You are on page 1of 10

‫طاب السّيَاسِي‪ :‬اخلصائص واسرتاتيجيات التأثري‬

‫اخلِ َ‬
‫الدكتورة‪ :‬راضية بوبكري‬
‫جـامـعــة عنابة – الجزائر‬

‫‪ - 1‬مفهوـ الخطاب السياسي‪)Discours Politique (:‬‬


‫اخلطاب السياسي خطاب إقناعي‪ ،‬حجاجي‪ ،‬يتخذ من اللغة‪ ،‬والسياسة فضاء لو‪ ،‬تتجػلى من خبلذلما خصائصو‬
‫اإلقناعية‪ ،‬واحلجاجية‪ ،‬واالنسانية‪ .‬فهو كما يعرفو فيليب بروتوف )‪...،(Philippe Breton‬نشاط إنساين يتخذ أوضاعا تواصلية‬
‫متعددة‪ ،‬ووسائل متنوعة‪ ،‬ويهدؼ إىل إقناع شخص‪ ،‬أو مستمع‪ ،‬أو مجهور ما‪ ،‬بتبٍت موقف ما‪ ،‬أو ادلشاركة يف رأي ما‪ .)1(...‬كما‬
‫أشار شايم برلماف )‪ (C Perelman‬ولوسي تيتيكاه )‪ ،(L Tyteca‬إىل أف موضوع اخلطاب السياسي‪ ،‬باعتباره خطابا‬
‫إقناعيا‪....‬ىو درس تقنيات اخلطاب‪ ،‬اليت من شأهنا أف تؤدي باألذىاف إىل التسليم‪ ،‬دبا يعرض عليها من أطروحات‪ ،‬أو أف تزيد يف‬
‫درجة ذلك التسليم‪.)2(...‬‬
‫فقد عرؼ ىذا ادلصطلح يف ربديد مفهومو العديد من االختبلفات‪ ،‬البائنة بُت الباحثُت والػدارسُت‪ ،‬بُت قائل إنو خطاب‬
‫متميز عن اخلطابات األخرى‪ ،‬لو خصائصو وشليزاتو األسلوبية اليت ذبعل منػو فضػاء واسعا للحجاج‪ ،‬وممارسة الفعل السياسي‪ ،‬مػن‬
‫خبلؿ التبلعب بالكلمػات‪ .‬وبُت مػن يرى أنو خطاب‪ ،‬كبػاقي اخلطابات‪ ،‬ال يتميز عنها يف شيء‪ ،‬إىل درجة اعتبار كػل خطاب ىػو‬
‫بالضرورة سياسي‪.)3(...‬‬
‫لكننا نعتقد أف أىم ما دييز ىذا اخلطاب ىو ارتباطو بالسياسة‪ ،‬ارتباطا وثيقا‪ ،‬علما بأ ّف اخلطاب عنصر شفاؼ وزلايد‪ ،‬وىػو حب ّد ذاتو‬
‫مػوضوع الرغبة‪ ،‬فهو ما نصارع من أجلو و بو‪ ،‬وىو السلطة اليت نريد االستيبلء عليها‪ ،)4( ...‬وكما ىو معلوـ فإف السياسة تتأسس‬
‫على «‪...‬الواقعية‪...،‬وعلى احلياة السياسية‪ ،‬وعلى ادلمارسات السياسية‪ ،‬وعلى التفكَت السياسي واللغة السياسية‪ ،‬وعلى التنظَت‬
‫السياسي‪ ،)5(» ...‬وردبا ىذا االرتباط جيعل من اخلطاب السياسي ربديدا خيفي أكثر شلا يعلن‪...‬‬
‫فليست كل مناطق اخلطاب مفتوحة على مصاريعها بالدرجة نفسها‪ ،‬فمنها ما ىو شلنوع عبلنية (كالرغبة‪/‬اجلنس‪ ،‬السلطة‪/‬السياسة)‬
‫والبعض اآلخر مفتوح تقريبا‪ ،‬من دوف إغفاؿ أ ّف اخلطػاب احلقيقي يتعلق بأمرين مها الرغبة‪/‬السلطة‪.)6(..‬‬
‫كما أف اخلطاب السياسي خيتلف عػن اخلطابات األخرى‪ ،‬ليس مػن حيث البناء اللغوي‪ ،‬أو األسلويب‪ ،‬بل من حيث طبيعة لغتو‬
‫التواصلية‪ ،‬اليت تبحث عػن متلق متمػرس حىت يفك شفرهتا‪ ،‬ما يعٍت أف اللغة السياسية رغم أهنا تواصلية تعتمد الوضوح وادلباشرة‬
‫لئلفهاـ‪ ،‬واإلقنػاع‪ ،‬والتأثَت يف ادلتلقي‪ ،‬إال أهنا ربتاج إىل تأمل دلا يتسم بػو اخلػطاب السياسي مػن الدالالت ادلوحية واللجوء إىل‬
‫الغمػوض باستعمالو لبلستعارات خاصة‪ .‬شلا جيعلو يف حػاجة إىل التأمػل‪ ،‬والفػهم والتأويل‪ ،‬وىي خاصية براغماتية يلجأ إليها اخلطػاب‬
‫السياسي حىت يكػوف أكثر تأثيرا في المػتلقي‪.‬‬
‫ألف الغموض أو التضمُت‪ ،‬وجلوء اخلطاب السياسي‪ ،‬إىل األسلوب غَت ادلباشر‪ ،‬يساعد عػلى ربقيق التواصل‪ ،‬من خبلؿ التأثَت يف‬
‫ادلتلقي‪ ،‬ألف اذلدؼ منو ىو اإلقناع‪ ،‬الذي تساىم يف ربقيقو ىذه ادلعاين الضمنية غَت ادلباشرة‪ ،‬ففي بعض األحياف األفكار وادلعاين‬
‫اليت يُعمل ادلتلقي فكره للوصوؿ إليها تبقى راسخة ويكوف تأثَتىا أشد وقعا‪ ،‬من ادلعاين الواضحة ادلباشرة‪ .‬فادلتلقي يف اخلطاب‬
‫السياسي ال يفهم دائما ما يرمي إليو ادلرسل‪ ،‬ويبقى ذلك وقفػا عػلى السياؽ الذي أُلقي فيو اخلطػاب‪.‬وردبػا ىػذه اخلصائص ىي مػا‬
‫جيعل اخلػطاب السياسي يتميز عن غَته من اخلطابات‪.‬‬
‫فلقد أشار المسدي يف كتابو السياسة وسلطة اللغة‪ ،‬إىل خصوصية اخلطاب السياسي الراىن‪ ،‬الذي ازبذ من الصورة الفنية‪ ،‬وسيلة‬
‫من وسائل التواصل‪ ،‬فهو كما أشار «‪ ...‬ما انفك يتزين بالصػورة اللغوية الوافدة إليو من مجاليات األدب وإذلامات اإلبداع‪ ،‬إنّو يف‬
‫درج مستدمي مػع الصورة الفنّية‪ ،‬اليت ىػي يف رلػاؿ النثر السياسي قائػمة مقػاـ الصػورة الشعرية‪ ،‬يف النػثر األديب‪ .)7(»...‬ولعل ما‬
‫وئاـ متػ ّ‬
‫دييز اخلطاب السياسي أيضا‪ ،‬أنو يتعلق بادلضامُت على حساب األلفاظ‪ ،‬وىذا ال يعٍت أنو يهمل األلفاظ وال يعتٍت هبػا‪ ،‬ألف اإلقناع‬
‫والتػأثَت ال يتحقق إال بالشكل وادلضموف‪ ،‬وإمنػا ىػو خطاب مشحوف بادلعاين والدالالت‪ ،‬واألفكار‪ ،‬والقضايا(‪)8‬اليت تشغل باؿ ادلتلقي‪.‬‬
‫فهػو خطاب‪ ...‬يتعلػق مضمونو بقضايا الشعوب‪ ،‬واالنسانية مجعاء(‪...«،)9‬يتأسس على ترسانة قارة من ادلفاىيم واالستعماالت‬
‫الثقافية ذات االنتماء ادلرجعي احملدد والواضح‪ ،‬ولذلك فهو متعدد ومتباين‪ ،‬ألنو يعكس تفسَتات ووجوه تأويل سلتلفة مت إنتاجها يف‬
‫اجملتمع تعرب عن مواقف متباينة‪ ،)10(»...‬شلا جيعل اخلطاب السياسي‪ ،‬خطابا قصديا يف زلاولتو للتأثَت يف ادلتلقي من جهة‪ ،‬وقصػده‬
‫معػاجلة أىػم قضايا احلياة اليومية‪ ،‬وعرضها يف قالب لغوي مثَت‪ ،‬يتحػوؿ دبوجبو اخلطاب السياسي إىل منرب لفهم احلياة السياسية‪،‬‬
‫بالنسبة دلختلف الشعوب‪ .‬كما يراد باخلطاب السياسي يف االستعماؿ الشائع‪ ،‬السلطة احلاكمة‪ ،‬أي أنو اخلطاب ادلوجو عن قصد إلى‬
‫متلق مخصوص‪ ،‬قصػد التأثَت فيو وإقناعػو دبضموف اخلطػاب‪ ،‬ويتضمن ىػذا ادلضموف أفكارا سياسية‪ ،‬أو يكوف مػوضوع ىػذا اخلطاب‬
‫سياسيا‪...‬واخلطاب السياسي يهتم باألفكار أو ادلضامُت‪ ،‬وذلذا صلد ادلادة اللفظية قليلة يف حُت يتسع ادلعٌت الداليل لتلك األلفػاظ‪،‬‬
‫(‪)11‬‬
‫والفرؽ بُت‬ ‫فادلرسل يعتٍت بالفكرة اليت ىي مقصده‪ ،‬أكثر من عنايتو باأللفاظ‪ .‬فالفكرة يف اخلطاب السياسي ىي األساس‪..‬‬
‫اخلطاب السياسي‪ ،‬وغَته من اخلطابات األخرى‪ ،‬أنو ليس خطابا عفويا أو تلقائيا‪ ،‬يرسلو صاحبو على سجيتو ليعبر بو عن‬
