You are on page 1of 42

‫االنتقام األسود‬

‫عبدهللا الدويك‬

‫الجزء األول‬
‫اهال بك عزيزي القارئ‪ ،‬انا عبدهللا‬
‫الدويك كاتب مصري لقد كتبت هذه‬
‫الرواية وأنا صغير وأحببت أن‬
‫أشاركها معك‪.‬‬
‫لقد كنت ابلغ من العمر ‪ ١٥‬عاما‬
‫تقريبا عندما كتبت هذه القصة‪ ،‬فإذا‬
‫اعجبتك هذه القصة فالحمد هللا وإذا لم‬
‫تعجبك فأعلم ان هذه القصة ُك ِتبت‬
‫بالتعب وليس باألمر السهل‪ ،‬وشكرا‬

‫عبدهللا الدويك‬
‫عدد الفصول‪:‬‬
‫‪/١‬الفصل األول‬
‫‪/٢‬الفصل الثاني‬
‫‪/٣‬الفصل الثالث‬
‫‪/٤‬الفصل الرابع‬
‫‪/٥‬الفصل الخامس‬
‫ملحوظة‪ :‬كل جزء مستقل ويتكلم عن قصة‬
‫مختلفة عن األخرى أي هذه القصة كامله‬
‫والجزء الثاني سيتحدث عن قصة مختلفة‪.‬‬
‫ملحوظه‪ :‬االسماء الموجودة‬
‫في القصة ليس لها أي‬
‫عالقه بالديانة أو ثقافة أو‬
‫بلد معين‪.‬‬
‫تم اختيار األسماء من بلدان‬
‫مختلفة وهي تعتبر أسماء‬
‫فقط‪.‬‬
‫ليس هناك أي ديانة في‬
‫القصة‪.‬‬
‫الفصل األول‬
‫اهرب اهرب اهرب الهروب صعب‬
‫ومؤلم عندما تهرب وخلفك األعداء‬
‫ومعك من تحب وأمامك اشجار كثيفه‬
‫وفي وسط غابة كبيره ويكون أكثر‬
‫ألما عندما تكون مصابا‪.‬‬
‫صوت إطالق النار "أمسكوه" ما زال‬
‫يهرب هيا اهرب‪.‬‬
‫‪"-‬زينب‪ ،‬اسمعي أحبك كثيرا أريد أن‬
‫تسامحيني على كل شيء" هكذا قال‬
‫لها خلف الشجرة وهو يتنفس‬
‫بصعوبة‬
‫‪"-‬لن أتركك كمال" هكذا ردت عليه‬
‫سكون تام‪ ،‬صوت اقتراب رجل‪،‬‬
‫اقترب يقترب وخلفه ثالثة‪ ،‬يقترب‬
‫أكثر فأكثر فأكثر‬

‫االنتقام األسود‬
‫عبدهللا الدويك‬
‫معسكر البزرخ ‪ ١٢٣‬من أقوى المعسكرات‬
‫البزرخيه الموجودة في الشمال‪:‬‬
‫‪"-‬يا رجال سوف نقوم بحملة جديده على‬
‫معسكر الخزرج النازي في الجنوب" هكذا قال‬
‫القائد لعساكره فقال أحد عساكره‪:‬‬
‫‪"-‬أجل أجل مرة أخرى ليس معنا سوى عشرة‬
‫دبابات ومدرعتين وكتيبتين حسنا لنرسلهم كما‬
‫فعلنا في السابق وأرسلنا ضعفهم‪ ،‬جميعهم في‬
‫التراب ثم أرسنا جاسوسين فجاء واحد فقط بال‬
‫فائدة" ثم دخلت زينب فجأة وقالت‪:‬‬
‫‪"-‬ماذا تقصد؟! أنه أشرف منك"‬
‫‪"-‬زينب" قالها القائد بصوت مرتفع ثم قال‪:‬‬
‫‪"-‬حسنا سوف نرسل القائد سنجار ومحمود في‬
‫هذه الحملة وستكون مروى رئيسة األطباء‬
‫ونائبة عني" فنظرت زينب باستغراب وغضب‬
‫قائلة للقائد‪:‬‬
‫‪"-‬أحمد أنا أريد أن أذهب يا أحمد"‬
‫‪"-‬اسمعي االنتقام ليس كل شيء لقد مات‬
‫وانتهى" فقالت مروى‬
‫‪"-‬ال بأس قائد اجعلها تذهب فهي اعلى مني‬
‫مكانه ورتبه وقد كان لها دور كبير في هذه‬
‫الحملة"‬
‫نظرت زينب الى مروى وهي حزينة وال تريد‬
‫أن تظهر حزنها‪.‬‬
‫‪"-‬حسنا أنا لم أكن أريد هذا لكن ال مشكلة‬
‫ستكون زينب رئيسة األطباء ونائبة عني" هكذا‬
‫قال القائد أحمد‪.‬‬
‫فرحت زينب كثيرا‪.‬‬
‫بدأ العساكر يتجهزون للمعركة التي كانت تحلم‬
‫بها زينب‪ ،‬ثم جاءت مروى الى زينب وقالت‪:‬‬
‫‪"-‬وأخيرا بعد وقت طويل سيتحقق حلمك‬
‫وستجعلينهم يتمنون الموت "‬
‫‪"-‬لقد مر ثالثة أشهر‪ ،‬المهم علينا االستعداد"‪.‬‬
‫من جهة أخرى كان معسكر الخزرج ال يعلم‬
‫بأمر المعركة وكان هناك رجل غامض شديد‬
‫سواد الشعر وعينه خضراء متوسط الحجم‬
‫يجلس بعيدا عن العساكر وكان وجهه عليه‬
‫عالمات السوط‪ ،‬كان يمسك بقالدة في داخلها‬
‫لؤلؤة حمراء ثم قال‪:‬‬
