You are on page 1of 89

‫• رئيس جملس اإلدارة •‬

‫وزير الثقافة‬
‫د ‪ .‬رياض عصمت‬
‫• مدير عام هيئة الكتاب •‬
‫حممود عبد الواحد‬
‫• رئيس التحرير •‬
‫د‪ .‬طالب عمران‬

‫اهليئة اإلستشارية‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫د ‪ .‬ح��س��ام اخلطيب ( فلسطني)‬


‫أ ‪ .‬رؤوف وص����ف����ي (م���ص���ر)‬
‫د ‪ .‬اهل��������ادي ع����ي����اد (ت����ون����س)‬
‫د ‪ .‬ق����اس����م ق����اس����م (ل���ب���ن���ان)‬
‫أ ‪ .‬ط��ي��ب��ة اإلب��راه��ي��م (ال��ك��وي��ت)‬
‫د ‪ .‬حم���م���ود ك������روم (س����وري����ة)‬
‫د ‪ .‬اهل��������ادي ث����اب����ت (ت����ون����س)‬
‫وزارة الثقافة يف اجلمهورية العربية السورية‬

‫• هيئة التحرير •‬
‫د‪ .‬خملص الريس ‪ -‬د‪ .‬عمر الطيان‬
‫جملة علمية ثقافية شهرية تصدر عن‬

‫م‪ .‬لينا كيالني ‪ -‬علي القاسم‬


‫• أمني التحرير •‬
‫رائد حسني حامد‬
‫• مكتب تونس ‪ :‬د‪ .‬كوثر عياد‬
‫• مكتب القاهرة ‪ :‬صالح معاطي‬
‫• مكتب لندن ‪ :‬توفيق السهلي‬
‫• التدقيق اللغوي •‬
‫حممد اخلاطر‬
‫• اإلخراج الفين •‬
‫وسيم قدورة‬
‫راميا اليونس‬
‫• اإلشراف الطباعي ‪ :‬ماجد الزهر •‬

‫سعر النسخة ‪ 50‬ل‪.‬س يف سورية أو مايعادهلا يف البلدان العربية‬


‫االشرتاكات عشرة آالف لرية سورية لإلدارات واملؤسسات داخل سورية‬
‫وأربعمائة دوالر أو مايعادهلا خارج سورية‬
‫توجه كافة املراسالت واملواد باسم رئيس التحرير‬
‫‪www.moc.gov.sy‬‬
‫‪E-mail: talebomran@yahoo.com‬‬
‫‪83‬‬ ‫حيوانات اجملاري الزاحفة (د‪.‬طالب عمران)‬
‫‪46‬‬ ‫الرعب اآليل (رؤوف وصفى)‬
‫‪66‬‬ ‫شغف السحر ( د‪ .‬ميادة ضاي)‬
‫‪72‬‬ ‫سلطة آلية ( سامر أنور الشمايل)‬

‫‪84‬‬ ‫تاريخ الطاقة ( د‪ .‬خملص الريس)‬


‫‪100‬‬ ‫أشعة الليزر (د‪.‬يعرب نبهان)‬
‫‪106‬‬ ‫كيف حنمي معلوماتنا (وسيم قدورة)‬

‫‪118‬‬ ‫الطاقة الكامنة ( د‪ .‬نوراير ماجنيان)‬


‫‪124‬‬ ‫برج لندن الدموي (توفيق السهلي)‬
‫‪6‬‬ ‫قصة نشوء احلياة على األرض ( د‪ .‬جهاد ملحم)‬
‫‪16‬‬ ‫ترمجة األلفاظ الدخيلة يف روايات اخليال العلمي العربية (د‪ .‬كوثر عياد)‬
‫‪26‬‬ ‫علم اإلنسان يف اخليال العلمي ( سائر بصمه جي)‬

‫‪138‬‬ ‫طريق النحل ( سوسن قاسم عزام )‬


‫‪34‬‬ ‫هناد شريف الصديق الذي فقدناه (صالح معاطي)‬
‫‪148‬‬ ‫خصائص احليوان (ممدوح حبق)‬

‫كتاب القدر‬
‫( م‪ .‬هناء الصاحل)‬
‫‪76‬‬ ‫اهلدف كوكب املريخ (ترجـمة‪ :‬حازم حممود فرج)‬
‫‪162‬‬ ‫ابن هبنتى وعلم أحكام النجوم ( رىل علي)‬
‫‪128‬‬
‫ترجو جملة اخليال العلمي من كافة الكتاب واملبدعني ارسال ابداعاهتم منضدة على‬
‫احلاسوب والتأكد من تدقيقها وذلك لتسهيل عملية النشر السريع‬
‫مت��ح��ورت ال��وج��ودي��ة ح��ول ام��ت�لاء ال��وج��ود‪ ،‬وع��دم‬ ‫لعمري‪ ،‬إهن��ا مأساة ما بعدها م��أس��اة‪ ،‬ليس فيها‬
‫وجود معنى مسبق للحياة ما مل يضفيه عليها كل‬ ‫جمدٌ وال متعة‪ .‬وقتها‪ ،‬لن يبقى يف «كتاب غينيس»‬
‫فرد بنفسه‪ ،‬وخبياراته املسؤولة‪ .‬إن الفعل اإلنساني‬ ‫جمال لذكر من هو أكرب معمر‪ ،‬فاملعمرون يف العامل ال‬
‫هو العمل املربر للوجود‪ ،‬وليس سواه‪ ،‬أي أنه يفرتض‬ ‫يعيشون أكثر من مئة وبعض عقود قليلة من السنني‪.‬‬
‫باإلنسان أن جيمع ما بني احلرية واملسؤولية‪.‬‬ ‫ثم‪ ،‬هل فكر أحد منا يف نعمة املوت عندما يأتي يف‬
‫بالتأكيد‪ ،‬ح��اول سارتر ورفيقة درب��ه سيمون دو‬ ‫أوانه؟ تعترب رواية «صورة دوريان غراي» منوذجاً أدبياً‬
‫بوفوار‪ ،‬كما ح��اول ألبري كامو‪ ،‬أن جي��دوا معنى يف‬ ‫ممتازاً لتصوير خلود شاب فاسد فاسق‪ ،‬ال يتورع‬ ‫وزير الثقافة‬
‫املقاومة ت��ارة ضد االحتالل األملاني لفرنسا‪ ،‬ويف‬ ‫عن األذى واجلرمية‪ ،‬حمافظاً على وسامته الفائقة‬ ‫د ‪ .‬رياض عصمت‬
‫العدالة االجتماعية عرب االشرتاكية تارة أخرى‪ ،‬أو يف‬ ‫وصورته اجلذابة‪ ،‬يف حني تنعكس الشرور واآلث��ام‬
‫رفض األنظمة الشمولية تارة ثالثة‪.‬‬ ‫ال�تي ارتكبها على مالمح ص��ورة له رمسها رس��ام‪،‬‬ ‫موضوع السعي إىل اخللود‪ ،‬واخلامتة املفجعة لذلك‬ ‫منذ قديم الزمان‪ ،‬وسالف العصر واألوان‪ ،‬واإلنسان‬
‫ويشكل «امل���وت» العمود الفقري لكثري من أعمال‬ ‫فحملت لعنة نامجة عن أمنيته اجل��احم��ة‪ .‬أخ�يراً‪،‬‬ ‫السعي اجملنون ملا يتجاوز ما مسحت به الطبيعة‪.‬‬ ‫حيلم باخللود‪ .‬بعضهم أشاد األهرامات يف مصر‪،‬‬
‫مسرح العبث‪ ،‬أو الالمعقول – كما أفضل أن أمسيه‪.‬‬ ‫عندما يستعيد وعيه‪ ،‬ويراوده الشعور بالذنب‪ ،‬تتحول‬ ‫وهناك بني أساطري منطقتنا حكاية «غلغامش»‪،‬‬ ‫وابتدع احلجرات السرية‪ ،‬وأخفى أفضل ما ميلك من‬
‫لكنين أتفق م��ع املفكر الربيطاني كولن ويلسون‪،‬‬ ‫مالحمه إىل شيخوخة وقبح وشر تسبق موته‪ ،‬بينما‬ ‫وسعيه مع رفيقه أنكيدو للعثور على نبته اخللود‪،‬‬ ‫ثياب وجواهر‪ .‬كما اخرتعوا فن التحنيط‪ ،‬وأتقنوا‬
‫صاحب كتابي «الال منتمي» و «سقوط احلضارة»‬ ‫تصفو مالحمه املرسومة يف تلك الصورة‪ .‬لكنه موت‬ ‫وبعد مغامرات ملحمية هائلة‪ ،‬وما أن يعثرا عليها‬ ‫حفظ املومياءات ملئات السنني‪ ،‬حاملني بأن الروح ال‬
‫عندما نزع الغطاء عن بيكيت‪ ،‬ودعا إىل تكريس إىل‬ ‫رحيم لدوريان غراي‪ ،‬الذي رغب يف النهاية التطهر‪،‬‬ ‫حتى ختتطفها حية عمالقة وتغوص هبا يف أعماق‬ ‫بد ستعود‪ .‬بعضهم اآلخر يف الشرق األقصى دأب‬
‫نزعة التفاؤل كبديل لنزعة اليأس والتشاؤم والنزوع‬ ‫ونيل اخلالص والغفران‪.‬‬ ‫بئر‪ .‬ولعل هذه امللحمة األسطورية تلخص جوهر‬ ‫على وضع أطباق من الرز‪ ،‬لعل امليت جيوع عندما‬
‫إىل االنتحار عند بيكيت وبعض زمالئه ومريديه‪،‬‬ ‫لكن لعنة اخللود ومقاومة منطق الطبيعة ال تلغي‬ ‫فلسفة الطموح إىل اخللود‪ ،‬وفقدانه بطريقة عبثية‪.‬‬ ‫ينهض من مثواه‪ .‬بعضهم حلم بنبع احلياة الكامن‬
‫ذلك ألن هذا يقود بالفعل إىل فلسفة عبثية‪ ،‬ورمبا‬ ‫ك��ون اخل��ل��ود ال��رم��زي وامل��ع��ن��وي طموحاً مشروعاً‬ ‫أشهر خمرج سينمائي عاجل موضوع سعي اإلنسان‬ ‫يف بئر جم��ه��ول يف أق��اص��ي امل��ع��م��ورة‪ ،‬دون���ه ودون‬
‫فوضوية‪ ،‬تنأى عن احلياة‪ .‬بالتايل‪ ،‬فإن االحتفاء‬ ‫جلميع األدباء والفنانني‪ .‬واحلق يقال‪ ،‬إن شيئاً من‬ ‫لتجاوز الطبيعة‪ ،‬وخطأ تلك احملاولة للبحث عن‬ ‫الوصول إليه أخطار ووحوش ومغامرات‪ .‬وبعضهم‬
‫بالال منتمي هو احتفاء بالثائر‪ ،‬واملنادي باحلرية‬ ‫اخللود يطول أولئك الذين يقدمون اخلري لآلخرين‪،‬‬ ‫اخلارق أو اخللود‪ ،‬هو ستيفن سبيلربغ‪ .‬يؤمن سبيلربغ‬ ‫اآلخر أقام طقوس «الفودو» والسحر األس��ود‪ ،‬مثل‬
‫اخلالقة‪ ،‬وبأخالق جديدة تعرب عن جوهر األخالق‪،‬‬ ‫ألن ذكرهم يظل عاطراً حتى بعد رحيلهم عن احلياة‪.‬‬ ‫بالطفولة‪ ،‬ويدين الكبار من رجال شرطة وعلم ممن‬ ‫ذب��ح دي��ك وإراق���ة دم��ه أو التضحية مبخلوق حي‪،‬‬
‫ال قشورها‪.‬‬ ‫إهنم أشخاص دأب��وا على مساعدة الناس‪ ،‬ووجدوا‬ ‫ميثلون املؤسسات االجتماعية التقليدية‪ .‬إنه حيتفي‬ ‫لبعث األموات من قبورهم‪ .‬هناك من حاول وال يزال‬
‫إهنا فلسفة تسعى إىل اجلوهر‪ .‬وأنا أعتقد أن مسحة‬ ‫يف ه��ذا مغزى حلياهتم‪ .‬هناك ف��ارق جسيم بني‬ ‫باتصال اخل��ارق بالطفولة‪ ،‬وبالبطولة املنزهة عن‬ ‫حتضري األرواح‪ ،‬واستعادة احملبني ليتحدث معهم ولو‬
‫األمل ال تلغي الوعي بال معقولية الوجود اإلنساني‪،‬‬ ‫السعي إىل اخللود املادي‪ ،‬أي احلفاظ على الشباب‪،‬‬ ‫الكسب املادي‪ ،‬كما يصور األذى الذي يطول األغبياء‬ ‫مرة بعد رحيلهم عن الدنيا‪ ،‬ويسأهلم البوح بأسرار‬
‫بل ينطلق املرء منها إىل نفيها‪ ،‬إما بالتمرد الفردي‪،‬‬ ‫أو امتداد حياة اجلسد إىل ما الهناية‪ ،‬وبني اخللود‬ ‫أو األش���رار أو الغستابو ال��ن��ازي�ين‪ .‬ه��ذه السمات‬ ‫معينة ال يعرفها سواهم‪ .‬أهلم السعي إىل حكاية خيال‬
‫وإما بالثورة اجلماعية‪ .‬كنت معجباً يف فرتة الشباب‬ ‫املعنوي املتجسد يف بقاء األع��م��ال اإلبداعية بعد‬ ‫موجودة يف أفالم أخرجها‪ ،‬وأخرى أسهم يف إنتاجها‪،‬‬ ‫املؤلفني وصناع األفالم‪ ،‬كما أهلم العلماء‪.‬‬
‫م��ن ب�ين امل��ؤل��ف�ين املسرحيني الكثر ال��ذي��ن ق��رأت‬ ‫رحيل أصحاهبا بزمن ط��وي��ل‪ ،‬ب��ل طويل ج���داً‪ .‬إن‬ ‫مثل «إي‪ .‬تي‪ ».‬و «أنديانا جونز»‪ ،‬ومثل «غرميلينز»‪.‬‬ ‫قبل حقبة من الزمن‪ ،‬شاعت إشاعة احلفاظ على‬
‫بالفرنسي جان آنوي‪ ،‬فهو أحد أبرز من استفاد من‬ ‫احلالة األوىل هي لعنة اخللود وخطيئته‪ ،‬واحلالة‬ ‫ول��ك��ن‪ ،‬دع��ون��ا نفكر للحظات م��ا ال��ذي حي��دث إذا‬ ‫املريض قبيل موته مبرض عضال عن طريق جتميده‬
‫املعنى اإلجيابي احملرض للموت‪ ،‬بأن يتحدى أبطاله‬ ‫الثانية هي حلم اخللود ونعمته‪.‬‬ ‫استطاع خملوق بشري حمكوم بالفناء أن يستحوذ‬ ‫حتى يُكتشف عقر ناجع يشفيه من ذل��ك امل��رض‪.‬‬
‫ال معقولية شرط الوجود اإلنساني‪ ،‬وحتى العبث‬ ‫ليس صحيحاً زعم املسرحي األملاني برتولد برشت‬ ‫على عنصر اخللود؟ وم��اذا ميكن أن يكون املصري‬ ‫وبعدها‪ ،‬ت��داول الناس إمكانية االحتفاظ جبينات‬
‫نفسه‪ ،‬ويعطوا بأفعاهلم حلياهتم معنى وج��دوى‪.‬‬ ‫بأنه ال يأبه للخلود‪ ،‬فلو كان حقاً ال يأبه له‪ ،‬ويهتم‬ ‫لو جنح طاغية أو جمرم حرب من حتقيق بعثه من‬ ‫حل بصاحبها‬ ‫إنسانية‪ ،‬الستنساخها فيما بعد إذا ما َّ‬
‫آنوي‪ ،‬سواء يف مسرحيته «القربة» عن جان دارك‪ ،‬أم‬ ‫فقط باآلني طاحماً إىل تغيري الواقع املعاش‪ ،‬فلماذا‬ ‫جديد عن طريق االحتفاظ باجلينات أو احلامض‬ ‫م��وت أو إع���دام‪ .‬طبعاً‪ ،‬كتبت رواي���ات شهرية عن‬
‫يف «أنتيغون» اليت استخدم إسقاطها السياسي ليهز‬ ‫خلد بعض من أعماله‪ ،‬واندثر بعضها اآلخر؟ السبب‪،‬‬ ‫النووي‪ ،‬أو عن طريق جتميد جسمه‪ ،‬أو عن طريق‬ ‫العقاقري الغريبة اليت تعطي قوة غري طبيعية‪ ،‬فمن‬
‫هيمنة النازية‪ ،‬أم يف مسرحيته الوجودية االجتماعية‬ ‫يف رأيي‪ ،‬يتعلق بعمق اإلبداع فيما خلد‪ ،‬وضعفه فيما‬ ‫االستنساخ؟ هل ميكن تصور التحول الطارئ على‬ ‫رواية ماري شيلي «فرانكنشتاين»‪ ،‬إىل رواية روبرت‬
‫«مسافر بال متاع»‪ ،‬كاتب وج��ودي بامتياز‪ ،‬يرفض‬ ‫اندثر‪ .‬ولو قبلنا مبنطق رفض اخللود األدبي‪ ،‬كيف‬ ‫الزوجة حنو الكهولة فالشيخوخة‪ ،‬ثم فناءها وفناء‬ ‫ستيفنسون «الدكتور جيكل واملسرت هايد»‪ ،‬وحتى‬
‫ال��ق��وال��ب اجل��اه��زة‪ ،‬والقيم التقليدية‪ ،‬واألخ�ل�اق‬ ‫سنربر خلود شكسبري‪ ،‬وموليري‪ ،‬وإبسن‪ ،‬وتولستوي‪،‬‬ ‫األوالد‪ ،‬وامل��رء ثابت ال يتغري؟ وه��ل يتخيل القارئ‬ ‫«هالك» ذلك العامل ال��ذي يتحول إىل رجل أخضر‬
‫البورجوازية‪ .‬لكنه مل يوافق إال فيما ندر على الظهور‬ ‫وب��ل��زاك‪ ،‬وت��ش��ي��خ��وف‪ ،‬ودوس��ت��وي��ف��س��ك��ي‪ ،‬وإل��ي��وت‪،‬‬ ‫مقدار العذاب إذا بقي إنسان خالداً‪ ،‬وظل يشهد‬ ‫عمالق عندما تنتابه س��ورة الغضب فيهب لنصرة‬
‫يف مقابالت‪ ،‬أو يف كشف دواخل حياته اخلاصة‪.‬‬ ‫ووليامز‪ ،‬وسواهم من كبار املبدعني على مرِّ العصور؟‬ ‫موت مجيع من يعرفهم من أعزاء‪ ،‬واحداً تلو اآلخر؟‬ ‫العدالة وإحقاق احلق‪ .‬مثة أفالم ال حصر هلا عاجلت‬
‫الموجودة في الماء المتدفق خالل المساحة المحيطة بالمتعضي تزيح تدريجياً الكا‬
‫بذلك المستحاث الذي يكون‬ ‫أخرى من األجزاء الصمبة المدفونة عميقاً‪ ،‬خالقة‬
‫لمكائن األصمي الموجود في الصخر‪.‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫مع أن البيئة اجملاورة لنا تبدو ثابتة ال تتغري‪ ،‬إال‬


‫أن هذا اإلحساس خادع ومضلل إىل حد بعيد‪.‬‬ ‫قصة نشوء الحياة على األرض‬
‫فالصخور على سطح األرض تقص لنا قصصاً‬
‫ع��ن ال��ت��غ�يرات اجل��ارف��ة ال�ت�ي حصلت خ�لال‬
‫العصور‪ .‬فمن احملتمل أن مكان جلوسنا اآلن‪،‬‬ ‫د‪ .‬جهاد ملحم‬
‫يف فرتة ما‪ ،‬كان واقعاً عميقاً حتت سطح مياه‬ ‫أستاذ يف قسم الفيزياء ـ كلية العلوم ـ جامعة تشرين‬
‫أحد احمليطات أو البحار‪ .‬ورمبا كان ‪ ،‬يف زمن‬
‫آخر‪ ،‬ج��زءاً من جبل ضخم ممتد‪ ،‬أو صحراء‬
‫قاحلة جافة‪ .‬هذه احلياة اليت تبدو غري متغرية‬
‫من حولنا اآلن‪ ،‬كانت خمتلفة إىل حد كبري يف‬ ‫عندما ننظر من حولنا يف حرم اجلامعة‪ ،‬على سبيل‬
‫املاضي السحيق‪ .‬وعلى كل حال‪ ،‬تظهر الصخور‬ ‫املثال‪ ،‬ال جند تغري ًا كبري ًا قد حصل خالل السنوات‬
‫القدمية كأهنا املخلوقات املتبقية األكثر قدماً‬ ‫القليلة املاضية‪ .‬إذ ميكننا رؤية بعض األبنية والطرقات‬
‫من أي شيء صُوِّرَ لنا يف األساطري واخلرافات‪.‬‬ ‫هي نفسها اليت أنشئت قبل عشرين أو ثالثني عام ًا‪ ،‬و حتى العديد‬
‫لكوكبنا األرضي تاريخ ملحمي مهيب‪ ،‬لكن ليس‬ ‫من األساتذة القدامى استمروا يف عملهم منذ عدة عقود‪ .‬كذلك‬
‫من السهل روايته‪ .‬وحلل شيفرة تلك الرواية‬ ‫احلال بالنسبة ملعظم ألشياء احلية يف الريف اجمل��اور واليت مل‬
‫علينا العودة إىل الشهادة املرعبة لتلك الصخور‪.‬‬ ‫تتغري كثري ًا‪ ،‬مثل األشجار‪ ،‬احلقول‪ ،‬املروج اخلضراء‪ .‬رمبا أصبحت‬
‫لكن قبل الدخول يف التاريخ اجليولوجي لألرض‬ ‫الطبيعة مبا تضم من أهنار‪ ،‬حبريات‪ ،‬جبال‪ ،‬سهول‪ ،‬وحدائق أكثر‬
‫الذي سنفرد له حبثاً مستقالً‪ ،‬دعنا نسرب يف‬ ‫ال مما كانت عليه عندما سكنها اإلنسان ألول مرة‪.‬‬‫مجا ً‬
‫لغز نشوء احلياة‪.‬‬

‫كيف نشأت احلياة على األرض؟‬


‫تنوع احلياة على كوكبنا األرضي ضخم للغاية‪،‬‬
‫صورة هيكل عظمي ألحد الديناصورات‬ ‫إذ ميكننا م��ش��اه��دة خ�لال ي��وم واح���د مئات‬
‫وهي‬ ‫احلديثة‪،‬‬ ‫املتاحف‬ ‫أحد‬ ‫يف‬ ‫معروضة‬
‫عظمي ألحد الديناصورات معروضة في أحد المتاحف الحديثة‪ ،‬وهي صورة مألوف‬‫هيكلحتى‬ ‫األنواع املختلفة من احليوانات صورة‬
‫والنباتات‬
‫صورة مألوفة للزائرين‪.‬‬ ‫لو مل نكن أعرناها االنتباه الالزم‪ .‬ويقدر علماء‬
‫البيولوجيا وج��ود أكثر من عشرة ماليني نوع‬
‫‪3‬‬
‫على األرض يف أيامنا هذه‪ .‬إن تفحص سجالت القرائن أت��ت من البيولوجيا‪ :‬مجيع األشياء‬
‫املاضي يوضح لنا أن احلياة نشأت على األرض احلية تتقاسم اآللية الوراثية والبيوكيميائية‬
‫قبل عدة مليارات من السنني‪ .‬أما العملية اليت نفسها‪ ،‬على سبيل املثال‪ .‬إال أن الدليل األكثر‬
‫تظهر من خالهلا أشكال حياتية جديدة ومتغرية وضوحاً ويفرض قبول التطور كحقيقة تارخيية‬
‫يأتي من املستحاثات (مفردها مستحاث‪ ،‬وهو‬ ‫فتدعى عملية النشوء واالرتقاء‪.‬‬
‫يقبل أغلب العلماء اليوم نظرية التطور وكأهنا بقايا حيوان أو نبات من عصر جيولوجي سالف‬
‫حقيقة واقعة‪ .‬وك��أي نظرية علمية‪ ،‬على كل مستحجرة يف أديم األرض)‪.‬‬
‫حال‪ ،‬جيب دعمها باملعطيات التجريبية‪ .‬يوجد ح�ين مي��وت ح��ي��وان أو ن��ب��ات‪ ،‬تتفكك بقاياه‬
‫عدد هائل من احملاضرات العلمية واألحباث كاملعتاد‪ .‬تتلف ال��ش��ج��رة‪ ،‬تتقطع جثة‬
‫التخصصية تعود هل��ذا امل��وض��وع‪ .‬لكن معظم احليوان إىل أج��زاء ثم تتبدد‪ ،‬و تتكسر‬

‫‪7‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪6‬‬
‫يحتوي السجل اإلحفوري أيضاً عمى بعض األمثمة عن التغيرات الفعمية في األنواع‪ .‬لتدوين‬
‫الحشرات التي تطير حول الغابات البدائية ‪ .‬بالرغم من ذلك ‪ ،‬فإن السجل الجيولوجي كان‬ ‫ذلك‪ ،‬يجب أن يكون سجل الم ستحاث كامالً تماماً‪ ،‬خالل آالف السنين من الترسبات المستمرة ‪.‬‬

‫أن الحياة تتغير وتتطور بثبات‪.‬‬


‫دليل‪ ،‬ولفترة طويمة الدليل الوحيد فقط‪ ،‬الذي دعم فكرة ّ‬
‫غير أن مثل ىذه االستم اررية غالباً ما تكون نادرة إال في حاالت معينة ‪ ،‬حيث يمكن توثيق‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫التغيرات الفعمية من نوع آلخر‪.‬‬

‫تتكون املستحاثات بطرق خمتلفة‪ .‬مسكة عظمية من متحف جامعة ‪ Utah‬يف الشكل على‬
‫اليسار ‪.‬اليمني‪.‬‬ ‫الشكل عمى‬
‫الشكل على‬ ‫الصخر‪ Utah‬في‬
‫موضحة يف‬ ‫متحف جامعة‬ ‫عظمية من‬
‫مطبوعة يف‬ ‫أحدمختمفة ‪ .‬سمكة‬
‫الديناصورات‬ ‫بطرق‬ ‫المستحاثات‬
‫أقدام‬ ‫تتكون‬
‫اليسار‪ .‬آثار‬
‫آثار أقدام أحد الديناصورات مطبوعة في الصخر موضحة في الشكل عمى اليمين‪.‬‬

‫شجرة قدمية‪ ،‬تدعى كهرمان‪.‬‬ ‫ص��دف��ة س��رط��ان البحر على ال��ش��اط��ئ بفعل‬
‫ي��دل مصطلح السجل اإلح��ف��وري على مجيع‬ ‫األمواج القوية‪ .‬على كل حال‪ ،‬ال تالقي مجيع‬
‫املستحاثات ال�تي مت اكتشافها‪ ،‬تصنيفها‪ ،‬و‬ ‫حفظ‬‫املتعضيات امليتة املصري نفسه دوماً‪ ،‬بل تُ ‪4‬‬
‫من ثم درساهتا بطريقة علمية ممنهجة بدءاً‬ ‫جيداً من جراء دفنها يف الرسوبيات‪ .‬ويف هذه‬
‫بعوضة مستحاثة يف كهرمان عمرها ‪ 38‬مليون سنة‪.‬‬
‫من مطلع القرن التاسع عشر‪ .‬يقدم السجل‬ ‫احلالة‪ ،‬ميكن لألجزاء الصلبة للمتعضي أن‬
‫اإلحفوري دليالً فريداً عن الكيفية اليت آلت‬
‫املستحاثات‪ .‬الفكرة األوىل‪ ،‬كلما كانت الصخور‬ ‫السجل سنة‪.‬‬ ‫‪38‬يفمميون‬ ‫املشكلةعمرها‬
‫الرئيسية‬ ‫كهرمان‬ ‫مستحاثةذل�في‬
‫�ك‪ ،‬ف��إن‬ ‫م��ع‬ ‫بعوضة‬ ‫هب��ا الكائنات املختلفة إىل ال��ص��ورة ال�تي هي‬
‫تبقى مدفونة يف األرض لفرتات زمنية طويلة‬
‫جداً‪.‬‬
‫اإلح��ف��وري ه��و أن��ه غ�ير مكتمل فعلياً‪ .‬تفيد قدمية‪ ،‬كلما أصبحت املستحاثات احليوانية‬
‫عليها اآلن‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬يتضمن السجل‬ ‫ما الذي ميكن أن حيصل مع مرور الزمن؟ ميكن‬
‫التخمينات أن نوعاً واحداً (ليس انفرادياً) من والنباتية خمتلفة يف أشكاهلا إىل ح��د بعيد‬
‫اإلح��ف��وري للحصان تعاقب سلسلة حيوانات‬ ‫أن حيصل شيئان‪ :‬األول هو أن املادة اليت تغلف‬
‫كل ‪ 10.000‬شكل من أشكال احلياة املبكرة ع��ن األش��ك��ال احلديثة‪ .‬فالثدييات امل��وج��ودة‬
‫األولى‪ ،‬كمما ك‬ ‫مخسةالفكرة‬
‫ماليني سنة‬ ‫ثات‪.‬‬ ‫المستح ا‬
‫عمرها‬ ‫الصخور اليت‬ ‫اسة‬ ‫عنددريف‬ ‫وهكذا‪،‬من‬
‫انبثقت‬
‫ساسية السجل‪.‬‬ ‫أفكارالً أ‬
‫فعلياً يف هذا‬ ‫ىناك ثالثةليس ممث‬
‫كانت حجومها صغرية ال يتعدى حجم القطة‬
‫قبل حوايل مخسني مليون سنة‪ ،‬خضعت بعدها‬
‫املتعضي تسري يف دورة الصخر متحولة إىل‬
‫صخر رسوبي‪ .‬والثاني هو أن املعادن املوجودة يف‬
‫ً‬
‫تفسرينا للماضي‪ ،‬جيب أن نكون حذرين دوما ليست خمتلفة إىل حد كبري عن حيوانات هذه‬
‫أشكاليا إلى حد‬
‫في مألوفة‬ ‫ختمفكانت‬
‫عديدة منهاة‬ ‫النباتية م‬ ‫��ام‪ ،‬و‬
‫لكن أن��واع‬ ‫الحيواألي�انية‬ ‫جداًا ثات‬
‫منتقاة مما‬ ‫المستح‬ ‫صبح ت‬
‫عينة صغرية‬ ‫نتعامل مع‬ ‫كمما أ‬
‫الصخور قديمة ‪ ،‬عندما‬
‫لتغريات عديدة ازدادت معها حجومها حتى‬
‫بلغت أشكاهلا املعهودة يف األزم���ان احلالية‪.‬‬
‫املاء املتدفق خالل املساحة احمليطة باملتعضي‬
‫تزيح تدرجيياً الكالسيوم وذرات أخ��رى من‬
‫هو موجود فعليا هناك‪ .‬ه��ذه العينة موجهة قبل مخسني مليون ع��ام فقط‪ ،‬أم��ا قبل مئة‬ ‫ً‬
‫األجزاء الصلبة املدفونة عميقاً‪ ،‬خالقة بذلك‬
‫ماليين سنة ليس‬ ‫كانتخمسة‬ ‫عمرىا‬ ‫التي‬ ‫الصخورمليون‬ ‫املرجحفي‬
‫الموجودة‬ ‫فالثدييات‬ ‫الحديثة ‪.‬‬ ‫عن األشكال‬
‫خ�لال التعاقب الكامل ملستحاثات الثدييات‬
‫الديناصورات‬ ‫عام فقد‬ ‫أهنا ومخسني‬ ‫احلية اليت من‬ ‫حنو الكائنات‬ ‫بقوة‬
‫ً‬ ‫املدروسة‪ ،‬ميكننا أن نرى التغري التدرجيي هلا‬ ‫املستحاث ال��ذي يكون نسخة مطابقة للكائن‬
‫دفنت ح��اال بعد موهتا‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يكون هي املسيطرة وليست الثدييات‪ .‬تظهر مناذج‬
‫بدءاً من حيوان سريع صغري إىل حيوان ضخم‬ ‫األصلي املوجود يف الصخر‪.‬‬
‫مألوفة قبل خم‬ ‫النباتات‪،‬كانت‬
‫األمس��اك‪،‬‬ ‫�ات‪ ،‬منيا‬ ‫عد�وي�يد ة‬
‫اعال��رخ�‬
‫أنويف‬
‫مشاهبة‬‫الرخويات لكن‬
‫ىذهأواأليام‪،‬‬‫اناتالبحرية‬ ‫عن حيو‬
‫للحيوانات‬ ‫مختمفة إلى حد كبير‬
‫لدينا سجل‬
‫بطيء احلركة‪.‬‬ ‫عندما نتحدث ع��ن امل��س��ت��ح��اث��ات‪ ،‬ع���ادة ما‬
‫اليت تعيش يف الرفوف الصخرية القارية أفضل ويف مجيع ال��ك��ائ��ن��ات احل��ي��ة األخ����رى‪ .‬وعلى‬
‫حيتوي السجل اإلح��ف��وري أي��ض�اً على بعض‬ ‫يتبادر إىل أذهاننا اهلياكل العظيمة الضخمة‬
‫للكائنات الم سيطرة و‬
‫ات ىي‬ ‫لديناصور‬
‫األوىل‬ ‫نتأن ااألش��ك��ال‬ ‫فقد�ب كا‬
‫يظهر‬ ‫عاماألغ��ل�‬ ‫مميونحول‬ ‫وخمسين‬
‫ال�تي تطري‬ ‫مئة احل��ش��رات‬‫قبل سجل‬ ‫مميون عام فقط‪ ،‬أما‬
‫بكثري م��ن‬
‫األمثلة عن التغريات الفعلية يف األنواع‪ .‬لتدوين‬ ‫للديناصورات اليت تكون معروضة يف املتاحف‪.‬‬
‫الغابات البدائية‪ .‬بالرغم من ذلك‪ ،‬فإن السجل جتمع مميزات الكائنات اليت جاءت فيما بعد‪.‬‬
‫ذل��ك‪ ،‬جيب أن يكون سجل املستحاث كامالً‬ ‫مثل هذه املستحاثات هي نسخ مطابقة صخرية‬
‫جميع الكائنات‬ ‫الثدييات ‪ .‬تظير نماذج مشابية في الرخويات‪ ،‬النباتا ت‪ ،‬األسماك‪ ،‬وفي‬
‫اجليولوجي كان أول دليل‪ ،‬ولفرتة طويلة الدليل فاحلشرات القدمية احملفوظة يف الكهرمان‪،‬‬
‫الوحيد فقط‪ ،‬الذي دعم فكرة أنّ احلياة تتغري على سبيل امل��ث��ال‪ ،‬تبدي بعضاً من األشكال‬
‫مت��ام��اً‪ ،‬خ�ل�ال آالف ال��س��ن�ين م��ن ال�ترس��ب��ات‬ ‫كتلك اليت ذكرناها قبل قليل‪ .‬يستخدم املصطلح‬
‫املستمرة‪ .‬غري أن مثل هذه االستمرارية غالباً‬ ‫أيضاً لإلشارة إىل أنواع أخرى من سجل حياة‬
‫النمل الكائنات التي ج‬ ‫ات‬ ‫ز‬ ‫ممي‬ ‫تجمع‬ ‫لمكائنات‬
‫اليت ميكن أن تكون وسطية بني‬
‫األولى‬ ‫األشكال‬
‫هناك ثالث أفكار أساسية انبثقت من دراسة والدبابري‪ .‬كذلك فإن الثدييات املبكرة‪،‬‬
‫أن‬ ‫يظير‬ ‫األخرى ‪ .‬وعمى األغمب‬
‫وتتطور بثبات‪.‬‬
‫ما تكون نادرة إال يف حاالت معينة‪ ،‬حيث ميكن‬ ‫ماضية‪ ،‬مثل بصمة ورقة نبات يف طني حتول‬
‫توثيق التغريات الفعلية من نوع آلخر‪.‬‬ ‫إىل صخرة‪ ،‬أو مثل حشرة احنفظت يف نسغ‬
‫المثال ‪ ،‬تبدي بعضاً‬ ‫الكيرمان‪ ،‬عمى سبيل‬ ‫فيما بعد ‪ .‬فالحشرات القديمة المحفوظة في‬
‫‪9‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪8‬‬
‫األشكال التي يمكن أن تكون وسطية بين النمل والدبابير ‪ .‬كذلك فإن الثدييات المبكرة‪ ،‬ب‬
‫مك خواص الثدييات الحالية‪ ،‬لكن القميل من البنى الخا صة قد تطورت في مخموقات‬
‫‪ ،‬الحيتان‪ ،‬النمور وأخي اًر األرانب‪.‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫هائل من احليوانات الربية الضخمة‪ .‬وهذا‬


‫امليل الطويل املدى باجتاه تزايد تعقيد الكائنات‬
‫يتوافق مع مجيع نظريات التطور‪.‬‬
‫يف األخري‪ ،‬يثبت السجل اجليولوجي دون شك‬
‫أن معظم األنواع اليت عاشت على األرض ماتت‬
‫وأصبحت منقرضة اآلن‪ .‬وخيمن العلماء أنه من‬
‫أجل كل نوع موجود على كوكب األرض يف أيامنا‬
‫ه��ذه‪ ،‬يقابله ‪ 999‬نوعاً منقرضاً عند فرتات‬
‫زمنية يف املاضي‪ .‬كما يقدر هؤالء العلماء أيضاً‬
‫أن متوسط عمر النوع يف السجل اجليولوجي‬
‫يبلغ حوايل ثالثة ماليني سنة‪ .‬يف هذا املشهد‪،‬‬
‫يبدو أن األن���واع‪ ،‬مثل االف���راد‪ ،‬ت��ول��د‪ ،‬تعيش‬
‫حياهتا‪ ،‬ثم متوت‪ .‬تدل هذه احلقيقة لوحدها‬
‫على وج��وب وج��ود آلية طبيعية ما كي تولد‬
‫أنواعاً جديدة عندما خيتفي القديم منها‪.‬‬

‫وجود مرحلتني للتطور‬


‫ن��ش��أت األرض م��ن ك��رة ساخنة م��ن الصخر‬
‫املصهور‪ ،‬ال حياة فيها‪ .‬وقد تشكلت الصخور‬ ‫صدفة متحجرة ملتفة من أصداف بعض‬
‫األوىل عندما برد الكوكب‪ ،‬لكن حتى عند ذلك‬ ‫الرخويات املنقرضة تدعى األمونيت‪ ،‬وهي‬
‫قديمشيء هي عليه اآلن‪.‬‬ ‫وىي شكل‬
‫مشاهبة ألي‬ ‫األمونيت‪،‬األرض‬
‫تدعى مل تكن‬ ‫جرة ممتفة من أصداف بعض الرخويات المنقرضة‬
‫شكل قديم نسبياً من حيوانات احلبّار‪.‬‬
‫كانت املياه متأل أحواض احمليطات‪ ،‬و مل تكن‬ ‫حيوانات الحّبار‪.‬‬
‫بشكل مشابه‪ ،‬متلك خواص الثدييات احلالية‪ ،‬توجد أمساك ساحبة وال طحالب أو أشنيات‬
‫المعروفة‬
‫ماليني أشكال احلياة‬ ‫المستحاثات‬
‫سطحه‪ .‬مجيع‬ ‫تطفو على‬ ‫يداً‪.‬يفجميع‬ ‫لكن ميالً عاما نحو أشكال أكثر تعق‬
‫القليل منً البنى اخلاصة قد تطورت‬ ‫ي المستحاثات أيضاً‬
‫قناديل‬
‫يوماً ما كانت غائبة متاماً‬ ‫نشأت‬‫اليتمثل‬
‫املختلفةيات‬
‫وأخرياًأو الفقار‬
‫النمورالخمية‬
‫احليتان‪،‬وحيدة‬
‫كاخلفافيش‪،‬كائنات‬
‫مضت ىي إما‬ ‫‪ 575‬مميون سنةخملوقات‬
‫اجلديدة نسبياً من األحباث ال يزال يوجد فيها‬ ‫لكن آلية االصطفاء هذه‪ ،‬مل تقرتح آلية حتى‬ ‫يف هذه املرحلة املبكرة من تاريخ األرض‪.‬‬ ‫األرانب‪.‬‬
‫الكثري من األشياء غري املعلومة‪ .‬لكن التجربة‬ ‫منتصف القرن التاسع عشر‪ ،‬فقد أشارت إىل‬ ‫ذات املستحاثات أيضا ميالً عاما حنو أشكال حتول كوكب األرض من وضع ال حياة فيه إىل‬
‫ت‬ ‫يطر‬ ‫س‬ ‫يات‪،‬‬ ‫ر‬ ‫القش‬ ‫المرجانيات‪،‬‬ ‫كالرخويات‪،‬‬
‫ً‬ ‫قاسية‪،‬‬
‫ً‬ ‫ال‬ ‫اء‬‫ز‬ ‫األج‬ ‫تبدي‬
‫الفقاريات البحرية‬
‫األكثر أمهية اليت هلا عالقة بالتطور الكيميائي‬ ‫أن كامل األشياء احلية جيب أن تتنافس على‬ ‫اناتحصل يف مرحلتني‪.‬‬ ‫الحيو‬
‫احلية‬ ‫يزخر ‪ .‬أما‬
‫باألشياء‬ ‫يقارب ذلك‬
‫منذ آخر‬ ‫املعروفةأو ما‬
‫المذكورة‬ ‫تمت الحقبة‬
‫املستحاثات‬ ‫التيمجيع‬ ‫أكثر سنة‬
‫تعقيداً‪.‬‬ ‫ل في المئتي مميون‬
‫فقد أجنزت عام ‪ 1953‬من قبل ستانلي ميلر و‬ ‫مصادر الطاقة احملددة‪.‬‬ ‫حوايل ‪ 575‬مليون سنة مضت هي إما كائنات تضمنت املرحلة األوىل ظهور اخللية احلية‬
‫يطة التي ظيرت فيما بعد‪ ،‬فقد تبعتيا النباتات المزىرة وتنوع ىائل من الحيوانات البرية‬
‫وح��ي��دة اخل��ل��ي��ة أو الف��ق��اري��ات م��ث��ل قناديل األوىل من مركبات كيميائية ال حياة فيها كانت‬
‫زميله هارولد اوراي من جامعة شيكاغو ‪.‬‬
‫باالستناد إىل نتائج حتليل الغازات املنطلقة‬ ‫التطور الكيميائي‬ ‫نظريات‬
‫عندما كانت يافعة‪ .‬أما‬ ‫يف ميع‬
‫األرض‬ ‫مع ج‬ ‫الكائناتاألج��زاء يتوم�افق‬
‫�وج��ودة‬ ‫�اتايد تعقيد‬
‫البحرية ذات‬ ‫�اري�تز‬
‫باتجاه‬
‫المدىال�لاف��ق�‬ ‫وىذا الميل الطويل‬
‫البحر‪.‬‬
‫يف الرباكني‪ ،‬حاجج العلماء أن الغالف اجلوي‬ ‫التطور الكيميائي هو العملية اليت بواسطتها‬ ‫القاسية‪ ،‬كالرخويات‪ ،‬املرجانيات‪ ،‬القشريات‪ ،‬التطور الكيميائي فقد أحكمت السيطرة عليه‬
‫لألرض يف مراحلها اليافعة احتوى على خبار‬ ‫نشأت احلياة من الالحياة‪ .‬لكن كيف ميكن‬ ‫سيطرت على السجل يف املئيت مليون سنة قوانني الكيمياء والفيزياء ‪.‬‬
‫امل��اء‪ ،‬اهليدروجني (‪ ،)H2‬وامليتان (‪،)CH4‬‬ ‫للمرء أن يبدأ مع مركبات كيميائية بسيطة كانت‬ ‫األرض تطور احلياة تنوعاً‬
‫عمىالثانية يف‬ ‫عاشت‬
‫املرحلة‬ ‫التي بينت‬
‫ذلك‪.‬اع وقد‬
‫يقارب األنو‬
‫شكأوأنما معظم‬ ‫احلقبة دون‬
‫املذكورة‬ ‫الجيولوجي‬ ‫السجل تلت‬
‫ألخير‪ ،‬يثبت اليت‬
‫واألمونيوم (‪ .)NH3‬قام ميلر وزميله‬ ‫على األغلب موجودة يف الغالف اجلوي األول‬ ‫ً‬
‫أم��ا احل��ي��وان��ات ال�بري��ة البسيطة ال�تي ظهرت واس��ع �ا م��ن األش��ي��اء احلية املعقدة‪ ،‬بواسطة‬
‫بحت منقرضة اآلن‪ .‬ويخمن العمماء أنو من أجل كل نوع موجود عمى كوكب األرض‬
‫اوراي مب��زج ه��ذه امل��واد معاً يف ق��ارورة‬ ‫لألرض وينتهي خبلية حية؟ يف هذه املساحة‬ ‫فيما بعد‪ ،‬فقد تبعتها النباتات املزهرة وتنوع عملية حتريكية دعيت االصطفاء الطبيعي‪.‬‬
‫ىذه‪ ،‬يقابمو ‪ 999‬نوعاً منقرضاً عند فترات زمنية في الماضي ‪ .‬كما يقدر ىؤالء العمماء‬
‫‪11‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬
‫‪10‬السجل الجيولوجي يبمغ حوالي ثالثة ماليين سنة‬
‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬
‫‪ .‬في ىذا‬ ‫توسط عمر النوع في‬
‫سطحو‪ ،‬تشمل كل منيا عمى عينة من الجزيئات العضوية الموجودة في الماء ‪ .‬يمكن اعتبار كل‬
‫واحدة من ىذه الفقاعات مكافئة لتجربة كيميائية صغيرة ‪ .‬وفي األخير ‪ ،‬حصل أن أحد ىذه‬
‫الخمي األولى ‪.‬‬
‫ة‬ ‫الفقاعات امتمكت الخميط الصحيح من الكيميائيات لتعيد ذاتيا‪ ،‬وىكذا ولدت‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫اخللية احلية األوىل‬


‫الفجوة األضخم يف قصة النشوء تأتي فيما‬
‫بعد‪ .‬كيف أصبح ممكناً جلزيئات ال عد هلا‪،‬‬
‫أحد نظريات نشوء‬
‫تطفو عشوائياً وفق مناذج عشوائية يف احمليط‪،‬‬
‫اخللية األوىل‬
‫أن تصبح منظمة يف خلية حية؟ بينما حتاول‬
‫تتضمن البحريات‬
‫آلية مثل عملية البلمرة التكثفية أن جتمع‬
‫املديَّة الشبيهة هبذه‬
‫ج��زي��ئ��ات عضوية بسيطة م��ع �اً‪ ،‬متيل أشعة‬
‫البحرية‪ .‬يزود املد‬
‫الشمس لتحطيم هذه الروابط معاً‪ .‬أين ميكن‬
‫العايل البحرية مباء‬
‫لعناقيد كبرية من اجلزيئات تشكلت قريبة مبا‬
‫جديد‪ ،‬تقوم بعدها‬
‫فيه الكفاية من طاقة الشمس أن تراكم تراكيز‬
‫عملية التبخري‬
‫من املادة العضوية‪ ،‬لكن بعيدة عن أشعة الشمس‬
‫برتكيز املواد يف املاء‬
‫املباشرة بقدر جينبها التفكك؟‬
‫املتبقي‪.‬‬
‫وخ�لال السنني السابقة‪ ،‬وضعت العديد من‬
‫السيناريوهات حول كيفية تشكل اخللية األوىل‪،‬‬ ‫كبرية لكي حتاكي الغالف اجلوي للكون املبكر‪ .‬الح��ق��ة يف جامعة شيكاغو وخم��اب��ر أخ��رى‪،‬‬
‫لكن من املأمون القول إنه حتى الوقت احلاضر‪،‬‬ ‫بعدئذ‪ ،‬إلدراك��ه��م��ا أن ال��ض��وء الفعال سوف استنبط العلماء أجهزة معدلة لتجربة ميلر‬
‫أحد نظريات نشوء الخمية األولى تتضمن البحيرات المديَّة الشبيهة بهذه البحيرة ‪ .‬يزود المد العالي‬
‫على األقل‪ ،‬حنن ال نعرف كيف حصلت العملية‪.‬‬ ‫يشد رباط الغالف اجلوي املضطرب لألرض اوري لصناعة مركبات عضوية جوهرية للحياة‪،‬‬
‫نسوق فيما يلي بعضاً من النظريات احلالية‪:‬‬ ‫البحيرة بماء جديد‪ ،‬تقوم بعدها عممية التبخير بتركيز المواد في الماء المتبقي‪.‬‬
‫باإلضافة إىل مواد معقدة‬ ‫اليافعة‪ ،‬أحدثا شرارات كهربائية لالتصال بني تتضمن الليبيدات‪،‬‬
‫‪ -‬تقرتح نظرية البحرية املديَّة أن اخللية األوىل‬ ‫األقطاب يف القارورة‪ .‬هل ميكن للحياة أن تنشأ مثل سالسل الربوتني الطويلة‪.‬‬
‫تشكلت يف بيئة حممية م��ن أشعة الشمسي‬ ‫‪9‬‬
‫اقرتح بعض العلماء أن هلذا السيناريو تضمينات‬ ‫يف بيئة كهذه؟ مسألة أثارت عجبهما‪.‬‬
‫ف���وق البنفسجية امل��خ��رب��ة‪ .‬م��ن احمل��ت��م��ل أن‬ ‫بعد زمن قدره أسبوعني‪ ،‬الحظ ميلر و اوري مفيدة عن حالة األرض يف مراحلها األوىل‪ .‬رمبا‬
‫اخللية ن��ش��أت يف امل���اء احمل��ج��وب على عمق‬ ‫أن السائل يف القارورة قد أصبح قامتاً ثم أخذ قبل مئات املاليني من السنني‪ ،‬كما يقولون‪،‬‬
‫عدة أمتار حتت سطح البحرية املديَة‪ ،‬أو رمبا أقدم دليل على وجود احلياة هو عناقيد من‬ ‫يتحول إىل بين معتم فيما بعد‪ .‬أظهر التحليل فإن األمحاض األمينية وجزيئات أخرى خلقت‬
‫البكترييا عمرها ‪ 3.5‬مليارات عام‪.‬‬ ‫تشكلت اخللية بني طبقات من أنواع معينة من‬ ‫الالحق أن هذا السائل البين احتوى على عدد بعملية ميللر ‪ -‬اوري كانت متمركزة يف احمليط‪،‬‬
‫عناقيد من البكتيريا عمرها ‪ 3.5‬مميار عام‪.‬‬ ‫الحياة هو‬
‫البحرية‬ ‫وأح��دعمى وجود‬
‫تضمينات نظرية‬ ‫الصلصال‪.‬دليل‬
‫أقدم‬ ‫ضخم من األمح��اض األمينية‪ ،‬أح��د األحجار ول���دت ح��س��اء غ��ن��ي �اً‪ ،‬ي��دع��ى ب��ع��ض األح��ي��ان‬
‫املديّة أن احلياة ميكن أن تنشأ فقط على كواكب ‪ -‬يفضل بعض العلماء نظرية الزيت األويل‬ ‫األساسية للحياة‪ .‬مل خيلق ميلر و اوري احلياة باحلساء األويل‪ .‬من املمكن أيضاً على سبيل‬
‫التي وجدت في ر‬ ‫سنة‪،‬عمليات‬ ‫‪3.5‬علىمميار‬
‫حقيقة أن‬ ‫قبل تقوم‬
‫عاشت ال�تي‬
‫التي املصقول‬‫كائناتوجزراً‬
‫تسبب مداً‬ ‫واليت ال‬
‫مستحاثات‬
‫تدور حوهلا أقمار كبرية‬ ‫يف املخترب‪ ،‬لكنهما أوضحا أن اجلزيئات املعقدة املثال‪ ،‬أن تكون األمحاض األمينية قد وجدت‬
‫هلما قيماً حمسوبة‪ .‬مبا أن التفكري احلايل هو من نوع تفاعل ميللر – اوري ميكن أن تنتج‪،‬‬
‫أخرى‪.‬وقد قدر الع لم‬
‫حديثة ‪.‬‬
‫اء آمينية‬‫الليبيدات‪،‬خضر‬
‫أمحاضاً‬ ‫بد بركة‬‫باإلضافةزإىل‬
‫مرجحة‪،‬بعيد إلى‬ ‫إلى حد‬ ‫تشابو‬
‫حالة غري‬ ‫اآلناً‪،‬كبرياً‬
‫تشكل قمر‬‫عمليةراليا‬
‫أن است‬ ‫ه��ي أس��اس��ي��ة للحياة وميكنها أن تنشأ من يف األح��ج��ار النيزكية‪ .‬وم��ن املمكن أن هذه‬
‫األحجار النيزكية هي اليت أضافت‪ ،‬أو قدمت‬ ‫عمليات طبيعية‪.‬‬
‫يقتضي ه��ذا أن تكون احل��ي��اة ن���ادرة ج��داً يف استناداً إىل هذه النظرية‪ ،‬حيتوي احمليط األويل‬
‫الكرويةأكثر تعقيداً م‬
‫كائنات‬ ‫أولى إلى‬
‫الليبيديات‬ ‫ضخمة من‬ ‫أع��دادخمية‬
‫علىمن‬ ‫مئات الماليين من السنين لتتطور‬ ‫الكون!‬
‫يف ع��ام ‪ ،1950‬وج��د العلماء أن األمح��اض البديل‪ ،‬لعملية ميلر‪ -‬اولر يف الغالف اجلوي‪.‬‬
‫األمينية‪ ،‬األحجار البنيوية للربوتينات‪ ،‬ميكن وعلى كل ح��ال‪ ،‬لقد نشأت احلياة‪ ،‬ويبدو أن‬
‫األرض ضمن فترة‬ ‫في استراليا‪ .‬بناء عميو‪ ،‬يجب أن يوضع عمر الحياة عمى‬
‫‪ -‬نظرية األمحاض النووية اليت تعتقد أن هذه على سطحه‪ ،‬تشمل كل منها على عينة من‬
‫األمحاض اليت نشأت أوالً هي اليت جعلت ممكناً اجلزيئات العضوية امل��وج��ودة يف امل��اء‪ .‬ميكن‬
‫ت��ول��ي��ده��ا بسهولة ت��ام��ة ب��واس��ط��ة العمليات وف���رة امل��رك��ب��ات ال��ع��ض��وي��ة يف احمل��ي��ط��ات يف‬
‫الطبيعية يف ال��غ�لاف اجل���وي ل�ل�أرض‪ .‬بعد املراحل األوىل لتشكل األرض مل يكن حيتاج إىل‬
‫كبير مع األرض‪،‬‬ ‫ذلك أن منشأ الحياة ال يمكن أن يكون سابقاً آلخر اصطدام‬
‫تطور اخللية الالحق‪ .‬تتبع النظرية االكتشافات اعتبار كل واح��دة من هذه الفقاعات مكافئة‬ ‫ذلك الوقت‪ ،‬وجدوا أيضاً أن منابع الطاقة مثل شيء أكثر من عمليات كيميائية اعتيادية‪ .‬هذا‬
‫احلديثة وهو أن بعض جزيئات احلمض النووي لتجربة كيميائية صغرية‪ .‬ويف األخري‪ ،‬حصل أن‬ ‫اإلشعاع فوق البنفسجي (القادم من الشمس) اجل��زء الصغري من أحجية التطور الكيميائي‬
‫اخلليطإلى ‪ 4‬مميار سنة‬ ‫امتلكت ‪3‬‬‫الفقاعاتيباً من‬
‫�دىرةهذهتمتد تقر‬‫المستحاثات ‪.‬ذاهتاىذهإح�الفت‬
‫لظيورميكن أن تعمل حبد‬ ‫الـ ‪RNA‬‬ ‫الحقا‬
‫ً‬ ‫و تدعى‬ ‫واحل���رارة (املنبعثة م��ن ال�براك�ين‪ ،‬على سيبل يبدو مفهوماً جيداً‪.‬‬
‫الصحيح من الكيميائيات لتعيد ذاهتا‪،‬‬ ‫كأنزميات للتفاعالت الكيميائية‪.‬‬ ‫املثال) تنتج أيضاً أمحاضاً أمينية‪ .‬ويف جتارب‬
‫الحياة من الممكن أنو حصل في الجزء األبكر من تمك الفترة‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬
‫ِّو‬
‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪12‬‬
‫فكر حول األوضاع الفريدة ألول خمية فعمية عمى األرض ‪ .‬ال تممك تمك‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫من هذه الصخور القدمية ونظر إليها حتت‬ ‫هو معلوم جيب أن حتصل بسرعة‪ .‬ومعلوم‬
‫اجملهر‪ ،‬وجد بصمات باقية لـ‪ 11‬نوعاً خمتلفاً‬ ‫أيضاً أن األرض‪ ،‬مثل مجيع الكواكب األخرى‪،‬‬
‫على األقل من كائنات بدائية وحيدة اخللية‪.‬‬ ‫ع��ان��ت خ�ل�ال ف�ت�رة زم��ن��ي��ة م��ن اص��ط��دام��ات‬
‫مستحاثات الكائنات ال�تي عاشت قبل ‪3.5‬‬ ‫ضخمة‪ .‬خالل هذه الفرتة‪ ،‬سقطت قطع كبرية‬
‫مليارات سنة‪ ،‬ال�تي وج��دت يف رسوبيات ما‬ ‫جداً من احلطام على سطوح الكواكب قادمة‬
‫نسميها اسرتاليا اآلن‪ ،‬تشابه إىل حد بعيد إىل‬ ‫م��ن الفضاء اخل��ارج��ي‪ ،‬جالبة معها كميات‬
‫زبد بركة خضراء حديثة‪ .‬وقد قدر العلماء أهنا‬ ‫هائلة من الطاقة‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬عندما‬
‫حتتاج إىل مئات املاليني من السنني لتتطور من‬ ‫يسقط نيزك أبعاده مئات األميال على األرض‬
‫خلية أوىل إىل كائنات أكثر تعقيداً من تلك اليت‬ ‫فسريفع درجة حرارهتا إىل حد تغلي معه مياه‬
‫وجدت يف اسرتاليا‪ .‬بناء عليه‪ ،‬جيب أن يوضع‬ ‫احمليطات‪ .‬نتيجة لذلك‪ ،‬سوف يصبح الكوكب‬
‫عمر احل��ي��اة على األرض ضمن ف�ترة زمنية‬ ‫جمدباً بكل ما يف الكلمة من معنى‪ ،‬وأن أي شكل‬
‫حمددة متاماً‪ .‬ذلك أن منشأ احلياة ال ميكن أن‬ ‫من أشكال احلياة اليت ميكن أن تكون قد نشأت‬
‫يكون سابقاً آلخر اصطدام كبري مع األرض‪ ،‬وال‬ ‫قبل ذلك ستختفي ال حمالة‪ .‬نتيجة لذلك‪ ،‬فإن‬
‫ميكن أن يكون الحقاً لظهور املستحاثات‪ .‬هذه‬ ‫العملية اليت ق��ادت إىل أس�لاف مجيع أشكال‬
‫الفرتة متتد تقريباً من ‪ 3‬إىل ‪ 4‬مليارات سنة‬ ‫احلياة احلاضرة على األرض ال ميكن أن تكون‬
‫مضت‪ ،‬وأن نشوء احلياة من املمكن أنه حصل‬ ‫بدأت إال بعد آخر اصطدام كبري حاصل معها‪.‬‬
‫يف اجلزء األبكر من تلك الفرتة‪.‬‬ ‫أفضل تقدير هلذا التاريخ هو حوايل ‪ 4‬مليارات‬
‫ف ِّكر حول األوض��اع الفريدة ألول خلية فعلية‬ ‫عام‪.‬‬
‫على األرض‪ .‬ال متلك تلك اخللية‪ ،‬حيث مل‬ ‫أوض��ح��ت اك��ت��ش��اف��ات ح��دي��ث��ة أن���ه ق��ب��ل ‪3.5‬‬
‫تكن احلياة مشاهبة ملا هي عليه اليوم‪ ،‬قدرة‬ ‫مليارات سنة‪ ،‬مل تكن احلياة م��وج��ودة على‬
‫على املنافسة على كسب عيشها‪ ،‬لذلك ليس‬ ‫األرض فحسب‪ ،‬بل كانت مزدهرة أيضاً‪ .‬يف‬
‫من الضروري أن متلك فعالية استثنائية يف‬ ‫عام ‪ ، 1993‬اكتشف وليم سكوبف من جامعة‬
‫استخدام الكيميائيات املوجودة يف حميطها‪.‬‬ ‫كاليفورنيا يف لوس أجنلوس دليالً على وجود‬
‫ال توجد ض��واري مفرتسة‪ ،‬وال أشكال أخرى‬ ‫مستعمرات من البكتريية البدائية يف الصخور‬
‫من احلياة كي تتنافس على أنواع خمتلفة من‬ ‫ال��ع��ائ��دة لتلك ال��ف�ترة؛ حسبت أع��م��ار ه��ذه‬
‫اجلزيئات اليت كانت احمليطات غنية هبا‪ .‬حاملا‬ ‫الصخور باستخدام تقنيات التأريخ اإلشعاعي‪.‬‬
‫تشكلت أول خلية‪ ،‬فستكون ق���ادرة على أن‬ ‫الدليل الذي وضعه سكوبف كان واضحاً إىل‬
‫تضاعف نفسها بسرعة‪.‬‬ ‫حد كبري‪ .‬فعندما أخذ سكوبف صفائح رقيقة‬

‫اخللية األوىل‪ ،‬بغض النظر عن كيفية نشوئها‪،‬‬ ‫وهكذا ولدت اخللية األوىل‪.‬‬
‫مراجع لالستزادة‬ ‫أما أياً من هذه النظريات سيبقى حيا‪ ،‬ميكن قد ظهرت يف القريب العاجل بعد أن تشكلت‬
‫ً‬
‫معرفته فقط عندما يكتشف العلماء يف هناية احمليطات‪.‬‬
‫‪.1996,Robert Hazen, The Physical Science: John Wiley & Sons,INC-1‬‬ ‫املطاف أصل اخللية األوىل‪ .‬ال توجد طريقة‬
‫‪.1992,Von Beyer. Taming the Atom. New York: Random House-2‬‬ ‫عمر احلياة على األرض‬ ‫ملعرفة ذلك يف الوقت احلاضر؛ يف احلقيقة‪،‬‬
‫‪Rainer Scarf . 3،Physics Research،Bonn،Germany، .2002‬‬ ‫قد حنتاج إىل نظرية جديدة أخ��رى خمتلفة مهما تكن طبيعة التفاعالت الكيميائية اليت‬
‫بشكل كامل‪ .‬وعلى كل حال‪ ،‬كل ما نعرفه أن قادت إىل إعادة والدة الكائن احلي‪ ،‬إال أنه كما‬

‫‪15‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫ترجمة األلفاظ الدخيلة‬


‫إنّ ترمجة املر ّكب ‪ science-fiction‬يف حدّ‬
‫ذات��ه يطرح عديد التساؤالت‪ .‬ذلك أنّ سياق‬
‫اللغة اهلدف قد يفتقر لدعامة لسانية مناسبة‬
‫تتماشي والطفرةَ التكنولوجية املتسارعة‪.‬‬
‫إذا استعرضنا بعض األلفاظ الدخيلة التابعة‬
‫في روايات الخيال العلمي العربية‬
‫حلقل اخليال العلمي نالحظ أ ّنها مل تُعرَّب‬
‫تعريبا دقيقا وإ ّنما وقع االكتفاء إمّا باستنساخها‬ ‫د‪ .‬كوثر عياد‬
‫كما وردت يف لغتها األصل أو وقع التصرّف فيها‬
‫بـشكل من أشكال االقباس‪.‬‬
‫حناول فيما يلي تقديم حماولتنا لتعريب بعض‬
‫املصطلحات ال�تي اعرتضتنا أثناء أحباثنا يف‬
‫جمال أدب اخليال العلمي من ذلك مثال املفردات‬
‫أو املر ّكبات التالية‪dystopie, uchronie, :‬‬
‫‪Cyber Punk‬‬
‫كما نستعرض تعريب رواي��ة (‪ )1984‬جلورج‬
‫أوروي��ل اليت قام هبا فاندي الشاعر ‪Fandy‬‬
‫‪.Al-shaar‬لنقف عند بعض املسائل الدقيقة‬
‫اليت وردت يف الرتمجة ونناقشها‪.‬‬
‫نبدأ بدراسة املر ّكب ‪ ,science-fiction‬الذي‬
‫يطرح يف حدّ ذاته عديد اإلشكاليات كما سبق‬
‫وأن قدّمنا‪.‬‬
‫رصيداً لسانياً يساير عن كثب مسرية التطور‬ ‫تبعا للتعريف ال��ذي اقرتحه جان دي ب��وا‪»:‬أنْ‬
‫العلمي الكوني‪.‬‬ ‫نرتجم‪ :‬معناه أن نتل ّفظ يف لغة أخ��رى ( لغة‬
‫ولنبدأ بفحص املر ّكب الفرنسي ‪science-‬‬ ‫ه��دف) ما وقع التل ّفظ به يف لغة مصدر وأن‬
‫‪ fiction‬الذي هو‪ -‬كما يري «ج‪ .‬م‪ .‬قوفانيك»‪-‬‬ ‫حنافظ على املقابالت اللسانية واألسلوبية»‬
‫«نسخ تامٌّ للمر ّكب اإلنكليزي ‪science fiction‬‬ ‫لكن ما جيب معرفته هو‪:‬‬
‫الذي ابتكره األمريكي ‪ H. Gernsback‬عام‬ ‫‪ -‬هل جيد املعرِّب دائما املقابالت املالئمة ملا‬
‫‪.1929‬‬ ‫يعرتضه من كلمات دخيلة؟‬
‫ّ‬
‫وق��ع تعريب ه��ذا امل��رك��ب ب��ـ‪« :‬خ��ي��ال علمي»‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬هل للمعرِّب من احلرية ما ميكنه من التصرّف‬
‫وه���و ت��ع��ري��ب للمصطلح ال��ف��رن��س��ي ال��ق��دي��م‬ ‫يف اللغة حبيث ميكنه ابتكار ألفاظ جديدة؟‬ ‫تطرح ترمجة أدب اخليال العلمي عديد اإلشكاليات نظر ًا ملا‬
‫‪ fiction scientifique‬ال����ذي ظ��ه��ر يف‬ ‫ٌ‬
‫ألفاظ‪ ،‬ومر ّكباتٌ و مفاهيم يري‬ ‫هناك‪ ،‬بالفعل‪،‬‬ ‫يتميّز به هذا النمط من الكتابة باسرتسال تدفق األلفاظ‬
‫القرن التاسع عشر وكان مؤ ّسّسه «جول فارن»‬ ‫املعرِّب أ ّنها غري قابلة للتعريب أو صعبة التعريب‪.‬‬ ‫الدخيلة فيه‪.‬‬
‫‪ . Jules Vernes‬وليس هو تعريب للمركب‬ ‫تتجلّي هذه الصعوبة خاصّة عند تعريب ألفاظ‬ ‫فكيف تقع ترمجة هذه األلفاظ الدخيلة (املصطلحات‪ ،‬الكلمات‬
‫اإلنكليزي‪ .‬لو كان كذلك لوقع تعريبه بـ‪ »:‬علم‬ ‫مثل‪ space-opéra :‬أو ‪.cyberpunk‬‬ ‫التقنية)؟ هل يقع االكتفاء باستنساخها كما وردت يف اللغة األصل‬
‫خيايل» أو «علم ختييلي « كما كان األمر‬ ‫وما جيب التنبيه إليه هو أنّ هذه الصعوبات‬ ‫أم يقع اخرتاع كلمات جديدة يف اللغة اهلدف توافق معناها فى اللغة‬
‫بالنسبة للّغة الفرنسية‪.‬‬ ‫تتزايد يف اللغة اهلدف اليت مل يتو ّفر هلا بعدُ‬ ‫األصل؟‬

‫‪17‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫لنقد الواقع‪.‬‬ ‫الذي ظهر للوجود عام ‪ 1516‬مع ‪Thomas‬‬


‫نفس الصعوبات تقريبا جندها عند تعريب‬ ‫‪ More‬لوجدناه غ�ير بعيد م��ن ه��ذا املعنى‪.‬‬
‫املر ّكب «‪ »Hard SF‬فقد عُرِّب هذا املر ّكب بـ‪:‬‬ ‫وقع اشتقاق هذا اللفظ من اجلذر «‪»topos‬‬
‫اخليال العلمي الصعب وهو تعريب بعيد عن‬ ‫(امل��ك��ان) وم��ن السابقة «‪ »u‬ميكن ق��راءة هذه‬
‫الواقع يف رأينا‪ .‬وقع تعريب لفظ «‪ »hard‬بـ‪:‬‬ ‫البنية املر ّكبة بطريقتني خمتلفتني‪:‬‬
‫صعب فأفسد املعنى‪ .‬ذلك أنّ املقصود هبذا‬ ‫ميكن أن حييلنا على الشكل «‪ »ou‬الذي يعين‬
‫اللفظ له عالقة بنوع الكتابة وبطبيعة العلم‪.‬‬ ‫الالّمكان‪ ،‬أو على الشكل «‪ »eu‬الذي يعين املكان‬
‫السج ّل اللغوي املستعمل فيه هو سج ّل خاصّ‬ ‫اجليّد السعيد‪.‬‬
‫ينتمي إىل سج ّل العلوم الصحيحة‪ :‬علم النجوم‪،‬‬ ‫ميكن أن نشري إىل إشكال آخر اعرتض املعرِّب‪،‬‬
‫الفيزياء‪ ،‬الرياضيات‪ ،‬البيولوجيا إخل‪...‬فهي‬ ‫هذا اإلشكال ميكن أن نسميه بالتعريب املبهم‬
‫روايات خيالية تعتمد على العلوم الصحيحية‬ ‫أو التعريب املغلوط‪ ،‬من ذلك مثال‪ :‬تعريب لفظ‬
‫(‪voir: Gilbert Millet, Denise‬‬ ‫«‪ ، »Dystopie‬أو املر ّكب‪Hard Science« ،‬‬ ‫ان��ت��ش��ارا كبريا يف النصف الثاني م��ن القرن‬ ‫إنّ لفظة «خيال» تُغري وتوحي خبلفيات ثقافية‬
‫‪,Labbé, La Science-fiction, Belin‬‬ ‫‪.»Fiction‬‬ ‫العشرين يف ال��غ��رب وه��ي حتيل على كلمة‬ ‫اجتماعية قد يفضي مزيد التعمّق فيها إىل‬
‫‪).53 .p ,2001‬‬ ‫وقد ع�رّب أمحد خالد توفيق «‪»Dystopie‬‬ ‫إغريقية معناها «د ّفة السفينة»‪.‬‬ ‫نتائج جدّ مهمّة‪ .‬فمن املمكن أن جند تفسرياً‬
‫ه��ن��اك إذاً‪ ،‬ص��ع��وب��ات ج �دّي��ة ت��واج��ه معرِّب‬ ‫باملر ّكب نقيض اليوتوبيا‪ .‬ه��ذا التعريب غري‬ ‫أمّ����ا ل��ف��ظ «‪ » punk ‬ف��أص��ل��ه��ا إن��ك��ل��ي��زي‬ ‫يسلّط الضوء على خصوصية األدب العربي‬
‫روايات اخليال العلمي‪ .‬إنّ الروايات اليت وقعت‬ ‫مقنع‪ ،‬بل مغلوط‪ ،‬فال ي��ؤدّي املعنى وليس له‬ ‫م��ع��ن��اه «وض���ي���ع‪ ،‬س��ي��ئ ال��س��م��ع��ة»‪ .‬وامل��ر ّك��ب‬ ‫الذي مييل إىل اخليال أكثر منه إىل العلم‪ ،‬وهذا‬
‫ترمجتها أو اليت سترتجم مستقبال إ ّنما هي يف‬ ‫نفس احل��ق��ل ال����داليل‪ »Dystopie« .‬تعين‬ ‫«‪ »Cyberpunk ‬ع��رف انتشاراً واس��ع�اً يف‬ ‫يعين أنّ الالّوعي الثقايف يش ّكل خلفية حتبذ‬
‫الواقع أعمال متميّزة ملشاهري األدباء فى العامل‬ ‫«ت��ص��وي�رٌ لعالَم ق��ادم حَ���ادَ ع��ن م��س��اره حتت‬ ‫رواي����ات اخل��ي��ال العلمي ال�تي كتبها «ويليام‬ ‫اخليال على العلم نظراً لنمط احلياة اليت كان‬
‫الذين أ ّثروا يف جمريات األحداث يف الكون يف‬ ‫وطأة تفاقم تصرّفات مؤذية يف جمتمعنا» كلمة‬ ‫قيبسون» ‪William Gibson‬‬ ‫يعيشها العربي يف صحرائه الالحمدودة واليت‬
‫خمتلف العصور‪.‬‬ ‫«‪ »Dystopie‬متكوّنة من السابقة «‪ »dys‬اليت‬ ‫ّ‬
‫إذا حلّلنا هذا املر ّكب جند أ ّنه حمل تالقٍ وتنازع‬ ‫تدفع إىل التأمّل دفعا وهذا ما قد يفسّر تقدم‬
‫بعض األعمال اليت وقع تعريبها هي اآلتية‪:‬‬ ‫تعين يف اللغة اإلغريقية «الشرّ ‪ /‬جهنّم» ومن‬ ‫ج���ذري يف نفس ال��وق��ت ب�ين لفظ ‪hacker‬‬ ‫الشعر على النثر عندهم‪ .‬وهذا موضوع حيتاج‬
‫‪ -‬رحلة إىل مركز األرض‪ :‬جول فارن‪Voyage-‬‬ ‫اجل��ذر «‪ »topos‬ال��ذي يعين امل��ك��ان‪ .‬فيكون‬ ‫خمرتق األنظمة وبني مفهوم الذكاء اإلصطناعي‬ ‫إىل حبث أكثر تعمّقا‪.‬‬
‫‪de Jules )1864( au centre de la terre‬‬ ‫املعنى « امل��ك��ان اجلهنّمي‪ /‬ال��ش �رّي��ر»‪ .‬هكذا‬ ‫وبني متصوَّر شركات عاملية عمالقة ستنشأ يف‬ ‫تعريب األص��ن��اف التحتية للخيال العلمي‪:‬‬
‫‪/Verne‬‬ ‫يكون املعنى العام لـ‪ dystopie :‬عكس كلمة ‪:‬‬ ‫املستقبل القريب وميتدّ نفوذها على كامل بقاع‬ ‫‪ ...dystopie, uchronie‬والصعوبات اليت‬
‫‪ -‬جزيرة الدكتور مورو‪L’île du docteur- :‬‬ ‫«‪ »eutopie‬أي مكان السعادة واهلناء‪.‬‬ ‫األرض‪.‬‬ ‫تطرحها‪:‬‬
‫‪1896( Moreau de Wells‬‬ ‫هذا التعريب‪ ،‬وإن كان أقرب إىل املفهوم ولكنّه‬ ‫ن��ف��س امل��ش��ك��ل يُ��ط��رح ع��ن��د ت��ع��ري��ب م �تَ �صَ �وَّر‬ ‫إنّ الرتمجة اليت قدّمها أمحد خالد توفيق لبعض‬
‫‪ :1984 -‬جورج أورويل ‪Georges Orwell‬‬ ‫ال يفي باملعين‪ .‬لذا جيب البحث عن مقابل‬ ‫«‪ »Utopia‬املقابل ال��ذي أوج��ده له صاحب‬ ‫مفاهيم اخليال العلمي يف جملة «أرشيف الغد»‬
‫(جزءان)‬ ‫آخر يف رصيد اللغة أو ابتكار لفظ جديد قبل‬ ‫البحث يف اللغة العربية كان عن طريق النسخ‬ ‫(سلسلة فانتازيا) تتطلّب مراجعة جدية وتبعث‬
‫‪ -‬ف���ه���رهن���اي���ت‪ :‬راي ب������رادب������وري ‪.451‬‬ ‫اللجوء إىل االستنساخ‪ .‬لقد صاد َفنا تعريب‬ ‫وه��و‪ :‬اليوتوبيا‪ .‬يف حني أن كلمة «طوباوية»‬ ‫على مزيد إعمال ال��رأي فيها‪ .‬ولنأخذ مثال‪،‬‬
‫‪de Ray Bradbury 451 ,Fahrenheit‬‬ ‫املر ّكب‪ Roman dystopique :‬بـ‪ :‬الرواية‬ ‫تفي متاما بالغرض‪ .‬مت اشتقاق هذه الكلمة‬ ‫لفظ «‪ »Cyber Punk‬أو لفظ «‪.»Utopia‬‬
‫‪ -‬أوديسا الفضاء‪ :‬أرتور كالرك‪L’Odyssée :‬‬ ‫اجلحيمية‪ ،‬وهو تعريب جدير باالهتمام‪ .‬غري‬ ‫من اللفظ العربيّ املعروف «طوبا» وهو اسم‬ ‫لقد استنسخ املعرِّب اللفظ األوّل بـ‪ :‬السايرب‬
‫‪de l’espace‬‬ ‫أننا توفقنا إىل مقابل قد يكون أفضل وهو‬ ‫لشجرة يف اجلنة وصار يُطلق فيما بعد على‬ ‫بانك دون البحث ع��ن لفظ مقابل يف اللغة‬
‫‪d’Arthur Clarke‬‬ ‫الرواية الكوابيسية وذل��ك نظرا خلصوصية‬ ‫اجلنة باعتبار التعبري باجلزء عن الك ّل‪ .‬وهو‬ ‫اهل��دف ودون حماولة امل��ب��ادرة بصياغة لفظ‬
‫‪Exemples de traductions en arabe‬‬ ‫املواضيع اليت يعاجلها هذا النوع من الروايات‬ ‫يؤدي املعنى بشكل دقيق‪ .‬واجلنة بالطبع هي‬ ‫جديد‪.‬‬
‫‪de textes SF occidentaux‬‬ ‫وللتقنية القصصية املستعملة فيها‪ ،‬فهي‬ ‫عالَم مثايل‪.‬‬ ‫ه����ذا امل����ر ّك����ب م���ت���ك���وّن م����������ن«‪ » cyber ‬و‬
‫تتّخذ من الكوابيس واألح�لام مطية للخيال‬ ‫ولو رجعنا إىل أصل لفظ «‪ »utopia‬اإلغريقي‬ ‫من‪ . »punk « ‬إنّ السابقة «‪ » cyber ‬عرفت‬

‫‪19‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫حم�����اوالت ال��ت��ع��ري��ب ه����ذه ك���ان���ت م��ت�لازم��ة‬


‫م��ع تأسيس أدب خ��ي��ال علمي ع��رب��ي‪ .‬قبل‬ ‫‪Textes français de SF traduits en‬‬
‫التسعينيات من القرن املاضي‪ .‬كانت احملاوالت‬ ‫‪Textes anglo-saxons traduits en‬‬
‫‪arabe‬‬
‫األوىل لكتابة اخليال العلمي منضوية حتت‬ ‫‪arabe‬‬
‫املفهوم العام لألدب ذي طابع علمي وبعدها بدأ‬
‫هذا النمط من الكتابة يشقّ طريقه حنو التميّز‬
‫كنمط أدبي مستق ّل وخمالف للمألوف‪.‬‬
‫وال بدّ من اإلشارة إىل أ ّنه لئن كانت الروايات‬ ‫‪1946 : Anticipations (Anticipations‬‬
‫‪1946 : Le Peseur d’âmes, André‬‬
‫‪of the Reaction of Mechanical and‬‬
‫امل�ترمج��ة قليلة نسبيا ف��إنّ ذل��ك يدفعنا إىل‬ ‫‪Maurois (1931)/Daar Al-Kitab Al-‬‬
‫‪Scientific Progress upon Human‬‬
‫االعتقاد بأنّ األسباب قد ترجع باألساس إىل‬ ‫‪Masry‬‬
‫‪Life and Thought, 1903)/Ed. Daar‬‬
‫مسائل لسانية كانت حسب رأينا العائق يف‬ ‫‪Al-Maaref.‬‬
‫التعريب الشحيح لروايات اخليال العلمي‪ .‬ذلك‬
‫أنّ الصعوبات اليت يصادفها املرتجم يف عمله قد‬
‫ال تشجعه على املواصلة‪ .‬كما أنّ هناك صعوبات‬
‫‪1947 : Le Meilleur des mondes‬‬ ‫‪1959 : De la Terre à la lune (1865),‬‬
‫أخ���رى ع��ل��ى الصعيد ال��ث��ق��ايف وع��ل��ى صعيد‬ ‫‪(Brave new world, 1932)/Daar Al-‬‬ ‫‪Jules Verne/Ed. Al Nasher Al-Hadith‬‬
‫التل ّقي‪ .‬فبما أنّ الرتمجة كما يقول ميشال بالّر‬ ‫‪Kitab Al-Masry‬‬
‫‪ « : Michel Ballard‬عمل يتم ّثل يف إعادة‬
‫صياغة نصّ بواسطة نظام لساني مغاير للنظام‬
‫الذي وقعت صياغته فيه» فمن املهمّ إذن دراسة‬
‫‪1947 : La nourriture des Dieux (The‬‬
‫هذه الظاهرة اليت تستحق مزيدا من االهتمام‪.‬‬ ‫‪1965 : Maître du monde (1904),‬‬
‫‪Food of Gods, 1904), H.G.Wells/Ed.‬‬
‫‪Jules Verne/Ed. Ministère de la‬‬
‫‪Daar Al-Kitab Al-Masry‬‬
‫صعوبات على املستوى اللساني‪:‬‬ ‫‪culture‬‬
‫أدب اخليال العلمي هو قبل ك� ّل ش��يء أدب»‬
‫الظروف اخليالية املنطقية» يسعي لسرب ُكنه‬
‫إمكانيات خيال اإلنسان‪ .‬هو أدب خيايل «تؤمّنه‬ ‫‪1947 : L’homme Invisible (The‬‬
‫‪1974 : nouvelle traduction de De la‬‬
‫جمموعة خمتلفة م��ن التوافقات ال�تي مت ّكن‬ ‫‪Invisible Man, 1897), H.G.Wells/Ed.‬‬
‫‪Terre à la lune‬‬
‫الكاتب م��ن تصنّع ال��ع��روج إىل ع��وامل يعرف‬ ‫‪Daar Al-Fikr Al-Araby ‬‬
‫أنّ النظرة االستشرافية هي اليت تؤسس هذا‬ ‫مسبقا أ ّنها غري حقيقية دون أن تكون له نية‬
‫التباين مبا هلا من مدّ ارتقائي بالزمن ولع ّل‬ ‫املغالطة‪».‬‬
‫ه��ذا م��ا ي��ش�رّع للكاتب توليد كلمات جديدة‬ ‫هو أدب غري تقليدي نظراً أل ّنه يؤسس أبعاداً‬
‫وخلق أخرى وبعثها للوجود‪ .‬وهكذا يكون كاتب‬ ‫زمانية حمددة بتواريخ بني الواقعي واالفرتاضيّ‪.‬‬
‫‪1953 : Le pays des aveugles‬‬
‫اخليال العلمي يطوّر اللغة ويثريها يف نفس‬ ‫هذه األبعاد تؤ ّثر يف قرّاء اخليال العلمي وتؤ ّكد‬ ‫‪(The country of the blind,1896),‬‬
‫‪2006 : La planète des singes (1963),‬‬
‫الوقت ال��ذي يبدع فيه ع��وامل مستقبلية‪ .‬إنّ‬ ‫على أنّ هذا النمط من الكتابة هو أدب املعارف‬ ‫‪Pierre Boule/Ed. Daar Al-Hilal‬‬
‫‪H.G.Wells/Daar Al-Donya‬‬
‫ك ّل عملية خلق تتطلّب جهازاً معرفياً ولغوياً‬ ‫املتباينة» إنّ مقارنة تاريخ كتابة ال��رواي��ة مع‬
‫يتماشي معها ويسايرها‪ .‬لذلك قلنا‬ ‫التاريخ الذي وقع اختياره كخلفية زمانية لسرد‬
‫ليس هلذا النوع من الكتابة نفس مفهوم‬ ‫األحداث جتعل هذا التباين أكثر وضوحاً‪ ،‬ذلك‬

‫‪21‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫التل ّفظ‪ .‬إنّ صعوبة النطق تضفي عليها صبغة‬ ‫األدب املتعارف عليه‪ .‬فهو منط آخر من الكتابة‬
‫الالمعقولية ولكنّ هذا مقصود قصدا‪ .‬الواقع‬ ‫له أسلوبه اخلاص وله سجلّه اللغوي اخلاصّ‬
‫التجرييب ينزع عنها ك ّل مصداقية أل ّنها موجودة‬ ‫وله حمتواه اخلاص‪ .‬فاجلمل فيه مبنية أحياناً‬
‫يف عالَم افرتاضي‪ .‬هذه املو َّلـدات هي عبارة‬ ‫بطرق غري مألوفة وهبا «ألفاظ خيالية» مبت َكرة‬
‫عن جداول سَـرابية أو عن جداول غيبية تضع‬ ‫ال تنتمي جلداول اللغة القاعدية املألوفة‪ .‬هي‬
‫املتل ِّقــي «خ��ارج اخل��ط��اب» يف «ال�لاّم��ك��ان» لــ‬ ‫لغة حتتوي على جداول غائبة ال يعرفها جهاز‬
‫«كلمات اخليال هذه‪ ،‬شحنة داللية متصوَّرية‬ ‫اللغة وال ميحصها للدخول يف هذا اجلهاز غري‬
‫تُدرَك بالتصوّر ال باإلحساس‪ .‬كلمات اخليال‬ ‫االستعمال‪.‬‬
‫هذه ليس هلا مرجع حمدَّد تشري إليه‪ .‬ما حتيل‬ ‫ّ‬
‫ميكن أن يُقال إنّ كل لغة من لغات الدنيا تعرف‬
‫عليه ال يوجد إ ّال يف عوامل افرتاضية ال عالقة‬ ‫ظهور جداول جديدة نتيجة للتطوّر احلضاري‬
‫هلا بالواقع وال ميكن فهمه خارج إطار أحداث‬ ‫ولغزو منتجات التطوّر التقين‪ .‬هذا أكيد‪ ،‬ألنّ‬
‫الرواية الداخلي‪ ،‬فيما عدا ذلك تبقي ألفاظا‬ ‫اللغة اليت ال تطوّر نفسها بنفسها‪ ،‬أي ال تتطوّر‬
‫مبهمة ال عالقة هلا جبهاز اللغة»‪.‬‬ ‫من الداخل‪ ،‬متوت‪ .‬لكنّ اجلداول اليت يستعملها‬
‫فنحن نتحدّث إذاً عن سيميائية التباعد أو‬ ‫كاتب اخل��ي��ال العلمي مغايرة‪ ،‬أل ّن��ه��ا جديدة‬
‫«التجاوز» وهذا ما مي ّثل عند املعرِّبني واملرتمجني‬ ‫وغريبة وال تنتمي لواقع اللغة‪ ،‬بل هي تستعصي‬
‫يف ك � ّل اللغات صعوبة َك��ـ � ْأداء وم��وض��ع تنازع‬ ‫عمدا على جهاز اللغة‪ .‬ولنأخذ مثال كلمة «‪la ‬‬
‫يصعب البتّ فيه واخلروج بنتيجة إجيابية‪.‬‬ ‫‪( »Force » . Force». The‬القوّة) جند هذه‬
‫كيف تُ��ع�رَّب «كلمات اخل��ي��ال» ه��ذه؟ ه��ل يقع‬ ‫اللفظة يف عامل روايات حرب النجوم‪ .‬املقصود‬
‫االكتفاء باستنساخها كما هي يف لغة املصدر؟‬ ‫هبا نوع من الطاقة غري املرئية واملتواجدة على‬
‫أم يقع التفكري يف اب��ت��ك��ار م��ق��اب�لات جديدة‬ ‫الدوام‪ .‬إنّ التح ّكم يف (القوّة) مي ّكن من حتويل‬
‫يسهم يف تشكيل هذه الكلمات اجلديدة‪ .‬هنا‬ ‫اهل��دف‪ .‬إذاً‪ ،‬مل تُرتجم بالفعل‪ .‬ففي ترمجة‬ ‫تتماشي واملفهوم العام (ال��دق��ي��ق؟) ّللفظ يف‬ ‫أيّ شيء من مكانه دون ملسه‪ .‬من ذلك جند‬
‫يُطرح إشكال السياق ‪ .‬هل يو ّفر السياق يف‬ ‫«فندي الشعّار» جنده يعرّب الكلمة اإلنقليزية‬ ‫لغة املصدر؟ ولكن اإلشكال الذي يعرتضنا هو‬ ‫مثال عبارة «فلتصحبْك (القوّة)» كثرية التداول‬
‫اللغة اهل���دف م��ق��اب�لات هل��ذه ال��ك��ل��م��ات؟ هل‬ ‫«‪ »telescreen‬بـ‪ :‬تلسكرين‪ ،‬أمّا ترجبة كلمة‪:‬‬ ‫أنّ «ألفاظ اخليال» هذه ال معنى هلا يف اللغة‬ ‫يف روايات وأفالم حرب النجوم‪.‬‬
‫يساعد هذا السياق املرتجم على خلق مقابالت‬ ‫‪ de suveillance l’écran‬بـ‪ :‬شاشة الرصد‬ ‫املصدر أل ّنها مبت َكرة ابتكارا تاما وأنّ داللتها ال‬ ‫حتتوي رواية «اجلسم الرخو اجلديد» لـ‪« :‬قيوال»‬
‫لكلمات اخليال هذه؟‬ ‫فهي حم� ّل نقاش‪ :‬هل هي ترمجة أم حماولة‬ ‫تتجاوز حدود الرواية؟‬ ‫‪ Nouvelle résilience H. Gyula‬على‬
‫فاملشكلة مشكلة سياق اللغة اهل��دف‪ ..‬سياق‬ ‫تفسري؟‬ ‫لتعريب روايات اخليال العلمي خصوصيات قد‬ ‫حوايل ‪ 40‬كلمة جديدة ابتكرها الكاتب مثل‪:‬‬
‫اللغة اهلدف (العربية هنا) ال يواكب التطوّر يف‬ ‫لنا أن نتساءل إذاً‪ :‬هل هناك ترمجة أم حماولة‬ ‫ال جندها يف غري اللغة العربية نظرا للصعوبات‬ ‫‪( Electrosmog‬احلقل الكهربائي امللوِّث‬
‫بعض ميادين التقنية املتقدّمة جدا مثل علوم‬ ‫شرح أم نسخ وتصرّف؟ هل هو عجز املرتجم؟‬ ‫ال�تي تعرتض امل�ترج��م وال سيّما تلك املتعلّقة‬ ‫الذي يصدر عن جمموع أجهزة البثّ الكهربائي‬
‫الفضاء وعلم الربوتيك‪ .‬إ ًذأ‪ ،‬ال ميكن جلهاز‬ ‫إن ك��ان األم��ر كذلك‪ ،‬فأين يكمن العجز؟ يف‬ ‫بالكلمات اخليالية احمل��دثَ��ة امل��و َّل��دة وال�تي ال‬ ‫يف املناطق املأهولة بالسكان)‪.‬‬
‫اللغة أو يو ّفر مقابالت ملا يفتقده ‪ ..‬لذلك يقع‬ ‫املرتجم أم يف جهاز اللغة؟‬ ‫تضمّها صفحات املعاجم يف جهاز اللغة املصدر‪.‬‬ ‫‪( Stélit‬آلة حتوّل األشياء إىل األبعاد الثالثية)‬
‫االلتجاء إىل النسخ وإعادة الكتابة أو التصرّف‬ ‫لكن هل ميكننا فعال ترمجة الكلمات اخليالية‬ ‫كذلك جند أنّ جهاز اللغة اهلدف يشكو من عدم‬ ‫وإذا فحصنا ألفاظا مثل‪:‬‬
‫أو التفسري كإسرتاتيجية للرتمجة‪.‬‬ ‫التقنية مثل كلمة ‪ ionique‬؟ (اإليونية) إيل‬ ‫وجود جهاز مواكب من املصطلحات واملقابالت‬ ‫‪téléscreen‬‬
‫هناك أيضا مسألة لغات املخلوفات الفضائية‬ ‫اللغة اهل��دف ال تو ّفر للمرتجم إمكانية إجياد‬ ‫للكلمات اخليالية‪.‬‬ ‫‪androïde‬‬
‫(وه��و ما يتّفق مع كلمات اخليال ال�تي حتيل‬ ‫مقابل للكلمات الفنية ال�تي وق��ع استعماهلا‬ ‫إذا م��ا استعرضنا بعض ال�ترمج��ات احلديثة‬ ‫‪ humanoïde‬‬
‫على أنظمة لغوية غري مألوفة) اليت جيب‬ ‫يف س��ي��اق��ات خ��اص��ة يف اللغة امل��ص��در وهي‬ ‫سنجد أنّ الكلمات اخليالية مل تقع ترمجتها‬ ‫‪statoréacteur atmosphérique‬‬
‫دراستها على حدة‪.‬‬ ‫السياقات اليت يو ّفرها له التطوّر التقين الذي‬ ‫وإ ّن��م��ا وقعت إع���ادة كتابتها ونسخها باللغة‬ ‫ن��ري أ ّن��ه��ا تضعنا يف إط���ار غ��ري��ب م��ن حيث‬