‫انفعاالتو‪ ،‬بل ىو خطاب مصنوع أُ ِعد إعدادا متقنا‪ ،‬ليؤثر في الجمهور ويقنعو‪ ،‬وديثل نوعا آخر‪ ،‬من تسلط السلطة على اجلماىَت‪،‬‬
‫ذبوز مرورىا إىل‬
‫فػرجاؿ السلطة يفرضونو عػلى اجلمهور‪ ،‬وال يعًتفوف دبا دونو مػن اخلطابات األخرى اليت تُغيبها السلطة‪ ،‬وهتدمها‪ ،‬وال ّ‬
‫اجلماىَت‪ ،‬اليت تعيش أسَتة خطابات السلطة‪ ،‬ومن مث فاخلطاب السياسي السلطوي يعد أكثر تعقيدا يف مضمونو‪ ،‬وقد يكوف خداعا‬
‫ومراوغا‪ ،‬لسكوتو عن أشياء وذباىلو ذلا‪ ،‬رغم صدقها‪ ،‬وينطق بأشياء‪ ،‬ويفسح ذلا رلاؿ االنتشار‪ ،‬رغم ىشاشتها وبُعػدىا عػن احلقيقة‬
‫وقػد يسكت عػن احلقيقة‪ ،‬ألف ذكرىػا ضد مصػاحلو وأىدافو‪ ،)12(...‬ألنو نص ذو مسات مركبة مػن اإلحياءات ادلعنوية‪ ،‬ذلا أبعػادىا‪ ،‬وذلا‬
‫شليزاهتا تفرقو عػن غَته من اخلطب‪ ،‬داخػل اللغة الواحدة‪.)13(...‬‬
‫من خبلؿ استعراضنا لبعض ادلفاىيم ادلتعلقة‪ ،‬باخلطاب السياسي‪ ،‬وإبراز ما دييػزه عن باقي اخلطابات‪ ،‬ديكن أف نؤكد على‬
‫الطابع الحجاجي للخطاب السياسي‪ ،‬من حيث اعتماده‪ ،‬فن اإلقناع واالستمػالة ألنو يتعامل مػع العقل والعاطفة معا‪.‬‬
‫لذلك جيوز لنا أف نشَت إىل أف اخلطاب السياسي متعدد األصوات وادلستويات‪ ،‬تتػداخل فيػو رلموعة من الذوات الفاعلة ‪ ،‬قصد خلق‬
‫جو من التأثَت والتأثر‪ ،‬حيػث ال ديكن ذلػذا التأثػَت‪ ،‬أف يتحقق‪ ،‬إال إذا كانت ىناؾ مواضعة‪ ،‬بُت ىذه الذوات ادلختلفة‪ ،‬يف مقامػات‬
‫متنوعة‪ ،‬وإعبلف عػن وجودىا داخل اخلطاب‪ ،‬من خبلؿ بعض التعابَت والصيغ األسلوبية‪ ،‬اليت يلجأ إليها ادلرسل خػاصة‪.‬‬
‫وىو ما جيعل منو خطابا‪ ،‬معقد البنية‪ ،‬عميق األثر يف ادلتلقُت‪ ،‬بتبنيو إسًتاتيجية ىادفةإىل درجة اإلقناع‪ .‬وىو يلجأ إىل ىذه‬
‫اإلسًتاتيجية قصد التأثير في المتلقي‪ ،‬وعلى ىذا األساس يبٍت ادلرسل سلوكو اللغوي وفقا لثالث استراتجيات متداخلة‪،‬‬
‫فاإلسًتاتيجية اذلػادفة يف معناىا‪- :‬األوؿ ىي إعبلف ادلتكلم ‪...‬عن حصوؿ درجة من درجات التّأثر لديو‪ ،‬قد تكوف صادقة أو ال‬
‫تكوف‪ ،‬يف درجات قرهبا مػن حقيقة مشاعره‪ .‬ىذا اإلعبلف ال يكوف تأويلو شلكنا‪ -.‬ثانيا‪ -‬إال يف إطار منظومة اجتماعية مشًتكة بُت‬
‫ادلتكلم وادلخاطب تقنػن ادلرور عرب طقوس‪ ،‬وشعائر معينة‪ .‬فنػحن مطالبوف يف سلوكنا االجتماعي‪ ،‬بإظهار أمناط معينة من التأثر يف‬
‫مقامات اجتماعية زلػددة‪ .‬فإظهار االحًتاـ للمػخاطب عػلى سبيل ادلثاؿ‪ ،‬زلكوـ يف ثقافات سلتلفة بضوابط اجتماعية أقػرب إىل‬
‫الطقوس‪ ،‬منها إىل رلرد شفرة لغوية‪.‬وال يكوف ىذا التحرؾ يف معنييو ادلذكورين إال لغرض تأثَتي‪ ،‬وىو الفعل يف اآلخر وتوجيو‬
‫(‪)14‬‬
‫معتقداتو‪ ،‬وسلوكو‪ ،‬وىػذا ىو الوجػو الثالث للتأثَت‪...‬‬
‫لكن ىذه األوجو الثبلثة شديدة التداخل‪ ،‬فكل منها يستلزـ بالضرورة ادلعٌت اآلخر‪ ،‬والتأثَت ال يكوف إال عن طريق إعبلف عبلمات‬
‫التأثّر حسب طقوس اجتماعية معينة‪ ،‬وخلق انطباعات عن الذات‪ ،‬وعن مضمراتنا عن اآلخر وعن عبلقاتو باألنا‪...‬لذلك فاخلطاب‬
‫السياسي‪ ،‬ليس رلرد نص لغوي‪ ،‬بل ىو خطاب مفتوح على اآلخر‪ ،‬يتميز بالحوارية‪ ،‬والتفاعلية‪ ،‬ألنو عملي يتحقق من خبلؿ‬
‫«‪...‬ادلمارسة الفعلية‪ ،‬يف احلياة السياسية والواقع السياسي‪ ،‬وىو أيضا خطاب متحقق يف التجربة السياسية‪ ،‬إنو مرتبط بادلؤسسات‬
‫السياسية‪ ،‬وىو انعكاس لسلوكيتها العقائدية واإليديولوجية والتارخيية واالجتماعية والنفسية واحلقوقية والدينية‪ ،)15(»...‬ولقد أشار إىل‬
‫ىذه اخلاصية ج‪.‬جيومو (‪ ، )J.Guilhaumou‬يف مقاؿ لو بعنواف" اإليديولوجديا‪ ،‬اخلطاب‪ ،‬الظروؼ الراىنة"‪ ،‬سنة ‪،3;95‬‬
‫«‪...‬فبالنسبة إليو ربليل اخلطاب السياسي‪ ،‬يهتم بربط العبلقة بُت احملتوى اللساين للرسالة مع القوى ادلرسلة(النخب ادلهيمنة والنخب‬
‫ادلسَتةّ)‪ ،‬جملتمع زلدد‪ ،‬حيث أف علم االجتماع التارخيي بلور ربليبل لسانيا من أجل ربديد زلتواه وشحونتو‪ ،‬ويبلحظ أف ربليل‬
‫اخلطاب السياسي يمتاز بتموضعو في مفترؽ طرؽ بين المقاربة اللسانية وبقية العلوـ األخرى‪ ،)16(»...‬وىو ما أكده طو عبد‬
‫الرحمن عندما أشار إىل أف «‪...‬اخلطاب ال حيصل سباـ قيمتو الفلسفية‪ ،‬إال من خبلؿ ادلمارسة السلوكية اليت تصاحبو‪.)17(»...‬‬
‫‪ -2‬عوامل تطور الخطاب السياسي‪:‬‬
‫‪ -1 -2‬الحرية‪ ،‬والديمقراطية‪:‬‬
‫يف ظل التطور االجتماعي‪ ،‬والثقايف‪ ،‬والسياسي‪ ،‬واالنفتاح على العامل‪ ،‬عرؼ اخلطاب السياسي عدة تغيَتات سامهت فيها‪ ،‬رلموعة‬
‫من ادلعطيات‪ ،‬فالحرية السياسية قد سيطرت على كل شيء وحلت يف كل نفس‪ ،‬احملل األوؿ‪ ،‬واخلطػاب السياسي ينمو ربت ظلّ‬
‫جو حر طليق‪...‬وابرز مثاؿ على ذلك التطور الذي عرفو اخلطاب السياسي‬ ‫الحريّة ويستمد غذاءه ّ‬
‫وقوتو منها إذ ىو ال يًتعرع إال يف ّ‬
‫الغريب‪ ،‬مقابل التحجر‪ ،‬واالنغبلؽ الذي عرفو اخلطاب السياسي يف مرحلة من ادلراحل‪ ،‬وال يزاؿ إىل يومنا ىذا يسَت خبطى بطيئة‪،‬‬
‫لغياب الدديقراطية احلقيقية‪ ،‬واعتماده على التضليل السياسي‪...‬‬
‫‪ -2- 2‬الصراع على السلطة‪:‬‬
‫ففي ظل الحرية والتعددية‪ ،‬والدديقراطية السياسية‪ ،‬يُفتح اجملاؿ دلختلف الشرائح‪ ،‬والتوجهات‪ ،‬للصراع على السلطة‪ ،‬ويتجلى ىذا‬
‫كل حزب أف يكوف مشروعو االنتخايب ىو األغلب‪ ،‬ومبادئو أكثر انتشارا‬
‫الصراع يف أبرز صوره يف احلمبلت االنتخابية‪ ،‬وزلاولة ّ‬
‫وذيوعا‪ ،‬وأعضاؤه أكثر عددا‪ ،‬وأقوى صوتا‪...‬‬
‫‪ -3 -2‬االختالؼ في الرأي‪ ،‬والفكر‪:‬‬
‫االختبلؼ يف وجهات النظر‪ ،‬واألفكار مػن شأنو أف يغذي اخلطاب السياسي شكبل ومضػمونا‪ ،‬ويفتح رلاال واسعا لتطوره‪،‬‬
‫وتنوعة‪...‬وذلك لن يتحقق إال يف ظل الديمقراطية‪ ،‬والحرية‪...‬‬
‫ّ‬
‫‪ -4 - 2‬االستعمار‪:‬‬
