You are on page 1of 31

‫نندم على أشياء فعلناها‬

‫بدون إرادتنا‬

‫سيناريو و حوار ‪ :‬روان أحمد – منة حسن‬


‫التعريف باألبطال ‪…:‬‬

‫‪ -١‬ادريس ‪ :‬هو االب الروحي للحفرة‬


‫‪ -٢‬جومالي ‪ :‬هو اكبر ابناء ادريس وهو شخصية متهورة ومندفعة‬
‫‪ :‬هو االبن االوسط الدريس وهو شخصية هادئة وحساسة‬ ‫‪ -٣‬سليم‬
‫‪ -٤‬ياماش ‪ :‬هو االبن االصغر الدريس وهو شخصية عقالنية واقرب‬
‫اخ لصالح‬
‫‪ -٥‬صالح ‪ :‬هو في نفس سن سليم وابن ادريس من ام مختلفة عن‬
‫باقي اخوته شخصية حنونة وعقالنية‬
‫‪ -٦‬سلطان ‪ :‬هي زوجة ادريس وام جومالي وسليم وياماش وكهرمان‬
‫‪ -٧‬كهرمان ‪ :‬هو االبن االصغر من جومالي‬
‫‪ -٨‬يوجال ‪ :‬هو عدو ادريس وعدو الحفرة وقاتل سنا زوجة ياماش‬
‫‪ :‬هو عدو الحفرة وعدو ادريس‬ ‫‪ -٩‬ازار‬
‫قام كل من ازار ويوجال باختطاف النساء واألطفال وتقييدهم بالحبال‬
‫في مكان بعيد ال يعرفهه احد من عائلة كوشوفالي ووجهوا الى‬
‫رءوسهم االسلحة وحتى يتاكدوا من انه لن يستطيع احد انقاذهم‬
‫ارسلوا الى رجال العائلة اظرف سوداء يطلبوا منهم التجمع في مكان‬
‫معين واال ستموت كل النساء‪.‬‬
‫ذهب الرجال الى هذا المكان المزعوم دون ان يخبر اي منهم االخر‬
‫واذ بالمفاجئة‪ ،‬الجميع معا في نفس المكان ولكن ال يوجد اي امرأة‬
‫من العائلة ال يوجد سوى سيارة مليئة باالسلحة وصوت سيارة‬
‫الشرطة يقترب منهم كان يوجال وازار قد قاموا بعمل فخ لهم حتى يتم‬
‫القبض عليهم وبالفعل تم القبض على الجميع ما عدا ياماش وصالح‬
‫وادريس؟ اين هم؟؟ االظرف لم تخبرهم بالذهاب الى هذا المكان بل‬
‫اخبرتهم بالذهاب الى مكان اخر وايضا لم يخبر اي منهم االخر عن‬
‫المكان الذي ظهر له في الظرف‪.‬‬
‫في مكان بعيد اخر أشبه بالمتاهه المليئة بالشاشات دخل كل من صالح‬
‫وياماش وادريس من باب مختلف عن االخر كل منهم يمشي في‬
‫طريقه وبيده سالحه كلما التف برأسه رأى شاشه عليها امرأة من‬
‫عائلته ويلف برأسه الى الجانب االخر فيرى طفل من اطفال عائلته‬
‫تملك الخوف والرعب من قلوب الفرسان الثالثه ولكنهم مضوا في‬
‫الطريق غير مدركين ما ينتظرهم وفجأة انتهت المتاهات وظهر امام‬
‫كل منهم باب خائفين من الدخول وخائفين من الخروج ولكنهم رفعوا‬
‫اسلحتهم وقرروا الدخول وفوجئ كل منهم باالخر امامه‬
‫ياماش ‪ :‬ابي! صالح! ماذا يحدث هنا !!؟‬
‫صالح ‪ :‬ماذا اتى بكم الى هنا !؟‬
‫ادريس ‪ :‬االظرف التي ارسلوها لنا كان مكتوب بها هذا المكان‬
‫ياماش وهو ينظر حوله في كل مكان ‪ :‬ماذا تفعل بنا ايها اللعين هل‬
‫تلعبوا معنا؟‬
‫صالح ‪ :‬ماذا فعلتم بالنساء يا هذا؟‬
‫فجأة قاطعهم صوتا ولكن ال يعلمون من أين يأتي ولكن كانو يعلمون‬
‫لمن هذا الصوت‪ ،‬كان هذا الصوت صوت يوجال قال ‪ :‬مرحبا يا عائلة‬
‫كوشوفالي‪ ،‬هل تعلمون انتظرت هذه اللحظه طويال‪ ،‬إذا لنبدأ‪ ،‬ألم تقل‬
‫انت يا سيد صالح ماذا فعلنا بالنساء؟‪....‬‬
‫أمامكم خيارين ال ثالث لهما‪،‬اما ان يقتل احد األبناء ابيه أو يقتل األب‬
‫احد أبنائه‪ ،‬أن كنتم تريدون إنقاذ نسائكم واطفالكم‪ ،‬فا سوف تفعلون‬
‫شيئا من هذان الخيارين‪ ،‬أمامكم ربع ساعة فقط لتحددو‪ ،‬أن لم تقررو‬
‫ولم يطلق أحدكم على اآلخر‪ ،‬سوف يفجر رءوس نسائكم واطفالكم‬
‫هنا‪......‬‬
‫كان قد نزل هذا كالصاعقه على رأس صالح وياماش وادريس‪،‬أحدهم‬
‫يفكر في ماذا سيفعلون؟‪ ...‬وأحدهم يقول ال يوجد نجاة من هذا األمر‪،‬‬
‫وأحدهم مازال ال يصدق هذا اساسا‪ ،‬كان هذا كله يدور في رأسهم‬
‫صالح يفكر في امه اللي قتلت امامه ولم يستطع حمايتها كما يفكر في‬
‫اخي ه كهرمان الذي قتله ومازال يتعذب كلما ذكره أحد اماه يفكر في‬
‫عائلته التي ستتفكك اذا مات ابوهم ويفكر في ابيه الذي لن يستطيع‬
‫العيش دون ياماش ال يستطيع صالح التفكير فيما يمكن ان يفعله‬
‫ولكنه قرر ان ابوه سيعيش ولن يموت اخوه ياماش اراد منهم ان‬
‫يقتلوه حتى يجتمع بامه اراد ان يقتلوه حتى ينهى عذاب ضميره من‬
‫اخوه كهرمان‬
‫على الجانب االخر ياماش الذي توقف عقله عن التفكير ال يعلم ماذا‬
‫يفعل ايعقل ان يقتل اباه او اخاه! كيف يقتل ادريس كوشوفالي ابوه‬
‫واب الحفرة كيف ينهي حياة هذا الملك برصاصه واحده منه وكيف‬
‫يموت اخوه االكبر صالح ويصبح ابنه يتيم قرر هو االخر ان يطلب من‬
‫ابيه انهاء حياته ليبقى صالح مع ابنه ويبقى ادريس مع عائلته‬
‫وحفرته‬
‫ادريس ايضا دار داخله الكثير كيف له ان يقتل واحد من ابناءه كيف‬
‫يختار بعقله انهاء حياه ابن له وقطعه من روحي هل سيقتل ياماش‬
‫ابنه االصغر وطفله ام يقتل صالح الذي لم يجتمع به اال قبل فترة‬
‫قصيرة وفجأة تذكر ادريس كالم سلطان له انه يجب عليه حمايه‬
‫عائلته فرفع صوته على ابناءه وقال ‪ :‬سيقتلني أحدا منكم‪ .....‬انا لن‬
‫اقتل احد أبنائي‪ ،‬الحفره في امانتكم‪ ،‬يجب أن تهتمو بالعائله‪ ،‬وسوف‬
‫يكون أمامكم عمرا طويال‪ ....‬بدأ ياماش يهز رأسه معبرا عن رفضه‬
‫التام لكالم ابيه قائال‪:‬ال ال ال‪ ،‬اما عن صالح فكان واقفا يسمع كالم ابيه‬
‫دون أي رد منه بدأ صوت إدريس يزداد قائال‪:‬لقد قلت كالمي وانتهى‬
‫األمر‪ ...‬هيا سوف يفعل أحدا منكم هذا كان كل ما يدور في رأس‬
‫صالح هو‪ ،‬أنه هو الذي سيقتل ابيه‪ ....،‬ال يريد أن يحمل أخيه عبئا‬
‫هكذا‪ ،‬قال لنفسه ربما أيضا افعلها واقتل نفسي بعدها‪ ....‬كان كل الذي‬
‫يريده أن ال يحمل أخيه عبئا كهذا ال يريده أن يتألم هكذا‪ ....‬أراد أن‬
‫يح مل نفسه هو ذلك يريد في نفس الوقت التكفير عن ذنب كهرمان‪،‬‬
‫سواء كان سيعيش ويتحمل هذا األلم‪ ...‬أو يقتل نفسه بعدها قال بعدها‬
‫بصوت يختنق‪:‬انا سوف افعلها‪ ....‬ابتسم إدريس له وكان ينظر إليه‬
‫نظره تعبر عن فخره به‪ ...‬كان صالح من داخله يعرف ان هذا صعبا‬
‫ولكن ال يريد أن يفكر في األمر أكثر‪ ....‬ان فكر سوف يغير رأيه‪ ،‬ربما‬
‫يقول انا أن استطع تحمل هذا ال أريد‪ ....‬ال أستطيع!‪ ....‬كان ياماش‬
‫ينظر إليهما وهو يبكي‪ ....‬مجرد التفكير في األمر يقتله‪ ....‬هل سوف‬
‫يرى أخيه يقتل ابيه ويقف ساكناً؟ ام سوف يرى العكس‪ ....‬كان يريد‬
‫أن يصبح هذا كابوس وينتهي فقط‪....‬‬
‫صالح الذي قرر اصعب قرار له القرار الذي سيالزمه طوال حياته قرر‬
‫قتل ابيه بيده حتى يحمي عائلته ويخفف االلم من على اخيه ولكنه ال‬
‫يعلم بمدى االلم الذي سيحل عليه بعد قتله البيه ال يعلم انه سيعاني‬
‫من هذا طوال حياته‬
