Professional Documents
Culture Documents
)المخطوطة و المطبوعة(
فال يخفى على المشتغلين بالعلوم الشرعية أن المذهب المالكي انتشر في أنحاء
المعمورة ،بل إن كتاب " الموطأ " لإلمام مالك –رجمه اهلل -كان سيصبح مصدر
التشريع عند المسلمين بعد كتاب اهلل تعالى ،لو ال فقه اإلمام مالك-رحمه اهلل ،-و دقة
فهمه ،فبيّن للملك أبي جعفر العباسي ،تفرق أصحاب رسول اهلل – صلى اهلل عليه و آله
.و سلم – فأفتى كل في بلده بما رأى
و قد ترك اإلمام مالك-رحمه اهلل -مدارس علمية قائمة في أكبر حواضر العالم
.اإلسالمي ،و ترك تالميذ ال يجمعهم ديوان حافظ ،من المشرق إلى أقصى المغرب
مدارس المذهب المالكي
:المدرسة المدنية 1-
.هي المدرسة األم ،و النبع انبثقت منه كل روافد المذهب
و يتصدرها كبار تالميذ مالك المدنيون ،كابن الماجشون (ت 212هـ) و مطرف بن
عبد اهلل (ت 219/214/220هـ) و محمد بن إبراهيم بن دينار (ت 182هـ) و عبد
العزيز بن مسلمة (ت 185هـ) و عبد اهلل بن نافع الصائغ (ت 186هـ) و محمد بن
.مسلمة (ت 216هـ)
:المدرسة المصرية 2-
احتلت المدرسة المصرية الصدارة من بين المدارس األخرى و ذلك لمنزلة ابن القاسم
.من إمام المذهب
و أئمة المدرسة المصرية و من يعتبرون أساتذتها :ابن القاسم (ت 191هـ) و أشهب
(ت 204هـ) و عبد اهلل بن وهب (ت 197هـ) و أصبغ بن الفرج (ت 225هـ) و عبد
.اهلل بن عبد الحكم (ت 214هـ)
خاتمة
ختم اهلل لنا بالحسنى
و إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختم هذه الرسالة الموجزة في استعراض الكتب المعتمدة
.في مذهب أصحابنا المالكية ،في كل مراحله التي مر بها في التاريخ اإلسالمي
و ال أنسى هنا أن أنوه بكتاب الدكتور محمد علي-حفظه اهلل" -اصطالح المذهب عند
المالكية" فقد استفدت منه جل المادة ،و ما إنا إال مختصر و مقرب لمادته مع بعض
.التوجيهات
.هذا ،فما كان من صواب فمن اهلل وحده و ما كان من خطأ فمني و من الشيطان
.و أسأل اهلل تعالى أن يكثر هذا القليل و يتم التقصير و يعظم الثواب
واإلنسان وإن زعم في األمر أنه أدركه وقتله علماً ال يأتي عليه الزمان إال وقد عقل فيه"
ما لم يكن عقل ،وأدرك من علمه ما لم يكن أدرك قبل ذلك كل يشاهد ذلك لنفسه
." عياناً
#2
10-08-10, 05:40 PM
وفقه هللا
رد :بحث مختصر " الكتب المعتمدة في الفقه المالكي" خالل أطواره الثالث
#3
14-08-10, 04:21 AM
تاريخ التسجيل05-08-31 :
أبو يوسف المالكي الدولة :المغرب األقصى
المشاركات379 :
هللا حسبه
رد :بحث مختصر " الكتب المعتمدة في الفقه المالكي" خالل أطواره الثالث
#4
20-08-10, 02:35 PM
تاريخ التسجيل06-12-17 :
أبو صالح الدرويش الدولة :المغرب
المشاركات30 :
وفقه هللا
رد :بحث مختصر " الكتب المعتمدة في الفقه المالكي" خالل أطواره الثالث
#5
22-08-10, 07:33 AM
تاريخ التسجيل09-09-30 :
عبداهلل العبدالكريم المشاركات131 :
وفقه هللا
رد :بحث مختصر " الكتب المعتمدة في الفقه المالكي" خالل أطواره الثالث
#6
19-12-11, 10:59 PM
تاريخ التسجيل03-09-13 :
أحـمـد نـجـيـب : IRELANDالدولة
المشاركات163 :
وفقه هللا
رد :بحث مختصر " الكتب المعتمدة في الفقه المالكي" خالل أطواره الثالث
بعد طول انتظار صدر في خمس مجلدات كتاب "التنبيهات المستنبطة على ُكتُب
المدو نة والمختلطة" للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي المتوفى سنة
َّ
544هـ ،عن مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث ،بتحقيق األستاذ الدكتور أحمد
:بن عبد الكريم نجيب ،الذي قال في مقدمة التحقيق
ست أهمية كتاب «التنبيهات» أثناء عملي في تحقيق كتب مذهب إمام دار الهجرة
لم ُ َ
بعامة ،وتلك المتعلِّقة بمدونة سحنون ومختصراتها بخاصة ،فما من كتاب متأخر عن
رئيس من مصادره ،وما من كتاب متقدِّم
مصدر ٌ
ٌ عصر القاضي عياض إال و«التنبيهات»
.عليه إال وفي «التنبيهات» ما يح ُّل كثيراً من م ِ
شكله ُ ُ
وقد لمست ذلك -على وجه الخصوص -أثناء اشتغالي بتحقيق تقييد الزرويلي على
الورغمي ،وحاشية ابن
ِّ تهذيب البراذعي للمدونة ،والمختصر الفقهي الكبير البن عرفة
غازي المكناسي على هذين الكتابين التي عنونها بتكميل التقييد وتحليل التعقيد ،ففي
هذه الكتب الثالثة من االقتباسات والنقول عن مؤلَّفات القاضي عياض -وأ َخ ُّ
صها
ابن غازي
والكثير ،وقد رمز له في ثالثها بحرف الضاد (ض) ،واعتمده ُ
ُ الكثير
ُ تنبيهاته -
.رابع أربعة مصادر أساسيَّة أقام عليها بنيان التكميل والتحليل
َ
عقدت العزم
ُ أمام هذه األهمية للتنبيهات ،وحاجتي إلى الرجوع إليه في أعمالي األخرى؛
الفن في األمرَّ ،
فشد استشرت أهل ِّ
ُ على تحقيقه ونشره ،ولما َج َّد مني العزم على ذلك
وبدأت أقدِّم رجالً
ُ يدي ،إال أني تردَّدت في الشروع في العمل،
عامةُ من استشرته على َّ
َّ
تقي الدين بن
الوفي الحميم حسن ّ
علمت من األخ الكريم والخل ِّ ُ وأؤخِّر أخرى بعد أن
كل منهما بتحقيق الطالب السوسي أن الكتاب سبقني إلى تحقيقه أستاذان جليالن حصل ُّ
شطره على الدرجة العالمية (الدكتوراه) من فرع جامعة القرويين بأَيْت ملُّول جنوبي
قدمان على طباعته ونشره .المغرب ،وأنَّهما عازمان م ِ
ُ
ِّ
المحق َقين- يوم ها -قبل عامين من يومنا هذا -الدكتور محمد الوثيق -وهو أح ُد هاتفت َ
ض عليه نشر عملهما في مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث ،فأفادني بأن أَع ِر ُ
الكتاب يوشك أن يُن َشر بعناية إحدى دور النشر البيروتيَّة الكبرى ،فقد أُب ِرم العق ُد معها،
.وروجع الكتاب وقدِّم إليها
ودأبت أبحث
ُ صرفت يومذاك النظر عن تحقيق الكتاب – تقديراً لسبق أهل السبق –
ُ
عامين كاملَين لم أجده خاللَ ُهما ،ولم
عنه مطبوعاً في المكتبات ومعارض الكتاب طيلة َ
بعث على طمأنينة النفس بأن الكتاب سوف يرى النور
أقف له على أثَر ،ولم أُخبَر بما يَ ُ
وسارعت
ُ الهمة على تحقيقه في نفسي من جديد ،وطويت صفحة االنتظار، قريباً ،فدبَّت َّ
.إلى جمع مخطوطات الكتاب ،استعداداً للشروع في العمل
هت إلى خزانة سيدي حمزة بن أبي سالم العيَّاشي (الخزانة الحمزية) -
توج ُ
في البداية َّ
ٍ
نسخة زعم واضعو الفهرس الواقعة في إقليم الرشيدية بجنوب المغرب -في طلب
الوصفي لمخطوطات هذه الخزانة بأنها للتنبيهات ،وأنها تنتهي بقول ناسخها « ::وكان
الفراغ من ذلك في يوم السبت الثالث والعشرين من جمادى األولى عام إحدى
وخمسمائة ،قال هذا وخطَّهُ بيده الفانية عبيد اهلل الفقير إلى رحمته الغني بنعمته أحمد بن
».عبد الرحمن بن يوسف بن يحيى بن إسماعيل بن عبد الجبار ...غفر اهلل ذنوبه
تقدم بقولهم في وصف هذه النسخة« :نسخة مبتورة وعلَّق واضعو الفهرس على ما َّ
األول ،عارية عن اسم المؤلِّف والمؤلَّف ،وقد ثبت بعد البحث أنها قطعة من كتاب
».التنبيهات المستنبطة للقاضي عياض السبتي
غمرتني الفرحة بهذه المعلومة؛ َّ
ألن التاريخ المذكور يشير إلى أنَّها منسوخة في حياة
خاصة ترقى بها إلى
القاضي عياض ،:بل وهو في عنفوان الشباب ،ما يعطيها أهمية َّ
.الذروة في ُسلَّم الجودة والضبط
فوجئت بأن ما في الفهرس ال عالقة له بالواقع البتة ،فقد أخطأ المفهرسون في
ُ ولكني
قراءة الثمانمائة – الواردة في آخر النسخة -فجعلوها خمسمائة ،ووقعوا في خطأ آخر
حينما زعموا أنَّها للتنبيهات ،مع أنَّها ليست كذلك ،فهذان خطآن جسيمان؛ أح ُد ُهما في
.النقل ،واآلخر في الفهم ،واهلل المستعان
ومع ما لحقني من اإلحباط بعد وقوفي على حقيقة هذه النسخة ،بحثت في الخزانة
فوجدت فيها اثنتين؛ إحداهما لشط ِره األول،
ُ سخ أُخر للكتاب، المذكورة ِ
نفسها عن نُ ٍ
وهي عالية الجودة واإلتقان ،وثانيتهما لشطره الثاني ،مع ٍ
نقص وبتر فيها وخلل في
ض َّم إليها
ترتيبها ،وهي دون األولى في الجودة واالتقان ،ولكنها صالحة لإلفادة منها إذا ُ
ض َّمت إليه ،فرجعت بصورتَي هاتين النسختين مغتبطاً ،والحمد هلل
.غيرها أو ُ
عتمد من ُكتُب
وكنت أثناء مشاركتي في تحقيق كتاب «عون المحتسب فيما يُ َ
ُ
المذهب» ،للعالمة محمد عبد الرحمن ابن السالك الشنقيطي – :وكان ذا علم ودراية
َ
أفدت منه َّ
أن للتنبيهات بمصنفات السادة المالكية ومخطوطاتها وأماكن وجودها – ُ
نسخة في خزانته ،فطلبتها من الشيخ محمد فال (أبَّاه) ابن عبد اهلل ،فأذن لي أو لمن
ينوب عني بالمقابلة عليها شرط عدم الخروج أو السفر بها بعيداً عن الخزانة ،عمالً
بشرط محبِّسها ،:كما أخرج لنا الشيخ أبَّاه -حفظه اهلل -من مكتبته صورة النسخة
التي يُحفظ أصلُها في الخزانة الحسنية بالرباط تحت رقم ( ،)534فاعتمدناها ،وقابلنا
حيث تُح َفظ في
صورها من ُ
عليها ،وعلى نسخة تامة للكتاب -بجزأيه -وردتنا من ثقة َّ
مدينة ميونيخ بألمانيا الغربية ،إضافة إلى نسختَين واضحتَين متقنتَين للشطر األول من
الكتاب حصلنا على صورة إحداهما من مكتبة األزهر الشريف ،وعلى صورة ثانيتهما من
مكتبة أهل الشيخ سيديا ،وقد جلبها لنا وساهم في مقابلتها الشيخ الفاض ألحمد ولد
