You are on page 1of 47

‫الكتب الفقهية المعتمدة عند السادة المالكية‬

‫)المخطوطة و المطبوعة(‬
‫فال يخفى على المشتغلين بالعلوم الشرعية أن المذهب المالكي انتشر في أنحاء‬
‫المعمورة‪ ،‬بل إن كتاب " الموطأ " لإلمام مالك –رجمه اهلل‪ -‬كان سيصبح مصدر‬
‫التشريع عند المسلمين بعد كتاب اهلل تعالى‪ ،‬لو ال فقه اإلمام مالك‪-‬رحمه اهلل‪ ،-‬و دقة‬
‫فهمه‪ ،‬فبيّن للملك أبي جعفر العباسي‪ ،‬تفرق أصحاب رسول اهلل – صلى اهلل عليه و آله‬
‫‪.‬و سلم – فأفتى كل في بلده بما رأى‬
‫و قد ترك اإلمام مالك‪-‬رحمه اهلل‪ -‬مدارس علمية قائمة في أكبر حواضر العالم‬
‫‪.‬اإلسالمي‪ ،‬و ترك تالميذ ال يجمعهم ديوان حافظ‪ ،‬من المشرق إلى أقصى المغرب‬
‫مدارس المذهب المالكي‬
‫‪:‬المدرسة المدنية ‪1-‬‬
‫‪.‬هي المدرسة األم‪ ،‬و النبع انبثقت منه كل روافد المذهب‬
‫و يتصدرها كبار تالميذ مالك المدنيون‪ ،‬كابن الماجشون (ت ‪212‬هـ) و مطرف بن‬
‫عبد اهلل (ت ‪219/214/220‬هـ) و محمد بن إبراهيم بن دينار (ت ‪182‬هـ) و عبد‬
‫العزيز بن مسلمة (ت ‪185‬هـ) و عبد اهلل بن نافع الصائغ (ت ‪186‬هـ) و محمد بن‬
‫‪.‬مسلمة (ت ‪216‬هـ)‬
‫‪:‬المدرسة المصرية ‪2-‬‬
‫احتلت المدرسة المصرية الصدارة من بين المدارس األخرى و ذلك لمنزلة ابن القاسم‬
‫‪.‬من إمام المذهب‬
‫و أئمة المدرسة المصرية و من يعتبرون أساتذتها‪ :‬ابن القاسم (ت ‪191‬هـ) و أشهب‬
‫(ت ‪204‬هـ) و عبد اهلل بن وهب (ت ‪ 197‬هـ) و أصبغ بن الفرج (ت ‪225‬هـ) و عبد‬
‫‪.‬اهلل بن عبد الحكم (ت ‪214‬هـ)‬

‫‪:‬المدرسة العراقية ‪3-‬‬


‫بداية ظهور مذهب اإلمام مالك بالبصرة على يد تالميذ مالك‪ ،‬كاإلمام عبد الرحمن بن‬
‫مهدي (ت ‪198‬هـ) و عبد اهلل بن مسلمة القعنبي (ت ‪222/221‬هـ)‪ ،‬ثم توسع انتشاره‬
‫‪.‬بعد هؤالء األعالم على يد العراقيين ممن تتلمذ على يد تالميذ مالك من المدنيين‬
‫‪. ‬و على رأس قائمة من نشر مذهب مالك بالعراق اإلمام أحمد بن المع ّذل‬
‫‪ :‬المدرسة المغربية ‪4-‬‬
‫و تمثل حاضرتين بالمغرب اإلسالمي و هما القيروان و فاس‪ ،‬و قد ظهر المذهب‬
‫المالكي بالمغرب اإلسالمي بدخول علي بن زياد التونسي (ت ‪183‬هـ) و ابن أشرس‬
‫‪(.‬ت‪ ...‬هـ) و البهلول بن راشد (ت ‪183‬هـ) و أسد بن الفرات (ت ‪154‬هـ)‬
‫‪. ‬و يعتبر ابن زياد هو المؤسس الحقيقي للمذهب المالكي في أقطار المغرب‬
‫و بعدهم اإلمام سحنون (ت ‪240‬هـ) و بعده ابن أبي زيد القيرواني (ت ‪ )386‬و‬
‫‪..‬القابسي (ت ‪403‬هـ) و ابن اللباد (ت ‪333‬هـ) و غيرهم‬
‫‪: ‬المدرسة األندلسية ‪5-‬‬
‫و مؤسس هذه المدرسة هو زياد بن عبد الرحمن الملقب بـ" شبطون "(ت‬
‫‪ 199/194/193.‬و قيل ‪ 204‬هـ) و بعده يحيى بن يحيى الليثي (ت ‪234 /233‬هـ)‬
‫و المدرسة األندلسية يصعب التفريق بين آرائها و آراء المدرسة المغربية‪ ،‬خصوصا و‬
‫‪.‬أن األندلسية اندمجت في المغربية حتى ما عاد المتأخرون من أصحابنا يفرقون بينهما‬

‫مربها المذهب المالكي‬


‫المراحل التي ّ‬
‫البد و قبل أن نستعرض الكتب المعتمدة في المذهب المالكي‪ ،‬أن نعطي نظرة عامة‬
‫مر بها المذهب في إيجاز‬
‫‪.‬للمراحل التي ّ‬
‫في الحقيقة ال نجد كالما للمتقدمين من األصحاب عن مراحل تطور المذهب المالكي‬
‫‪." ‬إال قولهم‪":‬أو طبقة المتأخرين ابن أبي زيد القيرواني‪ ،‬و أما من قبله فمتأخرون‬
‫و هذا التقسيم رغم أهميته إال أنه ال يعطي صورة حقيقة لمراحل تطور المذهب‪ ،‬لما‬
‫نجده من أن من جاء بعد ابن أبي زيد لم يكن لهم منهج واحد في التأليف و التقعيد و‬
‫‪..‬غير ذلك‬
‫و قد عرض الشيخ العالمة سيدي محمد الفاضل بن عاشور‪-‬رحمه اهلل‪ -‬تطورا لمراحل‬
‫‪".‬المذهب عبر العصور في كتابه‪ ":‬أعالم الفكر اإلسالمي في تاريخ المغرب العربي‬
‫وقد استخرج الشيخ الدكتور محمد علي‪-‬حفظه اهلل‪ -‬من كالم بن عاشور تقسيما ثالثيا‬
‫‪. ‬لمراحل تطور المذهب‪ ،‬و هي كالتالي‪ :‬دور النشوء و دور التطور و دور االستقرار‬
‫‪.‬و سأجمل تأريخ هذه المراحل في اختصار شديد‬
‫‪:‬مرحلة النشوء ‪1-‬‬
‫‪.‬و هي مرحلة التأصيل و التأسيس‬
‫و تبدأ من نشوء المذهب على يد مالك‪-‬رحمه اهلل‪ -‬و تنتهي بنهاية القرن الثالث التي‬
‫توجت بالعالم العراقي القاضي إسماعيل بن إسحاق (ت ‪282‬هـ) مؤلف‬
‫‪".‬كتاب ‪":‬المبسوط‬
‫و األمر الذي يميز هذه المرحلة هو جمع سماعات اإلمام مالك و الروايات عمه و‬
‫‪.‬تدوينها في كتب و مؤلفات‬
‫‪:‬مرحلة التطور ‪2-‬‬
‫‪".‬و المقصود بالتطور هنا ‪":‬التفريع و التطبيق و الترجيح‬
‫و بداية هذه المرحلة تقريبا ببداية القرن الرابع الهجري و تتميز هذه المرحلة بأئمة‬
‫‪.‬علماء فرعوا على أصول اإلمام مالك و طبقوا ثم رجحوا و شهروا‬
‫‪.‬و نهايتها بوفاة اإلمام ابن شاس (ت ‪ 616 /610‬هـ)‬
‫‪:‬مرحلة االستقرار ‪3-‬‬
‫تبدأ هذه المرحلة من القرن السابع الهجري أو بتعبير آخر إبان ظهور "مختصر ابن‬
‫‪.‬الحاجب" المعروف بـ" جامع األمهات" و تستمر هذه المسألة إلى عصرنا هذا‬
‫و قد تميزت هذه المرحلة بالشرح و االختصار و الحواشي و التعليالت على الكتب‬
‫‪.‬التي تقدمت هذه المرحلة‬
‫و هذه المرحلة وجد علماء المذهب أن من سبقهم لم يترك مجاال لمزيد من االجتهاد‬
‫‪.‬إال أن يكون اختيارا أو اختصارا أو تشهيرا أو شرحا‬
‫فهذه هي مراحل المذهب المالكي التي مر بها في التاريخ اإلسالمي‪ ،‬و سأستعرض اآلن‬
‫الكتب المعتمدة في كل مرحلة من هذه المراحل على ما ذهب إليه علماء األصحاب‬
‫‪.‬سواء كان الكتاب من المخطوطات أو المطبوعات‪.‬و باهلل التوفيق‬

‫الكتب المعتمدة في المذهب المالكي‬

‫‪:‬دور النشوء ‪1-‬‬


‫‪.‬فالكتب المعتمدة في المرحلة قليلة جدا بالمقارنة مع غيرها من المراحل‬
‫فقد اجتبى علماء المالكية مؤلفات معينة مشهورة في هذه المرحلة‪،‬و اعتبرها أصحابنا‬
‫زبدة آراء علماء المذهب‪ ،‬فزاد اهتمامهم بها‪ ،‬و أصبحت هي ‪":‬أمهات المذهب و‬
‫‪".‬دواوينه‬
‫‪:‬فنجد أن األصل األول هو‬
‫الموطأ"‪ :‬إلمام المذهب مالك بن أنس األصبحي‪-‬رضي اهلل عنه‪ ،-‬و مكانة "الموطأ"" ‪-‬‬
‫‪.‬معلومة سواء عند أصحابنا او غيرهم من علماء األمة المحمدية‬
‫المدونة" و هي َّ‬
‫مقدمة على غيرها و في الرتبة بعد "الموطأ" مباشرة عند أصحابنا‪ .‬و " ‪-‬‬
‫‪.‬هي لإلمام سحنون بن سعيد التنوخي‪-‬رحمه اهلل‪(-‬ت ‪240‬هـ)‬
‫الواضحة في السنن و الفقه"‪ :‬و هي في المرتبة بعد "المدونة" عند أصحابنا و قد " ‪-‬‬
‫اعتنى بها أصحابنا باألندلس خاصة‪ ،‬و هي للحافظ عبد الملك بن حبيب السلمي (ت‬
‫‪238/239.‬هـ)‬
‫المستخرجة من األسمعة"‪ :‬أو "العتبية" و هي لإلمام محمد بن أحمد العتبي (ت" ‪-‬‬
‫‪255.‬هـ)‬
‫الم َّواز"(ت‪269‬هـ)‪ ،‬و على " ‪-‬‬
‫الم َّوازيّة"‪:‬لإلمام محمد بن إبراهيم المعروف "بابن َ‬
‫َ‬
‫عول أصحابنا المصريُّون‬
‫‪.‬الم َّواز ّ‬
‫َ‬
‫المجموعة"‪ :‬و هو "كالمدونة" لإلمام محمد بن إبراهيم بن عبدوس (ت‪260‬هـ)‪ ،‬و " ‪-‬‬
‫‪.‬قد أعجلته المنية قبل تمامه‬
‫المبسوط في الفقه"‪ :‬لإلمام القاضي أبي إسحاق إسماعيل بن إسحاق (ت‪282‬هـ)‪ ،‬و" ‪-‬‬
‫يعتبر مؤلِّفه ممن بلغ رتبة االجتهاد كما ذكر القاضي عياض في "ترتيب المدارك"‪ ،‬و هو‬
‫يمثل المدرسة العراقية ألصحابنا‪ ،‬إال أنه أصبح معتمدا من أصحابنا المغاربة و‬
‫‪.‬الندلسيين‬
‫مختصرات ابن عبد الحكم"‪ :‬و لإلمام العالمة الحافظ عبد اهلل بن عبد الحكم بن " ‪-‬‬
‫‪:‬أعين (ت‪214‬هـ) و هي‬
‫‪.‬المختصر الكبير‪ :‬اختصر فيه سماعاته عن أشهب و غيره كابن وهب *‬
‫‪.‬المختصر األوسط‪ :‬و فيه أربعة آالف مسألة *‬
‫‪.‬المختصر الصغير‪ :‬و يحتوي على ألف و مائتي مسألة *‬
‫فهذه هي أهم الكتب و الدواوين في هذه المرحلة‪ ،‬و تتفق كلها في أن مادتها العلمية‬
‫‪.‬ترتكز على السماعات عن إمام المذهب سيدنا مالك‪-‬رحمه اهلل‪ -‬و تالميذه‬

‫‪:‬دور التطور ‪2-‬‬


‫‪:‬أهم كتب هذه المرحلة‪ ،‬و هي قسمان‬
‫‪.‬كتب فقه نظري*‬
‫‪..‬كتب فقه تطبيقي‪ :‬ترتكز على علم القضاء و التوثيق و النوازل و غير ذلك*‬
‫‪:‬كتب الفقه النظري ‪1-‬‬
‫‪:‬كتب اإلمام أبي بكر األبهري" (ت‪375‬هـ)‪ ،‬إمام المدرسة العراقية " ‪-‬‬
‫‪.‬شرح مختصر ابن عبد الحكم الكبير *‬
‫‪.‬شرح مختصر ابن عبد الحكم الصغير *‬
‫التفريع" لإلمام عبيد اهلل بن الحسين بن الجالَّب (ت‪378‬هـ)‪ ،‬و يسمى يضا " ‪-‬‬
‫‪"".‬مختصر الجالب‬
‫‪:‬مؤلفات ابن أبي زيد القيرواني" (ت ‪ 386‬هـ)" ‪-‬‬
‫‪.‬الرسالة"‪ :‬عكف عليه أصحابنا شرقا و غربا"*‬
‫‪.‬النوادر و الزيادات"‪ :‬و هو المعول عليه عندنا بالمغرب قديما"*‬
‫‪.‬مختصر المدونة"‪ :‬و هو المعول عليه مع النوادر عند أصحابنا"*‬
‫القصار" (ت" ‪-‬‬
‫عيون األدلة" لإلمام أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد المعروف "بابن ّ‬
‫‪ 397/398.‬هـ)‪ ،‬و هو كتاب فقه مقارن‬
‫كتب القاضي عبد الوهاب بن نصر" (ت‪ 422‬هـ)‪ ،‬و تمثل زبدة التطور في مذهب "‪-‬‬
‫‪.‬األصحاب‪ ،‬و آراؤه تجمع المدرستين ( العراقية و القيروانية)‬
‫تهذيب المدونة"‪ :‬لخلف بن سعيد األزدي القيرواني‪ ،‬الشهير "بالبراذعي"(ت‪-" 438‬‬
‫‪.‬هـ)‪ ،‬و عليه المعول في المغرب و األندلس‬
‫كتاب الجامع لمسائل المدونة و األمهات"‪:‬لإلمام المجتهد أبي بكر محمد بن عبد "‪-‬‬
‫اهلل بن يونس التميمي الصقلي (ت‪ 451‬هـ)‪ ،‬و كان يسمى "مصحف المذهب" لصحة‬
‫‪.‬مسائله‬
‫المنتقى شرح الموطا"‪:‬لإلمام أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي (ت‪ 474‬هـ)‪ ،‬و هو"‪-‬‬
‫‪.‬موسوعة فقه مقارن‬
‫التبصرة" لإلمام أبي الحسن علي بن محمد المعروف "باللخمي" (ت‪478‬هـ)‪ ،‬و هو "‪-‬‬
‫‪.‬تعليق كبير على المدونة مفيد حسن‬
‫‪:‬مؤلفات ابن رشد "الجد" أبو الوليد محمد بن أحمد (ت‪520‬هـ) و هي"‪-‬‬
‫‪.‬البيان و التحصيل *‬
‫‪.‬المقدمات الممهدات *‬
‫‪.‬فتاوي ابن رشد‪ :‬و التي جمعها تلميذه ابن الوزان *‬
‫‪:‬مؤلفات المازري"‪ ،‬أبي عبد اهلل محمد بن علي (ت‪526‬هـ)" ‪-‬‬
‫‪.‬التعليقة على المدونة *‬
‫‪.‬شرح التلقين‪ .‬قال في "الديباج المذهب"‪ ":‬و لم يبلغنا أنه أكمله"‪.‬إهـ*‬
‫التنبيهات المستنبطة على الكتب المدونة و المختلطة"‪ ،‬للقاضي عياض اليحصبي (ت"‪-‬‬
‫‪544‬هـ)‪ ،‬و "عليه المعول في حل ألفاظ "المدونة" و تحليل رواياتها و تسمية‬
‫‪".‬رواتها"‪.‬إهـ"الفكر السامي في أعلم الفكر اإلسالمي‬
‫عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة"‪،‬لإلمام أبي محمد عبد اهلل بن نجم بن "‪-‬‬
‫‪.‬شاس (ت‪610/616‬هـ)‬
‫‪:‬كتب الفقه التطبيقي ‪2-‬‬
‫وثائق المجموعة"‪:‬لمحمد بن أحمد المعروف "بابن العطّار (ت‪399‬هـ)‪ ،‬يعول عليه "‪-‬‬
‫‪.‬الناس في عقد الشروط‬
‫الهمداني (ت‪399‬هـ) "‪-‬‬
‫‪.‬الوثائق و الشروط"‪ :‬ألحمد بن سعيد بن إبراهيم ْ‬
‫المقنع في أصول األحكام"‪ :‬ألبي أيوب سليمان بن محمد بن بطّال البطليوسي (ت"‪-‬‬
‫‪402".‬هـ)‪" ،‬عليه مدار المفتين و الحكام"‪.‬إهـ "الديباج المذهب‬
‫اإلعالم بنوازل الحكام"‪ :‬ألبي األصبغ عيسى بن سهل األسدي (ت‪ 486‬هـ)‪ ،‬و "‪-‬‬
‫‪".‬المشهور بنوازل "ابن سهل‬
‫النهاية و التمام في معرفة الوثائق و األحكام"‪ :‬ألبي الحسن علي بن عبد اهلل المتّيطي "‪-‬‬
‫‪(".‬ت‪570‬هـ)‪"،‬اعتمده المفتون و الحكام"إهـ"شجرة النور الزكية" و "نظم البوطليحية‬
‫الطرر"‪ :‬ألحمد بن أبي محمد هارون بن عات (ت‪609‬هـ)‪ ،‬المشهورة بـ"طرر ابن "‪-‬‬
‫‪".‬عات"‪ "،‬من الكتب الموثوق بصحة ما فيها"إهـ "تبصرة الحكام‬
‫و لإلشارة فإن هذه الكتب تمثل في مجموعها كل المدارس المالكية الفقهية باختالف‬
‫‪.‬فروعها‪ ،‬هذا أوال‬
‫ثانيا‪ :‬أن هذه الكتب ترتبط في جلها ارتباطا مباشرا بعضها ببعض و يتسلسل ارتباطها‬
‫‪.‬إلى أمهات كتب المذهب و دواوينه‬
‫‪:‬دور االستقرار ‪3-‬‬
‫زخرت هذه المرحلة بكتب جمة لألصحاب و سأذكر المعتمدة منها ال على سبيل‬
‫‪.‬الحصر فهي كثيرة جدا‬
‫‪:‬الكتب المعتمدة في الفقه النظري ‪1-‬‬
‫الجامع بين األمهات"‪ :‬لإلمام عثمان بن عمر بن أبي بكر (ت‪646‬هـ)‪ ،‬المعروف " ‪-‬‬
‫‪".‬بمختصر "ابن الحاجب‬
‫‪:‬مؤلفات عبد العزيز بن إبراهيم بن بزيزة التونسي (ت‪673‬هـ) و هي" ‪-‬‬
‫‪".‬شرح التلقين "روضة المستبين*‬
‫‪.‬اإلسعاد في شرح اإلرشاد*‬
‫طرر األعرج" إلسحاق بن يحيى بن مطر(ت ‪683‬هـ) وهي "طرر على تهذيب "‪-‬‬
‫‪".‬المدونة‬
‫‪:‬كتب النيلي"‪ ،‬الحسين بن أبي القاسم(ت ‪712‬هـ)" ‪-‬‬
‫‪.‬كتاب الهداية في الفقه*‬
‫‪.‬اختصار التفريع البن الجالب *‬
‫شرح أبي الحسن الصغير على الرسالة" ‪:‬لعلي بن محمد بن عبد الحق الزرويلي (ت" ‪-‬‬
‫‪719‬هـ) والكتاب تقييد على الرسالة جمعه تالميذه‪ ،‬وذكر صاحب الفكر السامي أنه من‬
‫‪.‬الكتب التي يفتي منها في المغرب‬
‫طرر أبي الحسن على التهذيب" ‪:‬لعلي بن عبد الرحمن بن تميم المشهور "بالطنجي" "‪-‬‬
‫‪(.‬ت‪734‬هـ)‬
‫‪: ‬شروح الجامع بين األمهات ‪-‬‬
‫الشهاب الثاقب" لمحمد بن عبد اهلل بن راشد القفصي (ت‪736‬هـ)‪ ،‬و كان *‬
‫‪.‬يدعى"بشارح ابن الحاجب" ألنه هو الشارح الحقيقي‬
‫تنبيه الطالب لفهم كالم ابن الحاجب" لمحمد بن عبد السالم الهواري(‪749‬هـ) وهو" *‬
‫‪.‬من أتقن الشروح و أوفاها‬
‫‪.‬التوضيح" لخليل بن إسحاق الجندي (ت‪776‬هـ) وما جاء بعده لم يخرج عن غراره" *‬
‫مختصر الشيخ خليل بن إسحاق" (ت‪776‬هـ)‪ ،‬أكثر المؤلفات الفقهية صواباً وهو " ‪-‬‬
‫‪.‬ديوان من دواوين المالكية العظام للفتاوي واألحكام‬
‫المختصر الفقهي" البن عرفة‪ ،‬محمد بن محمد الورغمي(ت‪803‬هـ)‪ ،‬و هو عمدة " ‪-‬‬
‫‪.‬من أراد التوسع في الفقه المالكي‬
‫شرح بهرام على خليل"‪:‬لبهرام بن عبد اهلل الدميري (ت‪805‬هـ) وله ثالثة شروح‪-" :‬‬
‫‪.‬الكبير واألوسط والصغير‬
‫‪.‬واشتهر األوسط في جميع األقطار مع أن الصغير أكثر تحقيقاً‬
‫‪.‬والشروح الثالثة على األخص الكبير والصغير‪ ،‬معتمدة في الفتوى‬
‫‪:‬مؤلفات ابن ناجي"‪ :‬قاسم بن عيسى(ت‪838‬هـ)"‪-‬‬
‫شرحاه على المدونة لسحنون‪ :‬أحد هذين الشرحين كبير‪ ،‬ويسمى بالشتوي في أربع *‬
‫‪.‬أسفار ‪ ،‬والثاني صغير‪ ،‬في سفرين ويسمى بالصيفي‪ ،‬والكبير أنفس‬
‫"شرحه على كتاب التفريع البن الجالب"*‬
‫‪.‬شرحه على الرسالة*‬
‫المنزع النبيل في شرح مختصر خليل"‪ :‬لمحمد بن أحمد محمد بن مرزوق" الحفيد""‪-‬‬
‫‪(".‬ت‪842‬هـ) قال عنه الحطّاب‪ ":‬لم أر أحسن من شرحه‬
‫‪.‬شرح مختصر الخليل"‪ :‬لمحمد بن محمد بن سراج الغرناطي(ت ‪848‬هـ)" ‪-‬‬
‫شرح المختصر"‪ :‬إلبراهيم بن فايد الزواوي (ت‪857‬هـ) له ثالث شروح‪ ،‬أشهرها " ‪-‬‬
‫‪".‬المسمى" تسهيل السبيل لمقتطف أزهار روض خليل‬
‫تحرير المقالة في شرح الرسالة"‪:‬ألبي العباس أحمد بن محمد القلشاني(ت‪863‬هـ)" ‪-‬‬
‫شروح المواق على مختصر خليل"‪ :‬لمحمد بن يوسف العبدري الغرناطي الشهير "‪-‬‬
‫‪:‬بالمواق(ت‪897‬هـ) له شرحان‬
‫‪.‬التاج و اإلكليل‪:‬وهو الشرح الكبير*‬
‫‪.‬شرح صغير *‬
‫شروح المختصر لحلولو"‪:‬أحمد بن عبد الرحمن (ت‪898‬هـ) له شرحان على "‪-‬‬
‫‪:‬المختصر‬
‫‪.‬شرح كبير‪:‬البيان والتكميل*‬
‫‪.‬شرح آخر صغير*‬
‫شرح الرسالة لزروق"‪ :‬أحمد بن أحمد بن محمد(ت‪899‬هـ) له شرحان وكالهما " ‪-‬‬
‫‪.‬معتمد‬
‫شفاء الخليل في حل مقفل خليل"‪ :‬لمحمد بن أحمد بن غازي العثماني(ت‪979‬هـ) " ‪-‬‬
‫‪.‬وهو حاشية على المختصر‬
‫‪.‬حاشية الطخيخي على المختصر"‪ :‬لموسى الطخيخي (ت‪947‬هـ)" ‪-‬‬
‫مواهب الجليل في شرح مختصر خليل"‪ :‬لمحمد بن محمد الشهير بالحطاب (ت" ‪-‬‬
‫‪953/954.‬هـ)‬
‫ـ"عظُّوم" (ت" ‪-‬‬
‫برنامج الشوارد الستخراج مسائل الشامل"‪ :‬لبلقاسم بن محمد الشهير ب َ‬
‫‪1009/1013.‬هـ)‪.‬والشامل لبهرام بن عبد اهلل الدميري‬
‫تيسير الملك الجليل لجمع شروح وحواشي خليل‪ :‬لسالم بن محمد السنهوري (ت" ‪-‬‬
‫‪1015.‬هـ)‬
‫‪:‬حاشية أحمد بابا على المختصر"‪ :‬التنبكتي(ت‪1036‬هـ)‪ .‬له كتابان على المختصر" ‪-‬‬
‫‪".‬المقصد الكفيل بحل مقفل خليل‪ ":‬شرح أول الزكاة إلى أتناء النكاح *‬
‫‪".‬منن الرب الجليل في تحرير مهمات خليل"*‬
‫المرشد المعين على الضروري من علوم الدين"‪:‬لعبد الواحد بن أحمد بن عاشر " ‪-‬‬
‫‪.‬األندلسي(ت‪1040‬هـ)‬
‫‪: ‬مؤلفات الشيخ على األجهوري"(ت‪1066‬هـ) وتالميذه على المختصر"‪-‬‬
‫عبد الباقي الزرقاني(ت‪1099‬هـ) ومحمد الخرشي(ت‪1101‬هـ) وإبراهيم *‬
‫‪.‬الشبرخيتي(ت‪1106‬هـ)‬
‫الدر الثمين والمورد المعين شرح المرشد المعين"‪ :‬للعالمة محمد بن أحمد ميارة " ‪-‬‬
‫‪(.‬ت‪1072‬هـ) وله الشرح الصغير‪":‬مختصر الدر الثمين" وكالهما معتمد‬
‫حاشية مصطفى الرماصي على شرح التتائي على مختصر خليل(ت‪1136‬هـ) وهذه "‪-‬‬
‫الحاشية على كتاب" فتح الجليل شرح مختصر خليل" لمحمد بن إبراهيم التتائي (ت‬
‫‪942.‬هـ) وهو الشرح الكبير‬
‫شرح الرسالة لجسوس"‪ :‬أبي عبد اهلل محمد بن قاسم(ت‪1182‬هـ)"‪-‬‬
‫الفتح الرباني فيما ذهل عنه الزرقاني"‪ :‬لمحمد بن حسن البناني(ت‪1194‬هـ) وهو من"‪-‬‬
‫‪.‬الحواشي المعتمدة‬
‫‪.‬شرح مختصر خليل"‪ :‬ألحمد بن محمد العدوي الشهير بالدردير (ت‪1201‬هـ)" ‪-‬‬
‫قال سيدي الحسن الكتاني‪-‬فك اهلل أسره‪ :-‬وبها كان يدرس المختصر في القرويين‬
‫‪.‬وغيره من المعاهد العلمية‬
‫طالع األماني حاشية على شرح الزرقاني لمختصر خليل"‪ :‬لمحمد التاودي بن الطالب"‪-‬‬
‫‪.‬بن سودة (ت‪1209‬هـ)‬
‫أوضح المسالك وأسهل المراقي إلى سبك إبريز الشيخ عبد الباقي"‪ :‬لمحمد بن " ‪-‬‬
‫‪.‬أحمد الرهوني (ت‪1230‬هـ)‬
‫حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدردير المختصر خليل"‪ :‬لمحمد بن عرفة "‪-‬‬
‫‪.‬الدسوقي(ت‪1230‬هـ)‬
‫‪.‬المجموع وشرحه لألمير"‪ :‬لمحمد بن محمد(ت‪1232‬هـ)"‪-‬‬
‫قال سيدي الحسن الكتاني‪-‬فك اهلل أسره‪":-‬اشتهر في مصر وأما في المغرب فال ذكر‬
‫‪".‬له عندهم‬
‫‪.‬حاشية َكنون على الرهوني"‪ :‬لمحمد بن المدني كنون(ت‪1302‬هـ)" ‪-‬‬

