apa yang menjadi hasrat murni si hamba Allah s.w.t yang insaf. Huru hara berlaku
dimana-mana. Pembunuhan berlaku di sana sini. Umat Islam ditindas di merata tempat.
Kezaliman dan ketidak-adilan berlaku dengan berleluasa. Seruan kepada kebaikan tidak
diendahkan. Ajakan kepada perdamaian tidak dipedulikan. Perbuatan maksiat terus juga
dilakukan tanpa segan-silu.

Si hamba tadi melihat kekeruhan yang terjadi di dalam dunia dan merasakan seperti
mata tombak menikam ke dalam hatinya. Hatinya merintih, “Agama-Mu dipermainkan, di
manakah pembelaan dari-Mu wahai Tuhan! Umat Islam ditindas, di manakah pertolongan-Mu
Wahai Tuhan! Seruan kepada jalanMu tidak disambut, apakah Engkau hanya berdiam diri
wahai Tuhan! Manusia melakukan kezaliman, kemaksiatan dan kemungkaran, apakah Engkau
hanya membiarkan wahai Tuhan?” Beginilah keadaan hati orang yang merasa hairan melihat
kekeruhan kehidupan dunia ini dan dia tidak berkuasa menjernihkannya.

Syarah Hikam Al-Attai’yyah Karangan Ahmad Bin Muhammad Ajibah Al-Husni

Para malaikat sudah dapat membayangkan tentang kehidupan dunia yang akan dijalani
oleh makhluk berbangsa manusia sebelum lagi manusia pertama diciptakan. Sifat dunia yang
dinyatakan oleh malaikat ialah huru-hara dan pertumpahan darah. Dunia adalah ibu sementara
huru-hara dan pertumpahan darah adalah anaknya. Ibu tidak melahirkan kecuali anak dari
jenisnya juga. Kelahiran huru-hara, peperangan, pembunuhan dan sebagainya di dalam dunia
adalah sesuatu yang seharusnya terjadi di dalam dunia, maka tidak perlu dihairankan. Jika
terdapat kedamaian dan keharmonian di sana sini di dalam dunia, itu adalah sagu-hati atau
kelahiran yang tidak mengikut sifat ibunya.

Allah s.w.t menerangkan dengan jelas tentang sifat-sifat dunia yang dihuni oleh
manusia. Manusia bermusuhan sesama sendiri, saling rosak merosakkan dan kesenangannya

44
adalah tipu daya. Segala perkiraan dan pembalasan yang berlaku di dalam dunia ini tidak
sempurna.

Manusia dibahagikan kepada dua golongan iaitu yang beriman dan yang tidak beriman.
Golongan yang tidak beriman menerima ganjaran terhadap kebaikan yang mereka lakukan
semasa di dunia ini lagi dan di akhirat kelak mereka tidak boleh menuntut apa-apa lagi dari
Tuhan. Janganlah menghairankan dan mendukacitakan sekiranya Tuhan membalas kebaikan
mereka ketika mereka masih hidup di dalam dunia dengan memberikan kepada mereka
berbagai-bagai kelebihan dan kemewahan. Mereka tidak berhak lagi menuntut nikmat akhirat
dan tempat kembali mereka di sana kelak ialah neraka jahanam. Begitu juga janganlah
menghairankan dan mendukacitakan sekiranya orang-orang yang beriman dan beramal soleh
terpaksa menghadapi penderitaan dan penghinaan semasa hidup di dunia. Dunia ini tidak layak
menjadi tempat buat Allah s.w.t membalas kebaikan mereka. Balasan kebaikan daripada Allah
s.w.t sangat tinggi nilainya, sangat mulia dan sangat agung, tidak layak dimuatkan di dalam
dunia yang hina dan rendah ini. Dunia hanyalah tempat hidup, beramal dan mati. Bila berlaku
kiamat kita akan dibangkitkan dan menunggu kita adalah negeri yang abadi.

Syarah Hikam Syeikh Athiyyah Saqr

Syarah Lafaz

‫ستاغْ ِر ْب‬
ْ ‫ اَل ت ا‬: Menjadikan sesuatu sehingga ajaib atau hairan.

‫ ْاْل ا ْكداار‬: Apa-apa yang mengeruhan, meyusahkan atau merungsingkan jiwa.

ْ ‫ستاحاقُّ او‬
‫ص ِف اها‬ ْ ‫ ُم‬: Apa yang mesti menjadi sifatnya.