‫‪"-‬لن أنساك أبدا"‬
‫‪"-‬سرحات سرحات" اجل هذا اسمه وهناك من‬
‫ينادي عليه‬
‫‪"-‬سرحات أين أنت‪ ،‬أوه أنت هنا ماذا تفعل بحق‬
‫الجحيم‪ ،‬اسمع سرحات علينا الخروج البزرخ‬
‫سيهجمون علينا وال أحد يعلم غيرنا "‬
‫‪"-‬حسنا يونس ماذا نفعل؟" قالها سرحات وهو‬
‫بارد األعصاب فقال يونس وهو غاضب‪:‬‬
‫‪"-‬نهرب سرحات‪ ،‬حسنا هل علمت ماذا حدث؟"‬
‫‪"-‬هل مات عمار أم تبولت على نفسك؟" قالها‬
‫سرحات ثم وقف ونظر الى عينيه بكل برود‪:‬‬
‫‪"-‬لقد علم عمار بكل شيء وسوف يقتلنا"‬
‫‪"-‬أين سرحات" قالها أحد الجنود وبجانبه اثنين‬
‫من الجنود للعسكري الذي يقف على باب المبني‬
‫المجاور للمكان الذي يقف فيه سرحات‪.‬‬
‫‪"-‬انظر سرحات انهم يبحثون عنك"‬
‫‪"-‬يونس خذ هذه الرسالة وأعطها لمحمد في‬
‫المعسكر الجنوبي ‪ "٢٢‬ثم أخرج سرحات‬
‫الرسالة وأعطاها ليونس‪.‬‬
‫‪"-‬سرحات انت هنا" قالها الجندي لسرحات‪.‬‬
‫لكن ال تقلقوا فقد هرب يونس قبل أن يأتوا‬
‫‪"-‬معتز مازال عمار يحب العاهرات" قالها‬
‫سرحات لقائدهم معتز بهدوء‪ ،‬انفعل معتز‪:‬‬
‫‪"-‬سرحات عالمات السوط ال تجدي نفعا‪ ،‬حسنا‬
‫لنجرب شيئا جميال"‬
‫‪"-‬هل ستجعلني أنظر إليك وأنت ترقص؟"‬
‫‪"-‬سنرى" ثم أمر معتز الجنود لكي يأخذوه عند‬
‫عمار‪.‬‬
‫الليل مظلم ومرعب ولكنه أفضل وقت‬
‫لالسترخاء وتذكر الماضي المؤلم هكذا كانت‬
‫تفعل زينب في كل ليلة‪ ،‬تجلس بجانب خيمتها‬
‫في المعسكر وتتذكر عندما كانت مع كمال قبل‬
‫الحرب بأيام وأمام البحر‪.‬‬
‫‪"-‬عندما نتزوج يا زينب سأجعلك أسعد امرأة‬
‫في العالم‪ ،‬وسأجعل هذا العالم جميال لدرجة أنك‬
‫ستجعلينه وسادة وتنامين عليها"‬
‫‪"-‬انت تبالغ كثيرا كمال" يضحكون وينظرون‬
‫في عيون بعض والنور يملئ المكان‪ ،‬إنه الحب‬
‫عزيزي القارئ‪.‬‬
‫جاء الجنود ومعهم سرحات أمام المالزم عمار‬
‫ودفعوه أمام عمار وأجلسوه على ركبتيه‪:‬‬
‫‪"-‬آه سرحات آه ال تتعلم أبدا" قالها عمار‪ ،‬فقال‬
‫سرحات وهو يبتسم‪:‬‬
‫‪"-‬مؤسف فأنا ال أستطيع التعلم ألنني ال أجيد‬
‫الرقص"‬
‫‪"-‬معتز" قالها عمار ثم أمر معتز الجنود الذين‬
‫يجلسون على آلة صغيرة الحجم‪ ،‬فضغط أحدهم‬
‫على زر أحمر صغير فتحرك الجدار الذي‬
‫يكون خلف عمار بالكامل ألعلى ثم أ ُ ِ‬
‫ضيئَت‬
‫المصابيح‪ ،‬فتحولت نظرات سرحات وأصبح‬
‫غاضبا وحزينا في نفس الوقت‪ ،‬ماذا رأيت يا‬
‫سرحات‪ ،‬لقد رأى رجال معلقا مربوط اليد خلف‬
‫ظهره ومعلق من لباس يلبسه يشبه الحديد معلق‬
‫بأربع سالسل إثنين من الجهة األمامية وإثنين‬
‫من الجهة الخلفية ووجهه مغطى بقناع أسود‬
‫والدم يملئ لباسه وتحته عدد كبير جدا من‬
‫الثعابين الضخمة المتوحشة‪.‬‬
‫‪"-‬أنت ما زلت تعلقه" قالها سرحات لعمار وهو‬
‫غاضب جدا‪:‬‬
‫‪"-‬ستكون مكانه سرحات‪ ،‬ال تقلق"‬
‫‪"-‬لماذا تفعل هذا؟ لقد كنا أصدقاء"‬
‫‪"-‬ال صداقه في الحرب سرحات"‬
‫‪ "-‬لن أسامحك على ما فعلته بي‪ ،‬او ما فعلته‬
‫في الماضي‪ ،‬سوف أجعلك تندم على ما فعلته‬
‫بريان"‬
‫‪"-‬هل تعلم لقد جعلتني أشعر بالذنب‪ ،‬حسنا لماذا‬
‫ال تذهب وتلقي التحية على الكالب" ثم جاء‬
‫معتز من خلف سرحات وضربه على رقبته‬
‫فأغشي عليه‪.‬‬
‫‪"-‬زينب أنت مستيقظة‪ ،‬هل هناك شيء؟" قالتها‬
‫مروى لزينب وزينب كانت جالسه أمام الخيمة‬
‫تتذكر الماضي فقالت زينب‪:‬‬