‫الكتب المعتمدة في الفقه التطبيقي‪(:‬النوازل‪،‬الفتاوي‪،‬القضاء‪،‬ما جرى به العمل) ‪2-‬‬


‫العقد المنظم للحكام فيما يجري بين أيديهم من العقود واألحكام"‪ :‬ألبي القاسم "‪-‬‬
‫‪.‬سلمون بن علي بن سلمون(ت‪767‬هـ)‬
‫تبصرة الحكام في أصول األقضية و مناهج األحكام"‪:‬إلبراهيم بن علي بن فرحون " ‪-‬‬
‫‪(.‬ت‪799‬هـ)‬
‫‪.‬تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام"‪ :‬لمحمد بن محمد بن عاصم(ت‪829‬هـ)" ‪-‬‬
‫جامع مسائل األحكام مما نزل من القضايا بالمفتين والحكام"‪ :‬ألحمد بن محمد "‪-‬‬
‫‪.‬البرزلي (ت‪841/844‬هـ)‬
‫الدرر المكنونة في نوازل مازونة (المازونية)‪ :‬ألبي زكريا يحيى بن موسى "‪-‬‬
‫‪.‬المازوني(ت‪883‬هـ)‬
‫‪:‬مؤلفات إبرهيم بن هالل السجلماسي(ت‪703‬هـ) له"‪-‬‬
‫‪.‬الدرر النثير على أجوبة أبي الحسن الصغير*‬
‫‪.‬نوازل ابن هالل *‬
‫‪.‬المعيار المعرب والجامع المغرب"‪ :‬ألحمد بن يحيى الونشيرسي(ت‪914‬هـ)"‪-‬‬
‫مجالس القضاء والحكام"‪ :‬لمحمد بن أحمد بن عبد اهلل اليفرني المكناسي (ت"‪-‬‬
‫‪917/918.‬هـ)‬
‫السكتاني(ت‪1062‬هـ)"‪-‬‬
‫السكتاني"‪ :‬لعيسى بن عبد الرحمن ُّ‬
‫‪.‬نوازل ُّ‬
‫‪.‬اإلتقان واإلحكام شرح تحفة األحكام"‪ :‬لمحمد بن أحمد ميَّارة(ت‪1072‬هـ)"‪-‬‬
‫نظم العمل الفاسي وشرحه"‪ :‬لعبد الرحمن الفاسي(ت‪1096‬هـ) وهو من الكتب "‪-‬‬
‫‪.‬المعتمدة في المغرب‬
‫‪.‬غاية األحكام في شرح تحفة األحكام"‪ :‬لعمر بن عبد اهلل الفاسي(ت‪1188‬هـ)"‪-‬‬
‫الم ّري(ت‪1209‬هـ) وهو عمدة في "‪-‬‬
‫شرح التحفة"‪:‬لمحمد بن التاودي بن سوردة ُ‬
‫‪.‬التدريس والقضاء في المغرب وتونس‬
‫‪:‬مؤلفات محمد بن أبي القاسم السجلماسي(ت‪1214‬هـ)"‪-‬‬
‫‪.‬شرح العمل الفاسي *‬
‫فتح الجليل الصمد في شرح التكميل والمعتمد‪ ،‬مشتهر بكتاب "العلميات العامة" *‬
‫‪.‬وهو نظم للعمل المطلق وشرحه‬
‫‪.‬البهجة في شرح التحفة"‪ :‬للشيخ علي بن عبد السالم التسولي (ت‪1258‬هـ)"‪-‬‬
‫‪:‬مؤلفات المهدي الوزاني"(ت‪1342‬هـ)"‪-‬‬
‫‪.‬المعيار الكبير‪ :‬ويعرف "بالمعيار الجديد" أو النوازل الجديدة الكبرى *‬
‫‪.‬المنح السامية في النوازل الفقهية‪ :‬ويعرف بنوازل الوزاني أو النوازل الصغرى *‬
‫‪.‬شرح العمل الفاسي *‬
‫‪.‬حاشية على شرح التاودي لتحفة ابن عاصم *‬
‫تحفة الحذاق بنشر ما تضمنتة المية الزقاق‪ :‬وهي حاشية على شرح التاودي لالمية *‬
‫‪.‬الزقاق‬
‫و بعد‪ ،‬فهذه الكتب المعتمدة في مذهب األصحاب في مراحله الثالث‪ ،‬و كما يرى‬
‫‪.‬القارئ الكريم غناء المذهب المالكي في مادته الفقهية سواء النظرية أو التطبيقية‬

‫خاتمة‬
‫ختم اهلل لنا بالحسنى‬
‫و إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختم هذه الرسالة الموجزة في استعراض الكتب المعتمدة‬
‫‪.‬في مذهب أصحابنا المالكية‪ ،‬في كل مراحله التي مر بها في التاريخ اإلسالمي‬
‫و ال أنسى هنا أن أنوه بكتاب الدكتور محمد علي‪-‬حفظه اهلل‪" -‬اصطالح المذهب عند‬
‫المالكية" فقد استفدت منه جل المادة‪ ،‬و ما إنا إال مختصر و مقرب لمادته مع بعض‬
‫‪.‬التوجيهات‬
‫‪.‬هذا‪ ،‬فما كان من صواب فمن اهلل وحده و ما كان من خطأ فمني و من الشيطان‬
‫‪.‬و أسأل اهلل تعالى أن يكثر هذا القليل و يتم التقصير و يعظم الثواب‬
‫واإلنسان وإن زعم في األمر أنه أدركه وقتله علماً ال يأتي عليه الزمان إال وقد عقل فيه"‬
‫ما لم يكن عقل‪ ،‬وأدرك من علمه ما لم يكن أدرك قبل ذلك كل يشاهد ذلك لنفسه‬
‫‪." ‬عياناً‬

‫و الحمد هلل رب العالمين‬


‫و الصالة و السالم على سيدنا محمد و آله الطاهرين‬
‫و كتب‪ :‬أبو العباس ياسين بن سيدي أحمد القيِّم علوين المالكي مذهبا‪-‬غفر اهلل له و‬
‫‪-.‬لوالديه و مشايخه‬
‫في ‪ 4‬جمادى األولى سنة ‪ 1431‬هـ‪ 18 /‬أبريل سنة ‪2010‬م‬
‫‪.‬بضاحية مدينة الدار البيضاء بالمملكة المغربية‬

‫‪..‬في المرفقات ‪ pdf‬و تجدون البحث بصيغة‬


‫الملفات المرفقة‬
‫‪ 1.13( ‬ميجابايت‪ ,‬المشاهدات‪.pdf‬الكتب المعتمدة في المذهب المالكي‬
‫‪)2478‬‬

‫‪  #2  ‬‬
‫‪ 10-08-10, 05:40 PM‬‬

‫تاريخ التسجيل‪09-10-24 :‬‬


‫ابن محمد‬ ‫الدولة‪ :‬الجزائر‬

‫‪ ‬الشريف‬ ‫‪ ‬‬ ‫المشاركات‪169 :‬‬

‫وفقه هللا‬

‫رد‪ :‬بحث مختصر " الكتب المعتمدة في الفقه المالكي" خالل أطواره الثالث‪ ‬‬

‫أحسن اهلل إليك‬


‫__________________‬
‫العلم زين وتشريف لصاحبه * * * فاطلب هديت فنون العلم واألدبا‬

‫‪  #3  ‬‬
‫‪ 14-08-10, 04:21 AM‬‬
‫تاريخ التسجيل‪05-08-31 :‬‬
‫‪ ‬أبو يوسف المالكي‬ ‫‪ ‬‬ ‫الدولة‪ :‬المغرب األقصى‬
‫المشاركات‪379 :‬‬
‫هللا حسبه‬

‫رد‪ :‬بحث مختصر " الكتب المعتمدة في الفقه المالكي" خالل أطواره الثالث‪ ‬‬

‫‪.‬بارك اهلل فيكم‬


‫‪.‬ملخص طيب وجهد مشكور‬
‫__________________‬
‫‪.‬قال اإلمام الشافعي رحمه اهلل تعالى‪( :‬لوال أن اهلل أنقذني بمالك والليث لضللت)‬

‫‪  #4  ‬‬
‫‪ 20-08-10, 02:35 PM‬‬
‫تاريخ التسجيل‪06-12-17 :‬‬
‫‪ ‬أبو صالح الدرويش‬ ‫‪ ‬‬ ‫الدولة‪ :‬المغرب‬
‫المشاركات‪30 :‬‬
‫وفقه هللا‬

‫رد‪ :‬بحث مختصر " الكتب المعتمدة في الفقه المالكي" خالل أطواره الثالث‪ ‬‬

‫بارك اهلل فيك‬

‫‪  #5  ‬‬
‫‪ 22-08-10, 07:33 AM‬‬
‫تاريخ التسجيل‪09-09-30 :‬‬
‫‪ ‬عبداهلل العبدالكريم‬ ‫‪ ‬‬ ‫المشاركات‪131 :‬‬
‫وفقه هللا‬

‫رد‪ :‬بحث مختصر " الكتب المعتمدة في الفقه المالكي" خالل أطواره الثالث‪ ‬‬

‫بارك اهلل فيك‬

‫‪  #6  ‬‬
‫‪ 19-12-11, 10:59 PM‬‬
‫تاريخ التسجيل‪03-09-13 :‬‬
‫‪ ‬أحـمـد نـجـيـب‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪: IRELAND‬الدولة‬
‫المشاركات‪163 :‬‬
‫وفقه هللا‬

‫رد‪ :‬بحث مختصر " الكتب المعتمدة في الفقه المالكي" خالل أطواره الثالث‪ ‬‬

‫تعريف بطبعة مركز نجيبويه لكتاب التنبيهات المستنبطة للقاضي عياض‬

‫بعد طول انتظار صدر في خمس مجلدات كتاب "التنبيهات المستنبطة على ُكتُب‬
‫المدو نة والمختلطة" للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي المتوفى سنة‬
‫َّ‬
‫‪544‬هـ‪ ،‬عن مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث‪ ،‬بتحقيق األستاذ الدكتور أحمد‬
‫‪:‬بن عبد الكريم نجيب‪ ،‬الذي قال في مقدمة التحقيق‬