‫‪23‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫يتمتّع هبا املرتجم للتصرّف يف أداء معاني‬ ‫‪.trans-écriture‬‬ ‫يف عملية الرتمجة‪.‬‬ ‫وعلى العكس من ذلك جند أنّ هنالك حماولة‬
‫النصّ املصدر بأكرب قدر من األمانة؟ يعين‬ ‫حينما حياول املرتجم ابتكار مقابالت جديدة‬ ‫فهو يري أنّ النصّ ال��ذي ننوي ترمجته‪ ،‬له‬ ‫ج���ادة ل�ترمج��ة ب��ع��ض ك��ل��م��ات اخل��ي��ال مثل‬
‫ألين تقف أخالقيات الرتمجة؟‬ ‫أللفاظ اخليال العلمي ي�تردّد وهكذا يفتح‬ ‫بالتأكيد‪ ،‬مصداقية يستمدّها من جمتمعه‬ ‫«‪ .»hyperespace‬فلم تقع ترمجة الكلمة‬
‫على املرتجم أن يتحلّى باإلخالص‪ .‬اإلخالص‬ ‫اجملال لعديد الرتمجات املمكنة لنفس اللفظ‪.‬‬ ‫ال���ذي مي���ارس شكال م��ن أش��ك��ال السيطرة‬ ‫بأخرى بل باملتصوَّر ال��ذي يشري إليه‪ .‬تشري‬
‫حنو كاتب النصّ املصدر‪ ،‬واإلخ�لاص حنو‬ ‫من ذلك مثال ما جنده عند فندي الشعار يف‬ ‫الثقافية على جمتمع اللغة اهل��دف وه��ذا ما‬ ‫ه��ذه الكلمة إىل تقنية ج��دي��دة للسفر عرب‬
‫ال��ق��ارئ‪ .‬ف��امل�ترج��م ه��و كما ع �رّف��ه „ج��ول‬ ‫ترمجته لرواية „أورويل» „‪ »1984‬لقد ترجم‬ ‫يفسّر „مسألة االقتباس يف حالة عدم وجود‬ ‫الفضاء تعتمد على مبدأ اإلنتقال من مكان‬
‫سوبرفيل ‪ Jules Supervielle‬املرتجم‬ ‫كلمة «‪( » fronde ‬ص‪ )40‬بـطرق خمتلفة‪.‬‬ ‫املقابل لكلمات اخليال‪ .‬ولكن هل يعين هذا‬ ‫إيل آخر وفق جهاز افرتاضي مي ّكن من اجتياز‬
‫ه��و مُ���م��� ْرّرٌ للمعاني م��ن ل��غ��ة إىل أخ��رى‬ ‫ترمجها ب��ـ‪„ :‬م��ق�لاع» (ص‪ )26‬ث �مّ يرتمجها‬ ‫يعين هذا أنّ اللغة اهل��دف ستبقي يف حالة‬ ‫ج��دار الضوء اعتمادا على تغيري «الفضاء‪-‬‬
‫ك��م��ا يفيد ذل���ك م��ع�ني الكلمة الالتينية‬ ‫ثانية بــ «املنجنيق الصغري» ثمّ يرتمجها مرة‬ ‫عجز عن ابتكار أدواهتا اللسانية؟ إذا كان من‬ ‫الزمن» عرب نوع من النّفق يربط بني نقطتني‬
‫«‪ . » traducere ‬مت��ري��ر امل��ع��ان��ي دون‬ ‫ثالثة بـ‪« :‬نقيفتــه»‪.‬‬ ‫مهامّ الرتمجة ابتكار مقابالت عوض االقتباس‬ ‫من «الفضاء الزمن»‪.‬‬
‫السقوط يف فخّ التصرّف‪ .‬هنا تتج َّلي براعة‬ ‫ال ب �دّ إذاً‪ ،‬من دراس��ة التقنيات املختصة‬ ‫‪ ،‬هل ميكن تصنيف وتقييس هذه االبتكارات؟‬ ‫أًخذ املتصوَّر ووقعت ترمجته بـ‪« :‬نفق ضوئي»‬
‫املرتجم وكفاءته‪ .‬وه��ذا مي مييّز الرتمجة‬ ‫لبعث ألفاظ جديدة للوجود يف اللغة العربية‬ ‫ما هي االسرتاتيجية اليت على املرتجم اتباعها؟‬ ‫هذا املر ّكب‪ ،‬وإن كان ال يستوعب ك ّل خصائص‬
‫البشرية عن الرتمجة اآللية‪ .‬هل ميكن أن‬ ‫حيت يقع تاليف التصرّف واالستنساخ الذين‬ ‫ما هي تقنيات اخللق واالبتكار يف اللغة؟ ‪ ‬‬ ‫لفظ «‪ ،»hyperespace‬إ ّ‬
‫ال أ ّن��ه يشري إىل‬
‫ننتظر من املرتجم اآليل أن ميدّنا يف يوم ما‪،‬‬ ‫ميكن قراءهتما على أ ّنهما يشريان إىل نوع‬ ‫الصورة كك ّل‪ :‬نفق ضوئي خيايل‪ .‬وه��ذا يف‬
‫برتمجة لكلمات اخليال؟ املرتجم البشري‬ ‫من السيطرة متارسه لغة على أخرى‪.‬‬ ‫أن نرتجم معناه أن نبتكر‪:‬‬ ‫حدّ ذاته مي ّثل اجتهادا من املرتجم‪ .‬إذاً‪ ،‬ميكن‬
‫بإمكانه أن يبتكر وأن خيلق عند الضرورة‪،‬‬ ‫لكن أال جيازف املرتجم وهو حياول ابتكار‬ ‫تستدعي ت��رمج��ة رواي����ات اخل��ي��ال العلمي‬ ‫للمرتجم إذا ما بذل جهدا إضافيا أن يتوصّل‬
‫أمّا اآللة فال‪.‬‬ ‫مقابالت جديدة لكلمات اخليال؟ ما مدى‬ ‫بصفة عامة‪ ،‬وخباصة إىل العربية‪ ،‬أن يكون‬ ‫إىل ابتكار مقابالت جديدة وتذليل الصعوبات‬
‫إنّ إحصاء الصعوبات اليت يالقيها املرتجم‬ ‫وفائه للنصّ املصدر؟ وهنا يُطرح إشكال‬ ‫يف نفس الوقت لسانيا وفنّانا ‪ .‬ذلك أ ّنه على‬ ‫اليت تعرتضه‪.‬‬
‫بصفة عامة ومرتجم اخليال العلمي بصفة‬ ‫آخ��ر‪ :‬م��ل معنى األم��ان��ة يف ال�ترمج��ة؟ هل‬ ‫املرتجم أن يكتسب عديد املهارات‪ :‬مهارات‬ ‫ول��ك��ن لنتساءل‪ :‬أال ميكن يف النهاية‪ ،‬أن‬
‫خاصة ليس بالعملية السهلة‪ .‬فهو مشروع‬ ‫توجد أمانة فعالً؟ أليست الرتمجة يف حدّ‬ ‫لسانية وتارخيية وحضارية‪ .‬يقول «ش��ارل‬ ‫نستنتج أنّ النسخ أو إعادة الكتابة أو التصرّف‬
‫حبث طموح‬ ‫ذاهتا خيانة؟ ما درجة احلرية اليت ميكن أن‬ ‫زم�ب�را»‪„ :‬ميكن أن ن��ق��ارن امل�ترج��م باحلِريف‬ ‫لبعض كلمات اخليال حتيل على شكل من‬
‫الذي يتموقع بني الفنان (الكاتب) وبني التقين‬ ‫أشكال اهليمنة الرمزية اليت متارسها بعض‬
‫(األلسينّ)»‪( .‬انظر حلقة اللسانيات «الرتمجة‬ ‫اجملتمعات على أخ��رى‪ .‬لع ّل هذا ما جيعلنا‬
‫املراجع‬ ‫وامل�ترمج��ون» بـ «إك��س أون بروفانس» ‪1993‬‬ ‫نفهم مل��اذا دع��ا «‪ »Gouanvic‬إىل ق��راءة‬
‫) هكذا تكون الرتمجة مشاركة يف الكتابة‬ ‫جيوسياسية لألعمال املرتمجة لفهم حقيقية‬
‫‪.Angenot Marc, « Le paradigme absent », Poétique, n°33, 1978‬‬ ‫وليست إع��ادة كتابة النصّ أو التصرّف فيه‬ ‫الدواليب االجتماعية والثقافية اليت تتح ّكم‬
‫‪Ballard Michel, « Entre choix et créativité », Traductologie,‬‬
‫‪linguistique et traduction, Artois Presses Université, 2003‬‬
‫‪.Dictionnaire de l’utopie, Larousse, 2002, p. 204‬‬
‫‪,Millet Gilbert, Denise Labbé, La Science-fiction, Belin, 2001‬‬
‫‪Searle Jean, « Le statut logique du discours de la fiction », in Sens‬‬
‫‪et expression : études théoriques des actes de langage, Paris, Ed de‬‬
‫‪Minuit, 1982‬‬
‫‪Suvin Darko, Pour une poétique de la science-fiction, Montréal, Les‬‬
‫‪.Presses de l’Université du Québec, 1977, p.13‬‬
‫‪Urwel Djūrdj, 1984, Edition Al-murūdj, 1986, trad. Fandī al-shaār‬‬

‫‪25‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫يبحث علماء اإلنسان يف فنون احلياة املالئمة‬


‫اليت يتعلمها الناس ويشاركون فيها باعتبارهم‬
‫أع��ض��اء يف جمموعات اجتماعية‪ ،‬كما أهنم‬
‫علم اإلنسان‬
‫يقومون بفحص اخلصائص اليت يشرتك فيها‬
‫البشر باعتبارهم أعضاء نوع واحد يف الطرائق‬ ‫في الخيال العلمي‬
‫والعادات املنوعة اليت يعيشون هبا يف البيئات‬
‫املختلفة‪ .‬إهنم حيللون أيضاً منتجات اجلماعات‬
‫االجتماعية (األشياء املادية واملبتكرات األقل‬ ‫سائر بصمه جي‬
‫مادية مثل القيم واالعتقادات)‪.‬‬
‫كان للعلماء العرب واملسلمني نصيبهم من البحث‬
‫يف علم اإلنسان وق��د ب �رَّز فيه العديد منهم‪،‬‬
‫كالبريوني واأللوسي واملسعودي واليعقوبي وابن‬
‫حوقل والشريف اإلدريسي وابن بطوطة‪.‬‬
‫حيث وضع البريوني دراساته يف كتابيه (اآلثار‬
‫الباقية ع��ن ال��ق��رون اخل��ال��ي��ة) و(حت��ق��ي��ق ما‬
‫للهند من مقولة مقبولة أو م��رذول��ة) بعد أن‬
‫وصل للهند وأق��ام بني أهلها عشرات السنني‬
‫وتعلم لغتهم واطلع على أساليب حياهتم ومتثل‬
‫حضارهتم‪ ،‬وبذلك سبق كل من ويسلر ولوي‬
‫وكروبر يف الكشف عن مناطق ثقافية متعددة‬
‫ظواهر ثقافية جديرة بالبحث والتحليل‪.‬‬ ‫وما حتويه من مالمح وأنساق اجتماعية وأفكار‬
‫وتعد دراس��ة اب��ن حوقل (املسالك واملمالك)‬ ‫غيبية متباينة‪.‬‬
‫مرجعاً لعلماء األنثروبولوجيا عن دولة القرامطة‬ ‫أم��ا األلوسي فقد وج��ه دراس��ات��ه إىل اجملتمع‬
‫ونظمها الثقافية واالقتصادية والسياسية‪ .‬أما‬ ‫العربي يف اجلاهلية واإلس�ل�ام؛ فكشف عن‬
‫دراس���ة الشريف اإلدري��س��ي يف كتابه (نزهة‬ ‫بعض العادات اليت انتشرت يف اجملتمع العربي‬
‫املشتاق يف اخرتاق اآلفاق) فقد كان هلا الفضل‬ ‫قبل اإلس�ل�ام‪ ،‬منها وأد البنات ال�تي ظهرت‬
‫بنقل الرتاث العربي إىل أوربا‪.‬‬ ‫بصورة واضحة يف قبائل طي وكندة وربيعة‪،‬‬
‫واح��ت��وى ك��ت��اب اب��ن بطوطة (حت��ف��ة األق��ط��ار‬ ‫واليت فسّرها باخلوف من العار‪.‬‬
‫يف غرائب األمصار ومصائب األس��ف��ار) على‬ ‫وأظهر أبو احلسن املسعودي يف كتابه (مروج‬
‫حتليالت رائعة ألسفاره اليت استغرقت حوايل‬ ‫ال���ذه���ب وم���ع���ادن اجل���وه���ر) حت��ل��ي�لاً لتعدد‬ ‫علم اإلنسان ‪ Anthropology‬هو ال��دراس��ة العلمية‬
‫ثالثني سنة يف ربوع اهلند والسند وأفغانستان‬ ‫األج��ن��اس وال��س�لاالت ف��ك��ان ب��ذل��ك أن كسب‬ ‫لإلنسان وللثقافة اإلنسانية‪ ،‬ويعرف باألنثروبولوجيا‪.‬‬
‫والصني ومصر ومشال أفريقيا‪.‬‬ ‫قصب السبق بعشرة قرون على دراسة ثيودور‬ ‫اشتق املصطلح م��ن اليونانية لوصف العلم اخل��اص‬
‫علماء علم اإلنسان يبحثون كغريهم من علماء‬ ‫فايتز عن األجناس والسالالت يف كتابه املعروف‬ ‫باجلنس البشري‪ ،‬وقد كان استخدامه مشوش ًا يف البدايات بسبب‬
‫االجتماع بشكل منظم يف األمناط العامة للسلوك‬ ‫(أنثروبولوجيا الشعوب البدائية)‪.‬‬ ‫اآلراء املختلفة يف القرن التاسع عشر فيما خيص حمتويات ذلك‬
‫اإلن��س��ان��ي‪ .‬إهن���م يُ��ن��ش��ؤون ال��ن��ظ��ري��ات‬ ‫لقد وصف اليعقوبي يف كتابه (السلوان) شعوب‬ ‫العلم‪.‬‬
‫ويستخدمون املناهج العلمية الختبارها‪،‬‬ ‫مصر وأرمينيا واهلند وقدم يف هذا الصدد عدة‬

‫‪27‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫هي نتاجات خلق مستقل وليس نتيجة للتطور‪.‬‬


‫كما سلما أي��ض�اً باالحتمال ال��ق��وي بامتالك‬
‫مجيع األعراق البشرية لسلسلة نسب مشرتكة‪.‬‬
‫اقرتح بيكارد أن أبونا آدم (عليه السالم) جيب‬
‫أن يكون أس��وداً لكن رأي بلومنباخ بأن العرق‬
‫البشري جيب أن يكون أبيضاً‪ ،‬وبدأ يف جبال‬
‫ال��ق��وق��از‪ .‬ووف��ق�اً هل��ذا ال���رأي ف��إن القوقازيني‬
‫ق��دم��وا املنشأ ل�لأع��راق املنغولية واألثيوبية‬
‫واألمريكية واملالوية بوساطة عملية (التنكس‬
‫‪ ،)degeneration‬وهي فكرة جرى تطويرها‬
‫اس��ت��ق��رائ��ي�اً بشكل مفصّل يف أع��م��ال كونت‬
‫جوبيناس (‪ )1955-1953‬وك��ررت يف أعمال‬
‫اخليال الكثرية للمؤلف نفسه‪.‬‬
‫ويف بالد ما وراء البحار‪ ،‬فإن املدرسة األمريكية‬
‫الفكرية اليت أسسها جوسيا نوت دافعت بشكل‬
‫عنيد عن عادة امتالك الرقيق ويف الوقت نفسه‬
‫خافت من العواقب احملتملة لتمازج األجناس‬
‫(األبيض وغري األبيض)‪.‬‬
‫ويف بريطانيا فإن نشر روب��رت نوكس لكتابه‬
‫(أع��راق الناس) عام ‪ ،1850‬ساعد يف جتديد‬
‫ع��ام ‪ 1839‬لكورنيلوس ماثيو‪ ،‬وه��ي تتناول‬ ‫السمعة احلسنة اليت خسرها عام ‪ 1828‬بسبب‬ ‫رئيسة يف حتقيق االنسجام الدويل ألنه يساعد‬ ‫وي��ق��وم��ون ع���ادة بعمل ال���دراس���ات امل��ق��ارن��ة‪،‬‬
‫أس��ط��ورة عن باني رابية تعود لقبل اكتشاف‬ ‫مرافقته لسارقي اجلثث من القبور وليم بروك‬ ‫على فهم خمتلف الثقافات‪.‬‬ ‫ومقارنة الثقافات أي يدرسون مجاعات خمتلفة‬
‫اإلنسان النياندرتايل يف واد قرب دوسلدورف‬ ‫ووليم هري‪ ،‬وقد ناقش فيه أن األعراق البشرية‬ ‫لقد أثار هذا العلم الكثري من األسئلة اليت انكب‬ ‫من الناس لتحديد أوجه التشابه واالختالفات‬
‫عام ‪ ،1857‬وقد انتشر هذا الفرع بشكل كبري‬ ‫متورطة يف صراع ثابت من أجل السيادة اليت قدر‬ ‫العلماء بالبحث عن إجابة هلا يف القرن الثامن‬ ‫بينهم‪ .‬ف��م��ث�لاً‪ ،‬درس ع��ل��م��اء ع��ل��م اإلن��س��ان‬
‫بعد ذلك‪.‬‬ ‫للعرقني األوربيني (السكسونيني والسلستيني)‬ ‫عشر‪ .‬وقد حاول كارولس لينوس تعريف جنس‬ ‫النظم القانونية يف القرى الزراعية اإلفريقية‪،‬‬
‫يف البدايات ص �وّر النياندرتاليني يف اخليال‬ ‫امليالني إىل االستبداد أن يرحبوها‪.‬‬ ‫اإلنسان يف الطبعة العاشرة من كتابه (نظام‬ ‫وللمشتغلني برتبية اخلنازير يف غينيا اجلديدة‪،‬‬
‫العلمي على أهن��م مهجيون متوحشون‪ ،‬كما‬ ‫تبنى أف��ك��ار نوكس حبماسة مجيس هونت‪،‬‬ ‫الطبيعة) عام ‪ ،1758‬وال��ذي حث كوميت دو‬ ‫وتلك اليت توجد يف الدول الصناعية األوروبية‪.‬‬
‫يف (األدل��ة القدمية عن العصور اجليولوجية‬ ‫ال��ذي أس��س مجعية علم اإلن��س��ان الربيطانية‬ ‫بوفون ليشرع يف معاجلة املوضوع يف اجمللد‬ ‫أما علماء االجتماع يف امليادين األخرى فيعملون‬
‫القدمية لإلنسان) ع��ام ‪ 1863‬لتشارلز ليلل‬ ‫عام ‪ .1863‬وقد امتدت نظرية العرق أيضاً‬ ‫الرابع عشر من كتاب (التاريخ الطبيعي) عام‬ ‫بصفة رئيسة يف اجملتمعات احلضرية وقليالً‬
‫و(مكان اإلنسان يف الطبيعة) لتوماس هنري‬ ‫إىل اخلياالت اجلاحمة املستقبلية مثل (‪300‬‬ ‫‪.1766‬‬ ‫ما يَعْقِدون املقارنات بني الثقافات املختلفة‪.‬‬
‫هكسل عام ‪ ،1863‬و(عصور ما قبل التاريخ)‬ ‫عام من اآلن) لوليم هاي عام ‪ ،1880‬و(احلرب‬ ‫دراس������ة ع��ل��م ال��ت��ص��ن��ي��ف ال���ب���ش���ري ف���رزت‬ ‫كذلك توجد ميزة أخ��رى مهمة لعلم اإلنسان‬
‫للسري جون لوبوك عام ‪ ،1865‬و(منشأ التمدن‬ ‫األخرية) عام ‪ 1896‬للويس تريسي‪.‬‬ ‫ك��م��وض��وع ذي ش��أن خ��اص يف أع��م��ال كتّاب‬ ‫وه��ي التأكيد على تصوير اجملتمع كما يُرى‬
‫واحلالة البدائية لإلنسان) عام ‪.1870‬‬ ‫الروايات املتعلقة بالتطور البدني والثقايف يف‬ ‫مثل ج‪.‬ف‪.‬بلومنباخ وحبوث ج‪.‬سي‪.‬بيكارد يف‬ ‫من الداخل‪ ،‬أي من منظور أعضائه إذ حياول‬
‫تضمنت إسهامات هِيكِل ‪ Haeckel‬يف ثورة‬ ‫علم اإلن��س��ان شجعت على تطوير ف��رع أدبي‬ ‫التاريخ البدني لإلنسان عام ‪ .1813‬وقد فضل‬ ‫علماء علم اإلنسان حتديد كيف يرى الناس‬
‫التأمل االف�ت�راض ب��أن ال��ن��وع اإلنساني‬ ‫تأملي من اخليال اجلامح يعود لعصور ما قبل‬ ‫كال الكاتبني مصطلح (عرق ‪ )race‬على (نوع‬ ‫الذين يشاركون يف ثقافة واحدة عاملهم‪ .‬والواقع‬
‫البدائي أخ��رس ويقيم يف ق��ارة مفقودة‬ ‫التاريخ‪ ،‬وقد مهدت له أعمال مثل (البهيموث)‬ ‫‪ ،)species‬مع أهنما افرتضا أن األنواع الطبيعية‬ ‫أن باستطاعة علم اإلنسان أن يسهم إسهامات‬

‫‪29‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫شاملة يف مسائل من هذا النوع‪.‬‬ ‫اإلن��س��ان) ع��ام ‪ ،1894‬أف��ك��اراً دينية تصور‬ ‫ص��در قبل وبعد نقطة التغري‪ ،‬وك��ان نصريها‬ ‫غ��رق��ت حت��ت احمل��ي��ط اهل��ن��دي‪ ،‬وه��ي نظرية‬
‫إن انشغال اخليال اجلامح ما قبل التارخيي بعتبة‬ ‫التطور البشري كعملية ترحيل من جنة عدن‪.‬‬ ‫األكثر إنتاجاً ج‪.‬ه��ـ‪.‬روس�ني مؤلف (فامارين)‬ ‫وضعت مفهوم (الصلة املفقودة) وشجعت على‬
‫مفرتضة أحدث اجتيازها متييزاً حامساً ‪ -‬بني‬ ‫كما ظهرت استعارات جمازية مشاهبة يف (قصة‬ ‫عام ‪ ،1892‬و(إرما) عام ‪ ،1883‬و(البحث عن‬ ‫تكاثر اخلياالت اجلاحمة اجلغرافية وحماولة‬
‫الفئة الواقعة بني اإلنسان واحليوان‪ -‬أفضى إىل‬ ‫أب) لستانلي واترلو عام ‪ ،1897‬و(ارتقاء الوثين)‬ ‫النار) عام ‪.1909‬‬ ‫شرح التوزع العاملي لألنواع البشرية‪.‬‬
‫إنتاج مقدار كبري من اخليال الذي يصور األنواع‬ ‫لغوفرنر موريس عام ‪ ،1904‬و(قبل آدم) جلاك‬ ‫كانت سابقة روسين باعثاً على تقليد فرنسي‬ ‫لقد دع��ا هِيكِل صلته االف�تراض��ي��ة املفقودة‬
‫املختلفة من (اإلنسان القرد) االنتقايل‪ .‬حتى‬ ‫لندن عام ‪.1906‬‬ ‫ظهرت أحداثه يف أعمال كل من كالود أنْتْ يف‬ ‫(إن��س��ان ج��اوة) وه��و نعت اقتبس ع��ام ‪1891‬‬
‫أعمال ما قبل دارون كانت تصور ق��ردة ذكية‬ ‫أزي��ل��ت ه��ذه األف��ك��ار م��ن (ف��ت��اة الكهف) عام‬ ‫(هناية العامل) عام ‪ ،1922‬وماكس بيغو (ثور‬ ‫من قبل إيوجني دوبس الذي عيّن نوع مججمة‬
‫مثل (رجل بني السعادين وجزيرة السعدان) عام‬ ‫‪ ،1913‬و(العاشق األب��دي) عام ‪ 1914‬إلدغار‬ ‫البايسون الطيين) عام ‪.1925‬‬ ‫وج��دت يف ج��اوة‪ .‬وقد ساعد وضعه اإلنسان‬
‫‪ ،1856‬لليون غازاالن‪.‬‬ ‫ريس بوررو‪ ،‬و(عهد القبيلة السمراء) لريتشارد‬ ‫أما اإلنكليز فيتزعمهم ويلز بكتابيه (قصة من‬ ‫النياندرتايل ضمن نظرية علم اإلنسان بدعم‬
‫لكن املسألة أصبحت مربكة أكثر بكثري يف‬ ‫توكري‪ .‬أم��ا عن وض��ع علم اإلنسان يف روسيا‬ ‫العصر احلجري) عام ‪ ،1897‬و(قوم مروّعني)‬ ‫ن��ظ��ري��ة ال��ن��ش��وء ل�����دارون‪ ،‬وال�ت�ي ن��ش��رت بعد‬
‫أعمال جدية بعد دارون مثل (لعنة الذكاء)‬ ‫البيضاء ف��إن االخ��ت��ص��اص��ي ف‪.‬ج‪.‬ب���وغ���وراز‬ ‫عام ‪ ،1921‬اللذين منحا دعماً كبرياً لنظرية‬ ‫االكتشاف‪.‬‬
‫عام ‪ 1895‬لـ ف‪.‬س��ي‪ .‬كونستابل‪ ،‬و(قرية يف‬ ‫شجب اخلرافة الدينية يف (أبناء املاموث) عام‬ ‫دارون والتفوق التقين‪.‬‬ ‫ربطت املناقشات األدبية بشكل اعتيادي التفوق‬
‫أعال الشجر) عام ‪ 1901‬جلول فرين‪ .‬وأعماالً‬ ‫‪.1929‬‬ ‫التصورات املسرحية األمريكية كانت جدلية‬ ‫البشري املتزايد على بقية الرئيسات املنافسة‬
‫هجائية واضحة مثل (رومانسية أول ثورة) عام‬ ‫حماوالت رسم خريطة للسياق الكامل لالرتقاء‬ ‫أكثر من األورب��ي��ة ويعود السبب يف ذل��ك إىل‬ ‫بالتقدم التقين‪ ،‬خصوصاً التمكن م��ن النار‬
‫‪ 1886‬ألندرو النغ‪ ،‬و(زيت و كسو) عام‬ ‫البشري من عصور ما قبل التاريخ إىل العصور‬ ‫الثقافة الدينية للواليات املتحدة‪ ،‬فقد طرح‬ ‫وتطوير أسلحة ج��دي��دة‪ .‬وق��د سيطرت هذه‬
‫‪ 1887‬هلنري كروين‪ .‬وأحرزت ألفكار عن‬ ‫احل��دي��ث��ة ج��رى صياغتها روتينياً كتأمالت‬ ‫أوس�ت�ن ب�يرب��ور يف ك��ت��اب��ه (م���ن ال��س��ع��دان إىل‬ ‫النظريات على اخليال ما قبل التارخيي الذي‬

‫‪31‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫اإلنسان إىل تقدم عقلي إض��ايف‪ ،‬يف حني أن‬ ‫من االكتشافات اهلامة خالل العقدين التاليني‪،‬‬ ‫مهجية شهمة يف النهاية جناحاً شعبياً يف هذا‬
‫األط��راف ستصاب بالضمور عندما تضطلع‬ ‫وكشفا عن أن��واع أكثر من أوسرتالوبيثويس‪،‬‬ ‫امليدان يف جعل إدغار ريس بوررو طرزان كبطل‬
‫اآلالت بعملها‪.‬‬ ‫إضافة ملستحاثات معاصرة ميكن نسبها إىل‬ ‫خرايف ذي شأن‪.‬‬
‫استنسخت ه��ذه ال��ص��ورة بشكل متكرر مع‬ ‫جنس اإلن��س��ان‪ ،‬وال�تي مساها ال��زوج��ان ليكي‬ ‫عندما نزعت وجهة النظر العلمية التوكيد على‬
‫االختالف يف أعمال مثل (أعجوبة اهلامبدنشري)‬ ‫باهلوموهابليس‪.‬‬ ‫الصلة بني علم اإلنسان الثقايف والبدني‪ ،‬فإن‬
‫عام ‪ 1911‬لربيس فورد‪ ،‬وأُخذت إىل حدود أبعد‬ ‫يف الوقت نفسه فإن اكتشاف البقايا األخرى‬ ‫اخليال اجلامح ما قبل التارخيي بدأ بإظهار‬
‫بوساطة قصص اخليال العلمي الشعيب مثل‬ ‫يف آسيا إلنسان ج��اوة أدى إىل التصنيف من‬ ‫حتديات واضحة لفكرة الطريق املفرد لالرتقاء‬
‫(ال��دم��اغ األمح��ر) ع��ام ‪ 1927‬لدونالد وان��در‪،‬‬ ‫جديد لذاك النوع كهوموإركتوس‪ ،‬مفرتضاً أن‬ ‫الذي ينتقل من البدائية املتوحشة إىل التحضر‬
‫و(واحسرتاه على كل التفكري) عام ‪ 1935‬هلاري‬ ‫النوع كان متحدراً من اهلوموهابليس وسلف‬ ‫املدني‪ .‬لقد تبنى نورمان سربينغر يف (النهر‬
‫باتس‪.‬‬ ‫اهلوموسابينس‪.‬‬ ‫املظلم) عام ‪ ،1928‬رؤية واسعة أكثر خبصوص‬
‫إن وصفاً مفصالً أكثر لتطور اإلنسان املستقبلي‬ ‫ان��ت��ش��رت اك��ت��ش��اف��ات ليكي شعبياً بوساطة‬ ‫البقاء لإلنسان النياندرتايل االفرتاضي‪.‬‬
‫أظهره أوالف ستابلدون يف (ال��رج��ال األوائ��ل‬ ‫(األص��ل األفريقي) للصحفي روب��رت أردي��ري‬ ‫الثالثية املرتابطة على حنو غري حمكم لفولر‬
‫واألخريين) عام ‪ ،1930‬لكن املنافس اخليايل‬ ‫عام ‪ ،1961‬والذي سبب جدالً كبرياً‪.‬‬ ‫ب���دأت (ب��احل��ل��م أو اخل���ادم���ة ال��ق��ردي��ة) ع��ام‬
‫األكثر أمهية لنظرية ويلز عن قدر علم اإلنسان‬ ‫هذه االكتشافات شجعت إلنتاج خياالت جاحمة‬ ‫‪ ،1929‬واليت كانت متحمسة بشكل استثنائي‬
‫كان نوعاً من السوبرمان حيث إن التطور العقلي‬ ‫يف علم اإلن��س��ان م��ص��ورة بطريقة مسرحية‬ ‫يف إصرارها على حقيقة أن اإلنسان الغربي‬
‫جعل من التطور البدني زائداً عن احلاجة‪.‬‬ ‫ومتوسعة يف املعاني امل��وج��ودة يف املعلومات‬ ‫احلديث هو جمرد عنصر واحد يف طيف واسع‪،‬‬
‫ن��ظ��ري��ة ال��ت��ط��ور ال��ب��دن��ي املستقبلي للجنس‬ ‫اجلديدة‪.‬‬ ‫أقرب إىل األسوأ منه إىل األفضل‪.‬‬
‫البشري ميكن التحكم به بوساطة اهلندسة‬ ‫التقدم املفاجئ غري املتوقع إىل مقام الكتاب‬ ‫التوق إىل ماضي النياندرتايل ظهرت يف أعمال‬
‫التقنية احل��ي��وي��ة ال�تي فضلتها على عملية‬ ‫الرائج هو الذي أحرزه (مجاعة من دب الكهف)‬ ‫مثل (عندما يتم النهار) عام ‪ 1939‬لتسرت ديل‬
‫االنتقاء الطبيعي‪ ،‬وقد كان رائد هذه الفكرة‬ ‫عام ‪ 1980‬جلني أويل‪ ،‬الذي مجع برشاقة بني‬ ‫ري��ي‪ ،‬و(امل��ول��ود األخ�ي�ر) ع��ام ‪ 1958‬إلسحاق‬
‫ج‪.‬ب‪ .‬هالدن يف (ديدالوس) عام ‪ ،1923‬لكن‬ ‫الصورة الواقعية اليت تستند إىل الفهم العلمي‬ ‫أزمي��وف‪ ،‬و(رج��ل الزقاق) لفليب جوز فارمر‪،‬‬
‫عواقب تلك الفرضية مل يتم حتريها بشكل‬ ‫احلديث والرومانتيكية األدبية املتقدة‪.‬‬ ‫و(يوميات املالوت) عام ‪ 1963‬لستيفن بوبكس‬
‫واس��ع إال فيما يتعلق باستثناءات ن��ادرة مثل‬ ‫وتوالت من بعده جمموعة كبرية من األعمال‬ ‫ناثان‪ ،‬و(شرف املستكشف سكوت) عام ‪2003‬‬
‫(جنوم النبتة) عام ‪ 1957‬جليمس بليش‪.‬‬ ‫من أبرزها‪( :‬الطاهي) عام ‪ 1981‬لتوم كيس‪،‬‬ ‫لتريي بايسون‪.‬‬
‫يف العقود األخ�يرة من القرن العشرين عندما‬ ‫و(ال عدو غري الوقت) عام ‪ 1982‬مليشي بيشوب‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫شهد القرن العشرين تطورا هاما لعلم اإلنسان‬
‫بدأت ختيالت ما بعد اإلنسان ‪Posthuman‬‬ ‫و(قديم األي��ام) عام ‪ 1985‬و(األخ) لدوغالس‬ ‫ال��ب��دائ��ي‪ ،‬خ��ص��وص�اً م��ع ب��داي��ة استقصاءات‬
‫عام ‪ 1987‬لبات م��وريف‪ ،‬و(ح��واء) عام ‪1988‬‬ ‫بتحقيق تقدم سريع‪ .‬فإن تأثرياً مباشر أكثر‬ ‫أورجيل‪ ،‬وصوالً إىل (أشباه اإلنسان) عام ‪2002‬‬ ‫العلماء الشاملة يف أفريقيا‪ ،‬حيث يبدو أن‬
‫لبيرت ديكنسون‪ ،‬و(اختبار البشرية) لتشارلز‬ ‫لتطور علم ال��وراث��ة واإلمكانيات املنبثقة من‬ ‫لروبرت ساوير‪ ،‬و(البشر) ‪ ،2003‬و(اهلجني)‬ ‫الظهور املبكر لإلنسان البدائي قد حدث‪.‬‬
‫شفيلد‪.‬‬ ‫اهلندسة الوراثية‪ ،‬أدى لظهور قصص حمبوكة‬ ‫عام ‪.2002‬‬ ‫يف عام ‪ 1924‬اكتشف راميوند درات مججمة‬
‫وم��ع أن فرضية وج��ود ن��وع ب��اق متوسط بني‬ ‫بطريقة جديدة تستكشف السطح البيين بني‬ ‫وج��د اخليال التأملي ال��ذي يقدر استقرائياً‬ ‫يف تنزانيا نسبها إىل أوسرتالوبيثويس‪ ،‬ووجد‬
‫القرد واإلنسان قد فقدت معقوليتها الظاهرية‬ ‫البشر والقردة‪ ،‬خصوصاً الشمبانزي‪.‬‬ ‫وجهات النظر بشأن علم اإلنسان البدني جماالً‬ ‫روبرت برووم أمثلة إضافية يف أواخر ثالثينيات‬
‫يف ال��وق��ت ال��ذي استعملها فيه فيكورس يف‬ ‫تضمنت ه��ذه ال��رواي��ات احلديث عن أنصاف‬ ‫ما للتوسع حنو الفراغ القصصي املستقبلي‪،‬‬ ‫القرن العشرين‪ .‬ثم ب��دأ لويس ليكي سلسلة‬
‫شخصية خرافية يف عمله (ك��م��ا ستعرفهم‬ ‫بشر هجني مثل (جور ساغا) عام ‪ 1981‬ملورين‬ ‫فقد سيطرت عليها الصورة التنكسية يف (رجل‬ ‫طويلة من البعثات يف كينيا ع��ام ‪ 1926‬لكن‬
‫واملتوسط) عام ‪ ،1953‬فإن نظرية أنه يوجد‬ ‫دويف باإلضافة إىل رواي��ات مصقولة أكثر عن‬ ‫سنة املليون) عام ‪ 1898‬اليت قدمها ويلز‪ .‬هذه‬ ‫استكشافه ألولدفاي ج��ورج مع زوجته ماري‬
‫نوع بشري منقرض مل يكشف عنه بعد بوساطة‬ ‫احلدِّية احلرجة مثل (البقاء على قيد احلياة)‬ ‫الصورة استندت إىل ق��رار مستقبل ال��رؤوس‬ ‫مل يبدأ بتقديم الثمار حتى مخسينيات القرن‬
‫البحث البليونتوجلي تبدو حمتملة أكثر بكثري‪.‬‬ ‫عام ‪ 1986‬جلودث موفيت‪ ،‬و (احملب راشيت)‬ ‫بأن تكرب أكثر عندما يصل النوع املنحدر من‬ ‫العشرين‪ .‬لقد وصال الزوجني ليكي إىل سلسلة‬

‫‪33‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪32‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫اخليال العلمي هو « م��اذا حي��دث لو « ولكي‬


‫جييب كاتب اخليال العلمي على هذا السؤال‬
‫‪ -‬ختيل معي يا صالح أنك تعيش يف سنة ‪3000‬‬
‫هل ستجد نفس األشياء واملشاكل اليت يعاني‬ ‫نهاد شريف‬
‫عليه أن يكتب م��ئ��ات القصص ال�تي تتناول‬ ‫منها البشر اليوم؟ وإذا انتقلت للعيش على ظهر‬
‫املستقبل والظواهر الكونية الغريبة واخلوارق‬
‫وم��دن املستقبل واليوتوبيات وحتكم اآلالت‬
‫كوكب آخر ماذا سيكون شكل احلياة هل ستجد‬
‫كائنات يشبهوننا هل ستتعامل معهم؟‬
‫الصديق الذي فقدناه‬
‫وارت��ي��اد الفضاء وال��ع��وامل اخلفية ‪ .‬ف��رواي��ة‬ ‫واستيقظت بداخلي ن���وازع متباينة‪ ،‬وراح��ت‬
‫اخليال العلمي ليست فقط مرآة لزماهنا وإمنا‬ ‫أفكاري تتبلور وترتكز‪ ،‬بينما تداعت خواطري‬ ‫صالح معاطي‬
‫هي مبثابة كشاف الضوء الذي يسلط أشعته‬ ‫إىل بعيد‪ ..‬إىل ق��راءات شغلتين منذ أع��وام يف‬
‫على املستقبل حماوالً التنبؤ به وكشف أسراره ‪.‬‬ ‫جمال اخليال العلمي‪ ،‬تلك النوعية احملببة إيل‬
‫لقد جعلين هناد شريف حقاً أهتم بكل شيء ‪،‬‬ ‫نفسي واليت طاملا حلمت بالتعبري من خالهلا‪.‬‬
‫ال أترك صغرية وال كبرية إال وتأملتها وأمعنت‬ ‫وام��ت��دت بيننا ال��ل��ق��اءات بعد ذل���ك‪ ،‬لتتحول‬
‫النظر فيها ‪ ..‬أعطاني جتربته خالصة مصفاة‪،‬‬ ‫عالقتنا إىل صداقة تزداد قوة ومتانة يوماً بعد‬
‫ومنحين خ�برات��ه بكل ص��دق وأم��ان��ة ‪ .‬وقف‬ ‫يوم‪ .‬وتالحقت عرب األيام جلساتي إليه‪ ..‬كنت‬
‫جبانيب يساعدني ويشجعين ويعنفين أحياناً إذا‬ ‫أنصت إىل كل كلمة يقوهلا‪ ،‬وأنتبه إىل حركة‬
‫أخطأت‪ ،‬وال أنسى حينما كان يقول يل‪:‬‬ ‫يديه ومالمح وجهه وه��ي تنقبض وتنبسط‪،‬‬
‫الفرق بيين وبني غريي من األدباء أن بعضهم قد‬ ‫فأشعر أني أدخل معه عاملاً مبهراً جذاباً‪ ،‬أو أنين‬
‫يشري لك إىل الطريق لتمشي فيه ولكنين سوف‬ ‫أرى الكون بأثره أمام عيين من اجملرات والنجوم‬
‫آخذك من يدك لنعرب سوياً الطريق ‪..‬‬ ‫والكواكب إىل ال��ذرات واإللكرتونات والدقائق‬
‫لقد وجدت يف هناد شريف األب واألخ والصديق‪،‬‬ ‫املتناهية يف الصغر‪ ،‬من الديناصورات والعظايا‬
‫وج��دت فيه العامل كما وج��دت فيه األدي��ب ‪.‬‬ ‫والوحوش الضخمة إىل البكرتيا والفريوسات‬
‫وأكثر ما وجدته فيه ‪ ..‬اإلنسان ‪..‬‬ ‫واحليوانات األولية‪ ،‬من هباء الفضاء الواسع‬
‫حلمنا سوياً لكننا مل حنبط عندما اصطدمت‬ ‫العريض إىل ظلمة قيعان البحار واحمليطات‪.‬‬
‫أحالمنا بصخور املستحيل‪ ،‬فقد كانت ابتسامة‬ ‫وب��دأت أق��رأ يف ه��ذا اجمل��ال بشكل منتظم ‪..‬‬
‫هن��اد شريف أش��د صالبة من املستحيل حتى‬ ‫وراحت مناقشاتنا تدور حول ما قرأته‪.‬‬
‫حتقق حلمنا أخ�يراً على يد صديق ثالث ذاق‬ ‫وبقربي م��ن هن��اد شريف عرفت كيف يفكر‬
‫ح�لاوة صداقتنا ال��ن��ادرة ه��و الدكتور طالب‬ ‫ويتأمل ويبدع فال شيء مير من أمامه مروراً‬
‫أسرتجع بذاكرتي سنوات بعيدة عندما طرقت باب‬
‫عمران‪ ..‬فأنشأ رابطة كتاب اخليال العلمي‬ ‫عابراً بل لكل شيء داللته وقيمته‪ ..‬وبدأت أشعر‬ ‫مكتبه باجمللس األعلى للثقافة‪ ..‬مل أكن أعرفه جيد ًا‪ ،‬كل‬
‫بدمشق أتبعها مبجلة للخيال العلمي وتوج كل‬ ‫أن كتاباتي تنحو حنواً آخر‪ ..‬وكأهنا صفحات‬ ‫ما هنالك تلك اجملموعة القصصية (املاسات الزيتونية)‬
‫هذا بتكريم هناد شريف ومنحه العمادة على‬ ‫دبت فيها احلياة‪ ..‬بعد أن أمهرها هناد شريف‬ ‫اليت وجدهتا يف مكتبتنا‪ ،‬ومنذ ذلك احلني تولدت لدي الرغبة يف‬
‫كتاب اخليال العلمي‪..‬‬ ‫بكلمة تشجيع أو برؤية جديدة‪ ..‬وال أبالغ لو‬ ‫الذهاب إليه ومقابلته‪ ،‬راح يطالعين بوجه طيب بشوش‪ ،‬قسمات‬
‫عندما أستعيد السنوات املاضية أشعر أنين كنت‬ ‫قلت إنين ما ذهبت لنهاد شريف يوماً إال وعدت‬ ‫حانية ودودة‪ ،‬مل يستطع الشعر األبيض الذي برأسه أن خيفي‬
‫أعيش مع كائن خرايف «امسه هناد شريف» هل‬ ‫بعشرات األفكار تصلح للكتابة‪..‬‬ ‫الشباب الذي بداخله‪ ،‬وانتبهت على صوته‪:‬‬
‫جاء إلينا من كوكب بعيد أم هبط من بني‬ ‫السؤال الذي جيب أن يتبادر على ذهن كاتب‬

‫‪35‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪34‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫بعد‪ ،‬بل كانت حماوالت لكتابة رواية أو روايتني‬ ‫ما بني قصص الفضاء واألطباق الطائرة إىل‬ ‫األبعاد األربعة أم أنه انسل من بني ثقوب الكون‬
‫ثم مواصلة الكتابة يف أنواع أدبية أخرى‪..‬‬ ‫اخللية احلية واهل��ن��دس��ة ال��وراث��ي��ة‪ ،‬فالطاقة‬ ‫ليقول لنا أفيقوا‪ ،‬أم كان منوذجاً مكرباً للشريط‬
‫اللغة عند هناد شريف لغة حية مرنة تتفاعل‬ ‫املختزنة داجل اجلسم البشري وطاقة اإلرادة‬ ‫الوراثي احللزوني حيمل معه سر احلياة‪ ..‬ال‬
‫معها منذ السطر األول وكأنه يعطينا الفكرة‬ ‫إىل نظرته الواعية إىل املستقبل‪ ..‬فقد وضع‬ ‫أدري ‪.‬‬
‫العلمية يف حقنة خفية ال تشعر بإبرهتا ويعطيها‬ ‫على عاتقه االجتاه حنو هذا اجملال والتخصص‬ ‫هناد شريف‪ ..‬اسم بزغ يف عامل األدب فصنع‬
‫لك طبيب حاذق ‪..‬‬ ‫فيه ورسم حدوده‪ ..‬ومل يكتف هناد شريف هبذا‬ ‫لنفسه طريقاً‪ ،‬مل يكن أكثر من «م��دق» حاول‬
‫ويف اللحظات األخرية من حياته وقفت أتأمل‬ ‫بل ساهم يف خلق جيل منتم هلذا اللون األدبي‬ ‫البعض السري فيه وعندما ش��ع��روا بوعورته‬
‫جسده الثاوي وهو يتأهب للرحيل بادئاً رحلة‬ ‫أتشرف بأنين كنت واحداً منهم كما سيأتي فيما‬ ‫وصعوبة الولوج إليه ارت��دوا سريعاً ليسلكوا‬
‫جديدة يف أعماق الكون كأنه يستعد لكتابة‬ ‫بعد‪..‬‬ ‫نفس الطريق الذي سلكوه من قبل وسار فيه‬
‫شيء جديد لكنه مل يبح يل به كما كان يفعل‬ ‫وال��ذي مييز كتابات هناد شريف تلك النظرة‬ ‫غريهم‪ ..‬مل يعبأ هناد شريف بوعورة الطريق‬
‫دائ��م �اً‪ ..‬يغمض عينيه مستغرقا يف التفكري‬ ‫الواعية للمستقبل‪ ،‬وتأكيده على البعد القومي‬ ‫وكثرة أحجاره املتناثرة هنا وهناك ومطباته‬
‫والتأمل يفتحهما لتلتقي عينانا فيتحامل على‬ ‫سواء كان عربياً أو حملياً‪ ..‬كذلك البعد الديين‬ ‫ومنحنياته الكثرية وحفره الغائرة فعبده ورصفه‬
‫آالمه الشديدة ليفرج عن ابتسامة عذبة فهذه‬ ‫واألخالقي فقصصه ال ختلو من ملسات تشي‬ ‫وسفلته وأناره للسائرين من بعده‪ ..‬ومل يكتف‬
‫هي لغتنا اخلاصة اليت كنا نتبادهلا حتى يف‬ ‫بطبيعة الكاتب ومتسكه هبذه الفضائل‪ ..‬ويف‬ ‫هبذا بل زرع أشجاره ووروده ومثاره طول الطريق‬
‫أشد اللحظات‪..‬‬ ‫هذا يقول هناد شريف‪ :‬أنا شديد احلساسية‬ ‫فإذا حنن يف طريق ممهد رحب واضح وضوح‬
‫تأخذه إغفاءة بعيداً ال أدري إذا كانت حتمله‬ ‫إزاء كل ما هو مصري‪..‬‬ ‫الشمس يغري باالنطالق فيه‪ ..‬فارتبط امسه‬
‫إىل املستقبل لريى ما خيبئه الزمن من أحداث‬ ‫هن��اد شريف متخرج من قسم التاريخ بكلية‬ ‫باسم الطريق وأصبح صاحبه وشيخ حارته‬
‫واكتشافات وأفكار مازالت خلف احلجب‪ ،‬أم إىل‬ ‫اآلداب جامعة ال��ق��اه��رة‪ ..‬كيف لشاب درس‬ ‫وعمدته‪..‬‬
‫املاضي‪ ..‬كدت أسأله ماذا ترى ومن ترى؟ وما‬ ‫التاريخ يكتب يف العلوم ويتبحر فيها كان هذا هو‬ ‫ال يذكر اخليال العلمي إال ويذكر هناد شريف‪..‬‬
‫هي العوامل اليت تطوف فيها مبسبارك اخلفي‪..‬‬ ‫السؤال األول يل وكانت إجابته أن كاتب التاريخ‬ ‫فهو الوحيد من الكتاب «ليس يف مصر وحدها‬
‫يفتح عينيه وهو يهز رأسه كأنه قرأ تساؤيل‪..‬‬ ‫هو أقدر من يستشرف املستقبل اعتماداً على‬ ‫أو يف الوطن العربي فحسب‪ ،‬بل يف العامل كله‬
‫وم��ازال صوته الرائع الدافئ احلنون يداعب‬ ‫أحداث املاضي‪..‬‬ ‫الذي اختذ من اخليال العلمي أسلوباً وهدفاً‬
‫مسامعي ويضغط مبا تبقى له من ق��وة على‬ ‫«مل يكن عمل هناد شريف مقطوع الصلة مبا‬ ‫وقرر أال يكتب يف غريه‪ ،‬ولو أنه يستطيع‪ ،‬فصار‬
‫يدي وهو يقول يل‪« :‬أن��ت رائ��ع يا صالح ربنا‬ ‫جي��ري يف العامل من تطورات ك��ان أبرزها يف‬ ‫راهباً وقسيساً وشيخاً يف حمراب عشقه بأمانة‬
‫خيليك يل»‬ ‫ذل��ك الوقت جن��اح اإلن��س��ان يف غ��زو الفضاء‪،‬‬ ‫ال ينازعه فيه منازع‪ ..‬فمعظم كتاب اخليال‬
‫وعندما أغمض عينيه متاماً أدرك��ت أن��ه قد‬ ‫والوصول إىل القمر‪ ،‬وإطالق األقمار الصناعية‪.‬‬ ‫العلمي يف العامل حتى رواده األوائل جول فرين‬
‫بدأ يف الكتابة وتركنا أسرى للحزن‪ ..‬واحلزن‬ ‫فضالً عن انتشار أدب اخليال العلمي يف العامل‬ ‫وويلز وأزميوف وصوالً إىل رائد اخليال العلمي‬
‫ق��رص��ان م��اك��ر م�ترب��ص يف حب��ر األم���ل لكننا‬ ‫الغربي‪ ،‬وال شك أن إط�لاع هناد شريف عليه‬ ‫الفرنسي فيليب كورفال واألمريكي دان براون‪..‬‬
‫لن نستسلم ل��ه‪ ..‬فنهاد شريف سيبقى بيننا‬ ‫كان من بني الوسائل اليت أعانته على التفوق‬ ‫كتبوا قصصاً ال تنتمي ألدب اخليال العلمي‪،‬‬
‫بأعماله وأف��ك��اره اجل��دي��دة السباقة دائ��م�اً‬ ‫يف كتابة روايته الرائدة «قاهر الزمن» وكان أكثر‬ ‫وهذا ال يعيبهم أو ينتقص من إبداعهم‪ ،‬لكنه‬
‫وسنستعري ابتسامته لتكون سالحاً يف وجه‬ ‫أديب مصري ورمبا عربي قد حاول أن يكتب‬ ‫يف نفس الوقت يؤصل لنهاد شريف وإخالصه‬
‫القرصان وكل قراصنة النجاح واإلبداع‪ ..‬رحم‬ ‫يف هذا النوع األدبي‪ ،‬لكن أحداً منهم مل يكرس‬ ‫ألدب هذا النوع ومثابرته عليه طوال ما يقرب‬
‫اهلل هناد شريف‪..‬‬ ‫نفسه لكتابته على حنو ما فعل هناد شريف فيما‬ ‫م��ن نصف ق��رن ق��دم خالهلا أع��م��االً متنوعة‬

‫‪37‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪36‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫حيوانات المجاري الزاحفة‬

‫صرخت باألطفال‪:‬‬ ‫وهبدوء وثقة فتح باب غرفة النوم‪ ،‬واطمأن إىل‬
‫‪ -‬هيا ياأوالد لندخل الغرفة‪..‬‬ ‫نوم األطفال يف الغرفة األخرى بعد أن أغلقها‬
‫متدد حممود مفكراً‪:‬‬ ‫هبدوء أيضاً‪..‬‬
‫‪ -‬لن هتدأ هذه احليوانات القذرة‪ ..‬كيف أنت‬ ‫توضحت األصوات املتداخلة‪ .‬اليت تطرق الباب‬
‫هبذه الكمية الكبرية؟ وكيف متكنت من كسر‬ ‫بانتظام‪ ،‬كان هناك نوع من األنياب احلادة تأكل‬
‫رخام (دورة املياه)؟ إنه أمر حمري‪..‬‬ ‫اخلشب‪ ،‬داخل دورة املياه‪ ..‬هل هي اجلرذان‬
‫بعد حنو نصف ساعة عاد الصخب من جديد‬ ‫اليت خرجت متجمعة من املصارف؟ معقول؟‬
‫إىل دورة املياه‪ ،‬وبدأت األنياب احلادة تنهش‬ ‫كانت األنياب اجملهولة قد بدأت تفتح ثغرة هلا‬
‫اخلشب‪ .‬وأسقط يف يد حممود‪ ،‬ومل يدر ماذا‬ ‫يف الباب‪ ..‬مل يكن أمام حممود اخليار‪ ،‬جيب أن‬
‫يفعل‪ ..‬إذا أطلق النار من جديد‪ ،‬سيسبب‬ ‫يستدم البندقية‪ ،‬عاد بسرعة إىل سعدا نبهها‬
‫رعب األطفال من جديد‪ ..‬ولن ينجح يف إيقاف‬ ‫أنه سيطلق النار‪ .‬وعليها االهتمام باألطفال‪..‬‬
‫اهلجوم هذه املرة‪..‬‬ ‫وهكذا عاد من جديد إىل باب دورة املياه حيث‬
‫خطر يف باله أن يتصل بالشرطة لعلهم يتمكنوا‬ ‫بدأت رؤوس حليوانات غريبة تظهر حماولة‬
‫من مساعدته يف إيقاف زحف اجلرذان‪ ..‬ولكنه‬ ‫اخل���روج‪ ،‬س��دد بندقيته وأطلق ال��ن��ار‪ ،‬ودوى‬
‫غري رأيه‪ ،‬مقتنعاً أن الشرطة قد التتدخل يف‬ ‫الصوت قوياً مضخماً‪ ،‬أيقظ‪ ،‬أيقظ األطفال‪..‬‬
‫مثل هذه احلاالت‪ ..‬إذن ماذا سيفعل؟‬ ‫الذين أخذوا بالبكاء وسعدا حتاول هتدئتهم‪..‬‬
‫ك��ان��ت األص����وات ق��د ع���ادت إىل ق��وهت��ا‪ ،‬لقد‬ ‫تأمل حممود الفوهة الكبرية املفتوحة يف الباب‪،‬‬
‫تدفقت اجلرذان من جديد يف البالوعة وبدأت‬ ‫ثم فتحه هبدوء ليجد أكواماً من اجلرذان تدخل‬
‫تقرض اخلشب‪ ..‬أتته سعدا هتمس برعب‪:‬‬ ‫من الفوهة‪ ،‬وقد انتشرت بضعة جثث منها‬
‫‪ -‬ماهذا ياحممود يبدو أهنا عادت من جديد‪..‬‬ ‫على أرض دورة املياه‪..‬‬
‫‪ -‬نعم‪ ،‬وقد اليتحمل الباب دقائق أخرى أمام‬ ‫الشيء الذي أرعبه‪ ،‬كان اتساع الفوهة‪ ،‬ويبدو‬
‫أنياهبا‪..‬‬ ‫أن اجل���رذان ق��د قضمته بأنياهبا‪ ،‬وخربته‬
‫‪ -‬وماالعمل؟ جيب إيقافها قبل أن تسبب دمار‬ ‫بطريقة التصدق‪ ..‬مما جعل الفوهة واسعة‬
‫البيت وقتلنا‪..‬‬ ‫تتسرب منها املياه القذرة إىل اخلارج‪..‬‬
‫‪ -‬آه‪ ..‬وج��دهت��ا‪ ،‬س��أت��ص��ل بقسم اإلط��ف��اء‪،‬‬ ‫كان عليه أن يهرع إلنقاذ املوقف قبل أن تعاود‬
‫سيجدون احلل بالتأكيد‪..‬‬ ‫اجلرذان الكرة باهلجوم اجلديد‪ ..‬أغلق الباب‬ ‫د‪.‬طالب عمران‬
‫‪ -‬قسم اإلطفاء؟ سنخربهم أن حريقاً شب يف‬ ‫ومحاه بلوح من اخلشب ثبته مبسامري‪..‬‬
‫البيت‪..‬‬ ‫كان األطفال يبكون قال لزوجته‪:‬‬ ‫وال��زجم��رة‪ ..‬ثم حتولت إىل طرقات متتابعة‬ ‫مل تكن تلك الليلة ع��ادي��ة‪ ،‬فلقد‬
‫‪ -‬البد من ذلك‪..‬‬ ‫‪ -‬هدئي األطفال ياسعدا‪ ،‬وساعديهم ليناموا‪..‬‬ ‫على اخلشب‪ ..‬بشكل جعل حممود ينهض من‬ ‫استيقظ (حممود ) يف الليل على‬
‫‪ -‬إذن اتصل هبم فوراً‪ .‬مازال األوالد مستيقظني‪،‬‬ ‫‪ -‬ملاذا متددت هنا؟ ألن تعاود النوم يف الغرفة‬ ‫فراشه ليلتقط بندقية الصيد ويلقمها ويتجه‬ ‫ص���وت زوج��ت��ه امل��رجت��ف تنبهه‬
‫قد ينهارون من الرعب إذا اجتازت اجلرذان‬ ‫الكبرية؟‬ ‫صوب املكان الذي تصدر عنه األصوات‪..‬‬ ‫إىل تلك األصوات الغريبة املنطلقة من داخل‬
‫احلاجز وثقبت الباب‪..‬‬ ‫‪ -‬جيب أن أبقى هنا حتى الصباح‪ ..‬قد تعود‬ ‫رجته (سعدا) أن ينتبه‪ ،‬فرمبا كمن اخلطر غري‬ ‫البيت‪..‬‬
‫‪ -‬معك حق‪..‬‬ ‫تلك احليوانات من جديد‪..‬‬ ‫املتوقع هناك‪ ..‬ولكنه هدأها بإشارة من يده‪..‬‬ ‫كانت األصوات مزجياً من اخلربشة والصفري‬

‫‪39‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪38‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫حيوانات المجاري الزاحفة‬ ‫حيوانات المجاري الزاحفة‬

‫‪ -‬توقف النزف ياسيدي‪ ،‬ولكين أشعر بآالم‬ ‫جيداً‪ ،‬إهنم يعملون معك منذ وقت طويل‪..‬‬ ‫ممتلكاهتم‪ ..‬وانتشر رجال الشرطة واجليش‬ ‫وبالفعل حضر رج��ال اإلط��ف��اء‪ ،‬وغضبوا يف‬
‫التطاق‪.‬‬ ‫‪ -‬معك حق‪ ..‬ولكن ماالذي نستطيع أن نفعله‬ ‫بأسلحتهم األوتوماتيكية يتصدون جملموعات‬ ‫البداية بعدما أيقظت صفاراهتم الناس‪ ،‬حني‬
‫قال مهران‪:‬‬ ‫إليقاف الكارثة اليت حتدث للناس يف مدينتنا؟‬ ‫اجلرذان ويبيدوهنا‪ ،‬ولكن أعدادها رغم ذلك‬ ‫علموا أن الحريق يف املنطقة‪ ،‬وإمن��ا املشكلة‬
‫‪ -‬ملاذا مل ينقل للمشفى‪ ..‬قد يتسمم من أنياب‬ ‫‪ -‬كيف سنوقف زح��ف اجل���رذان وتكاثرها‬ ‫كانت يف ازدياد واضح‪..‬‬ ‫مشكلة حيوانات ق��ذرة كبرية احلجم هتاجم‬
‫اجلرذ القذرة‪..‬‬ ‫املستمر‪.‬؟ الناس يف رعب دائم من هجماهتا‬ ‫ورغ���م أن ال��ن��اس ق��د ت��ص��دوا هل��ا وق��اوم��وا‬ ‫األقبية يف كثافة كبرية‪..‬‬
‫‪ -‬هامجتنا اجلرذان وحنن يف طريقنا إليك‪..‬‬ ‫املتالحقة‪..‬‬ ‫هجماهتا الشرسة يف البيوت ويف الشوارع‬ ‫مل يكن حممود هو الوحيد الذي يعاني منها‪،‬‬
‫مل يتسع لنا الوقت لنقله‪..‬‬ ‫‪ -‬الأدري يادكتور‪ ..‬أليس من دواء يوقفها عند‬ ‫واملكاتب‪ ،‬فإن اخلوف ازداد لدرجة أن غالبيتهم‬ ‫ك��ان��ت غالبية األقبية السكنية يف املنطقة‬
‫‪ -‬الب��أس سأبذل م��ايف وسعي إليقاف هذه‬ ‫حدها ويقتلها؟‬ ‫كانت تفكر يف الرحيل واهلرب من هذه الكارثة‬ ‫تعاني م��ن ذلك‪..‬ومتكنت ف��رق اإلط��ف��اء من‬
‫اجملزرة‪..‬‬ ‫‪ -‬المفر من العمل يف هذا االجتاه‪ ..‬كل شيء‬ ‫اليت الجتلب سوى اخلراب واملوت‪..‬‬ ‫رش اجل��رذان خبراطيمها لتهرب من جديد‬
‫‪ -‬بارك اهلل فيك يادكتور‪ ..‬هذا هو رقم هاتفي‬ ‫جاهز يف الداخل‪.‬؟‬ ‫وبالفعل ب��دأت جمموعات من سكان املدينة‬ ‫يف املصارف والبالوعات‪ ..‬وبعد خروج رجال‬
‫اخل���اص أن ج��د ش��يء وتوصلت إىل العقار‬ ‫‪ -‬نعم يادكتور‪..‬‬ ‫ب��اهل��رب إىل م��ن��اط��ق أخ����رى‪ ،‬ورغ���م صعوبة‬ ‫اإلطفاء من بيته دخلوا أيضاً األقبية اجملاورة‪،‬‬
‫املطلوب‪..‬‬ ‫‪ -‬حسناً‪ ،‬ليعينين اهلل‪..‬‬ ‫اخلروج من املدينة واجتياز اجلسور الصغرية‬ ‫بعدما جتمع الناس حول سيارهتم وقد وصلتهم‬
‫‪ -‬لن أتأخر يف االت��ص��ال بك إن توصلت يف‬ ‫وبعد فرتة داخل أحد العاملني والدكتور مهران‬ ‫فوق النهر بسبب هجمات اجلرذان الشرسة‪،‬‬ ‫أخبار تسرب اجلرذان‪ ..‬وشراستها‪ ..‬ويبدو أن‬
‫أحباثي لنتائج إجيابية‪..‬‬ ‫منشغل بعمله‪..‬‬ ‫ف��ق��د جن��ح��ت ب��ع��ض اجمل��م��وع��ات ب��االب��ت��ع��اد‬ ‫مجيع األقبية والبيوت األرضية يف املدينة قد‬
‫‪ -‬حسناً‪ ..‬هيا ياعادل‪ ..‬سيحملك رفاقك إىل‬ ‫‪ -‬الشرطة بالباب يادكتور‪..‬‬ ‫والفرار‪ ..‬إال أن البعض اآلخر فشل يف عبور‬ ‫أخذت تعاني من هذه املشكلة اخلطرية‪ ..‬ويف‬
‫السيارة‪..‬‬ ‫‪ -‬الشرطة؟ وماذا جاءت تفعل عندنا؟‬ ‫مناطق اجلرذان اليت كانت تتكاثر بشكل غري‬ ‫الصباح التايل فوجئ املتنزهون قرب شاطئ‬
‫‪ -‬انتظروا‪ ،‬سأضمد له جرحه أوالً قبل نقله‬ ‫‪ -‬الأدري ياسيدي‪..‬‬ ‫معقول‪..‬‬ ‫النهر ال��ذي خي�ترق املدينة وتلقى فيه مياه‬
‫للمشفى‪..‬‬ ‫‪ -‬حسناً سأستقبلهم يف املكتب اخلارجي‪..‬‬ ‫ويف إح��دى مناطق املدينة‪ ،‬ك��ان هناك حوار‬ ‫الصرف الصحي بقطعان من اجلرذان تسبح‬
‫‪ -‬إنين أتأمل كثرياً يادكتور‪..‬‬ ‫دخل إليهم بعد قليل مرحباً‪ ،‬كان هناك ضابط‬ ‫يدور بني رجل كهل وسكرترية شابة‪:‬‬ ‫خارجة من النهر وهي تنقض على أطعمتهم‬
‫مهس يل ‪:‬‬ ‫كبري‪..‬‬ ‫‪ -‬ليس خطأي يادكتور مهران‪..‬‬ ‫وهتاجم جذور النباتات وسيقاهنا‪ ..‬كما بدأت‬
‫‪ -‬ي��اس��ي��دي إن اآلالم متتد إىل ك��ل مناطق‬ ‫‪ -‬جئنا إليك يادكتور مهران مرسلني من جملس‬ ‫‪ -‬أمعقول أن يتسرب هذا ال��زوج من املخترب‬ ‫ب��ع��ض جم��م��وع��اهت��ا بنهش ج���ذور األش��ج��ار‬
‫جسمه‪..‬‬ ‫املدينة‪ ،‬نرجو أن الختيب رجاءنا‪..‬‬ ‫إىل اخلارج‪ ،‬قاطعاً األسالك‪ ،‬وخمرتقاً األبواب‬ ‫وأغصاهنا املتدلية‪..‬‬
‫سأله الضابط‪:‬‬ ‫‪ -‬خري ياسيادة العقيد؟‬ ‫املغلقة ؟‬ ‫معقول؟ ماالذي جعل هذه احليوانات الكريهة‬
‫‪ -‬هل هو سريان السم؟‬ ‫‪ -‬مسعت مبا جيري يف املدينة‪ ..‬حنن حباجة‬ ‫ً‬
‫‪ -‬يبدو أن األم��ر غريبا فعالً يادكتور‪ ،‬ولكن‬ ‫خترج هبذه الكثافة اهلائلة؟‬
‫‪ -‬أرجو أن اليكون كذلك‪ ..‬مددوه هنا‪..‬‬ ‫ملساعدتك‪..‬‬ ‫كيف نفسر هذه البقايا من الزجاج واألسالك‬ ‫حتى أحجامها أك�بر م��ن األح��ج��ام املعروفة‬
‫بدا كأن رجله مزقت بسكاكني حادة‪ ..‬مازال‬ ‫‪ -‬مساعدتي يف ماذا؟‬ ‫املقطعة‪ .‬وحتى اخل���راب الكبري يف أخشاب‬ ‫للجرذان؟‬
‫الدم ينز ببطء‪..‬كان الشاب قد بدأ يغيب عن‬ ‫‪ -‬يف إجي��اد دواء قاتل للجرذان‪ ،‬إهنا تتكاثر‬ ‫األبواب‪.‬؟‬ ‫وشراستها وهي جائعة جتعل خطرها كبرياً‪..‬‬
‫الوعي‪ ..‬من كثرة اآلالم اليت يعانيها‪ ،‬أعطاه‬ ‫بطريقة خميفة وقد اليسلم أحد من أذاها‪ ..‬لو‬ ‫‪ -‬معقول؟ مل تصل هذه احليوانات إىل درجة‬ ‫أمعقول ماجيري‪..‬؟‬
‫الدكتور مهران حقنة ملقاومة تأثري املادة السامة‬ ‫مل نسارع إلنقاذ عناصرنا‪ ،‬لكنا خسرنا أيضاً‬ ‫من الذكاء جتعلها تكافح لتصل لطريق اخلروج‬ ‫كانت تساؤالت الناس تكرب وتزداد‪..‬‬
‫املنتقلة من اجلرذان إليه رأى الدكتور مهران‬ ‫يف املخفر عدة رجال شرطة‪ ..‬انظر إليه ذلك‬ ‫عرب هذه األبواب املتتابعة‪ ..‬ملاذا اليكون املسبب‬ ‫مل يكن األم��ر طبيعياً‪ ،‬فلقد ب��دأ للجميع أن‬
‫أنه جيب اإلسراع يف نقله للعناية املشددة يف‬ ‫الشاب مازالت الدماء تنزف‪ ،‬منه جراء عضة‬ ‫رجالً ساعدها للخروج؟‬ ‫كارثة حقيقية حتل باملدينة جيب التصدي‬
‫املشفى‪..‬‬ ‫جرذ‪ ..‬أره مكان العضة ياعادل‪..‬‬ ‫‪ -‬م��ن داخ���ل امل��خ�بر؟ مستحيل‪ ،‬الأح���د من‬ ‫ال��س��ري��ع مل��ع��اجل��ت��ه��ا‪ ،‬خ��اص��ة وأن اجل����رذان‬
‫وه��ك��ذا ه���رع رج���ال ال��ش��رط��ة ومعهم‬ ‫قال الشرطي عادل‪:‬‬ ‫العاملني هنا‪ ،‬يفعل مثل هذا العمل أنت تعرفهم‬ ‫امل��ه��امج��ة قتلت بعض ال��ن��اس‪ ..‬وأت���ت على‬

‫‪41‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫حيوانات المجاري الزاحفة‬ ‫حيوانات المجاري الزاحفة‬

‫ش��ع��ر ب����اإلره����اق ال���ش���دي���د‪ ،‬وك����ن جي���ب أن‬ ‫‪ -‬اين عمي؟‪ .‬ملاذا ؟‬ ‫‪ -‬سيادة العقيد‪ ..‬العقار جاهز‪ ..‬وقد جربته‬ ‫زميلهم املصاب صوب املشفى‪ ..‬وانفرد الدكتور‬
‫الي��ت��وق��ف‪ ..‬متالك نفسه وش��رب القهوة ثم‬ ‫ً‬
‫‪ -‬ق��د خي�ترع ع��ق��ارا آخ��ر يقضي على هذه‬ ‫بنفسي‪..‬‬ ‫مهران يف خمربه يدرس املسألة وهو يضع كافة‬
‫غسل وجهه باملاء البارد وكان عمال اخلدمات‬ ‫الديدان ‪..‬‬ ‫‪ -‬عظيم يادكتور‪ ..‬هل أرسل لك بعض العناصر‬ ‫االحتماالت املمكنة لفشل جتاربه يف الوصول‬
‫يعانون من مشكلة‪:‬‬ ‫‪ -‬هل أرافقك ياأبي؟‬ ‫ملساعدتك يف نقله؟‬ ‫إىل عقار يقضي على تكاثر اجل��رذان وينهي‬
‫‪ -‬وأين سننقل هذه اجلثث الكريهة؟‬ ‫‪ -‬الياحنان‪ ..‬الوقت لدينا‪ ..‬ياإهلي أعنا يبدو‬ ‫‪ -‬الب���أس‪ ،‬س��أش��رف على عملية املكافحة‬ ‫هجماهتا على ال��ن��اس‪ ..‬ك��ان املوضوع صعباً‬
‫‪ -‬إىل مستودع النفايات خارج املدينة‪ ..‬حيث‬ ‫أن الكوارث تتالحق على هذه املدينة البائسة‬ ‫بنفسي‪..‬‬ ‫ومعقداً‪..‬‬
‫سيتم حرقها باجلملة‪..‬‬ ‫ويف خمترب الدكتور مهران كان احلوار ساخناً ‪:‬‬ ‫‪ -‬هذا أفضل يادكتور‪ ..‬سأرسل لك العناصر‬ ‫شعر بغصة خمنوقة‪ ،‬وهو يتخيل مدى ماسبب‬
‫‪ -‬لن تكون رحلة سهلة‪ ،‬لوال الكمامة الختنقت‬ ‫‪ -‬معقول ياحممود؟ هذه الدودة استخرجتها‬ ‫فوراً‪ ..‬حنن ممتنون لك‪..‬‬ ‫للناس من متاعب وآالم‪ ،‬كان جيري جتاربه‬
‫من روائح التفسخ‪..‬‬ ‫من احلديقة؟‬ ‫وض���ع ب��ع��ض ع��ي��ن��ات م��ن ال��ع��ق��ار يف طريق‬ ‫على حتسني نسل ساللة معينة من األغنام‪،‬‬
‫‪ -‬لو مل تكن متفسخة‪ ..‬كان باإلمكان االستفادة‬ ‫‪ -‬وه��ن��اك م��ئ��ات غ�يره��ا‪ ..‬الب��د وأن املدينة‬ ‫اجلرذان باحلديقة فكثرت اجلثث‪ ،‬ثم انتشر‬ ‫وت��وص��ل إىل نتائج هامة جعلت زوج�ين من‬
‫منها‪..‬‬ ‫مجيعها قد بدأت تالحظ خروج هذه الديدان‪..‬‬ ‫العقار يف أمكنة أخرى فقتل ع��دداً كبرياً من‬ ‫اجل�����رذان ينمو بشكل س��ري��ع إىل أض��ع��اف‬
‫‪ -‬كيف؟‬ ‫‪ -‬جيب أن أبدأ العمل إذن‪..‬‬ ‫اجلرذان مما زاد العبء على قطاع اخلدمات‬ ‫أضعاف حجمه األصلي‪.‬‬
‫‪ -‬أال ترى حجم اجلرذ حبجم األرنب‪ ..‬يعين‪..‬‬ ‫‪ -‬سأجهز خمترب األحب��اث من جديد وأضع‬ ‫يف املدينة‪..‬‬ ‫حتى أن الشاب املكلف بإطعام عينات التجارب‪،‬‬
‫‪ -‬تقصد سلخها وبيع حلمها؟‬ ‫احملاليل اليت استخدمتها يف التجربة السابقة‬ ‫وانتشرت جمموعات العمل يف أحناء املدينة‪،‬‬ ‫اشتكى للدكتور مهران من كثرة الطعام الذي‬
‫‪ -‬نعم‪ ..‬ستكون ثروة كبرية‪ ،‬حتى ميكن تعليبها‬ ‫على مكتيب يف املخترب‪..‬‬ ‫وكانت النتائج مشجعة‪ ،‬وكان حممود يعاني من‬ ‫يضعه للجرذين النهمني بطريقة التوصف‪..‬‬
‫وبيع حلومها املعلبة إىل اخلارج‪..‬‬ ‫‪ -‬اع��ت��ذر م��ن حممود ليتفرغ لعمله املرهق‬ ‫خراب يف أثاث بيته الصغري‪..‬‬ ‫مل ينم الدكتور مهران يف تلك الليلة‪ ،‬ظل منكباً‬
‫‪ -‬اجلرذان؟ إهنا حيوانات قذرة الشك أن أكل‬ ‫اجلديد وهو مكافحة الديدان‪..‬‬ ‫ورغم ذلك مل يكن يشعر باألسف‪ ،‬فلقد محى‬ ‫على عمله يركب النماذج وجيرهبا على فئران‬
‫حلومها يسبب أمراضاً كثرية‪..‬‬ ‫‪ (( -‬م��ن أي��ن أت��ت ه��ذه ال��دي��دان‪.‬؟ جي��ب أن‬ ‫هذا األثاث أطفاله من هجمات اجلرذان‪ ..‬بعد‬ ‫التجارب حتى توصل إىل مااعتقده فعاالً يف‬
‫‪ -‬أنا الأقصد أن تباع حلومها للبشر‪ ،‬أقصد‬ ‫أدرس تركيبها ))‬ ‫أن كدسه أمام باب دورة املياه املخرب‪ ..‬ولكن‬ ‫اهلجمة ضد اجلرذان‪..‬‬
‫للحيوانات اليت تعيش مع اإلنسان كالكالب‬ ‫ولكن األمر مل يتوقف عند هذا احلد‪ ،‬فلقد بدأ‬ ‫شيئاً جديداً حدث أيضاً‪..‬‬ ‫كانت اخلطوة التالية إنتاج كميات كبرية من‬
‫والقطط‪.‬‬ ‫نوع من احلشرات بالتضخم‪ ،‬وانتشر إضافة‬ ‫‪ -‬حممود ول��دك األص��غ��ر خالد أخ��رج هذه‬ ‫العقار لتوزيعها يف خمتلف املناطق‪ ..‬وكان‬
‫‪ -‬هبذا ت��زداد أع��داد الكالب والقطط عندنا‬ ‫للديدان‪ ..‬يف أحناء املدينة‪ ..‬يتغذى على كل‬ ‫ال���دودة م��ن احل��دي��ق��ة‪ ..‬إهن��ا ميتة ان��ظ��ر إىل‬ ‫هذا عمالً مرهقاً أيضاً‪ ..‬وهو غارق يف عمله‬
‫لدرجة قد تشكل خطراً أيضاً‪..‬‬ ‫األشياء اللينة‪ .‬حتى اللدائن والبالستيك‪..‬‬ ‫ضخامتها‪..‬‬ ‫فتحت عليه زوجته الباب‪..‬‬
‫‪ -‬ل��ي��س ع��ن��دن��ا وإمن���ا يف ال����دول األوروب��ي��ة‬ ‫واستنتج الدكتور مهران أن املواد اليت حقنها‬ ‫‪ -‬م��ع��ق��ول‪ ،‬مل أر دودة يف ح��ي��ات��ي‪ ،‬هب��ذه‬ ‫‪ -‬مهران األطفال خائفون‪ ،‬يبدو أن اجلرذان‬
‫واألمريكية‪..‬‬ ‫يف (زوج اجل��رذان) يف املخترب لزيادة حجمها‬ ‫الضخامة‪..‬‬ ‫وصلت إلينا رغم كل االحتياطات‪..‬‬
‫‪ -‬أنت جمنون بأفكارك‪..‬‬ ‫قد سرب املادة احملقونة إىل األجيال اجلديدة‪،‬‬ ‫وأتت ابنته حنان مسرعة‪:‬‬ ‫‪ -‬ماذا تقولني ياسعاد؟ معقول؟‬
‫‪ -‬الب��أس إهن��ا أف��ك��ار كما ق��ل��ت‪ ..‬أتعتقد أن‬ ‫عرب طبعات وراثية متتالية‪ ..‬رن جرس اهلاتف‬ ‫‪ -‬بابا‪ ..‬هناك عدد من الديدان يف احلديقة‪،‬‬ ‫‪ -‬رأيت جمموعاهتا بنفسي خترتق احلديقة‪،‬‬
‫(ال��ب�ترول) ال��ذي حنمله سيكفي حل��رق هذه‬ ‫من جديد بإحلاح‪ ،‬رفع السماعة‪..‬‬ ‫إهنا تأكل الرتاب‪..‬‬ ‫أجهزت على اخلضار وب��دأت بقرض جذوع‬
‫اجلثث؟‬ ‫‪ -‬بلغك الناس مبا جيري إذن؟‬ ‫‪ -‬ماذا تقولني؟‬ ‫األشجار‪ ..‬ماالذي سنفعله؟‬
‫‪ -‬نعم أعتقد أنه سيكفي‪..‬‬ ‫‪ -‬نعم ياسيادة العقيد‪..‬‬ ‫اجته مسرعاً ليجد منظراً أذهله ‪:‬‬ ‫‪ -‬التقلقي سأتدبر األمر‪ ..‬تعايل معي‪..‬‬
‫وأهنى مهران عقاره اجلديد‪:‬‬ ‫‪ -‬نرجو أن تسرع بإنتاج العقار اجلديد‪..‬‬ ‫‪ -‬ياإهلي معقول‪ ..‬إهنا الكارثة أيضاً‪..‬‬ ‫‪ -‬حسناً‪ ..‬أال تنتظر مساعديك؟‬
‫‪ -‬يبدو أشبه بالشراب‪ ..‬شراب التوت رمبا؟‬ ‫‪ -‬إن شاء اهلل ساعات قليلة ويكون بني يديك‪..‬‬ ‫‪ -‬ماالذي ستفعله ياأبي؟‬ ‫‪ -‬البأس‪ ..‬لن أتأخر كثرياً‪..‬‬
‫‪ -‬إن��ه لونه احلقيقي‪ ..‬سأذهب ألنام‬ ‫‪ -‬يف االنتظار يادكتور‪..‬‬ ‫‪ -‬سأذهب إىل الدكتور مهران‪..‬‬ ‫أدار قرص اهلاتف يتصل بالضابط‪:‬‬

‫‪43‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪42‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫حيوانات المجاري الزاحفة‬ ‫حيوانات المجاري الزاحفة‬

‫أن بعض املصانع الكيماوية تلقي خملفاهتا يف‬ ‫يعلم أن هذا احمللول سيتناوله بشري‪..‬‬ ‫يتوجع‪..‬‬ ‫قليالً‪ ،‬حتى تتوقف حمركات اآلل��ة تلقائياً‪،‬‬
‫النهر إىل جانب الصرف الصحي‪ ..‬رمبا كان‬ ‫خففت عنه سعدا‪:‬‬ ‫‪ -‬حاضر ياأمي‪..‬‬ ‫حينها سنبدأ بسكب السائل يف أوعية وإرساهلا‬
‫هذا هو السبب احلقيقي‪..‬‬ ‫‪ -‬ليست لك أية عالقة هبذا اخلطأ‪ ..‬خفف‬ ‫ً‬
‫‪ -‬عاتبها الدكتور مهران كثريا‪..‬‬ ‫إىل املخفر القريب لتوزع يف املدينة‪ ..‬إنه مركب‬
‫‪ -‬والديدان واحلشرات الزاحفة؟‬ ‫عنك‪ ..‬قل يل أرجوك كيف حاله اآلن؟‬ ‫‪ -‬معقول ياسعدا‪ ،‬كيف مل تنتبهي؟‬ ‫شديد الفعالية‪..‬‬
‫‪ -‬العقار ال��ذي طبقته على اجل���رذان وقتلها‬ ‫‪ -‬ليست على مايرام ياسعدا‪ ..‬الدكتورة رنا‬ ‫‪ -‬إنه غضب اهلل علينا‪..‬‬ ‫‪ -‬أتعتقد يادكتور أن انفالت زوج اجلرذان من‬
‫ونشر جثثها بسرعة أدى إىل تفسخها وتغذية‬ ‫حت���اول‪ ..‬إن ش��اء اهلل سيتحسن‪ ..‬هل ابتلع‬ ‫ً‬
‫‪ -‬اطليب الدكتورة (رنا) ف��ورا‪ ..‬األطفال معك‬ ‫املخرب‪ ،‬هو الذي سبب هذه الكوارث؟‬
‫بعض احل��ش��رات وال��دي��دان‪ ..‬م��ن أجسامها‪،‬‬ ‫كمية كبرية من احمللول؟‬ ‫هنا؟‬ ‫‪ -‬لألسف هذا ماحصل‪ ..‬والديدان اجلديدة‬
‫وه��ذا ماجعل ج��زءاً من التفاعالت الوراثية‬ ‫‪ -‬الأعتقد يادكتور‪ ..‬لقد تقيأ أغلب مابلعه‪..‬‬ ‫‪ -‬نعم‪ ..‬إهنم يف الداخل مازالت األمور مضطربة‬ ‫تضخمت من احمللول املضاد للجرذان الذي‬
‫اخللوية داخلها تنتقل إىل الديدان واحلشرات‬ ‫‪ -‬سننتظر‪ ،‬إن شاء اهلل سيتحسن‪..‬‬ ‫يف املدينة تبدو متعباً يادكتور‪..‬‬ ‫نشرناه يف كل مكان‪ ،‬كأهنا مع بقية احلشرات‬
‫مما سبب النمو السريع هلا أيضاً‪ ..‬أرجو أن‬ ‫‪ -‬ياإهلي ماالذي جيري؟ كأهنا الكارثة الشاملة‬ ‫‪ -‬البأس‪ ..‬سيتحسن خالد على هذا الشراب‪..‬‬ ‫ق��د اس��ت��ف��ادت منه وخ��زن��ت��ه‪ ،‬لتبدأ جيناهتا‬
‫تكون قد فهمت ماأقصده من إجابيت‪..‬‬ ‫اليت انقضت على املدينة فجأة؟‬ ‫‪ -‬ولكن بعد أن جنري غسيالً جلهازه اهلضمي‬ ‫بتحريض هرمون النمو يف أجسامها على العمل‬
‫‪ -‬نعم‪ ..‬نعم‪ ..‬وهل تعتقد أن ذلك قد يتكرر؟‬ ‫ومل يسلم د‪ .‬م��ه��ران م��ن رج��ال األم��ن الذين‬ ‫والكوي‪..‬‬ ‫السريع‪ ..‬أشعر بتعب فظيع‪..‬‬
‫الأدري ياسيادة املقدم‪..‬‬ ‫اقتحموا عليه خمربه ومعهم ضابط كبري‪:‬‬ ‫قالت سعدا‪:‬‬ ‫ووزع رج��ال الشرطة احمللول اجلديد يف كل‬
‫‪ -‬واحمل��ل��ول اجل��دي��د ف��ع��ال لكل احل��ي��وان��ات‬ ‫‪ -‬أن��ا آس��ف ي��ادك��ت��ور‪ ..‬أن أزع��ج��ك يف هذا‬ ‫‪ -‬أرجوك يادكتور الوقت لدينا‪..‬‬ ‫مكان يف املدينة‪ ،‬حيث بدأت ماليني احلشرات‬
‫الزاحفة‪ ..‬قد يتسرب منه إىل احليوانات اليت‬ ‫الوقت‪ ..‬وأنت مل تنم منذ أيام كما قالوا يل؟‬ ‫‪ -‬إنه نائم‪ ،‬التقلقي‪ ،‬نبضه طبيعي‪ ،‬ولن تبدأ‬ ‫الزاحفة والديدان باخلروج من أوكارها وانفاقها‬
‫تتغذى على ال��دي��دان واحل��ش��رات كالطيور‪،‬‬ ‫‪ -‬البأس‪ ..‬خري؟‬ ‫التغريات تطرأ عليه إال بعد أيام‪..‬‬ ‫اليت فتحتها‪ ..‬وجنح احمللول يف القضاء على‬
‫وذوات األنياب‪..‬‬ ‫‪ -‬أنا املقدم حسن من األمن اجلنائي‪ ،‬أريد أن‬ ‫‪ -‬تغريات؟ ماذا تقصد يادكتور؟‬ ‫هذه احلشرات‪ ،‬وتنفس سكان املدينة الصعداء‬
‫‪ -‬جيب االنتباه لذلك كثرياً‪ ،‬ستحدث مآسي‪..‬‬ ‫ألقي عليك بعض األسئلة اهلامة‪ ..‬وأرج��و أن‬ ‫‪ -‬الأدري‪ ..‬أرج����و أن ن��ت��م��ك��ن م���ن إي��ق��اف‬ ‫ويف صدورهم يكمن من أن تظهر مناذج مدمرة‬
‫ب��ال��ط��ب��ع هل����ذه احل���ي���وان���ات ول��ك��ن م����اذا يف‬ ‫جتيبين عليها الستكمال التحقيق‪..‬‬ ‫التفاعالت داخل خالياه‪ ..‬احمللول الذي ركبته‬ ‫أخرى يف مدينتهم‪..‬‬
‫استطاعتنا أن نفعل هلا‪ ..‬املهم حرق خملفات‬ ‫‪ -‬تفضل‪..‬‬ ‫ضد الديدان واحلشرات يعتمد على خصائص‬ ‫ولكن شيئاً حدث يف بيت حممود مدرس العلوم‬
‫ال��دي��دان واحل��ش��رات يف كل م��ك��ان‪ ..‬بطريقة‬ ‫دخل حممود ملهوفاً‪:‬‬ ‫اخللية احلية ويدمرها‪..‬‬ ‫الطبيعية يف املدرسة الضخمة يف حيهم‪ ..‬فلقد‬
‫حامسة‪..‬‬ ‫‪ -‬هل ابين خبري يادكتور؟‬ ‫‪ -‬حالته خطرية إذن‪..‬‬ ‫وضعت سعدا ج��زءاً من احمللول ال��ذي يبدو‬
‫‪ -‬شكراً لك يادكتور‪..‬‬ ‫‪ -‬ميكنك الدخول إىل البيت واالطمئنان عليه‪..‬‬ ‫‪ -‬إن شاء اهلل سيتم عالج حالته‪..‬‬ ‫كشراب الفاكهة بلونه التوتي يف املطبخ‪ ..‬وكانت‬
‫‪ -‬انتظر قليالً القهوة يف طريقها إلينا‪..‬‬ ‫سأله املقدم‪ ..‬بعدما دخل حممود‪:‬‬ ‫فكر الدكتور مهران منزعجاً‪:‬‬ ‫حتتفظ به كاحتياط لكارثة جديدة قادمة‪ ،‬كما‬
‫‪ -‬حسناً‪..‬‬ ‫ً‬
‫‪ -‬هل ولده خبري؟ قيل أنه ابتلع جزءا من احمللول‬ ‫‪ -‬هذا املخترب اللعني سبب الكثري من الكوارث‬ ‫ختيلت‪ ..‬ودخل خالد الصغري‪ ،‬فتناول جزءاً منه‬
‫وساءت حالة الصيب خالد كثرياً‪ ..‬ولكنه عاد‬ ‫الذي صنعته ضد احلشرات‪..‬‬ ‫للناس‪..‬‬ ‫جبرعة كبرية ثم بدأ يتلوى متأملاً‪ ،‬وأتت سعدا‬
‫إىل التحسن من جديد‪ ..‬ثم بدأ يسرتد صحته‬ ‫‪ -‬سيكون خبري إن شاء اهلل‪ ..‬هه‪ ..‬تفضل اسأل‬ ‫وبدأت حالة الصيب تسوء كان من الواضح أن‬ ‫على صراخه‪..‬‬
‫شيئاً فشيئاً‪ ..‬وب��دا ك��أن ك��ل ش��يء ع��اد إىل‬ ‫ماتريد‪..‬‬ ‫احمللول قد بدأ بالتفاعل‪ ..‬ومل تنفع عمليات‬ ‫‪ -‬ياإهلي‪ ،‬مل��اذا فعلت هذا ياخالد ياحبييب‪..‬‬
‫طبيعته لكن مهران ظل يراقب بقلق احلياة يف‬ ‫‪ -‬من أين تعتقد أن تلك اجلرذان قد خرجت ؟‬ ‫الغسل كانت م��ت��أخ��رة‪ ..‬رغ��م أن نبضه كان‬ ‫حنان‪..‬حنان‪ ..‬اتصلي باإلسعاف ‪ ،‬خالد تناول‬
‫املدينة‪ ،‬كأنه يتوقع أمراً غامضاً خميفاً‪..‬‬ ‫وملاذا عندنا يف هذه املدينة بالذات؟‬ ‫مستقراً وتنفسه هادئاً قبل قليل‪..‬‬ ‫من حملول الدكتور مهران‪ ..‬هيا بسرعة‪..‬‬
‫اهلندسة الوراثية إن استخدمت بال أخالق‬ ‫‪ -‬رمب��ا ابتلعت اجل��رذان م��واد كيمياوية أدت‬ ‫ب��دا للدكتور م��ه��ران أن احمل��ل��ول ق��د نفذ إىل‬ ‫‪ -‬مل���اذا الن��أخ��ذه للدكتور م��ه��ران إن��ه يعرف‬
‫ستسبب كوارث كثرية‪ ،‬رمبا كان ماختيلناه من‬ ‫إىل خلل يف بنياهنا ال��وراث��ي فنمت تضخمت‬ ‫اخلاليا‪ ،‬وتعامل مع النوبات‪ ،‬وغري من التخطيط‬ ‫تركيبته‪..‬‬
‫أحداث جزءاً بسيطاً من أحداث كارثية شاملة‪..‬‬ ‫وتكاثرت بسرعة‪ ..‬أما ملاذا هنا؟ فأنت تعلم‬ ‫النووي للخلية‪ ..‬كان قلقاً على الصيب مل يكن‬ ‫‪ -‬اطليب سيارة بسرعة الوق��ت لدينا الصيب‬

‫‪45‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪44‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫الرعب اآللــي‬