.محمد يحيى ،رئيس قسم المخطوطات في المعهد الموريتاني للبحث العلمي
حصلت عليه من نُ َسخ «التنبيهات» توفَّرت لي آلة العمل وأدواته،
ُ وبمجموع ما
فشرعت فيه مستعيناً باهلل تعالى ،ومتكئاً على يد العون التي بذلها لي إخواني وأعواني
ُ
العاملون في مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث بفروعه في مصر والمغرب
.وموريتانيا
ولم يكن األمر سهالً ،بل كان في غاية الصعوبة بسبب ضيق الوقت وكثرة اإلشكاالت
التي ظهرت في النسخ الخطية بين سقط وطمس وفوارق جوهرية في النصوص
الليالي ذوات العدد ،وتطلب – لرفع ما فيه
َ واأللفاظ ،ربَّما أغلِق علينا في ِّ
حل بعضها
من إشكال – سؤال ذوي الخبرة والفقه والدين ،أو الغوص في أعماق ما لم يطوه
.النسيان ،أو يغيِّبه اإلهمال من كتب المذهب
كتاب للقاضي عياض – لكونه من تصنيف القاضي عياض وحسب - وإن تحقيق ٍ هذاَّ ،
إن من حق شيخ المحققين االلتزام بالقواعد التي وضعها بنفسهأمر في غاية الصعوبة؛ إذ َّ
ٌ
والعمل بمقتضاها في مؤلَّفاته قبل
ِ للتحقيق ،خاصة وأنَّه َ :سبَق إلى وضع هذه القواعد،
.قرون طويلة من ظهور حركة التحقيق على أيدي المستشرقين في عصر الطباعة
أصل القاضي :لتحقيق النصوص بغاية اإلبداع في كتابه «اإللماع» ،حيث تناول
فقد َّ
هذا الفن من كافة الجوانب ،فروى في أهمية المقابلة عن هشام بن عروة بن الزبير
: قوله
أكتبت؟
َ قال لي أبي:
.قلت :نعم
أقابلت؟
َ قال:
.قلت :ال
يابنَ َّي
.قال :لم تكتب ُ
«أما مقابلة النسخة بأصل السماع
وفصل :القول في المقابلة بين نُ َسخ الكتاب ،فقالَّ :
َّ
ومعارضتها به فمتعينة البد منها ،وال يحل للمسلم التَّقي الرواية ما لم يقابل بأصل
شيخه ،أو نسخة تحقق ووثق بمقابلتها باألصل ،وتكون مقابلته لذلك مع الثقة
».المأمون
وفيما جرى عليه عملنا اليوم نُقدِّم على مقابلة النسخة بغيرها مطابقة ما تمت كتابته مع
ٍ
مرحلة نسميها بمرحلة المطابقة ،وعن هذه المرحلة ب منه ،في ِ
نفس المصدر الذي ُكت َ
يسم ها مرحلة المطابقة كما نسميها نحن -فيقول« :فليقابل يؤكد عياض -وإن لم ِّ
نسخته من األصل بنفسه حرفاً حرفاً ،حتى يكون على ثقة ويقين من معارضتها به،
ومطابقتها له ،وال ينخدع في االعتماد على نسخ الثقة العارف دون مقابلة ،وال على
نسخ نفسه بيده ،ما لم يقابل ويصحح ،فإن الفكر يذهب ،والقلب يسهو ،والنظر يزيغ،
».والقلم يطغى
وقد ألفينا في كالم القاضي عياض في ضبط النصوص والعناية بها رأياً سديداً ،وهدياً
رشيداً ،فعضضنا عليه بالنواجذ ،واعتمدناه في تحقيق «تنبيهاته» وغيرها مما عنينا
.بتحقيقه
ومن التحديث بنعم اهلل تعالى وفضله علينا اإلشارةُ إلى أن خبرتنا المتراكمة في تحقيق
تراث المذهب المالكي أتاحت لنا الوصول -مباشر ًة -إلى مصادر ومراجع لم ُيتَح
لغيرنا الوصول إليها إال بوسائط ال تخلو من أخطاء في الطباعة وقصور في الضبط ،ومن
كمختصري ابن عبد الحكم الكبير والصغير ،وأحكام
َ تلك الكتب ما ليس عند غيرنا؛
ابن حبيب ،والزاهي البن شعبان ،واختصار ابن أبي زيد للمدونة ،وتبصرة أبي الحسن
اللخمي ،وجامع ابن يونس الصقلي ،وهذه كلها مما وفقنا اهلل لتحقيقها؛ فمنها ما تم
طبعه ،ومنها ما تجري وما تُنتَظَر طباعته ،وهي من عيون مصنَّفات المذهب وأمهات كتبه
».ودواوينه المتقدمة – في التأليف – على «التنبيهات
ومن الدواوين -المتأخرة عن «التنبيهات» -والتي انفردنا بحيازتها والعمل على
تحقيقها ،وأفدنا منها في تحقيق «التنبيهات» ومن «التنبيهات» في تحقيقها تقيي ُد أبي
الحسن الزرويلي على تهذيب البراذعي للمدونة ،والمختصر الفقهي الكبير ،البن عرفة
ب أخرى نسأل اهلل التوفيق
الورغمي ،وتكميل التقييد ،البن غازي المكناسي ،وكتُ ٌ
.والسداد إلتمام العمل فيها ونشرها
َّ
المحقق للتنبيهات وجرياً على عادة أهل التحقيق نقدِّم -فيما يلي -بين يدي النص
:تعريفاً بعملنا في تحقيقها وما اعتمدناه من نسخها فنقول والهلل التوفيق
اعتمدنا في تحقيق «التنبيهات» على سبع نسخ خطية -من بينها نسختان كاملتان -
.فيما يلي وص ُفها على سبيل اإليجاز
:النسخة األولى ،المرموز لها بالرمز (ح) *
يحفظ أصلُها تحت رقم ( )534في الخزانة الحسنيَّة بالقصر الملكي العامر في الرباط،
وهي نسخة قريبة من التمام تشمل جميع كتب «التنبيهات» ،إال ما سقط من لوحات في
مواضع متأخرة منها ،وتقع في مائتي لوحة ولوحة من القطع الكبير ،في كل منها اثنان
وثالثون سطراً في الغالب ،عدد كلمات السطر الواحد منها في المتوسط سبع عشرة
طمس
ٌ كلمة ،وخطها مغربي مقروء بصعوبة في بعض المواضع ،وفي كثير من صفحاتها
نصه« :نجزت النسخة بحمد اهلل وحسن وبياضات متكررة ،وفي ختامها يقول الناسخ ما ُّ
ٌ
عونه ...وكان فراغ الناسخ منه في أواسط قعدة عام ستة وثمانين ومائتين وألف ،وهو
».الفقيه الخيِّر السيد محمد بن الفقيه المرحوم السيد الهادي ...الصنهاجي
:النسخة الثانية ،المرموز لها بالرمز (ر* )1
يحفظ أصلُها تحت رقم ( )331في خزانة سيدي حمزة بن أبي سالم العياشي الواقعة
في إقليم الرشيدية بالمملكة المغربية ،وهي للشطر األول من كتاب «التنبيهات» ،وعلى
نصه« :السفر األول من كتاب التنبيهات المستنبطة على ُكتُب المدونة
غالفها األول ما ُّ
والمختلطة وتقييد مهمالتها ،وشرح غريب كلماتها ،وبيان اختالف رواياتها ،وإصالح
الوهم والغلط الواقع في بعض رواياتها ،تأليف القاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن
عياض اليحصبي ط» ،ويليه ما نصه« :ملكه أبو عبد اهلل بن محمد بن عبد اهلل بن عبد
».الجليل األموي ثم التنسي ثم التلمساني -لطف اهلل به
تقع هذه النسخة في ( )176لوحة ،في كل منها ثالث وعشرون سطراً في الغالب ،عدد
كلمات السطر الواحد منها في المتوسط ست عشرة كلمة ،وخطها مغربي جميل
نصه« :تم السفر
واضح ،وتتخللها بعض الخروم في أثنائها ،وفي ختامها يقول الناسخ ما ُّ
األول من التنبيهات المستنبطة على المدونة ،والحمد هلل رب العالمين يوم األربعاء
الخامس من شهر ربيع األول من عام ثالثة وخمسين وستمائة ،والحمد هلل وحده ،على
يد العبد الفقير إلى رحمة ربِّه أحمد ابن سعيد بن أحمد األنصاري بمدينة فاس -حرسها
».اهلل
: النسخة الثالثة ،المرموز لها بالرمز (ر* )2
يحفظ أصلُها تحت رقم ( )102في خزانة سيدي حمزة بن أبي سالم العياشي الواقعة
في إقليم الرشيدية بالمملكة المغربية ،وهي للشطر الثاني من كتاب «التنبيهات» ،وعلى
نصه« :السفر الثاني من كتاب التنبيهات المستنبطة على ُكتُب المدونة
غالفها األول ما ُّ
والمختلطة ،وتقييد مهمالتها ،وشرح غريب كلماتها ،وبيان اختالف رواياتها ،وإصالح
الغلط الواقع من بعض رواتها ،تأليف الفقيه القاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن
عياض اليحصبي -رضي اهلل عنه وغفر له» ويليه برنامج محتويات هذا السفر كتاباً
كتاباً «من بيوع اآلجال إلى كتاب الديات» ،وبأسفله ما نصه« :تملكه بالشراء الصحيح
عبيد اهلل سبحانه محمد بن محمد عُرف بـ ...المديوني -لطف اهلل به بمنه وكرمه
».وبجميع المسلمين
تقع هذه النسخة في ( )150لوحة ،في كل منها ثالث وعشرون سطراً في الغالب ،عدد
كلمات السطر الواحد منها في المتوسط سبع عشرة كلمة ،وخطها مغربي واضح ال
يعرف تاريخ نسخه ،وفي ختامها سقط ،حيث ينتهي القدر الموجود منها بقول المؤلف
في أول كتاب الجنايات« :واعلم أن العبيد -عندنا -في القصاص فيما بينهم،
ذكورهم وإناثهم ،كأحكام األحرار فيما بينهم ،كانوا لمالك واحد أو لمالك مختلفين،
».وقد نبه في المدونة في كتاب الرجم على خالف فيه لبعض
:النسخة الرابعة ،المرموز لها بالرمز (ز) *
يحفظ أصلُها تحت رقم ( )95392في مكتبة الجامع األزهر الشريف بالقاهرة
المحروسة ،وهي للشطر األول من كتاب «التنبيهات» ،وقد ذهب البتر في أولها
باللوحتين األوليين منها ،ويبدأ القدر المتوفر بقول المؤلف « ::المسألة األولى ،وأما
على ظاهرها في الطعام فال معنى للباء ،والغَ َمر -بفتح الغين المعجمة وفتح الميم -هو:
».الودك
َ
تقع هذه النسخة في ( )137لوحة ،في كل منها واح ٌد وثالثون سطراً في الغالب ،عدد
كلمات السطر الواحد منها في المتوسط خمس عشرة كلمة ،وخطها مغربي حديث ال
يعرف تاريخ نسخه ،وفي ختامها سقط ،حيث ينتهي القدر الموجود منها بقول المؤلف
في كتاب السلم األول« :وقوله :إن كان يحصده وال يؤخره فال بأس ،فهذا يدل أنه
».معين إال أن يريد
تقع هذه النسخة في ( )164لوحة ،في كل منها ثالث وعشرون سطراً في الغالب ،عدد
مغربي جيد،
ٌ كلمات السطر الواحد منها في المتوسط خمس عشرة كلمة ،وخطها
نصه:
وتتخللها مواضع مطموسة في أطراف لوحاتها ،وفي ختامها يقول الناسخ ما ُّ
«كمل السفر األول من كتاب التنبيهات المستنبطة على كتب المدونة والمختلطة،
والحمد هلل رب العالمين ،وصلواته على سيدنا محمد خاتم النبيِّين ،وسالمه عليه
».كثيراً
نصه« :هذا الجزء األول من التنبيهات قد ملَّكه
وفي ذيل هذه النسخة تمليك جاء فيه ما ُّ
سيدي ابن المختار بن الطيب ،كان اهلل للجميع بمنِّه وكرمه ولياً ونصيراً.