‫ادريس وهو ينظر الى صالح في فخر وهي المرة االخيره التي سيراه‬
‫بها ‪ :‬هيا يا ابني الجميل اقتلني هيا اقتلني واحمي عائلتك هيا يا بني‬
‫افعلها الجل ابنك وزوجتك وزوجات اخوتك‬
‫صالح وعيونه حمراء على وشك ان تخرج من مكانها من الحزن‬
‫والغضب وهو موجها سالحه على ابيه في حزن ‪ :‬لقد احببتك كثيرا يا‬
‫ابي تمنيت منذ ان كنت صغيرا ان اقابلك وان اعيش معك تمنيت ان‬
‫تلعب معي وان تكون ابي لقد احببتك كثيرا لقد علمتني الكثير يا ابي‬
‫في تلك الفترة الصغيرة سامحني يا ابي انا سافعل هذا ألجل عائلتي‬
‫وحتى ال يتحمل اخي ياماش هذا االلم انا ساتحمله بدال منكم‬
‫واطلق صالح الرصاصة على ابيه ادريس فسقط ادريس على االرض‬
‫واسرع ياماش اليه الذي كان غارقا في بكاءه وأخذه في حضنه وسقط‬
‫صالح على االرض في خوف وضم قدمه الى راسه كالطفل الذي تركه‬
‫ابوه وسافر وبقى وحده‬
‫ادريس وهو يحاول ان يلملم شتاته ويظهر بمظهر القوه ‪ :‬قف بجانب‬
‫عائلتك يا ياماش وانجب لي حفيدا صغيرا وانت يا صالح اعتني‬
‫بحفيدي وابنتي سعادات جيدا لقد احببتكم كثيرا يا هذا‬
‫امسك ادريس التراب الذي في االرض وقال ‪ :‬واذ قال له ربه اسلم قال‬
‫اسلمت لرب العالمين‪ .‬وكررها ثالث مرات ثم فارق الحياة ذهب‬
‫ادريس وترك خلفه جبالن ال يستطيعا تجميع شتات انفسهم‬
‫ياماش الذي سرعان ما الحظ توقف نبض ابوه ‪ :‬ابي استيقظ يا ابي‬
‫استيقظ ما زالت الحفرة تحتاجك استيقظ يا ابي صاالح ساعدني يا‬
‫صالح‬
‫لم يرد صالح على ياماش فقام ياماش بالنظر على صالح الذي وجده‬
‫جالسها على االرض ورافعا سالحه على رأسه حتى يقتل نفسه‬
‫ياماش وهو يجري على صالح حتى ال يفعل ‪ :‬صاااالح ال تفعل يا ابن‬
‫ابي ال تتركني انت ايضا اترك هذا من يدك‬
‫بدا صالح بالضغط على الزناد ولكن سرعان ما قام ياماش بدفع‬
‫السالح من يده فخرجت الرصاصه في الهواء واصطدمت في االرض‬
‫غرق صالح وياماش في البكاء في حضن بعضهم بشكل هستيري‬
‫وصاح كل منهم باسم ابيه اراد صالح ان ينهي حياته بعد موت والده‬
‫فكيف له ان يعيش مع هذا االلم الذي يعتصر قلبه وياماش الذي رأي‬
‫اخاه يقتل اباه امامه من اجل حمايه العائلة ال يعرف ماذا يفعل يفكر‬
‫في ابيه الذي تركه‪ ،‬كيف سيستطيع العيش بدونه‪ .....‬يفكر في أخيه‪،‬‬
‫كان يعلم من داخله أن هذه ليست آخر مرة سوف يحاول صالح قتل‬
‫نفسه فيها‪ ،‬كيف سيستطيع تخفيف ألمه؟‪ ....‬كيف سيستطيع جعله‬
‫يعيش حياة طبيعيه بعدها‪...‬؟ ال يعلم هل يفكر في الم ترك ابيه له أم‬
‫ألم أخيه؟‪ ...‬كان يريد أن يموت االن لينتهي كل هذا الذي يعيشه‬
‫حاليا‪...‬‬
‫خرجا بعدها وكان ياماش حامال ألبيه‪ ...‬سوف يغسله هو وصالح‪..‬‬
‫كان ألم االثنان كبير كانت هذه آخر مره سوف يرون ابيهم فيها‪..‬‬
‫أحدهما يعيش ألم قتله ألبيه‪ ،‬واآلخر ألم فقد ابيه وقتل أخيه له أمامه‬
‫حاول ياماش كسر هذا الصمت محاوال أن يخفف على أخيه حتى لو‬
‫بكلمة قائال‪:‬صا‪ ..‬صالح انت ليس لك ذنب‪ ،‬حميت العائلة فقط‬
‫‪...‬كان صالح في عالم آخر‪ ،‬ال يشعر ب اي شيئا حوله‪ ...‬يريد أن‬
‫ينتهي ألمه‪ ،‬مازال ال يصدق الذي قام بفعله‪،‬كالهما في موقف صعب‪،‬‬
‫هل ستستمر الحياه بظلمهم دائما؟‪...‬‬
‫ذهب ياماش وصالح لتغسيل والدهم في نفس ذلك المكان المخيف‬
‫الذي قام ادريس بتغسيل كهرمان فيه هذا المكان الضيق ال يوجد فيه‬
‫سوى ياماش وصالح االخان اللذان تم تدميرهم من قبل يوجال اللعين‬
‫اجبر االبن على قتل ابيه وتحمل هذا االلم واجبر االخر على رؤيته‬
‫لوالده يموت امامه ومن يقتله؟ اخوه االكبر كان ياماش وصالح‬
‫كالجبالن اللذان انهارا من العاصفة الشديدة رفع كل منهم والده الذي‬
‫خرجت منه روحه لتسبح في عالم اخر مع كل موتاهم على لوح‬
‫الغسل اخرج ياماش الوعاء المليئ بالماء وتذكر عندما قام ادريس‬
‫برش الماء فوقه كي يحممه عندما كان صغير كانت تلك المرة الوحيدة‬
‫التي فعل ادريس بها هذا اما صالح فتذكر المرة التي احتضنه فيها‬
‫ادريس وضمه الى قلبه ووضع يده على راسه تذكرها وبكى كالطفل‬
‫الصغير المشتاق لوالده‬
‫خرج االخان بعد ان قاما بتكفين والدهم معا وذهبوا ليدفنوه معا‬
‫ادريس كوشوفالي بحجمه لم يكن احد بجانبه عندما دفن لم يعلم احد‬
‫بموته اال بعد ان تم دفنه ادريس كوشوفالي اب الحفرة واب الجميع لم‬
‫يسير اي احد في جنازته سوى ابناه صالح وياماش‬
‫بعد ان ا نتهوا من دفن والدهم قرأوا له الفاتحه وجلسوا معا امام القبر‬
‫يتذكروا كالم ادريس لهم وصورته ال تفارق ذهنهم يحاول كل منهم‬
‫التخفيف على االخر نظر ياماش في صمت إلى صالح الذي كانت عينه‬
‫حمراء وكان يبكي حتى بدون أن يشعر‪ ...‬قال ياماش محاوال كسر‬
‫الصمت ألذي بينهم‪:‬اخي‪ ..‬ارجوك ستؤذي نفسك‪..‬هكذا‬
‫نطق صالح ب وهن‪:‬انا اعتذر‪..‬‬
‫بدأت دموع ياماش بالتساقط ونظر متعجبا ثم قال‪:‬على ماذا تعتذر؟‪..‬‬
‫نظر إليه صالح وقد كان مازال يبكي‪:‬الست انا‪ ...‬الست انا من فع‪...‬‬
‫فعلها‬
‫حينها أدرك ياماش أن صالح ال يعرف أنه هكذا حمى عائلته‪ ...‬ألمه‬
‫قلبه في ه ذه اللحظة‪ ،‬ألول مره يري أخيه بهذا الشكل‪ ..‬أدرك أيضا أنه‬
‫حتى ال يستطيع قول انه قتل ابيه‪ ...‬قام ياماش ثم وضع يديه على‬
‫وجه أخيه محاوال مسح دموعه ثم قال‪:‬تعال معي‪...‬‬
‫لم ينتظر رد صالح بل امسك يديه وشده ذاهبا به إلى البيت الذي كان‬
‫يعيشون به ايام الحمالن السود‬
‫لم يبدي صالح ردة فعل واستسلم ألخيه الذي لم يكن يشده بقوه إنما‬
‫كان أشبه بشخص يطبطب عليه‬
‫وصلو إلى مكان البيت ثم قام ياماش بكسر الباب‬
‫قال ياماش‪:‬هيا يا ابن أبي ادخل‬
‫نطق صالح بصوت خافت‪:‬لما نحن هنا؟‬
‫ياماش‪:‬ادخل فقط‬
‫دخال كالهما ثم جلسو على اريكه‬
‫ياماش نظر إلى صالح ثم قال‪:‬اخي ارجوك هذا ليس سهال أعلم‪..‬‬
‫ولكن ال يجب عليك أن تشعر بالذنب‪ ،‬انت فعلت هذا لكي تحمي‬
‫العائله‪ ،‬حملت نفسك أكبر عبئا يمكن أن يحمله اإلنسان لكي تحمي‬
‫عائلتك فقط‪ ...‬ارجوك يكفي‬
‫منذ أن سمع صالح كالم اخيه حتى بدأ يبكي مره اخري ثم نظر إليه‬
‫ياماش وضمه إليه وقال‪:‬حسنا ربما هذا سوف يساعدك على التحسن‬
‫ابكي بقدر ما تشاء‪ ..‬انا هنا سوف أكون إلى جانبك‪ ..‬دائما‪ ،‬أعدك‪...‬‬
‫ربما اليوم اكون انا أخيك األكبر‪...‬‬
‫برغم أن كالم ياماش أثر على صالح ولكنه لم يقتنع‪ ..‬لم يرفع رأسه‬
‫بل شد على كتف ياماش أكثر ثم نطق‪:‬ال أستطيع التحمل‪ ،‬ال‬
‫أستطيع‪ ...‬اقتلني يا أخي ارجوك‬