‫ست أهمية كتاب «التنبيهات» أثناء عملي في تحقيق كتب مذهب إمام دار الهجرة‬
‫لم ُ‬ ‫َ‬
‫بعامة‪ ،‬وتلك المتعلِّقة بمدونة سحنون ومختصراتها بخاصة‪ ،‬فما من كتاب متأخر عن‬
‫رئيس من مصادره‪ ،‬وما من كتاب متقدِّم‬
‫مصدر ٌ‬
‫ٌ‬ ‫عصر القاضي عياض إال و«التنبيهات»‬
‫‪.‬عليه إال وفي «التنبيهات» ما يح ُّل كثيراً من م ِ‬
‫شكله‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وقد لمست ذلك ‪ -‬على وجه الخصوص ‪ -‬أثناء اشتغالي بتحقيق تقييد الزرويلي على‬
‫الورغمي‪ ،‬وحاشية ابن‬
‫ِّ‬ ‫تهذيب البراذعي للمدونة‪ ،‬والمختصر الفقهي الكبير البن عرفة‬
‫غازي المكناسي على هذين الكتابين التي عنونها بتكميل التقييد وتحليل التعقيد‪ ،‬ففي‬
‫هذه الكتب الثالثة من االقتباسات والنقول عن مؤلَّفات القاضي عياض ‪ -‬وأ َخ ُّ‬
‫صها‬
‫ابن غازي‬
‫والكثير‪ ،‬وقد رمز له في ثالثها بحرف الضاد (ض)‪ ،‬واعتمده ُ‬
‫ُ‬ ‫الكثير‬
‫ُ‬ ‫تنبيهاته ‪-‬‬
‫‪.‬رابع أربعة مصادر أساسيَّة أقام عليها بنيان التكميل والتحليل‬
‫َ‬
‫عقدت العزم‬
‫ُ‬ ‫أمام هذه األهمية للتنبيهات‪ ،‬وحاجتي إلى الرجوع إليه في أعمالي األخرى؛‬
‫الفن في األمر‪َّ ،‬‬
‫فشد‬ ‫استشرت أهل ِّ‬
‫ُ‬ ‫على تحقيقه ونشره‪ ،‬ولما َج َّد مني العزم على ذلك‬
‫وبدأت أقدِّم رجالً‬
‫ُ‬ ‫يدي‪ ،‬إال أني تردَّدت في الشروع في العمل‪،‬‬
‫عامةُ من استشرته على َّ‬
‫َّ‬
‫تقي الدين بن‬
‫الوفي الحميم حسن ّ‬
‫علمت من األخ الكريم والخل ِّ‬ ‫ُ‬ ‫وأؤخِّر أخرى بعد أن‬
‫كل منهما بتحقيق‬ ‫الطالب السوسي أن الكتاب سبقني إلى تحقيقه أستاذان جليالن حصل ُّ‬
‫شطره على الدرجة العالمية (الدكتوراه) من فرع جامعة القرويين بأَيْت ملُّول جنوبي‬
‫قدمان على طباعته ونشره‬ ‫‪.‬المغرب‪ ،‬وأنَّهما عازمان م ِ‬
‫ُ‬
‫ِّ‬
‫المحق َقين‪-‬‬ ‫يوم ها ‪-‬قبل عامين من يومنا هذا‪ -‬الدكتور محمد الوثيق ‪-‬وهو أح ُد‬ ‫هاتفت َ‬
‫ض عليه نشر عملهما في مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث‪ ،‬فأفادني بأن‬ ‫أَع ِر ُ‬
‫الكتاب يوشك أن يُن َشر بعناية إحدى دور النشر البيروتيَّة الكبرى‪ ،‬فقد أُب ِرم العق ُد معها‪،‬‬
‫‪.‬وروجع الكتاب وقدِّم إليها‬
‫ودأبت أبحث‬
‫ُ‬ ‫صرفت يومذاك النظر عن تحقيق الكتاب – تقديراً لسبق أهل السبق –‬
‫ُ‬
‫عامين كاملَين لم أجده خاللَ ُهما‪ ،‬ولم‬
‫عنه مطبوعاً في المكتبات ومعارض الكتاب طيلة َ‬
‫بعث على طمأنينة النفس بأن الكتاب سوف يرى النور‬
‫أقف له على أثَر‪ ،‬ولم أُخبَر بما يَ ُ‬
‫وسارعت‬
‫ُ‬ ‫الهمة على تحقيقه في نفسي من جديد‪ ،‬وطويت صفحة االنتظار‪،‬‬ ‫قريباً‪ ،‬فدبَّت َّ‬
‫‪.‬إلى جمع مخطوطات الكتاب‪ ،‬استعداداً للشروع في العمل‬
‫هت إلى خزانة سيدي حمزة بن أبي سالم العيَّاشي (الخزانة الحمزية) ‪-‬‬
‫توج ُ‬
‫في البداية َّ‬
‫ٍ‬
‫نسخة زعم واضعو الفهرس‬ ‫الواقعة في إقليم الرشيدية بجنوب المغرب ‪ -‬في طلب‬
‫الوصفي لمخطوطات هذه الخزانة بأنها للتنبيهات‪ ،‬وأنها تنتهي بقول ناسخها ‪« ::‬وكان‬
‫الفراغ من ذلك في يوم السبت الثالث والعشرين من جمادى األولى عام إحدى‬
‫وخمسمائة‪ ،‬قال هذا وخطَّهُ بيده الفانية عبيد اهلل الفقير إلى رحمته الغني بنعمته أحمد بن‬
‫‪».‬عبد الرحمن بن يوسف بن يحيى بن إسماعيل بن عبد الجبار ‪ ...‬غفر اهلل ذنوبه‬
‫تقدم بقولهم في وصف هذه النسخة‪« :‬نسخة مبتورة‬ ‫وعلَّق واضعو الفهرس على ما َّ‬
‫األول‪ ،‬عارية عن اسم المؤلِّف والمؤلَّف‪ ،‬وقد ثبت بعد البحث أنها قطعة من كتاب‬
‫‪».‬التنبيهات المستنبطة للقاضي عياض السبتي‬
‫غمرتني الفرحة بهذه المعلومة؛ َّ‬
‫ألن التاريخ المذكور يشير إلى أنَّها منسوخة في حياة‬
‫خاصة ترقى بها إلى‬
‫القاضي عياض ‪ ،:‬بل وهو في عنفوان الشباب‪ ،‬ما يعطيها أهمية َّ‬
‫‪.‬الذروة في ُسلَّم الجودة والضبط‬
‫فوجئت بأن ما في الفهرس ال عالقة له بالواقع البتة‪ ،‬فقد أخطأ المفهرسون في‬
‫ُ‬ ‫ولكني‬
‫قراءة الثمانمائة – الواردة في آخر النسخة ‪ -‬فجعلوها خمسمائة‪ ،‬ووقعوا في خطأ آخر‬
‫حينما زعموا أنَّها للتنبيهات‪ ،‬مع أنَّها ليست كذلك‪ ،‬فهذان خطآن جسيمان؛ أح ُد ُهما في‬
‫‪.‬النقل‪ ،‬واآلخر في الفهم‪ ،‬واهلل المستعان‬
‫ومع ما لحقني من اإلحباط بعد وقوفي على حقيقة هذه النسخة‪ ،‬بحثت في الخزانة‬
‫فوجدت فيها اثنتين؛ إحداهما لشط ِره األول‪،‬‬
‫ُ‬ ‫سخ أُخر للكتاب‪،‬‬ ‫المذكورة ِ‬
‫نفسها عن نُ ٍ‬
‫وهي عالية الجودة واإلتقان‪ ،‬وثانيتهما لشطره الثاني‪ ،‬مع ٍ‬
‫نقص وبتر فيها وخلل في‬
‫ض َّم إليها‬
‫ترتيبها‪ ،‬وهي دون األولى في الجودة واالتقان‪ ،‬ولكنها صالحة لإلفادة منها إذا ُ‬
‫ض َّمت إليه‪ ،‬فرجعت بصورتَي هاتين النسختين مغتبطاً‪ ،‬والحمد هلل‬
‫‪.‬غيرها أو ُ‬
‫عتمد من ُكتُب‬
‫وكنت أثناء مشاركتي في تحقيق كتاب «عون المحتسب فيما يُ َ‬
‫ُ‬
‫المذهب»‪ ،‬للعالمة محمد عبد الرحمن ابن السالك الشنقيطي ‪ – :‬وكان ذا علم ودراية‬
‫َ‬
‫أفدت منه َّ‬
‫أن للتنبيهات‬ ‫بمصنفات السادة المالكية ومخطوطاتها وأماكن وجودها – ُ‬
‫نسخة في خزانته‪ ،‬فطلبتها من الشيخ محمد فال (أبَّاه) ابن عبد اهلل‪ ،‬فأذن لي أو لمن‬
‫ينوب عني بالمقابلة عليها شرط عدم الخروج أو السفر بها بعيداً عن الخزانة‪ ،‬عمالً‬
‫بشرط محبِّسها ‪ ،:‬كما أخرج لنا الشيخ أبَّاه ‪ -‬حفظه اهلل ‪ -‬من مكتبته صورة النسخة‬
‫التي يُحفظ أصلُها في الخزانة الحسنية بالرباط تحت رقم (‪ ،)534‬فاعتمدناها‪ ،‬وقابلنا‬
‫حيث تُح َفظ في‬
‫صورها من ُ‬
‫عليها‪ ،‬وعلى نسخة تامة للكتاب ‪ -‬بجزأيه ‪ -‬وردتنا من ثقة َّ‬
‫مدينة ميونيخ بألمانيا الغربية‪ ،‬إضافة إلى نسختَين واضحتَين متقنتَين للشطر األول من‬
‫الكتاب حصلنا على صورة إحداهما من مكتبة األزهر الشريف‪ ،‬وعلى صورة ثانيتهما من‬
‫مكتبة أهل الشيخ سيديا‪ ،‬وقد جلبها لنا وساهم في مقابلتها الشيخ الفاض ألحمد ولد‬
‫‪.‬محمد يحيى‪ ،‬رئيس قسم المخطوطات في المعهد الموريتاني للبحث العلمي‬
‫حصلت عليه من نُ َسخ «التنبيهات» توفَّرت لي آلة العمل وأدواته‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وبمجموع ما‬
‫فشرعت فيه مستعيناً باهلل تعالى‪ ،‬ومتكئاً على يد العون التي بذلها لي إخواني وأعواني‬
‫ُ‬
‫العاملون في مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث بفروعه في مصر والمغرب‬
‫‪.‬وموريتانيا‬
‫ولم يكن األمر سهالً‪ ،‬بل كان في غاية الصعوبة بسبب ضيق الوقت وكثرة اإلشكاالت‬
‫التي ظهرت في النسخ الخطية بين سقط وطمس وفوارق جوهرية في النصوص‬
‫الليالي ذوات العدد‪ ،‬وتطلب – لرفع ما فيه‬
‫َ‬ ‫واأللفاظ‪ ،‬ربَّما أغلِق علينا في ِّ‬
‫حل بعضها‬
‫من إشكال – سؤال ذوي الخبرة والفقه والدين‪ ،‬أو الغوص في أعماق ما لم يطوه‬
‫‪.‬النسيان‪ ،‬أو يغيِّبه اإلهمال من كتب المذهب‬
‫كتاب للقاضي عياض – لكونه من تصنيف القاضي عياض وحسب ‪-‬‬ ‫وإن تحقيق ٍ‬ ‫هذا‪َّ ،‬‬
‫إن من حق شيخ المحققين االلتزام بالقواعد التي وضعها بنفسه‬‫أمر في غاية الصعوبة؛ إذ َّ‬
‫ٌ‬
‫والعمل بمقتضاها في مؤلَّفاته قبل‬
‫ِ‬ ‫للتحقيق‪ ،‬خاصة وأنَّه ‪َ :‬سبَق إلى وضع هذه القواعد‪،‬‬
‫‪.‬قرون طويلة من ظهور حركة التحقيق على أيدي المستشرقين في عصر الطباعة‬
‫أصل القاضي ‪ :‬لتحقيق النصوص بغاية اإلبداع في كتابه «اإللماع»‪ ،‬حيث تناول‬
‫فقد َّ‬
‫هذا الفن من كافة الجوانب‪ ،‬فروى في أهمية المقابلة عن هشام بن عروة بن الزبير‬
‫‪: ‬قوله‬
‫أكتبت؟‬
‫َ‬ ‫قال لي أبي‪:‬‬
‫‪.‬قلت‪ :‬نعم‬
‫أقابلت؟‬
‫َ‬ ‫قال‪:‬‬
‫‪.‬قلت‪ :‬ال‬
‫يابنَ َّي‬
‫‪.‬قال‪ :‬لم تكتب ُ‬
‫«أما مقابلة النسخة بأصل السماع‬
‫وفصل ‪ :‬القول في المقابلة بين نُ َسخ الكتاب‪ ،‬فقال‪َّ :‬‬
‫َّ‬
‫ومعارضتها به فمتعينة البد منها‪ ،‬وال يحل للمسلم التَّقي الرواية ما لم يقابل بأصل‬
‫شيخه‪ ،‬أو نسخة تحقق ووثق بمقابلتها باألصل‪ ،‬وتكون مقابلته لذلك مع الثقة‬
‫‪».‬المأمون‬
‫وفيما جرى عليه عملنا اليوم نُقدِّم على مقابلة النسخة بغيرها مطابقة ما تمت كتابته مع‬
‫ٍ‬
‫مرحلة نسميها بمرحلة المطابقة‪ ،‬وعن هذه المرحلة‬ ‫ب منه‪ ،‬في‬ ‫ِ‬
‫نفس المصدر الذي ُكت َ‬
‫يسم ها مرحلة المطابقة كما نسميها نحن ‪ -‬فيقول‪« :‬فليقابل‬ ‫يؤكد عياض ‪ -‬وإن لم ِّ‬
‫نسخته من األصل بنفسه حرفاً حرفاً‪ ،‬حتى يكون على ثقة ويقين من معارضتها به‪،‬‬
‫ومطابقتها له‪ ،‬وال ينخدع في االعتماد على نسخ الثقة العارف دون مقابلة‪ ،‬وال على‬
‫نسخ نفسه بيده‪ ،‬ما لم يقابل ويصحح‪ ،‬فإن الفكر يذهب‪ ،‬والقلب يسهو‪ ،‬والنظر يزيغ‪،‬‬
‫‪».‬والقلم يطغى‬
‫وقد ألفينا في كالم القاضي عياض في ضبط النصوص والعناية بها رأياً سديداً‪ ،‬وهدياً‬
‫رشيداً‪ ،‬فعضضنا عليه بالنواجذ‪ ،‬واعتمدناه في تحقيق «تنبيهاته» وغيرها مما عنينا‬
‫‪.‬بتحقيقه‬
‫ومن التحديث بنعم اهلل تعالى وفضله علينا اإلشارةُ إلى أن خبرتنا المتراكمة في تحقيق‬
‫تراث المذهب المالكي أتاحت لنا الوصول ‪ -‬مباشر ًة ‪ -‬إلى مصادر ومراجع لم ُيتَح‬
‫لغيرنا الوصول إليها إال بوسائط ال تخلو من أخطاء في الطباعة وقصور في الضبط‪ ،‬ومن‬
‫كمختصري ابن عبد الحكم الكبير والصغير‪ ،‬وأحكام‬
‫َ‬ ‫تلك الكتب ما ليس عند غيرنا؛‬
‫ابن حبيب‪ ،‬والزاهي البن شعبان‪ ،‬واختصار ابن أبي زيد للمدونة‪ ،‬وتبصرة أبي الحسن‬
‫اللخمي‪ ،‬وجامع ابن يونس الصقلي‪ ،‬وهذه كلها مما وفقنا اهلل لتحقيقها؛ فمنها ما تم‬
‫طبعه‪ ،‬ومنها ما تجري وما تُنتَظَر طباعته‪ ،‬وهي من عيون مصنَّفات المذهب وأمهات كتبه‬
‫‪».‬ودواوينه المتقدمة – في التأليف – على «التنبيهات‬
‫ومن الدواوين ‪ -‬المتأخرة عن «التنبيهات» ‪ -‬والتي انفردنا بحيازتها والعمل على‬
‫تحقيقها‪ ،‬وأفدنا منها في تحقيق «التنبيهات» ومن «التنبيهات» في تحقيقها تقيي ُد أبي‬
‫الحسن الزرويلي على تهذيب البراذعي للمدونة‪ ،‬والمختصر الفقهي الكبير‪ ،‬البن عرفة‬
‫ب أخرى نسأل اهلل التوفيق‬
‫الورغمي‪ ،‬وتكميل التقييد‪ ،‬البن غازي المكناسي‪ ،‬وكتُ ٌ‬
‫‪.‬والسداد إلتمام العمل فيها ونشرها‬
‫َّ‬
‫المحقق للتنبيهات‬ ‫وجرياً على عادة أهل التحقيق نقدِّم ‪ -‬فيما يلي ‪ -‬بين يدي النص‬
‫‪:‬تعريفاً بعملنا في تحقيقها وما اعتمدناه من نسخها فنقول والهلل التوفيق‬
‫اعتمدنا في تحقيق «التنبيهات» على سبع نسخ خطية ‪ -‬من بينها نسختان كاملتان ‪-‬‬
‫‪.‬فيما يلي وص ُفها على سبيل اإليجاز‬
‫‪:‬النسخة األولى‪ ،‬المرموز لها بالرمز (ح) *‬
‫يحفظ أصلُها تحت رقم (‪ )534‬في الخزانة الحسنيَّة بالقصر الملكي العامر في الرباط‪،‬‬
‫وهي نسخة قريبة من التمام تشمل جميع كتب «التنبيهات»‪ ،‬إال ما سقط من لوحات في‬
‫مواضع متأخرة منها‪ ،‬وتقع في مائتي لوحة ولوحة من القطع الكبير‪ ،‬في كل منها اثنان‬
‫وثالثون سطراً في الغالب‪ ،‬عدد كلمات السطر الواحد منها في المتوسط سبع عشرة‬
‫طمس‬
‫ٌ‬ ‫كلمة‪ ،‬وخطها مغربي مقروء بصعوبة في بعض المواضع‪ ،‬وفي كثير من صفحاتها‬
‫نصه‪« :‬نجزت النسخة بحمد اهلل وحسن‬ ‫وبياضات متكررة‪ ،‬وفي ختامها يقول الناسخ ما ُّ‬
‫ٌ‬
‫عونه ‪ ...‬وكان فراغ الناسخ منه في أواسط قعدة عام ستة وثمانين ومائتين وألف‪ ،‬وهو‬
‫‪».‬الفقيه الخيِّر السيد محمد بن الفقيه المرحوم السيد الهادي ‪ ...‬الصنهاجي‬
‫‪:‬النسخة الثانية‪ ،‬المرموز لها بالرمز (ر‪* )1‬‬
‫يحفظ أصلُها تحت رقم (‪ )331‬في خزانة سيدي حمزة بن أبي سالم العياشي الواقعة‬
‫في إقليم الرشيدية بالمملكة المغربية‪ ،‬وهي للشطر األول من كتاب «التنبيهات»‪ ،‬وعلى‬
‫نصه‪« :‬السفر األول من كتاب التنبيهات المستنبطة على ُكتُب المدونة‬
‫غالفها األول ما ُّ‬
‫والمختلطة وتقييد مهمالتها‪ ،‬وشرح غريب كلماتها‪ ،‬وبيان اختالف رواياتها‪ ،‬وإصالح‬
‫الوهم والغلط الواقع في بعض رواياتها‪ ،‬تأليف القاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن‬
‫عياض اليحصبي ط»‪ ،‬ويليه ما نصه‪« :‬ملكه أبو عبد اهلل بن محمد بن عبد اهلل بن عبد‬
‫‪».‬الجليل األموي ثم التنسي ثم التلمساني ‪ -‬لطف اهلل به‬
‫تقع هذه النسخة في (‪ )176‬لوحة‪ ،‬في كل منها ثالث وعشرون سطراً في الغالب‪ ،‬عدد‬
‫كلمات السطر الواحد منها في المتوسط ست عشرة كلمة‪ ،‬وخطها مغربي جميل‬
‫نصه‪« :‬تم السفر‬
‫واضح‪ ،‬وتتخللها بعض الخروم في أثنائها‪ ،‬وفي ختامها يقول الناسخ ما ُّ‬
‫األول من التنبيهات المستنبطة على المدونة‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين يوم األربعاء‬
‫الخامس من شهر ربيع األول من عام ثالثة وخمسين وستمائة‪ ،‬والحمد هلل وحده‪ ،‬على‬
‫يد العبد الفقير إلى رحمة ربِّه أحمد ابن سعيد بن أحمد األنصاري بمدينة فاس ‪ -‬حرسها‬
‫‪».‬اهلل‬
‫‪: ‬النسخة الثالثة‪ ،‬المرموز لها بالرمز (ر‪* )2‬‬
‫يحفظ أصلُها تحت رقم (‪ )102‬في خزانة سيدي حمزة بن أبي سالم العياشي الواقعة‬
‫في إقليم الرشيدية بالمملكة المغربية‪ ،‬وهي للشطر الثاني من كتاب «التنبيهات»‪ ،‬وعلى‬
‫نصه‪« :‬السفر الثاني من كتاب التنبيهات المستنبطة على ُكتُب المدونة‬
‫غالفها األول ما ُّ‬
‫والمختلطة‪ ،‬وتقييد مهمالتها‪ ،‬وشرح غريب كلماتها‪ ،‬وبيان اختالف رواياتها‪ ،‬وإصالح‬
‫الغلط الواقع من بعض رواتها‪ ،‬تأليف الفقيه القاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن‬
‫عياض اليحصبي ‪ -‬رضي اهلل عنه وغفر له» ويليه برنامج محتويات هذا السفر كتاباً‬
‫كتاباً «من بيوع اآلجال إلى كتاب الديات»‪ ،‬وبأسفله ما نصه‪« :‬تملكه بالشراء الصحيح‬
‫عبيد اهلل سبحانه محمد بن محمد عُرف بـ ‪ ...‬المديوني ‪ -‬لطف اهلل به بمنه وكرمه‬
‫‪».‬وبجميع المسلمين‬
‫تقع هذه النسخة في (‪ )150‬لوحة‪ ،‬في كل منها ثالث وعشرون سطراً في الغالب‪ ،‬عدد‬
‫كلمات السطر الواحد منها في المتوسط سبع عشرة كلمة‪ ،‬وخطها مغربي واضح ال‬
‫يعرف تاريخ نسخه‪ ،‬وفي ختامها سقط‪ ،‬حيث ينتهي القدر الموجود منها بقول المؤلف‬
‫في أول كتاب الجنايات‪« :‬واعلم أن العبيد ‪ -‬عندنا ‪ -‬في القصاص فيما بينهم‪،‬‬
‫ذكورهم وإناثهم‪ ،‬كأحكام األحرار فيما بينهم‪ ،‬كانوا لمالك واحد أو لمالك مختلفين‪،‬‬
‫‪».‬وقد نبه في المدونة في كتاب الرجم على خالف فيه لبعض‬
‫‪:‬النسخة الرابعة‪ ،‬المرموز لها بالرمز (ز) *‬
‫يحفظ أصلُها تحت رقم (‪ )95392‬في مكتبة الجامع األزهر الشريف بالقاهرة‬
‫المحروسة‪ ،‬وهي للشطر األول من كتاب «التنبيهات»‪ ،‬وقد ذهب البتر في أولها‬
‫باللوحتين األوليين منها‪ ،‬ويبدأ القدر المتوفر بقول المؤلف ‪« ::‬المسألة األولى‪ ،‬وأما‬
‫على ظاهرها في الطعام فال معنى للباء‪ ،‬والغَ َمر ‪-‬بفتح الغين المعجمة وفتح الميم‪ -‬هو‪:‬‬
‫‪».‬الودك‬
‫َ‬
‫تقع هذه النسخة في (‪ )137‬لوحة‪ ،‬في كل منها واح ٌد وثالثون سطراً في الغالب‪ ،‬عدد‬
‫كلمات السطر الواحد منها في المتوسط خمس عشرة كلمة‪ ،‬وخطها مغربي حديث ال‬
‫يعرف تاريخ نسخه‪ ،‬وفي ختامها سقط‪ ،‬حيث ينتهي القدر الموجود منها بقول المؤلف‬
‫في كتاب السلم األول‪« :‬وقوله‪ :‬إن كان يحصده وال يؤخره فال بأس‪ ،‬فهذا يدل أنه‬
‫‪».‬معين إال أن يريد‬