Janganlah kamu berasa hairan dengan kebanyakan kekeruhan selama engkau berada di dunia.
Jangan berasa pelik dengan pelbagai kesusahan selagi kamu masih hidup di dunia. Tidak
selayaknya seseorang yang masih hidup di dunia ini, mengharapkan rehat dan ketenangan hati
(jiwa) kerana Allah sudah menciptakan dunia sebagai tempat manusia diberikan ujian dan
musibah, maka kesusahan itu tetap ada selama kamu berada di dunia. Jangan mengharapkan
kesenangan daripada kesusahan. Oleh sebab itu, Syeikh Junaidi r.a. berkata: “Sesungguhnya
dunia adalah landasan kesukaran, landasan keprihatinan, landasan ujian dan landasan
musibah”.

45
Syeikh Abu Turab r.a. berkata: Ingatlah wahai manusia, bahawa kamu semua menyukai
tiga perkara yang bukan menjadi milikmu: Pertama, menyenangi nafsu, sementara nafsu adalah
milik hawa-nya. Kedua, menyenangi roh, sementara roh adalah milik Allah. Ketiga,
menyenangi harta, sementara harta adalah milik ahli warisnya. Kamu gemar mencari dua
perkara, padahal kamu tidak akan mendapatkannya: iaitu, istirahat dan bahagia di dunia,
sementara kedua-duanya hanya ada di syurga. Rasulullah s.a.w. bersabda: “Dunia adalah
penjara bagi orang mukmin, dan syurga bagi orang kafir”.
“Kerana dia hanya menunjukkan apa yang sesuai dan mestilah sifatnya”.
Sesungguhnya tiada yang dinyatakan oleh dunia, kecuali kesengsaraan. Kerana kesukaran itu
telah dibuat dan ditentukan sesuai untuknya.

Mafhum Hikmah

Allah SWT menjadikan dunia sebagai tempat ujian atau fitnah supaya setiap orang mengikut
apa yang telah ditentukan oleh Allah dan akan dibalas di akhirat kelak. Justeru jangan berasa
bimbang di atas hal ini.

Iktibar Hikmah

1. Syeikh Ibn ‘Ajibah berkata: “Antara adab orang yang mengenal Allah SWT adalah jangan
berasa pelik atau hairan terhadap ciptaan-Nya, sama ada bersifat keperkasaan, keindahan atau
lain-lainnya”.

2. Ja’far al-Sadiq pernah berkata: “Sesiapa yang menuntut sesuatu yang tidak diciptakan,
sebenarnya dia memenatkan dirinya dan tidak diberi rezeki. Ditanya kepadanya: “Apakah itu?”
Jawabnya: “Kerehatan di dunia”.

3. Kehidupan bagi Muslim adalah menyediakan dirinya untuk diuji kerana ia boleh memberi
ketenangan kepada dirinya.

4. Al-Junaid al-Baghdadi menenangkan dirinya dengan berkata: “Aku tidak bimbang apa-apa
musibah yang terkena padaku kerana aku telah membina satu kaedah bahawa dunia sebagai
tempat sedih, ujian dan kejahatan. Antara hukumnya ialah aku perlu berdepan dengan apa-apa
yang aku benci walaupun ia datang dalam bentuk kesenangan. Ia merupakan kurniaan Allah
SWT tetapi yang asalnya adalah yang pertama”.

46
‫مراجع‬

‫‪ -۱‬ابن عجيبة الحسني (‪ ، )٦۱۱٦‬إبعاد الغمم إيقاظ الهمم في شرح الحكم ‪ ،‬بيروة ‪ :‬دار الكتب العلمية‬

‫‪ -٦‬محمد حياة السندي المدني (‪ ، )٦۱۱۱‬شرح الحكم العطائية ‪ ،‬دار مكتبة المعارف‬

‫‪ -٢‬الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي (‪ ، )٦۱۱٢‬الحكم العطائية شرح وتحليل الجزء الأول ‪ ،‬دمشق ‪:‬‬

‫دار الفكر‬

‫‪ -١‬تحقيق الإمام عبد الحليم محمود (‪ ، )۱۱٨٦‬حكم ابن عطاءالله شرح العارف بالله الشيخ زروق ‪،‬‬

‫القاهرة ‪ :‬دار الشعب ‪.‬‬

‫‪http://alqasimy.com/Files/books/alttasawwof/al7ikam_al3ata2eyya/al7ikam_al3ata2eyya.pdf‬‬ ‫‪-٦‬‬

‫‪https://entegila.files.wordpress.com/2015/01/syarah-al-hikam-ibnu-athailah.pdf-٦‬‬

‫‪47‬‬

You might also like