‫مقـــــدمة‪:‬‬

‫تمثل عملية اختيار العينات في البحث العلمي من الخطوات األساسية التي تس هم في جم ع بيان ات‬
‫ومعلومات عن مجتمع الدراسة األصلي الذي سوف تجرى عليه عملية البحث‪.‬‬
‫ل ذا تع د العين ات من األدوات األساس ية ال تي يتم من خالله ا جم ع والحص ول على البيان ات‬
‫والمعلومات من مجتمع البحث‪.‬‬
‫تعريف العينة‬
‫هي اختيار ج زء من الك ل‪ ،‬والعين ة هي عملي ة ت أتي لتس هيل البحث العلمي لتعطي نت ائج وتجيب‬
‫على معظم أس ئلة الموض وع‪ ،‬أو بص يغة أخ رى هي عب ارة عن ع دد مح دود من المف ردات ال تي س وف‬
‫يتعامل معها الباحث منهجيا ويشترط فيها أن تكون ممثلة لمجتمع البحث في الخصائص والسمات‪.‬‬
‫فالعينة إذن هي نسبة معينة من أفراد المجتمع األصلي ثم تعمم نتائج الدراسة على المجتمع كله ‪.‬‬
‫أنــواع العينــات‪:‬‬
‫تختلف أنواع العينات باختالف الطرق التي تتبع في اختيارها وان كانت جميعها ته دف إلى تمثي ل‬
‫جمي ع مم يزات وخ واص المجتم ع األص لي‪ ،‬وان تع دد الط رق في اختي ار العين ة ي وجب على الب احث‬
‫المفاضلة‪.‬‬
‫وفي الواقع هناك نوعان من العينات األولى عشوائية األكثر استخداما والثانية الغير عش وائية وم ا‬
‫يأتي من عينات فرعية تكون في جميع األحوال منتمية للعينات العشوائية أو الغير عشوائية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬العينــات العشـوائيـة‪:‬‬
‫العينة العشوائية البسيطة‪ :‬هي عينة قائمة على الص دفة‪ ،‬وهي أبس ط أنواع ا العين ات رغم أنه ا‬ ‫‪.1‬‬
‫تتبع خطوات معروفة المتمثلة في أن تمثل مفردات المجتمع بأوراق يكتب عليها ح رف أو رقم‬
‫يمثل فردا معين ا من المجتم ع حيث ال يمث ل إال م رة واح دة‪ ،‬ثم توض ع ه ذه األوراق في كيس‬
‫وتخلط جيدا ‪ ،‬ثم نختار منها عددا بطريقة عشوائية بما يس اوي ع دد العين ة المرغوب ة ‪ ،‬بع دها‬
‫يقرأ الباحث األرقام عشوائيا حسب الترتيب أي في اتجاه أفقي ‪،‬وحينما يقرأ رقم ا يواف ق ال رقم‬
‫المكتوب على الورقة سيكون هذا الرقم مفردة من مفردات العينة المختارة‪.‬‬
‫العينة العشوائية المنتظمة‪ :‬وفيه نختار العينة عن طريق اختيار المفردات من مسافات متس اوية‬ ‫‪.2‬‬
‫على القائمة بعد إعداد إطار المجتمع األصلي ‪ ،‬ونبدأ باختيار رقم من(‪)10-1‬بطريق ة عش وائية‬
‫ولنفرض بأنه رقم (‪ )4‬فيكون االسم في الترتيب الرابع ه و الف رد األول في العين ة‪ .‬ثم نض يف‬
‫بعد ذلك‪10‬حتى نحصل على الرقم ‪ 14‬وتسير بنفس التسلس ل إلى نهاي ة األرق ام وللتمثي ل على‬

‫‪1‬‬
‫ذلك نتصور مجتمع من ‪ 500‬فرد نريد أخذ عينة منه عددها ‪ 100‬فإذا بدأنا بالرقم ‪ 4‬يليه ‪13-9‬‬
‫و هكذا أو إذا بدأنا ب الرقم ‪ 5‬فال ذي يلي ه س يكون ‪ 10,15,20‬وهك ذا وق د يك ون اختي ار العين ة‬
‫المنتظمة حسب المكان فنختار األماكن التي تبعد ميال واحدا عن بعضهما مع اختيار أول مك ان‬
‫عشوائيا وأن من أهم مم يزات العين ة المنتظم ة ه و بس اطتها وس هولة إجرائه ا وقل ة األخط اء‬
‫الناجمة عن االختيار‪.‬‬
‫العينة الطبقية ‪ :‬في الغالب يصادف الباحث في هذه العين ة إلى أن تك ون العين ة ممثل ة لمختل ف‬ ‫‪.3‬‬
‫الفئات المتجانسة في المجتمع في هذه الحالة ينقسم المجتمع األصلي إلى اآلتي‪:‬‬