ّ اهلل تعالى عب َده
».آمين
: النسخة السابعة ،المرموز لها بالرمز (ش* )2
يحفظ أصلها في مكتبة الشيخ محمد فال (أبَّاه) بن عبد اهلل بمحظرة النباغية في
الجمهورية اإلسالمية الموريتانية ،وهي مما حبَّسه الشيخ العالمة محمد عبدالرحمن بن
مغربي واضح في الغالب،
ٍّ السالك العلوي ،:وتقع في مائة لوحة ولوحتين ،مكتوبة بخط
كل لوحة من لوحاتها ثمان وعشرون سطراً في المتوسط ،وعدد كلمات السطر وفي ٍّ
الواحد يتراوح بين اثنتي عشرة وخمس عشرة كلمة ،ومع أنَّها تبدأ ببداية الشطر األول
من الكتاب ،فقد وقع اضطراب بعد اللوحة األولى منها؛ حيث اختلطت أوراقها
واضطرب ترتيبها ،وكثر فيها الطمس والتأثر بعاديات الزمن ،ثم عاد فاستقام حالُها عند
قول المؤلف - :في مسألة الصالة على السقط -من كتاب «الجنائز» :وقال َسحنون:
(إنما تترك الصالة عليهم أدبا لهم ،فإن خيف أن يضيعوا غسلوا ،ويصلي عليهم من
حضرهم أو أولياؤهم) ،كما قال في اللصوص بعد هذا ,وقد قال نحوه غير واحد من
».أئمتنا
وينتهي هذا السفر بنهاية كتاب «البيوع الفاسدة» ،حيث ختمه الناسخ :بقوله« :تم
السفر األول من كتاب التنبيهات .انتهى على يد كاتبه لشيخه وابن عمه بابا بن أحمد
والكاتب محمد سالم بن أحمد فال بن األمين ابن عثمان العلوي
ُ ».بيب،
وفيما يلي نبيِّن أهم معالم
عملنا ومنهجنا في تحقيق الكتاب
ض ْبطَه اتقاناً ،ومن
التزمنا في تحقيق «التنبيهات» أموراً نرجو أن تزيد تحقي َقه رصانةً ،و َ
:ذلك
أثبتنا عنوان الكتاب على ما توافق عليه أكثر المترجمين للقاضي عياض ،:وما -
أكثر النسخ ،ومنها نسخة ميونيخ ،ونسختا الخزانة الحمزيَّة ،ونسخة تواطأت عليه ُ
ببوتلميت بشنقيط؛ فكان كما أثبتناه على الغالف( :التنبيهات المستنبطة على ُكتُ ِ
.المدونة والمختلطة)
عرفنا فيها بمدونة سحنون الكبرى ،وتنبيهات - َّ
قدمنا بين يدي الكتاب مقدمةً تحقيقيَّةً َّ
عياض المستنبطة ،وختمناها بالتعريف بمنهجنا وعملنا في التحقيق بعد التعريف بما
اعتمدناه من النسخ الخطيَّة للكتاب ،ولم نفرد في المقدمة ترجمة للقاضي عياض؛ ألن
َعلَميَّتة محل إجماع ،وسيرته العطرة تمأل األصقاع ،وترجمته – لمن أرادها – وافرة في
.المطبوعات والمخطوطات والرقاع
ُّسخ التي وقفنا -
أتم الن َ نسخنا الكتاب من نسخة ميونيخَّ ،
وقدمناها على غيرها؛ لكونها َّ
ثم طابقنا ما تم نسخه على األصل المنسوخ منه ،وبعد ذلك قابلنا الكتاب بتمامه
عليهاَّ ،
ُّسخ الناقصة للكتاب؛ وهي نسخة المكتبة
على نسخة الخزانة الحسنيَّة ،ثم على الن َ
األو ل ،ونظيرتها التي يحفظ أصلها في خزانة الشيخ سيديا ،ونسختا
األزهرية لجزئه َّ
خزانة سيدي حمزة في الرشيدية –وهما لجزأيه – وأخيراً على النسخة التي حبَّ َسها
.العالمة محمد عبد الرحمن بن السالك على محظرة النبَّاغية بشنقيط
اعتمدنا في ضبط متن الكتاب منهج النص المختار ،فاخترنا مما اختلفت فيه النسخ -
أرج ح من غيره ،وأقرب إلى مراد المؤلف ،:وأثبتنا في الحواشي السفليَّة ما
ما بدا لنا َ
ُّسخ ،وضربنا صفحاً عن كثير
الوقوف عليه من اختالف عبارات وألفاظ الن َ
ُ القارئ
َ يفيد
.من الفوارق التي ال تؤثر في المعنى ،وال ِّ
تعكر على سياق الكالم
نظراً ألن اإلشارة إلى المؤلف :اختلفت من نسخة إلى أخرى ،وقد تختلف في -
النسخة الواحدة فتارة يشار إليه بـ (القاضي) وتارة بـ (المؤلف) ،وفي بعض األحيان يرمز
له بـ (ض)؛ وخروجاً من هذا الخالف الذي ال يؤثر في المعنى اعتمدنا اإلشارة إليه بـ
(.القاضي) في الكتاب كامالً دون اإلشارة إلى فوارق النسخ في هذا الشأن
نظراً لالختالف في ترتيب الكتب بين النسخ ،اعتمدنا ترتيب النسخة األتم ،وهي -
.نسخة ميونيخ ،ولم نشر إلى ما يخالفها في الترتيب تقديماً أو تأخيراً
أثبتنا أرقام لوحات المخطوط اعتماداً على نسخة ميونيخ المرموز لها بالرمز (م) -
وأشرنا إلى أوجه اللوحات بالحرف (أ) مسبوقاً برقم اللوحة ،وإلى ظهورها بالحرف
(.ب) مسبوقاً برقم اللوحة ،وبينهما خط مائل
الكتاب -
َ النساخ لما نسخوه؛ الختالفهم فيه كثيراً ،فبعضهم يقسم
لم نشر إلى تجزئة َّ
إلى أسفار وبعضهم يقسمه إلى أجزاء ،وبعضهم يزيد في عدد األسفار أو األجزاء
.وبعضهم ينقص ،وقد استعضنا عن ذلك بتقسيم الكتاب إلى أجزاء متقاربة في الحجم
لم نشر إلى ما يتصدر صفحات بعض النسخ -وخاصة عند بدايات الكتب -من -
النساخ تكرار البسملة والصالة والسالم على النبي غ ،وكذلك ما تُختم به
إضافات َّ
.الكتب من مثل ذلك
التزمنا قواعد الرسم اإلمالئي المعاصر وحلَّينا النص بما يُحتاج إليه من عالمات -
.الوقف والترقيم ،وضبطنا بالشكل ما قد ي ِ
شكل من ألفاظه وعباراتهُ
كتابة اآليات القرآنية وأجزائها بالخط العثماني ،وعزوها إلى مواضعها في كتاب اهلل -
تعالى بذكر اسم السورة ورقم اآلية التي وردت فيها ،بدءاً بالسورة ضمن معكوفتين،
وجعلنا ذلك عقب ذكر اآلية مباشرةً ،وليس في الحواشي
.هكذا[ :السورة :رقم اآلية]َ ،
خر جنا جميع األحاديث الواردة التي أوردها المؤلف في النص ،أو أحال عليها أو -
ّ
وسقنا أدلةً لما أغفل المؤلف ذكر دليله بقدر المستطاع،
ص َهاُ ،
أشار إليها دون إيراد نَ ِّ
: وخر ْجنا ذلك كله من دواوين السنة المعتمدة مع التزام ما يلي في التخريج
َّ
أ -إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما ،فال نتوسع في تخريجه ،ونكف عن
اكتفاء بما تفيد رواية أحد الشيخين له من الجزم بصحته
ً .بيان درجته،
فنخرجه من غيرهما من دواوين
أي من الصحيحين ّ
ب -إذا لم يكن الحديث في ٍّ
المحدثين المعتبرة بتقديم السنن األربعة ،ثم بقية المصادر مرتبةً حسب األقدم تصنيفاً،
المتكلَّم فيهم ،وعلله
ونورد كالم العلماء فيه ،مع التفصيل في بيان حال رجال اإلسناد ُ
المتقدِّمين، إن ُوجدت ،وتوثيق ذلك كلِّه ،وما أنا في الحكم على الحديث إالَّ ٌ
ناقل عن ُ
المتأخِّرين
ستأنس بآراء ُ
ٌ .أو ُم
ج -أثناء العزو إلى الكتب الستة نذكر الكتاب والباب الذي ورد فيه الحديث ،مع ما
يسهل الرجوع إليه من رقم الحديث التسلسلي ،أو رقم الجزء والصفحة ،أو جميع ما
.تقدم
د -عند عزو الحديث أو األثر إلى غير الكتب الستة نكف عن ذكر اسم الكتاب
اكتفاء باإلشارة إلى موضع النص بالجزء والصفحة أو الرقم التسلسلي أو هما
ً والباب
.معاً
وخاصة أعالم المذهب المالكي؛ -
َّ عرفنا بأكثر األعالم المذكورين في الكتاب،
َّ
لكونهم المقصودين أصالةً في الكتاب بضبط أسمائهم وألقابهمِ ،
وذكر بعض أخبارهم
.وآثارهم ،ووثَّقنا التراجم باإلحالة إلى كتب الطبقات وأعالم المذهب