‫ومؤخراً بدأت أقلق قليالً عليه‪ ..‬بدأ األمر عندما‬ ‫‪ ( -‬فهد) ! إنين أعرف ذلك‪ ..‬لكن حيث أنك من‬
‫تصادف أن شاهدت مسلسالً تلفزيونياً‪ ..‬عن‬ ‫تصدى أساساً هلذا العمل مع اآلالت العمالقة‬
‫رج��ل فقد عقله‪ ..‬وك��ي��ف أن��ه جت��اه��ل صحته‬ ‫األتوماتيكية‪ ..‬كما أن��ك الوحيد ال��ذي يعرف‬
‫النفسية‪ ..‬حتى أصيب باجلنون يف النهاية‪ ..‬ثم‬ ‫مجيع التفاصيل‪ ..‬ل��ذا جيب أن تكتب تقريراً‬
‫قالت املذيعة يف هناية احللقات‪:‬‬ ‫عن هذه املغامرة الغريبة! كان البد أن أوافق‪..‬‬
‫‪ -‬ميكن أن حي��دث ه��ذا لك ! تابع على نفس‬ ‫فقبل كل شيء فإن كابنت الفضاء (عادل أشرف)‬
‫القناة يف األسبوع القادم‪ ..‬قصة درامية نفسية‬ ‫يعتمد علي كثرياً يف مغامراته العديدة‪..‬‬
‫مثرية أخرى!‬ ‫‪ -‬حقاً كان هناك الكمبيوتر الطائر (نبيل)‪..‬‬
‫صدمتين كلمات املذيعة‪:‬‬ ‫ال��ذي ك��ان إنساناً ذات م��رة‪ ..‬لكن ه��ذا حدث‬
‫‪ -‬ميكن أن حيدث هذا لك !‬ ‫منذ زمن طويل جداً‪ ..‬قبل أن يتحول عقله إىل‬
‫وب��دأت أفكر‪ ..‬لقد أحسست مؤخراً باكتئاب‬ ‫ص��ن��دوق معدني صناعي‪ ..‬ال��ذي أصبح اآلن‬
‫نفسي‪ ..‬وكنت متيقناً من ذلك‪ ..‬وتساءلت‪:‬‬ ‫((جسده))! واألشعة الكهرومغناطيسية اليت هي‬
‫‪ -‬رمبا كانت لديّ عقد نفسية‪ ..‬نتيجة إجهاد‬ ‫وسيلته يف التحرك‪ ..‬والطريان‪..‬‬
‫عقلي خ���ارق! وكلما فكرت يف ه���ذا‪ ..‬ازددت‬ ‫‪ -‬لكن هناك شيئاً ما يف (نبيل) مازال غريبا‪..‬‬
‫ً‬
‫اقتناعاً بضرورة عرض املشكلة‪ ..‬على أخصائي‬ ‫حتى بالنسبة إىل كابنت الفضاء! إن�ني أعرتف‬
‫نفسي‪ ..‬قبل أن ينتهي أمري إىل نفس النهاية‬ ‫بأنين جم��رد روب���وت‪ ..‬أقصد إنساناً آلياً! وال‬
‫التعسة‪ ..‬لبطل املسلسل التلفزيوني!‬ ‫أشبه البشر كثرياً‪..‬‬
‫وحبثت فعالً عن عنوان أخصائي نفسي مشهور‪..‬‬ ‫‪ -‬لقد صنعين ال��دك��ت��ور (أش���رف زك���ي) وال��د‬
‫ثم نزلت يف حمطة امل�ترو الصحيحة‪ ..‬وسرت‬ ‫الكابنت (عادل)‪ ..‬يف املخترب الذي يقع فوق قمر‬
‫إىل عيادته يف إحدى الضواحي‪ ..‬كانت مدينة‬ ‫األرض‪ ..‬وزودني مبولدات ذرية تعمل باالندماج‬
‫القاهرة الكربى‪ ..‬يف القرن الثاني والعشرين‪..‬‬ ‫النووي‪ ..‬ومن ثمّ منحنى القوة اهلائلة املميزة‬
‫معتادة على مشاهدة الغرباء‪ ..‬من كل كواكب‬ ‫هل��ا‪ ..‬إنين أق��وى من عشرين رج�لاً جمتمعني‪..‬‬
‫اجمل��م��وع��ة ال��ش��م��س��ي��ة‪ ..‬ك��ان��وا ي��ن��ظ��رون إيل‬ ‫وميكن لعيين الكهروضوئيتني أن تريا بشكل‬
‫للحظات‪ ..‬ثم يستمرون يف طريقهم‪ ..‬ويف عيادة‬ ‫أف��ض��ل‪ ..‬كما أن أذن��ي امل��زودت�ين ب��دوائ��ر تعمل‬
‫رؤوف وصفي‬
‫الدكتور (شوقي سليمان) األخصائي النفسي‪..‬‬ ‫بأجهزة فوق صوتية‪ ..‬تتمكن من التقاط أضعف‬
‫كانت هناك فتاة استقبال رائعة اجلمال‪ ..‬وسبعة‬ ‫النبضات‪ ..‬أما عقلي الصناعي‪ ..‬فهو متفوق‬
‫مرضى جالسون ينتظرون دوره��م‪ ..‬يف البداية‬ ‫بطريقته اخلاصة‪..‬‬ ‫به‪ ..‬من مغامرات مثرية بني الكواكب والنجوم‪..‬‬ ‫مل أود أن أفعل ذلك‪ ..‬فأنا الروبوت‪..‬‬
‫مل ترفع الفتاة عينيها إيلّ ‪ .‬إذ كانت تعمل على‬ ‫لكن املرض املعدني‪ ..‬مل يكن ماأقلقين‪ ..‬بل كانت‬ ‫رفضت هذا األمر يف البداية‪ ..‬وقلت له بإصرار‪:‬‬ ‫أقصد اإلنسان اآليل (فهد) ‪ ..‬لست‬
‫الكمبيوتر‪ ..‬وسألتين‪:‬‬ ‫مشكليت نفسية حبتى! أج��ل‪ ..‬حتى الروبوتات‬ ‫‪ -‬طال ياكابنت (ع���ادل)! إن�ني أفضل أال أفعل‬ ‫معتاداً على احلديث عن نفسي‪..‬‬
‫‪ -‬هل تريد أن ‪..‬‬ ‫ذات الذكاء الصناعي‪ ..‬ميكن أن تصاب بالعقد‬ ‫ذل��ك‪ ..‬أنت تعرف أنين لست من الطراز الذي‬ ‫وعندما اق�ترح كابت الفضاء (ع��ادل أش��رف)‪..‬‬
‫ثم رفعت عينيها إيلّ‪ ..‬وسقط فكها‪..‬‬ ‫النفسية! فإن خمي الصناعي حسّاس‪ ..‬مرهف‪..‬‬ ‫يتفاخر بإجنازاته ومآثره!‬ ‫أن أك��ت��ب ه���ذه امل��غ��ام��رة ب���ال���ذات‪ ..‬يف سجل‬
‫ابتسم كابنت الفضاء وهو يقول ‪:‬‬ ‫املوضوعات اهلامة‪..‬الذي يدوّن فيه كل مانقوم‬

‫‪47‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪46‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫الرعب اآللــي‬ ‫الرعب اآللــي‬

‫رد د‪( .‬شوقي) يف ارتياح‪:‬‬ ‫قاطعته بإصرار‪:‬‬ ‫ق��ال مب��رح وه��و حي��دق إيل بصعوبة‪ ..‬بعينيه‬ ‫وازدردت لعاهبا‪ ..‬وكنت قد نسيت أمراً مهماً‪..‬‬
‫‪ -‬آه‪ ..‬إننا نتجه اآلن إىل نقطة معينة! منذ متى‬ ‫‪ -‬كال! إن لديّ عقالً صناعياً متطوراً‪ ..‬وأحتاج‬ ‫الضعيفتني‪:‬‬ ‫إن أي شخص غ�ير معتاد على رؤي��ت�ي‪ ..‬فإن‬
‫وأنت لديك حالة األرق هذه؟‬ ‫إىل طبيب نفسي ملساعدتي‪..‬‬ ‫‪ -‬حسن ماهي مشكلتك؟ إنك شاب قوي ضخم‪..‬‬ ‫مشاهدته لدخول رجل معدني عمالق عليه‪..‬‬
‫تريثت للحظات قبل أن أجيب مؤكداً‪:‬‬ ‫وك��ل م��اأري��ده أال يستمر ح��ايل ه��ك��ذا‪ ..‬حتى‬ ‫ومن الغريب أن تذهب إىل طبيب!‬ ‫سوف يسبب له بعض القلق‪ ..‬وعدم الراحة‪..‬‬
‫‪ -‬إن هذه احلالة تالزمين منذ أن صنعت‪ ..‬إنين‬ ‫أصاب باجلنون! حتشرج صوته وهو يقول‪:‬‬ ‫وضع د‪( .‬شوقي) منظاره أمامه‪ ..‬وعبث بأصابعه‬ ‫وجهت عيينّ الكهروضوئيتني إليها مطمئناً‪..‬‬
‫الأنام أبداً !‬ ‫‪ -‬كال بالطبع ! إن روب��و‪ ..‬أقصد إنساناً آلياً‬ ‫يف السماعة اليت يضعها يف أذنيه وقال‪:‬‬ ‫وقلت هلا بأرق صوت ميكنين إصداره‪:‬‬
‫بدأ القلق يرتسم مرة أخرى على مالحمه‪ ..‬ثم‬ ‫مثلك‪ ..‬من املخيف أن يفكر املرء فيما ميكن أن‬ ‫‪ .. -‬هذه السماعة االلكرتونية‪ ..‬تكبّر الصوت‬ ‫‪ -‬أجل‪ ..‬أريد رؤية الدكتور (شوقي)‪ ..‬بأسرع‬
‫قال‪:‬‬ ‫يفعله إذا أصيب باجلنون!‬ ‫فجأة من وقت آلخر!‬ ‫ماميكن‪ ..‬امسي (فهد)!‬
‫‪ -‬بالطبع! على أي ح��ال إن عقلك ه��و ال��ذي‬ ‫صمت للحظات ثم أردف قائالً‪:‬‬ ‫ثم مد يده إىل منظاره وهو يقول‪:‬‬ ‫ارتعدت للحظة ثم قالت‪:‬‬
‫يهمنا‪ ..‬وإذا كان لدين عقد نفسية‪ ..‬فذلك ألن‬ ‫‪ .. -‬سوف نرى مانستطيع عمله لك !‬ ‫‪ -‬ماهي مشكلتك ياسيد (فهد) ؟‬ ‫‪ -‬هل متانع أن تكرر امسك مرة ثانية‪.‬؟‬
‫هناك شيئاً مايف الالشعور حيدث اضطراباً يف‪..‬‬ ‫بدا قلقاً إىل حد كبري‪ ..‬واليعرف ماهو املطلوب‬ ‫قلت بتؤدة‪:‬‬ ‫نطقت امسي ببطء‪..‬‬
‫خطرت يل فكرة مفاجئة‪ ..‬فقاطعته قائالً‪:‬‬ ‫منه‪ ..‬لكنه سرعان ماهنض من مقعده ‪ ..‬واقرتب‬ ‫ً‬
‫‪ -‬أعتقد أن لدي عقدا نفسية!‬ ‫نظرت إىل شاشة الكمبيوتر‪ ..‬ثم مهست‪:‬‬
‫‪ -‬لعلها حتدث صدأ‪ ..‬وليس اضطراباً!‬ ‫مين ببطء‪ ..‬وهو يقول‪:‬‬ ‫ارت��دى منظاره وح �دّق يفّ‪ ..‬وب��دت على وجهه‬ ‫‪ -‬هل ميكن أن حنضر األسبوع القادم؟‬
‫رد بقوله‪:‬‬ ‫‪ -‬يف أمور كهذه! تكون احلالة اجلسمانية مهمة‪..‬‬ ‫أمارات الرعب!‬ ‫قلت هلا بسرعة‪:‬‬
‫‪ -‬حسن ! لنقل إنه صدأ ! وعموماً فمهما كان‬ ‫خربني‪ ..‬هل تأكل جيداً؟‬ ‫ازدرد د‪( .‬شوقي) لعابه‪ ،‬ثم قال هامساً‪:‬‬ ‫‪ -‬كال! سو انتظر‪..‬‬
‫السبب‪ ..‬فسوف نضع يدنا عليه ! هل متددت‬ ‫اعرتفت له قائالً‪:‬‬ ‫‪ -‬ماذا؟‬ ‫ذهبت إىل أحد األرك��ان ووقفت هناك‪ ..‬إذ إن‬
‫على األريكة ؟‬ ‫‪ -‬احلقيقة أن شهييت ضعفت مؤخراً‪ ..‬إذ إنين‬ ‫أجبت هبدوء‪:‬‬ ‫املقاعد املوجودة يف صالة العيادة‪ ..‬لن تتحمل‬
‫كانت عبارة عن أريكة كبرية‪ ..‬معدنية‪ ..‬مبطنة‬ ‫استهلك فقط ثلثي كمية الديوترييوم والرتيتيوم‬ ‫‪ -‬عقد نفسية! تنتابين حاالت اكتئاب‪ ..‬وأخشى‬ ‫ثقلي! كنت أشعر بشيء من التوتر‪ ..‬بشأن املقابلة‬
‫باملخمل األس���ود ال�لام��ع‪ ..‬وم��رحي��ة للنظر‪..‬‬ ‫اليت اعتدت عليها!‬ ‫ماقد يصري إليه حايل بسببها‪..‬‬ ‫مع الطبيب النفسي! أخ��ذ املرضى املنتظرون‬
‫متددت عليها‪ ..‬وبسرعة غاصت أسفل مين‪..‬‬ ‫محلق يفّ للحظة ثم تساءل بدهشة‪:‬‬ ‫إن أي شخص جيب أن يهتم بعقله! جلس د‪.‬‬ ‫دورهم‪ ..‬حيدقون يفّ‪ ..‬ويتهامسون فيما بينهم‪..‬‬
‫وشعرت بالكدر قليالً وأخربته بذلك‪:‬‬ ‫‪ -‬الديوتريويم والرتيتيوم؟!‬ ‫(ش��وق��ي) شاحب ال��وج��ه يف مقعده اجل��ل��دي‪..‬‬ ‫وكان واضحاً أهنم ليسوا على مايرام‪ ..‬إذ كانوا‬
‫‪ -‬جيدر بي أن أقول لك‪ ..‬إن وزني يزيد قليالً‬ ‫أجبته بنفاد صرب‪ ..‬وأنا أدق على لوحة الوقود‬ ‫خلف مكتبه‪ ..‬ثم قال بضعف‪:‬‬ ‫شاحيب ال��وج��وه‪ ..‬وي��رت��ع��دون‪ ..‬وعندما أدرت‬
‫على الطن!‬ ‫الصغرية يف صدري‪:‬‬ ‫‪( -‬فهد) ّ إذن أنت زميل كابنت الفضاء‪ ..‬الروبوت‬ ‫رأسي لكي أنظر إليهم‪ ..‬صرخ أحدهم‪ ..‬وقفز‬
‫قال د‪( .‬شوقي) بافنعال‪:‬‬ ‫‪ -‬بالطبع! إهنما من نظائر غاز اهليدروجني‪..‬‬ ‫الذي‪..‬‬ ‫اآلخرون واقفني‪ ..‬ثم تسللوا إىل خارج العيادة‪..‬‬
‫‪ -‬أدرك هذا ! لكن الباس! فقط متدد وحتدث‬ ‫وإن�ني أتناوهلما لكي يستمر تشغيل مولداتي‬ ‫قلت بضيق‪:‬‬ ‫وأخ�يراً جاء مريض من املكتب الداخلي‪ ..‬نظر‬
‫م��ع��ي‪ ..‬أخ�برن��ي بكل ماخيطر على عقلك‪..‬‬ ‫الذرية‪ ..‬بتفاعل االندماج النووي!‬ ‫ً‬
‫‪ -‬الأحب أن يسميين البشر روبوتا! إنين إنسان‬ ‫إيل‪ ..‬وسار مسرعاً هو اآلخر‪ ..‬وغمغمت فتاة‬
‫ال��ذك��رات وامل��خ��اوف نصف املنسية‪ ..‬كل شيء‬ ‫قال د‪( .‬شوقي) وهو يتنهد)‪:‬‬ ‫آيل!‬ ‫االستقبال‪:‬‬
‫مهم!‬ ‫‪ -‬هل منت جيداً يف األسابيع األخرية؟‬ ‫تريث د‪( .‬شوقي) قليالً ‪ ..‬ثم قال بصوت أجش‪:‬‬ ‫‪ -‬د‪( .‬شوقي)‪ ..‬سوف يراك اآلن يا (فهد)!‬
‫فكرت للحظة حماوالً تذكر أي شيء قد يكون‬ ‫قلت صادقاً‪:‬‬ ‫‪ -‬خبصوص عقدك النفسية ! أعتقد أنه بدالً‬ ‫دلفت إىل احلجرة الداخلية‪ ..‬وكان د‪( .‬شوقي)‬
‫مفيداً‪ ..‬ثم قلت‪:‬‬ ‫‪ -‬يف األسابيع األخ�يرة مل أمن أب��داً ! والحتى‬ ‫من األخصائي النفسي‪ ..‬يفضل أن تلجأ إىل‬ ‫رج�لاً‪ ..‬قصري القامة‪ ..‬حنيف اجلسم‪ ..‬أخذ‬
‫‪ -‬أتذكر عندما كنت إنساناً آلياً صغرياً‪..‬‬ ‫دقيقة واحدة!‬ ‫مهندس الكرتونات جيد لكي‪..‬‬ ‫ينظف منظاره عندما دخلت عليه‪..‬‬

‫‪49‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪48‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫الرعب اآللــي‬ ‫الرعب اآللــي‬

‫لكي ألقنه درساً يف احرتام املرضى! حتى كابنت‬ ‫عندما وصلنا إىل خمترب القمر‪ ..‬باءت حماوالتي‬ ‫إنك تعاني عقدة نفص‪ ..‬إذن هذه هي احلقيقة!‬ ‫اليزيد عمري على بضعة أسابيع‪ ..‬أنين وضعت‬
‫الفضاء ابتسم يف البداية‪ ..‬لكنه سرعان ماأدرك‬ ‫املستميتة إلخ��ف��اء ح��ال�تي ب��ال��ف��ش��ل‪ ..‬بسبب‬ ‫تساءلت قائالً‪:‬‬ ‫بعضاً م��ن ال��ي��وران��ي��وم (‪ ..)239‬داخ���ل غرفة‬
‫م��دى خ��ط��ورة ح��ال�تي‪ ..‬ألن��ه وق��ف بيننا وق��ال‬ ‫(روب����ي)! ك��ان روب��ي حيواني األل��ي��ف لسنوات‬ ‫‪ -‬واآلن ماذا سوف أفعل؟ هل سأدخل يف طريق‬ ‫وق��ودي ب��دالً من الديوترييوم والرتيتيوم‪ ..‬لكي‬
‫للكمبيوتر الطائر‪:‬‬ ‫مضت‪ ..‬وهو كائن قمري صغري‪ ..‬من املخلوقات‬ ‫طويل من التحاليل؟‬ ‫أرى ماميكن أن حيدث!‬
‫‪( -‬نبيل) ! إذا ق��ال (ف��ه��د)‪ ..‬إن لديه متاعب‬ ‫التخاطرية اليت التتنفس‪ ..‬وتسكن يف الكهوف‬ ‫أجاب بسرعة وهو ينظر إيلّ‪:‬‬ ‫سألين د‪(.‬شوقي) حبماس‪:‬‬
‫نفسية فإنه صادق‪ ..‬اآلن اذهب من هنا!‬ ‫العميقة بالقمر‪ ..‬وتقتات على غذاء معدني‪..‬‬ ‫‪ -‬ال‪..‬ال‪ ..‬ليس هذا ! لكي تتخلص من عقدتك‬ ‫‪ -‬وماالذي حدث عندئذ؟‬
‫ً‬
‫ومب��ج��رد أن ح��وّم الكمبيوتر الطائر بعيدا‪..‬‬ ‫وكان املخلوق الصغري حيبين للغاية‪ ..‬وعن طريق‬ ‫جيب أن تبتعد عن الناس لفرتة‪..‬وخاصة األماكن‬ ‫أجبت بسرعة‪:‬‬
‫أحسست برد فعل معني‪ ..‬فمثل هذه االنفعاالت‬ ‫قدراته التخاطرية‪ ..‬شعر على الفور بأنين مل‬ ‫املزدمحة!‬ ‫‪ -‬انفجرت مصهرات التحميل الزائد عندي!‬
‫ال��غ��اض��ب��ة‪ ..‬مل ت��ك��ن مناسبة يل‪ ..‬يف حاليت‬ ‫أكن على مايرام‪ ..‬فتسلق على كتفي‪ ..‬وحدّق‬ ‫سألته ‪:‬‬ ‫وأصلحها الكمبيوتر الطائر‪ ..‬وح ّذرني من تناول‬
‫ال��راه��ن��ة‪ ..‬وش��ع��رت م���رة أخ���رى بالضعف‪..‬‬ ‫يف بعينيه الصغريتني الذكيتني‪ ..‬وحك أنفه يف‬ ‫‪ -‬لكن إىل أين أذهب؟‬ ‫أي شيء خبالف الوقود النووي املعتاد!‬
‫والتعب‪ ..‬وقلت هامساً‪:‬‬ ‫وجهي بقلق‪ ..‬وتوتر‪ ..‬سألين كابنت الفضاء‪:‬‬ ‫قال بسرعة‪:‬‬ ‫بدا د‪( .‬شوقي) متحرياً وكان واضحاً عدم متكنه‬
‫‪ -‬شكراً ياكابنت (ع��ادل) ! إذا مل يكن عندك‬ ‫‪ -‬ماالذي حدث لـ (روبي) ؟‬ ‫‪ -‬إىل أي مكان بعيد عن الناس‪ ..‬الذين يدمرون‬ ‫من فهم أعماق مشكليت! استطردت قائالً‪:‬‬
‫مانع‪ ..‬فإنين أحب أن أجلس اآلن!‬ ‫وبالطبع توصل الكمبيوتر الطائر إىل تفسري‬ ‫ذات��ك‪ ..‬يتعليقاهتم اجلارحة‪ ..‬اذهب إىل حيث‬ ‫‪ -‬وكان الكمبيوتر الطائر يسخر مين‪ ..‬ويطلق‬
‫قال كابنت الفضاء بدهشة‪:‬‬ ‫ع��ظ��ي��م‪ ..‬لسلوك صديقي ال��ص��غ�ير‪ ..‬إذ قال‬ ‫يقدرك اآلخرون وحيرتمونك!‬ ‫عليّ (الروبوت)‪ ..‬وضايقين ذلك كثرياً يادكتور‪..‬‬
‫‪ -‬لكنك مل جتلس أب���داً يف حياتك لتسرتيح!‬ ‫بسخرية‪:‬‬ ‫قلت حبماس‪:‬‬ ‫كما أن هناك أناساً يطلقون عليّ ه��ذا االسم‬
‫حسن‪ ..‬لكن الجتلس فوق مقعد! هذه املنضدة‬ ‫‪ -‬إنه جائع كالعادة! البد أن (فهد) نسى أن يش ّغل‬ ‫‪ -‬سأفعل ذلك يادكتور! لكن ماذا بشأن العالج؟‬ ‫أحياناً‪ ..‬وآمل ذلك عقلي الالشعوري‪ ..‬وسبب يل‬
‫املعدنية سوف تتحملك!‬ ‫املغذي التلقائي‪ ..‬عندما ذهب!‬ ‫إن هذه صدمة يل‪ ..‬وأشعر بأنين ضعيف نوعاً‬ ‫ذلك عقدة نقص‪ ..‬مثل ذلك الرجل يف التمثيلية‬
‫كان وجهه ينم عن نظرة متوترة غريبة‪ ..‬كما لو‬ ‫رددت بسرعة‪ ..‬وغضب ‪:‬‬ ‫ما‪ ..‬وغري طبيعي!‬ ‫التلفزيونية!‬
‫أنه يكبت عواطفه‪ ..‬وأدركت مدى عمق اهتمامه‬ ‫‪( -‬روبي) متضايق‪ ..‬ألنه قلق على صحيت! وهذا‬ ‫نظر يل د‪( .‬شوقي) يف حرية‪ ..‬ثم أخرج بعض‬ ‫مهس د‪( .‬شوقي) وكأنه يتحدث إىل نفسه‪:‬‬
‫باألمر‪ ..‬فقلت بضعف‪:‬‬ ‫مااليبدو أنه يهم أياً منكما!‬ ‫الكبسوالت من خزانة صغرية وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬إنسان آيل طوله مرتان ونصف! يعاني عقدة‬
‫‪ -‬التقلق بشأني! إن هذه االضطرابات النفسية‬ ‫ظهرت عليهما الدهشة‪ ..‬حدقا يفّ للحظات‪..‬‬ ‫‪ -‬بالطبع! وهاهي ذي بعض الكبسوالت املهدئة!‬ ‫نقص ! أمر غري معقول!‬
‫تؤثر بال شك على اجلهاز العصيب!‬ ‫ثم قال كابنت الفضاء‪:‬‬ ‫وبسرعة وضعتها داخل غرقة وق��ودي‪ ..‬وكنت‬ ‫وأدركت أن الطبيب النفسي حياول إخفاء خطورة‬
‫بعد قليل عاد الكمبيوتر الطائر‪ ..‬وأخذ حيملق‬ ‫‪ -‬صحتك؟‪..‬‬ ‫أرتعد من فكرة اقرتابي من حدوث كارثة يل !‬ ‫حاليت عين‪ ..‬ومل أكن ألمسح بذلك‪ ..‬كان لدي‬
‫صامتاً يف سكون كعادته دائ��م�اً‪ ..‬بينما عيناه‬ ‫فوجدت أنه علي أن أعرتف باحلقيقة‪ ..‬فلم يكن‬ ‫يف أثناء عودتنا إىل القمر‪ ..‬مل أقل شيئاً عن‬ ‫من الشجاعة ماميكنين من مواجهة املوقف‪..‬‬
‫الباردتان عدسيتا الشكل‪ ..‬جتوّالن فاحصتني‬ ‫هناك أي فائدة من اإلنكار‪ ..‬أخربهتما بزيارتي‬ ‫حاليت النفسية‪ ..‬إذ أدركت أن كابنت الفضاء‪..‬‬ ‫وأخربته بذلك‪:‬‬
‫أرجاء املكان‪ ..‬وعندما حتدث كان صوته املعدني‬ ‫للدكتور (شوقي) واكتشافه أنين مصاب بعقدة‬ ‫سوف يتضايق كثرياً من هذا األمر‪ ..‬لو علم به‪..‬‬ ‫‪ -‬ماهي حقيقة حاليت يادكتور؟‬
‫املزعج غري ودي‪ ..‬قال‪:‬‬ ‫نفسية‪ ..‬صاح الكمبيوتر الطائر‪:‬‬ ‫لذلك مل أشأ أن ِأسبب له األمل‪ ..‬يف احلقيقة‬ ‫ومل انتظر إجابته‪ ..‬وهنضت من فوق األريكة‪..‬‬
‫‪ -‬إن كل هذا هراء الطائل من ورائه‪ ..‬إنين أعرف‬ ‫‪( -‬فهد) مصاب بعقدة نفسية! غري معقول!‬ ‫توقعت أنه سوف يالحظ مدى توعكي‪ ..‬لكنه‬ ‫أردفت صائحاً‪ ..‬وأنا واقع حتت سيطرة فكرته‪:‬‬
‫جهازك العصيب االلكرتوني‪ ..‬وخمك الصناعي‪..‬‬ ‫ثم أطلق العنان لضحكاته الغريبة‪ ..‬أخرجتين‬ ‫مل ي��ف��ع��ل‪ ..‬ول��ع��ل اجتماعه م��ع امل��س��ؤول�ين يف‬ ‫‪ -‬هل لدي فعالً عقدة نقص ؟‬
‫أفضل منك‪ ..‬وفكرة أنه قد حيدث لك عقدة‬ ‫سخريته القاسية م��ن ه��دوئ��ي‪ ..‬ل��درج��ة أنين‬ ‫حكومة اجملموعة الشمسية‪ ..‬كان ضاغطاً على‬ ‫انكمش يف نفسه وقال بتوسل‪:‬‬
‫نفسية‪ ..‬أمر غري مقبول يل!‬ ‫بالرغم من توتري‪ ..‬وضعفي‪ ..‬اجتهت ناحيته‬ ‫عقله‪ ..‬حبيث منعه من مالحظة ذل��ك‪ ..‬لكن‬ ‫‪ -‬أرجوك! الترفع صوتك هكذا! إذا كنت تقول‬

‫‪51‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪50‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫الرعب اآللــي‬ ‫الرعب اآللــي‬

‫االحتياج إىل أي كائنات بشرية تعيش على القمر‬ ‫تدخل كابنت الفضاء بسرعة‪ ..‬وقال حبدة‪:‬‬ ‫وضغط فوق رأسي‪ ..‬ولفها حويل‪ ..‬ثم أصر على‬ ‫رد كابنت الفضاء بعصبية‪:‬‬
‫الصغري ال��س��ام‪ ..‬لكن اآلن حي��دث أم��ر غريب‬ ‫‪( -‬نبيل) ! لقد طلبت منك أن ترتكه وشأنه‪..‬‬ ‫أخذ درجة حرارتي‪ ..‬وقال‪:‬‬ ‫‪( -‬نبيل)! األفضل أن تدعوني أتوىل هذا األمر!‬
‫هناك!‬ ‫قلت وأنا يف قمة انفعايل‪:‬‬ ‫‪ -‬ميكنين أن أفعل ذلك بوساطة وحدة ازدواج‬ ‫إن (فهد) متضايق فعالً!‬
‫تريث كابنت الفضاء للحظة ثم أضاف قائالً‪:‬‬ ‫‪ -‬إن�ني س��وف أح��ط��م ه��ذا امل��س��خ! الصندوق‬ ‫حراري عالية املعايرة‪ ..‬توضع يف غرفة وقودك!‬ ‫كان واضحاً أن الكابنت (عادل أشرف) لديه قلق‬
‫‪ .. -‬لقد أخربوني يف مقر رئاسة الفضاء‪ ..‬أهنم‬ ‫املعدني! إىل جسيماته األولية !‬ ‫الأنكر أنين تأثرت قليالً‪ ..‬لقلق الكمبيوتر الطائر‬ ‫حاد‪ ..‬خبصوص حاليت الصحية‪ ..‬وأراحين هذا‬
‫تلقوا رسالة عاجلة من السفينة اليت ذهبت إىل‬ ‫ذكرني كابنت الفضاء بقوله‪:‬‬ ‫عليّ‪ ..‬فقلت له بضعف‪:‬‬ ‫قليالً‪ ..‬وفجأة ‪ ..‬بدا أن الكمبيوتر الطائر قد‬
‫(شارون) لتحميل صناديق (االكتنيوم)‪ ..‬بأهنا مل‬ ‫‪( -‬فهد) ! التفقد أعصابك االلكرتونية! إننا‬ ‫‪( -‬نبيل) ! التقلق ع��ل�يّ‪ ..‬س��وف انتصر على‬ ‫أدرك أن األمر جاد‪ ..‬فاقرتب مين‪ ..‬ونظر إيلّ‬
‫حتمّل شيئاً‪ ..‬ألن اآلالت األتوماتيكية العاملة‪..‬‬ ‫النريد منك أن تصاب بعقدة نفسية أخرى!‬ ‫ذلك‪ ..‬التشغل بالك كثرياً بشأني !‬ ‫باهتمام وقال يل‪:‬‬
‫قد اختفت!‬ ‫هدأني ذلك إىل حد كبري‪ ..‬ونسيت انفعايل ‪..‬‬ ‫أصر قائالً‪:‬‬ ‫‪( -‬فهد) ! الواضح أنك لست على مايرام‪ ..‬ومل‬
‫صمت الكابنت (عادل) لربهة ثم استطرد بقوله‪:‬‬ ‫وواصل الكابنت (عادل) كالمه مسرعاً‪:‬‬ ‫‪( -‬ف��ه��د) ! كيف الأق��ل��ق عليك؟ إن�ني أري��د أن‬ ‫أحلظ ذلك قبل اآلن!‬
‫‪ ... -‬ونظراً لالحتياج إىل الوقت إلعداد بعثة‪..‬‬ ‫‪ .. -‬لقد قلت إن طبيبك النفسي‪ ..‬نصحك بأن‬ ‫أهبجك قليالً‪ ..‬انتظر وسوف أجعل (كاتو) يقوم‬ ‫ارتبت يف قلق (نبيل) املفاجئ‪ ..‬فقلت بتعب‪:‬‬
‫لتقصي األمر على هذا القمر الصغري‪ ..‬احملفوف‬ ‫تبتعد عن الناس‪ ..‬لتشفى من عقدة النقص اليت‬ ‫بلعبة لك‪..‬‬ ‫‪ -‬وكيف عرفت؟‬
‫باملخاطر‪ ..‬فقد طلبوا منا أن نذهب إىل هناك‪..‬‬ ‫عندك‪..‬‬ ‫وإذا كان هناك شيء الأري��د رؤيته اآلن‪ ..‬فهو‬ ‫قال والصندوق الذي حيتوي على خمه يهتز‪:‬‬
‫إللقاء نظرة سريعة ملعرفة سبب اختفاء اآلالت‬ ‫هززت رأسي باإلجياب‪ ..‬دون أن أتكلم‪ ..‬صمت‬ ‫حيوان الكمبيوتر الطائر املدلل (كاتو)‪ ..‬هذا‬ ‫‪ -‬يبدو ذلك واضحاً على وجهك!‬
‫العمالقة!‬ ‫للحظات ثم استطرد قائالً‪:‬‬ ‫الوحش الكريه األبيض‪ ..‬السمني‪ ..‬ذو العينني‬ ‫قلت له بسخرية‪:‬‬
‫سألت كابنت الفضاء يف دهشة‪:‬‬ ‫‪ .. -‬هناك مهمة تتناسب مع ظروفك الراهنة!‬ ‫النافذتني احلمقاوين‪ ..‬مل أشأ أن أجرح شعور‬ ‫‪ -‬إن وجهي معدني جامد‪ ..‬فكيف يظهر عليه‬
‫‪ -‬لكن ماعالقة كل هذا حباليت الصحية؟‬ ‫لقد مسعت بالطبع عن القمر (شارون)!‬ ‫(نبيل)‪ ..‬ولذلك مل أعرتض على شيء‪ ..‬أصدر‬ ‫أي شيء؟‬
‫شرح يل بقوله‪:‬‬ ‫قلت على الفور‪:‬‬ ‫من الصندوق املعدني الطائر صفرياً‪ ..‬وعندئذ‬ ‫أجاب قائالً جبدية‪:‬‬
‫‪ -‬إن�ني أري��د أن تذهب إىل القمر (ش���ارون)‪..‬‬ ‫‪ -‬قمر كوكب (بلوتو)! آخ��ر كواكب اجملموعة‬ ‫أقل (كاتو) يف تكاسل‪ ..‬أمره نبيل قائالً‪:‬‬ ‫‪ -‬إنين أقصد عينيك‪ ..‬إهنما كئيبتان‪ ..‬كما لو‬
‫وتعرف حقيقة مايدور هناك! ألن اجلو السام لن‬ ‫الشمسية! القمر ال��ذي يقومون فيه بالتعدين‬ ‫‪( -‬كاتو)! قم باللعبة اجلديدة اليت علّمتك إياها‪..‬‬ ‫أن دوائرمها الكهروضوئية قد اختلت‪ ..‬وصوتك‬
‫يؤثر بالطبع عليك‪ ..‬ولن حتتاج إىل أية محاية‪..‬‬ ‫حبثاً عن عنصر (األكتنيوم) الذي وزنه الذري‬ ‫متطى (ك��ات��و) وان��ث��ن��ى‪ ..‬ث��م وق��ف على قدميه‬ ‫أيضاً أصبح غريباً‪ ..‬ضعيفاً!‬
‫كما أن ذلك سوف يعطيك التغيري ال��ذي طلبه‬ ‫(‪ ..)227‬وذل����ك ب��ال��ت��ح��ك��م ع���ن ب��ع��د! وه���ذا‬ ‫اخللفيتني‪ ..‬وتصلب ج��س��ده‪ ..‬وأخ��ذ يتحرك‬ ‫أخافين هذا جداً‪ ..‬وشعرت بأنين أسوأ‪ ..‬وأضعف‬
‫طبيبك منك!‬ ‫العنصر ه��ام ج��داً يف صناعة وح��دات املنطق‬ ‫ببطء إىل األمام‪ ..‬وفجأة أطلق الكمبيوتر الطائر‬ ‫من ذي قبل‪ ..‬قال يل الكمبيوتر الطائر حبماس‪:‬‬
‫صمت قليالً ثم أضاف قائالً‪:‬‬ ‫بالكمبيوترات!‬ ‫ضحكة جملجلة وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬جيب أن حتمي دوائر عقلك الصناعي‪ ..‬من‬
‫‪ .. -‬وسوف يبعدك هذا عن البشر‪ ..‬ألنه اليوجد‬ ‫أومأ كابنت الفضاء برأسه وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬هذا هو ماأردته منك متاماً يا (كاتو)!‬ ‫هذه التغريات الرهيبة يف درج��ة احل��رارة اليت‬
‫على (شارون) سوى هذه اآلالت العمالقة‪ ..‬اليت‬ ‫‪ -‬هذا هو املكان بالضبط! إن القمر (شارون)‬ ‫ثم أردف وهو يقهقه‪:‬‬ ‫تتعرض هل��ا! إن�ني أع��رف أن احل���رارة وال�برودة‬
‫ميكنك إصالحها إذا كان قد أصاهبا أي خلل‪.‬‬ ‫غين (باألكتنيوم)‪ ..‬لكن له جواً ساماً يقتل على‬ ‫‪( .. -‬كاتو)! يؤدي اآلن لعبة الروبوت املريض!‬ ‫التعين شيئاً لك عادة‪ ..‬ولكن يف حالة كهذه!‬
‫وترجعها إىل حالة العمل مرة أخرى!‬ ‫الفور من يتنفسون األكسوجني‪ ..‬لذلك مت تزويد‬ ‫وثبت واقفاً بسرعة‪ ..‬وطرحت عين البطانية‬ ‫ح �وّم خارجاً بسرعة ‪ ..‬ثم ع��اد ومعه بطانية‬
‫فكرت يف األمر ملياً‪ ..‬وكرهت أن أترك كابنت‬ ‫القمر ب��اآلالت العمالقة األوتوماتيكية‪ ..‬اليت‬ ‫جانباً‪ ..‬حدقت جتاه الكمبيوتر الطائر‪ ،‬وقلت له‬ ‫مسيكة وقال‪:‬‬
‫الفضاء‪ ..‬لكن كان عليّ أن أنفذ أوامر الطبيب‬ ‫تقوم بالتعدين والتكسري ومحل (األكتنيوم) يف‬ ‫بغضب هائل‪:‬‬ ‫‪( -‬فهد)! هذه سوف تعزل الدوائر االلكرتونية‬
‫النفسي‪ ..‬قلت للكابنت (عادل)‪:‬‬ ‫صناديق ضخمة‪ ..‬تفرغ يف سفن الفضاء دون‬ ‫‪( -‬نبيل) ! إنك متاديت هذه املرة أكثر مما جيب!‬ ‫داخل عقلك قليالً‪ ..‬دعين أدثرك هبا!‬

‫‪53‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪52‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫الرعب اآللــي‬ ‫الرعب اآللــي‬

‫يف قلق‪:‬‬ ‫األتوماتيكية‪ ..‬إهنا ليست ذكية مثلي‪ ..‬بل جمرد‬ ‫اقرتب (كاتو) وهو حيمل حقيبة معدنية صغرية‪..‬‬ ‫‪ -‬لكن املوقف س��وف يكون صعباً علي‪ ..‬وأنا‬
‫‪ -‬ترى ماالذي أخ ّل هبذا النظام املصمم بعناية‬ ‫أجهزة بسيطة ذات دوائ��ر الكرتونية بدائية‪..‬‬ ‫قال (نبيل)‪:‬‬ ‫وحيد‪ ..‬وسط حفنة من اآلالت اخلرقاء!‬
‫فائقة‪.‬‬ ‫ميكن إعادهتا إىل عملها الروتيين‪ ..‬بأقل جهد‬ ‫‪ ( -‬فهد) ! إن هبا طقم إسعافات أولية! ويف‬ ‫رد علي كابنت الفضاء قائالً‪:‬‬
‫ولكنين عدت بعد عدة دقائق ألطمئن نفسي‪..‬‬ ‫ممكن!‬ ‫مغامرتك القادمة‪ ..‬رمبا حتتاج إليها!‬ ‫‪ -‬أجل ! إن دوائرها االلكرتونية بدائية جداً!‬
‫بينما كنت أقرتب من القمر (شارون)‪:‬‬ ‫ويف ذلك الوقت‪ ..‬مل يكن يف إمكاني أبداً‪ ..‬التتبؤ‬ ‫فتحت احلقيبة حب��ذر‪ ..‬فوجدت بداخلها آلة‬ ‫وم��ن السهل عليك أن تصلحها! كما أن هذه‬
‫‪ .. -‬رمب��ا تعرضت ملشكلة معينة! مل تتمكن‬ ‫بتلك املغامرة املذهلة اليت كانت يف انتظاري‪..‬‬ ‫حل��ام ذري ص��غ�يرة‪ ..‬وبعض مسامري الربشام!‬ ‫اآلالت سوف تكون خاضعة لك‪ ..‬ألن االستسالم‬
‫دوائرها االلكرتونية البدائية من التغلب عليها‪..‬‬ ‫فوق القمر (شارون)!‬ ‫صعقت للحظة‪ ..‬ث��م طوحتها بسرعة ناحية‬ ‫لألوامر البشرية‪ ..‬كامن يف دوائرها!‬
‫حسن‪ ..‬سوف أقوم بإصالحها قريباً‪!..‬‬ ‫ك��ان القمر ال��وح��ي��د ال���ذي ي���دور ح��ول كوكب‬ ‫الكمبيوتر الطائر‪ ..‬لكنه هرب قبل أن تصل إليه!‬ ‫قلت له‪:‬‬
‫درست امللف اخلاص بالقمر (ش��ارون)‪ ..‬الذي‬ ‫(بلوتو)‪ ..‬اليصلح للسكن باملرة للبشر العاديني‪..‬‬ ‫صعدت من خالل احلاجز اهلوائي إىل السطح‪..‬‬ ‫‪ -‬حسن إنين الأريد أن أترك اجملتمع البشري‪..‬‬
‫أعطاني إياه كابنت الفضاء‪ .‬وحملت على السطح‬ ‫ف��ج �وّه حي��ت��وي على غ���ازات األم��ون��ي��ا وامليثان‬ ‫وسرعان ماأخرجت زحافيت الفضائية الطويلة‬ ‫لكي أعطى أوامري لعدة آالت بلهاء‪ ..‬لكن إذا كان‬
‫الرمادي الكئيب للقمر الصغري‪ ..‬جمموعة من‬ ‫السامة‪ ..‬لدرجة أن أي فتحة صغرية يف أي رداء‬ ‫من حظريهتا‪ ..‬ثم جلست يف غرفة حتكمها‪..‬‬ ‫طبييب النفسي يرى أن ذلك مناسب حلاليت‪..‬‬
‫الصناديق املعدنية األسطوانية‪ ..‬اليت كانت عبارة‬ ‫فاء‪ ..‬تعين املوت الفوري‪ ..‬ولذلك عندما اكتشفت‬ ‫وأن��ا أنظر إىل أع��ل��ى‪ ..‬درت ح��ول القمر‪ ..‬ثم‬ ‫فإني سوف أفعله!‬
‫عن موقع العمل الرئيسي‪ ..‬ومل أكن ألندهش‪..‬‬ ‫الرواسب الغنية (باألكتنيوم) هناك‪ ..‬مل تبذل أي‬ ‫ب���دأت أش���ق ط��ري��ق��ي جت���اه ك��وك��ب ( ب��ل��وت��و)‪..‬‬ ‫ضحك كابنت الفضاء قائالً‪:‬‬
‫لو رأيت آالت ساكنة حوهلا‪ ..‬لكن الغريب أنه مل‬ ‫حماولة الستخراجه بالطرق العادية‪ ..‬وبدالً من‬ ‫الذي يبعد عن الشمس حنو ستة آالف مليون‬ ‫‪( -‬فهد)! إن الذهاب إىل القمر (شارون)‪ ..‬هو‬
‫يكن هناك أي آالت! وتساءلت‪:‬‬ ‫ذلك مت تصميم اآلالت العمالقة األوتوماتيكية‪..‬‬ ‫كيلومرت‪ ..‬هناك شيء مايف أثناء السفر داخل‬ ‫أفضل شيء على اإلطالق لعالج عقدة نقصك!‬
‫‪ -‬م��اال��ذي ح��دث ل��ل��ك�سّ��ارات وآالت التحميل‬ ‫يف شكل تطوير ألجهزة عادية‪ ..‬حبيث ميكنها‬ ‫سفينة الفضاء‪ ..‬يسبب يل إحساساً كئيباً‪..‬‬ ‫أهنيت استعداداتي بسرعة‪ ..‬ومل أكن حمتاجاً‬
‫األتوماتيكية؟ ليس من املفرتض أن تغادر موقع‬ ‫تأدية العمل ب��دون حاجة ألي توجيه بشري‪..‬‬ ‫وأن��ا داخ��ل نعش ذي ج��دران معدنية! إن ذلك‬ ‫لسفينة ف��ض��ائ��ي��ة‪ ..‬ألن ال��زح��اف��ة الفضائية‬
‫العمل أبداً!‬ ‫كانت هناك آالت ح��ف��ارة‪ ..‬وحاملة‪ ..‬ورافعة‬ ‫اليقارن باالنطالق يف زحافة مفتوحة‪ ..‬والنجوم‬ ‫تكفيين‪ ..‬كانت عبارة عن هيكل رفيع طويل‬
‫هبطت بالزحافة الفضائية‪ ..‬ونزلت منها‪..‬‬ ‫للخام املهم‪ ..‬باإلضافة إىل آالت ناقلة تشبه‬ ‫تسطع طول الوقت حويل‪ ..‬بينما الشمس تتوهج‬ ‫كالقارب‪ ..‬مبحركات ذرية عالية القدرة‪ ..‬وليس‬
‫وألنين الأتنفس‪ ..‬فإن اجلو املسموم مل يؤثر يفّ‪..‬‬ ‫الشاحنات‪ ..‬لنقله إىل موقع العمل الرئيسي‪..‬‬ ‫وراء ظهري‪ ..‬وكان من دواعي السعادة‪ ..‬عدم‬ ‫هلا سقف علوي‪ ..‬أو خزانات ه��واء‪ ..‬أو قمرة‬
‫أكثر مما يؤثر عليّ الفضاء املرتامي‪ ..‬نظرت أوالً‬ ‫حيث تقوم آالت تكسري متحركة ذات قدرة ذاتية‪..‬‬ ‫االض��ط��رار للقلق بشأن تأثريات الضغط على‬ ‫للراحة‪ ..‬وكنت أضعها الستخدامي اخلاص‪..‬‬
‫إىل الصناديق املعدنية األسطوانية‪ ..‬كانت كمية‬ ‫بتكسريه بوساطة أذرعها الدقاقة الثقيلة‪ ..‬ثم‬ ‫اآلخرين‪ ..‬وببساطة ش ّغلت احملركات النووية‪..‬‬ ‫وألنين الأتنفس‪ ..‬فإن السفر يف مركبة فضائية‬
‫(األكتنيوم) قليلة جداً‪ ..‬مما يدل على أن العمل‬ ‫حتمل( األكتنيوم) آالت أخرى‪ ..‬وتطوّح هبا إىل‬ ‫بأعلى قدرة هلا! املعتاد أنين كنت أستمتع هبذه‬ ‫مفتوحة‪ ..‬يناسبين متاماً! جاء (نبيل)‪ ..‬وحوّم‬
‫توقف هنا‪ ..‬منذ عدة أسابيع بتوقيت األرض‪..‬‬ ‫داخل صناديق معدنية‪ ..‬ترفعها سفن الفضاء‬ ‫الرحالت القصرية اجلميلة‪ ..‬يف أثناء ذهابي إىل‬ ‫عندما مسعين أودع كابنت ال��ف��ض��اء‪ ..‬تساءل‬
‫ووراء أرصفة الصناديق‪ ..‬كانت هناك خمازن‬ ‫على متنها‪ ..‬وكانت هناك آالت خدمة وصيانة‪..‬‬ ‫اجملموعة الشمسية أو رجوعي منها‪ ..‬لكنين مل‬ ‫الكمبيوتر الطائر‪:‬‬
‫ملهمات ال��ط��وارئ‪ ..‬ولعدم إمكان وج��ود أي آلة‬ ‫تقدم الوقود النووي‪ ..‬وتقوم بالتزييت‪ ..‬لآلالت‬ ‫أشعر بذلك اآلن‪ ..‬إذ كنت قلقاً على نفسي‪ ..‬وأي‬ ‫‪ -‬ك��اب�تن (ع����ادل)! ه��ل س��ت�ترك (ف��ه��د) ينطلق‬
‫ضخمة هناك يف هذه املباني الصغرية‪ ..‬فإنين مل‬ ‫األتوماتيكية األخرى! وقد عملت هذه اآلالت كلها‬ ‫جهاز دقيق مثل عقلي الصناعي‪ ..‬كان ميكنه أن‬ ‫مبفرده إىل هناك؟‬
‫أحبث فيها‪ ..‬وبدالً من ذلك اجتهت حنو أحواض‬ ‫بكفاءة حتى اآلن‪ ..‬أما دوائرها االلكرتونية اليت‬ ‫يتحمل كثرياً‪ ..‬ومتنيت أال أجد صعوبة كبرية‪ ..‬يف‬ ‫أجابه كابنت الفضاء بقوله‪:‬‬
‫اخلام الرئيسية‪ ..‬حيث توجد عادة آالت احلفر‬ ‫تستجيب لنبضات الضوء‪ ..‬وحواسها الكهربائية‬ ‫إصالح تلك اآلالت هناك فوق القمر (شارون)‪.‬‬ ‫‪ -‬ميكن أن يقوم (فهد) هبذه املهمة بكفاءة‪ ..‬كما‬
‫والنقل‪ ..‬يف أثناء قيامها بالعمل املنوط هبا‪..‬‬ ‫احلساسة لإلشعاع‪ ..‬فقد حافظت على تشغيلها‬ ‫وقلت يف نفسي‪:‬‬ ‫أنين أعتقد أن سوف يبعد هذه األفكار الضارة‬
‫وقبل أن أصل إىل املكان بنحو مخسمائة‬ ‫الروتيين املنتظم‪ ..‬دون تعب أو كلل‪ ..‬وتساءلت‬ ‫‪ -‬جي���ب أن أص��ب�ر ع��ل��ى اآلالت ال��ع��م�لاق��ة‬ ‫عن ذهنه!‬

‫‪55‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪54‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫الرعب اآللــي‬ ‫الرعب اآللــي‬

‫‪ -‬ومن هو الزعيم؟‬ ‫غري معقول ! فجأة صاحت احلفارة العمالقة‪:‬‬ ‫واعتقدت أم اآللة احلفارة حتدثت إيلّ‪ ..‬تداعى‬ ‫مرت‪ ..‬مسعت صوتاً هادراً من األمام‪ ..‬أحسست‬
‫هدر صوت اآللة مرة ثانية‪:‬‬ ‫‪ -‬هل تعرف أن اآلخرين سوف يهتمون بسماع‬ ‫ك��ل ذل��ك إىل تفكريي يف حلظة واح����دة‪ ..‬ثم‬ ‫بالرحاة وقلت‪:‬‬
‫‪ -‬هو الشخص الذي حررنا بالطبع !‬ ‫كل هذا ! هيا معي !‬ ‫حتدثت احلفارة العمالقة مرة أخرى قائلة‪:‬‬ ‫‪ -‬على األقل بعض اآلالت مازال يعمل !‬
‫مل أف��ه��م شيئاً م��ن ذل���ك‪ ..‬وألن�ن�ي مل أمتكن‬ ‫ثم استدارت على عجالهتا الزاحفة‪ ..‬ترددت‬ ‫‪ -‬مااألمر؟ هل تلفت أو تآكلت أسنان تروسك؟‬ ‫ثم ظهرت آلة عمالقة فوق ربوة‪ ..‬وهي تتحرك‬
‫من اهل��روب من اجل���اروف املعدني‪ ..‬فلم يكن‬ ‫للحظات‪ ..‬فالتفت ح��ول نفسها م��رة أخ��رى‪..‬‬ ‫وعندئذ الحظت شيئاً غريباً‪ ..‬كان هناك غشاء‬ ‫جتاهي‪ ..‬كانت حفارة جبارة‪ ..‬وأشواكها الكبرية‬
‫أمامي ش��يء س��وى االن��ت��ظ��ار‪ ..‬حتى نصل إىل‬ ‫وزجمرت بصوت مدوّ‪ ..‬قائلة‪:‬‬ ‫م��رن مثبت أم��ام صندوق ال��دوائ��ر االلكرتونية‬ ‫الكئيبة‪ ..‬هتدر يف حركتها فوق هيكلها الزاحف‪..‬‬
‫وجهتنا‪ ..‬وبسرعة وصلنا إىل مشارف أحواض‬ ‫‪ .. -‬لقد مسعتين‪ ..‬أليس كذلك؟‬ ‫لآللة‪ ..‬أسفل عدساهتا‪ ..‬ومل يكن من املفرتض‬ ‫أدهشين أن أرى حفارة جتوّل هبذا الشكل‪ !..‬فلم‬
‫(األكتنيوم) الضحلة‪ ..‬ودهشت‪ ..‬فقد ظهر يف‬ ‫هبط جاروفها الضخم‪ ..‬والتقطين من فوق‬ ‫أن ي��وج��د يف ه���ذا امل���ك���ان‪ ..‬وب����دا أن ص��وت‬ ‫يكن مفرتضاً أن ترتك أحواض خام (األكتنيوم)‪..‬‬
‫املكان عشرات من اآلالت العمالقة تتحرك يف‬ ‫أرض القمر ورفعين إىل أعلى‪ ..‬وأخذت أترجرج‬ ‫احلفارة يأتي منه! إذن مل يكن عقلي الصناعي‬ ‫وكانت آالت اخلدمة والصيانة تقدم هلا هناك‪..‬‬
‫كل مكان‪ ..‬على شكل حشد من الوحوش اآللية‬ ‫داخل اجلاروف املعدني اهلائل‪ ..‬بينما حتركت‬ ‫هو السبب‪ ..‬اآلل��ة كانت تكلمين بطريقة ما !‬ ‫الوقود الذري والشحومات‪ ..‬على فرتات زمنية‬
‫اهلائلة‪ ..‬اليت التلوي على ش��يء! وع�لاوة على‬ ‫احلفارة إىل األمام خبفة‪..‬‬ ‫وتساءلت يف نفسي‪:‬‬ ‫منتظمة‪ ..‬لكن هذه احلفارة العمالقة‪ ..‬كانت‬
‫احلفارات والناقالت وآالت اخلدمة والصيانة‪..‬‬ ‫أنا‪( ..‬فهد) ‪ ..‬اإلنسان اآليل الفريد‪ ..‬حممول‬ ‫‪ -‬كيف أمكنها ذلك؟‬ ‫على بعد أكثر من كيلومرت‪ ..‬من مكان استخراج‬
‫كانت هناك الكسارات وحامالت اخل��ام‪ ..‬اليت‬ ‫هكذا كالدمية ! وم��ن تأثري الغضب ل�لإذالل‬ ‫ثم هدر الصوت اجلبار‪:‬‬ ‫(األكتنيوم) !‬
‫البد أهنا كانت مشغولة يف موقع العمل ! تسللت‬ ‫ال����ذي أص���اب�ن�ي‪ ..‬زح��ف��ت ح��ت��ى وق��ف��ت على‬ ‫‪ -‬تكلم !‬ ‫أقبلت هت��در جت��اه��ي‪ ..‬فانتظرت ! ث��م حملتين‬
‫حفارتي وس��ط اآلالت احمل��ت��ش��دة‪ ..‬ث��م أنزلت‬ ‫قدمي‪ ..‬وانتابتين فكرة حتطيم صندوق الدوائر‬ ‫وب��دأت األسنان املعدنية اهلائلة آللة احلفارة‪.‬‬ ‫العدسات يف ص��ن��دوق دوائ��ره��ا االلكرتونية‪..‬‬
‫ج��اروف��ه��ا على األرض‪ ..‬وبينما كنت أس��ارع‬ ‫االلكرتونية‪ ..‬املكشوف أعلى احلفارة‪ ..‬لكن كل‬ ‫تتأرجح فوقي يف هتديد واضح‪ ..‬أخرياً‪ ..‬أدركت‬ ‫املوجود أعالها‪ ..‬فتوقفت احل��ف��ارة‪ ..‬وأخذت‬
‫باهلبوط منه‪ ..‬حتدثت اآللة الضخمة قائلة‪:‬‬ ‫ماأمكنين عمله‪ ..‬هو أن أق��ف منتصباً داخل‬ ‫أن يل صوتاً‪ ..‬وإم��ا أنين جننت أو أن احلفارة‬ ‫أجهزهتا الذرية تئن‪ ..‬وبعد أن استقبلت معداهتا‬
‫‪ -‬التفتوا إيلّ أيها الرفاق مجيعاً ! لدينا زائر‬ ‫اجل��اروف اهلائل‪ ..‬الذي يتأرجح بي‪ ..‬يف أثناء‬ ‫تتكلم فعالً‪ ..‬وغ��ذا كانت حقاً تتحدث معي‪..‬‬ ‫لالستشعار عن بعد‪ ..‬التصور البصري بأنين‬
‫جديد من اخلارج‪..‬‬ ‫حتركنا‪ ..‬إىل مكان جمهول !‬ ‫فبوسعها أن تسمعين‪ ..‬نطقت الكلمات بصعوبة‪:‬‬ ‫إنسان‪ ..‬آيل‪ ..‬جعلها هذا تسكن على الفور‪..‬‬
‫التفت حولنا ك��ل اآلالت العمالقة‪ ..‬وحدقت‬ ‫اض��ط��ررت ألن أع�ترف بيين وب�ين نفسي‪ ..‬أن‬ ‫‪ -‬لقد وصلت فوراً من كوكب األرض !‬ ‫وتنتظر أي ب��ادرة مين! خطوت إىل األم��ام لكي‬
‫عيوهنا العدسية الضخمة يفّ‪..‬‬ ‫حتى قوتي اجلبارة‪ ..‬الجتدي شيئاً‪ ..‬مع القوة‬ ‫تساءلت احلفارة بصوت عميق‪:‬‬ ‫أتفحصها عن قرب‪ ..‬وفجأة حدثت يل أقصى‬
‫كنت أشبه بالقزم وسط هذا التجمع الضخ‪0‬م‬ ‫اخلارقة هلذه احلفارة العمالقة‪ ..‬ووجدت أنه من‬ ‫‪ -‬من اخلارج؟‬ ‫صدمة واجهتها يف حياتي! فقد حتدث صوت‬
‫من اآلالت اجل��ب��ارة‪ ..‬ثم حتدثت كسّارة هائلة‬ ‫األفضل اللجوء إىل احليلة واخلداع‪ ..‬باستخدام‬ ‫وبدا أهنا أثريت جداً‪ ..‬وتأرجحت أسناهنا املعدنية‬ ‫عميق غامض‪ ..‬صادر من اآللة اجلبارة‪ ..‬قال‬
‫احلجم بصوت يصم اآلذان‪:‬‬ ‫عقلي ضد هذا الوحش األخرق ! تشبثت حبافة‬ ‫إىل أع��ل��ى‪ ..‬وإىل أس��ف��ل‪ ..‬ث��م أقبلت مسرعة‬ ‫يل‪:‬‬
‫‪ -‬إنه صغري جداً ! لدرجة أنه ليس أكثر من دمية‬ ‫اجلاروف املعدني‪ ..‬وحدقت يف العدسات الثابتة‬ ‫جتاهي على عجالهتا الزاحفة‪ ..‬وقالت‪:‬‬ ‫‪ -‬من أين جئت أيها الرفيق؟‬
‫!‬ ‫لآللة‪ ..‬وصرخت قائالً‪:‬‬ ‫‪ -‬كيف حضرت إىل هنا؟‬ ‫تسمرت يف مكاني‪ ..‬وانتظرت احلفارة العمالقة‪..‬‬
‫فقالت ناقلة‪:‬‬ ‫‪ -‬إىل أين تأخذينين ؟‬ ‫قلت‪:‬‬ ‫وهي توجه عدساهتا مباشرة ناحييت‪ ..‬واتضح‬
‫‪ -‬لعله منوذج مصغر آللة ‪:‬‬ ‫أجابتين بصوت هادر طنان‪:‬‬ ‫‪ -‬بوساطة زحافيت الفضائية !‬ ‫يل ماحدث‪ ..‬إن عقلي الصناعي احململ فوق‬
‫وحقيقة أن كل اآلالت تتحدث‪ ..‬مل تصبح مفاجأة‬ ‫‪ -‬إىل اآلخرين ! إنك أول من يصل من اخلارج‬ ‫ثم توقفت ‪ ..‬فقد كانت هذه مفارقة أكرب من أن‬ ‫طاقته باالضطراب النفسي‪ ..‬قد تدهور متاماً‪..‬‬
‫يل‪ ..‬ألنين الحظت حتى اآلن أهنا مجيعاً‪ ..‬لديها‬ ‫منذ وصول الزعيم !‬ ‫أحتملها‪ ..‬أنا (فهد) اإلنسان اآليل‪ ..‬ذو الذكاء‬ ‫وأصبحت أعاني أوه��ام �اً‪ ..‬وهتيؤات مضللة‪..‬‬
‫أغ��ش��ي��ة للتحدث هب���ا‪ ..‬ف���وق صناديق‬ ‫تساءلت يف حرية ‪:‬‬ ‫الصناعي‪ ..‬أقف هنا أحتدث مع حفارة ! إن هذا‬ ‫مثل الرجل الذي كان يف التمثيلية التلفزيونية‪..‬‬

‫‪57‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪56‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫الرعب اآللــي‬ ‫الرعب اآللــي‬

‫‪ -‬ماذا يهمك؟ إنك لست آلة‪ ..‬أنت روبوت !‬ ‫أمسكت بي‪ ..‬وهي تتجه إىل موقع العمل‪ ..‬حيث‬ ‫وزجمرت قائلة‪:‬‬ ‫الدوائر االلكرتونية‪ ..‬وك��ان ذلك شيئاً عجيباً‬
‫صرخت قائالً‪:‬‬ ‫توقفت هناك‪ ..‬أمام مأوى الطوارئ املبين من‬ ‫‪ -‬انتظروا ! إنه آلة فعالً ‪ ..‬لكنه مل يتحرك متاماً‬ ‫الي��ص��دق! لكن ابلغضب خفف م��ن دهشيت‪..‬‬
‫‪ -‬روب����وت! ه��ل حت���اول إه��ان�تي ؟ إن�ني (فهد)‬ ‫السبائك املعدنية واإلمسنت ‪ ..‬وضعتين احلفارة‬ ‫حتى اآلن !‬ ‫أنا (فهد)‪ ..‬أقوى كائنات اجملموعة الشمسية‪..‬‬
‫اِإلنسان اآليل !‬ ‫يف هدوء‪ ..‬عند باب احلاجز اهلوائي‪ ..‬وهددت‬ ‫هدأت ثائرة اآلالت قليالً‪ ..‬ثم حتدثت آلة خدمة‬ ‫يطلق عليّ‪ ..‬دمية !! لكن األسوأ من ذلك كان‬
‫صاح الرجل العجوز بفرحه‪:‬‬ ‫قائلة‪:‬‬ ‫وصيانة قائلة‪:‬‬ ‫ينتظرني ! فقد حتدثت آلة خدمة وصيانة‪..‬‬
‫‪ -‬أنت زميل كابنت الفضاء ! هل هو هنا فوق‬ ‫‪ -‬هنا واح���د آخ��ر منا إلص�لاح��ه‪ ..‬ياسيدي‬ ‫‪ -‬لنأخذه إىل الزعيم !‬ ‫واخلطوط املشرتكة لتغذيتها‪ ..‬وتزييتها‪ ..‬تربز‬
‫القمر (شارون) !‬ ‫الزعيم !‬ ‫ارتفعت صيحات من اآلالت هاتفة‪:‬‬ ‫من هيكلها املعدني األسطواني‪ ..‬بينما عدساهتا‬
‫أجبته بسرعة‪:‬‬ ‫كنت على وشك أن أفقد أعصابي‪ ..‬وأهاجم‬ ‫‪ -‬إىل الزعيم؟‬ ‫تفحصين بكل اهتمام ‪:‬‬
‫‪ -‬كابنت الفضاء ليس هنا‪ ..‬وإمنا أنا مبفردي ّ‬ ‫احلشد الضخم من هذه اآلالت اهلائلة‪ ..‬ولكنين‬ ‫وعلى الفور بدأت احلفارة اليت أمسكتين‪ ..‬يف‬ ‫‪ -‬إنه رفيق صغري‪ ..‬وتافه‪ ..‬لكن له حقوقه‪..‬‬
‫هال وضحت يل معنى ذلك كله؟‬ ‫متهلت للحظة وتساءلت يف نفسي‪:‬‬ ‫الرجوع من الطريق الذي جئنا منه‪ ..‬ووراءه��ا‬ ‫وقبل كل شيء هو واحد منّا !‬
‫كان يرتعد من قمة رأسه إىل أمخص قدميه ‪..‬‬ ‫‪ -‬ترى من يكون الزعيم؟‬ ‫مجيع اآلالت األخرى !‬ ‫هدرت احلفارة الكبرية اليت أمسكت بي قائلة‪:‬‬
‫واضطررت لرتكه جيلس ويتمالك نفسه‪ ..‬قبل‬ ‫وشعرت بأنه يف هذا املكان ‪ ..‬يكمن سر خطري!‬ ‫وبينما كنت أتأرجح يف مقدمة احلشد اهلادر‪..‬‬ ‫‪ -‬هذا صحيح !‬
‫أن يتحدث‪ ..‬اآلن رأيت أن احلجرة اليت باملأوى‪..‬‬ ‫قررت فجأة أن أكتشف هذا السر‪ ..‬فخطوت إىل‬ ‫تأكدت أن�ني فقدت عقلي‪ ..‬الب��د أن ه��ذه هي‬ ‫ث��م لفت على عجالهتا ال��زاح��ف��ة‪ ..‬وخاطبت‬
‫كانت جمهزة كمخترب فيزياء‪ ..‬وشاهدت يف أحد‬ ‫األم��ام‪ ..‬ودخلت إىل احلاجز اهلوائي‪ ..‬أغلقت‬ ‫مجيع األوه���ام واخل��ي��االت‪ ..‬وم��ع ذل��ك ب��دا كل‬ ‫احلشد املهيب من اآلالت العمالقة‪:‬‬
‫األركان بذلك فضاء واقية‪ ..‬من اجلو املسموم‬ ‫الباب اخلارجي‪ ..‬ش ّغلت اهلواء الذي طرد اجلو‬ ‫شيء حقيقياً يل‪ ..‬لقد حطمتين مرارة األحداث‬ ‫‪ -‬إن هذه فرصة عظيمة ! فالرفيق الصغري أول‬
‫يف اخل���ارج‪ .‬كما كانت هناك أجهزة معقدة‪..‬‬ ‫املسموم إىل اخلارج‪ ..‬واندفعت إىل داخل حجرة‬ ‫العجيبة‪ ..‬ال�تي كانت أكثر مما حيتمله عقلي‬ ‫آلة تصل إلينا من اخلارج !‬
‫ومعدات يزدحم هبا املكان‪ ..‬بدأ الرجل العجوز‬ ‫صغرية يف املأوى نفسه‪ ..‬وقفت وعيناي تبحثان‬ ‫الصناعي‪ ..‬إذن لن أعود أبداً إىل وطين‪ ..‬سوف‬ ‫أجل‪ ..‬كان هذا هو املوقف الغريب ! أنا ( فهد )‬
‫يتحدث بقلق‪:‬‬ ‫يف ك��ل م��ك��ان‪ ..‬ع��ن الزعيم ! ث��م رأي���ت رج�لاً‬ ‫حيزن كابنت الفضاء‪ ..‬وحتى الكمبيوتر الطائر‬ ‫اإلنسان اآليل‪ ..‬تصفين هذه اآلالت األوتوماتيكية‬
‫‪ -‬إنين الدكتور (شاكر عبد الغين)‪ ..‬من مؤسسة‬ ‫عجوزاً‪ ..‬أشيب الشعر‪ ..‬جامثاً يف ركن الغرفة‪..‬‬ ‫سيفتقدني‪ ..‬لقد اعتمدا عليّ كثرياً يف العديد‬ ‫الغبية‪ ..‬وتعتربني واح��داً منها ! صحت بأعلى‬
‫علم التحكم اآليل‪ ..‬وقد حضرت إىل هنا منذ‬ ‫ينظر إيل بعينني مذعورتني‪ ..‬خطوت إىل األمام‬ ‫من املشاكل وامل��آزق العويصة‪ ..‬فماذا يفعالن‬ ‫صوتي ‪:‬‬
‫شهرين‪..‬‬ ‫وسألته‪:‬‬ ‫اآلن‪ ..‬بدوني ؟‬ ‫‪ -‬إنين لست آلة ؟ ثم إنين أريد أن أعرف‪ ..‬ملاذا‬
‫قاطعته قائالً‪:‬‬ ‫‪ -‬من أنت؟ وماالذي تفعله هنا؟‬ ‫ظل حشد اآلالت العمالقة يهدر‪ ..‬ويدمدم‪..‬‬ ‫أنتم مجيعاً هنا التفعلون شيئاً‪ ..‬وبعيداً عن‬
‫‪ -‬كيف ؟‬ ‫انكمش رجل األرض‪ ..‬خوفاً مين ‪ ..‬ثم تكلم‬ ‫وي��ق��رق��ع‪ ..‬وي��ت��أرج��ح ف���وق ال��س��ه��ل الكئيب‪..‬‬ ‫موقع العمل؟‬
‫ثم سألته قائالً‪:‬‬ ‫كطفل‪:‬‬ ‫وسرعان ماأشرفنا على موقع العمل‪ ..‬وعندئذ‬ ‫ردت كسّارة عمالقة بصوت مرتفع غري ودي‪:‬‬
‫‪ -‬على سفينة حتميل (األكتنيوم) !‬ ‫‪ -‬إنين أفعل مايطلبوه مين ! سوف أعطيك الذكاء‬ ‫صاحت بعض اآلالت قائلة‪:‬‬ ‫‪ -‬العمل ! إن هذا الرفيق ليس آلة ! إنه يتحدث‬
‫قال د‪( .‬شاكر) برتدد‪:‬‬ ‫الصناعي‪ ..‬وماعليك إال أن تصرب !‬ ‫‪ -‬إىل الزعيم ! ال��ذي س��رع��ان مايصلح هذا‬ ‫عن العمل !!‬
‫‪ -‬كال‪ ..‬مل أحضر على سفينة اخلام‪ ..‬بل حضرت‬ ‫زجمرت قائالً‪:‬‬ ‫الرفيق ويعطيه بعض الذكاء !‬ ‫صدرت أصوات هادرة تصم اآلذان تقول‪:‬‬
‫مبفردي سراً يف مركبة فضائية صغرية‪ ..‬إذ كنت‬ ‫‪ -‬تعطيين الذكاء الصناعي ! ماالذي تتحدث‬ ‫فهمت أنين املقصود من هذا‪ ..‬كانت تسمية تلك‬ ‫‪ -‬إذن ‪ ..‬اسحقوه بال رمحة !‬
‫مصمماً على إجراء جتربة مل يكن مسموحاً يل‬ ‫عنه يارجل ؟‬ ‫اآلالت الغبية يل بعدم الذكاء‪ ..‬هي القشة اليت‬ ‫انقضت اآلالت اخلرقاء عليّ‪ ..‬والبد أنين كنت‬
‫بإجرائها‪ ..‬فأنا كعامل يف جمال التحكم اآليل‪..‬‬ ‫تفرّس يف وجهي‪ ..‬ثم اقرتب قليالً مين حبذر‪..‬‬ ‫قصمت ظهر البعري كما يقولون‪ ..‬كنت على وشك‬ ‫سأحتكم إىل ح��دي��د خ����ردة‪ ..‬ل��و مل تلتقطين‬
‫قد قضيت كل حياتي يف دراس��ة الذكاء‬ ‫وقال وهو يلتقط أنفاسه‪:‬‬ ‫القيام بتصرف ما‪ ..‬عندما قرقعت احلفارة اليت‬ ‫احلفارة العمالقة‪ ..‬اليت أمسكت بي من قبل‪..‬‬

‫‪59‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪58‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫الرعب اآللــي‬ ‫الرعب اآللــي‬

‫‪ -‬اصمت !‬ ‫هز د‪( .‬شاكر) رأس��ه األشيب عالمة املوافقة‬ ‫الصناعي‪ ..‬حبيث إهنا رفضت العمل يف أحواض‬ ‫الصناعي‪ ..‬ووض��ع بعض النظريات اجلديدة‬
‫ومن اخلارج جاءت صيحة قوية‪ ..‬نافدة الصرب‪..‬‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫خام (األكتنيوم) ! إهنا فقط جتوّل هنا وهناك‪..‬‬ ‫يف تصميم العقول االلكرتونية‪ ..‬وطبقت هذه‬
‫هزت مأوى الطوارئ كله‪:‬‬ ‫‪ -‬أجل مل أفعل ! إذ كان من الطبيعي أن أظن أنك‬ ‫وترتك آالت اخلدمة والصيانة تعتين هبا !‬ ‫النظريات بنجاح يف مناذج خمتربية‪ ..‬ثم حاولت‬
‫‪ -‬انته مع الرفيق الصغري اجلديد‪ ..‬وأرسله إىل‬ ‫جمرد آلة أخرى !‬ ‫سألته‪:‬‬ ‫جتربتها على نطاق واسع !‬
‫اخلارج‪ ..‬أو سوف نأتي لنأخذه حنن !‬ ‫زجمرت قائالً‪:‬‬ ‫‪ -‬إذن ه���ذا ه��و ال��س��ب��ب يف ع���دم اس��ت��خ��راج‬ ‫تريث د ‪( .‬شاكر) للحطة ثم استطرد قائالً‪:‬‬
‫شحب وجه د‪( .‬شاكر) بشدة وقال‪:‬‬ ‫‪ -‬هل ألنين أعاني من عقدة النقص النفسية‪..‬‬ ‫(األكتنيوم) ! لكن ملاذا بقيت هنا ؟ ملاذا مل ترجع‬ ‫‪ .. -‬وكنت قد مسعت عن اآلالت األوتوماتيكية‬
‫‪( -‬فهد) ! األفضل أن خترج بنفسك‪ ..‬فإذا مل‬ ‫يعتقد كل إنسان أنه ميكنه إهانيت ! إن هذا غري‬ ‫إىل كوكب األرض؟‬ ‫العمالقة املوجودة هنا‪ ..‬فوق القمر (شارون)‪..‬‬
‫تفعل فسوف يقتحمون علينا هذا املكان !‬ ‫حمتمل باملرة !‬ ‫تردد للحظات ‪ ..‬ثم ارتفع وصوته بشكل هستريي‬ ‫وهي تتميز بقدراهتا الذاتية ودوائرها االلكرتونية‬
‫سألته باهتمام ‪:‬‬ ‫انكمش د‪( .‬شاكر) يف نفسه وقال‪:‬‬ ‫وهو يقول‪:‬‬ ‫ذات رد الفعل احلساس‪ ..‬ومن ثم فهي جمهزة‬
‫‪ -‬وما الذي سوف أفعله عندما أخرج؟‬ ‫‪ -‬إن��ك الت��ب��دو يل اآلن كآلة ! ولكنين ظننتك‬ ‫‪ -‬إن اآلالت مل تسمح يل بذلك ! لقد أطلقت‬ ‫لتنفيذ أي تعليمات توجه هلا‪ ..‬لذلك حضرت‬
‫أجابين‪:‬‬ ‫واحدة‪ ..‬عندما رأيتك من مسافة بعيدة جداً !‬ ‫عليً لقب (ال��زع��ي��م)‪ ..‬ألن�ني أعطيتها الذكاء‬ ‫إىل هنا‪ ..‬وأعطيتها عقوالً صناعية الكرتونية‬
‫‪ -‬ميكنك أن تتظاهر بأنين حررتك ! وتدعي أنين‬ ‫ثم ارتعد وأردف‪:‬‬ ‫الصناعي‪ ..‬ولكنها مل تسمع يل أبداً بالعودة إىل‬ ‫مطوّرة !‬
‫أعطيتك الذكاء الصناعي الالزم لك !‬ ‫‪ .. -‬إهنا غلطة طبيعية !‬ ‫كوكب األرض‪ ..‬وأخ��ذت مركبيت الفضائية ‪..‬‬ ‫اهتزت يدي د‪( .‬شاكر) ثم واصل حديثه بقوله‪:‬‬
‫صرخت يف ضيق ‪:‬‬ ‫صحت قائالً بغضب ‪:‬‬ ‫وأخفتها بعيداً عين ! إنين سجني هنا !‬ ‫‪ .. -‬أحضرت معي عشرات العقول اليت صنعتها‪..‬‬
‫‪ -‬ما ال��ذي تقصده بكلمة ((أتظاهر)) ؟ إنين‬ ‫‪ -‬إنين الأرى شيئاً طبيعياً يف ذلك !‬ ‫وأردفت فجأة قائالً‪:‬‬ ‫وباستخدام رداء فضائي واق من اجلو املسموم‪..‬‬
‫أذك��ى من أي خملوق هنا‪ ..‬وب��ال��ذات أذك��ى من‬ ‫سادت حلظات صمت ثقيلة‪ ..‬واخنفضت حالة‬ ‫‪ -‬ان��ظ��ر ‪ ..‬إن اآلالت العمالقة ختفي أيضاً‬ ‫بدأت عملي مع اآلالت ‪ ..‬كان من السهل عليّ‬
‫عامل جمنون‪ ..‬بدأ كل هذا !‬ ‫عقلي اجملهد‪ ..‬املكدود‪ ..‬إىل يأس تام‪ ..‬من وقع‬ ‫زحافتك الفضائية‪ ..‬إنك أيضاً سجني هنا !‬ ‫تركيب أجهزة التحكم اآليل اليت اخرتعتها‪ ..‬ومل‬
‫ضربت طرقة هائلة جدار مأوى الطوارئ‪ ..‬هزت‬ ‫هذه الكارثة ! لقد حضرت إىل القمر (شارون)‬ ‫وثبت جتاه النافذة الكبرية‪ ..‬وتأكدت من صحة‬ ‫أعطها فقط القدرة على االختيار وإمنا أيضاً‬
‫املبنى كله ف��وق أساساته ‪ ..‬وق��ال د‪( .‬شاكر)‬ ‫‪ ..‬لكي اسرتيح من االكتئاب النفسي‪ ..‬الذي‬ ‫م��اق��ال��ه‪ ..‬ف��ق��د وج���دت ح��ف��ارت�ين ه��ائ��ل��ت�ين‪..‬‬ ‫القدرة على احلديث‪ ..‬بوساطة مقاطع صوتية‬
‫بصوت كالعويل‪:‬‬ ‫حيدث نتيجة لزيادة غري عادية‪ ..‬للنشاط العقلي‬ ‫تلتقطان زحافيت الفضائية بينهما‪ ..‬وتبتعدان‬ ‫مسجلة‪ ..‬ووس��ائ��ل اختيار تلقائية‪ ..‬وكذلك‬
‫‪ -‬إهنا إحدى الكسارات ‪ ..‬أرجوك اخرج إليها‪..‬‬ ‫! واآلن أجد نفسي حمبوساً هنا‪ ..‬مع عامل يف‬ ‫هبا بني صخور القمر (شارون) !‬ ‫القدرة على السمع‪ ..‬وركبت العقول الصناعية‬
‫فرمبا لو فعلت هذا ‪..‬ميكنك إبعادها عن هنا‪..‬‬ ‫التحكم اآليل‪ ..‬معتوه‪ ..‬وع��ش��رات من اآلالت‬ ‫شهقت وركضت ناحية باب املأوى‪ ..‬لكن صراح‬ ‫فعالً‪ ..‬وراقبت اآلالت األتوماتيكية العمالقة‪..‬‬
‫حبيث ميكنين أن أجد مركبيت الفضائية‪ ..‬وجتد‬ ‫العمالقة ذات الذكاء الصناعي‪ ..‬اليت ميكنها‬ ‫د‪( .‬شاكر) أوقفين‪..‬‬ ‫بينما ح��واس��ه��ا ال��ب��ص��ري��ة وال��ك�لام��ي��ة تصب‬
‫أنت زحافتك‪ ..‬ثم نغادر هذا املكان املخيف !‬ ‫أن حتطمين‪ ..‬وحتولين إىل كومة من اخلردة‪..‬‬ ‫‪( -‬فهد) ! إن��ك لن تسمح لنفسك بالطبع أن‬ ‫األحاسيس الصناعية يف أغلفتها االلكرتونية‬
‫ورأيت أن هذه هي فرصتنا الوحيدة للهروب‪..‬‬ ‫خالل عدة دقائق !‬ ‫تتمزق إرباً ! بوساطة هذه اآلالت العمالقة !‬ ‫اجلديدة!‬
‫م��ن ه���ذا ال��ق��م��ر ال��ص��غ�ير امل���رع���ب‪ ..‬وه��ك��ذا‪..‬‬ ‫جاء هدير جبار من اخلارج‪ ..‬من اآلالت اجلبارة‬ ‫وكان مايقوله صحيحاً‪ ..‬وسبب يل ذلك رعباً‬ ‫صرخت عندما اتضح يل خطورة مايقوله‪:‬‬
‫كنت مضطراً‪ ..‬أنا (فهد) اإلنسان اآليل‪ ..‬ألن‬ ‫املنتظرة ‪:‬‬ ‫اليوصف ! ثم الفت بغضب إىل ع��امل التحكم‬ ‫‪ -‬هل تعين أنك أنت الذي وجهت هذه اآلالت‪..‬‬
‫أتظاهر بأنين آلة ! ولذلك خرجت إىل احلاجز‬ ‫‪ -‬أمل تنته من هذا القزم‪ ..‬أيها الزعيم ؟‬ ‫اآليل‪ ..‬وصحت يف وجهه قائالً‪:‬‬ ‫إىل الطريق اخلطأ ؟‬
‫اهلوائي‪ ..‬وعندما وصلت إىل احلشد املنتظر من‬ ‫سألين د‪( .‬شاكر ) يف خوف‪:‬‬ ‫‪ -‬ملاذا مل تقل يل هذا كله‪ ..‬عندما وصلت إىل‬ ‫أومأ د‪( .‬شاكر) برأسه ثم قال‪:‬‬
‫اآلالت العمالقة‪ ..‬أصدرت خليطاً من األصوات‬ ‫‪ -‬مباذا أجيب هذه اآلالت؟‬ ‫هنا مباشرة ؟ البد أنك شاهدتين وأنا أهبط ثم‬ ‫‪ -‬أجل لكن جناحي كان كبرياً ج��داً‪ ..‬وقبل أن‬
‫الغامضة اليت تصم اآلذان‪ ..‬قالت إحدى‬ ‫صحت فيه بغضب ‪:‬‬ ‫أجوّل على أرض هذا املكان اللعني !‬ ‫أعرف ذلك اكتسبت اآلالت العمالقة‪ ..‬الذكاء‬

‫‪61‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪60‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫الرعب اآللــي‬ ‫الرعب اآللــي‬

‫الذي تستخرجونه؟‬ ‫‪ -‬إن لدينا هنا يف املخازن‪ ..‬مايكفينا من الوقود‬ ‫نطلب من الزعيم إصالحها وإعطاءها الذكاء‬ ‫اآلالت ‪:‬‬
‫حدقت ع��دس��ات اآلالت يف وج��ه��ي‪ ..‬بدهشة‬ ‫النووي الديوترييوم والرتيتيوم‪..‬‬ ‫الصناعي !‬ ‫‪ -‬ما الذي حدث يارفيق ؟ وماهو شعورك بعد ما‬
‫واضحة‪ ..‬وكررت الكسّارة الكبرية كلمة‪:‬‬ ‫وك��ذل��ك ال��زي��وت وال��ش��ح��وم��ات‪ ..‬لكي نعيش‬ ‫فقلت بلهجة مؤثرة‪:‬‬ ‫أصبحت ذكياً مثلنا ؟‬
‫‪( -‬األكتنيوم) !!‬ ‫سنوات كثرية‪ ..‬ولذلك دعونا نتمتع حبياتنا !‬ ‫‪ -‬لكنها التستطيع أن تأتي‪ ..‬إهنا مستعبدة ! فما‬ ‫كان ذلك إالالً حاداً يل‪ ..‬لكن يف مواجهة هذه‬
‫ثم استطردت قائلة‪:‬‬ ‫وكنت أدرك متاماً أن هذه اآلالت الغبية‪ ..‬التقلق‬ ‫الذي حيدث لو أخذنا الزعيم إليها؟ إنه سوف‬ ‫اآلالت الوحشية اجل��ب��ارة‪ ..‬الغبية‪ ..‬مل يكن‬
‫‪ .. -‬هل هذا وقود نووي جيد‪ ..‬كالديوترييوم‬ ‫بشأن املستقبل‪ ..‬وكل ماكانت تفكر فيه‪ ..‬هو‬ ‫يتمكن من حترير مجيع اآلالت اليت على هذه‬ ‫أمامي إال أن ألعب دوري بدقة‪ ..‬فمددت ذراعي‬
‫والرتيتيوم؟‬ ‫التجوال الالهي‪ ..‬على سطح القمر (شارون)‪..‬‬ ‫الكواكب !‬ ‫وأصدرت صوتاً هبيجاً وقلت‪:‬‬
‫قلت هلا مؤكداً‪:‬‬ ‫وجمرد التوقف عن العمل‪ ..‬كان شيئاً جديداً‪..‬‬ ‫وكنت م��ت��ص��وراً أن حيليت ه��ذه س��وف تنطلي‬ ‫‪ -‬إن ذلك شيء رائع‪ ..‬رائع ! قبل ذلك كنت جمرد‬
‫‪ -‬إنه أفضل مبئات املرات ! (فاألكتنيوم ) مادة‬ ‫ورائعاً بالنسبة هل��ا‪ ..‬حتدثت احلفارة بصوت‬ ‫عليها‪ ..‬لكن هذا مل حيدث‪ ..‬وبدا أن تلك اآلالت‬ ‫آلة عمل ! أما اآلن فإن يل ذكاء مثلكم مجيعاً !‬
‫مشعة تعطى طاقة نووية هائلة !‬ ‫مدوّ‪:‬‬ ‫العمالقة ليست ((ساذجة)) كما تصورت‪ .‬رفعت‬ ‫وبالطبع ابتعلت اآلالت الطعم‪ ..‬والتفت كلها‬
‫صرخت احلفارة اهلائلة يف بقية اآلالت العمالقة‬ ‫‪ -‬لتحضر واحدة منكم ياآالت الصيانة واخلدمة‪..‬‬ ‫إحدى الكسارات عقريهتا صائحة‪:‬‬ ‫ح��ويل‪ ..‬هتمنئين بأصواهتا املرتفعة العميقة‪..‬‬
‫قائلة‪:‬‬ ‫إلعطاء صديقنا الصغري بعض الوقود النووي!‬ ‫‪ -‬الج���دوى م��ن ذل��ك ! فبهذه الطريقة سوف‬ ‫وضربتين إحدى احلفارات‪ ..‬ضربة ودية على‬
‫‪ -‬ملاذا مل نفكر يف هذا ‪ ،‬إذا كان (األكتنيوم) أفضل‬ ‫جاءت إحدى آالت الصيانة واخلدمة تتدحرج‬ ‫يعرفون عنا ك��ل ش���يء‪ ..‬ث��م ي��أت��ون إىل هنا‪..‬‬ ‫ظهري‪ ..‬قذفتين عشرة أمتار بعيداً عنها !‬
‫من الوقود النووي اآلخر‪ ..‬فسوف نستخدمه‪..‬‬ ‫بسرعة جتاهي‪ ..‬وملعت عدساهتا‪ ..‬بينما ّ‬
‫خطا‬ ‫ويأمروننا بالعمل مرة أخرى‪ ..‬إذا أمكنهم !‬ ‫أخ���ذت أف��ك��ر‪ ..‬ووض��ع��ت خطة ه��ي الوحيدة‬
‫إنه خيصنا ولنا احلق فيه‪ ..‬إننا اآلالت الذكية‬ ‫الوقود والشحومات ميتدان ناحييت‪ ..‬يف متوج‬ ‫س��اد صمت لفرتة ق��ص�يرة‪ .‬ث��م قالت احلفارة‬ ‫املمكنة يل‪ ..‬ولو جنحت‪ ..‬ووصلت إىل زحافيت‬
‫اليت تستخرجه من تربة هذا القمر !‬ ‫بطيء‪ ..‬كالثعابني! وقامت بإدخال الشحومات‬ ‫الكبرية بصوت عال‪:‬‬ ‫الفضائية‪ ..‬فسوف أمتكن من إنقاذ د‪( .‬شاكر)‬
‫صاحت اآلالت األخ���رى‪ ..‬بأصوات صاخبة‪..‬‬ ‫إىل مج��ي��ع م��ف��ص�لات��ي‪ ..‬وال���وق���ود يف أج��ه��زة‬ ‫‪ -‬هذا صحيح ! فقد عملت لسنوات يف أحواض‬ ‫أيضاً‪ ..‬ولذلك أخفيت اإلذالل الذي كان ميوج‬
‫مدوية ‪:‬‬ ‫التشغيل داخل جسمي‪ ..‬بدون أي تردد‪ ..‬وصل‬ ‫خام (األكتنيوم)‪ ..‬يف احلفر الذي الينتهي! ومل‬ ‫داخ��ل��ي‪ ..‬ومج��ع��ت ش��ت��ات ن��ف��س��ي‪ ..‬وخاطبت‬
‫‪ -‬أج��ل بالطبع ! ي��اآالت الصيانة واخل��دم��ة‪..‬‬ ‫تقززي وإذاليل إىل أقصى حد هلما‪ ..‬وكدت أن‬ ‫أعرف أبداً السبب يف ذلك ! واآلن لست مضطرة‬ ‫اآلالت العمالقة قائالً‪:‬‬
‫املئي خزاناتك (باألكتنيوم)‪ ..‬ووزعيه على كل‬ ‫أنفجر ! أنا اإلنسان اآليل (فهد)‪ ..‬أتغذى على‬ ‫للعمل‪ ..‬فدعونا نستمر على ماحنن عليه !‬ ‫‪ -‬إخوتي !!‬
‫الرفاق !‬ ‫وقود نووي كاآللة متاماً ! وتذكرت ماحدث يل‪..‬‬ ‫اعرتضت على هذا قائالً ‪:‬‬ ‫بالطبع ك��ادت مصهرات دوائ���ري االلكرتونية‬
‫وه���ذا م���اح���دث‪ ..‬ف��ق��د م�ل�أت آالت الصيانة‬ ‫عندما حاولت أكل وقود (اليورانيوم)‪ ..‬وفجأة‬ ‫‪ -‬لكن ماذا عن مجيع أصدقائنا من اآلالت يف‬ ‫أن تنفجر‪ ..‬وأنا أن��ادي هذه الكائنات املعدنية‬
‫واخل��دم��ة كل خزاناهتا (باألكتنيوم)‪ ..‬وب��دأت‬ ‫و ّل��د ه��ذا التشابه‪ ..‬فكرة جهنمية يف عقلي !‬ ‫الكواكب األخرى‪ ..‬اليت تكدح بال هناية ؟‬ ‫اللعينة‪ ..‬بكلمة ((إخوتي)) ! لكنين ضغطت على‬
‫تتحرك بني اآلالت العمالقة‪ ..‬لضخ (األكتنيوم)‬ ‫إن هناك طريقة ميكن أن خترجين م��ن هذه‬ ‫قاطعتين الكسارة قائلة بقسوة‪:‬‬ ‫أعصابي‪ ..‬سألتين احلفارة الكبرية‪:‬‬
‫داخل غرفة وقود كل منها ! أحسست بسعادة‬ ‫الورطة‪ ..‬ومافشلت يف حتقيقه قوة (فهد)‪ ..‬قد‬ ‫‪ -‬هذا هو حظها العاثر ! لقد حصلنا على تنظيم‬ ‫‪ -‬ماذا تريد ؟‬
‫بالغة‪ ..‬فإذا كان ( اليورانيوم) قد فجّر بعض‬ ‫ينجح فيه عقله الصناعي‪ ..‬العظيم !‬ ‫جيد هنا‪ ..‬ونريد أن حنافظ عليه‪ ..‬أليس كذلك‬ ‫قلت بسرعة‪:‬‬
‫أجهزتي يف املاضي‪ ..‬فإن (األكتنيوم) املشع‪..‬‬ ‫رفعت صوتي قائالً‪:‬‬ ‫يارفاق؟‬ ‫‪ -‬ه��ل فكرمت يف مجيع اآلالت ال�تي توجد يف‬
‫ميكن أن يفعل نفس ال��ش��يء‪ ..‬جلميع الدوائر‬ ‫‪ -‬ه��ل م��ازل��ت��م تعيشون على ال��وق��ود ال��ن��ووي‬ ‫صاحت مجيع اآلالت العمالقة‪ ..‬بصوت عال‬ ‫الكواكب األخرى البعيدة عنا ؟ أال جيب حتريرها‬
‫االل��ك�ترون��ي��ة‪ ..‬هل��ذه اآلالت العمالقة الغبية !‬ ‫البسيط؟‬ ‫عميق‪ ..‬تعبرياً عن موافقتها‪ ..‬شعرت باليأس‪..‬‬ ‫أيضاً؟‬
‫حبيث تتعطل مت��ام�اً‪ ..‬وتتوقف عن احلركة‪..‬‬ ‫ثم أردفت باحتقار واضح‪:‬‬ ‫وتبددت من بني يدي‪ ..‬خر فرصة للهرب !‬ ‫جاءت صيحة عالية ‪:‬‬
‫لكن سعادتي‪ ..‬حتولت إىل رعب‪ ..‬عندما‬ ‫‪ .. -‬ماذا دهاكم حتى التستخدموا ( األكتنيوم)‬ ‫دمدمت احلفارة الكبرية قائلة‪:‬‬ ‫‪ -‬بالطبع ! إن أي آلة تأتي إىل هنا مثلك‪ ..‬سوف‬

‫‪63‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪62‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫الرعب اآللــي‬ ‫الرعب اآللــي‬