‫‪:‬النسخة الخامسة‪ ،‬المرموز لها بالرمز (م) *‬


‫الكائنة في )‪ (BSB‬في مكتبة والية بافاريا )‪ (arab.339‬يحفظ أصلُها تحت رقم‬
‫ميونيخ (عاصمة الوالية) بجمهورية ألمانيا‪ ،‬وهي نسخة تامة تشمل جميع كتب‬
‫«كتاب فيه التنبيهات المستنبطة على كتاب‬
‫ٌ‬ ‫نصه‪:‬‬
‫«التنبيهات»‪ ،‬وعلى غالفها األول ما ُّ‬
‫المدونة والمختلطة‪ ،‬وتفسير مهمالتها‪ ،‬وشرح غريب كلماتها‪ ،‬وبيان اختالف رواياتها‪،‬‬
‫وإصالح الغلط الواقع من بعض رواتها‪ ،‬تأليف الشيخ الفقيه القاضي اإلمام أبي الفضل‬
‫عياض بن موسى بن عياض اليحصبي ط» ويليه‪ :‬تسمية ما فيه من كتُب كتاباً كتاباً «من‬
‫‪».‬كتاب الوضوء والطهارة إلى كتاب الجراحات والديات‬
‫تقع هذه النسخة في (‪ )235‬لوحة‪ ،‬في كل منها ثالثون سطراً في الغالب‪ ،‬عدد كلمات‬
‫السطر الواحد منها في المتوسط ست عشرة كلمة‪ ،‬وخطها مغربي جميل واضح‪ ،‬وفي‬
‫وحسن عونه‬
‫نصه‪« :‬تم كتاب الجراحات والديات بحمد اهلل ُ‬ ‫ختامها يقول الناسخ ما ُّ‬
‫ويُمنِه‪ ،‬وبتمامه تم الكتاب المسمى بكتاب التنبيهات المستنبطة على ُكتُب المدونة‬
‫والمختلطة وتقييد مهماتها‪ ،‬وشرح غريب كلماتها‪ ،‬وبيان اختالف رواياتها‪ ،‬وإصالح‬
‫الغلط الواقع من بعض رواتها‪ ،‬تأليف الفقيه القاضي اإلمام أبي الفضل عياض بن موسى‬
‫بن عياض اليحصبي المراكشي ط‪ ،‬وذلك في الثاني عشر لشهر رمضان المعظم المبارك‬
‫المغت َفر من عام ثالثة وتسعين وسبعمائة‪ ،‬وكتبه بخط يده الفانية بمدينة تونس ‪ -‬حرسها‬
‫المعترف بالذنب والتقصير‪ ،‬الراجي في عفوه‪ ،‬الطامع في‬
‫ُ‬ ‫الفقير‬
‫اهلل تعالى ‪ -‬العب ُد ُ‬
‫مغفرته محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد القيسي ثم الصفاقسي المشتهر‬
‫بالعطار ‪ -‬لطف اهلل به وغفر له ولوالديه وألخيه ولمن نظر خطَّه هذا َّ‬
‫وتصف َحه ودعا له‬
‫بما نطق اهلل على لسانه‪ ،‬ولجميع المسلمين‪ ،‬وصلى اهلل على سيدنا محمد وعلى آله‬
‫‪».‬وصحبه‬
‫‪:‬النسخة السادسة‪ ،‬المرموز لها بالرمز (ش‪* )1‬‬
‫يحفظ أصلُها بمكتبة آل الشيخ سيديا في (بوتلميت) بالجمهورية اإلسالمية الموريتانية‪،‬‬
‫نصه‪« :‬السفر األول‬
‫وهي للشطر األول من كتاب «التنبيهات»‪ ،‬وعلى غالفها األول ما ُّ‬
‫من كتاب التنبيهات المستنبطة على ال ُكتُب المدونة والمختلطة‪ ،‬وتقييد مهمالتها‪،‬‬
‫وشرح غريب كلماتها‪ ،‬وبيان اختالف رواياتها‪ ،‬وإصالح الوهم الواقع من بعض رواتها‪،‬‬
‫تأليف الفقيه القاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي ‪ -‬رضي اهلل عنه‬
‫‪».‬ورحمه‬
‫ويليه قول الناسخ‪« :‬يشتمل هذا السفر على ٍ‬
‫كتب وهي ‪ ،»...‬ثم َّ‬
‫عدد محتويات السفر‬
‫‪».‬كتاباً كتاباً؛ «من كتاب الوضوء والطهارة إلى كتاب البيوع الفاسدة‬
‫السفر قول الشاعر‬‫‪: ‬وعلى الغالف بعد برنامج هذا ِّ‬
‫تبدت ٍ‬
‫بسبتة‬ ‫مشارق أنوا ٍر َّ‬
‫ِ‬
‫بالغرب‬ ‫عجب كون المشارق‬
‫ٌ‬ ‫وذا‬

‫وترعى [خصيباً] في جدوب ربوعها‬


‫ِ‬
‫الجدب‬ ‫مخصب ِ‬
‫موض َع‬ ‫ٍ‬ ‫أال فاعجبوا من‬

‫تقع هذه النسخة في (‪ )164‬لوحة‪ ،‬في كل منها ثالث وعشرون سطراً في الغالب‪ ،‬عدد‬
‫مغربي جيد‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫كلمات السطر الواحد منها في المتوسط خمس عشرة كلمة‪ ،‬وخطها‬
‫نصه‪:‬‬
‫وتتخللها مواضع مطموسة في أطراف لوحاتها‪ ،‬وفي ختامها يقول الناسخ ما ُّ‬
‫«كمل السفر األول من كتاب التنبيهات المستنبطة على كتب المدونة والمختلطة‪،‬‬
‫والحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وصلواته على سيدنا محمد خاتم النبيِّين‪ ،‬وسالمه عليه‬
‫‪».‬كثيراً‬
‫نصه‪« :‬هذا الجزء األول من التنبيهات قد ملَّكه‬
‫وفي ذيل هذه النسخة تمليك جاء فيه ما ُّ‬
‫سيدي ابن المختار بن الطيب‪ ،‬كان اهلل للجميع بمنِّه وكرمه ولياً ونصيراً‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اهلل تعالى عب َده‬
‫‪».‬آمين‬
‫‪: ‬النسخة السابعة‪ ،‬المرموز لها بالرمز (ش‪* )2‬‬
‫يحفظ أصلها في مكتبة الشيخ محمد فال (أبَّاه) بن عبد اهلل بمحظرة النباغية في‬
‫الجمهورية اإلسالمية الموريتانية‪ ،‬وهي مما حبَّسه الشيخ العالمة محمد عبدالرحمن بن‬
‫مغربي واضح في الغالب‪،‬‬
‫ٍّ‬ ‫السالك العلوي ‪ ،:‬وتقع في مائة لوحة ولوحتين‪ ،‬مكتوبة بخط‬
‫كل لوحة من لوحاتها ثمان وعشرون سطراً في المتوسط‪ ،‬وعدد كلمات السطر‬ ‫وفي ٍّ‬
‫الواحد يتراوح بين اثنتي عشرة وخمس عشرة كلمة‪ ،‬ومع أنَّها تبدأ ببداية الشطر األول‬
‫من الكتاب‪ ،‬فقد وقع اضطراب بعد اللوحة األولى منها؛ حيث اختلطت أوراقها‬
‫واضطرب ترتيبها‪ ،‬وكثر فيها الطمس والتأثر بعاديات الزمن‪ ،‬ثم عاد فاستقام حالُها عند‬
‫قول المؤلف ‪- :‬في مسألة الصالة على السقط ‪ -‬من كتاب «الجنائز»‪ :‬وقال َسحنون‪:‬‬
‫(إنما تترك الصالة عليهم أدبا لهم‪ ،‬فإن خيف أن يضيعوا غسلوا‪ ،‬ويصلي عليهم من‬
‫حضرهم أو أولياؤهم)‪ ،‬كما قال في اللصوص بعد هذا‪ ,‬وقد قال نحوه غير واحد من‬
‫‪».‬أئمتنا‬
‫وينتهي هذا السفر بنهاية كتاب «البيوع الفاسدة»‪ ،‬حيث ختمه الناسخ ‪ :‬بقوله‪« :‬تم‬
‫السفر األول من كتاب التنبيهات‪ .‬انتهى على يد كاتبه لشيخه وابن عمه بابا بن أحمد‬
‫والكاتب محمد سالم بن أحمد فال بن األمين ابن عثمان العلوي‬
‫ُ‬ ‫‪».‬بيب‪،‬‬
‫‪ ‬وفيما يلي نبيِّن أهم معالم‬
‫عملنا ومنهجنا في تحقيق الكتاب‬
‫ض ْبطَه اتقاناً‪ ،‬ومن‬
‫التزمنا في تحقيق «التنبيهات» أموراً نرجو أن تزيد تحقي َقه رصانةً‪ ،‬و َ‬
‫‪:‬ذلك‬
‫أثبتنا عنوان الكتاب على ما توافق عليه أكثر المترجمين للقاضي عياض ‪ ،:‬وما ‪-‬‬
‫أكثر النسخ‪ ،‬ومنها نسخة ميونيخ‪ ،‬ونسختا الخزانة الحمزيَّة‪ ،‬ونسخة‬ ‫تواطأت عليه ُ‬
‫ب‬‫بوتلميت بشنقيط؛ فكان كما أثبتناه على الغالف‪( :‬التنبيهات المستنبطة على ُكتُ ِ‬
‫‪.‬المدونة والمختلطة)‬
‫عرفنا فيها بمدونة سحنون الكبرى‪ ،‬وتنبيهات ‪-‬‬ ‫َّ‬
‫قدمنا بين يدي الكتاب مقدمةً تحقيقيَّةً َّ‬
‫عياض المستنبطة‪ ،‬وختمناها بالتعريف بمنهجنا وعملنا في التحقيق بعد التعريف بما‬
‫اعتمدناه من النسخ الخطيَّة للكتاب‪ ،‬ولم نفرد في المقدمة ترجمة للقاضي عياض؛ ألن‬
‫َعلَميَّتة محل إجماع‪ ،‬وسيرته العطرة تمأل األصقاع‪ ،‬وترجمته – لمن أرادها – وافرة في‬
‫‪.‬المطبوعات والمخطوطات والرقاع‬
‫ُّسخ التي وقفنا ‪-‬‬
‫أتم الن َ‬ ‫نسخنا الكتاب من نسخة ميونيخ‪َّ ،‬‬
‫وقدمناها على غيرها؛ لكونها َّ‬
‫ثم طابقنا ما تم نسخه على األصل المنسوخ منه‪ ،‬وبعد ذلك قابلنا الكتاب بتمامه‬
‫عليها‪َّ ،‬‬
‫ُّسخ الناقصة للكتاب؛ وهي نسخة المكتبة‬
‫على نسخة الخزانة الحسنيَّة‪ ،‬ثم على الن َ‬
‫األو ل‪ ،‬ونظيرتها التي يحفظ أصلها في خزانة الشيخ سيديا‪ ،‬ونسختا‬
‫األزهرية لجزئه َّ‬
‫خزانة سيدي حمزة في الرشيدية –وهما لجزأيه – وأخيراً على النسخة التي حبَّ َسها‬
‫‪.‬العالمة محمد عبد الرحمن بن السالك على محظرة النبَّاغية بشنقيط‬
‫اعتمدنا في ضبط متن الكتاب منهج النص المختار‪ ،‬فاخترنا مما اختلفت فيه النسخ ‪-‬‬
‫أرج ح من غيره‪ ،‬وأقرب إلى مراد المؤلف ‪ ،:‬وأثبتنا في الحواشي السفليَّة ما‬
‫ما بدا لنا َ‬
‫ُّسخ‪ ،‬وضربنا صفحاً عن كثير‬
‫الوقوف عليه من اختالف عبارات وألفاظ الن َ‬
‫ُ‬ ‫القارئ‬
‫َ‬ ‫يفيد‬
‫‪.‬من الفوارق التي ال تؤثر في المعنى‪ ،‬وال ِّ‬
‫تعكر على سياق الكالم‬
‫نظراً ألن اإلشارة إلى المؤلف ‪ :‬اختلفت من نسخة إلى أخرى‪ ،‬وقد تختلف في ‪-‬‬
‫النسخة الواحدة فتارة يشار إليه بـ (القاضي) وتارة بـ (المؤلف)‪ ،‬وفي بعض األحيان يرمز‬
‫له بـ (ض)؛ وخروجاً من هذا الخالف الذي ال يؤثر في المعنى اعتمدنا اإلشارة إليه بـ‬
‫‪(.‬القاضي) في الكتاب كامالً دون اإلشارة إلى فوارق النسخ في هذا الشأن‬
‫نظراً لالختالف في ترتيب الكتب بين النسخ‪ ،‬اعتمدنا ترتيب النسخة األتم‪ ،‬وهي ‪-‬‬
‫‪.‬نسخة ميونيخ‪ ،‬ولم نشر إلى ما يخالفها في الترتيب تقديماً أو تأخيراً‬
‫أثبتنا أرقام لوحات المخطوط اعتماداً على نسخة ميونيخ المرموز لها بالرمز (م) ‪-‬‬
‫وأشرنا إلى أوجه اللوحات بالحرف (أ) مسبوقاً برقم اللوحة‪ ،‬وإلى ظهورها بالحرف‬
‫‪(.‬ب) مسبوقاً برقم اللوحة‪ ،‬وبينهما خط مائل‬
‫الكتاب ‪-‬‬
‫َ‬ ‫النساخ لما نسخوه؛ الختالفهم فيه كثيراً‪ ،‬فبعضهم يقسم‬
‫لم نشر إلى تجزئة َّ‬
‫إلى أسفار وبعضهم يقسمه إلى أجزاء‪ ،‬وبعضهم يزيد في عدد األسفار أو األجزاء‬
‫‪.‬وبعضهم ينقص‪ ،‬وقد استعضنا عن ذلك بتقسيم الكتاب إلى أجزاء متقاربة في الحجم‬
‫لم نشر إلى ما يتصدر صفحات بعض النسخ ‪ -‬وخاصة عند بدايات الكتب ‪ -‬من ‪-‬‬
‫النساخ تكرار البسملة والصالة والسالم على النبي غ‪ ،‬وكذلك ما تُختم به‬
‫إضافات َّ‬
‫‪.‬الكتب من مثل ذلك‬
‫التزمنا قواعد الرسم اإلمالئي المعاصر وحلَّينا النص بما يُحتاج إليه من عالمات ‪-‬‬
‫‪.‬الوقف والترقيم‪ ،‬وضبطنا بالشكل ما قد ي ِ‬
‫شكل من ألفاظه وعباراته‬‫ُ‬
‫كتابة اآليات القرآنية وأجزائها بالخط العثماني‪ ،‬وعزوها إلى مواضعها في كتاب اهلل ‪-‬‬
‫تعالى بذكر اسم السورة ورقم اآلية التي وردت فيها‪ ،‬بدءاً بالسورة ضمن معكوفتين‪،‬‬
‫وجعلنا ذلك عقب ذكر اآلية مباشرةً‪ ،‬وليس في الحواشي‬
‫‪.‬هكذا‪[ :‬السورة‪ :‬رقم اآلية]‪َ ،‬‬
‫خر جنا جميع األحاديث الواردة التي أوردها المؤلف في النص‪ ،‬أو أحال عليها أو ‪-‬‬
‫ّ‬
‫وسقنا أدلةً لما أغفل المؤلف ذكر دليله بقدر المستطاع‪،‬‬
‫ص َها‪ُ ،‬‬
‫أشار إليها دون إيراد نَ ِّ‬
‫‪: ‬وخر ْجنا ذلك كله من دواوين السنة المعتمدة مع التزام ما يلي في التخريج‬
‫َّ‬
‫أ‪ -‬إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما‪ ،‬فال نتوسع في تخريجه‪ ،‬ونكف عن‬
‫اكتفاء بما تفيد رواية أحد الشيخين له من الجزم بصحته‬
‫ً‬ ‫‪.‬بيان درجته‪،‬‬
‫فنخرجه من غيرهما من دواوين‬
‫أي من الصحيحين ّ‬
‫ب‪ -‬إذا لم يكن الحديث في ٍّ‬
‫المحدثين المعتبرة بتقديم السنن األربعة‪ ،‬ثم بقية المصادر مرتبةً حسب األقدم تصنيفاً‪،‬‬
‫المتكلَّم فيهم‪ ،‬وعلله‬
‫ونورد كالم العلماء فيه‪ ،‬مع التفصيل في بيان حال رجال اإلسناد ُ‬
‫المتقدِّمين‪،‬‬ ‫إن ُوجدت‪ ،‬وتوثيق ذلك كلِّه‪ ،‬وما أنا في الحكم على الحديث إالَّ ٌ‬
‫ناقل عن ُ‬
‫المتأخِّرين‬
‫ستأنس بآراء ُ‬
‫ٌ‬ ‫‪.‬أو ُم‬
‫ج‪ -‬أثناء العزو إلى الكتب الستة نذكر الكتاب والباب الذي ورد فيه الحديث‪ ،‬مع ما‬
‫يسهل الرجوع إليه من رقم الحديث التسلسلي‪ ،‬أو رقم الجزء والصفحة‪ ،‬أو جميع ما‬
‫‪.‬تقدم‬
‫د‪ -‬عند عزو الحديث أو األثر إلى غير الكتب الستة نكف عن ذكر اسم الكتاب‬
‫اكتفاء باإلشارة إلى موضع النص بالجزء والصفحة أو الرقم التسلسلي أو هما‬
‫ً‬ ‫والباب‬
‫‪.‬معاً‬
‫وخاصة أعالم المذهب المالكي؛ ‪-‬‬
‫َّ‬ ‫عرفنا بأكثر األعالم المذكورين في الكتاب‪،‬‬
‫َّ‬
‫لكونهم المقصودين أصالةً في الكتاب بضبط أسمائهم وألقابهم‪ِ ،‬‬
‫وذكر بعض أخبارهم‬
‫‪.‬وآثارهم‪ ،‬ووثَّقنا التراجم باإلحالة إلى كتب الطبقات وأعالم المذهب‬
‫عزونا أغلب النُّقول واألقوال التي أوردها القاضي في «تنبيهاته» إلى مصادرها‪- ،‬‬
‫وأكثرها ‪ -‬كما أسلفنا‪ -‬ال يسهل‬
‫ُ‬ ‫بالرجوع إلى المصنَّفات المخطوطة والمطبوعة‪،‬‬
‫كثير من‬
‫ظل ‪ -‬إلى عهد قريب ‪ٌ -‬‬
‫حيث َّ‬
‫الوصول إليه من الحريصين‪ ،‬فضالً عن غيرهم‪ُ ،‬‬
‫أمهات ومصادر الفقه المالكي ‪ -‬وبعضها ال يزال ‪ -‬مفقوداً يتعذر الوقوف عليها‬
‫مخطوطاً ومطبوعاً‪ ،‬حتى وفقنا اهلل الستخراج َدفينِه من َمعينِه‪ ،‬والعمل على تحقيقه‬
‫وطباعته ونشره‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لتبصرة اللخمي‪ ،‬وجامع ابن يونس‪ ،‬واختصار‬
‫وكثير‬
‫ٌ‬ ‫ابن أبي زيد‪ ،‬وزاهي ابن شعبان‪ ،‬ومختصر ابن عبد الحكم‪ ،‬وأحكام ابن حبيب‪،‬‬
‫‪.‬غيرها‬
‫ُ‬
‫نظراً للعالقة الوثيقة بين «تنبيهات» عياض و«مدونة» سحنون ‪ -‬رحمهما اهلل ‪- -‬‬
‫ولتوقف اإلفادة من التنبيهات على الوقوف على المواطن التي يراد التنبيه عليها في‬
‫المدونة‪ ،‬ولما يعتري المدونة في طبعاتها المنشورة من خالف وفوارق وسقط‪ ،‬فقد‬
‫حرصنا على توثيق ألفاظها ونصوصها من الطبعات الثالث التي ِ‬
‫يرجع إليها طالب العلم‬
‫عادة؛ وهي ما نشرته دار صادر مصوراً عن طبعة مكتبة السعادة بمصر‪ ،‬وطبعة دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬وطبعة اإلمارات التي نشرت على نفقة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان‪،‬‬
‫وأعقبنا العزو إلى هذه الطبعات جميعاً بتوثيق النصوص من تهذيب البراذعي‪ ،‬كما في‬
‫‪:‬المثال التالي‬
‫قال عياض في «التنبيهات»‪ :‬ومعنى‪([ :‬هل وقَّ َ‬
‫ت مالك في الوضوء؟)]؛ أي‪ :‬هل قدر‬
‫فيه مالك عدداً يقتصر عليه ويوقَف عنده؟‬
‫قل أو كثُر‪- ،‬‬
‫خالف؛ َّ‬
‫ٌ‬ ‫أثبتنا ألفاظ المدونة في هوامش «التنبيهات» حيثما وقع بينهما‬
‫كما أوردنا النصوص بتمامها في حال اختصار القاضي عياض لها‪ ،‬أو اقتصاره على بعض‬
‫ألفاظها‪ ،‬كلما اقتضى المقام إيرادها بتمامها لفهم المقصود منها في موضعه‪ ،‬كما في‬
‫‪:‬المثال التالي‬
‫قال عياض في «التنبيهات»‪([ :‬قول سحنون‪ :‬وقد كان أجاز أن يجمع الرجالن‬
‫‪.‬سلعتيهما فيبيعانهما جميعاً‪ ،‬وقال أَ ْش َهب‪ :‬ذلك جائز)]‬
‫عياض في كتابه‪ ،‬بوضع نصوصها ضمن ‪-‬‬
‫ٌ‬ ‫مما نقله‬
‫المدونة عن غيرها َّ‬
‫نصوص َّ‬
‫َ‬ ‫ميَّزنا‬
‫معكوفات بداخلها أقواس‪ ،‬كهذه [(مسألة)]‪ ،‬وهو ما لم نفعله مع نقول عياض من غير‬
‫‪.‬المدونة‬
‫َّ‬
‫ض ِ‬
‫بط وتراجم األعالم‪ ،‬وشرح غريب األلفاظ ‪-‬‬ ‫ألحقنا بالكتاب ُزب َدة ما جاء فيه من َ‬
‫عنصري الضبط وحل المشكالت‬
‫َ‬ ‫والمصطلحات‪ ،‬والتعريف باألماكن والمواضع؛ ألن‬
‫هامتين من دعائم الكتاب‪ ،‬وعلى صنيع عياض فيهما اعتماد‬
‫يشكالن ‪ -‬معاً ‪ -‬دعامتين َّ‬
‫‪.‬المتأخرين عنه‪ ،‬ونقلهم منه‬
‫ذيَّلنا الكتاب ٍ‬
‫بثبت بمراجع التحقيق ومصادر التوثيق التي رجعنا إليها أثناء العمل‪- ،‬‬
‫وأردفناها بفهارس تقريبية لآليات‪ ،‬واألحاديث‪ ،‬واآلثار‪ ،‬واألعالم‪ ،‬والمواضع‪ ،‬وغريب‬
‫‪.‬األلفاظ‪ ،‬والمواضيع‪ ،‬ثم فهرس الفهارس‬
‫هذا‪ ،‬واهلل نسأل أن يوفِّقنا َ‬
‫لخيري القول والعمل‪ ،‬وأن يعصمنا من الفتنة والضاللة‬
‫‪.‬والزلل‪ ،‬وأن يختم لنا بالصالحات عند بلوغ األجل‬
‫‪.‬والحمد هلل الذي بحمده تتم الصالحات‬