‫االستعمار الذي عرفتو بعض الشعوب لفًتة طويلة من الزمن‪...‬استدعى أف يكوف من بُت أىل الببلغة‪ ،‬والبياف فيها من يوقظ احلمية‪،‬‬
‫الحرة‪...‬‬
‫ويثَت العزائم‪ ،‬وحييي اآلماؿ‪ُ ،‬فوجدت خطب سياسية دافعة إىل الحياة ّ‬
‫‪ -5- 2‬الخطاب السياسي أداة للدعاية‪:‬‬
‫كاف اخلطاب السياسي‪ ،‬والزاؿ لساف حاؿ الشعوب‪ ،‬ومرآة عاكسة ذلوية احلكػم والسلطة‪ ،‬فلقد حرصت‪..‬كل دولة على نشر‬
‫الدعاية عن حكمها‪ ،‬وأهنا تسَت بالقسطاس ادلستقيم‪ ،‬و ّأهنا ال تبغي غَت اخلَت‪..‬كل ىػذا جعل للخطاب السياسي الناشر للمحاسن‪،‬‬
‫(‪)18‬‬
‫النايف للمعايب‪ ،‬مكانا يف كل أمة‪..‬‬
‫‪ -3‬المميزات العامة للخطاب السياسي‪( :‬خصائص اخلطاب السياسي)‪:‬‬
‫أشرنا سابقا إىل سبيز اخلطاب السياسي عن بقية اخلطابات من عدة زوايا‪ ،‬ذبعلو ديلك سلطة أقوى على ادلتلقي‪ ،‬وتأثَتا أكرب‬
‫من حيث امتبلكو للوسائل اليت ذبعلو يتبوأ ىذه ادلكانة‪.‬‬
‫وىي اليت ذبعل منو خطابا حجاجيا إقناعيا‪ ،‬بشكلو ومضمونو‪ ،‬وىي خصائص‪ ،‬وشليزات براغماتية‪ ،‬لذلك سنحاوؿ احلديث عػن بعض‬
‫ىذه اخلصائص وادلميزات فيما يأيت‪:‬‬
‫‪ -1- 3‬يعترب اخلطاب السياسي من أىم اخلطابات ادلعاصرة‪ ،‬وأكثرىا تأثيرا يف ادلتلػقي‪ ،‬وانتشارا بُت األوساط الشعبية وسلتلف شرائح‬
‫اجملتمع‪ ،‬ألنو يعاجل أىم ادلشاكل والقضايا‪ ،‬على ادلستوى الػداخلي واخلارجي‪ ،‬اليت يتطلع كل فرد إىل معاجلتها‪ ،‬وإجياد حلوؿ ذلا‪ ،‬وشلا‬
‫أكسبو ىذا النفوذ والسلطة‪ ،‬من حيث التأثَت واالنتشار يف أو ساط اجملتمع‪ ،‬ما يتمتع بو من سلطة مستمدة من اجلهة الصادر‬
‫عنها‪...‬‬
‫‪ -2- 3‬يهتم اخلطاب السياسي بأىم القضايا اليت تساىم يف صنع القرارات الفاعلة يف اجملتمع‪ ،‬وىو ما يربر ارتباطو الكلي‪،‬‬
‫بالظروؼ واألحداث‪ ،‬السائدة على مستوى الواقع‪...‬‬
‫‪ -3 - 3‬اخلطاب السياسي ىو خطاب مضموني عن جدارة وسبيز‪ ،‬نظرا الرتباطو بالسياسة اليت تشحنو بأىم ادلضامُت واألفكار‬
‫والقضايا ادلصَتية‪ ،‬وادلعاين‪ ،‬والدالالت اليت ذبعل منػو أكثر تأثَتا وإقنػاعا للمتلقي‪ ،‬بعدىا تصاغ ىذه األفكار يف قوالب لغوية‪ ،‬وصيغ‬
‫أسلوبية‪ ،‬شلا يزيد يف قوة األفكار وتأثَتىا‪ ،‬لذلك نشَت إىل أف اخلطاب السياسي حجاجي شكبل ومضمونا‪.‬‬
‫‪ -4 - 3‬يهدؼ اخلطاب السياسي إىل اإلقناع عن قصد ونية‪ ،‬وىو مػوجو إىل ىذا الغػرض ربديدا‪ ،‬أي لتحقيق وجهة نظر صاحبو‪،‬‬
‫وبسطها‪ ،‬وألجل ذلك يعػمد اخلطػاب السياسي إىل األسلوب ادلباشر والسهل البسيط‪ ،‬حىت يصل إىل أكرب قدر من اجلمهور واإلقناع‬
‫والتأثَت‪ ،‬لكن ىذا ال يعٍت أف اخلطاب السياسي‪ ،‬ال يوظف الصور الفنية‪ ،‬واجلمالية‪ ،‬بل يلجأ إليها‪ ،‬ال لتحقيق األغراض اجلمالية وإمنا‬
‫لتحقيق التواصل‪ ،‬لذلك فاألساليب الفنية اجلمالية اليت يلجأ إليػها اخلػطاب السياسي‪ ،‬ىي صػور تواكب التطورات احلاصلة على‬
‫مستوى الواقع‪ ،‬حيث تبتعد ىػذه الصور عن الزخرؼ اللفظي‪ ،‬والتعقيدات األسلوبية‪ ،‬وهبدؼ اإلقناع أيضا يقوـ اخلطيب بتوظيف‬
‫بعض األساليب اخلطابية الناجحة‪ ،‬والفعالة أثناء زلاولتو إقناع اجلمهور بأفكاره الرئيسية‪ ،‬كالتكرار الذي يعترب أحد األدوات الرئيسية‬
‫ادلهمة يف عملية اإلقناع‪ ،‬ومن شأف ىذا التكرار أف يؤدي إىل إلقاء الضوء على ادلواضيع واألفكار الرئيسية وجعلها أكثر ثباتا يف‬
‫(‪)19‬‬
‫الذاكرة‪...‬‬
‫‪ -5- 3‬جلوء اخلطاب السياسي إىل إبراز الذات المتكلمة‪ ،‬بصورة موضوعية‪ ،‬يغلب عليها طابع اجلماعية‪ ،‬حيث رباوؿ ىذه الذات‬
‫خلق أرضية مشًتكة بينها وبُت ادلتلقي‪ ،‬وىذا ما جيعل اخلطػاب السياسي يكثر من مصطلحات بعينها مثل‪ :‬الشعب‪ ،‬واألمة‪ ،‬والوطن‪،‬‬
‫وادلصَت ادلشًتؾ‪ ،...،‬ويوظف ضمَت ادلتكلم اجلمع‪ ،‬ضلن‪...‬‬
‫‪ -6-3‬اخلطاب السياسي متغير‪ ،‬الحتوائو على قيم غَت ثابتة‪ ،‬ألنو كػما أشرنا مػن قبل وليد الظروؼ وادلتغَتات االجتماعية والسياسية‬
‫باذباىاهتا ادلتضاربة‪ ،‬شلا جيعل قيمو متغَتة وغػَت ثابتة‪ ،‬ربتمل عػدة مفاىيم‪ ،‬زبتلف من مجاعة إىل أخرى‪ ،‬أو من فرد إىل آخر‪،‬‬
‫فالدديقراطية والعودلة‪ ،‬واحلداثة‪ ،‬قيػم غَت واضحة ادلفاىيم‪...‬‬
‫‪ -7- 3‬اخلطاب السياسي قصدي ‪ ،‬حيمل نواياه بُت سطوره‪ ،‬ومضامينو وأساليبو‪ ،‬اليت ال ديكن أف نصفها بالعفوية أبدا‪ .‬ألف اخلطاب‬
‫السياسي ينظر لؤلمػور بعُت السلطة‪ ،‬و يعاجل القضايا ويطرحها مػن وجهة نظر السلطة‪ ،‬وعليو فمصداقية ىذا اخلطاب رىينة دبا تفرضو‬
‫السلطة‪ ،‬فالصواب أو احلقيقة‪ ،‬يف ىذا اخلطاب ربددمها السلطة‪ ،)20(...‬لذلك يلجأ اخلطاب السياسي إىل الًتاكيػب البسيطة‬
‫والقصػَتة غػَت ادلعقػدة‪ ،‬ألنػو خطػاب إقنػاعي مقصدي‪ ،‬وليس خطابا جماليا بالغيا‪ ،‬والصور البالغية مباشرة ومقتبسة من‬
‫الواقع‪...‬كما أف اخلطاب السياسي ليس خػطابا عفويا‪ ،‬وال يعرب عن ذات قائلو‪ ،‬ألنو خطاب مجاعي ديارسو صاحبو عن تدريب‬
‫(‪)21‬‬
‫وتوجيو وتلقين‪ ،‬ومػن مث فهػو ال يعرب عػن ذاتو الفطرية‪ ،‬وخيلو من ادلشاعر‪...‬‬
‫‪ -8- 3‬توظيف اخلطاب السياسي للغة الحياة اليومية‪ ،‬دلا ربملو من إحيائية‪ ،‬وأبعاد براغماتية للتفاعل مع ما يعيشو الفرد يف اجملتمع‪،‬‬
‫بتوظيفو للغػة اجتماعية معػاصرة متداولة‪ ،‬يف زلاولة منو لبلقًتاب أكثر مػن األحداث اليت ربكم ىذا اجملتمع داخليا وخارجيا‪...‬شلا جيعلو‬
‫أكثر واقعية القًتابو مػن الواقع اليومي‪ .‬فالرسالة اليت حيملها اخلطاب ال يتم تبليغها إال من خبلؿ زبصيصها‪ ،‬واستخداـ الكلمات اليت‬
‫ذلا وقع مؤثر‪ ،‬أي استخداـ اخلػطيب لعدد مػن األساليب بغرض تبليغ رسالتو‪ .‬مػن بُت ىػذه األساليب استخدامو للغة مػستخدمة‬
‫ومتعارؼ عػليها‪ ،‬وللكلمات اجملازية ذات الصور الببلغية‪ ،‬حبيث ترسم كلماتو صورا يف أذىاف ادلستمع‪ ،‬وتؤثر يف عملية التواصل‬
‫وتساعد اخلطيب على تبليغ رؤيتو وأفكاره تبليغا رائعا‪.)22(...‬‬