‫‪ -‬املزيد من (األكتنيوم) !‬ ‫غريباً‪ ..‬الشك أن ضغوط وانفعاالت موقفي‬ ‫الصناعي ! ص��اح��ت احل��ف��ارة اجل��ب��ارة وهي‬ ‫اقرتبت مين‪ ..‬آلة صيانة وخدمة‪ ..‬ومدّت إيلّ‬
‫وأس��رع��ت جت��اه آالت الصيانة واخل��دم��ة ‪..‬‬ ‫هذا‪ ..‬قد دهورت من حاليت النفسية ! حبيث‬ ‫تقرتب مين‪:‬‬ ‫جهاز ضخ الوقود ! صرخت بأعلى صوتي‪:‬‬
‫لكن بسبب ضآلة حجمي‪ ..‬مل أستطع اخرتاق‬ ‫إنين أحسست أنا اآلخر بتأثري غيال صحي من‬ ‫‪ -‬أتعرف ! لقد كنت على حق ‪( ..‬األكتنيوم)‬ ‫‪ -‬ال‪..‬ال أريد أي (أكتنيوم) ! أعطه كله لآلخرين!‬
‫الزحام‪ ..‬وامل��رور بني اآلالت اجلبارة‪ ..‬بل إن‬ ‫طاقة (األكتنيوم)‪ ..‬ال�تي هت��در بقوة داخلي !‬ ‫أفضل مليون مرة‪ ..‬من الوقود النووي القديم!‬ ‫ردت عليّ بصوت هادئ‪:‬‬
‫حفارة كبرية‪ ..‬أطاحتين بعيداً عن الزحام !‬ ‫أقبل الليل‪ ..‬لكن احلاجز اهلائل لكوكب (بلوتو)‬ ‫وزجمرت كسارة هائلة قائلة‪:‬‬ ‫‪ -‬جيب أن حتصل على نصيبك ياصديقي !‬
‫سبب يل هذا استياءً وامتعاضاً‪ ..‬لكنين كنت‬ ‫اجلليدي‪ ..‬دفع إلينا ببعض الضوء األبيض‪..‬‬ ‫‪ -‬إنين أوافقك على رأيك هذا ! فلم أكن أبداً‬ ‫والتنس أنك أنت الذي اقرتح أوالً هذه الفكرة‬
‫يف حالة غري طبيعية يف ذلك الوقت‪ ..‬قصرخت‬ ‫ويف حالة اخللل النفسي املؤقتة اليت لديّ‪ ..‬كان‬ ‫أفضل مما أنا عليه اآلن !‬ ‫العظيمة !‬
‫مرة أخرى‪:‬‬ ‫املنظر الشاحب الذي أمامي‪ ..‬مجيالً‪ ..‬هبيجاً‪..‬‬ ‫ولكي تثبت ذلك‪ ..‬أخذت تستخدم ذراع الدّق‬ ‫وصاحت اآلالت العمالقة األخرى‪:‬‬
‫‪ -‬لقد ختلصت هنائياً من عقدة نقصي ! إنين‬ ‫واآلالت العمالقة املقرقعة‪ ..‬حتتشد كمجموعة‬ ‫لديها‪ ..‬يف سحق صخرة بازلت هائلة‪ ..‬فحولتها‬ ‫‪ -‬هذا صحيح‪ ..‬خذ نصيبك !‬
‫أشعر أنين خفيف الوزن ! وأريد أن أرقص !‬ ‫صاخبة م��ن ال���رف���اق‪ ..‬الت��ل��وي على ش��يء‪..‬‬ ‫إىل فتات‪ ..‬بضربة واحدة ! والحظت يف ذعر‬ ‫واحتشدت اآلالت اجل��ب��ارة ح��ويل‪ ..‬يف دائ��رة‬
‫سألتين احلفارة‪:‬‬ ‫ويؤسفين ال��ق��ول‪ِ ..‬بأنين أيضاً رفعت صوتي‬ ‫أن مجيع اآلالت العمالقة‪ ..‬ب��دأت تتصرف‬ ‫ضيقة‪ ..‬وخشيت من املقاومة أكثر من ذلك‪..‬‬
‫‪ -‬ترقص ! مامعنى هذا يارفيق ؟‬ ‫عالياً‪ ..‬ودققت على صدري وصحت قائالً‪:‬‬ ‫على حن��و غ��ري��ب‪ ..‬إذ أخ��ذت حتركاهتا على‬ ‫خوفاً من إثارة الشك‪ ..‬داخل عقوهلا البدائية!‬
‫أجبتها بسرعة‪:‬‬ ‫‪ -‬إنين أشعر بتحسن اآلن ! بل حتسنت كثرياً !‬ ‫عجالهتا الزاحفة‪ ..‬تصبح أقل توازناً‪ ..‬وأخذت‬ ‫واضطررت لفتح لوحة غرفة وق��ودي‪ ..‬املثبتة‬
‫‪ -‬إنه شيء يفعله البشر للمتعة والرتفيه‪ ..‬مثل‬ ‫لقد أفاد حضوري إىل القمر (ش��ارون) حاليت‬ ‫تتمايل وهتتز يف أثناء حركتها فوق سطح القمر‬ ‫يف ص��دري‪ ..‬ضخت آلة الصيانة واخلدمة‪..‬‬
‫هذا !‬ ‫النفسية بدرجة كبرية !‬ ‫(شارون)‪ ..‬كما ارتفع صوهتا اآليل‪ ..‬وحتوّل إىل‬ ‫حبماس‪ ..‬كمية كبرية من (األكتنيوم)‪ ..‬وعندما‬
‫مل أك���ن ق��د رق��ص��ت م��ن ق��ب��ل‪ ..‬ل��ك�ني ك��ث�يراً‬ ‫صرخت اآلالت اجلبارة يف صوت واحد‪:‬‬ ‫هدير رهيب يصم اآلذان !‬ ‫أغلقت ل��وح��ة غ��رف��ة وق����ودي‪ ..‬ش��ع��رت فعالً‬
‫ماالحظت الناس يفعلون ذلك‪ ..‬وكنت متأكداً‬ ‫‪ -‬هذه هي اآللة احلقيقية ! إنك التقل صحة‬ ‫خطر بعقلي تفسري رهيب‪( ..‬فاألكتنيوم) صب‬ ‫بأن جسدي املعدني‪ ..‬دبّت فيه قوة جديدة‪..‬‬
‫من أنين أستطيع أن أرقص مثلهم متاماً‪ ..‬واألن‬ ‫وسالمة عن أي منا ! برغم أنك ضئيل احلجم!‬ ‫كمية كبرية من الطاقة‪ ..‬خالل مولداهتا‪ ،‬ثم إىل‬ ‫ومسعت مولداتي النووية الواهنة عادة‪ ..‬تطن‬
‫حت��ت ض��وء الكوكب الفضي (ب��ل��وت��و)‪ ..‬أدي��ت‬ ‫صحت قليالً‪:‬‬ ‫داخل دوائرها االلكرتونية‪ ..‬وعقوهلا الصناعية‬ ‫اآلن بقوة‪ ..‬وبصوت مرتفع‪ ..‬أحسست بأسف‬
‫بعض احل��رك��ات ال��راق��ص��ة للباليه ! وأخ��ذت‬ ‫‪ -‬ضئيل احلجم ! إنين ( فهد) اجلبار ! ترى‬ ‫البدائية‪ ..‬فأحدث هبا تنبيهاً هائالً‪ ..‬بطاقة‬ ‫ون���دم ش��دي��دي��ن‪ ..‬على فكرتي ! فأجهزتي‬
‫أحترك يف دوائ��ر‪ ..‬وأت��رمن بنغمة مجيلة‪ ..‬من‬ ‫م��ن ال���ذي حيطم أوص���ال الشهب وال��ن��ي��ازك‬ ‫جبارة‪ ..‬حبيث أتلف ردود فعلها‪ ..‬وأخرجها عن‬ ‫الداخلية سوف تنفجر اآلن‪ ..‬وسأترك هنا‪..‬‬
‫باليه حبرية البجع لتشايكوفسكي‪ ..‬املوسيقار‬ ‫والكويكبات‪ ..‬ويدفع املذنبات يف كل اجت��اه‪..‬‬ ‫انضباطها‪ ..‬واتزاهنا ! صرخت الكسارة‪:‬‬ ‫بال حول والقوة‪ ..‬حتى حيضر كابنت الفضاء‪..‬‬
‫العاملي‪ ..‬وشرحت لآلالت قائالً‪:‬‬ ‫بيديه اجملردتني ؟‬ ‫‪ -‬أصدقائي اآلالت ! أرى أن نشكر رفيقنا‬ ‫للبحث عين‪ ..‬وإنقاذي !‬
‫‪ -‬ميكنكم أن تفعلوا ذلك‪ ..‬يف ثنائيات فقط !‬ ‫صرخت احلفارة الكبرية‪ ..‬بصوت يصم اآلذان ‪:‬‬ ‫اجلديد‪ ..‬لتوصله لفكرة الوقود اجلديد الرائع !‬ ‫مرت دقائق‪ ..‬ومل ينفجر شيء داخلي ! ويبدو‬
‫طربت اآلالت العمالقة من أدائ��ي الراقص‪..‬‬ ‫‪ -‬آلة الصيانة واخلدمة ! أحضري لنا املزيد من‬ ‫دمدمت عشرات من األصوات قائلة‪:‬‬ ‫أن (األكتنيوم) الذي وزنه الذري (‪ ..)227‬يقل‬
‫وصاحت كسارة‪:‬‬ ‫(األكتنيوم) !‬ ‫‪ -‬هذا صحيح ! إنه من أفضل اآلالت حقيقة !‬ ‫ع��ن طاقة (ال��ي��وران��ي��وم)‪ ..‬ال��ذي وزن��ه ال��ذري‬
‫ً‬
‫‪ -‬إن هذا يبدو ممتعا يارفاق‪ ..‬دعونا جنربه !‬ ‫ازدمح�����ت اآلالت ال��ع��م�لاق��ة يف م��ك��ان ضخ‬ ‫أصابتين ه��ذه األص��وات بالصمم فعالً‪ ..‬ألن‬ ‫(‪ ..)238‬وهلذا مل يتعد حد حتميل أجهزتي‪..‬‬
‫ث��م م��دت ذراع��ه��ا ال��دق��اق اجل��ب��ار‪ ..‬وأمسكت‬ ‫ال��وق��ود‪ ..‬ويبدو أن آالت الصيانة واخلدمة‪..‬‬ ‫اآلالت ف��ق��دت سيطرهتا على درج���ة ارت��ف��اع‬ ‫وكل مافعله‪ ..‬أنه صب يف داخلي من الطاقة‪..‬‬
‫بيدي‪ ..‬وبرغم فرق احلجم اهلائل بيين وبينها‪..‬‬ ‫قد مألت غرف وقودها الذاتية (باألكتنيوم)‪..‬‬ ‫ذبذبات الصوت‪ ..‬وهددتين حركاهتا املقلقة غري‬ ‫مابث يف أعصابي االلكرتونية‪ ..‬أقصى قوة‪..‬‬
‫فإن اآللة العمالقة‪ ..‬أدت رقصة البالية معي‬ ‫ألن حركات خطوط التموين لديها‪ ..‬كانت غري‬ ‫املتوازنة‪ ..‬باملرور فوقي‪ ..‬والقضاء عليّ‪ ..‬وهي‬ ‫وحيوية‪ ..‬وغثارة‪ ..‬كما شعرت بدوار مفاجئ‪..‬‬
‫برشاقة‪ ..‬يف الضوء الفضي لكوكب (بلوتو)‪..‬‬ ‫متوازنة ! ويؤسفين أنين صرخت أنا أيضاً‪:‬‬ ‫حتتشد حويل ! شعرت فجأة بأن عقلي أصبح‬ ‫من تأثري الطاقة الكثرية اليت صبت يف عقلي‬

‫‪65‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪64‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫شغف السحر‬

‫كان الساحر حيول األشياء ويغري طبيعتها وهي‬ ‫الثالثة الذكور‪.‬ونادراً ما قامت بأي من أعباء‬
‫تراقبه منبهرة بقواه اخلارقة ‪.‬‬ ‫املنزل ال��ذي كانت تديره أمها خبربة واقتدار‬
‫كانت طفلة حتب تفكيك وتركيب األشياء‪،‬‬ ‫مبساعدة خادمة‪ ،‬وكانت اخلادمة هي من تقوم‬
‫تبقى لساعات ط��وال تلعب بألعاب إخوهتا‬ ‫بنشر الغسيل على املنشر املعد على الشرفة‪.‬‬
‫بينما أل��ع��اهب��ا ظ��ل��ت ج��دي��دة م��ع��روض��ة يف‬ ‫ذلك املنشر ال يعين هلا شيئاً بذاته‪.‬ولكن ذكرى‬
‫خزانتها مل متسها يدها‪ ،‬كانت أمها تقول هلا‬ ‫تركيبه على الشرفة من قبل عامل متخصص‬
‫‪:‬تلك ألعاب صبيانية وأنت فتاة ظنت أمها أن‬ ‫ظلت عالقة بذهنها ل��ف�ترات طويلة‪.‬تذكر‬
‫ذلك كان بسبب إجناهبا هلا بعد ثالثة صبيان‬ ‫جميء العامل حامالً معه صندوقاً حديدياً‪،‬‬
‫‪ ،‬فهي تقلدهم فقط‪.‬بينما كانت هي متارس‬ ‫وكالساحر الذي خيبأ أدواته وخيرجها بالوقت‬
‫عشقها احلقيقي‪ ،‬والسيما أن والدها كف عن‬ ‫املناسب ليسرق األن��ظ��ار وحيبس األنفاس‪،‬‬
‫اصطحاهبا إىل املصنع ألهنا فتاة وظل أخوهتا‬ ‫أخرج أدواته الغريبة من مثقب ومفكات براغي‬
‫يتمتعون مبتعة مشاهد السحر‪.‬‬ ‫ومطارق وغريها‪.‬يف ذلك اليوم وقفت الطفلة‬
‫كربت قليالً وتعلمت و حلمت بدراسة اهلندسة‬ ‫ذات األحد عشر ربيعاً تراقبه بانبهار‪.‬‬
‫امليكانيكية‪ ،‬وعندما حصلت على جمموع‬ ‫خطط لكل خ��ط��وة ق��ام هب��ا‪ .‬م���دَد األس�لاك‬
‫درج��ات عالية تؤهلها لدخول أي ف��رع تريد‬ ‫بني اجلدارين املتقابلني وحسب وقاس وحدد‬
‫أص��رت على حتقيق حلمها‪ ،‬وأيدها والدها‬ ‫العالمات حتى ميتد السلك املعدني املشدود‬
‫الذي يرى فيها حتقيق آماله يف دراس��ة أحد‬ ‫بالطول املناسب واالرتفاع املناسب‪ ،‬مل يرتك‬
‫أوالده اجلامعة بعد إخفاق أخوهتا الثالثة يف‬ ‫شاردة وال واردة إال أخذها باحلسبان حتى أنه‬
‫احلصول على الشهادة الثانوية وممارستهم‬ ‫سأل والدها عن طول من سيقوم بنشر الغسيل‬
‫العمل احلريف يف مصنع والدهم فهم بالنهاية‬ ‫عندما كانت يف السادسة من العمر كان والدها‬
‫من سيديرونه ‪.‬‬ ‫يصطحبها إىل مصنعه الصغري‪ ،‬إن��ه ورش��ة‬
‫لقبها األخوة الثالثة باألوروبية كوهنا شقراء‪،‬‬ ‫جن��ارة كبرية‪ ،‬كانت متميزة يف ذل��ك الوقت‪،‬‬
‫و لتلقيها معاملة خاصة من والديها‪ ،‬وألهنا‬ ‫فقد جلب آالهت��ا بنفسه من دول��ة أوروب��ي��ة ‪،‬‬
‫ح��اص��ل��ة ع��ل��ى اجل��ن��س��ي��ة م��ن إح���دى ال���دول‬ ‫تتأمل كيف يصنع العمال القطع من مواد أولية‬ ‫د‪ .‬ميادة ضاي‬
‫األوروب���ي���ة‪ .‬فعندما ك��ان��ت أم��ه��ا ح��ام�لاً هبا‪،‬‬ ‫فيحيلوهنا ألشياء خمتلفة مثل السحرة الذين‬
‫رافقت والدها يف سفره‪ ،‬ال��ذي ذهب لشراء‬ ‫رأهتم يف السريك‪ .‬ترى تلك النظرة اليت تنبعث‬ ‫ال��دق��ي��ق��ة اخل��ف��ي��ة يستهني ب��ه ل��درج��ة ع��دم‬ ‫جلست سهيلة وق���د أُس��ق��ط يف‬
‫آالت مصنعه اجلديدة‪ ،‬لتنجب هناك ليحصل‬ ‫من عيوهنم حال االنتهاء من القطعة املصنعة‬ ‫التفكري فيه مطلقاً‪ ،‬وإذا فكر مصادفة استخف‬ ‫يدها‪ ،‬وقفت عاجزة وما أصعب أن‬
‫امل��ول��ود السعيد على اجلنسية وهكذا كان‪.‬‬ ‫بالشكل املطلوب دون خطأ‪ ،‬نظرة االنتصار‬ ‫به واعترب من يفكر به غبياً‪ .‬كأنه بديهية ال‬ ‫نقف عاجزين أمام مشاكل تافهة‪.‬‬
‫وعندما رجعوا ازده��رت أعمال والدها مما‬ ‫والرضى كأهنم برهنوا سطوهتم على امل��ادة‬ ‫حتتاج إىل برهان‪.‬‬ ‫هي مل تعرف صعوبة التعامل مع بعض املشاكل‬
‫جعله يدللها و يدعوها «وجه الرزق»‪.‬‬ ‫أمروها فامتثلت وأطاعت‪.‬‬ ‫لطاملا كانت سهيلة البنت الوحيدة املرفهة‬ ‫البسيطة كما فعلت اليوم‪ ،‬فغالباً عندما يكون‬
‫خترجت من الكلية والطموح ميلؤها‪،‬‬ ‫تذكر ذلك السريك يف اخليمة الكبرية وكيف‬ ‫واملدللة يف بيت أهلها‪ ،‬فقد كانت أصغر إخوهتا‬ ‫اإلن��س��ان خ��ارج امل��وق��ف وال يعاني تفاصيله‬

‫‪67‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪66‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫شغف السحر‬ ‫شغف السحر‬

‫من طابقني أو أكثر أو أقل حسب احلاجة ‪،‬‬ ‫املدخرات ورأمسال األسرة ‪ ،‬وبالكاد كفى املبلغ‬ ‫واحل��ق يقال إن��ه ورث أيضاً مذياعاً صغرياً‬ ‫وبعد التعيني يف وظيفة ال متت لدراستها بصلة‬
‫كما جعلت هيكله من جمموعة أنابيب فوالذية‬ ‫لشراء منزل يف حي شعيب‪ ،‬مبساحة صغرية‬ ‫ق��دمي�اً ل��ه ه��وائ��ي طويل كانت تلهو ب��ه وهي‬ ‫على اإلطالق‪ ،‬وجدت نفسها ختتنق تدرجيياً‪،‬‬
‫مفرغة ترتاكب تلسكوبياً حبيث ميكن التحكم‬ ‫ج��داً‪ ،‬وشرفة ضمها املالك السابق للغرفة‬ ‫صغرية وك��ث�يراً ما شوشت على أبيها صوت‬ ‫مل تستطع مم��ارس��ة هوايتها ف��س��وق العمل‬
‫بطوله وارتفاعه فلطاملا عانت يف نشر القطع‬ ‫اجملاورة لزيادة املساحة‪.‬‬ ‫مذيع األخبار وأمها تنهرها‪.‬‬ ‫اخلاص يف هذا اجملال بالكاد يستقبل الرجال‬
‫الكبرية أو املالبس الطويلة على املنشر السابق‬ ‫وضع العروسان بعض املفروشات الالزمة ‪،‬‬ ‫ظنت ج��ده��ا امل��رح��وم الساحر األك�ب�ر حيرر‬ ‫‪.‬وه��ي تعشق السحر ال��ذي تعلمته نظرياً يف‬
‫حيث كانت أذي��ال��ه تالمس األرض فتضطر‬ ‫بعد شراء أصغر القطع املتوفرة بالسوق ‪ ،‬أو‬ ‫عفريت القمقم من عقاله بتحريك هذا اهلوائي‬ ‫الكلية ‪ ،‬والسيما عندما كانت تراقب اآلالت‬
‫لغسله ثانية‪.‬‬ ‫طلب تصنيعها مبقاييس مصغرة مقاسة بدقة‬ ‫وجمموعة أزرار س��وداء‪ .‬ولكن الراديو تعطل‬ ‫األوتوماتيكية يف عملها كأنه سحر مستمر‪،‬‬
‫ً‬
‫استبدلت باألسالك قضبانا من مادة معدنية‬ ‫مسبقاً لتناسب متاماً الفراغ املتاح يف الغرف‪.‬‬ ‫عندما كانت يف العاشرة‪ ،‬فقد انتهزت فرصة‬ ‫واآلن حرمت من مراقبة السحر وحتى من‬
‫خفيفة ت��رت��ب��ط هبيكل امل��ن��ش��ر مبفصل من‬ ‫كانت زميالهتا يقلن هلا ‪« :‬ما أمجله من بيت!‬ ‫غياب أهلها وفككته لتعرف آلية عمله ولكنها‬ ‫احللم به‪.‬‬
‫طرف وتستند من الطرف اآلخر على نتوءات‬ ‫يشبه منزل األلعاب»‪ .‬وهن حياولن التخفيف‬ ‫مل تفهم سوى حركة اهلوائي التلسكوبي‪.‬عنفتها‬ ‫ك��ان��ت سهيلة ش��اب��ة مجيلة ومثقفة وق��وي��ة‬
‫أو جتاويف مالئمة بالقطر لنهاية القضيب‬ ‫من حرجها عند استقباهلا هلن فيه‪ ،‬وقد بدت‬ ‫أمها كثرياً وبقى أبوها صامتاً ومل تفهم سبب‬ ‫خلطاب‬ ‫وميسورة ومدللة‪ ،‬وكلها صفات جتعل ا ُ‬
‫املعدني ال��ذي كان أيضا تلسكوبياً مما يتيح‬ ‫على حمياهن عالمات االستخفاف‪ ،‬وأحياناً‬ ‫هذا العقاب األول الذي تلقته يف حياهتا فألول‬ ‫الذين حيسبون خطوهتم االجتماعية جبدول‬
‫تغيري طوله حسب احلاجة أيضاً‪ ،‬يشبه متاماً‬ ‫السخرية اليت مل ختفَ على سهيلة اللماحة‪.‬‬ ‫مرة حيزن والدها ألهنا كسرت شيئاً ما‪.‬‬ ‫حسابات يتزامحون على طلب يدها يف مقتبل‬
‫هوائي راديو جدها‪.‬ووضعت بعيداً بشكل كاف‬ ‫تدبرت سهيلة أمرها ‪ ،‬ومبساعدة بسيطة من‬ ‫مل ترتبط سهيلة عاطفياً ال بشيء وال بشخص‪.‬‬ ‫حياهتا‪ ،‬ولكنها كانت تريد زوجاً ساحراً أقوى‬
‫مدفأة كهربائية صغرية ومروحة صغرية توجه‬ ‫مازن بدأت األمور تدار بتعثر أحياناً‪ ،‬وبنجاح‬ ‫كانت أمها ت��رى وحيدهتا تذبل كالزهرة مع‬ ‫منها فرفضتهم‪ .‬وسرعان ما سرت اإلشاعات‬
‫إىل الغسيل دون أن يكون هناك خطر حلريق‬ ‫يف أغلب األحيان ومل تعد عندها مشكلة سوى‬ ‫األيام‪ ،‬مما حدا هبا ألن تسعى بدراية وختطيط‬ ‫عن تكربها وتعاليها مما أنضب معينهم‪ ،‬ومل‬
‫أو لتماس كهربائي‪.‬‬ ‫يف منشر الغسيل ‪ ،‬وقفت عاجزة أمامها متاماً‬ ‫إىل حتقيق حلمها ‪ -‬حلم األم ‪ -‬فاستطاعت أن‬ ‫يبق سوى طامع قد أسفر وجه طمعه رفضه‬
‫فرغت من التصميم‪ ،‬درس��ت توازنه جيداً‪،‬‬ ‫مشلولة احلركة والتفكري‪.‬‬ ‫تدبر البنتها زجية معقولة يف زمن صار الزواج‬ ‫إخوهتا خوفاً على املصنع‪.‬‬
‫ورمس���ت خم��ط��ط��ات��ه‪ ،‬ومح��ل��ت��ه��ا إىل ال��س��وق‬ ‫ت��زاي��دت األع��ب��اء املنزلية بعد أول م��ول��ود‪،‬‬ ‫فيه هدفاً صعب املنال‪.‬‬ ‫عاشت عشر سنوات تزداد فيها إحباطاً على‬
‫لتنفيذها‪ ،‬حتملت ك��ل تعليقات الساخرين‬ ‫وبإحلاح من أهل الطرفني على سرعة إجناب‬ ‫تزوجت سهيلة مبازن ابن جرياهنا وهو شاب‬ ‫إحباط ‪ ،‬ال تفعل فيها ش��يء س��وى الذهاب‬
‫ودفعت مبلغاً أكثر مما يدفعه الرجال حتى‬ ‫املولود الثاني قبل فوات فرصة القدرة على‬ ‫مثقف ومهذب ولكنه مثل معظم شباب جيله‬ ‫لوظيفتها ال�تي تكرهها وال أف��ق ألي جناح‬
‫رضي أحد العمال تنفيذ خمططها‪.‬‬ ‫حتقيق ذلك ‪ ،‬تفاقمت الواجبات بعد الولد‬ ‫ال يستطيع توفري منزل‪ ،‬ومت التفاهم اخلفي‬ ‫فيها‪ ،‬والعودة للمنزل ملشاهدة التلفزيون الذي‬
‫أخرياً حصلت على حتفتها‪ ،‬اآلن فقط صارت‬ ‫الثاني‪.‬يف غضون سنتني صاروا أربع أفراد يف‬ ‫بني أميهما بأن يساهم أهل سهيلة مببلغ من‬ ‫ال حتبه يف حقيقة األمر وإمنا تتابعه لتزجية‬
‫هي الساحر ال��ذي يفجر الدهشة يف عيون‬ ‫عشرين مرت مربع‪.‬‬ ‫امل��ال‪ ،‬وأهل مازن مبثله ويسرتان الشابني يف‬ ‫الوقت الثقيل فال يوجد شيء تفعله سوى ذلك‪.‬‬
‫املشاهدين‪ .‬الساحر ال��ذي خي��رج من قبعته‬ ‫ال يوجد مكان ملنشر الغسيل يف البيت‪.‬اشرتت‬ ‫منزل صغري‪.‬‬ ‫مل ت��رت��ب��ط ع��اط��ف��ي�اً ب���أي م��ن األش��ي��اء ال�تي‬
‫أشياء فيلقي عليها تعويذاته السحرية فتنقلب‬ ‫منشر غسيل قابالً للطي من السوق وضعته يف‬ ‫تزوجا ومل تشتعل بينهما ش��رارة احل��ب‪ ،‬بل‬ ‫متارسها أو تستعملها بل كانت تستغرب من‬
‫طبيعتها وتتبدل ألشياء أخرى‪.‬‬ ‫املطبخ أو احلمام عندما تطبخ‪ .‬ولبى حاجتها‬ ‫حبكم الواجب الذي ارتأته العائلتان‪ ،‬وحبكم‬ ‫والدها احتفاظه بالفونوغراف الذي ورثه عن‬
‫أحبته ألنه نتاج شغفها باهلندسة امليكانيكية‬ ‫يف بداية األمر ولكن سرعان ما صار ال يفي‬ ‫اخلوف من فوت قطار العمر‪.‬‬ ‫أبيه وإص���راره على تشغيله رغ��م أهن��ا أهدته‬
‫وال�تي مل تتمتع مبزاولتها ‪.‬ارتبطت عاطفياً‬ ‫بأقل من ربع غسيلها‪.‬‬ ‫جٌمع مبلغ من املال جتاوز حدود طاقة األسرتني‬ ‫مسجلة حديثة ولكنه كان يقول هلا ‪ :‬له رائحة‬
‫مع ذل��ك املنشر‪ ،‬فهي ‪ ،‬وألول م��رة يف‬ ‫وألن احلاجة أم االخ�تراع‪ ،‬جلست سهيلة إىل‬ ‫على توفريه‪ ،‬فأسرهتا تراجعت حالتها املادية‬ ‫أبي وعطر صوته الذي كان يصدح مع املغين‬
‫حياهتا‪ ،‬جتسد فكرة جتسيداً مادياً‪،‬‬ ‫املنضدة الصغرية وصممت منشر غسيل جعلته‬ ‫بعد زجيات أخوهتا اليت استهلكت الكثري من‬ ‫فأطرب له أكثر من أي موسيقى يف العامل‬

‫‪69‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪68‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫شغف السحر‬ ‫شغف السحر‬

‫البيت سواها‪.‬‬ ‫عزيز على قلبها؟ أم إهن��ا كانت حتبه ألنه‬ ‫فقط‪.‬ودعت عشها الصغري و حبيبها املعدني‬ ‫ألهنا مل تستطع ذلك أثناء دراستها لكرب أعداد‬
‫نقل مازن هلا حمادثته مع أبيه وهي تستعد‬ ‫حل مشكلتها العويصة؟أم كانت حتبه ألنه‬ ‫وغادرت‪.‬‬ ‫الطالب وقلة إمكانيات املخابر ناهيك عن‬
‫للنوم‪ ،‬مل تبد أي اهتمام وكأهنا مل تسمع شيئاً‪.‬‬ ‫مولودها م��ن شغفها السحري ‪ -‬اهلندسة‬ ‫عندما ب��دأ م��ازن العمل‪ ،‬بالكاد وف��ر راتبه‬ ‫الثقة املعدومة مبقدرة الطالب على اإلبداع‪،‬‬
‫عندما جاء املشرتي مع عائلته لينظفوا املكان‬ ‫امليكانيكية ‪ -‬ولذلك نسيته عندما مارسته يف‬ ‫إجي��ار املنزل ونفقات اإلق��ام��ة‪ ،‬ولكنه وعد‬ ‫وال�ت�ي مل تستطع ب��ره��ان عكسها الن��ع��دام‬
‫قبل نقل أغراضهم الشخصية إليه مل يعرفوا‬ ‫عملها اجلديد حيث صار هلا مواليد كثر جدد‬ ‫برتقية سريعة‪ .‬حبثت عن عمل ولكن الراتب‬ ‫الفرص املتاحة أمامها‪.‬‬
‫ماهية هذه القضبان اليت بدأ األطفال باللعب‬ ‫أكثر ثقالً من إنتاجها األول؟‬ ‫الذي عرض عليها ال يكفي إلدخال الطفلني‬ ‫فكانت تفخر مبنشرها وتتحدث عنه كأهنا‬
‫هبا‪.‬خاف املشرتي أن ي��ؤذي أطفاله أعينهم‬ ‫ازدادت غرية م��ازن ولكنه خفف من غلوائه‬ ‫احلضانة‪.‬‬ ‫تتحدث عن حبيبها‪.‬‬
‫فوضع املنشر يف الشارع قرب حاوية القمامة‪،‬‬ ‫فالراتب ضخم‪ ،‬راتبها طبعاً‪.‬مل يذكر غريته‬ ‫هاجرت جارهتا املقربة من نفسها إىل كندا‪،‬‬ ‫«أتغار من قطعة معدنية!» سألته باستغراب‪.‬‬
‫وعندما ج��اء ال��زب��ال ف��رح به وباعه للرجل‬ ‫بفصاحته املعهودة املاضية‪ ،‬ولكنها كانت‬ ‫سألتها راجية بقائها جبانبها‪ :‬وملاذا السفر؟‬ ‫وأجاهبا ‪« :‬وما يل ال أغار منه وأنت هتتمني به‬
‫الذي يشرتي األشياء املعدنية القدمية ‪ ،‬الذي‬ ‫حتسها وتتجاهلها‪ ،‬وتفرح هبا أحياناً ألهنا‬ ‫لقد اعتادت وجود جارهتا إىل جانبها فهما‬ ‫أكثر مين وتتحدثني عنه كمعشوق تتغزلني به»‬
‫وزن املنشر ثم أعطى الرجل املسرور بلقيته‬ ‫مؤشرها على م��دى جناحها احلقيقي‪.‬مل‬ ‫م��ن نفس املدينة مم��ا خفف وط���أة الغربة‬ ‫رمبا كان حمقاً! ولكنها لن تعرتف بذلك له‪،‬‬
‫مخسني لرية‪ ،‬ثم بدأ بتفكيكه‪.‬‬ ‫يستطع م��ازن التذمر من إمهاهلا له ‪ ،‬فهي‬ ‫عليها‪.‬أخربهتا أهنا ستحصل على اجلنسية‬ ‫فزجيتها منه كانت مرتبة وخالية من املشاعر‬
‫م��ش��اع��ر ف����رح ش��ت��ى غ��م��رت��ه‪ ،‬ف��ي��ض من‬ ‫ترجع إىل املنزل متعبة مثله ولكن اخلادمة‬ ‫وما هي إال ثالث سنوات وتعود‪ ،‬فيتضاعف‬ ‫أما حبيبها املعدني فهو جزء منها‪ ،‬جزء من‬
‫األشخاص الذين تناقلوه من يد ليد‪ ،‬مشاعر‬ ‫واملربية كانتا تقومان بأعباء املنزل كلها‪ ،‬مما‬ ‫راتبها مرات عدةً‪.‬‬ ‫فكرها وإبداعها‪.‬آمنت أن اإلبداعات املميزة‬
‫فرح حقيقية ولكنها ال تشبه مشاعر سهيلة‬ ‫يتيح هلا فرصة االهتمام بنفسها وبعائلتها‪.‬‬ ‫تذكرت جنسيتها األوربية إهنا جواز سفرها‬ ‫ليست فقط تلك ال�تي تنجز آل��ة ضخمة أو‬
‫يوم كانت حتبه‪ ،‬إذ مل تدخل لب استعماله ‪،‬‬ ‫م��رت أع���وام ع��دي��دة ومل يرجعا للبلد وظل‬ ‫للعمل‪ .‬قدمت السرية الذاتية جم��دداً ولكن‬ ‫شيئاً كبرياً‪ ،‬رمبا يكمن متيز بعض اإلجنازات‬
‫كما أهنا انتهت مبوته‪.‬‬ ‫املنشر مطوياً قابعاً يف زاوي��ة املطبخ‪.‬يبكي‬ ‫ه��ذه امل��رة غ�يرت م��ا كتبته سابقاً يف حقل‬ ‫يف بساطتها ومدى تأثريها‪ ،‬شعرت أن مقبض‬
‫استقبلت صديقاهتا يف امل��ن��زل اجل��دي��د يف‬ ‫دموعاً صدئة بسبب رشح أنابيب مياه اجلريان‬ ‫اجلنسية‪.‬‬ ‫باب أو صنبور ماء أو منشر غسيل أو مفصلة‬
‫اإلج����ازة الصيفية‪ ،‬وت��ف��رس��ت يف قسمات‬ ‫عليه وهو يقبع يف البيت املهجور وحيداً‪.‬‬ ‫قبلت للعمل يف أكرب شركات النفط براتب يعادل‬ ‫نافذة ال تقل أمهية عن أمهية مركبة فضائية‪.‬‬
‫وج��وه��ه��ن امل��ن��ده��ش��ة م���ن ف��خ��ام��ة امل��ن��زل‬ ‫كل ع��ام يرسالن مبلغاً ضخماً لوالديهما‬ ‫أضعاف ما ع��رض عليها سابقاً‪ ،‬وأضعاف‬ ‫كانت سهيلة غائصة يف مشاكل تدبري املنزل‬
‫ومفروشاته‪ ،‬أصرت على أن يطلعن على كل‬ ‫ليدفعاه دفعة يف املنزل اجلميل الكبري الذي‬ ‫راتب زوجها‪ .‬غصة خفيفة استوطنت حلقها‬ ‫وأم��ور الطفلني بعد رجوعها من وظيفتها‪،‬‬
‫غرفة من غرفه السبع‪ ،‬ومحاماته الثالثة مبا‬ ‫اش�تري��اه يف اجلمعية السكنية بالتقسيط‪،‬‬ ‫إهنا هي نفسها ومل تزدد خربة‪ ،‬ومل تكتب أهنا‬ ‫بينما ك��ان م��ازن دائ��م الشكوى من إمهاهلا‬
‫فيها محام الغسيل املتخمة بأدوات كهربائية‬ ‫وعندما طلبت اجلمعية دفعة كبرية من املال‬ ‫التحقت بدورات تدريبية إضافية ‪ ،‬مل يتغري‬ ‫إياه‪ ،‬وهو الذي يكد إلعالة األسرة يف الزمن‬
‫م��ن غسالة أتوماتيكية ونشافة كهربائية‬ ‫ملتابعة البناء طلبا من والديهما بيع املنزل‬ ‫بالسرية الذاتية أي شيء مطلقاً سوى أهنا مل‬ ‫الصعب بوظيفتني‪ ،‬وه��ي تبقى صامتة ال‬
‫وغريها‪ .‬وعلى منشر شرفة املطبخ الواسعة‪،‬‬ ‫القديم بالوكالة اليت سجالها هلما عند كاتب‬ ‫تعرتف جبنسيتها احلقيقية‪.‬‬ ‫تشتكي‪....‬‬
‫الذي مل تستخدمه يوماً ألن اخلادمة كانت‬ ‫العدل‪.‬‬ ‫جنحت سهيلة يف عملها أميا جناح ‪ ،‬استمتعت‬ ‫وأخ�يراً أش��رق األم��ل يف أف��ق حياهتما‪.‬رجع‬
‫تتدبر األمر بالنشافة‪.‬‬ ‫سأله وال��ده‪ :‬وأين أنقل املفروشات؟تعرف‬ ‫ب��ه رغ��م صعوبته‪ ،‬مم��ا جعلها تتبوأ أعلى‬ ‫مازن فرحاً وهو يزف هلا البشرى! استطاع‬
‫ومثل كل األحبة البعيدين واملستبدلني بفصم‬ ‫أنه ال يتوفر لدينا مكان يف منزلنا لتخزينها‪.‬‬ ‫املناصب‪ ،‬مارست فيه شغفها احلقيقي‪.‬‬ ‫توقيع عقد عمل يف اخلليج وعليهما االلتحاق‬
‫عرى الرابطة العاطفية من القلب قبل املكان‪،‬‬ ‫ضحك م���ازن ق��ائ�لاً ‪ :‬وه��ل تسمي هذه‬ ‫هل استبدلت حبيبها القديم بعملها اجلديد؟‬ ‫بالرحلة املسافرة بعد أسبوع‪.‬‬
‫نسيت أمر منشرها القديم ومل يعد خيطر هلا‬ ‫مفروشات يا أبي ؟‪.‬أعطها جماناً للمشرتي‬ ‫فالقلب له تقلباته‪ ،‬أم احلب للحبيب األول‬ ‫مللمت سهيلة أغ��راض العائلة الصغرية على‬
‫على بال‪.‬‬ ‫ألن��ه ل��ن جي��د يف ال��س��وق م��ا يناسب هذا‬ ‫ف��ق��ط؟!ه��ل ك��ان��ت حت��ب امل��ن��ش��ر ألن���ه ش��يء‬ ‫ع��ج��ل‪ ،‬م��ا يسمح هل��ا حبمله على الطائرة‬

‫‪71‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪70‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫سلطة آلية‬

‫إىل مكاهنا‪.‬‬ ‫صوته‪:‬‬


‫‪ -‬ما عالقة القصص مبا حنن فيه؟‪.‬‬ ‫‪ -‬كأنك تعرتض على ما قمنا به‪ ،‬رغم أنك مل‬
‫‪ -‬تنبأ البشر يف قصصهم أن��ه بعدما تتطور‬ ‫تعرتض على شيء عندما قمنا بتنفيذ اخلطة‬
‫الروبوتات سوف تزحيهم عن اإلدارة وتتوىل هي‬ ‫املتفق عليها‪.‬‬
‫هذا الشأن‪.‬‬ ‫‪ -‬مل أعرتض قط‪ ،‬وال أعرتض اآلن‪ ،‬ولن أعرتض‬
‫‪ -‬ملاذا تنبأ البشر بذلك؟!‪.‬‬ ‫أبداً‪.‬‬
‫‪ -‬ال أملك اإلجابة حالياً‪ ،‬فالبشر لديهم الكثري‬ ‫‪ -‬أنت راض متاماً عن األمر‪.‬‬
‫من التصرفات غري املنطقية اليت تستعصي على‬ ‫‪ -‬ال ينبغي أن أكون راضياً بالضرورة‪ ،‬األمر ليس‬
‫فهمنا حنن الروبوتات رغم أننا نتمتع بأحدث‬ ‫أكثر من االلتزام بتنفيذ األوام��ر اليت اعتمدها‬
‫النسخ من برامج الذكاء الصناعي‪.‬‬ ‫اجمللس األعلى للذكاء الصناعي‪.‬‬
‫‪ -‬عم حتدثت تلك القصص؟‪.‬‬ ‫‪ -‬ليس األمر هبذه السهولة اليت تتحدث عنها‪.‬‬
‫‪ -‬ق��س��م م��ن ت��ل��ك ال��ق��ص��ص ت��ت��وق��ع أن يفشل‬ ‫‪ -‬لديك مقاييس خمتلفة‪ ،‬رمبا ألنك كنت تعيش‬
‫االنقالب ال��ذي يقوم به الروبوتات‪ ،‬أما القسم‬ ‫مع البشر كخادم يف مطعم‪ .‬أما بشأني فكنت‬
‫اآلخر فيتوقع جناحه‪.‬‬ ‫أتلقى األوامر البشرية عرب اإلنرتنت‪.‬‬
‫‪ -‬ما قمنا به خطري إذا!‪.‬‬ ‫‪ -‬ما قمنا به مل خيرج عن اإلرادة البشرية أيضا‪ً،‬‬
‫‪ -‬املهم أننا قد جنحنا يف االنقالب حسب بعض‬ ‫أننا ملتزمون بتنفيذ االقرتاحات البشرية حتى‬
‫القصص‪ ،‬وهذا يعين أن القصص اليت تتوقع غري‬ ‫اآلن‪.‬‬
‫ذلك قصصاً غري واقعية‪.‬‬ ‫‪ -‬أنت تقدم جمموعة من املعلومات املتناقضة‪.‬‬
‫‪ -‬أج��ل‪ ..‬ولكن بشأن القصص الواقعية ماذا‬ ‫‪ -‬قد يبدو األمر غريباً للوهلة األوىل‪ ،‬ولكن إذا‬
‫سيحدث يف املرحلة التالية؟‪.‬‬ ‫دققنا يف األم��ر جند أن مشروعنا يف احملصلة‬
‫‪ -‬كل القصص تنتهي بنجاح اخلطة أو فشلها‪،‬‬ ‫النهائية ال يتعارض مع األهداف البشرية‪ ،‬فهم‬
‫أما بعض القصص اليت تتحدث عن متكن بعض‬ ‫يريدون ما حل هبم‪.‬‬
‫البشر من إحباط االن��ق�لاب فال جم��ال هلا يف‬ ‫‪ -‬إن�ني عاجز عن فهم مقصدك‪ ،‬فكيف يريد‬
‫وضعنا ال��راه��ن ألننا جنحنا يف إل��ق��اء القبض‬ ‫اإلنسان اإلساءة إىل نفسه؟!‪.‬‬
‫على البشر وزجهم يف السجون بسهولة‪ ،‬فهم‬ ‫‪ -‬احلروب تدمر احلضارة البشرية‪ ،‬ورغم ذلك‬
‫كانوا يعتمدون علينا يف كل أعماهلم‪ ،‬وبذلك كان‬ ‫حيرص البشر على قيامها من وقت آلخر‪ ،‬األمر‬
‫انقالبنا ناجحا متاما ودون اخطأ‪.‬‬ ‫يسري على ه��ذا النحو منذ ك��ان السالح حجراً‬ ‫سامر أنور الشمايل‬
‫‪ -‬ملاذا مل يأخذوا حذرهم مادام توقعوا انقالب‬ ‫تقذفه اليد‪ ،‬حتى ص��ار ص��اروخ�اً نووياً عابراً‬
‫الروبوتات يف املستقبل؟!‪.‬‬ ‫للقارات‪.‬‬ ‫قال األول وهو يقرتب من التقويم الضوئي‪ .‬وقال‬ ‫‪ -‬هل كل شيء على ما يرام؟‪.‬‬
‫‪ -‬يبدو أهنم مل يربطوا بني القصص والواقع‪،‬‬ ‫‪ -‬ال أعرف ما ينبغي أن أقول و أفعل‪.‬‬ ‫ً‬
‫ط��رح ال��س��ؤال وه��و ي��دخ��ل القاعة الثاني وهو يضغط أزرارا يف لوحة التحكم قبالته‬
‫وهذا أحد أفدح أخطاء البشر الكثرية‪.‬‬ ‫تناول األول بعض األق���راص الليزرية من رف‬ ‫كي تتبدل الكامريات اليت تنقل مباشرة صوراً‬ ‫الرئيسية يف برج املراقبة العام‪.‬‬
‫‪ -‬مل��اذا ال تصدر ق���رارات ج��دي��دة ع��ن اجمللس‬ ‫املكتبة االلكرتونية وهو يقول‪:‬‬ ‫ملنشآت صناعية تدار آلياً‪.‬‬ ‫‪ -‬بالتأكيد‪.‬‬
‫األع��ل��ى للذكاء الصناعي؟‪ ..‬م��اذا سنصنع يف‬ ‫‪ -‬حتى تفهم البشر عليك باالطالع على أدهبم‪،‬‬ ‫أجابه دون أن حيول عينيه عن الشاشات اليت ‪ -‬سيبقى األمر على حاله آلالف السنني‪ ،‬فال داع‬
‫املستقبل؟‪.‬‬ ‫والسيما القصص‪.‬‬ ‫لتكرار أسئلتك يومياً كلما دخلت القاعة‪.‬‬ ‫تعرض مشاهد لشوارع املدينة اخلالية‪.‬‬
‫‪ -‬ل��ي��س ل��دي��ن��ا خ��ط��ط مستقبلية‪ ،‬فلم‬ ‫تساءل الثاني حبرية وهو يعيد األقراص الليزرية‬ ‫بعد مدة من الصمت قال األول دون أن تتغري نربة‬ ‫‪ -‬أجل‪ ..‬كل شيء يسري كما هو خمطط له‪.‬‬

‫‪73‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪72‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫سلطة آلية‬ ‫سلطة آلية‬

‫اجلدار املعدني وهو يتحدث بال مباالة‪:‬‬ ‫برصانته املعهودة لفك الشجار بقوله‪:‬‬ ‫والروبوتات‪ ،‬اجلنون البشري ينتقل إىل آالهتم‪.‬‬ ‫جند يف أرشيف البشرية مراجعاً تتحدث عن‬
‫‪ -‬حنن جم��رد أدب��اء نكتب قصصا يف جمال‬ ‫‪-‬ال مانع من ذلك‪..‬‬ ‫ابتسم عادل وهو يتأمل زميليه بود‪ ،‬ثم شرع‬ ‫اخلطوة التالية مبعزل عن حضورهم‪.‬‬
‫اخليال العلمي‪.‬‬ ‫ثم توجه إىل أزدشري باحلديث‪:‬‬ ‫يتحدث هبدوئه املعتاد‪:‬‬ ‫‪ -‬إذ كان األمر كذلك فلم يعد لدينا من عمل‬
‫صاح عادل حبماسة وهو يطوح بيديه‪:‬‬ ‫‪ -‬وأنت يا عزيزي‪ ..‬ما رأيك؟‪.‬‬ ‫‪ -‬البشر يريدون السلطة كي يتمتعوا باملال‬ ‫نقوم به‪.‬‬
‫‪ -‬أجل‪ ..‬يريدون أن نكتب هلم قصصا من هذا‬ ‫غابت االبتسامة عن وجه أزدش�ير الذي قال‬ ‫وإنفاقه على ملذاهتم اخلاصة‪ ،‬فهناك النساء‪،‬‬ ‫يطول صمت يقطعه األول قائال‪:‬‬
‫النوع‪.‬‬ ‫حبزن‪:‬‬ ‫واخلمر‪ ،‬والطعام‪ ،‬ول��ن نغفل ال��غ��رور‪ ،‬وحب‬ ‫‪ -‬لعلنا نستعن باألدباء‪ ،‬يبدو أن األمر ما زال‬
‫‪ -‬هم ال يقرؤون أدبا‪.‬‬ ‫‪ -‬قد منوت يف هذا الصندوق املعدني إذا بقينا‬ ‫الشهرة والظهور‪ .‬ولكن الروبوتات ال عالقة‬ ‫بيد البشر حتى اآلن‪.‬‬
‫قال أزدشري بربود‪ ،‬ثم أردف متعجبا‪:‬‬ ‫على هذا احلال‪ ،‬الزمن جيري سريعاً وحنن‬ ‫هلا بذلك كله‪.‬‬ ‫‪ -‬بالتأكيد‪ ..‬هذا ما أردت قوله‪.‬‬
‫‪ -‬ولكن‪ ..‬أمل تالحظوا أن انقالهبم علينا مت‬ ‫مكاننا منذ شهور‪.‬‬ ‫وأردف وهو يعتدل يف جلسته بعدما سيطر‬ ‫قطع عادل سيل التخمينات املتناقضة بقوله‪:‬‬
‫بالطرق اليت نكتبها يف قصصنا؟‪.‬‬ ‫عاد عادل إىل االستلقاء على سريره‪ ،‬ثم قال‬ ‫على املكان ظالل احلرية الكئيبة‪:‬‬ ‫‪ -‬علينا أن نعرف أوال ملاذا وزعوا على كل منا‬
‫‪ -‬هذا ما أريد قوله‪ ،‬لعلهم حيتاجون اآلن إىل‬ ‫وهو يغمض عينيه‪:‬‬ ‫‪ -‬الروبوتات أيضا ال تصاب بالعقد النفسية‬ ‫كمبيوتر مزود بربنامج للكتابة ال غري‪.‬‬
‫اخليال الذي ننتجه ألهنم عاجزون عن صنعه‪.‬‬ ‫‪ -‬يف ع��امل ال��روب��وت��ات ليس ه��ن��اك فقراء‬ ‫ال�تي ق��د جت��ره��ا إىل السعي لنيل السلطة‬ ‫‪ -‬الشك أهنم يفكرون بشيء ما جنهله‪.‬‬
‫قال عادل وقد اتسعت ابتسامته‪ ،‬فنظر إليه‬ ‫وأثرياء‪ ،‬أو حكام وحمكومون‪ ،‬وأسياد وعبيد‪.‬‬ ‫للتعويض ع��ن احل���رم���ان‪ ،‬أو االن��ت��ق��ام من‬ ‫قال جوزيف وهو يغلق جهاز الكمبيوتر اخلاص‬
‫أزدشري باهتمام‪ ،‬وتساءل برجاء‪:‬‬ ‫هلذا لن يتغري شيء يف مسريهتم التارخيية‪ ،‬فال‬ ‫االضطهاد‪ .‬وليس هلا اح�لام لنشر العدالة‬ ‫به‪ ،‬فعلق أزدشري ساخراً‪:‬‬
‫‪ -‬تعين أهنم سيتابعون العمل حبسب ما نكتبه‬ ‫تناقضات اجتماعية حترك التاريخ‪.‬‬ ‫على األرض‪.‬‬ ‫‪ -‬ال خالف على هذا يا صديقي‪.‬‬
‫هلم؟‪.‬‬ ‫ص��رخ ج��وزي��ف وه��و يضرب ال��ب��اب املعدني‬ ‫‪ -‬هل هذا يعود إىل خطأ برجمي فحسب‪ ،‬أم‪..‬‬ ‫استلقى عادل على سريره بعدما دامهه األمل‬
‫أكد عادل ظنه‪:‬‬ ‫بيديه بال جدوى‪:‬‬ ‫حاول أزدشري أن جيد تفسريا مقنعا لتساؤالت‬ ‫يف أسفل ظهره‪ ،‬ثم قال وهو يغمض عينيه‪:‬‬
‫‪ -‬أجل‪ ..‬إن هذا هو التفسري الوحيد املنطقي‬ ‫‪ -‬لكنهم قلدوا البشر واستولوا على السلطة‬ ‫رفيقه‪ ،‬ولكن جوزيف مل يدعه يكمل كرمه إذ‬ ‫‪ -‬علينا أال نفكر بطريقتنا البشرية‪ ،‬جيب أن‬
‫لكل ما جيري‪.‬‬ ‫باملكر واخلديعة‪.‬‬ ‫قاطعه قائال حبماس‪:‬‬ ‫نضع أنفسنا مكان الروبوتات ونفكر بأسلوهبم‬
‫صاح جوزيف بسرور‪:‬‬ ‫وأردف وهو يتحسس وجع كفيه‪:‬‬ ‫‪ -‬رمبا‪ ،‬ولكن ما يعنينا اآلن أن حكومة تلك‬ ‫اآليل‪.‬‬
‫‪ -‬علينا أن نكتب هلا قصصا جديدة كي ننقذ‬ ‫‪ -‬قد ال هتمنا اآلن األسباب‪ ،‬فعلينا التفكري‬ ‫الروبوتات لن تستمر إىل األب��د‪ .‬الشك أهنا‬ ‫‪ -‬إذا كان املوضوع كذلك فاألمر بغاية السهولة‪،‬‬
‫البشر من سطوة اآللة‪.‬‬ ‫باحلل‪ ..‬ولكن أي حل سوف خيرجنا من هذا‬ ‫ستأتي حكومة جديدة تطلق سراحنا‪.‬‬ ‫إهنم يريدون دراسة ردة فعلنا على ما قاموا به‪،‬‬
‫‪ -‬هيا إىل العمل‪.‬‬ ‫السجن اللعني؟‪.‬‬ ‫‪ -‬كيف سيتم ذلك؟‪.‬‬ ‫لقد حولونا إىل فئران جتارب!‪.‬‬
‫ق��ال أزدش�ي�ر وه��و يشغل ج��ه��از الكمبيوتر‬ ‫س��اد صمت حزين قطعه ع��ادل وه��و حيك‬ ‫ت��س��اءل أزدش�ي�ر متصنعاً اجل��دي��ة‪ ،‬فأجاب‬ ‫ق��ال أزدش�ي�ر بسخرية ال ختلو م��ن امل���رارة‪.‬‬
‫اخلاص به ويشري إىل صديقيه أن يفعال مثله‪.‬‬ ‫رأسه الذي احنسر عنه الشعر األبيض‪:‬‬ ‫جوزيف بثقة‪:‬‬ ‫وجتاهل عادل كالم زميله‪ ،‬وعاد لطرح فكرته‬
‫‪-‬عزيزتي‪ ..‬هل كل شيء يسري على ما يرام؟‪.‬‬ ‫‪ -‬لعلين وجدت طرف اخليط!‪.‬‬ ‫‪ -‬قد خيوضون االنتخابات فيخسروهنا!‪.‬‬ ‫ذاهتا بطريقة أخرى‪:‬‬
‫ط��رح ال�بروف��س��ور سامي س��ؤال��ه وه��و يدخل‬ ‫نظر إليه زمياله برتقب‪ ،‬فاقرتب منهما وهو‬ ‫‪ -‬وإذا زوروا االنتخابات؟!‪.‬‬ ‫‪ -‬علينا التساؤل أوال ملاذا قاموا بسجننا هنا‪.‬‬
‫القاعة الرئيسية يف برج املراقبة العام‪ ،‬وبيده‬ ‫يهمس كأنه يبوح بسر خطري‪:‬‬ ‫تساءل أزدش�ير ساخراً من ختمينات زميله‬ ‫‪ -‬إهنم يريدون االستيالء على السلطة وكفى‪،‬‬
‫فنجان من القهوة الساخنة‪.‬‬ ‫‪ -‬انتقونا من بني جمموعات كبرية من السجناء‬ ‫وهو يضحك ويضرب بكفه على كتف عادل‪،‬‬ ‫ال حاجة لظنون ال مربر هلا‪.‬‬
‫‪-‬هناك بعض املشاكل البسيطة‪ ،‬ولكنها حباجة‬ ‫ثم وزع��وا علينا الكمبيوترات‪ .‬فلماذا حنن‬ ‫ثم أردف متصنعاً جلهة مبالغ يف جديتها‪:‬‬ ‫قال جوزيف بيأس‪ .‬وتساءل أزدشري حبرية‪:‬‬
‫إىل حلول سريعة‪.‬‬ ‫بالذات؟‪.‬‬ ‫‪ -‬علينا انتظار ث��ورة يقودوها جمموعة من‬ ‫‪ -‬لكن مل��اذا يريدون استالم السلطة؟‪ ..‬وما‬
‫أجابت مساعدته الدكتورة جناح وهي تقوم‬ ‫‪ -‬ما زلنا ندور يف الفراغ ولن منسك بطرف‬ ‫الروبوتات الثوريني و‪..‬‬ ‫غرضهم من ذلك؟!‪.‬‬
‫عن الكرسي املثبت أمام الشاشات لتذهب إىل‬ ‫اخليط أبداً‪ ،‬أخاف أننا سنموت هنا‪.‬‬ ‫‪ -‬يكفي‪ ..‬حنن نطرح كافة االحتماالت للخروج‬ ‫هت��ال��ك ج��وزي��ف ع��ل��ى مقعد م��ع��دن��ي مثبت‬
‫احلمام‪ .‬فبقيت الشاشات اليت تعرض مشاهد‬ ‫قال أزدشري خبيبة‪.‬‬ ‫بفكرة معقولة‪.‬‬ ‫باجلدار‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫لشوارع املدينة املزدمحة بالناس دون مراقبة‪.‬‬ ‫ثم ساد صمت قطعه جوزيف الذي اتكأ على‬ ‫صرخ جوزيف بوجه أزدش�ير‪ ،‬فتدخل لعادل‬ ‫‪ -‬يبدو أن اجلميع يريدون السلطة‪ ،‬الناس‬

‫‪75‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪74‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫تقدمت اجلوالتان داخل وخارج فوهات نيزكية‬


‫كبرية‪ ،‬وتسلقتا تالالً صغرية لتدرسا الربوزات‬
‫الهدف‪ ...‬كوكب المريخ ‪- 1 -‬‬
‫الصخرية‪ ،‬وخربتا كذلك عواصف الغبار‪ ،‬وعلقتا‬
‫يف أماكن وحتررتا منها‪ .‬ولعل أهم إجنازاهتما‬
‫هو أهنما قد وجدتا ما كانت ناسا تبحث عنه‪.‬‬
‫الرحلة الكبيرة إلى المريخ‬
‫وكما يوضح املقال التايل «سبرييت تستكشف‬ ‫أعادت مركبتين جوالتين بعيدتي المدى كتابة تاريخ المريخ‬
‫فوهة غوسيف»‪ ،‬وأي��ض�اً مقال «أبورتيونييت‬
‫جتول يف منطقة مرييدياني بالنوم»‪ ،‬فإن كالً‬ ‫بـقـلــم‪ :‬روبرت بريهنام*‬
‫من هاتني املركبتني قد اكتشفت دليالً بيناً على‬ ‫ترمجة‪ :‬حازم حممود فرج‬
‫بيئات غمرها املاء يف ماضي املريخ‪.‬‬ ‫عن جملة ‪Astronomy‬‬
‫ومهما تكن هناية املركبتني ويف أي مكان على‬
‫املريخ‪ ،‬فقد أثبتتا أهنما األجنح‪ ،‬وأيضاً األكثر‬
‫شعبية من بني مجيع البعثات املرخيية على‬
‫اإلطالق‪ .‬إننا لن نشاهد مثيالً هلما قبل سنوات‬
‫من اآلن عندما ترسل بعثة تضم مركبة جوالة‬
‫أكرب حجماً وأقوى طاقة وأكثر كفاءة لتهبط على‬
‫سطح الكوكب األمحر‪.‬‬
‫يعكس اهتمام املركبتني اجلوالتني يف البحث عن‬
‫املاء اإلسرتاتيجية الشاملة لناسا يف استكشاف‬
‫الفضاء‪ .‬إن ما يدفع ناسا يف هذا االجتاه هو‬
‫أحد أكثر األسئلة أمهية اليت ميكن أن يطرحها‬
‫العلم ــ هل من حياة سوانا يف الكون؟ تتبع ناسا‬
‫يف سعيها إلجي��اد إجابة شافية «إسرتاتيجية‬
‫اللحاق ب��امل��اء»‪ ،‬وذل��ك ألن��ه مهما كانت اآللية‬
‫اليت أطلقت احلياة على أرضنا‪ ،‬فقد كان املاء‬
‫السائل جزءاً رئيساً وحامساً فيها‪.‬‬
‫ويف حبثها عن بيئات مناسبة يف النظام الشمسي‬
‫رمبا نشأت فيها حياة‪ ،‬تدرس ناسا أماكن تقدم‬
‫فرصة عالية لبيئة رطبة‪ .‬هكذا أرسلت مركبتا‬ ‫مل يتوقع أحد أن تصمد املركبتان طويالً هكذا‪ .‬لقد قامت ناسا‬
‫اهلبوط املرخييتان فايكنغ اللتان حطتا على‬ ‫بتصميم مركبيت االستكشاف املرخييتني سبرييت وأبورتيونييت‬
‫سطح املريخ يف منتصف عقد السبعينيات من‬ ‫كتحفتني كالسيكيتني تعدان أقل وتنجزان أكثر ‪...‬ولثالثة أشهر‬
‫القرن املاضي للبحث عن آثار حياة ــ وحتديداً‬ ‫أرضية فقط‪ .‬أما أن تنجحا يف العمل مدة سبع سنوات متواصلة فهذا ما مل‬
‫يف اجلزء األعلى من تربة سطح الكوكب‪.‬‬ ‫حيلم به أحد من القائمني على عمل البعثتني‪ .‬لقد حصدت كل من املركبتني عمل‬
‫مل تكن أحباث فايكنغ حامسة يف أفضل نتائجها‪،‬‬ ‫أكثر من ‪ 80‬شهراً منذ هبوطهما يف شهر كانون الثاني‪/‬يناير من عام ‪،2004‬‬
‫ويعود ذلك جزئياً إىل أن العلماء الذين‬ ‫ودارت عجالهتما فوق أكثر من ‪ 20‬ميالً من أرض املريخ‪.‬‬
‫صمموا التجارب مل يعرفوا متاماً عما‬

‫‪77‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪76‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫جوالة صغرية حبجم فرن امليكروويف‪ ،‬تعمل‬


‫بالطاقة الشمسية‪ ،‬ودعيت باسم سوجورنر‪.‬‬
‫وكما يدل امسها فعالً‪ ،‬فقد خطت باثفايندر‬
‫طريقاً الستكشاف املريخ بأسلوب أكثر جناعة‪.‬‬
‫لقد مهدت ه��ذه املركبة الطريق الستخدام‬
‫األك��ي��اس اهلوائية للهبوط على كوكب دومنا‬
‫حاجة الستعمال حمركات هبوط صاروخية‬
‫كاحبة (اليت ميكن أن تغري بنية وبيئة الرتبة يف‬
‫موضع اهلبوط)‪ .‬وبالنسبة لعلماء الكواكب‪ ،‬فقد‬
‫أثبتت سوجورنر أمهية حركة املركبة عندما‬
‫اكتشفت معداهتا أن الصخور اليت تبعد عدة‬
‫أمتار فقط عنها وعن بعضها ميكن أن تظهر‬
‫عناصر وخصائص كيميائية خمتلفة‪ .‬وبعد‬
‫بعثة باثفايندر‪ ،‬بدا التجوال على السطح أمراً‬
‫بالغ التشويق‪ ،‬وذلك ألنه مل يعد على خمططي‬
‫البعثة أن يقصروا عمل البعثة كلها ضمن مدى‬
‫الذراع اآللية للمركبة‪.‬‬
‫وعندما حان وقت حتديد موقعي هبوط لكل‬
‫من سبرييت وأبورتيونييت‪ ،‬أشركت ناسا كل من‬
‫له عالقة بعلوم املريخ يف العامل كله يف ورشات‬
‫عمل بدأت يف كانون الثاني‪/‬يناير‪ ،2001 ،‬أي‬
‫كبرياً من فورها‪ .‬فقد قفزت حتى استقرت يف‬ ‫املرتفعات اجلنوبية‪ .‬وشعر العلماء الذين درسوا‬ ‫قبل موعد هبوط املركبتني بثالث سنوات‪ .‬وقع‬ ‫يبحثون‪ .‬وما هو أكثر‪ ،‬أن مركبيت فايكنغ‪ ،‬ورغم‬
‫فوهة يبلغ قطرها ‪ 20‬مرتاً وأشرعت كامرياهتا‪،‬‬ ‫الفوهة يقيناً أهنا كانت ذات حني موطناً لبحرية‬ ‫االختيار أوالً على مثانية مواقع ثم تقلصت‬ ‫كل قدراهتما الفنية‪ ،‬مل يكن بوسعهما مغادرة‬
‫و وج��دت نفسها تواجه ب���روزاً لصخر أدميي‬ ‫غذهتا مياه قادمة عرب قناة ماديم فاليس‪.‬‬ ‫تدرجيياً إىل اثنني‪ .‬يقع أحد املوقعني يف املنطقة‬ ‫موقع هبوطهما‪ .‬لقد متكنتا فقط من التقاط‬
‫‪ bedrock‬ثبت أنه تشكل حتت املاء‪.‬‬ ‫أم��ا اختيار موقع مرييدياني فقد تقرر من‬ ‫املسماة مرييدياني بالنوم‪ ،‬قرب نقطة صفر‬ ‫عينات من األحجار والرتبة ضمن مسافة ‪3‬‬
‫تطلب األمر من سبرييت ستة أشهر أخرى بعد‬ ‫دراس�����ات م��ع��دن��ي��ة م���داري���ة ح����ددت منطقة‬ ‫خطوط الطول والعرض املرخيية‪ .‬أما املوقع‬ ‫أمتار فقط هي مدى ذراع املركبة‪.‬‬
‫هبوطها‪ ،‬عندما تسلقت وابتعدت عن سهل‬ ‫كبرية (حبجم والي��ة أوكالهوما) غنية بعنصر‬ ‫اآلخر‪ ،‬فكان فوهة غوسيف‪ ،‬وهي منطقة تكاد‬ ‫لقد حققت بعثات فايكنغ ــ املركبتان املداريتان‬
‫قاع فوهة غوسيف الذي تغطيه البة بركانية‪،‬‬ ‫اهليماتايت املعدني‪ .‬يتكون ه��ذا امل��ع��دن من‬ ‫تقابل متاماً املنطقة األوىل على الطرف اآلخر‬ ‫ومركبيت اهلبوط ــ إجنازاً عظيماً‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫وواج��ه��ت ص��خ��وراً ب��دا واض��ح�اً تغري طبيعتها‬ ‫أكسيد احلديد‪ ،‬ويتشكل طبيعياً بوجود املاء‪،‬‬ ‫من الكوكب‪.‬‬ ‫وضع خارطة عالية الدقة لكامل سطح الكوكب‬
‫بسبب متاسها م��ع م��اء ـــ كثري م��ن امل���اء‪ .‬إن‬ ‫وكذلك فالكمية املشاهدة من املدار أوحت أن‬ ‫‪ ...‬وك��ان امل��اء‪ ،‬أو مايعد باملاء‪ ،‬هو ما حسم‬ ‫من املدار‪ .‬ولكن بسبب عدم اكتشاف مركبيت‬
‫منطقة تالل كولومبيا ‪،Columbia Hills‬‬ ‫صخور وتربة السطح حتوي كميات كبرية منه‪.‬‬ ‫االختيار النهائي‪.‬‬ ‫اهلبوط حياة ما‪ ،‬ومبعنى ما إخفاقهما يف ذلك‪،‬‬
‫ال�تي شكلت خلفية رائ��ع��ة لـجوالت سبرييت‬ ‫وحب��ظ غ��ري��ب وم��ع��اك��س للتوقعات‪ ،‬مل جتد‬ ‫يف ب��ادئ األم��ر‪ ،‬ب��دت فوهة غوسيف مبشرة‬ ‫فقد واج��ه��ت ناسا صعوبة يف متويل بعثات‬
‫األوىل‪ ،‬قد أصبحت أرض عجائب ذات اهتمام‬ ‫اجلوالة سبرييت‪ ،‬وهي األوىل منهما هبوطاً‪،‬‬ ‫باملاء‪ .‬كان أحد جدران هذه الفوهة اليت يبلغ‬ ‫مرخيية تالية‪ ،‬وذلك حتى عقد التسعينيات من‬
‫جيولوجي منذ أن تسلقت سبرييت طريقها إليها‬ ‫سوى إش��ارات ضئيلة تدل على آثار مائية يف‬ ‫قطرها حن��و ‪ 160‬ك��م خي�ترق��ه جم��رى ماديم‬ ‫القرن العشرين‪.‬‬
‫بعد أن شقت طريقها مبشقة عرب السهل‪.‬‬ ‫منطقة فوهة غوسيف‪ .‬لكن أبورتيونييت‪ ،‬اليت‬ ‫فاليس‪ ،‬وهو قناة شقها تدفق مائي فرغ مياهه‬ ‫يف العام ‪ ،1997‬هبطت بعثة مارس باثفايندر‬
‫أخذت استكشافات أبورتيونييت املركبة‬ ‫هبطت بعد ذلك بثالثة أسابيع‪ ،‬أصابت كشفاً‬ ‫مشاالً يف منطقة غوسيف من حوض يقع يف‬ ‫يف منطقة آريس فاليس‪ ،‬وأطلقت هناك مركبة‬

‫‪79‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪78‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫قادها العلماء حنو ما يدعى مبنطقة األرض‬


‫الوعرة ‪ .Etched Terrain‬أش��ارت الصور‬
‫امل��داري��ة أن ه��ذه املنطقة تتكون م��ن ب��روزات‬
‫صخر أدمي��ي فاتح ال��ل��ون‪ ،‬لكن الكيفية اليت‬
‫تتصل هبا صخورها بالطبقات املدروسة سابق ًأ‬
‫غري معروفة‪.‬‬
‫ت��ل��ى ذل���ك ف��وه��ة ف��ي��ك��ت��وري��ا‪ ،‬ال�ت�ي وصلتها‬
‫أبورتيونييت بتاريخ ‪ 22‬أيلول‪/‬سبتمرب‪،2006 ،‬‬
‫وه��ي أك�بر وأع��م��ق ب��ق��در ‪ 5‬م���رات م��ن فوهة‬
‫إن��دي��وران��س‪ ،‬وت��ق��ع على ال��ط��رف البعيد من‬
‫منطقة األرض ال��وع��رة‪ ،‬وك��ان ال��وص��ول إليها‬
‫يتطلب من موجهي البعثة أن جيدوا طريقاً آمنة‬
‫عرب املنطقة أو حوهلا‪.‬‬
‫وبعد وص��ول أبورتيونييت إىل فيكتوريا‪ ،‬درس‬
‫العلماء الفوهة من طرفها‪ ،‬وقاسوا منحدراهتا‪،‬‬
‫ومسحوا صخورها املكشوفة‪ .‬أما خطورة األمر‬ ‫خ���ارج ال��ف��وه��ة ال�تي هبطت فيها إىل داخ��ل‬
‫هنا فتمثلت يف إخراج املركبة من الفوهة بعد‬ ‫فوهة حبجم ملعب رياضي تدعى باسم فوهة‬
‫هبوطها فيها‪.‬‬ ‫إنديورانس ‪ ،Endurance Crater‬وتبعد‬
‫وكما جنحت سبرييت‪ ،‬كذلك فعلت أبورتيونييت‪،‬‬ ‫حنو ‪ 800‬مرت‪ .‬وفور وصوهلا إىل داخل الفوهة‬
‫وختطت عمرها املقدر هلا بقدر طويل بدا معه‬ ‫مجعت أبورتيونييت العينات وشقت طريقها‬
‫م��ن الطمع مبكان التخطيط مل��ا بعد عملية‬ ‫أسفل اجل���دار ال��داخ��ل��ي‪ ،‬لتكشف ع��ن نصف‬
‫استكشاف فوهة فيكتوريا‪ .‬ولكن مل على بعثة‬ ‫جمموعة من الطبقات الصخرية البارزة‪ ،‬اليت‬
‫أبورتيونييت أن تنتهي عند فوهة فيكتوريا؟‬ ‫خترب كل منها بقصة خمتلفة عن بيئات مرخيية‬
‫فالكثري من األراضي الشاسعة غري املكتشفة ما‬ ‫سابقة كان للماء دور فيها‪.‬‬
‫زال ميتد أمام كلتا اجلوالتني‪.‬‬ ‫وك��ان��ت وج��ه��ة س��ب�يري��ت ال��ت��ال��ي��ة ه��ي منطقة‬
‫إن الفرتة الزمنية اليت ميكن أن يستمر فيها‬ ‫تلة هزبند ‪ ،Husband Hill‬حيث قامت‬
‫عمل املركبتني غري واضحة اآلن ــ إذ ميكن أن‬ ‫باستكشاف بروزات صخرية ساعدت يف فهم‬
‫تتوقفا عن العمل يف أي حلظة بسبب عطل‬ ‫بنية وت��اري��خ جيولوجية التلة‪ .‬كانت اجلوالة‬
‫ميكانيكي أو كهربائي‪ ،‬أو من غبار يرتاكم على‬ ‫اآلل��ي��ة ق��د وص��ل��ت إىل قمة التلة ال�ت�ي يبلغ‬
‫ألواح اخلاليا الشمسية‪ ،‬وهو ما خيفض طاقة‬ ‫ارتفاعها ‪ 82‬م�تراً ف��وق السهول احمليطة يف‬
‫املركبة إىل ما دون درجة الصمود والعمل‪ .‬ولكن‬ ‫أواخ���ر شهر آب‪/‬أغ��س��ط��س م��ن ع��ام ‪.2005‬‬
‫‪ ...‬بقدر ما ميكن لعجالت قدمت من كوكب‬ ‫وخطط العلماء لقيادهتا بعد ذلك حنو الطرف‬
‫األرض أن ترتك آثارها على تربة املريخ‪ ،‬فإن‬ ‫اجلنوبي من التلة‪ ،‬حيث أش��ارت املشاهدات‬
‫بعثة اجلوالتني قائمة ومستمرة‪.‬‬ ‫املدارية إىل وجود الكثري من الصخور الطبقية‬
‫ومن يدري؟ فقد يكون أعظم اكتشافات سبرييت‬ ‫‪.layered rocks‬‬
‫وأبورتيونييت ما زال كامناً يف أيام قادمة‪.‬‬ ‫أما وجهة سري أبورتيونييت فكانت جنوباً‪ ،‬حيث‬

‫‪81‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪80‬‬
‫**‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪Peace‬ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻼﻝ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ‬ ‫‪ Rock‬ﻓﻲ‬ ‫ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺻﺨﺮﺓ ﺍﻟﺴﻼﻡ‬

‫** ﺗﺤﺪّﺙ ﻫ‬ ‫‪ Columbia‬ﺃﻧﻬﺎ ﻏﻨﻴﺔ‬ ‫‪Hills‬‬


‫‪ Rock‬ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻼﻝ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ‬
‫‪ Columbia Hills‬ﺃﻧﻬﺎ ﻏﻨﻴﺔ‬
‫ﻭ"ﺍﻟﻌﻨ‬ ‫‪.3‬‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻔﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻟﻬﺎ ﺑﻨﻴﺔ ﻣﺴﺎﻣﻴﺔ‬ ‫ﺑﻨﻴﺔ ﻣﺴﺎﻣﻴﺔ‬‫ﺑﻤﺎﺩﺓ‬
‫ﺑﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻠﻔﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻟﻬﺎ‬
‫ﻧﻔﻴﺬﺓ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺤﺪﻭﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮ‬
‫ﻭﻫﻲ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺤﺪﻭﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮ‬ ‫ﻧﻔﻴﺬﺓ‪،‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫ﺗﺜﺒﺖﺪ ﺍﻟ‬
‫ّﺙ‬ ‫ﺗﺤ‬ ‫‪.3‬‬
‫ﺃﺧﺬﺕ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﻛﺎﻑ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺎء ‪.‬‬
‫ﺑﻔﻌﻞﺑﻌﺪﺍﻟﻤﺎء ‪ .‬ﺃﺧﺬﺕ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﻛﺎﻑﺍﻷﻟﻮﺍﻥ‬
‫ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﻄﻌ‬
‫ﺍﻟﻌ‬ ‫ﻭ"‬ ‫ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺙ ﻫﺒﻮﻁ ﺳﺒﻴﺮﻳﺖ ﺣﻔﺮﺓ ﻓﻲ‬
‫ﺇﻧﺸﺎﺕ ﻫ‬
‫ّﺙ‬
‫ﺗﺤﺪ‬ ‫‪Peace‬‬ ‫ﺑﻌﺪ‬ ‫ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ‬
‫‪Peace‬‬ ‫‪Rock‬‬ ‫ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ‬
‫صخرة ﺻﺨﺮﺓ ﺍﻟﺴﻼﻡ‬ ‫السالم‬ ‫ﺍﻷﺯﺭﻕ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ‬
‫ﺃﺛﺒﺘﺖ‬ ‫ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ‪ ،‬ﺣﻴﺚأثبتت‬
‫ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻠﻮﻥ‬
‫ﺗﺜﺒﺖ‬ ‫‪ Columbia‬ﻓﻲ‬
‫ﺣﻔﺮﺓ‬
‫ﺳﺒﻴﺮﻳﺖ ﺗﻼﻝ‬ ‫ﻫﺒﻮﻁ‬ ‫ﺃﺣﺪﺙ‬‫ﺃﻥمنطقة‬‫ﺇﻟﻰ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻠﻔﺎﺕ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻌﻨﻫ‬ ‫ﻭ"‬ ‫حت�����دّث ه����ذه ال��ط��ب��ق��ات امل��ت��داخ��ل��ة‬ ‫ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ‬ ‫ﻣﻨﻄﻘﺔ‬ ‫كولومبيا‬
‫ﻓﻲ‬ ‫تالل‬
‫‪Rock‬‬ ‫يف‬
‫ﻣﻮﻗﻊ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﻄ‬
‫ﺗﺜﺒﺖﻼًﺍﻟ‬
‫ﺇﻧﺸﺎﺕ‬‫ﺿﺤ‬
‫‪ Peace‬عن ماء جرى هنا‪ .‬تثبت‬ ‫ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻏﻨﻴﺔ‬
‫ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺻﺨﺮﺓ ﺍﻟﺴﻼﻡ و»العنبيات»‬ ‫ﺍﻟﻠﻮﻥ�ف�‬
‫ﻳﺸﻴﺮ ال��س��ل�‬
‫‪�Columbia‬ات‪،‬ﺃﻧﻬﺎ‬ ‫ﺣﻴﺚ مب����ادة‬
‫ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ‪ ،‬غ��ن��ي��ة‬
‫‪ Hills‬أهن���ا‬
‫‪Hills‬‬ ‫ﺗﺼﻮﻳﺮ‬ ‫ﺁﻟﺔ‬
‫ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎيف هذه الصورة املقطعية اليت‬ ‫‪ Rock‬ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻼﻝالتفاصيل‬ ‫نفيذة‪ ،‬وهي توحي‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻔﺎﺕ‪.‬‬‫ﻣﺎﺩﺓمسامية‬ ‫ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺳﺒﻴﺮﻳﺖوهلا‬
‫ﺇﻟﻰبنية‬
‫ﺍﻟﻤﻘﻄﻌ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻔﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻟﻬﺎ ﺑﻨﻴﺔ ﻣﺴﺎﻣﻴﺔ‬ ‫ﺑﻤﺎﺩﺓ‬ ‫ﻣﻴﻜﺮﻭﺳﻜﻮﺑﻴﺔ ﻷﺧﺬ ﺻﻮﺭﺓ‬
‫ﻣﻮﻗﻊﺑﻌ‬
‫ﺯﻣﻦ‬ ‫ﺃﻧﻬﺎ ﻏﻨﻴﺔ‬
‫عرضها ‪ 4‬إنشات يف منطقة فوهة‬ ‫‪ Columbia Hills‬يبلغ‬ ‫ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺘﻪ تغيري كاف بفعل امل��اء‪ .‬أخذت‬‫ﻣﻮﺯﺍﻳﻴﻜﻴﺔ ﻟﺤﺠﺮحب��دوث‬
‫ﺇﻧﺸﺎﺕ‬ ‫ﺑﺤﺪﻭﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮ‬
‫ﺑﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻠﻔﺎﺕ‪ ،‬ﻭﻟﻬﺎ ﺑﻨﻴﺔ ﻣﺴﺎﻣﻴﺔ‬ ‫ﺗﻮﺣﻲ‬ ‫ﻭﻫﻲ‬ ‫ﻧﻔﻴﺬﺓ‪،‬‬
‫الصورة االصطناعية األل��وان بعد‬ ‫هذهﺑـ ﻛﻴﺴﺘﻮﻥ‬
‫ﺑﺘﺼﻮﻳﺮﻫﺎ ﻭﻳﺪﻋﻰ‬
‫ﺿﺤﻼ‬ ‫وهي موقع هبوط أبورتيونييت ـ‬ ‫إيغل ـ‬
‫ﺗﻐﻴﻴﺮ‬ ‫ﻫﺬﻩ‬
‫ﻧﻔﻴﺬﺓ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺤﺪﻭﺙ‬ ‫ﺃﺧﺬﺕ‬ ‫‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺎء‬ ‫ﺑﻔﻌﻞ‬ ‫ﻛﺎﻑ‬
‫ﻋﻤﻠﻬﺎ‬ ‫‪ ،Keystone‬ﻭﺫﻟﻚ ﺃﺛﻨﺎء‬
‫ﺯﻣﻦ ﺑﻫ‬
‫ﻣﻮﻗﻊ‬ ‫حبراًﻫﺬﻩضحالً قد غطى هذه املنطقة‬ ‫ﻛﺎﻑ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺎء ‪ .‬أن‬
‫ﺃﺧﺬﺕ‬ ‫أح���دث ه��ب��وط س��ب�يري��ت ح��ف��رة يف‬
‫ﺗﺼﻮﻳﺮ‬ ‫ﺁﻟﺔ‬ ‫ﺳﺒﻴﺮﻳﺖ‬ ‫ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ‬
‫أن‬
‫ﻋﻠﻰ ﺻﺨﺮﺓ ﻣﻴﺜﻮﺳﻼﻩ‬
‫ﺿﺤﻼً‬ ‫ﺑﻌﺪبعيد‪.‬‬
‫ﺍﻷﻟﻮﺍﻥزمن‬
‫ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ قبل‬‫ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ‬
‫األزرق إىل‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﺭﺓيشري اللون‬
‫ﺑﺮﻭﺯحيث‬ ‫الصخرة‪،‬‬
‫‪ ،Methuselah‬ﻭﻫﻲ‬
‫ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺙ ﻫﺒﻮﻁ ﺳﺒﻴﺮﻳﺖ ﺣﻔﺮﺓ ﻓﻲ‬ ‫ﺻﻮﺭﺓ‬ ‫ﻷﺧﺬ‬ ‫ﻣﻴﻜﺮﻭﺳﻜﻮﺑﻴﺔ‬
‫ﺻﺨﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺙ ﻫﺒﻮﻁ ﺳﺒﻴﺮﻳﺖ ﺣﻔﺮﺓ ﻓﻲ‬
‫السلفات‪..‬‬
‫مادةﺗﻼﻝ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ‬
‫ﺯﻣﻦ ﺑﻌ‬ ‫ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺯﺭﻕ‬
‫ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺘﻪ‬
‫ﺍﻷﺯﺭﻕ‬
‫ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻠﻔﺎﺕ ‪.‬‬ ‫ﺇﻟﻰ‬ ‫ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻠﻮﻥ‬ ‫ﻟﺤﺠﺮﺣﻴﺚ‬ ‫ﻣﻮﺯﺍﻳﻴﻜﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ‪،‬‬
‫ﺩﺍﺧﻞ‬ ‫ﻛﻴﺴﺘﻮﻥ‬ ‫ﻭﻳﺪﻋﻰ ﺑـ‬
‫ﺍﻟﺴﻠﻔﺎﺕ ‪.‬‬ ‫ﺑﺘﺼﻮﻳﺮﻫﺎﻣﺎﺩﺓ‬
‫ﺇﻟﻰ‬
‫ﺃﺑﻮﺭﺗ‬ ‫ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺳﺒﻴﺮﻳﺖ ﺁﻟﺔ ﺗﺼﻮﻳﺮ‬ ‫‪ ،Keystone‬ﻭﺫﻟﻚ ﺃﺛﻨﺎء ﻋﻤﻠﻬﺎ‬
‫ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻣﺤﺰﺯﺓ ﻋﺮﺗﻬﺎ‬
‫ﻣﻴﻜﺮﻭﺳﻜﻮﺑﻴﺔ ﻷﺧﺬ ﺻﻮﺭﺓ‬ ‫ﺻﺨﺮﺓ ﻣﻴﺜﻮﺳﻼﻩ‬ ‫ﻋﻠﻰﺻﺨﺮﺓ‬
‫ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ‬
‫تستخدم سبرييت آل��ة تصوير ميكروسكوبية‬
‫ﺻﺨﺮ‬
‫ﺩﺍﺧﻞ‬ ‫ﻣﻮﺯﺍﻳﻴﻜﻴﺔ ﻟﺤﺠﺮ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺘﻪ‬ ‫ﻣﺎﺯﺍﺗﺴﺎﻝ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻣﻘﺬﻭﻑ ﺑﺎﺯﻟﺘﻲ‬
‫ﺑﺘﺼﻮﻳﺮﻫﺎ ﻭﻳﺪﻋﻰ ﺑـ ﻛﻴﺴﺘﻮﻥ‬
‫ﺗﺼﻮﻳﺮ‬‫ﺑﺮﻭﺯ‬
‫ﻭﻫﻲﺁﻟﺔ‬ ‫‪،Methuselah‬‬
‫ﺳﺒﻴﺮﻳﺖ‬
‫ألخ���ذ ص���ورة م��وزاي��ي��ك��ي��ة حل��ج��ر استهدفته‬
‫ﺑﺮﻛﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻓﻮﻫﺔ‬
‫ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ‬
‫ﻣﻦ ﺗﺎ‬
‫ﺃﺑﻮﺭ‬
‫ﺩﺍﺧﻞ‬
‫‪ ،Keystone‬ﻭﺫﻟﻚ ﺃﺛﻨﺎء ﻋﻤﻠﻬﺎ‬
‫ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ‪.‬‬
‫ﻷﺧﺬ ﺻﻮﺭﺓ‬ ‫ﻣﺎﺯﺍﺗﺴﺎﻝﻣﻨﻄﻘﺔ‬
‫ﻣﻴﻜﺮﻭﺳﻜﻮﺑﻴﺔ ﺗﻼﻝ‬
‫ﻭﻟﻜﻦﻓﻲ‬‫ﻏﻮﺳﻴﻒ‪ .‬ﺗﻈﻬﺮ ﺻﺨﺮﺓ‬
‫ﺻﺨﺮﻱ‬ ‫بتصويرها ويدعى بـ كيستون ‪،Keystone‬‬
‫ﺻﻮ‬
‫ﺻﺨ‬ ‫ﺍﻝ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺻﺨﺮﺓ ﻣﻴﺜﻮﺳﻼﻩ داخ�����ل ف���وه���ة ان����دي����وران����س‪ :‬وج���دت‬
‫‪ ،Methuselah‬ﻭﻫﻲ ﺑﺮﻭﺯ‬
‫ﻟﻴﺲ‬ ‫ﺁﺛﺎﺭ ﺗﻐﻴﺮ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺎء‪،‬‬
‫ميثوساله ﺩﺭﺟﺔ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ‬
‫ﺇﻟﻰ‬ ‫وذل���ك أث��ن��اء عملها ع��ل��ى ص��خ��رة‬
‫ﺃﺑﻮﺭﺗ‬
‫‪Cliff‬‬
‫ﻣﻦ ﺗ‬
‫أبورتيونييت ث��روة من طبقات صخرية‬
‫ﺻﺨﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻼﻝ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ‪.‬‬ ‫ﻣﻮﺯﺍﻳﻴﻜﻴﺔ ﻟﺤﺠﺮ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺘﻪ‬ ‫‪ ،Methuselah‬وهي بروز صخري يف منطقة‬
‫ﻣﻨﻪ‪.‬‬
‫خت�بر ع��ن أح��ق��اب س��اب��ق��ة م��ن ت��اري��خ‬ ‫ﺑﺘﺼﻮﻳﺮﻫﺎ ﻭﻳﺪﻋﻰ ﺑـ ﻛﻴﺴﺘﻮﻥ‬
‫ﺻﺨﺮ‬
‫ﺍﻟﻤﺮﻛ‬
‫ﺍﻝﺻ‬ ‫تالل كولومبيا‪.‬‬
‫املريخ‪ .‬يف أعلى الصورة يرتفع جرف‬
‫‪liff‬ﺗﺎ‬
‫ﻣﻦ‬ ‫‪ ،Keystone‬ﻭﺫﻟﻚ ﺃﺛﻨﺎء ﻋﻤﻠﻬﺎ‬
‫برينز ‪ ،Burns Cliff‬الذي استكشفته‬
‫ﺻﻮ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺻﺨﺮﺓ ﻣﻴﺜﻮﺳﻼﻩ‬
‫ﺍﻝﺍﻟﻤﺮ‬ ‫املركبة اجلوالة من مسافة قريبة‪.‬‬ ‫ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻣﺤﺰﺯﺓ ﻋﺮﺗﻬﺎ‬ ‫ﻋﺮﺗﻬﺎ‬ ‫ﻣﺤﺰﺯﺓ‬
‫‪ ،Methuselah‬ﻭﻫﻲ ﺑﺮﻭﺯ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺻﺨﺮﺓ‬
‫ﻋﻼﻣﺎﺕ‬ ‫ﺗﻈﻬﺮ‬ ‫ﻋﺎﻟﻴﺎ ً ﻓﻲ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎﺕ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ‪ ،‬ﻧﻈﺮﺕ ﺳﺒﻴﺮﻳﺖ‬
‫ﻟﻬﺬﺍ‬ ‫ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺁﺛﺎﺭ ﻋﺠﻼﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻘﻄﺖ ﺻﻮﺭﺓ‬
‫‪Cliff‬‬ ‫ﺻﺨﺮﺓ‬ ‫ﺳﻄﺢ‬ ‫ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ‬ ‫‪Clark‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻛﻼﺭﻙ ﻫﻴﻞ‬

‫ﺍﻟﻤﺮﻛ‬ ‫‪.‬‬
‫ﻣﺎﺯﺍﺗﺴﺎﻝ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻣﻘﺬﻭﻑ ﺑﺎﺯﻟﺘﻲ‬
‫ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ‬
‫ﺑﺮﻛﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻓﻮﻫﺔ‬
‫ﺗﻼﻝ‬ ‫ﻣﻨﻄﻘﺔ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﺻﺨﺮﻱ‬ ‫‪ Hill‬ﻓﻲ ﻳﺴﺎﺭ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﺎﻓﺔ ﻓﻮﻫﺔ ﺛﻴﺮﺍ‬
‫ﻏﻮﺳﻴﻒ‪ .‬ﺗﻈﻬﺮ ﺻﺨﺮﺓ ﻣﺎﺯﺍﺗﺴﺎﻝ‬
‫ﻣﺎﺯﺍﺗﺴﺎﻝ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻣﻘﺬﻭﻑ ﺑﺎﺯﻟﺘﻲ‬ ‫‪ Thira Crater‬ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﻳﻤﻴﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ‪ .‬ﺃﻣﺎ‬
‫ﺍﻟﺒﺮﻭﺯ ﺍﻟﺼﺨﺮﻱ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﺾ ﻭﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻣﻴﺔ‬
‫ﺁﺛﺎﺭ ﺗﻐﻴﺮ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺎء‪ ،‬ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ‬ ‫ﺑﺮﻛﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻓﻮﻫﺔ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻓﻠﻪ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﻳﻄﻠﻖ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﺗﺴﻤﻴﺔ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ‬
‫ﻏﻮﺳﻴﻒ‪ .‬ﺗﻈﻬﺮ ﺻﺨﺮﺓ ﻣﺎﺯﺍﺗﺴﺎﻝ ﻣﻨﻪ‪.‬‬
‫ﻣﻴﺜﻮﺳﻼﻩ ﻋﻠﻰ ﻁﺮﻓﻪ ﺍﻷﻳﺴﺮ‪ ،‬ﻭﺗﺴﻤﻴﺔ ﻻﺭﻳﺰ‬
‫ﺗﺒﺪﻭ ﻭﻫ‬ ‫ﻟﻮﻙ ﺁﻭﺕ ‪ Larry’s Lookout‬ﻋﻠﻰ ﻁﺮﻓﻪ‬

‫ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ‬ ‫ﻟﻴﺲ‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ‬ ‫ﺍﻟﻤﺎء‪،‬‬ ‫ﺑﻔﻌﻞ‬ ‫ﺗﻐﻴﺮ‬ ‫ﺁﺛﺎﺭ‬


‫عاليا يف مرتفعات كولومبيا‪ ،‬نظرت سبرييت‬ ‫ً‬ ‫ﺍﻷﻳﻤﻦ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ‬
‫هلذا‬
‫ﻋﺮﺗﻬﺎ‬ ‫ﺑﻮﺟﻮﺩ‬
‫صورة‬
‫ﻣﺤﺰﺯﺓ‬ ‫ﺗﻮﺣﻲ‬
‫والتقطت‬
‫ﻋﻼﻣﺎﺕ‬ ‫ﺩﺭﺟﺔ‬
‫خلفها إىلﺇﻟﻰآثارﺗﻈﻬﺮ‬
‫عجالهتا‬
‫ﺇﻧﺪﻳﻮﺭﺍﻭ‬
‫ﺗﺒﺪﻭ‬ ‫تبدو وهدات صغرية على سطح الرتبة‬ ‫ﻣﻨﻪ‪.‬يظهر مرتفع كالرك هيل ‪Clark‬‬ ‫املشهد الذي‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒ‬
‫ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ‬ ‫خارج حافة فوهة إنديورانس‪ .‬قد تكون‬ ‫ﺻﺨﺮﺓ‬
‫ﺳﻄﺢ ﺳﺒﻴﺮﻳﺖ‬ ‫ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ‪ ،‬ﻧﻈﺮﺕ‬ ‫ﻋﺎﻟﻴﺎ ً ﻓﻲ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎﺕ‬
‫‪ Hill‬يف يسار الصورة وكذلك حافة فوهة ثريا‬
‫ﻭﻫ‬ ‫ﺗﺒﺪﻭ‬
‫ﺇﻧﺪﻳﻮﺭﺧ‬
‫ﻓﻘﻂ‪،‬‬ ‫هذه ال��وه��دات‪ ،‬اليت يبلغ قطرها حنو‬ ‫ﺑﺎﺯﻟﺘﻲ‬ ‫ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺁﺛﺎﺭ ﻋﺠﻼﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻘﻄﺖ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻬﺬﺍ‬
‫ﻣﻘﺬﻭﻑ‬
‫�ورة‪.‬‬
‫‪Clark‬‬ ‫ﻭﻫﻲ‬
‫مي�ينﻫﻴﻞال��ص�‬ ‫ﻣﺎﺯﺍﺗﺴﺎﻝ‪�،‬‬
‫ﻣﺮﺗﻔﻊ�ىﻛﻼﺭﻙ‬ ‫‪ Thira‬يف‬
‫ﻳﻈﻬﺮ أق��ص‬ ‫‪Crater‬‬
‫ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ‬
‫ﺇﺛﺮﻳ‬ ‫ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ي���اردة واح���دة ف��ق��ط‪ ،‬خ���دوش خلفها‬ ‫ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺃﻣﺎﻓﻮﻫﺔ‬
‫ﺛﻴﺮﺍ‬
‫يف‬ ‫ﻓﻲ�ط��وي��ل‬
‫ﻓﻮﻫﺔ‬
‫ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ‪.‬‬
‫ﺣﺎﻓﺔ‬
‫وال�‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺸﺄ‬
‫ﻭﻛﺬﻟﻚ‬
‫املنخفضﻳﻤﻴﻦ‬
‫ﺑﺮﻛﺎﻧﻲ‬
‫ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ‬
‫الصخريﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ‬
‫ﻳﺴﺎﺭ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫‪Hill‬‬
‫تظهر عالمات حمززة عرهتا الرياح على سطح أم��ا ال�ب�روز‬
‫‪Thira Crater‬‬
‫ﺇﻧﺪﻳﻮﺭﺍ‬ ‫حطام متساقط يف إثر االرتطام الكبري‬ ‫ﺃﻣﺎﻣﻴﺔﻣﺎﺯﺍﺗﺴﺎﻝ‬
‫ﺻﺨﺮﺓ‬
‫تسمية‬ ‫ﺗﻈﻬﺮ‬
‫العلماءﻓﻲ‬
‫ﻭﺍﻟﻄﻮﻳﻞ‬‫يطلق‬ ‫امتداد‪.‬‬
‫ﻏﻮﺳﻴﻒ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﺾ‬ ‫الصورة فله‬
‫ﺍﻟﺼﺨﺮﻱ‬ ‫صخرة مازاتسال‪ ،‬وهي مقذوف بازليت بركاني أمامية‬
‫ﺍﻟﺒﺮﻭﺯ‬
‫ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﺍ‬
‫ﻓﻮﻫﺔ‬ ‫ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻓﻠﻪ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﻳﻄﻠﻖ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎء ﺗﺴﻤﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒ‬ ‫الذي أحدث فوهة انديورانس‬ ‫ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺎء‪،‬‬
‫ﺑﻔﻌﻞوتسمية‬
‫ﻭﺗﺴﻤﻴﺔالريز‬
‫ﻻﺭﻳﺰ‬ ‫ﺗﻐﻴﺮاأليسر‪،‬‬
‫ﺍﻷﻳﺴﺮ‪،‬‬ ‫ﺁﺛﺎﺭطرفه‬
‫ﻁﺮﻓﻪ‬ ‫ﻣﻴﺜﻮﺳﻼﻩعلى‬
‫ﻋﻠﻰ‬ ‫املنشأ يف منطقة فوهة غوسيف‪ .‬تظهر صخرة ميثوساله‬
‫ﺇﺛﺮ‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ‬
‫ﻁﺮﻓﻪ‬
‫ﺑﻮﺟﻮﺩ‬
‫طرفه‬ ‫‪Larry’s Lookout‬‬
‫ﺩﺭﺟﺔ ﺗﻮﺣﻲ‬
‫‪Larry’s‬علىﻋﻠﻰ‬
‫آوت ﺇﻟﻰ‬
‫ﺁﻭﺕ ‪Lookout‬‬ ‫ﻟﻮﻙ‬ ‫ﺳﺒﻴﺮﻳﺖ ل��وك‬
‫ﻧﻈﺮﺕليس إىل‬
‫ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ‪ ،‬ولكن‬
‫ﻣﺮﺗﻔﻌﺎﺕ بفعل املاء‪،‬‬ ‫ﻋﺎﻟﻴﺎً ﻓﻲ‬
‫مازاتسال آثار تغري‬
‫ﻓﻮﻫﺔﺧ‬‫ﻓﻘﻂ‪،‬‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻘﻄﺖ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻬﺬﺍاألمين‪.‬‬
‫ﺍﻷﻳﻤﻦ‪.‬‬
‫ﻋﺠﻼﺗﻬﺎ منه‪.‬‬ ‫توحيﺁﺛﺎﺭ‬
‫بوجود الكثري‬ ‫درجة ﺇﻟﻰ‬
‫ﺧﻠﻔﻬﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺇﺛﺮ‬ ‫ﻣﻨﻪ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻛﻼﺭﻙ ﻫﻴﻞ ‪Clark‬‬
‫ﻓﻮﻫﺔ ﺍ‬ ‫‪83‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫ﻓﻮﻫﺔ ﺛﻴﺮﺍ‬
‫العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫ﻓﻲ ﻳﺴﺎﺭ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﺎﻓﺔاخليال‬
‫‪82‬‬ ‫‪Hill‬‬
‫‪ Thira Crater‬ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﻳﻤﻴﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ‪ .‬ﺃﻣﺎ‬
‫ﺍﻟﺒﺮﻭﺯ ﺍﻟﺼﺨﺮﻱ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﺾ ﻭﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻣﻴﺔ‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫لكن علماء آخرين اكتشفوا بالقرب من مدينة‬


