Professional Documents
Culture Documents
هذا المقال عبارة عن ملمح عام لهذه التقنيات ،وسأفرد قري ًبا مقااًل خا ً
ص ا بكل تقنية من التقنيات المهمة ،ومعيار هذه األهمية .3
هو مدى مالءمتها لبيئتنا.
هذه التقنيات ليس الوحيدة الموجودة ،ولكن حصرت منها ما هو أقرب إلى طبيعتنا والمواد المحلية المتاحة ،أو ما تم .4
استخدامه بالفعل في ليبيا ،فمثاًل استثني التقنيات المعتمدة بشكل أساسي على الخشب ،ذلك أشبه باالهتمام بتقنية البناء
بالثلج.
يرجع أصل تسمية هذه التقنية Adobe كما يقول البُحاث إلى الحضارة الفرعونية حيث وجدت الكلمة بالهيروغلوفية Dbtوالتي أعاد
استخدامها األقباط بعد أن تحورت لتصبح "الطوب" ..حيث أدوب == الطوب .وتقوم فكرة هذه التقنية على استخدام التربة الطينية بعد
ترطيبها وعجنها إلى حالة شبه سائلة وخلطها مع التبن ثم تشكيلها داخل قوالب خشبية تزال مباشرة ويترك الطوب ليجف بشكل طبيعي
تحت الشمس? لعدة أيام .اشتهرت هذه التقنية المنتشرة بشكل واسع حول العالم في ليبيا بمدينة غدامس وفي بعض المناطق األخرى جنوب
ليبيا .
لماذا تم تطوير هذه التقنية ولمن هي مناسبة؟ هناك أنواع من التربة الطينية تحتوي على نسب عالية من الطين المتمددExpansive
، Clayوالذي من خصائصه ازدياد حجمه عند امتصاص المياه وانكماشه عند فقدانه ،هذه الظاهرة تؤدي إلى حدوث انكماشات وتشققات
قد تكون عميقة عند استخدام الطين في البناء مباشرة ما أن تفقد التربة مياهها وتؤدي إلى إضعاف البناء ،لهذا فإن وضع هذه التربة
الطينية في قوالب صغيرة الحجم هو سعي للتحكم في عملية االنكماش? والتشقق خارج البناء ،بحيث يسمح للطوب باالنكماش في حجمه
بشكل محكوم ،ثم يستخدم في المبنى بعد أن يتوقف عن االنكماش .إضافة التبن إلى العجنة يساهم في تماسك الطوب داخليًا وتقليل أو حتى
التخلص نهائ ًي ا من التشققات .ولربط الطوب بعضه ببعض أثناء عملية البناء يتم استخدام المونة الطينية ،وهي عجنة مصنوعة من نفس
خليط الطوب مع التبن أو من دونه،
هذه التقنية ،أوجدت مميزات إضافية ،منها تسهيل عملية البناء ،حيث يسهل نقل الطوب داخل منطقة البناء ،أو تصنيعها في أماكن بعيدة
عن مكان البناء ونقلها إليه.
الصورة :صناعة الطوب الطيني عند الفراعنة
هذه التقنية تناسب? المناطق التي تحتوي على تربة طينية ذات نسبة طين عالية غير متمددة ،Non Expansive Clayوذات نسبة انكماش
بسيطة .ونقاط قوة هذه التقنية والتي تتفوق بها عن سابقتها هو أن البناء النهائي يكون عادة من كتلة واحدة موحدة Monilithic غير
منفصلة األجزاء ،األمر الذي يعطيها قوة لتحمل الزالزل بدرجة أعلى من مباني الطوب الطيني ،وألن هذه التقنية تشبه عملية التشكيل
بالطين ،فقد تميزت أيضً ا بأشكالها? الفنية والغريبة ،حيث يسهل بها بناء الحوائط المنحنية والمتعرجة واألقواس ،ونحتها لتشكيل األرفف
والدواليب الحائطية .ولكن هذه التقنية بالمقابل تعتبر نسبيًا أكثر بطءا من ناحية سرعة اإلنجاز ،كما أن على عامل البناء التوقف كلما
ً
مزيدا من الوزن ،مدة االنتظار تبدأ من يوم إلى ارتفع ببنائه ارتفاع 30سم ليعطي فرصة للطبقة العليا أن تتصلب والمقدرة على تحمل
يومان في المناطق الحارة وقد تصل إلى أسبوع في المناطق الباردة والممطرة.
هذه التقنية كما هو حال تقنية الطوب الطيني تحافظ على كامل خصائص التربة الطينية من حيث قدرتها على تكييف البيئة داخل البناء
والحفاظ على نسبة رطوبة مناسبة بسبب مساميتها? العالية.