‫فئات أو طبقات وفق خواص و مزايا معينة مثل ‪ :‬السن ‪ ،‬المهنة ‪،‬الجنس‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يقسم المجتمع األصلي حسب الفئات المطلوب ة ‪ ،‬وتأخ ذ ك ل فئ ة على ح دا عش وائيا فمثال‬ ‫‪‬‬
‫يقسم أفراد المجتمع إلى‪ :‬عمال ‪ ،‬طلبة ‪ ،‬منتجين‪.‬‬
‫نختار شريحة واحدة من شرائح المجتمع ‪ ،‬ولتكن العمال مثال ‪ ،‬ثم نخت ار الع دد المطل وب‬ ‫‪‬‬
‫منه ا‪ ،‬حيث يك ون رب ع الع دد األص لي‪ ،‬فل و فرض نا أن حجم العين ة ه و (‪200‬ش خص)‬
‫موزعين على (‪ 4‬فئات)‪ ،‬فيكون العدد المقسم هو(‪ )50‬لك ل فئ ة‪ ،‬وبع د ذل ك يب دأ الب احث‬
‫بإجراء الدراسة وجميع المعلومات وفق هذا العدد وهذا التقسيم‪.‬‬
‫العينة المساحية ‪ :‬ه ذه الطريق ة ذات أهمي ة كب يرة عن د الحص ول على عين ات تحت ل المن اطق‬ ‫‪.4‬‬
‫الجغرافية المختلفة‪ ،‬كما ال يطلب في هذه الحالة إعداد ق وائم كامل ة لجم ع األف راد أو العناص ر‬
‫داخل المناطق الجغرافية معينة ولكن نختار المناطق الجغرافية نفسها بطريقة عش وائية ‪ ،‬ولكن‬
‫يجب أن تحتل في كل منطقة إقليمية مختارة كل فئات اجتماعي ة متم ايزة وبتوض يح أك ثر ف إن‬
‫الباحث يختار عينة عشوائية أو منتظمة من المحافظات ال تي ت دخل في إط ار البحث ثم يخت ار‬
‫من بين المحافظات المختارة عينة من الم دن‪ ،‬ثم يخت ار من بينه ا عين ة من األحي اء ‪،‬المس اكن‬
‫وهكذا‪ ...‬ويمكن اعتبار هذه العينة عينة عشوائية متعددة المراحل‪.‬‬
‫العينة المقيدة‪ :‬تتطلب بعض البحوث عينات مقيدة محددة بأوساط خاص ة وب ذلك تك ون عملي ة‬ ‫‪.5‬‬
‫اختيار من المجتمع األصلي عملية مشترطة بش روط تح دد األف راد ال ذين تش تمل عليهم العين ة‬
‫المطلوبة ويتم عملية االختيار على مرحلتين‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬يتم فيها حصر المستوفين لشروط في المجتمع‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬اختيار العينة المطلوبة من هؤالء األفراد مع تطبيق القيود الالزمة على هذا‬
‫االختيار‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫العين ة العش وائية المتع ددة المراح ل‪ :‬وتس تخدم ه ذه العين ة عن دما يك ون مجتم ع‬ ‫‪.6‬‬
‫البحث كبيرا يتعذر حصر مفرداته‪ ،‬عندها يضطر الباحث للقي ام بمراح ل متع ددة من االختي ار‬
‫العشوائي‪.‬‬
‫ثانيا العينات غير العشوائية ‪:‬‬
‫تستخدم هذه العينات في حالة عدم القدرة على تحديد مجتمع الدراسة بش كل دقي ق‪ ،‬وتتص ف ه ذه‬
‫العينات بأنها ال تعطي نفس الفرص ة لجمي ع أف راد مجتم ع الدراس ة ب الظهور في العين ة‪ .‬ومن أن واع ه ذه‬
‫العينات ما يلي ‪:‬‬
‫العينة العرضية‬ ‫‪.1‬‬
‫وهذا النوع من العينة يتم اختي اره بالص دفة‪ ،‬وغالب ا م ا يك ون ه ذا الن وع من العين ات غ ير ممثال‬
‫لمجتمع الدراسة‪ ،‬وتستخدم هذه العينة في الدراسات االستطالعية المسحية المبدئية‪.‬‬
‫العينة الهادفة أو القصدية ‪ :‬ينتقي الباحث أفراد عينته بما يخدم أهداف دراسته و بناءا على‬ ‫‪.2‬‬
‫معرفته دون أن يكون هن اك قي ود أو ش روط غ ير ال تي يراه ا ه و مناس بة مثال من حيث‬