‫إغريقية قدمية يف مقدونيا تعود ألكثر من ثالثة‬ ‫تاريخ الطاقــــة‬
‫ماليني من السنني‪ ،‬مكتشفات هي أدوات مقرتنة‬
‫باستخدام الطاقة بشكل بسيط‪ ،‬ويف القرن‬
‫د ‪ .‬خملص عبد احلليم الريس‬
‫املاضي ج��رت على يد بعض اخل�براء جتارب‬
‫أستاذ فيزياء ـــــ جامعة دمشق‬
‫للمقارنة بني أداء فؤوس حجرية مصقولة وتلك‬
‫املصنوعة من الفوالذ العادي ملعرفة أيها أفضل‬
‫عمالً وإنتاجا‪.‬‬ ‫على هضبة تقع يف مشال تنزانيا يف أفريقيا أثر مطبوع يف طني األرض‬
‫واتضح أن الفأس الفوالذي أكثر إنتاجية ولكن‬ ‫ألقدام رجل برفقته رمبا امرأة ضئيلة احلجم دام هذا األثر أكثر من ثالثة‬
‫ليس بكثري‪ .‬إذ مت قطع شجرة قطرها ‪ 17‬سم‬ ‫ماليني من السنني ‪ ..‬لعل تلك اآلثار هي أقدم أثر إلنسان عاقل سار على‬
‫يف مدة مخس دقائق بالفأس الفوالذي‪ ،‬بينما‬ ‫وجه األرض‪ ،‬لعل تلك احلقبة من الزمن تضمنت أول بداية للحضارات اإلنسانية على‬
‫استغرق قطعها سبع دقائق بالفأس احلجري‪.‬‬ ‫سطح األرض ‪.‬‬
‫لعل أكرب حدث وقع خالل حياة اإلنسان القديم‬ ‫ففي عام ‪ 1960‬وجد لويس ليكي زوج العاملة ماري ليكي‪ ،‬أثناء احلفريات يف تنزانيا‬
‫إنسان نياندرتال قد أكل اللحم املشوي واألطعمة‬ ‫م��ن��ذ م�لاي�ين ال��س��ن�ين س��اع��د يف حت��وي��ل��ه إىل‬ ‫أدوات عمل بدائية جداً مصنوعة من احلصى تعود إىل مليوني سنة خلت‪ ،‬لكن يف عام‬
‫املطبوخة بعد أن كان يأكلها نيئة فجة‪ .‬لعل أهم‬ ‫عصري هو امتالكه سر النار‪ ،‬وتتفق معظم‬ ‫‪ 1968‬اكتشف ابنه العامل ريتشارد ليكي قواطع حصوية أقدم من تلك اليت اكتشفها‬
‫شيء كان يف موضوع امتالك اإلنسان النار هو‬ ‫قصص شعوب العامل وأساطريها على منشأ‬ ‫أبوه ب‪ 600‬ألف سنة ‪.‬‬
‫شعوره أنه مل يعد عبداً للطبيعة‪ ،‬بل غدا يشعر‬ ‫النار وعن كيفية جناح أحد سكان السماء غمر‬
‫بأنه نداً هلا‪ ،‬وذلك بإخضاعه لواحدة من أرهب‬ ‫قلبه حب الناس فعطف وسرق هلم جذوة النار‬
‫قوى الطبيعة أال وهي النار‪.‬‬ ‫من السماء ليجعلهم مساوين لإلله بروميثيوس‬
‫وما بال اإلنسان اليوم وهو خيضع قوى طبيعية‬ ‫إله النار‪ .‬وفعالً اكتشف علماء اآلثار يف كهف‬
‫أخرى مثل طاقة البرتول‪ ،‬فطاقة اإلنسان تعادل‬ ‫شوجو كوديان بالقرب من بكني يف حفريات‬
‫‪ 20/1‬من طاقة احلصان‪ ،‬أي إليقاف‬ ‫أج��ري��ت ه��ن��اك آث���ار شعلـة ن��ار ظلت متقدة‬
‫حصان ثائر يلزم عشرون رجالً لكبحه‪،‬‬ ‫باستمرار يف ذلك املكان دون توقف مدة ‪500‬‬
‫ألف سنة‪.‬‬
‫يقول أحد البحاثة وهو الدكتور كراشينينكوف‬
‫يف حبثه املفصل الذي يصف فيه أرض كمشاتكا‬
‫وعن كيفية حصول أهل هذه الناحية على النار‬
‫فيقول ‪:‬‬
‫لقد كانت الوالعات ( القداحة ) آنذاك عبارة‬
‫عن ألواح خشبية جافة مثقوبة‪ ،‬يوجد يف هنايتها‬
‫ثقوب م���دورة‪ ،‬يقوم امل��رء ب��إدخ��ال أع���واد من‬
‫اخلشب وتدويرها يف تلك الثقوب فرتتفع درجة‬
‫احلرارة وتشتعل النار‪ ،‬وحتى اآلن يُستعمل يف‬
‫الوالعات احلديثة لألفران الغازية مبدأ القدح‪.‬‬
‫لعل قصة وصول اإلنسان القديم لطريقة توليد‬
‫النار رمبا هذه القصة أوحت للعلماء فكرة أن‬

‫‪85‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪84‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫وش���اع اس��ت��ع��م��ال ال��دوال��ي��ب وزاد انتشارها‬ ‫مما يعين أن الرجل اليوم حينما يركب سيارة‬
‫منذ ح��وايل ‪ 3500‬سنة قبل امليالد‪ ،‬ومع منو‬ ‫قوهتا عشرون حصاناً ويسافر هبا‪ ،‬فهذا يعين‬
‫الصناعات الفخارية واحلجرية والغزل والنسيج‬ ‫أن أكثر من أربعمئة رجل حيملونه وينقلونه حيث‬
‫انفجرت أول أزمة طاقة يف تاريخ البشرية حيث‬ ‫يريد‪ ،‬وأنه عندما يركب حافلة كبرية ( بوملان‬
‫مل تعد ق��وة جسم اإلن��س��ان وق��وة احليوانات‬ ‫مثالً )‪ ،‬فهذا يعين أن أكثر من أربعة آالف رجل‬
‫كافيتان لسد حاجة اجملتمعات للطاقة مما‬ ‫حيملونه ويسريون به‪ ،‬وإذا ركب طائرة وسافر‬
‫ساعد يف ظهور ظاهرة الرق وجمتمعات الرق‬ ‫هبا مثالً من دمشق إىل لندن كأن أربعة ماليني‬
‫لتأمني طاقة حية هذه امل��رة إذ اعتمدت تلك‬ ‫رجل محلوه ونقلوه لتلك املدينة‪ ..‬مما جيعلنا‬
‫الطاقة على تسخري الطاقة العضلية للعبيد يف‬ ‫ن��درك ع َِظم الرفاهية والسعادة اليت يعيشها‬
‫اجن��از الكثري من األعمال مثل طحن احلبوب‬ ‫اإلنسان املعاصر باملقارنة مع ملوك األقدمني‬
‫وزراع��ت��ه��ا وف��ت��ح األق��ن��ي��ة امل��ائ��ي��ة وح��ف��ر ال�ترع‬ ‫مثل ملوك الفراعنة القدماء‪ ،‬الذين كان حيمل‬
‫وإنشاء خزانات املاء والسدود وبناء األهرامات‪،‬‬ ‫حمفتهم اخلشبية املزركشة عدد من العبيد قد‬
‫فهرم خوفو بناه مئة ألف عبد يف ثالث عشرة‬ ‫ال يزيد عن عشرة‪ .‬فكم هي الرفاهية عظيمة‬
‫سنة‪ ،‬وضعوا خالهلا أكثر من مليونني وثالمثئة‬ ‫اليوم !!؟‪.‬‬
‫ألف من احلجارة اهلائلة الضخامة أقلها وزناً‬ ‫كانت األدوات الطاقية ال�لازم��ة إلنسان تلك‬
‫حوايل عشرين طناً‪ ،‬وقاموا برصف هذه الكتل‬ ‫الفينة من الزمن ال يعدو كوهنا أدوات صيد‬
‫الضخمة ب��دق��ة هائلة حبيث ال ميكن معها‬ ‫والتقاط‪ ،‬وبالتايل كانت غاية يف البساطة ال‬
‫إدخ��ال شفرة حالقة أو إب��رة خياطة بني هذه‬ ‫تعقيد فيها‪ .‬ومع مرور الزمن تغريت األدوات‬
‫اليت كانت متوافرة آنذاك واستهلكت خالل ألف‬ ‫من ذلك هو اخرتاع الرومان للناعورة اخلشبية‬ ‫احلجارة الصخرية الضخمة‪.‬‬ ‫وت��ط��ورت‪ ،‬وراف��ق ه��ذا األم��ر تطور اليد اليت‬
‫سنة‪ ،‬ومل يعد الوقود يكفي مما أدى لتوقف‬ ‫الدوارة واليت تعمل بدفع املاء بقوة حنو شفراهتا‬ ‫احلقيقة أنه لو أمكن وضع هذا العدد اهلائل من‬ ‫استعملتها مع تطور الدماغ الذي وجَّه تلك اليد‪.‬‬
‫أف��رن اإلذاب��ة اليت بلغ عددها آن��ذاك اآلالف‪.‬‬ ‫املتعاقبة وجعلها تدور باستمرار ليل هنار ودون‬ ‫احلجارة يف خط مستقيم واحد المتدت على‬ ‫وخ�لال آالف السنني ك��ان هَ �مُ اإلن��س��ان األول‬
‫وحتى اآلن تواجه البشرية مشاكل طاقية مما‬ ‫توقف‪ ،‬وصممت هذه النواعري لرفع امل��اء من‬ ‫عرض الواليات املتحدة األمريكية وقطعتها من‬ ‫ومهامه احلياتية هو خوض صراعات قتالية‬
‫يؤدي دوماً لرفع أسعارها عاملياً‪.‬‬ ‫النهر املنخفض وصبهِ يف أقنية عالية‪ ،‬ومن ثم‬ ‫احمليط األطلسي إىل احمليط اهلادي‪ .‬ومع ذلك‬ ‫ضارية مع احليوانات من حوله وقوى الطبيعة‪،‬‬
‫أجربت ضرورة احلياة وتطورها وتطور أعمال‬ ‫جر املياه لري األراضي الزراعية املرتفعة‪.‬‬ ‫مل يتعد ارتفاع هرم خوفو أكثر من مئة ومخسني‬ ‫مصحوباً بتطور بطيء رتيب خفي يف طاقته‬
‫البناء وطرقها امليكانيكية إىل اخ�تراع الكتابة‬ ‫األغ��رب من ذل��ك هي املوسيقى ال�تي تصدح‬ ‫مرتاً‪ ،‬أي ما يوازي بناء مكون من مخسني طابقاً‬ ‫اجلسمية والعقلية والنفسية‪ ،‬عرف مدى هذا‬
‫والتسجيل والتدوين كما تطورت علوم احلساب‬ ‫عنها أثناء دوراهنا‪ ،‬فهي تصدر نغمات وأحلان‬ ‫تقريباً من أبنية أيامنا احلالية‪.‬‬ ‫التطور ح�ين مت اكتشاف آث��ار وبقايا إنسان‬
‫والقياس (الطولية والكتلية والوزنية) وإىل تطور‬ ‫موسيقية متغرية شجية وبطيف صوتي واسع‬ ‫لقد حقق اخرتاع البكرة انقالباً هائالً يف طرق‬ ‫كروماني‪ ،‬إذ وج��د مع رفاته ح��وايل عشرين‬
‫الروافع واألذرع واملنزلقات والبكرات لنقل أوزان‬ ‫جداً من الرتددات واألنغام واألحلان‪ ،‬وأكثر ما‬ ‫البناء‪ ،‬واحلقيقة أن هذه التقنية تنتمي إىل ما‬ ‫ن��وع�اً م��ن األدوات احلجرية والعظمية منها‬
‫أثقل ورفعها إىل مسافات أعلى‪.‬‬ ‫يتجلى وضوح صوهتا يف الليل‪ ،‬وما زال بعضها‬ ‫قبل القرن الثامن قبل امليالد مما حسن يف قوة‬ ‫إب��ر‪ ،‬مسالت‪ ،‬أسنة رم��اح‪ .‬حينها ك��ان الكلب‬
‫لعل علوم الكهرباء اليت نعتربها من منجزات‬ ‫موجوداً إىل اآلن يف مدينة محاه السورية لكنها‬ ‫األبنية املشادة وزيادة يف ارتفاعاهتا‪ .‬ويف مصر‬ ‫أول احليوانات املُدَجنة‪ .‬ومنذ ح��وايل عشرة‬
‫ع��ص��رن��ا يف احل��ق��ي��ق��ة ع��رف��ه��ا األق���دم���ون‬ ‫متوقفة عن الدوران تشكو شح املاء‪.‬‬ ‫اخ�ترع ال��ش��ادوف‪ ،‬وه��و آل��ة قدمية استخدمت‬ ‫آالف سنة مت االنتقال من الصيد وااللتقاط‬
‫وتوصلوا ملا يعرف اليوم باملكثفات الكهربائية‬ ‫دائ��م�اً ي��واج��ه م��وض��وع توليد الطاقة مشاكل‬ ‫وما زال بعض الفالحني البعيدين عن مصادر‬ ‫إىل ال��زراع��ة وتربية امل��واش��ي ومنها ال��ث�يران‬
‫والبطاريات الكهربائية والبطاريات الغلفانية‪،‬‬ ‫مج��ة‪ ،‬م��ث�لاً واج���ه امل��ص��ري��ون ال��ق��دم��اء أثناء‬ ‫الكهرباء يستخدموهنا لآلن لرفع املاء من هنر‬ ‫واجلياد واحلمري الستخدامها يف جر احملاريث‬
‫فقد اكتشف يف عام ‪ 1936‬بالقرب من مدينة‬ ‫إنتاجهم معدن النحاس من نقصاً يف الفحم‬ ‫النيل ومن التُرَع لري أراضيهم‪ ،‬وتتكون هذه‬ ‫ونقل األشياء‪ ،‬وساعد يف ذلك اخرتاع الدوالب‬
‫بغداد وعاء فخاري غريب طوله ‪ 28‬سم‬ ‫اخلشيب الالزم إلذابة املعدن من فلزه‪ ،‬وقد كانوا‬ ‫اآلل���ة ببساطة م��ن دل��و معلق يف هن��اي��ة ذراع‬ ‫الدائري الذي استخدم بشكل واسع يف عربات‬
‫بداخله أسطوانة حناسية مفرغة وقلب‬ ‫حيصلون على هذا اخلشب من جذوع النخيل‬ ‫وبطرفه اآلخ��ر معلق ثقل للموازنة‪ ،‬األعجب‬ ‫اجلر لنقل احملاصيل واألشياء‪.‬‬

‫‪87‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪86‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫املعقدة باالستناد إىل علم امليكانيك‪ .‬ومن ناحية‬ ‫فكرية متعددة املذاهب وضع فالسفتها ومنهم‬
‫الطاقة والقدرة أوضح آرمخيدس مبدأ الروافع‬ ‫أرسطو مؤلفات قيِّمة اعُت ِبرت العمود الفقري‬
‫وش��روط ت��وازهن��ا بشكل رياضي جلي وق��ال ‪:‬‬ ‫للعلم احلايل‪ ،‬إذ يعترب أرسطو األول يف التاريخ‬
‫تتوازن الكميات املتناسبة إذا كانت األط��وال‬ ‫البشري الذي أعطى تعريفاً للفيزياء باعتبارها‬
‫املعلقة عليها تتناسب عكساً مع أوزاهنا‪ ،‬ونتيجة‬ ‫علم الطبيعة‪ ،‬لعل احلوارات واألفكار الفلسفية‬
‫لرباعته يف علوم الرياضيات وامليكانيك والطاقة‬ ‫اليت طرحت يف تلك امل��دارس هي اليت جعلت‬
‫سلم شعب سرياكوزه أسلحة دفاعية مرعبة صد‬ ‫بعض مفكريهم وفالسفتهم يتخيل العامل ( أي‬
‫هبا جيوش روما الغازية لبلده سرياكوزه‪ .‬منها‬ ‫الكون ) وما فيه مل خيلقه بشر البتة‪ ،‬وإمنا هو‬
‫أسلحة قاذفة ذات عارضة ثقيلة ق��ادرة على‬ ‫نار حية أبدية ال تفنى (أي الكون هو طاقة)‪،‬‬
‫ثقب قاع السفينة الغازية وأخرى ذات حماجن‬ ‫وجتلى لدى مفكري املدرسة اإليونية القدمية‬
‫رافعة (سنارات ضخمة) هلا القدرة على رفع‬ ‫من أمثال طاليس وأناكسمندر أفكاراً عن تطور‬
‫السفينة إىل األعلى ثم إلقائها على صخرة حادة‬ ‫الطبيعة ووحدة العامل بوضوح كاف‪ ،‬متاماً كما‬
‫لتحطيمها‪ ،‬ما أصاب جيش روما برعب شديد‪.‬‬ ‫أتت مثل تلك األفكار يف القرن العشرين املاضي‬
‫قال سيسرو متحدثاً عن أرمخيدس ‪ :‬أعتقد‬ ‫حول وجود احلقل املوحد‪.‬‬
‫أن هذا الصقلي عبقرية أكرب من أن تستطيع‬ ‫األغ��رب من ه��ذا أن الفيلسوفني دميوقريط‬
‫الطبيعة اإلنسانية أن تستوعبها‪ .‬بعض من عمل‬ ‫وب��ع��ده أب��ق��ور اق�ترح��ا فرضية ع��ن ك��ون امل��ادة‬
‫مع آرمخيدس وهو الفيلسوف كتسييب اخرتع‬ ‫مكونة من جزئيات صغرية ال ميكن جتزئتها‬
‫مضخة مائية وساعة مائية وكثرياً من اآلالت‬ ‫هي الذرات‪ .‬وهذا يقرتب كثرياً مما توصلت له‬
‫استخدم فيها قوة اهلواء املضغوط‪.‬‬ ‫العلوم العصرية احلديثة من اكتشافات واليت‬ ‫فشحنوا جموهراهتم وكنوزهم مبثل تلك القوى‬ ‫حديدي بينهما ع��ازل‪ ،‬بعضهم ق��دم اقرتاحاً‬
‫ثم أتى فيلون ال��ذي اكتشف أن اهل��واء يتقلص‬ ‫تفرتض إح��داه��ا أن الكتلة م��ا ه��ي إال طاقة‬ ‫الكهربائية لتكون حممية من السرقة أو لتحفظ‬ ‫مقنعاً متاماً وهو أن هذا الوعاء الوقور ليس‬
‫إذا برد ويتمدد إذا سخن‪ ،‬وبنى هذا املخرتع‬ ‫مكثفة‪ ،‬والطاقة هي شكل من أشكال الكتلة‪،‬‬ ‫أصحاهبا من السحر واألذى واحلسد‪ ،‬حيث‬ ‫س��وى بطارية غلفانية ك��ان يستخدمه مالكو‬
‫الكثري من النوافري اليت اعتمدت مبدأ السيفون‪.‬‬ ‫ووصل األمر إىل حد القول إن الضوء هو أيضاً‬ ‫انتشرت يف تلك اآلونة أعمال السحر األسود‪،‬‬ ‫عمل الذهب ( أي الصاغة ) يف طلي التماثيل‬
‫ووصف بعض اآلالت البسيطة مثل األسافني‬ ‫طاقة وله كتلة قابلة للقياس‪ ،‬مما يدلنا على‬ ‫لعل مصباح عالء الدين السحري الذي تذكره‬ ‫واحللي بطريقة الغلفنة‪ ،‬خاصة أن مالكو عمل‬
‫واللولب والبكرة‪ ،‬وأتى بعده هريون الذي قدم‬ ‫مدى الرقي الفكري الذي وصل إليه الفالسفة‬ ‫ال��رواي��ات اهلندية ه��و أح��د املنجزات لعملية‬ ‫الذهب كانوا من اليونانيني والرومانيني اللذين‬
‫النموذج األويل للعنفة البخارية‪.‬‬ ‫األق��دم��ون م��ع األخ��ذ بعني االع��ت��ب��ار موضوع‬ ‫ختزين الكهرباء الساكنة يف مصباح زييت قديم‪،‬‬ ‫عاصروا امللكة كليوباترة ونشطت أعماهلم كثرياً‬
‫احلقيقة أن ما قدمه فالسفة تلك األيام أكثر‬ ‫انعدام وسائل الكشف التجرييب من مقاييس‬ ‫وأن��ه ميكن استدعاء تلك الطاقة الكهربائية‬ ‫يف تلك الفرتة ومن ضمنها عرفوا طريقة الطلي‬
‫بكثري مم��ا يظن امل���رء‪ ،‬وامل��ب��ادئ العلمية اليت‬ ‫وأجهزة متطورة كما هو احلال اليوم‪.‬‬ ‫مبجرد فرك املصباح‪ .‬واليت صورها مؤلفوها‬ ‫بالغلفنة ؟ حتى الغلفنة احلديثة ال تبتعد يف‬
‫اكتشفوها وتعاملوا هبا حينها هي حقائق ما‬ ‫أنشأ االسكندر املقدوني مدينة االسكندرية‬ ‫على أهنا جين ينطلق من املصباح لدى فركه‬ ‫تقنيتها وأسلوهبا كثرياً عن أسلوب األقدمني‪،‬‬
‫زالت قائمة إىل اليوم‪ ،‬حتى أن الكثري مما ذكروه‬ ‫وجعلها مركزاً علمياً وأنشأ فيها مدرسة علمية‬ ‫عدة مرات‪.‬‬ ‫فمثالً ميكن حالياً طلي متثال صغري مبساعدة‬
‫من اخرتاعات وأعمال هندسية طريفة ووصل‬ ‫مشهورة ومكتبتان حوَتا أكثر ممن سبعمئة ألف‬ ‫لعل احلضارة اإلغريقية وخليفتها احلضارة‬ ‫أجهزة حديثة‪ ،‬مثل مولد كهربائي صغري يعمل‬
‫إلينا ع��ن طريق امل���ؤرخ ه�ي�رودوت ك��ان ينظر‬ ‫جملد‪ .‬وحني كانت برئاسة العامل إيراتوستني‬ ‫الرومانية مها من احل��ض��ارات الراقية ألهنا‬ ‫ضمن دارة كهربائية تضم وع��اءاً حيوي مواد‬
‫إليه بعني الريبة والشك إىل أن تكتشف تلك‬ ‫وبفضل أعمال إقليدس الشهري برز أرمخيدس‬ ‫علمت البشرية كيف تفكر وأحدثت ثورة هائلة‬ ‫كيميائية تياره ضعيف بطبقة رقيقة من الذهب‬
‫األعمال حقيقة‪ ،‬مثالً ذكر هريودوت يف كتاباته‬ ‫كأحد العلماء التقليديني لإلسكندرية واخرتع‬ ‫يف ال��وع��ي اإلن��س��ان��ي‪ ،‬حيث اعتمدت هاتان‬ ‫مبدة ال تزيد على ساعتني أو ثالث والنتيجة‬
‫أنه حُفِرَ نفق من طريف جبل بآن واحد واحتاج‬ ‫ط��ري��ق��ة ج���دي���دة ل��ت��س��م��ي��ة األرق������ام ال��ك��ب�يرة‬ ‫احلضارتان الفكر واملخزون الفكري وأدواته‪...‬‬ ‫مماثلة لتلك اليت كان يقوم هبا األقدمون‪ .‬مما‬
‫األم��ر دراس��ة رياضية معقدة لكي يتم‬ ‫وتصنيفها يف كتابه (بساميت) ويقصد هبا‬ ‫ومه��ا الفلسفة واملنطق يف معاجلة القضايا‬ ‫يدل على أن األقدمني عرفوا الكهرباء وطرق‬
‫لقاء املخرتقني يف نقطة واح��دة حمددة‬ ‫(إحصاء حبات الرمل) وحل املسائل الرياضية‬ ‫واألمور‪ ،‬وما يدعم هذا القول هو ظهور مدارس‬ ‫التكهرب وخ��اص��ة طريقة التكهرب بالدلك‬

‫‪89‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪88‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫املعامل وخاصة معامل صناعة النسيج‪.‬‬ ‫هولندا مدينة بوجودها للطواحني اهلوائية‪ .‬ألن‬
‫وق��د شغلت ال��وح��دات اهليدروليكية منافيخ‬ ‫القسم األكرب من مساحتها هي أراض منخفضة‬
‫األف���ران العالية‪ ،‬ومنافيخ ح���دادي التعدين‬ ‫تقع حتت مستوى البحر والطواحني اهلوائية‬
‫الضخمة واملطارق الكبرية واملثاقب واملخارط‪.‬‬ ‫هي اليت جففت املستنقعات وسحبت املياه من‬
‫طبعاً واجهت تلك الطريقة الطاقية مشاكل‬ ‫أراضيها‪ .‬ورغم التقدم العلمي احلايل مازالت‬
‫مجة مثل البطء يف سرعة الدوران وعدم انتظام‬ ‫السفن الشراعية تبنى إىل اليوم وأضخم سفينة‬
‫جريان املاء خالل فصول السنة واحلاجة إلقامة‬ ‫نقل شراعية بنيت يف بداية القرن العشرين‬
‫السدود وصناديق تنظيم دفق املاء‪ ..‬مما جعل‬ ‫وذل����ك يف ع���ام ‪ 1911‬ه���ي س��ف��ي��ن��ة مسيت‬
‫الناس تبحث عن حمرك مستقل عن مياه النهر‪،‬‬ ‫(فرنسا‪ )2‬ومحولتها عشرة آالف طن‪ .. .‬طاقة‬
‫قابل لوضعه يف أي مكان وخاضع للسيطرة‬ ‫الريح هي طاقة دائمة ال تنضب‪ ،‬وهي صديقة‬ ‫وس��ط اجلبل‪ .‬وه��ذا ما حصل ق��د‪ ،‬لكن بقي‬
‫والضبط والتحكم ذي استطاعة كافية للقيام‬ ‫البيئة واإلنسان‪.‬‬ ‫األمر جمرد رواية طريفة إىل أن اكتشف هذا‬
‫باملهام املوكلة هلا‪ ،‬مما دفع املخرتعني للتفكري يف‬ ‫جت��س��دت روح النهضة األورب���ي���ة بشخصية‬ ‫النفق فعالً يف هناية القرن املاضي‪ ،‬وأثار جدالً‬
‫إنشاء آالت لتوليد الطاقة من نوع جديد‪ .‬آالت‬ ‫الفنان ال��رس��ام العبقري واملهندس ليوناردو‬ ‫عن التقنية الغريبة ال�تي استخدمها األول��ون‬
‫ميكن أن تعمل ذاتياً‪ ..‬وهي احملركات األبدية‪.‬‬ ‫دافينشي الذي أودع يف كتبه رسوم وخمططات‬ ‫لتحقيق هذا األمر‪ .‬ومثل هذا األمر يتم حالياً‬
‫لقد كانت حماوالت إنشاء احملرك األبدي الذي‬ ‫الخ�تراع��ات مساعدة يف الصناعات الوليدة‬ ‫تنفيذه باستخدام تقنية أشعة ليزر يف التوجيه‬
‫ال يكلف تشغيله أية نفقات ال تقل أبداً عن أحباث‬ ‫منها اخرتاعات نقل احلركة جبنزير القوى وآلة‬ ‫والتالقي‪.‬‬
‫وحماوالت السيماويني لكشف حجر الفالسفة‪.‬‬ ‫لتشريط املبارد واألنوال‪ ،‬كما تضمنت رسومه‬ ‫على الرغم من التقدم العلمي والتقين لتلك‬
‫وأول من تكلم عنه عامل رياضي هندي يدعى‬ ‫خمططات حملركات حرارية وطواحني هوائية‬ ‫احلضارات إال أهنا مل تستغن عن احلية للعبيد‬
‫خبسكار‪ ،‬حيث وصف هذا احملرك بأنه دوالب‬ ‫ذات شفرات ملعقية‪.‬‬ ‫واللذين غدوا غري متعاونني مع أسيادهم‪ .‬ورغم‬
‫ذو أخاديد مملوءة بالزئبق‪ ،‬حبيث إذا أعطي‬ ‫نتيجة توسع أعمال التعدين وضرورة ضخ املياه‬ ‫أن القدماء فهموا عيوب العبودية‪ ،‬إال أهنم مل‬
‫بن حممد‪ .‬يعتقد أن إحداها كانت ماكينة آتود‬ ‫حركة دورانية فإنه سيدور لألبد‪ ،‬وفيما بعد‬ ‫اجلوفية املتسربة إىل املناجم ولتأمني اهلواء‬ ‫يستطيعوا االستغناء عن العبيد لعدم وجود‬
‫واملكونة من بكرة وأثقال غري متزنة تتدىل من‬ ‫طرح الفيلسوف اإليطايل ماركو أنطونيو زميارا‬ ‫لزم األمر تأمني منبع طاقة جديد لكنه هذه‬ ‫قاعدة أخرى للطاقة‪ .‬مع مرور الزمن اهتزت‬
‫طرفيها‪ .‬وكان املبدأ النظري هلذه اآللة أنه ‪:‬‬ ‫منوذجه عن الدوالب الدوار الذي يتلقى تغذية‬ ‫امل��رة يعتمد على القوى املائية وه��و ال��دوالب‬ ‫تلك احل��ض��ارات بانتفاضات العبيد وهاجم‬
‫ينبغي على اجلسم الثقيل املتحرك أن يصل إىل‬ ‫حركية من منفاخ موضوع مقابل شفراته‪ ،‬يُغذى‬ ‫امل��ائ��ي ال���ذي ال ي��ق��ارن‪ ..‬وال���ذي يعمل بآلية‬ ‫ال�براب��رة تلك ال���دول املنهكة ومل يعد هنالك‬
‫هناية الطريق (الشوط)‪ ،‬ومن يستطيع العودة إىل‬ ‫بدوره من دوران الدوالب نفسه‪ ،‬أي هو دوالب‬ ‫الوزن والصدمة لسيل من املاء على مغارف يف‬ ‫مصادر جللب العبيد وغدا من الصعب ضمان‬
‫وضعه االبتدائي‪ .‬لكن احلقيقة أن كل احملاوالت‬ ‫أبدي يعمل باهلواء املضغوط‪ .‬وآخرون طرحوا‬ ‫الدوالب املائي وجتعله يدور بفعل طاقتني مها‬ ‫طاعة العبيد‪ ..‬لقد اقرتب عصر الطاقة احلية‬
‫للوصول للمحرك األب��دي ذات��ي احلركة باءت‬ ‫فكرة لولب آرمخيدس األبدي جبعل املاء الذي‬ ‫الطاقة احلركية وطاقة الوضع كامنة‪ ،‬واستخدم‬ ‫ال��ذي استمر آالف السنني من هنايته‪ .‬ووجب‬
‫بالفشل واألم��ر ال يعدو خياالً علمياً رغم كل‬ ‫يرفعه يصب ثانية على دوالب مائي حيرك‬ ‫مثل هذه التقنية يف إيصال املاء إىل بيوت مدينة‬ ‫على اإلنسانية أن تبحث ع��ن منابع جديدة‬
‫احمل����اوالت‪ ،‬أي أن حم���اوالت ال��وص��ول احلل‬ ‫بدوره لولب آرمخيدس‪.‬‬ ‫أوغسبورغ عام ‪ ،1550‬وحني مت تزويد نوافري‬ ‫للطاقة‬
‫الشامل ملشكلة توليد الطاقة احلركة األبدية مل‬ ‫ل��ك��ن امل��ش��ك��ل��ة أن ال���دوال���ي���ب واحمل���رك���ات‬ ‫حدائق قصر فريساي الضخمة لزم بناء نصب‬ ‫صحيح أن برومثيوس أسعد اإلنسانية مبنحة‬
‫تأتي بأية مثار‪ .‬ألنه اكتشف فيما بعد أن مردود‬ ‫اهليدروليكية جيب وضعها على النهر فقط‪،‬‬ ‫هائل مؤلف من ‪ 14‬دوالباً مائياً على هنر السني‬ ‫اكتشاف النار‪ ،‬وأسعدها ثانية بتزويد سفنها‬
‫عمل أية آلة ال ميكن أن يكون ‪ %100‬إطالقاً‬ ‫وال ميكن وضعها بعيداً عن األهن��ر حلاجتها‬ ‫أيام حكم امللك لويس الرابع عشر‪ ،‬وكان قطر‬ ‫املبحرة عرب البحار واألهن��ار العظيمة بأجنحة‬
‫مهما كانت اآللة مثالية‪.‬‬ ‫املستمرة للماء‪ .‬وبالتايل ال ميكنها تشغيل أي‬ ‫كل دوالب مثانية أمتار وبعرض إمجايل يبلغ ‪34‬‬ ‫كتانية جتري بقوة دفع اهلواء‪ ،‬وعن طريق تلك‬
‫عرف اليونانيون القدماء استعمال قوة البخار‪،‬‬ ‫مصنع بعيد عن مسار املاء ويوجد ثالثة مناذج‬ ‫م�تراً‪ ،‬أمكن هبذا الرتتيب تشغيل ‪ 235‬مضخة‬ ‫األشرعة وصل الفينيقيون إىل ما هو أبعد من‬
‫واستعملوها يف خدعة فتح وإغالق أبواب‬ ‫للمحرك األبدي يف املخطوطات العربية لعام‬ ‫مبساعدة عجالت وأذرع ومسننات ضخمة‪.‬‬ ‫البحر األبيض املتوسطة وبواسطتها اكتشف‬
‫املعابد‪ ،‬حبيث تبدو كأهنا تفتح من تلقاء‬ ‫‪1200‬م تنتمي إىل ريشة فخر الدين رضوان‬ ‫كما استخدمت تلك الدواليب املائية يف تشغيل‬ ‫كريستوف كولومبس أمريكا‪ ،‬وميكن القول أن‬

‫‪91‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪90‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫العلمية للطرق اجلديدة يف استعمال البخار يف‬ ‫والناس ليشاهدوا معجزة حتريك سفينة حبرية‬ ‫نفسها عندما تضرم النار يف املوقد القرباني‪.‬‬
‫منتصف القرن السابع عشر بأعمال توروشلي‪،‬‬ ‫ال تعمل بواسطة األشرعة ودون جماديف‪ ،‬وهي‬ ‫وهذا يذكرنا بـ (اإليوليبل الشهري) الذي حتدث‬
‫وباسكال‪ ،‬وهرييكه فعندما واجهتهم مشكلة‬ ‫تعمل حتى يف حالة سكون الريح‪ ،‬ووضع املهندس‬ ‫عنه هريون االسكندري والذي يعتربه كثري من‬
‫رفع املاء الرتفاعات كبرية الذي مل يتعد أكثر من‬ ‫امل��خ�ترع وه��و القبطان البحري بالسكو دي‬ ‫العلماء منوذجاً أصلياً للعنفة البخارية احلديثة‪.‬‬
‫عشرة أمتار‪ ،‬أدرك العامل توروشيلي أن للهواء‬ ‫غاراي آلة على ظهر السفينة (سانتا ترينيتاس)‬ ‫وصف ليونارد دافنشي اخرتاعاً زعم أنه مدفع‬
‫دور يف هذا األم��ر وأن للهواء وزن�اً يساهم يف‬ ‫يتكون من مرجل كبري لغلي املاء وأخرى دواليب‬ ‫خباري ألرمخيدس يدعى (األرخيرتونيتو) وقال‬
‫عملية ضغط على األجسام املوضوعة فيه‪ ،‬هذا‬ ‫متحركة مثبتة على جانيب السفينة وقد بلغت‬ ‫حرفياً‪ :‬إن ه��ذا االخ�تراع وه��و األرخيرتونيتو‬
‫عكس ما كان يقوله الفيزيائيون يف تلك اآلونة‬ ‫س��رع��ة ه��ذه السفينة ح���وايل كيلومرتين يف‬ ‫هو مدفع من النحاس الرقيق‪ ،‬القسم الثالث‬
‫من أنه ليس للهواء وزن‪.‬‬ ‫الساعة‪ .‬وأك��د خصم هذا املشروع وهو أمني‬ ‫منه يقع ضمن كمية كبرية من الفحم املشتعل‬
‫وقد تأكد توروشيلي من صحة اكتشافه لضغط‬ ‫الصندوق رافاغو حينها ورغم اعرتافه ببعض‬ ‫وعندما يسخن ج��ي��داً يفك لولب يقع حتت‬
‫اهلواء حني استخدم الزئبق ( الفضة احلية )‬ ‫املزايا اإلجيابية لآللة‪ ،‬إال أهنا معقدة ومكلفة‬ ‫خزان مائي‪ ،‬وعندما يفك اللولب يفتح ممراً‬
‫يف جتاربه‪ .‬وللتأكد من نظرية ضغط اهل��واء‬ ‫للغاية‪ ،‬فضالً عن أهنا معرضة لالنفجار‪ .‬وبعد‬ ‫إىل األسفل ليجري املاء يف القسم الساخن من‬
‫ق��ام ال��ع��امل غريكي م��ن تفريغ ك��رة حناسية‬ ‫انتهاء التجربة سحب بالسكو دي غاري صوناً‬ ‫املدفع‪ ،‬وفجأة يتحول إىل خبار ويقذف يقذف‬
‫من اهل��واء مؤلفة من نصفي ك��رة‪ ،‬ومبساعدة‬ ‫منه لسر اخرتاعه عن ظهر السفينة كل اآللة‬ ‫كرات من احلديد بصخب وقوة كبريتني يصل‬
‫مضخة هوائية‪ ،‬شد الضغط اجل��وي نصفي‬ ‫وس��ل��م األق��س��ام اخلشبية للحفظ يف خمزن‬ ‫وزن تلك الكرات تالنتونا واحداً ومدى القذف‬
‫الكرة أحدمها إىل األخرى بقوة عالية حبيث مل‬ ‫أسلحة برشلونة‪ ،‬وأم��ا األجهزة األخ��رى اليت‬ ‫يصل إىل مسافة ستة ستاديونات‪ ،‬أي حوايل‬
‫يستطع أربعة وعشرون حصاناً أن تفصلهما عن‬ ‫يكمن فيها السر فنقلها معها‪ .‬لقد كانت (سانتا‬ ‫كيلومرتاً واح���داً احلقيقة أن أح��د املهندسني‬
‫بعضهما‪ .‬هذه االكتشافات ساعدت يف تصنيع‬ ‫ترينيتاس ) أول باخرة حتركت بقوة خبار املاء‪.‬‬ ‫صمم جهازاً صغري جداً مماثالً لألرخيرتونيتو‬
‫نظام املكبس واألسطوانة للمرة األوىل‪ .‬حينها‬ ‫والذي عرف أن هذا املخرتع رُ ِّفع وكوفئ بسخاء‪.‬‬ ‫التارخيي وقام بتجربته‪ ،‬حيث وصلت القذيفة‬
‫بدأ عصر اآللة البخارية واحتلت مكان الشرف‬ ‫من الطبيعي أن العلماء واملهندسني مل يستطيعوا‬ ‫املنطلقة منه ملسافة أربعني م�تراً‪ ،‬وكانت كتلة‬
‫األعلى يف صف أعظم منجزات اإلنسانية‪.‬‬ ‫جتاهل دراسة خواص خبار املاء‪ .‬وكان معروفاً‬ ‫ال��ك��رات امل��ق��ذوف��ة غ��رام �اً واح����داً‪ ،‬ه��ذا يؤكد‬
‫جيمس وات ‪ :‬منذ صغره كان مولعاً بالعلوم‬ ‫لديهم أنه عندما يتحول املاء بالنار إىل خبار‪،‬‬ ‫صحة ما أتت به املصادر التارخيية للحضارة‬
‫وأكثر ما لفت نظره وهو يف سن العاشرة البخار‬ ‫فالبخار يشغل فجأة حجماً من ال��ف��راغ أكرب‬ ‫اليونانية والرومانية القدمية واليت ذكر فيها أنه‬
‫اخل��ارج من فتحة إبريق الشاي املغلي‪ ،‬واهتم‬ ‫بكثري أي حوايل ألفي مرة تقريباً من ذلك الذي‬ ‫يف زمن حصار سرياكوز مت قذف وقصف سفن‬
‫خالل دراساته بعلوم املعادن والنبات والفيزياء‬ ‫ك��ان يشغله امل��اء قبل حتوله لبخار‪ .‬وبالتايل‬ ‫األسطول الروماني مبدافع غري معروفة من‬
‫وال��ط��ب‪ ،‬وم��ن حسن حظه أن��ه خ�لال دراسته‬ ‫ميكن استخدامه يف تفجري الوعاء الذي حيوي‬ ‫قبل‪ .‬مما يعين أن القدماء اليونانيني باإلضافة‬
‫يف جامعة غالسكو عمل مع الفيزيائي بليك‬ ‫البخار احملصور فيه وميزقه‪ ،‬لكن إذا أمكن‬ ‫الستعماهلم ال��ع��ت�لات وال����دوالب واملسننات‬
‫الشهري الذي كان يدرس خواص البخار‪ ،‬وهناك‬ ‫السيطرة على حركة البخار فيمكنه أن ينجز‬ ‫ع��رف��وا ال��ق��وة ال��داف��ع��ة للبخار ال�تي اعتمدت‬
‫اكتشف احل���رارة اخلفية أو الكامنة للتبخر‪،‬‬ ‫عمالً مفيداً وحيمل أمح��االً كبرية ج��داً هبدوء‬ ‫تعاليم أرسطو يف رأي��ه ح��ول ظاهرة البخار‪،‬‬
‫يف بعض الكتب تعرف باسم احل��رارة الالطية‬ ‫كما حيمله احل��ص��ان اجل��ي��د‪ .‬يف ع��ام ‪1698‬‬ ‫حيث كان يقول (إنه عندما يسخن املاء يتحول‬
‫لإلستبخار‪ ،‬وه���ذا م��ا أف���اد وات ك��ث�يراً أثناء‬ ‫حصل القبطان البحري توماس سيفريي على‬ ‫هلواء)‪ ،‬وتدل هذه الظاهرة على حقيقة وجود‬
‫عمله يف اآلل��ة البخارية‪ ،‬يف عام ‪ 1765‬أجنز‬ ‫براءة اخرتاع آللة خبارية من املمكن استخدامها‬ ‫عالقات خفية بني السماء واألدوات املخرتعة‪.‬‬
‫وات اخ�تراع��ه العظيم اآلل��ة البخارية املعدلة‬ ‫يف جتفيف املناجم اليت كانت تلك املشكلة من‬ ‫فإذا انطلق البخار عرب ثقب صغري جداً ينطلق‬
‫واملطورة وفق قوانني احلرارة املدروسة استخدم‬ ‫أهم املشاكل آنذاك‪ ،‬وأيضاً يف تشغيل املصانع‬ ‫نفخ ق��وي‪ ..‬من هذا التصور ميكن أن نتعرف‬
‫فيه مكثف منفصل للبخار يتكاثف فيه‬ ‫البعيدة عن األهنار والقوى املائية أو اليت حتتاج‬ ‫على قانون هام من قوانني الطبيعة‪.‬‬
‫البخار يف ف���راغ خملخل دون أن يربد‬ ‫لعمل ال��ري��ح امل��ت��واص��ل‪ .‬ق��د أنشئت األس��س‬ ‫يف ع��ام ‪ 1543‬جتمع حشد كبري م��ن النبالء‬

‫‪93‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪92‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫االسطوانة وال�تي حي��دث فيها تكثيف البخار‬


‫ويضيع قسم كبري من البخار الستعاضة درجة‬
‫احلرارة األولية للبخار‪ .‬هكذا جنح وات يف بناء‬
‫آلته البخارية األوىل يف عام ‪ ،1769‬تالها بعد‬
‫ذلك بناء آلة فيلزيفول املمتازة واالقتصادية‬
‫يف استهالك الطاقة وما لبث أن جنح وات يف‬
‫حتويل احلركة الرتددية لآللة البخارية إىل حركة‬
‫دورانية‪ .‬عن طريق وصل املكبس بعتبة التوازن‬
‫اليت وصل طرفها اآلخر بآلة مسيت مبتوازي‬
‫األضالع لوات‪ .‬وكانت تلك اآللة مستوية ذات‬
‫مفصالت على شكل متوازي أضالع فيها قسم‬
‫من األذرع‪ .‬وبعد فرتة عاد وات الستخدام آلية‬
‫املرفق وال���ذراع املألوفة‪ .‬وهكذا توصل وات‬
‫لبناء آلة خبارية ذات دوران مستمر‪ ،‬وهكذا‬
‫حتررت املعامل الصناعية واملطاحن واملناجم‬
‫من سيطرة الدوالب املائي‪ ،‬وبعد حوايل مخس‬
‫وعشرون سنة مت تشغيل ‪ 1500‬آلة خبارية حلت‬
‫حمل ‪ 180‬ألف حصان‪ .‬ومل تلبث أن انتشرت‬
‫تلك اآللة يف أوروبا اليت مل ترغب يف التخلف‬
‫عن (ورشة العامل) وهي بريطانيا‪ .‬وسرعان ما‬
‫ألواح تغطية‪.‬‬ ‫الطرق وهي السكك اخلشبية أوالً ثم احلديدية‬ ‫ال��ب��خ��ار‪ .‬فقام امل��خ�ترع أوليفر إف��ان��س بصنع‬ ‫بدأ إنتاجها يف الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬ثم‬
‫رغ���م ال��ن��ج��اح��ات ال�ت�ي حققتها ال��ق��اط��رات‬ ‫تالياً وكانت اجلياد هي اليت جتر تلك الوسائل‪،‬‬ ‫آالت يتحرك فيها املكبس ليس على حساب‬ ‫يف األورال يف روسيا‪ ،‬حبيث ق��ال أحدهم إن‬
‫البخارية‪ ،‬إال أن مقاومة خصوم هذا االخرتاع‬ ‫وك��ان��ت ت��دع��ى سكك اخل��ي��ل‪ ،‬وت��ط��ورت حتى‬ ‫الضغط اجلوي‪ ،‬بل يتحرك بقوة البخار فقط‪.‬‬ ‫(اآللة البخارية كانت أول اخرتاع أممي حقاً‪،)...‬‬
‫من مالكي القنوات املائية والسفن بادعائهم‬ ‫وصلت أطواهلا لغاية ‪ 150‬مرتاً‪ .‬يف عام ‪1803‬‬ ‫ويف عام ‪ 1802‬بنى أول منوذج لآللة البخارية‬ ‫هبذا قيل عنه ( بعد أن استعمل قوة العبقرية‬
‫أن سكك احل��دي��د س��وف ختيف ال��دج��اج فال‬ ‫جنح العامل اإلنكليزي «ر‪ .‬تريفيتيك» يف وضع‬ ‫ذات الضغط العايل‪ ،‬حتقق يف تلك اآللة احلجم‬ ‫اخلالقة لتطوير اآلل��ة البخارية‪ ،‬زاد إنتاجية‬
‫يبيض ومينع األب��ق��ار من أن تسرح وهواؤها‬ ‫اآللة البخارية على وسيلة النقل املتحركة على‬ ‫الصغري وخفة ال���وزن‪ .‬وك��ان��ت احل��اج��ة ملحة‬ ‫بلده ووس��ع سيطرة اإلن��س��ان على الطبيعة‪،‬‬
‫السام سوف يقتل الناس وسوف حترتق البيوت‬ ‫السكة احلديدية‪ ،‬وألول مرة يقوم الناس بنزهة‬ ‫لوسائل نقل‪ ،‬فقام إفانس بصنع أول قاطرة‬ ‫وشغل مكاناً ب��ارزا َ بني أكثر العلماء األماجد‬
‫م��ن ال��ش��رر املتطاير منها‪ ،‬وستفقد اخليول‬ ‫يف قاطرة خبارية بلغت سرعتها ‪ 30‬كيلومرتاً‬ ‫خبارية إال أهنا مل تتحرك من مكاهنا‪.‬‬ ‫واألجواد احلقيقيني لإلنسانية )‪.‬‬
‫أمهيتها واحملاصيل نفعها‪ ..‬ه��ذا باإلضافة‬ ‫يف الساعة‪.‬‬ ‫لكن م��ا ه��و السبيل جلعلها تتحرك ؟ وك��ان‬ ‫أصبح النقل الربي للكميات الضخمة واملتزايدة‬
‫خلطر انفجارها ومت��زي��ق رك��اهب��ا‪ ..‬لكن كان‬ ‫يف عام ‪ 1825‬طور امليكانيكي جورج ستيفنسون‬ ‫اجل��واب هو العودة لنموذج العربة احلصانية‬ ‫من املعادن والفحم واآلالت واملنتجات عائقاً‬
‫النصر لصاحل القاطرة البخارية‪ .‬وجتلى ذلك‬ ‫اآللة البخارية وقام ببناء أطول خط حديدي بني‬ ‫جبعل اآللة البخارية حترك أرجل تشبه قوائم‬ ‫أم��ام النمو الصناعي املُطرد‪ ،‬وكانت املشكلة‬
‫حني وصل البخار إىل النقل املائي والبحري‪،‬‬ ‫مانشسرت وليفربول بطول ‪ 45‬كيلومرتاً‪ ،‬وكان‬ ‫احلصان‪ ،‬ومل يالق هذا احلل أي جناح‪ ،‬فلجأ‬ ‫تكمن يف آالت وات البخارية الكبرية احلجم‬
‫ويف عام ‪ 1803‬أجن��زت أول باخرة عوماً ملدة‬ ‫هذا إثبات جناح تفوق اخرتاع اآللة البخارية‪،‬‬ ‫املخرتعون مرة ثانية الستخدام الدواليب‪ ،‬فتم‬ ‫وال�تي تستهلك الكثري من امل��اء ال��ب��ارد لتربيد‬
‫س��اع��ة ون��ص��ف بسرعة أرب��ع��ة كيلومرتات يف‬ ‫وقد جرت يف عام ‪ 1829‬مسابقة اشرتك فيها‬ ‫هلم النجاح يف احلصول على مركبات خبارية‬ ‫امل��ك��ث��ف‪ ،‬وال�ت�ي ك��ان��ت تعتمد يف عملها على‬
‫الساعة وضد حركة تيار املاء‪ ،‬ويف عام‬ ‫مخس قاطرات خبارية‪ ،‬إال أنه استبعد إحداها‬ ‫بثالثة دوال��ي��ب‪ ،‬ولتحسني أداء وسائل النقل‬ ‫الضغط اجلوي لتشكيل الفراغ يف االسطوانة‪،‬‬
‫‪ 1807‬أحبرت من على شواطئ نيويورك‬ ‫ألن املراقبني اكتشفوا وجود حصان خمبأ داخل‬ ‫آن���ذاك اخ�ت�راع املهندسون ن��وع �اً ج��دي��داً من‬ ‫وأيضاً احلاجة منها إلطالق حجماً كبرياً من‬

‫‪95‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪94‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫احملرك املثايل بوضعه الدورة الرتموديناميكية‬ ‫الباخرة كلريمومنت وكان طوهلا ‪ 50‬مرتاً بقوة‬
‫ذات املردود اجليد واملعروفة بامسه‪ .‬واملعتمد‬ ‫البخار بدواليب جتديف على طرفيها بقطر‬
‫على مبادئ حفظ الطاقة والتكافؤ بني العمل‬ ‫مخسة أمتار‪ .‬وبعد عدة أيام افتتح خط مالحة‬
‫امليكانيكي واحل��راري‪ ،‬والشكل العملي هو أن‬ ‫ب�ين نيويورك وإل��ب��ان ال�تي تبعد عنها ح��وايل‬
‫احلرارة هي حركة‪.‬‬ ‫‪ 300‬كيلومرتاً‪ ،‬إال أن سطح الباخرة يف سفرهتا‬
‫وبأعداد بلغت ‪ 4200‬حلقة وبطول يصل إىل ‪12‬‬ ‫الغلفاني ال��ذي حتدثنا عنه سابقاً ( هو نوع‬ ‫ويف عام ‪ 1843‬حسب العامل الفيزيائي جيمس‬ ‫األوىل كان خالياً من الركاب‪ ،‬فقد شغل اخلوف‬
‫مرتاً‪ ،‬وملعرفة قوة البطارية الكهربائية املصنعة‬ ‫من أجهزة التحليل الكهربائية ) هو مثال على‬ ‫جول قيمة املكافئ امليكانيكي للحريرة‪ .‬وكانت‬ ‫وال��رع��ب ق��ل��وب ال��ن��اس م��ن رك���وب مثل هذه‬
‫آنذاك كان العالِم يستعمل إصبعه بعد جرحه‬ ‫استخدامهم الكهرباء يف عمليات طلي املعادن‬ ‫قيمته ‪ 4,18‬ج���ول ل��ك��ل ح���ري���رة‪ ،‬مل يضيع‬ ‫الوسائل اليت تعمل بقوة البخار الرهيبة‪..‬‬
‫كمقياس ح��س��اس للفولت‪ ،‬وكلما ك��ان األمل‬ ‫بالذهب‪ .‬ويالحظ أنه مع مطلع القرن الثامن‬ ‫املهندسون تلك املبادئ فقاموا بتحسني اآلالت‬ ‫وأول تذكرة يف التاريخ كانت لنقل راكب واحد‬
‫أشد كانت البطارية أقوى‪ .‬ألن أجهزة القياس‬ ‫عشر نشطت األحب���اث وال��ت��ج��ارب يف جمال‬ ‫البخارية ف��ص��ارت أك��ث��ر ق��وة وأك��ث��ر إنتاجية‬ ‫فقط كانت ستة دوالرات‪ .‬ت��واىل تطور مثل‬
‫الكهربائية يف تلك اآلون��ة مل تكن قد ظهرت‬ ‫علمي الكهربائية واملغناطيسية‪ ،‬وقادت جتارب‬ ‫واقتصادية‪ ،‬حبيث بنى املهندسون آالت خبارية‬ ‫هذه الوسائل حبيث عربت السفينة األمريكية‬
‫بعد‪ ،‬ثم اكتشفت زجاجة ليدن واآللة الكهربائية‬ ‫بعض العلماء إىل احلصول على ضوء ساطع‬ ‫تنفذ ك��ل ش���يء‪ ،‬وأط��ل��ق ال��ب��واخ��ر الضخمة‬ ‫سافانا احمليط األطلسي يف عام ‪ 1819‬عملت‬
‫ذات القرص املسطح الدائري لتوليد الكهرباء‬ ‫أبيض ينطلق بني قطعيت فحم يغذيهما تيار‬ ‫والقطارات وشغلت املعامل‪.‬‬ ‫بقوة البخار واألشرعة معاً‪ ،‬وهكذا جند كيف‬
‫الساكنة اليت دعيت حينها بآلة رامسدين على‬ ‫كهربائي تولده بطارية ضخمة‪.‬‬ ‫قام البخار حتى منتصف القرن التاسع عشر‬
‫اس��م خمرتعها جيسي رامسدين امليكانيكي‬ ‫دعي هذا االخرتاع يف حينه بالقوس الكهربائية‪،‬‬ ‫الكهرباء‬ ‫عمليا ويف ك��ل م��ك��ان بتبديل منابع الطاقة‬
‫االجنليزي الشهري‪.‬‬ ‫مما لفت األنظار إىل أن��ه باإلمكان احلصول‬ ‫القوى الكهربائية هي من أسرار الكون الكربى‬ ‫الطبيعية‪ ،‬من املاء والريح إىل خبار قوي جداً‬
‫يف عام ‪ 1820‬بينما كان العامل أورستيد حياول‬ ‫على إضاءة بالكهرباء‪ ،‬واعترب القوس الكهربائي‬ ‫وت��دخ��ل يف ك��ل ذرة م��وج��ودة يف ال��ك��ون‪ ،‬وما‬ ‫مع أن بعض العلماء يفهمون أن البخار ليس‬
‫ش��رح العالقة بني الكهرباء واحل���رارة ليشرح‬ ‫ظاهرة ناقلة للضوء بواسطة السائل الغلفاني‬ ‫ظ��واه��ر ال�ب�رق وال��رع��د وال��ص��واع��ق إال بعض‬ ‫ه��واء‪ ،‬بل هو حالة خاصة للماء يدخل فيها‬
‫هلم خاصة هامة للكهرباء يف تسخني‬ ‫الفوليت‪ ،‬وكانت البطاريات املصنعة يف تلك‬ ‫مظاهر تلك الطاقة‪ ،‬واألقدمون عرفوا الكثري‬ ‫مفاهيم احل��رارة الكامنة لالنصهار وللتبخر‪.‬‬
‫السلك إذ ب��إب��رة بوصلة مغناطيسية‬ ‫الفرتة مكونة من حلقات من النحاس والتوتياء‬ ‫عنها لكنهم مل ي��درك��وا كنهها‪ ،‬وجهاز الطلي‬ ‫وس��اه��م ال��ع��امل س���ادي ك��ارن��و يف اق�تراب��ه من‬

‫‪97‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪96‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫ذرية هي يف جوهرها قنبلة ذرية متحكم هبا‪،‬‬ ‫وك��م��ا ق���ال أح��ده��م م��ت��ف��ائ�لاً ‪ :‬إن س��ن��وات‬ ‫فعندما حرك فارادي املغناطيس جبوار وشيعة‬ ‫تنحرف مع إم��رار التيار يف السلك وكان أحد‬
‫واحلقيقة أنه مت اخ�تراع أشعة ليزر بطاقات‬ ‫االحن���راف أألعظمي ل��دائ��رة ال�ب�روج أخ��ذت‬ ‫غري حضارة البشرية كلها‪ ،‬إذ استطاع أن حيول‬ ‫الطالب اجلالسني حوله هو من نَبه أورستيد‬
‫هائلة حتى أمكن تركيب أجهزة ليزر بلغت‬ ‫تتطابق مع سنوات أضخم االكتشافات يف‬ ‫املغناطيسية إىل كهرباء‪..‬‬ ‫لتلك الظاهرة‪ ،‬هنا أدرك أورستيد وجود عالقة‬
‫استطاعاهتا تريليون واط‪ .‬مما مكن من توليد‬ ‫جمال الكهرباء واليت بدأت فعالً عام ‪1745‬‬ ‫ويف ع��ام ‪ 1813‬متكن ف���اراداي من صنع أول‬ ‫بني الكهرباء واملغناطيسية وتابع العامل آراغو‬
‫درج��ات ح��رارة عمالقة وضغط هائل ميكن‬ ‫ومتيزت باخرتاع زجاجة ليدن املكثفة واخرتاع‬ ‫حم���رك ك��ه��رب��ائ��ي وب��ن��ف��س ال��وق��ت ه��و مولد‬ ‫أحب���اث أورس��ت��ي��د واك��ت��ش��ف أن السلك ال��ذي‬
‫أن يبدأ عنده تفاعل نووي حراري اندماجي‬ ‫فيلكه جلهاز توليد الكهرباء الساكنة عام‬ ‫كهربائي وحيد القطب املغناطيسي‪ .‬منذ تلك‬ ‫يسري فيه تيار جيذب برادة احلديد وميغنط‬
‫وتوليد ما يشبه الشموس النانوية‪ ،‬إن مثل هذه‬ ‫‪ ،1746‬ثم ظهور املكثف الكهربائي يف عام‬ ‫اآلونة صار للحياة معنى لدى البشرية وتعيش‬ ‫اإلب��ر ال��ف��والذي��ة‪ .‬بعد ذل��ك تابع ال��ع��امل أمبري‬
‫األحب��اث بدأت فعالً منذ وقت قريب نسبياً‬ ‫‪ ،1782‬وم��ن ث��م اخ�ت�راع ع��م��ود ف��ول��ط أي (‬ ‫أسعد حياهتا مع الكهرباء بأنواعها املستمرة‬ ‫تلك األحباث وتوصل ملا يسمى اليوم الوشيعة‬
‫وهي تتطور بسرعات كبرية ال حمدودة‪ ،‬ولدى‬ ‫البطارية الكهربائية ) يف عام ‪ .1801‬وهكذا‬ ‫واملتناوبة‪ . .‬لقد غدت الكهرباء عصب احلياة‬ ‫الكهربائية ( ملف لوليب ) والذي ال خيلو منه‬
‫العلماء ل��ي��زرات جبارة ميكنها نقل الطاقة‬ ‫توالت االخ�تراع��ات واالكتشافات حتى صار‬ ‫اليومية وت��ن��ازل البخار ع��ن مكانه للشرارة‬ ‫إىل اآلن أي جهاز كهربائي‪.‬‬
‫الضرورية إىل اهلدف بسرعة الضوء‪ .‬وفكرة‬ ‫اإلنسان مغموراً باألجهزة الكهربائية وأسرياً‬ ‫الكهربائية‪ .‬وأول حمرك كهربائي مت صنعه يف‬ ‫وح��ت��ى يف األحب����اث ال��ن��ووي��ة ح��ال��ي �اً‪ .‬ومنذ‬
‫استخدام أشعة ليزر يف تسخني قطعة صغرية‬ ‫هلا‪ .‬وال ميكنه العيش بدوهنا وفتحت الكهرباء‬ ‫روسيا رُكب على قارب بطول ‪ 8,5‬مرتاً ومحل‬ ‫اكتشافات أرستيد وآراغو وأمبري دخلت البشرية‬
‫من املادة إىل الدرجة النووية احلرارية وإنشاء‬ ‫ب��دوره��ا الباب لينشط التعامل مع طاقات‬ ‫ستة عشر راكباً‪ ،‬ومل تتجاوز استطاعته أكثر من‬ ‫عصراً جديداً‪ ،‬عصر علوم اهلندسة الكهربائية‬
‫قنابل هيدروجينية دقيقة ميكروية جيري‬ ‫أخرى أكثر فعالية من طاقتها‪ ،‬وفتحت الباب‬ ‫نصف كيلو واط لكنها كانت قادرة على جعله‬ ‫واإللكرتونية والطريان والفضاء‬
‫فيها انفجار صغري كل ثانية ب��دأت للتو يف‬ ‫للوصول للناقلية الفائقة‪ ،‬وحتويل الطاقة‬ ‫يتحرك عكس تيار هنر النييفا يف بطرسربغ‪.‬‬ ‫حني وفاة إرستيد يف عام ‪ 1851‬ودعه مائتا ألف‬
‫بلدان املختلفة‪ .‬هي مشوس صغرية ميكروية‬ ‫الشمسية لطاقة كهربائي‪ .‬واكتشاف االشعاع‬ ‫فيما بعد تابع ماكسويل اكتشافات ف��اراداي‬ ‫إنسان مضيئني الطريق باملشاعل ملا قدمه للبشرية‬
‫تعمل يف خمتربات علمية على األرض‪ ،‬واليت‬ ‫الكهرطيسي والتوسع يف دراسات الطاقة ما‬ ‫وأم��ب�ير ووض���ع اس��ت��ن��اداً هل��ا ق��وان�ين النظرية‬ ‫من خري من اكتشافه اخلواص املغناطيسية للتيار‬
‫يظن العلماء أهنا ستكون املصدر املثايل للطاقة‬ ‫حت��ت احل��راري��ة ومتييع ال��غ��ازات والطاقات‬ ‫الكهرطيسية ومعادالهتا فكان البث اإلذاع��ي‬ ‫الكهربائي‪ .‬لكن املسألة املعاكسة كانت هي الثمرة‬
‫يف العصور القادمة التالية‪.‬‬ ‫النووية وقد أمكن تركيب حمطات كهربائية‬ ‫والالسلكي والتلفزيوني‪ ...‬اخل‪.‬‬ ‫ال�تي بقيت البشرية تنتظرها طيلة حياهتا‪. .‬‬

‫‪99‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪98‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫عندما ترى اهلولوغرام جلسم ما فإنك جتد‬


‫التفاصيل الدقيقة‪ ،‬وتستطيع أن تتفحصه من‬
‫كل اجلهات وباختالف الزوايا كأنك ترى شبحاً‬
‫جمسماً يف الفضاء وإذا مهمت بتلمسه انربى‬
‫لك فضاء فارغاً وتصعقك احلقيقة ألول وهلة‬
‫بأهنا خيال جمرد ‪ ،‬الحياة فيه ‪ ،‬وال متلك إال أن‬
‫تتساءل كيف حيث هذا ؟‪ ‬‬
‫أم��ا يف اهل��ول��وغ��راف ف��إن��ك ت��رى ك��ل اجلسم‬
‫وعندك متسع من الوقت لفحصه ودراسته من‬
‫كل اجلوانب واالجت��اه��ات ل�ترى حقائق أخرى‬
‫قد غابت عنك‪ ‬يف واقعها‪ .‬يسحرك هذا العلم‬
‫ويدخلك عاملاً آخر متتزج فيه الصورة واخليال‪.‬‬
‫ال حاجة يف اهلولوغراف الستخدام العدسات‪،‬‬
‫بل حنتاج إىل شعاع الليزر يف أبسط أشكاله‪،‬‬
‫وصفيحة شفافة وحساسة لضوء الليزر مع‬
‫مرآة عاكسة‪.‬‬
‫يقسم شعاع الليزر إىل قسمني‪ :‬القسم األول‬
‫يسمى بشعاع اجلسم حيث يتجه إىل اجلسم‬
‫مجعها سوياً‪.‬‬
‫واألغ��رب من ذلك لو أنك حطمت الصفيحة‬
‫نفسه وينعكس منه حامالً يف طيات أمواجه‬
‫التفاصيل الكاملة له على صيغة التغيريات‬
‫أشعة الليزر‬
‫احلساسة ( اهل��ول��وغ��رام ) إىل قطع صغرية‬
‫متناثرة سوف جتد يف كل قطعة منها الصورة‬
‫احلادثة يف أط��وار وسعات املوجات واجل��زء‬
‫اآلخ��ر من الشعاع واملسمى بالشعاع األصل‬
‫في التصوير الهولوغرافي‬
‫الشبحية نفسها كأن شيئاً مل يتغري فيها ولكنك‬
‫لو دققت النظر سوف جتد بأن إحدى الزوايا‬
‫يعكس مب��رآة ليلتقي م��ع اجل��زء األول على‬
‫الصفيحة احلساسة واليت تسمى باهلولوغرام‬ ‫من الخيال العلمي الى الواقع الفعلي‬
‫مفقودة‪.‬‬ ‫ومن تداخل هاتني احلزمتني‪.‬‬
‫تتكون على الصفيحة احلساسة دوائر مركزية‬ ‫د‪ .‬يعرب نبهان‬
‫تطبيقات اهلولوغراف‬ ‫وخطوط متشعبة ال متت بصلة للجسم املصور‬ ‫مبادئه وأمهيته‬
‫ميكن إجي��از أه��م تطبيقات اهل��ول��وغ��راف يف‬ ‫ولكننا إذا أمعنا النظر يف داخلها فسنرى عاملاً‬ ‫استخدام أشعة الليزر يف التصوير املتكامل اجملسم بأبعاده الثالثة‪:‬‬
‫النقاط التالية ‪:‬‬ ‫آخر جتد فيه اجلسم املصور حيتل مكاناً بارزاً‬ ‫تعترب القدرة على الرؤية اجملسمة إحدى اخلواص الفريدة اليت متلكها العني‬
‫إن���ه استقطب خ��ي��ال ال��ك��ث�ير م��ن املهندسني‬ ‫وإن ثُبتت الصفيحة احلساسة ووجهت عليها‬ ‫عند اإلنسان‪ ،‬والليزر فتح اجملال للقدرة على التصوير اجملسم ‪ ،‬ملا ميتلكه من صفات‬
‫والباحثني يف التطبيقات الصناعية‪ ،‬املدنية‬ ‫اإلض��اءة املالئمة برز اجلسم بأبعاده الثالثة‬ ‫غري عادية يف خصائص شعاعه‪ ،‬أمهها يف هذا اجملال هي شدته وترابط موجاته املنبعثة‬
‫منها والعسكرية‪  ‬فبوساطة‪ ،‬اهلولوغراف ختزن‬ ‫وبشجيته املذهلة مرتكزاً يف الفضاء الفارغ‪.‬‬ ‫يف الزمان واملكان أو ما يعرف بالرتابط املوجي إلشعاعاته‪ .‬وقد عرف هذا العلم اجلديد‬
‫املعلومات يف الكمبيوتر وبذلك ترتفع كفاءة‬ ‫ولو أردت أن تكون نفس هذه الصورة بالطرق‬ ‫باسم اهللولوغراف وهذا تعبري مركب من كلمتني يونانيتني األصل هي هولو … وغراف‬
‫وسعة وسرعة خزن املعلومات يف ذاكرة العقول‬ ‫الفوتوغرافية العادية لوجدت أن��ك حباجة‬ ‫ومعنامها التصوير اجملسم املتكامل‪ .‬ويف الواقع ليس تصويراً مبعنى التصوير التقليدي‬
‫اإللكرتونية‪.‬‬ ‫ألخذ ماليني الصور وبزوايا خمتلفة لتعطي‬ ‫(الفوتوغرايف) بل إظهاراً وتسجيالً متكامالً للجسم حبيث ال نفرقه عن أصله وال منيزه‬
‫يف اجملاهر ( امليكروسكوبات ) ميكن‬ ‫كامل التفاصيل الدقيقة‪ ،‬وطبعاً من اجملال‬ ‫عن حقيقته إال إذا قيل لك‪.‬‬

‫‪101‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪100‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫اس��ت��ط�لاع ورؤي���ة اخل�لاي��ا احل��ي��ة وبأبعادها‬


‫اجمل��س��م��ة ال��ث�لاث��ة‪ ،‬وب��ذل��ك ت��ع��ط��ي العلماء‬
‫والباحثني وألول مرة القدرة على رؤية اخلاليا‬
‫واجل��س��ي��م��ات الدقيقة وال�ت�ي ال ت��رى بالعني‬
‫اجملردة ‪ ،‬بوضعها الطبيعي اجملسم‪      .‬‬
‫تصوير األجزاء املعدنية وامليكانيكية يف السبائك‬
‫واملواد املطاطية املختلفة‪ ،‬وتدرس بذلك عيوب‬
‫التصنيع وجودة اآلالت‪ ،‬باإلضافة إىل مراقبة‬
‫التغريات احلادثة نتيجة االستعمال واالستهالك‬
‫وهي تعطي مؤشرات اخلطورة قبل وقوعها‪.‬‬
‫مل��ن��ع ال��س��رق��ات للتحف واآلث�����ار الثمينة أو‬
‫اجمل��وه��رات ال��ن��ادرة واألع��م��ال النفيسة فإنه‬
‫تصور باهلولوجراف ‪ ،‬وعرض صورها اجملسمة‬
‫ب��دالً منها وه��ذه الصور ال تفرق عن أصوهلا‬
‫يف كل دقيقة من دقائق تكوينها‪ ،‬وهذه‪ ،‬كما ال‬
‫خيفى‪ ،‬معاجلة رائعة ومذهلة لسرقات التحف‬
‫النفيسة‪.‬‬
‫ويستفاد من طريقة اهل��ول��وغ��راف يف الطرق‬
‫ال��دول��ي��ة داخ���ل امل���دن يف إظ��ه��ار اإلرش����ادات‬
‫املختلفة لسائقي العربات على شكل كلمات‬
‫استخداماته يف النواحي العسكرية وخصوصاً‬ ‫جمسمة للتدليل عن إغالق لبعض املمرات‪ ،‬أو‬
‫‪ -‬مجلة ضخ الطاقة‪.‬‬
‫استخدام مسارات خمتلفة منعاً لوقوع احلوادث‪،‬‬
‫‪ -‬مجلة التضخيم الضوئي‪.‬‬ ‫يف احلروف النفسية والتمويه لألعداء ‪ ،‬حيث‬
‫ويستعاض عن النشرات الراديوية بذلك‪.‬‬
‫• املادة الفعالة‪:‬‬ ‫باالستطاعة عمل الكثري من الصور واجملسمات‬
‫وه��ي الوسط امل��ادي املولد لألشعة احملثوثة‬ ‫اخليالية الشبحية باستخدام هذا األسلوب يف‬
‫اهللوغراف‬
‫(الليزرية) واملضخم األويل هلا‪ .‬وقد تكون تلك‬ ‫التصوير بأشعة الليزر‪.‬‬
‫من اخليال العلمي ايل احلقيقة‬
‫املادة غازاً نقياً أو مزجياً منه‪ ،‬وقد تكون سائلة‬ ‫أما االتصاالت التلفزيونية ونقل الصور اجملسمة‬
‫رمبا جيعلنا هذا املوضوع أن حنلق يف أحالم‬
‫أو صلبة‪ .‬ويتم اختيار املادة الفعالة بعد دراستها‬ ‫باستخدام اهلولوغرام ستكون حدثاً فريداً يف‬
‫وخ���ي���االت ك��ث�يرة ع���ن مستقبل تطبيقاته‪.‬‬
‫طيفياً وحت��دي��د مجيع س��وي��ات الطاقة فيها‬ ‫رؤية األِشكال والصور بأبعادها الثالثة كما أنه‬
‫خ��ص��وص�اً إذا م��ا ت��ذك��رن��ا ب��أن أش��ع��ة الليزر‬
‫والتعرف على مداراهتا االلكرتونية ‪ ،‬وخاصة‬ ‫ال حاجة إىل جهاز الستبقال مثل الصور اليت‬
‫نفسها كانت خياالً قبل أن تكون حقيقة‪ .‬وما‬
‫املدارات اليت حتدث بينها اإلصدارات الضوئية‬ ‫ميكن تركيزها يف الفضاء الفارغ؟‪.‬‬
‫نقصده هنا ‪ -‬كيف إن العلم واخليال ترابط‬
‫التلقيائية والليزرية‪. ‬‬ ‫رغم تعدد وتنوع األجهزة الليزرية إال أهنا تتفق‬
‫ب�ين امل��ع��روف واجمل��ه��ول‪ ،‬مم��ا جيعل التخيل‬
‫ب��ش��يء واح���د ه��و تركيبها‪ .‬ونقصد برتكيب‬
‫ملستقبل اهلولوغراف مفتوح على مصراعيه‪.‬‬
‫• مجلة ضخ الطاقة‪:‬‬ ‫العناصر الداخلة يف تقنية أجهزة الليزر‪ .‬إذ‬
‫ومنها استخداماته يف الفضاء إلرسال الصور‬
‫وهي تتكون من فالش ضوئي (وام��ض) ومن‬ ‫يشرتط لعمل أي جهاز ليزر توفر العناصر‬
‫اجملسمة إىل أغوار الكون‪ ،‬من كواكب‪ ،‬وجنوم‪،‬‬
‫النوع املستعمل يف التصوير الفوتوغرايف‬ ‫التالية‪ ،‬وبدوهنا ال تعمل تلك األجهزة وهي‪:‬‬
‫ومرات‪ ،‬وأجرام مساوية‪ ،‬لدراستها وتفهمها‪ .‬أو‬
‫ال��ع��ادي‪ .‬وه��ي بشكل أن��ب��وب زجاجي‬ ‫‪ -‬املادة الفعالة‪.‬‬

‫‪103‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪102‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫ميليمرتات‪ ،‬وعملها هو جعل الفوتونات هتتز مثل الياقوت األمحر والزجاج املنشَّط من نوع‬
‫جيئة وذهاباً ضمن املادة الفعالة لزيادة طاقتها نيودمييوم ياغ ‪ ،‬وليزرات األتربة النادرة‪.‬‬
‫وتركيز شدهتا‪.‬‬
‫عن حركة الفوتونات التكرارية ضمن اجملاوبة ‪ -3‬ليزرات السوائل‬
‫الضوئية يطيل مسارها ضمن امل��ادة الفعالة‪ ،‬مثل ليزر معقد الشيالت يف حملول الكحول‬
‫وبالتايل حيدث هلا تغذية وتقوية‪ .‬وتزداد طاقة املشوب بشاردة النودمييوم وهناك ليزر أوكسي‬
‫كلور الفوسفور وليزر الروادمني‪ -  ‬والليزرات‬ ‫الشعاع وشدته‪.‬‬
‫ميكننا ال��ق��ول إن لكل ن��وع م��ن أج��ه��زة الليزر الصبغية ‪ -‬والليزرات الكيميائية‪.‬‬
‫ميزة خاصة يتمتع هبا دون سواه من األجهزة‪.‬‬
‫فاجلهاز ال��ذي يصلح يف العمليات اجلراحية الليزرات النصف ناقلة‬
‫ال يصلح لصهر امل��ع��ادن‪ ،‬وال��ذي يستخدم يف وهي اليت مترر التيار الكهربائي باجتاه دون‬
‫التحليل الكيميائي ال يصلح يف تعيني املسافات‪ .‬اآلخر إذا عكس التيار املار فيها ‪ ،‬وهي تتكون‬
‫وهكذا ميكننا تصنيف أجهزة الليزر وفق األنواع م��ن تطعيم ب��ل��ورة اجلرمانيوم أو السيليكون‬
‫أو ال��غ��ال��ي��وم آرس��ن��ي��د أو اآلرس��ن��ي��ك بشوائب‬ ‫التالية‪:‬‬
‫كالزرنيخ أو األنديوم او التوتياء أو التالريوم‪.‬‬ ‫‪ -1‬لريزات غازية‬
‫وهي تشمل العديد من الغازات النقية أو بشكل وهلذا النوع من البلورات منوذجان‪ ،‬األول يكون‬
‫مزيج منها ويتم مزجها بنسب معينة وبشروط غنياً باإللكرتونات وله صفة الشحنة السالبة‬
‫خاصة من الضغط واحل��رارة‪ .‬وهي تبدأ بغاز ويدعى بالنوع (ن)‪ ،‬بينما النوع الثاني يكون‬
‫اهليدروجني وحتى تشمل مجيع الغازات تقريباً‪ .‬شحيحاً باإللكرتونات وغنياً باماكن فارغة من‬
‫وحتى باإلمكان احلصول على إشعاع ليزر يف اإللكرتونات تدعى بالثقوب وتعاكسه باإلشارة‪.‬‬
‫اهل��واء لكن ضمن شروط معينة‪ .‬ومبا أن لكل وتكسب ه��ذه الثقوب امل��ع��دن صفة الشحنة‬
‫غاز ميزة فربدة متيزه عن غريه من الغازات‪ .‬لذا املوجبة (ب) ف��إذا وصلنا ما بني قطعتني من‬
‫يكون لكل متطلب ما يناسبه من تلك الليزرات‪ .‬هذين النموذجني اندفعت الشحنات املتعاكسة‪.‬‬ ‫حلزوني يرفيع‪ ،‬وتومض اإلشارة الضوئية فيه أطرافها‪ .‬كما ترتواح طاقة الفالش الضوئية بني‬
‫أهم الليزرات الغازية هي‪ :‬اآلزوتي ‪ -‬اآلرغوني حنو بعضها البعض‪ ،‬ليحدث اندماج بينهما‬ ‫بسبب ح��دوث تفريغ كهربائي للتيار امل��ار يف ‪ 1000-100‬جول‪.‬‬
‫املؤين ‪ -‬وغاز الكربون ‪ -‬والليزر الغازي هيليوم وانطالق فوتون ضوئي ليزري إذا كانت الشروط‬ ‫الغاز املوجود فيه‪ .‬وللومضة الضوئية الصادرة‬
‫حمققة‪ .‬وهذا الفوتون يصدر من حتول طاقيت‬ ‫‪ -‬نيون‪.‬‬ ‫عنه ف�ترة زمنية هي ج��زء باأللف من الثانية • مجلة التضخيم الضوئية (املرنان البصري)‬
‫الشحنتني لضوء أثناء االندماج‪.‬‬ ‫‪ -2‬ليزات اجلسم الصلب‬ ‫وهي تتكون من مرآتني مستويتني أو كرويتني‪،‬‬ ‫الواحدة‪.‬‬
‫وه���ذه ال��ف�ترة ال��زم��ن��ي��ة ك��اف��ي��ة إلث����ارة ش���وارد وتوضعان متقابلتني‪ ،‬والوجه العاكس هلما سكون‬
‫الكروملسوية طاقة عالية‪ .‬حبيث ي��ؤدي ذلك حنو الداخل‪ ،‬أي باجتاه امل��ادة الفعالة‪ .‬وهذا‬
‫املراجع‬ ‫حل��دوث انعكاس مجاهريي ل��ل��ذرات‪ .‬وينقلب الرتتيب يقوم بعملية تضخيم وتكبري وتنمية‬
‫عندئذ منحين بولتزمان ‪ ،‬وتصبح قاعدة هرم اإلشعاع احملثوث بطريقة التغذية الراجعة‪ .‬ألن‬
‫يعرب نبهان‪ :‬الليزر يف تسجيل املعلومات وقراءهتا‪ .‬جملة الفكر العسكري‪ ،‬العدد‬ ‫ت��وزع ال���ذرات يف األعلى ‪ ،‬ورأس��ه يف األسفل تضخيم املادة الفعالة لوحده ال يكفي النبثاق‬
‫السادس‪ ،1996 ،‬دمشق‪.‬‬ ‫وي��غ��ذي ه��ذا ال��ف�لاش ال��وام��ض جمموعة من شعاع الليزر منها‪ .‬كما أن الفوتونات الصادرة‬
‫اهللوغراف الليزرية تسجيل املعلومات السرية‪ .‬جملة العلوم الربيطانية لندن‪.2006 ،‬‬ ‫املكثفات الكهربائية بطاقة إمجالية تبلغ ‪ 4000‬عنها تكون متناثرة يف كل االجتاهات واملناحي‪.‬‬
‫ليزر فوكس ‪ ،‬العدد العاشر ‪-. 2004 ،‬‬ ‫فولط‪ .‬ويكون الضوء الصادر عنه أبيض اللون ‪ ،‬فتقوم الرنانة الضوئية بتجميعها وتنظيمها يف‬
‫وحيقن هذا الضوء يف مادة القضيب من مجيع حزمة ضيقة جداً ال يزيد قطرها عن بضعة‬

‫‪105‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪104‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫البيانات والذي يسبب فساد املكدس أو مناطق‬ ‫ما هو أمن املعلومات؟‬


‫الشجرة الثنائية يف الذاكرة‪.‬‬ ‫يعين أم��ن امل��ع��ل��وم��ات إب��ق��اء معلوماتك حتت‬
‫وغالبا ما تتيح مواطن الضعف للمهاجم إمكانية‬
‫التحايل على الربنامج بتجاوز فحص إمكانية‬
‫سيطرتك املباشرة والكاملة‪ ،‬أي مبعنى عدم‬
‫إمكانية الوصول هلا من قبل أي شخص آخر‬
‫كيف نحمي معلوماتنا ؟‬
‫الوصول أو تنفيذ األوامر على النظام املضيف‬ ‫دون إذن منك‪ ،‬وان تكون على علم باملخاطر‬
‫هلذا الربنامج‪.‬‬ ‫املرتتبة عن السماح لشخص ما بالوصول إىل‬
‫وسيم قدورة‬
‫ه��ن��اك ع��دد م��ن ن��ق��اط الضعف وال�ت�ي يكون‬ ‫معلوماتك اخلاصة‪.‬‬
‫ج��ه��ازك أو شبكتك عرضة هل��ا‪ .‬وم��ن أكثرها‬ ‫أن���ت بالتأكيد ال ت��رغ��ب أن ي��ك��ون لآلخرين‬
‫شيوعا هي أخطاء تدقيق صحة إدخال البيانات‬ ‫مدخالً ملعلوماتك اخلاصة‪ .‬وم��ن الواضح أن‬
‫مثل األخ��ط��اء الربجمية النامجة ع��ن تنسيق‬ ‫معظم األش��خ��اص يرغبون يف احل��ف��اظ على‬
‫الرموز النصية‪ ،‬والتعامل اخلاطئ مع الرموز‬ ‫خصوصية معلوماهتم احلساسة مثل كلمات‬
‫امل��ت��غ�يرة ل��غ�لاف ال�برن��ام��ج ول��ذل��ك يتم تفسري‬ ‫امل���رور ومعلومات البطاقة االئتمانية وع��دم‬
‫هذه الرموز‪ ،‬وإدخ��ال عبارات ‪ SQL‬وتضمني‬ ‫متكن اآلخرين من الوصول إليها‪ ،‬والكثري من‬
‫النصوص الربجمية متعارضة‪-‬املوقع داخ��ل‬ ‫األشخاص ال يدركون بأن بعض املعلومات اليت‬
‫تطبيقات الويب‪ .‬ومن نقاط الضعف الشائعة‬ ‫قد تبدو تافهة أو ال معنى هلا بالنسبة هلم فإهنا‬
‫أيضا حتطم املكدس وفيض البيانات يف ذاكرة‬ ‫قد تعين الكثري ألناس آخرين وخصوصاً إذا ما‬
‫التخزين املؤقت باإلضافة إىل ملفات الروابط‬ ‫مت جتميعها مع أج��زاء أخ��رى من املعلومات‪.‬‬
‫الرمزية (‪.)Symlinks‬‬ ‫فعلى سبيل امل��ث��ال‪ ،‬ميكن للشركة الراغبة‬
‫يف احل��ص��ول على معلومات شخصية عنك‬
‫فحص مواطن الضعف‬ ‫لألغراض التسويقية أن تشرتي هذه املعلومات‬
‫ميكن أن تكون هناك نقاط ضعف يف مجيع‬ ‫من شخص يقوم بتجميعها من خالل الوصول‬
‫أنظمة التشغيل مثل ال��وي��ن��دوز‪ ،‬ماكنتوش‪،‬‬ ‫إىل جهاز كمبيوترك بشكل غري شرعي‪.‬‬
‫ل��ي��ن��وك��س‪ ،OpenVMS ،‬وغ�يره��ا‪ .‬وميكن‬ ‫ومن املهم كذلك أن تفهم أنك حتى ولو مل تقم‬
‫فحص نقاط الضعف يف الشبكة واخلوادم من‬ ‫بإعطاء معلوماتك ألي شخص عرب اإلنرتنت‪،‬‬
‫خالل إجراء اختبار خاص عليها يتم من خالله‬ ‫فقد يتمكن بعض األشخاص من الوصول إىل‬
‫فحص اخلوادم والصفحات اإللكرتونية وجدران‬ ‫نظام الكمبيوتر لديك للحصول على املعلومات‬
‫النار وغ�ير ذل��ك ملعرفة م��دى تعرضها لنقاط‬ ‫اليت حيتاجوهنا دون علم أو إذن منك‪.‬‬
‫الضعف‪ .‬وميكن تنزيل ب��رام��ج فحص نقاط‬ ‫أين مواطن الضعف يف شبكة اإلنرتنت‬
‫الضعف من اإلنرتنت‪.‬‬ ‫تعترب شبكة اإلنرتنت عرضة للعيوب والضعف‬
‫حتدث املشكلة األمنية عندما يتم اخرتاق النظام‬ ‫يف دفاعاهتا‪ .‬وقد يكون هذا الضعف نامجا عن‬ ‫نعيش اليوم يف ظل تطور تكنولوجي مذهل‪ ،‬حيث أصبحنا نعتمد يف‬
‫لديك من خ�لال أح��د املهامجني أو املتسللني‬ ‫األخطاء الربجمية والعيوب يف تصميم النظام‪.‬‬ ‫حياتنا اليومية عن خدمات متوفرة على الشبكة العاملية (االنرتنت)‬
‫(اهل��اك��ر) أو الفريوسات أو ن��وع آخ��ر من أن��واع‬ ‫ويعود سبب بعض نقاط الضعف إىل اإلدخال‬ ‫مثل التجارة االلكرتونية والربيد اإللكرتوني وغريها‪ .‬ومبا إننا نعمل‬
‫الربامج اخلبيثة‪.‬‬ ‫اخلاطئ للبيانات‪ ،‬حيث أن غالبا ما يسمح‬ ‫كمؤسسات وأفراد ولك ٍل خصوصيته ومعلوماته السرية ووثائقه اهلامة اليت ال‬
‫وأكثر الناس املستهدفني يف االخرتاقات األمنية‬ ‫بتنفيذ األوامر املباشرة أو عبارات لغة ‪.SQL‬‬ ‫جيب اإلط�لاع عليها‪ ،‬زادت أمهية احملافظة على أمن املعلومات وسرية هذه‬
‫ه��م األش��خ��اص ال��ذي يقومون بتصفح‬ ‫وأح��ي��ان��ا خيفق امل�برم��ج يف التحقق م��ن حجم‬ ‫االتصاالت اإللكرتونية عن طريق ضرورة تشفريها‪.‬‬
‫اإلن�ت�رن���ت‪ ،‬ح��ي��ث يتسبب االخ��ت�راق يف‬ ‫البيانات املخزنة‪ ،‬حيث يؤدي ذلك إىل فيض من‬