‫‪ ‬دبلن (أيرلندا)‬
‫‪.‬في التاسع من رجب ‪ 1432‬هـ‬
‫‪.‬الموافق للعاشر من حزيران (يونيو) ‪ 2011‬م‬

‫‪‬‬

‫‪  #7  ‬‬
‫‪ 14-01-12, 08:58 PM‬‬

‫النوري المقري‬ ‫تاريخ التسجيل‪12-01-11 :‬‬


‫المشاركات‪4 :‬‬

‫‪ ‬العلوي‬ ‫‪ ‬‬
‫وفقه هللا‬

‫رد‪ :‬بحث مختصر " الكتب المعتمدة في الفقه المالكي" خالل أطواره الثالث‪ ‬‬

‫االخ العز يز السالم عليكم الرجاء مسعدتي في العثور على أمكن الكتب التالية سواء‬
‫كانت مطبوعة أو مخطوطات‬
‫نوازل ابن عرضون‪1-‬‬
‫االستغناء البن عبد الغفور‪2-‬‬
‫المقنع البن بطال ت ‪3-402‬‬
‫المغرب البن أبي زمنين‪4-‬‬
‫وثائق محمد بن أحمد الباجي‪5-‬‬
‫وثائق ابن الهندي‪6-‬‬
‫أحكام ابن زياد‪7-‬‬
‫ولكم جميا االمتنان‬
‫مدخل‬
‫الم ذهب الم الكي أح د الم ذاهب اإلس المية الس نية األربع ة‪ ،‬وال ذي يعت بره الس لفيون أص ال من‬
‫أصولهم الفقية واعتمد فيه اإلمام مالك على أفكار فقهاء أهل المدينة في األصول التي بنى عليها‬
‫اجتهاده‪ ،‬واتخذت بعده أساسا لمذهبه واألدلة التي اعتمدها علماء المدينة في عمومها‪ ،‬باإلضافة‬
‫اء على قواع ده‬
‫إلى المس ائل االجتهادي ة ال تي أقره ا اإلم ام مال ك وم ا ذهب إلي ه أتباع ه فيه ا بن ً‬
‫وأصوله‪ ،‬وأصبح عند متأخري أئمة المذهب ُيطلق على القول المعتمد الذي تجب ب ه الفت وى من‬
‫الخالف‪ ،‬ثم تبلور مذهباً واضحاً ومستقاًّل في القرن الث اني الهج ري‪ ،‬معتم دا على االهتم ام بعم ل‬
‫أهل المدينة‪ ،‬ويمثل ‪ %35‬من إجمالي المسلمين‪ .‬‬

‫النشأة‬
‫تأسس المذهب المالكي على يد مالك بن أنس‪ ،‬في أوائل القرن الثاني الهجري‪ ،‬وتطورت معالمه‬
‫على يد تالميذه من بعده‪ ..‬صار له صيت شائع حتى إن المنصور ق ال ل ه يوم اً‪« :‬أنت واهلل أعلم‬
‫الن اس وأعقلهم‪ ،‬لئن بقيت ألكتبن قول ك كم ا تكتب المص احف‪ ،‬وألبعثن ب ه إلى اآلف اق ف أحملهم‬
‫عليه"‪.‬‬

‫أصول المذهب المالكي‬


‫كتاب الموطأ‬

‫اعتمد اإلمام مالك على أفكار فقهاء أهل المدين ة في األص ول ال تي ب نى عليه ا اجته اده‪ ،‬واتخ ذت‬
‫بع ده أساس ا لمذهب ه واألدل ة ال تي اعتم دها علم اء المدين ة في عمومه اً هي نفس األدل ة ال تي‬
‫اعتمدها غيرهم من أهل السنة والجماعة؛ هي الكتاب والسنة واإلجماع والقي اس‪ .‬وإ نم ا اختلف وا‬
‫عن غيرهم من أهل الرأي في مدى االعتماد على الحديث‪ ،‬وشروط قبوله والعمل ب ه‪ ،‬ثم اللج وء‬
‫إلى القياس ومتى يكون حجة‪ .‬وتميز المذهب المالكي باالعتماد على عمل أهل المدينة‪.‬‬
‫وك ان لإلم ام مال ك منهج في االس تنباط الفقهي لم يدون ه كم ا دون بعض مناهج ه في الرواي ة‪،‬‬
‫ولكن مع ذلك ص رح بكالم ق د يس تفاد من ه بعض ‪+‬منهاج ه‪ ،‬فق د ألمح إلى ذل ك وه و يتح دث عن‬
‫كتابه "الموطأ"‪" :‬فيه حديث رسول اهلل وقول الصحابة والتابعين ورأيي‪ ،‬وقد تكلمت برأيي‪ ،‬وعلى‬
‫االجتهاد‪ ،‬وعلى ما أدركت عليه أهل العلم ببلدنا‪ ،‬ولم أخرج من جملتهم إلى غيره"‪.‬‬
‫فه ذه العب ارة من اإلم ام تش ير إلى بعض األص ول ال تي اس تند إليه ا في اجتهادات ه واس تنباطاته‬
‫الفقهية وهي‪ :‬السنة‪ ،‬وقول الصحابة‪ ،‬وقول التابعين‪ ،‬والرأي واالجتهاد‪ ،‬ثم عمل أهل المدينة‪.‬‬
‫ولق د ص نع فقه اء الم ذهب الم الكي في فق ه مال ك م ا ص نعه فقه اء الم ذهب الحنفي‪ ،‬فج اءوا إلى‬
‫الف روع وتتبعوه ا‪ ،‬واس تخرجوا منه ا م ا يص ح أن يك ون أص وال ق ام عليه ا االس تنباط في م ذهب‬
‫مال ك‪ ،‬ودون وا تل ك األص ول ال تي اس تنبطوها على أنه ا أص ول مال ك‪ ،‬فيقول ون مثال‪ :‬ك ان يأخ ذ‬
‫بمفهوم المخالفة‪ ،‬أو بفحوى الخطاب‪ ،‬أو بظاهر القرآن‪ .‬كما نجدهم يقولون في كل قاعدة‪" :‬رأي‬
‫مالك فيها كذا"‪ ..‬وليس ذلك ما أخذوه من جملة الفروع‪ ..‬ومن مجموع تلك اآلراء تتكون أص ول‬
‫الم ذهب الم الكي ال تي ق امت عليه ا أص ول المالكي ة‪ ،‬وال تي ق ام عليه ا التخ ريج من المتق دمين‬
‫والمتأخرين في ذلك المذهب‪.‬‬
‫ولعل أدق إحصاء ألصول المذهب المالكي هو ما ذكره "القرافي" في كتابه "ش رح تنقيح الفص ول"‬
‫حيث ذكر أن أصول المذهب هي الق رآن والس نة واإلجم اع وإ جم اع أه ل المدين ة والقي اس وق ول‬
‫الصحابي والمصلحة المرسلة والعرف والعادات وسد الذرائع واالستصحاب واالستحسان‪.‬‬

‫األصول النقلية‬

‫‪ -1‬القرآن‬
‫يلتقي اإلمام مع جميع األئمة المسلمين في كون كت اب اهلل ع ز وج ل ه و أص ل األص ول‪ ،‬وال أح د‬
‫أنزع منه إليه‪ ،‬يستدل بنصه‪ ،‬وبظاهره ويعتبر السنة تبيانا له‪.‬‬
‫‪ -2‬السنة النبوية‬
‫أم ا الس نة ومفهومه ا عن د اإلم ام مال ك فط بيعي أن يس ير في فهمه ا على م ا س ار علي ه الس لف‬
‫وعامة المحدثين الذين كان من أئمتهم وأقطابهم‪ ،‬غير أنه ربما عمم في السنة لتش مل م ا يع رف‬
‫عند علماء الحديث بالمأثور‪ .‬وهو بهذا المعنى يعطي لعمل أهل المدينة وإ جماعهم مكانة خاص ة‪،‬‬
‫ويجعل من قبيل الس نة ك ذلك فت اوى الص حابة‪ ،‬وفت اوى كب ار الت ابعين اآلخ ذين عنهم‪ ،‬كس عيد بن‬
‫المسيب‪ ،‬ومحمد بن شهاب الزه ري‪ ،‬ون افع‪ ،‬ومن في طبقتهم وم رتبتهم العلمي ة‪ ،‬كبقي ة الفقه اء‬
‫السبعة‪.‬‬
‫‪ -3‬عمل أهل المدينة‬
‫وقس م اإلم ام‬
‫من األص ول ال تي انف رد به ا مال ك واعتبره ا من مص ادر فق ه األحك ام والفت اوى‪ّ .‬‬
‫الباجي عمل أهل المدينة إلى قسمين‪ :‬‬
‫قسم طريقه النقل الذي يحمل معنى التواتر كمسألة األذان‪ ،‬ومسألة الص اع‪ ،‬وت رك إخ راج الزك اة‬
‫من الخضروات‪ ،‬وغير ذلك من المسائل ال تي طريقه ا النق ل‪ ،‬واتص ل العم ل به ا في المدين ة على‬
‫وجه ال يخفى مثله‪ ،‬ونقل نقال يحج ويقطع العذر‪ .‬‬
‫والقسم الثاني‪ :‬نقل من طريق اآلحاد‪ ،‬أو ما أدركوه باالستنباط واالجتهاد‪ ،‬وه ذا ال ف رق في ه بين‬
‫علماء المدينة‪ ،‬وعلماء غيرهم من أن المصير منه إلى ما عضده الدليل والترجيح‪ .‬ولذلك خ الف‬
‫مالك في مسائل عدة أقوال أهل المدينة‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلجماع‬
‫لع ل مال ًك ا أك ثر األئم ة األربع ة ذك را لإلجم اع واحتجاج ا ب ه‪ ،‬والموط أ خ ير ش اهد على ذل ك‪ .‬أم ا‬
‫مدلول كلمة اإلجماع عنده فقد قال‪" :‬وما كان فيه األمر المجتم ع علي ه فه و م ا اجتم ع علي ه أه ل‬
‫الفقه والعلم ولم يختلفوا فيه"‪.‬‬
‫‪ -5‬شرع من قبلنا‬
‫‪ ‬ذهب مالك إلى أن شرع من قبلنا شرع لنا‪.‬‬

‫األصول العقلية‬

‫األصول العقلية‬
‫ك ان لإلم ام مال ك منهج اجته ادي متم يز يختل ف عن منهج الفقه اء اآلخ رين‪ ،‬وه و وإ ن ك ان‬
‫يمثل مدرسة الحديث في المدينة ويقود تياره ا‪ ،‬فق د ك ان يأخ ذ ب الرأي ويعتم د علي ه‪ ،‬وأحيان ا‬
‫يتوس ع في ال رأي أك ثر مم ا توس ع في ه فقه اء ال رأي في الع راق‪ ،‬كاس تعماله ال رأي والقي اس‬
‫فيما اتضح معناه من الحدود والكفارات مما لم يقل به علماء المذهب الحنفي‪ .‬‬
‫ومن األصول العقلية المعتمدة في المذهب المالكي‪:‬‬
‫‪ -1‬القياس‬
‫يعت بر القي اس على األحك ام ال واردة في الكت اب المحكم والس نة المعم ول به ا‪ ،‬طبق ا للمنهج ال ذي‬
‫قاس عليه علماء التابعين من قبله‪.‬‬
‫‪ -2‬االستحسان‬
‫لقد اشتهر على ألسنة فقهاء المذهب المالكي قولهم‪" :‬ترك القياس واألخذ بما ه و أرف ق بالن اس"‬
‫إشارة إلى أصل االستحسان؛ ألن االستحس ان في الم ذهب الم الكي ك ان ل دفع الح رج الناش ئ عن‬
‫اطراد القياس‪ ،‬أي أن معنى االستحسان طلب األحسن لالتباع‪.‬‬
‫رسلة‬
‫الم َ‬
‫‪  -3‬المصالح ُ‬
‫نص ا‪ .‬فالمص الح المرس لة‬
‫رس لة‪ ،‬ومن ش رطها أال تع ارض ًّ‬‫الم َ‬
‫من أص ول م ذهب مال ك المص الح ُ‬
‫التي ال تشهد لها أصول عام ة وقواع د كلي ة منث ورة ض من الش ريعة‪ ،‬بحيث تمث ل ه ذه المص لحة‬
‫الخاصة واحدة من جزئيات هذه األصول والقواعد العامة‪.‬‬
‫‪ -4‬سد الذرائع‬
‫ه ذا أص ل من األص ول ال تي أك ثر مال ك االعتم اد علي ه في اجته اده الفقهي‪ ،‬ومعن اه المن ع من‬
‫ال ذرائع‪ ،‬أي المس ألة ال تي ظاهره ا اإلباح ة ويتوص ل به ا إلى فع ل ممن وع‪ ،‬أي أن حقيق ة س د‬
‫الذرائع التوسل بما هو مصلحة إلى مفسدة‪..‬‬
‫‪ -5‬العرف والعادة‬
‫إن العرف أصل من أصول االستنباط عند مالك‪ ،‬وقد انبنت علي ه أحك ام كث يرة؛ ألن ه في كث ير من‬
‫األحيان يتفق مع المصلحة‪ ،‬والمصلحة أصل بال نزاع في المذهب المالكي‪.‬‬
‫‪ -6‬االستصحاب‬
‫كان مالك يأخذ باالستصحاب كحجة‪ ،‬ومؤدى هذا األصل هو بقاء الحال على م ا ك ان‪ ،‬ح تى يق وم‬
‫يغيره‪.‬‬
‫دليل ّ‬
‫‪ -7‬قاعدة مراعاة الخالف‬
‫من بين األص ول ال تي اختل ف المالكي ة بش أنها "قاع دة مراع اة الخالف"‪ ،‬فمنهم من ع دها من‬
‫األص ول ومنهم من أنكره ا‪ .‬ومعناه ا "إعم ال دلي ل في الزم م دلول ال ذي أعم ل في نقيض ه دلي ل‬
‫آخر"‪ .‬ومثاله‪ :‬إعمال المجتهد دليل خصمه القائل بع دم فس خ نك اح الش غار في الزم مدلول ه ال ذي‬
‫ه و ثب وت اإلرث بين ال زوجين الم تزوجين بالش غار فيم ا إذا م ات أح دهما‪ .‬فالم دلول ه و ع دم‬
‫الفسخ وأعمل مالك في نقيضه وهو الفسخ دليل آخر‪ .‬فمذهب مالك وجوب الفس خ وثب وت اإلرث‬
‫إذا مات أحدهما‪.‬‬
‫النظر المقاصدي في المذهب المالكي‬
‫إن اإلمام مالك عندما يطلق الرأي يعني به فقهه الذي يكون بعضه رأيا اختاره من مجم وع آراء‬
‫الت ابعين‪ ،‬وبعض ه رأي ا ق د قاس ه على م ا علم‪ ،‬ومن ثم ف إن ب اب أص ول فق ه ال رأي عن ده ه و م ا‬
‫عليه أهل المدينة وعلم الصحابة والت ابعين‪ .‬ويمكن تلخيص ذل ك في قاع دة جلب المص الح ودرء‬
‫المفاسد التي عليها مدار مقاصد الش ريعة اإلس المية‪ ،‬فه ذا ه و أس اس ال رأي عن ده مهم ا تع ددت‬
‫ضروبه واختلفت أس ماؤه‪ ..‬إن أخص م ا امت از فق ه مال ك ه و رعاي ة المص لحة واعتباره ا‪ ،‬له ذا‬
‫فهي عمدة فقه الرأي عنده اتخذها أصال لالستنباط مستقال‪.‬‬
‫مراحل تطور المذهب المالكى‬

‫تنوعت تقسيمات ومراحل المذهب المالكي‪ ،‬وهي كالتالي‪ :‬‬


‫التقسيم األول‪ ‬‬
‫تم تقسيم هذه المرحلة بناء على تفس ير كت اب االختالف الفقهي في الم ذهب الم الكي ال ذي يرج ع‬
‫األمر لحديث النبي صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬خير أمتي قرني‪ ،‬ثم الذين يلونهم‪ ،‬ثم الذين يلونهم"‪.‬‬
‫فقد أثبت هذا الحديث لهذه الق رون الثالث ة؛ األولى الخيري ة واألفض لية على م ا بع دها‪ ،‬أم ا ال ذين‬
‫ج اءوا من بع د ف إنهم مت أخرون وبن اء علي ه ح دد فقه اء المالكي ة الحقب الزمني ة لمراح ل تط ور‬
‫المذهب بعد وفاة اإلمام مالك كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬مرحلة المتقدمين‪ ‬‬
‫وهم الفقهاء الذين عاشوا قبل سنة ‪ ٣٠٠‬للهجرة‬
‫تم يزت ه ذه المرحل ة بجم ع أق وال مال ك رحم ه اهلل‪ ،‬والتخ ريج وه و قي اس المس ألة ال تي ال نص‬
‫فيها لمالك على المسألة المنصوص عليها‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة المتأخرين‪ ‬‬
‫وهم الفقهاء الذين عاشوا بعد سنة ‪ ٣٠٠‬للهجرة‬
‫واتس مت ه ذه المرحل ة ب الترجيح بين األق وال المتعارض ة‪ ،‬واالختص ار ووض ع الش روح على‬
‫المختصرات ووضع الحواشي على الشروح‪.‬‬

‫التقسيم الثاني‬
‫وهو تقسيم المراحل إلى ثالث‪ ،‬وأصحاب هذا التقسيم مختلفون في حد كل مرحلة‪:‬‬
‫المرحلة األولى‬
‫المرحل ة الس ابقة للف ترة الكالس يكية‪ ،‬تمت د من الق رن الث اني الهج ري إلى الق رن الث الث الهج ري‬
‫وتقابل عهد األئمة المؤسس ين للفق ه‪ ،‬وق د تم خالله ا التح ول من الم ذاهب المرتبط ة باالنتم اءات‬
‫اإلقليمي ة‪ ،‬إلى الم ذاهب المرتبط ة باالنتم اءات الشخص ية كم ا ظه رت خالله ا بعض المؤلف ات‬
‫الفقهية‪ ،‬منها "الموطأ" و"المدونة"‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‬
‫الفترة الكالسيكية‪ :‬تمتد من القرن الرابع الهجري إلى الق رن الس ادس الهج ري‪ ،‬وظه رت خالله ا‬
‫موس وعات فقهي ة دونت الق انون اإلس المي وتناولت ه بالش رح والتعلي ل؛ ومن تل ك المؤلف ات‬
‫"تلخيص الموط أ" البن ت ومرت و"المق دمات الممه دات" البن رش د ت‪ 520‬و"الف روق" للق رافي ت‬
‫‪. 684‬‬
‫المرحلة الثالثة‬
‫ما بع د الف ترة الكالس يكية‪ :‬تنطل ق من الق رن الس ابع الهج ري‪ ،‬حيث اقتص ر العلم اء عموم ا على‬
‫التعليق على مؤلف ات الف ترة الس ابقة وش رحها‪ ،‬ومن بين مؤلف ات تل ك الف ترة "الق وانين الفقهي ة"‬
‫البن ج زي الكل بي ت‪ 741‬و"مختص ر خلي ل" ت ‪ 767‬وش رح الزرق اني‪ ،‬والخرش ي ت ‪1101‬‬
‫وكتاب "منح الجليل" لمحمد عليش ت ‪.1299‬‬