‫‪"-‬ال أستطيع أن أعيش بهذا األلم" ذهبت مروى‬
‫إليها وجلست بجانبها وقالت‪:‬‬
‫‪"-‬لقد ضحى بكل شيء من أجل هذا الحب وهذا‬
‫الوطن لقد ضحى من أجل أن ينقذك" فنظرت‬
‫زينب إليها ثم قالت‪:‬‬
‫‪"-‬لم يكن لوحده"‬
‫الفصل الثاني‬
‫‪"-‬ماذا تقصدين؟" قالتها مروى‪.‬‬
‫‪"-‬لقد كنا نهرب من الخزرج" ثم تبدأ زينب‬
‫تتذكر اللحظة التي كانت تهرب هي وكمال من‬
‫الخزرج‪ ،‬وكان هناك رجل يقترب وخلفه ثالثة‬
‫وقد كان كمال وزينب يملئهما الخوف‪ ،‬يقترب‬
‫الرجل وفجأة يسقط الرجل ثم يسقط الثاني‬
‫‪"-‬قناص قناص هناك قناص" هذا ما قالوه رجال‬
‫الخزرج ثم يختبؤون خلف األشجار والقناص‬
‫يقتل واحدا تلو اآلخر وكمال ينظر يمينا ويسارا‬
‫لكي يعرف مكان القناص لكن من الصعب‬
‫معرفة ذلك ألنه يستخدم كاتم صوت‪ ،‬لكن‬
‫عرف كمال مكان القناص إنه فوق الجبل الذي‬
‫بجانبهما ثم يقول‪:‬‬
‫‪"-‬هيا بنا لنهرب بسرعه زينب"‬
‫يستمران في الهرب والقناص يجري موازي‬
‫لهما أعلى الجبل ويقتل كل من يجري خلفهما‬
‫واحد تلو اآلخر‪.‬‬
‫لكن من الصعب الهروب هكذا فقد زاد ألم‬
‫إصابة كمال ألنه مصاب في صدره ثم يسقط‬
‫في وسط الطريق وحوله األشجار‪:‬‬
‫‪"-‬أرجوك كمال لم يبقى إال القليل" قالتها زينب‬
‫وهي حزينة‪:‬‬
‫‪"-‬زينب اذهبي أنت وقولي لهم عن المعلومات‬
‫التي قمنا بجمعها"‬
‫‪"-‬ال أستطيع أن أتركك كمال هنا أرجوك افهم‬
‫هذا"‬
‫‪"-‬إن متنا هنا سيموت الوطن سيموت كل شيء‬
‫هل تفهمين‪ ،‬اذهبي وال تنظري خلفك"‪.‬‬
‫زينب تبكي كثيرا لكن هي تعلم أن هذا هو الحل‬
‫الوحيد‪ ،‬اهربي اهربي اهربي زينب ال تنظري‬
‫خلفك هيا أسرعي‪ ،‬وفجأة صوت إطالق النار‪،‬‬
‫تقف زينب وهي تبكي وتقول بصوت مرتفع‪:‬‬
‫‪"-‬كمال" هل حدث لك هذا الموقف من قبل‬
‫عزيزي القارئ إنه الحب عندما ينتهي بالموت‪.‬‬
‫حزنت مروى وقالت‪:‬‬
‫‪"-‬لم أقصد أن أحزنك"‬
‫‪"-‬ال مشكله فأنا أجلس دائما وأتذكره"‪.‬‬
‫وأخيرا إنه وقت شروق الشمس وجنود البزرخ‬
‫ينتشرون في الغابة‪ ،‬وزينب تتحدث إلى سنجار‬
‫ومحمود‪:‬‬
‫‪"-‬سوف نهجم على معسكر من الجهتين األمامية‬
‫والخلفية‪ ،‬سوف يهجم سنجار من األمام‬
‫ومحمود من الخلف وعندما تبدأ المعركة‬
‫سينسحب سنجار سيظنون أننا هزمنا لكن سيأتي‬
‫محمود من الخلف وسيقوم سنجار بالهجوم مرة‬
‫أخرى" فقال سنجار‪:‬‬
‫‪"-‬سيموت الكثير هكذا" فقالت زينب‪:‬‬
‫‪"-‬ال يوجد حرب بدون تضحيه" فقال محمود‪:‬‬
‫‪"-‬حسنا كفى ال يوجد مشكلة نحن فقط نريد أن‬
‫يخرجوا من أرضنا لكن زينب يجب أن تعلمي‬
‫أنت لست الوحيدة التي مات حبيبها فهناك من‬
‫مات حبيبه وهناك من لديه حبيب هل فهمتي" ثم‬
‫قال أحد الجنود من بعيد بصوت مرتفع‪:‬‬
‫‪"-‬هناك رجل خلف الشجرة" ذهبت زينب‬
‫ومحمود وسنجار الى الشجرة هل تعلم عزيزي‬
‫القارئ من هو إنه سرحات‪ ،‬تجلس زينب على‬
‫ركبتيها وتنظر الى عينيه وهو نائم‪.‬‬
‫يبدأ سرحات بفتح عينيه ببطيء فتقول زينب‪:‬‬
‫‪"-‬هل نسيت الطريق؟"‪.‬‬
‫سرحات ينظر إليها بصمت‪ ،‬ثم تقول‪:‬‬
‫‪"-‬هل أكل القط لسانك؟" مازال سرحات ينظر‬
‫إليها بصمت‪ ،‬ثم تقول‪:‬‬
‫‪"-‬ال تخف سوف نأخذك معنا ولن نقتلك‪،‬‬
‫ستكون في مأمن" فقال سرحات وهو يبتسم‪:‬‬
‫‪"-‬أنا واثق أنني سأكون في مأمن ما دمت أنظر‬
‫إليه" غضبت زينب ورفعت يديها ثم ضربت‬