‫تعجب ياماش وكانت صدمة بالنسبه له ثم قال‪:‬اخي‪ ..‬ماذا تقول؟ هل‬
‫تظن أنني سوف افعلها حقا‬
‫"من ناحية ألم ياماش كالم صالح ومن ناحية أخرى يعلم أنه ليس في‬
‫وعيه‬
‫نطق صالح بصوت خافت‪:‬لقد تعبت‪...‬لما يحصل معي هكذا؟ لما لم‬
‫تتركني اقتل نفسي يا أخي؟‪ ...‬اقتلني أو دعني اقتل نفسي‪..‬‬
‫كان ياماش لم يتوقف عن البكاء لثانية واحده‪ ،‬مع كل كلمه يسمعها‬
‫من أخيه كان يتقطع قلبه‪ ،‬كان يدرك التضحيه الذي سوف تؤثر على‬
‫صالح دائما‪ ،‬يفكر لو كان مكانه هل سيستطيع التحمل؟‪ ....‬مستحيل‪،‬‬
‫قرر أن يضغط على صالح من أجل أن يتحسن‬
‫ثم مسح دموعه و قال‪:‬انت فعلت الصواب‪ ،‬انت فعلت هذا لكي تحمي‬
‫العائله هل كان أبي يستطيع أن قتلك؟ أو قتلى انا؟ بالتأكيد ال‬
‫قال صالح‪:‬ولكن انا استطعت‪ ..‬انا ال استحق العيش يا أخي‪ ،‬لما ال‬
‫تفهمني؟‪..‬‬
‫بدأ صوت ياماش يزداد مع كل كلمه يقولها‪:‬انت الذي ال تفهم‪ ...‬ال‬
‫تفهم انك فعلت الصواب وحميت العائله‪ ،‬هيا يا صالح‪ ،‬سوف تقل انك‬
‫من قتلت ابي‪ ..‬سوف تعترف بهذا لنفسك‪ ..‬هيا اخي‬
‫كان صالح وهو يبكي ويهز رأسه رافضا كالم أخيه قائال‪:‬ال ال ارجوك‬
‫ال أستطيع‬
‫بدأ ياماش يضغط عليه أكثر ولكن كان يفعل هذا من أجل أن يتحسن‬
‫قائال بصراخ‪:‬هياااا‪ ،‬سوف تقل هيا يا صالح هيا يا اخي‬
‫قال صالح وهو يبكي‪:‬يكفي يكفي ارجوك‬
‫قال ياماش وبدأ بتوتر من حال أخيه ثم قال‪:‬سوف تقل‪ ،‬سمعتني‬
‫سوف تقل‪ ،‬يجب أن تعترف لنفسك بهذا هيا‬
‫لم يكن سهال على ياماش أن يضغط على جرح أخيه هكذا‪ ،‬ضغط على‬
‫نفسه أيضا‪ ،‬كان صعبا عليه للغاية باالضافه أنه يضغط على صالح‪،‬‬
‫رأي هذا بعينه ولم ينسى المنظر ابدا‪..‬‬
‫قال صالح وكان دموعه تتساقط بشده‪ ،‬عينيه حمراء كثيرا ثم قال‪:‬ال‬
‫تفعل ال تفعل "‪ "Yapma‬ال يمكن أن تؤلمني اكثر‬
‫لم يهن على ياماش أن يضغط عليه أكثر وبدأ بالتراخي معه قليال‬
‫قائال ‪:‬انظر إلى عانقني وقل هيا يا أخي‪ ،‬أعدك لن اضغط عليك أكثر‬
‫من هذا لكن قل هيا‬
‫حضن صالح ياماش وشد عليه بقوه ثم قال‪:‬انا‪ ..‬انا قت‪ ..‬لت ابي‬
‫لم يستطع ياماش منع نفسه أكثر من البكاء ثم بكي مع أخيه أيضا‪ ،‬لم‬
‫يمر وقتا طويال حتى الحظ أن صالح قد غفى على كتفه‪ ،‬وضعه على‬
‫األريكه ثم جلس على كرسي واضعا يده على وجهه‪ ،‬يفكر ما الذي‬
‫يحصل أن علم إخوته أو عائلته ب ان صالح هو من قتل ابيه؟‪....‬‬
‫‪................‬‬
‫مرت ستة أشهر على نفس الحال الرجال في السجن والحزن يسيطر‬
‫على جميع من سكن الحفرة وكل من عرف ادريس كوشوفالي في يوم‬
‫من االيام ولكن تغير شئ واحد وهي عالقة صالح باخوه ياماش‬
‫ياماش الذي اصبح يعبر الخيه دائما عن حبه له ويساعده ويقف‬
‫بجواره وصالح الذي تحمل مسئولية عائلته كلها كما تحمل مسئولية‬
‫اخوه الصغير ياماش وقف كل منهم بجانب بعضهم البعض واداروا‬
‫الحفرة اداروها وكان ادريس لم يمت ذهب ادريس ولكنه ترك خلفه‬
‫رجالن قويان قادران على فعل اي شئ فقط من اجل حمايه عائلتهم‬
‫في يوم النطق بالحكم على رجالة آل كوشوفالي تمت تبرئة الجميع‬
‫وخرجوا الى الخارج‬
‫كان ينتظرهم على الباب ياماش وصالح‬
‫احتضن جومالي ياماش مسرعا كما احتضن سليم اخوه صالح‬
‫جومالي قائال ‪ :‬ايها الطفل لقد اشتقت لك كثيرا كيف حال امي والبقية‬
‫ياماش ‪ :‬جميعهم بخير‬
‫سليم الذي كان صامت لمدة طويله ثم قال ‪:‬هل تعلمون يا هذا‪ ،‬اشتقت‬
‫لكم كثيرا‪ ،‬هل انتم بخير؟‬
‫رد صالح ولكن حتى صوته كان مازال متعب ‪ :‬اننا بخير يا اخي كيف‬
‫حالكم انتم‬
‫جومالي كان صوته كأنه يقاوم البكاء ‪:‬نحن بخير ايضا‬
‫كان جميعهم صورة ابيهم وصوته كان أمامهم ومازال في اذنهم‪،..‬‬
‫ركبو السيارة ولم يفتتح اي أحدا منهما كلمه‪ ،‬منذ أن رأى صالح‬
‫إخوته شعر ب ألم في قلبه‪ ،‬كان يعلم انهم يتألمون على ابيهم‪ ،‬ولكن‬
‫حتى اآلن لم يظهر احد منهم هذا‪..‬‬
‫كان ياماش سيتوجه إلى المنزل ولكن اوقفه صوت جومالي الذي‬
‫قال‪:‬ال تذهب إلى المنزل أيها الطفل‪ ..‬حاول مقاومة دموعه ثم قال‬
‫لنذهب إلى قبر أبينا‪...‬‬
‫عندما سمع صالح هذا‪ ،‬لم يشعر ب اي شئ سوى أن كانت دموعه‬
‫تتساقط بدون توقف‪..‬‬
‫الحظ ياماش هذا‪ ،‬كان يعلم ومتأكد أن صالح لم يتخطى بعد األمر‪،‬‬
‫وأيضا يعلم أن صالح لم يعد مثل السابق‪ ،‬اصبح صامتا اغلب الوقت‪،‬‬
‫كان الوحيد الذي يمكن أن يتكلم معه صالح هو")‬
‫عندما وصلو مقبرة العائله‪ ،‬دخلو جميعا‪ ،‬ولكن صالح وقف في‬
‫منتصف المكان وكان يتردد التقدم إلى هناك كان ياماش يالحظ كل‬
‫تحركات صالح‪ ،..‬خائف أن يحصل له شئ‪ ،‬ال يريد أن يالحظ احد من‬
‫إخوته خوفه الزائد وحساسيته من هذا األمر‪ ،‬ذهب ثم مسك يده‬
‫وقال‪:‬هيا يا أخي‬
‫نظر صالح الى ياماش وعيناه الحمراء مليئه بالدموع التي تخرج مع‬
‫صوت نفسه المكتوم والم قلبه نظر النه النه الشخص الوحيد الذي‬
‫يفهمه نظر له بنظرة وكانه يقول كيف لي ان اخبرهم بانني من قتلته‬
‫ك يف لي ان ازيد من حزنهم وازيد من كره جومالي لي كيف لي ان‬
‫اخبرهم بما فعل يا اخي‬
‫احس ياماش بكل ما يدور داخل راس اخوه فضمه اليه وطبطب على‬
‫ضهره وقال له ‪ :‬ال تنسى فعلتها الجل عائلتك ابي مات وهو فخور بك‬
‫لوالك لماتت العائلة يا اخي‬
‫وكان صالح كان ينتظر هذا الكالم من ياماش عندما سمع هذا الكالم‬
‫شعر وكانه رأى والده امامه فاطمئن قليال وشد على يد ياماش‬
‫ليدخلوا الى المقبرة ويجدوا جومالي وسليم جالسين الى جانب بعضهم‬
‫على االرض سليم يبكي بحرقة على والده اما جومالي فعيونه مليئه‬
‫بالدموع ولكنه يحاول تخبئه دموعه حتى ال يراها إخوته الصغار‬
‫عندما رأى صالح حال إخوته زاد شعور الذنب عنده حتى بعد كالم‬
‫ياماش له‪ ،‬عندما دخل ياماش أيضا كان عينه دامعه شد على يد‬
‫صالح أكثر ثم زاد بكاء االربعه‪...‬‬
‫نطق جومالي بغضب وحزن في الوقت ذاته‪:‬من الذي فعل هذا؟‬
‫نزل هذا كالصاعقه على رأس ياماش وصالح‬
‫نطق ياماش مسرعا خائف من أن يقول صالح شئ‪:‬ال نعلم‬
‫كان سوف يتكلم صالح ولكن شد ياماش بقوه على يده وقال‪:‬اخوتي‬
‫يكفي‪ ،‬هل يمكننا أن نذهب من هنا‪ ،‬لم أعد استطيع التحمل‪...‬‬
‫عندما عادو إلى المنزل مسك ياماش يد صالح مسرعا وطلع به نحو‬
‫الغرفه‬
‫ثم اقفل الباب وقال‪:‬اخي ماذا تفعل انت!‪ ...‬هل سوف تريد أن تحمل‬
‫نفسك ألم أكبر أم ماذا!؟‬
‫كان سيكمل كالمه ولكن قاطعه صالح ب عناق شد فيه على كتف‬