‫التقسيم الثالث‪ ‬‬
‫وهو تقسيم نجم الدين الهنتاتي صاحب كتاب المذهب المالكي بالغرب اإلسالمي وقسمها إلى‪ :‬‬
‫‪ -1‬دور بداية التأصيل‪ ‬‬
‫تميز هذا الدور بالجمع بين الفقه والحديث في إطار الموطأ‪.‬‬
‫‪ -2‬دور التوسع‪ ‬‬
‫أي التوسع في تجميع فروع المذهب وتميز بت دوين أس معة األص حاب وأق والهم في مؤلف ات مث ل‬
‫الواضحة‪ ،‬المستخرجة‪ ،‬المدونة‪ ،‬والنوادر والزيادات؛ تتسم هذه المؤلفات بالطول‪.‬‬
‫‪ -3‬دور التبسيط واالختصار والشرح‪ ‬‬
‫وتميز بغلبة ظاهرة التقليد على التنظير‪.‬‬

‫التقسيم الرابع‬
‫وهو تقسيم عمر الجيدي والذي قسم المذهب المالكي إلى أربع مراحل‪:‬‬
‫‪ -1‬مرحلة التأسيس‪ ‬‬
‫تميزت بتأصيل قواعد المذهب على يد صاحبه‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة التفريع‪ ‬‬
‫تمت د من نهاي ة الق رن الث اني الهج ري إلى منتص ف الق رن الث الث الهج ري‪ ،‬وتم يزت بامت داد‬
‫المذهب‪ ،‬وظهور ظاهرة التفريع‪ ،‬وكذلك التدوين‪.‬‬
‫‪ -3‬مرحلة التطبيق‪ ‬‬
‫تمتد من منتصف القرن الثالث الهجري إلى أواسط القرن الخ امس الهج ري‪ ،‬وتم يزت بالمالءم ة‬
‫بين ما هو منصوص وما يتطلبه الوضع الجديد‪.‬‬
‫‪ -4‬مرحلة التنقيح‪ ‬‬
‫تميزت بترجيح األقوال والنقد‪.‬‬

‫التقسيم الخامس‪ ‬‬
‫تقسيم البن عاشور وكان قد نسبه إليه نجم الدين الهنتاتي وقس م مراح ل تط ور الم ذهب الم الكي‬
‫إلى خمسة أدوار كالتالي‪ :‬‬
‫الدور األول‬
‫دور التأصيل‪ ،‬ويمتد من زمن مالك إلى منتصف القرن الرابع تقريبا‪.‬‬
‫الدور الثاني‬
‫مرادف لدور االجتهاد المقيد‪ ،‬ويمتد إلى أوائل القرن الخامس‪.‬‬
‫الدور الثالث‬
‫يسميه دور التط بيق‪ ،‬وفي ه وج د االجته اد في المس ائل الفقهي ة وتحقي ق الص ور الفرعي ة‪ ،‬ويمت د‬
‫إلى أوائل القرن السادس‪.‬‬
‫الدور الرابع‬
‫دور ال ترجيح‪ ،‬وفي ه ال ترجيح بين األق وال والتش هير أي تش هير بعض األق وال‪ ،‬ك القول ب أن‬
‫المشهر في المذهب كذا‪ ،‬وإ ن كذا ليس مشهورا‪ ،‬واالختيار بين األقوال المتعارض ة والمتض اربة‪،‬‬
‫وه ذه المرحل ة هي ال تي ُوج د فيه ا جماع ة من العلم اء ال ذين ق اموا ب دور ال ترجيح والتش هير‬
‫واالختيار في القرن السادس وما بعده بقليل‪.‬‬
‫الدور الخامس‬
‫دور التقلي د‪ ،‬حيث ُوج دت مختص رات كث ير من العلم اء‪ ،‬في مق دمتها مختص ر العالم ة خلي ل بن‬
‫إسحاق الجندي‪.‬‬
‫صحوة في االنتشار‬
‫إبراهيم القادري بوتشيش‬

‫ش هد الم ذهب الم الكي ص حوة في االنتش ار من ذ بداي ة الق رن الث اني الهجـري "الث امن الميالدي"‪،‬‬
‫ويرج ع ال دكتور إب راهيم الق ادري بوتش يش‪ ،‬أس تاذ التعليم الع الي بجامع ة مكن اس ه ذه الص حوة‬
‫ُ‬
‫وأبعادها والعوامل المحركة لها إلى ما يلي‪ :‬‬
‫‪ -1‬المد السني في المشرق اإلسالمي خالل القرن الخامس الميالدي‪ .‬‬
‫‪ -2‬الصحوة المالكية بالغرب اإلسالمي‪.‬‬
‫أ‪ -‬حصيلة التراكم التاريخي لفترة ما قبل الصحوة‪.‬‬
‫ب‪ -‬جهود أعالم المذهب المالكي األوائل‪.‬‬
‫ج‪ -‬التفسير البيئي والحضاري‪.‬‬
‫د‪ -‬إعجاب المغاربة بشخصية اإلمام مالك وتالمذته‪.‬‬
‫هـ‪ -‬دور السلطة الحاكمة في الصحوة المالكية‪.‬‬
‫و‪ -‬الدعاية والترويج للمذهب المالكي عن طريق التدريس والتأليف‪.‬‬
‫االزهر والمذهب المالكى‬

‫يعتبر األزهر أن المذهب المالكي أح د الم ذاهب األربع ة ال تي تق وم عليه ا عقي دة األزه ر الش ريف‬
‫التي هي عقيدة األشعري والماتريدي وفقه األئمة األربعة وتصوف اإلمام الجنيد‪.‬‬
‫وحسم اإلمام األكبر الدكتور أحمد الطيب هذا األم ر بالتأكي د على أن "عقي دة األزه ر الش ريف هي‬
‫عقيدة األشعري والماتريدي وفقه األئمة األربعة وتصوف اإلمام الجنيد‪.‬‬
‫وحذر من وجود مخطط الختطاف الفكر والمنهج األزهري الوس طي المعت دل‪ ،‬ال ذي حاف ظ األزه ر‬
‫علي ه ألك ثر من أل ف ع ام‪ ،‬وأن األزه ر الش ريف س يبقى أش عري الم ذهب ماتري دي العقي دة‪،‬‬
‫ومحافظ ا على الفك ر الص وفي الص حيح ال ذي ينتمي إلي ه عش رات من ش يوخ األزه ر على م دى‬
‫تاريخه‪.‬‬
‫واعت بر األزهـر على م دار تاريخ ه مالذا حص ينا للتفك ير‪ ،‬ومج اال حي ا للتعب ير‪ ،‬واحتض ن س ائر‬
‫االتجاهـات واحترم كل المذاهب‪ ،‬من الشافعية والحنفيـة والحنابلة إلى جانب المالكية‪ .‬‬

‫"رواق المغاربة"‬
‫هذا ويرتبط المذهب المالكي في األزهر الشريف بـ (رواق المغاربة)‪ ،‬وك ان يق ع بالج انب الغ ربي‬
‫من ص حن الج امع األزه ر‪ ،‬وه و ب اب على يمين ال داخل من الب اب الرئيس ي للج امع وه و ب اب‬
‫المزين يين ال ذي يلي ه ب اب داخلي ك ان يحم ل أحيان ا‪ -‬على م ا يظهـر من كالم ص احب الخط ط‬
‫التوفيقيةـ اسم "باب المغاربة"‪.‬‬
‫وكان (رواق المغاربة) هو العمدة والمرجـع فيما يحرر هن اك ح ول الفقـه الم الكي‪ ،‬وك ان المرك ز‬
‫الـذي يسهـر على تكويـن األطـر الالزمـة لنشر المذهب المالكي في الغرب والشرق‪ ،‬وكان يعد من‬
‫أقـدم وأهـم وأغنى األروقـة التي عرفهـا الجامع األزهر في تاريخه البعيد‪.‬‬
‫وك ان إنش اء (رواق للمغارب ة) في ج امع األزه ر من ذ أواس ط الق رن الث امن الهج ري‪ ،‬أي ام المل ك‬
‫الناص ر حس ن بن محم د بن قالوون‪ ،‬وعلى ي د ال وزير س عد ال دين بش ير وك انت األس ر المغربي ة‬
‫التي تعيش بمصر تخصيص جناح للطلبة والمش ايخ ال ذين يهتم ون بدراس ة الفق ه الم الكي‪ ،‬وق ام‬
‫الملك األشرف أب و النص ر قايتب اي بتجدي د ال رواق عـام ‪881‬هـ‪ ،‬وج دد أيض ا في عه د الخ ديوي‬
‫عباس حلمي الثاني عام ‪1310‬هجريا‪ .‬‬
‫وك ان ال رواق المغ ربي يحت وي على مجموع ة قيمـة من الكتب‪ ،‬بلغت في تقديـر بعض األس اتذة‬
‫زهاء ثمانمائة آالف مجلـد‪ ،‬منها عـدد من نف ائس المخطوط ات ال تي تعالـج قض ايا الفقـه الم الكي‬
‫وفنون العلـم والتاريخ العـام والخ اص‪ ،‬وك ان من طالب ه إلى ج انب ش يخ األزه ر الش يخ الخرش ي‬
‫المالكي‪ ،‬الشيخ ابن عبد السالم الشرفي‪ ،‬الشيخ علي السقاط‪ ،‬الشيخ عبد الرحمن بن اني والش يخ‬
‫أحمد عبد السالم المصوري المغربي‪ .‬‬
‫السلفية والمذهب المالكي‬

‫يعد السلفيون أقرب إلى الحنابلة في تشددهم في بعض األمور‪ ‬‬


‫ام مال ٍك ه و‬ ‫ذهب اإلم ْ‬‫ذهب اإلم ِام مال ك‪ ،‬وم ُ‬ ‫هي م ُ‬ ‫لفي ُة َ‬‫الس َّ‬‫ولكنهم في ال وقت ذات ه يعت برون أن َّ‬
‫اإلبراهيمي في فارس البيان لبشير كاشة‬ ‫ِّ‬ ‫لفي ُة وهذا ما يؤكد عليه البشير‬ ‫الس َّ‬
‫َّ‬
‫َّة وفي‬ ‫َّة المالكي ِ‬
‫بيئ ِت ِه الجزائري ِ‬ ‫ض َعها وتش َّر َبها في َ‬ ‫وي دعو إليه ا َّإنم ا َر ْ‬ ‫السلفيَّة الَّتي َّ‬
‫يتبناها َ‬ ‫بأن َّ‬ ‫" َّ‬
‫أسالَ ِف ٍه‪ ،‬‬
‫ث ْ‬ ‫للسلفيَّة‪ ،‬فهي إِ ْر ُ‬‫وراثَِت ِه َّ‬ ‫ِ‬
‫ب األصي ُل في َ‬ ‫الس َب ُ‬ ‫وأجداد ِه‪َّ ،‬‬
‫وأن َها َّ‬ ‫ِ‬ ‫بيت آبائه‬
‫وع َم َل أه ِل المدين ة ول ذلك فَ ُه َو َي ْزَرعُ في ُمقلِِّدي ِه‬ ‫ٍ ِ‬
‫وأعتبر أن مذهب االمام مالك َم ْبنـي على األث ر َ‬
‫يـر ِة أ َِئ َّم ِة من فقه اء األن دلس والق يروان‬ ‫ِ‬
‫والر ُج وع إلي ه‪ ،‬كم ا َي ْظ َه ُر ذل َك َجليًّا في س َ‬ ‫ب األَثَ ر ُّ‬ ‫ُح ُّ‬
‫َهِل َه ا‬
‫ش دُّد في اإلنك ار على أ ْ‬ ‫بيت ُكلُّ ُه ْم على َح ْر ِب الب َدع والتَّ َ‬ ‫والحج از والع راق وج رى علَم اء ال ِ‬
‫ََ ُ َ ُ‬
‫الن ِك ير على‬ ‫ف مش هورةٌ في إِقَام ِة َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خاص ِت ِهم وفي أتب اعهم‪ ،‬ولَهم م ِ‬
‫واق ُ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫نن الثَّا ِبتَ ة في‬ ‫ام ِة ُّ‬
‫الس ِ‬ ‫وإِقَ َ‬
‫به ا َو ِاق ِفين‬
‫ين َ‬
‫َّة ع ِ‬
‫امل َ‬ ‫نن العملي ِ‬
‫بالس ِ َ َ‬ ‫ين ُّ‬ ‫قائ ِد وعلى أ َْو َه ام مش ايخ ُّ‬
‫الط ُرق‪ ،‬ك ا ُنوا ُمت أَثِّ ِر َ‬ ‫ضالالت الع ِ‬
‫َ‬
‫يها "‪ ‬‬ ‫ِِ‬ ‫ود َها م ِ‬
‫ِع ْن َد ُح ُد ِ‬
‫رين َعلَى ُمخالف َ‬ ‫نك َ‬ ‫ُ‬
‫مالكي ًة َحقيق ًة‬
‫َّ‬ ‫اس َك ا ُنوا‬ ‫ت َّ‬
‫الن َ‬ ‫اإلمام ابن باديس في كتاب ه آث ار ابن ب اديس" ‪َ " 5/283‬ي الَ ْي َ‬ ‫ويقول‬
‫ُ‬
‫يرا َما ُي ْن ِش ُد‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫وضالَلَ ٍة فَقَ ْد َ ِ‬
‫كان َمال ٌك –رحمه اهلل‪َ -‬كث ً‬ ‫بد َع ٍة َ‬
‫طَر ُحوا ُك ُّل ْ‬
‫إ َذا لَ َ‬
‫ات بد ِ‬
‫َّائعُ‪ ‬‬ ‫ُم ِ‬ ‫س َّنةً…‪َ .‬و َ‬ ‫َو َخ ْير أُمور َّ‬
‫الـم ْح َدثَ ُ َ‬
‫ور ُ‬ ‫شُّر األ ُ‬ ‫ان ُ‬
‫الناس ما َك َ‬ ‫ُ ُ‬
‫وأستدل سلفية المذهب المالكى على ذلك بما يلى‪ ‬‬
‫الرجوع إلى القرآن‪:‬‬
‫‪-‬السلفيَّة هي ُّ‬
‫‪َّ 1‬‬
‫اء فَ َم ا أ َْدري َم ا ُه َو ؟" رواه ابن بط ة‬ ‫ِ‬ ‫آن ُه َو ِ‬
‫فأما ه ذا الـمَر ُ‬
‫ام‪َّ ،‬‬
‫اإل َم ُ‬ ‫قال مال ٌك –رحمه اهلل‪" :-‬القُْر ُ‬
‫في اإلبانة الكبرى (‪)2/510‬‬
‫الجن ِة" الج امع البن‬
‫رآن إمام ا فافع ل‪ ،‬فه و الَّذي َي ْه ِدي إلى َّ‬
‫استطعت أن تتَّخ َذ الق َ ً‬‫َ‬ ‫وقال مال ٌك‪" :‬إن‬
‫أبي زيد (ص‪)195:‬‬

‫بالسنة‪:‬‬ ‫س َك ُّ‬ ‫التم ُّ‬


‫‪-‬السلفيَّة هي َ‬ ‫‪َّ 2‬‬
‫وم ْن‬ ‫ِ‬ ‫"الس َّن ُة ِ‬ ‫مالك ف ُذ ِكَرت ُّ‬
‫الس َّن ُة فق ال مال ٌك‪ُّ :‬‬ ‫ابن وهب‪ُ :‬ك َّنا عند ٍ‬
‫س في َن ُة ُن وح‪َ ،‬م ْن َرك َب َه ا َن َج ا َ‬
‫َ‬ ‫قال ُ‬
‫ذم الكالم (‪ )872‬والخطيب في تاريخ بغداد (‪)7/336‬‬ ‫الهروي في ّ‬
‫ّ‬ ‫رق" رواه‬ ‫ف َع ْن َها َغ َ‬‫تَ َخلَّ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫النجاةَ فَ َعلَ ْي ِه‬ ‫ِ‬
‫وس َّنة َنبيَّه ص لَّى اهلل علي ه وس لَّم" رواه اله ّ‬
‫وري في‬ ‫بكتاب اهلل ُ‬ ‫اد َّ‬ ‫"م ْن أََر َ‬
‫وقال مال ٌك‪َ :‬‬
‫ذم الكالم (‪)864‬‬ ‫ّ‬
‫بن أنس يقو ُل‪" :‬ا ْل َز ْم َم ا قَالَ ُه رس و ُل اهلل ص لَّى اهلل علي ه وس لَّم في‬ ‫مالك َ‬
‫سمعت َ‬ ‫ُ‬ ‫ابن وهب‪:‬‬ ‫وقال ُ‬‫َ‬
‫االعتص ام‬ ‫اهلل وس َّن َة َن ِب ِّي ِه" ِ‬
‫س ْكتُم ِب ِهم ا‪ :‬كت اب ِ‬ ‫ِ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫أم َر ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ان تَر ْكتُ ُه َم ا في ُكم َل ْن تَض لوا َم ا تَ َم َّ ْ َ‬ ‫حجَّة ال وادع‪ْ :‬‬
‫للشاطبي‬ ‫َّ‬
‫الس َّنة‪،‬‬
‫ون ُّ‬‫وي ْج َح ُد َ‬ ‫ون ركع تين‪َ ،‬‬ ‫ص لُّ َ‬
‫وم ُي َ‬‫تب إلى مال ٍك رج ٌل من الع رب يس أ ُل عن ق ٍ‬ ‫ِ‬
‫ق ال َمع ُن‪َ :‬ك َ‬
‫فإن تَ ُابوا وإ الَّ قُِتلُوا" رواه ابن‬ ‫ستَـتَ ُابوا‪ْ ،‬‬
‫أن ُي ْ‬
‫"أرى ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫ويقولون‪ :‬ما َنج ُد إال صالةَ ركعتين‪ ،‬قال مال ٌك‪َ :‬‬
‫السنة (‪)246‬‬
‫أبي زمنين في ّ‬

‫قوف حيث وقفُوا‪:‬‬


‫الو ُ‬ ‫لف َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرجوع إلى الدِّين الَّذي َ‬
‫الصالحون ُ‬ ‫الس ُ‬
‫عليه َّ‬ ‫كان‬ ‫‪-‬السلفيَّة هي ُّ‬
‫‪َّ 3‬‬
‫لآلثار" ترتيب المدارك للقاضي عياض‬ ‫ِ‬ ‫ض ٌّي َكثير ِ‬
‫االتِّباع‬ ‫قال أبو إسحاق الفََزاري‪" :‬م ِال ٌك ح َّج ٌة ر ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ّ َ‬
‫أنكرت ِم ْن قوِل ِه يا‬
‫َ‬ ‫ُذ ِكَر عن َمالك بن أنس رج ٌل يقول‪ :‬أنا عند اهلل مؤمن‪ ،‬قال َّ‬
‫السائ ُل لإلمام‪ :‬وما‬
‫ف َيقُولُو َن ُه" رواه الخطيب في‬
‫الس لَ َ‬
‫َس َم ْع َّ‬
‫ـم أ ْ‬
‫ال‪" :‬لَ ْ‬ ‫ثم ق َ‬
‫اعةٌ‪َّ ،‬‬
‫قس َ‬ ‫فسكت ِّ‬
‫عني وأَ ْط َر َ‬ ‫َ‬ ‫أبا عبد اهلل !‬
‫تاريخ بغداد (‪)6/108‬‬
‫وم ا ال ِب َدع ؟ ق َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫قيل‪ :‬يا أب ا عب د اهلل ! َ‬ ‫والبدع ! َ‬
‫َ‬ ‫بن أنس يقو ُل‪" :‬إيَّا ُك ْم‬
‫مالك َ‬
‫سمعت َ‬ ‫ُ‬ ‫قال أشهب‪:‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫دع الَّذين َيتَ َكلَّ ُم َ‬
‫ت‬
‫س َك َ‬
‫ون َع َّما َ‬ ‫وع ْلمه وقُ ْدَر ِته‪ ،‬والَ َي ْ‬
‫س ُكتُ َ‬ ‫ون في أسماء اهلل وصفاته وكالمه َ‬ ‫أه ُل ال ِب ِ‬
‫ذم الكالم (‪)858‬‬
‫الهروي في ّ‬
‫ّ‬ ‫سِ‬
‫ان" رواه‬ ‫له ْم بِإ ْح َ‬ ‫الص َح َاب ُة والتَّا ِب ُع َ‬
‫ون ُ‬ ‫َع ْن ُه َّ‬
‫صا –‬ ‫ض ا – أو َن ْق ً‬ ‫َّهم ُب ْغ ً‬
‫مين َوأش د ُ‬ ‫الـمت َكلِّ َ‬ ‫ِِ‬ ‫قال أبو طالب الم ّكي‪" :‬كان مال ٌك أ َْب َع َد َّ‬
‫من َم ذاهب ُ‬ ‫الناس ْ‬ ‫ّ‬
‫الص َح َابة والتَّا ِبعين" ترتيب المدارك للقاضي عياض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين م َن َّ‬ ‫ِ‬
‫السالف َ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َّنة َّ‬ ‫ِ‬
‫ين‪ ،‬وأَْلَز َم ُه ْم ل ُ‬
‫اقي َ‬
‫للعر ِّ‬
‫َ‬
‫ث‪َ ،‬ولَ ْم‬‫ُح ِد َ‬ ‫وقال فيها‪" :‬لَ ْم َي ُك ْن ِم َن األ َْمر القَديم‪ ،‬وإ َّنما َه َو َ‬
‫ش ْي ٌء أ ْ‬ ‫كثيرا ِمن المسائل‪َ ،‬‬ ‫وأنكر مال ٌك ً‬ ‫َ‬
‫للشاطبي‪ ،‬وقال‪" :‬وال يص ِلح آخ ِر ه ِ‬
‫ذه‬ ‫ان َعلَ ْي ِه أ ََّولُ َها" االعتصام َّ‬ ‫َه َدى ِم َّما َك َ‬
‫ُم ِة ِبأ ْ‬
‫هذ ِه األ َّ‬
‫آخر ِ‬‫ِ ِ‬
‫ُ ْ ُ‬ ‫َيأت ُ‬
‫هذه األ َّ ِ‬
‫ُم ِة إالَّ ما أَصلَح أ ََّولَها‪ ،‬ولم ي ْبلُ ْغني عن َّأو ِل ِ‬
‫الش فا‬‫ون ذل َك" ّ‬ ‫فعلُ َ‬‫رها َّأن ُه ْم َك ا ُنوا َي َ‬
‫وص ْد َ‬‫ُمة َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫األ َّ‬
‫أن َم ْن مض ى لم َيكن يفع ُل ذل َك" الج امع البن أبي‬ ‫"من ِ‬
‫الع ْب َر ِة َّ‬ ‫للقاض ي عي اض (‪ ،)2/88‬وق ال‪ِ :‬‬
‫زيد (ص‪)227:‬‬