عزونا أغلب النُّقول واألقوال التي أوردها القاضي في «تنبيهاته» إلى مصادرها- ،
وأكثرها -كما أسلفنا -ال يسهل
ُ بالرجوع إلى المصنَّفات المخطوطة والمطبوعة،
كثير من
ظل -إلى عهد قريب ٌ -
حيث َّ
الوصول إليه من الحريصين ،فضالً عن غيرهمُ ،
أمهات ومصادر الفقه المالكي -وبعضها ال يزال -مفقوداً يتعذر الوقوف عليها
مخطوطاً ومطبوعاً ،حتى وفقنا اهلل الستخراج َدفينِه من َمعينِه ،والعمل على تحقيقه
وطباعته ونشره ،كما هو الحال بالنسبة لتبصرة اللخمي ،وجامع ابن يونس ،واختصار
وكثير
ٌ ابن أبي زيد ،وزاهي ابن شعبان ،ومختصر ابن عبد الحكم ،وأحكام ابن حبيب،
.غيرها
ُ
نظراً للعالقة الوثيقة بين «تنبيهات» عياض و«مدونة» سحنون -رحمهما اهلل - -
ولتوقف اإلفادة من التنبيهات على الوقوف على المواطن التي يراد التنبيه عليها في
المدونة ،ولما يعتري المدونة في طبعاتها المنشورة من خالف وفوارق وسقط ،فقد
حرصنا على توثيق ألفاظها ونصوصها من الطبعات الثالث التي ِ
يرجع إليها طالب العلم
عادة؛ وهي ما نشرته دار صادر مصوراً عن طبعة مكتبة السعادة بمصر ،وطبعة دار
الكتب العلمية ،وطبعة اإلمارات التي نشرت على نفقة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،
وأعقبنا العزو إلى هذه الطبعات جميعاً بتوثيق النصوص من تهذيب البراذعي ،كما في
:المثال التالي
قال عياض في «التنبيهات» :ومعنى([ :هل وقَّ َ
ت مالك في الوضوء؟)]؛ أي :هل قدر
فيه مالك عدداً يقتصر عليه ويوقَف عنده؟
قل أو كثُر- ،
خالف؛ َّ
ٌ أثبتنا ألفاظ المدونة في هوامش «التنبيهات» حيثما وقع بينهما
كما أوردنا النصوص بتمامها في حال اختصار القاضي عياض لها ،أو اقتصاره على بعض
ألفاظها ،كلما اقتضى المقام إيرادها بتمامها لفهم المقصود منها في موضعه ،كما في
:المثال التالي
قال عياض في «التنبيهات»([ :قول سحنون :وقد كان أجاز أن يجمع الرجالن
.سلعتيهما فيبيعانهما جميعاً ،وقال أَ ْش َهب :ذلك جائز)]
عياض في كتابه ،بوضع نصوصها ضمن -
ٌ مما نقله
المدونة عن غيرها َّ
نصوص َّ
َ ميَّزنا
معكوفات بداخلها أقواس ،كهذه [(مسألة)] ،وهو ما لم نفعله مع نقول عياض من غير
.المدونة
َّ
ض ِ
بط وتراجم األعالم ،وشرح غريب األلفاظ - ألحقنا بالكتاب ُزب َدة ما جاء فيه من َ
عنصري الضبط وحل المشكالت
َ والمصطلحات ،والتعريف باألماكن والمواضع؛ ألن
هامتين من دعائم الكتاب ،وعلى صنيع عياض فيهما اعتماد
يشكالن -معاً -دعامتين َّ
.المتأخرين عنه ،ونقلهم منه
ذيَّلنا الكتاب ٍ
بثبت بمراجع التحقيق ومصادر التوثيق التي رجعنا إليها أثناء العمل- ،
وأردفناها بفهارس تقريبية لآليات ،واألحاديث ،واآلثار ،واألعالم ،والمواضع ،وغريب
.األلفاظ ،والمواضيع ،ثم فهرس الفهارس
هذا ،واهلل نسأل أن يوفِّقنا َ
لخيري القول والعمل ،وأن يعصمنا من الفتنة والضاللة
.والزلل ،وأن يختم لنا بالصالحات عند بلوغ األجل
.والحمد هلل الذي بحمده تتم الصالحات
دبلن (أيرلندا)
.في التاسع من رجب 1432هـ
.الموافق للعاشر من حزيران (يونيو) 2011م
#7
14-01-12, 08:58 PM
العلوي
وفقه هللا
رد :بحث مختصر " الكتب المعتمدة في الفقه المالكي" خالل أطواره الثالث
االخ العز يز السالم عليكم الرجاء مسعدتي في العثور على أمكن الكتب التالية سواء
كانت مطبوعة أو مخطوطات
نوازل ابن عرضون1-
االستغناء البن عبد الغفور2-
المقنع البن بطال ت 3-402
المغرب البن أبي زمنين4-
وثائق محمد بن أحمد الباجي5-
وثائق ابن الهندي6-
أحكام ابن زياد7-
ولكم جميا االمتنان
مدخل
الم ذهب الم الكي أح د الم ذاهب اإلس المية الس نية األربع ة ،وال ذي يعت بره الس لفيون أص ال من
أصولهم الفقية واعتمد فيه اإلمام مالك على أفكار فقهاء أهل المدينة في األصول التي بنى عليها
اجتهاده ،واتخذت بعده أساسا لمذهبه واألدلة التي اعتمدها علماء المدينة في عمومها ،باإلضافة
اء على قواع ده
إلى المس ائل االجتهادي ة ال تي أقره ا اإلم ام مال ك وم ا ذهب إلي ه أتباع ه فيه ا بن ً
وأصوله ،وأصبح عند متأخري أئمة المذهب ُيطلق على القول المعتمد الذي تجب ب ه الفت وى من
الخالف ،ثم تبلور مذهباً واضحاً ومستقاًّل في القرن الث اني الهج ري ،معتم دا على االهتم ام بعم ل
أهل المدينة ،ويمثل %35من إجمالي المسلمين .
النشأة
تأسس المذهب المالكي على يد مالك بن أنس ،في أوائل القرن الثاني الهجري ،وتطورت معالمه
على يد تالميذه من بعده ..صار له صيت شائع حتى إن المنصور ق ال ل ه يوم اً« :أنت واهلل أعلم
الن اس وأعقلهم ،لئن بقيت ألكتبن قول ك كم ا تكتب المص احف ،وألبعثن ب ه إلى اآلف اق ف أحملهم
عليه".
اعتمد اإلمام مالك على أفكار فقهاء أهل المدين ة في األص ول ال تي ب نى عليه ا اجته اده ،واتخ ذت
بع ده أساس ا لمذهب ه واألدل ة ال تي اعتم دها علم اء المدين ة في عمومه اً هي نفس األدل ة ال تي
اعتمدها غيرهم من أهل السنة والجماعة؛ هي الكتاب والسنة واإلجماع والقي اس .وإ نم ا اختلف وا
عن غيرهم من أهل الرأي في مدى االعتماد على الحديث ،وشروط قبوله والعمل ب ه ،ثم اللج وء
إلى القياس ومتى يكون حجة .وتميز المذهب المالكي باالعتماد على عمل أهل المدينة.
وك ان لإلم ام مال ك منهج في االس تنباط الفقهي لم يدون ه كم ا دون بعض مناهج ه في الرواي ة،
ولكن مع ذلك ص رح بكالم ق د يس تفاد من ه بعض +منهاج ه ،فق د ألمح إلى ذل ك وه و يتح دث عن
كتابه "الموطأ"" :فيه حديث رسول اهلل وقول الصحابة والتابعين ورأيي ،وقد تكلمت برأيي ،وعلى
االجتهاد ،وعلى ما أدركت عليه أهل العلم ببلدنا ،ولم أخرج من جملتهم إلى غيره".
فه ذه العب ارة من اإلم ام تش ير إلى بعض األص ول ال تي اس تند إليه ا في اجتهادات ه واس تنباطاته
الفقهية وهي :السنة ،وقول الصحابة ،وقول التابعين ،والرأي واالجتهاد ،ثم عمل أهل المدينة.
ولق د ص نع فقه اء الم ذهب الم الكي في فق ه مال ك م ا ص نعه فقه اء الم ذهب الحنفي ،فج اءوا إلى
الف روع وتتبعوه ا ،واس تخرجوا منه ا م ا يص ح أن يك ون أص وال ق ام عليه ا االس تنباط في م ذهب
مال ك ،ودون وا تل ك األص ول ال تي اس تنبطوها على أنه ا أص ول مال ك ،فيقول ون مثال :ك ان يأخ ذ
بمفهوم المخالفة ،أو بفحوى الخطاب ،أو بظاهر القرآن .كما نجدهم يقولون في كل قاعدة" :رأي
مالك فيها كذا" ..وليس ذلك ما أخذوه من جملة الفروع ..ومن مجموع تلك اآلراء تتكون أص ول
الم ذهب الم الكي ال تي ق امت عليه ا أص ول المالكي ة ،وال تي ق ام عليه ا التخ ريج من المتق دمين
والمتأخرين في ذلك المذهب.