‫ياماش بشده كأنه يريد أن يقول لماذا تفعلون بي هذا‪...‬‬
‫ثم قال‪:‬انا اتألم كثيرا يكفي‪ ،‬صمت بعدها وحاول أن يأخذ نفسه ثم‬
‫أكمل ‪ :‬انا ال استطيع يا أخي‪ ..‬كلما حاولت أن اتخطي ال أستطيع‪ ،‬هل‬
‫اكذب علي نفسي‪ ،‬انا ال اريد سوى الموت‪ ،‬عندما أراهم بهذه الحاله‬
‫وانا اعلم انني السبب‪ ،‬ماذا تريدني أن أفعل‬
‫نطق ياماش وكان واضعا يده على ظهر صالح‪:‬انت لست السبب حقا‪،‬‬
‫اخي انظر‪ .‬انت فعلت هذا لكي تحمي عائلتك‪ ...‬هل تريدني أن اكذب‬
‫عيني؟ سيمضي صدقني انا بجانبك دائما أعدك‪ ،‬لن اتركك بمفردك ابدا‬
‫يا ابن أبي‪...‬‬
‫‪...................‬‬
‫مر عام كامل عام اخر بدون ادريس بدأت الحفرة تعتاد على عدم‬
‫وجوده وبدأ االخوة يعودوا لقوتهم مرة اخرى مر هذا العام في هدوء‬
‫بدون اعداء وحتى بد ون مشاكل فقط احوال الحفرة العادية كان دائما‬
‫ما شغل بال ياماش وصالح االنتقام من يوجال لما فعله ولكنهم كانوا‬
‫خائفين من اي ان يعرف احد ان صالح هو القاتل الحقيقي ولكن‬
‫سلطان لم تصمت على هذا اخذت ابنها جومالي وظلت تحدثه عن‬
‫االنتقام كانت دائما ما تحثه على البحث عن قاتل والده واألخذ بالثار‬
‫فتشتعل نار جومالي ويحاول ياماش اخمادها خوفا على صالح ولكن ال‬
‫يوجد مفر من هذا القدر اذا كتب عليك شئ ستراه حتى ولو بعد زمن‬
‫كان جومالي جالسا في المقهى وحده كان ينتظر اخوته الثالثه كالعادة‬
‫ولكنه ذهب مبكرا قليال ووضع وجهه في الصحيفة حتى يحل االلغاز‬
‫المعتادة واذ بصوت رسالة تاتي الى هاتفه‬
‫فتح جومالي الرسالة التي تقول ‪ :‬اذا اردت ان تعرف قاتل والدك‬
‫تعالى الى المكان ******** بعد نصف ساعة‬
‫تملك الرعب الممزوج بالغضب والخوف قلب جومالي وسرعان ما‬
‫خرج من المقهى ليذهب الى هذا المكان‬
‫وصل جومالي فلم يجد حوله سوى يوجال‪ ،‬انه يعرفه جيدا هذا اللعين‬
‫المتسبب في قتل سنا زوجة اخيه هذا الغبي الذي ادخلهم جميعا الى‬
‫السجن ماذا يفعل امامه!‬
‫تقدم يوجال مقترب منه‪:‬مرحبا سيد جومالي‪ ،‬كما توقعت الشخص‬
‫المثالي للموقف المثالي‬
‫جومالي بصوت عالي‪:‬تكلم يا هذا ال تجعلني اضيع الوقت معك هنا!‬
‫رد عليه يوجال ب استفزاز ضاحكا قائال‪:‬انا اتكلم بالفعل يا سيد‬
‫جومالي‬
‫جومالي وهو يضغط على يده محاوال تماسك اعصابه‪:‬ال تختبر‬
‫صبري يا هذا‪ ،‬من قاتل ابي‬
‫يوجال‪:‬أخوك العزيز السيد صالح‬
‫وقع هذا الخبر على جومالي كالساعقة من الذي قتله! صالح‬
‫لم يرى جومالي امامه سوى صورة اخوة كهرمان فقط ولم سمع‬
‫سوى كالم امه عندما قالت له ان ينتقم من هذا فارتولو سعد الدين‬
‫كان يتوقع دائما ان صالح غدار لم يكن يحبه اراد ان ينتقم منه دائما‬
‫ولكن ياماش من كان يوقفه ظن جومالي ان ياماش ال يعلم وانه‬
‫سينتقم من صالح اذا عرف بما فعله‬
‫اندفع جومالي مسرعا نحو المقهى ولم يفكر ولو لثانيه في لماذا فعل‬
‫صالح هذا اعتقد جومالي ان صالح قتل ابوه متعمدا ولم يفكر ابدا في‬
‫انه فعل لذلك لحمايته وحمايه زوجته لم يفكر ابدا انه فعل هذا من اجل‬
‫العائلة وان ادريس مات وهو فخور بابنه مات وهو مرتاح النه اطمئن‬
‫على عائلته‬
‫وصل جومالي الى المقهي وعينه مليئه بالغضب ال يفكر في اي شئ‬
‫سوى االنتقام وسمع صوت ضحكات تاتي من داخل المقهى لقد كان‬
‫صوت االخوة الثالثة انهم في المقهي احب جومالي هذا حتى يعلمهم‬
‫بما فعله صالح الذي اعتبروه اخوهم‬
‫دخل جومالي الى المقهى دون ان يلقى اي كلمة وتوجه الى صالح‬
‫الذي بدا يقلق بمجرد ان راه هكذا ومسكه من ياقته ودفعه الى الحائط‬
‫ورفع مسدسه عليه‬
‫احس صالح وياماش بان جومالي عرف بما فعل صالح ولكن سليم لم‬
‫يفهم شئ ابدا‬
‫سليم الذي تحرك مسرعا ليقف امام صالح ‪ :‬ماذا تفعل يا اخي هل‬
‫جننت‬
‫جومالي ‪ :‬ابتعد ايها الشاب ال تدافع عنه ال تدافع عن قاتل ابيك يا هذا‬
‫سقطت هذه الكلمة كلوح الثلج على قلب سليم ‪ :‬ماذا كيف ما تقول يا‬
‫اخي‬
‫لم يرد جومالي عليه ولكنه خاطب صالح ‪ :‬اتعلم انا لم اثق بك ولو‬
‫لمرة واحدة يا هذا لم اثق بك ابدا كنت دائما اشك بك وبانتمائك لهذه‬
‫العائلة ولكني توقفت بسبب ابي الذي قتلته اعترف انت يا هذا اعترف‬
‫النهم ال يصدقوني‬
‫بدأت عين صالح تدمع ثم قال‪:‬انا‪ ..‬انا م‪ .‬من فع‪ ..‬لتها‬
‫حينها ابعد جومالي سليم بقوة وأطلق على صالح رصاصتين‪ ،‬قبل أن‬
‫يطلق عليه حاول ياماش ايقافه قائال‪ :‬ال تفعل يا هذااا ولكن لم يستطع‬
‫اللحاق‪ ،‬كان غضب جومالي وسرعته أقوى من أي شئ‬
‫شعر جومالي انه هكذا اخذ انتقام ابيه ال يعرف انه هكذا قد فعل اكثر‬
‫شئ سيندم عليه الحقا اطلق النار على صالح وخرج الى الخارج‬
‫اسرع ياماش الذي اشتد خوفه على اخوه الى صالح حتى يأخذه الى‬
‫المشفى حتى سليم الذي لم يستطع تصديق هذا اسرع هو االخر الى‬
‫صالح ايمانا منه ان صالح لن يفعل هذا ولن يقتل والده عمدا‬
‫حمل ياماش اخوه صالح ليذهب إلى المشفى ولكن عندما خرج اوقفه‬
‫جومالي ‪ :‬ماذا تفعل ايها الطفل اترك هذا الرجل هل جننت اتريد‬
‫مساعدة قاتل ابينا ايها المعتوه وانت ماذا تفعل يا سليم هل جننتم هل‬
‫ستساعدوه حقا!‬
‫ياماش ‪ :‬انا اعرف انه هو الذي فعل يا هذا اعرف منذ زمن اتركني‬
‫كي استطيع انقاذه انه اخي يا هذا اخي‬
‫وخرج ياماش مسرعا وركب السيارة ليوصل صالح الى المشفى‬
‫سليم لجومالي ‪ :‬بالتاكيد يوجد شئ صالح ال يفعل صالح يحب ابي‬
‫بالتاكيد تم إجباره يوجد شئ خلف هذا‬
‫جومالي ‪ :‬اال تفهم يا هذا انه قاتل ابي ماذا الذي يوجد خلفه اتسمع‬
‫اذنك ما يقوله فمك يا هذا هذا الرجل أن لم يمت لن يدخل الى بيتي‬
‫مرة اخرى لن ادخل قاتل والدي الى بيتي يا هذا‬
‫كان ياماش قلقا على أخيه‪ ،‬ال يريد التفكير مجرد التفكير فقط انه قد‬
‫يخسره‪ ،‬كان يسمع صوت تألم صالح الذي كان يشعره بالذنب ألن‬
‫حصل هذا أمامه ولم يستطع حمايته‪ ،..‬كان يسوق بسرعة شديدة‪،‬‬
‫نظر إلى أخيه الذي كان يتصبب بالعرق الشديد نتيجة الرصاصتين‬
‫التي اخترقو جسده دون رحمه‪ ....‬كانت عروقه أيضا شديدة األحمرار‬
‫كان يتنفس بصعويه وكأنه شخص يلتقط أنفاسه األخيرة‪...‬‬
‫كان ياماش يدمع أيضا ولكن يريد التركيز لكي ال يحدث حادث‪ ،‬وصل‬
‫إلى‬
‫المشفي وحمل صالح الذي كان عندما وصال كان اغمى عليه منذ فترة‬
‫طويلة‪ ،‬بدأ بالصراخ طالبا المساعدة‪ ،‬جاء الطبيب والممرضين‬
‫واضعينه على سرير متحرك مسرعون به نحو غرفة العمليات‪..‬‬