‫وجهه بباسط يديها‪ ،‬فقال سرحات وهو غاضب‪:‬‬
‫‪"-‬أقصد السالح لم أقصد شيء آخر"‬
‫‪"-‬حسنا سأجعلك تراه عندما أعلقك على باب‬
‫معسكرك"‪.‬‬
‫تسير زينب والجنود ومعهم سرحات الي‬
‫المعركة‪ ،‬تسير عبر غابة واسعه ويبدأ الغناء‪.‬‬
‫رأيتك مالك الموت‬
‫وعيني تدمع من الخوف‬
‫لكن األجل قد حسم‬
‫أنا ميت‬
‫خيرنا من مات رافعا‬
‫راية إسالمه‬
‫الجئا الى الحبيب الرحمن‬
‫يحكي له شكواه‬
‫الهي واقفت أدافع عن الوطن‬
‫وسقيت قلبي بالدماء‬
‫ضحيت بحبيب ودفنته هنا‬
‫وأخذت تتحكم بي األقدار‬
‫أخاف أن أموت على الفراش بدون‬
‫شرف‬
‫فجعلني أموت بسالح دون‬
‫فراش‬

‫عبدهللا الدويك‬
‫االنتقام األسود‬
‫أخيرا إنه وقت المعركة سنجار والجنود‬
‫ينتظرون أمام الجهة األمامية لبدء المعركة‬
‫وزينب تنتظر حتى زوال الشمس‪ ،‬وأخيرا إنه‬
‫الوقت ثم تأمر الجنود ببدء المعركة فتبدء‬
‫المعركة ويبدئ تبادل إطالق النار فيموت جنود‬
‫هنا وهناك من البزرخ والخزرج‪ ،‬إن الحرب‬
‫مؤلمه عزيزي القارئ لكن هذا هو الواقع نحب‬
‫المال والعنصرية وال يحب بعضنا بعضا يموت‬
‫جنود‪ ،‬هناك من لديه حبيب أو أخ صغير‬
‫ينتظره إنه الواقع المؤلم لكن يجب أن نضحي‬
‫من أجل السالم ومن أجل من يحبنا وينتظرنا‪.‬‬
‫ينسحب سنجار ويبدئ محمود بالهجوم من‬
‫الخلف لكن ال يوجد أحد في الخلف فكان األمر‬
‫سهال ثم يعود سنجار للمعركة‪ ،‬انتهت المعركة‬
‫بانتصار البزرخ وبدء الجنود بفحص المكان‬
‫والقتلى‪.‬‬
‫ثم تدخل زينب المقر الرئيسي مع سرحات وكان‬
‫سرحات مربوط اليد ثم تقول زينب‪:‬‬
‫‪"-‬إنه مكان مظلم لكنه جميل"‬
‫‪"-‬لكنه غريب" هكذا رد عليها سرحات وهو‬
‫يشعر بأن هناك أمر غريب وينظر في جميع‬
‫االتجاهات‪.‬‬
‫‪"-‬أوه أنت تخاف أن أجد الغرفة التي يوجد فيها‬
‫العاهرات‪ ،‬أليس كذلك؟"‬
‫مشكلتك مع كلمة العاهرات؟"‬
‫ِ‬ ‫‪"-‬ما‬
‫‪"-‬إنها الحقيقة وأنا أحب أن أقول الحقيقة"‬
‫‪"-‬وأنا أيضا لكن في بعض األوقات تكون‬
‫مؤلمه"‬
‫‪"-‬احتفظ بهذه النصائح لنفسك"‪.‬‬
‫تقترب زينب وسرحات من غرفة التعذيب ثم‬
‫تدخل زينب الغرفة وكان الجدار مرفوعا‬
‫والرجل ما زال معلقا‪ ،‬ينظر سرحات ونظرات‬
‫التأمل تمأل وجهه ثم يتذكر عندما كان أمام‬
‫عمار وكان يقول له ما زلت تعلقه ثم يعلم‬
‫سرحات إنه هو نفس الشخص‪ ،‬ثم تقول زينب‪:‬‬
‫‪"-‬من هذا الشخص؟"‬
‫‪"-‬ال أنصحك بأن تعرفيه" فذهبت زينب إلى‬
‫اآللة وقالت‪:‬‬
‫‪"-‬أوه أي واحد يا ترى‪ ،‬لقد وجده" ثم ضغطت‬
‫زينب على الزر‪ ،‬وكان الرجل معلق بواسطة‬
‫حبل مربوط في حديدة طويله مائله طرفيها‬
‫معلق بالسقف واآلخر باآللة‪ ،‬بدء الرجل بنزول‬
‫حتى وصل الى األرض أمام زينب فقالت‪:‬‬
‫‪"-‬هل تعلم؟ انتم متوحشون" ثم جاء محمود‬
‫وسنجار ثم تقول زينب‪:‬‬
‫‪"-‬أريد أن أعرف من هو" ثم ترفع يديها لكي‬
‫تكشف وجهه‪ ،‬سرحات خائف ألنه يعلم‪،‬‬
‫وضعت يديها على القناع وبدأت تكشف وجهه‬
‫ببطيء وعندما كشفت وجهه ملئ الحزن قلبها‬
‫ولم تتحمل الحزن وقالت بصوت منخفض‪:‬‬
‫‪"-‬كمال"‬
‫الفصل الثالث‬
‫لقد كان الرجل كمال وكان وجهه ملئ بالدم ثم‬
‫تقول زينب‪:‬‬
‫‪"-‬لماذا لماذا لماذا؟" ثم تنظر الى سرحات وتبدء‬
‫بالضربة بقوه حتى سقط على األرض ثم‬
‫أخرجت زينب السكين لكي تقتله‪:‬‬
‫‪"-‬توقفي نحن نحتاجه حيا" قالها محمود ومسك‬
‫يديها ثم تقول زينب‪:‬‬