ولعل أدق إحصاء ألصول المذهب المالكي هو ما ذكره "القرافي" في كتابه "ش رح تنقيح الفص ول"
حيث ذكر أن أصول المذهب هي الق رآن والس نة واإلجم اع وإ جم اع أه ل المدين ة والقي اس وق ول
الصحابي والمصلحة المرسلة والعرف والعادات وسد الذرائع واالستصحاب واالستحسان.
األصول النقلية
-1القرآن
يلتقي اإلمام مع جميع األئمة المسلمين في كون كت اب اهلل ع ز وج ل ه و أص ل األص ول ،وال أح د
أنزع منه إليه ،يستدل بنصه ،وبظاهره ويعتبر السنة تبيانا له.
-2السنة النبوية
أم ا الس نة ومفهومه ا عن د اإلم ام مال ك فط بيعي أن يس ير في فهمه ا على م ا س ار علي ه الس لف
وعامة المحدثين الذين كان من أئمتهم وأقطابهم ،غير أنه ربما عمم في السنة لتش مل م ا يع رف
عند علماء الحديث بالمأثور .وهو بهذا المعنى يعطي لعمل أهل المدينة وإ جماعهم مكانة خاص ة،
ويجعل من قبيل الس نة ك ذلك فت اوى الص حابة ،وفت اوى كب ار الت ابعين اآلخ ذين عنهم ،كس عيد بن
المسيب ،ومحمد بن شهاب الزه ري ،ون افع ،ومن في طبقتهم وم رتبتهم العلمي ة ،كبقي ة الفقه اء
السبعة.
-3عمل أهل المدينة
وقس م اإلم ام
من األص ول ال تي انف رد به ا مال ك واعتبره ا من مص ادر فق ه األحك ام والفت اوىّ .
الباجي عمل أهل المدينة إلى قسمين :
قسم طريقه النقل الذي يحمل معنى التواتر كمسألة األذان ،ومسألة الص اع ،وت رك إخ راج الزك اة
من الخضروات ،وغير ذلك من المسائل ال تي طريقه ا النق ل ،واتص ل العم ل به ا في المدين ة على
وجه ال يخفى مثله ،ونقل نقال يحج ويقطع العذر .
والقسم الثاني :نقل من طريق اآلحاد ،أو ما أدركوه باالستنباط واالجتهاد ،وه ذا ال ف رق في ه بين
علماء المدينة ،وعلماء غيرهم من أن المصير منه إلى ما عضده الدليل والترجيح .ولذلك خ الف
مالك في مسائل عدة أقوال أهل المدينة.
-4اإلجماع
لع ل مال ًك ا أك ثر األئم ة األربع ة ذك را لإلجم اع واحتجاج ا ب ه ،والموط أ خ ير ش اهد على ذل ك .أم ا
مدلول كلمة اإلجماع عنده فقد قال" :وما كان فيه األمر المجتم ع علي ه فه و م ا اجتم ع علي ه أه ل
الفقه والعلم ولم يختلفوا فيه".
-5شرع من قبلنا
ذهب مالك إلى أن شرع من قبلنا شرع لنا.
األصول العقلية
األصول العقلية
ك ان لإلم ام مال ك منهج اجته ادي متم يز يختل ف عن منهج الفقه اء اآلخ رين ،وه و وإ ن ك ان
يمثل مدرسة الحديث في المدينة ويقود تياره ا ،فق د ك ان يأخ ذ ب الرأي ويعتم د علي ه ،وأحيان ا
يتوس ع في ال رأي أك ثر مم ا توس ع في ه فقه اء ال رأي في الع راق ،كاس تعماله ال رأي والقي اس
فيما اتضح معناه من الحدود والكفارات مما لم يقل به علماء المذهب الحنفي .
ومن األصول العقلية المعتمدة في المذهب المالكي:
-1القياس
يعت بر القي اس على األحك ام ال واردة في الكت اب المحكم والس نة المعم ول به ا ،طبق ا للمنهج ال ذي
قاس عليه علماء التابعين من قبله.
-2االستحسان
لقد اشتهر على ألسنة فقهاء المذهب المالكي قولهم" :ترك القياس واألخذ بما ه و أرف ق بالن اس"
إشارة إلى أصل االستحسان؛ ألن االستحس ان في الم ذهب الم الكي ك ان ل دفع الح رج الناش ئ عن
اطراد القياس ،أي أن معنى االستحسان طلب األحسن لالتباع.
رسلة
الم َ
-3المصالح ُ
نص ا .فالمص الح المرس لة
رس لة ،ومن ش رطها أال تع ارض ًّالم َ
من أص ول م ذهب مال ك المص الح ُ
التي ال تشهد لها أصول عام ة وقواع د كلي ة منث ورة ض من الش ريعة ،بحيث تمث ل ه ذه المص لحة
الخاصة واحدة من جزئيات هذه األصول والقواعد العامة.
-4سد الذرائع
ه ذا أص ل من األص ول ال تي أك ثر مال ك االعتم اد علي ه في اجته اده الفقهي ،ومعن اه المن ع من
ال ذرائع ،أي المس ألة ال تي ظاهره ا اإلباح ة ويتوص ل به ا إلى فع ل ممن وع ،أي أن حقيق ة س د
الذرائع التوسل بما هو مصلحة إلى مفسدة..
-5العرف والعادة
إن العرف أصل من أصول االستنباط عند مالك ،وقد انبنت علي ه أحك ام كث يرة؛ ألن ه في كث ير من
األحيان يتفق مع المصلحة ،والمصلحة أصل بال نزاع في المذهب المالكي.
-6االستصحاب
كان مالك يأخذ باالستصحاب كحجة ،ومؤدى هذا األصل هو بقاء الحال على م ا ك ان ،ح تى يق وم
يغيره.
دليل ّ
-7قاعدة مراعاة الخالف
من بين األص ول ال تي اختل ف المالكي ة بش أنها "قاع دة مراع اة الخالف" ،فمنهم من ع دها من
األص ول ومنهم من أنكره ا .ومعناه ا "إعم ال دلي ل في الزم م دلول ال ذي أعم ل في نقيض ه دلي ل
آخر" .ومثاله :إعمال المجتهد دليل خصمه القائل بع دم فس خ نك اح الش غار في الزم مدلول ه ال ذي
ه و ثب وت اإلرث بين ال زوجين الم تزوجين بالش غار فيم ا إذا م ات أح دهما .فالم دلول ه و ع دم
الفسخ وأعمل مالك في نقيضه وهو الفسخ دليل آخر .فمذهب مالك وجوب الفس خ وثب وت اإلرث
إذا مات أحدهما.
النظر المقاصدي في المذهب المالكي
إن اإلمام مالك عندما يطلق الرأي يعني به فقهه الذي يكون بعضه رأيا اختاره من مجم وع آراء
الت ابعين ،وبعض ه رأي ا ق د قاس ه على م ا علم ،ومن ثم ف إن ب اب أص ول فق ه ال رأي عن ده ه و م ا
عليه أهل المدينة وعلم الصحابة والت ابعين .ويمكن تلخيص ذل ك في قاع دة جلب المص الح ودرء
المفاسد التي عليها مدار مقاصد الش ريعة اإلس المية ،فه ذا ه و أس اس ال رأي عن ده مهم ا تع ددت
ضروبه واختلفت أس ماؤه ..إن أخص م ا امت از فق ه مال ك ه و رعاي ة المص لحة واعتباره ا ،له ذا
فهي عمدة فقه الرأي عنده اتخذها أصال لالستنباط مستقال.
مراحل تطور المذهب المالكى
التقسيم الثاني
وهو تقسيم المراحل إلى ثالث ،وأصحاب هذا التقسيم مختلفون في حد كل مرحلة:
المرحلة األولى
المرحل ة الس ابقة للف ترة الكالس يكية ،تمت د من الق رن الث اني الهج ري إلى الق رن الث الث الهج ري
وتقابل عهد األئمة المؤسس ين للفق ه ،وق د تم خالله ا التح ول من الم ذاهب المرتبط ة باالنتم اءات
اإلقليمي ة ،إلى الم ذاهب المرتبط ة باالنتم اءات الشخص ية كم ا ظه رت خالله ا بعض المؤلف ات
الفقهية ،منها "الموطأ" و"المدونة".
المرحلة الثانية
الفترة الكالسيكية :تمتد من القرن الرابع الهجري إلى الق رن الس ادس الهج ري ،وظه رت خالله ا
موس وعات فقهي ة دونت الق انون اإلس المي وتناولت ه بالش رح والتعلي ل؛ ومن تل ك المؤلف ات
"تلخيص الموط أ" البن ت ومرت و"المق دمات الممه دات" البن رش د ت 520و"الف روق" للق رافي ت
. 684
المرحلة الثالثة
ما بع د الف ترة الكالس يكية :تنطل ق من الق رن الس ابع الهج ري ،حيث اقتص ر العلم اء عموم ا على
التعليق على مؤلف ات الف ترة الس ابقة وش رحها ،ومن بين مؤلف ات تل ك الف ترة "الق وانين الفقهي ة"
البن ج زي الكل بي ت 741و"مختص ر خلي ل" ت 767وش رح الزرق اني ،والخرش ي ت 1101
وكتاب "منح الجليل" لمحمد عليش ت .1299
التقسيم الثالث
وهو تقسيم نجم الدين الهنتاتي صاحب كتاب المذهب المالكي بالغرب اإلسالمي وقسمها إلى :
-1دور بداية التأصيل
تميز هذا الدور بالجمع بين الفقه والحديث في إطار الموطأ.
-2دور التوسع
أي التوسع في تجميع فروع المذهب وتميز بت دوين أس معة األص حاب وأق والهم في مؤلف ات مث ل
الواضحة ،المستخرجة ،المدونة ،والنوادر والزيادات؛ تتسم هذه المؤلفات بالطول.
-3دور التبسيط واالختصار والشرح
وتميز بغلبة ظاهرة التقليد على التنظير.
التقسيم الرابع
وهو تقسيم عمر الجيدي والذي قسم المذهب المالكي إلى أربع مراحل:
-1مرحلة التأسيس
تميزت بتأصيل قواعد المذهب على يد صاحبه.
-2مرحلة التفريع
تمت د من نهاي ة الق رن الث اني الهج ري إلى منتص ف الق رن الث الث الهج ري ،وتم يزت بامت داد
المذهب ،وظهور ظاهرة التفريع ،وكذلك التدوين.
-3مرحلة التطبيق
تمتد من منتصف القرن الثالث الهجري إلى أواسط القرن الخ امس الهج ري ،وتم يزت بالمالءم ة
بين ما هو منصوص وما يتطلبه الوضع الجديد.