‫استسلم ياماش لدموعه لم يستطع التحمل أكثر‪ ،‬كان خائفا من أن يفقد‬
‫صالح‪ ،‬كل ما يشغل تفكيره هو صالح‪ ،‬بينه وبين نفسه يقول لما هو‬
‫من يتألم دائما؟‪ ..‬إال يكفي الذي حدث معه؟‪ ،‬كان يعرف أيضا أن‬
‫صالح كان يريد هذا‪ ،‬يريد أن يرتاح من ألمه ويموت‪ ،‬لكن ياماش ال‬
‫يريد التفكير في ترك صالح له‪..‬‬
‫بدأ الطبيب بالصراخ لإلسراع إلى غرفة العمليات قائال‪:‬يبدو أن‬
‫األصابه في احد األوعية لقد نزف كثيرا هياا‬
‫عندما سمع ياماش كالم الطبيب وصراخه على الممرضين بدأ يبكي‬
‫أكثر من قبل‪ ،‬زاد قلقه أيضا‪...‬‬
‫اما في غرفة العمليات قال الطبيب مخاطبا للممرضين بهدوء‪:‬واضح‬
‫عليه استرخاء البدن‪ ،‬لون وجهه شحب أيضا‬
‫الممرضه‪:‬استاذي استاذي النبض ضعيف بشده‬
‫قاطعهم صوت توقف النبض‪........‬‬
‫الطبيب‪:‬جهزو جهاز الصدمات على ‪ 250‬بسرعه‬
‫ثم فجأة عاد النبض‪...‬‬
‫الممرضه‪:‬استاذي انا ال اصدق لقد عاد نبضه‬
‫الطبيب‪:‬واخيرا‪ ،‬هل تأكدتم أن ال يوجد أجسام غريبة مع الرصاص؟‪..‬‬
‫الممرض‪:‬تأكدنا أجل‪ ،‬وان كان يوجد أيضا كان قد خرجت من انقباض‬
‫العضالت‪...‬‬
‫بعد أن انتهت العملية خرج الطبيب‪..‬‬
‫وقف ياماش مسرعا َوتقدم نحوه قائال‪:‬هو بخير صحيح؟‪ ..‬تكلم‬
‫ارجوك‬
‫الطبيب ‪:‬سيد ياماش اهدئ‪ ،‬أنه بخير االن‪ ،‬ولكن سننقله إلى غرفة‬
‫عناية مركزه وسوف نبقيه تحت المراقبة ‪ ،‬تحسبا ألي خطر‪ ،‬زال‬
‫البأس‬
‫انصرف وترك ياماش‪ ،‬كانت مشاعره متضاربة‪ ..‬هل أخيه بخير ام ال؟‬
‫هل سيعدي هذا األمر على خير‪ ،‬يفكر في الذى فعله جومالي‪ ،‬كان‬
‫متأكدا انه سيندم عندما يعلم الحقيقه‪ ،‬ولكن ليس لديه أي فكرة عن‬
‫كيف سوف يحدث هذا‪ ،...‬جومالي لن يسمع له‪...‬‬
‫طلب ياماش من الطبيب ان يدخل ليرى اخاه صالح وافق الطبيب‬
‫ولكنه طلب منه ان ال يزيد من مدة الزيارة حتى ال يتعبه‬
‫دخل ياماش الى غرفة صالح النائم على السرير يخرج من جسده‬
‫الكثير من االسالك المربوطة باآلالت و اذا تم فصل اي جهاز سيموت‬
‫صالح‬
‫كانت تلك المرة االولى التى يرى فيها ياماش أخاه هكذا كان دائما يراه‬
‫صالح القوي الذي ال يهزم ال يستطيع اي شئ كسره كيف حدث هذا‬
‫ولماذا هو فقط اراد حماية العائلة هل هذا جزاءه!‬
‫سار ياماش الى الكرسي الموجود بجانب سرير صالح جلس عليه‬
‫وامسك بيده ووضع يده على االخرى على رأسه وظل صامتا لفترة‬
‫قصيرة ال يعرف ماذا يقول يشعر بان قلبه سينفجر ويخرج من صدره‬
‫خائف من ان يفقد اخيه ايضا ال يذكر سوى كالم ابيه له بان يحمي‬
‫صالح ويقف بجانبه ال يعرف كيف سيرشح هذا لجومالي كيف سيقنعه‬
‫بما فعله صالح‬
‫قال ياماش في صوت حزين ‪:‬هل ستتركني انت ايضا؟‪ ...‬ال تفعل يا‬
‫أخي ال تفعل‪ ،...‬انت أردت هذا دائما‪ ..‬قائال انك تريد أن ترتاح من‬
‫ألمك‪ ،‬ولكن هل ستتركني هكذا؟‪ ،‬تركني الكثير من الناس‪ ،‬ولكن انت‬
‫مختلف‪ ..‬لن استطيع تحمل ذه‪ ..‬ذهابك ابدا‪ ،‬ال تفعل يا أخي ارجوك‪،‬‬
‫لكنني أعدك سوف اعلمهم الحقيقه‪ ،‬لن ادعك تتألم بكالم جومالي أو‬
‫أي أحد منهم‪ ،‬يكفي الذي عانيته ومازلت تعانيه‪ ،‬أعدك يا أخي‪..‬‬
‫سقطت دموع ياماش الذي لم يكن يركز سوى على صالح‪ ،‬كان كلما‬
‫أطال النظر إليه وهو هكذا يؤلمه قلبه‪ ،..‬أراد أن يشد على يد صالح‪،‬‬
‫ولكن تراجع ال يريد أن يؤلمه أكثر‪...‬‬
‫دخل الطبيب وطلب من ياماش الخروج حتى ال يتعب صالح اكثر من‬
‫ذلك‬
‫خرج ياماش ووقف على باب الغرفة ووعد صالح بانه لن يتركه وانه‬
‫سيبقى بجانبه حتى يتعافى وسيشرح كل شئ لعائلته حتى يعلموا‬
‫بتضحيته وبما فعله‬
‫جلس ياماش على كرسي بالمشفى وبعد مرور اقل من ربع ساعة‬
‫وجد سليم ياتي امامه مسرعا وهو خائف ويبكي‬
‫سليم ‪ :‬ماذا حدث يا ياماش اخبرني انا اعلم صالح ال يفعل لقد اجبروه‬
‫على ذلك صحيح؟ انه يحب ابي كثيرا لن يقتله هكذا بال سبب اخبرني‬
‫يا ياماش ارجوك‬
‫بدأ ياماش في البكاء ولكنه سرعان ما مسح دموعه واخذ سليم‬
‫وخرجوا الى خارج المشفى حتى يشرح له ما حدث‬
‫ياماش ‪ :‬فعل هذا كي يحمي العائلة لقد كنت معه يا اخي هو فعل ما لم‬
‫استطيع انا فعله لقد قتل ابي من أجل حماية زوجتك وزجة جومالي‬
‫قتل ابي من أجل حماية امنا يا هذا‬
‫سليم وعالمات الدهشة على وجهه ال يفهم ماذا يقول اخوه ‪ :‬كيف يا‬
‫ياماش ماذا حدث اخبرني‬
‫ياماش ‪ :‬هل تذكر ذلك اليوم الذي دخلتم فيه جميعا الى السجن ذلك‬
‫اليوم ارسل يوجال لي وألخي وألخي اظرف سوداء لعينة تامرنا‬
‫بالذهاب الى مكان ما ذهبنا الى هناك كان المكان يشبه المتاهة كلما‬
‫تقدمنا رأينا امامنا شاشه االولى بها امي موجه على رأسها سالح‬
‫واالخرى فيها اختي سعادات وهي تحمل ادريس وايضا دامال زوجة‬
‫اخي وعائشة زوجتك وكاراجا الجميع على رأسه سالح ويوجال يطلب‬
‫م نا اصعب طلب اما ان يقتل احد منا ابونا او يقتل ابونا واحد منا امرنا‬
‫ابي بان يقتله واحد منا فقرر صالح ان يقتل هو ابي قرر ان يتحمل‬
‫هذا االلم بدال عني قرر ان ينهي حياة والده من أجل حمايه العائلة لقد‬
‫فعل اكثر شئ شجاع يمكن ان يفعله انسان قل لي يا سليم ماذا كنت‬
‫ستفعل في موقف كهذا انه مازال يتألم كلما ذكر احد اسم ابي مازال‬
‫يشعر انه مذنب لقد حاول قتل نفسه اكثر من مرة ولكن انا منعته هذا‬
‫الرجل النائم بالداخل هو اقوى رجل عرفته في حياتي‪.‬‬
‫سليم وهو يبكي بكاء شديد غير مستوعب الموقف حزين على فراق‬
‫والده وحزين على اخيه صالح ‪ :‬هل هو بخير االن يا ياماش على‬
‫االقل؟‬
‫ياماش ‪ :‬قال الطبيب انه حاليا ليس بخير تماما ولكن سيصبح احسن‬
‫فيما بعد‬
‫سليم اريد ان أراه يجب ان أراه‬
‫دخل سليم الى الداخل وطلب من الطبيب ان يرى صالح فوافق الطبيب‬
‫دخل سليم الى صالح وجلس بجواره وهو يبكي ال يعرف ماذا يقول له‬
‫ال يعرف ماذا يقول لهذا الرجل الذي كاد يضحى بنفسه ليحمي عائلته‬
‫خائف من ان يفقده فهو نصفه االخر وشريكه في الذنب وفي التوبة ثم‬
‫قال‪:‬كنت أعلم أنك لم تفعل هذا ب ارادتك‪ ،‬اكمل كالمه ومع كل كلمه‬
‫يزيد بكائه قائال‪:‬انت نصفي اآلخر يا أخي‪..‬ال تتركني وتذهب‪ ،‬لما لم‬
‫تخبرني‪ ...‬كنت فهمت هذا‪ ،‬ولكن انا اعلم‪ ،‬انت بالتأكيد لم تستطع‬
‫التحدث‪ ،..‬ال تمت يا أخي‪ ،‬ال أريد التفكير في األمر حتى‪ ..‬صمت قليال‬
‫ثم وضع رأسه على يد أخيه وقال‪:‬اسيتقظ يا هذا‪ ،‬استيقظ لنكون معا‬
‫بعد اآلن‪ ،‬واعدك سيمضي كل هذا‪...‬‬
‫اخذ وقتا طويال وهو يبكي على يد اخيه‪ ،‬ال يصدق ان هذا حدث‪ ،‬ال‬