‫‪"-‬حسنا خذوه من أمامي وال تجعلوه يأكل أو‬
‫يشرب"‪.‬‬
‫من جهة أخرى كانت مروى تتكلم مع القائد‬
‫أحمد عبر الهاتف‪:‬‬
‫‪"-‬أيها القائد هناك شيء هام أريد إخبارك به"‬
‫‪"-‬ماذا هناك مروى"‬
‫‪"-‬زينب‪ ،‬لقد تم إنقاذها في الغابة بواسطة‬
‫شخص آخر غير كمال"‬
‫‪"-‬ماذا تقولين مروى؟ هل علمت من هو؟"‬
‫‪"-‬تقول إنه قناص"‬
‫‪"-‬هناك شخص يساعدنا من الخزرج"‬
‫‪"-‬هناك شيء آخر‪ ،‬لقد وجدوا جثة كمال معلقه"‬
‫‪"-‬آه زينب آه كنت خائف من هذا اسمعي مروى‬
‫لقد بدأت زينب بالتحدث عن الماضي‪ ،‬سوف‬
‫آتي إليكم غدا أريد أن أعرف كل شيء"‪.‬‬
‫آه زينب آه إنها تجلس أمام كمال وقد حفرت‬
‫قبرا له‪ ،‬تجلس وتنظر الى كمال والحزن يملئ‬
‫قلبها‪ ،‬هل تعلم عن أي ألم أتحدث عزيزي‬
‫القارئ؟ أتحدث عن ألم فراق الحبيب‪ ،‬أتحدث‬
‫عن ألم الحب الذي يترك خلفه جرح ال عالج‬
‫له‪ ،‬ثم تقوم زينب بدفنه وهي تبكي بشده‪.‬‬
‫أنه المعسكر الجنوبي ‪:٢٢‬‬
‫‪"-‬مالزم عمار مرحبا بك في معسكرنا‪ ،‬لماذا‬
‫أنت هنا؟"‬
‫‪"-‬لقد هجم علينا البزرخ أيها القائد عطوه"‬
‫‪"-‬ماذا تقول عمار؟ هل هزمنا؟"‬
‫‪"-‬ال تقلق لم يصل الدعم في الوقت المناسب‬
‫فتركنا المعسكر‪ ،‬لكن تركت هدية ألحد‬
‫األشخاص"‬
‫‪"-‬عمار عمار لقد جعلتهم يأخذون أفضل‬
‫المعسكرات لدينا"‬
‫‪"-‬ال تقلق سيكون النهاية بالنسبة لهم"‬
‫‪"-‬لقد علمت من هم الخونة ولقد جعلتهم‬
‫يسبحون في بحر ملئ بالدماء"‬
‫‪"-‬هل ما زالوا أحياء"‬
‫‪"-‬واحد فقط"‬
‫‪"-‬جيد أريد أن أرسله إلى شخص أحبه كثيرا"‬
‫ثم بدأ عمار بالضحك‬
‫إنه اجتماع الذي قام به القائد أحمد مع عساكره‪:‬‬
‫‪"-‬أيها العساكر‪ ،‬هناك رجل يساعدنا من‬
‫الخزرج ولقد أرسلت جواسيس لكي يعرفوا من‬
‫هو" ثم يقول أحد العساكر‪:‬‬
‫‪"-‬قد يكون من المعسكرات األخرى التابعة لنا"‬
‫‪"-‬ال ليس من المعسكرات األخرى لقد أخبرتهم‬
‫وهم لم يرسلوا أحدا منذ ثالثة أشهر" ثم يدخل‬
‫جندي فيقول القائد‪:‬‬
‫‪"-‬ماذا هناك؟ اال تعلم أنني في اجتماع"‬
‫‪"-‬أيها القائد لقد علمنا من هو الشخص الذي‬
‫يساعدنا"‪.‬‬
‫زينب تجلس مع سنجار ومحمود وتقول لهم‪:‬‬
‫‪"-‬سوف نذهب الى المعسكر الجنوبي ‪ ٢٢‬من‬
‫جزر باركان"‬
‫‪"-‬حسنا القائد أحمد سيأتي اليوم ومعه الدعم"‬
‫قالها محمود‪ ،‬ثم قالت زينب‪:‬‬
‫‪"-‬محمود أحضر لي سرحات الى غرفة‬
‫التعذيب"‪.‬‬
‫صوت اقتراب سرحات من الغرفة وزينب‬
‫تنتظره‪:‬‬
‫‪"-‬وأخيرا سرحات" قالتها زينب وهي واقفه‬
‫على الجانب األيمن من سرحات‪:‬‬
‫‪"-‬االنتقام لن يفيدك شيئا"‬
‫‪"-‬لماذا أنت هادئ هكذا؟"‬
‫‪"-‬ألنني سأتمتع بالنظر إليك وأنا معلق"‬
‫‪"-‬لسانك سيتعلم االحترام عندما يتمزق بواسطة‬
‫الثعابين" ثم تأمر العساكر بتعليقه‪ ،‬ثم يقول‬
‫سرحات بصوت مرتفع‪:‬‬
‫لك"‬
‫‪"-‬كمال‪ ،‬لقد أعطاني كمال شيئا ِ‬
‫معسكر الخزرج الجنوبي ‪٢٢‬‬
‫‪"-‬قائد عطوه"‬
‫‪"-‬ما بك عمار"‬
‫‪"-‬البزرخ‪ ،‬البزرخ سيهجمون علينا"‬
‫‪"-‬لماذا هذه الكلمة تزعجنا دائما"‬
‫‪"-‬سيهجمون علينا عن طريق جزر باركان"‬
‫‪"-‬من أين علمت بهذا؟"‬
‫‪"-‬عندما يكون أقرب الرجال للقائد ويطعنه في‬
‫ظهره‪ ،‬ماذا نسمي هذا؟"‬
‫‪"-‬خيانة أحسنت عمار"‬
‫سرحات وزينب ينظران الى بعض‪ ،‬سرحات‬
‫معه سكين في يده يحاول فك قيده‬