‫‪ -9- 3‬يرتبط اخلطاب السياسي‪ ،‬بالموقف الذي ُ‬
‫صنع مػن أجلو‪ ،‬والظػروؼ اليت سامهت يف وجوده‪ ،‬ودبجرد ما إف زبتفي ىذه‬
‫الظروؼ حىت يضمحل ىذا اخلطاب‪ ،‬ويفقد قوتو‪.....‬‬
‫ي‪ -‬يحتمي اخلطػاب السياسي وراء رسميتو اليت يستمدىا مػن السلطة اليت ينتمي إليها‪ ،‬شلا جيعلو يفرض مصداقية معينة لتحقيق‬
‫ىدفو ادلنشود‪...‬كما أف اخلطاب السياسي أحادي النظرة‪ ،‬وادلمارسة‪ ،‬يستفرد بالرأي العاـ من خبلؿ استبعاده لآلخر‪ ،‬وخلطابو‪،‬‬
‫حبكم ما يتمتع بو من سلطة‪...‬‬
‫‪ -10- 3‬يحظى اخلطاب السياسي بأكبر جمهػور‪ ،‬حيث يتعػدد ادلتلقي ذلػذا اخلطاب وخيتلف حسب‬
‫ادلقامات وادلواقف اليت تصنعو‪ ،‬مػن متلقي مباشر‪ ،‬وغَت مباشر‪ ،‬ومتلقي مقصود مػن اخلطاب إىل مسًتؽ السمع‪ ،‬إىل ادلتلقي الداخلي‬
‫إذا تعلق األمر دبوضوع داخل اجملتمع ‪ ،‬ومتلق خارجي إذا تعلق‬
‫األمر بقضايا دولية(‪ ،)23‬وىذا ال حيدث يف غَته من اخلطابات األخرى‪)24(...‬كما يُبٌت اخلطاب السياسي على مواقف الصراع‪،‬‬
‫واألزمات واخلبلفات والظروؼ احمليطة باجملتمع السياسي‪ ،‬فادلوقف ىػو الذي يتسبب يف صنع اخلطاب‪ ،‬وليس اخلطاب ىو الذي خيلق‬
‫ادلوقف‪.)25(...‬‬
‫‪- 11- 3‬يعمد اخلطاب السياسي إىل البسػاطة واالختصار(‪،)26‬يف معاجلة القضايا واألفكار ادلطروحػة‪،‬‬
‫باستخدامو دلصطلحات وألفاظ ىي سهاـ موجهة‪ ،‬ونافذة «‪...‬يف جػعبة السياسي‪ ،‬لكػن كلمػا كانت ادلصطلحات بسيطة سلتصرة‪،‬‬
‫يزيد تأثَتىا وانتشارىا‪...‬فالشعارات مثبل تع ّد من أسهل العبارات حفظا وأعمقها أثرا يف نفس ادلتلقي‪.)27(»...‬لذلك فاخلطاب‬
‫السياسي من أقوى اخلطابات‪ ،‬وأشدىا وقعا على ادلتلقي‪.‬‬
‫‪ -12- 3‬التناص‪ :‬تتعدد النصوص اليت تبٍت اخلطاب السياسي‪ ،‬بتعدد الوظائف اليت يؤديهػا‪ ،‬وتعػدد انفعاالت وأزمنة ىذا اخلطاب‪،‬‬
‫وىذه اإلمكانية اليت يتمتع هبا اخلطاب السياسي‪ ،‬استمدىا من خاصية مهمة‪ ،‬ىي التنػاص‪ ،‬الذي استطاع اخلطاب من خبللو‪ ،‬أف‬
‫جيمع بُت مشػاعر اخلوؼ والتفاؤؿ‪ ،‬وبُت ادلاضي وادلضػارع واألمر‪ ،‬وبُت التحذير والنهي‪ ،‬واالستفهاـ‪...‬‬
‫وشلا ال شك فيو أف ىذا التناص‪ ،‬ىو نتيجة لتعدد ادلقامات والسياقات اليت تساىم يف إنتاج اخلطاب‪ ،‬وجعلو يبدو على ما ىو عليو‬
‫وترد على بعضها البعض‪ .‬فالتمثبلت السياسية‪ ،‬اليت‬‫شكبل‪ ،‬ومضمونا‪ ،‬ألف« ‪...‬اخلطابات السياسية تتداعى وتستلهم من بعضها ّ‬
‫تُصور من خبلؿ اللغة الذات‪ ،‬واآلخر ىي اليت يتمكن الناس من خبلذلا‪ ،‬التعارؼ والتمايز و توجيو اسًتاتيجياهتم‪ ،‬وسلوكياهتم وىي‬
‫كلها نتاج تداخل اخلطابات‪ ،‬فرجاؿ السياسة يبنوف ويهدموف صورا معينة من خبلؿ ادلناظرات السياسية‪ ،)28( »...‬لذلك يتجاوز‬
‫اخلطاب السياسي مستواه ادلباشر‪ ،‬ويصبح فضػاء تلتقي فيو مجلة من النصوص‪ ،‬واألنساؽ الفكرية‪ ،‬اليت ذبعلو يستحضر‪ ،‬ويعتمد على‬
‫رلموعة من الثنائيات‪ ،‬لعل أمهها‪ :‬ثنائية اذلدـ والبناء‪ ،‬من خبلؿ استحضار صور وىدـ أخرى‪...‬‬
‫‪ -4‬استراتيجيات التأثير في الخطاب السياسي‬
‫يعمد اخلطاب السياسي‪ ،‬إىل مجلة من األساليب‪ ،‬واآلليات احلجاجية‪ ،‬اإلقناعية‪ ،‬قصد التأثَت يف ادلتلقي‪ ،‬وحثو على اإلمعاف‬
‫يف ادلضامُت‪ ،‬والدالالت‪ ،‬الكامنة فيو قصد تأويلها‪ ،‬وفهمها‪ ،‬ما جيعلها ترسخ يف ذىن ادلتلقي‪ ،‬الذي قد يتأثر هبا‪ ،‬لتتحوؿ عنده إىل‬
‫أفعاؿ ديارسها‪ ،‬ويعمل هبا‪ .‬وسنحاوؿ فيما يأيت عرض أىم اسًتاتيجيات التأثَت يف اخلطاب السياسي‪:‬‬
‫‪-1- 4‬األفعاؿ الكالميّة (‪)Actes de parole‬‬
‫األفعاؿ السياسية ىي أفعاؿ كبلمية يف الغالب‪ ،‬ألف الكبلـ ال يحمل فقط رسالة داللية‪ ،‬وإّمنا ىو يشي بادلوقع الذي‬
‫يتضمنها اخلطاب‪...‬إ ّف اللغة تدؿ دبا ىي كبلـ وتدؿ دبا ىي عبلمات‪ ،‬وقرائن وإشارات‪ ،‬ال‬
‫يتّخذه صائغ الكبلـ من تلك ال ّداللة اليت ّ‬
‫جيلوىا إال ادليثاؽ التواصلي بُت متكلم ومتلق ‪...‬فآلية البدائل‪...‬تتيح تأويل اللغة حبرية‪ ،‬ولكنها ال تتيح أي حرية لتغيَت احلدث‪،‬‬
‫فمأزؽ الفعل السياسي يقابلو انعراج واسع في زاوية الفعل الكالمي‪ ،‬لذلك يلجأ الفكر إىل سلطة اللغة عسى أف تعيد التوازف‬
‫بين الفعلين‪ )29(...‬فعندما نكوف حياؿ القوؿ السياسي‪ ،‬وال سيما يف حلظة مباشرتو األوىل أو يف حلظة إنشائو واإلصداح بو‪ ،‬نبػحث‬
‫عػن ادلعٌت فنكتشف أنو ال يوجد يف البناء النّحوي للكبلـ‪ ،‬وال يف داللة األلفاظ ادلعجمية‪ ،‬وال يوجد يف السياؽ الًتكييب بُت اجلمل‬
‫السابقة واجلمل البلحقة‪ ،‬وال ىو موجود يف ادلقاـ التداويل باعتبار الروابط العالقة بُت ادلتكلم والسامعُت‪ ،‬ولكنو يوجد خارج الحػدث‬
‫اللغوي‪ ،‬التواصلي تماما‪...‬إنّو يوجد مبثوثا بُت شاشة األحداث اجلارية وخزانة الوقائع ادلاضية‪ ،‬فهو مزروع على أرض ال ّذاكرة‬
‫ادلتحركة إنّو يثوي بُت حقيقة تارخيية مضت وحقيقة تريد ألف تنشأ‪.)30(...‬‬
‫السياسية ّ‬
‫فاخلطابات السياسية «‪...‬جزء من ادلمارسة اإليديولوجية للسلطة من قبل الدولة‪ ،‬وأف كبل من التفاعبلت االجتماعية احلافة بعمػلية‬
‫إنتاج اخلطاب السياسي اإلعبلمي وتلك اليت ربف بعملية قراءتو ىي باألساس تفاعالت اجتماعية قبل أف تكوف معرفية أو كبلمية‬
‫(‪)31‬‬
‫عرؼ‬‫تأويلية‪ . »...‬لذلك يرتبط اخلطاب السياسي باإلعبلـ‪ ،‬وقد يتحوؿ إىل إعبلمي‪ ،‬واإلعبلمي يتحوؿ إىل سياسي وىو الذي يُ ّ‬
‫بباقي اخلطابات‪ ،‬وخاصة السياسي الذي حيتاج دائما إىل ترسانة إعبلمية‪ ،‬ال سيما أف أىم اآلليات الصراعية القوية‪ ،‬يف العامل اليوـ‬
‫ىي«‪...‬آليات الصراع ادلعلومايت‪ ،‬فقد باتت ادلعلومات قوة صراعية ىائلة‪ ،‬نتيجة تطور الوسائل والوسائط ادلعلوماتية‪ ،‬كشبكات‬
‫االنًتنت وتكنولوجيا االتصاالت‪ ،‬وتقنيات وسائل اإلعبلـ‪ ،‬والتلفزة‪ ،‬وىذه الوسائل‪ ،‬والوسائط واحدة من رلموع األسلحة السياسية‬