انتشرت هذه الطريقة في مناطق كثيرة حول العالم ،وأيضً ا في مدينة طرابلس الليبية ،ولعل أشهر منطقة اشتهرت باستخدامها? هي فرنسا،
وتسمى ، pisé de terre حيث تقوم فكرة هذه التقنية ،بإنشاء قوالب خشبية متينة تأخذ شكل حوائط المبنى ،ويتم وضع التربة الطينية
داخل هذه القوالب ومن ثم يتم دكها وضغطها بمجموعة من األدوات لزيادة كثافتها إلى مرحلة التصلب التام ،هذه التربة في أحيان كثيرة
كان يتم إضافة بعض المواد المثبتة إليها مثل الجير بسبب ضعف نسبة الطين .وبعد ملء تلك القوالب ،يتم إزالتها ومن ثم رفعها? إلى
مستوى أعلى إلكمال باقي ارتفاع المبنى.
نشأت هذه التقنية في المناطق التي تتمتع بتربة ذات نسبة طين ضعيفة ،ولهذا يتم تعويض ضعف تماسك هذه التربة بالدك والضغط،
وباستخدام المواد المثبتة كالجير.
تعتبر هذه التقنية من أصعب التقنيات في التنفيذ ،وتحتاج إلى خبرة مسبقة ،وتجهيز القوالب الخشبية وجعلها ثابتة وذات قدرة لتحمل
الضغط يحتاج إلى وقت طويل نسبيًا.
هذه التقنية انتجت خصائص خاصة بها تختلف عن تقنية الطوب الطيني وال ،Cobحيث أن تقارب حبيبات التربة المضغوطة تقلل من
ضا قدرة على تحمل مسامية هذه الحوائط وكان لهذا بعض اآلثار :منها قدرة أعلى على تحمل عوامل التعرية وخاصة تأثير المياه ،وأي ً
ضغط الشد األفقي الناتج عن الزالزل ،وهذه المباني المبنية بهذه التقنية هي األفضل أداء في الزالزل مقارنة بسابقاتها من المباني .ولكن
ض ا بتقليل نسبة الرطوبة التي تستطيع العبور من وإلى الحوائط األمر الذي أفقد هذه األبنية خاصية من فقدان هذه المسامية? يقوم أي ً
خصائص التكييف الطبيعي وهو التحكم في مستوى الرطوبة داخل البناء والحفاظ على مستوى مريح.
الصورة :نموذج بناء حديث بتقنية ضرب الباب
الحجارة :Stone
هي من الطرق التقليدية المعروفة ،والتي تحتاج إلى مجهود كبير ،ويتم البناء بها من خاللها رصها في مداميك باستخدام المواد الرابطة
كمونة الطين أو الجير ،أو بالطريقة الجافة? ،أي تثبيتها دون مونة ،وقد يتم استخدام هذه التقنية في أجزاء من المباني الطينية ،حيث تبنى
األساسات والقواعد وإطارات األبواب والنوافذ بها .وهذه الحجارة يمكن أن تكون مصقولة بحيث مستوية األسطح أو/و األبعاد ،أو غير
مصقولة محافظة? على عشوائيتها .من أنواع الحجارة التي استطاعت أن تلحق بركب البناء الحديث بشكل واسع الحجر الجيري
الكلسي( كربونات الكالسيوم) أو ما يعرف لدينا بالـ "بلوك".
هذه التقنية ال تستخدم عادة في بناء الحوائط الحاملة ،وإنما تستخدم في بناء الفواصل بين الغرف ،حيث تم بناء تعريشة خشبية رفيعة ويتم
تغطيتها بالطين لينتج ما يشبه الحائط.
الصورة :تقنية wattle and daub
تم الح ًق ا تطوير بعض التقنيات القديمة لتتحول إلى تقنيات بناء طبيعية أو نصف طبيعية حديثة ومنها:
هذه التقنية مستوحاة من تقنية ضرب الباب ،Rammed earthولكن بداًل من بناء قوالب ضخمة على شكل حوائط ،تم ابتكار آالت
يدوية وميكانيكية تقوم بانتاج الطوب المدكوك أو المضغوط صغير الحجم ،ويتم استخدامها كما يتم استخدام الطوب االسمنتي في البناء.
تم تطوير فكرة ال Cobوالطوب الطيني بحيث يتم ملء أكياس مصنوعة من مادة البوليبروبيلين ،بالتربة الطينية أو التربة الرملية ،ويتم
ضا حماية التربة من عوامل التعرية، ربط هذه األكياس ببعضها باألحبال الشائكة ?،وكانت الهدف من هذه التقنية تسريع عملية البناء وأي ً
ويقال أن أداء هذه الطريقة في المناطق الزلزالية جيد.
كتب :أحمد زبيدة
يوم األربعاء 10مايو 2017