‫يريده أن يتركه‪ ،‬هو نصفه االخر ال يمكن‪..‬‬
‫صمت سليم لفترة طويلة ال يدري ماذا يقول جانب منه حزين على‬
‫أخيه والجانب االخر خائف من جومالي مضى الوقت سريعا وسليم‬
‫مازال صامتا ال يقول اي شيء فقط يتأمل صالح ويدعو بأن يستيقظ‬
‫دخل ياماش وطلب من سليم ان يخرج حتى يتحدث معه‬
‫قبل سليم راس صالح وخرج الى الخارج‬
‫ياماش ‪ :‬هل علم احد بما حدث؟‬
‫سليم ‪ :‬لقد اخبر جومالي جميع من في البيت عن هذا واجبرهم على‬
‫عدم الخروج والذهاب الى صالح الجميع يظن ان صالح هو قاتل ابي‬
‫لم يفكروا ولو للحظه انه اجبر على فعل هذا حتى امي منعت اختي‬
‫سعادات من المجئ الى هنا وارادت ان تمنعني انا ايضا قالت انني اذا‬
‫خرجت من البيت لن تدخلني مرة اخرى‬
‫ياماش ‪ :‬كيف يحدث هذا هيا نذهب لنشرح لهم هذا يجب ان يعرفوا‬
‫بما فعل اخي انه برئ يا هذا برئ‬
‫ذهب االخان الى المنزل ففتحت سلطان التي ظهرت في كامل قوتها‬
‫الن جومالي اخذ انتقامه من قاتل ابيه‬
‫ياماش ‪ :‬اين اخي جومالي‬
‫سلطان ‪ :‬لقد ذهب وقال انه لديه عمل‬
‫ياماش ‪ :‬هيا يا سليم ادخل يوجد ما سنتحدث معهم فيه‬
‫سلطان ‪ :‬سليم لن يدخل الى الداخل لقد قلت له انني لن ادخله طالما‬
‫ذهب الى هذا فارتولو‬
‫ياماش ‪ :‬وانا ايضا ذهبت انا ايضا كنت هناك انا من ارسلته الى‬
‫المشفى الن تدخليني ايضا! انتي ال تفهمي اي شئ‬
‫سلطان ‪ :‬ما الذي ال افهمه يا هذا انه قاتل والدك كيف تتحدث عن قاتل‬
‫والدك هكذا يا هذا‬
‫امسك ياماش بيد أخيه وابعد سلطان ودخل الى الداخل ونادى على‬
‫جميع من في البيت‬
‫اتى الجميع اليه عائشة وكاراجا ودامال وسعادات التي كانت تسير‬
‫كاالنسان الفاقد لروحه ال تعلم ماذا تقول او كيف تسير لقد اخذوا منها‬
‫روحها وامروها بعدم الذهاب له‬
‫ياماش وهو يقف بجانب سليم وبجانبه صورة ابيه ادريس كوشوفالي‬
‫‪ :‬ليسمع الجميع ألنني لن اقولها سوى مرة واحده فقط لكم‪ ،‬انا كنت‬
‫مع صالح في ذلك اليوم المشئوم‬
‫الجميع على نظراته الذهول فلم يكن يعلم اي منهم ان ياماش كان يعلم‬
‫كل هذا‬
‫اكمل ياماش كالمه قائال ‪ :‬صالح فعل الخيار الوحيد الصحيح قام بقتل‬
‫ابي الجل حمايتكم قتل ابي كي يحميكي يا امي انتي تركتيه وهو طفل‬
‫وكنتي سبب في قتل امه ولكن هو لم يفعل هو قتل ابيه كي يحميكي‬
‫ويحمي زوجات اخوتي‬
‫سلطان ‪ :‬ماذا تقول يا بني كيف قتله حتى يحمينا ؟‬
‫ياماش ‪ :‬ذلك اليوم الذي تم خطفكم فيه حبسنا يوجال في مكان وامر‬
‫احد منا بقتل ابي حتى يترككم وان لم يفعلها واحد منا جميعكم كنتم‬
‫ستموتوا‬
‫سليم في وجع شديد ‪ :‬وفعلها صالح فعلها ابن ابي فعلها الرجل الذي‬
‫اردتي قتله في الماضي يا امي لقد حماكم جميعا لقد قرر ان يتحمل هو‬
‫هذا االلم طوال حياته بدال عن أخيه ياماش لقد قرر انهاء حياه والده‬
‫من اجلكم انتم ومن اجل عائلته واالن انتم ماذا تفعلوا ؟ تقفوا امامه‬
‫لماذا هو حاميكم ومنقذ حياتكم لواله لكنتم متم جميعا في ذلك اليوم‬
‫سعادات ‪ :‬انا لن اتحمل اكثر من هذا انا سأذهب إلى زوجي لقد فعل‬
‫الكثير من اجل حمايتكم يكفي ارحموه قليال واعتبروه فردا منكم ولو‬
‫لمره‪ ،‬هيا يا ياماش خذني اليه لن اتحمل اكثر من هذا‪.‬‬
‫اخذ ياماش ساديش وذهبوا الى صالح‬
‫وجلست سلطان على االريكه وهي مصدومه تؤنب ضميرها لما فعلته‬
‫في صالح وتشعر بأنها ظلمته كثيرا وأنها يجب ان تسامحه‪.‬‬
‫عندما وصلو إلى المشفي دخلت ساديش مسرعة إلى غرفة صالح بعد‬
‫أن سألت ياماش عن مكان الغرفه‪..‬‬
‫كانت تقترب من صالح ببطئ‪ ،‬كانت قلقه عليه كثيرا‪،...‬منذ أن رأته‬
‫هكذا أطلقت العنان لدموعها‪ ،‬عندما وصلت إلى عنده جلست على‬
‫الكرسي ومسكت يديه‪ ،‬ثم قالت‪:‬هم ال يستحقون هذا‪ ..‬أكملت ببكاء‬
‫أكثر من قبل‪:‬ال يستحقون وجود شخص مثلك معهم‪ ،‬ولكن ال يهم كل‬
‫هذا‪ ،‬األهم انك سوف تستيقظ صحيح؟‪ ...‬لن تتركنا انا وابننا بمفردنا‪..‬‬
‫‪،‬هيا قم يا حبيبي‪ ،‬لنعش حياة سعيدة بعيدا عن كل هذا‪ ،..‬هيا ارجوك‪،‬‬
‫لقد رأينا الكثير معا انت صديق طفولتي وحبيبي االول واالخير ارجوك‬
‫استيقظ يا صالح وال تتركني بدون حيلة هكذا فانا بدونك جسد بدون‬
‫روح ثم وقفت ولمست يده بخفه‪ ،‬قبلته من رأسه ثم خرجت‪...‬‬
‫في ذلك الحين كان سليم قد اخبر ميدات الذي كان يبحث عن صالح‬
‫كثيرا بما حدث فاسرع ميدات الى المشفى ليرى اخيه‬
‫ميدات ووصل بعده سليم حتى يكون بجانب اخاه‬
‫دخل ميدات الى اخيه وجلس بجانبه ال يعلم ماذا يقول له فقط يتذكر‬
‫ايامهم معا ويتذكر مشاجرتهم يتذكر كل مرة احتضن فيها صالح‬
‫وسقطوا على االرض فصاح فيه صالح ليبتعد عنه ثم رفع صوته‬
‫ليتحدث مع صالح ‪ :‬اخي انت فارتولو سعد الدين انت تجد الحل دائما‬
‫استيقظ يا اخي استيقظ لنجتمع معا مرة أخرى قالها وانهار في البكاء‬
‫ثم خرج الى الخارج ليجد الجميع ياماش وسليم وساديش مازالوا‬
‫بالخارج ولم يذهبوا الى اي مكان‪.‬‬
‫اما عن منزل آل كوشوفالي فالجميع كان في صدمة ما هذا ما الذي‬
‫فعله صالح لقد حمانا جميعا انه ال يستحق هذا الظلم منا‬
‫وفي وسط هذا التفكير فتح جومالي الباب ودخل الى الداخل سأل عن‬
‫سعادات فلم يجدها فقالت له سلطان انها ذهبت الى المشفى‬
‫جومالي بغضب ‪ :‬ال حول وال قوة اال باهلل الم اقل انه لن يذهب اي‬
‫منهم الى هذا الرجل ماذا الذي ال تفهموه في قولي!‬
‫سلطان ‪ :‬اصمت يا هذا وال تتحدث عن هذا الرجل هكذا لقد فعل ما ال‬
‫تستطيع انت فعله‬
‫جومالي ‪ :‬ماذا تقولي يا امي حبت في هللا لقد قتل ابي هل هذا شئ‬
‫جيد!‬
‫سلطان ‪ :‬انت ال تعرف شيئا يا هذا اال تذكر ذلك اليوم الذي دخلتم فيه‬
‫الى السجن لقد تم اختطافنا جميعا من قبل هذا الملعون يوجال وحبسوا‬
‫ياماش وصالح مع والدك في غرفه واجبروا واحد منهم ان يقتل أبيه‬
‫وصالح حتى يحمينا وحتى ال يحمل ياماش هذا االلم قرر فعلها لقد قتل‬
‫والده من اجل حماية زوجتك يا هذا كان سيقتل نفسه بعدها لوال وجود‬
‫ياماش يكفي يا هذا يكفي ظلما لهذا الرجل لقد كفر عن ذنبه بما فيه‬
‫الكفاية انا اسامحه‬
‫صدم جومالي ولم يصدق ما سمع وقال ‪ :‬م‪ ...‬من اخبرك بكل هذا يا‬
‫امي‬
‫سلطان ‪ :‬اخبرني ياماش عندما كنت في المقهى‪ ،‬اذهب الى اخوتك يا‬
‫جومالي وقف بجانبهم‬
‫خرج جومالي الى الخارج وهو خائف من ان يحدث شئ لصالح ياخذ‬
‫نفسه بصعوبة واأللم يعتصر قلبه ثم ركب السيارة حتى يذهب إلى‬
‫المشفى‬
‫عندما وصل كان وجهه ملئ بالبكاء دخل الى الداخل فوجد ياماش‬