‫الصراعية القوية‪ ،‬اليت تديرىا العقوؿ وادلعارؼ وادلعتقدات واإليديولوجيات‪ ،)32(» ...‬وىو ما جيعل من اخلطاب السياسي حقػبل‬
‫خػصبا للدراسة التداولية‪ ،‬الرتباطو هبا من عدة جوانب‪ .‬فهو خطاب تداولي حجاجي‪ ،‬إقناعي‪ ،‬نفعي‪ ،‬يسعى إىل التأثَت يف ادلتلقي‪،‬‬
‫من خبلؿ مجلة من األفعاؿ الكبلمية اليت تشكل ىذا اخلطاب‪ ،‬الذي قػد يتحوؿ إىل فعػل كبلمي واحػد‪ ،‬انطبلقا مػن سبلسل أفعاؿ‬
‫كبلمية صغَتة داخل اخلطاب‪ .‬وىذه األفعاؿ تظهر يف اخلطاب من خبلؿ‪ ،‬بعػض الصيغ اإلصلازية‪ ،‬كالتوكيد‪ ،‬والوعػد‪ ،‬والتقرير‪،‬‬
‫والنفي‪ ،‬واالستفهاـ‪ ،‬واألمر‪ ،‬واإلخبار‪...‬‬
‫‪- 2- 4‬اإليحاء‪(:‬لعبة الكلمات)‬
‫أو لعبة السياسة اليت أضحت ضرورة‪ ،‬والزمة من لوازـ شطرنج الكبلـ‪ ،‬ومن مل حيسن قواعػد ىذا أفلتت منو قواعد‬
‫(‪)55‬‬
‫حيث يتحوؿ الخطاب إلى رقعة شطرنج‪ُ ،‬سبارس فيو لعبة من نوع خػاص‪ ،‬ىػي لعبػة الكلمات‪ ،‬وادلعاين‪ ،‬وتفسَتىا‪،‬‬ ‫تلك‪...‬‬
‫وتأويلها بُت ادلرسل وادلتلػقي‪ ،‬لذلك يلجأ اخلطيب السيػاسي إىل شحػن خػطابو برموز ومدلوالت‪ ،‬زبتبئ وراءىا بعض ادلعاين اليت ال‬
‫يريد البوح هبا‪ ،‬إذ ال بد لػو من بعض الغػموض حىت يُقنع ادلتلقي‪.‬‬
‫لكن ىذا ال يعٍت أف يُغرؽ اخلطاب السياسي يف الغموض‪ ،‬والرمزية‪ ،‬حىت ال يبتعد عػن اذلدؼ األساس الذي يبتغيو ادلرسل وىو‬
‫التواصل‪ ،‬واإلقناع‪ ،‬والتأثَت‪ .‬وإمنا يلجأ السياسي إىل ىػذا الغمػوض‪ ،‬ألنو أقوى من حيث التأثَت يف ادلتلقي‪ ،‬ألف ادلعاين اخلفية واألفكار‬
‫غَت ادلعلن عنها ربتاج إىل إعماؿ للفكر‪ ،‬وىو ما يرسخ الفكرة وادلعٌت يف الذىن‪.‬‬
‫فمن خبلؿ اللغة‪ ،‬سبارس السياسة صناعة التغييب‪ ،‬ومػن خبلذلا أيضػا سبارس‪ ،‬سياسػة اإلعػبلف والتصريح‪ ،‬ففي احلالة األوىل‪ ،‬تقدـ‬
‫السياسة من خبلؿ اللغة «‪...‬األحداث بأغلفة من الببلغة واجملاز يف ضرب من اإلذلاء على أمل أف يتوارى الوعي حبقيقة األسباب‪،‬‬
‫وشيئا فشيئا تتحوؿ العبارة إىل رمز‪ ،‬يأخذ موقعو ضمن خانات العرؼ الدبلوماسي‪ ،)56(»...‬فتصبح بعض الكلمات استعارات‪،‬‬
‫متداولة بُت األوساط السياسية‪ ،‬ألف «‪...‬اللغة على اختبلؼ مادهتا ىي من نسيج قائلها‪ ،‬فادلادة ىذه ىي اليت ربدد نوع اخلطاب‬
‫كما ىي اليت ربدد متلقيها‪ ،‬فهو يتأثّر دبقدار النصوص الواردة فيو بادلدلوالت الرمزية الغامضة ادلبهمة‪ ،‬فكلما كاف ىذا الغموض‬
‫واإلهباـ فيو‪ ،‬كاف ىذا اخلطيب سياسيا زلنّكا مع حفاظو على ببلغة اخلطاب‪ .)57(»...‬ألف قوؿ احلقيقة يف اخلطاب‪ ،‬نسيب‪ ،‬ال يعوؿ‬
‫عليو‪ ،‬ولكن يعوؿ على الببلغة‪ ،‬والدقة يف اختيار الكلمات ادلناسبة‪ .‬وحييلنا موضوع لعبة الكلمات(‪ ،)58‬الذي دييز اخلطاب السياسي‬
‫عن غَته مػن اخلطػابات إىل احلديث عن االستعارة باعتبارىا نتيجة من نتائج التبلعب بالكبلـ‪.‬‬
‫‪ -3- 4‬االستعارة‪:‬‬
‫الكلمات اليت يستعمػلها اخلطاب السياسي عادة ىي تصورات استعارية مثل‪ :‬ادلسػاواة‪ ،‬واحلرية‪ ،‬واالستقبلؿ‪،‬‬
‫والسلطة‪...«...‬واالستعارات السياسية واالقتصػادية‪ ،‬شأهنا شأف كػل االستعػارات األخرى‪ ،‬قد زبفي بعض مظاىر الواقع‪ .‬إال أ ّف‬
‫لبلستعارات يف رلاؿ السياسة واالقتصاد أمهية قصوى‪ ،‬فقد تقيد حياتنا‪ .‬فاالستعارة يف النسق السياسي أو االقتصادي قد تؤدي‪،‬‬
‫ط من قيمة البشر‪ .)59(»...‬ألهنا تعمد إىل إخفاء احلقيقة‪ ،‬وإظهار ما يريد ادلتكلم إظهاره‪ ،‬شلا يفتح اجملاؿ‬ ‫دبوجب ما زبفيو‪ ،‬إىل احل ّ‬
‫أماـ ادلتلقي للتأويبلت‪ ،‬والقراءات ادلتعددة‪ ،‬للمعاين اليت حيملها اخلطاب‪ ،‬فاالستعارة يف اخلطاب السياسي‪ ،‬تستعمل ألغراض تواصلية‬
‫حبتة‪ ،‬ألهنا تزيد يف إثارة ادلتلقي‪ ،‬وذبعلو يبحث عن ادلعاين اليت زبفيها‪ ،‬شلا جيعل عملية التأويل والقراءة للخطاب‪ ،‬أقوى وأعمق وعليو‬
‫سيكوف التأثَت أقوى‪ .‬لذلك فاالستعارات يف اخلطاب السياسي ادلعاصر‪ ،‬تتعلق باالستعماالت غَت العادية‪ ،‬اليت يسعى من خبلذلا‬
‫ادلتكلم إىل التواصل والتأثَت يف ادلتلقي‪ ،‬أي أهنا ال تُستحضر يف اخلطاب السياسي ألغػراض مجالية فقط‪.)5:(...‬‬
‫فلقد ارتبطت االستعارة عند العديد من األشخاص‪ ،‬بالتوظيف اللغوي غَت ادلألوؼ‪ ،‬واخلياؿ الشػعري‪ ،‬وكل ما يتعلق بالزخرؼ‬
‫الببلغي‪ ،‬كما يعتقد البعض أيضا أهنا خاصية لغوية‪ ،‬تتعلق باأللفاظ‪ ،‬وال تُعٌت باألفكار‪ ،‬وادلعاين‪ ،‬وعليو نستطيع االستغناء عنها‪ ،‬وىو‬
‫ما ال يصح‪ ،‬يف ىذا احلضور ادلكثف لبلستعارة يف حياتنا اليومية‪ ،‬وال تقتصر على اللغة فحسب‪ ،‬فهي جزء من تفكَتنا‪ ،‬وسلوكنا‬
‫(;‪)5‬‬
‫اليومي ألف لغة التواصل اليت نستخدمها يوميا‪ ،‬ىي يف أكثر نواحيها استعارية النزعة‪...‬‬
‫(‪)60‬‬
‫‪ -5 - 4‬مراعاة مقتضى الحاؿ‬
‫يلجأ ادلتكلم‪ ،‬أو اخلطيب إىل مراعاة مقتضى احلاؿ‪ ،‬ليخاطب كل طبقة بما يناسبها‪ ،‬ولتحقيق ذلك جيب أف يكوف عارفا بأحواؿ‬
‫من خياطبهم‪ ،‬اجتماعيا وثقافيا‪ ،‬وسياسيا‪ .‬ألف الكبلـ يُفسر ويُفهم حسب ادلوقف الذي حيدث فيو‪ ،‬لذلك جيب أف جيري أيضا‪،‬‬
‫حسب ادلوقف الذي حيدث فيو‪ ،‬أو الذي يثَت الكبلـ‪ ،‬ويثَت اللغة‪ ،‬فإذا أراد ادلتكلػم أف يعػرب عػن مشكبلت وقضػايا اجتماعية‪ ،‬أو‬
‫فيوجو اخلطػاب للمعٌت السياسي بسياؽ مفردات وألفاظ سياسية‪ ،‬وتقدمي‬ ‫يعرب كمػا يلزـ وكمػا جيب‪ّ ،‬‬ ‫سياسية‪ ،‬واقتصادية‪ ،‬ال بد أف ّ‬
‫حلوؿ‪ ،‬وقرارات لتجذب األمساع‪ ،‬ألنو يسعى إىل التأثَت وتوصػيل أفكاره إىل أكػرب عدد شلػكن‪ ،‬فادلعاين ليست جػامدة‪ ،‬بػل ىػي‬
‫متحركة(‪ .)63‬وىذه ادل عاين ربتاج إىل متلق يفهمها‪ ،‬حىت يتحقق اإلقناع‪ ،‬ألف فهم ادلعٌت ىو جزء من عملية التأويل اليت سيقوـ هبا‬
‫ادلتلقي ‪ ،‬ولكي يكوف ذلذه ادلعاين وىذه التأويبلت وقع على ادلتلقي‪ ،‬ال بد من مراعاة مقتضى احلاؿ‪ ،‬فقد «‪...‬يعمد اخلطيب إىل‬