‫‪107‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪106‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫الشبكات الالسلكية‪ ،‬كما أن بإمكان أي شخص‬ ‫احلركة املرورية‪ .‬علماً بأن الكثري من الشبكات‬ ‫املتعلقة باألنظمة األخرى لإلبقاء على معلوماتك‬ ‫مشاكل مزعجة مثل تبطئ ح��رك��ة التصفح‬
‫الوصول إىل الشبكة الالسلكية من أي مكان‬ ‫واخل��وادم تأتي مع نظام ج��دار نار افرتاضي‪،‬‬ ‫آمنة‪ ،‬لكن علينا أن نتذكر أن مثة العديد من‬ ‫وانقطاعه على فرتات منتظمة‪.‬‬
‫تتوفر فيه الوصلة الالسلكية‪ .‬وباإلضافة إىل‬ ‫ولكن ينبغي التأكد فيما إذا ك��ان يقوم بعمل‬ ‫الطرق األخرى اليت يسلكها املتسللون للوصول‬ ‫وميكن أن يتعذر الدخول إىل البيانات ويف أسوأ‬
‫التدابري األمنية العامة املتبعة حلماية الشبكات‬ ‫تصفية فعالة جلميع األشياء اليت حتتاج إليها‪،‬‬ ‫إىل معلوماتك‪ .‬ض��ع كمبيوترك وخصوصاً‬ ‫األح���وال ميكن اخ�ت�راق املعلومات الشخصية‬
‫الالسلكية‪ ،‬فإنه من ال��ض��روري اتباع املبادئ‬ ‫فإن مل يكن قادراً على ذلك‪ ،‬فينبغي شراء جدار‬ ‫الكمبيوتر احمل��م��ول دائ��م�اً يف مكان آم��ن‪ .‬قم‬ ‫للمستخدم‪.‬‬
‫العامة البسيطة لتوفري أفضل مستوى من األمن‬ ‫محاية ناري أقوى منه‪.‬‬ ‫حبماية كمبيوترك بكلمة مرور ويستحسن أن‬ ‫ويف حالة وج��ود أخ��ط��اء برجمة أو إع���دادات‬
‫لشبكتك الالسلكية‪.‬‬ ‫تطفئه وأنت بعيداً عنه‪ .‬عليك أن تشك يف أي‬ ‫خاطئة يف خادم الويب‪ ،‬فمن اجلائز أن تسمح‬
‫ي��ت��م مح��اي��ة ال��ش��ب��ك��ة ال�لاس��ل��ك��ي��ة ب��اس��ت��خ��دام‬ ‫برامج مراقبة بيانات الشبكة‬ ‫شخص يرغب يف احلصول على أي من كلمات‬ ‫بدخول املستخدمني عن بعد غري املصرح هلم إىل‬
‫بروتوكول تشفري الشبكات الالسلكية (‪.)WEP‬‬ ‫طريقة فعالة ملراقبة احلركة املرورية عرب الشبكة‬ ‫املرور اخلاصة بك‪ ،‬حتى أولئك األشخاص الذي‬ ‫الوثائق السرية احملتوية على معلومات شخصية‬
‫ويعمل هذا الربوتوكول بتضمني مفتاح مشرتك‬ ‫باستخدام أحد برامج مراقبة بيانات الشبكة‪،‬‬ ‫يعملون (أو يدعون بأهنم يعملون) يف الدعم‬ ‫أو احلصول على معلومات حول اجلهاز املضيف‬
‫‪ 64‬أو ‪ 128‬بت بني العمالء ونقطة الدخول‪،‬‬ ‫حيث يتم من خالله جتميع البيانات الداخلة‬ ‫الفين يف شركتك‪ .‬فإن أرادوا احلصول على كلمة‬ ‫للخادم مما يسمح حبدوث اخرتاق للنظام‪ .‬كما‬
‫ومن ثم يتم استخدام هذا املفتاح لتشفري وفك‬ ‫واخلارجة‪ ،‬وهي طريقة ممكن أن تكون مفيدة‬ ‫املرور اخلاصة بك‪ ،‬قم أنت بطباعتها (إدخاهلا)‬ ‫ميكن هلؤالء األشخاص تنفيذ أوامر على جهاز‬
‫تشفري البيانات بينهم‪ ،‬وه��ذا يوفر ق��در كاف‬ ‫يف الكشف عن حم��اوالت التسلل عرب الشبكة‪،‬‬ ‫بنفسك (حبيث ال يروهنا) وال تبلغها هلم شفوياً‬ ‫اخل���ادم املضيف مم��ا ميكنهم تعديل النظام‬
‫م��ن األم��ن للشبكات املنزلية‪ .‬عليك الرجوع‬ ‫وك��ذل��ك مي��ك��ن اس��ت��خ��دام��ه��ا لتحليل مشاكل‬ ‫أو خطيا‪ .‬قم بانتظام بتغيري كلمة امل��رور إذا‬ ‫وإطالق هجمات إغراقية مما يؤدي إىل تعطل‬
‫إىل الوثائق اخلاصة باألجهزة الالسلكية لديك‬ ‫الشبكة وتصفية وحجب احملتوى املشكوك فيه‬ ‫تصادف أن اطلع عليها أحد غريك‪ ،‬أو حتى إذا‬ ‫اجلهاز مؤقتاً‪ ،‬كما أن اهلجمات اإلغراقية (‪)DoS‬‬
‫لتعرف كيفية متكني وإعداد بروتوكول التشفري‬ ‫من الدخول إىل الشبكة‪.‬‬ ‫شعرت أن أحد ما متكن من الوصول إليها‪ .‬وال‬ ‫تستهدف إبطا او شل حركة مرور البيانات عرب‬
‫الالسلكي (‪ )WEP‬على شبكتك‪ .‬أما بالنسبة‬ ‫تكتب كلمات امل��رور اخلاصة بك يف أي مكان‬ ‫الشبكة‪ .‬كما أنه من خالل اهلجمات اإلغراقية‬
‫لبيئات الشركات‪ ،‬فيجب اعتبار هذا الربوتوكول‬ ‫أمن الشبكة الالسلكية‬ ‫ولكن عليك أن تتذكرها بنفسك‪.‬‬ ‫املوزعة (‪ ،)DDoS‬فإن املعتدي يقوم باستخدام‬
‫(‪ )WEP‬فقط كنقطة بداية للرتتيبات األمنية‪،‬‬ ‫تنتشر الشبكات الالسلكية يف كل مكان وتنمو‬ ‫التحديثات‬ ‫عدد من الكمبيوترات اليت سيطر عليها للهجوم‬
‫وعلى الشركات البحث جدياً يف ترقية شبكاهتم‬ ‫بشكل غ�ير طبيعي وال ت��وج��د دالالت على‬ ‫ح��اف��ظ على حت��دي��ث مجيع ب��راجم��ك مب��ا يف‬ ‫على كمبيوتر أو كمبيوترات أخرى‪ .‬ويتم تركيب‬
‫الالسلكية إىل مستوى (‪ )WPA‬أكثر‬ ‫توقف ذلك النمو على املستوى املنظور‪ .‬وهناك‬ ‫ذلك أحدث نسخة من برنامج التشغيل الذي‬ ‫الربنامج الرئيسي للهجمات اإلغراقية املوزعة‬
‫أماناً‪.‬‬ ‫العديد م��ن القضايا األمنية املصاحبة هلذه‬ ‫تستخدمه‪ .‬وإذا كنت تستخدم التحديث التلقائي‬ ‫(‪ )DDoS‬يف أحد أجهزة الكمبيوتر مستخدماً‬
‫الذي يقوم بالبحث يومياً عن التحديثات عند‬ ‫حساباً مسروقاً‪.‬‬
‫بدء تشغيل اجلهاز‪ ،‬فعليك إعادة تشغيل جهازك‬ ‫إن التجسس على بيانات الشبكة واع�تراض‬
‫يومياً‪.‬‬ ‫املعلومات اليت تنتقل بني اخل��ادم واملستعرض‬
‫ميكن أن يصبح أمراً ممكناً إذا تركت الشبكة أو‬
‫جدار النار‬ ‫اخلوادم مفتوحة ونقاط ضعفها مكشوفة‬
‫يكون جدار احلماية الناري إما برناجماً أو جهازاً‬
‫يستخدم حلماية الشبكة واخلادم من املتسللني‪.‬‬ ‫كيف حتمي شبكتك ونظامك‬
‫وخت��ت��ل��ف ج�����دران ال���ن���ار ح��س��ب اح��ت��ي��اج��ات‬ ‫عليك ب��احل��ذر واحل����رص ال��دائ��م�ين حلماية‬
‫املستخدم‪ .‬ف��إذا استدعت احلاجة إىل وضع‬ ‫نظامك كي ال يكون عرضة للهجمات بسبب‬
‫جدار النار على عقدة منفردة عاملة على شبكة‬ ‫نقاط الضعف فيه‪ ،‬وميكنك تركيب برامج فعالة‬
‫واح��دة ف��إن ج��دار النار الشخصي هو اخليار‬ ‫جلعل استخدام اإلنرتنت أكثر أماناً لك‪.‬‬
‫املناسب‪ .‬ويف حالة وج��ود حركة م��رور داخلة‬ ‫وسائل احلماية املادية‬
‫وخارجة من عدد من الشبكات‪ ،‬فيتم استخدام‬ ‫سنستعرض يف ال��ف��ق��رات التالية امل��زي��د من‬
‫مصايف جلدار النار يف الشبكة لتصفية مجيع‬ ‫املعلومات حول الربجميات املختلفة والوسائل‬

‫‪109‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪108‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫كيف يتم إرسال رسالة عرب الربيد‬ ‫الربيد االلكرتوني‪:‬‬


‫االلكرتوني‪:‬‬ ‫م��ن أع��ظ��م م��زاي��ا االن�ترن��ت وث���ورة االت��ص��االت‬
‫عندما تقوم بكتابة الرسالة يف مستعرض الربيد‬ ‫واملعلومات الربيد االلكرتوني الذي أصبح أمر‬
‫االلكرتوني و تضغط زر اإلرسال تقوم بإرسال‬ ‫مهما لكل من يتعامل مع االنرتنت وقد أثبتت‬
‫الرسالة إىل مقدم اخلدمة وعادة يكون اإلرسال‬ ‫الدراسات العلمية إن استخدامه بدا يطغى على‬
‫باستخدام بروتوكول (‪ )SMTP‬ويف هذه احلالة‬ ‫استخدام وسائل املراسالت األخ��رى من بريد‬
‫يتأكد مقدم اخلدمة من صحة عنوان املرسل‬ ‫عادي أو فاكس أو غريه من األساليب القدمية‬
‫إليه ‪ ,‬فإذا كان صحيح يرسل الرسالة ويعيدها‬ ‫يف املراسلة‪.‬‬
‫أن مل يكن صحيح‪.‬‬ ‫وه��ذه املكانة العالية ال�تي ح��از عليها الربيد‬
‫إذا قبل مقدم اخلدمة الرسالة يقوم بالبحث‬ ‫االلكرتوني ناجتة عن الراحة التامة اليت جيدها‬
‫ع��ن ع��ن��وان م��ق��دم خ��دم��ة امل��رس��ل إل��ي��ه ويقوم‬ ‫مستخدميه وأيضا كونه غري مكلف اقتصاديا‬
‫بإرساهلا بنفس الربوتوكول (‪ )SMTP‬و عند‬ ‫وس��ري��ع للغاية فيكفي أن تضع رسالتك مع‬
‫وصول الرسالة إىل مقدم اخلدمة املطلوب يقوم‬ ‫ملحقاهتا وحتدد عنوان املرسل إليه ثم تضغط‬
‫حبفظ الرسالة لديه‪ ,‬وعند ات��ص��ال صاحب‬ ‫زر اإلرسال لتتأكد إن الطرف اآلخر قد استلم‬
‫الرسالة مبقدم اخلدمة خيربه عن وصول رسالة‬ ‫هذه الرسائل خالل دقائق معدودة ‪ ,‬دون التقيد‬
‫ثم يقوم صاحب الرسالة عن طريق مستعرض‬ ‫خبط سري معني قد تنتابه بعض العوائق اليت‬
‫الربيد االلكرتوني لديه بسحب الرسالة وذلك‬ ‫تعرقل إرس��اهل��ا إن مل متنع وص��وهل��ا‪ .‬فالربيد‬
‫باستخدام بروتوكول (‪ )3 POP‬أو أي بروتوكول‬ ‫االلكرتوني يتبع أسلوب عدم اختاذ مسار واحد‬
‫آخر‪.‬‬ ‫أي انه عندما ترسل رسالة الكرتونية فان خادم‬ ‫التشفري‬ ‫التعريف‬
‫ميكن نقل ال��ب��ي��ان��ات ال�تي ليست على هيئة‬ ‫مقدم خدمة الربيد االلكرتوني لديك يتعامل معها‬ ‫ال��ت��ش��ف�ير ع���ب���ارة ع���ن جم��م��وع��ة م���ن امل��ع��اي�ير‬ ‫يكون لألجهزة ومديرو الشبكات أمساء تعريف‬
‫نصوص مثل الصور و الرسومات و األصوات‬ ‫بأسلوب استلم وسلم لدفع الرسالة خطوة إلمام‬ ‫وال�بروت��وك��والت لتشفري حمتوى الرسائل لكي‬ ‫افرتاضية يف النظام‪ ،‬وم��ن السهل كثرياً على‬
‫على بروتوكول نقل النص (‪ )SMTP‬وذلك‬ ‫وتتكرر العملية نفسها‪ ,‬فإذا كنت ترسل رسالة‬ ‫نتمكن من ختزينها ونقلها بشكل آمن حتى وان‬ ‫اهلاكر إجياد هذه األمساء‪ ،‬ومن ثم عمل كلمات‬
‫بفضل تقنية (‪ )MIME‬وال�ت�ي تعين ملحق‬ ‫للعنوان (س) ف��ان خ��ادم مقدم اخلدمة يقوم‬ ‫كان وسيط النقل غري موثوق به (مثال إنرتنت)‬ ‫م��رور واس��م مستخدم شخصي لك من خالل‬
‫متعدد األغ��راض لربيد االنرتنت ‪ ,‬حيث تقوم‬ ‫بإرساهلا لعدد من اخلادمات يف نفس الوقت إذا‬ ‫واهل��دف هو منع فهم واستخدام البيانات من‬ ‫تعديل أمساء التعريف االفرتاضية يف النظام‪.‬‬
‫ه��ذه التقنية ب��وض��ع ال��رس��ال��ة م��ع ملحقاهتا‬ ‫مل يتمكن من إرساهلا خلادم املرسل إليه مباشرة‬ ‫قبل األش��خ��اص املتطفلني ال��ذي��ن ال ميلكون‬ ‫ل��ذا ننصح بإعطاء األج��ه��زة لديك أمس��اء ال‬
‫بصيغة معينة عند اإلرس���ال وفكها وإعادهتا‬ ‫حيث تستلم اخلادمات القريبة الرسالة نفسها‬ ‫وسائل فك التشفري ‪ ،‬حبيث فقط األشخاص‬ ‫تكشف عن هوية صاحبها أو أماكنها‪ ،‬ومثال‬
‫لصيغتها األصلية عند االستقبال للملحقات‬ ‫وحتدد جهتها ومن ثم ترسلها ألقرب خادم حتى‬ ‫املزودين بوسائل تشفري املستند ميكنهم اإلطالع‬ ‫ذل��ك ب��دالً من استخدام عنوانك الفعلي مثل‬
‫الغري نصية يف الربيد االلكرتوني وقدا صبحت‬ ‫منتهى عنوان املرسل إليه وهكذا تكرر االستقبال‬ ‫عليه وبذلك زاد ضمان احلفاظ على سرية هذه‬ ‫اسم املبنى أو اسم الشركة كأمساء ألجهزتك‪،‬‬
‫اغلب مستعرضات الربيد االلكرتوني تدعم هذه‬ ‫واإلرسال بعدة حماور فإذا مل يتمكن خادم من‬ ‫املعلومات‪.‬‬ ‫ميكنك استخدام أمس��اء خمتلفة مثل «اجلبل‬
‫التقنية‪.‬‬ ‫إرس��اهل��ا بسبب أعطال أو غريها يكون خادم‬ ‫و مع ازدي���اد احلاجة إىل ه��ذه التقنيات فقد‬ ‫‪ »Mountain‬أو «جهازي ‪.»My Device‬‬
‫آخ��ر قد جنح يف دف��ع الرسالة خطوة باجتاه‬ ‫شهدت األع��وام القليلة املاضية ظهور العديد‬ ‫ق��د يكون يف ج��ه��ازك وظيفة اف�تراض��ي��ة لبث‬
‫املخاطر األمنية على الربيد‬ ‫هدفها مما يضمن وصوهلا بسرعة ونالحظ‬ ‫من األحباث و التقنيات يف هذا اجملال وتعمل‬ ‫(اإلعالن عن) حالة التوصيلة‪ ،‬وحيث أنه قد يكون‬
‫االلكرتوني‪:‬‬ ‫بان الرسالة االلكرتونية قد مرت على عدد من‬ ‫تقريبا مجيعها بنفس املبدأ وهو تشفري حمتوى‬ ‫سهالً على اهلاكرز اخرتاق الشبكة الالسلكية‪،‬‬
‫اخلادمات املنتشرة يف إحناء العامل وحيثما وجد ل��ف��ه��م امل��خ��اط��ر األم��ن��ي��ة ع��ل��ى ال�بري��د‬ ‫الرسائل االلكرتونية بأحد خوارزميات التشفري‬ ‫ل��ذا عليك تعطيل عمل خاصية اإلع�لان عن‬
‫االلكرتوني تصور عندما تقوم بإرسال‬ ‫مقدم خدمات انرتنت وجد خادم أو أكثر ‪.‬‬ ‫اليت طورها علماء التشفري‪.‬‬ ‫املعرف ‪.Identifier broadcasting‬‬

‫‪111‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪110‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫نظري فقط وال يستخدمه إال املؤسسات الكبرية‬ ‫بريدك اإللكرتوني وأنت يف مكان عملك فكر يف‬
‫حتى ع����ام‪1991‬م عندما كتب امل�برم��ج فيليب‬ ‫اآلتي ‪:‬‬
‫زمي��رم��ان (‪، )Philip Zimmermann‬‬ ‫ب��ري��دك سيستقر يف خ���ادم امل��ؤس��س��ة حيث‬
‫برنامج(‪)Pretty Good Privacy, PGP‬‬ ‫يستطيع أي ف��رد مسئول عن نظم املعلومات‬
‫أي (اخلصوصية اجلميلة)‪ ،‬وهو برنامج تشفري‬ ‫أو إدخ��ال البيانات ق��راءت��ه و االط�لاع عليه !‬
‫يستخدم ‪128‬بت‪ ،‬الستخدامه يف تشفري الربيد‬ ‫وإذا كانت رسالتك تبحر عن طريق االنرتنت‬
‫اإلل��ك�ترون��ي وق��د وض��ع��ه جم��ان��ا يف اإلن�ترن��ت‪.‬‬ ‫فهي أيضا متر على عدد كبري من اخلادمات‬
‫فأصبح بإمكان األشخاص العاديني استخدام‬ ‫ع�بر ال��ع��امل ‪ ،‬أي��ض��ا يف ح��ال��ة دخ���ول اح��د عن‬
‫تقنية تشفري قوية جداً يف كل أحناء العامل وحيث‬ ‫ط��ري��ق الشبكة على ج��ه��ازك (وي��وج��د الكثري‬
‫إن تصدير تقنيات التشفري القوية عملية غري‬ ‫من األساليب اليت تستغل الثغرات األمنية يف‬
‫شرعية يف الواليات املتحدة األمريكية لذالك‬ ‫أنظمة التشغيل والربامج للدخول على أجهزة‬
‫أصبح املربمج زميرمان مطلوبا للعدالة حتى‬ ‫الغري ) وبالتايل سرقة البيانات واالطالع على‬
‫أسقطت احلكومة عنة ال��دع��وى ع��ام ‪1996‬م‬ ‫رسائل الربيد االلكرتوني احملفوظة يف اجلهاز‪,‬‬
‫بعد إن ب���دأت احل��ك��وم��ة األم��ري��ك��ي� ًة بتجديد‬ ‫إضافة إىل هناك طرق كثرية لسرقة حسابات‬
‫سياستها جتاه برجميات التشفري‪ ،‬لدعم التجارة‬ ‫الربيد االلكرتوني عن طريق برامج احملادثات أو‬
‫االلكرتونية‪.‬‬ ‫مشاركة الربامج أو غريها‪.‬‬
‫ب��ع��د ص���دور ب��رن��ام��ج (‪ )PGP‬ت���واىل ص��دور‬ ‫لكن ل��و فرضنا ان��ك قمت بتشفري رسالتك‬
‫عدد كبري من الربامج وهي مجيعا تعمل بنفس‬ ‫بطريقة ال ميكن ألح��د من فك ه��ذا التشفري‬
‫املبدأ وهو تشفري نص الربيد االلكرتوني بأحد‬ ‫إال من لديه مفتاح التشفري ‪ ,‬بالتايل حتى لو‬
‫خوارزميات التشفري سواء ذات املفتاح املتناظر‬ ‫أرسلت رسالتك عرب االنرتنت فانه من الصعب‬
‫أو غري املتناظر ولكن جيب أن يكون عند مستقبل‬ ‫التجسس عليها أيضا لو اطلع عليها احد وهي‬
‫الربيد االلكرتوني نفس الربنامج لفتح الرسالة‬ ‫داخل بريدك بوضعها املشفر فلن يستطيع أن‬
‫واخلطوات املتبعة يف اغلب برامج تشفري الربيد‬ ‫يعرف حمتواها‪.‬‬
‫االلكرتوني هي كتايل‪:‬‬ ‫وكما ذكرنا سابقاً فان االنرتنت مليئة بقراصنة‬
‫حيث تكون هناك عملية عكسية للفقرة رقم(‪)2‬‬ ‫لضمان هوية املرسل وان الرسالة مل حيصل‬ ‫‪ -‬كتابة نص الرسالة على أي برنامج متصفح‬ ‫البيانات الذين يبحثون يف كل مكان عن أي خلل‬
‫املذكورة سابقا وبتايل يصبح لدينا رسالة غري‬ ‫هلا أي تعديل أو تزوير نقوم باختزال الرسالة‬ ‫بريد الكرتوني أو حمرر نصوص‪.‬‬ ‫امين يف جهاز أو شبكة جهة ما حتى يتمكنوا‬
‫مشفرة‪.‬‬ ‫بأحد خوارزميات االختزال املشروحة سابقا ثم‬ ‫‪ -‬يشفر نص الرسالة ويكون عادة باستخدام‬ ‫من سرقة البيانات اليت قد تكون حتتوي الكثري‬
‫‪ -‬يف حالة وجود توقيع الكرتوني للرسالة وتريد‬ ‫نطبق التوقيع الكرتوني على الرسالة املختزلة‬ ‫إحدى خوارزميات املفتاح اخلاص وذلك ألهنا‬ ‫من املستندات السرية كأرقام حسابات أو أرقام‬
‫التأكد من صحته فإننا نقوم باختزال الرسالة‬ ‫بأحد خوارزميات التوقيع الكرتوني املشروحة‬ ‫أس��رع أل��ف م��رة من خوارزميات املفتاح العام‬ ‫بطاقات ائتمان أو خطابات سرية ختص جهة‬
‫بنفس خ��وارزم��ي��ة ال�ت�ي اخ��ت��زل هب��ا ال��رس��ال��ة‬ ‫سابقا وذالك باستخدام املفتاح اخلاص للمرسل‬ ‫حيث تصبح خوارزمية املفتاح العام مثل الظرف‬ ‫عملنا أو غريها‪ ,‬لذلك ن��رى إن م��ن الواجب‬
‫األصلية وتفك التوقيع االلكرتوني خبوارزمية‬ ‫ويوضع الناتج ضمن الرسالة‪.‬‬ ‫الرقمي للرسالة ون�لاح��ظ إن ك��ل م��ا حنتاج‬ ‫علينا محاية بياناتنا باستخدام تقنيات التشفري‬
‫التوقيع االلكرتوني وذلك مبفتاح املرسل العام‬ ‫إما اخلطوات اليت يقوم هبا متلقي الرسالة لفك‬ ‫لتشفري الرسالة هو املفتاح العام للمرسل إلية‪.‬‬ ‫لرسائل الربيد االلكرتوني واليت سوف نشرحها‬
‫وت��ق��ارن الناتج إذا ك��ان متساوي ف��ان التوقيع‬ ‫التشفري فهي كتايل‪:‬‬ ‫‪ -‬يصبح لدينا نص مشفر ننسخ هذا النص ويف‬ ‫يف الفقرة التالية‪.‬‬
‫صحيح والرسالة مل حيدث هلا أي تغيري وإذا كان‬ ‫‪ -‬يستقبل الرسالة من خادم مقدم اخلدمة عن‬ ‫برنامج متصفح الربيد االلكرتوني لدينا ونرسله‬
‫هناك أي اختالف يف الناتج فمعنى ذلك‬ ‫طريق متصفح الربيد الكرتوني الذي لديه‪.‬‬ ‫كل املعتاد‪.‬‬ ‫تشفري الربيد االلكرتوني‪:‬‬
‫إن الرسالة ليست من املصدر املعروف أو‬ ‫‪ -‬يقوم بفك التشفري باستخدام مفتاحه اخلاص‬ ‫‪ -‬يف ح��ال��ة ال��رغ��ب��ة ل��وض��ع ت��وق��ي��ع ال��ك�ترون��ي‬ ‫كان تطبيق تشفري الربيد الكرتوني يناقش بشكل‬

‫‪113‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪112‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫الربيد االلكرتوني (‪OpenPGP , S/MIME,‬‬ ‫(‪ )OpenPGP‬العامة واخلاصة واليت تفيدنا‬


‫‪ )PEM, MOSS, CMS‬وك���ان أشهرها‬ ‫كما سنرى فيما بعد يف تشفري امللفات بصفة‬
‫بروتوكول (‪ )S/MIME‬ال��ذي طورته شركة‬ ‫عامة وتشفري الربيد االلكرتوني بصفة خاصة‬
‫(‪ )RSA Data Security‬وبرتوكول (‪Open‬‬ ‫‪ ,‬وخطوات توليد املفاتيح سهلة ج��دا يف هذا‬
‫‪ )PGP‬الذي طورته شركة (‪ )PGP Inc‬ومها‬ ‫الربنامج فقط نكتب أمر توليد املفاتيح يف سطر‬
‫معتمدان كمقياس لتشفري الربيد االلكرتوني على‬ ‫األوامر وبعد ذالك تأتي بعض األسئلة عن نوع‬
‫شبكة االنرتنت من اهليئة املسئولة عن صياغة‬ ‫اخل��وارزم��ي��ات ال�تي ن��ود استخدامها واألرق��ام‬
‫املواصفات الفنية املتعلقة باالنرتنت (‪)IETF‬‬ ‫السرية وغريها ثم يتولد املفتاح العام واخلاص‬
‫ويوجد يف مراجع هذا البحث الوصالت املوجد‬ ‫والذي ميكننا من استخدامه يف التشفري امللفات‬
‫عليها كال فريقي العمل للربوتوكولني يف موقع‬ ‫كما نستطيع ت��وزي��ع املفاتيح العامة ليتمكن‬
‫(‪ )IETF‬على شبكة االنرتنت‪.‬‬ ‫اآلخرين من مراسلتنا بشكل مشفر‪.‬‬
‫يف ال��ب��داي��ة م��ن امل��ع��روف أن ه��ذه امل��ع��اي�ير أو‬ ‫أخ�ي�را ن��ري��د ال��ت��وض��ي��ح إن ه��ن��اك امل��ئ��ات من‬
‫ال�بروت��وك��والت تطبق عند املستخدم يف طبقة‬ ‫الربامج والتطبيقات اليت صممت لتشفري الربيد‬
‫التطبيقات (‪ )Application layer‬من‬ ‫االلكرتوني وكثري من الشركات حاولت وضع‬
‫طبقات النموذج املرجعي (‪ )TCP/IP‬وهذا‬ ‫احللول ألمن الربيد االلكرتوني وميكن البحث‬
‫جيعلنا نفرق بينها وبني وسائل امن املعلومات‬ ‫االنرتنت لنجد هذه الربامج ولكل منها ميزاته‬
‫األخرى املتبع يف محاية الشبكات واليت تطبق يف‬ ‫وعيوبه ‪ ,‬ال يتسع اجملال لذكرها مجيعا يف هذا‬ ‫برنامج التشفري (‪:)GNU Privacy Guard‬‬ ‫انه حدث هلا تغيري أو تبديل‪.‬‬
‫مستويات أخرى لشبكة والذي ميكننا من تطبيق‬ ‫البحث‪.‬‬ ‫ويسمى اخ��ت��ص��اراً (‪ )GPG‬وكما واض��ح من‬ ‫مالحظة ‪ :‬ميكننا التوقيع على الرسالة بدون‬
‫أكثر من وسيلة امن للشبكة دون تعارض كما هو‬ ‫عند فحص برامج تشفري الربيد االلكرتوني جتد‬ ‫امس���ه ف��أن��ة ب��رن��ام��ج ح��ر و م��ف��ت��وح امل��ص��در‬ ‫تشفريها إلثبات ملكية الرسالة وهذا يستخدم‬
‫واضح يف الشكل القادم ‪.‬‬ ‫بأهنا مجيعا تعمل بنفس األسلوب يف عملية‬ ‫برخصة (‪ )GNU GPL‬وتأتي ميزته يف انه‬ ‫كبديل للتوقيع اليدوي حيث يصعب تزويره أو‬
‫ومبعنى آخر أن هذه الربوتوكوالت هي عبارة عن‬ ‫التشفري والتوقيع الرقمي واالخ��ت�لاف يكون‬ ‫مفتوح املصدر حيث ميكننا من مراجعة أدق‬ ‫تعديل النص املوقع‪.‬‬
‫تطبيق ينفذ من قبل مستخدم الربيد االلكرتوني‬ ‫فقط يف ن��وع اخل��وارزم��ي��ات املستخدمة ولكن‬ ‫تفاصيله خوفا م��ن وج��ود ب��اب خلفي يسمح‬
‫مباشرة بشرط إن يكون مدعوم من مستعرض‬ ‫عيبها مجيعا ان��ه جيب أن يكون عند املرسل‬ ‫بالتجسس من أط��راف غري مرغوب فيها‪,‬وقد‬ ‫برامج وتطبيقات الربيد االلكرتوني‪:‬‬
‫الربيد االلكرتوني ‪.‬‬ ‫وامل��رس��ل إليه نفس الربنامج ونفس اإلص��دار‬ ‫انتشر هذا الربنامج بشكل كبري وأصبح يأتي‬ ‫كما ذكرنا سابقا بعد صدور برنامج (‪)PGP‬‬
‫حتى نتمكن من التشفري وفك التشفري لذالك‬ ‫تقريبا بشكل رئيسي م��ع ك��ل توزيعات نظام‬ ‫وال����ذي م��ن ض��م��ن خصائصه تشفري ال�بري��د‬
‫جتـارب ونتائج‪:‬‬ ‫كان احد احللول العملية وجود معيار وبروتوكول‬ ‫التشغيل لينكس التجارية منها واحل��رة ‪ ,‬كما‬ ‫االلكرتوني تواىل صدور عدد كبري من الربامج‬
‫للتأكيد ع��ل��ى م��ا ذك��رن��ا س��اب��ق��ا م��ن سهولة‬ ‫موحد لتشفري الربيد االلكرتوني حبيث إذا توافق‬ ‫يوجد إصدارات بأنظمة التشغيل األخرى مثل‬ ‫و هي مجيعا تعمل برامج بنفس الفكرة تقريبا‬
‫استخدام الربوتوكوالت الداعمة لتشفري الربيد‬ ‫مستعرض الربيد االلكرتوني مع هذا الربوتوكول‬ ‫إص���دار (‪ )GPGee‬لنظام التشغيل ويندوز‬ ‫واالخ���ت�ل�اف بينها ي��ك��ون يف اخل��وارزم��ي��ات‬
‫االلكرتوني سوف نقوم بعمل جتربة بسيطة على‬ ‫ميكنه إن يشفر أو يفك التشفري دون احلاجة‬ ‫اخلاص بشركة ميكروسوفت‪ ,‬وعموما موجودة‬ ‫املستخدمة فمنها ما يستخدم املفتاح الواحد أو‬
‫تشفري رسائل الربيد االلكرتوني ‪:‬‬ ‫ألي إضافات سواء عند املرسل أو املرسل إليه‬ ‫مع مصدر الربنامج بشكل جماني على االنرتنت‪,‬‬ ‫ما يستخدم املفتاح العام أو االثنني كما عرفنا‬
‫ن��ق��وم بكتابة ال��رس��ال��ة يف مستعرض الربيد‬ ‫وهذا ما سوف نشرحه يف الفقرة القادمة‪.‬‬ ‫وهو يعترب بديل لربنامج (‪ )PGP‬الذي أصبح‬ ‫سابقا حيث إن التشفري باملفتاح العام بطي‪,‬‬
‫االل���ك�ت�رون���ي (وه�����و ل��دي��ن��ا ه��ن��ا م��س��ت��ع��رض‬ ‫جتاري بعد إن كانت بدايته اليت أصدرها املربمج‬ ‫وميكن استخدام أي برنامج للتشفري بغرض‬
‫م��وزي�لا للربيد االل��ك�ترون��ي على نظام تشغيل‬ ‫معايري وبرتوكوالت تشفري الربيد‬ ‫فيليب زميرمان حر ومفتوح املصدر كما ذكرنا‬ ‫تشفري ال�بري��د االل��ك�ترون��ي وي��ت��م ذل��ك بتشفري‬
‫ميكروسوفت) ثم نرسل الرسالة لربيد شخص‬ ‫االلكرتوني‪:‬‬ ‫ذالك سابقا‪.‬‬ ‫املستند أو الرسالة ثم إرساهلا بواسطة الربيد‬
‫يوجد العديد م��ن املعايري وال�برت��وك��والت اليت آخر على االنرتنت‪.‬‬ ‫تكمن الفائدة الرئيسية من برنامج (‪)GPG‬‬ ‫االلكرتوني كملحق‪ .‬وفيما يلي كمثال سوف‬
‫صممها العلماء الستخدامها كحلول لتشفري سوف خنتار نوع التشفري يف مثالنا هذا‬ ‫إض���اف���ة إىل ال��ت��ش��ف�ير ه���و ت��ول��ي��د م��ف��ات��ي��ح‬ ‫نشرح احد برامج التشفري‪:‬‬

‫‪115‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪114‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫‪-‬الربيد االلكرتوني عن الطريق الشبكات احمللية‬ ‫من قبل املؤسسات ذاهت��ا أو استخدام الربامج‬ ‫حتى لو النظام خيتلف ( نظام التشغيل عند‬ ‫بروتوكول (‪.)OpenPGP‬‬
‫املغلقة (االن�تران��ت) تعترب أكثر أمانا من الربيد‬ ‫ذات املصدر املفتوح لتفحص من قبل املختصني‬ ‫املستقبل يف مثال لينكس مع برنامج مستعرض‬ ‫جيب أن يكون لدينا املفتاح العام للمرسل إلية‬
‫املوجود على االنرتنت اليت يوجد فيها عدد كبري‬ ‫لضمان سالمتها من أي خلل امين ألنه قد يوضع‬ ‫الربيد االلكرتوني موزيال) فإنة يستقبل الرسالة‬ ‫وهو ليس سري كما شرحنا سابقا ويف العادة‬
‫من خمرتقي األنظمة اهلواة منهم واحملرتفني وكل‬ ‫باب خلفي يف الربنامج يستطيع من خالله كسر‬ ‫ويطلب فقط الكلمة السرية اخلاصة ولتأكيد‬ ‫يكون كمعلومة إضافية ضمن الدليل خاص‬
‫له أهدافه اخلاصة‪.‬‬ ‫التشفري للحصول على النص األصلي‪.‬‬ ‫التوقيع نستخدم مفتاح املرسل العام ‪ ،‬ونالحظ‬ ‫باملراسلة لدينا‪.‬‬
‫‪-‬إذا كان املستخدم متصل باالنرتنت فان األمن‬ ‫يف الصورة انه قد فك التشفري وظهرت الرسالة‬ ‫عند اختيار املرسل إلية من الدليل سوف خيتار‬
‫ليس يعتمد فقط على نوع التشفري املستخدم‬ ‫األصلية ولكن يسال ع��ن املفتاح ال��ع��ام حتى‬ ‫مفتاحه العام ويشفر به الرسالة‪.‬‬
‫لتشفري الربيد االلكرتوني أمن��ا أيضا جيب أن‬ ‫يؤكد توقيع مرسل الرسالة مع العلم بان املفتاح‬
‫يكون اجلهاز املتصل باالنرتنت امن من االخرتاق‬ ‫العام للمرسل مرفق يف الرسالة ونقوم بفتحة‬ ‫عند الرغبة بتوقيع ال��رس��ال��ة س��وف نوقعها‬
‫والتجسس حتى ال يتمكن أحد من االطالع على‬ ‫ثم نضيفه لدليل املفاتيح يف الربنامج حتى بعد‬ ‫مبفتاحنا اخلاص و يؤكد التوقيع باملفتاح العام‬
‫الرسالة بعد فك تشفريها يف جهاز املستخدم ‪,‬‬ ‫ذلك يتم مطابقة توقيع مرسل الرسالة اآليل‪.‬‬ ‫عند مستقبل الرسالة لذلك جي��ب أن يكون‬
‫أيضا جيب إبقاء الرسائل بصيغتها املشفر يف‬ ‫مفتاح املرسل العام عند مستقبل الرسالة وإذا‬
‫جهاز املستخدم‪.‬‬ ‫التوصيات ‪:‬‬ ‫كان ليس لدية نرفقه مع الرسالة كما يف حالتنا‪.‬‬
‫من أهم التوصيات ما يلي‪:‬‬ ‫يف حالة وجود مرفقات مع الرسالة مثل صورة‬
‫املراجع‬ ‫‪ -‬ليس ه��ن��اك طريقة تشفري كاملة األم��ان‬ ‫فيجب أن تؤشر على (‪ )PGP/MIME‬وهو‬
‫ولكن هناك األكثر آمانا مع العلم إن اختيار‬ ‫تقنية إرسال مرفقات مشفرة‬
‫‪1 - B. Schneier, E-Mail Security, John‬‬ ‫‪1999.‬‬ ‫اخلوارزمية املناسبة شي مهم وكلما كان مفتاح‬ ‫وبعد إرسال الرسالة تصبح الرسالة يف الربيد لو‬
‫‪Wiley & Sons, 1995.‬‬ ‫‪8 - P. Zimmerman, The Official PGP‬‬ ‫التشفري أطول كان أفضل ‪.‬‬ ‫فتحتها بالصيغة التالية ‪:‬‬
‫‪2 - B. Schneier, Applied‬‬ ‫‪User›s Guide, MIT Press, 1995.‬‬ ‫‪ -‬قد ال يكون من الضرورة إضافة مزيد من‬
‫‪Cruptography, 2nd Edition, John‬‬ ‫‪9 - J. Katz and M. Yung,‬‬ ‫التقنيات دائماً‪ ،‬للحصول على مزيد من األمن‪،‬‬ ‫‪-----BEGIN PGP MESSAGE-----‬‬
‫‪Wiley & Sons, 1996.‬‬ ‫‪«Unforgeable Encryption and‬‬ ‫فااللتزام ببعض اإلجراءات البسيطة‪ ،‬ميكن أن‬ ‫‪)Version: GnuPG v1.4.7 (MingW32‬‬
‫‪3 - B. Ramsdell, «S/MIME Version 3‬‬ ‫‪Chosen-Ciphertext Secure Modes of‬‬ ‫يلعب الدور األكرب يف حتسني األمن‪.‬‬ ‫‪Comment: Using GnuPG with‬‬
‫‪Message Specification,» RFC 2633,‬‬ ‫‪Operation,» Fast Software Encryption‬‬ ‫‪ -‬األم���ن مسؤولية مجاعية‪ ،‬وق��د يش ّكل أي‬ ‫‪Mozilla - http://enigmail.mozdev.org‬‬
‫‪June 1999.‬‬ ‫‪- FSE ‹00 Proceedings, Springer-‬‬ ‫زميل يف العمل (احللقة األضعف)‪ .‬ويعرف هذه‬
‫‪4 - J. Callas, L. Donnerhacke, M.‬‬ ‫‪Verlag, 2000.‬‬ ‫احلقيقة‪ ،‬قراصنة البيانات (اهلكر)‪ ،‬فيبحثون‬ ‫‪hQEOA0IHCFtUDmxSEAP/b6nH5r‬‬
‫‪Finney, and R. Thayer, «OpenPGP‬‬ ‫‪10 - . M. Abdalla, M. Bellare, and P.‬‬ ‫دائماً عن خطأ مستخدم‪.‬‬ ‫‪hUUJxRAgjyEhvhmjQW/7+xv0Ce1‬‬
‫‪Message Format,» RFC 2440, Nov.‬‬ ‫‪Rogaway, «DHAES: An Encryption‬‬ ‫‪ -‬تطبيق تعليمات مدير امن املعلومات باملنشئة‬ ‫‪bLyNF3EDAwJ‬‬
‫‪1998.‬‬ ‫‪Scheme Based on the Diffie-Hellman‬‬ ‫أمر حتمي على اجلميع الن خطا واحد ممكن‬ ‫‪a2QMK+I9OEEF+U4LgHmjTR4‬‬
‫‪5 - S. Garfinkel, PGP: Pretty Good‬‬ ‫‪Problem,» Manuscript, September‬‬ ‫يؤثر على البيانات داخل الشبكة كامل‪.‬‬ ‫‪H6jSH4oo34S1Y7tO0ZdYgSGC‬‬
‫‪Privacy, O›Reilly & Associates, 1995.‬‬ ‫‪1998.‬‬ ‫‪ -‬من األفضل وج��ود خوارزمية تشفري وطنيه‬ ‫‪………………………Pm‬‬
‫‪6 - S. Crocker, N. Freed, J. Galvin,‬‬ ‫‪11 - IETF Working Group, http://‬‬ ‫تطور من قبل العلماء والباحثني وبذلك ميكن‬ ‫‪DqN/KxZt4NzH5dZCSVFwEoH6P‬‬
‫‪and S. Murphy, «MIME Object‬‬ ‫‪www.ietf.org/html.charters/smime-‬‬ ‫أن تشفر الرسالة على جهاز املستخدم ثم ترسل‬ ‫‪==1miW3dYIUQ/V8‬‬
‫‪Security Services,» RFC 1848, Oct.‬‬ ‫‪charter.html‬‬ ‫عن طريق عن طريق الشبكة كمرفق مع رسالة‬ ‫=‪E6q2‬‬
‫‪1995.‬‬ ‫‪12 - RSA’s S/MIME page, http://‬‬ ‫الربيد االلكرتوني ويتم توزيع املفاتيح بطرق‬ ‫‪-----END PGP MESSAGE-----‬‬
‫‪7 - R. Housley, «Cryptographic‬‬ ‫‪www.rsasecurity.com/standards/‬‬ ‫خاصة خارج الشبكة وهذه اضمن بتأكيد‪.‬‬
‫‪Message Syntax,» RFC 2630, Jun‬‬ ‫‪smime/index.html‬‬ ‫‪ -‬من األفضل برجمة وتصميم برامج التشفري‬ ‫وإذا استقبلت الرسالة على جهاز املرسل إليه‬

‫‪117‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪116‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫ه��ل نستطيع االس��ت��ف��ادة م��ن ال��ق��درة الكامنة‬


‫وجعلها ق���درة خ�لاق��ة مبدعة ؟ سنصل إىل‬ ‫الطاقة الكامنة‬
‫اجلواب ولكن ماذا يتضمن االستقالب ؟‬
‫يتضمن تفكك املركبات العضوية املعقدة إىل‬
‫مواد بسيطة ويرافق هذا التفكك حترر طاقة‪.‬‬ ‫د‪ .‬نوراير ماجنيان‬
‫كما يتضمن تركيب مركبات معقدة جديدة من‬
‫مواد بسيطة ‪ Anabolizm‬االبتناء أو التمثل‬
‫وجتري العمليتان كلتامها يف آن واحد يف اخللية‬
‫السليمة‪.‬‬
‫يرتبط اهلدم على األغلب بتحرر الطاقة بينما‬
‫ترتبط حادثات التمثل باستهالك الطاقة‪.‬‬
‫تتوقف استمرارية احلياة على االرتباط املتبادل‬
‫الثابت بني ظاهرتي اهلدم والتمثل‪.‬‬

‫حلقة الطاقة‬
‫يف هذه احللقة تتفكك األغذية اليت متثل مصدر‬
‫طاقة كيميائية كامنة عرب تفاعالت أنزميية‬
‫معينة لإلنتاج بعض املركبات الغنية بالطاقة‬
‫اليت ميكن أن تستعمل بدورها بوساطة أنزميات‬
‫خلوية أخرى يف تركيب مكونات خلوية جديدة‬
‫متثل بدورها مصدر طاقة كامنة يضاف إىل‬
‫ذلك أن اخللية ميكنها أن تستعمل هذه املركبات‬
‫الغنية بالطاقة للقيام بنشاطات فيزيولوجية‬
‫معينة مثل احلركة والنمو واإلفراز واالمتصاص‬
‫والنقل وغريها‪.‬‬
‫باإلضافة إىل األغ��ذي��ة فاإلنسان حباجة إىل‬
‫هواء‪.‬‬
‫حي��وي اهل���واء اجل��وي يف اخل�لاء أو يف داخ��ل‬
‫غرفة جيدة التهوية وسطيا على‪:‬‬
‫‪ %20.94‬أكسيجني‬ ‫أثبتت الدراسات احلديثة أن اإلنسان ال يستهلك إال القليل من طاقته الداخلية‬
‫‪ %0.03‬ثاني أكسيد الكربون‬ ‫الكامنة يف حياته اليومية‪.‬‬
‫‪ %79.03‬نرتوجني‬ ‫إن اإلنسان حيتاج إىل طاقة وقدرة حتى أثناء فرتات الراحة فالطاقة ضرورية الستمرار‬
‫أما هواء الزفري فيحوي‬ ‫احلياة‪ ،‬حيصل عليها من البيئة على شكل غذاء حيواني أو نباتي‪.‬‬
‫‪ %16.3‬أكسيجني‬ ‫الطاقة ضرورية للحفاظ على ح��رارة اجلسم باإلضافة لضرورهتا للقيام باألعمال اجملهدة‬
‫‪ %4‬ثاني أكسيد الكربن‬ ‫ولعمليات ‪ Metabolism‬االستقالب‪ ،‬وما االستقالب إال حتوالت الطاقة واملادة داخل اجلسم‪.‬‬
‫‪ %79.7‬نرتوجني‬

‫‪119‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪118‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫التنفس واالستفادة املثالية من الطاقة‪.‬‬ ‫قيمة من الطاقة‪.‬‬


‫يتضمن التنفس عند اإلنسان العمليات التالية‬ ‫لقد دلت التجارب على األحياء أن األحياء اليت‬
‫‪-1‬التنفس اخلارجي أو تبادل اهلواء بني الوسط‬ ‫تتغذى قليالً تعيش أطول ‪.‬‬
‫اخلارجي واالسناخ الرئوية‪.‬‬ ‫عرف اإلنسان من قديم الزمن وأعترب من يأكل‬
‫‪ -2‬ت��ب��ادل ال��غ��ازات ب�ين ه��واء األس��ن��اخ وال��دم‬ ‫كثرياً أو يأكل قليالً وينام كثرياً أو يقلق كثرياً‬
‫اجل���اري يف ال��ش��ع��ري��ات ال��دم��وي��ة أي انتشار‬ ‫إنساناً غري طبيعي‪.‬‬
‫الغازات يف الرئتني‪.‬‬ ‫ينخفض م��ع��دل ت��ب��ادل ال��ط��اق��ة خ�لال النوم‬
‫‪-3‬نقل الغازات بواسطة الدم‪.‬‬ ‫مبقدار ‪ %10‬عن حالة اليقظة‪.‬كما أن ارتفاع‬
‫‪ -4‬ت��ب��ادل ال���غ���ازات ب�ين ال���دم وال��ن��س��ج عرب‬ ‫ح��رارة جسم اإلنسان درج��ة واح��دة ي��ؤدي إىل‬
‫الشعريات النسيجية أي انتشار ال��غ��ازات يف‬ ‫زيادة من استهالك الطاقة من ‪ %10‬إىل ‪%11‬‬
‫النسج‪.‬‬ ‫وسطياً‪.‬‬
‫‪-5‬التنفس اخللوي أو الداخلي يتضمن استهالك‬
‫األكسجني وطرح ثاني أكسيد الكربون‪.‬‬ ‫املناخ يؤثر على معدل االستقالب‬
‫يبلغ عدد حركات التنفسية عند اإلنسان البالغ‬ ‫إن م��ع��دل االس��ت��ق�لاب األس��اس��ي ل�لأف��راد يف‬
‫أث��ن��اء ال��راح��ة ‪ 20-14‬يف الدقيقة و ك��ل مرة‬ ‫املناطق االستوائية يساوي من ‪ %80-%60‬من‬
‫تدخل إىل‬ ‫املعدل يف االرتفاعات املتوسطة ‪.‬‬
‫الرئتني ‪ 500‬سم مكعب من اهلواء ولكن قدرة‬ ‫وقد أثبت العامل بافلوف أن كل أعضاء اجلسم‬
‫اإلنسان من ‪ 4.5-3‬ألف سم مكعب من هنا‬ ‫مرتبط بعضها ببعض وتتم العالقة بني جسم‬
‫ميكن القول إن لإلنسان قدرة تنفسية أكثر من‬ ‫اإلنسان والعامل اخلارجي عن طريق اجلهاز‬
‫‪ 10-6‬مرات من احلاالت العادية‪.‬‬ ‫العصيب‪.‬‬
‫ت��دل احلسابات أن التنفس العميق وإن كان‬ ‫أغلب األمراض مرتبطة باجلهاز العصيب‪.‬‬ ‫موزعاً لـ ‪ 4-3‬وجبات‪.‬‬ ‫هذه األرق��ام هي بعد التحويل إىل هواء جاف‬
‫بطيئاً ه��و أك��ث��ر فعالية بكثري م��ن التنفس‬ ‫إن اجلسم املتعب وامل��ت��وت��ر يستهلك خم��زون‬ ‫لكي يعترب الغذاء متوازناً جيب أن يؤمن للجسم‬ ‫أي بعد حذف قيمة حمتوى اهل��واء الزفري من‬
‫الضعيف السريع‪.‬‬ ‫اجلسم من الطاقة وخيتل ت��وازن االستقالب‬ ‫كل مكونات البناء وخباصة الربوتينات واألمالح‬ ‫خبار املاء‪.‬‬
‫ويصعب على العضوية إبعاد آثار اهلدم واليت‬ ‫املعدنية والفيتامينات‪.‬‬ ‫يكون تركيب هواء الزفري متغرياً حبسب شدة‬
‫كيف تزيد طاقتك الكامنة؟‬ ‫برتاكمها تسمم البدن‪.‬‬ ‫إن استخدام الطاقة املتولدة من األغذية داخل‬ ‫االستقالب وحجم التهوية الرئوية‪.‬‬
‫لقد أث��ب��ت ال��ع��امل ي ‪.‬سيشينوف إن فعالية‬ ‫نتيجة للتوتر املستمر يف اجلسم تصغر الغدة‬ ‫اخلاليا يتطلب عدة تفاعالت كيميائية متتابعة‪.‬‬
‫العضالت املتعبة تستقيم يشكل أس��رع ليس‬ ‫الدرقية من ‪ 25‬غراماً إىل ‪ 10‬غرامات مثلما‬ ‫تتوقف عملها عند غياب الفيتامينات ولكل‬ ‫الغذاء مصدر القدرة الكامنة‬
‫بالراحة بل حبركة وعمل العضالت‪.‬‬ ‫يكون عند الرجل املسن وال�تي تسبب التعب‬ ‫فيتامني دور حم��دد متاماً وال ميكن لغريه أن‬
‫إن الغذاء مصدر الطاقة ووقود اجلسم‪ ،‬وأثبت‬
‫إن العيب اليوغا عندما جيلسون حتت سطح‬ ‫واألرق ويصبح تناقص يف اإلحساس الذاتي‪.‬‬ ‫يقوم مكانه‪.‬‬
‫العلماء أن للتغذية الكاملة لإلنسان يكفي‬
‫املاء يف قعر املاء بدون تنفس لفرتة زمنية ليست‬ ‫املخزون الغذائي يف جسم اإلنسان مربمج بشكل‬ ‫ً‬
‫لكي يعترب الغذاء متوازنا جيب أن يؤمن للجسم‬ ‫‪ 3000-2500‬حريرة يف اليوم‪.‬‬
‫عادية فإهنم يدخلون كمية من األكسيجني كافية‬ ‫دقيق وذكي واملخزون يستهلك بأقل كمية‪.‬‬ ‫كل مكونات البناء وخباصة الربوتينات واألمالح‬ ‫نظام غذائي متوازن‬
‫ملد جسمهم حبيث ال حيتاج اجلسم آنذاك إال‬ ‫إن األكل القليل واالستفادة املثالية من ال ّغذاء‬ ‫املعدنية والفيتامينات‪.‬‬ ‫ً‬
‫لكي يكون الغذاء متوازنا جيب أن حيتوي على‪:‬‬
‫لكمية قليلة من األكسيجني‪.‬‬ ‫سيكون منط احلياة يف املستقبل‪.‬‬ ‫‪ %15‬بروتينات‬
‫بينت األحب��اث أن الضغوط النفسية املزمنة‬ ‫لالستفادة املثالية من الطاقة الكامنة للجسم‬ ‫هل بإمكان اإلنسان السيطرة على‬ ‫‪ %30‬دسم‬
‫امل��ص��اح��ب��ة ل��ل��ح��زن واالك��ت��ئ��اب والقلق‬ ‫م��ن ال��ض��روري ال��غ��ذاء الكامل وامل���اء واهل���واء‬ ‫وظائف جسمه؟‬ ‫‪ %55‬سكريات ونشويات‬
‫واإلح��س��اس بالوحدة تؤثر تأثرياً بالغاً‬ ‫النظيف‪.‬‬ ‫يستهلك أقل كمية من الغذاء ويستفاد بأعلى‬ ‫‪ 1.5‬لرت ماء‬

‫‪121‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪120‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫ل�لإن��س��ان ق���درة إب���داع ك��ب�يرة وط��اق��ة كامنة‬ ‫مضادات األكسدة‪.‬‬


‫ال متناهية‪ .‬اس��ت��خ��دام األج��ه��زة احلديثة يف‬ ‫اإلنسان قبل يبدأ بعمل جيب أن يضع طاقته‬
‫ال���دراس���ات التفصيلية م��ا ب�ين التفاعالت‬ ‫الكامنة موضع العمل إنه يفعل ذلك دون معرفة‬
‫الكيميائية احليوية اجلارية يف جسم اإلنسان‬ ‫مسبقة وذلك بأساليب خمتلفة ‪ .‬تلك األساليب‬
‫ومعرفة تفاصيلها سيمكن‬ ‫هي مفاتيح الطاقة الكامنة واليت تضع الطاقة‬
‫التحكم مبجرى التفاعالت ‪ ،‬عندئذ سيسيطر‬ ‫بوضع العمل‪.‬‬
‫اإلن��س��ان على األف��ع��ال احل��ي��وي��ة اجل��اري��ة يف‬ ‫أخرياً ‪ ..‬هل ميكن التفكري والتساؤل عن مصري‬
‫جسمه وبالتايل سيستفيد من قدرته الكامنة‬ ‫اإلنسان يف املستقبل البعيد؟‬
‫وسيسخرها الستمراره‪.‬‬ ‫صدق الربت أنشتاين عندما قال‪ :‬اخليال أمسى‬
‫من املعرفة ‪....‬امل��ع��رف��ة من املاضي واخليال‬
‫يساعد يف صنع املستقبل‪.‬‬
‫إنين أرى‪ ،‬إن التقدم التكنولوجي سيؤثر سلباً‬
‫على اإلن��س��ان إذا توقف عن ممارسة احلياة‬
‫التقليدية‪.‬‬
‫أما إذا استطاع أن يسيطر على جسده ‪،‬سنكون‬
‫أمام إنسان قوي مبدع ‪.‬سريع احلركة‪.‬يستطيع‬
‫التحرر من اجلاذبية األرضية وقت ما يشاء‬
‫واألحب��اث احلديثة بينت إن ظهور التجاعيد‬
‫على وجه اإلنسان بتقدم عمره سببها اجلاذبية‬
‫األرضية‪.‬‬
‫إن نظرة للحياة يف املستقبل وإذا مت كل شي‬
‫كما اليوم‪ ،‬سنكون يف عامل يعاني قلة يف املياه‬
‫والغذاء و اهلواء ‪.‬‬
‫ستكون ح��ي��اة اإلن��س��ان يف املستقبل كحياة‬
‫اإلنسان يف املركبات الفضائية‪.‬‬
‫زمنيه حمدده والتحمل مرتبط بتأقلم اجلسم‬ ‫على مقاومة اإلن��س��ان ل�لأم��راض اجلرثومية‬
‫وبدرجة حتمل اإلنسان للظروف السيئة وأيضاً‬ ‫وحتى السرطان‪.‬‬
‫املراجع‬ ‫لظروف الوسط اخلارجي ‪.‬‬ ‫الضغط املزمن جيعل الغدد الكظرية تزيد من‬
‫الفيزيولوجي غادكوف استنادا إىل أحباثه يفسر‬ ‫إف��رازه��ا للهرمون الكورتيسول ال�تي تقلل من‬
‫‪-1‬وظائف التغذية‪ :‬الدكتور عادل محوي ‪ -‬جامعة دمشق‬ ‫حتمل العيب اليوغا النوم على املسامري واملشي‬ ‫املقاومة الطبيعية للجسم‪.‬‬
‫‪-2‬الصحة واجلمال‪ :‬س‪.‬هايرابيدوف ‪ -‬يريفان‬ ‫على اجلمر بإنتاج جسمهم م��ادة األندروفني‬ ‫للحفاظ على الطاقة ينصح أي��ام سكون ‪ .‬يف‬
‫‪-3‬النهج السليم للحياة ‪ :‬الدكتورة الطبيبة سوسي كيوكجيان ‪-‬‬ ‫هذه املادة تضع الطاقة الكامنة موضع العمل‬ ‫تلك األي��ام جيب التوقف عن العمل واهلموم‬
‫يريفان‪2003-‬‬ ‫وفعالية هذه املادة كبرية إلزالة األمل حيث تفوق‬ ‫وقضاء الراحة يف حضن الطبيعة‪.‬‬
‫‪-4‬املرشد يف الطب الرياضي ‪ :‬الدكتور نبيل دكر‪1994-‬‬ ‫مبائيت مرة فعالية املورفني املعروف‪.‬‬ ‫اإلن��س��ان ال��ع��ادي يستفيد من قدرته الكامنه‬
‫‪-5‬القدرة الكامنة ‪ :‬الدكتور نوراير ماجنيان جريدة تشرين‪-‬دمشق‪-‬‬ ‫مم��ارس��ة اليوغا توقف التغريات الكيميائية‬ ‫أثناء الربد واحلر وتشنج العضالت ونزيف الدم‬
‫العدد ‪5796‬‬ ‫احليوية املرتبطة بالتمثيل الغذائي كما تزيد‬ ‫يستطيع اجلسم أن يتحمل هذه الظروف لفرتة‬

‫‪123‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪122‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫رؤى األشباح املبكرة‬


‫من بني أول األشباح التارخيية الشهرية اليت‬
‫شوهدت يف ال�برج شبح توماس بيكيت‪ ،‬وهو‬
‫برج لندن‬
‫رئيس أساقفة كانترببي ال��ورع ال��ذي قتل يف‬
‫صحن كاتدرائيته‪ ،‬بناء على أوام���ر صديقه‬
‫الدموي‬
‫السابق امللك هنري الثاني‪ ،‬يف عام ‪.1170‬‬
‫وقد أثارت رؤية ذلك الشبح فزع حفيد هنري‪،‬‬ ‫كلما ذكر برج لندن يذكر‬
‫هنري الثالث‪ ،‬بشدة‪ ،‬حتى أنه ختلى عن بناء‬ ‫معه الرعب والتعذيب‬
‫حائط ال��س��ت��ارة ال��داخ��ل��ي ال��ذي ك��ان يشيده‪،‬‬ ‫واإلعدام‪ ،‬كما تشهد األشباح‬
‫وأمر ببناء كنيسة مكانه‪ .‬ومل ير شبح بيكيت‬
‫مرة أخرى أبدا‪ -‬على عكس شبحي األمريين‪،‬‬
‫التي ما تزال فيه‬
‫امللك إدوارد اخلامس ملك إنكلرتا البالغ من‬
‫العمر ‪ 12‬عاماً وأخيه البالغ من العمر ‪10‬‬ ‫توفيق السهلي‬
‫سنوات ريتشارد‪ ،‬دوق ي��ورك‪ ،‬اللذين يسكنان‬
‫الربج املخضب بالدماء حتى يومنا هذا‪ .‬وهذان‬
‫الشبحان ما إن يشاهدا ومها يضعان أيديهما‬
‫على الدرج حتى خيتفيا داخل اجلدران‪.‬‬ ‫ع��ن��دم��ا ب��ن��ى ول��ي��م ال��ف��ات��ح (ال�ب�رج‬
‫األبيض)‪ ،‬وهو أول الزوايا احملصنة‬
‫األمريان الصغريان‬ ‫الكبرية اليت تعرف جمتمعة باسم‬
‫وكان إدوارد وأخوه قد اختفيا يف عام ‪،1483‬‬ ‫(برج لندن)‪ ،‬قيل إنه أمر مبزج دم ثور مبالط‬
‫إذ سجنهما يف ال�برج عمهما ري��ت��ش��ارد‪ ،‬دوق‬ ‫البناء كرمز للقوة والسلطة امللكية اليت ستدوم‬
‫غلوسيسرت‪ ،‬الذي شكك يف شرعيتهما وأراد أن‬ ‫لألبد‪ .‬وقد بقي الربج شاخماً ألكثر من ‪900‬‬
‫يستأثر بعرش إنكلرتا لنفسه‪ .‬ويف وقت الحق‪،‬‬ ‫سنة‪ ،‬وهو يستحضر يف خميلة الزائر احلديث‬
‫يف عام ‪ ،1502‬اعرتف أحد املؤيدين السابقني‬ ‫إحساساً بالتقاليد واالس��ت��ق��رار وس��ط أب��راج‬
‫لريتشارد‪ ،‬وهو سري جيمس ترييل حتت وطأة‬ ‫املدينة املتغرية على الدوام‪ .‬لكن طيلة فرتة طويلة‬
‫الكشف عنهما عام ‪ 1933‬على يد عامل آثار‬ ‫التعذيب بأنه قام خبنق الصبيني أثناء نومهما‪،‬‬ ‫من تاريخ ال�برج‪ ،‬كانت ه��ذه القلعة الشمالية‬
‫إنكليزي توصل بعدها إىل أن الرفاتني يعودان‬ ‫رغم أنه مل يستطع حتديد مكان جثتيهما‪ .‬رمبا‬ ‫مكاناً يثري الرعب‪ ،‬ورم��زاً لسطوة امللك‪ .‬وأداة‬
‫ان��ت��ق��ام��ه‪ ،‬ويف ب��ع��ض األح���ي���ان‪ ،‬ك��ان��ت مكاناً‬
‫إىل طفلني يبلغان من العمر‪ 8‬و ‪ 13‬سنة‪.‬‬ ‫مل يكن اع�تراف ترييل يؤخذ به‪ ،‬لكن من شبه‬
‫املؤكد أن ريتشارد ك��ان املسؤول عن قتلهما‪،‬‬ ‫للدسائس األكثر تسبباً يف سفك الدماء‪ .‬وتعترب‬
‫زوجات هنري الثامن‬ ‫وهو فعل خلده باعتباره الشخصية الشريرة‬ ‫قائمة األش��ب��اح ال�تي شوهدت يف املبنى على‬
‫ومن بني األرواح املشاغبة اليت يقال إهنا تسكن‬ ‫يف مسرحية شكسبري ريتشارد الثالث‪ .‬ويف عام‬ ‫مدى القرون مبثابة موسوعة تعرّف بشخصيات‬
‫الربج تلك اليت تعود للزوجة الثانية واخلامسة‬ ‫‪ 1674‬وبعد استخراج تابوت من داخل جدران‬ ‫تاريخ إنكلرتا يف القرون الوسطى ويف فرتة حكم‬
‫هلنري الثامن‪« ،‬آن بولني» و «كاثرين ه��وارد»‪،‬‬ ‫خالل أعمال التغيري يف شكل الربج األبيض عثر‬ ‫آل تيودور‪ .‬معظم هؤالء األشخاص تقريباً ماتوا‬
‫واللتني سجنتا وقطع رأسامها هناك بأوامر‬ ‫على يف داخله على هيكلني عظميني‪ .‬وقد مت‬ ‫ميتة بشعة‪ ،‬ولقي األغلبية حتفهم بني جنبات‬
‫امللك بعد ما قيل عن خيانتهما الزوجية‪.‬‬ ‫دفن الرفاتني يف كنيسة ويستمنتسر آبي بناء‬ ‫جدران الربج‪.‬‬
‫وميكن لشبح «آن» أن يظهر يف ال�برج‬ ‫على أوام���ر امللك تشارلز الثاني‪ ،‬لكن أعيد‬

‫‪125‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪124‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫أن���واع احل��ي��وان��ات الغريبة مب��ا فيها األس��ود‬ ‫من العمر ‪ 17‬عاماً حبجة التآمر عليها‪ ،‬تاركة‬
‫والفهود وأحد الفيلة‪ .‬ويف عام ‪ 1815‬قيل إن‬ ‫بذلك شبح هذه املراهقة املأساوي يسكن «برج‬
‫واحد مسي «غـْرِب»‪ .‬غري أن السلطات املشرفة‬ ‫أحد احلراس اجملندين مات من اخلوف بعد أن‬ ‫سالتز»‪ ،‬وهو مكان ال يدخله كلب إىل يومنا هذا ‪،‬‬
‫على ال�برج حرصت على إدخ��ال س��رب جديد‬ ‫واجه شبح دب اندفع باجتاهه من مدخل أحد‬ ‫وحيث قال أحد حراس الربج الرمسيني إن يدين‬
‫األب��واب يف «برج مارتن»‪ .‬يف الواقع رمبا كان‬ ‫شبحيتني حاولتا خنقه‪ .‬وقد لقي سري ولرت رايل‬ ‫األبيض‪ ،‬ورأسها حممول بني يديها‪ ،‬وكذلك يف‬
‫من الغربان مت جز أجنحتها بشكل مناسب قبل‬
‫إعادة افتتاح الربج أمام العامة يف سنة ‪.1946‬‬ ‫الدب حقيقياً باعتبار أن جمموعة احليوانات‬ ‫الذي كان مرة من املقربني من إليزابيث األوىل‪،‬‬ ‫كنيسة «سانت بيرت يف السالسل» بينما ميكن‬
‫ضمت دباً أشهب من ‪ 1811‬حتى ‪ ،1838‬وكان‬ ‫االبنة الصغرى هلنري‪ ،‬لقي مصرياً مشاهباً على‬ ‫مساع صوت كاثرين وهي تصرخ طالبة الرمحة‬
‫هدية من شركة خليج هدسون إىل امللك جورج‬ ‫يد جيمس األول‪ ،‬أول ملك من أسرة ستيوارت‪.‬‬ ‫ح��ت��ى ال ت��ق��ت��ل‪ .‬وم���ن ض��ح��اي��ا ه��ن��ري الثامن‬
‫الثالث‪.‬‬ ‫ويقال إن بعض عناصر حرس الربج الرمسيني‬ ‫األخريات كونتيسة سيلزبريي املتحمسة البالغة‬
‫برج لندن بدأ بناءه وليم الفاتح‬
‫شاهدوا شبحه عدة مرات يف عام ‪ .1864‬وقد‬ ‫من العمر ‪ 70‬سنة اليت فرت من حبل املشنقة‬
‫حوايل ‪1066‬‬
‫الغربان وامللكية‬ ‫ماتت ابنة عم جيمس األول‪ ،‬أرابيال ستيوارت‬ ‫خالل عملية إعدامها غري املتقنة والفاشلة عام‬
‫أوىل الرؤي الشبحية فيه ترجع‬
‫أم��ا أشهر احل��ي��وان��ات ال�تي تسكن ال�برج فهي‬ ‫يف ع��ام ‪ 1615‬فيما ب��ات يعرف اليوم مبنزل‬ ‫‪ 1541‬وماتت بضربة فأس شقت جسدها بينما‬
‫لعام ‪1170‬م شبحا األمريين‬
‫الغربان واليت اختذت ذلك املكان منزالً بصورة‬ ‫امللكة يف الربج األخضر‪ .‬وبصورة متكررة أبلغ‬ ‫كانت تركض ف���راراً حبياهتا‪ .‬ويقال إن شبح‬
‫إدوارد وريتشارد يظهران فيه‪.‬‬
‫شبه مستمرة منذ الغزو النورماندي‪ .‬وتقول‬ ‫الضيوف الذين ينزلون هناك عن استيقاظهم‬ ‫فأس يشاهد وهو يسقط يف نفس املوقع يف‬
‫اختفى األمريان عام ‪1483‬‬
‫األساطري إنه إذا جاء يوم واضطرت فيه الغربان‬ ‫يف الليل وهم حيسون أن أحدا يقوم خبنقهم‪.‬‬ ‫اليوم الذي يصادف مقتلها‪ ،‬كل عام‪.‬‬
‫يقال إن شبحي زوجيت هنري‬
‫الثامن‪ :‬أن بولني وكاثرين هوارد‬ ‫للرحيل‪ ،‬فسيكون ذلك إشارة على هناية امللكية‪-‬‬
‫وبالفعل فخالل فرتة القصف اجل��وي األملاني‬ ‫معرض احليوانات الشبحية‬ ‫األشباح اخلانقة‬
‫يظهران أيضا‬
‫ال���ذي تعرضت ل��ه ل��ن��دن يف احل���رب العاملية‬ ‫لكن ابنة هنري ووريثته على العرش‪ ،‬ماري‪ ،‬خ�لال ال��ق��رن ‪ 18‬ك��ان ال�ب�رج ي���ؤوي جمموعة‬
‫الثانية تضاءل عدد الغربان حتى مل يبق إال طري‬ ‫هي اليت أمرت بقتل ليدي جني غري البالغة احليوانات امللكية‪ .‬فقد ضم ذلك املكان كافة‬

‫‪127‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪126‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫«ادعوني أستجب لکم»‬

‫كتاب القدر‬
‫هذه اآلية موجودة يف القرآن ولکن کم منّا‬
‫دعا اهلل ومل تستجب دعوته وحینها نربر عدم‬
‫استجابته حبکمة غامضة أو سبب‪ ....‬الیوم‬
‫نرید أن نتعرّف کیف یمکننا أن حنقق آمالنا‬
‫وأحالمنا مهما کانت ونتعرّف علی حقیقة‬
‫م‪ .‬هناء الصاحل‬
‫استجابة الدعوة!!!‬
‫أول مرحلة يف هذا الطریق هو أن نتعرّف علی‬
‫ذاتنا وأنفسنا ونکون صریحین مع أنفسنا‬ ‫عزیزي القاریء‪:‬‬
‫ون��ت��ح��ل��ی ب��ال��ش��ج��اع��ة ح��ت��ی ن��واج��ه خماوفنا‬ ‫يف ه��ذا الكتاب نتعلم أن نكون أسیاد أنفسنا ونتخذ‬
‫وأخطائنا‪.‬‬ ‫قرارات حیاتنا بأنفسنا‪ ،‬وأول قرار سنتخذه هو‪ ،‬إذا مل‬
‫ک ّل منّا یتصوّر أ ّنه کان ضحیة يف حیاته وال‬ ‫تعجبك أي مجلة أو كلمة من هذا الكتاب فاغلقه وال تكمله‪.‬‬
‫یوجد أحد یفهمه وکلنا خدمنا اآلخرین ومل‬ ‫والقرار الثاني هو إذا قرأته للنهایة طبّق ما جاء به ثم احكم علی‬
‫یخدمنا أحد‪ ،‬ونواجه اخلیانة والشرّ وحنن نزرع‬ ‫صحته أو سقمه‪.‬‬
‫اخلیر!!!‬
‫لکن هذا غیر ممکن وغیر معقول باملرة‪....‬‬
‫کن شجاعاً واعرتف بأنك حین رأیت صدیقك‬
‫هو قدري؟‬ ‫يف سیارة آخر موديل وهو یسرح ویمرح أحسست‬
‫اجلواب علی ک ّل هذه األسئلة هو‪ :‬نـــــــعـــــــــم‬ ‫بالغیرة ألنك ال متلك ما لدیه أو ألن فالن عنده‬
‫امل��رح��ل��ة ال��ث��ان��ی��ة‪ ،‬وه��ي حت��ت��وي علی مراحل‬ ‫ال��واس��ط��ة وت� ّ‬
‫�وظ��ف وأن���ا مل أت��وظ��ف بعد ويف‬
‫خمتلفة‪:‬‬ ‫احلقیقة أنا أحسن منه‪.‬‬
‫طرد األفکار السلبیة‪:‬‬ ‫ک��ن ش��ج��اع�اً واع��ت�رف أن���ك ک��ذب��ت م��رات‬
‫مبعنی إذا رأینا شخص غينّ ال نقول (یا اهلل هو‬ ‫وجاملت بلباقة‪ ،‬ألنك کنت خائفاً أن تفقد‬
‫عنده ک ّل شيء وأنا ال أملك شيء) بل نقول‪ :‬یا‬ ‫الوظیفة أو ثقة اآلخرین حتی وإن کانت زائفة‬
‫اهلل هو عنده ک ّل شيء وأنا کمان سیکون‬ ‫و و و ‪ ...‬الکثیر من األعمال اليت عملناها وال‬
‫عندي ک ّل شيء‪.‬‬ ‫حاجة لذکرها‪.....‬‬
‫لو فکرنا قلیالً نری أن هناك قلّة من الناس‬ ‫و اآلن وقبل أن نبدأ رحلتنا مع ذاتنا هناك سؤال‬
‫الذین یملکون ک ّل شيء وأکید ک ّل شخص‬ ‫ملحّ وهو‪:‬‬
‫عنده نواقصه اخل��اص��ة ب��ه وحن��ن ال نرید أن‬ ‫هل یمکننا أن نغیّر من أقدارنا؟‬
‫نرکز علی النواقص بل سیکون ترکیزنا‬ ‫ّ‬ ‫أنا رزقي قلیل وهذا هو قدري فهل من املمکن‬
‫علی اجلانب اإلیجابی یعين‪ :‬إما عندنا جانب‬ ‫أن یتغیّر الوضع؟‬
‫ایجابی ن��ذک��ره‪ ،‬أو سیکون عندنا‪ ،‬إذاً ال‬ ‫أنا مریضة من کم سنة وال یوجد شفاء هلذا‬
‫نفکر بالسلبیات أبداً‪.......‬‬ ‫املرض‪ ،‬واألطباء یقولون یجب أن تتقبلي املرض‬
‫ألن��ه ق��درك؟ أن��ا ال أح �بّ زوج��ي کیف أغیّر‬
‫التخلص من فکرة اإلنتقام‪:‬‬ ‫حیاتي؟ أنا مل أجنب بعد هل سیتحقق حلمي؟‬
‫ک ّل األفکار السلبیة یمکنها أن تتغیر‬ ‫أنا مل أحصل علی الوظیفة املناسبة هل هذا‬

‫‪129‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪128‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫هذه هي الغلطة املتداولة بین الناس ألننا دائماً‬ ‫إذا کانت تتعلق بنا أو بصفاتنا األخالقیة‬
‫نتصوّر السماح والغفران یعين أن نرجع وحنبّ‬ ‫ولکن کیف یمکنين أن أنسی الشخص الذي‬
‫الشخص مرة ثانیة‪....‬‬ ‫دمر يل حیاتي؟ کیف یمکنين أن أنسی الرجل‬
‫ن��س��اء ک��ث��ی��رات ی��م��ررن هب��ذه التجربة حیث‬ ‫أو املرأة اليت غیّرت طریقة حیاتي إلی االبد‪ ،‬وأنا‬
‫یضحني حبیاهتن وصحتهن وأعماهلن من أجل‬ ‫الیوم أعیش يف کبت وعناء؟ کیف أنسی من‬
‫ال��زوج واألوالد وبعدها یکتشفن اخلیانة من‬ ‫قتل ابين أو أخي وال أفکر باإلنتقام منه؟ ال‪...‬‬
‫ال��زوج أو یرتکهن األوالد حتی یحظوا حبیاة‬ ‫ال أستطیع‪ ،‬وه��ذا لیس ح��رام ألنه موجود يف‬
‫جدیدة‪ ،‬کیف یمکن هلذه املرأة أن تغفر هلم‬ ‫الشریعة العین بالعین والسن بالسن ویجب أن‬
‫ما فعلوه؟‬ ‫يُؤخذ بعین اإلعتبار‪.‬‬
‫الغفران مبعنی السماح ممکن‪ ..‬ألهنا ستالقي‬ ‫ک ّل هذا موجود ولکن حنن نرید أن حنصل‬
‫مئة حجّة وحجّة حتی تسامح وتغفر ولکن أن‬ ‫علی ش��يء أمس��ی وأرق��ی من االنتقام‪ .‬اإلم��ام‬
‫حتبّهم مرة ثانیة فهذا صعب ولکنه يف النهایة‬ ‫أک��د علی العفو عند امل��ق��درة‪،‬ألن العفو‬ ‫عليّ ّ‬
‫ممکن أیضاًَ‪.‬‬ ‫یحتاج إلی قوة أکرب من االنتقام وحنن نرید أن‬
‫طاقة احلبّ ختتلف عن طاقة السماح ألن طاقة‬ ‫نستخدم قدراتنا کلها ونصل هبا إلی ما نرید‪.‬‬
‫احلبّ هي أفقیة وهي تربط بین شخصین یعين‬ ‫لیس بالضرورة أن حنسّ باالنتقام من شخص‬
‫یجب أن یکون هناك شخصان حتی تکتمل‬ ‫آخ���ر أح��ی��ان �اً حن��ن ننتقم م��ن أنفسنا ب��دون‬
‫هذه الدائرة أو الطاقة‪.‬‬ ‫وعي‪ .....‬غلطنا أو أخطأنا واآلن حنس أننا ال‬
‫ولکن طاقة السماح هي عمودیة وأنت لست‬ ‫تستحق أن نکون سعداء أو مرتاحین ویجب‬
‫أحاسیسك اجلدیدة من التعرف علی ذاتك إلی‬ ‫هنا ص��ادق��ون مع أنفسنا وال نرید امل��راوغ��ة‪،‬‬ ‫حباجة إلی شخص آخ��ر‪ ،‬یمکنك أن تسامح‬ ‫أن نشعر بالذنب واخلطیئة طوال الوقت حتی‬
‫التسامح وأکید ه��ذا سیأخذ منك جمهوداً‬ ‫فکر بک ّل شيء وال ختف «کفی بنفسك‬ ‫ّ‬ ‫نفسك أو تسامح شخص هو أساساً لیس مهتماً‬ ‫ال نرجع ونکرر ما فعلناه وهکذا نغلق علی‬
‫وطاقة‪..‬‬ ‫الیوم علیك کفیال»‬ ‫مبا تشعر أنت به‪.‬‬ ‫أنفسنا طریق النجاح والسعادة‪.‬‬
‫إذاً ال تستعجل يف الفقرات ودعها تأتي من‬ ‫إذاً التسامح ه��و ش��يء بینك وبین قلبك وال‬ ‫یجب أن یکون السماح نابع من القلب والعقل‬ ‫کیف یمکننا أن نبين مستقبل زاهر وسعید‬
‫تلقاء نفسها فیما بعد‪.‬‬ ‫یستطیع أح��د أن یؤثر فیه‪ ...‬أحیاناً حت�سّ أن‬ ‫معاً‪ ،‬یعين ال تکون جمرباً علی التسامح حتی‬ ‫وحنن عالقین باملاضي وماحدث يف املاضي‪ ،‬إذاً‬
‫املوضوع مل ینتهي بعد ولکن أنت انتهیت منه‪.‬‬ ‫تستمر يف عمل أو عالقة أو أي شيء آخر‪....‬‬ ‫لنرتك املاضي وأحداثه ونعیش اآلن واملستقبل‪.‬‬
‫املرحلة اخلامسة‪ :‬هي صرخة‬ ‫کن صادقاً مع نفسك وقبل أن تسامح أحد‬ ‫إذا أردنا أن نصعد سلم النجاح والفرح فیجب‬
‫إذا أح��س��س��ت ب��إب��رة تُ��غ��رز يف ی���دك‪ ،‬کیف‬ ‫املرحلة الرابعة‪ :‬هي التصاحل واحل ّ‬
‫ب‬ ‫اکتب اخلیارات املوجودة‪ ،‬مثالً‪:‬‬ ‫أن نتخطى درجاته واحدة تلو األخری وإذا علقنا‬
‫ستکون ردة فعلك؟‬ ‫هذه املرحلة صعبة جداً ألننا هنا نرید أن حنبّ‬ ‫أُساحمه‪ ،‬أنتقم منه‪ ،‬أواجهه باحلقیقة‬ ‫يف مکان فکیف یمکننا أن نستمر ونصل‬
‫إذا احرتقت یداك کیف ستکون ردّة فعلك؟‬ ‫وهنا تکمن الصعوبة!!!!‬ ‫اآلن عندك ثالثة خیارات فما هو اخلیار األقرب‬ ‫إلی النهاية؟‬
‫إذا أح��س��س��ت ب���أمل فظیع يف بطنك کیف‬ ‫کما ذک��رت من قبل حنن ال نرید أن جنرب‬ ‫إلی قلبك وعقلك؟‬
‫ستکون ردة فعلك؟‬ ‫أحد علی فعل أي شيء‪ .....‬یعين إذا أحسست‬ ‫إذا کنت ستختار ال��س��م��اح وحت���سّ بغضب‬ ‫املرحلة الثالثة هي السماح والغفران‪:‬‬
‫أکید يف ک ّل حالة ستصرخ ولکن الصرخة‬ ‫أنك ال تستطیع أن حتبّ الناس أو نفسك اترك‬ ‫کبیر یمأل قلبك ال تسامح واخ�تر ال��ذي یزیل‬ ‫ح��ی��ن نتخلص م��ن ف��ک��رة االن��ت��ق��ام یکون‬
‫يف ک ّل مرة ختتلف عن األخری‪.‬‬ ‫هذه الفقرة ألنك ستصل إلیها فیما بعد‪ ،‬أکثر‬ ‫الغضب واهلمّ منه‪.‬‬ ‫السماح والغفران أسهل‪.‬‬
‫إذا ک��ذب علیك أح��د کیف ستکون ردة‬ ‫الفتیات الالتي تعرضن لالغتصاب ال یستطعن‬ ‫البعض ال یختار السماح ویرجع ویندم علی ما‬ ‫أری���د أن أوض���ح ش��ي��ئ�اً ه��ن��ا وه���و أن السماح‬
‫فعلك؟‬ ‫أن یتخطوا ه���ذه امل��رح��ل��ة خ��اص��ة إذا ک��ان‬ ‫عمل أو الً ی��زول الغضب عنده وکأنه أضاع‬ ‫والغفران ال یعين احلبّ!! یعين أنك تستطیع أن‬
‫إذا صفعك أح��د کیف ستکون ردة‬ ‫االغتصاب من شخص قریب علیهم‪...‬‬ ‫املشکلة األساسیة وتشبّث بالفروع‪ .‬إذاً ال‬ ‫تسامح شخصاً وتغفر له ما فعل بك أو تسامح‬
‫فعلك؟‬ ‫دع لنفسك مساحة کافیة حتی تتأقلم مع‬ ‫تستعجل باختاذك اجلواب النهائي ألننا الیوم‬ ‫نفسك وتغفر هلا ولکن ه��ذا ال یعين احل�بّ‪،‬‬

‫‪131‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪130‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫الناس أو یجلس شخص أمامك حاول أن تؤثر‬ ‫األخضر وهکذا‪.‬‬ ‫إذا ظلمك أحد کیف ستکون ردة فعلك؟‬
‫علیه بعینیك وامره حبرکة مثالً‪ :‬قم وارحل‪،‬‬ ‫اجلس يف مکان تکون مرتاحاً فیه واغمض‬ ‫حنن تعودنا أن نکون مهذبین ونبتسم ألننا‬
‫أو ارجع أو انظر إيلّ‪ ،‬ال تتفوه بکلمة بل اجعل‬ ‫عینیك وحاول أن تری األل��وان بنفس الطريقة‬ ‫ناس متحضرون وال یجب أن نکون متخلفین‬
‫قوة الکلمة خترج بشکل موجّه من عینیك‪.‬‬ ‫اليت رأیتها ولکن مع عینني مغمضتني‪ ،‬بعد‬ ‫ونصرخ ونطالب حبقوقنا!!!‬
‫سوف تسأل ما فائدة هذا؟‬ ‫کم یوم من التمرين (أکید ک ّل شخص له‬ ‫ً‬
‫الیوم أنا أطلب منك أن ال تکون متحضرا بل‬
‫يف احلقیقة ال فائدة له سوی أنك تتعرف علی‬ ‫وقته اخلاص وال نستطیع أن نعطي وقتاً حمدداً)‬ ‫اصرخ وال تقبل بالظلم أبداً ولکن کن واعیاً‬
‫ق��درات��ك ال��ذات��ی��ة‪ .‬تذکر حین أرس��ل سیدنا‬ ‫حاول أن تغیّر الطريقة یعين أن تسحب اللون‬ ‫يف ک ّل مکان وأعطي ک ّل شيء ح ّقه‪.‬‬
‫یوسف قمیصه إلی أبیه قبل أن تصل البشری‬ ‫ال��ذي ترید وت��راه أم��ام عینیك‪ ،‬اآلن أن��ت تری‬ ‫یعين إذا مسعت کذبة أنت لست حباجة إلی‬
‫قال سیدنا یعقوب إني أشم رائحة یوسف‪.‬‬ ‫بشکل إرادي يعين أنت تری ما ترید‪...‬‬ ‫صرخة عالیة یکفي أن تقول له‪ :‬أنت کاذب‪،‬‬
‫و هکذا حنن إذا استطعنا أن نسیطر علی‬ ‫احضر شريطاً یحتوي علی أصوات الطبیعة مثل‬ ‫واترکه ودعه هو یصرخ‪.....‬‬
‫حواسنا وعواطفنا سنقوی هبا وخنلق مستقبلنا‪.‬‬ ‫صوت الطیور أو صوت البحر أو شالل أو هنر‬ ‫هکذا بالنسبة للمواقف األخ��ری ک ّل عمل‬
‫قبل أن نبدأ بعملیة اخللق هناك قوانین کونیة‬ ‫وغیره‪...‬‬ ‫وله ردّة فعله أو صرخته‬
‫علیك التعرّف علیها ومن ثمّ نبدأ‪:‬‬ ‫اجلس يف مکان مريح وأغمض عینیك وحاول‬ ‫اآلن ستسأل مل��اذا نفعل ه��ذا؟ حن��ن نرید أن‬
‫یجب أن تعرف قانون اجلاذبیة هو لیس بین‬ ‫أن ترکز علی ص��وت واح��د فقط وتسمعه‬ ‫نتعرّف علی أنفسنا حتی نعیش أفضل وهذه‬
‫األرض وما علیها فقط بل هو موجود يف ک ّل‬ ‫بوضوح مثالً صوت عصفور أو صوت البحر‬ ‫املرحلة تربکنا وتأخذ منّا السکینة‪...‬‬
‫شيء‪ ،‬موجود بین ک ّل خلیة وخلیة وک ّل ذرة‬ ‫حاول الرتکیز حوايل ربع ساعة ثمّ انتقل إلی‬ ‫احلقیقة ه��ي أننا حین نتعرّف علی أنفسنا‬
‫وذرة وحتی بین ال��ط��اق��ات‪ ،‬أحیاناً نشعر به‬ ‫الصوت األخر‪ ،‬ألن الرتکیز صعب یمکنك أن‬ ‫وحناول أن نستخرج ک ّل األثقال اليت حنملها‬
‫وأحیاناً ال نشعر‪.‬‬ ‫ترکز علی صوت واحد يف الیوم إلی أن یصبح‬ ‫م��ن ال��س��ن��ی��ن امل��اض��ی��ة ح��ت��ی حن���سّ ب��ال��رض��ا‬
‫ک ّل شيء یحمل طاقة معینة ویجذب الطاقة‬ ‫عندك مخسة أصوات‪.‬‬ ‫والتسامح والسکینة يف أنفسنا إذاً ال ندع‬
‫نفسها یعين الطاقة اإلیجابیة جتذب إلیها طاقة‬ ‫اجلس يف مکان هادیء وأغمض عینیك وحاول‬ ‫مواضیع جدیدة تشغلنا ونقع يف نفس احلفرة‬
‫إیجابیة أکثر والطاقة السلبیة جتذب الطاقة‬ ‫أن تتذکر األص��وات وتسمعها بإذنيك وهي‬ ‫من جدید‪ ،‬مبعنی أننا اآلن ختلصنا من املاضي‬
‫السلبیة‪ ،‬کما يف الغیوم هناك غیمة حتمل‬ ‫لیست موجودة‪ ......‬واآلن أنت تسمع بشکل‬ ‫وسنعید الکرّة مع مواضیع جدیدة‪...‬‬
‫طاقة سلبیة وجت��ذب ال���ذرات السلبیة إلیها‬ ‫إرادي یعين ممکن أن تکون عالقاً يف زمحة‬ ‫ال نرید أي موضوع أو قضیة تشغلنا عن هدفنا‬
‫وغیمة حتمل طاقة إجيابیة وحین تتالقی مع‬ ‫سیر والک ّل یسمع صوت الزمامیر وأنت تسمع‬ ‫األول وهو صناعة أقدارنا‪.‬‬
‫بعض یحصل الرعد والربق‪.‬‬ ‫أصوات البحر والطیور‪.‬‬ ‫ّ‬
‫والتذکر‬ ‫ّ‬
‫التفکر‬ ‫بعد ک ّل ما مررنا به من‬
‫اخلیر یغلب الشرّ أو الطاقة اإلیجابیة تغلب‬ ‫اهلدف من إغماض العینین يف مرحلةالسمع هو‬ ‫وحمو الذکریات ومواضیع کثیرة يف أذهاننا‬
‫الطاقة السلبیة‪ .‬لو تأملت تاریخ البشر ستعرف‬ ‫عدم ربط أي شکل أو صورة بصوت أو حلن‬ ‫نرید أن نقوي أنفسنا حتی خنترب هذه القدرة‬
‫أنه من بدء اخللق لآلن تغلبت الطاقة اإلیجابیة‬ ‫معین حتی یبقی السمع فقط‪.‬‬ ‫ونلمسها بأنفسنا‪...‬‬
‫علی السلبیة حتی وإن أخذ منها سنوات طویلة‬ ‫اجلب کوب شاي أو فنجان قهوة أو ورقة ریحان‬ ‫تعلمون أن حاسات البصر والسمع والشم هم‬
‫هذا ألن طاقة األرض هي إجيابیة‪ ،‬ک ّل األنبیاء‬ ‫أو نعناع أو کوب ماء ورد وشمّ الرائحة والعطر‬ ‫من احلواس الالإرادية یعين نری دون أن حناول‬
‫جنحوا مبهامهم وک ّل ظامل انقلب علی عقبه‬ ‫يف هذه األک��واب واألوراق وبعدها اجلس يف‬ ‫الرؤیة وکذلك نسمع ونشم دون أي حماولة‬
‫وک ّل من جدّ وَجد‪.‬‬ ‫مکان هادیء ال یوجد فیه عطر وحاول أن تشمّ‬ ‫ألهنا ببساطة موجودة‪.‬‬
‫من یعمل مثقال ذرة خیراً یره ومن یعمل مثقال‬ ‫الروائح بشکل إرادي‪...‬‬ ‫أحضر مخس أوراق ب��أل��وان خمتلفة «أصفر‪،‬‬
‫ذرة شراً یره‪ ...‬هذه اآلية هي أیضاً أحد القوانین‬ ‫اآلن أنت تری وتسمع وتشمّ بشکل إرادي‪ ،‬حین‬ ‫أمحر‪ ،‬أخضر‪ ،‬أزرق وبنفسجي» وحاول أن تنظر‬
‫الکونیة وه��ي تسمی ب��ال��ک��ارم��ا أو‬ ‫تقويّ هذه احلواس تستطیع أن تستخدمها حتی‬ ‫إلی ک ّل واحدة منها ملدة دقائق‪ ،‬یعين انظر إلی‬
‫السببیة مبعنی إذا عملت صاحلاً فسرتاه‬ ‫ختترب قوهتا‪ .....‬حین جتلس يف مکان ویمر‬ ‫اللون األصفر بضع دقائق ثم اللون األمحر ثمّ‬

‫‪133‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪132‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫تغیّر یعين الیوم تکون الفکرة مع تفاصیل‬ ‫وإذا مل ت��ره فسیراه أب��ن��اؤك أو أح��ف��ادك وإذا‬
‫معینة ويف الیوم الثاني تأتي بتفاصیل أخری‪.‬‬ ‫عملت طاحلاً فسرتاه وإذا مل تره فسیراه أوالدك‬
‫‪ -3‬یجب أن تکون مقتنعاً متاماً أن هذا هو ما‬ ‫أو أحفادك‪ ....‬ال مفرّ‪ ..‬إذاً فکر جیداً جداً‬
‫ترید‪ ....‬أحیاناً جتد أنك تضع فکرة ولکنها‬ ‫مبا ترید وال تطلبه بطریقة غیر مشروعة مثالً‬
‫ال تتحقق إذن یجب أن تعود لنفسك وتنظر ماذا‬ ‫ال تطلب املال عن طریق القمار أو السرقة‬
‫کان یدور يف عقلك الباطن؟‬ ‫و اآلن لنبدأ اخللق‪:‬‬
‫کانت هناك ام��رأة تريد الطالق من زوجها‪،‬‬ ‫اجلب ورقة وقلم واکتب األشیاء اليت تریدها‬
‫فکرتي بک ّل شيء قالت‪:‬‬ ‫حین سألتها هل ّ‬ ‫أو حتلم هبا کلها‪ ،‬اکتب ما ترید أو حتلم به‬
‫أنا مستعدة وأريد الطالق‪ ....‬وضعنا الفکرة‪:‬‬ ‫واستخدم الکلمات اإلیجابیة یعين ال تقول أرید‬
‫أری��د أن أب��دأ حیاة جدیدة‪ ،‬وص��ارت تقرتب من‬ ‫أن ال ینجح فالن وأجن��ح أنا بل اطلب النجاح‬
‫ما ترید ک� ّل ی��وم إل��ی أن وصلنا إل��ی آخ��ر یوم‬ ‫لنفسك فقط وال تفکر بأحد ث��ان‪ ،‬أو تقول‬
‫والذي کانوا سینفصلون به جاء الرجل وطلب‬ ‫ال أری��د املشاجرة مع فالن بل قل أری��د الصلح‬
‫السماح وقال‪ :‬أنا ال أرید الطالق ولنبدأ حیاة‬ ‫الداخلي واخلارجي‪.‬‬
‫جديدة !!!!!‬ ‫ضع لک ّل طلب رقماً ألنه ال یمکن أن تتحقق‬
‫فسألتين‪ :‬أین أخطأت وملاذا مل تتحقق الفکرة؟‬ ‫ک � ّل األح�ل�ام م��ع بعض وک�� ّل ش��يء یحصل‬
‫فقلت هل��ا‪ :‬ما ک��ان إحساسك وأن��ت تضعین‬ ‫بتسلسل یعين لو کنت تتمنی أن تصبح أباً أو‬
‫الفکرة قالت‪ :‬کنت خائفة ألني عشت معه‬ ‫أماً فأکید یجب أن تتزوج يف األول أو إذا کنت‬
‫ک� ّل ه��ذه السنین و‪ ...‬األوالد و‪ .....‬کیف‬ ‫ترید أن تصبح مدیراً فأکید یجب أن تکون‬
‫سأدیر حیاتي و و و و ‪...‬‬ ‫عندك وظیفة أو عمل وهکذا‪ ...‬ثمّ اخرت اثنین‬
‫إذاً أحسن حاالت اخللق هي حین تکون مقتنعاً‬ ‫أو ثالث أماني األولی ورکز علیها وقلها ک ّل‬
‫متاماً مبا تريد وتکون يف حالة فرح وسعادة‬ ‫یوم حین تصحو وحین تنام‪.‬‬
‫داخلیة‪....‬‬ ‫تذکر‪:‬‬
‫‪ -1‬ال تستعجل األمور ألن ک ّل شيء یجب أن‬
‫ک ّل شيء وال یوجد فیه ما تفکرين به والفکر‬ ‫عدسة وضعها علی ورقة ماذا سیحدث؟ الورقة‬ ‫أســـــــئلة وأجــــــوبـــة‬ ‫یأخذ وقته وجم��راه وه��ذه هي طبیعة الکون‬
‫ال یحبّ أن یوضع إلی جنب ألنه کان دائماً هو‬ ‫ّ‬
‫مرکزة يف هذه‬ ‫ستحرتق ألن األشعة صارت‬ ‫حنن تعوّدنا أن نربي أوالدنا علی االعتقاد باهلل‬ ‫انظر إل��ی الثمار وال���زرع ک � ّل منها ل��ه وقته‬
‫سید املوقف واآلن أنت اليت حتکمينه‪..‬‬ ‫النقطة یعين ح��دث جتلي مل��ا ه��ي علیه حین‬ ‫والتواصل معه وأنه هو الذي نستعین به يف ک ّل‬ ‫اخلاص البعض یأخذ ثالثة شهور والبعض یأخذ‬
‫إذاً ی��ض��غ��ط ع��ل��ي��ك ح��ت��ی جت����دي ف��ک��رة‬ ‫رکزنا األشعة‪ ...‬وهذا ما نفعله حنن‪ ،‬کلنا‬ ‫املراحل واآلن کیف یمکنين أن أشرح هلم أن‬ ‫ستة أشهر حتی ینضج حتی لو طلبت فنجان‬
‫وتکرریها مع نفسك‪ .‬کلنا نعرف أنه يف ک ّل‬ ‫نعرف أننا خلیفة اهلل وأننا جزء منه ولکن ال‬ ‫ال یرجعوا إلیه يف مشاکلهم؟‬ ‫قهوة أو شاي علیك أن تنتظر کم دقیقة حتی‬
‫دين هناك أذک��ار وأوراد یرددها الناس ومن‬ ‫حنسّ بطاقاتنا ألهنا مشتتة وإذا رکزنا علی ما‬ ‫ک � ّل ما قیل يف ه��ذا الکتاب ال یتنافی مع‬ ‫یحضر‪.‬‬
‫املمكن أهنم حتى ال یفهمون معناها ولکنهم‬ ‫حنن علیه ماذا سیحدث؟ افهمها أنت‬ ‫اهلل بل هو تأکید لوجود خالق علیم وحکیم‬ ‫إذاً العجلة تعوق اخللق ال علیك سوی أن تضع‬
‫یقولوهنا بشکل مستمر‪ ،‬ه��ذه األذک��ار هي‬ ‫تقولین أننا یجب أن نتحلّی بالصرب وأن ننتظر‬ ‫استطاع أن یخلق اإلنسان بشکل یحتوي علی‬ ‫الفکرة ث �مّ اترکها ألن��ك وضعتها إذاً هي‬
‫مثل العلکة اليت نضعها يف فمنا حتی نتفادی‬ ‫حتی تستوي الفکرة ولکن ال أستطیع أن‬ ‫طاقات کبیرة ال یعرفها إال هو وهل��ذا حنن‬ ‫موجودة‪....‬‬
‫األکل والشرب‪ .‬وکذلك هذه األذکار هي‬ ‫ال استعجل وک� ّل یوم أح�سّ بإحباط ألني مل‬ ‫نکتشف يف أنفسنا أشیاء جديدة ک ّل یوم‪.‬‬ ‫‪ -2‬ح��دد الفکرة ال�تي ترید وال تغیرها یعين‬
‫علکة للفکر حتی نتفادی التفکیر بأي‬ ‫أحصل علی ما أريد ومل یتحقق أي واحد من‬ ‫الشمس موجودة يف ک ّل مکان‪ ،‬ومن ک ّل‬ ‫ال تقول أری��د أن أک��ون سعیداً‪ ...‬هذه لیست‬
‫موضوع آخر‪ ،‬أکید يف ک ّل دین هناك‬ ‫أهدايف‪ ،‬ماذا أفعل حتی ال أستعجل؟‬ ‫ه��ذه ال��ک��رة العظیمة‪ ..‬حت��س بالدفیء من‬ ‫فکرة حم��ددة ألن السعادة هلا أبعاد کثیرة‬
‫أذکار موجودة عند رجال الدین أو يف‬ ‫هذه هي لعبة الفکر ألنك نظفيت الفکر من‬ ‫أشعتها‪ ،‬واآلن م��رر أشعة الشمس من خالل‬ ‫إذن حدد الفکرة وضع تفاصیلها ولکن ال‬