-4مرحلة التنقيح
تميزت بترجيح األقوال والنقد.
التقسيم الخامس
تقسيم البن عاشور وكان قد نسبه إليه نجم الدين الهنتاتي وقس م مراح ل تط ور الم ذهب الم الكي
إلى خمسة أدوار كالتالي :
الدور األول
دور التأصيل ،ويمتد من زمن مالك إلى منتصف القرن الرابع تقريبا.
الدور الثاني
مرادف لدور االجتهاد المقيد ،ويمتد إلى أوائل القرن الخامس.
الدور الثالث
يسميه دور التط بيق ،وفي ه وج د االجته اد في المس ائل الفقهي ة وتحقي ق الص ور الفرعي ة ،ويمت د
إلى أوائل القرن السادس.
الدور الرابع
دور ال ترجيح ،وفي ه ال ترجيح بين األق وال والتش هير أي تش هير بعض األق وال ،ك القول ب أن
المشهر في المذهب كذا ،وإ ن كذا ليس مشهورا ،واالختيار بين األقوال المتعارض ة والمتض اربة،
وه ذه المرحل ة هي ال تي ُوج د فيه ا جماع ة من العلم اء ال ذين ق اموا ب دور ال ترجيح والتش هير
واالختيار في القرن السادس وما بعده بقليل.
الدور الخامس
دور التقلي د ،حيث ُوج دت مختص رات كث ير من العلم اء ،في مق دمتها مختص ر العالم ة خلي ل بن
إسحاق الجندي.
صحوة في االنتشار
إبراهيم القادري بوتشيش
ش هد الم ذهب الم الكي ص حوة في االنتش ار من ذ بداي ة الق رن الث اني الهجـري "الث امن الميالدي"،
ويرج ع ال دكتور إب راهيم الق ادري بوتش يش ،أس تاذ التعليم الع الي بجامع ة مكن اس ه ذه الص حوة
ُ
وأبعادها والعوامل المحركة لها إلى ما يلي :
-1المد السني في المشرق اإلسالمي خالل القرن الخامس الميالدي .
-2الصحوة المالكية بالغرب اإلسالمي.
أ -حصيلة التراكم التاريخي لفترة ما قبل الصحوة.
ب -جهود أعالم المذهب المالكي األوائل.
ج -التفسير البيئي والحضاري.
د -إعجاب المغاربة بشخصية اإلمام مالك وتالمذته.
هـ -دور السلطة الحاكمة في الصحوة المالكية.
و -الدعاية والترويج للمذهب المالكي عن طريق التدريس والتأليف.
االزهر والمذهب المالكى
يعتبر األزهر أن المذهب المالكي أح د الم ذاهب األربع ة ال تي تق وم عليه ا عقي دة األزه ر الش ريف
التي هي عقيدة األشعري والماتريدي وفقه األئمة األربعة وتصوف اإلمام الجنيد.
وحسم اإلمام األكبر الدكتور أحمد الطيب هذا األم ر بالتأكي د على أن "عقي دة األزه ر الش ريف هي
عقيدة األشعري والماتريدي وفقه األئمة األربعة وتصوف اإلمام الجنيد.
وحذر من وجود مخطط الختطاف الفكر والمنهج األزهري الوس طي المعت دل ،ال ذي حاف ظ األزه ر
علي ه ألك ثر من أل ف ع ام ،وأن األزه ر الش ريف س يبقى أش عري الم ذهب ماتري دي العقي دة،
ومحافظ ا على الفك ر الص وفي الص حيح ال ذي ينتمي إلي ه عش رات من ش يوخ األزه ر على م دى
تاريخه.
واعت بر األزهـر على م دار تاريخ ه مالذا حص ينا للتفك ير ،ومج اال حي ا للتعب ير ،واحتض ن س ائر
االتجاهـات واحترم كل المذاهب ،من الشافعية والحنفيـة والحنابلة إلى جانب المالكية .
"رواق المغاربة"
هذا ويرتبط المذهب المالكي في األزهر الشريف بـ (رواق المغاربة) ،وك ان يق ع بالج انب الغ ربي
من ص حن الج امع األزه ر ،وه و ب اب على يمين ال داخل من الب اب الرئيس ي للج امع وه و ب اب
المزين يين ال ذي يلي ه ب اب داخلي ك ان يحم ل أحيان ا -على م ا يظهـر من كالم ص احب الخط ط
التوفيقيةـ اسم "باب المغاربة".
وكان (رواق المغاربة) هو العمدة والمرجـع فيما يحرر هن اك ح ول الفقـه الم الكي ،وك ان المرك ز
الـذي يسهـر على تكويـن األطـر الالزمـة لنشر المذهب المالكي في الغرب والشرق ،وكان يعد من
أقـدم وأهـم وأغنى األروقـة التي عرفهـا الجامع األزهر في تاريخه البعيد.
وك ان إنش اء (رواق للمغارب ة) في ج امع األزه ر من ذ أواس ط الق رن الث امن الهج ري ،أي ام المل ك
الناص ر حس ن بن محم د بن قالوون ،وعلى ي د ال وزير س عد ال دين بش ير وك انت األس ر المغربي ة
التي تعيش بمصر تخصيص جناح للطلبة والمش ايخ ال ذين يهتم ون بدراس ة الفق ه الم الكي ،وق ام
الملك األشرف أب و النص ر قايتب اي بتجدي د ال رواق عـام 881هـ ،وج دد أيض ا في عه د الخ ديوي
عباس حلمي الثاني عام 1310هجريا .
وك ان ال رواق المغ ربي يحت وي على مجموع ة قيمـة من الكتب ،بلغت في تقديـر بعض األس اتذة
زهاء ثمانمائة آالف مجلـد ،منها عـدد من نف ائس المخطوط ات ال تي تعالـج قض ايا الفقـه الم الكي
وفنون العلـم والتاريخ العـام والخ اص ،وك ان من طالب ه إلى ج انب ش يخ األزه ر الش يخ الخرش ي
المالكي ،الشيخ ابن عبد السالم الشرفي ،الشيخ علي السقاط ،الشيخ عبد الرحمن بن اني والش يخ
أحمد عبد السالم المصوري المغربي .
السلفية والمذهب المالكي
منه:
ليس ُ ْ ِ البدع وم َخ ِ
واإلح َداث في الدِّين ما َ السننالفة ُّ ُ من َ -السلفيَّة هي ال ُنفُور َ َّ 4
بدعة ،وإ ْن َكا َن ْت ِفي َخ ْي ٍر" رواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها ٍ "وقد كان مال ٌك َي ْكَرهُ ُك ُّل
ف ِ
هلل الـميقات ،فق ال" :ه ذا ُمخ ِال ٌ َح رم ِمن المدين ة وراء ِ
ََ َ سألت مال ًكا َع َّم ْن أ ْ َ َ
ُ قال سفيان بن عيينة:
معت قولَ ُه تع الى: ذاب األليم في اآلخ رة ،أم ا س َ ِ ِ ورس وِل ِه أ ْ
ش ى علي ه الفتْ َن ة في ال ّدنيا والع َ َخ َ ُ
بي ص لَّى اب أَِليم﴾ و ِم ْن أ َْم ِر َّ
الن ِّ ِ ِ ون ع ْن أَم ِر ِه أ ْ ِ ِ ﴿ َف ْل َي ْح َذ ِر الَِّذ َ
يب ُه ْم َع َذ ٌ ٌ
يب ُه ْم فتْ َن ٌة أ َْو ُيص َ
َن تُص َ ين ُي َخالفُ َ َ ْ
أن ي ِه َّل ِم َن ِ
الـميقاَت" ترتيب المدارك للقاضي عياض اهلل عليه وسلَّم ْ ُ
ال رس و ُل ص لَّى اهلل علي ه وس لَّم َك َذا ،فق َ
ال ال لَ ُه :ق َ وس أَلَ ُه عن مس ألة ،فق َ ٍ
ج اء رج ٌل إلى مال ك َ
يب ُه ْم ِ ِ ون ع ْن أَم ِر ِه أ ْ ِ ِ مال ٌكَ ﴿" :ف ْل َي ْح َذ ِر الَِّذ َ
ت ...ق ال ِ
يب ُه ْم فتْ َن ٌة أ َْو ُيص َ َن تُص َ ين ُي َخ الفُ َ َ ْ الر ُج ُل أََر ْأي َ
ّ
يم﴾" رواه أبو نعيم في حلية األولياء ()6/326 ع َذ ِ
اب أَل ٌ
َ ٌ
اهلل ص لَّى اهلل ول ِ أن رس َ س لَفُ َها فَقَ ْد َز َع َم َّ ُم ِة ً َ ِ
شيئا لَ ْم َي ُك ْن َعلَ ْيه َ ث في هذه األ َ أح َد َ
"م ْن ْ وقال مال ٌكَ :
ت لَ ُك ْم ِدي َن ُك ْم﴾ ،فَ َم ا لَ ْم َي ُك ْن َي ْو َم ِئ ٍذ ِدي َن ا الَألن اهلل تعالى يقو ُل ﴿ا ْل َي ْو َم أَ ْك َم ْل ُ ِّينَّ ،
ان الد َ عليه وسلَّم َخ َ
شاطبي اليو َم ِدي ًنا" االعتصام لل ّ ون ْ َي ُك َ
ذم الكالم ()869 روي في ّ األه َواء" رواه اله ّ ظ َهَر ْت ِفيهم ْ اآلثار في قَ ْوم ،إالَّ َ ُ وقال مال ٌك" :ما َقلَّت َ
والخطيب في الفقيه والمتفقه ()384
الس َّنة َف ْل ْيب ِش ْرَ ،من َم َ
ات ات َعلَى ُّ أنس يقو ُلَ ... " :من َم َ مالك بن ٍ سمعت َ ُ وقال عبد اهلل بن نافع:
ذم الكالم ()866 الهوري في ّ ّ الس َّنة َف ْل ْيب ِش ْر" رواه
َعلَى ُّ
والسنن:
ُّ شر ِ
الع ْل َم -السلفيَّة هي دعوة التعليم و َن َِّ 7
ت
حين ُخ ُروجي إلى الع راقَ ،د َخ ْل ُ رحلت ِه إلى اإلم ِام مال ٍكَ :فلَ َّما ود ْ
َّعتُ ُه َ ِ ق ال أس ُد بن الف رات عن
ال
ص َناَ ... ،وقَ َ ارث التّميمي وغ الب ص هر أس ٍد ،فَ ُق ْل َن ا لَ ُه :أَو ِ ان ِليُ ،
وه َم ا :ح ِ علي ه وص ِ
اح َب ِ
ْ ُْ َ ٌ َ
الع ْل َم" ت رتيب الم دارك للقاض ي عياض ولذلك ش ِر َه َذا ِ رآن و َن ْاهلل والقُ ُِوص ي ُكما بتَ ْق وى ِ
احب َّي أ ِ
ِ
َ َ لص َ
يعت برون اإلم ام أحم د ابن حنب ل أك ثر االئم ة ألمام ا بأحك ام اإلس الم العملي ة وفهم عقائ د اإلس الم
ومسائل اإليمان وأنه تصدى بالرد لكل انحراف في عصره في العقيدة أو السلوك
ويعتبرالس لفيون األئم ة األربع ة "س لفيون" ولكن بش رط أن يك ون أتب اعهم متمس كون بال دليل
ب احثون عن الح ق غ ير مقل دين وال داعين للن اس إلى تقلي دهم واألخ ذ عنهم دون فهم وعلم
ويرفض السلفيون قفل باب االجتهاد وانحصار الفقه في األئمة األربعة فقط وذلك لألسباب التالية
-:
أوال :القول بالتقليد وترك البحث عن الدليل وبذلك تعط ل الفق ه والفهم وانحص ر جه د طالب العلم
في معرفة أقوال إمامهم فقط دون النظر في أدلته ومقارنتها بأدلة األئمة اآلخرين.