‫ادلنطق‪ ،‬وأقيستو اليقينية ويقتصر على ذلك إذا كاف خياطب أقواما‪ ،‬قد غلب على حياهتم الفكر والعقل‪ ،‬ال يرضيهم إالّ احلقائق عارية‪،‬‬
‫وقػد يعمد إىل الظنّيات‪ ،‬وأقواؿ من عرفوا باحلكمة‪ ،‬إذا كاف من خياطبهم شلن يقدسوف أولئك الذين ينقل عنهم‪ ،‬وقد يضيف إىل‬
‫الظنّيات صورا كبلمية‪ ،‬تثَت اخلياؿ‪ ،‬وتفعل يف النفس ما يفعلو الشعر‪ ،‬ومن اخلطب ما ذبتمع فيها تلك العناصر الثبلثة‪ ،‬فتبلغ القمة‬
‫من التأثَت والروعة‪ ،‬واجلودة‪ ،)64(»...‬وىذا ما حياوؿ اخلطاب السياسي بنزعتو التداولية النفعية‪ ،‬أف حيققو‪ ،‬حىت يبلغ أعلى درجات‬
‫اإلقناع والتأثَت يف ادلتلقي‪ .‬فادلعارؼ ادلشًتكة‪ ،‬سواء أكانت ثقافية‪ ،‬أـ معرفية‪ ،‬تتعلق بالقيم‪ ،‬وادلبادئ‪ ،‬وادلسلمات‪ ،‬وغَتىا تساىم يف‬
‫عملية التواصل‪ ،‬حيث يكوف الفهم متبادال‪ ،‬وادلعاين جلية أماـ كل األطراؼ ادلشاركة يف العملية التواصلية‪ ،‬كما أف الفهم يكوف شلكنا‬
‫عندما يعي كل طرؼ االختبلفات يف اخللفيات‪ ،‬وادلرجعيات‪ ،‬ويعي أيضا ضرورة احًتاـ ىذه االختبلفات‪ ،‬والفروقات‪ ،‬والرؤى‪،‬‬
‫(‪)65‬‬
‫ووجهات النظر‪.‬‬
‫(‪)66‬‬
‫‪ -6- 4‬السياؽ‬
‫يشكل السياؽ عنصرا مهما يف عملية بناء اخلطاب من جهة‪ ،‬ويف عملية قراءاتو‪ ،‬وإعادة بنائو من قبل ادلتلقي من جهة أخرى‪ ،‬ألف‬
‫ادلتلقي يف تأويلو‪ ،‬دلعاين اخلطػاب يعتمػد عػلى سياؽ اخلطاب‪ ،‬بأنواعػو ادلختلفة‪ .‬فادلتكلم حيرص كل احلرص على أف يكوف خطابو‪،‬‬
‫بكل ألفاظو‪ ،‬وأساليبو‪ ،‬ومعانيو‪ ،‬وأفكاره‪ ،‬مبلئما للسياؽ الذي سيقاؿ فيو ىذا اخلطاب‪ ،‬لذلك فإف للسياؽ «‪...‬دورا فعاال يف‬
‫تواصليػة اخلطاب ويف انسجػامو باألسػاس‪ ،‬وما كػاف شلكنا أف يكػوف للخطػاب مػعٌت لوال اإلدلػاـ بسياقو‪ .)67(»...‬واحلديث عن السياؽ‬
‫ال يقتصر على السياؽ اللغوي‪ ،‬بل ىو حديث عن السياقات األخرى الػيت ال ديكن للمعٌت أف يتحدد بدوهنا‪ ،‬ألف«‪...‬اللغة تدؿ‬
‫بألفاظها وتركيبهػا ولكن دالالهتا كثَتا ما تكوف ضيقػة زلػدودة‪ ،‬مػا مل تتضػافر عػلى بنيتهػا الػقرائن السيػاقية اخلػارجة عػن دالالت‬
‫القوامػيس‪.)68(»...‬واخلطاب السياسي بصفة خاصة‪ ،‬يرتبط أكثر بالسياؽ نظرا لمنحاه التداولي‪ ،‬ونزعتو النفعية اليت ترمي إىل التأثَت‬
‫يف ادلتلقي وإقناعو‪ ،‬ومن مث زلاولة التغيَت فيو‪ ،‬من خبلؿ تغيَت وجهة نظره حوؿ القضايا ادلطروحة يف اخلطاب‪.‬‬
‫وضل ن نعلم أف السياؽ من أىم ادلفاىيم اليت تأسست عليها التداولية يف دراسة اللغة‪ ،‬ألهنا أي التداولية هتتم بدراسة استعماؿ اللغة يف‬
‫سياقات سلتلفة‪ ،‬شلا جيعل الكبلـ حيتمل عدة معاين حسب استعمالو يف السياؽ‪ ،‬فسياؽ اخلطاب السياسي ليست النشوة األدبيػة‪ ،‬وال‬
‫تدعم آلية‬
‫يكوف االلتزاـ بشعرية القػوؿ ىو الغػاية‪ ،‬والوظيفة ادلنشودة‪ ،‬وىذه ىي خصوصية ىذا السياؽ‪ ،‬وإّمنا ىذه الصورة األدبية ّ‬
‫إيصػاؿ الرسالة ال ّداللية‪)69(...‬وىو ما يساعد يف عملية القراءة والتأويل‪ ،‬دلختلف ادلعاين اليت حيتمػلها اخلطاب‪ .‬وىو ما جيعلو أكثر‬
‫ارتباطا «‪ ...‬بالسياؽ الذي ربدده ثقافة اجملتمع‪ ،‬فبانعدامو يصبح التلقي من األمور ادلستحيلة‪ ،‬واخلطاب ال يتحدد جبملة أو دبجموعة‬
‫من اجلمل بغض النظر عن كوهنا مكتوبة أو شفوية (منطوقة) داخل حيز ثقايف‪.)6:(»...‬‬
‫‪- 7- 4‬التأويل‪:‬‬
‫وىي خاصية تداولية حبتة‪ ،‬خيضع ذلا اخلطاب السياسي‪ ،‬وتعتمد على ادلتلقي الذي حياوؿ أف يتجاوز التلقي ادلباشر إىل‬
‫إعادة قراءة ا خلطاب يف ضوء معطيات تداولية متعددة‪ ،‬ينطلق فيها من قصد ادلرسل والظروؼ اليت أُنتج فيها اخلطاب‪ .‬وكل السياقات‬
‫اليت ربتضن ىذا اخلطاب حلظة إنتاجو وإلقائو‪ ،‬ألف التأويل يعتمد على مػدى فهم ادلتلقي دلعاين اخلطاب ودالالتو‪ ،‬وىذا الفهم قد‬
‫خيتلف من متلق إىل آخر‪ ،‬وعليو ستكوف عػملية التأويل‪.‬‬
‫فقراءة اخلطاب وتأويلو‪...‬ال تتوقف عند حدود "التلقي ادلباشر"‪ ،‬وادلعٌت الظاىر‪ ،‬بل تتجاوز ذلك إىل إسهاـ ادلتلقي عن قصد‪ ،‬وبكل‬
‫وعي‪ ،‬يف إنتاج وجػهة النظر اليت حيمػلها‪ ،‬اخلطاب‪ ،‬فهذه القراءة الواعية ال تقبل الوقوؼ عند حد العرض والتشخيص والتحليل‪...‬بل‬
‫تتجاوز ذلك إىل التوغل بُت خبايا اخلطاب‪ ،‬قصد إعادة بنائو بطريقة ذبعلو أشد سباسكا‪ ،‬وأكثر ذبسيدا وتعبَتا عن وجهات النظر‪،‬‬
‫وادلواقف والرؤى اليت حيملها صراحة أو ضمنا‪ .‬شلا جيعل من ىذه القراءة ورقة ذات حدين‪ ،‬باعتبارىا ذبسد البعد الذي يتحدث منو‬
‫ادلتكلم أو منتج اخلطاب‪ ،‬والبعد الذي يتحدث منو القارئ‪ ،‬أو ادلؤوؿ ذلذا اخلطاب‪ .‬ولكي تكوف ىذه القراءة ناجحة يتوجب عليها‬
‫توظيف البعدين معا وإخراجهمػا يف شكل واحػد منسجم ومتماسك‪.)6;(...‬‬
‫‪ -8- 4‬الصورة الشعرية‪:‬‬
‫الصورة الشعرية يف السياسة دبثابة السهاـ النافذة اليت تشق طريقهػا ضلو ادلتلقي‪ ،‬بكػل عزـ وثبات‪ ،‬حيث يتحوؿ اخلطاب‬
‫السياسي‪ ،‬من سياؽ اإلخبار العادي‪ ،‬إىل سياؽ آخر تكوف للعبة الكلمات فيو التأثَت القوي على ادلتلقي‪ ،‬وىو سياؽ اإلبداع‪ ،‬الذي‬
‫جيعل غَت ادلمكن شلكنا‪ ،‬حيث أصبحت الصورة الشعرية اليت استعارهتا السياسة من األدب «‪...‬دبثابة القرص ادلضغوط احلامػل حلقيبػة‬
‫كاملػة من الرسائل يف نسيج اللغة ويف جسور األعراؼ القائمة بُت اللغة‪ ،‬ومستخدمي اللغة من مرسلُت ومتقبلُت‪ ،‬أما ىنا فاجلسور‬
‫مؤشراتو‪ ،‬وفػيها أيضا الطاقة االستقبالية اجلديدة‪ ،‬اليت ىي "شفرة" إما‬
‫مثلثة األبعاد فيها قرائن اجملاز‪ ،‬وفيها قرائن احلدث السياسي بكل ّ‬
‫(‪)70‬‬
‫أف نلم برموزىا فنفتح مغاليقها‪ ،‬وإما أف منسك إمساكا عن تناوذلا‪ ،‬ونستعصم استعصاما عن كل فضوؿ يف قراءة السياسة‪. »...‬‬
‫ومن ىنا تطل التداولية من جديد بأبعادىا ادلختلفة‪ ،‬يف الصورة الشػعرية‪ ،‬اليت ال يقػل تأثَتىػا يف ادلتلقي‪ ،‬عن اللغة ادلباشرة الواضحة‪،‬‬