‫الكفاءة أو المؤهل العلمي أو االختصاص أو غيرها‪ ،‬وهذه عينة غير ممثلة لكافة وجه ات‬
‫النظر ولكنها تعتبر أساس متين للتحليل العلمي ومصدر ثري للمعلومات التي تشكل قاعدة‬
‫مناسبة للباحث حول موضوع الدراسة‪.‬‬
‫عينة القطعة‪ :‬ويقوم الباحث باقتطاع عدد معين من المجتمع كأن يأخ ذ أول عش رة أف راد‬ ‫‪.3‬‬
‫ويطب ق عليهم الدراس ة‪ ،‬وهي اض عف أن واع العين ات على اإلطالق‪ ،‬لع دم ق درتها على‬
‫تمثيل المجتمع‪.‬‬
‫عين ة التط وع ‪ :‬تحت اج بعض الدراس ات إلى متط وعين إلجرائه ا‪ ،‬و غالب ا ال تمث ل ه ذه‬ ‫‪.4‬‬
‫العينة مجتمع الدراسة‪ ،‬ولكنها تسهل على الب احث التع اون من قب ل أف راد العين ة وس رعة‬
‫اإلنجاز‪.‬‬
‫العينة الحصصية ‪ :‬وتشبه العينة الطبقية ولكن االختالف أن مجتمع الدراسة غير محدد‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫أسباب إستخدامـ العينة‬
‫هن اك أس باب كث يرة تمن ع الب احث أو ال تس اعده إلج راء الدراس ة على كام ل مجتم ع الدراس ة‪،‬‬
‫مض طرا ب ذلك إلج راء الدراس ة على ج زء من مجتم ع الدراس ة يتم اختي اره بطريق ة معين ة‪ ،‬ومن ه ذه‬
‫األسباب‪.‬‬
‫التكلفة والجهد وطول الوقت ‪ :‬فقد يكون مجتمع الدراسة يقع على مس احة جغرافي ة كب يرة‬ ‫أ‪-‬‬
‫مما يضطر الباحث للتنقل مسافات طويلة لفحص عناصر المجتمع‪ ،‬مما يكلف ماال وجه دا‬
‫ووقتا طويال‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ب‪ -‬ضعف الرقاب ة واإلش راف والدق ة ‪ :‬إن ك بر مجتم ع الدراس ة ي ؤدي إلى ض عف الض بط‬
‫والرقابة في جمع البيانات‪ ،‬لتعدد الع املين على جمعه ا‪ ،‬باإلض افة إلى أن طريق ة المس ح‬
‫الشامل تستغرق وقتا طويال‪ ،‬فتحدث تغيرات على مجتمع الدراسة‪ ،‬كما لو ك انت الدراس ة‬
‫على سكان بلد كبير مثل الهند أو الصين والتي تستغرق وقتا ط ويال تح دث خالل ه الكث ير‬
‫من الوالدات والوفيات مما يؤثر في نتائج الدراسة‪.‬‬
‫ج‪ -‬التجانس التام ‪ :‬فعندما تكون عناصر المجتمع متجانسة بش كل ت ام ف إن نفس النت ائج يمكن‬
‫الحصول عليها سواء أجريت الدراسة على كامل المجتمع أو على أجزاء منه‪.‬‬
‫د‪ -‬تلف العناصر نتيجة اخ ذ المش اهدات عليه ا‪ :‬مثال لمعرف ة م دى ص الحية منتج معين من‬
‫المعلبات ال يعقل فتح جميع العلب للفحص والمعاينة‪.‬‬
‫ه‪ -‬حساسية التجرب ة ‪ :‬إذا ك ان موض وع الدراس ة طريق ة جدي دة لتعليم مبحث م ا‪ ،‬فال يعق ل‬
‫تطبيق الطريقة الجديدة على جميع الطلبة قبل التأكد من فعاليتها‪ ،‬ومن المنطقي إن تج رى‬
‫التجربة على عينة من الطلبة‪ ،‬وفي ضوء النتائج يتم اتخاذ القرار المناسب بشأنها‪.‬‬
‫مــزايا العــينة‪:‬‬
‫‪ -‬االقتصاد في التكاليف‪.‬‬
‫‪-‬االقتصاد في الوقت‪.‬‬
‫‪ -‬االقتصاد في الجهد البشري‪.‬‬
‫‪-‬التوصل إلى نتائج بأسرع وقت‪.‬‬
‫عيـوب العــينة‬
‫‪-‬الخطأ في اختيار العينة يؤثر في نتائج البحث‪.‬‬
‫‪ -‬حجم العينة في بعض األحيان يؤثر على نتائج البحث‪.‬‬
‫‪ -‬في بعض األحيان تحدث أخطاء نتيجة ردود فعل العينة التي يقوم الباحث بدراستها‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار العينة في بعض األحيان ال يتناسب مع نوعية الدراسة و مستواها‪.‬‬

‫‪4‬‬