‫‪"-‬ال يهمني لكن سأجعلك تقول كلمتك االخيرة"‬
‫وأخيرا فك سرحات قيده ثم يأخذ سرحات‬
‫مسدس زينب من جيبها ويدفعها نحوه ويضع‬
‫المسدس على رأسها ثم اتجه نحو اليمين‪.‬‬
‫أخرج العساكر األسلحة وقال محمود‪:‬‬
‫‪"-‬ماذا تفعل أيها اللعين" ثم يدخل القائد أحمد‬
‫فجأة وهو يقول‪:‬‬
‫‪"-‬لن تستطيع قتلها سرحات" ابتسم سرحات ثم‬
‫دفعها نحو القائد‪ ،‬فقالت زينب‪:‬‬
‫‪"-‬ستدفع الثمن" وكانت ذاهبة نحوه لكن القائد‬
‫أحمد مسك يديها وقال‪:‬‬
‫‪"-‬لن تستطيعي قتله أيضا"‬
‫‪"-‬أخبرني لماذا؟ أخبرني" قالتها زينب وهي‬
‫غاضبه بشدة فقال أحمد‪:‬‬
‫‪"-‬ألنه هو‪ ،‬القناص الذي كان على الجبل"‬
‫الفصل الرابع‬
‫هزت زينب رأسها يمينا ويسارا معبره عن عدم‬
‫تصديقها ثم نظرت الى سرحات وكان سرحات‬
‫ينظر الى القائد أحمد ثم يقول القائد أحمد‪:‬‬
‫‪"-‬الذي ساعدنا في أخذ المعلومات والهجوم على‬
‫المعسكرات الخزرج والذي ساعدك في الهروب‬
‫هو سرحات" فقال سرحات‪:‬‬
‫‪"-‬واو كالم جميل وال عالقة لي به" ثم يقول‬
‫أحمد‪:‬‬
‫‪"-‬نحن علمنا ذلك من صديقك" يبدئ أحمد‬
‫بتذكر عندما دخل عليه الجندي وقال لقد علمنا‬
‫من هو الجاسوس‪:‬‬
‫‪"-‬من هو" هكذا قال أحمد‪ ،‬فقال الجندي‪:‬‬
‫‪"-‬إنه في الخارج" خرج القائد أحمد ووجد رجل‬
‫نائم ويتنفس بصعوبة‪ ،‬ثم يقول القائد‪:‬‬
‫‪"-‬من أنت"‬
‫‪"-‬ليس هناك وقت‪ ،‬سرحات في المعسكر‬
‫الخزرج الجنوبي النازي ليس جندي ولم يقتل‬
‫أي شخص من البزرخ لقد دخل الجيش باسم‬
‫مزيف أخبره بأن الجميع ُك ِشف أمرهم وتم‬
‫قتلهم"‬
‫‪"-‬حسنا من تكون" قالها القائد ثم قال الجندي‬
‫وهو يتنفس بصعوبة‪:‬‬
‫‪"-‬محمد" ثم مات‪.‬‬
‫عندما سمع سرحات هذا الخبر امتلئ الحزن‬
‫قلبه ووجهه ثم قال‪:‬‬
‫‪"-‬كان الخزرج يأخذون الجميع الى الحرب‬
‫بالقوة حتى األطفال‪ ،‬كنت متزوج بريان هددني‬
‫عمار بها لكي أدخل الحرب‪ ،‬لكنه كان يريدها‬
‫لذلك حاول أن يتخلص مني لكن عندما رفضت‬
‫تسلط على شرفها‪ ،‬كنت عائد الى المنزل ولم‬
‫أجدها ووجد رسالة قد كتبها عمار أنه‬
‫اغتصبها‪ ،‬وعندما حاولت أن أجدها وجدها تقفز‬
‫في البحر لقد انتحرت‪ ،‬هل تعلمين كيف أتألم‬
‫كما تتألمين؟ لقد قمت بعمل بطاقه مزيفه للدخول‬
‫الى الحرب بعد أن منعني عمار ألنه خاف أن‬
‫أنتقم منه‪ ،‬أنا لم أقتل ولن أقتل أحدا" نظرت‬
‫زينب اليه بحزن لكن سرحات لم يستطع التحمل‬
‫فسقط على ظهره على األرض‪.‬‬
‫ذهب اليه القائد أحمد وزينب‪ ،‬ثم مسك سرحات‬
‫يد زينب ودفعها نحوه ثم قال لها في أذنيها‪:‬‬
‫أجعلك تنتقمين من الخزرج‪ ،‬لكن هل‬
‫ِ‬ ‫‪"-‬سوف‬
‫حولك؟" ثم أخرج سرحات رسالة‬
‫ِ‬ ‫تثقين بمن‬
‫وأعطاها لها ثم أغشي عليه فقالت زينب‪:‬‬
‫‪"-‬خذوه اآلن الى غرفة العالج‪ ،‬هيا"‬
‫بعد أن ذهب الجميع فتحت الرسالة مع القائد‬
‫أحمد فوجدت خريطة للمعسكر الخزرج‬
‫الجنوبي ‪ ٢٢‬ومكان سري للوصول اليه بدون‬
‫أي قتال فقال القائد أحمد‪:‬‬
‫‪"-‬وأخيرا سوف نهزمهم بدون قتال‪ ،‬حسنا‬
‫استريح اآلن وسوف نتجهز للهجوم بعد ثالثة‬
‫أيام" ذهب القائد أحمد لكن زينب ما زالت تفكر‬
‫في كالم سرحات عندما قال لها هل تثقين بمن‬
‫حولك؟‪ ،‬تفكر لماذا ال يوجد أحد في الجهة‬
‫الخلفية عندما بدء محمود بالهجوم؟ وأين عمار‬
‫وعساكره؟‪.‬‬

‫بعد ثالثة أيام‬


‫استيقظ سرحات وأصبح من البزرخ بعدما طلب‬