‫منه‪:‬‬
‫ليس ُ‬ ‫ْ ِ‬ ‫البدع وم َخ ِ‬
‫واإلح َداث في الدِّين ما َ‬ ‫السنن‬‫الفة ُّ‬ ‫ُ‬ ‫من َ‬ ‫‪-‬السلفيَّة هي ال ُنفُور َ‬ ‫‪َّ 4‬‬
‫بدعة‪ ،‬وإ ْن َكا َن ْت ِفي َخ ْي ٍر" رواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها‬ ‫ٍ‬ ‫"وقد كان مال ٌك َي ْكَرهُ ُك ُّل‬
‫ف ِ‬
‫هلل‬ ‫الـميقات‪ ،‬فق ال‪" :‬ه ذا ُمخ ِال ٌ‬ ‫َح رم ِمن المدين ة وراء ِ‬
‫ََ َ‬ ‫سألت مال ًكا َع َّم ْن أ ْ َ َ‬
‫ُ‬ ‫قال سفيان بن عيينة‪:‬‬
‫معت قولَ ُه تع الى‪:‬‬ ‫ذاب األليم في اآلخ رة‪ ،‬أم ا س َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ورس وِل ِه أ ْ‬
‫ش ى علي ه الفتْ َن ة في ال ّدنيا والع َ‬ ‫َخ َ‬ ‫ُ‬
‫بي ص لَّى‬ ‫اب أَِليم﴾ و ِم ْن أ َْم ِر َّ‬
‫الن ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ع ْن أَم ِر ِه أ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿ َف ْل َي ْح َذ ِر الَِّذ َ‬
‫يب ُه ْم َع َذ ٌ ٌ‬
‫يب ُه ْم فتْ َن ٌة أ َْو ُيص َ‬
‫َن تُص َ‬ ‫ين ُي َخالفُ َ َ ْ‬
‫أن ي ِه َّل ِم َن ِ‬
‫الـميقاَت" ترتيب المدارك للقاضي عياض‬ ‫اهلل عليه وسلَّم ْ ُ‬
‫ال رس و ُل ص لَّى اهلل علي ه وس لَّم َك َذا‪ ،‬فق َ‬
‫ال‬ ‫ال لَ ُه‪ :‬ق َ‬ ‫وس أَلَ ُه عن مس ألة‪ ،‬فق َ‬ ‫ٍ‬
‫ج اء رج ٌل إلى مال ك َ‬
‫يب ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون ع ْن أَم ِر ِه أ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مال ٌك‪َ ﴿" :‬ف ْل َي ْح َذ ِر الَِّذ َ‬
‫ت ‪ ...‬ق ال ِ‬
‫يب ُه ْم فتْ َن ٌة أ َْو ُيص َ‬ ‫َن تُص َ‬ ‫ين ُي َخ الفُ َ َ ْ‬ ‫الر ُج ُل أََر ْأي َ‬
‫ّ‬
‫يم﴾" رواه أبو نعيم في حلية األولياء (‪)6/326‬‬ ‫ع َذ ِ‬
‫اب أَل ٌ‬
‫َ ٌ‬
‫اهلل ص لَّى اهلل‬ ‫ول ِ‬ ‫أن رس َ‬ ‫س لَفُ َها فَقَ ْد َز َع َم َّ‬ ‫ُم ِة ً‬ ‫َ ِ‬
‫شيئا لَ ْم َي ُك ْن َعلَ ْيه َ‬ ‫ث في هذه األ َ‬ ‫أح َد َ‬
‫"م ْن ْ‬ ‫وقال مال ٌك‪َ :‬‬
‫ت لَ ُك ْم ِدي َن ُك ْم﴾‪ ،‬فَ َم ا لَ ْم َي ُك ْن َي ْو َم ِئ ٍذ ِدي َن ا الَ‬‫ألن اهلل تعالى يقو ُل ﴿ا ْل َي ْو َم أَ ْك َم ْل ُ‬ ‫ِّين‪َّ ،‬‬
‫ان الد َ‬ ‫عليه وسلَّم َخ َ‬
‫شاطبي‬ ‫اليو َم ِدي ًنا" االعتصام لل ّ‬ ‫ون ْ‬ ‫َي ُك َ‬
‫ذم الكالم (‪)869‬‬ ‫روي في ّ‬ ‫األه َواء" رواه اله ّ‬ ‫ظ َهَر ْت ِفيهم ْ‬ ‫اآلثار في قَ ْوم‪ ،‬إالَّ َ‬ ‫ُ‬ ‫وقال مال ٌك‪" :‬ما َقلَّت‬ ‫َ‬
‫والخطيب في الفقيه والمتفقه (‪)384‬‬
‫الس َّنة َف ْل ْيب ِش ْر‪َ ،‬من َم َ‬
‫ات‬ ‫ات َعلَى ُّ‬ ‫أنس يقو ُل‪َ ... " :‬من َم َ‬ ‫مالك بن ٍ‬ ‫سمعت َ‬ ‫ُ‬ ‫وقال عبد اهلل بن نافع‪:‬‬
‫ذم الكالم (‪)866‬‬ ‫الهوري في ّ‬ ‫ّ‬ ‫الس َّنة َف ْل ْيب ِش ْر" رواه‬
‫َعلَى ُّ‬

‫‪-‬السلفيَّة هي دعوة التعلُّم والتفقُه في الدِّين‪:‬‬


‫‪َّ 5‬‬
‫ال ِب ِ‬
‫الع ْلِم" رواه‬ ‫آء﴾‪ ،‬ق َ‬ ‫أنس يقو ُل‪َ ﴿ :‬نرفَع َدرج ٍ‬
‫بن ٍ‬
‫ش ُ‬‫ات ّمن ّن َ‬ ‫ْ ُ َ َ‬ ‫مالك َ‬
‫سمعت َ‬ ‫ُ‬ ‫قال ُعبيد بن أبي قَُّرةَ‪:‬‬‫َ‬
‫السنن (‪)251‬‬ ‫البيهقي في المدخل إلى ّ‬
‫ون عن َده ِ‬
‫الع ْل ُم‬ ‫َح ٍد َي ُك ُ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫بن أنس يق و ُل‪" :‬الَ َي ْن َبغي أل َ‬
‫مالك َ‬
‫سمعت َ‬ ‫ُ‬ ‫قال سعد بن عبد الحميد بن جعفر‪:‬‬ ‫َ‬
‫ُّ‬
‫البر في جامع العلم (‪)376‬‬ ‫أن َيتُْر َك التَّ َعل َم" رواه ابن عبد ّ‬‫ْ‬
‫ال‪" :‬تَ ْق َوى اهلل‪،‬‬ ‫ص ِني‪ ،‬ق َ‬ ‫فقلت‪:‬ي ا أب ا عب د اهلل ! أو ِ‬
‫ْ‬ ‫بن أنس‪ُ ،‬‬ ‫ت مال َك َ‬ ‫َّع ُ‬
‫ال خال د بن خ داش‪َ :‬ود ْ‬ ‫ق َ‬
‫ذم الكالم (‪)873‬‬‫الهروي في ّ‬
‫ّ‬ ‫َهِل ِه" رواه‬
‫الع ْلِم ِم ْن أ ْ‬
‫طلَب ِ‬
‫وَ ُ‬
‫ابن أخي! تفَقَّ ْه تَ ْع ُل – ِمن‬ ‫ق ال س عيد بن بش ير‪" :‬وق د ك ان يق راُ على مال ك موطَّأَهُ" ق ال لي‪" :‬ي ا َ‬
‫الع ْل َم الَ َي ْحتَ ِم ُل َّ‬
‫الد َنس‪،‬‬ ‫أن ِ‬ ‫واعلَم يا ْاب َن ِ‬
‫أخي ! َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫الد ْن َيا واآلخَرة‪ْ ْ ،‬‬
‫العلُّو‪ ،-‬تَفَقَّ ْه يرفَع َك اهلل ِ‬
‫بالع ْلِم في ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ُّ‬
‫َّد َك اهللُ" رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (‪)51/290‬‬ ‫سد َ‬ ‫َوفَّقك اهللُ‪ ،‬أ َْر َ‬
‫ش َد َك اهللُ‪َ ،‬‬

‫للنفس‪:‬‬ ‫والتزكية َّ‬


‫َ‬ ‫الع َمل بالعلم‬
‫‪-‬السلفيَّة هي دعوة َ‬ ‫‪َّ 6‬‬
‫ولكن ا ْنظُ ر‬
‫َّ‬ ‫س ٌن َجمي ٌل‪،‬‬ ‫طلَب ِ‬
‫الع ْلِم ؟ ق َ‬ ‫ِ‬
‫"ح َ‬
‫ال‪َ :‬‬ ‫لـمالك بن أنس‪َ :‬م ا تَقُ و ُل في َ‬ ‫ابن وهب‪ :‬قي َل‬ ‫ق ال ُ‬
‫مه " رواه أبو نعيم في حلية األولياء (‪)6/319‬‬ ‫ين تُ ْمسي فَا ْلَز ُ‬‫بح إلى ِح َ‬‫ص ُ‬ ‫الَّذي َي ْلَز ُم َك ِم ْن ِح َ‬
‫ين تُ ْ‬
‫س ٌن ِل َم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ون لَ ُه وقَ ار و ِ‬
‫س كين ٌة َوخش َيةٌ‪ ،‬والع ْل ُم َح َ‬
‫َ ٌ َ َ‬ ‫أن َي ُك َ‬ ‫طلَب ِ‬
‫الع ْل َم ْ‬ ‫ق َعلَى َم ْن َ َ‬
‫ال ِ‬
‫مال ٌك‪"َ :‬و َح ٌّ‬ ‫وق َ‬
‫خيَرهُ ‪ " ..‬رواه أبو نعيم في حلية األولياء (‪)6/320‬‬ ‫ق ْ‬ ‫ُر ِز َ‬
‫ِ‬ ‫بن أنس يق و ُل لفَ تي ِمن قُ ْ‬
‫ريش‪"َ :‬ي ا ْاب َن أخي ! تَ َعلَِّم األ ََد َ‬
‫ب قَب َل‬ ‫سمعت مال َك َ‬
‫ُ‬ ‫وقال خالد بن نزار‪:‬‬ ‫َ‬
‫أن تَتَعلَّم ِ‬
‫الع ْل َم" رواه أبو نعيم في حلية األولياء (‪)6/330‬‬ ‫ْ ََ‬

‫والسنن‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫شر ِ‬
‫الع ْل َم‬ ‫‪-‬السلفيَّة هي دعوة التعليم و َن ِ‬‫‪َّ 7‬‬
‫ت‬
‫حين ُخ ُروجي إلى الع راق‪َ ،‬د َخ ْل ُ‬ ‫رحلت ِه إلى اإلم ِام مال ٍك‪َ :‬فلَ َّما ود ْ‬
‫َّعتُ ُه َ‬ ‫ِ‬ ‫ق ال أس ُد بن الف رات عن‬
‫ال‬
‫ص َنا‪َ ... ،‬وقَ َ‬ ‫ارث التّميمي وغ الب ص هر أس ٍد‪ ،‬فَ ُق ْل َن ا لَ ُه‪ :‬أَو ِ‬ ‫ان ِلي‪ُ ،‬‬
‫وه َم ا‪ :‬ح ِ‬ ‫علي ه وص ِ‬
‫اح َب ِ‬
‫ْ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫الع ْل َم" ت رتيب الم دارك للقاض ي عياض ولذلك‬ ‫ش ِر َه َذا ِ‬ ‫رآن و َن ْ‬‫اهلل والقُ ِ‬‫ُوص ي ُكما بتَ ْق وى ِ‬
‫احب َّي أ ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫لص َ‬
‫يعت برون اإلم ام أحم د ابن حنب ل أك ثر االئم ة ألمام ا بأحك ام اإلس الم العملي ة وفهم عقائ د اإلس الم‬
‫ومسائل اإليمان وأنه تصدى بالرد لكل انحراف في عصره في العقيدة أو السلوك‪ ‬‬
‫‪ ‬ويعتبرالس لفيون األئم ة األربع ة "س لفيون" ولكن بش رط أن يك ون أتب اعهم متمس كون بال دليل‬
‫ب احثون عن الح ق غ ير مقل دين وال داعين للن اس إلى تقلي دهم واألخ ذ عنهم دون فهم وعلم‬
‫ويرفض السلفيون قفل باب االجتهاد وانحصار الفقه في األئمة األربعة فقط وذلك لألسباب التالية‬
‫‪-:‬‬
‫أوال‪ :‬القول بالتقليد وترك البحث عن الدليل وبذلك تعط ل الفق ه والفهم وانحص ر جه د طالب العلم‬
‫في معرفة أقوال إمامهم فقط دون النظر في أدلته ومقارنتها بأدلة األئمة اآلخرين‪.‬‬
‫ثاني ا‪ :‬التعص ب والتن افس بين تالمي ذ الم ذاهب المقل دين وال ذي دفعهم إلى الوقيع ة والتب اغض‬
‫والتقاتل والتاريخ شاهد بذلك بل وترك الص الة وراء بعض هم البعض فق د ت رك مقل دوا ك ل م ذهب‬
‫الصالة خلف مخالفيهم في المذهب‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬القول بأن اآلراء المختلفة والمتناقضة في المسألة الواحدة كلها حق وهذا أمر يحيله العقل‬
‫ألن الش يء الواح د إم ا أن يك ون أس ود أو أبيض أو حالال أو حرام ا وال يمكن أن يك ون الش يء‬
‫الواح د حالال وحرام ا في وقت واح د ولش خص واح د أو يك ون الش يء الواح د ب اطال وص حيحا‬
‫وكل هذا أتى من القول بالتقليد الذي استلزم القول بصحة األقوال واالجته ادات ال تي ص درت عن‬
‫األئمة جميعا‪.‬‬
‫رابع ا‪ :‬حرم ان األم ة من كث ير من األق وال الص حيحة والنص وص الص حيحة ال تي خ الف األئم ة‬
‫األربعة فيها مجتمعين الحديث الصحيح كطالق الثالث هل يق ع ثالث ا أو طالق ا واح دا فبينم ا يق ول‬
‫األئمة األربعة جميعا أنه يقع ثالثا وبذلك من قال المرأته (أنت طالق ثالثا) فإنها ال تح ل ل ه ح تى‬
‫تنكح زوجا غيره‪ .‬‬
‫خامسا‪ :‬حرمان األمة من البحث واالستنباط في أحكام الوقائع المتجددة‪ .‬وقد ذكرنا هذا في ص در‬
‫ه ذه الرس الة المبارك ة‪-‬إن ش اء اهلل‪ -‬وب ذلك رك د الفهم وب ار س وق االس تنباط والعلم بالكت اب‬
‫والسنة‪ .‬وسبب هذا في النهاية عزل الشريعة عن حياة الناس والتقنين لهم‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬اتخاذ التقليد دينا أدى إلى تشديد النكير على ك ل من ق ال باالجته اد ووح دة الفق ه وأخ وة‬
‫األذمة ووجوب األخذ بعلمهم جميعا الترجيح بين أقوالهم واتهم كل من قال ب ذلك بمخالف ة إجم اع‬
‫األمة والخروج على جماعتها والقول بأن يسب األئمة أو ينتقص مقدارهم ويحط من شأنهم‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬ظن الناس أنه يجوز لكل مسلم أن يأخ ذ رأي إم ام م ا من األئم ة األربع ة ول و ك ان النص‬
‫بخالفة وبذلك ارتكب الكثير من المخالفات‪.‬‬
‫االنتشار الجغرافي‬

‫نش أ الم ذهب الم الكي بالمدين ة المن ورة م وطن اإلم ام مال ك‪ ،‬ثم انتش ر في الحج از وفي ش مال‬
‫إفريقي ا وتبنت دول ة الم رابطين في المغ رب األقص ى م ذهب مال ك ونش روا الكتب ال تي تح وي‬
‫آراءه‪ ،‬وينتشر اآلن في ش مال إفريقي ا وتش مل دول الجزائ ر والس ودان وت ونس والمغ رب وليبي ا‬
‫وموريتاني ا وص عيد مص ر وإ ريتري ا وفي ش به الجزي رة العربي ة وتش مل دول البح رين واإلم ارات‬
‫وعمان وبلدان أخرى في الشرق األوسط‪ ،‬‬ ‫العربية المتحدة والكويت وأجزاء من السعودية ُ‬
‫كما تنتشر في دول السنغال وتشاد ومالي وال نيجر وش مال نيجيري ا في غ رب إفريقي ا وك ان يتب ع‬
‫في الحكم اإلسالمي ألوروب ا واألن دلس وإ م ارة ص قلية وم ا زال المغ رب باس تثناء مص ر ليس ل ه‬
‫من مذهب إال المذهب المالكي‪ ‬‬
‫وفى مص ر ك ان أول من أدخل ه اليه ا عثم ان بن الحكم الج ذامي المت وفى س نة ‪163‬هـ‪ ،‬وقي ل إن‬
‫أول من ق دم مص ر بمس ائل اإلم ام مال ك‪ :‬عثم ان بن الحكم وعب د ال رحيم بن خال د بن يزي د بن‬
‫ثر من م ذهب أبي حنيف ة لت وافر‬
‫يح يى‪ ،‬ثم نش ره به ا عب د ال رحمن بن القاس م‪ ،‬فاش تهر به ا أك َ‬
‫أصحاب مالك بها‪ ،‬ولم يكن مذهب أبي حنيفة ُيعرف بمصر كثيراً‪.‬‬
‫ذهب الم الكي بفض ل ه ؤالء العلم اء‬
‫كثير من علماء المذهب المالكي‪ ،‬وقد ص ار الم ُ‬
‫‪ ‬وكان بمصر ٌ‬
‫الغالب على الديار المصرية‪ ،‬وقد كان بها بعض الحنفية‪ ،‬ولما جاء اإلم ام الش افعي س نة ‪200‬هـ‬
‫َ‬
‫مذهب ه على الم ذهب الم الكي‪ ،‬وم ع ذل ك فق د‬
‫ُ‬ ‫وجعل مصر مقاماً ل ه نح واً من خمس س نين‪ ،‬غلب‬
‫ذهب الش افعي‪ ،‬ق ال المقري زي‪« :‬وم ا زال م ذهب مال ك وم ذهب‬
‫ذهب الم الكي وق ارب الم َ‬‫ثبت الم ُ‬
‫اء من ك ان ي ذهب إليهم ا‪ ،‬أو إلى م ذهب أبي حنيف ة‬
‫الشافعي َيعمل بهما أه ُل مص ر‪ ،‬وت ولى القض َ‬
‫مذهب الشيعة الفاطميين‪ ،‬وعمل به في القضاء والفتيا»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫إلى أن قدم القائد جوهر ونشأ‬
‫ثم ع اد االنتع اش إلى الم ذهب الم الكي في عص ر الدول ة األيوبي ة‪ ،‬وب نيت لفقهائ ه الم دارس‪ ،‬ثم‬
‫لما أح دث الظ اهر بي برس في دول ة الممالي ك البحري ة "القض اة‬‫ُعم ل ب ه في القض اء اس تقالالً َّ‬
‫األربع ة"‪ ،‬وص ار قاض ي المالكي ة الث اني في المرتب ة بع د الش افعية‪ ،‬وك ان القض اء في الدول ة‬
‫األيوبية للشافعية‪ ،‬ولقاضيهم نواب من المذاهب الثالثة‪ ،‬ولم يزل منتش راً بمص ر إلى اآلن مع ادالً‬
‫للشافعي‪ ،‬وأكثر انتشاره في الصعيد‪.‬‬
‫‪ ‬وفي شمال إفريقيا وعقب تولى المع ز بن ب اديس س نة ‪407‬هـ حم ل أهله ا وأه ل م ا وااله ا من‬
‫بالد المغرب على المذهب المالكي‪ ،‬وحسم مادة الخالف في الم ذاهب‪ ،‬فاس تمرت ل ه الغلب ة عليه ا‬
‫وعلى س ائر بالد المغ رب‪ ،‬وه و الغ الب على ه ذه البالد إلى الي وم‪ .‬وق د ذك ر الفاس ي في كتاب ه‬
‫"العقد الثمين في تاريخ البلد األمين"‪« :‬أن المغاربة كلهم مالكية‪ ،‬إال النادر ممن ينتحلون األثر»‪.‬‬
‫ويق ول ابن ح زب عن ذل ك «م ذهبان انتش را في ب دء أمرهم ا بالرئاس ة والس لطان‪ :‬الحنفي‬
‫بالمشرق والمالكي باألندلس»‪.‬‬