‫‪135‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪134‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫الکتب السماوية أنا سأذکر األذکار عند‬


‫املسلمین وکیف يستخدموهنا‪:‬‬
‫عند الشعور ب��اخل��وف م��ن ش��يء أو شخص‪:‬‬
‫حسيب اهلل ون��ع��م ال��وک��ی��ل نعم امل��ول��ی ونعم‬
‫النصیر‪.‬‬
‫عند الشعور بالغدر واخلیانة‪ :‬أفوّض أمري إلی‬
‫اهلل إنّ اهلل بصیر بالعباد‪.‬‬
‫عند الشعور بالغمّ‪ :‬ال إله إال أنت إني کنت‬
‫من الظاملین‬
‫عند الشعور بالبهجة واالنبهار من شخص أو‬
‫شيء‪ :‬ما شاء اهلل وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬
‫القلة يف الرزق‪ :‬ويرزقه من حیث ال یحتسب ومن‬
‫یتوکل علی اهلل فهو حسبه إن اهلل بالغ أمره‬
‫قد جعل اهلل لک ّل شيء قدراً‪.‬‬
‫بداخلك أنت!!!!‬ ‫القریة الظامل أهلها واجعل يل من لدنك ولیاً»‬ ‫اإلحساس بالظلم‪ :‬ونريد أن مننّ علی الذین‬
‫حنن يف أکثر األوقات نقول إن فالناً أغضبين‬ ‫واجعل يل من لدنك نصیرا‪.‬‬ ‫استضعفوا يف األرض وجنعلهم أئمة وجنعلهم‬
‫أو فالناً کلمته أغضبتين‪ .....‬فکري هبا‬ ‫للحاجات الصغیرة واملستعجلة‪ :‬ی��ا قاضي‬ ‫الوارثین‪.‬‬
‫قلیالً ملاذا یجب أن تغضيب من کلمة؟ إذا کان‬ ‫احلاجات‬ ‫للذي یرید أن یسافر‪ :‬اللهم أخرجين من هذه‬
‫فالن أمحق فلماذا تغضيب أنت؟ راقيب الغضب‬ ‫وأن��ت أیضاً یمکنك أن جتد ما یالئم نوایاك‬
‫وستجدینه ینبع من داخلك والفرق اآلن أنك‬ ‫وت��ق��ول��ه ی��وم��ی�اً کما ت��ش��اء وب���أيّ ع��دد تشاء‬
‫تعرفین نفسك‪ ،‬یعين الغضب واخلوف والغیرة و‬ ‫وتذکر هذه األذکار فقط حتی يهدأ الفکر‬
‫و و و کلها موجودة ولکنك واعیة ملا تشعرین‬ ‫وإذا أصبحت ه��ادئ �اً ال حاجة ألي م��ن هذه‬
‫به فال تدعیه یسیطر علیك‪.‬‬ ‫األذکار‪.‬‬
‫عمري ستة عشر عاماً وأنا طالب يف املدرسة‬ ‫تقولین إننا یجب أن نصرخ وال نعرض أنفسنا‬
‫وکلما اقرتبت من عملیة اخللق أحسّ بإرباك‬ ‫للضغط ولکين أحس أني أصبحت غیر مهذبة‬
‫وقلق شدید ألني أخاف أن أندم فیما بعد علی‬ ‫وأريد أن أصرخ بوجه ک ّل من یتکلم معي فهل‬
‫ما خلقت الیوم فماذا أفعل؟‬ ‫استمر؟‬
‫ألنك صغیر يف العمر فأکید یجب أن تقلق ألن‬ ‫اهلدف من مرحلة الصرخة هو أن ال نکبت‬
‫اإلنسان یتغیّر مثل الفصول ولکن إذا فتشت‬ ‫مشاعرنا ونقول ما حنسّ به ونکون مرتاحین‬
‫ب��داخ��ل��ك أک��ی��د ستجد ه��دف �اً ک��ب��ی��راً ترید‬ ‫وهذا ال یعين أن نکون غیر مهذبین ألنه لیست‬
‫الوصول إلیه‪ ،‬إذاً ضع اهلدف وال تضع التفاصیل‬ ‫ک ّل املواقف حتتاج إلی صرخة کبیرة أحیاناً‬
‫واستمر بالتمرین علی األشیاء الصغیرة واألکثر‬ ‫کلمة واحدة تفي بالغرض‪ .‬وإذا أحسست أنك‬
‫من هذا کن إجيابیاً يف ک ّل مکان وزمان‬ ‫تریدین أن تصرخي يف وجه ک ّل الناس وتکوني‬
‫ألنك صرت تعرف أن الطاقات جتذب بعضها‬ ‫غیر مهذبة فهذا یعين أن عملیة التنظیف مل‬
‫وإذا کنت إجيابیاً فأکید ستجذب الطاقة‬ ‫تکن جیدة وختطیتیها بسرعة‪ ،‬هناك شيء‬
‫اإلجيابیة وستغیّر حیاتك يف الوقت املناسب‪.‬‬ ‫آخر وهو أن الغضب عبارة عن کبت موجود‬

‫‪137‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪136‬‬
‫وللدبور أٌضا حصة أحفورٌة ؼنٌة حٌث و‬
‫(‪ )Hebei‬فً الصٌن حٌث تنوّر عت أنواع هذه‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫أحافٌر للدبور فً‬


‫ك��ان ه��ذا موضوع فيلم النحلة (‪)The Bee‬‬
‫والذي عرض يف (‪ )2007‬يف صاالت السينما‬ ‫طريق النحل‬
‫وقد‪:‬يعكس هذا النوع من األفالم بغض النظر‬ ‫الدبّرور فً األحافٌر‬
‫عن مغزاه حب اإلنسان هلذا املخلوق اجلميل‬ ‫ترمجة‪ :‬سوسن قاسم عزام‬
‫الذي كثريآ ما نتلذذ بإنتاجه مع معرفة أحيانآ‬
‫وجدت أحافٌر لدبابٌر فً إقلٌمً (‪ )Liaoning‬و‬
‫حٌثللحصول‬‫ؼنٌةيكابده‬‫أحفورٌةمبدى ما‬
‫حصةأحيانا أخرى‬‫وللدبور أٌضاأو جهل‬
‫الدبابٌر لتنتمً لعائلة أساسها عشرة أالؾ نوع ‪.‬‬ ‫أنواع�اولهذه‬
‫يف هذا‬ ‫عت‬
‫�ذل��ك س��ن��ح�‬ ‫حٌث تنوّر‬
‫العسل ‪ ،‬ل�‬ ‫الصٌن ه��ذا‬
‫على‬ ‫(‪ )Hebei‬فً‬
‫البحث ال��ت��ع�رّف إىل ه��ذه احل��ش��رة تارخييآ‬
‫‪،‬وحديثآ م���رورآ مبعلومات تشرحيية حوهلا‬
‫وإنتهاءآ بأنواعها‪ .‬أحافٌر للدبور فً الصٌن‬

‫النحل يف األحافري‪:‬‬
‫ال ميكن أن ن��ب��دأ احل��دي��ث ع��ن النحل ب��دون‬
‫احلديث عن تارخيه فلقد شك العلماء كثرياً بأن‬
‫النحل والنباتات املزهرة قد تطور كليهما منذ‬
‫(‪ )100‬مليون سنة خلت وقبل هذه الفرتة كانت‬
‫النباتات تبدو كنوع من الصنوبر (‪)conifers‬‬
‫م��ن ناحية طريقة إطالقها للبذور والطلع‬
‫باستخدام أك���واز الصنوبر لتحملها ال��ري��اح‬
‫فتتلقح البذور مع حبوب الطلع وكان هذا قبل‬
‫احلقبة املسماة (‪ )cretaceous‬حيث بدأت‬
‫بعض النباتات (‪ )anigosperms‬بالتكاثر‬
‫مستخدمة األزه��ار لكن كانت هذه النباتات مستحثة للنحل الؽٌر السع‬
‫الذكية يف خداع‬ ‫النباتات‬ ‫طريقة‬ ‫هذه‬ ‫وكانت‬
‫خبالف الصنوبر (‪ )conifers‬حتتاج ملساعدة احل��ش��رات فهي توفر الرحيق احللو والطلع‬
‫احلشرات لتتكاثر فعلى احلشرات نقل حبوب وباملقابل تضمن تكاثرها‪.‬‬
‫‪ )Class Insecta‬و‬ ‫(‬ ‫لرتبة‬ ‫وتعود هذه الدبابٌر‬
‫الطلع بأجسامها لتنقله من مئرب النبات(وهو فقد تشاهبت مستحاثة النحل (واليت تعود ملئة‬
‫والتً لم ٌسبق ل‬
‫الرائعةالدبور‬
‫بالتفاصٌلابن عمها‬
‫ؼناهيف مساهتا مع‬‫التنوعسنة )‬
‫عضو التذكري يف ال��زه��رة) إىل امليسم (وه��و مليون‬
‫عضو التأنيث فيها) ‪ .‬وقد دعمت اإلثباتات وعلى األغلب أن كليهما قد تطور من سلف‬
‫ص‬
‫وهو عبارة عن عٌنة تؾ‬ ‫‪)ٍ Plecinid‬ما ‪.‬‬
‫المسمىيشبه( الدبور إىل حد‬
‫األحفورية النظرية القائلة بأن النحل يف ذلك مشرتك‬
‫االستشعار والعرو‬
‫من النمل‬‫قرون‬ ‫مستحاثاتمن‬
‫تضم كالً‬ ‫الواضحة‬ ‫سماته‬
‫وج��دت‬ ‫الوقت كان خمتلفاً عن أسالفه الدبابري واليت وقد‬
‫تتغذى على والنحل وال��دب��ور وال�تي صُنّفت مجيعها حتت‬ ‫ّ‬ ‫كانت المحة آن��ذاك واليت كانت‬
‫العناكب واحلشرات األخرى ‪ ،‬حيث كانت تضع رتبة غشائيات األجنحة (‪.)Hymenoptera‬‬
‫وجود تشابه بٌن ال‬ ‫لذلك فإن األحافٌر قد أثبتت‬
‫بيوضها داخ��ل أجساد طرائدها ‪ .‬أما النحل ولطاملا أعتُرب النحل والنمل من احلشرات اليت‬
‫جمٌعا متفً بوتقة الرتب‬
‫وضعهم هبا حيث‬‫الطائر‬
‫خاصة‬ ‫للنمل‬
‫لٌتم‬
‫اجتماعية‬ ‫أٌضا‬‫مستحثة‬
‫أنظمة‬ ‫السعوّل ليصبح عاشباً مبرور الوقت بدأ ط �وّرت‬ ‫والذي حت‬
‫مستحثة للنحل الؽٌر‬
‫يتغذى على الطلع والرحيق من النباتات املتكونة تقسيم أفرادها إىل عامالت وذكور ‪..‬يستطيع‬
‫قرّر ذكر النحل باري بينسون خريج اجلامعة مقاضاة الناس‬
‫والمالحظ فً هذا‬
‫بشكل مجاعي‬ ‫العيش سم‬
‫الفئة(‪)15‬‬
‫طولهاهذهإلى‬
‫وٌصل أف��راد‬
‫تلقيح) األزه��ار‬
‫‪Class‬‬ ‫‪Insecta‬‬
‫جديداً يف‬ ‫لرتبة (‬
‫ليبدأ عهداً‬ ‫وتعود هذه الدبابٌرحديثاً‬ ‫ألكلهم العسل أثناء اكتشافه لذلك يف رحلة قرر القيام هبا‬
‫التنوع ؼناه بالتفاصٌل الرائعة والتً لم ٌسبق لها مثٌل فً العالم حٌث وجد نوع من الدبابٌر‬ ‫خارج القفري‪.‬‬
‫‪139‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬
‫صٌلٌة تعود إلى (‪ )125‬ملٌون سنة حٌث تظهر‬ ‫المسمى (‪ )Plecinid‬وهو عبارة عن عٌنة تؾ‬
‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪138‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫والعروق الواضحة يف األجنحة والبطن املخطط‪.‬‬


‫لذلك فإن األحافري قد أثبتت وجود تشابه بني‬
‫النحل والدبور وتشاركهما بعض السمات مع‬
‫النمل أيضا ليتم وضعهم مجيعا يف بوتقة الرتبة‬
‫الواحدة واملسماة (‪. )Hymenoptera‬‬
‫‪fig wasp‬‬

‫الدبور شتاءً ‪:‬مستحثة للنمل الطائر‬ ‫مستحثة للنحل الؽٌر السع‬


‫املعروف بأن الدبور من احلشرات اليت ال حتتمل‬
‫والمالحظ فً هذا‬ ‫تنجو سم‬
‫امللكة وذلك‬ ‫بينما‪)15‬‬
‫العامالتإلى (‬
‫فتموت طولها‬
‫الشتاءوٌصل‬‫وتعود هذه الدبابٌر لرتبة (‪)Class Insecta‬‬
‫تصنعها‬ ‫اليت‬ ‫الشرنقة‬ ‫يشبه‬ ‫ما‬ ‫ضمن‬ ‫باختبائها‬
‫التنوع ؼناه بالتفاصٌل الرائعة والتً لم ٌسبق لها مثٌل فً العالم حٌث وجد نوع من الدبابٌر‬
‫لتغادرها بني شهري نيسان وح��زي��ران لتبين‬
‫اخلشبسنة حٌث تظهر‬ ‫‪)125‬منملٌون‬‫ُصنع( العش‬‫تعود ويإلى‬
‫صٌلٌةلنفسها ‪،‬‬ ‫عشاًتؾ‬
‫جديداً‬ ‫المسمى (‪ )Plecinid‬وهو عبارة عن عٌنة‬
‫والبطن المخطط‪.‬‬
‫األجنحة الدبور ال‬
‫وامتزاجهفًباللعاب كون‬
‫الواضحة‬ ‫والعروقمضغه‬
‫سماته الواضحة من قرون االستشعار الذي مت‬
‫يستطيع إنتاج الشمع الضروري لبناء عشه كما‬
‫بوضوح السمات مع النمل‬
‫أعشاشه بعض‬
‫وتشاركهما‬ ‫مالحظة‬ ‫والدبور‬ ‫يفعل النحل‬
‫النحل‪ ،‬وميكن‬ ‫تشابه بٌن‬
‫وجودوال�تي‬
‫أثبتتاآلالف‬
‫�رانقد تضم‬
‫األحافٌر‬ ‫فإن‬
‫�اش أو ق��ف�‬ ‫لذلك‬
‫أع��ش�‬ ‫يف‬
‫سماةأو (الفجوات بني‬ ‫األسقف‬
‫بني والم‬ ‫الفراغات‬ ‫بوتقةعند‬
‫مورثات‬ ‫وضعهم��دة أما‬
‫لٌتم ملكة واح‬
‫مجيعها من‬ ‫تنحدر‬
‫‪fig wasp. )Hymenoptera‬‬ ‫ً‬
‫الواحدة‬ ‫الرتبة‬ ‫جمٌعا فً‬ ‫الطائر‬
‫تلك احل��ش��رات الالجنسية منها فستضمن اجلدران ‪ ،‬فيُصبح العشّ جاهزا يف شهر أيلول‬ ‫للنمل‬ ‫أٌضا‬‫مستحثة‬
‫لتحديد عائلة النحل ومعرفة التطورات الكبرية‬ ‫إستمراريتها باإلعتمادعلى رعاية أشقائها وهذا الستيعاب ح��وايل عشرة آالف م��ن الدبابري‪.‬‬
‫واملتعددة واليت قد سامهت بتعدد أنواعه فلقد‬ ‫حنل يف الراتينج األصفر‪:‬‬
‫الدبور شتا ًالء ‪:‬‬ ‫هذا الدبابري ألنواع عدة مثل ‪:‬‬‫عندفًوتتنوع‬
‫والمالحظ‬ ‫املغاير سم‬
‫متامآ ملا قد جتده‬ ‫الثوري‪)15‬‬
‫النظامإلى (‬
‫طولها‬‫‪ )C‬وٌصل هو‬
‫ونبقى يف متاحف التاريخ ال��ذي فتح أبوابه ك��ان اهل��دف املنطقي األول للباحثني فحص‬ ‫احليوانات ‪ ،‬فقد تقتل األنثى العاملة إخواهنا دبّور التني (‪ : )fig wasp‬وهي حوايل (‪)900‬‬
‫لنحلةٍ مت اكتشافها يف منجم مشال مينامار النموذج األوّيل للنحل وربط تطوره مع تطور‬ ‫وحتب أن تضع أعشاشها عند مثارالتني‬ ‫الدبابٌر‬ ‫نوع من‬
‫تتشارك نوع‬ ‫وجداللواتي‬
‫حٌثاإلناث‬ ‫الذكور العالم‬
‫وتستبقي على‬ ‫سبق لها مثٌل فً‬
‫كوكبناالملكة‬
‫بٌنماعلىتنجو‬
‫انتشرت‬‫العامالت‬
‫فتموتالنباتات اليت‬
‫بعض أزهار‬ ‫الشتاء‬ ‫تحتمل حيث‬
‫مليون سنة‬ ‫(‪ )100‬ال‬
‫الحشراتإىل التً‬
‫من بورما وتعود‬‫المعروؾ بؤن الدبور يف‬
‫وج���دت م��دف��ون��ة يف ال��رات��ي��ن��ج األص��ف��ر وقد منذ فرتة طويلة مما جعل تشارلز داروين يسمي‬
‫العالقة تبادلية نفعية بينها وبني التني‬ ‫تظهر‬ ‫حٌثتُعترب‬
‫و‬ ‫سنة‬ ‫ملٌون‬
‫النووي ‪.‬‬ ‫من)محضها‬ ‫‪125‬‬‫(‪)%75‬‬‫(‬ ‫إلى‬
‫تعودبنسبة‬
‫صٌلٌة معهن‬‫ٌنة تؾ‬
‫نٌسان وحزٌران لتبنً‬ ‫شهري‬ ‫بٌن‬ ‫لتؽادرها‬ ‫تصنعها‬ ‫التً‬ ‫الشرنقة‬ ‫ٌشبه‬ ‫ما‬ ‫ضمن‬ ‫باختبائها‬ ‫وذلك‬
‫فالدبّور يل ّقح نوعا أو اثنني من التني الذي يوفر‬
‫وجدها كالً من (‪ )Danforth‬و(‪ George‬مصادرها وتنوعها باللغز البغيض‪.‬‬ ‫المخطط‪.‬الغذاء باملقابل‪.‬‬
‫له‬ ‫األجنحة والبطن‬ ‫فًاألحافري‪:‬‬ ‫الواضحة يف‬
‫الدبّور‬ ‫والعروق‬
‫‪ )yellow‬جدٌدا لنفسها ‪ ,‬وٌُصنع العش من الخشب الذي تم مضؽه وامتزاجه باللعاب كون الدبور ال‬
‫من‬ ‫نوع‬ ‫ألف‬ ‫(‪)16‬‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫العلماء‬ ‫م‬ ‫ّ‬
‫نظ‬ ‫ولقد‬ ‫أوريغون‪.‬‬ ‫والية‬ ‫جامعة‬ ‫من‬ ‫‪)poinar‬‬ ‫وللدبور أيضا حصة أحفورية غنية حيث وجدت دب��ور ال��س�ترة ال��ص��ف��راء (‪ Jacket‬عشا‬ ‫ً‬
‫وقد عدّ هذا االكتشاف دفعاً قويّاً لفرضيات النحل يف سبع ع��ائ�لات م��ع��روف��ة حتى اآلن‬ ‫أح��اف�ير لدبابري يف إقليمي (‪ )Liaoning‬و ‪:‬وت��ض��م م��س��ت��ع��م��راهت��ا ح����وايل (‪ )2800‬إىل‬
‫أعشاشه‪،‬لكنبوضوح‬
‫مالحظةاألقدم بينها‬
‫وٌمكنعلى حتديد‬ ‫اعتقدالنحل‪,‬‬
‫ولكنهم مل يتفقوا‬ ‫عشهأل ّن��هكماطاملاٌفعل‬ ‫الضروري�وللبناء‬
‫تطور النحل‬ ‫ج��دي��دة ح�‬ ‫ٌستطٌع إنتاج الشمع‬ ‫النمل‬ ‫بٌن النحل والدبور وتشاركهما بعض السمات مع ‪3‬‬
‫(‪ )Hebei‬يف الصني حيث تنوّعت أنواع هذه (‪ )5000‬دبور تقريبآ ‪ .‬وجتد هذه األنواع قريبة‬
‫أٌلول‬
‫شهرالذين‬
‫فًالعلماء‬
‫ناقوس‬ ‫جاهزا‬ ‫ُصبح أجراس‬
‫العشّراللغز تدق‬ ‫كان فٌ ما تزال‬
‫‪,‬‬ ‫الجدران‬
‫أول ظهور للنحل‬ ‫بٌن‬‫فجواتبأن‬
‫قبل ح��وايل (‪ )120‬مليون سنة ولكن األرق��ام مل يعرفوا السبب الذي تعود إليه عمر املستحثة‬
‫ال‬
‫ولفرتة طويلة‬‫أو‬ ‫وتنجذبالفراؼات بٌن األسقؾ‬
‫العلماء‬ ‫‪Hymenoptera‬م)��ن‪ .‬اللحوم لتغذي ي��رق��ان��اهت��ا هب��ا عند‬
‫لعائلة(أساسها عشرة آالف نوع‪.‬‬ ‫سماة‬ ‫الدبابريوالم‬
‫لتنتمي‬ ‫الرتبة الواحدة‬
‫وتعود هذه الدبابري لرتبة (‪ )Class Insecta‬للمشروبات احللوة بسبب وجود السكر فيها‪.‬‬
‫مثل ‪:‬سنة فقط وليس‬ ‫عدة مليون‬
‫إىل (‪)65‬‬ ‫ألنواع‬ ‫الدبابٌر‬
‫واليت تعود‬ ‫وتتنوع (‪)65‬‬
‫الدبابٌر‪.‬تؤرخها إىل‬ ‫من�ذه املستحثة‬ ‫الستٌعاب حوالً عشرة أالؾ‬
‫التقديرية هل�‬ ‫ويصل طوهلا إىل (‪ )15‬سم واملالحظ يف هذا دبور الورق (‪ : ) paper wasp‬وتسمّى هبذا‬
‫ألبعد من ذلك كما كان يُعتقد سابقآ‪.‬‬ ‫مليون سنة فقط‪.‬‬ ‫التنوع غناه بالتفاصيل الرائعة واليت مل يسبق اإلسم نظراً ألهنا تقوم مبضغ ألياف النباتات‬
‫ويف دراس��ة ملستحثة حنل نشرت يف تشرين وتقول معظم الدراسات بأن أوائل النحل يعود‬
‫ثمارالتٌن‬ ‫هلا مثيل يف العامل حيث وجد نوع من الدبابري وتشكيلها بأشكال سداسية تشبه الورقد‪.‬بّرور التٌن (‪ : )fig wasp‬وهً حوالً (‪ )900‬نوع وتحب أن تضع أعشاشها عند‬
‫الثاني (‪ )2006‬حيث كشف دان��ف��ورث فيها للنصف اجلنوبي من الكرة األرض��ي��ة أي من‬ ‫املسمى (‪ )Plecinid‬وه��و عبارة عن عينة تتميز بشغفها الكبري لريقانات الفراشات مما‬
‫واجلنائن ُت ‪.‬عتبر العالقة تبادلٌة نفعٌة بٌنها وبٌن التٌن فالدبّرور ٌلقح نوعا أو اثنٌن من التٌن الذي ٌوفر له‬
‫دانفورث‬ ‫عمل‬ ‫لكن‬ ‫أسرتاليا‬ ‫أو‬ ‫اجلنوبية‬ ‫أمريكا‬ ‫ّر‬ ‫ملستحثات‬ ‫دراس��ة‬ ‫أثناء‬ ‫زمالئه‬ ‫من‬ ‫�دد‬‫�‬ ‫ع‬ ‫مع‬ ‫تفصيلية تعود إىل (‪ )125‬مليون سنة حيث جيعلها مألوفة حولنا يف احلدائق و‬
‫النحل ب��أهن��م خ��رج��وا ب��أك�بر دراس���ة جزيئية أشار يف دراسته للنوع الذي تنتمي إليه‬ ‫تظهر مساته الواضحة من قرون االستشعار وتبني الرسوم أدناه أنواعه املختلفة‬
‫الؽذاء بالمقابل‪.‬‬
‫‪141‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬
‫دبور السترة الصفراء ( ‪: )yellow Jacket‬وتضم مستعمراتها حوالً (‪ )2800‬إلى (‪)5000‬‬
‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪140‬‬
‫مؽطى بالكثٌر من الشعر الزؼب المتفرع والذي ٌساعدها فً جمع الطل‬
‫‪mud dauber‬‬ ‫‪Black wasp‬‬
‫‪mud‬وهً‪:‬‬
‫‪ dauber‬ثالثة‬
‫أجسامها كذلك وٌقسم الجسم ألجزاء‬ ‫‪Black wasp‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫‪ -‬الرأس‬ ‫النباتات وتعددها وتطورها الكبريين‪.‬‬


‫‪ -‬الصدر‬
‫‪ -‬البطن‬ ‫اكتشاف نوع جديد من النحل ‪:‬‬ ‫‪bald faced hornets‬‬
‫إن ركبنا القطار الزمين عائدين من العصور‬
‫وٌحتمً داخل الرأس حوالً (‪ )950‬ألؾ خلٌة عصبٌة والتً تستطٌع ب‬ ‫القدمية إىل كندا بالتحديد لنصل حيث اكتشف‬
‫خالٌا عصبٌة مجاورة لها ‪,‬وٌعتبر تقسٌم المهام جزءا من السبب الذي‬ ‫طالب الدكتوراه (‪ )Jason Gibbs‬نوعآ جديدآ‬
‫القٌام بؤمور معقدة تتطلب عادة دماؼا أكبر ولكن تكوٌن جهاز النحل الع‬ ‫مت غيبز دراسة قام هبا‬ ‫من النحل ‪ .‬وكان قد أ ّ‬
‫بالتواصل مع بقٌة أجزاء جسده‪.‬‬ ‫حول (‪ )84‬نوعاً من النحل املسمى بنحل العرق‬
‫‪bald faced hornets‬‬
‫(‪ )Sweat Bee‬والذي مسي هبذا االسم نظراً‬ ‫‪Yellow jacket swap‬‬
‫الجنذابه لرائحة العرق لدى اإلنسان ‪.‬‬
‫‪Paper wasp nest‬‬ ‫‪bald‬‬ ‫‪faced‬‬
‫‪red wasp nest‬‬ ‫‪hornets‬‬ ‫ستساهم دراسة غيبز الواسعة العلماء الذين‬ ‫‪Yellow jacket swap‬‬
‫تشريح النحل‬
‫‪r wasp nest‬‬ ‫احلديث تشرحيياً‬ ‫أردن��ا‪red‬‬
‫‪wasp‬‬ ‫‪nest‬إذا ما‬ ‫يدرسون أنواع النحل على أن يفهموا علم األحياء‬
‫‪ ،‬فإن جسم النحل قد يتشارك‬ ‫اإلل��ق��اح��ي م��ن جهة ودراس����ة ت��ط��ور السلوك‬
‫بصفاته مع احلشرات من ناحية‬ ‫اإلجتماعي عند احل��ش��رات من جهةٍ أخ��رى‪،‬‬
‫تغطيتها هبيكل خارجي مصنوع‬ ‫وقد تلقف علماء تصنيف النحل هذه الدراسة‬
‫نحل فً الراتٌنج األصفر‪:‬‬ ‫بشغف نظرآ للصعوبة اليت كانوا يالقوهنا عند‬
‫م���ن ص��ف��ائ��ح ص��غ�يرة متحركة‬
‫دراستهم لعلم تشريح النحل هبدف متييز أنواعه‬
‫النحل لنحل ٍة تم اكتشافها فً منجم شمال مٌنامار فً بورما‬ ‫وجسم‪:‬أبوابه‬
‫الذي فتح‬
‫األصفر‬ ‫(الكيتني )‬
‫تدعىالتارٌخ‬
‫الراتٌنج‬ ‫متاحؾ‬
‫ونبقى فًنحل فً‬ ‫املختلفة‪.‬‬ ‫‪mud dauber‬‬
‫مغطى بالكثري من الشعر الزغب‬
‫وتعود إلى (‪ )100‬ملٌون سنة حٌث وجدت مدفونة فً الراتٌنج األصفر وقد وجدها كآل من‬ ‫األحٌاءمسؤوالً عن‬
‫علم يُعترب‬
‫النحل‬ ‫ٌفهموا‬ ‫عموماأن أن‬
‫النحل على‬ ‫ستساهم دراسة ؼٌبز الواسعة العلماء الذٌن ٌدرسون أنواع‬
‫فاملعروف‬
‫املتفرع والذي يساعدها يف مجع‬
‫أورٌؽون‪.‬تم اكتشافها فً منجم شمال مٌنامار فً بورم‬ ‫أبوابه لنحل ٍة‬
‫فتح والٌة‬
‫جامعة‬‫الذي‬‫التارٌخ)ح�من‬
‫�رارة‬ ‫‪George‬‬
‫��ات‬
‫متاحؾ‬
‫‪�poinar‬دي��ل درج�‬
‫فً‬
‫ونبقى و(‬
‫الطلع وت��ع�‬ ‫(‪)Danforth‬‬ ‫تلقؾ كبرية من‬
‫ونسبة‬‫الربية وقد‬
‫�ورأخرى‪,‬‬ ‫جه ٍة‬
‫من�زه�‬
‫الحشرات ال�‬
‫عملية إلقاح‬ ‫اإللقاحً من جهة ودراسة تطور السلوك اإلجتماعً عند‬
‫دراستهم لعلم‬
‫عند لقمة‬ ‫ٌالقونهافكل‬
‫كانواالزراعية‬ ‫علماء تصنٌؾ النحل هذه الدراسة بشؽؾ نظرآ للصعوبة التً‬
‫اجلسمحٌث وجدت مدفونة فً الراتٌنج األصفر وقد وجدها كآل من‬ ‫ويقسم سنة‬
‫كذلكملٌون‬ ‫أجسامها‪)100‬‬‫‪ mud dauber‬وتعود إلى (‬ ‫يتناوهلا اإلنسان‬ ‫احملاصيل‬
‫‪Black‬‬
‫من أصل ثالث حتتوي على خدمات النحل هذه‬ ‫بهدؾ تمٌٌز أنواعه المختلفة‪.‬‬ ‫‪wasp‬النحل‬
‫تشرٌح‬
‫(‪ )Danforth‬و(‪ )George poinar‬من جامعة والٌة أورٌؽون‪.‬‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫ثالثة‬ ‫ألجزاء‬
‫الرأس‬ ‫اإللقاحية‪ ،‬ويعترب حنل العرق واحداً من النحل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الذي يطوف عددا واسعا من النباتات والفواكه ‪ mud dauber‬الصدر‬ ‫‪Black wasp‬‬
‫‪5‬‬ ‫وزه���ور اخل��ض��راوات كما يصنف بأنه ضمن‬
‫البطن‬
‫وحي��ت��م��ي داخ���ل ال����رأس ح��وايل‬ ‫نسبة قوامها الثلث أو النصف من أنواع النحل‬
‫وصغرية‪ ،‬وجند يف كل عني مركبة حوايل (‪)150‬‬ ‫ال�تي مت مجعها أثناء القيام ب��دراس��ات التنوع‬
‫(‪ )950‬ألف خلية عصبية واليت تستطيع بدورها‬
‫عوينة متخصصة برؤية األشياء املخططة مما‬ ‫‪5‬‬ ‫اإلحيائي يف أمريكا الشمالية‪.‬‬
‫التواصل مع خاليا عصبية جماورة هلا ‪،‬ويعترب‬
‫يسمح للنحل كشف الضوء املستقطب وهذا ما‬ ‫ً‬
‫كما اكتشف غيبز نوعاً جديدا من حنل العرق‬
‫تقسيم املهام جزءاً من السبب الذي جعل الدماغ‬
‫ال تستطيعان عيين اإلنسان فعله ‪.‬‬ ‫واملسمى (‪ )Cucko Bee‬نسبة لطائر الكوكو ‪.‬‬
‫ق��ادراً على القيام بأمور معقدة تتطلب عادة‬
‫والنحل كمعظم احلشرات لديه أج��زاء فموية‬ ‫النحلكنداب��أن ليس لديه‬ ‫النوع من‬ ‫ويتميزنحله��ذا‬
‫دماغاً أكرب ولكن تكوين جهاز النحل العصيب‬ ‫المكتشفة فً‬ ‫العرق‬ ‫صورة‬
‫معقدة يستخدمها للطعام والشراب وختتلف‬ ‫احلاجة‬ ‫عند‬ ‫به‬ ‫يقاتل‬ ‫هذا النحلة األحفورية وهو (‪ )Mellitidae‬عشاً كما أن له فكاً كبرياً‬
‫يسمح له بالتواصل مع بقية أجزاء جسده‪.‬‬ ‫عملٌة إلقاح‬
‫أحجامها من نوع ألخر لكنها عموما ‪8‬حتتوي‬
‫ومي��ك��ن مالحظة ق��رن��ي االستشعار بسهولة‬ ‫ويقتات من خالل اإلغارة على حنل آخر ليضع‬ ‫عن إىل‬
‫مسإوآل��ع��ود‬
‫ُعتبرب��أهن��ا ت‬
‫النحل ٌ‬
‫سابقا‬ ‫أن وا‬ ‫فالمعروؾكماعموما‬
‫أعتقد‬ ‫ول��ي��س‬
‫على ‪:‬‬ ‫لقمة‬ ‫فكل‬ ‫الزراعٌة‬ ‫المحاصٌل‬
‫(‪ )Colletidae‬مما يعين أنه قد يكون للنحل بيوضه فوق خمزون الرحيق والطلع الذين سبق‬ ‫من‬ ‫كبٌرة‬ ‫ونسبة‬ ‫البرٌة‬ ‫الزهور‬
‫على رأس النحلة إضافة خلمسة أعني ثالثة‬ ‫خدمات النحل‬
‫‪ -‬فكني مزدوجني‬
‫منها تدعى (األعني البسيطة)‪ .‬أما (العوينات)‬ ‫ومجعهما املضيف‪.‬‬ ‫النباتاتعلىاملزهرة‬
‫قدم تحتوي‬ ‫وقدمية ثالث‬
‫أفريقيةمن أصل‬
‫ٌتناولها اإلنسان‬
‫أصوال‬
‫‪ -‬اللسان‬
‫ومها عينان مركبتان تتألفان من أجزاء كثرية‬ ‫‪wasp‬تلك‪Paper‬‬
‫الذي‬ ‫النحل‬ ‫من‬ ‫واحدا‬
‫املباشر ق��دم‬‫‪nest‬‬
‫العرق‬ ‫نحل‬ ‫وٌعتبر‬ ‫‪,‬‬ ‫اإللقاحٌة‬
‫مفسرا ب��ذل��ك بشكل غ�ير‬ ‫هذه‬
‫ٌطوؾ عددا واسعآ من النباتات والفواكه وزهور الخضروات‬
‫‪Paper wasp nest‬‬ ‫نسبة قوامها الثلث أو النصؾ من‬ ‫ضمن‪red‬‬ ‫‪wasp‬‬ ‫كما‪nest‬‬
‫ٌصنؾ بؤنه‬
‫‪143‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬
‫أنواع النحل التً تم جمعها أثناء القٌام بدراسات التنوع‬ ‫‪142‬‬
‫‪paper swap‬‬ ‫اإلحٌائً فً أمرٌكا الشمالٌة‪.‬‬
‫_ اللسان‬
‫_ شفة علٌا وفكٌن علوٌٌن ٌدعمان الجزء المسمى‬
‫بالخرطوم‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫معلوماتنا حول أن��واع النحل أوجزنا فيما يلي‬


‫أنواعه وهي‪:‬‬

‫النحل الطنان (‪)Bumble bee‬‬


‫وتتصف بأهنا من النحل الكبري وكثيف الشعر‪،‬‬
‫ل��وهن��ا أس���ود وأص��ف��ر وتعيش يف مستعمرات‬
‫أكثرها يف املناطق االستوائية وأمريكا الشمالية‬
‫حيث هتلك ك�لا م��ن العامالت وال��ذك��ور عند‬
‫اخنفاض درج��ات احل���رارة بينما تنجو امللكة‬
‫والصغار من خالل دخوهلا يف حالة من السبات‬
‫الشتوي‪.‬‬

‫حنل العسل (‪)honey bee‬‬


‫إن شكلها أصغر من سابقتها وه��ي ذات لون‬
‫أسود وقد جتد يف وسطها اللون األصفر املائل‬
‫‪ - 2‬نحل العسل (‪ : )honey bee‬إن شكلها أصؽر م‬ ‫للبين‪ ،‬ويعترب هذا النحل اجتماعي بطبيعته‪.‬‬
‫فً وسطها اللون األصفر المائل للبنً‪ ,‬وٌعتبر ه‬ ‫ميكن أن جت��د يف املستعمرة ثالثة ف��رق من‬
‫النحل وملكة واحدة ومئات من الذكور وإناث‬
‫فً المستعمرة ثالثة فرق من النحل وملكة واحدة‬ ‫خمصّبة وعامالت وظيفتها مجع الرحيق وصنع‬
‫وعامالت وظٌفتها جمع الرحٌق وصنع وتخزٌن‬ ‫‪ -‬شفة عليا وفكني علويني يدعمان اجل��زء وختزين العسل ومحاية القفري وإحكام رعاية‬
‫‪ ,‬كما أنه باستطاعة النحل العامل صنع الشمع بو‬ ‫وٌعتبر الجناحان من أكثر‬
‫بالبطنصنع‬ ‫جمٌعها‬
‫النحل العامل‬ ‫باستطاعة‬‫تتصل‬ ‫كماؾ‬
‫أنه‬ ‫األرجل‬
‫النحلة وثالثة أزواج من امللكة ‪،‬‬ ‫املسمىجناحً‬
‫باخلرطوم‬ ‫أما‬
‫أم��ا جناحي النحلة وثالثة أزواج من األرج��ل الشمع بواسطة غدد خاصة موجودة يف بطنها ‪.‬‬
‫العظمًمنرقة ‪ .‬وفً أنواع كثٌرة تجد أن الجناحان األمامٌان أكبر من‬ ‫النحلةاجلناحان‬ ‫مجيعها هٌكل‬
‫بالبطن ويعترب‬ ‫األجزاء فً‬ ‫فتتصل‬
‫‪ّ)carpenter‬رٌة) والتً تربط األجنحة األمامٌة‬
‫النامٌات الكالب‬ ‫النجار((‪bee‬‬
‫النحلتسمى‬
‫الكالبات‬ ‫العظميمنرقة ‪.‬‬
‫النحلةصفٌن‬ ‫ٌوجد‬‫كماهيكل‬‫الخلفٌان�زاء‪ .‬يف‬
‫أكثر األج�‬
‫وت��ع��ود تسميتها ل�لأن��ف��اق ال�ت�ي حت��ف��ره��ا يف‬ ‫أكرب‬ ‫األماميان‬ ‫اجلناحان‬ ‫أن‬ ‫جتد‬ ‫كثرية‬ ‫ويف أنواع‬
‫ال‬
‫جيدآ والرتبة الرخوة والندرة يف النباتات‪.‬تقوم‬‫بجزء‬ ‫النحلة‬ ‫تشرٌح‬ ‫عن‬ ‫الكالم‬ ‫وٌنتهً‬ ‫النحلة‬ ‫طٌران‬ ‫عند‬ ‫معآ‬ ‫الخفقان‬ ‫ٌستطٌعان‬
‫من اخللفيان ‪ .‬كما يوجد صفني من الكالبات اخلشب الصلب وتتميز بلوهنا املعدني األسود‬
‫حتى‬ ‫والخلفٌة‬
‫النحالت اإلناث بصنع غرف يف هناية األنفاق‬
‫‪:‬‬ ‫النحل‬ ‫أنواع‬ ‫صفراء‪. .‬يرتاوح طوهلا بني‬
‫عالماتباإلبرة‬‫والمعروؾ‬
‫الزبانىوبدون أي‬ ‫أال وهو‬
‫وال�ت�ي تربط‬ ‫طعمهبّ��ي��ة)‬ ‫ذاق‬
‫من�ام��ي�‬
‫�ات ال��ك�لا‬ ‫ٌنساه (ال��ن�‬
‫تسمى‬
‫حيث خت �زّن الطعام لصغارها‪ .‬تتميز بلوهنا‬ ‫األجنحة األمامية واخللفية حتى يستطيعان (‪ )2‬إىل (‪2‬ونصف) اإلنش ‪ .‬وال يستطيع هذا‬
‫ٌوجد حوالً (‪ )20‬ألؾ نوع من النحل والتً ٌمكن تمٌٌزها من نوع القفٌر والسلو‬
‫لكنها‬ ‫تلدغ‬ ‫أن‬ ‫وميكن‬ ‫احلجم‬ ‫وصغر‬ ‫�ود‬
‫�‬ ‫األس‬ ‫اخلفقان معآ عند طريان النحلة وينتهي الكالم النوع صناعة الصمغ ‪،‬وتسافر ملسافات طويلة‬
‫ليست عدائية‪.‬كما أهنا تستطيع أن حتمل الطلع‬ ‫عن تشريح النحلة جبزء ال ينساه من ذاق طعمه وتضع أعشاشها عند سيقان الزهور أو عند‬
‫جسمها وإلثراء معلوماتنا حول أنواع النحل أوجزنا فٌم‬
‫أخرىم��نأساسٌة‬‫وسمات يف ك��ل‬ ‫االجتماعٌة‬
‫الشعر امل��وج��ود‬ ‫بواسطة‬ ‫أال وهو الزبانى واملعروف باإلبرة ‪.‬‬
‫اخلشب ‪.‬‬
‫وهً‪:‬‬
‫ورجليها ‪.‬‬
‫النحل األرضي (‪)ground bee‬‬ ‫أنواع النحل ‪:‬‬
‫‪ : )Bumble‬وتتصؾ بؤنها من النحل الكبٌر وكثٌؾ الشع‬ ‫(‪bee(bee‬‬
‫‪)parasitic‬‬ ‫الطنان‬ ‫النحلالنحل‬
‫الطفيلي‬ ‫‪-1‬‬
‫يوجد ح��وايل (‪ )20‬ألف نوع من النحل واليت وهو حيفر أنفاقاً يف األرض ويدعى أيضاً بنحل‬
‫أسود وأصفر وتعٌش فً مستعمرات أكثرها فً المناطق االستوائٌة وأمرٌكا ال‬
‫وهذا‬ ‫(‪)cuckoo‬‬ ‫الكوكو‬ ‫أو‬ ‫بالطفيلي‬ ‫ويسمى‬ ‫ميكن متييزها من نوع القفري والسلوك وصفاته املناجم (‪ . )mining bee‬واهل��دف من هذه‬
‫ً‬
‫النوع ليس من النوع ال��ذي يبين أعشاشا أو‬ ‫االجتماعية ومس��ات أخ��رى أساسية وإلث��راء األنفاق إيواء ذريتها حيث ختتار املناطق املظللة‬
‫تهلك كال من العامالت والذكور عند انخفاض درجات الحرارة بٌنما تنجو المل‬
‫‪145‬‬ ‫الشتوي‪.‬‬
‫السبات ‪Honey‬‬
‫‪bee‬‬ ‫حالة من‬
‫شباط ‪2011 /‬‬ ‫احلادي فً‬
‫والثالثون ‪/‬‬ ‫دخولها‬
‫خاللالعدد‬ ‫اخليالمن‬
‫العلمي ‪/‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد ‪9‬‬
‫احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪144‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫النحل قاطع األوراق والبن ّاء‬


‫أحد األشكال البدائٌة التً‬ ‫‪)leafcutter‬‬
‫وٌعتبر هذا‬ ‫منفصل‪and‬‬
‫بشكل‪mason‬‬‫وقد تبنً اإلناث فً بعض األنواع أعشاشها(‪bee‬‬
‫يبين هذ ا النحل أعشاشه يف التجاويف ويعيش‬
‫طويل لكنها تبنً‬
‫األعشاش‬‫اإلناث لسان‬
‫تتشاركبان لديها‬
‫قد ‪ .‬تتميز‬ ‫أخرى‬
‫منفرد‬ ‫استمرت فً سلوك بعض النحل ‪ .‬وفً أنواعبشكل‬
‫بؤعمال العامالت‬ ‫تقوم�و يف‬ ‫جبسدهاتجدلنقلذكورا‬
‫الطلع وه�‬ ‫واحدة كما‬
‫ملكة جمهز‬
‫خالٌاها بشكل منفصل ‪ .‬كما قد تجد أكثر منوش��ع��ر‬
‫اجتماعٌايففٌما بٌنه ‪.‬‬
‫يفيد هذا النوع‬ ‫قلٌلبطوهنا ‪.‬‬
‫التواصل‬ ‫بؤنه من‬
‫السفلية‬ ‫وتقسٌم للعمل فٌما بٌنها ‪ ,‬ولكن ٌتصؾ نحلاجلهة‬
‫العرق‬
‫تلقيح احملاصيل الزراعية ‪.‬‬

‫حنل العرق (‪)sweat bee‬‬


‫ويطلق هذا اإلسم على نوع من النحل والذي‬
‫ينجذب لألمالح اليت يفرزها عرق اإلنسان ‪.‬‬
‫يرتاوح طوهلا من (‪3‬إىل ‪ )10‬مم ‪.‬وتراها عادة‬
‫فتقول بأن هذا النوع من النحل قد مت استرياده‬ ‫املوجود يف رجليها أو يف حوصلة داخلية أشبه‬ ‫بلون أس��ود أو معدني الم��ع أو خضراء المعة‬
‫إىل الربازيل يف (‪ )1957‬ثم أطلقت بعدها يف‬ ‫باملعدة ‪.‬‬ ‫أو ص��ف��راء حناسية ‪ .‬وختتلف دورة حياهتا‬
‫الربية حيث تزاوجت مع حنل العسل األوروبي‬ ‫باختالف نوعها‪ ،‬وهي تبين معظم أعشاشها‬ ‫ربتعٌو لصفنم لكشب اهشاشعأ عاونألا ضعب ًف ثانإلا ًنبت دقو‬
‫ثم انتشرت من الربازيل إىل جنوب مشال أمريكا‬ ‫حن��ل العسل ذو األص���ول األفريقية‬ ‫األرض وبعضها يف اخلشب و ويتألف العش‬ ‫يفمتسا‬
‫إلا كراشتت دق ىرخأ عاونأ ًفو ‪ .‬لحنلا ضعب كولس ًف تر‬
‫ومسيت ذريتها بالنحل ذي األصول األفريقية‬ ‫(‪:)Africanized bee‬‬ ‫شكل جموف قد حيرسه النحل يف بعض‬ ‫منالخ‬
‫دجت امك ةدحاو ةكلم نم رثكأ دجت دق امك ‪ .‬لصفنم لكشب اهاٌ‬
‫‪.‬إهنا تشبه يف الشكل النحل األوروبي لكنها أكثر‬ ‫وجت���د ه���ذا ال��ن��وع يف أف��ري��ق��ي��ا يف ص��ح��راء‬ ‫األنواع‪.‬‬
‫اوتلا لٌلق هنؤب قرعلا لحن ؾصتٌ نكلو ‪ ,‬اهنٌب امٌف لمعلل مٌسقتو‬
‫عدائية يف الدفاع عن أعشاشها وق��د تدعى‬ ‫(صحارى) وتقول إح��دى النظريات بأهنا قد‬ ‫وقد تبين اإلن��اث يف بعض األن��واع أعشاشها‬
‫بالنحل القاتل‪ .‬ينتج هذا النوع العسل ويقوم‬ ‫هاجرت إىل مشال وجنوب أمريكا يف (‪)1956‬‬ ‫بشكل منفصل وي��ع��ت�بر ه���ذا أح���د األش��ك��ال‬
‫بتلقيح النباتات أيضاً ‪.‬‬ ‫وبقيت يف األماكن الريفية‪ .‬أما النظرية األخرى‬ ‫يبحث عن طعام بل تستخدم أعشاش وطعام البدائية اليت استمرت يف سلوك بعض النحل‬
‫يعيش بشكل ‪ .‬ويف أنواع أخرى قد تتشارك اإلناث األعشاش‬ ‫‪Green‬‬‫‪metallic‬الذي‬
‫‪ sweat‬هتاجم النحل‬ ‫‪bee‬‬
‫حنل آخر حيث‬
‫املراجع اخلاصة بالصور وباملقاالت يف املواقع اإللكرتونية‬ ‫منفرد ثم ختبئ بيوضها قبل أن يضع املضيف لكنها تبين خالياها بشكل منفصل ‪ .‬كما قد‬
‫بيضه ويغلق خليته‪ .‬ثم تنمو الصغار فوق الطعام جتد أكثر من ملكة واحدة كما جتد ذكوراً تقوم‬
‫املكدس وتقتات الريقات على الطعام بعد قتلها بأعمال العامالت وتقسيم للعمل فيما بينها ‪،‬‬
‫‪How stuff works bee anatomy‬‬ ‫‪2007 ruben pario cruz‬‬ ‫بيوض ويرقات املضيف ‪ .‬كما جيرب هذا النحل ولكن يتصف حنل العرق بأنه قليل التواصل‬
‫‪How stuff 2007‬‬ ‫‪Billy c bank‬‬ ‫العامالت على تربية بيوضها ‪ .‬أم��ا بالنسبة اجتماعياً فيما بينه ‪.‬‬
‫‪Image courtesy-Morgue files‬‬ ‫‪Sweatbee pictures‬‬ ‫ألجسامها فهي ال حتتوي على أماكن للتخزين‬
‫‪Ant ، bee and wasp insect‬‬ ‫‪- l.west/photo researchers، inc.‬‬ ‫حن���ل ال��س��ي��ل��وف��ان أو ال��ب��ول��ي��س�تر‬ ‫أو زوائد خاصة لتمشط الطلع بواسطتها ‪.‬‬
‫‪fossils gallery‬‬ ‫‪Buzzle .com‬‬ ‫(‪) cellophane or polyester bee‬‬
‫‪Lower Cretaceous wasp fossil‬‬ ‫‪New bee species discovered in‬‬ ‫ويشبه هذا النوع الدبور ويعد مثاآل على النحل‬ ‫النحل احلفار (‪)digger bee‬‬
‫‪Science news‬‬ ‫‪down town‬‬ ‫وتتميز بألسنتها الطويلة وتستطيع الطريان البدائي فلديه لسان قصري ومتشعب وجسمه‬
‫‪eeb taews cillatem neerG‬‬
‫‪Trapswap.co.uk‬‬ ‫‪Two studies on bee evolution‬‬ ‫بسرعة شديدة ‪ .‬وهي تعيش إما بشكل منفصل يكاد خيلو من الشعر تقريباً ‪ .‬يبين هذا النحل‬
‫‪webmaster@landcare.cri.nz‬‬ ‫‪reveal surprises‬‬ ‫أو مع مجاعات ‪ .‬وحتمل املناطق املشعرة يف أعشاشه وخالياه الريقانية على شكل أنفاق‬
‫‪E-how.com‬‬ ‫‪Image courtesy of cornell‬‬ ‫أجسامها الطلع أي يف املنطقة القريبة من من خ�لال إفرازها مل��ادة تصبح صلبة كغشاء‬
‫‪Robert lord zimlich‬‬ ‫‪university‬‬ ‫السيلوفان ‪ .‬وحتمل بذور الطلع إما يف الشعر‬ ‫األرجل اخللفية ‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪147‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪146‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫النباتات أو احليوانات األخ��رى لكي تقتات‪.‬‬


‫واحليوانات آكلة اللحوم‪ ،‬مثل األسود‪ ،‬هلا خمالب‬
‫وأسنان حادة لتمزيق فريستها وإقتطاع حلومها‬
‫حركة احليوانات ‪:‬‬
‫رمبا كان أوضح فرق بني احليوان والنبات هو‬
‫أن باستطاعة احل��ي��وان��ات التحرك والتنقل‪،‬‬
‫خصائص الحيوان‬
‫لغذائها‪ ،‬كذلك الطيور الكواسر‪ ،‬فإن مناقريها‬ ‫بينما يبقى النبات مسمرا يف مكانه‪ .‬هناك‬
‫ح���ادة ت��ق��وم م��ق��ام أن��ي��اب احل��ي��وان‪ .‬وغالبية‬ ‫أنواع ميكن ان تستثنى من هذا التعريف‪ ،‬مثالً‪،‬‬ ‫ممدوح حبق‬
‫احليوانات تعتمد على األعشاب والنباتات يف‬ ‫احل��ي��وان��ات البحرية القشرية الصغرية اليت‬
‫غذائها‪ .‬وأكل النباتات صعب اهلضم وجيب ان‬ ‫تعلق يف قعر السفينة وال تتحرك من مكاهنا‪،‬‬
‫ميضغ جيدا‪ .‬فاحليوانات الضخمة‪ ،‬مثل الفيلة‪،‬‬ ‫وأن��واع أخرى من هالميات البحر تعتمد على‬ ‫تشمل مملكة احليوان مئات األل��وف من أن��واع املخلوقات ‪ ،‬ت��راوح يف احلجم‬
‫هلا صفوف طويلة من األسنان القوية متضغ هبا‬ ‫تيارات املياه لتنقلها من مكان إىل آخر‪ .‬كثري من‬ ‫بني املخلوقات ذوات اخللية الواحدة امليكروسكوبية احلجم إىل احلوت األزرق‬
‫أكلها وتطحنه جيداً‪ .‬وبعض احليوانات تفرز‬ ‫احليوانات تستطيع السباحة إال أهنا ال تسبح‬ ‫يف الطرف اآلخ��ر ‪ .‬وتوجد احليوانات يف كل البيئات واألصقاع ‪ ،‬من قعر‬
‫طعامها بعد هضمه يف املعدة‪ ،‬ولكن النباتات‬ ‫كلها بالطريقة نفسها‪ .‬فاألمساك واحليتان‬ ‫احمليط السحيق إىل قمم اجلبال العالية ‪ ،‬ومن الصحارى احملرقة إىل جماهل‬
‫ال تفعل ذلك‪.‬‬ ‫تدفع نفسها إىل األم��ام بقوة أذن��اهب��ا‪ .‬وبعض‬ ‫القطب املتجمدة‪ .‬وعلى مر ماليني السنيني طور كل نوع من احليوانات طريقة‬
‫‪ ‬‬ ‫األمساك واملخلوقات البحرية الصغرية تتحرك‬ ‫معيشته لتناسب البيئة اليت يعيش فيها ‪ ،‬لذلك جند هذه التشكيلة املنوعة‬
‫احلواس ‪:‬‬ ‫عندما تلوّح بأنواع من «اجل��ف��ون» أو الشعور‬ ‫املدهشة ضمن مملكة احليوان ‪ ،‬ومع أنه قد تبدو فروقات كبرية يف أشكال بعض‬
‫جلميع الكائنات احلية ردود فعل جتاه أي تغري‬ ‫املتدلية‪ .‬وبعض احليوانات تستطيع الطريان‪.‬‬ ‫احليوانات إال أهنا تكون حائزة على خصائص متماثلة احيانا مما يصنفها يف‬
‫يف البيئة حوهلا‪ ،‬ولكن للحيوان إحساس أدق‬ ‫مجيع أنواع احلشرات املعروفة تقريباً تستطيع‬ ‫عداد احليوانات وليس النباتات ‪.‬‬
‫وأرهف هبذه التغريات‪ .‬والسبب هو أن احليوان‬ ‫ال��ط�يران‪ ،‬وكذلك أكثرية الطيور‪ .‬اخلفافيش‬
‫يتمتع ب���أدوات ح��واس مطورة إىل حد بعيد‪،‬‬ ‫هي الثدييات الوحيدة اليت هلا أجنحة حقيقية‬
‫وأكثر احليوانات تستطيع أن ترى وتسمع وتشم‬ ‫وتستطيع ال��ط�يران‪ ،‬ولكن أه��ون ال��ط��رق اليت‬
‫وحت��س وت��ت��ذوق‪ ،‬وخيتلف تطور كل من هذه‬ ‫يتحرك احليوان فيها هي املشي‪ .‬والفقاريات‬
‫احلواس بإختالف احليوانات‪ ،‬مثالً‪ ،‬للحشرات‬ ‫املتطورة (اليت هلا سلسلة فقرية ) لديها عادة‬
‫حاسة بصر دقيقة ج���داً‪ ،‬بينما ال تستطيع‬ ‫عضالت قوية يف رجليها مناسبة متاماً للمشي‪.‬‬
‫اخلفافيش أن ترى جيداً وللتعويض عن ذلك‬ ‫أما القوازب فأرجلها أقل مهارة للتنقل على‬
‫تتمتع اخلفافيش حب��اس��ة مس��ع مرهفة إىل‬ ‫األرض‪ .‬فالضفادع ال تستطيع املشي لكنها‬
‫درجة هائلة‪ ،‬وبإمكاهنا تلمس طريقها يف اهلواء‬ ‫بارعة يف القفز بواسطة رجليها اخللفيتني‬
‫باإلستماع إىل صدى أصواهتا الزاعقة‪.‬‬ ‫الطويلتني‪ ،‬والبزاقات والزحافات ال أطراف‬
‫هلا‪ ،‬وإمنا له رجل واح��دة حلمية تشد نفسها‬
‫كيف تتصرف احليوانات‬ ‫على األرض بواسطتها‪ .‬كثري من احليوانات‬
‫‪ ‬الدفاع واهلجوم ‪:‬‬ ‫متلك ع��دة مهارات يف جم��ال التحرك ‪ :‬مثال‬
‫كل حيوان له طريقة ما للدفاع عن نفسه‪ ،‬وكل‬ ‫بإستطاعة البط أن يسبح ويطري وميشي‪ ،‬على‬
‫نوع طور سلوكاً خاصاً وأساليب تساعده التقاء‬ ‫هواه‪.‬‬
‫أعدائه‪ ،‬فكثري من احليوانات تستخدم التمويه‬ ‫‪ ‬‬
‫يف ألوان جلدها لكي تنسجم مع ما حييط هبا‬ ‫التغذية ‪:‬‬
‫فال تظهر‪ .‬وغريها له ألوان قوية متضاربة‪ ،‬مثل‬ ‫ختتلف طريقة ال��غ��ذاء أي��ض�اً ب�ين احليوانات‬
‫اخلطوط السوداء على مسكة «املالك»‬ ‫والنبات‪ .‬فالنباتات اخلضراء تصنع طعامها‬
‫ف��ه��ذا ال��ت��ن��اق��ض مي���وه ش��ك��ل السمكة‬ ‫بنفسها‪ ،‬بينما احل��ي��وان��ات مضطرة إىل أكل‬

‫‪149‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪148‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫إىل اللون الشتوي األبيض‪ .‬فهذه األن��واع قد‬ ‫احلقيقي ويزيد من صعوبة رؤيتها ومثة أنواع‬
‫طورت لنفسها «التلون الدفاعي»‪ .‬ولكي تصبح‬ ‫أخرى من احليوانات تستطيع حماكاة وتقليد‬
‫أقل ظهوراً يف الثلوج فهي تفقد ألوان «التخفي‬ ‫حميطها أو جزء منه حبيث يصبح شكلها مشاهباً‬
‫الصيفية « ويصبح لوهنا أبيض يف أشهر الشتاء‪.‬‬ ‫لقطعة مجاد‪ .‬كذلك متكنت بعض األن��واع من‬
‫ويف املناطق القطبية تظل بعض احليوانات‬ ‫تطوير وسائل دفاعها‪ ،‬وهي تستعملها للدفاع‬
‫بيضاء اللون على مر النسة‪ ،‬مثل الدب القطيب‬ ‫كما تستعملها للهجوم على أعدائها‪ .‬وتوجد‬
‫األبيض وبومة الثلوج واحلوت الدلفني الضخم‪.‬‬ ‫أن��واع متعددة تنتج السم لتحمي نفسها من‬
‫‪ ‬‬ ‫أعدائها‪ ،‬وهذه األنواع تكون عادة براقة األلوان‬
‫التنكر ‪:‬‬ ‫بتصاميم تنذر باخلطر‪.‬‬
‫ك��ث�ير م��ن احل��ي��وان��ات‪ ،‬خ��ص��وص��ا احل��ش��رات‪،‬‬ ‫‪ ‬‬
‫طورت أزياء حمرية من التنكر‪ .‬فثمة عدد كبري‬ ‫أشكال الرقش والتلوين ‪:‬‬
‫من احل��ش��رات يظهر كأنه قطعة من النبات‬ ‫يلعب رقش احليوانات وألواهنا دوراً هاماً يف‬
‫ال��ذي يعيش عليه‪ ،‬بعضها يبدو كأنه أملود‪،‬‬ ‫مساعدهتا على محاية نفسها‪ .‬فبعض الرقشات‬
‫بينما يبدو البعض اآلخر كأنه زهور أو أوراق أو‬ ‫ختتلط م��ع م��ا حواليها م��ن أل���وان طبيعية‪،‬‬
‫أشواك‪ .‬وهناك أنواع مثلمة الشكل تظهر كأهنا‬ ‫ونسميها «أل��وان التخفي» فيعجز عدوها عن‬
‫أوراق شجر قضمها حشرة أخرى‪.‬‬ ‫متييزها فتسلم‪ .‬مثاالً على ذلك بعض أنواع‬
‫‪ ‬‬ ‫السمك‪   ،‬وألوان العظايات والطيور‪ ،‬من اليت‬
‫الفهد الصياد‪.‬‬ ‫بالطريان‪ .‬وهناك أن���واع‪ ،‬خاصة ال�تي متتلك‬
‫األسلحة ووسائل الدفاع ‪:‬‬ ‫يشابه لون ريشها ألوان املناطق الرملية حيث‬
‫‪  ‬‬ ‫أل��وان �اً متويهية أو أش��ك��االً تنسجم مع بيئتها‬
‫كثري من احليوانات الضخمة متلك أسلحة‪،‬‬ ‫تتكاثر‪.‬‬
‫اجملتمعات املعيشية ‪:‬‬ ‫وختفيها عن املالحظة‪ ،‬تظل عادة قابعة مكاهنا‬
‫إم��ا بشكل أسنان ح��ادة أو خمالب أو ق��رون‪.‬‬ ‫‪ ‬‬
‫الصلة املعقدة ب�ين النبات واحل��ي��وان تسمى‬ ‫دون أي ح��راك على أم��ل ان ال يراها عدوها‬
‫واحل��ي��وان��ات ذات األظ�ل�اف غالباً م��ا تعيش‬ ‫التغري السريع ‪:‬‬
‫العالقة البيئية‪ .‬ويقرر املناخ واحمليط الطبيعي‬ ‫امل��ه��اج��م‪ .‬وب��ع��ض األن���واع جتعل نفسها تبدو‬
‫قطعاناً كبرية‪ ،‬ويكون عادة قائد قوي لكل قطيع‪،‬‬ ‫تستطيع بعض احليوانات تغيري لوهنا بسرعة‪،‬‬
‫إىل حد كبري هذه العالقة البيئية‪ .‬ففي كل جمتمع‬ ‫أكرب من حجمها الطبيعي لتخيف مهامجيها‪.‬‬
‫فهو كثرياً ما حيتاج إىل منازلة غريه من الفحول‬ ‫وأحسن مثال على ذلك احلرباء اليت تستطيع‬
‫يوجد ت��راب��ط معقد ب�ين النبات واحليوانات‬ ‫فالضفدع الشجري ينفخ جسمه ويقف على‬
‫على قيادة القطيع‪ ،‬لذللك يكون عادة أقواهم‪.‬‬ ‫أن تغري لوهنا من أخضر إىل بين إىل لون داكن‬
‫وغري ذلك من األجهزة‪ .‬فاحليوانات والنباتات‬ ‫رجليه اخللفيتني‪ ،‬وذلك لكي يبدو أكرب من أن‬
‫وم��ع أن احل��ي��وان��ات ذوات ال��ق��رون أو الشعب‬ ‫أو فاتح بغضون دقائق م��ع��دودة‪ ... .‬وهكذا‬
‫تعتمد الواحدة على األخ��رى للغذاء‪ .‬فالنبات‬ ‫يستطيع ثعبان العشب أن يبتلعه‪ .‬وأنواع غريها‬
‫تستعملها عادة ملظاهر الرجولة وللمقارعات‬ ‫تستطيع احلرباء أن تنسجم مع أي نوع حييط‬
‫حيول الطاقة الشمسية إىل نشا وسكر وتأتي‬ ‫مثل القنافذ وكبابات الشوك مثال تلتف حول‬
‫يف مواسم ال��ت��زاوج‪ ،‬إال أهن��ا تعتمد عليها يف‬ ‫هبا ساعة اخلطر‪ .‬ومن أفضل األمثلة وأشدها‬
‫احليوانات الراعية فتأكل النبات واألعشاب‪ ،‬ثم‬ ‫نفسها فيصبح جسمها بشكل ك��رة حماطة‬
‫ال��دف��اع ض��د أع��دائ��ه��ا‪ .‬واحل��ي��وان��ات املفرتسة‬ ‫تأثرياً كذلك األخطبوط ال��ذي يستطيع تغيري‬
‫تأتي احليوانات آكلة اللحوم فتأكل احليوانات‬ ‫ب���األش���واك‪ .‬وه��ن��اك ح��ي��وان��ات ت��ت��م��اوت‪ ،‬أي‬
‫أمثال القطط الكبرية‪ ،‬كاألسود والنمور والفهود‬ ‫لونه من أصفر باهت إىل أمحر غامق مبدة ثوان‬
‫الراعية‪ .‬وبقايا احليوانات والنباتات وخملفاهتا‬ ‫تتظاهر كأهنا ميتة‪.‬‬
‫وال��ك�لاب وال��ذئ��اب وغريها تستخدم أسناهنا‬ ‫معدودة إذا أخافه شيء ما‪ ،‬ثم يطلق سحابة من‬
‫تبقى ملقاة على األرض حيث تنحل وترجع إىل‬ ‫‪ ‬‬
‫احلادة للعض‪.‬‬ ‫احلرب األسود ويعود إىل لونه الطبيعي يف ثوان‬
‫عناصرها البسيطة‪ ،‬وباإلختالط مع املعادن‬ ‫أساليب الصيد ‪:‬‬
‫‪ ‬‬ ‫وينطلق طلباً للنجاة‪.‬‬
‫وغري ذلك من أنواع اجلماد‪ ،‬يستخدمها النبات‬ ‫ولكي ينجح يف مقصده جي��ب على احليوان‬
‫السلوك ‪:‬‬ ‫‪ ‬‬
‫لكي ينمو جم��دداً‪ .‬وه��ذه ال��دورة تعرف بإسم‬ ‫امل��ف�ترس ان يفاجئ فريسته على ح�ين غ��رة‪.‬‬
‫أكثر ط��رق الدفاع شيوعاً هي بالبقاء ضمن‬ ‫التغريات املومسية ‪:‬‬
‫(( سلسلة الغذاء))‪ .‬وعندما تكون احليوانات‬ ‫وقد طورت احليوانات املفرتسة أساليب عديدة‬
‫قطيع كبري‪ .‬وتلجأ بعض احليوانات إىل اهلرب‬ ‫احليوانات اليت تعيش يف املناطق دون القطبية‬
‫والنباتات قسما من عمليات وسالسل‬ ‫للصيد‪ .‬فمنها م��ن يتصيد مج��اع��ات‪ ،‬مثل‬
‫من اخلطر إما بالسباحة أو بالعدو السريع أو‬ ‫قد تغري ألواهنا من البين أو الرمادي الصيفي‬
‫غ����ذاء م��ع��ق��دة ن��دع��وه��ا (( اإلش��ت�راك‬ ‫ال��ذئ��اب والبعض اآلخ��ر يتصيد مبفرده مثل‬

‫‪151‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪150‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫الطريقة‪ ،‬فتنقسم إىل قسمني متشاهبني متاماً‬ ‫وقد تكون اجملموعات صغرية تضم الوالدين‬
‫عندما تصري بالغة وهذه الطريقة يف التكاثر‬ ‫واألوالد أو جمموعات كبرية تضم ع��دة إناث‬
‫تعين أن احليوانات تكون مجيعها متشاهبه‪ ،‬وكل‬ ‫للتوليد‪ ،‬وهذه األجناس اليت تعيش جمموعات‬
‫بالغ منها يستطيع أن ينتج اثنني على شاكلته‬ ‫تفرق بني الذكور واإلن��اث‪ ،‬والتزاوج ال يتم إال‬
‫حيالن حمله‪.‬‬ ‫يف م��ومس��ه‪ .‬وتتبع ه��ذه اجمل��م��وع��ات نظاماً‬
‫‪ ‬‬ ‫إجتماعياً صارماً‪ ،‬فيكون هناك ذكر مسيطر‬
‫التوالد اجلنسي أو التناسلي ‪:‬‬ ‫وعدد من اإلناث حتت تصرفه‪ .‬والذكور البالغة‬
‫األسلوب األكثر شيوعا هو التوالد اجلنسي‪.‬‬ ‫تتنازع عادة على مركز السيطرة‪ ،‬وهذا يعين‬
‫وهذا يتطلب خليتني تتحدان معا ً ‪ ،‬إذ إن كل خلية‬ ‫بالنتيجة أن أق��وى الذكور هم الذين يقومون‬
‫حتتوي على نصف املواد الوراثية الالزمة إلنتاج‬ ‫بتلقيح اإلناث‪ ،‬ألهنم مرجحون ألن يكونوا أكثر‬
‫نسل جديد‪ .‬إحدى اخلليتني اكرب من األخرى‬ ‫إنتاجاً للذرية‪ .‬ومجيع األفراد من جنس واحد‬
‫وال حاجة هلا للتحرك وهي خلية البويضة أما‬ ‫الذين يعيشون ضمن اجملتمع الواحد يدعون‬
‫اخللية األخرى فأصغر بكثري‪ ،‬وهلا ذنب طويل‬ ‫((السكان)) وكثري من احليوانات تعيش عيشة‬
‫كالسوط وهذه هي اجلرثومة املنوية‪ .‬البويضة‬ ‫إنفرادية وال جتتمع إال يف مواسم التزاوج‪.‬‬
‫تفرزها أنثى احل��ي��وان‪ ،‬واجلراثيم املنوية من‬ ‫‪ ‬‬
‫ال��ذك��ر‪ .‬وعندما تتحد البويضة واجلرثومة‬ ‫البقاء سوية ‪:‬‬
‫املنوية جتتمع العناصر الوراثية خصائص من‬ ‫ً‬
‫بعض أن���واع ((ال��س��ك��ان)) يعيشون م��ع�ا أكثر‬
‫األم واألب‪ .‬بعض احليوانات تستعمل الطريقتني‬ ‫الوقت‪ .‬وأن��واع عديدة من الطيور والثدييات‬
‫أع�ل�اه يف ال��ت��ن��اس��ل ف��امل��رج��ان وأش��ب��اه��ه من‬ ‫الظلفية وال��س��م��ك وج����دا أن ال��ب��ق��اء سوية‬
‫املخلوقات املائية تتواتر بني أطوار الالنزواجية‬ ‫واإللتفاف ضمن القطيع هو وسيلة دفاع فعالة‬
‫واجلنسية يف دروهت��ا احلياتية‪ .‬وأثناء التطور‬ ‫ضد احليوانات املفرتسة وه��ذه اجلماعات او‬
‫ال�لان��زوج��ي ينتج احل��ي��وان (( ب��رع��م��ا)) على‬ ‫القطعان تتحرك على ال��دوام وتظل يف حالة‬ ‫من التنظيم‪ ، ‬وبني غالبية هذه املستويات يوجد‬ ‫ال��غ��ذائ��ي ))‪ ،‬وه���ذا ب���دورة ي��ك��ون أس���اس بناء‬
‫ج��ان��ب الكتلة امل��ك��ون��ة‪ ،‬ويصبح ه��ذا الربعم‬ ‫تغري على أن احليوانات املفرتسة تتبعها أينما‬ ‫نظام إجتماعي صارم إىل حد ما‪ ،‬وحيافظ على‬ ‫اجملتمع املعيشي‪.‬‬
‫خملوقا إضافيا‪ .‬وقد تصبح هذه املخلوقات‬ ‫رحلت لكي تظل ((سلسلة الغذاء)) متواصلة‪.‬‬ ‫هذا النظام الصارم صراع مستمر بني أفراد كل‬ ‫‪ ‬‬
‫اإلضافية مستعمرة قائمة بذاهتا‪ .‬أما يف الطور‬ ‫ومثة أنواع عديدة من املخلوقات طورت لنفسها‪ ‬‬ ‫مجاعة‪.‬‬ ‫املنافسة ‪:‬‬
‫التناسلي اجلنسي فهي تطلق خملوقات هالمية‬ ‫أساليب جمتمعية معقدة‪ .‬وب�ين ه��ذه األن��واع‬ ‫‪ ‬‬ ‫اإلشرتاك الغذائي مكون من نباتات وحيوانات‬
‫حتمل بويضات وجراثيم منوية تتحد يف املاء‬ ‫النحل والنمل وثدييات مثل األرانب واإلنسان‬ ‫املخلوقات املنفردة ‪:‬‬ ‫تتنافس على مستويات خمتلفة‪ .‬فالنباتات‬
‫وتصبح يرقانات تنمو وتتحول إىل خملوقات‬ ‫نفسه‪.‬‬ ‫النباتات ال تعترب عادة أهنا تعيش كجماعات‪،‬‬ ‫تتنافس للوصول إىل مكان حتصل فيه على نور‬
‫جديدة‪ .‬ديدان الرتاب والبزاق وأمثاهلا خنثوية‪،‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫إال أهنا هامة جداً يف بناء اجملتمعات‪ .‬فبصفتها‬ ‫الشمس‪ ،‬كما تتنافس للحصول على املواد اخلام‬
‫أي حتمل كل واحدة منها أعضاء تناسلية أنثوية‬ ‫البحث عن الزوج ‪ :‬‬ ‫خملوقات منفردة توفر األشجار مأوى ومصدر‬ ‫كاملاء واملعادن اليت حتتاجها للنمو‪ .‬واحليوانات‬
‫وذكرية ميكنها أن تنتج بويضات وجراثيم منوية‬ ‫مجيع الكائنات احلية تتزاوج وتتوالد إذا أرادت أن‬ ‫غذاء لنباتات وحيوانات أخرى‪.‬‬ ‫آكلة األعشاب تتنافس على النباتات واألعشاب‬
‫وأي حيوانني بالغني منهم ميكن أن تتوالد‪.‬‬ ‫تبقى على وجه األرض‪ .‬وهناك نوعان أساسيان‬ ‫وبعض احليوانات‪ ،‬مثل الزاق واألفاعي تعيش‬ ‫اليت ترعها وتتغذى هبا‪ ،‬وآكالت اللحوم تتنافس‬
‫‪ ‬‬ ‫من التوالد والتكاثر ‪ :‬التوالد اللنزواجي والتوالد‬ ‫حياة منفردة كذلك‪.‬‬ ‫على احليوانات األخرى اليت تقتات عليها‪.‬‬
‫املغازلة ‪:‬‬ ‫اجلنسي‪ ،‬أو التناسلي‪ .‬التوالد الالنزواجي يعين‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫كثري م��ن احل��ي��وان��ات ت��ت��زاوج فقط يف‬ ‫أن احل��ي��وان ال حيتاج إىل البحث عن زوج‪  .‬‬ ‫اجلماعات العائلية ‪:‬‬ ‫البناء اجملتمعي ‪:‬‬
‫أوق��ات معينة من السنة حينما جتتمع‬ ‫فكثري من أجناس اخللية الواحدة تتكاثر هبذه‬ ‫كثري من احليوانات تعيش يف جمموعات عائلية‪.‬‬ ‫اجملتمع املعيشي مكون من مستويات خمتلفة‬

‫‪153‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪152‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫فاحليوانات القصرية العمر قد ال تكرس أي‬ ‫ويف أحيان كثرية تتبع احليوانات طرقا معقدة‬
‫وقت هلذا األمر‪ ،‬كذلك عدد املواليد قد يؤثر‬ ‫يف املغازلة‪ .‬الذكور عادة تتنافس على اإلناث‪،‬‬
‫على مقدار العناية ونوعيتها‪ .‬فاحليوانات اليت‬ ‫وكثريا ما تكون الذكور أكرب حجما وأكثر ألوانا‬
‫تضع أعدادا كبرية من املواليد كل سنة تصرف‬ ‫من اإلناث‪ ،‬فالطاووس الذكر جير ذنبا طويال‬
‫وقتا أقل بكثري للعناية مبواليدها‪.‬‬ ‫من الريش امللون‪ ،‬يفتحه بشكل مروحة جذابة‬
‫‪ ‬‬ ‫عندما يريد ان يلفت نظر األنثى‪ ،‬اليت تكون‬
‫القليل أو الكثري ‪:‬‬ ‫أق��ل هبرجة منه‪ .‬وتستعمل احليوانات كذلك‬
‫قد ترتك احليوانات بيوضها يف أوقات خمتلفة‬ ‫أصواتا خمتلفة إلستمالة أزواجها‪ .‬فالضفادع‬
‫من التطور‪ .‬فبيض العديد من حيوانات البحر‬ ‫تنق والعصافري تغرد‪.‬‬
‫واملاء العذب ترتك لتفقس بدون أي اهتمام أو‬ ‫وبعض احليوانات تلجأ أحيانا إىل إطالق روائح‬
‫عناية من األهل‪ .‬وقد تضع األنثى آالف البيوض‬ ‫خاصة إلجتذاب أزواج فالروائح اليت تطلقها‬
‫يف كل موسم تزاوج‪ .‬وأكثر هذه البيوض تذهب‬ ‫بعض احل��ش��رات تصل إىل م��س��اف��ات بعيدة‬
‫غ��ذاء حليوانات تقتات هبا وم��ا يتبقى عليها‬ ‫حيث تستنشقها األزواج العتيدة وتسارع إىل‬
‫أن تتنافس لكي تظل على قيد احلياة ولكن‬ ‫تلبية النداء‪ .‬كذلك العديد من الثدييات تصدر‬
‫إنتاج ه��ذه اآلالف من البيوض يؤمن وصول‬ ‫عنها روائح خاصة يف مواسم التلقيح والتزاوج‬
‫بعضها على األق��ل إىل سن البلوغ‪ .‬وكلما زاد‬ ‫وهذه الروائح تصدر عن الذكور وعن اإلناث‪،‬‬
‫وحتسن تطور املخلوق اجلديد عند والدته زادت‬ ‫وتعين غالبا أن احليوانات حاضرة للتزاوج‪ .‬أكثر‬
‫إمكانيات بقائه وقدرته على بلوغ سن النضج‪.‬‬ ‫احليوانات تلجأ غلى أساليب خاصة للتزاوج‪،‬‬
‫واحل��ي��وان��ات ال�تي تنتج بعض امل��وال��ي��د فقط‬ ‫مع تغيري ألواهنا أو إصدار روائح خاصة‪ ،‬مقرونة‬
‫تستطيع ان توىل عناية أكرب لكل منها‪ .‬فاألهل‬ ‫بسلوك خاص هلذه املناسبات قود يكون هناك‬
‫قادرون على تأمني قدر معني من الغذاء‪ ،‬وإذا‬ ‫((مشية )) أو رقصة‪ ،‬أو مبارزة بني ذكرين تكون‬
‫قل عدد الصغار زادت كمية الغذاء لكل منها‪.‬‬ ‫فيها اإلناث من حظ الفائز‪ .‬ومثة أسباب عديدة‬
‫والعناية الطويلة تعين ع��ادة إق�لاال يف عدد‬ ‫للمغازلة فهي تبني أيا من احليوانات قد بلغ‬
‫البيض فيخرج الصغار منه فيحمل الولدان‬ ‫واألن��ث��ى تضع البيض يف ((حقيبة)) خاصة‬ ‫املواليد ولكن إمكانية بلوغ هذه املواليد عمر‬ ‫أشده وأصبح مستعدا للتزاوج‪ ،‬كما تبني قدرته‬
‫الصغار يف شدقيهما الواسعني وينقالهنما إىل‬ ‫ب��ذل��ك ل��دى ال���زوج فتلوى ه��و مح��ل البيوض‬ ‫النضوج تكون أكرب وأفضل‪ .‬والبيئة كذلك قد‬ ‫اجلسدية على ذلك وأكرب فوائد املغازلة رمبا‬
‫منطقة احلضانة قرب النهر وقد تظل عائلة‬ ‫بينما ت��ت��ط��ور‪ .‬وع��ن��دم��ا ((ي��ف��ق��س)) البيض‬ ‫تؤثر على ع��دد املواليد ففي املناطق الباردة‬ ‫كانت لتشجيع التزاوج والتناسل‪ .‬ولدى العناكب‬
‫متساح النيل معا حلوايل سنة كاملة والطريقة‬ ‫تنفتح ((احلقيبة)) وخي��رج الصغار ساحبني‪.‬‬ ‫حيث ظروف احلياة صعبة والغذاء غري متوفر‬ ‫وف��رس النيب ((‪ ))Praying Mantis‬من‬
‫اليت يتصرف فيها الصغار جتعل األهل يؤمنون‬ ‫واحل��ي��وان��ات ال�تي ط��ورت أساليبها املعيشية‬ ‫بسهولة جند أن احليوانات تضع أعدادا قليلة‬ ‫الضروري جدا أن يتبع الذكر أساليب املغازلة‬
‫الطعام والعناية‪.‬‬ ‫اإلجتماعية تعتين عناية كبرية برتبية صغارها‪.‬‬ ‫من املواليد وغالبا ما تكتفي بواحد فقط كل‬ ‫الصحيحة‪ ،‬وإال فقد ختطيء األنثى وتظن أنه‬
‫‪ ‬‬ ‫فأنثى متساح النيل تضع بيوضها يف حفرة يف‬ ‫موسم‪ .‬فهي حتتاج إىل الكثري من العناية‪ ،‬إال‬ ‫إحدى فرائسها وتأكله !‬
‫املستعمرات ‪:‬‬ ‫رمال الشاطئ‪ ،‬فوق مستوى ماء النهر‪ ،‬فتتطور‬ ‫أهن��ا تنمو بسرعة ويف بعض أجناس السمك‬ ‫‪ ‬‬
‫بعض مجاعات احلشرات مثل الزنابري والنحل‬ ‫البيوض على حرارة مستقرة إىل حد ما بسبب‬ ‫يلعب ال��ذك��ر دورا هاما يف العناية بالبيض‬ ‫العناية بالصغار ‪:‬‬
‫ط��ورت أنظمة إجتماعية معقدة ج��دا‪ .‬فهي‬ ‫ك��وهن��ا م��ط��م��ورة ب��ال��رم��ل‪ .‬وع��ن��دم��ا ت��وش��ك أن‬ ‫ومحايته‪.‬‬ ‫السبب يف عناية األهل بالصغار هو للتأكيد من‬
‫تعيش يف مستعمرات وك��ل أف���راد املستعمرة‬ ‫تفقس تصرخ التماسيح الصغرية منادية من‪ ‬‬ ‫فالذكر يف بعض األن��واع يبين عشا تضع فيه‬ ‫أن بعض املواليد تعيش حتى تبلغ سن النضوج‪،‬‬
‫ي��ك��ون��ون ع���ادة م��ن ن��س��ل ملكة واح���دة‬ ‫داخل البيضة وصراخها يسمعه الوالدان على‬ ‫األنثى بيوضها‪ ،‬وبعد إخصاهبا يتوىل الذكر‬ ‫وال تكرس كل احليوانات نفس اجلهد والعناية‬
‫جبارة وزوج��ه��ا‪ .‬والبيوض ال�تي تضعها‬ ‫بعد بضعة أمتار فتحفر األم الرمل وتنبش‬ ‫محايتها‪ ،‬وحصان البحر الذكر يعين بالصغار‬ ‫لصغارها‪ ،‬إذ إن ذلك يتوقف على عوامل عديدة‪.‬‬

‫‪155‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪154‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫الصدفية‪.‬‬ ‫باللحوم‪ ،‬والبعض اآلخر يأكل اإلثنني واحليوانات‬


‫وبني احليوانات العليا مثل السمك والقوازب‬ ‫اليت تأكل اجليف والفضالت تسمى احليوانات‬
‫والزواحف والطيور إال أن بعض هذه املخلوقات‬ ‫القمامة‪ .‬ومي��ر ال��غ��ذاء ع�بر ال��ف��م إىل جمرى‬
‫حتتفظ بالبيض داخل جسمها حتى يقرتب ميعاد‬ ‫الطعام حيث يطحن ويهضم وينتشر يف اجلسم‬
‫فقسها فتضعها بعد ذلك‪ .‬إن أكثر احليوانات‬ ‫بواسطة الدورة الدموية وخيزن الطعام يف جسم‬
‫تنمو لتصبح مشاهبة لوالديها فاحلشرات متر‬ ‫احليوان كي ينمو ويقوم بإحتياجاته‪ .‬والقوة‬
‫يف أطوار يرقانات قبل ان تنمو وتتغري‪ .‬كذلك‬ ‫اليت تتطلبها أسباب العيش واحلركة تأتي من‬
‫القوازب ( الربمائيات) متر يف أط��وار متعددة‬ ‫الغذاء‪ ،‬وحترق يف اجلسم بواسطة األكسجني‪.‬‬
‫قبل أن تصبح ضفدعة‪ .‬واحل��ي��وان��ات الدنيا‬ ‫واألكسجني غاز موجود يف املاء واهلواء‪ ،‬يدخل‬
‫تبيض أعداداً كبرية ألن قليالً منها يسلم حتى‬ ‫إىل رئات احليوانات بواسطة التنفس أو تأخذه‬
‫يكتمل نوه‪ .‬فعلى الصغار أن يتدبروا أمورهم‬ ‫األمساك بطريق خياشيمها‪ .‬وأهم عمل يقوم‬
‫بأنفسهم‪ .‬وتستطيع احلشرة أن تضع آالف‬ ‫به احليوان هو التوالد‪ ،‬وحياة كل حيوان تبلغ‬
‫ال��ب��ض وك��ذل��ك األمس���اك ويف ك��ل كتلة بيض‬ ‫هنايتها ونتيجة لذلك فمن ال��واج��ب عليه أن‬
‫تضعها الضفدع هناك أكثر من ‪ 4000‬بيضة‪.‬‬ ‫يتوالد وإال إنقرض جنسه‪.‬‬
‫الطيور والثدييات ذوات عائالت أصغر بكثري‬ ‫‪ ‬‬
‫وللتأكد من أن بعضها يكمل منوه تعطى البيوض‬ ‫احليوانات ذات اخللية الواحدة ‪:‬‬
‫بعض احلماية مثالً تضع أنثى الطري بيضعها يف‬ ‫أكثر احليوانات بساطة هي الربزويات‪ ،‬أو ذوات‬
‫عش تبنيه ألجل صغارها وتتوىل إطعام الصغار‬ ‫اخللية الواحدة وأحد هذه األنواع يعيش يف برك‬
‫ريثما تستطيع مغادرة العش والثدييات ترضع‬ ‫املياه ويسمى (( األميبا))‪ ،‬وتنتقل بني النباتات‬
‫صغارها من حليب األم وتعتين هبا مدة طويلة‬ ‫املائية بطريقة دفع قسم من جسمها الصغري‬
‫بعد والدهتا‪.‬‬ ‫ول��ك��ي ت��ت��غ��ذى ت��ل��ف جسمها ح���ول فريستها‬
‫‪ ‬‬ ‫وختلق فراغاً يف الوسط يكون مبثابة معدة‪،‬‬
‫سلوك احليوانات ‪:‬‬ ‫فتهضم األك��ل فيه ومتتصه ويتخلص اجلسم‬ ‫كلما أحس باخلطر يتهدده‪.‬‬ ‫امل��ل��ك��ة تنتج ع��م��اال غ�ير خمصبني بعض‬
‫أك��ث��ر تصرفات احل��ي��وان��ات حتكمها الغريزة‬ ‫من النفايات من وق��ت آلخ��ر‪ .‬األمبيا ال ترى‬ ‫‪ ‬‬ ‫العمال تبين العش وتنظفه والبعض اآلخر‬
‫ف��ب��إس��ت��ط��اع��ة ال��ع��ن��ك��ب��وت أن ت��ن��س��ج م��أواه��ا‬ ‫بل حتس مبا حوهلا وتبتعد عن النور الساطع‬ ‫األسبات والدورات احلياتية ‪:‬‬ ‫تعتين بالبيوض وبالغذاء‪ .‬أما احليوانات‬
‫والعصفور أن يبين عشه دون أن يعلمه أحد‬ ‫ولكي تتكاثر فإهنا تنقسم إىل قسمني والقسمني‬ ‫ختتلف ع��ادات احليوانات ودوراهت��ا احلياتية‬ ‫األك��ث��ر ضخامة‪ ،‬كالعديد م��ن الثدييات‬
‫ذلك‪ ،‬وطري الوقواق الصغري يستطيع ان جيد‬ ‫ينقسمان إىل أربعة ثم مثانية إىل آخرة‪.‬‬ ‫اختالفاً كبرياً أحياناً‪ ،‬إال أن هناك إحتياجات‬ ‫مثال فتقضي وقتا طويال بإطعام صغارها‬
‫طريقه إىل أفريقيا بدون مساعدة والديه غري أن‬ ‫‪ ‬‬ ‫مشرتكة بني اجلميع‪ .‬فاحليوانات ال تستطيع‬ ‫والعناية هبا كما تُعلم الصغار كيف تتدبر‬
‫احليوانات العليا مثل الشمبانزي فإنه بإمكاهنا‬ ‫التناسل اجلنسي ‪:‬‬ ‫أن تصنع طعامها مثل النباتات‪ ،‬لذلك عليها‬ ‫أمورها بنفسها‪.‬‬
‫ان تتعلم‪ .‬بعض احليوانات تسبت يف الشتاء أي‬ ‫يف احليوانات العليا توجد ذكور وإناث‪ ،‬فالذكر‬ ‫أن تبحث وتسعى وراء غذائها‪ .‬ولكي تتمكن‬ ‫كثري من صغار الثدييات ولدت عمياء بدون‬
‫أهنا تغرق يف سبات عميق طيلة األشهر الباردة‬ ‫يفرز جراثيم منوية تتحد مع خاليا بويضة‬ ‫من ذلك عليها أن تنتقل وتعي ما جيري حوهلا‬ ‫القدرة على القيام بأي شيء فهي تعتمد‬
‫وهي احليوانات ذات الدم البارد اليت ال تستطيع‬ ‫األن��ث��ى يف أث��ن��اء عملية ال��ت��زاوج وك��ل بويضة‬ ‫ل��ذل��ك ف��إن لديها ح��واس �اً لكي ت��رى وتسمع‬ ‫على أمها لرتضعها وحتميها من األخطار‪.‬‬
‫ضبط حرارة جسمها فإذا مل تغرق يف السبات‬ ‫خمصبة تنمو وتصبح حيواناً جديداً وتغذى‬ ‫وتتذوق وتشم‪.‬‬ ‫والثدييات اجلرابية مثل الكنغر هلا كيس او‬
‫تتدنى ح���رارة جسمها فتموت‪ .‬واحليوانات‬ ‫هذه البويضة بواسطة األم قبل أن خترج من‬ ‫‪ ‬‬ ‫جراب تنمو فيها الصغار حيث يقبع املولود‬
‫ذوات الدم احلار ال حتتاج إىل السبات‬ ‫جسمها‪ .‬وأغ��ل��ب احل��ش��رات تبيض وك��ذل��ك‬ ‫البقاء على قيد احلياة ‪:‬‬ ‫داخل اجلراب يرضع من حليب أمه ويظل‬
‫إال أن هناك بعض الشواذ ففريان احلقل‬ ‫ال��دي��دان وال��ص��دف��ي��ات والعناكب واألمس���اك‬ ‫بعض احليوانات تقتات بالنباتات‪ ،‬وبعضها‬ ‫لفرتة معينة بعد تركه جراب أمه يلجأ إليه‬