‫جالس مع سليم وفي الناحيه االخرى ميدات يجلس مع سعادات‬
‫ياماش ‪ :‬اخي جومالي! يجب ان اتحدث معك في شئ مهم‬
‫جومالي بحزن ‪ :‬اخبرتني امي ايها الطفل ال اعرف كيف اكفر عن هذا‬
‫الذنب هل صالح بخير يا بني؟‬
‫احتضن ياماش جومالي وبدأ في البكاء ثم حمد هللا على ان جومالي‬
‫عرف الحقيقة‬
‫فصل جومالي العناق وطلب من سعادات ان تسامحه فهو لم يكن‬
‫يعرف ماذا يفعل كما طلب من الطبيب ان يدخل ليرى صالح‬
‫دخل جومالي إلى صالح‪ ،‬كانت دموعه تملئ وجهه‪ ،‬جلس على‬
‫الكرسي ونظر إلى أخيه متأمال فيه ثم قال‪:‬لقد ظلمتك يا أخي‪ ..‬أطلقت‬
‫عليك وكنت ال أعلم وال أرى الحقيقه التي أمامي‪ ،‬اعتذر لك يا هذا‪،‬‬
‫اعتذر لك يا أخي‪ ،..‬انت سوف تقوم صحيح ولن تتركنا‪ ،‬لن تموت‬
‫وأنت حزين بسببي يا هذا صمت قليال ثم حاول أن يأخذ نفسا ثم‬
‫اكمل‪:‬لقد ظلمتك كثيرا من قبل أيضا‪ ،‬ولكن انت ماذا فعلت؟‪ ..‬حميت‬
‫زوجتي وامي وزوجات إخوتنا‪ ،‬قم يا هذا ال تتركنا‪ ،..‬أعدك سوف‬
‫أكون اخ كبيرا لك‪ ،‬سوف أكون بجانبك دائما‪ ،‬سيمضي ألمك‪،‬‬
‫سيمضي كل شئ‪ ،‬نحن اخوه أجل‪ ...‬قم يا هذا‬
‫اخذ جومالي وقتا طويال وهو ينظر إلى أخيه‪ ،‬يؤنبه ضميره‪ ،‬وهو‬
‫يرى األسالك التي مرتبطة في جسده‪ ،‬ينظر إليه وهو يريد أن يقتل‬
‫نف سه‪ ..‬هو السبب في هذا‪ ،‬هو السبب في كون أخيه في هذه الحالة‬
‫دخل الطبيب وبعض الممرضين‬
‫ثم قال الطبيب‪:‬سيد جومالي هل يمكنك أن تخرج إلى الخارج‪..‬سوف‬
‫ننقله إلى غرفه عاديه‪ ،‬لقد تخطي الخطر أيضا‪..‬‬
‫حمد جومالي ربه ان اخاه قد اصبح بخير وخرج الى الخارج ليخبر‬
‫ياماش الذي فرح كثيرا بان اخوه تخطى مرحلة الخطر‬
‫ذهب جومالي الى سعادات حتى تسامحه على ما فعل‬
‫جومالي ‪ :‬سامحيني يا اختي انا مخطئ النني لم اعتبر صالح اخي منذ‬
‫اول يوم ولم استمع له سامحيني النني ظلمته وظلمتك معه‬
‫سعادات ‪ :‬حسنا يا اخي جومالي لنحمد هللا على ان صالح اصبح بخير‬
‫ولنقف الى جانب بعضنا البعض بعد االن‬
‫احتضنوا بعضهم جميعا عندما رأوا صالح يدخل الى الغرفة العادية‬
‫وطلب ياماش من الطبيب ان يدخل ليراه‬
‫وافق الطبيب ودخل ياماش الى الداخل كان هذه المره يشعر أن روحه‬
‫عادت إليه من جديد‪ ..‬أخيه وابن ابيه واألقرب إليه دائما أصبح بخير‪..‬‬
‫كان صالح مازال نائما‪ ،‬كان ينظر إليه ياماش إليه مبتسما‪ ،‬كانت أيضا‬
‫دموعه تخونه ولكن هذه المرة كانت دموع فرحاً‪ ..‬كان ياماش صامتا‬
‫لمدة طويلة‪ ،‬ال يعرف ماذا يقول‪ ،‬ال يستطيع وصف فرحته أو تعبيره‬
‫عن حبه له‪ ،‬ولكن قرر كسر هذا الصمت قائال‪:‬هل تعلم عندما لم تكن‬
‫أنت بخير‪ ..‬لم أكن انا بخير أيضا يا أخي‪،..‬كنت أشعر انك لن تتركني‬
‫بمفردي أيضا‪ ،‬وانا وعدتك لن اتركك يا أخي‪،‬زاد بكائه وشبك يديه في‬
‫يد أخيه‪ ،‬لم يرد أن يضغط علي يده بشده لكي ال يستيقظ من نومه‪..‬‬
‫أكمل بعدها قائال‪:‬انا اعتذر أيضا يا أخي‪ ...‬حصل هذا أمامي ولكن لم‬
‫أستطع منع ذلك أعلم أنك تألمت‪ ..‬اعتذر يا ابن أبي‪،‬هل تعلم أيضا‪،‬‬
‫عندما انت كنت غائبا عن الوعي‪ ،‬كنت أشعر بوجودك دائما معي‪ ..‬في‬
‫قلبي وفي ذهني يا هذا‪..‬أكمل ضاحكا ربما تعلم انني ال أحب هذا‬
‫الكالم‪ ..‬هذا‪ ،‬يعني سواء لالخ أو للحبيبه ولكن‬
‫ابتسم ثم اكمل‪ :‬انت مكانك مختلف‬
‫شعر ب يد صالح وهيا تضغط على يده‪ ،‬رفع رأسه لينظر إلى صالح‪..‬‬
‫وجده يفتح عينه ببطئ وكان وجهه يوحي على أنه يتألم بعض‬
‫الشيء‪...‬‬
‫وقف ياماش مسرعا قائال لصالح‪:‬اخي انظر إلى هل انت بخير؟‬
‫قال صالح وهو مبتسم‪:‬اجلس يا هذا انا بخير ال تقلق‬
‫عندما جلس ياماش شد على يد أخيه بقوه‪..‬‬
‫ثم قال صالح‪:‬لقد سمعت جميع كالمك أيضا‪ ،‬لقد كنت نائم ولكن كنت‬
‫اسمعك أيضا‪ ،..‬ال تسألني كيف ألنني ال أعلم‬
‫ضحك ياماش ثم لم تمضي دقيقتين وعاد وجهه إلى البكاء‪..‬‬
‫كان صالح يحاول أن يرفع نفسه‪ ،‬تألم بعض الشيء وأصدر أنينا‬
‫خفيفا‪ ،‬عندما نظر إلى ياماش الذي قلق عندما رأى هذا ثم قال ‪:‬انا‬
‫بخير هذا اوال لكي تتوقف عن قلقك هذا‪ ،..‬ثانيا ماذا حدث يا ابن‬
‫أبي‪...‬؟‪،‬توقف من أجلي ارجوك‪ ،‬هل تعلم اريد ان ابكي أيضا‪ ،‬ليس‬
‫سهال أن يعلم اخوتي بهذا‪ ،‬أجل أردت أن يطلق على أحدا منكم أو‬
‫تدعني اقتل نفسي‪ ،‬ولكن عندما أطلق على اخي‪ ..‬كان صعبا ولكنه‬
‫كان يتألم أيضا هو ليس سهال أن يرى هذا انا اعلم‬
‫مسح ياماش دموعه وحاول التماسك لكي يشعر صالح ب انه بجانبه‬
‫قائال‪:‬لقد علم الحقيقه‪ ،‬ليس هو فقط بل الجميع‪ ،‬وعدتك أنني سوف‬
‫اجعلهم يفهمون هذا‪ ،‬ووفيت بوعدي يا أخي لذا لن تشغل بالك بهذا‬
‫بعد اآلن‪ ..‬انتبه على نفسك فقط اكمل ضاحكا‪:‬وانا سوف انتبه عليك‬
‫ايضا‬
‫لم يشعر صالح اال انه شد ياماش إليه قبله من رأسه‪ ،‬مضى وقتا‬
‫طويال وهما معا‪ ..‬ثم قال ياماش‪:‬يجب أن أخبرهم انك‬
‫استيقظت‪...‬عندما قضيت الوقت معك نسيت كل شئ ضحك االثنان‪....‬‬
‫خرج ياماش ليخبر اخوته بهذا الخبر السعيد خرج والبسمة تكاد تشق‬
‫وجهه من الفرحة لقد كان سعيدا الستيقاظ اخيه وسعيدا الن اخوته‬
‫عرفوا بمدى تضحية صالح‬
‫اخبر ياماش الجميع بان صالح استيقظ وانه اصبح بخير االن فقام‬
‫جومالي باحتضانه وهو يبكي ويحمد هللا على استيقاظ اخاه وجلست‬
‫سعادات تبكي ولكن تلك المرة كانت دموع الفرحة واحتضنها ميدات‬
‫ليخفف عنها وهو سعيد هو االخر اما سليم فذهب الى ياماش‬
‫وجومالي واحتضنوا بعضهم هم الثالثه ثم طلبوا من الطبيب الدخول‬
‫لصالح‬
‫في الداخل التف الجميع حول صالح ميدات وياماش وجومالي وسليم‬
‫وايضا سعادات جلسوا جميعا بجانبه‬
‫احس صالح بالفرحة الشديده لوجود عائلته بجانبه الول مرة شعر‬
‫صالح حقا بانه جزء من هذا العائلة وانه مرحب به بينهم‬
‫ذهبت سعادات الى جانب صالح وقبلت رأسه وقالت ‪ :‬انت بخير اليس‬
‫كذلك‬
‫صالح ‪ :‬لقد اصبحت بخير اكثر عندما رأيتكم جميعا وامسك بيد‬
‫سعادات وقبلها فجلست الى جانبه ومسحت على رأسه وقالت ‪ :‬لقد‬
‫خف ت عليك كثيرا يا صالح حمدا هلل انك استيقظت لم اكن الستطيع‬
‫الحياة بدونك ليوم واحد‬
‫صالح ‪ :‬ال تقولي هذا يا بنتي وال تتعبيني اكثر لقد اصبحت بخير‬
‫والحمد هلل انا احبك كثيرا يا بنت‬
‫ميدات قاطع حديثهم قائال وهو يبكي ‪ :‬لقد قلقت عليك كثيرا يا اخي‬
‫صالح وهو يبتسم ‪ :‬ارجوك يا ميدات ال تبكي مرة اخرى ارجوك لقد‬
‫اصبحت بخير االن‬