‫أبرز المؤلفات والدراسات التي تناولت المذهب المالكي‪:‬‬


‫‪-1‬رسالة إلى ابن وهب في القدر لالمام مالك‪ ‬‬
‫‪-2‬كتاب في النجوم وحساب مدار الزمان ومنازل القمر لالمام مالك‬
‫‪ -3‬رسالة في األقضية لالمام مالك‬
‫‪-4‬رسالة إلى أبي غسان في الفتوى لالمام مالك‬
‫‪ -5‬رسالة إلى هارون الرشيد لالمام مالك‬
‫‪-6‬كتاب السر من رواية بن القاسم لالمام مالك‬
‫‪ -7‬رسالة إلى الليث في إجماع أهل المدينة لالمام مالك‬
‫‪-8‬القول الماضي في شرح شواهد تفسير القاضي للمحجوب بن سالك‬
‫‪-9‬إنارة األفكار واألبصار بشواهد النحو من األخبار واآلثارلليعقوبي‪ ‬‬
‫‪-10‬ياقوتة البيان لإلفراني‪ ‬‬
‫‪-11‬البحر المديد في تفسير القرآن المجيد البن عجيبة‪ ‬‬
‫‪-12‬البحر المديد في تفسير القرآن المجيد لإلدريسي‬
‫‪-13‬نظم السلوك في األنبياء والخلفاء والملوك للملزوري‪ ‬‬
‫‪-14‬الج ود ب الموجود من دون ب ذل المجه ود في ش رح تحف ة الم ودود في المقص ور والمم دود‬
‫البن زاكور الفاسي‪ ‬‬
‫‪-15‬منيل العبد مناه فيمن يظلهم اهلل للشنقيطي‪ ‬‬
‫‪-16‬مفتاح السعيدية في شرح األلفية الحديثية البن عمار‪ ‬‬
‫‪-17‬الروضة الجنية في ضبط السنة الشمسية البن زاكور الفاسي‬
‫أهم الشخصيات‬
‫هن اك العدي د من فقه اء الم ذهب الم الكى على رأس هم االم ام ‪ ‬مال ك بن أنس ‪ ‬وعب د ال رحمن بن‬
‫القاسم العتقي وعبد اهلل بن وهب المص ري وأش هب بن عب د العزي ز بن داود المص ري وعب د اهلل‬
‫بن عبد الحكم المصري واصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع وأسد بن الفرات وس حنون بن س عيد‬
‫الق يرواني وخلي ل بن إس حاق الجن دي وأب و بك ر الب اقالني وعب د الواح د بن عاش ر والقرط بي‬
‫والقاضي عي اض الش اطبي وأب و بك ر بن الع ربي وأب و الولي د الب اجي والم ازري وابن رش د الج د‬
‫ومحم د بن م رزوق الج د ومحم د بن م رزوق الحفي د وابن الح اج ‪  ‬وعب د المل ك بن عب د العزي ز‬
‫الماجشون وابن عب د ال بر وعب د الوه اب بن نص ر الم الكي وابن عس كر البغ دادي وعب د ال رحمن‬
‫الثع البي ومحم د بن يوس ف السنوس ي ومحم د بن عب د الك ريم المغيلي وأحم د بن محم د المق ري‬
‫وأحم د ال دردير وابن عرف ة وإ ب راهيم اللق اني وأب و الحس ن علي بن أحم د الخصاص ي وس ليم‬
‫البش ري ومحم د عليش عب د الحمي د بن ب اديس والبش ير اإلب راهيمي ومحم د الط اهر آيت علجت‬
‫وأحمد زروق وعبد السالم األسمر وسالم بن طاهر والشيخ ماء العينين‪ ‬‬
‫محمد الطاهر بن عاشور وعبد القادر بن علي مشاط المالكي ومحمد علوي الم الكي ‪ ‬وأحم د ط ه‬
‫ري ان و حم دى عب دالمنعم ش لبى ‪ ‬والش يخ أحم د الطيب (ش يخ األزه رال‪ 48‬وط ه عب د الرحم ان‬
‫ومحمد الحسن ولد الددو‬
‫أبو بكرالجزائري وسعيد الكملي والصادق الغرياني‬
‫اإلمام مالك بن أنس‬

‫هو أبو عبد اهلل مالك بن أنس بن مالك بن أبي ع امر بن عم رو األص بحي الحم يري الم دني ول د‬
‫سنة ‪ 93‬هجريا أي بعد وفاة اإلمام أبي حنيفة بتسع وعشرين سنة‬
‫نشأ مالك في المدينة النبوية محبا للعلم مقدسا للسنة معظما للنبي صلى اهلل عليه وس لم ولم يك د‬
‫يبلغ عشرين سنة حتى شهد له أهل العلم أنه أهل للفتيا واالجتهاد‪ .‬‬
‫جمع مالك الموطأ بإشارة من المنصور العباس ي ال ذي أراد أن يتخ ذه قانون ا ليجم ع الن اس علي ه‬
‫فأبى مالك وأخبره أن العلم قد تفرق في األمصار وهو قد جم ع م ا ص ح عن ده وبلغ ه فق ط ول ذلك‬
‫أبى حمل الناس عليه‬
‫كان يعتمد رحمه اهلل على الطريقة اإللقائي ة في درس ه وال يحب أن يقاطع ه أح د وه ذا تمام ا ض د‬
‫الطريق ة ال تي اعتم دها اإلم ام أب و حنيف ة وب الرغم من أن ه درس الفق ه على ش يخه ربيع ة بن‬
‫عبدالرحمن الذي يكثر من اآلراء حتى سمي "ربيعة الرأي" ف إن مال ك ك ره ال رأي ح تى أن ه يق ول‬
‫وددت لو ضربت بكل رأي أفتيت به سوطا وأكون في حل يوم القيامة‪ .‬‬
‫اشتهر صيت مال ك وذاع وأتت ه الوف ود للعلم واالس تفتاء من بالد المغ رب واألن دلس وك ان لكتاب ه‬
‫الموطأ أثر بالغ في الرجوع إلى النص وص والعناي ة بالس نة وأتب ع عم ل أه ل المدين ة وق د خالف ه‬
‫كث ير من أه ل الس نة والح ديث ل ذلك ورأوا أن ه ال فض ل أله ل المدين ة في العلم على غ يرهم وال‬
‫يجوز أن يرد فعلهم حديث الرسول صلى اهلل عليه وسلم الصحيح‪.‬‬

‫مؤلفاته‬
‫له العديد من المؤلفات منها‪ ‬‬
‫‪-1‬رسالة إلى ابن وهب في القدر‬
‫‪ -2‬كتاب في النجوم وحساب مدار الزمان ومنازل القمر‬
‫‪-3‬رسالة في األقضية‬
‫‪ -4‬رسالة إلى أبي غسان في الفتوى‬
‫‪-5‬رسالة إلى هارون الرشيد وفي نسبتها له أقوال‬
‫‪-6‬كتاب السر من رواية بن القاسم‬
‫‪-7‬رسالة إلى الليث في إجماع أهل المدينة‪.‬‬

‫وفاته‪ ‬‬
‫ت وفى االم ام مال ك في الليل ة الرابع ة عش رة من ربي ع الث اني س نة ‪179‬هـ على حس ب أص ح‬
‫ودفن بالبقيع‪.‬‬
‫الروايات ُ‬

‫شيخ األزهر الدكتور أحمد الطيب‬

‫ولد أحمد محمد أحمد الطيب يوم ‪ 6‬يناير ‪1946‬م بالمراش دة في دش نا بمحافظ ة قن ا وينتمي إلى‬
‫أسرة صوفية ويرأس طريقة صوفية خلفا لوالده الراحل‪.‬‬

‫تعليمه‪ ‬‬
‫التحق الطيب بجامعة األزهر حتى حصل على شهادة الليسانس في العقيدة والفلسفة عام ‪1969‬‬
‫ثم ش هادة الماجس تير ع ام ‪ 1971‬ودرج ة ال دكتوراه ع ام ‪ 1977‬في نفس التخص ص وعم ل‬
‫معي داً‪ ،‬ومدرس اً مس اعداً‪ ،‬ومدرس اً‪ ،‬وأس تاذاً مس اعداً للعقي دة والفلس فة بجامع ة األزه ر‪ ،‬وحالي اً‬
‫أستاذ للعقيدة والفلسفة في نفس الجامعة‪.‬‬

‫شيخا لألزهر‬
‫ً‬
‫يخا‬
‫رارا بتعيين ه ش ً‬
‫في ي وم ‪ 19‬م ارس ‪ 2010‬أص در ال رئيس االس بق محم د حس ني مب ارك ق ً‬
‫للجامع األزهر خلفًا للدكتور محمد سيد طنطاوي‪.‬‬
‫‪ ‬وعمل في جامعات اإلمام محمد بن س عود بالري اض وجامع ة قط ر وجامع ة اإلم ارات و الجامع ة‬
‫اإلسالمية العالمية في إسالم آباد بدولة باكستان‪.‬‬

‫مؤلفاته‪ ‬‬
‫لالمام األكبر الدكتور أحمد الطيب العديد من المؤلفات في العقيدة والفلسفة اإلسالمية‪ ،‬كما أن ل ه‬
‫عدد من الدراسات واألبحاث في ه ذا الج انب‪ ،‬وباإلض افة إلى لغت ه العربي ة األم‪ ،‬فإن ه يتكلم اللغ ة‬
‫اإلنجليزية بطالقةوفيما يلي عرض لمؤلفاته‪:‬‬

‫الكتب العلمية‬
‫‪  -1‬الجانب النقدي في فلسفة أبي البركات البغدادي‪.‬‬
‫‪  -2‬تعليق على قسم اإللهيات من كتاب تهذيب الكالم للتفتازاني‪.‬‬
‫‪  -3‬بحوث في الثقافة اإلسالمية‪ ،‬باالشتراك مع آخرين‪.‬‬
‫‪  -4‬مدخل لدراسة المنطق القديم‪.‬‬
‫‪  -5‬مباحث الوجود والماهية من كتاب المواقف‪.،‬‬
‫‪ -6‬مفهوم الحركة بين الفلسفة اإلسالمية والفلسفة الماركسية‪ ‬‬
‫‪  -7‬أصول نظرية العلم عند األشعري‪ ‬‬
‫‪  -8‬مباحث العلة والمعلول من كتاب المواقف‪ :‬عرض ودراسة‪.‬‬

‫التحقيق‬
‫‪  -1‬تحقي ق رس الة (ص حيح أدل ة النق ل في ماهي ة العق ل) ألبي البرك ات البغ دادي‪ ،‬م ع مقدم ة‬
‫باللغة الفرنسية‪.‬‬

‫الترجمة‬
‫‪  -1‬ترجم ة كت اب ‪Chodkiewiez, Prophetie et Sainteté dans la doctrine‬‬
‫‪ d'Ibn Arabi‬من الفرنس ية إلى العربي ة بعن وان‪ :‬الوالي ة والنب وة عن د الش يخ مح يي ال دين بن‬
‫عربي‪.‬‬
‫‪  -2‬ترجمة المقدمات الفرنسية للمعجم المفهرس أللفاظ الحديث النبوي‪.‬‬
‫‪  -3‬ترجمة كتاب‪Osman Yahya, Histoire et classification de l'oeuvre d'Ibn :‬‬
‫)‪ Arabi (2 volumes‬من الفرنس ية إلى العربي ة بعن وان‪ :‬مؤلف ات ابن ع ربي تاريخه ا‬
‫وتصنيفها‪.‬‬
‫‪  -4‬ابن عربي‪ ،‬في أروقة الجامعات المصرية‪.‬‬
‫‪  -5‬نظرات في قضية تحريف القرآن المنسوبة للشيعة اإلمامية‪.‬‬
‫الفرنسيين عن ابن العربي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪  -6‬دراسات‬

‫الشيخ عبد هللا الخراشي‬

‫ول د اإلم ام الش يخ أب و عب د اهلل محم د بن جم ال ال دين عب د اهلل بن علي الخراش ي الم الكي‪ ،‬أول‬
‫أئمة الجامع األزهر عام ‪1010‬هـ الموافق ‪1601‬م وسمي بالخراشي نسبة إلى قريت ه ال تي ول د‬
‫بها‪ ،‬قرية أبو خراش‪ ،‬التابعة لمركز شبراخيت‪ ،‬بمحافظة البحيرة‪.‬‬

‫نشأته وتعليمه‬
‫السن‪ ،‬ول ذلك لم ي ذكر أح د من‬
‫لم ينل الشيخ الخراشي شهرته الواسعة هذه إال بعد أن تقدمت به ِّ‬
‫يئا عن نش أته ولكن ه تلقى تعليم ه على ي د ع دد من العلم اء واألعالم‪ ،‬مث ل وال ده‬
‫الم ؤرخين ش ً‬
‫وتطلع ا للمعرف ة‪ ،‬كم ا‬
‫ً‬ ‫الش يخ جم ال ال دين عب د اهلل بن علي الخراش ي ال ذي غ رس في ه حبًّا للعلم‬
‫تلقى العلم على يد الشيخ العالمة إبراهيم اللقاني‪ ،‬وكالهم ا تلقى معارف ه وروى عن الش يخ س الم‬
‫السنهوري عن النجم الغيطي عن شيخ اإلسالم زكريا األنصاري عن الحافظ ابن حجر العس قالني‬
‫بسنده عن البخاري‪.‬‬
‫أيضا العلم على أي دي الش يخ األجه وري‪ ،‬والش يخ يوس ف الغليش ي‪ ،‬والش يخ عب د المعطي‬
‫وتلقى ً‬
‫منهجا سار‬
‫ً‬ ‫البصير‪ ،‬والشيخ ياسين الشامي‪ ،‬وغيرهم من العلماء والمشايخ الذين رسموا لحياته‬
‫على خطواته حتى توفاه اهلل‪.‬‬
‫وق د درس الش يخ محم د بن عب د اهلل الخراش ي عل وم األزه ر المق ررة حينئ ذ مث ل‪ :‬التفس ير‪،‬‬
‫والح ديث‪ ،‬والتوحي د‪ ،‬والتص وف‪ ،‬والفق ه‪ ،‬وأص ول الفق ه‪ ،‬وعلم الكالم‪ ،‬والنح و‪ ،‬والص رف‪،‬‬
‫وأيض ا درس عل وم‬
‫ً‬ ‫والعروض‪ ،‬والمعاني والبي ان‪ ،‬والب ديع واألدب‪ ،‬والت اريخ‪ ،‬والس يرة النبوي ة‪،‬‬
‫المنطق‪ ،‬والوضع والميقات‪ ،‬على أيدي شيوخ عظماء بعلمهم وخلقهم‪.‬‬
‫وقد ظل الشيخ عشرات السنين يعلم ويتعلم‪ ،‬ويفيد ويستفيد من العلم والعلماء‪ ،‬وظل يروي طيلة‬
‫ويروى عن ه‪ ،‬وب ات يض يف ويش رح ويعل ق على ك ل م ا يق ع بين يدي ه وتق ع عين اه‪ ،‬فأف اد‬
‫حياته ُ‬
‫بلسانه وقلمه جمهرة كبيرة من العلماء الذين كانوا يعتزون به وباالنتماء إليه‪ ،‬والنهل من علم ه‬
‫الغزير‪ ،‬ومعرفته الواسعة‪.‬‬
‫وك ان ال يص لي الفج ر ص يفًا وال ش تاء إال بالج امع األزه ر‪ ،‬ويقض ي بعض مص الحه من الس وق‬
‫بيده‪ ،‬وكذلك مصلحة بيته في منزله وك ان يقس م متن خلي ل في فق ه المالكي ة إلى نص فين‪ ،‬نص ف‬
‫يق رؤه بع د الظه ر عن د المن بر في ج امع االزه ر كتالوة الق رآن‪ ،‬ويق رأ نص فه الث اني في الي وم‬
‫الت الي‪ ،‬وك ان ل ه في منزل ه خل وة يتعب د فيه ا‪ ،‬وك انت اله دايا والن ذور تأتي ه من أقص ى بالد‬
‫شيئا‪ ،‬بل كان يعطيها لمعارفه‬
‫المغرب‪ ،‬وغيرها من سائر البالد‪ ،‬فال يمس منها ً‬

‫تالميذه‪ ‬‬
‫من تالمي ذ الش يخ الخراش ي أحم د اللق اني‪ ،‬ومحم د الزرق اني‪ ،‬وعلي اللق اني‪ ،‬وش مس ال دين‬
‫اللق اني‪ ،‬وداود اللق اني‪ ،‬ومحم د النف راوي‪ ،‬والش يخ أحم د النف راوي‪ ،‬والش براخيتي‪ ،‬وأحم د‬
‫الفيومي‪ ،‬وإ براهيم الفيومي‪ ،‬وأحمد المش رفي‪ ،‬والش يخ عب د الب اقي القلي ني (ال ذي ت ولى مش يخة‬
‫األزهر وأصبح رابع المشايخ)‪ ،‬والش يخ علي المج دولي‪ ،‬والش يخ أب و حام د ال دمياطي‪ ،‬والعالم ة‬
‫شمس الدين البصير السكندري‪ ،‬وأبو العباس الديربي والشيخ إب راهيم بن موس ى الفي ومي ال ذي‬
‫شيخا لألزهر‪.‬‬
‫أصبح ً‬
‫و قال عن ه الش يخ علي الص عيدي الع دوي الم الكي في حاش يته ال تي جعله ا على ش رحه الص غير‬
‫عجم ا‬
‫ً‬ ‫وغرب ا‪ ،‬ق دوة الس الكين‬
‫ً‬ ‫لمتن خليل‪ :‬هو العالمة اإلمام والقدوة الهمام‪ ،‬شيخ المالكية شرقًا‬
‫وعربا‪ ،‬مربي المريدين‪ ،‬كهف السالكين‪ ،‬سيدي أبو عبد اهلل بن علي الخراشي‪.‬‬ ‫ً‬

‫وفاته‬
‫توفى يوم السابع عشر من ذى الحجة عام ‪1101‬هـ ( ‪ 1690‬م) وله عدة‪.‬‬
‫النتائج‬
‫‪-1‬ارتباط المذهب المالكى بأهل السنة والجماعة هو ما ساعد على أنتشاره في العالم اإلسالمى‪ ‬‬
‫‪ -2‬ما شهده العالم اإلسالمي منذ بداية القرن الخامس الهجري من تحوالت سياسية عميقة ادت‬
‫إلى انته اج الحك ام لتس يد الج انب الم ذهبي‪ ،‬لتحقي ق الوح دة المذهبي ة ك أداة لتث بيت نظامه ا‬
‫السياسي‬
‫‪ -3‬أس تخدام الق وى الس نية في مقاومته ا للتي ار الش يعي على أس لوب إنش اء الم دارس النظامي ة‬
‫كأداة لتكسير شوكة الشيعة‪ ،‬وإ فشال مخططاتهم السياس ية من خالل نش ر الم ذاهب الس نية وعلى‬
‫رأسها المذهب المالكى‪ ‬‬
‫‪ -4‬ال دور الكب ير للمع ز بن ب اديس بن منص ور في نش ر الم ذهب الم الكى وحص ر الف اطميين‬
‫لمذهبهم الشيعى بين الخاصة دون العامة‪.‬‬
‫‪ -5‬س اعد تع دد المؤلف ات في الم ذهب الم الكي‪ ،‬على أعتب اره راف دا من رواف د الص حوة المالكي ة‬
‫بالمغرب اإلسالمي واكتساح المذهب الشيعى هناك‪.‬‬
‫‪ -6‬فش ل اإلي ديولوجيات والتي ارات المذهبي ة الس ابقة على الم ذهب الم الكى‪ ،‬وع دم نجاحه ا في‬
‫تأسيس كيانات سياسية ك برى ب المغرب تحظى بقب ول ش عبي‪ ،‬س اعد على ب روز الم ذهب الم الكي‬
‫وسيادته‪ .‬‬
‫‪ -7‬دور ش يوخ الم ذهب في ت دعيم الم ذهب عن طري ق تك وين طلب ة أكف اء يعمل ون على نش ره‬
‫وذيوعه‪ .‬‬
‫‪- 8‬المذهب المالكي أكثر المذاهب مالءمة لعقلية المغاربة لسهولته وبساطته‪ ،‬وخصوصا بالنسبة‬
‫للمرابطين الذين حكموا خالل المرحلة فترة محددة‪ ،‬وال ذين عرف وا بط ابعهم الص حراوي‪ ،‬وميلهم‬
‫الفطري إلى البساطة في كل شيء‪.‬‬
‫‪-9‬الم ذهب الم الكي ال يع ول على اس تخدام ال رأي أو الج دل بق در م ا يعتم د على النص والنق ل‪،‬‬
‫وعلى األثر والرواية‪ ،‬فهو مذهب مالئم لطبيعة المغاربة ألنه عملي أكثر منه نظري‪ ،‬يس تند على‬
‫الواقع‪ ،‬ويأخذ بالعرف والعادة‪ .‬‬
‫‪ -10‬دور السلطة الحاكمة في تشجيع الدراسات الفقهية المرتبطة بفروع المذهب الم الكي‪ ،‬على‬
‫حساب العلوم األخرى‪ ،‬ساعد على انتشاره‪ ‬‬

You might also like