ثاني ا :التعص ب والتن افس بين تالمي ذ الم ذاهب المقل دين وال ذي دفعهم إلى الوقيع ة والتب اغض
والتقاتل والتاريخ شاهد بذلك بل وترك الص الة وراء بعض هم البعض فق د ت رك مقل دوا ك ل م ذهب
الصالة خلف مخالفيهم في المذهب.
ثالثا :القول بأن اآلراء المختلفة والمتناقضة في المسألة الواحدة كلها حق وهذا أمر يحيله العقل
ألن الش يء الواح د إم ا أن يك ون أس ود أو أبيض أو حالال أو حرام ا وال يمكن أن يك ون الش يء
الواح د حالال وحرام ا في وقت واح د ولش خص واح د أو يك ون الش يء الواح د ب اطال وص حيحا
وكل هذا أتى من القول بالتقليد الذي استلزم القول بصحة األقوال واالجته ادات ال تي ص درت عن
األئمة جميعا.
رابع ا :حرم ان األم ة من كث ير من األق وال الص حيحة والنص وص الص حيحة ال تي خ الف األئم ة
األربعة فيها مجتمعين الحديث الصحيح كطالق الثالث هل يق ع ثالث ا أو طالق ا واح دا فبينم ا يق ول
األئمة األربعة جميعا أنه يقع ثالثا وبذلك من قال المرأته (أنت طالق ثالثا) فإنها ال تح ل ل ه ح تى
تنكح زوجا غيره .
خامسا :حرمان األمة من البحث واالستنباط في أحكام الوقائع المتجددة .وقد ذكرنا هذا في ص در
ه ذه الرس الة المبارك ة-إن ش اء اهلل -وب ذلك رك د الفهم وب ار س وق االس تنباط والعلم بالكت اب
والسنة .وسبب هذا في النهاية عزل الشريعة عن حياة الناس والتقنين لهم.
سادسا :اتخاذ التقليد دينا أدى إلى تشديد النكير على ك ل من ق ال باالجته اد ووح دة الفق ه وأخ وة
األذمة ووجوب األخذ بعلمهم جميعا الترجيح بين أقوالهم واتهم كل من قال ب ذلك بمخالف ة إجم اع
األمة والخروج على جماعتها والقول بأن يسب األئمة أو ينتقص مقدارهم ويحط من شأنهم.
سابعا :ظن الناس أنه يجوز لكل مسلم أن يأخ ذ رأي إم ام م ا من األئم ة األربع ة ول و ك ان النص
بخالفة وبذلك ارتكب الكثير من المخالفات.
االنتشار الجغرافي
نش أ الم ذهب الم الكي بالمدين ة المن ورة م وطن اإلم ام مال ك ،ثم انتش ر في الحج از وفي ش مال
إفريقي ا وتبنت دول ة الم رابطين في المغ رب األقص ى م ذهب مال ك ونش روا الكتب ال تي تح وي
آراءه ،وينتشر اآلن في ش مال إفريقي ا وتش مل دول الجزائ ر والس ودان وت ونس والمغ رب وليبي ا
وموريتاني ا وص عيد مص ر وإ ريتري ا وفي ش به الجزي رة العربي ة وتش مل دول البح رين واإلم ارات
وعمان وبلدان أخرى في الشرق األوسط ، العربية المتحدة والكويت وأجزاء من السعودية ُ
كما تنتشر في دول السنغال وتشاد ومالي وال نيجر وش مال نيجيري ا في غ رب إفريقي ا وك ان يتب ع
في الحكم اإلسالمي ألوروب ا واألن دلس وإ م ارة ص قلية وم ا زال المغ رب باس تثناء مص ر ليس ل ه
من مذهب إال المذهب المالكي
وفى مص ر ك ان أول من أدخل ه اليه ا عثم ان بن الحكم الج ذامي المت وفى س نة 163هـ ،وقي ل إن
أول من ق دم مص ر بمس ائل اإلم ام مال ك :عثم ان بن الحكم وعب د ال رحيم بن خال د بن يزي د بن
ثر من م ذهب أبي حنيف ة لت وافر
يح يى ،ثم نش ره به ا عب د ال رحمن بن القاس م ،فاش تهر به ا أك َ
أصحاب مالك بها ،ولم يكن مذهب أبي حنيفة ُيعرف بمصر كثيراً.
ذهب الم الكي بفض ل ه ؤالء العلم اء
كثير من علماء المذهب المالكي ،وقد ص ار الم ُ
وكان بمصر ٌ
الغالب على الديار المصرية ،وقد كان بها بعض الحنفية ،ولما جاء اإلم ام الش افعي س نة 200هـ
َ
مذهب ه على الم ذهب الم الكي ،وم ع ذل ك فق د
ُ وجعل مصر مقاماً ل ه نح واً من خمس س نين ،غلب
ذهب الش افعي ،ق ال المقري زي« :وم ا زال م ذهب مال ك وم ذهب
ذهب الم الكي وق ارب الم َثبت الم ُ
اء من ك ان ي ذهب إليهم ا ،أو إلى م ذهب أبي حنيف ة
الشافعي َيعمل بهما أه ُل مص ر ،وت ولى القض َ
مذهب الشيعة الفاطميين ،وعمل به في القضاء والفتيا».
ُ إلى أن قدم القائد جوهر ونشأ
ثم ع اد االنتع اش إلى الم ذهب الم الكي في عص ر الدول ة األيوبي ة ،وب نيت لفقهائ ه الم دارس ،ثم
لما أح دث الظ اهر بي برس في دول ة الممالي ك البحري ة "القض اةُعم ل ب ه في القض اء اس تقالالً َّ
األربع ة" ،وص ار قاض ي المالكي ة الث اني في المرتب ة بع د الش افعية ،وك ان القض اء في الدول ة
األيوبية للشافعية ،ولقاضيهم نواب من المذاهب الثالثة ،ولم يزل منتش راً بمص ر إلى اآلن مع ادالً
للشافعي ،وأكثر انتشاره في الصعيد.
وفي شمال إفريقيا وعقب تولى المع ز بن ب اديس س نة 407هـ حم ل أهله ا وأه ل م ا وااله ا من
بالد المغرب على المذهب المالكي ،وحسم مادة الخالف في الم ذاهب ،فاس تمرت ل ه الغلب ة عليه ا
وعلى س ائر بالد المغ رب ،وه و الغ الب على ه ذه البالد إلى الي وم .وق د ذك ر الفاس ي في كتاب ه
"العقد الثمين في تاريخ البلد األمين"« :أن المغاربة كلهم مالكية ،إال النادر ممن ينتحلون األثر».
ويق ول ابن ح زب عن ذل ك «م ذهبان انتش را في ب دء أمرهم ا بالرئاس ة والس لطان :الحنفي
بالمشرق والمالكي باألندلس».
هو أبو عبد اهلل مالك بن أنس بن مالك بن أبي ع امر بن عم رو األص بحي الحم يري الم دني ول د
سنة 93هجريا أي بعد وفاة اإلمام أبي حنيفة بتسع وعشرين سنة
نشأ مالك في المدينة النبوية محبا للعلم مقدسا للسنة معظما للنبي صلى اهلل عليه وس لم ولم يك د
يبلغ عشرين سنة حتى شهد له أهل العلم أنه أهل للفتيا واالجتهاد .
جمع مالك الموطأ بإشارة من المنصور العباس ي ال ذي أراد أن يتخ ذه قانون ا ليجم ع الن اس علي ه
فأبى مالك وأخبره أن العلم قد تفرق في األمصار وهو قد جم ع م ا ص ح عن ده وبلغ ه فق ط ول ذلك
أبى حمل الناس عليه
كان يعتمد رحمه اهلل على الطريقة اإللقائي ة في درس ه وال يحب أن يقاطع ه أح د وه ذا تمام ا ض د
الطريق ة ال تي اعتم دها اإلم ام أب و حنيف ة وب الرغم من أن ه درس الفق ه على ش يخه ربيع ة بن
عبدالرحمن الذي يكثر من اآلراء حتى سمي "ربيعة الرأي" ف إن مال ك ك ره ال رأي ح تى أن ه يق ول
وددت لو ضربت بكل رأي أفتيت به سوطا وأكون في حل يوم القيامة .
اشتهر صيت مال ك وذاع وأتت ه الوف ود للعلم واالس تفتاء من بالد المغ رب واألن دلس وك ان لكتاب ه
الموطأ أثر بالغ في الرجوع إلى النص وص والعناي ة بالس نة وأتب ع عم ل أه ل المدين ة وق د خالف ه
كث ير من أه ل الس نة والح ديث ل ذلك ورأوا أن ه ال فض ل أله ل المدين ة في العلم على غ يرهم وال
يجوز أن يرد فعلهم حديث الرسول صلى اهلل عليه وسلم الصحيح.
مؤلفاته
له العديد من المؤلفات منها
-1رسالة إلى ابن وهب في القدر
-2كتاب في النجوم وحساب مدار الزمان ومنازل القمر
-3رسالة في األقضية
-4رسالة إلى أبي غسان في الفتوى
-5رسالة إلى هارون الرشيد وفي نسبتها له أقوال
-6كتاب السر من رواية بن القاسم
-7رسالة إلى الليث في إجماع أهل المدينة.
وفاته
ت وفى االم ام مال ك في الليل ة الرابع ة عش رة من ربي ع الث اني س نة 179هـ على حس ب أص ح
ودفن بالبقيع.