‫لكن ىذا التأثَت لن يتأتى إال إذا توفػرت كل الشروط التداولية الضرورية من شفرة‪ ،‬وسياؽ مبلئم ومتلق‪ ،‬يفهم ما يقػاؿ وحياوؿ حسب‬
‫فهػمو فك مغاليق ادلعاين ادلشفرة وإعادة قراءة ادلعاين يف سياقاهتا ادلختلفة‪ ،‬وتأويلها من جديد‪ ،‬وهبذا كلو حيصل التأثَت واإلقناع ألف‬
‫ادلعاين العابرة سرعاف ما تزوؿ وزبتفي عػكس ادلعػاين الضػمنية اليت ال يصػرح هبا اخلطاب‪.‬‬
‫«‪...‬وقد يتجو اخلطيب إىل تصوير الحقائق في صورة تثير الخياؿ‪ ،‬وتعجب بذاهتػا ويضع احلقائق يف أسلوب شعري ليجتمع‬
‫التصديق مع إثارة اخلياؿ‪ ،‬ويلتقي اإلذعاف وإثارة الوجداف‪.)73(»...‬‬
‫الهوامش‬

‫‪Philippe Breton ; l`argumentation, Dan la communication Editions du‬‬ ‫‪ -1‬ينظر‪:‬‬


‫‪Casbah. Alger, Javier1 998, p 03.‬‬
‫‪Chain Perelman, et Lucie tytica ; traité de l`argumentation,‬‬ ‫‪ -2‬ينظر‪:‬‬
‫‪La nouvelle rhétorique, Editions de l`université de Bruxelles 1992, p 05‬‬
‫‪-3‬‬
‫منَت الًتيكي‪ ،‬آليات ربليل اخلطاب السياسي‪،‬احلياة الثقافية‪ ،‬العػدد ‪،321‬فيفػري‪،2002 ،‬رللة شهرية تصدرىا احلياة الثقافية التونسية‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬عيسى عودة برىومة‪ ،‬سبثبلت اللغة يف اخلطاب السياسي‪ ،‬عامل الفكر‪ ،‬اجمللس الوطٍت للثقافة والفنػوف واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬اجمللد ‪3 ،13‬سبتمرب‪ ،2002 ،‬ص‪.349‬‬
‫‪ -5‬كلود يوناف‪ ،‬طرؽ التضليل السياسي‪ ،‬ط‪ ،3‬رلد‪ ،‬ادلؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬لبناف‪ ،2002 ،‬ص‪41‬‬
‫‪- 6‬ينظر‪ :‬عيسى عػودة برىومة‪ ،‬سبثبلت اللغة يف اخلطػاب السياسي‪،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.349‬‬
‫‪ - 7‬عبد السبلـ ادلسدي‪ ،‬السياسة وسلطة اللغة‪ ،‬ط‪ ،3‬الدار ادلصرية اللبنانية‪ ،‬القاىرة‪ ،2002 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -8‬ثنائية الشكل والمضموف في الخطاب‪ :‬كل خطاب‪ ،‬السيما السياسي تظهر عربه ثنائية الشكل والمضموف‪ ،‬أو الظاىر والباطن‪ ،‬أو الداللة‬
‫والمغزى وىي ثنائية ال ب ّد من وجودىا داخل الخطاب ألنها جوىر الخطاب‪...‬‬
‫‪ -9‬الخطاب السياسي والمجتمع‪:‬حيمل اخلطاب السياسي‪ ،‬بُت طياتو أبعادا اجتماعية‪ ،‬فهو خطاب اجتماعي بامتياز‪ ،‬يرتبط بالمجتمع السياسي الذي‬
‫يػُ َوجو إليو‪ ،‬وحيمل قيمو‪ ،‬ومبادئو‪ ،‬وكل تطلعاتو‪ ...‬وىذه ادلفردات وادلعاين والقيم اليت يتضمنها اخلطاب يف أساسها ملك المجتمع الذي نشأ فيو اخلطاب‬
‫نتيجة التفاعل واالتصاؿ بين أفراده‪...‬‬
‫‪ -10‬بشَت ابرير‪ ،‬مسات التداوؿ يف اخلطاب السياسي‪ ،‬خطاب الرئيس بوتفليقة دبناسبة جائزة البابطُت الثقافية منوذجا‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫‪ --11‬ينظر‪ :‬زلمود عكاشة‪ ،‬لغة اخلطاب السياسي‪ ،‬دراسة لغويػة تطبيقية يف ضوء نظرية االتصاؿ‪ ،‬ط‪ ،3‬دار النشر للجامعات‪ ،‬القاىرة‪ .4007 ،‬ص‬
‫‪.64‬‬
‫‪ -12‬ينظر‪ :‬ـ‪ ،‬ف‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ -13‬ينظر‪ :‬موريس أبو ناصػر‪ ،‬إشػارة اللغة وداللة الكبلـ‪ ،‬ط‪ ،3‬منشورات سلتػارات‪ ،‬لبنػاف‪ ،3220 ،‬ص ‪.281‬‬
‫‪ - 14‬ينظر‪ :‬منَت الًتيكي‪ ،‬آليات ربليل اخلطاب السياسي‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ;‪.‬‬
‫‪ 15‬كلود يوناف‪ ،‬طرؽ التضليل السياسي‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪16Christian Baylon, Sociolinguistique, Société,Langue, Discours, Collection Nathan‬‬
‫‪-Université,1991; p 248,249.‬‬
‫النص باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪quant à lui, s’occupe de mettre en relation le contenu linguistique d’un message‬‬
‫‪avec les forces émettrices (classe dominante et classe dirigeante) d’une société donnée. Une‬‬
‫‪sociologie historique structure une analyse linguistique pour lui donner sa portée. On le voit,‬‬
‫‪l’analyse du discours politique posséde le privilege de situer au point de contact entre la‬‬
‫‪réflexion linguistique et les autres sciences humaines.‬‬
‫‪ -17‬طو عبد الرمحن‪ ،‬فقو الفلسفة والًتمجة‪ ،‬ادلركز الثقايف العريب‪ ،‬بَتوت‪ ،‬ط‪ ،3224 ،3‬ص ‪.44‬‬
‫‪ - - 18‬ينظر‪ :‬اإلماـ‪ ،‬زلمد أبو زىرة‪ ،‬اخلطابة‪ ،‬أصوذلا‪ ،‬تارخيها‪ ،‬يف أزىر عصورىا عند العرب‪ ،‬دار الفػكر العريب‪ ،‬القاىرة‪( ،‬د‪ -‬ت)‪ ،‬ص‪ ،‬ص ‪،347‬‬
‫‪.348‬‬
‫‪ -19‬ينظر‪ : :‬شيل لُت‪ ،‬قلها مثل أوباما‪ ،‬قوة التحدث ذات اذلدؼ والرؤية‪ ،‬ط‪ ،3‬مكتبة جرير‪ ،‬السعودية‪ ،2002 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ - 20‬ينظر‪ :‬زلمود عكاشة‪ ،‬لغة اخلطاب السياسي ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫‪ -21‬ينظر‪ ، :‬ـ‪ ،‬ف‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫‪ - 22‬ينظر شيل لُت‪ ، ،‬قلها مثل أوباما‪ ،‬قوة التحدث ذات اذلدؼ والرؤية‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.13 ،10‬‬
‫‪ - 23‬ينظر‪ :‬زلمػود عكاشة‪ ،‬لغة اخلطاب السياسي ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫‪ - 24‬ـ‪ ،‬ف‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪ -25‬ينظر‪ :‬ـ‪،‬ف‪ ،‬ص‪..142،‬‬
‫‪ -26‬مثاؿ‪ :‬وخَت دليل على قوة ىذه النقطة وفعاليتها يف اخلطاب السياسي‪ ،‬اخلطاب الذي قػ ّدمو باراؾ أوباما يف ادلؤسبر القػومي للحزب الدديقراطي فقد‬
‫أدىش خطابو‪ -‬الذي مل يتجاوز عشرين دقيقة ومل تتعد كلماتو ‪ 4500‬كلمة‪ -‬الشعب األمريكي وحظي بالمديح والثناء في جميع أنحاء العالم‪ .‬لقد‬