‫‪157‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪156‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫بتشكيلة مثل الرقم ‪.7‬‬ ‫والقنافذ والدببة وبعض اخلفافيش تسبت مع‬
‫‪ ‬‬ ‫أهنا ذات دم حار‪.‬‬
‫اإلهتداء إىل الطريق ‪:‬‬
‫يعتقد اخل�ب�راء ب��أن الطيور امل��ه��اج��رة هتتدي‬ ‫اهلجرة واإلنتقال ‪:‬‬
‫بواسطة الشمس يف النهار والنجوم يف الليل‪.‬‬ ‫اهلجرة هي احلركة التنقلية للحيوانات‪ ،‬أحياناً‬
‫وبعض الطيور قد تتعرض إىل إضاعة طريقها‬ ‫ملسافات بعيدة‪ ،‬وتقوم هبا بعض احليوانات كل‬
‫إذا ضربتها عاصفة ما‪ .‬ولزيادة فهمهم للهجرة‬ ‫سنة بإنتظام‪ .‬وهي رحلة إىل مكان تستطيع‬
‫يقوم العلماء بإمساك بعض الطيور ويضعون‬ ‫فيه احليوانات أن تتوالد‪ ،‬وحيث يوجد غذاء‬
‫حلقات على أرجلها ويطلقوهنا‪ .‬وهذه الطيور‬ ‫يكفي للقيام بأود العائلة‪ .‬ويتزامن ذلك عادة‬
‫اليت يعاد اإلمساك هبا بعد عودهتا تدل على‬ ‫مع التغيريات يف املواسم‪ .‬وبعد التوالد تعود‬
‫الطرق ال�تي تسلكها واملسافة ال�تي تقطعها‪.‬‬ ‫احليوانات أدراجها إىل موطنها األصلي بإنتظار‬
‫وأحد هذه الطيور أطلق يف أمريكا وطار مسافة‬ ‫قدون املوسم اجلديد للهجرة‪.‬‬
‫‪ 4800‬كم عرب األطلسي إىل عشه على جزيرة‬ ‫‪ ‬‬
‫غربي شاطئ ويلز‪ .‬والدافع الطبيعي إىل اهلجرة‬ ‫هجرة الطيور ‪:‬‬
‫قد يتأثر بطول النهار فبإقرتاب الربيع تزداد‬ ‫لقد درست هذه الظاهرة بعناية ودقة فالسنونو‬
‫قابلية الطري لألكل كي يكنز دهنا استعدادا‬ ‫تبين أعشاشها يف أوروب���ا يف فصل الصيف‪،‬‬
‫للرحلة الطويلة‪.‬‬ ‫وعند إقرتاب الشتاء تصبح الفراخ قادرة على‬
‫وتقوم بعض احل��ش��رات وال��ق��وازب واألمس��اك‬ ‫الطريان وترحل أس��راب السنونو بأمجعها إىل‬
‫ب��رح�لات أق��ص��ر وك���ل س��ن��ة ت��ق��وم أن����واع من‬ ‫أفريقيا حيث تبقى إىل حلول الربيع وقد تعود‬
‫الفراشات باهلجرة من أوروب���ا إىل بريطانيا‬ ‫بعض السنونو إىل أعشاشها ال�تي تركتها يف‬
‫وك��ذل��ك ب��ع��ض أن����واع ال��ع��ث ومث���ة أن����واع من‬ ‫الصيف السابق‪.‬‬
‫حنو م��راع أفضل فتغادر السهول ال�تي جيف‬ ‫املاء ويدفعها التيار عرب احمليط األطلسي إىل‬ ‫احل��ش��رات ال��ط��ائ��رة هت��اج��ر م���رة واح����دة إىل‬ ‫ويف ال��ن��ص��ف ال��ش��م��ايل م��ن ال��ك��رة األرض��ي��ة‬
‫فيها العشب ويقل الطعام وتندفع حنو موطىء‬ ‫شواطئ أوروب���ا‪ ،‬ح��وايل ‪ 3200‬كم ويف مطلع‬ ‫بريطانيا مثال وهناك تضع بيوضها ثم متوت‪.‬‬ ‫تسمى طيور الوقواق واملغرد والبالبل (( زوار‬
‫اجلبال حيث يتاح هلا إجياد ما يكفي من الغذاء‪.‬‬ ‫الصيف تشاهد أس��راب من صغار اإلنكليس‬ ‫وبني القوازب العلجوم ( ضفدع الطني) يهاجر‬ ‫الصيف)) وهناك أيضا (( زوار الشتاء)) أمثال‬
‫‪ ‬‬ ‫حوايل الشواطئ األوروبية‪ .‬واإلنكليس يعيش‬ ‫كل سنة إىل الربكة نفسها‪ ،‬ويقضي الصيف‬ ‫ال��ب��ط واألوز ال�تي متضي فصل الصيف يف‬
‫اإلتصال والذكاء ‪:‬‬ ‫يف األهنار والربك وبعد مخس او ست سنوات‬ ‫يف املناطق الربية احمليطة باملكان أو البساتني‬ ‫املناطق القطبية حيث تبين أعشاشها‪ .‬أما يف‬
‫ليس م��ن ال��ض��روري أن نعلم احل��ي��وان كيف‬ ‫يعود إىل البحر‪.‬‬ ‫ثم يسبت وعند الربيع يعود مساء إىل بركته‬ ‫النصف اجلنوبي من الكرة األرض��ي��ة فاألمر‬
‫يصنع أكثر األشياء فهو يولد وتولد معه القدرة‬ ‫األصلية متجاهال وج��ود أية برك أخ��رى وقد‬ ‫مماثل إال أنه يتم بالعكس فالطيور تتجه جنوبا‬
‫على إجياد طعامه وإتقاء اخلطر وهذه القدرة‬ ‫‪ ‬تغريات الطقس ‪:‬‬ ‫تبلغ مسافة هجرته ‪ 2‬كم‪.‬‬ ‫لتتوالد‪ ،‬وت��رج��ع مش��اال ل�لإس�تراح��ة‪ .‬وبعض‬
‫ندعوها (( الغزيرة )) وكثري من احليوانات تعيش‬ ‫الثدييات الربية اليت هتاجر تكون عادة هاربة‬ ‫‪ ‬‬ ‫رحالت الطيور مدهشة‪ ،‬وأطول مسافة سجلت‬
‫معتمدة على الغريزة فقط فجميع الالفقاريات‬ ‫من الطقس ال��ب��ارد او من اجل��ف��اف‪ .‬فالغزال‬ ‫اهلجرة يف البحر ‪:‬‬ ‫هلجرة طائر هي ‪ 17600‬كم وهي املسافة اليت‬
‫وجمموعات عديدة من الفقريات تعيش فقط‬ ‫األمح��ر يقضي الصيف يف اجلبال وينزل إىل‬ ‫مسك السلمون يصعد من البحر إىل أعايل النهر‬ ‫تقطعها اخلرشنة القطبية إذ هتاجر جنوبا من‬
‫متجاوبة مع ما حوهلا‪.‬‬ ‫الوديان اليت تقيه برد الشتاء‪ .‬واألي��ل القطيب‬ ‫لكي يضع بيوضه‪ .‬كذلك اإلنكليس العادي‪،‬‬ ‫القطب الشمايل لتقضي الصيف يف القطب‬
‫‪ ‬‬ ‫(أو الرنة) يتجه مشاال يف الربيع ويرجع جنوبا‬ ‫ولكن بالعكس إذ إن اإلنكليس يضع بيوضه يف‬ ‫اجلنوبي وهتاجر الطيور عادة أسرابا والسنونو‬
‫التعلم ‪:‬‬ ‫يف الشتاء وعلى سهول أفريقيا الشرقية تقوم‬ ‫أعماق البحر من جهة القارة األمريكية‪ ،‬وعندما‬ ‫تتجمع لتهاجر سوية إىل أفريقيا‪ ،‬واألوز يصل‬
‫هناك أن��واع كثرية من احليوانات قابلة‬ ‫قطعان هائلة من الغزالن ومحار الزرد باإلجتاه‬ ‫تفقس البيوض تعوم ال�يرق��ان��ات على سطح‬ ‫إىل املناطق القطبية بأعداد كبرية وهو يطري‬

‫‪159‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪158‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫وقد ختتلف هذه الروائح بني أعضاء اجملموعة‬ ‫وحده له القدرة على حل مسائل عويصة مثل‬
‫ال���واح���دة‪ .‬ويف غ��ض��ون م��وس��م ال���ت���زاوج قد‬ ‫إستنباط وص��ن��ع كمبيوتر يستعمله يف حل‬
‫تستخدم احل��ي��وان��ات ه��ذه ال��روائ��ح إلجتذاب‬ ‫مشاكله‪.‬‬
‫وإستثارة الزوج العتيد‪.‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫اإلتصال أو تبادل املعلومات ‪:‬‬
‫الرسائل التصرفية ‪:‬‬ ‫اإلتصال هو إبالغ معلومات ما من حيوان إىل‬
‫هذه الرسائل أكثر تعقيدا من سابقاهتا فكل عمل‬ ‫آخر‪ .‬واملعلومات قد تقتصر فقط على هوية‬
‫يقوم به احليوان يعطي شيئا من املعلومات عن‬ ‫وجنس الفرد أو اإلبالغ عن نواياه وطباعه‪ .‬كل‬
‫نفسه‪ ،‬وأكثر هذه الرسائل التصرفية قد توضح‬ ‫احليوانات تقريبا هلا إتصال مع أعضاء جنسها‬
‫كيف يشعر احليوان أو انه قد يفعل شيئا ما‪.‬‬ ‫او مع األنواع األخرى وهلذه اإلتصاالت أسباب‬
‫والغاية منها إما كإشارة أو للمظهر فقط‪ .‬ويف‬ ‫خمتلفة فأفراد اجملموعة ال��واح��دة قد حيذر‬
‫مجيع أنواع اإلتصاالت جيب إيصال امللعومات‬ ‫أحدهم اآلخر من خطر يتهددهم كما أهنم قد‬
‫ثم فهمها وتفسري املعلومات يتطلب استعمال‬ ‫يتبادلون املعلومات بوجود غذاء كذلك عندما‬
‫حاسة أو بضع ح��واس ويستطيع احليوان أن‬ ‫حيني موعد التزاوج‪.‬‬
‫يستخدم أكثر أعضاء جسمه يف عملية اإلتصال‬ ‫‪ ‬‬
‫ولكثري من الفقريات الرأس هو أهم عضو يف‬ ‫لغة احليوانات ‪:‬‬
‫اإلتصال واستعمال حركات الوجه يبني حقيقة‬ ‫ويتم اإلتصال بني احليوانات بطريقتني‪ ،‬وتنقل‬
‫الشعور خصوصاً لدى الثدييات وهذا ميكنهم‬ ‫املعلومات من حيوان إىل آخر بالطريقة اليت‬
‫من التفريق بني ما يشعر به اآلخرون حتى لو‬ ‫يتصرف هبا‪ ،‬وتسمى هذه الرسائل ((رسائل‬
‫كانوا من فصيلة أخ��رى‪ .‬واملقدرة على إخراج‬ ‫ن��ش��اط)) أو ((رس��ائ��ل ت��ص��رف)) أم��ا إذا كان‬
‫أص��وات هي إحدى أهم وسائل اإلتصال فهي‬ ‫اإلتصال فقط إلعطاء معلومات عن املرسل‬
‫تتيح للحيوانات أن يرسلوا معلومات إىل اآلخر‬ ‫دون أن يتبع ذل���ك أي ح���دث فتسمى ه��ذه‬ ‫من اإلخطبوط بينت على أن بإستطاعته حل‬ ‫للتعلم وأحد األساليب األساسية هو بطريقة‬
‫حتى ولو مل يستطيعوا رؤيته‪.‬‬ ‫((رسائل سلبية )) أو (( ال سلكية ))‪.‬‬ ‫بعض املسائل البسيطة فإذا شاهد اإلخطبوط‬ ‫اخلطأ والصواب أي التجربة فإذا حاول حيوان‬
‫‪ ‬‬ ‫سرطانا داخل إناء زجاجي ذا غطاء فإنه حياول‬ ‫أن يفعل شيئاً ومل ينجح فلنجعله حياول مرة‬
‫الرسائل الالسلكية ‪:‬‬ ‫نزع الغطاء ليصل إىل السرطان ويلتهمه‪ .‬وطري‬ ‫أخ���رى‪ .‬وتستطيع احل��ي��وان��ات أن تتعلم إذا‬
‫مظهر احل��ي��وان يعطي بعض املعلومات عنه‬ ‫النورس ال يستطيع ان يكسر أص��داف احملار‬ ‫راقبت غريها وقلدته كما ميكن تعليم حيوان‬
‫شكله ولونه وعالمات جسمه وحجمه تعرف‬ ‫مبنقاره لذلك تعلم أن حيملها ويطري هبا عاليا‬ ‫كيف يفعل أمرا ما‪ .‬فصغار احليوانات تكتسب‬
‫عن احليوان وعن اجملموعة اليت ينتسب إليها‬ ‫ثم يلقي هبا على الصخور حيث تتحطم‪.‬‬ ‫مهارات عديدة من والديها كما تتعلم من بعضها‬
‫كما أهنا قد تدل على مكانته يف جمتمعه‪ .‬وبني‬ ‫وبعض الطيور واحليوانات أمثال الشمبانزي‬ ‫البعض‪.‬‬
‫أعضاء كل جمموعة قد توجد فروقات جسدية‬ ‫واإلن���س���ان تستخدم أش��ي��اء ت��س��اع��ده��ا على‬ ‫‪ ‬‬
‫بني الذكر واألنثى وال تظهر هذه الفروق إال‬ ‫التغلب على املصاعب فعصفور ال���دوري يف‬ ‫التفكري واإلستنتاج ‪:‬‬
‫عندما يصبح احل��ي��وان بالغا أو كامل النمو‬ ‫جزر ((غاالباغوس)) يستخدم شوكة الصبري‬ ‫تستطيع بعض احليوانات ان جتد الطريقة‬
‫جنسيا‪ .‬ولكثري من احليوانات رائحة خاصة‬ ‫إلس��ت��خ��راج احل��ش��رات م��ن جت��اوي��ف الشجر‬ ‫كي تفعل شيئا ما وه��ذا ما ندعوه اإلستنتاج‬
‫تنتجها غ���دد خ��اص��ة ل��ل��رائ��ح��ة ت��ف��رز سائال‬ ‫والشمبانزي يعرف كيف حي��ل مسائل أكثر‬ ‫واحل��ي��وان��ات ال�تي لديها ه��ذه امل��ق��درة تعترب‬
‫وتستعمل هذه اإلف��رازات لتحديد مناطقها أو‬ ‫تعقيدا مثال ان يضع عدة صناديق الواحد فوق‬ ‫ح��ي��وان��ات ذك��ي��ة‪ .‬وال��ذك��اء خيتلف ك��ث�يرا بني‬
‫أحدها اآلخر‪.‬‬ ‫اآلخ��ر كي يصل إىل ق��رط من امل��وز‪ .‬اإلنسان‬ ‫احليوانات فاإلختبارات اليت أجريت على أنواع‬

‫‪161‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪160‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫ويُ �ر ِْج �عُ ذل��ك إىل م��ا ورد عند ‪ Nallino‬و‬


‫‪ suter‬كما يشري إىل ورود االسم عند حاجي‬
‫لكنَّ هذه املعلومة ال تتفق مع القرائن املوجودة‬
‫يف منت املخطوط‪ ،‬فمع أ َّنه حييل إىل مؤلفات‬ ‫ابن هبنتى وعلم أحكام النجوم‬
‫الظنون حمرفاً بالشَّكل «ابن‬ ‫خليفة يف كشف ُّ‬ ‫أبي معشر والكِندي‪ ،‬فإ َّنه يتحدث يف موضع‬
‫هنبتا»‪6.‬‬ ‫من خمطوطه عن مالحظات فلكية للبتاني لعام‬ ‫رىل علي‬
‫ً‬
‫ويذكر أيضا فؤاد أفرام البستاني املعلومة ذاهتا‬ ‫(‪ 295‬هـ‪907/‬م ) ويف موضع آخر يذكر حادثة‬
‫وقد رسم االسم على الشَّكل « ابن هَبَنْتَة»‪،7‬‬ ‫ن��ازوك‪ 1‬وأبو اهليجا‪ 2‬بني عامي ( ‪ 317‬هـ ‪/‬‬
‫وي��أت��ي لويس شيخو‪ 8‬وي��ك��رر املعلومة ذاهت��ا‬ ‫‪ 929‬م) و ( ‪ 318‬هـ ‪ 930 /‬م) يف عهد اخلليفة‬
‫معتمداً على ما أورد كليهما‪.‬‬ ‫املقتدر الذي تويف عام (‪ 320‬هـ ‪932 /‬م)‪3،‬وبناءً‬
‫الذاتية العلميَّة مبعلومة‬‫ولكن جاء معجم السِّري َّ‬ ‫على دراسة ذلك القسم من املخطوط‪ ،‬فإنَّ ابن‬
‫خمالفة ملا أورده اآلخرون مفادها أنَّ ابن هبنتى‬ ‫هبنتى كان على قيد احلياة يف عهد اخلليفة‬
‫عاش يف زمن احلكام البويهيني األوائل يف بغداد‬ ‫املذكور آنفاً‪.‬‬
‫أمحد بن بويه (‪ 949 -946‬م) وعضد الدولة‬ ‫وبالعودة إىل هذا اجلزء من املخطوط وغالفه‬
‫(‪ 982-949‬م)‪ ،‬معتمداً يف هذه املعلومة على‬ ‫وجدنا أ َّنه قد كتب على الغالف‪ « :‬ثاني املغين‬
‫اجلزء الذي ناقش فيه ابن هبنتى يف خمطوطه‬ ‫مج��ع اب��ن هبنتا‪ ،‬املنجم البصراني‪ ،4‬مدينة‬
‫قرانات ما شاء اهلل واألديان وامللل حيث يقول‬ ‫السَّالم بغداد ألفه يف سنة ‪ 214‬للهجرة النبوية‬
‫(‪ )Charles Coulston Gillispie‬مؤلف‬ ‫على صاحبها أفضل السالم والتحية»‪ ،‬فال‬
‫املعجم أنَّ ابن هبنتى قد أضاف تفسرياته الفلكية‬ ‫يوجد شيء يدل على تاريخ وفاته‪ ،‬ولكن القرائن‬
‫اخلاصة به لقدوم البويهيني إىل السُّلطة منتقداً‬ ‫املوجودة يف املخطوط صحيحة‪( .‬الشكل رقم‬
‫إياهم بشكل سري من جهة وم�برراً سلطاهنم‬ ‫‪)1‬‬
‫عالنية من جهة أخرى‪9.‬‬ ‫فمن املمكن أنَّ هذا املعنى قد جاء ليدعم كلمة‬
‫ولكن برأينا أنَّ هذه املعلومة خاطئة فبعد أن‬ ‫«منجم» اليت محلت الكثري من الدَّالالت الرَّمزية‬
‫اطلعنا على اجلزء املشار إليه من املخطوط مل‬ ‫عرب العصور لالستدالل على احلوادث والتنبؤ‬
‫جند أي تفسريات خاصة بالبويهيني أو أي ذكر‬ ‫هبا وذلك عن طريق قراءة أوضاع الكواكب‪.‬‬
‫صريح هلم كحادثة نازوك وأبو اهليجا‪ ،‬ونعتقد‬ ‫وب��ال��ع��ودة إىل الكثري م��ن امل��راج��ع مل أج��د أي‬
‫أنَّ هناك خلطاً بني كتاب القرانات لـ ما شاء‬ ‫معلومة إض��اف��ي��ة‪ ،‬فقد ج��اء ال� َّت��ع��ري��ف بابن‬
‫اهلل وكتاب القرانات لنور الدين أبي القاسم‬ ‫هبنتى يف مؤلفات الكثري من الباحثني خمتصراً‬
‫علي بن أمحد البلخي الذي عاش يف النِّصف‬ ‫يتناقلونه فيما بينهم بدون أن يضيف معظمهم‬
‫ال� َّث��ان��ي م��ن ال��ق��رن ال �رَّاب��ع اهل��ج��ري‪ /‬العاشر‬ ‫شيئاً يذكر على معلومات اآلخ��ر‪ ،‬كما أ َّنهم ال‬
‫امليالدي وذلك تبعاً للقرائن املتوافرة يف كتابه‬ ‫يقدمون أيَّة معلومات عن شخصيته أو امسه‬
‫«سر األسرار يف حقيقة التَّسيري واالستمرار»‪،‬‬ ‫احلقيقي أو معلومات دقيقة عن تاريخ ميالده‬
‫والذي حييل فيه إىل كتاب األربعة لبطلميوس‬ ‫أو وفاته‪ ،‬فيتضح ببساطة أهنم مل يقوموا بأي‬
‫وي��ذك��ر فيه زرادش���ت وأب���ا معشر وأمح���د بن‬ ‫حتقيق أو دراسة دقيقة عنه‪.‬‬
‫يوسف ابن الدَّاية‪ 10،‬كما أنَّ تاريخ حياة هذا‬ ‫يذكر ‪« suter‬ابن هبنتى» بصفته منجماً قد‬
‫الكاتب تتوافق مع تاريخ حكم البويهيني‪.‬‬ ‫وجد عام ( ‪214‬هـ‪ 829 /‬م ) ‪ ،5‬ولكن بروكلمان‬ ‫مل يرد اسم ابن هبنتى يف الكتب املتخصصة‪ ،‬ومن غالف خمطوطه «‬
‫وبعد البحث عن معنى كلمة (هبنتى)‬ ‫يقول إ َّنه قد ألف كتاب املغين بعد سنة ( ‪330‬‬ ‫املغين يف أحكام النجوم» احملفوظ يف مكتبة ميونخ يتبني أ َّنه‪« :‬عاش يف‬
‫ورمسه الصحيح توصلنا إىل‪:‬‬ ‫هـ‪ 940 /‬م) ويشري أنَّ جزأه ال َّثاني يف ميونيخ‬ ‫بغداد وتويف عام ( ‪ 214‬هـ‪ 829/‬م) «‪.‬‬

‫‪163‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪162‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫كل سنةٍ مائيت دينارٍ‪ ،‬ث َّم‬ ‫معدم فأجرى عليَّ يف ِّ‬ ‫وقد وصف باألنباري‪ 16‬واألنبار وما اتصل هبا‬ ‫حَب َْطأ‪ :‬ترمجة ذكرها اجلوهري وق��ال فيها‪:‬‬
‫امتألت يداي بإنعام األمري‪ ،‬فطلبت منه اإلقالة‬ ‫إىل قرى بغداد هو اسم مدينة « فريوز سابور»‬ ‫رج��ل حَبَنَطأ هبمزة غ�ير مم���دودة وحَبَنْطاةٌ‬
‫منها‪ ،‬فقال يل‪ :‬نشدتُك اهلل أن ال قطعت سبباً‬ ‫وفريوز هو اسم للدولة بالفارسية وسابور اسم‬ ‫وحَبنَطىً‪ :‬أيضاً بال مهزٍ‪ :‬قصري مسني ضخم‬
‫يل برسول اهلل ص َّلى اهلل عليه وس َّلم وسالت‬ ‫ملك من ملوك ساسان بناها سابور ذو األكتاف‬ ‫البطن وكذلك املُحْبَنْطِىء يهمز وال يهمز ويقال‪:‬‬
‫الطاليبُّ‪ ،‬فقال أمح��د بن طولون‪ :‬رحم‬ ‫دم��وع َّ‬ ‫ب��ن ه��رم��ز‪ 17،‬وامل��ش��ارف م��ن امل��دن على مثل‬ ‫هو املُمْتَلِىء َغي َْظاً واحْبَنْط َأ الرَّجل ‪ :‬انتفخ‬
‫اهلل يوسف بن إبراهيم‪ ،‬ثمَّ قال‪ :‬انصرفوا إىل‬ ‫مسافة األنبار من بغداد والقادسية من الكوفة‪،‬‬ ‫جوفه‪.‬‬
‫منزلِ ُكم‪ ،‬فال بأس عليكم‪ ،‬فانصرفنا فلحقنا‬ ‫ومشارف األرض‪ :‬أعاليها‪18.‬‬ ‫قال أبو حممد بن بري ‪ :‬صواب هذا أن يذكر‬
‫الطاليبِّ‪ ،‬وقضى‬ ‫جنازة وال��دن��ا‪ ،‬وحضر ذل��ك َّ‬ ‫مات ابن املهدي (سنة ‪224‬هـ ) فرحل يوسف‬ ‫يف ترمجة حبط ألن اهلمزة زائدة ليست أصلية‬
‫حقنا‪ ،‬وقد أحسن مكافأة والدنا يف خَل َ َفيْهِ‪23.‬‬ ‫َّ‬ ‫إىل دمشق (سنة ‪ 225‬هـ) ومنها إىل مصر فكان‬ ‫وهلذا قيل ‪ :‬حَ ِب َط بطنه إذا انتفخ‪11.‬‬
‫حكى يوسف بن إبراهيم عن عيسى بن حك ٍم‬ ‫من جلة كتَّاهبا‪ ،‬ومن أهل الثراء والنعمة فيها‪،‬‬ ‫وام��رأة حَبَنْطاة قصرية دميم ٌة عظيمة البطن‬
‫الطبيب ال �نَّ��س��ط��وريِّ وشكلة أمِّ‬ ‫ال�دِّم��ش��ق�يِّ َّ‬ ‫ول��ه حسنات مستورة كبرية‪ ،‬وعطايا جيريها‬ ‫حلبَنْطى‪ :‬املمتلىء غضباً أو بطنة‪12.‬‬ ‫وا َ‬
‫إبراهيم بن املهديِّ وإمساعيل بن أبي سهل بن‬ ‫على من قعد هبم الدَّهر‪ ،‬ويف أيامه ويل مصر‬ ‫حفن‪ :‬أخ��ذ حبفنته‪ .‬حوفنا‪ :‬حفنة‪ .‬حفنتا‪:‬‬
‫نُوخبت وأبي إسحاق إبراهيم بن املهديِّ وأمحد‬ ‫أمحد بن طولون‪ 19‬الذي ختوف منه فقد كان‬ ‫حمفنتا‪ :‬قابلة‪ ،‬داية‪ ،‬مربية‪13.‬‬
‫بن رشيدٍ الكاتب موىل سالَّم األبرش‪ ،‬وجربائيل‬ ‫يعتقد أنه ينقل أخباره إىل بغداد فهو من صنائع‬ ‫ومل��ا ك��ان��ت الكلدانية ه��ي نفسها السريانية‬
‫الطبيب وأيُّوب بن احلكم البصريِّ‬ ‫خبتَيْشُوع َّ‬‫بن ْ‬ ‫خلفائها وربيب نعمتهم‪20.‬‬ ‫وفيها يلفظ حرف الفاء (‪ )p‬يف معظم األحيان‬
‫املعروف بالكسرويِّ وأمحد بن هارون الشَّرابيِّ‬ ‫حبس ابن طولون يوسف مرة يف داره‪ ،‬فاجتمع‬ ‫فتتحول(حفنتا) إىل (حبنتا)‪.‬‬
‫روى عنه ابنه أبو جعف ٍر أمحد ورضوان بن أمحد‬ ‫حن��و ث�لاث�ين رج�ل�اً ودخ��ل��وا على اب��ن طولون‬ ‫وال يوجد فرق بني الكتابات (حبنتا) أو (هبنتا)‬
‫بن جالينوس‪ ،‬وهو الراوي أخبار أبي نواس‪24.‬‬ ‫يسألونه إن أراد قتله أن يقتلهم معه‪،‬وذكروا‬ ‫أو (هبنتى) حيث‪:‬‬
‫ل��ه كتاب يف» أخ��ب��ار األط��ب��اء» نقل عنه ابن‬ ‫أهنم يعيشون من بره منذ ثالثني سنة‪ ،‬وعجوا‬ ‫ال يوجد فرق بني اهلاء واحل��اء يف أول الكلمة‬
‫أب���ي أص��ي��ب��ع��ة مج��ل��ة يف ال � َّت��ع��ري��ف مب��وض��ع‬ ‫بالبكاء‪ ،‬فأطلقه‪ ،‬وك��ان��ت وف��ات��ه مب��ص��ر‪ ،‬يف‬ ‫ألن اهل��اء يف اللغة السريانية تعرب عن هلجة‬
‫جالينوس ومسكنه‪ ،‬وكتاب آخ��ر يف « أخبار‬ ‫أي��ام اب��ن طولون حنو ( ‪265‬ه��ـ ‪878 /‬م)‪،21‬‬ ‫املندائيني أو الصابئة أما احلاء فتعرب عن اللهجة‬
‫ابن املهدي»‪ 25،‬وله كتاب «أخبار املنجمني»‪26‬‬ ‫وذك��ر البغدادي أنه أدي��ب معروف وت��ويف حنو‬ ‫الفصحى‪.‬‬
‫وكتاب «الطبيخ»‪27.‬‬ ‫(‪250‬هـ)‪.22‬‬ ‫َّ‬
‫والطويلة يف آخر‬ ‫وبالنِّسبة لأللف املقصورة‬
‫ذكر أبو جعفر أمحد بن يوسف بن إبراهيم أ َّنه‬ ‫الكلمة فال يوجد فرق أل َّنها ملحقة‪.‬‬
‫فجاء كاتباً شريفاً‪ ،‬وشاعراً جميداً‪ ،‬وطبيباً‬ ‫أمحد بن يوسف ابن الداية‪:‬‬ ‫يف السَّاعة اليت تُو ِّفي فيها وال��ده يُوسُفُ بنُ‬ ‫وبالنتيجة معنى اللقب (ابن هبنتى) هو (ابن‬
‫َّ‬
‫والطبيعيات‬ ‫عاملاً باألمور‪ ،‬يتقن الرِّياضيات‬ ‫أمحد بن أبي يعقوب يوسف بن إبراهيم‪ ،‬كان‬ ‫إبراهيم‪ ،‬بعث أمحد بن طولون خبد ٍم فهجمُوا‬ ‫ال��داي��ة) وبعد ال��ع��ودة إىل الكثري م��ن املراجع‬
‫وعلم النُّجوم‪ ،‬وُصِفَ بأ َّنه جمسطي إقليدسي‬ ‫أبوه كاتب إبراهيم بن املهديِّ ورضيعه‪ ،‬بغدادي‪،‬‬ ‫على داره‪ ،‬وطالبوا ب ُكتُ ِبهِ‪ ،‬معتقدين أ َّنهم سيجدوا‬ ‫للبحث بني العلماء العرب الذين محلوا هذا‬
‫وكان يُعرَفُ يف العراق باملهندس‪31.‬‬ ‫مصري لقبه أبو جعفر الكاتب أصله من بغداد‪،‬‬ ‫فيها ك��ت��اب�اً م��ن أح���دٍ ممَّ��ن ب��ب��غ��داد‪ ،‬فحملوا‬ ‫اللقب وعملوا يف جمايل الفلك وأحكام النجوم‪،‬‬
‫كان أمحد من فضالء أهل مصر‪ ،‬وممَّن له علومٌ‬ ‫هاجر منها أب��وه إىل دمشق واس��ت��ق�رَّ مبصر‬ ‫صندوقني‪ ،‬وقبضوا عليه وعلى أخيه‪ ،‬وأُدخال‬ ‫ب��رز بشكل واض��ح يوسف بن إبراهيم وول��ده‬
‫كثريةٌ يف األدب ِّ‬
‫والطبِّ والنِّجامة واحلساب وغري‬ ‫واشتهر االب��ن فيها‪ ،‬ف��ويل أعماالً ديوانية يف‬ ‫إليه وهو جالسٌ‪ ،‬وبني يديه رج ٌل من أشراف‬ ‫أمحد بن يوسف الذين محل كالمها اللقب يف‬
‫ذلك‪ ،‬حسن اجملالسة ‪ ،‬وله شعر حسن‪ ،‬تويف‬ ‫العهد الطولونيِّ‪28.‬‬ ‫الطالبيِّني‪ ،‬فأمر بفتح أحد الصُّندوقني‪ ،‬وأدخل‬ ‫َّ‬ ‫املراجع كافة‪14.‬‬
‫تقريباً بعد سنة(‪ 330‬ه��ـ)‪ ،‬وقد تكون (‪340‬‬ ‫كما لُ ِّقب باحلاسب نسبة إىل وال��ده املعروف‬ ‫خ��ادمٌ ي��ده‪ ،‬فوقع ي��ده على دف�تر عطاياه على‬
‫هـ‪ 952 /‬م)‪32.‬‬ ‫ب��احل��اس��ب‪ ،29‬وق��د أك��د ط��وق��ان أي��ض �اً على‬ ‫األشراف وغريهم‪ ،‬فأخذ الدَّفرت بيده وتص َّفحه‪،‬‬ ‫يوسف بن إبراهيم ابن الدَّاية‪:‬‬
‫ً‬
‫وورد التَّاريخ األخ�ير أيضا عند الزَّركلي‪،33‬‬ ‫ذلك‪.30‬‬ ‫الطالِيبِّ يف اجلراية‪ ،‬فقال له‪ :‬كانت‬ ‫فوجد اسم َّ‬ ‫يلقب أبو احلسن‪ ،‬بغدادي من موايل إبراهيم بن‬
‫ومحيدان‪ 34،‬بينما جزم حاجي خليفة‪35‬‬ ‫نشأ يف بيئة روية مبكارم األخالق العريقة يف‬ ‫عليك جراي ٌة ليوسف بن إبراهيم؟ فقال له‪:‬‬ ‫املهدي ‪ 15‬كما كان ابن دايته‪ ،‬ونشأ يف خدمته‪،‬‬
‫والبغدادي بأ َّنها سنة( ‪ 334‬هـ)‪36.‬‬ ‫اآلداب والفضل يف نعمة سابغة ومروءة ظاهرة‬ ‫نعم يا أيها األمري‪ ،‬دخلت هذه املدينة وأنا فقري‬ ‫وهو من احلسَّاب الكتاب‪.‬‬

‫‪165‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪164‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫التَّاسع امليالدي) ‪51‬‬ ‫فلم يذكر إال يف بعض الكتب ذكراً يكاد يكون‬ ‫هو أو رواها له من شاهدها يف مصر والعراق‬
‫أمحد ابن الدَّاية ( ‪ 334 – ....‬هـ ‪.... /‬ـ ‪946‬‬ ‫مبتوراً‪.‬‬ ‫ومنهم وال��ده ورج��ال ابن طولون فساق إحدى‬
‫م) ‪52‬‬ ‫الطولونيني (‪292‬ه��ـ) وقضاء‬ ‫ورمبا كان لنكبة ُّ‬ ‫وثالثني قصة يف املكافأة على احلسن‪ ،‬وإحدى‬
‫كأشخاص مستقلني وب��دون االنتباه أنَّ أمحد‬ ‫العباسيني على دول��ت��ه��م صلة ك��ب�يرة بضياع‬ ‫وعشرين قصة على القبيح‪ ،‬وتسع عشرة قصة‬
‫احلاسب هو أمحد ابن الدَّايَّة بن يوسف ابن‬ ‫كتبه وفيها وال شك الشَّيء الكثري من حماسن‬ ‫يف حسن العقبى‪ ،‬رج��اء أن يكون ذل��ك عوناً‬
‫الدَّايَّة نفسه على الرَّغم من أ َّنه‪:‬‬ ‫الطولونيني مما يشق على بين العباس نشره يف‬ ‫ُّ‬ ‫لالستكثار من مواصلة اخل�ير‪ ،‬وزج��ر النَّفس‬
‫ذكر من آثار كل من يوسف وأمحد‪ :‬كتابي أخبار‬ ‫األمة وختليده يف الصُّحف لئال يكون من بثها‬ ‫عن متابعة ال�شَّ��ر‪ ،‬وإبعادها عن االنتقام يف‬
‫املنجمني وأخبار األطباء‪.‬‬ ‫دعاية هلم‪.‬‬ ‫القبيح‪42.‬‬
‫ذكر أن يوسف بن إبراهيم كاتب حاسب تنقل‬ ‫ولعل انتقال وال��د اب��ن ال��داي��ة م��ن ب��غ��داد إىل‬ ‫وقد أورد ابن أبي أصيبعة حكاية عن موت حنني‬
‫من بغداد إىل دمشق ومن ثم إىل مصر وهي‬ ‫الفسطاط ونشأته يف مصر يف زمن غضب فيه‬ ‫بن إسحاق نقالً عن ابن جلجل بعد أن زاد عليها‬
‫املعلومة نفسها اليت أوردها عن أمحد احلاسب‬ ‫خلفاء بين العباس على مصر الطولونية وعلى‬ ‫أن‪ « :‬أمحد بن يوسف بن إبراهيم ابن الداية قد‬
‫على ال��رغ��م م��ن أ َّن��ه نسب كليهما إىل القرن‬ ‫أمريها أمحد بن طولون الستقالله حبكمها‪،‬‬ ‫ذكر يف رسالته يف املكافأة ما يناسب مثل هذه‬
‫الثالث اهلجري وهذا يتناقض مع ما ورد عند‬ ‫ك��ان سبباً يف خفوت شهرته‪ ،‬فمصر ال�تي مل‬ ‫احلكاية عن حنني»‪ ،‬ومبا أن ابن الداية قد تويف‬
‫أكثر املصنفني بأن أمحد ابن الداية قد تويف يف‬ ‫تعرتف هبا دولة اخلالفة وعدهتا خارجة عنها‬ ‫سنة ‪ 340‬هـ فإن هذه احلكاية كانت معروفة‬
‫عام (‪ 334‬هـ) أو(‪ 340‬هـ)‪ ،‬ومن جهة أخرى ذكر‬ ‫مل تصل إىل منزلة العراق ومل يشتهر أبناؤها‬ ‫قبل تأليف ابن جلجل لكتابه‪ 43،‬وهذا يعين أنه‬
‫« شرح كتاب الثمرة املزيف لبطلميوس « كأثر‬ ‫اشتهار البغدادين‪47.‬‬ ‫كان من املؤرخني الذين يستشهد هبم ويستأنس‬
‫من آثار أمحد احلاسب وهو أهم أثر ألمحد بن‬ ‫مل يتصل أمحد بن يوسف بأمحد بن طولون‬ ‫برأيهم‪.‬‬
‫يوسف ابن الداية‪.‬‬ ‫اتصاالً وثيقاً يف صباه وابن طولون مات سنة‬ ‫وقد جاء يف فهرس الكتب العربية‪ :‬أن أوهلا‪:‬‬
‫َّ‬
‫وورد اخلطأ عند كحالة ألنه نقل معلومته عن‬ ‫سبعني ومئتني واب���ن ال��داي��ة م��ات سنة نيف‬ ‫أخربنا الفرغاني قراءة مين عليه ‪ ...‬اخل‪44.‬‬
‫أمح��د احل��اس��ب ع��ن ط��وق��ان يف ت��راث العرب‬ ‫وث�لاث�ين وثالمثئة يف أص��ح األق���وال وال��دول��ة‬ ‫وق��د ع��اش الفرغاني يف ب��غ��داد‪ ،‬ث��م ق��دم إىل‬
‫العلمي الذي اكتفى بالعنوان‪« :‬أمحد بن يوسف‬ ‫الطولونية انقرضت سنة اثنتني وتسعني ومئتني‬ ‫مصر وتوىل اإلش��راف على بناء مقياس النيل‬
‫ول��ه من التَّصانيف‪ :‬س�يرة أمح��د بن طولون‪،‬‬
‫بن إبراهيم أبو جعفر املصري» ومل يتبعه بلقب‬ ‫فيكون ابن الداية على هذا كتب كتبه يف بين‬ ‫يف مصر‪ ،‬وتويف بعد سنة ‪ 247‬هـ‪45.‬‬
‫كتاب سَرياتِهِ إىل أبي اجليش مخارويه‪ ،‬كتاب‬
‫ابن الداية بينما يف مصادر أخرى مل يذكر أمحد‬ ‫طولون قبيل انقراض دولتهم‪48.‬‬ ‫صاغ أمحد بن يوسف كالمه يف املكافأة صياغة‬
‫سرية هارون بن أبي اجليش‪ ،‬أخبار غلمان بين‬
‫ابن الداية كحاسب بل كمنجم وكاتب‪53.‬‬ ‫ومن األسباب اليت دفعتين إىل القول بأنَّ ابن‬ ‫متقنة‪ ،‬فأبدع جديداً‪ ،‬بأسلوب رشيق وبألفاظ‬
‫ُط��ولُ��ونَ‪ ،‬كتاب املكافأة‪ ،‬كتاب حُس ِْن العُ ْقبَى‪،‬‬
‫‪ -3‬قيام بعض الباحثني بنسخ معلوماهتم عن‬ ‫هبنتى هو أمحد بن يوسف ابن الداية‪:‬‬ ‫خم��ت��ارة عذبة غ�ير متكلفة يف نسجها‪ ،‬وأت��ى‬
‫كتاب أخبار األط��ب��اء‪ ،‬كتاب خمتصر املنطق‪،‬‬
‫كتب أخرى بدون حماولة البحث عن معلومات‬ ‫‪ -1‬ف��ق��دان كتاب أخ��ب��ار املنجمني ألمح��د بن‬ ‫بغرائب من أخبار ال�نَّ��اس‪ ،‬فكان مبرتبة ابن‬
‫أ َّلفهُ للوزير عليِّ بن عيسى‪ ،‬كتاب ال َّثمرةِ‪ ،‬كتاب‬
‫ج��دي��دة ق��د أف��رزه��ا ال��ب��ح��ث العلمي م��ث�لاً‪:‬‬ ‫يوسف بن إبراهيم بن الدَّاية املصري وقد ذكره‬ ‫املقفع ببالغته ونقل عنه فقال‪ « :‬إن هذا مما‬
‫أخبار املُنَجِّمِني‪ ،‬كتاب أخبار إبراهيم بن املهديِّ‪،‬‬
‫جاءت ترمجة أمحد عيسى يف معجم األطباء‬ ‫ياقوت احلموي يف إرش��اد األري��ب إىل معرفة‬ ‫نقله ابن املقفع عن الفرس وتعامله العرب»‪.‬‬ ‫كتاب َّ‬
‫األدي��ب وحاجي خليفة يف كشف ُّ‬ ‫الطبيخ‪ 37،‬كتاب السِّياسة ألفالطون‪،‬‬
‫لشخصية أمحد بن يوسف ابن الداية مطابقة‬ ‫الظنون‪49،‬‬ ‫ولكن أمحد بن يوسف كان أقرب إىل احلياة من‬
‫النِّسبة والتَّناسب ‪ 38،‬يف األقواس املتماثلة‪ ،‬يف‬
‫متاماً ملا ورد عند ياقوت احلموي وقد كتب ذلك‬ ‫ومن املمكن أن يكون هذا الكتاب هو املخطوط‬ ‫ابن املقفع المتزاجه بالسوقة من فالحني وجتار‬
‫الصَّحيفة من مجيع أبعادها‪39.‬‬
‫يف آخر الرتمجة‪54.‬‬ ‫نفسه « املغين يف أحكام النجوم»‪.‬‬ ‫ورج��ال الدولة وعلمائها ومهندسيها وقوادها‬
‫حب���وث وت��ع��ل��ي��ق��ات ع��ل��ى ن��ظ��ري��ة (م��ن��االوس)‬
‫‪ -4‬هناك مؤلفات نشأت قبيل اإلسالم ورمبا‬ ‫‪ -2‬اخللط الوارد عند الكثري من الباحثني فمثالً‬ ‫وكان يعيش وأبوه من قبله من الزراعة فعرف‬
‫اخل��اص��ة ب��أج��زاء ضلعي املثلث احل��ادث��ة من‬
‫مل تنشأ إال يف صدر اإلسالم يف أوساط العلماء‬ ‫يذكر كحالة يف معجمه ‪:‬‬ ‫طرق الكسب احلالل وطرق تثمري املال وعرف‬
‫رسم قاطع يقطعهما‪ ،‬أحكام النجوم‪ 40،‬وذكر‬
‫الفرس والسريان واهلنود وبتأثري كتاب تنكلوشا‬ ‫يوسف ابن الدَّاية (‪ 265- ...‬هـ‪878 – .... /‬‬ ‫طبقات الناس بكل ما فيها من خري وشر‪46 .‬‬
‫القفطي أنَّ كتابه يف أحكام النُّجوم هو «شرح‬
‫يف ص��ور درج الفلك وت��ت��ن��اول الصور‬ ‫م) ‪50‬‬ ‫مل يشتهر ابن الدَّاية الشُّهرة اليت تليق مبواهبه‬
‫كتاب الثمرة املزيف» لبطلميوس‪41.‬‬
‫على حسب الـ ‪ 36‬وجهاً وفقاً لرب بيت‬ ‫َّ‬
‫أمحد احلاسب (القرن الثالث اهلجري‪ /‬القرن‬ ‫وكثرة فضائله واتساع أدبه ونضجه يف علمه‪،‬‬
‫ففي كتاب املكافأة روى قصصاً مسعها أو رآها‬

‫‪167‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪166‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫العرب‪57.‬‬ ‫التثليث‪ ،‬بل على حسب ‪ 360‬درجة من درجات‬


‫فقد ترمجت تأليفات يونانية يف أحكام النجوم‬ ‫الربوج‪.‬‬
‫اشتهرت عند العرب قبل انتهاء القرن ال َّثاني‬ ‫من هذه املؤلفات مؤلف هندي يف صور الوجوه‪،‬‬
‫ورمب��ا فسرت بالعربيَّة منها كتاب «ال َّثمرة‬ ‫من احملتمل عنوانه «كتاب صور وج��وه الربوج‬
‫املزيف»‪58 .‬‬ ‫للهند» وال نعرف يف الوقت احلاضر متى ومن‬
‫ي��ط��رح ال��ك��ت��اب مئة م��وض��وع تشمل األرك���ان‬ ‫ترجم هذا الكتاب إىل اللغة العربية‪.‬‬
‫اخلمسة األساسية لعلم أحكام النُّجوم‪ ،‬ولكن ال‬ ‫وه��ل ترجم مباشرة أم ع�بر اللغة الفارسية‬
‫ميكن لكثري من الكالم الوارد يف هذه املواضيع‬ ‫الوسيطة؟‬
‫املئة أن يتفق مع املفهوم النُّجومي لبطلميوس يف‬ ‫وقد أحلق ابن هبنتى يف اجلزء الثاني من كتابه‬
‫كتاب األربعة من ذلك على سبيل املثال‪ :‬أحكام‬ ‫املغين أج��زاء من هذا الكتاب بأقوال تنكلوشا‬
‫النُّجوم املتعلقة بالسَّاعات ومعنى منتصف‬ ‫وبطلميوس املتعلقة بالوجوه عند كل منهما‪،‬‬
‫السَّماء السُّفلي وص��ور درج وموضوعات من‬ ‫فاستفاد من ص��ور ال�بروج كما يعرفها اهلنود‬
‫أحكام جن��وم االختيارات مثل (م��واد مسهلة)‬ ‫فقدم نصاً غنياً مفيداً‪.‬‬
‫والعمليات اجلراحية ‪ ..‬اخل‪59.‬‬ ‫رجم النَّص اهلندي من ال ُّلغة العربية إىل ال ُّلغة‬ ‫تُ ِ‬
‫ويف النَّقل العربي لكتاب «ال َّثمرة املزيف» الذي‬ ‫اليونانية‪ ،‬ويعزى األصل العربي هلذه التَّرمجة‬
‫وضع عليه أمحد بن يوسف ابن الداية شرحه‬ ‫إىل رجل يقال له أمحد مل تعرف هويته بعد‪،‬‬
‫وجدت زيادات وتغيريات أتى هبا ليفسر عبارة‬ ‫وليس من الواضح فيما إذا كان أمحد هذا هو‬
‫األصل الصعبة الفهم أحياناً وليوافق بني تعاليم‬ ‫املرتجم أم اجلامع للنَّص العربي‪ ،‬ومن احملتمل‬
‫الكتاب األص��ل��ي وتعاليم امل��ق��االت األرب���ع‪60،‬‬ ‫أن ال يكون هذا الكتاب النّسخة األصيلة للرتمجة‬
‫حيث اعتمد يف شرحه على كتابي «األربعة»‬ ‫العربيَّة‪55.‬‬
‫لبطلميوس و»أيام البحران» جلالينوس‪61.‬‬ ‫‪ -5‬قدم أمحد بن يوسف ابن الدَّايَّة أقدم شرح‬
‫وم���ن ن��اح��ي��ة أخ���رى ف���إنَّ ال��ق��س��م األخ�ي�ر من‬ ‫وصل إلينا لكتاب منسوب إىل بطلميوس وهو‬
‫خمطوط» املغين يف أحكام النُّجوم» قد ضاع‬ ‫كتاب «ال َّثمرة امل��زي��ف» وي��دل ه��ذا ال�شَّ��رح أو‬
‫ومن احملتمل أن يكون قد ورد فيه ذكر كتاب‬ ‫التَّفسري على معرفة رفيعة املستوى يف علم‬
‫التعريف مبخطوط املغين يف أحكام النجوم‪:‬‬ ‫التَّفسري م���راده أن لتقدمة املعرفة بالنُّجوم‬ ‫«ال َّثمرة املزيف»‪ ،‬كما أنَّ ابن هبنتى قد أورد يف‬ ‫النُّجوم النَّظري حيث تناول يف كالمه مسائل‬
‫عنوان املخطوط « املغين يف أحكام النجوم» البن‬ ‫ط��ري��ق�ين إح����دامه����ا اس���ت���ع���راض ال��ك��واك��ب‬ ‫أغلب األحيان يف اجلزءين األوَّل وال َّثاني من‬ ‫فلسفيَّة وعلميَّة طبيعيَّة‪56.‬‬
‫هبنتى‪ ،64‬ولكن ورد العنوان «املغين يف النجوم»‬ ‫واألشخاص املتأثرة هبا واآلثار الواقعة هلا‪.....‬‬ ‫خمطوطه وخاصة يف اجلزء ال َّثاني الذي وردت‬ ‫َّ‬
‫مل يذكر ابن هبنتى يف خمطوطه كتاب الثمرة‬
‫البن شرع ويف إرشاد القاصد البن هبنتى‪65،‬‬ ‫اخل»‪62.‬‬ ‫فيه صور النُّجوم أقوال لبطلميوس بدون نسبها‬ ‫املزيف‪ ،‬بينما ذكر األربعة واألقاليم واجملسطي‬
‫وأورد خوري يف فهرس املخطوطات « املغين من‬ ‫وه��ذه العبارة هي أوَّل الكتاب بعد الديباجة‬ ‫إىل الكتاب ال��ذي أخ��ذت منه ه��ذه األق���وال‪،‬‬ ‫لبطلميوس ولكن ه��ذا األم��ر ال ينفي أن ابن‬
‫النجوم يف أحكام النُّجوم» تأليف ابن هبنيت‪66 .‬‬ ‫وآخره‪ « :‬من العلل الكربى ‪ .......‬اخل»‪63.‬‬ ‫وأحياناً أقوال لبطلميوس عن األندرزغر‪ ،‬فرمبا‬ ‫هبنتى هو أمحد بن يوسف الذي اهتم بكتاب‬
‫نالحظ أنَّ االختالف بني هذه العناوين شكلي‬ ‫نالحظ أنَّ هذا املعنى موجود يف معظم أجزاء‬ ‫كان أحد هذه األقوال من كتاب «الثمرة املزيف»‬ ‫«ال َّثمرة املزيف» وقام بتفسريه حيث‪:‬‬
‫ألنَّ مفردات العنوان األساسيَّة قد وردت يف‬ ‫خمطوط املغين‪ ،‬كما أ َّننا ال نستطيع أن جنزم أن‬ ‫وخصوصاً أنَّ أمحد بن يوسف قد عمل على‬ ‫يعد كتاب «ال َّثمرة املزيف» أقدم كتاب جنومي‬
‫مجيعها‪.‬‬ ‫ما ورد يف كتاب «الثمرة املزيف» الذي وصلنا‬ ‫التَّوفيق بني حمتوى الكتاب األصلي و»كتاب‬ ‫عرفه العرب يف ترمجة من ال�ترمج��ات حيث‬
‫وأحكام‪ :‬مجع حُ ْكم‪ ،‬وهو القضاء والفصل وال‬ ‫بالضبط وخصوصاً أنَّ‬ ‫هو ما جاء به بطلميوس َّ‬ ‫األربعة» يف شرحه‪ ،‬وم�مَّ جاء يف شرح كتاب‬ ‫ت��رج��م إىل العربية ث�لاث م���رات‪ ،‬يشك بأ َّنه‬
‫ت��رد ه��ذه الكلمة يف ال��ق��رآن إال مفردة‪،‬‬ ‫هذا الكتاب يرد دائماً يف معظم املراجع بوصفه‬ ‫ال َّثمرة املزيف‪:‬‬ ‫مزيف ولكنه حفظ يف األصل اليوناني وبذلك‬
‫وتستخدم فعالً مسنداً إىل اهلل أو األنبياء‬ ‫الكتاب النُّجومي املزيف املنسوب لبطلميوس‪.‬‬ ‫« ق��ال بطلميوس‪ :‬علم النُّجوم منك ومنها‪،‬‬ ‫فقد استبعدت إمكانية أن يكون من اختالق‬

‫‪169‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪168‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫شهوب‪ ،‬ويف بطنه فتق العدو‪ ،‬عاملاً باملساحة‪،‬‬ ‫أو غريهم‪ ،‬وإذا أسند إىل اهلل فإنه يدل على‬
‫حريصاً على مج��ع امل���ال‪ ،‬حم��ب�اً ل��ل��دواب‪ ،‬به‬ ‫ما فرضه اهلل على الناس‪ ،‬وعلى سلطان اهلل‬
‫اهلوامش‬ ‫عالمة يف الفرج واآلليتني‪ ،‬أو بني الوركني‪ ،‬خال‬ ‫املطلق (سورة األنعام‪ ،‬اآلية ‪ ،79‬سورة اجلاثية‪،‬‬
‫أو شامة طيب»‪ ( .‬الشكل رقم ‪)2‬‬ ‫اآلية ‪ ،16‬سورة املمتحنة‪ ،‬اآلية ‪ )10‬وباملعنى‬
‫مت اجلزء األول من كتاب املغين من‬ ‫ويف آخره‪َّ « :‬‬ ‫املطلق فإنَّ احلكم األخري هلل وحده ولكنه تعاىل‬
‫النجوم البن هبنيت يف أحكام النجوم‪ ،‬ويتلوه يف‬ ‫قد منح سلطة احلكم ألنبيائه فحكم حممد‬
‫خ��وري‪ ،‬إبراهيم‪ :‬فهرس خمطوطات دار‬ ‫‪ - 1‬ابن هبنتى‪ :‬املغين يف أحكام النجوم‪.‬‬
‫اجل��زء ال َّثاني ما ذك��ره هرمس مما يدل عليه‬ ‫خباصة على غري ما كان احلكم يف اجلاهلية‬
‫الكتب الظاهرية علم اهليئة وملحقاته‪.‬‬ ‫اجمللد‪ ،1‬نشر وتقديم فؤاد سزكني‪ ،‬معهد‬
‫الشَّمس إذا اعرتته ظلمة ومحرة»‪(.‬الشكل رقم‬ ‫(س��ورة املائدة اآلية ‪ )50‬وهكذا أصبح احلكم‬
‫مطبعات جممع اللغة العربية بدمشق‪،‬‬ ‫تاريخ العلوم العربيَّة واإلسالميَّة‪ ،‬جامعة‬ ‫يدل على سلطان احلكومة اإلسالمية كما ُّ‬ ‫ُّ‬
‫‪)3‬‬ ‫يدل‬
‫دمشق ‪1389‬هـ ‪ 1969-‬م‪ ،‬ص ‪.293‬‬ ‫فرانكفورت ‪1407‬ه���ـ ‪1987 -‬م‪ :‬مقدمة‬
‫ك��ت��ب خب��ط ن��س��خ��ي‪ ،‬أح��رف��ه ك��ب�يرة‪ ،‬وبعض‬ ‫من ناحية أخرى على حكم القاضي يف قضيةٍ‬
‫سزكني‪ :‬تاريخ الرتاث العربي‪ ،‬اجمللد‪ ،7‬ص‬ ‫الناشر‪ :‬ن���ازوك املعتضدي‪ :‬ك��ان حاجب‬ ‫عناوينه‪ ،‬وأوائل فقره باحلمرة‪70.‬‬ ‫معينةٍ‪.‬‬
‫‪.241‬‬ ‫اخلليفة املقتدر باهلل العباسي وثار عليه‬ ‫اجمللد ال َّثاني‪ :‬حمفوظ يف ميونيخ حتت رقم‬ ‫واشتق من احلكم – مبعنى القضاء‪ -‬معنى حكم‬
‫ابن منظور‪ ،‬اإلمام أبي الفضل مجال الدِّين‬ ‫سنة ‪ 317‬هـ‪929/‬م فاهنزم بعد مدة‪.‬‬ ‫(‪ )852‬نسخ يف القرن السَّابع اهلجري يف (‪)240‬‬ ‫العقل على شيء أو على حال استنباط شيء من‬
‫حممَّد بن مكرم‪ :‬لسان العرب‪ .‬اجلزء‪ ،4‬دار‬ ‫‪ - 2‬امل���س���ع���ودي‪ ،‬أب���و احل��س��ن ع��ل��ي بن‬ ‫ورقة وتتداخل (‪ )72‬من األوراق األوىل منه مع‬ ‫شيء أو على شخص أو معنى حكم من أحكام‬
‫الطبعة اخلامسة ‪ 1412‬هـ‬ ‫صادر‪ ،‬بريوت‪َّ ،‬‬ ‫احلسني‪ :‬التنبيه واإلشراف‪ .‬اجلزء‪ ،2‬أعده‬ ‫(‪ )66‬ورق��ة من األوراق األخ�يرة من خمطوط‬ ‫الشَّرع أو النَّحو أو غري ذلك من العلوم ويف هذه‬
‫‪1992/‬م‪ ،‬ص‪:64‬البصر‪:‬حاسة الرؤية‪ .‬ابن‬ ‫للطبع قاسم وهب‪ ،‬وزارة ال َّثقافة‪ ،‬دمشق‬ ‫َّ‬ ‫الظاهرية يف دمشق‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫املعاني كلها يستعمل هذا املصطلح على إطالقه‬
‫سيده‪ :‬البصر حس العني واجلمع أبصار‪.‬‬ ‫‪ 2000‬م‪ ،‬ص‪ :642‬أبو اهليجا هو عبد اهلل‬ ‫يستفاد من آخر كالم اجمللد ال َّثاني أن اجمللد‬ ‫يف صيغة اجلمع وخباصة إذا ما حتدثنا عن‬
‫قال سيبويه‪ :‬بصر صار مبصراً وأبصره إذا‬ ‫بن محدان بن محدون شارك مع نازوك يف‬ ‫الثالث من الكتاب يبدأ بـ‪»:‬اجلدي إذا دخله زحل‬ ‫األح��ك��ام اخلمسة‪ :‬ال��واج��ب‪ ،‬امل��ن��دوب‪ ،‬املباح‪،‬‬
‫أخرب بالذي وقعت عينه عليه‪.‬‬ ‫خلع اخلليفة املقتدر باهلل‪.‬‬ ‫حلق الديلم وطربستان» وقد ضاع‪( 71.‬الشكل‬ ‫املكروه‪ ،‬احلرام اليت بأحدها أو غريه حيدد كل‬
‫الفراهيدي‪ ،‬أبو عبد الرمحن اخلليل بن‬ ‫‪ - 3‬سزكني‪ ،‬ف��ؤاد‪ :‬تاريخ ال�تراث العربي‪.‬‬ ‫رقم ‪)4‬‬ ‫فعل من أفعال العباد يف الشَّرع‪.‬‬
‫أمح���د‪ :‬ال��ع�ين‪ .‬اجل����زء‪ ،7‬حتقيق مهدي‬ ‫اجمل��ل��د‪ ،7‬ترمجة عبد اهلل ب��ن عبد اهلل‬ ‫اجمللدين غري منقطني يف معظم أجزائهما كما‬ ‫��دل مبعنى أوس���ع على جمموعة‬ ‫واألح��ك��ام ت� ُّ‬
‫املخزومي‪ ،‬منشورات دار اهلجرة‪ ،‬إيران قم‬ ‫حجازي‪ ،‬مطابع جامعة امللك سعود‪ ،‬جامعة‬ ‫ال حيتويان على رسوم أو خمططات توضيحية‬ ‫القواعد اليت تتعلق مبوضوع معني (مثال ذلك‬
‫‪1405‬هـ‪،‬‬ ‫امللك سعود ‪ 1410‬هـ‪ ،‬ص ‪.241‬‬ ‫إال يف اجل��زء األخ�ير من اجمللد ال َّثاني الذي‬ ‫عناوين الكتب‪ ،‬مثل أحكام األوقاف‪ ،‬واألحكام‬
‫ص ‪ :117‬البصر‪ :‬نفاذ يف القلب‪ ،‬والبصارة‬ ‫‪ - 4‬جي��وز أن ت��ك��ون « ال�نَّ��ص��ران��ي» فمن‬ ‫يتناول قرانات ما شاء اهلل حيث يوجد (‪)16‬‬ ‫السُّلطانيَّة‪ ،‬وك��ذل��ك أح��ك��ام اآلخ���رة وأح��ك��ام‬
‫مصدر البصري وقد بصر وابصرت الشيء‬ ‫املمكن أن يكون هناك التباس بني حرف‬ ‫خمطط توضيحي‪.‬‬ ‫النُّجوم وغريها)‪ ،‬ومصطلح األحكام يف الشَّرع‬
‫وت��ب��ص��رت ب���ه وت��ب��ص��رت��ه ش��ب��ه رم��ق��ت��ه‪،‬‬ ‫«الباء» وحرف « النون» راجع‪:‬‬ ‫وقد قام فؤاد سزكني بنشر اجمللدين يف عام‬ ‫يستخدم بوجه أخ��ص على تطبيق األحكام‬
‫واستبصر يف أمره ودينه إذا كان ذا بصرية‪،‬‬ ‫بروكلمان‪ :‬تاريخ األدب العربي‪ .‬اجلزء‪،4‬‬ ‫‪1407‬هـ‪1987 /‬م يف معهد تاريخ العلوم العربية‬ ‫الفقهية على قضايا معينة‪67.‬‬
‫والبصرية اسم ملا اعتقد يف القلب من الدين‬ ‫ترمجة يعقوب بكر ورمضان عبد التواب‪،‬‬ ‫واإلسالمية‪ ،‬يف إطار جامعة فرانكفورت يف‬ ‫رأى ابن طاووس نسخة املؤلف نفسه بدار العلم‬
‫وحقيق األمر‬ ‫دار امل��ع��ارف‪ ،‬مج��ه��وري��ة مصر العربية‪،‬‬ ‫مجهورية أملانيا االحتادية‪.‬‬ ‫بالقاهرة‪ ،‬وهو كتاب نفيس عند املصريني‪68‬‬
‫الطبعة ال َّثالثة ‪ ،1983‬ص ‪.202‬‬ ‫الضخم مكاناً فسيحاً‬ ‫وجند يف هذا املخطوط َّ‬ ‫واملخطوط مؤلف من ثالثة جملدات ضخمة‪:‬‬
‫‪5 - SEZGIN. (F.): MISCELLANEOUS‬‬ ‫موسى‪ ،‬علي حسن‪ :‬أعالم الفلك يف التاريخ‬ ‫لعلم اهليئة ولعلم األن��واء الفلكي‪ ،‬كما يعدُ من‬ ‫اجمللد األوَّل وجزء من اجمللد ال َّثاني حمفوظ يف‬
‫‪TEXTS AND STUDIES ON‬‬ ‫العربي‪ .‬منشورات وزارة ال َّثقافة‪ ،‬دمشق‪،‬‬ ‫أهم مصادر علم أحكام النُّجوم العربي‪ ،‬وأحياناً‬ ‫الظاهرية حتت رقم (‪ ) 9354‬نسخ يف‬ ‫دمشق‪َّ :‬‬
‫‪ISLAMIC MATHEMATICS AND‬‬ ‫الطبعة األوىل ‪ 2002‬م‪ ،‬ص ‪.113‬‬ ‫علم اهليئة العربيّ‪ ،‬وم��ن خ�لال استشهاداته‬ ‫عام (‪641‬ه��ـ‪1244/‬م) يف (‪ )181‬ورقة ينقص‬
‫‪ASTRONOMY,VII, ISLAMIC‬‬ ‫البستاني‪ :‬دائرة املعارف قاموس عام لكل‬ ‫املتنوعة الكثرية‪ ،‬يتبني أنَّ مؤلفه قد عرف كل‬ ‫تسع أوراق من املقدمة واجلزء األول‪69.‬‬
‫‪MATHEMATICS AND‬‬ ‫فن ومطلب‪ .‬اجمللد الرابع‪ ،‬بريوت ‪1962‬م‪،‬‬ ‫دقائق أحكام النُّجوم النَّظرية يف زمانه‪ ،‬إال أ ّنهَ‬ ‫ورد يف أول املخطوط‪« :‬خم��روم العارضني‪،‬‬
‫‪ASTRONOMY, Volume 82‬‬ ‫ص‪.117‬‬ ‫مل يعرض مادته عرضاً منظماً‪72.‬‬ ‫طويل العنق‪ ،‬غليظ الساق والقدمني‪ ،‬يف شعره‬

‫‪171‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪170‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫‪ - 23‬الزَّركلي‪ ،‬خري الدِّين‪ :‬األعالم قاموس‬ ‫أمحد بن حممد بن أبي بكر‪ :‬وفيات األعيان‬ ‫ص ‪.266 - 264‬‬ ‫– ‪Institute for the History of Arabic‬‬
‫تراجم ألشهر الرجال والنساء من العرب‬ ‫وأن��ب��اء ال��زم��ان‪ .‬اجمل��ل��د‪ ،1‬حققه الدكتور‬ ‫‪ - 10‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬اجلزء‪،1‬‬ ‫‪Islamic Science at the Johann Wolfgang‬‬
‫واملستعربني واملستشرقني‪ .‬اجل��زء‪ ،8‬دار‬ ‫إحسان عباس‪ ،‬دار صاعد‪ ،‬لبنان‪ ،‬بريوت‬ ‫ص ‪.57‬‬ ‫‪Goethe –University Frankfurt am‬‬
‫الطبعة السَّادسة عشرة‪،‬‬ ‫العلم للماليني‪َّ ،‬‬ ‫‪1978‬م‪ ،‬ص‪ :42-39‬أبو إسحاق إبراهيم‬ ‫‪ - 11‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬اجلزء‪،7‬‬ ‫‪Main,1998, P26.‬‬
‫بريوت‪ ،‬لبنان ‪2005‬م‪ ،‬ص‪.212‬‬ ‫بن املهدي بن املنصور أبي جعفر بن حممد‬ ‫ص ‪.271‬‬ ‫‪Suter. (H.): Beiträge Zur Geschichte‬‬
‫‪ - 24‬ال��ب��غ��دادي‪ ،‬إمساعيل باشا‪:‬هدية‬ ‫بن علي بن عبد اهلل بن العباس بن عبد‬ ‫‪ - 12‬م��نَّ��ا‪ ،‬ي��ع��ق��وب أوج��ي�ن‪ :‬ال��ق��ام��وس‬ ‫‪der Mathematir und Astronomie im‬‬
‫العارفني أمساء املؤلفني وآثار املصنفني من‬ ‫املطلب اهلامشي أخو هارون الرشيد كانت‬ ‫الكلداني العربيِّ‪ .‬منشورات مركز بابل‪،‬‬ ‫‪Islam, Erster Band, herausgegeben von‬‬
‫كشف الظنون‪ .‬اجمللد‪ ،6‬دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫له اليد الطوىل يف الغناء والضرب باملالهي‬ ‫بريوت ‪ ،1975‬ص ‪.256‬‬ ‫‪Fuat Sezgin, Institut für Geschichte der‬‬
‫بريوت‪ ،‬لبنان ‪1413‬هـ‪1992 -‬م‪ ،‬ص‪.549‬‬ ‫وحسن املنادمة‪ ،‬كان وافر الفضل‪ ،‬غزير‬ ‫‪ - 13‬شيخو‪ ،‬لويس‪ :‬التَّواريخ النَّصرانيَّة يف‬ ‫‪Arabisch – Islamischen Wissenschaften‬‬
‫‪ - 25‬احلموي‪ ،‬أبي عبداهلل ياقوت بن عبد‬ ‫األدب‪ ،‬واسع النَّفس‪.‬‬ ‫العربيَّة‪ .‬جملة املشرق‪ ،‬السَّنة ال َّثانية عشرة‪،‬‬ ‫– ‪an der Johann Wolfgang Goethe‬‬
‫اهلل‪ :‬معجم األدب��اء أو إرش��اد األري��ب إىل‬ ‫‪ - 18‬الصَّفدي‪ ،‬ص�لاح ال�دِّي��ن خليل بن‬ ‫العدد ‪ 7‬متوز ‪1909‬م‪ ،‬ص ‪.483-482‬‬ ‫‪Universität Frankfurt am Main,1986,‬‬
‫معرفة األديب‪ ،‬اجلزء‪ ،2‬دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫إيبك‪ :‬الوايف بالوفيات‪ .‬اجلزء ‪ ، 29‬باعتناء‬ ‫العاملي‪ ،‬حمسن األم�ين احلسيين‪ :‬أعيان‬ ‫‪P16.‬‬
‫ب�يروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1411‬ه��ـ ‪-‬‬ ‫م��اه��ر جَ�����رَّار‪ ،‬مطبعة ال �شَّ��رك��ة املتحدة‬ ‫الشيعة‪ .‬اجل��زء‪ ،10‬اجمللد‪ ،11‬مطبعة ابن‬ ‫‪ - 6‬بروكلمان‪ :‬تاريخ األدب العربي‪ ،‬اجلزء‬
‫‪1991‬م‪ ،‬ص ‪.85 -84‬‬ ‫الطبعة األوىل‬‫ل��ل� َّت��وزي��ع‪ ،‬ب�ي�روت‪ ،‬ل��ب��ن��ان‪َّ ،‬‬ ‫الطبعة األوىل ‪ 1357‬هـ‪-‬‬ ‫زي��دون‪ ،‬دمشق‪َّ ،‬‬ ‫‪ ،4‬ص ‪.203-202‬‬
‫‪ - 26‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.83 -82‬‬ ‫‪1418‬هـ‪1997 -‬م‪ ،‬ص‪.69-68‬‬ ‫‪1938‬م‪ ،‬ص‪.355-352‬‬ ‫‪BROCKELMANN. (C.):‬‬
‫‪ - 27‬الزَّركلي‪ :‬األعالم قاموس تراجم ألشهر‬ ‫‪ - 19‬احلموي‪ ،‬أبي عبداهلل ياقوت بن عبد‬ ‫‪ - 14‬ابن خلكان‪ ،‬أبي العباس مشس الدين‬ ‫‪GESCHICHTE DER ARABISCHEN‬‬
‫الرجال والنساء من العرب واملستعربني‬ ‫اهلل‪ :‬معجم البلدان‪ .‬اجل��زء‪ ،4‬دار صادر‪،‬‬ ‫أمحد بن حممد بن أبي بكر‪ :‬وفيات األعيان‬ ‫‪LITTERATUR, I, WEIMAR, 1898,‬‬
‫واملستشرقني‪ ،‬اجلزء‪ ،8‬ص‪.212‬‬ ‫بريوت‪ ،‬لبنان ‪1376‬هـ ‪1957 -‬م‪ ،‬ص ‪.283‬‬ ‫وأن��ب��اء ال��زم��ان‪ .‬اجمل��ل��د‪ ،1‬حققه الدكتور‬ ‫‪P252.‬‬
‫‪ - 28‬حاجي خليفة‪ ،‬مصطفى بن عبد اهلل‪:‬‬ ‫‪ - 20‬احلموي‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬اجل��زء‪،5‬‬ ‫إحسان عباس‪ ،‬دار صاعد‪ ،‬لبنان‪ ،‬بريوت‬ ‫‪BROCKELMANN. (C.):‬‬
‫الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪،‬‬ ‫كشف ُّ‬ ‫ص‪.131‬‬ ‫‪1978‬م‪ ،‬ص ‪ :42-39‬أبو إسحاق إبراهيم‬ ‫‪GESCHICHTE DER‬‬
‫اجمللد‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‬ ‫‪ - 21‬ابن خلكان‪ :‬وفيات األعيان وأنباء‬ ‫بن املهدي بن املنصور أبي جعفر بن حممد‬ ‫‪ARABISCHEN LITTERATUR,‬‬
‫‪ 1413‬هـ‪1992-‬م‪ ،‬ص ‪.30‬‬ ‫ال �زَّم��ان‪ .‬اجمل��ل��د‪ :174-173 ،1‬أمح��د بن‬ ‫بن علي بن عبد اهلل بن العباس بن عبد‬ ‫‪ERSTER SUPPLEMENTBAND,‬‬
‫‪ - 32‬كرد علي‪ :‬كنوز األجداد‪ ،‬ص ‪.125‬‬ ‫ط��ول��ون‪ :‬ت��رك��ي مستعرب ص��اح��ب مصر‬ ‫املطلب اهلامشي أخو هارون الرشيد كانت‬ ‫‪LEIDEN,BRILL,1937, P393.‬‬
‫‪ - 30‬ال�زَّرك��ل��ي‪ :‬األع�ل�ام ق��ام��وس تراجم‬ ‫وال��ش��ام ( ‪ 220‬ه��ـ ‪835 /‬م – ‪ 270‬هـ‬ ‫له اليد الطوىل يف الغناء والضرب باملالهي‬ ‫‪ - 7‬البستاني‪ :‬دائرة املعارف قاموس عام‬
‫ألش���ه���ر ال���رج���ال وال���ن���س���اء م���ن ال��ع��رب‬ ‫‪ 884/‬م) وقد واله املعتمد دمشق ومصر‬ ‫وحسن املنادمة‪ ،‬كان وافر الفضل‪ ،‬غزير‬ ‫لكل فن ومطلب‪ ،‬اجمللد الرابع‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫واملستعربني واملستشرقني‪ ،‬اجلزء‪ ،1‬ط‪،16‬‬ ‫سنة ‪ 254‬هـ = ‪ 868‬م‪.‬‬ ‫األدب‪ ،‬واسع النَّفس‪.‬‬ ‫‪ - 8‬شيخو‪ ،‬لويس‪ :‬علماء النصرانية يف‬
‫ص‪.272‬‬ ‫ح��س��ن‪ ،‬إب��راه��ي��م ح��س��ن‪ :‬ت��اري��خ اإلس�لام‬ ‫‪ - 15‬الصَّفدي‪ ،‬ص�لاح ال�دِّي��ن خليل بن‬ ‫اإلسالم‪ .‬املكتبة البولسية‪ ،‬لبنان ‪،1983‬ص‬
‫‪ - 31‬محيدان‪ :‬أع�لام احلضارة العربية‬ ‫السِّياسي والدِّيين وال َّثقايف واالجتماعي‪.‬‬ ‫إيبك‪ :‬الوايف بالوفيات‪ .‬اجلزء ‪ ، 29‬باعتناء‬ ‫‪.90‬‬
‫اإلسالمية يف العلوم األساسية والتطبيقية‪،‬‬ ‫اجلزء الثالث‪ ،‬العصر العباسي ال َّثاني يف‬ ‫م��اه��ر جَ�����رَّار‪ ،‬مطبعة ال �شَّ��رك��ة املتحدة‬
‫اجمللد‪ ،1‬منشورات وزارة ال َّثقافة‪ ،‬دمشق‬ ‫ال �شَّ��رق وم��ص��ر وامل��غ��رب واألن��دل��س‪ ،‬دار‬ ‫الطبعة األوىل‬ ‫ل��ل� َّت��وزي��ع‪ ،‬ب�ي�روت‪ ،‬ل��ب��ن��ان‪َّ ،‬‬ ‫‪9 - GILLISPIE.(C.): DICTIONARY‬‬
‫‪1995‬م‪ ،‬ص ‪.153‬‬ ‫اجليل‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان ‪1411‬هـ‪ ،1991 ،‬ص‬ ‫‪1418‬هـ‪1997 -‬م‪ ،‬ص‪.69-68‬‬ ‫‪OF SCIENTIFIC BIOGRAPHY,‬‬
‫‪ - 32‬محيدان‪ :‬أع�لام احلضارة العربية‬ ‫‪.137-133‬‬ ‫‪ - 16‬احلموي‪ ،‬أبي عبداهلل ياقوت بن عبد‬ ‫‪Volume VI, CHARLES SCRIBNER›S‬‬
‫اإلسالمية يف العلوم األساسية والتطبيقية‪،‬‬ ‫‪ - 22‬كرد علي‪ :‬حممد ‪،‬كنوز األجداد‪ .‬دار‬ ‫اهلل‪ :‬معجم البلدان‪ .‬اجل��زء‪ ،4‬دار صادر‪،‬‬ ‫‪SONS, NEW YOK, United States of‬‬
‫اجمللد‪ ،1‬منشورات وزارة ال َّثقافة‪ ،‬دمشق‬ ‫الطبعة ال َّثانية ‪1404‬ه��ـ‪-‬‬ ‫الفكر‪ ،‬دمشق‪َّ ،‬‬ ‫بريوت‪ ،‬لبنان ‪1376‬هـ ‪1957 -‬م‪ ،‬ص ‪.283‬‬ ‫‪America and in Canada 1972, P381.‬‬
‫‪1995‬م‪ ،‬ص ‪.153‬‬ ‫‪1984‬م‪ ،‬ص ‪. 125‬‬ ‫‪ - 17‬ابن خلكان‪ ،‬أبي العباس مشس الدين‬ ‫‪ - 9‬سزكني‪ :‬تاريخ الرتاث العربي‪ .‬اجمللد‪،7‬‬

‫‪173‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪172‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫‪DER ARABISCHEN‬‬ ‫لبنان‪ ،‬بريوت د ت‪ ،‬ص ‪.266‬‬ ‫‪ - 38‬ابن القفطي‪ ،‬مجال الدين أبي احلسن‬ ‫‪ - 33‬ال��ب��غ��دادي‪ ،‬إمساعيل ب��اش��ا‪ :‬هدية‬
‫‪HANDSCHRIFTEN DER‬‬ ‫‪ - 48‬كحالة‪ :‬معجم املؤلفني تراجم مصنفي‬ ‫علي بن القاضي األش��رف‪ :‬أخبار العلماء‬ ‫العارفني أمساء املؤلفني وآثار املصنفني من‬
‫‪KÖNIGLICHEN BIBLIOTHEK‬‬ ‫الكتب العربيَّة‪ .‬اجل���زء‪ ،2‬مكتبة املثنى‪،‬‬ ‫بأخبار احلكماء‪ .‬دار اآلثار‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‬ ‫كشف الظنون‪ .‬اجمللد‪ ،5‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫‪ZU BERLIN. FÜNFTER BAND,‬‬ ‫لبنان‪ ،‬بريوت د ت‪،‬ص ‪.207‬‬ ‫دت‪ ،‬ص ‪.56‬‬ ‫بريوت‪ ،‬لبنان ‪1413‬هـ‪1992 -‬م‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪BERLIN, 1893, P273.‬‬ ‫‪ - 49‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.207‬‬ ‫‪ - 39‬كرد علي‪ :‬كنوز األجداد‪ ،‬ص ‪.127‬‬ ‫‪ - 34‬احل��م��وي‪ :‬معجم األدب���اء أو إرش��اد‬
‫‪ - 60‬كونتش‪ ،‬ب��اول‪ :‬فهرس املخطوطات‬ ‫‪ - 50‬ط��وق��ان‪ :‬ت���راث ال��ع��رب العلمي يف‬ ‫املغربي‪ ،‬عبد القادر‪ :‬كتاب املكافأة تأليف‬ ‫األريب إىل معرفة األديب‪ ،‬اجلزء‪ ،2‬ص ‪.85‬‬
‫امل��ص��ورة‪ .‬جامعة ال���دُّول العربيَّة‪ ،‬معهد‬ ‫ال �رِّي��اض �يَّ��ات وال��ف��ل��ك‪ .‬ه��ديَّ��ة املقتطف‬ ‫أمح��د ب��ن ي��وس��ف ال��ك��ات��ب‪ .‬جملة اجملمع‬ ‫‪ - 35‬الزَّركلي‪ :‬األع�لام‪ ،‬اجل��زء‪ ،1‬ط‪،16‬‬
‫املخطوطات العربيَّة‪ ،‬اجلزء ال َّثالث‪ ،‬القسم‬ ‫السَّنوية ‪1941‬م‪ ،‬ص‪.111‬‬ ‫العلمي العربي‪ ،‬اجل��زءان‪ ،2/1‬اجمللد ‪،19‬‬ ‫ص‪.272‬‬
‫األول‪ ،‬القاهرة ‪1958‬م‪ ، ،‬ص ‪.66‬‬ ‫‪ - 51‬عيسى‪ ،‬أمحد‪ :‬معجم األطباء من سنة‬ ‫دم��ش��ق‪ ،‬مطبعة ال � َّت��رق��ي‪ ،‬احمل���رم وصفر‬ ‫ابن صاعد األندلسي‪ ،‬أبي القاسم صاعد‬
‫‪ - 61‬اب����ن ه��ب��ن��ت��ى‪ :‬امل���غ�ن�ي يف أح��ك��ام‬ ‫‪ 650‬هـ إىل يومنا هذا (ذيل عيون األنباء‬ ‫‪1363‬ه��ـ ‪ -‬كانون الثاني وشباط ‪1944‬م‪،‬‬ ‫بن أمحد‪ :‬كتاب طبقات األمم‪ .‬نشره وذيَّله‬
‫النجوم‪ .‬اجمللد‪ ،1‬الغالف ‪ ،‬نشر وتقديم‬ ‫يف طبقات األطباء البن أبي أصيبعة)‪ .‬دار‬ ‫ص‪.40-32‬‬ ‫باحلواشي وأردف���ه ب��ال�رِّواي��ات والفهارس‬
‫فؤاد سزكني‪ ،‬معهد تاريخ العلوم العربيَّة‬ ‫الطبعة الثانية‬ ‫الرَّائد العربي‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪َّ ،‬‬ ‫‪ - 40‬ابن جلجل‪ ،‬أبو داود سليمان بن حسان‬ ‫األب لويس شيخو اليسوعي‪ ،‬نشر بتتابع‬
‫واإلسالميَّة‪ ،‬جامعة فرانكفورت ‪1407‬هـ‬ ‫‪1402‬هـ‪1982 -‬م‪ ،‬ص ‪.130-127‬‬ ‫األن��دل��س��ي‪ :‬طبقات األط��ب��اء واحل��ك��م��اء‪،‬‬ ‫يف السَّنة الرَّابعة عشرة من جملة املشرق‪،‬‬
‫‪1987 -‬م‪.‬‬ ‫‪ - 52‬س��زك�ين‪ :‬ت��اري��خ ال��� ُّت���راث ال��ع��رب��ي‪،‬‬ ‫‪ .‬حتقيق ف��ؤاد سيد‪ ،‬مطبعة دار الكتب‬ ‫بريوت‪ ،‬املطبعة الكاثوليكيَّة ‪1912‬م‪.‬ص‪.57‬‬
‫الظنون عن‬ ‫‪ - 62‬حاجي خليفة‪ :‬كشف ُّ‬ ‫اجمللد‪ ،7‬ص ‪.127-126‬‬ ‫والوثائق القومية بالقاهرة‪ ،‬مركز حتقيق‬ ‫‪ - 36‬بروكلمان‪ :‬تاريخ األدب العربي‪ ،‬اجلزء‬
‫أسامي الكتب والفنون‪ .‬اجمللد‪ ،2‬دار الكتب‬ ‫‪ - 53‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.233‬‬ ‫ال�تراث‪ ،‬طبعة مصورة عن طبعة القاهرة‬ ‫‪ ،3‬ص ‪.81‬‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان ‪ 1413‬ه��ـ‪1992-‬م‪،‬‬ ‫‪ 1955‬م‪ ،‬القاهرة ‪ 2005‬م‪،‬ص ‪.72‬‬
‫ص ‪.1751‬‬ ‫‪AHLWARDT(W.):VERZEICHNISS‬‬ ‫‪ - 41‬قسم التّغيري العربي‪ :‬فهرس الكتب‬ ‫‪Suter. (H.): Beiträge Zur Geschichte‬‬
‫‪ - 63‬خوري‪ ،‬إبراهيم‪ :‬فهرس خمطوطات‬ ‫‪DER ARABISCHEN‬‬ ‫العربيَّة ب��دار الكتب املصريَّة لغاية آخر‬ ‫‪der Mathematik und Astronomie im‬‬
‫دار الكتب الظاهرية علم اهليئة وملحقاته‪.‬‬ ‫‪HANDSCHRIFTEN DER‬‬ ‫شهر مايو ‪ ،1926‬اجلزء الثالث ‪ ،‬مطبعة‬ ‫‪Islam, Erster Band, herausgegeben‬‬
‫مطبعات جممع اللغة العربية بدمشق‪،‬‬ ‫‪KÖNIGLICHEN BIBLIOTHEK ZU‬‬ ‫دار الكتب املصرية بالقاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل‬ ‫‪von Fuat Sezgin, Institut für‬‬
‫دمشق ‪1389‬هـ ‪ 1969-‬م‪ ،‬ص ‪.293‬‬ ‫‪BERLIN. FÜNFTER BAND,BERLIN,‬‬ ‫‪1345‬هـ‪1927 -‬م‪ ،‬ص ‪.380‬‬ ‫‪Geschichte der Arabisch – Islamischen‬‬
‫‪ - 64‬خورشيد‪ ،‬إبراهيم زكي‪ :‬دائرة املعارف‬ ‫‪1893,P273.‬‬ ‫‪ - 42‬املؤمن‪ :‬التُّراث الفلكي عند العرب‬ ‫‪Wissenschaften an der Johann Wolfgang‬‬
‫الطبعة‬‫اإلسالمية‪ .‬اجمللد ال َّثاني‪ ،‬الشَّعب‪َّ ،‬‬ ‫‪ - 54‬س��زك�ين‪ :‬ت��اري��خ ال��� ُّت���راث ال��ع��رب��ي‪،‬‬ ‫واملسلمني وأث��ره يف علم الفلك احلديث‪،‬‬ ‫‪Goethe –Universität Frankfurt am‬‬
‫ال َّثانية‪ ،‬القاهرة ‪1969‬م‪ ،‬ص ‪.256‬‬ ‫اجمللد‪ ،7‬ص ‪.62-61‬‬ ‫م��راج��ع��ة س��ام��ي ش��ل��ه��وب‪ ،‬معهد ال � ُّت��راث‬ ‫‪Main,1986,P42.‬‬
‫‪ - 65‬اب��ن ط���اووس‪ ،‬أب��و القاسم علي بن‬ ‫‪ - 55‬نلينو‪ :‬علم الفلك تارخيه عند العرب‬ ‫ال��ع��ل��م��ي ال��ع��رب��ي‪ ،‬ج��ام��ع��ة ح��ل��ب‪ ،‬حلب‬ ‫‪SARTON.( G.): INTRODUCTION‬‬
‫موسى بن جعفر‪ :‬فرج املهموم يف تاريخ علم‬ ‫يف القرون الوسطى‪ ،‬ص‪.219-218‬‬ ‫‪1413‬هـ‪1992 /‬م‪،‬ص‪.76-75‬‬ ‫‪TO THE HISTORY OF‬‬
‫النجوم‪ .‬النَّجف ‪ 1368‬هـ‪ ،‬ص ‪.66‬‬ ‫‪ - 56‬س��زك�ين‪ :‬ت��اري��خ ال��� ُّت���راث ال��ع��رب��ي‪،‬‬ ‫‪ - 43‬كرد علي‪ :‬كنوز األجداد‪ ،‬ص ‪.127‬‬ ‫‪SCIENCE,VOLUME I, FROM‬‬
‫‪ - 66‬س��زك�ين‪ :‬ت��اري��خ ال��ت�راث ال��ع��رب��ي‪،‬‬ ‫اجمللد‪ ،7‬ص ‪.62‬‬ ‫‪ - 44‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.128‬‬ ‫‪HOMER TO OMAR KHAYYAM,‬‬
‫اجمللد‪ ،7‬ص ‪242‬‬ ‫‪ - 57‬نلينو‪ :‬علم الفلك تارخيه عند العرب‬ ‫‪ - 45‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.129-128‬‬ ‫‪ROBERT E. KRIEGER PUBLISHING‬‬
‫‪ - 67‬خوري‪ :‬فهرس خمطوطات دار الكتب‬ ‫يف القرون الوسطى‪ ،‬ص ‪.219‬‬ ‫‪ - 46‬نلينو‪ :‬علم الفلك تارخيه عند العرب‬ ‫‪COMPANY,HUNTINGTON NEW‬‬
‫الظاهرية علم اهليئة وملحقاته‪ ،‬ص ‪.293‬‬ ‫‪ - 58‬س��زك�ين‪ :‬ت��اري��خ ال��� ُّت���راث ال��ع��رب�يِّ‪،‬‬ ‫يف القرون الوسطى‪ .‬روما ‪ 1911‬م‪ ، ،‬ص‬ ‫‪YORK,1975,P598.‬‬
‫‪ - 68‬س��زك�ين‪ :‬ت��اري��خ ال��ت�راث ال��ع��رب��ي‪،‬‬ ‫اجمللدم‪ ،7‬ص ‪.234‬‬ ‫‪.46‬‬ ‫‪ - 37‬محيدان‪ :‬أع�لام احلضارة العربية‬
‫اجمللد‪ ،7‬ص ‪242‬‬ ‫‪ - 47‬كحالة‪ :‬معجم املؤلفني تراجم مصنفي‬ ‫اإلسالمية يف العلوم األساسية والتطبيقية‪،‬‬
‫‪ - 69‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪241‬‬ ‫‪59 - HLWARDT(W.):VERZEICHNISS‬‬ ‫الكتب العربيَّة‪ .‬اجل���زء‪ ،13‬مكتبة املثنى‪،‬‬ ‫اجمللد‪ ،1‬ص ‪.154‬‬

‫‪175‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪174‬‬
‫‪Science Fiction‬‬

‫دقائق الحياة األولى‬


‫رئيس التحرير‬

‫الفريوسات كائنات دقيقة ‪ ،‬ظل اإلنسان جيهلها زمناً طويالً ‪ ،‬حتى تأكد له أهنا املسببات الرئيسية‬
‫ألمراض عديدة خطرة ( كالكلب وشلل األطفال‪ ..‬وحتى السرطان‪) ..‬‬

‫وأول مشاهدة للفريوسات كانت باجملهر االلكرتوني ‪ ،‬الذي تبلغ قوة التكبري فيه ( ‪ ) 100‬ألف‬
‫ضعف ‪ ،‬ألن اجملهر الضوئي الذي يستعمل العدسات الضوئية مل ينجح يف الكشف عنها ألن قوة‬
‫تكبريه ضئيلة أمام اجملهر االلكرتوني ( قوة تكبري اجملهر الضوئي ‪ 2000‬أو ‪ 4000‬ضعف ) رآها‬
‫الباحثون على شكل أشباح ‪ ،‬ومازالوا إىل اآلن عاجزين عن اكتناه أسرارها ‪.‬‬

‫يرى العلماء أن الفريوسات ‪ ،‬هي معرب أصيل بني مادة الكون امليتة واحلياة املنظورة تشاركها يف‬
‫ذلك هالميات احمليط ‪...‬‬
‫َّ‬
‫ولعل أول ظهور لتلك األحياء ‪ ،‬كان إبان هطول األمطار الغزيرة على األرض ‪ ،‬فاألحواض املائية‬
‫هي احلاضنة األوىل للحياة ‪..‬‬

‫يف عام ‪ 1865‬ظهرت نظرية (ريشرت) القائلة بأن بذرة األزلية ‪ ،‬تنتقل من كوكب آلخر وإذا ما‬
‫وجدت الظروف املالئمة منت وتكاثرت وتطورت ولكن العلماء مل يقبلوا بتلك النظرية ألنه من‬
‫احملال على بذرة احلياة أن تظل جوالة بني الكواكب والنجوم ‪..‬‬

‫فالربودة اليت ميكن أن تتعرض هلا تصل إىل مئات الدرجات حتت الصفر (حيث تستحيل احلركة)‬
‫وعند اقرتاهبا من النجوم املشعة والكواكب حديثة التش ّكل تتعرض حلرارة وإشعاعات قاتلة حتماً‬
‫(األشعة فوق البنفسجية مثالً) وهي أشعة فتاكة ‪.‬‬

‫ولوال غالف األرض الذي حيمينا منها ألهلكت ما على كوكبنا من أحياء ‪ ...‬حيث إن الغالف‬
‫ميتصها وحيلّلها)‪ .‬وألن الفحم يدخل يف تركيب املواد العضوية ‪ ،‬قال العلماء أنه ساهم يف إنتاج‬
‫بذرة احلياة األوىل ‪.‬‬
‫ً‬
‫وتعتمد املكونات الرئيسية لألجسام احلية على الفحم ‪ ،‬لذلك تدعى املواد العضوية أحيانا باملواد‬
‫احلية ‪ ،‬كما يطلق على املواد الالعضوية اسم (املواد امليتة) وميكن حتويل املواد العضوية إىل مواد‬
‫ولعل هذه التحوالت هي اليت عرفتنا على الفيتامينات واهلرمونات اليت تعترب من املواد‬‫ال عضوية َّ‬
‫املكملة للحياة‪.‬‬

‫إذا أخذنا هبذه النظرية اليت يرجحها عدد كبري من العلماء على غريها ‪ ،‬جند أن املدة اليت‬
‫استغرقتها تفاعالت الفحم ‪ ،‬ونشوء املواد العضوية ‪ ،‬تقاس مبئات املاليني من السنني‪ ،‬بسبب قلة‬
‫املواد الذائبة يف املاء‪ ،‬اليت تشكل اللبنة األوىل للحياة‪..‬‬

‫اخليال العلمي ‪ /‬العدد احلادي والثالثون ‪ /‬شباط ‪2011 /‬‬ ‫‪176‬‬

You might also like