الروايات ُ
ولد أحمد محمد أحمد الطيب يوم 6يناير 1946م بالمراش دة في دش نا بمحافظ ة قن ا وينتمي إلى
أسرة صوفية ويرأس طريقة صوفية خلفا لوالده الراحل.
تعليمه
التحق الطيب بجامعة األزهر حتى حصل على شهادة الليسانس في العقيدة والفلسفة عام 1969
ثم ش هادة الماجس تير ع ام 1971ودرج ة ال دكتوراه ع ام 1977في نفس التخص ص وعم ل
معي داً ،ومدرس اً مس اعداً ،ومدرس اً ،وأس تاذاً مس اعداً للعقي دة والفلس فة بجامع ة األزه ر ،وحالي اً
أستاذ للعقيدة والفلسفة في نفس الجامعة.
شيخا لألزهر
ً
يخا
رارا بتعيين ه ش ً
في ي وم 19م ارس 2010أص در ال رئيس االس بق محم د حس ني مب ارك ق ً
للجامع األزهر خلفًا للدكتور محمد سيد طنطاوي.
وعمل في جامعات اإلمام محمد بن س عود بالري اض وجامع ة قط ر وجامع ة اإلم ارات و الجامع ة
اإلسالمية العالمية في إسالم آباد بدولة باكستان.
مؤلفاته
لالمام األكبر الدكتور أحمد الطيب العديد من المؤلفات في العقيدة والفلسفة اإلسالمية ،كما أن ل ه
عدد من الدراسات واألبحاث في ه ذا الج انب ،وباإلض افة إلى لغت ه العربي ة األم ،فإن ه يتكلم اللغ ة
اإلنجليزية بطالقةوفيما يلي عرض لمؤلفاته:
الكتب العلمية
-1الجانب النقدي في فلسفة أبي البركات البغدادي.
-2تعليق على قسم اإللهيات من كتاب تهذيب الكالم للتفتازاني.
-3بحوث في الثقافة اإلسالمية ،باالشتراك مع آخرين.
-4مدخل لدراسة المنطق القديم.
-5مباحث الوجود والماهية من كتاب المواقف.،
-6مفهوم الحركة بين الفلسفة اإلسالمية والفلسفة الماركسية
-7أصول نظرية العلم عند األشعري
-8مباحث العلة والمعلول من كتاب المواقف :عرض ودراسة.
التحقيق
-1تحقي ق رس الة (ص حيح أدل ة النق ل في ماهي ة العق ل) ألبي البرك ات البغ دادي ،م ع مقدم ة
باللغة الفرنسية.
الترجمة
-1ترجم ة كت اب Chodkiewiez, Prophetie et Sainteté dans la doctrine
d'Ibn Arabiمن الفرنس ية إلى العربي ة بعن وان :الوالي ة والنب وة عن د الش يخ مح يي ال دين بن
عربي.
-2ترجمة المقدمات الفرنسية للمعجم المفهرس أللفاظ الحديث النبوي.
-3ترجمة كتابOsman Yahya, Histoire et classification de l'oeuvre d'Ibn :
) Arabi (2 volumesمن الفرنس ية إلى العربي ة بعن وان :مؤلف ات ابن ع ربي تاريخه ا
وتصنيفها.
-4ابن عربي ،في أروقة الجامعات المصرية.
-5نظرات في قضية تحريف القرآن المنسوبة للشيعة اإلمامية.
الفرنسيين عن ابن العربي.
ّ -6دراسات
ول د اإلم ام الش يخ أب و عب د اهلل محم د بن جم ال ال دين عب د اهلل بن علي الخراش ي الم الكي ،أول
أئمة الجامع األزهر عام 1010هـ الموافق 1601م وسمي بالخراشي نسبة إلى قريت ه ال تي ول د
بها ،قرية أبو خراش ،التابعة لمركز شبراخيت ،بمحافظة البحيرة.
نشأته وتعليمه
السن ،ول ذلك لم ي ذكر أح د من
لم ينل الشيخ الخراشي شهرته الواسعة هذه إال بعد أن تقدمت به ِّ
يئا عن نش أته ولكن ه تلقى تعليم ه على ي د ع دد من العلم اء واألعالم ،مث ل وال ده
الم ؤرخين ش ً
وتطلع ا للمعرف ة ،كم ا
ً الش يخ جم ال ال دين عب د اهلل بن علي الخراش ي ال ذي غ رس في ه حبًّا للعلم
تلقى العلم على يد الشيخ العالمة إبراهيم اللقاني ،وكالهم ا تلقى معارف ه وروى عن الش يخ س الم
السنهوري عن النجم الغيطي عن شيخ اإلسالم زكريا األنصاري عن الحافظ ابن حجر العس قالني
بسنده عن البخاري.
أيضا العلم على أي دي الش يخ األجه وري ،والش يخ يوس ف الغليش ي ،والش يخ عب د المعطي
وتلقى ً
منهجا سار
ً البصير ،والشيخ ياسين الشامي ،وغيرهم من العلماء والمشايخ الذين رسموا لحياته
على خطواته حتى توفاه اهلل.
وق د درس الش يخ محم د بن عب د اهلل الخراش ي عل وم األزه ر المق ررة حينئ ذ مث ل :التفس ير،
والح ديث ،والتوحي د ،والتص وف ،والفق ه ،وأص ول الفق ه ،وعلم الكالم ،والنح و ،والص رف،
وأيض ا درس عل وم
ً والعروض ،والمعاني والبي ان ،والب ديع واألدب ،والت اريخ ،والس يرة النبوي ة،
المنطق ،والوضع والميقات ،على أيدي شيوخ عظماء بعلمهم وخلقهم.
وقد ظل الشيخ عشرات السنين يعلم ويتعلم ،ويفيد ويستفيد من العلم والعلماء ،وظل يروي طيلة
ويروى عن ه ،وب ات يض يف ويش رح ويعل ق على ك ل م ا يق ع بين يدي ه وتق ع عين اه ،فأف اد
حياته ُ
بلسانه وقلمه جمهرة كبيرة من العلماء الذين كانوا يعتزون به وباالنتماء إليه ،والنهل من علم ه
الغزير ،ومعرفته الواسعة.
وك ان ال يص لي الفج ر ص يفًا وال ش تاء إال بالج امع األزه ر ،ويقض ي بعض مص الحه من الس وق
بيده ،وكذلك مصلحة بيته في منزله وك ان يقس م متن خلي ل في فق ه المالكي ة إلى نص فين ،نص ف
يق رؤه بع د الظه ر عن د المن بر في ج امع االزه ر كتالوة الق رآن ،ويق رأ نص فه الث اني في الي وم
الت الي ،وك ان ل ه في منزل ه خل وة يتعب د فيه ا ،وك انت اله دايا والن ذور تأتي ه من أقص ى بالد
شيئا ،بل كان يعطيها لمعارفه
المغرب ،وغيرها من سائر البالد ،فال يمس منها ً
تالميذه
من تالمي ذ الش يخ الخراش ي أحم د اللق اني ،ومحم د الزرق اني ،وعلي اللق اني ،وش مس ال دين
اللق اني ،وداود اللق اني ،ومحم د النف راوي ،والش يخ أحم د النف راوي ،والش براخيتي ،وأحم د
الفيومي ،وإ براهيم الفيومي ،وأحمد المش رفي ،والش يخ عب د الب اقي القلي ني (ال ذي ت ولى مش يخة
األزهر وأصبح رابع المشايخ) ،والش يخ علي المج دولي ،والش يخ أب و حام د ال دمياطي ،والعالم ة
شمس الدين البصير السكندري ،وأبو العباس الديربي والشيخ إب راهيم بن موس ى الفي ومي ال ذي
شيخا لألزهر.
أصبح ً
و قال عن ه الش يخ علي الص عيدي الع دوي الم الكي في حاش يته ال تي جعله ا على ش رحه الص غير
عجم ا
ً وغرب ا ،ق دوة الس الكين
ً لمتن خليل :هو العالمة اإلمام والقدوة الهمام ،شيخ المالكية شرقًا
وعربا ،مربي المريدين ،كهف السالكين ،سيدي أبو عبد اهلل بن علي الخراشي. ً
وفاته
توفى يوم السابع عشر من ذى الحجة عام 1101هـ ( 1690م) وله عدة.
النتائج
-1ارتباط المذهب المالكى بأهل السنة والجماعة هو ما ساعد على أنتشاره في العالم اإلسالمى
-2ما شهده العالم اإلسالمي منذ بداية القرن الخامس الهجري من تحوالت سياسية عميقة ادت
إلى انته اج الحك ام لتس يد الج انب الم ذهبي ،لتحقي ق الوح دة المذهبي ة ك أداة لتث بيت نظامه ا
السياسي
-3أس تخدام الق وى الس نية في مقاومته ا للتي ار الش يعي على أس لوب إنش اء الم دارس النظامي ة
كأداة لتكسير شوكة الشيعة ،وإ فشال مخططاتهم السياس ية من خالل نش ر الم ذاهب الس نية وعلى
رأسها المذهب المالكى
-4ال دور الكب ير للمع ز بن ب اديس بن منص ور في نش ر الم ذهب الم الكى وحص ر الف اطميين
لمذهبهم الشيعى بين الخاصة دون العامة.
-5س اعد تع دد المؤلف ات في الم ذهب الم الكي ،على أعتب اره راف دا من رواف د الص حوة المالكي ة
بالمغرب اإلسالمي واكتساح المذهب الشيعى هناك.
-6فش ل اإلي ديولوجيات والتي ارات المذهبي ة الس ابقة على الم ذهب الم الكى ،وع دم نجاحه ا في
تأسيس كيانات سياسية ك برى ب المغرب تحظى بقب ول ش عبي ،س اعد على ب روز الم ذهب الم الكي
وسيادته .
-7دور ش يوخ الم ذهب في ت دعيم الم ذهب عن طري ق تك وين طلب ة أكف اء يعمل ون على نش ره
وذيوعه .
- 8المذهب المالكي أكثر المذاهب مالءمة لعقلية المغاربة لسهولته وبساطته ،وخصوصا بالنسبة
للمرابطين الذين حكموا خالل المرحلة فترة محددة ،وال ذين عرف وا بط ابعهم الص حراوي ،وميلهم
الفطري إلى البساطة في كل شيء.
-9الم ذهب الم الكي ال يع ول على اس تخدام ال رأي أو الج دل بق در م ا يعتم د على النص والنق ل،
وعلى األثر والرواية ،فهو مذهب مالئم لطبيعة المغاربة ألنه عملي أكثر منه نظري ،يس تند على
الواقع ،ويأخذ بالعرف والعادة .
-10دور السلطة الحاكمة في تشجيع الدراسات الفقهية المرتبطة بفروع المذهب الم الكي ،على
حساب العلوم األخرى ،ساعد على انتشاره