‫نجػح في توصيل رؤيتو إلى كل مواطن أمريكي ‪ .‬لقد كانت كلماتو ورؤيتو مصػدر إذلاـ للمبليُت من مشاىديو‪ .‬وعلى الفور لقبتو وسائل اإلعبلـ ب"النجم‬
‫الصاعد"‪ ،‬كما عجلت م هاراتو اخلطابية النشطة إىل حػد كبَت بالتقدـ يف مسار حياتو ادلهنية وحولتو بُت عشية‪ ،‬وضحاىا إىل شخصية سياسية قومية‬
‫بارزة‪..‬ينظر شيل لُت قلها مثل أوباما قػوة التحدث ذات اذلدؼ والرؤية‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪ - 27‬عيسى عودة برىومة‪ ،‬سبثبلت اللغة يف اخلطاب السياسي‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.314‬‬
‫‪ -28‬ينظر‪ :‬منَت الًتيكي‪ ،‬آليات ربليل اخلطاب السياسي‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪ -29‬ينظر‪ :‬عبد السبلـ ادلسدي‪ ،‬السياسة وسلطة اللغة‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪- 30‬ينظر‪ :‬ـ‪ ،‬ف‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪-31‬منَت الًتيكي‪ ،‬آليات ربليل اخلطاب السياسي‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪- 32‬كلود يوناف‪ ،‬طرؽ التضليل السياسي‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪ - 33‬ينظر‪ :‬عبد السبلـ ادلسدي‪ ،‬السياسة وسلطة اللغة‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -34‬ـ‪ ،‬ف‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫‪ -35‬عيسى عودة برىومة‪ ،‬سبثبلت اللغة يف اخلطاب السياسي‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.322‬‬
‫‪ 36-‬الخطاب السياسي ولعبة الكلمات‪ :‬يلجأ السياسيوف‪ ،‬يف خطاباهتم ‪ ،‬إىل لعبة الكلمات‪ ...‬فقد تظهر يف اخلطاب كلمات تدغدغ مشاعر‬
‫المواطنين بكلمات رومانسية‪ ،‬الستمالة عقوذلم إىل مستقبل بعيد ادلدى يف ربقيقها‪ ،‬كما ّأهنا لغة ملتبسة‪ ،‬غامضة‪ ،‬مبهمة‪ ،‬ليست باللغة الصريحة‪ ،‬وىي‬
‫حافلة بادلعاين ادلتعددة‪ ،‬والتفسَتات اذلادفة إىل استثارة النفوس خلدمة السياسة‪...‬ينظر‪ :‬ـ‪ ،‬ف‪ ،‬ص ‪.314‬‬
‫‪ -37‬جورج ال يكوؼ‪ ،‬ومارؾ جونسن‪ ،‬االستعارات اليت ضليا هبا‪ ،‬ترمجة عبد اجمليد جحفة‪ ،‬دار توبقاؿ للنشر‪ ،‬ادلغرب‪ ،‬ط‪ 3223 ،3‬ص ‪.220‬‬
‫‪ -38‬أمثلة عن بعض االستعارات المستعملة في بعض الخطابات السياسية‪( :‬يف ‪ ،2001/32/24‬والعامل مشدود إىل ادلوقف اجلريء الذي ازبذه‬
‫العقيد "معمر القذافي" ليطوي صفحة ادلواجهة الدولية ويفتح صفحة التعاوف الكامل صرح سيف اإلسالـ صلل العقيد قائبل‪ ":‬ليبيا تعيش شهر العسل مع‬
‫الواليات المتحدة"‪ -.‬سئل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة‪ ،‬يف ندوة صحفية يوـ ‪ ،2000/02/30‬أثناء حضوره احتفاؿ األمم ادلتحدة دبطلع القرف فيما‬
‫اجلزائر‪ ،‬فرد‪ ":‬إف ضرع البقرة الحلوب قد جف"‪ ،‬كما سئل يف نفس الندوة عن موقفو من‬ ‫مسي بقمة األلفية يف نيويورؾ‪ ،‬عن الوضع االقتصادي يف‬
‫سيء وبعضو حميد" ‪...‬ينظر‪ :‬عبد السبلـ ادلسدي‪ ،‬السياسة وسلطة اللغة‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.44 ،41‬‬‫اإلرىاب فقاؿ‪" :‬اإلرىاب مثل الكلستروؿ بعضو ّ‬
‫‪ - 39‬جورج اليكوؼ‪ ،‬ومارؾ جونسن‪ ،‬االستعارات اليت ضليا هبا‪ ،‬ترمجة عبد اجمليد جحفة‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫وتلوف أخالقهم‪ ،‬وتباين أحوالهم‪...‬كما قاؿ‬
‫خ طباع الناس ّ‬‫‪ - 40‬قاؿ الفارابي‪ :‬إ ّف اخلطيب إذا أراد بلوغ غايتو‪ ،‬وحسن سياسة نفسو يف أموره فليتو ّ‬
‫الزماف على‬
‫أفالطوف‪ :‬لكل أمر حقيقة‪ ،‬ولكل زماف طريقة‪ ،‬ولكل إنساف خليقة‪ .‬فعامل الناس على خالئقهم‪ ،‬والتمس من األمور حقائقها واجر مع ّ‬
‫طرائقو‪...‬ينظر‪ :‬اإلماـ زلمد أبو زىرة‪ ،‬اخلطابة‪ ،‬أصوذلا‪ ،‬تارخيها‪ ،‬يف أزىر عصورىا‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪ -41‬عيسى عودة برىومة‪ ،‬سبثبلت اللغة يف اخلطاب السياسي‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.313‬‬
‫‪ - 42‬اإلماـ زلمد أبو زىرة‪ ،‬اخلطابة‪ ،‬أصوذلا‪ ،‬تارخيها‪ ،‬يف أزىر عصورىا‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ - 43‬ينظر‪ :‬جورج اليكوؼ ومارؾ جونسن‪ ،‬ترمجة عبد اجمليد جحفة‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.233‬‬
‫‪ - 44‬السياؽ‪ :‬نوعاف سياؽ لغوي يرتبط ببنية النص الداخلية‪ ،‬وسياؽ غير لغوي ويُعٌت بدراسة اخلطاب يف ضوء الظروؼ الخارجية والمؤثرات‬
‫المباشرة عليو‪ ،‬وظروؼ إنتاجو‪ ،‬ويدخل في ذلك خصائص السياؽ اإلدراكية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والمشاركوف في الحدث‪ ،‬وارتباط الخطاب‬
‫بالمكاف‪ ،‬والزماف ‪ ...‬ينظر‪ :‬زلمود عكاشة‪ ،‬لغة اخلطاب السياسي‪ ،‬دراسػة لغوية تطبيقية يف ضػوء نظرية االتصاؿ‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪ - 45‬زلمد خطايب لسانيات النص‪ ،‬مدخل إىل انسجاـ اخلطاب ط‪ ،3‬ادلركز الثقايف العريب‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،3223‬ص‪.43‬‬
‫‪ - 46‬عبد السبلـ ادلسدي‪ ،‬السياسة وسلطة اللغة‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.322‬‬
‫‪ - 47‬زلمد خطايب لسانيات النص‪ ،‬مدخل إىل انسجاـ اخلطاب‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -48‬ذىبية احلاج محو‪ ،‬لسانيات التلفظ وتداولية اخلطاب‪ ،‬دار األمل‪ ،‬اجلزائر‪ ،2004 ،‬ص ‪.312‬‬
‫‪ - 49‬زلمد عابد اجلابري‪ ،‬اخلطاب العريب ادلعاصر‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ - 50‬عبد السبلـ ادلسدي‪ ،‬السياسة وسلطة اللغة‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ - 51‬زلمد أبو زىرة‪ ،‬اخلطابة‪ ،‬أصوذلا تارخيها‪ ،‬يف أزىر عصورىا عند العرب‪ ،‬ـ‪ ،‬س‪ ،‬ص ‪.33‬‬

You might also like