‫سليم ‪ :‬اخي "كارديش" ‪،‬نحن مدينين لك ب أرواحنا يا أخي‪ ..‬بدأت‬
‫دموع سليم تتساقط ثم اكمل‪:‬لقد فعلت ما لم نقدر على فعله نحن‪ ،‬خفت‬
‫أن تتركنا أيضا‪ ،‬أنت‪ ...‬انت نصفي اآلخر يا أخي‪ ..‬سوف نكون معا‬
‫دائما‪ ،‬جميعا سوف نكون معاً‪ ،‬نحن معك بعد اآلن‪ ،‬لن تواجه بمفردك‪،‬‬
‫سيمضي ألم الذي حدث ونحن معك‪ ،‬نعدك بذلك‪...‬‬

‫اومأ الجميع مبتسما وكانو يبكون ايضا كان يوجد الذي يبكي بسبب‬
‫ظلمه الشديد لصالح‪ ،‬واآلخر يبكي بسبب إصابة أخيه حتي اآلن‪،‬‬
‫وياماش وساديش كان يبكون سعيدين بفهم الجميع لهذا‪ ،‬واعتبار‬
‫الجميع صالح فردا من العائلة‪ ،‬وخصوصا ياماش‪،‬ألنه هو الوحيد‬
‫الذي كان يعلم‪ ،‬الوحيد الذي كان يعلم أيضا ب ألم أخيه‪ ،‬ألنه الوحيد‬
‫الذي كان بجانبه حينها ويخفف عليه‪ ...‬مسك سليم يد أخيه ثم‬
‫اكمل‪:‬نصفي اآلخر‪ ،‬اخي وشريكي في كل شئ‪ ،‬من الجيد انك‬
‫موجود‪...‬‬

‫شد صالح على يد أخيه وابتسم له‪ ،‬كانت في نفس الوقت دموعه‬
‫تخونه‪ ..‬كان بينه وبين نفسه يقول‪:‬كما قال أبي‪..‬العائله كل شئ‪،‬‬
‫العائله أجمل شئ‬

‫أعطاه هللا لي‪ ،‬كان سعيد أيضا ب أنهم فعال تقبلوه وأحبوه‪ ،‬ولكن في‬
‫الحقيقه كانو يحبونه دائما‪ ،‬ولكن أغلبهم لم يظهرو حبهم له ب‬
‫استثناء سليم وياماش‪ ،‬وأيضا البعض كان ينكر حقيقة أنه احبه فعال‪،‬‬
‫مثل جومالي‬

‫كان الصمت من ناحية الحديث بالكالم يسود المكان‪ ،‬ولكن من ناحية‬


‫الحديث بالعيون لم يتم الصمت عبرها ولو ثانية‪ ،‬ثم افتتح الحديث‬
‫جومالي موجها كالمه لصالح قائال‪:‬اخي‪ ...‬أخي الصغير‪ ،‬لم يستطع‬
‫جومالي منع دموعه من السقوط أكثر من هذا ثم اكمل‪:‬اعتذر على كل‬
‫شيء حدث‪ ،‬اعتذر ألنني لم افهمك‪ ،‬اعتذر على عدم تقبلي لك دائما‬
‫وظلمي لك‪ ،‬اعتذر على أنني لم أرى الحقيقه ولم افهم تضحيتك‪،‬‬
‫اعتذر على كل شئ ألن الذي فعلته معك ال يعد وال يحصى‪ ،‬ولكن‬
‫اختصار لجميع هذا‪ ....‬انا اعتذر على أنني لم أكن أخا أكبر لك‪ ..‬ولكن‬
‫هل أنت سوف تسامحني؟‪....‬‬
‫كان منذ بداية كالم جومالي كانت دموع صالح تتساقط ثم قال‪:‬هذا‬
‫حدث ف ي الماضي يا أخي‪ ..‬ليس مهما ابدا‪ ،‬وحتى وقتها‪ ،‬لم أحزن‬
‫منك‪ ،‬انت أخي األكبر دائما‪ ،‬لذا لم يحدث شيئا يتطلب أن اسامحك‬
‫عليه‪....‬‬
‫كان صالح من داخله سعيد‪ ،‬الذي تمناه دائما تحقق‪ ،‬أن يحبه جومالي‬
‫ويعتبره أخيه‪ ،‬كانت سعادة صالح بكل الذي حدث ال توصف‪..‬‬
‫كان ياماش فرحا أيضا بالذي حدث‪ ،‬ألنه يفهم صالح حتى من نظراته‪،‬‬
‫كان يفهمه من قبل كل هذا‪ ،‬يعلم أنه كان دائما يريد أن يحبه جومالي‬
‫وبقية العائلة ثم نطق ضاحكا وهو مازحا مع صالح وجومالي ‪:‬ولكنني‬
‫برغم أنني األصغر كنت أخا كبيرا لك دائما‬
‫ضحك صالح وبعدها ابتسم لياماش قائال‪ :‬وانت تعلم مكانتك عندي يا‬
‫روحي‬
‫ضحك جومالي قائال‪:‬هللا هللا يا اخوتي‬
‫ضحك الجميع بعدها‪ ،‬كان الجميع سعيد أيضا‪ ..‬كانت العائله كل شئ‬
‫فعال‬
‫‪......................‬‬
‫مرت اربعة ايام والحال كما هو بالمشفى الجميع جالس مع صالح‬
‫ينتظر خروجه من المشفى‬
‫جاء الطبيب واخبرهم بان صالح يمكنه الخروج ولكن يجب ان يرتاح‬
‫قليال في المنزل وال يرهق نفسه‬
‫خرج االخوة ومعهم سعادات التي لم تفارق صالح ابدا وركبوا السيارة‬
‫في الخلف تجلس سعادات محتضنة صالح وبجانبهم ياماش وفي‬
‫االمام سليم وجومالي يقود السيارة‬
‫اوصل االخوة سعادات الى المنزل وذهبوا معا الى قبر والدهم‬
‫عندما وصلوا الى هناك نزلوا من السيارة ودخلوا الى الداخل وياماش‬
‫ممسك بيد صالح يتقدموا جومالي وسليم ووصلوا الى قبر والدهم‬
‫قرأوا الفاتحة و بدأ جومالي الحديث قائال ‪:‬انت ضحيت بنفسك يا أبي‬
‫من أجل العائله‪ ..‬تألمنا كثيرا بسبب موتك‪ ،‬تألمنا بسبب تألم أخينا‬
‫ايضا‬
‫قالها وهو موجه نظره إلى صالح‪...‬‬
‫اكمل جومالي كالمه وهو يحاول أن يتماسك وان ال يبكي قائال‪:‬نحن‬
‫اليوم بمفردنا من دونك يا أبي‪ ،‬ولكننا معا‪ ..‬سوف نقاوم ألمنا معا‪،‬‬
‫سنحمي الحفره ونحمي العائله‪ ،‬وصيتك سوف ننفذها يا أبي‪ ،‬سنحمي‬
‫الحفره‪ ..‬ولكن ليتك معنا يا أبي‬
‫قال أخر جملة وعينه تذرف الدموع‪...‬‬
‫كان سليم يسمع كالم جومالي وهو يبكي أيضا ثم قال‪:‬ألول مرة أعلم‬
‫أن اإلنسان بدون ابيه يصبح رماد‪ ..‬مهما كانت عالقته ب أبيه‪ ،..‬أول‬
‫مرة أعلم أنني أحبك يا أبي أكثر مما كنت أتوقع‪ ..‬كما قال اخي‬
‫جومالي‪ ،‬نحن معا‪ ،‬نحن نساند بعضنا البعض ولن نترك الحفره ابدا يا‬
‫أبي‪ ..‬ولكننا اشتقنا إليك كثيرا يا أبي‪ ،‬ولكن لوال هذا‪ ..‬لما كانت‬
‫عائلتنا على قيد الحياة األن‪..‬‬

‫ساد الصمت المكان ولكن قرر ياماش الكالم قائال‪:‬نحن نفذنا وصيتك يا‬
‫أبي‪ ..‬حمينا العائله و الحفره‪ ،‬ونستمر ب حمايتهما‪ ،‬نفذت أيضا‬
‫كالمك لي‬
‫شد ياماش على يد صالح ونظر له ثم اكمل‪:‬وقفت بجانب اخي‪ ..‬لم‬
‫اتركه ولن أتركه‪ ،‬وعدتك يا أبي‪ ،‬وانا أفي بوعدي‪ ،‬وعدته هو أيضا‪،‬‬
‫لن اسمح بحدوث شئ له‬
‫أنهى ياماش كالمه ألنه كان خائفا أن يقول شئ يجرح صالح بدون أن‬
‫يقصد‪..‬‬
‫ثم قال جومالي وهو يضع يده على كتف سليم وفعل سليم نفس الشئ‬
‫لياماش‪ ،‬وفعلها ياماش لصالح‪ ،‬ثم قال‪:‬نعدك على ان ننتقم من هذا‬
‫الرجل يا أبي‬
‫ثم قال باقي األخوة في صوت واحد‪:‬نعدك يا أبي‪..‬‬
‫ذهب ياماش وأخذ اخويه جومالي وسليم معه متوجها نحو السيارة‪،‬‬
‫كان يريد أن يتحدث صالح بمفرده قليال‬
‫بعد أن ذهبو قال صالح وكانت عينه دامعيتين قليال ولكنه واقفا رافعا‬
‫لرأسه‪ ..‬كان أول مرة يكون بهذا التماسك بالنسبة للمرات السابقة ثم‬
‫قال‪:‬اليوم يا أبي‪ ،‬ألول مرة أشعر ب أنني لست مذنبا‪ ،‬ألول مره أؤمن‬
‫أنني فعلت ذلك من أجل حماية العائلة‪ ،‬كان هذا صعبا أعلم‪ ..‬ولكنني‬
‫اقتنعت بكالم اخي الصغير‪..‬انني فعلت الصواب‪ ...‬تفهم اخوتي ذلك‬
‫أيضا‪ ،‬ربما اوال أجل لم يفهمو هذا ولكن ما يهم هو األن‪..‬‬
‫برغم قول صالح لهذا‪ ،‬رفع رأسه عاليا موجه نظره إلى السماء‪،‬‬
‫محاوال منع دموعه من السقوط ولكن رغم ذلك خانته دموعه وشعر‬
‫ب ألم في قلبه مرة أخرى‪ ،‬ثم وجه نظرة إلى قبر ابيه وكانت دموعه‬
‫تتساقط على وجهه ثم اخذ نفس عميق وابتسم ابتسامه خفيفة‬
‫قائال ‪ :‬ولكن برغم هذا‪ ..‬نندم على أشياء فعلناها بدون أراداتنا‬
‫ثم مسح دموعه متوجها نحو السيارة عند أخوته‪...‬‬

You might also like