‫من القائد أحمد االنتقام من عمار ثم يعود الى‬
‫بالده‪.‬‬
‫دخلت زينب عليه ومعها حقيبة ثم قالت‪:‬‬
‫‪"-‬خذها مني هدية حتى تنتهي من انتقامك‬
‫وتعود الى ديارك"‬
‫أخذها سرحات وفتح الحقيبة فوجد فيها قناصة‪،‬‬
‫ابتسم سرحات وقال‪:‬‬
‫‪"-‬كنت أرغب في واحده من هذا النوع" ثم تذكر‬
‫سرحات أمرا مهما ثم قال لزينب‪:‬‬
‫‪"-‬أوه لقد تذكرت لقد أعطاني كمال رسالة لك‬
‫عندما أخذوه الى المعسكر وبعدما علم أنني‬
‫لست منهم" ثم أخرج سرحات الرسالة‪.‬‬
‫حزنت زينب وخافت بشده لكن أخذت الرسالة‬
‫وفتحتها‪:‬‬
‫‪"-‬أعلم أنني سأموت لكن سأموت لكي أجعل‬
‫الوطن آمنا لكي تستطيعي العيش فيه‪ ،‬أموت‬
‫لكي اجعلك تلعبين وتفرحين في هذا الوطن‪،‬‬
‫سأضحى بكل شيء من أجلك لن أخاف من‬
‫الموت من أجل الحب بل سأقاتل الموت من‬
‫أجل الحب" هذا ما كان المكتوب في الرسالة‪،‬‬
‫حزنت زينب ثم قال سرحات‪:‬‬
‫أريدك أن تسمعيني جيدا"‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪"-‬زينب‬
‫بدأ الجنود بالتحرك نحو المعسكر الخزرج‪ ،‬كان‬
‫سرحات يذهب من الجهة اليسرى أعلى الجبل‬
‫ومعه بعض الجنود وكانت زينب تذهب من‬
‫وسط الطريق بين األشجار‪.‬‬
‫سقط جندي‪ ،‬لقد سقط جندي من جنود البزرخ‬
‫وفجأة بدأ اطالق النار‪:‬‬
‫‪"-‬هناك كمين‪ ،‬إنه فخ" هكذا قالت زينب بدأ‬
‫الجنود باالختباء خلف األشجار ثم نظرت زينب‬
‫الى جنود الخزرج فوجدت سنجار معهم فقالت‪:‬‬
‫‪"-‬ستدفع الثمن‪ ،‬سنجار" عزيزي القارئ أنت‬
‫تظن اآلن أن سرحات هو من ينقذها لكن وقع‬
‫سرحات في فخ معتز أيضا‪ ،‬حيث تم قتل جميع‬
‫الجنود الذين كانوا مع سرحات ثم خرج معتز‬
‫وقال لسرحات‪:‬‬
‫‪"-‬لماذا أنت خائف هكذا؟‪ ،‬ال تخف سوف أعلمك‬
‫الرقص فقط" عزيزي القارئ لقد أصبحت‬
‫زينب خائفة وسرحات أيضا ما الذي تتوقعه هل‬
‫تريد مني أن أنهي القصة هنا؟ أم تتوقع أن هناك‬
‫شخص سينقذهما!‪.‬‬

‫االنتقام األسود‬
‫الجزء األول‬
‫الفصل الخامس‬
‫ابتسمت زينب ثم قالت بصوت مرتفع‪:‬‬
‫‪"-‬اخرجوا بحق خير الماكرين" فبدأ جنود‬
‫البزرخ يخرجون من بين األشجار من جميع‬
‫الجهات‪ ،‬أجل لقد وقع الخزرج في الفخ وليس‬
‫العكس ثم بدأت زينب في التذكر عندما قال لها‬
‫سرحات‬
‫‪"-‬أريدك أن تسمعيني جيدا‪ ،‬هناك خائن بين‬
‫عساكرك المقربين"‬
‫‪"-‬حسنا ما الذي تفكر فيه"‬
‫‪"-‬سنذهب الى جزر باركان على دفعتين‪ ،‬أنا‬
‫وأنت سنذهب أوال ثم سيأتي دفعه أخرى من‬
‫خلفنا‪ ،‬فإذا وقعنا في الفخ ستأتي الدفعة األخرى‬
‫وتنقذنا"‪.‬‬
‫عزيزي القارئ أنت تعرف من سينقذ سرحات‬
‫اآلن‪.‬‬
‫سرحات ومعتز يقفون وجها لوجه‪:‬‬
‫‪"-‬آه سرحات آه لماذا أنت صامت هكذا؟ هل‬
‫تخاف من الموت؟"‬
‫‪"-‬وأخيرا إنه الوقت يا معتز لنفتح الحساب‬
‫اآلن" ثم يخرج جنود البزرخ من خلف‬
‫الصخور التي تكون خلف سرحات ويبدأ تبادل‬
‫إطالق النار‪.‬‬
‫يهرب معتز وسرحات يجري خلفه‪ ،‬يهرب‬
‫ويجري بسرعه لكن سرحات يطلق النار عليه‬
‫بمسدسه فيصيب رجله اليمنى فيسقط معتز على‬
‫األرض‪:‬‬
‫‪"-‬هل تظن أنك فزت هكذا سرحات‪ ،‬سوف‬
‫يجعلك عمار تدفع الثمن غاليا"‬
‫‪"-‬ال تقلق سيأتي خلفك عمار‪ ،‬وعندما يأتي‬
‫أخبره عما تريد" ثم أخرج سرحات السكين‬
‫الخاص به ثم قام بطعنه في قلبه‪.‬‬
‫اآلن سنجار يجلس على ركبتيه أمام زينب‪:‬‬
