You are on page 1of 304

‫ﻋﻠﻲ ﻣﻮﻻ‬

‫يؤكد هذا الكتاب أن كل إنسان يبذل قصارى جهده من أجل توفري العوامل املادية والنفسية‪ ،‬اليت‬
‫تهيئ له حتقيق طموحه من االستقرار والطمأنينة‪ ،‬وحتسني مستوى معيشته‪ ،‬وصوالً إىل مستقبل‬
‫أفضل من التميز والنجاح‪ .‬ويوضح الكتاب أيضاً أن إخفاق اقتصاد السوق مل يقتصر على عدم‬
‫الوفاء بوعوده‪ ،‬وترك مئات املاليني من البشر دون عمل‪ ،‬وإمنا يتجلى بتحويله لإلنسان إىل جمرد‬
‫آلة إلنتاج الثروة‪.‬‬

‫وتؤكد املؤلفة على أنه عند فشل الرأمسالية‪ ،‬تظهر األزمات والشدائد‪ ،‬ويف حال جناحها تبث‬
‫الفساد وتروج البضائع الردئية‪ ،‬وكأن االستهالك احملموم أصبح اهلدف األفصى للحضارة الغربية‪،‬‬
‫ويرتتب على ذلك انفكاء األفراد على أنفسهم‪ ،‬وضعف اهتمامهم بالعامل‪ ،‬فال يرون يف السياسة‬
‫سوى امتداد إلدارة شركات جتارية عاملية‪.‬‬

‫وال‬ ‫ويوضح الكتاب أن الرفاهية تكون نقمة وسخيفة‪ ،‬عندما ال تسع مصاحل غالبية البشر‪،‬‬
‫تقتصر املشكلة على أن مثار التقدم ال توزع بالقسن‪ ،‬بل لكونها هي ذاتها مثاراً مسمومة‪ ،‬ضارة ملا‬
‫يالزمها من إسراف وتلوث‪.‬‬

‫ويعرض ا لكتاب بعض اإلحصائيات املهمة اليت تعطي تصوراً واضحاً عما األحوال االقتصادية من‬
‫فوارق اجتماعية‪ ،‬واليت تتسع هوتها بشكل يومي‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫علي موال‬

You might also like