‫‪"-‬آه سنجار هل تظن أن التخلص منا بهذه‬
‫السهولة" سنجار ال يستطيع التكلم من شدة‬
‫الخوف‪:‬‬
‫‪ "-‬حسنا سنجار قد تتكلم عندما ينفجر رأسك" ثم‬
‫أطلقت زينب النار بمسدسها على رأسه‪.‬‬
‫جاء سرحات الى زينب ثم قال سرحات وهو‬
‫ينظر الى جثة سنجار‪:‬‬
‫‪"-‬اذا لقد كان هو الخائن"‬
‫‪"-‬أجل إنه هو"‬
‫‪"-‬أين هو محمود يا زينب"‬
‫‪"-‬أوه ال أعلم" ثم قال أحد العساكر بصوت‬
‫مرتفع لزينب‪:‬‬
‫‪"-‬أيها القائد" ذهبت زينب وسرحات إليه‬
‫فوجدوا محمود على األرض وهو مصاب في‬
‫رأسه‪ ،‬أجل لقد مات محمود عزيزي القارئ‬
‫والقائد أحمد ذهب الى دولة البزرخ الى المقر‬
‫الرئيسي ولم يتبقى سوى سرحات وزينب‪.‬‬
‫وأخيرا إنه وقت المعركة الكبرى بين معسكر‬
‫الخزرج الجنوبي ‪ ٢٢‬والبزرخ‪.‬‬
‫ذهب سرحات وزينب الى الممر السري ومعهم‬
‫بعض الرجال والباقي ينتظر أمام المدخل‬
‫األمامي للمعسكر ينتظرون اإلشارة لبدأ الهجوم‪،‬‬
‫عندما وصل سرحات وزينب الى الممر وجدوا‬
‫جنود يقفون هناك‪ ،‬اعتقدت زينب أنهم أعداء‬
‫وعندما حاولت أن تخرج المسدس قال سرحات‪:‬‬
‫‪"-‬ال ال‪ ،‬ال تخافي إنهم معنا‪ ،‬من بعد اآلن‬
‫سيحاربون معنا" ثم قال أحد الرجال‪:‬‬
‫‪"-‬سرحات لقد وصلت الرسالة التي أرسلتها مع‬
‫يونس‪ ،‬نحن مستعدون ليس هناك أحد مع عمار‬
‫أو عطوه سوى نصف عدد جنودنا" فرحت‬
‫زينب ألنها ستنتقم أخيرا‪.‬‬
‫لقد دخلوا‪ ،‬دخلت زينب وسرحات المعسكر عبر‬
‫الممر السري لقد وضع الرجال بعض القنابل‬
‫في األماكن الموجود فيها متفجرات ووضعوا‬
‫بعض منها عند البوابة‪ ،‬ضغطت زينب على‬
‫الزر وبدأت القنابل في االنفجار وبدأ جنود‬
‫البزرخ بالدخول وتبادل إطالق النار‪:‬‬
‫‪"-‬هناك هجوم" إنها الجملة التي يقولها جنود‬
‫الخزرج‪ ،‬وعندا سمع عمار وعطوه وعندما‬
‫علموا أنهم سيهزمون انسحبوا نحو نفق أسفل‬
‫المعسكر لكي يهربوا‪.‬‬
‫سقط عطوه‪ ،‬لقد أطلقت زينب النار عليه وهو‬
‫يهرب على رأسه توقف عمار ونظر اليها‬
‫باستغراب وهو يتساءل مع نفسه‪:‬‬
‫‪"-‬كيف عرفت النفق" ثم يخرج سرحات من‬
‫خلفه وهو يقول‪:‬‬
‫‪"-‬هل أنت مندهش؟ هل نسيت أنا سرحات‪ ،‬انا‬
‫أعرف كل شيء" نظر عمار اليه وهو خائف ثم‬
‫ذهبت زينب اليه وجعلته يجلس على ركبتيه ثم‬
‫قالت زينب‪:‬‬
‫‪"-‬سرحات‪ ،‬خذ انتقام ريان"‬
‫‪"-‬اسمعي زينب لقد ماتت بسببه لكنه لم يقتلها أم‬
‫أنت فلقد قتل كمال بيده" فقال عمار وهو‬
‫يضحك‪:‬‬
‫‪"-‬أعتقد أنني سأنتقم من نفسي هكذا"‬
‫‪"-‬اذهب إلي الجحيم" هكذا قالت زينب له ثم‬
‫أطلقت النار على رأسه‪.‬‬
‫وأخيرا عزيزي القارئ لقد انتقمت زينب وانتقم‬
‫سرحات‪ ،‬ذهب سرحات إلى زينب وقال‪:‬‬
‫‪"-‬لقد انتهى"‬
‫‪"-‬أجل ماذا ستفعل؟"‬
‫‪"-‬أريد منك إذن لكي أذهب إلى الديار"‬
‫‪"-‬حسنا"‬

‫بعد سنتين‬
‫وأخيرا انتهت الحرب بين الدولتين‪ ،‬سرحات‬
‫يجلس ويأكل الطعام في منزله وحيدا‪.‬‬
‫هناك أحد على الباب ذهب سرحات وفتح الباب‬
‫فاندهش سرحات‪ ،‬هل تعلم من هو عزيزي‬
‫القارئ؟ انها زينب‪:‬‬
‫‪"-‬ماذا تفعلين هنا؟ وكيف عرفت مكان المنزل؟‬
‫ت إلى هنا؟"‬
‫ولماذا جئ ِ‬
‫‪"-‬هل لديك بعض الطعام؟ لكي استطيع أن‬
‫أجيب على هذه األسئلة"‬
‫‪"-‬حسنا ادخلي الى الداخل لنأكل معا"‬

‫االنتقام األسود‬
‫عبدهللا الدويك‬
‫الجزء األول‬

You might also like